الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب إثبات الغضب لله
وقوله: {لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ} [الممُتَحنَة: 13]، {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [المجادلة: 14]، {لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} [المائدة: 60]، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7]، {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا} [النور: 9]، وقوله:{لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 80]، وقوله:{فَلَمَّا آسَفُونَا} [الزخرف: 55]، وقوله:{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 162]، وقوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28)} [محمد]، {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81)} [طه]، {أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [طه: 86]، {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} [النساء: 93]، {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [المائدة: 60]، {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ
وَغَضَبٌ} [الأعراف: 71]، {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)} [الأعراف]، {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة: 90]، {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} [النَّمل: 82]
قال الفرّاء
(1)
: "معناه: إذا وجب السَّخَطُ عليهم، وهو كقوله: {وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} [فصلت: 25] في موضع آخر".
1710 -
عن عائشة قالت: "من أرضى الله بِسَخَط الناس كفاه اللهُ الناسَ، ومن أسخطَ اللهَ برِضَى الناس وكَلَه اللهُ إلى الناس".
ذكره شُعْبَة عن واقِد عن ابن أبي مُلَيْكَة عن القاسم عنها، قاله عثمان بن عُمَر عن شُعْبَة، وهو في كتابه في موضعين: موضعٍ موقوفٍ وموضعٍ مرفوعٍ.
أخبرناه سليمان وعيسى، قالا: أبا ابن اللَّتِّي، أبنا ابن اللّحّاس، أبنا السرّاج، أبنا ابن شاذان، أبنا ابن السمّاك، أبنا الحسن بن مُكْرِم، ثنا عثمان بن عُمَر، فذكره
(2)
.
1711 -
عن شقيق قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من حلف على يمينٍ لِيقتطعَ بها مالَ امرئٍ مسلم وهو فيها فاجرٌ، أتى اللهَ وهو عليه غضبانٌ".
(1)
معاني القرآن (2/ 300).
(2)
الرواية من فوائد ابن السماك، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1275). وأخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص 205) عن أبي داود الطيالسي عن شعبة. أما الرواية المرفوعة فأخرجها ابن حبان في صحيحه (1/ 511/ رقم: 277) وعبد بن حميد في مسنده (رقم: 1524). والموقوف أصح كما نقله الترمذي في العلل الكبير (رقم: 616) عن الإمام البخاري.
رواه البخاري ومسلم
(1)
.
وهو لأبي الأَحْوَص عن عبد الله، في الأول من مساوئ
(2)
الأخلاق للخرائطي
(3)
والثالث من المعجم الصغير للطبراني
(4)
.
رواه النسائي
(5)
بإسناد جيّد، وأبو حاتم بن حبان في صحيحه
(6)
.
1712 -
عن همّام بن مُنَبِّه قال: هذا ما حدّثنا أبو هُرَيْرَة: قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اشتدَّ غضبُ الله على قومٍ فعلوا برسول الله"، - وهو حينئذٍ يشير إلى رباعيّته-، وقال:"اشتدَّ غضبُ الله على رجلٍ يقتلُه رسولُ الله في سبيل الله".
رواه البخاري ومسلم
(7)
.
1713 -
ذكر الأُمَوي في المغازي ما ذكره ابنُ إسحاق
(8)
: حدثني صالح، عمّن حدّثه، عن سَعْد بن أبي وقّاص أنه كان يقول: والله ما حرصتُ على قتل رجلٍ قطّ ما حرصتُ على قتل عتبة بن أبي وقّاص، وإن كان ما علمتُه لسيّئ الخُلُق، منصّبًا في قومه، ولقد كفاني منه قولُ رسول الله:
"اشتدَّ غضبُ الله على من دمّى وجه نبيّه عليه السلام".
(1)
صحيح البخاري (رقم: 2417) وصحيح مسلم (رقم: 138).
(2)
كتب المصنف خطأً: (مكارم).
(3)
مساوئ الأخلاق (رقم: 169).
(4)
الروض الداني (1/ 375/ رقم: 627).
(5)
السنن الكبرى (5/ 493/ رقم: 5976).
(6)
الإحسان (11/ 481/ رقم: 5085).
(7)
صحيح البخاري (رقم: 4073) وصحيح مسلم (رقم: 1793).
(8)
السيرة النبوية (2/ 86).
1714 -
وفي صحيح ابن حبان
(1)
من حديث عبد الله بن الزُّبَيْر، عن أبيه: خَرَجْنا مع رسول الله مُصْعِدين في أُحُد، فذهب رسولُ الله ليَنْهَض، الحديث، وفيه: وهو يقول:
"اشتدَّ غضبُ الله على من دمّى وجهَ رسول الله".
1715 -
عن أبي زُرْعَة، عن أبي هُرَيْرَة قال: أُتِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا بلحمٍ، فدُفع إليه الذراعُ -وكان يُعجِبُه-، فنهش منها نهشةً ثم قال:
"أنا سيّدُ الناس يومَ القيامة، وهل تدرون لمَ ذلك؟ يجمعُ الله يومَ القيامة الأوّلين والآخرين في صعيد واحد"، فذكر حديثَ الشفاعةِ بطوله، وفيه أنّ آدم يقولُ: إنّ ربّي قد غضب اليومَ غضبًا لم يغضبْ قبله مثلَه ولن يغضبَ بعده مثلَه، وكذلك يقولُ نوحٌ وإبراهيمٌ وموسى وعيسى.
رواه البخاري ومسلم وابنُ خزيمة
(2)
.
1716 -
عن ابن عُمَر قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللَّهم إني أعوذُ بك من زوالِ نعمتك، وتحوّلِ عافيتك، وفُجاءةِ نِقْمتك، وجميعِ سَخَطك".
أخبرنا بهذا الحديث القاسمُ بنُ مُظَفَّر، أبتنا كريمةُ القرشيّة، قالت: أبنا مسعود بن الحسن، أبنا عبد الوهّاب بن مَنْدَه، أبنا أبي، أبنا محمد بن الحسين بن الحسن العطّار، ثنا أبو زُرْعَة الرازي، ثنا يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عُقْبَة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عُمَر، فذكره.
(1)
الإحسان (15/ 436/ رقم: 6979). وهو من حديث ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن جده عبد الله بن الزبير، وإسناده صحيح.
(2)
صحيح البخاري (رقم: 4712) وصحيح مسلم (رقم: 194) والتوحيد لابن خزيمة (2/ 593 - 594/ رقم: 347).
رواه مسلم
(1)
، عن أبي زُرْعَة، فوافقناه فيه بعُلُوّ درجتين، وليس لأبي زُرْعَة في صحيح مسلم سواه.
ورواه يعقوب بن سفيان في الرابع من مشيخته، عن يحيي بن عبد الله بن بُكَيْر المَخْزُومي.
وهو في الأول من مشيخة ابن المُهْتَدي
(2)
والمصافحة للبَرْقاني.
وروي من حديث طاوس عن ابن عباس، رواه ابن أبي الدنيا في الشُّكْر
(3)
.
1717 -
حديث فُرات بن السائب، عن مَيْمُون بن مِهْران، عن ابن عُمَر عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأَبان بن أبي عَيّاش، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"إذا دخل مُذْنِبُو أهل التوحيد النارَ عيَّرهم المشركون فقالوا لهم: ما أغنى عنكم توحيدُكم؟ فيحمي الله لهم أنفًا"، الحديث.
في عاشر فوائد أبي أحمد الحاكم
(4)
.
1718 -
قال أبو الحسن أحمد بن عُمَيْر بن يوسف بن جَوْصا الحافظ
(5)
: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عَرْعَرَة، ثنا مالك بن سليمان، ثنا بقيّة بن الوليد، قال: حدثني محمد بن زياد، قال: حدثني عبد الله بن أبي قَيْس، قال: حدثني عبد الله بن عُمَر، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(1)
الصحيح (رقم: 2739).
(2)
مشيخة أبي الحسين ابن المهتدي (ج 1/ ق 185 أ- مجموع 73).
(3)
الشكر (رقم: 16). وإسناده حسن.
(4)
ما اتصل إلينا من فوائد أبي أحمد الحاكم (رقم: 15).
(5)
محدث الشام، توفي سنة 320 هـ، وصلنا جزء من حديثه، لكن ليس فيه هذا الحديث. السير (15/ 15 - 21).
"قال جبريل: يا محمد، ما غَضِب ربُّك على أحد غَضَبَه على فرعون إذْ قال: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38]، وإذْ {فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)} [النازعات]، فلما أدركه الغرقُ استغاث، فما فككتُ أحشو فاه رملًا مخافةَ أن تُدركه الرحمةُ".
1719 -
وقال مَعْمَر، عن سِماك بن الفَضْل، قال: سمعتُ ابنَ مُنبِّهٍ يقول: " {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: 55] قال: أغضبونا"
(1)
.
1720 -
وقال أحمد بن عِمْران الأَخْفَش في حديث (إنّ أبا بكر رجلٌ أَسيفٌ)
(2)
: "والأسيفُ: الرجلُ الرقيقُ الحزينُ"، قال:"ويكون الأسيفُ أيضًا الغضبان إذا غضب غضبًا شديدًا، قال الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: 55]، أي: أغضبونا".
1721 -
قال أبو عبد الله بن مَنْدَه الحافظ
(3)
: أخبرنا محمد بن عبد الله بن العبّاس المافَرُّوخي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا يونس بن محمد المُؤَدِّب، ثنا الفَضْل بن عطاء، عن الفَضْل بن شُعَيْب، عن أبي مَنْظُور، عن أبي معاذ، عن أبي كاهل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا كاهل ألا أُخبرُك بقضاءٍ قضاه الله على نفسه؟ "،
قلت: بلى، قال:
"ادْنُ منّي أُخبِرُك به أحيا الله قلبَك، اعلَمنْ يا أبا كاهل أنه لن يغضبَ ربُّ العزّة على من كان في قلبه حبُّ الله"
(4)
.
(1)
روي هذا التفسير عن جماعة من السلف، انظر: الدر المنثور (13/ 217 - 218).
(2)
تفسير غريب الموطأ (ص 208).
(3)
لم أجده في كتبه المطبوعة، فلعله في معرفة الصحابة.
(4)
أخرجه -مطوّلًا-: العقيلي في الضعفاء (3/ 1138 - 1139)، والطبراني في المعجم =
1722 -
أخبرنا القُرَشي، أبنا ابن رَوّاج. ومحمد بن النحّاس، قال: أبنا الساوي؛ قالا: أبنا السِّلَفي، أبنا ابن العَلّاف، أبنا ابن بِشْران، أبنا الآجُرّي، أبنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن هارون بن بَدِينا الدقّاق، ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثنا أبو عَوانة، عن ابن أبي لَيْلَى، عن عطاء بن أبي رَباح، عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عَوْف حتى أتى به النخلَ، فإذا هو بإبراهيم ابنِ النبي صلى الله عليه وسلم في حِجْر أمِّه وهو يَجُودُ بنفسه، فذَرَفَتْ عيناه فبكى، فقال له عبد الرحمن: يا رسول الله! تبكي؟! ألم تنهَ عن البكاء؟ فقال:
"إنما نهيتُ عن صوتين أَحْمَقَيْن فاجِرَيْن: صوتٍ عند نعمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوتٍ عند مصيبة خَمْش وجوه وشَقِّ جُيُوبٍ ورنَّةِ الشيطان، وهذه رحمةٌ، ومن لا يَرحمْ لا يُرحم، يا إبراهيمُ لولا أنه قولُ حقٍّ ووعدُ صِدْقٍ وسبيلٌ مَأْتيّةٌ وأنّ آخرَنا يلحقُ بأوّلنا لَحَزِنَّا عليك حُزْنًا هو أشدُّ من هذا، وإنّا بك لمَحْزونون، تبكي العينُ، وَيوْجَل القلبُ، ولا نقولُ ما يُسخِط الربَّ"
(1)
.
وهو في الأربعين للآجُرّي
(2)
، لعلي بن مُسْهِر عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى.
= الكبير (18/ 361 - 362/ رقم: 928). وقد أشار لنكارته وبطلانه ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 1738) فقال في ترجمة أبي كاهل رضي الله عنه-ـ: "رُوِيَ له خبرٌ منكر"، وقال الذهبي في الميزان (3/ 354):"الفضل بن عطاء: عن الفضل بن شعيب عن أبي منظور، بسند مظلم، والمتن باطل".
(1)
أخرجه الآجري في الثمانون (ق 88 أ - ب)، والرواية بن طريقه، انظره سنده في المعجم المفهرس (رقم: 1052). وإسناده ضعيف لأجل محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال في التقريب:"صدوق، سيِّئ الحفظ".
(2)
الأربعون (ص 183 - 184).
ورُوِي من حديث ثابت عن أنس، وهو في جزء ابن خليل عن العشرة من أصحاب الحدّاد
(1)
.
1723 -
حديث: "إنّ السَّقَطَ لَيُراغِمُ ربَّه"
(2)
، أي: يُغاضِبُه.
1724 -
قال ابنُ جِنّي
(3)
: "قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} ولم يقلْ: غيرِ الذين غضبتَ عليهم، وذلك أنه موضعُ المُقرَّب من الله بذكر نِعَمِه، ولما صار الكلامُ إلى ذكر الغَضَب قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}، حتى كأنه قال: غير الذين غَضِب عليهم، فجاء اللفظُ منحرفًا عن ذكر الغاضب ولم يقل: غير الذين غضبتَ عليهم، كما قال: {أَنْعَمْتَ}، فأسند النِّعْمَةَ إليه لفظًا، وزوى عنه لفظَ الغَضَب تحسّنًا ولطفًا".
1725 -
عن عَدِيّ بن حاتم مرفوعًا:
"اليهودُ مغضوبٌ عليهم، والنصارى ضالُّون".
رواه الترمذي
(4)
، والإمام أحمد
(5)
.
وروي من حديث عبد الله بن شَقيق عن رجل من بَلْقَيْن، رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلي
(6)
.
(1)
عشرة الحداد (ق 166/ ب- مجموع 12)، وهو من حديث أنس رضي الله عنه.
(2)
أخرجه ابن ماجه (رقم: 1608) وأبو يعلى الموصلي (1/ 360 - 361/ رقم: 468) والبزار (3/ 57 - 58/ رقم: 815)، من طريق مندل بن علي عن الحسن بن الحكم عن أسماء بنت عابس عن أبيها عن علي رضي الله عنه، فذكره، وهو أول الحديث. قال البوصيري في زوائد ابن ماجه:"هذا إسناد ضعيف؛ لضعف مندل بن علي".
(3)
المحتسب (1/ 146).
(4)
الجامع (رقم: 2954).
(5)
المسند (32/ 123 - 125/ رقم: 19381)، في سياق طويل.
(6)
مسند أبي يعلى (13/ 131 - 132/ رقم: 7179). وصححه الهيثمي في المجمع (1/ 48 - 49). وهو في مسند الإمام أحمد (33/ 460/ رقم: 20351) وتفسير ابن جرير (1/ 187).
1726 -
قال إسحاق بن راهويه: أخبرنا رَوْح بن عُبادة والنَّضْر بن شُمَيْل، قالا: ثنا المَسْعُودي عبد الرحمن بن عبد الله، حدثني إسماعيل بن واسط
(1)
، عن محمد بن أبي كَبْشَة الأَنْماري، عن أبيه قال: لما غزا رسول الله تبوكًا فسارع قومٌ ليَدخلوا الحِجْر
(2)
، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة جامعة -وقال أحدهما: فنودي: الصلاة جامعة-، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أيّها الناس لا تدخلوا على قومٍ قد غضب الله عليهم"،
زاد رَوْحٌ فيه: قال: فجعل الرجلُ يعجبُ، فقال رسول الله:
"ألا أُنبِّئُكم بما هو أعجبُ من هذا؟ رجلٌ من أنفسكم يُنبِّئكم بما كان قبلكم وبما يكون بعدكم"
(3)
.
1727 -
أخبرنا ابن مَعالي وابن الرَّضِيّ، قالا: أبنا الخطيب، أبتنا فاطمة، أبنا زاهر، أبنا الكَنْجَرُوذي، قال: أبنا أبو يَعْلَى: ثنا نُعَيْم بن الهَيْصَم، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن الحجّاج بن أَرْطاة، حدثني أبو مَطْر، أنه سمع سالم بن عبد الله يحدّث عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعدَ والصواعقَ قال:
"اللَّهم لا تقتُلْنا بغضبك، ولا تُهلِكْنا بعذابك، وعافِنا قبل ذلك"
(4)
.
(1)
هكذا بخط المصنف، وهو: إسماعيل بن أوسط، كما في كتب الرجال.
(2)
يعني: أهل الحجر.
(3)
في إسناده المسعودي، وقد اختلط بأخرة؛ إلا أنّ النضر بن شميل وغيره من أهل البصرة قد رووا عنه قبل اختلاطه كما نُقل عن الإمام أحمد، انظر: تهذيب التهذيب (2/ 523).
(4)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (9/ 380 - 381/ رقم: 5507)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف؛ لضعف حجاج بن أرطاة.
رواه الترمذي
(1)
، وعلّقه البخاري في الكنى من تاريخه
(2)
، فقال: قال مُعَلّى بن أَسَد: ثنا عبد الواحد، قال: ثنا الحجّاج، فذكره.
1728 -
وقال مالك، عن زَيْد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يسار، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اللَّهم لا تجعلْ قبري وَثَنًا يُعبد، اشتدّ غضبُ الله على قومٍ اتّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ".
في الأول من الجنائز للخفّاف
(3)
.
ورواه الإمام أحمد
(4)
مسندًا، من حديث أبي صالح عن أبي هُرَيْرَة.
1729 -
قال أبو الشيخ بن حَيّان
(5)
: ثنا إبراهيم -هو: ابن محمد بن الحسن-، ثنا سعيد -هو: ابن عَمْرو-، ثنا بَقِيّة، عن صَفْوان بن عَمْرو، عن شُرَيْح بن عُبَيْد أو راشد بن سعد، عن عبد الله بن مسعود أنّه قال:"اعلموا أنّ مَنْ حَسَدَ عبْدًا على ما أُعطيَ فقد أَغْضَبَ الذي أعطاه وهو الله عز وجل".
1730 -
في حديثٍ عن نافعٍ، عن ابن عُمَر رَفَعَه:
"ومن أعان على خصومةٍ بظلمٍ أو بغير علمٍ لم يزلْ في سَخَط الله".
(1)
الجامع (رقم: 3450).
(2)
أي: التاريخ الكبير، ولم أجده فيه.
(3)
هو: عبد الوهاب بن عطاء. والحديث في الموطأ (1/ 172)، وهو مرسل.
(4)
المسند (12/ 314/ رقم: 7358)، وفي إسناده: حمزة بن المغيرة بن نشيط المخزومي العابد، قال في التقريب:"لا بأس به".
(5)
التوبيخ والتنبيه (رقم: 58). وإسناد الأثر ضعيف؛ لاحتمال انقطاعه بين راشد بن سعد وشريح بن عبيد وبين عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقد ذكروا أنهما كثيرا الإرسال عن جملة من الصحابة، انظر: جامع التحصيل (رقم: 181، 283).
في الثالث من حديث أبي علي بن خُزَيْمَة
(1)
، ومن حديث عطاء عن ابن عُمَر أيضًا
(2)
.
1731 -
قال البخاري في الأدب
(3)
: ثنا مسلم، ثنا هشام، ثنا قتادة، عن الحسن، عن سَمُرَة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار".
1732 -
عن أبي خَلَف، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يغضبُ إذا مُدح الفاسقُ في الأرض".
قاله سابق بن عبد الله البَرْبَري عنه.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلي في معجمه في باب الراء
(4)
.
وهو في أول فوائد أبي يَعْلَى الصابوني
(5)
.
(1)
وأخرجه عنه أبو الحسين بن بشران في الأمالي (رقم: 546). وأخرجه أبو داود (رقم: 3598) وابن ماجه (رقم: 2320) والحاكم (4/ 99)، من هذا الوجه.
(2)
أخرجه من هذا الوجه الإمام أحمد في مسنده (9/ 380 - 381/ رقم: 5544)، وعطاء هو: الخراساني. وقد روي الحديث موقوفًا على ابن عمر، أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 47 - 48/ رقم: 9987) دون ذكر الشاهد. وصحّح الوقف أبو حاتم الرازي كما في العلل (رقم: 2045).
(3)
الأدب المفرد (رقم: 320). وهو في ضعيف الأدب (رقم: 51) للألباني.
(4)
معجم أبي يعلى الموصلي (رقم: 171، 172). وإسناده منكر، فيه أبو خلف واسمه: حازم بن عطاء، قال في التقريب:"متروك، ورماه ابن معين بالكذب". والحديث ذكره الفتني في تذكرة الموضوعات (رقم: 4، 1464).
(5)
هو: إسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري، توفي سنة 455 هـ، قال الذهبي:"وخُرِّجت له عشرة أجزاء سمعناها". السير (18/ 75 - 76).
1733 -
وروى ابنُ عديّ
(1)
، لعُقْبَة الأَصَم عن عبد الله بن بُرَيْدة عن أبيه رَفَعَه:
"إذا مُدح الفاسقُ غَضِبَ ربُّه".
وهو في جزء ابن عَلَم
(2)
.
1734 -
أخبرنا عيسى ويحيى، قالا: أبنا ابن اللَّتّي، أبنا عُمَر الحَرْبي، أبنا أبو غالب العطّار، أبنا ابن شاذان، ثنا ابن دَرَستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أحمد بن الحارث أبو عبد الله، قال: ثتنا ساكنة بنت الجَعْد الغَنَوِيّة، قالت: سمعتُ سرّاء بنت نبهان تقول: احْتَفَر الحيُّ نهرًا في دار كِلابٍ، فأصابوا بها كنزًا عاديًا، فقالت كِلابٌ: دارنا، وقالت الحيُّ: احْتَفَرْنا، فنافروهم في ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى به للحيّ وأخذ منهم الخُمُسَ -أو قالت: فخمّسهم-، فأصابنا نَصيبُنا من ذلك فاشترينا مائةً من النعَم، فأتينا بها الماءَ، فأراد المصدِّق أن يُصْدِقَ، فأبينا عليه -أو قالت: امتنعنا عليه-، فأتينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فقال:
"إن كنتم جعلتُمُوها مع غُرّتها، وإلّا فلا شيء عليكم في هذا العام"، وقال:
"إنّ المُصَّدِّق إذا انصرف عن القوم وهو عليهم ساخطٌ سَخِط الله عليهم، وإذا انصرف عنهم وهو راضٍ رضي الله عنهم"
(3)
.
(1)
الكامل في الضعفاء (5/ 279). وعقبة الأصم اسمه: عقبة بن عبد الله، قال في التقريب:"ضعيف، وربما دلس".
(2)
هو: أبو بكر وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمرويه البغدادي الصفار، توفي سنة 349 هـ، قال الذهبي:"له جزء مشهور سمعناه". السير (15/ 544).
(3)
أخرجه يعقوب بن سفيان في مشيخته (رقم: 7)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف جدًّا، فيه أحمد بن الحارث أبو عبد الله وهو: الغساني، قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال البخاري: فيه نظر. الجرح والتعديل (2/ 47) والتاريخ الكبير (2/ 2).
1735 -
قال الحارث بن أبي أسامة
(1)
: ثنا محمد بن عُمَر، ثنا إسحاق بن محمد بن أبي حَرْمَلَة، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخُدْري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"صدقةُ السرّ تطفئُ غضبَ الربّ، وصلةُ الرَّحِم تزيدُ في العُمُر، وفعلُ الخيرات يقي مصارع السوء".
1736 -
أخبرنا سليمان، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا الصَّيْدَلاني، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أبو بكر بن شاذان، أبنا أبو بكر القَبّاب، أبنا أبو الحسن العَسْكَري، ثنا بُنان بن أبي الخطّاب اللِّحْياني، ثنا إسحاق بن بهلول الأَنْباري، ثنا أبو المُطَرِّف المغيرة بن المُطَرِّف، عن الحارث النُّمَيْري، عن أبي هارون العَبْدي، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صدقةُ السرّ تطفئ غضبَ الربّ عز وجل"
(2)
.
ورُوِيَ من حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، في عاشر المعجم الصغير للطبراني
(3)
.
1737 -
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
بغية الباحث (1/ 397 - 398/ رقم: 302). وإسناده ضعيف جدًّا، محمد بن عمر هو الواقدي وهو متروك. ولجملة الحديث الأولى:"صدقة السر تطفئ غضب الرب" شواهد، خرجها الشيخ الألباني في الصحيحة (رقم: 1908).
(2)
أخرجه الحسن العسكري في السرائر (ق 179 أ- ب - مجموع 124)، والرواية من طريقه، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 284). وإسناده ضعيف جدًّا، أبو هارون العبدي اسمه: عمارة بن جوين، قال في التقريب:"متروك، ومنهم من كذّبه، شيعي".
(3)
المعجم الصغير (رقم: 1034). في إسناده أصرم بن حوشب: قال ابن معين: كذاب خبيث، وقال البخاري ومسلم والنسائي: متروك، انظر: الميزان (1/ 272). وأخرجه الحاكم (3/ 568) له عن إسحاق بن واصل، وعلق عليه الذهبي بقوله:"أظنه موضوعًا، فإسحاق متروك، وأصرم متهم بالكذب".
"إن الصدقةَ لتطفئ غضبَ الربّ وتدفعُ ميتةَ السوء".
رواه الترمذي
(1)
وابن حبّان
(2)
، وقال الترمذي:"حديث حسن، غريب من هذا الوجه".
ورُوِيَ من حديث ابن مسعود، في خامس فضائل الأعمال لابن شاهين
(3)
.
ومن حديث ابن عبّاس في مشيخة الرازي
(4)
.
1738 -
أخبرنا ابن الزَّرّاد، أبنا البَكْري، أبنا عبد المعزّ، أبنا تميم، أبنا البَحّاثي، أبنا الزَّوْزَني، أبنا أبو حاتم
(5)
، أبنا عِمْران بن موسى بن مُجاشع، ثنا هُدْبَة بن خالد القَيْسي، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة قال: لمّا توفّي ابنُ رسول الله صاح أسامة بن زيد، فقال رسول الله:
"ليس هذا منّا، ليس لصارخٍ حظٌّ، القلبُ يحزن، والعينُ تدمع، ولا نقولُ ما يُغضِبُ الربَّ"
(6)
.
1739 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن البخاري، أبنا ابن
(1)
الجامع (رقم: 664).
(2)
الإحسان (8/ 103 - 104/ رقم: 3309). وفي إسناده: عبد الله بن عيسى الخزاز، قال في التقريب:"ضعيف".
(3)
الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك (رقم: 385). وفي إسناده: نصر بن حماد بن عجلان، قال في التقريب:"ضعيف، أفرط الأزدي فزعم أنه يضع".
(4)
المشيخة (رقم: 105). وفيه رواية الضحاك عن ابن عباس، وهي منقطعة كما في جامع التحصيل (رقم: 304).
(5)
هو: ابن حبان.
(6)
أخرجه ابن حبان (7/ 431 - 432/ رقم: 3160)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن. وأخرجه الحاكم (1/ 382) لموسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة.
طَبَرْزَد، أبنا ابن البَنّا، أبنا الجَوْهَري، أبنا القطيعي، ثنا بِشْر بن موسى، ثنا هَوْذَة، ثنا عَوْف، عن خِلاس، عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"اشتدّ غضبُ الله على من سُمِّي ملك الأملاك، لا مالك إلّا الله عز وجل"
(1)
.
1740 -
قال بَقِيُّ بن مَخْلَد: وحدّثنا أبو محمد -أكبر ظنّي أنه زَحْمَويه
(2)
-، ثنا هُشَيْم. قال: وثنا العُثْماني، ثنا عبد العزيز، عن حرام بن عثمان، عن عبد الرحمن ومحمد ابنَيْ جابر، عن أبيهما أنه قال: خرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بيته ومعه عَسِيبُ رُطَبٍ وهو مُغْضَبٌ، فقال:
"اشتدّ غضبُ الله على من كَذَب عليَّ وأتى البهائم"
(3)
.
قال ابنُ أبي مريم
(4)
عن يحيى بن معين: "حرام بنُ عثمان ليس بثقة ولا مأمون
(5)
".
1741 -
قال أبو بكر أحمد بن عَمْرو البَزّار
(6)
: حدّثنا الفَضْل بن سَهْل، ثنا قُدامة بن محمد بن قُدامة، ثنا إسماعيل بن شَيْبَة الطائع، ثنا ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الرواية من القطيعيات، انظر: المجمع المؤسس (رقم: 1455). والإسناد منقطع، خلاس بن عمرو لم يسمع من أبي هريرة كما في جامع التحصيل (رقم: 175). لكن تابعه محمد ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه الحاكم (4/ 275) وصححه على شرح الشيخين ووافقه الذهبي.
(2)
هو: زكريا بن يحيى بن صبيح الواسطي. تبصير النتبه (2/ 595) وتعجيل المنفعة (رقم: 339).
(3)
إسناده ضعيف لأجل حرام بن عثمان. وأخرجه أبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم (1/ 45/ رقم: 26) ليحيى بن أيوب عن حرام.
(4)
هو: أحمد بن سعد بن الحكم بن أبي مريم، أبو جعفر المصري، توفي سنة 253 هـ. السير (12/ 311).
(5)
انظر: الميزان (1/ 468).
(6)
مسنده (11/ 357 - 358/ رقم: 5180).
"بابُ النار لا يدخلُه أحدٌ؛ إلّا رجلٌ يَشْفي غَيْظَه بسَخَط الله".
قال: "قُدامة بن محمد ليس به بأس، وإسماعيل بن شَيْبَة قد حدّث عن ابن جُرَيْج بغير حديثٍ لم يتابَع عليه"
(1)
.
1742 -
وقال
(2)
: حدّثنا محمد بن عبد الله المُخَرَّمي، ثنا سَهْل بن محمود، ثنا صالح بن عثمان، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سِماك، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس قال: لما قام بصرى- قيل له: نداويك وتدعُ الصلاةَ أيامًا؟ قال: لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من ترك الصلاةَ لقي الله وهو عليه غضبان".
قال: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غيرُ هذا الرجل موقوفًا"
(3)
.
1743 -
عن المَعْرُور بن سُوَيْد، عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن القِرَدَة والخنازير، قال:
"إنّ الله إذا غَضِبَ على قومٍ لم يجعلْ لهم نَسْلًا ولا عاقبةً".
رواه ابن شاذان في الأول من مشيخته
(4)
، وأبو عَمْرو بن السمّاك في الثامن من حديثه
(5)
.
(1)
وأعلّه بهما الهيثمي في المجمع (10/ 395).
(2)
كشف الأستار عن زوائد البزار (1/ 173 - 174/ رقم: 343).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 294/ رقم: 11782) عن عبدان بن أحمد عن المخرمي.
(4)
يعني: الكبرى، انظر: حديث أبي علي بن شاذان عن شيوخه بانتقاء أبي القاسم الأزجي (ق 122/ ب- 123/ أ- مجموع 31).
(5)
والحديث بمعناه في صحيح مسلم (رقم: 2663).
1744 -
عن عبد الله بن بُرْيَدة، عن أبيه في قصّة خالد وعلي، قال فيه: فرفعتُ بَصَري إلى رسول الله فإذا وجهُه متغيّر، فلمّا رأيتُ ذلك قلتُ: أعوذ بالله من غَضَب الله، قد غَضِبَ رسوله، فقال بُرَيْدَة: والله لا أُبغضُه أبدًا بعد الذي رأيتُ من رسول الله -يعني عليًا رضي الله عنهما-.
في الثاني من حديث حمزة الدِّهْقان
(1)
.
1745 -
في الكامل لابن عديّ
(2)
، لعبد الله بن أيّوب بن أبي علاج المَوْصلي، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن الزُّهْري، عن سالم، عن ابن عُمَر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"إنّ الله لا يغضَبُ، فإذا غَضِب تسلّحت الملائكةُ لغَضَبه، فإذا اطّلع إلى أهل الأرض ونظر إلى الولدان يقرؤون القرآن تملّأ ربُّنا رضىً".
هذا حديثٌ منكر.
هو في الأول من فوائد ابن أبي العَقَب
(3)
، "وله:"إذا غضب الله".
1746 -
قال الزُّهْري: عن ابن أبي حَثَمَة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن بعض أصحابه قالوا له: يا رسولَ الله بم اشتدّ غضبُ الله على أهل النار حتى عذّبهم العذابَ الذي أخبرنا؟ قال:
"بأنهم استكبروا وخاضوا".
(1)
وهو عند الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 5756)، وهو من رواية عمرو بن عطية العوفي عن أبيه عطية -وهما ضعيفان- عن عبد الله بن بريدة.
(2)
الكامل في الضعفاء (4/ 211). قال ابن عديّ عقبه: "وهذا عن ابن عيينة بهذا الإسناد لا أعلم رواه عن غير ابن أبي علاج هذا، وهو منكر". وابن أبي علاج متهم بالكذب والوضع كما في الميزان ولسانه.
(3)
الجزء الأول من فوائد أبي القاسم ابن أبي العقب الهمداني (ق 197/ ب - مجموع 67)، رواه لمحمد بن عيسى النقاش عن ابن أبي العلاج.
ابنُ أبي حَثَمَة هو: أبو بكر بن سليمان بن أبي حَثَمَة، تابعيٌّ أرسلَ.
1747 -
حديث ربيعة بن كَعْب الأَسْلَمي، وقوله:"هذا أبو بكر ثاني اثنين إذ هما في الغار، ويغضبُ رسولُ الله لغضبه، ويغضبُ الله لغضب رسول الله فيَهْلِكُ ربيعة".
رواه أبو دأود الطيالسي
(1)
.
قولُه عن ذي النون: {إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبيَاء: 87].
1748 -
وحديثُ: "إنّ الطفل ليُراغم ربَّه في أَبَوَيْه"
(2)
.
رواه يعقوب بن شيبة، لمَنْدَل بن علي -قال:"وهو ضعيف الحديث وليس بالساقط"- عن الحسن بن الحَكَم النخَعي الكوفي عن أسماء بنت عابس بن ربيعة عن أبيها عن علي عن النبي.
1749 -
قال إسحاق بن راهويه: أبنا رَوْح بن عُبادة، ثنا داود بن أبي الفُرات، ثنا محمد ابن زَيْد العَبْدي -وكان قاضيًا بمَرْو-، ثنا أبو الأَعْيَن العَبْدي، قال: سمعتُ أبا الأَحْوَص يقول: ثنا عبد الله بن مسعود أنهم سألوا رسول الله عن القِرَدَة والخنازير: أهي من نَسْل اليهود؟ فقال:
"إنّ الله لم يلعنْ قومًا فمَسَخَهم فكان لهم نَسْلٌ حتى يُهلكهم، ولكن خَلْقٌ كان، فلما غضب الله على اليهود فمَسَخَهم فجَعَلَهم مثلَهم"
(3)
.
(1)
مسند الطيالسي (2/ 493 - 494/ رقم: 1270)، وفيه قصة وطول. وفيه المبارك بن فضالة، وهو معروف بتدليس التسوية، وقد عنعن كذلك. وأخرجه الإمام أحمد (27/ 111 - 115/ رقم: 16577) بطوله مع القصة.
(2)
تقدم تخريجه، (1665).
(3)
إسناده حسن. وأخرجه الإمام أحمد (6/ 292 - 293/ رقم: 3747) وأبو يعلي في مسنده (9/ 215/ رقم: 5314)، من طرق عن داود بن الفرات.
رُوِيَ معناه من حديث المَعْرُور بن سُوَيْد عن عبد الله، في الأول من مشيخة ابن شاذان الكبرى
(1)
.
1750 -
أخبرني أبو الحجّاج، أبنا ابن البخاري، أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا أبو القاسم بن السمرقندي، أبنا أحمد بن النَّقُّور، أبنا أحمد بن الجندي، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا كامل بن طَلْحَة، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة: أنّ رسول الله لمّا كان يومُ أُحُد قال:
"لقد اشتدّ غَضَبُ الله على قومٍ هَشَموا البيضةَ على رأس نبيّهم وهو يدعوهم إلى الله"
(2)
.
1751 -
وأخبرناه ابن مَعالي وابن الرَّضِيّ، قالا: أبنا الخطيب، أبتنا فاطمة، قالت: أبنا زاهر، أبنا الكَنْجَرُوذي، أبنا ابن حَمْدان، أبنا أبو يَعْلى، أبنا عبد الواحد بن غِياث، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، فذكره
(3)
.
1752 -
وفي حديث زَيْد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يَسار، عن أبي سعيد: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشفاعة:
"إنّ الله يقول لأهل الجنة: عندي أفضلُ من هذا، فيقولون: يا ربَّنا! وأيّ شيءٍ أفضلُ من هذا؟ فيقول: رِضائي، فلا أَسْخَطُ عليكم بعده أبدا".
رواه مسلم
(4)
.
(1)
تقدّم تخريجه منها.
(2)
الرواية من طريق حديث حماد بن سلمة للبغوي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1120). وإسناده حسن.
(3)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (10/ 337 - 338/ رقم: 5931)، والرواية من طريقه. وأخرجه البزار (2/ 326/ رقم: 1793) لسهيل بن بكار عن حماد.
(4)
الصحيح (رقم: 186).
1753 -
قال البخاري
(1)
: حدّثنا قُتَيْبَة بن سعيد، ثنا عبد الوهّاب، ثنا أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة: أنّ اليهود أَتَوْا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: السامُّ عليك، قال:
"وعليكم"،
فقالت عائشة: السامُّ عليكم، ولعنكم الله، وغَضِبَ عليكم، فقال رسول الله:
"مهلًا يا عائشة، عليكِ بالرِّفْق، إيّاكِ والعُنْفَ أو الفُحْشَ"،
قالت: أوَ لم تسمعْ ما قالوا؟ قال:
"أوَ لم تسمعي ما قلتُ؟ رددتُ عليهم، فيُستجابُ لي فيهم، ولا يُستجابُ لهم فيّ".
1754 -
وفي حديث عبد الرحمن بن أبي عَمْرَة، عن أبي هُرَيْرَة: في قصّة الأَعْمَى والأَبْرَص والأَقْرَع وقولِ الملَك للأَعْمَى:
"فإنما ابتُليتُم، فقد رَضِيَ عنك وسَخِطَ على صاحبَيْك".
في المصافحة للبَرْقاني.
رواه البخاري ومسلم
(2)
.
1755 -
قال أبو بكر أحمد بن عَمْرو البزّار
(3)
: حدّثنا محمد بن مَعْمَر، ثنا أبو عاصم، عن ابن جُرَيْج، قال: أخبرني عَمْرو بن دينار، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس قال:"اشتدّ غضبُ الله على من قتله رسولُ الله بيده، واشتدّ غضبُ الله على قومٍ دَمَّوْا وجهَ رسول الله".
(1)
الصحيح (رقم: 6401).
(2)
صحيح البخاري (رقم: 3464) وصحيح مسلم (رقم: 2966).
(3)
مسند البزار (11/ 49/ رقم: 4738). وهو عبد البخاري (رقم: 4076) عن عمرو بن علي الفلاس عن أبي عاصم. وأخرجه (رقم: 4074) ليحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج.
رواه الأموي في المغازي، عن أبيه عن ابن جُرَيْج
(1)
.
وقال لنا ابنُ مَعْمَر في هذا الحديث -مرارًا-: ثنا أبو عاصم، عن ابن جُرَيْج، قال: أخبرني عَمْرو، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"اشتدّ غَضَبُ الله على من قَتَلَه رسول الله بيده، واشتدّ غَضَبُ الله على قومٍ دَمَّوْا وجهَ رسول الله".
فقلتُ لابن مَعْمَر: هذا الحديث يحزنك أن تقول فيه: "اشتدّ غَضَبُ الله على من قَتَلَه رسولُ الله" ولا ترفعُه، فإنه يدخل في المسند؟ فتركه.
قال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلّا من هذا الوجه
(2)
.
1756 -
وقال
(3)
: حدّثنا عَمْرو بن عيسى الضُّبَعي، ثنا عبد الأَعْلَى بن عبد الأَعْلَى، ثنا إبراهيم بن يزيد، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اشتدّ غَضَبُ الله على امرأةٍ أدخلتْ على قومٍ ولدًا ليس منهم يطّلعُ على عوراتهم ويشاركُهم في أموالهم".
قال: "وهذا الحديث لا نعلمُه يُرْوَى عن ابن عُمَر إلّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وإبراهيم بن يزيد ليّن الحديث، وقد رَوَى عنه جماعةٌ منهم الثَّوْرِيُّ وغيرُه، ويُكتَب من حديثه ما تفرّد به"
(4)
.
(1)
هذا التخريج كتبه المصنف في الحاشية اليسرى بحذاء الرواية.
(2)
هذه الزيادة من كلام البزار لم أجدها في المطبوع.
(3)
مسند البزار (12/ 247/ رقم: 5992).
(4)
إبراهيم بن يزيد الخُوزي: قال في التقريب: "متروك الحديث"، فالإسناد ضعيف جدًّا.
(1)
هو في رابع مساوئ الأخلاق للخرائطي
(2)
، وثاني مشيخة ابن شاذان
(3)
، وجزء أمالي ابن السَّمّاك والخُلْدي والطَّسْتي
(4)
.
1757 -
وقال
(5)
: حدّثنا عَمْرو بن عبد الله الأَوْدي، ثنا وكيع بن الجَرّاح، ثنا أبو المَلِيح -يعني الفارسي-، عن أبي صالح الخُوزي، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله:
"من لا يسأل الله يغضبْ عليه".
رواه أحمد
(6)
، وأبو يَعْلَى المَوْصِلي
(7)
، والتِّرْمِذي
(8)
، وابن أبي عاصم
(9)
.
وهو في عوالي أبي عاصم لابن خليل، والثاني والعشرون من أمالي عبد الملك بن بِشْران
(10)
، ومسند ابن أبي عُمَر العَدَني، والأول من الدعاء للطبراني
(11)
.
1758 -
أخبرنا عيسى والحجّار، قالا: أنا ابن اللَّتِّي، أنا عبد الأول،
(1)
هذا التخريج كتبه المصنف على الحاشية اليمنى بحذاء الرواية.
(2)
مساوئ الأخلاق (رقم: 479).
(3)
الفوائد المنتقاة العوالي الحسان والغرائب -انتخاب أبي القاسم الأزجي- (ق 112/ أ- مجموع 31).
(4)
الجزء ذكره الحافظ ابن حجر في المجمع المؤسس (1/ 272 - 273). الطستي هو: أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد البغدادي، توفي سنة 346 هـ. السير (15/ 555).
(5)
مسند البزار (16/ 248/ رقم: 9425).
(6)
المسند (15/ 438/ رقم: 9701).
(7)
مسند أبي يعلى (12/ 10/ رقم: 6655).
(8)
الجامع (رقم: 3373).
(9)
لم أجده في السنة.
(10)
الأمالي (رقم: 1203).
(11)
الدعاء (رقم: 23).
أنا الداودي، أنا ابن حمُّويه، أنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، ثنا عُبَيْد الله بن موسى، عن سفيان، عن حجّاج بن فُرافِصة، عن مَكْحُول، عن أبي هُرَيْرَة يرفعه قال:
"من طلب الدنيا حلالًا، استعفافًا عن المسألة، وسعيًا على أهله، وتعطّفًا على جاره، جاء يومَ القيامة ووجهُه كالقمر ليلةَ البدر، ومن طلب الدنيا حلالًا مُفاخِرًا مُكاثِرًا مُرائِيًا، لقيَ الله وهو عليه غضبان"
(1)
.
1759 -
قال عثمان بن سعيد الدارمي
(2)
: ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حمّاد -وهو: ابن سَلَمَة-، عن الزُّبَيْر أبي عبد السلام، عن أيوب بن عبد الله الفِهْري، عن ابن مسعود قال:
"إنّ ربكم ليس عنده ليلٌ ولا نهارٌ، نورُ السموات من نورِ وجهه، مقدارُ كل يوم من أيّامكم عنده ثنتا عشرة ساعة، فتُعرضُ عليه أعمالُكم بالأمس أوّلَ النهار فينظرُ فيها ثلاث ساعات، فيطّلع منها على ما يَكره، فيُغضبه ذلك، فأول من يعلمون بغضبه حملةُ العرش، يجدونه يثقل عليهم، فيسبّحونه الذين يحملون العرش وسرادقات العرش والملائكة المقرّبون وسائرُ الملائكة"
(3)
.
ورواه أبو أحمد العسّال، لمَرْوان بن معاوية عن عِمْران بن المُغِيرة المِنْقَري، عن ابن مِكْرَز عن عبد الله بن مسعود [ .... ]
(4)
.
(1)
أخرجه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 1433)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف، حجاج بن فرافصة: قال في التقريب: "صدوق عابد، يهم"، وقد تفرد به كما صرح أبو نعيم في روايته في الحلية (8/ 215)، وبه أعلّه الألباني في الضعيفة (رقم: 1032)، وبالانقطاع بين مكحول وأبي هريرة.
(2)
النقض على المريسي (1/ 475 - 476).
(3)
أيوب بن عبد الله هو: ابن مكرز، قال في التقريب:"مستور".
(4)
جملة لم أستطع قراءتها لأنها كتبت في حافة الورقة مكان الخياطة ولم تتضح في التصوير، والله المستعان.
1760 -
وقال عثمان الدارمي
(1)
والبخاري في الأدب
(2)
: حدّثنا علي بن المديني، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن بُرَيْدَة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقولوا للمنافق سيّدَنا، فإنه إن يكُ سيّدَكم فقد أسخطتُم ربَّكم".
هو بمعناه في جزء ابن علَم، وسابع فوائد ابن أخي ميمي
(3)
، وسابع المَحامليّات البَيْعِيَّة
(4)
.
ورواه أيضًا أبو داود
(5)
، والنسائي في اليوم والليلة
(6)
.
1761 -
وقال محمد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة بن وَقّاص، عن أبيه، عن جدِّه، عن بلال بن الحارث المُزَني أنّه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنّ أحدَكم ليتكلّمُ بالكلمة من رضوان الله وما يظنُّ أن تبلغَ ما بلغتْ، فيكتبُ الله له بها رضوانَه إلى يوم يلقاه، وإنّ أحدَكم ليتكلّمُ بالكلمة من سَخَط الله ما يظنُّ أن تبلغَ ما بلغتْ، فيكتبُ الله بها عليه سَخَطَه إلى يوم يلقاه".
هو في الثاني من حديث علي بن حُجْر
(7)
.
رواه مالك
(8)
، عن محمد بن عَمْرو.
(1)
النقض على المريسي (2/ 875 - 876).
(2)
الأدب المفرد (رقم: 760). وهو في صحيح الأدب (رقم: 588).
(3)
الفوائد (رقم: 586).
(4)
أمالي المحاملي -رواية البّيع- (رقم: 391).
(5)
السنن (رقم: 4977).
(6)
السنن الكبرى (6/ 70/ رقم: 10073).
(7)
حديث علي بن حجر (رقم: 227).
(8)
الموطأ (2/ 752)، ولم يذكر مالك في روايته علقمة بن وقاص جدُّ محمد بن عمرو، فانقطع الإسناد؛ وقد خالفه فيه جمعٌ من الرواة ذكرهم الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك (رقم: 74)، ورجّح البخاري الرواية الأولى، وكذا ابن عبد البر، قال:"وإليه قال الدارقطني"، التاريخ الكبير (2/ 107) والتمهيد (13/ 50).
وليس لمالكٍ عن محمد بن عَمْرو من المسند غيرُ هذا الحديث، قال ذلك ابنُ عبد البرّ
(1)
.
وهو حديثٌ حسن صحيح
(2)
.
1762 -
قال أبو حَفْص بن شاهين الواعظ
(3)
: حدّثنا محمد بن داود بن سليمان الهَمْداني، ثنا الحسين بن علي بن الأَسْوَد العِجْلي، ثنا عَمْرو بن محمد العَنْقَزي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله:
"اتّقوا غَضَبَ عُمَر بن الخطّاب؛ فإنه إذا غَضِبَ غَضِبَ اللهُ له"
(4)
.
1763 -
وفي الثالث من حديث أبي علي بن خُزَيْمَة، عن الحسين بن علي، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"يا فاطمةُ إنّ الله ليَغْضَبُ لغَضَبِكِ ويَرْضَى لرِضاكِ".
وهو في معجم أبي يَعْلَى
(5)
، وجزء الغِطْريف
(6)
، ومسند يعقوب بن شَيْبَة.
ذكره الدارقطني في العلل
(7)
، وأنه:"رُوِيَ مرسلًا، وهو الأَشْبَه".
(1)
لم أجد كلامه في التمهيد ولا في الاستذكار.
(2)
قاله الترمذي في جامعه (رقم: 2319) إثر روايته له لعبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو.
(3)
الكتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة (رقم: 94).
(4)
إسناده ضعيف، فيه: الحارث الأعور، في حديثه ضعف، وأبو إسحاق السبيعي من المختلطين. أورد الحديث الذهبي في المغني في الضعفاء (2/ 601) وقال:"حديث باطل".
(5)
المعجم (رقم: 218). وهو من رواية حسين بن زيد عن علي بن عمر بن علي عن جعفر ابن محمد عن أبي عن جده عن الحسين بن علي. وهذا إسناد ضعيف، علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال في التقريب:"مستور".
(6)
جزء ابن الغطريف (رقم: 31).
(7)
العلل (3/ 103).
وقال شيخُنا ابن تيمية في الرد على الرافضة
(1)
: "لا يُعرف في شيءٍ من كتب الحديث المعروفة، ولا له إسنادٌ معروفٌ عن النبي لا صحيحٌ ولا حسنٌ".
1764 -
عن عبد الله بن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"للأنبياء منابرُ من ذهب فيجلسون عليها، قال: فيبقى مِنْبَري لا أجلسُ عليه -أو: لا أقعد عليه-، قائمًا بين يدي ربي مخافةَ أن يُبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي، فأقولُ: يا ربِّ أمتي أمتي، فيقول الله: يا محمد ما تريدُ أن أصنعَ بأمّتك؟ فيقول: يا ربِّ عجِّل حسابَهم، فيُدعى بهم فيُحاسَبون، فمنهم من يدخلُ الجنةَ برحمة الله، ومنهم من يدخلُ الجنةَ بشفاعتي، فما أزال أشفعُ حتى أُعْطَي صِكاكًا برجالٍ قد بُعث بهم إلى النار، وحتى إنّ مالك خازنَ النار يقول: يا محمد ما تركت للنار لغَضَبِ ربِّك في أمتك من نقمةٍ".
قال ابن خُزَيْمَة
(2)
: حدّثنا أبو زُرْعَة عُبَيْد الله بن عبد الكريم رحمه الله، قال: ثنا سعيد ابن محمد الجَرْمي، ثنا عبد الواحد بن واصل، ثنا محمد بن ثابت البُناني، عن عُبَيْد الله بن عبد الله بن الحارث بن نَوْفَل، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس، بهذا الحديث.
إسناده ليس بالقويّ
(3)
.
1765 -
وقال ابن خُزَيْمَة
(4)
: حدّثنا محمد بن مَعْمَر القَيْسي، ثنا الحجّاج بن مِنْهال، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن عَمْرو بن محمد بن
(5)
يحيى بن
(1)
منهاج السنة (4/ 248 - 249).
(2)
التوحيد (2/ 598 - 599/ رقم: 350).
(3)
علته محمد بن ثابت البناني، قال في التقريب:"ضعيف".
(4)
التوحيد (2/ 870/ رقم: 587).
(5)
عبارة (محمد بن) ألحقها المؤلف فوق الاسم، ولم أجدها في اسم الراوي المذكور.
سعيد بن العاص، قال: حدثني قَيْس بن محمد، عن محمد بن الأَشْعَث، أنّ الأَشْعَث وَهَب له غلامًا فغَضِبَ عليه وقال: والله ما وَهَبْتُ لك شيئًا، فلما أصبح ردَّه عليه فقال: سمعتُ رسول الله يقول:
"من حلف على يمينِ صبرٍ ليَقْطَعَ مالَ امرئٍ مسلمٍ لقيَ الله يومَ القيامة وهو مُجمِعٌ عليه غَضَبًا، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه"
(1)
.
رواه الطبراني
(2)
، وأبو سعيد بن يونس في ترجمة أبيه أحمد بن يونس من التاريخ
(3)
.
كذا قالا: (عَمْرو بن محمد)، وأما البخاري فقال
(4)
: (عُمَر بن محمد)، ولم يذكره في باب عَمْرو على قولِ من قال: عَمْرو.
1766 -
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"عليكم باصطناع المعروف، فإنّه يمنع مَصارعَ السوء، وعليكم بصدقة السرّ، فإنها تطفئ غَضَبَ الله عز وجل".
أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أبنا محمد بن إسماعيل، أبنا إسماعيل بن صالح، أبنا أبو عبد الله الرازي، أبنا الحسين بن عبد الله بن الشُّوَيْخ الأَرْمَوي، أبنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن سَنْكَر القاضي، ثنا أبو علي الحسن بن محمد بن موسى الأنصاري، ثنا عبد الله بن محمد بن عُبَيْد القرشي
(5)
، حدثني عبد الرحمن بن صالح الأَزْدي، ثنا عَمْرو بن هاشم
(1)
قيس بن محمد ومحمد بن الأشعث كلاهما قال فيه ابن حجر: "مقبول".
(2)
المعجم الكبير (1/ 235/ رقم: 644)، أخرجه لهدبة بن خالد عن حماد بن سلمة.
(3)
يعني: تاريخ مصر.
(4)
التاريخ الكبير (6/ 191).
(5)
هو: ابن أبي الدنيا.
الجنبي، عن جُوَيْبِر، عن الضحّاك، عن ابن عباس، بهذا
(1)
.
1767 -
عن أبي جُحَيفَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من أحدٍ يَدَعُ أن يمشيَ في حاجةِ أخيه المسلم، قُضيتْ أو لم تُقضَ، إلّا مشى مثلها في سَخَط الله عز وجل".
أخبرنا القرشي، أبنا ابن رَوّاج، أبنا السِّلَفي، أبنا الباقِلّاني والطبّاخ، قالا: أبنا عبد الباقي، أبنا ابن الصوّاف، ثنا محمد بن خَلَف، ثنا سليمان بن الربيع، ثنا كادح، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جُحَيْفة، بهذا
(2)
.
هذا حديثٌ منكر
(3)
.
1768 -
عن ابن عُمَر: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من تَعَظّمَ في نفسه، واختالَ في مِشْيَتِه، لقيَ الله وهو عليه غضبان".
رواه الإمام أحمد
(4)
، والخَرائِطي في مساوئ الأخلاق
(5)
، ليونس بن القاسم عن عِكْرِمَة بن خالد المَخْزُومي عن ابن عُمَر
(6)
.
(1)
أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (رقم: 6)، والرواية من طريقه. وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم: 4052).
(2)
أخرجه أبو علي بن الصواف في جزء من حديثه (ق 86/ ب - مجموع 106)، والرواية من طريقه.
(3)
في إسناده: كادح، وهو: ابن رحمة الكوفي، قال الأزدي وغيره: كذاب، انظر: الميزان (3/ 399).
(4)
المسند (10/ 200/ رقم: 5995).
(5)
مساوئ الأخلاق (رقم: 578).
(6)
إسناد صحيح. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم: 549) وهو في صحيح الأدب (رقم: 427).
وهو في الثاني من حديث حمزة الدِّهْقان، لعِكْرِمَة بن عمار عن عِكْرِمَة بن خالد.
1769 -
عن عِصْمَة بن مالك: قال رسول الله:
"من تحبّب إلى الناس ما لا يُحبُّ الله لَقِيَ الله وهو عليه غضبان".
قاله الفَضْل بن المختار، عن عُبَيْد الله بن مَوْهِب، عنه
(1)
.
وهو في سبعة مجالس أبي بكر بن أبي علي
(2)
.
1770 -
وقال سعيد الأموي: حدثني أبي، عن محمد بن إسحاق، عن سالم أبي النَّضْر، عن بعض أهل العلم، أنّ عُيَيْنَة لم يَقبل الدِّيَة من النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قام الأَقْرَع بن حابس فقال: يا معشر قيس! سألَكم رسولُ الله قتيلًا يصلح به الناس على حاله هذه فمنعتُموه، أفأمنتم أن يلعنَكم رسولُ الله فيلعنَكم الله بلعنته، أو يَغْضَبَ عليكم فيَغْضَبُ الله لغَضبِه؟! الحديث
(3)
.
1771 -
ذكر شيخُ الإسلام الأنصاري، ما ذكره يزيد بن هارون: ثنا حَرِيز بن عثمان، سمعت مولًى لخالد بن مِعْدان يحدّث، أنه سمع خالد بن مِعْدان يقول:
"إن المشركين ليُصبِحون في شِرْكهم، فيستعزُّ ذو العزّة غَضَبًا، فيجدُ
(1)
إسناد ضعيف جدا، الفضل بن المختار: قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل، وقال الأزدي: منكر الحديث جدا، انظر: الميزان (3/ 358).
(2)
هو: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الهمذاني الذكواني المعدِّل. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 186/ رقم: 499) لإدريس بن يحيى عن الفضل بن المختار، وأعلّه الهيثمي في المجمع (10/ 224) بالفضل بن المختار.
(3)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (4/ 309) ليونس عن ابن إسحاق. وهو في سيرة ابن هشام (6/ 40) عن ابن إسحاق.
الحَمَلةُ ثِقَلَه، فيقول الأَعْلَوْن من الحَمَلة: سبحان الملك ذي الملكوت، فيقول الذين يلونهم: سبحان الذي يُميت الخلائق ولا يموت، فيتعاورون حتى يذهبَ غَضَبُ الربّ ويجدون الخِفَّةَ"
(1)
.
1772 -
عن عَدِيّ بن عَمِيرة، عن رسول الله في حديث:
"من حلف على يمينٍ كاذبةٍ ليقتطعَ بها حقَّ أخيه لقي الله وهو عليه غضبان".
هو في أمالي الدَّقِيقي
(2)
.
1773 -
عن كثير بن مُرّة، عن ابن عُمَر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاثٌ قاصماتُ الظَّهْر: فقرٌ لا يجدُ الرجلُ مُتَلَذَّذًا، وزوجةٌ يأمنُها وتخونُه، وإمام يُسخِط الله ويُرضي الناس".
في السادس والعشرين من البِشْرانيّات
(3)
.
1774 -
في حديث عبد الله بن مَعْبَد، عن أبي قتادة: قول عُمَر:
"نعوذ بالله من غَضَب الله وغَضَب رسوله".
رواه مسلم
(4)
.
1775 -
وفي حديث عُبَيْد الله بن عبد الله بن أبي ثَوْر، عن ابن عباس، عن عُمَر قوله:
(1)
إسناده ضعيف لأجل الرجل المجهول، ثم هو مما لا يقال من جهة الرأي.
(2)
هو: أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن مروان الدقيقي الواسطي، توفي سنة 266 هـ. السير (12/ 582). والحديث في المسند (29/ 254 - 255/ رقم: 17716) وسنن النسائي الكبرى (3/ 486/ رقم: 5996).
(3)
أمالي أبي القاسم بن بشران (ج 26/ ق 109 ب - مجموع 29). وفي إسناده أبو مهدي سعيد بن سنان الحمصي: قال في التقريب: "متروك، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع".
(4)
صحيح مسلم (رقم: 1162).
"أفتأمنُ إحداهنّ أن يَغْضبَ الله عليها لغَضَب رسوله فإذا هي قد هَلَكَتْ".
رواه مسلم
(1)
.
1776 -
حديثٌ عن ابن المُنْكَدِر، عن جابر:"إنّ العبدَ ليدعو الله وإنّه عليه لغضبان، فيدعو فيُعرضُ عنه"، الحديث.
في جزء أبي الحسن الحَمّامي
(2)
.
1777 -
حديث عبد الله بن رافع، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"يوشك إن طالت بك الحياةُ أن ترى قومًا في أيديهم مثلُ أذناب البقر يُعدُّون في غضب الله".
رواه مسلم
(3)
.
* * *
(1)
صحيح مسلم (رقم: 1479).
(2)
وأخرجه الطبراني في الدعاء (رقم: 21) وأبو نعيم في الحلية (6/ 208)، وفي إسناده الفضل بن عيسى الرقاشي: قال في التقريب: "منكر الحديث، ورمي بالقدر".
(3)
صحيح مسلم (رقم: 2857).
بابٌ في رِضَي الله
{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المَائدة: 119]،
في "قد سمع"
(1)
، وفي "لم يكن"
(2)
، وفي "براءة"
(3)
، وفي "المائدة"
(4)
، {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التّوبَة: 96]، {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]، {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)} [طه]، {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزُّمَر: 7]، {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)} [النّجْم]، {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [النّسَاء: 114]، {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التّوبَة: 62]، {وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النِّسَاء: 108]، {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18]، {إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي} [المُمتَحنَة: 1]،
(1)
الآية (22).
(2)
الآية (8).
(3)
الآية (100).
(4)
الآية (119).
{وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المَائدة: 3]، {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} [النَّمل: 19]، {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الفَتْح: 29]، في سورتَيْ الفتح والحشر
(1)
{فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجنّ: 26 - 27]
1778 -
عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يقولُ لأهل الجنّة: يا أهل الجنّة، فيقولون: لبَّيْك ربَّنا وسعدَيْك، فيقولُ: هل رضيتُم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتَنا ما لم تُعط أحدًا من خلقك! فيقولُ عز وجل: وأنا أُعطيكم أفضلَ من ذلك، قالوا: يا رب! وأيّ شيءٍ أفضلُ من ذلك؟ قال: أُحلُّ عليكم رضواني، فلا أسخطُ عليكم بعده أبدًا".
رواه البخاري ومسلم
(2)
.
1779 -
عن إسحاق بن عبد الله، حدثني أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالَه -وكان اسمُه حرام أخا أمِّ سُلَيْم- في سبعين رجلًا، فقُتلوا يومَ بئر معاوية، قال إسحاق: فحدثني أنس بن مالك قال: أُنزل علينا ثم كان من المنسوخ: (إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا)، وذكر الحديث.
(1)
في الفتح: الآية (29)، وفي الحشر: الآية (8).
(2)
صحيح البخاري (رقم: 6549، 7518)، وصحيح مسلم (رقم: 2829).
رواه البخاري ومسلم
(1)
.
1780 -
عن عَمْرو بن مالك الرُّؤاسي قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسول الله ارْضَ عنّي، قال: فأعرض عني ثلاثًا، قال: قلتُ: إن الربِّ ليُتَرَضَّى فيرضى فارْض عني، فرضيَ عني.
قال يعقوب بن سفيان
(2)
والبغوي وأبو يَعْلَى المَوْصِلي
(3)
: ثنا عثمان بن أبي شَيْبَة، ثنا وكيع بن الجرّاح، عن أبيه، عن شيخٍ يُقال له طارق، عن عَمْرو بن مالك، بهذا.
رواه أبو بكر بن السنّي في عمل يوم وليلة
(4)
، عن أبي يَعْلَى عن عثمان بن أبي شَيْبَة.
1781 -
عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله يَرضى لكم ثلاثًا ويسخَطُ لكم ثلاثًا: يَرضى أن تعبُدوه ولا تُشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا، وأن تُناصِحوا من ولّى اللهُ أمرَكم، ويسخطُ لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعةَ المال، وكثرةَ السؤال".
رواه مسلم
(5)
-إلّا أنه قال: "ويكره لكم ثلاثًا"
(6)
-، ومالك في الموطأ
(7)
.
(1)
صحيح البخاري (أرقام: 2801، 2814، 3064، 4090، 4091، 4095) وصحيح مسلم (رقم: 677).
(2)
المعرفة والتاريخ (1/ 151).
(3)
مسند أبي يعلى (12/ 235 - 236/ رقم: 6843).
(4)
عمل اليوم والليلة (1/ 371 - 372/ رقم: 318).
(5)
الصحيح (رقم: 1715).
(6)
وقد أخرج كذلك لفظ الباب: "ويسخط لكم ثلاثا".
(7)
الموطأ (2/ 990).
1782 -
أخبرنا أبو نَصْر بن الشيرازي، أبنا جدِّي، أبنا نَصْر بن سَيّار -إجازةً-، أبنا صاعِد بن سَيّار، أبنا صاعِد بن محمد، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي رحمه الله -إملاءً-، ثنا أبو العبّاس الأَزْهَري، ثنا أبو السائب، ثنا أبي، عن عُبَيْد الله، عن أبي الزُّبَيْر، عن علي بن الحسين، عن عائشة قالت: كان رسول الله يدعو يقول:
"اللَّهم إني أعوذ برضاك من سَخَطِك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك أنت كما أثنيتَ على نفسك، أبوء بنعمتك لا أُحصي ثناءً عليك"
(1)
.
ورُوِيَ من حديث مُدْرِك الغِفاري، وفيه:"لا أبلغُ ثناءً عليك"، رواه البغوي في معجمه
(2)
.
1783 -
أخبرنا عبد الله بن أحمد العَطّار، أبا ابن البخاري، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا محمد بن عبد الله بن محمد الصحّاف
(3)
، أبنا عبد الملك بن الحسين العَطّار، ثنا علي بن عُمَر الدارقطني، ثنا يحيى بن محمد بن صاعِد، ثنا حَيْدَرَة بن إبراهيم الكوفي العُمَري، ثنا عبد الرحمن بن محمد المُحارِبي، عن عثمان بن واقِد العُمَري، عن أبيه، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الرواية من طريق جزء أبي العلاء صاعد بن سيار، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1312). وهو: أبو العلاء صاعد بن سيار بن يحيى الكناني الهروي، توفي سنة 494 هـ، قال الذهبي:"وانتخب عليه شيخ الإسلام أبو إسماعيل"، السير (19/ 182 - 183). وإسناده فيه عنعنة أبي الزبير -وهو مدلس-، وأبو السائب هو: سلم بن جنادة بن سلم، وعبيد الله هو: ابن عمر. وأخرجه أبو الشيخ في جزء ما رواه أبو الزبير عن غير جابر (رقم: 96) عن محمد بن موسى الحلواني عن سلم بن جنادة. وحديث عائشة في صحيح مسلم (رقم: 489) من رواية أبي هريرة رضي الله عنه عنها رضي الله عنها.
(2)
أي: معجم الصحابة. وهو في الآحاد والمثاني (2/ 253/ رقم: 1006) لابن أبي عاصم.
(3)
هو المعروف بخوروست. السير (19/ 419).
"من الْتَمَس رضَى الله بسَخَط الناس رضي الله عنه ورَضَّى عنه الناسَ، ومن الْتَمَس رضَى الناس بسَخَط الله سَخِط الله عليه وأَسْخَط عليه الناسَ".
قال الدارقطني: "تفرّد به عثمان بن واقد عن أبيه عن ابن المُنْكَدِر"
(1)
.
رواه الترمذي
(2)
، لهشام بن عُرْوَة عن أبيه موقوفًا.
ورواه، لعبد الوهّاب بن الوَرْد عن رجلٍ من أهل المدينة عن عائشة مرفوعًا.
ورُوِيَ عن شُعْبَة عن واقِد عن رجلٍ من آل أبي مُلَيْكَة عن عائشة موقوفًا، في جزء نَصْر المقدسي في العلم والمواعظ
(3)
.
1784 -
وبهذا الإسناد إلى الدارقطني، قال: حدّثنا أبو حامد محمد بن هارون، ثنا محمد بن هشام المَرُّوذي، ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهَمْداني، عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن علي: قال رسول الله:
"ما من عبدٍ ولا أَمَةٍ يَضِنّ بنفقةٍ فيما يُرضي الله إلّا أنفق أضعافَها فيما يُسخِطُ الله، وما من عبدٍ يَدَعُ معونةَ أخيه المسلم والسعيَ معه في حاجته -قُضيت له الحاجة أم لم تُقض- إلّا ابتلي بمعونة من يأتمرُ فيه ولم يُؤجرُ عليه، وما من عبدٍ ولا أَمَةٍ يجدُ السبيلَ إلى الحجّ فمنعه ذلك حاجةٌ من حوائج الدنيا إلّا نظر إلى المحلِّقين قبل أن يقضي الله له تلك الحاجة -يعني: حجة الإسلام-".
(1)
أخرجه الدارقطني في الأفراد -كما في أطراف الغرائب والأفراد (5/ 465/ رقم: 6051) -، والرواية من طريقه.
(2)
الجامع (رقم: 2414).
(3)
حديث نصر المقدسي (ق 261/ أ- مجموع 110).
قال الدارقطني: "تفرّد به محمد بن الحسن الهَمْداني عن أبي حمزة الثُّمالي -واسمه: ثابت بن دينار، وهو ثابت بن أبي صفيّة- عن أبي جعفر"
(1)
.
1785 -
قال سعيد بن منصور: ثنا خالد بن عبد الله، عن حُصَيْن، عن أبي مالك: في قوله عز وجل: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)} [المؤمنون: 67] قال: "كانوا يهجرون ما لا يُرْضِي الله عز وجل من القول"
(2)
.
1786 -
أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء وابن المُحِبّ، قالا: أبنا محمد بن إسماعيل، أبنا الثَّقَفي، أبنا أبو عدنان وفاطمة، قالا: أبنا ابن ريذة، أبنا الطبراني، ثنا الحسين بن بَهان العَسْكَري، ثنا سَهْل بن عثمان، ثنا أبو الأَحْوَص، عن عاصم الأَحْوَل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقولُ الله عز وجل: من أذهبتُ كريمتَيْه فصبرَ واحْتَسَبَ لم أَرْضَ له ثوابًا دون الجنة"
(3)
.
لم يروه عن عاصم الأَحْوَل إلّا أبو الأَحْوَص، تفرّد به سَهْل، ولا نعلم رواه عن سَهْل إلّا إبراهيم بن أَدَرْمَه الأَصْبهاني الحافظ والحسين بن بَهان.
(1)
أطراف الغرائب (1/ 238/ رقم: 355). وإسناده شديد الضعف، فيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكوفي: متهم بالكذب -كما في ميزان الاعتدال (3/ 514) -، وأبو حمزة الثمالي متفق على ضعفه، وبه أعله الألباني في الضعيفة (رقم: 5165).
(2)
عزاه السيوطي في الدر المنثور (10/ 606) إلى عبد بن حميد، ولفظه "مستكبرين بحرمي، سامرا فيه بما لا ينبغي من القول".
(3)
أخرحه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 244/ رقم: 398)، والرواية من طريقه. وهو في المعجم الأوسط (رقم: 3492). وشيخ الطبراني ترجم له ابن حجر في التقرب وسماه: الحسين بن بيان، قال فيه:"متأخر، من شيوخ أبي الشيخ". والحديث صحيح، أصله في صحيح البخاري (رقم: 5653) بلفظ: "إذا ابتليتُ عدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة".
1787 -
عن كثير بن عبد الله -هو: ابن عَمْرو بن عَوْن المزني-، عن أبيه، عن جدِّه: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث:
"اِعلمْ"،
قال: أعلمُ يا رسول الله، قال:
"اِعلمْ يا بلال"، قال: أعلم يا رسول الله، قال:
"إنه من أحيا سنةً من سنّتي قد أُميتت بعدي، فإنّ له من الأجر مثلَ من عَمِل بها، من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ، ومن ابتدع بدعةً ضلالةً لا يرضاها الله ورسولُه، كان عليه مثلُ آثام من عَمِل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئًا".
رواه الترمذي
(1)
وقال: "حديث حسن".
1788 -
عن محمد بن إبراهيم التَّيْمي، أنّ عائشة قالت: كنتُ نائمةً إلى جنب رسول الله ففقدتُه من الليل، فلمستُه فوقع يدي على قدمَيْه وهو ساجدٌ وهو يقول:
"أعوذُ برضاك من سَخَطِك، وبمُعافاتك من عقوبتك، لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك"، وفي روايةْ:"وأعوذُ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك".
قال الترمذي
(2)
: "حديث حسن صحيح، وقد رُوِيَ من غير وجهٍ عن عائشة".
قلتُ: تأتي بعضُ طُرُقه.
(1)
الجامع (رقم: 2677). وإسناده ضعيف، لضعف كثير بن عبد الله كما في التقريب.
(2)
الجامع (رقم: 3493).
رواه مالك في الموطّأ
(1)
، والنسائي
(2)
.
1789 -
عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن علي بن أبي طالب: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في وِتْرِه:
"اللَّهم إني أعوذُ برضاك من سَخَطِك، وأعوذُ بمُعافاتك من عقوبتك، وأعوذُ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك".
أخبرنا بذلك عيسى والحجّار، قالا: أبنا ابن اللّتّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمُّويه، أبنا إبراهيم بن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، أبنا يزيد بن هارون، أبنا حمّاد بن سَلَمَة، عن هشام بن عَمْرو الفَزاري، عن عبد الرحمن، فذكره
(3)
.
رواه الترمذي
(4)
وقال: "حديث حسن، غريب من حديث علي".
1790 -
عن محمد بن إبراهيم، أنّ عبد الله بن مسعود كان يحدث قال: قمتُ في جَوْف الليل وأنا مع رسول الله بتبوك، فرأيتُ شُعْلَةً في ناحية العَسْكَر، فإذا رسولُ الله وأبو بكر وعُمَر، وإذا عبد الله ذو البِجَادَيْن من مُزَيْنَة قد مات، وإذا هم قد حفروا له والنبيُّ في حُفْرَته وهو يقول:
"اِدْنِيا إليَّ أخاكما"،
فأَدْنَوْه إليه، فلما هيّأه لشِقِّه قال:
"اللَّهم إني أمسيتُ عنه راضٍ، فارْضَ عنه"،
يقول عبد الله: يا لَيْتَني كنتُ صاحبَ الحُفْرَة.
(1)
الموطأ (1/ 214).
(2)
السنن الصغرى (رقم: 169).
(3)
الرواية من مسند عبد بن حميد (رقم: 81).
(4)
الجامع (رقم: 3566).
رواه الأموي في المغازي
(1)
.
1791 -
قال أبو بكر بن أبي الدنيا
(2)
: حدثني الفَضْل بن جعفر، قال: ثنا يحيى بن عُمَيْر العَنْبَري، قال: ثنا الربيع بن صَبِيْح، قال: كان الحسن يقول: "اِرْضَ عن الله يَرْضَ الله عنك، وأَعْطِ اللهَ الحقَّ من نفسك، أما سمعتَ ما قال تبارك وتعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المَائدة: 119] ".
1792 -
قال ابنُ إسحاق صاحبُ المغازي
(3)
: فبلغني أنه لما فَرّج اللَه عن إبراهيم كَرْبَ ما كان فيه مما أُمر به من ذبح ابنه قال: "الحمد لله الذي أتمَّ لي قُرَّةَ عيني، وبلغتُ رضا ربي، وأبقى لي خليلي يعبدُه ويُكرمُه ويعظّمُ أمرَه".
1793 -
وذكر الأموي، ما ذكره ابنُ إسحاق
(4)
بإسناده وغيبرُه: أنّ عثمان بن مَظْعون قال فيما أصاب عينَه حيث لُطمت:
أَئِنْ تك عيني في رضا الربِّ نالها
…
يدا مُلحدٍ في الدين ليس بمُهتدِ
فقد عوّض الرحمنُ منها جزاءه
…
ومن يرضه الرحمن ينعم ويسعد
فإني وإن قلتم غويٌّ مضلل
…
سفيهٌ على دين النبي محمد
أريد بذاك الله والحق ديننا
…
على رغم من يبغي علينا ويعتدي
فهلا بني فِهْرٍ فلا تنطقوا الخنا
…
وتستوخموا غِب الأحاديث في غد
وتدعوا بويلٍ في الجحيم وأنتم
…
كذا مقعد في ملتقى النار موصد
إذا ما دعوتم بالشراب سُقيتم
…
صديدًا وماء جنى لم يبرّد
(1)
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 122)، لمحمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم.
(2)
الرضا عن الله بقضائه (رقم: 90).
(3)
لم أجده في السير والمغازي لابن إسحاق.
(4)
أخرجه من طريقه أبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 103).
1794 -
وقال عبّاس بن مِرْداس
(1)
:
يغشى ذوي النسب القريب وإنما
…
يبغي رضا الرحمن ثم رضاكما
1795 -
وقال
(2)
:
رضا الله نبغي لا رضا الناس نبتغي
…
ولله ما يبدي جميعا وما يخفى
1796 -
وقال
(3)
:
نمضي ويحرسُنا الإله بحفظه
…
والله ليس بضائعٍ من يَحرسِ
ولقد حُبِسْنا بالمناقب مَحْبِسًا
…
رضيَ الإله به فنِعْمَ المُحْبِسِ
1797 -
عن مَرْوان بن قَيْس: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله! إنّ أبي قد توفّي وقد جعل عليه أن يمشيَ إلى مكّة وأن ينحرَ بدنةً، فمات ولم يترك مالًا، فهل يُقضى عنه أن أمشيَ عنه وأن أنحرَ عنه من مالي؟ فقال رسول الله:
"نعم، اقضِ عنه وانْحرْ عنه، أرأيتَ لو كان على أبيك دَيْنٌ فقضيت عنه من مالك، أليس يرجعُ الرجلُ راضيًا؟ فالله عز وجل أحقّ أن يرضى".
رواه البغوي في المعجم
(4)
.
1798 -
قال أبو نُعَيْم أحمد بن عبد الله: حدّثنا أبو حاتم عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب الإِسْتراباذي، ثنا أبو نُعَيْم بن
(1)
انظر: السيرة النبوية (2/ 461).
(2)
المصدر السابق (2/ 466).
(3)
المصدر السابق (2/ 468).
(4)
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 359/ رقم: 843) وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2633).
عَدِيّ، ثنا أحمد بن محمد بن أبي الخناجر، ثنا موسى بن داود، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن سيّدًا بنى دارًا واتّخذ مَأْدُبةً وبعث داعيًا، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة وأرضى السيّد، فالسيّدُ الله، والدارُ الإسلام، والمَأْدُبةُ الجنةُ، والداعي محمدٌ علي السلام".
أخبرني الكَفْرَطابي، أبنا ابن البخاري، أنبأنا اللبّان، أبنا الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم بذلك
(1)
.
1799 -
وذكر أبو بكر الخطيب الحافظ في المُوضِح
(2)
ما ذكره يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أسماء بنت يزيد أنها قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من شرب الخمرَ لم يَرْضَ الله عنه أربعين صباحًا، فإن مات مات كافرًا".
قال الخطيب: "وهذا حديثٌ متّصلُ الإسناد صالحُ الرجال".
1800 -
أخبرتنا ستّ العرب البخاريّة، قالت: أبنا جدِّي
(3)
، أبنا الكِنْدي، أبنا أبو الحسن بن عبد السلام، أبنا علي ابن البُسْري، أبنا أبو عبد الله ابن دوست، أبا الحسين ابن صَفْوان، أبنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو بكر العُمَري، ثنا عُبَيْس بن مَرْحُوم العَطّار، عن عبد الرحمن بن زَيْد بن أَسْلَم، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله:
(1)
الرواية من صفة الجنة (رقم: 2) لأبي نعيم. وإسناده حسن، وابن أبي الخناجر ترجمه في الجرح والتعديل (2/ 73) وقال:"صدوق".
(2)
موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 351). وإسناده حسن، ويحيى بن سليم هو: الطائفي.
(3)
هو: ابن البخاري.
"من أحبَّ رِضَى الله رضي الله عنه، ومن أحبَّ رِضَى الناس وَكَلَه الله إليهم"
(1)
.
1801 -
عن محمد بن يحيى بن حَبّان، عن الأَعْرَج، عن أبي هُرَيْرَة، عن عائشة قالت،: فقدتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةً من الفراش، فالْتمستُه فوقعتْ يَدِي على بطن قدمه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول:
"اللَّهم أعوذُ برضاك من سَخَطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذُ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك".
رواه مسلم
(2)
، وابن خُزَيْمَة
(3)
.
1802 -
عن عامر بن ربيعة: عطس رجلٌ خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فقال: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه حتى يرضى ربُّنا وبعدما يرضى، فلما انصرف قال:
"من القائل الكلمة؟ "،
قال: أنا يا رسول الله، وما أردتُ بهنّ إلّا خيرًا، فقال رسول الله:
"لقد رأيتُ اثنا عشر مَلَكًا يبتدرونها أيّهم يرفعها أوّلًا".
رواه ابن عَدِيّ في ترجمة شَرِيك بن عبد الله النَّخَعي
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
(2)
الصحيح (رقم: 486).
(3)
صحيح ابن خزيمة (1/ 329/ رقم: 655).
(4)
الكامل في الضعفاء (4/ 12 - 13). رواه لشريك بن عبد الله النخعي عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه، وهذا إسناد ضعيف فإن شريكًا وشيخه عاصما كلاهما ضعيفان. وللحديث شاهد من حديث رفاعة بن رافع الزرقي عند البخاري (رقم: 799)، وآخر من حديث أنس عند مسلم (رقم: 600)، وليس فيهما ذكر العطاس.
1803 -
عن الربيع بن أنس، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده، وعبادتِه لا شريك له، وإقامةِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، ومات والله عنه راضٍ"،
قال أنس: "وهو دينُ الله الذي جاءت به الرسلُ، وبلّغوه عن ربهم، قبل هرج الأحاديث واختلاف الأهواء، وتصديقُ ذلك في كتاب الله، في آخر ما نزل: {فَإِنْ تَابُوا} قال: خَلْعُ الأوثانِ وعبادتِها، {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ} [التوبة: 5]، وقال في آيةٍ أخرى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11] ".
رواه ابن ماجه
(1)
.
1804 -
أخبرني أبو الحجّاج الحافظ، أبنا أبو الحسن بن البخاري، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم الأَصْبَهاني، أبنا سليمان بن أحمد الطَّبَراني، ثنا أحمد بن حمّاد بن زُغْبَة، ثنا سعيد بن أبي مريم، أبنا يحيى بن أيّوب، قال: حدّثني عِمارة بن غُزَيَّة، قال: سمعت أبا النَّضْر يقول: سمعت عُرْوَة بن الزُّبَيْر يقول: قالت عائشة: فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم-وكان معي على فراشي-، فوجدتُه ساجدًا مستقبلًا بأطراف أصابعه القبلةَ، فسمعتُه يقول:
"أعوذُ برضاك من سَخَطِك، وبمغفرتك من عقوبتك، وبك منك، أثني عليك لا أبلغُ كلَّ ما فيك"،
فلما انصرف قال:
"يا عائشةُ أَخَذَكِ شيطانُكِ؟ "،
(1)
السنن (رقم: 70). وضعّف إسناده الوصيري في الزوائد.
فقلتُ: أَمَا لَكَ شيطانٌ؟ قال:
"ما من آدميّ إلّا له شيطان"،
قلت: وأنت يا رسول الله؟! قال:
"وأنا، ولكن دعوتُ الله فأعانني عليه فأَسْلَم"
(1)
.
قال الطبراني: "لم يَرْوِ هذا الحديث عن أبي النَّضْر سالمٍ إلّا عمارةُ بنُ غُزَيَّة، تفرّد به يحيى بن أيوب".
قلتُ: رواه محمد بن جرير الطبري في كتاب الآداب النفسيّة
(2)
، عن ابن عبد الرحيم البَرْقي عن ابن أبي مريم.
ورواه محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة في صحيحه
(3)
، عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البَرْقي وإسماعيل بن إسحاق -أصلُه كوفي نزل الفُسطاط- عن ابن أبي مريم.
رُوِيَ من حديث محمد بن إبراهيم التَّيْمي عن عائشة كما تقدّم
(4)
، رواه النسائي
(5)
والتَّرْمِذي
(6)
وقال: "حسن صحيح"، وهو في الأول من مشيخة ابن شاذان الكبرى
(7)
.
1805 -
أخبرنا علي بن أبي بكر بن يوسف، أبنا علي بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمد اللبّان، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا
(1)
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 197)، والرواية من طريقه.
(2)
هو كتاب: آداب النفوس ولم يعثر عليه.
(3)
صحيح ابن خزيمة (1/ 328/ رقم: 654).
(4)
تقدم برقم (1788).
(5)
السنن (رقم: 3960).
(6)
الجامع (رقم: 3493).
(7)
حديث ابن شاذان عن شيوخه (ق 119/ ب - مجموع 31).
سليمان بن أحمد
(1)
، ثنا محمد بن نصر القطّان الهَمْداني، ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف المقدسي، ثنا محمد بن يوسف الفِرْيابي، ثنا سفيان، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا دخل أهلُ الجنّةِ الجنّةَ قال الله: هل تشتهون شيئًا فأزيدُكُموه؟ قالوا: يا ربَّنا! وهل بقيَ شيءٌ إلّا وقد نِلْناه؟! فيقول: نعم، رضائي، فلا أَسْخَطُ عليكم أبدًا"
(2)
.
قال أبو نُعَيْم: "ورواه الأَشْجَعيّ -أيضًا- فرَفَعَه، ورواه وكيعٌ وغيرُه فوَقَفُوه".
1806 -
أخبرنا علي الحَرْبي، أبنا علي بن البخاري، أنبأنا اللبّان، أبنا الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن أبي زُرْعَة، ثنا هشام بن عمّار، ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، عن سالم بن عبد الله، أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقولُ الله تعالى لأهل الجنّةْ: سَلُوني، فيقولون: نسألُك الرِّضَا، فيقولُ: رِضائي أَحَلَّكم داري وأَنالَكم كرامتي، ثم يقولُ: سَلُوني: فيقولون بأجمعهم: نسألُك الرِّضَا، فشهد لهم على الرِّضَا، ثم يقولُ: سَلُوني، فيسألونه حتى ينتهيَ كلٌّ عند مُنْيَتِهم، ثم يُتْبِعُها عليهم ما لا عَيْنٌ رأتْ ولا أُذُنٌ سمعتْ ولا خَطَر على قلب بشر"
(3)
.
(1)
هو: الطبراني.
(2)
أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (2/ 132/ رقم: 283)، والرواية من طريقه. والإسناد حسن، والحديث صححه الحافظ ابن كثير في تفسيره (7/ 236) والألباني في الصحيحة (رقم: 1336).
(3)
الرواية من صفة الجنة (2/ 133/ رقم: 284) لأبي نعيم. وإسناده معلول بعنعة الوليد بن مسلم وهو معروف بتدليس التسوية. والحديث صحيح عن أنس رضي الله عنه. أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 2084) وغيره، من طرق.
1807 -
أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمُّويه، أبنا أبو عِمْران السَّمَرْقَنْدي، أبنا أبو محمد الدارمي، ثنا موسى بن خالد، ثنا إبراهيم بن محمد الفَزاري، عن سفيان، عن عاصم، عن مجاهد، عن ابن عُمَر قال:"يجيءُ القرآن يشفعُ لصاحبه، يقولُ: يا ربِّ لكل عامل عماله من عمله، وإني كنتُ أمنعُه اللذّةَ والنومَ فأكرمْه، فيقال: ابسُطْ يمينَك، فتُملأُ من رضوان الله، ثم يقال: ابسُطْ شمالَك، فتُملأُ من رضوان الله، ويُكسى كسوة الكرامة، ويُحَلّ بحلية الكرامة، ويلبس تاج الكرامة"
(1)
.
1808 -
قال عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مَنْدَه
(2)
: أبنا عبد الصمد بن محمد العاصِمي، أبنا إبراهيم بن أحمد المُسْتَمْلي، ثنا يحيى بن أحمد بن موسى الأَسَدي، ثنا أحمد بن يعقوب، عن محمد بن إبراهيم -هو: ابنُ أخي يعقوب القارئ-، عن أبي بكر يعقوب قال: قلت لابن المُقَفَّع: هل تعلمُ أنّ ربّك يَرْضَى ويَسْخَط؟ قال: يَرْضَى كرِضَى المخلوقين، ويَسْخَطُ كسَخَطِ المخلوقين! قال يعقوب: قلتُ له: إني لم أسألْك عن ذا -أو كما شاء الله أن يقول-، ولكنّي أزعمُ أنّه قد رَضِيَ عن أقوامٍ وسَخِطَ على آخرين، فأما أني أزعمُ أنّ رضاه كرِضَا المخلوقين وسَخَطَه كسَخَط المخلوقين فمَعاذ الله، هو أعظمُ من ذلك {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
ابن المُقَفَّع اسمه: أحمد -فيما أظنّ-
(3)
.
(1)
أخرجه الدارمي في سننه (4/ 2088/ رقم: 3355)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن، وعاصم هو: ابن أبي النجود القارئ.
(2)
أبو القاسم، أكبر أبناء الحافظ ابن منده، توفي سنة 470 هـ، ذكر ابن رجب من مؤلفاته:"الرد على الجهمية". انظر: السير (18/ 349 - 354)، والذيل على طبقات الحنابلة (1/ 61).
(3)
اسمه: عبد الله، وترجمته في الأعلام (4/ 140).
وذكر سَعْدٌ الزَّنْجاني
(1)
في آخر شرح قصيدته
(2)
عبدَ الله بنَ المُقَفَّع فيمن استأصلهم الملوكُ من أهل الضلال.
1809 -
أخبرنا محمد بن أحمد الزَّرّاد، أبنا محمد بن محمد بن محمد، أبنا عبد المُعزّ بن محمد، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذي، أبنا أبو عَمْرو محمد بن أحمد بن حَمْدان، ثنا عبد الله بن محمد بن سَيّار، ثنا هارون بن زَيْد بن أبي الزَّرْقاء، ثنا أبي، ثنا شُعْبَة، عن يَعْلَى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمْرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رِضا الربّ في رِضا الوالد، وسَخَطُ الربّ في سَخَط الوالد"
(3)
.
وهو في الثاني من مشيخة ابن شاذان
(4)
، والأول من حديث عبد الباقي بن قانع، وجزء فوائد الخليلي
(5)
.
رواه عن شُعْبَة أيضًا: أبو إسحاق الفَزاري
(6)
، والحسين بن الوليد
(1)
هو: أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني، شيخ الحرم، قال فيه إسماعيل بن محمد التيمي:"إمام كبير، عارف بالسنة"، توفي سنة 471 هـ. السير (18/ 385 - 389).
(2)
لسعد الزنجاني قصيدة رائيّة في السنة مطلعها:
تمسك بحبل الله واتبع الأثر
…
ودع عنك رأيا لا يلائمه خبر
وقد شرحها هو بنفسه ونقل فصولًا من شرحه ابن القيم في اجتماع الجيوش (ص 150 - 151).
(3)
الرواية من فوائد الحاج لأبي عمرو بن حمدان الحيري، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1128).
(4)
الفوائد المنتقاة (ق 104/ أ - مجموع 31)، رواه عن أحمد بن علي بن مسلّم عن هارون ابن زيد.
(5)
وهو في الإرشاد في معرفة علماء الحديث (1/ 396) للحسين بن الوليد النيسابوري عن شعبة. وفوائد الخليلي ذكرها الحافظ بن حجر في المعجم المفهرس (رقم: 1151، 1155).
(6)
وروايته أخرجها أبو الشيخ الأصبهاني في فوائده (رقم: 28).
وحديثُه في المائتين لأبي عثمان الصابوني -وزعم أنّه تفرّد به- وفي الآداب للبيهقي
(1)
.
ورواه البخاري في الأدب
(2)
، عن آدم عن شُعْبَة موقوفًا على ابن عَمْرو.
وقال التِّرْمِذي
(3)
: "وهكذا رَوَى أصحابُ شُعْبَة موقوفًا، ولا نعلمُ أحدًا رفَعَه غيرَ خالد بن الحارث عن شُعْبَة، وخالد بنُ الحارث ثقةٌ مأمونٌ"
(4)
.
قال البيهقي
(5)
: "رفَعَه عن شُعْبَة جماعةٌ، ووَقَفَه عنه آخرون".
1810 -
أخبرنا أبو الحجّاج، أبتنا زينب بنت مكّي، قالت: أبنا محمد بن محمد الهَمْداني، أبنا القومَسانيّان
(6)
، قالا: أبنا الدُّوني، أبنا الكَسّار، أبنا أبو بكر بن السُنّي، أخبرني محمد بن محمد بن حَمْدان بن سفيان، ثنا علي بن إسماعيل البزّاز، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا إسحاق بن يحيى بن طَلْحَة، ثنا ابن أبي بُرْدَة الأَسْلَمي، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى الصبح قال -ولا أعلمُه إلّا قال: في سفر، رفع صوتَه حتى يُسْمِعَ أصحابه-:
"اللَّهم أَصْلِحْ لي آخرتي التي جعلتَ إليها مرجعي -ثلاث مرّات-، اللَّهم إني أعوذُ برضاك من سَخَطك، اللَّهم أعوذ بك -ثلاث مرّات-، لا مانع لما أعطيتَ، ولا مُعطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجَدّ منك الجدّ".
(1)
لم أجده في الآداب. وهو في شعب الإيمان (10/ 246/ رقم: 7446) للحسين بن الوليد عن شعبة.
(2)
الأدب المفرد (رقم: 2).
(3)
بعدما رواه (رقم: 1899) لمحمد بن جعفر عن شعبة موقوفًا على عبد الله عمرو.
(4)
قد ذكر ابن المحب هنا من رواه عن شعبة مرفوعا غير خالد بن الحارث، وهذا يرد كلام الترمذي.
(5)
شعب الإيمان (10/ 247).
(6)
هما: عبد الرزاق بن إسماعيل، وابن عمه المطهَّر بن عبد الكريم.
كرّره في عمل يوم وليلة ابن السُّنِّيّ
(1)
.
1811 -
عن سعيد بن أبي بُرْدَة، عن أنس بن مالك: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله لَيَرْضَى عن العبد أن يأكلَ الأَكْلَةَ أو يشربَ الشَّرْبَةَ فيحمدَه عليها".
رواه مسلم
(2)
، والتِّرْمِذي
(3)
وقال: "حديث حسن".
1812 -
عن عامر بن ربيعة: عطس رجلٌ شابٌّ من الأنصار خلف رسول فقال: الحمد لله كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه حتى يرضى، وبعدما يرضى من أمر الدنيا والآخرة، فلما انصرف رسول الله قال:
"من القائل الكلمة؟ "،
قال: فسكت الشابّ، ثم قال:
"من القائل الكلمة؟ "،
قال: فسكت الشابّ، ثم قال:
"من القائل الكلمة؟ فإنه لم يقل إلّا خيرًا"،
قال: أنا يا رسول الله، ولم أُردْ بها إلّا الخير، فقال:
"ما تناهتْ دون العرش".
هو في أمالي الدَّقِيقي
(4)
.
(1)
عمل اليوم والليلة (رقم: 128، 516). وإسناده ضعيف، فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة، وهو ضعيف كما في التقريب. ولبعض ألفاظه شواهد.
(2)
الصحيح (رقم: 2734).
(3)
الجامع (رقم: 1816).
(4)
وهو في سنن أبي داود (رقم: 774)، وإسناده ضعيف، فيه شريك بن عبد الله النخعي وعاصم بن عبيد الله، وكلاهما ضعيفان كما في التقريب.
1813 -
وحديثُ عبد الله بن محمد -من آل أبي بكر-، عن عائشة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"السواك مَطْهَرَةٌ للفم مَرْضاةٌ للربّ".
في الأقران لأبي الشيخ
(1)
.
ورُوَيَ عن القاسم عن عائشة، رواه أبو محمد الدارمي في مسنده
(2)
.
1814 -
عن أبي العَنْبَس، عن أبي العَدَبَّس، عن أبي مَرْزُوق، عن أبي غالب، عن أبي أُمامة: خرج علينا رسولُ الله يتوكّأُ على عصا، فقمنا فقال:
"إذا رأيتموني فلا تقوموا كما يقومُ العجمُ يعظِّم بعضُهم بعضًا"،
قال: فكنّا اشتهينا أن يدعو، فقال:
"اللَّهم اغفرْ لنا وارحمْنا، وارْضَ عنّا وتقبّلْ منّا، وأدخِلْنا الجنّةَ ونجِّنا من النار، وأَصْلِحْ لنا شأنَنا كلَّه"
(3)
.
في الأول من حديث عبد الله بن هاشم
(4)
.
رواه الإمام أحمد
(5)
.
أبو العَنْبَس اسمه: الحارث.
(1)
ذكر الأقران وروايتهم بعضهم عن بعض (رقم: 298)، وفي إسناده عنعنة محمد بن إسحاق بن يسار، وهو مدلس. لكنه صرح بالتحديث عند الإمام أحمد (40/ 240 - 241/ رقم: 24203) وغيره.
(2)
سنن الدارمي (1/ 538/ رقم: 711).
(3)
إسناده ضعيف جدا، أبو مرزوق ليّن الحديث، وأبو العدبس -واسمه: تبيع بن سليمان- مجهول، ذكر ذلك في التقريب.
(4)
هو: الطوسي.
(5)
المسند (36/ 515 - 516/ رقم: 22181).
وقال مسلم
(1)
: "أبو العَدَبَّس منيع بن سليمان، عن عُمَر، روى عنه عاصم الأحول".
واسمُ أبي غالب: حَزَوَّر
(2)
، قال ابن الجُنَيْد عن يحيى بن معين
(3)
: "ليس به بأس".
1815 -
عن ثابت، عن أنس: عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصّة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تدمعُ العينُ، ويحزنُ القلبُ، ولا نقولُ إلّا ما يُرضِي الربَّ".
رواه البخاري ومسلم
(4)
.
1816 -
قال أبو يَعْلَى المَوْصِلي
(5)
: سألتُ عبدَ الأَعْلَى عن حديث أبي بكر الصدّيق، فقال: هذا خطأ، وحدّثني به قال: ثنا حمّاد، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصدّيق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"السواكُ مَطْهَرَةٌ للفم، مَرْضاةٌ للربّ".
1817 -
حدّثنا عبد الأَعْلَى، قال: ثنا أيضًا الدَّراوَرْدي عبد العزيز بن محمد، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"السواكُ مَطْهَرَةٌ للفم مَرْضاةٌ للربّ".
سُئل الدارقطني عن حديث أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر
(1)
الكنى والأسماء (رقم: 2676).
(2)
وقيل: سعيد بن الحزور. تهذيب الكمال (34/ 170).
(3)
سؤالات ابن الجنيد (رقم: 110).
(4)
صحيح البخاري (رقم: 1303) وصحيح مسلم (رقم: 2315).
(5)
مسند أبي يعلى (1/ 103/ رقم: 109).
الصدّيق هذا، فقال
(1)
: "يرويه حمّاد بن سَلَمَة عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن أبي بكر، وخالفه جماعةٌ من أهل الحجاز وغيرُهم فرَوَوْه عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب، وابنُ أبي عتيق هذا هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن".
وهو عندنا في جزء أبي الوفاء ابن شهريار
(2)
.
1818 -
قال أبو بكر أحمد بن عَمْرو بن عبد الخالق البزّار
(3)
: حدّثنا إبراهيم بن محمد ابن سَلَمَة، ثنا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر، ثنا ابن أبي الزِّناد، عن موسى بن عُقْبَة، عن عطاء بن أبي مَرْوان، عن أبيه، أنّ عبد الرحمن بن مغيث الأَسْلَمي حدّثه قال: قال كعب: إنّا لنجد في التوراة أنّ نبيّ الله داود كان إذا انصرف من صلاته قال: "اللَّهم أَصْلِحْ لي ديني الذي جعلتَه عصمةَ أمري، وأَصْلِحْ لي دنياي التي جعلتَ فيها معاشي، اللَّهم أعوذُ برضاك من سَخَطك، وأعوذُ بمعافاتك من نِقْمَتك، وأعوذُ بك منك، لا مانع لما أعطيتَ، ولا مُعطي لما منعتَ، ولا ينفعُ ذا الجدّ منك الجدُّ"، قال كعب الأحبار: إنّ صُهَيْب الخير أخبر أنّ محمّدًا صلى الله عليه وسلم كان ينصرفُ بهذه الكلمات من صلاته بذلك، فذلك هاج كعبًا على الحديث.
رواه النسائي
(4)
، وابن خُزَيْمَة الإمام في صحيحه
(5)
، لحَفْص بن مَيْسَرَة بن أبي عُمَر الصَّنْعاني عن موسى بن عُقْبَة عن عطاء بن أبي مَرْوان عن أبيه أنّ كعبًا حلف بالذي فلق البحر لموسى أنما يجد في التوراة، فذكره.
(1)
العلل (1/ 277 - 278).
(2)
شيخ السلفي، توفي سنة (515 هـ). تاريخ الإسلام (11/ 247 - بشار).
(3)
مسند البزار (6/ 22 - 23/ رقم: 2092).
(4)
السنن (رقم 1346).
(5)
صحيح ابن خزيمة (1/ 366/ رقم: 745).
1819 -
أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللّتّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، اْبنا الحموي، أبنا أبو عِمْران السَّمَرْقَنْدي، أبنا أبو محمد الدارمي، ثنا عبد الله بن جعفر الرَّقّي، عن عُبَيْد الله بن عَمْرو، عن زَيْد بن أبي أُنِيسَة، عن عاصم، عن أبي صالح، قال: سمعتُ أبا هُرَيْرَة يقول: "اقرؤوا القرآن، فإنه نِعْم الشفيع يومَ القيامة، إنه يقولُ يومَ القيامة: يا ربّ حُلّه حِلْيَةَ الكرامة، فيُحَلَّى حِلْيَة الكرامة، يا ربّ ارْضَ عنه، فليس بعد رضاك شيءٌ"
(1)
.
1820 -
وبهذا الإسناد إلى الدارمي
(2)
، أبنا موسى بن خالد، ثنا إبراهيم بن محمد الفزاري، عن الحسن بن عُبَيْد الله، عن المسيّب بن رافع، عن أبي صالح قال:"القرآنُ يشفعُ لصاحبه، فيُكسَى حُلّةَ الكرامة، ثم يقولُ: ربِّ زِدْه، فيُكسَى تاجَ الكرامة، قال: فيقولُ: ربِّ زِدْه فإنه فإنه، فيقول: رضائي"
(3)
.
1821 -
عن دَرّاج، عن أبي الهَيْثَم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا رَضِيَ الله عن العبد أَثْنَى عليه سبعةَ أضعافٍ من الخير لم يعملْها، وإذا سَخِطَ على العبد أَثْنَى عليه سبعةَ أضعافٍ من الشرّ لم يعملْها".
في السادس عشر من البِشْرانيّات
(4)
.
(1)
أخرجه الدارمي في سننه (4/ 2087/ رقم: 3354)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن. وأخرجه الترمذي (رقم: 2916) وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وأخرجه الحاكم (1/ 552) وصححه ووافقه الذهبي.
(2)
السنن (4/ 2088/ رقم: 3356).
(3)
إسناده صحيح. وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (رقم: 102) لابن فضيل عن الحسن بن عبيد الله.
(4)
أمالي ابن بشران (ج 26/ ق 104 ب - مجموع 29). وإسناده ضعيف؛ لأجل دراج -وهو: أبو السمح-: قال في التقريب: "صدوق، في حديث عن أبي الهيثم ضعف". والحديث في مسند الإمام أحمد (17/ 438/ رقم: 11338).
1822 -
عن العلاء بن زياد، عن أنس بن مالك: كان من دعاء رسول الله:
"اللَّهم إني أسألُك الهُدَى، والتُّقى، والعفافَ، والغِنَى، والعملَ لما تحبُّ وتَرْضَى".
في الحادي عشر من مشيخة أبي غالب بن البنّا
(1)
.
* * *
(1)
هو: أبو غالب أحمد بن أبي علي الحسن بن أحمد بن البنا البغدادي الحنبلي، توفي سنة 527 هـ. السير (19/ 603 - 604).
والحديث أخرجه الطبراني في الدعاء (رقم: 1409) لسيف بن مسكين الأسواري عن العلاء بن زياد، وسيف ذكره الذهبي في الميزان (2/ 257) وقال:"يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعة".
باب قول الله تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المَائدة: 54]، {يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البَقَرَة: 222]، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التّوبَة: 108]، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عِمرَان: 146]، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المَائدة: 93] في "المائدة"، {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البَقرَة: 195]، {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عِمرَان: 31]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: 4]، {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148]، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمَان: 18]، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النّسَاء: 36]، {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحَديد: 23]، {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 32]، {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المَائدة: 64]، {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القَصَص: 77]، {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القَصص: 76]، قال ابنُ عُزَيْر
(1)
: "أي: الأَشِرين، وأما الفرح، بمعنى السرور، فليس بمكروه"، {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [البَقَرَة: 276]، {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عِمرَان: 57]، {مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76)} [آل
(1)
غريب القرآن (ص 152).
عِمرَان]، {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة: 42]، {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]، {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 4]، {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)} [الممتحنة: 8]، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} [النساء: 107]، {وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، وفي "الأعراف":{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [55]، {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} في الأنعام والأعراف، {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)} [الأنفال]، {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} [النحل: 23]، {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [الروم: 45]، {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40]، {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165]، {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ} ، إلى قوله:{أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ} [التوبة: 24]، وقال في اليهود والنصارى:{نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ} [المائدة: 18]
وممّا تدخلُ فيه المحبّةُ: اسمُ العبادة، والأمانةُ، والولايةُ، وبغضُ أعدائِه وأعداءِ رسوله.
والإيمانُ اسمٌ جامع لكلّ ما يحبُّه الله ويأمرُ به، والكفرُ اسمٌ جامعٌ لكلّ ما يبغضُه الله وينهى عنه.
1823 -
وعن مجاهد في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)} [مريم] قال: "يُحبُّهم ويُحَبِّبُهم إلى خَلقه".
رواه إبراهيم بن الجُنَيْد في كتاب المحبّة
(1)
.
وعن سعيد بن جُبَيْر مثله
(2)
.
ورواه ابنُ أبي حاتم، لسـ[ـعيد عن ابن عباس]
(3)
.
1824 -
عن الزُّهْري، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: استأذن رهطٌ من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السامُّ عليك، قالت عائشة: عليكم السامُّ واللَّعْنَةُ، قال رسول الله:
"يا عائشة، إنّ الله يحبُّ الرِّفْقَ في الأمر كلّه"،
قالت: قلت: ألمْ تسمع ما قالوا!؟ قال:
"قلتُ: وعليكم".
رواه البخاري ومسلم
(4)
.
(1)
المحبة لله سبحانه (رقم: 115). وهو في تفسير مجاهد (رقم: 935).
(2)
المحبة لله سبحانه (رقم: 121).
(3)
ما بين المعقوفتين قد غُطِّي في الصورة بسبب طيّ طرف الورقة، فكتبتُه اجتهادًا. ورواية سعيد بن جبير عن ابن عباس عزاها السيوطي في الدر المنثور (10/ 146) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وهناد وابن المنذر وابن أبي حاتم، ووجدتها في الزهد لهناد (رقم: 478) ومصنف ابن أبي شيبة (19/ 245/ رقم: 35932).
(4)
صحيح البخاري (أرقام: 6024، 6031، 6401) وصحيح مسلم (رقم: 2165).
وهو في مشيخة ابن الآبَنُوسي
(1)
انتقاء ابن مردويه على الطبراني
(2)
.
1825 -
عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله إذا أَحَبَّ عبدًا قال لجبريل: إنّى أُحِبُّ فلانًا فأَحبَّه، -قال: - فيقولُ جبريل لأهل السماء: إنّ ربّكم يحبُّ فلانًا فأَحِبّوه، -قال: - فيحبُّه أهلُ السماء، ويوضعُ له القبولُ في الأرض، وإذا أبغض -فمثل ذلك-".
رواه مسلم
(3)
لسُهَيْل، والبخاري
(4)
لأبي صالح.
ورُوِيَ من حديث نافع عن أبي هُرَيْرَة، وهو في الثاني من حديث حمزة الدِّهْقان
(5)
.
1826 -
وقال عبد الرزّاق
(6)
: عن مَعْمَر، عن الأَعْمَش، عن عَمْرو بن مُرَّة، عن عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى: كتب أبو الدَّرْداء إلى مَسْلَمَة بن مُخَلَّد:
"سلامٌ عليك، أمّا بعد فإنّ العبدَ إذا عمل بطاعة الله أَحَبَّه الله، فإذا أَحَبَّه الله حَبَّبَه إلى عباده، وإنّ العبدَ إذا عمل بمعصية الله أَبْغَضَه الله، فإذا أَبْغَضَه الله بَغَّضَه إلى عباده".
رواه محمد بن جرير في كتاب الآداب، لشُعَبْة عن عَمْرو بن مُرَّة
(7)
.
(1)
جزء فيه عوال حسان منتقاة وغرائب -من رواية ابن الآبنوسي عن شيوخه- (ق 19/ ب - 20/ أ- مجموع 117).
(2)
ما انتقى ابن مردويه على الطبراني (رقم: 111).
(3)
صحيح مسلم (رقم: 2637).
(4)
صحيح البخاري (رقم: 7485).
(5)
وفي صحيح البخاري (رقم: 3209، و 6040).
(6)
المصنف (10/ 451/ رقم: 19675).
(7)
وهو في الزهد (رقم: 229) لأبي داود، ومصنف ابن أبي شيبة (19/ 183/ رقم: 35747).
1827 -
عن أبي حازم، أخبرني سَهْل بن سَعْد: أنّ رسول الله قال يومَ خَيْبَر:
"لأُعْطِيَنّ هذه الرايةَ غدًا رجلًا يفتحُ الله على يَدَيْه يحبُّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ورسولُه"، فلمّا أصبح دعا عليَّ بنَ أبي طالب، وذكر الحديث.
رواه البخاري ومسلم
(1)
.
ورواه أبو بكر البزّار
(2)
، من حديث الوليد بن رَباح عن أبي هُرَيْرَة.
وهو في جزء ابن السَّمَّاك والخُلْدي والطَّبَسي، من حديث ابن عُمَر.
1828 -
عن أبي زُرْعَة، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمد، سبحان الله العظيم".
رواه البخاري ومسلم
(3)
.
1829 -
عن محمد بن الحَنَفِيَّة، عن أبيه -هو: علي بن أبي طالب-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يحبُّ العبدَ المُفَتَّنَ التوّاب".
رواه عبد الله بن أحمد في المسند
(4)
.
(1)
صحيح البخاري (أرقام: 2942، 2975، 3009، 3701)، وصحيح مسلم (رقم: 2404).
(2)
مسند البزار (14/ 387/ رقم: 8113).
(3)
صحيح البخاري (رقم: 6406، 6682) وصحيح مسلم (رقم: 2694).
(4)
المسند (2/ 42/ رقم: 605)، وهو حديث ضعيف، في إسناده أبو عمرو البجلي -وهو: عَبِيدة بن عبد الرحمن-: قال ابن حبان في المجروحين (2/ 199): "يروي الموضوعات عن الثقات، لا يحل الاحتجاج به".
1830 -
عن أبي خَليفة، عن علي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله رفيقٌ، يحبُّ الرِّفْقَ، ويُعطي على الرِّفْقِ ما لا يُعطي على العُنْف".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
1831 -
عن ربيع بن عُمَيْلَة، عن سَمُرَة بن جُنْدُب: أنّ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من الكلام شيءٌ أحبُّ إلى الله من: الحمد لله وسبحان الله والله أكبر ولا إله إلّا الله، أربعِ فلا تُكْثِرْ عليَّ لا يضرّك بأيّهنّ بدأتَ، ولا تُسمِّ عبدَك رباحَ ولا أَفْلَحَ ولا نَجِيح ولا يسار".
رواه مسلم
(2)
.
وهو في سابع عشرين البِشْرانيّات
(3)
، وفي مسند محمد بن جُحَادَة للطَّبَراني.
1832 -
عن قتادة، حدّثنا غيرُ واحد ممّن لَقِيَ الوَفْدَ وذكر لنا نَضْرَةُ أنَّه حدّث عن أبي سعيد الخُدْري أنّ وَفْدَ عبد القَيْس لمّا قدموا على رسول الله، فذكر الحديث، قال: ثمّ قال نبيّ الله لأَشَجّ عبد القَيْس:
"إنّ فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم والأناة".
رواه مسلم
(4)
.
(1)
المسند (2/ 234 - 235/ رقم: 902).
(2)
صحيح مسلم (رقم: 2637). واللفظ الذي ساقه المصنّف للبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 460/ رقم: 1044).
(3)
أمالي ابن بشران (2/ 283/ رقم: 1515).
(4)
الصحيح (رقم: 17).
ورُوِيَ من حديث هودٍ القَصْري عن جدِّه، وهو في كتاب الرُّخْصَة في تقبيل اليد لابن المقرئ
(1)
.
ومن حديث أبي حمزة عن ابن عبّاس، في الثالث من مساوئ الأخلاق للخرائطي
(2)
، وثامن المعجم الصغير للطبراني
(3)
.
ومن حديث زارع العَبْدي، رواه أبو داود والطبراني
(4)
.
1833 -
عن زَيْد بن أَسْلَم، عن أبيه، أنّ عمر بن الخطّاب خرج إلى المسجد يومًا فوجد معاذَ بنَ جبل عند قبر رسول الله يبكي فقال: ما يُبكيك يا معاذ!؟ قال: يُبكيني حديثٌ سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اليسيرُ من الرِّياء شِرْكٌ، ومن عادى أولياءَ الله فقد بادر اللهَ بالمحاربة، إنّ الله يحبُّ الأبرارَ الأتقياءَ الأخفياءَ، الذين إن غابُوا لم يُفْتَقَدُوا، وإذا حَضَروا لم يُعْرَفوا، قلوبُهم مصابيحُ الهدى، يخرجون من كلّ غبراء مُظلِمة".
قاله اللَّيْث بن سَعْد، عن عيّاش بن عبّاس الغَسّاني، عن زَيْد بن أَسْلَم.
أخبرناه أحمد بن عبد الهادي، أبنا ابن البخاري، أنبأنا أبو القاسم بن مَعَالي بن الشِّدِّقِيني
(5)
، أبنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو إسحاق الحَبّال، أبنا منير بن أحمد بن منير
(6)
، أبنا علي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مَطر
(7)
، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله بن وَهْب،
(1)
الرخصة في تقبيل اليد (رقم: 6).
(2)
بل هو في مكارم الأخلاق (رقم: 680).
(3)
الروض الداني (2/ 67/ رقم: 792).
(4)
سنن أبي داود (رقم: 5227)، والمعجم الكبير (5/ 275/ رقم: 5313).
(5)
ترجمه ابن نقطة في تكملة الإكمال (1/ 518/ رقم: 918).
(6)
ترجمه الذهبي في السير (17/ 267).
(7)
علي بن عبد الله بن يزيد بن أبي مطر المعافري الإسكندراني المالكي، توفي سنة 339 هـ. السير (15/ 357).
ثنا اللَّيْث، فذكره
(1)
.
ورواه ابن أبي مريم عن نافع بن يزيد عن عيّاش عن عيسى بن عبد الرحمن عن زَيْد بن أَسْلَم
(2)
.
ورواه ابن ماجه
(3)
، لابن لهيعة عن عيسى بن عبد الرحمن عن زَيْد بن أَسْلَم.
ورُوِيَ من حديث أبي قَحْذَم النَّضْر عن أبي قِلابَة عن ابن عُمَر قال: مرّ عُمَر بمعاذ وهو يبكي، فذكره، وهو في انتخاب مسلم على أبي أحمد الفرّاء
(4)
.
1834 -
عن أنس، عن عُبادة بن الصامت: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ اللهُ لقاءَه، ومن كَرِه لقاءَ الله كرِه اللهُ لقاءَه"،
قال: فقالت عائشة -أو بعض أزواجه-: إنّا لنكرهُ الموتَ! قال:
(1)
أخرجه أبو العباس منير بن أحمد في مجلس من أماليه (ق 26/ أ- ب - مجموع 113)، والرواية من طريقه. وعلى ظهريّة الجزء سماع ابن المحبّ بالإسناد الذي ساقه هنا. وأخرجه الحاكم (1/ 4) عن أبي العباس محمد بن يعقوب عن الربيع بن سليمان، وقال عقبه:"وهذا إسناد مصري صحيح، ولا يُحفظ له علة"، وقال الذهبي:"صحيح، ولا علة له"؛ لكن أعلّه الألباني في الضعيفة (رقم: 2975) بأن بعض رواته أسقط راويًا -وهو: عيسى ابن عبد الرحمن- بين عياش وزيد بن أسلم. وقد أتى به ابن المحب في التخريج بعده.
(2)
أخرجه من هذا الطريق الطبراني في المعجم الكبير (20/ 153 - 154/ رقم: 321) والبيهقي في الشعب (9/ 141 - 142/ رقم: 6393)، وابن أبي مريم هو: سعيد. وهذا إسناد ضعيف جدا، عيسى بن عبد الرحمن هو: الأنصاري الزرقي، قال في التقريب:"متروك".
(3)
السنن (رقم: 3989).
(4)
انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1421). والرواية أخرجها كذلك الطبراني في المعجم الكبير (20/ 36/ رقم: 53) والحاكم (3/ 270) وابن عدي في الكامل (7/ 24)، وقال الحاكم عقبه:"صحيح الإسناد"، واستدرك عليه الذهبي بقوله:"قلت: أبو قحذم: قال أبو حاتم: لا يُكَتب حديثه، وقال النسائي ليس بثقة". قلتُ: وهذه الرواية مُعلّةْ به، فقد ذكره الذهبي في الميزان (4/ 263) وذكر هذا الحديث ضمن منكراته.
"ليس ذاك، ولكنّ المؤمنَ إذا حضره الموتُ بُشِّرَ برِضْوان الله وكرامتِه، فإذا بُشِّر بذلك أحبَّ لقاءَ الله وأحبَّ اللهُ لقاءَه، وإنّ الكافرَ إذا حضرَه الموتُ بُشِّرَ بعذاب الله وعقوبتِه، فإذا بُشِّر بذلك كِره لقاءَ الله وكرِه اللهُ لقاءَه".
رواه البخاري ومسلم
(1)
.
وفي الباب: عن أبي موسى، وأبي هُرَيْرَة، وعائشة.
حديثُ عائشة في رابع حديث عبد الله بن هاشم
(2)
.
وحديثُ أبي هُرَيْرَة في خامس أفراد ابن شاهين
(3)
.
وأما حديثُ أبي هُرَيْرَة، فرُوِيَ عن محمد بن عَمْرو عن أبي سَلَمَة عنه، ولفظُه:
"يقولُ الله: إذا أحبَّ العبدُ لقائي أحببتُ لقاءَه، وإذا كرِه لقائي كرهتُ لقاءَه".
رواه ابن راهويه
(4)
(5)
.
1835 -
عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إيّاكم والفُحْش؛ فإنّ الله لا يحبُّ الفُحْشَ ولا التفحُّشَ"،
قيل: يا رسول الله! أيُّ الهجرة أفضل؟ قال:
"أن تهجرَ ما كرِه ربُّك"، وذكر الحديث.
(1)
صحيح البخاري (رقم: 6507) وصحيح مسلم (رقم: 2683).
(2)
وأخرجه مسلم (رقم: 2686).
(3)
الخامس من الأفراد (رقم: 10).
(4)
وهو في مسند أحمد (15/ 510/ رقم: 9822).
(5)
لم يخرِّج المصنف حديث أبي موسى، وهو عند البخاري (رقم: 6508) ومسلم (رقم: 2675).
قاله أبو داود الطيالسي
(1)
: عن شُعْبَة والمَسْعودي، عن عَمْرو بن مُرَّة، قال: سمعتُ عبد الله بن الحارث يحدّث، عن أبي كثير الزُّبَيْدي، عن عبد الله بن عَمْرو بهذا.
وهو في كتاب التوبيخ لأبي الشيخ
(2)
، للمغيرة بن عبد الرحمن عن عن زُبَيْد عن أبي كثير الزُّبَيْدي.
ورواه بَكْر بن عبد الله المُزني عن عبد الله بن عَمْرو، وهو في المنتقى من الأول من حديث أبي الحسن المُزَني
(3)
.
رواه النسائي وأبو حاتم بن حبّان
(4)
.
ورُوِيَ من حديث أبي سَبْرَة الهُذَلي عن عبد الله بن عَمْرو، وهو في الجزء الثاني من مساوئ الأخلاق للخرائطي
(5)
.
ورواه إسحاق بن راهويه
(6)
، ولفظُه:"إنّ الله لا يحبُّ الفاحشَ ولا المُتفحِّش".
1836 -
عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من شيءٍ أحبُّ إلى الله من أن يُسْألَ العافية".
أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا عُمَر بن محمد السَّهْرَوَرْدي، أبنا هبة الله بن أحمد، أبنا طِراد بن محمد، أبنا أبو الحسين ابن بِشْران، أنا أبو
(1)
مسند الطيالسي (4/ 29 - 30/ رقم: 2386). وإسناده صحيح.
(2)
التوبيخ والتنبيه (رقم: 142).
(3)
هو: محمد بن عوف بن أحمد الدمشقي، توفي سنة 431 هـ. السير (17/ 550 - 551).
(4)
السنن الكبرى (6/ 486/ رقم: 11583)، والإحسان (11/ 579/ رقم: 5176).
(5)
مساوئ الأخلاق (رقم: 286).
(6)
مسند إسحاق بن راهويه (3/ 815 - 816/ رقم: 1455)، رواه من حديث عائشة رضي الله عنها.
علي بن صَفْوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا هارون بن سفيان، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا إسرائيل، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن نافع، عن ابن عُمَر بهذا الحديث
(1)
.
عبد الرحمن هو: المُلَيْكي، فيه ضعف
(2)
.
1837 -
وبهذا الإسناد إلى ابن أبي الدنيا، قال: حدّثني إبراهيم بن راشد، عن يعقوب بن محمد الزُّهْري، ثنا محمد بن عامر بن خارجة عبد الله بن سَعْد بن أبي وَقّاص، عن محمد بن عبد الملك بن زُرارة الأنصاري، عن أبي عبد الرحمن الشامي، عن عبد الرحمن بن عثمان، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أكثِروا ذكرَ الله على كلّ حال؛ فإنّه ليس عملٌ أحبُّ إلى الله ولا أنجى لعبدٍ من ذكر الله في الدنيا والآخرة"
(3)
.
1838 -
وبه، قال: حدّثني مالك بن سَعْد
(4)
، ثنا رَوْح بن عُبادة، ثنا
(1)
أخرجه الترمذي (رقم: 3515) عن القاسم بن دينار الكوفي عن إسحاق بن منصور وهو (رقم: 3548) والحاكم (1/ 498) ليزيد بن هارون عن عبد الرحمن بن أبي بكر.
(2)
ضعفه يحيى بن معين في رواية إسحاق بن منصور، وقال في رواية ابن الجنيد:"ليس بشيء"، وقال أبو حاتم:"ليس بقوي في الحديث"، وقال البخاري:"منكر الحديث". انظر: سؤالات ابن الجنيد (رقم: 843)، الجرح والتعديل (5/ رقم: 1026)، التاريخ الكبير (5/ رقم: 839).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 60 - 61/ رقم: 517) عن أبي الحسين بن بشران. وإسناده ضعيف، يعقوب بن محمد الزهري هو: يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف: قال في التقريب: "صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء".
(4)
كتب المصنف فوق هذا الاسم حرف (س) إشارة إلى النسائي، وكتب في الحاشية اليمنى الحرف نفسه (س) وفوقه كلمة (مو)، وهذا إشارة منه -كما هي عادته- إلى أن النسائي رواه عن مالك بن سعد على الموافقة، وسيأتي عزوه للنسائي.
شُعْبَة، عن سعيد الجُرَيْري، قال: سمعتُ سَوادة بن عاصم يحدّث، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذَرّ: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ أحبَّ الكلام إلى الله أن يقول العبدُ: سبحان ربّي وبحمده"
(1)
.
1839 -
أخبرناه متّصلًا محمدُ بنُ أبي الهَيْجاء وعمُّ أبي، قالا: أبنا البَكْري، أبنا عبد المعزّ، أبنا زاهر، أبنا الكَنْجَرُوذي، أبنا بِشْر بن محمد، أنا أبو بكر بن خُزَيْمة، ثنا مالك بن سَعْد، فذكره، وقال:"سبحان الله وبحمده"
(2)
.
ورواه أبو يحيى بن أبي مَسَرَّة عن عمّار بن عبد الجبّار عن شُعْبَة عن سعيد الجُرَيْري عن أبي عبد الله العنزي عن عبد الله بن الصامت، وهو عندنا في الثاني من حديث الفاكهي
(3)
.
رواه مسلم
(4)
.
ورواه البخاري في الأدب
(5)
، عن آدم عن شُعْبَة، ولفظُه:
"أحبُّ الكلام إلى الله سبحان الله لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده".
