المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

صفات رب العالمين، لابن المحب الصامت (712 هـ - 789 - صفات رب العالمين - رسائل جامعية - ناقص - جـ ١

[ابن المحب الصامت]

فهرس الكتاب

صفات رب العالمين، لابن المحب الصامت (712 هـ - 789 هـ)

التحقيق: رسائل ماجستير، قسم العقيدة - كلية أصول الدين - جامعة أم القرى بمكة المكرمة

1 -

صقر بن حسن الغامدي: من (أول الكتاب) إلى (باب أن الفعل غير المفعول، والخلق غير المخلوق)

2 -

فواز بن فرحان الشمري: من (باب الرزق) إلى (باب نزول الله جلَّ ثناؤه يوم القيامة)

3 -

أمامة بنت محمد المهدي: من (باب ما ذكر في الساعد والذراع والباع والراحة والكتف والصدر) إلى (باب ذكر الصوت)

4 -

جابر بن عقيل العبدلي: لم نقف عليها

5 -

إنعام بنت عبد العزيز المنصور: من (باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض» وقول الله تعالى: {وخلق كل شي فقدره تقديرا}) إلى (باب الوباء والفناء)

6 -

أميمة بنت عيسى محمد المسملي: من (باب في أهل البدع والأهواء والظنون) إلى (نهاية الكتاب)

ص: -1

المملكة العربية السعودية

وزارة التعليم العالي

جامعة أم القرى

كلية الدعوة وأصول الدين

قسم العقيدة

كتاب صفات رب العالمين

لابن المحب الصامت

من أول الكتاب إلى باب خلق الملائكة والجن والحور العين والروح.

(712 هـ - 789 هـ)

رسالة مُقدّمة لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في العقيدة

دراسة وتحقيق: الطالب: صقر بن حسن الغامدي

الرقم الجامعي: 43088081

إشراف: د. هشام بن إسماعيل الصيني

الأستاذ المشارك بقسم العقيدة

كلية الدعوة وأصول الدين - جامعة أم القرى

1435 هـ - 2014 م

ص: 1

- أ -

‌شكر وتقدير

الحمد للَّه على عظيم إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، والصلاة والسلام على نبيه وخيرته من خلقه، أما بعد:

فإني أشكر اللَّه عز وجل أولًا وآخرًا على ما أنعم به علي من اختيار هذا الكتاب العظيم الموسوم بـ (كتاب صفات رب العالمين) وتحقيق جزء منه، ووفقني إلى إنجازه فله الحمد في الأولى والآخرة.

ثم أخص بالشكر الجزيل، والديَّ الكريمين على ما قدماه وبذلاه لي من تربية وإعانة ودعاء وحرص وتعليم فجزاهما اللَّه عني خير الجزاء وأوفاه.

وأثلث بالشكر الجزيل لفضيلة شيخنا -المشرف على هذه الرسالة- الأستاذ الدكتور: هشام بن إسماعيل الصيني حفظه اللَّه ورعاه على ما بذله من علم وتوجيه وفوائد جليلة، والذي كان له الفضل بعد اللَّه تعالى في الإشراف على هذا التحقيق والاهتمام به، وتوجيهي -أحسن اللَّه إليه- بتوجيهاته النافعة وآرائه الصائبة؛ مما كان له أثر كبير في تقويم هذه الرسالة؛ وإخراجها على هذه الصورة، واللَّه تعالى أسأل أن يجزيه خير الجزاء وأوفاه وأن يبارك له في علمه وعمله، إنه سميع مجيب.

كما أشكر كلًا من المناقشين الكريمين؛ لتفضلها بتقويم الرسالة ومناقشتها، مواصلين السعي لإكمال الفائدة منها، تقبل اللَّه ذلك العمل منها، وأثقل به ميزان حسناتهما.

كما أني أتقدم أيضًا بالشكر العاطر لكل من كانت له يد في المساعدة والتوجيه والإرشاد، داعيًا للجميع بالتوفيق والسداد، والهداية إلى سبيل الرشاد.

ص: 2

- ب -

‌ملخص الرسالة

العنوان: صفات رب العالمين لابن المحب الصامت من أول الكتاب إلى باب خلق الملائكة والجن والحور العين والروح.

الدرجة العلمية: الماجستير.

موضوع الرسالة: صفات رب العالمين.

أقسام الرسالة:

القسم الأول: الدراسة وتشتمل على فصول ومباحث.

تمهيد: الحالة السياسية.

الحالة العلمية.

الحالة الاجتماعية.

المبحث الأول: ترجمة المؤلف.

المبحث الثاني: توثيق نسبة الكتاب لمصنفه.

المبحث الثالث: منهج المؤلف.

المبحث الرابع: دراسة لأهم موضوعات الكتاب.

المبحث الخامس: وصف النسخة الخطية.

القسم الثاني: تحقيق الكتاب.

الفهارس.

* * *

ص: 3

- هـ -

‌المقدمة

الحمد للَّه رب العالمين، المتصف بصفات الجلال والكمال والجمال، جل عن الشبيه والمثل والنظير، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] وأشهد أن لا إله إِلَّا اللَّه وحده لا شريك له، الملك الحق العليّ الكبير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، المرسل إلى الناس كافة بالمحجة البيضاء، والحنيفة السمحة، والهُدي المنير.

وبعد

فإن العقيدة هي أساس الدين، وعليها تُبني جميع تصرفات العبد وأعماله، فبحسب صحتها يكون قبول الأعمال أو ردها؛ لذا فقد عني القرآن الكريم ببناء العقيدة الصحيحة، فلا تكاد تخلو آية منه من شد الإنسان بكليته إلى ربه، وربط كل تصرف منه بهذه العقيدة التي هي مناط الدين وقوامه.

فكان عنوانه هو: (كتاب صفات رب العالمين لابن المحب الصامت من أول الكتاب إلى باب خلق الملائكة والجن والحور العين والروح).

*‌

‌ أهداف التحقيق:

1 -

إخراج كتاب صفات رب العالمين لابن المحب الصامت رحمه الله من عالم المخطوطات إلى المطبوعات.

2 -

خدمة كتاب صفات رب العالمين لابن المحب الصامت رحمه الله، تحقيقًا له وإبرازًا لما فيه من دُرر نادرة وفوائد مهمة.

3 -

بيان عقيدة الإمام ابن المحب الصامت رحمه الله وجهده في نشر اعتقاد أهل السنة والجماعة، والتأليف فيه.

4 -

الكشف عن حلقة مضيئة من حياة الإمام ابن المحب الصامت رحمه الله وما صاحبها من علم وتعليم وبذل وتأليف.

ص: 6

- و -

*‌

‌ أهمية الكتاب:

1 -

أن مؤلفه الإمام شمس الدين أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن المحب الصامت المقدسي الحنبلي رحمه الله من العلماء الكبار المتقدمين البارزين في علم الحديث والفقه واللغة، وخاصة أنه من تلاميذ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية والحافظ أبي الحجاج المزي رحمها اللَّه تعالى.

2 -

أنه بخط مؤلفه، وقد جعله مسودَّة، يضيف إليه ما يراه من الآيات، والأحاديث والآثار، وأقوال أهل العلم.

3 -

أنه يحتوي على أبواب كثيرة في العقيدة من صفات اللَّه تعالى وأفعاله، وأشراط الساعة، وأحاديث الخوارج، والشفاعة، والصحابة، والفتن، والوعد والوعيد، وغيرها.

4 -

أنه ينقل كثيرًا من كتب أئمة أهل السنة سواءً كانت مفقودة أو ناقصة، كما سيأتي بيانه في منهج المؤلف رحمه الله.

5 -

إخراج هذا الكتاب؛ لأهميته كما سيأتي بيانه إن شاء اللَّه تعالى.

ص: 7

- ز -

*‌

‌ أسباب اختيار الموضوع:

1 -

أن هذا المخطوط -بعد البحث- لم يسبق دراسته وتحقيقه ونشره دراسةً وتحقيقًا علميًا أكاديميًا.

2 -

أنه يشتمل على نصوص كثيرة من الأحاديث والآثار، والتي لا توجد إلا فيه.

3 -

أنه ينقل عن كتب أئمة السلف أهل السنة والجماعة، وكثير منها إما مفقود لم يصل إلينا، أو ناقص لم يوجد منه إلا قطعة، وسيأتي بيان بتلك الكتب عند الحديث عن منهج المؤلف إن شاء اللَّه تعالى.

4 -

أنه ينقل عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية في مواطن كثيرة من هذا الكتاب، وهناك نقولات فريدة عنه، كما سيتبين ذلك خلال التحقيق إن شاء اللَّه تعالى.

5 -

أن هذا المخطوط يعتبر مصدرًا مهمًا من كتب أهل السنة في الاعتقاد، لما فيه من الآثار المسندة الكثيرة، والتحقيقات العلمية.

ص: 8

- حـ -

‌الدراسات السابقة:

عند البحث عن الدراسات الأكاديمية السابقة المتعلقة بالإمام محمد بن أحمد بن المحب الصامت المقدسي الحنبلي رحمه اللَّه تعالى، لم أجد شيئًا يتعلق بهذا الإمام، إلا دراسة واحدة لجزء من كتابه القيم "ترتيب مسند الإمام أحمد" وهذا الجزء هو مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه تحقيق حسين بن عكاشة بن رمضان.

*‌

‌ الصعوبات التي واجهت الباحث:

هناك عدد من الصعوبات والمشاكل واجهت الباحث أثناء تحقيق هذا المخطوط، ويمكن إيجازها فيما يلي:

1 -

أن الكتاب مسودَّة للمؤلف، يضيف إليه بين الحين والآخر ما يراه من الآيات والأحاديث والآثار.

2 -

التداخل في عدد من صفحات الكتاب بين الأسطر مما يجعل الباحث يقف محتارًا في تمييز بعضها عن بعض.

3 -

ما يجده الباحث من صعوبة كبيرة في التوفيق بين عدد كبير من الجُمَل في عدد من لوحات المخطوط؛ وذلك لعدم انتظامها في سطر واحد مرتب متتابع.

4 -

صعوبة خط المؤلف رحمه اللَّه تعالى، وذلك راجع للأسباب التالية:

أ - قلة الإعجام لدرجة يصعب معها قراءة الكلمة، أو الكلمات، لاحتمالها عدة أوجه.

ب - وصل بعض الكلمات مع كلمات أخرى، مما يحصل معه الاشتباه والخطأ عند قراءتها.

5 -

ضعف التصوير في بعض ألواح المخطوط، مما يؤدي إلى اختفاء بعض الكلمات أو عدم وضوحها.

6 -

التشابه في أسماء الرواة الواردة في أسانيد الأحاديث، مما يجعل الباحث يتردد كثيرا في تحديد ذلك الراوي.

7 -

وجود خلل في ترتيب بعض الألواح، مما يجعل الباحث في حيرة طويلة، وتأخر في التحقيق.

8 -

عدم وجود عدد من المصادر التي ينقل عنها المؤلف رحمه الله إما بإسناده إليها، أو بنقله عنها، مما ينتج عنه صعوبة المقارنة بينها.

هذه بعض المشاكل التي واجهت الباحث في تحقيق هذا المخطوط، ولكن وللَّه الحمد والمنة، تغلب على كثير منها.

ص: 9

القسم الأول: الدراسة

ص: 10

القسم الأول:‌

‌ الدراسة.

وتحته ستة مباحث:

تمهيد:

الحالة السياسية.

الحالة العلمية.

الحالة الاجتماعية.

المبحث الأول: ترجمة المؤلف.

المبحث الثاني: توثيق نسبة الكتاب لمصنفه.

المبحث الثالث: منهج المؤلف.

المبحث الرابع: دراسة لأهم موضوعات الكتاب.

المبحث الخامس: وصف النسخة الخطية.

المبحث السادس: منهج التحقيق.

ص: 11

‌تمهيد

إن مما لاشك فيه أن هناك تأثيرًا كبيرًا على الإنسان من البيئة التي يعيش فيها؛ لأن الصلة بينهما ثابتة لا يمكن فصلها بأي حال من الأحوال؛ لذلك كان من المهم عند دراسة حال شخص ما أن نتعرف على الزمان والمكان الذي عاش فيه، ومدى تأثره بذلك، وأيضًا مدى تأثيره هو في مجتمعه وعصره، وذلك من خلال الكلام في‌

‌ الحالة السياسية،

والعلمية، والاجتماعية.

أولًا: الحالة السياسية.

عاش الإمام شمس الدين أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن المحب الصامت المقدسي الحنبلي في القرن الثامن الهجري (712 هـ - 789 هـ).

وقبل هذا القرن عاشت الأمة الإسلامية وخاصة بلاد ما وراء النهر وخراسان والعراق والشام فترة من أصعب الأوقات التي مر بها العالم الإسلامي، ويمكن أن نلخص تلك المصائب التي وقعت في تلك العصور فيما يلي:

1 -

التتار المغول من جهة المشرق.

2 -

الصليبيون الحاقدون من جهة المغرب.

3 -

الفتن الداخلية، والحروب التي تحصل جراء التنافس على الرئاسة والمناصب.

ومن سَلِمَ مِنَ المسلمين من الأولى والثانية، فإنه لم يسلم من الثالثة.

يقول ابن الأثير: "ولقد بُلي الإسلام والمسلمون في هذه المدة بمصائب لم يبتل بها أحد من الأمم، منها هؤلاء التتر، قبحهم اللَّه، أقبلوا من المشرق، ففعلوا الأفعال التي يستعظمها كل من سمع بها، وستراها مشروحة متصلة، إن شاء اللَّه تعالى، ومنها خروج الفرنج، لعنهم اللَّه، من المغرب إلى الشام، وقصدهم ديار مصر، وملكهم ثغر دمياط منها، وأشرفت ديار مصر والشام وغيرها على أن يملكوها لولا لطف اللَّه تعالى ونصره عليهم، وقد ذكرناه سنة 614 هـ، ومنها أن الذي سلم من هاتين الطائفتين فالسيف بينهم مسلول، والفتنة قائمة على ساق، وقد ذكرناه أيضًا، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون"

(1)

.

(1)

انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري (10/ 335).

ص: 12

‌1 - أما التتار:

فكان لتسلطهم على بلاد المسلمين أسباب كثيرة منها:

أ - ضعف الخلافة العباسية حتى سقوطها.

ب - استقلال كثير من البلدان الإسلامية عن الخلافة العباسية.

ج - ظهور البدع والنفاق والزندقة، والسحر والشعوذة.

‌أ - أما ضعف الخلافة العباسية:

فإنه بعد قتل الخليفة المتوكل على اللَّه جعفر بن المعتصم باللَّه بن هارون الرشيد

(1)

، بدأ الضعف والتفرق والانقسام يظهر في الخلافة العباسية منذ حينئذٍ، فبدأ الأتراك يفرضون إرادتهم على الخلفاء حيث سيطروا على الدولة العباسية ومؤسساتها وبيت المال فيها بعد قتلهم المتوكل وتنصيب ابنه المنتصر باللَّه محمد خليفة

(2)

بعده، وسَخَّروا جميع ذلك لخدمة مصالحهم وأطماعهم، حتى أصبح خلفاء بني العباس ألعوبة بأيديهم، يعزلون ويقتلون من شاءوا ويولون من شاءوا، وكذلك تنافسوا على جمع الأموال والثروات الطائلة، وأخفقت كل محاولات الخلفاء بعد ذلك في استرداد هيبة الخلافة وقوتها، وفي عهد الخليفة المعتمد على اللَّه أحمد بن المتوكل

(3)

رجع للخلافة شيء من قوتها وهيبتها إلى وفاته، لكن سرعان ما سيطر القادة الأتراك على الدولة بعد ذلك، ولم يبق للخلفية من الأمر شيء سوى الاسم والدعاء له على المنابر فقط. حتى أنه في خِلافة المستعين

(1)

جعفر المتوكل على اللَّه أبو الفضل بن المعتصم باللَّه أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد القرشي العباسي البغدادي، الخليفة العباسي العاشر، كان أسمر، مليح العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، إلى القصر أقرب، وأمه أم ولد، أظهر السنة، وتكلم بها في مجلسه، وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السنة، وبسطها ونصر أهلها، يعني محنة خلق القرآن، توفي سنة 246 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (5/ 1097).

(2)

محمد بن المتوكل، وقيل: الزبير، ولد سنة 222 هـ كان أعين، قصيرًا، أقنى، أسمر، ضخم الهامة، عظيم البطن، جسيما، مليح الوجه، مهيبا، بويع بالخلافة في صبيحة الليلة التي قتل فيها المتوكل، ولم تطل مدته فقد توفي سنة 248 هـ. انظر: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك لابن الجوزي (11/ 353) وما بعدها. تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1412 هـ.

(3)

أحمد بن المتوكل على اللَّه جعفر بن المعتصم، أبو العباس، المعتمد على اللَّه: خليفة عباسي، ولد بسامراء، وولي الخلافة سنة 256 هـ بعد مقتل المهتدي باللَّه بيومين. وطالت أيام ملكه، وكانت مضطربة كثيرة العزل والتولية، بتدبير الموالي وغلبتهم عليه، فقام وليّ عهده أخوه الموفق باللَّه طلحة فضبط الأمور، وصلحت الدولة وانكفَّت يد المعتمد عن الحكم، توفي سنة 279 هـ. انظر: الأعلام لخير الدين الزركلي (1/ 106).

ص: 13

باللَّه أبي العباس أحمد

(1)

لم يكن له من الخلافة إلا الاسم، وكان المماليك الأتراك مستولين على المُلْك، وكان الأمر جميعه لكبِيرَي الأتراك وَصِيف

(2)

وبُغَا

(3)

التُّركيِّين حتى قيل في ذلك:

خَلِيفَةٌ فِي قَفَصٍ

بيْنَ وَصيفٍ وبُغَا

يَقُولُ ما قَالَا لهُ

كما تقُولُ البَبَّغا

(4)

ولما خُلع الخليفة المستعين باللَّه، قال بعض الشعراء أبياتًا يصف ما آلت إليه تلك الأحوال:

خُلعَ الْخَلِيفَةُ أحمدُ بنُ محمدٍ

وسيُقتلُ التَّالي لهُ أو يُخلَعُ

ويزولُ مُلْكُ بني أبيهِ ولا يُرى

أحدٌ تمَلَّكَ مِنهمُ يَستَمْتِعُ

إيهًا بني العباسِ إن سبيلَكُم

في قتلِ أعبُدكم طَريقٌ مَهْيَعُ

رَقَّعتُمُ دُنياكُمُ قتُمزَّقَتْ

بكمُ الحياةُ تَمزُّقًا لا يُرقَعُ

(5)

ونتيجة لهذه الفوضى قام الخليفة الراضي باللَّه أبو العباس محمد

(6)

بإنشاءِ منصب "أمير الأمراء"؛ وذلك بقصد إنقاذ الخلافة العباسية من التدهور والضعف، وإعادة الهيبة والقوة لها، والحد من تسلط الأتراك، وأعطى صاحب هذا المنصب الصلاحيات الواسعة سواءً كانت إداريةً أو عسكريةً أو ماليةً.

(1)

أحمد بن محمد بن المعتصم باللَّه، وكنيته أبو العباس، ولي إلى أن خلع بسر من رأى بعد دخوله بغداد، وذلك لثلاث عشرة خلت من المحرم سنتين وتسعة أشهر وتسعة أيام، ومات بالقادسية، وكان عمره أربعة وعشرين سنة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (6/ 255).

(2)

وَصيف التركي القائد، من كبار الأمراء، استولى على المعتز واحتجر عليه، واصطفى لنفسه الأموال والذخائر، خرج في طائفة يسيرة إلى الخليفة فوثبوا عليه فقتلوه بالدبابيس، وقطعوا رأسه، ونصبوا الرأس على رمح، قُتل وصيف في سنة 253 هـ، قبل بغا بيسير، وكانا الفاتقة والراتقة زمن المتوكل، والمستعين، والمعتز. انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (6/ 226).

(3)

بُغا الصغير الشّرابيّ، وكان قد تمرّد وطغى، وراح نظيره وصيف، فتفرد واستبد بالأمور، وكان المعتز باللَّه يقول: لا أستلذ بحياة ما بقي بغا، ثم إن بُغا وثب فأخذ من الخزائن مائتي ألف دينار، وتمرد فُقتل بعد ذلك سنة 254 هـ. انظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي (3/ 242).

(4)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (6/ 57) والوافي بالوفيات للصفدي (10/ 110) وسط النجوم للعصامي (3/ 473).

(5)

انظر: تاريخ الرسل والملوك لمحمد بن جرير الطبري (9/ 350).

(6)

الراضي باللَّه أبي العباس محمد بن المقتدر، كانت مده خلافته ست سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام، توفي سنة 321 هـ. انظر: صلة تاريخ الطبري لعريب بن سعد القرطبي (11/ 284).

ص: 14

لكن الإصلاح عبر هذا المنصب لم يدم إلا اثنتي عشرة سنة، فكان بعد ذلك سببًا لظهور التنافس الشرس من قِبل الأمراء الأتراك على هذا المنصب، فتمكن بعضهم بسببه من الاستيلاء على بغداد وأصبح بيدهم تولية الخليفة وعزله.

وحصل بسببه الاضطراب السياسي، وضعفت نتيجة لذلك كلِّهِ سلطة الخليفة، بحيث أصبح مجردًا من صلاحياته ولم يبق له من الخلافة إلا اسمها.

واستمر هذا الحال إلى خلافة المستكفي باللَّه

(1)

، حيث دخل بنو بويه

(2)

بغداد في سنة 334 هـ بقيادة أبي الحسين أحمد بن بويه، مع أخَويه أبي الحسن على بن بويه، وأبي على الحسن بن بويه، "ووقف أحمد بن بويه بين يدي الخليفة طويلًا وأخذت عليه البيعة للمستكفي باللَّه واستحلف له بأغلظ الأيمان، ووقعت الشهادة على المستكفي باللَّه وعلى الأمير أبي الحسين، ثم ليس الأمير الخلع ولُقِّبَ بـ "معز الدولة" ولُقِّبَ أخوه أبو الحسن على بن بويه بـ "عماد الدولة" وأخوه أبو علي الحسن بن بويه بـ "ركن الدولة" وأمر أن تُضرب ألقابُهم وكُناهم على الدنانير والدراهم وانصرف بالخلع إلى دار مؤنس، ونزل الديلم والجيل والأتراك دور الناس فلحق الناس من ذلك شدة عظيمة وصار رسمًا عليهم إلى اليوم"

(3)

.

لم يدم الأمر طويلًا فلقد قُبض على الخليفة المستكفي باللَّه من على كرسيه واقتيد وخُلع، ومن حينئذ خضعت الخلافة العباسية للبويهيين خضوعًا تامًا مدة مائةٍ وسبعةٍ وعشرين سنة

(4)

.

وكان آخر أمرائهم أبو نصر "الملك الرحيم" خسرو فيروز بن عماد الدين مرزبان، حيث خُلع سنة 447 هـ، وبعد ذلك سُجن ومات مسجونًا

(5)

.

وفي تلك السنة دخل السلاجقة بغداد بقيادة طغرلبك السلجوقي وقضوا على نفوذ البويهيين وأعادوا للخلافة العباسية هيبتها.

(1)

المستكفي عبد اللَّه بن على المكتفي، ويكنى أبا القاسم، وأمه أم ولد رومية تسمى غصن، ولي الخلافة، وسنه يومئذ إحدى وأربعون سنة وسبعة أيام، وكان في سن المنصور يوم ولي، وكانت خلافته سنة واحدة وأربعة أشهر، وسُملت عيناه، وله ثمان، وقيل ثلاث وأربعون سنة وأشهر. انظر: التنبيه والإشراف للمسعودي (1/ 345).

(2)

دولة رافضية أعجمية انتشرت بسببها البدع والمحدثات في بلاد العراق. انظر: صفحة (47) من هذا البحث.

(3)

انظر: تجارب الأمم وتعاقب الهمم لابن مسكويه (5/ 275) باختصار وتصرف.

(4)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (9/ 613).

(5)

انظر: تاريخ ابن الوردي لابن الوردي (1/ 344 و 353).

ص: 15

قال ابن القلانسي:"ولم يزل الأمر على ذلك مستمرًا إلى أن ظهر أمر السلطان ركن الدنيا والدين طغرلبك محمد بن ميكان بن سلجوق

(1)

وقويت شوكة الترك وانخفضت الدولة البويهية واضمحلت وانقرضت"

(2)

. وكان دخوله بغداد بسبب مكاتبة الخليفة له واستدعاءه لكف شر البويهيين ووزرائهم

(3)

.

قال الذهبي: "ومَلَكَ طغرلبك العراق، وقمع الرافضة، وزال به شعارهم، وكان عادلًا في الجملة، حليمًا كريمًا محافظًا على الصلوات، يصوم الاثنين والخميس، ويعمر المساجد"

(4)

.

وبهذا يكون قد بدأ عصرٌ جديدٌ من عصور الدولة العباسية حكم فيه السلاجقة العراق وتوسعوا شرقًا وغربًا، واستمرت دولتهم قرنًا ونصف القرن، وسقطت مع سقوط الخلافة العباسية على يد المغول، حيث بدأ اجتياح المغول للبلدان الإسلامية سنة 617 هـ، فدخلوا بلاد ما وراء النهر خراسان

(5)

فدمروها وأفسدوا فيها، وأحرقوا مساجدها وقتلوا كثيرًا من علمائها وأهلها وأتلفوا الكتب، فلم يسلم إلا القليل من الناس

(6)

.

وقال ابن الأثير: "لقد بقيتُ عدة سنين معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظاما لها كارها لذكرها، فأنا أقدم إليه رجلا وأؤخر أخرى، فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسيًا منسيًا، إلا أنني حثني جماعة من الأصدقاء على تسطيرها وأنا متوقف، ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفعا، فنقول: هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي عقمت الأيام والليالي عن مثلها، عمت الخلائق، وخصت المسلمين، فلو قال قائل: إن العالم من خلق اللَّه سبحانه وتعالى آدم إلى الآن، لم يبتلوا بمثلها، لكان صادقا، فإن التواريخ

(1)

السلطان طغرلبك محمد بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق السلطان الكبير ركن الدين أبو طالب طغرلبك أول ملوك السلجوقية أصلهم من بر سنجار وهم قوم لهم عدد وقوة كانوا لا يدخلون تحت طاعة السلطان وإذا قصدهم من لا طاقة لهم به دخلوا المفاوز. انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (5/ 70).

(2)

انظر: تاريخ دمشق لابن القلانسي (ص 442).

(3)

انظر: العِبر في خبر من غبر للذهبي (2/ 289).

(4)

انظر: المصدر السابق (2/ 304).

(5)

بلاد واسعة، أول حدودها مما يلي العراق ازاذوار قصبة جوين وبيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة وسجستان وكرمان، وتشتمل على أمهات من البلاد منها نيسابور وهراة ومرو، وهي كانت قصبتها، وبلخ وطالقان ونسا وأبيورد وسرخس وما يتخلل ذلك من المدن التي دون نهر جيحون. معجم البلدان لياقوت بن عبد اللَّه الرومي الحموي (2/ 350).

(6)

انظر: تاريخ الرسل والملوك للطبري (1/ 583).

ص: 16

لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها، ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله بخت نصر

(1)

ببني إسرائيل من القتل وتخريب البيت المقدس، وما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرب هؤلاء الملاعين من البلاد التي كل مدينة منها أضعاف البيت المقدس؟ وما بنو إسرائيل بالنسبة إلى من قتلوا؟ فإن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل، ولعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم، وتفنى الدنيا، إلا يأجوج ومأجوج"

(2)

.

وفي عام 656 هـ احتلوا بغداد عاصمة الخلافة العباسية، وقتلوا خليفة المسلمين المستعصم باللَّه العباسي

(3)

، واستباحوا بغداد قتلًا وسلبًا ونهبًا.

قال الحافظ ابن كثير في أحداث تلك السنة: "فيها أخذت التتار بغداد وقتلوا أكثر أهلها حتى الخليفة وانقضت دولة بني العباس منها"

(4)

.

وقال الذهبي: "ثم دخلت حينئذ التتار بغداد وبذلوا السيف واستمر القتل والسبي نيفًا وثلاثين يومًا، فقَلَّ من نجا، فيقال: إن هولاكو أمر بعد القتلى فبلغوا ألف ألف وثمانمائة ألف وكسر فعند ذلك نودي بالأمان، واشتد الوباء بالشام ولاسيما بدمشق وحلب لفساد الهواء"

(5)

.

وقُتل كثيرٌ من المسلمين، من العلماء والوزراء والعامة، حتى النساء والأطفال لم يسلموا من القتل.

قال ابن كثير: "ومالوا على البلد، فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقني الوسخ، وكمنوا كذلك أياما لا يظهرون، وكان الفئام من الناس يجتمعون في الخانات، ويغلقون عليهم الأبواب، فتفتحها التتار إما بالكسر أو بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي المكان، فيقتلونهم في الأسطحة، حتى تجري الميازيب من

(1)

اسمه نبوخذ نصَّر بن سنحاريب بن كيحسري، من الفرس الأُوَل قبل النبط وقبل بني ساسان وكان يقال للفرس الأول الأشكنان وللنبط الاردوان. انظر: المحبر لمحمد بن حبيب البغدادي (ص 394).

(2)

انظر: الكامل لابن الأثير (10/ 333).

(3)

آخر خلفاء بني العباس ببغداد، وكانت مدة خلافته خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وأيامًا، وتقدير عمره سبعًا وأربعين سنة، وكان متدينًا متمسكًا بمذهب أهل السنة والجماعة، على ما كان عليه والده وجده رحمهم اللَّه تعالى، ولم يكن على ما كانوا عليه من التيقظ والهمة، بل كان قليل المعرفة والتدبير والتيقظ نازل الهمة، محبًا للمال مهملًا للأمور يتكل فيها على غيره. انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (2/ 231).

(4)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 356).

(5)

انظر: العبر في خبر من غبر للذهبي (3/ 278).

ص: 17

الدماء في الأزقة، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون، وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى، ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي

(1)

، وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانا بذلوا عليه أموالا جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم. وعادت بغداد بعدما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها أحد إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة. . . وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين، فقيل: ثمانمائة ألف، وقيل: ألف ألف وثمانمائة ألف. وقيل: بلغت القتلى ألفي ألف نفس. . وقُتل الخطباء والأئمة، وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد. . ولما انقضى أمد الأمر المقدور، وانقضت الأربعون يوما بقيت بغداد خاوية على عروشها، ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر، فتغيرت صورهم، وأنتنت البلد من جيفهم، وتغير الهواء، فحصل بسببه الوباء الشديد، حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون"

(2)

. وكان دخولهم بغداد في العشرين من محرم

(3)

.

قال ابن كثير: "وما زال السيف يقتل أهلها أربعين صباحًا، وكان قتل الخليفة المستعصم باللَّه أمير المؤمنين يوم الأربعاء رابع عشر صفر، وعفا قبره، وكان عمره يومئذ ستًا وأربعين سنة وأربعة أشهر، ومدة خلافته خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وأيام"

(4)

. وكانت هذه الفتنة العظيمة التي حلت بالمسلمين بسبب الرافضة الحاقدين، وسعيهم لهدم الخلافة والقضاء على الإسلام والمسلمين.

قال الذهبي: "كان وزير العراق مؤيّد الدين ابن العَلْقمي رافضيًا جَلْدًة خبيثًا داهيةً، والفتن في استعارٍ بين السّنّة والرّافضة حتّى تجالدوا بالسّيوف، وقُتِل جماعة من الرّوافض ونُهِبوا، وشكا أهل باب البصرة إلى

(1)

محمد بن محمد بن علي بن أبي طالب الوزير الكبير، المدير المبير مؤيد الدين ابن العلقمي البغدادي، الشيعي الرافضي، وزير الخليفة الإمام المستعصم باللَّه، ولي وزارة العراق أربع عشرة سنة، فأظهر الرفض قليلًا، وكان في قلبه غل على الإسلام وأهله، فأخذ يكاتب التتار، ويتخذ عندهم يدا ليتمكن من أغراضه الملعونة. وهو الذي جرأ هولاكو وقوي عزمه على المجيء، وقرر معه لنفسه أمورا انعكست عليه، وندم حيث لا ينفعه الندم، وولي الوزارة للتتار على بغداد مشاركا لغيره، ثم مرض ولم تطل مدته، ومات غمها وغبنا، فواغبناه كونه مات موتا حتف أنفه، وما ذاك إلا ليدخر له النكال في الآخرة. انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (3/ 841 - 843).

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 359 - 362).

(3)

انظر: المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي (3/ 193).

(4)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (3/ 361).

ص: 18

الأمير رُكْن الدين الدوَيْدار

(1)

والأمير أبي بكر ابن الخليفة

(2)

فتقدّما إلى الجند بنهب الكرخ، فهجموه ونهبوا وقتلو، وارتكبوا من الشّيعة العظائم، فحنق الوزير ونوى الشّرّ، وأمر أهل الكَرْخ بالصبْر والكفّ، وكان المستنصر باللَّه قد استكثر من الْجُنْد حتى بلغ عدد عساكره مائة ألف فيما بَلَغَنَا، وكان مع ذلك يصانع التّتار ويُهاديهم ويُرضيهم. فلمّا استخلف المستعصم كان خليّا من الرّأي والتّدبير، فأشير عليه بقطع أكثر الْجُنْد، وأنّ مصانعة التّتار وإكرامهم يحصل بها المقصود، ففعل ذلك، وأمّا ابن العلْقمي فكاتَبَ التّتار وأطمعهم فِي البلاد، وأرسل إليهم غلامه وأخاه، وسهّل عليهم فتْحَ العراق، وطلب أن يكون نائبَهم، فوعدوه بذلك وتأهّبوا لقصد بغداد

(3)

. ولكن لم يتم لابن العلقمي الرافضي ما أراد، فلم يَسْلَمْ من القتلِ أهلُ ملتهِ من الرافضة، بل نالتهم السيوف، ولحقت بهم الحتوف.

قال ابن الوردي: "أراد ابن العلقمي نُصْرَة الشيعة فنُصر عَلَيْهِم، وحاول الدّفع عنهُم فدُفع إليهم، وسعى وَلَكِن في فسادهم، وعاضد وَلَكِن على سبي حريمهم وَأَوْلَادهم، وَجَاء بجيوش سلبت عَنهُ النِّعْمَة، ونكبت الإِمَامَ والأمَّة، وسفكت دِمَاء الشِّيعَة وَالسّنة، وخلدت عَلَيْهِ الْعَار واللعنة:

وأتى الخائنُ الْخَبيث بمُغْلٍ

طبقَ الأَرْضَ بَغْيُهُمْ تَطبيقَا

هَكَذَا يَنصُرُ الجَهولُ أَخَاهُ

وَمِنَ البرِّ مَا يكون عُقُوقَا

(4)

بعد ذلك توجه التتار لغزو الشام، فأرسل هولاكوا عدة رسائل إلى سلاطين المماليك بالشام يطلب منهم الاستسلام ويتهددهم ويتوعدهم

(5)

.

وبدأ تحركهم نحو الشام "ففي جمادى الأولى من سنة سبع وخمسين وستمائة نزل حرّان

(6)

واستولى عليها وملك بلاد الجزيرة

(7)

، ثمّ سيّر ولده أشموط بن هولاكو إلى الشام وأمره بقطع الفرات وأخذ البلاد الشاميّة،

(1)

الملك، مقدم جيش العراق، مجاهد الدين أيبك الدويدار الصغير أحد الأبطال المذكورين والشجعان الموصوفين الذي كان يقول: لو مكنني أمير المؤمنين المستعصم، لقهرت التتار، ولشغلت هولاكو بنفسه. انظر: السير للذهبي (23/ 371).

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 361).

(3)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (14/ 670).

(4)

انظر: تاريخ ابن الوردي (2/ 190).

(5)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (14/ 670 - 677).

(6)

مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور، وهي على طريق الموصل والشام والروم. انظر: معجم البلدان لياقوت (2/ 235).

(7)

بلاد يحيط بها من جهاتها الأربع نهر دجلة والفرات. انظر: حدود العالم من المشرق إلى المغرب (1/ 162).

ص: 19

وسيّره في جمع كثيف من التّتار، فوصل إلى نهر الجوز

(1)

وتلّ باشر

(2)

، وأخذوا حلب

(3)

في ثاني صفر من سنة ثمان وخمسين وستمائة وحاصروها حتّى استولوا عليها في تاسع صفر بالأمان، فلمّا ملكوها غدروا بأهل حلب وقتلوا ونهبوا وسبوا وفعلوا تلك الأفعال القبيحة على عادة فعلهم.

وكان رسل التّتار بقرية حَرَسْتَاء

(4)

فدخلوا دمشق ليلة الاثنين سابع عشر صفر، وقرئ بعد صلاة الظهر فرمان -أعني مرسوما- جاء من عند ملك التّتار يتضمن الأمان لأهل دمشق وما حولها، وشرع الأكابر في تدبير أمرهم. ثم وصلت التّتار إلى دمشق في سابع عشر شهر ربيع الأوّل، فلقيهم أعيان البلد أحسن ملتقى وقرئ ما معهم من الفرمان المتضمّن الأمان، ووصلت عساكرهم من جهة الغوطة

(5)

مارّين من وراء الضّياع إلى جهة الكُسْوة

(6)

، وأهلكوا في ممّرهم جماعة كانوا قد تجمّعوا وتحزّبوا، فقتلوا الرجال وسَبَوا النساء والصّبيان، واستاقوا من الأسرى والأبقار والأغنام والمواشي شيئًا كثيرًا"

(7)

.

عزم التتار بعد ذلك على التوجه إلى مصر لاحتلالها كما احتلوا قبلها العراق ثم الشام، وكان سلطان دمشق هو الملك الناصر

(8)

، وسلطان مصر الملك المظفر قطز

(9)

، فتوجه الملك المظفر قطز ومعه الملوك والأمراء

(1)

ناحية ذات قرى وبساتين ومياه بين حلب والبيرة التي على الفرات وأهل قراها كلهم أرمن. انظر: معجم البلدان لياقوت (2/ 183).

(2)

قلعة حصينة، وكورة واسعة في شماليّ حلب، بينها وبين حلب يومان. انظر: مراصد الاطلاع لعبد المؤمن القطيعي (1/ 269).

(3)

مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات طيبة الهواء صحيحة الأديم والماء. انظر: معجم البلدان لياقوت (2/ 282).

(4)

قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص، بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ. انظر: نفس المصدر (2/ 241).

(5)

هي الكورة التي منها دمشق، كلها أشجار وأنهار متصلة قلّ أن يكون بها مزارع للمستغلّات إلا في مواضع كثيرة، وهي بالإجماع أنزه بلاد اللَّه وأحسنها منظرا، وهي إحدى جنان الأرض الأربع. انظر: معجم البلدان لياقوت (4/ 219).

(6)

ضيعة ومنزل ومنها إلى دمشق اثنا عشر ميلا. انظر: المسالك والممالك الحسن المهلبي العزيزي (1/ 63).

(7)

انظر: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لأبي المحاسن ابن تغري بردي (7/ 74 - 79).

(8)

الملك الناصر صلاح الدين بن يوسف بن العزيز محمد بن الظاهر غازي ابن السلطان صلاح الدين، ولد سنة 627 هـ وسلطنوه بعد أبيه سنة 634 هـ، كان حليمًا جوادًا موطأ الأكتاف حسن الأخلاق محببًا إلى الرعية فيه عدل في الجملة وقلة جور وصفح، خُدع وعُمل عليه حتى وقع في قبضة التتار فذهبوا به إلى هلاوو فأكرمه، ثم قتله بعد ذلك سنة 659 هـ. انظر: العبر للذهبي (3/ 297).

(9)

السلطان الشهيد الملك المظفر، سيف الدين المعزي، كان أكبر مماليك الملك المعز أيبك التركماني، وكان بطلًا شجاعًا، مقدامًا، حازمًا، حسن التدبير، يرجع إلى دين وإسلام وخير، وله اليد البيضاء في جهاد التتار، فعوض اللَّه شبابه بالجنة ورضي عنه، توفي سنة 658 هـ. انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (14/ 887).

ص: 20

والقواد لملاقاة التتار وقتالهم، فالتقوا في عين جالوت

(1)

، فهزم اللَّهُ التتار شر هزيمة، وانتصر المسلمون انتصارًا عظيمًا وذلك في سنة 658 هـ.

قال ابن كثير: "واتفق وقوع هذا كله في العشر الأخير من رمضان من هذه السنة، فما مضت سوى ثلاثة أيام حتى جاءت البشارة بنصرة المسلمين على التتار بعين جالوت وللَّه الحمد، وذلك أن الملك المظفر قطز صاحب الديار المصرية لما بلغه أن التتار قد فعلوا بالشام ما ذكرنا، وقد نهبوا البلاد كلها حتى وصلوا إلى غزة

(2)

، وقد عزموا على الدخول إلى الديار المصرية، وقد عزم الملك الناصر صاحب دمشق على الرحيل إلى مصر، وليته فعل، وكان في صحبته الملك المنصور

(3)

صاحب حماة، وخلق من الأمراء وأبناء الملوك، وقد وصل إلى قَطْيَة

(4)

، وتهيأ الملك المظفر للقائه وأرسل إليه وإلى المنصور مستحثين، وأرسل إليه يقول: تقدم حتى نكون كتفًا واحدًا على التتار. . . والمقصود أن المظفر لما بلغه ما كان من أمر التتار بالشام المحروسة وأنهم عازمون على الدخول إلى الديار المصرية بعد تمهيد مملكتهم بالشام بادرهم هو قبل أن يبادروه، وبرز إليهم، أيده اللَّه تعالى، وأقدم عليهم قبل أن يقدموا عليه، فخرج بالعساكر المصرية، وقد اجتمعت الكلمة عليه، حتى انتهى بمن معه من العساكر المنصورة إلى الشام واستيقظ له عسكر المغول، فكان اجتماعهم على عين جالوت يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان، فاقتتلوا قتالًا عظيمًا شديدًا، فكانت النصرة وللَّه الحمد للإسلام وأهله، فهزمهم المسلمون هزيمة هائلة. . . واتبعهم الجيش الإسلامي يقتلونهم في كل موضع وفي كل مأزق. . . وهرب من بدمشق منهم، وكان هربهم منها يوم الأحد 27 من رمضان صبيحة النصر الذي جاءت فيه البشارة بالنصرة على عين جالوت، فتبعهم المسلمون من دمشق يقتلون ويأسرون وينهبون الأموال فيهم، ويفكون الأسارى من أيديهم قهرًا، وللَّه الحمد والمنن على جبره الإسلام، ومعاملته إياهم بلطفه الحسن، وجاءت بذلك البشارة السارة، فجاوبتها البشائر من القلعة المنصورة وفرح المؤمنون يومئذ بنصر اللَّه فرحًا شديدًا، وأيد اللَّه الإسلام

(1)

بليدة بين بيسان ونابلس من فلسطين. انظر: نهر الذهب في تاريخ حلب لكامل بن حسين الغزي (3/ 135).

(2)

مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، وهي من نواحي فلسطين غربي عسقلان. معجم البلدان الياقوت (4/ 202).

(3)

الملك المنصور، ناصر الدين محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي صاحب حماة، وأبو ملوكها، كانت دولته ثلاثين سنة، وقد هزم الفرنج مرتين، جمع في خزانته من الكتب ما لا مزيد عليه، وكان في خدمته ما يناهز مائتي معمم من الفقهاء والأدباء والنحاة والمنجمين والفلاسفة والكتبة، وكان كثير المطالعة والبحث، بنى سورا لحماة ولقلعتها. توفي سنة 683 هـ. انظر: السير للذهبي (22/ 146).

(4)

قرية في طريق مصر في وسط الرمل قرب الفرما. معجم البلدان لياقوت (4/ 378).

ص: 21

وأهله تأييدًا، وكُبِتَ أعداءُ اللَّه النصارى واليهودُ والمنافقون، وظهر دين اللَّه وهم كارهون، ونصر اللَّه دينه ونبيه ولو كره الكافرون"

(1)

.

عاد التتار بعد ذلك لغزو بلاد الشام في شهر رجب عام 680 هـ، وأفسدوا في طريقهم ودخلوا حماة فقتلوا وأحرقوا، وكان المسلمون بقيادة السلطان المنصور سيف الدين قلاوون، فعسكروا بظاهر حمص

(2)

، فلما كان يوم الخميس رابع عشره التقى الجمعان عند طلوع الشمس، وكان عدد التتار على ما قيل مائة ألف فارس أو يزيدون، وعسكر المسلمين على مقدار النصف من ذلك أو أقل، وتواقعوا من ضحوة النهار إلى آخره، وكانت وقعة عظيمة لم يشهد مثلها في هذه الأزمان، ولا من سنين كثيرة. . واضطربت ميمنة المسلمين، وحمل التتار على ميسرة المسلمين، فكسروها وانهزم من بها، وكذلك جناح القلب الأيسر، وثبت الملك المنصور سيف الدين قلاوون في جمع قليل بالقلب ثباتًا عظيمًا، ووصل جماعة كثيرة من التتر خلف المنكسرين من المسلمين إلى بحيرة حمص، وأحدق جماعة من التتر بحمص، وهي مغلقة الأبواب، وبذلوا نفوسهم وسيوفهم في من وجدوه من العوام، والسوقة، والغلمان، والرجالة المجاهدين ظاهرها، فقتلوا منهم جماعة كثيرة، وأشرف الإسلام على خطة صعبة، ثم أن أعيان الأمراء ومشاهيرهم وشجعانهم. . . لما رأوا ثبات السلطان ردوا على التتار وحملوا فيهم عدة حملات فكسروهم كسرة عظيمة، فتمت هزيمتهم، وقتلوا مقتلة عظيمة تجاوز الوصف. . . فضربت البشائر على قلعة دمشق وسر الناس، وزينت القلعة والمدنية، وأوقدت الشموع"

(3)

.

وفي عام 699 هـ تواترت الأخبار بقصد التتر إلى بلاد الشام، وقد خاف الناس من ذلك خوفًا شديدًا، وجفل الناس من بلاد حلب وحماة، وخرج السلطان من الديار المصرية قاصدًا الشام، ولما وصل السلطان إلى وادي الخزندار

(4)

عند وادي سَلَمْيَة

(5)

، التقى التتار هناك يوم الأربعاء السابع والعشرين من ربيع الأول، فالتقوا معهم، فكَسَروا المسلمين، وولى السلطان هاربًا، وقد هرب جماعة من أعيان البلد وغيرهم إلى الديار المصرية، وكان سلطان التتار قد قصد دمشق بعد الوقعة، فاجتمع أعيان البلد والشيخ تقي الدين ابن تيمية

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 399 - 402).

(2)

بلد مشهور قديم كبير مسوّر، وهي بين دمشق وحلب في نصف الطريق. انظر: نفس المصدر لياقوت (2/ 302).

(3)

انظر: ذيل مرآة الزمان لقطب الدين اليونيني (4/ 91 - 95) والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي (4/ 14).

(4)

وادي يقع على بعد ثلاثة فراسخ من حمص. انظر: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل اللَّه العمري (27/ 484).

(5)

بلد من أعمال قنسرين بثغور الشام على طرف البادية، بينه وبين حمص مرحلة. انظر: الروض المعطار لمحمد الحِميري (1/ 320).

ص: 22

واتفقوا على المسير إلى قازان

(1)

لتلقيه، وأخذ الأمان منه لأهل دمشق، فتوجهوا يوم الاثنين ثالث ربيع الآخر، فاجتمعوا به وكلمه الشيخ تقي الدين ابن تيمية كلامًا قويًا شديدًا، فيه مصلحة عظيمة عاد نفعها على المسلمين، وفي يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى توجه السلطان قازان إلى بلاده نحو بلاد العراق، وترك نوابه بالشام في ستين ألف مقاتل، وجاء كتابه: إنا قد تركنا نوابنا بالشام في ستين ألف مقاتل، ومن عزمنا العود إليها في زمن الخريف، والدخول إلى الديار المصرية وفتحها

(2)

.

وفي عام 702 هـ عاد التتار لغزو بلاد الشام بقيادة قازان، وفي الثاني من شهر رمضان حصلت معركة عظيمة بِمَرْجِ الصُّفَّرِ

(3)

في وادي شَقْحَبٍ

(4)

بين المسلمين والتتار، انتهت بانتصار الإسلام وأهله انتصارًا عظيمًا

(5)

.

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية ممن جاهد ونصح وشجع، وكان قبل ذلك قد ذهب لمصر ودخل على السلطان الملك الناصر فاجتمع بأركان الدولة واستصرخ بهم وحضهم على الجهاد وتلا عليهم الآيات والأحاديث وأخبرهم بما أعد اللَّه للمجاهدين من الثواب فاستفاقوا وقويت هممهم

(6)

، فكان له رحمه الله ورضي عنه دورٌ عظيمٌ في تشجيع الناس وحثهم على القتال، وأقسم لهم بأنهم منصورون، وأفتاهم بجواز الفطر في نهار رمضان ليتقووا على الجهاد، ولم ينصرف عنهم بل جاهد بنفسه وقاتل قتالًا يفوق الوصف.

قال ابن كثير: "وكان الشيخ تقي الدين ابن تيمية يحلف للأمراء والناس: إنكم في هذه الكرة منصورون على التتار، فيقول له الأمراء: قل إن شاء اللَّه، فيقول: إن شاء اللَّه تحقيقًا لا تعليقًا، وكان يتأول في ذلك أشياء من كتاب اللَّه"

(7)

.

(1)

قازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكو بن طلو بن جنكزخان، هلك بنواحي الري، في أواخر سنة 703 هـ، وكان قد ملك في أواخر سنة 694 هـ، فيكون مدة مملكته ثمان سنين وعشرة أشهر، وكان قد اشتد همه بسبب هزيمة عسكره وكسرتهم على مرج الصفر سنة 703 هـ، فلحقه حمى حادة ومات مكمودًا. انظر: المختصر لأبي الفداء الأيوبي (4/ 50).

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 718 - 725).

(3)

صحراء بين دمشق والجولان، وهو مرج الصّفّر، بضم أوله، وفتح ثانيه، وتشديده، وبعده راء مهملة. انظر: مراصد الاطلاع للقطيعي (2/ 844).

(4)

قرية شقحب من عمل دمشق. خطط الشام لمحمد بن عبد الرزاق بن محمد، كُرْد علي (1/ 276).

(5)

انظر: المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي (4/ 48)، والبداية والنهاية لابن كثير (14/ 29).

(6)

انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي (ص 135).

(7)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 23).

ص: 23

وقال ابن عبد الهادي: "وفي أول شهر رمضان من سنة 702 هـ كانت وقعة شَقحَب المشهورة وحصل للناس شدة عظيمة وظهر فيها من كرامات الشيخ وإجابة دعائه وعظيم جهاده وقوة إيمانه وشدة نصحه للإسلام وفرط شجاعته ونهاية كرمه وغير ذلك من صفاته ما يفوق النعت ويتجاوز الوصف"

(1)

.

وكانت هذه آخر غزوة للتتار على بلاد الإسلام حيث هزمهم اللَّه شر هزيمة، ولم يقم لهم بعد ذلك قائمة، وللَّه الحمد والمنة.

‌ب - وأما استقلال كثير من البلدان الإسلامية عن الخلافة العباسية:

فمنذ ضَعْفِ الدولةِ العباسيةِ -كما مر معنا سابقًا- أخذتِ الدُّولُ المستقلةُ تنتشر في العالم الإسلامي، وهذا أدى في بعض الأحيان إلى مزيد من الضعف والتشرذم والتناحر على المُلك والسلطة، بل أصبح بعضهم يتسمى باسم "أمير المؤمنين".

وغلبت على الدنيا الطوائف، فصارت واسط

(2)

والبصرة

(3)

والاهواز

(4)

في يدي البريدي

(5)

، وفارس

(6)

في يد

(1)

انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي (ص 191).

(2)

مدينة بين الكوفة والبصرة من الجانب الغربي، كثيرة الخيرات وافرة الغلات. تشقها دجلة. انظر: آثار البلاد للقزويني (ص 478).

(3)

البصرة بالعراق، وهي كانت قبة الإسلام، ومقر أهله، بنيت في خلافة عمر رضي الله عنه سنة أربع عشرة واختط عتبة بن غزوان المنازل بها وبنى مسجدًا من قصب. انظر: الروض المعطار لمحمد الحِميري (ص 105).

(4)

الأهواز جمع هوز، وأصله حوز، فلما كثر استعمال الفرس لهذه اللفظة غيّرتها حتى أذهبت أصلها جملة لأنه ليس في كلام الفرس حاء مهملة، وإذا تكلّموا بكلمة فيها حاء قلبوها هاء فقالوا في حسن هسن، وفي محمّد مهمّد، ثم تلقّفها منهم العرب فقلبت بحكم الكثرة في الاستعمال، وعلى هذا يكون الأهواز اسما عربيًا سمّي به في الإسلام، وكان اسمها في أيام الفرس خوزستان. معجم البلدان (4/ 284) وقال القزويني: ناحية بين البصرة وفارس، ويقال لها خوزستان، بها عمارات ومياه وأودية كثيرة، وأنواع الثمار والسكر والرز الكثير. انظر: آثار البلاد (ص 152).

(5)

أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد البريدي كان وزيرا للمقتفي العباسي، ثم خلعه واستولى على الأهواز والبصرة، وكان قد قتل أخاه لكونه يذكر عيوبه فلم يمتع بعده وأخذته الحمى أسبوعا فهلك في سنة 333 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (7/ 630).

(6)

ولاية واسعة وإقليم فسيح، أول حدودها من جهة العراق أرّجان ومن جهة كرمان السّيرجان ومن جهة ساحل بحر الهند سيراف ومن جهة السند مكران، قال أبو علي في القصريات: فارس اسم البلد وليس باسم الرجل ولا ينصرف لأنه غلب عليه التأنيث كنعمان وليس أصله بعربي بل هو فارسيّ معرب أصله بارس وهو غير مرتضى فعرّب فقيل فارس. المعجم لياقوت (4/ 226).

ص: 24

علي بن بويه

(1)

، وكرمان

(2)

في يد أبي على بن إلياس

(3)

، والري

(4)

وأصبهان

(5)

والجبل في يد ركن الدولة أبي علي بن بويه ووشمكير

(6)

، والموصل وديار ربيعه

(7)

وديار بكر

(8)

في يد بني حمدان

(9)

، ومصر والشام في يد محمد بن طغج

(10)

، والمغرب وإفريقية في يد أبي تميم

(11)

، والأندلس في يدي الأموي

(12)

، وخراسان وما وراء النهر في يد

(1)

كان علي بن بويه أحد قواد مرداويج الديلمي، فانفرد عنه وحارب أمير فارس محمد بن ياقوت فهزمه واستولى على مملكة فارس، وهذا أول ظهور بني بويه، وكان أبوه بويه من أوساط الناس. انظر: العبر للذهبي (2/ 13).

(2)

ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان. المصدر السابق (4/ 454).

(3)

انظر: الكامل لابن الأثير (7/ 16 و 38).

(4)

كورة معروفة تنسب إلى الجبل وليست منه بل هي أقرب إلى خراسان، انظر: الروض المعطار للحميري (ص 278).

(5)

منهم من يفتح الهمزة، وهم الأكثر، وكسرها آخرون، منهم: السمعاني وأبو عبيد البكري الأندلسي: وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها، ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوزوا حدّ الاقتصاد إلى غاية الإسراف، وأصبهان: اسم للإقليم بأسره، انظر: معجم البلدان لياقوت (1/ 206).

(6)

وشمكير بن زيار ملك الديلم بعد أخيه مرداويج، وحكم على مدائن الجبل وغيرها، وكان بنو بويه من أمراء أخيه مرداويج، ثم استقلوا عنهم، وقتل وشمكير سنة 356 هـ. انظر: المختصر لأبي الفداء الأيوبي (2/ 107).

(7)

ديار ربيعة بين الموصل إلى رأس عين، نحو بقعاء الموصل ونصّيبين ورأس عين ودنيسر والخابور جميعه، وما بين ذلك من المدن والقرى وربما جمع ذلك بين ديار بكر وديار ربيعة وسمّيت كلّها ديار ربيعة لأنهم كلهم ربيعة. مراصد الاطلاع للقطيعي (2/ 548).

(8)

ديار بكر ناحية ذات قرى ومدن كثيرة بين الشام والعراق قصبتها الموصل وحران وبها دجلة والفرات. انظر: آثار البلاد للقزويني (1/ 368).

(9)

أسرة عربية تغلبية، ينتسبون إلى حمدان بن حمدون التغلبي، كانوا شيعة رافضة، وكانت ابتداء دولتهم في أوائل القرن الرابع الهجري، وحكموا الموصل وحلب وغيرها، ونشروا البدع الرافضية وأخفوا معالم السنة الحنيفية، وانقرضت دولتهم في أواخر ذلك القرن. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (3/ 405) وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون الإشبيلي (4/ 290).

(10)

الإخشيد، أبو بكر محمد بن طغج بن جفّ التركي الفرغاني، صاحب مصر والشام، ولي ديار مصر سنة إحدى وعشرين، ثم أضيف إليه دمشق وغيرها في سنة ثلاث وعشرين. والإخشيد بالتركي: ملك الملوك؛ وطغج عبد الرحمن، وهو من أولاد ملوك فرغانة، وكان جدّه جفّ من الترك الذين حملوا إلى المعتصم، فأكرمه وقرّبه. توفي سنة 334 هـ. العبر للذهبي (2/ 45).

(11)

أبو تميم المعز لدين اللَّه مَعَد العبيدي أحد ملوك العبيديين الذين حكموا مصر، توفي سنة 365 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن القلانسي (ص 27).

(12)

أمير المؤمنين الناصر لدين اللَّه عبد الرحمن بن محمد الأموي، دامت دولته خمسين سنة، صاحب الفتوحات الكثيرة، والغزوات المشهورة، وهو أول من تلقب بألقاب الخلافة، وذلك لما بلغه قتل المقتدر، ووهن الخلافة العباسية، فقال: أنا أولى بالاسم والنعت. توفي سنة 350 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 563).

ص: 25

نصر بن أحمد

(1)

، وطبرستان

(2)

وجرجان

(3)

في يد الديلم

(4)

، واليمامة

(5)

والبحرين

(6)

في يد أبي طاهر

(7)

الجنابي"

(8)

.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "حين تولى المقتدر ولم يكن بلغ بعد وهو مبدأ انحلال الدولة العباسية؛ ولهذا سُمِّي حينئذ بأمير المؤمنين الأموي الذي كان بالأندلس، وكان قبل ذلك لا يسمى بهذا الاسم ويقول: لا يكون للمسلمين خليفتان. فلما ولي المقتدر قال: هذا صبي لا تصح ولايته، فسُمي بهذا الاسم، وكان بنو عبيد اللَّه القداح الملاحدة يُسمون بهذا الاسم"

(9)

.

(1)

نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني صاحب خراسان وما وراء النهر، وقد مرض قبل موته بالسل سنة وشهرا، واتخذ في داره بيتا سماه بيت العبادة، فكان يلبس ثيابا نظافا، ويمشي إليه حافيا، ويصلي فيه، ويتضرع ويكثر الصلاة، وكان يجتنب المنكرات والآثام إلى أن مات رحمه الله. توفي سنة 331 هـ. البداية والنهاية لابن كثير (15/ 151).

(2)

بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم، خرج من نواحيها من لا يحصى كثرة من أهل العلم والأدب والفقه، والغالب على هذه النواحي الجبال، فمن أعيان بلدانها دهستان وجرجان واستراباذ وآمل، وهي قصبتها، وسارية، وهي مثلها، وشالوس، وهي مقاربة لها، وربما عدّت جرجان من خراسان إلى غير ذلك من البلدان. معجم البلدان لياقوت (4/ 13).

(3)

مدينة جرجان على نهر الديلم. افتتح بلد جرجان سعيد بن عثمان في ولاية معاوية، ثم انغلقت وارتدّ أهلها عن الإسلام حتى افتتحها يزيد بن المهلّب في ولاية سليمان بن عبد الملك بن مروان. البلدان لليعقوبي (ص 92).

(4)

المقصود بهم بنو بويه الرافضة. انظر: السير للذهبي (8/ 76).

(5)

بين اليمامة والبحرين عشرة أيام، وهي معدودة من نجد وقاعدتها حجر، وتسمى اليمامة جوّا والعروض، بفتح العين، وكان اسمها قديما جوّا فسميت اليمامة باليمامة بنت سهم بن طسم. معجم البلدان لياقوت (5/ 442).

(6)

اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان، قيل هي قصبة هجر، وقيل: هجر قصبة البحرين وقد عدّها قوم من اليمن وجعلها آخرون قصبة برأسها، وفيها عيون ومياه وبلاد واسعة، وربما عدّ بعضهم اليمامة من أعمالها والصحيح أن اليمامة عمل برأسه في وسط الطريق بين مكة والبحرين. معجم البلدان لياقوت (1/ 347).

(7)

عدو اللَّه، ملك البحرين، أبو طاهر سليمان بن حسن القرمطي الجنابي الأعرابي، الزنديق، الذي سار إلى مكة في سبع مائة فارس، فاستباح الحجيج كلهم في الحرم، واقتلع الحجر الأسود، وردم زمزم بالقتلى، فقتل في سكك مكة وما حولها زهاء ثلاثين ألفا، وسبى الذرية، وأقام بالحرم ستة أيام، بذل السيف في سابع ذي الحجة، وعرى البيت، وأخذ بابه، ورجع إلى بلاد هجر، وبقي الحجر الأسود عندهم نيفا وعشرين سنة ثم هلك بالجدري -لا رحمه الله في رمضان سنة 302 هـ بهجر كهلا. السير للذهبي (15/ 320).

(8)

انظر: صلة تاريخ الطبري لعريب القرطبي (11/ 307).

(9)

انظر: الفرقان بين الحق والباطل ضمن مجموع الفتاوى لابن تيمية (13/ 178).

ص: 26

لقد ظهرت دول كثيرة واستقلت عن الخلافة العباسية وإن كان بعضها يتبع لها اسميًا فقط، وقد مرَّ بنا سابقًا ذكرُ عدد من تلك الدول كالبويهيين الرافضة والسلاجقة السنية، ونذكر هنا -على سبيل المثال لا الحصر- بعضًا آخر من تلك الدول التي استقلت عن الخلافة العباسية:

-‌

‌ الدولة الطولونية:

ومؤسسها بمصر أحمد بن طولون التركي

(1)

كان مملوكًا تركيًّا، وقد استمرت من سنة 254 هـ حتى سنة 292 هـ

(2)

.

-‌

‌ الدولة العبيدية:

دولة باطنية أسسها عبيد اللَّه بن محمد المهدي

(3)

، أُسست في سجلماسة

(4)

في بلاد المغرب العربي سنة 297 هـ، وقد أسقطت كثيرًا من الدول القائمة ببلاد المغرب

(5)

، سموا أنفسهم بالفاطميين نسبة إلى فاطمة رضي الله عنها، ودخل قائدهم ومقدم جيوشهم جوهر الصقلي

(6)

مصر سنة 358 هـ

(7)

، ثم انتقل حاكمهم المتسمي

(1)

أمير الديار المصرية والشامية أبو العباس أحمد بن طولون، كان له أربعة عشر ألف مملوك، وكان كريمًا شجاعًا مهيبًا حازمًا لبيبًا، كان طائش السيف. فأحصي من قتله صرًا، أو مات في سجنه. فكانوا ثمانية عشر ألفًا، وكان يحفظ القرآن، وأوتي حسن الصوت به. وكان كثير التلاوة. وكان أبوه أحمد من مماليك المأمون مات سنة 240 هـ، وملك أحمد الديار المصرية ست عشر سنة، توفي سنة 270 هـ. انظر: العبر للذهبي (1/ 389).

(2)

انظر: المنتظم لابن الجوزي (12/ 231) والكامل لابن الأثير (6/ 543).

(3)

أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الباطنية الذين قلبوا الإسلام، وأعلنوا بالرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية (2)، وبثوا الدعاة، يستغوون الجبلية والجهلة. وادعى هذا المدبر، أنه فاطمي من ذرية جعفر الصادق. انظر: السير للذهبي (15/ 148).

(4)

مدينة في جنوبي المغرب في طرف بلاد السودان، بينها وبين فاس عشرة أيّام تلقاء الجنوب، وهي في منقطع جبل درن، وهي في وسط رمال كرمال زرود ويتصل بها من شماليها جدد من الأرض. انظر: معجم البلدان لياقوت (3/ 192).

(5)

انظر: اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء للمقريزي (1/ 66).

(6)

جوهر أبو الحسن الرومي المُعزي قدم من جهة مولاه المعز في جيش عظيم في سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة، فاستولى على إقليم مصر وأكثر الشام، واختط القاهرة، وبنى بها دار الملك، وكان عالي الهمة نافذ الأمر، وتهيأ له أخذ البلاد بمكاتبة من أمراء مصر، قلت عليهم الأموال، وكان جوهر هذا حسن السيرة في الرعايا عاقلا أدبيا شجاعا مهيبا، لكنه على نحلة بني عبيد التي ظاهرها الرفض، وباطنها الانحلال، وعموم جيوشهم بربر وأهل زعارة وشر لا سيما من تزندق منهم، فكانوا في معنى الكفرة، فيا ما ذاق المسلمون منهم من القتل والنهب وسبي الحريم ولا سيما في أوائل دولتهم، مات سنة 381 هـ. انظر: السير للذهبي (16/ 468).

(7)

انظر: اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء للمقريزي (1/ 114).

ص: 27

بالمعز لدين اللَّه إلى مصر سنة 362 هـ

(1)

، وأصبحت مصر دار حكمهم، واستقر بهم المقام فيها، وقد استمر حكمهم أكثر من قرنين من الزمان، وانتهى بالمتسمي بالعاضد لدين اللَّه عبد اللَّه بن يوسف

(2)

عام 567 هـ

(3)

، حيث أسقط حكمهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ورضي عنه، وكانوا أهل ضلال وإلحاد، باطنية قرامطة، انتسبوا زورًا إلى فاطمة رضي الله عنها وهي منهم براء.

قال أبو شامة: "يدَّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي، حتى أشتهر لهم ذلك بين العوام فصاروا يقولون: الدولة الفاطمية والدولة العلوية، وإنما هي الدولة اليهودية أو المجوسية الباطنية الملحدة"

(4)

.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهم ملاحدة في الباطن، خارجون عن جميع الملل، أكفر من الغالية كالنصيرية، ومذهبهم مركب من مذهب المجوس والصابئة والفلاسفة، مع إظهار التشيع، وجدهم رجل يهودي كان ربيبة لرجل مجوسي، وقد كانت لهم دولة وأتباع"

(5)

.

-‌

‌ الدولة السامانية:

ومؤسسها هو السلطان إسماعيل بن أحمد الساماني في سنة تسع وسبعين ومائتين

(6)

، ولم يُر مثله في ضبطه وسياسته فإنه نزل في هذه النواحي وكان نزوله في أيام الحصاد في دخل رجل من أصحابه بيدرا ولا كرما ولا أخذ قفين شعير إلا بالثمن ومع ذلك استحل من أرباب الضياع وأجازهم بال وانصرف إلى خراسان

(1)

انظر: تاريخ دمشق لابن القلانسي (1/ 27).

(2)

عبد اللَّه العاضد لدين اللَّه، أبو محمد بن يوسف العبيدي المصري الرافضي الذي يزعم هو وبيته أنهم فاطميون وهو آخر خلفاء مصر، كان رافضيا سبابا خبيثا، إذا رأى سنيا استحل دمه، وأزال اللَّه تلك الدولة المخذولة. وكانوا أربعة عشر متخلفا لا مستخلفا، توفي العاضد سنة 567 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 397).

(3)

انظر: السير للذهبي (15/ 207).

(4)

انظر: الروضتين في أخبار الدولتين لأبي شامة (2/ 216).

(5)

انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (8/ 258).

(6)

انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (6/ 424).

ص: 28

والناس يدعون له، وكان إسماعيل أول ملوك السامانية، توفي ببخاري

(1)

سنة 295 هـ، منعوتا بالعدل والرافة موسوما بطاعة الخلافة رحمه الله

(2)

، واستمرت حتى سنة 395 هـ

(3)

.

-‌

‌ الدولة الغَزنوية:

ومن أشهر سلاطينها السلطان يمين الدولة محمود بن سُبُكتكين الغزنوي

(4)

حيث بلغت الدولة الغزنوية في عهده ذروة ازدهارها، فألغى الدعوة للسامانيين في الخطبة بمملكته، وخطب للخليفة العباسي القادر باللَّه

(5)

، "وكان الخليفة قد بعث إليه الخلع ولقبه بيمين الدولة وأمين الملة ثم أضيف إلى ذلك نظام الدين ناصر الحق"

(6)

وهو "أول من لُقب بالسلطان لم يلقب به أحد قبله"

(7)

وقد استمرت من سنة 369 هـ حتى سنة 578 هـ.

و"كان ابتداء دولتهم سنة 366 هـ، وملكوا مائتي سنة وثلاث عشرة سنة تقريبًا، فيكون انقراض دولتهم في سنة 578 هـ، وكان ملوكهم من أحسن الملوك سيرة"

(8)

.

(1)

أعظم مدن ما وراء النهر وأجلّها، يعبر إليها من آمل الشّطّ، وبينها وبين جيحون يومان من هذا الوجه، وكانت قاعدة ملك السامانية. انظر: معجم البلدان لياقوت (5/ 442).

(2)

انظر: التدوين في أخبار قزوين لعبد الكريم بن محمد القزويني (2/ 289).

(3)

انظر: تاريخ بيهق لعلي بن زيد البيهقي الشهير بابن فندمه (ص 177 - 179).

(4)

الملك العادل الكبير المرابط المؤيد، المنصور المجاهد، يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سُبكتكين، صاحب بلاد غزنة وتلك الممالك الكبار، وفاتح أكثر بلاد الهند قهرا، وكاسر بدودهم وأوثانهم كسرا، وقاهر هنودهم وسلطانهم الأعظم قهرا، وقد تمرض نحوا من سنتين لم يضطجع فيها على فراش ولا توسد وسادا، بل كان ينام قاعدا حتى مات كذلك، وذلك لشهامته وصرامته وقوة عزمه، وله من العمر ستون سنة، رحمه الله، سنة 421 هـ. انظر: البداية والنهاية لابن كثير (15/ 928).

(5)

القادر باللَّه أحمد ابن الأمير إسحاق بن المقتدر الخليفة، أبو العباس أحمد ابن الأمير إسحاق ابن المقتدر جعفر بن المعتضد العباسي، البغدادي. مولده: سنة 336 هـ، كان أبيض كث اللحية يخضب دينا عالما متعبدا وقورا من جلة الخلفاء وأمثلهم، عده ابن الصلاح في الشافعية، قال الخطيب: كان من الدين وإدامة التهجد وكثرة الصدقات على صفة اشتهرت عنه، وصنف كتابا في الأصول، ذكر فيه فضل الصحابة، وإكفار من قال: بخلق القرآن، وكان ذلك الكتاب يقرأ في كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث، ويحضره الناس مدة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر، توفي سنة 622 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 127 - 137).

(6)

انظر: المنتظم لابن الجوزي (15/ 211).

(7)

انظر: الكامل لابن الأثير (7/ 489).

(8)

انظر: المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي صاحب حماة (3/ 25).

ص: 29

-‌

‌ الدولة الغورية:

وقد بدأت أيام الدولة الغزنوية وكان أول ظهورهم سنة 543

(1)

وانقرضت الدولة الغزنوية على أيديهم سنة 579 هـ

(2)

ومن ملوكهم غياث الدين محمود.

وهو آخر ملوك الغورية، ولقد كانت دولتهم من أحسن الدول سيرة، وأعدلها وأكثرها جهادًا، وكان محمودُ هذا عادلًا حليمًا كريمًا، من أحسن الملوك سيرة وأكرمهم أخلاقا، رحمه اللَّه تعالى"

(3)

وانتهت دولتهم بقتله وذلك في سنة 605 هـ

(4)

.

-‌

‌ الدولة الزنكية:

وتنتسب إلى قسيم الدولة عماد الدين زنكي بن آقسنقر التركي. وقد ولاه السلطان محمود بن ملكشاه البصرة في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ثم ملك الموصل في سنة 521 هـ، وملك كثيرًا من البلدان الشامية، واشتغل بمحاربة الصليبيين، ففتح من أيديهم عدة مدن وحصون

(5)

.

"وكان له أثرٌ عظيم في نصرة الإسلام، وكف عادية الفرنج ومهد لمن بعده فتح البلاد، بعد أن كان الفرنج قد ضايقوا مدينة حلب واستولوا على حصونها، وأخذوا المناصفة من المسلمين إلى بابها، فأغاثهم اللَّه بزنكي وبولده من بعده، وكان زنكي ملكًا عظيمًا وشجاعًا جبارًا، كثير العظمة والتجبر، وهو مع ذلك يراعي أحوال الشرع وينقاد إليه، ويكرم أهل العلم، وبلغني أنه كان إذا قيل له: أما تخاف اللَّه؟ خاف من ذلك، وتصاغر في نفسه، فأظهر اللَّه تعالى سره المحمود في ولده محمود"

(6)

.

(1)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (11/ 754).

(2)

انظر: المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي صاحب حماة (3/ 25).

(3)

انظر: الكامل لابن الأثير (10/ 258).

(4)

انظر: المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي صاحب حماة (3/ 110).

(5)

انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (20/ 189 - 190).

(6)

انظر: بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم (8/ 3849).

ص: 30

وبعد موت زنكي سنة 540 هـ انقسمت مملكته إلى قسمين، قسم بالموصل ويحكمه ابنه سيف الدين غازي

(1)

، وقسم بحلب ويحكمه ابنه الآخر نور الدين محمود

(2)

.

وكان لها رحمها اللَّه تعالى دور عظيم في الجهاد في سبيل اللَّه ضد الصليبيين، ولكن للملك العادل نور الدين محمود في ذلك دورٌ عظيمٌ، إضافة إلى إقامة السُّنة والدين ونشر العدل، والقضاء على بدع الرافضة وغيرهم، "فلما انقضى أجله رحمه الله قام ابنه نور الدين محمود مقامه في ولاية الإسلام ثم قصد حلب ودخل قلعتها المحروسة على أسعد طائر وأيمن بركة يوم الاثنين سابع ربيع الآخر ورتب في القلعة والمدينة النواب وأنعم على الأمراء وخلع عليهم وأظهر بحلب السنة حتى أقام شعار الدين وغير البدعة التي كانت لهم في التأذين وقمع بها الرافضة المبتدعة ونشر فيها مذاهب أهل السنة الأربعة وأسقط عنهم جميع المؤن، ومنعهم من التوثب في الفتن، وبنى بها المدارس، ووقف الأوقاف، وأظهر فيها العدل والإنصاف"

(3)

.

وقد ضم الملك العادل نور الدين محمود إلى مملكته دمشق، فاستم له حكم الشام، وضم بعد ذلك مصر، وأنهى حكم الدولة الباطنية العبيدية بها

(4)

.

وكان من قواد الملك نور الدين محمود، الأمير أسد الدين شيركوه

(5)

وابن أخيه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، وكان لصلاح الدين الأيوبي بعد ذلك عظيم الدور في قتال الصليبيين وفتح بيت المقدس وتطهيره من رجس الصليبيين.

(1)

غازي بن زنكي بن آقسنقر التركي، السلطان سيف الدين ابن الأتابك عماد الدين صاحب الموصل، كان منطويا على خير وديانة، يحب العلم وأهله، وفيه كرم، وشجاعة وإقدام، وبنى بالموصل مدرسة، ولم تطل مدته حتى توفي في جمادى الآخرة، وقد جاوز الأربعين، توفي سنة 544 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (11/ 863).

(2)

انظر: الكامل لابن الأثير (9/ 144).

(3)

انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (57/ 118 - 121).

(4)

انظر: النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية لبهاء الدين بن شداد (ص 78).

(5)

شيركوه بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدويني، الملك المنصور، فاتح الديار المصرية، أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدويني، الكردي، أخو الأمير نجم الدين أيوب، قدم الأخوان الشام، وخدما، وتنقلت بها الأحوال إلى أن صار شيركوه من أكبر أمراء نور الدين، وصار مقدم جيوشه، وكان أحد الأبطال المذكورين، والشجعان الموصوفين، ترعب الفرنج من ذكره، ثم جهزه نور الدين في جيش إلى مصر لاختلال أمرها، وطمع الفرنج فيها، وتوفي فيها سنة 564 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 587).

ص: 31

وتوفي الملك العادل نور الدين في عام 569 هـ، وتولى بعده ابنه الملك الصالح إسماعيل

(1)

، وعمره إحدى عشرة سنة، وحلف له العسكر بدمشق، وأقام بها، وأطاعه صلاح الدين بمصر، ثم قدم صلاح الدين بعد ذلك إلى الشام، فملكها بعد محاولات متعددة، وسقط بذلك حكم آل زنكي بها

(2)

.

-‌

‌ الدولة الأيوبية:

تأسست الدولة الأيوبية على يد السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي الأيوبي، وذلك في سنة 567 هـ عندما مات آخر حكام الدولة العبيدية الباطنية العاضد لدين اللَّه، "كان موته في يوم الاثنين العاشر من المحرم سنة سبع وستين واستقر الملك للسلطان وكان خَطَبَ لبني العباس في أواخر أمر العاضد وهو حي وكانت الخطبة ابتداؤها للمستضيء بأمر اللَّه واستمرت القواعد على الاستقامة"

(3)

.

فأول الأعمال العظيمة التي قام بها الملك الناصر صلاح الدين هي إسقاطه للدولة الباطنية العبيدية، وقطع الخطبة باسمهم، والخطبة باسم الخليفة العباسي.

وأرسل أخاه توران شاه إلى بلاد اليمن عام 569 هـ فدخلها وتملكها

(4)

.

وذُكر فيما سبق أنه بعد موت نور الدين دخلت منطقة الشام تحت حكم الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي، فكان أن ضرب أروع الأمثلة في الجهاد وقتال الصليبيين.

وانتصر عليهم انتصارات عديدة وكان من تلك الانتصارات الكبيرة معركة حطين التي وقعت في يوم السبت 25 ربيع الآخر سنة 583 هـ.

وكذلك في يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب من نفس العام فتح بيت المقدس وخلصه من الصليبيين ومن دَنَسِهم، والذي دام تحت احتلالهم إحدى وتسعين سنة

(5)

.

(1)

الملك الصالح إسماعيل بن الملك نور الدين صاحب حلب، شاب حسن الصورة، وهي المنظر، ولم يبلغ عشرين سنة، وكان من أعف الملوك، ومن أشبه أباه فما ظلم، وصف له الأطباء في مرضه شرب الخمر، فاستفتى بعض الفقهاء في شربها تداويا، فأفتاه بذلك، فقال له: أيزيد شربها في أجلي، أو ينقص منه شيئًا؟ قال: لا. قال: فواللَّه لا أشربها فألقى اللَّه وقد شربت ما حرمه علي. توفي سنة 577 هـ. انظر: البداية والنهاية لابن كثير (16/ 551 - 552).

(2)

انظر: المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي (3/ 56).

(3)

انظر: النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية لابن شداد (ص 86).

(4)

انظر: نفس المصدر (ص 87).

(5)

انظر: الفتح القسي في الفتح القدسي لعماد الدين الكاتب الأصفهاني (ص 69).

ص: 32

قال ابن الأثير: "وهذه المكرمة من فتح البيت المقدس لم يفعلها بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه غير صلاح الدين رحمه الله، وكفاه ذلك فخرًا وشرفًا"

(1)

.

لم تدم الدولة الأيوبية طويلا فلقد انتهت بعد مقتل الملك المعظم توران شاه بن الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 648 هـ

(2)

، وابتدأت‌

‌ دولة المماليك

منذ ذلك الحين.

- دولة المماليك: ينقسم المماليك إلى قسمين:

1 -

المماليك البحرية، وقد حكموا مصر والشام من عام (648 هـ - 784 هـ).

وسبب نشأتهم أن الملك الصالح نجم الدين أيوب اشتراهم وأحضرهم إلى مصر واتخذهم جندًا له لكي يحمونه ويدافعون عنه، وأيضًا ليتقوى بهم في أي قتال قد يطرأ ضده.

قال المقريزي: "والملك الصَّالح هو الذي أنشأ المماليك البحرية بديار مصر؛ وذلك أنه لما مر بِهِ مَا تقدم ذكره في الليلة التي زَالَ عنهُ مُلكه بتفرُّق الأكراد وغيرهم من العَسكَر عَنهُ حتى لم يثبت مَعَه سوى مماليكه رعي لَهُم ذَلِك، فَلَمَّا استولى على مملكة مصر أَكثر من شِرَاء المماليك وجعلهم مُعظم عسكره وقبض على الْأُمَرَاء الذين كَانُوا عِنْد أَبِيه وأخيه واعتقلهم وَقطع أخبازهم وَأعْطي مماليكه الإمريات فصاروا بطانته والمحيطين بدهليزه وَسَمَّاهُمْ بالبحرية لسكناه مَعَه فِي قلعة الرَّوْضَة على بَحر النّيل"

(3)

.

وكان لهم دورٌ عظيم في رد الغزو المغولي التتري على بلاد الشام، وكذلك رد الحملات الصليبية. وأول مَن حكم منهم هو الملك المعز عز الدين أيبك الجاشنكير الصالحي التركماني

(4)

. وآخرهم الملك الصالح صلاح الدين أمير حاج ابن السلطان الملك الأشرف شعبان، حيث توفي في عام 814 هـ

(5)

.

(1)

انظر: الكامل لابن الأثير (10/ 38).

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 307).

(3)

انظر: السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي (1/ 441).

(4)

الملك المعز التركماني أيبك بن عبد اللَّه الصالحي الملك المعز عز الدين المعروف بالتركماني كان مملوك الملك الصالح نجم الدين أيوب اشتراه في حياة أبيه الكامل وتنقلت به الأحوال عنده ولازمه في الشرق وغيره وجعله جاشنكيره وكان عز الدين أيبك معروفا بالسداد وملازمة الصلاة ولا يشرب خمرا وعنده كرم وسعة صدر ولين جانب وهو من أوسط الأمراء فاتفقوا وسلطنوه سنة 648 هـ، توفي مقتولًا سنة 655 هـ. انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (9/ 293 - 265) والمختصر لأبي الفداء الأيوبي (3/ 183).

(5)

السلطان الملك الصالح صلاح الدين أمير حاج ابن السلطان الملك الأشرف شعبان ابن الأمير الملك الأمجد حسن بن السلطان الملك الناصر محمد ابن السلطان الملك المنصور قلاوون وهو الرابع والعشرون من ملوك الترك بالديار المصرية، تسلطن بعد وفاة أخيه سنة 783 هـ، تسلطن مرتين وخلع مرتين، وتوفي سنة 814 هـ. انظر: النجوم الزاهرة لأبي المحاسن (11/ 380).

ص: 33

2 -

المماليك البُرجية: وقد حكموا من عام (784 هـ - 923 هـ).

وسبب تسميتهم بالبرجية هو أن الملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي قد استكثر منهم حتى بلغوا سبعة آلاف، وأنزلهم معه، وجعلهم في أبراج القلعة وسماهم البرجية

(1)

.

وأول من تسلطن منهم السلطان الملك الظاهر سيف الدين أبو سعيد برقوق بن آنص الجركسي

(2)

"وكان ابتداؤها يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة، فكان أول ملوك الجراكسة بمصر الظاهر برقوق بن آنص العثماني"

(3)

.

وقال ابن العماد: "فيها كان ابتداء دولة الجراكسة، فإنه خُلع الصالح القلاووني، وتسلطن برقوق، ولقّب الظّاهر، وهو أول من تسلطن من الجراكسة"

(4)

.

وآخرهم السلطان الأشرف طومان باي

(5)

آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، فقد توفي مشنوقًا بعد أن قبض عليه السلطان العثماني سليم خان

(6)

عام 923 هـ

(7)

.

(1)

انظر: السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي (2/ 218).

(2)

برقوق بن آنص بن عبد اللَّه الجركسي العثماني، انفرد برقوق بتدبير أمور المملكة إلى أن دخل شهر رمضان سنة أربع وثمانين وهو في غضون ذلك يدبر أمر الاستقلال بالسلطنة إلى أن تم له ذلك، فجلس على تخت الملك في ثامن عشر الشهر المذكور ولقب بالملك الظاهر، وخلع من السلطة وبعد حروب عاد إليها متمكنًا، استقرت قدمه في المملكة إلى أن مات على فراشه في ليلة النصف من شعبان سنة 801 هـ، وكان شهمًا شجاعًا ذكيًا خبيرًا بالأمور إلا أنه كان طماعًا جدًا لا يقدم على جمع المال شيئًا ولقد أفسد أحوال المملكة بأخذ البذل على الولايات حتى وظيفة القضاء والأمور الدينية، وكان جهوري الصوت كث اللحية واسع العينين عارفًا بالفروسية خصوصًا اللعب بالرمح، وكان يحب الفقراء ويتواضع لهم ويتصدق كثيرًا ولا سيما إذا مرض، وأبطل في ولاياته كثيرًا من المكوس. انظر: إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر (2/ 66 - 69).

(3)

انظر: بدائع الزهور في وقائع الدهور لابن إياس (1/ 312).

(4)

انظر: شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (8/ 678).

(5)

الملك الأشرف طومان باي الجركسي ابن أخي الغوري، وقع بينه وبين السلطان سليم حروب يطول ذكرها، ثم سلّم نفسه طائعا فقتل بباب زويلة، وأمر السلطان سليم بدفنه بجانب مدفن الغوري المشهور، وبه انقرضت دولة الجراكسة. المصدر السابق (10/ 161).

(6)

السلطان الأعظم سليم، فاتح مصر والشام وسائر ممالك العرب في سنة 917 هـ، فأقام تسع سنين وثمانية أشهر، وتوفي سنة 926 هـ، وكان سلطانًا قهارًا، وملكًا جبارًا، كثير السفك قوي البطش، كثير الفحص عن أخبار الناس، ولما فرغ من دفن والده، خرج لقتال أخيه أحمد، فهزم عسكره وأسره، ثم أمر بخنقه، ثم قتل إخوته جميعًا وأولادهم، حتى تم أمره. انظر: نزهة الناظرين في تاريخ من ولي مصر من الخلفاء السلاطين لمرعي بن يوسف الكرمي (ص 245 - 246).

(7)

انظر: بدائع الزهور في وقائع الدهور لابن إياس (5/ 179).

ص: 34

وقد عاش الإمام أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن المحب الصامت في القرن الثامن الهجري كما سبق بيانه، وحينما ولد كانت الشام في ذلك الوقت تحت الحكم المملوكي، وسلطان البلاد الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون رحمه الله.

وعاش إلى عهد السلطان الملك الظاهر سيف الدين برقوق بن آنص الجركسي حيث توفي في عام 789 هـ رحمه اللَّه تعالى.

وكان عصر المماليك من العصور القوية التي استطاع المسلمون فيها دحر القوات المغولية، وكذلك الحملات الصليبية، بالإضافة إلى إرجاعهم للخلافة العباسية التي سقطت في العراق، وتنصيبهم للخليفة العباسي في مصر

(1)

.

وظهرت كذلك جهود العلماء في الدفاع عن الإسلام وأهله ونشر العلم الشرعي وبذله.

ومع هذا كله فقد تخلل ذلك عدد من الفتن الداخلية بسبب التنافس على السلطة بين حكام المماليك، كما سيأتي بيان شيء من ذلك إن شاء اللَّه تعالى.

‌ج - وأما ظهور النفاق والزندقة:

فإن النفاق والزندقة والبدع والشركيات، والانحرافات العلمية والعملية، إذا ظهرت وانتشرت، وضعفت مقاومتها والرد عليها، فإن ذلك يؤدي إلى ضعف الأمة وتناحرها وتشتتها وتسلط الأعداء عليها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكان بعض المشايخ يقول: هولاكو ملك الترك التتار الذي قهر الخليفة بالعراق وقتل ببغداد مقتلة عظيمة جدًا يقال: قتل منهم ألف ألف وكذلك قتل بحلب دار الملك حينئذ، كان بعض الشيوخ يقول: هو للمسلمين بمنزلة بخت نصر لبني إسرائيل. وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين ظهور الإلحاد والنفاق والبدع، حتى أنه صنف الرازي

(2)

كتابًا في عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر سماه "السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم" ويقال: إنه صنفه لأم السلطان علاء الدين محمد بن

(1)

انظر: الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر لمحيي الدين بن عبد الظاهر (ص 99).

(2)

الفخر الرازي المتكلم، صاحب التفسير والتصانيف: محمد بن عمر بن الحسين بن علي القرشي التيمي البكري الإمام، أبو عبد اللَّه وأبو المعالي، المعروف بالفخر الرازي، ويقال له: ابن خطيب الري الفقيه الشافعي أحد المشاهير بالتصانيف الكبار والصغار نحو من مائتي مصنف، وكان مع غزارة علمه في فن الكلام يقول: من لزم مذهب العجائز كان هو الفائز. وقد ذكرت وصيته عند موته، وأنه رجع فيها إلى طريقة السلف، وتسليم ما ورد على الوجه المراد اللائق بجلال اللَّه تعالى، وكانت وفاته في ذي الحجة سنة 606 هـ. انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 11 - 12).

ص: 35

تِكش بن جلال الدين خوارزم شاه

(1)

وكان من أعظم ملوك الأرض، وكان للرازي به اتصال قوي، حتى أنه وصى إليه على أولاده، وصنف له كتابًا سماه "الرسالة العلائية في الاختيارات السماوية" وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين. . . فلما ظهر بأرض المشرق بسبب مثل هذا المَلِكِ ونحوِهِ ومثل هذا العالم ونحوه ما ظهر من الإلحاد والبدع سلط اللَّه عليهم الترك المشركين الكفار فأبادوا هذا المَلِكَ وجرت له أمور فيها عبرة لمن يعتبر"

(2)

.

وكانت دولة البويهيين من أكبر أسباب انتشار الشرك والرفض والتجهم، وتعظيم القبور وبناء المشاهد عليها، وإظهار شعار الرافضة من الحزن والضرب في يوم عاشوراء، وفي زمنهم كُتبت رسائل إخوان الصفا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لا نزاع بين العقلاء أن رسائل إخوان الصفا إنها صنفت بعد المائة الثالثة في دولة بني بويه قريبًا من بناء القاهرة"

(3)

.

وقال أيضًا: "فلما كان بعد زمن البخاري من عهد بني بويه الديلم فشا في الرافضة التجهم وأكثر أصول المعتزلة، وظهرت القرامطة ظهورًا كثيرًا وجرى حوادث عظيمة"

(4)

.

وقال الذهبي: "منعت الديلم -يعني بني بويه- الناس عن ذكر فضائل الصحابة وكتبوا سب السلف على أبواب المساجد"

(5)

.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "حدثت هذه المشاهدُ بعدَ القرونِ المفضلة التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم القرنِ الذي بُعِث فيهم ثم الذين يلونَهم ثم الذين يلونهم، وإنما انتشرتْ في دولة بني بُوَيْه ونحوهم من أهل البدع والجهل"

(6)

.

(1)

مُحَمَّد بن تِكش بن ألب أرسلان بن آتْسِز بن مُحَمَّد بن نوشتِكين، السُّلْطَان علاء الدين خُوَارِزْم شاه، أَبَاد مُلوك العالم، ودانت لَهُ الممالك، واستولى عَلَى الْأقاليم، كَانَ صبُورًا عَلَى التّعب وإدمان السَّيْر، غير مُتَنَعم ولا مُقْبل عَلَى اللذّات؛ إنها تَهْمته في المُلك وتدبيره وحِفْظِه وحفظ رعيته، وَكَانَ فاضلًا، عالمًا بالفقه والْأصول وغيرهما، وَكانَ مُكرِمًا للعلماء محبًا لهم، محسنًا إليهم، يحبّ مناظرتهم بين يديه، ويُعظِّم أهل الدين ويتبرك بهم. توفي سنة 617 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (13/ 515 - 525).

(2)

انظر: الفرقان بين الحق والباطل ضمن مجموع الفتاوي لابن تيمية (13/ 187 - 182).

(3)

انظر: بغية المرتاد لابن تيمية (ص 329).

(4)

انظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية (6/ 369).

(5)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (8/ 76).

(6)

انظر: جامع المسائل لابن تيمية (4/ 163).

ص: 36

وهؤلاء الرافضة البويهيون المشركون هم أول من أظهر تلك المشاهد، حينها حكموا العراق، وأظهروا كثيرًا من البدع والمحدثات، حتى عمَّ الرفض، وكاد الإسلام أن ينمحي وينتقض.

قال الذهبي: "عضد الدولة فناخسرو بن حسن بن بويه الديلمي، كان شيعيًا جلدًا أظهر بالنجف قبرًا زعم أنه قبر الإمام علي، وبنى عليه المشهد، وأقام شعار الرفض، ومأتم عاشوراء، والاعتزال، فنحمد اللَّه على العافية، فلقد جرى على الإسلام في المائة الرابعة بلاء شديد بالدولة العبيدية بالمغرب، وبالدولة البويهية بالمشرق، وبالأعراب القرامطة، فالأمر للَّه تعالى"

(1)

.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ظهر بنو بويه الأعاجم وكان في كثير منهم زندقة وبدع قوية وفي دولتهم قَويَ بنوا عبيد القداح بأرض مصر، وفي دولتهم أُظهر المشهد المنسوب إلى علي رضي الله عنه بناحية النجف، وإلا فقبل ذلك لم يكن أحد يقول: إن قبر علي هناك، وإنها دفن علي رضي الله عنه بقصر الإمارة بالكوفة. . . حتى إنهم كانوا يظهرون في دولتهم ببغداد يوم عاشوراء من شعار الرافضة ما لم يظهر مثله، مثل تعليق المسوح على الأبواب، وإخراج النوائح بالأسواق، وكان الأمر يفضي إلى قتال تعجز الملوك عن دفعه"

(2)

.

وقال ابن كثير في أحداث سنة 358 هـ: "استقرت يد الفاطميين على دمشق في سنة ستين، كما سيأتي، وأُذِّنَ فيها: حي على خير العمل، أكثر من سبعين سنة، وكتبت لعنة الشيخين رضي الله عنهما، ولعن من لعنهما- على أبواب الجوامع بها وأبواب المساجد، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون"

(3)

.

ولم يكن في دول الإسلام من الشر والضلال والبدع والشرك مثل ما كان في الدولة البويهية، فقد كانت على العكس تمامًا من جميع الدول الإسلامية، وفيها من أصناف البدع والمحدثات والشركيات ما كان له أكبر الأثر على الخلافة العباسية والأمة الإسلامية.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وفي دولة بني بويه ونحوهم الأمر بالعكس؛ فإنهم كان فيهم أصناف المذاهب المذمومة، قوم منهم زنادقة، وفيهم قرامطة كثيرة ومتفلسفة ومعتزلة ورافضة، وهذه الأشياء كثيرة فيهم غالبة عليهم، فحصل في أهل الإسلام والسنة في أيامهم من الوهن ما لم يُعرف، حتى استولى النصارى على ثغور الإسلام، وانتشرت القرامطة في أرض مصر والمغرب والمشرق وغير ذلك وجرت حوادث كثيرة"

(4)

.

(1)

انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (16/ 250 - 252).

(2)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (27/ 466 - 467).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (15/ 318 - 319).

(4)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (4/ 22).

ص: 37

وتسلُّطُ الأعداءِ لم يكن من الشرق فحسب، بل من جهة الغرب أيضًا من النصارى الحاقدين، فبدأت الحروب الصليبية، واحتلوا بلدانًا إسلامية في الشام وفي مصر، حتى احتلوا بيت المقدس.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فلما ظهر النفاق والبدع والفجور المخالف لدين الرسول سلطت عليهم الأعداء فخرجت الروم النصارى إلى الشام والجزيرة مرة بعد مرة وأخذوا الثغور الشامية شيئًا بعد شيء إلى أن أخذوا بيت المقدس في أواخر المائة الرابعة، وبعد هذا بمدة حاصروا دمشق وكان أهل الشام بأسوأ حال بين الكفار النصارى والمنافقين الملاحدة، إلى أن تولى نور الدين الشهيد وقام بما قام به من أمر الإسلام وإظهاره والجهاد لأعدائه، ثم استنجد به ملوك مصر بنو عبيد على النصارى فأنجدهم، وجرت فصول كثيرة إلى أن أُخذت مصر من بني عبيد أخذها صلاح الدين"

(1)

.

‌2 - الصليبيون الحاقدون من جهة المغرب.

استمرت الفتوحات الإسلامية، واعتنى الخلفاء الراشدون بالجهاد في سبيل اللَّه، وكذلك خلفاء الدولة الأموية، والدولة العباسية، وانتشر الإسلام انتشارًا واسعًا في الشرق والغرب، وسقطت في وقت مبكر أكبر امبراطوريتين: الأكاسرة المجوس والقياصرة الرومان، وكان لذلك أكبر الأثر على الصليبيين، فخافوا منه خوفًا عظيمًا، ولم يستطيعوا أن يبدؤا المسلمين بأي غزو أو قتال.

لكن لما ضعفت الدولة العباسية، وكثرت الدول المستقلة عنها، وتسلط عليها الرافضة والقرامطة والباطنية، وأصبحت لهم دول كالدولة البويهية، والدولة العبيدية في المغرب ثم في مصر، ويتبع لها بعض دول الشام.

حينذاك بدأ الصليبيون بالعزيمة على غزو العالم الإسلامي.

فتزعمت البابويةُ الدعوةَ لتوحيد صفوف النصارى في الشرق والغرب وشنَّ حرب شاملة ضد المسلمين، وكسرَ شوكتهم، واستردادَ القدسَ من أيديهم.

والذي تولى كبرها والدعوة إليها هو البابا أوربان الثاني

(2)

، فقد دعا للحملة الصليبية في عدة مدن أوربية، حيث كان يتنقل من مدينة إلى مدينة، وألقى عدة خطابات بهذا الشأن

(3)

.

(1)

انظر: الفرقان بين الحق والباطل ضمن مجموع الفتاوي لابن تيمية (13/ 178).

(2)

أوربان الثاني فرنسي الأصل، وقد كان راهبًا ربيطًا بمدينة كلوني الفرنسية. انظر: الحروب الصليبية لمحمد العروسي (ص 46).

(3)

انظر: الحملة الصليبية الأولى وفكرة الحروب الصليبية. جوناثان سميث (ص 34) ترجمة محمد الشاعر.

ص: 38

"وعقد لذلك عدة مجامع، من آخرها مجمعًا في مدينة كلارمون

(1)

الفرنسية في عام 488 هـ، ولبى الدعوة كثير من الأمراء ورؤساء الكنائس والفرسان ووفود الملوك، زيادة على العامة والطغاة، وعُقد فيه عدة جلسات، لتأكيد ذلك الأمر وشحذ هممهم لقبولها والبدء بها"

(2)

. وقد تم بالفعل الإعداد لهذه الحملة وجمع العدة والعتاد.

وبدأت الحروب الصليبية في عام 490 هـ، فكانت بلدة "نيقية"

(3)

هي أول بلدة يحتلونها.

"وفي هذه السنة كان مبدأ تواصل الأخبار بظهور عساكر الافرنج من بحر القسطنطينية في عالم لا يحصى عدده كثرةً وتتابعت الأنباء بذلك فقلق الناس لسماعها وانزعجوا لاشتهارها. . . وقد كان الافرنج عند ظهورهم عاهدوا ملك الروم ووعدوه بأن يسلموا إليه أول بلد يفتحونه، ففتحوا نيقية وهي أول مكان فتحوه فلم يفوا له بذلك ولا سلموها إليه على الشرط، وافتتحوا في طريقهم بعض الثغور والدروب"

(4)

.

قال الذهبي: "ووصلوا إلى فامية

(5)

، وكَفِرْطَاب

(6)

، واستباحوا تلك النّواحي، فكان هذا أوّل مظهر الفرنْج بالشّام، قدِموا في بحر القُسطنطينيّة في جَمْعٍ عظيمٍ، وانزعجت الملوك والرّعيّة، وعظُم الخَطْب"

(7)

.

وفي عام 491 هـ احتل الصليبيون أنطاكية

(8)

، وحاصروا معرة النعمان

(9)

، فدخلوها وقتلوا ونهبوا

(10)

، حتى قيل: إنهم قتلوا من أهلها مائة ألف إنسان

(11)

.

وفي عام 492 هـ سقط بيت المقدس في يد الصليبيين وذلك في يوم الجمعة 13 شعبان.

(1)

مدينة فرنسية بأعلى نهر لالور. انظر: الحروب الصليبية في المشرق والمغرب لمحمد العروسي المطوي (ص 47).

(2)

انظر: نفس المصدر (ص 46 - 47).

(3)

من أعمال استنبول. وهي المدينة التي اجتمع بها آباء الملة المسيحية، فكانوا ثلاثمائة وثمانية عشر. آباء يزعمون أن المسيح كان معهم في هذا المجمع، وهو أول المجامع لهذه الملة. انظر: آثار البلاد للقزويني (ص 608).

(4)

انظر: تاريخ دمشق لابن القلانسي (1/ 218 - 219).

(5)

مدينة كبيرة وكورة من سواحل حمص، وقد يقال لها أفامية، بالهمزة في أوله. انظر: معجم البلدان لياقوت (4/ 233).

(6)

بلدة بين المعرّة ومدينة حلب في بريّة معطشة. المصدر السابق (4/ 470).

(7)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (10/ 485).

(8)

مدينة عظيمة بالشام على ساحل البحر حسنة الموضع كريمة البقعة ليس بعد دمشق أنزه منها داخلًا وخارجًا. انظر: الروض المعطار للحميري (ص 38).

(9)

بليدة بين حلب وحماة، كثيرة التين والزيتون. انظر: آثار البلاد للقزويني (ص 272).

(10)

انظر: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي (17/ 43).

(11)

انظر: النجوم الزاهرة لأبي المحاسن (5/ 146).

ص: 39

قال ابن الجوزي: "أخذ الإفرنج بيت المقدس في يوم الجمعة ثالث عشر شعبان، وقتلوا فيه زائدًا على سبعين ألف مسلم، وأخذوا من عند الصخرة نيفًا وأربعين قنديلا فضة كل قنديل وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم، وأخذوا تنور فضة وزنه أربعون رطلًا بالشامي، وأخذوا نيفًا وعشرين قنديلا من ذهب، ومن الثياب وغيره ما لا يحصى، وورد المستنفرون من بلاد الشام، وأخبروا بما جرى على المسلمين، وقام القاضي أبو سعد الهروي

(1)

قاضي دمشق، وأورد كلامًا أبكى الحاضرين، وندب من الديوان من يمضي إلى العسكر ويعرفهم حال هذه المصيبة، ثم وقع التقاعد فقال أبو المظفر الأبيوردي

(2)

قصيدة في هذه الحالة فيها:

وكيفَ تنامُ العينُ ملءَ جفونها

على هَفَواتٍ أيقَظَتْ كُلَّ نائِمِ

وإخوانكم بالشَّامِ يُضحي مقيلهمْ

ظهورَ المذاكي أو بطونَ القشاعمِ

تَسُومُهُمُ الرُّومُ الهَوانَ وأنتُمُ

تجرُّونَ ذيلَ اخفضِ فعلَ المسالمِ

إلى أن قال:

وتلكَ حروبٌ من يَغبْ عن غِمارها

لِيَسْلَمَ يَقْرَعْ بَعْدَها سِنَّ نادِمِ

يَكادُ لَهُنَّ المُسْتَجِنُّ بِطَيْبَةَ

يُنادِي بِأَعْلَى الصَّوْت: يا آلَ هاشِمِ

أرى أمَّتي لا يُشرعونَ إلى العدا

رِماحَهُمُ، وَالدِّينَ واهِي الدَّعائِمِ

ويجتنبونَ النَّارَ خوفًا منَ الرَّدى

ولا يحسبونَ العارَ ضربةَ لازمِ

أترضى صناديدُ الأعاريبِ بالأذى

ويُغضي على ذلٍّ كماةُ الأعاجمِ

فليتهمُ إذْ لم يذودوا حميَّةً

عنِ الدِّينِ ضنُّوا غيرةً بالمحارمِ

وإنْ زهدوا في الأجرِ إذْ حميَ الوغى

فهلَّا أتوهُ رغبةً في الغنائمِ"

(3)

(1)

محمد بن نصر بن منصور، القاضي أبو سعد الهروي الحنفي قدم دمشق ووعظ بها، ثم توجه إلى بغداد فولي قضاء الشام، وعاد قاضيا فأقام مدة، ثم رجع إلى العراق، وقد ولي القضاء في مدن كثيرة بالعجم، وكان في صباه يؤدب الصبيان، ثم ترقت حاله وبلغ ما بلغ، وكان من دهاة العالم، قتلته الباطنية لعنهم اللَّه بجامع همدان في هذه السنة 518 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (11/ 297).

(2)

العلامة أبو المظفر محمد بن أحمد الأموي، العنبسي، المعاوي الأبيوردي، اللغوي شاعر وقته وصاحب التصانيف، قال يحيى بن منده: سئل الأديب أبو المظفر عن أحاديث الصفات؟ فقال: تُقَرُّ وتُمَرُّ. توفي سنة 512 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 284).

(3)

انظر: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي (17/ 48).

ص: 40

وفي عام 494 هـ ملَكَ الفِرَنجُ مدينة سروج

(1)

من ديار الجزيرة، فقتلوا أهلها وسبوهم، وملكوا أيضًا أرسوف

(2)

بساحل عكا

(3)

وقيسارية

(4)

. ولم تكد تخل سنة من السنين من اعتداءات صليبية على بلاد المسلمين.

وكان من تقدير اللَّه ولطفه -ومنذ ذلك العام وما بعده- أن أقامَ لجهادهم مَلِكَ دمشق الملك ظهير الدين طُغْتِكِين

(5)

المتوفي سنة 522 هـ فرد كثيرًا من العدوان الصليبي على بلاد الشام.

قال الذهبي: "لولا أن اللَّه أقام طُغْتِكِين للإسلام بإزاء الفرنج، وإلا كانوا غلبوا على دمشق، فقد هزمهم غير مرة"

(6)

.

وكذلك أقام اللَّه تعالى أيضًا القائد كمشتكين بن الدانشمند

(7)

فقد كان له بطولات ومعارك حاسمة هزم فيها الصليبيين، وردَّ بها عددا من الحملات الصليبية فرجعت خاسرة مهزومة.

قال ابن الأثير في أحداث سنة 493 هـ: "في ذي القعدة من هذه السنة لقي كُمُشْتِكِينُ بن الدانشمند بيمند الفرنجي

(8)

-وهو من مقدمي الفرنج- قريب مَلَطْيَةُ

(9)

، وكان صاحبها قد كاتبه واستقدمه إليه، فورد

(1)

بلدة قريبة من حرّان، من ديار مضر، بينها وبين البيرة مرحلة في الجبال. انظر: مراصد الاطلاع للقطيعي (2/ 710).

(2)

مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية ويافا. انظر: معجم البلدان لياقوت (1/ 151).

(3)

مدينة كبيرة، من ثغور الشام، وهي قاعدة مدن الافرنج بالشام، ومحطَ الجواري المنشآت في البحر كالأعلام، مجمع السفن والرفاق، وملتقى تجار المسلمين والنصارى من جميع الآفاق، سككها وشوارعها تغص بالزحام، أخذها الفرنج من أيدي المسلمين في العشر الأول من المائة السادسة فعادت مساجدها كنائس، وصوامعها مضارب للنواقس. انظر: الروض المعطار للحميري (ص 410).

(4)

قيسارية بلد على ساحل بحر الشام تعدّ في أعمال فلسطين بينها وبين طبرية ثلاثة أيام. انظر: معجم البلدان لياقوت (4/ 421).

(5)

طغتكين، الأمير أبو منصور، المعروف بأتابك، من أمراء تاج الدولة، زوجه بأم ولده دقاق، وكان مع تاج الدولة لما سار إلى الري القتال ابن أخيه، فلما قتل تاج الدولة رجع إلى دمشق، وصار أتابك دقاق، فلما مات دقاق تملك بدمشق، وكان شهما، مهيبا، شديدا على الفرنج والمفسدين. انظر: التاريخ للذهبي (11/ 378).

(6)

انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (19/ 519).

(7)

كمشتكين بن الدانشمند طايلو، وإنما قيل له ابن الدانشمند لأن أباه كان معليا للتركان وتقلبت به الأحوال، حتى ملك، وهو صاحب ملطية وسيواس وغيرهما. انظر: الكامل لابن الأثير (8/ 438).

(8)

بيمند بن بيمند بن بيمند متملك طرابلس الفرنجي، كان جده نائبا لبنت صنجل الذي تملك طرابلس من ابن عمار في حدود الخمسمائة، فتغلب هذا على البلد لبعدها عنه، ثم استقل بها ولده، ثم حفيده هذا، ولما توفي دفن في كنيسة طرابلس ولما فتحها المسلمون في سنة 688 هـ نبش الناس قبره، وأخرجوه منه، وألقوا عظامه على المزابل للكلاب. انظر: البداية لابن كثير (17/ 518).

(9)

بفتح أوله وثانيه، وسكون الطاء، وتخفيف الياء، والعامة تقوله بتشديد الياء وكسر الطاء، هي من بناء الإسكندر وجامعها من بناء الصحابة: بلدة من بلاد الروم مشهورة مذكورة تتاخم الشام وهي للمسلمين. انظر: معجم البلدان لياقوت (5/ 192).

ص: 41

عليه في خمسة آلاف، فلقيهم ابن الدانشمند، فانهزم بيمند وأُسِر، ثم وصل من البحر سبعة قيامصة من الفرنج، وأرادوا تخليص بيمند، فأتوا إلى قلعة تُسمى أنكورية

(1)

، فأخذوها وقتلوا من بها من المسلمين، وساروا إلى قلعة أخرى فيها وحصروها، فجمع ابن الدانشمند جمعًا كثيرًا، ولقي الفرنج، وجُعل له كمينًا، وقاتلهم وخرج الكمين عليهم، فلم يفلت أحد من الفرنج، وكانوا ثلاثمائة ألف، غير ثلاثة آلاف هربوا ليلًا وأفلتوا مجروحين وسار الدانشمند إلى ملطية، فملكها وأسَرَ صاحبها، ثم خرج إليه عسكر الفرنج من أنطاكية، فلقيهم وكسرهم، وكانت هذه الوقائع في شهور قريبة"

(2)

.

وكذلك من الأبطال المعدودين -الذين قهروا الفرنج وافتتحوا بلدانًا وحصونًا كان قد احتلها الصليبيون- السلطان عماد الدين زنكي بن آقْسُنْقُرَ التركي.

قال الذهبي: "واستنقذ من الفرنج كفر طاب والمعرة ودوخهم، وشغلهم بأنفسهم، ودانت له البلاد، وكان بطلًا شجاعًا مقدامًا كأبيه، عظيم الهيبة. . . وكان يضرب بشجاعته المثل، لا يَقِرُّ ولا ينام. . . وافتتح مدائن عدة، ودوخ الفرنج، وكان أعداؤه محيطين به من الجهات، وهو ينتصف منهم ويستولي على بلادهم"

(3)

.

وقام بالأمر بعده خير قيام ابنه الملك العادل السلطان نور الدين محمود، ثم تولى بعده زمامَ ذلك السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، وقد مَرَّ معنا سابقًا الإشارة إلى ذلك.

وفي عام 662 هـ نازل السلطان الملك الظاهر بيبرس مدينة قيسارية الشام وأخذها من الفرنج، ثم سار إلى أرسوف وفتحها بالسيف وطرد الفرنج منها

(4)

.

وكان السلطان الملك الظاهر بيبرس، أسدًا ضاريًا عظيم الجهاد والفتوحات، فلقد هزم الفرنج مرات عديدة، واستنقذ منهم حصونًا كثيرة وبُلدانًا عديدة، تزيد على الأربعين حصنًا وبلدًا

(5)

.

وفي عام 688 هـ فُتحت مدينة طرابلس

(6)

، على يد السلطان الملك المنصور قلاوون الصالحي، فنازل طرابلس يوم الجمعة مستهل ربيع الأول، وحاصرها بالمجانيق حصارًا شديدًا، وضيقوا على أهلها تضييقًا

(1)

أَنْقِرَة اسم للمدينة المسماة أنكورية. انظر: معجم البلدان لياقوت (1/ 271).

(2)

انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير (8/ 438).

(3)

انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (20/ 189 - 190).

(4)

انظر: الإعلام والتبيين في خروج الفرنج الملاعين على ديار المسلمين. لأحمد بن علي الحريري (ص 101).

(5)

انظر: المصدر السابق (ص 106).

(6)

مدينة على شاطئ بحر الروم، عامرة كثيرة الخيرات والثمرات. انظر: آثار البلاد للقزويني (ص 408).

ص: 42

عظيمًا، ونصب عليها تسعة عشر منجنيقًا، فلما كان يوم الثلاثاء رابع ربيع الآخر فتحت طرابلس في الساعة الرابعة من النهار عنوة، وشمل القتل والأسر جميع من فيها، وغرق كثير من أهل الميناء ونهبت الأموال، وبيت النساء والأطفال، وأخذت الذخائر واخواصل، وقد كان لها في أيدي الفرنج من سنة ثلاثٍ وخمسمائة إلى هذا التاريخ

(1)

.

وفي سنة 690 هـ فُتحت عكا وبقية مدن السواحل التي كانت بأيدي الفرنج من مُدد متطاولة على يد السلطان الملك الأشرف خليل بن المنصور قلاوون

(2)

، وقد أنشد الرئيس الفاضل شهاب الدين محمود بن سليمان

(3)

قصيدة بهذه المناسبة يقول فيها:

اللَّه أكبر ذلَّت دولةُ الصُّلُبِ

وعَزَّ بالتركِ دينُ المصطفى العربي

ما بعد عكا وقد هُدَّت قواعدها

في البحر للشرك عند البر من أرَبِ

عقيلةٌ ذهبت أيدي الدهور بها

دهرًا وشدَّت عليها كفُّ مغتربِ

لم يبق من بعدها للكفر مذ خرجت

في البر والبحر ما يُنجي سِوى الهرَبِ

(4)

وفي عام 691 هـ افتتح السلطان الملك الأشرف خليل قلعة الروم بالسيف قهرًا في يوم السبت حادي عشر رجب، وجاءت البشارة بذلك إلى دمشق وزُينت البلد سبعة أيام، وكان الفتح بعد حصار عظيم جدًا، مدة ثلاثة وثلاثين يومًا، وكانت المنجنيقات تزيد على ثلاثين منجنيقًا.

وقد أنشد أيضًا شهاب الدين محمود بن سليمان بهذه المناسبة قصيدة يمدح فيها الملك الأشرف خليل، على هذا الفتح الجليل، يقول فيها:

كأنَّ مَثَارَ النَّقْعِ لَيلٌ وَخَفْقَهَا

بُرُوقٌ وأَنتَ البَدرُ والفَلَكُ الجَثْرُ

وَفَتحٌ أتَى في إثْرِ فَتحِ كأنَّمَا

سَمَاءٌ بَدَتْ تَتْرَى كَوَاكبُهَا الزُّهْرُ

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 616).

(2)

انظر: موجز تاريخ الحروب الصليبية. لمصطفى وهبة (ص 58).

(3)

محمود بن سليمان بن فهد، القاضي الأوحد البارع العلامة البليغ شهاب الدين أبو محمد الحلبي، ولد سنة 644 هـ، كتب بخطه المنسوب الكثير للناس، وساد أهل عصره في الترسل والإنشاء، وترقت حاله إلى أن قر بديوان الإنشاء بمصر، ثم جعل صاحب الديوان الشامي، وكان يكتب التقاليد المطولة بديها بلا مسودة مع التواضع والسكون وكثرة الفضائل، توفي سنة 725 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 330).

(4)

انظر: الإعلام والتبيين. للحريري (ص 107 - 108).

ص: 43

فَكَمْ قَطَعَتْ طَوْعًا وَكَرْهًا مَعَاقِلًا

مَضَى الدَّهْرُ عَنْهَا وَهْيَ عَاِنسَةٌ بِكْرُ

بَذَلْتَ لَهَا عَزْمًا فَلَوْلَا مَهَابَةٌ

كَسَاهَا الحَيَا جَاءَتْكَ تَسْعَى وَلَا مَهْرُ

قَصَدتَ حِمًى مِنْ قَلْعَةِ الرُّومِ لَمْ يُبَحْ

لِغَيرِكَ إِذْ غَرَّتْهُمُ المُغْلُ فاغْتَرُّوا

وَوَالُوهُمْ سِرًّا لِيُخْفُوا أَذَاهُمُ

وفي آخِرِ الأمرِ اسْتَوَى السِّرُّ والجَهْرُ

صَرَفْتَ إلَيهِمْ هِمَّةً لو صَرَفَتَها

إلى البَحَر لَاستَولَى عَلَى مَدِّهِ الجَزْرُ

وما قَلعَةُ الرُّومِ الَّتِي حُزْتَ فَتْحَهَا

وإنْ عَظُمَتْ إلَّا إِلَى غَيْرِهَا جِسْرُ

طَلِيعَةُ مَا يَأْتِي مِنَ الفَتْحِ بَعدَهَا

كما لَاح قَبلَ الشَّمسِ في الأُفُقِ الفَجْرُ

(1)

وهذه -وللَّه الحمد والمنة- كانت نهاية الوجود الصليبي في بلاد الشام.

وفي عام 702 هـ فُتحت جزيرة أرواد

(2)

على يد السلطان الملك الناصر محمد قلاوون، وهي جزيرة في بحر الروم قبالة أنطرطوس

(3)

، قريبًا من الساحل، اجتمع فيها جمع كثير من الفرنج، وبنوا فيها سورًا وتحصنوا في هذه الجزيرة، وكانوا يطلعون منها ويقطعون الطريق على المسلمين، المترددين في ذلك الساحل، فأُرسل أسطول إليها، من الديار المصرية في بحر الروم، ووصلت إليها في المحرم من هذه السنة، وجرى بينهم قتالٌ شديد، ونصر اللَّه المسلمين وملكوا الجزيرة المذكورة، وقتلوا وأسروا جميع أهلها، وخربوا أسوارها، وعادوا إلى الديار المصرية بالأسرى والغنائم

(4)

.

وهكذا انتهت الحروب الصليبية في تلك العصور بعد مدة قرنين من الزمان، حيث أبعدهم اللَّه تعالى وأزالهم، وهيأ لذلك السلاطين والملوك الأفذاذ، والمجاهدين الأبطال، رحمهم اللَّه تعالى ورضي عنهم، فلله الحمد والمنة.

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 650).

(2)

اسم جزيرة في البحر قرب قسطنطينية، غزاها المسلمون وفتحوها في سنة 54 مع جنادة بن أبي أمية في أيام معاوية بن أبي سفيان وأسكنها معاوية. انظر: معجم البلدان الياقوت (1/ 162).

(3)

انطرسوس وهي على ضفة البحر صغيرة القدر بها أسواق عامرة وتجارات دائرة ومنها إلى حصن المرقب وهو على جبل منحاز من كل ناحية وبين حصن المرقب وانطرسوس ثمانية أميال. انظر: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لمحمد الإدريسي (2/ 644).

(4)

انظر: المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي (4/ 47).

ص: 44

‌3 - الفتن الداخلية، والحروب التي تحصل جراء التنافس على الرئاسة والمناصب.

إن الصراع من أجل السلطة سبب من أسباب ضعف الأمة وتشتتها وفشلها، وإذا كان مجرد النزاع من أسباب الضعف فالصراع من أقوى تلك الأسباب، وقد نهانا اللَّه جل وعلا عن ذلك فقال تعالى:{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].

وكان لتلك الصراعات أضرارٌ عظيمة على بلاد الإسلام والمسلمين، ومن الأمثلة على ذلك:

‌أ- فتنة البَسَاسِيري:

" كان أرسلان التركي المعروف بالبَسَاسِيري قد عظم أمره واستفحل؛ لعدم أقرانه من متقدمي الأتراك، واستولى على البلاد وطار اسمه وتهيبته أمراء العرب والعجم، ودعي له على كثير من المنابر العراقية والأهواز ونواحيها، ولم يكن الخليفة القائم بأمر اللَّه يقطع أمرا دونه، ثم صح عند الخليفة سوء عقيدته، وشهد عنده جماعة من الأتراك عرفهم وهو بواسط عزمه على نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفة أبا طالب محمد بن ميكائيل بن سلجوق الملقب طغرلبك يستنهضه على المسير إلى العراق، فانفض أكثر من كان مع البَسَاسيري، وعادوا إلى بغداد سريعا، ثم أجمع رأيهم على قصد دار البَسَاسيري وهي في الجانب الغربي فأحرقوها، وهدموا أبنيتها"

(1)

.

وبعد أن قضت الدولة السلجوقية على الدولة البويهية الرافضية الباطنية، وذلك على يد السلطان السلجوقي طغرلبك -كما مر معنا سابقًا- وأزالت مظاهر الرفض والبدع والمحدثات، حصلت فتنة بين السلطان طغرلبك وأخيه إبراهيم ينال الذي كان واليا على الموصل من قبل أخيه، وكان كل ذلك بسبب البَسَاسيري.

"فخالف عليه أخوه إبراهيم وانصرف بجيش عظيم معه يقصد الري، وكان البَسَاسيري راسل إبراهيم يشير عليه بالعصيان لأخيه، ويطمِعه في الملك والتفرد به، ويعده بمعاضدته ومظافرته عليه"

(2)

.

فهرب إبراهيم ينَّال وترك الموصل، فلحق به أخوه السلطان طغرلبك ليرده إلى الطاعة، فجرت بينهم حروب انتهت بقتله، وأمر السلطان بإبعاد البساسيري، فسار إلى رحبة مالك بالشام، وكاتب العبيدي صاحب مصر بالدخول في طاعته ليمده بالسلاح والمال، فعاد البساسيري واستولى على الموصل، ثم استولى على بغداد

(1)

انظر: تاريخ بغداد للخطيب (9/ 407).

(2)

انظر: نفس المصدر (9/ 408).

ص: 45

وذلك في سنة 450 هـ، وخلعوا الخليفة العباسي القام بأمر اللَّه، وخطب بجامع المنصور للمستنصر باللَّه العبيدي صاحب مصر، وجعل السكة باسمه، وأمر فَأُذِّنَ بحي على خير العمل، فرجع السلطان طغرلبك إلى بغداد ومعه الجيوش لرد الخليفة العباسي والقضاء على البساسيري وفتنته، فتم ذلك وللَّه الحمد وقُتل البساسيري وصُلب رأسه، وقُضي عليه وعلى فتنته سنة 451 هـ

(1)

.

‌ب- صراع السلاجقة فيما بينهم:

•‌

‌ أما في العراق:

فبعد وفاة السلطان السلجوقي ملكشاه بن ألب أرسلان

(2)

عام 485 هـ عُهد بالسلطة إلى ابنه محمود

(3)

، وكان ما يزال حينذاك طفلًا صغيرًا ابن خمس سنين

(4)

، فخرج عليه أخوه بَرْكْيَارُوْقُ

(5)

، وبدأ بينهما تنافس وصراع على السلطة.

وفي سنة 186 هـ خَطَب تُتُشَ بن ألب أرسلان

(6)

صاحب دمشق لنفسه بالسلطنة، وطلب من الخليفة أن يخطب له بالعراق فحصل التوقف عن ذلك، بسبب ابن أخيه بركياروق بن ملكشاه

(7)

.

(1)

انظر: الكامل لابن الأثير (8/ 129 - 161).

(2)

ملكشاه، السلطان جلال الدولة أبو الفتح ابن السلطان ألب أرسلان محمد بن داود السلجوقي، ملك من الأقاليم ما لم يملكه أحد من السلاطين، من أحسن الملوك سيرة، ولذلك كان يلقب بالسلطان العادل، توفي سنة 485 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 552).

(3)

مغيث الدين السلجوقي أبو القاسم محمود بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي، الملقب مغيث الدين، أحد الملوك السلجوقية المشاهير، كان متوقد ذكاء، قوي المعرفة بالعربية، حافظًا للأشعار والأمثال، عارفًا بالتواريخ والسير، شديد الميل إلى أهل العلم والخير، وكانت السلطنة في أواخر أيامه قد ضعفت وقلت أموالها، توفي سنة 525 هـ. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (5/ 183).

(4)

انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي (ص 303).

(5)

بركياروق أبو المظفر بن ملكشاه بن ألب آرسلان السلجوقي السلطان الكبير، ركن الدين، أبو المظفر، ويلقب أيضا: بهاء الدولة، تملك بعد أبيه، وناب عنه على خراسان، أخوه السلطان سنجر، وكان بركيا روق شابا شهرا شجاعا لعابا، فيه كرم وحلم، وكان مدمنا للخمر، تسلطن وهو حدث، له ثلاث عشرة سنة، فكانت دولته ثلاث عشرة سنة في نكد وحروب بينه وبين أخيه محمد، يطول شرحها، توفي سنة 498 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 169).

(6)

تتش بن ألب أرسلان أبي شجاع الملك أبو سعيد تاج الدولة السلجوقي، تركي محتشم، شجاع، من بيت ملك وتقدم، كان تتش معظما للشيخ أبي الفرج الحنبلي. وقد جرت في مجلسه بدمشق مناظرة عقدها لأبي الفرج وخصومه في قولهم: إن القرآن يسمع ويقرأ ويكتب، وليس بصوت ولا حرف. فقال الملك: هذا مثل قول من يقول: هذا قباء، وأشار إلى قبائه، على الحقيقة، وليس بحرير، ولا قطن، ولا كتان. وهذا الكلام صدر من تركي أعجمي، توفي سنة 488 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 593).

(7)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (16/ 136).

ص: 46

وفي السنة التي تليها سأل بركياروق من الخليفة العباسي أن يعهد إليه بالسلطة، فخُطب له ببغداد وعُهد إليه بها، وذلك في عام 487 هـ

(1)

.

وكذلك امتد الصراع بين بركياروق وبين عمه تُتُشَ بن ألب أرسلان الذي حكم دمشق وحلب وعددًا من بلدان الشام، فحصل بينهما قتال استمر إلى أن تغلب عليه بركياروق وقتله بالقرب من مدينة الري في سنة 488 هـ، حيث هزم شش وقتل في المعركة

(2)

.

وكذلك خرج السلطان محمد بن ملكشاه

(3)

، وخطب لنفسه ببغداد، وحصل بينه وبين أخيه بركياروق حروب طويله، وصراع على السلطة، استمر مدة اثنتي عشرة سنة

(4)

.

قال ابن كثير: "وكانت له مع بركياروق خمس وقعات هائلة"

(5)

.

وكانا يقتتلان مرات، ويصطلحان مرات، إلى أن تم الصلح بينهما في آخر الأمر

(6)

.

وقال ابن الأثير: "وكان سببه أن الحروب تطاولت بينهما، وعم الفساد، فصارت الأموال منهوبة، والدماء مسفوكة، والبلاد مخربة، والقرى محرقة، والسلطنة مطموعًا فيها، محكومًا عليها، وأصبح الملوك مقهورين، بعد أن كانوا قاهرين، وكان الأمراء الأكابر يؤثرون ذلك ويختارونه ليدوم تحكمهم، وانبساطهم، وإدلالهم"

(7)

.

وبعد تلك الحروب والوقائع والخسائر توفي بركياروق.

قال ابن كثير: "جرت له خطوب كثيرة، وحروب هائلة، وأحوال متباينة، خطب له ببغداد ست مرات، وعزل عنها ست مرات، وكان عمره يوم مات أربعًا وعشرين سنة وشهورًا، وقام من بعده ولدُه ملكشاه

(1)

انظر: السير للذهبي (18/ 323).

(2)

انظر: المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي (1/ 212).

(3)

السلطان غياث الدين محمد بن ملكشاه، أول ما خطب له بغداد في ذي الحجة سنة 492 هـ وقطعت خطبته عدة مرار، ولقي من المشاق والأخطار ما لم يلقه أحد، إلى أن توفي أخوه بركياروق، فحينئذ استقرت له السلطنة وصفت له، ودانت البلاد وأصحاب الأطراف لطاعته، وكان اجتماع الناس عليه بعد موت أخيه اثنتي عشرة سنة وستة أشهر، وكان عادلًا حسن السيرة شجاعًا وأطلق المكوس والضرائب في جميع البلاد، توفي سنة 511 هـ. انظر: عيون الروضتين لابن خلكان (1/ 107).

(4)

انظر: المصدر السابق (1/ 101).

(5)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (16/ 168).

(6)

انظر: السير للذهبي (19/ 405).

(7)

انظر: الكامل لابن الأثير (7/ 493).

ص: 47

فلم يتم أمره؛ بسبب منازعة عمه محمد له"

(1)

.

وأدى هذا التنافس والاقتتال إلى ظهور فرق الكفر والضلال، وتسلط التتار والصليبيين على بلاد الإسلام.

قال الذهبي: "وفي هذا الوقت كثرت الباطنية بالعراق والجبل، وزعيمهم الحسن بن الصبَّاح، فملكوا القلاع وقطعوا السبل، وأهمَّ الناسَ شأنُهم واستفحل أمرُهم، لاشتغال أولاد ملكشاه بنفوسهم"

(2)

.

•‌

‌ وأما في الشام:

فبعد مقتل تُتُش بن ألب أرسلان تولى حلب ابنه رضوان

(3)

، وتولى دمشق ابنه الآخر دُقَاق

(4)

، وبدأ الصراع حين حاول رضوان أن يستولي على دمشق حين غاب عنها أخوه دُقاق، وذلك في سنة 489 هـ، فحاصرها ولم يتمكن من دخولها لحصانتها وشدة مقاومة جندها فرجع إلى حلب

(5)

.

لم ينس دُقاق ما فعله أخوه رضوان من محاولة الاستيلاء على دمشق، وعندما لجا إليه القائد ياغي سيان

(6)

صاحب أنطاكية مغاضبًا ومفارقًا الرضوان، حسَّن له محاصرة حلب والاستيلاء عليها جزاءً لمحاصرته دمشق، فلقيت تلك الدعوة قبولًا واستحسانًا من دُقاق، فاستعد لمحاصرة حلب فالتقى الفريقان واقتتلا فانتصر رضوان وهرب دُقاق ورجع لدمشق، ثم تصالحا بعد ذلك

(7)

.

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (16/ 189).

(2)

انظر: العبر للذهبي (2/ 396).

(3)

رضوان بن تتش بن ألب رسلان، قدم دمشق بعد موت أخيه دقاق فحاصرها وقرر له الخطبة والسكة فلم يستتب أمره وعاد إلى حلب وأقام بها وجرت منه أمور غير محدودة في قتال الفرنج، وظهر منه الميل إلى الباطنية، واستعان بهم بحلب، وكان لما ملك حلب قد قتل أخويه: أبا طالب و بهرام ابني تتش، ومات في 28 من جمادى الآخرة سنة 507 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (18/ 153).

(4)

شمس الملوك أبو نصر دقاق بن السلطان تاج الدولة تتش بن السلطان ألب آرسلان السلجوقي التركي، تملك بعد مقتل أبيه سنة 487 هـ، فكان في حلب، فطلبه خادم أبيه ونائب قلعة دمشق سرا من أخيه رضوان صاحب حلب، فبادر دقاق وجاء، فتملك، ثم أشار عليه زوج أمه طغتكين الأتابك بقتل خادمه المذكور ساوتكين لتمكنه، فقتله، ثم أقبل رضوان أخوه محاصرا لدمشق، فلم يقدر عليها، فترحل، ثم استقل دقاق، ثم عرض له مرض تطاول به إلى أن مات سنة 497 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 210).

(5)

انظر: تاريخ دمشق لابن القلانسي (ص 215).

(6)

كان حاكمًا لأنطاكية، وتقدمت منه في حق بعض أتباعه إساءة، فتواطأوا مع الإفرنج لدخول انطاكية، ووجدوا الفرصة في برج من أبراج البلد مما يلي الجبل باعوه للأفرنج واطلعوهم إلى البلد منه في الليل وصاحوا عند الفجر فانهزم باغي سيان وخرج في خلق عظيم فلم يسلم منهم شخص، وسقط عن فرسه على الأرض فحمله بعض أصحابه وأركبه فلم يثبت على ظهر الفرس وعاود سقط فمات. سنة 491 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن القلانسي (ص 220).

(7)

انظر: الكامل لابن الأثير (8/ 412) باختصار وتصرف.

ص: 48

لكن رضوان لم يقنع بهذا الصلح، على رغم قبوله به، فهو يريد أن يكون مَلِكَ الشام الوحيد، فقبل بالدعوة الباطنية من رسول الدولة العبيدية بأن يقطع الدعوة للخليفة العباسي ويدعوا للمستنصر باللَّه العبيدي

(1)

حاكم مصر ويدخل في طاعته، على أن يُمدوه بالمال والسلاح لكي يستولي على دمشق

(2)

.

وكان ذلك سببًا لانتشار الباطنية في حلب واشتداد شوكتهم، وكان أمر الباطنية قد قوي بحلب في أيامه، وتابعهم خلق كثير على مذهبهم طلبًا لجاههم، وصار كل من أراد أن يحمي نفسه من قتل أو ضيم التجأ إليهم

(3)

.

وفي هذا الوقت بسبب التناحر والاقتتال والتنافس على السلطة تمكن الفرنج

(4)

الصليبيون ولأول مرة من احتلال أنطاكية.

قال أبو شامة: "وفي مدة تلك الحروب ظهرت الفرنج بالساحل وملكوا أنطاكية أولًا ثم غيرها من البلاد"

(5)

.

وقال ابن الوردي: "مَلَكَ الفرنج عكا بالسيف بعد قتال شديد، وفعلوا بأهلها الأفعال الشنيعة. . . هذا وملوك الشام مشتغلون بقتال بعضهم بعضا"

(6)

.

وقال ابن الأثير: "استطال الفرنج -خذلهم اللَّه تعالى- بما ملكوه من بلاد الإسلام، واتفق لهم اشتغال عساكر الإسلام وملوكه بقتال بعضهم بعضًا، تفرقت حينئذ بالمسلمين الآراء، واختلفت الأهواء، وتمزقت الأموال"

(7)

.

(1)

المستنصر باللَّه، أبو تميم معدّ بن الظاهر علي العبيدي الرافضي، صاحب مصر، وكانت أيامه 60 سنة وأربعة أشهر، وقد خطب له ببغداد، في سنة 451 هـ، ومات في ذي الحجة، عن 68 سنة. عام 487 هـ العبر للذهبي (2/ 356).

(2)

انظر: تاريخ دمشق لابن القلانسي (ص 217).

(3)

انظر: زبدة الحلب في تاريخ حلب لابن العديم (ص 259).

(4)

انظر: العبر للذهبي (2/ 396).

(5)

انظر: عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية لأبي شامة (1/ 101).

(6)

انظر: تاريخ ابن الوردي (2/ 14) باختصار.

(7)

انظر: الكامل لابن الأثير (8/ 497).

ص: 49

‌ج- التحالف مع الصليبيين:

كان من نتيجة الصراع والتنافس على السلطة، أن تحالف بعض ولاة المسلمين مع الصليبيين ضد المسلمين، بل بلغ ببعضهم الحال أن حَرَّضَ الصليبيين على محاصرة المسلمين وقتالهم والاستيلاء على بلادهم، ومن الأمثلة على ذلك:

1 -

في سنة 491 هـ عصى عمر والي عزاز

(1)

على الملك رضوان، فخرج عسكر حلب وحصره، فاستنجد بالفرنج، فوصل صنجيل

(2)

بعسكر كبير، فعاد عسكر حلب، فنَهب صنجيل ما قدر عليه وعاد إلى أنطاكية، وأَخذ ابن عمر رهينة فمات عنده، فوقع الملك رضوان على عمر إلى أن أخذه من تل هَرَّاق

(3)

، فسلم إليه عِزاز وأقام عنده بحلب مدة، ثم قتله

(4)

.

2 -

في سنة 518 هـ تعاون بعض حكام المسلمين مع الصليبيين لاحتلال حلب.

فقد "اجتمع على باب حلب ثلاثة ألوية: لواء الملك ابراهيم بن رضوان، ولواء الأمير دُبيس بن صدقه، ولواء الملك بغدوين

(5)

، وكان الجوسلين ودبيس قد برزا من تل باشر، وقصدوا ناحية الوادي، وأفسدا كل ما فيه ما قيمته مائة ألف دينار. . . ونزل الفرنج غربي البلد، وغربي قويق

(6)

ومعهم علي بن سالم بن مالك، وصاحب بالس

(7)

أخو بدر الدولة فقطعوا الشجر، وأخربوا المشاهد الظاهرة، وكان عدد الخيام ثلاثمائة خيمة،

(1)

بليدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب بينهما يوم. انظر: معجم البلدان لياقوت (4/ 118).

(2)

الطاغية صَنْجيل الّذي حاصر طرابلس، وبنى بقربها قلعة وكان من شياطين الفرنج ورؤوسهم، ووصل إلى الشام ليحج القدس، فأخذ بأرض صيدا وذهبت حينئذٍ عينه، ودار في بلاد الشام بزيّ التُّجّار؛ فلمّا تُوُفّي السلطان ملكشاه واختلفت الكلمة دخل إلى بلاده، وجمع الفرنج للحج، وقدم أنطاكيّة، وحارب المسلمين مرّات، وتمكّن، ثمّ شنّ الغارة من حصنه، فبرز لَهُ ابن عمّار من طرابُلُس، وكبس الحصن بغتة، فقتل من فيه، ورمي النيران في جوانبه، ورجع صَنْجيل، فدخل الحصن، فانخسف به سقف، ثم مرض وغُلِب، فصالح صاحب طرابُلُس، ثمّ مات في سنة 498 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 689).

(3)

من حصون حلب الغربية. معجم البلدان لياقوت (2/ 45).

(4)

انظر: زبدة الحلب في تاريخ حلب لابن العديم (ص 243 - 244).

(5)

بغدوين الرويس ملك الافرنج صاحب بيت المقدس بعكا في يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر رمضان منها وكان شيخًا قد عركه الزمان بحوادثه وعانى الشدائد من نوائبه وكوارثه ووقع في أيدي المسلمين عدة دفعات أسيرا في محارباته، ومصافاته وهو يتخلص منهم بحيله المشهورة وخدعه المخبورة ولم يخلف بعده فيهم صاحب رأي صائب ولا تدبير صالح. هلك سنة 516 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن القلانسي (ص 369 - 270).

(6)

نهر مدينة حلب. انظر: معجم البلدان لياقوت (4/ 417).

(7)

بلدة بالشام بين حلب والرّقة. المصدر السابق (1/ 328).

ص: 50

مائة للمسلمين، ونبش الفرنج القبور وأخربوا الموتى بأكفانهم، وعمدوا إلى من كان طريا فشدوا الحبال في أرجلهم وسحبوهم مقابل المسلمين"

(1)

.

وكان دُبيس بن صَدقة المار ذكره رافضيًا صاحب شر وفتن وقلاقل، فقد جَرَّ الويلات على دار الخلافة العباسية ببغداد، وبلدان الشام.

قال الذهبي: "وكانت الفرنج لما ملكوا صور طمِعوا، وقويت نُفُوسهم، ثمّ وصل إليهم دُبَيْس بن صَدَقة قبّحه اللَّه، فطمَّعهم أيضًا في المسلمين، وقال: إنّ أهل حلب شيعة ويميلون إلي، ومتى رأوني سلّموها إلي فأكون نائبًا لكم. فساروا معه وحاصروا حلب حصارًا شديدًا"

(2)

.

3 -

نتيجة لتلك التحالفات صار الصليبيون يحتلون بلاد المسلمين دون أن يجدوا أي مقاومة من أحد من ولاة المسلمين ففي عام 603 هـ تمكنت قوات الكُرْج

(3)

الصليبية من احتلال حِصْنَ قُرْسِ بمدينة خلاط

(4)

بالشام، ورغم استغاثة ولاتها وندائهم المتعدد للمسلمين بنصرتهم والذود عنهم، إلا أن دعوتهم تلك لم تُجب ولم يُوجد لها مُلبٍّ، فاحتلها الصليبيون وأصبحت بلد شرك بعد أن كانت بلد إسلام.

قال ابن الأثير: "في هذه السنة مَلَكَ الْكُرْجُ حِصْنَ قُرْسَ، من أعمال خِلَاطَ، وكانوا قد حصروه مدة طويلة، وضيقوا على من فيه، وأخذوا دَخْلَ الْوِلَايَةِ عدة سنين، وكل من يتولى خِلاط لا ينجدهم، ولا يسعى في راحة تصل إليهم، وكان الوالي بها يواصل رسله في طلب النجدة، وإزاحة من عليه من الْكُرْجِ، فَلَا يُجَابُ لَهُ دُعَاءٌ، فلما طال الأمر عليه، ورأى أن لا ناصر له، صالح الْكُرْجِ على تسليم القلعة على مال كثير وإقطاع يأخذه منهم، وصارت دار شرك بعد أن كانت دار توحيد، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون، ونسأل اللَّه أن يسهل للإسلام وأهله نصرًا من عنده، فإن ملوك زماننا قد اشتغلوا بلهوهم ولعبهم وظلمهم عن سد الثغور وحفظ البلاد"

(5)

.

(1)

انظر: بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم (7/ 3483 - 3482).

(2)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (11/ 163).

(3)

الْكُرْجِ: جيل من الناس نصاري كانوا يسكنون في جبال القبق وبلد السرير فقويت شوكتهم حتى ملكوا مدينة تفليس، ولهم ولاية تنسب إليهم وملك ولغة برأسها وشوكة وقوّة وكثرة عدد. انظر: معجم البلدان لياقوت (4/ 446).

(4)

مدينة كبيرة مشهورة قصبة بلاد أرمينية، ذات خيرات واسعة وثمرات يانعة، بها المياه الغزيرة والأشجار الكثيرة. وأهلها مسلمون ونصارى. وكلام أهلها العجمية والأرمنية والتركية. انظر: آثار البلاد للقزويني (ص 524).

(5)

انظر: الكامل لابن الأثير (10/ 249).

ص: 51

‌د- التحالف مع التتار:

كان من نتائج الصراع والتنافس على السلطة أيضًا، أن تحالفَ بعضُ ولاةِ المسلمين مع التتار ضد المسلمين، وبلغ الحال ببعضهم كذلك إلى مراسلة التتار وترغيبهم وحثهم على الاستيلاء على بلاد المسلمين واحتلالها، ومن الأمثلة على ذلك:

1 -

ما قام به الأمير سليمان بن المؤيد بن عامر المقدسي العقربائي الطبيب، الزين الحافظي

(1)

، حيث أطمع هولاكوا باحتلال بلاد الشام، وذلك أيام الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز محمد الأيوبي عام 660 هـ.

قال ابن شاكر الكتبي: "لما جاءت رسل التتار يطلبون البلاد، ويشترطون ما يحمل إليهم من المال فبعث الملك الناصر زين الدين رسولًا إلى هولاكو، فأحسن إليه واستماله، فصار من جهته، ومازج التتار، وتردد في المراسلات مرات، وأطمع التتار في البلاد، وهول على الملك الناصر أمرهم وعظَّم شأنهم، ووصف عساكرهم وصغر شأن الناصر ومن معه من العساكر حتى أوقفه على الحرب؛ فلما جاءت التتار إلى حلب ونازلها هولاكو، هرب الناصر من دمشق إلى مصر، وخرجت عساكر مصر وملكها قطز، فانكسر الناصر وملكت التتار دمشق، وصار زين الدين يأمر بها وينهى، وبقي معه جماعة، حتى كانوا يدعونه الملك زين الدين، ولما كُسر التتارُ على عين جالوت، وانهزم ملك التتار ومن معه من دمشق، توجه زين الحافظي معهم خوفًا على نفسه من المسلمين، وبعد مُدة أحضره هولاكو بين يديه وقال له: ثبتِ عندي خيانتك وتلاعبك بالدول: خدمت صاحب بعلبك

(2)

، ثم خدمت صاحب جَعْبَرٍ

(3)

، وصاحب دمشق، وخُنتَ الجميع، وانتقلتَ إليَّ

(1)

سليمان بن المؤيد بن عامر العقرباني المعروف بالزين الحافظي، وقال له: قد ثبت عندي خيانتك. وقد كان هذا المغتر لما قدم التتار مع هولاكو دمشق وغيرها مالأ على المسلمين وآذاهم، ودل على عوراتهم، حتى سلطهم اللَّه عليه بأنواع العقوبات والمثلات، وفي الجملة من أعان ظالما سلط عليه، فإن اللَّه ينتقم من الظالم بالظالم، ثم ينتقم من الظالمين جميعا. انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 458).

(2)

مدينة بينها وبين دمشق ثلاثة أيام، بها أبنية عجيبة وآثار عظيمة، وقصور على أساطين الرّخام، لا نظير لها في الدنيا. انظر: مراصد الاطلاع للقطيعي (ص 208).

(3)

قلعة جعبر على الفرات بين بالس والرّقّة قرب صفّين، وكانت قديما تسمّي دوسر فملكها رجل من بني قشير أعمى يقال له جعبر بن مالك. انظر: معجم البلدان لياقوت (2/ 142).

ص: 52

فأحسنتُ إليك، فشرعت تكاتبُ صاحبَ مصر، وعدد ذنوبه ثم قتله، وقتل أولاده وأقاربه وكانوا نحوًا من خمسين نفرًا"

(1)

.

2 -

في عهد الملك السلطان المنصور قلاوون سنة 679 هـ، خرج عليه نائيه بالشام الأمير سنقر الأشقر

(2)

، وجمَعَ الأمراء وأوهمهم أن السلطان قد قُتل، ودعاهم إلى طاعته وحلَّفهم على موافقته، وتلقب بالملك الكامل وركب بشعار السلطنة، وخُطب له على منبر الجامع بدمشق، فكتب السلطان إلى الأشقر يقبح فعله، وكتب أمراء مصر إليه بذلك ويحثونه على الإذعان وترك الفتنة، فلم يستجب لذلك، فأرسل السلطان إليه جيشًا لمحاريته، فأنزلوا به الهزيمة، وتفرق عنه جيشه، وأُسر عدد من قواده، فهرب سنقر الأشقر، وكتب إلى الملك أبغا بن هولاكو

(3)

يحثه على الحضور لأخذ البلاد الشامية وكتب معه أيضا الأمير عيسي

(4)

بمثل ذلك، وهجمت طوائف التتار على أعمال حلب فدخلوها وقد خلت من العسكر فقتلوا ونهبوا وسبوا وأحرقوا الجامع والمدارس ودار السلطنة ودور الأمراء، وأقاموا بها يومين يكثرون الفساد بحيث لم يسلم منهم إلا من اختفي في المغائر والأسرية، ثم رحلوا عنها عائدين إلى بلادهم بما أخذوه وتفرقوا في مشاتيهم

(5)

.

وبهذا يتبين أن الصراع والتنافس على السلطة من الأسباب التي أدت إلى وهن المسلمين وضعفهم وتفرقهم وتسلط الأعداء عليهم.

(1)

انظر: فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي (2/ 77 - 78).

(2)

شُنْقُر الأشقر، الأمير الكبير، الملك الكامل، شمس الدِّين الصّالحيّ، من أعيان البحريّة، حبسه الملك الناصر بحلب أو غيرها، فَلَمّا استولى هولاكو على الشَّام وجده محبوسًا فأخرجه وأنعم عليه وأخذه معه، فبقي عند التَّتَار مُكَرَّمًا وتأهَّل وجاءته الأولاد، وخُلّص وقِدم، فأكرمه الملك الظاهر وسُرّ بقدومه وأعطاه مائة فارس، ثُمَّ وُلّي نيابة دمشق سنة ثمان وسبعين، ثُمَّ تسلطن بدمشق فِي آخر السَّنَة، وآخر أمرة أنّ الملك الأشرف صلاح الدِّين فِي آخر العام خنقه. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 728).

(3)

أبْغا بُن هولاكو، ملك التّتار، وصاحب العراق والجزيرة وخُراسان وغير ذلك، ويقال فيه: أباقا. مات بنواحي همذان بين العيدين، وله نحوٌ من 50 سنة، كان كافر النّفس، سفّاكًا للدماء، قتل فِي الروم خلْقًا كثيرًا؛ لكونهم دخلوا في طاعة الملك الظاهر، وفرحوا بمجيئه إليهم، مات سنة 680 هـ، فكانت أيامه 17 سنة وثمانية أشهر. انظر: المصدر السابق (15/ 387).

(4)

عيسي بْن مُهَنًا، أمير عرب الشّام وشيخ آل فضل، الأمير شَرَف الدّين. كَانَ ذا منزلة عظيمة عند السّلطان الملك المنصور، وقد ملّكه السلطان مدينة تدْمُر بحكم البيع وأورد عَنْه ثمنها، وكان كريم الأخلاق، حَسَن الجوار، مكفوف الشّرّ، يرجع إلى خير وعقل ورياسة، ولم يكن أحدٌ يضاهيه من ملوك العرب، وله أثر صالح فِي يوم المصافّ بحمص مَعَ مَنْكُوتمُر. توفي سنة 683 هـ. نفس المصدر (15/ 502).

(5)

انظر: السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي (2/ 127 - 136).

ص: 53

‌الحالة العلمية

كانت الحالة العلمية في بلاد الشام في هذا القرن تتسم بالنشاط وغزارة التأليف، والموسوعية في التصنيف، وقد كان لذلك أسباب عدة وهي:

‌أولًا: هجرة العلماء إلى بلاد الشام:

فقد أدى الغزو المغولي للعراق في منتصف القرن السابع إلى هجرة كثير من العلماء إلى الشام ومصر والحجاز.

وكانت بغداد مليئة بالعلم والعلماء والقضاة من المذاهب الأربعة إلى أن هجم التتار عليها وأفسدوا فيها وأهلكوا الحرث والنسل.

قال عنها الإمام الذهبي: "هي أعظم بلاد العراق بُنيت في آخر أيام التابعين، وأولُ من بثّ فيها الحديث هشام بن عروة، وبعده شعبة، وهشيمٌ، وكثر بها هذا الشأن، فلم تزل معمورةً بالأثر والخبر إلى زمن الإمام أحمد بن حنبل، ثم أصحابه، وهي دار الإسناد العالي والحفظ، ومنزل الخلافة والعلم، إلى أن استؤصِلت في كائنة التتار الكفرة، فبقيت على نحو الربع"

(1)

.

قال الحافظ السخاوي معلقا على ذلك: "ثم تزايد خرابها حتى لم يبق فيها من يعرف شيئًا من العلم، والأمر للَّه تعالى"

(2)

.

وهناك من العلماء من هاجر إلى الشام لغير ذلك، إما بحثا عن العلم وأهله، أو تنقلًا من بلد إلى بلد طلبًا للرزق، ونحو ذلك.

وهذه أمثلة لبعض العلماء الذين هاجروا من العراق ومن غيرها من البلدان إلى الشام:

‌1 - الإمام تاج الدين أبو اليُمن الكندي المتوفى سنة 613 هـ:

زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن، تاج الدين أبو اليُمن الكندي البغدادي ثم الدمشقي النحوي اللغوي المقرئ الحافظ المحدث الجامع لأسباب الفضائل، محط الركبان، حسنة الزمان، كان أعلى أهل الأرض إسنادا في القراءات، سمع الحديث على الكبار، وبقي مسند الزمان في القراءات والحديث، ولد ببغداد في شعبان سنة عشرين وخمسمائة، وتوفي بدمشق سنة ثلاث عشرة وستمائة، فانقطع بموته إسناد عظيم وكتب كثيرة

(3)

.

(1)

انظر: الأمصار ذوات الآثار للذهبي (ص 33 - 34).

(2)

انظر: الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي (281).

(3)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (13/ 364) ومعجم الأدباء لياقوت الحموي (3/ 1330 - 1331).

ص: 54

‌2 - الإمام الأصولي المتكلم سيف الدين الآمدي المتوفي سنة 631 هـ:

العلامة المصنف فارس الكلام سيف الدين علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي الآمدي الحنبلي، ثم الشافعي، ولد سنة نيف وخمسين، وقرأ القراءات، وتفنن في حكمة الأوائل، فرَقَّ دِينه وأظلم، وكان يتوقد ذكاء وألف في الأصلين، والحكمة المشؤومة، والمنطق، والخلاف، وله كتاب "أبكار الأفكار" في الكلام، و"منتهى السول في الأصول"، وطريقة في الخلاف، وله نحو من عشرين تصنيفا، ثم تحول إلى دمشق، ودرس بالعزيزية مدة، ثم عزل عنها لسبب اتهم فيه، وأقام بطالًا في بيته، ومات في رابع صفر، سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وله ثمانون سنة، قال ابن تيمية: يغلب على الآمدي الحيرة والوقف حتى إنه أورد على نفسه سؤالا في تسلسل العلل، وزعم أنه لا يعرف عنه جوابا، وبنى إثبات الصانع على ذلك، فلا يقرر في كتبه إثبات الصانع، ولا حدوث العالم، ولا وحدانية اللَّه، ولا النبوات، ولا شيئًا من الأصول الكبار

(1)

.

‌3 - الإمام الحافظ سبط ابن الجوزي المتوفي سنة 654 هـ:

أبو المظفر شمس الدين يوسف بن قزاوغلي بن عبد اللَّه البغدادي ثم الدمشقي، الواعظ المشهور سبط الإمام أبي الفرج ابن الجوزي، محدث، حافظ، فقيه، مفسر، مؤرخ، واعظ، ولد ببغداد سنة 581 هـ، وقدم دمشق فوعظ بها وحصل له القبول العظيم للطف شمائله وعذوبة وعظه، وكان وافر الحرمة عند الملوك، كانت وفاته بالشام حيث توفى بمنزله في سفح قاسيون بدمشق، في شهر ذي الحجة سنة 654 هـ

(2)

.

‌4 - الإمام المفتي جمال الدين الأنباري المتوفي سنة 661 هـ:

عبد الرحمن بن سالم بن يحيى بن خميس بن يحيى بن هبة اللَّه، الإمام المفتي جمال الدين أبو محمد الأنصاري الأنباري الأصل البغدادي ثم الدمشقي الفقيه الحنبلي، نسخ بخطه كثيرًا من كتب العلم، وكان صحيح النقل، جيد الشعر، دينا، صالحا، ومات في سلخ ربيع الآخر، ودفن بسفح قاسيون، وكان يسكن بالجامع، بالمنارة الغربية

(3)

.

‌5 - الإمام شيخ العربية والنحاة ابن مالك الجياني المتوفى سنة 672 هـ:

محمد بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن مالك، العلامة الأوحد، جمال الدين، أبو عبد اللَّه الطائي، الجياني، الشافعي، النحوي، نزيل دمشق، ولد سنة ستمائة أو سنة إحدى وستمائة، وسمع بدمشق وأخذ العربية عن غير

(1)

انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (22/ 364).

(2)

انظر: ذيل مرآة الزمان لقطب الدين اليونيني (1/ 39) ومعجم المؤلفين لعمر بن رضا كحالة (13/ 342).

(3)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (15/ 39).

ص: 55

واحد، وتصدر بحلب لإقراء العربية وصرف همته إلى إتقان لسان العرب حتى بلغ فيه الغاية، وحاز قصب السبق، وأربى على المتقدمين، وكان إماما في القراءات وعللها؛ صنف فيها قصيدة دالية مرموزة في مقدار "الشاطبية"، وأما اللغة فكان إليه المنتهى في الإكثار من نقل غريبها والإطلاع على وحشيها، وأما النحو والتصريف فكان فيه بحرًا لا يجاري وحَبرًا لا يبارى، وأما أشعار العرب التي يستشهد بها على اللغة والنحو فكانت الأئمة الأعلام يتحيرون فيه ويتعجبون من أين يأتي بها، وكان نظم الشعر سهلا عليه، رجزه وطويله وبسيطة وغير ذلك، هذا مع ما هو عليه من الدين المتين وصدق اللهجة وكثرة النوافل، وحسن السمت، ورقة القلب وكمال العقل والوقار والتؤدة، أقام بدمشق مدة يصنف ويشغل. وتصدر بالتربة العادلية وبالجامع المعمور وتخرج به جماعة كثيرة.

وصنف كتاب "تسهيل الفوائد في النحو" وكتاب "سبك المنظوم وفك المختوم"، وكتاب "الشافية الكافية"، وكتاب "الخلاصة" وشرحها، وكتاب "إكمال الإعلام بتثليث الكلام"، و"المقصور والممدود"، و"فعل وأفعل"، و"النظم الأوجز فيما يهمز"، و"الاعتقاد في الطاء والضاد" وتصانيف أخر مشهورة، توفي رحمه الله في ثاني عشر شعبان، وقد نيف على السبعين

(1)

.

‌6 - الإمام الفقيه المؤرخ أبو بكر أحمد بن خلكان المتوفى سنة 681 هـ:

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان، قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس البرمكي الإربلي الشافعي، ولد بإربل سنة ثمان وستمائة، وسمع بها "صحيح البخاري" وكان إمامًا فاضلًا بارعًا متفننًا عارف بالمذهب، حسن الفتاوى جيد القريحة بصيرًا بالعربية، علامة في الأدب والشعر وأيام الناس، كثير الاطلاع حلو المذاكرة، وافر الحرمة، من سروات الناس، قدم دمشق في شبيبته، وقد تفقه بالموصل، ودخل الديار المصرية، وسكنها مدة وتأهل بها، ثم قدم الشام على القضاء في ذي الحجة سنة تسع وخمسين منفردًا بالأمر، ثم أقيم معه القضاة الثلاثة في سنة أربع وستين، وقدم من الديار المصرية، فدخل دخولًا لم يبلغنا أن قاضي دخل مثله من الاحتفال والزحمة وأصحاب البغلات والشهود، وكان يومًا مشهودًا. وجلس في منصب حكمه وتكلمت الشعراء، وكان كريمًا جوادًا مدحًا، وقد جمع كتابًا نفيسًا في "وفيات الأعيان" وتوفي عشية نهار السبت 26 من رجب، وشيعة خلائق

(2)

.

(1)

انظر: المصدر السابق للذهبي (15/ 249 - 251).

(2)

انظر: نفس المصدر للذهبي (15/ 445).

ص: 56

‌7 - أسرة الأئمة آل تيمية:

وهي من الأسر العلمية المشهورة، وقد هاجرت من حران إلى الشام.

قال الحافظ ابن عبد الهادي في ترجمة شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولد شيخنا أبو العباس بحران يوم الاثنين عَاشر -وقيل ثاني عشر- شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة، وسافر والداه بِهِ وبإخوته إلى الشام عند جور التتار، فساروا بالليل وَمَعَهُمْ الْكتب على عجلة لعدم الدَّوَابّ، فكاد الْعَدو يلحقهم ووقفت العجلة، فابتهلوا إلى اللَّه واستغاثوا به فنجوا وسَلِموا، وقدموا دمشق في أثنَاء سنة سبع وستين وستمائة"

(1)

.

‌8 - الإمام المحدث الحافظ سعد الدين الحارثي الحنبلي المتوفى سنة 711 هـ:

مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد بن عياش الحارثي البغدادي، ثم المصري الفقيه، المحدث الحافظ، قاضي القضاة سعد الدين أبو محمد، وأبو عبد الرحمن: ولد سنة اثنين -أو ثلاث- وخمسين وستمائة عني بالحديث، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه الكثير. وخرج لجماعة من الشيوخ معاجم، وكان يكتب خطا حسنا حلوا متقنا. وخطه معروف، وحج غير مرة. ودرس بعدة أماكن، كالمنصورية، جامع الحاكم، وولي القضاء سنتين ونصفا. وكان سُنيًا أثريًا، متمسكًا بالحديث.

قال الذهبي في معجمه: "كان فقيهًا مناظرًا مفتيًا، عالمًا بالحديث وفنونه، حسن الكلام عليه وعلى الأسماء، ذا حظ من عربية وأصول، خرج لغير واحد، وأقرأ المذهب ودرس، ورأس الحنابلة".

وقال في المعجم المختص: "كان عارفا بمذهبه، بصيرا بكثير من الحديث وعلله ورجاله. مليح التخريج، من كبار أهل الفن، وتوفي في سحر يوم الأربعاء رابع عشر في الحجة سنة إحدى عشرة وسبعمائة بالقاهرة، ودفن من يومه بالقرافة"

(2)

.

‌9 - الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795 هـ:

عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسين بن محمد بن مسعود، الشيخ العلامة الحافظ الزاهد شيخ الحنابلة، زين الدين أبو الفرج بن الشيخ الإمام المقرئ المحدث شهاب الدين البغدادي ثم الدمشقي قدم مع والده وهو صغير وأجازه ابن النقيب وأجاز له النووي وسمع بنفسه بمكة على الفخر عثمان بن يوسف واشتغل بسماع الحديث باعتناء والده. . . وله مصنفات مفيدة شرح الترمذي وشرح أربعين النواوي وشرح في شرح البخاري سماه فتح الباري في شرح البخاري ونقل فيه كثيرا من كلام المتقدمين وكتاب اللطائف في الوعظ

(1)

انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي (ص 18 - 19).

(2)

انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (4/ 398).

ص: 57

وأهوال القبور والقواعد الفقهية تدل على معرفة تامة بالمذهب وله طبقات الحنابلة وغير ذلك درس بحلقة الثلاثاء والمدرسة الحنبلية وكان لا يعرف شيئًا من أمور الناس ولا يتردد إلى أحد من ذوي الولايات وكان يسكن المدرسة السكرية بالقصاعين توفي ليلة الاثنين رابع رمضان سنة خمس وتسعين وسبعمائة"

(1)

.

‌ثانيًا: جهود العلماء في نشر العلم:

لقد اجتهد كثير من العلماء في تلك القرون في نشر العلم والتأليف فيه، وتميزت دمشق من بين بلدان الشام بأنها منارة للعلم والعلماء، جمعت المحدثين والمقرئين والفقهاء، وهاجر إليها أثناء وقعت التتار كثير من العلماء.

قال الذهبي: "نزلها عدّةٌ من الصحابة منهم بلال الصحابيّ والمؤذن لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم له وغيرُه، وكثر بها العلم في زمن معاوية، ثم في زمن عبد الملك وأولاده، وما زال بها الفقهاء، والمقرئون، والمحدّثون في زمن التابعين وتابعيهم. . . وهي دار قرآنٍ وحديثٍ وفقهٍ، وتناقص العلم بها في المائة الرابعة، والخامسة، وكثر بعد ذلك، ولا سيّما في دولة نور الدين، وأيام محدّثها ابن عساكرٍ، والمقادسة النازلين بسفحها، ثم تكاثر بعد ذلك بابن تيميّة، والمزّيّ، وأصحابها، وللَّه الحمد"

(2)

.

‌ثالثًا: اعتناء الملوك والسلاطين بالعلم والعلماء:

ظهر في تلك القرون اعتناء الملوك والسلاطين بالعلم والعلماء، فبنوا الجوامع والمدارس، وأوقفوا الأوقاف عليها، وجالسوا العلماء وتعلموا منهم ورووا عنهم، ومن الأمثلة لذلك:

1 -

لما استقر الإمام أبو اليُمْن الكندي بالشام أصبح ملك الشام الملك المعظم بن الملك العادل يحضر دروسه، وكذلك حضرها عدد من القادة والرؤساء.

قال الإمام ياقوت الحموي: "رأيت الملك المعظم بن الملك العادل، وهو صاحب الشام والمتملك عليها، وهو يقصد منزله راجلًا ليقرأ عليه النحو، ولا يكلّفه مشقة المجيء إلى خدمته، ورأيت على بابه من المماليك الأتراك وغيرهم ما لا يكون إلا على باب ملك"

(3)

.

(1)

انظر: المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد لابن مفلح (2/ 81 - 82).

(2)

انظر: الأمصار ذوات الآثار للذهبي (ص 23 - 27).

(3)

انظر: معجم الأدباء لياقوت الحموي (3/ 1333).

ص: 58

2 -

عندما أقام سيف الدين الآمدي بدمشق واجه مصاعب، بسبب ميله للكلام والفلسفة، ومع إجلال ملوك الشام للعلماء إلا أنهم أبغضوه لذلك.

كان أولاد الملك العادل كلهم يكرهونه لما اشتهر عنه من الاشتغال بالمنطق وعلم الأوائل، وكان يدخل على المعظم -والمجلس غاص بأهله- فلم يتحرك له، فقلت له: قم له عوضا عني، فقال: ما يقبله قلبي. ومع ذلك ولاه تدريس العزيزية، فلما مات المعظم، أخرجه منها الأشرف، ونادي في المدارس: من ذكر غير التفسير والفقه أو تعرض لكلام الفلاسفة نفيته، فأقام السيف خاملًا في بيته قد طفئ أمره إلى أن مات، ودفن بقاسيون بتربته

(1)

.

3 -

ما اشتهر به الملك العادل السلطان نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله من تعظيم للعلم والعلماء، وإنشاء دار للحديث بدمشق، وهو أول من فعل ذلك رحمه الله.

قال ابن الأثير عنه: "كان يفعل بالعلماء من التعظيم والتوقير والاحترام، ويجمعهم عنده للبحث والنظر، فقصدوه من البلاد الشاسعة من خراسان وغيرها، وبنى بدمشق أيضًا دارًا للحديث، ووقف عليها وعلى من بها من المشتغلين بعلم الحديث وقوفًا كثيرة، وهو أول من بنى دارًا للحديث فيما علمناه، وكان مجلسه كما روي في صفة مجلس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مجلس حلم وحياء لا تؤبن فيه الحُرُم، وهكذا كان مجلسه لا يُذكر فيه إلا العلم والدين وأحوال الصالحين، والمشورة في أمر الجهاد وقصد بلاد العدو، ولا يتعدى هذا"

(2)

.

4 -

عناية السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله بالعلم والرواية، وخاصة القرآن الكريم والحديث الشريف، فكان يحضر مجالس الرواية، ويعتني بها، ويحرص على الأسانيد العالية.

قال ابن شداد عنه: "وكان رحمه اللَّه تعالى يحب سماع القرآن العظيم ويستجيد إمامه ويشترط أن يكون عالمًا بعلم القرآن العظيم متقنًا لحفظه، وكان يستقرئ من يحرسه في الليل وهو في برجه الجزأين والثلاثة والأربعة وهو يسمع، وكان يستقرئ وهو في مجلسه العام من جرت عادته بذلك الآية والعشرين والزائد على ذلك، وكان رحمه الله شديد الرغبة في سماع الحديث ومتى سمع عن شيخ ذي رواية عالية وسماع كثير فإن كان ممن يحضر عنده استحضره وسمع عليه فأسمع من يحضره في ذلك المكان من أولاده وماليكه المختصين به وكان يأمر الناس بالجلوس عند سماع الحديث إجلالًا له. وإن كان ذلك الشيخ ممن لا يطرق أبواب السلاطين

(1)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (14/ 50).

(2)

انظر: التاريخ الباهر لابن الأثير (ص 171 - 173).

ص: 59

ويتجافى عن الحضور في مجالسهم سعى إليه وسمع عليه. تردد إلى الحافظ الأصفهاني

(1)

بالإسكندرية حرسها اللَّه تعالى وروى عنه أحاديث كثيرة، وكان رحمه اللَّه تعالى يحب أن يقرأ الحديث بنفسه وكان يستحضرني في خلوته ويحضر شيئًا من كتب الحديث ويقرأها هو فإذا مر بحديث فيه عبرة رق قلبه ودمعت عينه"

(2)

.

5 -

ما تميز به السلطان الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون الألفي الصالحي المتوفي عام 741 هـ من صفات جليلة، واهتمام بالعلم والعلماء، وعنايته بمجالس العلم والرواية، واختيار من هو أهلٌ للمناصب الشرعية.

قال الحافظ ابن حجر: "ولم ير أحدٌ مثل سَعَادَةِ مُلْكِهِ وعَدم حَرَكةِ الأعادي عليه برًا وبحرًا مع طول المدة، فمنذ وقعة شَقْحَب إلى أن مات لم يخرج عليه أحد، ووجدت له إجازة بخط البرزالي من ابن مُشرق وعيسى المغاري وجماعة، وسمع من ست الوزراء، وابن الشحنة، وخرج له بعض المحدثين جزءًا، وكان مطاعًا مهيبًا عارفًا بالأمور، يُعظِّمُ أهلَ العلم، والمناصب الشرعية لا يقرر فيها إلا من يكون أهلًا لها ويتحرى لذلك ويبحث عنه ويبالغ"

(3)

.

بهذا كانت الأمة منصورة، ودول الكفر مقهورة، فالعلم هو خير ما سَعى له المرء وبه عَمِل، والعلماء هم ورثة الأنبياء والرسل.

‌رابعًا: بناء دور الحديث والمدارس:

لقد اهتم العلماء والسلاطين ببناء دور الحديث والمدارس، وعينوا علماء شيوخًا يتولونها، ورتبوا أوقافًا للشيوخ والطلاب، لتقوم بكفايتهم في ما يحتاجونه من المأكل والملبس والمسكن، وكان لتلك المدارس ودور الحديث وللشيوخ والعلماء أكبر الدور في نشر العلم وحفظه.

ومن أمثلة ذلك:

‌أ- دار الحديث الضيائية:

تقع في جبل قاسيون ظاهر دمشق، وهي منسوبة للإمام الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل، أبو عبد اللَّه السعدي المقدسي، ثم الدمشقي الصالحي المتوفى سنة 643 هـ.

(1)

هو الإمام المشهور أبو طاهر السِّلفي الأصبهاني.

(2)

انظر: النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية لبهاء الدين بن شداد (ص 36 - 37).

(3)

انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (5/ 408).

ص: 60

قال الذهبي: "بنى مدرسة على باب الجامع المظفري، وأعانه عليها بعض أهل الخير، وجعلها دار حديث، وأن يسمع فيها جماعة من الصبيان، ووقف بها كتبه وأجزاءه، ووقف بها كتبه وأجزاءه، وفيها من وقف الشيخ الموفق، والبهاء عبد الرحمن، والحافظ عبد الغني، وابن الحاجب، وابن سلام، وابن هامل، والشيخ علي الموصلي"

(1)

.

وكان الإمام ضياء الدين المقدسي قد رحل في طلب الحديث والعلم إلى أقطار شتى، وحصل الكثير من الكتب والأصول النفيسة هبةً وشراءً ونسخًا، وجعل كل ذلك مع كتبه القيمة التي ألفها وقفًا في دار الحديث الضيائية.

قال ابن كثير: "سمع الحديث الكثير، وكتب كثيرًا، ورحل وطاف وجمع وصنف وألف كتبًا مفيدة حسنة كثيرة الفوائد، من ذلك كتاب "الأحكام" ولم يتمه، وكتاب "المختارة" وفيه علوم حسنة حديثية، وهي أجود من "مستدرك الحاكم" لو كمل، وله "فضائل الأعمال"، وغير ذلك من الكتب الحسنة الدالة على حفظه واطلاعه وتضلعه من علم الحديث متنًا وإسنادًا، وكان رحمه الله في غاية العبادة والزهادة والورع والخير، وقد وقف كتبًا كثيرة عظيمة بخطه خزانة المدرسة الضيائية التي وقفها على أصحابهم من أهل الحديث والفقهاء، وقد وقفت عليها أوقافٌ أُخَر كثيرة بعد ذلك"

(2)

.

وقال الصفدي: "وقدم دمشق بعد خمسة أعوام بعلم كثير وحصل أصولا نفيسة فتح اللَّه بها عليه هبةً وشراءً ونسخًا"

(3)

.

وقال يوسف بن عبد الهادي: "وكان بهذه المدرسة كتب الدنيا والأجزاء الحديثية، حتى يُقال إنه كان فيها خط الأئمة الأربعة، حتى يُقال: إنه كان فيها التوراة والإنجيل"

(4)

.

وكان من أشهر القيّمين عليها الأثمة آل المحب الصامت رحمهم الله.

ومن أشهرهم المؤلف الإمام شمس الدّين أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن المحب الصامت المقدسي الحنبلي رحمه الله.

(1)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (14/ 476).

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 285).

(3)

انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (4/ 88).

(4)

انظر: القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية لابن طولون (1/ 138).

ص: 61

قال يوسف بن عبد الهادي في ترجمته: "وكانت معهم خزانة الضيائية، فمن ثمَّ كثر سماعهم واتسعت معارفهم بذلك. . . وقلَّ جزء من أجزاء الضيائية أو من كتب الحديث إلا وعليه خطّه. . . وسمعنا قديمًا وشاهدنا من صورة الحال: قَلَّ كتاب من كتب الدنيا لا سند فيه لابن المحب"

(1)

.

‌ب- دار الحديث السُّكَّرِيَّةِ:

كانت بيتًا لأحد الرؤساء العدول يقال له: شرف الدين بن السُّكَّري، فجعلها دارًا للحديث وأوقفها على العلماء وطلبة العلم من أهل الحديث توفي عام 761 هـ.

قال الذهبي: "شرف الدين ابن السكري، عدلٌ رئيسٌ مشهورٌ، وقف داره بالقصاعين لأهل العلم والحديث، وهي التي يسكنها شيخنا ابن تيمية"

(2)

.

وأول من تولى مشيخة هذه الدار الإمام عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني، وبعد وفاته تولاها ابنه شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية.

قال ابن كثير: "الشيخ الإمام العالم شهاب الدين عبد الحليم بن الشيخ الإمام العلامة مجد الدين عبد السلام بن عبد اللَّه بن أبي القاسم بن تيمية الحراني -والد شيخنا العلامة العلم تقي الدين ابن تيمية- مفتي الفرق، الفارق بين الفرق، كانت له فضيلة حسنة ولديه فوائد كثيرة، وكان له كرسي بجامع دمشق يتكلم عليه عن ظهر قلبه، وولي مشيخة دار الحديث السكرية بالقصَّاعين، وبها كان مسكنه، ثم درَّس ولده الشيخ تقي الدين بها بعده في السنة الآتية"

(3)

.

وكان هذا الدرس الذي ألقاه شيخ الإسلام ابن تيمية درسا هائلًا، عظيم النفع والفوائد، حتى إن شيخه تاج الدين الفزاري شيخ الشافعية كتبه بخطه لكثرة فوائده.

قال الذهبي عن الشيخ تاج الدين الفزاري: "وكان يبالغ في تعظيم الشيخ تقي الدين ابن تيمية بحيث أنه علق بخطه درسه بالسكرية"

(4)

.

وقال ابن كثير: "في يوم الاثنين ثاني المحرم منها درس الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني بدار الحديث السكرية التي بالقصاعين، وحضر

(1)

انظر: الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد ليوسف بن عبد الهادي (ص 120 - 121).

(2)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (14/ 476).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 592).

(4)

انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 163).

ص: 62

عنده قاضي القضاة بهاء الدين بن الزكي الشافعي، والشيخ تاج الدين الفزاري شيخ الشافعية، والشيخ زين الدين ابن المرحل، وزين الدين بن المنجا الحنبلي، وكان درسًا هائلًا حافلًا، وقد كتبه الشيخ تاج الدين الفزاري بخطه لكثرة فوائده، وكثرة ما استحسنه الحاضرون، وقد أطنب الحاضرون في شكره على حداثة سنه وصغره، فإنه كان عمره إذ ذاك عشرين سنة وسنتين"

(1)

.

‌ج - دار الحديث الأشرفية الجوانية:

بناها الملك الأشرف أبو الفتح مظفَّر الدين موسى بن الملك العادل محمد الأيوبي، حيث أُسست بدمشق سنة 628 هـ

(2)

، وتم افتتاحها سنة 630 هـ ليلة النصف من شعبان من تلك السنة، وقُرئ بها أولًا صحيح البخاري. قال الذهبي في أحداث سنة 630 هـ:"وفيها فراغُ دار الحديث الأشرفية، وفتحت ليلة نصف شعبان، وقرئ بها "البخاري" على ابن الزبيدي

(3)

، وسمعه خلائق"

(4)

.

وكان شرطُ واقِفها فيمن يتولى مشيختها: أن يكون على مذهب الشافعي وأن تجتمع فيه الرواية والثاني الدراية، فإذا انفرد اثنان أحدهما مختص بالرواية والآخر بالدراية قُدِّمَ من اختص بالرواية

(5)

.

وهناك عدد من العلماء الكبار الذين تولوا مشيخة هذه الدار، وألفوا مؤلفات قيمة قُرئت فيها على مدى الأيام، واشتهرت بين الأنام، ومنهم:

‌1 - الشيخ تقي الدين بن الصلاح الكردي الشهرزوري الشافعي المتوفى سنة 643 هـ:

وهو أول من تولى التدريس بها. قال ابن خلكان: "ولما بنى الملك الأشرف بن الملك العادل بن أيوب رحمه اللَّه تعالى دار الحديث بدمشق فوض تدريسها إليه"

(6)

.

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 593).

(2)

انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (16/ 372).

(3)

الشيخ الإمام الفقيه الكبير مسند الشام، سراج الدين، أبو عبد اللَّه الحسين بن أبي بكر المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم الربعي الزبيدي الأصل البغدادي البابصري الحنبلي، ولد سنة 545 هـ وروى ببغداد، ودمشق، وحلب. وكان إماما دينا، خيرا، متواضعا، صادقا فرح الأشرف صاحب دمشق بقدومه، وأخذه إلى عنده في أثناء رمضان من العام، وسمع منه "الصحيح" في أيام معدودة، وأنزله إلى دار الحديث، وقد فتحت من نحو شهر، فحشد الناس وازدحموا، وسمعوا الكتاب، ثم أخذه أهل الجبل، وسمعوا منه الكتاب ومسند الشافعي، واشتهر اسمه، ورد إلى بلده، فقدم متعللا، وتوفي سنة 631 هـ. انظر: المصدر السابق (22/ 359).

(4)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (13/ 660).

(5)

انظر: أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (5/ 648 - 650) وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 75).

(6)

انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (3/ 244).

ص: 63

وقال الذهبي: "كان حسن الاعتقاد على مذهب السلف، يرى الكف عن التأويل، ويؤمن بما جاء عن اللَّه ورسوله على مرادهما، ولا يخوض ولا يتعمق"

(1)

.

‌2 - الإمام عماد الدين ابن الحرستاني عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الأنصاري الخزرجي الشافعي المتوفي سنة 662 هـ:

قال عنه الذهبي: "ولي قضاء القضاة بعد والده من جهة السلطان الملك العادل، وقد ناب عن والده في القضاء ثم عُزل. . . وولي الخطابة مدة، وكان من كبار الأئمة وشيوخ العلم، مع التواضع والديانة وحسن السمت والتجمل، وولي مشيخة الأشرفية بعد ابن الصلاح"

(2)

.

‌3 - الإمام شهاب الدين أبو شامة المقدسي الشافعي المتوفى سنة 665 هـ:

قال ابن كثير: "في جمادى الآخرة منها درس الشيخ شهاب الدين أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي بدار الحديث الأشرفية، بعد وفاة القاضي عماد الدين بن الحرستاني، وحضر عنده القاضي شمس الدين ابن خلكان وجماعة من الفضلاء والأعيان، وذكر خطبة كتابه "المبعث" وأورد الحديث بسنده ومتنه، وذكر فوائد كثيرة مستحسنة، ويقال: إنه لم يراجع شيئًا حتى أورد درسه، ومثله لا يستكثر عليه ذلك"

(3)

.

وقال الذهبي: "ولي مشيخة القراءة بتربة الملك الأشرف، ومشيخة دار الحديث، وكان مع فرط ذكائه وكثرة علمه، متواضعا مطرحا للتكلف"

(4)

.

‌4 - الإمام النووي يحيى بن شرف الحزامي الشافعي المتوفى سنة 676 هـ:

قال الذهبي: "الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء، محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي، صاحب التصانيف النافعة: مولده في المحرم سنة 631 هـ. . . سمع الكتب الستة والمسند والموطأ وشرح السنة للبغوي وسنن الدارقطني وأشياء كثيرة. . . لازم الاشتغال والتصنيف ونشر العلم والعبادة والأوراد والصيام والذكر والصبر على العيش الخشن في المأكل والملبس ملازمة كلية لا مزيد عليها. . مع ما هو عليه من المجاهدة بنفسه والعمل بدقائق الورع والمراقبة وتصفية النفس

(1)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (14/ 475).

(2)

انظر: نفس المصدر للذهبي (15/ 56).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 454).

(4)

انظر: معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للذهبي (1/ 362).

ص: 64

من الشوائب ومحقها من أغراضها كان حافظًا للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله رأسًا في معرفة المذهب. . . ولي مشيخة دار الحديث. . . سنة خمس وستين بعد أبي شامة إلى أن مات"

(1)

.

وقال تلميذه ابن العطار: "قرئ عليه "البخاري" و"مسلم" بدار الحديث الأشرفية بحثًا وسماعًا، وحَضَرْتُ مسلمًا وأكثر البخاري، وقطعة من سنن أبي داود"

(2)

.

‌5 - الإمام شيخ الشافعية زين الدين الفارقي المتوفى سنة 703 هـ:

قال ابن كثير: "زين الدين الفارقي عبد اللَّه بن مروان بن عبد اللَّه بن فهر بن الحسن، أبو محمد الفارقي شيخ الشافعية، ولد سنة 633 هـ، وسمع الحديث الكثير، واشتغل ودرس في عدة مدارس، وأفتى مدة طويلة، وكانت له همة، وشهامة، وصرامة، وكان يباشر الأوقاف جيدا، وهو الذي عمر دار الحديث بعد خرابها زمن قازان، وقد باشرها سبعا وعشرين سنة من بعد النووي إلى حين وفاته"

(3)

.

‌6 - الإمام شيخ الشافعية صدر الدين بن الوكيل الشافعي المتوفى سنة 716 هـ:

وقد ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية سبع سنين

(4)

.

قال ابن كثير: "صدر الدين بن الوكيل، هو العلامة أبو عبد اللَّه محمد بن الشيخ الإمام مفتي المسلمين زين الدين عمر بن مكي بن عبد الصمد، المعروف بابن المرحل وبابن الوكيل، شيخ الشافعية في زمانه، وأشهرهم في وقته بالفضيلة، وكثرة الاشتغال، والمطالعة، والتحصيل، والافتنان في العلوم العديدة، وقد أجاد معرفة المذهب والأصلين، ولم يكن في النحو بذاك القوي، فكان يقع منه اللحن الكثير، مع أنه قرأ فيه "المفصل" للزمخشري، وكانت له محفوظات كثيرة، ولد في شوال سنة خمس وستين وستمائة، وسمع الحديث على المشايخ، من ذلك "مسند الإمام أحمد" على ابن علان، و"الكتب الستة"، وقرئ عليه قطعة كبيرة من "صحيح مسلم" بدار الحديث. . . وكان يتكلم على الحديث بكلام مجموع من علوم كثيرة من الطب والفلسفة وعلم الكلام -وليس ذلك بعلم- وعلوم الأوائل، وكان يكثر من ذلك، وكان يقول الشعر جيدًا، وله ديوان مجموع مشتمل على أشياء لطيفة، وكان له أصحاب يحسدونه ويحبونه، وآخرون يحسدونه ويبغضونه، وكانوا يتكلمون فيه بأشياء، ويرمونه بالعظائم، وقد كان مسرفا على نفسه، قد ألقى جلباب الحياء فيما يتعاطاه من القاذورات

(1)

انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 174 - 176).

(2)

انظر: تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين لعلاء الدين علي بن إبراهيم بن العطار (ص 61).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 38).

(4)

انظر: فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي (4/ 14).

ص: 65

والفواحش، وكان ينصب العداوة للشيخ ابن تيمية، ويناظره في كثير من المحافل والمجالس، وكان يعترف للشيخ تقي الدين بالعلوم الباهرة ويثني عليه، ولكنه كان يجاحف عن مذهبه وناحيته وهواه، وينافح عن طائفته، وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية يثني عليه، وعلى علومه، وفضائله، ويشهد له بالإسلام إذا قيل له عن أفعاله وأعماله القبيحة، وكان يقول: كان مخلطًا على نفسه، متبعًا مراد الشيطان منه، يميل إلى الشهوة والمحاضرة، ولم يكن كما يقول فيه بعض أصحابه ممن يحسده ويتكلم فيه، هذا أو ما هو في معناه، وقد درس بعدة مدارس بمصر والشام. . .ودار الحديث الأشرفية، وولي في وقت الخطابة أياما يسيرة كما تقدم، ثم قام الخلق عليه وأخرجوها من يده، ولم يرق منبرها"

(1)

.

7 -

الإمام كمال الدين الزَّملكاني الشافعي المتوفي سنة 727 هـ:

قال الذهبي: "محمد بن علي بن عبد الواحد، ابن خطيب زملكا، شيخنا قاضي القضاة عالم العصر كمال الدين أبو المعالي الأنصاري السِّمَاكِي الزَّمَلْكَانِيُّ، طلب بنفسه وقتا، وقرأ على الشيوخ، ونظر في الرجال والعلل شيئًا، وكان عذب القراءة سريعها، وكان من بقايا المجتهدين ومن أذكياء أهل زمانه، درس وأفتى وصنف وتخرج به الأصحاب، توفي سنة 727 هـ"

(2)

.

وقال ابن كثير: "وفي يوم الخميس سادس عشر شعبان باشر الشيخ كمال الدين بن الزملكاني مشيخة دار الحديث الأشرفية، عوضًا عن ابن الوكيل، وأخذ في التفسير، والحديث، والفقه، فذكر من ذلك دروسًا حسنة، ثم لم يستمر بها سوى خمسة عشر يوما حتى انتزعها منه كمال الدين بن الشريشي، فباشرها يوم الأحد ثالث شهر رمضان"

(3)

.

‌8 - الإمام كمال الدين بن الشريشي المتوفي سنة 718 هـ:

قال ابن كثير: "الشيخ كمال الدين بن الشريشي أحمد بن الإمام العلامة جمال الدين أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن سحمان البكري الوائلي الشريشي، كان أبوه مالكيا كما تقدم، واشتغل هو في مذهب الشافعي، فبرع، وحصل علوما كثيرة، وكان خبيرا بالكتابة مع ذلك، وسمع الحديث، وكتب الطباق وقرأه بنفسه، وأفتى، ودرس، وناظر، وباشر عدة مدارس ومناصب كبار. . .ومشيخة دار الحديث الأشرفية ثمان سنين، وكان مشكور السيرة فيما تولاه من الجهات كلها، وقد عزم في هذه السنة على الحج، فخرج بأهله،

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 160 - 162).

(2)

انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 246 - 247).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 105).

ص: 66

فأدركته منيته. . .في سلخ شوال من هذه السنة رحمه الله، وتولى بعده دار الحديث الأشرفية الحافظ جمال الدين المزي"

(1)

. قال الصفدي: "وكان ابن الشريشي قد وليها بعد الشيخ كمال الدين بن الزملكاني"

(2)

.

وقال ابن كثير: "وذلك بإشارة الشيخ تقي الدين ابن تيمية"

(3)

.

‌9 - الإمام الحافظ أبو الحجاج المزي المتوفي سنة 742 هـ:

قال الذهبي: "هو حَافظ الْعَصْر ومحدث الشَّام ومصر، وحامل لِوَاء الْأَثر، وعالم أنواع نعوت الخبر، صاحب معضلاتنا وموضح مشكلاتنا، الشيخ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف ابن علي بن عبد الملك ابن أبي الزهر القضاعي الكلبي المزي، الحلبي المولد، خاتمة الحفاظ وناقد الأسانيد والألفاظ، مولده بظاهر حلب في عاشر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وستمائة وطلب الحديث في أول سنة خمس وسبعين وهلم جرا وإلى الآن لا فتر ولا قصر، ولا عن العلم والرواية تأخر. . .وسمع الكتب الأمهات المسند والكتب الستة، والمعجم الكبير، والسيرة، والموطأ من طرق، والزهد، والمستخرج على مسلم، والحلية، والسنن للبيهقي، ودلائل النبوة، وتاريخ الخطيب، والنسب للزبير، وأشياء يطول ذكرها، ومن الأجزاء ألوفًا ومشيخته نحو الألف. . .ولقد كان بين المزي وابن تيمية صحبة أكيدة، ومرافقة في السماع، ومباحثة واجتماع، وود وصفاء، والشيخ هو الذي سعى للمزي في توليته دار الحديث"

(4)

.

قال ابن قاضي شهبة: "برع في فنون الحديث، وأقر له الحفاظ من مشايخه وغيرهم بالتقديم، وحدث بالكثير نحو خمسين سنة، فسمع منه الكبار والحفاظ، وولي دار الحديث الأشرفية ثلاثًا وعشرين سنة ونصفًا"

(5)

.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية لما باشر المزي دار الحديث الأشرفية: "لم يلِ هذه المدرسة من حين بنائها الى الآن أحق بشرط الواقف منه"

(6)

. تقول الواقف: "فإن اجتمع من فيه الرواية ومن فيه الدراية قدم من فيه الرواية"

(7)

.

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 187 - 188).

(2)

انظر: أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (4/ 684).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 32).

(4)

انظر: ثلاث تراجم نفيسة للمزي وابن تيمية والبرزالي للذهبي (ص 50 - 56).

(5)

انظر: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 75).

(6)

انظر: أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (5/ 648 - 650).

(7)

انظر: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 75).

ص: 67

قال ابن كثير: "وفي يوم الخميس ثالث عشرين ذي الحجة باشر الشيخ الإمام العلامة الحافظ الحجة، شيخنا ومفيدنا، أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي مشيخة دار الحديث الأشرفية عوضًا عن كمال الدين بن الشريشي، ولم يحضر عنده كبير أحد لما في نفوس بعض الناس من ولايته لذلك، مع أنه لم يتولها أحد قبله أحق بها منه، ولا أحفظ منه، وما عليه منهم إذ لم يحضروا عنده، فإنه لا يوحشه إلا حضورهم عنده، وبعدهم عنه أُنْس"

(1)

.

‌د - دار الحديث الأشرفية البرانية:

ويقال لها أيضًا المقدسية، وقد أنشأها كذلك الملك الأشرف أبو الفتح مظفَّر الدين موسى بن الملك العادل محمد الأيوبي، وجعلها خاصة بالحنابلة، وكان ابتداء بنائها سنة 629 هـ، وجُعل شيخها الإمام جمال الدين عبد اللَّه بن تقي الدين عبد الغني بن علي بن سرور المقدسي، فتوفي قبل أن يليها.

قال ابن مفلح: "عبد اللَّه بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي ثم الدمشقي الحافظ بن الحافظ جمال الدين. . .كتب بخطه الكثير وجمع وصنف وأفاد وقرأ القرآت. . .قال الحافظ الضياء: كان علامة وقته، وقال ابن الحاجب: لم يكن في عصره مثله في الحفظ والمعرفة والأمانة، وكان كثير الفضل وافر العقل متواضعًا مهيبًا جوادًا سخيًا له القبول التام مع العبادة والورع والمجاهدة، قال الذهبي: بنى له الملك الأشرف دار الحديث بالسفح وجعله شيخها وقرر له معلوما فمات قبل فراغها، توفي يوم الجمعة خامس رمضان سنة تسع وعشرين وستمائة ودفن بالسفح"

(2)

.

وأول من تولى مشيختها:

‌1 - الإمام شيخ الإسلام شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي الحنبلي المتوفي سنة 682 هـ.

قال ابن كثير: "شيخ الجبل الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلي أول من ولي قضاء الحنابلة بدمشق -ثم تركه وتولاه ابنه نجم الدين- وتدريس الأشرفية بالجبل، وقد سمع الحديث الكثير، وكان من علماء الناس وأكثرهم ديانة في عصره وأمانة، مع هدي صالح وسمت حسن وخشوع ووقار"

(3)

.

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 181).

(2)

انظر: القلائد الجوهرية لابن طولون (1/ 156) والمقصد الأرشد لابن مفلح (3/ 40 - 41).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 591).

ص: 68

وقال ابن مفلح: "عُني بالحديث وكتب بخطه الأجزاء والطباق وتفقه على عمه، فقَرأ عليه المقنع وأذن له في إقرائه وإصلاح ما يراه فيه، وشرحه في عشر مجلدات مستمدًا من المغني، وأخذ الأصول عن السيف الآمدي، درس وأفتى وأقرأ العلم زمانًا طويلًا، وانتفع به الناس، وانتهت إليه رئاسة المذهب في عصره بل رئاسة العلم في زمانه، وكان معظمًا عند الخاص والعام، ولقد أثنى عليه الأئمة. . .وكان الشيخ محيى الدين النووي يقول: هو أجل شيوخي، وهو أول من ولى قضاء الحنابلة بالشام، فوليه مدة تزيد على اثنتي عشرة سنة على كره منه، ولم يتناول عليه معلومًا، ثم عزل نفسه في آخر عمره، وبقي قضاء الحنابلة شاغرًا مدة حتى وليه ولده نجم الدين، وكان رحمة للمسلمين، ولولاه لراحت أملاك الناس لمَّا تعرض إليها السلطان، فقام فيها قيام المؤمنين وأثبتها لهم، وعاداه جماعة الحكام، وعملوا في حقه المجهود، وتحدثوا فيه بما لا يليق، ونصره اللَّه عليهم بحسن نيته، ويكفيه هذا عند اللَّه تعالى"

(1)

. وتولى مشيختها بعده عدد من العلماء منهم على سبيل المثال:

‌2 - ابنه قاضي القضاة نجم الدين أبو العباس بن شمس الدين بن أبي عمر المتوفى سنة 689 هـ.

قال ابن رجب: "أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة الشيخ الإمام قاضي القضاة نجم الدين أبو العباس بن شيخ الإسلام شمس الدين ابن أبي عمر، كان شابًا سليمًا مهيبًا تام الشكل، ليس له من اللحية إلا شعيرات يسيرة، وكان له مع القضاء خطابة الجامع بالجبل والإمامة بحلقة الحنابلة، وكان حسن السيرة في أحكامه مليح الدرس، له قدرة على الحفظ، وله مشاركة جيدة في العلوم، تولى القضاء في أيام والده لما عزل نفسه، توفى ثالث عشر جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وستمائة، ودفن بمقبرة جده من الغد وشيعه خلق وعاش ثمان وثلاثين سنة"

(2)

.

‌3 - قاضي القضاة الحسن بن عبد اللَّه بن الشيخ أبي عمر المقدسي المتوفى سنة 695 هـ.

قال ابن كثير: "قاضي القضاة شرف الدين أبو الفضل الحسن بن الشيخ الإمام الخطيب شرف الدين أبي بكر عبد اللَّه بن الشيخ أبي عمر المقدسي، سمع الحديث وتفقه، وبرع في الفروع واللغة، وفيه أدب وحسن محاضرة، مليح الشكل، تولى القضاء بعد نجم الدين بن الشيخ شمس الدين في أواخر سنة تسع وثمانين، ودرس بدار الحديث الأشرفية بالسفح، وكانت وفاته ليلة الخميس الثاني والعشرين من شوال، وقد قارب الستين"

(3)

.

(1)

انظر: المقصد الأرشد لابن مفلح (3/ 107 - 109).

(2)

انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (4/ 127 - 128).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 689).

ص: 69

وقال ابن رجب: "تفقه وبرع في المذهب. وشارك في الفضائل. وولي القضاء بعد نجم الدين أحمد ابن الشيخ شمس الدين. واستمر إلى حين وفاته. قال البرزالي: كان قاضيا بالشام على مذهب الإمام أحمد، ومدرسا بدار الحديث الأشرفية بسفح قاسيون، ومدرسة جده، وكان مليح الشكل، حسن المناظرة، كثير المحفوظ، عنده فقه ونحو ولغة، وقال الذهبي: كان من أئمة المذهب، بقي في القضاء ست سنين، ومات في ليلة الخميس ثاني عشر شوال سنة خمس وتسعين وستمائة"

(1)

.

وقال ابن كثير: "سمع الحديث وتفقه، وبرع في الفروع واللغة، وفيه أدب وحسن محاضرة، مليح الشكل، تولى القضاء بعد نجم الدين بن الشيخ شمس الدين في أواخر سنة تسع وثمانين، ودرس بدار الحديث الأشرفية بالسفح، وكانت وفاته ليلة الخميس الثاني والعشرين من شوال، وقد قارب الستين"

(2)

.

‌4 - قاضي القضاة تقي الدين سليمان بن حمزة قدامة المقدسي المتوفى سنة 715 هـ.

قال ابن رجب: "سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي. ثم الصالحي. قاضي القضاة، تقي الدين أبو الفضل: ولد في منتصف رجب، سنة ثمان وعشرين وستمائة، وحضر على ابن الزبيدي صحيح البخاري، والحافظ ضياء الدين وغيرهم، وأكثر عن الحافظ ضياء الدين حتى قال: سمعت منه نحو ألف جزء. وقرأ بنفسه على ابن عبد الدايم وغيره كثيرًا من الكتب الكبار والأجزاء، وأجاز له خلق من البغداديين، ومن المصريين، ومن الأصبهانيين، وطائفة وجماعة من الشاميين وغيرهم، ولازم الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وأخذ عنه الفقه والفرائض، وغير ذلك، قال البرزالي: شيوخه بالسماع نحو مائة شيخ، وبالإجازة: أكثر من سبعمائة، وخُرِّجتْ له المشيخات، والعوالي والمصافحات، والموافقات، ولم يزل يقرأ عليه إلى قبيل وفاته بيوم، قال: وكان شيخًا جليلًا فقيهًا كبيرًا، بهي المنظر، وضيء الشيبة، حسن الشكل، مواظبًا على حضور الجماعات، وعلى قيام الليل والتلاوة والصيام، له أوراد وعبادة، وكان عارفًا بالفقه، خصوصًا كتاب "المقنع" قرأه وأقرأه مرات كثيرة، وكان يذكر الدرس ذكرًا حسنًا متقنًا، ويحفظه من ثلاث مرات ونحوها، وكان قوي النفس، لين الجانب، حسن الخلق، متوددًا إلى الناس، حريصًا على قضاء الحوائج، وحدث بثلاثيات البخاري سنة ست وخمسين وستمائة، وحدث بجميع الصحيح سنة ستين، وولي القضاء سنة خمس

(1)

انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (4/ 275 - 276).

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 689).

ص: 70

وتسعين، قال الذهبي: كان فقيهًا إمامًا محدثًا، أفتى نيفًا وخمسين سنة، وتوفي ليلة الاثنين حادي عشر ذي القعدة سنة خمس عشرة وسبعمائة"

(1)

.

وقال ابن كثير: "القاضي المسند المعمر الرحلة، تقي الدين سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي الحنبلي، الحاكم بدمشق، ولد في نصف رجب سنة ثمان وعشرين وستمائة، وسمع الحديث الكثير، وقرأ بنفسه وتفقه وبرع، وولي الحكم، وحدث، وكان من خيار الناس، وأحسنهم خلقا، وأكثرهم مروءة، توفي فجأة عقيب صلاة المغرب ليلة الاثنين حادي عشرين ذي القعدة، ودفن من الغد بتربة جده، وحضر جنازته خلق كثير وجم غفير، رحمه الله"

(2)

.

‌5 - شهاب الدين العابر أحمد بن عبد الرحمن المقدسي النابلسي المتوفى سنة 697 هـ.

قال الذهبي: "أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور، الشيخ الإمام الكبير شهاب الدين المقدسي، النابلسي، الحنبلي، مفسر المنامات، ولد بنابلس في ثالث عشر شعبان سنة ثمان وعشرين وستمائة، وروى الكثير بدمشق والقاهرة، وكان إليه المنتهى في تعبير الأحلام، قد اشتهر عنه في ذلك عجائب وغرائب، ويخبر صاحب المنام بمغيبات لا يقتضيها المنام أصلا، وبعض الناس يعتقدون فيه الكشف والكرامات، وبعضهم يقول: ذلك مستنبط من المنامات، وبعضهم يقول: ذلك كهانات أو إلهامات، ولكل منهم في دعواه شُبه وعلامات، حدثني الشيخ تقي الدين ابن تيمية أن الشهاب العابر كان له رئي من الجن يخبره المغيبات، والرجل فكان صاحب أوراد وصلوات، وما برح على ذلك حتى مات، وله الباع الطويل في التعبير، صنف في ذلك مقدمة سماها "البدر المنير" قرأها عليه علم الدين البرزالي، وسمعنا منه أجزاء، وكان عارفًا بالمذهب، وكان شيخًا حسن البشر، وافر الحرمة، معظما في النفوس"

(3)

.

وقال ابن رجب: "الشيخ الإمام الزاهد العالم شهاب الدين بن الشيخ جمال الدين، كان علامة في تعبير الرؤيا وحكى الناس عنه فيها الغرائب قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية وقد ذكر مرة الرجل: إذا فتح عليه في علم قال فيه ما أراد، مات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وستمائة"

(4)

.

(1)

انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (4/ 389 - 403).

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 148).

(3)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (15/ 850 - 851).

(4)

انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (4/ 126 - 127).

ص: 71

‌هـ- دار الحديث النورية:

بناها الملك السلطان العادل نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله، وقد مرت الإشارة إلى ذلك، وهو أول من بنى دارًا للحديث.

قال أبو شامة عنه: "وبنى بدمشق أيضًا دار الحديث، ووقف عليها وعلى من بها من المشتغلين بعلم الحديث وقوفًا كثيرة، وهو أول من بنى دارًا للحديث فيما علمناه"

(1)

.

وقد تولى مشيخة هذه الدار عدد من العلماء الكبار منهم:

‌1 - الإمام الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر المتوفى سنة 571 هـ.

قال ابن كثير: "الحافظ أبو القاسم بن عساكر علي بن الحسن بن هبة اللَّه بن عساكر أبو القاسم الدمشقي، أحد أكابر حفاظ الحديث ومن عني به سماعا وجمعا وتصنيفا واطلاعا وحفظا لأسانيده ومتونه وإتقانا لأساليبه وفنونه صنف "تاريخ الشام" في ثمانين مجلدة فهي باقية بعده مخلدة، وقد برز على من تقدمه من المؤرخين وأتعب من يجيء بعده من المتأخرين فحاز فيه قصب السباق وجاز حدا يأمن فيه اللحاق، ومن نظر فيه وتأمله ورأى ما وصفه فيه وأصله، حكم بأنه فريد في التواريخ، وأنه في الذروة العليا من الشماريخ هذا مع ما له في علوم الحديث من كتب مفيدة، وما كان مشتملا عليه من العبادة والطرائق الحميدة، فلهُ "أطراف الكتب الستة" و"الشيوخ النبل" و"تبيين كذب المفتري على أبي الحسن الأشعري" وغير ذلك من المصنفات الكبار والصغار والأجزاء والأسفار، وقد أكثر في طلب الحديث من الترحال والأسفار، وجاب المدن والأقاليم والأمصار وجمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من الحفاظ نسخا واستنساخا ومقابلة وتصحيحًا للألفاظ، وكان من أكابر بيوتات الدماشقة، ورياسته فيهم عالية باسقة، من ذوي الأقدار والهيئات والأموال الجزيلة والصلات"

(2)

.

وقال ابن الجوزي: "سمع الحديث الكثير وكانت له معرفة وصنف تاريخا لدمشق عظيمًا جدًا يدخل في ثمانين مجلدة كبارًا، وكان شديد التعصب لأبي الحسن الأشعري"

(3)

.

(1)

انظر: الروضتين في أخبار الدولتين لأبي شامة (1/ 107).

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 514 - 515).

(3)

انظر: المنتظم لابن الجوزي (18/ 224 - 225).

ص: 72

وقال الذهبي: "وهو مع جلالته وحفظه يروي الأحاديث الواهية والموضوعة ولا يبينها، وكذا كان عامة الحفاظ الذين بعد القرون الثلاثة، إلا من شاء ربك فليسألنهم اللَّه تعالى عن ذلك، وأي فائدة بمعرفة الرجال ومصنفات التاريخ والجرح والتعديل إلا كشف الحديث المكذوب وهتكه؟ "

(1)

.

‌2 - الحافظ المحدث القاسم بن أبي القاسم بن عساكر المتوفى سنة 600 هـ:

وهو ابن الحافظ الكبير السابق أبي القاسم ابن عساكر الدمشقي.

قال الذهبي: "القاسم ابن الحافظ الكبير أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللَّه الحافظ المحدث الفاضل بهاء الدين أبو محمد ابن عساكر الدمشقي، مصنف "فضائل القدس"، وكان محدثًا صدوقًا متوسط المعرفة مكرمًا للغرباء له أنسة بالحديث وخطه ضعيف رديء، وصنف كتابًا في الجهاد، وأملى مجالس وخرج لنفسه الأبدال العالية نقاها من مصنف والده، وكان يبالغ في التعصب لمقالة أبي الحسن الأشعري من غير أن يحققها، ولي مشيخة الدار النورية بعد أبيه، وإلى أن مات فيها أخذ من الجامكية شيئًا، بل جعله مرصدًا لمن يقدم عليه من الطلبة"

(2)

.

‌3 - الإمام زين الدين خالد بن يوسف بن سعد النابلسي المتوفى سنة 663 هـ:

قال ابن جماعة: "خالد بن يوسف بن سعد بن الحسن بن بدر بن المفرج بن بكار النابلسي الشافعي أبو البقاء، أحد المحدثين المشهورين والحفاظ المعروفين، كان خيرا صالحا، حسن الأخلاق، ملازما بقراءة الحديث والنظر في الأسانيد، حافظا لكثير من اللغة والأسماء المشتبهة، والنسب المختلفة، كثير المذاكرة بذلك والسؤال عنه والامتحان به للطلاب، خبيرًا بالكتب ومصنفيها، عارفًا بخطوط الفضلاء، انقضى عمره في خدمة الحديث قراءة، ومطالعة، وسماعًا وإسماعًا بدمشق، وضبطًا وتحريرًا، أكثر من المسموعات والشيوخ وحدث قديما في سنة ست وعشرين وست مائة. . .مولده في سنة ست وثمانين وخمس مائة، وولي في آخر عمره مشيخة دار الحديث النورية"

(3)

.

وقال ابن كثير: "الشيخ زين الدين الحافظ، شيخ دار الحديث النورية بدمشق، كان عالمًا بصناعة الحديث، حافظًا لأسماء الرجال، اشتغل عليه في ذلك الشيخ محيي الدين النواوي وغيره، وتولى بعده مشيخة

(1)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (12/ 502).

(2)

انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 108 - 109).

(3)

انظر: مشيخة بدر الدين بن جماعة (4/ 251 - 253).

ص: 73

النورية الشيخ تاج الدين الفزاري، وكان الشيخ زين الدين حسن الأخلاق، فَكِهَ النفس، كثير المزاح على طريقة المحدثين، وكان قد رحل إلى بغداد، فاشتغل بها، وسمع الحديث، وكان فيه خير وصلاح وعبادة"

(1)

.

‌4 - الإمام عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي الحنبلي المتوفى سنة 688 هـ:

قال الذهبي: "عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن نصر بن أبي القاسم بن عبد الرحمن، المفتي، القدوة، فخر الدين، أبو محمد البعلبكي الحنبلي، ولي تدريس الحلقة بالجامع، ومشيخة النورية، وروى الكثير وأفتى واشتغل وتخرج به جماعة من الفضلاء، وكان عديم المثل كبير القدر، سألت أبا الحجاج الكلبي عنه فقال: هو أحد عباد اللَّه الصالحين، وأحد من كان يُظن به أنه لا يحسن يعصي اللَّه"

(2)

.

وقال ابن كثير: "الشيخ فخر الدين أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي الحنبلي، شيخ دار الحديث النورية ومشهد ابن عروة، وشيخ الصدرية، كان يفتي ويفيد الناس مع ديانة وصلاح وزهادة وعبادة"

(3)

.

‌5 - الإمام شيخ الشافعية تاج الدين الفزاري المتوفى سنة 690 هـ.

قال الذهبي: "عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع بن ضياء، العلامة الإمام، مفتي الإسلام، فقيه الشام، تاج الدين أبو محمد الفزاري البدري، المصري الأصل، الدمشقي الشافعي الفركاح، وخرج من تحت يده جماعة من القضاة والمدرسين والمفتين، ودرس وناظر وصنف، وانتهت إليه رياسة المذهب كما انتهت إلى ولده وكان من أذكياء العالم ومن بلغ رتبة الاجتهاد، و محاسنه كثيرة، وهو أجل من أن ينبه عليه مثلي. . .وكان رحمه الله عنده من الكرم المفرط وحسن العشرة وكثره الصبر والاحتمال، وعدم الرغبة في التكثر من الدنيا والقناعة والإيثار والمبالغة في اللطف ولين الكلمة والأدب ما لا مزيد عليه، مع الدين المتين وملازمة قيام الليل والورع وشرف النفس وحسن الخلق والتواضع والعقيدة الحسنة في الفقراء والصلحاء وزيارتهم، وله تصانيف مفيدة تدل على محله من العلم وتبحره فيه، وكانت له يد في النظم والنثر. . .في المذهب وهو شاب وجلس للإشغال وله بضع وعشرون. ودرس في سنة ثمان وأربعين. وكتب في الفتاوى وقد كمل ثلاثين سنة. . .وكانت الفتاوى تأتيه من الأقطار، وكان إذا سافر إلى زيارة بيت المقدس يتنافس أهل البر في الترامي عليه، وإقامة الضيافات له، وكان أكبر من النواوي -رحمهما اللَّه- بسبع سنين، وكان أفقه نفسا وأذكى قريحة وأقوى مناظرة من الشيخ محيي الدين

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 459).

(2)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (15/ 608).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 622).

ص: 74

بكثير، لكن كان محيي الدين أنقل للمذهب وأكثر محفوظا منه، وهؤلاء الأئمة اليوم هم خواص تلامذته. . . وكان قليل المعلوم، كثير البركة، مع الكرم والإيثار والمروءة والتجمل. . .وهو والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر أجل من روي "صحيح البخاري" عن ابن الزبيدي"

(1)

.

وقال ابن كثير: "وقد تخرج به جماعة كثيرون، وأمم لا يحصون من قضاة، وقضاة قضاة، وعلماء، وفقهاء، وسادة، وقادة رؤوس، ورؤساء، وأئمة وكبراء، وكان له فنون في الشرعيات من فقه وحديث وتفسير وعلوم الإسلام"

(2)

.

‌6 - الإمام الخطيب شرف الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي الشافعي المتوفى سنة 694 هـ.

قال الذهبي: "أحمد بن أحمد بن نعمة بن أحمد، الإمام العلامة، أقضي القضاة خطيب الشام، شرف الدين أبو العباس النابلسي، المقدسي، الشافعي، بقية الأعلام، كان إماما، فقيها، محققا، متقنا للمذهب والأصول والعربية والنظر، حاد الذهن، سريع الفهم، بديع الكتابة، إمامًا في تحرير الخط المنسوب، ولي دار الحديث النورية، ثم ولي الخطابة. ثم مات حميدًا، فقيدًا، سعيدًا، تخرج به جماعة من الأئمة، وانتهت إليه رياسة المذهب بعد الشيخ تاج الدين، وأذن لجماعة في الفتوى، وكان متواضعًا متنسكًا كيسًا، حسن الأخلاق، لطيف الشمائل، طويل الروح على التعليم، وكان ينشئ الخطب ويخطب بها، وكان متين الديانة، حسن الاعتقاد، سلفي النحلة، ذكر لنا الشيخ تقي الدين ابن تيمية أنه قال قبل موته بثلاثة أيام: "اشهدوا أني على عقيدة أحمد بن حنبل"

(3)

.

وقال ابن كثير: "الشيخ الإمام الخطيب المدرس المفتي شرف الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر بن حسين بن حماد المقدسي الشافعي، ولد سنة ثنتين وعشرين وستمائة، وسمع الكثير، وكَتَبَ حَسَنًا، وصنف فأجاد وأفاد، وولي القضاء نيابة بدمشق والتدريس والخطابة بدمشق، وكان مدرس دار الحديث النورية مع الخطابة، وأذن في الإفتاء لجماعة من الفضلاء منهم: الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية، وكان يفتخر بذلك ويفرح به ويقول: "أنا أذنت لابن تيمية بالإفتاء" وكان

(1)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (15/ 660 - 662).

(2)

انظر: طبقات الشافعيين لابن كثير (ص 922).

(3)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (15/ 781).

ص: 75

يُتقن فنونًا كثيرة من العلوم، وله شعر حسن، وصنف كتابًا في أصول الفقه جمع فيه شيئًا كثيرًا، وهو عندي بخطه الحسن"

(1)

.

‌7 - الإمام العالم علاء الدين علي بن إبراهيم العطار المتوفى سنة 724 هـ:

قال الذهبي: "علي بن إبراهيم بن داود بن سليمان المفتي الصالح المحدث علاء الدين أبو الحسن الدمشقي ابن العطار الشافعي، ولد سنة 654 هـ، خرَّجتُ له معجمًا، واشتغل مدة على النواوي وصَحِبَهُ، وكتب وجمع ودرس وأفتى، واشتهر ذكره"

(2)

.

وقال ابن كثير: "الشيخ الإمام العالم علاء الدين علي بن إبراهيم بن داود بن سليمان بن العطار، شيخ دار الحديث النورية، ولد يوم عيد الفطر سنة 654 هـ، وسمع الحديث، واشتغل على الشيخ الإمام العالم العلامة محيي الدين النواوي، ولازمه حتى كان يقال له: مختصر النواوي، وله مصنفات، وفوائد ومجاميع، وتخاريج، وباشر مشيخة النورية من سنة أربع وتسعين إلى هذه السنة، مدة ثلاثين سنة، توفي يوم الاثنين منها مستهل ذي الحجة، فولي بعده النورية علم الدين البرزالي"

(3)

.

‌8 - الإمام العلامة المحدث المؤرخ علم الدين البرزالي المتوفى سنة 739 هـ:

قال الذهبي: "القاسم ابن شيخنا الإمام العدل الكبير الورع بهاء الدين أبي الفضل محمد بن يوسف بن محمد، الإمام الحافظ المتقن الصادق الحجة مفيدنا ومعلمنا ورفيقنا محدث الشام مؤرخ العصر، علم الدين أبو محمد البرزالي الإشبيلي الأصل الدمشقي الشافعي. . .فمشيخته بالإجازة والسماع فوق الثلاثة آلاف، وكتبه وأجزاؤه الصحيحة في عدة أماكن، وهي مبذولة للطلبة، وقراءته المليحة الفصيحة مبذولة لمن قصده، وتواضعه وبِشْرُه مبذول لكل غني وفقير"

(4)

.

وقال ابن ناصر الدين: "الشيخ الإمام الحافظ الثقة الحجة مؤرخ الشام وأحد محدثي الإسلام. . .صاحب التاريخ الخطير والمعجم الكبير، كان بأسماء الرجال بصيرًا، وناقلا لأحوالهم نحريرًا. . . وسمعت بعض مشايخنا يذكر أن الحفاظ الثلاثة المزي والذهبي والبرزالي اقتسموا معرفة الرجال: فالمزي احكم

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 678 - 679).

(2)

انظر: معجم الشيوخ للذهبي (2/ 7).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 251 - 252).

(4)

انظر: معجم الشيوخ للذهبي (2/ 115 - 116).