1840 -
وبه، قال ابن أبي الدنيا: حدّثني أبو عُبَيْدة عبد الوارث بن
(1)
إسناده حسن، رجاله ثقات غير مالك بن سعد فهو صدوق كما في التقريب. وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 207/ رقم: 10662) عن مالك بن سعد.
(2)
الرواية من جزء من حديث ابن خزيمة، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1147).
(3)
أى. حديثه عن ابن أبي مسرة، ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس (رقم: 1420).
وأخرحه ابن بشران في الأمالي (رقم: 131) عن الفاكهي. والفاكهي هو صاحب أخبار مكة: أبو محمد عبد الله بن محمد بن العباس المكي، توفي سنة 353 هـ، انظر: السير (16/ 44/ 45).
(4)
الصحيح (رقم: 2731).
(5)
الأدب المفرد (رقم: 637).
عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثني أبي، عن لَيْث، عن عبد الرحمن بن مَرْوان، عن هُزَيْل بن شُرَحْبيل، عن ابن مسعود قال:
"قال موسى صلى الله عليه وسلم: ربّ أيُّ الأعمال أحبُّ إليك أن أعملَ به؟ قال: تذكرُني فلا تنساني"
(1)
.
1841 -
وقال قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاس:
"قال موسى حين كلّمَه ربُّه: أَيْ ربّ أيُّ عبادك أحبُّ إليك؟ قال: أكثرُهم لي ذِكْرًا، قال: أَيْ ربّ فأيُّ عبادك أَحْكَمُ؟ قال: الذي يقضي على نفسه كما يقضي على الناس، قال: أَيْ ربّ فأيُّ عبادك أَغْنَى؟ قال: الراضي بما أعطيتُه".
في العشرين من البِشْرانيّات
(2)
.
1842 -
وقال سفيان الثَّوْري
(3)
: ثنا بعض أشياخنا في قول الله عز وجل: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195] قال: "أَحْسِنُوا بالله الظنَّ".
1843 -
وقال سفيان
(4)
: "لما نزلت {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141] جعل ثابتُ بنُ قَيْس بن شَمّاس يُعطي، لا يجيءُ أحدٌ إلّا
(1)
إسناده ضعيف، لأجل ليث وهو: ابن أبي سليم: قال في التقريب: "صدوق، اختلط جدا فلم يتميز حديثه فترك".
(2)
أمالي ابن بشران (2/ 92/ رقم: 1129)، وقد تصحّف (قابوس) عند محققه إلى (مانوس). وقابوس هو: ابن مخارق بن سليم الكوفي، قال في التقريب:"لا بأس به"، وأبوه مخارق:"مختلف في صحبته، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين". والأثر أخرجه الطبري في تاريخه (1/ 371 - 372) مطوّلًا من طريق هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس، وإسناده حسن. ووردت بعض ألفاظه حديث أبي هريرة مرفوعةً إلى النبي، أخرجها ابن حبان (14/ 100 - 101/ رقم: 6217)، وإسناده حسن.
(3)
تفسير سفيان الثوري (ص 59).
(4)
تفسير الثوري (ص 109 - 110).
أعطاه، فنزلت {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141]، قال:"ابقِ لعيالك".
1844 -
(1)
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن البخاري، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبنا الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا الطبراني، ثنا أحمد بن محمد بن صدقة، ثنا أبو حُمَيْد أحمد بن محمد بن المغيرة بن سيّار الحِمْصي، ثنا معاوية بن حَفْص، ثنا أبو زياد -يعني: إسماعيل بنَ زكريا-، عن محمد بن قَيْس، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر قال: سألتُ رسولَ الله عن قوله {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] قال:
"هؤلاء قومٌ من اليمن، ثم من كِنْدَة، ثم من السَّكُون، ثم من تُجيب"
(2)
.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن قَيْس الأَسَدي إلّا أبو زياد، ولا عن أبي زياد إلّا معاوية بن حَفْص، تفرّد به أبو حُمَيْد".
قلتُ: إسماعيل بن زكريا هذا من رجال الصحيحين، وشيخُه من رجال مسلم، والراوي عنه ثقة.
ورُوِيَ عن الحسن والضحّاك أنّها في أبي بكر وأصحابه
(3)
.
1845 -
قال إبراهيم بن عبد الله بن الجُنَيْد الخُتَّلي
(4)
: حدّثني حَفْص بن عُمَر الحَوْضي، ثنا شُعْبَة بن الحجّاج، عن سِماك بن حَرْب، عن عياض الأَشْعَري قال: لمّا نزلت هذه الآية {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] قال رسول الله:
(1)
انتقلنا إلى هذه الصفحة (285 أ) لوصل ما ورد في صفة المحبّة.
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 1392)، والرواية من طريقه. وهو في الدر المنثور (5/ 354 - 355)، وحسن السيوطي إسناده.
(3)
أخرجه ابن جرير (8/ 519) وابن أبي حاتم (4/ 1160، 1161) من تفسيريهما.
(4)
المحبة لله سبحانه (رقم: 225).
"قومُ هذا"، يعني: أبا موسى الأَشْعَري
(1)
.
1846 -
وقال ابنُ الجُنَيْد
(2)
: حدّثني يحيى بن سليمان الجُعْفي، ثنا حَفْص بن غِياث، ثنا الكَلْبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله:{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] قال: "أهل القادسيّة: مُذحِج، وكِنْدَة، وهَمْدان ومَنْ كان من أصحابهم"
(3)
.
1847 -
وعن محمد بن كَعْب: "هم أهلُ اليمن". رواه ابن الجُنَيْد
(4)
.
1848 -
وعن مجاهد مثله، وقال:"لم يأتوا بعدُ". بإسنادين إليه
(5)
.
1849 -
وقال ابن الجُنَيْد
(6)
: حدّثني حَرْمَلَة بنُ يحيى، أبنا عبد الله بن وَهْب، قال: حدّثني عبد الرحمن بن زَيْد بن أَسْلَم قال: "إنّ الله عز وجل ليحبُّ العبدَ، فيبلغُ من حبّه إذا أحبَّه أن يقول: اذهبْ فاعملْ ما شئتَ فقد غفرتُ لك".
أخبرتنا بذلك ستُّ الفقهاء، قالت: أنبأتنا خديجة أَمَة علي، قالت: أنا أحمد بن شركيل، أنا أبو الحسن العلّاف، أنا عبد الملك بن بِشْران، أبنا أبو بكر الآجُرِّي، أبنا محمد بن أحمد بن هارون، حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن الجُنَيْد، فذكره
(7)
.
(1)
إسناده صحيح. وأخرجه الحاكم (2/ 313) وابن جرير (8/ 521) وابن أبي حاتم (4/ 1160).
(2)
المحبة لله سبحانه (رقم: 227).
(3)
إسناده منقطع، أبو صالح -وهو: باذام مولى أم هانئ- لم يسمع من ابن عباس، مع ضعفه، انظر: جامع التحصيل (رقم: 55) والتقريب.
(4)
المحبة لله سبحانه (رقم: 229).
(5)
المحبة لله سبحانه (رقم: 230، 255) وفيه في اللفظ الثاني: "لمّا يأتوا بعد". أخرجه ابن جرير (8/ 523) وابن أبي حاتم (4/ 1160) عن مجاهد.
(6)
المحبة لله سبحانه (رقم: 41).
(7)
هذا إسناد كتاب المحبة لله سبحانه.
1850 -
وبهذا الإسناد، قال ابن الجُنَيْد
(1)
: حدّثنا محمد بن حُمَيْد الرازي، ثنا مِهْران بن أبي عُمَر، عن سفيان، عن عاصم الأَحْوَل، عن الشَّعْبي في قول الله عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة: 222] قال: "التائبُ من الذنب كمَنْ لا ذنب له، وإذا أحبَّ عبدًا لم يضرَّه ذنبُه"
(2)
.
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التوبة، لقَيْس بن الربيع عن عاصم
(3)
.
1851 -
وقال ابن الجُنَيْد
(4)
: ثنا سعيد بن سليمان، أبنا مبارك بن فَضالة، ثنا الحسن قال: كان ناسٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: يا رسول الله إنّا نحبُّ ربَّنا حبًّا شديدًا، فأحبَّ اللهُ أن يجعل لحبّه عَلَمًا فأنزل اللهُ عز وجل:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)} [آل عمران]
(5)
.
1852 -
وبه، قال
(6)
: حدّثنا أبو بَحْر فُرات بن مَحْبُوب السُّكوني، ثنا عُبَيْد الله الأَشْجَعي، عن سفيان، عن لَيْث، عن مجاهد في قوله عز وجل: {وَلَا تُشْرِكُوا [بِهِ]
(7)
شَيْئًا} [النساء: 36] قال: "لا تحبُّوا غيري"
(8)
.
(1)
المحبة لله (رقم: 138).
(2)
محمد بن حميد الرازي ضعيف كما في التقريب، وشيخه مهران:"صدوق له أوهام سيء الحفظ".
(3)
لم أجده من هذا الطريق في مطبوعة التوبة لابن أبي الدنيا، وإنما هو فيها (رقم: 183) عن على بن الجعد عن سفيان.
(4)
المحبة لله سبحانه (رقم: 62).
(5)
الحديث مرسل، فإن الحسن لم يُدرك عصر النبي. وأخرجه ابن جرير (5/ 325) من طريقين عن الحسن.
(6)
المحبة لله سبحانه (رقم: 64).
(7)
كتبها المصنف: بي.
(8)
فيه: ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.
1853 -
وبه، قال
(1)
: حدّثني محمد بن يوسف، ثنا عبد الله بن وَهْب، عن معاوية بن صالح، عن أبي يحيى، عن أبي يزيد، عن أبي سلّام الحَبَشي الأَسْوَد، أنّه سمع ثَوْبان مَوْلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال رسول الله:
"اللَّهم إنّي أسألُك حُبَّك وحُبَّ من يُحبك وحُبًّا يُبلِّغُني حُبَّك"
(2)
.
1854 -
وبه، قال
(3)
: حدّثني الحسين بن علي العِجْلي، ثنا محمد بن فُضَيْل بن غَزْوان الضَّبِّي، عن محمد بن سَعْد الأنصاري، عن عبد الله بن يزيد الدِّمَشْقي، ثنا عائذ الله أبو إدريس الخَوْلاني، عن أبي الدَّرْداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال داود عليه السلام: ربِّ إني أسألُك حُبَّك وحُبَّ من يُحبُّك والعملَ الذي يبلِّغُني حُبَّك، ربِّ اجعلْ حُبَّك أَحَبَّ لي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد"،
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود عليه السلام وحدّث عنه قال:
"كان أَعْبَدَ البشر".
رواه الترمذي
(4)
وقال: "حديث حسن غريب".
وهو عندنا في جزء أبي كُرَيْب
(5)
.
(1)
المحبة لله سبحانه (رقم: 74).
(2)
أبو سلام الحبشي اسمه ممطور، قال يحيى بن معين وعلي بن المديني إنه لم يسمع من ثوبان، انظر: جامع التحصيل (رقم: 797).
(3)
المحبة لله سبحانه (رقم: 75).
(4)
الجامع (رقم: 3485)، أخرجه عن أبي كريب عن محمد بن فضيل عن محمد بن سعد الأنصاري. وفي إسناده عبد الله بن يزيد وهو: عبد الله بن ربيعة بن يزيد، قال في التقريب:"مجهول". ولفظ الحديث الأخير (كان أعبد البشر) له شواهد يتقوى بها ذكرها الألباني في الصحيحة (رقم: 707).
(5)
هو: محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي، من رجال الكتب الستة.
1855 -
وقال ابن الجُنَيْد
(1)
: حدّثنا يحيى بن سليمان الجُعْفي، حدّثني عبد الله بن وَهْب، ثنا واقد بن سلامة، عن يزيد الرَّقاشي، عن أنس بن مالك: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال:
"ألا أُخبرُكم عن قومٍ ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ، يغبطُهم يومَ القيامة الأنبياءُ والشهداءُ لمنازلهم من الله عز وجل، على منابر من نور يُعرفون عليها؟ "،
قالوا: من هم؟ قال:
"الذين يُحبِّبُون عبادَ الله إلى الله، ويُحبِّبُون اللهَ إلى عباده، ويمشون لله في الأرض نُصْحًا"،
فقلنا: هذا حَبَّبُوا اللهَ إلى عباده، فكيف يُحبِّبُون عبادَ الله إلى الله؟ قال:
"يأمرونهم بما يُحبُّ اللهُ عز وجل وينهونَهم عمّا يكرهُ اللهُ، فإذا أطاعوهم أحبَّهم الله عز وجل"
(2)
.
1856 -
روى أبو الشيخ الأَصْبَهاني في كتاب التوبيخ والتنبيه
(3)
، عن إبراهيم بن محمد بن الحسن، عن أبي الربيع المصري، عن ابن وَهْب، عن عبد الرحمن بن زَيْد، عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الحديث
(4)
.
1857 -
وبه، قال ابن الجُنَيْد
(5)
: حدّثنا داود بن رشيد، ثنا أبو حَيْوَة
(1)
المحبة لله سبحانه (رقم: 102).
(2)
إسناده ضعيف لأجل يزيد الرقاشي، فهو ضعيف كما في التقريب، وواقد بن سلامة النضري أورده الذهبي في الميزان (4/ 330) وقال:"ضعفوه". والحديث أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 1451) وابن عدي في الكامل في الضعفاء (8/ 381 - 382)، كلاهما في ترجمة واقد.
(3)
التوبيخ والتنبيه (رقم: 17).
(4)
في إسناده عبد الرحمن بن زيد، وهو: ابن أسلم، قال في التقريب:"ضعيف".
(5)
المحبة لله سبحانه (رقم: 100).
يزيد بن شُرَيْح الحَضْرَمي، ثنا صَفْوان بن عَمْرو، عن عبد الله بن بِشْر اليَحْصُبي، عن أبي أُمامة أنه كان يقول:
"حبِّبوا اللهَ إلى الناس يُحبِبْكم الله عز وجل".
هو عندنا في الجزء السادس من فوائد ابْنَيْ أبي دُجانة
(1)
.
1858 -
وبه، قال
(2)
: حدّثني محمد بن يزيد بن كثير العِجْلي، ثنا محمد بن فُضَيْل بن غَزْوان، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الله الجَدَلي قال:"أوحى الله إلى داود: أَحِبَّني وأَحِبَّ أَحِبّائي وحَبِّبْني إلى الناس، قال: يا ربّ هذا أُحبُّك وأحبُّ أحِبّاءَك، فكيف أحَبِّبُك إلى الناس؟ قال: تذكرُني فلا تذكرُ مني إلّا حسنًا".
رُوِيَ هذا عن أبي فَزارة قال: "بلغني أنّ داود"، فذكره بمعناه، وقال: "ذكِّرْهم بآلائي، فإنهم
(3)
لا يذكرون مني إلّا خيرًا"، رواه ابن الجُنَيْد أيضًا
(4)
.
1859 -
وقال سعيد بن منصور: ثنا أبو شِهاب، عن يونس، عن الحسن، عن أبي الدَّرْداء قال: "إنْ شئتُم لأَقْسمنَّ إنّ أحبَّ عباد الله إلى الله رعاء الشمس والقمر، وإنْ شئتُم لأَقْسمنَّ إنّ أحبَّ عباد الله إلى الله الذين يُحبِّبون اللهَ إلى عباده ويمشون في الأرض نُصَحاء
(5)
".
(1)
ابنا أبي دجانة هما: أبو زرعة محمد، وأبو بكر أحمد، ابنا عبد الله بن أبي دجانة. المعجم المفهرس (1170).
(2)
المحبة لله سبحانه (رقم: 125).
(3)
كتب المصنف فوقها: (فهم)، إشارة إلى رواية أخرى.
(4)
المحبة لله سبحانه (رقم: 124).
(5)
ضبطها المصنف بالشكل بضمّ الصاد وفتح الحاء المهملة.
1860 -
عن أبي ماجد قال: كنت قاعدًا مع عبد الله قال: إنّي لأذكر أولَ رجل قطعه، أُتِيَ بسارقٍ فأمر بقطعه، فكأنّما أَسِفَّ وجهُ رسول الله، قال: قالوا: يا رسول الله! كأنّك كرهتَ قَطْعَه؟ قال:
"وما يمنعُني، لا تكونوا عونًا للشيطان على أخيكم، إنّه ينبغي للإمام إذا انتهى إليه حدٌّ أن يُقيمَه، إنّ الله عفوٌّ يُحبّ العفوَ، {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] ".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
1861 -
وفي عاشر البِشْرانيّات
(2)
، لداود بن المُحَبَّر -أحد الضعفاء المتروكين
(3)
-، ثنا سُكَيْن بن أبي سراج، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عُمَر قال: قال رجلٌ: يا رسول الله أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال:
"سُرورٌ تُدخلُه على مسلم، أو كُربةٌ تكشفُها عنه، في دَيْنٍ تقضيه عنه، أو جوعٍ تطردُه عنه"
(4)
.
1862 -
أخبرنا سليمان، أبنا جعفر، أبنا السِّلفي، أبنا أبو ياسر الخيّاط محمد بن عبد العزيز وأبو سعد محمد بن عبد الملك الأَسَدي، قالا: ثنا أبو القاسم بن بِشْران، أبنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن علي الكِنْدي بمكّة، ثنا محمد بن جعفر السامَرِّيّ، ثنا حمّاد بن الحسن الورّاق، ثنا سيّار بن حاتم العَنَزي، عن حمزة بن نَجيح أبي عمّار، حدّثني مَسْلَمَة، عن محمد بن علي: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
المسند (7/ 232/ رقم: 4168).
(2)
أمالي ابن بشران (1/ 250/ رقم: 575 و 1/ 292/ رقم: 669).
(3)
انظر: ميزان الاعتدال (2/ 20).
(4)
والحديث ذكره الألباني في الصحيحة (رقم: 906) وحسنة بإسناد آخر.
"من اقتصد أغناه الله، ومن بذّر أفقره الله، ومن ذكر الله تعالى أحبَّه الله"
(1)
.
هذا مُرْسَل، وسيأتي من وجهٍ آخر عن عليّ.
1863 -
عن أبي بُرْدَة قال: صلّيتُ إلى جنب ابن عُمَر فسمعتُه حين سجد يقول: "اللَّهم اجعل حُبَّك أَحَبَّ الأشياء إليّ، وخوفَك أَخْوَفَ الأشياء عندي"، الحديث.
في الجزء السادس من حديث يحيى بن صاعد
(2)
.
1864 -
أخبرنا يحيى، أبنا جعفر، أنا السِّلَفي، أنا ثابت، أنا أبو محمد الخلّال، ثنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفّار، ثنا أحمد بن محمد المالكي، ثنا محمد بن يوسف ابن أخي حجّاج بن الشاعر، ثنا يزيد بن هارون، عن حُمَيْد، عن أنس: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص] ألفَ مرّةً كانت أَحَبَّ إلى الله من ألف فَرَسٍ مُلَحَّمَة مُسَرَّجَة في سبيل الله"
(3)
.
1865 -
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عُمَر وغيرُ واحدٍ، قالوا: أبنا عبد الرحمن الكِنْدي، أبنا أبو طاهر الطوسي وأبو منصور السِّيحي
(4)
، قالا: أبنا محمد بن محمد بن خميس، أبنا أبو نصر بن طُوق، أبنا نصر بن أحمد المَرْجي
(5)
.
(1)
أخرجه ابن بشران في جزء فيه ثلاثة مجالس من أماليه (ق 35/ أ- مجموع 68)، والرواية من طريقه.
(2)
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 282) من حديث أبي بكر بن أبي مريم -وهو ضعيف كما في التقريب- عن الهيثم بن مالك الطائي مرفوعًا إلى النبي.
(3)
الرواية من جزء فيه فضل سورة الإخلاص للخلال، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 388).
(4)
تكملة الإكمال (3/ 304).
(5)
تكملة الإكمال (5/ 543).
وأخبرنا ابن مَعالي وابن الرَّضِيّ، قالا: أبنا محمد بن إسماعيل، أبتنا فاطمة بنت سعد الخير، قالت: أبنا زاهر بن طاهر، أبنا الكَنْجَرُوذي، أبنا ابن حمدان؛ قالا
(1)
: ثنا أبو يَعْلَى، ثنا نافع بن خالد الطاحي
(2)
، ثنا نوح بن قَيْس، ثنا خالد بن قَيْس، عن قتادة، عن رجلٍ من خَثْعَم قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو في نَفَرٍ من أصحابه، قال: قلتُ: أنت الذي تزعمُ أنّك رسول الله؟ قال:
"نعم"،
قال: قلتُ: يا رسول الله أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله عز وجل؟ قال:
"الإيمان بالله"،
قال: قلتُ: يا رسول الله ثمّ مَهْ؟ قال:
"ثمّ صِلَةُ الرَّحِم"،
فأيُّ الأعمال أَبْغَضُ إلى الله؟ قال:
"الإشراكُ بالله"،
قال: قلتُ: يا رسول الله ثمّ مَهْ؟ قال:
"ثمّ قطيعةُ الرَّحِم"،
قال: قلتُ: ثمّ مَهْ؟ قال:
"ثمّ الأمرُ بالمنكر والنهيُ عن المعروف"
(3)
.
(1)
يعني: المرجي، وابن حمدان.
(2)
الأنساب (4/ 26).
(3)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 229 - 230/ رقم: 6839)، والرواية من طريقه. وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 151) وقال:"ورجاله رجال الصحيح؛ غير نافع بن خالد الطاحي، وهو ثقة".
1866 -
أخبرتنا وزيرة ابنة عُمَر بن أَسْعَد، قالت: أبنا أبي، أبنا أبو المعالي بن صابر، أبنا هبة الله بن الأَكْفاني، أبنا علي بن صَصْرَى، ثنا عبد الرحمن بن عُمَر بن نَصْر، ثنا خَيْثَمَة بن سليمان، ثنا محمد بن أحمد بن بُرْد، ثنا محمد بن كثير، عن سفيان الثَّوْري، عن أبي حازم المدني، عن سَهْل بن سَعْد الساعديّ قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أخبِرْني بعملٍ إذا أنا عملتُه أَحَبَّني اللهُ وأَحَبَّني الناسُ، قال:
"ازهدْ في الدنيا يحبُّك اللهُ، وازهدْ فيما عند الناس يحبُّك الناسُ"
(1)
.
أخبرتناه زينب ابنة عبد الله، قالت: أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا الصَّيْدَلاني، أبنا الحدّاد، أبنا ابن مَرْدَة، أبنا عبد الوهّاب الثقفي، ثنا خَيْثَمَة، فذكره.
رواه خالد بن عَمْرو الأموي عن سفيان الثوري، وهو في الأول من فوائد أبي بكر محمد بن جعفر الأَدَمي القارئ
(2)
.
قال ابن عَدِيّ
(3)
: "وقد رُوِيَ عن زافر عن محمد بن عُيَيْنَة أخو سفيان بن عُيَيْنَة عن أبي حازم عن سَهْل، ورُوِيَ أيضًا من حديث زافر عن محمد بن عُيَيْنَة عن أبي حازم عن ابن عُمَر".
1867 -
عن نَوْفَل بن مسعود، أنّه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
في إسناده: محمد بن كثير، وهو: الصنعاني، قال في التقريب:"صدوق كثير الغلط". والحديث أخرجه البيهقي في الشعب (13/ 116 - 117/ رقم: 10044) لأبي بكر محمد بن عمرو بن حفص الزاهد عن محمد بن أحمد بن برد.
(2)
وأخرجه ابن ماجه (رقم: 4102) والحاكم (4/ 313)، قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله:"خالد وضاع"، وبه أعلّه البوصيري في زوائد سنن ابن ماجه.
(3)
الكامل في ضعفاء الرجال (7/ 31).
"ثلاثٌ من لقي اللهَ وهُنّ فيه حرّم الله عليه النارَ وحرُمت النارُ عليه: إيمانٌ بالله ورسوله، والثانية حبّ الله، والثالثة أن توقد النارُ فيُلقى فيها أحبّ إليه من أن يرجع إلى الكفر".
في انتقاء ابن مردويه على الطبراني
(1)
.
1868 -
أخبرتنا زينب ابنة الكمال، قالت: أنبأنا محمد بن عبد الكريم، أنا وفاء بن أَسْعَد، أبنا ابن بيان، أبنا ابن بِشْران، أبنا حمزة بن الدِّهْقان، ثنا محمد بن غالب، ثا القَعْنَبي، ثنا محمد بن أبي الفُرات، عن إبراهيم الهَجَري، عن أبي عِياض، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله وِتْرٌ يحبُّ الوِتْرَ، فإذا استَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ"
(2)
.
1869 -
قال مالك بن أنس
(3)
: عن يحيى بن سعيد، أنّه سمع محمد بن المُنْكَدِر يقول:"أَحَبَّ اللهُ عبدًا سَمْحًا إن باع سَمْحًا إن ابتاع سَمْحًا إنْ قضى سَمْحًا إن اقتضى".
قال ابنُ عبد البرّ
(4)
: "لم يُختلَف على مالك في هذا الحديث أنّه موقوفٌ على ابن المُنْكَدِر، ورواه محمد بن مُطَرِّف أبو غَسّان المدني عن ابن المُنْكَدِر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورُوِيَ عن عثمان موقوفًا عليه ومرفوعًا عنه أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورُوِيَ عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم".
(1)
جزء فيه ما انتقى ابن مردويه على الطبراني (رقم: 59).
(2)
الرواية من حديث حمزة الدهقان، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1175). وإسناده ضعيف لأجل إبراهيم - وهو: ابن مسلم - الهجري، قال في التقريب:"لين الحديث، رفع موقوفات".
(3)
الموطأ (2/ 685).
(4)
التمهيد (24/ 115).
قلتُ: حديثُ أبي هُرَيْرَة رواه الترمذي وأبو يَعْلَى المَوْصِلي
(1)
، ليونس عن الحسن عن أبي هُرَيْرَة، قال الترمذي: "وقد رُوِيَ عن يونس عن سعيد المَقْبُري عن أبي هُرَيْرَة
(2)
".
1870 -
وفي حديث قسّ بن ساعدة الإيادي أنّه قال بعُكاظ: "إنّ لله لدِينًا أَحَبُّ إليه من دينكم الذي أنتم عليه"
(3)
.
1871 -
قال عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوّاد: عن ابن جُرَيْج، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أَحَبُّ الطعام إلى إله ما كثرتْ عليه الأَيْدِي".
رواه أبو أحمد بن عديّ
(4)
.
ورُوِيَ هذا الحديث عن عبد الله بن عُمَر قولَه، رواه ابن أبي الدنيا في قِرَى الضَّيْف
(5)
.
1872 -
وروى ابنُ عديّ
(6)
، لإسحاق بن إبراهيم الحُنَيْني عن مالك عن يحيى بن محمد بن طَحْلاء عن أبيه عن عُمَر عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أَحَبُّ البيوت إلى الله بيتٌ فيه يتيمٌ مُكرّمٌ".
(1)
جامع الترمذي (رقم: 1319) ومسند أبي يعلى (11/ 112/ رقم: 6238). وإسناده منقطع بين الحسن وأبي هريرة.
(2)
أخرجه الحاكم (2/ 56) للمغيرة بن مسلم عن يونس، وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقال الذهبي:"صحيح".
(3)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 88 - 89/ رقم: 12561)، من طريق محمد بن الحجاج اللخمي عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس في قصة قدوم وفد عبد القيس. ومحمد بن الحجاج اللخمي قال فيه البخاري: منكر الحديث، واتهمه بعضهم بالكذب، انظر: الميزان (3/ 509).
(4)
الكامل في ضعفاء الرجال (5/ 345).
(5)
قرى الضيف (رقم: 49). وفيه طلحة بن عمرو، وهو متروك كما في التقريب.
(6)
الكامل في الضعفاء (1/ 342)، وهو معلّ بضعف الحنيني كما في التقريب.
1873 -
وروى ابنُ عديّ
(1)
، لجُوَيْبِر عن محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هُرَيْرَة رفعه:
"إنّ الله يحبّ السَّهْلَ الطَّلِق".
1874 -
قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدّثنا أبي رحمه الله، ثنا أحمد بن عَبْدَة الضبّي، أبنا عبد العزيز بن محمد، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن كَعْب قال:"اختار الله البلادَ، فأَحَبُّ البلاد إلى الله البلدُ الحرام، واختار الشهور، فأَحَبُّ الشهور إلى الله الأشهرُ الحُرم"
(2)
.
1875 -
أخبرنا يحيى بن محمد ومحمد بن أحمد بن عبد الرحمن البَجَدي وعلي بن أحمد بن عسكر، قالوا: أبنا محمد بن عبد الله المرسي.
وأخبرنا ابن أبي الهَيْجاء وابن المحبّ، قالا: أبنا الحسن بن محمد؛ قالا
(3)
: أبنا أبو رَوْح، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا محمد بن عبد الرحمن، أبنا محمد بن الفَضْل بن محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، أبنا جدّي، ثنا أبو غَسّان مالك بن سعد القَيْسي، ثنا رَوْح - يعني: ابنَ عُبادة -، ثنا أبو عامر الخَزّاز، عن عطاء، عن أبي هُرَيْرَة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا استجمر أحدُكم فلْيُوتِر، فإنّ الله وِتْرٌ يحبُّ الوِتْرَ، أما ترى السماواتِ سبعًا والأرضَ سبعًا والطوافَ سبعًا - وذكر أشياء -"
(4)
.
(1)
الكامل (2/ 122). قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ (2/ 606): "وجويبر ضعيف".
(2)
وأخرجه العدني في الإيمان (رقم: 3) عن الدراوردي. وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 211/ رقم: 10679) البيهقي في الشعب (5/ 302 - 303/ رقم: 3465) بزيادة عبد الله بن ضمرة السلولي بين أبي صالح وكعب.
(3)
يعني: المرسي، والحسن بن محمد.
(4)
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 42 - 43/ رقم: 77)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن.
1876 -
قال أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بِشْر بن دِرْهَم العَنَزي البصري الحافظ المعروف بابن الأعرابي في كتاب مكارم الأخلاق: حدّثنا إبراهيم بن أبي العَنْبَس القاضي، ثنا الحسين بن حمّاد الدبّاغ الطائي، عن الحجّاج بن أَرْطاة، عن نافع، عن ابن عُمَر قال:"إنّ الله جميلٌ يحبُّ الجمالَ، جوادٌ يحبُّ الجُودَ، ويحبُّ معاليَ الأخلاق ويكره سفسافَها".
1877 -
وقال أبو عُبَيْد في فضائل القرآن
(1)
: حدّثنا أبو معاوية، عن حجّاج بن أَرْطاة، عن سليمان بن سُحَيْم، عن طَلْحَة بن عُبَيْد الله بن كَرِيز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله جَوادٌ يحبُّ الجُودَ، ويحبُّ معاليَ الأخلاق وينقضُ - أو قال: يكرهُ - سَفْسافَها، وإنّ من تعظيم جلال الله إكرامَ ثلاثة: الإمام بالقسط، وذي الشَّيْبَة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وذي السلطان المقسط".
هذا مرسل.
1878 -
عن المِقْدام بن مَعْدي كَرِب: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما أكل أحدٌ منكم طعامًا أَحَبّ إلى الله من عمل يَدَيْه".
رواه الإمام أحمد
(2)
.
1879 -
إسحاق بن إبراهيم، عن الزُّهْري قال:"الشطرنج باطلٌ، والله لا يحبُّ الباطلَ".
(1)
فضائل القرآن (ص 89).
(2)
المسند (28/ 418/ رقم: 17181). رواه لبقية بن الوليد قال: حدثنا بحير بن سعد حدثنا خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب، وبقية مدلِّس. ويشهد له ما أخرجه البخاري (رقم: 2072) لثور بن يزيد عن خالد بن معدان بلفظ: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده".
ذكره البخاري في التاريخ
(1)
.
1880 -
عن حُمَيْد، عن أنس: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على صبيٍّ في الطريق، فلمّا رأتْه أمُّه خشيتْ أن تَطَأَه الدوابُّ فسَعَتْ وهي تقول: ابني ابني، حتى احتملتْه، فقال القوم. ما كانت هذه لتلقي ابنَها في النار، فقال رسول الله:
"والله ما كان لِيُلقيَ حبيبَه في النار".
رواه أحمد بن مَنيع
(2)
، وأحمد بن حنبل
(3)
، والضياء في المختارة
(4)
.
1881 -
قال الدارقطني
(5)
: حدّثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا يزيد بن سِنان، ثنا عبد الله بن إبراهيم الغِفاري، حدّثني مُنْكَدِر بن محمد، عن أبيه، عن جابر: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله تعالى يحبُّ الناسِكَ النظيف"
(6)
.
1882 -
حدّثنا أبو بكر، ثنا يزيد بن سنان، ثنا عبد الله بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن أبي بكر بن المُنْكَدِر، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر: عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(7)
.
تفرّد به عبد الله بن إبراهيم الغِفاري بهذين الإسنادين، وهو متروك.
(1)
التاريخ الكبير (1/ 379).
(2)
ومن طريقه الضياء في الأحاديث المختارة (6/ 34/ رقم: 1993).
(3)
المسند (19/ 75/ رقم: 12018) و (21/ 128 - 129/ رقم: 13467).
(4)
الأحاديث المختارة (6/ 34 - 36/ أرقام: 1993 - 1996).
(5)
في الأفراد كما في أطراف الغرائب والأفراد (رقم: 1734).
(6)
إسناده ضعيف، علته منكدر بن محمد والغفاري، أما الأول فترجمه الميزان (4/ 191) بأقوال فيه تدل على أنه غير قوي في الحفظ؛ وأما الثاني فترجمه كذلك (2/ 388) وقال:"يدلِّسونه لوهنه". والحديث أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (11/ 166) وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 711 - 712) لعبد العزيز بن عبد الله الهاشمي عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري، وأعله ابن الجوزي بالمنكدر والغفاري.
(7)
أطراف الغرائب (رقم: 1734).
1883 -
أخبرنا أبو نَصْر بن الشيرازي، أبنا أبو القاسم بن قُمَيْرَة، أبتنا شُهْدَة، قالت: أنبأنا طِراد بن محمد، أبنا أبو الحسين بن بِشْران، أبنا الحسين بن صَفْوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمد بن عبد الله الأرُزِّي
(1)
، ثنا حمّاد بن واقد، قال: سمعتُ إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق الهَمْداني، عن أبي الأَحْوَص، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سَلُوا اللهَ من فضله، فإنّ الله يحبُّ أن يُسْأل من فضله، وأفضلُ العبادة انتظارُ الفرج"
(2)
.
رواه الترمذي
(3)
.
وأخبرناه في الأول من كتاب القناعة
(4)
: عيسى وابن عبد الدائم، قالا: أبنا الإِرْبَلي، أبتنا شُهْدَة، قالت: أبنا أبو عبد الله بن طَلْحَة، أبنا محمود بن عُمَر العُكْبري، أبنا علي بن أبي رَوْح العُكْبري، ثنا ابن أبي الدنيا، فذكره.
1884 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن مَعالي وأبو بكر بن محمد، قالا: أبنا محمد بن إسماعيل، أبتنا فاطمة بنت سَعْد الخير، قالت: أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو سعد الكَنْجَرُوذي، أبنا أبو عَمْرو بن حمدان، أبنا أبو يَعْلَى المَوْصِلي، ثنا خلّاد بن أَسْلَم، ثنا عبد المجيد بن أبي رَوّاد، ثنا ابن جُرَيْج، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الإكمال (1/ 176).
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة (رقم: 2)، والرواية من طريقه. وحماد بن واقد ضعيف كما في التقريب.
(3)
الجامع (رقم: 3571)، رواه عن بشر بن معاذ العقدي البصري عن حماد بن واقد.
(4)
القناعة والتعفف (رقم: 79).
"إنّ أَحَبَّ الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي"
(1)
.
1885 -
حديث ابن بُرَيْدَة، عن أبيه رفَعَه:
"إنّ الله يُحِبُّ من أصحابي أربعةً".
رواه أحمد
(2)
.
1886 -
حديث يوسف بن عطيّة، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا:
"الخلقُ عِيالُ الله، فأَحَبُّهم إلى الله أنفعُهم لعياله"
(3)
.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلي
(4)
.
1887 -
قال وكيع في كتاب الزهد
(5)
: حدّثنا أبو العُمَيْس، عن عَمْرو بن مُرّة، عن ابن سابط قال: قال عُمَر بن الخطّاب: "ليس شيءٌ أَحَبُّ إلى الله عز وجل ولا أَعَمُّ نفعًا من حِلم إمامٍ ورِفْقِه، وليس شيءٌ أَبْغَضُ إلى الله ولا أَعَمُّ ضررًا من جهلِ إمامٍ وخُرْقِه".
1888 -
قال عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البَغَوي
(6)
: حدّثنا حسين بن محمد الذارع، ثنا عبد المؤمن بن عبّاد، ثنا يزيد بن مَعْن، عن
(1)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 39/ رقم: 2045)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد من أثبت الناس في ابن جريج كما في التهذيب.
(2)
المسند (38/ 67 - 68/ رقم: 22968). وهو من رواية شريك بن عبد الله النخعي - وهو سيء الحفظ - عن أبي ربيعة عمر بن ربيعة الإيادي - قال في التقريب: "مقبول" - عن ابن بريدة، فالإسناد ضعيف.
(3)
كتب المصنف على الحاشية: (يأتي)، وسيسنده برقم (1991).
(4)
مسند أبي يعلى (6/ 65/ رقم: 3315). وإسناده ضعيف جدًّا، يوسف بن عطية - وهو: أبو سهل الصفار - متروك، قاله في التقريب.
(5)
الزهد (رقم: 419).
(6)
معجم الصحابة (2/ 528).
عبد الله بن شُرَحْبِيل، عن زَيْد بن أبي أَوْفَى: أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نظر إلى عبد الله بن عُمَر فقال:
"الحمد لله الذي يهدي من الضلالة، ويلبِّسُ الضلالةَ على من يُحبُّ"
(1)
.
1889 -
قال سعيد الأموي: ثنا أبو عُبَيْد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ الله يُحِبُّ النَّكَلَ على النَّكَلِ"،
قيل: وما النَّكَلُ على النَّكَل؟ قال:
"القويُّ المُجرِّب المُبْدِي المُعيد على الفَرَس القويّ المُبْدِي المُعيد"
(2)
.
1890 -
وقال: حدّثنا معاوية بن عَمْرو، ثنا أبو إسحاق، عن الأَوْزاعي، عن رجلٍ ذكره، أنّ ابنَ رَواحة قال: اجتمعْنا فتذاكرْنا ما كنّا أشفينا عليه من الهَلَكَة وما استُنقِذنا به من الإسلام، فرققنا وبكينا، وقلنا: لو نعلم أيَّ الأعمال أحبَّ إلى الله لتيَمَّمْناها حتى يهراق مهجُ أنفسنا ودمائنا، ثم تفرّقْنا، فأرسلَ إلينا رسولُ الله بتفرّدنا رجلًا رجلًا لا يخلط بنا أحدًا، حتى أخذ ذلك بنفسي، وظننتُ أنّه حدث فينا حَدَثٌ، فقال:
"اجتمعتُم فتذاكرتُم ما كنتم أُشفيتُم عنه من الهَلَكَة في الجاهليّة وما استَنقذكم الله به من الإسلام، فرققتُم وبكيتُم، وقلتُم: لو نعلمُ أيَّ الأعمال أحبَّ إلى الله لتيمَّمْناها حتى يهراقَ فيها مهجُ أنفسنا ودمائنا، وإنّ الله عز وجل يحبُّ الذين يقاتلون في سبيله صفًّا كأنّهم بنيانٌ مرصوص"،
(1)
وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 206 - 207) عن البغوي. وهو قطعة من حديث طويل يُعرف بحديث المؤاخاة، وهو حديث ضعيف، أعلَّه ابن عبد البر في الاستيعاب (ص 250) والبخاري وابن السكن كما ذكره عنهما ابن حجر في الإصابة (3/ 22).
(2)
أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (2/ 361 - 362). أخرجه عن محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو السيباني. وهو حديث مرسل.
قال: فلمّا خرج الجيشُ الذي عليه زَيْد بن حارثة وخرج ابنُ رواحة وأولئك النفر في ذلك البعث، الحديث
(1)
.
1891 -
وقال الأموي: حدّثني أبي، حدّثني رجلٌ، عن عُبادة بن نُسَيّ، عن عبد الرحمن بن غَنْم قال: ثنا معاذ بن جبل قال: لمّا بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال:
"إنّي قد عرفتُ ما لقيتَ في أمر الله وفي سبيل الله"، الحديث، وفيه:"وقد طيَّبتُ لك الهديّة، فما أُهدي لك من شيءٍ تُكرَم به فهو لك هنيئًا، إذا قدمتَ عليهم فعلِّمهُم كتابَ الله، وأحسنْ أَدَبَهم، وعلِّمهم الأخلاقَ الصالحةَ، وأَنْزِل الناسَ منازلَهم من الخير والشرّ، وذكِّر الناسَ بالله واليوم الآخر، وأَتْبع الموعظةَ الموعظةَ، فإنّه أقوى لهم على العمل بما يُحِبُّ الله، وبُثَّ في الناس المُعلِّمين، واحذر اللهَ الذي إليه تَرجعُ، ولا تخفْ في الله لومةَ لائم"،
قال معاذ: فقلتُ: يا رسول الله! أرأيتَ ما سُئلتُ عنه أو اختُصِم إليَّ فيه ممّا ليس في كتاب الله وما لم أسمعْه منه؟ قال:
"اجتهدْ، فإنّ الله إنْ علمَ منك الصدقَ وفّقَك للحقّ، ولا تقُصَّنَّ إلّا بما تَعلمُ، فإن أشكل عليك أمرٌ فقِفْ عليه حتى تَبَيَّنَه أو تكتبَ إليَّ فيه"
(2)
.
وهذا الحديث رواه ابن ماجه
(3)
من حديث محمد بن سعيد بن حسّان عن عُبادة ببعضه.
1892 -
أخبرنا ابن الشِّيرازي، أنبأنا السَّهْرَوَرْدي، أنا ابن الشِّبْلي، أنا
(1)
له رجل لم يسمّ.
(2)
في إسناده رجلٌ لم يسمّ.
(3)
سنن ابن ماجه (رقم: 55). وقال الألباني في ضعيف ابن ماجه: "موضوع".
طِراد، أنا ابن رزقويه، أنا ابنُ عليّ بن حَرْب
(1)
، أنا عليّ بن حَرْب، نا سفيان، عن عاصم بن بَهْدَلَة، عن زرّ، عن عليّ قال:"أَحَبُّ الكلام إلى الله أن يقول العبدُ وهو ساجد: ربِّ إنّي ظلمتُ نفسي فاغفرْ لي فإنّه لا يغفرُ الذنوبَ إلّا أنتَ"
(2)
.
رواه الطبراني في كتاب الدعاء
(3)
، عن عليّ بن عبد العزيز عن أبي نُعَيْم عن سفيان.
1893 -
روى الترمذيّ وأبو حاتم بن حبّان في صحيحه
(4)
، لخارجة بن عبد الله بن سليمان بن زَيْد بن ثابت، عن نافع، عن ابن عُمَر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللَّهمّ أعزَّ الدينَ بأحبِّ هذين الرجلين إليك: بأبي جهل بن هشام، أو بعُمَر بن الخطّاب"، فكان أحبَّهما إليه عُمَر بن الخطّاب.
قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب".
1894 -
قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب الرِّضا عن الله بقضائه
(5)
: حدّثنا داود بن رشيد، ثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عُبَيْد الله، عن أبي مسلم أنّه دخل على أبي الدَّرْداء في اليوم الذي قُبض فيه، وكان عندهم في العزّ كأنفسهم، فجعل أبو مسلم يكبِّر، فقال أبو الدَّرْداء:"أجل، فهكذا فقولوا، فإنّ الله إذا قضى بقضاءٍ أحبَّ أن يُرضى به".
(1)
هو: محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب.
(2)
إسناده صحيح.
(3)
الدعاء (رقم: 608).
(4)
جامع الترمذي (رقم: 3681)، والإحسان (15/ 305/ رقم: 6881).
(5)
الرضا عن الله بقضائه (رقم: 6).
1895 -
وقال
(1)
: حدّثنا العبّاس بن يزيد، ثنا يَعْلَى بن عبد الرحمن العَنْبَري، ثنا سَيّار بن سلامة قال: دخلتُ على أبي العالية في مرضه الذي مات فيه فقال: "إنّ أحبَّه إليَّ أحبُّه إلى الله عز وجل".
1896 -
وقال
(2)
: حدّثنا أبو سعيد المديني، ثنا إسماعيل بن أبي أُوَيْس، قال: حدّثني مالك، أنّه بلغه أنّ أبا الدَّرْداء دخل على رجل وهو يموتُ وهو يحمدُ الله، فقال أبو الدَّرْداء:"أصبتَ، إنّ الله إذا قضى قضاءً أحبَّ أن يُرضَى به".
1897 -
وقال
(3)
: حدّثني حمزة - هو: ابنُ العبّاس -، أبنا عَبْدان، ثنا عبد الله، أنا جرير بن حازم، قال: سمعتُ حُمَيْد بن هلال يحدّث، قال: حدّثني مُطَرِّف، قال: أتيتُ عِمْرانَ بنَ حُصَيْن يومًا فقلتُ له: والله إنّي لأَدَعُ إِتْيانَك لِما أراك فيه ولِما أراك تَلْقَى، قال:"فلا تفعل، فوَالله إنّ أحبَّه إليَّ أحبُّه إلى الله"، قال جرير: وكان سقى بطنَه، فمكث ثلاثين سنةً على سريرٍ منقوب.
1898 -
وقال
(4)
: حدّثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس، عن الحسن قال: اشتكى عِمْران بن حُصَيْن، فدخل عليه جارٌ له فاستبطأه في العيادة، فقال له: يا أبا نُجَيْد إنّ بعضَ ما يمنعُني عن عيادتك ما أرى بك من الجهد، قال: "فلا تفعلْ، فإنّ أحبَّ ذاك إليَّ أحبّه إلى الله، فلا تيئسنَّ لي بما ترى، أرأيتَ إذا كان ما ترى مجازاةً بذنوب قد مضت،
(1)
الرضا عن الله بقضائه (رقم: 39).
(2)
نفسه (رقم: 47).
(3)
نفسه (رقم: 60).
(4)
نفسه (رقم: 61).
وأنا أرجو عفوَ الله على ما بقي؟ فإنّه قال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى] ".
1899 -
وقال
(1)
: حدّثنا أحمد بن إبراهيم العَبْدي، ثنا يَعْلَى بن الحارث المُحارِبي، ثنا أبي، عن سليمان بن حبيب قال: لمّا مات عبد الملك بن عُمَر بن عبد العزيز دخل عليه هشام بن الغاز فعزّاه، فقال عُمَر:"وأنا أعوذُ بالله أن تكون لي محبّةٌ في شيءٍ من الأمور تخالفُ محبَّةَ الله، فإنّ ذلك لا يصلُح لي في بلائه عندي وإحسانه إليَّ".
1900 -
عن زَيْد بن أبي أَوْفَى: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل في قصّة المؤاخاة والاصطفاء، حيث آخى بين أصحابه، وفيه أنّه قال:
"ادنُ يا عُمَر"،
فدنا منه، فقال:
"لقد كنتَ شديدَ الشَّغَب علينا أبا حفص، فدعوتُ اللهَ أن يُعزَّ الإسلامَ بك أو بأبي جهل بن هشام، ففعل اللهُ ذلك بك وكنتَ أحبَّهم إلى الله"، الحديث.
رواه البغوي في معجمه
(2)
، والطبراني
(3)
.
1901 -
أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء وعمُّ أبي، قالا: أبنا محمد بن إسماعيل، أبنا يحيى بن محمود، أنا أبو عَدْنان وفاطمة، قالا: أنا ابن رِيذَة، أنا الطبراني، ثنا محمد بن نوح بن حَرْب العَسْكَري، ثنا يعقوب بن إسحاق القَطّان الرازي، ثنا إسحاق بن سليمان، عن أخيه طَلْحَة بن
(1)
نفسه (رقم: 82).
(2)
معجم الصحابة (2/ 528 - 531).
(3)
المعجم الكبير (5/ 220 - 221).
سليمان، عن الفَيّاض بن غَزْوان، عن زُبَيْد اليامي، عن مجاهد، عن ابن عُمَر، عن معاذ بن جبل أنّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:
"يَسيرُ الرياء شِرْك، إنّ الله عز وجل يحبُّ الأَتْقِياء الأَخْفِياء الأَبْرِياء، الذين إذا غابوا لم يُفْتَقَدوا، وإذا حضروا لم يُعْرَفوا، قلوبُهم مصابيحُ الهدى، يخرجون من كلّ فتنةٍ سَوْداء مُظْلِمَة".
لم يروه عن زُبَيْدٍ إلّا الفَيّاض، ولا عنه إلّا طَلْحَة، تفرّد به إسحاق بن سليمان
(1)
.
ورُوِيَ من حديث زَيْد بن أَسْلَم، عن أبيه، أنّ عُمَر خرج إلى الشام فوجد معاذًا يبكي، فقال: ما يُبكيك؟ فقال: حديثٌ سمعتُه من رسول الله، فذكره.
وهو في الخامس من فوائد عبد الرحمن بن عُمَر
(2)
الدمشقي، وقد تقدّم.
1902 -
عن رِفاعة قال: صلّيتُ خلفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعطستُ فقلتُ: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه مباركًا عليه كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، فلمّا صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال:
"من المتكلِّمُ في الصلاة؟ "،
فلم يتكلم أحدٌ، ثم قال الثانية:
"من المتكلِّمُ في الصلاة؟ "،
(1)
أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (2/ 122 - 123/ رقم: 892)، والرواية طريقه. وهو في المعجم الأوسط (رقم: 7112). وإسناده ضعيف لأجل فياض بن غزوان، ترجمه الذهبي في الميزان (3/ 366) وقال:"ليّنه البخاري قليلًا".
(2)
لعله: عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي أبو زرعة.
ثم قال الثالثةَ:
"من المتكلِّم في الصلاة؟ "،
فقال رِفاعةُ بنُ رافع بن عَفْراء: أنا يا رسول الله، قال:
"كيف قلتَ؟ "،
قال: قلتُ: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه مباركًا عليه كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده لقد ابْتَدَرَها بضعةٌ وثلاثون ملَكًا أيُّهم يصعدُ بها".
قال الترمذي
(1)
: "حديث حسن".
1903 -
عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله عز وجل: أَحَبُّ عبادي إليَّ أَعْجَلُهم فِطرًا"
(2)
.
قال الترمذي
(3)
: "حديث حسن غريب".
1904 -
قال الحارث بن أبي أسامة في الجزء الحادي عشر من مسنده
(4)
: حدّثنا عُبَيْد الله بن محمد، عن إسماعيل بن عَمْرو البَجَلي، عن مَنْدَل بن عليّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أنّ رسول الله قال لعليّ:
"كُنْ غَيُورًا؛ فإنّ الله يحبُّ الغَيُور، وكُنْ شجاعًا؛ فإنّ الله يحبُّ
(1)
الجامع (رقم: 404).
(2)
كتب المصنف على الحاشية بحذاء هذا الحديث: (مكرر). وقد تقدّم.
(3)
الجامع (رقم: 700).
(4)
لم يرد في الزوائد، مع أنه منها. وإسناده ضعيف؛ لضعف مندل بن علي.
الشجاع، كُنْ سَخِيًّا؛ فإنّ الله يحبُّ السَّخِيَّ، وإن امرؤٌ سألك حاجةً فاقضِها، فإن لم يكن لها أهلًا كنتَ لها أهلًا".
1905 -
قال إسحاق بن راهويه
(1)
: أبنا المقرئ، ثنا نوح بن جَعْوَنَة الخُراساني، عن مقاتل بن حيّان، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وهو يقول بيده هكذا - قال: ونكس المقرئ يدَه هكذا: جعل باطنَ كفِّه الأرضَ - وهو يقولُ:
"من أَنْظَرَ مُعْسِرًا أو وضع عنه وقاه اللهُ قَيْحَ جهنّم، ألا إنّ عملَ الآخرة حزن برَبْوَة - ثلاثًا -، وإنّ عملَ النار سَهْلٌ بسَهْوَة، والسعيدُ من وُقيَ في الفتنة، وما من جُرْعةٍ أَحَبُّ إلى الله من جُرْعةِ غيظٍ يكظمها عبدُ الله عز وجل، وما كظمها عبدُ الله إلّا ملأَ اللهُ جوفَه إيمانًا"
(2)
.
1906 -
أخبرنا الكَفْرَطابي، أبنا ابن البخاري، أنبأنا اللبّان، أبنا الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا أبو عَمْرو بن حَمْدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا عبّاس بن الوليد، ثنا عبد الله بن يزيد، ثنا نوح بن جَعْوَنَة، ثنا مقاتل بن حَيّان، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: دخل رسولُ الله المسجدَ وهو متَوَكِّئٌ عليَّ فقال:
"إنّ عملَ الجنّة حزن بربوة - قالها ثلاثًا -، وإنّ عملَ النار سهلٌ بشهوة - قالها ثلاثًا -"
(3)
.
(1)
مسنده كما في المطالب العالية (13/ 209/ رقم: 3152).
(2)
حديث منكر، نوح بن جعونة الخراساني هو: نوح بن أبي مريم، قال في التقريب:"كذبوه في الحديث، وقال ابن المبارك: كان يضع الحديث"، وقد أعلّ الحديث به الذهبيُّ في الميزان (4/ 275) فقال في ترجمته:"أتى بخبر منكر"، وذكره. والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 149/ رقم: 3015) عن المقرئ.
(3)
الرواية من مسند الحسن بن سفيان، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 492). وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (رقم: 43) عن أبي عمرو بن حمدان.
1907 -
عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ما عمل آدميٌّ من عملٍ يومَ النحر أَحَبّ إلى إله من إِهْراق الدم، إنّه لتأتي يومَ القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإنّ الدم ليقعُ من الله بمكانٍ قبل أن يقعَ من الأرض، فطيبوا بها نفسًا".
رواه الترمذي
(1)
وقال: "حديث حسن غريب".
1908 -
أخبرنا عيسى، أبنا جعفر، أبنا السِّلفي، أبنا الطُّرَيْثِيثي، أبنا الرزّاز، أبنا ابن السمّاك، ثنا محمد بن غالب، ثنا هانئ بن يحيى، ثنا يزيد بن عِياض، عن محمد بن أبي بكر، عن عَمْرَة، عن عائشة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله يحبّ أن يُعفَى عن ذنبه السِّرِّي"
(2)
.
1909 -
وفي ترجمة مُعَلَّى بن زياد من الكامل
(3)
: عن أبي غالب، عن أبي أُمامة: سأل رجلٌ رسولَ الله: أيُّ الجهاد أحبُّ إلى الله؟ قال:
"كلمةُ حقّ عند إمامٍ جائر".
1910 -
قولُ مجاهد: "إنّ أَحَبَّ الناس إلى الله أَعْقَلُهم عنه"، يعني: الذي يتدبَّرُ فيما أَمَرَه ونهاه.
رواه آدم بن أبي إياس في كتاب ثواب الأعمال.
(1)
الجامع (رقم: 1493).
(2)
الرواية من جزء فيه من أمالي ابن السماك والطستي والخلدي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1277). والحديث منكر، يزيد بن عياض كذبه مالك وغيره كما في التقريب.
(3)
الكامل في الضعفاء (6/ 369). والحديث صححه الألباني في الصحيحة (رقم: 491) بشواهد عن عدد من الصحابة.
1911 -
قال عَمْرو بن محمد العَنْقَزي في كتاب الأنبياء: أخبرنا فَطْر بن خليفة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطُّفَيْل، قال: سمعتُ عليًّا يقول:
"إنّ ذا القرنين لم يكن نبي
(1)
ولا رسول (1)، كان عبدًا أَحَبَّ اللهَ فأَحَبَّه اللهُ، وناصحَ اللهَ فناصحه اللهُ، دعا قومَه فضربوه على أحد قرنَيْه فقتلوه، ثمّ بعثه اللهُ فضربوه على قرنه الآخر فتتلوه"
(2)
.
1912 -
عن شقيق - هو: أبو وائل -، عن عبد الله: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس أحدٌ أَحَبُّ إليه المدحُ من الله تبارك وتعالى، فلذلك مدح نفسَه، وليس أحدٌ أغيرُ من الله، فلذلك حرّم الفواحشَ".
رواه إسحاق بن راهويه، والبخاري، ومسلم
(3)
.
ورُوِيَ عن عبد الرحمن بن بُرَيْد عن
(4)
عبد الله بن مسعود مرفوعًا وموقوفًا، رواه إسحاق.
1913 -
قال إسحاق بن راهويه: حدّثني عُبَيْد الله بن موسى، ثنا موسى - وهو: ابن عُبَيْدَة الرَّبَذي -، عن القاسم بن مِهْران، عن عِمْران بن حُصَيْن: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله يحبُّ الفقيرَ المُتعفِّفَ أبا العِيال"
(5)
.
(1)
هكذا كتبهما المؤلف بدون ألف النصب.
(2)
عزاه السيوطي في الدر المنثور (9/ 630) إلى: ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 37 -
38)، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف، وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 1318).
(3)
صحيح البخاري (أرقام: 4634، 5220، 7403) وصحيح مسلم (رقم: 2760).
(4)
كتبه المصنف مرتين.
(5)
إسناده ضعيف، القاسم بن مهران لم يسمع من عمران بن حصين كما في الضعفاء للعقيلي =
1914 -
وأخبرنا ابن مَنَعَة، أبنا المُرْسي، أبنا ابن السَّمْعاني، أبنا أبو البركات الفُراوي، أبنا عثمان المَحْمي، أبنا عبد الرحمن بن إبراهيم المُزَكِّي، أبنا عبد الله بن عبد الرحمن بن حمّاد العَسْكَري ببغداد، ثنا محمد بن عيسى بن حيّان، ثنا محمد بن الفَضْل، عن زيد العَمِّي، عن ابن سيرين، عن عِمْران بن حُصَيْن: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله يحبُّ المؤمنَ إذا كان فقيرًا متعفِّفًا"
(1)
.
1915 -
عن أبي جُرَيّ الهُجَيْمي - واسمُه: جابر بن سُلَيْم، ويقال: سُلَيْم بن جابر - قال: قلتُ: عليك السلامُ يا رسول الله، قال:
"لا تقلْ: عليك السلام، عليك السلام تحيّة الموتى، قل: السلام عليكم"،
قلتُ: أنت رسولُ الله؟ قال:
"أنا رسولُ الله الذي إذا أصابك ضرٌّ دعوتَه كشفَه عنك، وإذا أصابك عامُ سَنَةٍ فدعوتَه أسهلَ لك"،
قلتُ: اعهدْ إليَّ عهدًا، قال:
"لا تسُبَّنَّ أحدًا، ولا تحقِرَنَّ شيئًا من المعروف، وأن تُكلِّم أخاك وأنت منبسطٌ إليه، وارفعْ إزارَك إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإيّاك
(3/ 1159)، وموسى بن عبيدة الربذي ضعيف كما في التقريب. وأخرجه ابن ماجه (رقم: 4121) لحماد بن عيسى الواسطي - وهو ضعيف كما في التقريب - عن موسى بن عبيد الله.
(1)
الرواية من حديث عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1529). وهذا الإسناد أعلّه الألباني في الضعيفة (1/ 129) بثلاث علل: الانقطاع بين ابن سيرين وعمران، وضعف زيد العمي، واتهام محمد بن الفضل بالكذب.
وإسبالَ الإزار فإنّه من المَخْيَلة وإنّ الله لا يحبُّ المَخْيَلة، وإن امرؤٌ شتمك بما يعلمُ فيك فلا تشتُمْه بما تعلمُ فيه فإنّما وبالُ ذلك عليه".
رواه الإمام أحمد بمعناه، وأبو داود
(1)
.
وهو في السادس من حديث يحيى بن صاعد، للحسن بن أبي الحسن عن سُلَيْم بن جابر الهُجَيْمي.
1916 -
قال سعيد بن منصور: ثنا نوح بن فَضالة، عن العلاء بن الحارث، عن مَكْحُول قال:"إنّ الرجل ليلبسُ الثوبَ ذو الشهرة وإنّ الله ليُحبُّه، فلا يزال مُعْرِضًا عنه حتى يضعَه"
(2)
.
1917 -
عن حُمَيْد، عن أنس قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم في نفرٍ من أصحابه وصبيٌّ في الطريق، فلمّا رأتْ أمُّه القومَ خشيتْ على ولدها أن يوطأَ، فأقبلتْ تسعى وتقول: ابني ابني، فأخذتْه، فقال القومُ: يا رسول الله! ما كانت هذه لِتُلقي ابنَها في النار، فخفَّضهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:
"ولا اللهُ لا يُلقِي حبيبَه في النار".
رواه الإمام أحمد بن حنبل
(3)
، وأحمد بن مَنيع
(4)
، وأبو يَعْلَى
(5)
، وأبو عبد الله المقدسي صاحب المختارة
(6)
وقال: "ولهذا الحديث شاهدٌ في
(1)
المسند (25/ 309 - 310/ رقم: 15955)، وسنن أبي داود (رقم: 4084). وإسناده صحيح.
(2)
الحديث مقطوع. وأخرج ابن ماجه (رقم: 3608) وأبو نعيم في الحلية (4/ 190 - 191)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعًا:"من لبس ثوب شهرة، أعرض الله عنه حتى يضعه حتى وضعه". خرجه الألباني في الضعيفة (رقم: 4650).
(3)
المسند (19/ 79/ رقم: 12018) و (21/ 128/ رقم: 13467).
(4)
ومن طريقه الضياء في الأحاديث المختارة (6/ 34/ رقم: 1993).
(5)
مسند أبي يعلى (6/ 397/ رقم: 3747).
(6)
الأحاديث المختارة (6/ 34 - 36/ أرقام: 1993 - 1999).
الصحيح من حديث عُمَر بن الخطّاب"
(1)
.
1918 -
(2)
عن أبي ظَبْيَة الشامي، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المِقَةُ في السماء، فإذا أحبَّ الله عبدًا قال: إنّي قد أحببتُ فلانًا فأحبّوه، قال: تنزل له المِقَةُ في أهل الأرض".
رواه أحمد
(3)
.
1919 -
ذكر ابنُ عَدِيّ
(4)
، لعبد الرحمن بن عبد الله بن عُمَر بن حَفْص بن عاصم بن عُمَر بن الخطّاب - وهو ضعيف -، عن سَهْل، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة: قال رسول الله:
"اختار اللهُ الزمانَ، فأَحَبُّ الزمانِ إلى الله الشهرُ الحرامُ، وأَحَبُّ الأشهر إلى الله ذو الحجّة، وأَحَبُّ ذو الحجّة إلى الله العشرُ الأُوَلُ".
1920 -
عن الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أتيتُم على أرضٍ مُخْصَبَةٍ فأَعْطُوا الدوابَّ حقَّها، وإذا أنتم على أرضٍ جُدْبٍ فانجوا، وعليكم بالدُّلْجَة فإنّ الأرضَ تُطوى بالليل، ولا تُعَرِّسوا على الطريق فإنّه مأوى كلّ دابّة، وعليكم بالرِّفْق فإنّ الله تبارك وتعالى يحبُّ الرفْقَ، يُعينُ على الرِّفْق ما لا يُعينُ على العُنْف".
(1)
صحيح البخاري (رقم: 5999).
(2)
هذا الحديث كتبه المصنف أسفل الصفحة (291 أ) استدراكًا، وكتب في الحاشية بحذائه:(يأتي).
(3)
المسند (36/ 569/ رقم: 22233). وفي إسناده شريك بن عبد الله النخعي، وهو ضعيف.
(4)
الكامل في الضعفاء (4/ 278).
رواه أبو داود
(1)
، ويحيى بن صاعد في الأول من حديثه، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي في المختارة
(2)
.
ورُوِيَ من حديث الحسن عن جابر بن عبد الله، رواه أبو بكر بن السُّنّي في كتاب عمل يومٍ وليلةٍ
(3)
.
1921 -
عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم".
قاله ابنُ وَهْب، عن عَمْرو بن الحارث، عن إسحاق بن الأزرق، عن عيسى - الذي كان مجاورًا في مسجد الإسكندريّة -، عن أنس.
رواه محمد بن عبد الواحد المقدسي في المختارة
(4)
.
ورُوِيَ من حديث سعيد بن يَسار عن أنس، وهو عندنا في الثاني من حديث أبي بكر بن نَجِيح
(5)
.
1922 -
وقال عليّ بن حُجْر في الجزء الثالث من حديثه
(6)
: ثنا إسماعيل بن جعفر، ثنا عَمْرو بن أبي عَمْرو، عن عاصم - هو: ابن عُمَر بن قتادة -، عن محمود بن لَبِيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أَحَبَّ اللهُ قومًا ابتلاهم، فمَنْ صبر فله الصبر، ومَنْ جَزِع فله الجَزَع".
(1)
السنن (رقم: 2571). وقال الألباني: "صحيح".
(2)
الأحاديث المختارة (6/ 123 - 124/ رقم: 2118). واللفظ له.
(3)
عمل اليوم والليلة (رقم: 523). والحسن لم يسمع من جابر على قول علي بن المديني كما في جامع التحصيل (ص 163).
(4)
الأحاديث المختارة (6/ 328 - 329/ رقم: 2351). والراوي عن أنس.
(5)
حديث أبي بكر محمد بن العباس بن نجيح (ج 2/ ق 227/ ب - مجموع 67).
(6)
حديث علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر المدني (ج 3/ ق 42/ أ - مجموع 53).
وهو في جزء الأصمّ
(1)
، لابن الهاد عن عَمْرو
(2)
.
1923 -
وقال عبد الملك بن محمد بن بِشْران الواعظ
(3)
: أبنا دَعْلَج بن أحمد، أبنا الجَوْني، ثنا عيسى، ثنا اللَّيْث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سَعْد بن سِنان، عن أنس: عن رسول الله قال:
"إنّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاء، وإنّ الله إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم، من رَضِيَ فله الرِّضَى، ومن سَخِطَ فله السخط".
1924 -
أخبرني عثمان بن سالم، أبنا ابن الواسطي وأبن الزَّيْن، قالا: أبنا ابن مُلاعِب، أبنا الأَرْمَوِي، أبنا ابن المَأْمون، أنا الدارقطني، ثنا أبو عَمْرو يوسف بن يعقوب.
وأخبرني محمد بن عُمَر بن أبي بكر بعَرَفَة، أبنا علي ابن البخاري، أبنا عُمَر بن محمد، أبنا محمد بن عبد الباقي، أبنا الحسن بن عليّ، أنا عُمَر بن محمد بن الزَّيّات، ثنا القاسم بن زكريا المُطَرِّز؛ قالا
(4)
: ثنا إسماعيل بن حَفْص الأُبُلِّي، ثنا أبو بكر بن عَيّاش، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله:
"إنّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفْقَ، ويُعطي على الرِّفْق ما لا يُعطي على العُنْف".
(1)
جزء فيه من حديث أبي العباس الأصم عن شيوخه (رقم: 342 - ضمن مجموع فيه مصنفات أبي العباس الأصم وإسماعل الصفار).
(2)
وهو في المسند (39/ 35/ رقم: 23623)، لسليمان بن بلال عن عمرو.
(3)
الأمالي (رقم: 244). وإسناده حسن، وسعد بن سنان:"صدوق له أفراد"، قاله في التقريب.
(4)
يعني: أبا عمرو يوسف بن يعقوب، والمطرز.
قال الدارقطني: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث الأَعْمَش عن أبي صالح عن أبي هُرَيْرَة، تفرّد به أبو بكر بن عَيّاش عنه"
(1)
.
قلتُ: رواه النسائيّ وابن ماجه
(2)
، عن إسماعيل بن حَفْص، ولم يُسمِّه النسائيُّ بل كنّاه
(3)
.
1925 -
قال الطبراني في المعجم الأوسط
(4)
: حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى، ثنا أيّوب بن محمد، ثنا الوليد، عن ابن ثَوْبان، عن بَكْر بن عبد الله المُزَني، عن أبيه، عن ابن عبّاس: أنّ أمَّ كُلْثُوم جاءت إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله زوجُ فاطمة خيرٌ من زوجي، فأسكت رسول الله مليًّا ثم قال:
"زوجُك يحبُّه اللهُ ورسولُه ويحبُّ اللهَ ورسولَه، وأزيدُكِ: لو قد دخلتِ الجنّةَ فرأيتِ منزلَه لم تريْ أحدًا من أصحابي يعلوه في منزلته".
لم يروه عن ابن ثَوْبان إلّا الوليد بن الوليد
(5)
.
1926 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أنا ابن البخاري، أنا ابن طَبَرْزَد، أبنا ابن البَنّا، أنا الجَوْهَري، أنا القَطِيعي، ثنا الحسين بن عُمَر بن إبراهيم الثقفي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا السَّرِيُّ بن يحيى قال: قرأ الحسن هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ
(1)
أخرجه الدارقطني في الأفراد، والرواية من طريقه. وهو في أطراف الغرائب والأفراد (رقم: 5768). وإسناده حسن، رجاله ثقات غير إسماعيل بن حفص الأبلي فهو صدوق كما في التقريب.
(2)
السنن الكبرى (7/ 141 - 142/ رقم: 7655)، وسنن ابن ماجه (رقم: 3688).
(3)
قال النسائي: أخبرنا أبو بكر بن حفص.
(4)
المعجم الأوسط (رقم: 1764).
(5)
الوليد بن الوليد مولى عثمان، وقيل: مولى ابن عمر، قال في التقريب:"ليّن الحديث".
وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] حتى قرأ الآيةَ، قال: فقال الحسن: "مولاها والله أبو بكر وأصحابُه"
(1)
.
رواه إبراهيم بن عبد الله بن الجُنَيْد
(2)
، عن أحمد بن يونس.
ورواه سعيد بن منصور
(3)
، عن أبي معاوية والسَّرِيّ بن يحيى، وقال:"ولايةُ الله - والله - أبا بكر وأصحابه".
1927 -
قال بَقِيُّ بن مخلد: حدّثنا يحيى بنُ عبد الحميد وابنُ كاسب وسُوَيْد، قالوا: أبنا مَرْوان بن معاوية، عن الفَضْل بن مُبَشِّر، عن جابر قال: قال رسول الله:
"إنّ الله لا يحبُّ الفاحشَ المتفحِّشَ الصيّاحَ بالأسواق".
وقال سُوَيْد: سمعتُ جابرًا
(4)
.
رواه البخاري في الأدب
(5)
، عن محمد بن سلّام عن الفَزاري
(6)
.
1928 -
قال أبو بكر أحمد بن عَمْرو بن عبد الخالق البزّار
(7)
: حدّثنا
(1)
الرواية من القطيعيات لأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1455). وهو في زيادات فضائل الصحابة للإمام أحمد (1/ 400/ رقم: 613) للقطيعي.
(2)
المحبة لله سبحانه (رقم: 228).
(3)
سنن سعيد بن منصور (4/ 1500 - 1501/ رقم: 766).
وعزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 353) لعبد بن حميد وابن جرير (تفسيره: 8/ 519) وابن المنذر وابن أبي حاتم (تفسيره: 4/ 1160) وأبي الشيخ وخيثمة الأطرابلسي في فضائل الصحابة والبيهقي في دلائل النبوّة (6/ 362).
(4)
إسناده ضعيف لأجل الفضل بن مبشر: قال في التقريب: "فيه لين". والحديث صحيح بشواهده، وقد خرجها الشيخ الألباني في الإرواء (7/ 208 - 210).
(5)
الأدب المفرد (رقم: 310). وهو في ضعيف الأدب (رقم: 49).
(6)
هو: مروان بن معاوية.
(7)
مسند البزار (3/ 34 - 35/ رقم: 786).
يوسف بن موسى، ثنا عُبَيْد الله بن موسى، عن فَطْر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن عَمْرو ذي مُرّ، عن سعيد بن وَهْب، وعن زَيْد بن يُثَيْع، قالا: سمعنا عليًّا يقول: نَشَدتُ اللهَ رجلًا سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول يومَ غَدِير خُمّ لمّا قام، فقام إليه ثلاثة عشر رجلًا فشهدوا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ألستُ أَوْلَى بالمؤمنين من أنفسهم؟ "،
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بيد عليّ فقال:
"من كنتُ مَوْلاه فهذا مَوْلاه، اللَّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه، وأَحِبَّ من أَحَبَّه وأَبغِضْ من أبغضَه، وانصُرْ من نصرَه، واخذُلْ من خذلَه"
(1)
.
1929 -
وقال البزّار
(2)
: حدّثنا محمد بن المُثَنَّى، ثنا أبو عامر، ثنا كثير بن زَيْد، عن المُطَّلِب بن عبد الله بن حَنْطَب، عن عُمَر بن سعد، عن أبيه أنّه جاء إليه جاءٍ فقال: إنّ هذا قد حضره قومُه - يريد عثمان، وعثمان محصورٌ في داره -، قال: فما تأمرني؟ أكونُ سَلّالًا للسيف؟ والله لا أفعل حتى أُعطَى سيفًا إذا ضربتُ به مؤمنًا نبا عنه وإذا ضربتُ به كافرًا قتلَه، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنّ الله يحبُّ الغنيَّ التقيَّ الخفيَّ"
(3)
.
تابعه بُكَيْر بن مِسْمار عن عامر بن سَعْد عن أبيه.
(1)
إسناده مضطرب عن أبي إسحاق، وقد أورد الدارقطني أوجهه كلها في العلل (3/ 224 - 226). وله طرق وشواهد خرجها الألباني في الصحيحة (رقم: 1750) وصحح بها الحديث.
(2)
مسند البزار (4/ 27/ رقم: 1188).
(3)
إسناده حسن، لكن صاحب القصة هو عامر بن سعد وليس عمر كما سيأتي. وأخرجه أحمد (3/ 112/ رقم: 1529) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي.
رواه إسحاق بن راهويه، وهو في الأول من مشيخة ابن شاذان
(1)
، والأول من فوائد أبي يَعْلَى الصابوني
(2)
.
1930 -
وقال البزّار
(3)
: سمعتُ إبراهيم بن عبد الله بن الجُنَيْد يحدّث عن سعيد بن محمد الجَرْمي، قال: ثنا مَعْن بن عيسى، قال: حدّثتْني عُبَيْدَة بنت نابِل، عن عائشة بنت سَعْد، عن أبيها، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان بين يديه طعامٌ فقال:
"اللَّهمّ سُقْ إلى هذا الطعامِ عبدًا تُحبُّه ويُحبُّك"، فطلع - يعني نفسَه -.
قال أبو بكر: "وهذا الحديث لا نعلمه يُرْوَى بهذا اللفظ إلّا عن سعدٍ بهذا الإسناد، وفي غير حديث عُبَيْدَة عن عائشة عن أبيها: فطلع عبد الله بن سلام
(4)
".
1931 -
وقال
(5)
: حدّثنا عَبْدَة بن عبد الله، أبنا محمد بن عُبَيْد، أبنا أَبان بن إسحاق، عن الصبّاح بن محمد، عن مُرّة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله تبارك وتعالى يُعطي الدنيا من يُحبُّ ومن لا يُحبُّ، ولا يُعطي
(1)
حديث أبي علي بن شاذان - بانتقاء الأزجي - (ج 1/ ق 124/ أ - مجموع 31).
(2)
وهو في صحيح مسلم (رقم: 2965).
(3)
مسند البزار (4/ 46/ رقم: 1210).
(4)
الإشارة إلى حديث مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: دفعت إلى رسول الله وعنده فضلة من طعام، فقال رسول الله:"ليطلعنّ عليكم من هذا الفج رجل يأكل هذه الفضلة من أهل الجنة"، قال سعد: فمررت بعمير بن مالك وهو يتوضأ، فقلت في نفسي: هو صاحبها، فجعلنا نتشرّف شخوص من يطلع علينا، فطلع عبد الله بن سلام على رسول الله، فدعا له بالفضلة فأكلها. أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 75/ رقم: 721)، وهو في مسند أحمد (3/ 63/ رقم: 1458) والمستدرك (3/ 416).
(5)
مسند البزار (5/ 392/ رقم: 2026).
الدينَ إلّا من أَحَبَّ، والذي نفسي بيده ما يُسْلم عبدٌ حتى يُسْلمَ قلبُه، ولا يؤمن عبدٌ حتى يَأْمَنَ جارُه بوائقَه"،
قالوا: وما بوائقُه؟ قال:
"غَشْمُه وظلمُه، ولا اكتسب عبدٌ مالًا حرامًا فتصدّق به فيُقبلُ منه، ولا يُنفقُه فيُباركُ له فيه، ولا يدعُه خلف ظهره إلّا كان زادَه إلى النار، إنّ الله لا يمحو السيّءَ بالسيّء، ولكن يمحو السيّءَ بالحسن، إنّ الخبيثَ لا يمحو الخبيثَ، ومن اكتسب مالًا من غير حلِّه فوضه في حقّه فإنّه أَبَرُّ من ذلك أن لا يسلب اليتيمَ ويكسو الأرملةَ، ومن اكتسبَ مالًا من غير حلِّه فوضعه في غير حقّه فذاك الداءُ العُضال، ومن اكتسب مالًا من حلِّه فوضعه في حقّه فمَثَلُ ذلك مَثَلُ الغيث ينزل"، وذكر كلمةً ذهبت عنّي.
قال البزّار: "وأَبان بن إسحاق هذا فرجلٌ كوفيّ، والصبّاح بن محمد فليس بالمشهور، وإنّما ذكرناه على ما فيه من العلّة لأنّا لم نحفظْ كلامَه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم إلّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وأَبان بن إسحاق قد روى عنه عبد الله بن نُمَيْر ومحمد بن عُبَيْد ويَعْلَى بن عُبَيْد"
(1)
.
رواه الإمام أحمد
(2)
، عن محمد بن عُبَيْد.
ورواه إسحاق بن راهويه، عن يَعْلَى بن عُبَيْد عن أَبان.
ورواه إسحاق أيضًا، عن أبي خالد سليمان بن حَيّان الأحمر الجَعْفَري عن أَبان بن إسحاق عن مُرّة.
ورواه محمد بن عبد الله بن مَسَرَّة القرطبي
(3)
في كتاب التبيين، ليَعْلَى بن عُبَيْد.
(1)
الحديث ضعيف الإسناد، علته الصباح بن محمد فهو ضعيف كما في التقريب.
(2)
المسند (6/ 189/ رقم: 3672).
(3)
فيلسوف أندلسي، يُعدّ من الإسماعيليّة، توفي سنة 319 هـ. الأعلام (6/ 223). ولا علم لديّ عن كتابه المذكور (التبيين).
ورُوِيَ بعضُه بمعناه:
من حديث الثَّوْري عن زُبَيْد عن مُرّة، وهو في الأول من مشيخة ابن المُهْتَدي بالله
(1)
والأدب للبخاري
(2)
ورابع معجم الإسماعيلي
(3)
.
ومن حديث عليّ، في جزء أبي القاسم العَطّار
(4)
.
ومن حديث سلّام بن سليمان عن محمد بن طَلْحَة عن زُبَيْد، رواه ابن عَدِيّ الحافظ
(5)
.
وقد رُوِيَ بعضُه من وجهٍ عن عبد الله:
1932 -
أخبرناه ابن عبد الدائم، أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا المؤيّد بن الإخوة وعبد المُعِزّ الهَرَوي، قالا: أنا زاهر بن طاهر، أنا سعيد البَحِيري، أنا زاهر السَّرْخَسي، ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ
(6)
، ثنا محمد بن يحيى
(7)
، ثنا عليّ بن حُمَيْد السَّلُولي، ثنا شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص، عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما أحدٌ بأَكْسَبَ من أحدٍ، ولا عامٌ بأَمْطَرَ من عامٍ، ولكنّ الله يضربُه حيث شاء، وإنّ الله يُعطي المالَ من يُحبُّ ومن لا يُحبُّ، ولا يُعطي الإيمانَ إلّا من يُحبُّ، فإذا أَحَبَّ عبدًا أعطاه الإيمانَ"
(8)
.
(1)
مشيخة أبي الحسين ابن المهتدي بالله (ج 1/ ق 179/ أ - مجموع 73).
(2)
الأدب المفرد (رقم: 275).
(3)
معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي (رقم: 342).
(4)
لعله: أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد البغدادي العطار، المتوفى سنة 615 هـ. السير (22/ 84 - 85).
(5)
الكامل في الضعفاء (3/ 311)، ولفظه:"إن أشكر الناس لله أشكرهم للناس".
(6)
هو: الحافظ ابن الشرقي، صاحب "الصحيح".
(7)
هو: الإمام الذهلي.
(8)
الرواية من طريق جزء زاهر بن أحمد السرخسي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1213). =
قيل
(1)
: غريبٌ من حديث شُعْبَة، لا يُعرفُ إلّا من هذه الرواية، لم يحدِّثْ به إلّا عليّ بن حُمَيْد، ولا عنه إلّا محمد بن يحيى.
ورُوِيَ عن الربيع بن خُثَيْم عن ابن مسعود قولَه، في الثاني من حديث الأصمّ
(2)
.
1933 -
وقال البزّار
(3)
: حدّثنا الحسن بن يحيى، ثنا عبد الله بن مَسْلَمَة، ثنا خالد بن إِلْياس، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله:
"إنّ الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلّوا، وإنّ أَحَبَّ الأعمال إلى الله أَدْوَمُها وإنْ قَلّ، عليكم من الأمر ما تُطيقون".
هو في الأول من فوائد أبي يَعْلَى الصابوني، من حديث عائشة
(4)
.
1934 -
وقال البزّار
(5)
: حدّثنا محمد بن عبد الملك، ثنا بِشْر بن
= وقد أخرجه أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري في فوائده (ق 32/ ب - مجموع 74)، عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن زكريا الشيباني عن أحمد بن محمد بن الحسن. وإسناده ضعيف جدًّا، والحديث منكر كما قال الذهبي في الميزان (3/ 126)؛ علته علي بن حميد السلولي، قال أبو زرعة - كما في الجرح والتعديل (6/ 183) -:"لا أعرفه"، وذكره العقيلي في الضعفاء (3/ 956) وروى له هذا الحديث عن أحمد بن محمد بن الحسن.
(1)
القائل هو مُخَرِّج جزء زاهر السرخسي فيما يظهر.
(2)
جزء فيه الثاني والثالث من حديث أبي العباس الأصم (رقم: 61).
(3)
مسند البزار (15/ 134/ رقم: 8443). وإسناده ضعيف جدًّا، خالد بن إلياس المدني: قال في التقريب: "متروك الحديث". لكن لبعض ألفاظ الحديث شواهد في الصحيحين وغيرهما.
(4)
الجملة كتبها المصنّف في الحاشية اليمنى بحذاء الرواية. وحديث عائشة أخرجه البخاري (أرقام: 43، 1151، 1970، 5862) ومسلم (رقم: 783).
(5)
مسند البزار (15/ 143 - 144/ رقم: 8463). وإسناده حسن، رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن إسحاق - وهو: المدني - فهو صدوق كما في التقريب. وأخرجه ابن حبان (الإحسان: (13/ 28/ رقم: 5720) ليزيد بن زريع عن عبد الرحمن بن إسحاق. والحديث صحيح =
المُفَضَّل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله:
"لا يُحبُّ اللهُ إضاعةَ المال وكثرةَ السؤال ولا قيلَ ولا قال".
1935 -
أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء وابن المحبّ، قالا: أبنا إبراهيم بن خليل، أبنا إسماعيل بن عليّ الجَنْزَوي، أنا عليّ بن أحمد بن منصور، أبنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أبنا جدِّي محمد بن أحمد بن عثمان، أبنا محمد بن جعفر الخرائطي، ثنا أحمد بن عِصْمَة، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا أبو عامر العَقَدي، ثنا هشام بن سَعْد، عن قَيْس بن بِشْر التَّغْلِبي، أخبرني أبي - وكان جَلِيسًا لأبي الدَّرْداء - قال: مرّ بنا ابن الحَنْظَلِيَّة ونحن عند أبي الدَّرْداء فقال له: كلمةً ينفعُنا الله بها ولا تضرُّك، فقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنّكم تقدُمون على إخوانكم، فأَصْلِحوا أمرَكم حتى تكونوا كالشامة في الناس، فإنّ الله لا يُحبُّ الفحشَ ولا التفحُّشَ"
(1)
.
ابنُ الحَنْظَلِيَّة هو: سَهْل بن عَمْرو الأنصاري، له صحبة.
1936 -
وبهذا الإسناد إلى الخرائطي، قال: حدّثنا عُمَر بن شَبَّة، ثنا سالم بن نوح، عن الجُرَيْري، عن أبي العلاء، عن ابن الأَحْمَسي قال: لقيتُ أبا ذرّ فقلتُ: يا أبا ذرّ! ما حديثٌ بلغني أنّك تحدِّثُه عن
= بشواهده منها شاهد من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: أخرجه البخاري (رقم: 2408) ومسلم (رقم: 593).
(1)
أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم: 65)، والرواية من طريقه. وفي إسناده قيس بن بشر، قال فيه في التقريب:"مقبول"، وقال الذهبي في الميزان (3/ 392) فيه وفي أبيه:"لا يُعرفان". والحديث أخرجه أحمد (29/ 158 - 159/ رقم: 17622) وأبو داود (رقم: 4091) والحاكم (4/ 178 - 179)، من طريق هشام بن سعد.
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما هو؟ فإنّي لا إخالُني أكذبُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلتُ: بلغني أنّك تقول: "ثلاثةٌ يُحبُّهم الله، وثلاثةٌ يشنؤُهم الله"، قال: قلتُه وسمعتُه، قلت: قمن الثلاثةُ الذين يُحبُّهم الله؟ قال: "رجلٌ كان في فئةٍ فنَصَب نَحْرَه حتى يُقتلَ أو يَفتحَ الله عليه أو على أصحابه، ورجلٌ كان له جارُ سوءٍ يؤذيه فصبر على أذاه حتى يفرِّق بينهم موتٌ أو ظعنٌ، ورجلٌ كان مع قوم في سفرٍ أو سريّةٍ فأطالوا السُّرَى حتى أعجبهَم أن يمشوا الأرضَ، فنزلوا فتَنَحَّى يصلّي حتى يوقظَ أصحابَه للرحيل"، قلتُ: فمن الذي يشنأُ؟ قال: "التاجرُ - أو البيّاعُ - الحلّافُ، والفقيرُ المُحتالُ، والبخيلُ المنّانُ"
(1)
.
رواه ابن المبارك في الجهاد
(2)
، عن الجُرَيْري.
ورَوَى الخرائطيُّ آخرَه في الجزء الثالث من مساوئ الأخلاق
(3)
، عن سَعْدان بن يزيد عن عليّ بن عاصم عن الجُرَيْري.
ورُوِيَ عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن أخيه مُطَرّف عن أبي ذرّ، وهو في الجزء الرابع عشر من حديث ابن البَخْتَري.
ورواه النسائي أولَه
(4)
، لرِبْعِيّ عن زَيْد بن ظَبْيان عن أبي ذرّ.
يدخلُ في قوله: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10)} [القلم].
1937 -
وبهذا الإسناد إلى الخرائطي
(5)
، حدّثنا أخي أحمد بن جعفر بن
(1)
أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم: 126).
(2)
الجهاد (رقم: 47).
(3)
مساوئ الأخلاق (رقم: 374).
(4)
سنن النسائي (رقم: 1615، 2570).
(5)
مساوئ الأخلاق (رقم: 366).
محمد، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا سعيد بن محمد الورّاق، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن الأَعْرَج، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ البخيل بعيدٌ من الله، بعيدٌ من الناس، بعيدٌ من الجنّة، قريبٌ من النار، ولَجاهلٌ سَخِيٌّ أحبُّ إلى الله من عابدٍ بخيلٍ، وإنّ أَدْوَى الداء البُخلُ"
(1)
.
رواه التِّرْمِذي
(2)
، عن الحسن بن عرفة، وقال:"حديثٌ غريبٌ، لا يُعرفُ من حديث يحيى بن سعيد عن الأَعْرَج عن أبي هُرَيْرَة إلّا من حديث سعيد بن محمد، وقد خولِف سعيد بن محمد في رواية هذا الحديث عن يحيى بن سعيد، إنّما يُروى عن يحيى بن سعيد عن عائشة شيءٌ مرسلٌ".
ورواه الخطيب في كتاب البخلاء
(3)
.
كتبناه من حديث عائشة في (باب الموالاة).
وهو في ترجمة رُوّاد بن الجرّاح من الكامل
(4)
.
رواه أبو بكر الخطيب في كتاب البخلاء
(5)
، لرُوّاد بن الجرّاح عن عبد العزيز بن أبي حازم عن يحيى بن سعيد عن الأَعْرَج عن أبي هُرَيْرَة عن عائشة.
(1)
إسناده ضعيف؛ لضعف سعيد بن محمد الوراق كما في التقريب. وقال أبو حاتم الرازي كما في العلل (رقم: 2353): "هذا حديث منكر".
(2)
الجامع (رقم: 1961).
(3)
البخلاء (ص 47). رواه لأحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل عن الحسن بن عرفة. وأخرجه (ص 46 - 47)، لإبراهيم بن سعيد الجوهري عن سعيد بن محمد الوراق.
(4)
الكامل في الضعفاء (3/ 178).
(5)
لم أجده فيه من هذا الطريق.
1938 -
أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء وابن المحبّ، قالا: أبنا ابن خليل، أبنا الجَنْزَوي
(1)
، أبنا ابن قَيْس
(2)
، أبنا ابن أبي الحديد، أبنا جدّي، أبنا الخرائطيّ، ثنا أحمد بن إسحاق بن صالح أبو بكر الوزّان، ثنا عيسى بن إبراهيم الشَّعِيري
(3)
، ثنا عبد العزيز بن مسلم القَسْمَليّ، ثنا الأَعْمَش، عن يحيى بن جَعْدَة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يدخلُ الجنّةَ من في قلبه مثقالُ حبّةٍ من خَرْدَلٍ من كِبْر"،
فقال رجلٌ: يا رسول الله! إنّه لَيُعجِبُني أن يكون ثوبي غَسِيلًا ورأسي دَهِينًا وشِراكُ نعلي جديدًا، - وذكر أشياءَ حتى ذكر عِلاقةَ سَوْطِه -، أَفَمِن الكِبْر ذلك؟ قال:
"لا، ذاك الجمالُ، إنّ الله يحبُّ الجمالَ، ولكنّ الكِبْرَ مَنْ سَفِه الحقَّ وآذى الناسَ"
(4)
.
هو في الثالث من أمالي عبد الملك بن بِشْران
(5)
، للخرائطي عن عبد الله بن إبراهيم الدَّوْرَقي عن عيسى بن إبراهيم الشَّعِيري.
1939 -
عن عليّ بن أبي طالب، أنّ رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أَحَبُّ الناس إلى الله؟ قال:
(1)
هو: إسماعيل بن علي الجنزوي.
(2)
هو: علي بن محمد بن قيس.
(3)
الأنساب (3/ 437).
(4)
أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم: 590)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لإرساله، فإن يحيى بن جعدة لم يدرك ابن مسعود بل أرسل عنه كما في جامع التحصيل (1/ 297). والحديث صحيح أخرجه مسلم (رقم: 91) وغيره من حديث علقمة عن ابن مسعود.
(5)
أمالي ابن بشران (1/ 72/ رقم: 125).
"أنفعُ الناسِ للناس"،
قال: فأيّ الأعمال أَحَبُّ إلى الله؟ قال:
"السرورُ يُدخِلُ الرجلُ على أخيه المؤمن، أن يكشفَ عنه همًّا، أو يطردَ عنه جوعًا، أو يقضيَ عنه دَيْنًا"، الحديث.
قاله أبو بكر بن شَيْبَة الحِزامي - هو: عبد الرحمن بن عبد الملك بن شَيْبَة -، عن أبي قتادة البَدْري، عن ابن أخي الزُّهْري، عن عمّه، عن عبد الله بن ثَعْلَبَة بن صُعَيْر، عن علي بن أبي طالب.
هو في سبعة مجالس أبي بكر بن أبي عليّ
(1)
.
1940 -
قال أبو بكر البزّار
(2)
: حدّثنا محمد بن الحُصَيْن الجَزَري، ثنا السَّكَن بن إسماعيل، ثنا الحسن بن ذَكْوان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هُرَيْرَة أنّه قال: عندي عن رسول الله حديثان: أحدهما أنّه قال:
"من أحبَّ الأنصارَ أحبَّه اللهُ"،
والآخر:
"من تزوّجَ امرأةً على صَداقٍ هو لا يريدُ أن يَفِيَ لها به فهو زانٍ".
وهذا الحديثُ لا نعلمُ رواه عن محمد بن سيرين إلّا الحسن بن ذَكْوان، ولا نعلمُ رواه عن الحسن إلّا السَّكَن، ولم نسمعْه إلّا من محمد بن حُصَيْن، وقد كان عند غيره
(3)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدِّل. والحديث فى أماليه (ق 22 أمجموع 63). أخرجه لعبد الله بن شبيب المديني عن أبي بكر بن شيبة. وإسناده حسن، رجاله ما بين ثقة وصدوق. وابن أخي الزهري هو: محمد بن عبد الله بن مسلم.
(2)
مسند البزار (17/ 284/ رقم: 9996).
(3)
الكلام للبزار. والحديث من الأفراد، وقد أعلّه الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 284) بمحمد بن الحصين.
1941 -
وقال البزّار: حدّثنا محمد بن المُثَنّى بن عُبَيْد أبو موسى، ثنا محمد بن جَهْضَم، ثنا إسماعيل بن جعفر، ثنا عُمارة بن غَزِيّة، عن عاصم بن عُمَر بن قتادة، عن محمود بن لَبِيد، عن قتادة بن النُّعْمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أحبَّ اللهُ عبدَه المؤمنَ حماه الدنيا كما يظلُّ أحدُكم يحمي سقيمَه الماءَ"
(1)
.
قال: "وهذا الحديثُ لا نعلمُ رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلّا قتادة بنُ النُّعْمان بهذا الإسناد".
وقال التِّرْمِذي
(2)
: "حديثٌ حسنٌ غريب، وقد رُوِيَ عن محمود بن لَبِيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا
(3)
".
1942 -
وفي حديث الزَّارِع
(4)
، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يا أشجُّ إنّ فيك لَخلُقين يحبُّهما الله ورسوله: الحِلْمُ، والأَناة".
رواه البزّار
(5)
، والطبراني في المعجم الأوسط
(6)
، وهو في آخر الأول من المنتقى منه
(7)
.
(1)
إسناده حسن. وأخرجه ابن حبان (2/ 443 - 444/ رقم: 669) والحاكم (4/ 202 و 4/ 305) وصححه. وقد اختُلف على محمود بن لبيد في هذا الحديث، لكن رجّح أبو حاتم الرازي هذه الطريق كما في العلل (رقم: 1820) لابنه.
(2)
الجامع (رقم: 2036).
(3)
ثم أخرجه الترمذي، عن علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد.
(4)
هو: الصحابي الجليل زارع بن عامر العبدي، وكان ضمن وفد عبد قيس إلى النبي.
(5)
كشف الأستار (3/ 278 - 279/ رقم: 2746).
(6)
المعجم الأوسط (رقم: 418).
(7)
منتقى من معجمَيْ الطبراني الأوسط والكبير ومن مسند المقلين لدعلج (ق 106/ ب - 107/ أ - مجموع 34)، وهو للذهبي وبخطِّه.
1943 -
وفي حديث عبد الله بن عَدِيّ بن الحَمْراء: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم واقفًا بالحَزْوَرَة
(1)
ينظر إلى مكّة فقال:
"إنّكِ خيرُ أرض الله وأحبُّه إليه".
رواه البزّار.
وهو حديثُ الزُّهْري عن أبي سَلَمَة عن عبد الله بن عَدِيّ، قاله عنه عُقَيْل ويونس وصالح
(2)
.
1944 -
وقال محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على الحُجون
(3)
فقال:
"والله إنّكِ لَخيرُ أرض الله وأَحَبُّ أرضِ الله إلى الله، والله لو أَنّي لم أُخرَجْ منكِ ما خرجتُ"، الحديث.
هو في الثاني من حديث عليّ بن حُجْر
(4)
.
ورواه مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة رَفَعَه
(5)
.
حكم مسلم بنُ الحجّاج على مَعْمَر بالوَهَم فيه لأنّه خالف أصحابَ
(1)
تُعرف اليوم باسم القشاشية، وهي مرتفع يقابل المسعى. معجم المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية (ص 98).
(2)
حديث عقيل أخرجه أبن ماجه (رقم: 3108) والدارمي (3/ 1632 - 1633/ رقم: 2510) وأبن حبان (9/ 22/ رقم: 3708) والحاكم (3/ 7). وحديث يونس أخرجه ابن خزيمة كما في إتحاف المهرة (8/ 255). وحديث صالح - وهو: ابن كيسان - أخرجه الإمام أحمد (31/ 12 - 13/ رقم: 18716) وعبد بن حميد (رقم: 491).
(3)
ثنيّة شمال المسجد الحرام، وتسمى اليوم ريع الحجون. انظر: معجم المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية (ص 94).
(4)
حديث علي بن حجر السعدي عن إسماعيل بن جعفر المدني (رقم: 204).
(5)
أخرجه الإمام أحمد (31/ 13/ رقم: 18717) عن عبد الرزاق عن معمر.
الزُّهْري، قال مسلم
(1)
: "فالحديثُ عندنا حديثُ عبد الله بن عَدِيّ، وليس رواية مَعْمَر محفوظة، وقد روى بعضُهم عن محمد بن عَمْرو عن أبي سَلَمَة عن أبي هُرَيْرَة، وقد رُوِيَ عن محمد بن عَمْرو عن أبي سَلَمَة، فلا يصحّ إلّا عن أبي سَلَمَة عن عبد الله بن عَدِيّ".
1945 -
أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمويه، ثنا أبو عِمْران، أبنا أبو محمد الدارِمي، أبنا عثمان بن محمد، ثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عَمْرو - يعني: ابنَ دينار -، عن عَمْرو بن أَوْس، عن عبد الله بن عَمْرو يرفعه قال:
"أَحَبُّ الصيام إلى الله صيامُ داود، كان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا، أَحَبُّ الصلاة إلى الله صلاةُ داود، كان يصلّي نصفًا وينامُ ثُلُثًا ويُسبِّحُ سُدُسًا"
(2)
.
رواه خ م
(3)
.
قال أبو محمد: "هذا اللفظُ الأخيرُ غَلَطٌ أو خطأٌ، إنّما هو أنّه كان ينامُ نصفَ الليل ويُصلّي ثُلُثَه ويسبّحُ سُدُسَه".
1946 -
وبه إلى الدارِمي، قال: أبنا محمد بن كثير، أبنا عبد الله بن عُمَر، عن نافع، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَحَبُّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن"
(4)
.
هو في جزء أبي حَفْص الزيّات - رواية الجَوْهَري -
(5)
.
(1)
كلام الإمام مسلم لعله منقول من التمييز له.
(2)
أخرجه الدارمي في سننه (رقم: 1793)، والرواية من طريقه.
(3)
صحيح البخاري (رقم: 1131) وصحيح مسلم (رقم: 1159).
(4)
سنن الدارمي (رقم: 2737).
(5)
حديث أبي حفص الزيات - رواية الجوهري - (ق 260/ أ - مجموع 94)، رواه لكامل بن طلحة عن عبد الله بن عمر عن نافع.
رواه التِّرْمِذي
(1)
وقال: "غريب"، ورواه أيضًا
(2)
، لعبد الله بن عثمان عن نافع وقال:"حسن غريب".
ورواه يعقوب بن سفيان في السادس من المشيخة، عن أبي محمد عبيد الله بن إدريس الرَّقّي، عن عبّاد بن عبّاد، عن عبيد الله وعبد الله، عن نافع، وقال:"أَحَبُّ أسمائكم إلى الله"
(3)
.
1947 -
قال حَرْب الكِرْماني: حدّثنا الحسن بن الصبّاح، ثنا حاجب، عن بقيّة بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن عطيّة بن قَيْس الكِلابي قال:"ما تقرّب العبادُ إلى الله بشيءٍ أحبّ إليه من كلامه، ولا ردّوا إليه كلامًا أحبّ إليه ممّا خرج منه"
(4)
.
1948 -
أخبرناه مرفوعًا جدّي، أبنا عبد اللطيف بن عبد المنعم، أبنا المبارك بن المَعْطوش، أبنا أبو عليّ بن المُهْتَدي - إجازةً -، أبنا عبد العزيز بن عليّ الأَزَجي، أبنا أبو الفتح بن القَوّاس يوسف بن عُمَر، ثنا أبو بكر الإِصْطَخْري - إملاءً سمعتُه من لفظه -، قال: حدّثني أبو شُعَيْب الحرّاني، ثنا سُوَيْد بن سعيد الحَدَثاني، ثنا بقيّة بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن عطيّة بن قَيْس قال: قال رسول الله:
"ما تَكلّم العبادُ بكلامٍ أَحَبّ إلى الله من كلامه، ولا رُفع إلى الله كلامٌ أَحَبّ إليه من كلامه"
(5)
.
(1)
الجامع (رقم: 2834)، رواه لأبي عاصم عن عبد الله بن عمر عن نافع.
(2)
الجامع (رقم: 2833).
(3)
وهو عند مسلم (رقم: 2132)، وسيذكره المصنف.
(4)
مقطوع، فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف، وبقية بن الوليد مدلس.
(5)
إسناده كسابقه، وهو مرسل. وهو في الزيادات على حديث وكيع بن الجراح (ق 154 أ - ب - مجموع 93)، للحسن بن أحمد عن سويد بن سعيد. وأخرجه الدارمي في سننه (رقم: 3393) لمعاوية بن صالح، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 595/ رقم: 527) لعيسى بن يونس، كلاهما عن أبي بكر بن أبي مريم.
1949 -
قال يعقوب بن سفيان
(1)
: عن عليّ بن حكيم الأَوْدي، ثنا شريك، عن محمد بن سَعْد، عن أبي ظَبْيَة، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله:
"إنّ الصِّيتَ في السماء والمِقَةَ من الله، وإنّ الله إذا أَحَبَّ عبدًا قال لجبريل: إنّي أُحِبُّ فلانًا فأَحِبّوه، فينادي جبريل في السماء: إنّ الله يُحبُّ فلانًا فأَحِبّوه، - قال: - فينزل له المقة في الأرض، والمقة: الحبُّ".
رواه الإمام أحمد
(2)
.
1950 -
وفي حديثٍ عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس: جاء العبّاس يعودُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في مرضه، الحديث، وفيه: قال: هم ولدُك يا عمّ - يعني: الحسنَ والحسين -، قال:
"أتحبُّهما؟ "،
قال: نعم، قال:
"أَحَبَّك اللهُ كما أَحْبَبْتَهما".
رواه الطبراني في الثالث من معجمه الصغير
(3)
.
1951 -
عن أبي سَلَمَة، عن عبد الله بن سلام: قَعَدْنا في نفرٍ من أصحاب رسول الله، فتذاكرنا فقلنا: لو نعلمُ أيَّ الأعمال أَحَبّ إلى الله
(1)
مشيخة يعقوب بن سفيان (رقم: 154). وإسناده ضعيف لأجل شريك بن عد الله النخعي. والحديث صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه مسلم (رقم: 2637).
(2)
المسند (36/ 603 - 604/ رقم: 22270) عن أسود بن عامر، و (36/ 569/ رقم: 22233) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني، كلاهما عن شريك. وزاده ابنه عبد الله (رقم: 22271) فرواه عن علي بن حكيم الأودي.
(3)
المعجم الصغير (1/ 159/ رقم: 246). وهو في المعجم الأوسط (رقم: 2962). وأعلّه الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 173) بمحمد بن يحيى الحجري.
لعَمِلْنا به، فأنزل الله سبحانه:{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)} [الحشر]{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)} [الصف] حتى خَتَمَها، قال عبد الله: فقرأها علينا رسولُ الله حتى خَتَمَها، قال أبو سَلَمَة: فقرأها علينا ابن سلام.
وتسلسل الحديث في مسند الدارمي
(1)
.
1952 -
عن أبي عَمْرو الشَّيْباني قال: حدّثني صاحبُ هذه الدار - وأشار بيده إلى دار عبد الله، ولم يسمِّه -، قال: قلت: يا رسول الله! أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال:
"الصلاةُ على مواقيتها"،
قال: فقلتُ: ثم أيّ؟ قال:
"ثم بِرُّ الوالدين"،
قال: قلتُ: ثم أيّ؟ قال:
"ثم الجهادُ في سبيل الله".
أخبرنا محمد بن أبي بكر الأنصاري، أبنا أحمد بن محمد بن عبد الغنيّ، أبنا زاهر الثَّقَفي، أبنا زاهر الشَّحَّامي، أبنا أبو سَعْد الكَنْجَرُوذي، أبنا أبو عَمْرو، أبنا أبو يَعْلَى، ثنا أبو خَيْثَمَة، ثنا عبد الرحمن، ثنا شُعْبَة، عن الوليد بن العَيْزار، قال: سمعت أبا عَمْرو الشَّيْباني يقول، بهذا الحديث
(2)
.
(1)
سنن الدارمي (رقم: 2435)، وفي إسناده محمد بن كثير شيخ الدارمي، وهو ضعيف. والحديث صحيح من طرق أخرى عن أبي سلمة في: مسند أحمد (39/ 205 - 206/ رقم: 23788، 23789)، ومسند أبي يعلى (13/ 406/ رقم: 7497)، وصحيح ابن حبان (10/ 454/ رقم: 4594)، وغيرها.
(2)
الرواية من مسند أبي يعلى (9/ 188/ رقم: 5286).
رواه البخاري ومسلم
(1)
، لشُعْبَة
(2)
.
ورُوِيَ من حديث أبي الأَحْوص عن عبد الله، في الأول من حديث شَيْبان بن فَرُّوخ
(3)
.
1953 -
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المِزّي، أبنا إبراهيم بن الدَّرَجي، أنبأنا محمد بن مَعْمَر وغيرُ واحد، قالوا: أبنا زاهر بن طاهر، أبا محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذي، أبنا أبو عَمْرو بن حَمْدان، أبنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، ثنا إبراهيم بن زياد سَبَلان، ثنا عبّاد بن عبّاد، عن عُبَيْد الله وعبد الله، عن نافع، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَحَبُّ الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن"
(4)
.
رواه مسلم
(5)
، عن سَبَلان، وليس له في صحيحه سواه.
1954 -
وأخبرنا أحمد بن محمد بن مَعالي وأبو بكر بن محمد بن الرَّضِيّ، قالا: أبنا محمد بن إسماعيل الخطيب، أبتنا فاطمة ابنة سَعْد الخَيْر، قالت: أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو سَعْد الكَنْجَرُوذي، أبنا أبو عَمْرو بن حَمْدان، أبنا أبو يَعْلَى المَوْصِلي، ثنا محمد بن عبد الله بن نُمَيْر،
(1)
صحيح البخاري (رقم: 527، 5970)، وصحيح مسلم (رقم: 85).
(2)
وأخرجه البخاري (رقم: 2782) لمالك بن مِغْوَل، وهو (رقم: 7534) ومسلم (رقم: 85) لأبي إسحاق الشيباني، ومسلم (رقم: 85) لأبي يعفور، ثلاثتهم عن الوليد بن العيزار.
(3)
وأخرجه من طريقه: ابن حبان (4/ 340/ رقم: 1476)، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 23/ رقم: 9818).
(4)
الرواية من حديث أبي عَمْرو بن حَمْدان عن شيوخه المعروفة بفوائد الحاج. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1596).
(5)
صحيح مسلم (رقم: 2132).
ثنا أبو معاوية، ثنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَحَبُّ الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن والحارث"
(1)
.
رُوِيَ من حديث أبي وَهْب الجُشَميّ
(2)
، رواه البغوي في (باب الدال) من معجمه
(3)
، وفي ترجمة عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة أبي خَيْثَمَة
(4)
.
ورواه أبو يَعْلَى المَوْصِلي
(5)
.
1955 -
وبهذا الإسناد إلى أبي يَعْلَى
(6)
، قال: حدّثنا نَصْر بن عليّ، ثنا عبد الله بن الزُّبَيْر، ثنا ثابت، عن أنس قال: قال رجلٌ: يا رسول الله! إنّي أُحِبُّ فلانًا في الله، قال:
"فأَعْلَمْتَه؟ "،
(1)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 163 - 164/ رقم: 2778)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لأجل إسماعيل بن مسلم - وهو: المكي -، وبه أعلّه الهيثمي في المجمع (8/ 49).
(2)
اسمه: دَيْلَم. انظر: الإصابة (1/ 477 - 478).
(3)
معجم الصحابة (2/ 201/ رقم: 650). رواه عن أبي وهب: عقيل بن شبيب، قال الذهبي في الميزان (3/ 88):"لا يُعرف هو ولا الصحابي إلا بهذا الحديث، تفرد به محمد بن مهاجر عنه". وأخرجه الإمام أحمد (31/ 377/ رقم: 19032) عن هشام بن سعيد عن محمد بن المهاجر. والحديث اختلف فيه على ابن المهاجر في تسمية راوي الحديث، فقيل: أبو وهب الجشمي كما هنا، وقيل: أبو وهب الكلاعي، وهذا الذي رجّحه أبو حاتم الرازي كما نقله عنه ابنه في العلل (رقم: 2451) وأنكر على الإمام أحمد تسميته بأبي وهب الجشمي.
(4)
معجم الصحابة (4/ 457 - 458/ رقم: 1920).
(5)
مسند أبي يعلى (13/ 111 - 114/ رقم: 7169).
(6)
مسند أبي يعلى (6/ 162/ رقم: 3442). وإسناده ضعيف لأجل عبد الله بن الزبير، وهو: ابن معبد الباهلي، قال أبو حاتم - كما في الجرح والتعديل (5/ 56) -:"لا يُعْرَف، مجهول"، لكنه قد توبع بما يصحح الحديث كما سيأتي.
قال: لا، قال:
"فأْتِه فأَعْلِمْه"،
قال: فأتاه فأَعلَمَه فقال: يا فلان إنّي أحبُّك فى الله، قال: أَحَبَّك الذي أَحْبَبْتَني له.
تابعه عن ثابت: مباركُ بنُ فَضالة، في مشيخة ابن الآبَنُوسي
(1)
.
ورواه البغوي في معجمه
(2)
من حديث الحارث - غيرِ منسوب -.
1956 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن الزَّرّاد، أنا محمد بن إسماعيل، أنا إسماعيل بن صالح، أنا أبو عبد الله الرازي، أبنا عليّ بن عبد الواحد النَّجِيرَمي وعبد الرحمن بن المُظَفَّر الفَخّار النحوي، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمد المهندس، ثنا أبو شَيْبَة داود بن إبراهيم البغدادي.
وأخبرنا إمام الأئمّة أحمد بن تيمية وأبو إسحاق الفَزاري وابن طَرْخان وعِدّة، قالوا: أبنا ابن عبد الدائم، أبنا أحمد بن المَوازيني، أنا عليّ بن الحسن بن الحسين، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا يوسف المَيَّانِجي، أنا أبو يَعْلَى المَوْصِلي.
(1)
فوائد عوال حسان منتقاة وغرائب - وهي المشيخة - (ق 7/ أ - مجموع 117). ومن هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد (19/ 494/ رقم: 12514) و (20/ 45/ رقم: 12590) وأبو داود (رقم: 5115) والحاكم (4/ 171). ومبارك بن فضالة حديثه حسن. وتابعه أيضًا عن ثابت: الحسين بن واقد - وهو ثقة -، أخرجه من طريقه: الإمام أحمد (19/ 418/ رقم: 12430) وابن حبان (2/ 330/ رقم: 571).
(2)
معجم الصحابة (2/ 90)، أخرجه لحماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن الحارث، فذكر القصة. ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 807 - 808/ رقم: 2127، 2128). قال أبو نعيم:"ورواه المبارك بن فضالة وحسين بن واقد وعبد الله بن الزبير وعمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس، وهو وهم، وحديث حماد بن سلمه أشهر وأثبت".
قالا
(1)
: ثنا عبد الأَعْلَى بن حمّاد النَّرْسي، ثنا حمّاد بن سَلمَة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هُرَيْرَة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنّ رجلًا زار أخًا له في قريةٍ أخرى، فأَرْصَدَ الله على مَدْرَجَتِه ملَكًا، فلمّا أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريدُ أخًا لي في هذه القرية، قال: هل له عليك من نعمةٍ تَرُبُّها؟ قال: لا، غير أنّي أَحْبَبْتُه في الله عز وجل، قال: فإنّي رسولُ الله إليك، بأنّ الله قد أَحَبّك كما أَحْبَبْتَه فيه"
(2)
.
رواه مسلم
(3)
، عن عبد الأَعْلَى، فوافقناه فيه بعُلُوّ.
وهو في مشيخة ابن الآبَنُوسي
(4)
.
ورواه البخاري في الأدب
(5)
، عن سليمان بن حَرْب وموسى بن إسماعيل عن حمّاد بن سَلَمَة.
1957 -
أخبرنا أبو بكر بن أحمد وعيسى بن عبد الرحمن، قالا: أبنا محمد بن إبراهيم الإِرْبَلّي، أنا يحيى بن ثابت، أنا طِراد بن محمد، أنا أبو الحسين بن بِشْران، أنا أبو جعفر بن البَخْتَري، ثنا أحمد بن زُهَيْر، ثنا قُطْبَة بن العلاء بن المِنْهال أبو سفيان الغَنَوي، حدّثني أبي العلاء بن المِنْهال، قال: قال محمد بن سُوقَة: اذهبْ بنا إلى رجلٍ يُقال له عاصم بن كُلَيْب الجَرْمي لعلّك أن تكون أحفظَ لما نسمع منه منّي، قال: فخرجتُ معه، فانتهيتُ إلى بابه، فوجدتُ جماعةً كثيرةً وإذا هو مُحتجِبٌ عنهم، فلمّا
(1)
يعني: أبا شيبة البغدادي، وأبا يَعْلَى المَوْصِلي.
(2)
الرواية بالإسناد الأول من طريق مشيخة أبي عبد الله الرازي (رقم: 60)، وبالإسناد الثاني من طريق معجم شيوخ أبي يَعْلَى المَوْصِلي (رقم: 254).
(3)
صحيح مسلم (رقم: 2567).
(4)
المشيخة (ق 15/ ب)، لأبي القاسم البغوي عن عبد الأعلى.
(5)
الأدب المفرد (رقم: 350).
قيل له: محمد بن سوقة أسرعَ إليه فأذن له، فجعل يحدّثنا عن أبيه، عن جدّه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فحدّثنا أنّ أباه كُلَيْب خرج مع أبيه إلى جنازة شهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلامٌ أعقِلُ وأفهم، قال: فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبر ولم يُمَكَّن للميّت، فجعل يأمرُ بالتسوية فيقول:
"سَوِّ هذا، وخُذْ هذا الموضع للحافر"،
حتى ظنَّ الناسُ أنّها سنّةٌ، فالتفتَ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"أمَا إنّ هذا لا ينفعُ الميّتَ ولا يضرُّه، ولكنّ الله يحبُّ من العامل إذا عمل شيئًا أن يُحسنَ"، وذكر قصّةً طويلةً
(1)
.
رواه ابن خُزَيْمَة في جُزْئِه الذي رواه عنه ابنُ ياسين
(2)
، عن أحمد بن الخليل عن قُطْبَة بن العلاء، وقال: فكان أبي يقولُ: فهذا القول يدخل في كلّ شيءٍ عمله عاملٌ.
ورواه البغوي في معجمه في ترجمة كُلَيْب بن شهاب الجَرْمي
(3)
، وقال:"ولكنّ الله يحبُّ من العامل إذا عمل شيئًا أن يُحسِّنَه وأن يُجَوِّدَه".
(1)
أخرجه أبو جعفر بن البختري في الحادي عشر من فوائده (رقم: 552)، والرواية من طريقه. وفي إسناده قطبة بن العلاء، قال البخاري في التاريخ الكبير (7/ 191):"ليس بالقوي"، وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 220):"كان ممن يخطئ كثيرًا ويأتي بالأشياء التي لا تشبه حديث الثقات عن الأثبات، فعُدل به عن مسلك العدوى عند الاحتجاج"، وقال ابن عدي في الكامل (6/ 53):"أرجو أنه لا بأس به". والحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 199 - 200/ رقم: 448)، للقاسم بن وهب الكوفي، والبيهقي في الشعب (7/ 234 - 235/ رقم: 4932)، لأبي أمية الطرسوسي، كلاهما عن قطبة بن العلاء، وأعلّه الهيثمي في المجمع (4/ 98) بقطبة هذا. لكن حسّنه الألباني في الصحيحة (رقم: 1113) بشواهده.
(2)
هو: أبو القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين، الياهلي النيسابوري الحنفي، القاضي، توفي سنة 378 هـ. السير (16/ 385).
(3)
معجم الصحابة (5/ 158).
وهو في الثامن من الثقفيّات
(1)
.
ورُوِيَ معناه مرسلًا لزَيْد بن أَسْلَم، في السابع من حديث سفيان بن عُيَيْنَة
(2)
.
1958 -
وفي خامس فوائد عَبْدان
(3)
، لمُصْعَب بن ثابت عن هشام بن عُرْوَة عن أبيه عن عائشة: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله يُحِبُّ إذا عمل أحدُكم عملًا أن يُتقِنَه"
(4)
.
وهو في مشيخة زاهر بن طاهر، من طريق عَبْدان
(5)
.
1959 -
أخبرنا أحمد بن إدريس، أبتنا صفيّة القرشيّة، قالت: أنبأنا مسعود بن الحسن، أبنا المطهّر بن عبد الواحد، أبنا أبو عُمَر بن عبد الوهّاب
(6)
، ثنا أحمد بن عثمان الأَبْهَري الصوفي
(7)
، ثنا محمد بن
(1)
فوائد أبي القاسم الثقفي الثقفيات - الجزء 8 - (ق 17/ ب - شستربيتي 3492). رواه لأبي أمية الطرسوسي عن عقبة.
(2)
ذكر الحافظ ابن حجر من مروياته: "الجزء السابع والثامن من حديث سفيان بن عيينة برواية محمد بن عبد الله بن يزيد بن المقرئ عنه"، وساق سنده إليه. المعجم المفهرس (رقم: 1260).
(3)
عبد الله بن أحمد بن موسى، أبو محمد الجواليقي، توفي سنة 306 هـ. السير (14/ 168).
(4)
إسناده ضعيف لأجل مصعب بن ثابت، فإنه ليّن الحديث كما في التقريب. وبه أعلّه الهيثمي في المجمع (4/ 98).
(5)
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 349/ رقم: 4386) والطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 897) والبيهقي في الشعب (7/ 233 - 234/ رقم: 4931) لمصعب الزبيري، والبيهقي أيضًا (7/ 232 - 233/ رقم: 4929)، لمحمود بن غيلان، كلاهما عن بشر بن السري عن مصعب بن ثابت.
(6)
هو: أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي الأصبهاني، توفي سنة 394 هـ. تاريخ الإسلام (وفيات: 381 هـ - 400 هـ/ 302).
(7)
هو: أبو علي أحمد بن عثمان بن أحمد بن عثمان الأبهري الأصبهاني، قال السمعاني:"له مصنفات"، توفي سنة 338 هـ. الأنساب (1/ 79).
يحيى
(1)
، ثنا أبو كُرَيْب، ثنا أبو معاوية الضرير، عن جُوَيْبِر، عن محمد بن واسع، عن أبي صالح الحنفي، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يُحِبُّ السهلَ القريبَ"
(2)
.
1960 -
أخبرنا الأنصاري، أنا السخاوي، أنا السِّلَفي، أنا ابن عبدكويه، أنا محمد بن أحمد بن المُنْذِر الصَّيْدَلاني المديني، ثنا محمد بن عليّ بن مَخْلَد، ثنا إسماعيل بن عَمْرو، ثنا فُضَيْل بن مَرْزُوق، عن عَدِيّ بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: نظر رسول الله إلى الحسن فقال:
"اللَّهم إنّي أُحِبُّه، فأَحِبَّه وأَحِبَّ من يُحِبُّه"
(3)
.
1961 -
أخبرناه ابن أبي الهَيْجاء وابن المُحِبّ، قالا: أبنا البَكْري، أبنا عبد المُعِزّ، أنا زاهر، أنا البَحِيري، أبنا أبو الحسين محمد بن عبد الله المعروف بابن أخي مِيمِي - ببغداد -، أبنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا عليّ بن الجَعْد، ثنا شُعْبَة، أبنا فُضَيْل بن مَرْزُوق، عن عَدِيّ بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسين:
"اللَّهم إنّي أُحِبُّه، فأَحِبَّه وأَحِبَّ من يُحِبُّه"
(4)
.
(1)
هو: الذهلي.
(2)
أخرجه أبو عمر بن عبد الوهاب السلمي في جزء من حديثه (رقم: 1019)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف جدًّا لأجل جويبر بن سعيد الأزدي البلخي، قال في التقريب:"ضعيف جدًّا".
(3)
أخرجه ابن عبدكويه في أماليه (ق 14/ أ - مجموع 66)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن، فضيل بن مرزوق صدوق يهم ورمي بالتشيع، قاله في التقريب. وتابعه: سلمة بن كهيل عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 186)، وعبد الغفار بن القاسم في معجم ابن الأعرابي (رقم: 803). لكن رواه البخاري (رقم: 3749) ومسلم (رقم: 2422)، لشعبة عن عدي بن ثابت، بدون زيادة:"وأحب من يحبه".
(4)
الرواية من الفوائد المخرجة لأبي عثمان البحيري. وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق =
1962 -
عن الحسن بن أسامة بن زيد، عن أبيه: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مشتملًا على الحسن والحسين وهو يقول:
"هذان ابْنايَ وأبناء فاطمة، اللَّهم إنّك تعلمُ أنّي أُحِبُّهما، فأَحِبَّهما".
رواه الطبراني في خامس معجمه الصغير
(1)
.
1963 -
عن يَعْلَى بن مُرّة قال: قال رسول الله:
"حسين منّي وأنا من حسين، أَحَبَّ اللهُ من أَحَبَّ حسينًا، حسين سِبْطٌ من الأَسْباط".
رواه التِّرْمِذي
(2)
وقال: "حديث حسن".
وهو في الأول من فوائد أبي عليّ الشَّعْراني
(3)
والأدب للبخاري
(4)
.
1964 -
عن سَعْد بن زَيْد الأنصاري قال: حمل النبي صلى الله عليه وسلم حَسَنًا ثم قال:
"اللَّهمّ إنّي أُحِبُّه، فأَحِبَّه" مرّتين.
رواه البغوي في المعجم
(5)
.
= (13/ 186) من طريقه ونقل بعده تخريج البحيري بقوله: "غريب جدًّا من حديث شعبة بن الحجاج عن فضيل، لا أعلم أني رأيته إلا من هذا الوجه"، قال ابن عساكر:"كذا قال، وهو وَهَمٌ، فإن الحديث إنما يرويه علي بن الجعد عن فضيل بن مرزوق نفسه". قلت: وهو في مسند ابن الجعد (رقم: 2008) هكذا كما قال ابن عساكر.
(1)
الروض الداني (1/ 332/ رقم: 551). وأخرجه الترمذي (رقم: 3769) وابن حبان (3/ 422 - 423/ رقم: 6967). وحسّنه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
(2)
الجامع (رقم: 3775). وقال الألباني في صحيح السنن: "حسن".
(3)
هو: الحسن بن علي بن يحيى، الشعراني الطبراني المقرئ، ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات: 321 هـ - 330 هـ/ ص 301).
(4)
الأدب المفرد (رقم: 364).
(5)
معجم الصحابة (3/ 41/ رقم: 947).
ثم رواه
(1)
، لسعيد بن زَيْد بن نُفَيْل.
قال: "وقد اختلف إسنادُ هذا الحديث".
1965 -
أمّا حديثُ سعيد بن زَيْد، فأخبرناه ابن أبي الهَيْجاء، أنا ابن عبد الملك، أنا ابن أبي الصَّقْر، أنا ابن قيس، أنا ابن أبي الرجاء، أنا ابن أبي نَصْر، ثنا أحمد بن حَذْلَم، ثنا أبو زُرْعَة، ثنا أبو نُعَيْم، ثنا عبد السلام بن حَرْب، عن زَيْد بن أبي زياد، عن يزيد بن يونس، عن سعيد بن زَيْد بن عَمْرو بن نُفَيْل: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحسن:
"اللَّهم إنّي أُحِبُّه، فأَحِبَّه"
(2)
.