ص: 76

الطبقة الأولى، والذهبي الوسطى، والبرزالي الأخيرة، يعني كمشايخ عصره ومن فوقهم بقليل ومن بعدهم، ومن اطلع على معجم البرزالي حقق ذلك، وفيه يقول الذهبي فيما أنبؤنا عنه:

إن رُمْتَ تَفتيشَ الخزائنِ كُلِّها

وظهورَ أجزاءٍ حَوتْ وعَوالي

ونُعوتَ أشياخِ الوجودِ وما رَووا

طَالعْ أو اسمعْ مُعجم البِرزالي

(1)

وقال الذهبي: "كان رأسًا في صدق اللهجة والأمانة، صاحب سنة واتباع ولزوم للفرائض، خيرًا متواضعًا، حسن البشر عديم الشر، فصيح القراءة قوي الدرية، عالمًا بالأسماء والألفاظ، سريع السرد مع عدم اللحن والدمج، قرأ ما لا يوصف كثرة وروى من ذلك جملة وافرة، وكان حليمًا صبورًا مترددًا، لا يتكثر بفضائله ولا ينتقص بفاضل، بل يوفيه فوق حقه، ويلاطف النَّاس، وله ود في القلوب وحب في الصدور، وله إجازات عالية، وكان حلو المحاضرة قوي المذاكرة، عارفًا بالرجال والكبار لا سيما أهل زمانه وشيوخهم يتقن ما يقوله، ولم يخلف في معناه مثله ولا عمل أحد في الطلب عمله، وفي عام وفاته توفي بين الحرمين محرما وغبطه النَّاس بذلك، وكان باذلًا لكتبه وأجزائه، سمحًا في أموره مؤثرًا متصدقًا رحومًا مشهورًا في الآفاق، مقصدًا لمن يلتمس ساعه، وكان هو الذي حَبَّبَ إلي طلب الحديث؛ فإنه رأى خطي فقال: خطك يشبه خط المحدثين، فأثَّرَ قوله فيَّ، وسمعتُ وتخرجتُ به في أشياء، وما أظن الزمان يسمح بوجود مثله، فعند ذلك نحتسب مصابنا بمثله، ولقد حزن الجماعة خصوصًا رفيقه أبو الحجاج شيخنا، وبكى عليه غير مرة، وكان كل منها يعظم الآخر ويعرف له فضله، وولي بعده مشيخة الثورية شيخنا المزي"

(2)

.

وقال ابن كثير: "كان له خط حسن وخلق حسن، وهو مشكور عند القضاة ومشايخ أهل العلم، سمعت العلامة ابن تيمية يقول: نَقْلُ البرزاني نَقرٌ في حَجر. وكان أصحابه من كل الطوائف يحبونه ويكرمونه، وكان شيخ الحديث بالنورية، فيها وقف كتبه، وكان قارئ الحديث بدار الحديث الأشرفية على المزي، ومن قبله كابن الشريشي، وكان يعيد في الجامع وغيره، وعلى كراسي الحديث، وكان متواضعًا محببًا إلى النَّاس، متوددًا إليهم، توفي عن أربع وسبعين سنة، رحمه الله"

(3)

.

(1)

انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي (ص 119 - 120).

(2)

انظر: ثلاث تراجم للذهبي (ص 37 - 41).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 413).

ص: 77

‌و- دار الحديث التُّنْكُزِيَّة:

بناها نائب الشام الأمير سيف الدين تُنْكزْ الناصري المتوفى سنة 748 هـ.

قال الصفدي: "الأمير الكبير المهيب سيف الدين أبو سعيد نائب السلطنة بالشام جلب إلى مصر وهو حدث فنشأ بها وكان أبيض إلى السمرة رشيق القد مليح الشعر خفيف اللحية قليل الشيب حسنُ الشكل طريفُهُ"

(1)

.

وقال النُّعيمي: "كانت هذه الدار حمامًا فهدمه نائب السلطنة تنكز الملكي الناصري وجعله دار قرآن وحديث وجاءت في غاية الحسن ورتب فيها الطلبة والمشايخ"

(2)

. وقد كَمُل بناؤها في سنة 739 هـ.

وقال ابن كثير: "وباشر مشيخة الحديث بها الشيخ الإمام الحافظ مؤرخ الإسلام محمد بن أحمد الذهبي، وقُرِّر فيها ثلاثون محدثًا لكل منهم جراية وجامكية، كل شهر سبعة دراهم ونصف رطل خبز، وقُرِّر للشيخ ثلاثون ورطل خبز، وقُرِّر فيها ثلاثون نفرة يقرءون القرآن، لكل عشرة شيخ، ولكل واحد من القراء نظير ما للمحدثين، ورتب لها إمام وقارئُ حديث ونوابٌ، ولقارئ الحديث عشرون درهمًا وثمان أواق خبز، وجاءت في غاية الحسن في شكالتها وبنائها"

(3)

.

قال ابن حجر: "ولَّي تُنْكُزُ المزيَّ والذهبيَّ بغير سؤال منهما ولا ببذل؛ لأنه أعلم بحالها واستحقاقهما، ثم ولَّى الذهبي دار الحديث التنكزية التي أنشأها"

(4)

.

‌ز - دار الحديث الظاهرية:

سُمِّيتْ بالظاهرية نسبة إلى الملك السلطان ركن الدين أبو الفتوح الظاهر بيبرس البندقداري التركي، ملك مصر والشام المتوفي سنة 676 هـ، أشهر سلاطين المماليك البحرية، وأول من وطَّد ملكهم في بلاد الشام بعد زوال الدولة الأيوبية.

وقد اشترى الملك الظاهر دارًا وحمَّمًا لرجل يقال له العقيقي سنة 670 هـ وجعلها دارًا للحديث.

(1)

انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (10/ 206).

(2)

انظر: الدارس في تاريخ المدارس للنُّعيمي (1/ 91). الطبعة الأولى 1410 هـ باختصار وتصرف.

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 410).

(4)

انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (2/ 74).

ص: 78

قال ابن كثير: "وقد اشترى الملك الظاهر ركن الدين بيبرس داره، وبناها مدرسة ودار حديث وتربة، وبها قبره، وذلك في حدود سنة سبعين وستمائة"

(1)

.

وبعد وفاة الملك الظاهر بيبرس رحمه الله، أُكمل بناؤها وذلك في يوم السبت تاسع جمادى الأولى سنة 676 هـ، ونُقل إلى تربتها جثمانه

(2)

.

وقد درَّس في هذه الدار كثير من الأئمة والعلماء، منهم الإمام الذهبي، والإمام ابن كثير، وغيرهم.

وقد بقيت هذه الدار إلى العصور المتأخرة، بعد أن توقفت الدروس فيها، وجعلت دارًا للكتب ليستفيد منها العلماء وطلبة العلم والباحثون.

قال عبد القادر بن بدران: "هذه المدرسة باقية إلى الآن وهي مشهورة معروفة، وبابها بناؤه من العجائب، يدخل منه إلى ساحتها فيكون عن يمين الداخل التربة الظاهرية، وهي في قبة شاهقة في الهواء، وجدرانها من الرخام الأبيض والأسود، مزخرفة بالفسيفساء، وفي سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف غيرت بلاطتها وبركتها الكبيرة، وأبدل ذلك بطراز لطيف، وبالجملة فلم يبق في داخلها من البناء الأول إِلا الجهة القبلية وأما الباقي فقد غير وجعل مدرسة لصغار الطالبة سُميت باسم "نموذج الترقي" وفي سنة ست وتسعين ومائتين وألف كان المرحوم مدحت باشا واليا على سورية، فاهتم بإنشاء المكاتب ثم علم أن دمشق كان بها ما لا يعد من خزائن الكتب الموقوفة على المشتغلين بالعلم فمدت إليها أيدي المختلسين بالنهب والبيع، حتى لم يبق منها إِلا النزر القليل؛ فخاف على الباقي من الضياع، فكتب إلى مقر السلطنة بذلك كتابًا يقول فيه: "لما كانت الكتب الموقوفة والمشروطة لاستفادة العموم قد حصرت بأيدي المتولين وحرمت الناس من مطالعتها كان من اللازم جمعها وجعلها في مكان مخصوص ليكون الانتفاع بها عامًا" فصدر له الأمر بذلك في اليوم الخامس عشر من شباط سنة خمس وتسعين ومائتين وألف رومية الموافقة للتاريخ المذكور، وأعطي القرار من طرف مجلس الإدارة على ذلك، وجمعت الكتب الموجودة من عشر خزائن. . . ثم جُعل مقرُّ تلك الكتب كلها في تربة الملك الظاهر في المدرسة المذكورة، لمتانتها ولياقتها لتلك الغاية، وطبع دفتر بأسماء الكتب، وعَيَّن الوالي لها محافظين، لكل واحد منهما مائتي قرش في الشهر، وبوابًا بخمسين قرشًا، والمكتبة المذكورة مفتوحة الباب للمطالعين، وزاد أهل الخير في كتبها ما هو قريب من الأصل"

(3)

.

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (15/ 393).

(2)

انظر: نفس المصدر لابن كثير (17/ 536).

(3)

انظر: منادمة الأطلال ومسامرة الخيال لابن بدران (ص 119 - 121).

ص: 79

وهناك دور للحديث ومدارس كثيرة جدًا غير هذه، وإنما كان الاقتصار على ذكر بعضها لبيان أهمية تلك المدارس في نهضة البلاد الإسلامية نهضة علمية مباركة، ولكي لا تطول الرسالة بسرد كثير منها، واللَّه الموفق.

* * *

ص: 80

‌الحالة الاجتماعية

من المتقرر أن الحالة السياسية لها تأثير على الحالة الاجتماعية، ويظهر مما سبق أن القرن الثامن الذي عاش فيه الإمام ابن المحب الصامت رحمه الله عمَّ فيه الاستقرار على رغم وجود التنازع على السلطة بين الولاة والقادة.

ويرجع ذلك الاستقرار من خلال دراسة الحالة السياسية والحالة العلمية فيما سبق إلى عدة أمور وهي:

1 -

القضاء على الغزو المغولي التتري.

2 -

القضاء على الاحتلال الصليبي للشام ومصر.

3 -

صلاح كثير من الولاة.

4 -

جهود العلماء في إصلاح الراعي والرعية.

‌أما في مصر:

فاتصفت الحياة الاجتماعية في مصر إبان عصر سلاطين المماليك بأنها حياة نشطة مليئة بالحركة والحياة، فقد كان المماليك يحكمون البلاد ويتمتعون بالجزء الأكبر من خيراتها دون أن يحاولوا الامتزاج بأهلها، لهم الثروة العظيمة، وحياة الترف والنعيم، أما بقية الرعية فقسمان:

أ - التجارُ والمعممون وهؤلاء احتفظوا بمكانة مرموقة في المجتمع وبمستوى لائق من المعيشة.

ب - غالب أهل البلاد من العوام والفلاحين، فظلت حياتهم أقرب إلى البؤس والحرمان.

وكانت القاهرة والمدن الكبرى تفيض بالنشاط في عصر المماليك، إذ عني سلاطين المماليك بتجميلها ونظافتها، وامتازت بأسواقها العديدة المليئة بأصناف البضائع والتي خضعت لرقابة المحتسب ذو رأي وصرامة وخشونة في الدين، كذلك اهتموا بإنشاء كثير من المنشآت الاجتماعية المتنوعة كالفنادق والخانات والوكالات والأسبلة والخامات والبيمارستانات وغيرها

(1)

.

‌وأما في الشام:

فكان أهل الشام في عصر المماليك لا يختلفون عن أهل مصر من حيث أنهم مغلوبون على أمرهم، يخضعون لحكَّام استأثروا بالحكم والوظائف، وحرمتهم من المشاركة في أمور البلاد، وقد انقسم أهل بلاد الشام الأصليون إلى قسمين:

(1)

انظر: مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك لسعيد بن عبد الفتاح عاشور (ص 269 - 270).

ص: 81

أ - حضر: وهم أهالي المدن والقرى الشامية، وقد اشتغلوا بالنشاط الاقتصادي من صناعة وتجارة وزراعة، وكان كل ما يطمعون به هو أن يليَ أمرَهم نائب عادل يُحسن معاملتهم ولا يحرمهم حقوقهم، ومن الواضح أن النشاط الاقتصادي الذي نهض به اخضر من أهل الشام تطلب نوعًا من الاستقرار والهدوء، مما جعلهم يجنحون إلى مسالمة المماليك ولا يحاولون الخروج عن طاعتهم أو المشاركة في الثورات التي اعتاد أن يقوم بها نواب الشام بين حين وآخر، وبخاصة عند قيام سلطان جديد بمصر.

ب - البدو: وقد تألفوا من العشائر المنتشرة في بادية الشام، وكان لكل عشيرة أفخاذها وبطونها، ونتيجة للحروب التي كانت تعصف بالشام فقد كان أولئك البدو يحالفون التتار مرة والمماليك مرة أخرى، لينجوا بأنفسهم وقومهم من سطوة المنتصر منهم، مع أنهم مخطئون في ولائهم للتتار الكفار. هذا بالإضافة إلى وجود العصبيات العنصرية ببلاد الشام والتي كان لها تأثر كبير: كالأكراد والتركمان والأرمن، وكذلك وجود العصبيات الدينية والمذهبية والتي كان لها دور كبير في الأحداث التي شهدتها بلاد الشام

(1)

.

وكانت مصر والشام تنعم بالأمن والأرزاق في كثير من الأحيان، لما يتحلى به السلاطين والملوك من الفضل والبر والإحسان.

وكانت أيام الملك الأشرف شعبان -المذكور- بهجة، وأحوال الناس في أيامه هادئة مطمئنّة، والخيرات كثيرة، على غلاء وقع في أيامه بالديار المصرية والبلاد الشامية، ومع هذا لم يختلّ من أحوال مصر شيء لحسن تدبيره، ومشي سوق أرباب الكمالات في زمانه من كل علم وفن ونفقت في أيامه البضائع الكاسدة من الفنون والملح، وقصدته أربابها من الأقطار، وهو لا يَكلُّ من الاحسان إليهم في شيء يريده وشيء لا يريده، حتى كلّمه بعض خواصه في ذلك، فقال رحمه الله: أفعل هذا لئلا تموت الفنون في دولتي وأيامي"

(2)

.

ومع ذلك فقد حصل في بعض الأزمان أحوال قاسية جدًا، ففي عام 718 هـ حصل في بعض بلدان العراق قلة الأمطار، وغلاء الأسعار، وجور الكفار، وزوال النعم، وحلول النقم.

قال ابن كثير: "ووصلت الأخبار في المحرم من بلاد الجزيرة وبلاد الشرق بغلاء عظيم، وفناء شديد، وقلة الأمطار، وجور التتار، وعدم الأقوات، وغلاء الأسعار، وقلة النفقات، وزوال النعم، وحلول النقم،

(1)

انظر: المصدر السابق (ص 312 - 314).

(2)

انظر: النجوم الزاهرة لأبي المحاسن (11/ 82).

ص: 82

بحيث إنهم أكلوا ما وجدوه من الجمادات، والحيوانات، والميتات، وباعوا حتى أولادهم وأهاليهم، فبيع الولد بخمسين درهما وأقل من ذلك، حتى إن كثيرًا من الناس كانوا لا يشترون من أولاد المسلمين تأثمًا، وكانت المرأة تصرح بأنها نصرانية، ليُشتري منها ولدُها لتنتفع بثمنه، ويحصل لها من يطعمه فيعيش، وتأمن عليه من الهلاك، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون"

(1)

.

وفي عام 725 هـ في شهر جمادى الأولى حصل في بغداد هلاك عظيم بسبب الغرق المهول الذي وقع بها، وأفنى كثيرًا من الناس.

قال الذهبي: "في جمادى الأولى كان غرق بغداد المهول، وبقيت كالسفينة، وساوى الماء الأسوار، وعمل في سد السكور كل أحدٍ، ودثرت الحواضر، وغرق أممٌ من الفلاحين، وعظمت الاستغاثة باللَّه، ودام خمس ليال، وعملت سكورة فوق الأسوار، ولولا ذلك لغرق جميع البلد، وليس الخبر كالعيان، وقيل: تهدم بالجانب الغربي نحو خمسة آلاف بيت، ومن الآيات أن مقبرة الإمام أحمد بن حنبل غرقت سوى البيت الذي فيه ضريحه فإن الماء دخل في الدهليز علو ذراع، ووقف بإذن اللَّه، وبقيت البواري عليها غبار حول القبر، صح هذا عندنا، وجر السيل أخشابًا كبارًا، وحيات غريبة الشكل صعد بعضها في النخل، ولما نضب الماء نبت على الأرض شكل بطيخ كطعم القثاء"

(2)

.

وفي عام 749 هـ حصل طاعون عامٌّ ووباءٌ شديدٌ أدى لموت كثير من الناس، وبقيت النعوش تنتظر أيامًا لكي تُدفن، وذلك لكثرة الأموات.

قال ابن كثير: "وتواترت الأخبار بوقوع الوباء في أطراف البلاد، وكذا وقع بغزة أمر عظيم في أوائل هذه السنة. وقد جاءت مطالعة نائب غزة إلى نائب دمشق أنه مات من يوم عاشوراء إلى مثله من شهر صفر نحو من بضعة عشر ألفا، وقرئ "البخاري" في ربعة يوم الجمعة بعد الصلاة سابع ربيع الأول في هذه السنة، وحضر القضاة، وجماعة من الناس، وقرأت بعد ذلك المقرئون، ودعا الناس برفع الوباء عن البلاد، وذلك أن الناس لما بلغهم من حلول هذا المرض في السواحل، وغيرها من أرجاء البلاد - يتوهمون ويخافون من وقوعه بمدينة دمشق حماها اللَّه وسلمها، مع أنه قد بلغهم أنه قد مات جماعة من أهلها بهذا الداء. . .وفي هذا الشهر أيضًا كثر الموت في الناس بأمراض الطواعين، وزاد الأموات في كل يوم على المائة، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون، وإذا وقع

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 175).

(2)

انظر: العبر في خبر من غبر للذهبي (4/ 71 - 72).

ص: 83

في أهل بيت لا يكاد يخرج منه حتى يموت أكثرهم، ولكنه بالنظر إلى كثرة أهل البلد قليل، وقد توفي في هذه الأيام من هذا الشهر خلق كثير، وجم غفير، ولا سيما من النساء فإن الموت فيهن أكثر من الرجال بكثير كثير، وشرع الخطيب في القنوت في سائر الصلوات، والدعاء برفع الوباء من المغرب ليلة الجمعة سادس شهر ربيع الآخر من هذه السنة، وحصل للناس بذلك خضوع، وخشوع، وتضرع، وإنابة، وكثرت الأموات في هذا الشهر جدًا، وزادوا على المائتين في كل يوم، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون، وتضاعف عدد الموتى منهم، وتعطلت مصالح الناس، وتأخرت الموتى عن إخراجهم، وزاد ضمان الموتى جدًا، فتضرر الناس ولا سيما الصعاليك؛ فإنه يؤخذ على الميت شيء كثير جدًا، فرسم نائب السلطنة بإبطال ضمان النعوش، والمغسلين، والحمالين، ونودي بأبطال ذلك في يوم الاثنين سادس عشر ربيع الآخر، ووقفت نعوش كثيرة في أرجاء البلد، واتسع الناس بذلك، ولكن كثرت الموتى، فاللَّه المتسعان، وفي يوم الاثنين الثالث والعشرين منه نودي في البلد أن يصوم الناس ثلاثة أيام، وأن يخرجوا في اليوم الرابع، وهو يوم الجمعة إلى عند مسجد القدم يتضرعون إلى اللَّه، ويسألونه في رفع الوباء عنهم، فصام أكثر الناس، ونام الناس في الجامع، وأحيوا الليل كما يفعلون في شهر رمضان، فلما أصبح الناس يوم الجمعة السابع والعشرين منه، خرج الناس من كل فج عميق إلى الصحراء، واليهود والنصارى، والسامرة، والشيوخ، والعجائز، والصبيان، والفقراء، والأمراء، والكبراء، والقضاة، من بعد صلاة الصبح، فما زالوا هنالك يدعون اللَّه تعالى حتى تعالى النهار جدًا، وكان يومًا مشهودًا"

(1)

.

وقال ابن الوردي: "وسمي طاعون الأنساب وهو سادس طاعون وقع في الإسلام"

(2)

.

وقال أبو المحاسن: "كان الوباء العظيم. . . وعمّ الدنيا حتى دخل إلى مكّة المشرّفة، ثم عمّ شرق الأرض وغربها، فمات بهذا الطاعون بمصر والشام وغيرهما خلائق لا تحصى"

(3)

.

وفي عام 762 هـ في أول شهر صفر منه حصل فيضان النيل وتسبب في حصول مستنقعات كثيرة أدت إلى فناء كثير من الناس حتى هرب السلطان خارج البلد خشية الموت.

قال ابن كثير: "في أول صفر اشتهر فيه وتواتر خبر الفناء الذي بالديار المصرية، بسبب كثرة المستنقعات من فيض النيل عندهم، على خلاف المعتاد، فبلغنا أنه يموت من أهلها كل يوم فوق الألفين، فأما

(1)

انظر: المصدر السابق (18/ 502 - 504).

(2)

انظر: تاريخ ابن الوردي (2/ 340).

(3)

انظر: النجوم الزاهرة لأبي المحاسن (10/ 233).

ص: 84

المرض فكثير جدًا، وغلت الأسعار؛ لقلة من يتعاطى الأشغال، وغلا السكر والمياه والفاكهة جدًا، وتبرز السلطان إلى ظاهر البلد، وحصل له تشويش أيضًا ثم عوفي بحمد اللَّه"

(1)

.

وقال أبو المحاسن: "ومات في هذا الوباء جماعة كثيرة من الأعيان وغيرهم، وأكثرهم كان لا يتجاوز مرضه أربعة أيام إلى خمسة، ومن جاوز ذلك يطول مرضه، وهذا الوباء يقال له: الوباء الوَسَطيّ أعني بين وباءين"

(2)

.

ما أن تعافي الناس من شر هذا الوباء إِلا وهجم عليهم الجراد بعد ثلاث سنين وذلك في عام 765 هـ، فأفنى محاصيلهم الزراعية، ووقع الغلاء، وحصل الفناء، وكثر البكاء، وزاد الهم والعناء، وفُقِدَ كثيرٌ من الأصحاب والأصدقاء، وقلَّت الثمار، وغلت الأسعار.

قال ابن كثير: "وفي العشر الأول من رجب وجد جراد كثير منتشر، ثم تزايد، وتراكم، وتضاعف، وتفاقم الأمر بسببه، وسد الأرض كثرة، وعاث يمينا وشمالا، وأفسد شيئًا كثيرًا من الكروم، والمقاثي، والزروعات التنفيسة، وأتلف للناس شيئًا كثيرًا، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون. . . وعدم للناس غلات كثيرة، وأشياء من أنواع الزروع؛ بسبب كثرة الجراد، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون، وفي هذا الشهر كثر الوباء والفناء في الناس، وبلغت العدة إلى السبعين، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون. . . وكثر الجراد في البساتين، وعظم الخطب بسببه، وأتلف شيئًا كثيرًا من الغلات، والثمار، والخضراوات، وغلت الأسعار، وقلت الثمار، وارتفعت قيم الأشياء. . . واستهل شوان والجراد قد أتلف شيئًا كثيرًا من البلاد، ورعي الخضراوات، والأشجار، وأوسع أهل الشام في الفساد، وغلت الأسعار، واستمر الفناء، وكثر الضجيج والبكاء، وفقدنا كثيرًا من الأصحاب والأصدقاء"

(3)

. وهذا ما قضاه اللَّه وقدره، فلا مهرب ولا مفر منه، والأمر للَّه من قبله ومن بعده.

* * *

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 175).

(2)

انظر: النجوم الزاهرة لأبي المحاسن (10/ 311).

(3)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 688 - 691) باختصار.

ص: 85

‌المبحث الأول: ترجمة المؤلف.

‌اسمه ونسبه:

ليس هناك اختلاف بين العلماء في اسمه واسم أبيه وجده وجد أبيه، وإنما الاختلاف فيما بعد ذلك.

فقيل: محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن

(1)

.

وهذا في جميع كتب التراجم التي وقفتُ عليها سواء في ترجمته أو ترجمة أبيه رحمها اللَّه تعالى، يقفون عند جده الأعلى عبد الرحمن.

وقيل: محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد اللَّه بن إسماعيل بن عبد الرحمن

(2)

.

والراجح هو القول الأول؛ وذلك لاتفاق أغلب المصادر على ذلك، وخاصة الذين عاصروا المؤلف كالإمام الذهبي، وابن ناصر الدين الدمشقي، وابن رجب، وابن مفلح.

لقبه وكنيته: شمس الدين أبو بكر

(3)

.

شهرته: ابن المحب الصامت

(4)

.

‌مكان مولده وتاريخه:

هناك اختلافات في تحديد يوم ولادته وتاريخ ذلك.

فقيل: ولد في يوم الجمعة أول رمضان سنة 712 هـ

(5)

. وهو الصحيح وقال به أغلب من ترجم له.

وقيل: ولد في عام 713 هـ

(6)

. وهذا القول ضعيف، ولم يقل به غير الحافظ بن حجر، ولعله خطأ من الناسخ، واللَّه أعلم.

(1)

انظر: المقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 429) والرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي (ص 47 - 48) والدرر الكامنة لابن حجر (3/ 465) وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (5/ 66 - 67) وغيرها.

(2)

انظر: الجوهر المنضد ليوسف بن عبد الهادي (ص 120 - 122) باختصار.

(3)

انظر: المقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 429) والرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي (ص 47 - 48).

(4)

انظر: نفس المصدر لابن مفلح (2/ 429) ونفس المصدر لابن ناصر الدين الدمشقي (ص 47 - 48) والدرر الكامنة لابن حجر (3/ 46).

(5)

انظر: غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (2/ 175) عني بنشره لأول مرة عام 1351 هـ ج. برجستراسر. الناشر: مكتبة ابن تيمية، وكتب في الحاشية في نسخ أخرى للكتاب أنه ولد في رمضان "ع" شوال "ق" شعبان "ك".

(6)

انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (3/ 465).

ص: 86

‌أسرته:

اشتهرت أسرة آل المحب الصامت بالإمامة والعلم والعمل، والدين والورع، والفضل والخير، والتقى والصلاح.

وتنتمي أسرة آل المحب إلى عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن السعدي الأنصاري المقدسي الجماعيلي، رحمه اللَّه تعالى.

وتفرع من هذا الرجل الصالح المبارك أسر علمية عظيمة كان لها الأثر الكبير على بلاد الشام، بل على بلاد الإسلام، وكان من تلك الأسر العلمية أسرة آل المحب، وأسرة الحافظ الإمام ضياء الدين المقدسي، والإمام المحدث بهاء الدين المقدسي، والحافظ المحدث أحمد البخاري، وبرز من هذه الأسر أئمة حفاظ، وعلماء كبار، من الرجال والنساء.

وأول من اشتهر من أسرة آل المحب جدهم:

1 -

محب الدين أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، الإمام المحدث المفيد الرحال، عُني بالحديث أتم عناية، وكتب العالي والنازل، وحصل الأصول، وبقي في الرحلة مدة سنين، وأقام ببغداد سنوات في الطلب، ثم قد دمشق وتأهل، وجاءه ابنان، فقرأ لها الكثير حضورة وساعة، والصغير منها هو الزاهد العابد أبو العباس أحمد والد الشيخ محب الدين عبد اللَّه محدث الصالحية في وقته ومفيدها، توفي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة، سنة ثمان وخمسين وستمائة رحمه الله وله من العمر أربعون سنة، وفي أولاده علم واعتناء بالحديث

(1)

.

2 -

شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن أبي بكر المقدسي، ابن المحب، كان من كبار الصالحين الأتقياء، ولد في سنة ثلاث وخمسين وستمائة، وحضر وسمع من عدد من العلماء، وطلب بنفسه في أيام ابن البخاري، وأسمع ولده محب الدين، وكان على طريقة حميدة، وعليه جلالة ووقار، وعلى ذهنه أحاديث ومسائل، وطال عمره وعلا سنده، وخرجوا له معجها في أحد عشر جزءًا، ولي مشيخة الضيائية، توفي في العشرين من ذي الحجة سنة ثلاثين وسبعمائة

(2)

.

(1)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (14/ 881) والسير له (23/ 375).

(2)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (ص 50) وذيل التقييد للفاسي (1/ 319) والمقصد الأرشد لابن مفلح (1/ 124) ومعجم الشيوخ للسبكي (ص 70).

ص: 87

3 -

محب الدين أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن أبي بكر المقدسي المحدث الصادق مفيد الجماعة، ولد في المحرم سنة أربعة وثمانين وستمائة، وقيل سنة اثنين وثمانين وستمائة، وأسمعه والده من عدد من العلماء، ثم طلب هو بنفسه في سنة ثمان وتسعين فأكثر وجمع فأوعي، وكان فصيحا سريع القراءة بليغا مليح التلاوة ذا خير وصدق وسمت وتقوى، ومشيخته نحو ألف شيخ، وأفاد كثيرًا واستفاد، وخرج لنفسه ولغيره من ذوي الإسناد، وحدث كثيرًا وسمع منه جم غفير، توفي في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وسبعمائة

(1)

.

4 -

أبو الفتح أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن المحب، المقرئ المقدسي، سمع حضورًا من جماعة من العلماء، وكتب وقرأ وخرج لغيره وتنبه، ولد سنة تسع عشرة وسبعمائة سمع من الإمام الذهبي وابن الزراد وست الفقهاء وغيرهما، وأحضره أبوه قبل ذلك على ابن الشيرازي وغيره، وحصل له ثبتًا فيه شيء كثير، ثم تنبه وطلب بنفسه وقرأ وخرج لنفسه ولغيره وكانت فيه لكنة ومات في الطاعون العام سنة 749 هـ وهو أخو الحافظ أبو بكر ابن المحب الصامت المشهور

(2)

.

5 -

برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي العباس أحمد ابن المحب عبد اللَّه بن أحمد المقدسي، المحدث الفقيه العالم النبيه، سليل العلماء والمحدثين، ولد سنة اثنتين وسبعمائة، وسمع من طائفة من العلماء، وطلب الحديث وقتًا، وسمع جملة وقرأ، وكان شديد الاعتناء بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتابته بخطه المليح، ولديه فضيلة، وذهنه جيد وكتابته سريعة حلوة، وقرأ للعامة بعد أخيه واشتهر

(3)

.

6 -

زين الدين أبو حفص عمر ابن الحافظ محب الدين عبد اللَّه بن أحمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن السعدي المقدسي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي المسند، حضر في الثالثة في ربيع الأول سنة ثلاثين وسبعمائة على بعض العلماء وسمع الأربعين المنتقاة من كتاب الآداب للبيهقي، وحضر في الرابعة في شعبان سنة اثنين وثلاثين وسبعمائة على الحافظ المزي وغيره أربعة مجالس من أمالي النجاد، وعلى غيرهم جزء من حديث ابن زرقويه، وسمع الثاني من الحنائيات، والأربعين لأبي بكر المقرئ، وعلى المزي وغيره الناسخ والمنسوخ لابن الجوزي، حدَّث وسمع منه

(1)

انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين (ص 101) ومعجم الشيوخ الكبير للذهبي (ص 319).

(2)

انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 20).

(3)

انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين (ص 85) والمعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 51).

ص: 88

عدد من العلماء، مات في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، ومولده في ثاني عشرين صفر سنة ثمان وعشرين وسبعمائة

(1)

.

7 -

عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن الزين السعدي المقدسي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي، من دمشق ويعرف بابن المحب وهو ابن أخي الشمس محمد بن محمد بن أحمد الآتي، وجده هو عم الحافظ أبي بكر محمد بن عبد اللَّه بن أحمد ابن المحب الصامت، ولد في صفر سنة ثمان وستين وسبعمائة، وسمع مسند النساء من مسند أحمد وغالب مسند عائشة منه والفوت من أوله، ومشيخة الفخر من جزء الأنصار وغير ذلك، وحدث سمع منه الفضلاء، مات في سنة أربعين وثمانمائة

(2)

.

8 -

شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن ابراهيم المقدسي الصالحي المحدث المعروف بابن المحب، سمع جامع الترمذي، وكثيرًا من ذلك بقراءته وذلك من قوله في الجزء العاشر: باب ما جاء في حد السكران إلى آخر الكتاب، ومشيخة الفخر ابن البخاري، وقرأ مشيخة ابن البخاري مع ذيل الحافظ المزي عليها، والجزأين الأولين على غيره، وسمع شمائل الترمذي على ثلاثين شيخًا منهم الحافظ المزي وزينب بنت الكال المقدسية حضورًا في الثالثة في يوم الثلاثاء العشرين من رجب سنة 733 هـ وكان يعمل المواعيد على الكراسي، ومات في ربيع الآخر سنة 788 هـ بصالحية دمشق وله ست وخمسون سنة

(3)

.

9 -

شمس الدين أبو عبد اللَّه محمد بن شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسمعيل بن منصور بن عبد الرحمن السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي ويعرف أيضًا بابن المحب، ولد في شوال سنة خمس وخمسين وسبعمائة، حضر في الثالثة سنة سبع وخمسين مجالس المخلدي الثلاثة وغيرها، وفي الخامسة على ابن القيم ثلاثيات أحمد وغيرها، وسمع مسند أحمد إِلَّا اليسير، ومن ست العرب حفيدة الفخر الشمائل النبوية وغيرها، وسمع من غيرهم مشيخة الفخر وذيلها ومن أولهما الترمذي وأبا داود في آخرين، وحج وجاور بالحرمين وحدث بها بدمشق وغيرها، سمع منه الفضلاء روى لنا عنه غير واحد كالأبي وفي الأحياء من يروي بالسماع منه فضلا عن الإجازة، وكان من

(1)

انظر: ذيل التقييد للفاسي (2/ 241).

(2)

انظر: إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر (3/ 364) والضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي (4/ 167 - 168).

(3)

انظر: ذيل التقييد للفاسي (1/ 212) والمقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 511).

ص: 89

المكثرين بدمشق ذا نظم ونثر، وشرع في شرح البخاري تركه بعده مسودة، وكان يقرأ الصحيحين على العامة مات بطيبة المكرمة في رمضان سنة ثمان وعشرين وثمانمائة، وكان يذكر عن نفسه أنه رأى منامًا من نحو عشرين سنة يدل على موته بالمدينة، ثم سمعوه منه قبل خروجه لهذه السفرة فكان كذلك، وهو بقية البيت من آل المحب بالصالحية

(1)

.

10 -

أمة اللطيف ابنة الإمام الشمس محمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد اللَّه ابن أحمد بن محمد بن ابراهيم بن أحمد السعدي المقدسي الأصل الصالحي أخت الشمس محمد الماضي ووالدة الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة المعروف بابن زريق ويعرف أبوها بابن المحب سمعت من والدها في سنة سبع وثمانين وسبعمائة الدعاء للمحاملي، وأجاز لها المحب الصامت وغيره، وحدثت وكانت خيرة أصيلة، ماتت في جمادى الآخرة سنة أربعين وثمانمائة

(2)

.

ويلتقي معهم في النسب أيضًا هؤلاء النبلاء الأعلام، والأئمة الكرام:

11 -

أبو عبد الكريم عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي، شيخ صالح، مقرئ، وهو عم الحافظ الضياء، هاجر إلى دمشق قبل الجماعة، وتعلم بها شيئًا من العلم، ثم عاد، وكان كثير الخير، نظيف الثياب صالحًا، ثم جاء ومضى إلى حران المرح، فأم بأهلها، وعاد مريضا إلى دمشق، فمات في رجب، توفي سنة 555 هـ

(3)

.

12 -

بهاء الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل ابن منصور المقدسي، الحنبلي، الشيخ الإمام العالم، المفتي، المحدث، وهو ابن عم الحافظ الضياء، والشمس أحمد البخاري والد الفخر علي، ولد سنة خمس أو ست وخمسين وخمسمائة، هاجر به أبوه نحو دمشق سرة وخفيه من الفرنج والبلاد لهم، ثم سافر أبوه إلى مصر تاجرًا، رحل إلى حران، وبغداد، والموصل، وبُخاري، وغيرها، وأجاز له طائفة كبيرة، وروى الكثير، وكان ينفق حديثه، فحدث بقطعة كبيرة منه ببعلبك، وبنابلس، وبجامع دمشق، وكان إمامًا في الفقه، لا بأس به في الحديث، مناظرا، اشتغل وسمع الكثير، وكتب الكثير بخطه، وأقام بنابلس سنين يؤم بالجامع الغربي منها، وانتفع به خلق كثير من أهل نابلس وأهل القرايا. وكان كريمًا، جوادًا، سخيًا،

(1)

انظر: إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر (3/ 362) والمقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 511) والضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي (9/ 195).

(2)

انظر: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي (12/ 10).

(3)

انظر: التاريخ للذهبي (12/ 92).

ص: 90

حسن الأخلاق، متواضعا، ورجع إلى دمشق قبل وفاته بيسير، واجتهد في كتابة الحديث وتسميعه، توفي سنة 624 هـ

(1)

.

13 -

جمال الدين أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي، الحنبلي، الإمام الفقيه المحدث الزاهد، وهو أخو الإمام بهاء الدين المقدسي السابق، ولد سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وتوفي بنابلس لأنه مضى ليزور القدس بعد حجته، وكان فقيًا زاهدًا، ورعًا، كثير الخوف من اللَّه، كان يعرف بالزاهد، رحل مع أخيه البهاء عبد الرحمن إلى بغداد، وسمع الكثير بها وبدمشق، وكان يتنظف ويبالغ في الوضوء، ثم رجع وتزوج. ثم سافر إلى بغداد، وأقام بها مدة وحصل فنونًا، وعاد. وكان يؤم بمسجد دار البطيخ بدمشق، توفي سنة 600 هـ

(2)

.

14 -

ضياء الدين أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي المقدسي، الإمام الحجة، الحافظ الكبير، محدث عصره ووحيد دهره، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره، ولد سنة تسع وستين وخمسمائة، بالدير المبارك، بقاسيون، وأجاز له خلق كثير، وسمع في سنة ست وسبعين وبعدها بدمشق ومصر وبغداد وببلاد شتى، يقال: إنه كتب عن أزيد من خمسمائة شيخ، وحصل أصولًا كثيرة وأقام بهراة ومرو، وهو حافظ متقن، ثبت ثقة، صدوق نبيل، حجة عالم بالحديث وأحوال الرجال، له مجموعات وتخريجات، وهو ورع تقي زاهد، عابد في أكل الحلال، مجاهد في سبيل اللَّه، ما رئي مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته في طلب العلم وأثنى عليه الكثير، توفي يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة ودفن بسفح قاسيون

(3)

.

15 -

شمس الدين، أبو العباس أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي، المقدسي، ثم الدمشقي، المعروف بالبخاري. أخو الحافظ ضياء الدين محمد، ووالد الفخر علي مسند وقته، ولد في العشر الأواخر من شوال سنة أربع وستين وخمسمائة بالجبل، سمع بدمشق ورحل إلى بغداد وهو ابن بضع عشرة مع أقاربه، وسمع بنيسابور وواسط من جماعة، وتفقه وبرع، وأقام ببخارى مدة يشتغل بالخلاف؛ ولهذا عرف بالبخاري، ثم رجع إلى الشام، وسكن حمص مدة. ويقال: إنه ولي بها القضاء، وكان إمامًا

(1)

انظر: التاريخ للذهبي (13/ 768).

(2)

انظر: السير للذهبي (12/ 1226) وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (2/ 541) والمقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 334).

(3)

انظر: التاريخ للذهبي (14/ 472) والسير له (23/ 126) وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (3/ 514) والمقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 450).

ص: 91

عالمًا، مفتيًا مناظرًا، ذا سمتٍ ووقار، وكان كثير المحفوظ، حجة صدوقًا، كثير الاحتمال، تام المروءة، لم يكن في المقادسة أفصح منه، واتفقت الألسنة على شكره، وشهرته وفضله، وما كان عليه يغني عن الإطناب في ذكره، حدث البخاري بدمشق وحمص، وسمع منه جماعة، وروى عنه أخوه الضياء الحافظ، وولده الفخر، توفي ليلة الخميس خامس جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وقيل: توفي ليلة الجمعة خامس عشر من الشهر المذكور

(1)

.

16 -

فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي، المقدسي الصالحي، الفقيه المحدث المعمر، مسند الدنيا، ابن الشيخ شمس الدين البخاري المتقدم، وعمه الحافظ الضياء، ولد في آخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة، أو أول سنة ست وسبعين، سمع بدمشق والقدس والاسكندرية، وحمص، وبغداد، وتفرد بالرواية عن جماعة، وقرأ بنفسه، وسمع كثيرًا من الكتب الكبار والأجزاء، واستجاز له عمه الحافظ الضياء من خلق، وتفرد في الدنيا بالرواية العالية، وتفقه على الشيخ موفق الدين، وقرأ عليه المقنع، وأذن له في إقرائه، وقرأ مقدمة في النحو، وصار محدث الإسلام وراويته، روى الحديث فوق ستين سنة وسمع منه الأئمة الحفاظ المتقدمون، وقد ماتوا قبله بدهر، وخرج له عمه الحافظ ضياء الدين جزءًا من عواليه، وحدث كثيرًا، وكان شيخًا عالمًا فقيهًا، زاهدًا عابدًا، مسندًا مكثرًا، وقورًا، صبورًا على قراءة الحديث، مكرمًا للطلبة، ملازمًا لبيته، مواظبًا على العبادة، ألحق الأحفاد بالأجداد، وحدث نحوًا من ستين سنة، وتفرد بالرواية عن شيوخ كثيرة. وانتهت إليه الرياسة في الرواية، وقصده المحدثون من الأقطار، وكان يحفظ كثيرًا من الأحاديث وألفاظها المشكلة، وكثيرًا من الحكايات والنوادر، ويرد على من يقرأ عليه مواضع، يدل رده على فضل ومطالعة ومعرفة، وكان فقيهًا عارفًا بالمذهب، فصيحًا، صادق اللهجة، يرد على الطلبة، مع الورع والتقوى، والسكينة والجلالة، وهو أحد المشايخ الأكابر، والأعيان الأماثل، من بيت العلم والحديث، ولا يُعلم أن أحدًا حصل له من الحظوة في الرواية في تلك الأزمان مثل ما حصل له، قال ابن تيمية:"ينشرح صدري إذا أدخلت ابن البخاري بيني وبين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حديث"

(2)

.

قال الذهبي: "وهو آخر من كان في الدنيا بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية رجال ثقات".

(1)

انظر: بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم (2/ 1011 - 1012) والتاريخ للذهبي (14/ 472) وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (3/ 354 - 356) والمقصد الأرشد لابن مفلح (1/ 129 - 130).

(2)

انظر: العبر للذهبي (3/ 373 - 374) وذيل الطبقات لابن رجب (4/ 241 - 249) وذيل التقييد للفاسي (2/ 178).

ص: 92

وقال: "وإن كان للدنيا بقاء فليتأخرن أصحابه إن شاء اللَّه تعالى إلى بعد السبعين وسبعمائة"

(1)

.

قال ابن رجب: "يريد لكثرتهم، وكذا وقع، فإنا نحن الآن بعد السبعين، ومن رأى أصحابه جماعة أحياء وآخر من مات منهم. صلاح الدين محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن الشيخ أبي عمر المقدمي توفي في شوال سنة 780 هـ، وتوفي رضي الله عنه ضحي يوم الأربعاء ثاني شهر ربيع الآخر سنة 690 هـ"

(2)

.

17 -

محمد ابن الإمام رحلة الآفاق فخر الدين علي ابن العلامة شمس الدين شيخ الحديث بالضيائية. ولد سنة اثنتين وخمسين وستمائة أو قبلها، وأجاز له عدد من الأئمة وسمع جماعة منهم، وكان فيه شهامة، وقوة نفس وعلم، توفي في ذي القعدة سنة ست وعشرين وسبعمائة

(3)

18 -

محمد بن أحمد الشيخ أبو عبد اللَّه بن الشيخ المحدث كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي الحنبلي، المعروف بالضياء، السالك طريق الفقر، ولد سنة أربع وأربعين وستمائة، وكان شيخا يخالط الفقراء طول عمره، وحضر غزوات الظاهر مع المشايخ، وسمع من المزي حضورًا، ومن جماعة، وله إجازة بعض أصحاب السلفي، وشهدة، وتوفي -رحمه اللَّه تعالى- في سادس شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وسبعمائة

(4)

.

19 -

الشيخة الصالحة المسندة المعمرة أم عبد اللَّه زينب ابنة الشيخ كمال الدين أبي العباس أحمد ابن الإمام كمال الدين عبد الرحيم بن عبد الواحد ابن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي الصالحية، ولدت في أول سنة ست وأربعين وستمائة تقريبًا، سمعت من عدد من العلماء وأجاز لها جماعة من بغداد ومن ماردين، وكانت صالحة عابدة، كثيرة الصلاة والصيام وفعل الخير، وحدثت بالكتب الكبار، وكانت سهلة في التسميع محبة لأهل الحديث، كريمة النفس، وطال عمرها وتفردت بغالب إجازتها، وانتفع بها وخُرِّج لها، توفيت ليلة الاثنين التاسع عشر من جمادى الأولى سنة أربعين وسبعمائة

(5)

.

20 -

الشيخة الصالحة المسندة أم عبد الرحمن حبيبة بنت عبد الرحمن زين الدين بن الإمام جمال الدين أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي، حضرت على عدد من

(1)

انظر: التاريخ للذهبي (15/ 665).

(2)

انظر: ذيل الطبقات لابن رجب (4/ 248).

(3)

انظر: التاريخ للذهبي (2/ 234).

(4)

انظر: أعيان العصر (4/ 252) والدرر الكامنة لابن حجر (5/ 54).

(5)

انظر: الوفيات لابن رافع (1/ 316 - 318).

ص: 93

العلماء، وسمعت من جماعة منهم، وتوفيت رحمها اللَّه تعالى في خامس شعبان سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، وكتب عنها بإذنها عبد اللَّه بن أحمد بن المحب المقدسي

(1)

.

21 -

الشّيخة الصّالحة الحنبلية المسندة المكثرة ستّ العرب بنت محمد بن الفخر علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري، حضرت على جدّها كثيرًا، وعلى غيره، وحدّثت وانتشر عنها حديث كثير، وطال عمرها، وانتفع بها، توفيت بدمشق ليلة الأربعاء مستهل جمادى الأولى سنة سبع وستين وسبعمائة، ودفنت بسفح قاسيون، وتقدم ذكر ولدها شمس الدين محمد

(2)

.

22 -

فاطمة وتدعي آس خاتون ابنة شيخنا أبي عبد اللَّه محمد ابن الشيخ فخر الدين علي بن أحمد ابن البخاري، الشيخة المحدثة المسندة، سمعت من جدها الشيخ فخر الدين وحدثت عنه، توفيت في ليلة السبت العشرين من ذي الحجة بجبل قاسيون، سنة أربعين وسبعمائة

(3)

.

* * *

(1)

انظر: أعيان العصر للصفدي (2/ 180 - 181).

(2)

انظر: المقصد الأرشد لابن مفلح (1/ 433 - 435) وشذرات الذهب لابن العماد (8/ 357 - 358).

(3)

انظر: الوفيات لابن رافع (1/ 345).

ص: 94

عبد الرحمن

منصور

إسماعيل

عبد الرحمن

إبراهيم. . . أحمد

المحدث جمال الدين أبو بكر محمد (563 - 600 هـ). . . إبراهيم. . .عبد الرحمن. . . عبد الواحد

الحافظ بهاء الدين عبد الرحمن (555 - 624 هـ). . . محمد. . .الإمام ضياء الدين محمد (569 - 643 هـ). . . الإمام أحمدالبخاري (564 - 623 هـ)

أحمد. . .عبد الرحمن. . .الإمام الفخر علي (575 - 690 هـ)

الإمام محب الدين عبد اللَّه (618 - 658 هـ). . .حبيبة (650 - 733 هـ). . . الإمام محمد (652 - 726 هـ)

أبو العباس شهاب الدين أحمد (653 - 730 هـ). . .ست العرب (. . . - 767 هـ). . .فاطمة آس خاتون (000 - 740 هـ)

أبو إسحاق إبراهيم (702 - 749 هـ). . . الإمام محب الدين عبد اللَّه (684 - 737 هـ). . .محمد

أبو الفتح أحمد (719 - 749 هـ). . .أبو حفص عمر (728 - 781 هـ). . .الإمام محمد بن المحب الصامت (712 - 789 هـ). . . الإمام شمس الدين محمد (. . .- 788 هـ). . .أحمد

الإمام شمس الدين محمد (755 - 828 هـ). . . أمة اللطيف (. . .- 840 هـ). . .عبد الرحيم (768 - 840 هـ)

شجرة نسب تجمع هؤلاء العلماء رحمهم اللَّه تعالى.

ص: 95

‌ثناء العلماء عليه:

اشتهر الإمام أبو بكر شمس الدين محمد بن محب الدين أحمد السعدي المقدسي الصالحي بالعلم والعمل، فقد كان من كبار المحدثين، ومن الأئمة الحفاظ المكثرين، والأئمة المقرئين، ومن الفقهاء المتقنين، والزهاد المتقشفين، ذو همة عالية في البحث والتحصيل، هذا بالإضافة إلى ما اشتهر به من السكون والسكوت عن فضول الكلام وكثرة الصمت، حتى لقب لذلك بالصامت، رحمه الله ورضي عنه.

قال الإمام الذهبي: "محمد بن عبد اللَّه بن أحمد، ابن المحب المحدث الفاضل أبو بكر ابن شيخنا تقي الدين. . .فيه عقل وسكون وذهنه جيد وهمته عالية في التحصيل، مولده سنة اثنتي عشرة وسبع مائة، حدث معي بمشيخة المطعم، وكتبت عنه، وخرج المتباينات لنفسه وللبرزاني، ونسخ تهذيب الكمال"

(1)

.

وقال الإمام القاضي نظام الدين بن مفلح: "الشيخ الإمام الحافظ الأصيل بقية المحدثين شمس الدين بن العلامة المحدث محب الدين بن الشيخ المحدث الصالح شهاب الدين بن الشيخ الإمام العلامة محب الدين السعدي الصالحي المعروف بالصامت سمي به لكثرة سكوته ووقاره. . .أثنى عليه الأئمة، وكان آخر من بقي من أئمة هذا الفن"

(2)

.

وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي: "الشيخ الإمام الزاهد العابد العلامة النبيل، المحدث الأصيل، الحافظ الكبير، المسند الكثير، عمدة الحفاظ شيخ المحدثين شمس الدين أبو بكر محمد بن الشيخ العالم الحافظ القدوة محب الدين أبي محمد عبد اللَّه بن أحمد ابن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن السعدي المقدسي ثم الصالحي الحنبلي الشهير بالصامت، لقب بذلك لكثرة سكوته عن فضول الكلام وكان يكره أن يدعي بهذا اللقب بين الأنام"

(3)

.

وقال أيضًا: "أبو بكر بن المحب الحنبلي، الحافظ الكبير المعروف بالصامت، لكثرة سكوته ووقاره، وكان يكره هذا اللقب مع معرفته به واشتهاره، ولد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، وسمَّعه أبوه على طائفة كبيرة حضورًا، وسمع من خلق شيئًا كثيرًا، وسمع العالي والنازل، وكَتَب عن الأصاغر بعد الأماثل، وكان حافظ الشام ومفيده، وأحد أئمة هذا الشأن وضبْطه وتقييده، رتب مسند الإمام أحمد فأتقن وأجاد، وصنف كتاب

(1)

انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 235 - 236).

(2)

انظر: المقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 429).

(3)

انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي (ص 47 - 48).

ص: 96

التذكرة في الضعفاء فأفاد، وخرج للمزي أربعين حديثًا متباينة المتن والإسناد، وكان يطوف كثيرًا على المكاتب فيسمع الأطفال قصدًا للانتفاع، وبذلك حصل لنا منه الإجازة والسماع، وفيه بعض دعابة وله نظم تقبله الأسماع، وكان ذا قدم علمًا وزهدًا بثبوته فيهما ورسوخه، وحدَّث كثيرًا فسمع منه خلق حتى بعض شيوخه، وأول من أخذ عنه فيما أعلمه شيخه العلامة الحافظ المقدَّم أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن عبد الهادي، سمع في سنة ثلاثين وسبعمائة جزءًا تامًا، فكان بين أول تحديثه ووفاته تسعة وخمسون عامًا"

(1)

.

وقال الإمام الحافظ ابن الجزري: "شيخنا وإمامنا ومبرزنا الحافظ الكبير، شمس الدين أبو بكر ابن الحافظ محب الدين أبي محمد الشهير بابن المحب الصامت. . .بادر به أبوه. . .ثم سمع الكثير بإفادة والده، ثم قرأ بنفسه فسمع ما لا يحد ولا يوصف من الكتب والأجزاء، وخرّج وأفاد وسمع منه الطلبة والحفاظ. . .وسمع كثيرًا من كتب القراءات. . .وحدثني بكثير من مسموعاته، وقرأت عليه كثيرًا وسمعت، وكان لا يكلم أحدًا فلذلك قيل له: الصامت، وكان صالحًا قانتًا قانعًا باليسير متقشفًا لا يألف لأحد غيري، ربما جاءني إلى منزلي فأسمعني وأسمع أهلي وأولادي، وانتهى إليه الحفظ في زمانه، رجالًا ومتنًا، ومعرفة الأجزاء ورواتها. . .ومن نظمي فيه:

شيخي إمامٌ حافظٌ حجةٌ

ذو ورعٍ حَبرٍ رَضيٍّ قانتِ

محدثِ الآفاقِ مَعْ صمتهِ

فاعجبْ لهذا المحدثِ الصامتِ

(2)

وقال الإمام الحافظ يوسف بن عبد الهادي: "الشيخ الإمام العالم الزاهد العابد، العلامة النبيل، المحدث الأصيل، الحافظ الكبير، المسند، عمدة الحفاظ شيخ المحدثين، شمس الدين أبو بكر محمد بن الشيخ الإمام الحافظ القدوة محب الدين أبي محمد عبد اللَّه بن أحمد بن المحب عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد اللَّه بن إسماعيل بن عبد الرحمن المقدسي ثم الصالحي الحنبلي الشهير بالصامت بالصالحية، لُقِّبَ بذلك لكثرة سكوته عن فضول الكلام، وكان يكره أن يُدعي بهذا أو يُلقَّبَ به بين الناس. . .أسمعه والده صغيرًا، وأُخبرتُ أن ثبته الذي كتبه والده بأسماء الكتب التي أسمعه إياها في مجلدين. قلت: بل هي أكثر من ذلك؛ فإن خط والده على الأجزاء والكتب لا يمكن استقصاؤه: "وقل جزءٌ إلا وعليه خطه، وقل ما عليه خطه ولم يُسمعه إياه، بل أكثرها سمعه ولدي محمد" وبعد ذلك نشأ وطلب بنفسه، وقرأ الكثير وحصَّل، وكانت معهم خِزانة الضيائية؛ فمن ثَمَّ

(1)

انظر: مخطوط التبيان لبديعة البيان عن موت الأعيان لابن ناصر الدين الدمشقي (ل 228/ أ).

(2)

انظر: غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (2/ 175).

ص: 97

كثُر سماعهم، واتسعت معرفتهم بذلك. . .وقلَّ جزءٌ من أجزاء الضيائية أو من كُتب الحديث إلا وعليه خطه. . . قلتُ: كتب بخطه الكثير، وكانت له معرفة تامة بالحديث، ومعرفةُ طرقه لا سيَّما الأجزاء؛ فإن له اعتناءً زائدة بها. . .وسمعنا قديما وشاهدنا من صورة الحال: قلَّ كتاب من كُتبِ الدنيا لا سند فيه لابن المحب"

(1)

.

وقال الحافظ ابن حجر: "محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن المقدسي ثم الصالحي الحنبلي الحافظ شمس الدين أبو بكر بن المحب الصامت. . .كان مكثرًا شيوخا وسماعًا، وطلب بنفسه فقرأ الكثير فأجاد وخرج وأفاد، وكان عالمًا متفننًا متقشفًا منقطع القرين وحدث دهرًا. . .وكان قد شُهر بالصامت لكثرة سكوته، وكان يكره أن يلقب بذلك، وتفقه إلى أن فاق الأقران، وأفتي ودرس، وكان كثير المروءة حسن الهيئة، من رؤساء أهل دمشق"

(2)

.

وقال الإمام السيوطي: "الحافظ شمس الدين أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي الحنبلي، ويعرف بالصامت لطول سكوته. . .كان مكثرًا شيوخًا وسماعًا، وقرأ الكثير وأجاد وخرج وأفاد، وكان عالمًا متقنًا فقيهًا، أفتى ودَرَّس"

(3)

.

‌شيوخه:

تتلمذ الإمام ابن المحب الصامت على كثير من الأئمة، فمنهم من أخذ منه وسمع منه، ومنهم من أجازه، ومن هؤلاء الأئمة:

‌1 - والده الشيخ العالم الحافظ القدوة محب الدين أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن المحب عبد اللَّه المقدسي، المتوفى سنة 737 هـ.

قال الذهبي: "الإمام العالم المحدث المفيد البكري، شيخ السنة محب الدين أبو محمد السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي، ولد سنة اثنتين وثمانين وست مائة، وعني بهذا الشأن، وكتب العالي والنازل، وكان فصيح القراءة جَهْوَريَّ الصوت منطلق اللسان بالآثار، سريع القراءة، طيب الصوت بالقرآن، صالحًا خائفا من اللَّه صادقًا، انتفع الناس بتذكيره وبمواعيده، وتوفي في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وسبع مائة وكانت جنازته مشهودة"

(4)

.

(1)

انظر: الجوهر المنضد ليوسف بن عبد الهادي (ص 120 - 122).

(2)

انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (3/ 465).

(3)

انظر: ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي (ص 539).

(4)

انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 118).

ص: 98

وقال ابن كثير: "الشيخ الإمام العابد الناسك محب الدين عبد اللَّه بن أحمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي الحنبلي، سمع الكثير، وقرأ بنفسه، وكتب الطباق، وانتفع الناس به، وكانت له مجالس وعظ من الكتاب والسنة في الجامع الأموي وغيره، وله صوت طيب بالقراءة جدا، وعليه روح وسكينة ووقار، وكانت مواعيده مفيدة ينتفع بها الناس، وكان شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية يحبه ويحب قراءته، توفي يوم الاثنين سابع ربيع الأول، وكانت جنازته حافلة، ودفن بقاسيون، وشهد الناس له بالخير، رحمه اللَّه تعالى، وبلغ خمسا وخمسين سنة"

(1)

.

وقال الحسيني: "الشيخ الإمام العالم الزاهد المحدث المفيد الحافظ محب الدين أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي الأصل الصالحي الحنبلي، طلب هو بنفسه في سنة ثمان وتسعين فأكثر، وعني بهذا الشأن وجمع وخرج وأفاد، وسمَّع أولاده وكان فصيحًا بليغًا سريع القراءة، إذا حضر مع مشيختنا المزي والبرزاني والذهبي وتلك الحلبة لا يتقدمه أحد في القراءة وكان كثير التلاوة متين الديانة"

(2)

.

وقال ابن رجب: "المحدث الصالح، القدوة الزاهد، محب الدين أبو محمد بن أبي العباس بن المحب، شيوخه الذين أخذ عنهم نحوا من ألف شيخ، وقرأ بنفسه الكثير، وعني بهذا الشأن، وكتب بخطه الكثير، والعالي والنازل، وخرج التخاريج لجماعة من الشيوخ، وانتقى وأفاد"

(3)

.

‌2 - جده الإمام المحدث أحمد بن عبد اللَّه المقدسي، المتوفى سنة 730 هـ.

قال الذهبي: "أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن أبي بكر، الإمام الزاهد الصالح بقية السلف الأخيار أبو العباس ابن المحدث الرحال مفيد الطلبة محب الدين السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي الكتب، ولد سنة ثلاث وخمسين وستمائة. . .عني بطلب الحديث وكتب وقتا وأسمع أولاده، ونسخ لنفسه وللناس، وكان شيخًا بهي الشيبة كثير الوقار والسكينةِ، ذا حظ من عبادة وتأله وتواضع وحسن هدى واتباع للأثر وانقباض عن الناس، انتقيت له جزءًا، وهو شيخ الحديث بالضيائية حدث بالكثير، توفي في ذي الحجة سنة ثلاثين وسبعمائة"

(4)

.

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 396).

(2)

انظر: ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني (ص 18).

(3)

انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (5/ 66 - 67).

(4)

انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 20 - 21).

ص: 99

‌3 - عم أبيه الإمام المحدث محمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد السعدي المقدسي المتوفى سنة 726 هـ.

محمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن ابراهيم السعدي المقدسي محب الدين أبو عبد اللَّه ويقال شمس الدين، سمع صحيح مسلم ومسند أبي يعلى الموصلي، ومكارم الأخلاق للخرائطي، مات سنة ست وعشرين وسبعمائة

(1)

.

‌4 - شيخ الإسلام أحمد بن تيمية الحراني المتوفى سنة 728 هـ.

قال عنه تلميذه الذهبي: "أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد اللَّه بن أبي القاسم بن تيمية شيخنا الإمام تقي الدين أبو العباس الحراني، فريد العصر علمًا ومعرفة وذكاءً وحفظًا وكرمًا وزهدًا، وفرط شجاعة وكثرة تآليف، ولد شيخنا في عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة بحران وتحولوا إلى دمشق سنة سبع وستين، وعني بالرواية، وسمع الكتب الستة والمسند والمعجم الكبير، سمعتُ جملة من مصنفاته وجزء ابن عرفة، وغير ذلك، وكانت وفاته في العشرين من شهر ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة مسجونا بقاعة من قلعة دمشق، وشيعه أمم لا يحصون إلى مقبرة الصوفية، ولم يخلف بعده مثله في العلم، ولا من يقاربه"

(2)

.

‌5 - الفقيه الإمام شرف الدين عبد اللَّه بن تيمية الحراني المتوفى سنة 727 هـ

قال عنه ابن رجب: "الفقيه الإمام، الزاهد، العابد القدوة المتفنن، شرف الدين أبو محمد، أخو الشيخ تقي الدين سمع "المسند" و"الصحيحين " و"كتب السنن" وتفقه في المذهب حتى برع وأفتى، وبرع أيضًا في الفرائض والحساب، وعلم الهيئة، وفي الأصلين والعربية. وله مشاركة قوية في الحديث، كان صاحب صدق وإخلاص، قانعًا باليسير شريف النفس، شجاعًا مقدامًا، مجاهدًا زاهدًا، عابدًا ورعًا، كان له يد طولى في معرفة تراجم السلف ووفياتهم، وهي التواريخ المتقدمة والمتأخرة، وحُبس مع أخيه بالديار المصرية مدة، وقد استُدعي غير مرة وحده إلى المناظرة، فناظر وأفحم الخصوم، توفي رحمه اللَّه تعالى يوم الأربعاء رابع عشر جمادي الأولى سنة سبع وعشرين وسبعمائة بدمشق"

(3)

.

‌6 - الإمام المحدث التاجر زين الدين عبد الرحمن بن تيمية الحراني المتوفى سنة 747 هـ.

قال السبكي: "الشيخ زين الدين أبو الفرج بن الشيخ شهاب الدين أبي المحاسن، رجل مبارك، من بيت الفضل والخير والدين واشتغل هو بالكسب والتجارة، وسافر في ذلك، وهو مشهور بالديانة والأمانة،

(1)

انظر: ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد للفاسي (1/ 133 - 134).

(2)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 56 - 57).

(3)

انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (4/ 477 - 483).

ص: 100

وحسن السيرة، وصلاح السريرة، سمع كثيرًا مع والده وأخيه، خرج له بعض الطلبة "مشيخة" وحدث بها سمعت عليه "جزء الأنصاري" و"جزء الحصائري" وجزءًا فيه أحاديث منتقاة من "جزء أيوب"

(1)

.

وقال الفاسي: "سمع جامع الترمذي ومعجم أبي يعلى الموصلي وصحيفة همام بن منبه وصحيح مسلم وجزء ابن عرفة ونسخة وكيع وجزء الحصائري وفضائل الشام للربعي، وسمع المجلدة الأولى من "صحيح البخاري" نسخة الخانقاه السميساطية بدمشق على عشرة من الشيوخ، والمجلدة الأولى من "جامع الترمذي" تجزئة أربعة وآخرها باب ما جاء في تقليد الغنم، وشيوخه أزيد من ثمانين شيخًا، سمع منه البرزالي والذهبي"

(2)

.

‌7 - الإمام الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 هـ

(3)

.

‌8 - الإمام الحافظ أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد الذهبي المتوفي 748 هـ

(4)

.

9 -

الحافظ المحدث القاسم بن مظفر بن محمود بن تاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة اللَّه بن عساكر المتوفى سنة 723 هـ.

قال الذهبي: "الرئيس المعمر بهاء الدين أبو محمد بن أبي غالب الدمشقي الطبيب، ولد في ثامن وعشرين صفر سنة تسع وعشرين وستمائة، سمع من طائفة، وأجاز له خلق كثير، وروى ما لا يوصف كثرة، وخرج له الحافظ علم الدين مشيخة في جزء، وانتقى له الحافظ صلاح الدين أربعة أجزاء عوالي، وجمع له ناصر الدين الصيرفي معجمًا كبيرًا إلى الغاية جاء في سبع مجلدات، وكان حسن البشر حلو المحاضرة، واللَّه يسامحه وإيانا، مات في شعبان سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، عليه مآخذ في دينه ونحلته"

(5)

.

‌10 - الإمام المحدث محمد بن يوسف بن المهتار المتوفى سنة 715 هـ.

قال الصفدي: "محمد بن يوسف بن محمد بن المهتار المصري، العدل الجليل ناصر الدين أبو عبد اللَّه ابن الشيخ مجد الدين المصري ثم الدمشقي الشافعي، سمع من ابن الصلاح وغيره، وتوفي رحمه اللَّه تعالى في

(1)

انظر: معجم الشيوخ لتاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (1/ 214 - 215) تخريج: شمس الدين أبي عبد اللَّه بن سعد الصالحي الحنبلي.

(2)

انظر: ذيل التقييد للفاسي (2/ 83 - 84).

(3)

تقدمت ترجمته (ص 67).

(4)

تقدمت ترجمته (ص 78).

(5)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 117).

ص: 101

سادس عشري ذي الحجة سنة خمس عشرة وسبع مئة، ومولده سنة سبع وثلاثين وستمائة، قال شيخنا علم الدين البرزالي: قرأت عليه الآداب والاعتقاد للبيهقي، وعلوم الحديث والطوالات للتنوخي، وقطعة من الأجزاء، وحدّث بالزهد للإمام أحمد بكماله، وانفرد برواية علوم الحديث لابن الصلاح عن مصنّفه مدة سنين، وبقطعة كبيرة من سنن البيهقي وبالطوالات للتنوخي"

(1)

.

‌11 - المحدث الكبير المُسنِد أبو بكر بن عبد الدائم المقدسي المتوفى سنة 718 هـ.

قال الفاسي: "أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن نعمة بن بكير النابلسي المقدسي الصالحي، سمع بدمشق "صحيح البخاري" و"مسند الشافعي" و"جزء أبي الجهم" والأربعين الطائية و"مسند الدارمي" ومسند عبد بن حميد، وحدث بمسموعاته أو أكثرها، سمع منه الأعيان، مات في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وسبعمائة بصالحية دمشق وله ثلاث وتسعون سنة"

(2)

.

‌12 - المُسنِد الكبير عيسى بن عبد الرحمن بن معالي المُطْعِم الصالحي المتوفي سنة 719 هـ.

قال الذهبي: "عيسي بن عبد الرحمن بن معالي بن حَمْد المسند الرحلة شرف الدين أبو محمد الصالحي، السمسار في العقار ومُطعِم الأشجار، رجل جيد في نفسه عامي بطيء الفهم لا يقرأ، ولا يكتب، ولد سنة ست أو خمس وعشرين وستمائة.

وسمع معظم الصحيح من ابن الزبيدي في الخامسة. . . وتفرد في وقته، ورحل إليه واشتهر ذكره، وكان متواضعا حسن الخلق، روي شيئًا كثيرًا، وتوفي في ذي الحجة في رابع عشر سنة تسع عشرة وسبعمائة، سامحه اللَّه تعالى، فإنه كان يخل بالصلاة قليلًا"

(3)

وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: "المسند أبو محمد عيسى بن عبد الرحمن بن معالي بن حَمْد الشَّجَري -هكذا نسبه بعض محدثي بعلبك في بعض تاريخه- والشجري هذا هو المُطْعِم شيخ مشايخنا، نعم ورأيت شيخنا الحافظ أبا بكر محمد بن المحب في كتابه تكملة المختارة حدث عنه فقال -فيما وجدته بخطه- في مسند أبي حميد الساعدي: أخبرنا عيسى الشَّحري. . . فذكر حديثًا من مسند الدارمي. قال: والشحري نسبة إلى الشحر باليمن"

(4)

.

(1)

انظر: أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (5/ 323).

(2)

انظر: ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد للفاسي (2/ 337).

(3)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 85).

(4)

انظر: توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم لابن ناصر الدين (2/ 85).

ص: 102

‌13 - الإمام الفقيه المُسنِد أبو نصر بن الشيرازي المتوفى سنة 723 هـ.

قال الذهبي: "محمد بن الصدر الأثير عماد الدين في الكتابة الفائقة والمنسوب البديع أبي الفضل محمد بن قاضي الشام مفتي الفرق شمس الدين أبي نصر محمد ابن الإمام الفقيه الصالح هبة اللَّه بن محمد بن هبة اللَّه بن مُمِيلٍ، المسند المعمر رحلة وقته شمس الدين أبو نصر الفارسي الشيرازي الأصل الدمشقي المزي المعدل، ولد في رجب -أو في شوال- سنة تسع وعشرين وستمائة، وسمع في سنة ثلاث حضورًا، كان يسافر مع أبيه للتجارة، وكان أستاذًا في إذهاب المصاحف، عُمِّرَ وتفردَ في زمانه ورُحِلَ إليه، وكان عاقلًا ساكنًا وقورًا، وقد تغير ذهنه في أوائل سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة من الكِبَر، وزاد به ذلك إلى أن مات، والطلبة لا يفكونه وهو يتضجر منهم، وقبل ذلك ما كان يقول شيئًا، توفي ليلة عرفة سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة"

(1)

.

وقال ابن كثير: "شيخنا الأصيل شمس الدين أبو نصر محمد بن عماد الدين أبي الفضل محمد بن شمس الدين أبي نصر محمد بن هبة اللَّه بن محمد بن يحيى بن بندار بن مميل الشيرازي، مولده في شوال سنة تسع وعشرين وستمائة، وسمع الكثير وأسمع، وأفاد في علته شيخنا المزي تغمده اللَّه برحمته قرأ عليه عدة أجزاء بنفسه، أثابه اللَّه، وكان شيخًا حسنًا خيرًا مباركًا متواضعًا، يُذَهِّبُ الرَّبَعَاتِ والمصاحف، له في ذلك يد طولي، ولم يتدنس بشيء من الولايات، ولا تدنس بشيء من وظائف المدارس ولا الشهادات، إلى أن توفي في يوم عرفة ببستانه من المزة، وصلي عليه بجامعها، ودفن بتربتها، رحمه الله"

(2)

.

‌14 - المسند العالم الرحلة محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء أبو عبد اللَّه بن الزَّرَّادِ المتوفى سنة 726 هـ.

قال الذهبي: "محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء بن أبي المعالي المسند العالم الرحلة شمس الدين أبو عبد اللَّه بن الزراد الحريري الصالحي الحنبلي، ولد سنة ست وأربعين وستمائة، وأسمعه أبوه الكثير على مشيخة وقته، وخرَّجتُ له جزءًا ضخمًا عن مائة شيخ رواه مرات، وروي كتبًا كبارًا تفرد بها، وكان خيرًا متواضعًا حسن البشر له مشاركة في العلم، ثم كبر وعجز، وافتقر وتغير واستولى عليه التَّعَلُّلُ والبلغَمُ"

(3)

.

وقال أيضًا: "روى شيئًا كثيرًا، وتفرد، خرَّجتُ له مشيخة، وكان يروي المسند، والسيرة، ومسند أبي عوانة، والأنواع والتقاسيم، ومسند أبي يعلى، وأشياء، افتقر، واحتاج، وتغير ذهنه، واختلط قبل موته بعام أو أكثر"

(4)

.

(1)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 279 - 280).

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 235).

(3)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 169 - 170).

(4)

انظر: العِبر في خبر من غبر للذهبي (4/ 78).

ص: 103

‌15 - الإمام الفاضل الرئيس المعمر الشهير بابن مُزَيز المتوفي سنة 733 هـ.

قال الذهبي: "أحمد بن إدريس بن محمد بن المُفَرِّجِ بن مُزَيْزٍ، الصدر أبو العباس الحموي الكاتب، تفرد في وقته، مولده في سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وقد قرأ عليه شيخنا ابن تيمية جزءًا في سنة ثمانين وستمائة، توفي في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة"

(1)

.

وقال الصفدي: "الشيخ الإمام الفاضل الرئيس المعمر تاج الدين أبو العباس بن تقي الدين الحموي الشافعي الكاتب، قرأ عليه الشيخ تقي الدين بن تيمية وعلى أبيه جزءًا في سنة ثمانين، وحدث بأشياء تفرد بها، ورحل إليه الناس بسببها، وكان ديِّنًا، ورئيسًا وقورًا صيِّنًا، ذكر مرة لوزارة حماه، ولو أراد لبلغ من المنصب منتهاه، وكتب أبوه الخط الفائق، وطريقه في أحسن الطرائق، مليح الوضع والترتيب، جيد الضبط للمشكل والغريب، وقد رأيت بخطه أشياء كبارًا، مثل صحاح الجوهري، والروض الأنف، وربما كتبهما مرارًا"

(2)

.

‌16 - المسند الكبير المعمَّر أحمد بن أبي طالب بن نعمة الدَّيْرُمَقْرَنِيُّ ثم الصالحي الحجَّار، المعروف بابن الشحنة المتوفي سنة 730 هـ.

قال الذهبي: "أحمد بن أبي طالب بن نعمة بن الحسن بن علي بن ريسان المعمر الكبير رحلة الآفاق نادرة الوجود شهاب الدين أبو العباس الديرمقرني ثم الصالحي الحجار ابن شحنة الصالحية، ظهر هذا الرجل للطلبة في سنة ست وسبعمائة، وقصد بالسماع وصار من أمره ما صار، وهو شيخ كامل البنية، له همة وجلادة، وقوة نفس، وعقل جيد، وسمعه ثقيل، وقد ذهب غالب أسنانه، وقد روى الصحيح إلى آخر سنة ست وعشرين، أزيد من ستين مرة، وإليه المنتهي في الثبات، وعدم النعاس، ريا أسمع في بعض الأيام من بكرة إلى المغرب، وقد حدث بمصر مرتين بالصحيح، وبحماة، وبعلبك، ويعطى على تسميع الصحيح من خمسين درهما إلى المائة، وحصل له في سفراته ذهب كثير، وخلع، وإكرام زائد، وقرر له جامكية، وكان في أواخر أمره يدخل إلى البلد ماشيًا، وفيه دين وملازمة للصلاة لكن ربما أخرها في السفر ويقضيها على طريقة العوام، وكان أميا لا يكتب ولا يقرأ إلا اليسير من القرآن، حدث في صفر سنة ثلاثين وسبع مائة تحدثوا بموته، وأفاق فقرءوا عليه أجزاء ثم مات يوم الخامس والعشرين من الشهر"

(3)

.

(1)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 36 - 37).

(2)

انظر: أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (1/ 169 - 170).

(3)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 118 - 119).

ص: 104

وقال ابن كثير: "سمع "البخاري" على الزبيدي سنة ثلاثين وستمائة بقاسيون، وإنما ظهر ساعه سنة ست وسبعمائة، ففرح بذلك المحدثون وأكثروا السماع عليه، فقرئ "البخاري" عليه نحوًا من ستين مرة، وغيره، وسمعنا عليه بدار الحديث الأشرفية في أيام الشتويات نحوًا من خمسمائة جزء بالإجازات والسماع، وله إجازة من بغداد فيها مائة وثمانية وثلاثون شيخًا من العوالي المسندين، وقد مكث مدة مُقَدَّم الحجارين نحوًا من خمس وعشرين سنة، ثم كان يخبط في آخر عمره، واستقرت عليه جامكيته لما اشتغل بإسماع الحديث، وقد سمع عليه السلطان الملك الناصر، وخلع عليه، وألبسه الخلعة بيده، وسمع عليه من أهل الديار المصرية والشامية أمم لا يحصون كثرة، وانتفع الناس بذلك، وكان شيخًا حسنًا، بهي المنظر، سليم الصدر، ممتعًا بحواسه وقواه، فإنه عاش مائة سنة مُحَققًا وزاد عليها"

(1)

.

‌17 - الشيخ أبو الفتح محمد بن عبد الرحيم المعروف بابن النَّشُو المتوفى سنة 720 هـ.

قال الذهبي: "محمد بن عبد الرحيم بن عباس بن أبي الفتح، الشيخ المسند شرف الدين أبو الفتح القرشي التاجر ويعرف بابن النَّشُو الدمشقي، مولده بالقاهرة سنة إحدى وأربعين وستمائة، طال عمره، وتفرد بأشياء، مات في ثالث شوال سنة عشرين وسبعمائة، وكان دينًا وقورًا، لا بأس به"

(2)

.

وقال الصفدي: "الشيخ شرف الدين أبو الفتح المعروف بابن النَّشْو، كان حسن الشكل، فيه أمانة ومعرفة، وسافر في التجارة إلى بغداد وديار مصر، وكان له مُلْك، له "مشيخة" في أربعة أجزاء عن نحو عشرين شيخًا، قال شيخنا علم الدين البرزالي: قرأتها عليه، ومن الأجزاء التي تفرد بها بدمشق وقرأتها عليه مرارًا: كتاب "المحدث الفاصل" الذي للرامهرمزي سبعة أجزاء، و"مشيخة وكيع بن الجراح"، وحديث "إسماعيل الصفار" عن الصغاني والدوري، و"مسند عائشة" للمروزي، والأجزاء الثلاثة من "المحامليات" السادس والسابع والتاسع من المركبات وغير ذلك"

(3)

.

‌18 - الشيخ المؤذن علي بن نوح بن أبي الفضل الكتاني المتوفي سنة 733 هـ.

قال ابن كثير: "الحاج علي المؤذن المشهور بالجامع الأموي، الحاج علي بن نوح بن أبي الفضل الكتاني، كان أبوه من خيار المؤذنين، فيه صلاح ودين، وله قبول عند الناس، وكان حسن الصوت جَهْوَرَهُ، وفيه تودد

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 327 - 328).

(2)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 213).

(3)

انظر: أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (4/ 511 - 512).

ص: 105

وخدمة وكرم، وحج غير مرة، وسمع من ابن أبي عمر وغيره"

(1)

. وقال ابن حجر: "علي بن نوح بن أبي الفضل بن وحشي بن عماد، المؤذن بجامع دمشق، سمع من الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، سمع منه ابن المحب وولده محمد. . . وآخرون ومات قديما في ذي القعدة سنة 727 هـ"

(2)

.

‌19 - الإمام القدوة رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطبري المكي الشافعي المتوفي 722 هـ.

قال الذهبي: "إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القدوة الإمام رضي الدين أبو إسحاق الطبري ثم المكي الشافعي، إمام المقام، شيخ عالم فقيه محدث عابد ورع كبير القدر، ولد سنة ست وثلاثين وستمائة، وطلب الحديث، وسمع ونسخ الأجزاء، وطال عمره وبعد صيته وانفرد بأشياء، وروى الكثير، وحدث أزيد من خمسين سنة، مات في ثامن المحرم سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة"

(3)

.

وقال ابن كثير: "الشيخ الإمام العالم بقية السلف، رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الطبري المكي الشافعي، إمام المقام أكثر من خمسين سنة، سمع الحديث من شيوخ بلده والواردين إليها، ولم يكن له رحلة، وكان يفتي الناس من مدة طويلة، ويذكر أنه اختصر "شرح السنة" للبغوي رحمها اللَّه تعالى، توفي يوم السبت بعد الظهر ثامن ربيع الأول بمكة، ودفن من الغد، وكان من أئمة المشايخ"

(4)

.

‌20 - الإمام المُسِند المقرئ محمد بن يعقوب الجرائدي المتوفى سنة 720 هـ.

قال الذهبي: "محمد بن يعقوب بن بدران بن منصور المقرئ المسند عماد الدين أبو عبد اللَّه، ابن شيخ القراء تقي الدين ابن الجرائدي الدمشقي المولد المصري الدار، ولد سنة تسع وثلاثين وستمائة، وروى لنا الشاطبية، وكان شيخنا حافظًا للقصيدة، له مشاركة قليلة في النحو والفرائض، وقد أفرد السبعة على العباسي، قدم الشام سنة سبع وسبع مائة، فسمعنا منه القصيدة، وجماعة أجزاء، مات ببيت المقدس في ذي الحجة سنة عشرين وسبعمائة"

(5)

.

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 288).

(2)

انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (4/ 161).

(3)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 150 - 151).

(4)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 219 - 220).

(5)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 304).

ص: 106

وقال ابن الجزري: "محمد بن يعقوب بن بدران العماد، أبو عبد اللَّه الجرائدي، مقرئ أصيل، ولد سنة تسع وثلاثين وستمائة، قرأ عليه الشاطبية شيخنا أحمد بن الحسين الكفري وحدثنا بها عنه والحافظ الذهبي ومحمد بن القاسم البرزالي، وحدث بها عنه بالإجازة شيخنا الحافظ أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن المحب، مات في ذي الحجة سنة عشرين وسبعمائة بالقدس"

(1)

.

‌21 - الإمام المحدث عفيف الدين إسحاق الآمدي المتوفى سنة 725 هـ.

قال ابن كثير: "شيخنا المسند المعمر الرحلة، عفيف الدين إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل الآمدي ثم الدمشقي الحنفي، شيخ دار الحديث الظاهرية، ولد في حدود الأربعين وستمائة، وسمع الحديث على جماعة كثيرين، وكان شيخًا حسنًا بهي المنظر، سهل الإسماع، يحب الرواية، ولديه فضيلة، توفي ليلة الاثنين ثاني عشرين رمضان"

(2)

.

‌22 - الشيخ الجليل أبُو بكر بن مكي بن مُحَمَّد بن الْمُسلم الحَارِثِيّ المتوفى سنة 721 هـ.

قال الذهبي: "أبو بكر بن مكي بن محمد بن المسلم الشيخ الجليل الخيِّر عماد الدين بن أبي الحوف الدمشقي الحارثي الجَنَدِيُّ، كان ولد سنة تسع وثلاثين وست مائة، وسمع من ابن مسلمة وغيره ووالده من مشيخة شيخنا الدمياطي توفي العباد في ربيع الآخر سنة 721 هـ"

(3)

.

وقال ابن حجر: "سمع منه المزي وجماعة منهم ابن المحب وابنه أبو بكر وغيرهما"

(4)

.

‌23 - الإمام المحدث إسماعيل بن عمر بن المسلم الحموي المتوفي سنة 727 هـ.

قال الذهبي: "الصدر العالم الخير أبو الفداء إسماعيل بن الحموي بن عمر بن الحموي ثم الدمشقي الكاتب، سمع في كبره كثيرًا، وأسمع ولدَه، وحصل أصولًا وفوائد، وعاش اثنتين وتسعين سنة، وكان ذا تعبد وإيثار خير، وتوفي سنة 727 هـ سمعنا منه"

(5)

.

وقال ابن حجر: "سمع من جماعة فوق المائة الكثير، وأجاز له جماعة، وألحق الكبار بالصغار، وقال ابن رجب: تفرد بسماع السنن الكبير وله مسموعات في مجلدين"

(6)

.

(1)

انظر: غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (2/ 281 - 282).

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 260).

(3)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 420).

(4)

انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (1/ 557).

(5)

انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 115).

(6)

انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (5/ 125).

ص: 107

‌24 - الشيخ الصالح العالم العابد محمد بن عبد المحسن الدواليبي البغدادي المتوفى سنة 728 هـ.

قال ابن كثير: "الشيخ الصالح العالم العابد الرحلة المسند المعمر عفيف الدين، أبو عبد اللَّه محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن بن عبد الغفار البغدادي الأزجي الحنبلي، المعروف بابن الدواليبي، شيخ دار الحديث المستنصرية، ولد في ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وسمع الكثير، وله إجازات عالية، وكان فاضلًا في النحو وغيره، وله شعر حسن، وكان رجلًا صالحًا، جاوز التسعين، وصار رحلة العراق"

(1)

.

وقال ابن رجب: "محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن بن عبد الغفار بن الخراط، البغدادي، القطيعي، الأزجي المحدث الواعظ عفيف الدين أبو عبد اللَّه، ويعرف بابن الدواليبي، سمع صحيح مسلم ومن الشيخ مجد الدين ابن تيمية أحكامه، ونصف المحرر، وأجاز له جماعة كثيرون، وسمع المسند من جماعة، ووعظ مدة طويلة، وشارك في العلوم، وعمر وصار مسند أهل العراق في وقته، وحدث بالكثير وكان قد سمع كثيرًا من الكتب العوالي على شيوخه القدماء ولكن لم يظفر أهل بغداد بذلك وإنما اشتهر عندهم سماعه للمسند، وصحيح مسلم وقد شاركه في سماعها بمثل إسناده خلق كثير"

(2)

.

‌25 - المسند علم الدين أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الكريم بن دَرَادَةَ القرشي المعَدَّي

(3)

المتوفى سنة 718 هـ

(4)

.

قال الفاسي: "أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الكريم بن علي بن جعفر بن جرادة

(5)

القرشي الشهير بابن السراج المصري، أبو العباس، سمع "سنن الشافعي" و" فتوح الشام" للأسدي المقرئ و"كتاب سوء الأدب" لأبي إسحاق بن الجنيد و"المحدث الفاصل" للرامهرمزي و"الناسخ والمنسوخ" لأبي عبيد و"سؤالات بن الجنيد ليحيى بن معين" و"مجلس القطان" و"اشتقاق الأسماء" للخلال، ومات في الحادي عشر من ربيع الآخر سنة ثماني عشرة وسبعمائة بمصر، ومولده تقريبًا سنة خمس وثلاثين وستمائة"

(6)

.

(1)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 306).

(2)

انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (4/ 484 - 486).

(3)

هكذا هو في المعين في طبقات المحدثين، وهو غريب، ولعل الصواب "المصري" كما في ترجمته التالية في ذيل التقييد.

(4)

انظر: المعين في طبقات المحدثين للذهبي (ص 231).

(5)

هكذا هو "جرادة" وفي المعين وتاريخ الإسلام للذهبي (13/ 70) والدرر ومعجم شيوخ السبكي (1/ 278)"درادة" بالدال.

(6)

انظر: ذيل التقييد للفاسي (1/ 330).

ص: 108

‌26 - المحدث المُسنِد يحيى بن محمد بن سعد بن عبد اللَّه بن سعد المقدسي الحنبلي المتوفى سنة 721 هـ.

قال ابن طرخان: "يحيى بن محمد بن سعد بن عبد اللَّه بن سعد المقدسي الحنبلي، خالي سعد الدين أبو زكريا، كان شيخًا صالحًا سهلًا متواضعًا، بشوش الوجه، يُجبُّ إسماع الحديث، وأجاز له جماعة من بغداد ومصر والشام، مولده ليلة الجمعة خامس ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وتوفي ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة"

(1)

.

وقال ابن كثير: "المحدث شمس الدين محمد بن سعد الدين يحيى بن محمد بن سعد الحنبلي، كتب كثيرًا وخرج، وكانت له معرفة جيدة بأسماء الأجزاء ورواتها من الشيوخ المتأخرين، وقد كتب للحافظ البرزاني قطعة كبيرة من مشايخه، وخرج له عن كلٍّ حديثًا أو أكثر، وأثبت له ما سمعه عن كل منهم، ولم يتم حتى توفي البرزالي، رحمه الله"

(2)

.

وقال ابن حجر: "يحيى بن محمد بن سعد بن عبد اللَّه بن سعد بن مفلح الأنصاري المقدسي ثم الصالحي الحنبلي ولد في ربيع الأول سنة 631 هـ، كان اسمه في الطباق سعد بن محمد بن سعد، فيقال: كان له اسمان ولم يكن له أخ أصلًا، وحدث بالكثير، وكان خيرًا متواضعًا حَسَنَ الخُلُق، روى الكثير على سداد وخير وحضور ذهن، جاوز التسعين، قال الذهبي في حقه: العبد الصالح بقية السلف، تفرد في زمانه ونعم الشيخ كان خيرًا وسكينةً وتواضعًا، وقد ولي مشيخة الضيائية، ومات في 14 ذي الحجة سنة 721 هـ"

(3)

.

‌27 - المحدث محمد بن مُشْرِقٍ أبو عبد اللَّه ابن رزين الخشاب الدمشقي المتوفى سنة 721 هـ.

قال الذهبي: "محمد بن أبي بكر

(4)

بن عثمان بن مُشْرِقٍ، الشيخ الصالح المعمَّر أبو عبد اللَّه ابن رزين الكناني، ثم اخشاب الدمشقي، روى الكثير وقُرِّر مسمعًا بدار الحديث، وعاش سبعين سنة، توفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة"

(5)

.

(1)

انظر: مخطوط معجم الشيوخ من الرجال والنساء لشمس الدين محمد بن أبي بكر بن محمد بن طرخان (34 / أ) مصدرها: مخطوطات جامعة الملك سعود، رقمها 3065 ز (ق 651/ 4).

(2)

انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 591).

(3)

انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (5/ 195 - 196).

(4)

وقيل: محمد بن عثمان بن مشرق كما في العبر للذهبي (4/ 62) وشذرات الذهب لابن العماد (8/ 101).

(5)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 317).

ص: 109

وقال ابن حجر: "سمع عدة أجزاء تفرد بها، وأجاز له آخرون، وحدث بالكثير، حدثنا عنه جماعة بالإجازة وحدثنا عنه بالسماع وكان منور الشيبة حسن السمت سهل القياد"

(1)

.

‌28 - العدل المعمَّر عز الدين أبو الفتح موسى بن علي العلوي الموسوي الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 715 هـ.

قال الذهبي: "موسى بن علي بن أبي طالب الشريف المعمَّر أبو علي الحسني

(2)

الموسوي الدمشقي الحنفي، ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة في ذي الحجة. سمع من جماعة، واستوطن مصر بآخره وانفرد بأشياء، وكان لا بأس به إن شاء اللَّه، يعاني الشروط، مات في ذي الحجة سنة 715 هـ"

(3)

.

‌29 - المحدث المُسنِد أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن بدران الدَّشْتِي الكردي المتوفى سنة 713 هـ.

قال الذهبي: "أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن بدران، المحدث المؤدب شهاب الدين أبو بكر الأنمي الدشتي الكردي، ولد في سنة أربع وثلاثين وست مائة، ونسخ الأجزاء وحفظ أصولًا وأبياتًا، وكان مليح الخط، عنده فضيلة تفرد بأشياء وحدث بدمشق وبمصر، أكثرنا عنه على عسارة فيه وشكوى فقر، قُرر مسمعًا بدار الحديث ومؤدِّبًا للأيتام، توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وسبعمائة"

(4)

.

‌30 - القاضي المسند المعمَّر تقي الدين سليمان بن حمزة المقدسي الحنبلي المتوفى سنة 715 هـ

(5)

.

‌31 - قاضي القضاة محمد بن مسلم بن مالك بن مزروع الزيني ثم الصالحي الحنبلي المتوفى سنة 726 هـ.

قال الذهبي: "محمد بن مسلم بن مالك بن مزروع، الشيخ الإمام العلامة المفتي المحدث النحوي قاضي القضاة بركة الإسلام علم السنة شمس الدين أبو عبد اللَّه الزيني ثم الصالحي الحنبلي، ولد سنة اثنتين وستين وستمائة، كتب، وعني بطلب الحديث، وكتب بعض الأجزاء، ولم يتفرغ له، وأحكم المذهب وقواعده، والعربية وغوامضها، وأشغل الناس مدة، على صدق وورع وخير وتعبد وإنابة وقناعة باليسير وتعفف إلى أن احتيج إليه في الحكم، فراجعوه مرات، وألحوا عليه وهو يتوقف ويستخير اللَّه تعالى ثم شرط أمورا ووفى له أولو الأمر بها فنهض بأعباء الأمر كما ينبغي وانجبرت وقوف الحنابلة به وجدد أماكن، وحُمدت سيرته، ولكن

(1)

انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (5/ 142).

(2)

هكذا في المعجم "الحسني" والصحيح أنه "الحسيني"؛ لأنه من ذرية موسى الكاظم، وهو على الصواب في المعين في طبقات المحدثين للذهبي (1/ 230) وأعيان العصر للصفدي (5/ 484) وذيل التقييد للفاسي (2/ 279) وغيرها.

(3)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 347).

(4)

انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 36).

(5)

تقدمت ترجمته (ص 95).

ص: 110

أهل الهوى والأذى لا يرضون إِلا بمن يوافقهم على أغراضهم، سار إلى الحج، فأدركه الأجل ذاهبا، ودفن بالبقيع في ذي القعدة سنة ست وعشرين وسبعمائة، وتأسف الخلق عليه، صلى الله عليه وسلم"

(1)

.

وقال ابن رجب: "الفقيه الصالح الزاهد، قاضي القضاة، شمس الدين أبو عبد اللَّه، قرأ بنفسه، وكتب بخطه، وعني بالحديث، وتفقه وبرع وأفتى، وبرع في العربية، وتصدى للأشغال والإفادة، واشتهر اسمه، مع الديانة والورع، والزهد والاقتناع باليسير، ثم بعد موت القاضي تقي الدين سليمان ورد تقليده للقضاء في صفر سنة ست عشرة عوضه، فتوقف في القبول، ثم استخار اللَّه وقَبِل، بعد أن شرط أن لا يلبس خلعة حرير، ولا يركب في المواكب، ولا يقتني مركوبا. فأجيب إلى ذلك، وكان من قضاة العدل، مصمما على الحق، لا يخاف في اللَّه لومة لائم، وهو الذي حكم على ابن تيمية بمنعه من الفتيا بمسائل الطلاق وغيرها مما يخالف المذهب، وقد حدث وسمع منه جماعة، وخرج له المحدثون تخاريج عدة"

(2)

.

‌32 - الإمام المحدث رشيد الدين أبو الفضل بن المعلم التيمائي الحنفي المتوفي 714 هـ.

قال الصفدي: "إسماعيل بن عثمان بن محمد الإمام رشيد الدين أبو الفضل بن المعلم التيمائي الحنفي، كان بصيرًا بالعربية، إمامًا في مذهب الحنفية. حدث بدمشق والقاهرة، وفيه زهد وعفة وإباء، وعنده جودٌ وحياء، دينه متين، وفضله مبين، يقتصد في لباسه، ويتقيه خصمه في الجدال لبأسه"

(3)

.

وقال ابن الجزري: "إسماعيل بن عثمان بن المعلم الرشيد أبو الفداء الحنفي إمام عالم، قال الذهبي: وكان من كبار أئمة العصر قرأ بالروايات، ولو أراد لما عجز عن إقرائها لكنه ضيق الخلق فلم يُقدر على الأخذ عنه، واعتلَّ بأنه تارك، مات في رجب سنة أربع عشرة وسبعمائة بالقاهرة عن إحدى وتسعين سنة"

(4)

.

وللإمام ابن المحب الصامت كثير من الشيوخ والأئمة غير هؤلاء، رحمهم الله جميعًا.

وروى الإمام ابن المحب الصامت عن عدد من‌

‌ العالمات المحدثات المشهورات،

ومنهن:

‌1 - الشيخة المعمرة مسندة الوقت أم عبد اللَّه ست الوزراء ووزيرة التنوخية الدمشقية الحنبلية المتوفاة سنة 716 هـ.

قال عنها الذهبي: "ست الوزراء بنت القاضي شمس الدين عمر بن سعد بن المنجا بن أبي البركات التنوخي الدمشقي، أم محمد شيخة دينة متزهدة حسنة الأخلاق، روت الكثير، وعمرت دهرًا، كانت آخر من

(1)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 283 - 284).

(2)

انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (4/ 466 - 470).

(3)

انظر: أعيان العصر للصفدي (1/ 501 - 502).

(4)

انظر: غاية النهاية لابن الجزري (1/ 166).

ص: 111

حدث بمسند الشافعي، قرأت عليها الصحيح، ومسند الشافعي، ولدت تقريبا سنة أربع وعشرين وستمائة، توفيت في شعبان سنة 716 هـ، وقد روت يوم وفاتها وفاجأها الموت"

(1)

.

وقال الصفدي: "الشيخة الصالحة المعمرة مسندة الوقت أم عبد اللَّه ابنة القاضي شمس الدين عمر بن العلامة شيخ الحنابلة، وجيه الدين أسعد بن المنجا بن أبي البركات التنوخية الدمشقية الحنبلية، سمعت الصحيح ومسند الشافعي من أبي عبد اللَّه بن الزبيدي، وسمعت من والدها جزأين، كانت مسندة العصر، وخريدة الرواية في القصر، رزقت الحظوة الباهره، وطالت بذاك النجوم الزاهره، فحدثت بالصحيح مرات، وفازت من ذاك بالصلات والمبرات، وكانت ثابتة على طول التسميع، مديدة الروح على الشروط وما يطرأ عليها من التفريع؛ إلا أنها انثالت عليها الجوائز، ولم تكن كمن عداها من العجائز، توفيت رحمها اللَّه تعالى سنة سبع عشرة وسبعمائة

(2)

.

وقال الفاسي: "وزيرة بنت عمر بن سعد بن المنجا بن أبي البركات التنوخي أم محمد، وتدعى ست الوزراء بنت القاضي شمس الدين، سمعت على الحسين بن المبارك الزبيدي "صحيح البخاري ومسند الشافعي وسمعت من والدها وحدثت بالكثير"

(3)

.

2 -

المسندة المعمّرة زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر، أم علي المقدسية المتوفاة سنة 716 هـ.

قال الذهبي: "زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر، أم علي المقدسية، وسمعت جملة انفردت بها وطال عمرها، ورحلوا إليها إلى بيت المقدس، وقد حدثت بمصر وغيرها، وجاورت بالمدينة مدة، وكانت من النساء العوابد، توفيت يوم انسلاخ عام اثنين وعشرين وسبعمائة، وهي في عشر المائة"

(4)

.

وقال أبو المحاسن: "المسندة المعمّرة أمّ محمد زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر، وكانت رحلة زمانها، رحل إليها من الأقطار وصارت مسندة عصرها"

(5)

.

(1)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 293).

(2)

انظر: أعيان العصر للصفدي (2/ 399).

(3)

انظر: ذيل التقييد للفاسي (2/ 396 - 397).

(4)

انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 248).

(5)

انظر: النجوم الزاهرة لأبي المحاسن (9/ 258).

ص: 112

‌3 - الشيخة المُسنِدة أمة الرحمن ست الفقهاء بنت الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الواسطي الصالحية المتوفاة سنة 726 هـ.

قال الذهبي: "المعمرة أمة الرحمن ست الفقهاء بنت الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي ابن الواسطي الصالحية، سمعت جزء ابن عرفة، وسمعت وأجاز لها عدد كثير، وكانت مباركة صالحة، روت الكثير"

(1)

.

وقال الصفدي: "ست الفقهاء الشيخة الصالحة العابدة المسندة المعمرة بنت الإمام تقي الدين إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل ابن الواسطي الصالحية الحنبلية ولدت تقريبا وسمعت حضورًا جزء ابن عرفة، وسماعها قليل لكن لها إجازات عالية، وروت الكثير وسمعوا منها سنن ابن ماجة وأشياء، توفيت ولها اثنتان وتسعون سنة 726 هـ"

(2)

.

‌4 - الشيخة مُسندة الدنيا أم عبد اللَّه زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد الكمالية المقدسية المتوفاة سنة 740 هـ.

قال الفاسي: "زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسية الصالحية أم عبد اللَّه مسندة الدنيا، سمعت كتاب الأسماء والصفات في "صحيح مسلم" إلى آخر الصحيح. وروت عن شيوخها بالإجازة كثيرًا من الكتب والأجزاء العالية، فمن ذلك: كتاب "اختلاف الحديث لابن قتيبة" وكتاب "فتوح الشام" للأزدي و"مشيخة ابن شاذان الكبرى" وكتاب "الشمائل" للترمذي وكتاب "التوحيد" لمحمد بن إسحاق بن مندة الحافظ، سمع عليها خلق كثيرون من الحفاظ والأعيان، روى لنا عنها من شيوخنا جماعة، ماتت في تاسع عشر جمادى الأولى سنة أربعين وسبعمائة بصالحية دمشق ولها أربع وتسعون سنة"

(3)

.

وقال ابن حجر: "زينب بنت أحمد المقدسية، المعروفة ببنت الكمال، ولدت سنة 646 هـ قال الذهبي: تفردت بقدر وقر بعير من الأجزاء بالإجازة، وكانت دينة خيرة، روت الكثير، وتزاحم عليها الطلبة، وقرأوا عليها الكتب الكبار، وكانت لطيفة الاخلاق طويلة الروح، ربما سمعوا عليها أكثر النهار، قال: وكانت قانعة متعففة كريمة النفس طيبة الخلق، وأصيبت عينها برمد في صغرها، ولم تتزوج قط، وماتت في سنة 740 وقد جاوزت 90 ونزل الناس بموتها درجة في شيء كثير من الحديث حمل بعير"

(4)

.

(1)

انظر: العبر للذهبي (4/ 77).

(2)

انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (15/ 74).

(3)

انظر: ذيل التقييد للفاسي (2/ 366 - 367).

(4)

انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (2/ 248).

ص: 113

‌5 - الشيخة الصالحة المعمرة أم محمد فاطمة بنت محمد بن جميل البغدادية الدمشقية المتوفاة سنة 730 هـ.

قال الصفدي: "فاطمة بنت محمد بن جميل بن حمد بن حميد بن أحمد بن عطاف، الشيخة الصالحة المعمرة، أم محمد البغدادية المولد، الدمشقية، سمعت من والدها، وأجاز لها السلفي، أجازت لي بدمشق سنة 729 هـ، وكتب عنها بإذنها عبد اللَّه بن المحب، توفيت سنة 730 هـ"

(1)

.

‌6 - الشّيخة الصّالحة المسندة المكثرة ست العرب بنت محمد بن الفخر بن البخاري المقدسية، المتوفاة سنة 767 هـ.

قال ابن رافع: "الشيخة الصالحة المسندة المكثرة ست العرب ابنة شيخنا أبي عبد اللَّه محمد ابن الفخر علي بن أحمد ابن البخاري المقدسية الصالحية، حضرت على جدها وحدثت وطال عمرها وانتُفعَ بها"

(2)

.

وقال الفاسي: "سمعت وهي حاضرة على جدها الفخر على جميع "السنن الكبرى للبيهقي" خلا من باب ما جاء في سنة الإمام على من يراه أهلا للخلافة إلى آخر الجزء الثاني والخمسين بعد المائة من الأصل، وهو في أثناء باب ما جاء في قتال أهل البغي والخوارج، خلا من باب العبد يقذف حرًا إلى باب الرخصة في الأوعية بعد النهي، والغيلانيات في أحد عشر جزءا ومشيخة جدها وصحيح مسلم وفوائد سَمُّويه، وحدثت كثيرًا، سمع منها أهل بلدها والراحلون، وتوفيت في سنة 767 هـ بصالحية دمشق"

(3)

.

‌7 - الشيخة المُسندة المعمرة فاطمة بنت إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي عمر المقدسية الصالحية المتوفاة سنة 747 هـ.

قال الصفدي: "فاطمة بنت إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي عمر، المقدسية الصالحية المعمرة، خاتمة أصحاب إبراهيم بن خليل، وآخر من حدث بالإجازة في الدنيا عن محمد بن عبد الهادي، وابن السروري، وابن عوة، وخطيب مردا، وغيرهم"

(4)

.

وقال السبكي: "فاطمة بنت إبراهيم بن عبد اللَّه بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالحي، أم إبراهيم بنت الشيخ عز الدين بن الخطيب شرف الدين أبي بكر، سمع منها الذهبي والبرزالي، وذكرها في مسودة "معجمه" فقال: امرأة صالحة، من خيار النساء، انتهى كلامه، وعُمِّرت، وتفرَّدت بالرواية، وروت الكثير، وانتفع بها الناس، مولدها في سنة 654 هـ، وتوفيت سنة 747 هـ، قرأتُ عليها "مشيخة

(1)

انظر: أعيان العصر للصفدي (4/ 29 - 30).

(2)

انظر: الوفيات لتقي الدين محمد بن هجرس بن رافع السلامي (2/ 304 - 305).

(3)

انظر: ذيل التقييد للفاسي (2/ 374 - 375).

(4)

انظر: أعيان العصر للصفدي (4/ 26 - 27).

ص: 114

شهدة" و"عوالي طراد" و"أربعي محمد بن أسلم الطوسي" وغير ذلك، وسمعت عليها جزء "ابن أبي الفراتي" و"نسخة أبي مسهر"، وخمسة أحاديث من "الأربعين الآجرية"

(1)

.

‌تلاميذه:

تتلمذ على الإمام ابن المحب الصامت كثير من العلماء العاملين، وتخرج عليه كبار الأئمة الحافظين، حتى روى عنه بعض شيوخه، وهذا يدل على إحاطته بالعلم ورسوخه، فمن الذين أخذوا عنه وسمعوا، أو أجازهم بالرواية، وعنه رووا:

‌1 - شيخه الإمام المحدث محمد بن أحمد بن عبد الهادي المتوفى سنة 744 هـ.

قال الذهبي: "الحافظ الإمام العلامة ذو الفنون، شمس الدين أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي الصالحي الحنبلي، ولد سنة خمس وسبعمائة، لازم الحافظ المزي فأكثر عنه وتخرج به، واعتنى بالرجال والعلل، وبرع، وجمع، وصنف، وتفقه بشيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية، وكان من جلة أصحابه، وتصدر للاشتغال والإفادة، وكان رأسًا في القراءات، والحديث، والفقه، والتفسير، والأصلين، واللغة، والعربية. تخرج به خلق، واللَّه ما اجتمعت به قط إلا استفدت منه"

(2)

.

قال ابن ناصر الدين الدمشقي: "وأول من أخذ عنه فيما أعلمه شيخه العلامة الحافظ المقدَّم أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن عبد الهادي، سمع في سنة ثلاثين وسبعمائة جزءا تامًّا، فكان بين أول تحديثه ووفاته تسعة وخمسون عاما"

(3)

.

‌2 - الإمام القاضي نظام الدين أبو حفص عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح المقدسي الصالحي المتوفى سنة 872 هـ.

وهو راوي كتاب صفات رب العالمين عن مؤلفه الإمام ابن المحب الصامت.

قال عنه ابن مفلح: "الشيخ الإمام الواعظ الأستاذ قاضي القضاة نظام الدين ابن قاضي القضاة برهان الدين مولده أظن سنة ثمانين وسبعمائة، فإن له حضورا على الشيخ الصامت سنة أربع، وكان رجلًا دينًا يعمل الميعاد يوم السبت بكرة النهار على طريقة والده، وقرأ البخاري على شيخنا الشيخ شمس الدين ابن المحب وأجازه، وباشر نيابة الحكم مدة، توفي سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة"

(4)

.

(1)

انظر: معجم الشيوخ للسبكي (1/ 601 - 602) تخريج: شمس الدين أبي عبد اللَّه بن سعد الصالحي الحنبلي.

(2)

انظر: العبر للذهبي (4/ 132).

(3)

انظر: مخطوط التبيان لبديعة البيان عن موت الأعيان لابن ناصر الدين الدمشقي (ل 228/ أ).

(4)

انظر: المقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 292 - 293).

ص: 115

وقال السخاوي: "استقل بقضاء غزة في سنة خمس وثمانمائة، وكان أول حنبلي ولي بها كما بلغني عنه، ثم استقل بقضاء غزة في سنة ثلاث، وقد حج مرارًا آخرها قريب الخمسين، وزار بيت المقدس، وابتني بجوار منزله من الصالحية مدرسة لطيفة، ورزق في ميراثه من النساء حظًا، وباشر عدة تداريس ومشيخات وغير ذلك، وعقد مجلس الوعظ في كثير من البلاد كمصر والشام، بل وحدث بهما وببيت المقدس وغيره، أخذ عنه الفضلاء والأئمة، أكثرت عنه حين لقيته بالقاهرة والصالحية، وكان خيرًا ساكنًا واعظًا، مستحضرًا لما يلائم الوعظ، مع مشاركة في الفقه ونحوه، وحرص على العبادة والتهجد، وصبر على الطلبة، وهو ممن كان لشيخنا به مزيد عناية بحيث أنزله بجواره في بعض قدماته، مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين ودفن في الروضة بسفح قاسيون عند أسلافه مع والده، وهو خاتمة أصحاب المحب الصامت بالسماع رحمه الله وإيانا"

(1)

.

‌3 - الإمام المحدث المقرئ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري المتوفى سنة 833 هـ.

قال ابن حجر: "الإمام المقرئ شمس الدين ابن الجزري، ولد ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 751 هـ بدمشق، وتفقه بها، ولهج بطلب الحديث والقراءات، وبرَّز في القراءات، وعَمَّر مدرسة للقراء سماها دار القرآن وأقرأ الناس، وعين لقضاء الشام مرة، وكتب توقيعه عماد الدين بن كثير ثم عرض عارض فلم يتم ذلك، وكان كثير الإحسان لأهل الحجاز، وأخذ عنه أهل تلك البلاد في القراءات وسمعوا عليه الحديث، وقد انتهت إليه رئاسة علم القراءات في المالك، وكان قديمًا صنف الحصن الحصين في الأدعية ولهج به أهل اليمن واستكثروا منه، وسمعوه علي قبل أن يدخل هو إليهم ثم دخل إليهم فأسمعهم، وحدث بالقاهرة بمسند أحمد ومسند الشافعي وبغير ذلك، وطلب بنفسه وكتب الطباق وعني بالنظم، وكانت عنايته بالقراءات أكثر، وذيل طبقات القراء للذهبي وأجاد فيه، ونظم قصيدة في قراءة الثلاثة، وجمع النشر في القراءات العشر جوده"

(2)

.

‌4 - الإمام الفقيه القاضي برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مفلح المقدسي الصالحي المتوفى سنة 884 هـ.

قال عنه ابن العماد: "الشيخ الإمام البحر الهام العلّامة القدوة الرحلة الحافظ المجتهد الأمة، شيخ الإسلام، سيّد العلماء والحكّام، ذو الدين المتين والورع واليقين، شيخ العصر وبركته، اشتغل وحصّل، ودأب، وجمع، وسُلِّم إليه القول والفعل من أرباب المذاهب كلّها، وصار مرجع الفقهاء والناس، والمعوّل عليه في

(1)

انظر: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع لشمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي (6/ 67).

(2)

انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (3/ 466 - 468).

ص: 116

الأمور، وباشر قضاء دمشق مرارًا، مع الدين، والورع، ونفوذ الكلمة، وصنّف "شرح المقنع" في الفقه و"طبقات الأصحاب" مرتبة على حروف المعجم، سمّاه "المقصد الأرشد في ترجمة أصحاب الإمام أحمد" وصنّف كتابا في الأصول، وغير ذلك"

(1)

.

وقال السخاوي: "لقيته بدمشق وغيرها، وكان فقيهًا أصوليًا طلقًا فصيحًا، ذا رياسة ووجاهة وشكالة، فردًا بين رفقائه، ومحاسنه كثيرة"

(2)

.

‌5 - الإمام المحدث سبط ابن العجمي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي المتوفى سنة 841 هـ.

ولد في الثامن والعشرين من شهر رجب سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، وأخذ علم الحديث بدمشق وبمصر، وتفقه بحلب والقاهرة، وكان طلبه للحديث بنفسه بعد أن كبر فأقدم سماع له في سنة تسع وستين وسبعمائة، وكتب الحديث في جمادى الثانية من سنة سبعين، فسمع وقرأ الكثير ببلدة حلب جاء على غالب مروياتها، وشيوخه بها قريب من سبعين شيخًا، عُني بهذا الشأن واشتغل في علوم وجمع وصنف مع حسن السيرة والانجماع عن التردد إلى ذوي الوجاهات والتخلق بجميع الصفات والإقبال على القراءة بنفسه ودوام الإسماع والإشغال، وهو إمام حافظ علامة ورع دين، وافر العقل حسن الأخلاق جميل المعاشرة، متواضع محب للحديث وأهله، كثير النصح والمحبة لأصحابه، كثير الإنصاف والبشر لمن يقصده للأخذ عنه، خصوصًا الغرباء ساكن منجمع عن الناس، طارح للتكلف، سهل في التحديث صبور على الإسماع، ربما أسمع اليوم الكامل من غير ملل ولا ضجر، كثير التلاوة بكتاب اللَّه عز وجل، وهو الآن شيخ البلاد الحلبية والمشار إليه فيها بلا نزاع وبقية حفاظ الإسلام بالإجماع"

(3)

.

‌6 - الإمام المحدث العابد الزاهد علي بن حسين بن عروة الحنبلي، أبو الحسن بن زكنون المتوفى سنة 837 هـ.

كان يَذكر أنه سمع من ابن المحب ثم أقبل على العبادة والاشتغال فبرع، وأقبل على مسند أحمد فرتبه على الأبواب، ونقل في كل باب ما يتعلق بشرحه من كتاب المغني وغيره، وفرغ في مجلدات كثيرة، ثار بينه وبين الشافعية شر كبير بسبب الاعتقاد وكان زاهدًا عابدًا قانتًا خيرًا لا يقبل لأحد شيئًا ولا يأكل إلا من كسب يده

(4)

.

(1)

انظر: شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (9/ 507 - 508).

(2)

انظر: الضوء اللامع للسخاوي (1/ 152).

(3)

انظر: لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ لتقي الدين محمد بن فهد الهاشمي (ص 201 - 205).

(4)

انظر: إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر (3/ 527 - 528).

ص: 117

قال ابن مفلح: "علي بن عروة المعروف ابن زكنون الشيخ العالم الصالح الورع القدوة، اعتنى بعلم الحديث والتفسير وكتب كثيرًا، ورتب مسند الإمام أحمد رضي الله عنه على الأبواب، وزاد فيه أنواعًا كثيرة من العلم، وقد نوقش في ذلك، وكان من جبله اللَّه تعالى على حب الشيخ تقي الدين ابن تيمية، وكان الناس يعظمونه ويعتقدون فيه الصلاح والخير، ويتباركون به وبدعائه، وكان يعمل ميعادًا بكرة يوم الجمعة في مسجده، ويُقصد من كل ناحية، وكان منجمعًا عن الناس في منزله، ويعمل بيده ويقتات، وهو على طريق السلف الصالح، توفي يوم الأحد ثالث عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وثمانمائة"

(1)

.

‌7 - شمس الدّين أبو عبد اللَّه محمد بن أبي بكر القيسي الدمشقي الشهير بابن ناصر الدّين المتوفي سنة 842 هـ.

ولد في أواسط محرم سنة 777 هـ بدمشق، وبها نشأ، وحفظ القرآن العزيز وعدة متون، وسمع الحديث في صغره من الحافظ أبي بكر بن المحبّ، وتلا بالروايات، ثم أكب على طلب الحديث، ولازم الشيوخ، وكتب الطباق. وسمع من خلائق يطول ذكرهم، مهر في الحديث، وكتب، وخرج، وعرف العالي والنازل، وخرّج لنفسه ولغيره، وصار حافظ الشام بلا منازع، واشتهر اسمه، ويعد صيته، وألّف التآليف الجليلة

(2)

.

قال المقريزي: "محدث الشام شمس الدين أبو عبد اللَّه محمد بن أبي بكر بن عبد اللَّه بن محمد بن أحمد بن مجاهد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن علي، المعروف بابن ناصر الدين القيسي الدمشقي الشافعي، في ثامن عشرين شهر ربيع الآخر بدمشق ومولده في المحرم سنة 777 هـ، سمع على شيخنا أبي بكر بن المحب وغيره، وطلب الحديث فصار حافظ بلاد الشام غير منازع، وصنف عدة مصنفات ولم يخلف في الشام بعده مثله"

(3)

.

‌8 - الشيخ الإمام المؤرخ تقي الدين المقريزي أحمد بن علي بن عبد القادر الشافعي المتوفى سنة 845 هـ.

ولد سنة 766 هـ، ونشأ نشأة حسنة، على مذهب أبي حنيفة، ثم لما ترعرع وجاوز العشرين ومات أبوه سنة ست وثمانين تحول شافعيًا، وأحب إتباع الحديث فواظب على ذلك حتى كان يُتهم بمذهب ابن حزم ولكنه كان لا يُعرف به، ونظر في عدة فنون، وأولع بالتاريخ فجمع منه شيئًا كثيرًا وصنف فيه كتبًا، وكان لكثرة ولعه بالتاريخ يحفظ كثيرًا منه، وكان إمامًا بارعًا مفننًا متقنًا ضابطًا دينًا خيرًا، محبًا لأهل السنة، يميل إلى الحديث والعمل به حتى نسب إلى الظاهر، حسن الصحبة، حلو المحاضرة

(4)

.

(1)

انظر: المقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 237 - 238).

(2)

انظر: شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (9/ 354 - 355).

(3)

انظر: السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي (7/ 423).

(4)

انظر: إنباء الغمر لابن حجر (4/ 187 - 188).

ص: 118

‌9 - تاج الدين عبد الوهاب بن الإمام إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة 840 هـ.

ولد في ثالث عشر ذي الحجة سنة 767 هـ وسمع من أبيه والإمام أبي بكر بن المحب الصامت وغيرهم، حَدَّث وسمع منه الفضلاء

(1)

.

‌10 - أمة اللطيف ابنة الإمام الشمس محمد بن محمد السعدي المقدسي الأصل الصالحي المتوفاة سنة 840 هـ.

وهي من قرابته، ويعرف أبوها كذلك بابن المحب، سمعت من والدها في سنة سبع وثمانين الدعاء للمحاملي وغيره، وأجاز لها الإمام أبو بكر بن المحب الصامت وغيره، حدَّثت وكانت خيرة أصيلة

(2)

.

وللإمام ابن المحب الصامت تلاميذ كثيرون غير هؤلاء، يتجاوزون العشرات، وفيما تم إيراده كفاية، وباللَّه التوفيق.

* * *

(1)

انظر: الضوء اللامع للسخاوي (5/ 98).

(2)

انظر: نفس المصدر للسخاوي (12/ 10).

ص: 119

‌مؤلفاته:

ألَّف الإمام أبو بكر بن المحب الصامت عدة مؤلفات، وهي قليلة، ولم يصل منها إلينا كاملا سوى سقط قليل من أوله غير كتاب صفات رب العالمين، ومؤلفاته التي تم تتبعها من خلال تراجم العلماء له كما يلي:

1 -

ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على الأبواب ترتيبًا بديعًا

(1)

.

والكتاب مفقود، ووُجد منه سوى قطعة من مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقد طبع

(2)

.

2 -

كتاب التذكرة في الضعفاء

(3)

.

3 -

ذيل على كتاب المختارة للضياء المقدسي

(4)

.

4 -

الأربعين المتباينة الإسناد والمتن للمزي

(5)

.

5 -

الأحاديث المتباينة له

(6)

.

6 -

الأحاديث المتباينة للبرزالي

(7)

.

5 -

كتاب صفات رب العالمين، ويُسمى إثبات أحاديث الصفات

(8)

، وكتاب الصفات

(9)

. وهو كتابنا هذا. .

‌وفاته:

اختلفت أقوال العلماء في تاريخ وفاته رحمه الله: فقيل: توفي في عام 789 هـ. والذين قالوا بهذا اختلفوا فيما بينهم: فقيل: في خامس شوال

(10)

. وقيل: في ذي القعدة

(11)

. وقيل: في سنة 788 هـ

(12)

.

(1)

انظر: غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (2/ 175) والرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي (ص 48) ومخطوط التبيان لبديعة البيان عن موت الأعيان له أيضًا (ل 288/ أ).

(2)

طبع بتحقيق حسين بن عكاشة بن رمضان في مجلد واحد، وتقدمت الإشارة إلى ذلك في صفحة (9).

(3)

انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي (ص 48) ومخطوط التبيان لبديعة البيان عن موت الأعيان له أيضًا (ل 228/ أ).

(4)

انظر: غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (2/ 175).

(5)

انظر: مخطوط التبيان لبديعة البيان عن موت الأعيان له أيضًا (ل 228/ أ) مكتبة فيض اللَّه افندي رقم 1412.

(6)

انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 235 - 236).

(7)

انظر: نفس المصدر للذهبي (ص 235 - 236).

(8)

انظر: الجوهر المنضد ليوسف بن عبد الهادي (ص 121).

(9)

انظر: جمع الجيوش والدساكر على غزو ابن عساكر (ص 114) والجوهر المنضد (ص 121) والمنتخب من مخطوطات الحديث بالظاهرية للألباني (ص 153).

(10)

انظر: ذيل طبقات الحنابلة (1/ 133) وغاية النهاية لابن الجزري (2/ 175) والدرر الكامنة لابن حجر (5/ 210).

(11)

انظر: المقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 430).

(12)

انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين (ص 48) والجوهر المنضد ليوسف بن عبد الهادي (ص 122).

ص: 120

‌المبحث الثاني: توثيق نسبة الكتاب لمصنفه.

وردت نسبة الكتاب إلى مؤلفه كما يلي:

1 -

أن بعض العلماء الذين ترجموا للإمام أبي بكر بن المحب الصامت المقدسي ذكروا هذا الكتاب ضمن مصنفاته، وهم إما من تلاميذه أو ممن بعدهم، كما مر سابقًا.

2 -

كُتب في صفحة الغلاف للمخطوط: كتاب صفات رب العالمين، لمحمد بن أحمد بن المحب المقدسي الحنبلي.

والمراد به أبو بكر شمس الدين محمد بن عبد اللَّه بن أحمد، المشهور بالمحب الصامت، ولكن الناسخ اختصر الاسم كعادة بعض المصنفين والناسخين.

3 -

كذلك كُتب فيه "الجزء الخامس من كتاب صفات رب العالمين، فيه "تلخيص البيان في أحاديث أصابع الرحمن" لمحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن المحب المقدسي

(1)

.

4 -

وجود سلسة الإسناد إلى المؤلف مثبته في عدد من الألواح في جميع أجزاء الكتاب، وهي بخط الإمام الحافظ يوسف بن حسن بن عبد الهادي.

وهي كما يلي:

قال في أول الجزء الثاني: "ناولني هذا الجزء وما قبله وما بعده وأجاز لي أن أرويها عنه وجميع ما تجوز له وعنه روايته بشرطه عند أهله الشيخ الإمام قاضي القضاة نظام الدين بن مفلح بإجازته من المخرج الحافظ أبي بكر بن المحب، وصح ذلك في يوم الأربعاء خامس شهر اللَّه المحرم سنة سبعين وثمانمائة. وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي"

(2)

.

وقال في أول الجزء الثالث: "ناولني هذا الجزء وما قبله وما بعده وأجاز الإمام الرحلة نظام الدين ابن مفلح بإجازته من المخرج ابن المحب، صح يوم الأربعاء خامس المحرم سنة سبعين وثمانمائة، وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي"

(3)

.

وقال أول الجزء الرابع: "ناولني هذا الجزء وما قبله وما بعده وأجاز لي أن أرويها عنه وأن أروي عنه ما يجوز له وعنه روايته بشرطه عند أهله الشيخ الإمام الرحلة قدوة الوقت وقاضي القضاة نظام الدين ابن مفلح

(1)

انظر: اللوح (183/ ب).

(2)

انظر: اللوح (22/ ب).

(3)

انظر: اللوح (86/ ب).

ص: 121

الحنبلي بإجازته من المخرج الحافظ ابن المحب، وصح ذلك وثبت في يوم الأربعاء خامس شهر اللَّه المحرم سنة سبعين وثمانمائة وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي

(1)

.

وقال في نفس الجزء: "ناولني هذا الجزء وما قبله وما بعده وأجاز لي أن أرويه عنه وجميع ما يجوز له وعنه روايته بشرطه عند أهله الشيخ الرحلة نظام الدين بن مفلح، وصح ذلك وثبت في يوم الأربعاء خامس شهر اللَّه المحرم سنة سبعين وثمانمائة وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي"

(2)

.

وقال أول الجزء الخامس: "ناولني هذا الجزء وما قبله وما بعده وأجاز لي أن أرويه عنه وجميع ما يجوز له وعنه روايته بشرطه عند أهله الشيخ الإمام الرحلة نظام الدين ابن مفلح الحنبلي بإجازته من المخرج الحافظ ابن المحب، وصح ذلك يوم الأربعاء خامس شهر اللَّه المحرم سنة سبعين وثمانمائة وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي"

(3)

.

وقال أول الجزء السادس: "ناولني هذا الجزء وأجاز لي أن أرويه عنه وجميع ما يجوز له وعنه روايته بشرطه عند أهله الشيخ الإمام الرحلة نظام الدين ابن مفلح الحنبلي بإجازته من المخرج الحافظ ابن المحب، وصح ذلك يوم الأربعاء خامس شهر اللَّه المحرم سنة سبعين وثمانمائة وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي"

(4)

.

وقال أول الجزء السابع: "ناولنيه وما قبله وما بعده نظام الدين ابن مفلح بإجازته من المخرج في المحرم سنة سبعين. كتب يوسف بن عبد الهادي"

(5)

.

وقال أول الجزء الثامن: "ناولني هذا الجزء وما قبله وما بعده وأجاز لي أن أرويها عنه وجميع ما يجوز له وعنه روايته بشرطه عند أهله الشيخ الإمام الرحلة قاضي القضاة نظام الدين ابن مفلح الحنبلي وذلك بإجازته من المخرج الحافظ أبو بكر ابن المحب، وصح ذلك وثبت في يوم الأربعاء خامس شهر اللَّه المحرم سنة سبعين وثمانمائة وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي"

(6)

.

(1)

انظر: اللوح (113/ ب).

(2)

انظر: اللوح (133/ ب).

(3)

انظر: اللوح (182/ ب).

(4)

انظر: اللوح (213/ ب).

(5)

انظر: اللوح (252/ ب).

(6)

انظر: اللوح (271/ ب).

ص: 122

وقال أول الجزء التاسع: "ناولني هذا الجزء وما قبله وما بعده وأجاز لي أن أرويه عنه وجميع ما يجوز له وعنه روايته بشرطه عند أهله الشيخ الإمام الرحلة نظام الدين ابن مفلح الحنبلي بإجازته من المخرج الحافظ أبو بكر ابن المحب، وصح ذلك في يوم الأربعاء خامس شهر اللَّه المحرم سنة سبعين وثمانمائة وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي"

(1)

.

وهذه الإجازة المقترنة بالمناولة، وهي أعلى وأرفع من الإجازة المجردة، وقد أثبتها في أول كل جزء من أجزاء الكتاب، ويوجد بعض ذلك في أثناء الأجزاء.

5 -

أن الكتاب بخط مصنفه الإمام أبي بكر بن المحب الصامت رحمه اللَّه تعالى، كما ذكر ذلك، بعض العلماء والباحثين

(2)

.

6 -

ما يذكره في أثناء كتابه "صفات رب العالمين" من الرواية عن أبيه محب الدين عبد اللَّه بن أحمد المقدسي، وكذلك جده، وعم أبيه، من آل المحب المقدسي رحمهم اللَّه تعالى، وقد مرت تراجمهم في ذكر شيوخه.

* * *

(1)

انظر: اللوح (306/ ب).

(2)

انظر: المنتخب من مخطوطات الحديث بالظاهرية. للألباني (ص 154) ومسند أبي سعيد الخدري من مسند الإمام أحمد ابن حنبل. للإمام ابن المحب الصامت. تحقيق: أبي عبد اللَّه حسين بن عكاشة بن رمضان (ص 59) وفهرس المخطوطات الأصول لتامر الجبالي (ص 113 - 114).

ص: 123

‌المبحث الثالث: منهج المؤلف.

للإمام أبي بكر بن المحب الصامت رحمه الله منهج فريد في كتابه هذا، والكلام في منهجه على قسمين:

‌القسم الأول: في محتوى كتاب "صفات رب العالمين":

فالكتاب مليء بالأبواب الكثيرة في صفات اللَّه جل وعلا، وتحت ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، والآثار الكثيرة، ما يبلغ الآلاف، وقد قسم المؤلف رحمه الله كتابه إلى تسعة أجزاء وتفصيلها كما يلي:

1 -

ويقع في 20 لوحًا:

يبدأ من اللوح الأول حديث الفوقية.

وينتهي إلى اللوح 20: باب تجلي اللَّه للمؤمنين في الجنة كل جمعة.

2 -

ويقع في 62 لوحًا:

يبدأ باللوح رقم 23: باب قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255].

وينتهي باللوح رقم 84: أبواب القضاء والقدر.

3 -

ويقع في 26 لوحًا:

يبدأ باللوح رقم 86: الثالث من كتاب صفات رب العالمين.

وينتهي باللوح رقم 112: باب قول اللَّه تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].

4 -

ويقع في 66 لوحًا:

يبدأ باللوح رقم 114: باب ذكر الأحاديث المتواترة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نزول اللَّه تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيغفر لمن سأله.

وينتهي باللوح رقم 180: باب قوله صلى الله عليه وسلم: "طول صلاة الرجل وقصر خطبته. . . ".

5 -

ويقع في 27 لوحًا:

يبدأ باللوح رقم 183: تلخيص البيان في أحاديث أصابع الرحمن.

وينتهي باللوح رقم 210: باب في القبضة وقول اللَّه تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67].

6 -

ويقع في 38 لوحًا:

ص: 124

يبدأ باللوح رقم 212: حديث أبي سعيد الخدري يقول قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الرحمن ما ذكره تعالى للوحا فيه ثلاثمائة وخمس عشرة شريعة، يقول الرحمن: وعزتي وجلالي، لا يجيئني عبد من عبادي لا يشرك بي شيئًا، فيه واحدة منكن، إلا أدخلته الجنة".

وينتهي باللوح رقم 250: باب قول اللَّه تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54].

7 -

ويقع في 16 لوحًا:

يبدأ باللوح رقم 252: باب ما ورد في أن اللَّه يعجب.

وينتهي باللوح رقم 268.

8 -

ويقع في 34 لوحًا:

يبدأ باللوح رقم 270: ما ورد في الأصوات والحروف.

وينتهي باللوح رقم 304: ذكر الصوت.

9 -

ويقع في 62 لوحًا:

يبدأ باللوح رقم 307: باب النبي صلى الله عليه وسلم: "قدر اللَّه مقادير الخلائق. . . ".

وينتهي باللوح رقم 468: فصل في الوعيد.

ومع ذلك فمحتوى الكتاب ليس مختصًا بصفات اللَّه تعالى فقط، بل أورد فيه كثيرًا من الأبواب التي لا علاقة لها بصفات اللَّه تعالى، ومن أمثلة ذلك:

في الجزء الأول من كتاب صفات رب العالمين:

1 -

باب اضطراب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة.

2 -

باب في بقاء الجنة والنار، ومن قال: تَفنى النار.

3 -

باب إثبات الأسباب في الخلق، واللَّه هو خالق الأسباب والمسببات.

4 -

باب ما جاء في سبع أرضين وأن بعضها فوق بعض.

5 -

باب خلق الملائكة والجن والحور العين والروح.

6 -

باب أن الفعل غير المفعول والخلق غير المخلوق.

في الجزء الرابع من كتاب صفات رب العالمين:

1 -

باب الدليل على أن الجنة فوق السماء.

ص: 125

2 -

باب الرد على من شك في العرش والكرسي.

3 -

الحديث الخامس والأربعون باب في القياس وقول اللَّه: {فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2].

4 -

الحديث السادس والأربعون، باب قول اللَّه تعالى:{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا} [الحديد: 27].

5 -

الحديث الثامن والأربعون، باب قول اللَّه تعالى:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا} [آل عمران: 135].

في الجزء الثامن من كتاب صفات رب العالمين:

1 -

باب الإيمان بالقدر والرضا بالقضاء.

2 -

باب في الموسوسين في الدعاء والطهور.

3 -

جامع الحوادث والفتن والسنن والخرافات.

4 -

باب التطاول في البنيان.

5 -

المباهاة بالمساجد واتخاذها طرق.

6 -

باب رفع الحياء والإيمان وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء من الإيمان".

7 -

باب كثرة الزلازل.

8 -

باب كثرة الخبث وظهوره.

9 -

باب الوباء والفناء.

10 -

باب في ذم البدع والأهواء والظنون.

11 -

باب الخسف والمسخ والقذف.

12 -

باب في صفة الكذاب والمبير.

13 -

باب في الخوارج.

14 -

باب كثرة الهرج.

وأيضًا تميز هذا الكتاب بميزة فريدة، وهي أنه قد تقل عن عدد من الكتب القيمة المفقودة أو الناقصة سواء في اعتقاد أهل السنة، أو في علم الحديث، أو غير ذلك، ومن تلك الكتب:

ص: 126

1 -

كتاب "الاستقامة في الرد على أهل البدع" للإمام المحدث الثقة خُشَيْش بن أصرم بن الأسود النَّسائي المتوفى 253 هـ، وهو من شيوخ أبي داود والنسائي.

قال الذهبي: "خشيش بن أصرم بن الأسود النسائي، الإمام الحافظ الحجة، مصنف كتاب "الاستقامة" أبو عاصم النسائي، وكان صاحب سنة واتباع، وثقه النسائي، وله رحلة واسعة إلى الحرمين ومصر والشام واليمن والعراق"

(1)

.

2 -

كتاب "السنة" للإمام الحجة أبي أحمد العسَّال الأصبهاني محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد القاضي. المتوفى سنة 282 هـ.

قال أبو نعيم الأصبهاني: "من كبار الناس في المعرفة والإتقان والحفظ، صنف الشيوخ، والتاريخ، والتفسير، وعامة المسند"

(2)

وقال ابن كثير: "أحد الأئمة الحفاظ وأكابر العلماء، سمع الحديث وحدث به"

(3)

.

3 -

كتاب "المسند" للإمام بقي بن مخلد الأندلسي رحمه الله

(4)

.

4 -

كتاب "ذيل المذيل" للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله

(5)

.

وكتاب ذيل المذيل مفقود، والمطبوع هو المنتخب منه عام 1358 هـ وهو من منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت.

5 -

كتاب "اعتقاد الإمام أحمد" للإمام أبي الحسن علي بن شكر بن أحمد بن شكر الشافعي المتوفي سنة 616 هـ

(6)

.

قال عنه الذهبي: "رحل إلى الشام والعراق، وحدَّث، وجمع في السنة، والصفات، وفي الرقائق"

(7)

.

(1)

انظر: السير (12/ 250 - 251) باختصار.

(2)

انظر: تاريخ أصبهان (2/ 253) باختصار.

(3)

انظر: البداية والنهاية (11/ 270).

(4)

انظر: اللوح (299/ ب).

(5)

انظر: اللوح (299/ ب).

(6)

انظر: اللوح (304/ أ).

(7)

انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (13/ 480).

ص: 127

6 -

كتاب "الزهد" للإمام سليمان بن داود المهري المصري، ابن أخي رشدين المتوفي سنة 253 هـ من شيوخ أبي داود والنسائي

(1)

.

7 -

كتاب "التاريخ" للإمام محمود بن غيلان العدوي المروزي المتوفي سنة 239 هـ

(2)

وهو من مشايخ البخاري ومسلم

(3)

.

8 -

كتاب "السنة" للإمام الطبراني

(4)

.

9 -

كتاب "التفسير" للإمام أحمد بن حنبل.

10 -

كتاب "الناسخ والمنسوخ في القرآن" للإمام أحمد بن حنبل

(5)

.

11 -

كتاب "المسند" للإمام إسحاق بن راهويه

(6)

.

12 -

كتاب "التفسير" للإمام ابن ماجه صاحب السنن

(7)

.

13 -

كتاب "العظمة" للإمام أبي حاتم الرازي

(8)

.

14 -

كتاب "السنة" لأبي بكر الأثرم

(9)

.

15 -

كتاب "السنن" للإمام سعيد بن منصور

(10)

.

16 -

كتاب "العظمة" لأبي سعيد بن الأعرابي

(11)

.

(1)

انظر: اللوح (157/ ب) واللوح (274/ ب).

(2)

انظر: اللوح (176/ ب).

(3)

انظر: العبر للذهبي (1/ 238).

(4)

انظر: اللوح (90/ أ).

(5)

انظر: اللوح (98/ أ) واللوح (132/ ب).

(6)

انظر: اللوح (240/ أ) واللوح (161).

(7)

انظر: اللوح (24/ ب) واللوح (40/ ب) واللوح (79/ أ).

(8)

انظر: اللوح (343/ أ).

(9)

انظر: اللوح (95/ ب).

(10)

انظر: اللوح (290/ أ).

(11)

انظر: اللوح (186/ أ).

ص: 128

17 -

كتاب "القدر" للإمام ابن خزيمة

(1)

.

18 -

كتاب "الأفراد" للإمام الدارقطني

(2)

.

19 -

كتاب "روايات الصحابة عن التابعين" للخطيب البغدادي

(3)

.

20 -

رسالة "إثبات صفة العَجَب للَّه تعالى" للإمام الذهبي

(4)

.

21 -

كتاب "تاريخ مصر" للإمام أبي سعيد بن يونس الصدفي المصري

(5)

.

22 -

رسالة "الإجازة المغربية" لشيخ الإسلام ابن تيمية

(6)

.

23 -

كتاب "الرواة عن جعفر الصادق" لأبي العباس ابن عقدة

(7)

.

24 -

كتاب "المائتين" الإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد، الصابوني 449 هـ

(8)

.

25 -

كتاب "النور في فضائل الأيام والشهور" لابن الجوزي

(9)

.

وغيرها من كتب أهل العلم، التي يزخر بها هذا الكتاب القيم.

‌القسم الثاني: في طريقة المؤلف رحمه اللَّه تعالى

1 -

يورد في الباب أولًا الآيات الكريمة من كتاب اللَّه، إن أمكن.

2 -

يبين معنى الكلمات الواردة في الآية إن احتيج لذلك.

3 -

يورد الأحاديث بأسانيده في كثير من الأحيان.

4 -

يختصر ألفاظ السماع والتحمل كثيرة، فيقول: ثنا محدثنا، وأنا لأخبرنا، وغيرها من ألفاظ الرواية.

(1)

انظر: اللوح (321/ ب).

(2)

انظر: اللوح (265/ ب -268/ أ).

(3)

انظر: اللوح (447/ ب - 448/ أ).

(4)

انظر: اللوح (252/ ب - 256/ ب) حيث أوردها كاملة مع زياداته عليها.

(5)

انظر: اللوح (81/ ب) واللوح (84/ أ).

(6)

انظر: اللوح (341/ ب) و (342/ أ).

(7)

انظر: اللوح (352/ أ).

(8)

انظر: اللوح (352/ أ).

(9)

انظر: اللوح (343/ أ).

ص: 129

5 -

يذكر الروايات والشواهد والمتابعات.

6 -

يخرج الأحاديث والآثار، من الكتب والمسانيد والمعاجم، والأجزاء، والأمالي، والمشيخات، والفوائد، بدقة عجيبة.

7 -

يتكلم على الرجال، والأسانيد، ويبين كثيرًا درجة الأحاديث صحة أو ضعفًا، وهذه ميزة قل أن تجدها في كتاب جمع هذا الكم العظيم من الأحاديث والآثار.

8 -

يورد أقوال أهل البدع أحيانا، ويرد عليها، ويبين فسادها.

9 -

يهمل أحيا ذكر في ذكر الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وأحيانا كلمة: وسلم.

10 -

لا يذكر في كثير من الأحيان عند ذكر الصحابي لفظ الترضي.

* * *

ص: 130

‌المبحث الرابع: دراسة لأهم موضوعات الكتاب.

ورد في القسم المحقق مسائل عقدية عديدة، وقد اقتصر الباحث على دراسة أربع مسائل منها وهي:

‌المسألة الأولى: صفة الفوقية للَّه تعالى.

المسألة الثانية: صفة المحبة للَّه تعالى.

المسألة الثالثة: رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

المسألة الرابعة: الإيمان بالقدر.

المسألة الأولى: صفة الفوقية للَّه تعالى.

وفيها ثلاثة فصول:

الفصل الأول: القول في إثبات صفة الفوقية للَّه تعالى.

الفصل الثاني: شبه الفلاسفة والجهمية والمعتزلة وكثير من متأخري الأشاعرة في نفي صفة الفوقية للَّه تعالى، والرد عليهم.

الفصل الثالث: شبه زهير الأثري وأصحابه، وأبو معاذ التومني في قولهم بأن اللَّه تعالى فوق عرشه، وهو أيضًا في كل مكان، والرد عليها.

ص: 131

‌الفصل الأول: القول في إثبات صفة الفوقية للَّه تعالى.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: منهج المؤلف في إثبات صفة الفوقية للَّه تعالى.

المطلب الثاني: مذهب أهل السنة والجماعة في إثبات صفة الفوقية للَّه تعالى.

المطلب الثالث: الفِرَق المخالفة في صفة الفوقية للَّه تعالى.

* * *

ص: 132

‌المطلب الأول: منهج المؤلف في إثبات صفة الفوقية للَّه تعالى.

أثبت المؤلف الإمام أبو بكر محمد بن المحب الصامت رحمه اللَّه تعالى صفة الفوقية للَّه تعالى، وعلوه على خلقه، على ما يليق بجلال اللَّه وعظمته في كتابه هذا، كما هو مذهب سلف الأمة وأئمتها رضي الله عنهم.

وجاء ذكر هذه الصفة الثابتة للَّه تعالى في موضعين من كتابه "صفات رب العالمين" وهي:

الموضع الأول: في أول الكتاب.

والموضع الثاني: في باب قول اللَّه: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50].

أورد المؤلف رحمه الله دليلين على إثبات صفة والعلو والفوقية للَّه تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته.

1 -

حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: "جاء أعرابي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه هلكت الأنفس وجاع العيال وهلكت الأموال، استسق لنا ربك فإنا نستشفع باللَّه عليك وبك على اللَّه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سبحان اللَّه سبحان اللَّه، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، فقال: أتدري ما اللَّه؟ إن شأنه أعظم من ذلك، إنه لا يستشفع به على أحد؛ إنه لفوق سمائه على عرشه وإن عليه هكذا -وأشار وهب بيده مثل القبه- وإنه ليئط أطيط الرحل بالراكب"

(1)

.

2 -

حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء، فمرت سحابة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أتدرون ما هذا؟ " قال: قلنا: السحاب، قال:"والمزن" قلنا: والمزن، قال:"والعنان" فسكتنا، فقال:"هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ " قال: قلنا: اللَّه ورسوله أعلم، قال:"بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، واللَّه تبارك وتعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء"

(2)

.

* * *

(1)

أخرجه أبو داود (رقم 4728) وغيره، وانظر الكلام عليه في الحديث (رقم 1) من القسم المحقق.

(2)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 1770) وغيره، وانظر الكلام عليه في الحديث (رقم 2) من القسم المحقق.

ص: 133

‌المطلب الثاني: مذهب أهل السنة والجماعة في إثبات صفة الفوقية للَّه تعالى.

أجمع سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من أئمة الدين على إثبات صفة الفوقية اللَّه تعالى وعلوه على خلقه، علوًا ذاتيًا وفوقية حقيقة ذاتية على ما يليق بجلاله وعظمته، مع إحاطته تعالى بخلقه بعلمه وسمعه وبصره، وهو تعالى بائنٌ من خلقه.

واستدلوا على ذلك بأدلة ثابتة صريحة من الكتاب والسنة والإجماع والفطرة والعقل.

فأما الكتاب: فقد ورد فيه ثلاث آيات تدل على فوقية اللَّه تعالى، وهي:

1 -

وقوله تعالى في سورة الأنعام: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)} [الأنعام: 18].

2 -

وقوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً} [الأنعام: 61].

3 -

قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50].

وفوقية اللَّه تعالى وعلوه على خلقه لها ثلاث معان أثبتها سلف الأمة وهي:

فوقية الذات، وفوقية القدر والشأن، وفوقية القهر والغلبة.

قال ابن القيم

(1)

رحمه الله:

والفوقُ أنواعٌ ثلاثٌ كلُّها

للَّهِ ثابتةٌ بلا نُكرانِ

هذا الذي قالوا، وفوقُ القَهر والـ

ـــفوقيةُ العُليا على الأكوانِ

وأما السنة: فقد ورد فيها كثير من الأحاديث الصحيحة الثابتة، والتي أثبتت صفة الفوقية والعلو للَّه تعالى، ومنها:

1 -

حديث ذكوان: أن عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنهما قال لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "وأنزل اللَّه براءتك من فوق سبع سماوات، جاء به الروح الأمين، فأصبح ليس له مسجد من مساجد اللَّه يذكر فيه اللَّه، إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار"

(2)

.

(1)

انظر: نونية ابن القيم (ص 315) تحقيق جمع من طلبة العلم، بإشراف بكر أبو زيد، طبع مجمع الفقه الإسلامي بجدة.

(2)

أخرجه الإمام أحمد في مسنده (رقم 2496) و في فضائل الصحابة (رقم 1639) والبخاري مختصرا (رقم 4753 و 4754) وابن حبان في صحيحه (رقم 7108) والحاكم في مستدركه (4/ 9 رقم 6726) وصححه ووافقه الذهبي، والطبراني في الكبير (10783) وابن سعد 8/ 75، والدارمي في الرد على الجهمية (رقم 84) وأبو يعلى (2648) وابن سعد في الطبقات (8/ 75) وأبو نعيم في الحلية (2/ 45).

ص: 134

2 -

حديث عامر بن سعد، عن أبيه: أن سعد بن معاذ، حكم على بني قريظة أن يقتل منهم من جرت عليه الموسى وأن يقسم أموالهم وذراريهم، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:"لقد حكم فيهم بحكم اللَّه الذي حكم به من فوق سبع سماوات"

(1)

.

3 -

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كَانَت زَيْنَب تَفْخَر على أَزوَاج رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم وَتقول إِن اللَّه زَوجني من السَّمَاء" وَفِي لفظ: "زوجكن أهاليكن وزوجني اللَّه من فَوق سبع سموات". أخرجه البُخَارِيّ وغيره

(2)

.

4 -

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لما قضى اللَّه الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي". متفق عليه

(3)

.

والآيات الكريمة والأحاديث النبوية دلت على علو اللَّه تعالى على خلقه علوا ذاتيًا وفوقية حقيقة من أكثر من ثمانية عشر وجهًا، ذكرها الإمام ابن القيم وقال:"ولا يتم إنكار الفوقية إلا بإنكار الرؤية، وهذا طرد الجهمية أصلهم وصرحوا بذلك، وركبوا النفيين معا، وصدق أهل السنة بالأمرين معا، وأقروا بها، وصار من أثبت الرؤية ونفي علو الرب على خلقه واستواءه على عرشه مذبذبا بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فهذه أنواع من الأدلة السمعية المحكمة إذا بسطت أفرادها كانت ألف دليل على علو الرب على خلقه واستوائه على عرشه"

(4)

.

‌دلالة الإجماع على إثبات صفة الفوقية والعلو للَّه تعالى:

أجمع جميع عقلاء بني آدم على أن اللَّه تعالى عال على خلقه فوق عرشه كما يليق بجلاله وعظمته، وذلك هو الذي كان عليه سلف الأمة وأئمتها، ونقل إجماعهم كثير من أئمة الإسلام، قال الإمام الأوزاعي:"كنا والتابعون متوافرون نقول: إن اللَّه تَعَالَى ذِكْرُهُ فوق عرشه، ونؤمن بها وردت به السنة من صفاته جل وعلا"

(5)

.

(1)

أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (رقم 5131) والدورقي في مسند سعد (رقم 20) والبزار في مسنده (رقم 1091) والبيهقي في الكبرى (رقم 18018) وابن سعد في الطبقات (3/ 426) وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (رقم 2745).

(2)

أخرجه البخاري (رقم 7420 و 7420) والترمذي (رقم 3213) وأبو نعيم في الخلية (2/ 52) وابن سعد في الطبقات (8/ 103 و 106).

(3)

أخرجه البخاري (رقم 3194) ومسلم (رقم 2751) وغيرهما.

(4)

انظر: إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم (2/ 215 - 217) ونونية ابن القيم (ص 443 - 448).

(5)

انظر: الأسماء والصفات للبيهقي (2/ 304).

ص: 135

وقال إسحاق بن راهويه: "قال اللَّه تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه: 5] إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة"

(1)

.

وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك؟ فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازًا وعراقًا وشامًا ويمنًا فكان مذهبهم: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. . . وأن اللَّه عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف، أحاط بكل شيء علما {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]

(2)

. وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي: "فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة: أن اللَّه تبارك اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته. . . وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه"

(3)

.

‌طرق الأدلة العقلية لإثبات صفة الفوقية للَّه تعالى:

إن فوقية اللَّه تعالى وعلوه على خلقه ثبتا عقلًا من طرق متعددة أهمها ما يلي:

الطريق الأول: أن يقال: إذا ثبت بالعقل أنه مباين للمخلوقات، وثبت أن العالم كُرِّي، وأن العلو المطلق فوق الكرة، لزم أن يكون في العلو بالضرورة، فإذا كان العالم كُرِّيًا -وقد ثبت بالضرورة أنه: إما مداخل له، وإما مباين له وليس بمداخل له- وجب أن يكون مباينًاله، وإذا كان مباينًا له، وجب أن يكون فوقه، إذ لا فوق إلا المحيط وما كان وراءه.

الطريق الثاني: أن يقال: علو الخالق على المخلوق وأنه فوق العالم، أمر مستقر في فطر العباد، معلوم لهم بالضرورة، كما اتفق عليه جميع الأمم، إقرارًا بذلك وتصديقًا، من غير أن يتواطؤوا على ذلك ويتشاعروا، وهم يخبرون عن أنفسهم أنهم يجدون التصديق بذلك في فطرهم.

الطريق الثالث: أن يقال: هم عندما يضطرون إلى قصد اللَّه وإرادته، مثل قصده عند الدعاء والمسألة، يضطرون إلى توجه قلوبهم إلى العلو، فكما أنهم مضطرون إلى دعائه وسؤاله، وهم مضطرون إلى أن يوجِّهوا قلوبهم إلى العلو إليه لا يجدون في قلوبهم توجهًا إلى جهة أخرى، ولا استواء الجهات كلها عندها، وخلو

(1)

انظر: العلو للعلي الغفار. للذهبي (ص 179).

(2)

انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (2/ 197).

(3)

انظر: الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ لابن أبي زيد القيرواني (ص 107 - 108).

ص: 136

القلوب عن قصد جهة من الجهات، بل يجدون قلوبهم مضطرة إلى أن تقصد جهة علوهم دون غيرها من الجهات.

الطريق الرابع: أن يقال: أنه قد ثبت بصريح المعقول أن الأمرين المتقابلين إذا كان أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص، فإن اللَّه يوصف بالكمال منهما دون النقص، ولما تقابل المباينة للعالم والمداخلة له وصف بالمباينة دون المداخلة، وإذا كان مع المباينة لا يخلو إما أن يكون عاليًا على العالم أو مسامتًا له، وجب أن يوصف بالعلو دون المسامتة، فضلًا عن السفول، والمنازع يُسلِّم أنه موصوف بعلو المكانة وعلو القهر، وعلو المكانة معناه: أنه أكمل من العالم، وعلو القهر مضمونه: أنه قادر على العالم، فإذا كان مباينًا للعالم، كان من تمام علوه أن يكون فوق العالم، لا محاذيًا له، ولا سافلًا عنه، ولمَّا كان العلو صفة كمال، كان ذلك من لوازم ذاته، فلا يكون مع وجود غيره إلا عاليًا عليه، لا يكون قط غير عال عليه.

الطريق الخامس: أن يقال: إذا كان مباينًا للعالم: فإما أن يُقَدَّر محيطًا به، أو لا يُقَدَّر محيطًا به، فإن قُدِّر محيطًا به كان عاليًا عليه على المحيط على المحاط به، وإن لم يقدر محيطًا به: فإن كان العالم كُرِّيًا، وليس لبعض جهاته اختصاص بالعلو، فإذا كان مباينًا له لزم أن يكون عاليًا، كيفما كان الأمر.

وإن قدر أن العالم ليس بكُرِّي، أو هو كُرِّي ولكن بعض جهاته لها اختصاص بالعلو، مثل أن نقول: إن اللَّه وضع الأرض وبسطها للأنام، فالجهة التي تلي رؤوس الناس هي جهة العلو من العالم دون الأخرى، ومن المعلوم أن جهة العلو أحق بالاختصاص؛ لأن الجهة العالية أشرف بالذات من السافلة، ولهذا اتفق العلماء على أن جهة السماوات أشرف من جهة الأرض، وجهة الرأس أشرف من جهة الرِّجل، فوجب اختصاصه بخير النوعين وأفضلهما، إذ اختصاصه بالناقص المرجوح ممتنع"

(1)

.

الطريق السادس: قال ابن القيم: "كل من أقر بوجوب رب العالم مدبر له، لزمه الإقرار بمباينته لخلقه وعلوه عليهم، وكل من أنكر مباينته وعلوه لزمه إنكاره وتعطله، فإن قيل: هو يتعين بكونه لا داخلًا فيه ولا خارجًا عنه، قيل: هذا واللَّه حقيقة قولكم وهو عين المحال، وهو تصريح منكم بأنه لا ذات له ولا ماهية تخصه، فإنه لو كان له ماهية يختص بها لكان تعينها لماهيته وذاته المخصوصة، فلزم قطعا من إثبات ذاته تعين تلك الذات؛ ومن تعينها مباينتها للمخلوقات، ومن المباينة العلو عليها لما تقدم من تقريره وصح مقتضى

(1)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية باختصار (7/ 3 - 6).

ص: 137

العقل وبالنقل والفطرة، ولزم من صحة هذه الدعوى صحة الدعوى الثانية، وهي أن من أمكن مباينته للعالم وعلوه عليه لزمه إمكان ربوبيته وكونه إلها للعالم"

(1)

.

‌دليل الفطرة:

إن الفطر السليمة لدى جميع الخلق مُقِرةٌ بأن اللَّه تعالى فوق خلقه عال عليهم، وذلك حين توجهها بالدعاء إليه، توجهًا لا يستطيع أحد أن ينكره، حتى من انتكست فطرته وانحرفت عن طريق الحق لا يستطيع أن ينكر ذلك.

ومن هذا الباب الحكاية المشهورة عن الشيخ العارف أبي جعفر الهمداني لأبي المعالي الجويني لما أخذ يقول على المنبر: كان اللَّه ولا عرش فقال: يا أستاذ دعنا من ذكر العرش -يعني: لأن ذلك إنما جاء في السمع- أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا فإنه ما قال عارف قط "يا اللَّه" إلا وجد من قلبه ضرورة تطلب العلو لا تلتفت يمنة ولا يسرة فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا؟ قال: فلطم أبو المعالي على رأسه وقال: حيرني الهمداني حيرني الهمداني ونزل"

(2)

.

* * *

(1)

انظر: مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم باختصار (ص 209 - 210).

(2)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (4/ 44).

ص: 138

‌المطلب الثالث: الفرق المخالفة في صفة الفوقية للَّه تعالى.

وقد خالف في ذلك فرقتان:

الفرقة الأولى: المعطلة النافين لعلو اللَّه تعالى الذاتي وفوقيته الذاتية، وهم الفلاسفة والجهمية والمعتزلة

(1)

، وكثير من متأخري الأشاعرة

(2)

. فإنهم نفوا على اللَّه على خلقه وفوقيته تعالى، فوصفوه بأنه: لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايث له

(3)

. ومنهم من يقول: هو تعالى بذاته في كل مكان

(4)

.

الفرقة الثانية: زهير الأثري وأصحابه، وأبو معاذ التومني

(5)

، الذين قالوا: إنه تعالى فوق خلقه عال على عرشه، وهو بذاته في كل مكان

(6)

. قال أبو الحسن الأشعري: "إن زهيرًا كان يقول أن اللَّه سبحانه بكل مكان وأنه مع ذلك مستو على عرشه وأنه يرى بالأبصار بلا كيف وأنه موجود الذات بكل مكان"

(7)

.

* * *

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (2/ 297 - 298).

(2)

انظر: كتاب مشكل الحديث لابن فورك (ص 231).

(3)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/ 122 - 124).

(4)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (6/ 154) وقال: "ولهذا كان العامة من الجهمية إنما يعتقدون أنه في كل مكان، وخاصتهم لا تظهر تعامتهم إلا هذا، لأن العقول تنفر عن التعطل أعظم من نفرتها عن الحلول، وتنكر قول من يقول: "إنه لا داخل العالم ولا خارجه" أعظم مما تنكر أنه في كل مكان". وقال في كتاب الإيمان (ص 298): "الجهمية: إما يحكون عنهم أن اللَّه في كل مكان، وهذا قول طائفة منهم كالنجارية، وهو قول عوامهم وعبادهم، وأما جمهور نظارهم من الجهمية، والمعتزلة، والضِّرَارية، وغيرهم، فإنما يقولون: هو لا داخل العالم ولا خارجه، ولا هو فوق العالم". وقال في الاستقامة (1/ 188):" من يقول من الجهمية إن الحق بذاته في كل مكان ويمكن أن يقول فوق العرش، وقد وقع في ذلك طائفة من المتصوفة حتى جعلوه عين الموجودات ونفس المصنوعات كما يقوله أهل الاتحاد العام".

(5)

زهير الأثري وأبو معاذ التومني لم أجد لها ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(6)

قال ابن تيمية: "حكى هذه الأقوال الأشعرية في المقالات وحكى عن زهير الأثري أنه كان يقول: "إن اللَّه بكل مكان، وإنه مع ذلك مستو على عرشه، وأنه يرى بالأبصار بلا كيف، وأنه موجود الذات بكل مكان، وكذلك أبو معاذ التومني. وهذا القول الذي حكاه الأشعري عن هؤلاء يشبه قول كثير من الصوفية والسالمية، كأبي طالب المكي وغيره". فهؤلاء القائلون بأنه بذاته في كل مكان". انظر: تعارض العقل والنقل لابن تيمية (6/ 304) والاستقامة لابن تيمية (1/ 188).

(7)

انظر: مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين للأشعري (ص 299).

ص: 139

‌الفصل الثاني: شبه الفلاسفة والجهمية والمعتزلة وكثير من متأخري الأشاعرة في نفي صفة الفوقية للَّه تعالى، والرد عليهم.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: شبه الفلاسفة والجهمية والمعتزلة وكثير من متأخري الأشاعرة النافين الصفة العلو الذاتي والفوقية للَّه تعالى.

المطلب الثاني: الرد على شبه الفلاسفة والجهمية والمعتزلة وكثير من متأخري الأشاعرة القائلين بنفي صفة الفوقية للَّه تعالى.

* * *

ص: 140

‌المطلب الأول: شبه الفرقة الأولى وهم الفلاسفة والجهمية والمعتزلة وكثير من متأخري الأشاعرة النافين لصفة العلو الذاتي والفوقية للَّه تعالى.

استدل الفلاسفة والمعتزلة من تبعهم بعدة شبه زعموا أنها حجج، وإنما هي في الطغيان لُجج، وقد تمسكوا بتلك الشبه فنفوا علوا اللَّه تعالى وفوقيته، بل نفوا جميع ما له من الصفات الثابتة.

قال ابن سينا: "إن واجب الوجود ليس بجسم، ولا مادة جسم، ولا صورة جسم، ولا مادة معقولة لصورة معقولة، ولا صورة معقولة في مادة معقولة، ولا له قسمة لا في الكم ولا في المبادئ ولا في القول، فهو واحد من هذه الجهات الثلاث"

(1)

.

وهذ سرد مختصر لتلك الشبه:

1 -

أن اللَّه تعالى واحد بسيط، وإثبات تلك الصفة يستلزم التشبيه والتجسيم واللَّه منزه عن ذلك، والصفات أعراض ومعان تقوم بغيرها، والعرض لا يقوم إلا بجسم، واللَّه تعالى ليس بجسم؛ لأن الأجسام لا تخلو من الأعراض الحادثة وما لا يخلو من الحوادث فهو محدث

(2)

.

2 -

أن ذلك يستلزم أن يكون اللَّه في جهة متحيزة، وهو تعالى منزه عن الجهة والتحيز

(3)

.

3 -

أن في إثبات العلو والفوقية ونحوها من الصفات يستلزم تعدد القدماء مع اللَّه تعالى وهو كفر، واللَّه منزه عن ذلك

(4)

؛ لأن أخص وصف الرب هو القِدَم، وإن الاشتراك فيه يوجب التماثل فلو شاركت الصفة الموصوف في القدم لكانت مثله

(5)

.

4 -

أن إثبات ذلك يستلزم التركيب؛ لأن المركب مفتقر إلى جزئه وجزء غيره، وواجب الوجود لا

(1)

انظر: النجاة لابن سينا (2/ 81).

(2)

انظر: الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 72) ومجموع الفتاوي لابن تيمية (6/ 34) والصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة لابن القيم (1/ 222).

(3)

انظر: المختصر في أصول الدين للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 336 - 338) ويحيى بن حمزة وآراؤه الكلامية لأحمد صبحي (ص 84).

(4)

انظر: المغني في أبواب التوحيد والعدل للقاضي عبد الجبار المعتزلي (7/ 116) والمنية والأمل له أيضًا جمع أحمد المرتضى (ص 109 - 110) والملل والنحل للشهرستاني (1/ 46) وبيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية (3/ 94).

(5)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (5/ 46).

ص: 141

يكون مفتقرا إلى غيره، فلو أثبتنا ذلك تلزم منه الحاجة والافتقار والتخصيص، فيكون اللَّه مفتقرا لتلك الصفات محتاجًا لها، واللَّه منزه عن ذلك

(1)

.

وأما الذين زعموا أن اللَّه تعالى في كل مكان فشبهتهم أنهم نظروا في نصوص الشرع التي ورد فيها صفة معية اللَّه تعالى لخلقه وقربه تعالى منهم، فزعموا أن ذلك دليل على المعية الذاتية والقرب الذاتي، فلذلك قالوا: بأن اللَّه تعالى في كل مكان، واستدلوا على تلك الشبهة الباطلة بما يلي:

قوله تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108)} [النساء: 108].

وقوله: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3)} [الأنعام: 3].

وقوله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40].

وقوله: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)} [طه: 46].

وقوله: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)} [الزخرف: 84].

وقوله: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16].

وقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7].

وقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4].

وقوله: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85)} [الواقعة: 85].

وقوله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)} [الحديد: 3]

(2)

.

* * *

(1)

انظر: تأسيس التقديس للرازي (ص 32 - 33) ودرء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (7/ 142) والصفدية لابن تيمية (1/ 104 - 105) والصواعق المرسلة لابن القيم (3/ 981 - 984).

(2)

انظر أدلتهم والرد عليها في: الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد بن حنبل (ص 155) والفِصل لابن حزم (2/ 96) والانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار لأبي الحسين يحيى بن أبي الخير العمراني (2/ 617 و 618) وبيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (1/ 39) ودرء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (6/ 141 - 142).

ص: 142

‌المطلب الثاني: الرد على شبه الفلاسفة والجهمية والمعتزلة وكثير من متأخري الأشاعرة القائلين بنفي صفة الفوقية للَّه تعالى.

الرد على الشبهة الأولى: وهي زعمهم أن ذلك يستلزم التشبيه والتجسيم.

يقال لهم أن ذلك باطل، لعدة وجوه:

1 -

أن ما فَسَّر به هؤلاء اسم الواحد من هذه التفاسير التي لا أصل لها في الكتاب والسنة وكلام السلف والأئمة باطل بلا ريب شرعًا وعقلًا ولغةً:

أما في اللغة: فإن أهل اللغة مطبقون على أن معنى الواحد في اللغة ليس هو الذي لا يتميز جانب منه عن جانب ولا يرى منه شيء دون شيء، وإذا كان أهل اللغة متفقين على تسمية الجسم الواحد واحدًا امتنع أن يكون في اللغة معنى الواحد الذي لا ينقسم إذا أريد بذلك أنه ليس بجسم وأنه لا يشار إلى شيء منه دون شيء، بل لا يوجد في اللغة اسم واحد إلا على ذي صفة ومقدار: كقوله تعالى: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [الزمر: 6] وقال: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11)} [المدثر: 11] وقال: {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ} [النساء: 11].

وأما العقل: فهذا الواحد الذي وصفوه يقول لهم فيه أكثر العقلاء وأهل الفطرة السليمة: إنه أمر لا يعقل ولا له وجود في الخارج، وإنما هو أمر مقدر في الذهن ليس في الخارج شيء موجود لا يكون له صفات ولا قدر ولا يتميز منه شيء عن شيء بحيث يمكن أن لا يرى ولا يدرك ولا يُحاط به وإن سماه المُسمِّي جسمًا، وأيضًا فإن التوحيد إثبات لشيء هو واحد، فلابد أن يكون له في نفسه حقيقة ثبوتية يختص بها ويتميز بها عما سواه حتى يصح أنه ليس كمثله شيء في تلك الأمور الثبوتية، ففي المثل والشريك يقتضي ما هو على حقيقة يستحق بها واحدًا.

وأما الشرع: فنقول مقصود المسلمين أن الأسماء المذكورة في القرآن والسنة وكلام المؤمنين المتفق عليه بمدح أو ذم يُعرّف مسميات تلك الأسماء حتى يعطوها حقها ومن المعلوم بالاضطرار أن اسم الواحد في كلام اللَّه لم يقصد به سلب الصفات وسلب إدراكه بالحواس ولا في الحد والقدر ونحو ذلك من المعاني التي ابتدع نفيها الجهمية وأتباعهم ولا يوجد نفيها في كتاب ولا سنة ولا عن صاحب ولا أئمة المسلمين

(1)

.

2 -

أن الاعتماد في تنزيه الباري على نفي الجسم طريقة مبتدعة شرعًا متناقضة عقلًا، أما الشرع: فإنه لم يرد

(1)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (3/ 146 - 144) باختصار.

ص: 143

بذلك لا كتاب ولا سنة، ولا قول أحد من السلف، بل الكلام في صفات اللَّه تعالى بنفي الجسم أو إثباته بدعة عند السلف والأئمة، فلا يوجد له ذكر في كلام أحد من السلف إلا بالإنكار على الخائضين في ذلك من النفاة، الذين نفوا ما جاءت به النصوص، والمشبهة الذين ردوا ما نفته النصوص

(1)

.

3 -

أنهم متناقضون في نفي الجسمية والتشبيه، فمرة ينفونها، ومرة يثبتون وجودَ اللَّهِ بنوع من ذلك.

قال ابن القيم: "إن من أعجب العجب أن هؤلاء الذين فروا من القول بعلو اللَّه فوق المخلوقات واستوائه على عرشه -خشية التشبيه والتجسيم- قد اعترفوا بأنهم لا يمكنهم إثبات الصانع إلا بنوع من التشبيه والتمثيل، فيقال: ياللَّه العجب هلا طردتم هذا الجواب وسلكتم هذا الطريق في إثبات على اللَّه على خلقه واستوائه على عرشه وإثبات صفات كماله كلها وإثبات الصفات الخبرية كلها؟! "

(2)

.

4 -

أن اتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات، فالاتفاق في مسمى الشيء لا يقتضي التشبيه والتجسيم، فاللَّه تعالى موجود والإنسان موجود، والفرق بين وجود الخالق ووجود المخلوق كالفرق بين الخالق والمخلوق.

قال ابن تيمية: "ليس للمطلق مسمَّي موجود في الخارج، ولكن العقل يفهم من المطلق قدرًا مشتركًا بين المسميين، وعند الاختصاص يقيّد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق، والمخلوق عن الخالق، ولا بدَّ من هذا في جميع أسماء اللَّه وصفاته، يُفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق، وما دلَّ عليه بالإضافة والاختصاص، المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى"

(3)

.

فللخالق جل وعلا صفات تخصه، وللمخلوق صفات تخصه، وإن اتفقت في الأسماء.

قال ابن تيمية: "الصفة تتبع الموصوف. فإن كان الموصوف هو الخالق فصفاته غير مخلوقة وإن كان الموصوف هو العبد المخلوق. فصفاته مخلوقة"

(4)

.

5 -

وأما ما زعموه من أن إثبات الصفات يستلزم الجسمية فيقال لهم: لفظ الجسم فيه إجمال: قد يراد به

(1)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (1/ 289 - 290).

(2)

انظر: الصواعق المرسلة لابن القيم (4/ 1319 - 1321) باختصار.

(3)

انظر: التدمرية لابن تيمية (ص 20 - 22).

(4)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (12/ 66).

ص: 144

المركب الذي كانت أجزاؤه مفرقة فجمعت، أو ما يقبل التفريق والانفصال، أو المركب من مادة وصورة، أو المركب من الأجزاء المفردة التي تسمى الجواهر الفَردة. واللَّه تعالى منزه عن ذلك كله.

وقد يراد بالجسم ما يشار إليه، أو ما يُرى، أو ما تقوم به الصفات؛ واللَّه تعالى يرى في الآخرة، وتقوم به الصفات، ويشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم وقلوبهم ووجوههم وأعينهم، فإن أراد بقوله:"ليس بجسم" هذا المعنى. قيل له: هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معني ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول، وأنت لم تُقم دليلًا على نفيه، وأما اللفظ فبدعة نفيًا وإثباتًا، فليس في الكتاب ولا السنة ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها إطلاق لفظ "الجسم" في صفات اللَّه تعالى، لا نفيًا ولا إثباتًا

(1)

.

6 -

أن منشأ غلطهم وضلالهم هو ما ابتدعوه من معنى الجسم على اختلاف فيما بينهم، مخالفًا لما هو ثابت معلوم في لغة العرب

(2)

.

قال ابن تيمية: "فلا يلزم من ثبوت الصفات لزوم ما ادعوه من المُحال، بل غلطوا في هذا التلازم، وأما ما هو لازم لا ريب فيه، فذاك يجب إثباته لا يجوز نفيه عن اللَّه تعالى، فكان غلطهم باستعمال لفظ مجمل"

(3)

.

7 -

أن القول بالتجسيم يلزمكم فيما أثبتموه من أسماء اللَّه تعالى، على مذهبكم وطريقتكم.

فيقال لهم: "هو عندكم: حي عليم قدير، ومع هذا فليس بجسم عندكم، مع أنكم لا تعلمون حيًا عليمًا قديرًا إلا جسمًا، فإن كان قولكم حقًا أمكن أن يكون له حياة وعلم وقدرة، وأن يكون مباينًا للعالم عاليًا عليه وليس بجسم.

فإن قلت: لا أعقل مباينًا عاليًا إلا جسمًا. قيل لك: ولا يعقل حيٌّ عليمٌ قديرٌ إلا جسم، فإن أمكن أن يكون مسمى بهذه الأسماء ما ليس بجسم، أمكن أن يتصف بهذه الصفات ما ليس بجسم، وإلا فلا؛ لأن الاسم مستلزم للصفة"

(4)

.

8 -

أنكم حينما نفيتم صفات الباري عز وجل وزعمتم أنكم بذلك تنزهونه تعالى عن أن يكون جسمًا، لم تنفوا عنه في حقيقة الأمر شيء من النقائص، لأنه يلزمكم فيها أثبتموه نظير ما نفيتموه.

(1)

انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (2/ 134 - 135).

(2)

انظر: التدمرية لابن تيمية (ص 53 - 54).

(3)

انظر: شرح حديث النزول لابن تيمية (ص 32).

(4)

انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (3/ 146).

ص: 145

قال ابن تيمية: "النفاة الذين قصدوا إثبات حدوث العالم بإثبات حدوث الجسم لم يثبتوا بذلك حدوث شيء، ثم إنهم جعلوا عمدتهم في تنزيه الرب عن النقائص على نفي "الجسم" ومن سلك هذا المسلك لم ينزه اللَّه عن شيء من النقائص ألبتة؛ فإنه ما من صفة ينفيها لأنها تستلزم التجسيم وتكون من صفات الأجسام إلَّا يقال له فيما أثبته نظير ما يقوله هو في نفس تلك الصفة"

(1)

.

الرد على الشبهة الثانية: وهي زعمهم أن ذلك يستلزم إثبات الجهة.

1 -

يقال لهم: "لفظ "الجهة" قد يراد به شيء موجود غير اللَّه فيكون مخلوقًا، وقد يراد به ما ليس بموجود غير اللَّه تعالى، كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم.

ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ "الجهة" ولا نفيه، كما فيه إثبات "العلو" و"الاستواء" و"الفوقية" و"العروج إليه" ونحو ذلك، وقد عُلم أن ما ثمّ موجود إلا الخالق والمخلوق، والخالق مباين للمخلوق سبحانه وتعالى، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، فيقال لمن نفي الجهة: أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق، فاللَّه ليس داخلا في المخلوقات؛ أم تريد بالجهة ما وراء العالم، فلا ريب أن اللَّه فوق العالَم، بائن من المخلوقات. كذلك يقال لمن قال: إن اللَّه في جهة: أتريد بذلك أن اللَّه فوق العال، أو تريد به أن اللَّه داخل في شيء من المخلوقات. فإن أردت الأول فهو حق، وإن أردت الثاني فهو باطل"

(2)

.

2 -

نقول لهم أيضًا: أن لفظ "الجهة" قد يراد به ما هو موجود، وقد يراد به ما هو معدوم، ومن المعلوم أنه لا موجود إلا الخالق والمخلوق، فإذا أريد بالجهة أمر موجود غير اللَّه كان مخلوقًا، واللَّه تعالى لا يحصره ولا يحيط به شيء من المخلوقات فإنه بائن من المخلوقات، ومن نفي الجهة وأراد بالنفي كون المخلوقات محيطة به أو كونه مفتقرًا إليها فهذا حق، لكن عامتهم لا يقتصرون على هذا، بل ينفون أن يكون فوق العرش رب العالمين، أو أن يكون محمدٌ صلى الله عليه وسلم عرج به إلى اللَّه، أو أن يصعد إليه شيء وينزل منه شيء، أو أن يكون مباينًا للعالم، بل تارًا يجعلونه لا مباينا ولا محايثًا، فيصفونه بصفة المعدوم والممتنع، وتارة يجعلونه حالا في كل

(1)

انظر: مجموع الفتاوي (13/ 164 - 166).

(2)

انظر: التدمرية لابن تيمية (ص 66 - 67) ومجموع الفتاوى لابن تيمية (3/ 42).

ص: 146

موجود، أو يجعلونه وجود كل موجود، ونحو ذلك مما يقوله أهل التعطيل وأهل الحلول"

(1)

.

3 -

نقول لهم: لفظ "التحيز" و"الجهة" و"الجوهر" ونحو ذلك ألفاظ مجملة ليس لها أصل في كتاب اللَّه ولا في سنة رسول اللَّه، ولا قالها أحد من سلف الأمة وأئمتها في حق اللَّه تعالى، لا نفيًا ولا إثباتًا، وحينئذ فإطلاق القول بنفيها أو إثباتها ليس من مذهب "أهل السنة والجماعة" بلا ريب، ولا عليه دليل شرعي، بل الإطلاق من الطرفين مما ابتدعه "أهل الكلام" الخائضون في ذلك"

(2)

.

الرد على الشبهة الثالثة: وهي زعمهم أن ذلك يستلزم تعدد القدماء.

1 -

أن صفات اللَّه تعالى قد وردت في الكتاب وصحيح السنة، واللَّه تعالى قد أثبت لنفسه تلك الصفات وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يلزم من ذلك تعدد الإله والقدماء مع اللَّه تعالى، والسلف رحمهم الله لم يتعرضوا لتلك النصوص بالتحريف والنفي بحجة أنها تستلزم تعدد القدماء، بل أثبتوا للَّه ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل

(3)

.

2 -

أن السلف لم يثبتوا ذواتًا قدماء مع اللَّه تعالى، واللَّه تعالى هو إله واحد بجميع بصفاته التي تليق بجلاله وعظمته.

قال الإمام أحمد: "إن اللَّه لم يزل بصفاته كلها، أليس إنما نَصِفُ إلَهًا واحدًا بجميع صفاته؟ وضربنا لهم في ذلك مثلًا فقلنا: أخبرونا عن هذه النخلة؟ أليس لها جذع وكَرَب، وليف وسَعَف وخوص وجَمّار؟ واسمها اسم شيء واحد، وسميت نخلة بجميع صفاتها؟ فكذلك اللَّه، وله المثل الأعلى بجميع صفاته إله واحد"

(4)

.

3 -

نقول لهم: "القول في الصفات كالقول في الذات، فإن اللَّه ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فإذا كان له ذات حقيقة لا تماثل الذوات، فالذات متصفة بصفات حقيقة لا تماثل صفات سائر الذوات، والعلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف، وهو فرع له، وتابع له، وإذا كنا نقرّ بأن له ذاتا حقيقة، ثابتة في نفس الأمر، مستوجبة لصفات الكال، لا يماثلها شيء، فسمعه وبصره، وكلامه ونزوله

(1)

انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (2/ 323 - 324).

(2)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/ 305 - 306).

(3)

انظر: الصفدية لابن تيمية (1/ 103) والفتوى الحموية الكبرى له أيضًا (ص 265).

(4)

انظر: الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد (ص 140 - 141).

ص: 147

واستواؤه ثابت في نفس الأمر، وهو متصف بصفات الكمال التي لا يشابهه فيها سمع المخلوقين وبصرهم، وكلامهم ونزولهم واستواؤهم"

(1)

.

4 -

نقول لهم: يلزمكم فيما نفيتموه من الصفات نظير ما أثبتموه من الأسماء، فالكلام في أسماء اللَّه تعالى الحسني كالكلام في صفاته العلى، فكل ما يحتج به من نفي الصفات، يحتج به نافي الأسماء الحسنى، فما كان جوابًا لذلك كان جوابًا لمثبتي الصفات"

(2)

.

5 -

أن قولهم: بأن أخصَّ وصف للَّه القِدَم قولٌ في غاية الفساد؛ فإن خصائص الرب التي لا يوصف بها غيره كثيرة مثل: كونه رب العالمين، وأنه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه الحي القيوم، القائم بنفسه، القديم الواجب الوجود، المقيم لكل ما سواه، ونحو ذلك من الخصائص التي لا تشركه فيها صفة ولا غيرها

(3)

.

الرد على الشبهة الرابعة: وهي زعمهم أن ذلك يستلزم التركيب.

1 -

يقال لهم: لفظ "التركيب" يحتمل معان متجددة بحسب الاصطلاحات فيقال المركب لما ركَّبَه غيرُهُ كما قال تعالى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [الانفطار: 8] ويقال: ركَّبتُ الباب في موضعه ونحو ذلك وهذا هو مفهوم المُرَكَّب في اللغة.

قد يقال: المُرَكَّب لِمَا كان متفرِّقًا فجُمِعَ كجمع الأغذية والأدوية المركبة، وقد يقال: المُرَكَّب لما يمكن تفريقُ بعضه عن بعض كأعضاء الإنسان، وإن لم يعهد به حال تفريق في الابتداء، وقد يقال: المُرَكَّب لما يُشار إليه كالشمس والفلك قبل أن يعلمَ جوازَ الانفكاكِ عنه، وقد يقال: المُرَكَّب لما جاز أن يعلم منه شيء دون شيء، كما يعلم كونه قادرًا قبل أن يعلم كونه سميعًا بصيرًا، وإذا كان كذلك فمعلوم أنهم إذا قالوا أن أثبات الصفات تستلزم التركيب لم يُريدوا به الأول والثاني؛ فإن إثبات الصفات لازم للَّه تعالى فيمتنع زوال صفات الكمال عنه ويمتنع أن يجوز عليه خلاف الصمدية كالتَّفرُّق ونحوه فإنه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد"

(4)

.

(1)

انظر: التدمرية لابن تيمية (ص 43 - 45) باختصار وتصرف، والنبوات له أيضًا (1/ 427 - 428).

(2)

انظر: التدمرية لابن تيمية (ص 35) بتصرف، ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية (2/ 115 - 116).

(3)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (5/ 46) بتصرف، والصواعق المرسلة لابن القيم (3/ 938).

(4)

انظر: الصفدية لابن تيمية (1/ 106).

ص: 148

2 -

أن التركيب يطلق ويراد به خمس مَعانٍ:

الأول: تركيب الذات من الوجود والماهية عند من يجعل وجودها زائدًا على ماهيتها، فإذا نفيت هذا التركيب جعلته وجود مطلقًا إنما هو في الأذهان لا وجود له في الأعيان.

الثاني: تركيب الماهية من الذات والصفات، فإذا نفيت هذا التركيب جعلته ذاتًا مجردةً عن كل وصف: لا يسمعُ ولا يبصرُ ولا يعلمُ ولا يقدرُ ولا يريدُ ولا له حياة ولا مشيئة ولا صفة أصلًا، فكل ذات في المخلوقات أكمل من هذه الذات، فاستفدت بنفيك هذا التركيب كفرك باللَّه وجحدك لذاته وصفاته وأفعاله، فكان اسم التركيب ملقيًا لك في أعظم الكفر وموجبًا لك أشد التعذيب.

الثالث: تركيب الماهية الجسمية من الهيولى والصورة كما يقوله الفلاسفة.

الرابع: تركيبها من الجواهر الفردة كما يقوله كثير من أهل الكلام.

الخامس: تركيب الماهية من أجزاء كانت متفرقة فاجتمعت وتركبت.

فإن أردت بقولك: "لو كان فوق العرش لكان مركبا" ما تدعيه الفلاسفة والمتكلمون، قيل لك: جمهور العقلاء عندهم أن الأجسام المحدثة المخلوقة ليست مركبة لا من هذا ولا من هذا، فلو كان فوق العرش جسم مخلوق محدث لم يلزم أن يكون مركبًا بهذا الاعتبار، فكيف يلزم ذلك في حق خالق المفرد والمركب، الذي يجمع المتفرق ويفرق المجتمع، ويؤلف بين الأجزاء فيركبها كما يشاء، والعقل إنما دل على إثبات إله واحد ورب واحد لا شريك له ولا شبيه له، ولم يدل على أن ذلك الرب الواحد لا اسم له ولا صفة له ولا وجه ولا يدين ولا هو فوق خلقه ولا يصعد إليه شيء ولا ينزل منه شيء، فدعوي ذلك على العقل كذب صريح عليه، كما هي كذب صريح على الوحي"

(1)

.

3 -

قولهم ذلك يستلزم وجود ذات بدون صفات، وهذا محال، فليست الصفات أجزاءً أو أبعاضًا للذات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تصور ذات منفكة عن الصفات، فلا يوجد ذلك إلا في الذهن أما في الخارج فلا

(2)

.

4 -

إذا نفيتم عن اللَّه صفاته الثبوتية التي يتميز بها عن غيره بحجة التركيب فليس بواجب؛ إذ قد يشترك

(1)

انظر: الصواعق المرسلة لابن القيم (3/ 946 - 947) بتصرف، وانظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (5/ 142) والصفدية لابن تيمية (1/ 104) وشرح حديث النزول لابن تيمية (ص 15).

(2)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/ 346 - 347) بتصرف.

ص: 149

الممكن مع الواجب في مسمى الوجود والعلم والقدرة، فلا يتميز أحدهما عن الآخر، فقد يصير الواجب ممكنًا والممكن واجبًا لاشتراكها وعدم تميز أحدهما عن الآخر، وهذا هو التناقض

(1)

.

5 -

أنهم لبَّسوا حينما قالوا: "أن المركب مفتقر إلى غيره"؛ لأنه لفظ مجمل يحتمل معنى صحيحًا ومعنًى باطلًا، فيحصل بذلك اللبس والإيهام، فإن ذلك يشعر أنه مفتقر إلى ما هو منفصل عنه، وهذا باطل؛ لأنه قد تقدم أن لفظ الغير يراد به ما كان مفارقًا له بوجود أو زمان أو مكان، ويراد به ما أمكن العلم به دونه، والصفة لا تسمى غيرًا له بهذا المعنى، وأما بالمعنى الثاني: فلا يمتنع أن يكون وجوده مشروطًا بصفات، وأن يكون مستلزمًا لصفات، وإن سُمِّيت تلك الصفات غيرًا فليس في إطلاق اللفظ ما يمنع صحة المعاني العقلية، سواءً جاز إطلاق اللفظ أو لم يجز. وهؤلاء عمدوا إلى المعاني كالصحيحة العقلية وأطلقوا عليها ألفاظًا مجملة تتناول الباطل الممتنع، كالرافض الذي يسمى أهل السنة ناصبة، فيوهم أنهم نصبوا العداوة لأهل البيت رضي الله عنهم"

(2)

.

6 -

نقول لهم: أن "التركيب" الذي نفيتموه يلزمكم فيما أثبتموه للَّه جل وعلا من لوازم ذاته تعالى، وهذا هو التناقض، فإما أن تنفوا تلك اللوازم كما نفيتم غيرها وهذا هو الكفر، أو تثبتوا جميع ما أثبته اللَّه لنفسه إثباتًا يليق بجلاله وعظمته وهذا هو الإيمان والحق

(3)

.

7 -

نقول لهم: لنفترض جدلًا أن ذلك يسمى "مركبًا"، ومع ذلك فإنه لا يستلزم الإمكان ولا الحدوث؛ لأن اللَّه تعالى غني عن العالمين

(4)

.

8 -

أن الذين قالوا بالتركيب شبهوا أولًا ثم عطلوا آخرًا، فهم شبهوا الخالق بالمخلوق حينها زعموا أن إثبات الصفات يستلزم التركيب، ففروا من هذا إلى القول بالتعطيل فنفوا عن اللَّه جل وعلا ما يستحقه من صفات الكمال التي تليق به

(5)

.

(1)

انظر: جواب شبهة "المعتزلة" في نفي الصفات مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/ 345 - 346).

(2)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/ 282 - 283).

(3)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/ 282 - 283).

(4)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/ 348).

(5)

انظر: الصواعق المرسلة لابن القيم (4/ 1433 و 1438).

ص: 150

9 -

أن نهاية كلامهم في نفي التركيب هو التناقض فلا أثبتوا وجود اللَّه به، ولا نفوا عنه تعالى المثل والشريك. فيلزمهم كما قال ابن تيمية:"إما لزوم التركيب، وإما بطلان توحيدهم، وأيهما كان لازمًا لزم الآخر؛ فإنه إذا لزم التركيب بطل توحيدهم، وإذا بطل توحيدهم أمكن تعدد الواجب وهذا يبطل امتناع التركيب، ولا ريب أن أصل كلامهم، بل وكلام نفاة العلو والصفات، مبني على إبطال التركيب وإثبات بسيط كلي مطلق مثل الكليات، وهذا الذي يثبتونه لا يوجد إلا في الأذهان، والذي أبطلوه هو لازم لكل الأعيان، فأثبتوا ممتنع الوجود في الخارج، وأبطلوا واجب الوجود في الخارج"

(1)

.

الرد عليهم في قولهم: بأنه تعالى في كل مكان.

أن هذه النصوص التي تحتجون بها هي حجة عليكم لا لكم، لما يلي:

1 -

أن كلمة "مع" في اللغة إذا أطلقت، فليس في ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين وشمال، فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى، فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا، أو النجم معنا. ويقال: هذا المتاع معي لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك، فاللَّه مع خلقه حقيقة، وهو فوق عرشه حقيقة

(2)

.

فلفظ "مع" لا تقتضي في لغة العرب أن يكون أحد الشيئين مختلطا بالآخر، كقوله تعالى:{اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، وقوله تعالى:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح: 29]، وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ} [الأنفال: 75]

(3)

.

وإذا كان لفظ "مع" إذا استعملت في كون المخلوق مع المخلوق لم تدل على اختلاط ذاته بذاته؛ فهي أن لا تدل على ذلك في حق الخالق بطريق الأولى

(4)

.

2 -

لفظ "المعية" قد استعمل في الكتاب والسنة في مواضع يقتضي في كل موضع أمورًا لا يقتضيها في الموضع الآخر، فإما أن تختلف دلالتها بحسب المواضع، أو تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها، وإن امتاز كل

(1)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (4/ 253) باختصار.

(2)

انظر: الفتوى الحموية لابن تيمية (ص 521).

(3)

انظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية (ص 121 - 122).

(4)

انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (8/ 377).

ص: 151

موضع بخاصية، فعلى التقديرين ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب مختلطة بالخلق حتى يقال: قد صرفت عن ظاهرها

(1)

. وقد وردت صفة المعية للَّه تعالى في القرآن الكريم بمعنيين: عامة وخاصة.

فالعامة: في هذه الآية: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4] وفي آية المجادلة: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)} [المجادلة: 7]، فافتتح الكلام بالعلم، وختمه بالعلم، ولهذا قال ابن عباس والضحاك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل: هو معهم بعلمه.

وأما المعية الخاصة: ففي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)} [النحل: 128] وقوله تعالى لموسى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]، وقال تعالى:{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه، فهو مع موسى وهارون دون فرعون، ومع محمد وصاحبه دون أبي جهل وغيره من أعدائه، ومع الذين اتقوا والذين هم محسنون دون الظالمين المعتدين، فلو كان معنى المعية أنه بذاته في كل مكان، تناقض الخبر الخاص والخبر العام، بل المعنى أنه مع هؤلاء بنصره و تأييده دون أولئك

(2)

.

3 -

أما استدلالكم بقوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] فليس لكم فيه حجة.

قال ابن تيمية: "هذه الآية لا تخلو: إما أن يراد بها قربه سبحانه؛ أو قرب ملائكته؛ كما قد اختلف الناس في ذلك فإن أريد بها قرب الملائكة فقوله: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [ق 17] فيكون اللَّه سبحانه وتعالى قد أخبر بعلمه هو سبحانه بها في نفس الإنسان وأخبر بقرب الملائكة الكرام الكاتبين منه. ودليل ذلك قوله تعالى {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى} ففسر ذلك بالقرب الذي هو حين يتلقى المتلقيان وبأي معنى فسر؛ فإن علمه وقدرته عام التعلق وكذلك نفسه سبحانه لا يختص بهذا الوقت وتكون هذه الآية مثل قوله تعالى {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80] ومنه قوله في أول السورة: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} [ق: 4] وعلى هذا فالقرب لا مجاز فيه. وإنما الكلام في قوله تعالى {وَنَحْنُ أَقْرَبُ} حيث عبر بها عن ملائكته ورسله أو عبر بها عن نفسه أو عن ملائكته ولكن قرب كل بحسبه. فقرب الملائكة منه تلك الساعة وقرب اللَّه تعالى منه مطلق؛ كالوجه الثاني إذا أريد به اللَّه تعالى أي: نحن أقرب إليه

(1)

انظر: الفتوى الحموية لابن تيمية (ص 523).

(2)

انظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية (ص 122 - 123).

ص: 152

من حبل الوريد؛ فيرجع هذا إلى القرب الذاتي اللازم. وفيه القولان: أحدهما: إثبات ذلك وهو قول طائفة من المتكلمين والصوفية. والثاني: أن القرب هنا بعلمه؛ لأنه قد قال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] فذكر لفظ العلم هنا دل على القرب بالعلم. ومثل هذه الآية حديث أبي موسى: "إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنها تدعون سميعا قريبا إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته"

(1)

. فالآية لا تحتاج إلى تأويل القرب في حق اللَّه تعالى إلا على هذا القول وحينئذ فالسياق دل عليه ومما دل عليه السياق هو ظاهر الخطاب؛ فلا يكون من موارد النزاع"

(2)

.

4 -

وأما استدلالكم بقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] فلا حجة لكم فيه أيضًا، فمعنى الآية أنه إله من في السماء ومن في الأرض ومعبودهم. قال قتادة:"يُعبد في السماء ويُعبد في الأرض"

(3)

. وقال الطبري: "واللَّه الذي له الألوهة: في السماء معبود، وفي الأرض معبود كما هو في السماء معبود، لا شيء سواه تصلح عبادته، يقول تعالى ذِكره: فأفردوا لمن هذه صفته العبادة، ولا تشركوا به شيئًا غيره"

(4)

.

وقال ابن عبد البر: "فوجب حمل هذه الآيات على المعنى الصحيح المجتمع عليه: وذلك أنه في السماء إله معبود من أهل السماء، وفي الأرض إله معبود من أهل الأرض، وكذلك قال أهل العلم بالتفسير"

(5)

.

5 -

وأما استدلالكم بقوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3)} [الأنعام: 3] فهو حجة عليكم أيضًا، فإن معنى الآية هو نفس معنى الآية السابقة.

قال الإمام أحمد بن حنبل: "يقول: هو إله من في السموات وإله من في الأرض، وهو على العرش، وقد أحاط علمه بما دون العرش، ولا يخلو من علم اللَّه مكان، ولا يكون علم اللَّه في مكان دون مكان، فذلك قوله:{لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} [الطلاق: 12]، ومن الاعتبار في ذلك، لو أن رجلًا

(1)

أخرجه البخاري (رقم 2992 و 4205) والإمام أحمد في مسنده (رقم 19599) واللفظ له، وأبو داود (رقم 1526) وغيرهم.

(2)

انظر: مجموع الفتاوي لابن تيمية (6/ 19 - 20).

(3)

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 178 رقم 2795) والطبري في تفسير (21/ 653).

(4)

انظر: تفسير الطبري (21/ 653) تحقيق: أحمد شاكر. الناشر: مؤسسة الرسالة. الطبعة الأولى 1420 هـ.

(5)

انظر: التمهيد لابن عبد البر (7/ 134).

ص: 153

كان في يديه قدح من قوارير صافٍ وفيه شراب صافٍ، كان بصر ابن آدم قد أحاط بالقدح من غير أن يكون ابن آدم في القدح، فاللَّه وله المثل الأعلى قد أحاط بجميع خلقه، من غير أن يكون في شيء من خلقه"

(1)

.

6 -

وأما قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85)} [الواقعة: 85] فليس فيه أي حجة لكم؛ لأن المراد بهم الملائكة كما ذكر ذلك أئمة التفسير. قال الطبري: "يقول: ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون"

(2)

. وقال ابن تيمية: "فالمراد به قربه إليه بالملائكة، وهذا هو المعروف عن المفسرين المتقدمين من السلف، قالوا: ملك الموت أدنى إليه من أهله، ولكن لا تبصرون الملائكة"

(3)

.

وقال أيضًا: "وهذا المحتضر قد يكون كافرًا، أو فاجرًا، أو مؤمنًا، ومقربًا، ولهذا قال تعالى:{فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)} [الواقعة] ومعلوم أن مثل هذا المكذب لا يخصه الرب بقربه منه دون من حوله، وقد يكون حوله قوم مؤمنون وإنها هم الملائكة الذين يحضرون عند المؤمن والكافر كما قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97] وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} [الأنفال: 50] وقال: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93] وقال تعالى: {حَتَى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61] وقال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11] ومما يدل على ذلك أنه ذكره بصيغة الجمع فقال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] وهذا كقوله سبحانه: {نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3)} [القصص: 3] وقال: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ} [يوسف: 3] وقال: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} [القيامة: 17 - 19] فإن مثل هذا اللفظ ذكره اللَّه تعالى في كتابه دل على أنه المراد أنه سبحانه يفعل ذلك بجنوده وأعوانه من الملائكة فإن صيغة {نَحْنُ} يقولها

(1)

انظر: الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد (ص 149).

(2)

انظر: تفسير الطبري (23/ 157).

(3)

انظر: شرح حديث النزول لابن تيمية (ص 125).

ص: 154

المتبوع المطاع المعظم الذي له جنود يتبعون أمره، وليس لأحد جنود يطيعونه كطاعة الملائكة لربهم، وهو خالقهم وربهم فهو سبحانه العالم بما توسوس به نفسه وملائكته تعلم فكان لفظ نحن هنا هو المناسب"

(1)

.

7 -

وأما قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)} [الحديد] فهذه الأسماء الثابتة للَّه تعالى تدل على معان عظيمة تليق بجلال اللَّه وعظمته، وليس فيها حجة لكم، وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم أحسن تفسير وبيَّنها أتم بيان. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر"

(2)

.

قال الطبري: "قوله تعالى ذكره: {هُوَ الْأَوَّلُ} قبل كل شيء بغير حد {وَالْآخِرُ} يقول: والآخر بعد كل شيء بغير نهاية، وإنما قيل ذلك كذلك؛ لأنه كان ولا شيء موجود سواه، وهو كائن بعد فناء الأشياء كلها كما قال جلّ ثناؤه: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] وقوله: {وَالظَّاهِرُ} يقول: وهو الظاهر على كل شيء دونه وهو العائلي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه {وَالْبَاطِنُ} يقول: وهو الباطن جميع الأشياء، فلا شيء أقرب إلى شيء منه، كما قال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الخبر عن رسول اللَّه، وقال به أهل التأويل"

(3)

.

قال ابن تيمية: "وهذا نص في أن اللَّه ليس فوقه شيء، وكونه الظاهر صفة لازمة له مثل كونه الأول والآخر، وكذلك الباطن، فلا يزال ظاهرة ليس فوقه شيء، ولا يزال باطنًا ليس دونه شيء، وأيضًا، فقد قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزمر: 67]. فمن هذه عظمته يمتنع أن يحصره شيء من مخلوقاته، وعن النبي في تفسير هذه الآية أحاديث صحيحة اتفق أهل العلم بالحديث على صحتها، وتلقيها بالقبول والتصديق"

(4)

.

(1)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (6/ 35 - 36).

(2)

أخرجه مسلم (رقم 2713) والإمام أحمد (رقم 8960 و 10924) وأبو داود (رقم 5051) والترمذي (رقم 3400) وابن ماجه (رقم 3873).

(3)

انظر: تفسير الطبري (23/ 168).

(4)

انظر: شرح حديث النزول لابن تيمية (190 - 191) باختصار.

ص: 155

‌الفصل الثالث: شبه زهير الأثري وأصحابه، وأبو معاذ التومني في قولهم بأن اللَّه تعالى فوق عرشه، وهو أيضًا في كل مكان، والرد عليها.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: شبه زهير الأثري وأصحابه، وأبو معاذ التومني في قولهم بأن اللَّه تعالى فوق عرشه، وهو أيضًا في كل مكان.

المطلب الثاني: الرد على شبه زهير الأثري وأصحابه، وأبو معاذ التومني القائلين بأنه فوق عرشه تعالى وهو أيضًا في كل مكان.

* * *

ص: 156

المطلب الأول: شبه زهير الأثري وأصحابه، وأبو معاذ التومني في قولهم بأن اللَّه تعالى فوق عرشه، وهو أيضًا في كل مكان

احتجوا بجميع النصوص الواردة في العلو والفوقية والنصوص الواردة في المعية والقُرب، فقالوا: هو فوق العرش عال على خلفه، وكذلك هو في كل مكان، وقالوا: أنا نقر بهذه النصوص وهذه، لا نصرف واحدًا منها عن ظاهره

(1)

.

* * *

(1)

انظر: مجموع الفتاوي لابن تيمية (5/ 124 و 229) وكتاب العرش للذهبي (1/ 263).

ص: 157

‌المطلب الثاني: الرد على شبه زهير الأثري وأصحابه، وأبو معاذ التومني القائلين بأنه فوق عرشه تعالى وهو أيضًا في كل مكان.

أنهم أخطأوا وتناقضوا في الجميع بين على اللَّه تعالى وفوقيته، وبين قولهم أنه في كل مكان، فالعلو والفوقية ثابتة للَّه تعالى بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وأما القول بأنه تعالى في كل مكان فقول مبتدع فاسد قد بينا سابقًا فساده وضلال قائله.

قال ابن تيمية: "هذا الصنف الثالث وإن كان أقرب إلى التمسك بالنصوص وأبعد عن مخالفتها، لكنه غائط أيضًا، فكل من قال: "إن اللَّه بذاته في كل مكان" فهو مخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها، مع مخالفته لما فطر اللَّه عليه عباده ولصريح المعقول وللأدلة الكثيرة، وهؤلاء يقولون أقوالا متناقضة يقولون: إنه فوق العرش. ويقولون: نصيب العرش منه نصيب قلب العارف. . . ومعلوم أن قلب العارف نصيبه منه المعرفة والإيمان وما يتبع ذلك، فإن قالوا: "إن العرش كذلك" نقضوا قولهم: إنه نفسه فوق العرش، وإن قالوا بحلوله بذاته في قلوب العارفين كان هذا قولا بالحلول الخالص، وقد وقع في ذلك طائفة من "الصوفية"، ولهذا كان أئمة القوم يحذرون من مثل هذا، سئل "الجنيد" عن التوحيد فقال: "هو إفراد الحدوث عن القدم". فبين أنه لا بد للموحد من التمييز بين القديم الخالق والمحدث المخلوق فلا يختلط أحدهما بالآخر، وهؤلاء يقولون في أهل المعرفة ما قالته النصارى في المسيح والشيعة في أئمتها"

(1)

.

* * *

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/ 125 - 126)(5/ 230 - 231) باختصار.

ص: 158

‌المسألة الثانية: صفة المحبة للَّه تعالى.

وفيها ثلاثة فصول:

الفصل الأول: القول في إثبات صفة المحبة للَّه تعالى.

الفصل الثاني: المعطلة النافين لصفة المحبة للَّه تعالى، والرد عليهم.

الفصل الثالث: شبه المتكلمين المحرفين المؤولين لصفة المحبة للَّه تعالى، والرد عليها.

* * *

ص: 159

‌الفصل الأول: القول في إثبات صفة المحبة للَّه تعالى.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: منهج المؤلف في إثبات صفة المحبة للَّه تعالى.

المطلب الثاني: مذهب أهل السنة والجماعة في إثبات صفة المحبة للَّه تعالى.

المطلب الثالث: الفرق المخالفة في صفة المحبة للَّه تعالى.

* * *

ص: 160

‌المطلب الأول: منهج المؤلف في إثبات صفة المحبة للَّه تعالى.

أثبت المؤلف رحمه الله صفة المحبة للَّه تعالى، على ما يليق بجلاله وعظمته.

وقد جاء ذكر هذه الصفة الثابتة للَّه تعالى في أربعة أبواب من الكتاب:

باب قول اللَّه: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

باب قول اللَّه: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 148]{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].

باب اتخاذ اللَّه خليلًا.

باب قول اللَّه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: 4].

وقد أورد المؤلف في الأبواب السابقة عددًا من الآيات الكريمة والأحايث الصحيحة التي تدل دلالة صريحة على إثبات صفة المحبة للَّه تعالى إثبات حقيقية على ما يليق بجلاله وعظمته، وأنها ليست الإحسان ولا الإرادة.

* * *

ص: 161

‌المطلب الثاني: مذهب أهل السنة والجماعة في إثبات صفة المحبة اللَّه تعالى.

أجمع سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من أئمة الدين على إثبات صفة المحبة للَّه تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته، وأنها ليست هي إرادته ولا مشيئته، ولا ثوابه تعالى.

والأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة تدل على إثبات صفة المحبة للَّه تعالى، إثباتًا يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.

‌الأدلة من الكتاب:

قوله تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)} [البقرة: 195].

وقوله: {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)} [التوبة: 7].

وقوله: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)} [الحجرات: 9].

‌الأدلة من السنة:

1 -

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: "لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه، يحب اللَّه ورسوله، ويحبه اللَّه ورسوله"

(1)

.

2 -

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "قال اللَّه تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتزاورين فيَّ والمتباذلين فيَّ"

(2)

. فقوله: "وجبت محبتي" دلالة بالتصريح على إثبات صفة المحبة للَّه جل وعلا.

3 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحب اللَّه العبد نادى جبريل: إن اللَّه يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن اللَّه يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض"

(3)

.

‌دليل الإجماع:

أجمع سلف الأمة وأئمتها على إثبات صفة المحبة للَّه تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته.

قال ابن تيمية: "أجمع سلف الأمة وأئمتها على إثبات محبة اللَّه تعالى لعباده المؤمنين ومحبتهم له، وهذا أصل دين اخليل إمام الحنفاء عليه السلام"

(4)

.

(1)

أخرجه البخاري عن سهل بن سعد (رقم 3009) وأخرجه مسلم عن أبي هريرة (رقم 2405) وراوه غيرهم.

(2)

أخرجه مالك (رقم 763) والإمام أحمد (رقم 22030 و 22131) وعبد بن حميد في مسنده (رقم 125) وابن حبان (رقم 575).

(3)

أخرجه البخاري (رقم 3209) ومسلم (رقم 2637) وغيرهم.

(4)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (2/ 354).

ص: 162

وقال ابن القيم: "وجميع طرق الأدلة -عقلًا ونقلًا وفطرةً، وقياسًا واعتبارًا، وذوقًا ووجدًا- تدل على إثبات محبة العبد لربه، والرب لعبده، وقد ذكرنا لذلك قريبا من مائة طريق في كتابنا الكبير في المحبة"

(1)

.

‌دليل العقل:

إن العقل السليم الصريح ليثبت محبة اللَّه لعباده المؤمنين، لا سيما وأن اللَّه قد أعد لهم الثواب وسلمهم من العقاب.

قال العلامة ابن عثيمين: "نثبت المحبة بالأدلة العقلية، كما هي ثابتة عندنا بالأدلة السمعية، احتجاجًا على من أنكر ثبوتها بالعقل، وإثابة الطائعين بالجنات والنصر. والتأييد وغيره، هذا يدل بلا شك على المحبة ونحن نشاهد بأعيننا ونسمع بآذاننا عمن سبق وعمن لحق أن اللَّه عز وجل أيد من أيد من عباده المؤمنين ونصرهم وأثابهم، وهل هذا إلا دليل على المحبة لمن أيدهم ونصرهم وأثابهم عز وجل؟! "

(2)

.

قال العلامة الهراس: "وأما أهل الحق: فيثبتون المحبة صفة حقيقية للَّه عز وجل على ما يليق به، فلا تقتضي عندهم نقصًا ولا تشبيهًا، كما يثبتون لازم تلك المحبة، وهي إرادته سبحانه إكرام من يحبه وإثابته"

(3)

.

* * *

(1)

انظر: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن القيم (3/ 20).

(2)

انظر: شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (ص 241).

(3)

انظر: شرح العقيدة الواسطية لمحمد بن خليل الحراس (ص 102).

ص: 163

‌المطلب الثالث: الفرق المخالفة في صفة المحبة للَّه تعالى.

من المعلوم أن أول من أنكر هذه الصفة الثابتة للَّه تعالى هو الجعد بن درهم، ثم أخذها تلميذه الجهم بن صفوان، وانتشرت فيما بعد، فأخذها المعتزلة ومن تبعهم كمتأخري الأشاعرة وغيرهم

(1)

.

وقد خالف في ذلك فرقتان وهما:

الأولى: المعطلة من الجهمية ومن اتبعهم من المعتزلة وغيرهم فقد حرفوا محبة اللَّه لعبده على أنها الإحسان إليه، فيفسرون المحبة بأنها نفس الثواب الواجب عندهم على اللَّه لهؤلاء؛ بناء على مذهبهم في وجوب إثابة المطيع وعقاب العاصي، فتكون من الأفعال حيث نفوا هذه الصفة وجميع صفات اللَّه تعالى الثابتة له على ما يليق بجلاله وعظمته

(2)

.

الثانية: وطائفة أخرى من المتكلمين الصفاتية كالأشاعرة قالوا: هي إرادة الإحسان

(3)

. وهم بهذا يُرجعونها إلى صفة الإرادة، فيقولون: إن محبة اللَّه لعبده لا معنى لها إلا إرادته لإكرامهم ومثوبتهم

(4)

.

قال ابن جماعة

(5)

: "إن محبة اللَّه تعالى هي صفة ذات أو صفة فعل فمن قال صفة ذات فمعناه أنه يريد بالمحبوب ما يريد المحبوب لمحبوبه من الإكرام والإحسان إليه، ومحبة اللَّه تعالى للأقوال والخصال المحمودة يرجع إلى إرادته كاسبها والإحسان"

(6)

.

وقال العلامة الهراس: "وينفي الأشاعرة والمعتزلة صفة المحبة؛ بدعوى أنها توهم نقصًا؛ إذ المحبة في المخلوق معناها ميله إلى ما يناسبه أو يستلذه.

فأما الأشاعرة: فيرجعونها إلى صفة الإرادة، فيقولون: إن محبة اللَّه لعبده لا معنى لها إلا إرادته لإكرامه ومثوبته، وكذلك يقولون في صفات الرضا والغضب والكراهية والسخط؛ كلها عندهم بمعنى إرادة الثواب والعقاب.

(1)

انظر: مجموع الفتاوي لابن تيمية (17/ 305) والاستقامة له أيضًا (2/ 102).

(2)

انظر: شرح شرح العقيدة الواسطية للهراس (ص 102).

(3)

انظر: شرح الأسماء الحسنى للرازي (ص 211 و 263) وجامع الرسائل لابن تيمية (2/ 237).

(4)

انظر: شرح شرح العقيدة الواسطية للهراس (ص 102).

(5)

محمد بن إبراهيم بن سعد اللَّه بن جماعة بن علي بن جماعة بدر الدين أبو عبد اللَّه الكناني الحموي الشافعي المفسر، له تواليف في الفقه والحديث والأصول والتاريخ وغير ذلك، وله تعبد وتصوف وأوصاف حميدة، وأحكام محمودة، وهو أشعري فاضل. توفي سنة 733 هـ. انظر: معجم الشوخ الكبير للذهبي (2/ 130) باختصار.

(6)

انظر: إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل لمحمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني الحموي الشافعي (ص 139).

ص: 164

وأما المعتزلة: فلأنهم لا يثبتون إرادة قائمة به، فيفسرون المحبة بأنها نفس الثواب الواجب عندهم على اللَّه لهؤلاء؛ بناء على مذهبهم في وجوب إثابة المطيع وعقاب العاصي"

(1)

.

* * *

(1)

انظر: شرح العقيدة الواسطية لمحمد بن خليل الهراس (ص 102).

ص: 165

‌الفصل الثاني: شبهات المعطلة من الجهمية ومن اتبعهم من المعتزلة النافين لصفة المحبة للَّه تعالى، والرد عليهم.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: شبهات المعطلة من الجهمية ومن اتبعهم من المعتزلة النافين لصفة المحبة للَّه تعالى.

المطلب الثاني: الرد على شبه المعطلة من الجهمية ومن اتبعهم من المعتزلة النافين لصفة المحبة للَّه تعالى.

* * *

ص: 166

‌المطلب الأول: شبهات المعطلة من الجهمية ومن اتبعهم من المعتزلة النافين لصفة المحبة للَّه تعالى.

إن المعطلة الذين نفوا صفة المحبة عن اللَّه تعالى أو حرفوا معناها كلهم يستدلون بدليل الأعراض وحلول الحوادث على شبهتهم تلك، فهم ينفون الأعراض وحلول الحوادث عن اللَّه تعالى، فالمعطلة من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة نفوا صفة المحبة زعما منهم أنها تستلزم حلول الحوادث بذات اللَّه تعالى؛ لأن الصفات عندهم أعراض حادثة فلا يصح أن تقوم بذات اللَّه تعالى، ولو قامت به لاتصف بها بعد أن لم يكن، وهذا تغيُّر، والتغيُر دليل الحدوث، والباري منزه عن التغير والحدوث.

وزعموا أيضًا أن إثبات ذلك يستلزم التشبيه والجسمية وقد مر سابقًا الرد عليهم وإبطال شبهتهم هذه.

‌أدلة المعطلة:

استدل المعطلة على مذهبهم بعدة أدلة، وهي باختصار كما يلي:

1 -

استدلوا بدليل الأعراض وحدوث الأجسام، وأن كل ما كان محلًا للحوادث لم يخل منها، وإذا لم يخل منها كان مُحدثا مثلها، واللَّه تعالى منزه عن حلول الحوادث

(1)

.

2 -

أن كل ما كان من صفات اللَّه تعالى فلا بد وأن يكون من صفات الكمال ونعوت الجلال، فلو كانت صفة من صفاته محدثة لكان ذاته قبل حدوث تلك الصفة خالية من صفة الكمال، والخالي عن صفة الكمال ناقص، فيلزم أن ذاته كانت ناقصة قبل حدوث تلك الصفة فيها وذلك محال، فثبت: أن حدوث صفة في ذات اللَّه تعالى محال

(2)

.

3 -

لو كانت ذاته قابلة للصفة المحدثة لكانت تلك القابلية من لوازم ذاته، وكانت تلك القابلية أزلية، وثبوت القابلية يستلزم صحة وجود المقبول، فلو كانت قابلية الحوادث أزلية لكان وجود الحوادث في الأزل ممكنًا، إلا أن هذا محال؛ لأن الحوادث لها أول، والأزل لا أول له والجمع بينهما محال

(3)

.

4 -

أن إبراهيم عليه السلام استدل بالتغير على حدوث الكوكب والشمس والقمر، ومن ثم استدل على أنها ليست

(1)

انظر: نهاية الإقدام للشهرستاني (ص 114 - 115) و رسالة إلى أهل الثغر للأشعري (ص 185) ومجموع الفتاوى لابن تيمية (1/ 134 - 134) ودرء تعارض العقل والنقل له (1/ 38 - 39).

(2)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 171) تحقيق: أحمد السقا. مطبعة الكليات الأزهرية 1406 هـ.

(3)

نفس المصدر.

ص: 167

إلها؛ لأن الإله قديم لا يتغير ولا تحل الحوادث بذاته، والمتغير لا يكون إلهًا أصلًا

(1)

.

5 -

استدلوا بدليل الاختصاص، وهو: أنَّ أيَّ متصفٍ بصفة ما يكون مختصًا بهذه الصفة، وإذا كان مختصًا لابد أن يفتقر إلى مخصَّص، والافتقار يعني العجز والنقص، وهما ممتنعان في حق اللَّه تعالى؛ لأن المختصَّ بصفةٍ ما لا بد وأن يكون محلا للحوادث، وما كان محلا للحوادث لا بد وأن يكون حادثًا، الحادثُ لا بد له من محدث، واللَّه منزه عن ذلك

(2)

.

* * *

(1)

انظر: نهاية الإقدام للشهرستاني (ص 115) حرره الفرد جيوم، والأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 172).

(2)

انظر: أصول الدين لعبد القاهر البغدادي (ص 69) والمواقف في علم الكلام لعبد الرحمن لإيجي (ص 295).

ص: 168

‌المطلب الثاني: الرد على شبه المعطلة النافين لصفة المحبة للَّه تعالى.

الرد على حجتهم الأولى: وهي: دليل الأعراض وحدوث الأجسام.

1 -

أنا لا نسلم لكم دليلكم الذي ابتدعتموه وهو دليل الأعراض وحدوث الأجسام، حيث أنكم أوجبتموه وجعلتموه أول ما يجب على المكلف

(1)

.

قال القاضي عبد الجبار المعتزلي: "مسألة: فإن قال: فبينوا لي جمل ما يلزمه في "التوحيد" أن يعرفه، قيل له: يدور ذلك على أصول خمسة: أولها: إثبات حدوث العالم"

(2)

.

ودليلكم هذا لم يوجبه اللَّه تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم: ولا الصحابة ولا التابعون لهم بإحسان.