رواه إبراهيم الجَوْزَجاني في الخامس من كتاب النوّاحين.
1966 -
أخبرنا أبو بكر المِزّي، أنا أبو عليّ البَكْري، أبتنا سِتِّيك بنت مَعْمَر، قالت: أبتنا فاطمة ابنة أبي الفضل، قالت: أبنا عبد الرحمن بن أحمد الرازي، أنا جعفر بن فَنَّاكي، ثنا محمد بن هارون الرُّويَاني، ثنا أبو كُرَيْب، ثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن الأَعْمَش، عن منصور، عن رِبْعِيّ، عن عبد الله رفعه قال:
"ثلاثة يُحِبُّهم الله عز وجل: رجلٌ قام يتلو كتابَ الله، ورجلٌ متصدِّق بيمينه - أراه قال: يُخفيها عن شماله -، ورجلٌ كان في سَرِيّةٍ فانْهزمَ أصحابُه فاستقبلَ العَدُوَّ"
(3)
.
(1)
المعجم نفسه (3/ 41/ رقم: 948).
(2)
الرواية من حديث ابن حذلم، وهو: أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن داود بن عبد الله بن حذلم الأسدي الدمشقي الأوزاعي، توفي سنة 347 هـ. السير (15/ 515).
(3)
الرواية من مسند الروياني، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 494). وليس الحديث في القسم الذي وصلنا منه. وهو عند عبد الرحمن بن أحمد الرازي أبي الفضل في فضائل القرآن وتلاوته (رقم: 71)، به.
رواه التِّرْمِذي
(1)
عن أبي كُرَيْب، وقال: "حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه، غيرُ محفوظ، والصحيح ما رواه شُعْبَة وغيرُه عن منصور عن رِبْعِيّ بن حِراش عن زَيْد بن ظَبْيان عن أبي ذَرّ عن النبيّ
(2)
، وأبو بكر بن عيّاش كثير الغلط".
1967 -
أخبرنا إسحاق، أنا ابن خليل، أنا الجمّال وخليل، قالا: أنا الحدّاد، أنا أبو نُعَيْم، أبنا أبو بكر بن الهَيْثَم، ثنا حامد بن سَهْل، ثنا محمد بن كثير، عن الأَوْزاعي، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَحَبُّ عبادي إليَّ أَسْرَعُهم فِطْرًا"
(3)
.
خالفه محمد بن عَوْف الحِمْصي، فرواه عن محمد بن كثير عن الأَوْزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سَلَمَة عن أبي هُرَيْرَة، وهو في الخامس من المعجم الأوسط للطبراني
(4)
.
(1)
الجامع (رقم: 2570).
(2)
حديث أبي ذرّ أخرجه: الترمذي (رقم: 2568) والإمام أحمد 35/ 285/ رقم: 21355) والحاكم (1/ 416 - 417) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.
(3)
الرواية من حديث أبي بكر بن الهيثم الأنباري (ق 8/ أ- مجموع 75). محمد بن كثير هو: ابن أبي عطاء الثقفي المصيصي، قال في التقريب:"صدوق كثير الغلط"، وقد أعلّه الدارقطني في العلل (9/ 256)، بالاختلاف على الأوزاعي، وأن أبا عاصم خالف محمد بن كثير فيه فرواه عن الأوزاعي عن قرّة عن الزهري، قال الدارقطني:"وقول أبي عاصم أشبه بالصواب". وحديث أبي عاصم أخرجه الإمام أحمد (14/ 98/ رقم: 8360) والترمذي (رقم: 701) وغيرهما. وتابع أبا عاصم عليه الوليد بنُ مزيد عند الإمام أحمد (12/ 182/ رقم: 7241) والترمذي (رقم: 700) وغيرهما.
(4)
المعجم الأوسط (رقم: 1490).
1968 -
أخبرنا ابن عبد الدائم، أنا محمد بن عبد الواحد الحافظ، أنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أنا أبو بكر خوروست، أبنا أبو القاسم العطّار، ثنا أبو سعيد الحسين بن محمد الزَّعْفَراني، أبنا محمد بن هارون بن عبد الله أبو حامد الحَضْرَمي، ثنا خالد بن يوسف بن خالد السَّمْتي، ثنا عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْدي، عن موسى بن عُقْبَة، عن نافع، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يُحِبُّ أن تُقْبَل رُخَصُه كما يُحِبُّ أن تُقْبَل عَزائِمُه"
(1)
.
1969 -
وقال أبو بكر البزّار: ثنا أحمد بن أَبان، ثنا عبد العزيز بن محمد، ثنا عِمارة بن غَزِيّة، عن حَرْب بن قَيْس، عن نافع، عن ابن عُمَر: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله يُحِبُّ أن تُؤتى رُخَصُه كما يُحِبُّ أن تُوتى عزائمُه - أو: كما يكره أن تُؤتى معصيتُه -".
رواه ابن حبّان في صحيحه
(2)
، لقُتَيْبَة عن عبد العزيز.
ورواه ابن خُزَيْمَة
(3)
، لبَكْر بن مُضَر عن عِمارة بن غَزِيّة عن حَرْب بن قَيْس - وزعم عِمارة أنّه رضىً -.
1970 -
وأخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أبنا البَكْري، أبنا عبد المُعِزّ، أبنا الفُضَيْلي، أبنا مُحَلَّم، أنا الخليل، أنا السرّاج، ثنا قُتَيْبَة، ثنا عبد العزيز، عن عِمارَة، عن نافع، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يُحِبُّ أن تُؤتى رُخَصُه كما يكره أن تُؤتى معصيتُه"
(4)
.
(1)
إسناده حسن، رجاله ثقات غير الدراوردي فهو صدوق كما في التقريب، وله شواهد.
(2)
الإحسان (6/ 451/ رقم: 2742).
(3)
صحيح ابن خزيمة (3/ 259/ رقم: 2027).
(4)
الرواية من حديث قتيبة بن سعيد، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1443).
رواه أحمد
(1)
، عن قُتَيْبَة.
رواه [ ...... ]
(2)
، عن ابن لهيعة، عن عِمارة بن غَزِيَّة، وقال: عن ابن عُمَر - أو عُمَر -، أحسبُه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورُوِي من حديث عَلْقَمَة عن عبد الله مرفوعًا وموقوفًا، والموقوفُ أَوْلَى، رواه العُقَيْلي في (ترجمة مَعْمَر بن عبد الله الأنصاري)
(3)
.
ورُوِيَ من حديث أبي أُمامة، رواه الطبراني
(4)
.
1971 -
أخبرنا سليمان الحاكم، أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الصَّيْدَلاني، أبنا خوروست، ثنا محمد بن علي - هو: أبو أحمد المكفوف -، أنا عبد الله بن محمد - هو: أبو الشيخ -، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا عبد الأَعْلَى بن حَمّاد، ثنا داود العَطّار، ثنا أبو عبد الله الرازي، عن أبي جعفر محمد بن عليّ، عن محمد بن الحنفيّة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يُحِبُّ - أظنّه قال: - المُفَتَّنَ التوّاب"
(5)
.
أخبرناه أحمد بن حَمُّود، أبنا ابن عبد الدائم، أبنا عبد الله بن كارَه، أبنا محمد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسين بن المهتدي بالله، أبنا عيسى بن
(1)
المسند (10/ 107/ رقم: 5866).
(2)
لم أستطع قراءة الكلمة لكون موضعها على طرف الورقة وقد أصابه تآكل ولم يبق منه غير حروف: (التعـ).
(3)
الضعفاء الكبير (4/ 1352).
(4)
المعجم الكبير (8/ 153/ رقم: 7661) والمعجم الأوسط (رقم: 4927)، وهو - يعني: أبا أمامة - عنده مقرون بأبي الدرداء وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك رضي الله عنهم.
(5)
إسناده معضل، سقط منه راويان بين أبي عبد الله الرازي ومحمد بن علي بن الحنفية، وهما في الإسناد الآتي.
عليّ، أنا أبو القاسم البغوي، ثنا عبد الأعلى، به، وزاد في إسناده فقال: ثنا داود، ثنا أبو عبد الله مَسْلَمَة الرازي، عن أبي عَمْرو البَجَلي، عن عبد الملك بن سفيان الثَّقَفي، عن أبي جعفر محمد بن عليّ
(1)
.
1972 -
وقال أبو بكر أحمد بن عَمْرو بن عبد الخالق البزّار
(2)
: حدّثنا عبّاد بن يعقوب، ثنا محمد بن فُضَيْل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النُّعْمان بن سَعْد، عن عليّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خِيارُكم كلُّ مُفَتّن توّاب".
قال البزّار: "هذا الحديثُ لا نعلمُه يُرْوَى عن النبي بهذا اللفظ إلّا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق عن النُّعْمان بن سَعْد عن عليّ، وقد رفعه بعضُ مَنْ نَقَل عن عبد الرحمن بن إسحاق، وبعضُهم أَوْقَفَه، وعبد الواحد أَوْقَفَه".
1973 -
أخبرنا ابن عساكر، أنبأنا ابن يُوحَنْ
(3)
، أبنا المبارك بن محمد
(4)
، أبنا أبو ياسر الخيّاط
(5)
، أبنا ابن شاذان، أبنا النجّاد، ثنا الحسن بن مُكْرَم، ثنا يزيد بن هارون، أبنا يحيى بن سعيد، عن سَعْد بن إبراهيم، عن الحَكَم بن مِيناء، عن يزيد بن جارية قال: كنّا جلوسًا فخرج
(1)
الرواية من طريق حديث داود بن عمرو الضبي جمع أبي القاسم البغوي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1165). والإسناد ضعيف جدًّا، فيه أبو عمرو البجلي عبيدة بن عبد الرحمن: قال ابن حبان في المجروحين (2/ 199): "يروي الموضوعات عن الثقات، لا يحل الاحتجاج به بحال".
(2)
مسند البزار (2/ 280/ رقم: 700). والإسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق - هو: ابن الحارث الواسطي -.
(3)
هو: علي بن الحسين بن يوحَن الباوَرِّي.
(4)
هو: ابن المعمّر أبو المكارم الباذرائي.
(5)
اسمه: محمد بن عبد العزيز.
علينا معاوية فقال: ما كنتم فيه؟ فقلنا: كنّا في حديث الأنصار، قال: أفلا أُخبرُكم بشيءٍ سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى، ما تشاء تُحَدّثُنا، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"مَنْ أَحَبَّ الأنصار أَحَبَّه الله، ومَنْ أَبْغضَ الأنصارَ أَبْغَضَه الله عز وجل"
(1)
.
1974 -
قال الحارث بن أبي أسامة
(2)
: ثنا العبّاس بن الفَضْل، ثنا همّام، عن قتادة والمُثَنَّى بن الصبّاح، عن عَمْرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله:
"كُلُوا واشْرَبُوا، والْبَسُوا وتَصَدَّقُوا، في غير مَخْيَلَةٍ ولا سَرَفٍ، حتى يَرَى الله عليكم نعمتَه، فإنّ الله يُحِبُّ أن يرى نعمتَه على عبده".
ورواه التِّرْمِذي
(3)
آخرَه، لعفّان عن همّام، وقال:"حديث حسن صحيح، وفي الباب: عن أبي الأَحْوَص عن أبيه، وابن مسعود، وعِمْران بن حُصَيْن".
قلتُ: حديثُ عِمْران في الشكر لابن أبي الدنيا
(4)
، وأمالي الدَّقِيقِي
(5)
، واللِّباس لابن أبي عاصم، ومسند إسحاق بن راهويه، والأول من غرائب شُعْبَة لابن مَنْدَه.
وحديثُ عبد الله بن عَمْرو رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر
(6)
، لأبي سعيد مَوْلَى بني هاشم عن همّام، ورواه ابن أبي عاصم في اللِّباس.
(1)
إسناده صحيح. وأخرجه الإمام أحمد (28/ 84/ رقم: 16871) عن يزيد بن هارون.
(2)
بغية الباحث (2/ 607/ رقم: 571). وإسناده ضعيف لأجل المثنى بن الصباح: قال في التقريب: "ضعيف، اختلط بآخره، وكان عابدًا". وأخرجه أحمد (11/ 294 - 295/ رقم: 6695) عن يزيد بن هارون و (11/ 312/ رقم: 6708) عن بهز بن حكيم، كلاهما عن همام.
(3)
الجامع (رقم: 2819).
(4)
الشكر (رقم: 50).
(5)
هو: محمد بن عبد الملك بن مروان الدقيقي.
(6)
الشكر (رقم: 51).
ورُوِيَ من حديث عليّ بن زَيْد مرسلًا، روأه ابن أبي الدنيا في قِرَى الضيف
(1)
.
وفي الباب أيضًا: عن زُهَيْر بن أبي عَلْقَمَة، رواه الطبراني
(2)
.
1975 -
أخبرنا جدّي، أبنا محمد بن الحَصْري، أبنا ابن شاتيل، أبنا ابن خُشَيْش، أبنا ابن شاذان، أنا النجّاد، قال: قُرئ على ابن جعفر - هو: يحيى - وأنا أسمع، قال: أبنا عبد الوهّاب، ثنا سعيد الجُرَيْري، عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن مُطَرِّف قال: قال لي عِمْران بن حُصَيْن: "إنّي لأحدِّثُك الحديثَ لعلّ الله ينفعك بعد اليوم، واعلمْ أنّ أَحَبَّ عباد الله إلى الله الحمّادون، واعلمْ أنّه لا يزال أناسٌ من أهل الإسلام يقاتلون على الحقّ ظاهرين على من ناوَأَهم حتى يقاتلون الدَّجّال، واعلم أنّ رسول الله قد أَعْمَرَ طائفةً من أهله في عشر ذي الحجّة، ولم ينزل قرآنٌ ينسخُه، رأى رجلٌ بعدُ ما شاء أن يرى"
(3)
.
1976 -
قولُ الله تعالى: (أحسن أثاثًا وزيًّا)، قراءة حكاها ابنُ عُزَيْر
(4)
.
1977 -
أخبرنا ابن أبي التائب، أنا ابن العراقي، أنبأتنا شُهْدَة، أبنا طِراد، أبنا ابن حَسْنُون، أبنا ابن البَخْتَري، ثنا محمد بن عبد الملك الدَّقِيقِي، ثنا يزيد بن هارون، أنا هشام بن أبي هشام، ثنا عبد الرحمن بن
(1)
قرى الضيف (رقم: 48).
(2)
المعجم الكبير (5/ 273/ رقم: 5308).
(3)
إسناده صحيح. وأخرجه أحمد (33/ 125 - 126/ رقم: 19895) عن إسماعيل بن علية عن الجريري. وأخرجه مسلم (رقم: 1226) من طرق واقتصر على ذكر التمتع بالعمرة.
(4)
غريب القرآن (ص 248).
حبيب مَوْلَى بني مَخْزُوم، عن عطاء بن أبي رَباح، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله تبارك وتعالى خلق الجنّة بيضاءَ، وإنّ أَحَبَّ الزِّيِّ إلى الله البياضُ، فأَلْبِسُوها أحياءَكم وكفِّنُوها أمواتَكم"،
ثم جمع الرِّعاءَ فقال:
"من كان منكم ذا غنمٍ سودٍ فلْيَخلِطْها ببيضٍ"
(1)
.
رواه أبو بكر البزّار
(2)
، عن محمد بن عبد الرحيم عن كثير بن هشام [عن هشام]
(3)
أبي المِقْدام عن حبيب بن الشهيد عن عطاء، بمعناه، وقال:"وهذا الحديث لا نعلمُه رُوِيَ عن رسول الله بهذا اللفظ إلّا من هذا الوجه، ولم يُسنِد حديث الشهيد عن عطاء عن ابن عبّاس غير هذا الحديث، ولا رواه عن حبيب إلّا كثير بن هشام، وكثير بن هشام رجلٌ من أهل البصرة ليس به بأس قد حدّث عنه جماعةُ من أهل العلم".
ورواه ابن أبي عاصم في كتاب اللِّباس، عن محمد بن إِشْكاب عن كثير بن هشام عن هشام أبي المِقْدام عن حبيب بن الشهيد.
رواه أبو نعيم في صفة الجنة
(4)
، لعبّاد بن عبّاد عن هشام بن زياد عن يحيى بن عبد الرحمن عن عطاء.
(1)
أخرجه أبو جعفر بن البختري في أماليه (رقم: 64)، والرواية من طريقه. وفيه هشام بن أبي هشام، وهو: هشام بن زياد أبو المقدام المدني: قال في التقريب: "متروك". وبه أعلّ الحديث الهيثمي في المجمع (5/ 128) وابن حجر العسقلاني في مختصر زوائد البزار (رقم: 1181)، وحكم عليه الألباني في الضعيفة (رقم: 800) بالوضع.
(2)
مسند البزار (11/ 85 - 86/ رقم: 4795).
(3)
زيادة سقطت من قلم المصنف وأشار لها برأس حرف (صـ).
(4)
صفة الجنة (رقم: 129).
1978 -
وفي سنن ابن ماجه
(1)
: عن شُرَيْح بن عُبَيْد الحَضْرَمي، عن أبي الدَّرْداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنّ أحسنَ ما زُرْتُم اللهَ في قبوركم ومساجدكم البياضُ".
وهو في السادس من أمالي المَحاملي
(2)
.
1979 -
أخبرنا ابن الشِّحْنَة، أنبأتنا زَهْرَة ابنة حاضر، قالت: أبنا ابن البَطّي، أنا رِزْق الله، أنا ابن بِشْران، أنا ابن البَخْتَري، ثنا أحمد بن زُهَيْر، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا مسعود بن سَعْد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عُمَر: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من أيّامٍ أعظمُ عند الله ولا أحبُّ إليه العملُ فيهنّ من هذه الأيّام أيّام العشر، فأَكْثِروا فيهنّ من التحميد والتهليل والتكبير"
(3)
.
رواه الإمام أحمد
(4)
.
وهو في ثلاثة مجالس أبي يَعْلَى.
ورُوِيَ بمعناه من حديث سعيد بن جُبَيْر عن ابن عبّاس، في حادي عشر المعجم الصغير للطبراني
(5)
.
وهو حديثٌ صحيح، رواه البخاري
(6)
.
(1)
سنن ابن ماجه (رقم: 3568). وأعله البوصيري في الزوائد بالانقطاع بين شريح بن عبيد وأبي الدرداء، وهو لم يسمع منه كما في التهذيب (2/ 162).
(2)
أمالي المحاملي - برواية البيّع - (رقم: 335).
(3)
إسناده ضعيف بسبب يزيد بن أبي زياد - وهو: الهاشمي مولاهم، الكوفي -، ضعّفه في التقريب. والحديث صحيح بشواهده.
(4)
المسند (9/ 323/ رقم: 5446)، أخرجه لأبي عوانة عن يزيد بن أبي زياد.
(5)
الروض الداني (2/ 269/ رقم: 1147). وهو في فضل عشر ذي الحجة (أرقام: 1، 2، 3، 4) له.
(6)
الصحيح (رقم: 969).
ورُوِيَ أوّلُه من حديث سعيد بن المسيّب عن أبي هُرَيْرَة، رواه التِّرْمِذي
(1)
.
ورُوِيَ من حديث ابن مسعود، في الصحابة لأبي الشيخ
(2)
.
1980 -
أخبرتنا زينب ابنة الكمال، عن إبراهيم ابن الخير وغيره - إجازةً -، عن نصر الله بن عبد الرحمن، عن أبي عليّ بن نَبْهان، عن أبي عليّ بن شاذان، عن أبي عَمْرو بن السمّاك، قال: ثنا الحسن بن مُكْرَم، ثنا عثمان بن عُمَر، أبنا أَشْعَث، عن بَكْر بن عبد الله المُزَني: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله جميلٌ يُحِبُّ الجمالَ، ويُحِبُّ أن يرى أثرَ نعمته على عبده"
(3)
.
رُوِيَ عن عليّ بن زَيْد بن جُدْعان مرسلًا، في قِرَى الضيف لابن أبي الدنيا
(4)
، وفيه زيادة:"في مأكله ومشربه".
1981 -
عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن أبي الأَحْوَص، عن أبيه أنّه أتى رسولَ الله، فرآه رسولُ الله أَشْعَثَ أغْبَرَ في هيئة أعرابيّ، فقال له:
"ما لك من المال؟ "،
فقال: من كلّ المال قد آتاني الله، قال:
"فإنّ الله إذا أنعمَ على العبد نعمةً أَحَبَّ أن تُرى عليه".
(1)
الجامع (رقم: 758). ورواه عن أبي هريرة: أبو صالح عند أبي عوانة في المستخرج (2/ 246/ رقم: 322)، وأبو سلمة كما أسنده الحافظ ابن حجر في الأمالي المطلقة (1/ 14).
(2)
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 200/ رقم: 10455) والأوسط (رقم: 1756).
(3)
الرواية من فوائد ابن السمّاك، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1275). وإسناده مرسل، وأشعث هو: ابن عبد الملك الحمراني. والحديث صحيح له طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه وغيره، وقد خرجها الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم: 1626).
(4)
قرى الضيف (رقم: 48).
رواه الطبراني في خامس معجمه الصغير
(1)
.
1982 -
أخبرنا ابن عبد الدائم، أبنا ابن صَصْرَى، أبا نصر الله، أبنا ابن نَبْهان، أبنا ابن شاذان، أبنا ابن السمّاك، ثنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا أبو معاوية، عن محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أتى رجلًا مُنْبَطِحًا على وجهه فقال:
"إنّ هذه لضجعةٌ ما يُحِبُّها الله"
(2)
.
رواه ابن حبّان في صحيحه
(3)
، لعيسى بن يونس عن محمد بن عَمْرو.
وروى يحيى بن أبي كثير هذا الحديث عن أبي سَلَمَة عن يعيش بن طِهْفَة عن أبيه
(4)
.
1983 -
قال الحارث بن أبي أسامة
(5)
: حدّثنا عُبَيْد الله بن محمد، عن إسماعيل بن عَمْرو البَجَلي، عن مَنْدَل بن عليّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أنّ رسول الله قال لعليّ:
(1)
المعجم الصغير (رقم: 489). وإسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (رقم: 4063) والنسائي (رقم: 5224) وابن حبان (12/ 235/ رقم: 5532).
(2)
الرواية من فوائد ابن السماك.
(3)
الإحسان (12/ 357 - 358/ رقم: 5549).
(4)
أخرجه الإمام أحمد (24/ 307/ رقم: 15543) وأبو داود (رقم: 5040) وغيرهما. ورجّح هذه الطريق الدارقطني في العلل (9/ 299 - 300)، وفيه اختلاف واسع على يحيى بن أبي كثير ذكره المزي في تهذيب الكمال (13/ 375).
(5)
لم يذكره الهيثمي في بغية الباحث، وهو على شرطه. وفيه مندل بن علي وهو ضعيف كما في التقريب. وقد عزاه السخاوي في الأجوبة العلية عن الأسئلة الدمياطية (رقم: 169) للحارث بن أبي أسامة في مسنده وضعّف إسناده، فتخطئة المحقق (مشهور سلمان) لنسخة الأصل وزعمه أن صوابها:(فرواه الديلمي في مسنده) تجازف منه غير سديد. والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (رقم: 44) لابن عائشة عن إسماعيل بن عمرو البجلي (وتحرف في المطبوع إلى: إسماعيل بن عمر العجلي).
"كُنْ غيورًا فإنّ الله يُحِبُّ الغيور، كُنْ شجاعًا فإنّ الله يُحِبُّ الشجاع، كُنْ سخيًّا فإنّ الله يُحِبُّ السخاء، وإن امرؤٌ سألك حاجتَه فاقْضِها، فإن لم يكن لها أهلًا كنتَ لها أهلًا".
1984 -
عن عُتْبَة بن مسعود رفعه:
"إنّ أَحَبَّ الخَلْق إلى الله الشابُّ الحدَثُ السنّ في صورة حسنة جعل شبابَه وجمالَه لله، وفي طاعة الله، ذاك الذي يباهي به الرحمن ملائكتَه".
رواه ابن عَدِيّ
(1)
، في إسناده عليّ بن الحسن السامي مصري
(2)
.
وهو في ثالث فضائل الأعمال لابن شاهين
(3)
.
1985 -
قال يعقوب بن سفيان
(4)
: حدّثنا أبو صالح عبد الحميد بن صالح في مسجد بني شيطان، ثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن شِمْر بن عَطِيّة، عن زياد الأَسَدي قال: قال عمّار بن ياسر: "لقد سارت أمُّنا مسيرَها
(5)
وإنّا لنعلمُ أنّها زوجةُ نبي الله في الدنيا والآخرة، ولكن إنّ الله أَحَبَّ أن يبتليَنا بها لينظرَ إيّاه نُطيعُ أو إيّاها".
1986 -
وقال: حدّثنا كثير بن عُبَيْد بن نُمَيْر الحِمْصي، ثنا بَقِيّة، عن منصور، عن الزُّهْري، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(1)
الكامل في الضعفاء (5/ 210).
(2)
اتهمه الدارقطني بالكذب، وقال:"يروي عن الثقات بواطيل: مالك، والثوري، وابن أبي ذئب، وغيرهم"، وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش:"يروي أحاديث موضوعة". انظر: لسان الميزان (4/ 753 - 754).
(3)
الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك (رقم: 229).
(4)
مشيخة يعقوب بن سفيان (رقم: 163).
(5)
كتب المصنف: (مسيره)، ووضع فوق الهاء علامة تضبيب.
"إنّ الله يُحِبُّ المُلِحّين في الدعاء"
(1)
.
أخبرناه إسحاق، أبنا ابن خليل، أبنا ابن فاذْشاه والكَرّاني، قالا: أبنا محمود بن إسماعيل. وأبنا أحمد ابن فاذْشاه، أبنا الطبراني، ثنا واثلة بن الحسن العِرْقي، ثنا كثير بن عُبَيْد الحَذّاء، ثنا بَقِيّة بن الوليد
(2)
.
رواه أبو جعفر العُقَيْلي الحافظ
(3)
، عن أحمد بن محمد النَّصِيبي عن كثير بن عُبَيْد الحَذّاء.
ورواه أيضًا، عن يوسف بن السَّفْر عن الأَوْزاعي.
ثم قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل، ثنا سُنَيْد بن داود، ثنا عيسى بن يونس، عن الأَوْزاعي قال:"كان يُقال: أفضلُ الدعاء الإلحاح على الله تبارك وتعالى والتضرّع إليه".
قال العُقَيْلي: "حديث عيسى بن يونس أَوْلى، ولعلّ بَقِيّةَ أخذه عن يوسف بن السَّفْر".
1987 -
في الأول من غرائب إسحاق بن إبراهيم شاذان
(4)
: عن
(1)
قال أبو حاتم الرازي - كما في العلل (رقم: 2087) لابنه -: "هذا حديث منكر، نرى أن بقية دلّسه عن ضعيف عن الأوزاعي". وهذا الذي دلّسه وأخفاه بقيّة من روايته هو: يوسف بن السفر أبو الفيض الشامي كاتب الأوزاعي. أخرجه يعقوب بن سفيان المعرفة والتاريخ (2/ 431) عن سليمان بن سلمة الحمصي عن بقية قال: أخبرني يوسف بن السفر عن الأوزاعي، فذكره، وهكذا أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 164). ويوسف بن السفر متهم بالكذب، فلذلك حكم الألباني على الحديث بالوضع في إرواء الغليل (3/ 143) وبالبطلان في الضعيفة (رقم: 637).
(2)
الرواية من الدعاء (رقم: 20) للطبراني.
(3)
الضعفاء الكبير (4/ 452 - طبعة قلعه جي).
(4)
من مرويات الحافظ ابن حجر كما في المعجم المفهرس (رقم: 1284). وهو: أبو بكر إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن بكير النهشلي الفارسي، لُقِّب بشاذان، توفي سنة 267 هـ. السير (12/ 382 - 383).
سَعْد بن الصَّلْت، عن الأَعْمَش، عن عَمْرو بن مُرّة، عن أبي عُبَيْدة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله وترٌ يحبُّ الوترَ، فأَوْتِروا يا أصحابَ القرآن"،
فقال أعرابيٌّ: ما تقول؟ قال:
"ليست لك ولا لأصحابك"
(1)
.
عزيزٌ عن الأَعْمَش
(2)
.
1988 -
أخبرنا عيسى ويحيى، قالا: أنا جعفر، أنا السِّلَفي، أنا الثَّقَفي، ثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحَرَشي بنيسابور، ثنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن دُحَيْم الشَّيْباني بالكوفة، ثنا محمد بن أحمد بن عاصم الجُرْجاني، ثنا أحمد بن يحيى بن عيسى، ثنا عفّان بن سَيّار الباهِلي، ثنا مِسْعَر بن كِدام الهلالي، عن وَبْرَة، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"احلِفُوا بالله وبَرّوا واصْدُقوا، فإنّ الله يُحِبُّ أن يُحْلَفَ به"
(3)
.
غريبٌ من حديث مِسْعَر، لا أعرفُ متّصلًا مرفوعًا إلّا من هذا الوجه، ورواه الناس عن مِسْعَر عن وَبْرَة عن ابن عُمَر موقوفًا من قوله، ورواه عُمَر بن عليّ المُقَدَّمي عن وَبْرَة عن همّام عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده صحيح.
(2)
قال ابن حجر في نزهة النظر (ص 64) في تعريف العزيز: "وهو أن لا يرويه أقل من اثنين عن اثنين". والحديث قد رواه جمع عن الأعمش وسفيان الثوري مرفوعًا، ورواه بعضهم مرسلًا، قال الدارقطني بعد أن ذكر طرقه والاختلاف فيه:"والمرسل هو المحفوظ"، انظر: العلل (5/ 291 - 294).
(3)
أخرجه القاسم بن الفضل الثقفي في الفوائد الثقفيات - الجزء الثالث - (ق 69/ أ - مجموع 16)، والرواية من طريقه، والكلام بعده له.
1989 -
أخبرنا عيسى ويحيى، قالا: أبنا جعفر، أنا السِّلَفي، أنا الثقفي، ثنا أبو الحسين بن بِشْران، أنا أبو جعفر بن البَخْتَري، ثنا سَعْدان بن نَصْر، ثنا مَعْمَر بن سليمان الرَّقِّي النَّخَعي، عن الحجّاج، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضُمْرَة، عن عبد الله بن أبي بَصِير، عن أُبيّ بن كَعْب قال: شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فقال:
"أَشَهِدَ الصلاةَ فلانٌ وفلانٌ وفلانٌ؟ "،
قالوا: نعم، وقالوا: لا، فقال:
"ما من صلاةٍ أثقلُ على المنافقين من صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأَتَوْهما ولو حبوًا، - ثم قال: - صلاةُ الرجل مع الرجل خيرٌ من صلاةِ الرجل وحده، وصلاةُ الرجل مع الرجلين خيرٌ من صلاةِ الرجل مع الرجل، وما كثر فهو أَحَبُّ إلى الله عز وجل"
(1)
.
هو في كتاب الأقران لأبي الشيخ
(2)
، لشُعْبَة عن أبي إسحاق.
وهو في انتخاب مسلم على أبي أحمد الفرّاء، لعبد الرحمن بن عبد الله عن أبي إسحاق عن أبي بَصِير عن أُبَيّ
(3)
.
ورواه الإمام أحمد والنسائي
(4)
.
1990 -
أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أنا البَكْري، أنا عبد المُعِزّ، أنا زاهر، أنا الكَنْجَرُوذي، أنا أبو عَمْرو بن حَمْدان، أبنا أبو يَعْلَى المَوْصِلي،
(1)
أخرجه الثقفي في الفوائد الثقفيات - الجزء العاشر - (ق 52/ أ - الظاهرية 9560)، والرواية من طريقه.
(2)
ذكر الأقران (رقم: 220). وهكذا هو في سنن أبي داود (رقم: 554)، وهو أحد الأوجه عن أبي إسحاق - وهو: السبيعي -، وهو الذي رجّحه الحافظ ابن حجر في التهذيب (2/ 309) وأشار إلى بقيّة الروايات.
(3)
وهكذا أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 102).
(4)
المسند (35/ 188 - 189/ رقم: 21265)، وسنن النسائي (رقم: 843).
ثنا إبراهيم بن الحَجّاج، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن عُبَيْد الله بن عُمَر، عن عَمْرَة، عن عائشة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجر شيئًا يصلّي خلفَه، فجاء الناس يصلّون خلفَه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أيّها الناس عليكم من العمل ما تُطيقون، فإنّ الله لن يَمَلَّ حتى تَمَلُّوا، واعلموا أنّ أَحَبَّ الأعمال إلى الله أَدْوَمُها وإن قلّت"
(1)
.
تابعها
(2)
القاسم بنُ محمد عن عائشة، في الأول من الثاني من حديث قُتَيْبَة
(3)
.
1991 -
أخبرنا القرشي، أبنا ابن رَوّاج. وابن النحّاس، قال: أبنا الساوي؛ قالا
(4)
: أنا السِّلفي، أبنا ابن العلّاف، أبنا ابن بِشْران، أنا الآجُرِّي، ثنا أبو القاسم البَغَوي، ثنا أحمد بن إبراهيم المَوْصِلي قال: حضرتُ باب الشماسيّة والمأمونُ يُجْري الخيلَ في الحلبة ومعه يحيى بن أَكْثَم، فجعل ينظرُ إلى الناس ويُجيلُ طرْفَه، وكنتُ في موضعٍ أقربَ منه، فسمعتُه يقول ليحيى: أما ترى - يعني: كثرةَ الناس -؟ ثم قال: ثنا يوسف بن عطيّة، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الخَلْقُ كلُّهم عيالُ الله، فأَحَبُّ الخَلْق إليه أَنْفَعُهم لعياله"
(5)
.
(1)
الرواية من مسند أبي يعلى، ولكن لم أجده في المطبوع. وإسناده صحيح. وأخرجه الحربي في غريب الحديث (1/ 332) عن ابن عائشة - هو: عبيد الله بن محمد بن حفص - عن حماد بن سلمة.
(2)
يعني: عمرة.
(3)
وأخرجه: الطبراني في الأوسط (رقم: 4333)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (رقم: 765)، وابن عبد البر في التمهيد (1/ 193 - 194) من طريق العقيلي، وليس في كتابه الضعفاء.
(4)
يعني: ابن رواج، والساوي.
(5)
أخرجه الآجري في الثمانين (رقم: 33)، والرواية من طريقه.
هو في مشيخة ابن الآبَنُوسي
(1)
، والثاني من حديث البَغَوي
(2)
.
رواه إسحاق بن راهويه.
ورواه أبو يَعْلَى المَوْصِلي
(3)
، عن أبي الربيع الزَّهْراني وأبي ياسر عمّار عن يوسف بن عَطِيّة
(4)
.
ورُوِيَ هذا الحديث من حديث الأَسْوَد عن عبد الله، في ترجمة موسى بن عُمَيْر من الكامل
(5)
، وفي فوائد الحاجّ لأبي عَمْرو بن حَمْدان، والأول من حديث أبي بكر الأَدَمي.
1992 -
أخبرنا أحمد بن جُبارة، أبنا عليّ بن البخاري، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا أبو عليّ الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم وأبو ذَرّ الصالحاني، قالا: أنا أبو محمد بن حَيّان
(6)
، ثنا محمد بن أحمد بن معدان، ثنا محمد بن سعيد بن عبد الملك الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عثمان بن أبي العاتِكة، عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
فوائد عوال حسان منتقاة وغرائب - تعرف بـ: مشيخة الآبنوسي - (ق 6/ أ - مجموع 117).
(2)
نزهة الناظر فيمن حدث عن أبي القاسم البغوي من الأكابر (رقم: 50). وأخرجه من طريق البغوي: القضاعي في مسند الشهاب (رقم: 1306)، وأبو طاهر المخلص في سبعة مجالس من أماليه (1/ 75 - 76)، والسلفي في الطيوريات (2/ 600 - 604/ رقم: 530، 531) و (3/ 1003 - 1004/ رقم: 940).
(3)
مسند أبي يعلى (6/ 65/ رقم: 3315) و (6/ 106/ رقم: 3370) و (6/ 194/ رقم: 3478).
(4)
قال في التقريب: "متروك".
(5)
الكامل في الضعفاء (8/ 54 - 55).
(6)
هو: أبو الشيخ الأصبهاني.
"إنّ الله تبارك وتعالى يقول: أَحَبُّ عبادةَ عبدي إليّ: النصيحةُ"
(1)
.
1993 -
أخبرنا أحمد بن عبد الوليّ
(2)
، أنا عليّ بن أحمد
(3)
، أنبأنا محمد بن أحمد
(4)
، أنا الحسن بن أحمد
(5)
، أنا أحمد بن عبد الله
(6)
ومحمد بن إبراهيم
(7)
، قالا: أنا أبو الشيخ الحافظ، ثنا جعفر بن شَريك، ثنا لُوَيْن، ثنا حَزْم القُطَعي قال: سمعتُ الحسنَ قال: قال
(8)
:
"والذي نفسُ محمد بيده لئن شئتم لأُقسمنّ لكم أنّ أَحَبَّ عباد الله إلى الله الذين يُحَبِّبون اللهَ إلى عباده، ويُحَبِّبون عبادَ الله إلى الله، ويَمْشون في الأرض بالنصيحة"
(9)
.
1994 -
وبهذا الإسناد إلى أبي الشيخ
(10)
، قال: حدّثنا عليّ بن رُسْتُم، ثنا يونس، ثنا أبو داود، ثنا شَريك، عن أبي سِنان الشَّيْباني، عن عبد الله بن
(1)
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه (رقم: 13)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف جدًّا، علته علي بن يزيد - وهو: الألهاني - ضعيف كما في التقريب. وأخرجه الإمام أحمد (36/ 529/ رقم: 22191) لعبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد، ولفظه:"أحب ما تعبّدني به عبدي إليّ: النصح لي"، وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 87) وأعلّه بعبيد الله بن زحر والألهاني.
(2)
هو: ابن جبارة السابق في الإسناد قبله.
(3)
هو: ابن البخاري.
(4)
هو: أبو جعفر الصيدلاني.
(5)
هو: أبو علي الحداد.
(6)
هو: أبو نعيم الأصبهاني.
(7)
هو: أبو ذر الصالحاني.
(8)
يعني: رسول الله.
(9)
الرواية من التوبيخ والتنبيه (رقم: 14). وهو من مراسيل الحسن البصري. وقد سقطت (قال) الثانية من نسخة الكتاب المطبوعة فجعله المحقق أثرا عن الحسن.
(10)
التوبيخ والتنبيه (رقم: 51). وفيه شريك وهو: ابن عبد الله النخعي: قال في التقريب: "صدوق يخطئ".
أبي الهُذَيْل، عن عمّار بن ياسر قال:"قال موسى: يا ربّ! حدِّثني بأحبِّ خَلْقِك إليك، قال: لِمَ؟ قال: لأُحبَّه، قال: سأُخبِرُك، رجلٌ في طرف الأرض يعبدُني، يسمعُ به آخر في طرف الأرض لا يعرفُه، فإن أصابته مصيبةٌ فكأنّما أصابته، فإن شاكَتْه شوكةٌ فكأنّما شاكَتْه، لا يُحِبُّه إلّا فيَّ، فذاك أَحَبُّ خَلْقي إليَّ".
1995 -
وبه إليه
(1)
، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عليّ، ثنا السَّرِيّ بن مِهْران، ثنا أبو معاوية عبد الرحمن بن قَيْس، ثنا سُكَيْن بن أبي سِراج، ثنا عَمْرو بن دينار، عن ابن عُمَر: أنّ رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أيُّ الناس أَحَبُّ إلى الله؟ وأيُّ الأعمال أَحَبُّ إلى الله؟ فقال رسول الله:
"أَحَبُّ الناس إلى الله أَنْفَعُهم للناس، وأَحَبُّ الأعمال إلى الله سرورٌ تُدخِلُه على مسلم، أو تكشفُ عنه كُرْبةً، أو تطردُ عنه جوعًا، أو تقضي عنه دَيْنًا، ولَأَن أمشي مع أخٍ لي في حاجةٍ أَحَبُّ إليَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجد - يعني: مسجدَ المدينة - شهرًا، ومن كفَّ غيظَه
(2)
سترَ الله عورتَه، ومن كظم غيظَه - ولو شاء أن يُمضيَه أمضاه - ملأَ اللهُ قلبَه يومَ القيامة رضًا، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يُثبتَها أثبتَ اللهُ قدميه يومَ تزول الأقدامُ".
رواه الطبراني في معجمه الصغير في الجزء الثامن منه
(3)
.
(1)
التوبيخ والتنبيه (رقم: 94). وإسناده واه، فيه عبد الرحمن بن قيس الضبي: قال في التقريب: "متروك، كذّبه أبو زرعة وغيره"، وسكين بن أبي سراج ذكر ابن حبان في المجروحين (1/ 360) وقال:"يروي الموضوعات عن الأثبات والملزقات عن الثقات"، وقال البخاري - كما في الميزان (2/ 174) -:"منكر الحديث".
(2)
في التوبيخ: غضبه.
(3)
الروض الداني (2/ 106/ رقم: 861). رواه للقاسم بن هاشم السمسار عن عبد الرحمن بن قيس.
1996 -
وبه
(1)
، قال أبو الشيخ: حدّثنا عليّ بن جعفر الأَشْعَري، ثنا حسين بن عبد الله الرَّقِّي، ثنا إسحاق بن نَجِيح، عن هشام، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمنُ حبيبُ الله، والله يُؤذي من آذى حبيبَه".
إسحاق بن نجيح المَلَطي متروك الحديث
(2)
.
1997 -
قال سعيد بن منصور
(3)
: ثنا حُدَيْج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود قال:
"لا يضرُّ الرجلَ أن لا يُسأل عن نفسه؛ إلّا القرآن، فإن كان يحبُّ القرآنَ فإنّه يحبُّه الله عز وجل ورسولَه".
1998 -
وقال
(4)
: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نَجِيح. و
(5)
عن إبراهيم بن أبي بكر، عن مجاهد في قوله عز وجل: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا
(1)
الحديث ليس في الجزء المطبوع من التوبيخ والتنبيه.
(2)
وقال في التقريب: " كذّبوه".
(3)
سنن سعيد بن منصور (1/ 10/ رقم: 2). وإسناده حسن، رجاله ثقات غير حديج بن معاوية فقال في التقريب:"صدوق يخطئ". وقد توبع، تابعه: شعبة عند الطبراني في المعجم الكبير (9/ 142/ رقم: 8657)، وسفيان الثوري عند الفريابي في فضائل القرآن (رقم: 6، 7)، وإسرائيل عد أبي عبيد في فضائل القرآن (رقم: 10).
(4)
سنن سعيد بن منصور (4/ 1423/ رقم: 707). وفيه إبراهيم بن أبي بكر، وهو: المكي الأخنسي، قال في التقريب:"مستور"، وقال الذهبي - كما في تهذيب التهذيب (1/ 61) -:"محله الصدق". لكن تابعه المثنى بن الصباح اليماني - وهو ضعيف - عند عبد الرزاق في تفسيره (1/ 176). والتفسير عزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 91) إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير والفريابي.
(5)
الواو هذه خطأ المحقق د. سعد الحميد حفظه الله إقحامَها في السند؛ لأنها توحي العطف أي عطف إبراهيم بن أبي بكر على ابن أبي نجيح في الرواية عن مجاهد، بينما الصواب أن إبراهيم هذا بين ابن أبي نجيح ومجامد في طبقة الرواية.
مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148] قال: "هو الرجلُ تستضيفُه فلا يُضيفُك، فقد رَخّص الله لك أن تقولَه".
1999 -
وقال
(1)
: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76] قال: "البَذِخِين الأَشِرِين البَطِرِين".
2000 -
عن حُصَيْن بن عُقْبَة، عن المُغِيرة بن شُعْبَة قال: رأيتُ رسولَ الله أخذ بحُجْزَة سفيان بن سَهْل الثَّقَفي فقال:
"يا سفيان بنَ سَهْل لا تُسبِلْ إزارَك فإنّ الله لا يحبُّ المُسبِلينَ".
في أمالي الدقيقي
(2)
.
2001 -
ذكر ابنُ أبي الدنيا في كتاب العقل
(3)
، لمبارك، عن الحسن:{وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197] قال: "إنّما عاتبَهم لأنّه يُحِبُّهم".
2002 -
قال أبو بكر أحمد بن عَمْرو بن عبد الخالق البزّار
(4)
: حدّثنا يوسف بن موسى، ثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عَمْرو بن دينار، عن عَمْرو بن أَوْس، أنّه سمع عبد الله بن عَمْرو يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَحَبُّ الصيام إلى الله صيامُ داود، كان يصوم يومًا ويُفطر يومًا، وأَحَبُّ الصلاة إلى الله صلاةُ داود، كان ينام نصفَ الليل ويقوم ثُلُثَه وينام سُدُسَه".
(1)
سنن سعيد بن منصور (7/ 19/ رقم: 1698).
(2)
والحديث في إسناده شريك بن عبد الله النخعي، وهو صدوق يخطئ، وقد اختُلف عليه فيه على أوجه ذكرها الدارقطني في العلل (7/ 132 - 133)، وهذا يدل على اضطراب السند.
(3)
العقل وفضله (رقم: 60).
(4)
مسند البزار (6/ 356/ رقم: 2364). والحديث عند البخاري (رقم: 1131، 3420) ومسلم (رقم: 2738)، من طريق سفيان.
قال: "وهذا الحديث لا نعلمُه يُرْوَى بهذا اللفظ عن عبد الله بن عَمْرو إلّا بهذا الإسناد".
2003 -
وقال
(1)
: حدّثنا محمد بن المُثَنّى، ثنا محمد بن خالد بن عَثْمَة، قال: حدّثني موسى بن يعقوب، عن ابن زَيْد بن المهاجر، عن مسلم بن أبي سَهْل النبّال
(2)
، قال: حدّثني الحسن بن أُسامة بن زَيْد، عن أبيه قال: طرقتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لبعض حاجته، فخرج إليَّ وهو مُشتملٌ على شيءٍ لا أدري ما هو، فلمّا فرغتُ من حاجتي قلتُ: هذا الذي أنت مُشتَملٌ عليه؟ فإذا حسن وحسين على وِرْكَيْه، فقال:
"اللَّهم إنّك تعلمُ أنّي أُحِبُّهما فأَحِبَّهما - ثلاث مرّات -"
(3)
.
2004 -
وقال
(4)
: حدّثنا إبراهيم بن هانئ، ثنا محمد بن كثير المِصِّيصي، ثنا الأَوْزاعي، عن يونس بن حَلْبَس، عن أبي إدريس الخَوْلاني قال: دخلتُ مسجدَ دمشق، فقعدتُ في حلقةٍ، فقال رجلٌ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يأثر عن الله: حقّت محبّتي للمتحابّين فِيَّ، وحقّت محبّتي للمتواصلين فِيَّ، وحقّت محبّتي للمتزاورين فِيَّ، وحقّت محبّتي للمتباذلين فِيَّ"،
(1)
مسند البزار (7/ 31/ رقم: 2580).
(2)
ضبطه في التقريب: "بنون ثم موحّدة". وكان المصنّف (ابن المحب) كتب: البقال، وهو خطأ منه رحمه الله.
(3)
إسناده ضعيف؛ الحسن بن أسامة بن زيد ومسلم بن أبي سهل كلاهما قال فيه في التقريب: "مقبول"، وابن زيد بن المهاجر - وهو: عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر مجهول كما في التقريب. وأخرجه الترمذي (رقم: 3769) وابن حبان (15/ 422 - 423/ رقم: 6967)، لخالد بن مخلد عن موسى بن يعقوب، قال الترمذي:"حسن غريب"، فانتقده الذهبي في السير (3/ 252) لكونه مما تفرد به ابن زيد بن المهاجر. والحديث صح من طرق أخرى كما سبق.
(4)
مسند البزار (7/ 143/ رقم: 2697).
فقلتُ: مَنْ أنتَ يرحمُك الله؟ قال: أنا عُبادة بن الصامت.
رواه مالك في الموطّأ
(1)
، عن أبي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخَوْلاني، ولم يسمِّ الرجلَ
(2)
.
2005 -
وقال البزّار
(3)
: حدّثنا إبراهيم بن المُسْتَمِرّ، ثنا شُعَيْب بن بيان، ثنا الضحّاك بن يسار، عن أبي تميمة، عن أبي موسى: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله لا يُحِبُّ الذوّاقين ولا الذوّاقات".
2006 -
وقال
(4)
: حدّثنا إبراهيم بن المُسْتَمِرّ، ثنا شُعَيْب بن بيان، ثنا عِمْران القطّان، عن قتادة، عن أبي تميمة، عن أبي موسى: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
2007 -
(5)
وحدّثنا عَمْرو بن عليّ، ثنا أبو معاوية، ثنا محمد بن شَيْبَة بن نَعامة، عن عبد الله بن عيسى، عمّن حدّثه، عن أبي موسى: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تُطَلَّق النساءُ إلّا من ريبة، إنّ الله لا يُحِبُّ الذوّاقين ولا الذوّاقات".
(1)
الموطأ (2/ 953 - 954).
(2)
لم أقف على الرواية التي لم يسمَّ فيها الصحابي من روايات الموطأ. بل سمي في الروايات: معاذ بن جبل، فيكون منقطعا بين أبي إدريس ومعاذ، انظر تفصيل ذلك في الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (2/ 207 - 214).
(3)
مسند البزار (8/ 70/ رقم: 3064). وإسناده ضعيف لضعف الضحاك بن يسار كما في لسان الميزان (3/ 603 - 604). والحديث ضعّفه الألباني في غاية المرام (ص 159 - 163) وغيره.
(4)
مسند البزار (8/ 70/ رقم: 3065). فيه عمران القطان: صدوق يهم، قاله في التقريب.
(5)
مسند البزار (8/ 70 - 71/ رقم: 3066). وفيه مجهول.
2008 -
وقال
(1)
: حدّثنا أبو الصبّاح محمد بن اللَّيْث الهَدَادِي
(2)
، ثنا خالد بن مَخْلَد، ثنا عليّ بن مُسْهِر، ثنا زياد بن أبي زياد، عن معاوية بن قُرّة، عن أبيه: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال للحسن والحسين:
"إنّي أُحِبُّهما، فأَحِبَّهما"،
وقال:
"اللَّهم إنّي أُحِبُّهما، فأَحِبَّهما".
2009 -
وقال
(3)
: حدّثنا عليّ بن المُنْذِر، ثنا ابن فُضَيْل، ثنا سالم بن أبي حَفْصَة، عن أبي حازم، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله للحسن والحسين:
"اللَّهم إنّي أُحِبُّهما، فأَحِبَّهما".
2010 -
وفي صحيح البخاري
(4)
، لأبي عثمان، عن أُسامة بن زَيْد: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يأخذه والحسن فيقول:
"اللَّهم إنّي أُحِبُّهما، فأَحِبَّهما".
وفي لفظ له
(5)
: "اللَّهم إنّي أَرْحَمُهما، فارْحَمْهما".
(1)
مسند البزار (8/ 252 - 253/ رقم: 3317). وأعلّه الهيثمي في المجمع (9/ 180) بزياد بن أبي زياد.
(2)
الأنساب (5/ 629).
(3)
مسند البزار (17/ 141/ رقم: 9736). وإسناده حسن. وقد توبع سالم بن أبي حفصة تابعه أبو الجحّاف - صدوق، اسمه: داود بن أبي عوف التميمي - عند ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 163/ رقم: 32712).
(4)
الصحيح (رقم: 3747).
(5)
الصحيح (رقم: 6003).
واللفظان أيضًا في الثاني من الغَيْلانيّات
(1)
.
2011 -
وقال أبو بكر البزّار
(2)
: حدّثنا محمد بن الوليد بن أَبان، ثنا يحيى بن أبي بُكَيْر، ثنا سفيان بن عُيَيْنة، عن مِسْعَر، عن إبراهيم السَّكْسَكي، عن ابن أبي أَوْفَى. وكتب إليَّ عبد الجبّار بن العلاء يُخبر، أنّ سفيان بن عُيَيْنَة حدّثه، عن مِسْعَر، عن إبراهيم السَّكْسَكي، عن ابن أبي أَوْفَى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَحَبُّ عباد الله إلى الله الذين يراعون الشمسَ والقمرَ".
وهذا الحديثُ لا نعلمُ أحدًا رواه عن مِسْعَر بهذا الإسناد إلّا سفيان بنَ عُيَيْنَة، ومحمد بنُ الوليد الذي حدّثنا بهذا الحديث لا نعلمُ أحدًا تابعه على روايته عن يحيى بن أبي بُكَيْر عن ابن عُيَيْنَة، والحديثُ إنّما يُعرف لعبد الجبّار، والصحيحُ الذي رُوِيَ عن مِسْعَر عن إبراهيم عن رجلٍ عن أبي الدَّرْداء موقوفًا.
قلتُ: الموقوفُ في المحبّة للخُتَّلي
(3)
.
2012 -
وفي صحيح مسلم
(4)
، لعبد الرحمن بن مِهْران، عن أبي هُرَيْرَة: عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أَحَبُّ البلاد إلى الله مساجدُها، وأَبْغَضُ البلاد إلى الله أسواقُها".
(1)
الغيلانيات (رقم: 147، 149).
(2)
مسند البزار (8/ 283/ رقم: 3350، 3351). قال الهيثمي في المجمع (1/ 327): "ورجاله موثقون، لكنه معلول". وقد خرّجه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم: 3440) مشيرًا إلى تحسينه.
(3)
المحبة لله سبحانه (رقم: 101). وأخرجه أيضًا: الحاكم في المستدرك (1/ 51) والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 379).
(4)
الصحيح (رقم: 671).
2013 -
وقال أبو بكر البزّار
(1)
: حدّثنا محمد بن المثنّى أبو موسى، ثنا أبو عامر، ثنا زُهَيْر، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه، أنّ رجلًا قال: يا رسول الله! أيُّ البلدن أَحَبُّ إلى الله؟ وأيُّ البلدان أَبْغَضُ إلى الله؟ قال:
"لا أدري، حتى أسأل جبريل"،
فأتاه فأخبره جبريل: أنّ أَحَبَّ البِقاع إلى الله المساجد، وأَبْغَضَ البقاع إلى الله الأسواق.
2014 -
وقال
(2)
: حدّثنا بِشْر بن مُعاذ العَقَدي، ثنا فُضَيْل بن سليمان، ثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس: أنّ رسول الله نظر إلى مكّة فقال:
"إنّكِ لأَحَبُّ أرض الله إلى الله، ولولا أنّ قومي أخرجوني منكِ ما خرجتُ".
قال البزّار: "وهذا الحديثُ لا نعلمُه يُرْوَى عن ابن عبّاس إلّا من وجهين: أحدهما: رواه طَلْحَة بن عَمْرو عن عطاء عن ابن عبّاس، فتركنا حديثَ طَلْحَة لضعف طَلْحَة، وذكرناه عن عبد الله بن عثمان عن سعيد عن ابن عبّاس؛ إذ كان هذا الإسنادُ أَصَحَّ وأَوْلَى أنْ يُذكرَ، وقد رُوِيَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم من غير وجهٍ بألفاظ مختلفة".
(1)
مسند البزار (8/ 352 - 353/ رقم: 3430). وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل وزهير بن محمد التميمي. وهو في المسند (27/ 308/ رقم: 16744) عن أبي عامر العقدي.
(2)
مسند البزار (10/ 17/ رقم: 4690)، وفيه: عن سعيد بن جبير وأبي الطفيل. وإسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عثمان وفضيل بن سليمان كل منهما صدوق كما في التقريب. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه - كما في إتحاف المهرة (7/ 99) - عن بشر بن معاذ. وأخرجه الترمذي (رقم: 3926) والحاكم (1/ 661) وقال: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي.
قلتُ: حديثُ طَلْحَة رواه إسحاق بن راهويه في مسنده
(1)
.
ويُرْوَى من حديث عبد الله بن عَدِيّ بن الحَمْراء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، بإسنادٍ صحيح
(2)
.
2015 -
وقال
(3)
: حدّثنا بِشْر بن مُعاذ، ثنا السَّكَن بن إسماعيل، عن زياد النُمَيْري، عن أنس: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"الدالُّ على الخير كفاعله، والله يُحِبُّ إغاثةَ اللَّهْفان".
2016 -
وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر
(4)
في مسنده: حدّثنا الحَكَم بن القاسم، عن المُسْتَلِم بن سعيد الواسطي، عن زياد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"طلبُ العلم فريضةٌ على كلّ مؤمن، والله تعالى يُحِبُّ إغاثةَ اللَّهْفان"
(5)
.
قلتُ: رُوِي من حديث سليمان بن بُرَيْدَة عن أبيه، وهو في (ترجمة سليمان بن داود الشاذَكُوني) من الكامل
(6)
، ومن حديث ابن عُمَر، في
(1)
وهو في أخبار مكة (2/ 543) للأزرقي.
(2)
أخرجه الإمام أحمد (31/ 10/ رقم: 18715) والترمذي (رقم: 3925) والحاكم (3/ 7) وابن حبان (9/ 22/ رقم: 3708) وغيرهم.
(3)
مسند البزار (14/ 65/ رقم: 7521). وإسناده ضعيف لأجل زياد النميري، وبه أعلّه الهيثمي في المجمع (3/ 137).
(4)
هو: العدني.
(5)
زياد هو زياد بن ميمون أبو عمار الثقفي الفاكهي، ذكر في الميزان (2/ 94 - 95) ونقل تضعيفه عن ابن معين والدارقطني، بل قال البخاري فيه: تركوه، واتُّهم بالوضع. وأخرجه البيهقي في الشعب (3/ 194 - 195/ رقم: 1544) والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (4/ 156 - 157) وابن عدي في الكامل (3/ 1043 - 1044) وغيرهم، من طرق عن زياد بن ميمون.
(6)
الكامل في الضعفاء (3/ 298).
ترجمة سفيان بن وكيع
(1)
.
2017 -
وقال البزّار
(2)
: حدّثنا عَمْرو بن عليّ، ثنا أبو عاصم، ثنا ابن جُرَيْج، عن موسى بن عُقْبَة، عن نافع، عن أبي هُرَيْرَة: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أَحَبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلَ: إنّ الله يُحِبُّ فلانًا فأَحِبَّه، قال: فيُحِبُّه جبريل، قال: فينادي جبريل في أهل السماء: إنّ الله يُحِبُّ فلانًا فأَحِبُّوه، قال: فيحبُّه أهلُ السماء، ثم يُوضع له القبولُ في الأرض".
قال: "وهذا الحديثُ لا نعلمُ رواه عن نافع عن أبي هُرَيْرَة إلّا موسى بنُ عُقْبَة، ولا نعلمُ حدّث به عن موسى إلّا ابنُ جُرَيْج".
2018 -
أخبرنا عيسى والحَجّار، قالا: أبنا ابن اللَّتِّي، أنا عبد الأول، أنا الداودي، أنا ابن حمويه، أنا إبراهيم بن خُزَيْم، ثنا عبد، حدّثني ابن أبي شَيْبَة، ثنا عُبَيْد الله بن موسى، عن موسى بن عُبَيْدَة، عن عُبادة بن عَمْرو
(3)
بن عُبادة بن عَوْف قال: قال أبو أيّوب: قال لي النبيّ صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا أيّوب ألا أدلُّك على صدقةٍ يُحِبُّها اللهُ ورسولُه؟ تُصلِحُ بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا"
(4)
.
2019 -
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن أبي محمد، أبنا عليّ بن أحمد بن عبد الواحد، أنبأنا محمد بن أحمد بن نَصْر، أبنا محمد بن عبد الله
(1)
الكامل (3/ 418).
(2)
مسند البزار (15/ 103 - 104/ رقم: 8392). وأخرجه البخاري (رقم: 3037، 5693).
(3)
كتبه المصنف: عمر، وهو خطأ، والتصويب من مسند عبد بن حميد.
(4)
أخرجه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 232)، والرواية من طريقه. وهو عند ابن أبي شيبة في مسنده - كما في المطالب العالية (7/ 398/ رقم: 1462) -. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 138/ رقم: 3922)، وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 79) وأعلّه بموسى بن عبيدة.
المعروف بخوروست، أبنا عبد الملك بن الحسين المقرئ، ثنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو حامد محمد بن هارون الحَضْرَمي، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا هشام بن يوسف القاضي، ثنا إبراهيم بن عُمَر، عن عبد الله بن وَهْب بن مُنَبِّه، عن أبيه، عن أبي خليفة، عن عليّ: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله تعالى رفيقٌ، يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعطي عليه ما لا يُعطي على العُنْف"،
قلتُ لهشام: مَنْ أبو خليفة هذا؟ قال: رجلٌ من أصحاب عليّ هرب من معاوية فجاءنا ههنا، فهذا مسجدُه في الفناء
(1)
.
قال الدارقطني: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث عبد الله بن وَهْب بن مُنَبِّه عن أبيه عن أبي خليفة، تفرّد به إبراهيم بن عُمَر بن كَيْسان الصَّنْعاني عنه".
2020 -
عن أبي العالية في قوله: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} [البقرة: 251]، إلى قوله:{يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40]: "إنّ الله يُحِبُّ أن يُذْكرَ، وإن كان يُشْرَكُ به".
في الأول من حديث أبي لبيد السَّرَخْسي
(2)
.
2021 -
حديث أبي الهندي، عن أنس: أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بطائر فقال:
(1)
أخرجه الدارقطني في الأفراد - كما في أطرافه (1/ 285 - 286/ رقم: 432) -، والرواية من طريقه. وإسناده حسن. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 380/ رقم: 490) عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن هشام. وأخرجه أحمد (2/ 234 - 235/ رقم: 902) والبزار (2/ 322 - 323/ رقم: 756) لعبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان عن أبيه، وليس عند البزار ذكر وهب بن منبه، أما عند أحمد فقد سقط ذكره في الأصول الخطيّة، وأثبته ابن حجر في إتحاف المهرة (11/ 679)، ورواه بعضهم من طريق شيخ الإمام أحمد بإسقاطه - أي: وهب بن منبه -.
(2)
هو: محمد بن إدريس بن إياس، توفي سنة 313 هـ. السير (14/ 464 - 465).
"اللَّهمّ ائتني بأَحَبِّ خَلْقك إليك يأكلُه معي"،
فجاء عليّ، الحديث.
في مشيخة ابن شاذان الصغرى
(1)
، ولا يصحّ، وله طرقٌ
(2)
.
2022 -
قال سعيد بن عَمْرو البَرْذَعي: شهدتُ أبا زُرْعَة وأنا في كتاب أعلام النبوّة على باب ما يُعرف من دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم لعليّ في الطائر أنّه قال: "اللَّهم ائتني بأَحَبِّ خَلْقِك إليك"، فلم يَقرأْ علينا شيئًا ممّا في الباب، وقال:"ليس فيه حديثٌ صحيحٌ".
2023 -
قال مالك
(3)
: عن يحيى بن سعيد، أنّه سمع محمد بن المُنْكَدِر يقول:"أَحَبَّ اللهُ عبدًا سمحًا إن باع، سمحًا إن قضى، سمحًا إن اقتضى".
قال ابن عبد البرّ
(4)
: "لم يُختلَف على مالك في هذا الحديث أنّه موقوف على ابن المُنْكَدِر
(5)
، ورواه محمد بن مُطَرِّف أبو غَسّان المدني عن ابن المُنْكَدِر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
(6)
، ورُوِيَ عن عثمان موقوفًا عليه
(1)
المشيخة (رقم: 5).
(2)
ذكر بعص طرقه الذهبي في السير (13/ 232 - 233)، وابن كثير في البداية والنهاية (11/ 75 - 83) ونقل فيه من جزء للذهبي صنّفه في طرق هذا الحديث، وقال ابن كثير في آخر بحثه:"وبالجملة ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر، وإن كثرت طرقه". وأحسن من فصل في طرقه وتكلم عليها الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم: 6575) وقال: "منكر".
(3)
الموطأ (2/ 685).
(4)
التمهيد (24/ 115).
(5)
سقطت عبارة في هذا الموضع وهي في التمهيد: (وكذلك رواه أكثر أصحاب ابن المنكدر).
(6)
أخرجه البخاري (رقم: 2076).
ومرفوعًا عنه أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
، ورُوِيَ عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم
(2)
".
2024 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا عبد العزيز بن عبد المنعم، أبنا أبو عليّ بن أبي القاسم، أبنا محمد بن عبد الباقي، أبنا أحمد بن محمد بن النَّقُّور، أبنا عليّ بن عُمَر الحَرْبي، ثنا عبد الله بن محمد بن الحسن الأَصْبَهاني، ثنا عبد الله بن محمد بن سلّام، ثنا داود بن إبراهيم الواسطي، ثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يُحِبُّ المُداوِمَ على الآخاء القديمة، فداوِموا عليها"
(3)
.
2025 -
عن أبي سَلَمَة، عن عائشة: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أَحَبُّ إلى الله؟ قال:
"أَدْوَمُه وإن قلَّ".
في السادس من أمالي عبد الملك بن بِشْران
(4)
.
2026 -
عن الأَوْزاعي: كان من دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم:
"اللَّهم إنّي أسألُك التوفيقَ لمَحابِّكَ من الأعمال، وصِدْقَ التوكّل عليك، وحُسْنَ الظنّ بك".
(1)
أخرج المرفوع: الإمام أحمد (1/ 469 - 470/ رقم: 410) وابن ماجه (رقم: 2202) والنسائي (رقم: 4696)، وفي سنده انقطاع.
(2)
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه البيهقي في الشعب (13/ 534 - 535/ رقم: 11740)، وفيه الواقدي، وهو متروك.
(3)
أخرجه أبو الحسن الحربي في فوائده المعروفة بالحربيات (ج 2/ ق 47/ أ - مجموع 111)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لأجل عبد الله بن محمد بن سلام، ذكره أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 366/ رقم: 413) وقال: "وكان شيخًا فيه لين"، وذكره ابن حجر في لسان الميزان (4/ 151/ رقم: 4835). والحديث أخرجه أبو الشيخ عن خاله أبي عبد الرحمن وأبي علي، كلاهما عن عبد الله محمد بن سلام.
(4)
الأمالي (رقم: 423). وإسناده صحيح. وهو في صحيح مسلم (رقم: 782).
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التوكّل
(1)
، وهو مُعْضَل.
2027 -
أخبرنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن نوح، أبنا أحمد بن المُفَرِّج بن عليّ، أنبأنا أبو الفتح بن البَطّي، أبنا أحمد بن الحسن، أبنا أبو عليّ بن شاذان، ثنا أحمد بن سليمان العَبّاداني، ثنا عليّ بن حَرْب، ثنا عبد الله بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حِبّان، عن الأَعْرَج، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأَحَبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلِّ خيرٌ، فاحرصْ على ما ينفعُك، واستعنْ بالله ولا تعجزْ، وإن أصابك شيءٌ فلا تقلْ: لو أنّي فعلتُ كذا وكذا، ولكن قلْ: قدر الله وما شاء فعل؛ فإنّ لوْ تفتحُ عملَ الشيطان".
هذا حديثٌ مَدَنيٌّ صحيحٌ غريبٌ، أخرجه مسلم في صحيحه
(2)
، عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر جميعًا عن عبد الله بن إدريس الأَوْدي.
ورواه ابن خُزَيْمَة، عن سَلْم بن جُنادة عن ابن إدريس، وعن محمد بن يحيى عن نُعَيْم بن حمّاد عن ابن إدريس.
ولم يروه عن ربيعة موصولًا غيرُ عبد الله بن إدريس، وخالفه محمد بن عَجْلان فرواه عن ربيعة عن الأَعْرَج، ولم يذكر محمد بنَ يحيى
(3)
، والأولُ أَصْوَب
(4)
.
(1)
التوكل على الله (رقم: 3161).
(2)
الصحيح (رقم: 2664).
(3)
رواية ابن عجلان عن ربيعة أخرجها الإمام أحمد (14/ 395/ رقم: 8791) والنسائي في السنن الكبرى (6/ 159 - 160/ رقم: 10459).
(4)
وكذا قال الدارقطني في العلل (10/ 303).
ورواه ابن خُزَيْمَة، عن محمد بن أَبان وعن يونس بن عبد الأَعْلَى وعن عثمان بن حسن الشَّيْباني عن سفيان عن ابن عَجْلان عن الأَعْرَج
(1)
، ثم قال:"يخطرُ ببالي أنّ ابن عَجْلان إنّما أخذ هذا الخبرَ من محمد بن يحيى بن حِبّان، لم يسمعْه ابنُ عَجْلان من الأَعْرَج؛ فإنّ عبد الجبّار بنَ العلاء حدّثنا قال: ثنا سفيان، عن ابن عَجْلان، يُحدِّثُه عمّن حَدّثه، عن الأَعْرَج، قال سفيان مرّةً: عن ابن عَجْلان عن الأَعْرَج عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهذا".
2028 -
أخبرنا أحمد بن المُهَنْدِس، أبنا ابن البخاري، أبنا ابن طبَرْزَد والكِنْدي، قالا: أنا ابن عبد السلام، أنا ابن النَّقُّور، أبنا الكَتّاني، ثنا البغوي، ثنا داود بن رشيد، ثا أبو حَفْص - هو: الأبّار -، عن منصور، عن هلال بن يَساف، عن فَرْوَة بن نَوْفَل قال: أخذ خَبّاب بن الأَرَتّ بيدي فقال: "يا هناه، تقرَّبْ إلى الله سبحانه وتعالى بما استطعتَ؛ فإنّك لستَ تتقرّبُ إلى الله بشيءٍ أَحَبّ إليه من كلامه"
(2)
.
2029 -
أخبرتنا ستُّ الفقهاء قالت: أنبأنا أبو عليّ بن المُعِزّ، أبنا جعفر بن عبد الله الدامَغاني، أنا أبو مسلم السِّمْناني
(3)
، أبنا أبو عليّ بن شاذان، أنا أحمد بن سليمان العَبّاداني، ثنا محمد - هو: ابن عبد الملك الدَّقِيقي -، ثنا يزيد بن هارون، أبنا زياد - يعني: ابنَ أبي زياد الجَصّاص -
(1)
وأخرجه من رواية سفيان عن ابن عجلان عن الأعرج: ابن ماجه (رقم: 4168) والنسائي في السنن الكبرى (6/ 159/ رقم: 10457) وابن حبان (13/ 28/ رقم: 5721).
(2)
أخرجه البغوي في معجم الصحابة (2/ 273/ رقم: 625)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن.
(3)
اللباب في تهذيب الأنساب (2/ 141). وهو: عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن، توفي سنة 497 هـ. تاريخ الإسلام (وفيات: 491 - 500 هـ/ 259).
قال: قال الحسن: وراح عِمْران بن حُصَيْن في مِطْرف
(1)
خِزٍّ قد كساه زيادٌ فقال له أصحابُه: يا أبا نُجَيْد! ما أحسنَ هذا المِطْرف! قال: سمعتُ خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنّ الله إذا أنعم على عبدٍ نعمةً أَحَبَّ أن يرى نعمتَه عليه"
(2)
.
2030 -
قال سعيد بن منصور
(3)
: ثنا يعقوب وعبد العزيز بن محمد، عن عَمْرو بن أبي عَمْرو، عن عاصم بن عُمَر بن قتادة، عن محمود بن لَبِيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله لَيَحْمي عبدَه الدنيا وهو يُحِبُّه كما تَحْمون مريضَكم الطعامَ والشرابَ تخافون عليه".
2031 -
وبهذا الإسناد، قال رسول الله:
"إنّ الله إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبرُ، ومن جزع فعليه الجزعُ"
(4)
.
(1)
ضبطها المؤلف بالشكل بكسر الميم وضمِّها. قال في النهاية (3/ 269): "المطرف بكسر الميم وفتحها وضمها: الثوب الذي في طرفيه علمان".
(2)
الرواية من مجالس الدقيقي العشرة. المعجم المفهرس (1173). وهو قطعة من آخر كلام طويل لعمران رضي الله عنه. وإسناده ضعيف لأجل الانقطاع بين الحسن وعمران، ولأجل ضعف زياد بن أبي زياد الجصاص كما في التقريب. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 181/ رقم: 418) للحسن بن أبي الربيع الجرجاني عن يزيد بن هارون. لكن الحديث قد صحّ عن عمران رضي الله عنه من وجه آخر، فقد رواه عنه أبو رجاء العطاردي كما أخرجه الإمام أحمد (33/ 159 - 160/ رقم: 19934) والطبراني (18/ 135/ رقم: 281) والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 271).
(3)
لم أجده في سننه المطبوع. وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وأخرجه الإمام أحمد (39/ 33/ رقم: 23622) والترمذي (رقم: 2036) من طريقين عن عمرو.
(4)
هذا أيضًا لم أجده في سنن سعيد. وأخرجه أحمد (39/ 35/ رقم: 23623) لسليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو.
2032 -
عن أبي إسحاق، عن البراء: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم بعث جَيْشَيْن، وأَمَّر على أحدهما عليَّ بنَ أبي طالب وعلى الآخر خالدَ بنَ الوليد، وقال:
"إذا كان القتالُ فَعَليٌّ"،
قال: فافتتح عليٌّ حصنًا فأخذ منه جاريةً، فكتب معي خالدُ بنُ الوليد إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم يشي به، فقدمتُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ الكتابَ فتغيّر لونُه، ثم قال:
"ما ترى في رجلٍ يُحِبُّ اللهَ ورسولَه ويُحِبُّه اللهُ ورسولُه"،
قال: قلتُ: أعوذ بالله من غضبِ الله وغضبِ رسوله، وإنّما أنا رسولٌ، فسكتَ.
رواه التِّرْمِذي
(1)
وقال: "حديث حسن غريب"، ثم قال في موضعٍ آخر
(2)
: "غريب، لا نعرفُه إلّا من هذا الوجه".
2033 -
عن سَعْد بن سنان، عن أنس: عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنّ عِظمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاء، وإنّ الله إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".
قال التِّرْمِذي
(3)
: "حديث حسن غريب".
2034 -
عن عبد الله بن يزيد الخَطْمي الأنصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه كان يقول في دعائه:
(1)
الجامع (رقم: 1704). وإسناده حسن، وأبو إسحاق هو السبيعي، وقد سمع من البراء.
(2)
الجامع (رقم: 3725).
(3)
الجامع (رقم: 2396). وإسناده حسن. ولذكر البلاء فيه شاهد من حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه كما سبق قبل قليل.
"اللَّهم ارزُقْني حُبَّك وحُبَّ من ينفعني
(1)
حبُّه عندك، اللَّهم ما رزقتَني ممّا أُحِبُّ فاجعلْه قوةً لي فيما تُحِبُّ، اللَّهم وما زَوَيْتَ عنّي ممّا أُحِبُّ فاجعلْه فراغًا لي فيما تُحِبُّ قوةً فيما تُحِبُّ".
رواه التِّرْمِذي
(2)
وقال: "حديث حسن غريب".
2035 -
أخبرنا عيسى، أنا ابن اللَّتِّي، أنا عبد الأول، أنا الداودي، أنا ابن حمويه، أنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، أبنا يزيد بن هارون، أبنا محمد بن إسحاق، عن داود بن حُصَيْن، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس قال: قيل: يا رسول الله! أيُّ الأديان أَحَبُّ إلى الله؟ قال:
"الحنيفيّةُ السمحةُ"
(3)
.
2036 -
عن نافع، عن ابن عُمَر: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"ما سُئل اللهُ شيئًا أَحَبُّ إليه من العافية".
رواه التِّرْمِذي
(4)
، وابنُ أبي عاصم
(5)
.
2037 -
عن أبي الأَحْوَص، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سَلُوا اللهَ من فضله، فإنّ الله يُحِبُّ أن يُسْألَ، وأفضلُ العبادة انتظارُ الفرج".
(1)
كتب المصنف فوقها كلمة: (يبلغني).
(2)
الجامع (رقم: 3491). والحديث ضعّفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي.
(3)
الرواية من مسند عبد بن حميد (رقم: 569). وفيه عنعنة محمد بن إسحاق وهو مدلس مشهور. والحديث في مسند أحمد (4/ 16 - 17/ رقم: 2107). وله شواهد يصحّ بها.
(4)
الجامع (رقم: 3548).
(5)
لم أجده في كتبه المطبوعة، ولعله في كتاب الدعاء له.
أخبرتنا آمنة ابنةُ إبراهيم، قالت: أنا أبي، أنا ابن مُلاعِب، أنا الأَرْمَوي، أنا ابن المُهْتَدي بالله، أنا عليّ بن أحمد الحمّامي، أنا أحمد بن سَلْمان الفقيه، ثنا عبد الله بن محمد بن عُبَيْد
(1)
، ثنا محمد بن عبد الله الأَزْدي، ثنا حمّاد بن واقد، سمعتُ إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق الهَمْداني، عن أبي الأَحْوَص بهذا الحديث
(2)
.
2038 -
عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله:
"إذا سألتُم الله فسَلُوه، فإنّه يُحِبُّ أن يُسْألَ، وإنّ أَحَبَّ عباده إليه الذي يُحِبُّ الفرجَ".
رواه ابن أبي عاصم في كتاب الدعاء.
2039 -
(3)
عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذَرّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عاده، أو أنّ أبا ذرّ عاد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بأبي أنتَ يا رسول الله! أيُّ الكلام أَحَبُّ إلى الله؟ فقال:
"ما اصطفى الله لملائكته: سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده".
قال التِّرْمِذي
(4)
: "حديث حسن صحيح".
2040 -
عن خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري، عن نافع، عن ابن عُمَر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اللَّهم أعِزَّ الأسلامَ بأَحَبِّ هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعُمَر بن الخطّاب"،
(1)
هو: ابن أبي الدنيا.
(2)
الرواية من مشيخة أبي الحسين بن المهتدي بالله، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 807). وأخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة (رقم: 2). وإسناده ضعيف لأجل حماد بن واقد كما في التقريب.
(3)
كتب المصنف على الحاشية اليمنى بإزاء هذا النص: (مكرر).
(4)
الجامع (رقم: 3593). وصحّحه الألباني.
قال: فكان أَحَبَّهما إليه عُمَر رضي الله عنه.
رواه التِّرْمِذي
(1)
وقال: "هذا حديث حسن صحيح، غريب من حديث ابن عُمَر".
ورُوِي من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عُمَر، وهو عندنا في الجزء الرابع من حديث أبي لَبيد السامي.
2041 -
عن ابن بُرَيْدة، عن أبيه قال: قال رسول الله:
"إنّ الله أمرني بحُبّ أربعةٍ وأخبرني أنّه يُحِبُّهم"،
قيل: يا رسول الله! فسَمِّهم لنا، قال:
"عليٌّ منهم - قال ذلك ثلاثًا -، وأبو ذَرّ، والمِقْداد، وسَلْمان، أمرني بحُبّهم وأخبرني أنّه يُحِبُّهم".
رواه التِّرْمِذي
(2)
وقال: "حديث حسن غريب".
2042 -
عن السُّدّي - واسمُه: إسماعيل بن عبد الرحمن -، عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طيرٌ فقال:
"اللَّهم ائتني بأَحَبّ خَلْقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء عليٌّ فأكل معه".
رواه التِّرْمِذي
(3)
وقال: "حديث غريب".
2043 -
قال عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا
(4)
: حدّثني هاشم بن
(1)
الجامع (رقم: 3681). وصحّحه الألباني.
(2)
الجامع (رقم: 3718). وإسناده ضعيف لأجل أبي ربيعة الإيادي: قال في التقريب: "مقبول"، وهو قد تفرد هنا. وشريك هو: النخعي، وهو سيء الحفظ. وقد ضعف الألباني الحديث.
(3)
الجامع (رقم: 3721). وسبق تخريج الحديث وبيان ضعفه.
(4)
الرضا عن الله بقضائه (رقم: 90).
قاسم
(1)
، ثنا إسحاق بنُ عبّاد بن موسى، عن أبي عليّ الرازي قال: صحبتُ فُضَيْلَ بنَ عِياض ثلاثين سنةً ما رأيتُه ضاحكًا ولا مُبتسمًا إلّا يومَ مات عليٌّ ابنُه، فقلتُ له في ذلك، فقال:"إنّ الله عز وجل أَحَبَّ أمرًا فأَحْبَبْتُ ما أَحَبَّ اللهُ".
2044 -
أخبرتني زينب ابنة الكمال، قالت: أنبأنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زَيْد، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا محمد بن عبد الله بن شاذان، أنا أبو بكر القبّاب، أبنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا كثير بن عُبَيْد، ثنا بَقِيَّة، عن الأَوْزاعي، عن الزُّهْري، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله عز وجل يُحِبُّ المُلِحِّين في الدعاء"
(2)
.
2045 -
وبهذا الإسناد إلى ابن أبي عاصم، حدّثنا أحمد بن الفُرات، ثنا يَعْمُر بن بِشْر، عن ابن المبارك، عن حمّاد بن سَلَمَة، عن أبي جعفر، عن محمد بن كَعْب، عن عبد الله بن يزيد قال: أعظم
(3)
- أراه رفعه - كان يقول:
"اللَّهم ارزُقْني حُبَّك وحُبَّ ما ينفعُني حبُّه عندك، اللَّهم ما رزقتني ممّا أُحِبُّ فاجْعلْه لي قوةً ممّا تُحِبُّ، وما زَوَيْتَ عنّي ممّا أُحِبُّ فاجْعلْه لي فراغًا عندك فيما تُحِبُّ"
(4)
.
(1)
انقلب على المصنف فكتبه: قاسم بن هاشم. وهو: هاشم بن القاسم بن شيبة الحراني.
(2)
الرواية من الدعاء لابن أبي عاصم، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 334). وفيه عنعنة بقية بى الوليد وهو مدلس.
(3)
هكذا رسمها المصنف، ووضع بحذائها في الهامش ثلاثة لقاط متعانقة هكذا (•••)، إشارة للشك في الكلمة، - والله أعلم -. ويحتمل أن تكون:(الخَطْمي)، إذ هي نسبة عبد الله بن يزيد.
(4)
الحديث في الزهد (رقم: 430) لابن المبارك.
2046 -
عن عَلْقَمَة، عن عبد الله: لمّا نزلت هذه الآية {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] حتى بلغ {وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93] قال: فقال رسول الله:
"قيل لي: أنتَ منهم".
في الثاني من حديث أبي لَبيد
(1)
.
2047 -
أخبرنا ابن عساكر، أبنا ابن مَنْدَه
(2)
، أبنا الباغْبان، أنا ابن مَنْدَه
(3)
، أنا ابن يَوَه
(4)
، أنا اللُّنْباني
(5)
، أنا ابن أبي الدنيا، ثنا الحَكَم بن موسى، ثنا غَسّان بن عُبَيْد، عن أبي عاتِكة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يُحِبُّ الشابَّ التائبَ"
(6)
.
2048 -
أخبرتنا ستُّ الفقهاء، عن عبد اللطيف بن القُبَّيْطي - إجازةً -، أنا أبو بكر بن النَّقُّور، أنا محمد بن عبد الله الوكيل، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر القَطِيعي، ثنا إدريس بن عبد الكريم الحدّاد، ثنا خَلَف بن هشام البَزّار، ثنا جريرٌ الضَّبِّي، عن منصور، عن أبي الضُّحَى، عن الضحّاك بن قَيْس قال: كان يقول: "يا أيّها الناس! علِّموا أولادَكم وأهاليكم
(1)
وأخرجه مسلم (رقم: 2459).
(2)
هو: أبو الوفاء محمود بن إبراهيم بن سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب الذي فوقه، توفي سنة 632 هـ. السير (22/ 382).
(3)
هو أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق.
(4)
تبصير المنتبه بتحرير المشتبه (1/ 75). وهو: أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف بن يوه الأصبهاني، انظر: تكملة الإكمال (1/ 287).
(5)
الأنساب (5/ 142).
(6)
أخرجه ابن أبي الدنيا في التوبة (رقم: 177)، والرواية من طريقه. وضعف سنده العراقي في تخريج الإحياء (رقم: 3586).
القرآن؛ فإنّه كتابُ الله، ما من مسلمٍ يُحِبُّ اللهُ أن يُدخلَه الجنّةَ أتاه ملكان فاكْتنفاه فقالا له: اقرأْ وارتقِ في دَرَج الجنّة، حتى يُنزلاه حيث انتهى علمُه من القرآن"
(1)
.
2049 -
وبهذا الإسناد إلى خَلَف، قال: ثنا محمد بن الحسن البصري - ولقبُه مَحْبُوب -، عن جُوَيْبِر، عن الضحّاك، عن ابن مسعود قال:"جَرِّدوا القرآنَ وأَعْرِبوه؛ فإنّه عربيّ، والله يُحِبُّ أن يُعرب، وزيِّنوه بأحسن الأصوات"
(2)
.
2050 -
قال أبو عُبَيْد في فضائل القرآن
(3)
: حدّثنا حجّاج، عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن الحسن قال:"ما أنزل الله آيةً إلّا وهو يُحِبُّ أن يعلمَ فيما أُنزلت وما أراد بها"، ثم قال حجّاج: أو نحو هذا.
2051 -
قال سعيد بن يحيى الأموي: حدّثني عبد الله قال: قال زياد بن عبد الله البَكّائي: ثم فتر الوحيُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترةً، حتى شَقَّ عليه وأحزنَه ذلك، حتى قال في نفسه:
"لقد خَشِيتُ أن يكونَ صاحبي قد قلاني فودّعني"،
فجاء جبريلُ بسورة الضحى يُقسِمُ له ما ودّعه وما قلاه، فقال:{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى]، يقول: ما ضَرَّك فتركَك، وما أَبْغَضَك منذ أَحَبَّك، {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4)}
(1)
الرواية من فضائل القرآن لخلف بن هشام المقرئ، انظر المعجم المفهرس (رقم: 357). وهو: أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب البغدادي المقرئ، وهو من رجال مسلم، توفي سنة 229 هـ. السير (10/ 576 - 587). والإسناد فيه جرير الضبي، قال في التقريب:"مقبول"، ولم يتبيّن رفع الحديث من عدمه، والضحاك بن قيس صحابي صغير.
(2)
إسناده ضعيف، جويبر وهو ابن سعيد البصري قال في التقريب:"ضعيف جدًّا".
(3)
فضائل القرآن (ص 97)، وفيه أبو جعفر الرازي، صدوق سيّء الحفظ.
[الضحى: 4]، أيْ: لَمَا عندي من مرجعك خيرٌ لك ممّا عجّلتُ لك من الكرامة في الدنيا.
2052 -
عن زُرارة بن أَوْفَى، عن ابن عبّاس قال: قال رجلٌ: يا رسول الله أيُّ العمل أَحَبُّ إلى الله؟ قال:
"الحالُّ المُرتَحِلُ"،
قال: وما الحالُّ المُرتَحِلُ؟ قال:
"الذي يَضربُ من أول القرآن إلى آخره، كلّما حَلَّ ارتحلَ".
رواه التِّرْمِذي
(1)
.
2053 -
وقال سعيد بن يحيى الأموي: حدّثني أبي قال: وبلغني عن غير إسماعيل - يعني: ابنَ أبي خالد -، أنّ عثمان بن عفّان والزُّبَيْر بن العوّام وعبد الرحمن بن عَوْف وسَعْد ابن مالك وطَلْحَة بن عُبَيْد الله خرجوا إلى عليّ بن أبي طالب، فذكر الحديث، وفيه: أنّهم دخلوا على أبي بكر فقالوا: يا أبا بكر قد عرفتَ أنّ عُمَر كان يتشرّعُ إلينا وكنتَ بين أظهرنا ويُؤذينا، فكيف إذا ولّيتَ عنّا وأفضى إليه الأمر، وقد علمتَ أنّك تلقى اللهَ ويسألُك عمّا هو أعلمُ به منك، ويقول: ماذا عملتَ في أمّة نبيّي من بعده؟ قال: فقال: "أبالله تُخَوِّفوني؟! أقول: اللَّهم عملتُ فيهم بالعدل جهدي، وآثرتُ مَحابَّك على مَحابّي، واستعملتُ عليهم خيرَ أهلك في نفسي وأفضلَهم"، الحديث.
(1)
الجامع (رقم: 2948). وضعّفه الترمذي نفسه فقال: "وإسناده ليس بالقوي"، ثم ساق له إسنادًا آخر من رواية زرارة بن أوفى رضي الله عنه عن النبي. والحديث في إسناده صالح المري - ابن بشير بن وادع - وهو ضعيف كما في التقريب، وبه ضعّف الحديث الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم: 1834).
2054 -
وذكر الأموي فيما ذكر عن عوانة في قصّة الحَكَمَيْن والكتاب وأنّه خُتم بخاتم عليّ وخاتم معاوية نقشُ كلِّ واحد منهما: محمد رسول الله اللَّهم أصلح الأمّةَ وازْدَدْ الأُلفةَ واحقِن الدماء وأطفئ الفتنةَ ونارَ الحرب التي أوقدوها على أنفسهم بذنوبهم وولِّ أمرَ الأمّة أحقَّهم بها وأَحَبَّهم إليك.
2055 -
أخبرنا ابن عبد الوليّ، أبنا ابن البخاري، أنبأنا أَسْعَد وزاهر وغيرُ واحد، قالوا: أبنا زاهر بن طاهر، أبنا الكَنْجَرُوذي، أنا أبو عَمْرو بن حَمْدان، أنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو خالد يزيد بن صالح السُّكَّري، ثنا خارجة، عن عَمْرو بن دينار، عن سالم، عن عبد الله، عن أبيه قال: كنتُ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرَّ عليه رجلٌ، فقال رجلٌ: يا رسول الله! إنّي لأُحِبُّ هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"تدري ما اسمُه؟ "،
قال: لا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"فَسَلْ عن اسمه، وأَعْلِمْه ذلك"،
فقال له: أَحَبَّك الذي أَحْبَبْتَني فيه، فرجع إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قال له والذي ردَّ عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وَجَبَتْ"
(1)
.
2056 -
عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كلُّ معروف صدقةٌ، والدالُّ على الخير كفاعله، والله يُحِبُّ إغاثةَ اللَّهْفان".
(1)
أخرجه أبو عمرو بن حمدان الحيري في فوائده المعروفة بفوائد الحاج (ج 4/ ق 70/ أ - مجموع 63)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف جدًّا؛ خارجة - وهو: ابن مصعب - متروك كما في التقريب.
هو في الأربعين للقُشَيْري
(1)
، وآخر نسخة وكيع
(2)
.
تقدّم آخرُه من حديث أنس
(3)
.
ورُوِيَ من حديث بُرَيْدة، وهو في الأول من حديث عَبْدان الأَهْوازي
(4)
.
2057 -
عن محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة قال: تذاكروا ليلةَ القدر في السنّة، فذكرتُ ذلك لأبي سعيد الخُدْري فقال: اعتكف رسولُ الله في العشر الأواخر من رمضان، ثم رجع ورجعنا معه، فلمّا كان صبيحةُ إحدى وعشرين رأى كأنّه يسجدُ في ماءٍ وطينٍ، فرجعنا، وكان من جريد النخل - يعني المسجد -، فهاجت علينا من العشيّ فسجد في ماءٍ وطينٍ كأنّي أنظرُ إلى الطين والماء على جبهته وأَرْنَبَتِه، وقال:
"اطلُبوها في العشر الأواخر في وترٍ، فإنّ الله يُحِبُّ الوترَ".
أخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابن البخاري، أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا ابن السَّمَرْقَنْدي، أبنا ابن النَّقُّور، أنا ابن المَتُّوثي
(5)
، أنا البغوي، ثنا هُدْبَة، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن محمد بن عَمْرو، بهذا
(6)
.
2058 -
عن عِمْران بن حُصَيْن قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بطرف عمامتي من ورائي قال:
(1)
الأربعين في تصحيح المعاملة (رقم: 50). وفيه طلحة بن عمرو المكي، وهو متروك كما في التقريب.
(2)
نسخة وكيع (رقم: 131 - تحقيق الحمودي). وأخرجه البيهقي في الشعب (10/ 114 - 115/ رقم: 7251).
(3)
مر برقم (2016).
(4)
وهو في الكامل (3/ 298) لابن عدي، وفوائد تمام الرازي (رقم: 1583).
(5)
الأنساب (5/ 193). هو: أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حَبابة البغدادي، توفي سنة 389 هـ. السير (16/ 548).
(6)
الرواية من حديث أبي خالد هدبة بن خالد - رواية البغوي -. وليس في الجزء الأول منه. والحديث أخرجه البخاري (رقم: 2040) لسفيان بن عيينة عن محمد بن عمرو.
"يا عِمْران إنّ الله يُحِبُّ الإنفاق ويُبغض الإِقْتار، فأَنْفِقْ وأَطْعِمْ، ولا تصرَّ صرًّا فيعسر عليك الطلب، واعلمْ أنّ الله يُحِبُّ النظرَ النافذَ عند مجيء الشيطان، والعقلَ الكاملَ عند نزول الشهوات، ويُحِبُّ السماحةَ ولو على تمرات، ويحبُّ الشجاعةَ ولو على قتل حيّة".
أخبرنا عيسى، أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني.
وأخبرنا إسحاق، أنا صَقْر، أنا يحيى الثقفي.
قالا
(1)
: أنا أبو عليّ الحدّاد، أنا أبو نُعَيْم، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن أبي عليّ وعبد الرحمن بن داود، قالا: ثنا هلال بن العلاء، حدّثني أبي، ثنا عُمَر بن حَفْص العَبْدي، عن حَوْشَب ومَطْر، عن الحسن، عن عِمْران بن حُصَيْن، بهذا
(2)
.
2059 -
قال أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير
(3)
: حدّثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا أُمَيَّةُ بن بِسْطام، ثنا مَعْمَر بن سليمان، ثنا ثابت بن زَيْد، عن رجلٍ، عن زَيْد بن أَرْقَم: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله يُحِبُّ الصمتَ عند ثلاث: عند تلاوة القرآن، وعند الزحف، وعند الجنازة".
2060 -
عن ابن جُرَيْج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يُحِبُّ أهلَ البيت الخصيب".
(1)
يعني: أبا جعفر الصيدلاني، ويحيى الثقفي.
(2)
الرواية من طريق الأربعين على مذهب المتحققين من الصوفية (رقم: 25) لأبي نعيم الأصبهاني. وإسناده ضعيف جدًّا لأجل عمر بن حفص العبدي فهو متروك كما في ميزان الاعتدال (3/ 189).
(3)
المعجم الكبير (5/ 213/ رقم: 5130). وأعلّه الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 29) بالرجل الذي لم يُسمّ.
هذا مرسل
(1)
، رواه ابن أبي الدنيا في كتاب قِرَى الضيف
(2)
.
2061 -
حديث عَمْرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جدّه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن العقيقة فقال:
"لا يُحِبُّ اللهُ العُقُوقَ"، الحديث.
في الأول من الثاني من حديث قُتَيْبَة
(3)
.
2062 -
أخبرتنا ستُّ الفقهاء، قالت: أنبأنا محمد بن سعيد بن الخازن، أبنا محمد بن جعفر بن عقيل البصري، أبنا أبو الغنائم محمد بن عليّ النَّرْسي - إذنًا -، أبنا محمد بن عليّ بن عبد الرحمن
(4)
، ثنا محمد عبد الله بن المُطَّلِب، ثنا إسحاق بن محمد العَكِّي الفارِقي، ثنا محمد بن مغيرة بن بَسّام الشَّهْرَزُوري، ثنا بشير - يعني: ابنَ زادان الطَّرَسُوسي -، حدّثني عبد الرحمن بن أبي الجَوْن، عن لَيْث بن أبي سُلَيْم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"طَلَبُ الحلال جهادٌ، وإنّ الله يُحِبُّ المؤمنَ المُحتَرِفَ"
(5)
.
(1)
هذا من إطلاق المرسل على المنقطع والمعضل وغيره، وإلا فإن الحديث معضل؛ لأن ابن جريج طبقته بعد طبقة التابعين.
(2)
قرى الضيف (رقم: 47).
(3)
وأخرجه أبو داود (رقم: 2842) والنسائي (رقم: 4212) والإمام أحمد (11/ 320 - 320/ رقم: 6713) والحاكم (4/ 236، 238)، وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
(4)
هو: محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي، توفي سنة 445 هـ. السير (17/ 636 - 637).
(5)
الرواية من طريق انتخاب الصوري على العلوي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1394، 1395). والحديث ليس في النسخة الموجودة منه، وإسنادهما مختلف. وإسناده ضعيف =
فصل
2063 -
قال شيخُنا الإمام أبو العبّاس أحمد بن تيمية رحمه الله
(1)
: "الناسُ في العِشْق على قولين: قيل: إنّه من باب الإرادات، وهذا هو المشهور، وقيل: من باب التصوّرات وإنّه فسادٌ في التخيّل، حيث يُتصوّرُ المعشوقُ على خلاف ما هو به، قال هؤلاء: ولهذا لا يوصف اللهُ بالعِشْق، ولا أنّه يعشق؛ لأنّه مُنزّهٌ عن ذلك، ولا يُحمَد من تخيّل فيه حالًا فاسدًا، وأمّا الأوّلون فمنهم من قال: يوصف بالعِشْق فإنّه المحبّةُ التامّةُ، والله يُحِبُّ ويُحَبُّ، ورُوِي في أثرٍ عن عبد الواحد بن زَيْد أنّه قال: "لا يزال عبدي يتقرّبُ إليَّ حتى يَعْشَقَني وأعشقُه"، وهذا قولُ الصوفيّة، والجمهورُ لا يُطلقون هذا اللفظَ في حقّ الله؛ لأنّ العِشْقَ هو المحبّةُ المُفرَطَةُ الزائدةُ على الحدّ الذي ينبغي، والله تعالى محبّتُه لا نهاية لها، فليست تنتهي إلى حدٍّ لا ينبغي مجاوزتُه، قال هؤلاء: والعِشْق مذمومٌ مطلقًا لا يُمدَحُ لا في محبّةِ الخالق ولا محبّةِ المخلوق؛ لأنّه المحبّةُ المُفرَطةُ الزائدةُ على الحدّ المحمود، وأيضًا إنّ لفظَ العِشْق إنّما يُستَعملُ في العُرْف في محبّةِ الإنسان لامرأةٍ أو صبيٍّ، لا يُستَعملُ في كلّ محبّةٍ كمحبّةِ الأهل والمال والوطن والجاه ومحبّةِ الأنبياء والصالحين، وهو مقرونٌ كثيرًا بالفعل المُحرَّم، إمّا محبّةُ امرأةٍ أجنبيّة، أو صبيٍّ يقترنُ به النظرُ المُحرَّمُ واللمسُ المُحرَّمُ، وغير ذلك من الأفعال المُحرَّمة".
2064 -
وقال شيخُنا
(2)
: "محبّةُ العبدِ ربَّه لنفسه قد يُقال إنّها مُستَحبَّةٌ،
= لأجل ليث - وهو: أبن أبي سليم -: قال في التقريب: "صدوق، اختلط جدا ولم يتميّز حديثُه فتُرك". وبه أعلّه الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم 1301).
(1)
مجموع الفتاوى (10/ 130 - 131).
(2)
لم أعثر على هذا النص في كتب شيخ الإسلام.
وهي محبّةُ المُقرَّبين الصدِّيقين، ومحبّتُه للأنعام محبّةُ المُقتَصِدين أصحابِ اليمين، وقد يُقال: كلاهما واجبٌ لكن المقرّبون يتقرّبون إليه بالنوافل بعد الفرائض، وهذا القولُ أصحُّ؛ فإنّه قد قال:{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165]، فأخبر عن كلّ مؤمنٍ بأنّه أشدُّ حُبًّا لله، وهذا يتضمن حُبَّ نفس الله، فأمّا المحبّةُ لِما فُضِّلَ إلى العبد من الأنعام فهو في الحقيقة ما أَحَبَّ إلّا النِّعْمةَ، وأحبَّ الربَّ ليكون وسيلةً إليها، ومَنْ أَحَبَّ شيئًا لأجل غيره فالمحبوبُ في الحقيقة هو ذلك الغير، وأيضًا فإنّ الإلهيّة تتضمّن أن يكون هو المحبوبَ وهو مُستحِقّ الإلهيّة بذاته، فلا إله إلّا هو، ومن كان لا يُحِبُّه إلّا لغيره فإلهُه في الحقيقة ذلك الغير، وأيضًا فإنّ صلاحَ التقوى لا يحصُل إلّا بأن يكون الله هو المطلوبَ المحبوبَ، وهذا في الفطرة التي فطر الله عليها بني آدم، والذين يُنكرون محبّةَ نفسه تكونُ محبّةُ نفسَه في قلوبهم وإن لم يعلموا بذلك، كما أنّ الذي يدخلُ في الصلاة قد نواها وقد لا يظنُّ أنّه نواها، فوجودُ الحُبّ والإرادة غير الكلام بذلك".
2065 -
عن ابن عُمَر، عن عُمَر مرفوعًا:
"إنّ الله يُحِبُّ الصوتَ الخفيضَ، ويُبغضُ الصوتَ الرفيعَ".
سمعناه في مسند عُمَر للنجّاد
(1)
.
2066 -
حديث أبي جُحَيْفَة: أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟
"هو حفظ اللِّسان".
في عاشر الثقفيّات
(2)
.
(1)
مسند عمر (رقم: 66). وإسناده ضعيف جدًّا، فيه. عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص: قال في التقريب: "متروك، وكذّبه ابن معين"، وجُبارة بن المغلِّس:"ضعيف".
(2)
الفوائد الثقفيات - الجزء العاشر - (ق 50/ أ). وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (7/ 27 - 28/ رقم: 4599).
2067 -
حديث عبد الله بن سلام: تذاكرنا أيّ الأعمال أحبّ إلى الله، فأرسل إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قرأ علينا: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)} [الحشر]{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)} [الصف] من أولها إلى آخرها.
رواه ابن المبارك أولَ كتاب الجهاد
(1)
.
2068 -
وحديث محمد بن جُحادة، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة: قالوا: كنّا نعلم أيّ الأعماد أفضل وأحبُّ إلى الله، فنزلت {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10)} [الصف] الحديث.
رواه ابن المبارك
(2)
.
2069 -
(3)
أخبرنا سليمان بن حمزة، أنبأنا عُمَر بن كَرَم الدِّينَوَري، أبتنا فاطمة بنت الميهني، أبنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن الكامَخِي، أبنا أبو نَصْر منصور بن الحسين بن محمد المفسِّر، ثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، ثنا الربيع بن سليمان، عن ابن وَهْب، أخبرني سليمان بن بلال، حدّثني ثَوْر، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هُرَيْرَة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إيّاكم والفُحْش، فإنّ الله لا يُحِبُّ الفاحِشَ المُتَفَحِّشَ، وإيّاكم والظُّلْم، فإنّه عند الله ظُلْمةٌ يومَ القيامة"
(4)
.
رواه أبو بكر الخطيب في كتاب البخلاء
(5)
، لإسماعيل القاضي عن
(1)
الجهاد (رقم: 1) لابن المبارك.
(2)
الجهاد (رقم: 2).
(3)
هذه الورقة لم تُرقَّم.
(4)
الرواية من طريق حديث منصور بن الحسين المفسر، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1553). وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وثور هو: ابن زيد الديلي المدني.
(5)
البخلاء (ص 27).
إسماعيل بن أبي أُوَيْس عن أبيه عن سليمان بن بلال عن ثَوْر بن مزيد
(1)
.
2070 -
ورواه
(2)
، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السرّاج وأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم الحُرْضي
(3)
- قراءةً بنيسابور -، عن أبي العبّاس محمد بن يعقوب الأصمّ، عن الربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وَهْب، عن سليمان بن بلال قال: حدّثني ثَوْر عن سعيد المَقْبُري عن أبي هُرَيْرَة، أو عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"إيّاكم والفُحش، فإنّ الله لا يُحِبُّ الفاحشَ المُتفَحِّشَ، وإيّاكم والظُّلْم، فإنّه عند الله ظُلْمَةٌ يومَ القيامة، وإيّاكم والشحّ والبُخْل - وقال ابن أبي أُوَيْس: "وإيّاكم والبُخْل"، ولم يذكر الشحّ -، فإنّه دعا مَنْ قبلكم إلى أن يقطعوا أرحامَهم فقطعوها، ودعاهم إلى أن يَسْتحِلّوا دماءَهم ومحارمَهم فاسْتحَلُّوها، ودعاهم إلى أن يَسْفكوا دماءَهم فسفكوها".
2071 -
وعن سُلَيْم مولى لَيْث، عن أُسامة بن زَيْد: سمعتُ رسول الله يقول:
"إنّ الله لا يُحِبُّ كلَّ فاحشٍ مُتَفَحِّشٍ".
رواه أحمد
(4)
.
2072 -
أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء وابن المحبّ، قالا: أنا عبد الله بن
(1)
هكذا بخط المصنف. وكذا هو في طبعة كتاب البخلاء، وفي تهذيب الكمال (11/ 376) في شيوخ سليمان بن بلال: ثور بن زيد.
(2)
الخطيب في البخلاء (ص 27).
(3)
تكملة الإكمال (2/ 373) وتوضيح المشتبه (3/ 179). وهو في المنتخب من السياق (رقم: 900): الحَوْضي.
(4)
المسند (36/ 98 - 99/ رقم: 21764). وفيه سليم مولى ليث: قال الحسيني في الإكمال (رقم: 335): "لا يُعرف".
الحسن الأنصاري، أنا أبو سَعْد بن أبي عَصْرُون، أنا أبو الحسن بن طَوْق، أنا أحمد بن الفتح بن فَرْغان
(1)
، ثنا محمد بن الحسين الأَزْدي
(2)
، ثنا سليمان بن عيسى البصري، ثنا عُمَر بن محمد بن الحسن الأَسَدي، ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن طَهْمان، عن يونس بن عُبَيْد، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يُحِبُّ سَهْلَ الشَّرْي سَهْلَ البَيْع سَهْلَ القضاء سَهْلَ التقاضي"
(3)
.
2073 -
قال ابنُ البراء
(4)
عن عليّ بن المديني: وأمّا حديثُ أبي أيّوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ألا أدلُّك على صدقةٍ يُحِبُّها الله ورسوله؟ "،
قال: رواه موسى بن عُبَيْدَة
(5)
، وفي إسناده بعضُ من لا يُعرف، وليس هو عندي بالحديث الصافي.
2074 -
أخبرنا عبد الله بن القيّم، أبنا عليّ بن أحمد، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أبو بكر بن شاذان، أبنا أبو بكر القَبّاب، أنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو يوسف الصَّيْدَلاني، ثنا فَيّاض بن
(1)
هو: أحمد بن الفتح بن عبد الله الموصلي، توفي سنة 438 هـ، انظر: توضيح المشتبه (7/ 81).
(2)
هو: الحافظ أبو الفتح الأزدي.
(3)
الرواية من جزء فيه أحاديث رواها أبو الفتح الأزدي، وقد أشار إلى هذا الجزء ورواه الذهبي في السير (16/ 349) عن محمد بن عبد السلام بن أبي عصرون عن أبيه عن جده أبي سعد بن أبي عصرون، وله منتقى في أجزاء مجاميع العمرية ضمن المجموع (79).
وإسناد الحديث حسن، رجاله ما بين ثقة وصدوق، وليس فيهم ما يقدح في روايتهم. والحديث له شواهد صحيحة.
(4)
أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء العبدي البغدادي، توفي سنة 291 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (وفيات: 291 - 300 هـ/ ص 241 - 242).
(5)
قال في التقريب: "ضعيف، لا سيما في عبد الله بن دينار".
محمد، عن جعفر بن بَرْقان، عن يزيد بن الأَصَمّ، عن أبي هُرَيْرَة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله لا يُحِبُّ قيل ولا قال، وكثرةَ السؤال، وإضاعةَ المال"
(1)
.
2075 -
قال الإمام أحمد
(2)
: ثنا هُشَيْم قال: زعم بعضُ أهل المدينة ذكرَ صفوان بن سُلَيْم وغيره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله يحبُّ أبناء ثمانين".
2076 -
قال سَعْدان بن نَصْر: ثنا فِهْر
(3)
بن زياد، ثنا إبراهيم بن يزيد، عن عَمْرو بن دينار، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من صدقةٍ أَحَبُّ إلى الله من قول الحقّ".
رواه أبو إسماعيل الأنصاري
(4)
.
2077 -
وقال حَجّاج، عن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة: قال عُمَر بن الخطّاب: الحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر قد عرفناه، فما سبحان الله؟ ثم قال لابن عبّاس: قل فيها ولا تحقِرْ نفسَك، فقال عليّ:"هي كلمةٌ أَحَبَّها الله ورَضِيَها وأَمَرَ بها أن تُقال".
رواه أبو إسماعيل الأنصاري.
(1)
أخرجه مسلم (رقم: 1715) لأبي صالح عن أبي هريرة.
(2)
العلل ومعرفة الرجال (2/ 274/ رقم: 2232). والحديث أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 21) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر - وهو: المليكي، وهو ضعيف كما في التقريب - عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعًا.
(3)
كتب المصنف على الحاشية: (لعلّه فُهَيْر بن زياد، وهو لقب، واسمه: يحيى).
(4)
وفيه إبراهيم بن يزيد وهو: الخَوْزي، وهو متروك كما في التقريب. وأخرجه البيهقي في الشعب (10/ 134 - 135/ رقم: 7281) هكذا. والحديث خرجه الألباني في الضعيفة (رقم: 4487).
2078 -
وفي الكامل
(1)
، لأَشْعَث بن سعيد أبي الربيع السمّان عن عاصم بن عُبَيْد الله عن سالم عن أبيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله يُحِبُّ المؤمنَ المُحتَرِفَ".
أخبرنا بهذا الحديث الإمام أحمد بن تَيْمِيَة وأخواه عبد الله وعبد الرحمن وغير واحد، قالوا: أبنا ابن أبي اليُسْر، أبنا الخُشوعي، أبنا عبد الكريم بن حمزة، أبنا عبد العزيز الكتّاني، أبنا أبو محمد بن أبي نَصْر، أبنا أبو عليّ الحَصَائِري
(2)
، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا أسد بن موسى، ثنا أبو الربيع السمّان، فذكره
(3)
.
وقد كتبناه من حديث ابن عباس
(4)
.
2079 -
وفي الكامل
(5)
، لحمزة الجزري
(6)
عن عَمْرو بن دينار عن ابن عبّاس رفعه في حديث:
"وأَحَبُّ المال إلى الله الضَّأْن، عليكم بالبيض فإنّ الله خلق الجنةَ بيضاء".
2080 -
قال محمد بن إسماعيل البخاري في كتاب الأدب
(7)
: حدّثنا الفَضْل بن مقاتل، ثنا يزيد بن أبي حكيم، عن الحَكَم، قال: سمعتُ
(1)
الكامل في الضعفاء (1/ 378).
(2)
هو: الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدمشقي، توفي سنة 338 هـ. السير (15/ 383 - 384).
(3)
الرواية من جزء الحصائري، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1113).
(4)
مر برقم: (1977).
(5)
الكامل في الضعفاء (2/ 377 - 378).
(6)
النصيبي، منهم بوضع الحديث.
(7)
الأدب المفرد (رقم: 331). وقال الألباني: "حسن الإسناد".
عِكْرِمَة يقول: لا أدري أيّهما جعل لصاحبه طعامًا ابن عبّاس أو ابن عُمَر، فبينا الجاريةُ تعملُ بين أيديهم إذ قال أحدُهم لها: يا زانية، فقال: مَهْ، إن لم تَحُدَّك في الدنيا تَحُدُّك في الآخرة، قال: أفرأيتَ إن كان كذلك؟ قال: "إنّ الله لا يُحِبُّ الفاحشَ المُتَفَحِّشَ".
2081 -
وقال البخاري في الأدب
(1)
: حدّثنا حجّاج، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن عليّ بن زَيْد، عن عبد الرحمن بن أبي بَكْرَة، عن الأَسْوَد بن سَرِيع قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسول الله! قد مدحتُ ربي بمحامد ومِدَح، وإيّاك، فقال:
"أما إنّ ربّك يُحِبُّ الحَمْدَ
(2)
"،
فجعلتُ أشدُّه، فاستأذن رجلٌ طوالٌ أَصْلَع فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
"اسكُتْ"،
فدخل فتكلّمَ ساعةً ثم خرج، فأنشدتُه، ثم جاء فسَكّتني، ثم خرج، فعل ذلك مرّتين أو ثلاثًا، فقلتُ: من هذا الذي سكَّتَّني له؟ فقال:
"هذا رجلٌ لا يُحِبُّ الباطلَ".
رواه الإمام أحمد
(3)
.
2082 -
قال البخاري
(4)
: حدّثنا سليمان، ثنا حمّاد بن زَيْد، عن
(1)
الأدب المفرد (رقم: 342). وهو في ضعيف الأدب (رقم: 55) للألباني. وعلة الحديث ضعف علي بن زيد - وهو: ابن جدعان -.
(2)
هكذا بخط المصنف، وفي الأدب للبخاري: المدح.
(3)
المسند (24/ 351/ رقم: 15585) عن عفان و (24/ 358 - 359/ رقم: 15590) عن حسن بن موسى - هو: الأَشْيَب -، كلاهما عن حماد بن سلمة.
(4)
الأدب المفرد (رقم: 342)
عليّ
(1)
، عن عبد الرحمن بن أبي بَكْرَة، عن الأَسْوَد بن سَرِيع قال: قلتُ للنبي صلى الله عليه وسلم: مدحتُك ومدحتُ اللهَ عز وجل.
2083 -
وقال
(2)
: ثنا عبد الله بن محمد، أبنا أبو همّام محمد بن الزَّبَرْقان، ثنا موسى بن عُبَيْد، عن الحسن، عن الأَسْوَد بن سَرِيع قال: قلتُ: يا رسول الله إنّي مدحتُ ربّي بمحامد، قال:
"أما إنّ ربّك يُحِبُّ الحَمْدَ"، ولم يزدْه على ذلك.
2084 -
وقال
(3)
: ثنا سعيد بن سليمان، ثنا مبارك، عن الحسن، عن الأَسْوَد بن سَرِيع قال: كنتُ شاعرًا، فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: ألا أُبَشِّرُك بمحامد حمدتُ بها ربّي؟ فقال:
"إنّ ربّك يُحِبُّ الحَمْد
(4)
"، ولم يزدني عليه.
2085 -
وقال
(5)
: ثنا موسى، ثنا مبارك، ثنا الحسن، أنّ الأَسْوَد بن سَرِيع حدّثه قال: كنتُ شاعرًا فقلتُ: يا رسول الله امتدحتُ ربّي، فقال:
"أما إنّ ربّك يُحِبُّ الحمدَ"، وما استزادني على ذلك.
2086 -
وقال البخاري في الأدب
(6)
: حدّثنا الغُداني أحمد بن عبد الله، ثنا كثير بن أبي كثير، أنا ثابت، عن أنس: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
ابن زيد بن جدعان.
(2)
الأدب المفرد (رقم: 859). وهو في صحيح الأدب (رقم: 664) وقال: "حسن".
(3)
الأدب المفرد (رقم: 861). قال الألباني: "حسن".
(4)
كتب المصنف فوقها: (المحامد) وعليها حرف خ، إشارة إلى أنها كذلك في نسخة من الأدب المفرد.
(5)
الأدب المفرد (رقم: 868).
(6)
الأدب المفرد (رقم: 466). وهو في صحيح الأدب (رقم: 363).
"لا يكون الرِّفْقُ في شيءٍ إلّا زانه، ولا يكون الخُرْقُ في شيءٍ إلّا شانه، وإنّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفْقَ".
2087 -
وقال البخاري في الأدب
(1)
: حدّثنا موسى، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن عائشة قالت: استأذنَ رجلٌ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"بِئْسَ أخو العَشِيرة؟! "،
فلمّا دخل انبسطَ إليه، فقلتُ له، فقال:
"إنّ الله لا يُحِبُّ الفاحِشَ المُتَفَحِّشَ".
2088 -
وقال البخاري
(2)
: حدّثنا محمد بن يوسف، ثنا أحمد، ثنا هشام بن سعيد، أبنا محمد بن مُهاجر، قال: حدّثني عُقَيْل بن شَبِيب، عن أبي وَهْب - وكانت له صُحْبَةٌ -: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تَسَمَّوْا بأسماء الأنبياء، وأَحَبُّ الأسماء إلى الله عبدُ الله وعبدُ الرحمن، وأَصْدَقُهما حارثٌ وهمّامٌ، وأَقْبَحُهما حَرْبٌ ومَسَرَّةٌ".
2089 -
وقال
(3)
: حدثنا عليّ، ثنا سفيان، ثنا عُبَيْد الله بن أبي يزيد، عن نافع بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبي هُرَيْرَة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة لا يكلِّمُني ولا أُكلِّمُه، حتى أتى سوقَ بني قَيْنُقاع، فجلس بفناء بيت عائشة فقال:
"أثَمَّ لُكَع؟ أثمَّ لُكَع؟ "،
(1)
الأدب المفرد (رقم: 755). وهو في صحيح الأدب (رقم: 989) والصحيحة (رقم: 1049).
(2)
الأدب المفرد (رقم: 814). وهو في صحيح الأدب (رقم: 629). وقال: "صحيح دون جملة الأنبياء"، وفصّل ذلك في الصحيحة (رقم: 1040).
(3)
الأدب المفرد (رقم: 1152). وهو في صحيح الأدب (رقم: 879).
فحبستْ شيئًا، فظننتُ أنّها تُلْبِسُه سِخابًا أو تُغَسِّلُه، فجاء حَسَنٌ يشتدُّ حتى عانقه وقبّله، وقال:
"اللَّهم أَحبِبْه وأَحبِبْ من أحبَّه".
ورواه
(1)
، من حديث نُعَيْم المُجْمِر عن أبي هُرَيْرَة.
2090 -
قال أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العبّاس الصُّولي
(2)
في كتاب الأنواع: حدّثنا أحمد بن زُهَيْر، ثنا شُعَيْب بن صَفْوان، عن الحارث النُّمَيْري، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ أَحَبَّ عباد الله إلى الله عز وجل من حَبّبَ إليه المعروفَ وحبَّب إليه فِعالَه، فأحِبّوا المعروفَ وأهلَه، فوَالذي نفسي بيده إنّ العافيةَ والبركةَ واليُمنَ معهما، ولا يزال صاحبُهما في كفايةٍ من الله وأجرٍ ما تمسّك بهما"
(3)
.
2091 -
أخبرتنا ستُّ الفقهاء، قالت: أنبأتنا خديجةُ ابنةُ عليّ، قالت: أبنا أحمد بن سركيل
(4)
، أبنا عليّ بن العَلّاف، أبنا عبد الملك بن بِشْران، أبنا أبو بكر الآجُرِّي، أبنا أبو بكر العَسْكَري، حدّثني إبراهيم بن الجُنَيْد الخُتَّلي، ثنا موسى بن أيّوب النَّصِيبي، ثنا اليمان بن عَدِيّ الحَضْرَمي
(1)
الأدب المفرد (رقم: 1183).
(2)
توفي سنة 335 هـ. السير (15/ 301 - 302).
(3)
إسناده ضعيف جدًّا، أبو هارون هو العبدي، اسمه: عمارة بن جُوَيْن، قال في التقريب:"متروك، ومنهم من كذّبه، شيعي". وأخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (رقم: 2)، للوليد بن شجاع السكوني عن أبي يحيى الكوفي - وهو: شعيب بن صفوان -.
(4)
هو: أبو منصور أحمد بن محمد بن هبة الله البغدادي، توفي سنة 572 هـ. تاريخ الإسلام (وفيات: 571 - 580 هـ/ ص 94).
الحِمْصي، عن زُرّ
(1)
، عن الوَضّاح، عن محمد بن زياد، عن أبي عِنَبَة الخَوْلاني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أَحَبَّ الله عبدًا ابتلاه، وإذا أَحَبَّه الحُبَّ البالغَ اقتناه"،
قالوا: وما اقتناه؟ قال:
"لا يتركُ له مالًا ولا ولدًا"
(2)
.
2092 -
وبهذا الإسناد إلى الخُتَّلي
(3)
، حدَّثني هشام بن عمّار، ثنا صدقةُ بنُ خالد، ثنا عثمان بن أبي العاتِكة، عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أُمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يقول:
"إنّ الله يقول: ابنَ آدم اركَعْ لي أربعَ ركعاتٍ أولَ النهار أَكْفِك آخرَه، وإنّ الله يقول: من أهان لي وليًّا فقد بارَزني بالعداوة، يا ابن آدم لن تُدرِك ما عندي إلّا بأداء ما افترضتُ عليك، ولا يزال عبدي يتحبّبُ إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّه، فأكونُ قلبَه الذي يعقلُ به ولسانَه الذي ينطق به وبصرَه الذي يُبصر به، وإذا دعاني أجبتُه، وإذا سألني أعطيتُه، وإذا اسْتَنْصَرَني نصرتُه، وأَحَبُّ عبادي عبدي إليّ النصيحة".
2093 -
وبه إليه
(4)
، قال: حدّثنا عليّ بن مسلم بن سعيد الطوسي، ثنا
(1)
هكذا قرأتها، وكأن في الإسناد تحويلًا، والله أعلم.
(2)
أخرجه الختلي في المحبة لله سبحانه (رقم: 153)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لأجل اليمان بن عدي. قال في التقريب:"لين الحديث". وأخرجه الدولابي في الكنى والأسماء (1/ 136) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 445)، كلاهما عن يحيى بن عثمان الحمصي عن اليمان بن عديّ.
(3)
المحبة لله سبحانه (رقم: 156). وإسناده ضعيف، علته عثمان بن أبي العاتكة: ضعّفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني كما في التقريب.
(4)
المحبة لله سبحانه (رقم: 175). وعزاه السيوطي في الدر المنثور (15/ 429) لابن أبي حاتم، وذكر الحافظ ابن حجر إسناده في تغليق التعليق (4/ 367)، للربيع بن عبد الله عن الحسن، وهو: الربيع بن عبد الله بن خطاف، وهو الأقرب في الرواية عن الحسن من الربيع بن خثيم.
عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا الربيع بن خُثَيْم، قال: سمعتُ الحسنَ تلا: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} [الفجر] قال الحسن: "النفسُ المُطمئنّةُ: اطْمَأَنَّتْ إلى الله عز وجل واطْمَأَنَّ إليها، وأَحَبَّت اللهَ وأَحَبَّ اللهُ لقاءَها، ورضيَتْ عن الله ورضيَ اللهُ عنها، فأمر بقبض روحها فغفر لها وأدخلها الجنّةَ وجعلها من عباده الصالحين".
2094 -
وبه
(1)
، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد الخُزاعي، ثنا أبو وَهْب محمد بن مُزاحِم، أبنا عبد الله بن المبارك، قال: قال الحسن: "إنّما عاتب الله أولي الألباب لأنّه يُحِبُّهم".
2095 -
وبه
(2)
، قال: حدّثنا صالح بن عبد الله التِّرْمِذي، ثنا سفيان بن عامر - رجلٌ من العرب
(3)
-، عن عَمْرو، عن الحسن أنّه كان يقول:"إن المؤمن حبيبُ ربّه، أَحَبَّ ربَّه فأَحَبَّه ربُّه، وغضِب لربِّه فغضِبَ له ربُّه، فإيّاكم وأذى المؤمن، فإنّ الله مؤذي من أذاه، وتلا هذه الآية {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)} [الأحزاب] ".
2096 -
وبه
(4)
، قال: حدّثنا عُمَر
(5)
بن محمد بن عبد الحَكَم
(6)
النسائي، ثنا أحمد بن أبي الحَواري، عن محمد بن يوسف الفِرْيابي في
(1)
المحبة لله سبحانه (رقم: 176).
(2)
المحبة لله سبحانه (رقم: 193).
(3)
في المحبة: عن رجل من العرب.
(4)
المحبة لله سبحانه (رقم: 245).
(5)
في المحبة: عمرو، وهو خطأ، أو تصحيف؟!.
(6)
كتبه المصنف: عبد الحكيم، وهو خطأ.
قوله: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ} [الأعراف: 146] قال: "أمنعُ قلوبَهم من التمتُّع في أمري".
2097 -
وبه
(1)
، قال: حدّثنا أبو حَفْص عُمَر بن محمد بن الحَكَم النسائي، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: دخلتُ على أبي سليمان الداراني يومًا وهو يبكي، فقلتُ له: ما يُبكيكَ؟ فقال لي: "يا أحمدُ إنّه إذا جنَّ الليلُ على أهل المحبّة افترشوا أقدامَهم ودموعُهم تجري على خدودهم وقد أشرف الجليلُ عليهم فنادى: يا جبريلُ بعيني من تلذّذ بكلامي واستراح إلى مناجاتي، وإنّي لمُطَّلعٌ عليهم، أسمعُ حنينَهم، وأرى بكاءَهم، فنادِ فيهم يا جبريلُ: ما هذا الجَزَع الذي أراه فيكم؟ هل أَخْبَرَكم عنّي مُخبِرٌ أنّ حبيبًا يعذِبُ أَحِبّاءَه بالنار؟ أم هل يجملُ بي أن أبيت أقوامًا وعند البيات أجدُهم لي وقوفًا، فإذا جنّهم الليلُ يملقوني، فبي حلفتُ لأجعلنَّ هديّتي إيّاهم لو قد وردوا عليّ القيامةَ أن أكشف لهم عن وجهي الكريم أنظرُ إليهم وينظرون إليّ".
2098 -
وبه
(2)
، قال: حدّثني عُمَر بن محمد بن عبد الحَكَمِ، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا إبراهيم بن خال بُنان، عن أبي بكر المُحَلَّمي
(3)
قال: "نِمْتُ في سجودي، فرأيتُه في منامي فسمعتُه يقول: ملائكتي انظروا إلى عبدي، بدنُه في طاعتي، وروحُه عندي، - قال: - فانتبهتُ فقلتُ: أنتِ قرّةُ عيني في نومي وقرّةُ عيني في يقظتي".
قلتُ: من هذا الباب قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: "وجُعلتْ قرّةُ عيني في الصلاة"
(4)
.
(1)
المحبة لله سبحانه (رقم: 257).
(2)
المحبة لله سبحانه (رقم: 259).
(3)
الأنساب (5/ 215).
(4)
في المسند (19/ 305/ رقم: 12293) وسنن النسائي (رقم: 3939) والمستدرك (2/ 161).
2099 -
في الثالث
(1)
من الخِلَعِيّات
(2)
: حديث القاسم بن أبي بَزَّة، عن أبي الطُّفَيْل البَكْري، أنّه سمع عليَّ بنَ أبي طالب يقول - وسأله ابنُ الكَوّاء عن {الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] الآية - قال: "هم كفّارُ مُضَر يومَ بدر"، الحديث، وفيه: قال: فأَخْبِرْني عن ذي القرنين: أنبيًّا كان؟ قال: "كان رجلًا صالحًا أَحَبَّ اللهَ فأَحَبَّه اللهُ، وأَرْضى اللهَ فأَرْضاه اللهُ، ضربه قومُه على قرنه فأحياه اللهُ لجهادهم، ثم ضربوه على قرنه الآخر فأحياه الله لجهادهم، فلذلك سُمّي ذا القرنين".
2100 -
أخبرني محمد بن أحمد بن عُمَر البالِسي، قال: أبنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الواسطي
(3)
، قال: "الصلاةُ مَحَكُّ أهلِ الأحوال، فيها يتميّزُ الخواصُّ من العوامّ، ويصحُّ الفرقُ فيها بين المستمر والبطّال، فالغافلُ تراه ساهيًا لاهيًا بين يَدَيْ ربِّه، تَعْتَوِرُه وساوسُ الشيطان، وهي ميزانٌ لمن دام علمُ نقصانِه ورجحانِه وقربِه وهوانِه، فمن وجد نفسَه فيها لربِّه مُعَظِّمًا ولوجهه الكريم مُبَجِّلًا مكرمًا، إذا قال الله أكبر لا يجدُ في قلبه أكبرَ من الله فيتوسوسَ به، بل تغببُ عنه الأكوانُ
(4)
لشدّة التعظيم، وينازله الحبُّ والحياءُ من الملك الرحيم، ويفهم فيها معاني كلامه، ويحرص على العكوف عليه بقلبه وفؤاده، يلتجئ إليه فيها بسرِّه، وينيب فيها إليه إنابة الخاضع لقهره، فميراثه راجح وبابه مفتوح".
2101 -
في سادس معجم الطبراني الصغير
(5)
، وجامع الترمذي
(6)
، لمجاهد عن جابر بن عبد الله: قال رسول الله:
(1)
هكذا بخط المصنف.
(2)
الفوائد الخلعيات - الجزء الثالث عشر - (ق 127/ أ - ب - نسخة الأزهرية).
(3)
هو المعروف بابن شيخ الحزاميين، توفي سنة 711 هـ.
(4)
انتقلنا إلى هذه الورقة لاتصال الكلام.
(5)
المعجم الصغير (رقم: 596).
(6)
الجامع (رقم: 4). وصححه الألباني.
"مفتاحُ الجنة الصلاةُ، ومفتاح الصلاة الوضوءُ".
2102 -
وفي ثامنه
(1)
، حديثُ أبي سفيان عن جابر: قال رسول الله: "ليس بين العبد وبين الكفر إلا تركُ الصلاة".
وهو في الأول من مشيخة ابن المهتدي بالله
(2)
، لعَمْرو بن دينار عن جابر.
(3)
"ومحبّةُ الله تعالى أنواعٌ ثلاثةٌ:
الأول: واجبٌ لا يتمُّ الدينُ إلا به، وهو قسمان:
الأول: الاستسلامُ لأمره، والميلُ إليه، والانقيادُ لأحكامه التي شَرَعَها، مع الصبر على تنفيذها، والرضا بها، مع انشراح الصدر لها وعدمِ المنازعة والحرج فيها، قال الله تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)} [النساء]، ويبعث على ذلك من الأسباب: مطالعةُ الوَعْد أوّلًا وعِظَمِ شأنه، فبذلك تشتاق القلوبُ إلى الطاعات، ثم مطالعةُ الوعيد وعِظَمِ شأنه، فبه تنزجرُ النفوسُ عن المحرّمات، فبتأمّل الوَعْد والوعيد الموجِبَيْن للرجاء والخوف يسهلُ على النفوس الانقيادُ إلى الله، ويميلُ بالرغبة والرهبة إليه، وبذلك تحملُ النفوسُ أثقالَ الطاعة وتُصرّ عليها، وتصيرُ مطمئنّةً راضيةً بمشيئة الله".
2103 -
قال إسحاق بن راهويه: أبنا وكيع، عن الربيع، عن الحسن قال: قال رسول الله:
(1)
المعجم الصغير (رقم: 799).
(2)
الأول من المشيخة (ق 174/ ب).
(3)
من هنا تتمة كلام ابن شيخ الحزاميين السابق.
"ما اجتمع الرجاءُ والخوفُ في قلب عبدٍ مؤمنٍ عند الموت، إلا أعطاه الله أفضلَ مما يرجو، وصرفَ عنه شرَّ ما يخاف"
(1)
.
(2)
"القسمُ الثاني من المحبّة المفترَضَة: محبّةُ الله لنعمه وآلائه الظاهرة والباطنة، قال تعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]، فمعرفةُ المُنعِمِ بنعمِه والمحبّةُ له وشكرُه عليها واجبٌ، وجحودُ ذلك أصلُ الكفر والنفاق".
2104 -
قلتُ: قال يحيى بن معين: ثنا هشام بن يوسف القاضي، عن عبد الله بن سليمان النَّوْفَلي، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله:
"أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكم به من نِعَمِه، وأَحِبُّوني لحُبِّ الله، وأَحِبُّوا أهلَ بيتي لحُبِّي".
قلتُ: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، أنا ابن البخاري، أبنا الكِنْدي، أنا أبو القاسم بن يوسف. وأبنا ابن عبد الجبار، أنا محمود بن أحمد، أنا أحمد بن سَلْمان، أنا أحمد بن علي الدلّال؛ قالا: أبنا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو الحسن الحربي، ثنا أحمد بن عبد الجبار، نا يحيى بن معين، بهذا الحديث
(3)
.
(1)
إسناده مرسل.
(2)
فقرة أخرى من كلام ابن شيخ الحزاميين.
(3)
الرواية من الأول من مشيخة أبي الحسين بن المهتدي بالله (ق 170 ب)، وهو أول حديث فيها. وفيه عبد الله بن سليمان النوفلي. قال في التقريب:"مقبول"، وقد تفرد بهذا الحديث. وأخرجه الترمذي (رقم: 3789) عن أبي داود، والحاكم (3/ 149 - 150) لصالح بن محمد جزرة، كلاهما عن ابن معين. وقال الترمذي:"حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه"، وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وأقرّه الذهبي.
(1)
"فالقسمُ الأول من المحبّة المفترَضَة يطلعُ من مطالع الإلهية، والثاني منها يطلعُ من مطالع الربوبية، فالإله هو المعبود والمألوه، الذي تعرّف إلى عباده فأَلِهَتْه القلوب وعبَدَتْه، والربُّ الذي يربّي
(2)
العالمين ويقومُ بهم ويَغْذُوهم بنِعَمِه وآلائه، ويتعرّفُ إليهم بأصناف نِعَمِه في ظواهرهم وبواطنهم، فمن عرف ربَّه بالقسم الأول فأطاعه وأناب إليه وأَحَبَّه، ثم عرف ربَّه بالقسم الثاني فشكرَه وأَحَبَّه واعترف له بنِعَمِه، تمّت المحبّةُ الواجبةُ في حقّه، وكَمُلَ له نوعُها بحسبه.
والأسبابُ المسهِّلةُ لطريق هذا القسم من محبّة الآلاء والنَّعْماء: التفكّرُ في مبادئ النِّعْمَة وأصولها، وسَرَيانُ النظرِ والاعتبارِ في الصُّنْعِ والصَّنْعةِ والصانع، ومَن صفا سرُّه وسَرَتْ أفكارُه في مبادئ الحكمة وتراتيبها وأصول النِّعَم ومبادئها، وقع في بحر زاخرٍ تياره بعيد قراره، فسَرَى في علم أفعال الله بعد سَرَيانِه في علم أوامر الله، فصار عارفًا مُحِبًّا في طريق الأوامر، وعارفًا مُحِبًّا في طريق الأفعال، قال تعالى:{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} [الأعراف: 185]، وقال:{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ} [الشورى: 29]، وقال:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53]، وتعديد نعمه علينا في السورتين المتتابعتين الطامّة والصاخّة قوله:{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)} إلى قوله: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)} [النازعات]، وقوله:{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)} إلى قوله: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)} [النازعات].
النوع الثاني: الحُبُّ المؤكَّدُ الذي به يظهر سلطانُ الإيمان ويعلو في القلب شُعاعُه وترسخُ قواعدُه وآثارُه، وهي مَحَبّةُ الصفات المستلزمةِ لمحبّة
(1)
فقرة أخرى من كلام ابن شيخ الحزاميين.
(2)
كتبها المصنف: (يرب).
الذات، فمُحِبُّ الصفات هو مُحِبُّ الذات لكن بواسطة الصفة، وفي الذات تستقرُّ المحبّةُ وإليها ترجعُ، والسببُ الموجبُ لها سطوعُ أنوارها في القلب وقوّةُ إشراقها على الروح والسرّ، بمثابة شُعاع الشمس إذا أبهرَ البصرَ ووصلت حرارتُه إليه، وذلك في القلب المُصَفَّى من كَدَر الذنوب الشاربِ من كأسها بيد المحبوب.
ولهذه المحبّة الخاصّة أسبابٌ تُسَهِّلُ طُرُقَها، منها: تحقيقُ العلوم والأعمال، وصِحّةُ العقائد في الأسماء والصفات خصوصًا، وفي غير ذلك من العقائد عمومًا، فإنّ العقائد أصولُ المشاهد، والمشاهد أصولُ المقاعد، فمَن صحّ اعتقادُه صحّ مشهدُه، ومَن صحّ مشهدُه كان في مقام الصدق مقعدُه، ومَن فسد مُعتقدُه فسد مشهدُه وانحطّ إلى الدركات مقعدُه، أولها: صفةُ العلوّ والفوقيّة، فلْيُؤمنْ بها ويُثْبِتْها لله على الحقيقة اللائقة به، فمَنْ صحّ بهذه الصفة إيمانُه توجّه بقلبه إلى ربِّه في صلواته وعبادته، وصار لقلبه قِبْلةً بعد أن كان ضائعًا لا يعرفُ وِجْهَتَه، هذا أصلُ المعرفة الخاصّة والمحبّةِ الخاصّة، وما جَهِل ذلك امرؤٌ وأَعْرَض عنه إلا لِقُصُورٍ في علمه أو لِقُصُورٍ في صحّة قصدِه وقِلّة نفوذه.
واعلمْ أن آثارَ الصفات المقدَّسَة متنوِّعةٌ، كلٌّ يَلوحُ بقلبه على قدر ما كُشف له من حجابِها.
فأولُ الصفات تبدو لقلوب العارفين صفةُ العلوّ، يتعرّفُ سبحانه إلى قلوبهم بها، فإذا لاحتْ تضاءل العبدُ خاضعًا نازلًا إلى التُّخوم تواضعًا للعليّ بذاته وصفاته فوق الممالك للحيّ القيوم.
ومنهم مَن تُنازلُه صفةُ الكلام، وهم أهلُ العلم بآياته والخشيةِ له والفهمِ عنه، وللكلام سرابٌ من المحبّة عجيب، فهو سيّدُ المعارف ومفتاحُها بعد صفة العلوّ؛ لأنّ صفةَ العلوّ اقتضت الإثباتَ وتوجّهت القلوبُ إليه وأَصْغتْ
بأسماعها إليه، فسمعت بعد ذلك كلامَه وفهمتْ عنه، فلاح لهم فيه تجلّياتُ الجمال والجلال والعظمة والكمال، ظهر الموصوفُ لقلوبهم من الكلام، تارةً بوَعْده وتارةً بوعيده، وتارةً بقَهْره وتارةً بلُطْفِه، وتارةً برحمته وتارةً بتهديده وشدّة بَطْشه، فدارت عليهم الكاسات، وتنوّعت لديهم الأشربةُ الموجبةُ للحُبِّ والتعظيم لاختلاف الصفات، فكلُّ صفةٍ اقتضت ذَوْقًا، وكل ذَوْقٍ اقتضى حُبًّا.
وتجلّياتُ الصفات في القرآن لا يُحاطُ بها، وكلٌّ يلوحُ على قدر فهمه منه.
ومَن خَتَمت الشهواتُ على قلبه لا يتجاوز صورةَ الكلام إلى معناه، ولا تخرق من رسمه إلى غايته ومنتهاه، {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)} [النجم]، وغاية ما يؤول إليه أمرُه أن يُسري أفكاره في علةِ المرفوع وعاملِ المنصوب، والإعجازِ في الفصاحة والبيان كما هو غاية مسمى إقدام من حول الرسوم، ولم يَطْعَمْ كيفيةَ الفهوم، إنما الفهمُ عن الله في القرآن والعلمُ به أدنى مرتبة أحوال القوم فيه أن تَغِيب قلوبُهم في المعاني وتَتَعدّى بها كما تتعدّى نفوسُ أهل الوسوسة بالوسواس، فتصيرُ المعاني عِوَضًا عن حديث النفس، تنوبُ في القلب عن جميع الوسواس، وتبقى الروحُ مجرّدةً تُنازلها أحوالُ العظمة والكبرياء والجلال والجمال والبهاء.
ومنهم من تُنازلُه صفةُ العلم الملازمةُ لصفة الحياة، وإن كانت جميع الصفات تلزمُ منها صفةُ الحياة لكن قد لا يشعر القلبُ بها، وهذه صفةٌ عظيمة إذا ذاقت القلوب شرابَها استولى عليها الحياءُ والشعورُ بعلمه سبحانه، قال تعالى:{يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [البقرة: 77]، وقال:{وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)} [الملك]، فإذا استولى على القلوب الحياءُ من الشعور بعلم الله الواسع المحيط خَشَع القلبُ لذلك وتضاءَل وخَنَسَ الوسواسُ، كما قال تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا
تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} [طه: 108]، هذا بحكم ما ظهر للعيان خشعت الأصوات، فلذلك القلوبُ إذا عاينت أمرًا عظيمًا من الغيب خشعتْ له بأفكارها ووسواسها، فلا تسمعُ في القلوب والأفئدة إلا همسا، خشعت للصفة المحيطة بالمخلوقات، وصمتت عن كل فكرةٍ غير مرضيّةٍ وتباعدت عنها، كلٌّ همُّه دينُه لاستيلاء صفة العلم على الأسرار، ثم تربطه هذه الصفة المقدَّسة بروح المحبّة والأنس، فتغيب عن أثر الصفة بمحبّة الموصوف.
ومنهم من تُنازله صفتا السمع والبصر، فحالهما يقرِّب من صفة العلم، لكن لكل صفة خصوصية على الاستقلال إذا انفردت وظهر الموصوف إلى العارف منها، ثم تحد به الصفات إلى الموصوف فتغيبُ به عن أثر الصفة.
ومنهم من تُنازله صفة الإرادة، فتمحي عنه كلَّ إرادةٍ غير مشروعة، ويبقى حين ملاحظة هذه الصفة عبدًا لله تاركًا للاختيار لما بدت له إرادةُ بارئه لتكوين الأشياء وتصريفها على مقتضى مشيئته، بقدرته النافذة، على سنن حكمته المتقنة، محا ذلك عن العبد رعونات بشريته، وغاب عن تدبيره بتدبير مولاه، وعن إرادته بإرادته، فلا يريد إلا ما أمره به شرعًا، لأنه مأمور بإرادته ذلك، فلا إرادة له إلا بالله، ويفنى منه عن ذلك، وتبقى فيه عند الفناء لطيفة علميّة يترتّب عليها الأمرُ والنهي، وخصوصيّة هذه الصفة رَوْح الاستسلام وطيب القلب ما أرضى بالحذور لم تخدمه إلى محبّة الموصوف، فربما شغله ذلك عن آثار الصفة في حالة الخدمة، فإذا أفاق رجع إلى مرتبته وعبوديته.
ومنهم من تُنازله صفة القيّوميّة، ويشهد القيّوم سبحانه قائمًا بكل شيء، ويرى الأشياء مواتًا لا تتحرّك بأنفسها دومًا وحالًا لا نظرًا وعلمًا، ففي الذائقين لهذا المشهد من يغلط فيغيب بالأحكام القدرية عن الأحكام الشرعية لظهور القيّوميّة فيها، ففيهم من ينحل إذا رأى الأشياء إنما قيامُها بالله، فيرى الأشياء المحرّمة والمباحة كلّها مرضيّة لأنها صدرت من عين واحدة، والمحقِّقون لعلوم الشريعة وأعمالها لا يغيبون بأحد الذوقين عن
الآخر، يشهدون أمر الله وهو ما شرعه صفةً قائمةً بالله، ويشهدون قيّوميّة الله وقدره الساري في الأكوان صفةً قائمةً بالله، فيجمعون بينهما ولا يغيبون بأحدهما عن الآخر؛ لأن من غاب بالأمر عن القدر إنما وقع في الشرك، وقد أدّب الله نبيَّه في قوله تعالى:{فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)} [الأنعام]، وقال تعالى:{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} [الشعراء]، ومن غاب بالقدر عن الأمر تزندق واستحسن القبيح، ومن جمع بين الأمر والقدر استقام توحيدُه وزكتْ أعمالُه، ولذلك تحد بهم هذه الصفة إلى الموصوف.
النوع الثالث: وهو المقصد الأقصى من المحبّة، وهذا نصيب الأفراد الصديقين أهل مشهد الفردانية وعظمة الوحدانية، سقوا شراب الديمومية، وأشرق عليهم الجلال الداني والجمال الأحدي، وهذا المشهد هو الجامع لجميع الأسماء والصفات، فهي محبّةٌ خاصّة لخصوص من أهل القرب وإفراد من رؤساء القوم، فهم يرتقون من حجب الأنوار والصفات المذكورة على حقائق الأشياء، فإن كل اسم أو صفة من الصفات الفعليّة أو الذاتيّة إذا ذاقها العارف وجد لها كمالًا خاصًّا، بحسب ما يذوقه ويبدو له، وأما الجلال الذاتي والجمال الأحدي ذوقه رتبة خاصّة للخصوص، فجميع ما ذُكر وإن كان من أعلى المقامات وأسناها فإنها بألسنته إلى هذا المشهد حجب نورانيّة، لأنها مشاهد قلبيّة، والقلوب لا تتجاوز الصفات، وأما هؤلاء فلا يمكن العبارة عن حقيقة أحوالهم إلا بتقريبٍ. القوم نصفوا أولًا بالتوبة، ثم بالطاعة والمحاسبة، فرَقَوْا من ذلك إلى ميدان الفكرة، فوصلوا إلى محبّة الآلاء والنعماء، ولاح لهم من تدبير الله ما هيّجَ إليه أشواقَهم، وحقّقوا في هذا المقام الشكرَ والرضا، ثم تَرَقَّوْا عنه بمعونة الله ومشيئته إلى أذواق الصفات فشربوا منها كؤوسًا هنيّة زكت بها أعمالُهم وصفت أسرارُهم، فاستعدّوا بذلك الصفاء والتزكية للقرب الخاص فاختطفوا من نفوسِهم
وقلوبِهم، لأنه نفوسَهم جمدت على قلوبِهم، وقلوبَهم اضمحلّت على أرواحهم، فصاروا روحانيّين، فحلّت عليهم صفة الروح بشهود الملائكة من بعض الوجوه لتجنّس كثيفهم السفلي بروحهم العلوي، فصار الحكم للروح والروحُ وَلّاجةٌ طَيّارةٌ تَلِجُ عالمَ الملكوت وتكافح بصريح الغيوب، فلما قصدوا إلى هذه الغاية طِير بأرواحهم إلى مقاعد الصدق ومواطن القرب، فهاموا بمحبّة الذات، وخُصُّوا بمشهد الفردانية، وهذا النوع من المحبّة هو محبّة السابقين المقرَّبين الذين جذبتهم العناية، وهذه الجذبة لا مدخل للكسب فيها لأنها اصطناع محض ومحبّة خاصّة، وهي التي فيها السكرات، وعنها يكون الصحو على لسان القوم، وفيها يكون كمال الكشف الروحي، وجميع ما ذُكر غيب يُشهد بالقلوب أولًا ثم بالأرواح ثانيا، فأما مشهد الحس بالعين الظاهرة فهو ممتنع في هذه الدار، وموطنه الجنة في دار القرار، وهذا أنهى ما يجده المحبون وينتهي إليه العارفون، ومن خواصّ المتحقِّقين بذلك الخروج من رقّ الحال للتمكّن فيه، فيصير أحدُهم بربه لا بحاله، بخلاف أهل الصفات فإنهم مقتدون بأحوالهم، تتصرّف فيهم ولا يتصرّفون فيها، وهؤلاء تصرّفوا في أحوالهم تفرّقوا في العلوم والأعمال، وهم مجموعون بربهم، وهم أهل بسط وتمكّن، والأولون أهل قبض وجمعيّة وهذه رقيقة من حال النبوّة، فإنهم كانوا يباشرون الأعمال الشاقّة المفرّقة وهم مجموعون بربهم، ويؤثرون الأشياء والنفوس يغلبونها ولا تغلبهم، فهؤلاء سادات أهل الخصوص خُصُّوا بأعلى مقامات المحبّة"
(1)
.
2105 -
قال بِشْر بن السَّرِيّ: "ليس من أعلام الحُبّ أن تُحِبَّ ما يُبغِضُ حبيبَك"، رواه ابن عَدِيْ
(2)
.
(1)
هنا نهاية كلام ابن شيخ الحزاميين.
(2)
الكامل في الضعفاء (2/ 17).
2106 -
وروى ابن عَدِيّ
(1)
، لحُمَيْد بن أبي حُمَيْد - وهو: حُمَيْد بن أبي سُوَيْد -
(2)
عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هُرَيْرَة عن النبي:
"أقربُ ما يكونُ العبدُ إلى الله وأَحَبُّه إليه ما كان جبهتُه في الأرض ساجدًا"
(3)
.
2107 -
عن يحيى بن معاذ الرازي: "على قدر حُبِّك الله يُحِبُّك الخَلْق، وعلى قدر خوفك من الله يهابُك الخَلْق، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخَلْق"، رواه السُّلَمي في طبقات الصوفية
(4)
.
2108 -
حديث: "ولا شخص أَحَبُّ إليه العذرُ من الله": يأتي في باب الغيرة.
2109 -
وفي كتاب أبي عُبَيْدَة مَعْمَر بن المُثَنَّى في المُتَشَوِّفين: هاجر نابِغَةُ بني جَعْدَة - واسمُه: قَيْس بن عبد الله - فقال لامرأته:
شطت نوى من يحل النهر والجبلا
…
من أصبهان ومن حُمَّت له عمل
يا بنت عمي كتاب الله أخرجني
…
عنكم فهل أمنعنّ الله ما فعل
هل كنتُ أعرجَ أو أعمى فيعذُرَني
…
أو ضارِعًا من ضنًى لم يستطع حوَل
فإن رجعتُ فرب الناس يعذرني
…
وإن هلكتُ فعِفِّي وابتغي بدلا
قلتُ: هذا من أَحْمَدِ الشعر وأَجْوَدِه.
2110 -
قال إسحاق بن راهويه
(5)
: أخبرنا بَقِيّة بن الوليد، ثنا محمد بن زياد الأَلْهاني، عن أبي عِنَبَة الخَوْلاني يرفعه قال:
(1)
الكامل (2/ 274).
(2)
قال في التقريب: "مجهول".
(3)
أخرجه مسلم (رقم: 482) لأبي صالح عن أبي هريرة، بنحوه.
(4)
طبقات الصوفية (ص 101).
(5)
ومن طريقه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 19/ رقم: 840).
"إنّ لله عز وجل آنيةً من أهل الأرض، وآنيةُ ربّكم عز وجل قلوبُ عباده الصالحين، فأَحَبُّها إليه أَلْيَنُها وأَرَقُّها"
(1)
.
2111 -
وقال: أبنا بَقِيّة، قال: وحدثني محمد بن زياد الأَلْهاني، عن أبي عِنَبَة أنه سمع رجلًا من أصحاب النبي يدعو بهذه الكلمات:
"اللَّهم إني أسألُك الهُدى والتُّقى والعفافَ والغِنى والعملَ بما تُحِبُّ وتَرْضى"
(2)
.
2112 -
وقال: أبنا النَّضْر - هو: ابنُ شُمَيْل -، ثنا أبو فَضالة، عن لُقْمان بن عامر، عن أبي أُمامة قال:
"كان فيما أَخَذَ الله عز وجل على آدم عليه السلام أخرجَه من الجنة: أَيْ عبدي لا تُشْرِكْ بي شيئًا، وأَحْبِبْني وأَحْبِبْ إليّ، واحفظْ ما بين رجليك، فإنّك إذا فعلتَ ذلك كنتَ في النِّعْمة واللذّة والسرور وقُرّة العين بعد الموت"
(3)
.
2113 -
وقال: أبنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا حَيْوَة بن شُرَيْح، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: حدّثني أبو عِمْران التُّجِيبي، أنه سمع عُقْبة بن عامر الجُهَني يقول: تعلّقتُ بقَدَم رسول الله فقلت: يا رسول الله أقرأُ من سورة هود ويونس - أم يوسف، شكّ المقرئ -؟ فقال رسول الله:
(1)
إسناده حسن لأجل بقية فهو صدوق كما في التقريب، ولا يُخشى هنا من تدليسه فقد صرح بالتحديث. وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 19/ رقم: 840) عن الفريابي عن إسحاق. وجوّده الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (2/ 154)، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (4/ 263).
(2)
إسناده حسن وأخرجه البيهقي في الدعوات (1/ 284/ رقم: 198)، لابن أبي السري عن بقية.
(3)
إسناده ضعيف لأجل أبي فضالة: اسمه: فرج بن فضالة، وهو ضعيف كما في التقريب.
"يا عُقْبَة بن عامر، إنّك لن تقرأَ بشيءٍ أَحَبّ إلى الله ولا أَبْلَغ عنده من قل أعوذ برب الفلق".
قال يزيد: فكان أبو عِمْران لا يدَعُها، كان لا يزالُ يقرؤُها في صلاة المغرب
(1)
.
2114 -
وقال: أبنا المُلائي، حدثني المسعودي، عن عَمْرو بن مُرّة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير الزُّبَيْدي، عن عبد الله بن عَمْرو: عن رسول الله أنه قال:
"أيُّها الناس، اتّقوا الظُّلْمَ فإنّ الظُّلْم هو الظُّلُماتُ يومَ القيامة، واتّقوا الفُحْشَ فإنّ الله لا يُحِبُّ الفُحْشَ والتفَحُّشَ، واتّقوا الله وإيّاكم والشُّحّ فإنّه أَهْلَك مَنْ كان قبلكم، أمَرَهم بالظُّلْم فظَلَموا وأَمَرَهم بالقطيعة فقَطَعوا وأمَرَهم بالفُجُور ففَجَروا"،
فسأله هو أو غيره: أيّ الإسلام أَفْضَل؟ قال:
"أنْ يَسْلَمَ المسلمون من لسانك ويدك"،
فسأله هو أو غيره: أيّ الهجرة أَفْضَل؟ قال:
"أَنْ تهجُرَ ما كرهَ ربُّك، وهما هجرتان: هجرةُ الحاضر، وهجرةُ البادي، فأما البادي فتُطيعُ إذا أَمَرَك وتُجيبُ إذا دعا، وأما هجرةُ الحاضر فهي أعظمُهما أجرًا وأَشَدُّهما بَلِيّةً"
(2)
.
(1)
إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وأخرجه الإمام أحمد (28/ 634 - 635/ رقم: 17418) عن القرئ. وله طرق عن يزيد بن أبي حبيب.
(2)
إسناده حسن، رجاله ثقات، غير المسعودي هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، قال في التقريب:"صدوق، اختلط قبل موته، وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط"، والملائي - وهو: أبو نعيم الفضل بن دكين - ممن سمع منه قبل الاختلاط كما نص على ذلك الإمام أحمد كما في تهذيب الكمال (17/ 222 - 223). وقد توبع المسعودي عن عمرو بن مرة، كما سيذكر ذلك المصنف. والحديث أخرجه في المسند (11/ 398 - 399/ رقم: 6792)، عن وكيع عن المسعودي.
ورواه إسحاق أيضًا، عن وَهْب بن جرير بن حازم عن شُعْبَة عن عَمْرو بن مُرّة
(1)
.
ورواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي
(2)
.
وذُكر الفُحْشُ والتَّفَحُّشُ منه في الكرم والجود لأبي الشيخ البُرْجُلاني
(3)
.
2115 -
في الكامل
(4)
، من حديث مُجّاعة بن ثابت، عن ابن لَهِيعة، عن أبي قَبِيل، عن عبد الله بن عَمْرو رفَعَه:
"إنّ الله يُحِبُّ مَنْ يُحِبُّ التمر".
قال ابن عَدِيّ: هذا الحديث أُتِيَ فيه من مُجّاعة لا من ابن لَهيعَة
(5)
.
2116 -
ورَوَى
(6)
، عن ابن عباس رفَعَه:
"ثلاثةٌ مَنْ كُنّ فيه آواه الله في كَنَفِه ونَثَرَ عليه رحمتَه وأدخلَه في محبّته"،
قالوا: مَنْ ذا يا رسولَ الله؟ قال:
"مَن إذا أُعْطِيَ شكرَ، وإذا قال غَفَر، وإذا غَضِب فَتَر".
في ترجمة مُطَرِّف أبي مُصْعَب المَديني.
(1)
وأخرجه الإمام أحمد (11/ 428 - 429/ رقم: 6837) عن محمد بن جعفر غندر، وابن حبان (11/ 579/ رقم: 5176) لابن أبي عدي وأبي داود، كلاهما عن شعبة.
(2)
رواه الإمام أحمد (11/ 428 - 429/ رقم: 6837) عن محمد بن جعفر غندر، وأبو داود (1700) عن حفص بن عمر، والنسائي (رقم: 4165) لمحمد بن جعفر غندر، كلاهما عن شعبة. واقتصر أبو داود على ذكر الفحش والتفحش، واقتصر النسائي على ذكر الهجرة.
(3)
الكرم والجود وسخاء النفوس (رقم: 21). رواه لأبي الأحوص عن عبد الله بن الحارث.
(4)
الكامل في الضعفاء (3/ 151).
(5)
مجاعة بن ثابت ذكره الذهبي في المغني في الضعفاء (رقم: 5180) وقال: "ليس بثقة".
(6)
الكامل في الضعفاء (6/ 377).
قولُه تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
2117 -
وقال الشَّعْبي: "ما خُيِّر رجلٌ بين أمرين فاختارَ أَيْسَرَهما إلا كان ذلك أَحَبَّهما إلى الله عز وجل".
2118 -
قال أبو أحمد العَسّال
(1)
: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا العلاء بن موسى، ثنا سوار بن مُصْعَب، عن عبد الحميد، عن الشَّعْبي، عن ابن عباس قال: قال رسول الله:
"إنّ الله يُحِبُّ أن تُقْبَلَ رُخَصُه كما يُحِبُّ أن تُؤْخَذَ عَزائِمُه"
(2)
.
2119 -
وقال: حدثنا عبد الله بن إسحاق المَدائِني
(3)
، ثنا محمد بن عبد الجبّار الواسطي، حدثني عبد الوهاب بن عيسى الغَسَّاني، ثنا النَّضْر الخَزّاز، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله:
"إنّ الله يُحِبُّ أن تُقْبَلَ رُخَصُه كما يُحِبُّ أن يُعْمَلَ بعزائمه"
(4)
.
2120 -
وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد
(5)
، ثنا الحسين بن محمد الذارع، ثنا حُصَيْن بن نُمَيْر، عن هشام بن حَسّان، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله:
(1)
هو: محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني، توفي سنة 282 هـ، وكان صاحب تصانيف كثيرة. السير (16/ 6 - 15).
(2)
إسناده ضعيف جدًّا لأجل سوار بن مصعب، قال ابن معين:"ليس بشيء"، وقال البخاري:"منكر الحديث"، وقال النسائي وغيره:"تروك"، انظر: الميزان (2/ 246). والحديث في جزء أبي الجهم العلاء بن موسى الباهلي (رقم: 99).
(3)
كتب المصنف بحذائه في الحاشية: (في نسختي: عبد الله الخياط الواسطي). ووفاة المدائني سنة 311 هـ.
(4)
إسناده ضعيف جدًّا لأجل النضر الخزاز: قال في التقريب: "متروك".
(5)
هو: عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان.
"إنّ الله يُحِبُّ أن تُؤْتى رُخَصُه كما يُحِبُّ أن تُؤْتى عزائمُه"
(1)
.
2121 -
وقال: حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا عبد الله بن شَبِيب، حدثني ابنُ أبي أُوَيْس، حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة، عن داود بن الحُصَيْن، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس: عن النبي قال:
"إنّ الله يُحِبُّ أن تُؤْتى رُخَصُه كما يكرهُ أن تُؤْتى معاصيه"
(2)
.
2122 -
وقال: حدثنا محمد بن أحمد بن هلال، ثنا الحسين بن علي بن الأسْوَد، ثنا عَمْرو بن محمد العَنْقَزي، ثنا سفيان الزيّات، عن هود بن عطاء، عن ابن أخي أنس بن مالك، قال: رأى أن بن مالك قومًا يتثقّلون في السفر فقال أنس: سمع أذناي من رسول الله وإلّا صُمّتا يقول:
"إنّ الله يُحِبُّ أن تُؤْتى رُخَصُه كما يُحِبُّ أن تُؤْتى فرائضُه"
(3)
.
2123 -
وقال: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو كُرَيْب، ثنا قَبِيصة، ثنا سفيان، عن أبيه قال: ذكرتُ لعبد الرحمن الرحّال حديثَ سَلَمَة
(4)
عن ابن عُمَر عن النبي قال:
"إنّ الله يُحِبُّ أن تُؤْتى مَياسِرُه كما يُحِبُّ أن تُؤْتى عَزائمُه"،
قال عبد الرحمن الرحّال: قال ابنُ عباس: "إنّ الله يُحِبُّ أن تُؤْتى رُخَصُه كما يُحِبُّ أن يُؤْتى حَدُّه"
(5)
.
(1)
إسناده صحيح. وأخرجه ابن حبان (2/ 69/ رقم: 354) عن شيخ العسال.
(2)
إسناده ضعيف؛ فإن داود بن الحصين ضعيف الحديث في روايته عن عكرمة.
(3)
إسناده ضعيف لأجل هود بن عطاء، ترجمه ابن حبان في المجروحين (3/ 96) وقال:"لا يحتج به، منكر الرواية على قلتها"، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء (رقم: 6771). لكن الحديث صحيح بالشواهد.
(4)
في مصنف ابن أبي شيبة - كما سيأتي -: (تميم بن سلمة).
(5)
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 476 - 477/ رقم: 27003، 27004).
2124 -
وقال: حدثنا موسى بن أبي موسى الخَطْمي، ثنا أبي، حدثني سعد بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، حدثني أخي عبد الله، عن جدّه، عن أبي هُرَيْرَة: عن النبي قال:
"إنّ الله يُحِبُّ أن يُعْمَلَ برُخَصِه كما يُعْمَلُ بسُنَنِه وفرائضه"
(1)
.
2125 -
وقال: حدثنا أحمد بن محمد العامِري، ثنا أبو عبد الرحمن الآذَرْمي
(2)
، ثنا زَيْد بن الحُباب، ثنا عُمَر بن عبد الله بن أبي خَثْعَم، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة: عن النبي:
"إنّ الله يُحِبُّ أن يُعْمَلَ برُخَصِه كما يُحِبُّ أن يُؤْخَذَ بعزيمته"
(3)
.
2126 -
وقال: حدثنا حاجِب بن أَرْكين، ثنا إسحاق بن سَيّار، ثنا عَمْرو بن عاصم، عن حَفْص بن غِياث، عن الأَعْمَش، عن أبي الضُّحَى، عن مَسْرُوق، عن عائشة قالت: قال رسول الله:
"إن الله يُحِبُّ أن تُؤْتَى رُخَصُه كما يُحِبُّ أن تُؤْتَى عزائِمُه"
(4)
.
2127 -
وقال: حدثنا حاجِب، ثنا سليمان بن يحيى بن سَيْف، ثنا جعفر بن عَوْن، عن أبي العَنْبَس، عن عَمرو بن مُرَّة، عن أبي عُبَيْدَة، عن ابن مسعود عن النبي نحوه
(5)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، فيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري: قال في التقريب: "متروك"، وقال في أخيه سعد:"لين الحديث". وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 354) لإسحاق بن موسى الأنصاري عن سعد.
(2)
الأنساب (1/ 61).
(3)
إسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله بن أبي خثعم كما في التقريب. وكتب المصنف في الحاشية بحذاء الحديث: "رواه ابن عَدِيّ". وهو في الكامل (5/ 64) في ترجمة عمرو بن عبد الله بن أبي خثعم.
(4)
إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
(5)
إسناده حسن، وأبو العنبس هو: عمرو بن مروان النخعي.
ورواه ابنُ عَدِيّ
(1)
، من طريق مُصْعَب بن سعيد عن مِسْكين بن بُكَيْر عن شُعْبَة عن الحَكَم عن إبراهيم عن عَلْقَمَة عن عبد الله.
وهو من حديث محمد بن عبد الله الأنصاري عن شُعْبَة، في رابع معجم ابن جُمَيْع
(2)
.
2128 -
وقال أبو أحمد العَسّال: حدثنا إسحاق بن محمد، ثنا أبو أُمَيَّة، ثنا حَفْص بن عبد الله الحُلْواني، ثنا عُمَر بن عُبَيْد البصري - وكان يبيع الخُمُرَ بمكّة -، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله:
"إنّ الله يُحِبُّ أن يُؤْخَذَ برُخَصِه كما يُؤْخَذُ بعزائِمِه"،
قلت: يا رسول الله وما عزائِمُه؟ قال:
"فرائضُه"
(3)
.
2129 -
وروى ابن عَدِيّ في كامله
(4)
، للحَكَم بن عبد الله الأَيْلي عن القاسم عن عائشة: أن رسول الله قال: "إنّ الله يُحِبُّ أن يُعْمَلَ برُخَصِه كما يُحِبُّ أن يُعْمَلَ بفرائضِه".
ولعُمَر بن عُبَيْد البصري بيّاعِ الخُمُر عن هشام
(5)
.
(1)
الكامل في الضعفاء (6/ 364). وإسناده ضعيف لأجل مصعب بن سعيد، قال ابن عدي:"يحدّث عن الثقات بالمناكير ويصحّف عليهم".
(2)
معجم الشيوخ (ص 386).
(3)
إسناده ضعيف، عمر بن عبيد ضعّفه أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل (6/ 123).
(4)
الكامل في الضعفاء (2/ 203). وإسناده ضعيف لأجل الحكم بن عبد الله الأيلي، وهو مترجم في الميزان (1/ 572) بكلام فيه يدل على ضعفه الشديد.
(5)
الكامل في الضعفاء (5/ 63).
ورواه الطبراني
(1)
، من حديث عبد الله بن يزيد بن آدم عن أبي الدَّرْداء وواثِلَة بن الأَسْقَع وأبي أُمامة وأنس بن مالك عن رسول الله، ولفظُه:"إنّ الله يُحِبُّ أن تُقْبَلَ رُخَصُه كما يُحِبُّ العبدُ مغفرةَ ربِّه عز وجل".
2130 -
وقال أبو أحمد العسّال: حدثنا الحسن بن علي، نا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا عبد الحميد بن بَهْرام، عن شَهْر بن حَوْشَب، قال: حدثني أبو ظَبْيَة، أنّ شُرَحْبيل بن السِّمْط دعا عَمْرو بن عُيَيْنَة السُّلَمي فقال: يا ابن عُيَيْنَة هل أنت مُحَدِّثي حديثًا سمعتَه أنت من رسول الله ليس فيه تزيُّدٌ ولا كذبٌ ولا تحدِّثني عن أحدٍ سمعه منه غيرُك؟ قال: نعم، سمعتُ رسولَ الله يقول:
"إنّ الله عز وجل
(2)
قد حقّت محَبَّتي للذين يتزاورون من أجلي، وحقّت محَبَّتي للذين يتباذلون من أجلي، وقد حقّت محَبَّتي للذين يتناصرون من أجلي"
(3)
.
2131 -
وقال: حدّثنا ابن راشد، ثنا محمد بن مهدي العَطّار، ثنا عَمْرو بن أبي سَلَمَة، ثنا صدقة، عن الوَضِين بن عطاء، عن محفوظ بن عَلْقَمَة، عن ابن عائذ، عن عَمْرو بن عَبَسَة: سمعتُ النبي يقول:
(1)
المعجم الكبير (8/ 153/ رقم: 7661) والأوسط (رقم: 4927). وأعلّه الهيثمي في المجمع (3/ 163) و (7/ 202) بعبد الله بن يزيد بن آدم.
(2)
وضع المصنف هنا علامة تدل على السقط.
(3)
إسناده ضعيف لأجل تفرّد أبي ظبية - وهو: الكلاعي - به، قال في التقريب:"مقبول". وكتب المصنف على الحاشية بحذاء هذا الحديث: (وهو في الأربعين الصوفية لأبي نعيم). قلت: هو فيه (رقم: 30)، لعبد الله بن رجاء عن عبد الحميد بن بهرام. ورواه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 304) عن أحمد بن عبد الله بن يونس. وهو في مسند الإمام أحمد (32/ 183 - 184/ رقم: 19438) لهاشم بن القاسم عن عبد الحميد بن بهرام.
"قال الله: حقَّتْ محَبَّتي"، فذكر نحوه
(1)
.
رواه الطبراني في عاشر معجمه الصغير
(2)
.
2132 -
وقال العَسّال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بشّار، ثنا علي بن خَشْرَم، ثنا عيسى بن يونس، عن عُبَيْد الله بن أبي زياد، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن عبد الرحمن بن أبي غَنْم قال: دخلتُ المسجدَ فوجدتُ قريبًا من ثلاثين من أصحاب النبي كلّهم يحدِّثُ عن رسول الله، وفيهم فتًى حسنُ الوجه مُتَخَشِّعًا
(3)
، فقلتُ: والله إني لأُحِبُّك بجلال الله، قال: سمعتُ رسول الله يقول:
"إنّ الذين يتحابُّون بجلال الله يُظِلُّهم الله تحت عرشه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه"،
فلقيتُ عُبادة فأخبرتُه بذلك فقال: نعم، وخيرٌ من ذلك سمعتُ رسول الله يرويه عن الله:
"إنّ الله يقول: حقَّت مَحَبَّتي للذين يتَحابُّون فيّ، وحَقَّت مَحَبَّتي للذين يتجالسون فيّ، وحَقَّت مَحَبَّتي للذين يتصافون فيّ، وحَقَّت مَحَبَّتي للذين يتباذَلون فيّ، وحَقَّت مَحَبَّتي للذين يتزاورون فيّ"
(4)
.
(1)
إسناده ضعيف، لضعف صدقة - وهو: ابن عبد الله السمين - كما في التقريب، والوضين بن عطاء قال فيه في التقريب. "صدوق سيء الحفظ". وأخرجه البيهقي في الشعب (11/ 313 - 314/ رقم: 8583) لعبد الله بن محمد بن أبي مريم عن عمرو بن أبي سلمة.
(2)
المعجم الصغير (رقم: 1095)، أخرجه لمنبه بن عثمان عن الوضين بن عطاء. وأعلّه الهيثمي في المجمع (3/ 6) بمنبه هذا وقال:"لم أجد من ترجمه".
(3)
وضع المصنف فوق الألف ضبّةً للدلالة على حذفها.
(4)
في إسناده عبيد الله بن أبي زياد وهو: القداح المكي أبو الحصين، قال في التقريب:"ليس بالقوي". وفيه اضطراب شهر بن حوشب في إسناده.
2133 -
وقال: حدثنا الفَضْل بن العباس، ثنا ابن بُكَيْر، ثنا مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن مُعاذ بن جبل قال: سمعتُ رسول الله يقول:
"وَجَبَت مَحَبَّتي للمُتَحابِّين فيّ، والمتجالِسين فيّ، والمُتباذِلين فيّ، والمتزاوِرين فيّ".
اختلف أهلُ العلم في لقاء أبي إدريس معاذَ بنَ جبل وسماعِه منه، ذكر ذلك الخطيب في التفصيل لمبهم المراسيل
(1)
.
وقد رُوِي هذا الحديث عن أبي مسلم الخَوْلاني عن معاذ.
2134 -
في مرسلات ابن جُرَيْج:
"إنّ الله يُحِبُّ أهلَ البيت الخَصيب".
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب قِرى الضيف
(2)
.
2135 -
قال ابن أبي الدنيا في كتاب الهمّ والحُزْن
(3)
: حدثنا الحسن بن مَهْدي البصري، ثنا عبد القدُّوس بن الحَجّاج الحِمْصي، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضُمْرَة بن حبيب، عن أبي الدَّرْداء قال: إنّ رسول الله قال:
"إنّ الله يُحِبُّ كلَّ قلبٍ حزين".
2136 -
وقال العَسّال: حدثنا محمد بن بَكْر السرّاج، ثنا عبد الله بن عُمَر بن أَبان، ثنا المُحارِبي، عن عثمان بن الأسود، عن شهر بن حَوْشَب،
(1)
وانظر: جامع التحصيل في أحكام المراسيل (ص 205 - 206).
(2)
قرى الضيف (رقم: 47).
(3)
الهم والحزن (رقم: 2). وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف كما في التقريب.
عن الصُّنابِحي أو عبد الرحمن بن غَنْم أو شبههما - شكّ عثمان -، عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله يقول:
"إنّ الذين يتحابُّون بجلال الله"، فذكر نحوَ الحديث الأول، وفي الحديث عن عُبادة بن الصامت أيضًا نحوه
(1)
.
2137 -
وقال: حدثنا عَبْدان بن أحمد بن موسى، ثنا أبو بكر بن أبي النضر، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مُهاجِر، قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد، عن قَيْس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله: أنّ نبيّ الله قال:
"إنّ الله ليُعطي على الرِّفْقِ ما لا يُعطي على العُنفِ، وإذا أَحَبَّ الله عبدًا أعطاه الرِّفْقَ، وما من أهل بيتٍ يُحْرَمون الرِّفْقَ إلا قد حُرِموا الخيرَ"
(2)
.
2138 -
وقال: حدثنا عَبْدان بن أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن حفص الأُبُلِّي، ثنا أبو بكر بن عَيّاش، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله:
"إنّ الله رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي على الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي على العُنْفِ"
(3)
.
(1)
فيه أيضًا الاضطراب عن شهر بن حوشب في إسناده.
وكتب المصنّف في الحاشية بحذاء هذا النص: هو من حديث أبي بَحْرِيَّة عن معاذ في جزء من أمالي ابن السَّمَّاك والخُلْدي والطَّسْتي، وفيه حديثٌ ضعيف: قال للعباس: "يا عمّ ومن أَحَبَّني فقد أَحَبَّه الله".
(2)
إسناده ضعيف، لضعف إسماعبل بن إبراهيم بن مهاجر كما في التقريب. وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 306/ رقم: 2274) لخلف بن تميم عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر. والحديث صحيح أصله في صحيح مسلم (رقم: 2592) وغيره من حديث جرير رضي الله عنه بلفظ: "من يحرم الرفق يحرم الخير".
(3)
إسناده حسن، رجاله ثقات غير إسماعيل بن حفص الأبلي فهو صدوق. وأخرجه ابن حبان (2/ 309/ رقم: 549) عن عبدان. وأخرجه ابن ماجه (رقم: 3688) عن إسماعيل بن حفص.
2139 -
وقال: حدثنا محمد بن جرير، حدثني أحمد بن شَيْبان الرَّمْلي، ثنا عبد المجيد بن أبي رَوّاد، عن ابن جُرَيْج، عن زياد بن سَعْد، عمّن حدّثَه عن خالد بن مَعْدان، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله:
"إنّ الله رفيقٌ يُحِبُّ كلَّ رفيقٍ، ويُعينُ عليه ويرضاه، ولا يُعين على العُنف"
(1)
.
2140 -
وقال العَسّال: حدثنا عبد الله بن محمد بن الخليل، ثنا أبو يحيى محمد بن سعيد الضرير، ثنا مُعَلَّى بن منصور، ثنا أبو أُوَيْس، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر قال: قال رسول الله:
"إنّ الله إذا أَحَبَّ أهلَ بيت رزقَهم الرِّفْقَ"
(2)
.
وقع لنا في جزء أبي بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأَبْهَري
(3)
.
2141 -
حديث أبي الهَيْثَم عن أبي سعيد رفعه:
"إذا أَحَبَّ الله العبدَ أَثْنَى عليه من الخير سبعةَ أضعاف لم يعملْها".
رواه أحمد
(4)
.
(1)
في إسناده رجل مجهول. وقد اختُلف على خالد بن معدان فيه: فروي عنه مرسلًا كما أخرجه مالك في الموطأ (2/ 979) وغيره، وروي عنه عن أبيه كما أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5/ 163/ رقم: 9251)، وروي عنه عن أبي أمامة كما أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 237/ رقم: 421). وصحح المرسل أبو زرعة الرازي كما نقله عنه ابن أبي حاتم في العلل (رقم: 2511).
(2)
إسناده حسن، وأبو أويس هو: عبد الله بن عبد الله المدني: قال في التقريب: "صدوق يهم".
(3)
جزء فيه من الفوائد المنتقاة الغرائب الحسان من حديث أبي بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري عن شيوخه (ق 138/ ب - مجموع 59). رواه لأبي كريب عن معلى بن منصور.
(4)
المسند (18/ 252/ رقم: 11728). وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة ودراج بن سمعان.
2142 -
حديث يوسف بن عَطِيّة، عن ثابت، عن أنس رفعه:
"الخَلْق عِيالُ الله، وأَحَبُّ الخَلْق إليه أَنْفَعُهم لعِياله"
(1)
.
في أول وثاني مكارم الأخلاق للطبراني
(2)
، والعاشر من مسند الحارث بن أبي أسامة
(3)
.
2143 -
وقال العَسّال: حدثنا أبو علي بن شُعْبَة الأَنْباري، ثنا موسى بن عبد الرحمن المَسْرُوقي، ثنا محمد بن بِشْر، عن الحسن بن صالح، عن سِماك، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله:
"إنّ الله رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطي على الرِّفْقِ ما لا يُعْطي على العُنْفِ"
(4)
.
قال أبو علي: وثنا به مرّةً أخرى فقال: سِماك عن ابن عباس.
* * *
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، يوسف بن عطيّة متروك كما في التقريب.
(2)
مكارم الأخلاق (رقم: 87، 209).
(3)
بغية الباحث (2/ 857/ رقم: 911).
(4)
إسناده صحيح، رجاله ثقات غير سماك بن حرب فهو صدوق.
(1)
الجزء السابع من كتاب الصفات وغير ذلك
(2)
(1)
كنا قد أوصلنا الورقة (258) بالورقة (285) فما بعدها، وفي هذا الموضع، وبعد انتهاء نقل الروايات الواردة في صفة المحبة، نرجع إلى ما بعد الورقة السابقة (258) وهي هذه الورقة، علما أن الورقتين (259 - 260) لم يكتب فيهما شيء.
(2)
كتب يوسف بن عبد الهادي بعد العنوان: "ناولنيه وما قبله وما بعده نظام الدين بن مفلح، بإجازته من المُخَرِّج، في المحرّم سنة سبعين. كتب يوسف بن عبد الهادي".
بسم الله الرحمن الرحيم
باب ما ورد في أنّ الله يعجبُ
قال الله تعالى: {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ (12)} في قراءة حمزة والكسائي
(1)
.
وكذا كان ابنُ مسعود يقرؤها، رواها الأَعْمَش عن أبي وائل عنه
(2)
.
2144 -
وقال أبو عُبَيْد القاسم بن سلام: سمعتُ الكسائيَّ يُخَبِرُ، عن زائدة، عن الأَعْمَش، عن شقيق بن سَلَمَة قال: قرأتُ عند شُرَيْحٍ: {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ (12)} فقال: لا يعجبُ من الشيءِ، إنما يعجبُ مَنْ لا يعلمُ، قال الأَعْمَش: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: إن شُرَيْحًا كان يعجبُ بعلمه، كان عبد الله أعلمَ منه، وكان يقرأ:{بَلْ عَجِبْتُ} بضم التاء
(3)
.
تابعه مَنْدَلٌ وجريرٌ عن الأَعْمَش
(4)
.
قال أبو عُبَيْد: وسمعتُ الكسائيَّ يُخْبِرُ عن زائدة عن الأَعْمَش: أنّ ابن
(1)
يعني برفع تاء عجبت، قال الشاطبي في حرز الأماني:
واضمم تا عجبت شذا
(2)
عزا السيوطي تخريجه في الدر المنثور (12/ 392) إلى: الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم. وهو في معجم الطبراني الكبير (9/ 151) ومستدرك الحاكم (2/ 430).
(3)
عزاه السيوطي (12/ 392) إلى: أبي عبيد وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الأسماء والصفات. وهو عند البيهقي (2/ 415/ رقم: 991) لجرير عن الأعمش.
(4)
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 415 - 416/ رقم: 991، 992).
عبّاس قرأَها كذلك {بَلْ عَجِبْتُ} ، وسمعتُه يُخْبِرُ عن سفيان، عن أبي إسحاق قال: سمعتُ عبد الله بن مُغَفَّل يقرؤُها كذلك أيضًا {بَلْ عَجِبْتَ} ، قال الأَعْمَش: وكان إبراهيم ويحيى بن وَثّاب يقرآها كذلك {بَلْ عَجِبْتَ} ، وهي قراءةُ الأَعْمَش وحمزة والكسائي، وأما أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عَمْرو فقرؤُوها {عَجِبْتَ} بالنصب.
قال أبو عُبَيْد: وقراءتُنا هي الأَوْلى {عَجِبْتَ} ؛ للّذي روينا عن ابن مسعود وابن عباس ومن وافقهما، والشاهد عليها مع هذا قول الله تبارك وتعالى:{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرعد: 5]، فأخبر جل جلاله أنه عَجِبَ، ومما يزيدُه تصديقًا: الحديث المرفوع: "عَجِبَ الله البارحةَ من فلانة وفلان"
(1)
.
2145 -
وقال أبو زكريا الفَرّاء - وقد روى قصةَ شُرَيْحٍ عن مَنْدَل بن علي العَنَزي عن الأَعْمَش -
(2)
: والرفعُ أَحَبُّ إلينا، لأنها قراءةُ عليٍّ وعبد الله وابنِ عباس، والعَجَبُ وإن أُسْنِدَ إلى الله فليس معناه من الله كمعناه من العباد، ألا ترى أنه قال:{فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [التوبة: 79] وليس السُّخْرِيُّ من الله كمعناه من العباد، وكذلك قوله:{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 15] ليس ذلك من الله كمعناه من العباد، ففي ذي بيانٌ لكسر قول شُرَيْح.
2146 -
وقال ابن أبي حاتم في الرد على الجَهْمِيَّة: حدثنا أبي، ثنا محمد بن عَمْرو أبو غَسّان زُنَيْج، قال: سمعت مُتّ - يعني: محمد بن عبد الرحمن - يذكرُ الجهْمِيَّةَ - يعني بأمرٍ عظيم - ويحتجُّ عليهم ويقول: يُعجبُني أن أقرأَ {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ (12)} ، خلافًا للجَهْمِيَّة، وكان يُفَضَّل على الكِسائي في زمانه.
(1)
سيذكره المصنف ويأتي تخريجه.
(2)
معاني القرآن (2/ 384).
قلتُ: مُتّ هذا يكنى أبا عبد الله، أحدُ القراء، له ترجمة في تاريخ نَيْسابور
(1)
.
2147 -
وقال أبو المُثَنَّى معاذ بن المُثَنَّى بن معاذ بن معاذ العَنْبَري: ثنا سليمان بن حرب، ثنا جرير بن حازم، عن سليمان الأَعْمَش، عن أبي وائل: سمعتُ شُرَيْحًا يقرأ: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)} ، فقلتُ له: إني سمعتُ عبد الله يقرأ {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ (12)} ، قال: فلم يرجع شُرَيْحٌ عن قراءته.
وقال تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} [البقرة: 175].
وقال تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرعد: 5].
ولا يلزمُه شيءٌ مما يلزمُ تَعَجُّبَ المخلوقين؛ لأنّ الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، سبحانه وتعالى عما يقولُ المُشبّهةُ والمُعطّلةُ علوًّا كبيرًا.
فلا يجمعُ بين صفاته وصفات خَلْقه إلّا مجرّدُ التسمية، فنحن لنا علمٌ وقدرةٌ وسمعٌ وبصرٌ ورضًى وغضبٌ وتعجّبٌ حقيقةً، وهي أعراضٌ كما تناسبُ ذواتَنا، والله عز وجل له علمٌ وقدرةٌ وسمعٌ وبصرٌ ورضًى وغضبٌ وتعجّبٌ حقيقةً غيرَ أعراض كما تناسبُ ذاتَه، لكنا لا نعلمُ حقيقتَها وكيفيتَها وماهيّتَها؛ لأنا إذا كنا لا نعلمُ حقيقةَ الموصوف وكيفيتَه وكُنْهَه، فكيف نعلمُ صفاتِه، فإذا كان إثباتُ ذاته إثباتَ وجودٍ حقيقةً لا إثباتَ كيفيّةٍ ومائيّةٍ، فكذلك إثباتُ جميعِ ما وَصف به نفسَه إثباتُ وجودٍ حقيقةً لا إثباتُ كيفيّةٍ وتحديدِ.
وقد ورد في السنة غيرُ حديثٍ أنّ الله يعجب.
(1)
لم أجده في منتخب الصريفيني لسياق الفارسي. وقد ذكره ابن الجزري في الغاية (2/ 168/ رقم: 3124).
2148 -
قرأتُ على محمد بن أحمد بن عثمان
(1)
، قال: قرأتُ على عُمَر بن عبد المنعم، عن أبي اليُمْن الكِنْدي، أبنا أبو الفتح بن البيضاوي، أبنا ابن النَّقُّور، أبنا عيسى بن علي الوزير، ثنا البغوي، ثنا كامل بن طَلْحَة، ثنا حماد بن سَلَمَة، ثنا محمد بن زياد، سمعتُ أبا هُرَيْرَة يقول: سمعتُ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول:
"عَجِبَ ربُّنا من قومٍ يُقادُون إلى الجنة في السلاسل"
(2)
.
(3)
وهذا حديثٌ صحيح، رواه شُعْبَة وغيره، عن محمد بن زياد
(4)
.
2149 -
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الفارِقي
(5)
، قال: حدثنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الهَمْداني بمصر، أبنا زَيْد بن يحيى البيِّع ببغداد، أبنا ابن قَفَرْجَل
(6)
، أبنا محمد بن أبي عثمان، أبنا أبو محمد البيِّع، ثنا المَحامِلي، ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة الأَسَدي قال: رأيتُ عليًّا رضي الله عنه أُتِيَ بدابّة، فوضع رجلَه في الركاب فقال: بسم الله، فلما اسْتَوى عليها قال: الحمد لله، فذكره، وقال فيه: قلت: يا رسول الله استضحكت؟ قال:
"يَعْجَبُ ربُّنا من قول عبده: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، قال: علم عبدي أنّ له ربًّا يغفر الذنوب"
(7)
.
(1)
هو: الحافظ الذهبي.
(2)
الرواية من حديث أبي يحيى كامل بن طلحة الجحدري - رواية البغوي - (ق/ 1 - ب - مجموع 61).
(3)
كتب المصنف على الحاشية: "هو في: جزء السرّاج، وفي جزء الغِطْريف، والثاني من حديث البغوي". وهو في جزء الغطريف (رقم: 58).
(4)
رواية شعبة أخرجها البخاري (رقم: 3010).
(5)
هو: الحافظ الذهبي.
(6)
هو: أبو القاسم أحمد بن المبارك بن عبد الباقي بن محمد بن قفرجل البغدادي، توفي سنة 556 هـ. السير (20/ 356 - 357).
(7)
الرواية من أمالي المحاملي - برواية البيّع -. أبو إسحاق هو: السبيعي، وهو مدلّس، وقد =
ورواه سفيان الثَّوْري ومَعْمَر وشَرِيك بن عبد الله، عن أبي إسحاق نحوه
(1)
.
ورواه عن أبي إسحاق أيضًا:
زياد بن خَيْثَمَة، وهو عندنا في جزء من أمالي السَّرّاج.
وإسرائيل، وهو في مسند عبد بن حُمَيْد
(2)
.
والأَجْلَح
(3)
.
ورواه الحَكَم بن عُتَيْبَة والمِنْهال بن عَمْرو عن علي بن ربيعة
(4)
. وهذا حديثٌ صحيح
(5)
.
2150 -
وقد أخبرناه غيرُ واحد، منهم: محمد بن علي الواسطي، أبنا
= دلّس في إسناد هذا الحديث ولم يسمعه من علي بن ربيعة وإنما رواه عن يونس بن خباب عن رجل عنه، وقد بين ذلك الدارقطني في العلل (4/ 61 - 63).
وأخرجه البزار في مسنده (3/ 24 - 25/ رقم: 773) عن يوسف بن موسى، ولم يذكر المرفوع. وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 129/ رقم: 10336) عن محمد بن قدامة عن جرير.
(1)
رواية سفيان الثوري أخرجها الدارقطني في العلل (4/ 62 - 63). ورواية معمر في الجامع (رقم: 19480) له. ورواية شريك بن عبد الله في مسند الإمام أحمد (2/ 148/ رقم: 753).
(2)
المنتخب من مسند عبد بن حميد (رقم: 89). وهو في مسند أحمد (2/ 314/ رقم: 1056).
(3)
رواية الأجلح عن أبي إسحاق أخرجها ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم: 500) والطبراني في الدعاء (رقم: 786).
(4)
رواية الحكم بن عتيبة أخرجها الطبراني في الدعاء (رقم: 780). ورواية المنهال أخرجها الحاكم في المستدرك (2/ 98 - 99) والطبراني (رقم: 778).
(5)
وقال الدارقطني في العلل (4/ 62): "فهو من رواية أبي إسحاق مرسلًا، وأحسنها إسنادًا حديث المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة، والله أعلم".
محمد بن قُدامة، أبنا أبو الفتح بن البَطِّي وغيرُه، أبنا ابن البَطِر، أبنا البيِّع، فذكره.
2151 -
وقال الإمام أبو عبد الله بن بَطَّة في كتاب الإبانة
(1)
: حدثني أبو صالح، ثنا أبو الأَحْوَص، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، ثنا عاصم أو غيره، عن مُرّة الهَمْداني، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عَجِبَ ربُّنا من رجلين: رجلٌ ثار عن وِطَائِه ولِحافِهِ، فيقولُ الله لملائكته: انظروا إلى عبدي طلب ما عندي، ورجلٌ غزا في سبيل الله فانهزم أصحابُه فرجع حتى هُريق دمُه، فيقولُ الله: انظروا إلى عبدي رجع شفقةً من عذابي"، وذكر الحديث.
أخرجه العَسّال، من رواية عبد الواحد بن غِياث عن حمّاد، فقال: عن عطاء بن السائب، عن مُرَّة، ولم يشكّ
(2)
.
وكذا رواه الإمام أحمد
(3)
، عن رَوْح وعَفّان عن حمّاد؛ وأبو داود
(4)
، عن موسى بن إسماعيل عن حمّاد.
وكذا رواه زائدة عن عطاء، وهو في جزء السَّرّاج
(5)
.
(1)
الإبانة (الرد على الجهمية 3/ 134 - 135/ رقم: 103). وإسناده حسن. وكتب المصنف على الحاشية بحذاء هذا النص: "مو د"، يعني رواه أبو داود على الموافقة، وسيأتي.
(2)
وأخرجه هكذا البيهقي في السنن (9/ 164) وفي الأسماء والصفات (2/ 408 - 409/ رقم: 984).
(3)
المسند (7/ 61 - 62/ رقم: 3949).
(4)
السنن (رقم: 2536).
(5)
وأخرجه الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 477 - 478). وزائدة هو: ابن قدامة.
2152 -
ورواه خالد بن عبد الله - فيما رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الحذر والشفقة - عن خَلَف بن هشام عنه عن عطاء بن السائب، فقال: عن مُرَّة، عن عبد الله بن مسعود قال:"يعجبُ الله من خصلتين يعملُهما العبادُ: رجلٌ قام من الليل فتوضّأ فأحسن الوضوءَ ثم قام إلى الصلاة"، الحديث.
قال البيهقي
(1)
: ورواه أبو عُبَيْدَة عن ابن مسعود من قوله موقوفًا
(2)
.
2153 -
أخبرني محمد بن قَيْماز
(3)
قال: أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن عبد المُعِزّ بن محمد الهروي، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أحمد بن منصور، أبنا أبو بكر الجَوْزَقي، أبنا أبو العباس الدَّغُولي، ثنا عبد الله بن هاشم الطُّوسي، ثنا سفيان، عن أبي الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هُرَيْرَة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله يَعْجَبُ من الرجلين يقتلُ أحدُهما الآخر فيَدخلان الجنة"
(4)
.
أخرجه مسلم
(5)
، عن ابن أبي عُمَر عن سفيان.
2154 -
أخبرني الذهبي، أخبرنا عُمَر بن عبد المنعم، عن أبي اليُمْن الكِنْدي، أبنا عبد الله بن محمد البَيْضاوي، أنا أحمد بن محمد بن النَّقُّور، أبنا عيسى بن علي الوزير، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا كامل بن طَلْحَة، ثنا ابن لهيعة، عن أبي عُشَّانة، عن عُقْبَة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الأسماء والصفات (2/ 409).
(2)
قال الدارقطني في العلل: "والصحيح هو الموقوف".
(3)
هو: الحافظ الذهبي.
(4)
كتب المصنف في الحاشية: "هو في آخر الأربعين للجَوْزَقي، عن الدَّغُولي ومكّيّ بن عَبْدان".
(5)
الصحيح (رقم: 1890).
"عَجِبَ ربُّنا من شابٍّ ليس له صَبْوَة"
(1)
.
2155 -
وقال أبو أحمد العَسّال في كتاب المعرفة له: حدثنا محمد بن أيوب، ثنا مُسَدَّد، ثنا عبد الله بن داود، عن فُضَيْل بن غَزْوان، عن أبي حازم، عن أبي هُرَيْرَة: أنّ رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه فقلن: ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من يضمّ - أو يضيِّف - هذا؟ "،
فقال رجلٌ من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيفَ رسول الله، فقالت: ما عندنا إلا قوتُ الصِّبْيان، فقال: هيِّئي طعامَك وأَصْلِحي سِراجَك ونَوِّمي صِبْيانَك إذا أرادوا العَشاء، فهيَّأتْ طعامَها وأَصْلَحَتْ سِراجَها ونَوَّمَتْ صِبْيانَها، ثم قامت كأنها تُصْلِحُ سِراجَها فأَطْفَأَتْه، وجعلا يُريانه كأنّهما يأكلان، وباتا طاوِيَيْن، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"لقد ضَحِك الله الليلةَ - أو: عَجِبَ - من فِعْلِكما"
(2)
.
أخرجه البخاري
(3)
، عن مُسَدَّد.
(1)
إسناده ضعيف؛ لأجل ابن لهيعة فهو سيء الحفظ. وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده (3/ 288/ رقم: 1749) عن كامل بن طلحة. وله طرق عن ابن لهية في المسند (28/ 600/ رقم: 17371). وضعفه الألباني في تخريج السنة (رقم: 571) بابن لهيعة.
وكتب المصنف في الحاشية: "هو في: جزء السَّرّاج، وثالث حديث قُتَيْبَة للعَيَّار، والثاني من حديث البغوي".
(2)
كتب المصنف على الحاشية: "هو في مسند أبي يَعْلَى". وهو فيه (11/ 29 - 30/ رقم: 6168)، لجرير عن فضيل بن غزوان.
(3)
الصحيح (رقم: 3798).
والأنصاري هو: ثابت بن قَيْس
(1)
، فأنزل الله:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية.
2156 -
(2)
حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا عُبَيْد بن أبي هارون المقرئ، ثنا المُحارِبي، ثنا فُضَيْل بن غَزْوان، فذكره، وفيه:
"لقد عَجِبَ الله من فلانٍ وفلانةٍ"، من غير شكّ.
2157 -
حدثنا عَبْدان بن محمد بن عيسى المَرْوَزي، ثنا الحسين بن سَيّار الحَرَّاني، ثنا خَلَف بن خليفة، عن يزيد بن كَيْسان، عن أبي حازم، عن أبي هُرَيْرَة نحوه، وفيه: فجئتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فنظر إليَّ من بعيد وقال:
"جاءني جبريلُ فأخبرني أنّ ربَّك عَجِبَ مما صنعْتَ بضَيْفِك - أو: ضَحِك مما صنعتَ بضَيْفِك -"
(3)
.
2158 -
حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا محمد بن إسحاق المُسَيِّبي، حدثني يحيى بن يزيد بن عبد الملك النَّوْفَلي، عن أبيه، عن يزيد بن خُصَيْفَة، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي هُرَيْرَة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله ليَعْجَبُ من مُداعبة المرءِ زوجتَه، فيكتبُ لهما بذلك أجرًا، ويجعلُ لهما بذلك رِزْقًا، إذا كان حلالًا"
(4)
.
(1)
وقيل: هو أبو طلحة الأنصاري، واستبعده الحافظ ابن حجر. انظر: فتح الباري (7/ 149 - 150).
(2)
السياق من كتاب المعرفة للعسّال.
(3)
كتب المصنف في الحاشية: "هو في: جزء السرّاج، وعاشر المُخَلِّصِيّات". وهو في فوائد المخلص (رقم: 2303). وأخرجه ابن حبان (16/ 254 - 255/ رقم: 7421) وأبو عوانة (5/ 202/ رقم: 8396)، ليزيد بن كيسان.
(4)
إسناده ضعيف جدًّا؛ علّته يحيى بن يزيد النوفلي: ذكره الذهبي في الميزان (4/ 414) بكلام أبي حاتم وابن عديّ فيه، وذكر من منكراته هذا الحديث، وقال في أبيه:"مُجمع على ضعفه".
2159 -
حدثنا محمد بن أحمد بن الفَضْل بن بنت معاوية بن عَمْرو، ثنا أبو همّام، أخبرني ابن وَهْب، أخبرني عَمْرو بن الحارث، عن أبي عُشَّانة المَعَافِري، عن عُقْبَة بن عامر الجُهَني قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يَعْجَبُ ربُّك عز وجل من راعي غَنَمٍ في رأس الشَّظِيّة يؤذِّنُ بالصلاة ويصلِّي، فيقولُ الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذِّنُ ويقيمُ الصلاة، يخافُ منِّي، قد غفرتُ لعبدي وأدخلتُه الجنّةَ"
(1)
.
رواه الإمام أحمد وأبو داود
(2)
جميعًا عن هارون بن مَعْروف، ورواه النسائي
(3)
عن محمد بن سَلَمَة المُرادي، كلاهما عن ابن وَهْب.
وهو عندنا في جزء ابن فَرْغان، وفي الثامن من فوائد المَيَانَجي
(4)
.
2160 -
حدثنا محمد بن أَبان، ثنا سليمان بن داود، ثنا ابن أبي فُدَيْك، عن شِبْل بن العلاء، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"عَجِبَ ربُّكم عز وجل من ذَبْحِكم الضَّأْنَ في يوم عيدِكم هذا"
(5)
.
2161 -
حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا مِنْجاب بن الحارث، أبنا ابن
(1)
إسناده صحيح. وعمرو بن الحارث هو: ابن يعقوب أبو أمية المصري.
(2)
المسند (28/ 649/ رقم: 17443) وسنن أبي داود (رقم: 1205).
(3)
سنن النسائي (رقم: 666).
(4)
هو: أبو بكر يوسف بن القاسم ين يوسف الميانجي الشافعي، توفي سنة 375 هـ. انظر: السير (16/ 361 - 363). وفوائده هذا من مرويات الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس (رقم: 1588).
(5)
إسناده ضعيف جدًّا؛ مسلسل بالضعفاء. وقال الألباني في ضعيف الجامع: "موضوع". وقد أخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (2/ 234) عن العسّال. وأخرجه البيهقي في الشعب (9/ 451/ رقم: 6954) لأبي عبد الله محمد بن الصبّاح عن سليمان بن داود.
مُسْهِر، عن محمد بن راشد قال: سمعت عبد الله بن أبي الهُذَيْل وسأله رجل فقال: يا أبا المغيرة أَسَمِعْتَ عبد الله يقول: إنّ الله ليَضْحَكُ ممن ذكره في الأسواق؟ قال: لا، ولكني سمعتُ عبد الله بن مسعود يقول:"إنّ الله ليَعْجَبُ ممن ذكره في الأسواق".
رواها أبو أحمد العسّال في جملة الأحاديث المروية في ضَحِكِ الربّ عز وجل، وأنبأنيها
(1)
وجميعَ الكتاب
(2)
أحمد بنُ سلامة وغيره، أنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني إجازةً، عن أبي علي الحدّاد، عن أحمد بن جعفر الفقيه، أبنا أحمد بن إبراهيم القصّار، ثنا الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد العَسّال، فذكرها.
2162 -
قرأتُ على زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم، عن يوسف بن خليل إذنًا، أنا يحيى بن أَسْعَد بن بُوش ببغداد، أنا عبد القادر بن محمد اليوسُفي، أنا الحسن بن علي الجَوْهَري، أنا أبو حفص عُمَر بن محمد الزَّيّات، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، ثنا أبو إبراهيم التُّرْجُماني، ثنا صالح المُرِّي، عن أبي هارون، عن ابن عُمَر: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ القومَ إذا صَلّوا في الجميع إنّ الله ليَعْجَبُ"
(3)
.
2163 -
أخبرنا عيسى، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا أبو علي الحدّاد وإسماعيل بن الفضل بن الإِخْشِيذ، قالا: أنا
(1)
الكلام للحافظ الذهبي.
(2)
يعني: كتاب المعرفة للعسّال.
(3)
أخرجه أبو حفص الزيّات في حديثه (ق 263 أ/ - مجموع 94)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف جدًّا، فيه أبو هارون وهو: العبدي عمارة بن جوين، قال في التقريب:"متروك"، وقال في صالح - وهو: ابن بشير - المري: "ضعيف". وروي عن أبي عمرو النَّدْبي عن ابن عمر، أخرجه الإمام أحمد (9/ 121 - 122/ رقم: 5112)، وأبو عمرو الندبي اسمه: بشر بن حرب، قال في التقريب:"صدوق فيه لين".
محمد بن علي الجصّاص، أنا أبو أحمد الحاكم، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، ثنا علي - يعني: ابنَ حُجْر السَّعْدي - ثنا مُدْرِك بن سَعْد الفُراوي، عن يونس بن حَلْبَس قال:"يقولُ الله: عجبتُ لثلاثةٍ من عبادي: مَن أمِن النارَ وقد علمَ أنّه واردُها، ومَن اطمأنّت نفسُه إلى الدنيا وقد علمَ أنه مفارقُها، ومَن تغافلَ وليس بمغفولٍ عنه"، قال: ثم يتمثّل يونس بهذين البيتين:
وكيف تأمنُ نفسٌ وَهْيَ قد علمت
…
ورد الجحيم ولما يعلم الصدرا
مستقبلين بها الأحقابَ دائمةً
…
ما يمضي منها ولا يفنى الذي غبرا
2164 -
وفي الباب أيضًا: عن النُّعْمان بن بشير في حديث: "إنّ الله أمرَ المؤمنين"، كتبناه في الحديث العاشر من كتاب السبعين
(1)
.
2165 -
قرأتُ على محمد بن أحمد الذهبي قال: قرأتُ على أبي علي الخَلّال، أبنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا أبو علي البَرْداني، أبنا هَنّاد، أبنا محمد بن أحمد الغُنْجار
(2)
، ثنا أبو نصر أحمد بن عَمْرو، ثنا أحمد بن خالد بن الخليل، ثنا محمد بن أحمد بن حفص، ثنا أبي قال: قال أَفْلَح بن محمد: قلت لعبد الله بن المبارك: إني أكرهُ الصفةَ - عنى صفةَ الربّ -، فقال: أنا أَشَدُّ الناس كراهةً لذلك، ولكن إذا نطق الكتابُ بشيءٍ قلنا به، وإذا جاءت الآثار بشيءٍ جَسَرْنا عليه
(3)
.
(1)
لعلّه من مؤلّفات المصنّف.
(2)
هو: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البخاري الملقَّب بغنجار، صاحب تاريخ بخارى، توفي سنة 412 هـ. السير (17/ 304 - 305).
(3)
الرواية من تاريخ بخارى لغنجار، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 725). وأخرجه اللالكائي في السنة (3/ 478 - 479/ رقم: 737) عن محمد بن أحمد - وفي المطبوع: أحمد بن محمد، ولعلّه تحريف، وما أكثره!! - بن حفص. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 158 - 159/ رقم: 726) لمحمد بن هارون الكرابيسي عن محمد بن أبي حفص - وهو: أحمد - عن أبيه.
2166 -
أبنا محمد بن الذهبي قال: أجاز لنا غيرُ واحد، عن أبي الفتح المَنْدائي، أبنا عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البَيْهَقي، أبنا جدِّي، أبنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن علي الجَوْهَري ببغداد، ثنا إبراهيم بن الهَيْثَم، ثنا محمد بن كثير المصِّيصِّي، سمعت الأَوْزاعي يقول:"كنا والتابعون متوافرون نقول: إنّ الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنةُ من صفاته"
(1)
.
2167 -
وبه إلى أحمد بن الحسين
(2)
، أبنا أبو بكر بن الحارث، أبنا ابن حَيّان، ثنا الحسين بن محمد الدَّارَكي، ثنا أبو زُرْعَة، ثنا ابن مُصَفَّى، ثنا بَقِيَّة، حدثني الأَوْزاعي ومَكْحُول قالا:"أَمْضوا الأحاديث على ما جاءت"
(3)
.
2168 -
أخبرنا أبو عبد الله التُّرْكُماني الذهبي، أخبرنا إسماعيل بن الفَرّاء، أبنا ابن قُدامة، أبنا أبو بكر بن النَّقُّور، عن أبي بكر الطُّرَيْثِيثي، أبنا أبو القاسم اللَّالَكائي، أبنا أحمد بن محمد بن حفص، ثنا أحمد بن محمد بن المُسْلِمَة
(4)
، ثنا شريك بن عثمان، سمعتُ إبراهيم بن المهتدي يقول: سمعت داود بن طلحة يقول: سمعت عبد الله بن أبي حنيفة الدَّبُوسي يقول: سمعت محمد بن الحسن يقول: "اتفق العلماءُ من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الربّ، من غير تفسيرٍ، ولا وصفٍ، ولا تشبيهٍ، فمن فسّرَ شيئًا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعةَ، فإنهم لم يصفوا، ولم
(1)
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 304/ رقم: 865)، والرواية من طريقه. وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع فتاويه (5/ 39).
(2)
هو: البيهقي.
(3)
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 377/ رقم: 954).
(4)
هو: أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة البغدادي. السير (17/ 341).
يفسِّروا، ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا، فمن قال بقول جَهْمٍ فقد فارق الجماعة، لأنه وصفه بصفة لا شيء"
(1)
.
2169 -
وقال الخلّال
(2)
: أخبرني أحمد بن محمد بن واصل، ثنا الهَيْثَم بن خارجة، أبنا الوليد بن مسلم قال: سألت مالكًا والثوري واللَّيْث والأَوْزاعي عن الأخبار التي في الصفات؟ فقالوا: "أَمِرُّوها كما جاءت" وفي لفظ آخر: "أَمِرُّوها كما جاءت بلا كيف".
2170 -
وقال أبو عُبَيْد: ما أَدْرَكْنا أحدًا يفسّرُ هذه الأحاديث، ونحن لا نفسّرُها.
رواه أبو عبد الله بن مَنْدَه في التوحيد
(3)
فقال: ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا عبّاس الدوري، سمعتُ أبا عُبَيْد القاسم بن سلّام يقول:"هذه الأحاديث التي تُروى، مثل (ضحكَ ربُّنا من قُنوط عباده)، و (حتى يضعَ ربُّك قدمَه في النار)، و (الكرسي موضعُ القدمين)، هي عندنا حق، ونحن إذا سُئِلنا عنها لا نفسّرُها، وما أدركتُ أحدًا يفسّرُها".
2171 -
وبه
(4)
، قال الدُّوري: سمعت يحيى بن معين يقول: شهدت زكريا بن عَدِيّ سأل وكيعًا فقال: يا أبا سفيان، هذه الأحاديث مثل:
(1)
أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (2/ 480/ رقم: 740)، والرواية من طريقه. وفيه:(أحمد بن محمد بن سلمة) بدل (بن المسلمة)، و (سهل بن عثمان) بدل (شريك بن عثمان).
(2)
أي: في السنة، كما نسبه إليه شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (5/ 39).
(3)
التوحيد (3/ 116/ رقم: 522). وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 198/ رقم: 760)، وصحح إسناده ابن تيمية (5/ 51).
(4)
التوحيد (3/ 115/ رقم: 521). وهو في تاريخ الدوري عن يحيى بن معين (رقم: 2543).
(الكرسي موضعُ القدمين) ونحو هذا؟ فقال: إسماعيل بن أبي خالد والثَّوْري ومِسْعَر يرْوُون هذه الأحاديث، لا يفسّرون منها شيئًا.
2172 -
وقال أحمد بن نصر: سألت سفيان بن عُيَيْنَة عن حديث عبد الله: "إنّ الله يضعُ السماواتِ على أصبع" وحديث: "قلوبُ بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن" وحديث: "إنّ الله يعجبُ، ويضحك"؟ فقال: "هي كما جاءت، نُقِرُّ بها ونُحدِّثُ بلا كيف".
أخرجه القاضي أبو يَعْلَى في إبطال التأويل
(1)
.
2173 -
وعن أبي عَمْرو سَهْل بن هارون البصري قال: كان أولُ من خرّج هذه الأحاديث أحاديثَ الرؤية ونحوها، وجمعها من البصريِّين حماد بنُ سَلَمَة، فقال له بعضُ إخوانه: يا أبا سَلَمَة لقد سبقتَ إخوانَك بجمع هذه الأحاديث في الوصف، فقال:"والله ما دعتني نفسي إلى إخراج ذلك إلا أني رأيت العلمَ يُخَرَّج، يقولها ثلاثًا وينفض كفَّه، فأحببتُ إحياءَه وبثَّه في العامّة لئلا يطمع في خَرْجِه أهلُ الأهواء".
أخرجه أحمد بن الجُنَيْد الخُتَّلي في كتاب العظمة بإسناده.
2174 -
وقال عبد الرحمن بن عُمَر: سمعت عبد الرحمن بن مَهْدي وذُكر عنده الجَهْمِيَّة أنّهم يَنفُون أحاديث الصفات اليد والرجل ويقولون: الله أعظمُ من أن يوصفَ بشيء، فقال:"قد أهلك قومٌ من هذا الوجه فقالوا: الله أعظمُ مِن أن يُنْزِل كتابًا أو يرسلَ رسولًا، ثم قرأ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 91]، وهل هلك المجوسُ إلا مِن جهة التعظيم قالوا: الله أعظمُ مِن أن نعبدَه ولكن نعبدُ مَنْ هو أقربُ إليه منا، فعبدوا الشمسَ وسجدوا لها".
(1)
إبطال التأويلات (1/ 47/ رقم: 14).
أخرجه أبو يَعْلَى الفراء في إبطال التأويل
(1)
.
2175 -
وقال المرُّوذي: سألتُ أبا عبد الله أحمد بن حَنْبَل عن عبد الله التَّيْمي فقال: صدوق، وقد كتبتُ عنه، ولكن حُكِيَ عنه أنه ذَكر حديث الضحكَ فقال: مثلُ الزرع، وهذا كلامُ الجَهْمِيَّة
(2)
.
2176 -
وقال الإمام أحمد في رواية حَنْبَل عنه: "يضحكُ الله ولا نعلم كيف يضحكُ".
2177 -
وقال أبو مَعْمَر الهُذَلي: "مَن زعمَ أنّ الله لا يتكلمُ ولا يبصرُ ولا يسمعُ ولا يضحكُ ولا يعجبُ ولا يغضبُ فهو كافرٌ بالله"
(3)
.
2178 -
وقال حمّاد بن زَيْد: "مَثلُ الجَهْمِيَّة مَثَلُ رجلٍ قيل له: في دارك نخلةٌ؟ قال: نعم، قيل: فلها خُوصٌ؟ قال: لا، قيل: فلها أصلٌ؟ قال: لا، قيل: فلا نخلةَ في دارك، فهؤلاء الجَهْمِيَّة قيل لهم: لكم ربٌ يتكلمُ؟ قالوا: لا، قيل: فله يدٌ؟ قالوا: لا، قيل: فله قدمٌ؟ قالوا: لا، قيل: فله أصبعٌ؟ قالوا: لا، قيل: فيرضى؟ قالوا: لا، قيل: فيغضبُ؟ قالوا: لا، قيل: فلا ربَّ لكم"
(4)
.
2179 -
وقال أبو عبد الله بن بَطَّة في (باب الإيمان بالتعجّب)
(5)
: قيل لإبراهيم النَّخَعي: إنّ شُرَيْحًا قرأ {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)} يعني بالفتح، فقال:"كان شُرَيْحًا مُعْجَبًا برأيه، عبد الله أعلم من شُرَيْح".
(1)
إبطال التأويلات (1/ 53/ رقم: 27).
(2)
ذكره في إبطال التأويلات (1/ 75/ رقم: 58).
(3)
أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/ 281/ رقم: 535) عن أبي معمر الهذلي.
(4)
ذكره في إبطال التأويلات (1/ 55/ رقم: 38).
(5)
الإبانة (الجزء الثالث من الرد على الجهمية/ ص 131).
قال ابن بَطَّة: والتعجبُ على وجهين: المحبّةُ بتعظيمِ قدر الطاعة، والسَّخَطُ بتعظيم الذنب، ومِن ذلك قولُه صلى الله عليه وسلم:"عَجِب ربُّنا مِن شابّ ليست له صَبْوَة"، وعلى معنى الاستذكار للشيء وهو الجهلُ به قبل وقوعه ورؤيته تعالى الله عن ذلك.
2180 -
وما أحسنَ ما قال الإمامُ أبو سليمان الخَطَّابي
(1)
: الكلامُ في الصفات فرعٌ على الكلام في الذات، فإذا كان إثباتُ ذاته سبحانه وتعالى إثباتَ وجودٍ لا إثباتَ كيفيّةٍ، فكذلك إثباتُ صفاته إثباتُ وجودٍ لا إثباتُ كيفيّةٍ.
قال الذَّهَبي: فكذلك نُثبتُ صفةَ التعجُّبِ أنّها صفةٌ لله تعالى كغيرها من صفاته المقدَّسة، وهي مُباينةٌ لصفاتِ المخلوقين ونعوتِ المجعولين، وإن اتَّفقت أسماؤها فهي مُنَزَّهَةٌ عن الأشباه بقوله:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ، ثابتةٌ على الحقيقة بقوله:{وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، فنسألُ الله العظيمَ الهُدى والسدادَ وتركَ المراءِ والعنادِ.
2181 -
وذكر مَكِّيُّ بن أبي طالب القَيْسي في كتاب وجوه القراءات
(2)
قراءةَ حمزة والكسائي في قوله: {بَلْ عَجِبْتَ} ثم قال: وحجةُ مَن ضمَّ التاءَ أنه رَدَّ العَجَبَ إلى كلِّ مَنْ بلغَه إنكارُ المشركين للبعث مِن المُقِرِّين بالبعث، وعلى ذلك أتى قوله تعالى:{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرعد: 5] أي: فعَجَبٌ قولُهم عندكم وفيما تعقلون، وقد أنكر شُرَيْحٌ هذه القراءةَ وتَأَوَّلَها على رَدِّ الإعجابِ إلى الله جلّ ذكرُه فأَنْكَرَها، وليس الأمرُ على ذلك، إنّما الإِعْجابُ في القراءةِ بضمِّ التاءِ إلى المؤمنين مُضافًا إلى كلّ واحدٍ منهم.
(1)
كلامه من رسالته الغنية عن الكلام وأهله كما نسبه إليه ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/ 58 - 59).
(2)
الكشف عن وجوه القراءات السبع (2/ 223).
وهذا الذي قاله مَكِّيُّ باطلٌ، وإنما أُتِيَ فيه مِن جهله بهذه الصفة لله، التي دَلَّ عليها الكتابُ وتواترتْ بها السنةُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فهذا الذي ذكره من أَبْعَدِ التأويل، وهو من جنس تحريف الكَلِمِ عن مواضعه، فنعوذُ بالله من ذلك، ونبرأُ إليه منه.
2182 -
أخبرنا جدِّي وغيرُه، عن محمد بن نصر بن الحَصْري إجازةً، أبنا عُبَيْد الله بن شاتيل، أبنا أبو الحسن بن العَلّاف، أبنا أبو الحسن بن الحَمَّامي، أبنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن يوسف البخاري، ثنا خَلَف بن محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا أبو زَيْد عِمْران بن موسى بن الضحَّاك، ثنا نصر بن الحسين أبو اللَّيْث، ثنا أبو خُزَيْمَة خارجة بن خُزَيْمَة، عن صالح المُرِّي، عن أبي هارون العَبْدي، عن ابن عُمَر: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله يَتَعَجَّبُ لصلاةِ الجميعِ"
(1)
.
والحمدُ لله رب العالمين.
قرأتُها على مؤلِّفِها شيخِنا الحافظ أبي عبد الله الذَّهَبي في محرّم سنة ثلاثين وسبعمائة.
كتبه
محمد بن عبد الله بن أحمد بن المُحِبّ المقدسي
آخر الجزء السابع من كتاب الصفات
(1)
الرواية من جزء أبي أحمد البخاري، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1004). وإسناده ضعيف جدًّا كما سبق.
(1)
ما ورد في الأصوات والحروف - وهو الجزء الثامن من كتاب الصفات
-
(2)
(1)
بعد الانتهاء من الورقة (271)، وجدنا الأوراق من (272) حتى (276) كُتب عليها أحاديث متفرقة لا يناسب إقحامها في الكتاب، تضمنت في أولها فصلًا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وفي آخرها أحاديث مختارة من الجزء الأول من الأفراد للدارقطني. أما الورقتان (277 - 278) فهما بياض.
(2)
الخط لابن المحبّ.
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ما ورد في الأصوات والحروف، وأنّها في كلام الرحيم الرؤوف
ذكرُ الصحيح من الأحاديث المرفوعة في ذلك
روايةُ عبد الله بن عبّاس:
2183 -
أخبرنا قاضي القضاة أبو الفضل سليمان بن حمزة المقدسي وأبو بكر أحمد بن محمد بن أبي القاسم الدَّشْتي في كتابَيْهما - إن لم يكن حضورًا على القاضي -، قالا: أبنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أبنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني بأَصْبَهان، أنّ الحسن بن أحمد الحدّاد أخبرهم - وهو حاضر -، ثنا إسماعيل بن عبد الله سمويه.
(ح) قال الحافظ أبو عبد الله: وأبنا أبو جعفر أيضًا، أنّ فاطمة بنت عبد الله الجُوزْدانيّة أخبرتهم، أبنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذه، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا محمد بن النَّضْر الأَزْدي؛ قالا
(1)
: ثنا الحسن بن الربيع، ثنا أبو الأَحْوَص، عن عمّار بن زُرَيْق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس قال:
"بينما جبريل قاعدٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فُتح اليوم لم يُفتح قطّ إلّا اليوم، فنزل منه ملَك فقال: هذا ملَك نزل إلى الأرض لم ينزل إلّا اليوم، فسلّم فقال: أَبْشِر بنورين أوتيتهما لم يُؤتهما نبيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة،
(1)
يعني: الحافظ سمويه، والطبراني.
لم تقرأ بحرف منها إلّا أُعطِيتَه"
(1)
.
اللفظُ للأَزْدي في حديث سمُّويه عنه.
قال الحافظ أبو عبد الله: "هذا حديثٌ صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه
(2)
عن الحسن بن الربيع، ورواه النسائي
(3)
عن عَمْرو بن منصور عن الحسن بن الربيع، وعن محمد بن عبد الله بن المبارك عن يحيى بن آدم، كلاهما عن أبي الأَحْوَص".
2184 -
وروى البخاري
(4)
، عن عبد العزيز بن رُفَيع: دخلتُ أنا وشدّاد بن مَعْقِل على ابن عبّاس، قال له شدّاد بن مَعْقِل: أَتَرَك النبي صلى الله عليه وسلم من شيءٍ؟ قال: "ما تَرَكَ إلّا ما بين الدفّتين"، قال: ودخلنا على ابن الحَنَفِيّة فسألناه فقال: "ما تَرَكَ إلّا ما بين الدفّتين".
2185 -
وأبا محمد بن مَنَعَة
(5)
، عن إبراهيم بن الخُشُوعي
(6)
، أنا ابن عساكر، أنا ابن المسلّم وابن قُبَيْس، أنا ابن أبي الحديد
(7)
، أنا جدّي
(8)
، أنا أبو بكر السامِريّ
(9)
، نا علي بن حرب الطائي، نا حفص بن عُمَر بن حكيم، عن عَمْرو بن قَيْس المُلّائي، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا:
(1)
أخرجه الضياء المقدسي في فضائل القرآن (رقم: 45)، والرواية من طريقه. وهو بإسناد الطبراني في معجمه الكبير (11/ 443/ رقم: 12255).
(2)
الصحيح (رقم: 806).
(3)
السنن الكبرى (5/ 12 - 13/ رقم: 8014).
(4)
الصحيح (رقم: 5019).
(5)
هو: محمد بن أحمد بن منعة.
(6)
هو: إبراهيم بن بركات بن إبراهيم الخشوعي.
(7)
هو: أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، السلمي الدمشقي، توفي سنة 469 هـ. السير (18/ 418 - 419).
(8)
هو: أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن أبي الحديد السلمي الدمشقي، جدّ السابق، توفي سنة 405 هـ. السير (17/ 184 - 185).
(9)
هو: الخرائطي.
"مَن استمعَ حرفًا من كتاب الله أو قرأ حرفًا من كتاب الله نَظَرًا كُتبت له حسنة"، الحديث
(1)
.
رواية أمّ سَلَمَة أمّ المؤمنين:
2186 -
أنبأنا أبو الربيع الحاكم وابن بَدْران، عن محمد بن أبي أحمد السَّعْدي، أبنا أبو الفضل بن أبي نصر بن غانم بأصبهان، أنّ جدّه غانم بن خالد أخبرهم، أبنا عبد الرزّاق بن عُمَر بن موسى
(2)
، أبنا محمد بن إبراهيم بن المقرئ، ثنا ابن قُتَيْبَة - يعني: محمد بن الحسن العَسْقَلاني -، ثنا أبو خالد يزيد بن خالد وعيسى بن حمّاد، قالا: ثنا اللَّيْث، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن يَعْلَى بن مَمْلَك أنّه سأل أمَّ سَلَمَة عن قراءةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاتِه، فقالت:
وما لكم وصلاتَه! كان يُصلّي، ثم ينام قدرَ ما صلّى، ثم يُصلّي قدرَ ما ينام، ثم ينام قدرَ ما صلّى، ونَعَتَتْ لهم قراءتَه فإذا هي قراءةٌ مُفَسَّرَةٌ حرفًا حرفًا
(3)
.
صحيح.
(1)
إسناده واه، علته حفص بن عمر بن حكيم، ترجمه الذهبي في الميزان (1/ 563) وقال:"وهّاه ابن حبان، وقال ابن عديّ: حدّث بالبواطيل، ثم ساق له عدة أحاديث واهية". والحديث أخرجه ابن عديّ في الكامل (3/ 283 - 284) بطوله، عن ابن أبي عصمة ومحمد بن عبد الحميد الفرغاني ومحمد بن علي بن إسماعيل، ثلاثتهم عن علي بن حرب. وأخرجه ابن الجزري في النشر (2/ 453) من طريق البيهقي، قال البيهقي:"تفرد به حفص بن عمر، وهو مجهول".
(2)
هو: أبو الطيب، الأصبهاني التاجر، عُرف بابن شِمَة، توفي سنة 458 هـ. قال الذهبي:"راوي كتاب السفن لأبي قرة الزبيدي عن أبي بكر بن المقرئ". السير (18/ 149 - 150).
(3)
الرواية من طريق حديث الليث - رواية أبي بكر بن المقرئ -، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1488).
أخرجه أبو داود
(1)
عن يزيد بن خالد الرَّمْلي، ورواه التِّرْمِذي
(2)
والنسائي
(3)
عن قُتَيْبَة، كلاهما عن اللَّيْث بنحوه، وقال التِّرْمِذي:"حديث حسن صحيح غريب".
2187 -
وقال أبو يَعْلَى المَوْصِلي
(4)
: نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا حَفْص، عن ابن جُرَيْج، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن أمّ سَلَمَة قالت: كان رسول الله يقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة]، يعني: حرفًا حرفًا.
رواية عبد الله بن مسعود:
رُوِيَ من عدّة طُرُق:
2188 -
أصحّها ما رواه التِّرْمِذي
(5)
، من حديث أبي بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد، عن الضحّاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى، سمعتُ محمد بن كَعْب القُرَظي، سمعتُ عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَن قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنةٌ، والحسنةُ بعشر أمثالها، لا أقول {الم} حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف".
قال التِّرْمِذي: "حديث حسن صحيح، غريب من هذا الوجه"، وقال:"ويُرْوَى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن مسعود، رواه أبو الأَحْوَص عن ابن مسعود".
(1)
سنن أبي داود (رقم: 1468).
(2)
جامع التِّرْمِذي (رقم: 2923).
(3)
سنن النسائي (رقم: 1629).
(4)
مسند أبي يعلى (12/ 350 - 351/ رقم: 6920). وهو في مصنف ابن أبي شيبة (6/ 52/ رقم: 8821).
(5)
الجامع (رقم: 2910).
وكذلك صحّحه الضياء
(1)
.
وقد رواه محمد بن أبي فُدَيك وغيرُه عن الضحّاك
(2)
.
فممّن رواه عن أبي الأَحْوَص: عطاء بنُ السائب، وذلك إسناد حسن؛ فإنّ عطاء بن السائب قد قيل: كلُّ ما رَوَى عنه سفيانُ وشُعْبَة فهو صحيحٌ
(3)
.
وقد رواه عن عطاء: سفيان، وهمّام.
فأما سفيان: فرَفعَه عنه أبو عاصم
(4)
، ووَقَفَه عنه عبد الرزّاق
(5)
والناس
(6)
.
ورواه عن عطاء أيضًا: أبو الأَحْوَص موقوفًا، وهو في مشيخة ابن البَطِّيّ
(7)
.
وكذلك
(8)
رواه شُعْبَة وهُشَيْم وحمّاد بن زَيْد وجعفر بن سليمان وغيرُهم، عن عطاء
(9)
.
(1)
في فضائل القرآن (رقم: 13).
(2)
رواية ابن أبي فديك أخرجها: البيهقي في الشعب (3/ 371/ رقم: 1831) وابن منده في الرد على من يقول ألم حرف (رقم: 14) وقوام السنة التيمي في الحجة في بيان المحجة (2/ 188/ رقم: 147).
(3)
قاله جمع من الحفّاظ، منهم: يحيى بن سعيد القطان، والنسائي، وغيرهما. انظر: تهذيب التهذيب (3/ 104 - 105).
(4)
رواية أبي عاصم عن سفيان أخرجها ابن منده (رقم: 6).
(5)
رواية عبد الرزاق رواها الطبراني عن الدبري عنه كما في جزء ابن منده السابق.
(6)
منهم: أبو عامر قبيصة بن عقبة، أخرجه عنه الدارمي في السنن (رقم: 3351).
(7)
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 438/ رقم: 30554) والفريابي في فضائل القرآن (رقم: 63).
(8)
يعني: موقوفًا.
(9)
رواية شعبة أخرجها: سعيد بن منصور في السنن (1/ 35) وأبي عبيد في فضائل القرآن (ص 62) والطبراني في المعجم الكبير (9/ 140/ رقم: 8649). =
ورواه عنه أيضًا: إبراهيم بن مسلم الهَجَري، وسعيد بن جُبَيْر، وأبو إسحاق، وعاصم بن بَهْدَلَة - ووَقَفَه -، وأبو حَصِين - ووَقَفَه -.
واختُلف على الهَجَري فيه:
فوَقَفَه: ابنُ عُيَيْنَة، وزائدة، وأبو شِهاب، ويحيى بنُ عثمان الحَنَفي، وجعفر بنُ عَوْن، وعلي بنُ عاصم، وغيرُهم عنه
(1)
.
ورَفَعَه: يزيد بنُ عطاء، وأبو اليَقْظان، وسليمان بنُ عبد العزيز عنه
(2)
.
والضحّاك بنُ مُزاحِم فيما تفرّد به عنه نَهْشَل بن سعيد، وتفرّد به عن نَهْشَل عامر بن إبراهيم الأَصْبَهَاني، ذكره الطبراني
(3)
.
وأما حديثُ سعيد بن جُبَيْر عن أبي الأَحْوَص، ففي مشيخة ابن البَطِّي
(4)
.
ورواه عن ابن مسعود أيضًا موقوفًا عليه: أبو عُبَيْدة، والقاسم بن عبد الرحمن، وقَيْس بن السَّكَن، وأُسَيْر بن جابر
(5)
.
= ورواية حماد بن زيد أخرجها: ابن منده في الرد على من يقول ألم حرف (رقم: 4)، وقوام السنة التيمي في الحجة (2/ 187/ رقم: 146)، وأبي نعيم في حلية الأولياء (6/ 263) ومعرفة الصحابة (4/ 1775/ رقم: 4505).
(1)
رواية ابن عيينة أخرجها: عبد الرزاق في المصنف (3/ 375/ رقم: 6017)، والطبراني في المعجم الكبير (9/ 130/ رقم: 8646)، وابن منده في جزئه السابق (رقم: 9).
ورواية جعفر بن عون أخرجها: الدارمي في سننه (رقم: 3315) والبيهقي في الشعب (3/ 371 - 372/ رقم: 1832).
(2)
رواية سليمان بن عبد العزيز - وهو - ابن أخي حكيم بن زريق - أخرجها ابن منده (رقم: 8).
(3)
في المعجم الأوسط (رقم: 7574).
(4)
وأخرجه ابن منده (رقم: 10)، وفي إسناده أبان بن أبي عياش وهو متروك.
(5)
رواية قيس بن السكن عن ابن مسعود أخرجها: ابن أبي شيبة في المصنّف (15/ 437 - 438/ رقم: 30552) وابن منده في جزئه السابق (رقم: 15).
2189 -
وأخبرتني زينب ابنة أحمد، عن عجيبة، عن مسعود الثقفي، عن عبد الرحمن بن مَنْدَه إجازةً، أبنا أحمد بن محمد بن يوسف المقرئ، ثنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد، ثنا أحمد بن عُمَيْر، ثنا محمد بن الوزير بن الحكم، ثنا الوليد بن مسلم، أخبرني أبو رافع، سمعتُ محمد بن كَعْب القُرَظي يحدّث عن عبد الرحمن بن مسعود يرويه أنه قال:
"من قرأ شيئًا من القرآن كُتب له به بكل حرفٍ عشرُ حسنات، أمَا إنّ الحرف ليس بالآية والكلمة ولكن {الم} ثلاثون حسنة"
(1)
.
2190 -
وقال ابن وَهْب: أخبرني عَمْرو بن الحارث، أنّ عبد الرحمن حدّثه، عن أبي عُمَر، عن القُرَظي، عن ابنٍ لابن مسعود قال:"ما من مؤمنٍ يقرأُ حرفًا من القرآن - ولو شئتُ لقلتُ اسمًا تامًّا، ولكن حرفًا - إلّا كَتَب الله له عشرَ حسنات". قال: وحدّثنيه أبو صَخْر، عن القُرَظي.
وروي عن محمد بن كَعْب القُرَظي قوله، رواه عنه أبو معشر.
2191 -
وقال أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني
(2)
: ثنا عَبْدان بن أحمد، ثنا أَزْهَر بن مَرْوان الرَّقاشي، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتشهّد في الصلاة، قال: وكنّا نحفظه عن رسول الله، قال: نحفظ حروفَ القرآن الواوات والألفات.
ما رُوِيَ عن ابن عُمَر:
(1)
أخرجه أبو القاسم عبد الرحمن بن منده في الرد على من يقول ألم حرف (رقم: 26)، والرواية من طريقه. وفيه أبو رافع اسمه: إسماعيل بن رافع، قال في التقريب:"ضعيف الحفظ".
(2)
المعجم الكبير (10/ 53/ رقم: 9932).
2192 -
قال إسرائيل: عن ثُوَيْر، عن مجاهد، عن عبد الله بن عُمَر:"إذا خرج أحدُكم لحاجته ثم رجع إلى أهله فلْيأت المصحف فيفتحُه فيقرأ سورةً - أو قال: سورًا -، فإنّ الله يكتب له بكل حرفٍ عشرَ حسنات، أما إنّي لا أقول ألم، ولكن الألف عشرٌ واللام عشرٌ والميم عشرٌ"
(1)
.
2193 -
قال أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان: ثنا محمد بن يعقوب الأَهْوازي، ثنا مُعَمَّر بن سَهْل، ثنا عامر بن مُدْرِك، ثنا محمد بن عُبَيْد الله، عن نافع، عن ابن عُمَر: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من قرأ حرفًا من القرآن كَتَب الله له به عشرَ حسنات، إنّي لا أقول {الم} حرف، ولكن ألفٌ عشر، ولامٌ عشر، وميمٌ عشر".
ورواه عن محمد بن عُبَيْد الله: خالد بن عبد الرحمن القرشي.
2194 -
وقال سليمان بن أحمد الطبراني
(2)
: ثنا محمد بن عيسى بن شَيْبَة المصري، ثنا محمد بن منصور الطوسي، ثنا أبو الجوّاب، ثنا عمّار بن رُزَيْق، عن فَطْر بن خليفة، عن القاسم بن أبي بَزّة، عن عطاء الخراساني، عن حُمْران، سمعتُ ابنَ عُمَر يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، كُتب له بكل حرفٍ عشرُ حسنات"، وذكر تمامَ الحديث.
قال: "لم يَرْوِ هذا الحديث عن عطاء الخراساني عن حُمْران إلّا القاسم بن أبي بَزّة، ولا رواه عن القاسم بن أبي بَزّة إلّا فَطْر، ولا رواه عن فَطْر إلّا عمّار بن رُزَيْق، تفرّد به أبو الجوّاب"
(3)
.
(1)
أخرجه ابن منده (رقم: 22) لحسين بن محمد عن إسرائيل. وإسناده ضعيف، فإن ثوير بن أبي فاختة "ضعيف رُمي بالرفض" كما في التقريب.
(2)
المعجم الأوسط (رقم: 6491).
(3)
عمار بن رزيق هو: الضبي، أبو حفص الكوفي، قال في التقريب:"لا بأس به".
2195 -
قرأتُ بخطّ الحافظ محمد بن أبي نصر اللَّفْتُواني
(1)
: أبنا أحمد بن علي، أنا عبد العزيز بن فادويه - إجازةً -، حدّثني عمِّي أبو بكر، ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا إبراهيم بن الهَيْثَم البلَدي، ثنا آدم، ثنا أبو الطيّب المرُّوذي، ثنا عبد العزيز بن أبي رَوّاد، عن نافع، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ القرآنَ فلم يُعْرِبْه وُكِل به ملَكٌ يَكتبُ له كما أقول بكلّ حرف عشر حسنات، فإن أَعْرَبَ بعضَه ولم يُعْرِبْ بعضَه وُكِل به ملَكان يكتبان له عشرون حسنة، فإن أَعْرَبَه وُكِل به أربعةُ أملاك يكتبون له بكل حرفٍ ستّون حسنةً"
(2)
.
الرواية عن عَوْف بن مالك:
2196 -
رواها سليمان بن بلال، عن أبي عبد العزيز موسى بن عُبَيْدَة الرَّبَذي، عن محمد بن أبي محمد، عن عَوْف بن مالك الأَشْجَعي قال: قال رسول الله:
"مَنْ قرأ حرفًا من القرآن كُتبتْ له حسنةٌ، ولا أقول {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: 1، 2]، ولكن الألفُ حرفٌ واللامُ حرفٌ والميمُ حرفٌ والذالُ حرفٌ واللامُ حرفٌ والكافُ حرفٌ".
قال الطبراني
(3)
: "لا يُروى هذا الحديث عن عَوْف إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به سليمان بن بلال".
(1)
هو: محمد بن أبي نصر شجاع بن أحمد، اللفتواني الأصبهاني، توفي سنة 533 هـ. السير (20/ 74 - 75).
(2)
إسناده ضعيف واه، فيه أبو الطيب وهو متّهم بالكذب كما في الميزان (4/ 541). والحديث أخرجه ابن حبان في آخر المجروحين (3/ 160) ليعقوب بن سفيان عن آدم بن أبي إياس.
(3)
المعجم الأوسط (رقم: 314)، والحديث فيه، قال الطبراني: حدثنا أحمد بن رشدين =
قلتُ: رواه: زَيْد بن الحُباب، وعبد العزيز بن محمد، ويحيى بن زكريا، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وبكّار بن عبد الله، ومكّي بن إبراهيم، بنحوه عن موسى بن عُبَيْدَة عن محمد بن كَعْب القُرَظي عن عَوْف
(1)
.
2197 -
قرأتُ بخطّ محمد بن أبي نصر اللَّفْتُواني: أبنا عُمَر بن أحمد بن عُمَر - بقراءتي عليه -، أنا أبو سعيد النقّاش - إجازةً -، أبنا جدّي أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أيّوب، ثنا عُبَيْد الله بن الحسن بن يوسف الغزّال، ثنا سَهْل بن عثمان، ثنا يحيى بن زكريا، عن موسى بن عُبَيْدَة، أخبرني محمد بن كَعْب القُرَظي، عن عَوْف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ حرفًا من القرآن كَتب الله له به حسنةً، لا أقول {بِسْمِ اللَّهِ}، ولكن ب س م، بكل حرف مقطعة، ولا بألف، ولكن ألف ولام م د".
قال أبو سعيد النقّاش: لا أعلم أحدًا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم غير عَوْف بن مالك، وعنه محمد بن كَعْب، تفرّد به موسى بن عُبَيْدَة.
= قال: نا عبد الله بن محمد الفهمي قال: نا سليمان بن بلال. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي، وبه أعله الهيثمي في المجمع (7/ 163). وهو في المعجم الكبير (18/ 76/ رقم: 141) عن أبي الزنباع روح بن الفرج المصري عن عبد الله بن محمد الفهمي، إلا أنه قال: محمد بن كعب القرظي مكان محمد بن أبي محمد.
(1)
رواية زيد بن الحباب أخرجها أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده - كما في إتحاف الخيرة المهرة (رقم: 7996) -، ومن طريقه ابن منده في جزئه (رقم: 31).
ورواية عبد العزيز بن محمد - وهو: الدراوردي - أخرجها البزار في مسنده (7/ 192/ رقم: 2761).
ورواية يعقوب بن حميد بن كاسب أخرجها ابن منده (رقم: 33).
ورواية بكار بن عبد الله أخرجها الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 388 - 389).
ورواية مكي بن إبراهيم أخرجها ابن منده (رقم: 34).
قلت: وهو متكلَّم فيه، قال أبو موسى المديني:"محمد بن أبي محمد الذي في الإسناد هو محمد بن كَعْب القُرَظي، كأنّه اختُلف عليه في إسناده، وقد رواه محمد بن الزَّبَرْقان عن موسى بن عُبَيْدَة فقال: عن عَوْف بن مالك، والمشهور: عن ابن أبي الأَحْوَص".
وما رُوِيَ عن أبي بكر الصدّيق:
2198 -
قال عبد الله بن محمد بن جعفر
(1)
: ثنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم وعبد الله بن محمد بن عيسى المقرئ، ثنا أبو مسعود يزيد بن خالد، ثنا عَمْرو بن زياد الخُراساني - هو: الرازي -، ثنا يحيى بن سُلَيْم - هو: الطائفي -، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة، عن أبي بكر الصدّيق: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من زار قبرَ والدَيْه في كلّ جمعة أو أحدِهما فقرأ عندهما أو عنده {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)} [يس] غُفر له بعدد كلّ آيةٍ أو حرف"
(2)
.
رواه أحمد بن موسى بن مردويه
(3)
، عن أحمد بن محمد بن عاصم عن أبي مسعود يزيد بن خالد.
وما رُوِيَ عن عُمَر بن الخطّاب:
2199 -
قال سليمان بن أحمد
(4)
: ثنا محمد بن عُبَيْد بن آدم بن أبي
(1)
هو: أبو الشيخ الأصبهاني، صاحب كتاب الثواب، ومظنّة الحديث فيه.
(2)
الحديث باطل كما قال الدارقطني وغيره، علته عمرو بن زياد فإنه متّهم بالوضع. وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 151) لمحمد بن الضحاك بن عمرو بن عاصم عن يزيد بن خالد. وأورده الألباني في الصحيحة (رقم: 50) وقال: "موضوع".
(3)
لعله في تفسيره.
(4)
هو: الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 6616).
إياس العَسْقَلاني، حدّثني أبي، عن جدّي آدم بن أبي إياس، ثنا حَفْص بن مَيْسَرَة، عن زَيْد بن أَسْلَم، عن أبيه، عن عُمَر بن الخطّاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرين ألف حرف، فمن قرأه صابرًا محتسبًا كان له بكلّ حرف زوجةٌ من الحور العين".
قال: لا يُروى هذا الحديث عن عُمَر إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به حَفْص بن مَيْسَرَة
(1)
.
2200 -
وأخبرتني زينب ابنة أحمد، عن عجيبة، عن مسعود الثقفي، عن عبد الرحمن بن مَنْدَه - إجازةً -، أبنا محمد بن أبي نَصْر، أبنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عُمَر بن حَفْص بن غِياث، ثنا أبي، عن عاصم بن بَهْدَلة، عن أبي وائل شقيق بن سَلَمَة قال: كتب أبو موسى الأَشْعَري إلى عُمَر بن الخطّاب: إنّ قِبَلَنا ممّا هنا أقوام يتكلّمون في القدر، فكتب إليه عُمَر:
"بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عُمَر بن الخطّاب أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قَيْس الأَشْعَري، أمّا بعد فإنّ الله أَبْرَم أَمْرَه، وأَنْفَذ حكمَه، وقدّر مشيئته، وأخذ بالحجّة على خلقه فيما أمرهم به من طاعته ونهاهم عنه من معصيته، فإذا أحبّ الله عبدَه نَصَرَه، وإذا أبغضه خَذَلَه، جعلنا الله وإيّاك من عباده المنصورين العامِلين بطاعته، فإذا وصل كتابي هذا إليك فادعُهم وأَوْعِزْ إليهم، وانهَهُمْ عن المعاودة بالخَوْض في أمرٍ قد أَحْكَمَه الله وفرغ منه، واعلم أنّ أوّل ما خلق الله القلمَ فقال له: اجرِ، فجرى القلمُ بما كان وما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، فقد فرغ الله من السعادة والشقاء على عباده،
(1)
الحديث حكم عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني بالبطلان في كتابه لسان الميزان (6/ 332) في ترجمة محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس، فقال:"تفرد بخبر باطل" ثم ذكره.
فانْهَهُم عن الخوض فيما كانوا يخوضون فيه من أمرٍ قد فَرَغَ الله منه، ومُرْهم بالاشتغال بتلاوة كتاب الله، فإنّ الله يكتبُ لمن تلا القرآن بكلّ حرفٍ عشرَ حسناتٍ، أَمَا إنّي لا أقول: ألم، ولكن يُكتَبُ له بالألف عشرًا وباللام عشرًا وبالميم عشرًا، فالاشتغالُ بهذا الذي بيّن الله فضلَه أَنْفَعُ لهم وأَعْوَدُ عليهم في دنياهم وفي آخرتهم من الخَوْض في أمرٍ قد فرغ الله منه وأَحْكَمَه"
(1)
.
أنسُ بن مالك:
2201 -
قرأتُ على الحافظ أبي الحجّاج المِزِّي، أخبرك إسحاق بن أبي بكر النحّاس، أنا يوسف بن خليل الحافظ.
وأخبرنا علي بن محمد العَدَوي وأمّ عبد الله زينب بنت أحمد الكماليّة، عن ابن خليل إِذْنًا، أبنا أبو طاهر بن فاذشاه، أبنا أبو علي الحدّاد. (ح).
وأخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أبنا محمد بن أبي بكر البَلْخي، أنبأنا السِّلَفي، أبنا أبو مُطيع المصري وأبو عليّ الحدّاد، قالا: أبنا أبو نُعَيْم الأَصْبَهاني، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن قَحْطَبَة، نا محمد بن الصبّاح، نا مُعَمَّر بن سليمان الرَّقِّي، عن الخليل بن مُرّة، عن شُعْبَة - وهو: ابن عَمْرو -، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص] وهو على طهور كطهارة الصلاة مائةَ مرّة، وقرأ فاتحةَ الكتاب، كتب الله له بكل حرفٍ عشرَ حسنات"، وذكر تمامَ الحديث
(2)
.
(1)
أخرجه ابن منده في جزئه (رقم: 35)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن.
(2)
أخرجه أبو نعيم في ذكر من اسمه شعبة (رقم: 23)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لضعف الخليل بن مرة كما في التقريب.
رواه اللَّيْث بن سَعْد، عن الخليل بن مُرّة، عن الحسن بن أبي الحسن السدوسي - من أهل البصرة -، فقال: سعيد بن عَمْرو، عن أنس، مثله
(1)
.
2202 -
وبه، قال أبو نُعَيْم
(2)
: حدّثنا أبو محمد بن حَيّان، ثنا ابن أبي عاصم، نا عليّ بن مَيْمُون، نا مُعَمَّر
(3)
بن سليمان، عن عبد الله بن بِشْر، عن شُعْبَة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} مائة مرّة وهو على طهور كطهور الصلاة، يبدأ بفاتحة الكتاب، كتب الله له بكل حرف عشرَ حسناتٍ ومحا عنه عشرَ سيّئات ورفعَ له عشرَ درجات"
(4)
.
2203 -
قال أبو أحمد عبد الله بن عَدِيّ بن محمد القطّان الجُرْجاني
(5)
: ثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم، ثنا بُنْدار بن بَشّار، حدّثني محمد بن بَكْر، ثنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني رجلٌ، عن أبيه، عن أنس بن مالك أنّه كان يحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من قرأَ حرفًا من القرآن كَتب الله له عشرَ حسناتٍ، بالياء والباء والتاء".
(1)
الكلام لأبي نعيم. وهكذا أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 928) في ترجمة الخليل بن مرّة - ومن طريقه البيهقي في الشعب (4/ 151/ رقم: 2318) - لعيسى بن حماد الملقب زغبة عن الليث بن سعد.
(2)
ذكر من اسمه شعبة (رقم: 25).
(3)
كتبه المصنف (ابن المحب): معتمر، وهو خطأ منه، وهو في جزء أبي نعيم: معمر.
وهو: معمَّر بن سليمان الرقي.
(4)
إسناده ضعيف؛ عبد الله بن بشر هو: الكوفي، نزيل الرقّة، قال في التقريب:"اختلف فيه قول ابن معين وابن حبان، وقال أبو زرعة والنسائي: لا بأس به، وحكى البزار أنه ضعيف في الزهري خاصّة"
(5)
لم أجده في الكامل في الضعفاء له، ولا في أطرافه لأبي موسى المديني. وفي إسناده رجل مجهول.
رواه أبو موسى محمد بن المُثَنَّى عن محمد بن بَكْر، فقال: عن عبد الحميد بن جعفر، قال: أخبرني رجلٌ، عن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أنس بن مالك أنّه كان يحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه
(1)
.
رواه أبو بكر أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم الضحّاك، عن أبي موسى به.
2204 -
قال أبو أحمد بن عَدِيّ
(2)
: ثنا أحمد بن حَفْص، ثنا مَعْرُوف بن الوليد السَّعْدي، ثنا عَوْن بن أبي عَوْن، عن أبي سليمان الفلسطيني، عن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كنتُ عند ربي عز وجل في المعراج"، وذكره وقال:"وعلّمَني تأويلَ القرآن بحروفِه وإعرابِه وتنزيلِه".
2205 -
ورُوِيَ عن أبي عَمْرو هارون بن عَنْتَرَة الشَّيْباني، عن شقيق بن سَلَمَة قال: دخلنا على عليّ بن أبي طالب فقال:
"تعلَّموا البقرةَ؛ فإنّ بكلّ حرفٍ منه حسنةً، والحسنةُ بعشر أمثالها، ولا أقول ألم حسنة، ولكن الألفُ حسنة واللامُ حسنة"
(3)
.
2206 -
وقال الطبراني في المعجم الأوسط
(4)
: ثنا الحسن بنُ حُباش
(5)
الحِمّاني، ثنا محمد بن عبد الحميد العَطّار، ثنا سَيْف بن عُمَيْرَة،
(1)
أخرجه أبو طاهر السلفي في الوجيز في ذكر المجاز والمجيز (رقم: 35)، لعبد الله بن أحمد بن خزيمة الباوردي عن محمد بن بكر.
(2)
لم أجده في الكامل. فيه أبو سليمان الفلسطيني وهو مترجم في الميزان (7/ 57).
(3)
أخرجه ابن منده في جزئه (رقم: 23).
(4)
المعجم الأوسط (رقم: 3430).
(5)
تُقرأُ من خط المؤلف: (حماش)، والتصويب من المؤتلف والمختلف (2/ 702).
عن أَبان بن تَغْلِب، حدّثني سِماك بن حَرْب، عن شَهْر بن حَوْشَب: كنّا عند أمِّ سَلَمَة نسألُها عن حروفِ القرآن، فقال رجلٌ: يا أم المؤمنين إنّي لأُحدِّث نفسي بالشيء لو تكلّمتُ به لأحبطتُ أجري، ولو اطُّلِعَ عليّ لضُرِبت عُنُقي، قالت: سمعتُ رسول الله يُسأَل عن مثلِ ما سألتَ عنه فقال:
"لا يُلَقّى ذلك الكلامَ إلّا مؤمنٌ"
(1)
.
2207 -
وقال أبو الشيخ
(2)
: ثنا الوليد بن أَبان، نا عُمَر بن سعيد، ثنا إسحاق، أنا علي بن الحسين، حدّثني أبي، عن يزيد النحوي، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس في قوله {الر} و {حم (1)} و {ن}:"حروف الرحمن مقطّعة"
(3)
.