قال ابن تيمية: "وأصل منشأ نزاع المسلمين في هذا الباب: أن المتكلمين -من الجهمية والمعتزلة ومن اتبعهم- سلكوا في إثبات حدوث العالم وإثبات الصانع طريقة مبتدعة في الشرع مضطربةً في العقل، وأوجبوها وزعموا أنه لا يمكن معرفة الصانع إلا بها، وتلك الطريق فيها مقدمات مجملة لها نتائج مجملة، فغلط كثير من سالكيها في مقصود الشارع ومقتضى العقل، فلم يفهموا ما جاءت به النصوص النبوية، ولم يحرروا ما اقتضته الدلائل العقلية؛ وذلك أنهم قالوا: لا يمكن معرفة الصانع إلا بإثبات حدوث العالم ولا يمكن إثبات حدوث العالم إلا بإثبات حدوث الأجسام. قالوا: والطريق إلى ذلك هو الاستدلال بحدوث الأعراض على حدوث ما قامت به الأعراض"

(3)

.

2 -

أن معرفة اللَّه تعالى والإقرار به من الأمور الضرورية الفطرية البدهية، ولا يحتاج إلى ما أدعيتموه وأوجبتموه من النظر والاستدلال، وهذا معلوم عند جميع الأمم

(4)

.

3 -

أن دليلكم الذي أحدثتموه لتنزيه الباري تعالى ومعرفته والإقرار به، لا يدل على ذلك، بل يدل على إثبات حدوث ما سوى اللَّه تعالى، وأخطأتم حينما جعلتم ذلك الدليل قضية كلية قِسْتُم فيها الشاهد على الغائب من غير تمييز بينهما، وهذا هو القياس الفاسد

(5)

.

(1)

انظر: الغنية في أصول الدين لعبد الرحمن المتولي النيسابوري (ص 55).

(2)

انظر: المختصر في أصول الدين للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 322).

(3)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (12/ 213 - 214).

(4)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (4/ 571 - 572).

(5)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/ 299 - 300).

ص: 169

4 -

نحن لا نسلم لكم دليلكم هذا، وهو لا يدل على ما ذهبتم إليه من تنزيه الباري عز وجل ولا على حدوث العالم، فلا يدل على حدوث ما سوى اللَّه، ولا يستلزم حدوثه، بل هو منافٍ لحدوث العالم ومناقض له وللشرع والعقل أيضًا

(1)

.

وأيضًا: أنتم أثبتم حدوث العالم بطريق، وحدوث العالم لا يتم إلا مع نقيض ما أثبتموه، فما جعلتموه دليلًا على حدوث العالم لا يدل على حدوثه؛ بل ولا يستلزم حدوثه -والدليل لا بد أن يكون مستلزمًا المدلول: بحيث يلزم من تحقق الدليل تحقق المدلول- بل هو مُنافٍ لحدوث العالم مناقضٌ له وهو يقتضي امتناع حدوث العالم بل امتناع حدوث شيء من الأشياء، وهذا يقتضي بطلانه في نفسه وإنه لو صح لم يدل إلا على نقيض المطلوب ونقيض ما يقوله كل عاقل

(2)

.

الرد على حجتهم الثانية: وهي: أن إثبات الصفات يستلزم الحدوث.

يقال لهم: هذه الحجة من أفسد الحجج وذلك من وجوه:

الأول: أن هؤلاء يقولون: نفي النقص عنه لم يعلم بالعقل وإنها علم بالإجماع، وعليه اعتمدوا في نفي النقص هنا، فيعود الأمر إلى احتجاجهم بالإجماع، ومعلوم أن الإجماع لا يُحتج به في موارد النزاع.

الثاني: أن يقال: لا نسلم أن عدم هذه الأمور قبل وجودها نقص؛ بل لو وجدت قبل وجودها لكان نقصًا؛ مثال ذلك: تكليم اللَّه لموسى عليه السلام ونداؤه له، فنداؤه حين ناداه صفة كمال؛ ولو ناداه قبل أن يجيء لكان ذلك نقصًا؛ فكل منها كمال حين وجوده؛ ليس بكمال قبل وجوده؛ بل وجوده قبل الوقت الذي تقتضي الحكمة وجوده فيه نقص.

الثالث: أن يقال: لا نسلم أن عدم ذلك نقص؛ فإن ما كان حادثا امتنع أن يكون قديمًا وما كان ممتنعًا لم يكن عدمه نقصًا؛ لأن النقص فوات ما يمكن من صفات الكمال.

الرابع: أن هذا يرد في كل ما فعله الرب وخلقه. فيقال: خلق هذا إن كان نقصًا فقد اتصف بالنقص وإن كان كمالًا فقد كان فاقدًا له، فإن قلتم: صفات الأفعال عندنا ليست بنقص ولا كمال. قيل: إذا قلتم ذلك أمكن المنازع أن يقول: هذه الحوادث ليست بنقص ولا كمال.

(1)

انظر: جامع الرسائل لابن تيمية (2/ 36).

(2)

انظر: مجموع الفتاوى (12/ 215 - 217).

ص: 170

الخامس: أن يقال: إذا عُرض على العقل الصريح ذات يمكنها أن تتكلم بقدرتها وتفعل ما تشاء بنفسها، وذات لا يمكنها أن تتكلم بمشيئتها ولا تتصرف بنفسها ألبتة بل هي بمنزلة الزَّمِن الذي لا يمكنه فعل يقوم به باختياره، قضى العقل الصريح بأن هذه الذات أكمل وحينئذ فأنتم الذين وصفتم الرب بصفة النقص، والكمال في اتصافه بهذه الصفات لا في نفي اتصافه بها.

السادس: أن يقال: الحوادث التي يمتنع كون كل منها أزليا ولا يمكن وجودها إلا شيئًا فشيئًا إذا قيل: أيما أكمل أن يقدر على فعلها شيئًا فشيئًا أو لا يقدر على ذلك؟ كان معلوما -بصريح العقل- أن القادر على فعلها شيئًا فشيئًا أكمل ممن لا يقدر على ذلك. وأنتم تقولون: إن الرب لا يقدر على شيء من هذه الأمور؛ وتقولون إنه يقدر على أمور مباينة له. ومعلوم أن قدرة القادر على فعله المتصل به قبل قدرته على أمور مباينة له، فإذا قلتم: لا يقدر على فعل متصل به لزم أن لا يقدر على المنفصل؛ فلزم على قولكم أن لا يقدر على شيء ولا أن يفعل شيئًا فلزم أن لا يكون خالقًا لشيء؛ وهذا لازم للنفاة لا محيد لهم عنه"

(1)

.

الرد على حجتهم الثالثة: وهي القول بالقابلية.

يقال لهم: هذه الحجة باطلة من وجوه:

الوجه الأول: أن يقال "وجود الحوادث دائمًا" إما أن يكون ممكنًا وإما أن يكون ممتنعًا، فإن كان ممكنًا أمكن قبولها والقدرة عليها دائمًا وحينئذ فلا يكون وجود جنسها في الأزل ممتنعًا؛ بل يمكن أن يكون جنسها مقدورًا مقبولًا؛ وإن كان ممتنعًا فقد امتنع وجود حوادث لا تتناهى؛ وحينئذ فلا تكون في الأزل ممكنة؛ لا مقدورة ولا مقبولة؛ وحينئذ فلا يلزم من امتناعها في الأزل امتناعها بعد ذلك. فإن الحوادث موجودة؛ فلا يجوز أن يقال بدوام امتناعها؛ وهذا تقسيم حاصر يبين فساد هذه الحجة.

الوجه الثاني: أن يقال: لا ريب أن الرب تعالى قادر: فإما أن يقال إنه لم يزل قادرًا، وإما أن يقال بل صار قادرًا بعد أن لم يكن، فإن قيل: لم يزل قادرًا -وهو الصواب- فيقال: إذا كان لم يزل قادرًا فإن كان المقدور لم يزل ممكنًا أمكن دوام وجود الممكنات فأمكن دوام وجود الحوادث؛ وحينئذ فلا يمتنع كونه قابلًا لها في الأزل.

وإن قيل: بل كان الفعل ممتنعًا ثم صار ممكنًا. قيل: هذا جمع بين النقيضين، فإن القادر لا يكون قادرًا على ممتنع، فكيف يكون قادرًا مع كون المقدور ممتنعًا؟ ثم يقال: بتقدير إمكان هذا كما قيل: هو قادر في الأزل على ما يمكن فيما لا يزال، قيل: وكذلك في القبول، يقال: هو قابل في الأزل لما يمكن فيما لا يزال.

(1)

انظر: جامع الرسائل لابن تيمية (2/ 34 - 36).

ص: 171

الوجه الثالث: أنه سبحانه إذا قيل: هو قابل لما في الأزل فإنما هو قابل لما هو قادر عليه يمكن وجوده فإن ما يكون ممتنعًا لا يدخل تحت القدرة فهذا ليس بقابل له.

الوجه الرابع: أن يقال: هو قادر على حدوث ما هو مباين له من المخلوقات ومعلوم أن قدرة القادر على فعله القائم به أولى من قدرته على المباين له؛ وإذا كان الفعل لا مانع منه إلا ما يمتنع مثله لوجود المقدور المباين ثم ثبت أن المقدور المباين هو ممكن وهو قادر عليه فالفعل أن يكون ممكنا مقدورًا أولى"

(1)

.

الرد على حجتهم الرابعة: وهي استدلالهم بقصة الخليل عليه السلام.

أ- يقال لهم: ليس في قصة الخليل ما يدل على مذهبكم، وليس فيه حجة لكم، فليس الأفول بمعنى التغير وإنما معناه المغيب والاحتجاب، وهذا ما دلت عليه الآية الكريمة ولغة العرب.

قال ابن تيمية: "أن قصة الخليل حجة عليهم لا لهم، وهم المخالفون لإبراهيم ولنبينا ولغيرهما من الأنبياء عليهم السلام وذلك أن اللَّه تعالى قال: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)} [الأنعام: 76 - 79] فقد أخبر اللَّه في كتابه: أنه من حين بزغ الكوكب والقمر والشمس وإلى حين أفولها لم يقل الخليل: لا أحب البازغين ولا المتحركين ولا المتحولين، ولا أحب من تقوم به الحركات ولا الحوادث، ولا قال شيئًا مما يقوله النفاة حتى أفل الكوكب والشمس والقمر، و"الأفول" باتفاق أهل اللغة والتفسير: هو المغيب والاحتجاب، بل هذا معلوم بالاضطرار من لغة العرب التي نزل بها القرآن وهو المراد باتفاق العلماء، فلم يقل إبراهيم: {لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} حتى أفل وغاب عن الأبصار، فلم يبق مرئيًا ولا مشهودًا، فحينئذ قال: {لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} وهذا يقتضي أن كونه متحركًا منتقلًا تقوم به الحوادث، بل كونه جسمًا متحيزًا تقوم به الحوادث، لم يكن دليلًا عند إبراهيم على نفي محبته، فإن كان إبراهيم إنها استدل "بالأفول" على أنه ليس رب العالمين -كما زعموا-: لزم من ذلك أن يكون ما تقدم الأفول -من كونه متحركا منتقلا- تحله الحوادث، بل ومن كونه جسمًا متحيزًا: لم يكن دليلًا عند إبراهيم على أنه ليس برب العالمين، وحينئذ فيلزم أن تكون قصة إبراهيم حجة على نقيض مطلوبهم لا على نفس مطلوبهم، وهكذا

(1)

انظر: جامع الرسائل لابن تيمية (2/ 41 - 43) باختصار.

ص: 172

نجد أهل البدع لا يكادون يحتجون بحجة سمعية ولا عقلية إلا وهي عند التأمل حجة عليهم لا لهم، وبكل حال فقصة إبراهيم إلى أن تكون حجة عليهم أقرب منها إلى أن تكون حجة لهم، وهذا بيِّنٌ وللَّه الحمد، بل ما ذكره اللَّه عن إبراهيم يدل على أنه كان يثبت ما ينفونه عن اللَّه؛ فإن إبراهيم قال:{إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} [إبراهيم: 39] والمراد به: أنه يستجيب الدعاء كما يقول المصلي سمع اللَّه لمن حمده وإنما يسمع الدعاء ويستجيبه بعد وجوده؛ لا قبل وجوده"

(1)

.

ب- ومما يزيد الأمر وضوحًا أن الأفول لم يَرِد أبدًا بمعنى التغير والحركة، وإنما بإجماع أهل اللغة هو المغيب والاحتجاب، وأيضًا كان قوم إبراهيم عليه السلام مشركين يعبدون اللَّه ويعبدون مع اللَّه غيره، وإبراهيم عليه السلام كان قد تبرأ من جميع ما يعبدون سوى اللَّه تعالى، ولم يُقِر بأن الكوكب والقمر والشمس ربًا وإلهًا، ولو كان ذلك إقرارًا منه لكان حجة عليكم وعلى فساد قولكم؛ لأنه حينئذ يكون مقرًا بأن رب العالمين قد يكون متحيزًا متنقلًا من مكان إلى مكان، متغيرًا، فعلم بهذا بطلان احتجاجكم بقصة إبراهيم عليه السلام

(2)

.

ج- يقال لهم: أن لفظ التغير معناه تغير صفة الشيء واستحالته من حال إلى حال، واستخدام هذا اللفظ وهو "التغير" في حق اللَّه تعالى يوهم معاني باطلة، كالاستحالة والفساد، مثل: انقلاب صفات الكمال إلى صفات نقص، أو تفرق الذات، ونحو ذلك مما يجب تنزيه اللَّه عنه. والغير والتغير من مادة واحدة فإذا تغير الشيء صار الثاني غير ما كان، فما لم يزل على صفة واحدة لم يتغير ولا تكون صفاته مغايرة له، وأما كونه سبحانه يتصرف بقدرته، فيخلق ويستوي ويفعل ما يشاء بنفسه ويتكلم إذا شاء، ونحو هذا لا يسمونه تغيرًا، ولكن حجج النفاة مبناها على ألفاظ مجملة موهمة كما قال الإمام أحمد: يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويلبسون على جهال الناس بما يشبهون عليهم حتى يتوهم الجاهل أنهم يعظمون اللَّه وهم إنما يقود قولهم إلى فرية على اللَّه

(3)

.

د- نقول لهم: ماذا تقصدون بلفظ "التغير"؟ إن أردتم الاستحالة فليس بصحيح، وإن أردتم التحرك فليس بصحيح أيضًا، وإن أردتم الإمكان فهو أفسد مما قبله، فظهر بهذا فساد تصوركم لمعنى التغير على كل الأحوال

(4)

.

(1)

انظر: جامع الرسائل لابن تيمية (2/ 50 - 51) باختصار، ودرء تعارض العقل والنقل له أيضًا (9/ 83 - 84).

(2)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/ 110 - 111) باختصار، و (1/ 310 - 317) ومجموع الفتاوي له أيضًا (6/ 284 - 286).

(3)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (4/ 71 - 75).

(4)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/ 284 - 287).

ص: 173

الرد على حجتهم الخامسة: وهي دليل الاختصاص.

1 -

أنه يلزم من قولكم بدليل الاختصاص: أن اختصاص واجب الوجود بما يختص به لا بُدَّ له من مخصص، وهذا في حقيقته تعطيل لواجب الوجود، ويلزم منه أن تكون جميع الموجودات كلها ممكنة، يستوي في ذلك الخالق والمخلوق، تعالى اللَّه عن ذلك علوًا كبيرًا

(1)

.

2 -

قول أصحاب هذا الدليل: "افتقار كل ذي قدر إلى مخصص مباين له يخصصه بما هو عليه من قدر" هو من التوهم الباطل الشيطاني؛ لأنه لا يقف عند حد الموجود الممكن المحدَث، بل يتعداه إلى الواجب القديم الخالق جل وعلا

(2)

.

3 -

أنكم تناقضتم في جعلكم الممكن المفتقر إلى الفاعل لا يفتقر إلى المخصص، وجعلكم الواجب القادر الغني عن الفاعل يفتقر إلى مخصص، وهذا قلب للحقائق وإبطال لها

(3)

.

4 -

نقول لكم: كذلك تناقضتم أولًا: حينها فرقتم بين ذات واجب الوجود وبين صفاته، فزعمتم أن ذاته ليس لها مقدار، وأن صفاته لها مقدار، وتناقضتم ثانيًا: حيث حصرتم مقدار صفات الواجب في ثمان أو أقل أو أكثر، ونفيتم ما عداها بزعم أنه يلزم منه أن يكون للَّه تعالى قدرٌ، وأن اختصاصه بذلك القدر لا بد له من مخصص، وهو محال؛ لكيلا يكون حادثًا؛ إذ افتقار المخصَّصات إلى مخصص يدل على حدوثها، فأنتم تنفون المقدار عن ذات اللَّه تعالى، تجعلون لصفاته تعالى مقدارا محددة وتنفون ما عداه، وهذا تحكم منكم وتناقض، وهو الذي عجز علماؤكم عن الإجابة عنه، فنفوا لأجل ذلك العدد والقدر بعد أن حصروه في ثمان صفات.

قال الشهرستاني: "المقادير من حيث إنها مقادير طولًا وعرضًا وعمقًا لا تختلف شاهدًا وغائبًا في تطرق الجواز العقلي إليها واستدعاء المخصص، فإنا لو قدرنا مثل ذلك المقدار بعينه في الشاهد تطرق الجواز العقلي إليه واختصاصه به دون مقدار آخر يستدعي المخصص، وتطرق الجواز إلى الجائزات لا يتوقف على تقدير القدرة عليها، بل معرفة ذلك بينة للعقل ضرورية، حتى صار كثير من العقلاء إلى أن العقل نفسه عبارة عن

(1)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (3/ 360 - 361).

(2)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (3/ 369).

(3)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (3/ 370 - 371).

ص: 174

علوم ضرورية هي معرفة الجواز في الجائزات والاستحالة في المستحيلات والوجوب في الواجبات، وتقدير القدرة عليها إنما يحتاج إليها في ترجيح أحد الجائزين على الثاني لا في تصور نفس الجواز، وهذه نكتة قد أغفلها كثير من أصحاب الكلام وأما الصفات وانحصارها في ثمان فقد اختلف الجواب عنه بوجوه منها أنهم منعوا إطلاق لفظ العدد عليها فضلا عن الثمانية. . . فإن الصفات الذاتية لا تثبت للشيء مضافة إلى الفاعل بل هي له من غير سبب والمقادير المختلفة تثبت للشيء مضافة إلى الفاعل فإن جعلها له بسبب ومنها أنهم قالوا لو قدرنا صفة زائدة على الصفات الثمانية لم يخل الحال فيها إما أن تكون صفة مدح وكمال أو تكون صفة ذم ونقصان فإن كانت صفة كمال فعدمها في الحال نقص وقد اتصف الباري سبحانه بصفات الكمال من كل وجه وإن كان صفة نقصان فعلمها عنه واجب وإذا بطل القسان تعين أنه لا يجوز أن يتصف بصفة زائدة على الصفات الذاتية"

(1)

.

وقد أبطل شيخ الإسلام ابن تيمية كلام الشهرستاني ورد عليه وبين تناقضه في ذلك.

فقال رحمه الله: "فيقال: هذا وما أشبهه هو الذي يقال في هذا المقام من جهة من يفرق بين بعض الصفات وبعض، كما يفرق بين الصفة والقدْر، ومن تدبره علم أنه لا يمكن الفرق، وذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن ما ذكره ليس فيه جواب عن الإلزام والمعارضة؛ فإنهم عارضوه بإثبات صفات متعددة، سواء كانت ثمانيًا أو أكثر أو أقل؛ فإن اختصاص الصفات بعدد من الأعداد كاختصاص الذات بقدْر من الأقدار، وإذا كان المسمِّي لا يسمي ذلك عددًا فمنازعه لا يسمي الآخر قدرًا، وليس الكلام في الإطلاقات اللفظية بل في المعاني العقلية، وما زاد على ذلك سواء نفي ثبوته أو نفي العلم به لا يضر، فإن السؤال قائم، إلا أن يثبت المثبت صفاتٍ لا نهاية لعددها، وهذا ينقض قاعدة من يقول: إنه لا يوجد ما لا نهاية له وإلا فإذا أثبت الصفات متناهية كانت المعارضة متوجهة سواء عرف عددها أو لم يعرف، وتفريق من فرق بين الصفات الذاتية والعرضية بأن هذه تفتقر إلى فاعل دون الأخرى لا يصح؛ لأن هذا إنها يجيء على قول من يقول: الماهيات غير مفعولة ولا مجعولة، كما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة ونحوهم، وإلا فأهل السنة ومتكلموهم متفقون على أن حقائق جميع المخلوقات مخلوقة مصنوعة، بل ليس لها حقيقة في الخارج إلا ما هو موجود في الخارج، وما سوى ذلك فإنها هو الصورة العلمية، وما في الأذهان من ذلك فاللَّه تعالى هو الذي جعله فيها، واللَّه سبحانه هو الذي خلق فسوى وهو الذي قدر فهدى، وهو الذي خلق، خلق الإنسان من علق، وهو الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، وهو الذي خلق الإنسان علمه البيان.

(1)

انظر: نهاية الإقدام للشهرستاني (ص: 106 - 107).

ص: 175

فقوله: "الصفات الذاتية لا تثبت للشيء مضافة إلى الفاعل"، قول باطل، بل صفة كل موصوف مخلوق مضافة إلى اللَّه تعالى، فإنه خلق كل موصوف بصفاته، وليس في المخلوق شيء -لا من ذاته ولا من صفاته- إلا واللَّه تعالى خلقه وأبدعه.

وأيضًا فكل صفة لازمة لموصوفها لا يكون الموصوف إلا بها، فإن كان مفتقرًا إلى الفاعل: فالفاعل فعله بصفاته، وإن كان غنيًا عن الفاعل: استغنى بصفاته عن الفاعل، وتسمية أهل المنطق لبعضها ذاتيًا ولبعضها عرضيًا لا يمنع اشتراكها في هذا الحكم.

وقول القائل: لو قدر صفة زائدة على الثمان لكان صفة كان أو نقص، إنما يفيده نفي ما زاد على الثمان وهذا لا يضر المعارض، بل يقوي معارضته؛ فإن تخصيص الصفات بإثبات ثمان دون ما زاد ونقص تخصيص بقدر وعدد؛ فإن كان كل مختص يفتقر إلى مخصص مباين للموصوف فالسؤال قائم.

فإن قال القائل: هذه الصفات على هذا الوجه من لوازم الذات لا تفتقر إلى موجب غير الذات.

قيل له: فهكذا مورد النزاع وبطل ما ذكرتَه من أن اختصاص كل موصوف بصفات ومقدار يفتقر إلى مخصص منفصل عنه.

الوجه الثاني: أن ما ذكره من الكلام في أخص وصف هو أيضًا لازم لهم، كما أن ما ذكره في الصفات هو أيضًا لازم لهم، فإن هذا معارضة باختصاص الحقيقة في نفسها، وذلك معارضة باختصاصها ببعض الصفات دون بعض، وبعدد من الصفات دون ما زاد، وسواء قيل بإثبات أخص وصف أو لم يقل فإنه لابد من ذات متميزة بنفسها عما سواها.

الوجه الثالث: أن يقال: أهل الإثبات للصفات لهم فيما زاد على الثمانية ثلاثة أقوال معروفة:

أحدها: إثبات صفات أخرى كالرضى والغضب والوجه واليدين والاستواء.

الثاني: قول من ينفي هذه الصفات كما ذكره الشهرستاني وغيره، وهو أضعف الأقوال.

الثالث: قول الواقفة الذين يجوزون إثبات صفات زائدة لكن يقولون لم يقم عندنا دليل على نفي ذلك ولا إثباته، وهذه طريقة محققي من لم يُثبت الصفات الخبرية، وهذا اختيار الرازي والأمدي وغيرهما، وإذا كان كذلك فالمعارضة بالصفات ثابتة على كل قول من الأقوال الثلاثة إذ لابد فيها من اختصاص فإن كان كل مختص يفتقر إلى مخصص مباين لزم افتقار صفات اللَّه تعالى إلى مباين له"

(1)

.

(1)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (3/ 378 - 385) باختصار وتصرف.

ص: 176

5 -

نقول لكم: هذا الدليل مع أنه باطل ولا تقوم به حجة، مع ذلك يلزمكم فيها أثبتموه نظير ما لزمكم فيما نفيتموه، وعلى كلا الحالين فلم تستفيدوا شيئًا، غير أنكم عطلتم النصوص عما دلت عليه وحرفتم الكلم عن مواضعه.

قال ابن القيم: "لما أصَّلوا هم وأتباعهم من الجهمية أن المختص بصفة أو حقيقة أو قدر لا بُدَّ له من تخصيص منفصل، لزمهم من هذا الأصل إنكار حقيقته وذاته وصفاته، إذ لو أثبتوا له ذلك بزعمهم لزم أن يكون له مخصص غيره خصصه بتلك الماهية والصفات والقدر، فلزم أيضًا من هذا الأصل الباطل ما لزم من الأصل الذي قبله، وهم طردوا هذا الأصل وجحدوا حقيقة الرب وصفاته، وإخوانهم من الجهمية لمَّا لم يمكنهم أن يُصرحوا به بين أظهر المسلمين صرحوا بالأصل وبما أمكنهم أن يُصرحوا به من اللوازم: كنفي الصفات، ونفي العلو، والمباينة، والكلام، والوجه، واليدين، والاستواء، والنزول، ولما أصلوا ذلك لزمهم القول بأنه في كل مكان بذاته، وأنه تعالى في الأجواف والأمكنة التي يتعالى عنها، فلما صاح عليهم أهل العلم والإيمان من كل قُطر من أقطار الأرض قالوا: نقول إنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوق العرش ولا تحته، فلما رأى عُبَّادهم ومتصوفوهم أن الإرادة والعبادة والطلب لا تُعَلَّقُ بمعبود هذا شأنه وأن القلوب لا تعرفه والألسنة لا تعرفه، فروا إلى أن قالوا: فهو عين هذا العالم لا غيره وكل هذه اللوازم أُسِّسَت على ذلك الأصل الفاسد"

(1)

.

وقال أيضًا: "وأما دليل امتناع الاختصاص بغير مخصص أو غير ذلك، فجميع هذه الشبه الباطلة تنفي كل معنى حمَلتُم عليه النصوص، ويلزمكم فيما أثبتموه نظير ما لزمكم فيما نفيتموه، وإذا كان الإلزام ثابتًا على التقديرين لم تستفيدوا بتأويل النصوص وحملها على خلاف حقائقها إلا تحريف الكلم عن مواضعه، والقول على اللَّه بلا علم، والجناية على الكتاب والسنة"

(2)

.

6 -

أن هناك من علمائكم من رد دليل الاختصاص وضعفه وبيَّن تهافته، وهو الآمدي، حيث قال في كتابه غاية المرام: "وقد سلك بعض الأصحاب في الرد على هؤلاء طريقًا شاملًا فقال: لو كان الباري مقدَّرًا بقدْر، متصوَّرًا بصورة، متناهيًا بحد ونهاية، مختصًا بجهة، متغيرًا بصفة حادثة في ذاته لكان محدثًا؛ إذ العقل الصريح

(1)

انظر: الصواعق المرسلة لابن القيم (4/ 1426).

(2)

انظر: نفس المصدر لابن القيم (4/ 1509).

ص: 177

يقضي بأن المقادير في تجويز العقل متساوية، فما من مقدار وشكل يُقدَّرُ في العقل إلا ويجوز أن يكون مخصوصًا بغيره، فاختصاصه بها اختص به من مقدار أو شكل أو غيره يستدعي مخصِّصًا ولو استدعي مخصصًا لكان الباري حَادثًا.

ولكن هذا المسلك مما لا يقوى وذلك أنه وإن سلم أن ما يفرض من المقادير والجهات وغيرها ممكنة في أنفسها وأن ما وقع منها لا بد له من مخصص، لكن انما يلزم أن يكون الباري حادثًا أن لو كان المخصص خارجًا عن ذاته ونفسه، ولعل صاحب هذه المقالة لا يقول به وعند ذلك فلا يلزم أن يكون الباري حادثًا ولا محتاجًا إلى غيره أصلًا"

(1)

.

وقال الآمدي أيضًا في أبكار الأفكار: "وهذا المسلك ضعيف أيضًا؛ إذ لقائل أن يقول: المقدمة الأولى وإن كانت مسلمة غير أن المقدمة الثانية وهي: أن كل مفتقر إلى المخصص محدَث" ممنوعة، وما ذُكر في تقريرها باطل. . . وبتقدير حدوث ما أُشير إليه من الصفات فلا يلزم أن تكون الأجسام والجواهر حادثة لجواز أن تكون هذه الصفات متعاقبة عليها إلى غير النهاية"

(2)

.

‌الرد عليهم في استخدامهم ألفاظًا مجملة:

هؤلاء المعطلة النفاة استخدموا ألفاظًا مجملة لم يرد في الكتاب ولا في السنة نفيها ولا إثباتها، جعلوها عمدةً وحجة فنفوا بها الحق وأثبتوا الباطل، مثل لفظ:"التحيز" و"الجهة" و"التركيب" و"الجسمية" و"الأعراض" ونحوها، وقع بسبب ذلك كثير من الانحراف والتفرق في الأمة، وضل بسببه كثير من الناس.

قال ابن تيمية: "وأصل ذلك: أنهم أتوا بألفاظ ليست في الكتاب ولا في السنة وهي ألفاظ مجملة مثل: "متحيز" و"حدود" و"جسم" و"مركب" ونحو ذلك ونفوا مدلولها وجعلوا ذلك مقدمة بينهم مسلمة ومدلولا عليها بنوع قياس وذلك القياس أوقعهم فيه مسلك سلكوه في إثبات حدوث العالم بحدوث الأعراض أو إثبات إمكان الجسم بالتركيب من الأجزاء فوجب طرد الدليل بالحدوث والإمكان لكل ما شمله هذا الدليل؛ إذ الدليل القطعي لا يقبل الترك لمعارض راجح فرأوا ذلك يعكر عليهم من جهة النصوص ومن جهة العقل من ناحية أخرى فصاروا أحزابا. تارة يغلبون القياس الأول ويدفعون ما عارضه وهم المعتزلة وتارة يغلبون القياس الثاني ويدفعون الأول كهشام بن الحكم الرافضي فإنه قد قيل: أول ما تكلم في الجسم نفيًا

(1)

انظر: غاية المرام في علم الكلام للآمدي (ص 181) باختصار.

(2)

انظر: أبكار الأفكار في أصول الدين للآمدي (3/ 320 - 321).

ص: 178

وإثباتًا من زمن هشام بن الحكم وأبي الهذيل العلاف فإن أبا الهذيل ونحوه من قدماء المعتزلة نفوا الجسم لما سلكوا من القياس، فعارضهم هشام وأثبت الجسم لما سلكوه من القياس، واعتقد الأولون إحالة ثبوته، واعتقد هذا إحالة نفيه، وتارة يجمعون بين النصوص والقياس بجمع يظهر فيه الإحالة والتناقض. فما أعلم أحدًا من الخارجين عن الكتاب والسنة من جميع فرسان الكلام والفلسفة إلا ولا بد أن يتناقض فيحيل ما أوجب نظيره ويوجب ما أحال نظيره إذ كلامهم من عند غير اللَّه وقد قال اللَّه تعالى:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} [النساء: 82] والصواب ما عليه أئمة الهدى وهو أن يوصف اللَّه بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث، ويَتَّبعَ في ذلك سبيل السلف الماضين أهل العلم والإيمان، والمعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات فتكون من باب تحريف الكلم عن مواضعه، ولا يعرض عنها فيكون من باب الذين إذا ذكروا بآيات ربهم يخرون عليها صما وعميانا ولا يترك تدبر القرآن فيكون من باب الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني"

(1)

.

* * *

(1)

انظر: مجموع الفتاوى (13/ 304 - 305).

ص: 179

‌الفصل الثالث: شبه المتكلمين الصفاتية الأشاعرة المحرفين المؤولين الصفة المحبة للَّه تعالى، والرد عليها.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: شبه المتكلمين الصفاتية الأشاعرة المحرفين المسؤولين لصفة المحبة للَّه تعالى.

المطلب الثاني: الرد على شبه المتكلمين الصفاتية الأشاعرة المحرفين المسؤولين لصفة المحبة للَّه تعالى.

* * *

ص: 180

‌المطلب الأول: شبه الصفاتية الأشاعرة المحرفين المؤولين الصفة المحبة للَّه تعالى.

استدلوا بعدة شُبه وهي:

1 -

أن المحبة هي ميل القلب إلى المحبوب، وهذا لا يوصف به إلا المخلوق، واللَّه تعالى منزه عن ذلك

(1)

.

2 -

أن المحبة لا تكون إلا لما يناسب المحبوب، ولا مناسبة بين القديم والمحدث، وبين الواجب والممكن وبين الخالق والمخلوق

(2)

.

3 -

أن المحبة والرضا يقتضيان ملاءمة ومناسبة بين الحب والمحبوب، ويوجب للمحب بدرك محبوبه فرحًا ولذةً وسرورًا، وكذلك البعض لا يكون إلا عن منافرة بين المبغض والمبغض، وذلك يقتضي للمبغض بدرك المبغض أذًى وبغضًا ونحو ذلك، والملاءمة والمنافرة تقتضي الحاجة؛ إذ ما لا يحتاج الحي إليه لا يحبه، وما لا يضره كيف يبغضه؟ واللَّه غني لا تجوز عليه الحاجة؛ إذ لو جازت عليه الحاجة للزم حدوثه وإمكانه، وهو غني عن العالمين، فلهذا فسرت المحبة والرضا بالإرادة إذ يفعل النفع والضر.

4 -

أن العقل يمنع من إثبات صفة المحبة، بعكس صفات الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام، فتلك الصفات أثبتناها بالعقل؛ لأن الفعل الحادث دل على القدرة، والتخصيص دل على الإرادة، والإحكام دل على العلم، وهذه الصفات مستلزمة للحياة، والحي لا يخلو عن السمع والبصر. والكلام أو ضد ذلك

(3)

.

* * *

(1)

انظر: إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 328) الناشر: دار المعرفة بيروت، وانظر: جامع المسائل لابن تيمية (3/ 175) تحقيق: محمد عزير شمس. إشراف: بكر بن عبد اللَّه أبو زيد. الناشر: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع. الطبعة الأولى 1422 هـ.

(2)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (5/ 400).

(3)

انظر: التدمرية لابن تيمية (ص 33).

ص: 181

‌المطلب الثاني: الرد على شبه الصفاتية الأشاعرة المحرفين المؤولين لصفة المحبة للَّه تعالى.

الرد عليهم في تحريفهم صفة المحبة للَّه تعالى إلى معنى الإرادة، أو إرادة الإحسان:

1 -

نقول لهم: الإرادة صفة منفصلة عن المحبة، والمحبة ليست هي الإرادة وليست هي الإحسان، وما تأولتموه من المعاني يلزمكم فيما فررتم منه.

فإذا تأول المتأول المحبة والرحمة والرضى والغضب بالإرادة، قيل له: يلزمك في الإرادة ما لزمك في هذه الصفات

(1)

.

2 -

أن المحبة والرضا أخص من الإرادة، فليست المحبة والرضا والإرادة سواء؛ واللَّه تعالى لا يحب الكفر والفسوق والعصيان ولا يرضاه وإن كان داخلًا في مراده كما دخلت سائر المخلوقات لما في ذلك من الحكمة، وهو وإن كان شرًا بالنسبة إلى الفاعل فليس كل ما كان شرًا بالنسبة إلى شخص يكون عديم الحكمة بل للَّه في المخلوقات حكم قد يعلمها بعض الناس وقد لا يعلمها

(2)

.

3 -

أنهم حينما فسروا المحبة بالإرادة أو بإرادة الإحسان إنما فروا من صفة إلى صفة، فهلا أقروا النصوص على ما هي عليه ولم ينتهكوا حرمتها إذ كان التأويل لا يخرجهم مما فروا منه، فإن المتأول إما أن يذكر معنى ثبوتيًا، أو يتأول اللفظ بما هو عدم محض، فإن تأوله بمعنى ثبوتي كائنًا ما كان لزمه فيه نظير ما فر منه، فإن قال: أنا أثبت ذلك المعنى على وجه لا يستلزم تشبيها. قيل له: فهلا أثبت المعنى الذي تأولته على وجه لا يستلزم تشبيها.

فإن قال: ذلك أمر لا يعقل.

قيل له: فكيف عقلته في المعنى الذي أثبته؟ وأنت وسائر أهل الأرض إنما تفهم المعاني الغائبة بما تفهمها به في الشاهد، ولولا ذلك لما عقلت أنت ولا أحد شيئًا غائبًا البتة، فما أبديته في التأويل إن كان له نظير في الشاهد لزمك التشبيه، وإن لم يكن له نظير لم يمكنك تعقله البتة، وإن أولت النص بالعدم عطلته، فأنت في تأويلك بين التعطيل والتشبيه مع جنايتك على النص وانتهاك حرمته فهلا عظمت قدره وحفظت حرمته وأقررته وأمررته مع نفي التشبيه والتخلص من التعطيل؟

(3)

.

(1)

انظر: مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (ص 33).

(2)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (1/ 146).

(3)

انظر: الصواعق المرسلة لابن القيم (1/ 236 - 237).

ص: 182

4 -

أن تحريفهم لمعنى المحبة بأنها الإرادة يتضمن باطلًا وهو: أنه تعالى يحب كل ما أراده من خير وشر وإيمان وكفر، وطاعة ومعصية، ولهذا وجماهير المسلمين يعرفون أنّ هذا القول معلوم الفساد بالضرورة من دين أهل الملل، وأنّ المسلمين واليهود والنصارى متفقون على أنّ اللَّه لا يُحبّ الشرك، ولا تكذيب الرسل، ولا يرضى ذلك، بل هو يُبغض ذلك ويمقته ويكرهه؛ كما ذكر اللَّه في سورة بني إسرائيل ما ذكره من المحرّمات، ثمّ قال:{كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)} [الإسراء: 38]

(1)

.

‌الرد على حجتهم الأولى:

1 -

أن القول في الصفات كالقول في الذات، فإن اللَّه ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فإذا كان له ذات حقيقة لا تماثل الذوات، فالذات متصفة بصفات حقيقة لا تماثل صفات سائر الذوات

(2)

، واللَّه تعالى ليس كمثله شي لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.

2 -

نقول لمن قال ذلك القول: ما الفرق بين ما قررته وبين ما تأولته؟

فإن قال: لأن الحب هو ميل القلب إلى المحبوب، وذلك لا يليق باللَّه.

قيل له: هذا حبنا، ومحبة اللَّه ليس مثل محبتنا، بل يقال له: هذا هو مقتضى المحبة فينا أو موجبه، ليس هو نفس المحبة، واللَّه تعالى لا يوصف بما نحتاج إليه نحن في ثبوت الصفات، فإنه عليم، ولا يحتاج في علمه إلى النظر والاستدلال الذي يحصل لنا العلم، وهو قدير ولا يحتاج إلى مزاج وعلاج يحصل له القوة، وهو بصير ولا يحتاج إلى شحمة، وهو متكلم ولا يحتاج إلى لسان وشفتين، فكذلك غضبه لا يفتقر إلى ما يفتقر إليه غضبنا.

فإن قال: أنا لا أعرف المحبة إلا هكذا. قيل له: فتأول الإرادة، فإن الإرادة فينا هي ميل القلب إلى جلب ما ينفعه أو دفع ما يضره، واللَّه تعالى لا يوصف بذلك.

فإن قال: إرادته ليست كإرادتنا. قيل له: فقل في المحبة كذلك، وهكذا في سائر الصفات

(3)

، وما قيل في صفة المحبة للَّه عز وجل يقال أيضًا في صفة الغضب والرضى ونحوها من صفات اللَّه عز وجل.

(1)

انظر: النبوات لابن تيمية (1/ 288).

(2)

انظر: التدمرية لابن تيمية (ص 43).

(3)

انظر: جامع المسائل لابن تيمية (3/ 175) بتصرف.

ص: 183

3 -

أن يقال لهم: القول في بعض الصفات كالقول في بعض:

فإن كان المخاطب ممن يقرّ بأن اللَّه حي بحياة، عليم بعلم، قدير بقدرة، سميع بسمع، بصير ببصر، متكلم بكلام، مريد بإرادة. ويجعل ذلك كله حقيقة، وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهيته، فيجعل ذلك مجازًا، ويفسره إما بالإرادة، وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات.

قيل له: لا فرق بين ما نفيتَه وبين ما أثبتَّه، بل القول في أحدهما كالقول في الآخر.

فإن قلت: إن إرادته مثل إرادة المخلوقين، فكذلك محبته ورضاه وغضبه، وهذا هو التمثيل.

وإن قلت: له إرادة تليق به، كما أن للمخلوق إرادة تليق به.

قيل لك: وكذلك له محبة تليق به، وللمخلوق محبة تليق به، وله رضا وغضب يليق به، وللمخلوق رضا وغضب يليق به.

وإن قال: الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام.

قيل له: والإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة.

فإن قلت: هذه إرادة المخلوق.

قيل لك: وهذا غضب المخلوق.

وكذلك يُلْزَم بالقول في كلامه وسمعه وبصره وعلمه وقدرته، إن نفي عن الغضب والمحبة والرضا ونحو ذلك ما هو من خصائص المخلوقين، فهذا منتف عن السمع والبصر والكلام وجميع الصفات.

وإن قال: إنه لا حقيقة هذا إلا ما يختص بالمخلوقين فيجب نفيه عنه.

قيل له: وهكذا السمع والبصر والكلام والعلم والقدرة.

فهذا المُفرِّق بين بعض الصفات وبعض، يقال له فيما نفاه كما يقوله هو لمنازعه فيما أثبته.

فإذا قال المعتزلي: ليس له إرادة ولا كلام قائم به، لأن هذه الصفات لا تقوم إلا بالمخلوقات، فإنه يُبَيِّن للمعتزلي أن هذه الصفات يتصف بها القديم، ولا تكون كصفات المحدثات.

فهكذا يقول له المثبتون لسائر الصفات من المحبة والرضا ونحو ذلك

(1)

.

(1)

انظر: التدمرية لابن تيمية (ص 31 - 33).

ص: 184

‌الرد على حجتهم الثانية:

1 -

يقال لهم: هذا الكلام مجمل فإن أرادوا بالمناسبة أنه ليس بينهما توالد فهذا حق، وإن أرادوا أنه ليس بينهما من المناسبة ما بين الناكح والمنكوح، والآكل والمأكول، أو نحو ذلك فهذا أيضًا حق، وإن أرادوا أنه لا مناسبة بينهما توجب أن يكون أحدهما محبًا عابدًا والآخر معبودًا محبوبًا فهذا هو رأس المسألة، فالاحتجاج به مصادرة على المطلوب ويكفي في ذلك المنع. ثم يقال: بل لا مناسبة تقتضي المحبة الكاملة إلا المناسبة التي بين المخلوق والخالق الذي لا إله غيره، الذي هو في السماء إله وفي الأرض إله، وله المثل الأعلى في السموات والأرض، وحقيقة قول هؤلاء جحد كون اللَّه معبودا في الحقيقة

(1)

.

2 -

يقال لهم: إذا قدر موجودان:

أحدهما: يحب العلم والصدق والعدل والإحسان ونحو ذلك.

والآخر: لا فرق عنده بين هذه الأمور وبين الجهل والكذب والظلم ونحو ذلك لا يحب هذا ولا يبغض هذا، كان الذي يحب تلك الأمور أكمل من هذا. فدل على أن من جرده عن "صفات الكمال والوجود" بأن لا يكون له علم كالجماد فالذي يعلم أكمل منه؛ ومعلوم أن الذي يحب المحمود ويبغض المذموم: أكمل ممن يحبهما أو يبغضهما.

وأصل هذه المسألة الفرق بين محبة اللَّه ورضاه وغضبه وسخطه وبين إرادته كما هو مذهب السلف والفقهاء وأكثر المثبتين للقدر من أهل السنة وغيرهم.

وصار طائفة من القدرية والمثبتين للقدر إلى أنه لا فرق بينهما.

ثم قالت القدرية: هو لا يحب الكفر والفسوق والعصيان ولا يريد ذلك فيكون ما لم يشأ ويشاء ما لم يكن.

وقالت المثبتة: ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وإذن قد أراد الكفر والفسوق والعصيان ولم يرده دينا أو أراده من الكافر ولم يرده من المؤمن فهو لذلك يجب الكفر والفسوق والعصيان ولا يحبه دينا ويحبه من الكافر ولا يحبه من المؤمن.

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (10/ 74).

ص: 185

وكلا القولين خطأ مخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها؛ فإنهم متفقون على أنه ما شاء اللَّه كان وما لم يشأ لم يكن وأنه لا يكون شيء إلا بمشيئته ومجمعون على أنه لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر وأن الكفار يبيتون ما لا يرضى من القول والذين نفوا محبته بنوها على هذا الأصل الفاسد

(1)

.

ويقال لهم: هذا إنكار لحقيقة لا إله إلا اللَّه؛ فأن الإله هو: المألوه المستحق لغاية الحب بغاية التعظيم فنفوا هذا المعنى بتسميته مناسبة كما نفوا محبته ورضاه وفرحه وغضبه وسخطه وكرامته ورأفته ورحمته وضحكه وتعجبه بتسميتها كيفيات محسوسة، ونفوا حياته وسمعه وبصره وقدرته وكلامه وعلمه بتسميتها أعراضًا، ونفوا أفعاله بتسميتها حوادث، ونفوا علوه على خلقه واستوائه على عرشه والمعراج برسوله إليه بتسمية ذلك تجسيمًا وتركيبًا

(2)

.

‌الرد على حجتهم الثالثة:

يقال لهم: الجواب من وجهين:

أحدهما: الإلزام وهو أن نقول: الإرادة لا تكون إلا للمناسبة بين المريد والمراد وملاءمته في ذلك تقتضي الحاجة، وإلا فما لا يحتاج إليه الحي لا ينتفع به ولا يريده، ولذلك إذا أراد به العقوبة والإضرار لا يكون إلا لنُفرة وبغض، وإلا فما لم يتألم به الحي أصلًا لا يكرهه ولا يدفعه، وكذلك نفس نفع الغير وضرره هو في الحي متنافر من الحاجة، فإن الواحد منا إنما يحسن إلى غيره لجلب منفعة أو لدفع مضرة وإنما يضر. غيره لجلب منفعة أو دفع مضرة فإذا كان الذي يثبت صفة وينفي أخرى يلزمه فيما أثبته نظير ما يلزمه فيما نفاه لم يكن إثبات إحداهما ونفي الأخرى أولى من العكس ولو عكس عاكس فنفى ما أثبته من الإرادة وأثبت ما نفاه من المحبة لما ذكره لم يكن بينهما فرق وحينئذ فالواجب إما نفي الجميع ولا سبيل إليه للعلم الضروري بوجود نفع الخلق والإحسان إليهم وأن ذلك يستلزم الإرادة وأما إثبات الجميع كما جاءت به النصوص وحينئذ فمن توهم أنه يلزم من ذلك محذور فأحد الأمرين لازم: إما أن ذلك المحذور لا يلزم أو أنه إن لزم فليس بمحذور.

الجواب الثاني: أن الذي يُعلم قطعًا هو: أن اللَّه قديم واجب الوجود كامل، وأنه لا يجوز عليه الحدوث ولا الإمكان ولا النقص، لكن كون هذه الأمور التي جاءت بها النصوص مستلزمة للحدوث والإمكان أو

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (6/ 115 - 116) والنبوات له أيضًا (1/ 287).

(2)

انظر: الصواعق المرسلة لابن القيم (4/ 1491).

ص: 186

النقص هو موضع النظر فإن اللَّه غني واجب بنفسه وقد عرف أن قيام الصفات به لا يلزم حدوثه ولا إمكانه ولا حاجته

(1)

.

‌الرد على حجتهم الرابعة:

يقال لمن قال ذلك: لك جوابان:

أحدهما: أن يقال: عدم الدليل المعيَّن لا يستلزم عدم المدلول المعيَّن، فهب أن ما سلكته من الدليل العقلي لا يثبت ذلك فإنه لا ينفيه، وليس لك أن تنفيه بغير دليل، لأن النافي عليه الدليل، كما على المثبت. والسمع قد دل عليه، ولم يعارض، ذلك معارض عقلي ولا سمعي، فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالمُ عن المعارِض المقاوم.

الثاني: أن يقال: يمكن إثبات هذه الصفات بنظير ما أثبتَّ به تلك من العقليات، فيقال: نفع العباد بالإحسان إليهم يدل على الرحمة، كدلالة التخصيص على المشيئة، وإكرام الطائعين يدل على محبتهم، وعقاب الكفار يدل على بغضهم، كما قد ثبت بالشاهد والخبر من إكرام أوليائه وعقاب أعدائه، والغايات المحمودة في مفعولاته ومأموراته -وهي ما تنتهي إليه مفعولاته ومأموراته من العواقب الحميدة- تدل على حكمته البالغة كما يدل التخصيص على المشيئة وأَوْلَى، لقوة العلة الغائية، ولهذا كان ما في القرآن من بيان ما في مخلوقاته من النعم والحكم أعظم مما في القرآن من بيان ما فيها من الدلالة على محض المشيئة

(2)

.

* * *

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (11/ 357 - 359).

(2)

انظر: التدمرية لابن تيمية (ص 33 - 35).

ص: 187

‌المسألة الثالثة: رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

وفيها ثلاثة فصول:

الفصل الأول: القول في إثبات رؤية اللَّه تعالى في الآخرة.

الفصل الثاني: الأدلة الشرعية والعقلية التي استدل بها المعطلة لنفي رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة، والرد عليها.

الفصل الثالث: الأدلة العقلية والنقلية للفريق الثاني وهم الأشاعرة القائلين: بأن اللَّه تعالى يُرى في غير جهة، والرد عليها.

* * *

ص: 188

‌الفصل الأول: القول في إثبات رؤية اللَّه تعالى في الآخرة.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: منهج المؤلف في إثبات رؤية اللَّه تعالى في الآخرة.

المطلب الثاني: مذهب أهل السنة والجماعة في إثبات رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

المطلب الثالث: الفرق المخالفة في إثبات رؤية اللَّه تعالى في الآخرة.

* * *

ص: 189

‌المطلب الأول: منهج المؤلف في إثبات رؤية اللَّه تعالى في الآخرة

عقد المؤلف رحمه الله بابًا لأثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، أورد فيه الآيات والأحاديث الدالة على ذلك، وأنه تعالى يُرى بالأبصار حقيقة عيانا، وأورد في أربعة أبواب أخرى عددا من الأدلة على إثبات الرؤية، وهي كما يلي:

1 -

باب قول اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)} [الانفطار: 6]. ورؤية اللَّه يوم القيامة وفي الجنة.

2 -

باب قول اللَّه تعالى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)} [النحل: 74]. وقوله: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23)} [المرسلات: 23]. وقوله: {وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7)} [الممتحنة: 7].

3 -

باب تجلي اللَّه للمؤمنين في الجنة.

4 -

باب مخاصرة العبد ربه.

5 -

بابٌ [ذكر المؤلف فيه أحاديث التجلي والرؤية].

وقد أورد المؤلف رحمه الله في الأبواب السابقة أكثر من بضعة عشر حديثًا، كلها تدل على إثبات رؤية اللَّه في الدار الآخرة.

* * *

ص: 190

‌المطلب الثاني: مذهب أهل السنة والجماعة في إثبات رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

أجمع سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة الدين على إثبات رؤية المؤمنين لربهم عز وجل في الآخرة عيان بأبصارهم، رؤية حقيقة، وأنهم يتنعَّمون ويتلذذون برؤيته جل جلاله.

وهي مما تواترت بها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الإمام النووي: "اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية اللَّه تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلا وأجمعوا أيضًا على وقوعها في الآخرة وأن المؤمنين يرون اللَّه تعالى دون الكافرين، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية اللَّه تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابية عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وآيات القرآن فيها مشهورة"

(1)

.

قال الإمام محمد الأمين الشنقيطي: "تواترت الأحاديث الصحاح في الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد والأجزاء عن نحو من عشرين صحابيًّا كرامة فضلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، ولا يكاد ينازع من له إنصاف في تواتر أحاديث رؤية اللَّه يوم القيامة"

(2)

.

وقد نظم ذلك بعض العلماء

(3)

فقال:

مما تواترَ حديثُ مَنْ كَذَبْ

وَمَنْ بَنَى للَّهِ بيتًا واحْتَسَبْ

ورؤيةُ شَفَاعَةٌ والْحَوضُ

وَمْسْحُ خُفَّيْنِ وَهذى بَعْضُ

ورؤية اللَّه تعالى هي أعظم النعيم وأعلاه، وغايته ومنتهاه، وهو لكل مؤمن اصطفاه، فهي أجل مسائل الدين وأشرفه.

قال الإمام ابن أبي العز الحنفي: "هذه المسألة من أشرف مسائل أصول الدين وأجلها، وهي الغاية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس المتنافسون، وحرمها الذين هم عن ربهم محجوبون، وعن بابه مردودون"

(4)

.

والأدلة على ذلك ثابتة صريحة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل.

(1)

انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي (3/ 15).

(2)

انظر: العَذْبُ النَّمِيرُ مِنْ مَجَالِسِ الشَّنْقِيطِيِّ في التفسير (4/ 150).

(3)

انظر: نظم المتناثر من الحديث المتواتر لمحمد بن جعفر الكتاني (ص 18).

(4)

انظر: شرح الطحاوية للقاضي ابن أبي العز (1/ 208).

ص: 191

‌أدلة الكتاب:

وردت في كتاب اللَّه تعالى عدة أدلة تدل دلالة صريحة على إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، وهي كما يلي:

1 -

قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22 - 23] عن عكرمة قال: "تنظر إلى ربها نظرًا"

(1)

.

وقال عكرمة وإسماعيل بن أبي خالد وأشياخ من أهل الكوفة: "تنظر إلى ربها نظرًا"

(2)

.

وعن الحسن قال: "تنظر إلى الخالق، وحُقَّ لها أن تَنْضُرَ وهي تنظر إلى الخالق"

(3)

.

قال الواحدي: "قال ابن عباس، في رواية عطاء: "يريد إلى اللَّه ناظرة"، وقال في رواية الكلبي: "تنظر إلى اللَّه يومئذ، لا تحجب عنه"، وقال مقاتل: "تنظر إلى ربها معاينة"

(4)

.

قال الطبري: "الصواب القول الذي ذكرناه عن الحسن وعكرمة، من أن معنى ذلك تنظر إلى خالقها، وبذلك جاء الأثر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم"

(5)

.

وقال الزجاج: "نُضِّرَت بِنَعِيم الجنة والنَّظَرِ إِلَى رَبِّهَا"

(6)

.

وقال السمعاني: "قوله: {نَاضِرَةٌ} بالضاد أي: مسرورة طلقة هشة بشة، والنضرة: هي النعمة والبهجة في اللغة. وقوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} هو النظر إلى اللَّه تعالى بالأعين، وهو ثابت للمؤمنين في الجنة بوعد اللَّه تعالى وبخبر الرسول"

(7)

.

2 -

قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "النظر إلى وجه اللَّه"

(8)

. وقال قتادة: "الحسني الجنة، والزيادة فيما بلغنا النظر إلى وجه اللَّه"

(9)

.

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره (23/ 507).

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره (23/ 507).

(3)

أخرجه الطبري في تفسيره (23/ 507).

(4)

انظر: التفسير الوسيط للواحدي (4/ 393 - 394).

(5)

انظر: تفسير الطبري (23/ 509) بتصرف.

(6)

انظر: معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج (5/ 253).

(7)

انظر: تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني (6/ 106).

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره (12/ 156 و 161) و نسبه السيوطي في الدر المنثور (3/ 306) إلى ابن أبي شيبة، وابن خزيمة، وابن المنذر، وأبي الشيخ، والدارقطني، وابن منده في الرد على الجهمية، واللالكائي والآجري، والبيهقي.

(9)

أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 174 رقم 1155).

ص: 192

وقال عامر بن سعد: "الزيادة: النظر إلى وجه الرحمن"

(1)

.

وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: "إذا دخل أهل الجنة الجنة قال لهم: إنه قد بقي من حقكم شيءٌ لم تُعْطَوْه! قال: فيتجلى لهم تبارك وتعالى. قال: فيصغر عندهم كل شيء أعطوه. قال: ثم قال: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}، قال: {الْحُسْنَى} الجنة، والزيادة النظر إلى وجه ربهم، ولا يرهقُ وجوههم قترٌ ولا ذلةٌ بعد ذلك"

(2)

.

قال البغوي: "للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسني، وهي الجنة، وزيادة: وهي النظر إلى وجه اللَّه الكريم، هذا قول جماعة من الصحابة، منهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وحذيفة، وأبو موسى، وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم وهو قول الحسن، وعكرمة وعطاء، ومقاتل، والضحاك، والسدي"

(3)

.

قال القرطبي: "للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسني وهي الجنة والزيادة النظر إلى وجه اللَّه الكريم، وهو قول جماعة من التابعين، وهو الصحيح في الباب"

(4)

.

3 -

قوله تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)} [ق: 35].

قال أنس رضي الله عنه في قول اللَّه تبارك وتعالى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} قال: "يتجلَّى لهم كلَّ جمعةٍ"

(5)

.

وقال الطبري: "يقول: وعندنا لهم على ما أعطيناهم من هذه الكرامة التي وصف جل ثناؤه صفتها مزيد يزيدهم إياه وقيل: إن ذلك المزيد: النظر إلى اللَّه جل ثناؤه"

(6)

.

قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)} [المطففين: 15].

قال الحسن: "في قوله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} قال: يكشف الحجاب، فينظر إليه المؤمنون والكافرون، ثم يحجب عنه الكافرون وينظر إليه المؤمنون. كل يوم غدوة وعشية"

(7)

.

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره (12/ 157).

(2)

أخرجه الطبري في تفسيره (12/ 159).

(3)

انظر: تفسير البغوي (4/ 130).

(4)

انظر: تفسير القرطبي (8/ 830) باختصار.

(5)

أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (رقم 94) والدارمي في الرد على الجهمية (رقم 198) والبزار في مسنده (رقم 7528) وقال: "وعثمان صالح وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أنس بهذا اللفظ إِلا عثمان بن عمير أبو اليقظان". وبنحوه رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 519 رقم 813). قال ابن تيمية: "إسناده صحيح" مجموع الفتاوى (6/ 415).

(6)

انظر: تفسير الطبري (21/ 454).

(7)

انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (8/ 351).

ص: 193

وعن أشهب بن عبد العزيز، صاحب مالك قال: قال رجل لمالك: يا أبا عبد اللَّه هل يَرى المؤمنون ربهم يوم القيامة؟ قال: "لو لم يَر المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يُعيِّر اللَّه الكفار بالحجاب، فقال:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}

(1)

.

وقال الإمام الشافعي في قول اللَّه عز وجل: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} قال: "فلا حجبهم في السَّخَط: كان في هذا دليل على أنهم يرونه في الرضا"

(2)

.

وقال الربيع بن سليمان: "كنت ذات يوم عند الشَّافِعِي رحمه الله وجاءه كتاب من الصعيد -وهو اسم موضع بمصر- يسألونه عن قول اللَّه جل ذكره: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} الآية. فكتب فيه: لما حجب اللَّه قومًا بالسخط، دلَّ على أن قومًا يرونه بالرضا. قال الربيع: قلت له: أو تدين بهذا يا سيدي؟ فقال: واللَّه لو لم يوقن محمد ابن إدريس أنه يرى ربه في الميعاد لما عبده في الدنيا"

(3)

.

وقال الزجاج: "وفي هذه الآية دليل على أن اللَّه يُرَى في الآخرة، لولا ذلك لما كان في هذه الآية فائدة، ولا خسَّت منزلة الكفار بأنهم يحجبون عن اللَّه عز وجل وقال تعالى في المؤمنين: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22 - 23] فأعْلَمَ اللَّهُ عز وجل أنَّ المؤمنين ينظرون إلى اللَّه، وأن الكفار يُحْجَبُونَ عَنْه"

(4)

.

2 -

الآيات الكريمة التي ورد فيها ذكر لقيا اللَّه تعالى في الآخرة مثل:

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ} [البقرة: 223].

وقوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ} [البقرة: 249].

وقوله تعالى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} [التوبة: 77].

وقوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)} [الأحزاب: 44].

وقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].

(1)

أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (2/ 468 رقم 808).

(2)

انظر: أحكام القرآن للشافعي، جمع الإمام البيهقي (1/ 40).

(3)

انظر مناقب الشافعي للبيهقي (1/ 419).

(4)

انظر: معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج (5/ 299).

ص: 194

قال ابن القيم: "أجمع أهل اللسان على أن اللقاء متي نسب إلى الحي السليم من العمى والمانع اقتضى المعاينة والرؤية ولا ينتقض هذا بقوله تعالى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} [التوبة: 77] فقد دلت الأحاديث الصحيحة الصريحة على أن المنافقين يرونه تعالى في عرصات القيامة بل والكفار أيضًا كما في الصحيحين من حديث التجلي يوم القيامة"

(1)

.

قال أبو العباس أحمد بن يحيى المشهور بثعلب: في قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} [الأحزاب: 44]. "أجمع أهل اللغة أن اللقاء هاهنا لا يكون إِلا معاينة ونظرا بالأبصار"

(2)

.

‌أدلة السنة:

بينا فيما سبق أن السنة النبوية تواترت عن عشرين صحابيًا بإثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، والتي أثبتت رؤية اللَّه عز وجل في الآخرة، ومنها:

1 -

حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه حين سمع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين"

(3)

.

2 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أناسا قالوا: يا رسول اللَّه هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ " قالوا: لا. قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنكم ترون ربكم يوم القيامة كذلك. . . "

(4)

.

(1)

انظر: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم (1/ 608).

(2)

انظر: الإبانة الكبرى لابن بطة (7/ 62).

(3)

أخرجه النسائي (رقم 1305) وابن حبان (رقم 1971) والطبراني في كتاب الدعاء (رقم 624) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 425) وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 29) والدارمي في الرد على الجهمية (رقم 188) وتمام الرازي في فوائده (2/ 147 رقم 1387) والدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم 158) والحاكم في المستدرك (رقم 1923) وصححه، ووافقه الذهبي، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ 540 رقم 845) والبيهيقي في الأسماء والصفات (رقم 227).

(4)

أخرجه البخاري (رقم 6573) ومسلم (رقم 299) وغيرهما.

ص: 195

3 -

عن أبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري رضي الله عنه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "جنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر، على وجهه في جنة عدن"

(1)

.

4 -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول اللَّه: هل نرى ربنا عز وجل؟ قال: "هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة في غير سحاب؟ " قال: قلنا: لا، قال:"هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر في غير سحاب؟ " قال: قلنا: لا، قال:"فإنكم لا تضارون في رؤيته لك يوم القيامة إلا كما لا تضارون في رؤيتهما"

(2)

.

‌دليل الإجماع:

أجمع سلف الأمة وأئمتها من الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم على إثبات رؤية اللَّه تعالى في الآخرة، رؤية حقيقة بالأبصار عيانًا، كما ورد في الكتاب والسنة.

وحكى الإجماع على ذلك غير واحد من الأئمة رحمه اللَّه تعالى.

قال الإمام ابن جرير الطبري: "رؤية المؤمنين ربهم لك يوم القيامة، وهو ديننا الذي ندين اللَّه به، وأدركنا عليه أهل السنة والجماعة، فهو: أن أهل الجنة يرونه على ما صحت به الأخبار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم"

(3)

.

وقال الإمام أبو الحسن الأشعري: "وأجمعوا على أن المؤمنين يرون اللَّه عز وجل من يوم القيامة بأعين وجوههم على ما أخبر به تعالى في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة] وقد بين معنى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ودفع كل إشكال فيه بقوله للمؤمنين: "ترون ربكم عيانًا"

(4)

.

وقال الإمام ابن أبي زمنين المالكي: "قول أهل السنة: إن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة وأنه يحتجب عن الكفار والمشركين فلا يرونه"

(5)

.

(1)

أخرجه البخاري (رقم 4878) ومسلم (رقم 180) وغيرهما.

(2)

أخرجه البخاري (رقم 7439) والإمام أحمد في مسنده (رقم 11120) وابن ماجه (رقم 179) وابن حبان (رقم 7377) وابن أبي عاصم في كتاب السنة (رقم 452) وابن منده في كتاب الإيمان (رقم 817) والدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم 10) وابن النحاس في كتاب رؤية اللَّه (رقم 5).

(3)

انظر: صريح السنة للطبري (ص 20).

(4)

انظر: رسالة إلى أهل الثغر للأشعري (ص 134).

(5)

انظر: أصول السنة لابن أبي زمنين (ص 120).

ص: 196

‌دليل العقل:

أن العقل لا يمنع رؤية اللَّه تعالى، لأن كل موجود صح وجوده وثبت كانت رؤيته ممكنة، وما كانت رؤيته ممتنعة أو متعذرة فهو المعدوم، وكذلك إذا كانت الرؤية إنها تثبت للشيء لكماله، فاللَّه تعالى أولى بالكمال فتكون الرؤية في حقه تعالى أولى، ورؤيته تعالى في الدنيا عيانًا ممتنعة لضعف الإنسان وعجزه، أما في الآخرة فهي ثابتة متحققة.

قال ابن تيمية: "معلوم أن الرؤية تعلق بالموجود دون المعدوم، ومعلوم أنها أمر وجودي محض لا يسيطر فيها أمر علمي وإذا كانت أمرا وجوديا محضا، ولا تتعلق إلا بالموجود فالمصحح لها الفارق بين ما يمكن رؤيته وما لا يمكن رؤيته: إما أن يكون وجودا محضًا، أو متضمنًا أمرًا عدميًا. والثاني باطل لأن العدم لا يكون له تأثير في الوجود المحض فلا يكون سببًا له، ولا يكون أيضًا شرطًا أو جزءًا من السبب إلا أن يتضمن وجودًا فيكون ذلك الوجود هو المؤثر في الوجود ويكون ذلك العدم دليلًا عليه ومستلزمًا له ونحو ذلك، وهذا من الأمور البينة عند التأمل. وإذا كان المقتضى جواز الرؤية، والمصحح للرؤية، والفارق بينما تجوز رؤيته وبينما لا تجوز: إما أن يكون وجودًا محضًا فلا حاجة بنا إلى تعيينه، سواء قيل هو مطلق الوجود أو القيام بالنفس، أو بالعين بشرط المقابلة والمحاذاة، أو غير ذلك مما يقال إنه مع وجوده تصح الرؤية ومع عدمه تمتنع، لكن المقصود أنه أمور وجودية، وإذا كان كذلك فقد علم أن اللَّه تعالى هو أحق بالوجود، وكماله من كل موجود، إذ وجوده هو الوجود الواجب، ووجود كل ما سواه هو من وجوده، وله الكمال التام في جميع الأمور الوجودية المحضة فإنها هي الصفات التي بها يكون كمال الوجود، وحينئذ فيكون اللَّه -وله المثل الأعلى- أحق بأن تجوز رؤيته لكان وجوده، ولكن لم نره في الدنيا لعجزنا عن ذلك وضعفنا كما لا نستطيع التحديق في شعاع الشمس"

(1)

.

وقال ابن القيم: "إن الرؤية أمر وجودي لا يتعلق إلا بموجود، وما كان أكمل وجودا كان أحق بأن يرى، فالباري سبحانه أحق بأن يرى من كل ما سواه؛ لأن وجوده أكمل من وجود كل ما سواه، يوضحه: أن تعذر الرؤية: إما خفاء المرئي، وإما لآفة وضعف في الرائي، والرب سبحانه أظهر من كل موجود، وإنما تعذرت رؤيته في الدنيا لضعف القوة الباصرة عن النظر إليه، فإذا كان الرائي في دار البقاء كانت قوة الباصرة في غاية القوة لأنها دائمة فقويت على رؤيته تعالى، وإذا جاز أن يرى سبحانه فالرؤية المعقولة عند جميع بني آدم

(1)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (2/ 430 - 432) باختصار.

ص: 197

عربهم وعجمهم وتركهم وسائر طوائفهم أن يكون المرئي مقابلًا للرائي مواجهة له مباينًا عنه، لا تعقل الأمم رؤية غير ذلك، وإذا كانت الرؤية مستلزمة لمواجهة الرائي ومباينته للمرئي لزم ضرورة أن يكون مرئيًا له من فوقه أو من تحته أو عن يمينه أو عن شماله أو خلفه أو أمامه، وقد دل النقل الصريح على أنهم إنما يرونه سبحانه من فوقهم لا من تحتهم"

(1)

.

* * *

(1)

انظر: الصواعق المرسلة لابن القيم (4/ 1332).

ص: 198

‌المطلب الثالث: الفرق المخالفة في إثبات رؤية اللَّه تعالى في الآخرة.

خالف في ذلك فرقتان من فرق الضلال، وقد تفرقوا إلى ثلاث فرق، وهي كما يلي:

الفرقة الأولى: المعطلة من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الخوارج والزيدية والمرجئة، ذهبوا إلى نفي رؤية اللَّه تعالى في الآخرة، وحرفوها إلى معنى العلم به ومعرفته تعالى.

قال القاضي عبد الجبار المعتزلي: "ومما يجب نفيه عن اللَّه تعالى الرؤية"

(1)

.

وقال أيضًا: "الرؤية بالأبصار على اللَّه تستحيل، والرؤية بالمعرفة والعلم تجوز عليه"

(2)

.

وعندهم أن من زعم أن اللَّه يرى بالأبصار فهو مشبه للَّه بخلقه، والمشبه عندهم كافر باللَّه تعالى

(3)

.

قال القاضي عبد الجبار المعتزلي: "أعلم أن من خالفنا في هذه المسألة لا يخلو حاله من أحد أمرين: إما أن يحقق الرؤية فيقول: إن اللَّه يُرى بلا مقابلًا لنا أو حالًا في المقابل أو في حكم المقابل، أولا يحقق فيقول: إنه تعالى يُري بلا كيف، فمن ذهب إلى المذهب الأول فإنه يكون كافرًا؛ لأنه جاهل باللَّه تعالى، والجهل كفر، والدليل على ذلك إجماع الأمة، وإجماع الأمة حجة. ومن قال: إنه تعالى يُري بلا كيف فلا يكفر؛ لأن التكفير إنما يعرف شرعا، ولا دلالة من جهة الشرع يدل على ذلك"

(4)

.

الفرقة الثانية: وهم جمهور الأشاعرة المتأخرون، فقد ذهبوا إلى القول بأن اللَّه يرى بلا جهة، فأثبتوا رؤية اللَّه في الآخرة لورود النصوص والإجماع على ذلك، لكنهم جعلوا ذلك إلى غير جهة

(5)

.

الفرقة الثالثة: وذهب بعض الأشاعرة إلى القول بأن المقصود بالرؤية هو: "نوع إدراك هو كمالٌ ومزيد كشف بالإضافة إلى التخيل"

(6)

.

فجعلوا حقيقة الرؤية كشف وزيادةَ علمٍ باللَّه تعالى.

* * *

(1)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 232).

(2)

انظر: المختصر في أصول الدين للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 337).

(3)

انظر: الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد (ص 68).

(4)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 276 - 277).

(5)

انظر: الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به للباقلاني (ص 177 و 178).

(6)

انظر: الاقتصاد في الاعتقاد لأبي حامد الغزالي (ص 45).

ص: 199

‌الفصل الثاني: الأدلة الشرعية والعقلية التي استدل بها المعطلة لنفي رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة، والرد عليها.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: الأدلة الشرعية التي استدلت بها المعطلة على نفيهم رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

المطلب الثاني: الرد على شبه المعطلة في استدلالهم بالأدلة الشرعية لنفي رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

المطلب الثالث: الأدلة العقلية التي استدل بها المعطلة على نفيهم رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

المطلب الرابع: الرد على شبه المعطلة في استدلالهم بالأدلة العقلية لنفي رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

* * *

ص: 200

‌المطلب الأول: الأدلة الشرعية التي استدل بها المعطلة لنفي رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

استدل المعطلة على مذهبهم بعدة أدلة من القرآن الكريم وهي:

1 -

قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعام].

وجه الدلالة: أن الإدراك إذا قرن بالبصر لا يحتمل إلا الرؤية، وثبت أنه تعالى نفي عن نفسه إدراك البصر، ونجد في ذلك تمدُّحًا راجعًا إلى ذاته، وما كان من نفيه تمدُّحًا راجعًا إلى ذاته كان إثباته نقصًا، والنقائص غير جائزة على اللَّه تعالى في حال من الأحوال

(1)

.

وقالوا أيضًا: أنه نفى أن يدرك بالأبصار، وقد علمنا أن الإدراك إذا قرن بالبصر أفاد ما تفيده رؤية البصر، وإذا كان إذا أطلق فقد يستعمل بمعنى اللحوق، فيقال: أدرك الغلام إذا بلغ، وأدركت الثمرة إذا نضجت، وأدرك فلان فلانة إذا لحقه، وقال سبحانه:{حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ} [يونس: 90] يعني: لحقه الغرق، وقال سبحانه:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)} [الشعراء: 61] يعني: لملحوقون، وقد يقال عند الإطلاق: أدركت الحرارة والبرودة وأدركت الصوت، وكل ذلك إنما يصح إذا لم يقرن بالبصر، ومتي قرن به زال الاحتمال عنه، فاختص بفائدة واحدة وهي الرؤية بالبصر، فإذا صح ذلك فيجب أن يكون:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} في باب الدلالة على أنه لا يُرى، بمنزلة قوله لو قال:(لا تراه الأبصار) فثبت أنه نفى عن نفسه إدراك البصر فيتناول جميع الأبصار في جميع الأوقات، يبين ما ذكرناه: أنه لا فرق بين قولهم: أدركت ببصري هذا الشخص، وبين قولهم: رأيت ببصري هذا الشخص، أو أبصرت ببصري هذا الشخص، حتى لو قال: أدركت ببصري وما رأيت، أو رأيت وما أدركت لعد متناقضة، ومن علامات اتفاق اللفظين في الفائدة أن يثبتا في الاستعمال معًا ويزولا معًا، حتى لو أثبت بأحدهما ونفى بالآخر لتناقض الكلام

(2)

.

قالوا: ومما يؤيد العموم أن عائشة رضي الله عنها لما أنكرت قول ابن عباس في أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة المعراج تمسكت في نصرة ما ذهبت إليه بهذه الآية، ولو لم تكن هذه الآية مفيدة للعموم بالنسبة إلى كل الأشخاص وكل الأحوال لما تم ذلك الاستدلال، ولا شك أنها من أكثر الناس علمًا بلغة العرب، فثبت أن هذه الآية دالة على النفي بالنسبة إلى كل الأشخاص وذلك يفيد المطلوب.

(1)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 233).

(2)

انظر: المغني في أبواب التوحيد والعدل للقاضي عبد الجبار المعتزلي (4/ 144) وشرح الأصول الخمسة له أيضًا (ص 234).

ص: 201

وأيضًا: إن الباري تعالى تمدح بكونه لا يُرى، حيث إن قوله:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} وقعت في أثناء المدائح فإن ما قبلها مشتمل على المدح والثناء، وقوله بعدها:{وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} أيضًا مدح وثناء، فيجب أن يكون قوله:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} مدحا وثناء، وذلك يوجب الركاكة، وهي غير لائقة بكلام اللَّه تعالى وتقدس، وحينئذ نقول: إن كل ما كان عدمه مدحًا ولم يكن ذلك من باب الفعل كان ثبوته نقصا في حق اللَّه تعالى، والنقص على اللَّه تعالى محال، لقوله:{لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} [البقرة: 255] وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} [الشورى: 11] وقوله {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)} [الإخلاص: 3] إلى غير ذلك، فوجب أن يقال: كونه تعالى مرئيًا محال

(1)

.

2 -

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} [الأعراف: 143].

قالوا: دلت هذه الآية على عدم رؤية اللَّه تعالى على التأبيد في الدنيا والآخرة، وأنه مما يمتنع على اللَّه عز وجل، وذلك لما يلي:

الوجه الأول: قال تعالى: {لَنْ تَرَانِي} وكلمة "لن" تفيد النفي على التأبيد، قال الزمخشري:"إنها لتأكيد النفي الذي تعطيه لا، وذلك أن "لا" تنفي المستقبل، تقول: لا أفعل غدًا، فإذا أكدت نفيها قلت: لن أفعل غدًا، والمعنى أن فعله ينافي حالي، كقوله تعالى:{لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} [الحج: 73] فقوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] نفي للرؤية فيها يستقبل، و {لَنْ تَرَانِي} تأكيد وبيان؛ لأن النفي مناف لصفاته.

فإن قلتَ: كيف اتصل الاستدراك في قوله {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ} بما قبله؟

قلت: اتصل به على معنى: "أن النظر إليَّ محالٌ فلا تطلبه، ولكن عليك بنظر آخر وهو أن تنظر إلى الجبل الذي يرجف بك وبمن طلبت الرؤية لأجلهم كيف أفعل به وكيف أجعله، دكًّا بسبب طلبك الرؤية؛ لتستعظم

(1)

انظر: المغني في أبواب التوحيد والعدل للقاضي عبد الجبار المعتزلي (4/ 150) وشرح الأصول الخمسة له أيضًا (ص 235 - 237) وتفسير الرازي (13/ 99) الناشر: دار إحياء التراث العربي بيروت. الطبعة الثالثة 1420 هـ.

ص: 202

ما أقدمت عليه بما أريك من عظم أثره "كأنه عز وعلا حقق عند طلب الرؤية ما مثله عند نسبة الولد إليه في قوله: {. . . وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)} [مريم] "

(1)

.

قال القاضي عبد الجبار المعتزلي: "ولن موضوعة للتأبيد، فقد نَفَى أن يكون مرئيًا البتة، وهذا يدل على استحالة الرؤية عليه، فإن قالوا: أليس أنه تعالى قال حاكيا عن اليهود: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)} [البقرة: 95] أي: لا يتمنون الموت، ثم قال حاكيا عنهم:{وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77)} [الزخرف: 77]: فكيف يقال إن لَن موضوعة للتأبيد؟

قلنا: إنَّ "لَن" موضوعة للتأبيد، ثم ليس يجب أن لا يصح استعماله إِلا حقيقة، بل لا يمتنع أن يستعمل مجازًا، وصار الحال فيها كالحال في قولهم: أسد وخنزير وحمار، فكما أن موضعها وحقيقتها لحيوانات مخصوصة ثم تستعمل في غيرها على سبيل المجاز والتوسع، واستعمالهم في غيرها لا يقدح في حقيقتها كذلك ههنا"

(2)

.

الوجه الثاني: قوله تعالى: {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} [الأعراف: 143] ووجه الدلالة: أنه علق الرؤية حال تحركه وتدكدكه لا قبل ذلك.

قال القاضي عبد الجبار المعتزلي: "علَّقَ الرؤية باستقرار الجبل فلا يخلو: إما أن يكون علقها باستقراره بعد تحركه وتدكدكه، أو علقها به حال تحركه، لا يجوز أن تكون الرؤية علقها باستقرار الجبل؛ لأن الجبل قد استقر ولم ير موسى ربه، فيجب أن يكون قد علق ذلك باستقرار الجبل بحال تحركه، دالًّا بذلك على أن الرؤية مستحيلة عليه، كاستحالة استقرار الجبل حال تحركه، ويكون هذا بمنزلة قوله تعالى: {وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40] "

(3)

.

الوجه الثالث: قوله تعالى: {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143] فلو كانت الرؤية جائزة ممكنة لم يخر موسى صعقًا عند طلبه لها.

(1)

انظر: الكشاف للزمخشري (2/ 154) الناشر: دار الكتاب العربي بيروت. الطبعة الثالثة 1407 هـ.

(2)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 264 - 265).

(3)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 265).

ص: 203

قال الزمخشري: "وخرَّ موسى صعقًا من هول ما رأى، ومعناه: خر مغشيًا عليه غشيةً كالموت، ورُوي أن الملائكة مرت عليه وهو مغشيٌ عليه فجعلوا يلكزونه بأرجلهم ويقولون: يا ابن النساء الحيض أطمعت في رؤية رب العزة"

(1)

.

الوجه الرابع: قوله تعالى عن موسى: {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ} [الأعراف: 143] قالوا: فهذا تنزيه للَّه تعالى عما لا يجوز عليه وهو الرؤية، فقوله:{سُبْحَانَكَ} الكلمة للتنزيه، فوجب أن يكون المراد منه تنزيه اللَّه تعالى عما تقدم ذكره، والذي تقدم ذكره هو رؤية اللَّه تعالى. فكان قوله:{سُبْحَانَكَ} تنزيهًا له عن الرؤية، فثبت بهذا أن نفي الرؤية تنزيه للَّه تعالى، وتنزيه اللَّه إنما يكون عن النقائص والآفات وذلك على اللَّه محال فثبت أن الرؤية على اللَّه ممتنعة

(2)

.

قال الزمخشري: "فلما أفاق من صعقته قال: {سُبْحَانَكَ} أنزهك مما لا يجوز عليك من الرؤية وغيرها"

(3)

.

الوجه الخامس: قوله تعالى: عن موسى عليه السلام: {تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] قالوا: ولولا أن طلب الرؤية ذنب لما تاب منه، ولولا أنه ذنب ينافي صحة الإسلام لما قال:{وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}

(4)

.

قال الزمخشري: "تبت إليك من طلب الرؤية {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} بأنك لست بمرئي ولا تدرك بشيء من الحواس، فإن قيل: فإن كان طلب الرؤية للغرض الذي ذكرته فمم تاب؟ قلت: من إجرائه تلك المقالة العظيمة -وإن كان لغرض صحيح- على لسانه من غير إذن فيه من اللَّه تعالى"

(5)

.

3 -

أن اللَّه تعالى ما ذكر سؤال الرؤية إِلا استعظمه، وذلك في آيات، وهي:

1 -

قوله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النساء: 153] فسمَّي ذلك ظلما وعاقبهم في الحال، فلو كانت الرؤية

(1)

انظر: الكشاف للزمخشري (2/ 154) الناشر: دار الكتاب العربي بيروت. الطبعة الثالثة 1407 هـ.

(2)

انظر: تفسير الرازي (14/ 357).

(3)

انظر: الكشاف للزمخشري (2/ 155).

(4)

انظر: تفسير الرازي (14/ 357).

(5)

انظر: الكشاف للزمخشري (2/ 155 - 156) بتصرف يسير.

ص: 204

جائزة لجرى سؤالهم لها مجرى من يسأل معجزة زائدة، فإن قلت: أليس إنه سبحانه وتعالى قد أجرى إنزال الكتاب من السماء مجرى الرؤية في كون كل واحد منهما عُتُّوًا، فكما أن إنزال الكتاب غير ممتنع في نفسه فكذا سؤال الرؤية؟ قلت: الظاهر يقتضي كون كل واحد منها ممتنعة ترك العمل به في إنزال الكتاب فيبقى معمولا به في الرؤية.

2 -

وقوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)} [البقرة: 55] فإن الرؤية لو كانت جائزة لكان قولهم: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} كقول الأمم لأنبيائهم: "لن نؤمن إِلا بإحياء ميت" في أنه لا يُستعظم ولا تأخذهم الصاعقة.

3 -

وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21)} [الفرقان: 21] فالرؤية لو كانت جائزة وهي عند مجزيها من أعظم المنافع لم يكن التماسها عتوا لأن من سأل اللَّه تعالى نعمة في الدين أو الدنيا لم يكن عاتيا وجرى ذلك مجرى ما يقال: لن نؤمن لك حتى يحيي اللَّه بدعائك هذا الميت، فلو أن الرؤية كانت جائزة لما كان سؤالها عتوًا ومنكرًا، وذلك ممنوع

(1)

.

4 -

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)} [الشورى: 51]. ووجه الدلالة: أن اللَّه عز وجل حصر تكليمه للبشرة في الوحي إلى الرسل، وتكليمه لهم من وراء حجاب، وإرساله إياهم إلى الأمم ليكلمهم على ألسنتهم، وإذا لم يره من يُكلمه في وقت الوحي لم يره في غيره إجماعًا، وإذا لم يره هو أصلًا لم يره غيره أيضًا، إذ لا قائل بالفرق

(2)

.

* * *

(1)

انظر: تفسير الرازي (3/ 520) باختصار وتصرف، وشرح مواقف الإيجي لعلي الجرجاني (8/ 158) ضبطه وصححه: محمود الدمياطي. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1419 هـ.

(2)

انظر: شرح مواقف الإيجي لعلي الجرجاني (8/ 159).

ص: 205

‌المطلب الثاني: الرد على شبه المعطلة في استدلالهم بالأدلة الشرعية لنفي رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

‌الرد على حجتهم الأولى:

أن الآية الكريمة حجة عليهم، ولا حجة لهم فيها بأي حال من الأحوال، وذلك للأوجه التالية.

الوجه الأول: أن استدلالهم ذلك كذب على اللغة، ودعوى مجردة عن الدليل؛ لأن اللَّه تعالى إنما نفي الإدراك، والإدراك في اللغة معن زائد على النظر والرؤية، وهو معنى الإحاطة ليس هذا المعنى في النظر والرؤية، فالإدراك منفي عن اللَّه تعالى على كل حال في الدنيا والآخرة، برهان ذلك قول اللَّه عز وجل:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)} [الشعراء: 61] وأخبر تعالى أنه رأى بعضهم بعضًا فصحت منهم الرؤية لبني إسرائيل، ونفى اللَّه الإدراك بقول موسى عليه السلام لهم:{كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62] فأخبر تعالى أنه رأى أصحاب فرعون بني إسرائيل ولم يدركوهم، ولا شك في أن ما نفاه اللَّه تعالى غير الذي أثبته، فالإدراك غير الرؤية، والحجة لقولنا هو قول اللَّه تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22 - 23]

(1)

.

قال ابن تيمية: "الآية حجة عليهم لا لهم؛ لأن الإدراك إما أن يراد به مطلق الرؤية أو الرؤية المقيدة بالإحاطة، والأول باطل لأنه ليس كل من رأى شيئًا يقال أنه أدركه، كما لا يقال أحاط به، كما سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن ذلك فقال: ألست ترى السماء؟ قال: بلى، قال: أكلها ترى؟ قال لا".

ومن رأى جوانب الجيش أو الجبل أو البستان أو المدينة لا يقال أنه أدركها وإنما يقال أدركها إذا أحاط بها رؤية، ونحن في هذا المقام ليس علينا بيان ذلك وإنما ذكرنا هذا بيانا لسند المنع، بل المستدل بالآية عليه أن يبين أن الإدراك في لغة العرب مرادف للرؤية، وأن كل من رأى شيئًا يقال في لغتهم أنه أدركه، وهذا لا سبيل إليه، كيف وبين لفظ الرؤية ولفظ الإدراك عموم وخصوص أو اشتراك لفظي؟! فقد تقع رؤية بلا إدراك، وقد يقع إدراك بلا رؤية، فإن الإدراك يُستعمل في: إدراك العلم وإدراك القدرة، فقد يدرك الشيء بالقدرة وإن لم يشاهد: كالأعمى الذي طلب رجلًا هاربًا منه فأدركه ولم يره، وقد قال تعالى:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)} [الشعراء: 61 - 62] فنفى موسى الإدراك مع إثبات الترائي، فعلم أنه قد يكون رؤية بلا إدراك، والإدراك هنا هو: إدراك القدرة، أي ملحوقون محاط بنا، وإذا انتفى هذا الإدراك فقد تنتفي إحاطة البصر أيضًا.

(1)

انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (3/ 2 - 3) الناشر: مكتبة الخانجي القاهرة، بتصرف.

ص: 206

ومما يبين ذلك: أن اللَّه تعالى ذكر هذه الآية يمدح بها نفسه سبحانه وتعالى، ومعلوم أن كون الشيء لا يُرى ليس صفة مدح؛ لأن النفي المحض لا يكون مدح إن لم يتضمن أمرًا ثبوتيًا، ولأن المعدوم أيضًا لا يرى، والمعدوم لا يُمدح فعلم أن مجرد نفي الرؤية لا مدح فيه، وهذا أصل مستمر وهو أن العدم المحض الذي لا يتضمن ثبوتًا لا مدح فيه ولا كمال"

(1)

.

وقال ابن القيم: "فلم ينف موسى عليه السلام الرؤية، ولم يريدوا بقولهم: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} إنا لمرئيون؛ فإن موسى صلوات اللَّه وسلامه عليه نفى إدراكهم إياهم بقوله: {كَلَّا} وأخبر اللَّه سبحانه أنه لا يخاف دَرَكَهَم بقوله: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)} [طه: 77]. فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه، فالرب تعالى يُرى ولا يُدرك، كما لا يُعلم ولا يُحاط به، وهذا هو الذي فهمته الصحابة والأئمة من بعدهم من الآية. قال ابن عباس رضي الله عنهما: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] لا تحيط به الأبصار. وقال قتادة: "هو أعظم من أن تدركه الأبصار". وقال ابن عطية: "ينظرون إلى اللَّه ولا تحيط أبصارهم به من عظمته وبصرُه يحيط بهم"

(2)

.

الوجه الثاني: أن الآية رد عليكم، فهي حجة لأثبات الرؤية لا نفيها، وذلك لأمرين:

الأول: أن معنى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] كما جاء عن ابن عباس وجماعة من السلف: أن الإدراك المنفي هنا هو الإحاطة. والمعنى: لا تحيط به الأبصار

(3)

.

والإدراك قد يطلق على الإحاطة كثيرًا، كقوله:{أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ} [يونس: 90]، أي: أحاط به من جميع جهاته. {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء: 61] أي: محاط بنا. وعلى هذا فمعنى: {لَا تُدْرِكُهُ} أي: لا تحيط به الأبصار، وإن كانت تراه في الجملة، فالإدراك المنفي هو الإحاطة. والإحاطة لا يستلزم نفيها نفي مطلق الرؤية الثابت في الأحاديث المتواترة والآيات القرآنية.

الثاني: أن معنى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} أي: لا تدركه في دار الدنيا، بدليل قوله: في الآخرة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة]. فلما قيد نظرها إلى ربها بقوله: {يَوْمَئِذٍ} أي: يوم القيامة، عرفنا أن ذلك

(1)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (2/ 317 - 320) باختصار.

(2)

انظر: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم (620).

(3)

انظر: تفسير الطبري (9/ 459).

ص: 207

النظر مقيد بالقيامة، وأن:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} أي: في دار الدنيا. ولو سلمنا من أن الإدراك: الرؤية، وأن الآية عامة:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} فعمومها تخصصه آيات أخر بيوم القيامة (2): {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} وقوله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُون (15)} [المطففين] أي: بخلاف المؤمنين فليسوا بمحجوبين عن ربهم، وقد تقرر في الأصول أن المفهوم يخصص العام، سواء كان مفهوم موافقة، أو مفهوم مخالفة

(1)

.

الوجه الثالث: قد يقال أيضًا: إن المراد نفي الرؤية وقد عدم إذن اللَّه تعالى للأبصار بالإدراك، والدليل على صحة إرادة هذا القيد أن إرادة الإبصار فعل من أفعال العبيد وكسب من كسبهم، وقد ثبت بغير ما دليل أن العباد لا يقدرون على شيء من المقدورات إِلا بإذن اللَّه تعالى ومشيئته وتمكينه، فلا تدركه الأبصار إِلا بإذنه وهو المطلوب. ويؤيد هذا البيان ويشيد أركانه أنَّ:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] وقع بعد قوله سبحانه: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام: 102] ووجه التأييد: أن اللَّه تعالى أخبر بأنه على كل شيء وكيل أي متولٍّ لأموره، ومعلومٌ أن الأبصار من الأشياء وأن إدراكها من أمورها، فهو سبحانه وتعالى متوليها ومتصرف فيها على حسب مشيئته، فيفيض عليها الإدراك ويأذن لها إذا شاء كيف شاء وعلى الحد الذي شاء، ويقبض عنها الإدراك قبضًا كُليًا أو جُزئيًا في أي وقت شاء كيف شاء، ولا يخفى على هذا أنه غاية التمدح بالعزة والقهر والغلبة؛ فإن من هو على كل شيء وكيل إذا لم تدركه الأبصار إِلا بإذنه مع كونه يدرك الأبصار -ولا تخفى عليه خافية- كان ذلك غاية في عزته وقهره وكونه غالبًا على أمره

(2)

.

الوجه الرابع: أنَّ: "تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ" موجبة كلية؛ لأن موضعها جمع محلي كلية باللام الاستغراقية، وقد دخل عليها النفي فرفعها ورفع الموجبة الكلية سالبة جزئية، وبالجملة فيحتمل قوله:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] إسناد النفي إلى الكل، بأن يلاحظ أو لا دخول النفي، ثم ورود العموم عليه فيكون سالبة جزئية، ومع احتمال المعنى الثاني فلم يبق فيه حجة لكم علينا؛ لأن أبصار الكفار لا تدركه إجماعًا، هذا ما نقوله لو ثبت أن اللام في الجمع للعموم والاستغراق، وإلا عكسنا القضية وقلنا:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] سالبة مهملة في قوة الجزئية فالمعنى: لا تدركه بعض الأبصار، وتخصيص البعض بالنفي يدل بالمفهوم على الإثبات للبعض، فالآية حجة لنا لا علينا

(3)

.

(1)

انظر: العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (3/ 53 - 54) بتصرف. .

(2)

انظر: روح المعاني للألوسي (4/ 232).

(3)

انظر: شرح مواقف الإيجي للجرجاني (8/ 156 - 157)، "اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع" لأبي الحسن الأشعري (65).

ص: 208

الوجه الخامس: أن قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] الآية، وإن عمت في الأشخاص باستغراق اللام، فإنها لا تعم في الأزمان؛ لأنها سالبة مطلقة لا دائمة، ونحن نقول بموجبه حيث لا يرى في الدنيا

(1)

، وبهذا علمنا أن الوقت الذي قال إنه:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] فيه غير الوقت الذي أخبرنا أنها تنظر إليه فيه

(2)

.

الوجه السادس: ويقال لهم: إذا كان قول اللَّه سبحانه: في: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] في العموم كقوله: {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103]؛ لأن أحد الكلامين معطوف على الآخر فخبرونا أليس الأبصار والعيون لا تدركه رؤيةً ولا لمسًا ولا ذوقًا ولا على وجه من الوجوه؟ فإن قالوا: نعم، فيقال لهم: أخبرونا عن قوله تعالى: {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} أتزعمون أنه يدركها لمسًا وذوقًا بأن يلمسها؟ فمن قولهم: لا. فيقال لهم: فقد انتقض قولكم: إن قوله: {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} في العموم كقوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}

(3)

.

الوجه السابع: أما قولهم: "إن اللَّه تمدح بأن لا يرى"، فقول باطل؛ لأن العدم المحض الذي لا يتضمن إثباتًا لا مدح فيه ولا كمال.

قال ابن تيمية: "قوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]، إنما نفي الإدراك الذي هو الإحاطة، كما قاله أكثر العلماء. ولم ينف مجرد الرؤية، لأن المعدوم لا يُرى، وليس في كونه لا يُرى مدح، إذ لو كان كذلك لكان المعدوم ممدوحًا، وإنما المدح في كونه لا يُحاط به وإن رُئي، كما أنه لا يُحاط به وإن عُلم، فكما أنه إذا عُلم لا يحاط به علمًا، فكذلك إذا رُئي لا يحاط به رؤية.

فكان في نفي الإدراك من إثبات عظمته ما يكون مدحة وصفة كان، وكان ذلك دليلا على إثبات الرؤية لا على نفيها، لكنه دليل على إثبات الرؤية مع عدم الإحاطة، وهذا هو الحق الذي اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها

(4)

.

فتبين بهذا أن قول المعطلة النفاة دعو مجردة عن الدليل، فثبوت المدح في سياق الكلام ليس لهم فيه حجة على امتناع الرؤية، بل الحجة عليهم في إثبات صحة الرؤية؛ لأنه يمتنع حصول التمدح بنفي الرؤية، لمشاركة المعدوم في ذلك، وإنما يحصل التمدح بحيث تصح رؤيته، ثم إنه تعالى يحجب الأبصار عن رؤيته.

(1)

انظر: "شرح المواقف"(8/ 140).

(2)

انظر: اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع لأبي الحسن الأشعري (ص 65).

(3)

انظر: الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري (ص 59 - 60).

(4)

انظر: التدمرية لابن تيمية (ص 59).

ص: 209

قال ابن القيم: "هذه الآية وهي على جواز الرؤية أدل منها على امتناعها؛ فان اللَّه سبحانه إنما ذكرها في سياق التمدح، ومعلوم أن المدح إنما يكون بالأوصاف الثبوتية، وأما العدم المحض فليس بكمال ولا يمدح به، وإنما يمدح الرب تبارك وتعالى بالعدم إذا تضمن أمرًا وجوديًا: كتمدحه بنفي السنة والنوم المتضمن كمال القيومية، ونفي الموت المتضمن كمال الحياة، ونفي اللغوب والإعياء المتضمن كمال القدرة، ونفي الشريك والصاحبة والولد والظهير المتضمن كمال ربوبيته وإلهيئة وقهره، ونفي الأكل والشرب المتضمن كمال الصمدية وغناه، ونفي الشفاعة عنده بدون إذنه المتضمن كمال توحيده وغناه عن خلقه، ونفي الظلم المتظمن كمال عدله وعلمه وغناه، ونفي النسيان وعزوب شيء عن علمه المتضمن كمال علمه وإحاطته، وفي المثل المتضمن لكمال ذاته وصفاته، ولهذا لم يتمدح بعدم محض لا يتضمن أمرًا ثبوتيًا فإن المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم، ولا يوصف الكامل بأمر يشترك هو والمعدوم فيه، فلو كان المراد بقوله {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] أنه لا يُرى بحال لم يكن في ذلك مدح ولا كمال؛ لمشاركة المعدوم له في ذلك فان العدم الصرف لا يُرى ولا تُدركه الأبصار، والرب جل جلاله يتعالى إن يمدح بما يشاركه فيه العدم المحض، فإذا المعنى أنه يُرى ولا يُدرك ولا يُحاط به كما كان المعنى في قوله: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ} [يونس: 61] أنه يعلم كل شيء، وفي قوله: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38] أنه كامل القدرة، وفي قوله: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49] أنه كامل العدل، وفي قوله: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255] أنه كامل القيومية، فقوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] يدل على غاية عظمته وأنه أكبر من كل شيء وأنه لعظمته لا يدرك بحيث يحاط به فإن الإدراك هو الإحاطة بالشيء وهو قدر زائد على الرؤية"

(1)

.

‌الرد على حجتهم الثانية:

الرد على الوجه الأول: أن الآية الكريمة حجة عليهم وأنها تدل على إمكان رؤية اللَّه تعالى، وليس فيها ما يزعمونه من استحالة رؤية اللَّه تعالى وامتناعها، وقولهم ذلك باطل لغةً وشرعًا، بدليل ما يلي:

أن قولهم: "إن لن موضوعة للتأبيد" باطل، ومخالف للغة العرب وما دلت عليه من المعاني. قال أبو القاسم السهيلي:"إن العرب إنما تنفي بـ "لن" ما كان ممكنًا عند الخطاب مظنونًا أنه سيكون، فتقول له: "لن

(1)

انظر: حادي الأرواح لابن القيم (293 - 294).

ص: 210

يكون" لما يمكن أن يكون؛ لأن "لن" فيها معنى "أن"، وإذا كان الأمر عندهم على الشك لا على الظن كأنه يقول: أيكون أم لا يكون؟ -قلت: في النفي لا يكون- وهذا كله مُقوٍّ لتركيبها من "لا" و"أن"

(1)

.

وبهذا يتبين أن من زعم أن "لن" تفيد النفي على التأبيد المطلق فقوله باطل مردود.

قال الإمام جمال الدين بن مالك رحمه الله:

ومن رأى النفي بلن مؤبدا

فقوله أردد وخلافه اعضدا

(2)

وقال ابن القيم: "وقد أكذبهم اللَّه في قولهم بتأبيد النفي بـ "لن" صريحًا بقوله: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77)} [الزخرف: 77] فهذا تمنٍّ للموت، فلو اقتضت "لن" دوام النفي تناقض الكلام؛ كيف وهي مقرونة بالتأبيد بقوله: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} [البقرة: 95] ولكن ذلك لا ينافي تمنيه في النار؛ لأن التأبيد قد يراد به: التأبيد المقيد والتأبيد المطلق، فالمقيد كالتأبيد بمدة الحياة، كقولك: "واللَّه لا أكلمه أبدًا"، والمطلق كقولك: "واللَّه لا أكفر بربي أبدًا"، وإذا كان كذلك فالآية إنما اقتضت نفي تمني الموت أبد الحياة الدنيا، ولم يتعرض للآخرة أصلًا؛ وذلك لأنهم لحبهم الحياة وكراهتهم للجزاء لا يتمنون الموت وهذا منتف في الآخرة"

(3)

.

الرد على الوجه الثاني: أنه علقه على استقرار الجبل من حيث هو من غير قيد بحال السكون أو الحركة، وإلا لزم الإضمار في الكلام، وأنه -أي استقرار الجبل- من حيث هو ممكن قطعًا؛ إذ لو فُرض وقوعه لم يلزم منه محال لذاته، وأيضًا فاستقرار الجبل عند حركته أي في زمانها ليس بمحال؛ إذ في ذلك الوقت قد يحصل الاستقرار بدل الحركة ولا محذور فيه، إنما المحال هو الاستقرار مع الحركة في كونهما مجتمعين لا وقوع شيء منهما في وقت آخر بدل صاحبه

(4)

.

وقال ابن تيمية: "فأخبر سبحانه أنه تجلى للجبل وأنه لما تجلى له جعله دكًا فتجليه له: إما أن يكون مجرد خلق الرؤية فيه كما يقولون إن ذلك هو تجليه لسائر من يراه، أو يكون تجليه هو رفع الحجاب حتى ظهر للجبل؟ فإن كان التجلي هو خلق الرؤية كان قد أخبر أن الجبل أطاق رؤيته وأن الجبل رأى اللَّه، وإذا كان كذلك لم يجب أن يصير دكًا إذا ورد عليه ما يعجز عن مقاومته فإذا كان التجلي ليس هو إلا أن جُعل رائيًا فمعلوم أنه يكون

(1)

انظر: نتائج الفكر في النَّحو لأبي القاسم السُّهَيلي (ص 103) وأبو القاسم السهيلي ومذهبه النحوي لمحمد إبراهيم البنا (ص 361).

(2)

انظر: شرح الكافية الشافية لابن مالك (3/ 1515).

(3)

انظر: بدائع الفوائد لابن القيم (1/ 168).

(4)

انظر: شرح مواقف الإيجي للجرجاني (8/ 121).

ص: 211

قادرًا على ما جُعل فاعلًا له فلا يكون دكًا ولو كان كذلك لكان العبارة المناسبة أن يقال: فلما رأى الجبلُ ربَّه جعله دكًا فلما دل القرآن مع ما ورد به الحديث في تفسير هذه الآية أن التجلي هو ظهوره وأنه مع ذلك قد لا يطيق المتجلي له رؤيته لعجزه وأن التجلي ليس هو خلق الرؤية فيه علم أنه قد يتجلى لمن يراه ولمن لا يراه وأن التجلي ليس هو خلق الرؤية فيه عند الاحتجاب فعلم أن هناك حجابا خارجًا عن الإنسان وأن التجلي يكون برفع كل الحجاب"

(1)

.

الرد على الوجه الثالث: أنه ليس فيها دلالة على المنع، بل إن دلالتها على الجواز أقرب؛ فإن الصعق لم يحدث لموسى عليه السلام إلا عندما رأى الجبل يتدكدك لمَّا تجلى له الرب تبارك وتعالى ظهورا، أو على القول أن موسى رأى اللَّه -على ضعفه- فصعق، وهذا يدل على الجواز وإنما كان الصعق نتيجة عدم تحمل موسى رؤية اللَّه تعالى في هذه الدار الفانية.

أما ما ذكره الزمخشري من الأثر المروي عن ابن عباس في "مرور الملائكة على موسى وهو صَعِق" فباطل؛ لإنه من رواية الواقدي

(2)

، والواقدي متروك لا يحتج به.

وقد احتج برواية باطلة، وترك الأحاديث الكثيرة الصحيحة المتواترة، والتي تثبت رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

وهذه حكاية إنما يوردها من يتعسف لامتناع الرؤية فيتخذها عونًا وظهرا على المعتقد الفاسد. والوجه التورك بالغلط على ناقلها، وتنزيه الملائكة عليهم السلام من إهانة موسى كليم اللَّه بالوكز بالرجل والغمص في الخطاب"

(3)

.

على أن هناك رواية أخرى لذلك الأثر، وهي أقل ضعفا منها من طريق: أبي سعد سعيد بن المرزبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:{وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143] فمَرَّت به الملائكةُ وقد صُعق، فقالت: يا ابن النساء الحيض لقد سألت ربك أمرًا عظيمًا. فلما أفاق قال: سبحانك لا إله إلا أنت، تبت إليك، وأنا أول المؤمنين، قال: أنا أول من آمن أنه لا يراك أحد من خلقك، يعني في الدنيا"

(4)

.

(1)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (8/ 131 - 132).

(2)

انظر: الكشف والبيان عن تفسير القرآن الثعلبي (4/ 279).

(3)

انظر: الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال لأحمد الإسكندري المالكي (2/ 115) من هامش الكشاف.

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره (10/ 433)، وفيه أبو سعد سعيد بن المرزبان البقال التابعي المقرئ تلميذ ابن عباس، وقد ضُعف، وبعضهم يوثقه، على خلاف بينهم فيه، انظر: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي (4/ 432 - 436).

ص: 212

وهي كما ترى لا تنفي الرؤية مطلقًا، إنما تمنع منها في الدنيا فقط، وتبين أن المراد بالإيمان به تعالى أي: أنه لا يراه أحد من خلقه في الدنيا.

الرد على الوجه الرابع: أن التسبيح كما أنه تنزيه للَّه تعالى عن النقائص، فهو كذلك تعظيم وإجلال للَّه تعالى. والمراد هو تنزيه اللَّه تعالى وتعظيمه وإجلاله عن أن يُرى في الدنيا أو أن يتحمل رؤيته مخلوق في هذه الدنيا، بل ثبتت الرؤية للَّه تعالى في الدار الآخرة عن اللَّه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.

والرؤية ليست كما تزعمون من النقائص، فإنها في المخلوق كمال وكل كمال اتصف به المخلوق لا نقص فيه بحال فاللَّه أحق وأولى أن يتصف به، لا سيما وقد أثبتها اللَّه لنفسه، وخص بها أهل جنته، وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، بل وسألها موسى عليه السلام في الدنيا، ولم يعاتبه اللَّه على ذلك، فكيف يقال بعد ذلك: أنها من النقائص وجميع الأدلة من الكتاب والسنة خلاف ذلك؟

وقد سبق أن بيَّنَّا أن الذي تمتنع رؤيته بإطلاق هو المعدوم، وأن ذلك لا مدح فيه البته بأي وجه من الوجوه، وهذا هو الذي يتنزه اللَّه تعالى عنه.

الرد على الوجه الخامس: أن قولكم ذلك لم يقله أحد من سلف الأمة وأئمتها لا من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان. وليست توبة موسى عليه السلام بعدما أفاق لذنب قاله أو فعله، وإنما لأنه علم أن رؤية اللَّه في الدنيا غير ممكنة لأحد من البشر، بدليل اندكاك الجبل حينما تجلى اللَّه تعالى له.

قال مجاهد: "سبحانك تبت إليك"، أن أسألك الرؤية"

(1)

.