2208 -
قال: وحدّثنا علي بن سعيد، ثنا ابن عَرَفَة، ثنا الحَكَم بن ظَهِير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن كَعْب القرظي قال في {الر} قال:"ألفٌ ولامٌ وراءٌ من الرحمن".
2209 -
قرأتُ بخطّ محمد بن أبي نَصْر اللَّفْتُواني: أنا غانم بن أبي الفتح أبو سَهْل، أنا أحمد بن الفَضْل أبو بكر المقرئ قال: في كتابي عن أبي الحسن علي بن المَرْزُبان بن منصور، قال: ثنا عبد الأَعْلَى بن أحمد بن مالك البصري بها، قال: سمعتُ ابنَ سالمٍ يقول: سمعتُ سَهْلَ بن عبد الله يقول: "كلامُ الدولاب صوتٌ بلا حرف، وكلامُ البهائم صوتٌ وحرفٌ، وكلامُ الله بالصوت والحرف والمعنى".
(1)
قال في مجمع الزوائد (1/ 185): "وفي إسناده سيف بن عميرة، قال الأزدي: يتكلمون فيه".
(2)
لعله في التفسير له، ولم يصلنا حتى اليوم.
(3)
إسناده حسن. إسحاق هو: ابن راهويه، وعلي بن الحسين هو: ابن واقد.
2210 -
وقال مَدْيَن بن شُعَيْب
(1)
: نا محمد بن يحيى القُطَعي، عن يزيد بن النَّضْر، ثنا شهاب بن شُرْنُفَة، عن راشد أبي محمد - وكان ممّن عصى الحجّاج -: أنّهم عَدُّوا حروفَ القرآن فوجدوه ثلاثمائة ألفِ حرفٍ وستّين ألفَ حرفٍ وثلاثةٍ وعشرين حرفًا
(2)
.
2211 -
وقال: حدّث القُطَعي، عن سليمان بن الربيع الزهراني، عن بِشْر بن مُعَلَّى بن إياس، عن عاصم الجَحْدَري قال:"القرآن ثلاثمائة ألفِ حرفٍ وثلاثمائةٍ وستّون ألفِ حرفٍ وثلاثةٌ وعشرون حرفًا".
2212 -
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله الفارسي الفقيه الشافعي في كتابه الأربعين في برهان القرآن: حدّثنا إمام الحرمين سيف السنّة أبو زكريا يحيى بن إبراهيم السَّلَماسي، حدّثني والدي القاضي إبراهيم بن أحمد بن محمد السَّلَماسي، أنا أبو القاسم بن صدقة الكاتب، أنا إبراهيم بن عِصْمَة، ثنا الحسين بن داود، ثنا يزيد بن هارون، عن حُمَيْد، عن أنس بن مالك وعن ابن مسعود قالا: قال رسول الله:
"اتلوا القرآنَ، فإنّ الله يأجرُكم على تلاوته بكل حرفٍ عشرَ حسنات، أمَا إنّي لا أقول: {الم} حرف، ولكنّي أقولُ: ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ، وأَجْرُها ثلاثون حسنة"
(3)
.
(1)
هو: أبو عبد الرحمن مدين بن شعيب المقرئ البصري الصوفي، يقال له: مردويه، توفي سنة 300 هـ. انظر: معرفة القراء الكبار (2/ 543)، غاية النهاية (2/ 292 - 293).
(2)
أخرجه الداني في البيان في عدّ آي القرآن (ص 74) من طريق الفضل بن شاذان عن أحمد بن يزيد عن يزيد بن النضر.
(3)
حديث حسن في الشواهد، وهذا إسناده ضعيف، علته الحسين بن داود وهو: سنيد، قال في التقريب:"ضُعِّف".
2213 -
(1)
نقلتُ من خطّ محمد بن أبي نصر اللَّفْتُواني الحافظ: أبنا محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز الصحّاف، أنا أبو بكر بن أبي نَصْر وأبو بكر بن أبي عليّ - فيما أجازا لي -، قالا: أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي، ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى، ثنا أبي، عن جدّي، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن أبي ذَرّ الغِفاري: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قلتُ: يا رسول الله! كلُّ نبيٍّ مرسلٌ، بِمَ يُرسَلُ؟ قال:
"بكتابٍ مُنَزَّل"،
قلتُ: يا رسول الله! أيُّ كتابٍ أَنْزَلَ الله على آدم؟ قال:
"كتابُ المعجم"،
قلتُ: يا رسول الله! أيُّ كتابِ المعجم؟ قال:
"اب ت ث"،
قلتُ: يا رسول الله! كم حروفًا؟ قال:
"تسعة وعشرون حرفًا"،
قلتُ: يا رسول الله! عَدَدْتُ ثمانٍ وعشرين، فغَضِبَ رسولُ الله حتى احمرّت عيناه فقال:
"يا أبا ذَرّ والذي بعثني بالحقّ بيِّنًا ما أَنْزَلَ الله على آدم إلَّا تسعًا وعشرين حرفًا"،
قلتُ: يا رسول الله! الشيءُ فيه ألفٌ ولامٌ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لامُ ألفٍ حرفٌ واحد، أَنْزَلَ الله على آدم في صحيفةٍ واحدةٍ ومعه
(1)
الأوراق من (281) حتى (308) في إثبات صفة المحبة، وقد كتبناها في موضعها.
سبعون ألف ملك، مَنْ خالف لامَ ألفٍ فقد كفر بما أُنزل على محمدٍ بعد لامِ ألف، فهو بريءٌ منه وأنا بريءٌ منه ولا يخرج من النار أبدًا"
(1)
.
قال محمد بن أبي نصر: هذا الحديثُ ما وجدناه في أصول كتب الطبراني، ولا أتحقّقُ أنّه من حديثِه أَمْ رُكِّب عليه.
2214 -
قال محمد بن أبي نصر: وفي قول الله (اشتققتُ لها من اسمي) حجّةٌ تامّة لأهل الإسلام والسنّة أنّ الحروفَ كلامُ الله، ولا شكّ أنّ نطقَ الخلق بالحرف الذي هو كلامُ الحقّ، وفضلُ كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه كما قال رسول الله، وفي هذا الخبر بيانُ فضل كلام الربّ، وأنّ إضافةَ كلام كلِّ متكلِّمٍ إلى قائله؛ لأنّ الحروفَ مخلوقةٌ من جملة حروف المعجم أنزله الله على آدم كما قال وَهْب بن مُنَبِّه.
2215 -
وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
(2)
: ثنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني موسى بن شَيْبَة وغيرُه، عن الأَوْزاعي، عن رجلٍ من قريش قال: قال أبو هُرَيْرَة:
"والذي نفسي بيده ليأتينّ على الناس زمانٌ يحدِّثون بأحاديثِ رسول الله فيقومُ أحدُهم فينفضُ ثوبَه فيقول: لا، إلّا القرآن، وما يعمل من القرآن بحرفٍ"
(3)
.
2216 -
أخبرتني زينب ابنة أحمد، عن عجيبة، عن مسعود الثقفي، عن
(1)
الحديث منكر، علّته إبراهيم بن هشام بن يحيى، اتّهمه أبو حاتم وأبو زرعة بالكذب كما في الجرح والتعديل (2/ 142) والميزان (1/ 72 - 73). وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 166 - 169) عن الطبراني مطوَّلًا. وأخرجه ابن حبان (الإحسان: 2/ 76 - 79/ رقم: 361) من طرق عن إبراهيم هذا. والحديث في السلسلة الضعيفة (4/ 383).
(2)
أبو عبد الله المصري، من كبار فقهاء المالكية، توفي سنة 268 هـ، وله مؤلفات منها: الرد على الشافعي، الرد على فقهاء العراق، أحكام القرآن. انظر: السير (12/ 497 - 501).
(3)
في إسناده رجلٌ مجهول. وقد رواه أبو زرعة الرازي في الرد على أهل الأهواء كما في الحجة على تارك المحجة (1/ 494).
عبد الرحمن بن مَنْدَه - إجازةً -، أبنا محمد بن عبد الرزّاق، أبنا جدّي، ثنا الحسين بن أحمد المالكي، ثنا هشام بن عمّار، ثنا إسماعيل بن عيّاش، عن صالح بن مِقْسَم، عن الحسن، عن أبي هُرَيْرَة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من استمع إلى آيةٍ من كتاب الله كُتِبتْ له حسنة مُضاعفة، ومن تلا آيةً من كتاب الله كانت له نورًا يومَ القيامة، وكلُّ حرف منه آيةٌ، يقول الله: {الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)} [لقمان] "
(1)
.
جدُّه
(2)
هو: أبو الشيخ الأصبهاني.
2217 -
وقرأتُ بخطّ اللَّفْتُواني: أنشدنا الحافظ أبو طاهر حمزة بن أحمد بن الحسين، أنشدنا الشيخ الحافظ أبو بكر بن الخاضِبَة ببغداد، أنشدني إسماعيل بن عُلَيَّة ببيت المقدس لنفسه من قصيدةٍ:
من ظنّ حرفَ هجاءٍ من الحروف بفاني
…
فوزرُه وزرُ قومٍ يقول لله ثاني
لأنّهنّ صفاتٌ لمن برا وبراني
2218 -
أخبرنا الحافظ أبو الحجّاج المزّي - بقراءتي عليه -، أبنا أبو الحسن بن البخاري وأحمد بن شَيْبان، قالا: أبنا أبو حَفْص بن طَبَرْزَد، أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا عُمَر بن الحسين الخفّاف، أبنا أبو حَفْص بن الزيّات، أبنا حمزة - هو: ابن محمد -
(3)
، ثنا نُعَيْم بن حمّاد،
(1)
أخرجه ابن منده في جزئه في الحرف والصوت (رقم: 24)، والرواية من طريقه. وفيه انقطاع بين الحسن - وهو: البصري - وأبي هُرَيْرَة، فهو لم يسمع منه كما في جامع التحصيل (ص 164)، وأخرجه الإمام أحمد (14/ 191 - 192/ رقم: 8494) لعباد بن ميسرة عن الحسن.
(2)
يعني: جد محمد بن عبد الرزاق.
(3)
هو: حمزة بن محمد بن عيسى، أبو علي الجرجاني ثم البغداد، توفي سنة 302 هـ. السير (14/ 150).
ثنا نوح بن أبي مريم، عن زَيْد العَمِّي، عن سعيد بن المسيّب، عن عُمَر بن الخطّاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ قرأ القرآنَ فأَعْرَبَه كُلَّه كان له بكلّ حرفٍ أربعون حسنةً، ومَنْ أَعْرَبَ بعضَه ولَحَنَ في بعضٍ كان له بكل
(1)
حرفٍ عشرون حسنةً، ومَنْ لم يُعرِب منه شيئًا كان له بكلّ حرفٍ عشرُ حسناتٍ"
(2)
.
البراء بن عازب:
2219 -
قال تمّام بن محمد بن عبد الله الرازي
(3)
: أبنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن - هو: ابنُ عليّ بن حَسْنُون الأَزْدي -، ثنا أحمد بن بِشْر - هو: أبو عبد الله الصُّوري -، ثنا محمد بن يحيى - يعني: التميمي -، ثنا أبو داود، ثنا شُعْبَة، ثنا طَلْحَة، عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَة، عن البراء بن عازب: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"زيِّنوا القرآنَ بأصواتكم ورَتِّلوه، وما تَقرّبَ المُتقرِّبون بشيءٍ أحبَّ إلى الله ممّا خرج منه - يعني القرآن -، ومن قرأَ القرآنَ فكأنّما أُدْرِجت النبوّةُ بين جنبيه إلّا أنّه لا يوحى إليه، ومن قرأَ القرآنَ قائمًا فله بكلّ حرفٍ مائةُ حسنة، ومن قرأَه في الصلاة قاعدًا فله بكلّ حرفٍ خمسون حسنةً، ومن قرأه في غير صلاةٍ فله بكلّ حرفٍ عشرُ حسنات، ومن استمع إليها فله بكلّ حرفٍ حسنة، ومن قرأَ القرآنَ فأَعْرَبَه فله بكلّ حرفٍ أربعون حسنة، ومن قرأ القرآنَ فلحّنَ وتطرّب فله بكلّ حرفٍ عشرون حسنة، ومن قرأ القرآنَ كقراءة العامّة
(1)
كتب المصنف فوقها: (في كل خ)، يعني: في نسخة.
(2)
أخرجه أبو علي حمزة بن محمد بن عيسى الكتاب في حديثه عن نعيم بن حماد - رواية أبي الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ - (ق 204/ ب - 205/ أ - مجموع 103). وإسناده ضعيف جدًّا، آفته نوح بن أبي مريم، قال في التقريب:"كذّبوه في الحديث، وقال ابن المبارك: كان يضع". وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 41) عن حمزة بن محمد الكاتب.
(3)
فوائد تمام (رقم: 1304).
فله بكلّ حرفٍ عشر حسنات، والعجمُ تقرأُ القرآنَ غضًّا كما أُنزل، والقرآنُ أُنزِل على سبعة أحرف"، وذكر بقيّةَ الحديث، اختصرتُ منه على هذا القدر.
ساقه الضياء، من طريق تمّام هكذا بطوله، وقال:"هذا حديثٌ غريبٌ، لا أعلمُ أنّي كتبتُه إلّا من هذا الطريق، وأحمد بن بِشْر الصُّوري ومحمد بن يحيى التميمي لا أعلمُ حالَهما".
قال في الحاشية: "أحمد بن بِشر بن حبيب بن يزيد التميمي أبو عبد الله الصُّوري ذكره الحافظ أبو القاسم
(1)
في تاريخ دمشق
(2)
ولم يذكرْ فيه جَرْحًا".
وقد قال الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69)} [يس]، فلمّا نفى عنه كونَه شِعْرًا وأثبتَه قرآنًا عُلم أنّه حروفٌ؛ لأنّ ما ليس بحرفٍ لا يُتَوَهّمُ كونُه شِعْرًا.
* * *
(1)
ابن عساكر.
(2)
تاريخ دمشق (71/ 42).
ذكرُ الصوت
2220 -
روى البخاري في صحيحه
(1)
، لأبي صالح عن أبي سعيد الخُدْرِي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقولُ الله: يا آدم، فيقول: لبَّيْكَ وسَعْدَيْك، فينادي بصوتٍ: إنّ الله يأمرُك أن تُخرِجَ من ذرِّيَّتك بعثًا إلى النار".
2221 -
وقال سفيان: نا عَمْرو بن دينار، سمعتُ عكرمةَ يقول: سمعتُ أبا هُرَيْرَة يحدِّثُ أنّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا قضى اللهُ الأمرَ في السماء ضَرَبَت الملائكةُ بأجنحتها تصديقًا لقوله كأنّه سلسلةٌ على صَفْوان، فإذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربُّكم؟ قالوا: الحقَّ وهو العليُّ الكبيرُ، فيشهدُها مسترقي السمعَ، قال: ومسترقي السمعَ هكذا بعضُهم فوق بعض، قال: فتُسْمَعُ الكلمةُ، فيُلقيها إلى من يحبُّه، ثم يُلقيها الآخرُ إلى من يحبُّه حتى يُلقيَها على لسان الساحر أو الكاهن، فربّما أدركه الشهابُ قبل أن يُلقيَها، وربّما ألقاها قبل أن يُدركه، فيكذبُ معها مائةَ كذبة، فيُقال: أليس قد قال لنا يومَ كذا وكذا كذا وكذا - للكلمةِ التي سُمعت من السماء -؟ ".
أخرجه البخاري وأبو داود والتِّرْمِذي
(2)
، من حديث سفيان، إلّا أنّ أبا داود اختصره، وقال التِّرْمِذي:"حسن صحيح".
(1)
الصحيح (رقم: 4741).
(2)
صحيح البخاري (رقم: 4701، 4800، 7481) وسنن أبي داود (رقم: 3991) وسنن الترمذي (رقم: 3223).
2222 -
وعن عبد الله قال: قال رسول الله:
"إذا تكلّمَ بالوحي سمع أهلُ السماء صلصلةً كجَرِّ السلسلة على الصفا، فيَصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيَهم جبريلُ، فإذا جاءهم جبريلُ فُزِّع عن قلوبهم، فيقولون: يا جبريلُ ماذا قال ربُّكم؟ قال: فيقول: الحقَّ، قال: فنادوا: الحقَّ الحقَّ".
أخرجه أبو داود في سننه
(1)
وغيرُه
(2)
، عن عليّ بن الحسين بن إبراهيم بن الحرّ بن إِشْكاب عن أبي معاوية الضرير عن الأَعْمَش عن مسلم بن صُبَيح عن مَسْروق عن عبد الله.
قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي
(3)
: "ورجالُه ثقات".
ورواه أحمد بن الصبّاح بن أبي شُرَيْح
(4)
، عن أبي معاوية
(5)
.
2223 -
وروى مسلم في صحيحه
(6)
، أنّ ابن عبّاس قال: أخبرني رجلٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار أنّهم بينما هم جلوسٌ ليلةً مع رسولِ الله رُمي نجمٌ فاستنار، فقال لهم رسول الله:
"ماذا كنتم تقولون في الجاهليّة إذا رُمي مثل هذا؟ "،
(1)
سنن أبي داود (رقم: 4738).
(2)
أخرجه ابن حبان (الإحسان: 1/ 223 - 224/ رقم: 37)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 350/ رقم: 207)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 506 - 507/ رقم: 432).
(3)
هو: الضياء.
(4)
هكذا بخطّ المصنف: شريح، بالشين المعجمة وآخره حاء مهملة، وقيّده الذهبي في المشتبه (ص 395): سريج، بالسين المهملة وآخره جيم معجمة.
(5)
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/ 392 - 393): "ورواه أصحاب أبي معاوية عنه موقوفًا وهو المحفوظ".
(6)
صحيح مسلم (رقم: 2229).
قالوا: الله ورسولُه أعلم، كنّا نقول: وُلد الليلةَ رجلٌ عظيمٌ ومات رجلٌ عظيمٌ، فقال رسول الله:
"فإنّها لا تُرمَى لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكنّ ربَّنا إذا قضى أمرًا سبّح حَمَلَةُ العرش، ثم سبّح أهلُ السماء الذين يلونهم، حتى يبلغَ التسبيحُ أهلَ هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حَمَلَةَ العرش لحَمَلَةِ العرش: ماذا قال ربُّكم؟ فيُخبرونهم ماذا قال، فيستخبرُ بعضُ أهل السماوات بعضًا، حتى يبلغ الخبرُ هذه السماء الدنيا، فيخطفُ الجنُّ السمعَ فيَقذفون إلى أوليائهم ويرمون، فما جاؤوا به على وجهه فهو حقّ، ولكنّهم يقرفون ويزيدون".
2224 -
نُعَيْم بن حمّاد: ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عبد الله بن أبي زكريا، عن رجاء بن حَيْوَة، عن النوّاس بن سَمْعان قال: قال رسول الله:
"إذا أراد اللهُ أن يُوحِيَ بأمره تكلّمَ بالوحي أخذت السماواتِ منه رجفةٌ شديدةٌ من خوف الله، فإذا سمع بذلك أهلُ السماوات صَعِقوا وخرّوا سجودًا، فيكون أولُهم يرفع رأسَه جبريل، فيُكلِّمُه الله من وحيه بما أراد، فينتهي به جبريلُ على الملائكة، كلّما مرّ بسماءٍ سأله أهلُها: ماذا قال ربُّنا يا جبريلُ؟ فيقول جبريلُ: قال الحقَّ وهو العليُّ الكبيرُ، فيقولون كلُّهم مثلَ ما قال جبريلُ، فينتهي به جبريلُ حيث أُمر من السماء والأرض"
(1)
.
(1)
أخرجه: ابن خزيمة في التوحيد (1/ 348 - 349/ رقم: 206)، وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 515)، وابن جرير في تفسيره (19/ 278)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 511 - 512/ رقم: 435)، وابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير (11/ 285) -، وغيرهم، من طرق عن نعيم بن حماد. وأعلّه ابن أبي حاتم فقال:" سمعت أبي يقول: ليس هذا الحديث بالشام عن الوليد بن مسلم رحمه الله". وأخرجه أبو زرعة الرازي في تاريخه (1/ 621) ونقل عن عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدحيم أنه قال: "لا أصل له".
رواه عَمْرو بن مالك الراسبي عن الوليد بنحوه
(1)
.
2225 -
وقال عبد الله بن محمد البغوي: نا عُبَيْد الله بن محمد بن حَفْص، أنا حمّاد - يعني: ابنَ سَلَمَة -، أنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال:"كان لكلِّ قبيلٍ من الجنّ مقعدٌ يستمعون فيه الوحيَ، إذا نزل سُمع له صوت كإمْرار السلسلة على الصَّفْوان، فلا ينزلُ على سماءٍ إلّا صَعِقوا، فإذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربُّكم؟ قالوا: الحقَّ، وهو العليُّ الكبيرُ"، الحديث
(2)
.
2226 -
سليمان بن أحمد - هو: الطبراني -: نا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا هاشم بن محمد الربعي، ثنا عَنْبَسَة بن خالد، عن عبد الله بن المبارك، عن بَهْز بن حكيم، عن أبيه، عن جدّه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لمّا نزل جبريلُ بالوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَزِع أهلُ السماوات لانحطاطه وسمعوا صوتَ الوحي كأشدَّ ما يكون من صوت الحديد على الصفا، فكلّما مرَّ بأهل سماءٍ فُزِّع عن قلوبهم، فيقولون: يا جبريل! بِمَ أُمرتَ؟ فيقول نور العزّة العظيم: كلام الله بلسانٍ عربيٍّ"
(3)
.
2227 -
أنبأنا سليمان بن حمزة - إن لم يكن حضورًا -، أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو القاسم بن أحمد الخبّاز، أنّ محمّد بنَ رجاء أخبرهم، أنا
(1)
أخرجه من طريقه أبو الشيخ في العظمة (2/ 500 - 501/ رقم: 46). وعمرو بن مالك الراسبي ضعيف كما في التقريب.
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 389 - 390) - مطوَّلًا -، من طريق عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة عن البغوي، وهذه رواية الجعديّات للبغوي، لكن لم أجده فيه. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 117) لآدم بن أبي إياس عن حماد بن سلمة.
(3)
أخرجه أبو القاسم التيمي في الحجة في بيان المحجة (1/ 261/ رقم: 111)، لعلي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه عن الطبراني. وإسناده معلول بتفرد هاشم بن محمد الربعي، قال العقيلي في الضعفاء (4/ 1463):"لا يتابع على حديثه"، قال الذهبي في الميزان (4/ 290):"يعني: في سنده، لا في متنه".
أحمد الذَّكْواني، أبنا أبو بكر بن مردويه الحافظ، ثنا أحمد بن كامل بن خَلَف، ثنا محمد بن سَعْد، ثنا أبي، ثنا عُمَر، ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاس في قوله:{حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 23] قال: "لمّا أَوْحَى الجبّارُ عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم دعا الرسولُ من الملائكةِ ليبعثَه بالوحي، فسمعتْ الملائكةُ صوتَ الجبّار يتكلّمُ بالوحي، فلمَّا كُشِفَ عن قلوبهم فسُئلوا عمّا قال الله، قالوا: الحقّ، وعلموا أنّ الله لا يقول إلّا حقًّا وأنّه منجزٌ ما وَعَد، - قال ابن عبّاس: - وصوتُ الوَحْي كصوتِ الحديد على الصفا، فلمّا سمعوه خَرّوا سُجَّدًا، فلمّا رفعوا رؤوسَهم قالوا: ماذا قال ربُّكم؟ قالوا: الحقَّ، وهو العليُّ الكبيرُ"
(1)
.
2228 -
وقال أبو نَصْر السِّجْزي الحافظ
(2)
: أخبرنا عليّ بن عيسى بن مَعْروف، أبنا أبو الطيّب العبّاس بن أحمد، أبنا أبو الحسين الناقد - وهو: أحمد بن عبد الله بن عليّ بن إسحاق -، ثنا محمد بن جعفر بن أَعْيَن، ثنا عثمان - هو: ابن أبي شَيْبَة -، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عبّاس قال:"إذا تكلّم الله بالوَحْي سمع أهلُ السماوات له صوتًا كصوتِ الحديدة إذا وقعت على الصفا، فيَخِرّون سُجّدًا، فإذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربُّكم؟ قالوا: الحقَّ، وهو العليُّ الكبيرُ".
2229 -
وأخرج البخاري تعليقًا
(3)
، عن جابر بن عبد الله، عن عبد الله بن أُنَيْس الأنصاري: سمعتُ رسول الله يقول:
(1)
الرواية من طريق تفسير ابن مردويه، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 374). ونسبه السيوطي في الدر المنثور (12/ 206) إليه وإلى ابن أبي حاتم.
(2)
لم أجده في رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت، فلعله في كتابه الآخر الإبانة.
(3)
الصحيح، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:{وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 23].
"يَحْشُرُ الله العبادَ - أو قال: يَحْشُرُ الله الناس، قال: وأَوْمَأَ بيده إلى الشام - عُراةً غُرْلًا بُهْمًا - قلتُ: ما بُهْمًا؟ قال: ليس معهم شيءٌ -، فيُنادي بصوتٍ يسمعُه مَنْ بَعُدَ كما يسمعُه مَنْ قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديّان".
رواه عن جابر: عبد الله بن محمد بن عَقِيل - وهو مُشْتَبَهٌ فيه -
(1)
، وعنه: القاسمُ بنُ عبد الواحد - ضُعِّف -
(2)
، وداودُ بنُ عبد الرحمن المكّي شيخُ الوليد بن مسلم، ولفظُه:
"فيقولُ الله: أنا الملكُ الديّان" الحديث
(3)
.
ولفظُ البخاري: ويُذكر عن جابر، فذكره مختصرًا.
وهو في الثاني من مسند الحارث بن أبي أسامة
(4)
.
2230 -
وقال أبو القاسم تمّام بن محمد بن عبد الله الرازي
(5)
: أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن زامل الأَذْرَعي، ثنا أبو عليّ الحسن بن جرير الصُّوري، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا السليم بن صالح، عن ابن ثَوْبان، عن الحجّاج بن دينار، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثٌ في القصاص، وكان صاحبُ
(1)
ضعّفه بعضُ الحفّاظ، وقال بعضُهم: منكر الحديث، انظر: تهذيب التهذيب (2/ 424 - 425). قال الذهبي في الميزان (2/ 485): "حديثه في مرتبة الحسن".
(2)
لم أقف على من ضعّفه.
(3)
أخرجه الإمام أحمد (25/ 431 - 432/ رقم: 16042) لهمام بن يحيى عن القاسم بن عبد الواحد. أما طريق الوليد بن مسلم عن داود بن عبد الرحمن المكي عن القاسم بن عبد الواحد، فذكرها ابن ناصر الدين الدمشقي في مجلس في حديث جابر الذي رحل فيه مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس، وقال:(ص 215 - ضمن مجموع رسائله): "غير محفوظ".
(4)
بغية الباحث (1/ 188 - 189/ رقم: 44).
(5)
فوائد تمام الرازي (5/ 177 - 178/ رقم: 1746).
الحديث بمصر، فاشتريتُ بعيرًا فشددتُ عليه رَحْلًا، فسِرتُ عليه حتى وردتُ مصرَ، فوصلتُ إلى باب الرجل الذي بلغني عنه الحديثُ، فقَرَعْتُ البابَ فخرج إليَّ مملوكٌ فنظر في وجهي ولم يُكلِّمْني، فدخل على سيّده فقال: أعرابيٌّ بالباب، فقال: سَلْه من أنتَ؟ فقلتُ: جابر بن عبد الله الأنصاري، فخرج إليَّ مولاه، فلمّا ترائيْنا اعتنق أحدُنا صاحبَه، فقال: يا جابر! ما جئتَ تعرفُ؟ فقلتُ: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم في القصاص، ولا أظنُّ أحدًا ممّن قضى أو ممّن بقي أحفظَ له منك، قال: نعم يا جابر، سمعتُ رسول الله يقول:
"إنّ الله يبعثُكم يومَ القيامة من قبوركم حُفاةً عُراةً غُرْلًا بُهْمًا، ثم ينادي بصوتٍ رفيعٍ غيرِ فضيعٍ، يُسمِعُ مَنْ بَعُدَ كمَنْ قَرُبَ فيقول: أنا الديّانُ لا تظالم اليومَ أمَا وعزّتي لا يُجاوِرُني اليومَ ظالمٌ ولو لَطْمَةَ كفٍّ بكفٍّ أو يدٍ على يدٍ، ألا وإنّ أشدَّ ما أتخوّفُ على أمّتي من بعدي عَمَلَ قوم لوط، فلْترتقِبْ أمّتي العذابَ إذا تكافأ النساءُ بالنساءِ والرجالُ بالرجالِ"
(1)
.
وروى عمر بن الصُّبْح الكذّابُ
(2)
، عن مقاتل بن حيّان، عن أبي الجارود العَبْسي، أنّ جابر بن عبد الله، فذكر نحوَه
(3)
.
ورواه ابنُ لَهِيعَة، عن يزيد بن أبي حبيب، أنّ جابرًا دخلَ مصرَ فأتى منزلَ عبد الله بن عامر فسألَه عن الحديث.
2231 -
وروى الحكمُ بنُ مَعْبَد، ثنا سَلَمَةُ بنُ شَبيب، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا ضِرار بن عَمْرو، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس بن مالك: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
في إسناده السليم بن صالح: قال في ميزان الاعتدال: "لا يُعرف".
(2)
اتّهمه بذلك الأزدي كما في الميزان (3/ 206 - 207)، وابن راهويه كما في التقريب.
(3)
أخرجه من هذا الطريق الخطيب البغدادي في الرحلة في طلب الحديث (رقم: 33).
"ثم يجيءُ كلُّ نبيٍّ وأمّتُه، ويخرجُ الصدِّيقون والشهداءُ قدرَ منازلهم حتى يَحُفُّوا بالعرش، فيقولُ الله لهم بلَذاذةِ صوتِه ونَغْمتِه: مرحبًا بعبادي وخلْقي ووَفْدي وزُوّاري"
(1)
.
2232 -
وروى محمد بن حاتم المِصِّيصي
(2)
فيما ردَّ على الجهميّة، عن محمد بن سعيد بن مردويه البصري شيخِ البخاري، عن حمزة بن واصل، عن قتادة، عن أنس: عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل، وفيه:
"فيناديهم بصوتِه: ارفعوا رؤوسَكم فإنّما كانت العبادةُ في دار الدنيا"، وفيه:
"فيقولون: ربَّنا! وأيُّ خيرٍ لم تَفعلْ بنا، ألستَ الذي أَدْنَيْتَنا من جوارك، وأسمعتَنا لذاذةَ مَنْطِقِك، وتَجَلَّيْتَ لنا بنورك، فيعودُ فيناديهم بصوتِه فيقولُ: أنا ربُّكم الذي صدَقْتُكم وَعْدي، وأَدْنَيْتُ منّي جوارَكم، وأسمعتُكم لذاذةَ مَنْطِقي، وتَجَلَّيْتُ لكم بنوري"، وذكر بقيّةَ الحديث
(3)
.
ذكره [ ...... ]
(4)
يُنظَر الوُرَيْقَة
(5)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا؛ يزيد الرقاشي ضعيف كما في التقريب، وضرار بن عمرو قال في ابن معين:"لا شيء" كما في الميزان (2/ 328). والحديث أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/ 456 - 457).
(2)
وهو شيخ أبي داود، لقبُه حِبِّي، ويُكنى أبا جعفر، توفي سنة 225 هـ. السير (11/ 451 - 452).
(3)
إسناده ضعيف بسبب حمزة بن واصل، قال في الميزان (1/ 608):"لا يُعرف ولا هو بعمدة".
(4)
جملة من ثلاث كلمات ممسوحة.
(5)
هكذا بخط المصنف في هذا الموضع، ولم أجدها، ولعلها فقدت من المجموع.
2233 -
(1)
وبالجملة، فلا ريب أنّه قد ثبت بالكتابِ والسنّةِ وإجماعِ السلف أنّ الله تكلّمَ بالقرآن بحروفه ومعانيه، بصوتِ نفسِه، ونادى موسى بصوتِ نفسِه، وأنّ صوتَ الربِّ لا يُماثِلُ أصواتَ العباد، كما أنّ علمَه لا يُماثِلُ علمَهم، وقدرتَه لا تُماثِلُ قدرتَهم، وأنّه بائنٌ عن مخلوقاته بذاته وصفاته، وقد مضى على ذلك أئمّةُ الإسلام أحمد ومن قبله من الأئمّة.
فالصوتُ المسموع من العبد صوتُ القارئ، والكلامُ كلامُ الباري، وهو سبحانه نادى موسى بصوتٍ سمعَه موسى؛ فإنّه قد أخبر أنّه نادى موسى في غير موضعٍ من القرآن، كما قال تعالى:{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)} [النازعات]، والنداءُ لا يكونُ إلّا صوتًا باتّفاق أهلِ اللغة.
وقد قال الإمامُ أحمد وغيرُه من الأئمّة: "لم يزلْ اللهُ متكلِّمًا إذا شاء".
2234 -
وقال أبو بكر المرُّوذي: قيل لأبي عبد الله - يعني: أحمد بنَ حنبل -: ههنا كلامٌ في رُقْعَةٍ تكلّمَ به عبد الوهّاب
(2)
وعرضناها عليه وقُرئت عليه: "من زَعَمَ أنّ كلامَ الله بلا صوتٍ فهو جَهْمِيٌّ عدوٌّ لله تبارك وتعالى، والقرآنُ الذي في صدورنا والذي مُثبَتٌ في مصاحفنا هو القرآنُ الذي تكلّمَ الله به والذي خرج منه تبارك اسمُه، فمن قال غيرَ هذا فهو ضالٌّ مُضِلٌّ جَهْمِيٌّ عدوٌّ لله وعدوٌّ للإسلام"، وذكر غيرَ ذلك، فأعجب أبو عبد الله ذلك وتبيّن السرورُ في وجهه وقال:"ما أحسن ما تكلّم به - عافاه الله -".
2235 -
وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكَرَجي
(3)
في قصيدته
(1)
من هنا بقية نص ضاع أوله مع ضياع الوريقة.
(2)
هو: عبد الوهاب بن عبد الحكم، أبو الحسن الوراق البغدادي (ت: 251 هـ). السير (38/ 10).
(3)
هو: محمد بن عبد الملك بن محمد بن عمر بن محمد، فقيه الكَرَج وعالمُها، توفي سنة 532 هـ. انظر: طبقات الشافعية الكبرى (6/ 137 فما بعدها)، تاريخ الإسلام للذهبي (وفيات 531 - 540 هـ/ 294 - 296).
التي نَظَمَها على مذهبِ أهل السنّة والحديث
(1)
:
عقيدتُهم في ذاته وصفاته
…
وأسمائه الحسنى عقيدةُ صائب
إلى أن قال:
قديمٌ عظيمٌ قادرٌ متكلّمٌ
…
بحرفٍ وصوتٍ عند أمرٍ بواجب
إلى أن قال:
ويأتي الإلهُ الخلقَ يومَ حسابهم
…
لفَصْل القضا بالعادلات الصوائب
بصوتٍ يُناديهم فيُسمِع من نأى
…
كما يسمع الداني فتبَّا لخائب
2236 -
أخبرنا جدّي وابنُ أبي الهَيْجاء، أبنا عبد الله بن الخُشوعي، أبنا يحيى الثقفي. (ح).
وقرأتُ على أمّ عبد الله الكماليّة، عن أبي الحَجّاج الحافظ، أنا أبو الحسن الجمّال.
قالا
(2)
: أنا الحدّاد، أنا أبو نُعَيْم، أبنا أحمد بن القاسم بن الريّان المصري اللُّكِّي
(3)
بالبَصْرَة، ثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نُبَيْط بن شَرِيط، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه:"كانت رُقْيَةُ الأنصار من الحُمّى والمليلة والصُّداع: أَرْقِيك بعزّة الله وجلال جلال الله وما جرى به القلمُ من عند الله إلّا ما هدَّيْتَه وسكَّنْتَه وطفَّيْتَه بإذن الله، صوتُ الرحمن يطفئُ دُخانَ النار"، وذكر بقيّتَه.
(1)
سمّاها السبكي في طبقاته (6/ 141): عروس القصائد وشموس العقائد. وهي أزيد من مائتيْ بيت، ذكر بعضَ أبياتها بعضُ من ترجمَ له، منهم الذهبي في العلو (2/ 1361).
(2)
يعني: يحيى الثقفي، وأبا الحسن الجمال.
(3)
قال الذهبي: "ضعّفه الدارقطني وابن ماكولا، وله جزء سمعناه فيه ما يُنكر". السير (16/ 113).
كتبتُه من نسخة نُبَيْط تلك الموضوعة
(1)
.
2237 -
وقال الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل الشَّيْباني
(2)
: إنّي سألتُ أبي عن قوم يقولون: لمّا كلَّمَ الله موسى لم يتكلّمْ بصوتٍ، فقال:"بلى، تكلَّمَ تبارك وتعالى بصوتٍ، وهذه الأحاديثُ نرويها كما جاءت".
2238 -
وقال أبي
(3)
: حديثُ ابن مسعود "إذا تكلَّمَ الله سُمِعَ له صوتٌ كمَسِّ السِّلْسِلَة على الصَّفْوان"، قال أبي:"وهذا الجَهْمِيّةُ تُنكِرُه"، قال أبي:"وهؤلاء كفّارٌ يريدون أن يُموِّهوا على الناس، من زعمَ أنّ الله لم يتكلّمْ فهو كافرٌ؛ إلّا أنّا نروي هذه الأحاديثَ كما جاءت".
2239 -
وقال
(4)
: حدّثني محمد بن بَكّار، ثنا أبو مَعْشَر، عن محمد بن كَعْب قال:"قالت بنو إسرائيل لموسى: ما شبَّهتَ صوتَ ربِّك حين كلّمَك من هذا الخلق؟ قال: شبّهتُ صوتَه بصوتِ الرعْد حين لا يترجَّع".
2240 -
وقال أبو محمد بن قُدامة: روى عبد الله بن أحمد، عن أبيه أنّه قيل له: يا أبا عبد الله إنّ الجهميّة يزعمون أنّ الله لا يتكلّمُ بصوتٍ، فقال:"كذبوا، إنّما يَدُورُون على التعطيل"، ثم قال: حدّثنا عبد الرحمن بن محمد المُحارِبي، ثنا سليمان بن مِهْران الأَعْمَش، ثنا أبو الضُّحَى، عن مَسْرُوق، عن عبد الله بن مسعود أنّه قال:"إذا تكلّمَ الله بالوحي سمع صوتَه أهلُ السماء"
(5)
.
(1)
نسخة نبيط بن شريط (ق 165/ أ - ب - الظاهرية).
(2)
السنة (1/ 280/ رقم: 533).
(3)
السنة (1/ 281/ رقم: 534).
(4)
السنة (1/ 282/ رقم: 542). وإسناده ضعيف، أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف كما في التقريب، ومحمد بن بكار هو: ابن الريّان.
(5)
انظر: السنة (1/ 281/ رقم: 536)، والأثر صححه الألباني في الصحيحة (رقم: 1293).
2241 -
قرأتُ بخطّ الشيخ الإمام عليّ بنُ شُكْر بنِ أحمد بنِ شُكْر الشافعي
(1)
في كتاب اعتقاد الإمام أحمد: "كان من تمام النِّعْمة التي لا أقومُ لها بشُكْرٍ ولا أقدرُ عليه، أنّ الله عز وجل أَسْمَعَني صوتَه في المنام دفعتين في ليلتين، أمّا أول ليلةٍ فرأيتُ أنّ الله أَحْدَثَ لي عِلْمًا أنّي أسمعُ كلامَه، فسمعتُ صوتًا يناديني: أنا الله لا إله [إلّا]
(2)
أنا، القرآنُ كلامي، فغُشيَ عليَّ في المنام لسماعِ الصوتِ، فزالتْ عنّي القوّةُ التي أملكُ بها حركةَ بَدَني، ولقد استيقظتُ على إِثْر ذلك، ووَالله لقد أردتُ أن أُحرِّكَ عضوًا من أعضائي لما قدرتُ استصحابًا للحال التي أُريتُها في المنام في اليقظة، وأقمتُ ساعاتٍ قبل أن عادتْ لي قوّتي كما كانت، وسمعتُ الصوتَ يُناديني في الليلة الثانية: أنا الله لا إله إلّا أنا، القرآنُ كلامي، وكلماتٌ معها لم أحفظْها، ثم جرى الأمرُ في صفة الرؤيا كما جرى في الليلة الأولى، فلِربّي الفضلُ والحمدُ"
(3)
.
2242 -
وقال أبو سعيد عثمان بن عليّ البغداديُّ الضريرُ لنفسه بحَلَب:
أُقسِمُ لوْ قال جميعُ الورى
…
إنّ كلامَ الله غيرُ الحروف
ما قلتُ ما قالوا ولو أنني
…
قُطِّعتُ فيهم بشفار السيوف
* * *
(1)
جمال الدين أبو الحسن المصري، توفي سنة 616 هـ. ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات: 611 - 620 هـ/ ص 306) وابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال (ص 221) والمنذري في التكملة لوفيات النقلة (2/ 470).
(2)
حرف الاستثناء لم يكتبه المصنف.
(3)
لم أجد هذا النقل في شرح الاعتقاد لابن شكر.
(1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
باب قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: "قدّر الله مقاديرَ الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض"
(2)
، وقولُ الله تعالى:{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2]
2243
- عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"كتبَ الله عز وجل مقاديرَ الخلائق كلَّها قبل أن يخلقَ السماواتِ والأرضَ بخمسين ألف سنة، - قال: - وعرشُه على الماء".
أخبرنا القاسم بن محمد البِرْزالي، قال: أنا أحمد بن شَيْبان وشِبْل بن حَمْدان، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي عُمَر، قالا: أبنا عُمَر بن محمد بن مُعَمَّر، أبنا أبو غالب بن البَنّاء، أبنا أبو الحسين بن حَسْنُون، أبنا محمد بن إسماعيل الورّاق، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأَشْعَث، ثنا أحمد بن سعيد الهَمْداني، أبنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني أبو هانئ الخَوْلاني، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِي، عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص، بهذا الحديث
(3)
.
(1)
بوجه الورقة (314 أ) بخط يوسف بن عبد الهادي: (ناوَلَني هذا الجزء وما قبله وما بعده، وأجاز لي أن أرويَه عنه وجميعَ ما يجور له وعنه روايتَه بشرطه عند أهله: الشيخُ الإمامُ الرحلةُ نظامُ الدين بنُ مفلح، بإجازته من المُخَرِّج الحافظ ابن المُحبّ، وصحّ ذلك في يوم الأربعاء خامس شهر الله المحرَّم، سنة سبعين وثمانمائة، وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي).
(2)
سيأتي تخريجه في الباب.
(3)
الرواية من طريق القدر (رقم: 17) لابن وهب.
وأخبرناه إسماعيل بنُ محمد بن القَيْسَراني، أبنا عبد العزيز بن عبد المنعم
(1)
، أبنا ضياء بن أبي القاسم
(2)
، أبنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أبنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حَسْنُون، أنا أبو الحسن عليّ بن عُمَر الدارَقُطْني الحافظ، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري - إمْلاءً من لفظه -، ثنا يونس بن عبد الأَعْلَى، أنا عبد الله بن وَهْب، به.
رواه مسلم
(3)
، وابن خُزَيْمَة
(4)
.
وهو في سبعة مجالس المُخَلِّص
(5)
.
2244 -
وأخبرنا الإمام الربّاني أبو العبّاس أحمد بن تيمية وأبو إسحاق الفَزاري وجدِّي وآخرون، قالوا: أبنا - وقال أبو العبّاس: أنبأنا - أحمد بن عبد الدائم، أنا أبو حامد بن جَوالِق
(6)
، أنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجَوْهَري، أنا أبو بكر القَطِيعي، ثنا بِشْر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا حَيْوَة وابنُ لهيعة، عن أبي هانئ حُمَيْد بن هانئ الخَوْلاني، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّ، قال: سمعتُ عبد الله بن عَمْرو بن العاص يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(1)
ابن علي بن الصَّيْقَل، أبو العزّ الحراني، توفي سنة 686 هـ. تاريخ الإسلام (وفيات 681 - 690 هـ/ 270 - 271).
(2)
هو: ضياء بن أحمد بن الخُرَيْف.
(3)
الصحيح (رقم: 2653)، أخرجه عن أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح عن ابن وهب.
(4)
في كتابه في القدر كما في إتحاف المهرة (9/ 571).
(5)
المخلصيات (رقم: 3170)، أخرجه ليونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب.
(6)
هو: عبد الله بن مسلم بن ثابت بن النخّاس البغدادي، توفي سنة 600 هـ. تاريخ الإسلام (وفيات: 591 - 600 هـ/ 439).
"قدّرَ الله المقاديرَ قبل أن يخلقَ السماواتِ والأرضَ بخمسين ألف سنة"
(1)
.
وأخبرناه ابن أبي الهَيْجاء وابن المحبّ، قالا: أبنا اليَلْداني، أبنا ابن بَوْش، أبنا الحسن بن محمد الباقَرْحي، أنا الحسن بن عليّ الجَوْهَري، أنا أبو الحسن بن لُؤْلُؤْ، أنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، فذكره
(2)
.
رواه ابن حِبّان
(3)
، عن زكريا.
ورواه التِّرْمذي
(4)
، عن إبراهيم بن عبد الله بن المُنْذِر الصَّنْعاني عن عبد الله بن يزيد المقرئ
(5)
، وقال:"حسن صحيح غريب".
وقد تقدّم في (بَدْء خلق العالم)
(6)
حديثُ عِمْران بن حُصَيْن، وفيه:"وكان عرشُه على الماء، ثم كتب في الذِّكْرِ كلَّ شيء، ثم خلق السماواتِ والأرضَ".
2245 -
وقال ابن وَهْب
(7)
: وأخبرني يونس بن يزيد، عن عبد الرحمن بن عَمْرو الأَوْزاعي، أنّ عبد الله بن عَمْرو بن العاص قال:
(1)
الرواية من طريق القطيعيّات لأبي بكر القطيعي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1455). وإسناده صحيح، والبال مطمئن لرواية ابن لهيعة لأنها من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ وقد روى عنه قبل احتراق كتبه كما هو معروف. وأخرجه أحمد في المسند (11/ 144/ رقم: 6579) عن المقرئ. وأخرجه مسلم (رقم: 2653) لابن أبي عمر عن المقرئ عن حيوة وحده.
(2)
الرواية من جزء حديث زكريا الساجي عن أبي الربيع الزهراني، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1233).
(3)
الإحسان (14/ 5/ رقم: 6138)، ولم يذكر ابن لهيعة.
(4)
الجامع (رقم: 2156).
(5)
عن حيوة بن شريح وحده.
(6)
هذا الباب لم يصلنا مع النسخة الخطّيّة، فيحتمل أنّه في ضمن ما سقط منها.
(7)
القدر (رقم: 24).
"من كان يزعم أنّ مع الله قاضيًا أو رازقًا، أو يملكُ لنفسه ضرًّا أو نَفْعًا أو حياةً
(1)
أو نُشورًا، لقيَ الله فأَدْحَضَ حُجَّتَه، وأَخْرَسَ لسانَه، وجعلَ صلاتَه وصيامَه هَباءً، وقَطَعَ به الأسبابَ، وأَكَبَّه على وجهه في النار، قال: إنّ الله خلق الخلقَ وأخذ منهم الميثاقَ وكان عرشُه على الماء".
2246 -
قال ابن وَهْب
(2)
: وحدّثني عُمَر بن محمد بن زَيْد، عن عبد الله بن عَمْرو بنحو ذلك، وقال في الحديث:"أو قادرًا".
رواه الطَّلَمَنْكيّ.
2247 -
وقال أبو حاتم الرازي في كتاب العَظَمَة: حدّثنا أبو الطاهر أحمد بن عَمْرو بن السَّرْح، أبنا خالي أبو رجاء عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم المَهْدي، عن أبي هانئ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبد الله بن عَمْرو قال:
"خلقَ الله المقاديرَ قبل أن يخلقَ السماواتِ والأرضَ بخمسمائة ألف عام، وكان عرشُه على الماء".
* * *
(1)
في القدر زيادة: "أو موتًا أو حياة".
(2)
القدر (رقم: 25).
بابٌ
2248 -
عن طاوس سمع أبا هُرَيْرَة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"حاجَّ آدمُ موسى، فقال موسى: يا آدم! أنت أبونا أَخْرَجْتَنا من الجنّة، فقال آدم: يا موسى! أنت الذي اصطفاك الله بكلامه وخطَّ لك التوراةَ بيده، تلومُني على أمرٍ قدّرَه عليَّ قبل أن يخلقَني بأربعين سنة؟! - قال: - فحجَّ آدمُ موسى".
رواه البخاري ومسلم
(1)
.
2249 -
عن ابن شِهاب، عن حُمَيْد بن عبد الرحمن، أنّه سمع أبا هُرَيْرَة يحدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني نحوَ هذا الحديث -:
"احتجَّ آدمُ وموسى عند ربِّهما فحجَّ آدمُ موسى، فقال موسى: أنت خَلَقَك الله بيده، ونَفخَ فيك من روحه، وأَسْجَدَ لك ملائكتَه، وأَسْكَنَك في جنّته، ثم أَهْبَطتَ الناسَ بخطيئتك إلى الأرض؟ فقال آدمُ لموسى: أنت الذي اصْطَفاك الله برسالاتِه وكلامِه، وأَعْطاك الألواحَ فيها تبيانُ كلِّ شيء، وقَرّبَك نجيًّا، وقد وجدتَ كَتَبَ التوراةَ قبل أن يخلقَني؟ قال موسى: بأربعين عامًا، قال آدمُ: فهل وجدتَ فيها وعصى آدمُ ربَّه فغوى؟ قال: نعم، قال: فتلومُني على أنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كتبه الله عليَّ قبل أن يخلقَني بأربعين سنة؟! - قال رسول الله: - فحجَّ آدمُ موسى".
رواه البخاري ومسلم
(2)
.
ورَوَياه
(3)
، من حديث همّام عن أبي هُرَيْرَة.
(1)
صحيح البخاري (رقم: 3409، 4736، 4738، 6614، 7515)، وصحيح مسلم (رقم: 2652).
(2)
اللفظ لمسلم (رقم: 2652)، وهي عند البخاري (رقم: 3409، 7515) مختصرة.
(3)
لم أجده عند البخاري من هذه الطريق، إنما هي عند مسلم (رقم: 2652).
ورواه عن أبي هُرَيْرَة: عامِرٌ الشَّعْبي، رواه اللالَكائي
(1)
وابنُ أبي عاصم
(2)
.
ورواه الأَعْمَش، عن أبي صالح عن أبي هُرَيْرَة
(3)
.
ورُوِيَ، عن الأَعْمَش عن أبي صالح عن أبي سعيد موقوفًا، وهو عندنا في الأول من مشيخة ابن شاذان
(4)
.
ورواه عن أبي هُرَيْرَة أيضًا:
- ابنُ سِيرِين
(5)
.
- وأبو سَلَمَة، وحديثُه في ثاني حديث حمّاد بن سَلَمَة للبغوي، وخامس حديث يحيى بن صاعد
(6)
.
- والأَعْرَجُ عبد الرحمن بنُ هُرْمُز، وحديثُه في الأول من حديث أبي عليّ بنِ خُزَيْمَة
(7)
، والموطّأ
(8)
، والأول من الثاني من حديث قُتَيْبَة
(9)
.
(1)
شرح أصول اعتقاد أهل السنة (رقم: 1034).
(2)
السنة (رقم: 139).
(3)
أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1124 - 125/ رقم: 64) و (1/ 129/ رقم: 69) و (1/ 253 - 253/ رقم: 159، 160) و (1/ 253 - 254/ رقم: 161)، وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية (رقم: 293).
(4)
الجزء الأول من حديث أبي علي بن شاذان (ق 123/ أ - مجموع 31). وهو في مسند أبي يعلى (2/ 414 - 415/ رقم: 1204).
(5)
أخرجه البخاري (رقم: 4736) ومسلم (رقم: 2652).
(6)
حديث ابن صاعد - برواية ابن الصيدلاني عنه - (ق 120 ب - مجموع 33).
وهو عند البخاري (رقم: 4738) ومسلم (رقم: 2652).
(7)
أحمد بن الفضل بن العباس.
(8)
الموطأ - برواية يحيى الليثي - (2/ 898).
(9)
وأخرجه البخاري (رقم: 6614) ومسلم (رقم: 2652) كذلك.
- ويزيدُ بنُ هُرْمُز.
- وعُمَر بنُ الحَكَم بنِ ثَوْبان.
وحديث يزيد بن هُرْمُز في الثاني من حديث أبي بكر بن الهَيْثَم الأَنْباري
(1)
.
ورُوِيَ من حديث عُمَر بن الخطّاب، رواه ابن أبي عاصم
(2)
.
ومن حديث أبي موسى كذلك.
ومن حديث جُنْدُب كذلك
(3)
.
2250 -
وأخبرنا سليمان بن حمزة، أنا جعفر بن عليّ، أنا أبو طاهر السِّلَفي، أنا أبو ياسر الخيّاط، ثنا أبو القاسم بن بِشْران، أنا دَعْلَج بن أحمد بن دَعْلَج، ثنا العبّاس بن الفَضْل أبو الفَضْل الأَسْفاطي، ثنا معاذ بن أسد، ثنا الفَضْل بن موسى، ثنا الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"احتجَّ آدمُ وموسى، فقال موسى: يا آدم! خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكةَ فسجدوا لك، وأسكنك جنّتَه، أَغْوَيتَ الناسَ وأخرجتَهم من الجنّة؟ فقال آدم: يا موسى! اصطفاك الله بكلمته، وأنزل
(1)
وأخرجه مسلم (رقم: 2652) كذلك.
(2)
السنة (رقم: 137). وأخرجه أبو داود (رقم: 4702) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 346 - 347/ رقم: 205) وغيرهما. وهو في السلسلة الصحيحة (رقم: 1702) للألباني.
(3)
حديث جندب أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 394/ رقم: 11318) وأبو يعلى في المسند (3/ 90/ رقم: 1521) و (3/ 98/ رقم: 1528)، وأحمد في المسند (16/ 55/ رقم: 9990)، وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 143) وغيرهم، من طريق حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن جندب.
عليك التوراةَ، تلومُني على أمرٍ قُدِّرَ عليَّ قبل أن تُخلق السماواتُ والأرض؟ فحجَّ آدمُ موسى"
(1)
.
ومن ظنَّ أنّ في هذا أنّ آدمَ احتجَّ على موسى بالقَدَر على الذنب فقد ضلَّ ضلالًا مبينًا؛ فإنّ موسى إنّما لامَ آدمَ على المصيبة التي لحقتْ الذرّيَّةَ بسبب أكله من الشجرة، والعبدُ مأمورٌ عند المصائب أن يرجعَ إلى القَدَر، فإنّ سعادة العبد أن يفعلَ المأمورَ ويترُك المحظورَ ويُسلِّمَ للمقدور، وإلّا فآدمُ قد تاب من الذنب، وموسى أجلُّ قَدْرًا من أن يلومَ أحدًا على ذنبٍ قد تاب منه وغفره الله له - فضلًا عن آدم -، وهما أعلمُ بالله من أن يظنَّ أحدُهما أنّ القَدَر عُذرٌ لمن عصى اللهَ، وقد علِما ما حلَّ بإبليس وغيرِ إبليس، وآدمُ نفسُه قد أُخرِجَ من الجنّة، وقد عاقب الله قومَ نوح وهود وصالح وغيرهم من الأمم، وقد شرع عقوبةَ المعتدين، وأعدَّ جهنّمَ للكافرين، فكيف يكون القَدَرُ عُذْرًا للمُذنِبين
(2)
.
2251 -
عن هُزَيْل بن شُرَحْبيل، عن ابن عُمَر: جاء سائلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا تمرةٌ عائرةٌ، فأعطاه إيّاها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"خُذْها، لو لم تأتِها لأتَتْكَ".
رواه أبو حاتم بنُ حبّان
(3)
.
* * *
(1)
أخرجه ابن بشران في أماليه (رقم: 859)، والرواية من طريقه.
(2)
هذا الكلام مقتبس من كلام شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (8/ 453).
(3)
الإحسان (8/ 33/ رقم: 3240). قال العراقي في تخريج الإحياء (رقم: 4079): "ورجاله رجال الصحيح".
باب الإيمان بالقدر والرضا بالقضاء الذي يرضَى الله بالرضا به
والإيمانُ بالقدَر أربعُ مراتب، لا يكون العبدُ مؤمنًا حتى يستكملَها: العلمُ السابق، والكتابُ، والمشيئةُ، والخلقُ والقدرةُ.
2252 -
وقال خُشَيْش: ثنا أبو صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن عثمان بن سعيد، عن خالد بن مِعْدان، عن أبي الدَّرْداء قال:"ذِرْوَةُ المؤمنِ أربعُ خِصال: الصبرُ للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاصُ للموكل، والاستسلامُ للربّ".
وقال شيخُنا أبو العبّاس بن تيمية: "الرضا بالمقدور المكروه من المرض والفقر والذلّ: هل هو واجبٌ أو مستحبّ؟ فيه وجهان أصحُّهما أنّه مستحبّ".
2253 -
وذكر عبد الرحمن بن مَنْدَه ما ذكره معاذُ بنُ الحَكَم: ثنا الأَوْزاعي، عن الزُّهْري - قال معاذ: وسفيان الثوري يومئذٍ معنا في الجماعة - قال: قال ابن عبّاس: "مَنْ وَحَّدَ وجَحَدَ القدرَ نقصَ التوحيدَ، ومن وَحَّدَ وآمنَ بالقَدَر فقد اسْتَمْسَكَ بالعُرْوَة الوُثْقى".
2254 -
وعن أبي الدَّرْداء: "إنّ الله إذَا قَضَى قضاءً أَحَبَّ أن يُرْضَى به".
آخرَ نسخة أبي مُسْهِر
(1)
.
(1)
جزء فيه حديث أبي مسهر (رقم: 20)، أخرجه عن إسماعيل بن عبيد الله قال: عاد أبو مسلم الخولاني أبا الدرداء رضي الله عنه في مرضه الذي قُبض فيه، فلما رآه أبو مسلم كبَّر، فقال =
2255 -
وعن ثَعْلَبَة، عن أنس: ضحِكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثم قال:
"عجبًا للمؤمن! إنّ الله لا يَقضي له قضاءً إلّا كان أحبَّ إليه".
فيما مع نسخة أبي مُسْهِر
(1)
.
2256 -
وفي الأول من حديث عَبْدان الأَهْوازي، لابن غَنْم عن أبي موسى الأَشْعَري مرفوعًا:
"الصبرُ رضًا"
(2)
.
2257 -
عن زَيْد بن أَسْلَم: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 3] قال: "بالقدر".
رواه ابن أبي حاتم
(3)
.
2258 -
عن يحيى بن يَعْمُر قال: أوّل من قال بالبصرة في القدَر: مَعْبَدٌ
= أبو الدرداء، فذكره. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الرضا عن الله بقضائه (رقم: 47) من بلاغات مالك أنه بلغه أن أبا الدرداء دخل على رجل وهو يموت وهو يحمد الله فقال قوله ذاك.
(1)
جزء في حديث أبي مسهر (رقم: 32)، من طريق العلاء بن عمرو الحنفي عن عبد الله بن نمير عن الحجاج بن أرطاة عن ثعلبة. وهذا سند ضعيف لأجل العلاء بن عمرو، قال الذهبي في الميزان (3/ 103):"متروك". لكن روي من طرق عن ثعلبة يصحّ بها الحديث، رواه عنه: القاسم بن شريح عند الإمام أحمد (19/ 203/ رقم: 12160)، وعاصمٌ الأحول عنده (33/ 405/ رقم: 20283) وعند ابن حبان (2/ 507/ رقم: 728)، والحسن بن عبيد الله عند أبي يعلى في المسند (7/ 220 - 221/ رقم: 4217، 4218) وغيره.
(2)
وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصبر والثواب عليه (رقم: 40)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 247)، من طريق إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن أبي عمران الأنصاري عن أبي سلّام الحبشي عن عبد الرحمن بن غنم. والحديث في الضعيفة (رقم: 3792) مُعَلّ بعنعنة بقيّة بن الوليد.
(3)
تفسير ابن أبي حاتم (1/ 36).
الجُهَني، فخرجتُ أنا وحُمَيْد بنُ عبد الرحمن الحِمْيَري، فأتينا المدينةَ فدخَلْنا المسجدَ فإذا ابن عُمَر خارجٌ من المسجد - أو داخلٌ المسجدَ -، فاكتنفتُه أنا وصاحبي، قال: فظننتُ أنّ صاحبي سيكِلُ الكلامَ إليَّ، قال: فقلتُ: يا أبا عبد الرحمن! إنّ قِبَلَنا قومًا يقرؤون القرآنَ ويتقفّرون العلمَ، يزعمون أنْ لا قَدَر وأنّ الأمرَ أُنُفٌ
(1)
، قال:"فإذا لقيتَهم فأَخْبِرْهم أنّي منهم بريءٌ وأنّهم منّي بُرَءاء، والذي يحلف به ابنُ عُمَر لو أنّ أحدَهم أنفقَ مثل أُحُدٍ ذهبًا ما قَبِلَه الله منه حتى يؤمنَ بالقدر كلِّه خيرِه وشرِّه من الله"، ثم قال: حدّثنا عُمَر قال: كنّا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذْ طَلَعَ علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثياب شديدُ سوادِ الشَّعْر لا يُرى عليه أثرُ السفر ولا يعرفُه أحدٌ منّا، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأَسْنَدَ ركبتَه إلى ركبتِه ووضعَ يدَه على ركبتِه، فقال: يا محمد! ما الإيمان؟ قال:
"أن تؤمنَ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه"،
قال: صدقتَ، فعَجِبْنا منه يَسألُه ويُصدِّقُه، ثم قال: يا محمد! ما الإسلام؟ قال:
"شهادةُ أنْ لا إله إلّا الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وحجُّ البيت، وصومُ رمضان"،
قال: صدقتَ، قال: فعَجِبْنا منه يسألُه ويُصدِّقُه، قال: يا محمد! ما الإحسان؟ قال:
"أن تَعبدَ الله كأنّك تراه، فإنّك إن لم تكن تراه فإنّه يراكَ"،
(1)
كتب المصنّف في الحاشية: "حاشية: أي مستأنف، أي أنّه أمرٌ ونهيٌ، وهو لا يعلمُ مَن يُطيعُه ممّن يَعصيه".
قال: يا محمد! متى الساعةُ؟ قال: "ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السائل بها"، قال: فما أماراتُها؟ قال: "أن تَلِدَ الأَمَةُ ربَّتَها، وأن ترى الحُفاةَ العُراةَ العالةَ أصحابَ الشاءِ يتطاولون في
(1)
البُنيان"، قال: ثم انطلقَ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاثٍ: "تدري من الرجل؟ "، قلتُ: لا، قال: "ذاك جبريلُ أتاكم يعلِّمُكم دينَكم".
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المزّي، أبنا أبو إسحاق ابن الدَّرَجي، أنبأنا محمد بن مَعْمَر وغيرُ واحدٍ، قالوا: أبنا زاهر بن طاهر، أبنا محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذي، أنا أبو عَمْرو ابن حَمْدان، أنا أبو يَعْلَى المَوْصِلي -بالمَوْصِل- وأبو العبّاس حامد بن محمد بن شُعَيْب البَلْخي -ببغداد، واللفظُ له-، قالا: ثنا أبو خَيْثَمَة زُهَيْر بن حَرْب، ثنا وكيع، عن كَهْمَس، عن عبد الله بن بُرَيْدَة، عن يحيى بن يَعْمُر، بهذا الحديث
(2)
.
رواه مسلم
(3)
، عن زُهَيْر بن حَرْب.
وهو في عوالي أبي عاصم لابن خليل.
(1)
أُقحِمَت هنا وريقة طيارة بين الورقتين (315) و (317)، رُقِّمَت بـ (316)، وننقلها في محلِّها.
(2)
الرواية من فوائد الحاجّ لأبي عمرو بن حمدان، انظر إسنادها في المعجم المفهرس (رقم: 1128).
(3)
الصحيح (رقم: 8).
ورُوِيَ من حديث أبي هُرَيْرَة وأبي ذَرّ، وهو في الأول من فوائد أبي عليّ الشَّعْراني
(1)
.
2259 -
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمنُ مؤمنٌ حتى يؤمنَ بالقدر كلِّه، حتى يعلمَ أنّ ما أصابَه لم يكنْ ليُخْطِئَه وما أَخْطَأَه لم يكنْ لِيُصيبَه".
أخبرنا ابنُ أبي الهَيْجاء وابنُ المحبّ، قالا: أبنا البَكْريُّ، أنا أبو رَوْح، أبنا زاهرٌ، أنا أبو عثمان البَحِيريُّ. وأخبرنا أحمد ابنُ المهندس، أنا ابنُ البخاري، أنا الكِنْديُّ وابنُ طَبَرْزَد، قالا: أنا ابنُ عبد السلام، أنا ابنُ النَّقُّور؛ قالا
(2)
: أنا أبو حَفْص الكَتّانيُّ، ثنا يحيى بنُ محمد بنِ صاعد، ثنا عبد الوهّاب بنُ فُلَيْحٍ المقرئُ بمكّة، ثنا عبد الله بنُ مَيْمُون القَدّاح، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابرٍ، بهذا
(3)
.
هو في سبعة مجالس المخلِّص
(4)
.
2260 -
وأخبرناه عاليًا سليمانُ وعيسى، قالا: أبنا ابنُ اللَّتّي، أنا عبد الأول، أبنا الفُضَيْل بن يحيى وبيبي الهَرْثَمِيَّةُ، قالا: أنا ابن أبي شُرَيْح،
(1)
هو: الحسن بن علي بن يحيى، الشعراني البجلي الطبراني، المقرئ. تاريخ الإسلام (وفيات 321 - 330 هـ / ص 301). وحديث أبي هريرة وأبي ذرّ -معًا- أخرجه كذلك أبو داود (رقم: 2985) والنسائي في السنن الكبرى (6/ 528 - 529/ رقم: 11722). وهو عند البخاري (رقم: 50، 4777) ومسلم (رقم: 9) من حديث أبي هريرة وحده.
(2)
يعني: أبا عثمان البحيري، وابن النقور.
(3)
الرواية من جرء حديث الكتاني، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1463). وإسناده ضعيف جدًّا؛ علّته عبد الله بن ميمون القداح، قال في التقريب:"منكر الحديث، متروك"، وسيأتي نقل تضعيفه عن الإمام الترمذي.
(4)
المخلصيات (رقم: 3160)، رواه عن ابن صاعد.
ثنا يحيى بنُ صاعد، فذكره
(1)
.
رواه أبو بكر البزّار الحافظ
(2)
، والترمذيُّ
(3)
، عن زياد بنِ يحيى أبي الخطّاب الحَسّاني، عن عبد الله بن مَيْمُون المكّي.
وقال الترمذي: "حديث غريب، وعبد الله بن مَيْمُون منكر الحديث".
2261 -
عن عليّ بن أبي طالب أنّه قال: "ليس منّا مَنْ لم يؤمنْ بالقدر خيرِه وشرِّه".
أخبرنا عيسى، أبنا جعفر، أبنا السِّلَفيُّ، أنا النَّرْسِيُّ، أنا ابنُ فَدُّويه، أنا البَكّائيُّ
(4)
، ثنا محمد بنُ عبد الله الحَضْرَميُّ، ثنا محمد بنُ سَلَمَة بن مالك الباهِلِيُّ، ثنا عبد الله بنُ يزيد، ثنا أبو حنيفة، ثنا الهَيْثَم بن حبيب الصَّيْرَفِيُّ، عن الشَّعْبِيِّ، عن عليٍّ، بهذا
(5)
.
2262 -
عن ابن الدَّيْلَمِيّ قال: سألتُ زيد بنَ ثابت فقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لو أنّ الله عذّبَ أهلَ السموات وأهلَ الأرض لعذّبَهم وهو غيرُ ظالمٍ لهم، ولو رحمَهم لكانت رحمتُه خيرًا لهم من أعمالهم، ولو كان لك جبلُ
(1)
الإسناد من طريق المائة الشريحيّة لابن أبي شريح الأنصاري، وهي من طريقين. طريق الفضيل بن يحيى بن الفضيل الفضيلي (ق 117/ ب - مجموع 20)(ق 216/ ب - مجموع 107)، وطريق بيبي بنت عبد الصمد الهرثمية هو في جزئها المعروف بها (رقم: 67).
(2)
لم أجده في مسند البزار، ولا في زوائده.
(3)
الجامع (رقم: 2144).
(4)
هو: أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي السريّ الكوفي، توفي سنة 376 هـ. السير (16/ 309 - 310).
(5)
الرواية من جزء المقلِّين للبكائي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1562). وإسناده حسن.
وأخرجه البيهقي في القدر (رقم: 468) لبشر بن موسى عن عبد الله بن يزيد -هو: أبو عبد الرحمن المقرئ-.
أُحُدٍ ذهبًا أو مثلُ جبلِ أُحُد ذهبًا تُنفِقُه في سبيل الله ما قَبِلَه الله منك حتى تؤمنَ بالقدر وتعلَمَ أنَّ ما أصابك لم يكن لِيُخطئَك وأنّ ما أَخْطَأك لم يكن لِيُصيبَك، فإن مُتَّ على غير ذلك دخلتَ النار".
أخبرنا ابنُ عبد الدائم، أبنا الإربلّيُّ، أبنا ابنُ النقّور، أبنا ابنُ سَوْسَن، أبنا الحُرْفيُّ، ثنا أحمد بنُ سَلْمان، ثنا محمد بنُ عبد الله بن سليمان، ثنا أبو بكر وابنُ نُمَيْر، قالا: نا إسحاق بنُ سليمان الرازيُّ، عن أبي سِنان، عن وَهْب بن خالد الحِمْصِيُّ -وقال ابنُ نُمَير: الحِمْيَرِيُّ-، عن ابن الدَّيْلَمِيِّ، بهذا
(1)
.
رواه ابنُ أبي عاصم
(2)
، وابنُ خُزَيْمَة، وأبو داود
(3)
، وابنُ ماجه
(4)
، وأحمد
(5)
.
2263 -
ورواه سفيان ويحيى بنُ سعيد، عن سعيد بنِ سِنان، عن وَهْب بن خالد الحِمْصي، وقال في أوله: أتيتُ أُبَيَّ بنَ كَعْب فقلتُ: أبا المُنْذِر إنّه قد وقع في قلبي شيءٌ من هذا القدر، فذكره، قال: ثم أتيتُ ابنَ مسعود فحدّثني بمثل ذلك، ثم أتيتُ حُذَيْفَةَ فحدّثني بمثل ذلك، ثم أتيتُ زَيْدَ بنَ ثابت فحدّثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم
(6)
.
أبو سِنان هو: سعيد بنُ سِنان الكوفيُّ القَزْوِينيُّ الرازيُّ الشَّيْبانيُّ، قال أحمد:"ليس بالقويّ في الحديث"
(7)
.
(1)
أخرجه أبو القاسم الحرفي في مجالسه العشرة (ق 229/ أ - مجموع 46)، والرواية من طريقه، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1106). وإسناده صحيح.
(2)
السنة (رقم: 245)، رواه عن ابن أبي شيبة عن إسحاق بن سليمان الرازي.
(3)
السنن (رقم: 4699)، رواه لسفيان -هو: الثوري- عن أبي سنان.
(4)
السنن (رقم: 77)، رواه عن علي بن محمد الطنافسي عن إسحاق بن سليمان الرازي.
(5)
المسند (35/ 465/ رقم: 21589)، رواه عن إسحاق بن سليمان الرازي.
(6)
هو في: أمالي ابن البختري (رقم: 185 - مجموع مصنفاته).
(7)
تهذيب الكمال (10/ 493)، وفيه نقل توثيقه عن ابن معين وأبي حاتم وغيرهما.
وأمّا أبو مَهْديّ سعيد بنُ سِنان بنِ الأزرق المؤذِّن الوَهْبِيُّ الحِمْصِيُّ، فيَرْوِي عن أبي الزاهِرِيَّة، قال البخاريُّ ومسلمٌ:"منكر الحديث"
(1)
.
وابنُ الدَّيْلَمِيُّ اسمُه: عبد الله بنُ فَيْروز، فلسطيني، أخو الضحّاك بنِ فَيْروز، قال ابن سُمَيْع
(2)
: "وَلَدُ الدَّيْلَمِيِّ
(3)
أربعة موالي النبي صلى الله عليه وسلم".
قلتُ: لفَيْروزٍ صحبةٌ
(4)
.
ولم يذكرْ النسائيُّ في الإخوة إلّا عبدَ الله والضحّاكَ.
قال ابنُ سُمَيْع: "وعبد الأَعْلَى بنُ الدَّيْلَمِيُّ فلسطيني، والغَرِيفُ بنُ عَيّاش بنِ الدَّيْلَمِيّ".
قلتُ: الغريفُ هو: ابنُ أخي عَيّاش بنِ فَيْرُوز
(5)
.
وقال أبو داود: ثنا عبد الرحمن بن عَمْرو الدمشقي
(6)
قال: "بنو فَيْرُوزٍ ثلاثةٌ: عبدُ الله أبو بِشْر، والضحّاكُ، وعَيّاشٌ، والضحّاكُ كان يجالسُ عبدَ الملك"
(7)
.
قال أبو داود: وسمعتُ موسى بنَ سَهْلٍ قال: الذي أعرفُ: ولدُ الدَّيْلَمِيّ: عبدٌ، والغَرِيف، وعبد الأعلى -وهو: ابنُ عبد الله بنُ الدَّيْلَمِيّ-.
(1)
التاريخ الكبير (3/ 477 - 478)، والكنى والأسماء (رقم: 3349).
(2)
في طبقاته، في الطبقة الثالثة كما في تاريخ دمشق (24/ 280) وتهذيب الكمال (13/ 277). وابن سميع هو: أبو القاسم محمود بن إبراهيم بن محمد الدمشقي، ألّف كتاب الطبقات، توفي سنة 259 هـ. السير (13/ 55).
(3)
كذا بخط المصنّف بالياء، على النسبة، وفي تهذيب الكمال: الديلم.
(4)
الإصابة (5/ 214).
(5)
في تهذيب الكمال (23/ 97): ابن أخي الضحاك بن فيروز.
(6)
هو: أبو زرعة الدمشقي، صاحب التاريخ.
(7)
تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1/ 338).
2264 -
عن عامرٍ الشَّعْبِيِّ قال: قدم عديُّ بنُ حاتمٍ الكوفةَ، فأتيتُه في ناسٍ من علماء الكوفة وأنا يومئذٍ شابٌّ، فقلنا: حدِّثْنا حديثًا سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:
"يا عديَّ بنَ حاتم أَسْلِم تَسْلَم"، قلتُ: ما الإسلامُ؟ قال: "تَشْهدُ أن لا إله إلّا الله، وتَشْهدُ أنّي رسولُ الله، وتؤمنُ بالأقدار كلّها خيرِها وشرِّها حُلوِها ومُرِّها".
أخبرت سليمان بن حمزة، أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو جعفر الصَّيْدَلانيُّ، أنا أبو بكر خُورُوسْت، أبنا محمد بن عبد الله بن رِيذَه، أبنا سليمان بنُ أحمد
(1)
، ثنا عليّ بنُ عبد العزيز، ثنا محمد بن عمّار المَوْصِليُّ، ثنا المُعافَى بنُ عِمْران، ثنا عبد الأعلى بنُ أبي المُساوِر، عن عامرٍ الشَّعْبِيِّ، بهذا
(2)
.
هو في مسند المُعافَى.
2265 -
وفي الكامل
(3)
: عن أَشْرَس بنِ أبي الحسن
(4)
، عن يزيدٍ الرَّقاشيِّ، عن صالح بنِ شُرَيْح، عن أبي هُرَيْرَة: قال رسول الله:
"من لم يؤمنْ بالقدرِ خيرِه وشرِّه فأنا منه بريءٌ".
(1)
هو: الطبراني.
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 81/ رقم: 182)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف جدا، فيه عبد الأعلى بن أبي المساور، قال في التقريب:"متروك، وكذّبه ابن معين"، وبه أعلَّه الهيثمي في المجمع (7/ 199).
(3)
الكامل في الضعفاء (1/ 432).
(4)
هو: ابن أبي الحسن البصري، مترجم في الميزان (1/ 258).
2266 -
عن ابن عبّاس:
"أولَ ما خلق الله من شيءٍ: القلمُ، فقال للقلمِ: اكتُبْ، فقال: ما أَكتبُ؟ فقال: القدر، فجرى القلمُ بما هو كائنٌ، ثم ارتفع بخارٌ من الماء فخُلق السمواتُ، ثم خُلق النونُ، ثم خُلقت الأرضُ على ظهر النون، فتحرّكت النونُ فمادت الأرضُ فأُثبِتَت بالجبال، -قال: - فإنّ الجبالَ تَفخرُ على الأرض"، ثم قرأ ابنُ عبّاس:{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (*) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (*)} [القَلم].
أخبرنا محمد بنُ أحمد بن محمد بن يحيى، أبنا أبو الحسن ابنُ البخاريِّ، أنبأنا أَسْعَدُ. وزاهرٌ: أبنا أحمد بنُ حامد، قالا
(1)
: أبنا سعيد ابنُ أبي الرجاء، أبنا منصور بنُ الحسين، أنا أبو بكر ابنُ المقرئ، ثنا محمد بنُ الحسن بن قُتَيْبَة، ثنا محمد بنُ المتوكِّل ابن أبي السَّرِيّ، ثنا مُعْتَمِر بنُ سليمان، ثنا شُعْبَة، عن سليمان الأَعْمَش، عن أبي ظَبْيان الجنبي، عن ابن عبّاس بهذا
(2)
.
قال محمد بنُ المتوكِّل: ثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن أبي ظَبْيان، عن ابن عبّاس مثله.
رواه أحمد خارجَ المسند، عن أبي معاوية وابن نُمَيْر، وإسنادٌ عن وكيع عن الأَعْمَش، ولمَعْمَر والثَّوْري عن الأَعْمَش.
2267 -
وقال أبو يَعْلى المَوْصِلي
(3)
: ثنا أحمد بنُ جميل المروزيُّ، ثنا عبد الله بنُ المبارك، أبنا رَباح بنُ زَيْد، عن عُمَر بنِ حبيب، عن القاسم بنِ أبي بَزَّة، عن سعيد بنِ جُبَيْر، عن ابن عبّاس أنّه كان يحدِّث أنّ رسول الله قال:
"إنّ أول شيءٍ خلقَه الله القلمُ، وأَمَرَه فكتبَ كلَّ شيءٍ".
(1)
يعني: أسعد، وزاهر.
(2)
لم أجده في معجم ابن المقرئ. وإسناده حسن إلى ابن عباس.
(3)
مسند أبي يعلى (4/ 217/ رقم: 2329). والإسناد صحيح.
2268 -
عن عبد الله بن مسعود قال: حدّثنا رسولُ الله -وهو الصادقُ المصدوقُ-:
"إنّ أولَ خَلْقِ أحدِكم يُجمعُ في بطن أمّه أربعين يومًا -وقال مُحاضر: أربعين ليلةً-، ثم يكونُ عَلَقَةً مثلَ ذلك، ثم يكون مُضْغَةً مثلَ ذلك، ثم يَبْعَثُ الله إليه مَلَكًا، فيُؤمرُ بأربع كلماتٍ، يُقال: اكتُبْ رزقَه، وعَمَلَه، وشقيٌّ أو سعيدٌ، -زاد أبو بكر في حديثه: ثم يُنفخُ فيه الروح-، فإنّ أحدَكم ليَعْمَلُ بعَمَلِ أهل الجنّة حتى ما يكونُ بينه وبينها غيرُ ذراعٍ فيسبقُ عليه الكتابُ فيُختَمُ له بعَمَلِ أهلِ النار فيدخلُها، وإنّ أحدَكم ليَعْمَلُ بعَمَلِ أهل النار حتى ما يكونُ بينه وبينها غيرُ ذراعٍ فيُختمُ له بعَمَلِ أهل الجنّة فيدخلُها".
أخبرنا شيخُ الإسلام أبو العبّاس أحمد بنُ تيمية وإبراهيم بنُ عبد الرحمن وعليّ بنُ غانم وجماعةٌ، قالوا: أبنا -وقال أبو العبّاس: أنبأنا- أحمد بنُ عبد الدائم.
وأخبرنا إبراهيم بن صالح، أنا يوسف بن خليل.
قالا
(1)
: أنا يحيى بنُ محمود الثقفيُّ، أنا الحسن بنُ أحمد الحدّادُ، أنا أبو نُعَيْم، أنا عبد الله بنُ جعفر، ثنا أحمد بنُ يونس، ثنا أبو مُنْذِر شُجاع ابنُ الوليد ومحمد بنُ عُبَيْد الطنافسيُّ ومحاضر بنُ المُوَرِّع، قالوا: ثنا الأَعْمَش سليمان بنُ مِهْران، عن زَيْد بنِ وَهْب الجُهَنيِّ، عن عبد الله بن مسعود، بهذا
(2)
.
رواه البخاري ومسلم
(3)
.
وهو في الخامس والعشرين من البِشْرانيّات
(4)
.
(1)
يعني: ابن عبد الدائم، ويوسف بن خليل.
(2)
الرواية من عوالي أبي الشيخ بن حيّان. المعجم المفهرس (1303).
(3)
صحيح البخاري (أرقام: 3208، ومواضع أخرى) وصحيح مسلم (رقم: 2643).
(4)
أمالي ابن بشران (رقم: 1381)، أخرجه لإبراهيم بن محمد الفزاري عن الأعمش.
2269 -
حديث محمد بن سَعْد بن أبي وقّاص، عن أبيه رَفَعَه:
"ومِنْ سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله، ومِنْ شقاوة ابن آدم سَخَطُه بما قضى الله".
رواه أحمد
(1)
، والترمذي
(2)
وقال: "غريب"
(3)
.
2270 -
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ لم يرضَ بقضاء الله ولم يؤمنْ بقدر الله فلْيلْتمسْ إلهًا غيرَ الله".
قال الطبراني في معجمَيْه الأوسط والأصغر
(4)
: ثنا محمد بنُ الحسن بن عَجْلان أبو شيخ الأصبهانيُّ الأَبْهَريُّ ببغداد، ثنا محمد بنُ موسى الحَرَشي، ثنا سُهَيْل بنُ عبد الله، عن خالدٍ الحذّاءِ، عن أبي قِلابة، عن أنس بنِ مالك، بهذا الحديث.
لم يروه عن خالدٍ الحذّاءِ إلّا سُهَيْلُ بنُ عبد الله، تفرّد به محمد بن موسى الحَرَشي.
قلتُ: رواه ابن خُزَيْمَة، عن محمد بن موسى الحرشي.
قلتُ: وقد رواه عن خالدٍ الحذّاءِ زيادُ بنُ سَهْلٍ الرَّقاشيُّ، وحديثُه في الأول من حديث عَبْدان الأَهْوازي.
2271 -
(5)
قال محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة
(6)
: حدّثنا يونس بن
(1)
المسند (3/ 54 - 55/ رقم: 1444، 1445).
(2)
الجامع (رقم: 2151).
(3)
في إسناده محمد بن أبي حميد الأنصاري المدني، قال في التقرب:"ضعيف".
(4)
المعجم الأوسط (رقم: 7275، 8370)، والمعجم الصغير (2/ 128/ رقم: 902).
(5)
جاءت هذه الورقة في الأصل مقحمة بين الورقتين (315) و (317)، فأخّرناها إلى هذا الموضع ليتّصل الباب.
(6)
لعلّه في كتاب القدر، وهو مفقود.
عبد الأعلى، ثنا بِشْر، عن أبي المهدي سعيد بن سنان. (ح) وحدّثنا الحسن بن موسى -أو: الحسين بن موسى- بن أبي معاوية البزّاز المصري، ثنا بِشْر بن بكر، حدّثني سعيد -وهو: ابنُ سنان-، عن أبي الزاهريّة، عن كثير بن مرّة، عن ابن الدَّيْلَمي أنّه لقي سعد بن أبي وقّاص، فقال له: إنّي شككتُ في بعض أمر القدر، فحدِّثْنا لعلّ الله يجعل لي عندك فرجًا، قال: نعم يا ابن أخي، إنّ الله لو عذّب أهلَ السماء وأهلَ الأرض عذّبهم وهو غير ظالم، ولو رحمهم كانت رحمتُه إيّاهم خيرًا من أعمالهم، ولو أنّ لامرئٍ مثلَ أحدٍ ذهبًا يُنفقه في سبيل الله حتى يُنفده، لا يُؤمن بالقدر خيره وشرّه، لم يتقبّل الله منه، ولا عليك أن تلقى عبد الله بن مسعود، فدفع ابنُ الدَّيْلَمي إلى عبد الله بن مسعود فقال له: يا أبا عبد الرحمن إنّي شككتُ في بعض أمر القدر، فحدِّثني لعلّ الله يجعل لي عندك منه فرجًا، فقال له مثل ما قال سعدُ بنُ أبي وقّاص، فقال ابن مسعود:"ولا عليك أنْ تلقى أبيَّ بنَ كعب"، فدفع ابنُ الدَّيْلَمي إلى أبيّ بن كعب، فقال ابنُ الدَّيْلَمي: يا أبيَّ بنَ كعب إنّي شككتُ في أمر القدر، فحدِّثني لعلّ الله يجعل لي عندك منه فرجًا، فقال له مثلَ مقالة أصحابه، فقال:"ولا عليك أن تلقى زيد بنَ ثابت"، فدفع ابنُ الدَّيْلَمي إلى زيد بن ثابت فقال: أيْ زيد إنّي شككتُ في بعض أمر القدر، فحدِّثني لعلّ الله أن يجعل لي عندك فيه فرجًا، فقال زيد بنُ ثابت: نعم يا ابنَ أخي، إنّي شهدتُ رسولَ الله يقول:
"إنّ الله لو عذّب أهلَ السماء وأهلَ الأرض، عذّبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهم، ولو رحمهم كانت رحمتُه إيّاهم خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنّ لامرئٍ جبلَ أُحُد ذهبًا، يُنفقُه في سبيل الله حتى يُنفده، ولا يومن بالقدر خيره وشرّه دخل النارَ".
قال يونس: فدفع ابنُ الدَّيْلَمي، في كلّها.
رواه جعفر الفريابي في كتاب القدر
(1)
.
ورواه بعضَه: أبو داود الطيالسي في (حديث زيد بن ثابت)
(2)
، وأبو داود السجستاني
(3)
، وابن ماجه
(4)
.
2272 -
قال البخاري في التاريخ
(5)
: أبو موسى الحكمي: قال شَيْبان
(6)
: ثنا الحسن ابن حبيب، ثنا الحجّاج بن فُرافِصة، عن عَمْرو بن أبي سفيان: كنّا عند مروان فجاء أبو موسى الحكمي، فقال له مروان: هل كان للقدر ذكرٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم:
"لا تزال هذه الأمّةُ متمسِّكةً بما هي فيه ما لم تُكَذَّبْ بالقدر"
(7)
.
2273 -
وقال أبو أحمد الحاكم في كتاب الكنى في ترجمة (أبي موسى الأشعري): أبنا أبو بكر محمد بن مروان بن عبد الملك البزّاز، ثنا هشام -يعني: ابنَ عمّار-، ثنا معاوية -وهو: ابن يحيى الأطرابلسي-، ثنا أرطاة بن المنذر، عن ابن أبي البكرات، عن أبي موسى الأشعري قال: ذُكر أمرُ القدر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"إنّ أمّتي لا تزال مستمسكةً من دينها، ما لم يُكَذِّبوا بالقدر، فإذا كذّبوا
(1)
القدر (رقم: 192)، أخرجه لمعاوية بن صالح عن أبي الزاهرية.
(2)
مسند الطيالسي (5/ 505 - 506/ رقم: 619)، أخرجه عن سهل بن سليمان عن سعيد بن سنان.
(3)
سنن أبي داود (رقم: 4699)، أخرجه لوهب بن خالد الحمصي عن ابن الديلمي.
(4)
سنن ابن ماجه (رقم: 77)، أخرجه لوهب بن خالد الحمصي.
(5)
التاريخ الكبير (9/ 69/ رقم: 646).
(6)
في المطبوع: شبابة.
(7)
أخرجه ابن بطة في الإبانة (الكتاب الثاني 2/ 105 - 106/ رقم: 1522)، من طريق معتمر ابن سليمان عن حجاج بن فرافصة قال: عن رجل يقال له أبو سفيان أو سفيان.
بالقدر فإنّ ذلك هلاكهم"
(1)
.
ثم ذكر أبو أحمد حديثَ أبي موسى الحكمي من تاريخ البخاري في (الكنى المجرّدة)، ولم يزد على ما فيه شيئًا.
2274 -
عن الحسن، عن أبي هُرَيْرَة رفعَه:
"اتّقِ المحارمَ تكنْ أعبدَ الناس، وارضَ بما قَسَمَ الله لك تكن أغنى الناس" الحديث.
رواه الترمذي
(2)
، وقال:"غريب، والحسن لم يسمع من أبي هُرَيْرَة شيئًا، وروي عن الحسن قولَه".
ورُوي أولُه بمعناه: "اتّق المحارمَ تكن أعبدَ الناس"، من حديث واثلة بن الأسقع عن أبي هُرَيْرَة، في آخر جزء الحَوْراني
(3)
، رواه ابن ماجه
(4)
.
2275 -
عن ابن أبي نُشْبَة -واسمه: يزيد-، عن أنس مرفوعًا:
"ثلاثٌ من أصل الإيمان" ذكر فيها: "والإيمان بالأقدار كلِّها".
رواه أبو عُبَيْد في الرسالة في الإيمان
(5)
، وأبو داود
(6)
.
(1)
معاوية بن يحيى الأطرابلسي ضعّفه الدارقطني. وأخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 142) في ترجمة معاوية، عن محمد بن خريم الدمشقي عن هشام بن عمار.
(2)
جامع الترمذي (رقم: 2305).
(3)
حديث أبي الطيّب محمد بن حميد الحوراني الدمشقي عن شيوخه (ق 72/ ب- 73 أ- مجموع 87)، ولفظه:"كن ورعًا تكن أعبد الناس".
والحوراني هو: محمد بن حميد بن محمد بن سليمان، الكلابي الحوراني، أبو الطيّب، شيخ معمّر مشهور، توفي سنة 341 هـ، قال الذهبي: له جزء يرويه ابن عبد الدائم. السير (15/ 433 - 432).
(4)
سنن ابن ماجه (رقم: 4217)، ولفظه:"يا أبا هريرة كن ورعًا تكن أعبد الناس" الحديث.
(5)
الإيمان لأبي عبيد (ص 47/ رقم: 27).
(6)
سنن أبي داود (رقم: 2532). وأعله عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (2/ 350)، =
وقال عليّ بن المديني: "حديث غريب، لم أسمعه إلّا من أبي معاوية، ولا نعرف ابنَ أبي شيبة".
2276 -
قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة: حدّثنا أبو موسى، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي الأسود الديلي قال: جلستُ مجلسًا بالبصرة ذكروا فيه القدر، فأمرضوا قلبي، فأتيتُ عمرانَ بنَ حصين فقلتُ: إنّي جلستُ مجلسًا ذكروا فيه القدرَ فأمرضوا قلبي، فهل أنتَ بِمُحدِّثي عنه، قال:"نعم، والله الذي لا إله إلّا هو، لو أنّ الله عذّب أهلَ السموات وأهلَ الأرض، لعذّبهم حين يُعذِّبُهم وهو غير ظالمٍ لهم، ولو رحمهم، لكانت رحمتُه أوسعَ من ذلك، ولو كان لك مثل أُحُد ذهبًا فأنفقتَه، ما تقبّل الله منك حتى تؤمن بالقدر خيره وشرّه، وستأتي المدينةَ، فتلقى بها ابنَ مسعود وأبيَّ بنَ كعب"، فجلستُ في حلقةٍ فيها ابنُ مسعود وأبيُّ بنُ كعب، فقلتُ لأبيّ: أبا المنذر إنّي جلستُ مجلسًا بالبصرة، فذكروا فيه القدر فأمرضوا قلبي، فهل أنتَ مُحدِّثي عنه؟ قال:"نعم، والله الذي لا إله إلّا هو، لو أنّ الله عذّب أهلَ السموات وأهلَ الأرض، لعذّبهم حين يُعذِّبُهم وهو غير ظالمٍ لهم، ولو كان لك مثل أُحُد ذهبًا فأنفقتَه، ما تُقُبِّل منك حتى تؤمن بالقدر خيره وشرّه"، ثم قال لابن مسعود: حدِّث أخاك يا أبا عبد الرحمن، فقال مثل ذلك
(1)
.
2277 -
وقال ابن خُزَيْمَة: حدّثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو صالح، حدّثني معاوية، أنّ أبا الزاهريّة حدّثه، عن كثير بن مرّة، عن ابن الدَّيْلَمي: أنّه لقي سعدَ بنَ أبي وقّاص وقال: إنّي شككتُ في بعض أمر القدر،
= والمناوي في كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (1/ 89)، بابن أبي نشبة، وأنه مجهول.
(1)
أخرجه الفريابي في القدر (رقم: 151)، لأبي عامر العقدي عن هشام بن سعد.
فحدِّثني لعلّ الله يجعل عندك فرجًا، قال:"نعم يا ابن أخي، إنّ الله لو عذّب أهلَ السموات وأهلَ الأرض، عذّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم، كانت رحمتُه إيّاهم خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنّ لامرئٍ مثلَ أُحُد ذهبًا يُنفقه في سبيل الله حتى ينفده، لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه، لم يقبل الله منه، ولا عليك أن تأتي عبد الله بن مسعود"، فذهب ابنُ الدَّيْلَمي إلى عبد الله بن مسعود، فقال له مثلَ مقالته لسعد، فقال له مثلَ ما قال سعد له، قال ابن مسعود:"ولا عليك أن تلقى أبيَّ بنَ كعب"، فذهب ابنُ الدَّيْلَمي إلى أبيّ بن كعب، فقالا له مثلَ مقالته لابن مسعود، فقال له -أي مثل مقالة صاحبه-، قال أبيّ:"ولا عليك أن تلقى زيدَ بنَ ثابت"، فذهب ابنُ الدَّيْلَمي إلى زيد بن ثابت فقال له: إنّي شككتُ في بعض أمر القدر، فحدِّثني لعلّ الله يجعل لي عندك منه فرجًا، قال زيد: نعم يا ابن أخي، إنّي سمعتُ رسول الله يقول:
"إنّ الله لو عذّب أهلَ السماء والأرض، عذّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم، كانت رحمتُه إيَّاهم خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنّ لامرئٍ مثل أُحُد ذهبًا يُنفقه في سبيل الله حتى يُنفده، لا يؤمن بالقدر خيره وشرّه، دخل النار".
2278 -
وقول ابن مسعود: "من كفر بالقدر فقد كفر بالله"، في حديثٍ في الثاني من حديث أبي بكر بن الهيثم الأنباري.
2279 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا إبراهيم بن إسماعيل، أنبأنا محمد بن أحمد بن نصر، ثنا محمود بن إسماعيل، أبنا محمد بن عبد الله، أنا أبو بكر القبّاب، أنا ابنُ أبي عاصم، ثنا محمد بن إدريس، ثنا سعيد بن كثير بن عُفَيْر، ثنا ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن أبي
علبة
(1)
، عن عديّ بن عديّ قال: سمعتُ العُرس -وكان من أصحاب رسول الله- يقول: "إنّ المرء ليعملُ بعمل أهل الجنّة البرهة من دهره، ثم تُعرض له الجادّة من جواد النار، فيعمل بعملها حتى يموت عليها، وذلك بما كُتب له، وإنّ المرء ليعملُ بعمل أهل النار البرهةَ من دهره، ثم تُعرض له الجادّة من جواد الجنّة، فيعملُ بها حتى يموت عليها، وذلك لما كتب الله تعالى له".
قال ابن أبي عاصم: "أحسبُه عن النبي صلى الله عليه وسلم "
(2)
.
2280 -
وبهذا الإسناد إلى ابن أبي عاصم، قال: حدّثنا أبو بكر، ثنا معاوية بن هشام، عن شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مُجْلِز، عن قيس بن عبّاد، عن عمّار بن ياسر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"وأسألُك الرضا بالقدر"
(3)
.
2281 -
وبه، قال: ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حمّاد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عمّار بن ياسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يدعو:
"وأسألُك الرضا بالقدر"
(4)
.
2282 -
وبه، قال: حدّثنا زكريا بن يحيى بن صبيح، ثنا شريك، عن منصور، عن رِبْعِيّ بن حِراش، عن علي بن أبي طالب. (ح) وحدّثنا أبو موسى، ثنا غُنْدَر محمد بن جعفر، ثنا شُعْبَة، عن منصور، عن رِبْعِيّ، عن عليّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
فوقها ضبة في الأصل. والصواب: عبلة، كما في مصدر التخريج.
(2)
الرواية من السنة لابن أبي عاصم (رقم: 119). وصححه الألباني في تخريجه.
(3)
السنة (رقم: 128).
(4)
السنة (رقم: 129).
"لا يؤمنُ عبدٌ حتى يؤمنَ بأربع: شهادة أن لا إله إلّا الله، وأنّي رسول الله بعثني بالحقّ، ويؤمنَ بالبعث بعد الموت، وحتى يؤمنَ بالقدر كلّه"
(1)
.
رواه أحمد
(2)
، والترمذي
(3)
، وابن ماجه
(4)
، وابن خُزَيْمَة.
وهو في جزء الحَوْراني
(5)
.
ورواته على شرط الشيخين.
لكن قال ابن خُزَيْمَة: "لم يسمعه رِبْعِيّ بن حِراش عن عليّ، بينهما رجلٌ غيرُ مُسمّى، كذلك حدّثناه أبو موسى محمد بن المثنّى، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدّثني منصور، عن رِبْعِيّ بن حِراش، عن رجل، عن عليّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم. حدّثنا يوسف بن موسى، ثنا يعلى والفضل بن حكم؛ قالا: ثنا سفيان الثوري. وحدّثنا يوسف بن موسى، ثنا عبيد الله، عن شَيْبان بن عبد الرحمن وإسرائيل؛ كلّهم عن منصور، بمثل إسناد يحيى بن سعيد، فذكروا الحديث".
رواه جعفر الفريابي في القدر
(6)
، وأبو داود الطيالسي في مسنده
(7)
.
2283 -
وبه، قال ابن أبي عاصم
(8)
: حدّثنا عمر بن الخطّاب
(1)
السنة (رقم: 130).
(2)
المسند (2/ 152/ رقم: 758)، عن غندر.
(3)
الجامع (رقم: 2145)، من طريق الطيالسي عن شعبة.
(4)
السنن (رقم: 81)، من طريق شريك عن منصور.
(5)
حديث أبي الطيب الحوراني (ق 72/ ب)، من طريق سفيان عن منصور.
(6)
القدر (رقم: 194).
(7)
المسند (1/ 103/ رقم: 108).
(8)
السنة (رقم: 131).
ومحمد بن إدريس، قالا: ثنا حمّاد بن مالك الأشجعيّ -من أهل دمشق، من أهل حَرَسْتا-، ثنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبيد العبسي، ثنا أبي، قال: سمعتُ مصعب بنَ سعد يقول: سمعتُ أبي يقول: سمعتُ رسول الله يقول:
"من جاء بثلاثٍ ولم يأت بالرابعة فليس بمؤمن: من شهد أن لا إله إلّا الله، وشهد أنّ محمدًا رسولُ الله، وأنّه مبعوثٌ من بعد الموت، ولم يؤمن بالقدر خيره وشرّه".
2284 -
وبه، قال
(1)
: حدّثنا محمد بن عَوْف، ثنا أبو مالك حمّاد بن مالك، ثنا إسماعيل بن حمّاد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عُبَيْد بن نُفَيْع، ذكر عن مصعب
(2)
، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
2285 -
وبه، قال
(3)
: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا الفضل بن دُكَيْن، عن هشام بن سعد، عن عَمْرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، عن عَمْرو بن العاص قال: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فوقف عليهم فقال:
"إنّما هلك من كان قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، ولن يؤمن أحدٌ حتى يؤمن بالقدر كلّه خيره وشرّه".
رواه ابن خُزَيْمَة، وأبو يعلى
(4)
، لهشام.
ورواه آخرَه سعيد بنُ منصور، عن عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، عن عَمْرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جدّه، عن رسول الله.
(1)
السنة (رقم: 132).
(2)
ابن سعد.
(3)
السنة (رقم: 133).
(4)
مسند أبي يعلى (13/ 326/ رقم: 7340)، بإسناد ابن أبي عاصم نفسه.
ورواه ابن خُزَيْمَة، لأنس بن عياض وغيره عن أبي حازم.
وهو في الأول من أمالي الكتاني
(1)
.
2286 -
وبه، قال ابن أبي عاصم
(2)
: حدّثنا حسين بن الأسود، ثنا عَمْرو العنقزي، ثنا عبد الأعلى مولى بني زهرة، عن الشعبي قال: أتينا عديَّ بنَ حاتم فقلنا: حدِّثْنا حديثًا سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"أتشهدُ أن لا إله إلّا الله، وتشهدُ أنّي رسول الله، وتؤمن بالأقدار كلّها خيرها وشرّها حلوها ومرّها؟ ".
2287 -
وبه، قال
(3)
: حدّثنا الحسن بن عليّ، ثنا عبد الله
(4)
بن صالح، ثنا الليث بن سعد، حدّثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الملك بن عبد الله، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عَمْرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ العبد يلبثُ مؤمنًا أحقابًا وأحقابًا، ثم يموتُ والله عليه ساخطٌ، وإنّ العبد يلبث كافرًا أحقابًا ثم أحقابًا، ثم يموتُ والله عنه راضٍ".
2288 -
وبه، قال
(5)
: حدّثنا هشام بن عمّار، ثنا سليمان بن عتبة أبو
(1)
الجزء الأول من أمالي أبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني (ق 180/ أ- الظاهرية 4573)، قال: نا عبد الوهاب بن أبي حيّة المروزي، قال: نا محمد -يعني: ابن صالح-، قال نا أنس بن عياض، به، ولفظه:"لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشره".
(2)
السنة (رقم: 135). قال الألباني: "إسناده ضعيف جدًّا"، وأعلّه بعبد الأعلى مولى بني زهرة، قال في الميزان (2/ 531):"ضعّفوه".
(3)
السنة (رقم: 136).
(4)
تحرّف في المطبوع إلى: عبيد، وقال الألباني: لم أعرفه، وهو هنا على الصواب.
(5)
السنة (رقم: 246).
الربيع السلمي، قال: سمعتُ يونس بنَ حَلْبَس يُحدّث عن أبي إدريس، عن أبي الدَّرْداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ العبدَ لا يبلغُ حقيقةَ الإيمان، حتى يعلمَ أنّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه"
(1)
.
2289 -
وبه، قال
(2)
: حدّثَنَا أبي، ثنا أبي، ثنا شبيب، قال: سمعتُ أنس بن مالك قال: قال رسول الله:
"لا يجد عبدٌ حلاوةَ الإيمان، حتى يعلمَ أنّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه".
شبيب هو: ابن بشر البجلي أبو بشر.
2290 -
(3)
عن محمد بن سعد بن أبي وقّاص، عن سعد: قال رسول الله:
"من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم تركُه استخارةَ الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له".
رواه الترمذي وقال: "حديث غريب"
(4)
.
2291 -
عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله:
"لا تنذروا؛ فإنّ النذرَ لا يغني من القدر شيئًا، وإنّما يُستخرَج به من البخيل".
حديث حسن صحيح
(5)
.
(1)
كتب المصنف بالهامش بحذاء هذا النص: "هو في السادس من فوائد ابنَيْ أبي دُجانة".
وهو من مرويات الحافظ في المعجم المفهرس (رقم: 1170).
(2)
السنة (رقم: 247).
(3)
كتب المصنف فوق أوله: "مكرر"، وقد مضى.
(4)
الجامع (رقم: 2151).
(5)
في جامع الترمذي (رقم: 1538).
2292 -
عن طاوس، عن ابن عبّاس: قال رسول الله:
"لو كان شيءٌ سابقًا القدر، لسبقتْه العين، وإذا استُغسِلتم فاغسلوا".
قال الترمذي: "حديث غريب صحيح"
(1)
.
ورواه مسلم
(2)
.
2293 -
في مسند أبي داود الطيالسي
(3)
: حدّثنا جعفر -هو: ابنُ الزبير الحنفي-، عن القاسم، عن أبي أمامة: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا يدخلُ الجنّة عاقٌّ، ولا منّانٌ، ولا مكذِّبٌ بالقدر".
2294 -
في الثاني من القطيعيّات: عن ابن عبّاس رفعه:
"كان بدؤ هلاك الأمم من قبل القدر، وإنّكم تُبلون بهم، فإن لقيتموهم فسلوهم، أو تكونوا أنتم السائلين، ولا تمكّنوهم من المسألة"
(4)
.
2295 -
عن محمد بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"من سعادة ابن آدم استخارة الله، ورضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، وسخطه بما قضى الله له".
رواه إسحاق بن راهويه، والترمذي وقال:"غريب"
(5)
.
(1)
الجامع (رقم: 2062).
(2)
الصحيح (رقم: 2188).
(3)
المسند (2/ 452/ رقم: 1227). في إسناده جعفر بن الزبير الباهلي، قال في التقريب (939):"متروك الحديث".
(4)
أخرجه أبو القاسم بن بشران في الأمالي (1/ 160/ رقم: 371)، عن القطيعي. وفي إسناده رجل مبهم مجهول، وبه أعله البوصيري في الإتحاف (1/ 181/ رقم: 222).
(5)
جامع الترمذي (رقم: 2151). في إسناده محمد بن أبي حميد المدني، قال الذهبي في الميزان (3/ 531):"ضعّفوه"، وبه أعله الترمذي.
2296 -
ذكر أبو القاسم بن بِشْران في السابع من أماليه
(1)
، ما ذكره سليمان بن عُتبة أبو الربيع، عن يونس بن مَيْسَرَة بن حَلْبَس، عن أبي إدريس
(2)
الخولاني، عن أبى الدَّرْداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يدخلُ الجنّةَ عاقٌّ، ولا منّانٌ، ولا مكذِّبٌ بالقدر، ولا مُدمنُ خمرٍ"
(3)
.
2297 -
وذكر فيه
(4)
، ما ذكره عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عَمْرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنّه كان يقول:
"اللهمّ إنّي أسألُك الصحّةَ، والعِفّةَ، والرضا بالقدر".
رواه البخاري في الأدب
(5)
.
2298 -
وذكر ابن بِشْران في السابع من أماليه
(6)
، لإسماعيل بن أبي زياد، عن أبان، عن أنس بن مالك قال: مشى رسول الله ومعه المهاجرون، حتى انتهى إلى مسجد قباء، فلمّا قام بالباب إذا الأنصارُ جلوسٌ فيه، فقال:
"أمؤمنون؟ "، فسكت القومُ، ثم أعادها، فقال عمر: نعم يا رسول الله إنّهم لمؤمنون، وإنّا لمعهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(1)
أمالي ابن بشران (1/ 202 - 203/ رقم: 468).
(2)
تحرف في المطبوع إلى: (إلياس).
(3)
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 321) عن هشام بن عمار، والبزار في المسند (10/ 45/ رقم: 4106) لسليمان بن عبد الرحمن، كلاهما عن سليمان بن عتبة.
(4)
أمالي ابن بشران (1/ 211 - 212/ رقم: 492).
(5)
الأدب المفرد (رقم: 307). وذكره البوصيري في الإتحاف (2/ 736/ رقم: 2695)، من رواية الخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم: 10 - الرشد)، وليّن إسناده.
(6)
أمالي ابن بشران (1/ 212 - 213/ رقم: 496).
"أترضون بالقضاء؟ "، قالوا: نعم، قال:"أتصبرون على البلاء؟ "، قالوا: نعم، قال:"أتشكرون في الرخاء؟ "، قالوا: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"مؤمنون ورب الكعبة"، فجلس.
2299 -
وذكر ابن بِشْران في الجزء الحادي عشر من أماليه
(1)
، لجُنادة بن أبي أميّة، عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث:
"ما أعطيكم شيئًا وما أمنعكموه، إنّما أنا خازن أضعُ حيث أُمرتُ، فمن أعطيتُه فالله أعطاه، ومن حرمتُه فالله حرمه، وارضوا بقضاء الله" الحديث.
في إسناده عبيد الله بن عديّ الكندي، عن بكر بن خُنَيْس
(2)
.
2300 -
عن عَمْرو بن شُعَيْب، عن سعيد بن المسيّب، عن رافع بن خُدَيْج، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"سيكون في أمتي قومٌ يكفرون بالله وبالقرآن وهم لا يشعرون"، قال: قلتُ: يقولون كيف يا رسول الله؟ قال: "يُقرّون ببعض القدر، ويكفرون ببعضه"، قال: فقلتُ: يقولون يا رسول الله ماذا؟ قال: "يقولون: الخير من الله، والشرّ من إبليس، يقرؤون على ذلك
(1)
أمالي ابن بشران (1/ 315 - 316/ رقم: 731).
(2)
بكر بن خنيس ضعفه يحيى بن معين، وقال الدارقطني: متروك. الميزان (1/ 344/ رقم: 1278).
كتابَ الله، فيكفرون بالله وبالقرآن، بعد الإيمان والمعرفة، فما تلقى أمّتي منهم من العداوة والبغضاء، ثم يكون المسخُ، فيُمسخ أولئك قردةً وخنازير، ثم يكون خسفٌ أقلّ من ينجو منه، المؤمن يومئذ قليل فرحُه، كثير -أو قال: شديد- غمُّه"، ثم بكى رسولُ الله حتى بكينا لبكائه، فقيل: يا رسول الله! ما هذا البكاء؟ قال:
"رحمة لهم الأشقياء؛ لأنّ منهم المجتهدون، ومنهم المتعبّدون، مع أنّهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول وضاق بحمله ذرعًا، إنّ عامّة من هلك من بني إسرائيل للتكذيب بالقدر"، فقيل: يا رسول الله! فما الإيمانُ بالقدر؟ قال:
"أن تؤمن بالله وحده، وتؤمن بالجنّة والنار، وتعلم أنّ الله خلقهما قبل الخلق ثم خلق الخلقَ لهما، فجعل من شاء منهم للجنّة، ومن شاء منهم للنار، عدلًا منه، فكلٌّ يعمل لما قد فُرغ له، وصائرٌ إلى ما خُلق له"، فقلت: صدق الله ورسوله.
رواه جعفر الفريابي
(1)
، والعقيلي في (عطية بن عطية)
(2)
، وأبو مسلم الكشّي في سننه، وأبو القاسم البغوي والطبراني في معجميهما
(3)
، والطلمنكي في كتاب الأصول، وأبو أحمد الحاكم في عاشر فوائده
(4)
.
قال شيخُنا أبو العبّاس بن تيمية: "حديث ضعيف، بل موضوع"
(5)
.
(1)
القدر (رقم: 223).
(2)
الضعفاء (3/ 242 - التأصيل).
(3)
المعجم الكبير (4/ 245/ رقم: 4270).
(4)
الفوائد (ص 60 - 62/ رقم: 7 - ضمن ما اتصل إلينا من فوائده).
(5)
لم أجد النص فيما رجعت إليه من مؤلفات شيخ الإسلام.
2301 -
أخبرنا إسحاق بن يحيى، أنا يوسف بن خليل، أنا خليل بن أبي الرجاء، أنا الحسن بن أحمد الحدّاد، أنا أحمد بن عبد الله بن أحمد
(1)
، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا الحسن بن جرير الصوري، ثنا عبد الرحمن بن عبد الغفّار بن عثمان البيروتي، قال: حدّثتني رواحة بنت عبد الرحمن بن عَمْرو الأوزاعي، قالت: حدّثني أبي، قال: سمعتُ سليمان بن حبيب المحاربي يقول: حدّثني أبو أمامة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل:
"قل: اللهمّ إنّي أسألُك نفسًا بك مطمئنّةً، تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك"
(2)
.
2302 -
أخبرنا جدّي، أبنا ابنُ البخاري، أبنا ابنُ طَبَرْزَد. وأخبرنا جدّي، أبنا ابنُ عبد الدائم، أبنا ابنُ يعيش؛ قالا: أنا هبة الله الجزري، أنا البرمكي، أنا ابنُ بُخَيْت، ثنا عبد الغافر ابن سلامة، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا محمد بن حِمْيَر، عن بِشْر بن جَبَلَة، عن كُلَيْب بن وائل، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كذّبَ بالقدر أو خاصم فيه، فقد كفر بما جئت به، أو جحد ما أُنزل عليَّ"
(3)
.
(1)
الحافظ أبو نعيم الأصبهاني.
(2)
الرواية من المعجم الكبير للطبراني (8/ 99/ رقم: 7490). قال في مجمع الزوائد: "وفيه -أي في إسناد الطبراني- من لم أعرفهم".
(3)
الرواية من جزء ابن بُخَيْت. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1007). ولم أجده في الجزء الثاني من حديثه (الظاهرية 3811)؛ لأنه من رواية أحمد بن الحسن ابن الجندي عن ابن بخيت. وابن بُخَيْت هو: محمد بن عبد الله بن خلف بن بُخَيْت، العكبري البغدادي، أبو بكر الدقاق، توفي سنة 372 هـ. السر (16/ 334). وفي إسناده: بشر بن جبلة، ذكره في الميزان (1/ 314/ رقم: 1188) وقال: "ضعّفه أبو حاتم والأزدي".
وأخرجه ابن بطة في الإبانة (الكتاب الثاني: 2/ 90/ رقم: 1502)، عن عبد الغافر بن سلامة.
2303 -
حديث أبي العلاء بن الشخّير، عن أحد بني سليم:
"إنّ الله يبتلي عبدَه بما أعطاه، فمن رضي بما قسم الله له بارك الله له فيه ووسّعه، ومن لم يرض لم يُبارك له".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
2304 -
قال محمد بن جعفر الخرائطي أبو بكر: حدّثنا العُطارَدي، ثنا حفص بن غياث النخعي، عن عاصم الأحول، قال: سمعتُ الحسن يقول: "إنّ الله قدّر أجلًا، وقدّر بلاءً، وقدّر مصيبةً، وقدّر معافاةً، فمن كذّب بالقدر فقد كذّب بالقرآن"
(2)
.
2305 -
وقال خَشْرَم العاملي:
مضى قدرٌ بالرزق قبلك سالفٌ
…
فليس مع الأقدار فيك حويل
(3)
2306 -
وقالت ليلى الأَخْيَليّة:
ولا تقولنّ لشيء سوف أفعله
…
قد قدّر الله ما كلُّ امرئٍ لاق
(4)
2307 -
وقال أرطاة بن سُهَيّة المرّي:
لا تتعبنّ فإن الرزق عن قدر
…
يأتيك طالبه عن غير ميعاد
(5)
(1)
المسند (33/ 403/ رقم: 20279). قال في المجمع (10/ 257): "ورجاله رجال الصحيح".
(2)
أخرجه البيهقي في القضاء والقدر (رقم: 278)، لأبي العباس الأصم عن العطاردي. وأخرجه ابن بطة في الإبانة (الكتاب الثاني: 2/ 194/ رقم: 1709)، لمروان بن معاوية الفزارى عن عاصم الأحول.
(3)
ذكره أبو عبد الله محمد بن حسين اليمني في مضاهاة أمال كليلة ودمنة بما أشبهها من أشعار العرب (ص 57).
(4)
الكامل للمبرد (3/ 22).
(5)
مضاهاة أمثال كيلة ودمنة (ص 56).
2308 -
وقال متمّم -هو: ابن نُوَيْرَة-:
أبي قدر الرحمن إلّا رداهم
…
وعنس عليها راكب متلبّب
2309 -
وقال ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى:
يا للرجال لصرف الدهر والقدر
…
وما لشيءٍ أمضاه الله من غِيَر
2310 -
وقال سعد بن ناشب التميمي:
سأغسل عنّي العارَ بالسيف جالبًا
…
على قضاء الله ما كان جالبا
(1)
2311 -
وقال إبراهيم بن كنيف النبهاني:
فكيف وكلٌّ ليس يعدو حِمامَه
…
وما لامرئ عمّا قضى الله مرحل
(2)
2312 -
وقال لبيد
(3)
:
لا يستطيع الناس محوَ كتابه
…
أنّى وليس قضاؤه بمبدّل
فقلتُ خلّوا سبيلي لا أبا لكم
…
فكلُّ ما قدّر الرحمن مفعولُ
2313 -
وقال
(4)
عبد الرحمن بن علي بن علقمة
(5)
:
وشامت بي لا تخفى عداوتُه
…
إذا حمامي ساقته المقادير
أي: الأقدار.
2314 -
وقال قُسْطا بن لُوقا اليوناني البعلبكّي في كتاب الآداب
(1)
الحماسة وشرحها (2/ 91).
(2)
الحماسة وشرحها (2/ 170).
(3)
ديوانه (ص 81).
(4)
هذا النصر كتبه المصنف في حاشية الصفحة المقابلة (220/ أ) تتمة الأبيات.
(5)
ديوان علقمة بن عبدة (ص 124).
المستخرج من كتب الفلاسفة: "وقالوا: ليس على ذي العقل النظر في القدر، الذي لا يدري ما يأتيه منه ممّا لا يأتيه، ولكن عليه الاجتهاد، والأخذ بالحزم والقوّة".
2315 -
وقال شيخُنا في الاستغاثة الكبرى
(1)
: "العرب كلُّهم كانوا يثبتون القدر، ويقرّون بأنّ الله خالق كلّ شيء وربُّه وملِكُه".
2316 -
قال حرب بن إسماعيل الكرماني: حدّثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: ثنا جويريّة، قال: سأل رجلٌ قتادةَ عن القدر؟ فقال: رأيُ العرب أحبُّ إليك أم رأيُ العجم؟ فقال الرجل: لا بل رأي العرب، قال قتادة: فإنّ العرب لم تزل في جاهليّتها وإسلامها تُثبتُ القدرَ، ثم تَمثَّل ببيتٍ من الشعر:
ما كان قطعي هولَ كلِّ تنوفةٍ
…
إلّا في كتابٍ قد خلا مسطور
(2)
2317 -
قال إسحاق بن راهويه: أبنا يحيى بن يحيى، أبنا ابن لهيعة، عن عمارة بن غزيّة، عن عبد الملك بن سعيد بن سُوَيْد، عن أبي حميد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أجمِلوا في طلب الدنيا، فإنّ كلًّا مُيَسَّرٌ ما كُتب له".
هو في الأول من حديث أبي الحسن المزكّي
(3)
، وفيه معناه من حديث
(1)
الاستغاثة في الرد على البكري (2/ 225).
(2)
أخرجه البيهقي في القضاء والقدر (رقم: 551)، لسعيد بن عامر عن جوبرية.
(3)
هو: عبد الرحمن بن إبراهيم، توفي سنة 397 هـ؛ قال الذهبي:"وخُرِّجَتْ له العوالي". السير (16/ 497 - 498).
وحديث أبي حميد الساعدي أخرجه: ابن ماجه (رقم: 2142)، والحاكم (2/ 3)، وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 418)، والبزار (9/ 169/ رقم: 3719). وصححه الحاكم على شرط الصحيحين.
أبي الزبير عن جابر
(1)
.
2318 -
عن زُبَيْد اليامي، عن ابن مسعود رفعه في حديث:
"ليس من نفسٍ تموتُ إلّا وقد كتب الله رزقَها، فاتّقوا اللهَ وأجملوا في الطلب".
رواه ابن راهويه
(2)
.
2319 -
وقال إسحاق بن راهويه: أبنا المُلائي، ثنا سفيان، عن أبي حازم، عن عَمْرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جدّه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يؤمنُ عبدٌ حتى يؤمنَ بالقدر خيره وشرّه".
رواه ابن أبي عاصم
(3)
، عن يعقوب بن حميد عن ابن أبي حازم -هو: أنس بن عياض- عن أبي حازم
(4)
.
2320 -
أخبرنا شِبْل، أنا ابنُ أبي عُمَر، أنا ابنُ المجد، أنا ابنُ البنّا، أنا المرسي، أنا أبو بكر الورّاق، أنا ابنُ أبي داود، نا الهَمْداني، أنا ابنُ وهب، أخبرني عُمَر بن محمد، أنّ سليمان بن مهران
(5)
حدّثه، قال: قال عبادة بنُ الصامت: ادعوا لي ابني -وهو يموت-، لعلّي أخبره بما سمعتُ من رسول الله، سمعتُ رسول الله يقول:
"أول شيء خلقه الله من خلقه القلم، فقال له: اكتُبْ، فقال: يا ربّ
(1)
وهو في صحيح مسلم (رقم: 2648) لأبي الزبير عن جابر قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشم قالا: بيِّن لنا ديننا كأنا خُلِقْنا الآن، الحديث وفيه:"اعملوا فكلٌّ ميسَّرٌ".
(2)
ذكره في المطالب العالية (5/ 576/ رقم: 927)، وقال:"فيه انقطاع". زُبيد اليامي ذكره ابن المديني فيمن لم يلق أحدا من الصحابة، كذا في جامع التحصيل (رقم. 195).
(3)
السنة (رقم: 134).
(4)
وأخرجه أحمد (11 - 305/ رقم: 6703)، عن أنس بن عياض. وله طرق.
(5)
هو: الأعمش.
ماذا أكتبُ؟ قال: القدر، -قال رسول الله- فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه أحرقه الله بالنار"
(1)
.
2321 -
قال ابنُ وهب
(2)
: أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبادة بن الصامت، بنحو ذلك، إلّا أنّه قال:
"اكتُبْ، فكتب ما كان وما هو كائن".
2322 -
أخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابنُ الدرجي، أنبأنا الصيدلاني، أنا الصيرفي، أنا الأَعْرَج، أنا ابنُ فَوْرَك، أنا ابنُ أبي عاصم، ثنا محمد بن مصفّى، ثنا بقيّة بن الوليد، عن معاوية بن سعيد، حدّثني عبد الله بن السيّاب
(3)
، عن عطاء بن أبي رباح قال: سألتُ الوليد بنَ عبادة: كيف كان وصيّة أبيك حين حضرتْه الوفاة، قال: أيْ بنيَّ! سمعتُ رسول الله يقول:
"أول ما خلق الله القلم، قال: اكتُبْ، قال: وما أكتبُ يا ربّ؟ قال: اكتُبْ القدرَ، فجرى القلمُ في تلك الساعة بما هو كائنٌ إلى الأبد"
(4)
.
رواه ت لعطاء، وقال:"حسن صحيح غريب"
(5)
.
2323 -
وبهذا الإسناد إلى ابن أبي عاصم، قال
(6)
: حدّثنا ابن مصفّى، ثنا بقيّة، حدّثني أرطاة بن المنذر، عن مجاهد بن جبر، عن ابن عُمَر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(1)
الرواية من القدر لابن وهب (رقم: 26 - الحفيان). وهو منقطع بين الأعمش وعبادة.
(2)
القدر (رقم: 27). وهو في المسند (37/ 381/ رقم: 22707)، والسنة (رقم: 103) لابن أبي عاصم.
(3)
هكذا بخط المصنف، ولم أجده، وفي مطبوعة السنة: السائب، وهو الصواب كما في القدر للفريابي (رقم: 425) والشريعة (2/ 864/ رقم: 439) للآجري.
(4)
الرواية من السنة (رقم: 104) لابن أبي عاصم.
(5)
جاء الترمذي (رقم: 2155).
(6)
السنة (رقم: 106).
"أول ما خلق الله القلم، فأخذه بيمينه -وكلتا يديه يمين-، -قال: - فكتب الدنيا، وما يكون فيها من عملٍ معمول، برٍّ أو فجورٍ، رطبٍ أو يابس، فأحصاه عنده في الذكر، - قال: - اقرؤوا إن شئتم: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)} [الجاثية]، فهل تكون النسخة إلّا من شيءٍ قد فُرغ منه".
2324 -
وبه، قال ابن أبي عاصم
(1)
: حدّثنا أبو بكر، ثنا زيد بن الحُباب، عن معاوية بن صالح، ثنا أيّوب أبو زيد الحمصي، عن عبادة بن الوليد، عن أبيه أنّه قال: سمعتُ رسول الله يقول:
"أول شيءٍ خلق الله القلم، فقال: اجرِ، فجرى تلك الساعة بما هو كائن".
ذكره ابن خُزَيْمَة في كتاب القدر ورواه، وقال:"لستُ أعرفُ أبا زيد الحمصي بعدالة ولا جرح"
(2)
.
وهو في الرابع عشر من حديث ابن البَخْتَري أتمّ.
وروي من حديث أبي حفصة عن عبادة، رواه أبو داود
(3)
.
2325 -
وبه، قال ابن أبي عاصم
(4)
: حدّثنا محمد بن المثنّى، ثنا يعمُر بن بشر، ثنا ابن المبارك، عن رباح بن زيد، عن عُمَر بن حبيب، عن القاسم بن أبي بَزّة قال: سمعتُ سعيد بن جبير يحدّث عن ابن عبّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أول شيءٍ خلق الله القلم، فأمره فكتب كلَّ شيءٍ يكون".
(1)
السنة (رقم: 107).
(2)
وهو في المسند (37/ 378/ رقم: 22705)، من طريق ليث عن معاوية.
(3)
السنن (رقم: 4700).
(4)
السنة (رقم: 108).
2326 -
وبه، قال ابن أبي عاصم
(1)
: ثنا دُحَيْم، ثنا الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، حدّثني سليمان بن حبيب المحاربي، عن الوليد بن عُبادة، أنّ أباه عُبادة بن الصامت لمّا احتضر سأله ابنُه عبد الرحمن فقال: يا أبه أوصني، فقال: أجلسوني لابني، فأجلسوه فقال: يا بنيَّ اتّقِ اللهَ، ولن تتّقيَ اللهَ حتى تؤمن بالله، ولن تؤمن بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشرّه، وتعلَم أنّ ما أصابك لم يكن ليُخطئَك، سمعتُ رسول الله يقول:
"القدرُ على هذا، من مات على غير هذا أدخله الله النارَ".
رواه ابن خُزَيْمَة، عن عليّ بن سهيل الرملي عن الوليد -يعني: ابنَ مسلم-.
2327 -
عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاس:"قال موسى: يا ربِّ أيُّ عبادك أحبُّ إليك؟ قال: أكثرُهم لي ذكرًا، قال: فأيّ عبادك أرضى؟ قال: الذي يرضى بما أعطيتُه"، أو نحو ذلك.
في الثاني من حديث البغوي
(2)
.
2328 -
حديث أبي صخر، عن نافع، عن ابن عُمَر، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"سيكونُ في أمّتي أقوامٌ يُكذِّبون بالقدر".
رواه الإمام أحمد
(3)
.
2329 -
أخبرنا أحمد بن إسرائيل، أبنا عبد العزيز بن عبد
(4)
، أنا أبو
(1)
السنة (رقم: 111).
(2)
وهو في الثاني من أمالي ابن بشران (2/ 92/ رقم: 1129)، وبنحوه في مصنف ابن أبي شيبة (19/ 41/ رقم: 35427 - عوامة)، وشعب الإيمان للبيهقي (13/ 548/ رقم: 9865).
(3)
المسند (9/ 456/ رقم: 5639). وحسّن إسناده المحققون.
(4)
هو: عبد العزيز بن عبد المنعم بن عبد الحارثي.
طاهر الخشوعي، أنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا محمد بن مكّيّ الأزدي، أنا أحمد بن عبد الله بن حميد بن رُزَيْق جدّي، ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجّاج بن رشدين بمصر، ثنا سلمة بن شبيب -إملاءً-، ثنا مروان بن محمد، ثنا رباح بن الوليد، قال: حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي يزيد
(1)
، عن عُبادة بن الصامت قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتُبْ، فقال: ربِّ وما أكتبُ؟ قال: اكتُبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ"
(2)
.
2330 -
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل
(3)
: حدّثني أبي، ثنا هشيم، أبنا منصور -يعني: ابنَ زاذان-، عن الحكم بن عُتَيْبَة، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاس قال:"إنّ أول ما خلق الله القلم، -قال: - فأمره فكتب ما هو كائن، -قال: - فكتب فيما كتب: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] ".
2331 -
وقال عبد الله
(4)
: حدّثني أبي، ثنا عفّان، ثنا همّام، ثنا عطاء بن السائب، قال: حدّثني أبو ظبيان، أنّ عليًّا وابن عبّاس قالا:"إنّ أول شيءٍ خلق الله القلم، وأُمِر أن يكتب، فالناس يجرون فيما كتب إلى يوم القيامة".
2332 -
وقال عبد الله بن أحمد
(5)
: حدّثني أبي، ثنا جرير، عن
(1)
في الجزء المخرّج منه: (زيد)، والصواب ما في خط المصنف كما في مصادر التخريج.
(2)
الرواية من حديث ابن رُزَيْق، وهو في الجزء السادس من الأفراد الغرائب المخرّجة من أصوله (ق 252/ ب - 253/ أ - مجموع 95).
وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 57/ رقم: 58) وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 102)، لمحمود بن خالد الدمشقي عن مروان بن محمد.
(3)
السنة (رقم: 872).
(4)
لم أجده في مطبوعات السنة.
(5)
السنة (رقم: 894).
عطاء، عن أبي الضحى، عن ابن عبّاس قال:"أول ما خلق ربي القلم، ثم قال له: اكتُبْ، قال: ما أكتبُ؟ قال: اكتُبْ ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة".
2333 -
وقال عبد الله بن أحمد
(1)
: حدّثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، عن هشام -يعني: الدستوائي-، قال: حدّثني القاسم بن أبي بزّة، قال: حدّثني عروة بن عامر، قال: سمعتُ ابنَ عبّاس يقول: "إنّ أول ما خلق الله القلم، فأمره أن يكتب ما يريد أن يخلق، فالكتاب عنده"، ثم قرأ:{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)} [الزّخرُف].
رواه ابن خُزَيْمَة، عن أبي موسى، عن يحيى بن سعيد.
2334 -
وقال ابن خُزَيْمَة: حدّثنا محمد بن يحيى، ثنا نعيم بن حمّاد، ثنا ابن المبارك، ثنا رباح بن زيد، عن عُمَر بن حبيب، عن القاسم بن أبي بزّة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أول شيءٍ خلق الله القلم، فأمره بأن يكتب كلَّ شيءٍ هو كائنٌ"
(2)
.
2335 -
قال إسحاق بن راهويه: أنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عبّاس قال:"أول شيءٍ خلق الله القلم، فكتب ما هو خالق إلى يوم القيامة، ثم خلق النور فكسر الأرض عليه".
2336 -
قال أبو بكر البزّار
(3)
: حدّثنا محمد بن المثنّى، ثنا أبو عامر،
(1)
السنة (رقم: 898).
(2)
وهو في القدر للفريابي (رقم: 65)، ليعمر بن بشر، وفي القضاء والقدر للبيهقي (رقم: 10)، لأحمد ابن جميل المروزي، كلاهما عن ابن المبارك.
(3)
كشف الأستار عن زوائد مسند البزار (3/ 23 - 24/ رقم: 2151). قال البزار: "لا نعلمه يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد". وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 194) في ترجمة الزبير بن عبد الله المديني. قال العراقي في تخريج الإحياء (5/ 2311): "وفي سنده جهالة".
ثنا الزبير بن عبد الله، حدّثني جعفر بن مصعب، قال: سمعتُ عروة بن الزبير يحدّث عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله حين يريد أن يخلق الخلقَ، يبعث مَلَكًا، فيدخلُ الرحمَ فيقول: يا ربّ ماذا؟ فيقول: غلامٌ أو جاريةٌ، أو ما شاء الله أن يخلق في الرحم، فيقول: أي ربّ أشقيٌّ أم سعيد؟ فيقول: شقيٌّ أو سعيد، فيقول: أيْ ربّ ما أجلُه وما خلائفُه؟ فيقول: كذا وكذا، فيقول: أيْ ربّ ما رزقُه؟ فيقول: كذا وكذا، فيقول: أيْ ربّ ما خَلَفه وما خلائفه؟ فما من شيءٍ إلّا وهو يُخلق معه في الرحم".
2337 -
وقال عليّ بن الجعد
(1)
: حدّثنا عبد الواحد بن سليم البصري، سمعتُ عطاء بن أبي رباح، قال: سألتُ ابنَ عبادة بنَ الصامت: كيف كانت وصيّة أبيك حين حضره الموتُ؟ قال: جعل يقول: يا بنيَّ اتّق الله، واعلم أنّك لن تتّقيَ الله ولن تبلغ العلمَ حتى تعبد الله وحدَه، وتؤمنَ بالقدر خيره وشرّه، قلتُ: يا أبه! كيف لي أن أومن بالقدر خيره وشرّه؟ قال: تعلم أنّ ما أصابك لم يكن لِيُخطئك وأنّ ما أخطأك لم يكن لِيُصيبك، فإن متَّ على غير هذا دخلتَ النار، سمعتُ رسول الله يقول:
"إنّ أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتُبْ، فقال: ما أكتُبُ؟ فجرى تلك الساعة بما كان وما هو كائن إلى الأبد".
رواه ابن خُزَيْمَة، لأبي داود وعبّاد بن العوّام، عن عبد الواحد.
وروى أولَه عثمان بنُ أبي العاتكة، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه، وقال: سمعتُ رسول الله يقول:
"القدرُ على هذا، من مات على غير هذا أدخله الله النارَ"
(2)
.
(1)
مسند ابن الجعد (رقم: 3444).
(2)
أخرجه الفريابي في القدر (رقم: 75)، وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 111)، والطبراني في الأوسط (رقم: 6318).
2338 -
أخبرنا ابنُ معالي وابنُ الرضيّ، قالا: أبنا محمد بن إسماعيل، أبتنا فاطمة ابنة سعد الخير، قالت: أبنا زاهر، أنا محمد بن محمد بن حمدون، أنا أبو عَمْرو بن حَمْدان، أبنا أبو يعلى، ثنا الحسن بن عُمَر بن شقيق، ثنا مُعْتَمِر بن سليمان، قال: سمعتُ أشرسًا يحدّث، عن يوسف
(1)
، عن يزيد الرقاشي، عن صالح بن سَرْح، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه فأنا منه بريء"
(2)
.
2339 -
عن أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة مرفوعًا:
"ثلاثٌ أخاف على أمّتي: استسقاء بالأنواء، وحيف السلطان، وتكذيب بالقدر".
رواه أبو يعلى الموصلي
(3)
، لمحمد بن القاسم عن فَطْر عنه.
* * *
(1)
في طبعة مسند أبي يعلى: (سيف)، وذكر المحقق أن في أصليه المخطوطين:(يوسف)، غير أنه مصحَّح في أحدهما. وأسقطه الهيثمي في المقصد العلي (3/ 83/ رقم: 1155).
(2)
الرواية من مسند أبي يعلى الموصلي (11/ 288 - 289/ رقم: 6404). وضعّف إسناده في المطالب العالية (12/ 489/ رقم: 2971).
(3)
المسند (13/ 455/ رقم: 7462) و (13/ 460/ رقم: 7470). وأعلّه الهيثمي في المجمع (7/ 203) بمحمد بن القاسم الأسدي.
باب في تقدّم العلم وقوله تعالى: {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} [المؤمنون: 63]، وقوله:{وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجَاثيَة: 23]، وقوله:{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)} [الأنعَام]
2340 -
احتجَّ عبد العزيز بنُ يحيى المكّي
(1)
بهذه الآية على أنّه علِمَ ما لم يكن ولا يكون أن لو كان كيف كان يكون.
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمَان: 34] الآيات.
وقوله: {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هُود: 6].
2341 -
قال ابنُ قتيبة
(2)
: قال ابن مسعود: "مستقرُّها الأرحاء، ومستودعها الأرض التي يموت فيها"
(3)
.
وقوله: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} [المُزّمل: 20] الآية.
ومن هذا الباب: إخبارُه بما هو كائن، وذلك ملء الكتاب والسنّة.
2342 -
وقال صالح بن أحمد بن حنبل
(4)
: سُئل أبي: يُصلّي الرجلُ
(1)
الحيدة والاعتذار (ص 87 - فقيهي).
(2)
غريب القرآن (ص 202).
(3)
أخرجه الطبري في التفسير (12/ 327)، والحاكم في المستدرك (2/ 341).
(4)
سيرة الإمام أحمد بن حنبل (ص 87).
خلف القدريّ؟ فقال: "إذا قال: إنّ الله لا يعلم ما يعملُ العبادُ حتى يعملوا، فلا يُصلَّى خلفه".
2343 -
وقال شيخُنا أبو العبّاس
(1)
: "قال الأئمّةُ، كمالك والشافعيّ وأحمد وغيرهم: إنّ المُنكِرين لعلم الله المتقدِّم يكفرون".
2344 -
عن عليّ قال: كنّا في جنازةٍ في بقيع الغرقد، فجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقعد وقعدنا حوله ومعه مِخصرةٌ، فنكس فجعل ينكت بمِخصرته، ثم قال:
"ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسةٍ إلّا وقد كتب اللهُ مكانَها من الجنّة ومكانَها من النار، وإلّا وقد كُتبت شقيّةً أو سعيدةً"، قال: فقال رجلٌ: يا رسول الله! ألا نمكُثُ على كتابنا وندعُ العملَ، فمن كان من أهل السعادة فسيصيرُ إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاء فسيصير إلى عمل أهل الشقاء؟ فقال:
"اعملوا؛ فكلٌّ مُيَسَّرٌ، أمّا أهلُ السعادة فيُيَسَّرون لعمل أهل السعادة، وأمّا أهلُ الشقاوة فيُيَسَّرون لعمل أهل الشقاوة"، ثم قرأ: {فَأَمَّا
(2)
مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} [الليْل].
أخبرنا محمد بن أبي بكر بن رزين، أبنا أحمد بن محمد بن عبد الغنيّ، أبنا زاهر بن أحمد، أبنا زاهر بن طاهر، أنا محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذي، أنا أبو عَمْرو بن حَمْدان، أنا أبو يعلى، ثنا زُهَيْر، ثنا جرير، عن منصور، عن سعد بن عُبَيْدَة، عن أبي عبد الرحمن، عن عليّ بهذا الحديث
(3)
.
(1)
مجموع الفتاوى (8/ 450).
(2)
هكذا بخط المصنف.
(3)
الرواية من مسند أبي يعلى (1/ 437/ رقم: 582).
رواه مسلم
(1)
، عن زهير؛ والبخاري
(2)
، لجرير.
وهو في موافقات الضياء الأربعين.
2345 -
وبهذا الإسناد إلى أبي يعلى، قال
(3)
: ثنا زهير، ثنا وكيع، ثنا الأَعْمَش، عن سعد بن عُبَيْدَة، عن أبي عبد الرحمن، عن عليّ قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"ما منكم من أحد إلّا قد كُتب مقعدُه من النار"، فقلنا: يا رسول الله! أفلَا نتّكلُ؟ قال:
"لا، اعملوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ"، ثم قرأ:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} [الليْل].
رواه الإمام أحمد
(4)
، عن وكيع؛ ومسلم
(5)
، عن زهير؛ والبخاري
(6)
.
ورواه أحمد
(7)
-أيضًا- ومسلم
(8)
، لأبي معاوية عن الأَعْمَش، ولفظه:"ما منكم من نفسٍ إلّا وقد علم منزلها من الجنّة والنار".
ورواه مسلم
(9)
، لأبي الأحوص عن منصور، وقال:
(1)
صحيح مسلم (رقم: 2647).
(2)
صحيح البخاري (رقم: 1362).
(3)
المسند (1/ 454/ رقم: 610).
(4)
المسند (2/ 339/ رقم: 1110).
(5)
صحيح مسلم (رقم: 2647).
(6)
صحيح البخاري (رقم: 4947).
(7)
المسند (2/ 56/ رقم: 621).
(8)
صحيح مسلم (رقم: 2647).
(9)
صحيح مسلم (رقم: 2647)(4/ 2040 - فؤاد).
"ما منكم من نفسٍ منفوسةٍ، إلّا وقد علم مكانَها من الجنّة أو النار، شقيّةً أو سعيدةً".
وقال ابن أبي عاصم
(1)
: "إلّا وقد علم الله مكانَها".
2346 -
وأخبرنا محمد بن يعقوب، أنا عبد الرحمن بن مكّيّ، أنا أبو طاهر السِّلَفي، أنا القاسم بن الفضل، أبنا أبو الحسين بن بِشْران، ثنا عبد الصمد بن عليّ -إملاءً-، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا عبد الصمد بن النعمان، ثنا ورقاء، عن منصور، عن سعد بن عُبَيْدَة، عن عليّ والبراء قالا: خرجنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في جنازةٍ إلى بقيع الغرقد، فقعد وقعدنا، ومع النبي صلى الله عليه وسلم
(2)
غصنٌ أو قضيبٌ، ينكت به الأرضَ ويرفع بصرَه إلى السماء ثم يخفض، ثم قال:
"ما منكم من نفسٍ إلّا وقد كُتب مكانها من الجنّة والنار"، قالوا: يا رسول الله! فلِمَ نعمل؟ قال:
"اعملوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ، السعيدُ من يُسِّرَ لعمل السعادة، والشقيُّ من يُسِّر لعمل الشقاء"
(3)
.
2347 -
أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا ابن خليل، أبنا الجمّال والراراني، قالا: أنا الحدّاد، أنا أبو نعيم، أنا ابنُ الهيثم، ثنا ابنُ أبي العوّام، ثنا أبي، ثنا محمد بن الحسن الشَّيْباني، ثنا النعمان بن ثابت أبو حنيفة، عن عبد العزيز بن رُفَيْع، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال:
(1)
السنة (رقم: 171)، رواه للأحوص عن منصور.
(2)
بين الورقتين المتصلتين (321) و (325) وريقات، سنكتبها في موضعها.
(3)
الرواية من فوائد أبي الحسين بن بشران (رقم: 652).
"ما من نفسٍ إلّا قد كُتب مدخلُها، ومخرجُها، وما هي لاقية"، فقال رجلٌ من الأنصار: ففيم يا رسول الله العمل؟ فقال رسول الله: "من كان من أهل الجنّة يُيَسَّرُ لعمل الجنّة، ومن كان من أهل النار يُيَسَّرُ لعمل النار"، فقال الأنصاري: الآن حقَّ العملُ
(1)
.
رواه ابن أبي عاصم
(2)
، عن خليفة بن خيّاط العصفري عن عبد الله بن يزيد عن أبي حنيفة.
ورواه محمد بن المظفَّر الحافظ في مسند أبي حنيفة، من حديث إسماعيل بن ملحان وشعيب بن إسحاق عن أبي حنيفة
(3)
.
2348 -
أخبرنا أبو بكر بن أحمد، أنا محمد بن إبراهيم، أنا أبو بكر بن النَّقُّور، أنا ابن سَوْسَن، ثنا أبو القاسم الحُرْفي، ثنا أحمد بن سَلْمان الفقيه، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا عبد الواحد -يعني: ابنَ غياث-، ثنا أبو جنَاب القصّاب عَوْن بن ذَكْوان، حدّثني عبد الكريم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: قام سُراقة بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أرأيتَ أعمالَنا التي نعمل، مأخوذون بها، إن كان خيرًا فخير، وإن كان شرًّا فشرٌّ؟ أم شيءٌ قد سبقت به المقاديرُ وجفّت به الأقلام؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"سبقت به المقادير، وجفّت به الأقلام"،
(1)
الرواية من المنتقى الصغير من فوائد أبي بكر بن الهيثم الأنباري -رواية أبي نعيم عنه-.
انظر: المعجم المفهرس (378). وهو في جزء من حديثه -رواية البرقاني عنه- (ق 214/ أ - مجموع 94).
(2)
السنة (رقم: 173).
(3)
أسنده أبو نعيم الحافظ في مسند أبي حنيفة (ص 169)، من عدة طرق عن أبي حنيفة.
قال: فعلى ماذا نعملُ يا رسول الله؟ قال:
"اعملْ يا سُراقة، فإنّ كلًّا مُيَسَّرٌ لما خُلق له"، قال سُراقة: الآن نجتهدُ
(1)
.
تابعه عن أبي الزبير:
زيدُ بنُ أبي أنيسة
(2)
.
وعَمْرو بنُ الحارث بعضَه، رواه مسلم من حديثه
(3)
.
وزُهَيْر، رواه مسلم من حديثه
(4)
.
ورَوْح بنُ القاسم، ومن حديثه رواه ابن حبّان
(5)
.
2349 -
عن مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن عِمْران بن حُصَيْن قال: قيل للنبيّ صلى الله عليه وسلم: هل يُعلم أو يُعرف أهلُ النار من أهل الجنّة؟ قال:
"نعم"، فقالوا: ولِمَ يعملُ العاملون؟ قال: "كلٌّ لِما خُلق له -أو يُسِّر له-".
رواه البخاري
(6)
ومسلم
(7)
.
أخبرناه جدّي وزينب ابنةُ الكمال وحبيبة ابنةُ عبد الرحمن، قالوا: أنبأنا
(1)
الرواية من أمالي أبي القاسم الحرفي (رقم: 36).
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 121/ رقم 6567).
(3)
صحيح مسلم (رقم: 2648)(4/ 2041 - فؤاد)، تابعه بلفظ:"كل عامل ميسر لعمله".
(4)
صحيح مسلم (رقم: 2648)(4/ 2040 - فؤاد).
(5)
صحيح ابن حبان (2/ 49/ رقم: 337).
(6)
صحيح البخاري (رقم: 6596)، رواه عن آدم عن شعبة عن يزيد الرشك عن مطرّف.
(7)
صحيح مسلم (رقم: 2649)، رواه لحماد بن زيد عن يزيد الرشك.
محمد بن مُضَر بن أبي الفرج، أبنا ابن شاتيل، أبنا ابن خُشَيْش، أبنا ابن شاذان، أنا النجّاد، ثنا الحسن بن مُكْرِم، ثنا شبّابةُ بن سوّار، ثنا شُعْبَة، عن يزيد الرِّشْك، عن مُطرِّف بهذا
(1)
.
2350 -
قال النجّاد: ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان بن يزيد، ثنا يزيد الرِّشْك، عن مطرِّف، عن عِمْران بن حُصَيْن: أنّ رجلًا قال: يا نبيَّ الله! أَعُلِمَ أهلُ الجنّة؟ ثم ذكر نحوه
(2)
.
2351 -
وروى مؤمِّل بن إسماعيل، عن سفيان بن عيينة، عن عَمْرو بن دينار، عن طَلْق بن حبيب، عن بشير بن كعب العدوي، عن عِمْران بن حُصَيْن قال: قام شابّان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: يا رسول الله! أرأيتَ ما يعمل الناسُ فيه، أفي أمرٍ قد جرت به المقادير وجفّت به الأقلام، أم في أمرٍ نستأنفُه؟ قال:
"بل في أمرٍ قد جرت به المقادير وجفّت به الأقلام"، قالا: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال: "اعملوا؛ فكلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلق له"، قالا: الآن نجدُّ ونعملُ.
قال أبو بكر الخطيب في الثاني من الموضِح
(3)
: "تفرّد برواية هذا الحديث مؤمَّلُ بنُ إسماعيل عن سفيان بن عيينة هكذا موصولًا، ورواه غيرُ واحدٍ عن سفيان مرسلًا لم يذكر في إسناده عِمْرانَ بنَ حُصَيْن".
(1)
أسنده المؤلف من طريق فوائد النجاد.
(2)
أخرجه الطبرانىِ في الكبير (18/ 129/ 266)، عن علي بن عبد العزيز عن مسلم بن إبراهيم.
(3)
موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 131). وقد أسنده إلى مؤمل بن إسماعيل.
2352 -
(1)
وقال سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال:{إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30] قال: "علم من إبليس المعصيةَ وخَلَقَه لها".
أخبرنا عبد الله بن الحسن، أنا محمد بن إسماعيل، أبنا عليّ بن حمزة، أبنا هبة الله بن محمد، أبنا أبو طالب بن غَيْلان، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود، ثنا سفيان الثوري، بهذا
(2)
.
وكذا رواه الإمام أحمد
(3)
، عن مؤمّل وأبي أحمد، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
ورواه الإمام أحمد أيضًا، عن وكيع، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد.
ورواه أيضًا، عن عبد الرزّاق ومحمد بن بشر، عن سفيان، عن عليّ بن بذيمة، عن مجاهد
(4)
.
قال أحمد: "وقال عبد العزيز: ثنا سفيان، ثنا ابن أبي نجيح أو غيره، عن مجاهد".
قلتُ: وكذلك رواه سعيد بن منصور
(5)
، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح أو غيره، عن مجاهد.
(1)
سنكتب هنا الوريقات الثلاث السابقة.
(2)
الرواية من كتاب التفسير عن سفيان الثوري. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 367). وليس في المطبوع المجموع من تفسير الثوري.
(3)
ليس في المسند، فلعله في التفسير.
(4)
أخرجه من هذه الطريق البيهقي في القضاء والقدر (رقم: 502).
(5)
السنن (2/ 548/ رقم 184).
2353 -
وبهذا الإسناد إلى سفيان
(1)
، قال: عن سلّام بن أبي حفصة، عن رجل، عن ابن عبّاس:"إنّ الله أخرج آدمَ من الجنّة قبل أن يخلقه"، ثم قرأ:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]
(2)
.
2354 -
عن أبي سعيد الزرقي -واسمه: سعيد بن عمارة-، أنّ رجلًا من أشجع سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال:
"ما يُقدَّر في الرحم يكن".
رواه البغوي في معجمه
(3)
.
روي معناه من حديث أبي سعيد الخدري، من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عنه، رواه س
(4)
ق
(5)
.
وهو في الجزء العشرين من حديث ابن رُزَيْق -تخريج خلف-
(6)
.
وروي من حديث ابن مُحَيْريز عن أبي سعيد، وسيأتي.
2355 -
أخبرنا جدّي ومحمد بن عليّ بن البخاري وغيرهما، قالوا: أبنا محمد بن نصر بن الحصري. وزينب ابنةُ الكمال، قالت: أنبأنا محمد بن عبد الكريم؛ قالا: أبنا عُبَيْد الله بن شاتيل، أبنا الحسين بن بِشْران، أبنا الحسن بن شاذان، أبنا حمزة بن محمد بن العبّاس، ثنا ابنُ البراء -هو: محمد بن أحمد بن البراء-، ثنا الحسن بن عثمان، ثنا سهل
(1)
تفسير سفيان الثوري (ص 43).
(2)
هو في تفسير عبد الرزاق (1/ 265/ رقم: 35) عن الثوري.
(3)
معجم الصحابة (3/ 53/ رقم: 958)، رواه من طريق أبي داود الطيالسي، وهو في مسنده (2/ 572/ رقم: 1340).
(4)
سنن النسائي (رقم: 3328).
(5)
سنن ابن ماجه (رقم: 1926).
(6)
انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1201).
-يعني: ابن أسلم العدوي-، ثنا يزيد بن أبي منصور، عن أبي اللحية -كذا قال، ولم يقل: ذي اللحية- الهلالي، قال: قيل: يا رسول الله! فيم نعمل؟ أفي شيء مُستَأنَف، أو في عمل مفروغ منه؟ قال:
"في عمل مفروغ منه"، قال: ففيم نعمل؟ قال: "اعملوا، فكلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلق له"
(1)
.
رواه الطبراني
(2)
، لشبّاب العصفري عن سهل، و
(3)
لعبد العزيز بن مسلم عن يزيد بن أبي منصور.
2356 -
أخبرنا القاسم بن محمد، أنا عبد الرحيم بن عبد الملك وغير واحد. وزينب ابنة عبد الرحمن بن أبي عُمَر، قالت: أبنا أبي وعبد الرحيم؛ قالوا: أنا الكندي، أنا الحسين بن عليّ، أنا ابن النقُّور، أنا ابن الجرّاح، أبنا البغوي، ثنا عُمَر بن زرارة، ثنا عيسى بن يونس، عن موسى -هو: ابن عُبَيْدَة-، قال: أخبرني القرظي -هو: محمد بن كعب-: في قوله تعالى: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} [الأعراف: 29، 30] قال: "ابتدأ خلقَ إبليس على الكفر، فعمل بعمل الملائكة، فردّه الله إلى ما ابتدأ عليه خلقَه، وكما فعل بالسحرة ابتدأ خلقَهم بالهدى والسعادة، فعملوا بعمل الضلالة، فردّهم الله إلى ما ابتدأ عليه خَلْقَهم"
(4)
.
2357 -
أخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابن الدَّرَجي، أنبأنا الصيدلاني،
(1)
الرواية من حديث حمزة الدهقان، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1175).
(2)
المعجم الكبير (4/ 237/ رقم: 4235).
(3)
المعجم الكبير (4/ 237/ رقم: 4236).
(4)
الرواية من نسخة عمر بن زرارة (ق 65/ ب- مجموع 38).
أنا الصيرفي، أنا الأَعْرَج، أنا ابن فُورَك، أبنا ابن أبي عاصم، ثنا إبراهيم بن الحجّاج، ثنا مُراجِمُ بن العوّام، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا هُرَيْرَة جَفَّ القلمُ بما أنت لاقٍ"
(1)
.
2358 -
وبهذا الإسناد إلى ابن أبي عاصم، قال
(2)
: حدّثنا الحسن بن عليّ، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبا هُرَيْرَة جَفَّ القلمُ بما أنت لاقٍ".
هو في الأقران لأبي الشيخ
(3)
.
رواه البخاري تعليقًا فقال
(4)
: "وقال أصبغ: ثنا ابن وهب".
وهو عندنا في كتاب القدر لابن وهب بتمامه
(5)
، وفي القدر للفريابي
(6)
.
2359 -
وبه، قال ابن أبي عاصم
(7)
: حدّثنا إبراهيم بن حجّاج، ثنا مُراجِم بن العوّام، ثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هُرَيْرَة قال: قلنا: يا رسول الله! والخيل تنزع بنا في آثار القوم، كان مسيرُنا هذا في الكتاب السابق؟ قال:
(1)
الرواية من السنة لابن أبي عاصم (رقم: 109)، وفيه:(مزاحم بن العوام)، وهو خطأ، وهو على الصواب في طبعة الجوابرة (رقم: 113).
(2)
السنة (رقم: 110).
(3)
ذكر الأقران (رقم: 456)، رواه ليونس بن يزيد الأيلي عن الزهري.
(4)
الصحيح (رقم: 5076).
(5)
القدر لابن وهب (رقم: 16 - الحفيان).
(6)
القدر للفريابي (رقم: 418).
(7)
السنة (رقم: 118)، (رقم: 122 - الجوابرة).
"نعم".
هو في ثاني أبي بكر بن نجيح
(1)
.
2360 -
وبه، قال ابن أبي عاصم
(2)
: حدّثنا المقدَّمي، ثنا حُصَيْن بن نُمَيْر، ثنا حُصَيْن بن عبد الرحمن، عن هلال بن يَساف، عن ابن نَوْفَل، عن عائشة قالت: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إنّي أعوذ بك من شرّ ما عملتُ، ومن شرّ ما لم أعمل بعد".
ابنُ نَوْفَل هو: فَرْوَة بنُ نَوْفَل.
روى مسلم هذا الحديث، عن عبد الله بن هاشم، عن وكيع، عن الأوزاعي، عن عَبْدَة، عن هلال
(3)
.
قال الدارَقُطْني
(4)
: "لم يُسندْه عن وكيع، وخالفه ابنُ أبي العشرين والوليدان ابنُ مسلم وابنُ مزيد وأبو المغيرة وغيرُهم، لم يذكروا فيه فَرْوَة، وقالوا: عن هلال: سُئلتْ عائشة، حدّثناه جماعةٌ عن مسلم عن وكيع، وحدّثنا ابن مالك، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن وكيع مثله".
2361 -
وبه، قال ابن أبي عاصم
(5)
: حدّثنا عبد الوهّاب بن الضحّاك، ثنا ابن عيّاش، عن يحيى بن سعيد، قال: سمعتُ سالمَ بنَ عبد الله يحدّثُ عن ابن عُمَر قال:
(1)
الجزء الثاني من حديث أبي بكر محمد بن العباس بن نجيح البزاز (ق 232/ ب- مجموع 67)، رواه لمحمد بن عبّاد العنبري عن مراجم بن العوّام. وأخرجه البزار (14/ 206/ رقم: 7762).
(2)
السنة (370).
(3)
صحيح مسلم (رقم: 2716).
(4)
الإلزامات والتتبع (ص 561).
(5)
السنة (رقم: 371).
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بواقيةٍ كواقيةِ الوليد".
لا يحدّث به عن يحيى غيرُ ابن عيّاش، قاله ابن عديّ
(1)
.
رواه ابن أبي عاصم أيضًا في كتاب الدعاء، وأبو عروبة الحرّاني في الأمثال، عن عبد الوهّاب.
2362 -
أخبرتني زينب ابنة الكمال، قالت: أنبأنا يوسف بن خليل، أبنا مسعود ابن أبي منصور، أبنا حمزة بن العبّاس، أبنا أبو أحمد المكفوف، أبنا أبو محمد ابن حيّان، ثنا الحسن بن عليّ الطوسي، ثنا محمد بن عبد الكريم المروزي، ثنا الهيثم بن عديّ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللهم واقيةً كواقيةِ الوليد".
رواه أبو يعلى الموصلي
(2)
، عن أبي يوسف يعقوب بن إسحاق الجيزي، عن مؤمّل، عن سفيان، عن شيخٍ من أهل المدينة، عن سالم؛ وقال: "يعني: المولود
(3)
".
2363 -
قرأتُ بخطّ عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي الفقيه المحدّث
(4)
: (قوله: "واقيةً كواقية الوليد"، يريد: المولود؛ لأنّ الله يقيه لعجزه وضعفه).
2364 -
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن أبي محمد، أبنا عليّ بن أحمد بن
(1)
الكامل (1/ 486)، ورواه عن الحسين بن معشر عن عبد الوهاب بن الضحاك.
(2)
المسند (9/ 396/ رقم: 5527).
(3)
تتمته في المسند: وكذا فُسِّر لنا.
(4)
توفي أول سنة 564 هـ. تاريخ الإسلام (12/ 290 - بشار)، السير (15/ 213 - 214).
عبد الواحد، أنبأنا محمد بن أحمد بن نصر، أبنا أبو بكر الصحّاف، أنا عبد الملك بن الحسين العطّار المقرئ، ثنا أبو الحسن الدارَقُطْني، أبنا أبو الحسن الدقّاق عبد الملك بن أحمد بن نصر، ثنا يونس بن عبد الأعلى، أبنا ابن وهب، ثنا عبد الرحمن بن سلمان، عن عقيل بن خالد، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فسمع ناسًا من أصحابه يذكرون القدر، فقال:
"إنّكم قد أخذتم في شعبتين بعيدتَيْ الغَوْر، فيها هلك أهلُ الكتاب من قبلكم، وقد أخرج كتابًا فقال وهو يقرؤه: هذا كتاب من الرحمن الرحيم، تسمية أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم، مجمل على آخرهم لا ينقص منهم، فريق في الجنّة وفريق في السعير، ثم أخرج كتابًا آخر فقرأه عليهم: هذا كتاب من الرحمن الرحيم في تسمية أهل الجنّة بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم، مجمل على آخرهم لا ينقص منهم، فريق في الجنّة وفريق في السعير".
تفرّد به عبد الرحمن بن سلمان، عن عقيل بن خالد، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، وتفرّد به ابن وهب عنه
(1)
.
رواه ابن خُزَيْمَة، عن أحمد بن عبد الرحمن، عن عمّه، عن عبد الرحمن بن سلمان الحجري.
ورواه أيضًا عن يونس بن عبد الأعلى
(2)
.
2365 -
عن خالد الحذّاء قال: قال الحسن: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162)
(1)
الرواية من الأفراد للدارقطني، ذكره ابن القيسراني في أطراف الغرائب (3/ 249/ رقم: 2562)، مع كلام الدارقطني بعده.
(2)
وأخرجه ابن بطة في الإبانة (الكتاب الثاني: 1/ 240 - 241/ رقم: 1277) و (2/ 307 - 308/ رقم: 1328)، لأحمد بن سعيد الهمداني ويونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب.
إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163)} [الصافات]، قال:"بمُصْلين، إلّا من كان في علم الله أنّه يصلى الجحيم".
رواه أبو إسماعيل الأنصاري.
ورواه ابن أبي حاتم بمعناه
(1)
.
وروي معناه عن الضحّاك عن ابن عبّاس، رواه ابن أبي حاتم
(2)
.
2366 -
قال أبو بكر أحمد بن عَمْرو بن عبد الخالق البزّار
(3)
: حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا الحكم بن نافع، ثنا العطّاف بن خالد، عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبيه، عن جدّه أنّه سمع أبا بكر الصدِّيق يقول: قلتُ: يا رسول الله! أنعملُ في أمر قد فُرغ منه، أم في أمرٍ مؤتنف؟ قال:
"لا، بل في أمرٍ قد فُرغ منه"، قلتُ: ففيم العمل؟ قال: "اعملوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلق له".
قال البزّار: "وهذا الكلامُ لا نعلمُه يُروى عن أبي بكر إلّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، والعطّاف بن خالد قد حدّث عنه جماعةٌ، وهو صالح الحديث، وإن كان قد حدّث بأحاديث عن نافع لن يُتابَعْ عليها".
رواه الإمام أحمد
(4)
، عن عليّ بن عيّاش عن العطّاف
(5)
.
(1)
تفسير ابن أبي حاتم -المجموع- (10/ 3232/ رقم: 18307).
(2)
التفسير (10/ 3232/ رقم: 18308)، ولفظه:"لا تضلون أنتم ولا أضل منكم إلا من قضيت عليه أنه صال الجحيم".
(3)
مسند البزار (1/ 83/ رقم: 28).
(4)
المسند (1/ 199 - 200/ رقم: 19).
(5)
ذكره الهيثمي فىِ المجمع (7/ 194) وقال: "وعطّاف وثّقه ابن معين وجماعة، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات، إلا أن في رجال أحمد رجلا مبهما لم يسم".
2367 -
وقال البزّار
(1)
: حدّثنا محمد بن المثنّى، ثنا أبو عامر، عن سليمان بن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عُمَر، عن عُمَر قال: لمّا نزلت {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 105] قالوا: يا رسول الله! أرأيتَ ما نعملُ، أشيءٌ قد فُرغ منه، أم شيءٌ نستأنفُه؟ قال:
"بل شيءٌ قد فُرغ منه"، قال: ففيم العمل؟ قال: "كلٌّ مُيَسَّرٌّ لِما خُلق له".
رواه الترمذي
(2)
عن بُندار، وابن أبي عاصم
(3)
عن محمد بن المثنّى، عن أبي عامر العقدي، وقال الترمذي:"حديث حسن غريب، لا نعرفه إلّا من حديث عبد الملك بن عَمْرو".
2368 -
وقال البزّار
(4)
: حدّثنا الحسن بن الصبّاح، ثنا معن بن عيسى، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي عِمْران الفلسطيني، عن مجاهد، عن ابن عُمَر، أنّ عُمَر قال: يا رسول الله! أرأيتَ أعمالنا التي نعملُ: أمرٌ قد قُضي، أم على أمرٍ مُستأنَف؟ قال:
"لا، بل على أمرٍ قد قُضي"، قال: فعلى ما العمل؟ قال: "كلُّ امرئٍ مُيَسَّرٌ لِما خُلق له".
قال: "ولا نعلم أسندَ أبو عمران الفلسطيني عن مجاهد عن ابن عُمَر غيرَ هذ! الحديث، ولا نعلم حدّث به إلّا معاويةُ بنُ صالح".
(1)
مسند البزار (1/ 271/ رقم: 168).
(2)
الجامع (رقم. 3111).
(3)
السنة (رقم: 170).
(4)
لم أجده في مسند البزار المطبوع، ولا في الزوائد.
ورواه خُشَيْش بنُ أَصْرَم، وابن أبي عاصم
(1)
، وأبو يعلى الموصلي
(2)
، والترمذي
(3)
-وصحّحه-، من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه عن عُمَر.
وهو في رابع حديث أبي لبيد.
ورواه ابن أبي عاصم
(4)
، من حديث سعيد بن المسيّب عن أبي هُرَيْرَة: أنّ عُمَر بن الخطّاب قال: يا رسول الله.
2369 -
وقال أبو بكر البزّار
(5)
: حدّثنا زياد بن يحيى أبو الخطّاب، ثنا عبد الله بن ميمون المكّي، ثنا عبيد الله بن عُمَر، عن نافع، عن ابن عمر قال: خرج علينا رسول الله قابضًا على شيءٍ في يده، ففتح يدَه اليمنى فقال:
"بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الرحمن الرحيم، فيه أهلُ الجنّة بأعدادهم وأسمائهم وأحسابهم، مُجملٌ عليهم إلى يوم القيامة، لا ينقص منهم أحد، ولا يزداد فيهم أحد، وقد يُسلكُ بالسعيد طريقَ الشقاء حتى يُقال: هو منهم، ما أشبهه بهم، ثم يُزال إلى سعادته قبل موته ولو بفُواق ناقة"، وفتح يدَه اليسرى فقال:
"بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الرحمن الرحيم، فيه أهل النار بأعدادهم وأسمائهم وأحسابهم، مُجملٌ عليهم إلى يوم القيامة، لا ينقص منهم أحد، ولا يُزاد فيهم أحد، وقد يُسلكُ بالأشقياء طريقَ أهل السعادة حتى يُقال: هو منهم، ما أشبهه بهم، ثم يُدرك أحدُهم شقاوةً قبل موته ولو بفُواق ناقة"،
(1)
السنة (رقم: 166)، علّقه فقال: رواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سالم، به.
(2)
لم أجده في المسند، ولا في الزوائد.
(3)
الجامع (رقم: 2135).
(4)
السنة (رقم: 165).
(5)
مسند البزار (12/ 168/ رقم: 5793).
ثم قال رسول الله:
"العملُ بخواتمه"، ثلاثًا.
قال: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن عبيد الله إلا عبد الله بن ميمون المكّي، وهو صالح".
2370 -
عن أبي العلاء بن الشِّخِّير، عن رجل من بني حنظلة قال: صحبتُ شدّادَ بنَ أوس في سفرٍ، فقال: ألا أعلِّمُك ما كان رسولُ الله يعلِّمُنا أن نقول:
"اللهم إنّي أسألُك الثباتَ في الأمر، وأسألُك عزيمةَ الرشد، وأسألُك شكرَ نعمتك، وحسنَ عبادتك، وأسألُك لسانًا صادقًا، وقلبًا سليمًا، وأعوذ بك من شرِّ ما تعلم، وأسألُك من خير ما تعلم، وأستغفرُك ممّا تعلم، إنّك أنت علّام الغيوب"، قال: وقال رسول الله:
"ما من مسلم يأخذ مضجعَه يقرأ سورةً من كتاب الله، إلّا وكّل الله به ملكًا فلا يقربُه شيءٌ يؤذيه حتى يهبَّ متى هبَّ".
رواه الترمذي
(1)
.
2371 -
عن ابن سيرين، عن أبي هُرَيْرَة: قال رسول الله: "سبق العلمُ، وجفَّ القلمُ، ومضى القضاءُ، وتمَّ القدرُ".
في الأول من فوائد أبي يعلى الصابوني
(2)
.
(1)
الجامع (رقم: 3407).
(2)
هو: إسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد، النيسابوري، أخو شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني، توفي سنة 455 هـ، قال الذهبي:"وخُرِّجت له عشرة أجزاء سمعناها". اليسر (18/ 75 - 76).
2372 -
(1)
عن ابن عبّاس قال: كنتُ ردفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"يا غلام ألا أعلّمُك كلماتٍ ينفعُك الله بهنّ؟ "، قلتُ: بلى، قال:"احفظ اللهَ يحفظْكَ، احفظ اللهَ تجدْه أمامَك، تعرَّفْ إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدّة، إذا سألتَ فسل اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعنْ بالله، جفَّ القلمُ بما هو كائن، فلو أنّ الخلائق كلَّهم جميعًا أرادوا أن ينفعوك بشيءٍ لم يقضِه اللهُ لك لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضرّوك بشيءٍ لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، فاعملْ لله بالشكر وباليقين، واعلمْ أنّ في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، وأنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرجَ مع الكرب، وأنّ مع العسر يسرًا".
أخبرنا أحمد بن عليّ بن مسعود وغير واحد، قالوا: أنبأنا عبد الرحمن بن مكّي، أبنا السِّلَفي، أبنا الثقفي، أبنا ابن بِشْران، أنا أحمد بن سلمان، ثنا محمد بن مَسْلَمَة الواسطي، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا عبد الله بن لهيعة ونافع بن يزيد، عن قيس بن الحجّاج الزوفي
(2)
، عن حَنَش، عن ابن عبّاس بهذا الحديث
(3)
.
قال محمد بن مَسْلَمَة
(4)
: وثنا المقرئ، ثنا كَهْمَس بن الحسن وهمّام بن يحيى، أسنده إلى ابن عبّاس؛ وعبد الله بنُ لهيعة ونافع بنُ يزيد المصريان،
(1)
عدنا إلى تتمة الورقة (325).
(2)
هكذا بخط المصنف، وفي بعض مصادر التخريج: الزُّرْقي، ولم يذكر في كليهما في كتب الأنساب والمختلف.
(3)
الرواية من فوائد أبي الحسين بن بشران (1/ 228 - 229/ رقم: 691 - ضمن مجموع باسم: الفوائد لابن منده).
(4)
الفوائد (1/ 229/ رقم: 692).
عن قيس بن الحجاج الزوفي، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس؛ قال أبو عبد الرحمن
(1)
: لا أعرفُ حديثَ بعضهم من بعض، قال ابن عبّاس: كنتُ ردِفَ النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وروي بعضُه عن عبد القدّوس بن حبيب عن رجل وعكرمة عن ابن عبّاس، وهو في الثاني من غرائب شاذان
(2)
.
وروي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عبّاس، وهو في خامس عشري البِشْرانيّات
(3)
، والأول من فوائد أبي عليّ بن خُزَيْمَة
(4)
.
وروي من حديث ابن أبي مُلَيْكة عن ابن عبّاس، وهو في الأول من فوائد أبي عليّ بن خُزَيْمَة
(5)
.
ومن حديث عُمَر مولى غُفْرَة عن ابن عبّاس، كذلك
(6)
.
2373 -
(7)
قال بقيّ بن مَخْلَد: حدّثنا إبراهيم بن عَرْعَرَة السامي، ثنا يحيى بن ميمون القرشي، ثنا عليّ بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عبّاس:
"يا غلام -أو: يا غُلَيْم-، يا غلام
(8)
احفظْ عنّي كلماتٍ لعلّ الله
(1)
عبد الله بن يزيد المقرئ.
(2)
شاذان: إسحاق بن إبراهيم بن الصلت. المعجم المفهرس (1284).
(3)
أمالي أبي القاسم بن بشران (2/ 197/ رقم: 1332).
(4)
وأخرجه الفريابي في القدر (رقم: 158)، والطبراني في المعجم الكبير (11/ 178/ رقم: 11416)، والأوسط (رقم: 5417).
(5)
وأخرجه الفريابي في القدر (رقم: 154)، والطبراني في المعجم الكبير (11/ 123/ رقم: 11243)، والحاكم في المستدرك (3/ 542).
(6)
وأخرجه الفريابي في القدر (رقم: 155)، والطبراني في الكبير (11/ 223/ رقم: 11560).
(7)
كتب المصنف آخر النص السابق: (الوريقة)، وهي هذه المقابلة.
(8)
كذا بالأصل.
يحفظُك بهنّ، احفظ اللهَ يحفظْك، احفظ اللهَ يكن أمامك، احفظ اللهَ في الرخاء يحفظْك عند الشدّة، إذا سألتَ فاسأل اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعنْ بالله، جفَّ القلمُ بما هو كائن إلى يوم القيامة، فلو اجتمعت الخلائقُ أن يُعطوك شيئًا لم يُقدِّرْه الله لك ما استطاعوا، أو يمنعوك شيئًا قدّرَه الله لك ما استطاعوا، فاعملْ باليقين مع الرضا، واعلمْ أنّ مع اليُسر يُسرًا، وأنّ مع العُسر يُسرًا".
أخبرنا أبو فرج ابن تيميّة، أنا ابنُ الصيرفي، أنا ابنُ الموصلي، أبنا ابن خَيْرُون، أنبأنا الجوهري، أبنا محمد بن النصر، أبنا أبو يعلى الموصلي. وأخبرتنا زينب، أنبأنا ابن خليل، أبنا مسعود، أنا الحدّاد، ثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الخراساني، ثنا أبو محمد بن حيّان أبو الشيخ، ثنا أبو يعلى؛ ثنا إبراهيم بن عَزْرَة السامي -بصريّ-، ثنا يحيى بن ميمون، بهذا الحديث
(1)
.
رواه ابن خُزَيْمَة، عن بشر بن معاذ عن يحيى بن أبي عطاء أبي أيّوب التمّار، وقال:"أنا أبرأُ من عهدة هذا الإسناد؛ فإنّه إسنادٌ منكر".
وروي من حديث عبد الله بن جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه ابن أبي عاصم
(2)
.
ومن حديث عليّ بن أبي طالب، وهو في الحادي عشر من البِشْرانيّات
(3)
، والأول من فوائد أبي عليّ بن خُزَيْمَة
(4)
.
ورواه يحيى بن صاعد، عن محمد بن الوليد أبي جعفر عن يحيى بن
(1)
الرواية من معجم أبي يعلى الموصلي (رقم: 96).
(2)
السنة (رقم: 315).
(3)
أمالي ابن بشران (1/ 310/ رقم: 715).
(4)
وعنه ابن بشران في أماليه.
ميمون بن عطاء أبي أيّوب التمّار
(1)
.
2374 -
قال أبو بكر البزّار
(2)
: حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، ثنا سعيد بن كثير بن عُفَيْر، ثنا عبد الله بن وَهْب، عن يونس بن يزيد، عن ابن أبي عبلة، عن عديّ بن عديّ قال: سمعتُ العَرْسَ -وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول: سمعتُ رسولَ الله يقول:
"إنّ العبدَ ليعملُ البرهةَ بعمل أهل النار، ثم تُعرضُ الجادّةُ من جواد الجنّة فيعمل بها حتى يموتَ عليها، وذلك لِما كُتِب، وإنّ الرجلَ ليعملُ بعمل أهل الجنّة البرهةَ من دهره، ثم تُعرض الجادّةُ من جواد أهل النار فيعمل بها حتى يموتَ عليها، وذلك لِما كُتِب عليه"
(3)
.
وهذا الحديث في أول (باب العين) من المعجم الصغير للطبراني
(4)
.
2375 -
قال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدّثنا أبو الوليد الطيالسي، عن ليث بن سعد، قال: حدّثني أبو قبيل المعافري، عن شُفَيّ الأَصْبَحي، عن عبد الله بن عَمْرو قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال:
"أتدرون ما هذان الكتابان؟ "، قال: قلنا: لا، إلّا أن تحدّثنا يا رسول الله، فقال:
"الأيمنُ منهما: هذا كتاب من ربّ العالمين بأسماء أهل الجنّة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يُزاد فيهم ولا يُنقص منهم أبدًا"،
(1)
أخرجه ابن بطة في الإبانة (القدر 2/ 90 - 91/ رقم: 1503)، والآجري في الشريعة (2/ 832/ رقم: 414)، كلاهما عن ابن صاعد.
(2)
كشف الأستار (3/ 27/ رقم: 2159).
(3)
قال البزار: "لا نعلم له طريقا عن العرس غيرَ هذا".
(4)
المعجم الصغير (رقم: 512).
ثم قال لِلَّذي في يساره:
"هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يُزاد فيهم ولا يُنقص منهم أبدًا"، قال: فقال أصحابُ رسول الله: فلأيّ شيءٍ نعملُ إن كان أمرًا قد فُرغ منه؟ فقال.
"اعملوا، فإنّ صاحب الجنّة يُختَمُ له بعمل الجنّة وإنْ عمل أيَّ عمل، وإنّ صاحب النار يُختَمُ له بعمل النار وإنْ عمل أيَّ عمل"، قال: ثمّ قبض رسولُ الله يدَه اليمنى ثم قال:
"فرغ ربُّكم من العباد، فريقٌ في الجنّة -ونبذ بيده اليمنى- وفريقٌ في السعير -ونبذ بيده اليسرى-".
رواه ابن خُزَيْمَة، لأبي صالح عن الليث
(1)
.
ورواه بمعناه إسحاق بن راهويه
(2)
، عن سُوَيْد بن عبد العزيز عن قرّة بن عبد الرحمن بن حيويل المصري عن أبي قبيل.
وهو في جزء ابن نظيف
(3)
، لِبكر بن مُضَر عن أبي قبيل.
وهو حسن صحيح غريب، قاله الترمذي
(4)
.
وروي من حديث أبي الزاهريّة عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص، رواه ابن خُزَيْمة
(5)
.
(1)
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (13/ 14/ رقم: 17).
(2)
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم فى حلية الأولياء (5/ 168 - 169).
(3)
الجزء من فوائد الشيخ أبي عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء (ق 102/ ب- مجموع 120).
(4)
الجامع (رقم: 2141).
(5)
وأخرجه البيهقي في القضاء والقدر (رقم: 58).
وهو في الجزء الثالث والسبعين من التخريج لعبد الغنيّ بن عبد الواحد.
2376 -
قال خُشَيْش: ثنا أبو صالح، قال: حدّثني معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد: أنّ موسى صلّى الله عليه لمّا أتى ربَّه لموعده -وكان قد وعد قومَه أربعين يومًا- قال: يا موسى إنّ قومَك قد افتُتنوا بعدك، قال: يا ربّ وكيف يُفتَتنون وقد أنجيتَهم من فرعون ونجّيتَهم من البحر وأنعمتَ عليهم؟! قال: يا موسى إنّهم اتّخذوا بعدك عجلا جسدًا له خُوارٌ، قال: يا ربّ فمن جعل فيه الروحَ؟ قال: أنا، قال: فأنتَ أضللتَهم يا ربّ؟ قال: يا موسى يا رأس النبيّين يا أبا الحكماء، إنّي رأيتُ ذلك في قلوبهم فيسّرتُه لهم
(1)
.
2377 -
وقال: حدّثنا أبو صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن أبي المثنّى الأملوكي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ عُزَيْرًا قال: يا ربّ أرأيتَ جنّتَك هذه، هل عليها حائطٌ لا يرومه ملَكٌ ولا جانٌّ ولا شيطانٌ ولا طيرٌ؟ قال: نعم، قال: يا ربّ عبدك إذا أسكنتَه جنّتَك، فأتاه الشيطانُ فوسوسَ إليه، هل بعلمك كان ذلك؟ قال: نعم، قال: أيْ ربّ أرأيتَ خطيئتَه التي عملَ، أقدّرتَها عليه؟ قال نعم، قال: أيْ ربِّ! فأين الخروج من قدرك؟ قال الله: يا عُزَيْر، لولا أني أذِنتُ لك بالكلام لم تُكلِّمْني، فمحا الله اسمَه من أسماء الأنبياء، إنّ الله لا يُسألُ عمّا يفعل وهم يُسألون".
2378 -
حدّثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن أبي هارون العبْدي، عن أبي سعيد الخدري قال: سألتُ -أو سُئل- رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراي
(2)
المشركين، فقال:
(1)
أخرحه أبو نعيم فى الحلية (6/ 117)، لمحمد بن سهل عن أبى صالح.
(2)
هكذا بخط المصنف.
"الله أعلمُ بما كانوا عاملين"
(1)
.
تابعه أبو الزناد عن الأَعْرَج عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه مالك عن أبي الزناد
(2)
.
وعطاء بن يزيد الليثي وطاووس عن أبي هُرَيْرَة، وهو في سنن الشافعي
(3)
.
ومحمد بن عَمْرو عن أبي سلمة عن أبي هُرَيْرَة
(4)
.
وروي من حديث سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، في مشيخة أبي سَعْد السِّبْط
(5)
.
2379 -
وقال خُشَيْش: حدّثنا يزيد بن هارون وبِشْر بن عُمَر، عن أبي عقيل يحيى ابن المتوكِّل، قال: ثتنا بُهَيَّة -مولاةٌ لأبي بكر-، أنّها سمعتْ عائشة تقول: سألتُ رسول الله عن ولدان المسلمين: أين هم يوم القيامة؟ قال:
"في الجنّة يا عائشة"، وسألتُه عن ولدان المشركين، قال:
(1)
هو في المنتخب من مسند عبد (رقم: 950)، لأبي أحمد الزبيري عن سفيان.
(2)
الموطأ (1/ 241/ رقم: 52). وهو في صحيح مسلم (رقم: 2659).
(3)
هو من طريق عطاء بن يزيد في مسند الطيالسي (4/ 136/ رقم: 2504)، ومسند أحمد (12/ 490/ رقم: 7520)؛ ومن طريق طاووس في المسند (14/ 233/ رقم: 8562)، وسنن النسائي (رقم: 1966).
(4)
أخرجه أحمد في المسند (16/ 103/ رقم: 10084)، وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 209)، والبزار (14/ 325/ رقم: 7989).
(5)
الفوائد المنتقاة العوالي عن الشيوخ الثقات (ق 147/ أ- المحمودية 2704). وعلّق عليه ابن المحب. وهو في صحيح مسلم (رقم: 2660).
"في النار يا عائشة"، فقلتُ له مُخبتةً: يا رسول الله! لم يُدركوا الأعمال، ولم تجر عليهم الأقلام، قال:
"ربُّكِ أعلمُ بما كانوا عاملين، والذي نفسي بيده لو شئتُ لأسمعتُك تضاغيَهم في النار"
(1)
.
2380 -
وقال خُشَيْش: حدّثنا الفريابى، عن سفيان، عن خالد، عن ابن سيرين، عن ابن عبّاس قال: كنتُ أقول: هم مع آبائهم، حتى سمعتُ:"الله أعلمُ بما كانوا عاملين".
ورواه البخاري
(2)
، من حديث سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن النبي صلى الله عليه وسلم
2381 -
وقال خُشَيْش: حدّثنا أبو صالح، حدّثني بكر بن مُضَر، عن عَمْرو بن الحارث، عن بكر بن عبد الله، أنّ عبد الله بن عبد الرحمن بن الحُباب حدّثه، أنّ امرأةً من قومه حدّثته أنّها قالت لرسول الله: أرأيتَ يا نبيَّ الله هذا النسل الصغار، يموتون صغارًا لم يعقلوا، ما تقول فيهم؟ قال رسول الله:"الله أعلمُ بما كانوا عاملين".
2382 -
قال ابن أبي عاصم
(3)
: أنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن
(1)
هو في مسند ابن الجعد (رقم: 2969)، ومسند الحارث (2/ 757/ رقم: 753 - بغية الباحث)، والقضاء والقدر للبيهقي (رقم: 617).
(2)
الصحيح (رقم: 1383).
(3)
السنة (رقم: 213).
فضيل، عن محمد، عن زاذان، عن عليّ قال: سألتْ خديجةُ رسولَ الله عن أولادها، فقال رسول الله:
"هم في النار"، فلمّا رأى ما في وجهها قال:
"لو رأيتِ مكانهم لأبغضتِهم"، قالت: قلت: فأولادي منك؟ قال: "في الجنّة، والمشركون وأولادُهم في النار"، ثم قرأ رسول الله:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ} [الطُّور: 21].
2383 -
وقال الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة: قال رسول الله:
"كلُّ مولود على هذه الملّة، فأبواه يُهوّدانه أو يُنصّرانه ويُشرّكانه"، فقيل: يا رسول الله، من هلك قبل ذلك؟ قال:"الله أعلمُ بما كانوا عاملين".
أخبرنا ابنُ المَجْدَلي -بعرفة-، أنا ابنُ البخاري، أبنا ابنُ طَبَرْزَد، أبنا الأنصاري، أنا الجوهري، أنا الزيّات، ثنا القاسم بن زكريا، ثنا حفص بن عَمْرو الرَّبالي، ثنا أبو ربيعة عبد العزيز بن ربيعة، ثنا الأَعْمَش بهذا
(1)
.
صحيح من حديث الأَعْمَش.
(1)
الرواية من حديث أبي حفص عمر بن محمد الزيات. انظر: المعجم المفهرس (1236).
وأخرجه الترمذي (رقم: 2138)، عن محمد بن يحيى القطعي البصري عن عبد العزيز بن ربيعة، وقال الترمذي:"حسن صحيح".
ورواه همّام عن أبي هُرَيْرَة
(1)
، والدراوردي عن العلاء عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة.
2384 -
قال يعقوب بن سفيان: حدّثنا كثير بن يزيد بن عازب أبو محمد -بقنسرين-، قال: سمعت عطاء بنَ مسلم، قال: أخبرني الأَعْمَش، عن مجاهد، عن سراقة بن مالك بن جعشم قال: سألتُ رسول الله فقلتُ: يا رسول الله أخبرني عن العمل: لأمرٍ قد فُرغ منه، أو لأمرٍ مؤتنف؟ قال:"لأمرٍ قد فُرغ منه، وكلُّ امرئ مُيَسَّرٌ لما خُلق له"
(2)
.
2385 -
وقال ابن أبي عاصم
(3)
: ثنا هُدْبَة بن خالد، ثنا حمّاد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن طاووس، عن سُراقة بن مالك قال: قلتُ: يا رسول الله نعملُ لأمرٍ قد فُرغ منه، أو نستأنفُ العملَ؟ قال:
"تعمل لشيءٍ قد فُرغ منه"، قلتُ: يا رسول الله! ففيم العملُ؟ قال: "كلٌّ مُيَسَّرٌ له عملُه"، فالآن نجدّ، الآن نجدّ، الآن نجدّ.
2386 -
(4)
أخبرنا جدّي، أنبأنا محمد بن نصر، أبنا عُبَيْد الله بن شاتيل، أبنا أبو سعد ابن خُشَيْش، أبنا أبو عليّ بن شاذان، أبنا النجّاد، ثنا عبد الملك بن محمد، ثنا عثمان بن عُمَر، أبنا عَزْرَة بن ثابت، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يَعْمر، عن أبي الأسود الديلي قال: قال لي عِمْران بن
(1)
في صحيح مسلم (رقم: 2358).
(2)
هو في المسند (22/ 161/ رقم: 14258).
(3)
السنة (رقم: 167).
(4)
هنا تتمة الصفحة (325/ ب).
حُصَيْن: أرأيتَ ما يكدحُ الناسُ اليومَ ويعملون له: أسبق عليهم ومضى؟ أم فيما أتاهم نبيُّهم وثبت عليهم به الحجّة؟ قلتُ: لا، بل ممّا سبق ومضى عليهم، فقال: أوَ يكون ذلك ظلمًا؟ ففزعتُ وقلتُ: إنّه ليس شيءٌ إلّا وهو خلْق الله، وإنّه لا يُسألُ عمّا يفعل وهم يُسألون، فقال لي عِمْران: أرشدك الله، إنّما أردتُ أن أجرِّبَ عقلَك، جاء رجلٌ من مُزَيْنَة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما يعملُ فيه ويكدحُ: سبق عليهم فيما مضى؟ أو فيما أتاهم به نبيُّهم وأُخِذَتْ عليهم به الحججُ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فيما سبق عليهم ومضى"، فقال الرجلُ: فيما نعملُ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان خَلَقَه الله أو كَتَبَه في إحدى المنزلتين، فسيعملُ لها، وتصديقُ ذلك في كتاب الله: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} [الشمس] "
(1)
.
رواه مسلم
(2)
، عن إسحاق بن راهويه عن عثمان بن عُمَر.
ورواه ابن أبي عاصم
(3)
، عن عقبة بن مُكْرَم عن أبي عاصم عن عَزْرَة بن ثابت.
وهو في الأول من فوائد أبي عليّ بن خُزَيْمَة.
(1)
الرواية من طريق أحمد بن سلمان النجاد، وهو في فوائده (ق 5/ أ - ب الظاهرية 1025)، من وجه آخر قال: حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا عثمان بن عمر وأبو عامر العقدي، قال حدثنا عزرة بن ثابت الأنصاري، عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي، فذكره بنحوه.
(2)
الصحيح (رقم: 2650).
(3)
السنة (رقم: 174).
2387 -
عن عبد الله بن فَيْروز الدَّيْلَمي، عن عبد الله بن عَمْرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، سمعه يقول:
"إنّ الله خلق خلقَه في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره يومئذٍ، فمن أصابه من نوره يومئذٍ اهتدى، ومن أخطأه ضلَّ، فلذلك أقول: جفَّ القلمُ على علم الله".
رواه الإمام أحمد، لربيعة بن يزيد عنه
(1)
، ولعروة بن رُوَيْم عنه
(2)
، ولفظُه:
"إنّ الله خلق خلقَه، ثم جعلهم في ظلمة، ثم أخذ من نوره ما شاء فألقاه عليهم، فأصاب النورُ من شاء أن يُصيبه وأخطأ من شاء، فمن أصابه النورُ يومئذٍ اهتدى، ومن أخطأه يومئذٍ ضلَّ، فلذلك قلتُ: جفَّ القلمُ بما هو كائنٌ".
ورواه ابن خُزَيْمَة، وهو في الثاني من ابن الشِّخّير
(3)
، وأبو حاتم بن حبان
(4)
.
ورواه جعفر الفريابي في كتاب القدر
(5)
، ليحيى بن عَمْرو السَّيْباني عن ابن الدَّيْلَمي، وقال:"جفَّ القلمُ بما عَلِم الله".
وفي رواية أخرى: "على عِلْم الله"، رواها ابن أبي عاصم
(6)
، وهي في
(1)
المسند (11/ 219 - 220/ رقم: 6644).
(2)
المسند (11/ 441/ رقم: 6854).
(3)
الفوائد المنتقاة الغرائب الحسان عن الشيوخ العوالي (ق 17/ ب - شستربيتي 3413)، أخرجه لربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن ابن الديلمي.
(4)
صحيح ابن حبان (14/ 43 - 45/ رقم: 6169، 6170).
(5)
القدر (رقم: 66).
(6)
السنة (رقم: 241، 242)، للسيباني.
مشيخة ابن الآبنوسي
(1)
.
ورواه ابن أبي عاصم أيضًا
(2)
، لمحمد بن يزيد البصري عن ابن الدَّيْلَمي.
2388 -
عن رِبْعِيّ بن حراش، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المعروفُ كلُّه صدقة، وإنّ الله صانعٌ كلَّ صانعٍ وصنعتَه".
قال اللالكائي
(3)
: "رواه البخاري في كتاب الردّ على القدريّة، ومسلم
(4)
".
2389 -
قال ابن وهب
(5)
: أخبرني عُمَر بن محمد، أنّ سليمان بنَ مهران حدّثه، قال: قال عبد الله بن مسعود:
"إنّ أول شيءٍ خَلَقه الله من خَلْقه القلمُ، فقال له: اكتُبْ، فكتب كلَّ شيءٍ يكون في الدنيا إلى يوم القيامة، فيجمع بين الكتاب الأول وبين أعمال العباد، فلا يخالف ألفًا، ولا واوًا، ولا ميم منها".
أخبرنا البرزالي، أنا ابن شَيْبان، أنا ابن طَبَرْزَد، أنا ابن البنّا، أنا ابن حسنون، أنا أبو بكر الورّاق، ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا أحمد بن سعيد الهمداني، أنا ابنُ وهب بهذا الحديث.
2390 -
قال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدّثنا المقرئ، ثنا أبو يحيى بكر بن
(1)
مشيخة الآبنوسي (رقم: 67).
(2)
السنة (رقم: 253).
(3)
شرح أصول الاعتقاد (3/ 594/ رقم: 942).
(4)
صحيح مسلم (رقم: 1005)، وفيه الشطر الأول فقط:"كل معروف صدقة".
(5)
القدر (رقم: 29 - الحفيان).
محمد بن علقمة، عن الحجّاج الصوّاف، عن أبي البَخْتَري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:
"إنّ أول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم، ثم خلق النون -وهي: الدواة-، ثم خلق اللوح، ثم قال للقلم: اكتُبْ، قال: وما أكتُبُ يا ربّ؟ قال: أكتُبْ القدرَ، وخَلْقَ الدنيا، وما يكون في الدنيا من خَلْق مخلوق، أو عمل معمول، من برّ أو فجور، أو رزق حلال أو حرام، أو رطب أو يابس، ثم ألزَمَ كلَّ شيءٍ من ذلك شأنَه دخوله فيه، وما بقاؤه، وما فناؤه، حتى تفنى الدنيا، ثم جعل لذلك الكتاب ملائكةً، وجعل للخلق ملائكةً، فتنطلقُ ملائكةُ الخلق إلى ملائكة الكتاب، فيُلقون إليهم النُّسَخ بما هو كائن في الليل والنهار بما وُكِّلوا به -أو قال: ممّا وُكِّلوا به-، فتهبط ملائكةُ الخلق إلى الخلق، فيحفظونهم بأمر الله، ويُشَوِّقونهم إلى ما في أيديهم من تلك النسخ، فإذا فنيتْ تلك النسخ، لم يكنْ لهذا الخلق بقاءٌ ولا مُقامٌ، وذلك قول الله: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجَاثيَة: 29] "، فقال رجلٌ لابن عبّاس: والله ما كنّا نرى ذلك إلّا نسخَ أعمالنا، فقال ابن عبّاس:
"ألا تستحيون؟ ألستُمْ قومًا عربًا؟ وهل كانت النسخ إلّا من كتاب مكتوب، فوَالله إنّ الملك ليُبعث، فتُدفع إليه صحيفتان إحداهما مخبوءة والأخرى منشورة، فيُقال له: اكتُبْ في هذه، ولا تفتحْ المخبوءة ولا تكسرْ لها خاتمًا، فإذا صعد فُكّ الخاتم، ثم عارض، فلا يُغادر صغيرةً ولا كبيرةً، وذلك قول الله عز وجل:{وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} [الأنعَام] وقال: حدثنا نعيم بن حمّاد، ثنا المُعْتَمِر، عن أبي مخزوم، عن أبي اليقظان، عن الحارث بن قيس، عن عليّ قال:
"أول ما خلق الله القلم، ثم خلق النون -وهي الدواة-، ثم خلق اللوح، فكتب الدنيا وما يكون فيها حتى تفنى، من خلق مخلوق، أو عمل معمول، برٍّ وفجور، وما من رزقٍ حلالٍ أو حرامٍ، أو رطبٍ أو يابسٍ، ثم وكّل بذلك الكتاب ملائكةً، ووكّل بالخلق ملائكةً
(1)
.
2391 -
أخبرنا المزّي، أبنا ابن غيلان، أنا الكندي، أنا ابن السمرقندي، أنا ابن النقّور، أنا ابن الجندي، أنا البغوي، ثنا عبد الواحد بن غياث، ثنا حمّاد بن سلمة، عن هشام، عن عروة، عن عائشة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنّة وإنّه لمكتوبٌ في الكتاب من أهل النار، فإذا كان عند موته تحوّل فعمل بعمل أهل النار، فمات فدخل النار، وإنّ الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنّه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنّة، فإذا كان عند موته تحوّل فعمل بعمل أهل الجنّة، فمات فدخل الجنّة"
(2)
.
وهو في جزء ابن نظيف
(3)
.
ورواه ابن حبّان بمعناه
(4)
، لعبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة، به.
وروي من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد بمعناه، وهو في أمالي الدقيقي، رواه ابن حبّان
(5)
.
(1)
أبو اليقظان: عثمان بن عمير، قال في التقريب:"ضعيف، واختلط، وكان يدلّس، ويغلو في التشيّع".
(2)
الرواية من جزء حديث حماد بن سلمة للبغوي. انظر: المعجم المفهرس (1120).
(3)
فوائد ابن نظيف (ق 103/ أ).
(4)
صحيح ابن حبان (2/ 56/ رقم: 346).
(5)
صحيح ابن حبان (14/ 50/ رقم: 6175). وهو في صحيح البخاري (رقم: 2898).
2392 -
وفي صحيح مسلم
(1)
وصحيح أبي حاتم بن حبّان
(2)
، للدَّراوَرْدي، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الرجل ليعمل الدهرَ الطويلَ بعمل أهل الجنّة، ثم يُختَمُ له بعمل أهل النار"، الحديث.
2393 -
(3)
قال أبو الحسين محمد بن المظفَّر الحافظ في فوائده: حدّثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدّمي، ثنا سليمان بن حرب، قال: قال لي يحيى ابن سعيد القطّان: يا أبا أيّوب، ما من الأحاديث في القدر شيءٌ أحسنُ ممّا حدَّثْتَني أنت، عن حمّاد بن زيد، عن أيّوب، عن نافع، عن ابن عُمَر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّما آجالكم في آجال من مضى من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس".
قال يحيى بن سعيد: "هذا حديث لا يُرتاب فيه".
قلتُ: رواه البخاري بمعناه
(4)
، عن سليمان بن حرب.
2394 -
قال الإمام أحمد
(5)
: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ، عن منصور بن سعيد، عن عمّار بن أبي عمّار قال: سألتُ أبا هُرَيْرَة عن القدر، قال:"تكفيك آخر الآية في الفتح"، قال أبو عبد الله: قوله: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي
(1)
صحيح مسلم (رقم: 2651).
(2)
صحيح ابن حبان (14/ 51/ رقم: 6176).
(3)
كتب المصنف بحاشية هذا النص: (يأتي).
(4)
صحيح البخاري (رقم: 3268)، ولفظه:"مثلكم ومثل أهل الكتابين، كمثل رجل استأجر أجراء، فقال: من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ " الحديث.
(5)
ذكره الخلال في السنة (1 - 3/ 551/ رقم: 923) قال: وأخبرني أبو يحيى زكريا بن يحيى، قال. ثنا أبو طالب، قال. ثنا أحمد، فذكره.
التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ} [الفَتْح: 29]، فوصفهم الله في التوراة والإنجيل قبل أن يخلقهم.
2395 -
قال أبو بكر الخلّال
(1)
: عن أبي بكر المرّوذي، أنّ أبا عبد الله قال:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} [آل عِمرَان: 81]، قال:{وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزَاب: 7]، قال:"قدّمه على نوح، فهذا حجّةٌ على القدريّة".
2396 -
قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة في كتاب القدر: حدّثنا أبو موسى محمد بن المثنّى، ثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي، ثنا عبد الوهّاب بن مجاهد، قال: سمعتُ مجاهدًا يحدِّث عن ابن عُمَر قال: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ كأنّه قابضٌ قد ضمَّ كفَّيْه، حتى انتهى إلى أصحابه فتح يمينَه، فقال:
"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الرحمن الرحيم، فيه أسماء أهل الجنّة، وأسماء آبائهم، وأسماء عشائرهم، مُجمل عن آخرهم، لا يُزاد فيهم ولا يُنقص منهم، ثم فتح يسارَه فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الرحمن الرحيم، فيه أسماء أهل النار، وأسماء آبائهم، وأسماء عشائرهم، مُجمل عن آخرهم، لا يُزاد فيهم ولا يُنقص منهم".
حدّثناه يحيى بن حكيم، ثنا عبد الوهّاب، بهذا مثله.
قال أبو بكر: "في القلب من عبد الوهّاب بن مجاهد"
(2)
.
2397 -
قال ابن خُزَيْمَة
(3)
: وروى النمر بن هلال النمري، ثنا سعيد
(1)
السنة (1 - 3/ 554/ رقم: 930).
(2)
في الميزان (2/ 682): "قال أحمد: ليس بشيء ضعيف، وقال ابن معين: ليس يكتب حديثه، وقال: ليس بشيء". وفي التاريخ الكبير (6/ 98): "قال وكيع: كانوا يقولون: إنه لم يسمع من أبيه".
(3)
التوحيد (1/ 186).
الجُرَيْري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله في القبضتين:
"هذه في الجنّة ولا أُبالي، وهذه في النار ولا أُبالي".
حدّثنا أبو موسى، ثنا ابن إبراهيم، ثنا النمر بن هلال النمري.
2398 -
قال ابن خُزَيْمَة
(1)
: وروى الحكم بن سنان أبو عَوْن، ثنا ثابت البُناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله:
"إنّ الله قبض قبضةً فقال: إلى الجنّة برحمتي، وقبض قبضةً فقال: إلى النار ولا أُبالي".
حدّثناه أبو موسى، حدّثني الحكم بن سنان أبو عَوْن.
2399 -
قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: ثنا أبو صالح، أنّ معاوية حدّثه، أنّ أبا الأَعْيَس حدّثه قال:"ما من شيءٍ قضى الله القرآن ممّا قبله وما بعده، إلّا وهو في اللوح المحفوظ، واللوح المحفوظ بين عينَيْ إسرافيل، لا يُؤذن بالنظر فيه حتى يقرع جبهته، فإذا قضى الله أمرَه خرج من أمّ الكتاب إلى اللوح المحفوظ، فقرع جبهةَ إسرافيل، فأذن له بالنظر فيه، فما رأى فيه: قال يقول، قضى ربُّنا كذا وكذا، فسمعت الملائكةُ ذلك".
أبو الأَعْيَس الخولاني الحمصي نزيل دمشق، اسمه: عبد الرحمن بن سلمان
(2)
.
2400 -
قال البخاري في الصحيح
(3)
: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أبنا النضر، ثنا داود بن أبي الفرات، عن عبد الله بن بُرَيْدَة، عن
(1)
التوحيد (1/ 186).
(2)
الثقات لابن حبان (5/ 86 - 87)، تقريب التهذيب (3883).
(3)
الصحيح (رقم: 6619).
يحيى بن يَعْمُر، أنّ عائشة أخبرته أنّها سألتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فقال:
"كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمةً للمؤمنين، ما من عبدٍ يكون في بلدةٍ، يكون فيه ويمكث فيه لا يخرج من البلد، صابرًا محتسبًا يعلم أنّه لا يُصيبُه إلّا ما كتب الله له، إلّا كان له مثل أجر شهيد".
2401 -
قال أبو بكر بن خُزَيْمَة النيسابوري: حدّثنا محمد بن يحيى بخبرٍ غريبٍ علمي
(1)
، ثنا نعيم بن حمّاد، ثنا ابن أبي حازم -يعني: عبد العزيز-، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سبق علمُ الله في خلقه قبل أن يخلقهم، فهم صائرون إلى ما علم فيهم"
(2)
.
2402 -
قال إسحاق بن راهويه: حدّثنا شبّابة بن سوّار، ثنا المسعودي، عن الحسن بن سعد، عن عَبْدَة النهدي، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله لم يُحرِّمْ حرمةً، إلّا وقد علم أنّه سيطّلعها منكم مطّلعٌ، ألا وإنّي مُمسِكٌ بحجزكم عن النار، أن تتهافتوا فيها كتهافت الفراش أو الذبّان"
(3)
.
(1)
هكذا بخط المصنف.
(2)
أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (رقم: 217)، عن نعيم بن حماد.
(3)
أخرجه الطيالسي (1/ 318/ رقم: 402)، عن المسعودي. وله طرق عن المسعودي في مسند الإمام أحمد (6/ 235 - 236/ رقم: 3704)، ومسند أبي بعلى (9/ 191/ رقم: 5288)، والمعجم الكبير (10/ 215/ رقم: 10511).
2403 -
وقال ابن راهويه: أبنا جرير، ثنا عمارة بن القعقاع، عن أبي زُرْعة بن عَمْرو ابن جرير، قال: ثنا صاحب لنا، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله قال:
"لا يعدي شيءٌ شيئًا"، فقال أعرابيٌّ: يا رسول الله! يكون البعيرُ في الإبل العظيمة فتكون النقبة بمشفره أو بذَنَبه، فتجرُب الإبلُ كلّها، قال رسول الله:
"فما أجربَ الأولَ؟ "، ثم قال رسول الله:
"لا عدوى، ولا طِيَرَة، ولا هامة، ولا صفر، خلق الله كلَّ نفسٍ، وكتب حياتَها، ومصيباتها، ورزقَها".
رواه ت
(1)
، وسيأتي.
2404 -
عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أمّ المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله خلق الجنّةَ، وخلق لها أهلًا، خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار، وخلق لها أهلًا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم".
في الجزء الثاني من الثقفيّات
(2)
.
رواه مسلم
(3)
، وابن حبّان
(4)
.
(1)
جامع الترمذي (رقم: 2143)، أخرجه لسفيان عن عمارة بن القعقاع.
(2)
الجزء الثاني من الفوائد المنتقاة من أصول سماعات الرئيس أبي عبد الله الثقفي (ق 164/ ب- مجموع 22).
(3)
صحيح مسلم (رقم: 2662).
(4)
صحيح ابن حبان (14/ 47/ رقم: 6173).
2405 -
عن عَبْدَة النهدي، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله لم يحرِّمْ حرمةً، إلّا وقد علِمَ أنّه سيطّلعها منكم مطّلعٌ"، الحديث.
رواه الإمام أحمد
(1)
.
2406 -
أخبرنا ابن أبي الهيجاء، أبنا البكري، أبنا عبد المُعِزّ، أبنا تميم، أبنا البحّاثي، أبنا الزوزني، أبنا أبو حاتم بن حبّان، أبنا سليمان بن الحسن العطّار، ثنا أبو كامل الجحدري، ثنا فُضَيْل بن سليمان، قال: موسى بن عقبة حدّثني، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن ابن مُحَيْريز، عن أبي سعيد الخدري: أنّ بعض الناس سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شأن العزل، وذلك في غزوة بني المصطلق، وكانوا أصابوا سبايا فكرهوا أن يلدنَ منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا عليكم أن لا تفعلوا؛ فإنّ الله قد قدّر ما هو خالقٌ إلى يوم القيامة"
(2)
.
رواه البخاري
(3)
، ومسلم
(4)
، وأبو داود
(5)
، والنسائي
(6)
، لابن حبان.
ورواه البخاري أيضًا
(7)
، لموسى بن عقبة.
واسمُ ابن مُحَيْريز: عبد الله، شاميّ.
(1)
المسند (6/ 235 - 236/ رقم: 3704).
(2)
الرواية من صحيح ابن حبان (9/ 504/ رقم: 4193).
(3)
صحيح البخاري (رقم: 2542).
(4)
صحيح مسلم (رقم: 1438).
(5)
سنن أبي داود (رقم: 2172).
(6)
السنن الكبرى (5/ 59/ رقم: 5027).
(7)
صحيح البخاري (رقم: 7409).
2407 -
وفي الصحيحين
(1)
: عن ابن عبّاس، أنّ عمر خرج إلى الشام، حتى إذا كان بسَرْغ
(2)
، لقيه أمراء الأجناد أبو عُبَيْدة بن الجرّاح وأصحابُه، فأخبروه أنّ الوباء قد وقع بالشام، الحديث، وذكر استشارته للناس، وفيه: قال أبو عبيدة: أَفرارًا من قدر الله؟ قال عمر:
"لو غيرُك قالها يا أبا عُبَيْدة، نعم نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كان لك إبلٌ هبطت واديا له عُدوتان، إحداهما خصبة والأخرى جذبة، أليس إن رعيت الخصبةَ رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجذبةَ رعيتها بقدر الله؟ "، قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف -وكان مُتعبًا في بعض حاجته-، فقال: إنّ عندي في هذا علمًا، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا سمعتُم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه"، قال: فحمدَ اللهَ عُمَرُ، ثمّ انصرفَ.
2408 -
حديث أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد: أنّ ابنةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إليه، أنّ ابنَها يقضى تحبُّ أن تأتيَه، فأرسل يقرأ عليها السلامَ ويقول:
"إنّ لله ما أخذ، وما أعطى، وكلّ شيءٍ عنده بأجلٍ مسمّى، ولْتصبرْ ولْتحتسبْ"، الحديث.
رواه أبو داود الطيالسي
(3)
: ثنا شُعْبَة وثابت وغيرُهما، عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان.
(1)
صحيح البخاري (رقم: 5728)، وصحيح مسلم (رقم: 2218).
(2)
بفتح الراء وسكونها، قرية بوادي تبوك على طريق الشام. النهاية (2/ 361).
(3)
المسند (2/ 26/ 671).
رواه الستّة إلّا الترمذي
(1)
.
2409 -
في مسند إسحاق بن راهويه، عن المنهال بن عَمْرو، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس:
"كان سليمان بن داود يوضع له ستّمائة ألف كرسيّ، ثمّ يجيء أشرافُ الإنس حتى يجلسوا ممّا يليه، ثمّ يجيء أشرافُ الجنّ حتى يجلسوا ممّا يلي الإنس، ثمّ يدعو الطيرَ فتُظِلُّهم، ثمّ يدعو الريحَ فتحملُهم، فيسير في الغداة الواحدة مسيرةَ شهر، فبينما هو يسير في فلاةٍ، إذْ احتاج إلى الماء، فجاء الهدهد فجعل ينقر الأرضَ فأصاب موضعَ الماء، فجاءت الشياطين فسلخت ذلك الموضع كما يُسلَخ الإهابُ، فأصابوا الماء"، فقال نافع بن الأزرق له: قفْ بأوقافٍ، أرأيتَ الهدهدَ كيف يجيء صقر الأرض فيُصيب موضعَ الماء، ويجيء إلى الفخّ حتى يقع في عنقه؟! فقال:"إنّ القدر إذا جاء حالَ دون البصر".
قال إسحاق: أنا أبو معاوية، ثنا الأَعْمَش، عن المنهال بهذا
(2)
.
2410 -
وفي الثاني من كتاب التوبة لابن أبي الدنيا
(3)
: عن أبي سليمان -هو: الداراني-، في قول الله:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [الرعد: 39]، قال: "مما يكتبُه الحفظةُ، ممّا ليس فيه حسنة ولا سيئة، ويثبت الحسنات
(1)
صحيح البخاري (رقم: 1284، 5655، 6602، 6655، 7377، 7448)، صحيح مسلم (رقم: 923)، سنن أبي داود (رقم: 3125)، سنن النسائي (رقم: 1868)، سنن ابن ماجه (رقم: 1588).
(2)
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 405) من طريق إسحاق بن راهويه، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
(3)
لم يرد هذا النص في طبعة كتابة التوبة.
والسيّئات" {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرّعد: 39] قال: "لا يُزاد فيه شيءٌ، ولا يُنقص ما جرى القلمُ بشيءٍ قطّ فتغيَّر".
2411 -
حديث مَيْسَرَة الفجر: قلتُ: يا رسول الله متى كُتبتَ نبيًّا؟ قال:
"كتبتُ نبيًّا وآدمُ بين الروح والجسد".
في الأول من حديث أبي عَمْرو بن السمّاك، والرابع من حديث أبي جعفر بن البَخْتَري
(1)
.
رواه الإمام أحمد
(2)
.
2412 -
أخبرتنا زينب ابنة عبد الله، قالت: أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا عبد الواحد بن القاسم وسعيد بن أبي منصور، قالا: أنا أبو بكر بن أبي ذرّ، أبنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أبنا عُمَر بن محمد المغازلي، أنا أبو الدحداح الدمشقي، ثنا أبو حذيفة القاسم بن عبد الغنيّ، ثنا أبو خُلَيْد عتبة بن حمّاد، ثنا خالد بن زيد المرّي، عن يونس بن مَيْسَرَة بن حَلْبَس، عن أمّ الدَّرْداء، عن أبي الدَّرْداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قد فرغ الله إلى كلِّ عبدٍ من خلقه من خمس خصال قبل أن يخلقه: أثره، وعمله، وأجله، ورزقه، ومضجعه"، قال أبو خُلَيْد: وجدت تصديق هذا الحديث في كتاب الله المنزَّل: في الأثر: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)} [يس] وفي العمل: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ
(1)
الجزء الرابع من حديث أبي جعفر محمد بن عمرو بن البختري (رقم: 251 - مجموع مصنفاته).
(2)
المسند (34/ 202/ رقم: 20596).
لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13)} [الإسراء]، وفي الأجل:{فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعرَاف: 34]، وفي الرزق:{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} [الزخرف: 32] وفي المضجع: {لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [آل عمرَان: 154]
(1)
.
2413 -
عن محمد بن سعد بن زُرارة، عن أبي أمامة الباهلي: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرّ به وهو يحرّكُ شفتيه فقال:
"ماذا تقول يا أبا أمامة؟ "، قال: أذكر ربي، قال:
"ألا أُخبرُك بأكثر وأفضل من ذكرك الليلَ مع النهار والنهارَ مع الليل؟ أن تقول: سبحان الله عددَ ما خلق، سبحان الله ملءَ ما خلق، سبحان الله عددَ ما في الأرض والسماء، وسبحان الله عددَ ما أحصى كتابُه، وسبحان الله ملءَ ما أحصى كتابُه، سبحان الله عددَ كلّ شيء، وسبحان الله ملءَ كل شيء، وتقول: الحمد لله مثل ذلك ".
رواه النسائي في عمل يوم وليلة
(2)
.
(1)
الرواية من حديث أبي الدحداح. انظر: المعجم المفهرس (1171). وليس في المنتقى منه انتقاء الضياء المقدسي. وهو في السنة لابن أبي عاصم (رقم: 304، 305)، وابن حبان (6/ 47 - 48/ رقم: 1811)، والطبراني في الشاميين (3/ 255/ رقم: 2201)، لخالد بن يزيد بن صبيح عن يونس بن ميسرة، بدون الزيادة في آخره.
(2)
السنن الكبرى (9/ 73/ رقم: 9921). وأخرجه ابن خزيمة (1/ 371/ رقم: 754)، والطبراني في الكبير (8/ 292/ رقم: 8122)، لابن زرارة عن أبي أمامة. وهو في المسند (36/ 458 - 459/ رقم: 22144)، والدعاء للطبراني (رقم: 1743)، وابن حبان (3/ 111/ رقم: 830)، من طرق أخرى عن أبي أمامة.
2414 -
عن وهب، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"كُتب على ابن آدم نصيبُه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة".
رواه مسلم
(1)
.
2415 -
حديثُ هشام بن حسّان، عن محمد، عن أبي هُرَيْرَة: عن النبي صلى الله عليه: "الشقيُّ مَنْ شَقِيَ في بطن أمّه".
في الأول من حديث أبي بَحْر البَرْبَهاري
(2)
.
2416 -
وبهذا الإسناد:
"السعيدُ مَنْ سَعِدَ في بطن أمّه".
في جزء ابن عَلَم
(3)
.
2417 -
أخبرنا ابنُ أبي الهَيْجاء وابنُ المُحِبّ، قالا: أبنا البَكْريّ، أبنا عبد المُعِزّ، أبنا الفُضَيْلي، أبنا مُحَلِّم، أبنا الخليل بنُ أحمد، أبنا أبو العبّاس الثقفي، ثنا قُتَيْبَة، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن ربيعة، عمّن حدّثه، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ: أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن العَزْل؟ قال:
"لا عليكم أن لا تفعلوا، فإن يكن ممّن أَخَذ الله عليه الميثاقَ يخرج"
(4)
.
(1)
صحيح مسلم (رقم: 2657).
(2)
إسناده صحيح. وأخرجه البزار -كما في كشف الأستار (3/ 23/ رقم: 2150) -. وصححه الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزار (2/ 151/ رقم: 1600).
(3)
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 8465) والصغير (رقم: 773)، وابن بطة في الإبانة (الكتاب الثاني: 2/ 30 - 31/ رقم: 1412).
(4)
الرواية من جزء حديث قتيبة بن سعيد رواية الفضيلي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1443). وإسناده ضعيف لأجل الرجل المبهم اسمه. وقد صحّ الحديث عن أبي سعيد الخدري من طرق أخرى كما سبق.
2418 -
أُنبِئْتُ عن عبد الخالق، أنبأنا أبو العلاء الحافظ، أبنا الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا الطبراني في المعجم الأوسط
(1)
: ثنا عليّ بنُ العبّاس البَجَلي، ثنا محمد بنُ عِمارة بنِ صبَيْح، ثنا نَصْر بنُ مُزاحِم، ثنا قَيْس بنُ الربيع، عن جابر، عن الشَّعْبي، عن ابن عبّاس قال: قيل: يا رسول الله متى كُتبتَ نبيًّا؟ قال:
"وآدمُ بين الروح والجسد".
لا يُرْوَى هذا الحديثُ عن ابنِ عبّاس إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به نَصْر بنُ مُزاحِم
(2)
.
2419 -
وبه، قال الطبراني
(3)
: حدّثنا جعفر بنُ مِعْدان الأَهْوازي، ثنا زيد بنُ الحريش، ثنا عبد الوهّاب الثقفي، عن عبد الوهّاب بنِ مجاهد، عن أبيه مجاهد، عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تَعْجَلَنّ إلى شيءٍ تظنُّ أنّك إن اسْتَعْجَلْتَ إليه أنّك تُدركُه، ولا تَسْتَأْخِرَنَّ عن شيءٍ تظنُّ أنّك إن اسْتَأْخَرْتَ عنه أنّه مدفوعٌ عنك وإن كان الله قدّره عليك".
لم يَرْوِ هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا معاوية، ولا يُرْوَى عن معاوية إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به عبد الوهّاب الثقفي
(4)
.
(1)
المعجم الأوسط (رقم: 4175).
(2)
إسناده ضعيف جدًّا؛ نصر بن مزاحم ذكره الذهبي في الميزان (4/ 253) وقال: "تركوه". والحديث أخرجه كذلك الطبراني في المعجم الكبير (12/ 92/ رقم: 12571) والبزار في مسنده (11/ 476 - 477/ رقم: 5358) والعقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 300).
(3)
المعجم الأوسط (رقم: 3391).
(4)
إسناده ضعيف جدًّا، علته عبد الوهاب بن مجاهد: قال في التقريب: "متروك، وقد كذبه الثوري".
2420 -
ذُكر عن ابن عبّاس في قوله: {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ} [هود: 109]، قال:"ما قُدِّرَ لهم من الخير والشرّ"
(1)
.
2421 -
أخبرنا عيسى، أبنا ابنُ اللَّتِّي، أنا عبد الأول، أنا عبد الرحمن، أبنا عبد الله بنُ حمويه، أنا عيسى بنُ عُمَر، أبنا الدارمي، أبنا سليمان بنُ داود الهاشمي، عن إبراهيم بنِ سَعْد، عن الزُّهْريّ، عن عُبَيْد الله بنِ عبد الله بنِ عُتْبَة، عن أبي سعيد قال: سألَ رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال:
"أوَ تفعلون ذلك؟ فلا عليكم أن لا تفعلوا؛ فإنّه ما من نَسَمَةٍ قضى الله أن تكون إلّا كانت"
(2)
.
رواتُه ثقات.
2422 -
أخبرنا الشجري
(3)
، أبنا عبد الله بنُ عُمَر
(4)
، أبنا أبو الوقت السِّجْزي
(5)
، أبنا ابنُ المُظَفَّر الداودي، أبنا أبو محمد الحموي، أبنا أبو عِمران السَّمَرْقَنْدِيّ، أبنا عبد الله بنُ عبد الرحمن
(6)
، أنا يزيد بنُ هارون، ثنا ابنُ عَوْن، عن محمد بنِ سيرين، عن عبد الرحمن بنِ بِشْر يردُّ الحديثَ إلى أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: قلتُ: يا رسول الله، الرجلُ تكون له الجاريةُ فيُصيبُ منها ويكرهُ أن تحملَ، أفيعزلُ عنها؟ وتكونُ عنده المرأةُ تُرضِعُ فيُصيبُ منها ويكرهُ أن تحملَ فيعزلُ عنها؟ قال:
(1)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 313) وكذا ابن جرير (12/ 591) وابن أبي حاتم (9/ 2089/ رقم: 11248)، كلّهم من طريق جابر الجعفي عن مجاهد عن ابن عباس. وإسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي.
(2)
أخرجه الدارمي في سننه (3/ 1426 - 1427/ رقم: 2269)، والرواية من طريقه.
(3)
هو: عيسى مُطعِّم الأشجار.
(4)
هو: ابن اللتي.
(5)
اسمه: عبد الأول.
(6)
هو: الدارمي.
"لا عليكم أن لا تفعلوا، فإنّما هو القدرُ".
قال ابنُ عَوْن: فذكرتُ ذلك للحسن فقال: واللهِ لكانَ هذا زاجرًا، وواللهِ لكانَ هذا زاجرًا
(1)
.
رواه مسلم
(2)
.
2423 -
أخبرتنا ابنةُ الكمال إجازةً، عن محمد بنُ عبد الكريم السَّيِّدي كذلك
(3)
، أنا عبد الحقّ بنُ عبد الخالق، أنا أبو طالب بنُ يوسف، أنا أبو بكر بنُ بِشْران محمد بنُ عبد الملك، أبنا محمد بنُ المُظَفَّر، ثنا عبد الله بنُ محمد بنِ جعفر
(4)
، ثنا أحمد بنُ محمد بنِ أبي بكر المُقَدَّمي، ثنا سليمان بنُ حَرْب قال: قال لي يحيى بنُ سعيد القطّان: يا أبا أيّوب، ما مِنَ الأحاديث في القدر شيءٌ أحسنُ ممّا حدَّثْثَني أنت، عن حمّاد بنِ زَيْد، عن أيّوب، عن نافع، عن ابنِ عُمَر: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّما آجالُكم في آجال مَنْ مضى مِنَ الأُمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس".
قال يحيى بنُ سعيد: هذا حديثٌ لا يُرْتابُ فيه
(5)
.
(1)
الرواية من سنن الدارمي (3/ 1427/ رقم: 2270)، ووقع في آخره تحريف كان الحرف الناقص إلى كأنّ، وكذا جعل زجر مرفوعًا، وليس فيه حرف عطف في الجملة المكررة.
(2)
الصحيح (رقم: 1438)، أخرجه لمعاذ بن معاذ بن المثنى وحماد بن زيد كلاهما عن ابن عون، وكذا لأيوب وهشام بن حسان كلاهما عن ابن سيرين.
(3)
يعني: إجازة.
(4)
هو: أبو الشيخ الأصبهاني.
(5)
الرواية من جزء حديث محمد بن المظفّر البزاز -رواية أبي بكر بن بشران-، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1546). وإسناده صحيح. وأخرجه الطبري في التفسير (22/ 440) ليحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن نافع، وفي إسناده سقط. وهو عند البخارى (رقم: 2268) بمعناه عن سليمان بن حرب، وله طرق عن نافع.
2424 -
حديثُ الحارث، أبنا ابنُ أبي ذِئْب، عن أبي سَلمَة، عن أبي هُرَيْرَة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"كَتَبَ الله عز وجل على كلّ نفسٍ حظًّا من الزِّنا".
في السادس من المجالسة للدِّينَوَرِيّ
(1)
.
2425 -
عن ابن عبّاس: كان أبو روميّ من أَشَرّ أهل زمانه، الحديث، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله حَوَّلَ مكتبَك إلى الجنّة فقال: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)} [الرعد: 39] ".
في الجزء الثاني من مشيخة يعقوب بن سفيان
(2)
.
2426 -
قال أبو الفضل أحمد بن محمد بن حَمْدون الشَّرْمَقاني الحافظ
(3)
في فوائده: ثنا إسماعيل بن هارون بن عيسى بن مرداشاه أبو القاسم -إملاءً عليَّ من حفظه ببغداد-، قال: سمعتُ عُبَيْد بن عبد الواحد بن شريك يقول: كنتُ عند أحمد بن صالح المصري وقال له رجلٌ: الرجلُ يقولُ: اللهم زدْ في عمري، هل يزيد في عمره؟ فنكس رأسَه ثم رفعه وقال له: يا هذا، إنّ لله عِلْمًا باطنًا لم يُطلِعْ عليه أحدًا في اللَّوْح المحفوظ: عُمْر فلان كذا وكذا سنةً، وفي عِلْمه الباطن: ويدعوني فأزيدُه كذا وكذا.
(1)
المجالسة وجواهر العلم (3/ 121 - 122/ رقم: 750). وإسناده حسن، رجاله ثقات، غير الحارث -وهو: ابن عبد الرحمن- فهو صدوق. والحديث في المسند (15/ 346/ رقم: 9563) عن يحيى ابن سعيد.
(2)
المشيخة (رقم: 57). وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2893 - 2894). وذكره السيوطي بطوله في الدر المنثور (8/ 472 - 473) وعزاه إلى ابن مردويه والديلمي، وهو في الفردوس (4/ 162/ رقم: 6504).
(3)
توفي سنة 366 هـ. السير (16/ 286 - 287).
2427 -
أنبأنا محمد بنُ داود بنِ عُمَر ابنِ خطيب بيت الأبّار، أبنا العِزُّ النَّسّابة محمد بنُ أحمد بنِ محمد بنِ الحسن، أبنا أبو القاسم بنُ عساكر، أبنا زاهر بنُ طاهر، أبنا أبو نَصْر عبد الرحمن بنُ عليّ بنِ محمد بنِ أحمد بنِ الحسين بنِ موسى، أبنا أبو الحسين أحمد بنُ محمد بنِ أحمد بنِ عُمَر الخفّاف، أبنا أبو حامد أحمد بنُ محمد بنِ الحسن ابنِ الشَّرْقي الحافظ
(1)
، ثنا محمد بنُ يحيى، ثنا ابنُ أبي مريم، أبنا سليمان بنُ بلال، ثنا ربيعة بنُ أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بنِ سعيد، عن أبي حُمَيْد -أو أبي أَسِيد-: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أَجمِلوا في طلب الدنيا؛ فإنّ كلًّا مُيَسَّرٌ له ما كَتَب اللهُ له فيها"
(2)
.
2428 -
وبهذا الإسناد إلى ابنِ الشَّرْقي، ثنا أحمد بنُ يوسف، ثنا إسماعيل بنُ أبي أُوَيْس، حدّثني سليمان بن بلال. (ح) وحدّثنا محمد بن حمويه، ثنا عبد الله بن مَسْلَمَة، ثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سُوَيْد، عن أبي حُمَيْد الساعدي، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا، ولم يذكر أبا أَسِيد.
2429 -
وبه، حدّثنا محمد بنُ يحيى، ثنا مُعَلَّى بنُ منصور الرازي، ثنا عبد العزيز بنُ محمد، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سُوَيْد، عن أبي حُمَيْد -أو أبي أَسيد-: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أَجمِلوا في طلب الدنيا؛ فإنّ كلًّا مُيَسَّرٌ لِما قُدِّر له منها"
(3)
.
(1)
صاحبُ الصحيح، وتلميذ الإمام مسلم، توفي سنة 325 هـ. السير (15/ 37 - 40).
(2)
يبدو أنَّ الرواية من كتاب ابن الشرقي. وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، والشك في الصحابي لا يضر. وابن أبي مريم هو: سعيد بن الحكم.
(3)
عبد العزيز بن محمد هو: الدراوردي. وأخرجه البزار (9/ 169/ رقم: 3719) قال: حدثنا بعض أصحابنا عن عبد العزيز بن محمد.
2430 -
حدّثنا محمد بنُ يحيى، ثنا هشام بنُ عمّار، ثنا إسماعيل بنُ عيّاش، ثنا عِمارة بنُ غَزِيَّة، عن ربيعة بنِ أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بنِ سعيد الأنصاري، عن أبي حُمَيْد الساعِديّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ح) وحدّثنا محمد بنُ حمويه، ثنا أبو صالح، أخبرني يحيى ابنُ أيّوب، عن عِمارة بنِ غَزِيَّة، عن ربيعة بنِ أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بنِ سعيد بنِ سُوَيْد، عن أبي حُمَيْد الساعِديّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث مثلَ حديثهم
(1)
.
هذا على شرط مسلم.
2431 -
أنبأنا سليمان بنُ حمزة والقاسم بنُ المُظَفَّر، قالا: أنبأنا عليّ بنُ المُقَيَّر، أنبأنا الفَضْل بنُ سَهْل، أنبأنا عبد العزيز الكتّاني، أبنا عبد الرحمن بنُ عثمان بنِ القاسم بنِ أبي نَصْر وتمّام بنُ محمد الرازي
(2)
وعُقَيْل بن عُبَيْد الله بن عَبْدان، قالوا: أبنا أبو بكر أحمد بنُ القاسم بنِ معروف بنِ أبي نَصْر
(3)
، أبنا أبو زُرْعَة عبد الرحمن بنُ عَمْرو النَّصْري، ثنا أبو مُسْهِر ومحمد ابنُ المبارك، قالا: ثنا خالد بنُ يزيد بنِ صالح بنِ صُبَيْح المُرْسي، ثنا يونس بنُ مَيْسَرَة بنِ حَلْبَس، عن أمّ الدَّرْداء: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"فَرَغ الله تعالى إلى كلّ عبدٍ من خَلْقه مِن خمسٍ: مِن أَجَله، وعَمَله، وأَثَره، ومَضْجَعه، ورِزْقه"
(4)
.
(1)
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 418) عن هشام بن عمار.
(2)
هو صاحب الفوائد المشهورة.
(3)
توفي سنة 348 هـ، قال الكتاني: حدَّثَ عن أبي زُرْعَة عبد الرحمن بن عمرو بثلاثة أجزاء من فوائده. تاريخ دمشق (5/ 174 - 175).
(4)
الرواية من فوائد أبي زُرْعَة الدمشقي. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 175) عن أبي محمد ابن الأكفاني عن عبد العزيز الكتاني. وسبق ذكره وتخريجه قريبًا من طريق أخرى.
2432 -
وبهذا الإسناد، ثنا أبو زُرْعَة، ثنا سليمان بنُ عبد الرحمن، ثنا الوليد بنُ مسلم، ثنا مَرْوان بنُ جَناح، عن يونس، عن أمّ الدَّرْداء، عن أبي الدَّرْداء: عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثلَه
(1)
.
2433 -
أنبأنا أبو الحجّاج، أبنا ابنُ الدَّرَجِيّ، أنبأنا زاهر بنُ أبي طاهر، أنا زاهر بنُ طاهر، أنا أبو بكر محمد بنُ الحسن الخبّازي الطبري المقرئ
(2)
-إملاءً-، ثنا السيّد أبو الحسن محمد بنُ الحسين الحَسَني، أبنا أبو محمد عبد الله بنُ محمد بنِ الحسن النَّصْراباذي، ثنا محمد بنُ يحيى الذُّهْليّ، ثنا أبو غسّان محمد بنُ يحبى الكتّاني، حدّثني غسّان بنُ عبد الحميد، عن موسى بنِ محمد بنِ إبراهيم بنِ الحارث التَّيْمِيّ، عن أبيه، عن عطاء بنِ يسار، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"حَرِّكوا القدرَ بدعاء الله، واسْتَأْذِنُوه في دعائه؛ فإنّ الله عز وجل يمحو ما يشاء ويُثبِتُ وعنده أمّ الكتاب"
(3)
.
2434 -
قال البخاري
(4)
: حدّثنا أبو اليمان، أنا شُعَيْب، أنا أبو الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا يأتي ابنَ آدم النذرُ بشيءٍ لم أَكُنْ قَدَّرْتُه عليه، ولكن يُلْقِيه النذرُ إلى القدر قد قدّرتُه، فيَسْتَخْرِجُ اللهُ به من البخيل، فيُؤتيني عليه ما لم يكن يُؤتيني عليه مِنْ قبل".
(1)
هو في فوائد تمام (1/ 99/ رقم: 33) بهذا الإسناد.
(2)
ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات: 441 - 460 هـ/ 235 - 236) ولم يذكر له وفاةً، إلا أنه يظهر من كلامه أنه توفي بعد سنة 449 هـ.
(3)
الرواية من طريق أمالي أبي بكر الخبازي (ق 6/ أ - الظاهرية 10999). وإسناده ضعيف؛ موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث المدني منكر الحديث كما في التقريب، وغسان ابن عبد الحميد مجهول كما في الميزان (3/ 334).
(4)
الصحيح (رقم: 6694).
باب قولِ الله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة: 51]، وقولِه:{لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد: 38]، {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)} [الرعد]
قيل: أمُّ الكتاب: اللوحُ المحفوظُ
(1)
.
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: 22]
2435 -
قال الحسن: "كلُّ مصيبةٍ من السماء والأرض ففي كتابٍ من قبل أن تُبْرَأَ النَّسَمَة".
في كتاب الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا
(2)
.
2436 -
وفي جزء ابنِ الجُنْدي
(3)
: عن أبي هُرَيْرَة مرفوعًا:
"إلّا في كتابٍ من قبل أن تُخلَق النفسُ".
{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا} [الزخرف: 4]
{أَلَمْ تَعْلَمْ
(4)
أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ} [الحج: 70]
{كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء: 58].
(1)
معالم التنزيل -تفسير البغوي- (4/ 326).
(2)
الفرج بعد الشدة (رقم: 15).
(3)
هو: أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران النهشلي البغدادي، توفي سنة 396 هـ، تُكُلِّمَ فيه. السير (16/ 555 - 556). ولم أجد الحديث في فوائده الحسان الغرائب.
(4)
كتبها المصنف: (تَرَ)، وهو خطأ.
2437 -
قال العَجّاج
(1)
:
واعلَمْ بأنّ ذا الجلال قد قَدَرْ
…
في الكتب الأولى التي كان سَطَرْ
{وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة: 187]
قال البغوي
(2)
: وقيل: ما كُتب في اللوح المحفوظ.
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا} [آل عمران: 145].
{قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ} [آل عمران: 154].
{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ} [آل عمران: 166].
2438 -
عن أبي زُرْعَة بن عَمْرو بنُ جرير قال: ثنا صاحبٌ لنا، عن ابن مسعود قال: قام فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"لا يَعْدي شيءٌ شيئًا"، فقال أعرابيٌّ: يا رسول الله! البعيرُ الجرِبُ الحَشَفةُ بذَنَبه فتَجرُبُ الإبلُ كلُّها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فمَن أَجْرَبَ الأولَ؟ لا عَدْوَى ولا صَفَر، خَلَق الله كلَّ نفسٍ وكَتَب حياتَها ورزقَها ومصائبَها".
رواه التِّرْمِذِي
(3)
.
2439 -
أخبرنا القاسم بنُ المُظَفَّر، أنا أبو نَصْر بنُ الشيرازي، أنبأنا نَصْر بنُ سَيّار، أنا أبو عامر الأَزْدي، أنا عبد الجبّار بنُ محمد، أنا
(1)
ديوان العجاج (ص 48).
(2)
معالم التنزيل (1/ 207)، والعبارة فيه:"وقيل: ما كتب الله لكم في اللوح المحفوظ".
(3)
الجامع (رقم: 2143). وقال: "حسن صحيح غريب".
أبو العبّاس بنُ محبوب، ثنا أبو عيسى التِّرْمِذِي، ثنا يحيى بنُ موسى، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا عبد الواحد بن سليم قال: قدمتُ مكّةَ فلقيتُ عطاءَ بنَ أبي رباح فقلتُ له: يا أبا محمد، إنّ أهلَ البصرة يقولون في القدر، قال: يا بنيَّ أتقرأُ القرآنَ؟ قلتُ: نعم، قال: فاقْرأ الزخرفَ، قال: فقرأتُ: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)} [الزخرف]، فقال: أتدري ما أمُّ الكتاب؟ قال: قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلم، قال: فإنّه كتابٌ كَتَبَه الله قبل أن يخلق السماءَ وقبل أن يخلق الأرضَ، فيه أنّ فرعون من أهل النار، وفيه: تبّت يدا أبي لهب، قال عطاء: فلقيتُ الوليدَ بنَ عُبادةَ بنِ الصامت صاحبَ رسول الله فسألتُه: ما كان وصيّةُ أبيك عند الموت؟ قال: دعاني فقال: يا بنيَّ اتّقِ اللهَ، واعلمْ أنّك لن تتّقيَ الله حتى تؤمنَ بالله وتؤمنَ بالقدر كلّه خيره وشرّه، فإن مُتَّ على غير هذا دخلتَ النارَ، إنّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنّ أولَ ما خَلَق الله القلمَ، فقال: اكتُبْ، قال: ما أكتُبُ؟ قال: اكتُبْ القدرَ ما كان وما هو كائنٌ إلى الأبد".
قال التِّرْمِذِي: "هذا حديث غريب"
(1)
.
2440 -
عن حَنَشٍ الصَّنْعاني، عن ابنِ عباس: كنتُ خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"يا غلام، إنّي أُعلِّمُك كلماتٍ، احفظ اللهَ يحفظْك، احفظ اللهَ تجدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسأل اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعنْ بالله، واعلمْ أنّ الأمّةَ
(1)
جامع التِّرْمِذِي (رقم: 2155)، والرواية من طريقه. وهو مخرّج في السلسلة الصحيحة (رقم: 133).
لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلّا بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيءٍ لم يضرّوك إلّا بشيءٍ كتبه الله عليك، رُفعت الأقلامُ وجَفّت الصحفُ".
حديث حسن صحيح
(1)
.
2441 -
عن سليمان بنِ بُرَيْدَة، عن أبيه: قال رسول الله:
"لمّا أهْبطَ الله آدمَ إلى الأرض طاف بالبيت سبعًا، ثم صلَّى خلف المقام ركعتين، ثم قال: اللهم إنّك تعلمُ سِرِّي وعلانيتي فاقْبَلْ معذرتي، وتعلمُ حاجتي فأَعْطِني سؤلي، وتعلمُ ما عندي فاغفرْ لي ذنوبي، أسألُك إيمانًا يُباشرُ قلبي، ويقينًا صادقًا حتى أعلمَ أنّه لن يُصيبني إلّا ما كَتبتَ لي، ورَضِّني بقضائك، فأوحى الله إليه: يا آدم إنّك قد دعوتَني بدعاءٍ أستجيبُ لك فيه، ولن يدعوني به أحد من ذرّيّتك بعدك إلا استجبتُ له، وفرّجتُ همومَه وغمومَه، وغفرتُ له ذنبَه، وتجرتُ له من وراء كل تاجر، وأتَتْه الدنيا وهي راغمة وإن كان لا يريدُها".
هو في الثاني من مشيخة ابن شاذان
(2)
، وانتقاء ابن مردويه على الطبراني
(3)
.
(1)
كذا في جامع التِّرْمِذِي (رقم: 2516).
(2)
يعني: الكبرى، وهي: الفوائد المنتقاة العوالي الحسان والغرائب -انتخاب عبد العزيز الأزجي- (ق 103/ ب - مجموع 31). رواه من طريق أحمد بن موسى السطوي ثنا محمد ابن كثير العبدي ثنا عبد الله ابن المنهال عن سليمان بن قُسَيْم عن سليمان بن بريدة. وهذا إسناد ضعيف لأجل سليمان بن قسيم -ويقال: ابن يسير- فهو ضعيف كما في التقريب. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 428 - 429) من طريق ابن شاذان.
(3)
جزء فيه ما انتقى ابن مردويه على الطبراني (رقم: 163). رواه عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي حدثنا محمد بن كثير حدثنا حميد بن معاذ الكوفي حدثنا المنهال بن عمرو عن سليمان بن بريدة. وهذا الإسناد خطأ، فقد ذكر فيه المنهال بن عمرو وهو: عبد الله -أو عبيد كما في بعض الروايات- بن المنهال، كما سقط منه ذكر سليمان بن قسيم.
ورُوِيَ من حديث عائشة في ثلاثة مجالس ابن عبدكويه
(1)
.
2442 -
عن العِرْباض بن سارية قال: قال رسول الله:
"إنّي عند الله في أمّ الكتاب لخاتَمُ النبيّين وإنّ آدم لمُنجَدِلٌ في طينته" الحديث.
في الثاني من أمالي عبد الملك بن بِشْران
(2)
.
2443 -
عن أبي عثمان النَّهْدي قال: رأيتُ عُمَر بنَ الخطّاب يطوفُ بالبيت ويقول:
"اللهم إن كنتَ كتبتَ عليَّ الشقاءَ -أو ذنبًا- فاجعلْها سعادةً ومغفرةً، فإنّك تمحو ما تشاء وتُثبِتُ وعندك أمُّ الكتاب".
قاله عَوْنُ بنُ عِمارة، عن هشام الدَّسْتوائي، عن عِصْمَة أبي حُكَيْمَة، عنه
(3)
.
(1)
أمالي ابن عبدكويه (ق 6 أ - ب مجموع 66). من طريق النضر بن طاهر أبي الحجاج ثنا معاذ بن محمد الخراساني ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. والنضر بن طاهر: "ضعيف جدا، يسرق الحديث، ويحدث عمن لم يرهم ولا يحمل سنه أن يراهم" قاله ابن عديّ في الكامل (7/ 27)، وبه أعلّه الألباني في الضعيفة (رقم: 6411) وقال: "منكر".
(2)
أمالي أبي القاسم ابن بشران (رقم: 40). رواه من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن سعيد بن سويد عن العرباض ابن سارية. وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم كما في التقريب. وأخرجه كذلك الإمام أحمد (28/ 395/ رقم: 17163). وهو في السلسلة الضعيفة (رقم: 2085).
(3)
هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عون بن عمارة كما في التقريب، وعصمة أبو حكيمة قال فيه أبو حاتم الرازي:"محلّه الصدق" نقله عنه ابنه في الجرح والتعديل (7/ 20). لكن توبع عونٌ، تابعه معاذ بن هشام عن أبيه، أخرجه ابن جرير في تفسيره (13/ 563)، ومعاذٌ صدوقٌ فالإسناد حسن. وتوبع هشامٌ كذلك، تابعه: حماد بن سلمة عند ابن جرير (13/ 564) وابن بطة في الإبانة (الكتاب الثاني: 2/ 131 - 132/ رقم: 1565) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (4/ 663 - 664/ رقم: 1206، 1207)، وسليمانُ التيمي عند ابن جرير (13/ 563 - 564)، وقرة بنُ خالد عند ابن جرير أيضًا (13/ 564) والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 63) والدولابي في الكنى والأسماء (2/ 481).
ورُوِيَ هذا عن القاسم بنِ عبد الرحمن عن ابن مسعود، [روا] هـ
(1)
سعيد بن منصور في سننه
(2)
.
تقدَّمَ في باب الأسماء.
2444 -
وفي ثاني مشيخة الفَسَوي: حديثٌ عن ابن عبّاس في قصّة أبي روميّ وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
"إنّ الله حوّل مكتبتك إلى الجنّة فقال: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)} [الرعد] ".
* * *
(1)
تآكلت الكلمة ولم يبق منها غير حرف الهاء آخرها.
(2)
لم أجده في مطبوع السنن.
باب قول الله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30]، وقوله:{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السجدة: 13]، {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا} [النحل: 35]، {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [النحل: 9]، {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11)} [عبس]، {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [المدثر: 56]، {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي
(1)
مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56]، {مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام: 39]، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النور: 21]
2445 -
وقال خُشَيْشُ بنُ أَصْرَم: حدّثنا حَبّان
(2)
بن هِلال، ثنا المبارك، عن الحسن في قوله:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30] قال: "ما تشاؤون من خيرٍ إلّا أن يشاءَه الله لكم"
(3)
.
2446 -
وذكر عبد الرحمن بنُ مَنْدَه ما ذكره نُعَيْم بنُ حمّاد: ثنا بقيّة بنُ الوليد، عن أبي بكر بنِ عبد الله، عن ضُمْرَة بنِ حبيب، عن أبي الدَّرْداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
كتب المصنف: (يضل)، وهو خطأ.
(2)
بفتح الحاء. المؤتلف والمختلف (1/ 426).
(3)
في إسناده عنعنة المبارك وهو ابن فضالة، قال في التقريب:"صدوق يدلس ويسوي".
"مشيئةُ الله بين يَدَيْ الخلق، ما شاء الله كان، وما لم يشأْ لم يكن، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله، إنّه على كل شيءٍ قديرٌ"
(1)
.
2447 -
قال إسحاق بن راهويه
(2)
: أبنا عبد الرزّاق، ثنا مَعْمَر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عبّاس أنّه سمع رجلًا، يقول: الشرُّ ليس بقدر، فقال ابن عبّاس:"بيننا وبين أهل القدر: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا} [الأنعام: 148]-تلا حتى بلغ-، {فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام: 149]، -قال ابن عبّاس- والعجز والكَيْس من القدر"، قال طاووس:"ولقي إبليسُ عيسى بنَ مريم فقال له: أليس قد علمتَ أنّه لا يُصيبُك إلّا ما قُدِّر عليك؟ فأَوْفِ بذروة الجبل فتردَّ منه فانظرْ أتعيشُ أم لا، فقال عيسى: إنّ الله يقول: إنّ العبد لا ينبغي له أن يجرّبني، وما شئتُ فعلتُ"، قال: فقال الزُّهْريّ: "لقيَ إبليسُ عيسى بنَ مريم"، فذكر مثلَه وقال:"قال عيسى له: إنّ العبدَ لا يَبتلي ربَّه ولكنّ الله يَبتلي عبدَه، فخصَمَه"
(3)
.
2448 -
أخبرنا محمد ابنُ أبي الهَيْجاء ومحمد بنُ المُحِبّ، قالا: أبنا ابنُ عبد الدائم، أبنا بركات الخُشوعي، أبنا هبة الله بنُ أحمد، أنا عبد العزيز بنُ أحمد، أنا عبد الرحمن بنُ عثمان بنِ القاسم، أبنا أبو المَيْمُون عبد الرحمن بنُ عبد الله البَجَلي، أنا أبو زُرْعَة النَّصْري، حدّثني هشام، في الهَيْثَم بنُ عِمْران قال: سمعتُ عَمْرو بنَ مهاجر مَوْلَى الأنصار قال: أَقْبَلَ غَيلان -وهو مَوْلًى لآل عثمان بن عفّان- وصالح بنُ سُوَيْد إلى عُمَر بنِ
(1)
إسناده ضعيف، أبو بكر بن عبد الله هو ابن أبي مريم، قال في التقريب:"ضعيف، وكان قد سُرق بيته فاختلط"، وفيه عنعنة بقية بن الوليد وهو مدلس.
(2)
مسنده (6/ 14/ أرقام: 824، 825، 826).
(3)
الأثر في مصنف عبد الرزاق (11/ 114 - 115/ رقم: 20073)، بدون قول طاووس وما بعده. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 317) من طريق عبد الرزاق وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
عبد العزيز، فلقيا مُزاحِم مولى عُمَر بنِ عبد العزيز فسألاه أن يجعلَهما في حَرَس عُمَر، فذكرهما لعُمَر، فأَدْخَلَهما عليه، فكلّمهما فسرّه رغبتَهما في ذلك، فقال: اجلِسْهما يا عَمْرو وامْنَعْهما من حمل السيف، قال عَمْرو: ففعلتُ، فبَلَغَه أنّهما ينطقان في القدر، فدعاهما فقال: أَعِلْمُ الله نافذٌ في عباده أو مُنتقض؟ قالا: بل نافذٌ يا أمير المؤمنين، قال: ففيم الكلامُ؟ فخرجا، ثم بلغه أنّهما قد أَسْرَفا فقال: ما هذا الأمر الذي تنطقان فيه؟ قالا: نقول ما قال الله عز وجل في كتابه: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)} إلى قوله: {وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 1 - 3]، ثم سكت، فقال عُمَر: اقرأ، فقرأ حتى بلغ {يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} [الشّورى: 8]، قال: كيف ترى يا ابنَ الأتانة؟! تأخذُ الفروعَ وتَدَعُ الأصولَ؟! ثم أَخْرَجَهما، فلمّا كان عند مرضه بَلَغَه أنّهما قد أَسْرَفا، فأرسل إليهما وهو مُغضَبٌ فقال: ألم يكن في عِلْم الله حين أمر إبليس بالسجود أنّه لا يسجدُ؟ قال عَمْرو: فأومأتُ إليهما برأسي: قُولا نعم، فقالا: نعم، فأمر بإخراجهما والكتابِ إلى الأجناد بخلاف ما قالا، فمات عُمَر قبل أن تنفذ تلك الكتب
(1)
.
2449 -
قال أبو عُمَر الطَّلَمَنْكي: "زَعَمَت المعتزلةُ المُلْحِدَةُ أنّ الله لا يُضلُّ أحدًا، وأنّ الإضلالَ من الله تسميةٌ كما يُقال: أَكْفَرَ فلانٌ فلانًا، أي سمّاه كافرًا، أو كما يُقال: أَفْجَرَه وأَفْسَقَه، واللغةُ لا تُطلِق ذلك لهم إلّا أن يتناول توجيهَ ذلك مَنْ كان مِنْ أهل اللغة، مطابقًا لهم على مذاهبهم كمَثَل محمد بن المستنير المعروف بقُطْرُب، وأبي الحسن سعيد بن مَسْعَدَة الأَخْفَش ومَن كان مثلَهما، فقد تكلّموا في آي الأقدار في القرآن بأهوائهم، ولقد أخبرني أبو بكر محمد بنُ عليّ بنِ أحمد، قال: قال لنا أبو جعفر أحمد بنُ محمد بنِ إسماعيل النحّاس
(2)
: قال أبو حاتم: وسمعتُ الأَخْفَش
(1)
أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/ 371 - 372/ رقم: 804)، والرواية من طريقه.