وأيضًا لم يعاتبه اللَّه تعالى على سؤاله الرؤية، ولم ينهه عن ذلك كما نهى نوحًا عليه السلام في سؤاله منه تعالى أن ينجي ولده الذي أُغرق لأنه من أهله، حينما قال اللَّه تعالى له:{قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)} [هود: 46]. ولذلك سارع نوح عليه السلام للاستعاذة باللَّه من سؤاله ذلك، وبادر بالتوبة وطلب المغفرة والرحمة منه تعالى، كما قال اللَّه تعالى عنه:{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)} [هود: 47].

قال الباقلاني: "لم يقل جل اسمه أنه تاب من مسألته إياه الرؤية، فيمكن أن يكون ذكر ذنوبا له قد قدم التوبة منها، فجدد التوبة عند ذكرها لهول ما رأى، كما يسارع الناس إلى التوبة ويجددونها عند مشاهدة الأهوال

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره (10/ 434).

ص: 213

والآيات، ويحتمل أن يكون المعنى في قوله:{تُبْتُ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143] من ترك استئذاني لك في هذه المسألة العظيمة، ومثلها ما لا يكون معه تكليف لمعرفتك والعلم بك.

ويحتمل أن يكون أراد بقوله: {تُبْتُ إِلَيْكَ} أي: تبت إليك أن أسألك الرؤية لهول ما أصابني، لا لأنها مستحيلة عليك، ولا لأني عاص في سؤالي، كما يقول القائل: تبت من كلام فلان ومعاملته، ومن ركوب البحر، ومن الحج ماشيًا، إذا ناله في ذلك تعب ونصب وشدة، وإن كان ذلك مباحًا حسنًا جائزًا، والتوبة هي الرجوع عن الشيء، ومن ذلك سمي الإقلاع عن الذنوب والعود إلى طاعة اللَّه تعالى توبة منها، ومعنى المراد بقوله:{ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} [التوبة: 118] أي: رجع بهم إلى التفضل والامتنان ليرجعوا عما كانوا عليه، فقوله:{تُبْتُ إِلَيْكَ} أي: رجعت عن سؤالي إياك الرؤية، وهذا هو أصل التوبة، وليس الرجوع عن الشيء يقتضي كونه عصيانًا فبطل تعلقهم بالآية"

(1)

.

وقال الواحدي: "تبت إليك من مسألتي الرؤية، وذلك أنه سألها من غير استئذان من اللَّه، فلذلك تاب"

(2)

.

وقال الزجاج: "وقوله: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143]. أي: أول المؤمنين بأنك لا تُرى في الدنيا"

(3)

.

وقال ابن أبي زمنين: "يعني: المصدقين بأنك لا تُرى في الدنيا"

(4)

.

وقال السمعاني: " {تُبْتُ إِلَيْكَ} يعني: من سؤال الرؤية قبل الإذن {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} يعني: أنا أول المؤمنين بأن من يراك متجليًا في الدنيا لا يستقر مكانه، وقيل معناه: أنا أول المؤمنين بأنك لا تُرى في الدنيا"

(5)

.

وقال القرطبي: "وأجمعت الأمة على أن هذه التوبة ما كانت عن معصية"

(6)

.

(1)

انظر: التمهيد للباقلاني (ص 270 - 271) عني بتصحيحه: ريتشرد مكارئي اليسوعي. المكتبة الشرقية بيروت. 1957 م.

(2)

انظر: تفسير الوسيط للواحدي (2/ 480).

(3)

انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (2/ 374).

(4)

انظر: تفسير ابن أبي زمنين (2/ 141).

(5)

انظر: تفسير السمعاني (2/ 213).

(6)

انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (7/ 279).

ص: 214

فإذا كان الجبل العظيم الراسي القوي لم يصمد لرؤية اللَّه تعالى بل تفتت وتدكدك حتى استوى بالأرض، فلا يمكن لبشر بعد ذلك أن يرى اللَّه تعالى في الدنيا عيانًا.

بل المَلَك المخلوق لا أحد يستطع رؤيته في الدنيا على خلقته التي خلقه اللَّه عليها إلا من ثبته اللَّه تعالى من الأنبياء والمرسلين، أما سائر البشر فلا يستطيعون ذلك.

قال ابن تيمية: " {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] قيل: أول المؤمنين بأنه لا يراك حي إلا مات، ولا يابس إلا تدهده، فهذا للعجز الموجود في المخلوق، لا لامتناعٍ في ذات المرئي، بل كان المانع من ذاته، لم يكن إلا لنقص وجوده حتى ينتهي الأمر إلى المعدوم الذي لا يتصور أن يُرى خارج الرائي، ولهذا كان البشر يعجزون عن رؤية المَلَك في صورته إلا من أيده اللَّه، كما أيد نبينا صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)} [الأنعام: 8 - 9] قال غير واحد من السلف: هم لا يطيقون أن يروا المَلَك في صورته، فلو أنزلنا إليهم ملَكًا لجعلناه في صورة بشر، وحينئذ كان يشتبه عليهم هل هو ملك أو بشر، فما كانوا ينتفعون بإرسال الملك إليهم، فأرسلنا إليهم بشرًا من جنسهم يمكنهم رؤيته والتلقي عنه، وكان هذا من تمام الإحسان إلى الخلق والرحمة"

(1)

.

وقد رد الإمام ابن القيم عليهم في استدلالهم بهذه الآية ردا مفصلًا، فقال رحمه الله: "وقد أخبر اللَّه سبحانه وتعالى عن أعلم الخلق به في زمانه وهو كليمه ونجيه وصفيه من أهل الأرض أنه سأل ربه تعالى النظر إليه فقال له ربه تبارك وتعالى: {لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143]. وبيان الدلالة من هذه الآية من وجوه عديدة:

أحدها: أن لا يظن بكليم الرحمن ورسوله الكريم عليه أن يسأل ربَّه ما لا يجوز عليه، بل هو من أبطل الباطل وأعظم المحال.

الوجه الثاني: أن اللَّه سبحانه وتعالى لم ينكر عليه سؤاله، ولو كان محالا لأنكره عليه.

الوجه الثالث: أنه أجابه بقوله: {لَنْ تَرَانِي} ولم يقل: إني لا أُرى، ولا: إني لست بمرئي، ولا تجوز رؤيتي، والفرق بين الجوابين ظاهر لمن تأمله، وهذا يدل على أنه سبحانه وتعالى مَرئٌّ، ولكن موسى لا تحتمل قواه رؤيته في هذه الدار؛ لضعف قوى البشر فيها عن رؤيته تعالى يوضحه:

(1)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (2/ 333).

ص: 215

الوجه الرابع: وهو قوله: {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} [الأعراف: 143] فأعلمه ان الجبل مع قوته وصلابته لا يثبت لتجليه له في هذه الدار، فكيف بالبشر الضعيف الذي خلق من ضعف؟.

الوجه الخامس: أن اللَّه سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل الجبل مستقرًا مكانه، وليس هذا بممتنع في مقدوره، بل هو ممكن وقد علق به الرؤية، ولو كانت مُحالًا في ذاتها لم يُعلِّقها بالممكن في ذاته.

الوجه السادس: قوله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143] وهذا من أبين الأدلة على جواز رؤيته تبارك وتعالى؛ فإنه إذا جاز أن يتجلى للجبل الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب، فكيف يمتنع أن يتجلى لأنبيائه ورسله وأوليائه في دار كرامته ويريهم نفسه؟ وأعلم سبحانه موسى أن الجبل إذا لم يثبت لرؤيته في هذه الدار فالبَشَرُ أضعف.

الوجه السابع: أن ربه سبحانه قد كلمه منه إليه، وخَاطبه وناداه وناجاه، ومن جاز عليه التكلم والتكليم وأن يسمع مخاطِبه كلامه معه بغير واسطة فرؤيته أولى بالجواز، ولهذا لا يتم إنكار الرؤية إلا بإنكار التكليم، وقد جمعت هذه الطوائف بين إنكار الأمرين، وأما قوله تعالى:{لَنْ تَرَانِي} فإنما يدل على النفي في المستقبل، ولا يدل على دوام النفي ولو قيدت بالتأبيد، فكيف إذا أطلقت؟! قال تعالى:{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} [البقرة: 95] مع قوله تعالى: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77]

(1)

.

‌الرد على الحجة الثالثة:

أما الآية الأولى والثانية: فإن الاستعظام إنما كان لطلبهم الرؤية استخفافًا وعنادًا وتعنتًا وإنكارًا لنبوة موسى عليه السلام، وليس طلبا للعلم ولا الازدياد منه. قال أبو الحسن الأشعري:"إن بني إسرائيل سألوا رؤية اللَّه عز وجل على طريق الإنكار لنبوة موسى صلى الله عليه وسلم، وترك الإيمان به حتى يروا اللَّه، لأنهم قالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55] فلما سألوه الرؤية على طريق ترك الإيمان بموسى صلى الله عليه وسلم حتى يريهم اللَّه نفسه، استعظم سؤالهم من غير أن تكون الرؤية مستحيلة عليه، كما استعظم اللَّهُ سؤال أهل الكتاب أن ينزل عليهم كتابًا من السماء من غير أن يكون ذلك مستحيلًا، ولكن لأنهم أبوا أن يؤمنوا بنبي اللَّه حتى ينزل عليهم من السماء كتابًا"

(2)

.

(1)

انظر: حادي الأرواح لابن القيم (ص 285 - 287) باختصار.

(2)

انظر: الإبانة عن أصول الديانة للأشعري (ص 48).

ص: 216

وقال الباقلاني: "لم ينكر اللَّه تعالى مسألة خلاف بني إسرائيل أن ينزل عليهم كتابًا من السماء، ومسألة أسلافهم أن يروا اللَّه جهرة لاستحالة ذلك؛ وإنما أنكره لأنهم سألوا ذلك على طريق العناد لموسى ومحمد صلى اللَّه عليهما، والشك في نبوتهما، والتقدم بين أيديهما، والامتناع من فعل ما أوجب عليهم من الإيمان باللَّه عز وجل، حتى يفعل ما يؤثرونه ويقتاتونه"

(1)

.

ومما يبين ذلك ويوضحه أن اللَّه أكرم بني إسرائيل بكثير من الإكرام ونجاهم من كثير من الهلاك، وأنزل عليهم كثيرًا من الآيات، ومع ذلك لم يؤمنوا بذلك كله وطلبوا من موسى أن يروا اللَّه جهرة في الدنيا -مع علمهم بامتناع ذلك- عنادًا واستخفافًا.

قال الطبري: "فأعلم ربنا تبارك وتعالى الذين خاطبهم بهذه الآيات من يهود بني إسرائيل، الذين كانوا على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنهم لن يعدوا أن يكونوا -في تكذيبهم محمدًا صلى الله عليه وسلم وجحودهم نبوته، وتركهم الإقرار به وبما جاء به، مع علمهم به ومعرفتهم بحقيقة أمره- كأسلافهم وآبائهم الذين قص اللَّه علينا قصصهم

(2)

.

أما الآية الثالثة: فيقال: أنهم سبق وأن طلبوا إنزال الملائكة ورؤية اللَّه تعالى، كما في قوله تعالى:{أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} [الإسراء: 92] وهم طلبوا قبل ذلك وبعده كثيرًا من الآيات تعنتًا وعنادًا واستكبارًا واستخفافًا.

قال الزجاج: "فأعلَمَ اللَّه عز وجل أن الذين لا يوقنون بالبعث، ولا يرجون الثواب على الأعمال عند لقاء اللَّه طلبوا من الآيات ما لم يأت أمة من الأمم، فأعلم اللَّه عز وجل أنهم قد استكبروا في أنفسهم وعَتوا عُتوًا كبيرًا"

(3)

.

فتبين بهذا أنهم لم يطلبوا ذلك طلب عِلْمٍ لينتفعوا به ويزدادوا منه، وإنما كان ذلك سؤال تحدٍّ واستكبارٍ وعُتوٍّ؛ لأنهم طلبوا ذلك في الدنيا.

قال الواحدي: "وإنما وصفوا بالعتو عند طلب الرؤية؛ لأنهم طلبوها في الدنيا عنادًا للحق وإباءً على اللَّه ورسوله في طاعتهما"

(4)

.

(1)

انظر: التمهيد للباقلاني (ص 273).

(2)

انظر: إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم (2/ 305).

(3)

انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (4/ 63).

(4)

انظر: الوسيط للواحدي (3/ 338).

ص: 217

ومما يوضحه: "أن أصحاب موسي سألوا موسى رؤية اللَّه في الدنيا إلحافًا فقالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55] لم يقولوا: حتى نرى اللَّه في الآخرة، ولكن في الدنيا، وقد سبق من اللَّه القول بأنه: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] أبصار أهل الدنيا فأخذتهم الصاعقة بظلمهم وسؤالهم ما حظره على أهل الدنيا، ولو قد سألوه رؤيته في الآخرة كما سأل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدًا صلى الله عليه وسلم لم تصبهم تلك الصاعقة ولم يقل لهم إلا ما قال محمد صلى الله عليه وسلم لأصحابه إذ سألوه: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: (نعم لا تضارون في رؤيته) فلم يعبهم اللَّه تعالى ولا رسوله بسؤالهم عن ذلك بل حَسَّنه لهم وبشَّرهم بشرى جميلة"

(1)

.

‌الرد على حجتهم الرابعة:

أن دلالة الآية على إثبات الرؤية أدل منها على امتناعها، وذلك لما يلي:

1 -

أنه أثبت التكليم من وراء حجاب، ولا يكون حجاب إلا لرؤية

(2)

.

2 -

أن التكليم من وراء حجاب نوع غير الوحي، ويقتضي وأن المكلَّم بذلك محجوب أن يرى اللَّه؛ لأن التكليم المسموع قد يكون مع رؤية المستمع للمتكلم، وقد يكون مع كونه محجوبًا عنه، بخلاف الوحي، فإنه يقع في قلبه

(3)

.

3 -

أن الحجاب عن الرؤية المذكور في الآية الكريمة إنما هو في الدنيا، فلا يمكن لمخلوق أن يرى اللَّه تعالى، أما الآخرة، فاللَّه تعالى يرفع الحجاب عمن شاء من خلقه فيرونه عَيانًا كما روى عن عدي بن حاتم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه"

(4)

.

* * *

(1)

انظر: نقض الدّارميّ على بشر المريسيّ (1/ 367) تحقيق: رشيد الألمعي. الناشر: مكتبة الرشد الرياض. الطبعة الأولى 1418 هـ.

(2)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (4/ 454).

(3)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (10/ 213).

(4)

انظر: أخرجه البخاري (رقم 6539 و 7512 و 7443) واللفظ له، ومسلم (رقم 1016) وغيرهما.

ص: 218

‌المطلب الثالث: الأدلة العقلية التي استدل بها المعطلة لنفي رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

استدل المعطلة من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم على مذهبهم بأدلة عقلية، وهي شبهات إبليسية، جعلوها حجة في معارضتهم للآيات الكريمة والأحاديث الثابتة الصحيحة، وهي كما يلي:

‌أولًا: دليل الموانع:

وهو زعمهم أن اللَّه عز وجل لا يُرى لاستحالة رؤيته، وليس لامتناعها، ففرق بين النوعين. قال القاضي عبد الجبار المعتزلي:"ما لا يُرى ينقسم إلى: ما لا يُرى لمنع، وإلى ما لا يُرى لاستحالة الرؤية عليه، والقديم تعالى إنما يُرى لاستحالة الرؤية عليه لا لمنع"

(1)

.

وقال أيضًا: "والموانع المعقولة من الرؤية ستة: الحجاب، والرقة، واللطافة، والبعد المُفرِط، وكون المرئي في غير جهة محاذاة الرائي، وكون محله ينقض هذه الأوصاف، وشيء منها لا يجوز على اللَّه تعالى بحال من الأحوال

(2)

.

وهذه الشروط الستة الأخيرة لا يمكن اعتبارها إلا في رؤية الأجسام، واللَّه تعالى ليس بجسم، فلا يمكن اعتبار هذه الشرائط في رؤيته، فعلى هذا ولو صحت رؤيته لوجب أن لا يصير في حصول رؤيته إلا أمران: سلامة الحاسة، وكونه بحيث يصح أن يُرى، وهذان الأمران حاصلان الآن، فثبت أنه لو صحت رؤيته لوجب أن نراه الآن، ولمَّا لم يكن الأمر كذلك وجب أن يقال: إنما لا نراه الآن لأنه لا تصح رؤيته

(3)

.

والموانع على ضربين: أحدهما ما يمنع بنفسه، والثاني: يمنع بشرط.

أما المانع بنفسه فهو: كالحجاب، وكون المرئي في غير جهة محاذاة الرائي.

وأما المانع بشرط فهو على قسمين:

الأول: ما يمنع لأمر يرجع إلى الرائي.

والثاني: ما يمنع لأمر يرجع إلى المرئي.

وما يرجع إلى الرائي: فهو كالرقة واللطافة، فإنه إنما يمنع لأمر يرجع إلى الرائي وهو ضعف الشعاع. وأما ما يرجع إلى المرئي: فنحو البعد المُفْرِط، فإنه إنما لا يُرى لبعده، حتى لو قربُ لرُئي

(4)

.

(1)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 253).

(2)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 257 - 258) والأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 297 - 298).

(3)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 297).

(4)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 259 - 260).

ص: 219

‌ثانيًا: دليل المقابلة:

وهو أن الرؤية تقتضي مقابلة المرئي للرائي، وإذا كان كذلك فتكون الرؤية ممتنعة في حق اللَّه عز وجل. قال عبد الجبار المعتزلي: "إن الواحد منا راء بحاسة، والرائي بالحاسة لا يرى الشيء إلا إذا كان مقابلًا أو حالًا في المقابل أو في حكم المقابل، وقد ثبت أن اللَّه تعالى لا يجوز أن يكون مقابلًا ولا حالًا في المقال ولا في حكم المقابل، وهذه الدلالة مبنية على أصول:

أحدها: أن الواحد منا راءٍ بالحاسة.

والثاني: أن الرائي بالحاسة لا يرى الشيء إلا إذا كان مقابلًا أو حالًا في المقابل أو في حكم المقابل.

والثالث: أن القديم تعالى لا يجوز أن يكون مقابلًا ولا حالًا في المقابل ولا في حكم المقابل.

أما الأول: فالذي يدل عليه أن أحدنا متى كان له حاسة صحيحة والموانع مرتفعة والمُدركُ موجود: يجب أن يرى، ومتى لم يكن كذلك استحالة أن يُرى، فيجب أن يكون لصحة الحاسة في ذلك تأثير؛ لأن بهذه الطريقة يعلم تأثير المؤثرات من الأسباب والعلل والشروط.

وأما الثاني: فالشيء المرئي إذا كان كذلك وجب أن يُرى، وإذا لم يكن كذلك لم يُر، فيجب أن تكون المقابلة أو ما في حكمها شرطًا في الرؤية؛ لأنه بهذه الطريقة يعلم تأثير الشروط.

وأما الثالث: فلأن المقابلة والحلول إنما تصح على الأجسام والأعراض واللَّه تعالى ليس بجسم ولا عرض فلا يجوز أن يكون مقابلًا ولا حالًا في المقابل ولا في حكم المقابل"

(1)

.

‌ثالثًا: دليل الانطباع:

وهو: أن كل ما يكون مرئيًا فلا بد وأن تنطبع صورته ومثاله في العين، واللَّه تعالى يتنزه عن الصورة والمثال، فوجب أن تمتنع رؤيته

(2)

.

‌رابعًا:

أن كل ما كان مرئيًا فلا بد له من لون وشكل، ودليله الاستقراء واللَّه تعالى منزه عن ذلك فوجب ألا يرى

(3)

.

* * *

(1)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 248 - 249) والأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 297 - 298).

(2)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 298).

(3)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 298) والتمهيد للباقلاني (ص 278).

ص: 220

‌المطلب الرابع: الرد على شبه المعطلة في استدلالهم بالأدلة العقلية لنفي رؤية اللَّه تعالى في الدار الآخرة.

‌الرد على الدليل الأول وهو دليل الموانع:

1 -

قال الرازي: لا نسلم أن عند حصول الشرائط الثمانية يجب حصول الإبصار، ويدل على أنه غير واجب عقلًا وجهان:

أولا: أنا نرى الجسم الكبير من البعد صغيرًا وإن رأينا جميع أجزائه، وجب أن لا نراه صغيرًا، بل كبيرًا، وإن لم نر شيئًا من أجزائه وجب ألا نراه البتة. وإن رأينا بعض أجزائه دون البعض مع أن جميع الأجزاء بالنسبة إلى "القرب والبعد واللطافة والكثافة وعدم الحجاب وسلامة الحاسة وصحة الرؤية" متساوية لزم أن لا يكون الإدراك مع حصول هذه الشروط متساويًا.

ولا يقال: إنا إذا أبصرنا شيئًا اتصل بطرفيه من العين خطان شعاعيان كساقي المثلث، وصار عرض المرئي كمالخط الثالث، فحصل هناك مثلث، ثم يخرج من نقطة الناظر خط آخر إلى وسط المرئي قائم عليه، يقسم ذلك المثلث الأول إلى مثلثين، وكل واحد منهما مثلث قائم الزاوية، وهذا يصلح أن يكون وترا لكل واحد من الزاويتين الحادتين الواقعتين على طرفي المثلث الأول الكبير، والخطان الطرفيان كل واحد منهما وتر للزاويتين القائمتين، ولا شك أن وتر القائمة أعظم من وتر الحادة، فالخطان الطرفيان كل واحد منهما أطول من الخط الوسطي، وإذا كان ذلك كذلك لم تكن أجزاء المرئي بالنسبة إلى الرائي متساوية في القرب والبعد، لأنا نقول: لنفرض أن هذا التفاوت واقع بمقدار شبر، فلو كان المانع من الرؤية هذا القدر من التفاوت في البعد لكنا إذا جعلنا المرئي أبعد مما كان قبل ذلك بمقدار شبر وجب أن لا نراه البتة، لكنا نراه، فعلمنا أنه ليس السبب في عدم رؤية بعض الأجزاء ذلك القدر من التفاوت في البعد"

(1)

.

فإن قيل: لا يلزم من رؤيتنا جميع أجزائه أن نراه كبيرا، وإنما يلزم ذلك أن لو كانت رؤيته صغيرا وكبيرا بحسب رؤية الأجزاء وعدمها وهو ممنوع.

قلنا: وضعفه ظاهر بناء على تركب الأجزاء التي لا تتجزأ، إذ على هذا التقدير إن رأى الأجزاء كلها وجب أن يرى الجسم كما هو في الواقع سواء كان قريبا أو بعيدا، وذلك لأن الرؤية لكلٍّ منها أو بعضها أصغر مما هو عليه توجب الانقسام فيما لا يتجزأ لثبوت ما هو أصغر منه، ورؤية كل من الأجزاء أكبر مما هو عليه

(1)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 301 - 302).

ص: 221

بمثل أو بأزيد منه توجب ألا يرى إلا ضعفا أو أكبر من ذلك، وهو باطل قطعا، ورؤيته أكبر بأقل من مثل توجب الانقسام، ورؤية بعضها على ما هو عليه بعضها أكبر بمثل توجب ترجيحا بلا مرجح، فوجب أن يرى الكل على حاله، فلا تفاوت حينئذ بالصغر والكبر، فتعين أن يكون التفاوت بحسب رؤية بعض دون بعض

(1)

.

ثانيا: إذا نظرنا إلى مجموع كفٍّ من التراب، رأيناه وذلك الكيف من التراب عبارة عن مجموع تلك الذوات وتلك الأجزاء الصغيرة، فإما أن يكون إدراك كل واحد من تلك الذوات مشروطا بإدراك الآخر فيلزم الدور؟ وإما أن لا يكون إدراك شيء منها مشروطا بإدراك الآخر وحينئذ يكون إدراك كل واحد من تلك الذوات حالتي الاجتماع والانفراد على السوية؟ مع أنا نراها حال الاجتماع ولا نراها حال الانفراد، وحينئذ لا يكون الإدراك واجب الحصولِ عند حصول تلك الشرائط، وإما أن يكون إدراك البعض مشروطا بإدراك الباقي ولا ينعكس، وهذا محال، ومع أنه محال فالمقصود حاصل.

أما أنه محال: فلأن الأجزاء متساوية فيكون هذا مفتقرا إلى ذلك، مع أن ذلك غني عن هذا، وهذا ترجيح من غير مرجح وهو محال، وأما أن المقصود حاصل، فلأن إدراك أحد تلك الأجزاء إذا كان غنيا عن إدراك الآخر كان حاله عند الاجتماع وعند الانفراد في صحة الإدراك على السوية، وحينئذ يعود المحذور، فهذان برهانان قويان في بيان أنه عند حصول هذه الشرائط فالإدراك غير واجب الحصول.

وقولهم: لو لم يجب الإدراك لجاز أن يكون بحضرتنا جبال وبوقات ونحن لا نراها ولا نسمعها

(2)

.

قلنا: هذا معارض بجملة العاديات، فإن الأمور العاديَّة تجوز نفائضها مع جزمنا بعدم وقوعها، ولا سفسطة هاهنا، فكذا الحال في الجبال الشاهقة التي لا نراها، فإنا نجوز وجودها وتجزم بعدمها؛ وذلك لأن الجواز لا يستلزم الوقوع ولا ينافي الجزم بعدمه، فمجرد تجويزها لا يكون سفسطة.

ثم نقول: إن كان مأخذ الجزم بعدم الجبل المذكور ما ذكرتم من وجوب الرؤية عند اجتماع شرائطها لوجب أن لا نجزم به إلا بعد العلم بهذا، واللازم باطل؛ لأنه لا يجزم به من لا يخطر بباله هذه المسألة؛ ولأنه ينجر إلى أن يكون ذلك الجزم نظريا مع اتفاق الكل على كونه ضروريا

(3)

.

(1)

انظر: شرح المواقف للجرجاني (8/ 152 - 153) باختصار.

(2)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 303).

(3)

انظر: شرح المواقف للجرجاني (8/ 152 - 153).

ص: 222

سلمنا أنه عند حضور هذه الشرائط في الشاهد يكون الإدراك واجب الحصول، فلم قلتم: أن في حق اللَّه تعالى يجب أن يكون كذلك؟ وتحقيقه هو: أن ذات اللَّه تعالى مخالفة بالحقيقة والماهية لهذه الحوادث، والمختلفان في الماهية لا يجب استواؤهما في اللوازم، فلم يلزم من كون الإدراك واجبا في الشاهد عند حضور هذه الشرائط كونه واجبا في الغائب عند حضورها، ومما يدل عليه: أن الإدراك في الشاهد مشروط بشرائط ثمانية، وفي الغائب نقطع بأنه لا يمكن اعتباره، فكذلك لا يمتنع أن يكون الإدراك في الشاهد واجب الحصول، وفي الغائب لا يكون واجبًا"

(1)

.

2 -

أن قولكم: إثبات الرؤية يستلزم إثبات الجسمية، وهذا منتف عن اللَّه تعالى، غير صحيح، فلا يلزم من إثبات الرؤية إثبات الجسمية، ثم إن لفظ الجسم لم يرد في الشرع لا نفيًا ولا إثباتًا.

قال ابن تيمية: "نفاة الرؤية -من الجهمية والمعتزلة وغيرهم- إذا قالوا: إثباتها يستلزم أن يكون اللَّه جسمًا، وذلك مُنتفٍ، وادَّعوا أن العقل دَلَّ على المقدمتين، احتيج حينئذ إلى بيان بطلان المقدمتين، أو إحداهما، فإما أن يبطل نفس التلازم، أو نفي اللازم، أو المقدمتان جميعًا.

وهنا افترقت طرق مثبتة الرؤية: فطائفة نازعت في الأولى، كالأشعري وأمثاله -وهو الذي حكاه الأشعري عن أهل الحديث وأصحاب السنة- وقالوا: لا نسلم أن كل مرئي يجب أن يكون جسمًا.

فقالت النفاة: لأن كل مرئي في جهة، وما كان في جهة فهو جسم. فافترقت نفاة الجسم على قولين: طائفة قالت: لا نسلم أن كل مرئي يكون في جهة، وطائفة قالت: لا نسلم أن كل ما كان في جهة فهو جسم. فادعت نفاة الرؤية أن العلم الضروري حاصل بالمقدمتين، وأن المنازع فيهما مكابر.

وهذا هو البحث المشهور بين المعتزلة والأشعرية، فلهذا صار الحُذَّاق من متأخري الأشعرية على نفي الرؤية وموافقة المعتزلة، فإذا أطلقوها موافقة لأهل السنة فسَّروها بما تُفسِّرُها به المعتزلة، وقالوا: النزاع بيننا وبين المعتزلة لفظي.

وطائفة نازعت في المقدمة الثانية -وهي انتفاء اللازم- وهي كالهشامية والكرامية وغيرهم، فأخذت المعتزلة وموافقوهم يشنعون على هؤلاء، وهؤلاء وإن كان في قولهم بدعة وخطأ، ففي قول المعتزلة من البدعة والخطأ أكثر مما في قولهم.

(1)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 303).

ص: 223

ومن أراد أن يناظر مناظرة شرعية بالعقل الصريح فلا يلتزم لفظًا بدعيًا، ولا يخالف دليلًا عقليًا ولا شرعيًا، فإنه يسلك طريق أهل السنة والحديث والأئمة الذين لا يوافقون على إطلاق الإثبات ولا النفي بل يقولون: ما تعنون بقولكم: إن كل مرئي جسم؟

فإن فسروا ذلك: بأن كل مرئي يجب أن يكون قد ركَّبَه مُرَكِّبٌ، أو أن يكون كان متفرقًا فاجتمع، أو أنه يمكن تفريقه، ونحو ذلك، منعوا هم المقدمة الأولى، وقالوا: هذه السموات مرئية مشهودة، ونحن لا نعلم أنها كانت متفرقة مجتمعة، وإذا جاز أن يُرى ما يقبل التفريق فيما لا يقبله أولى بإمكان رؤيته، فاللَّه تعالى أحق بأن تُمكنَ رؤيته من السموات ومن كل قائم بنفسه، فإن المقتضي للرؤية لا يجوز أن يكون أمرًا عدميًا، بل لا يكون إلا وجوديًا، وكلما كان الوجود أكمل كانت الرؤية أجوز.

وإن قالوا: "مرادنا بالجسم المركَّبِ أنه مُركَّبٌ من الجواهر المنفردة، أو من المادة والصورة"، نازعوهم في هذا، وقالوا: دعوى كون السموات مركبة من جواهر منفردة، أو من مادة وصورة دعوى ممنوعة أو باطلة، وبيَّنوا فساد قول من يدعي هذا، وقول من يثبت الجوهر الفرد أو يثبت المادة والصورة، وقالوا: إن اللَّه خلق هذا الجسم المشهود هكذا، وإن ركَّبه ركَّبه من أجسام أخرى، وهو سبحانه يخلق الجسم من الجسم، كما يخلق الإنسان من الماء المهين، وقد رب العظام في مواضعها من بدن ابن آدم، وركَّب الكواكب في السماء، فهذا معروف.

وأما أن يقال: "إنه خلق أجزاء لطيفة لا تقبل الانقسام ثم ركب منها العالم"، فهذا لا يُعلمُ بعقل ولا سمع، بل هو باطل؛ لأن كل جزء لا بد أن يتميز منه جانب عن جانب، والأجزاء المتصاغرة كأجزاء الماء تستحيل عند تصغرها، كما يستحيل الماء إلى الهواء، مع أن المستحيل يتميز بعضه عن بعض.

والأدلة العقلية بينت جواز الرؤية وإمكانها، وليست العمدة على دليل الأشعري ومن وافقه في الاستدلال؛ لأن المصحح للرؤية مطلق الوجود.

وإن قالوا: "مرادنا أن المرئي لا بد أن يكون معاينا تجاه الرائي، وما كان كذلك فهو جسم"، ونحو هذا الكلام، قالوا لهم: الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر"، وقال:"هل تضامون في رؤية الشمس صحوة ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، قال: فهل تضامون في رؤية القمر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا، قال: فإنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر".

وهذا تشبيه للرؤية، لا للمرئي بالمرئي، وفي لفظ في الصحيح:"إنكم ترون ربكم عيانًا" فإذن قد أخبرنا أنا نراه عيانًا.

ص: 224

وقد أخبرنا أيضًا أنه قد: "استوى على العرش" فهذه النصوص يصدق بعضها بعضًا، والعقل أيضًا يوافقها، ويدل على أنه سبحانه مباين لمخلوقاته فوق سماواته، وأن وجود موجود لا مباين للعالم ولا محايث له محال في بديهة العقل، فإذا كانت الرؤية مستلزمة لهذه المعاني فهذا حق، وإذا سميتم انتم هذا قولًا بالجهة وقولًا بالتجسيم لم يكن هذا القول نافية لما علم بالشرع والعقل، إذ كان معنى هذا القول -والحال هذه- ليس منتفيًا لا بشرع ولا عقل"

(1)

.

‌الرد على الدليل الثاني وهو دليل المقابلة:

قال الرازي: الجواب عنها من وجهين:

الأول: أن ذكر الدلائل لا بد أن يكون مسبوقًا بتعيين محل النزاع، فنقول: محل النزاع: أن الموجود المنزه عن المكان والجهة هل تجوز رؤيته أم لا؟ فإن ادعيتم أن العلم بامتناع رؤيته ضروري

(2)

فذلك باطل من وجوه:

الأول: أن البديهي متفق عليه بين العقلاء، وهذا غير متفق عليه فلا يكون بديهيًا.

الثاني: أنا إذا عرضنا على عقولنا رؤية هذا الموجود، بالتفسير الذي لخصناه، وعرضنا على عقولنا: أن الواحد نصف الإثنين لم نجد القضية الأولى في قوة هذه الثانية.

الثالث: أن حكم الوهم والخيال في معرفة اللَّه تعالى: إما أن يكون مقبولًا أو لا يكون مقبولًا، فإن كان مقبولًا لا يمتنع إثبات ذات منزهة عن الكمية والكيفية والجهة، والمعتزلي يسلم أن ذلك باطل، وإن لم يكن مقبولًا لم يكن حكم الوهم بأن ما كان منزهًا عن الجهة، كان غير مرئي واجب القبول؛ لأن الوهم والخيال لمَّا صار كل واحد منها مردود الحكم في بعض الأحكام لم يبق الاعتماد عليها في شيء من المواضع.

وبالجملة: فإن كان حكم الوهم حقا كان الحق مع المجسم، وإن كان مردودًا كان الحق معنا، أما المعتزلي: فإنه يُرَدُّ حكمه في إثبات الجسم والجهة، ويُقبلُ حكمه في مسألة الرؤية، فكان كلامه متناقضًا.

فثبت بما ذكرنا: أن من نفى الرؤية بالوجه الذي ذكرناه لا بد وأن يعول في نفيها على الدليل لا على ادعاء الضرورة

(3)

.

(1)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/ 250 - 235) بتصرف يسير.

(2)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 303).

(3)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 267 - 268).

ص: 225

وإن ادعيتم أن هذا العلم استدلالي فلا بد فيه من الدليل، وقولكم:"إن كل مرئي لا بد وأن يكون مقابلًا" يقرب من أنه إعادة للدعوى؛ لأن المقابل هو الذي يكون مختصًا بجهة قدام الرائي، فكأنكم قلتم:"الدليل على أن ما لا يكون في الجهة لا يكون مرئية هو أن كل ما كان مرئية يكون في الجهة". والمنطقيون يسمون هذه القضية الثانية عكس نقيض القضية الأولى، وفي الحقيقة لا فرق بين القضيتين في الظهور والخفاء، فلم يجز جعل أحدهما حجة في صحة الأخرى، بل يقرب هذا من أن يكون إعادة المطلوب بعبارة أخرى.

والوجه الثاني في الجواب: ثبت أن المقابلة شرط للرؤية في الشاهد، فلم قلتم: إنه في الغائب كذلك؟ وتقريره: ما ذكرناه في الجواب عن الشبهة الأولى

(1)

، هو أن ذات اللَّه تعالى مخالفة بالحقيقة والماهية لهذه الحوادث، والمختلفان في الماهية لا يجب استواؤهما في اللوازم، فلم يلزم من كون الإدراك واجبًا في الشاهد عند حضور هذه الشرائط كونه واجبًا في الغالب عند حضورها، ومما يدل عليه: أن الإدراك في الشاهد مشروط بشرائط ثمانية هي: سلامة الحاسة، وكون الشيء بحيث أن يكون جائز الرؤية، وأن لا يكون في غاية البعد، وأن لا يكون في غاية القرب، وأن يكون مقابلًا للرائي أو في حكم المقابل، وأن لا يكون في غاية اللطافة، وأن لا يكون بين الرائي والمرئي حجاب، وأن لا يكون في غاية الصغر، فلا يمكن اعتبار هذه الشرائط في رؤيته

(2)

.

وفي الغالب نقطع بأنه لا يمكن اعتباره، فكذلك لا يمتنع أن يكون الإدراك في الشاهد واجب الحصول، وفي الغائب لا يكون واجبًا

(3)

.

وتمام الكشف والتحقيق: أنا ذكرنا في المقدمات: أن المراد من الرؤية أن يحصل لنا انكشاف بالنسبة إلى ذاته المخصوصة، وهو يجري مجرى الانكشاف الحاصل عند إبصار الألوان والأضواء، وإذا كان الأمر كذلك فإذا الانكشاف يجب أن يكون على وفق المكشوف، فإن كان المكشوف مخصوصًا بالجهة والحيز: وجب أن يكون الانكشاف كذلك، وإن كان المكشوف منزهًا عن الجهة: وجب أن يكون انكشافه منزهًا عن الحيز والجهة"

(4)

.

(1)

انظر: نفس المصدر (1/ 303 - 304).

(2)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 303).

(3)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 303).

(4)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 303 - 304)، وشرح المواقف للجرجاني (8/ 155).

ص: 226

وهذا الجواب السابق مع ما فيه من حق إلا أنه اشتمل على باطل وهو: أن الجواب عن دليل المعتزلة بتسليم نفي الجهة والمقابلة عن اللَّه تعالى باطل؛ لأن إثبات رؤية حقيقية بالأبصار عيانًا من غير مقابلة أو جهة مكابرة عقلية، لأن الجهة من لوازم الرؤية وإثبات الملزوم ونفي اللازم مغالطة ظاهرة.

قال ابن تيمية: "يقال: هذا المنكر للرؤية المستدل على نفيها بانتفاء لازمها وهو الجهة: قولك ليس في جهة، وكل ما ليس في جهة لا يرى، فهو لا يرى، وهكذا جميع نفاة الحق ينفونه لانتفاء لازمه في ظنهم، فيقولون لو رئي للزم كذا، واللازم منتف فينتفي الملزوم.

والجواب العام لمثل هذه الحجج الفاسدة: بمنع إحدى المقدمتين: إما معينة وإما غير معينة، فإنه لا بد أن تكون إحداهما باطلة أو كلتاهما باطلة، وكثيرًا ما يكون اللفظ فيها مجملًا يصح باعتبار ويفسد باعتبار، وقد جعلوا الدليل هو ذلك اللفظ المجمل، ويسميه المنطقيون الحد الأوسط، فيصح في مقدمة بمعنى، ويصح في الأخرى بمعنى آخر، ولكن اللفظ مجمل، فيظن الظان لما في اللفظ من الإجمال وفي المعنى من الاشتباه أن المعنى المذكور في هذه المقدمة هو المعنى المذكور في المقدمة الأخرى، ولا يكون الأمر كذلك.

مثال ذلك في مسألة الرؤية أن يقال له: أتريد بالجهة أمرا وجوديا أو أمرا عدميا؟

فإذا أردت به أمرا وجوديا كان التقدير: كل ما ليس في شيء موجود لا يرى. وهذه المقدمة ممنوعة ولا دليل على إثباتها بل هي باطلة فإن سطح العالم يمكن أن يرى وليس العالم في عالم آخر.

وإن أردت بالجهة أمرًا عدميًا كمانت المقدمة الثانية ممنوعة، فلا نسلم أنه ليس بجهة بهذا التفسير.

وهذا مما خاطبت به غير واحد من الشيعة والمعتزلة فنفعه اللَّه به، وانكشف بسبب هذا التفصيل ما وقع في هذا المقام من الاشتباه والتعطيل وكانوا يعتقدون أن ما معهم من العقليات النافية للرؤية قطعية لا يقبل في نقيضها نص الرسل، فلما تبين لهم أنها شبهات مبنية على ألفاظ مجملة ومعان مشتبهة، تبين أن الذي ثبت عن الرسول هو الحق المقبول"

(1)

.

وقال أيضًا: "يقال لهم: ما تعنون بأن هذا إثبات للجهة والجهة ممتنعة؟ أتعنون بالجهة أمرًا وجوديًا أو أمرًا عدميًا؟

(1)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (2/ 348 - 349).

ص: 227

فإن أردتم أمرًا وجوديًا. وقد علم أنه ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق، واللَّه فوق سماواته بائن من مخلوقاته، لم يكن. والحالة هذه في جهة موجودة، فقولكم: إن المرئي لا بد أن يكون في جهة موجودة قول باطل، فإن سطح العالم مرئي، وليس هو في عالم آخر.

وإن فسرتم الجهة بأمر عدمي كما تقولون: إن الجسم في حيز، ولا حيز تقدير مكان، وتجعلون ما وراء العالم حيزًا.

فيقال لكم: الجهة. والحيز. إذا كان أمرًا عدميًا فهو لا شيء، وما كان في جهة عدمية أو حيز عدمي، فليس هو في شيء، ولا فرق بين قول القائل: هذا ليس في شيء وبين قوله: هو في العدم أو أمر عدمي فإذا كان الخالق تعالى مباينًا للمخلوقات عاليًا عليها، وما ثم موجود إلا الخالق أو المخلوق، لم يكن معه غيره من الموجودات، فضلًا عن أن يكون هو سبحانه في شيء موجود يحصره أو يحيط به.

فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، ويراعون أيضًا الألفاظ الشرعية، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلًا، ومن تكلم بما فيه معني باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه، ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حق وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضًا، وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة، وردة باطلًا بباطل"

(1)

.

‌الرد على الدليل الثاني والثالث:

أن نمنع كون الرؤية بالانطباع إما مطلقًا أو في الغائب لاختلاف الرؤيتين

(2)

.

ونقول أيضًا: أن الرؤية عبارة عن الانكشاف التام، فإن كان الشيء له صورة كان انكشافه بانكشاف صورته ولونه، وإن كان منزهًا عن الصورة واللون كان انكشافه كذلك أيضًا؛ لأنَّ شرط الانكشاف أن يحصل على وفق ماهية المكشوف

(3)

.

والحكم بأن المرئي لابد وأن تنطبع صورته ومثاله في العين، وأنه لا بد وأن يكون ذا لون وشكل مبني على أن هذه الأشياء المشاهدة المحسوسة لا تُرى إلا كذلك، ثم قالوا:"لو صح أن يُرى اللَّه فلا يُرى إلا كذلك" وهو ممنوع في حقه تعالى، والحق أنه تحكمٌ محض وقياس للخالق على المخلوق، وهو باطل قطعًا؛ لأنه قياس مع

(1)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/ 253 - 254) ومنهاج السنة النبوية له أيضًا (2/ 348 - 349).

(2)

انظر: شرح للمواقف للجرجاني (8/ 155).

(3)

انظر: الأربعين في أصول الدين الرازي (1/ 304).

ص: 228

الفارق، فاللَّه تعالى ليس كمثله شيء، ولا يشبهه شيء من خلقه، فلا يصح قياسه عليه. قال تعالى:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 1 - 4]، وقال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} [الشورى: 11]

(1)

.

* * *

(1)

انظر: رؤية اللَّه تعالى وتحقيق الكلام فيها لأحمد بن ناصر آل حمد (ص 72).

ص: 229

‌الفصل الثالث: الأدلة العقلية والنقلية للفريق الثاني وهم الأشاعرة القائلين: بأن اللَّه تعالى يُرى في غير جهة، والرد عليها.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: الأدلة العقلية للأشاعرة القائلين: بأن اللَّه تعالى يُرى في غير جهة.

المطلب الثاني: الرد على أدلة الأشاعرة العقلية القائلين بأن اللَّه تعالى يُرى في غير جهة.

المطلب الثالث: الأدلة الشرعية للأشاعرة القائلين: بأن اللَّه تعالى يُرى في غير جهة.

المطلب الرابع: الرد على الأشاعرة في تحريفهم للأدلة النقلية.

* * *

ص: 230

‌المطلب الأول: الأدلة العقلية للأشاعرة القائلين بأن اللَّه تعالى يُرى في غير جهة.

استدل الأشاعرة على جواز رؤية اللَّه تعالى بأدلة عقلية، وهي:

1 -

دليل الوجود: وهو أن كل موجود مرئي سواءً أمكن مشاهدته أم لم يمكن.

قال الجويني: "الدليل على جواز الرؤية عقلًا أن الرب سبحانه وتعالى موجود، وكل موجود مرئي"

(1)

. ويدخل في ذلك جميع الموجودات كالأصوات والروائح والملموسات والطعوم

(2)

.

2 -

معنى الرؤية ومفهوما والمراد بها. وجميع ذلك هو حقيقة الرؤية.

قال الغزالي: "لا حقيقة لها إلا أنها نوع إدراك هو كمال ومزيد كشف بالاضافة إلى التخيل، إلا أن هذا الكمال في الكشف غير مبذول في هذا العالم، والنفس في شغل البدن وكدورة صفائه، فهو محجوب عنه. وكما لا يبعد أن يكون الجفن أو الستر أو سواد ما في العين سببًا بحكم اطراد العادة الامتناع الإبصار للمتخيلات فلا يبعد أن تكون كدورة النفس وتراكم حجب الأشغال بحكم اطراد العادة مانعًا من إبصار المعلومات. فإذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور، وزكيت القلوب بالشراب الطهور، وصفيت بأنوع التصفية والتنقية، لم يمتنع أن تشتغل بسببها لمزيد استكمال واستيضاح في ذات اللَّه سبحانه أو في سائر المعلومات، يكون ارتفاع درجته عن العلم المعهود كارتفاع درجة الإبصار عن التخيل، يعبر عن ذلك بلقاء اللَّه تعالى ومشاهدته أو رؤيته أو إبصاره أو ما شئت من العبارات. فلا مشاحة فيها وبعد إيضاح المعاني. وإذا كان ذلك ممكنًا بأن خلقت هذه الحالة في العين، كان اسم الرؤية بحكم وضع اللغة عليه أصدق وخلقه في العين غير مستحيل. كما أن خلقها في القلب غير مستحيل فإذا فهم المراد بها أطلقه أهل الحق من الرؤية، علم أن العقل لا يحيله بل يوجبه، وأن الشرع قد شهد له فلا يبقى للمنازعة وجه إلا على سبيل العناد أو المشاحنة في إطلاق عبارة الرؤية أو القصور عن درك هذه المعاني الدقيقة التي ذكرناها"

(3)

.

3 -

أن كل مرئي فهو في جهة، وهذا إنما هو حكم الشاهد لا حكم الغائب، وهذا الموضع ليس من المواضع التي يجب فيها نقل حكم الشاهد إلى الغائب، وإنه جائز أن يرى الإنسان ما ليس في جهة، إذا كان جائزًا أن يرى الإنسان بالقوة المبصرة نفسها دون عين

(4)

.

(1)

انظر: لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة للجويني (ص 115).

(2)

انظر: شرح المواقف للجرجاني (ص 139).

(3)

انظر: الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي (ص 45 - 46) باختصار.

(4)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (2/ 439).

ص: 231

4 -

أنه يمكن رؤية ما ليس في جهة، ومن أنكر ذلك فلا يقدر على انكار رؤية الإنسان نفسه في المرآة، ومعلوم أنه ليس في مقابلة نفسه

(1)

.

5 -

أن رؤية غير الأجسام ممكنة وذلك لما يلي:

الأول: أن الشيء لا يخلو أن يُرى من جهة ما هو ملوَّن، أو من جهة أنه جسم، أو من جهة أنه لون، أو من جهة أنه موجود، وربما من جهات أخر غير هذه الموجودة، وباطل أن يُرى من قِبَل أنه جسم؛ إذ لو كان ذلك كذلك لما رُئي ما هو غير جسم، وباطل أن يُرى من قبل أنه ملوَّن؛ إذ لو كان كذلك لمارئي اللون، وباطل أن يُرى لمكان أنه لون؛ إذ لو كان ذلك كذلك لمارئي الجسم، وإذا بطلت جميع هذه الأقسام التي تُتوهم في هذا الباب فلم يبق أن يُرى الشيء إِلا من قبل أنه موجود.

الثاني: أن الحواس إنما تُدركُ ذوات الأشياء وما تنفصل به الموجودات بعضها من بعض، وهي أحوال ليست بذوات، فالحواس لا تدركها وإنما تدرك الذات، والذات هي نفس الوجود المشترك لجميع الموجودات، فإذًا: الحواس إنما تُدرِكُ الشيء من حيث هو موجود

(2)

.

* * *

(1)

انظر: الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي (ص 43).

(2)

انظر: مناهج الأدلة لابن رشد (ص 187 - 189) وبيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (2/ 442 و 445) ودرء تعارض العقل والنقل له (6/ 230 - 233).

ص: 232

‌المطلب الثاني: الرد على أدلة الأشاعرة العقلية القائلين: بأن اللَّه تعالى يُرى في غير جهة.

‌الرد على الدليل العقلي الأول:

أن قولهم: "أن كل موجود يُري" غير صحيح، حيث جعلوا ذلك عامًا لكل موجود كالأصوات والروائح والطعوم وغيرها، وهذه مكابرة للعقل، ومناقضة للواقع.

فإن المعاني ونحوها لا يمكن رؤيتها، ومن زعم ذلك فقد قال بالمحال، والتخبط في المقال، وقد اعترف كبار الأشاعرة المخالفين للأشعري نفسه بعدم صحة هذا الدليل، وعدم سلامته من الاعتراضات والإشكالات.

قال الرازي: "اعلم أن جمهور الأصحاب عولوا في إثبات أنه تعالى يصح أن يُرى على دليل الوجود، وأما نحن فعاجزون عن تمشيه، ونحن نذكر ذلك الدليل، ثم نوجه عليه ما عندنا من الاعتراضات"

(1)

.

وقد اعترف الرازي بعد إيراده للاستشكالات والاعتراضات على دليل الوجود بعجزه عن الجواب عنها فقال: "فهذا ما عندي من الأسئلة في هذا الدليل، وأنا غير قادر على الأجوبة عنها. . . اعلم أن الدليل العقلي المعول عليه في هذه المسألة هذا الذي أوردناه وأوردنا عليه هذه الاسئلة واعترفنا بالعجز عن الجواب عنها"

(2)

.

وقال أيضًا: "ثبت أن صحة الرؤية حكم مشترك فيه بين الجواهر والأعراض والحكم المشترك فيه لا بد له من علة مشتركة فيها والمشترك بين الجوهر والعرض إما الحدوث أو الوجود والحدوث لا يصلح للعلية لأن الحدوث عبارة عن وجود بعد عدم والقيد العلمي لا يصلح للعلية فوجب أن تكون العلة هي الوجود واللَّه تعالى موجود فوجب القول بصحة رؤيته، وهذا عندي ضعيف"

(3)

.

ولذلك توقف الرازي في القول بالدليل العقلي لعدم صحته عنده وعدم سلامته من الاعتراضات والإشكالات.

قال في كتابه المطالب العالية: "الدلائل التي تمسك بها نفاة الرؤية في غاية الضعف والسقوط، وأما مثبتوا الرؤية فقد عولوا على أن قالوا: "اللَّه تعالى موجود، وكل موجود فإنه تصح رؤيته" ودليلهم في الإثبات: أن كل موجود تصح رؤيته، قد ذكرناه في أحكام الموجودات، وأوردنا عليه اعتراضات قوية لا يمكن دفعها البتة، وإذا عرفت ضعف دلائل الفريقين فنقول: بقي هذا البحث في محل التوقف"

(4)

.

(1)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 268).

(2)

انظر: نفس المصدر (1/ 277).

(3)

انظر: معالم أصول الدين للرازي (ص 268).

(4)

انظر: المطالب العالية للرازي (2/ 87).

ص: 233

وقال الشهرستاني: "وأما جواز الرؤية فالمسلك العقلي ما ذكرناه وقد وردت عليه تلك الإشكالات ولم تسكن النفس في جوابها كل السكون ولا تحركت الأفكار العقلية الى التفصي عنها كل الحركة"

(1)

.

وقال الآمدي: "والواجب البداية بتقديم النظر في طرف الجواز العقلي أولًا ثم في وقوعه شرعًا ثانيًا، وقد سلك المتكلمون في ذلك ومن أهل الحق مسالك لا تقوى: المسلك الأول: وهو ما اشتهر من قولهم: الرؤية تتعلق بالموجودات المختلفة كالجواهر والأعراض. . . " ثم قال عن هذا الدليل: "ومن نظر بعين التحقيق علم أن المتعلِّق به منحرف عن سواء الطريق"

(2)

.

وقال أيضًا: "ولما تخيل بعض الأصحاب زيغ هذه الطريقة عن الصواب انتهج منهجا آخر فقال: إن الجواهر والأعراض متعلق الرؤية، ولا محالة أن بينهما اتفاقًا وافتراقًا. . . وهذا الإسهاب أيضًا مما لا يشفي غليلًا"

(3)

.

وقال أيضًا: "لو سلم أن ما وقع به الافتراق لا يصلح أن يكون مصححًا فإن المصحح لا بد وأن يكون أمرًا مشتركًا فلا بد من بيان أنه لا مشترك إِلا "الوجود" والا فمع جواز القول باشتراكها في معنى آخر غير الوجود فيجوز أن يكون هو المصحح أو داخلًا في المصحح، وعند ذلك فلا يلزم جواز تعلق الرؤية بواجب الوجود؛ لجواز أن يكون المصحح غير شامل له كما في الوجود، وذلك لا دليل عليه غير البحث والسبر وهو ما لا يرقى إلى ذروة اليقين بل لعله مما يقصر عن إفادة الظن والتخمين. . . ثم إنه لو قدر أنه لا مشترك إِلا الوجود فلا بد من بيان أن وجود واجب الوجود مجانس للوجود الذي هو متعلق الرؤية شاهدا حتى يلزم تعلق الرؤية به وذلك مما يعز ويشق جدًا"

(4)

.

وقال في ختام إيراده للاستشكالات والاعتراضات: "وعلى الجملة فلسنا نعتمد في هذه المسألة على غير المسلك العقلي الذي أوضحناه؛ إذ ما سواه لا يخرج عن الظواهر السمعية والاستبصارات العقلية، وهي مما يتقاصر عن إفادة القطع واليقين، فلا يُذكر إِلا على سبيل التقريب واستدراج قانع بها إلى الإعتقاد الحقيقي، إذ

(1)

انظر: نهاية الإقدام للشهرستاني (ص 329) وغاية المرام في علم الكلام للآمدي (ص 162).

(2)

انظر: غاية المرام في علم الكلام للآمدي (ص 142 - 143).

(3)

انظر: نفس المصدر (ص 144 - 145).

(4)

انظر: نفس المصدر (ص 147).

ص: 234

رب شخص يكون انقياده إلى ظواهر الكتاب والسنة واتفاق الأمة اتم من انقياده إلى المسالك العقلية والطرق اليقينية خشونة معركها وقصوره عن مدركها"

(1)

.

‌الرد على الدليل العقلي الثاني:

1 -

أن قولهم: "بأن الرؤية هي زيادة علم وكشف". هو نفس قول المعتزلة المنكرين للرؤية، فلا فرق بينهم في ذلك.

قال ابن تيمية: "أئمة أصحاب الأشعري المتأخرين لما تأملوا ذلك عادوا في الرؤية إلى قول المعتزلة أو قريب منه وفسروها بزيادة العلم كما يفسرها بذلك الجهمية والمعتزلة وغيرهم وهذا في الحقيقة تعطيل للرؤية الثابتة بالنصوص والإجماع والمعلوم جوازها بدلائل المعقول بل المعلوم بدلائل العقول امتناع وجود موجود قائم بنفسه لا يمكن تعلقها به"

(2)

.

وقال أيضًا: "نفاة الرؤية من الجهمية والمعتزلة والفلاسفة يتأولون النصوص فيها تارة برؤية أفعال اللَّه، وتارة برؤية القلب الذي هو زيادة العلم"

(3)

.

وقد اعترف بهذا كبار حذاق المتكلمين الأشعرية، وأن قولهم هو نفس قول المعتزلة.

قال ابن تيمية: "وهذا صار حذاقهم إلى إنكار الرؤية وقالوا: قولنا هو قول المعتزلة في الباطن؛ فإنهم فسروا الرؤية بزيادة انكشاف ونحو ذلك مما لا ننازع فيه المعتزلة"

(4)

.

وقال أيضًا: "فلهذا صار الحذاق من متأخري الأشعرية على نفي الرؤية وموافقة المعتزلة، فإذا أطلقوها موافقة لأهل السنة فسروها بما تفسرها به المعتزلة، وقالوا: النزاع بيننا وبين المعتزلة لفظي"

(5)

.

2 -

أن تحريفكم لمعنى الرؤية بالكشف وزيادة العلم قول مبتدع لم يقله أحد من سلف الأمة وأئمتها، وهو خلاف ما نُقل عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حينما أخبرنا عن رؤية اللَّه تعالى فقال:"إنكم سترون ربكم عيانا"

(6)

.

(1)

انظر: نفس المصدر (ص 154).

(2)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (2/ 434 - 435) باختصار.

(3)

انظر: جامع المسائل لابن تيمية (5/ 73).

(4)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (16/ 85).

(5)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/ 250).

(6)

أخرجه البخاري (رقم 7435).

ص: 235

قال ابن تيمية: "وأما دعواه ودعوى غيره من الجهمية من المعتزلة ونحوهم أن الرؤية التي أخبر بها الرسول مزيد علم فمن سمع النصوص علم بالاضطرار أن الرسول إنما أخبر برؤية المعاينة، وأيضًا فإن أدلة المعقول الصريحة تجوز هذه الرؤية"

(1)

.

وقال أيضًا: "أما إثبات رؤية اللَّه تعالى بالأبصار في الآخرة فهو قول سلف الأمة وأئمتها، وجماهير المسلمين من أهل المذاهب الأربعة وغيرها، وقد تواترت فيه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عند علماء الحديث، وجمهور القائلين بالرؤية يقولون: يرى عيانا مواجهة، كما هو المعروف بالعقل"

(2)

.

‌الرد على الدليل العقلي الثالث:

1 -

نقول لهم: تفريقكم في نقل حكم الشاهد إلى الغائب بين الرؤية وبين غيرها من الصفات تفريق بين متماثلين، فكما نقلتم حكم الشاهد إلى الغائب في صفة الحياة والعلم، فكذلك يلزمكم في الرؤية.

وهؤلاء اختلط عليهم إدراك العقل مع إدراك البصر، فإن العقل هو الذي يدرك ما ليس في جهة -أعني في مكان- وأما إدراك البصر فظاهر من أمره أن من شرطه أن يكون المرئي منه في جهة -أعني في مكان- ولا في كل جهة فقط بل في جهة ما مخصوصة، ولذلك ليس تتأتى الرؤية بأي وضع اتفق أن يكون البصر من المرئي، بل بأوضاع محدودة وشروط محدودة أيضًا، وهي ثلاثة أشياء:"حضور الضوء، والجسم الشفاف المتوسط بين البصر والمبصر، وكون المبصر ذا ألوان ضرورة"، والرد هذه الأمور المعروفة بنفسها في الأبصار هو رَدٌّ للأوائل المعلومة بالطبع للجميع، وإبطال لجميع علوم المناظر والهندسة، وقد قال القوم -أعني الأشعرية-:"إن أحد المواضع التي يجب أن ينقل فيها حكم الشاهد إلى الغائب هو الشرط، مثل: حكمنا أن كل عالم حي؛ لكون الحياة تظهر من الشاهد شرطا في وجود العالم"، وإن كان كذلك قلنا لهم: وكذلك يظهر في الشاهد أن هذه الأشياء هي شروط في الرؤية فألحقوا الغائب منها بالشاهد على أصلكم

(3)

.

2 -

أن قولكم: "جائز أن يرى الإنسان ما ليس في جهة" هذا إنما يكون متصورًا في العقول، أما في الخارج فلا يوجد مرئيٌ إِلا وهو في جهة.

(1)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (2/ 452).

(2)

انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (3/ 341).

(3)

انظر: مناهج الأدلة لابن رشد (ص 186) وبيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (2/ 439 - 440) والدرء له أيضًا (6/ 229).

ص: 236

3 -

يقال لهم: قولكم: "ما ليس في جهة" هذا اللفظ قول مبتدع لم يرد به الشرع إثباتًا ولا نفيًا، ثم ماذا تقصدون به؟ إن قصدتم أنه لا داخل العالم ولا خارجه فقد قلتم الباطل والمحال، وإن قصدتم أنه ليس فوق العرش إله فقد جحدتم رب العالمين، وإن قصدتم أنه بذاته في كل مكان فقد قلتم قولا أعظم من قول النصاري في عيسى عليه السلام، وإن قصدتم أنه تعالى لا تحيط به المخلوقات، بل هو بائن عن المخلوقات، فقد أصابتم المعنى وأخطأتم في استعمال اللفظ؛ لأنه.

قال ابن تيمية: "من قال: إن اللَّه ليس في جهة، قيل له: ما تريد بذلك؟ فإن أراد بذلك أنه ليس فوق السماوات رَبٌّ يُعبَد، ولا على العرش إلهٌ، ومحمد لم يُعرج به إلى اللَّه تعالى، والأيدي لا تُرفع إلى اللَّه تعالى في الدعاء، ولا تتوجه القلوب إليه، فهذا فرعوني معطل جاحد لرب العالمين.

وإن كان مُعتقدًا أنه مُقِرٌّ به، فهو جاهل متناقض في كلامه. ومن هنا دخل أهل الحلول والاتحاد كابن عربي، وقالوا: إن اللَّه بذاته في كل مكان، وأن وجود المخلوقات هو وجود الخالق.

وإن قال: مرادي بقولي: "ليس في جهة" أنه لا تحيط به المخلوقات، بل هو بائن عن المخلوقات، فقد أصاب في هذا المعنى.

وكذلك من قال: إن اللَّه متحيز، أو قال: ليس بمتحيز، إن أراد بقوله:"متحيز" أن المخلوقات تحوزه وتحيط به فقد أخطأ. وإن أراد أنه منحاز عن المخلوقات لا تحويه فقد أصاب. وإن أراد: ليس ببائن عنها، بل هو لا داخل فيها ولا خارج عنها فقد أخطأ.

والناس في ذلك ثلاثة أصناف: أهل الحلول والاتحاد، وأهل النفي والجحود، وأهل الإيمان والتوحيد والسنة.

فأهل الحلول يقولون: إنه بذاته في كل مكان، وقد يقولون بالاتحاد والوحدة، فيقولون: وجود المخلوقات وجود الخالق، كما هو مذهب ابن عربي صاحب "الفصوص" وابن سبعين ونحوهما.

وأما أهل النفي والجحود فيقولون: لا هو داخل العالم ولا خارج عنه، ولا مباين له ولا حال فيه، ولا فوق العالم ولا فيه، ولا ينزل منه شيء ولا يصعد إليه شيء، ولا يتقرب إليه شيء، ولا يدنو منه شيء، ولا يتجلى الشيء ولا يراه أحد، ونحو ذلك.

وهذا قول متكلمة الجهمية، كما أن الأول قول عباد الجهمية. فمتكلمة الجهمية لا يعبدون شيئًا، ومتعبدة الجهمية يعبدون كل شيء، وكلاهما مرجعهم إلى التعطيل والجحود الذي هو قول فرعون"

(1)

.

(1)

انظر: جامع المسائل لابن تيمية (3/ 203 - 204).

ص: 237

4 -

أن استلزام الرؤية لأن يكون اللَّه بجهة من الرائي ثابت لا محذور فيه، فقد دل العقل الصريح والنقل الصحيح والقياس الصحيح وهو قياس التنبية وقياس الأولى على إثبات ذلك.

قال ابن تيمية: "الوجه الثالث: أن كون الرؤية مستلزمة لأن يكون اللَّه بجهة من الرائي أمر ثبت بالنصوص المتواترة وفيه مع إخباره أنهم يرونه إخبارهم أنه يرونه في جهة منهم من وجوه:

أحدها: أن الرؤية في لغتهم لا تُعرف إلا لرؤية ما يكونُ بجهةٍ منهم، فأما رؤية ما ليس في الجهة فهذا لم يكونوا يتصورونه ولا يعرفونه فضلًا عن أن يكون اللفظ يدل عليه.

ولست تجد أحدًا من الناس يتصور وجود موجود في غير جهة، فضلا عن أن يتصور أنه يُرى، فضلًا عن أن يكون اسم الرؤية المشهورة في اللغات كلها يدل على هذه الرؤية الخاصة.

الثاني: أنه شبه لهم رؤيتَه برؤية الشمس والقمر، وليس ذلك تشبيها للمرئي بالمرئي، ومن المعلوم أنه إذا كانت رؤيته مثل رؤية الشمس والقمر وجب أن يُرى في جهة من الرائي، كما أن رؤية الشمس والقمر كذلك، فإنه لو لم يكن كذلك لأخبرهم برؤية مطلقة نتأولها على ما يتأول من يقول بالرؤية في غير جهة، أما بعد أن يستفسرهم عن رؤية الشمس صحوة ورؤية البدر صحوة ويقول:"إنكم ترون ربكم كذلك" فهذا لا يمكن أن يتأول على الرؤية التي يزعمونها، فإن هذا اللفظ لا يحتملها لا حقيقةً ولا مجازًا.

الثالث: أنه شبه رؤيتَه برؤية أظهر المرئيات إذا لم يكن ثم حجاب منفصل عن الرائي يحول بينه وبين المرئي، ومن يقول:"إنه يُرى في غير جهة" يمتنع عنده أن يكون بينه وبين العباد حجابٌ منفصلٌ عنهم، إذ الحجاب لا يكون إلا لجسم، ولمَّا يكون في جهة، وهم يقولون:"الحجاب عدم خلق الإدراك في العين"، والنبي صلى الله عليه وسلم مثل رؤيته برؤية هذين النورين العظيمين إذا لم يكن دونها حجاب.

الرابع: أنه أخبر أنهم: "لا يضارُّون في رؤيته" وفي حديث آخر: "لا يضامون" ونَفيُ الضَّيرِ والضَّيم إنما يكون لإمكان لحوقه للرائي، ومعلوم أنا يُسمُّونَه رؤية وهو "رؤية ما ليس بجهة" من الرائي لا فوقه ولا في شيء من جهاته لا يتصور فيها ضَيرٌ ولا ضَيمٌ حتى يُنفي ذلك، بخلاف رؤية ما يواجه الرائي ويكون فوقه، فإنه قد يلحقه فيه ضَيمٌ وضَيرٌ إما بالازدحام عليه أو كلال البصر لخفائه: كالهلال، وإما لجلائه: كالشمس والقمر.

الوجه الرابع: أن كون اللَّه يُرى بجهة من الرائي ثبت بإجماع السلف والأئمة"

(1)

.

(1)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (4/ 432 - 449) باختصار وتصرف.

ص: 238

‌الرد على الدليل العقلي الرابع:

أن قولهم ذلك مغالطة للواقع، فالمرآة في جهة الناظر إليها، وهو إنما ينظر إلى صورته فيها. فإن الذي يُبصَرُ هو خيال ذاته فقط، والخيال منه هو في جهة إذا كان الخيال في المرآة، والمرآة في جهة

(1)

.

قال ابن القيم: "قال العقلاء هذا تلبيس فإنه إنما يرى خيال صورته وهو عرض منطبع في الجسم الصقيل وهو في جهة منه ولا يرى حقيقة صورته القائمة به"

(2)

.

‌الرد على الدليل العقلي الخامس:

قولكم: أن رؤية غير الأجسام ممكنة، قول باطل مخالف للعقل الصريح والواقع، ومكابرة للمعقول والمحسوس.

فأما الوجه الأول في استدلالكم: فالمغالطة في هذا القول بيِّنة؛ فإن المرئي منه ما هو مرئي بذاته ومنه ما هو مرئي من قبل المرئي بذاته، وهذه هي حال اللون والجسم، فإن اللون مرئي بذاته، والجسم مرئي من قبل اللون، ولذلك ما لم يكن له لون لم يُبصَر، ولو كان الشيء إنما يُرى من حيث هو موجود فقط لوجب أن تُبصر الأصواتُ وسائرُ المحسوسات الخمس، فكان يكون البصر والسمع وسائر الحواس الخمس حاسة واحدة، وهذا كله خلاف ما يُعقل، وقد اضطر المتكلمون لمكان هذه المسألة وما أشبهها أن يُسلِّموا أن الألوان ممكنة أن تسمع، والأصوات ممكنة أن تُرى، وهذا كله خروج عن الطبع وعما يمكن أن يعقله الإنسان، فإنه من الظاهر أن حاسة البصر غير حاسة السمع، وأن محسوس هذه غير محسوس تلك، وأن آلة هذه غير آلة تلك، وأنه ليس يمكن أن ينقلب البصر سمعًا، كما ليس يمكن أن يعود اللون صوتًا، وعلى هذا فتكون الأشياء كلها شيئًا واحدًا حتى المتضادات، وهذا شيء فيها أحسب يُسلِّمه المتكلمون من أهل ملتنا، أو يلزمهم تسليمه -يعني هؤلاء الأشعرية- وهو رأي سوفسطائي لأقوام قدماء مشهورين بالسفسطة.

وأما الوجه الثاني في استدلالكم: ففي غاية الفساد، ومن أبين ما يظهر به فساد هذا القول أنه لو كان البصر إنما يدرك الأشياء لوجودها لما أمكنه أن يفرق بين الأبيض والأسود؛ لأن الأشياء لا تفترق بالشيء الذي تشترك فيه، ولكان بالجملة لا يمكن في الحواس: لا في البصر أن يُدرِكَ فصول الألوان، ولا في السمع أن يُدرِكَ فصول الأصوات، ولا في الطعم أن يُدرِكَ فصول المطعومات، وللزم أن تكون مدارك المحسوسات بالحس واحدًا، فلا يكون فرق بين مدرك السمع وبين مدرك البصر، وهذا كله في غاية الخروج عما يعقله الإنسان،

(1)

انظر: مناهج الأدلة لابن رشد (ص 187) وبيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (2/ 441) والدرء له أيضًا (6/ 230).

(2)

انظر: الصواعق المرسلة لابن القيم (4/ 1333).

ص: 239

والسبب في مثل هذه الحيرة الواقعة في الشريعة حتى ألجأت القائمين بنصرتها في زعمهم إلى مثل هذه الأقاويل الهجينة التي هي ضُحكةٌ عند من عني بتمييز أصناف الأقاويل أدنى عناية، هو التصريح في الشرع بها لم يأذن اللَّه ورسوله به، فإذا متى أخذ الشرع في أوصاف اللَّه تعالى على ظاهره لم تعرض فيه هذه الشبهة ولا غيرها لأنه إذا قيل إنه نور وإن له حجابا من نور كما جاء في القرآن والسنن الثابتة ثم قيل إن المؤمنين يرونه في الدار الآخرة كما ترى الشمس لم يعرض في هذا شك ولا شبهة في حق الجمهور ولا في حق العلماء وذلك أنه قد تبرهن عند العلماء أن تلك الحال مزيد علم لكن متى صرح به للجمهور بطلت عندهم الشريعة كلُّها أو كفَّروا المُصرِّح لهم بها، فمن خرج عن منهاج الشريعة في هذه الأشياء فقد ضل عن سواء السبيل"

(1)

.

* * *

(1)

انظر: مناهج الأدلة لابن رشد (ص 187 - 190) وبيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (6/ 230 - 236).

ص: 240

‌المطلب الثالث: الأدلة الشرعية للأشاعرة القائلين: بأن اللَّه تعالى يُرى في غير جهة.

استدل الأشاعرة بالأدلة الواردة في القرآن والسنة على صحة رؤية اللَّه تعالى في الآخرة، وإمكان وقوعها. ومع قولهم بصحة ذلك إلا أنهم قد حكموا بأن دلالتها على الرؤية ظنية وليست قطعية.

قال الرازي: "المسألة العاشرة: قيل: الدلائل النقلية لا تفيد اليقين؛ لأنها مبنية على نقل اللغات ونقل النحو والتصريف، وعدم الاشتراك، وعدم المجاز، وعدم الإضرار، وعدم النقل، وعدم التقديم والتأخير، وعدم التخصيص، وعدم النسخ، وعدم المعارض العقلي، وعدم هذه الأشياء مظنون لا معلوم، والموقوف على المظنون مظنون، وإذا ثبت هذا ظهر أن الدلائل النقلية ظنية، وأن العقلية قطعية، والظن لا يعارض القطع"

(1)

. وقد ذهب جمهورهم ومتأخروهم لذلك إلى عدم إثبات رؤية حقيقة بالأبصار، وإنما يحرفونها ويؤولونها إما مجازًا، أو زيادة علم وكشف، ويجعلونها في غير جهة.

ومن الأدلة التي استدلوا بها القرآن الكريم:

1 -

قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة].

قال الرازي: "والنظر إلى الشيء يوجب رؤيته، فجاز أن يكون المراد من النظر هو الرؤية على سبيل إطلاق اسم السبب على المسبب، وأيضًا حكى اللَّه تعالى عن الخليل عليه السلام أنه قال: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99] وليس المراد منه القرب بالجهة، فكذا ههنا"

(2)

.

وقال الغزالي: "وإن حصل له العلوم اليقينية إما على سبيل الحدس وإما على سبيل الفكر، ونزه أخلاقه وحسنها وعمل بموجب الشرع فله الدرجة العليا في السعادة، وله الوصول بلا انفصال وهو النظر الى الجمال الحق والجلال المحض، والكمال الصِّرْف، كما قال اللَّه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} فحق العاقل أن يسعى لطلب تلك السعادة ويحترز عن مضادها وعوائقها"

(3)

وقال الجرجاني: "أمثال هذه الظواهر لا تفيد إلا ظنونًا ضعيفة جدًا، وحينئذ لا تصلح هذه الظواهر للتعديل عليها في المسائل العلمية التي يُطلبُ فيها اليقين"

(4)

.

(1)

انظر: معالم أصول الدين للرازي (ص 25).

(2)

انظر: تأسيس التقديس للرازي (ص 209).

(3)

انظر: معارج القدس في مدارج معرفة النفس للغزالي (ص 145).

(4)

انظر: شرح المواقف للجرجاني (8/ 150).

ص: 241

2 -

قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)} [المطففين].

قال الرازي: "يجوز أن يكون المراد من الحجاب عدم الرؤية؛ وذلك لأن الحجاب يقتضي المنع من الرؤية، فكان إطلاق لفظ الحجاب على المنع من الرؤية: مجازة، من باب إطلاق السبب على المسبب"

(1)

.

وقال الجرجاني: "ذكر ذلك تحقيرًا لشأنهم فلزم منه كون المؤمنين مبرئين عنه، فوجب أن لا يكونوا محجوبين عنه بل رائين له، وهذا المسلك أيضًا من الظواهر المفيدة للظن"

(2)

.

3 -

قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعام: 103].

قال الغزالي: "أي في الدنيا فإذا ارتفع الحجاب بالموت بقيت النفس ملوثة بكدورات الدنيا غير منفكة عنها بالكلية وإن كانت متفاوتة في ذلك التلوث فمنها ما تراكم عليها الخبث والصدأ فصارت كالمرآة التي قد فسد بطول تراكم الخبث جوهرها ولا تقبل الاصلاح والتصقيل وهؤلاء هم المحجوبون عن ربهم أبد الآباد، ووقت القيامة مجهول فعند ذلك يستعد بصفائه ونقائه من الكدورات حيث لا يرهق وجهه غبرة ولا قترة لأن يتجلى فيه الحق جل جلاله، فيتجلى له تجليا يكون انكشاف تجليه بالإضافة إلى ما عليه كانكشاف تجلي المرئيات بالإضافة إلى ما تخيَّله، وهذه المشاهدة والتجلي هي التي تسمى رؤية، فإذا الرؤية حق بشرط أن لا تفهم من الرؤية استكمال الخيال في متخيل متصور مخصوص بجهة ومكان، فإن ذلك مما يتعالى عنه رب العالمين علوًا كبيرًا، بل كما عرفته في الدنيا معرفة حقيقية تامة من غير تصور وتخيل وتقدير شكل وصورة، فتراه في الآخرة كذلك، بل أقول المعرفة الحاصلة في الدنيا بعينها هي التي تستكمل فتبلغ كمال الانكشاف والوضوح وتنقلب مشاهدة، فلا يكون بين المشاهدة في الآخرة والمعلوم في الدنيا اختلاف إلا من حيث زيادة الكشف والوضوح، فإذا لم يكن في المعرفة إثبات صورة وجهة فلا يكون في استكمال المعرفة بعينها وترقيها في الوضوح إلى غاية الكشف أيضًا جهة وصورة؛ لأنها هي بعينها إلا في زيادة الكشف، كما أن الصورة المرئية هي المتخيلة بعينها إلا في زيادة الكشف، ولهذا لا يفوز بدرجة النظر والرؤية إلا العارفون في الدنيا؛ لأن المعرفة هي البِذرُ الذي ينقلب في الآخرة مشاهدة كما تنقلب النواة شجرة والبذور زرعا ومن لا نواة له فكيف يحصل له نخل فكذلك من لا يعرف اللَّه في الدنيا فكيف يراه في الآخرة"

(3)

.

(1)

انظر: نفس المصدر (ص 210).

(2)

انظر: شرح المواقف للجرجاني (8/ 150).

(3)

انظر: معارج القدس في مدارج معرفة النفس للغزالي (ص 157 - 159) باختصار.

ص: 242

ومن الأدلة التي استدلوا بها من السنة النبوية:

حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه حين سمع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين"

(1)

.

قال الغزالي: "لذة النظر إلى وجه اللَّه الكريم، هذه المعرفة وإن عظمت لذتها، فلا نسبة لها إلى لذة النظر إلى وجه اللَّه الكريم في الدار الآخرة، وذلك لا يتصور في الدنيا لسر. لا يمكن الآن كشفه، ولا ينبغي أن تفهم من النظر ما يفهمه العوام والمتكلمون، فيحتاج في تقديره إلى جهة ومقابلة، فلذلك من نظر من أقعده القصور في بحبوحة عالم الشهادة حتى لم يُجاوز المحسوسات التي هي مدركات البهائم، لكن ينبغي أن تفهم أن الحضرة الربوبية تنطبع صورتها وترتيبها العجيب على ما هو عليه من البهاء والعظمة والجلال والمجد في قلب العارف، كما تنطبع مثلا صورة العالم المحسوس في حواسك، فكأنك تنظر إليه وإن غمَّت عينيك، فإن فتحت العين، وجدت الصورة المبصرة مثل الصورة المتخيلة قبل فتح العين لا تخالفها في شيء، إلا أن الإبصار في غاية الوضوح بالنسبة إلى التخيُّل، وكذلك ينبغي أن تعلم أن في إدراك ما لا يدخل في الخيال والحس أيضًا في درجتين متفاوتين في الوضوح غاية التفاوت، ونسبة الثانية إلى الأولى كنسبة الإبصار إلى التخيُّل، فتكون الثانية غاية الكشف، فيُسمَّى لذلك مشاهدة ورؤية.

والرؤية لم تُسمَّ رؤيةً لأنها في العين؛ إذ لو خُلقت في الجبهة لكانت رؤية، بل لأنها غاية الكشف، فكما أن تغميض الأجفان حجاب عن غاية الكشف في المبُصر، فكدورة الشهوات وشواغل هذا القالب المُظلم حجاب عن غاية المشاهدة؛ ولذلك قال اللَّه تعالى:{لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143] وقال تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]، فإذا ارتفع هذا الحجاب بعد الموت انقلبت المعرفة بعينها مشاهدة، ويكون مشاهدة كل واحد على

(1)

أخرجه النسائي (رقم 1305) وابن حبان (رقم 1971) والطبراني في كتاب الدعاء (رقم 624) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 425) وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 29) والدارمي في الرد على الجهمية (رقم 188) وتمام الرازي في فوائده (2/ 147 رقم 1387) والدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم 158) والحاكم في المستدرك (رقم 1923) وصححه، ووافقه الذهبي، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 540 رقم 845) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 227).

ص: 243

قدر معرفته، ولذلك تزيد لذة أولياء اللَّه سبحانه في النظر على لذة غيرهم، ويتجلى اللَّه تعالى لأبي بكر رضي الله عنه خاصة، ويتجلى للناس عامة، وكذلك لا يراه إلا العارفون؛ لأن المعرفة بِذْرُ النظر، بل هي التي تنقلب مشاهدة كما ينقلب التخيلُ إبصارًا، فلذلك لا يقتضي مقابلة ولا جهة"

(1)

.

* * *

(1)

انظر: الأربعين في أصول الدين للغزالي (ص 254 - 255) تحقيق: عبد اللَّه عبد الحميد عرواني. الناشر: دار القلم دمشق. الطبعة الأولى 1424 هـ.

ص: 244

‌المطلب الرابع: الرد على الأشاعرة في تحريفهم للأدلة النقلية.

لقد خالف جمهور الأشاعرة مخالفة صريحة ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها من إثبات رؤية اللَّه في الدار الآخرة رؤية حقيقة بالأبصار عيانًا، وتناقضوا حينما أثبتوا رؤية في غير جهة، وحقيقة قولهم هو موافقة المعطلة في إنكار الرؤية، والرد عليهم كما يلي:

1 -

تفسيرهم لتلك الآيات الكريم، والأحاديث الصحيحة، إنما هو تحريف للكلم عن مواضعه، فلم يقل تلك التحريفات لا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم ولا التابعون لهم بإحسان، ولا أئمة الإسلام من الأئمة الأربعة ونحوهم.

2 -

أنهم في تحريفهم لأدلة الرؤية عن معانيها الحقيقة الثابتة قد خالفوا إمامهم الإمام أبا الحسن الأشعري المنتسبين إليه، وخالفوا كبار أتباعه المتقدمين، وهذا حال جمهور الأشاعرة الذين ينتسبون للإمام الأشعري، فقد خالفوه في كثير مما تبرأ منه من أقوال الجهمية والمعتزلة، ومنها مسألة الرؤية.

قال أبو الحسن الأشعري: "الباب الأول: الكلام في إثبات رؤية اللَّه سبحانه بالأبصار في الآخرة، قال اللَّه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القيامة]، يعني: مشرقة، {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة]، يعني: رائية؛ لأن النظر إذا ذكر مع ذكر "الوجه" فمعناه نظر العينين اللتين في الوجه، كما إذا ذكر أهل اللسان نظر القلب فقالوا: "أُنظرْ في هذا الأمر بقلبك"، لم يكن معناه نظر العينين، وكذلك إذا ذكر النظر مع "الوجه" لم يكن معناه نظر الانتظار الذي يكون للقلب، وأيضًا فإن نظر الانتظار لا يكون في الجنة؛ لأن الانتظار معه تنغيص وتكدير، وأهل الجنة في "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت" من العيش السليم والنعيم المقيم.

وإذا كان هذا هكذا لم يجز أن يكونوا منتظرين؛ لأنهم كلما خطر ببالهم شيء أُتُوا به مع خُطُورهِ ببالهم، وإذا كان ذلك كذلك فلا يجوز أن يكون اللَّه عز وجل أراد نظر التعطف؛ لأن الخلق لا يجوز أن يتعطفوا على خالقهم، وإذا فسدت الأقسام الثلاثة صح القسم الرابع من أقسام النظر، وهو: أن معنى قوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة]، أنها رائية ترى ربها عز وجل، والرؤية إذا أطلقت إطلاقا ومثلت برؤية العيان لم يكن معناها إلا رؤية العيان، إن المسلمين اتفقوا على أن الجنة فيها "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" من العيش السليم، والنعيم المقيم، وليس نعيم في الجنة أفضل من رؤية اللَّه تعالى بالأبصار.

وأكثر مَن عَبَدَ اللَّه تعالى عَبَدَه للنظر إلى وجهه الكريم -أرانا اللَّه إياه بفضله- فإذا لم يكن بعد رؤية اللَّه عز وجل أفضل من رؤية نبيه صلى الله عليه وسلم، وكانت رؤية نبي اللَّه أفضل لذات الجنة كانت رؤية اللَّه عز وجل أفضل من رؤية نبيه صلى الله عليه وسلم، وإذا كان ذلك كذلك لم يحرم اللَّه أنبياءه المرسلين، وملائكته المقربين، وجماعة المؤمنين،

ص: 245

والصديقين النظر إلى وجهه الكريم؛ وذلك أن الرؤية لا تؤثر في المرئي؛ لأن رؤية الرائي تقوم به، فإذا كان هذا هكذا، وكانت الرؤية غير مؤثرة في المرئي لم توجب تشبيهًا ولا انقلابًا عن حقيقةٍ، ولم يستحِلْ على اللَّه عز وجل أن يُريَ عبادَه المؤمنين نفسَه في جنانه"

(1)

.

قال ابن تيمية: "فهذا كله من كلام الأشعري مثل احتجاجه بما ذكره عن المسلمين جميعًا من قولهم: إن اللَّه احتجب بسمع سموات على أنه فوق العرش، وهو إنما احتجب عن أن يراه خلقه، لم يحتجب عن أن يراهم هو، فعُلِمَ أن هذا يحجب العباد عن رؤيته، وهذا يقتضي أنهم يرونه برفع هذه الحجب، وذلك يقتضي أنهم يرونه في الجهة، فإن من يثبت رؤيته في غير جهة من الرائي لا يقول بجواز الحجب المنفصلة أيضًا كما تقدم، وكذلك احتجابه بقوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى: 51] وأن الآية دلت على أن اللَّه يحجب بعض المخلوقات دون بعض فعلم أنه لا يحتجب عن بعضهم واحتجاجه بذلك على أن اللَّه فوق العرش يقتضي أن يحتجب عمن يراه ببعض مخلوقاته وهذا يستلزم أنه لا يرى إلا في جهة من الرائي وكذلك احتجاجه في مسألة العلم بأن اللَّه نور وأن ذلك يقتضي أنه يرى ويقتضي أن رؤيته توجب علوه وكلام الأشعري في مسألة الرؤية والعلو يقتضي تلازمهما"

(2)

.

3 -

أنهم يقصدون بقولهم: "في غير جهة" نفي علو اللَّه تعالى عن خلقه، وفوقيته على عرشه واستوائه عليه.

قال الرازي: "نقول: قوله: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الأعراف: 54] آية محكمة دالة على أن قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] من المتشابهات التي يجب تأويلها، وهذه نكتة لطيفة، ونظير هذا أنه تعالى قال في أول سورة الأنعام:{وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ} [الأنعام: 3] ثم قال بعده بقليل: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ} [الأنعام: 12] فدلت هذه الآية المتأخرة على أن كل ما في السموات فهو ملك اللَّه، فلو كان اللَّه في السموات لزم كونه ملكًا لنفسه وذلك محال، فهكذا هاهنا، فثبت بمجموع هذه الدلائل العقلية والنقلية أنه لا يمكن حمل قوله:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] على الجلوس والاستقرار وشغل المكان والحيز، وعند هذا حصل للعلماء الراسخين مذهبان: الأول: أن نقطع بكونه تعالى متعاليًا عن المكان والجهة، ولا نخوض في تأويل الآية

(1)

انظر: الإبانة عن أصول الديانة للأشعري (ص 35 - 55) باختصار وتصرف.

(2)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (4/ 462).

ص: 246

على التفصيل، بل نفوض علمها إلى اللَّه، وهو الذي قررناه في تفسير قوله:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [آل عمران: 7] وهذا المذهب هو الذي نختاره ونقول به ونعتمد عليه"

(1)

.

وجعل الرازي القول بنفي الجهة المتسلزمة للعلو والفوقية أمرًا بدهيًا اتفق عليه العقلاء سوى من شذ عنهم، ولم يشذ عن جميع العقلاء إلا فريقان وهم الحنابلة والكرامية.

قال الرازي: "إن العلوم البديهية لا يجوز وقوع الاختلاف فيها للجميع العظيم، فلو كان وقوع هذه المقدمة بديهيًا لامتنع إطباق الجمع العظيم على إنكاره، ونرى جمهور الأذكيا من العقلاء متفقين على بطلان هذه المقدمة؛ فإن إثبات الجهة للَّه تعالى لم يقل به إلا الحنبلية والكرامية، وأما كل من سواهم فهم متفقون على أن ذاته سبحانه وتعالى منزه عن الاختصاص بالحيز والجهة، فظهر أن هذه المقدمة ليس بديهية"

(2)

.

وقد أخطأ الرازي في ذلك القول خطأً عظيمًا، وجَهِل ما كان عليه سلفُ الأمة وأئمتُها من إثبات الرؤية في الآخرة إثباتًا حقيقيًا بالأبصار عيانًا، وقد بيَّن ابن تيمية خطأ الرازي في ذلك وانحرافَه عن منهج الأنبياء والمرسلين، وتحريفَه لكلام رب العالمين.

قال ابن تيمية: "بل خصومه في هذا الباب جميع الأنبياء والمرسلين وجميع الصحابة والتابعين، وجميع أئمة الدين من الأولين والآخرين، وجميع المؤمنين الباقين على الفطرة الصحيحة -دع ما قد تنازع فيه من ذلك- فإنهم لا يطلقون على اللَّه هذا الإطلاق الذي ذكره، وإن كان فيهم وفي سائر الطوائف من نص بالصفات التي يطلق عليها هو وأمثاله أنها أجزاء وأبعاض، لكنهم لا يطلقون الألفاظ الموهمة المجملة إلا إذا نص الشرع، فأما ما لم يرد به الشرع فلا يطلقونه إلا إذا تبين معناه الصحيح الموافق للشرع، ونفي المعنى الباطل وفي لفظ الأجزاء، والأبعاض إجمال وإيهام كما سنذكره إن شاء اللَّه، وما علمت أحدا من الحنابلة من يطلقه من غير بيان، بل كتبهم مصرحة بنفي ذلك المعنى الباطل، ومنهم من لا يتكلم في ذلك بنفي ولا إثبات.

فلا ريب أن الكتب الموجودة بأيدي الناس، تشهد بأن جميع السلف من القرون الثلاثة كانوا على خلاف ما ذكره، وأن الأئمة المتبوعين عند الناس والمشايخ المقتدى بهم، كانوا على خلاف ما ذكره، وهذه أئمة المالكية، والشافعية، والحنفية، وأهل الحديث، والصوفية على ذلك، بل أئمة الصفاتية من الكلابية والكرامية والأشعرية

(1)

انظر: تفسير الرازي (14/ 269).

(2)

انظر: الأربعين في أصول الدين للرازي (1/ 152).

ص: 247

على خلاف ما قاله، فهذه كتب ابن كلاب

(1)

إمام طائفته، ثم الحارث المحاسبي

(2)

ونحوه، ثم أبي الحسن الأشعري، وأئمة أصحابه مثل أبي عبد اللَّه بن مجاهد

(3)

وأبي الحسن الطبري

(4)

، وأبي العباس القلانسي

(5)

، وغيره -كما سيأتي إن شاء اللَّه حكاية قوله وقول غيره- والقاضي أبي بكر بن الباقلاني، وأبي علي بن شاذان

(6)

وغيرهم، كلهم يقولون: بإثبات العلو للَّه على العرش واستوائه عليه دون ما سواه، ويضللون من يفسر ذلك بالاستيلاء والقهر ونحوه - كما قد حكينا بعض أقوالهم في جواب الاستفتاء، وفي جواب هذه المسائل الموردة عليه وذكرنا أن أبا الحسن الأشعري ذكر أن هذا قول جميع أهل السنة والحديث، وبه يقول الرازي وهو قد حكي أيضًا في كتبه ذلك عن بعض أئمة أصحابه، وذكر للأشعري نفسه قولين -وقد تكلمنا على ذلك- فكيف يزعم أن خصومه إنما هم الكرامية والحنابلة! بل لم يوافقه إلا فريق قليل من أهل القبلة"

(7)

.

(1)

رأس المتكلمين بالبصرة في زمانه، أبو محمد عبد اللَّه بن سعيد بن كلاب القطان، البصري، صاحب التصانيف في الرد على المعتزلة، وربما وافقهم، وقد كان باقيا قبل الأربعين ومائتين. انظر: السير للذهبي (11/ 174) والتاريخ له (5/ 981).

(2)

الحارث بن أسد أبو عبد اللَّه المحاسبي، شيخ الجنيد، قال الخطيب: للحارث كتب كثيرة في الزهد، وفي أصول الديانات، والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة وغيرهما، وكتبه كثيرة الفوائد جمة المنافع. وقال الذهبي: وقد كان الحارث كبير الشأن قليل المِثْل، لكنه دخل في شيء يسير من الكلام، فنقموه عليه، وقال: وورد أن الإمام أحمد أثنى على حال الحارث من وجه، وحذر منه. وحذر من كتبه أبو زرعة الرازي، توفي سنة 243 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (9/ 104) وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح (1/ 439) والسير للذهبي (12/ 112) والتاريخ له (5/ 1103).

(3)

محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد أبو عبد اللَّه الطائي المتكلم صاحب أبي الحسن الأشعري وهو من أهل البصرة، قدم بغداد، وعليه درس القاضي أبو بكر محمد ابن الطيب الكلام، وله كتب حسان في الأصول، كان ثخين الستر، حسن التدين، جميل الطريقة. انظر: تاريخ الخطيب (2/ 200).

(4)

علي بن محمد بن مهدي، أبو الحسن الطبري المتكلم الأصولي، رحل في طلب العلم، وصحب أبا الحسن الأشعري بالبصرة مدة، وتخرج به، وصنف التصانيف، وتبحر في علم الكلام، وهو مؤلف كتاب مشكل الأحاديث الواردة في الصفات. انظر: التاريخ للذهبي (8/ 492) وتبيين كذب المفتري لابن عساكر (ص 195) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي (3/ 466).

(5)

أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن خالد القلانسي الرازي، من شيوخ الإمام أبي أحمد الحاكم محدث خراسان، ومعاصر لأبي علي محمد ابن عبد الوهاب الثقفي شيخ خراسان المتوفي سنة 328 هـ، زادت تصانيفه في الكلام على مائة وخمسين كتابًا، وقد سلك طريقة ابن كلاب ووافقه. انظر: تاريخ ابن عساكر (12/ 399) وبيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (1/ 69) وإيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل لابن جماعة (ص 23).

(6)

أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. تأتي ترجمته في الحديث (رقم 157).

(7)

انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (1/ 231 - 235).

ص: 248

وقال أيضًا: "أكثر طوائف العقلاء يقولون بالعلو، وبامتناع وجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه، وأما كلام من نقل مذهب السلف والأئمة فأكثر من أن يمكن سطره. . . وعن جرير بن عبد الحميد الرازي أنه قال: "كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم، وإنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء إله".

وجميع الطوائف تنكر هذا، إلا من تلقى ذلك عن الجهمية، كالمعتزلة ونحوهم من الفلاسفة، فأما العامة من جميع الأمم فلا يستريب اثنان في أن فطرهم مقرة بأن اللَّه فوق العالم، وأنهم إذا قيل لهم:"لا هو داخل العالم ولا خارجه، ولا يصعد إليه شيء، ولا ينزل منه شيء، ولا يقرب إليه شيء، ولا يقرب هو من شيء، ولا يحجب العباد عنه شيء، ولا تُرفع إليه الأيدي، ولا تتوجه القلوب إليه طالبة له في العلو" فإن فطرهم تنكر ذلك، وإذا أنكروا هذا في هذه القضية المعينة التي هي المطلوب، فإنكارهم لذلك في القضايا المطلقة العامة التي تتناول هذا وغيره أبلغ وأبلغ، وأما خواص الأمم فمن المعلوم أن قول النفاة لم يُنقل عن نبي من الأنبياء، بل جميع المنقول عن الأنبياء موافق لقول أهل الإثبات، وكذلك خيار هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان لم ينقل عنهم إلا ما يوافق قول أهل الإثبات، وأول من ظهر عنه قول النفاة هو الجعد بن درهم، والجهم بن صفوان، وكانا في أوائل المائة الثانية فقتلهما المسلمون، وأما سائر أئمة المسلمين، مثل: مالك، والثوري، والأوزاعي، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم، فالكتب مملوءة بالنقل عنهم لِمَا يوافق قول أهل الإثبات، وكذلك شيوخ أهل الدين، مثل: الفضيل بن عياض، وبشر الحافي

(1)

، وأحمد بن أبي الحواري

(2)

،

(1)

بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد اللَّه أبو نصر المعروف بالحافي مروزي، سكن بغداد، وهو ابن عم علي بن خشرم، وكان ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد، وتفرد بوفور العقل، وأنواع الفضل، وحسن الطريقة، واستقامة المذهب، وعزوف النفس، وإسقاط الفضول، توفي سنة 227 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (7/ 545).

(2)

أحمد بن عبد اللَّه بن ميمون أبو الحسن بن أبي الحَواري ثقة زاهد د ق. التقريب لابن حجر (رقم 61).

ص: 249

وسهل بن عبد اللَّه التستري

(1)

، وعمرو بن عثمان المكي

(2)

، والحارث المحاسبي، ومحمد بن خفيف الشيرازي

(3)

، وغير هؤلاء.

وكُتُبُ أهل الآثار مملوءة بالنقل عن السلف والأئمة لِمَا يوافق قول أهل الإثبات، ولم يُنقل عن أحد منهم حَرفٌ واحدٌ صحيحٌ يوافق قول النفاة، فإذا كان سلف الأئمة وأئمتها وأفضل قرونها متفقين على قول أهل الإثبات، فكيف يقال:"ليس هذا إلا قول الكرامية والحنبلية"؟، ومن المعلوم أن ظهور قول أهل الإثبات قبل زمن أحمد بن حنبل كان أعظم من ظهوره في هذا الزمان، فكيف يضاف ذلك إلى أتباعه؟.

وأيضًا فعبد اللَّه بن سعيد بن كلاب، والحارث المحاسبي، وأبو العباس القلانسي، وأبو الحسن بن مهدي الطبري، وعامة قدماء الأشعرية يقولون: إن اللَّه بذاته فوق العرش، ويردون على النفاة غاية الرد، وكلامهم في ذلك كثير مذكور في غير هذا الموضع.

والمقصود هنا التنبيه على بطلان ما يعارض به النفاة من الحجج العقلية، وأما النفي فلم يكن يُعرف إلا عن الجهمية كالمعتزلة ونحوهم، ومن وافقهم من الفلاسفة، وإلا فالمنقول عن أكثر الفلاسفة هو قول أهل الإثبات، كما نقله ابن رشد الحفيد عنهم، وهو من أعظم الناس انتصارًا لهم، وسلوكًا لطريقتهم، لا سيَّما لأرسطو وأتباعه، كما أنه يميل إلى القول بقدم العالم أيضًا.

الثاني: من أجوبة قوله: "لو كان بديهيًا لامتنع اتفاق الجمع العظيم على إنكاره، وهم ما سوى الحنابلة والكرامية".

هو أن يقال: لم يُطْبِق على ذلك إلا من أخذه بعضهم عن بعض، كما اخذ النصارى دينهم بعضهم عن بعض، وكذلك اليهود والرافضة وغيرهم.

(1)

أبو محمد سهل بن عبد اللَّه بن يونس بن عيسى بن عبد اللَّه بن رفيع التستري الصالح المشهور؛ لم يكن له في وقته نظير في المعاملات والورع؛ وكان صاحب كرامات، ولقي الشيخ ذا النون المصري بمكة، وكان سبب سلوكه هذا الطريق خاله محمد بن سوار، توفي سنة 283 هـ. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (2/ 429) والسير للذهبي (13/ 230) والتاريخ له (6/ 756).

(2)

الإمام الرباني شيخ الصوفية الزاهد عمرو بن عثمان بن بنِ كُرَبِ بنِ غُصَصٍ، أبو عبد اللَّه المكي، كان من مشايخ الصوفية، سكن بغداد حتى مات بها، وحدث وله مصنفات في التصوف، توفي سنة 297 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (14/ 136) والسير للذهبي (14/ 57).

(3)

الشيخ الإمام العارف الفقيه القدوة ذو الفنون شيخ إقليم فارس محمد بن خفيف بن إسْكفشَار الضبي الشيرازي أبو عبد اللَّه الصوفي، شيخ المشايخ وذو القدم الراسخ في العلم والدين كان سيدا جليلا وإماما حفيلا، توفي سنة 371 هـ. انظر: تاريخ ابن عساكر (52/ 405) والسير للذهبي (16/ 342) والتاريخ له (8/ 365).

ص: 250

فأما أهل الفِطَر التي لم تُغيَّر فلا ينكرون هذا العلم، وإذا كان كذلك فأهل المذاهب الموروثة لا يمتنع إطباقهم على جحد العلوم البديهية، فإنه ما من طائفة من طوائف الضلال -وإن كثرت- إلا وهي مجتمعة على جحد بعض العلوم الضرورية.

الثالث: أن يقال: ما من طائفة من طوائف الكلام والفلسفة إلا وجمهور الناس يقولون: "إنهم جحدوا العلوم الضرورية". فالقائلون بأن الممكن قد يترجح أحد طرفيه بلا مرجح من القادر أو غيره، يقول جمهور العقلاء: إنهم جحدوا العلوم الضرورية.

والقائلون بأن الأجسام لا تبقى والأعراض لا تبقى، يقول جمهور الناس: إنهم جحدوا العلوم الضرورية.

والقائلون بأن الأصوات المتعاقبة تكون قديمة أزلية الأعيان باقية، وأن الأصوات المسموعة من الآدميين هي قديمة، يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلم الضروري.

والقائلون بأن الكلام هو معنى واحد: هو الأمر بكل ما أمر به، والخبر عن كل ما أخبر به، وأنه وإن عبر عنه بالعربية كان هو القرآن، وإن عبر عنه بالعبرية كان هو التوراة، يقول جمهور العقلاء: إنهم جحدوا العلم الضروري.

والقائلون بأن العالمِ هو العِلم والمعلوم، والعاقل هو العَقل والمعقول، والعاشق هو العشق والمعشوق، واللذة هي الملتذ، والعلم هو القدرة، والقدرة هي الإرادة، يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلوم الضرورية.

والقائلون بأن الوجود الواجب وجود مطلق بشرط الإطلاق أو لا بشرط، يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلوم الضرورية.

والقائلون بأن النفس لا تدرِك إلا الكليات دون الجزئيات، يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلم الضروري.

والقائلون بأن كل موجود يجوز أن تتعلق به الإدراكات الخمسة، وأن الصوت يُرى، والطعم يُسمع، واللون يُشم، يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلم الضروري.

والقائلون بأنه يحدث إرادة لا في محل، أو يحدث فناء لا في محل، يقول جمهور العقلاء: أن فساد قولهم معلوم بالضرورة.

والقائلون بأن الإرادة تحدُث في الإنسان من غير سبب يوجب حدوثها، مما يقول جمهور العقلاء: إن فساد قولهم معلوم بالضرورة.

ص: 251

والقائلون بأنه حي عليم قدير، من غير حياة ولا علم ولا قدرة، مما يقول جمهور العقلاء: إن فساد قولهم معلوم بالضرورة.

والقائلون بأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على عليٍّ بالخلافة نصًا جليًا أشاعه بين المسلمين، فكتموه ولم يظهروه، يقول جمهور العقلاء: إن قولهم معلوم الفساد بالضرورة.

والقائلون بأن للأمة إمامًا معصومًا عمره سنتان -أو ثلاث أو أربع- دخل السرداب من أكثر من أربعمائة سنة، أو أن عليًا لم يمت، وأمثال ذلك، يقول جمهور الناس: إن قولهم معلوم الفساد بالضرورة.

وكذلك قول القائلين بأن الأعراض لا تبقي زمانين، مما يقول جمهور العقلاء: إن فساده معلوم بالضرورة.

وكذلك من يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي المنافقين مؤمنين، ويجعل إيمانهم كإيمان المؤمنين غير المنافقين، وهم مع ذلك مخلدون في النار، مما يعلم جمهور العقلاء المسلمين فساده بالاضطرار من دين الإسلام.

وكذلك القائلون بأن القرآن العزيز زيد فيه زيادات، ونقص منه أشياء، مما يعلم بالضرورة امتناعه في العادة.

وقول النصارى: إن الكلمة اتحدت بالمسيح، وإنها ليس هي الآب الجامع للأقانيم، وهي مع ذلك الرب الذي يخلق ويرزق، وهي جوهر، والجوهر عندهم واحد ليس إِلا الآب، مما يقول الناس: إنه معلوم الفساد بالضرورة. ومثل هذا إذا تتبعناه كثير.

فوجود الأقوال التي يقول جمهور الناس: إنها معلومة الفساد بالضرورة في قول طوائف كثيرة من الناس أكثر من أن تُستوعب، فكيف يقال:"لا يجوز إطباق الجمع الكثير على إنكار ما علم بالبديهة"؟

الوجه الرابع: أن يُقال: هذا معارض بها هو أبلغ منه، فإن الجموع الكثيرة يقولون: إنهم يجدون في أنفسهم عند الضرورة معني يطلب العلو في توجه قلوبهم إلى اللَّه ودعائه، وأنه يمتنع في عقولهم وجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه، وأن هذا معلوم نهم بالضرورة، فإن امتنع اتفاق الجمع العظيم على مخالفة البديهة، فتجب الحجة المثبِتة، فيبطل نقيضها، وإن لم تمتنع بطلت حجة النفاة، فيثبت بطلانها على التقديرين" (1).

4 -

أن الذي ورد عن سلف الأمة وأئمتها هو إثبات الجهة، وهي جهة العلو والفوقية للَّه تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته، وهو عكس ما ادعوه من نفي الجهة، وعكس ما زعموه من النهي عن إطلاقها أو القول بها.

(1) انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (6/ 250 و 565 - 272) باختصار وتصرف.

ص: 252

قال أبو عبد اللَّه القرطبي: "كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها للَّه تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة. وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها. وهذا القدر كاف، ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء"

(1)

.

* * *

(1)

انظر: تفسير القرطبي (7/ 219 - 220) باختصار.

ص: 253

‌المسألة الرابعة: الإيمان بالقدر

وفيها أربعة فصول:

الفصل الأول: القول في الإيمان بالقدر.

الفصل الثاني: شبه القدرية في باب القدر، والرد عليهم.

الفصل الثالث: شبه الجبرية في باب القدر، والرد عليها.

الفصل الرابع: شبه الأشاعرة في باب القدر، والرد عليها.

الفصل الخامس: شبه الماتريدية في باب القدر، والرد عليها.

* * *

ص: 254

‌الفصل الأول: القول في الإيمان بالقدر.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: منهج المؤلف في باب القدر.

المطلب الثاني: مذهب أهل السنة والجماعة في باب القدر.

المطلب الثالث: الفِرَق المخالفة في باب القدر.

* * *

ص: 255

‌المطلب الأول: منهج المؤلف في باب القدر.

المؤلف رحمه اللَّه تعالى من أهل السنة الذين يؤمنون بالقدر خيره وشره، وقد عقد بابًا لذلك وهو: باب قول اللَّه تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القمر].

وأورد فيه حديث عبد اللَّه بن عمرو قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يقول: "كتب اللَّه مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. قال: وكان عرشه على الماء"

(1)

.

* * *

(1)

أخرجه مسلم في صحيحه (رقم 2653) والإمام أحمد في مسنده (رقم 6579) وعبد بن حميد في مسنده كما المنتخب (رقم 343) والترمذي في سننه (رقم 2156) والمخلص في المخلصيات (رقم 2588) وعنه المصنف، وغيرهم.

ص: 256

‌المطلب الثاني: مذهب أهل السنة والجماعة في باب القدر

الإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان وركن من أركانه الستة التي لا يتم إيمان العبد إِلا بها.