(2)
انظر: إعراب القرآن (1/ 421).
يَذكرُ كسرَ إنْ يحتجُّ به لأهل القدر لأنّه كان منهم، ويجعله على التقديم والتأخير، أي: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُو إنما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ، قال: ورأيتُ في مصحفٍ في المسجد الجامع قد زادوا فيه حرفًا فصار: إنَّمَا نُمْلِي لهم ليزدادوا إيمانًا، فنظر إليه يعقوب القارئ فتبيّن اللحقَ فحكَّه".
2450 -
قال الطَّلَمَنْكي: "وقد لَعَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الزائدَ في كتاب الله، ومَنْ كان هذا اعتقادَه فغيرُ مَأمونٍ على تأويل القرآن، ولا ينبغي أن يُسْكَنَ إلى قوله ولا يوثَقَ به في لغة العرب، وإن ذُكر قولُه فينبغي أن يُذكر مِنْ قوله ما لا يمكنُه الإلحادُ فيه أو ما كان مُجامعًا فيه لغيره من أهل اللغة المتسنِّنين، كالخليل بن أحمد وسيبويه وأبي عَمْرو بن العلاء وعليّ بنِ حمزة الكسائي والفرّاء وأبي عُبَيْد وأبي حاتم، رحم الله جميعَهم ومَنْ سَلَك سبيلَهم ممّن سَلَك طريقَ السنّة ولم تُحفَظْ عليه البدعةُ".
2451 -
قال الطَّلَمَنْكي: "وقالت القدريّة المنفردةُ بالقدر: إنّ الله لا يبتدئُ بالإضلال أحدًا، ولكنّه يُضلُّ مُجازيا، والذي عليه أهلُ الحديث والفقه وأسلافُ المسلمين من الصحابة والتابعين على أنّ الله قد أَضَلَّ مَن شاء وهَدَى مَنْ شاء في مَكْنون عِلْمِه وقديمِ كتابه، بغير عملٍ كان منهم، وفَعَل في ذلك ما شاء، وله الحجّةُ البالغةُ، ولم يُحفظْ عن أحدٍ منهم أنّ الإضلال مِن الله تسميتُه كما قالت المُلحدةُ المُبَدِّلة قولًا غير الذي قيل لهم؛ غير أنّ كثيرًا مِن أصحابنا مِن أهل السنّة قد أجاب أنّ الله هَدَى مَنْ كان في عِلْمِه أنّه يَقبلُ الهُدى ويُطيعُه ويتَّبعُ رسلَه، وأضلَّ من كان في عِلْمه أنّه لا يقبلُ الهُدَى ولا يُطيعُه ولا يتّبعُ رسلَه، قال الله تعالى:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: 23]، وقال عُمَر بن الخطّاب للنصرانيّ الذي عارضه في قوله من يهده اللهُ فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له: بل الله أَضَلَّك على عِلْم، ثم يُميتُك ويُدخلُك النارَ إن شاء الله، وعلى القولين
جميعًا إنّ الإضلال والهُدَى من الله قد تقدّم في سابق عِلْمه، وإنّ العباد غيرُ قادرين على الخروج ممّا عَلِمَه منهم، والآثارُ والقرآنُ تشهدُ لأهل السنّة، وذكرنا في القرآن من ذلك في ثلاثةٍ وعشرين موضعًا، أولها: في البقرة {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} [البقرة: 26]، وآخرها في سورة المدّثّر {يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [المدثر: 31]، -قال أبو عُمَر- ولم تزل العربُ في جاهليّتها تَذْكُرُ الهُدَى والضلالَ في خُطَبِها وأشعارِها، قال لَبيد بن ربيعة في جاهليّته:
من هداه سبل الخير اهتدى
…
ناعمَ البال ومن شاء أضلّ
وما قال ليبتغيَ الإسلامَ بيتًا واحدًا".
قلتُ: رُوِيَ أنّه قال في الإسلام بيتًا واحدًا:
الحمد لله إذْ لم يأتني أجلي
…
حتى لبستُ من الإسلام سربالا
(1)
2452 -
وقال محمد بن الحافظ التَّيْمي
(2)
: والظاهرُ أنّ لبيدًا رحمه الله قال قولَه:
لَعمرُك ما تدري الطوارقُ بالحصى
…
ولا زاجراتُ الطير ما الله صانعُ
قبل الإسلام؛ فإنّه لم يقل بعد الإسلام إلّا بيتين فيما رُوِي.
قلتُ: لعلّه يعني بالبيتين مِنْ قول لَبيد:
ذهب الذين يُعاشُ في أكنافهم
…
وبقيتُ في خلْفٍ كجلد الأجرب
يتأكَّلون بلادةً ومشحّةً
…
ويُعاب قائلُهم وإن لم يشغب
(1)
وقيل إن البيت لقِرَدَة بن نُفاثة السلولي رضي الله عنه، أخرجه البيهقي في الزهد الكبير (رقم: 645)، وانظر: الاستيعاب (3/ 1305 - 1306).
(2)
هو: محمد بن الحافظ إسماعيل بن محمد التيمي، توفي صغيرًا في حياة والده سنة 526 هـ، أملى جملةً من شرح الصحيحين. السير (20/ 83 - 84).
رَوَتْه عائشةُ، وهو عندنا في الأول من معجم ابن جُمَيْع
(1)
.
2453 -
قال محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة: حدّثنا أبو موسى، ثنا أبو عامر عبد الملك بنُ عَمْرو، ثنا حاتم بنُ إسماعيل، ثنا صالح بنُ محمد بنِ زائدة -هو: أبو واقد-، عن أبي سَلَمَة ابنِ عبد الرحمن، عن عائشة قالت، ما رَفَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بصرَه إلى السماء إلّا قال:
"يا مقلّبَ القلوب ثبِّتْ قلبي على طاعتك"
(2)
.
2454 -
حديثُ عَمْرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جدّه: بينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يحدّثنا على باب الحجرات إذْ أقبل أبو بكر وعُمَر ومعهما فئامٌ من الناس، الحديث في اختلافهما، وقولُ عُمَر:"الحسناتُ والسيّئاتُ من الله"، وفيه:
"لأقضينّ بينكما بقضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل، إنّهما أول خلق الله تكلّم فيه، فقضى بينهما بحقيقة القدر، خيره وشرّه وحلوه ومرّه كلِّه من الله، وإنّي قاضٍ بينكما"، ثم التفت إلى أبي بكر فقال:
"يا أبا بكر، إنّ الله لو أراد أن لا يُعصى لم يخلقْ إبليس"، فقال أبو بكر: صدق اللهُ ورسولُه.
رواه الطبراني في المعجم الأوسط
(3)
وقال: "لم يَرْوِه عن مقاتل بن حيّان إلّا عُمَر بنُ الصبح، تفرّد به محمد بن يَعْلَى -هو: زُنْبور- ".
(1)
معجم الشيوخ (ص 102 - 103).
(2)
لم أجده في التوحيد ولا في الصحيح، فلعله في كتابه في القدر. وإسناده ضعيف، صالح ابن محمد بن زائدة ضعيف كما في التقريب. إلا أن الحديث صحيح بطرقه وشواهده.
(3)
المعجم الأوسط (رقم: 2648). وأخرجه كذلك البزار -كما في كشف الأستار (3/ 24 - 25/ رقم: 2153) -. قال الهيثمي في المجمع (7/ 191 - 192): "وفي إسناد الطبراني عمر بن الصبح وهو ضعيف جدا، وشيخ البزار السكن بن سعيد لم أعرفه". وقال ابن حجر في مختصر زوائد البزار (2/ 150): "هذا خبرٌ منكر، وفي الإسناد ضعف".
باب قول الله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} [النحل: 81]، وقوله:{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} [النحل: 80] والجعلُ نوعان: كَوْنيّ قدريّ، وأمريّ شرعيّ. وقوله:{وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)} [يس]، وقوله:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} [الصافات]، وقوله:{وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)} [الملك]، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} [المُلك: 14]، وقوله:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الرّعد: 16]، وقوله:{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فقَدَّرَه تَقْدِيرًا} [الفُرقان: 2]، وقوله:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر]، {وخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [الأنعَام: 101]، {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعَام: 102]، وقول الله:{وَمَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ لَوْلَاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعرَاف: 43]
2455 -
وحديثُ جابر في الاستخارة تقدّم في (باب العلم).
2456 -
وقال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدّثنا حَبّان بنُ هلال، ثنا جعفر،
قال: سمعتُ ثابت
(1)
البُنانيَّ قال: قال مُطَرِّف: "لو أُخرِجَ قلبي فجُعِلَ في يدي هذه -يعني: اليسرى-، وجُعل بالخير كلّه فجُعل في هذه -يعني: يمينَه- ما استطعتُ أن أُولج قلبي منه مثقالَ ذرّة حتى يكون الله يصنعُه"، وقال مُطَرِّف:"نظرتُ فإذا ابنُ آدم مُلقًى بين يَدَيْ الله وبين إبليس، إن شاء الله أن يعصمَه عَصَمَه، وإن تَرَكَه ذهب به إبليس"
(2)
.
2457 -
وقال: حدّثنا إبراهيم بنُ الحَكَم، قال: حدّثني أبي، عن عِكرِمَة قال:"قال جبريل: إنّي لأُبعثُ للأمر لأُمْضِيه، فربّما أجيءُ فأجد الكَوْنَ قد سبقني إليه"
(3)
.
2458 -
وذكر عبد الرحمن ابنُ مَنْدَه ما ذكره عبد الله بنُ محمد بنِ جعفر بنِ حيّان: ثنا محمد بنُ الصبّاح، ثنا عبد الله بنُ عُمَر، ثنا عبد الصمد، ثنا حمّاد بنُ سلمة، ثنا حُمَيْدٌ الطويل قال: قدم الحسن فأتاه فقيها مكّة الحسن بنُ مسلم وعبد الله بنُ عُبَيْد، فقال له رجلٌ: يا أبا سعيد مَنْ خَلَقَ الشيطان؟ فقال: "سبحان الله! هل من خالقٍ غيرُ الله؟! " ثم قال: "إنّ الله تبارك وتعالى خَلَقَ الشيطانَ وخَلَقَ الخيرَ وخَلَقَ الشرَّ"، فقال رجلٌ منهم: قاتلهم الله، يكذبون على الشيخ.
(1)
هكذا بخط المصنف.
(2)
إسناد الأثرين حسن، رجاله ثقات غير جعفر -هو: ابن سليمان- فهو صدوق زاهد كما في التقريب. وقد توبع جعفر بن سليمان عن ثابت البناني كما سيأتي. والأثر الأول أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (58/ 310) لأبي الربيع الزهراني، وأبو نعيم في الحلية (2/ 201) لمحمد بن عبد بن حساب، كلاهما عن جعفر بن سليمان. والأثر الثاني أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (رقم: 25) عن فضيل بن عبد الوهاب، والآجري في الشريعة (2/ 890/ رقم: 475) لعبيد الله بن عمر القواريري، واللالكائي في السنة (4/ 682) لقَطَن بن نُسَيْر، ثلاثتهم عن جعفر بن سليمان. وتوبع جعفر على الأثر الثاني تابعه: حماد بن سلمة عند ابن بطة (الكتاب الثاني: 2/ 195 - 196/ رقم: 1712).
(3)
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 335) لمحمد بن أبان عن إبراهيم بن الحكم.
رواه الطَّلَمَنْكيّ
(1)
.
2459 -
وقال عاصمٌ الأَحْوَل، عن الحسن:"إنّ الله خَلَقَ خَلْقًا، وقَدَّرَ رِزْقًا، وقَدَّرَ المعصيةَ، وقَدَّرَ العافيةَ، فمَنْ كَذَّبَ بشيءٍ منه فقد كَذَّبَ بالقرآن".
أخبرنا سليمان، أنبأنا ابنُ كَرَم، أبتنا فاطمة، أبنا الكامَخيّ، أنا أبو نَصْر المفسِّر
(2)
، ثنا أبو الحسن محمد بنُ محمد بنِ الحسن الكارِزِي
(3)
، ثنا أحمد بنُ الحسين
(4)
، ثا عليّ بن المديني، ثنا محمد بنُ خازم، ثنا عاصمٌ الأحول، بهذا
(5)
.
2460 -
أخبرنا أبو نَصْر ابنُ الشيرازي، أنبأنا محمود بنُ مَنْدَه، أبنا أبو الخير الباغْبان، أبنا عبد الوهّاب اابنُ مَنْدَه، أبنا أبي، أنا محمد -هو: ابنُ عُمَر بنِ حفص-، ثنا إسحاق -هو: ابنُ إبراهيم شاذان-، ثنا سَعْد بنُ الصَّلْت، عن محمد بنِ عَجْلان، عن عَمْرو بنِ شُعَيْب، عن أبيه، عن جدّه، عن عبد الله بنِ عَمْرو بنِ العاص قال:
"إنه لفي كتاب الله: إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا، خَلَقْتُ الخيرَ وخَلَقْتُ
(1)
وأخرجه أبو داود (رقم: 4618) عن موسى بن إسماعيل، وابن بطة في الإبانة (الكتاب الثاني 2/ 190 - 191/ رقم 1698) لحجاج -هو: ابن منهال-، كلاهما عن حماد بن سلمة.
(2)
هو: منصور بن الحسين لن حمد النيسابوري، توفي سنة 422 هـ. السير (17/ 441 - 442).
(3)
نسبةً إلى كارِز، قرية بنيسابور. الإكمال (7/ 141) لابن ماكولا، والأنساب (11/ 14) للسمعاني.
(4)
هو ابن نصر، أبو جعفر الحذّاء، مولى هَمْدان، توفي سنة 299 هـ، وثّقه الدارقطني. تاريخ بغداد (5/ 157 - 158).
(5)
الرواية من جزء حديث المفسر، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1553).
الشرَّ، فطوبى لمن خَلَقْتُ الخيرَ على يَدَيْه، وويلٌ لمن خَلَقْتُ الشرَّ على يَدَيْه"
(1)
.
2461 -
وعن الحسن: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سَبِإ: 54] قال: "حيل بينهم وبين الإيمان".
في الأول من فوائد أبي عليّ الشَّعْراني
(2)
.
2462 -
وعن عبد الله بن زياد قال: قال غَيْلانُ لربيعة بنِ أبي عبد الرحمن: أُنشِدُك اللهَ! أترى اللهَ يُحِبُّ أن يُعصَى؟ فقال ربيعة: أُنشِدُك اللهَ! أترى اللهَ يُعصَى قَسْرًا؟ فكأنّ ربيعةَ ألقمَ غيلانَ حجرًا.
رواه أبو بكر الشافعي في الرابع من الغيلانيّات
(3)
.
2463 -
قال مكّيُّ بنُ أبي طالب
(4)
: قوله {خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصَّافات: 96]{مَا} في موضع نصب بخَلَق، وهي عطف على الكاف والميم، وهي والفعل مصدر، أيْ: خَلَقَكم وعَمَلَكم، وهذا أَلْيَقُ بها؛ لأنّه قال تعالى:{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)} [الفلق: 2]، فأجمع القرّاءُ المشهورون وغيرُهم من أهل الشذوذ على إضافة {شَرِّ} إلى {مَا} ، وذلك يدلُّ على
(1)
الرواية من أمالي أبي عبد الله ابن منده، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1572). وإسناده حسن، محمد ابن عجلان -هو: المدني- صدوق، وسعد بن الصلت ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 86) من رواية جمعٍ عنه وابن حبانُ في الثقات (6/ 378) وقال:"ربما أغرب".
(2)
والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (19/ 395/ رقم: 36452)، وابن جرير في تفسيره (19/ 321). وعزاه السيوطي في الدر المنثور (12/ 241) إليهما وإلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(3)
الغيلانيات (رقم: 398). وعبد الله بن زياد هو: ابن سليمان المخزومي، قال في التقريب:"متروك، اتهمه بالكذب أبو داود وغيره".
(4)
مشكل إعراب القرآن (2/ 2162 - 163). وهو: أبو محمد مكي بن أبي طالب حمّوش بن محمد القيسي القيرواني، من كبار القرّاء، توفي سنة 437 هـ. السير (17/ 591 - 592).
خَلْقِه للشرّ، وقد فارق عَمْرو بنُ عُبَيْد رئيسُ المعتزلة جماعةَ المسلمين فقرأ: من شرٍّ ما خلق، بالتنوين، ليُثبتَ أنّ مع الله خالِقِين يخلقون الشرَّ، وهذا إلحادٌ وكفرٌ، والصحيحُ أنّ الله قد أَعْلَمَنا أنّه خَلَق الشرَّ، وأَمَرَنا أن نتعوَّذَ منه به، فإذا خَلَق الشرَّ -وهو خالقٌ الخيرَ بلا اختلافٍ- دلَّ ذلك على أنّه خَلَق أعمالَ العباد كلَّها من خير وشرٍّ، فيجبُ أن تكونَ {مَا} والفعلُ مصدرًا، فيكونُ معنى الكلام: أنّه تعالى عمَّ جميعَ الأشياء أنّها مخلوقةٌ له فقال: والله خلقكم وعملَكم، وقد قالت المعتزلةُ: إنّ {مَا} بمعنى الذي، فرارًا من أن يُقِرّوا بعموم الخلق لله.
قولُه تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] مع قوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]، اتّفق المسلمون على أنّ تلك الهدايةَ المنفيّة ليس هي الهدايةُ المثبَتةُ له، لا نزاع في هذا بين أهل السنّة والقدريّة، أمّا الهدايةُ الثابتةُ فهي الدعوةُ والبيان، وأمّا حصولُ الهُدَى في القلب فهذا لا يُقْدَرُ عليه بالاتّفاق.
2464 -
أخبرنا عيسى، أنا جعفر، أنا السِّلَفي، أنا أبو طالب البصري، ثنا عبد الملك بنُ بِشْران، أنا أبو بكر أحمد بنُ جعفر بن حَمْدان، ثنا إبراهيم بن عبد الله الكَجِّي، ثنا عبد الله ابنُ رجاء، ثنا يحيى أبو زكريا، عن أبي مالك الأَشْجَعي، عن رِبْعِيّ، عن حُذَيْفَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَلَقَ الله كلَّ صانعٍ وصَنْعَتَه"
(1)
.
2465 -
أخبرتنا زينب ابنةُ الكمال رحمها الله، قالت: أنبأنا محمد بنُ عبد الكريم وإبراهيم بنُ محمود، قالا: أبنا وفاء بنُ أَسْعَد، زاد محمد
(1)
أخرجه ابن بشران في أماليه (رقم: 1243)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن، عبد الله ابن رجاء هوة ابن عمر الغداني، قال في القريب:"صدوق يهم قليلًا"، وبقية رجاله ثقات. وهو مخرج في السلسلة الصحيحة (رقم: 1637).
فقال: وعُبَيْد الله بنُ شاتيل، قالا: أبنا أبو القاسم ابنُ بَيان، أبنا أبو القاسم بنُ بِشْران، أنا حمزة بنُ محمد بنِ العبّاس
(1)
، ثنا محمد بنُ غالب، ثنا القَعْنَبي، ثنا مَرْوان الفَزاري، عن أبي مالك الأَشْجَعي، عن رِبْعِيّ بن حِراش، عن حُذَيْفَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله صَنَعَ كلَّ صانعٍ وصَنعتَه"
(2)
.
وهو في الرابع من حديث أبي لَبيد السامي.
رواه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد
(3)
، عن عليّ بنِ عبد الله عن مَرْوان بنِ معاوية.
2466 -
قال الإمام أحمد
(4)
: حدّثنا معاذ بنُ معاذ، ثنا رجلٌ من أصحابنا ببغداد، قال: حدّثني صاحبٌ لي قال: قلتُ لابنِ عَوْن: إنّ قومًا يزعمون أنّ الله لم يخلق الشرّ، فقال:"أستعيذ بالسميع العليم، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)} [الفلق] ".
2467 -
عن طُلَيق بن قَيْس، عن ابن عبّاس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو يقول:
"ربِّ أعِنِّي ولا تُعِنْ عليَّ، وانصُرني ولا تنصُرْ عليَّ، وامكُرْ لي ولا تمكُرْ عليَّ، واهْدِني ويسِّر الهُدَى لي، وانصُرني على من بغى عليَّ، ربِّ اجعلْني لك شكّارًا، لك ذكّارًا، لك رهّابًا، لك مِطْواعًا، لك مُخبتًا، إليك أَوّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبّلْ توبتي، واغسْلْ حَوْبَتي، وأَجِبْ دعوتي، وثبِّتْ حجّتي، وسدِّدْ لساني، واهدِ قلبي، واسلُلْ سخيمةَ صدري".
(1)
هو: الدهقان.
(2)
الرواية من جزء حديث حمزة الدهقان. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1175). والإسناد صحيح، مروان الفزاري هو: ابن معاوية بن الحارث.
(3)
خلق أفعال العباد (رقم: 124).
(4)
رواه عنه ابنه عبد الله في العلل ومحرفة الرجال (3/ 198 - 199/ رقم: 4860).
رواه التِّرْمِذِيُّ
(1)
-وقال: "حديث حسن صحيح"- والبخاريُّ في الأدب
(2)
.
وهو في الثالث من فوائد أبي عَمْرو بن مَنْدَه.
2468 -
عن قَيْس بنِ سَعْد بن عُبادة، أنّ أباه دَفَعَه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه، قال: فمرَّ بي النبيُ صلى الله عليه وسلم وقد صلّيتُ، فضربني برجله وقال:"ألا أدلُّك على بابٍ من أبواب الجنّة؟ "،
قلتُ: بلى، قال:
"لا حول ولا قوّة إلّا بالله".
رواه التِّرْمِذِي
(3)
وقال: "حديث حسنٌ صحيح، غريبٌ من هذا الوجه".
2469 -
عن أبي الحَوْراء قال: قال الحسن بنُ عليّ: علَّمَني رسولُ الله كلماتٍ أقولهنّ في الوتر:
"اللهم اهْدِني فيمَنْ هَدَيْتَ، وعافِني فيمَنْ عافَيْتَ، وتَوَلَّني فيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وبارِكْ لي فيما أَعْطَيْتَ، وقِني شرَّ ما قَضَيْتَ، فإنّك تقضى ولا يُقْضَى عليك، وإنّه لا يَذِلُّ مَنْ واليتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ".
رواه التِّرْمِذِي
(4)
وقال: "حديث حسن".
2470 -
عن وَرّاد كاتب المغيرة بنِ شُعْبَة، عن المغيرة: سمعتُ رسول الله يقول في دُبُر صلاته إذا قضاها:
"لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو
(1)
الجامع (رقم: 3551).
(2)
الأدب المفرد (رقم: 665). وصححه الألباني.
(3)
الجامع (رقم: 3581). وهو مخرج في الصحيحة (رقم: 1746).
(4)
الجامع (رقم: 464). خرّجه الألباني في إرواء الغيل (2/ 172) وصححه.
على كلّ شيءٍ قدير، اللهم لا مانع لِما أَعْطَيْتَ ولا معطيَ لِما مَنَعتَ ولا ينفعُ ذا الجَدّ منك الجَدُّ".
رواه البخاريُ ومسلم
(1)
.
2471 -
عن عتبة بنِ مسلم، عن أبي عبد الرحمن -هو: الصُّنابِحي-، عن مُعاذ بنِ جبل قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"يا معاذ إنّي أحبُّك، فلا تَدَعْ أن تقول في دُبُر كلّ صلاة: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
رواه ابنُ السنّي
(2)
، وأبو داود
(3)
، والنسائي
(4)
.
اسمُ الصُّنابِحي: عبد الرحمن بنُ عُسَيْلَة.
2472 -
وفي حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يخفضُ القِسْطَ ويَرْفعُه": قال أبو عبد الله محمد بنُ إسماعيل بنِ محمد التَّيْمِيّ الشافعي الأصبهاني: في هذا ردٌّ على القدريّة وإثباتُ أنّ الخيرَ والشرَّ كلَّه من الله؛ لأنّ رَفْعَ القِسْط إثباتٌ للجور، ولا شكّ أنّ إزالةَ العَدْلِ شرٌّ، وهو بتقدير الله سبحانه.
2473 -
قال أبو عبد الله محمد بنُ نَصْر المروزي: "لم يختلفْ أهلُ العلم من السلف في أنّ أفعال العباد كلَّها مخلوقة مُقَدَّرة، الإيمانُ والكفرُ والطاعاتُ والمعاصي وما سوى ذلك من أفعال العباد، والقرآنُ كلام الله ليس بمخلوقٍ، وهو صفةٌ من صفات الله ليس من أفعال العباد، ولا هو غير
(1)
صحيح البخاري (رقم: 844) وصحيح مسلم (رقم: 593).
(2)
عمل اليوم والليلة (رقم: 118).
(3)
السنن (رقم: 1522).
(4)
السنن الصغرى (رقم: 1303) والكبرى (6/ 32/ رقم: 9937).
الله، بل هو من الله صفةٌ من صفات ذاته كالعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة".
2474 -
وقال: "سمعتُ إسحاق بنَ إبراهيم يقول: الخيرُ والشرُّ مخلوقان مُقَدَّران جميعًا، أملى هذا علينا إسحاق في مجلسه فيه خلْق نحوٌ من ألفٍ أكثر أو أقلّ ما سمعتُ أحدًا من أصحاب الحديث يُنكرُ هذا عليه، حتى قدمتُ سمرقد وسمعتُ إسحاقَ يقول: أفعالُ العباد كلُّها مخلوقة، وسمعتُ إسحاق بنَ إبراهيم يقول: خَلَق الله الكفرَ والإيمان".
2475 -
وذكر
(1)
كلامَ أحمد وقولَه لأحمد بنِ الحسن التِّرْمِذِي: أليس كلُّ شيءٍ منك مخلوقٌ؟ قال: بلى، قال: وكلامُك أليس هو منك هو مخلوق؟ وكلامُ الله منه، فيكون شيءٌ من الله مخلوقًا؟! وكلامَ أبي عُبَيْد، قال:"وكذلك قولُ أبي ثَوْر"، قال:"فهؤلاء علماءُ أصحاب الحديث متَّفِقون على ما ذكرنا، فمَنْ رَوَى عن أحمد بنِ حَنْبَل خلافَ هذا فقد رَوَى الباطلَ".
* * *
(1)
يعني: المروزي.
بابُ: الخَتْم والطَّبْع والإِضْلال والإِغْواء والإِمْلاء والصَّدِّ
2476 -
وقيل في قوله: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسرَاء: 13]: "طائرُه: قضاؤه الذي قضاه الله له من الخير والشرّ فهو لازم عنقه".
وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)} [البَقَرَةَ].
{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [البَقَرَةَ: 7] الآية.
{وَصُدَّ عَنِ السَّبِيل} [غَافر: 37] قراءةُ ابنِ عامر والكوفيّين
(1)
.
وقوله: {فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} [الرُّوم: 29]، {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} [البَقَرَةَ: 26]. الآية.
وقوله عن إبليس {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحجر: 39]، {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} [هُود: 34].
{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النِّسَاء: 88].
{الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} [محَمَّد: 25] في الأمل.
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)} [الأنعَام].
2477 -
{وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)} [الأعلى]: قال مكِّيّ
(2)
: "المعنى فيه:
(1)
التيسير في القراءات السبع (ص 133). ونسبة القراءة لابن عامر خطأ من المؤلف، فإنّ قرأءتَه بفتح الصاد كغير الكوفيين.
(2)
مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني (ت: 437). والنقل من تفسيره: الهداية إلى بلوغ النهاية (12/ 8207).
فهَدَى وأضلَّ، ثم حُذِف لفظُ الضلال لدلالة عطف المعنى عليه"، وذكر القولَ الآخرَ: "قدّر خَلْقَه فهدى كلَّ مخلوقٍ إلى مصلحته".
{وَيَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعُقِلُونَ}
(1)
.
{بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} [النِّسَاء: 155].
{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غَافر: 35].
{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا} [الأنعام: 25].
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ} [الأنعَام: 46].
{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصَّف: 5].
{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)} [الأنعَام] الآيات.
{إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8)} [يس] الآيات.
وفي قراءة عبد الله: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَيْمانهم أَغْلَالًا} ، فكفت الإيمان من ذِكْر الأعناق في قراءة عبد الله، وكفت الأعناق من الأَيْمان في قراءة العامّة
(2)
.
{وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (52)
…
وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سَبَإ: 52 - 54] أي: من الإيمان
(3)
.
(1)
خطأ في نص الآية، والصواب:{وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأعراف: 100].
(2)
انظر: معاني القرآن (2/ 373) للفراء، فالعبارة منقولة منه.
(3)
هو تفسير الحسن البصري. الدر المنثور (12/ 241).
{وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعَام: 125].
{كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ} يعني: الكذب {فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} [الحِجر: 12]، {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)} [الشُّعَرَاء].
وقوله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبيَاء: 73]، {وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} [البَقَرَة: 128]، {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ} [إبراهيم: 40].
2478 -
ولمّا قال عُمَر في خطبته: "من يُضلِلْ اللهُ فلا هادي له"، فقال الجاثَليق: إنّ الله لا يُضلُّ أحدًا، فقال عُمَر:"كذبتَ يا عدوَّ الله، بل الله خَلَقَك، وهو يُضلُّك، ثم يُميتُك، ثم يبعثُك، ثم يُدخلُك النارَ إن شاء الله"، الحديث.
رواه ابن وَهْب في كتاب القدر
(1)
.
2479 -
قال سعيد بنُ جُبَيْر: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفَال: 24] قال: "يحولُ بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الطاعة".
في التفسير المنثور لأبي بكر الشافعي
(2)
.
2480 -
وعن الضحّاك بن مُزاحِم نحوه
(3)
.
2481 -
عن عَمْرو بن سعيد، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس: أنّ ضِمادًا قدم مكّةَ، وكان من أَزْد شَنوءة وكان يرقي من هذه الريح، الحديث وفيه: فقال رسول الله:
"إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أمّا بعد"، الحديث.
(1)
القدر (رقم: 22).
(2)
وأخرجه عد الرزاق في تفسيره (2/ 118) ابن جرير (11/ 107 - 108).
(3)
أخرجه أيضًا عبد الرزاق (2/ 118) وابن جرير (11/ 108).
رواه مسلم
(1)
.
2482 -
رَوَى العُقَيْلِيُّ في ترجمة عِكْرِمَة
(2)
أنّه قال: "إنّما أنزلَ الله متشابهَ القرآن لِيُضِلَّ به".
2483 -
عن عُقْبَة بن مسلم، عن أبي عبد الرحمن، عن الصَّنابِحِيّ، عن مُعاذ بن جبل قال: لقيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:
"يا معاذ إنّي أحبُّك، فلا تَدَعْ أن تقول في دُبُر كلّ صلاة: اللهم أَعِنّي على ذِكْرك وشُكْرك وحُسْن عبادتك".
رواه ابنُ السُّنِّيّ في اليوم والليلة
(3)
-وسقط منه الصُّنابحِيُّ
(4)
-، وأبو داود
(5)
، والنسائي في اليوم والليلة
(6)
.
2484 -
أخبرنا ابنُ الشيرازي، أبنا ابنُ قُمَيْرَة، أبتنا شُهْدَة، قالت: أنا طِراد -إجازةً-، أنا ابنُ بِشْران، أنا ابنُ صَفْوان، ثنا ابنُ أبي الدنيا، ثنا محمد بنُ إسحاق، ثنا سعيد بنُ أبي مريم، ثنا نافع بنُ يزيد، ثنا عيّاش بنُ عبّاس، أنّ عبد الملك بنَ نافع المَعافِري حدَّثه، أنّ جعفر بنَ عبد الله بنِ عبد الحكم حدّثه، عن خالد بنِ رافع أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود:
(1)
الصحيح (رقم: 868).
(2)
الضعفاء الكبير (3/ 1076). وعتق الذهبي على هذا الأثر في السير (5/ 33) بقوله: "هذه عبارة رديئة، بل إنما أنزله الله تعالى ليهدي به المؤمنين، وما يُضِلُّ به إلا الفاسقين كما أخبرنا عز وجل في سورة البقرة".
(3)
عمل اليوم والليلة (رقم: 118).
(4)
وهذا هو الصواب، ووقع في نشرات الكتاب كلِّها إثبات اسم الصنابحيّ، وهو خطأ؛ فبالرجوع إلى إحدى النسخ المخطوطة وهي نسخة مكتبة برلين (150 I PET)(ق 15 أ) نجدُ أنّ الصنابحي ساقط من السند.
(5)
سنن أبي داود (1522).
(6)
السنن الكبرى (6/ 32/ رقم: 9937).
"لا تُكثِرْ همَّك، ما يُقدَّر يكنْ، وما تُرزَقْ يَأتِك"
(1)
.
رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة
(2)
، عن محمد بنِ إسحاق الصغاني، وقال:"أنّ عُبَيْد بنَ مالك المَعافِري" بدل (عبد الملك بن نافع)، قال:"ولا أعلمُ لخالد بنِ رافع غيرَ هذا، ولا أدري له صحبةٌ أم لا".
2485 -
وبهذا الإسناد إلى ابن أبي الدنيا، قال: حدّثنا محمد بنُ ناصح، ثنا بقيّة بنُ الوليد، عن معاوية بنِ يحيى أبي مُطيع، عن سعيد بنِ أبي أيّوب، عن عيّاش بنِ عبّاس، عن مالك بن عبد الله المَعافِري قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنِ مسعود فقال:
"لا تُكثِرْ همَّك، فإنّه ما يُقَدَّرْ يكنْ، وما تُرزَقْ يَأتِك"
(3)
.
2486 -
قال أحمد بنُ عبد الله العِجْلي
(4)
: ثنا محمد بن يوسف الفِرْيابي، عن فُضَيْل بن عياض قال: قيل لطاووس: هذا قتادةُ يأتيك، قال: لئن جاء لأقومنَّ، قيل: إنّه فقيه، قال إبليس أفقهُ منه قال:{رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحِجر: 39].
2487 -
وفي الموطّأ
(5)
لمالك: عن أبي الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
أخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة (رقم: 19)، والرواية من طريقه. وإسناده مرسل؛ خالد ابن رافع لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، انظر: الجرح والتعديل (3/ 330). والحديث وقع اضطراب شديد في إسناده، وهو في السلسلة الضعيفة (رقم: 4792).
(2)
المعجم (2/ 238).
(3)
الفرج بعد الشدة (رقم: 28). وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/ 668/ رقم: 1080) لأبي عبد الرحمن المقرئ عن سعيد بن أيوب.
(4)
معرفة الثقات (2/ 216).
(5)
الموطأ (2/ 900).
"لا تسألْ المرأةُ طلاقَ أختها لتستفرغ صَحْفَتَها، ولْتنكح فإنّما لها ما قُدِّر لها".
رواه البخاري
(1)
.
2488 -
حديث رافع بن مَكيث:
"حسنُ الخُلُق نماء، والبرُّ زيادةٌ في العُمُر".
رواه أحمد
(2)
.
2489 -
عن عاصم بن ضُمْرَة، عن عليّ رفعه:
"من سرّه أن يُمَدَّ له في عُمُره ويُوسَّع عليه رِزْقُه ويُدفع عنه ميتةَ السوء فلْيتّق الله ولْيصلْ رحمه".
رواه عبد الله بن أحمد في المسند
(3)
.
وهو في جزء خفاجة
(4)
.
2490 -
حديثُ عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم، عن عائشة مرفوعًا:"وصِلَةُ الرَّحِم وحُسنُ الخلُق وحُسنُ الجوار يَعْمُران الديار ويزيدان في الأعمار".
رواه أحمد
(5)
.
(1)
الصحيح (رقم: 6600).
(2)
المسند (25/ 487/ رقم: 16079). واسناده ضيف؛ لإبهام الراوي عن ابن مكيث، ولجهالة أحد رواته (عثمان بن زفر)، والحديث في السلسلة الضعيفة (رقم: 794).
(3)
المسند (2/ 387/ رقم: 1213).
(4)
هو: جزء من حديث أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحَمّامي (ت 419 هـ)، قيل له جزء خفاجة لذكر خفاجة في أثرٍ فيه. المعجم المفهرس (رقم: 1149).
(5)
المسند (42/ 153/ رقم: 25259). وإسناده صحيح، وهو في السلسلة الصحيحة (رقم: 519).
2491 -
حديثُ عائشة:
"لن يُغنيَ حذرٌ من قدر، وإنّ الدعاء لينفع ممّا نزل من السماء وممّا لم ينزل"، الحديث
(1)
.
في الحادي عشر من حديث أبي سَهْل بن زياد
(2)
، وفي الأول من معجم ابن جُمَيْع
(3)
، والأول من الدعاء للطبراني
(4)
، وفي ثاني فضائل الأعمال لابن شاهين
(5)
وجزء الفيل.
ورُوِيَ من حديث معاذ بن جبل، في جزء إسحاق بن الفَيْض والأول من الدعاء للطبراني
(6)
.
2492 -
حديث كثير بن عبد الله أبي هاشم، عن أنس بن مالك رفعه:"يا بنيّ أكثِرْ من الدعاء؛ فإنّ الدعاءَ يردُّ القضاءَ المُبْرَم".
في الثاني من فضائل الأعمال لابن شاهين
(7)
.
2493 -
في الأول من غرائب شاذان إسحاق بن إبراهيم، لعِكْرِمَة عن ابن عبّاس -في قصّة الهدهد
(8)
-: "إنّ العِلْم لا يُغني مع القدر شيئًا".
(1)
في إسناده زكريا بن منظور، وهو ضعيف كما في التقريب، وبه أعلّه الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم: 6764).
(2)
هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد البغدادي القطّان (ت 350 هـ). السير (15/ 521).
(3)
معجم شيوخ ابن جميع (ص 105).
(4)
كتاب الدعاء (1/ 31/ رقم: 33).
(5)
الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك (رقم: 148).
(6)
كاب الدعاء (1/ 31/ رقم: 32).
(7)
الترغيب في فضائل الأعمال (رقم: 149). وإسناده ضعيف؛ غير أبو عبد الله أورده الذهبي في الميزان (3/ 406) بتضعيف جماعة له، والحديث في ضعيف الجامع (رقم 1102).
(8)
يعني هدهد سليمان. وانظر: الدر المنثور (11/ 347 - 348).
2494 -
حديث مَيْمُون بن سِياه، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أحبَّ أن يَمُدَّ الله في عُمُره ويزيدَ في رِزْقه فلْيبَرَّ والدَيْه ولْيصِلْ رحِمَه".
رواه الإمام أحمد
(1)
.
في الأول من الثقفيّات
(2)
ومشيخة سعد الدين
(3)
.
ورُوِيَ لعبد الله بنِ عبد الرحمن بنِ أبي حسين عن أنس، رواه أحمد
(4)
.
ورُوِيَ لابن شهاب عن أنس، رواه أحمد
(5)
.
ورُوِيَ من حديث عليّ، في ثاني معجم ابن جُمَيْع
(6)
.
2495 -
حديث عَمْرو بن عَوْف:
"إنّ صدقة المرء المسلم تزيدُ في العُمُر، وتمنعُ ميتةَ السوء، ويُذهبُ الله بها الفخرَ والكِبْرَ".
في السابع والعشرين من البِشْرانيّات
(7)
، وفي جزء الحَيْص بَيْص
(8)
.
(1)
المسند (21/ 93/ رقم: 13401). وإسناده حسن.
(2)
الثقفيات -الجزء الأول- (ق 2/ أ - شستر بيتي 3492).
(3)
لعله: سعد الدين أبو محمد وأبو عبد الرحمن مسعود بن أحمد بن زيد، الحارثي البغدادي ثم المصري، الحنبلي، المتوفى سنة (711 هـ). الذيل على طبقات الحنابلة (4/ 387 - 390).
(4)
المسند (20/ 43 - 44/ رقم: 12588).
(5)
المسند (21/ 209/ رقم: 13585).
(6)
معجم الشيوخ (ص 262 - 264).
(7)
أمالي ابن بشران (رقم: 1501). وإسناده صعيف؛ فيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف: قال في التقريب: "ضعيف".
(8)
هو: الأمير الشاعر شهاب الدين أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد التميمي، توفي سنة 574 هـ. السير (21/ 61 - 62). وجزؤه ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس (رقم: 1138، 1560).
2496 -
(1)
أخبرني أبو الحجّاج الحافظ، أبنا أبو الحسن ابنُ البخاري، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا أبو عليّ الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم الحافظ، أبنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أحمد بنُ عبد الوهّاب، ثنا يحيى بنُ صالح الوُحاظي، ثنا سليمان بنُ عطاء، عن مَسْلَمَة بنُ عبد الله الجُهَني، عن عمّه أبي مَشْجَعَة، عن أبي الدَّرْداء قال: ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرحامَ فقلنا: مَنْ وَصَل رَحِمَه أُنْسِئَ في أجَلِه، فقال:
"إنّه ليس يزدادُ في عُمُره، قال الله عز وجل: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعرَاف: 34]، ولكنّه الرجلُ تكونُ له الذرّيّةُ الصالحةُ، فيدعون له من بعده، فيُبَلِّغُه ذلك، فذلك الذي يُنسأُ في أجَلِه"
(2)
.
قال الطبراني: "لا يُرْوَى هذا الحديث عن أبي الدَّرْداء إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به سليمان بنُ عطاء".
* * *
(1)
هذا النصّ كتبه المصنف بعرض الصفحة السابقة (336 أ).
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 34)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف في سلسلة من الضعفاء، انظر تفصيل الكلام عليه في السلسلة الضعيفة (رقم: 5323).
باب: إنّ الرُّقَى والدواء من قدر الله
2497 -
وقال عمر بن الخطّاب: "نعم نَفِرُّ من قدر الله إلى قدر الله". في جزء الذُّهْلي
(1)
، والموطّأ
(2)
.
2498 -
عن أبي خِزامة، عن أبيه قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسول الله أرأيتَ رُقى نسترقيها ودواءً نتداوَى به وتُقاةً نتقيها، هل تردُّ من قدر الله شيئًا؟ قال:
"هي من قدر الله".
قال التِّرْمِذِي
(3)
: "هذا حديثٌ حسن".
ذكره البغوي في معجمه
(4)
فقال: "سعد بن أبي خِزامة"، ثم ذكره
(5)
في ترجمة الحارث بن سَعْد، بناءً على روايةٍ عن يونس عن الزُّهْريّ عن ابنِ أبي خِزامة عن الحارث بنِ سَعْد عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"وصحيح هذا الحديث عن الزُّهْريّ عن ابنِ أبي خِزامة -أحدِ بني الحارث ابن سَعْد- عن أبيه"، ثم ذكره في ترجمة يَعْمُر السِّعْدي، بناءً على روايةٍ عن يونس وعَمْرو بن الحارث عن ابن شهاب عن أبي خِزامة بن يَعْمُر -أحدِ بني الحارث بن سَعْد- عن أبيه.
(1)
جزء محمد بن يحيى الذهلي (ق 43/ أ- مخطوط دار الكتب 1259).
(2)
موطأ الإمام مالك (2/ 894 - 896). وأخرجه من طريق مالك: البخاري (رقم: 5729) ومسلم (رقم: 2219).
(3)
جامع الترمذي (رقم: 2065). وقد ضعّفه الألباني وألحقه بضعيف الترمذي، ولعلّ ذلك بناء على الاختلاف الواقع في إسناده. وانظر: الإصابة في تمييز الصحابة (12/ 182 - 183).
(4)
معجم الصحابة (3/ 38).
(5)
المعجم (2/ 144).
باب: ما جاء: "لا يردُّ القدر إلّا الدعاءُ"
2499 -
عن أبي عثمان النَّهْدِيّ، عن سَلْمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يردُّ القضاءَ إلّا الدعاءُ، ولا يزيدُ فى العُمُر إلّا البِرُّ".
أبنا إسحاق، أنا ابنُ خليل، أبنا ابنُ فاذْشاه
(1)
والكَرّاني، قالا: أنا محمود، أنا ابنُ فاذْشاه
(2)
، أنا الطبراني، ثنا معاذ بنُ المثنّى وموسى بنُ هارون ومحمد بنُ العبّاس المؤدِّب.
(ح) وأخبرنا ابنُ الشِّحْنَة، أنبأنا قَمَر، أبتنا شُهْدَة، أنا الباقلّاني، أنا ابنُ شاذان، أنا أبو سَهْل بنُ زياد، ثنا جعفر بن محمد الرازي؛ قالوا
(3)
: ثنا سعيد بنُ يعقوب الطالَقاني، ثنا يحيى ابنُ الضُّرَيْس، عن أبي مَوْدود، عن سليمان التَّيْمي، عن أبي عثمان، بهذا الحديث
(4)
.
رواه التِّرْمِذِي
(5)
وقال: "حديث حسن غريب، وفي الباب عن أبي أَسِيد".
2500 -
قال البخاري في الأدب
(6)
: ثنا أَصْبَغُ بنُ الفرج، أخبرني ابنُ
(1)
هو: أبو طاهر علي بن سعيد بن علي الأصبهاني، توفي سنة 594 هـ. تاريخ الإسلام (وفيات: 591 - 600 هـ/ 163 - 164).
(2)
هو تلميذ الطبراني أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين، وقد مرّ كثيرًا.
(3)
يعني: شوخ الطبراني المتقدمين، وجعفر بن محمد الرازي.
(4)
الروايةُ بالسند الأول من الدعاء (رقم: 30) للطبراني، ويحتمل أن تكون من السنة له؛ فإسنادهما واحد. وهي بالسند الثاني من حديث أبي سهل بن زياد القطان.
(5)
الجامع (رقم: 2139).
(6)
الأدب المفرد (رقم: 22).
وَهْب، عن يحيى ابنِ أيّوب، عن زبّان بنِ فائد، عن سَهْل بنِ معاذ، عن أبيه قال: قال رسول الله:
"من برَّ والدَه
(1)
طوبى له زادَ الله في عُمُره"
(2)
.
2501 -
عن محمد بن عبّاد، عن ثَوْبان رفَعَه:
"من سرّه النَّساءُ في الأجل والزيادةُ في الرزق فلْيَصِلْ رَحِمَه".
رواه أحمد
(3)
.
2502 -
في الكامل في (ترجمة سليمان بن عطاء)
(4)
، لأبي الدَّرْداء: ذكرنا زيادةَ العُمُر عند رسول الله فقال:
"إنّ الله -يعني- لا يُؤخِّرُ نفسًا إذا جاء أَجَلُها، وإنّما زيادةُ العُمُر ذرّيّةٌ صالحة يَرزقُها اللهُ العبدَ، فيدعون له بعد موته فيَلْحَقُه دعاؤهم في قبره، فذلك زيادةٌ في العُمُر".
2503 -
أخبرتني زينب ابنة أحمد، عن يوسف بنِ خليل -إجازةً -، قال: أبنا أبو جعفر الطَّرَسُوسي ومحمد ابنُ أبي زَيْد، قالا: أنا محمود بنُ إسماعيل، أنا أبو بكر ابنُ شاذان، أنا أبو بكر ابنُ فُورَك
(5)
، أنا أبو بكر بنُ أبي عاصم، ثنا أبو بكر ابنُ أبي شَيْبَة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بنِ عيسى، عن عبد الله ابنِ أبي الجَعْد، عن ثَوْبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
في المطبوع: (والديه)، وهو تصرف من المحقق؛ ففي الأصل المخطوط كما عند ابن المحب.
(2)
الحديث في الجامع (رقم: 111) لابن وهب. وقد ضغفه الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم: 4567) بزبّان بن فائد: قال في التقريب "ضعيف الحديث، مع صلاحه وعبادته".
(3)
المسند (37/ 69 - 70/ رقم: 22400). وإسناده حسن.
(4)
الكامل في ضعفاء الرجال (3/ 285 - 286). وسليمان بن عطاء قال فه في التقريب. "منكر الحديث"، فالإسناد ضعيف جدا.
(5)
هو: القباب.
"إنّ الرجلَ يُحرَمُ الرزقَ بالذنب يُصيبُه، ولا يردُّ القدرَ إلّا الدعاءُ، ولا يزيد في العمُر إلّا البرّ"
(1)
.
رواه الإمام أحمد
(2)
عن وكيع، وابنُ ماجه
(3)
، وابنُ حبّان
(4)
، وهو في جزء ابن فَرْغان
(5)
.
2504 -
وأخبرنا عبد الله بنُ الحسن، أنبأنا السِّبْط، أنا السِّلَفي، أنا ابنُ البَطِر، أنا أبو حفص العُكْبري، أنا محمد بنُ يحيى بنِ عُمَر بنِ عليّ بنِ حَرْب
(6)
، ثنا عُمَر بنُ عليّ -هو جدُّه-، ثنا أبو نُعَيْم، عن سفيان، عن عبد الله بنِ عيسى، عن ابنِ أبي الجَعْد، عن ثَوْبان قال: قال رسول الله:
"لا يزيدُ في العُمُر إلّا البرُّ، ولا يردُّ القدرَ إلّا الدعاءُ، وإنّ الرجل ليُحْرَمُ الرزقَ بالذنب يُصيبُه"
(7)
.
وهو في جزء ابنِ فَرْغان، وعوالي أبي نُعَيْم للضياء
(8)
.
(1)
الرواية من كتاب السنة لابن أبي عاصم، ولم أجدها في المطبوع. وإسنادها ضعيف لجهالة عبد الله بن أبي الجعد كما في الميزان (3/ 400)، وقال في التقريب:"مقبول". إلا أنّ الحديث يصح من طرق أخرى، انظر: السلسلة الصحيحة (رقم: 154).
(2)
المسند (37/ 68/ رقم: 22386).
(3)
سنن ابن ماجه (رقم: 90 و 4022).
(4)
الإحسان (3/ 153/ رقم: 872).
(5)
هو: أبو الحسين أحمد بن الفتح بن عبد الله بن فرغان الموصلي الشافعي، توفي سنة 438 هـ. الإكمال (7/ 46) لابن ماكولا وتوضيح المشتبه (7/ 80) لابن ناصر الدين. وابنُ فرغان هذا له جزء حدّث به عن أبي الفتح الأزدي وأبي هاشم الحسين بن محمد الحداد، وصلنا منتقى مه في مجاميع العمرية (المجموع 79).
(6)
أبو جعفر الطائي الموصلي، نافلةُ علي بن حرب، توفي سنة 340 هـ، قال الذهبي:"وقع لنا من طريقه جزءان ما أعلاهما لسبط السلفي". السير (15/ 357 - 358).
(7)
الرواية لعلها من جزء محمد بن يحيى نافلة علي بن حرب المذكور. أبو نعيم هو: الفضل ابن دكين.
(8)
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 100/ رقم: 1442) عن أبي زرعة الدمشقي عن أبي نعيم.
ورُوِيَ من حديث أبي الأَشْعَث الصنعاني عن ثَوْبان، في الأول من الدعاء للطبراني
(1)
.
2505 -
عن نافع، عن ابن عُمَر: قال رسول الله:
"من فُتِح له منكم بابُ الدعاء فُتِحت له أبوابُ الرحمة، وما سُئل الله شيئًا -يعني: أحبَّ إليه- من أن يُسْأل العافية"،
وقال رسول الله:
"إنّ الدعاء ينفعُ ممّا نزل وممّا لم ينزل، فعليكـ[ـم عبادَ الله بالدعاء]
(2)
"
(3)
.
2506 -
أخبرنا ابنُ طَرْخان وابنُ عيّاش، قالا: أنا ابنُ أبي اليُسْر، أبنا ابنُ طَبَرْزَد، أنا ابنُ البَنّا، أنا الجَوْهَري، أبنا عبد العزيز بنُ الحسن بنِ أبي صابر، ثنا أبو خُبَيْب العبّاس بنُ أحمد بنِ محمد بنِ عيسى البِرْتي، ثنا أبو سَلَمَة -هو: يحيى بنُ المغيرة المَخْزُومي-، قال: حدّثني أخي
(4)
، عن أبيه
(5)
، عن عثمان بنِ عبد الرحمن
(6)
، عن سُهَيْل بنِ أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"برُّ الوالدين يزيد في العُمُر، والكذبُ يُنقِص الرِّزقَ، والدعاءُ يردُّ
(1)
الدعاء (رقم: 31).
(2)
الجملة بين المعقوفين لم تظهر في الصفحة بسبب تآكل طرفها، وقد أكملتها من مصدر التخريج.
(3)
أخرجه الترمذي (رقم: 3548). وأشار الألباني إلى ضعف الشطر الأول من الحديث وحسن الشطر الثاني.
(4)
هو: محمد بن المغيرة المخزومي.
(5)
المغيرة بن إسماعل بن أيوب.
(6)
هو: ابنُ عمر بن سعد ين أبي وقاص.
القضاءَ، ولله عز وجل في خلقه قضاءان: مُحدث، وقضاء نافذ، وللأنبياء على العلماء فضلُ درجتين، وللعلماء على الشهداء فضلُ درجة"
(1)
.
رواه ابنُ عَدِيّ
(2)
، لسَعْدان بنِ نَصْر عن خالد بنِ إسماعيل المَخْزُومي عن عثمان بنِ عبد الرحمن عن أبي سُهَيْل -وهو: نافع بنُ مالك- عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة، وقال
(3)
: "خالد ابنُ إسماعيل أبو الوليد المخزومي، [يضعُ الحديثَ على المسلمين]
(4)
".
2507 -
أخبرنا عيسى وسليمان، قالا: أنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا أبو بكر الطُّرَيْثيثي، أنا أبو الحسن الرزّاز، ثنا أبو عَمْرو ابنُ السمّاك، ثنا أبو قِلابة، ثنا أبو عامر العَقَدي، ثنا زُهَيْر، عن العلاء بنِ عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ النَّذْرَ لا يَردُّ من القدر شيئًا، إنّما يُستخرَج به من البخيل"
(5)
.
2508 -
ذكر ابنُ عديّ، لعبد الله بنِ المُؤَمَّل المكّي عن ابنِ أبي مُلَيْكة عن عائشة أنّ أسماء بنت عُمَيْس جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ الله إنّ العين لتُسرِعُ إلى بني جعفر، أفأَسْتَرْقي لهم؟ فقالا النبي صلّى الله عليه:"استرقي لهم، فلو كان شيءٌ يسبقُ القدرَ سَبَقَتْه العَيْنُ"
(6)
.
(1)
الرواية من حديث ابن أبي صابر، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1097). وإسنادها ضعيف جدًّا؛ علّته عثمان بن عبد الرحمن: قال في التقريب: "متروك، كذّبه ابن معين".
(2)
الكامل في ضعفاء الرجال (4/ 43).
(3)
في تصدير ترجمة المذكور.
(4)
جملة ذهبت حروفها مع ما تآكل من طرف الورقة، استدركتها من الإكمال.
(5)
الرواية من جزء أمالي ابن السمّاك والخلدي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1277). والإسناد صحيح. وأخرجه مسلم (رقم: 1640) لعبد العزيز الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن.
(6)
الكامل (4/ 137). وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل المكي. والحديث صحيح =
2509 -
وذكر ابنُ عديّ
(1)
، لطالب بن حبيب الأنصاري عن الرحمن بنِ جابر ابنِ عبد الله عن أبيه رفعه:
"أكثرُ من يموت من أمّتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس"، يعني: بالعين.
2510 -
ولمعاوية بن هشام عن سفيان الثوري عن محمد بن المُنْكَدِر عن جابر رفعه:
"إنّ العين لتُدخِلُ الرجلَ القبرَ والجملَ القِدْرَ"
(2)
2511 -
وقال حسّان
(3)
:
ونعلمُ أنّ الملك لله وحده
…
وأنّ قضاء الله لا بدّ واقعُ
2512 -
عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن كَعْب:"إنّا لنجدُ في كتاب الله: ابنَ آدم اتّق ربَّك، وابرُرْ والديك، وصِلْ رحِمَك، نَمُدُّ لك في عُمُرك، ونصرفُ عنك عُسْرَك، ونُيسِّر لك أمرَك".
أخبرنا سليمان، أنبأنا عُمَر بنُ كرَم، أبتنا فاطمة ابنةُ سَعْد الله، قالت: أنا محمد بنُ الحسين بنِ محمد بنِ طلحة، أنا أبو طاهر ابنُ مَحْمِش، أنا أبو الفضل العبّاس بنُ محمد بن قُوهِيار
(4)
، ثنا محمد بنُ عبد الوهّاب، ثنا
= لكن من طريق عبيد بن رفاعة الزرقي عن أسماء، أخرجه الإمام أحمد (45/ 462/ رقم: 27470) والترمذي (رقم: 2059) وغيرهم، وهو في الصحيحة (رقم: 1252).
(1)
الكامل (4/ 119).
(2)
الكامل (9/ 407 - 408).
(3)
البيت من قصيدة له رضي الله عنه في رثاء سعد بن معاذ رضي الله عنه وغيره، أوردها ابن هشام في السيرة (2/ 271).
(4)
أبو الفضل النيسابوري، توفي سنة 332 هـ، قال الذهبي:"واتتخب عليه حافظُ نيسابور أبو علي". السير (15/ 331).
يَعْلَى بنُ عُبَيْد، عن سفيان، عن عطاء بهذا
(1)
.
2513 -
عن عطاء بن أبي رَباح، عن أنس بن مالك رفعه:"من سَرَّه أن يُنسأَ في أجله ويُوسَّع عليه في رِزْقه فلْيَصِلْ رحمَه". في الرابع من فوائد أبي أحمد الحاكم
(2)
.
2514 -
(3)
عن يزيد مولى المُنْبَعِث، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامَكم؛ فإنّ صِلَةَ الرَّحِمِ محبّةٌ في الأهل، مثراةٌ في المال، منسأةٌ في الأثر".
رواه التِّرْمِذِي
(4)
وقال: "حديثٌ غريب من هذا الوجه، ومعنى قوله "منسأةٌ في الأثر" يعني به الزيادةَ في العمُر".
[ ..... ]
(5)
.
(1)
الرواية من جزء ابن قوهيار فيما يبدو. والإسناد حسن، فعطاء بن السائب رغم اختلاطه بأخرة إلا أن سفيان -وهو: الثوري- قد سمع منه قبل ذلك. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 68 - 69/ رقم: 25899) من طريق منصور عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن كعب قال: "والذي فلق البحر لبني إسرائيل إن في التوراة مكتوبا: ابن آدم" فذكره، وإسناده صحيح. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 369) ص طريق مسعر عن أبي مصعب عن أبيه عن كعب. فيبدو أن في إسناده اضطرابًا.
(2)
وأخرجه ابن الأعرابي في المعجم (رقم: 167) والدولابي في الكنى (1/ 329) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (8/ 81) مرفوعًا، وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 177) موقوفًا على أنس.
(3)
هذا النصّ كتبه المصنّف في الزاوية اليمنى من أعلى هذه الصفحة، وبقيّتُها خطُّ معترض يتبع ما سيأتي بعد.
(4)
الجامع (رقم: 1979). وهو صحيح مخرَّج في السلسلة الصحيحة (رقم: 276).
(5)
هنا سطرٌ مكتوبٌ على حافّة هذه الصفحة لكنّه ذهب بسب تآكل الورقة.
2515 -
عن عليّ بنِ زَيْد، عن سعيد بنِ المسيِّب، عن أنس مرفوعًا -في حديث طويل-:
"با بنيَّ أسبغِ الوضوءَ يُزَدْ في عمُرك ويُحِبَّك حافظاك".
في الثاني من المعجم الصغير للطبراني
(1)
.
ورُوِيَ من حديث أبي همّام عن أنس، في جزء سعيد بن عبد العزيز الحلبي
(2)
بعضه
(3)
.
* * *
(1)
الروض الداني (2/ 100/ رقم 3: 856). وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو: ابن جدعان-. وهو في المعجم الأوسط (رقم: 5991). وفي مسند أبي يعلى (6/ 306 /رقم: 3624).
(2)
أبو عثمان، نزيل دمشق، توفي سنة 318 هـ. السير (14/ 513 - 514).
(3)
أخرجه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (9/ 345).
وللحديث طرق أخرى عن أنس لا تخلوا من ضعف؛ انظر: تخريج أحاديث الكشاف (2/ 452 - 453) للزيلعي.
باب: ما جاء في القدريّة
وهم الذين يُكذِّبون بقَدَر الله، ويقولون إنّهم يُقَدِّرون لأنفسهم ما لا يُقَدِّرُه الله لهم، ويخلقون من أفعالهم ما لا يخلقُه الله فيهم، وإنّه يكونُ ما يُريدونه من أنفسهم ولا يكون ما يريدُه الله منهم.
2516 -
عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"صنفان ليس لهما في الإسلام نصيبٌ: القدريّة، والمرجئة".
رواه إسحاق بنُ راهويه، والتّرْمِذِيُّ
(1)
وقال: "غريب"، وابنُ ماجه
(2)
، وخُشَيْشٌ، وابنُ أبي عاصم
(3)
، والحدّاد في الثاني من معجمه، وابنُ عديّ في (ترجمة سلّام بن أبي عَمْرَة)
(4)
.
ورواه إسحاق بن راهويه قال: أبنا بقيّة، عن طَلْحَة القرشي، عن إسماعيل بن نَشِيط، عن ابن عبّاس قولَه
(5)
.
2517 -
عن كُلَيْب بنِ وائل قال: سمعتُ ابنَ عُمَر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كذّب بالقدر أو خاصمهم فقد كفر بما جئتُ به".
(1)
الجامع (رقم: 2149).
(2)
السنن (رقم: 62، 73).
(3)
السنة (رقم: 334). قال الألباني: "إسناده ضعيف جدا".
(4)
الكامل (3/ 309).
(5)
إسماعيل بن نشيط ضعيف كما في الميزان (1/ 252)، وبقية هو ابن الوليد وهو مدلّس معروف.
أخبرنا ابنُ عبد الدائم والقاضي سليمان، قالا: أبنا الحسين بن المبارك.
وأخبرنا سليمان وعيسى وابنُ أبي طالب وإسماعيل بنُ مكتوم، قالوا: أبنا عبد الله بن عُمَر، أبنا عبد الأول بنُ عيسى، أبنا محمد بنُ أبي مسعود، أبنا عبد الرحمن ابنُ أبي شُرَيْح، أبنا أبو القاسم البغوي، ثنا أبو الجَهْم العلاء بنُ موسى، ثنا سَوّار بنُ مُصْعَب، عن كُلَيْب بهذا الحديث
(1)
.
2518 -
وبهذا الإسناد إلى سوّار بن مصعب، عن زَيْد، عن عليّ قال: صلّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا بغَلَس، فقال له رجلٌ: يا رسول الله! متى الساعة؟ قال
"ما أعددْتَ لها عُدَّتَها؟ "،
فجلس حتى إذا أَسْفَرَ ونَوَّر قال:
"من السائلُ عن الساعة؟ "،
فجثى لركبتيه فقال: أنا يا رسول الله، فإذا هو بعُمَر بن الخطّاب، فنظر إلى السماء فقال:
"تبارك خالقُها ورافعُها وبانيها وطاويها كطيّ السجلّ للكتب" ثلاثًا، فقال:
"ذاك يا عُمَر عند حَيْف الأئمّة، وتكذيبٍ بالقدر، وإيمانٍ بالنجوم، وقومٍ
(1)
الرواية من جزء أبي الجهم (رقم: 89). وإسناده ضعيف جدا، لأجل سوار بن مصعب: قال البخاري. منكر الحديث، وقال النسائي: متروك، قال الذهبي: وفي جزء أبي الجهم عنه مناكير. الميزان (2/ 246). وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 455) في ترجمة سوار هذا.
يتَّخذون الأمانَة مَغْنَمًا، والصدقةَ مغرمًا، والخلافةَ مُلكًا، والفاحشة زيادةً"
(1)
.
2519 -
(2)
أخبرنا عيسى، أنا جعفر، أنا السِّلَفي، أنا أبو البركات محمد بنُ عبد الله ابنِ الوكيل، ثنا أبو القاسم بنُ بِشْران، أنا أبو الحسن محمد بنُ أحمد بنِ سفيان بالكوفة، ثنا الحسين بنُ محمد، ثنا محمد بنُ عبد الله العامري أبو بكر بمصر، ثنا عياض بنُ عبد -هكذا في كتابي-، ثنا سليمان بنُ نصر، عن إسماعيل بنُ عيّاش، عن ابنُ جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لعن الله القدريّةَ وقد فعل، لعن الله القدريّةَ وقد فعل، لعن الله القدريّةَ وقد فعل، ما قالوا كما قالت الملائكةُ، ولا قالوا كما قالت الأنبياءُ، ولا قالوا كما قال أهلُ الجنّة، ولا قالوا كما قال أهلُ النار، ولا قالوا كما قال إبليس، قالت الملائكةُ: {لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} [البَقَرَة: 32]، وقالت الأنبياءُ قولَ لوط: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هُود: 80]، وقال أهلُ الجنّة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعرَاف: 43]، وقال أهلُ النار: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ} [المؤمنون: 106]، وقال إبليس: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحِجر: 39] "
(3)
.
2520 -
قال أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ: أبنا أبو الحسن عليّ بنُ عبد الله الهَمْداني ساكنُ مكّةَ -فيما استُجِيز لنا منه فأجازه-، قال: ثنا أبو بكر
(1)
جزء أبي الجهم (رقم: 82). وإسناده كسابقه.
(2)
انتقلنا إلى هذه الصفحة لأن المصنف كتب بحاشية نهاية النص السابق: (الخط المعترض)، وهو الذي في الصفحة (338 ب).
(3)
الرواية من أمالي ابن بشران (رقم: 1368). والإسناد ضعيف، علّته رواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده، فهو حمصي وابن جريج مكي. والحديث عزاه السيوطي في الدر المنثور (15/ 170) لابن مردويه.
محمد بنُ القاسم الدُّهْني، ثنا أحمد بنُ عامر، ثنا عُمَر بنُ حفص، ثنا معروف الخيّاط، قال: سمعتُ واثلةَ بنَ الأَسْقَع يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو أنّ مرجئًا أو قدريًّا مات ودُفن ثمّ نُبش بعد ثلاثة أيّام لَوُجد إلى غير القبلة"
(1)
.
2521 -
قال الطَّلَمَنْكيّ: إنّ صحَّ متنُه -على لِينِ إسناده- فالذي ردَّهم عن القبلة إعراضُهم عن كتاب الله ورغبتُهم عن سنّة رسول الله عَمْدًا صُراحًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم-بعد أن وصفهم بكثرة الصلاة والصيام-:"يمرقون من الإسلام كما يمرُقُ السهمُ من الرميّة، ثم لا يعودون حتى بعود السهمُ على فَوْقه"، فإن اعتلَّ أحدٌ بأنّ هذا الوعيد من رسول الله متوجِّه على الخوارج، قيل له: أهلُ الأهواء كلُّهم يَرَوْن الخروجَ ويستحلّون السيفَ، والمعتزلةُ والقدريّةُ يكفِّرون المسلمين بالذنوب ويقولون بأنّ أهل التوحيد مُخَلَّدون في النار مع الكفّار والمشركين والمنافقين، مع ما يضمّون إلى ذلك من القولِ بخلق القرآن وخلقِ الأسماء والصفات، وتفسيقِ الصحابة الأزكياء، والتكذيبِ بالقدر، إلى سائر ما يعتقدونه ويتديّنون به من خلاف جماهير المسلمين من الصحابة والتابعين، ومَنْ كان هكذا فحقيقٌ بأن يُصرَف في قبره عن القبلة؛ لتضليله أهلَ القبلة، وخلافهم للكتاب والسنّة وإجماع الأمّة.
قلتُ: شيخُ الطَّلَمَنْكيّ في هذا الحديث: ابنُ جَهْضَم، وشيخُه: أبو بكر محمد بنُ عليّ بنِ القاسم بنِ خالد بنِ سعيد بنِ عبد الرحمن الذهبي صاحبُ التاريخ، وشيخُه: أحمد بنُ عامر البَرْقَعِيدِيّ
(2)
شيخُ ابنِ عَدِيّ الحافظ، روى
(1)
إسناده ضعيف لضعف معروف -ابن عبد الله- الخياط كما في التقريب. وأخرجه ابن عساكر في تاريغ دمشق (43/ 566) لأبي القاسم المؤدب النصيبي عن أحمد بن عامر الربعي.
(2)
نسبة إلى برقعيد بالموصل. لب الباب في تحرير الأنساب (ص 35).
عنه هذا الحديث
(1)
، أظنُّه: أحمد بنَ عامر بنِ مَعْمَر الدمشقي، وشيخُه: عُمَر بنُ حَفْص القرشي الدمشقي، وشيخُه: أبو الخطّاب معروف بن عبد الله الخيّاط الدمشقي قال ابن عديّ: "عامّةُ ما يرويه لا يُتابَع عليه".
2522 -
قال أبو بكر بنُ خُزَيْمَة
(2)
: حدّثنا أحمد بنُ سعيد الدارمي، ثنا بكر بنُ وائل اللَّقِيطي -ودَلَّني عليه يحيى بنُ حمّاد، وكان جارًا لهم-، ثنا أبو سِنان، عن عبد الله بنِ الدَّيْلَمي، عن أبيه قال: أتيتُ ابنَ مسعود فقلتُ له: إنّه أَشْكَلَ عليَّ شيءٌ مِنْ أمر ديني جئتُك أسألُك عنه، قال:"مهْ مهْ يا ابنَ أخي، لعلّه هذا القدر؟ " قال: قلتُ: نعم، قال:"إنّه سيكون في آخر هذه الأمّة قومٌ يزعمون أنّ الخيرَ والشرَّ في أيديهم، من شاء منهم عَمِل خيرًا ومن شاء منهم عمل شرًّا، أولئك عليهم لعنةُ الله والملائكةِ والناسِ أجمعين، ائتِ حُذَيْفَة"، فأتيتُه فقلتُ: أَشْكَلَ عليَّ شيءٌ من أمر ديني، وإنّي أتيتُ ابنَ مسعود فأَرْشَدَني إليك، فقال لي:"يا ابنَ أخي مهْ مهْ أَمْسِكْ، لعلّه في القدر؟ "، فقلتُ: نعم، قال:"إنّه سيكونُ في آخر هذه الأمّة أقوامٌ يزعمون أنّ الخيرَ والشرَّ بأيديهم، أولئك عليهم لعنةُ الله والملائكةِ والناس أجمعين، ائتِ زَيْدَ بنَ ثابت"، فأتيتُه فقلتُ له: إنّه أَشْكَلَ عليَّ شيءٌ من أمر ديني، وإنّي أتيتُ ابنَ مسعود فأَرْشَدَني إلى حُذَيْفَة، وإنّي أتيتُ حُذَيْفَةَ فأَرْشَدَني إليك، فقال:"مهْ مهْ يا ابنَ أخي، أَمْسِكْ أَمْسِكْ، لعلّه ذا القدر؟ "، قال: قلتُ. نعم، قال: سمعتُ رسول الله يقول:
"إنّه سيكونُ في آخر هذه الأمّة أقوامٌ يزعمون أنّ الخيرَ والشرَّ في أيديهم، أولئك عليهم لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين، مجوسُ هذه الأمّة، مجوسُ هذه الأمّة، مجوسُ هذه الأمّة".
(1)
الكامل في الضعفاء (6/ 326).
(2)
لعلّه في كتاب القدر.
2523 -
(1)
أخبرنا ابنُ أبي الهَيْجاء وعمُّ أبي، قالا: أبنا محمد بنُ إسماعيل، أنا يحيى بنُ محمود، أنا أبو عدنان بنُ أبي نِزار وفاطمة الجُوزْدانيّة، قالا: أبنا محمد ابنُ رِيذَه، أنا الطبراني، ثنا خَلَف بنُ الحسن الواسطي، ثنا محمد بنُ إبراهيم الشامي، ثنا سُوَيْد بنُ عبد العزيز، عن الأَوْزاعي، عن يحيى بنِ أبي كثير، عن عبد الله بنِ أبي قتادة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هلاكُ أمّتي في ثلاثٍ: في القدريّة، والعصبيّة، والرواية من غير ثبت".
لم يروه عن الأَوْزاعي إلّا سُوَيْدٌ، تفرّد به محمد بنُ إبراهيم، قاله الطبراني
(2)
.
رواه ابن خُزَيْمَة، عن عبد القدّوس بن محمد عن محمد بن إبراهيم الشامي، وقال: "هذا حديث منكر
(3)
".
ورُوِيَ من حديث مجاهد عن ابن عبّاس، في الجزء الثالث من حديث الأَصَمّ
(4)
.
2524 -
عن نِزار بن حيّان، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله:
(1)
انتقلنا إلى هذه الصفحه لتعلق ما فيها بالنصوص السابقه، والخط فيها معترض.
(2)
المعجم الصغير (1/ 268/ رقم: 440)، والرواية من طريقه. وهو في المعجم الأوسط (رقم: 3555).
(3)
علته محمد بن إبراهيم الشامي، ترجمه الذهبي في الميزان (2/ 445 - 446) موردًا قول الدارقطني فيه: كذاب، وقول ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة، وقول ابن حبان: كان يضع الحديث.
(4)
حديث أبي العباس الأصم (رقم: 249). وإسناده من طريق أبي العلاء هارون بن هارون، ضعفه في التقريب.
"اتّقوا هذا القدر؛ فإنّه شعبة من النصرانيّة"،
وقال ابن عبّاس: "اتّقوا هذه الإرجاء؛ فإنّها شعبة من النصرانيّة".
في السادس من أمالي عبد الملك بن بِشْران
(1)
.
2525 -
قال إسحاق بن راهويه
(2)
: أنا بقيّة بنُ الوليد، قال: حدّثني الأَوْزاعي، عن العلاء بنِ عُيَيْنَة، عن محمد بن عُبَيْد المكّي، عن ابن عبّاس أنّه قيل له. إنّ رجلًا قدمَ علينا يتكلّمُ في القدر، فقال ابن عبّاس: أَرُونِيه آخذُ برأسه، فوَ الله لئن وقعَتْ رقبتُه في يدي لأدُقَّنَّها، ولئن وقَع أنفُه في فمي لأعُضَّنَّه؛ فإنّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"كأنيّ بنساء بني فَهْم يطُفْنَ بالخزرج تَصْطَكُّ أَلاياهنّ
(3)
مشركاتٍ، وهذا أولُ شرك في الإسلام، واللهِ لا ينتهي بهم سوءُ رأيِهم حتى يُخْرَجَ اللهُ من أن يُقدِّرَ الخيرَ، كما أخرجوه من أن يُقدِّرَ الشرَّ"،
قال بقيّة: فلقيتُ العلاءَ بنَ عُيَيْنَة فحدّثني به عن محمد بن عُبَيْد عن مجاهد بن جَبْر أبي الحجّاج عن ابن عبّاس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله.
2526 -
عن طاوس، عن ابن عبّاس: قال رسول الله:
"يا ابن عبّاس، لعلّك تبقى بعدي فتلقى قومًا يُكذِّبون بقدر الله الذنوبَ
(1)
أمالي ابن بشران (رقم: 447). ونزار بن حيان ضعيف كما في التقريب.
(2)
المسند -مسند ابن عباس- (رقم: 865)، وذكره في المطالب العالية (12/ 466). وإسناده ضعيف؛ لضعف محمد بن عبيد المكي -وهو: ابن أبي صالح- كما في التقريب. وأخرجه الإمام أحمد (5/ 171 - 172/ رقم: 3054) وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 79) والآجري في الشريعة (2/ 946/ رقم: 540) واللالكائي في السنة (4/ 691/ رقم: 1116)، كلهم من طريق بقية به.
(3)
جمع أُلْوة وأَلْوة وإِلْوة وأَلِيّة، أي: اليمين، وهو جمع صحيح. اللسان (14/ 40).
على عباده، استقوا ذلك من النصرانيّة، فإن رأيتَ أحدًا منهم فابْرَأْ إلى الله منه، فإنّي منه بريءٌ".
في الجزء الخامس من أمالي أبي القاسم بن بِشْران
(1)
.
2527 -
وفيه
(2)
، لسليمان التَّيْمي، عن رجلٍ من أهل الكوفة، عن ابن عبّاس: أنّ رسول الله قال:
"كان بدؤُ هلاك الأمم من قبلكم القدر، وإنّكم تُبلَوْن -أو: ستُبْلَوْن- بهم أيّتُها الأمّة، فإنْ لَقِيتُموهم أو أدركتُموهم فسَلُوهم أو تكونوا أنتم السائلين، ولا تمكّنوهم من المسألة".
2528 -
عن خالد بن مَعْدان، عن عُبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يكونُ في أمّتي رجلان: أحدهما يُقال له وَهْب يهب اللهُ له الحكمة، والآخر يُقال له غَيْلان هو شرٌّ على أمّتي من إبليس".
أخبرنا سعيد بنُ فَلّاح، أبتنا فاطمة ابنةُ الملك المُحسِن
(3)
، قالت: أنا ابنُ طَبَرْزَد، أنا ابنُ البنّا، أنا أبو الحسين ابنُ الآبَنُوسي، أنا محمد بنُ عبد الرحمن المُخَلِّص، ثنا عبد الله بنُ محمد البغوي، ثنا محمد بنُ بكّار بنِ الريّان، ثنا حسّان بنُ إبراهيم، عن يحيى بنِ زبّان، عن عبد الله ابنِ راشد،
(1)
أمالي ابن بشران (رقم: 361). رواه من طريق عبد الصمد بن عبد الله عن -وفي المطبوع: بن، وهو تصحيف- عمرو بن دينار عن طاوس. وله شاهد عند الطبراني في المعجم الكبير (11/ 102 - 103/ رقم: 11179) من حديث عبد الرحمن بن سابط مرفوعا. وإسناده ضعيف جدا، فيه: عبد الله ابن زياد بن سمعان، وهو متروك كما في التقريب.
(2)
أمالي ابن بشران (رقم: 371). وإسناده ضعيف لأجل الرجل الذي لم يسم.
(3)
هي: فاطمة بنت الملك المحسن أحمد بن السلطان الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي، توفيت سنة 678 هـ. تاريخ الإسلام (وفيات: 671 - 680 هـ/ ص 309).
عن خالد بنِ مَعْدان بهذا الحديث
(1)
.
رواه عليّ بنُ المديني، عن حسّان.
2529 -
أخبرناه محمد بنُ طَرْخان ومحمد بنُ عيّاش، قالا: أنا إسماعيل بنُ أبي اليُسْر، أنا ابنُ طَبَرْزَد، أنا أبو غالب بنُ البنّا، أنا الحسن بنُ عليّ الجَوْهَري، أنا الحسين بنُ عُمَر بنِ عِمْران بنِ حُبَيْش الضَرّاب، نا محمد بنُ محمد بنِ سليمان، ثنا عليّ بنُ المديني، ثنا حسّان بنُ إبراهيم، ثنا يحيى بن زبّان، أنا عبد الله بنُ راشد، عن مولًى لسعيد بنِ عبد الملك، قال: سمعتُ خالد بنَ مَعْدان يحدّث عن عُبادة بن الصامت قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"سيكونُ في أمّتي رجلان: أحدُهما يُقال له وَهْب يُؤتيه الله الحكمة، والآخرُ يُقال له غَيْلان هو أشدُّ على أمّتي من إبليس"
(2)
.
2530 -
قال عبدُ الملك بنُ محمد بنِ بِشْران الواعظ
(3)
: أبنا أبو الحسن عليّ بنُ عُمَر ابنِ أحمد بنِ مَهْدي الدارقطنيُّ الحافظ، ثنا محمد بنُ مخلد، ثنا عبد الله بنُ محمد بنِ يزيد الحنفي، ثنا إسحاق بنُ إبراهيم الحَنْظَلي
(4)
، ثنا بقيّة بنُ الوليد، ثنا فَطْر بنُ خليفة، عن ابن سابط، عن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
أخرجه أبو طاهر المخلص في المخلصيات (رقم: 843)، وهو في مشيخة ابن الآبنوسي (ق 11 ب- مجموع 117). وإسناده ضعيف لأجل عبد الله بن راشد -هو: الزَّوْفي- قال في التقريب: "مستور"، وقال ابن معين في يحيى بن زبان وشيخه:"لا أعرفهما"، كذا في تاريخ الدارمي عن ابن معين (رقم: 618، 891). وأخرجه الهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (3/ 206 /رقم: 1299) عن محمد بن إسحاق عن محمد بن بكار.
(2)
الرواية -فيما يبدو- من أمالي الجوهري. وفي إسناده إثبات واسطة بين عبد الله بن راشد وخالد بن معدان، وهو رجل لم يسمّ.
(3)
أمالي ابن بشران (رقم: 289).
(4)
هو: ابن راهويه.
"صنفان من أمّتي لا يدخلون الجنّة لا تنالُهم شفاعتي: المرجئة، والقدريّة"
(1)
.
2531 -
(2)
أخبرتنا زينب ابنةُ عبد الله ابنِ الرَّضِيّ، قالت: أنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا عبد الواحد بنُ القاسم وسعيد ابنُ أبي منصور، قالا: أنا محمد بنُ عليّ بنِ أبي ذرّ، أنا أبو طاهر ابنُ عبد الرحيم، أنا عُمَر بنُ محمد بنِ جعفر المَغازلي، أنا أبو الدَّحْداح أحمد بنُ محمد بنِ إسماعيل الدمشقي، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بنُ يعقوب الجَوْزَجاني، ثنا محمد بنُ المتوكِّل، ثنا معتمر بنُ سليمان، عن الحجّاج بنِ فُرافِصَة، عن نافع، عن ابن عُمَر، قال: جاء رجلٌ فسأله عن القدر وهؤلاء القدريّة؟ فقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هم مجوسُ هذه الأمّة"
(3)
.
رُوِيَ عن زكريا بن منظور عن أبي حازم عن نافع هكذا، وهو في الردّ على الجهميّة لنِفْطَويه
(4)
، وفيه، لزكريا بن منظور عن
(5)
ثعلبة بن مالك عن أبي حازم.
(1)
هو في مسند إسحاق بن راهويه كما في المطالب العالية (12/ 503)، قال الحافظ:"فيه انقطاع"، يعني بين ابن سابط -هو: عبد الرحمن- وأبي بكر الصديق رضي الله عنه، فإن روايته عنه مرسلة في قول أبي زرعة كما في جامع التحصيل (ص 222).
(2)
رجعنا إلى تتمة الصفحة السابقة (339 أ).
(3)
الرواية من حديث أبي الدحداح، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1171). وإسناده فيه انقطاع؛ فقد رواه حجاج بن المنهال عن معتمر بن سليمان بإثبات رجل غير مسمى بين حجاج بن فرافصة ونافع، أخرجه ابن بطة في الإبانة (الكتاب الثاني: 2/ 95/ رقم: 1509).
(4)
هذا إسناد ضعيف؛ زكريا بن منظور ضعيف كما في التقريب، وقد وهم فيه كما قال الدارقطني في العلل (13/ 101). وأخرجه بهذا الإسناد: الآجري في الشريعة (2/ 801 - 803/ رقم: 381) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/ 707/ رقم: 1150) والفريابي في القدر (رقم 216، 218).
(5)
أظنه تصحيفًا؛ إذ اسم الراوي: زكريا بن منظور بن أبى ثعلبة، وليس في الرواة عن =
=
ورواه الحَكَم بنُ سعيد بن عبد الله بن عَمْرو بن سعيد بن العاص عن الجُعَيْد بنِ عبد الرحمن عن نافع، في ثامن المعجم الصغير للطبراني
(1)
.
وقد رواه اللالكائي
(2)
، ليحيى بنِ أيّوب عن إسحاق بنِ رافع عن نافع عن ابن عُمَر قولَه.
وكذا رواه جعفر الفريابي في القدر
(3)
، لزكريا بن منظور موقوفًا ومرفوعًا.
2532 -
وبهذا الإسناد إلى أبي الدَّحْداح، قال: أبنا العبّاس بنُ الوليد بنِ مَزيد البيروتي -قراءةً عليه بدمشق-، أبنا محمد بنُ شُعَيْب بنِ شابور، أخبرني غسّان بنُ نافِذ، أنّه سمع أبا الأَشْهَب يحدّث، عن سليمان بنِ مِهْران الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال:
"لكلّ أمّةٍ مجوسٌ، وإنّ هؤلاء القدريّة مجوسُ أمّتى، فإنْ مرضوا فلا تعودوهم، وإنْ ماتوا فلا تشهدوهم ولا تصلّوا عليهم"
(4)
.
قال ابنُ شاهين
(5)
: "تفرّد به محمد بن شعيب عن غسّان بن نافذ".
= أبي حازم سلمة بنِ دينار من اسمُه ثعلبة بنُ مالك؛ بل لم يُذكر هذا الاسم أصلا في رواة الحديث.
(1)
المعجم الصغير (رقم: 800). وإسناده منكر؛ علته الحكم بن سعيد: قال البخاري: منكر الحديث، وضعفه الأزدي، وعدّ الذهبي هذا الحديث من مناكيره في الميزان (1/ 570).
(2)
شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/ 711/ رقم: 1161). وإسناده ضعيف لأجل إسحاق بن رافع: قال أبو حاتم الرازي: "ليس بقوي، لين"، كذا في الجرح والتعديل (2/ 219).
(3)
القدر (رقم: 216، 218).
(4)
وأخرجه أبو الفضل الزهري في حديثه (رقم: 168) وابن عساكر في تاريخ دمشق (37/ 97)، من طريق العباس بن الوليد بن مزيد.
(5)
لعله في الأفراد.
2533 -
وبه، أخبرنا العبّاس بنُ الوليد بنِ مَزِيد. قال: وأخبرني محمد بنُ شُعَيْب بن شابور، أخبرني عُمَر بنُ يزيد النَّصْري، عن عَمْرو بنِ المهاجر صاحبِ حَرَس عُمَر بن عبد العزيز، أنّه أخبره عن عُمَر بنِ عبد العزيز، عن يحيى بنِ القاسم، عن أبيه، عن جدّه عَمْرو بن العاص بنِ وائل السَّهْمي: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال:
"ما هلكتْ أمّةٌ قطّ إلّا بالشرك بالله، وما أشركتْ أمّةٌ حتى بدؤ شركها التكذيب بالقدر".
رواه ابنُ شاهين في الأفراد، واللالَكائي
(1)
، للعبّاس بنِ دُحَيْم عن الوليد بنِ مَزِيد عن محمد بنِ شُعَيْب بن شابور.
وقال ابنُ شاهين: "حديثٌ غريبٌ حسنٌ جدًّا، وقد حدّث به عبد الله بنُ المبارك عن محمد بنِ شُعَيْب".
ورواه اللالَكائي، للزُّهْري عن عُمَر بن عبد العزيز قولَه
(2)
.
ورواه دُحَيْم عن محمد بن شُعَيْب، وهو في مسند عُمَر بن عبد العزيز للباغَنْدي
(3)
.
رواه ابنُ أبي عاصم
(4)
، عن دُحَيْم.
2534 -
قال سعيد بنُ منصور: ثنا إسماعيل بنُ عيّاش، حدّثني عطاءٌ الخراساني، عن أبي هُرَيْرَة قال:
(1)
شرح أصول الاعتقاد (4/ 690/ رقم: 1114).
(2)
الذي في طبعة شرح أصول الاعتقاد (4/ 690 - 691/ رقم: 1115) من رواية عمر بن عبد العزيز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هكذا مرفوعًا.
(3)
مسند عمر بن عبد العزيز (رقم: 76).
(4)
السنة (رقم: 322). قال الألباني: "إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير يحيى بن القاسم وأبيه فإنهما لا يعرفان، وإن وثّقهما ابن حبان".
"إنّ لكلّ أمّة مجوسًا، وإنّ مجوسَ هذه الأمّة القدريّةُ، إنْ مرضوا فلا تعودوهم، وإنْ ماتوا فلا تشهدوهم"
(1)
.
2535 -
قال الإمام أحمد
(2)
: حدّثنا عبد الله بنُ يزيد، ثنا سعيد بنُ أبي أيّوب، حدّثني عطاء بنُ دينار، عن حكيم بنِ شَرِيك الهُذَلي، عن يحيى بنِ مَيْمُون الحَضْرَمي، عن ربيعة الجُرَشي، عن أبي هُرَيْرَة، عن عُمَر بن الخطّاب: عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو عبد الرحمن مرّةً أخرى: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تُجالسوا أهلَ القدر ولا تُفاتحوهم".
رواه خُشَيْش بنُ أَصْرَم، والحارث بنُ أبي أسامة في السادس من مسنده
(3)
، عن المقرئ -وهو: عبد الله بنُ يزيد-.
ورواه ابنُ خُزَيْمَة، وابنُ حبّان
(4)
، وابنُ أبي عاصم
(5)
.
أخبرتْناه ستُّ الفقهاء، أنبأنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أنا السِّمْناني، أنا ابنُ شاذان، أبنا العَبّاداني، ثنا محمد -هو: الدَّقِيقي
(6)
-، ثنا عبد الله بنُ يزيد أبو عبد الرحمن، عن سعيد بنِ أبي أيّوب، فذكره
(7)
.
(1)
إسناده معضل؛ بين عطاء الخراساني وأبي هريرة طبقات، وعطاء الخراساني معروف بالإرسال. وقد رواه يزيد بن ميسرة عن عطاء عن مكحول عن أبي هريرة، أخرجه أبن أبي عاصم في السنة (رقم: 342) والفريابى في القدر (رقم: 235)، وهو منقطع بين مكحول وأبي هريرة.
(2)
المسند (1/ 333/ رقم: 206). والإسناد ضعيف؛ لجهالة حكيم بن شريك الهذلي المصري كما في التقريب.
(3)
لم يرد في زوائده بغية الباحث.
(4)
الإحسان (1/ 280/ رقم: 79).
(5)
السنة (رقم: 330).
(6)
محمد بن عبد الملك.
(7)
الرواية من مجالس الدقيقي العشرة، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1173).
ورواه أبو مُطيع الأَطْرابلسي عن سعيد، فلم يذكر فيه عُمَر
(1)
.
2536 -
وقال الإمام أحمد
(2)
: حدّثنا أنس بنُ عِياض، أخبرني عُمَر بنُ عبد الله مَوْلَى غُفْرَة، عن عبد الله بنِ عُمَر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لكلّ أمّةٍ مجوسٌ، ومجوسُ أمّتي الذين يقولون لا قدر، إنْ مرضوا فلا تعودوهم، وإنْ ماتوا فلا تشهدوهم".
ورواه أحمد أيضًا
(3)
، لعبد الرحمن بنِ صالح بنِ محمد الأنصاري عن عُمَر بنِ عبد الله مَوْلَى غُفْرَة عن نافع عن عبد الله عن رسول الله.
ورواه ابنُ أبي عاصم
(4)
.
ورواه بمعناه المُعافَى بنُ عِمْران عن شُعَيْب بنِ زُرَيْق
(5)
عن عُمَر مَوْلَى غُفْرَة عن عُمَر بن محمد بنِ زَيْد بن نافع عن ابنِ عُمَر عن رسول صلى الله عليه وسلم، ذكره اللالَكائي
(6)
.
ورواه ابن خُزَيْمَة، لأبي بَدْر شجاع بنِ الوليد ومؤمّل بنِ إسماعيل عن عُمَر بن محمد ابن زَيْد عن نافع عن ابن عُمَر قولَه
(7)
.
(1)
أخرج هذه الرواية الفريابي في القدر (رقم: 229). ولم يذكر في إسناده كذلك يحيى بن أيوب. وأبو مطيع هذا اسمه معاوية بن يحيى، قال في التقريب:"صدوق لم أوهام".
(2)
المسند (9/ 415/ رقم: 5584). والإسناد ضعيف لأجل لولى غفرة.
(3)
المسند (10/ 252/ رقم: 6077).
(4)
السنة (رقم: 339)، رواه عن يعقوب بن حميد عن أنس بن عياض. ورواه أيضا (رقم: 340) للحكم بن سعيد بن عبد الله عن عمرو بن سعيد بن العاص ثنا الجعيد بن عبد الرحمن عن نافع عن ابن عمر أو عن أبيه، فذكره. وضعفه الألباني بالحكم بن سعيد.
(5)
بتقديم الزاي، وهو: الشامي المقدسي. وقد تحرف في طبعة اللالكائي إلى: (رزين).
(6)
شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/ 708 /رقم: 1153).
(7)
شجاع بن الوليد سيء الحفظ كما في التقريب، ومؤمل صدوق له أوهام.
2537 -
وذكره الفضل بنُ دُكَيْن، عن سفيان، عن عُمَر بنِ محمد، عن عُمَر مَوْلَى غُفْرَة، عن رجلٍ من الأنصار، عن حُذَيْفَة قال: قال رسول الله:
"إنّ لكلّ أمّةٍ مجوسًا، ومجوسُ هذه الأمّة القدريّةُ، فإنْ مرضوا فلا تعودوهم، وإنْ ماتوا فلا تشهدوهم، وهم شيعةُ الدجّال، وحقّ على الله أن يلحقهم به".
رواه أحمد
(1)
، عن أبي نُعَيْم
(2)
عن سفيان.
ورواه خُشَيْشْ بن أَصْرَم، عن الفِرْيابي عن سفيان
(3)
.
ورواه حَرْب، وابنُ أبي عاصم
(4)
، وأبو داود في كتاب السنة
(5)
.
ورواه أبو القاسم بن بِشْران، لمزاحم بن العَوّافي، عن عُمَر مولى غُفْرَة، في الجزء السادس من أماليه
(6)
.
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده
(7)
، عن أبي عُتْبَة عن عُمَر مولى غُفْرَة.
ورُوِيَ من حديث الصدفي عن نافع عن ابن عُمَر، وهو في الجزء الرابع من أمالي عبد الملك بن بِشْران
(8)
.
(1)
المسند (38/ 443/ رقم: 23456). وإسناده ضعيف لأجل الرجل المبهم.
(2)
يعني: الفضل بن دكين.
(3)
في السند هنا سقط بين الفريابي وسفيان. وقد رواه الفريابىِ في القدر (رقم: 236)، لعيسى بن يونس عن عمر مولى غفرة.
(4)
السنة (رقم: 329). رواه لشعيب بن حرب عن سفيان.
(5)
من سننه (رقم: 4692). رواه عن محمد بن كثير عن سفيان.
(6)
أمالي ابن بشران (رقم: 393).
(7)
مسند الطيالسي (1/ 347/ رقم: 435).
(8)
أمالي ابن بشران (رقم: 192).
2538 -
قال بَقِيُّ بنُ مَخْلَد -وهذا لفظُه- وحربٌ الكِرْماني وابنُ أبي عاصم
(1)
وابنُ ماجه
(2)
وأبو عَرُوبة وجعفرٌ الفِرْيابي
(3)
وغيرُهم-: حدّثنا محمد بن مُصَفَّى، ثنا بقيّة، ثنا الأَوْزاعي، عن ابنِ جُرَيْج، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"القدريّةُ مجوسُ هذه الأمّة، فإنْ مرضوا فلا تعودوهم، وإنْ ماتوا فلا تشهدوا جنائزَهم".
قال الطبراني في سادس معجمه الصغير
(4)
: "لم يروه عن الأَوْزاعي إلّا بقيّة، تفرّد به ابنُ مُصَفَّى".
وهو في جزء ابن شهريار
(5)
.
رواه ابنُ أبي عاصم، لعِكْرِمَة عن جابر بنِ عبد الله
(6)
.
ورواه ابنُ بِشْران في سادس عشر أماليه، لابنِ جابر عن جابر.
2539 -
وقال بَقِيُّ بنُ مَخْلَد: حدّثنا عبد الله بنُ عُمَر بنِ محمد بنِ أبان، حدّثني عَمْرو ابنُ القاسم بنِ حبيب التمّار، حدّثني ابنُ أبي ليلى، عن عطيّة العَوْفي، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال:
"صنفان من أمّتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئة، والقدريّة"
(7)
.
(1)
السنة (رقم: 328).
(2)
السنن (رقم: 92).
(3)
القدر (رقم: 219).
(4)
المعجم الصغير (رقم: 615).
(5)
هو: أبو القاسم الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار، الأصبهاني، التاجر السفار، توفي سنة 416 هـ. السير (17/ 398 - 399).
(6)
هذه الرواية لم أجدها في طبعة السنة لابن أبي عاصم.
(7)
إسناده ضعيف لضعف عطية العوفي كما هو معروف. وأخرجه الطبراني في الأوسط (رقم: 5587) عن محمد بن إبراهيم الحضرمي عن عبد الله بن عمر بن أبان.
2540 -
قال أبو بكر أحمد بنُ عَمْرو بنِ عبد الخالق البزّار
(1)
: حدّثنا محمد بنُ مَرْزُوق ابنِ بُكَيْر، ثنا عَمْرو بنُ صالح قاضي رامَهُزمُز، ثنا يحيى بنُ أبي أُنَيْسَة، عن أبي الزُّبَيْر، عن سعيد بنِ جُبَيْر قال: كنّا عند ابنِ عبّاس في المسجد الحرام فذكر شيئًا من القدر فأهوى بيده -وذاك بعدما ذهب بصرُه-، فقلتُ: ليس في القوم منهم أحد، قال: كنتُ أرى أنّ فيهم أحدًا فآخذُ برقبته، وذاك أنّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما بعث الله نبيًّا ثم قَبَضَه إلّا جَعَل من بعده فترةً، فتُملأُ من تلك الفترة جهنّم، وإنّهم القدريّون".
2541 -
قال
(2)
: وحدّثناه محمد بنُ عبد الرحيم، ثنا صدقة بنِ سابق، عن سليمان بنِ قَرْم، عن أبي الزُّبَيْر، عن سعيد بنِ جُبَيْر، عن ابن عبّاس: عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه أو قريبًا منه.
قال: "وهذا الحديث لا نعلمُه يُرْوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلّا من هذا الوجه الذي ذكرناه".
2542 -
وقال
(3)
: حدّثنا عَمْرو بن عليّ، ثنا أبو عاصم، ثنا حَيْوَة، عن حُمَيْد بنِ صخر، عن نافع، عن ابنِ عُمَر: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يكونُ في أمّتي خسفٌ ومسخٌ وقذفٌ، ويكون ذلك في أهل القدر".
رواه خُشَيْشٌ، عن أبي عاصم، والتِّرْمِذِيُّ
(4)
، لأبي عاصم، وقال:"حسن صحيح".
(1)
مسند البزار (11/ 223 - 124/ رقم: 4991). والإسناد ضعيف؛ لضعف زيد بن أبي أنيسة، وعمرو بن صالح: قال في الميزان (3/ 269): "تُكُلْمَ فيه".
(2)
مسند البزار (11/ 224/ رقم: 4992). وهو صعيف أيضًا؛ فسليمان بن قرم سيئ الحفط كما في التقريب.
(3)
مسند البزار (12/ 231/ رقم: 5953).
(4)
الجامع (رقم: 2152). قال الألباني: "حسن".
ورواه ابنُ وَهْب وراشد بن داود
(1)
، عن أبي صخر حُمَيْد بن زياد، عن نافع، وقالا:"وهو في الزنديقيّة والقدريّة"
(2)
.
ورواه عثمان بنُ سعيد الدارمي
(3)
، عن يحيى الحِمّاني عن ابنِ المبارك عن حَيْوَة بنِ شُرَيْح عن أبي صخر حُمَيْد بنِ زياد، وقال:"وذلك في قدريّة وزنديقيّة".
قال عثمان
(4)
: "والتجهّمُ عندنا بابٌ كبير من الزَّنْدَقَة، يُستتابُ أهلُه، فإنْ تابوا وإلّا قُتلوا".
2543 -
وقال خُشَيْش: حدّثنا المقرئ، ثنا سعيد بنُ أبي أيّوب، حدّثني أبو صخر، عن نافع قال: كان لابن عُمَر صديقٌ من أهل الشام يُكاتبُه، فكتب إليه ابنُ عُمَر مرّةً: إنّه بلغني أنّك تكلّمتَ في شيءٍ من القدر، فإيّاك أن تكتُبَ إليَّ؛ فإنّي سمعتُ رسول الله يقول:
"سيكونُ في أمّتي قومٌ يُكذِّبون بالقدر"
(5)
.
أبو صخر حُمَيْد بنُ زياد الخرّاط ضعيفُ الحديث، قاله ابنُ معين في رواية ابنِ أبي مريم عنه
(6)
، وقال مرّةً:"مديني ليس به بأس" في رواية ابن الجُنَيْد عنه
(7)
، وهو من رجال صحيح مسلم
(8)
.
(1)
الاسم ألحقه المصنف بالهامش ووضع فوقه ثلاثة نقاط متعانقة إشارة للشك.
(2)
رواية أبن وهب أخرجها الإمام أحمد (5/ 465 - 466/ رقم: 6208) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (4/ 701/ رقم: 1135).
(3)
نقض المريسي عثمان بن سعيد (2/ 902 - 903).
(4)
نفسه (2/ 904).
(5)
إسناده حسن. وأخرجه الإمام أحمد (9/ 456/ رقم: 5639) عن المقرئ. وأخرجه الحاكم (1/ 84) والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 205) من طريقين عن المقرئ، وقال الحاكم:"صحيح على شرح مسلم"، ووافقه الذهبي.
(6)
انظر: الكامل في الضعفاء (2/ 269).
(7)
سؤالات ابن الجنيد (رقم: 835)
(8)
الصحيح (أرقام: 945، 948، 1187، 1967، 2815، 2820، 2825، 2974).
2544 -
(1)
قال يعقوب بنُ شَيْبَة: حدّثني أبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بنُ يزيد، ثنا سعيد بنُ أبي أيّوب، عن عطاء بنِ دينار، عن حكيم بنِ شريك، عن يحيى بنِ مَيْمُون الحضرمي، عن ربيعة الجُرَشي، عن أبي هُرَيْرَة، عن عُمَر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تُجالسوا أهلَ القدر ولا تُفاتحوهم".
رواه عليّ بنُ المديني، عن المقرئ.
2545 -
وقال إسحاق بنُ محمد الفَرَوي: ثنا عبد الرحمن بنُ أبي الموّال، عن ابنِ مَوْهِب، عن أبي بكر بنِ محمد الحَزْمي، عن عَمْرَة، عن عائشة قالت: قال رسول الله:
"ستّةٌ لَعَنْتُهم لَعَنَهم الله وكلُّ شيءٍ مجابُ الدعوة: المكذِّبُ بالقدر" الحديث
(2)
.
رواه خُشَيْش، وعبد الرحمن بن مَنْدَه في كتاب حُرْمة الدين.
ورواه ابنُ أبي عاصم
(3)
، لمُعَلّى بن منصور عن عبد الرحمن بن أبي الموّال.
ورواه أبو حاتم بن حبّان في صحيحه
(4)
، لقُتَيْبَة بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي الموّال عن عبيد الله بنِ عبد الرحمن بنِ مَوْهَب، عن عَمْرَة، عن عائشة، ولفظُه:
(1)
كتب المصنف بالحاشة بحذاء هذه الرواية: (مكرر).
(2)
أخرجه الحاكم (4/ 90) من هذا الطريق، وصححه على شرط البخاري، وتعقبه الذهبي بقوله:"إسحاق وإن كان من شيوخ البخاري فإنه يأتي بطامات .... ، والحديث منكر بمرة".
(3)
السنة (رقم: 44).
(4)
الإحسان (13/ 60/ رقم: 5749). وأخرجه الترمذي (رقم: 2154) عن قتيبة، وأعلّه بروايته مرسلًا من وجه آخر وقال:"وهذا أصحّ".
"الزائدُ في كتاب الله، والمكذِّبُ بقدر الله، والمسلَّطُ بالجبروت ليُذِلَّ من أعزَّ اللهُ ولِيُعزَّ به من أذلَّ اللهُ، والمستحلُّ لحرم الله، والمُستحلُّ من عترتي ما حرَّم اللهُ، والتاركُ لسنّتي".
2546 -
ذكر هبة الله اللالَكائى
(1)
، ما ذكره بقيّةُ، عن أبي العلاء، عن مجاهد، وما ذكره محمد بنُ شُعَيْب بنِ شابور، عن هارون، عن مجاهد، عن ابن عبّاس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هلاكُ أمّتي في العصبيّة والقدريّة والرواية من غير ثبت".
وحديثُ محمد بن شعيب في الأول من مشيخة ابن المهتدي بالله.
رواه حربٌ الكِرْماني، عن أبي مَعْن الرَّقَاشي عن عُمَر بن يونس.
ورواه ابنُ أبي عاصم
(2)
، عن محمد بنِ مرزوق عن عُمَر بن يونس عن سعيد الحِمْصي عن هارون بنِ هارون.
2547 -
وقال حربٌ: ثنا أبو جعفر الدارمي، ثنا أحمد -هو: ابنُ سليمان-، ثنا هارون أبو العلاء، قال: سمعتُ ربيعة بنَ أبي عبد الرحمن يقول: قال رسولُ الله:
"هلاكُ أمّتي من ثلاث: من قِبَل القدريّة، والعصبيّة، والرواية من غير ثقة"،
قال: وربّما سمعتُه يقول: "والرواية من غير ثبت"
(3)
.
(1)
شرح أصول الاعتقاد (4/ 698/ رقم: 1129، 1130). وإسناده ضعيف؛ لأجل هارون -وهو: ابن هارون بن عبد الله المدني-: قال في التقريب: "ضعيف".
(2)
السنة (رقم: 326، 950).
(3)
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (بنية الباحث: 2/ 751/ رقم: 747) لمحمد بن حرب عن هارون.
2548 -
وذكر اللالَكائي
(1)
، ما ذكره داود بن رشيد: ثنا يحيى أبو زكريا، عن أبي حازم، عن سَهْل بن سَعْد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القدريّةُ مجوسُ هذه الأمّة، إنْ مرضوا فلا تعودوهم، وإنْ ماتوا فلا تشهدوهم".
هو في مشيخة ابن الآبنوسي
(2)
.
وذكره
(3)
، ليحيى بن سابق المدني عن أبي حازم.
ورواه ابنُ خُزَيْمَة.
وهو في الأول من أمالي الكتّاني
(4)
.
2549 -
وذكر اللالَكائي
(5)
، ما ذكره عبد الله بنُ مَيْمُون، عن رجاءٍ أبي الحارث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله: "المكذِّبةُ بالقدر إنْ مرضوا فلا تعودوهم، وإنْ ماتوا فلا تصلّوا عليهم".
2550 -
وذكر اللالَكائي
(6)
، ما ذكره بقيّة، ثنا سليمان بن جعفر الأزْدي، عن محمد بنِ عبد الرحمن بنِ أبي ليلى، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله:
(1)
شرح أصول الاعتقاد (4/ 707/ رقم: 1151).
(2)
المشيخة (رقم: 49).
(3)
شرح أصول الاعتقاد (4/ 708/ رقم: 1152).
(4)
الجزء الأول من أمالي أبي حفص الكتاني (ق 180/ أ - الظاهرية 3249). وأخرجه أيضا من هذا الوجه: الطبراني في الأوسط (رقم: 9223).
(5)
شرح أصول الاعتقاد (4/ 709/ رقم: 1154).
(6)
شرح أصول الاعتقاد (4/ 710/ رقم: 1157). وهو في السنة (رقم: 949)، قال الألباني:"إسناده ضعيف؛ لجهالة سليمان بن جعفر الأسدي، وضعف ابن أبي ليلى". وأخرجه البيهقي في القدر (رقم: 426).
"صنفان من أمّتي لا يَرِدان عليَّ الحوضَ: القدريّة، والمرجئة".
رواه إسحاق بن راهويه
(1)
، عن بقيّة بنِ الوليد، عن سليمان بنِ جعفر الأسَدي -قال: وقال غيرُ بقيّة: جعفر بنِ سليمان-، عن ابنِ أبي ليلى.
2551 -
وقال خُشَيْش بن أَصْرَم: ثنا أبو عاصم، عن عَنْبَسَة، عن ابنِ شهاب، عن سعيد بنِ المسيّب، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آخرُ كلام القدر لأشرار هذه الأمّة"
(2)
.
رواه أبو القاسم بنُ بِشْران في السادس من أماليه
(3)
، لحفص بنِ عُمَر النجّار عن عَنْبَسَة، فقال: عن ابنِ المسيّب وسَلَمَة بنِ عبد الرحمن.
2552 -
وقال خُشَيْش: حدّثنا حفص بنُ عُمَر أبو إسماعيل الأبلي، ثنا عبد العزيز بنُ أبي رَوّاد، قال: حدّثني الحَكَم بنُ عُتَيْبَة، قال: حدّثني مِقْسَم، قال: حدّثني ابنُ عبّاس: أنّ رسول الله قال:
"إذا كان يومُ القيامة أمر الله مناديًا فنادى: أين خُصماءُ الله؟ فيقومون مُسْوَدَّةً وجوههم مُزْرقَّةً أعينُهم مائلةً شفاهُهم يسيلُ لُعابُهم يقدّرهم من يراهم، فيقولون: والله يا ربّنا ما عندنا شمسًا ولا قمرًا ولا حجرًا ولا ثيابًا"،
(1)
المطالب العالية (12/ 505 رقم: 2978).
(2)
إسناده ضعيف لأجل عنبسة -وهو: ابن مهران البصري-: قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء، انظر: ميزان الاعتدال (3/ 302). لكن الحديث حسنه الألباني في الصحيحة (رقم: 1124) بمجيئه من طريق آخر، فقد أخرجه البزار في مسنده (17/ 313/ رقم: 10079) والطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 6233)، لعمر ابن أبي خليفة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، قال الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد مسند البزار (2/ 154):"إسناد حسن"، وهكذا فال الشيخ الألباني فحصل توافقهما.
(3)
أمالي ابن بشران (رقم: 421).
قال ابنُ عبّاس: "صدقوا والله، لقد أتاهم الشركُ من حيث لم يعلموا"، ثم تلا ابنُ عبّاس:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)} [المجَادلة]، قال ابنُ عبّاس:"هم والله لقدريّون" ثلاث مرّات
(1)
.
2553 -
وقال: حدّثنا أسد بنُ موسى، ثنا بقيّة بنُ الوليد، عن أبي العلاء الدمشقي، عن محمد بنِ جُحادَة، عن يزيد بنِ حُصَيْن، عن معاذ بنِ جبل قال: قال رسول الله:
"ما بعث الله نبيًّا قطّ إلّا كان في أمّته من بعده قدريّةٌ ومرجئةٌ يُشوِّشون عليه أمرَ أمّته، ألا وإنّ الله لعن القدريّةَ والمرجئةَ"
(2)
.
رواه ابنُ أبي عاصم
(3)
، عن ابن مُصَفَّى عن بقيّة.
ورواه الطبراني في مسند محمد بن جُحادة.
2554 -
قال حرب الكرماني
(4)
: حدّثنا المسيِّب بنُ واضح، ثنا يوسف بنُ أسباط، عن بحر السقّاء، عن أبي حازم، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله:
"ما كانت زندقةٌ قطّ إلّا كان أصلُها التكذيبَ بالقدر".
2555 -
ورُوِيَ لسعيد بن المسيّب، عن رافع بن خُدَيْج رفعه:
(1)
إسناده حسن. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (14/ 96) إلى ابن مردويه.
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 117/ رقم: 232)، لنعيم بن حماد عن بقية. وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 204) وقال:"في إسناده يزيد بن حصين لم أعرفه، وبقية ابن الولد لد عنعنه وهو مدلس".
(3)
السنة (رقم: 325). قال الألباني: "إسناده ضعيف"، وأعله بمثل تعليل الهيثمي.
(4)
مسائل حرب الكرماني (3/ 1032 - 1033/ رقم: 1656). وإسناده ضعيف؛ بحر -وهو: ابن كُنَيْز- السقاء ضعيف كما في التقريب.
"سيكونُ في أمّتي قومٌ يُكذِّبون بالله وبالقرآن وهم لا يشعرون"،
قلتُ: يقولون كيف يا رسول الله؟! قال:
"يُقرّون ببعض القدر ويكفرون ببعض"، الحديث بطوله.
رواه البغوي في معجمه
(1)
.
2556 -
وقال يعقوب بنُ سفيان في مشيخته
(2)
: ثنا فهد بنُ عَوْف، ثنا جرير بنُ حازم، ثنا أبو رجاء العُطارَدي، قال: خطبنا ابنُ عبّاس على منبر البصرة فقال: قال رسول الله:
"لا يزالُ أمرُ هذه الأمّة مؤامًّا -أو: قريبًا، أو كلمة شبيهة بها-، ما لم يتكلّمون في الولدان والقدر"
(3)
.
2557 -
وقال حرب بنُ إسماعيل
(4)
: حدّثنا يحيى بنُ عثمان، ثنا محمد بنُ حِمْيَر، حدّثني يزيد بنُ يوسف
(5)
، عن أبي عبد الرحمن الأنصاري، عن عَمْرو بنِ دينار، عن عبد الرحمن بنِ سابط، عن ابنِ عبّاس، عن رسول الله أنّه قال:
"لعلّك أنْ تبقى بعدي حتى تُدرِك قومًا يُكذِّبون بقدر الله ويحملون
(1)
معجم الصحابة (2/ 356 - 357/ رقم: 721). وإسناده ضعيف؛ فيه عطية بن عطية: قال الذهبي في الميزان (3/ 80): "لا يعرف، وأتى بخبر موضوع طويل"، وكأنه يقصد هذا الحديث. وأخرجه الفريابي في القدر (رقم: 225) والبيهقي فيه (رقم: 201).
(2)
مشيخة يعقوب بن سفيان (رقم: 31).
(3)
وأخرجه الحاكم (1/ 33) وابن حبان (1/ 451/ رقم: 1824)، وقال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين، ولا نعلم له علة، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
(4)
مسائله (3/ 1029 - 1030/ رقم: 1653). والحديث ضعيف لأجل يزيد بن يوسف فهو ضعيف كما في التقريب.
(5)
هو: الرحبي.
الذنوب على عباده، واسْتَقَوْا كلامَهم من النصارى، فإذا كان ذلك فابْرأْ إلى الله منهم"،
وكان ابنُ عبّاس يرفعُ يَدَيْه فيقول: "اللهم إنّي أَبرأُ إليك منهم كما أمرني رسول الله".
2558 -
أخبرتني زينب ابنةُ أحمد، قالت: أنبأنا يوسف بنُ خليل، أبنا خليل بنُ أبي الرجاء وأَسْعَد ابنُ أبي طاهر، قالا: أنا جعفر بنُ عبد الواحد، أبنا محمد بنُ أحمد بنِ عبد الرحيم، أنا عبد الله بنُ محمد بنِ جعفر بنِ حيّان
(1)
، ثنا إسحاق بنً أحيد، ثنا أبو كُرَيْب، ثنا رِشْدين، عن عبد الجبّار بنِ عُمَر، أنّه سمع نافعًا سمع ابنَ عُمَر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المُكذِّبون بالقدر يُقتَلوا ولا يُستتَابوا"
(2)
.
2559 -
أخبرنا أحمد بنُ إبراهيم بنِ عبد الله، أنا عبد الرحمن بنُ محمد بنِ عبد الغنيّ، أبنا زيد بنُ الحسن، أبنا عبد الله بنُ البيضاوي، أنا أحمد بنُ النقُّور، أبنا عيسى بنُ عليّ، ثنا عبد الله البغوي، ثنا هارون بنُ موسى الفَرَوي، حدّثني أبو ضُمْرَة، حدّثني يزيد بنُ يسار
(3)
، قال: حدّثني منصور، ثنا أنس بنِ مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"القدريّةُ مجوسُ العرب، وإنْ صاموا، وإنْ صلَّوْا"
(4)
.
(1)
هو: أبو الشيخ الأصبهاني.
(2)
لم أجده في شيء من مؤلفات، أبي الشيخ التي وصلت إلينا. وإسناده ضعيف؛ لضعف عبد الجبار بن عمر الأيلي ورشدين بن سعد. وهو في مسند الفردوس (رقم: 6601).
(3)
كذا بخط المصنف: يسار، ولعله تصحيف؛ فإنه لم يذكر في الرواة عن منصور بن زاذاد، ووقع في رواية أبي نعيم -كما سيأتي-: سنان، ولعله الصواب. والحديث ذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة (1/ 239).
(4)
الرواية من معجم الصحابة للبغوي. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 59) لسلام بن عطية عن يزيد ابن سنان الأموي عن منصور بن زاذان.
2560 -
قال أبو أحمد بنُ عَدِيّ الحافظ
(1)
: أبنا عبد الرحمن بنُ محمد القرشي، ثنا عمّار بنُ رجاء، ثنا أحمد بن أبي طَيْبَة، عن أبي طَيْبَة، عن ابنِ أبي ليلى، عن أخيه، عن أبيه، عن ابنِ عُمَر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أمّتي ليس لهما في الإسلام نصيبٌ: المرجئةُ، والقدريّةُ".
ورواه ابنُ عَدِيّ
(2)
، لإسماعيل بنِ أبي إسحاق -وهو: أبو إسرائيل المُلّائي- عن ابنِ أبي ليلى عن نافع عن ابن عُمَر.
2561 -
وقال ابنُ عَدِيّ
(3)
: حدّثنا جعفر بنُ أحمد بنِ عليّ بنِ بيان، ثنا وَثِيمَة بنُ موسى بن الفُرات، ثنا بَقِيّة، ثنا محمد القُشَيْري، عن عبد الرحمن بنِ سابط الجُمَحيّ، عن أبي بكر الصدِّيق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أمّتي لا يدخلون الجنّةَ: القدريّةُ، والمرجئةُ".
2562 -
وقال ابنُ عَدِيّ
(4)
: أنا مَيْمُون بنُ مَسْلَمَة
(5)
أبو خَوْلَة، ثنا ابنُ مُصَفَّى، ثنا بَقِيّة، حدّثني محمد، عن حُمَيْد، عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الكامل في الضعفاء (6/ 187)، أخرجه في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو صدوق سيئ الحفظ كما في التقريب؛ إلا أن الحديث معلول بأبي طيبة عيسى بن سليمان؛ فقد صعفه ابن معين كما في الميزان (3/ 312).
(2)
الكامل (1/ 291).
(3)
الكامل (6/ 257)، أخرجه في ترجمة محمد بن عبد الرحمن القشيري وقال: منكر الحديث.
(4)
الكامل (6/ 258).
(5)
في طبعات الكامل: سلمة، وهو خطأ.
"صنفان من أمّتي لا يدخلون الجنّةَ: القدريّةُ، والحَروريّةُ".
محمد بن عبد الرحمن القُشَيْري من مجهولي مشايخ بقيّة.
2563 -
وروى ابنُ عديّ
(1)
، لإسماعيل بنِ المُثَنَّى عن يزيد [بنِ]
(2)
أبي خالد الشامي عن عُرْوَة بنِ ذُؤَيْب قال: سمعتُ معاذَ بنَ جبل يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أمّتي لا سَهْم لهما في الإسلام: أهلُ القدر، وأهلُ الإرجاء".
2564 -
ورَوَى ابنُ عديّ
(3)
، لخلف بن ياسين الزيّات، عن الأَبْرَد بنِ الأَشْرَس، عن يحيى بنِ سعيد، عن أنس بنِ مالك قال: قال رسولُ الله:
"تفترقُ أمّتي على إحدى وسبعين فرقةً، كلُّها في النار إلّا واحدةً"،
قالوا: ومَنْ هم يا رسولَ الله؟ قال:
"الزنادقةُ، وهم أهلُ القدر".
2565 -
ورَوَى
(4)
، لسَهْل بنِ قَرِين، عن ابنِ أبي ذئب، عن محمد بنِ المُنْكَدِر، عن جابر رفعه:
"صنفان من أمّتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئةُ، والقدريّةُ".
(1)
الكامل (1/ 321)، في ترجمة إسماعيل بن المثنى، قال البخاري في التاريخ الكبير (1/ 375): لا يتايع على حديثه، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء (رقم: 700).
(2)
لم يكتبها المصنف، وقد زدتها من الكامل لابن عدي.
(3)
الكامل (3/ 65)، في ترجمة خلف بن ياسين الزيات، وهو مجهول كما قال الذهبي، واتُّهم بوضع هذا الحديث، وانظر: لسان الميزان (8/ 96).
(4)
الكامل (3/ 443)، وسهل بن قرين: قال في الميزان (2/ 240): غمزه ابن حبان وابن عدي وكذبه الأزدي.
2566 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا إبراهيم ابنُ الدَّرَجي، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أنا محمود بنُ إسماعيل، أنا محمد بنُ عبد الله، أبنا عبد الله بنُ فُورَك، أنا أبو بكر بنُ أبي عاصم، ثنا هشام بنُ عمّار، ثنا سليمان بنُ عُتْبَة، قال: سمعتُ يونس بنَ مَيْسرَة بنِ حَلْبَس يحدِّث، عن أبي إدريس، عن أبي الدَّرْداء: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يدخلُ الجنّةَ عاقٌّ، ولا مُكَذِّبٌ بقدر، ولا مُدمنُ خمر"
(1)
.
2567 -
وبهذا الإسناد إلى ابنِ أبي عاصم، قال
(2)
: حدّثنا ابنُ مُصَفَّى، ثنا بقيّة، ثنا عُمَر بنُ محمد الطائي، عن سعيد بنِ أبي جميل، عن ثابت البُناني، قال: سمعتُ ابنَ عُمَر يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"يكونُ مُكذِّبين
(3)
بالقدر، وهم مجوسُ هذه الأمّة، وما هلكتْ أمّةٌ بعد نبيّها إلا بشِرْكها، ولا كان بدؤُ شِرْكها بعد إيمانها إلا بالتكذيبِ بالقدر".
2568 -
وبه، قال
(4)
: حدّثنا دُحَيْم، ثنا محمد بنُ شُعَيْب، عن عُمَر بنِ يزيد، عن أبي سلّام، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثةٌ لا يَقبلُ الله منهم صَرْفًا ولا عَدْلًا: عاقٌّ، ومنّانٌ، ومُكذِّبٌ بقدر".
2569 -
وبه، قال
(5)
: حدّثنا أبو بكر بنُ أبي شَيْبَة، ثنا محمد بنُ
(1)
الرواية من السنة (رقم: 321) لابن أبي عاصم. قال الألباني: "حديث حسن".
(2)
السنة (رقم: 327). وقال الألباني: "إسناده ضعيف"، وأعلّه بعدم معرفة عمر بن محمد الطائي وسعيد بن أبي جميل.
(3)
كذا بخط المصنف.
(4)
السنة (رقم: 323). قال الألباني: "إسناده حسن"، وهو مخرج في صحيحته (رقم: 1785).
(5)
السنة (رقم: 323). قال الألباني: "حديث صحيح، وإسناده واه جدًّا من أجل محمد بن القاسم الأسدي، وإنما صححته لأن له شواهد خرجتها في الصحيحة 1127".
القاسم الأَسَدي، عن فِطْر، عن أبي خالد الوالبي، عن جابر بنِ سَمُرَة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:
"أَخْوَفُ ما أخافُ على أمّتي ثلاث: الاستسقاءُ بالأَنْواء، وحَيْفُ السلطان، والتكذيبُ بالقدر".
أبو خالد الوالبي اسمُه: هُرْمُز.
ومحمد بنُ القاسم الأَسَدي ليس بثقة.
2570 -
وبه، قال
(1)
: حدّثنا الحَوْطِيُّ ومحمد بنُ مُصَفَّى، قالا: ثنا بقيّة، عن أَرْطأة بنُ المُنْذِر، عن أبي بِشْر، عن أبي مسعود، عن أبي هُرَيْرَة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاثةٌ في المنسأ تحت قدم الرحمن عز وجل يومَ القيامة، لا يكلِّمُهم الله يومَ القيامة ولا ينظرُ إليهم، ولا يُزكّيهم"،
قلتُ: يا رسول الله مَنْ هم؟ جَلِّهم لنا، قال:
"المكذِّبُ بالقدر، والمُدمِنُ في الخمر، والمتبرّئُ من ولده"،
قال: قلتُ: فما المنسأ يا رسول الله؟ قال:
"جُبٌّ في قَعْر جهنّم وأسفل طينتها"،
قال ابنُ مُصَفَّى: بِشْر، وقال الحَوْطي: بُسْر
(2)
.
(1)
السنة (رقم: 333). وضعّف الشيخ الألباني إسناده بعنعنة بقيّة بن الوليد.
(2)
ووافق ابن مصفى: عبد الوهاب بن نجدة عبد الطبراني في مسند الشاميين (1/ 401/ رقم: 696) وابن بطة في الإبانة (الكتاب الثالث: 2/ 108/ رقم: 1525)، وعمرو بن عثمان عند ابن بطة؛ إلا أنه وقع في إسناده في المطبوع:(عن بشير بن أبي مسعود عن أبي هريرة)، وأظنه تصحيفًا.
2571 -
وبه، قال
(1)
: حدّثنا المُغيرة بنُ مَعْمَر، ثنا المُعافَى بنُ عِمْران، عن نِزار بنِ حيّان، عن عِكْرِمَة، عن ابنِ عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اتّقوا هذا القدرَ؛ فإنّه شعبةٌ من النصرانيّة".
2572 -
وبه، قال
(2)
: حدّثنا عَبْدَة بنُ عبد الرحيم، ثنا بقيّة، ثنا حبيب بنُ عُمَر، عن أبيه، عن ابنِ عُمَر، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ: ألا لِيَقُمْ خُصماءُ الله، وهم القدريّة".
هو في جزء ابن بُخَيْت
(3)
.
قلتُ: ورواه عبد الملك بنُ بِشْران في الجزء الخامس من أماليه
(4)
، لزافر بنِ سليمان عن بقيّة بنِ الوليد عن عُمَر بنِ حبيب الأنصاري عن أبيه عن رجلٍ من قومه عن عبد الله بنِ عُمَر عن عُمَر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(5)
.
(1)
السنة (رقم: 332). وضعف إسناده الشيخ الألباني وأعله بنزار بن حيان، وهذا ضعفه الحافظ في التقريب.
(2)
السنة (رقم: 336). قال الألباني: "إسناده ضعيف"، وأعله بحبيب بن عمر، ضعّفه أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل (3/ 105)، وقال الدارقطني: مجهول، نقله في الميزان (1/ 455).
(3)
هو: محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت، أبو بكر، العبكري البغدادي، الدقاق، توفي سنة 372 هـ. السير (16/ 334 - 335). يوجد الجزء الثاني من حديثه في المجموع (75) بالظاهرية.
قلت: والحديث عبد الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 6510) عن محمد بن رزيق بن جامع عن عبدة.
(4)
أمالي ابن بشران (رقم: 321).
(5)
زافر بن سليمان: "صدوق كثير الأوهام"، كما في التقريب.
2573 -
وبه، قال ابنُ أبي عاصم
(1)
: ثنا يعقوب بنُ حُمَيْد، ثنا زكريا بنُ يحيى بنِ مَنْظُور ابنِ ثَعْلَبَة بنِ أبي مالك، عن أبي حازم بنِ دينار، عن ابن عُمَر: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"القدريّةُ مجوسُ هذه الأمّة، إنْ مرضوا فلا تَعودوهم، وإنْ ماتوا فلا تشهدوهم".
2574 -
وبه، قال
(2)
: حدّثنا يعقوب بنُ حُمَيْد، ثنا إسماعيل بن داود، عن سليمان بن بلال، عن أبي حسين، عن نافع، عن ابنِ عُمَر أنّه ذَكَر لابن عُمَر قومًا يتنازعون في القدر ويُكذِّبون به فقال: قد فعلوها؟! فقالوا: نعم، قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"يكونُ في أمّتي -أو: في آخر الزمان- رجالٌ يُكذِّبون بمقادير الرحمن، يكونون كذّابين ثم يعودون مجوسَ هذه الأمّة، وهم كلابُ أهل النار".
2575 -
وبه، قال
(3)
: حدّثنا عبد الأَعْلَى بنُ حمّاد النَّرْسي، ثنا مُعْتَمِر بنُ سليمان، قال: سمعتُ زيادًا أبا الحرّ، حدّثني جعفر بنُ الحارث، عن يزيد بنِ مَيْسَرَة، عن عطاء الخراساني، عن مَكْحُول، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ لكلّ أمّةٍ مجوس
(4)
، وإنّ مجوسَ هذه الأمّة القدريّةُ، فلا تَعودوهم إذا مرضوا، ولا تُصلّوا على جنائزهم إذا ماتوا".
(1)
السنة (رقم: 338). وحسنه الألباني.
(2)
السنة (رقم: 341). قال الألباني: "إسناده ضعيف جدا"، وأعله بإسماعيل بن داود -وهو: ابن مخراق-: قال البخاري: "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"ضعيف الحديث جدًّا". التاريخ الكبير (1/ 374)، والجرح والتعديل (2/ 167 - 168).
(3)
السنة (رقم: 342). وأعله الألباني بالانقطع بين مكحول وأبي هريرة، فإنه لم يسمع مه كما في المراسيل (ص 211) لابن أبي حاتم.
(4)
كذا بخط المصنف.
رواه جعفر الفِرْيابي في القدر
(1)
، عن عبد الأعلى بن حمّاد.
ورواه
(2)
من حديث المعتمر ليس بينه وبين جعفر أحد، بل هو في [ .... ]
(3)
بدون المعتمر
(4)
.
ورواه عبد الملك بن بِشْران في الجزء السادس من أماليه
(5)
، لعبد الرحمن بنِ يزيد عن مَكْحول عن عطاء عن أبي هُرَيْرَة.
وهو في ترجمة (مَسْلَمَة بنِ عليّ) من الكامل
(6)
.
ورواه الطَّلَمَنْكي، لسليمان التَّيْمي عن رجلٍ عن مَكْحول، مرفوعًا وموقوفًا على مَكْحول.
2576 -
وبه، قال ابنُ أبي عاصم
(7)
: حدّثنا الحسن بنُ عليّ، ثنا أبو عاصم، عن عَنْبَسَة، عن ابنِ شهاب، عن سعيد بنِ المسيّب، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"آخر كلامٍ في القدر لشرار هذه الأمّة".
2577 -
وبه، قال ابنُ عاصم
(8)
: حدّثنا أيّوب بنُ محمد الوَزّان، ثنا
(1)
كتاب القدر (رقم: 235).
(2)
القدر (رقم: 233).
(3)
كلمة لم تتضح لتلف في طرف الورقة.
(4)
أخرجه الفريابي (رقم: 232)، لمعاذ بن معاذ عن سليمان التيمي عن رجل عن مكحول، ولم يذكر المعتمر.
(5)
أمالي ابن بشران (رقم: 432).
(6)
الكامل في الضعفاء (6/ 316). أخرجه من طريق عبد الرحمن بن يزيد.
(7)
السنة (رقم: 350). قال الألباني: "إسناده حسن"، وذلك بطريق حسنة خرجها في الصحيحة (رقم: 1124).
(8)
السنة (رقم: 351).
محمد بنُ مُصْعب، عن عَنبَسَة، عن الزُّهْريّ، عن سعيد، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله، نحوه.
2578 -
عن رجاء بنِ الحارث، عن مجاهد، عن أبي هُرَيْرَة: قال رسول الله:
"يكونون قدريّةً، ثم يكونون مجوسًا، وإنّ لكلّ أمّةٍ مجوسًا، وإنّ مجوس أمّتي المكذِّبين بالقدر، فإنْ مرضوا فلا تعودوهم، وإنْ ماتوا فلا تتبعوا لهم جنازةً".
هو في آخر السابع من أمالي عبد الملك بن بِشْران
(1)
.
2579 -
قال إسحاق بتُ راهويه: أخبرنا بِشْر بنُ عُمَر، أبنا ابنُ لهيعة، ثنا عطاء بنُ دينار، عن أبي هُرَيْرَة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تُجالسوا الذين يُكذِّبون بقدر الله عز وجل".
عطاءٌ هذا هُذَليٌّ من أهل مصر، يُكنى أبا طلحة، يَرْوِي عن التابعين
(2)
.
2580 -
قال سليمان بنُ أحمد الطبراني في المعجم الأوسط
(3)
: حدّثنا عليّ بنُ عبد الله -هو: الفَرْغاني-، ثنا هارون بنُ موسى الفَرْوي، ثنا أبو ضَمْرَة أنس بنُ عياض، عن حُمَيْد، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أمّتي لا يرِدان الحوضَ ولا يدخلان الجنّةَ: القدريّة، والمرجئة".
2581 -
وبه
(4)
، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
أمالي ابن بشران (رقم: 498). وإسناده ضعيف لضعف رجاء بن الحارث.
(2)
رواية عطاء بن دينار عن أبي هريرة مرسلة، فالإسناد ضعيف.
(3)
المعجم الأوسط (رقم: 4204).
(4)
المعجم (4205).
"القدريّةُ والمرجئةُ مجوسُ هذه الأمّة، فإنْ مرضوا فلا تعودوهم، وإنْ ماتوا فلا تشهدوهم".
لم يَرْوِهما عن حُمَيْد الطويل إلّا أنس بنُ عياض، تفرّد بهما هارون بنُ موسى الفَرْوي.
2582 -
عن سعيد بنِ مَيْسَرَة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: "القدريّةُ الذين يقولون: الخيرُ والشرُّ بأيدينا ليس لهم في شفاعتي نصيبٌ، ولا أنا منهم ولا هم منّي"
(1)
.
رواه أبو القاسم بنُ بِشْران في الخامس من أماليه
(2)
، وابنُ عَدِيّ
(3)
.
2583 -
قال عبد الملك بنُ محمد بن بِشْران
(4)
: أنا أبو الحسن عليّ بنُ عُمَر الدارَقُطْني الحافظ، ثنا القاضي الحسين بنُ إسماعيل
(5)
، ثنا الفضل بنُ أبي طالب، حدّثتنا بنتُ مرزوق الضُّبَعِيَّة، ثنا غالبٌ القطّان، عن الحسن، عن حُذَيْفَة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أمّتي لعنَهما اللهُ على لسان سبعين نبيًّا"،
قيل: ومَنْ هم يا رسول الله؟ قال:
"القدريةُ والمرجئةُ"،
قلتُ: ما المرجئة؟ قال:
(1)
إسناده ضعيف جدًّا؛ سعيد بن ميسرة ترجمه الذهبي في الميزان (2/ 160) بقول البخاري فيه: عنده مناكير، وقول ابن حبان: يروي الموضوعات.
(2)
أمالي ابن بشران (رقم: 373).
(3)
الكامل في الضعقاء (3/ 388)، أخرجه في ترجمة سعيد بن ميسرة.
(4)
الأمالي (رقم: 343). وإسناده ضعيف؛ لانقطاعه بين الحسن وحذيفة، فهو لم يلقه، وكذا لجهالة حال بنت مرزوق الضبعية -واسمها: خشة-.
(5)
هو: المحاملي.
"الذين يقولون: الإيمانُ إقرارٌ ليس فيه عملٌ".
2584 -
حديثُ رِشْدِين، عن عبد الجبّار بنِ عُمَر، سمع نافعًا، سمع ابنَ عُمَر يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"المكذِّبون بالقدر يُقتَلوا ولا يُستتَابوا"
(1)
،
رواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب القطع والسرقة.
2585 -
روى حجّاج بنُ سليمان المعروف بابن القَمْري، عن ابنِ لهيعة، عن مِشْرَح بنِ هاعان، عن عقبة بنِ عامر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لعن اللهُ القدريّةَ الذين يؤمنون بقدرٍ ويكفرون بقدرٍ".
رواه ابن عَدِيّ
(2)
.
2586 -
قال أبو الوليد محمد بنُ عبد الله بنِ أحمد الأَزْرَقي
(3)
: حدّثني مهديُّ بنُ أبي المهديّ، ثنا عبد الملك بنُ إبراهيم الجُدِّيّ، أخبرني عبد الرحمن بنُ أبي المَوّال، عن عبد الله بنِ وَهْب -أو: ابن مَوْهِب-، عن عَمْرَة، عن عائشة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ستّة لعنهم الله وكلُّ نبيٍّ مُجابُ الدعوة: الزائدُ في كتاب الله، والمُكَذِّبُ بقدر الله، والمُتسلِّطُ بالجبروت لِيُذلَّ بذلك من أعزَّ اللهُ أو يُعِزَّ بذلك من أذلَّ اللهُ، والمُستحِلُّ لحَرَم الله عز وجل، والمُستَحِلُّ من عِتْرَتي ما حرَّم اللهُ عز وجل، والتارِكُ لسنّتي".
* * *
(1)
إسناده ضعيف؛ لضعف عبد الجبار بن عمر -هو: الأيلي-، ورشدين -هو: ابن سعد-.
(2)
الكامل في الضعفاء (2/ 234)، أخرجه في ترجمة حجاج القمري، وقال:"يحدث عن الليث وابن لهيعة أحاديث منكرة".
(3)
أخبار مكة (2/ 125). إسناده ضعيف؛ للشك في اسم الراوي عن عمرة، ولتفرّد مهدي بن أبي المهدي -واسمه حرب- العبدي، وهو مقبول كما في التقريب.
أبواب أحاديث رؤية الله: باب أنّه لا يراه أحدٌ في الدنيا
وقوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]
وقوله: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النِّسَاء: 153]،
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعرَاف: 143]، {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} [الفرُقان: 21]
2587 -
عن أبي الحُوَيْرِث، عن ابنِ عبّاس في قوله:{أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} قال: "يقولُ: عيانًا".
رواه أبو عليّ بنُ شاذان في الأول من مشيخته
(1)
.
2588 -
وفي صحيح مسلم
(2)
في حديث أبي هُرَيْرَة:
"إنّ لله ملائكةً يطوفون في الطرق يلتمسون أهلَ الذكر"، الحديث:"فيقولُ -يعني: الله عز وجل: هل رَأَوْني؟ -قال: - فيقولون: لا والله ما رأوك، -قال: - فيقولُ: فكيف لو رَأَوْني؟ -قال: - فيقولون: لو رَأَوْك كانوا أشدَّ لك عبادةً وأشدَّ لك تمجيدًا وأكثرَ لك تسبيحًا".
2589 -
(3)
قال محمد بن يزيد المُبَرِّد في قوله في سورة النساء: {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} [النِّسَاء: 153]:
أبو عُبَيْد عن ابن عبّاس قال: "هو مقدَّم ومؤخَّر"، يعني أنّ سؤالَهم إيّاه كان جهرةً، يقول: إذا قالوا أرِنا اللهَ فقد أَتَوْا على ما يريدون، ذكر أبو عُبَيْد أنّهم قالوا جهرةً: أَرِنا اللهَ؛ لأنّهم إذا رَأَوْه رَأَوْه
(4)
جهرةً، وقد قال الله عز وجل، {وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البَقَرَة: 55]، فلم يقعْ قولُهم جهرةً إلّا مع الرؤية، والذي قال أبو عُبَيْد
(5)
ليس بخطأ في العربيّة، ولكنّه بعيدٌ في المأخذ، معتمَدٌ به غيرُ الموضع، والجهرُ في كلام العرب على ضربين أصلهما واحد، فالجهر خلافُ السرّ، من ذلك:{يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى} [الأعلى: 7]، وما يُجهر به في الصلاة، وما يُخفَض به الصوت فلا
(1)
يعني: الكبرى (ق 124/ أ - مجموع 31). في إسناده أبو الحويرث واسمه: عبد الرحمن بن محاوبة الزرقي، قال في التقريب:"صدوق سيئ الحفظ". وأخرجه ابن أبي حاتم في تقسيره (1/ 111/ رقم: 534) لكن بلفظ: "أي علانية حتى نرى الله". وبتفسير ابن عباس الأول ورد عن قتادة والربيع بن أنس.
(2)
لم أجده في صحيح مسلم، إنما هو في: صحيح البخاري (رقم: 6408).
(3)
انتقلنا إلى الصفحة (343 ب) لتعلق ما فيها بذكر آيات الباب، ولم يشر إليها المصنف.
(4)
أشار المصنف إلى أنه في نسخة: (فقد رأوه).
(5)
أشار المصنف إلى أنه في نسخة: أبو عبيدة.
يُسمع، ويُقال: رجلٌ جهيرُ الصورة أي عظيمُها، وفي نسخة: تأويله أنّها رائعة ظاهرة، وكذلك يُقال لكلّ ظاهر واضح، ويُقال: اجتهرتُ الرجلَ إذا رأيته فجأةً رؤيةً ظاهرةً، فالمعنى الظاهر -والله أعلم-: أرِنا اللهَ رؤيةً منكشفةً ظاهرةً، فهذا الواضحُ المعروفُ عندهم.
قال أبو العبّاس
(1)
: قال الأَصْمَعي: جهرتُ الرَّكْيَ والبئرَ إذا نزحتُه، قال الراجز:
وإنْ وَرَدْنا آجنًا جهرناه
ويقال للبُكرة: جهرةً.
2590 -
ذكر عبد الواحد بنُ عبد الكريم الزَّمْلَكاني في كتاب التبيان
(2)
ما ذكره الزمخشري أنّ (لَنْ) لتأكيد ما تعطيه لا من نفي المستقبل، وقال إنّه بنى ذلك على مذهبه في الاعتزال، إلى أن قال: وصحّ لك سرُّ الإتيان بـ (لَنْ) في قوله: {لَنْ تَرَانِي} [الأعرَاف: 143] حيث لم يُرِدْ به النفيَ مطلقًا بل في الدنيا، وبـ (لا) في قوله:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعَام: 103] حيث أُريدَ نفيُ إدراك الأبصار على الإطلاق، وهذا يُؤدِّيك أنّ الرؤية مغايرةٌ للإدراك خلافًا لبعضهم، ولذلك قال عليه السلام:"إنّكم ستروْنَ ربَّكم يومَ القيامة"، ولم يأتِ بالإدراك.
2591 -
(3)
عن أبي أُمامة الباهلي قال: خطبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا كان أكثرُ خطبته ذكرَ الدجّال يحذِّرُناه، حدّثناه عنه حتى فرغ من خطبته، فذكر الحديثَ بطوله وفيه:
(1)
هو: المبرد.
(2)
التبيان في علم البيان المطلع على إعجاز القرآن (ص 84 - 85).
(3)
رجعنا إلى الصفحة (344 أ).
"فيقولُ -يعني: الدجّال-: أنا نبيّ ولا نبيَّ بعدي، ثم يُثني فيقول: أنا ربُّكم، وهو أعورُ وإنّ ربَّكم تبارك وتعالى ليس بأعور، ولن تروا ربَّكم حتى تموتوا".
قال ابنُ خُزَيْمَة
(1)
: ثنا أحمد بنُ عبد الرحمن بنِ وَهْب، ثنا عمّي، أخبرني يونس بنُ يزيد، عن عطاء الخراساني، عن يحيى بنِ أبي عَمْرو السَّيْباني، عن حديث عَمْرو الحَضْرَمي -من أهل حِمْص-، عن أبي أُمامة الباهلي، بهذا الحديث.
تابعه ضَمْرَة بنُ ربيعة عن يحيى بنِ أبي عَمْرو السَّيْباني عن عَمْرو بنِ عبد الله الحَضْرَمي، رواه ابنُ أبي عاصم
(2)
وقال: "حديثٌ صحيح"، وأبو داود
(3)
.
2592 -
وقال إسحاق بنُ راهويه: أبنا عَمْرو بنُ محمد القرشي، أبنا إسماعيل بنُ رافع، قال: سمعتُ أبا زُرْعَة الشَّيْباني يقولُ: سمعتُ أبا أُمامة الباهلي يقول: خطبنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وكان أكثرُ خطبته حديثًا يحدّثُنا عن الدجّال ويحذِّرُناه، فذكر الحديث وفيه:
"ثم يُثني فيقول: أنا ربُّكم، ولن تَرَوْا ربَّكم حتى تموتوا"، الحديث بطوله.
رواه ابنُ ماجه
(4)
.
2593 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا إبراهيم ابنُ الدَّرَجي، أنبأنا
(1)
التوحيد (2/ 459). قلت: في إسناده عمرو -وهو: ابن عبد الله- الحضرمي: قال في التقريب: "مقبول"، وقد توبع كما سيأتي، وله شواهد عدة.
(2)
السنة (رقم: 429).
(3)
السنن (رقم: 4322).
(4)
السنن (رقم: 4077)، أخرجه لعبد الرحمن المحاربي عن إسماعيل بن رافع.
الصَّيْدَلاني، أنا الصَّيْرَفي، أنا الأَعْرَج، أنا القَبّاب، أنا ابنُ أبي عاصم، ثنا الحَوْطيُّ وعَمْرو بنُ عثمان ومحمد بنُ مُصَفَّى، قالوا: ثنا بقيّة بنُ الوليد، ثنا بَحِيرُ بنُ سَعْد، عن خالد بنِ مَعْدان، عن عَمْرو بنِ الأسود، عن جُنادة بنِ أبي أميّة، عن عُبادة بنِ الصامت: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّي قد حذَّرْتُكمِ الدجّالَ حتى خشيتُ أَنْ لا تعقلوا، إنّ المسيحَ الدجّال رجلٌ قصيرٌ، أَفْحَج، دَعْج، أَعْوَر، ممسوح العين ليس بناتئةٍ ولا حجرًا، فإنْ أُلْبِس عليكم فاعلموا أنّ ربَّكم ليس بأَعْوَر، وإنّكم لن تَرَوْا ربَّكم حتى تموتوا"
(1)
.
2594 -
وبهذا الإسناد إلى ابنِ أبي عاصم، قال
(2)
: حدّثنا الحسن بنُ عليّ، ثنا يعقوب بنُ إبراهيم، حدّثني أبي، عن صالح بنِ كَيْسان، عن ابنِ شهاب، أخبرني عُمَر بنُ ثابت الأنصاري، أنّه أخبره بعضُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذٍ وهو يُحذِّر الناسَ الدجّالَ:
"أتعلمون أنّه لَنْ يَرَى أحدٌ منكم ربَّه عز وجل حتى يموت".
رواه عثمان بنُ سعيد
(3)
، عن عبد الله بنِ صالح عن اللَّيْث عن يونس عن ابنِ شهاب.
ورواه مسلم
(4)
، ليونس عن الزُّهْري.
2595 -
ذكر أبو إسماعيل الأنصاري في الفاروق، بإسناد لا أعرفُه،
(1)
الرواية من طريق ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 428). قال الألباني: "إسناده جيد رجاله ثقات".
(2)
السنة (رقم: 430). قال الألباني: "إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وجهالة الصحابي لا تضر".
(3)
هو: الدارمي، رواه في الرد على الجهمية (رقم: 187).
(4)
صحيح مسلم (رقم: 169).
عن مَعْن بنِ زائدة، عن مَيْمون بنِ الأَصْبَغ النَّصِيبي، أنّه سمع أحمد بنَ حَنْبَل يقول للمأمون: يا أمير المؤمنين! حدّثنى عبد الرزّاق، ثنا مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس قال: "قال موسى
(1)
صلى الله عليه وسلم: إلهي وسيّدي! أرِني أنظرْ إليك، فأوحى الله إليه: يا موسى إنّك لن تستطيعَ أن تنظر إليَّ، وما رأَتْني عينٌ في الدنيا إلّا عَمِيَتْ، ولا نفسٌ إلّا عَطَبَتْ وماتتْ، قال موسى: إلهي وسيّدي أنظرُ إليك وأَعْمَى؟! فأوحى الله إليه: يا موسى إن أنتَ أتيتَ ما أنت الحذر؛ فإّني مُتجلِّ للجبل، فلمّا تجلّى ربُّه للجبل جعله دكًّا وخرَّ موسى صعقًا".
وهذا حديثٌ موضوعٌ وباطلٌ، ما تفوّه به الإمامُ أحمد قطّ.
وقد رُوِيَ عن مَيْمُون بن الأَصْبَغ حكايةٌ طويلةٌ في المحنة يدلّ على أنّه من الكذّابين، إن صحّت إليه
(2)
.
2596 -
وفي حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"يجمعُ الله الأوّلين والآخرين لميقات يومٍ معلومٍ، قيامًا أربعين سنة، شاخصةً أبصارُهم إلى السماء، ينتظرون فصلَ القضاء، وينزل الله في ظلل من الغمام"، الحديث وفيه:
"فيبقى محمدٌ وأمّتُه، فيتمثّلُ الربُّ فيأتيهم فيقول: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناسُ؟ فيقولون: إنّ لنا إلهًا ما رأيناه بعدُ"
(3)
.
(1)
كتب المصنف في هذا الموضع أولا: (رسول الله)، ثم ضرب عليها، ووضع علامة اللحق منعطفة للحاشية اليمنى، ولكنه لم يكتب شيئًا، فكتبتها تقديرًا.
(2)
ذكر طرفا من هذه الحكاية الذهبي في السير (1/ 255) في سياق ذكر أخبار الإمام أحمد، وقال:"هذه حكاية منكرة".
(3)
الحديث بطوله في كتاب الرؤية (رقم: 160) للدارقطني.
2597 -
ذكر أبو العبّاس القلانِسيُّ المتكلِّمُ
(1)
في ردِّه على البَلْخيِّ الكَعْبي المعتزليِّ
(2)
قال: "ثم يُقال له: ما نُنكر أن يكونَ إنّما اشتدّ غضبُ الله عليهم لأنّهم سألوا الرؤيةَ على طريق الاستخفاف بنبيّهم صلى الله عليه وسلم وبما نصب لهم من الدلائل على وحدانيّته، لا لأنّهم سألوه الرؤيةَ، وما نُنكر أيضًا أن يكون اشتدّ غضبُ الله على قوم موسى لأنّهم سألوا الرؤيةَ التي لا يستحقّونها إلّا بعد الطاعة والعبادة له، فغضب الله عليهم لأنّهم سألوا الرسول ما يجب لهم بعد المعرفة والطاعة تقصيرًا منهم بالرؤية وتمرّدًا على الله".
إلى أن قال: "لأنّه سأل ما لا يستحقُّه إلّا بعد الطاعة وعملٍ طويلٍ، ولم يغضب عليه لأنّه سأل ما لا يجوز".
إلى أن قال: "ونقولُ: إن كان قوله {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} [الفرُقان: 21] يدلُّ على أنّ الرؤية على الله مُحالٌ لا يجوز كونُها، فكذلك أيضًا يدلُّ على أنّ نزول الملائكة إلى الخلق مُحالٌ لا يجوز كونُه، فإن لم تدلّ الآيةُ على استحالة نزول الملائكة، لم تدلَّ أيضًا على استحالة النظر إلى الله والرؤية له".
إلى أن قال: "بل شرائط الرؤية: قيام المرئيّ بنفسه، وصحّة بصر الرائي، مع ارتفاع الحُجُب والموانع، وإن كان شرط العلم: الخبر، أو الحسّ، أو الاستدلال، أو الضرورة".
قال: "والله قائمٌ بنفسه فهو مرئيّ؛ لأنّ شرطَ من يُرى موجودٌ في
(1)
أحمد بن عبد الرحمن بن خالد، كان معاصرًا لأبي الحسن الأشعري (260 - 324 هـ).
تيبن كذب المفتري (ص 398).
(2)
هو: أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود، شيخ المعتزلة، من نظراء أبي علي الجبائي، توفي سنة 309 هـ. السير (14/ 313).
صفته، وهو معلومٌ أيضًا بأحد شرائط العلم؛ لأنّه معلوم بالاستدلال، وقد يجوزُ أن يُعلم بالحسّ أنّه موجود".
وقال: "ثم يُقال له: غلطتَ في قولك إنّا أجزنا الرؤيةَ بالبصر في وقت دون وقت؛ بل نقولُ: إنّ الرؤية على الله جائزةٌ في كلّ الأوقات؛ لأنّ شرط المرئيّ أن يقوم بنفسه، والله قائمٌ بنفسه في كلّ وقت، فيجوزُ أن يُرى في كلّ وقت، وأمّا مَنْ قال من أصحابنا إنّه يُرى في وقت دون وقت وإنّما قال برؤية في وقت دون وقت، وإن كان يجوزُ أن يروه أبدًا، كما أنّ أهل الجنّة عندهم يدخلون الجنّةَ في وقت دون وقت، وقد يجوز أن يدخلوها في كلّ وقت، فكذلك يرون الله في وقت دون وقت، ويجوز أن يروه في كلّ وقت".
وقال: "موسى سأل الله رؤيتَه لأنّ رؤيتَه صحيح متوهَّم جائزة، ولم يسألْه أن يُعانقه أو يلمسه لأنّ المعانقة واللمس غير جائز على الله ولا يُتوهَّم منه".
* * *
باب
2598 -
سُئل أبو القاسم إسماعيل بن محمد التَّيْمي: إنّ الله حين خلق آدم هل رأى ربَّه عيانًا أم لا؟ فأجاب: كلّمَه الله قِبَلًا، ولم يُروَ خبرٌ أنّه رآه، والرؤيةُ للنبيّ صلى الله عليه وسلم خصوصًا.
2599 -
قال محمد بن إسحاق، عن جعفر بن الزُّبَيْر، عن القاسم، عن أبي أُمامة، عن أبي ذرّ أنّه قلتُ. قلتُ: يا نبيّ الله! أنبيًّا كان آدم؟ قال:
"نعم كان نبيّا، كلّمه الله قُبُلًا"
(1)
.
جعفر بنُ الزُّبَيْر الشامي: قال البخاري والنسائي
(2)
: "متروك الحديث".
2600 -
وذكر عبد العزيز بنُ محمد بن المبارك القُحَيْطِيّ
(3)
في "جواب سؤال عن قومٍ يزعمون أنّ في أمّة محمد قومًا يَرَوْن اللهَ في الدنيا بعينَي رؤوسهم يقظةً لا منامًا" حديثَ أبي هُرَيْرَة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الميّت يصيرُ إلى القبر، فيجلسُ الرجل الصالح في قبره غيرَ فَزعٍ ولا مَشْعُوفٍ، ثم يُقالُ له: فيم كنتَ؟ فيقولُ: كنتُ في الإسلام، فيُقالُ: ما هذا الرجلُ؟ فيقولُ: محمدٌ رسولُ الله جاءنا بالبيّنات من عند الله فصدّقناه، فيُقالُ له: هل رأيتَ اللهَ؟ فيقولُ؟ ما ينبغي لأحدٍ أن يرى الله"، وذكر الحديثَ
(1)
أخرجه الطبري في تاريخه (1/ 150). وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 4259)، من طريق ميكال عن ليث عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر، قال الطبراني:"لم يروه عن إبراهيم التيمي إلا ليث، ولا رواه عن ليث إلا ميكال، وهو شيخ كوفي لا نعلمه أسند حديثًا غير هذا". قلت: فيله ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.
(2)
التاريخ الكبير (2/ 192)، والضعفاء والمتروكون (رقم: 108).
(3)
تقي الدين القَهرمىِ البغدادي، قال الذهبي:"كَتَبَ وعَلَّق في السنة"، توفي سنة 656 هـ. تاريخ الإسلام (48/ 268).
بطوله
(1)
، وكذلك رَوَتْ عائشةُ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
قال: ورَوَى أبو بُرْدَة بنُ أبي موسى، عن أبيه، عن رسول الله أنّه قال:"إذا كان يومُ القيامة مُثِّل لكلّ قومٍ ما كانوا يعبدون في الدنيا، ويبقى أهلُ التوحيد فيُقال لهم: ما تنتظرون وقد ذهب الناسُ؟ فيقولون: إنّ لنا ربًّا كنّا نعبدُه في الدنيا لم نرَه، قال: تعرفونه إذا رأيتموه؟ فيقولون: نعم، فيُقال لهم: وكيف تعرفونه ولم تروْه؟ قالوا: إنّه لا شِبْهَ له"
(3)
.
قال: ورَوَى أبو سعيد الخُدْري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه سُئل فقيل: يا رسولَ الله هل نرى ربَّنا يومَ القيامة؟ قال: "هل تُضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحابٌ؟ "، الحديث، وفيه:"ويبقى المؤمنون ومنافقوهم بين ظهرانيهم، ويبقى أهلُ الكتاب -وقلَّلَهم بيده-، فيُقال لهم: ألا تبتغون ما كنتم تعبدون، -قال- فيقولون: كنّا نعبدُ اللهَ ولم نرَ اللهَ"
(4)
.
* * *
(1)
حديث أبي هريرة أخرجه ابن ماجه (رقم: 4268) والآجري في الشريعة (3/ 1354/ رقم: 923) والبزار في مسنده (15/ 29 - 30/ رقم: 8219)، من طريق ابن أبي ذئب عن محمد أبن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة. وإسناد صحيح.
(2)
حديث عائشة أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (2/ 594 - 595/ رقم: 1170) وأحمد (42/ 12 - 13/ رقم: 25089) وابن منده في الإيمان (2/ 967/ رقم: 1067)، من طريق ابن أبي ذئب بالإسناد السابق نفسه.
(3)
أخرجه -مطولًا-: ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 630) والآجري في الشريعة (2/ 1015 - 1016/ رقم: 607).
(4)
أخرجه -بطوله- أحمد في مسنده (17/ 202 - 203/ رقم: 11127) وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 634) وغيرهما.
(1)
بابٌ: هل رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم ربه أم لا؟
وقوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)} [النّجْم]
2601 -
عن شريك بنِ عبد الله بنِ أبي نَمِر قال: سمعتُ أنسَ بنَ مالك يحدّثُنا عن ليلة أُسريَ برسول الله من مسجد الكعبة: إذْ جاءه ثلاثةُ نفر قبل أن يوحَى إليه وهو نائمٌ في المسجد الحرام، فقال أوّلُهم: أهو هو؟ وذكر الحديثَ بطوله في الإسراء، والعروجَ به إلى السماء الدنيا والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة، حتى جاء به سدرةَ المنتهى، ودنى الجبّارُ تبارك وتعالى فتدلَّى حتى كان منه كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله ما شاء، فممّا أَوْحَى: خمسين صلاةً على أمّته كلَّ يومٍ وليلة، وذكر باقي الحديث، ثم قال: فاهْبِطْ بِسْمِ الله، فاستيقَظَ وهو في المسجد الحرام.
رواه البخاريُّ
(2)
، ومسلم أحالَ به على رواية ثابت
(3)
.
2602 -
وفي خبر كَثِير بن حُبَيْش عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء بطوله: ثم عُرج به حتى جاء سدرةَ المنتهى، فدنى إلى ربّه فتدلَّى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، الحديث.
(1)
المكتوب في الصفحة (345 ب) يأتي لحقا أثناء هذه الصفحة.
(2)
صحيح البخاري (رقم: 7517).
(3)
صحيح مسلم (رقم: 162)(262).
رواه ابن خُزَيْمَة
(1)
، عن أبي عمّار عن الفضل بن موسى عن محمد بن عَمْرو عن كثير.
قال ابن خُزَيْمَة: وفي حديث شريكٍ بيانُ أنّ ربّه الذي تدلّى لا النبيُّ كما ذكر كثير بن حُبَيْش
(2)
.
قال إبراهيم بنُ عبد الله بنِ الجُنَيْد
(3)
: سألتُ يحيى بنَ معين عن كَثِير بن حُبَيْش يحدّثُ عنه محمد بن عَمْرو عن أنس، وعن عَمْرَة عن عائشة؟ فقال:"هذا شيخٌ مديني ثقة"، قلتُ: حدّث عنه غيرُ محمد بن عَمْرو؟ قال: "ما سمعتُ".
2603 -
قال شيخُ الإسلام الأنصاري: سمعتُ أبا يعقوب الحافظ وقد سأله موسى بنُ محمد المَوْصِلي عن قوله: "فاستيقظ"، فقال: قال أبو سليمان الخطّابي: هو وَهَمٌ من أنس ابنِ مالك.
2604 -
وقال سعيد بنُ يحيى الأموي: حدّثني أبي، ثنا محمد بنُ عَمْرو بنِ عَلْقَمَة، عن أبي سَلَمَة، عن ابنِ عبّاس في قول الله عز وجل:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)} [النّجْم] قال: "دنى ربُّه فتدلَّى فكان قابَ قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى"، قال: قال ابنُ عبّاس: "قد رآه النبيُّ صلى الله عليه وسلم".
رواه التِّرْمِذِيُّ
(4)
، عن سعيدٍ هذا، وقال:"حديث حسن".
2605 -
وقال ابنُ خُزَيْمَة
(5)
وابنُ أبي داود في كتاب السنّة: حدّثنا هارون بنُ إسحاق الهَمْداني، ثنا عَبْدَة بنُ سليمان، عن محمد بنِ عَمْرو،
(1)
التوحيد (1/ 530).
(2)
كلام ابن خزيمة هذا لم أجده في طبعة كتاب التوحيد.
(3)
سؤالاته لابن معين (رقم: 156).
(4)
الجامع (رقم: 3280).
(5)
التوحيد (1/ 495).
عن أبي سَلَمَة، عن ابنِ عبّاس في قوله:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم] قال: "رأى ربَّه".
2606 -
وقال أبو حاتم بنُ حبّان في صحيحه
(1)
: أبنا أحمد بنُ عَمْرو المُعَدَّل بواسط، ثنا أحمد بنُ سِنان القطّان، ثنا يزيد بنُ هارون، أبنا محمد بنُ عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن ابنِ عبّاس قال:"قد رأى محمدٌ ربَّه".
2607 -
وقال يونس بنُ بُكَيْر وَيعْلَى بنُ عُبَيْد الطَّنافِسي وسَلَمَة بنُ الفضل: عن محمد بنِ إسحاق، عن عبد الرحمن بنِ الحارث، عن عبد الله بنِ عَيّاش بنِ أبي ربيعة، عن عبد الله بنِ أبي سَلَمَة، أنّ عبد الله بنَ عُمَر بنِ الخطّاب بعث إلى عبد الله بنِ عبّاس يسألُه: هل رأى محمد ربَّه؟ فأرسل إليه عبد الله بنُ عبّاس: أنْ نعم، فردَّ عليه عبد الله بنُ عُمَر رسولَه: أنْ كيف رآه؟ فأرسل أنّه رآه في رَوْضَةٍ خضراء، دونه فراشٌ من ذهب، على كرسيٍّ من ذهب، يحمله أربعةٌ من الملائكة، مَلَكٌ في صورة رجل، ومَلَكٌ في صورة ثَوْر، ومَلَكٌ في صورة نِسْر، ومَلَكٌ في صورة أَسَد.
رواه ابنُ خُزَيْمَة
(2)
، وعبد الله بنُ أحمد
(3)
، ومحمد بنُ عثمان بنِ أبي شَيْبَة في كتاب العرش
(4)
، وأبو بكر بنُ أبي داود في كتاب السنّة
(5)
.
قال البَيْهَقِيُّ
(6)
: "في هذه الرواية انقطاعٌ بين ابنِ عبّاس وبين الراوي عنه
(7)
".
(1)
الإحسان (1/ 254/ رقم: 57).
(2)
التوحيد (1/ 483).
(3)
السنة (1/ 175/ رقم: 217).
(4)
العرش وما روي فيه (رقم: 38).
(5)
وعنه الآجري في الشريعة (3/ 1543 /رقم: 1034).
(6)
الأسماء والصفات (2/ 362).
(7)
وهو الرسول الذي أرسله ابن عمر.
2608 -
(1)
أخبرنا إسحاق، أنا ابنُ خليل، أنا الكَرّاني، أنا الصَّيْرَفي، أنا ابنُ فاذْشاه، أنا الطبراني، ثنا عليّ بنُ سعيد الرازي، ثنا محمد بنُ حاتم المؤدِّب، ثنا القاسم بنُ مالك المُزَني، ثنا سفيان بنُ زياد، عن عمِّه سُلَيْم بنِ زياد قال: خرجتُ من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلقيتُ عِكْرِمَة مَوْلَى ابنِ عبّاس فقال: يا أبا نَصْر لا تبرحْ حتى أُشْهِدَك على هذا الرجل -ابنًا لمعاذ بنِ عَفْراء-، فقال: أخبِرْني بما أخبرَك أبوك عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: حدّثني أبي، أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حدّثه أنّه رأى ربَّ العالمين عز وجل في حِظِيرٍ من الفردوس في صورة شابِّ عليه تاجٌ يلتمعُ البصر، قال سفيان بنُ زياد: فلقيتُ عِكْرِمَة بعدُ فسألتُه عن الحديث فقال: نعم هكذا حدّثني إلا إنّه قال: "رآه بفؤاده"
(2)
.
2609 -
وبهذا الإسناد إلى الطبراني، ثنا يوسف القاضي، ثنا المُقَدَّمي، ثنا أَشْعَث بنُ عبد الله، ثنا عَوْفٌ، أنّ الحسن كان يقول:"إنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه بقلبه ولم يرَه ببصره".
2610 -
وفي السنّة للطبراني في (باب حُجُب الربّ)، لعبد المنعم بنِ إدريس، عن أبيه، عن وَهْب بنِ منبِّه، عن أبي هُرَيْرَة: أنّ رجلًا من اليهود أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، في حديث طويل، قال ابن سلام: فأخبِرْني هل رأيتَ ربَّك بعينَيْك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"فإنّي لم أرَ بعَيْني، هو أجلُّ من ذلك وأعظمُ، ولكنّه تجلّى لي، فرآه فؤادي فآمنَ وأيقنَ"،
قال اليهوديُّ: فهل رآه أحدٌ من الرسل قبلك؟ قال:
(1)
كتب المصنف أسفل هذه الصفحة (346 أ). (الخط المعترض)، وهو المكتوب في الصفحة السابقة (345 ب).
(2)
الرواية من السنة للطبراني كما في المجمع المؤسس (رقم: 60)، ولم أجدها في كتب الطبراني الأخرى.
"لا، سبحانه، يُدرِكُ الأبصارَ ولا تُدرِكُه الأبصارُ".
إسناده متروك
(1)
.
2611 -
وقال إبراهيم بنُ الحَكَم بنِ أبان: حدّثني أبي، عن عِكْرِمَة، عن ابنِ عبّاس أنّه سُئل: هل رأى محمدٌ ربَّه؟ قال: "نعم رآه كأنّ قدَمَيْه على خُضْرَة دونه سِتْرٌ من لؤلؤ"، فقلتُ: يا ابن عباس أليس يقول الله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]؟ قال: "لا أمّ لك، ذاك نورُه الذي هو نورُه، إذا تجلَّى بنوره لا يُدرِكُه شيءٌ"
(2)
.
ورُوِيَ عن القِنْباريّ عن الحَكَم.
فرواه ابنُ أبي داود
(3)
، عن عبد الرحمن بنِ بِشْر عن موسى بنِ عبد العزيز
(4)
عن الحَكَم بن أبان.
ورواه ابنُ خُزَيْمَة
(5)
، عن محمد بنِ يحيى عن يزيد بنِ أبي حكيم العَدَني
(6)
قال: حدّثني الحَكَم بنِ أبان قال: سمعتُ عِكْرِمَة يقولُ: سمعتُ ابنَ عبّاس وسُئل: هل رأى محمد ربَّه؟ قال: "نعم"، فذكره، ولم يذكرْ "على قدمَيْه خُضْرَةٌ وسِتْرٌ من لؤلؤ".
(1)
علته عبد المنعم بن إدريىس قال في الميزان (2/ 668): "مشهور قصاص، ليس يعتمد عيه، تركه غير واحد، وأفصح أحمد بن حَنْبَل فقال: كان يكذب على وهب بن منبه".
(2)
إسناده ضعيف؛ لأجل إبراهيم بن الحكم، قال في التقريب:"ضعيف، وصل مراسيل". وأخرجه من هذا الطريق: الحاكم في المستدرك (2/ 316) - وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 362/ رقم: 933)، وأعلّه بإبراهيم بن الحكم -والطبراني في المعجم الكبير (11/ 242/ رقم: 11618).
(3)
وابن خزيمة في التوحيد (1/ 482 - 483).
(4)
هو: القنباري المذكور.
(5)
التوحيد (1/ 481).
(6)
ورواه محمد بن يحيى أيضًا عن إبراهيم بن الحكم، لكنه فضل الرواية عن يزيد بن أبي حكيم، كما صرّح بذلك عقبه.
ورواه النسائيُّ
(1)
وابنُ أبي حاتم
(2)
، عن يزيد بنِ سنان عن يزيد بنِ أبي حكيم.
2612 -
وقال أَسْوَد بنُ عامر: ثنا حمّاد بنُ سَلَمَة، عن قتادة، عن عِكْرِمَة، عن ابنِ عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"رأيتُ ربّي جَعْدًا، أَمْرَدَ، عليه حُلّةٌ خضراء"،
وفي لفظ:
"في صورة شابٍّ أَمْرَد، دونه سِتْرٌ من لولؤ، قدميه -أو قال: رجليه- في خُضْرَة"
(3)
.
رواه جماعةٌ عن شاذان
(4)
منهم: أحمد بنُ حَنْبَل
(5)
، والفضل بنُ سهل
(6)
، ومحفوظ بنُ الفضل، وموسى بنُ عبد الرحمن، ومحمد بن منصور الطوسي
(7)
، ومحمد بنُ رِزْق الله
(8)
، وحجّاج بنُ الشاعر، وعثمان بنُ أبي شَيْبَة.
(1)
السنن الكبرى (التفسير)(6/ 472/ رقم: 11537).
(2)
التفسير الكبير (4/ 1363/ رقم: 7738).
(3)
اللفظ الأول أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 363 رقم: 938) من رواية محمد ابن رافع عن أسود بن عامر، وعطف عليه اللفظ الثاني من رواية محمد بن رزق الله بن موسى عن أسود بن عامر.
وهذا الحديث معلول برواية حماد بن سلمة عن غير ثابت، فإن روايته عن غير ثابت فبها شيء؛ لكونه تغير بأخرة، وإنما أخرج له مسلم روايته عن ثابت فقط. وقد تكلم الشيخ الألباني في تعليل هذا الحديث بكلام نفيس في مختصر العلوّ (رقم: 79)، خلص فيه إلى أن الحديث هو نفسه الرؤيا المناميّة، وأن حمادًا اختصره، وزاد فيه بعض الرواة تلك الزيادات المنكرة.
(4)
هو لَقَبُ أسود بنِ عامر.
(5)
المسند (4/ 350 - / 351 رقم: 2580)، ولفظه:"رأيت ربي تبارك وتعالى"، اكتفى بهذا.
(6)
وروايته عند الدارَقُطْني في الرؤية (رقم: 264)، ولفظه كالسابق.
(7)
ورواية عد الدارَقُطْني في الرؤية (رقم: 266).
(8)
وروايته أخرجها البيهقي في الأسماء والصفات كما سبق.
قال عبد الرحمن بنُ مَنْدَه: "ولا يُنكرُه إلّا جهميّ".
وممّن تابع شاذان: إبراهيم بنُ أبي سُوَيْد
(1)
، وعبد الصمد بنُ كَيْسان
(2)
.
2613 -
فأمّا طريقُ إبراهيم بنِ أبي سُوَيْد: فقال عبد الرحمن بنُ أبي عبد الله بنِ مَنْدَه: أبنا محمد بنُ عُبَيْد الله الطبراني، أبنا أبو بكر عُمَر بنُ عبد الله بن أحمد بنِ محمد، ثنا محمد بنُ القاسم بنِ مِهْران، ثنا محمد بنُ موسى، ثنا الحسن بنُ عليّ بن زكريا بن يحيى بنِ المِنْقَري، ثنا إبراهيم بنُ أبي سُوَيْد الثقةُ المأمون، ثنا حمّاد بنُ سلَمَة، عن قتادة، عن عِكْرِمَة، عن ابنِ عبّاس قال: قال رسول الله:
"رأيتُ ربّي في أحسن صورة، شابٌّ، جَعْدٌ، قَطَطٌ، عليه ثَوْبان أخضران".
قال عبد الرحمن
(3)
: ورواه يَعْلَى بنُ عبّاد
(4)
وغيرُه عن حمّاد.
2614 -
أخبرنا عثمان بنُ محمد بنِ إبراهيم، ثنا عُمَر بنُ أحمد بنِ عثمان
(5)
، ثنا عبد الله ابنُ سليمان بنِ الأشعث
(6)
، ثنا بُنان بنُ سليمان الدقّاق، ثنا يَعْلَى بنُ عبّاد بنِ يَعْلَى، عن حمّاد، عن قتادة، عن عِكْرِمَة، عن ابنِ عبّاس:
(1)
هو: إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد، قال في التقريب:"مقبول".
(2)
قال الحسيني في الإكمال (رقم: 541): "غير معروف". وروايته
(3)
يعني: ابن منده.
(4)
يعلى بن عباد بن يعلى الكلابىِ البغدادي، ضغفه الدارَقُطْني وغيره. ميزان الاعتدال (4/ 457)، والثقات (9/ 291).
(5)
هو: ابن شاهين.
(6)
هو. ابن أبي داود.
"أنّ رسول الله رأى ربَّه عز وجل عليه خضراوان".
ذكر عبد الرحمن بنُ مَنْدَه هذا في كتاب ستر العورة وحفظ الحرمة
(1)
.
2615 -
وقال أبو بكر بنُ خُزَيْمَة
(2)
: حدّثنا محمد بنُ بشّار بُنْدار وأبو موسى -إمامان من أئمّة الهدى-، قالا: ثنا معاذ بنُ هشام، قال: حدّثني أبي، عن قتادة، عن عِكْرِمَة، عن ابنِ عبّاس قال:"أتعجبون أن تكون الخُلّةُ لإبراهيم والكلامُ لموسى والرؤيةُ لمحمد".
رواه عبد الله بنُ أحمد بن حَنْبَل
(3)
، عن عُبَيْد الله بنِ عُمَر عن معاذ بنِ هشام.
ورواه ابنُ أبي عاصم
(4)
، والنسائي
(5)
.
2616 -
وقال أبو بكر النجّاد -فيما أخبرنا ابنُ عساكر، عن ابنِ يوحَنْ -إجازةً-، عن أبي المكارم الباذَرائي، عن أبي ياسر الخيّاط، عن ابنِ شاذان
(6)
، عنه-: ثنا أحمد بنُ زُهَيْر
(7)
، ثنا عفّان، حدّثني عبد الصمد بنُ كَيْسان، ثنا حمّاد بنُ سَلَمَة، عن قتادة، عن عِكْرِمَة، عن ابنِ عبّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"قد رأيتُ ربّي عز وجل"
(8)
.
(1)
سمّاه ابن رجب: "حرمة الدين". الذيل على طبقات الحنابلة (1/ 61).
(2)
التوحيد (1/ 479).
(3)
السنة (رقم: 579، 1043).
(4)
السنة (رقم: 442).
(5)
السنن الكبرى (التفسير)(6/ 472/ رقم: 11539).
(6)
أبو علي الحسن بن أحمد.
(7)
هو: ابن أبي خيثمة.
(8)
وأخرجه الإمام أحمد (4/ 386/ رقم: 2634) عن عفان.
2617 -
رواه الطبراني
(1)
، لعبد الصمد بنِ كَيْسان ولإبراهيم بنِ أبي سُوَيْد الذارع عن حمّاد بن سَلَمَة، ولفظُه:
"رأيتُ ربّي في صورة شابٍّ له وَفْرَةٌ".
2618 -
قال الطبراني
(2)
: سمعتُ أبا بكر بنَ صدقة يقولُ: سمعتُ أبا زُرْعَة الرازي يقول: "حديثُ قتادة عن عِكْرِمَة عن ابنِ عبّاس في الرؤية صحيحٌ، رواه شاذان وعبد الصمد بنُ كَيْسان وإبراهيم بنُ أبي سُوَيْد، ولا يُنكرُه إلّا معتزليٌّ".
2619 -
قلتُ: حديثُ عبد الصمد بنِ كَيْسان في الأول من فوائد الحاجّ للنجّاد، ولفظُه -في رواية أبي بكر الإسماعيلي، عن الزَّعْفَراني
(3)
، عنه-:
"رأيتُ ربّي في صورة شابٍّ أَمْرَد عليه حُلّةٌ خضراء".
قال جعفر بنُ أبي عثمان الطيالسي: سمعتُ يحيى بنَ معين يقول: "إذا رأيتَ الرجلَ يتكلّم في حمّاد بن سَلَمَة وعِكْرِمَة مَوْلَى ابن عبّاس فاتَّهِمْه على الإسلام"
(4)
.
2620 -
وقال زِرُّ بنُ حُبَيْش في قوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} [النّجْم]: أخبرني ابنُ مسعود:
"أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستّمائة جناح".
رواه مسلم
(5)
وابنُ خُزَيْمَة
(6)
، لعبّاد بنِ العوّام عن الشَّيْباني عن زرّ.
(1)
لم أجده في معاجمه الثلاثة وكتبه المطبوعة الأخرى، فلعله في السنة.
(2)
أسنده إليه الضياء في المختارة (12/ 234) بإسناد السنة للطبراني.
(3)
هو: الحسين بن أحمد بن بسطام الأبلي البصري، أبو علي الزعفراني.
(4)
أخرج هذا الخبر ابن عساكر في تاريخ دمشق (41/ 103) من طريق النحاد. وروى مثله عن ابن معين: ابن أبي خيثمة كما في السير (7/ 447).
(5)
صحيح مسلم (رقم: 174).
(6)
التوحيد (1/ 497).
ورواه البخاري
(1)
، لعبد الواحد بنِ زياد عن سليمان الشَّيْباني عن زرّ بنِ حُبَيش قال: قال عبد الله في هذه الآية: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} [النّجْم]: قال رسول الله:
"رأيتُ جبريل له ستّمائة جناح".
2621 -
وقال أبو معاوية، عن أبي إسحاق، عن زِرّ بن حُبَيْش، عن عبد الله في قوله:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم] قال: "رأى جبريل له ستّمائة جناح".
رواه ابن خُزَيْمَة
(2)
.
تابعه أبان، عن عاصم، عن زِرّ.
ورواه شُعْبَة، عن أبي إسحاق الشَّيْباني فى قوله:{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} [النّجْم]
(3)
.
ورواه حفص بنُ غِياث، عن الشَّيْباني في قوله:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} [النّجْم].
ورواه زائدة وزُهَيْر بنُ معاوية في قوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} [النّجْم].
قال البَيْهَقِي
(4)
: ويُحتمل أن يكون الشَّيْباني سأل زِرًّا عن جميع هذه الآيات، فأخبر عن ابنِ مسعود أنّ جميعَ ذلك يرجع إلى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم جبريل.
(1)
صحيح البخاري (3232).
(2)
التوحيد (1/ 498).
(3)
أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 502 - 503).
(4)
الأسماء والصفات (2/ 347).
2622 -
وقال أبو يَعْلَى الخليل بنُ عبد الله بنِ أحمد الخليلي القَزْويني الحافظ: حدّثنا أحمد بنُ محمد بنِ الحسين الحافظ، ثنا عبد الله بنُ محمد بنِ عليّ بنِ طَرْخان الحافظ ببَلْخ، ثنا عبد الصمد بنُ الفضل -قُرئ عليه-، ثنا حفص بنُ عُمَر العَدَني، عن موسى بنِ سَعْد، عن مَيْمون القَنّاد، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس في قوله تعالى:{دَنَا فَتَدَلَّى} قال: "نظر إلى ربِّه"، قال عِكْرمَة: قلتُ لابن عبّاس: سبحان الله! نظر إلى ربّه؟ قال: "نعم، جعل الخُلَّةَ لإبراهيم، والكلامَ لموسى، والنظرَ لمحمد عليه السلام".
رواه الحافظ أبو طاهر السِّلَفي
(1)
، عن أبي منصور نصر بنِ عبد الجبّار بنِ عبد الله بنِ عبد الله القُرّائيّ -سمعه منه بقَزْوين-، عن الخليل بنِ عبد الله، به.
2623 -
(2)
قال الوزير أبو المُظَفَّر بنُ هُبَيْرَة
(3)
في قول ابن عبّاس: إنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه بفؤاده
(4)
: "معناه رآه وفؤادُه ثابتٌ؛ فإنّ الإنسان إذا كان مُتَرَعِّبًا لم يدرِ ما يرى، فإذا كان ثابتَ القلب تيقَّن الرؤيةَ".
2624 -
قال الإمام أبو الفضل أحمد بنُ محمد بنِ حَمْدُون الشَّرْمَقاني
(5)
: حدّثنا أبو الفضل الهروي الحافظ -هو: محمد بنُ الحسن بنِ محمد بنِ عمّار حفيد أبي سَعْد الزاهد-، ثنا معاذ بنُ المثنّى، ثنا محمد بنُ المِنْهال، ثنا عُمَر بنُ حبيب، ثنا خالدٌ الحَذّاء، عن حُمَيْد بنِ هلال، عن
(1)
لعلّه في المشيخة البغدادية.
(2)
الصفحتان (347 ب) و (348 أ) لم يُكتب فيهما شيء.
(3)
يحيى بن محمد بن هبيرة، الشيباني الدوري العراقي، الحَنْبلي، صاحب التصانيف، كان وزيرًا للمقتفي لأمر الله، ثم بعده لابنه، توفي سنة 560 هـ. السير (20/ 426 - 430).
(4)
الإفصاح عن معاني الصحاح (4/ 234).
(5)
نسبة إلى شرمقان: بُلَيْدة بخراسان، توفي سنة 366 هـ. قال الذهبي: وعندي أجزاء من فوائده. السير (16/ 286 - 287).
عبد الله بنِ الصامت، عن أبي ذرّ قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيتَ ربَّك؟ قال:
"كيف أراه وهو النور، أنّى أراه"
(1)
.
2625 -
في أوائل الرسالة
(2)
لعبد الكريم بن هَوازِن القُشَيْري: قال أبو الحسين النُّوري
(3)
: "شاهدَ الحقُّ القلوبَ فلم يرَ قلبًا أَشْوَقَ إليه من قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فأكرمه بالمعراج تعجيلًا للرؤية والمكالمة".
2626 -
ذكر شيخُنا أبو العبّاس
(4)
في الإجازة المغربيّة الاختلافَ في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:
"وقد يُقالُ: رؤيةُ الفؤاد والمنام يحصلُ منها لغير الأنبياء ما هو معروفٌ، ومعلومٌ أنّ تلك الرؤيةَ لا تُباشر الذات؛ بل تكونُ بواسطة ما يحصلُ في القلوب من صورة العِرْفان والإيمان، ولا بدّ لِما أثبته النبيُّ صلى الله عليه من خاصّة، فيُجابُ عن ذلك بإمكان مباشرة رؤية فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم ربَّه، بخلاف غيره، وبأنّ رؤيا الأنبياء وحيٌ، فهي حقٌّ لا يدخلُ الشيطانُ فيها، بخلاف ما يتمثّل لبعض أهل الرياضات والمجاهدات، فإنه قد يتخيّلُ أنوارًا وصُوَرًا يظنّونها المعبودَ، ويكونُ الشيطانُ قد تمثَّلَ لهم، كما قد وقع مثلُ ذلك لكثيرٍ من الناس.
(1)
إسناده ضعيف؛ لضعف عمر بن حبيب -وهو: العدوي البصري-. وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 38) في ترجمة عمر بن حبيب، عن أحمد بن علي بن المثنى -هو: ابن أبي عاصم- عن محمد بن المنهال.
(2)
الرسالة القشيرية (1/ 24).
(3)
هو: أحمد بن محمد، الخراساني البعوي، الزاهد، من شيوخ التصوّف بالعراق، توفي سنة 295 هـ. قال الذهبي: وله عبارات دقيقة يتعلق بها من انحرف من الصوفية، نسأل الله العفو. السير (14/ 70).
(4)
ابن تيمية.
والذين أثبتوا رؤيةَ العين ليس معهم إلّا لفظٌ مطلقٌ، أو حديثٌ موضوعٌ، وقد اعتمدَ أبو الحسن الأشعري والقاضي أبو يَعْلَى وغيرُهما على قوله تعالى:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [الشّورى: 51]، ومن العَجَب أنّ عائشةَ ومن وافقها احتجّوا بهذه الآية على النفي، وهؤلاء احتجّوا بها على الإثبات، قالوا: لأنّ التكليمَ من وراء حجاب هو تكليمُ موسى، وبإرسال الرسل هو كإرسال الملائكة إلى الأنبياء، فلم يبق إلّا التكليمُ مع المعاينة، فيكونُ ذلك هو التكليمَ وحيًا، وهذه الحجّةُ ضعيفةٌ مناقِضَةٌ لمقصود الآية؛ لأنّ الله قال:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ} [الشّورى: 51] إلّا على أحد هذه الجهات الثلاثة، فلا بدّ أن يكون نَفَى شيئًا غيرَ هذه الجهات الثلاث، وعلى قولهم لا يكون قد نفى شيئًا؛ بل أثبتَ التكليمَ عيانًا ومن وراء حجاب والتكليمَ بواسطة، ومعلومٌ أنّ التكليمَ إمّا بواسطة وإمّا بغير واسطة، ومع انتفاء الواسطة إمّا أن يكون معاينةً وإمّا مع الحجاب، فإن كان الجميعُ ثابتًا فما المَنفِيّ؟! ".
2627 -
قال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني: حدّثني عَمْرو بنُ محمد، ثنا أبو محمد مُعْتَمِر بنُ سليمان، عن سليمان بنِ المغيرة، عن ثابتٍ قال:"لمّا كان الليلةُ التي أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم قيل له: إنّك لم ترَ ربَّك، إنّما رأيتَ عبدَه".
2628 -
قال البخاري في التاريخ
(1)
: حدّثني عَمْرو بنُ عليّ، ثنا أبو قُتَيْبَة، ثنا حُمَيْدٌ الخيّاط، عن أَرْقَم بنِ أبي أَرْقَم: سُئل ابن عبّاس: رأى محمد ربَّه؟ قال: "نعم مرّتين".
ذكره في (ترجمة أَرْقَم بنِ أبي أَرْقَم)، وقال:"هو شيخٌ مجهولٌ لا يُعرف إلّا بهذا".
(1)
التاريخ الكبير (2/ 47).
2629 -
قال الدارَقُطْني
(1)
: حدّثنا محمد بنُ القاسم بنِ زكريا، ثنا محمد بنُ الحسن السَّلُولي، ثنا صالح بنُ أبي الأسود، عن جميل بنِ عبد الله، عن زكريا بنِ مَيْسَرة، عن أبي إسحاق، عن عِمْران بنِ حُصَيْن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لمّا انتُهِيَ بي إلى السماء رأيتُ ربّي عز وجل، وبيني وبينه قفصٌ من درّ، عليه فراش من ذهب يتلألأُ، فأَوْحَى إليَّ في عليّ ثلاثًا: أنه سيّد المؤمنين، وقائدُ المُحَجَّلين".
تفرّدَ به صالح بنُ أبي الأسود بهذا الإسناد
(2)
.
هذا إسنادٌ مجهول.
2630 -
قال أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي في كتاب العظمة: حدّثنا محمد بنُ مجاهد، ثنا أبو عامر العقَدي، ثنا أبو خَلْدَة، عن أبي العالية قال: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيتَ ربَّك عز وجل؟ قال:
"رأيتُ نهرًا، ورأيتُ وراء النهر حجابًا، ورأيتُ وراء الحجاب نورًا، لم أرَ غيرَ ذلك".
رواه ابنُ أبي حاتم في التفسير
(3)
، عن أبيه.
(1)
في الأفراد كما في أطرافه (2/ 87/ رقم: 4170).
(2)
صالح بن أبي الأسود ترجمه ابن عدي في الكامل (4/ 66 - 67) وقال: "وأحاديثه ليست بالمستقيمة"، وقال في آخر الترجمة:"وفي أحاديثه بعض النكرة، وليس هو بذلك المعروف".
قلت: ولهذا الحديث المنكر طرق عدة من حديث عبد الله بن أسعد بن زرارة، ذكرها الخطيب البغدادي في موضح لأوهام الجمع والتفريق (1/ 183 - 186)، وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (4/ 34) في ترجمة عبد الله بن أسعد بن زرارة:"ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء، والمتن منكر جدًا".
(3)
تفسير ابن أبي حاتم (10/ 3319/ رقم: 18698). والإسناد معضل.
2631 -
قال أبو الفَرَج بنُ الجَوْزي في كتاب النور في فضائل الأيّام والشهور
(1)
:
"اتّفقت الروايات عن إمامنا أحمد بنِ محمد بنِ حَنْبَل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه ليلةَ أُسْري به، والمشهورُ المعتمدُ عليه أنّه رأى ربَّه بعَيْنَيْ رأسه، وعليه عامّةُ أهل السنّة والنقل، ومنعَ من ذلك المعتزلةُ ومَنْ وافقهم مِن الأشعريّة، والدلالةُ على أنّه رآه بعَيْنَيْه قولُه تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)} [النّجْم]، قال ابنُ عبّاس مفسِّرًا لذلك: "رأى ربَّه بعَيْنَيْ رأسه"، وقوله: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم]، قال ابنُ عبّاس: "رأى ربَّه بعَيْنَيْ رأسه مرّتين"، وأخبر بأنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه جماعةٌ من أصحابه منهم: ابنُ عبّاس، وأبو ذرّ، وهذا يدلُّ على كَوْن ذلك مشهورًا بين الصحابة، قال المُخالف: قد أَنْكَرَتْ ذلك عائشةُ فقالت: "لقد قفّ شعري مما قال ابنُ عبّاس"، واحتجَّتْ على بطلان قوله بقوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعَام: 103]، وقالت: "إنّما رآه بعَيْنَيْ قلبه"، والجوابُ: أنه قد سُئل إمامُنا أحمد عن إنكار عائشةَ الرؤيةَ فقيل: بماذا تردُّ قولَ عائشة "من زعم أنّ محمدًا رأى ربَّه فقد أعظم الفريةَ"؟ فقال: أردُّه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ ربّي"، ومعنى قول أحمد: أنّه لا قول لصحابيٍّ مع قول النبي صلى الله عليه وسلم، وجوابٌ آخر: وهو أنّ قولَ ابنِ عبّاس مقدَّمٌ على قول عائشة، لو لم يرِدْ في ذلك النقلُ عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنّ ابن عبّاس كان أعلمَ بذلك منها، ولأنّه أثبتَ وهي نَفَتْ، ولأنّ قولَه يوافق ظاهرَ القرآن، على أنّ عائشة أثبتت رؤيته بقلبه، والخصمُ لا يُوافقُ على ذلك، فقد ترك قول عائشة، وجوابٌ آخر: وهو أنّ القلبَ لا يَرَى إلّا بعد رؤية العين، فما لا تُدركُه العينُ لا يُدرِكُه القلبُ، فيلزمُ عائشةَ بقولها إنّه رآه بقلبه أنْ راَه بعينيه، وجوابٌ آخر: وهو
(1)
النور في فضائل الأيام والشهور (ق 48/ ب - 49/ أ - شستربيتي 3383).
أنّ مَبْنَى رؤيةِ النبي صلى الله عليه وسلم لربّه ورؤيةِ
(1)
الله تعالى مطلقًا على النقل الصحيح لا على القياس، فالمُخالِفُ جَهِلَ الآثار فتَرَكَها، فإن قيل: قال جماعةٌ من أهل التفسير في قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم]: أي جبريل، قلنا: قولُ ابن عباس مقدَّمٌ على قول غيره من المفسِّرين، ولأنّ ذلك لا تعظيم فيه؛ لأنّ نبيَّنا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته العظيمة وهو في الأرض، ولأنّ الله قال في سياق ذلك:{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)} [النّجْم]، ولا وجه للمدحة بثبوت البصر لرؤية جبريل".
2632 -
وقال سليمان -هو: الأَعْمَش-، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد الله:{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} [النّجْم] قال: "رأى رفرفًا أخضر سدَّ أُفُقَ السماء".
رواه البخاري
(2)
.
2633 -
ورواه عبد الرحمن بنُ يزيد، عن ابنِ مسعود قال:"رأى رسولُ الله جبريلَ في رفرفٍ أخضرٍ قد ملأَ ما بين السموات والأرض".
رواه أبو حاتم بنُ حبّان في صحيحه
(3)
.
2634 -
وقال إسحاق بنُ راهويه: حدّثنا رَوْح بنُ عُبادة، ثنا حمّاد بنُ سَلَمَة، عن عاصم بنِ أبي النَّجود، عن زِرّ بنِ حُبَيْشْ، عن عبد الله بنِ مسعود في قوله:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم] قال: قال رسولُ الله:
(1)
نهاية الصفحة (350 ب)، وتتمة كلام ابن الجوزي كُتب بخط معترض على حاشية الصفحة (351 أ).
(2)
الصحيح (رقم: 3233، 4858).
(3)
الحديث بهذا اللفظ ليس عند ابن حبان، إنما هو عند ابن منده في الايمان (رقم: 752)، ولفظ ابن حبان -كما في الإحسان (1/ 256/ رقم: 59) -: "رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جبريلَ في حُلّة من ياقوت قد ملأ ما بين السماء والأرض".
"رأيتُ جبريل عليه ستّمائة جناح عند سدرة المنتهى، يتناثر من ريشه التهاويلُ: الدرُّ، والياقوتُ"
(1)
.
2635 -
وقال مسروق: سألتُ عائشةَ عن قوله: {دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} [النّجْم] قالت: "كان جبريلُ يأتي محمدًا في صورة الرجال، فأتاه هذه المرّة قد ملأ ما بين الخافقين".
رواه البخاري ومسلم
(2)
.
2636 -
وقال القاسم، عن عائشة:"مَنْ زعم أنّ محمدًا رأى ربَّه فقد أعظمَ الفريةَ على الله، ولكن رأى جبريلَ مرّتين في صورته وخِلْقَته سادًّا ما بين الأفق".
رواه البخاري
(3)
.
2637 -
قال مسروق: كنتُ متّكئًا عند عائشة فقالت: "ثلاثٌ من تكلّم بواحدةٍ منهنّ فقد أعظمَ على الله الفريةَ"، قلتُ: وما هي؟ قالت: "مَنْ زعم أنّ محمدًا رأى ربَّه فقد أَعْظَمَ على الله الفريةَ"، قال: وكنتُ متّكئًا فجلستُ فقلتُ: يا أمَّ المؤمنين! أَنْظِريني ولا تعجلي عليَّ، ألم يقل الله:{وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23)} [التّكوير]{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم]؟ فقالت: "أنا أولُ هذه الأمّة سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(1)
إسناده حسن. وأخرجه الإمام أحمد (7/ 31/ رقم: 3915) والنسائي في السنن الكبرى (التفسير)(6/ 473/ رقم: 11542) وابن خزيمة في التوحيد (2/ 500)، من طريق عن حماد بن سلمة.
(2)
صحيح البخاري (رقم: 3235)، وصحيح مسلم (رقم: 177). وقد ذكره المصنف هنا
بالمعنى، ولفظ الصحيحين مختلف عنه.
(3)
لم أجده عند البخاري، بل رواه مسلم (رقم: 177).
"جبريل لم أرَه على صورته التي خُلق عليها غيرَ هاتين المرّتين، رأيتُه منهبطًا من السماء، سادًّا عِظمُ خَلْقه ما بين السماء إلى الأرض"،
قالت: أوَ لم تسمعْ اللهَ يقول: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعَام]"، قالت: "أوَ لم تسمع اللهَ يقول: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} [الشّورى: 51]، قرأَتْ إلى قوله:{عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشّورى: 51]"، قالت: "ومَنْ زعم أنّ محمدًا كتم شيئًا من كتاب الله فقد أَعْظَمَ على الله الفريةَ، واللهُ يقولُ:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} إلى قوله: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المَائدة: 67]"، قالت: "ومَنْ زعم أنّه يُخبرُ الناسَ بما في غدٍ فقد أَعْظَمَ على الله الفريةَ، والله يقولُ:{لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النَّمل: 65] ".
رواه مسلم
(1)
.
2638 -
(2)
وأخبرتنا زينب ابنةُ أحمد، عن إبراهيم بنِ محمود إجازةً، قال: أبنا نصر الله القزّاز، أبنا أبو عليّ بنُ نَبْهان، أبنا أبو عليّ بنُ شاذان، أبنا عثمان بنُ السمّاك، ثنا حسين -هو: ابنُ حُمَيْد بنِ الربيعِ-، حدّثني جعفر بنُ محمد بنِ الحسن الأَسَدي، ثنا يوسف بنُ مالك بنِ الأَسْوَد البَجَلي، ثنا بيان بنُ بِشْر، عن قَيْس بنِ أبي حازم قال: قالت عائشة: "مَنْ زعم أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه فقد كذب، إنّ الله عز وجل قال في كتابه: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعَام] "
(3)
.
(1)
صحيح مسلم (رقم: 177).
(2)
كتب المصنف بعد النص السابق: (الوريقة)، وهي هذه الصفحة (352 أ)، لكن كتبنا النص الذي في أعلاها فقط، أما بقيتها فنكتبها بعد إتمام الصفحة (351 ب). وأخرجه أبو عوانة في المستخرج (1/ 135/ رقم: 408)، عن أبي زيد بن محمد بن طريف الكوفي عن جعفر بن محمد بن الحسن.
(3)
الرواية من فوائد ابن السماك، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1275).
2639 -
(1)
وقال عطاءٌ، عن أبي هُرَيْرَة:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم] قال: "رأى جبريلَ".
رواه مسلم
(2)
.
2640 -
وقال العوّام بنُ حَوْشَب، عن إبراهيم التَّيْمي في قوله:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم]: "رآه بقلبه ولم يرَه ببصره".
رواه ابنُ خُزَيْمَة
(3)
، لهُشَيْم عن العوّام.
2641 -
وقال يزيد بنُ شريك، عن أبي ذرّ:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم: 13]: "رآه بقلبه ولم يرَه بعَيْنه".
رواه ابنُ خُزَيْمَة
(4)
، وأبو الشيخ -ولفظُه:"ولم يرَه ببصره"-، وجعفرٌ الطيالسي
(5)
في تاريخه -ولفظُه: "رأى ربَّه بقلبه"-.
2642 -
وعن قتادة، عن الحسن البصري في قوله:{فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)} [النّجْم] قال: "عبده: جبريل، أوحى الله إلى جبريل، ورأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحجابَ".
2643 -
وقال سعيد، عن قتادة:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم] قال: "رأى عندها نورًا عظيمًا عند سدرة المنتهى".
رواه ابنُ خُزَيْمَة
(6)
.
(1)
رجعنا إلى الموضع السابق من الصفحة السابقة (351 ب).
(2)
الصحيح (رقم: 175).
(3)
التوحيد (1/ 517).
(4)
التوحيد (1/ 516).
(5)
هو: أبو الفضل جعفر بن محمد بن أبي عثمان، الطيالسي البغدادي، الإمام الحافظ، من طبقة الإمام أحمد وابن معين، قال الخطيب البغدادي:"كان ثقة ثبتًا، صعب الأخذ حسن الحفظ"، توفي سنة 282 هـ. انظر: تاريخ بغداد (7/ 188 - 189)، والسير (13/ 146/ 147).
(6)
التوحيد (1/ 518).
2644 -
وقال أبو العالية، عن ابن عبّاس:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)} [النّجْم] قال: "رآه بفؤاده مرّتين".
رواه أحمد
(1)
، ومسلم
(2)
، والنسائيُّ
(3)
، وابنُ خُزَيْمَة
(4)
.
2645 -
وقال عطاء، عن ابن عبّاس:"رآه مرّتين".
رواه ابنُ خُزَيْمَة
(5)
.
2646 -
وقال عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس في قوله {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} [النّجْم] قال:"رآه بقلبه".
رواه ابن خُزَيْمَة
(6)
، والتِّرْمِذِيُّ
(7)
وقال: "حسن"، وأبو الشيخ.
2647 -
وقال وَرْقاء، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في قوله:{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)} [النّجْم] قال: "كان أغصانُ السِّدْرَة من لؤلؤ وزَبَرْجَد، فرآها محمدٌ بقلبه، ورأى ربَّه"
(8)
.
2648 -
وعن مجاهد في قوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} [النّجْم]: "يعني حيث الوتر من القوس، يعني ربَّه من جبريل عليه السلام"
(9)
.
2649 -
وقال أبو بكر بنُ خُزَيْمَة
(10)
: حدّثنا ابنُ مَعْمَر، ثنا رَوْح، أبنا
(1)
المسند (3/ 425/ رقم: 1956)، ولفظه:"رآه بقلبه مرتين".
(2)
الصحيح (رقم: 176).
(3)
السنن الكبرى (التفسير)(6/ 472/ رقم: 11535).
(4)
التوحيد (1/ 488).
(5)
التوحيد (1/ 491).
(6)
التوحيد (1/ 489).
(7)
الجامع (رقم: 3281).
(8)
هو في تفسير مجاهد (ص 627)، وفيه:"رأى ربه بقلبه"، وأخرجه ابن جرير (22/ 42).
(9)
تفسير مجاهد (ص 625)، وأخرجه ابن جرير (22/ 15).
(10)
التوحيد (1/ 518).
سالم أبو عُبَيْد الله، عن عبد الله بنِ الحارث بنِ نَوْفَل أنّه قال:"رأى النبيُّ صلّى الله عليه ربَّه بفؤاده، ولم يرَه بعينه".
2650 -
وقال أبو بكر بنُ خُزَيْمَة
(1)
: حدّثنا عبد الوهّاب بنُ الحَكَم الورّاق الشيخ الصالح، قال: ثنا هاشم بنُ القاسم، عن قَيْس بن الربيع، عن عاصم الأَحْوَل، عن عِكْرِمَة، عن ابنِ عبّاس قال:"إنّ الله اصطفى إبراهيم بالخُلَّة، واصطفى موسى بالكلام، واصطفى محمدًا بالرؤية".
2651 -
وقال
(2)
: حدّثنا أبو بكر محمد بنُ سليمان الواسطي بالفُسْطاط، ثنا محمد بنُ الصبّاح، ثنا إسماعيل -يعني: ابنَ زكريا-، عن عاصم، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس قال:"إنّ الله اصطفى إبراهيم بالخُلّة، واصطفى موسى بالكلام، ومحمدًا بالرؤية".
رواه عبد الله بنُ أحمد
(3)
، عن محمد بنِ بكّار ومحمد بنِ جعفر الوَرْكاني عن إسماعيل بنِ زكريا ونسب عاصمًا فقال: الأَحْوَل.
ورواه ابنُ أبي عاصم
(4)
.
2652 -
وقال ابنُ خُزَيْمَة
(5)
: حدّثنا الحسن بنُ محمد الزَّعْفَراني، ثنا محمد بنُ الصبّاح، عن إسماعيل بنِ زكريا، عن عاصم، عن الشَّعْبي وعِكْرِمَة، عن ابن عبّاس قال:"رأى محمدٌ ربَّه".
(1)
التوحيد (1/ 484).
(2)
التوحيد (2/ 485).
(3)
السنة (2/ 460/ رقم: 1042).
(4)
السنة (رقم: 436)، ولم يذكر عاصمًا، إنما قال: عن إسماعل بن زكريا أحسب بينهما رجل قد سماه عن عكرمة.
(5)
التوحيد (1/ 487).
2653 -
وقال
(1)
: حدّثنا محمد بنُ يحيى، ثنا محمد بنُ الصبّاح، ثنا إسماعيل، عن عاصم، عن الشَّعْبي وعِكْرِمَة، عن ابن عبّاس قال:"رأى محمدٌ ربَّه عز وجل".
إسنادُه صحيح.
2654 -
(2)
قال عبد الله بنُ أحمد بنِ حَنْبَل
(3)
: حدّثني أبو موسى الأنصاري إسحاق ابنُ موسى
(4)
، ثنا يونس -يعني: ابنَ بُكَيْر-، ثنا عَبّاد بنُ منصور قال: سألتُ الحسنَ عن قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم] قال: "رأى عظمةً من عظمة ربّه، أتشكُّ يا عبّاد؟ "، فسألتُ عِكْرِمَة عن ذلك فقال:"تريدُ أن أقول لك قد رآه قد راَه، ثم رآه ثم رآه؟! "، حتى انقطع نَفَسُ عِكْرِمَة.
رواه الإمام أحمد
(5)
، عن يزيد عن عباد، وقال:"ثم دنا"، قال الحسن:"هو ربّي".
وأما قولُ عِكْرِمَة، فرواه
(6)
عن وكيع عن عَبّادٍ الناجي.
2655 -
وقال عبد الله بنُ أحمد
(7)
: حدّثني أبو موسى الأنصاري، ثنا يونس بنُ بُكَيْر، عن ابنِ إسحاق قال: فحدّثني داود بنُ الحُصَيْن قال: سأل مَرْوان أبا هُرَيْرَة: هل رأى محمدٌ ربَّه؟ فقال: "نعم قد رآه".
(1)
التوحيد (1/ 486).
(2)
من هنا تتمة الصفحة السابقة (352 أ).
(3)
السنة (1/ 178/ رقم: 221).
(4)
زاد في المطبوع: (إملاء علي من كتابه).
(5)
لم أجده في المسند.
(6)
يعني: الإمام أحمد.
(7)
السنة (1/ 176/ رقم: 218).
2656 -
وقال
(1)
: حدّثني أبي، قال: قرأتُ على أبي قرّة
(2)
الزُّبَيْدي موسى بنِ طارق -قاضٍ لهم باليمن-، ذكر ابنُ جريج، قال: أخبرني عطاء أنّه سمع ابنَ عبّاس يقولُ: "رأى محمد ربَّه مرّتين".
2657 -
أخبرنا ابنُ أبي طالب، أبنا محمد بنُ الخازن -إجازةً-، أبتنا شُهْدَة، قالت: أبنا ابنُ طلحة، أبنا ابنُ بِشْران، أبنا ابنُ البَخْتَري، ثنا محمد -هو: الدَّقِيقي-، ثنا مُعَلَّى بنُ عبد الرحمن الواسطي، ثنا مُبارك بنُ فَضالة، عن الحسن في قوله:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم] قال: "رأى ربَّه"، قال أبو جعفر
(3)
: وسمعتُه يحلفُ بالله أنّه رأى ربَّه
(4)
.
2658 -
وبه، ثنا محمد، ثنا مُعَلّى بنُ عبد الرحمن، ثنا المبارك، عن عليّ بنِ زَيْد، عن يوسف بنِ مِهْران، عن ابنِ عبّاس مثله.
2659 -
أخبرنا ابنُ أبي الهَيْجاء وابنُ المحبّ، قالا: أبنا ابنُ عبد الدائم، أبنا عبد الرحمن ابنُ ملّاح الشطّ، أبنا ابنُ الحُصَيْن. (ح).
وأخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابنُ البخاري وغيرُ واحد، قالوا: أبنا ابنُ طَبَرْزَد، أبنا ابنُ البَنّا، قالا
(5)
: أنا الجَوْهَري، أنا القطيعي، ثنا إدريس بنُ عبد الكريم المقرئ أبو الحسن، ثنا عاصم بنُ عليّ، ثنا قَيْس بنُ الربيع، عن عاصم بنِ سليمان، عن عِكْرِمَة، عن ابنِ عبّاس قال: "إنّ الله
(1)
السنة (2/ 495/ رقم: 1138).
(2)
في السنة: (نا أبو قرة).
(3)
هو: الدقيقي، محمد بن عبد الملك بن مروان.
(4)
الرواية من جزء حديث ابن البختري. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1008). والإسناد ضعيف جدًّا؛ فيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي متهم بالوضع كما في التقريب.
(5)
يعني: ابن الحصين، وابن البنا.
اصطفى إبراهيم بالخُلة، واصطفى موسى بالكلام، واصطفى محمدًا بالرؤية"
(1)
.
رواه عبد الله بنُ أحمد، عن أبي بكر عن عاصم بنِ عليّ
(2)
.
2660 -
أخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابنُ البخاري، أبنا ابنُ طَبَرْزَد، أبنا ابنُ البنّا، أبنا الجَوْهَري، أبنا القطيعي، ثنا محمد بنُ يونس، ثنا بِشْر بنُ عُبَيْد الدارِسي، ثنا موسى بنُ سعيد الراسِبي، عن قتادة، عن سليمان بنِ قَيْس اليَشْكُري، عن جابر بنِ عبد الله قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله أعطى موسى الكلامَ، وأعطاني الرؤيةَ، وفضلني بالمقامِ المحمود والحوضِ المورود"
(3)
.
هذا حديثٌ ضعيفٌ ضعيف
(4)
.
2661 -
قال إسحاق بنُ إبراهيم شاذان
(5)
: نا أبو عاصم، ثنا أبو موسى عيسى بنُ مَيْمُون، عن قَيْس بنِ سَعْد وابنِ أبي نجيح، عن عطاء، عن ابنِ عبّاس في قوله:{قَابَ قَوْسَيْنِ} [النّجْم: 9] قال: "حيث الوترُ من القوس اللهُ من جبريل"، وقوله:{ذُو مِرَّةٍ} [النّجْم: 6] قال: "ذو قوّة"، {السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النّجْم: 16]: "كأنّ أغصانَ السدرة لؤلؤ أو ياقوت وزبرجد، فرآها محمد صلى الله عليه وسلم رآه بقلبه، رأى ربَّه عز وجل".
(1)
الرواية من طريق فوائد القطيعي أحمد بن جعفر بن حمدان المعروفة بالقطيعيات، وسبق أن أخرج منها المصنف.
(2)
لم أجد هذا الطريق في المطبوع من السنة لعبد الله بن أحمد.
(3)
الرواية أيضًا من القطيعيات.
(4)
كرّرها المصنف للتأكيد على الضعف. وعلته بشر بن عبيد الدارسي، قال الذهبي في الميزان (1/ 320):"كذبه الأزدي، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الأئمة بين الضعف جدًّا".
والحديث أورده الألباني في الضعيفة (رقم: 3049) وعزاه للديلمي وقال: "موضوع".
(5)
أبو بكر النهشلي (ت 267 هـ).
2662 -
قال أبو بكر أحمد بنُ عَمْرو البزّار
(1)
: ثنا شُعَيْب بنُ أيّوب، ثنا معاوية بنُ هشام، ثنا سفيان، عن ابنِ جُرَيْج، عن عطاء، عن ابنِ عبّاس:"أنّ محمدًا رأى ربَّه -يعني: بقلبه-".
قال: لا نعلمُ أحدًا رواه عن سفيان الثَّوْري عن ابنِ جُرَيْج غيرَ معاوية بنِ هشام.
2663 -
قال عبد الله بنُ أحمد بنِ حَنْبَل
(2)
: حدّثني أحمد بنُ إبراهيم الدَّوْرَقي، ثنا حجّاج بنُ محمد، عن ابنِ جُرَيْج، قال: أخبرني عطاء، أنّه سمع ابنَ عبّاس يقول:"رأى محمدٌ ربَّه مرّتين". قال ابنُ جُرَيْج: وقال الضحّاك، عن ابن عبّاس:"رأى محمدٌ ربَّه بعَيْنه مرّتين في صورة شابٍّ أمرد"، ثم تلا الضحّاكُ:{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)} [النّجْم].
2664 -
وقال
(3)
: حدّثني أحمد بنُ إبراهيم الدَّوْرَقي، ثنا حجّاج، عن ابنِ جُرَيْج، قال: أُخبِرتُ عن صَفْوان بنِ سُلَيْم، عن عائشة أنّها سُئلت:{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} [النّجْم]: أَرَأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم ربَّه؟ قالت: "رأى ربَّه على صورة شابٍّ جالسٍ على كرسيّ، رجلُه في خُضْرة، عليه ثوبٌ يتلألأ، تبارك الله وتعالى".
رواه -والذي قبله- الطبرانيُّ
(4)
، عن عليّ بنِ سعيد الرازي عن أحمد بنِ إبراهيم الدَّوْرَقي، وقال:"على نور يتلألأ".
(1)
مسند البزار (11/ 361/ رقم: 5185). وهو في صحيح مسلم (رقم: 176) لحفص بن غياث عن ابن جريج.
(2)
لم أجد هذا النص في السنة لعبد الله بن أحمد، مع أن الظن أن المصنف ينقل منه، فلعله مما سقط.
(3)
لم أجده في السنة لعبد الله بن أحمد. وإسناده ضعيف لأجل الرجل المجهول الذي يروي عنه ابن جريج.
(4)
يعني: في السنة. أوردهما السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (1/ 33 - 34).
2665 -
وقال عبد الله بنُ أحمد
(1)
: حدّثني أبو سهل الأَرْحَبي الهَمْداني، ثنا عَمْرو بنُ عَوْن الواسطي، عن أبي معاوية الواسطي هُشَيْم، عن العوّام بنِ حَوْشَب، عن إبراهيم التَّيْمي:{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} [النّجْم] قال: "رآه بقلبه ولم يرَه ببصره"
(2)
.
2666 -
وقال
(3)
: حدّثنا أبو بكر، ثنا محمد بنُ حُمَيْد، ثنا هارون بنُ المثنّى، عن سفيان، عن ابنِ جُرَيْج، عن عطاء، عن ابنِ عبّاس قال:"رأى محمدٌ ربَّه مرّتين".
2667 -
وقال
(4)
: حدّثني أبو بكر، ثنا أبو بدر شجاع بنُ الوليد، ثنا موسى بنُ عُبَيْدة، أخبرني محمد بنُ كَعْب قال: قال بعضُ أصحاب رسول الله: يا رسول الله! هل رأيتَ ربَّك؟ قال:
"رأيتُه مرّتين بفؤادي، ولم أرَه بعيني"،
ثم تلا هذه الآية: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)
…
فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)} حتى انتهى إلى {سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النّجْم: 14].
رواه الطبراني
(5)
، لوكيع عن موسى بنِ عُبَيْدة.
(1)
لم أجد هذا النص في السنة.
(2)
أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 517/ رقم: 311)، عن أبي هاشم زياد بن أيوب عن أبي معاوية هشيم. ورواه الحكم عن إبراهيم التيمي عن أبي ذر، أحرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 518/ 519/ رقم: 914) والدارَقُطْني في الرؤية (رقم: 289).
(3)
وهذا أيضًا ساقط من كتاب السنة المطبوع لعبد الله بن أحمد.
(4)
هذا أيضًا لم أجده في طبعة كتاب السنة. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة، ثم هو مرسل.
(5)
يعني: في السنة.
2668 -
وقال عبد الله بنُ أحمد
(1)
: حدّثني أبو بكر، ثنا أبو سعيد الجعفي يحيى بنُ سليمان، ثنا عبد الله بنُ وَهْب، حدثني عَمْرو بنُ الحارث، أنّ سعيد بنَ أبي هلال حدّثه، أنّ مروان بنَ عثمان حدّثه، عن عِمارة بنِ عامر الأنصاري، عن أمّ الطُّفَيْل امرأةِ أُبَيّ بن كعب قالت: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أنّه رأى ربَّه في النوم في صورة شابٍّ موفّر، رجلاه في خُضْر، عليه نعلان من ذهب على وجهه فراشٌ من نور.
رواه عن ابنِ وَهْب أيضًا: أحمد بنُ عيسى
(2)
، ونُعَيْم بنُ حمّاد
(3)
.
2669 -
وقال عبد الله بنُ أحمد
(4)
: حدّثني أبو بكر، ثنا عفّان، ثنا همّام، عن قتادة، عن عبد الله بنِ شقيق قال: لقيتُ أبا ذرّ فقلتُ: لو رأيتُ رسولَ الله لسألتُه: هل رأيتَ ربَّك؟ قال: فإنّي قد سألتُه، قال:
"هو نورٌ، فأَنّى أراه"
(5)
.
2670 -
وقال
(6)
: حدّثني إبراهيم بنُ دينار الكَرْخي، ثنا عُبَيْد الله بنُ
(1)
لم أجد هذه الرواية في كتاب السنة. وأسنادها ضعيف جدا؛ عمارة بن عامر ترجمه الذهبي في الميزان (3/ 177) في (عمارة بن عمير) وقال: "لا يُعرف، ذكره البخاري في الضعفاء"، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 245) وحكم على حديثه هذا بالنكارة. ومروان ابن عثمان ضعفه أبو حاتم الأزدي كما في الجرح والتعديل (8/ 272).
(2)
رواية أحمد بن عيسى أخرجها البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 368/ رقم: 942).
(3)
رواية نعيم بن حماد أخرجها الخطيب البغدادي في تاريخ بنداد (13/ 311) وابن الجوزي في العلل المتناهة (1/ 14 - 15)، ونقل عن الخلال كلاما له في العلل أن الإمام أحمد حكم بنكارة الحديث.
(4)
هذا أيضًا سقط من كتاب السنة.
(5)
كتب المصنف في الحاشية: "هو في الثاني من حديث حمزة الدِّهْقان رواية ابن بشران". وإسناده صحيح.
(6)
السنة (2/ 467 - 468/ رقم: 1062). والأثر أخرجه ابن جرير في تفسيره (22/ 24) عن محمد بن عمارة وأحمد بن هشام عن عبيد الله بن موسى.
موسى، ثنا إسرائيل، عن السُّدِّي، عن أبي صالح:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} [النّجْم] قال: "رآه بفؤاده مرّتين".
2671 -
وقال أبو الشيخ الأصبهاني
(1)
: ثنا الوليد بنُ أبان، ثنا عليّ بنُ الحسن، ثنا محمد بنُ حسّان السَّمْتي، ثنا إسماعيل بنُ مُجالد، عن مُجالد، عن الشَّعْبي، أنّ عبد الله بنَ عبّاس كان يقول:"إنّ محمدًا رأى ربَّه مرّتين: مرّةً ببصره ومرّةً بفؤاده، فذلك قولُه: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)} [النّجْم] و {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} [النّجْم] ".
2672 -
وقال: أبنا إسحاق بن أحمد، ثنا عبد الله بن عمران، ثنا عُبَيْد الله بنُ موسى، ثنا موسى بنُ عُبَيْدة، عن محمد بنِ كَعْب:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} [النّجْم] قال: "رأى ربَّه بفؤاده، ولم يرَه بعينه".
2673 -
وقال أبو بكر بنُ خُزَيْمَة
(2)
: حدّثنا أحمد بنُ سِنان الواسطي، ثنا يزيد -يعني: ابنَ هارون-، أنا محمد بنِ عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن ابن عبّاس قال:"قد رأى محمدٌ صلى الله عليه وسلم ربَّه عز وجل".
(3)
رواه سعيد بنُ يحيى الأُمَوي، عن أبيه عن محمد بنِ عَمْرو بنِ عَلْقَمَة عن أبي سَلَمَة عن ابن عبّاس في قوله:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم]، وقد تقدّم.
2674 -
وقال ابنُ خُزَيْمَة
(4)
: حدّثنا إبراهيم بنُ عبد العزيز المُقوِّم، ثنا
(1)
هذا الأثر والذي بعده لم أجدهما في العظمة لأبي الشيخ، مع أن مظنّهما فيه.
(2)
التوحيد (1/ 490/ رقم: 284).
(3)
كتب المصنف في الحاشية بحذاء هذه الرواية: (مكرر).
(4)
التوحيد (1/ 487/ رقم: 280). وإسناده ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن بن عثمان البكراوي كما في التقريب.
أبو بَحْر -يعني: عبد الرحمن بنَ عثمان البَكْراوي-، عن شُعْبَة، عن قتادة، عن أنس بنِ مالك قال:"رأى محمدٌ صلى الله عليه وسلم ربَّه عز وجل".
رواه أبو الشيخ بنُ حيّان
(1)
، عن أبي عبد الله محمد بنِ يحيى بنِ مَنْدَه عن عَمْرو بنِ عيسى عن أبي بَحْر البَكْراوي.
ورواه أيضًا، للحسن بنِ يحيى بنِ كثير العَنْبَري عن أبيه عن شُعْبَة.
ورواه ابنُ أبي عاصم
(2)
، عن عَمْرو بنِ عيسى الضُّبَعي.
(3)
2675 -
وقال
(4)
: حدّثنا عمّي إسياعيل بنُ خُزَيْمَة، ثنا عبد الرزّاق، أبنا المُعْتَمِر بنُ سليمان التَّيْمي، عن المبارك بنِ فَضالة قال: كان الحسنُ يحلفُ بالله عز وجل لقد رأى محمدٌ صلى الله عليه وسلم ربَّه عز وجل.
2676 -
وقال ابنُ خُزَيْمَة
(5)
: حدّثنا هارون بنُ إسحاق الهَمْداني، ثنا عَبْدَة، عن إسماعيل بنِ أبي خالد، عن الشَّعْبي، عن عبد الله بنِ الحارث بنِ نَوْفَل، عن كَعْب قال:"إنّ الله قسم رؤيتَه وكلامَه بين موسى ومحمد، فرآه محمدٌ مرّتين، وكلّمه موسى مرّتين".
رواه المُخَلِّص في الثامن من فوائده
(6)
، لسعيد بنِ يحيى الأُمَوي عن أبيه عن إسماعيل ابنِ أبي خالد.
2677 -
وقال عبد الله بنُ أحمد بنِ حَنْبَل
(7)
- فيما أخبرنا الحافظ أبو
(1)
هذه الرواية والتي بعدها لم أجدهما في العظمة لأبي الشيخ.
(2)
السنة (رقم: 432). وضعف إسناده الألباني بأبي بحر البكراوي.
(3)
كتب المصنف هنا بالحاشية عبارة: (الوريقة)، مع أن روايات ابن خزيمة متصلة.
(4)
التوحيد (1/ 488/ رقم: 281).
(5)
التوحيد (1/ 496).
(6)
المخلصيات (رقم: 1759).
(7)
السنة (/ 289 - 290/ رقم: 556).
الحجّاج، عن ابنِ البخاري، عن ابنِ طَبَرْزَد، عن هبة الله الحريري، عن محمد بنِ عليّ الخيّاط، عن أبي نصر ابنِ حَسْنُون، عن أبي بكر النجّاد، عنه
(1)
-: حدّثنا محمد بنُ منصور، ثنا عفّان، ثنا يزيد بنُ إبراهيم، عن قتادة، عن عبد الله بنِ شقيق قال: قلتُ لأبي ذرّ: لو رأيتُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لسألتُه: هل رأى ربَّه، قال: قد سألتُه قال:
"قد رأيتُه"،
هكذا قال.
2678 -
وقال ابنُ خُزَيْمَة
(2)
: حدّثنا أبو موسى محمد بنُ المثنّى، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا يزيد بنُ إبراهيم -يعني: التُّسْتَري-، عن قتادة، عن عبد الله بنِ شقيق قال: قلتُ لأبي ذرّ: لو رأيتُ رسولَ الله لسألتُه، قال: عن أيّ شيءٍ كنتَ تسألُه؟ قال: لسألتُه: هل رأيتَ ربَّك عز وجل؟ قال: لقد سألتُه فقال:
"أنّى أراه"
(3)
.
2679 -
وقال
(4)
: حدّثنا عليّ بنُ الحسين بنِ إبراهيم بنِ الحُرّ، ثنا
(1)
هذا إسناد ابن المحب لكتاب السنة لعبد الله بن أحمد، وهو يختلف عن إسناد النسخة المطبوع عنها الكتاب، ويبدو أن نسخة ابن المحب فيها زيادات لا توجد في الأخرى، فنسأل الله تيسير الوقوف عليها.
(2)
التوحيد (1/ 508 - 509/ رقم: 303). والإسناد صحيح.
(3)
كَتب المصنف في الحاشية بحذاء هذه الرواية: (هو في الثاني من حديث حمزة الدِّهْقان وسابع فوائد يحيى المزكي)، وهو في الجزء السابع من فوائد المزكي (ق 274 ب - مجموع 40)، لأبي عمر حفص بن عمر الحوضي عن يزيد بن إبراهيم.
(4)
التوحيد (/ 09/ رقم: 304)، وإسناده مختلف عما هنا، ففيه: حدثنا يحيى بن حكيم، ثنا عبد الرحمن، حدثنا علي بن الحسين الدرهمي، قال: ثنا معاذ بن معاذ العنبري. فلعل هذا الطريق سقط من المطبوع.
معاذ بنُ معاذ العَنْبَري، عن يزيد بنِ إبراهيم التُّسْتَري، عن قتادة، عن عبد الله بنِ شقيق العُقَيْلي قال: قلتُ لأبي ذرّ: لو رأيتُ رسولَ الله لسألتُه، قال. عمّا كنتَ تسألُه؟ قال: إذًا لسألتُه: هل رأى ربَّه؟ فقال: قد سألتُه أنا، قلتُ: فما قال؟ قال: "نورٌ أنّى أراه".
2680 -
وقال
(1)
: حدّثنا سَلْم بنُ جُنادة القرشي، ثنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: قال رجل لأبي ذرّ: لو رأيتُ رسولَ الله لسألتُه، قال: عمّا كنتَ تسألُه؟ قال: كنتُ أسألُه: هل رأيتَ ربَّك؟ قال أبو ذرّ: قد سألتُه قال: "نورٌ أنّى أراه".
رواه مسلم
(2)
، عن أبي بكر عن وكيع، والتِّرْمِذِي
(3)
وقال: "حديث حسن"، والإمامُ أحمد
(4)
وقال في روايته: يعني على طريق الإيجاب، ورواه
(5)
لهمّام عن قتادة فقال: "قد رأيتُه نورًا، أنّى أراه"، وقال: قال عفّان: وبلغني عن ابن هشام - يعني معاذًا - أنّه رواه عن أبيه كما قال همّام: "قد رأيتُه".
قال ابنُ خُزَيْمَة
(6)
: في القلب من صحّة سند هذا الخبر شيءٌ، لم أرَ أحدًا من أصحابنا من علماء الآثار فَطِنَ لعلّةٍ في إسناد هذا الخبر؛ فإنّ
(1)
التوحيد (1/ 510/ رقم: 305).
(2)
الصحيح (رقم: 178).
(3)
الجامع (رقم: 3282)، رواه عن محمود بن غيلان عن وكيع ويزيد بن هارون.
(4)
المسند (35/ 311/ رقم: 21392)، رواه عن وكيع وبهز كلاهما عن يزيد بن إبراهيم.
(5)
المسند (5/ 241/ رقم: 21313).
(6)
التوحيد (1/ 511).
عبد الله بنَ شقيق كأنّه لم يكن يُثبتُ أبا ذرّ ولا يعرفُه بعينه واسمِه ونسبِه؛ لأنّ أبا موسى محمد بنَ المثنّى حدّثنا، / قال: ثنا معاذ بنُ هشام، قال: حدّثني أبي، عن قتادة، عن عبد الله بنِ شقيق قال: أتيتُ المدينة فإذا رجلٌ قائمٌ على غرائر سود يقول: ألا بشِّرْ أصحابَ الكنوز بكَيٍّ في الجِباه والجُنوب
(1)
، فقالوا: هذا أبو ذرّ صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابنُ خُزَيْمَة: فعبد الله بنُ شقيق يذكرُ بعد موت أبي ذرّ أنّه رأى رجلًا يقول هذه المقالةَ وهو قائمٌ على غرائر سود، خُبِّر أنّه أبو ذرّ، كأنّه لا يُثبتُه ولا يعلمُ أنّه أبو ذرّ.
2681 -
وقال
(2)
: حدّثنا إمامُ أهل زمانه في العلم والأخبار محمد بنُ بشّار بُنْدار، ثنا معاذ بنُ هشام، حدّثني أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: قلتُ لأبي ذرّ: لو رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لسألتُه، فقال: عن أيّ شيءٍ كنتَ تسألُه؟ فقلتُ: كنتُ أسألُه: هل رأيتَ ربَّك؟ فقال أبو ذرّ: قد سألتُه فقال: "قد رأيتُ نورًا". رواه مسلم
(3)
، عن ابن بشّار. ورواه ابنُ حبّان في صحيحه
(4)
، عن أبي يَعْلَى عن عُبَيْد الله بنِ عُمَر القواريري عن معاذ بنِ هشام.
2682 -
وقال ابنُ خُزَيْمَة
(5)
: حدّثنا بُنْدارُ أيضًا، ثنا عبد الرحمن بنُ
(1)
تحرفت العبارة في طبعة التوحيد المحققة إلى: (بكرة في الحياة والموت).
(2)
التوحيد (/ 512 - 513/ رقم: 307).
(3)
الصحيح (رقم: 178).
(4)
الإحسان (1/ 254/ رقم: 58).
(5)
التوحيد (1/ 513 - 514/ رقم: 309).
مهدي، ثنا يزيد ابنُ إبراهيم التُّسْتَري، عن قتادة، عن عبد الله بنِ شقيق قال: قلتُ لأبي ذرّ: لو رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لسألتُه، قال: وأيَّ شيءٍ كنتَ تسألُه؟ قال: كنتُ أسألُه: هل رأيتَ ربَّك؟ قال: فقد سألتُه قال: "نورٌ أنّى أراه"، كذا قال لنا بُنْدار:"أنّى أراه"، لا كما قال أبو موسى، فإنّ أبا موسى قال:"إني أراه".
2683 -
وقال أبو أحمد بنُ عَدِيّ
(1)
: حدّثنا أحمد بنُ عليّ بنِ المثنّى، ثنا محمد بنُ المِنْهال، ثنا عُمَر بنُ حبيب، ثنا خالدٌ الحذّاء، عن حُمَيْد بنِ هلال، عن عبد الله بنِ الصامت، عن أبي ذرّ قال: قلتُ: يا رسول الله! هل رأيتَ ربَّك؟ قال: "كيف أريه
(2)
وهو نورٌ، أنّى أريه". قال ابنُ عَدِيّ:"وهذا الحديثُ بهذا الإسناد عن خالدٍ الحذّاء غيرُ محفوظ".
2684 -
وقال ابنُ خُزَيْمَة
(3)
: حدّثنا زكريا بنُ أبان، ثنا سعيد بنُ منصور، ثنا الحارث ابنُ عُبَيْد الإِيادي، عن أبي عِمْران الجَوْني، عن أنس بنِ مالك قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "بينما أنا جالسٌ إذْ جاء جبريل، فوَكَزَ بين كتفي، فقمتُ إلى شجرة مثل وَكْرَيْ الطير، فقعد في إحداهما وقعدتُ في الأخرى، فسُمتُ فارتفعتُ حتى
(1)
الكامل في الضعفاء (5/ 38). أخرجه في ترجمة عمر بن حبيب.
(2)
كذا كتبها المصنف والتي بعدها، لعله كتبها بالرسم العثماني، وفي الكامل:(أراه) في الموضعين.
(3)
سقط من مطبوع التوحيد.
سدَّ الخافقين وأنا أُقلِّبُ بصري، ولو شئتُ أن أَمُسَّ السماءَ مَسَسْتُ، فنظرتُ جبريل كأنّه حِلْسٌ لاطئ، فعرفتُ فضلَ علمه بالله عليَّ، ففُتح لي بابين أبواب الجنّة، ورأيتُ النورَ الأعظمَ، ولُطَّ دوني حجاب، وفوقه الدرُّ والياقوت، فأوحى إليَّ ما شاء أن يوحِي".
رواه أبو بكر النجّاد، عن بِشْر بنِ موسى عن سعيد بنِ منصور عن الحارث.
ورواه أبو بكر البزّار
(1)
، عن سَلَمَة بنِ شبيب عن سعيد بنِ منصور، وقال:"كان الحارثُ بنُ عُبَيْد رجلًا مشهورًا من أهل البصرة".
ورواه إبراهيم الجَوْزَجاني وأبو حاتم، عن مسلمٍ
(2)
عن الحارث بنِ عُبَيْد.
2685 -
وقال ابنُ خُزَيْمَة
(3)
: حدّثنا محمد بنُ مَعْمَر، ثنا رَوْح، ثنا عبّاد بنُ منصور قال: سألتُ الحسنَ فقلتُ: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)} [النجم:] مَنْ دنا
(4)
يا أبا سعيد؟ قال: "ربي تبارك وتعالى".
2686 -
وقال
(5)
: حدّثني عمّي، ثنا عبد الرزّاق، أبنا ابنُ عُيَيْنَة، عن المُجالد بنِ سعيد، عن الشَّعْبي، عن عبد الله بنِ الحارث قال: اجتمع ابنُ عبّاس وكَعْب، فقال ابنُ عبّاس:"إنّا بنو هاشم نزعم أنّ محمدًا رأى ربَّه مرّتين"، قال: فكبّر كعبٌ حتى جاوَبَتْه الجبال، فقال:"إنّ الله قسم رؤيتَه وكلامَه بين محمد وموسى، فرآه محمدٌ بقلبه، وكلَّمَه موسى".
(1)
مسند البزار (14/ 9/ رقم: 7389).
(2)
ابن إبراهيم الأزدي.
(3)
التوحيد (1/ 529/ رقم: 316).
(4)
في المطبوع: (من ذا).
(5)
التوحيد (2/ 560 - 562/ رقم: 328).
قال مُجالد: قال الشَّعْبي: فأخبرني مَسْروق أنّه قال لعائشة: أيْ أُمّاه! هل رأى محمدٌ ربَّه قطّ؟ قالت: "إنّك تقولُ إنّه ليقفُ منه شَعْري"، قال رُوَيْدًا، قال: قرأتُ عليها: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} [النّجْم]، إلى قوله {قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النّجْم: 9]، فقالت:"أين يُذهَبُ بك؟! إنّما رأى جبريلَ في صورته، مَنْ حدّثك أنّ محمدًا رأى ربَّه فقد كذب، ومَنْ حدّثك أنّه يعلمُ الخمسَ من الغيب فقد كذب، {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمَان: 34]- إلى آخر السورة-".
قال عبد الرزّاق: فذُكر هذا الحديثُ لمَعْمَر فقال: ما عائشةُ عندنا بأعلمَ من ابنِ عبّاس.
قال ابنُ خُزَيْمَة: ليس إسنادُه من شرطنا
(1)
.
يعني: من أجل مُجالِد
(2)
.
رواه التِّرْمِذِي
(3)
، عن ابن أبي عُمَر عن سفيان.
2687 -
وقال ابنُ خُزَيْمَة
(4)
: حدّثنا أبو الأَشْعَث أحمد بنُ المِقْدام، ثنا المُعْتَمِر، عن إسماعيل بنِ أبي خالد، قال: أخبرني عامر
(5)
، عن عبد الله بنِ الحارث بنِ نَوْفل، عن كَعْب الأَحْبار أنّه قال: "إنّ الله قسم
(1)
وقع كلام ابن خزيمة في المطبوع قبل الرواية.
(2)
مجالد بن سعيد: "ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره"، كما في التقريب، لكن تابعه ابنُ أبي عمر العدني كما عند الترمذي، فالإسناد حسن.
(3)
الجامع (رقم: 3278).
(4)
التوحيد (2/ 894 - 895/ رقم: 604). وفي إسناده متابعة إسماعيل بن أبي خالد - هو: الأحمسي - لمجالد، وهي متابعة قويّة.
(5)
هو: الشعبي.
رؤيتَه وكلامَه بين محمد وبين موسى، فرآه محمد مرّتين، وكلَّمَه موسى مرّتين"، قال عامر: فانطلق مَسْروق إلى عائشة، فذكر الخبرَ.
تابعه عن إسماعيل بنِ أبي خالد: عليّ بنُ عاصم، ويَعْلَى بنُ عُبَيْد
(1)
، وجرير.
2688 -
/ وقال أبو بكر المَرُّوذي
(2)
: قلتُ لأبي عبد الله: إنّهم يقولون: إنّ عائشة رحمها الله قالت: مَن زعم أنّ محمدًا رأى ربَّه فقد أعظمَ الفريةَ، فبأيُّ شيءٍ يُدفعُ قولُ عائشة؟ قال: بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ ربي"، وقولُ النبي صلى الله عليه وسلم أكبرُ مِن قولها.
2689 -
وفي حديث أبي محمد راشد الحِمّاني، عن أبي هارون العَبْدي، عن أبي سعيد الخُدْري: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث الطويل في الإسراء:"ثم رُفِعتُ إلى السِّدْرَة المنتهى، فغشاني تبارك وتعالى، فكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى". رواه الخلّال في السنّة، عن يحيى بنِ أبي طالب عن عبد الوهّاب بنِ عطاء عن أبي محمد راشد.
2690 -
أخبرنا إسحاق، أبنا ابنُ خليل، أبنا الخَطيري، أنا ابنُ كادِش، أنا العُشاري، أنا الدارَقُطْني، ثنا محمد بنُ مَخْلَد، ثنا جعفر بنُ أبي عثمان الطيالسي، ثنا يحيى بنُ معين، ثنا أبو عُبَيْدَة الحدّاد، ثنا سليمان بنُ عُبَيْد أبو الحسن، ثنا الضحّاك بنُ مُزاحِم، أسنده إلى عبد الله بنِ مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربّه عز وجل قال:
(1)
رواية يعلى بن عبيد أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 527 / رقم: 32498).
(2)
رواه عنه الخلال في السنة كما في فتح الباري (8/ 608).
"تجلَّيتُ لإبراهيم جِلًى، وكلّمتُ موسى تكليمًا، وأعطيتُ محمدًا كفاحًا"،
قال رجلٌ من القوم: ما الكفاح؟ قال:
"يا سبحان الله! يخفى الكفاحُ على رجلٍ عربيّ؟! الكفاحُ المشافهةُ"
(1)
.
2691 -
وبهذا الإسناد إلى الدارَقُطْني، قال: حدّثنا محمد بنُ مَخْلَد، ثنا محمد بنُ هشام/ ابنِ البَخْتَري، ثنا عبد الأَعْلَى بنُ حمّاد، ثنا عثمان بنُ عُمَر، عن سليمان، عن عُبَيْد
(2)
- فيما أظنّ - عن الضحّاك، عن ابنِ مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. قال عثمان بنُ عُمَر: سألتُ يونس النحويَّ
(3)
عن الكفاح فقال: "أيْ واجَهَه مواجهةً".
2692 -
وبه، قال الدارَقُطْنيْ حدّثنا محمد بنُ مَخْلَد، ثنا محمد بنُ إسحاق الصاغاني، ثنا هاشم بنُ الوليد، ثنا خَلَت بنُ أيوب، حدّثني بعضُ أشياخنا، عن مقاتل بنِ حيّان، عن الضحّاك، عن ابنِ عبّاس:"أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى ربّه عز وجل ببصره ورآه ليلةَ أُسري به"
(4)
.
2693 -
قال هبةُ الله الطبري
(5)
: أبنا عليّ بنُ عمر بنِ إبراهيم، ثنا جعفر بنُ محمد المؤدِّب، ثنا محمد بنُ عَبْدُوس، ثنا محمد بنُ أبان
(1)
الرواية من الأفراد للدارقطني. وإسناده ضعيف لإرساله، فإن الضحاك بن مزاحم لم يسمع من أحد من الصحابة كما في تهذيب الكمال (13/ 292).
(2)
في تهذيب الكمال (13/ 292) في الرواة عن الضحاك: (عبيد بن سليمان الباهلي الخراساني)، فلعله هو، ولعله انقلب اسمه في الإسناد الأول.
(3)
هو: أبو عبد الرحمن يونس بن حبيب الضبّي البصري، صاحب أبي عمرو بن العلاء، توفي سنة 182 هـ. السير (8/ 191).
(4)
ضعيف الإسناد لانقطاعه وإرساله.
(5)
هو: اللالكائي، وهو في شرح أصول الاعتقاد (3/ 516/ رقم: 908).
البَلْخي، ثنا يونس بنُ بُكَيْر، عن محمد بنِ إسحاق، عن داود بنِ حُصَيْن، أنّ مروان سأل أبا هُرَيْرَة: هل رأى محمدٌ ربَّه؟ قال: "نعم، قد رآه".
2694 -
وقال أبو عبد الله بنُ مَنْدَه الحافظ
(1)
: أنا عبد الله بنُ جعفر البغدادي وغيرُه، قالا: ثنا أحمد بنُ يحيى بنِ خالد بنِ حبّان، ثنا صالح بنُ عبد الغفّار، ثنا سعيد بنُ عُفَيْر، ثنا يحيى بنُ أيّوب، عن ابنِ الهاد، عن عبد العزيز بنِ زَيْد بنِ بانه
(2)
، عن محمد بنِ جعفر بنِ الزُّبَيْر، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيتَ ربَّك؟ قال: "لا أدري، رأيتُ المُقَصَّص، حال بيني وبينه فَراشٌ مِن ذهب". قال أبو عبد الله: "هذا حديثٌ مشهور بصالح بنِ عبد الغفّار"
(3)
.
2695 -
وقال: أنا أبو عَمْرو مَوْلَى بني هاشم، ثنا محمد بنُ يعقوب بنِ الفَرَج، ثنا عبد الرحمن بنُ صالح، ثنا يونس بنُ بُكَيْر، عن محمد بنِ إسحاق، عن يحيى بنِ عبّاد بنِ عبد الله بنِ الزُّبَيْر، عن أبيه، عن أسماء بنتِ أبي بكر/ قالت: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وذكرَ سِدْرَةَ المنتهى، قلنا: فما رأيتَ عندها؟ قال: "رأيتُ عندها فتًى مُقصَّص"
(4)
. قال أبو عبد الله: "هذا حديثٌ مشهور عن يونس بنِ بُكَيْر، ورواه محمد بنُ حُمَيْد عن سَلَمَة بنِ الفَضْل مثله".
(1)
هذا النص وما بعده الظنّ أنها منقولة من كتاب التوحيد لابن منده؛ وليست في المطبوع، فلعلّها في القسم المفقود منه.
(2)
كذا بخط المصنف: (بانه)، وفي تكملة الإكمال (1/ 328):(عبد العزيز بن زيد بن بنان)، عند ذكر ابنه (أبي الحسين محمد بن عبد العزيز بن زيد بن بنان).
(3)
صالح بن عبد الغفار لم أقف على ترجمته، وكذا عبد العزيز بن زيد.
(4)
محمد بن يعقوب لم أقف على ترجمته، وعبد الرحمن بن صالح هو: الأزدي العتكي، كان متشيِّعًا. الميزان (2/ 569).
رواه إبراهيم الجَوْزَجاني، عن يحيى بنِ سليمان عن يونس بنِ بُكَيْر.
2696 -
وقال أبو عبد الله بنُ مَنْدَه: وجدتُ بخطّ محمد بنِ الحسين الخُشُوعي، عن جعفر بنِ أحمد بنِ فارس، عن إبراهيم بنِ الجُنَيْد، عن محفوظ بنِ الفَضْل، عن عليّ بنِ حَفْص المدائني، عن عُتْبَةُ المَكْتَب، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم] قال: "رأى محمدٌ ربَّه بعينه حتى تبيّن له تاجُ المخوص باللؤلؤ"
(1)
.
2697 -
وقال: حُدِّثتُ عن محمد بنِ سَهْل بنِ عسكر، عن عبد الرزّاق، عن إبراهيم ابنِ عُمَر بنِ كَيْسان وابنِه عبد الله بنِ إبراهيم، عن زِيرَك بنِ رُستُم، عن عِكْرِمَة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ ربّي جلّ وعزّ في صورة شابٍّ مُقَصَّص، في رجل جرادٍ من ذهب يتبيّن منه اللؤلو"
(2)
.
قال عبد الرزّاق: "أدركتُ زِيرَك وأنا غلامٌ، وكان حازمًا، وهو ثقةٌ".
ورواه محمد بنُ عليّ بن سفيان، عن عبد الله بنِ إبراهيم بنِ كَيْسان مثله.
2698 -
وقال
(3)
: أخبرنا عبد الله بنُ إبراهيم بنِ الصبّاح، ثنا رجاء بنُ صُهَيْب، ثنا عليّ ابنُ قرين، ثنا أبو معاوية الضرير، عن عثمان بنِ واقد، عن شُرَحْبيل بنِ سَعْد، عن ابنِ عبّاس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(1)
عتبة المكتب هو: عتبة بن عمرو الكوفي، قال أبو حاتم:"لا أعرفه". الجرح والتعديل (6/ 372).
(2)
إسناده مرسل.
(3)
ابن منده.
"أُدْنِيتُ من الله جلّ وعزّ ليلةَ أُسرِيَ بي حتى سمعتُ صريفَ القلم"
(1)
.
2699 -
/ وقال: حدّثنا أحمد بنُ الحسن بن عِنَبَة الرازي، ثنا يحيى بنُ عثمان، ثنا نُعَيْم بنُ حمّاد، ثنا عَبْدَة، عن محمد بنِ عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن ابنِ عبّاس في قوله:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النّجْم] قال: "رأى ربَّه جلّ وعزّ"، قال نُعَيْم بن حمّاد: في يقظته.
رواه ابنُ أبي عاصم
(2)
، عن أبي بكر بنِ أبي شَيْبَة عن عَبْدَة بنِ سليمان.
وهو في ثامن المُخَلِّصِيّات
(3)
، ليحيى الأُمَوي عن محمد بنِ عَمْرو بنِ عَلْقَمَة، وقد تقدّم.
2700 -
وقال ابنُ مَنْدَه: أبنا الحسين بنُ عليّ النيسابوري وغيرُ واحد، قالوا: ثنا الحسن بنُ الفَرَج الغزّي، ثنا يحيى بنُ بُكَيْر، ثنا ابنُ لَهِيعة، عن أبي صَخْر
(4)
، عن أبي معاوية البَجَلي، عن سعيد بنِ جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال:"رأى محمدٌ ربَّه جلّ وعزّ". قالا: رواه غيرُه عن ابنِ لَهِيعة عن أبى صَخْر بإسناده، وقال:"رأى ربَّه في صورة شابٍّ".
2701 -
وقال: أخبرنا أبو عَمْرو مَوْلَى بني هاشم، ثنا محمد بنُ يعقوب بنِ الفَرَج، ثنا الحكَم بنُ موسى، ثنا الهِقْل بنُ زياد، عن الأَوْزاعي، عن يحيى بنِ أبي كثير، عن أبي سَلَمَة، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
إسناده ضعيف جدا لأجل علي بن قرين، ترجمه الذهبي في الميزان (3/ 151) ونقل اتهامه بالكذب ووضع الحديث.
(2)
السنة (رقم: 439). قال الألباني. "إسناده حسن موقوف".
(3)
المخلصات (2/ 362/ رقم: 1758).
(4)
هو: حميد بن زياد المدني.
"رفعتُ رأسي فإذا الربُّ جلّ وعزّ على العرش، فأتيتُ أهلي فقلتُ: دثِّروني دثِّروني".
قال أبو عبد الله بنُ مَنْدَه: "رواه
(1)
جماعةٌ عن الأَوْزاعي هذا الحديث فقالوا فيه: "رفعتُ رأسي فرأيتُه"، ولم يذكر الربَّ جلّ وعزّ
(2)
، والحكَم بنُ موسى ثقةٌ، والهِقْلُ ثقةٌ، وكلُّ مَن نقل هذا الحديثَ فهو مشهورٌ".
2702 -
قال يعقوب بنُ سفيان: حدّثنا أبو سعيد يحيى بنُ سليمان الجُعْفي، ثنا يونس ابنُ بُكَيْر، أبنا محمد بنُ إسحاق، عن يحيى بنِ عبّاد بنِ عبد الله بنِ الزُّبْير، عن أبيه، عن أسماء بنتِ أبي بكر قالت: سمعتُ رسولَ الله يذكر أنّه انتهى إلى إلى السِّدْرة
(3)
المنتهى، فوجد من عَظَمَتها ووَرَقها، وقال:"يَستظلّ بالفَنَن منها مائةُ ألف راكب"، قالت: فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! فماذا رأيتَ عندها؟ قال: "كذا".
2703 -
/ أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابنُ الدَّرَجي، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبنا الصَّيْرَفي، أنا الأَعْرَج، أنا القَبّاب، أنا ابنُ أبي عاصم، ثنا محمد بنُ يحيى أبو عَمْرو الباهلي، ثنا يعقوب، ثنا حاتم بنُ إسماعيل، عن شريك، عن جابر بنِ يزيد، عن عطاء بنِ أبي رباح، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس قال:{دَنَا فَتَدَلَّى} قال: "هو محمدٌ صلى الله عليه وسلم، دنا فتدلّى إلى ربّه عز وجل"
(4)
.
(1)
هكذا بخط المصنف، وكتب بحذائها في الحاشية عبارة:(صح).
(2)
ممن رواه عن الأوزاعي: الوليد بن مسلم، وفي روايته التصريح بأنه رأى جبريل، وهي في صحيح مسلم (رقم: 161) وغيره.
(3)
كذا بخط المصنف.
(4)
الرواية من السنة: (رقم: 438) لابن أبي عاصم. وضعّفه الألباني بشريك بن عبد الله =
2704 -
أخبرناه إسحاق، أنا ابنُ خليل، أنا الكَرّاني، أنا الصَّيْرَفي، أنا ابنُ فاذْشاه، أنا الطبراني، ثنا أحمد بنُ عَمْرو الخلّاد المكّي، ثنا محمد بنُ منصور الجوّاز، ثنا يعقوب بنُ محمد الزُّهْري، ثنا حاتم بنُ إسماعيل، فذكره
(1)
.
2705 -
وروى النسائي
(2)
، لقتادة عن عِكْرِمَة عن ابن عبّاس:{فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)} [النّجْم] قال: "عبدُه: محمد".
2706 -
وروى الحسن بنُ عرفة في جزئه
(3)
، عن أبي عُبَيْدة بنِ عبد الله
(4)
- في حديث المعراج -: أنّ إبراهيم قال للنبي صلى الله عليه وسلم "يا بنيّ إنّك لاقٍ ربَّك الليلةَ". رواه في الفاروق، وهو مُرْسَل.
* * *
= القاضي وجابر ابن يزيد الجعفي، وتصحف عنده أبو عمرو الباهلي إلى: أبي عمر الباهلي، وكذا جابر بن يزيد إلى: ابن زيد.
(1)
هذه الرواية من السنة للطبراني.
(2)
السنن الكبرى (التفسير)(6/ 472/ رقم: 11538).
(3)
جزء الحسن بن عرفة (رقم: 69).
(4)
كتب فوقه المصنف كلمة: (أصح)، وكذا بحذائه في الحاشية.