قال ابن تيمية: "مذهب أهل السنة والجماعة في هذا الباب وغيره ما دل عليه الكتاب والسنة وكان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان: وهو أن اللَّه خالق كل شيء وربه ومليكه وقد دخل في ذلك جميع الأعيان القائمة بأنفسها وصفاتها القائمة بها من أفعال العباد وغير أفعال العباد. وأنه سبحانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن؛ فلا يكون في الوجود شيء إِلا بمشيئته وقدرته لا يمتنع عليه شيء شاءه؛ بل هو قادر على كل شيء ولا يشاء شيئًا إِلا وهو قادر عليه. وأنه سبحانه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وقد دخل في ذلك أفعال العباد وغيرها وقد قدر اللَّه مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم: قدر آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم وكتب ذلك وكتب ما يصيرون إليه من سعادة وشقاوة فهم يؤمنون بخلقه لكل شيء وقدرته على كل شيء ومشيئته لكل ما كان وعلمه بالأشياء قبل أن تكون وتقديره لها وكتابته إياها قبل أن تكون. . . وسلف الأمة وأئمتها متفقون أيضًا على أن العباد مأمورون بما أمرهم اللَّه به منهيون عما نهاهم اللَّه عنه ومتفقون على الإيمان بوعده ووعيده الذي نطق به الكتاب والسنة ومتفقون أنه لا حجة لأحد على اللَّه في واجب تركه ولا محرم فعله بل اللَّه الحجة البالغة على عباده. . . ومما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها مع إيمانهم بالقضاء والقدر وأن اللَّه خالق كل شيء وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وأنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء وأن العباد لهم مشيئة وقدرة يفعلون بمشيئتهم وقدرتهم ما أقدرهم اللَّه عليه مع قولهم إن العباد لا يشاءون إِلا أن يشاء اللَّه"

(1)

.

ومعنى الإيمان بالقدر: الإيمان بأن اللَّه تعالى علم مقادير الأشياء وأزمانها أزلًا قبل إيجادها ثم أوجدها بقدرته، ومشيئته على وفْقِ ما علمه منها، وأنه كتبها في اللوح المحفوظ قبل إحداثها

(2)

.

فعن عمر بن الخطاب في سؤال جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال: "أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت".

(1)

مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 449 - 459) باختصار.

(2)

انظر: شرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل الهراس (ص 65) وشرح النووي على صحيح مسلم (1/ 154).

ص: 257

والإيمان بالقدر له أربعة مراتب وهي أركانه، ولا يتم الإيمان بالقدر إِلا بالإيمان بها كلها، فمن أقرَّ بها اكتمل إيمانه بالقدر، ومن انتقص واحدًا منها أو أكثر اختل إيمانه بالقدر.

والمراتب هي: العلم والكتابة و المشيئة والخلق

(1)

.

الأدلة من الكتاب: دل الكتاب على في مواضع كثيرة منه على الإيمان بالقدر، ومنها:

قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القمر]. وقوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2] وقوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} [مريم: 21] وقوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38] وقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)} [الأعلى] وقوله تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23)} [المرسلات] وقوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} [التكوير]. وغيرها كثير جدًا من الآيات الكريمة التي تدل على هذا الركن العظيم من أركان الإيمان الستة.

الأدلة من السنة: ورد في السنة النبوية أيضًا أدلة كثيرة جدًا على الإيمان بالقدر، ومنها:

1 -

حديث عبد اللَّه بن عمرو قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يقول: "كتب اللَّه مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. قال: وكان عرشه على الماء"

(2)

.

2 -

حديث عمر بن الخطاب حينما سأل جبريل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قال: فأخبرني عن الإيمان، قال:"أن تؤمن باللَّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، قال:"صدقت"

(3)

.

3 -

حديث عبد اللَّه بن عمرو أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشره"

(4)

.

4 -

حديث عبد اللَّه بن مسعود قال: حدثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا أو أربعين ليلة، ثم يكون علقة مثله، ثم يكون مضغة مثله، ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات، فيكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد. . . "

(5)

.

(1)

انظر: القضاء والقدر لعمر الأشقر (ص 26) والتنبيهات اللطيفة لعبد الرحمن السعدي (ص 90).

(2)

أخرجه مسلم (رقم 2653) والإمام أحمد (رقم 6579) وعبد بن حميد (رقم 343) والترمذي (رقم 2156) والمخلص في المخلصيات (رقم 2588) وعنه المصنف، وغيرهم.

(3)

أخرجه مسلم (رقم 8) وأبو داود (رقم 4695) والترمذي (رقم 2610 و 2610) وغيرهم.

(4)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 6703) وابنه عبد اللَّه في السنة (رقم 916) وابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم 1463) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 1108) وغيرهم.

(5)

أخرجه البخاري (رقم 7454) ومسلم (رقم 2643) وغيرهما.

ص: 258

5 -

حديث أبي بن كعب حينما قال لابن الديلمي: "ولو أنفقت جبل أحد ذهبا في سبيل اللَّه، ما قبله اللَّه منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير ذلك، لدخلت النار، قال: فأتيت حذيفة، فقال لي مثل ذلك، وأتيت ابن مسعود، فقال لي مثل ذلك، وأتيت زيد بن ثابت، فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك"

(1)

. وهناك أدلة كثيرة جدا من السنة النبوية على الإيمان بالقدر خيره وشره، وفيما ذُكر كفاية وللَّه الحمد.

دليل الإجماع:

أجمع السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة الإسلام على الإيمان بالقدر خيره وشره.

قال ابن عبد البر: "أما أهل السنة فمجتمعون على الإيمان بالقدر على ما جاء في هذه الآثار ومثله من ذلك وعلى اعتقاد معانيها وترك المجادلة فيها"

(2)

.

وقال ابن أبي زمنين: "قول أهل السنة: أن المقادير كلها خيرها وشرها حلوها ومرها من اللَّه عز وجل فإنه خلق الخلق وقد علم ما يعملون وما إليه يصيرون، فلا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع"

(3)

.

قال ابن القطان الفاسي: "وأجمعوا على أن الإقرار بالقدر مع الإيمان به واجب، وأجمعوا أنه تعالى قدر أفعال جميع الخلق وآجالهم وأرزاقهم قبل خلقه لهم، وأثبت في اللوح المحفوظ جميع ما هو كائن منهم، وأجمعوا على أنه الخالق لجميع أفعال العباد وأرزاقهم والمُنشئ لجميع الحوادث وحده، لا خالق لشيء منها سواه. وأجمعوا على أن الخلق لا يقدرون على الخروج عما سبق به علم اللَّه فيهم وإرادته لهم"

(4)

.

وقال النووي: "قد تظاهرت الأدلة القطعيات من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأهل الحل والعقد من السلف والخلف على إثبات قدر اللَّه سبحانه وتعالى"

(5)

.

دليل الفطرة: أن الخلق مفطورون على الإقرار بقدر اللَّه تعالى، وأنه تعالى الخالق لكل شيء، حتى أن المشركين مع أنهم انحرفوا عن عبادة اللَّه وحده إلا أنهم مقرون بالقدر قائلون بالاحتجاج به، إلا أنهم يحتجون به خطأً

(1)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 21589) وأبو داود (رقم 4699) وابن ماجه (رقم 77) وعبد بن حميد (رقم 247) وابن حبان (رقم 727).

(2)

انظر: الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار لابن عبد البر (8/ 264).

(3)

انظر: أصول السنة لابن أبي زمنين (ص 197).

(4)

انظر: الإقناع في مسائل الإجماع لابن القطان الفاسي (1/ 54 - 56).

(5)

انظر: شرح النووي تصحيح مسلم (1/ 155).

ص: 259

على شركهم، كما قال تعالى عنهم:{وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)} [النحل: 35].

قال ابن تيمية: "وهؤلاء المشركون -المحتجون بالقدر على ترك ما أرسل اللَّه به رسله من توحيده والإيمان به- لو احتج به بعضهم على بعض في إسقاط حقوقه ومخالفة أمره لم يقبله منه، بل كان هؤلاء المشركون يذم بعضهم بعضا، ويعادي بعضهم بعضا، ويقاتل بعضهم بعضا على فعل ما يرونه تركًا لحقهم أو ظلمًا، فلما جاءهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى حق اللَّه على عباده وطاعة أمره احتجوا بالقدر، فصاروا يحتجون بالقدر على ترك حق ربهم ومخالفة أمره بما لا يقبلونه ممن ترك حقهم وخالف أمرهم"

(1)

.

ومع ذلك لم يقل أحد منهم بنفي القدر مطلق، بل أثبتوه في كثير من أقوالهم وأشعارهم.

قال الإمام اللغوي أحمد بن يحيى ثعلب: "ولا أعلم عربية قدرية، قيل له: يقع في قلوب العرب القول بالقدر؟ قال: معاذ اللَّه، ما في العرب إلا مثبت القدر خيره وشره، أهل الجاهلية والإسلام، ذلك في أشعارهم وكلامهم كثيرٌ بيِّنٌ، ثم أنشد:

تجري المقادير على غرز الإبر

ما تنفذ الإبرة إلا بقدر

قال: وأنشد لامرئ القيس: إن الشقاء على الأشقينِ مكتوبُ"

(2)

.

دليل العقل: أن العقل السليم كما أقرَّ بأن اللَّه هو الخالق المالك المدبر، فإنه كذلك يُقرُّ بأن اللَّه عز وجل المقدر لكل شيء الذي لا يقع شيء في الوجود إلا بمشيئته وإرادته، وهذا هو ما استدل به موسي عليه السلام كما قال تعالى عنه:{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)} [طه]، فاللَّه تعالى هو الذي خلق الخلق فسواه، وقدر فهداه، قال تعالى:{الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)} [الأعلى]، وهو تعالى على كل شيء قدير، وعلمه محيط بكل شيء قال تعالى:{لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12].

* * *

(1)

منهاج السنة لابن تيمية (3/ 57).

(2)

انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (4/ 779 - 780).

ص: 260

‌المطلب الثالث: الفِرَق المخالفة في باب القدر.

خالف في باب القدر ثلاث فرق وهي كما يلي:

الأولى: القدرية من المعتزلة والرافضة واليهود: وهم نفاة القدر القائلين بأن العبد يخلق فعل نفسه، وأنه مسقل بإرادته وقدرته، وهي منفصلة عن مشيئة اللَّه وقدرته

(1)

.

قال القاضي عبد الجبار المعتزلي: "اتفق كل أهل العدل على أن أفعال العباد من تصرفهم، وقيامهم وقعودهم حادثة من جهتهم، وأن اللَّه عز وجل أقدرهم على ذلك، ولا فاعل لها ولا محدث سواهم، وأن من قال أن اللَّه سبحانه خالقها ومُحدثها فقد عظُم خطؤه، وأحالوا حدوث فعل من فاعلين"

(2)

.

وقال أيضًا: "أفعال العباد غير مخلوقة فيهم، وأنهم المحدثون لها"

(3)

.

الثانية: الجبرية من الجهمية وغيرهم، وهم الذين نفوا قدرة العبد ومشيئته، وأن كل ما يفعله العبد لا قدرة ومشيئة له فيه وإنما هو بإرادة اللَّه تعالى ومشيئته، فهو مجبور عليه غير مختار في فعله

(4)

.

الثالثة: الأشاعرة ومن وافقهم، قالوا: بأن أفعال العباد خلق للَّه تعالى وكسب للعباد، فاللَّه خالقٌ والعبد كاسبٌ، والعبد إذا توجهت إرادته نحو عمل ما، خلق اللَّه قدرة العبد وخلق معها الفعل فقدرة العبد تختص بكسب الفعل، وقدرة اللَّه تختص بخلق الفعل، ومناط التكليف والثواب والعقاب على الكسب.

فمذهبهم أن أفعال العباد مخلوقة للَّه مقدورة له، وليس للإنسان فيها غير اكتسابها، فالفاعل الحقيقي عندهم هو اللَّه، وما الإنسان إلا مكتسب للفعل الذي أحدثه اللَّه على يد هذا الإنسان.

قال أبو الحسن الأشعري: "ومعنى الكسب أن يكون الفعل بقدرة محدثة فكل من وقع منه الفعل بقدرة قديمة فهو فاعل خالق ومن وقع منه بقدرة محدثة فهو مكتسب، وهذا قول أهل الحق"

(5)

.

وقال الآمدي: "ذهب أهل الحق إلى أن أفعال العباد مضافة إليهم بالاكتساب وإلى اللَّه تعالى بالخلق والاختراع، وأنه لا أثر للقدرة الحادثة فيها أصلًا"

(6)

.

(1)

انظر: الصفدية لابن تيمية (2/ 107).

(2)

انظر: المغني للقاضي عبد الجبار المعتزلي (8/ 3).

(3)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 323).

(4)

انظر: الملل والنحل للشهرستاني (1/ 85) والنبوات لابن تيمية (1/ 461 - 462 و 580).

(5)

انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (ص 539).

(6)

انظر: غاية المرام في علم الكلام للآمدي (ص 182) باختصار.

ص: 261

وقال الجويني في الإرشاد: "والوجه القطع بأن القدرة الحادثة لا تؤثر في مقدورها أصلًا، فالإرادة المتعلقة بفعل العبد لا تؤثر في متعلقها"

(1)

.

وقال الشهرستاني: "إن اللَّه تعالى أجرى سنته بأن يحقق عقيب القدرة الحادثة أو تحتها أو معها: الفعل الحاصل إذا أراده العبد وتجرد له، ويسمى هذا الفعل كسبة فيكون خلق من اللَّه تعالى إبداعًا وإحداثًا، وكسبًا من العبد حصولًا تحت قدرته"

(2)

.

وقال الجرجاني في شرح المواقف: "أفعال العباد الاختيارية واقعة بقدرة اللَّه تعالى وحدها، وليس لقدرتهم تأثير فيها، بل اللَّه سبحانه أجرى عادته بأن يوجد في العبد قدرة واختيارًا، فإذا لم يكن هناك مانع أوجد فيه فعله المقدور مقارنًا لهما فيكون فعل العبد مخلوقًا للَّه إبداعًا وإحداثًا، ومكسوبًا للعبد، والمراد بكسبه إياه: مقارنته وإرادته من غير أن يكون هناك منه تأثير أو مدخل في وجوده سوى كونه محلًا له"

(3)

.

قال البيجوري: "وقد عرفوا الكسب بتعريفين، الأول: أنه ما يقع به المقدور من غير صحة انفراد القادر به، وهو العبد ينفرد بذلك المقدور، وبل ومن غير صحة المشاركة، إذ لا تأثير منه بوجه ما، وإنما له مجرد المقارنه، والخالق الحق منفرد بعموم التأثير. والثاني: ما يقع به المقدور في محل قدرته، وبالجملة فليس للعبد تأثير ما، فهو مجبور باطنًا، مختار ظاهرًا"

(4)

.

وقال أيضًا: "ومعنى قولهم: من غير صحة إنفراد القادر به، من غير تجويز كون العبد منفردًا بفعل ذلك المقدور، بل ومن غير صحة كون العبد مشاركًا في فعل ذلك المقدور؛ إذ لا تأثير للعبد بوجهٍ ما، لا على الاستقلال ولا على المشاركة، واللَّه سبحانه وتعالى هو المنفرد بعموم التأثير، وليس للعبد إلا مجرد المقارنة وتوجه القصد"

(5)

.

وقال الدردير: "إن قدرته تعالى أبرزت الأشياء على طِبْق إرادته من العدم إلى الوجود، وهذا الإبراز هو المسمى بالإيجاد والاختراع، وهو المراد بتعلُّق القدرة القديمة، وأما قدرتنا فقد تعلقت ببعض الأفعال، وهي الأفعال الاختيارية، أي: التي لنا فيها الاختيار والميل والقصد من غير إيجاد واختراع، وهذا التعلق على طِبْقِ

(1)

انظر: الإرشاد للجويني (ص 210) باختصار.

(2)

انظر: الملل والنحل للشهرستاني (1/ 97).

(3)

انظر: شرح المواقف للجرجاني (8/ 163).

(4)

انظر: تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد لإبراهيم البيجوري (ص 176) باختصار.

(5)

انظر: تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد للبيجوري (ص 219).

ص: 262

إرادتنا هو المسمي: بالكسب والاكتساب، فأفعالنا الاختيارية قد تعلقت بها القدرتان، القدرة القديمة، والقدرة الحادثة، وليس للقدرة الحادثة تأثير، وإنما لها مجرد مقارنة"

(1)

.

الرابعة: الماتريدية قالوا: بأن أفعال العباد خلق اللَّه تعالى وكسب للعباد، فاللَّه خالقٌ والعبد كاسبٌ

(2)

.

إلا أنهم لهم في تعريف الكسب مذهبا مختلفًا، فهم يثبتون أن قدرة اللَّه تعالى تؤثر في أصل الفعل، وقدرة العبد تؤثر في صفة الفعل، وتأثير العبد هذا هو الكسب عندهم.

فقالوا في تعريفه: "أصل الفعل بقدرة اللَّه، والاتصاف بكونه طاعة أو معصية بقدرة العبد"

(3)

.

ومعنى هذا عندهم أن اللَّه تعالى لا يخلق فعل العبد إلا بعد أن يريده العبد ويختاره، فقالوا:"أن ما يخترعه فيه باختيار العبد ذلك، وله عليه قدرة، فأثرُ تَعلُّقِ قدرتِهِ به كونه فعلًا له، فيكون اللَّه تعالى مخترعًا فعل العبد باختياره، لولا اختيارُ العبدِ وقصدُه واكتسابُه لما خلقه اللَّه تعالى فعلًا له"

(4)

.

وقالوا أيضًا: "فعلم من وجدان ما يدل على الاختيار ووجدان أن اختيار العبد ليس مؤثرًا في وجود الحالة المذكورة أنه جرت عادته تعالى أنا متى قصدنا الحركة الاختيارية قصدًا جازمًا من غير اضطرار إلى القصد يخلق اللَّه عقيبه الحالة المذكورة الاختيارية، وإن لم نقصد لم يخلق"

(5)

.

وقولهم السابق يثبت أن للعبد إرادة جزئية غير مخلوقة، وأنها راجعة إليهم دون اللَّه تعالى، واللَّه لا يخلق فعل العبد إلا بعد أن يريده العبد ويختاره، وهذا هو نفس قول المعتزلة.

* * *

(1)

انظر: شرح الخريدة البهية للدردير (ص 61 - 62).

(2)

انظر: كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي (ص 225 - 226).

(3)

انظر: إشارات المرام من عبارات الإمام أبي حنيفة النعمان للقاضي كمال الدين البياضي (ص 256).

(4)

انظر: تبصرة الأدلة في أصول الدين لأبي المعين النسفي (ص 225 - 226).

(5)

انظر: إشارات المرام للقاضي كمال الدين البياضي (ص 258 - 259).

ص: 263

‌الفصل الثاني: شبه القدرية في باب القدر، والرد عليهم.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: شبه القدرية النقلية في باب القدر، والرد عليهم.

المطلب الثاني: شبه القدرية العقلية في باب القدر، والرد عليهم.

* * *

ص: 264

‌المطلب الأول: شبه القدرية النقلية في باب القدر، والرد عليهم.

استدلوا بأدلة عديدة من النقل من أشهرها ما يلي:

الدليل الأول: قوله تعالى: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} [الملك: 3].

قالوا: "نفى اللَّه التفاوت عن خلقه، فلا يخلو: إما أن يكون المراد بالتفاوت من جهة الخِلقة أو من جهة الحكمة، لا يجوز أن يكون المراد به التفاوت من جهة الخِلقة؛ لأن في خلقة المخلوقات من التفاوت ما لا يخفى، فليس إلا أن المراد به التفاوت من جهة الحِكمة على ما قلناه، إذا ثبت هذا لم يصح في أفعال العباد أن تكون من جهة اللَّه تعالى لاشتمالها على التفاوت وغيره"

(1)

.

الرد عليهم: أن الآية الكريمة لا دليل فيها على مذهبهم، بل هي رد عليهم، وذلك لما يلي:

1 -

ليس المراد بالتفاوت ما زعموه من الحكمةِ. بل هو تفاوت الخِلقة.

قال ابن جرير: "ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف"

(2)

.

وقال البغوي: "ومعناه: ما ترى يا ابن آدم في خلق الرحمن من اعوجاج واختلاف وتناقض بل هي مستقيمة مستوية. وأصله من "الفوت" وهو أن يفوت بعضها بعضا لقلة استوائها {فَارْجِعِ الْبَصَرَ} كرر النظر، معناه: انظر ثم ارجع {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} شقوق وصدوع"

(3)

.

2 -

أنه تعالى إنما عنى ما ترى في السماوات من فطور؛ لأنه ذكر خلق السماوات، ولم يذكر الكفر، وإذا كان هذا على ما قلناه بطل ما قالوه

(4)

.

3 -

يقال لهم إن اللَّه تعالى أخبر أنه لا يُرى في خلق السموات من تفاوت لأنه قال: {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} يعني: بعضها فوق بعض {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} يعني السموات والأرض ثم قال: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ} يعني في السماء {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} يعني من صدوع وشقوق يريد الإخبار عن إتقان فعلها وعجيب صنعها، والكفر لا فطور فيه ولا شقوق، ولولا الجهل ما تعلقوا بمثل هذا التأويل

(5)

.

(1)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 355).

(2)

انظر: تفسير الطبري (23/ 119).

(3)

انظر: تفسير البغوي (8/ 176).

(4)

انظر: الإبانة للأشعري (ص 188).

(5)

انظر: تمهيد الأوائل للباقلاني (ص 353).

ص: 265

4 -

أن التفاوت المعهود هو ما نافر النفوس أو خرج عن المعهود، فنحن نسمي الصورة المضطربة بأن فيها تفاوتًا فليس ذا التفاوت الذي نفاه اللَّه تعالى عن خلقه فإذ ليس هو هذا الذي يسميه الناس تفاوتا فلم يبق إِلا أن التفاوت الذي نفاه اللَّه تعالى عما خلق هو شيء غير موجود فيه البتة لأنه لو وجد في خلق اللَّه تعالى تفاوتا لكُذِّبَ قولُ اللَّه عز وجل:{مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} ولا يُكَذِّبُ اللَّهَ تعالى إِلا كافرٌ، فبطل ظن المعتزلة إن الكفر والظلم والكذب والجور تفاوت؛ لأن كل ذلك موجود في خلق اللَّه عز وجل مرئي فيه مشاهد بالعيان فيه فبطل احتجاجهم

(1)

.

5 -

يقال لهم: "أن هذا سوء فهم؛ وذلك أن هذا أراد به سبحان وتعالى خلق السموات في الصورة، وأنه ليس فيها فطور ولا شقوق، أجمع المفسرون على ذلك، فلا حجة لكم فيها، ثم إن أول الآية حجة عليكم؛ لأنه قال: {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} وبين الموت والحياة تفاوت، وهو خالق الجميع لا خالق لذلك غيره، فكذلك كفر الكافرين وإيمان المؤمنين وإن كان بينهما تفاوت في الحكم فليس بينهما تفاوت في الإيجاد والاختراع وإحكام الخلق، فصح أن الآية حجة عليهم لا لهم"

(2)

.

6 -

أن المعنى أن السماء مستوية مستديرة لا اعوجاج فيها ولا اختلاف بينها ولا تفاوت، فالفَلَك الذي خلقه وجعله مستديرًا ما له من فروج، قال تعالى:{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)} [الذاريات] وقال: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)} [ق] فهو سبحانه سواها كما سوى الشمس والقمر وغير ذلك من المخلوقات فعدل بين أجزائها، ولو كان أحد جانبي السياء داخلا أو خارجا لكان فيها فروج وهي الفتوق والشقوق ولم يكن سواها كمن بني قبة ولم يسوها، وكذلك لو جعل أحد جانبيها أطول أو أنقص ونحو ذلك. فالعدل والتسوية لازم لجميع المخلوقات والمصنوعات. فمتى لم تصنع بالعدل والتسوية بين المتماثلين وقع فيها الفساد

(3)

. وعدم التفاوت إنما يكون فيها يستدير من أشكال الأجسام دون المضلعات من المثلث أو المربع أو غيرهما فإنه يتفاوت لأن زواياه مخالفة لقوائمه والجسم المستدير متشابه الجوانب والنواحي ليس بعضه مخالفا لبعض

(4)

.

(1)

انظر: الفصل لابن حزم (3/ 39 - 40).

(2)

انظر: الإنصاف للباقلاني (ص 144).

(3)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (16/ 134 - 135) باختصار وتصرف.

(4)

انظر: نفس المصدر لابن تيمية (25/ 194).

ص: 266

الدليل الثاني: قوله تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7].

قالوا: "وهذا يدل على أن أفعال العباد غير مخلوقة، ووجه الاستدلال به: أنه لا يخلو: إما أن يكون المراد به أن جميع ما فعله اللَّه تعالى فهو إحسان، أو المراد به أن جميعه حسن، لا يجوز أن يراد به الإحسان؛ لأن في أفعال اللَّه تعالى ما لا يكون إحسانًا كالعقاب، فليس إِلا أن المراد به الحسن على ما تقوله، إذا ثبت هذا -ومعلوم أن أفعال العباد تشتمل على الحسن والقبيح- فلا يجوز أن تكون مضافة إلى اللَّه تعالى"

(1)

.

الرد عليهم:

1 -

أن معنى الآية ليس كما تأولتم وحرفتم، وإنما معناه الصحيح: أن اللَّه أتقن خلقَ كل شيء وأحكمه

(2)

.

2 -

يقال لهم: "ليس أحسن من معني: حَسَن بسبيل، وإنما معنى أحسن أنه يحسن ويِعلَم كيف يَخلقُ كما يقال: فلان يحسن الظلم ويحسن السفه ويحسن فعل الخير والجميل؛ أي: يعلم كيف يفعل ويعرفه، وليس معنى قولهم يحسن القبيح والسفه أنه يجعل ذلك حسنًا فبطل ما قلتم"

(3)

. قال مقاتل: "عَلِمَ كيف تُحلق الأشياء من غير أن يعلمه أحد". وقال السدي: "أحسنه لم يتعلمه من أحد، والإحسان العلم، يقال: فلان يحسن كذا إذا علمه"

(4)

.

3 -

أن اللَّه تعالى أنكر على الكافرين ما زعموه من وجود خالق مع اللَّه، فقال تعالى:{أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد: 16] فهذه الآية بينت ما تعلق به المعتزلة، وذلك أن قومًا جعلوا للَّه شركاء خلقوا كخلقه فجعلوهم خالقين، فأنكر اللَّه تعالى ذلك فعلى هذا خرج قوله تعالى:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14] ويبين بطلان ظنون المعتزلة في هذه الآية قول اللَّه تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ} [فصلت: 47] أفيكون مسلمًا من أوجب للَّه تعالى شركاء من أجل قول اللَّه تعالى للكفار الذين جعلوا له شركاء يخلقون كخلقه: {أَيْنَ شُرَكَائِي} ولا شك في أن هذا الخطاب إنما خرج جوابا عن إيجابهم له الشركاء تعالى اللَّه عن ذلك وقد علمنا بضرورة العقل والنص أنه ليس للَّه تعالى شركاء وأنه لا خالق غيره عز وجل وأنه خالق كل شيء في العالم من عرض أو جوهر وبهذا خرج قوله تعالى: {أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14] مع قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} [النحل: 17] فلو أمكن أن يكون في العالم خالق غير اللَّه

(1)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 357).

(2)

انظر: تفسير الطبري (18/ 597).

(3)

انظر: تمهيد الأوائل للباقلاني (ص 352).

(4)

انظر: التفسير الوسيط للواحدي (3/ 450).

ص: 267

تعالى يخلق شيئًا لما أنكر ذلك عز وجل؛ إذ هو عز وجل لا ينكر وجود الموجودات وإنما ينكر الباطل فصح ضرورة لا شك فيها أنه لا خالق غير اللَّه تعالى، فإذ لا شك في هذا فليس في قول اللَّه تعالى:{أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14] المؤمنون إثبات أن في العالم خالقا غير اللَّه تعالى يخلق شيئًا

(1)

.

4 -

أن كل ما خلقه اللَّه فله فيه حكمة كما قال: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88] وقال: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7]، وهو سبحانه غني عن العالمين، فالحكمة تتضمن شيئين: أحدهما: حكمة تعود إليه يحبها ويرضاها. والثاني إلى عباده هي نعمة عليهم يفرحون بها ويلتذون بها، وهذا في المأمورات وفي المخلوقات، أما في المأمورات فإن الطاعة هو يحبها ويرضاها؛ ويفرح بتوبة التائب أعظم فرح، هكذا سائر ما أمر به؛ وكذلك ما خلقه خلقه لحكمة تعود إليه يحبها وخلقه لرحمة بالعباد ينتفعون بها، وأنتم تزعمون أنه تعالى يخلق ويأمر لحكمة تعود إلى العباد فقط وهو نفعهم والإحسان إليهم؛ فلم يخلق ولم يأمر إِلا لذلك، ثم منكم من تكلم في تفصيل الحكمة، فأنكر القدر؛ ووضع لربه شرعًا بالتعديل والتجويز

(2)

.

وأنتم متناقضون في هذا القول؛ لأن الإحسان إلى الغير محمود لكونه يعود منه على فاعله حكم يحمد لأجله، إما التكميل نفسه بذلك، وإما لقصده الحمد والثواب بذلك، وإما لرقة وألم يجده في نفسه يدفع بالإحسان ذلك الألم، وإما لالتذاذه وسروره وفرحه بالإحسان، فإن النفس الكريمة تفرح وتسر وتلتذ بالخير الذي يحصل منها إلى غيرها، فالإحسان إلى الغير محمود، لكون المحسن يعود إليه من فعله هذه الأمور حكم يحمد لأجله، أما إذا قدر أن وجود الإحسان وعدمه بالنسبة إلى الفاعل سواء، لم يعلم أن مثل هذا الفعل يحسن منه، بل مثل هذا يعد عبثا في عقول العقلاء، وكل من فعل فعلا ليس فيه لنفسه لذة ولا مصلحة ولا منفعة بوجه من الوجوه لا عاجلة ولا آجلة كان عبثا، ولم يكن محمودا على هذا، وأنتم عللتم أفعاله فرارا من العبث، فوقعتم في العبث، فإن العبث هو الفعل الذي ليس فيه مصلحة ولا منفعة ولا فائدة تعود على الفاعل

(3)

.

الدليل الثالث: قوله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: 88].

قالوا: "بيَّن اللَّه تعالى أن أفعاله كلها متقنة، والإتقان يتضمن الإحكام والحُسن جميعًا، حتى لو كان محكمًا ولا يكون حَسَنًا لكان لا يوصف بالإتقان، ألا ترى أن أحدنا لو تكلم بكلام فصيح يشتمل على الفحش

(1)

انظر: الفصل لابن حزم (3/ 37) بتصرف.

(2)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 35 - 38) باختصار وتصرف.

(3)

انظر: مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية (119 - 120).

ص: 268

والخنا، فإنه وإن وُصف بالإحكام لا يوصف بالإتقان، إذا ثبت هذا -ومعلوم أن في أفعال العباد ما يشتمل على التهود والتنصر والتمجس وليس شيءُ من ذلك متقنًا- فلا يجوز أن يكون اللَّه تعالى خالقًا لها"

(1)

.

والمراد بصنع اللَّه حينئذٍ "الإثابة والمعاقبة. وجعل هذا الصنع من جملة الأشياء التي أتقنها وأتي بها على الحكمة والصواب، حيث قال: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} يعني أنَّ مقابلته الحسنة بالثواب والسيئة بالعقاب: من جملة إحكامه للأشياء وإتقانه لها، وإجرائه لها على قضايا الحكمة أنه عالم بما يفعل العباد وبما يستوجبون عليه، فيكافئهم على حسب ذلك"

(2)

.

الرد عليهم: أن الآية لا تدل على ما ذهبتم إليه من نفي خلق اللَّه لأفعال العباد، أو جَعْلِ المراد بصنع اللَّه إثابته ومعاقبته ومكافأته، بل هي حجة عليكم وذلك لما يلي:

1 -

أن معنى قوله تعالى: {أَتْقَنَ} أي: "أوثقَ خلقَه، وأحكمَه، وأحسنَ كل شيء خلقه"

(3)

. فيكون المعنى: "أتقن كُلَّ ما خلقَ، وأودعَ فيه من الحكمة ما أودع"

(4)

. وهذا عام في الخلقِ جميعِه.

2 -

أن قولكم هذا يستلزم أن الإتقان أيضًا يكون الأعراض الحَسَنة دون السيئة، وهذا ممتنع، لأن الإتقان لا يحصل إِلَّا في المُركَّبات فيمتنع وصف الأعراض بها

(5)

.

3 -

أنه يجب التفريق في الإرادة الإلهية بين نوعين: إرادة تتعلق بالأمر المتضمنة للمحبة والرضا وهي الإرادة الدينية، وإرادة تتعلق باخلق وهي المشيئة والإرادة الكونية القدرية، فكل الأفعال لا تخرج عن قدرة اللَّه تعالى، وهو تعالى خالق العباد وأفعالهم بإرادته، ومع ذلك لم يأمر بالكفر والفسوق والعصيان، كما أنه تعالى لا يأمر بالفحشاء ولا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر، وهذا ما فهمه السلف الصالح، مثل قول ابن مسعود لما سئل عن المفوَّضَة:"أقول فيها برأيي، فإن يكن صوابا فمن اللَّه، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان، واللَّه ورسوله بريئان منه". وكذلك قال أبو بكر في الكلالة، وقال عمر نحو ذلك. ومرادهم أن الصواب قد أمر اللَّه

(1)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 358).

(2)

انظر: تفسير الزمخشري (3/ 387) وهذه الاعتزالية لم يتفطن لها ابن المنير في كتابه الانتصاف من الكشاف.

(3)

انظر: تفسير الطبري (18/ 138).

(4)

انظر: تفسير ابن كثير (6/ 217).

(5)

انظر: تفسير الرازي (24/ 574).

ص: 269

به وشرعه وأحبه ورضيه، والخطأ لم يأمر به ولم يحبه ولم يشرعه، بل هو مما زينه الشيطان لنفسي ففعلتُه بأمر الشيطان، فهو مني ومن الشيطان

(1)

.

ففهموا أن الشر مخلوقٌ لحِكمة، ولكنَّه لا يُنسب إلى اللَّه تعالى مفردًا، فإنه لا يخلق شرًا محضًا بل كل ما يخلقه: ففيه حكمة، هو باعتبارها خير، ولكن قد يكون فيه شر لبعض الناس. وهو شر جزئي إضافي، فأما شر كلي أو شر مطلق فالرب منزه عنه، وهذا هو الشر الذي ليس إليه، وأما الشر الجزئي الإضافي فهو خير باعتبار حكمته، ولهذا لا يضاف الشر إليه مفردًا قط، بل إما أن يدخل في العموم كقوله تعالى:{خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [غافر: 62] أو يضاف لسبب كقوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)} [الفلق] أو يحذف فاعله كقوله فيما حكاه عن الجن: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)} [الجن]

(2)

، ولهذا قال أكثر المثبتة للقدر بأن أفعال العباد مخلوقة للَّه تعالى وهي فعل العبد، فإذا قيل: هي فعل اللَّه، فالمراد أنها مفعولة له لا أنها هي الفعل الذي هو مسمى المصدر، وأكثر الأئمة يفرقون بين الخلق والمخلوق، ولا نزاع بين المسلمين أن اللَّه عادل ليس ظالمًا، لكن ليس كل ما كان ظلية من العبد يكون ظلمًا من الرب، ولا ما كان قبيحًا من العبد يكون قبيحًا من الرب، فإن اللَّه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله

(3)

.

4 -

أن الصُّنْعَ في الآية الكريمة ليس المراد به الإثابة أو المعاقبة، ولكن بمعنى إتقان الخلق والفعل، والحِذق في ذلك، قال ابن فارس:"صَنَعَ: الصاد والنون والعين أصلٌ صحيحٌ واحدٌ، وهو عملُ الشيءِ صنعًا، وامرأة صناع ورجل صنع، إذا كانا حاذقين فيما يصنعانه"

(4)

.

وهذا يدل على أن اللَّه خالق لكل شي للعباد وأفعالهم، أحسن خلقه وأحكمه وأتقنه غاية الإتقان.

(1)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (3/ 145).

(2)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (14/ 266) ومنهاج السنة له (3/ 142)(5/ 410).

(3)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (3/ 149 - 151) باختصار وتصرف.

(4)

انظر: معجم مقاييس اللغة لابن فارس (3/ 313).

ص: 270

الدليل الرابع:

قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)} [ص].

قالوا: "نفى اللَّه تعالى أن يكون في خلقه باطل، فلولا أن هذه القبائح وغيرها من التصرفات من جهتنا ومتعلقة بنا، وإلا كان يجب أن تكون الأباطيل كلها من قبله، فيكون مبطلًا كاذبًا تعالى اللَّه عما يقولون علوًا كبيرًا"

(1)

.

الرد عليهم: أن تأويلكم للآية هو تحريف لمعناها الذي دلت عليه، وقول على اللَّه بلا علم، وهي حجة عليكم لا لكم لما يلي:

1 -

أن معنى الآية أن اللَّه تعالى لم يخلق السموات والأرض وما بينها عبثًا ولهوًا، ما خلقناهما إِلا ليُعمل فيها بطاعته، وينتهي إلى أمره ونهيه، والذين كفروا ظنوا أنها خُلقت باطلًا ولعبًا، فكفروا باللَّه فلم يوحدوه، ولم يعرفوا عظمته

(2)

.

وأيضًا خلقها اللَّه تعالى للبعث والحساب، والجنة والنار، وكان المشركون يقولون: إن اللَّه خلق هذه الأشياء لغير بعث. قال: {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} أنهم لا يبعثون وأن اللَّه خالق هذه الأشياء باطلًا

(3)

.

2 -

أن ما لا يستعان به على النفع الدائم فهو نفع يتعقبه، ومنه يسمى العبث واللعب باطلا، وإن كان العابث اللاعب فيه منفعته زائلة، لما فيه من اللذة الحاضرة، لكن هو باطل إذا لم يستعن به على الحق الذي يدوم نفعه، ولهذا قال تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)} [الأنبياء]، وقال تعالى:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)} [المؤمنون]. فإن الدنيا وإن كان فيها نوع لذة ومنفعة حاضرة فتلك زائلة منقطعة، فهي باطلة، والفعل لمثل ذلك من باب العبث واللعب، واللَّه تبارك وتعالى منزه عن ذلك، إنا خلق هذا الذي ينقص ويزول لما يبقى ويدوم، والذي يبقى ويدوم هو الحق، والذي يزول وينقص قد فسد وهلك

(4)

.

(1)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 362).

(2)

انظر: تفسير الطبري (20/ 78).

(3)

انظر: تفسير ابن أبي زمنين (4/ 88).

(4)

انظر: جامع المسائل لابن تيمية (1/ 48 - 49).

ص: 271

3 -

أن الباطل نوعان أيضًا:

أحدهما: المعدوم، وإذا كان معدومًا كان اعتقاد وجوده والخبر عن وجوده باطلًا؛ لأن الاعتقاد والخبر تابع للمعتَقَد المخبر عنه يصح بصحته ويبطل ببطلانه، فإذا كان المعتقَد المخبر عنه باطلًا كان الاعتقاد والخبر كذلك؛ وهو الكذب.

الثاني: ما ليس بنافع ولا مفيد كقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا} [ص: 27] وكقول النبي: "كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل إِلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته امرأته فإنهن من الحق" وقوله عن عمر: "إن هذا رجل لا يحب الباطل" وما لا منفعة فيه: فالأمر به باطل وقصده وعمله باطل؛ إذ العمل به والقصد إليه والأمر به باطل

(1)

.

وبهذا يتبين فساد قولهم بنفي خلق اللَّه تعالى لأفعال العباد، وكذلك بطلان استدلالهم على ذلك بالآيات الكريمة، وأن الحجة عليهم ثابتة.

* * *

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (2/ 415 - 416).

ص: 272

‌المطلب الثاني: شبه القدرية العقلية في باب القدر، والرد عليهم.

استدل القدرية من المعتزلة والرافضة ونحوهم على مذهبهم في أن العباد يخلقون أفعالهم بشبهات عقلية متعددة، وهي كما يلي:

الشبهة الأولى: لو كانت أفعالنا خلقًا للَّه لكانت مقدورة لنا وله، ولو كان ذلك كذلك لجاز أن نفعلها ويتركها هو، أو نتركها ويفعلها، فيكون الشيء الواحد مفعولا متروكًا

(1)

.

الرد عليهم:

1 -

أن هذا الاحتمال باطل، لأنه لا يمكن للمخلوق أن يفعل شيئًا خارجًا عن قدرة اللَّه وإرادته ومشيئته.

2 -

أن المَلِكَ إذا جرى في مُلكه ما لا يريد دلَّ ذلك على نقصه أو ضعفه أو عجزه، واللَّه تعالى موصوف بصفات الكمال، لا يجوز عليه في ملكه نقص ولا ضعف ولا عجز، فكيف يكون في مُلكه ما لا يُريده، ويُريده أضعف خلقه فيكون؟! كلا سبحانه وتعالى أن يأمر بالفحشاء أو يكون في ملكه إلا ما يشاء

(2)

.

3 -

أن الرب سبحانه فاعل غير منفعل، والعبد فاعل منفعل وهو في فاعليته منفعل للفاعل الذي لا ينفعل بوجه، فالجبرية شهدت كونه منفعلا يجري عليه الحكم بمنزلة الآلة والمحل وجعلوا حركته بمنزلة حركات الأشجار ولم يجعلوه فاعلا إلا على سبيل المجاز فقام وقعد وأكل وشرب وصلى وصام عندهم بمنزلة مرض وألم ومات ونحو ذلك مما هو فيه منفعل محض، والقدرية شهدت كونه فاعلا محضا غير منفعل في فعله وكل من الطائفتين نظر بعين عوراء وأهل العلم والاعتدال أعطوا كلا المقامين حقه ولم يبطلوا أحد الأمرين بالآخر فاستقام لهم نظرهم ومناظرتهم واستقر عندهم الشرع والقدر في نصابه ومهدوا وقوع الثواب والعقاب على من هو أولى به فأثبتوا نطق العبد حقيقة وإنطاق اللَّه له حقيقة قال تعالى:{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [فصلت: 21] فالإنطاق فعل اللَّه الذي لا يجوز تعطيله والنطق فعل العبد الذي لا يمكن إنكاره، وكذلك قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [يونس: 22] وقوله: {قُلْ سِيرُوا فِي} [الأنعام: 11] فالتسيير فعله حقيقة والسير فعل العبد حقيقة، فالتسيير فعل محض، والسير فعل وانفعال، ومن هذا قوله تعالى:{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] فهو سبحانه المُزَوِّج ورسوله المتزوج، وقوله:{وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54]

(1)

انظر: تمهيد الأوائل للباقلاني (ص 306).

(2)

انظر: الإنصاف للباقلاني (ص 155).

ص: 273

فهو المُزَوِّج وهم المتزوجون، وقد جمع سبحانه بين الأمرين في قوله:{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5] فالإزاغة فعله والزيغ فعلهم

(1)

.

الشبهة الثانية: أنه لا يجوز أن تكون أفعالنا خلقًا للَّه تعالى؛ لأنه لو كان الخالق لها لم يصح أمره بها ونهيه عن بعضها، وإثابته على الحسن والجميل منها، وذمه وعقابه على القبيح من جملتها

(2)

.

ولا تخلو أفعال العباد من ثلاثة أوجه: إما كلها من اللَّه ولا فعل لهم فلم يستحقوا ثوابًا ولا عقابًا ولا مدحًا ولا ذمًا، أو تكون منهم ومن اللَّه، فيجب المدح والذم لهم جميعًا، أو منهم فقط فكان لهم الثواب والعقاب والمدح والذم

(3)

.

قال القاضي عبد الجبار المعتزلي: "لو كان تعالى هو الخالق لفعلهم لوجب أن لا يستحقوا الذم على قبيحه، والمدح على حَسَنه؛ لأن استحقاق الذم والمدح على فعل الغير لا يصح"

(4)

.

الرد عليهم:

1 -

يقال لهم: لِمَ أنكرتم أن لا يكون اللَّه تعالى آمرًا لأحدٍ من خلقه بخلق شيء من الأفعال، ولا ناهيًا له عن ذلك، ولا مُثيبًا لأحد على أن خلق شيئًا، ولا معاقبًا له على ذلك؛ لأن الخلق مستحيل على العبد، وأن يكون إنما أمر بكتساب ما خلقه، ونهى عن ذلك، وأثاب وعاقب وذمَّ ومدح ووعد وتوعد، على أن اكتسب العبد ما نهى عنه وأمر به فقط؟ بل ما أنكرتم أن يكون إنما جعل هذه الأفعال علمًا على إثابة من أحب إثابتَه، وعِقاب من أحب عقابه فقط؟

(5)

.

فما دام أن الثواب والعقاب يكون بحكم اللَّه تعالى، فلا منافاة بين خلق اللَّه تعالى لأفعال العباد وبين إثابتهم أو عقابهم عليها؛ فإن الإثابة والعقاب على الأفعال التي فعلوها لا على الخلق.

2 -

أننا لا نقول: إن المدح والثواب، ولا الذم والعقاب يحصل بفعل الفاعل منا، حتى يوجب ذلك كونه خلقًا له واختراعًا، بل نقول: إن ذلك يحصل بحكم اللَّه تعالى، ويجب ويستحق بحكمه لا بأن يوجب الواجب فِعلَ

(1)

انظر: شفاء العليل لابن القيم (ص 134) باختصار.

(2)

انظر: تمهيد الأوائل للباقلاني (ص 307).

(3)

انظر: المنية والأمل لابن المرتضي (ص 55) تحقيق: عصام الدين محمد علي الناشر: دار المعرفة الجامعية.

(4)

انظر: المغني في أبواب العدل والتوحيد للقاضي عبد الجبار المعتزلي (8/ 193).

(5)

انظر: تمهيد الأوائل للباقلاني (ص 307).

ص: 274

فعلٍ أوجبه عليه، ألا ترى بالإجماع منا ومنكم ومن جميع المسلمين: أن الدية تجب على العاقلة بقتل غيرها خطأ، وإن لم تفعل العاقلة شيئًا يستحق به إيجاب ذلك عليها، وإن ذلك الذي فعلته ليس خَلقًا لها، بل هو خَلق لغيرها، وهو اللَّه تعالى عند المسلمين، وخَلق للقاتل على زعمكم، فصح أن الوجوب حصل بإيجاب اللَّه تعالى وحُكمه، لا بخَلق العاقلة وفعلها، وكذلك جميع الأحكام في الدنيا والآخرة، إنما تجب وتستحق بإيجاب اللَّه تعالى وإرادته، لا بكونها خلقًا للفاعل، ومثل ذلك: الأكل في الصيام ناسيًا فعل العبد، كما هو فعلٌ له عند تعمده، لكن اللَّه تعالى حكم بأن أحدهما مبطل ومفطر، ويذم ويعاقب عليه، والآخر بالضد من ذلك، وإن كان الجميع فعلا للعبد؛ فصح أن ذلك إنما يكون بحكم اللَّه تعالى، لا بكونه خلق للفاعل، فصح ما قُلناه وبَطَل ما توهموه

(1)

.

3 -

أنهم بنوا قولهم ذلك ردًا على الجبرية الذين قالوا: أن العباد مجبورون على ما يكون منهم من أفعال من خير أو شر، وكلا القولين باطلان.

فأفعال العباد هي خلقٌ للَّه وكسبٌ للعباد، وهي بمنزلة الأسباب للمسببات، والقدرة المخلوقة هي سبب وواسطة في خلق اللَّه سبحانه وتعالى الفعل بهذه القدرة، كما خلق النبات بالماء وكما خلق الغيث بالسحاب، وكما خلق جميع المسببات والمخلوقات بوسائط وأسباب فهذا حق وهذا شأن جميع الأسباب والمسببات. وليس إضافة التأثير بهذا التفسير إلى قدرة العبد شركا وإلا فيكون إثبات جميع الأسباب شركا. وقد قال الحكيم الخبير:{فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [الأعراف: 57]. {فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} [النمل: 60] وقال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} [التوبة: 14]. فبين أنه المعذب، وأن أيدينا أسباب وآلات وأوساط وأدوات في وصول العذاب إليهم

(2)

.

فالعباد لهم مشيئة وإرادة وقُدرة، ولكنها تحت مشيئة اللَّه تعالى وإردته وقدرته. قال تعالى:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} [التكوير: 29] وقدرة العبد وإرادته واختياره وفعله حقيقة لا مجاز، وهذا يدل على أن الفعل غير المفعول، فحركاتهم واعتقاداتهم أفعال لهم حقيقة، وهي مفعولة للَّه سبحانه مخلوقة له حقيقة، والذي قام بالرب عز وجل علمه وقدرته ومشيئته وتكوينه، والذي قام بهم هو فعلهم وكسبهم وحركاتهم

(1)

انظر: الإنصاف للباقلاني (ص 148 - 149).

(2)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 389 - 390).

ص: 275

وسكناتهم، الذي شاءهه منهم وخلقها لهم، ومشيئتهم وفعلهم بعد مشيئته تعالى، فما يشاؤن إلا أن يشاء اللَّه، وما يفعلون إلا أن يشاء اللَّه

(1)

.

وكما أنا فارقنا مجوس الأمة بإثبات أنه تعالى خالق فارقنا الجبرية بإثبات أن العبد كاسب فاعل صانع عامل، والجبر المعقول الذي أنكره سلف الأمة وعلماء السنة هو أن يكون الفعل صادرا على الشيء من غير إرادة ولا مشيئة ولا اختيار، مثل حركة الأشجار بهبوب الرياح وحركة المحموم والمفلوج والمرتعش، وتنقسم أفعال العبد إلى قسمين: اختياري واضطراري، واختص المختار منها بإثبات الأمر والنهي عليه

(2)

.

4 -

وأما قولهم: "أو تكون الأفعال من الخلق ومن اللَّه، فيجب المدح والذم لهم جميعا". فباطل؛ فهذا هو عين الإشراك والتشبيه في حقيقة المعنى وهو الاختراع تعالى اللَّه عن ذلك علوا كبيرا، وأما نحن فلا يلزمنا إيجاب الشركة للَّه تعالى فيها قلنا لأن الإشراك لا يجب بين المشتركين إلا باتفاقها فيها اشتركا فيه، وبرهان ذلك أن أموالنا ملك لنا وملك للَّه عز وجل بإجماع منا ومنهم وليس ذلك بموجب أن تكون شركاؤه فيها لاختلاف جهات الملك لأن اللَّه تعالى إنما هو مالك لها لأنها مخلوقة له تعالى وهو مصرفنا فيها وناقلها عنا وناقلنا عنها كيف شاء اللَّه تعالى وهي ملكنا لأنها كسب وملزمون إحكامها ومباح لنا التصرف فيها بالوجوه التي أباحها اللَّه تعالى لنا وأيضًا فنحن عالمون بأن محمدا رسول اللَّه واللَّه تعالى عالم بذلك وليس ذلك موجبا لأن نكون شركاءه في ذلك العلم لاختلاف الأمر في ذلك لأن علمنا عرض محمول فينا وهو غيرنا وعلم اللَّه تعالى ليس هو غيره ومثل هذا كثير جدا لا يحصى في دهر طويل بل لا يحصيه مفصلا إلا اللَّه وحده لا شريك له. فكيف لم يجب الاشتراك البتة بين اللَّه تعالى وبينا عندهم في هذه الوجوه كلها ووجب أن يكون شركاؤه في شيء ليس للاشتراك البتة فيه مدخل وهو خلقه تعالى لأفعال لنا هو فاعل لها بمعني مخترع لها ونحن فاعلون لها بمعنى ظهورها محمولة فينا وهذا خلاف فعل اللَّه تعالى لها وقد قال بعض أصحابنا بأن الأفعال للَّه تعالى من جهة الخلق وهي لنا من جهة الكسب

(3)

.

(1)

انظر: شفاء العليل لابن القيم (ص 52) باختصار وتصرف.

(2)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 393 - 394) باختصار وتصرف.

(3)

انظر: الفصل لابن حزم (3/ 50 - 51) بتصرف.

ص: 276

الشبهة الثالثة: قالوا: "وجدنا أفعالنا واقعة على حسب قصدنا، فوجب أن تكون خلقًا لنا، وفعلًا لنا؛ قالوا: وبيان ذلك؛ أن الواحد منا إذا أراد أن يقوم قام، وإذا أراد أن يقعد قعد، وإذا أراد أن يتحرك تحرك، وإذا أراد أن يسكن سكن، وغير ذلك. فإذا حصلت أفعاله على حسب قصده ومقتضى إرادته، دل على أن أفعاله خلق له وفعل له"

(1)

.

وقالوا: "إن العلم بوقوع تصرفنا بحسب دواعينا وقصودنا وغير ذلك من أحوالنا حاصل على وجه لا يمكن دفعه عن النفس، ومعلوم استمرار ذلك، فكل ما نقض هذه الجملة يجب بطلانه"

(2)

.

وقال القاضي عبد الجبار المعتزلي: "أن هذه التصرفات يجب وقوعها بحسب قصودنا ودواعينا، ويجب انتفاؤها بحسب كراهتنا وصرفنا، مع سلامة الأحوال؛ إما محققًا أو مقدرًا، فلولا أنها محتاجة إلينا ومتعلقة بنا؛ وإلا لما وجب ذلك فيها"

(3)

.

الرد عليهم: إن هذه الشبهة باطلة، وبيان ذلك من وجوه، منها:

1 -

قولكم "إن أفعال العباد تحصل بحسب قصودهم. . " غير صحيح؛ فإنا نرى من يريد شيئًا ويقصده، ولا يحصل له ما يريد ولا ما يقصد، فإنه ربما أراد أن ينطق بصواب فيخطئ، وربما أراد أكلا لقوة وصحة، فيضعف ويمرض؛ وربما ابتاع سلعة ليربح فيخسر، وربما أراد القيام فيعرض له ما يمنعه منه إلى غير ذلك، فبطل ما ذكرتموه، وصح أن فعله خلق لغيره يجري على حسب مشيئة الخالق تعالى، وإنما يظهر كسبه لذلك الفعل بعد تقدم المشيئة والخلق من الخالق

(4)

.

2 -

أن وقوع الكسب من الخلق على حسب القصد منهم، لا يدل على أنه خلق لهم واختراع، ألا ترى أن مَشيَ الفرس والدابة يحصل على قصد الراكب وإرادته من عدو وتقريب واستطراف ووقوف إلى غير ذلك. ولا يقول عاقل: إن الراكب خلق جري الفرس ولا سرعتها ولا غير ذلك من أفعالها، فبطل أن يكون حصول الفعل على قصد الفاعل يدل على أنه خلقه، وكذلك السفن يحصل سيرها وتوجهها في السير من يمين إلى شان على حسب قصد الملاح، ولا يدل ذلك على أن الملاح خلق سير السفن ولا توجهها، فإن كابروا الحقائق.

(1)

انظر: الإنصاف للباقلاني (ص 147) وتمهيد الأوائل له (ص 307).

(2)

انظر: المجموع في المحيط بالتكليف من كلان القاضي عبد الجبار المعتزلي جمع أبي محمد الحسن بن أحمد بن متوية النجراني (ص 357).

(3)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 336).

(4)

انظر: الإنصاف للباقلاني (ص 147).

ص: 277

وقالوا: نقول إن ذلك خلقه الملاح والفارس، فقد خرجوا عن الدين وسووا بين الخالق والعباد وأن قدرة كل واحد منها تتعلق بمقدورات، وهذا كفر صراح، وإن قالوا: حركات السفن تقع على حسب قصد الملاح وليس بخلق له، قلنا: فكذلك أفعال أحدنا قد تقع ولا نقول: إنها تقع في كل حال على حسب قصده، ولا يدل ذلك على أن خلقها فاخترعها يؤكد هذا أيضًا أن نمو الزرع يحصل على حسب قصد الزارع وقيامه عليه بسقيه وغير ذلك، ولا يقول أحد أن نمو الزرع خلقه الزارع، ولا أنه خلق في الحبة أضعاف عددها، وكذلك ما حصل فيه النمو من الفسيل والتين وغير ذلك، وإن كان حاصلا على حسب إرادة القائم عليه وقصده؛ وكذلك فيما يحصل من الواحد منا إذا أراد اللَّه تعالى حصوله على حسب قصده لا يدل على أنه هو خلقه، بل الخالق له هو اللَّه تعالى

(1)

.

الشبهة الرابعة: وهي أن القول بأن العباد خلقوا أفعالهم فيه نفي الظلم والجَور عن اللَّه تعالى، وذلك من وجهين:

الأول: أنه لا يجوز أن يكون اللَّه خالق الظلم والجور والكذب؛ لأن من فعل الظلم كان ظالمًا، ومن فعل الجور كان جائرًا، ومن فعل الكذب كان كاذبًا، واللَّه تعالى يتنزه عن جميع ذلك، فصح أن هذه الأشياء ليست بفعلٍ له، ولا خلق له

(2)

.

قال القاضي عبد الجبار المعتزلي: "وأحد ما يدل على أنه تعالى لا يجوز أن يكون خالقًا الأفعال العباد؛ هو أن في أفعال العباد ما هو ظلم وجور، فلو كان تعالى خالقًا لها؛ لوجب أن يكون ظالمًا جائرة تعالى اللَّه عن ذلك علوًا كبيرًا"

(3)

.

الثاني: تعذيب المكلفين على ذنوبهم كيف تستقيم الحكمة فيه على قولكم بأن اللَّه تعالى خلقها فيهم؟! فأين العدل في تعذيبهم على ما هو فاعله وخالقه فيهم؟!

(4)

.

الرد عليهم:

1 -

أما كون الفعل قبيحا من فاعله فلا يقتضي أن يكون قبيحا من خالقه، كما أن كونه أكلًا وشُربًا لفاعله لا يقتضي أن يكون كذلك لخالقه؛ لأن الخالق خلقه في غيره لم يقم بذاته، فالمتصف به من قام به الفعل لا من خلقه

(1)

انظر: نفس المصدر للباقلاني (ص 148) باختصار وتصرف.

(2)

انظر: الإنصاف للباقلاني (ص 150) وتمهيد الأوائل له (ص 307).

(3)

انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص 345).

(4)

انظر: مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (ص 241) وشرح الطحاوية لابن أبي العز (2/ 645).

ص: 278

في غيره، كما أنه إذا خلق لغيره لونا وريحا وحركة وقدرة وعلما كان ذلك الغير هو المتصف بذلك اللون والريح والحركة والقدرة والعلم، فهو المتحرك بتلك الحركة، والمتلون بذلك اللون، والعالم بذلك العلم، والقادر بتلك القدرة، فكذلك إذا خلق في غيره كلاما أو صلاة أو صياما أو طوافا كان ذلك الغير هو المتكلم بذلك الكلام، وهو المصلي، وهو الصائم، وهو الطائف وكذلك إذا خلق في غيره رائحة خبيثة منتنة كان هو الخبيث المنتن، ولم يكن الرب تعالى موصوفا بما خلقه في غيره، وإذا خلق الإنسان هلوعًا جزوعًا - كما أخبر تعالى بقوله:{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)} [المعارج]، لم يكن هو سبحانه لا هلوعًا ولا جزوعًا ولا منوعًا، كما تزعم القدرية أنه إذا جعل الإنسان ظالما كاذبا كان هو ظالما كاذبا! تعالى عن ذلك.

وهذا يدل على قول جماهير المثبتين للقدر القائلين: بأنه خالق أفعال العباد، فإنهم يقولون: إن اللَّه تعالى خالق العبد وجميع ما يقوم به من إرادته وقدرته وحركاته وغير ذلك

(1)

.

2 -

أن قولهم "إن في أفعال العباد ما هو ظلم وجور فلو كانت خالقًا للَّه لنسبت إليه" غير صحيح؛ لأن كون الباري تعالى خالقًا لا يوجب أن يتصف بما خلق من الظلم والجور والمعصية وغيرها؛ ألا ترى أن الأسود صفة لمن قام به السواد، ولا يكون صفة للَّه تعالى، وإن كان تعالى هو خالق السواد، فكذلك الظلم والجور وغيرها كلها صفات لمن حل به الجور والظلم ولا يوجب ذلك وصف خالقها بها

(2)

.

3 -

أن اللَّه تعالى خلق أفعال عباده، فإنها من جملة الأشياء، ومن المخلوقات ما هو مضر لبعض الناس، ومن ذلك الأفعال التي هي ظلم من فاعلها وإن لم تكن ظلمًا من خالقها، كما أنه إذا خلق فعل العبد الذي هو صوم لم يكن هو صائمًا، وإذا خلق فعله الذي هو طواف لم يكن هو طائفًا، وإذا خلق فعله الذي هو ركوع وسجود لم يكن هو راكعًا ولا ساجدًا، وإذا خلق جوعه وعطشه لم يكن جائعًا ولا عطشانًا؛ فاللَّه تعالى إذا خلق في محلٍّ صفةً أو فعلًا لم يتصف هو بتلك الصفة ولا ذلك الفعل، إذ لو كان كذلك لاتصف بكل ما خلقه من الأعراض

(3)

.

4 -

أن اللَّه تعالى خلق الظلم ظلمًا للظالم به، وخلق الجور جورًا للجائر به، وخلق الكذب كذبًا للكاذب به، كما أنه خلق الظلمة ظُلمةً للمظلم بها، وخلق الضوء ضوءً للمستضيء به، فكما أنه تعالى خلق الظلمة لليل،

(1)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (3/ 294 - 295).

(2)

انظر: الإنصاف للباقلاني (ص 149) بتصرف.

(3)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (1/ 456).

ص: 279

والضياء النهار، ولا يوجب ذلك كونه ظلمة ولا ضياء، فكذلك خلق الطاعة طاعةً للطائع بها، والكذب كذبًا للكاذب به، والجور جورًا للجائر به، ولا يوجب ذلك كونه جائرًا ولا ظالمًا ولا كاذبًا، فصح ما قلناه وبطل ما قالوه

(1)

.

5 -

أن الظلم والكذب والجور إنما يكون كذلك إذا خالف الأمر، وهذا كله يصح الوصف به لمن فوقه آمرٌ أمره، وناهٍ نهاه، وهم الخلق، وأما الخالق فليس فوقه آمرٌ ولا ناهٍ، فلا يصح وصفه بشيء من هذا

(2)

.

6 -

أما قولهم: "تعذيب المكلفين على ذنوبهم كيف تستقيم الحكمة فيه على قولكم بأن اللَّه تعالى خلقها فيهم؟! فأين العدل في تعذيبهم على ما هو فاعله وخالقه فيهم؟! ".

فالرد عليهم هو: "أن ما يُبتلى به العبد من الذنوب الوجودية، وإن كانت خلقًا للَّه تعالى فهي عقوبة له على ذنوب قبلها، فالذنب يكسب الذنب، ومن عقاب السيئة السيئة بعدها، فالذنوب كالأمراض التي يورث بعضها بعضًا. بقي أن يقال: فالكلام في الذنب الأول الجالب لما بعده من الذنوب. يقال: هو عقوبة أيضًا على عدم فعل ما خُلق له وفُطر عليه، فإن اللَّه سبحانه وتعالى خلقه لعبادته وحده لا شريك له، وفطره على محبته وتأليهه والإنابة إليه، كما قال تعالى:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30]. فلما لم يفعل ما خُلق له وفُطر عليه من محبة اللَّه وعبوديته عوقب على ذلك بأن زين له الشيطان ما يفعله من الشرك والمعاصي، فإنه صادف قلبًا خاليًا قابلًا للخير والشر، ولو كان فيه الخير الذي يمنع ضده لم يتمكن منه الشر قال تعالى:{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24]، وقال إبليس لعنه اللَّه:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)} [ص]، وقال تعالى:{قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)} [الحجر] والإخلاص خلوص القلب من تأله من سوى اللَّه وإرادته ومحبته، فخلص للَّه، فلم يتمكن الشيطان من إغوائه، وأما إذا صادفه فارغًا من ذلك تمكن منه بحسب فراغه وخُلُوِّه، فيكون جَعْلُهُ مذنبًا مسيئًا في هذا الحال عقوبةً له على عدم الإخلاص، وهو محض العدل.

(1)

انظر: الإنصاف للباقلاني (ص 150) بتصرف.

(2)

انظر: نفس المصدر للباقلاني (ص 150) بتصرف.

ص: 280

فإن قالوا: فذلك العدم من خلَقَهُ فيه؟ قلنا: هذا سؤال فاسد. فإن العدم كاسمه لا يفتقر إلى التكوين والإحداث، فعدم الفعل ليس أمرًا وجوديًا حتى يضاف إلى الفاعل، بل هو شر محض، والشر ليس إلى الرب تبارك وتعالى

(1)

.

الشبهة الخامسة: أنه لا يجوز أن يقال للجور والكذب هذا خلق اللَّه، بل يُعرَضُ عن ذلكَ ولا يُقال، فصحَّ أنه خَلقٌ لغيره

(2)

.

الرد عليهم:

1 -

أن هذا غير صحيح، لكن إن أردت الإطلاق في العموم فجائز أن نقول: يا خالق المخلوقات، ويا خالق الموجودات، ويا خالق كل شيء، ويا خالق الضر والنفع، أما من أراد الخصوص فقال: يا خالق الكذب والجور، فلا يجوز من طريق الأدب ومن طريق الإذن في ذلك، كما أنا نقول: يا خالق المخلوقات فيعم بذلك السموات والرص والشمس والقمر، والقردة، والخنازير، والكلاب، والجُعلان، وغير ذلك من سائر المخلوقات، فلا يجوز على الإنفراد أن تقول: يا خالق الأقذار والأنجاس، ونحو ذلك من طريق الأدب، وأيضًا لم يُؤذن لنا في ذلك، بل ندعوه بأسمائه الحُسنى كما أمر فقال:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]

(3)

.

2 -

أن قولكم ذلك هو نفس قول المجوس الذين زعموا أن خالق الشر إله آخر، فالمجوسية: الذين يجعلون للَّه شركاء في خلقه كما جعل الأولون له شركاء في عبادته. يقولون: خالق الخير، غير خالق الشر، ويقول من كان منهم في ملتنا: إن الذنوب الواقعة ليست واقعة بمشيئة اللَّه تعالى، وربما قالوا: ولا يعلمها أيضًا، ويقولون: إن جميع أفعال الحيوان واقع بغير قدرته ولا صنعه فيجحدون مشيئته النافذة وقدرته الشاملة؛ ولهذا قال ابن عباس: القدر نظام التوحيد فمن وحد اللَّه وآمن بالقدر تم توحيده ومن وحد اللَّه وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده

(4)

.

(1)

انظر: مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (ص 241) بتصرف، ومجموع الفتاوى لابن تيمية (14/ 331).

(2)

انظر: الإنصاف للباقلاني (ص 150).

(3)

انظر: المصدر السابق للباقلاني (ص 151) بتصرف.

(4)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (1/ 456) بتصرف.

ص: 281

الشبهة السادسة: قالوا: "إذا كان اللَّه لم يزل عالمًا بكفر الكافرين، فما معنى إرسال الرسل إليهم؟ وما معني الاحتجاج عليهم؟ وما معنى تعريضهم لما قد علم أنهم لا يتعرضون له؟ هل يكون حكيمًا من دعا من يعلم أنه لا يستجيب له ومن لا يرجو إجابته؟ "

(1)

.

الرد عليهم: الجواب على هذه الشبهة من وجوه:

1 -

أن هذه الشبهة باطلة؛ لأن فيها اعتراضًا على اللَّه تعالى، بنفي علمه وحكمته، وهذا لا يقول به مسلم يشهد ألا إله إلا اللَّه ويشهد أن محمدًا رسول اللَّه

(2)

.

2 -

أن القدر يؤمَن به ولا يحتج به، فمن لم يؤمن بالقدر ضارع المجوس، ومن احتج به ضارع المشركين، ومن أقر بالأمر والقدر وطعن في عدل اللَّه وحكمته كان شبيها بإبليس؛ فإن اللَّه ذكر عنه أنه طعن في حكمته وعارضه برأيه وهواه وأنه قال:{بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 39]

(3)

والاعتراض على اللَّه تعالى بمثل تلك الشبهة: مضارعة للمجوس وتشبه بإبليس وطعن في حكمة اللَّه وعدله، تعالى اللَّه عن ذلك علوًا كبيرًا.

3 -

من المعلوم أن اللَّه تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب لتصدق الرسل فيما أخبرت وتطاع فيما أمرت كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء: 64] وقال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80]، والإيمان بالقدر من تمام ذلك. فمن أثبت القدر وجعل ذلك معارضا للأمر فقد أذهب الأصل، ومعلوم أن من أسقط الأمر والنهي الذي بعث اللَّه به رسله فهو كافر

(4)

.

4 -

أن الرسل صلوات اللَّه عليهم بعثوا بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها فأتباع الرسل أكمل الناس في ذلك

(5)

، ومما جاءت به الرسل الإيمان بالقضاء والقدر وأن اللَّه خالق كل شيء، وأن للعبد قدرة واختيارا لا تخرج عن قدرة اللَّه ومشيئته.

(1)

انظر: الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد لأبي الحسين عبد الرحيم بن محمد الخياط المعتزلي (ص 117).

(2)

انظر: النبوات لابن تيمية (2/ 956) وشفاء العليل لابن القيم (ص 218).

(3)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 114).

(4)

انظر: نفس المصدر (8/ 106).

(5)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (3/ 84).

ص: 282

فالإيمان بالقضاء والقدر عندهم من تمام التوحيد وشهادة أن لا إله إلا اللَّه، والقيام بالأمر والنهي موجب شهادة أن محمدًا رسول اللَّه. ومن لم يقر بالقضاء والقدر ويقوم بالأمر والنهي فقد كذب بالشهادتين وإن نطق بهما بلسانه

(1)

.

5 -

يقال لهم: الموفقون المهديون آمنوا بقدر اللَّه وشرعه ولم يعارضوا أحدهما بالآخر بل صدر منهما الآخر عندهم وقرره فكان الأمر تفصيلا للقدر وكاشفا عنه وحاكما عليه والا أصل للأمر ومنفذ له وشاهد له ومصدق له فلولا القدر لما وجد الأمر ولا تحقق ولا قام على سَاقه، ولولا الأمر لما تميز القدر ولا تبينت مراتبه وتصاريفه فالقدر مظهر للأمر والأمر تفصيل له واللَّه سبحانه له الخلق والأمر فلا يكون إلا خالقا آمرا فأمره تصريف لقدره وقدره منفذ لأمره

(2)

.

وبهذا يتبين بطلان مذهب القدرية، وفساد استدلالهم، ومخالفتهم لما جاء به صلى الله عليه وسلم وبُعدهم عنه.

* * *

(1)

انظر: طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم (ص 88).

(2)

انظر: مفتاح دار السعادة لابن القيم (2/ 566).

ص: 283

‌الفصل الثالث: شبه الجبرية في باب القدر، والرد عليهم.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: شبه الجبرية النقلية في باب القدر، والرد عليهم.

المطلب الثاني: شبه الجبرية العقلية في باب القدر، والرد عليهم.

* * *

ص: 284

‌المطلب الأول: شبه الجبرية النقلية في باب القدر، والرد عليهم

(1)

.

استدل الجبرية لإثبات مذهبهم بعموم آيات من كتاب اللَّه تعالى وهي كما يلي:

أولًا: الآيات الدالة على إثبات عموم خلق اللَّه تعالى لكل شيء، مثل:

قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: 62] وقوله: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} [الصافات: 96].

قالوا: وأفعال العباد خلقها اللَّه وحده، وما دام كذلك فهم مجبورون على أفعالهم المخلوقة، فلا قدرة لهم فيها ولا اختيار.

ثانيًا: الآيات الدالة على إثبات المشيئة والاختيار للَّه تعالى وحده، ونفي ذلك عن العباد، ومن ذلك:

قول اللَّه تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [القصص: 68].

وقوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30)} [الإنسان: 30].

وقوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} [التكوير: 29]. قالوا: وهذا يدل على أنه لا مشيئة للمخلوق، وأنه مجبور على ما شاء اللَّه تعالى منه من أفعال، فلا إرادة له ولا مشيئة.

الرد عليهم:

أن هذه الآيات التي استد ليتم بها تثبت أن اللَّه خالق كل شي وخالق للعباد وأفعالهم، وأن مشيئته عامة لكل شيء لا تخرج عنها أي مشيئة لمخلوق، ومع ذلك فليس فيها نفي قدرة العبد واختياره ومشيئته، بل وردت كثير من الآيات التي تثبت للعبد قدرة واختيارا ومشيئة، منها: قوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29]، وقوله تعالى:{اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت: 40] وغيرها، وكذلك أثبتت أنهم يحاسبون على أعمالهم التي عملوها بقدرتهم مشيئتهم واختيارهم ويجازون عليها، كما قال تعالى:{مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)} [غافر] فكما أثبتم خلق اللَّه لكل شيء بتلك الآيات، فيلزمكم أن تثبتوا للعبد قدرة واختيارًا بالآيات الآخرى، وهذا هو الحق الذي لا محيد عنه.

ثالثًا: الآيات الدالة على أن اللَّه تعالى هو الهادي لمن يشاء وهو المضل لمن يشاء، ومنها:

(1)

انظر: القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه لعبد الرحمن المحمود (ص 331).

ص: 285

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)} [إبراهيم: 4]، وقوله:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ} [النحل: 36]، وقوله:{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)} [الأنعام].

قالوا: فإذا كانت الهداية والإضلال من اللَّه كما دلت عليه الآيات، فالناس إذن مجبورون على ما اختاره اللَّه لهم من ذلك وخلقهم عليه، لا مشيئة لهم في ذلك ولا اختيار.

رابعًا: الآيات الدالة على الختم والطبع على قلوب العصاة، ومنها:

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)} [البقرة]، وقوله:{أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108)} [النحل]، وقوله:{وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155)} [النساء].

قالوا: فهذا يدل على أن اللَّه اختار لهم الختم والطبع وخلقه فيهم، فلا قدرة للمخلوق في دفع ذلك ولا اختيار له، فهو مجبور لا إرادة له فيه ولا مشيئة.

الرد عليهم:

أن الآيات لا تدل على مذهبكم، فليس الإنسان مجبورا، واللَّه تعالى يهدي من اتبع الهدى وآمن وعمل صالحًا كما قال تعالى:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17)} [محمد]، وقال:{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} [الزمر]، وقال:{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)} [المائدة].

كذلك عاقب اللَّه من كفر وصد عن سبيله بإضلاله وإضلال عمله كما قال تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1)} [محمد].

فالمهديُّ من خصه اللَّه بهدايته وشرح صدره لدينه وشريعته، والضال من جعل صدره ضيقًا حرجًا عن معرفته ومحبته، كأنما يتصاعد في السماء وليس ذلك في قدرته وأن ذلك عدل في عقوبته لمن لم يقدره حق قدره وجحد كمال ربوبيته وكفر بنعمته وآثر عبادة الشيطان على عبوديته فسد عليه باب توفيقه وهدايته وفتح عليه أبواب غيه وضلاله فضاق صدره وقسا قلبه وتعطلت من عبودية ربها جوارحه وامتلأت بالظلمة جوانحه

ص: 286

والذنب له حيث أعرض عن الإيمان واستبدل به الكفر والفسوق والعصيان ورضي بموالاة الشيطان وهانت عليه معاداة الرحمن

(1)

. قال تعالى: {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ} [غافر: 34] وقال: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر: 35].

فالطبع والختم والغشاوة لم يفعلها الرب سبحانه بعبده من أول وهلة حين أمره بالإيمان أو بينه له وإنما فعله بعد تكرار الدعوة منه سبحانه والتأكيد في البيان والإرشاد وتكرار الإعراض منهم والمبالغة في الكفر والعناد فحينئذ يطبع على قلوبهم ويختم عليها فلا تقبل الهدى بعد ذلك والإعراض والكفر الأول لم يكن مع ختم وطبع بل كان اختيارا فلما تكرر منهم صار طبيعة وسجية

(2)

.

خامسًا: الآيات التي فيها إثبات الفعل للَّه تعالى وحده، ونفيه عن العبد، مثل:

قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17].

وقوله: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء: 78].

قالوا: ففي الآية الأولى أثبت اللَّه تعالى أنه قتلهم وأثبت أنه هو الذي رماهم بنفسه، ونفى اللَّه ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين، فدل أن العبد مجبور لا فعل له ولا مشيئة ولا اختيار.

وأما الآية الثانية فإذا كانت الحسنة والسيئة كلها من اللَّه فهذا دليل على أنه لا قدرة للعبد في ذلك وأنه مجبور على ما خلقه اللَّه فيه من حسنة أو سيئة.

الرد عليهم:

أما الآية الأولى: فهي دليل عليكم لا لكم؛ ولم يُرد به أن فعل العبد هو فعل اللَّه تعالى -كما تظنه طائفة من الغالطين- فإن ذلك لو كان صحيحا لكان ينبغي أن يقال لكل أحد حتى يقال للماشي: ما مشيت إذ مشيت ولكن اللَّه مشي ويقال للراكب: وما ركبت إذ ركبت ولكن اللَّه ركب ويقال للمتكلم: ما تكلمت إذ تكلمت ولكن اللَّه تكلم، ويقال مثل ذلك للآكل والشارب والصائم والمصلي ونحو ذلك، وطردُ ذلك: يستلزم أن يقال

(1)

انظر: شفاء العليل لابن القيم (ص 108).

(2)

انظر: نفس المصدر لابن القيم (ص 91).

ص: 287

للكافر: ما كفرت إذ كفرت ولكن اللَّه كفر، ويقال للكاذب: ما كذبت إذ كذبت ولكن اللَّه كذب، ومن قال مثل هذا فهو كافر ملحد خارج عن العقل والدين

(1)

.

واللَّه تعالى أثبت لرسوله صلى الله عليه وسلم رميًا بقوله: {إِذْ رَمَيْتَ} فعلم أن المثبت غير المنفي وذلك أن الرمي له ابتداء وانتهاء، فابتداؤه الحذف، وانتهاؤه الإصابة، وكل منهما يسمى رميا، فالمعنى حينئذ -واللَّه تعالى أعلم- وما أصبت إذ حذفت ولكن اللَّه أصاب، وإلا فطرد قولهم: وما صليت إذ صليت ولكن اللَّه صلى! ما صمت إذ صمت! وما زنيت إذ زنيت! وما سرقت إذ سرقت! وفساد هذا ظاهر

(2)

.

فمعناه: وما أوصلت إذ حذفت ولكن اللَّه أوصل المرمي؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد رمي المشركين بقبضة من تراب وقال: (شاهت الوجوه) فأوصلها اللَّه إلى وجوه المشركين وعيونهم؛ وكانت قدرة النبي صلى الله عليه وسلم عاجزة عن إيصالها إليهم والرمي له مبدأ وهو الحذف ومنتهى وهو الوصول؛ فأثبت اللَّه لنبيه المبدأ بقوله: {إِذْ رَمَيْتَ} ونفى عنه المنتهى وأثبته لنفسه بقوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} وإلا فلا يجوز أن يكون المثبت عين المنفي؛ فإن هذا تناقض

(3)

.

وأما الآية الثانية فالمراد بالحسنة النعم، وبالسيئة والمصائب.

قال البغوي: " {حَسَنَةً} أي خصب ورخص في السعر {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} يعني: الجدب وغلاء الأسعار، وقيل: المراد بالحسنة الظفر والغنيمة يوم بدر، وبالسيئة القتل والهزيمة يوم أحد، {قُلْ} لهم يا محمد، {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} أي: الحسنة والسيئة كلها من عند اللَّه، قوله عز وجل: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ} خير ونعمة {فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ} بلية أو أمرٍ تكرهه، {فَمِنْ نَفْسِكَ} أي: بذنوبك"

(4)

.

وليس المراد بالحسنة والسيئة الطاعة والمعصية، فلم يثبت هذا عن أحد من السلف، ولكن قد يقال: إنه مراد مع الأول باعتبار أن ما يهديه اللَّه إليه من الطاعة هو نعمة في حقه من اللَّه أصابته، وما يقع منه من المعصية هو سيئة أصابته، ونفسه التي عملت السيئة، وإذا كان الجزاء من نفسه فالعمل الذي أوجب الجزاء أولى أن

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (2/ 331).

(2)

انظر: شرح الطحاوية لابن أبي العز (2/ 642).

(3)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (2/ 375).

(4)

انظر: تفسير البغوي (2/ 252) باختصار.

ص: 288

يكون من نفسه، فلا منافاة أن تكون سيئة العمل وسيئة الجزاء من نفسه، مع أن الجميع مقدر كما تقدم، وقد روي عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان يقرأ: فمن نفسك وأنا قدرتها عليك

(1)

.

فالخير كله من اللَّه والشر -كله من النفس فإن الشر- هو الذنوب وعقوبتها والذنوب من النفس وعقوباتها مترتبة عليها واللَّه هو الذي قدر ذلك وقضاه وكل من عنده قضاء وقدرا وإن كانت نفس العبد سببه بخلاف الخير والحسنات فإن سببها مجرد فضل اللَّه ومنه وتوفيقه كما تقدم تقريره ومنها أنه سبحانه لما رد قولهم أن الحسنة من اللَّه والسيئة من رسوله وأبطله بقوله: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} رفع وهم من توهم أن نفسه لا تأثير لها في السيئة ولا هي منها أصلا بقوله: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِك} [النساء: 79] وخاطبه بهذا تنبيها لغيره كما تقدم ومنها أنه قال في الرد عليهم: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} ولم يقل من اللَّه لما جمع بين الحسنات والسيئات والحسنة مضافة إلى اللَّه من كل وجه والسيئة إنها تضاف إليه قضاء وقدرا وخلقا وأنه خالقها كما هو خالق الحسنة فلهذا قال: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} وهو سبحانه إنما خلقها لحكمة فلا تضاف إليه من جهة كونها سيئة بل من جهة ما تضمنته من الحكمة والعدل والحمد وتضاف إلى النفس كونها سيئة ولما ذكر الحسنة مفردة عن السيئة قال: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} ولم يقل من عند اللَّه فالخير منه وأنه موجب أسمائه وصفاته والشر الذي هو بالنسبة إلى العبد شر من عنده سبحانه فإنه مخلوق له عدلا منه وحكمة ثم قال: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} ولم يقل من عندك لأن النفس طبيعتها ومقتضاها ذلك فهو من نفسها والجميع من عند اللَّه فالسيئة من نفس الإنسان بلا ريب والحسنة من اللَّه بلا ريب وكلاهما من عنده سبحانه قضاء وقدرا وخلقا ففرق بين ما من اللَّه وبين ما من عنده والشر. لا يضاف إلى اللَّه إرادة ولا محبة ولا فعلا ولا وصفا ولا اسما فإنه لا يريد إلا الخير ولا يحب إلا الخير ولا يفعل شرا ولا يوصف به ولا يسمى باسمه

(2)

.

وبهذا يتبين فساد مذهب الجبرية، وبطلان استدلالهم بالآيات الكريمة، وأن جميع ذلك دليل عليهم وحجة عليهم لا لهم، فالعبد له قدرة واختيار وفعل وهو مع ذلك لا يخرج عن قدرة اللَّه تعالى ومشيئته، فاللَّه خالق، والعبد فاعل، وباللَّه التوفيق.

* * *

(1)

انظر: الحسنة والسيئة لابن تيمية (ص 24).

(2)

انظر: شفاء العليل لابن القيم (ص 166).

ص: 289

‌المطلب الثاني: شبه الجبرية العقلية في باب القدر، والرد عليهم.

‌الشبهة الأولى:

قالوا: لما كان اللَّه تعالى فعالًا وكان لا يشبهه شيء من خلقه وجب ألا يكون أحد فعالًا غيره، ومعنى إضافة الفعل إلى الإنسان إنما هو كما تقول: مات زيد، وإنما أماته اللَّه تعالى، وقام البناء وإنما أقامه اللَّه تعالى

(1)

.

‌الرد عليهم:

يقال لهم احتجاجكم بهذه الشبهة باطل وذلك لما يلي:

1 -

أنه قد ثبت بالنص أن للإنسان أفعالًا وأعمالًا واختيارًا كما قال تعالى: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)} [المائدة: 79] فأثبت اللَّه لهم الفعل، وكما قال تعالى عن أهل الجنة:{وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ} فعلمنا أن للإنسان اختيارًا لأن أهل الدنيا وأهل الجنة سواء في أن اللَّه تعالى خالق أعمال الجميع. وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [القصص: 68] الآية؛ لأن الاختيار الذي هو فعل للَّه تعالى -وهو منفي عما سواه- هو غير الاختيار الذي أضافه إلى خلقه ووصفهم به؛ لأن الاختيار الذي توحد اللَّه به هو أنه يفعل ما شاء كيف شاء وإذا شاء وليست هذه صفة شيء من خلقه، وأما الاختيار الذي أضافه اللَّه تعالى إلى خلقه فهو ما خلق فيهم من الميل إلى الشيء والإيثار له على غيره فقط.

2 -

أن الاشتراك في الأسماء لا يقع من أجله التشابه ألا ترى أنك تقول: اللَّه الحي، والإنسان حي، والإنسان حكيم كريم عليم، واللَّه تعالى حكيم كريم عليم، وليس هذا يوجب اشتباهًا بلا خلاف، وإنما يقع الاشتباه بالصفات الموجودة في الموصوفين، والفرق بين الفعل الواقع من اللَّه عز وجل، والفعل الواقع منا هو: أن اللَّه تعالى اخترعه وجعله جسما أو عرضا أو حركة أو سكونا أو معرفة أو إرادة أو كراهية، وفعل عز وجل كل ذلك فينا بغير معاناة منه. وأما نحن فإنما كان فعلا لنا لأنه عز وجل خلقه فينا وخلق اختيارنا له وأظهره عز وجل فينا محمولا لاكتساب منفعة أو لدفع مضرة ولم نخترعه نحن

(2)

.

(1)

انظر: الفصل لابن حزم (3/ 14).

(2)

انظر: نفس المصدر لابن حزم (3/ 15 - 16) باختصار.

ص: 290

‌الشبهة الثانية:

قولهم: أنه يترتب على القول بإثبات القدرة للعبد قصور قدرة اللَّه عن بعض المخلوقات ووجود شريك له في الخلق، واللَّه يقول:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: 62] الآية. ويقول تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} [الصافات]

(1)

.

‌الرد عليهم:

يقال لهم: اعتقادكم هذا باطل فإنه لا يترتب على القول بأن تلعبد قدرة ومشيئة تحت قدرة اللَّه ومشيئته ما ذكرتم من قصور قدرة اللَّه عن بعض المخلوقات ووجود الشريك إلا إذا قيل بأن العبد مستقل بقدرته ومشيئته.

كما أن استدلالكم بهذه الآيات على هذا الاعتقاد باطل؛ فإنها لا تدل على ما زعمتموه؛ إذ أنها لا تنافي وجود قدرة للعبد تحت قدرة اللَّه يفعل بها، فتكون أعماله فعلا له مخلوقة للَّه.

‌الشبهة الثالثة:

قالوا: إن اللَّه علم وأراد أزلًا وجُودَ أفعال العباد، وتعلقت قدرته بوجودها فيما لا يزال، فما وقع من أفعال العباد فهو بقضاء اللَّه وقُدرته، والعباد مجبورون عليها

(2)

.

‌الرد عليهم:

أن تعلُّقَ علم اللَّه وإرادته بأفعال العباد لا يجعلهم مجبورين في أفعالهم؛ لأن اللَّه علم أزلًا بأفعال العباد، وبأن العبد يختارها، ليس سالبًا لاختيار العبد، وإنها محقق لاختياره، وهذا معلوم عند كافة العقلاء، كما أن تعلق قدرته سبحانه وتعالى بوجودها لا يُنافي أن تكون أفعال العباد واقعة بقدرتهم وأنهم الفاعلون لها

(3)

.

* * *

(1)

انظر: مجلة البحوث الإسلامية. الناشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض (34/ 232).

(2)

انظر: القضاء والقدر لعبد الرحمن المحمود (ص 331).

(3)

انظر: نفس المصدر لعبد الرحمن المحمود (ص 354).

ص: 291

‌الفصل الرابع: شبه الأشاعرة في باب القدر، والرد عليها.

‌الشبهة الأولى:

أنه لا خالق إلا اللَّه، وأن أعمال العباد مخلوقة للَّه مقدرة، كما قال سبحانه:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} [الصافات]، وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئًا، وهم يخلقون

(1)

.

‌الرد عليهم:

1 -

أن الآية الكريمة معناها أن اللَّه خلق الإنسان وخلق الأصنام التي صنعوها ونحوتدها بدليل أن "ما" في قوله تعالى: {وَمَا تَعْمَلُون} ليست مصدرية، وإنما موصولة بمعنى "الذي" أي والذي تنحتونه، ومن جعلها مصدرية فقد غلط

(2)

.

2 -

أنه لو كانت الآية كما زعمتم لم يكن فيها دليل على ما يوجب ذمهم على ذلك ونهيهم عنه، فلو أريد واللَّه خلقكم وعملكم الذي هو الكفر وغيره، لم يكن في ذلك ما يناسب ذمهم، ولم يكن في بيان خلق اللَّه تعالى لأفعال عباده ما يوجب ذمهم على الشرك

(3)

.

3 -

أن ذلك كان من إبراهيم عليه السلام توبيخًا لهم على عبادة الأوثان والأصنام التي نحتوها، كما قال تعالى عنه في آية أخرى:{إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت: 17] ولهذا استفهم استفهام منكر فقال: {. . . قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} [الصافات] أي: وخلق ما تنحتون، فكيف يجوز أن تعبدوا ما تصنعونه بأيديكم وتدعون رب العالمين؟!

(4)

.

‌الشبهة الثانية:

أن إثبات تأثير قدرة العبد الحادثة في الفعل يستلزم إثبات خالق مع اللَّه، وذلك لأمرين:

الأول: لو كان العبد مُحدِثًا الأفعال نفسه للزم وجود خالق غير اللَّه، ووجود خالق غير اللَّه محال، ويلزم من انتفاء اللازم انتفاء الملزوم.

الثاني: لو كان العبد موجد لفعل نفسه ومحدثًا له لكان عالمًا به، واللازم ممتنع فالملزوم ممتنع

(5)

.

(1)

انظر: الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري (ص 23).

(2)

انظر: المسائل والأجوبة لابن تيمية (ص 114) والفوائد لابن القيم (1/ 143) الناشر: دار الكتاب العربي بيروت.

(3)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (3/ 337).

(4)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (11/ 681).

(5)

انظر: أبكار الأفكار للآمدي (2/ 400) باختصار.

ص: 292

‌الرد عليهم:

1 -

أن إثباتهم قدرة للعبد غير مؤثرة باطل؛ فإنه إذا تبين أن اللَّه قد خلق العبد وخلق صفاته التي بها يقع الفعل من القدرة والإرادة وهما من أسباب العمل، وخلق أيضًا عمله على وفق سنته من تأثير الأسباب في مسبباتها فلا حرج بعد ذلك، ولا يلزم أن تكون الأسباب هي الخالقة للفعل.

2 -

أن التأثير إذا فسر بوجود شرط الحادث أو سبب يتوقف حدوث الحادث به على سبب آخر، وانتفاء موانع -وكل ذلك بخلق اللَّه تعالى- فهذا حق، وتأثير قدرة العبد في مقدورها ثابت بهذا الاعتبار، وإن فسر التأثير بأن المؤثر مستقل بالأثر من غير مشارك معاون ولا معاون مانع، فليس شيء من المخلوقات مؤثرا، بل اللَّه وحده خالق كل شيء لا شريك له ولا ند له، فيما شاء اللَّه كان وما لم يشأ لم يكن. . . فإذا عرف ما في لفظ "التأثير من الإجمال والاشتراك ارتفعت الشبهة، وعرف العدل المتوسط بين الطائفتين

(1)

.

3 -

التأثير اسم مشترك، قد يراد بالتأثير الانفراد بالابتداع والتوحيد بالاختراع فإن أريد بتأثير قدرة العبد هذه القدرة فحاشا للَّه لم يقله سني، وإنما هو المعزو إلى أهل الضلال، وإن أريد بالتأثير نوع معاونة إما في صفة من صفات الفعل أو في وجه من وجوهه -كما قاله كثير من متكلمي أهل الإثبات- فهو أيضًا باطل بما به بطل التأثير في ذات الفعل؛ إذ لا فرق بين إضافة الانفراد بالتأثير إلى غير اللَّه سبحانه في ذرة أو فيل، وهل هو إلا شرك دون شرك وإن كان قائل هذه المقالة ما نحا إلا نحو الحق. وإن أريد بالتأثير أن خروج الفعل من العدم إلى الوجود كان يتوسط القدرة المحدثة، بمعنى أن القدرة المخلوقة هي سبب وواسطة في خلق اللَّه سبحانه وتعالى الفعل بهذه القدرة، كما خلق النبات بالماء، وكما خلق الغيث بالسحاب، وكما خلق جميع المسببات والمخلوقات بوسائط وأسباب، فهذا التفسير إلى قدرة العبد شركا، وإلا فيكون إثبات جميع الأسباب شركًا، وقد قال الحكيم الخبير:{فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [الأعراف: 57]. {فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} [النمل: 60].

وقال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} [التوبة: 14]. فبين أنه المعذِّب، وأن أيدينا أسباب وآلات وأوساط وأدوات في وصول العذاب إليهم

(2)

.

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 134 - 135) باختصار.

(2)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 389 - 390).

ص: 293

4 -

أن الذي عليه السلف وأتباعهم وأئمة أهل السنة وجمهور أهل الإسلام المثبتون للقدر، المخالفون للمعتزلة: إثبات الأسباب، وأن قدرة العبد مع فعله لها تأثير كتأثير سائر الأسباب في مسبباتها، واللَّه تعالى خلق الأسباب والمسببات، والأسباب ليست مستقلة بالمسببات، بل لا بد لها من أسباب أخر تعاونها، ولها مع ذلك أضداد تمانعها، والسبب لا يكون حتى يخلق اللَّه جميع أسبابه، ويدفع عنه أضداده المعارضة له، وهو سبحانه يخلق جميع ذلك بمشيئته وقدرته كما يخلق سائر المخلوقات، فقدرة العبد سبب من الأسباب، وفعل العبد لا يكون بها وحدها، بل لا بد من الإرادة الجازمة مع القدرة، وإذا أريد بالقدرة القوة بالإنسان فلا بد من إزالة الموانع كإزالة القيد والحبس ونحو ذلك، والصاد عن السبيل كالعدُوِّ وغيره

(1)

.

‌الشبهة الثالثة:

أنه لا يجوز أن يحدث الفعل على حقيقته إلا من محدث أحدثه وقصد إلى فعله، ذلك أنا وجدنا الكفر قبيحًا فاسدًا باطلًا متناقضًا، ووجدنا الإيمان حسنًا متعبًا مؤلمًا، ووجدنا الكافر يقصد إلى أن يكون الكفر حسنًا حقًا فيكون خلاف قصده، ووجدنا الإيمان لو شاء المؤمن أن لا يكون متعبًا مؤلمًا لم يكن ذلك كائنًا على حسب مشيته وإرادته، ولن يجوز أن يكون محدث الكفر الكافر الذي يريده حسنًا صوابًا حقًا على خلاف ذلك، وكذلك المؤمن الذي لو جهد أن يقع الإيمان خلاف ما وقع من إيلامه وإتعابه لم يكن إلى ذلك سبيل، وإذا لم يجز ذلك فقد وجب أن يكون محدث ذلك هو اللَّه تعالى رب العالمين القاصد إلى ذلك

(2)

.

‌الرد عليهم:

1 -

أن اللَّه تعالى خلق العبد وأفعاله، والعبد فاعل تفعله حقيقة، وقد أثبت المشيئة للعبد في آيات كثيرة، وأثبت له قدرة واختيارًا وهي لا تخرج عن مشيئة اللَّه وقدرته، ونسب اللَّه الفعل للعبد فيما يأتيه من إيمان أو كُفر، والعبد يُسمَّى مؤمنًا بإيمانه هو وفعله للإيمان بنفسه، والكافر كذلك يُسمى كافرًا بكفره وفعله للكفر بنفسه، كما قال تعالى عن المؤمن:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات: 15] وقال: {هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال: 4] وقال عن الكفر: {فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا} [فاطر: 39].

2 -

من المسلم به أنه لا دخل لقدرة العبد في خلاف شيء قدَّره اللَّه وقضاه كونًا، فالخلق كلهم لا يخرجون عن ذلك أبدًا، أما ما قدره اللَّه وقضاه دينًا وشرعًا، فقد يفعله العبد وقد يخالفه بقدرته اختياره

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 487 - 488).

(2)

انظر: اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع للأشعري (ص 71 - 72) باختصار.

ص: 294

ومشيئته، وقد يكون العبد سببًا في إيمان غيره بتحسين الإيمان له وتزيينه وبيان حلاوته وما يحصل في القلب والبدن من لذة وسعادة نتيجة لذلك، وقد يكون للعبد أيضًا سببًا في كفر غيره بتزيينه الكفر وتحسينه لهن وتقبيح الإيمان له وتنفيره عنه.

3 -

أن اللذة والإتعاب والإيلام لا يوصف به الفعل أبدًا، فسبب اللذة إحساس الملائم، وسبب الألم إحساس المنافي، ليس اللذة والألم نفس الإحساس والإدراك؛ وإنما هو نتيجته وثمرته ومقصوده

(1)

.

4 -

أنّ الأشعري المنكر للحسن والقبح العقلي أقر هنا بقبح الكفر وحسن الإيمان عقلًا، مع أنه لا يقول بالحسن والقبح العقليّين، لأنهما عنده لا يُعلمان إلا بالشرع فقط

(2)

.

‌الشبهة الرابعة:

أن الدليل على خلق اللَّه حركة الاضطرار قائمٌ في خلق حركة الاكتساب، فكما أن حركة الاضطرار إن كان الذي يدل على أن اللَّه خلقها حدوثُها فكذلك القصة في حركة الاكتساب، وكذلك الذي يدل على أن خلقها حاجتها إلى زمان ومكان فكذلك قصة حركة الاكتساب، فوجب خلق حركة الاكتساب بمثل ما وجب به خلق حركة الاضطرار

(3)

.

‌الرد عليهم:

1 -

أن الانسان يجد من نفسه تفرقة بين الحركة الاضطرارية والحركة الاختيارية، وليست التفرقة واقعة بالنسبة إلى الحركتين من حيث هما ذاتان أو من حيث هما موجودان ولا غير ذلك، بل التفرقة إنما هي راجعة إلى كون إحداهما مقدورة مرادة والأخرى ليست مقدورة ولا مرادة، وإذا لم تكن التفرقة إلا لتعلق القدرة بإحداهما دون الأخرى فلا يخلو: إما أن يكون لتعلق القدرة تأثير أو ليس لها تأثير، لا جائز أن يقال بأنه لا تأثير لها، وإلا لما حصلت التفرقة؛ إذ لا فرق بين انتفاء التعلق وبين ثبوته مع انتفاء التأثير فيما يرجع إلى التفرقة فتعين القول بالتأثير

(4)

.

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (10/ 140).

(2)

انظر: الإرشاد للجويني (ص 258) والمحصل للرازي (ص 202) وشرح المواقف للجرجاني (8/ 181 - 182).

(3)

انظر: اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع للأشعري (ص 74 - 75) باختصار.

(4)

انظر: غاية المرام في علم الكلام للآمدي (ص 219 - 220).

ص: 295

2 -

أن الثواب والعقاب والمدح والذم إنما هو مرتب على عمل العبد الاختياري دون الاضطراري، ولولا ذلك العمل الاختياري الذي يفعله العبد بمشيئته واختياره وقدرته لما أُرسلت الرسل وأنزلت الكتب وشُرعت الشرائع وجاءت الأوامر والنواهي، ووجبت الموالاة والمعاداة

(1)

.

‌الرد عليهم في مسألة الكسب:

أولًا: أنهم حاولوا التوسط بين الجبرية والمعتزلة، فحينما قالوا بالكسب ظنوا أنهم فروا من قول الجبرية، وزعموا أنهم بذلك يثبتون للعبد قدرة واختيارة، وحينما قالوا بعدم تأثير قدرة العبد الحادثة في الفعل ظنوا أنهم فروا من قول المعتزلة، وأنهم بذلك أثبتوا وحدانية اللَّه تعالى في أفعاله، فلا مؤثر إلا اللَّه وحده، ولا يوجد تأثير للأسباب في مسبباتها، وقولهم ذلك لا حقيقة له معقولة، بل يرجع إلى مذهب الجبرية

(2)

.

ثانيًا: أن تفسيرهم الكسب بالاقتران مخالف للغة العرب واستعمال القرآن الكريم، فالكسب أصله في اللغة الجمع وهو طلب الرزق، يقال: كسبت شيئًا واكتسبته بمعنى وكسبت أهلي خيرا وكسبت الرجل مالًا فكسبه، وهذا مما جاء على فعلته ففعل، والكواسب الجوارح، وتكسب تكلف الكسب، والكسب قد وقع في القرآن على ثلاثة أوجه:

أحدها: عقد القلب وعزمه كقوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة: 225] أي بما عزمتم عليه وقصدتموه، وقال الزجاج:"أي يؤاخذكم بعزمكم" على أن لا تبروا وأن لا تتقوا وأن تعتلوا في ذلك بأنكم حلفتم وكأنه التفت إلى لفظ المؤاخذة وأنها تقتضي تعذيبا فجعل كسب قلوبهم عزمهم على ترك البر والتقوى لمكان اليمين والقول الأول أصح وهو قول جمهور أهل التفسير فإنه قابل به لغو اليمين وهو أن لا يقصد اليمين فكسب القلب المقابل للغو اليمين هو عقده وعزمه كما قال في الآية الأخرى: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} [المائدة: 89] فتعقيد الإيمان هو كسب القلب.

الثاني: كسب المال من التجارة قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [البقرة: 267] فالأول للتُّجار والثاني للزُّراع.

الثالث: السعي والعمل كقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286] وقوله: {بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} [يونس: 52]: {وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} [الأنعام: 70] فهذا كله

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (27/ 144) وشفاء العليل لابن القيم (ص 35).

(2)

انظر: المواقف في علم الكلام (ص: 428).

ص: 296

للعمل

(1)

. فهو في اللغة بمعنى الجمع والطلب، يقال: كَسَبْتُ شيئًا واكتسبتُه بمعنى، وكسَّبتُ أهلي خيرًا وكسَّبتُ الرجل مالًا فكسبه

(2)

.

فظهر مما تقدم أن الكسب يرجع إلى ما يكسبه الإنسان من عمل القلب أو عمل الجوارح وهو المعبر عنه بالاجتراح والعمل، وظهر أن تفسير الأشعرية للكسب بالمقارنة قول لم يسبقوا إليه

(3)

.

ثالثا: إذا قيل لهؤلاء: الكسب الذي أثبتموه لا تعقل حقيقته، فإذا قالوا: الكسب ما وجد في محل القدرة المحدثة مقارنًا لها من غير أن يكون للقدرة تأثير فيه، قيل لهم: فلا فرق بين هذا الكسب وبين سائر ما يحدث في غير محلها وغير مقارن لها؛ إذ اشتراك الشيئين في زمانها ومحلهما لا يوجب كون أحدهما له قدرة على الآخر، كاشتراك العرضين الحادثين في محل واحد في زمان واحد، بل قد يقال: ليس جعل الكسب قدرة والقدرة كسبًا بأولى من العكس إذا لم يكن إلا مجرد المقارنة في الزمان والمحل

(4)

.

رابعًا: أن بناء التكليف على هذه المقارنة غير معقول، وينتهي إلى القول بتكليف العاجز، فإنَّ فِعْل العبد كما يقارن القدرة الحادثة من الكاسب كذلك يقارن علمه وسمعه وبصره وغير ذلك من بقية الصفات، فأي مزية للقدرة إذا في تعلقها بالفعل؟ ولذا قال جمهور العقلاء إن كسب الأشعري من محالات الكلام، والعقلاء متفقون على عدم تكليف العاجز، والقرآن الكريم شاهدٌ بذلك:{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا} [البقرة: 286] والاقتران ليس من عمل المكلف فليس في وسعه

(5)

.

خامسًا: أن كسب الأشعري لا حقيقة له، لأنهم فسروه بأنه عبارة عن اقتران المقدور بالقدرة الحادثة، وقالوا: الخلق هو المقدور بالقدرة القديمة. وما دام العبد ليس بفاعل، ولا له قدرة مؤثرة في الفعل فالزعم بأنه كاسب، وتسمية فعله كسبا لا حقيقة له، لأنه القائل بذلك لا يستطيع أن يوجد فرقا بين الفعل الذي نفاه عن العبد، والكسب الذي أثبته له.

(1)

انظر: شفاء العليل لابن القيم (ص 120) باختصار.

(2)

انظر: القاموس المحيط للفيروزأبادي (ص: 167). مادة (كسب).

(3)

انظر: الشرح الجديد على جوهرة التوحيد لمحمد بن أحمد لعدوي (ص 79) الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب الحلبي وأولاده بمصر. الطبعة الأولى 1366 هـ.

(4)

انظر: الصفدية لابن تيمية (ص 151 - 152).

(5)

انظر: الشرح الجديد لجوهرة التوحيد للعدوي (ص 80).

ص: 297

وقد أقر الرازي بأن الكسب الذي قاله به الأشاعرة لا يعقل فقال: "وعند هذا التحقيق يظهر أن الكسب اسم بلا مسمى"

(1)

.

وصرح التفتازاني بذلك فقال: "فإن الإنسان مضطر في صورة مختار كالقلم في يد الكاتب"

(2)

.

واعترف الشعراني بأن الكسب الأشعري مُشكل وأنه من أدق المسائل وأغمضها، لكنه أحال لمعرفته إلى الكشف الصوفي فقال:"اعلم يا أخي أن مسألة الكسب من أدق مسائل الأصول وأغمضها، ولا يزيل أشكالها إلّا الكشف"

(3)

.

وقال اللقاني: "مسألة الكسب وهي من غوامض مباحث الكلام حتى شرب بها المثل فقيل: أخفى من كسب الأشعري"

(4)

.

سادسًا: أن الأشعرية قد تنازعوا في معنى قدرة العبد على الطاعة، كل منهم يقول قولا ينقض الآخر:

فقال الأشعري: هي العرض المقارن للطاعة.

وقال الجويني: هي سلامة الأسباب والآلات.

وأورد على كلام الأشعري أنه يلزم من هذا تكليف العاجز؛ وأجيب عنه بأنه قادر بالقوة القريبة لما اتصف به من سلامة الآلات بناء على قول الأشعري: أن العرض لا يبقى زمانين.

ورُد ذلك بأن العرض يبقي زمانين، وعليه فلا مانع من تقدم القدرة على الطاعة عنها

(5)

.

ولكن الإشكال ما زال باقيًا حيث خصصوا تقدم القدرة بالطاعة فقط وأخروجوا الكافر من ذلك، وكذلك ما زالت القدرة عندهم غير مؤثرة، فلذلك قالوا:"وبالجملة فليس للعبد تأثير ما، فهو مجبورٌ باطنًا، مختارٌ ظاهرًا"

(6)

.

(1)

انظر: محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين للرازي (ص 199).

(2)

انظر: شرح المقاصد لمسعود بن عمر التفتازاني (4/ 264).

(3)

انظر: اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر لعبد الوهاب بن أحمد الشعراني (ص 562).

(4)

انظر: هداية المريد إلى جوهرة التوحيد لإبراهيم اللقاني (ص 251).

(5)

انظر: تحفة المريد للبيجوري (ص 169) باختصار وتصرف.

(6)

انظر: نفس المصدر للبيجوري (ص 177).

ص: 298

سابعًا: أن زعْمَ الأشاعرةِ بأنهم يفرقون بين الكسب الذي أثبتوه وبين الخلق: بأن الكسب: عبارة عن اقتران المقدور بالقدرة الحادثة، والخلق هو المقدور بالقدرة القديمة، وقولهم أيضًا: الكسب هو الفعل القائم بمحل القدرة عليه، والخلق هو الفعل الخارج عن محل القدرة عليه، مردود بما يلي:

• أن هذا لا يوجب فرق بين كون العبد كسَبَ، وبين كونه فعل، وأوجد، وأحدث، وصنع، وعمل، ونحو ذلك، فإن فعله وإحداثَه وعَملَه وصُنعَه هو أيضًا مقدور بالقدرة الحادثة، وهو قائم في محل القدرة الحادثة.

• وأيضًا فهذا فرق لا حقيقة له؛ فإن كون المقدور في محل القدرة أو خارجة عن محلها لا يعود إلى نفس تأثير القدرة فيه، وهو مبني على أصلين: أن اللَّه لا يقدر على فعل يقوم بنفسه، وأن خلقه للعالم هو نفس العالم، وأكثر العقلاء من المسلمين وغيرهم على خلاف ذلك، والثاني: أن قدرة العبد لا يكون مقدورها إلا في محل وجودها، ولا يكون شيء من مقدورها خارجا عن محلها.

• إذا فُسر التأثير بمجرد الاقتران فلا فرق بين أن يكون الفارق في المحل أو خارجًا عن المحل.

• من المستقر في فطر الناس: أن من فعل العدل فهو عادل، ومن فعل الظلم فهو ظالم، ومن فعل الكذب فهو كاذب، فإذا لم يكن العبد فاعلًا لكذبه وظلمه وعدله، بل اللَّه فاعل ذلك، لزم أن يكون هو المتصف بالكذب والظلم، وهذا كما قلتم أنتم: من المستقر في فطر الناس أن من قام به العلم فهو عالم، ومن قامت به القدرة فهو قادر، ومن قامت به الحركة فهو متحرك، ومن قام به التكلم فهو متكلم، ومن قامت به الإرادة فهو مريد، وقلتم: إذا كان الكلام مخلوقًا كان كلامًا للمحل الذي خلقه فيه كسائر الصفات، فهذه القاعدة المطردة فيمن قامت به الصفات نظيرها أيضًا من فعل الأفعال.

• القرآن مملوء بذكر إضافة الأفعال إلى العباد كقوله تعالى: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] وقوله: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40] وقوله: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ} [التوبة: 105].

وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [البقرة: 277] وأمثال ذلك.

• أن الشرع والعقل متفقان على أن العبد يُحمد ويُذم على فعَلَه، ويكون حَسَنةً له أو سَيئةً، فلو لم يكن إلا فعل غيره لكان ذلك الغير هو المحمود المذموم عليها

(1)

.

ثامنًا: أن الأشاعرة ضلوا في هذا الباب بسبب اعتقادهم أن الفعل هو المفعول، والخلق هو المخلوق، فلم يفرقوا بين ما يقوم باللَّه تعالى من الأفعال، وما هو منفصل عنه، فجعلوا كل أفعال اللَّه مفعولة له منفصلة

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 118 - 119) بتصرف يسير.

ص: 299

عنه، فلما اعتقدوا أن أفعال العباد مخلوقة مفعولة للَّه قالوا: فهي فعله، فقيل لهم مع ذلك: أهي فعل العبد؟ فاضطربوا، فمنهم من قال: هي كسبه لا فعله، ولم يفرقوا بين الكسب والفعل بفرق محقق. ومنهم من قال: بل هي فعل بين فاعلين، ومنهم من قال: بل الرب فعَلَ ذاتَ الفعلِ، والعبدُ فعَلَ صفاته. والتحقيق ما عليه أئمة السنة وجمهور الأمة من الفرق بين الفعل والمفعول، والخلق والمخلوق، فأفعال العباد هي كغيرها من المحدثات مخلوقة مفعولة للَّه، كما أن نفس العبد وسائر صفاته مخلوقة مفعولة للَّه، وليس ذلك نفس خلقه وفعله بل هي مخلوقة ومفعولة، وهذه الأفعال هي فعل العبد القائم به، ليست قائمة باللَّه ولا يتصف بها، فإنه لا يتصف بمخلوقاته ومفعولاته؛ وإنما يتصف بخلقه وفعله، كما يتصف بسائر ما يقوم بذاته، والعبد فاعل لهذه الأفعال وهو المتصف بها، وله عليها قدرة، وهو فاعلها باختياره ومشيئته، وذلك كله مخلوق للَّه، فهي فعل العبد ومفعولة للرب، لكن هذه الصفات لم يخلقها اللَّه بتوسط قدرة العبد ومشيئته؛ بخلاف أفعاله الاختيارية؛ فإنه خلقها بتوسط خلقه لمشيئة العبد وقدرته كما خلق غير ذلك من المسببات بواسطة أسباب أخر

(1)

.

فقول القائل: "هذا فعل هذا، وفعل هذا" لفظ فيه إجمال، فإنه تارة يراد بالفعل نفس الفعل، وتارة يراد به مسمى المصدر، فيقول: فعل هذا أفعله فعلًا، وعملت هذا أعمله عملًا، فإذا أريد بالعمل نفس الفعل الذي هو مسمى المصدر كصلاة الإنسان، وصيامه، ونحو ذلك، فالعمل هنا هو المعمول، وقد اتحدَّ هنا مسمى المصدر والفعل، وإذا أريد بذلك ما يحصل بعملهِ كنساجة الثوب وبناء الدار ونحو ذلك، فالعمل هنا غير المعمول.

قال تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} [سبأ: 13] فجعل هذه المصنوعات معمولة للجن، ومن هذا الباب قوله تعالى:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} [الصافات] أي: واللَّه خلقكم وخلق الأصنام التي تنحتونها، والمقصود أن لفظ "الفعل" و"العمل" و"الصُّنع" أنواع، وذلك كلفظ البناء والخياطة والتجارة تقع على نفس مسمى المصدر، وعلى المفعول، وكذلك لفظ "التلاوة" و"القراءة" و"الكلام" و"القول" يقع على نفس مسمى المصدر، وعلى ما يحصل بذلك من نفس القول والكلام، فيراد بالتلاوة والقراءة نفس القرآن المقروء المتلو، كما يراد بها مسمى المصدر.

(1)

انظر: نفس المصدر لابن تيمية (8/ 118 - 119) واجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (2/ 238 - 239).

ص: 300

فالقائل إذا قال: هذه التصرفات فعل اللَّه أو فعل العبد، فإن أراد بذلك أنها فعل اللَّه بمعنى المصدر فهذا باطل باتفاق المسلمين، وبصريح العقل، ولكن من قال هي فعل اللَّه وأراد به أنها مفعولة مخلوقة للَّه كسائر المخلوقات فهذا حق.

وأما من قال: خَلْقُ الربِّ تعالى لمخلوقاته ليس هو نفس مخلوقاته، قال: إن أفعال العباد مخلوقة كسائر المخلوقات، ومفعولة للرب كسائر المفعولات، ولم يقل: إنها نفس فعل الرب وخلقه، بل قال: إنها نفس فعل العبد، وعلى هذا تزول الشبهة، فإنه يقال: الكذب والظلم ونحو ذلك من القبائح يتصف بها من كانت فعلا له، كما يفعلها العبد، وتقوم به، ولا يتصف بها من كانت مخلوقة له إذا كان قد جعلها صفة لغيره، كما أنه سبحانه لا يتصف بها خلقه في غيره من الطعوم والألوان والروائح والأشكال والمقادير والحركات وغير ذلك، فإذا كان قد خلق لون الإنسان لم يكن هو المتلون به، وإذا خلق رائحة منتنة أو طعمًا مرًا أو صورة قبيحة ونحو ذلك مما هو مكروه مذموم مستقبح، لم يكن هو متصف بهذه المخلوقات القبيحة المذمومة المكروهة والأفعال القبيحة، ومعنى قبحها كونها ضارة لفاعلها، وسببًا لذمه وعقابه، وجالبة لألمه وعذابه، وهذا أمر يعود على الفاعل الذي قامت به، لا على الخالق الذي خلقها فعلًا لغيره

(1)

.

وبهذا يتبين انحراف المذهب الأشعري عن الحق وطريق السلف مذهب أهل السنة والجماعة، وقربه الشديد من مذهب الجبرية باعتراف عدد من أئمتهم، واللَّه الموفق.

* * *

(1)

انظر: المصدر السابق لابن تيمية (8/ 121 - 123) بتصرف يسير.

ص: 301

‌الفصل الخامس: شبه الماتريدية في باب القدر، والرد عليها.

الشبهة الأولى: أنا نجد أفعال العباد تخرج على حسن وقبح لا يعلم أهلها أنها تبلغ في الحسن ذلك ولا في القبح، بل هم عندهم نفسهم في تحسينها وتزيينها، وهي تخرج على غير ذلك بأن جعل أفعالهم على ما هي عليه ليست لهم، ولو جاز كونها على ذلك لهم وهم لا يعرفون مبلغ الحسن والقبح فإذًا لا جهل يقبح الفعل ولا علم يحسنه، فثبت أن فعلهم من هذا الوجه ليس لهم

(1)

.

الرد عليهم:

1 -

أن الزعم بأن ما تدركه عقول الناس وأفهامهم من أفعالهم يثبت أنها لهم، وأن ما لم تدركه يثبت أنها للَّه، غير صحيح فلا دليل في ذلك على ما ذهبتم إليه، لا سيما وأن عقول الناس وأفهامهم تتفاوت في إدراك أفعالهم وأحوالهم، فليس كل ما يدركه أحدهم ويفهمه من الأحوال يدركه ويفهمه الآخر، وهذا يؤدي إلى عدم تمييز ما هو من أفعال اللَّه من أفعال العباد.

2 -

أن اللَّه تعالى هو خالق العباد وأفعالهم، والعباد هم الفاعلون حقيقة لأفعالهم، وقد مر بيان ذلك سابقًا.

3 -

أنكم لا تفرقون بين الخلق والمخلوق والفعل والمفعول، فزعمتم أن أفعال العباد هي أفعال للَّه تعالى، والحق أن أفعال العباد هي أفعالهم حقيقة ومفعولة للرب تعالى؛ إذ إن الفعل غير المفعول، فللعبد فعلُهُ حقيقة، واللَّه خالقه وخالق ما فعل به من القدرة والإرادة وخالق فاعليته، وسر المسألة أن العبد فاعل منفعل، فربه تعالى هو الذي جعله فاعلًا بقدرته ومشيئته، وأقدره على الفعل وأحدث له المشيئة التي يفعل بها

(2)

.

الشبهة الثانية: أنا نجد الأفعال مؤذية لأهلها ومتعبة ومؤلمة، ومُحالٌ تأذِّي الطبع بلا مؤذٍ، وتعَبِه بلا مُتعبٍ، وتألمه بلا مؤلم، فثبت أنها مؤلمة متعبة مؤذية إن قَصد أربابُها إلى أن يتلذذوا بها ويتمتعوا، فثبت أنها كذلك لا بهم

(3)

.

الرد عليهم:

1 -

أن الأعمال التي يفعلها العبد نوعان إضطراري واختياري، وما يفعله مختارًا هو فعله حقيقة وليس فعل غيره من البشر، وكل أفعال العبد هي خلق له حقيقة، وهي فعل للعبد حقيقة، وقد سبق بيان هذا وإيضاحه.

(1)

انظر: كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي (ص 230).

(2)

انظر: شفاء العليل لابن القيم (ص 131).

(3)

انظر: كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي (ص 230).

ص: 302

1 -

أن اللذة والألم والتعب لا يوصف بها الفعل أبدًا، فسبب اللذة إحساس الملائم، وسبب الألم إحساس المنافي، ليس اللذة والألم نفس الإحساس والإدراك؛ وإنما هو نتيجته وثمرته ومقصوده، وقد سبق بيان هذا.

الشبهة الثالثة: القول بالمتعارف في الخلق: أن لا خالق غير اللَّه، ولا رب سواه، ولو جعلنا حدث الأفعال وخروجها من العدم إلى الوجود ثم فناءها بعد الوجود ثم خروجها على تقدير من أربابها لجعلنا لها وصف الخلق الذي به صار الخلق خلقًا، وفي ذلك لزوم القول بخالق سواه، وفي جوازه مناقضة قول من ذكرت مع ما لو جاز ذلك لجاز القول برب فعله، وذلك مدفوع

(1)

.

الرد عليهم:

1 -

أن الفعل الذي يفعله العبد هو فعله حقيقة، وليس معنى هذا أنه خالق مع اللَّه، وقد زعم من نفي تأثير قدرة العبد في الفعل أن إثبات ذلك يقتضي أن يكون مشاركًا في الخلق، وقد بينا بطلان ذلك فيما سبق.

2 -

أنكم تثبتون تأثيرًا لقدرة العبد في صفة الفعل، فيلزمكم ما نفيتموه هنا، فإما أن تثبتوا قدرة للعبد على الفعل وأن فعله حقيقة ثابتة له، وهو لا يخرج عن قدرة اللَّه ومشيئته، وإما أن تنفوا عنه التأثير بتاتًا فتكونون جبرية خالصة.

الشبهة الرابعة: أن العباد إذ أفعالهم في الحقيقة حركات وسكون في الظاهر، واللَّه قادر عليها، لولا ذلك ما أقدرهم عليها، فصارت هي لأنفسها تحت قدرته عليها، فإذا أقدر العبد على ذلك ذهبت عنه القدرة، فإذا قدرته زالت عنه وصار قادرة بقدرة تزول، ومن ذلك وصْفُهُ فهو عبدٌ لا رب

(2)

.

الرد عليهم:

1 -

أن قدرة اللَّه على العبد وخلقه له ولفعلِه، لا يعني ذلك أنه ليس للعبد قدرة واختيار، فاللَّه تعالى خلق للعبد قدرة ومشيئة واختيارًا، بها يقدر العبد على فعله ويختاره ويشاؤه، ويستحق عليها المدح أو الذم والثواب أو العقاب.

2 -

أن إثبات قدرة مؤثرة للعبد لا يعني أنه رب خالق، فقد أثبت اللَّه تعالى للعبد قدرة على الفعل وتأثيرًا فيه في كثير من الآيات، وهو مع ذلك تحت قدرة اللَّه تعالى ومشيئته، وسبق بيان هذا فيما مضى.

(1)

انظر: كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي (ص 230).

(2)

انظر: كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي (ص 231).

ص: 303

الشبهة الخامسة: أنه لو جاز خروج شيء هو تحت القدرة عن أن يكون له عليه قدرة بل ليس هو شيئًا واحدًا بل لعله أكثر من جميع الخلق، كيف نؤمن بوعده و وعيده؟ وكيف يطمئن السامع إلى ما وعده من البعث أن يكون؟ وما أخبر أنه لو شاء لخلق مثل الذي خلق؟ وهو لا يقدر على فعل بعوض فضلًا عن فعل هو أقوى منه

(1)

.

الرد عليهم:

1 -

أن إثبات قدرة مؤثرة للعبد لا يعني خروجه من تحت القدرة الإلهية، فكل الخلق تحت قدرة اللَّه ومشيئته، ومع أن العبد تحت القدرة الإلهية، فله قدرة تخصه وله فعله الذي شاءه واختاره، وقد أثبت له ذلك رب العالمين في كتابه المبين.

2 -

أن اللَّه تعالى نفي عن العبد انفرداه بالمشئية أو مشاركته للخالق في الخلق والفعل، وهذا معلوم بالضرورة، وليس في إثبات قدرة للعبد مؤثرة ما يدل على ذلك.

2 -

أنكم وقعتم في ما نفيتموه هنا، حيث زعمتم أن للعبد قدرة جزئية ليست تحت القدرة الإلهية، وكذلك زعمتم أن اللَّه لا يحلق فعل العبد إلا إذا أراده العبد، وقولكم هذا فيه إثبات وجود قدرة للعبدة خارجة عن القدرة الإلهية، أو لها تأثير في القدرة الإلهية، وهذا من أبطل الباطل، ومعاذ اللَّه واللَّه أكبر وأجل وأعظم وأعز أن يكون في عبده شيء غير مخلوق له ولا هو داخل تحت قدرته ومشيئته، فما قَدَرَ اللَّهَ حق قدره من زعم ذلك، ولا عرفه حق معرفته ولا عظَّمه حق تعظيمه، بل العبد جسمُهُ وروحُهُ وصفاتُهُ وأفعالُهُ ودواعيه وكلُّ ذرةٍ فيه مخلوقٌ للَّه خلقًا تصرف به في عبده، وقدرة العبد وإرادته ودواعيه جزء من أجزاء سبب الفعل، غير مستقل بإيجاده، ومع ذلك فهذا الجزء مخلوق للَّه فيه، فهو عبد مخلوق من كل وجه وبكل اعتبار، وفقرُهُ إلى خالقه وبارئه من لوازم ذاته، وقلبُه بيد خالقه وبين أصبعين من أصابعه يقلبه كيف يشاء، فيجعلُهُ مريدًا لما شاء وقوعه منه كارهًا لما لم يشأ وقوعه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن

(2)

.

(1)

انظر: كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي (ص 232).

(2)

انظر: شفاء العليل لابن القيم (ص 144).

ص: 304

الشبهة السادسة: أن العالم لا يخلو من الأعراض والأجسام، وكل أنواع الأعراض أمكن في الحقيقة أن تكون فعلًا لغيره، فيكون العالَم للَّه وخلقه من طريق الإنشاء والوجود، وفي ذلك بطلان القول بوحدانية صانع العالم

(1)

.

الرد عليهم:

1 -

أن إثبات قدرة العبد على فعله وتأثيره فيه لا يعني مشاركته للخالق في فعله بخلق الأعراض، فمثلًا: الإنسان إذا كتب بالقلم وضرب بالعصا ونجر بالقدوم هل يكون القلم شريكه أو يضاف إليه شيء من نفس الفعل وصفاته؟ أم هل يصلح أن تلغي أثره وتقطع خبره، وتجعل وجوده كعدمه؟ أم يقال: به فعل وبه صنع؟ وللَّه المثل الأعلى.

فإن الأسباب بيد العبد ليست من فعله، وهو محتاج إليها لا يتمكن إلا بها، واللَّه سبحانه خلق الأسباب ومسبباتها، وجعل خلق البعض شرطًا وسببًا في خلق غيره، وهو مع ذلك غني عن الاشتراط والتسبب ونظم بعضها ببعض، لكن لحكمة تتعلق بالأسباب وتعود إليها واللَّه عزيز حكيم

(2)

.

2 -

أن العبد بجملته مخلوق له جسمه وروحه وصفاته وأفعاله وأحواله فهو مخلوق من جميع الوجوه وخلق على نشأة وصفة يتمكن بها من إحداث إرادته وأفعاله وتلك النشأة بمشيئة اللَّه وقدرته وتكوينه فهو الذي خلقه وكونه كذلك وهو لم يجعل نفسه كذلك بل خالقه وباريه جعله محدثًا لإرادته وأفعاله وبذلك أمره ونهاه وأقام عليه حجته وعرضه للثواب والعقاب فأمره بما هو متمكن من إحداثه ونهاه عما هو متمكن من تركه ورتب ثوابه وعقابه على هذه الأفعال والتروك التي مكنه منها وأقدره عليها وناطها به وفطر خلقه على مدحه وذمه عليها مؤمنهم وكافرهم المقر بالشرائع منهم والجاحد لها فكان مريدًا شائيًا بمشيئة اللَّه له ولولا مشيئة اللَّه أن يكون شائيًا لكان أعجز وأضعف من أن يجعل نفسه شائيا فالرب سبحانه أعطاه مشيئة وقدره وإرادة وعرفه ما ينفعه وما يضره وأمره أن يجري مشيئته وإرادته وقدرته في الطريق التي يصل بها إلى غاية صلاحه

(3)

.

3 -

أن اللَّه تعالى يخلق الأشياء بالأسباب، وهذه سنة من سنن اللَّه تعالى، ومع ذلك لم يقل أحدٌ بأنها مشاركة للَّه تعالى في فعله أو في الخلق، وليس في ذلك ما زعمتموه من بطلان وحدانية اللَّه تعالى، ودليلنا قوله تعالى:{وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [النحل: 65] وقوله: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)

(1)

انظر: كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي (ص 233).

(2)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 391) بتصرف يسير.

(3)

انظر: شفاء العليل لابن القيم (ص 137 - 138).

ص: 305

وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} [ق: 9 - 11] وقوله: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ

يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [الأعراف: 57] وقوله: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16] وقوله: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ} [التوبة: 14] ونحو ذلك

(1)

.

4 -

أنكم لا تفرقون بين الفعل والمفعول ولا بين الخلق والمخلوق، حيث ظننتم أن الفعل هو المفعول، فلذلك وقعتم في الخطأ فزعمتم أن أفعال العباد هي فعلٌ للَّه تعالى، وهذا باطل، والصحيح أن بينهما فرقًا: ففعل العبد فعل له حقيقة وهو ليس فعلٌ للَّه تعالى، ولكنه مخلوق للَّه ومفعول للَّه؛ فليس هو نفس فعل اللَّه، ففرق بين الخلق والمخلوق، والفعل والمفعول

(2)

، وقد سبق بيان هذا.

فظهر بهذا خطأ الماتريدية، وبعدهم عن الحق بمقدار ما أحدثوا من الأقوال والآراء المنحرفة، وعدم تمسكهم بما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، والحمد للَّه رب العالمين.

* * *

(1)

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 486) بتصرف يسير.

(2)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (2/ 296 - 298) بتصرف.

ص: 306

‌الفرق بين الكسب الأشعري والكسب الماتريدي:

من خلال استعراض مذهب الأشعرية والماتريدية وأقوالهم وأدلتهم والردود عليهم يتبين لنا أنهم اتفقوا على أن اللَّه تعالى خالق لأفعال العباد، وأن العباد كاسبون لأفعالهم.

وخالفوا المعتزلة في إخراجهم أفعال العباد عن قدرة اللَّه تعالى وفي قولهم: أن العبد هو الخالق لفعله.

لكن الأشعرية والماتريدية اختلفوا في تحديد معنى الكسب الذي أثبتوه، كل يُفسره بمعنى يختلف عن الآخر، ويظهر اختلافهم في ذلك في الأمور التالية:

الأول: زعم الأشعري إن قدرة العبد مقارنة للفعل وليست قبله ولا بعده.

أما الماتريدية فقالوا بأن قدرة العبد على الفعل تقع عند الفعل وقبله.

الثاني: زعم الأشعرية إن قدرة العبد لا تقع إلا لمقدور واحد فقط.

أما الماتريدية فقالوا بأن قدرة العبد تقع لمقدورين، وتصلح للضدين.

الثالث: زعم الأشعرية أن قدرة العبد غير مؤثرة في الفعل.

أما الماتريدية فقالوا بأن قدرة العبد تؤثر في صفة الفعل لا في أصله.

الرابع: قال الأشعرية موافقة لأهل السنة: أن اللَّه خالق لفعل العبد وإرادته.

أما الماتريدية فقد ذهبوا إلى أن هناك إرادة جزئية للعبد لا تتعلق بها قدرة اللَّه.

الخامس: قال الأشعرية موافقة لأهل السنة بأن إرادة العبد تحت قدرة اللَّه ومشيئته، فهي متعلقة بها.

أما الماتريدية فقالوا بأن اللَّه تعالى لا يخلق فعل العبد إلا بعد أن يريده العبد ويختاره.

هذه المقارنة بين المذهبين الأشعري والماتريدي في مسألة الكسب تبين مدى البعد عن مذهب السلف أهل السنة والجماعة، والتخبط الذي يحصل جراء تلك الأقوال الفاسدة، ولا سلامة ولا نجاة إلا بسلوك طريق سلف الأمة وأئمتها أهل السنة والجماعة واقفتاء أثرهم اعتقادًا وقولًا وعملًا.

ص: 307

‌المبحث الخامس: وصف النسخة الخطية.

حصلت وللَّه الحمد والمنة على صورة من هذا المخطوط للأصل المحفوظ بمخطوطات المكتبة الظاهرية بدمشق رقم (3793).

ويوجد بمركز إحياء التراث بجامعة أم القرى نسخة مصورة قديمة للمخطوط (ميكروفيلم) برقم (130).

1 -

اسمه كما على غلاف المخطوط: "صفات رب العالمين"

2 -

الناسخ: بخط المؤلف نفسه، ويوجد في مواضع منه قليلة كتابة الإجازة به بخط الإمام يوسف بن حسن بن عبد الهادي الحنبلي الشهور بابن المبرد.

3 -

حجمه: يقع المخطوط في (485 لوحًا) تقريبًا، وعدد صفحات المخطوط (950 صفحة) تقريبًا.

4 -

أوله: (لفوق سمائه على عرشه. . .).

5 -

آخره: "ومثل البرق الذي في المطر مثل الإيمان، وهو النور الذي في القرآن يهتدي الناس بمعاني القرآن كما يهتدي الناس في مثل تلك الليلة بالبرق".

6 -

وصف غلاف المخطوط: مكتوب في أعلى المخطوط في منتصف السطر: كتاب صفات رب العالمين لمحمد بن أحمد بن المحب المقدسي الحنبلي رحمه اللَّه تعالى

وكُتب تحته: كتبه الحج محمد مراد الشطي

وكُتب أسفله إلى الناحية اليُسرى: مجاميع 57

وكُتب تحته بمسافة قليلة: 3793

وتحته ختم المكتبة الظاهرية العلمية بدمشق

7 -

وصف المخطوط: نوع الخط: نسخي مشرقي قليل الإعجام

القياس: 13 × 20 سم

عدد الأسطر: 25 سطرًا تقريبا، ويوجد تفاوت بين الألواح، لكثرة اللحق والإضافة.

ص: 308

‌المبحث السادس: منهج التحقيق:

كان عمل الباحث في هذا التحقيق، هو منهج النسخة الأم؛ وذلك لأن هذا المخطوط هو بخط المؤلف، ولا يوجد للكتاب -بعد البحث والتنقيب- أي نسخة أخرى، وكان منهج التحقيق كالتالي:

1 -

كتابة النص بالرسم الإملائي الحديث.

2 -

كتابة الآيات الكريمة وفق الرسم العثماني.

3 -

عزو الآيات ضمن المتن المُحقق وجعلها بين معكوفين.

4 -

تخريج الأحاديث والآثار من الصحيحين، فإذا لم يكن الحديث فيها أو في أحدهما أخرجه من السنن الأربع والمسند للإمام أحمد، فإذا لم يوجد فيها ذكرت من خرجه في كتابه، وأذكر درجة الحديث في ذلك قدر الاستطاعة.

5 -

الترجمة الأعلام غير المشهورين غالبًا، وقد يُختصر في ذلك أحيانًا.

6 -

تمييز العناوين الرئيسية كالأبواب والفصول بلون مغاير.

7 -

بيان معاني الكلمات الغريبة.

8 -

وضع الفهارس الفنية في آخر الكتاب:

فهرس المصادر والمراجع.

فهرس الآيات.

فهرس الأحاديث والآثار.

فهرس الأعلام.

فهرس الأشعار.

فهرس الموضوعات.

ص: 309

سمع بعضه من لفظي أولادي: عبد الهادي، وعبد اللَّه، وحسن، وعلي، وفاطمة، وعائشة، وأجزت لهم أن يرووه عني وجميع ما يجوز لي روايته.

وكتب يوسف بن عبد الهادي

(1)

.

(1)

جمال الدّين يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي، الشهير بابن المبرد الصالحي الحنبلي، ولد سنة 840 هـ، وقرأ على الشيخ أحمد المصري الحنبلي، والشيخ محمد، والشيخ عمر العسكريين، وصلّى بالقرآن ثلاث مرات وقرأ "المقنع" على الشيخ تقي الدّين الجراعي، والشيخ تقي الدّين بن قندس، والقاضي علاء الدّين المرداوي، وحضر دروس خلائق، منهم القاضي برهان الدين بن مفلح، والبرهان الزّرعي، وأخذ الحديث عن خلائق من أصحاب ابن حجر، وابن العراقي، وابن البالسي، والجمال بن الحرستاني، والصّلاح بن أبي عمر، وابن ناصر الدّين، وغيرهم، وكان إماما، علّامة، يغلب عليه علم الحديث والفقه، ويشارك في النحو والتصريف، والتصوف، والتفسير، وله مؤلفات كثيرة وغالبها أجزاء، ودّرس وأفتي، وألّف تلميذه شمس الدّين ابن طولون في ترجمته مؤلفًا ضخمًا، وتوفي يوم الاثنين سادس عشر المحرم ودفن بسفح قاسيون سنة 909 هـ. شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (10/ 62).

ص: 311

1 -

". . . لفوق سمائه على عرشه، وإن عليه هكذا -وأشار وهب بيده مثل القبة- وإنه ليئط أطيط الرحل بالراكب"

(1)

. رواه أبو عوانة الاسفراييني

(2)

في صحيحه: عن أبي الأزهر

(3)

، وهو عندنا في المنتقى

(4)

وصححه.

(1)

أخرجه أبو داود في سننه (رقم 4728) والبغوي في شرح السنة (1/ 175 رقم 91) والطبراني في الكبير (رقم 1526) وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 125 رقم 148) وابن منده في كتاب التوحيد (رقم 610) وصححه، والدارقطني في كتاب الصفات (رقم 38) وابن أبي عاصم في كتاب السنة (رقم 575) ومحمد بن أبي شيبة في جزء العرش وما روي فيه (رقم 11) والآجري في الشريعة (رقم 685) والبزار في مسنده (رقم 3432) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 872) وضعفه. وأبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري في جزئه مخطوط (ل 6/ أ) وغيرهم، واختلف العلماء في تصحيحه: فصححه ابن خزيمة، وابن مندة، والخطابي، وابن تيمية، وابن القيم وغيرهم، وضعفه البيهقي، والمنذري، وابن كثير، والألباني في عدة مواطن من كتبه، قال:"إسناده ضعيف ورجاله ثقات لكن ابن إسحاق مدلس ومثله لا يحتج به إلا إذا صرح بالتحديث وهذا ما لم يفعله في ما وقفت عليه من الطرق إليه ولذلك استغربه الحافظ ابن كثير في تفسير آية الكرسي من تفسيره كما تقدم ثم إن في إسناده اختلافًا". انظر: ظلال الجنة (1/ 309) الناشر: المكتب الإسلامي بيروت. الطبعة الثالثة 1413 هـ، وقد رد الإمام ابن تيمية على من ضعفه فقال:"وهذا الحديث قد رواه الإمام أحمد في "كتاب الرد على الجهمية" عن عدة مشايخ منهم، وهذا الحديث قد يطعن فيه بعض المشتغلين بالحديث انتصارا للجهمية وإن كان لا يفقه حقيقة قولهم وما فيه من التعطيل، أو استبشاعا لما فيه من ذكر الأطيط، كما فعل أبو القاسم المؤرخ، ويحتجون بأنه تفرد به محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن جبير، ثم يقول بعضهم: ولم يقل ابن إسحاق حدثني فيتحمل أن يكون منقطعا، وبعضهم يتعلل بكلام بعضهم في ابن إسحاق، مع إن هذا الحديث وأمثاله وفيما يشبهه في اللفظ والمعنى لم يزل متداولا بين أهل العلم خائفًا عن سالف، ولم يزل سلف الأمة وأئمتها يروون ذلك رواية مصدق به راد به على من خالفه من الجهمية، متلقين لذلك بالقبول حتى قد رواه الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتابه في التوحيد الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه إلا بأحاديث الثقاة المتصلة الإسناد، رواه عن بندار كما رواه الدرامي وأبو داود سواء، وكذلك رواه عن أبي موسى محمد بن المثنى بهذا الإسناد مثله سواء، وممن أحتج به الحافظ أبو محمد بن حزم في مسألة استدارة الأفلاك، مع أن أبا محمد هذا من أعلم الناس لا يقلد غيره ولا يحتج إلا بما تثبت عنده صحته، فمن رد تلك الأحاديث المتلقاة بالقبول واحتج في نقضها بمثل هذه الموضوعات فإنها سلك سبيل من لا عقل له ولا دين". انظر: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (3/ 114 - 119).

(2)

الإمام الحافظ الكبير الجوال أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري الأصل، الإسفراييني هو ثقة جليل مات سنة 316 هـ". السير الذهبي (14/ 417). والحديث أخرجه أبو عوانه في مستخرجه (رقم 2517).

(3)

أحمد بن الأزهر بن منيع أبو الأزهر العبدي النيسابوري صدوق كان يحفظ ثم كبر فصار كتابه أثبت من حفظه من 11 مات سنة 63 س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5).

(4)

لم يتبين لي ماذا يقصد بالمنتقى.

ص: 312

ورواه أبو داود

(1)

، عن عبد الأعلى بن حماد

(2)

، وابن مثنى

(3)

، وابن بشار

(4)

، وأحمد ابن سعيد الرباطي

(5)

، عن وهب بن جرير

(6)

. فوق لنا بدلًا عاليًا

(7)

.

وقال عبد الأعلى وابن مثنى وابن بشار: عن يعقوب بن عتبة

(8)

، وجُبير بن محمد

(9)

، عن أبيه

(10)

، عن جده

(11)

، والحديث بإسناد أحمد هو الصحيح. وافقه عليه جماعة منهم: يحيى ابن معين، وعلي بن المديني.

قال أبو داود: "ورواه جماعة عن ابن إسحاق، كما قال أحمد أيضًا. وكان سماع عبد الأعلى، وابن المثنى، وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني"

(12)

.

(1)

أخرجه أبو داود في سننه (رقم 44728).

(2)

عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي مولاهم، البصري أبو يحيى المعروف بالنَّرسي -بفتح النون وسكون الراء وبالمهملة- لا بأس به، من كبار العاشرة، مات سنة 6 أو 37 خ م د س. التقريب لابن حجر (رقم 3730).

(3)

محمد بن المثنى بن عبيد العنزي بفتح النون والزاي أبو موسى البصري المعروف بالزمن مشهور بكنيته وباسمه ثقة ثبت من العاشرة وكان هو وبندار فرسي رهان وماتا في سنة واحدة ع. نفس المصدر. (رقم 6264).

(4)

ابن بشار الإمام العلامة شيخ الشافعية أبو القاسم عثمان بن سعيد بن بشار البغدادي، الفقيه الأنباطي، الأحول. توفي في شوال سنة 288 هـ ببغداد. السير للذهبي (13/ 429) باختصار.

(5)

أحمد بن سعيد بن إبراهيم الرباطي المروزي ثقة حافظ خ م د ت س. التقريب لابن حجر. (رقم 37).

(6)

وهب بن جرير بن حازم بن زيد، أبو عبد اللَّه الأزدي البصري، ثقة من 9 مات سنة 206 ع. نفس المصدر. (رقم 7472).

(7)

تقدم بيان معنى البدل في الحديث (رقم 14) والعلو في الحديث (رقم 40).

(8)

يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس الثقفي ثقة عشرين د س ق. نفس المصدر (رقم 7825).

(9)

جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، مقبول من السادسة د. المصدر السابق (رقم 902).

(10)

محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل النوفلي، ثقة عارف بالنسب، ع. نفس المصدر. (رقم 5780).

(11)

جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، صحابي عارف بالأنساب مات سنة ثمان أو تسع وخمسين ع. نفس المصدر (رقم 903).

(12)

انظر: سنن أبي داود (رقم 4728) قال الذهبي: "قلت يتأمل قول أبي داود أنه رواه جماعة عن ابن إسحاق، فما وجدته أبدا من حديث وهب عن أبيه عنه، وكذلك ساقه الذين جمعوا أحاديث الصفات كابن خزيمة والطبراني وابن منده والدارقطني وعبدة". انظر: للعلي الغفار. للذهبي (ص 44).

ص: 313

ومحمد بن يزيد الواسطي

(1)

أخو كَرْخَوَيْهِ وكان من الثقات وعنه يحيى بن محمد، وحديثهم في الجزء الثالث من حديث ابن صاعد

(2)

، وحديث محمد بن يزيد أيضًا سادس وثمانين ابن سفيان.

وقال الدارقطني: "ومن قال فيه: عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمد، فقد وهم، والصواب عن جبير بن محمد كما ذكرناه هاهنا"

(3)

. لكن قد رواه محمد بن هارون الروياني

(4)

، عن محمد ابن بشار

(5)

، وسلمة بن شبيب

(6)

عن حفص بن عبد الرحمن

(7)

، عن محمد بن إسحاق

(8)

، عن يعقوب بن عتبة، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده

(9)

.

قال ابن عساكر: "هكذا رواه الروياني، عن بندار، عن أحمد. حَمَلَ حديث أحدهما على حديث الآخر، فقد خالفه أبو داود".

(1)

محمد بن يزيد أبو بكر الواسطي ويعرف بأخي كرخويه نزل بغداد، وكان ثقة توفي سنة 248 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (4/ 594).

(2)

يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب أبو محمد مولى أبي جعفر المنصور كان أحد حفاظ الحديث، ثقة ثبت حافظ، توفي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (16/ 341) والتاريخ للذهبي (7/ 348) بتصرف.

(3)

انظر: الصفات للدارقطني (ص 22) تحقيق: عبد اللَّه الغنيمان. الناشر: مكتبة الدار المدينة المنورة. ط 1. 1402 هـ.

(4)

الإمام الحافظ الثقة أبو بكر محمد بن هارون الروياني صاحب المسند المشهور وله الرحلة الواسعة والمعرفة التامة، وثقه أبو يعلى الخليلي، وذكر أن له تصانيف في الفقه، وأنه مات سنة 307 هـ. السير للذهبي (28/ 81).

(5)

محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري، أبو بكر بندار، ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 5754).

(6)

سلمة بن شبيب المسمعي النيسابوري نزيل مكة ثقة من كبار الحادية عشرة مات سنة بضع وأربعين م 4. نفس المصدر. (رقم 2494).

(7)

حفص بن عبد الرحمن بن عمرو أبو عمر البلخي النيسابوري قاضيها صدوق عابد س. نفس المصدر. (رقم 1410).

(8)

محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر المطلبي مولاهم المدني نزيل العراق إمام المغازي صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر من صغار الخامسة مات سنة خمسين ومائة ويقال بعدها خت م 4. نفس المصدر (رقم 5725).

(9)

لم أجده في مسند الروياني المطبوع، لكن أشار إليه الإمام الدارقطني في كتابه العلل (13/ 43) 1405 هـ.

ص: 314

‌1 - باب قول اللَّه: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]. {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

2

- أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم

(1)

وعيسى بن عبد الرحمن بن معالي

(2)

قالا: أخبرنا محمد بن إبراهيم الإربلي

(3)

، أخبرنا يحيى بن ثابت بن بندار

(4)

، أخبرنا طراد بن محمد بن علي

(5)

، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللَّه بن بشران

(6)

، أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري

(7)

، أخبرنا محمد هو ابن الهيثم بن حماد

(8)

، حدثنا محمد بن كثير

(9)

، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه يحب الرفق في الأمر كله"

(10)

.

(1)

أبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن نعْمَة النابلسي الأَصْل الصَّالِحِي يلقب المُحْتَال ولد سنة 5 أَو 676 هـ وَحدث قَدِيما فِي زمن أَبِيه وعاش بعد ذَلِك دهرًا طَويلا وَتفرد بعدة أجزَاء من عواليه وَكَانَ ذَا همة وجلالة وَفهم وَله عبَادَة وَأَحْكَام وَصَارَ مُسْند دهره كأبيه وعاش مثل أَبِيه 93 سنة وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 718 هـ. انظر: الدرر الكامنة (1/ 523).

(2)

الشيخ الصالح المعمر الرحلة أبو محمد عيسى بن عبد الرحمن بن معالي بن أحمد بن إسماعيل بن عطاف بن مبارك بن علي بن أبي الجيش المقدسي الصالحي المطعم، راوي "صحيح البخاري" وغيره، انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 197).

(3)

الشيخ المسند فخر الدين أبو عبد اللَّه محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي الصوفي. لقبه قنور. قال ابن مسدي: وكان لا يتحقق مولده، وهذا امتنعوا من الأخذ عنه بإجازات أقوام موتهم قديم، توفي بإربل في رمضان أو شوال سنة 633 هـ وكان سماعه صحيحًا. انظر: السير للذهبي (22/ 395) باختصار.

(4)

يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم، الشيخ الجليل المسند العالم أبو القاسم الدينوري الأصل، البغدادي البقال الوكيل. وسماعه صحيح. مات في خامس ربيع الأول سنة 566 هـ عن نيف وثمانين سنة. انظر: السير للذهبي (20/ 505).

(5)

طراد بن محمد بن علي بن حسن بن محمد، الشيخ الإمام الأنبل مسند العراق، نقيب النقباء، الكامل أبو الفوارس بن أبي الحسن القرشي الهاشمي العباسي الزينبي البغدادي. ساد الدهر رتبة وعلوًا وفضلًا، ورأيًا وشهامة، كان أعلى أهل بغداد منزلة عند الخليفة. وقال السلفي: كان حنفية من جلة الناس وكبرائهم، ثقة ثبتًا، لم ألحقه. مات في سلخ شوال سنة 491 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 37).

(6)

الشيخ العالم المعدِّل المسنِد أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللَّه بن بشران بن محمد بن بشر، الأموي البغدادي روي شيئًا كثيرًا على سدادٍ وصدق وصِحَّة رواية، كان عدلا وقورًا تام المروءة، ظاهر الديانة توفي سنة 415 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 312).

(7)

مسند العراق الثقة المحدث الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك، البغدادي الرزاز، ولد سنة إحدى وخمسين ومائتين. قال الحاكم: كان ثقة مأمونًا توفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. السير للذهبي (10/ 386).

(8)

محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد الثقفي مولاهم، أبا الأحوص البغدادي ثم العكبري، ثقة حافظ، قي التقريب لابن حجر (رقم 6367).

(9)

محمد بن كثير أبو عبد اللَّه العبدي الحافظ الثقة البصري، لقي الزهري والكبار، صاحب حديث ومعرفة، سمع بالبصرة وبالكوفة، وطال عمره، وحديثه مخرج في الصحاح كلها، توفي سنة 223 هـ. السير للذهبي (10/ 383) باختصار.

(10)

أخرجه من هذا الطريق يعقوب بن شيبة في مسند عمر بن الخطاب (رقم 17) مختصرًا بلفظ: (إن اللَّه عز وجل رفيق يحب الرفق في الأمر كله) وابن الأعرابي في معجمه نحوه (رقم 1057) وصححه الألباني في التعليقات الحسان (2/ 40).

ص: 315

3 -

وأخبرنا محمد بن مشرق

(1)

، أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الغني

(2)

، أنبأنا زاهر بن أحمد

(3)

، أنبأنا زاهر بن طاهر

(4)

، أنبأنا أبو سعد الكَنْجَروذي

(5)

، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان

(6)

، أنبأنا أبو يعلى

(7)

، حدثنا إسحاق

(8)

، عن سفيان

(9)

، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: استأذن رهطٌ من اليهودِ على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السَّام عليك، قالت عائشة: فقلت: عليكم السَّام واللعنة، قال رسول اللَّه:"يا عائشة إن اللَّه يحب الرفق في الأمر كله" قالت: فقلت: ألم تسمع ما قالوا؟! قال: "قلت: وعليكم"

(10)

. خ عن أبي نعيم

(11)

، م

(12)

عن الناقد

(13)

وغيره جميعًا، عن سفيان.

(1)

محمد بن أبي بكر بن عثمان بن مشرق، الشيخ الصالح المعمر أبو عبد اللَّه ابن رزين، ثم الخشاب الدمشقي، روى الكثير وقرر مسمعًا بدار الحديث، وعاش سبعين سنة. توفي سنة 721 هـ. معجم الشيوخ للذهبي (2/ 317).

(2)

العلامة أبو العباس أحمد بن العزّ أبي الفتح محمد بن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي. انظر: توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (8/ 168).

(3)

الشيخ الجليل الصالح المسند المعمر أبو المجد زاهر بن أبي طاهر أحمد بن حامد بن أحمد بن محمود الثقفي الأصبهاني. ولد في ربيع الأول سنة 521 هـ. توفي في 22 من ذي القعدة سنة 607 هـ. السير للذهبي (21/ 493).

(4)

زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن مرزبان، الشيخ العالم المحدث المفيد المعمر مسند خراسان،، مات بنيسابور في سنة 533 هـ. السير للذهبي (20/ 9).

(5)

الكَنْجَرُوذي نسبة إلى كنجروذ وهي قرية على باب نيسابور في ربضها وتعرب فيقال: جنجروذ. وهو أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الأديب الكنجروذي، كان ثقة، صدوقا، وكانت وفاته في سنة 453 هـ. انظر: الأنساب للسمعاني (11/ 155).

(6)

الإمام المحدث الثقة، النحوي البارع، الزاهد العابد، مسند خراسان أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الخيري ولد سنة 283 هـ، توفي سنة 376 هـ وهو ابن 93 أو 94 سنة. انظر: السير للذهبي (16/ 359).

(7)

أبو يعلى الإمام الحافظ، شيخ الإسلام، أبو يعلى، أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي، صاحب المسند والمعجم. ولد في ثالث شوال سنة 210 هـ، وعاش أبو يعلى إلى أثناء سنة 307 هـ. انظر: نفس المصدر للذهبي (14/ 180).

(8)

إسحاق بن أبي إسرائيل واسمه إبراهيم بن كامَجْر -بفتح الميم وسكون الجيم- أبو يعقوب المروزي نزيل بغداد، صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن، مات سنة 45 من أكابر العاشرة بخ د س. التقريب لابن حجر (رقم 338).

(9)

سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي ثم المكي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بأخرة، وكان ربما دلس لكن عن الثقات. نفس المصدر (رقم 2451).

(10)

أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 396 رقم 4421).

(11)

الفضل بن دكين الكوفي التيمي مولاهم الأحول أبو نعيم المُلائي، ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 540).

(12)

أخرجه البخاري (رقم 6528) ومسلم (رقم 2195).

(13)

عمرو بن محمد بن بكير الناقد، أبو عثمان البغدادي ثقة حافظ، وهم في حديث، خ م د س. نفس المصدر لابن حجر (رقم 5106).

ص: 316

وهو عندنا أيضًا في جزء

(1)

شجاع الصوفي

(2)

المضاف إلى جزء مسند عمر

(3)

للنجاد

(4)

.

وروي عن مالك، عن الأوزاعي. وهو عندنا في جزء الحوراني

(5)

.

‌2 - باب قول اللَّه تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} ، [الأعراف: 206].

4 -

أخبرنا أبو بكر وعيسى، أخبرنا الإربلي، أخبرنا يحيى، أخبرنا طراد، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا ابن البختري، أخبرنا جعفر هو ابن محمد الصائغ

(6)

، أخبرنا سعيد بن سليمان

(7)

، أخبرنا إسحق بن أبي جعفر الفراء

(8)

قال: سمعت أبي

(9)

قال: حدثنا الأغر أبو مسلم

(10)

، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم يذكرون اللَّه عز وجل إلا حفت بهم الملائكة، ونزلت عليهم السكينة، وتغشتهم الرحمة، وذكرهم اللَّه فيمن عنده"

(11)

.

(1)

الجزء عندهم تأليف الأحاديث المروية عن رجل واحد من الصحابة أو من بعدهم وقد يختارون من المطالب المذكورة في صفة الجامع مطلبا جزئيا يصنفون فيه مبسوطا وفوائد حديثية أيضًا ووحدانيات وثنائيات إلى العشاريات وأربعونيات وثمانونيات والمائة والمائتان وما أشبه ذلك وهي كثيرة جدا. انظر: الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة لمحمد بن جعفر الكتاني (ص 86).

(2)

شجاع بن علي بن محمد بن شجاع، أبو منصور المصقلي الصوفي. كثير السباع واسع الرواية معروف بالطلب، مات في المحرم سنة ست وستين وأربعمائة. انظر: التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد لمحمد بن عبد الغني بن نقطة الحنبلي البغدادي (ص 297).

(3)

مسند عمر في جزء لأبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد، وفي آخره من رواية ابن شاذان عن شجاع بن جعفر الصوفي أحاديث يسيرة. انظر: المعجم المفهرس لابن حجر (ص 162)، ولم أجده في النسخة المطبوعة من مسند عمر بن الخطاب للنجاد.

(4)

أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس، أبو بكر الفقيه الحنبلي المعروف بالنجاد، وهو ممن اتسعت رواياته وانتشرت أحاديثه، وكان صدوقا عارفا، توفي سنة 348 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (5/ 309) وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى.

(5)

الشيخ المحدث أبو الطيب محمد بن حميد بن محمد بن سليمان بن معاوية الكلابي الحوراني، ثم السامري المولد، شيخ معمر مشهور وله جزء يرويه ابن عبد الدائم، توفي سنة 341 هـ وكان من أبناء التسعين. انظر: السير للذهبي (15/ 932)، وأخرجه في جزئه (رقم 23).

(6)

جعفر بن محمد بن شاكر الإمام المحدث شيخ الإسلام أبو محمد البغدادي الصائغ أحد الأعلام كان زاهدا ثقة صادقا متقنا ضابطا، توفي سنة 279 هـ وبلغ 90 سنة سوى أشهر يسيرة. انظر: السير للذهبي (13/ 197).

(7)

سعيد بن سليمان الضبي أبو عثمان الواسطي، لقبه سعدويه، ثقة حافظ ع. التقريب لابن حجر (رقم 2329).

(8)

إسحاق بن سلمان وهو ابن أبي جعفر الفراء، واسم أبي جعفر سلمان، كوفي روى عن أبيه عن الأغر، روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك. انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 224).

(9)

أبو جعفر الفراء الكوفي، قيل: اسمه سلمان، وقيل: كيسان، وقيل: زياد، ثقة بخ س. التقريب لابن حجر (رقم 8020).

(10)

الأغر أبو مسلم المدني نزيل الكوفة، ثقة من الثالثة، وهو غير سلمان الأغر الذي يكنى أبا عبد اللَّه، وقد قلبه الطبراني فقال: اسمه مسلم ويكنى أبا عبد اللَّه بخ م 4. نفس المصدر لابن حجر (رقم 544).

(11)

أخرجه ابن البختري في الجزء الحادي عشر من فوائده. مخطوط ومن طريقه أخرجه المصنف كما هنا.

ص: 317

رواه أبو إسحاق السبيعي

(1)

، عن الأغر، عن أبي سعيد، وأبي هريرة

(2)

.

وهو عندنا في مسند عبد بن حميد

(3)

. ورواه الأعمش

(4)

، عن أبي صالح

(5)

، عن أبي هريرة

(6)

.

أما حديث أبي إسحاق، عن الأغر فهو عنده في الكَنجروذيات البيهقية

(7)

بروايته عنه.

5 -

أخبرنا مُطعِم وابن أبي طالب

(8)

، أخبرنا ابن القطيعي

(9)

، أخبرنا ابن الزاغوني

(10)

، أخبرنا الزينبي

(11)

، أخبرنا المخلص

(12)

، أخبرنا عبد اللَّه

(13)

، حدثنا الحسن بن عرفة

(14)

، عن عبيدة بن حميد

(15)

، حدثنا

(1)

عمرو بن عبد اللَّه بن عبيد الهمداني، أبو إسحاق السَّبيعي، ثقة مكثر عابد اختلط بأخرة ع. التقريب لابن حجر. (رقم 5065).

(2)

أخرجه مسلم (رقم 4875).

(3)

المنتخب من مسند عبد بن حميد (رقم 861) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 75).

(4)

سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي أبو محمد الكوفي الأعمش، ثقة حافظ عارف بالقراءات، ورع لكنه يدلس، ع. التقريب لابن حجر (رقم 2915).

(5)

ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني ثقة ثبت ع. نفس المصدر (رقم 1841).

(6)

أخرجه أبو داود (رقم 1246) وابن ماجه (رقم 225) وابن حبان (رقم 775) والطبراني في الأوسط (رقم 3906).

(7)

جزء الكنجروذيات هي أجزاء حديثية انتخبها الإمام البيهقي وخرجها من حديث الحافظ أبي سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي. وحديث أبي إسحاق عن الأغر أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 364 رقم 1823).

(8)

الحجار ابن الشحنة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة بن حسن بن علي بن بيان الديرمقرني ثم الصالحي. انظر: البداية والنهاية لابن كثير (18/ 327).

(9)

الشيخ العالم، المحدث المفيد، المؤرخ المعمر مسند العراق، شيخ المستنصرية أول ما فتحت، أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن حسين البغدادي، ابن القطيعي، ارتحل، ثم طال عمره وعلا سنده، واشتهر ذكره، وكان آخر من حدث ببلده "بالصحيح" كاملا عن أبي الوقت، وتفرد بعدة أجزاء، توفي سنة 634 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 10).

(10)

محمد بن عبيد اللَّه بن نصر بن السري، أبو بكر بن الزاغوني البغدادي المُجَلِّد، طال عمره، وتفرد في عصره وكان له دكان يجلد فيها. ولد سنة 468 هـ، وتوفي في الثالث والعشرين من ربيع الآخر. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 54).

(11)

محمد بن محمد بن علي بن الحسن. أبو نصر الهاشمي العباسي، الزينبي. مسند العراق في زمانه، وآخر من حديث عن المخلص، توفي سنة 479 هـ. انظر: نفس المصدر (10/ 448).

(12)

محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا، محدث العراق، أبو طاهر البغدادي الذهبي المخلص قال الخطيب: كان ثقة. انظر: نفس المصدر (8/ 732).

(13)

عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني أبو عبد الرحمن ولد الإمام ثقة س. التقريب لابن حجر (رقم 3205).

(14)

الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي أبو علي البغدادي صدوق. نفس المصدر (رقم 1255).

(15)

عبيدة بن حميد الكوفي، أبو عبد الرحمن المعروف بالحذاء، التيمي أو الليثي أو الضبي صدوق نحوي ربما أخطأ خ 4. المصدر السابق (رقم 4408).

ص: 318

الأعمش، عن المسيب

(1)

، عن تميم

(2)

، عن جابر

(3)

قال: خرج إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ قال: قلنا: يا رسول اللَّه وكيف تصف الملائكة؟ قال: يتمون الصف المقدَّم ويتراصون في صفهم"

(4)

.

6 -

وبهذا الإسناد حدثنا عبد اللَّه، حدثنا هارون بن عبد اللَّه

(5)

، حدثنا مُحَاضِرُ بن المُوَرِّع

(6)

، ومحمد بن عبد اللَّه الأسدي

(7)

قالا: ثنا الأعمش، عن المسيب، عن تميم، عن جابر بن سمرة قال: دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فقال: "ما لكم لا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف"

(8)

.

7 -

وبهذا الإسناد حدثنا عبد اللَّه، حدثنا هارون بن إسحاق

(9)

وسلم بن جنادة أبو السائب

(10)

قالا: حدثنا محمد بن فضيل الضبي

(11)

، عن أشعث

(12)

، عن علي بن مدرك

(13)

، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن

(1)

المسيب بن رافع الأسدي الكاهلي أبو العلاء الكوفي الأعمى ثقة. المصدر السابق (رقم 6675).

(2)

تميم بن طرفة الطائي المشلي ثقة من الثالثة م د س ق. المصدر السابق (رقم 802).

(3)

جابر بن سمرة بن جُنادة السُوائي صحابي ابن صحابي ع. المصدر السابق (رقم 867).

(4)

أخرجه أبو داود (رقم 661) والنسائي (رقم 816) والسراج في مسنده (رقم 739، 748، 749) وابن حبان كما في ترتيب ابن بلبان (رقم 2154) وأخرجه المخلص في جزء المخلصيات (رقم 77) ومن طريقه أخرجه المصنف هاهنا. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (رقم 667).

(5)

هارون بن عبد اللَّه بن مروان البغدادي، أبو موسى الحمال البزاز، ثقة من العاشرة م 4. التقريب لابن حجر (رقم 7235).

(6)

محاضر بن المُوَرِّع الكوفي، صدوق له أوهام، خت م د س. نفس المصدر (رقم 6493).

(7)

محمد بن عبد اللَّه بن عبد الأعلى الأسدي، أبو يحيى ابن كُنَاسة، صدوق عارف بالآداب س. المصدر السابق (رقم 6027).

(8)

أخرجه المخلص في جزء المخلصيات (رقم 78) ومن طريقه أخرجه المصنف هاهنا، وأخرجه مسلم (رقم 119) والإمام أحمد في المسند (رقم 20964) وأبو داود (رقم 912) وابن ماجه (رقم 992) وابن خزيمة (رقم 1544) وابن حبان (2154، 2162) وأبو عوانة (رقم 1377) وابن أبي شيبة (رقم 3539) وعبد الرزاق (رقم 2432) وأبو يعلى (رقم 7481) والطبراني في الكبير (1810، 1811، 1812، 1813، 1814، 1815).

(9)

هارون بن إسحاق بن محمد بن مالك الهمْداني أبو القاسم الكوفي، صدوق ر ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7221).

(10)

سلم بن جنادة بن سلم السُّوائي أبو السائب الكوفي، ثقة ربما خالف ت ق. نفس المصدر (رقم 2464).

(11)

محمد بن فضيل بن غَزوان الضبي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق عارف رمي بالتشيع ع. المصدر السابق (رقم 6227).

(12)

أشعث بن سوار الكندي النجار الأفرق الأثرم صاحب التوابيت قاضي الأهواز ضعيف بخ م ت س ق. المصدر السابق (رقم 524).

(13)

علي بن مدرك النخعي، أبو مدرك الكوفي، ثقة ع. نفس المصدر (رقم 4796).

ص: 319

سمرة قال: صلينا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأومأ إلينا أن اجلسوا فجلسنا، فقال:"ما يمنعكم أن تصفوا كما تصف الملائكة عند الرحمن تبارك وتعالى؟ قالوا: وكيف يصفون يا رسول اللَّه؟ قال: يتمون الصفوف ويرصون الصفوف رصًا"

(1)

.

‌3 - باب قول اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: 6]. ورؤية اللَّه يوم القيامة وفي الجنة.

8 -

أخبرنا أبو بكر وعيسى، أخبرنا الإربلي، أخبرنا يحيى، أخبرنا طراد، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا ابن البختري، أخبرنا أحمد بن الوليد

(2)

، حدثنا شاذان

(3)

قال: وأخبرنا شريك

(4)

، عن هلال

(5)

، عن عبد اللَّه بن عكيم

(6)

قال: سمعت ابن مسعود بدأ باليمين قبل الحديث قال: "واللَّه إن منكم إلا سيخلو اللَّه به، كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر" فيقول: "ابن آدم ما غرك بي؟ ما عملت فيها علمت؟ ابن آدم ماذا أجبت المرسلين"

(7)

.

(1)

أخرجه المخلص في جزء المخلصيات (رقم 80). ومن طريقه أخرجه المصنف هاهنا، وأخرجه الطبراني في الكبير (رقم: 1816)، ورواه أيضًا من طريق ثالث: عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر بن سمرة (رقم 2075).

وهو في صحيح مسلم من طريق: أبي معاوية، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم به نحوه. (رقم 430/ 119).

(2)

أحمد بن الوليد الفحام أبو بكر البغدادي، روي عن عبد الوهاب بن عطاء وطائفة، وكان ثقة. انظر: العبر للذهبي (1/ 394).

(3)

الإمام الحافظ الصدوق أبو عبد الرحمن أسود بن عامر، شاذان الشامي ثم البغدادي، وثقه ابن المديني وغيره، وحدث عنه من القدماء: بقية بن الوليد. توفي في أول سنة ثمان ومائتين ببغداد. انظر: السير للذهبي (10/ 112)

(4)

شريك بن عبد اللَّه النخعي الكوفي القاضي أبو عبد اللَّه صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع، خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 2787).

(5)

هلال بن أبي حميد أو ابن حميد أو ابن مقلاص أو ابن عبد اللَّه الجهني مولاهم أبو الجهم ويقال غير ذلك في اسم أبيه وفي كنيته، الصيرفي الوزان الكوفي ثقة من السادسة خ م د ت س. نفس المصدر (رقم 7333).

(6)

عبد اللَّه بن عكيم بالتصغير الجهني أبو معبد الكوفي مخضرم وقد سمع كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جهينة م 4. نفس المصدر (رقم 3482).

(7)

أخرجه ابن البختري في مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ابن البختري (رقم 605) تحقيق: نبيل سعد الدين جرار. الناشر: دار البشائر الإسلامية بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1422 هـ. وأخرجه عبد اللَّه بن المبارك في كتاب الزهد (رقم 38) ومن طريقه النسائي في الكبرى (رقم 11843) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1151) وابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/ 420) والطبراني في الكبير رقم 8899، 8900) والأوسط (رقم 449) وأبو نعيم في الحلية (1/ 131) وابن عبد البر في جامع بيان العلم (رقم 1200) وابن بطة =

ص: 320

وهو عندنا أيضًا في الزهد

(1)

لأسد بن موسى

(2)

وجزء ابن دقشللة

(3)

.

تابعه أبو عوانة

(4)

.

9 -

فأخبرنا أبو الربيع الحاكم

(5)

، والقاسم بن مظفر

(6)

قالا: أخبرنا محمود بن أبي إسحاق بن سفيان بن منده

(7)

، أخبرنا الإمام أبو عبد اللَّه الحسن بن العباس بن علي الرستمي

(8)

، أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن عبد اللَّه المعروف برَرَا

(9)

، أخبرنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البُرْجي الكاتب

(10)

، أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمر ابن حفص الجُورْجِيري

(11)

، أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض

(12)

، أخبرنا رجاء بن

= في الإبانة الكبرى (رقم 32) وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الكبير موقوفًا، وروى بعضه مرفوعا في الأوسط: "عبدي، ما غرك بي؟ ماذا أجبت المرسلين؟ ". ورجال الكبير رجال الصحيح غير شريك بن عبد اللَّه، وهو ثقة وفيه ضعف، ورجال الأوسط فيهم شريك أيضًا، وإسحاق بن عبد اللَّه التميمي، وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح". انظر: مجمع الزوائد (10/ 347).

(1)

الزهد لأسد بن موسى (رقم 96).

(2)

أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي أسد السنة صدوق يغرب خت د س. التقريب (رقم 399).

(3)

كتائب بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو الفضل البجلي الشاهد المعروف بابن دقشللة. انظر: معجم الشيوخ لابن عساكر (2/ 3).

(4)

وضَّاح اليشكري الواسطي البزاز أبو عوانة ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 7407).

(5)

سليمان بن حمزة بن المقدسي قاضي القضاة أبو الفضل وأبو الربيع الحنبلي، ولد سنة 628 هـ، وكان كيسًا متواضعًا حسن الأخلاق وافر الجلالة ذا تعبد وتهجد وإيثار. مات سنة 715 هـ. انظر: معجم الشيوخ للذهبي (1/ 268) والمعجم المختص بالمحدثين له (ص 104).

(6)

القاسم بن مظفر بن محمود بن تاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة اللَّه بن عساكر الرئيس المعمر بهاء الدين أبو محمد بن أبي غالب الدمشقي الطبيب، روى ما لا يوصف كثرة، مات في شعبان سنة 723 هـ. انظر: معجم الشيوخ للذهبي (2/ 117).

(7)

محمود بن إبراهيم بن سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب ابن الحافظ أبي عبد اللَّه محمد بن إسحاق بن منده، أبو الوفاء، العبدي، الأصبهاني، من بيت الحديث والرواية، توفي سنة 632 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 88).

(8)

الشيخ الإمام المفتي القدوة المسند شيخ أصبهان أبو عبد اللَّه الحسن بن العباس بن علي بن حسن بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم الرستمي، الأصبهاني، الفقيه، الشافعي، الزاهد، توفي سنة 561 هـ. انظر: نفس المصدر (20/ 432).

(9)

أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد الأصبهاني المقرئ ابن رَرَا. انظر: توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (4/ 165).

(10)

أبو الفرج عثمان بن احمد بن إسحاق بن بندار البرجي من أهل أصبهان، كان ثقة. انظر: الأنساب للسمعاني (2/ 141).

(11)

أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري خال أبي بكر الصفار المعدل من أهل أصبهان، كان أحد الثقات المعدلين، توفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاثمائة. انظر: نفس المصدر (3/ 394).

(12)

إسحاق بن الفيض بن محمد بن سليمان أبو يعقوب، مولى عتاب بن أسيد بن أبي الفيض، توفي بعد 250 هـ، وعنده أحاديث غرائب. انظر: طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني (2/ 283). وقال الذهبي: "وثقه بعضهم" تاريخ الإسلام (6/ 50).

ص: 321

السِّندي

(1)

، أخبرنا المؤمل

(2)

، أخبرنا أبو عوانة، أخبرنا هلال بن أبي حميد الوزان، عن عبد اللَّه بن عكيم قال: سمعت عبد اللَّه بن مسعود وبدأ باليمين فقال: "والذي لا إله غيره ما منكم من أحد إِلا سيخلو ربه به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر" فيقول: "يا ابن آدم ما غرك بي؟ يا ابن آدم ما غرك بي؟ " ثلاثًا "يابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت"

(3)

.

10 -

وبهذا الإسناد إلى رجاء، عن المؤمل، حدثنا حماد بن سلمة

(4)

، عن ثابت

(5)

، عن أبي بكر بن أبي موسى

(6)

قال: قال ابن مسعود: "يُدني اللَّه عبده المؤمن منه يوم القيامة، فيشد كنفه عليه هكذا -وعطف بيده هكذا- فيقول: "يا ابن آدم أذنبت كذا وكذا فقد غفرته لك" قال: فيخر ساجدًا لربه، قال: ويقول: "يا ابن آدم عملت حسنة كذا وكذا قد قبلته منك" فيخر ساجدًا، فما يزال ساجدًا لربه ذنبًا مغفورًا وحسنة مقبولة"

(7)

.

11 -

وبه حدثنا رجاء، حدثنا المؤمَّل، عن إسرائيل

(8)

، عن موسى

(9)

قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه وشره وخدمه مسيرة ألف عام، وأكرمهم على اللَّه من ينظر إلى ربه بكرة وعشيًا" ثم قرأ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة]

(10)

(1)

رجاء بن السندي، أبو محمد الإسفراييني من كبار أصحاب الحديث، لكنه مات قبل أن ينتشر ذكره. توفي سنة إحدى وعشرين، وليس له شيء في الكتب الستة، وقال أبو حاتم: صدوق كتبت عنه. انظر: التاريخ للذهبي (5/ 570). وقال ابن البيع: "ركن من أركان الحديث" تاريخ نيسابور (1/ 23) تلخيص: أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد المعروف بالخليفة النيسابوري.

(2)

مؤَمَّل بن إسماعيل البصري أبو عبد الرحمن نزيل مكة صدوق سيء الحفظ خت قد ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7029).

(3)

أخرجه النسائي في الكبرى (رقم 11843) والطبراني في الكبير (9/ 182) والدينوري في المجالسة (رقم 8) وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 840) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 550) وأبو نعيم في الحلية (1/ 131).

(4)

حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ثقة عابد أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بأخرة خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 1499).

(5)

ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري ثقة عابد من الرابعة ع. نفس المصدر. (رقم 810).

(6)

أبو بكر بن أبي موسى الأشعري اسمه عمرو أو عامر ثقة ع. نفس المصدر (رقم 7990).

(7)

لم أجد من أخرجه غير المصنف.

(8)

إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني أبو يوسف الكوفي ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 401).

(9)

موسى بن أبي عائشة الهمداني مولاهم أبو الحسن الكوفي ثقة عابد وكان يرسل ع. نفس المصدر (رقم 6980).

(10)

أخرجه البغوي في شرح السنة (رقم 4396) وقال: "قال أبو عيسى: حديث غريب، ورواه غير واحد عن إسرائيل مرفوعا مثل هذا".

ص: 322

خالفه شبابة بن سوار

(1)

، فرواه عن إسرائيل بن يونس، عن ثوير بن أبي فاختة

(2)

، عن ابن عمر

(3)

. وهو عندنا بعلو في مسند عبد بن حميد

(4)

. وكذلك رواه عن إسرائيل، الحارث بن منصور

(5)

.

وكذلك رواه عبد الملك بن أبجر

(6)

عن ثوير

(7)

. وكذلك رواه يحيى بن يمان

(8)

، عن معمر

(9)

، عن ثوير.

وهو عندنا في رابع عشر حديث ابن البختري. وروي عن ابن عمر من وجوه من قوله

(10)

.

12 -

وبه حدثنا رجاء، عن المؤمل، حدثنا همام بن يحيى

(11)

وحماد بن زيد

(12)

عن ثابت، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى

(13)

قال: قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، نادى مناد: يا أهل الجنة قد بقي لكم من أجركم شيء لم تُعطوه، إن اللَّه وعدكم الحسني وهي الجنة، والزيادة وهي النظر، قال: فيتجلى لهم تبارك وتعالى، وهو قوله: {وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} [يونس: 26] بعد نظرهم إلى ربهم"

(14)

.

(1)

شبابة بن سوار المدائني مولى بني فزارة ثقة حافظ رمي بالإرجاء ع. التقريب لابن حجر (رقم 2733).

(2)

ثوير بن أبي فاختة سعيد ابن عِلاقة الكوفي أبو الجهم ضعيف رمي بالرفض من الرابعة ت. نفس المصدر (رقم 862).

(3)

أخرجه الترمذي (رقم 2553)، والإمام أحمد في مسنده (رقم 5317) وأبو يعلى الموصلي (10/ 76) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (1/ 251)، والآجري في الشريعة (2/ 1032) والدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم 171).

(4)

المنتخب من مسند عبد بن حميد (رقم 819) ومن طريقه البغوي في شرح السنة (رقم 4395) قال ابن رجب في الفتح (4/ 324): "وثوير فيه ضعف". وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (ص 297).

(5)

الحارث بن منصور الواسطي الزاهد صدوق يهم من التاسعة د. التقريب لابن حجر (رقم 1050).

(6)

عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر الكوفي ثقة عابد من السادسة م د ت س. نفس المصدر. (رقم 4181).

(7)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 4623)، وأبو يعلى (10/ 96) والطبراني في الكبير (13/ 115) وأبو الشيخ في كتاب العظمة (3/ 110) والدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم 173) وابن النحاس في كتاب رؤية اللَّه (20) والحاكم (2/ 553 رقم 3880) وقال:"ثوير بن أبي فاختة، وإن لم يخرجاه فلم ينقم عليه غير التشيع" وقال الذهبي: "بل هو واهي الحديث". وقال الهيثمي في المجمع (10/ 401): "رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني وفي أسانيدهم ثوير بن أبي فاختة، وهو مجمع على ضعفه".

(8)

يحيى بن بيان العجلي الكوفي صدوق عابد يخطئ كثيرًا وقد تغير بخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 7679).

(9)

معمر بن راشد الأزدي مولاهم أبو عروة البصري نزيل اليمن ثقة ثبت فاضل إِلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام ابن عروة شيئًا وكذا فيما حدث به بالبصرة ع. نفس المصدر (رقم 6809).

(10)

أخرجه الترمذي (رقم 2553) وابن أبي شيبة (7/ 34 رقم 3400) والبغوي في شرح السنة (15/ 233 رقم 4396).

(11)

همام بن يحيى بن دينار العَوْذي أبو عبد اللَّه أو أبو بكر البصري ثقة ربما وهم ع. التقريب لابن حجر (رقم 7319).

(12)

حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي أبو إسماعيل البصري ثقة ثبت فقيه ع. نفس المصدر (رقم 1498).

(13)

عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي ثقة من الثانية ع. المصدر السابق (رقم 3993).

(14)

أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/ 447، 448) وكتب الإمام ابن المحب "عُشاري".

ص: 323

وصله حماد بن سلمة، عن ثابت. كما سيأتي وهو في الرابع من أمالي

(1)

ابن الحصين.

13 -

وبه حدثنا أحمد بن جناب

(2)

، حدثنا عيسى بن يونس

(3)

، عن إسماعيل بن أبي خالد

(4)

، عن قيس بن أبي حازم

(5)

، عن جرير

(6)

قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: "أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضارون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39] رواه البخاري ومسلم

(7)

.

وهو عندنا في الثاني من صفة الجنة

(8)

للحافظ الضياء.

14 -

وبه: حدثنا المضَّاء هو ابن الجارود

(9)

، حدثنا عبد العزيز هو ابن زياد

(10)

، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

الأمالي جمع إملاء، وهو من وظائف العلياء قديما خصوصا الحفاظ من أهل الحديث في يوم من أيام الأسبوع يوم الثلاثاء أو يوم الجمعة وهو المستحب كما يستحب أن يكون في المسجد لشرفها، وطريقهم فيه أن يكتب المستملي في أول القائمة: هذا مجلس أملاه شيخنا فلان بجامع كذا في يوم كذا ويذكر التاريخ ثم يورد المملي بأسانيده أحاديث وآثارا ثم يفسر غريبها ويورد من الفوائد المتعلقة بها بإسناد أو بدونه ما يختاره ويتيسر له. انظر: الرسالة المستطرفة للكتاني (ص 159).

(2)

أحمد بن جَنَاب بن المغيرة المصيصي أبو الوليد صدوق م د س. التقريب لابن حجر (رقم 20).

(3)

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ثقة مأمون ع. نفس المصدر (رقم 5341).

(4)

إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي ثقة ثبت ع. المصدر السابق (رقم 438).

(5)

قيس بن أبي حازم البجلي أبو عبد اللَّه الكوفي ثقة مخضرم ويقال له رؤية ع. المصدر السابق (رقم 5566).

(6)

جرير بن عبد اللَّه بن جابر البجلي صحابي مشهور مات سنة 51 وقيل بعدها ع. المصدر السابق (رقم 915).

(7)

أخرجه البخاري (رقم 554، 573، 4851، 7434) ومسلم (رقم 633/ 211).

(8)

انظر: صفة الجنة للضياء (رقم 143).

(9)

مضاء بن الجارود عن عبد العزيز بن زياد، ذكر في تاريخ ما مضى من لدن آدم عليه السلام، لا يدري من هو، أظنه أخباريا لا رواية له في المسندات، ثم ظفرت بأخباره، وهو دينوري. روى عن سلام بن مسكين، وأبي عوانة، وجماعة. وعند النضر بن عبد اللَّه الدينوري، وجعفر بن أحمد الزنجاني. سئل عنه أبو حاتم فقال: محله الصدق. انظر: ميزان الاعتدال للذهبي (4/ 122) وقال ابن حجر: "رأيت له خبرا منكرا أخرجه الإمام الرافعي في تاريخ قزوين في ترجمة الحسن بن الحسين بن هبة اللَّه بن علي بن محمد بن عمر". انظر: لسان الميزان (6/ 46).

(10)

عبد العزيز بن زياد. أرسل وروي عن أنس وروي عن قتادة، روى عنه مضاء بن الجارود الدينوري، قال أبو حاتم: مجهول. انظر: ذيل ميزان الاعتدال لعبد الرحيم بن الحسين العراقي (ص 149).

ص: 324

أنه قال: تعظيم الرب وثناء عليه: "العزة

(1)

للَّه، والجبروت

(2)

للَّه، والعظمة

(3)

للَّه، والكبرياء

(4)

للَّه، والسلطان للَّه، والملك للَّه، والحكم والنور للَّه، والقوة للَّه، والتسبيح للَّه، والتقديس

(5)

للَّه رب العرش العظيم، رب ما أعظم شأنك، وأفخر ملكك، وأعلى مكانك، وأقربك من خلقك، وألطفك بعبادك، وأعرفك بسرك، وأمنعك في عزك، وأنت أعظم وأجل، وأسمع وأبصر، وأعلى وأكبر، وأظهر وأشكر، وأعفى وأقدر، وأعلم وأخبر، وأعز وأكرم، وأبر وأرحم، وأبهى وأحمد، وأمجد وأجود، وأنور وأسرع، وألطف وأقدر وامنع، وأعطى وأقهر، وأحكم وأفضل، وأحسن وأجمل، من أن يدرك غيرك عظمتك، تبارك اللَّه رب العالمين".

هذا حديث ضعيف الإسناد، رواه أبو الشيخ في كتاب العظمة

(6)

عن عبد اللَّه بن محمد بن زكريا، عن إسحق بن الفيض

(7)

. فوقع لنا بدلًا

(8)

عاليًة عُشاريًا

(9)

.

(1)

العزة معناها: الشدة والقوة والبطش. انظر: تفسير الطبري (22/ 661) و (19/ 661).

(2)

الجبروت من الجبر والقهر أي: المتعالي عن إدراك الخلق القاهر لهم في كل ما يريده. انظر: تفسير السمعاني (5/ 248).

(3)

العظمة معناه: ذو العظمة الذي كل شيء دونه، فلا شيء أعظم منه. انظر: تفسير الطبري (4/ 544).

(4)

الكبرياء: يعني السلطان. أي: هو العظيم المسجد، الذي كل شيء خاضع لديه فقير إليه. انظر: تفسير ابن كثير (7/ 273).

(5)

التقديس معناه: التعظيم والتمجيد، وقيل: الصلاة والتطهير بمعنى: أن الصلاة للَّه تعظيم له وتطهير مما ينسبه إليه أهل الكفر به. تفسير الطبري (1/ 505، 506).

(6)

كتاب العظمة: ذكر آيات ربنا تبارك وتعالى وعظمته وسؤدده وشرفه ونسبه تبارك وتعالى (1/ 392 رقم 102).

(7)

قال ابن عراق: فيه شيخ أبي الشيخ: عبد اللَّه بن محمد بن زكريا، وشيخ هذا إسحاق بن الفيض لم أعرفهما". انظر: تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة (2/ 326) لابن عراق الكناني.

(8)

البدل: هو الوصول إلى شيخ شيخ أحد المصنفين من غير طريقه، بعدد أقل مما ئو روي من طريقه عنه. انظر: تيسير مصطلح الحديث للطحان (ص 226).

(9)

العشاري هو أن يكون الإسناد بين مؤلف الكتاب وبين الرسول صلى الله عليه وسلم عشرة رواة. انظر: شرح التبصرة والتذكرة للعراقي (2/ 61).

ص: 325

‌4 - باب قول اللَّه تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [آل عمران: 66]. وقوله: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [المرسلات: 23]، وقوله:{وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 7].

15 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى الآمدي

(1)

، أخبرنا شيخ الإسلام عبد السلام بن عبد اللَّه بن تيمية

(2)

، أخبرنا محمد بن المبارك بن مَشق

(3)

، وشجاع بن سالم

(4)

قالا: أخبرنا أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال

(5)

، أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن هزارمرد

(6)

، حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا أبو بكر بن أبي داود عبد اللَّه بن سليمان الأزدي السجستاني

(7)

، حدثنا أحمد يعني ابن صالح

(8)

، حدثنا ابن أبي فديك

(9)

،

(1)

شيخ الظاهرية عفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي، روى كثيرًا عن ابن خليل، وعن عيسى الخياط، والضياء صقر، وعدة وطلب الحديث، وحصل أصولًا بمروياته، وخرج له ابن المهندس معجمًا قرأته، وكان لا بأس به. انظر: العبر للذهبي (4/ 74).

(2)

عبد السلام بن عبد اللَّه بن تيمية الحراني الفقيه، الإمام المقري المحدث المفسر، الأصولي النحوي، مجد الدين أبو البركمات. شيخ الإسلام وفقيه الوقت، وأحد الأعلام ولد سنة 590 هـ تقريبًا بحران وحفظ بها القرآن، توفي يوم عيد الفطر بعد صلاة الجمعة من سنة 652 هـ بحران. انظر: الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (4/ 1).

(3)

محمد بن المبارك بن مشق البغدادي، من طلبة الحديث. أدرك السماع من الارموى، وقد اختلط قبل موته بثلاثة أعوام، فيما حدث فيها بشيء. انظر: ميزان الاعتدال للذهبي (4/ 239).

وقال العلاني: قال ابن النجار: كان قليل المعرفة والحفظ، وفي خطة عجايب، ثم ذكر اختلاطه، وأنه مات في شعبان سنة خمس وستمائة. انظر: المختلطين للعلائي (1/ 120).

(4)

شجاع بن سالم بن علي بن سلامة ابن البيطار الحريمي، ويعرف بابن خضير، الشيخ الصالح أبو الفضل، توفي في شعبان، أجاز للفخر علي ابن البخاري، ولأحمد بن شيبان. انظر: التاريخ للذهبي (13/ 239).

(5)

أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال، البغدادي، ابن الأشقر، صالح، خير، صحيح السماع. مات في صفر، سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. انظر: السير للذهبي (20/ 163).

(6)

الإمام الثقة الخطيب خطيب صريفين، أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن هزار مرد الصريفيني. واختلف في نسبه، ذكره الخطيب، فقال: كان صدوقا، شيخ صالح خير، صارت إليه الرحلة، ولد ببغداد، وكان أحمد الناس طريقة، وأجملهم خليقة، وأخلصهم نية، وأصفاهم طوية، سمع منه الكبار. قال أبو الفضل بن خيرون: هو ثقة، له أصول جياد، توفي في سنة 469 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 330).

(7)

أبو بكر عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد أبو بكر السجستاني، صاحب التصانيف، كان من بحور العلم، بحيث إن بعضهم فضله على أبيه، وهو من كبار علماء الإسلام، ومن أوثق الحفاظ. انظر: نفس المصدر (13/ 221).

(8)

أحمد بن صالح المصري أبو جعفر بن الطبري ثقة حافظ خ د. التقريب لابن حجر (رقم 48).

(9)

محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُديك الديلي مولاهم المدني أبو إسماعيل صدوق ع. نفس المصدر (رقم 5736).

ص: 326

أخبرني شِبْل بن العلاء بن عبد الرحمن

(1)

، عن أبيه

(2)

، عن جده

(3)

، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد أحدكم أمرًا فليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك

(4)

وأستقدرك بقدرتك

(5)

وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كان كذا وكذا خيرًا لي في ديني وخيرًا لي في معاشي وخيرًا لي في عاقبة أمري فاقدره لي وبارك لي فيه، وإن كان غير ذلك خيرًا لي فاقدر لي الخير حيث كان ورضني به"

(6)

. هذا الحديث في صحيح البخاري

(7)

من حديث عبد الرحمن بن أبي الموال

(8)

، عن محمد بن المنكدر

(9)

، عن جابر.

(1)

شِبْل بن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة كنيته أبو المفضل مستقيم الحديث جدًا يقارب موته موت أبيه. انظر: مشاهير علماء الأمصار لابن حبان (رقم 1074) تحقيق: مرزوق على إبراهيم. الناشر: دار الوفاء المنصورة. الطبعة الأولى 1411 هـ. . وقال ابن حجر: "قال ابن عدي: روي أحاديث مناكير. وقال أيضًا: أحاديثه ليست محفوظة، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: روى عنه بن أبي فديك نسخة مستقيمة حدثنا بها الفضل بن محمد العطار بأنطاكية، ثنا أحمد بن الوليد بن برد عنه كنيته أبو المفضل، قلت: وروى عنه أيضًا عبد العزيز بن عمران المدني". انظر: لسان الميزان لابن حجر (3/ 136).

(2)

العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي أبو شبل المدني صدوق ربما وهم ر م 4. التقريب لابن حجر (رقم 4046).

(3)

عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني مولى الحُرَقة ثقة من الثالثة ر م 4. نفس المصدر (رقم 4046).

(4)

أي: أطلب منك الخير فيما هممت به، وأن تخير لي أصبح الأمْرين أي: تختاره لأنك عالم به وأنا جاهل. انظر: شرح سنن أبي داود للعيني. (5/ 448).

(5)

أي: أي: أطلب أن تُقدر لي على أصلح الأمرين، أو اطلب منك القدرة على ما نويتُه، فإنك قادر على إقدارِي عليه أو تقدر لي الخير بسبب قدرتك عليه. انظر: نفس المصدر (5/ 448).

(6)

أخرجه ابن حبان في صحيحه (رقم 886) والطبراني في كتاب الدعاء (رقم 1306) والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 257 رقم 2727) وابن عدي في الكامل (4/ 47) والمخلص في المخلصيات (رقم 2967 و 3100) والمصنف من طريقة كما هنا. واختلف حكم الألباني عليه فقال: "حسن صحيح" كما في التعليقات الحسان (2/ 244)، وضعفه في السلسلة الضعيفة (رقم 2305) وفي ضعيف الجامع (رقم 318).

(7)

أخرجه البخاري (رقم 2611، 6382، 7390) وأبو داود (رقم 1538) والنسائي (رقم 3253) والترمذي (رقم 480) وابن ماجه (رقم 1383).

(8)

عبد الرحمن بن أبي الموال واسمه زيد وقيل أبو الموال جده، مولى آل علي صدوق ربما أخطأ خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 4021).

(9)

محمد بن المنكدر بن عبد اللَّه بن الهُدير التيمي المدني ثقة فاضل ع. نفس المصدر (رقم 6327).

ص: 327

قال أبو بكر البيهقي: "فأَمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أمتَه بالاستخارة بعلم اللَّه والاستقدار بقدرة اللَّه، ولا يُستخار ولا يُستقدر بمخلوق، دل أن له علما

(1)

وقدرة

(2)

وهما من صفات ذاته"

(3)

.

16 -

وبهذا الإسناد إلى المخلص، حدثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد

(4)

، حدثنا هُدْبَة بن خالد أبو خالد القيسي

(5)

، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب قال: قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] فقال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادي: يا أهل الجنة إن لكم عند اللَّه موعدًا يريد أن ينجز كموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويُجرْنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فينظرون إلى اللَّه، فما شيءٌ أُعطوه أحب إليهم من النظر إليه عز وجل" فهي الزيادة

(6)

.

17 -

وأخبرنا به أعلى من هذا ابن الشحنة، أنبأنا أبو الحسن القطيعي ومحمد بن المتوكل قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن الزاغوني إجازة، أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الزينبي، أخبرنا أبو طاهر المخلص

(1)

صفة العلم واجبة للَّه تعالى قديمة غير حادثة متعلقة بكل معلوم على التفصيل، فاللَّه تعالى يعلم ما كان ويعلم ما يكون ويعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون. انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (2/ 146) والصواعق المرسلة لابن القيم (4/ 1219).

(2)

القدرة صفة من صفات اللَّه تعالى الذاتية، والقوة والقدرة اسمان مترادفان على معنى واحد، والبارئ تعالى لم يزل قادرًا قويًا ذا قدرة وقوة. انظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (10/ 405).

(3)

لم أجد هذه العبارة في كتاب الاعتقاد له، ولا في كتاب الأسماء والصفات.

(4)

البغوي عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه، الحافظ، الإمام الحجة، المعمر، مسند العصر، وهو أبو القاسم بن منيع نسبة إلى جده لأمه الحافظ أبي جعفر أحمد بن منيع البغوي الأصم، صاحب "المسند" ونزيل بغداد مات ليلة الفطر من سنة 317 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 456).

(5)

هُدْبَة بن خالد بن الأسود القيسي أبو خالد البصري، ويقال: هَدَّاب ثقة عابد، تفرد النسائي بتليينه، خ م د. التقريب لابن حجر (رقم 7269).

(6)

أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/ 443) الطبراني في الكبير (رقم 7314) والأوسط (رقم 756) والدراقطني في الرؤية (رقم 153) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 778) وأبو طاهر المخلص في المخلصيات (رقم 1098، 3136) والمصنف من طريقه كما هنا، كلهم من طريق: هدية بن خالد، عن حماد بن سلمة به مثله.

ص: 328

فذكره. أعني حديث النظر. رواه مسلم

(1)

: عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون

(2)

، عن حماد بن سلمة.

وعن عبيد اللَّه بن عمر بن ميسرة

(3)

، عن عبد الرحمن بن مهدي

(4)

، عن حماد بن سلمة م

(5)

.

وقد وقع لنا من حديث يزيد

(6)

.

18 -

أخبرنا به سليمان بن حمزة

(7)

، أنبأنا علي بن المُقَيِّر

(8)

، أنبأتنا شُهدة

(9)

، أنبأنا طراد ابن محمد، أنبأنا علي بن عبد اللَّه بن إبراهيم الهاشمي

(10)

، حدثنا عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق

(11)

، الحارث بن أبي أسامة

(12)

،

(1)

أخرجه مسلم (رقم 181) والإمام أحمد في مسنده (رقم 18935، 23952)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/ 445) والشاشي في مسنده (رقم 988، 989) والآجري في الشريعة (رقم 603) والحسن بن عرفة في جزئه (رقم 24) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 833) والبيهقي في الاعتقاد (ص 79) كلهم من طريق: يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة به مثله.

(2)

يزيد بن هارون بن زاذان السلمي ثقة متقن عابد من التاسعة ع. التقريب لابن حجر (رقم 7789).

(3)

عبيد اللَّه بن عمر بن ميسرة، أبو سعيد القواريري البصري الحافظ. نزل بغداد ونشر بها عليا كثيرا. خ م د ن توفي 240 هـ. انظر: تاريخ الذهبي (5/ 880).

(4)

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث ع. التقريب لابن حجر (رقم 4018).

(5)

أخرجه مسلم (رقم 181).

(6)

هو يزيد بن هارون السابق ذكره.

(7)

سليمان بن حمزة المقدسي ثم الصالحي، قاضي القضاة، تقي الدين أبو الفضل. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 9).

(8)

ابن المُقَيَّر الحنبلي علي بن الحسين بن علي بن منصور المسند الصالح المعمر أبو الحسن بن أبي عبد اللَّه بن المقير البغدادي الأزجي الحنبلي المقرئ النجار مسند الديار المصرية بل مسند الوقت توفي سنة 643 هـ بمصر. انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (21/ 24).

(9)

شُهْدَة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الإبَري فخر النساء بنت أبي نصر الدَّينَوَري الأصل البغدادي الكاتبة، امرأة جليلة صالحة ذات دين وورع وعبادة. سمعت الكثير وعني بها أبوها وأحضرها مجالس السماع على الشيوخ وعمرت وصارت أسند أهل زمانها. توفيت في ثالث عشر محرم سنة 574 هـ وقد نيفت على التسعين سنة. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 538).

(10)

الإمام العلامة القاضي الصدوق أبو الحسن علي بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن أحمد الهاشمي، العباسي العيسوي من أولاد ولي العهد عيسى بن موسى ابن عم المنصور. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة، ومات سنة 415 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 321).

(11)

عثمان بن أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد، أبو عمرو الدقاق، المعروف بابن الساك، كان ثقة صدوقا ثبتا صالحا، كتب المصنفات الكبار بخطه وكان كل ما عنده بخطه. انظر: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي (14/ 99).

(12)

الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي مولاهم واسم أبي أسامة: داهر، الحافظ، الصدوق، العالم، مسند العراق، أبو محمد التميمي مولاهم البغدادي، توفي سنة 282 هـ في عشر المائة. انظر: السير للذهبي (13/ 388).

ص: 329

حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى

(1)

، عن صهيب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، نودوا: يا أهل الجنة إن لكم عند اللَّه موعدًا لم تروه، قالوا: وما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب، فينظرون إليه، فواللَّه ما أعطاهم اللَّه شيئًا أحب إليهم منه" ثم قرأ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]. أخرجه الإمام أحمد

(2)

، عن يزيد بن هارون. فوافقناه فيه بعلو

(3)

.

ورواه نوح بن أبي مريم

(4)

، عن ثابت، عن أنس

(5)

. فوهم وهمًا قبيحًا

(6)

، وهو عندنا في الثاني من صفة الجنة للضياء

(7)

.

ورواه حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى من قوله كما تقدم، ولم يذكر فيه صهيبًا ولا النبيَّ صلى الله عليه وسلم

(8)

.

(1)

عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي ثقة مع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 12).

(2)

تقدم تخريجه في الحديث السابق (رقم 16).

(3)

الموافقة: وهي الوصول إلى شيخ أحد المصنفين من غير طريقه. انظر: نخبة الفكر لابن حجر (ص 4).

(4)

أبو عصمة نوح بن أبي مريم المروزي الفقيه، ويلقب بنوح الجامع، وضع حديث فضائل سور القرآن، وهو متروك الحديث، ذاهب الحديث جدًا، واسم أبيه أبي مريم يزيد بن جعونة مات سنة 173 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (4/ 757).

(5)

أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه (رقم 23) ومن طريقه الدارقطني في الرؤية (رقم 57) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 779) وابن منده في الرد على الجهمية (رقم 85) والخطيب في تاريخه (9/ 140) وقال: "هكذا رواه مسلم عن نوح بن أبي مريم، عن ثابت البناني، وهو خطأ، والصواب: عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك رواه حماد بن سلمة، وكان أثبت الناس في ثابت".

(6)

قال الخطيب البغدادي: "كذا روى أبو عصمة نوح بن أبي مريم الخراساني هذا الحديث عن أبي محمد ثابت بن أسلم البناني عن أبي حمزة أنس بن مالك، ووهم في ذلك وهما قبيحا، والصواب فيه ما أخبرناه أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن صهيب". باختصار من الفوائد المهروانيات (2/ 598).

(7)

صفة الجنة للحافظ الضياء (ص 137 رقم 141) وقال: "وسَلْمٌ ونوح تُكلِّمَ فيها".

(8)

أخرجه الطبري في تفسيره (رقم 17622) وابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/ 447، 448) والدارقطني في رؤية اللَّه (رقم 210) وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (رقم 325، 337) وأبو بكر البغدادي الشافعي البزَّاز في كتابه الفوائد المشهور بالغيلانيات (رقم 1129) قال الحافظ المزي: "قال أبو مسعود: رواه حماد بن زيد وسليمان بن المغيرة وحماد بن واقد، عن ثابت، عن ابن أبي ليلى قوله. ليس فيه صهيب ولا النبيّ صلى الله عليه وسلم". انظر: تحفة الأشراف للمزي (4/ 198).

ص: 330

قال النخشبي الحافظ

(1)

: "غير أن هذا ليس بعلة إن شاء اللَّه؛ لأن أصحاب الحديث متفقون على أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البُناني وأعلمهم به؛ فإذا كان أعلم الناس بثابت لا يسقط حديثه عنه بحديث من هو دونه في الاتقان عنه، واللَّه أعلم"

(2)

.

وذكره الدارقطني في تتبع الصحيحين فقال: "ورواه حماد بن زيد، عن ثابت، عن ابن أبي ليلى، عن صهيب من قوله"

(3)

.

‌5 - باب قيام الناس للَّه.

19 -

قرأت على أبي الفرج عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية

(4)

: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عثمان بن عساكر

(5)

، أخبرنا القاسم بن علي بن الحسن بن عساكر

(6)

، أخبرنا ياقوت مولى ابن البخاري

(7)

، أخبرنا أبو محمد هزارمرد وأبو طاهر المخلص قالا:

وأخبرنا سيد أهل الإسلام في زمانه والعالم بكل علم أبو العباس أحمد بن تيمية، أخبرنا يحيى

(1)

الحافظ عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم الأُسْتُغداديزي، -نسبة إلى استعداديزة من قرى نسف- النّخشبي، ونخشب هي نسف. كان من كبار الحفّاظ الرحّالين، والأئمة المخرّجين المصنّفين. انظر: شذرات الذهب لابن العماد (5/ 536).

(2)

انظر فوائد أبي القاسم الحِنَّائي، المسمَّى بالجِنَّائيات (2/ 1061) تخريج الحافظ النَّخْشَبي.

(3)

قال الدارقطني: "ورواه حماد بن زيد عن ثابت عن ابن أبي ليلى قوله". انظر: الإلزامات والتتبع للدارقطني (ص 211). ولم يُذكر في تلك الطبعة صهيبًا، فلعل هناك سقطًا.

(4)

زين الدّين أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الحليم، أخو الشيخ تقي الدّين، كان يتعاني التجارة، وهو خيّر ديّن، حبس نفسه مع أخيه بالإسكندرية وكان مشهورا بالديانة والأمانة وحسن السيرة. انظر: شذرات الذهب لابن العماد (8/ 262).

(5)

محمد بن إسماعيل بن عثمان بن المظفر بن هبة اللَّه مجد الدين، أبو عبد اللَّه ابن عساكر، كان عدلا جليلا من بيت الرواية والرياسة وجده عثمان هو ابن عم الحافظ ابن عساكر. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 175).

(6)

القاسم بن علي بن الحسن بن هبة اللَّه بن عبد اللَّه بن الحسين الحافظ المسند الورع بهاء الدين أبو محمد ابن الحافظ ابن عساكر، وكان يتعصب للأشعري من غير أن يحقق مذهبه توفي سنة ستمائة. انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (24/ 103).

(7)

أبو الدر ياقوت بن عبد اللَّه الرومي التاجر عتيق عبد اللَّه بن أحمد البخاري أحد التجار المعروفين، كان شيخا مليح الشيبة نظيفا ظاهره الخير والصلاح وتوفي في سنة 543 هـ بمصر. انظر: الأنساب للسمعاني (6/ 196).

ص: 331

ابن أبي منصور

(1)

، أخبرنا أحمد بن الدبيقي

(2)

، أخبرنا أبو منصور القزاز

(3)

، أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون

(4)

، أخبرنا أبو القاسم بن حبابة

(5)

ح

(6)

.

قال القزاز: وحدثنا أبو القاسم بن البُسْرِي

(7)

قالا: حدثنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد ابن عبد العزيز البغوي، حدثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار

(8)

، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب

(9)

، عن نافع

(10)

، عن ابن عمر: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [المطففين] قال: "يقومون حتى يبلغ الرشح

(11)

أطراف آذانهم"

(12)

.

(1)

يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح بن رافع بن علي بن إبراهيم، الإمام المفتي المعمر المحدث الصالح جمال الدين ابن الصيرفي الحراني الحنبلي، ويعرف بابن الحبيشي، توفي سنة 678 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 368).

(2)

أبو العباس أحمد بن يحيى بن بركة الدبيقي والدبيقة قرية من قرى نهر عيسى، توفي سنة 612 هـ. انظر: الإكمال لابن نقطة (2/ 600).

(3)

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، أبو منصور الشيباني البغدادي، المعروف بابن زريق، كان صالحا كثير الرواية، ساكتا قليل الكلام خيرا سليما صبورا على العزلة حسن الأخلاق توفي سنة 535 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (1/ 26).

(4)

الشيخ الإمام الثقة الجليل المعمر، أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون بن الرشيد الهاشمي، العباسي، البغدادي، شيخ المحدثين ببغداد، مات سنة 465 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 221).

(5)

الشيخ المسند العالم الثقة أبو القاسم عبيد اللَّه بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن حَبَابَة -بالتخفيف- البغدادي، المتوثي، البزاز. كان ثقة، مات في سنة 389 هـ، وصلى عليه الإمام أبو حامد الإسفراييني. انظر: المصدر السابق (16/ 548). وقال الدارقطني: "وحَبَابَة قينة كانت ليزيد بن عبد الملك بن مَرْوان". انظر: المؤتلف والمختلف للدارقطني (2/ 821).

(6)

تُكتب "ح" إذا كان الحديث إسنادان أو أكثر للانتقال من إسناد إلى إسناد. انظر: المقدمة لابن الصلاح (ص 203).

(7)

الشيخ الجليل العالم الصدوق مسند العراق أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البشري البغدادي البندار، ولد في صفر سنة 386 هـ وتوفي في سادس رمضان، سنة 474 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 402). قال ابن حجر: "وأما أبو القاسم بن البُسْري صاحب المخلص فهو منسوبٌ إلى بيع البُسري؛ وابنه الحسين سمع منه السلفي، وقال اب نقطة: الصحيح في هذه النسبة أنها إلى البُسْرِيَّة: قرية عَلَى فرسخين من بغداد، نُسِب إليها جماعة. انظر: تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر (1/ 153).

(8)

عبد الملك بن عبد العزيز القشيري النسائي أبو نصر التيار ثقة عابد م س. التقريب لابن حجر (رقم 4194).

(9)

أيوب بن أبي تميمة كيسان السَّختياني أبو بكر البصري ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد ع. نفس المصدر (رقم 605).

(10)

نافع أبو عبد اللَّه المدني مولى ابن عمر ثقة ثبت فقيه مشهور ع. المصدر السابق (رقم 7086).

(11)

الرشح: العرق؛ لأنه يرشح من البدن. انظر: غريب الحديث لإبراهيم الحربي (1/ 288).

(12)

أخرجه ابن أخي ميمي في فوائده (رقم 196) والمخلص في جزء المخلصيات (رقم 1020، 3142، 3046) والمصنف من طريقه كما هنا، وابن عساكر في معجمه (رقم 719، 1141) وغيرهم.

ص: 332

رواه مسلم، عن أبي نصر

(1)

. فوافقناه فيه بعلو. وهو عندنا في جزء ابن مخلد

(2)

لموسى بن عقبة، عن نافع

(3)

.

‌6 - باب تجلي

(4)

اللَّه للمؤمنين في الجنة.

20 -

أخبرتنا وزيرة بنت عمر بن أسعد بن منجاه

(5)

حضورًا في الثالثة قالت: أنبأنا الحسين بن المبارك الزبيدي

(6)

، أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر

(7)

، أنبأنا مكي بن منصور بن علان

(8)

، أنبا أبو بكر أحمد بن الحسين الخيري

(9)

، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم

(10)

، أنبأنا الربيع بن سليمان المرادي

(11)

، أنبأنا الشافعي، أنبأنا إبراهيم هو بن محمد بن أبي يحيى

(12)

، حدثني موسى بن عُبيدة

(13)

، حدثني أبو الأزهر معاوية

(1)

أخرجه البخاري (رقم 6531) ومسلم (رقم 2862).

(2)

الإمام القدوة المحدث المتبع مسند هراة وعالمها، أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن ثابت الأنصاري الهروي، ابن أبي شريح. توفي سنة 392 هـ. انظر: السير للذهبي (16/ 526).

(3)

أخرجه البزار في مسنده من طريق: موسى بن عقبة، عن نافع به نحوه (رقم 5565).

(4)

تجَلَّى: أي ظهر وبان. انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (2/ 373).

(5)

وزيرة ويقال لها أيضًا: ست الوزراء بنت القاضي شمس الدين عمر بن سعد بن المنجا بن أبي البركات، التنوخية الدمشقية الحنبلية، حدثت بالكثير، توفيت سنة 716 هـ. انظر: ذيل التقييد للفاسي (2/ 396 - 397).

(6)

الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى البغدادي الزبيدي أبو عبد اللَّه المعروف بابن الزبيدي، سمع على أبي الوقت السجزي الهروي صحيح البخاري وعلى أبي زرعة المقدسي مسند الإمام الشافعي، توفي في صفر سنة 631 هـ. انظر: المصدر السابق (1/ 517).

(7)

طاهر بن محمد بن طاهر أبو زرعة المقدسي الأصل، الرازي المولد الهمداني الدار، كان يروي مسند الشافعي، وكانت وفاته بهمذان قد قارب التسعين، سنة 566 هـ. انظر: البداية والنهاية لابن كثير (16/ 448).

(8)

أبو الحسن الكَرَجيّ، مكي بن منصور بن محمد بن علان، الرئيس السّلّار، نائب الكرج ومعتمدها، وكان محمود السيرة وافر الحرمة. توفي بأصبهان سنة 491 هـ عن بضع وتسعين سنة. انظر: العبر للذهبي (2/ 365).

(9)

أحمد بن الحسين بن أحمد، القاضي أبو بكر بن أبي علي ابن الشيخ المحدث أبي عمرو الحيري، شيخ نيسابور في العدالة والثروة. وكان شيخ خراسان عليها ورياسة وعلو إسناد، توفي سنة 421 هـ. انظر: السير للذهبي (9/ 357).

(10)

محدث خراسان، ومسند العصر، أبو العباس الأصم، محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأمويّ مولاهم، النيسابوري المعقلي المؤذِّن الوراق بنيسابور، حدّث في الإسلام نيفا وسبعين سنة، وأذن سبعين سنة بمسجده، وكان حسن الصوت حسن الأخلاق كريمًا، ينسخ بالأجرة، وعمّر دهرًا، ورحل إليه خلق كثير، توفي سنة 346 هـ. انظر: العبر للذهبي (2/ 74).

(11)

الربيع بن سليمان المرادي مولاهم، المصري الفقيه صاحب الشافعي، وهو في عشر المائة، سمع بن وهب طائفة، وكان إمامًا ثقة، صاحب حلقة بمصر، توفي سنة 270 هـ. انظر: نفس المصدر (1/ 390).

(12)

إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إسحاق المدني متروك ق. انظر: التقريب لابن حجر (رقم 241).

(13)

موسى بن عبيدة بن تنشيط الربذي، أبو عبد العزيز المدني ضعيف ولا سيما في عبد اللَّه بن دينار ت ق. نفس المصدر (رقم 6989).

ص: 333

ابن إسحاق بن طلحة

(1)

، عن عبد اللَّه بن عُمير

(2)

: أنه سمع أنس بن مالك يقول: "أتي جبريل عليه السلام بمرآة بيضاء فيها وكتة

(3)

إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذه؟ فقال: هذه الجمعة فضلت بها أنت وأمتك، فالناس لكم فيها تبع اليهود والنصارى، ولكم فيها خير، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو اللَّه بخير، إلا استجيب له، وهو عندنا يوم المزيد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل، وما يوم المزيد؟ فقال: إن ربك اتخذ في الفردوس واديا أفيح

(4)

فيه كُثُب

(5)

مسك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل اللَّه تبارك وتعالى ما شاء من ملائكته، وحوله منابر من نور، عليها مقاعد النبيين، والصديقين، وحف تلك المنابر، بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت، والزبرجد عليها الشهداء، والصديقون، فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب، فيقول اللَّه عز وجل: أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسلوني أعطكم، فيقولون: ربنا نسألك رضوانك، فيقول اللَّه عز وجل: قد رضيت عنكم، ولكم ما تمنيتم، ولدي مزيد، فهم يحبون يوم الجمعة؛ لِمَا يعطيهم فيه ربهم من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربك تبارك اسمه على العرش، وفيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة"

(6)

.

21 -

وبه: إلى الشافعي: أنبأنا إبراهيم، حدثني أبو عمران إبراهيم بن الجعد

(7)

، عن أنس. شبيهًا به وزاد عليه:"ولكم فيه خير، من دعا فيه بخير وله قشم أعطيته، وإن لم يكن له قَسْمٌ ذُخر له ما هو خير منه" وزاد أيضًا فيه أشياء

(8)

.

(1)

معاوية بن إسحاق طلحة بن عبد اللَّه التيمي أبو الأزهر صدوق ربما وهم خ قد س ق. المصدر السابق (رقم 6748).

(2)

عبد اللَّه بن عمير مولي أم الفضل ويقال له مولي ابن عباس أيضًا م ق. المصدر السابق (رقم 3513).

(3)

الوكتة: الأثر في الشيء كالنقطة من غير لونه. انظر النهاية لابن الأثير (5/ 218).

(4)

أفيح أَي وَاسع. انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 569).

(5)

الكُثب جمع كثيب. والكثيب في الدنيا: الرمل المستطيل المحدوب. انظر النهاية لابن الأثير (4/ 152).

(6)

قال الذهبي في الأربعين في صفات رب العالمين (ص 35): "هذا حديث غريب رواه الشافعي في مسنده". وانظر الحديث (رقم 25).

(7)

إبراهيم بن الجعد، روي عن انس روي عن خالد بن عبد اللَّه الواسطي وهارون بن المغيرة قال أبو حاتم: هو شيخ ضعيف الحديث (رقم 25). انظر الجرح والتعديل للرازي (2/ 91 رقم 235).

(8)

أخرجه الشافعي في مسنده (ص 70) وفي كتاب الأم (1/ 239) ومن طريقه المؤلف كما هنا، وغيره.

ص: 334

22 -

وأخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أنبأنا محمد بن إبراهيم

(1)

، أنبأنا عبد اللَّه بن النقور

(2)

، أنبأنا علي بن محمد بن العلاف

(3)

، أنبأنا علي بن أحمد الحمامي

(4)

، أنبأنا أبو بكر الآجري

(5)

، حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن زَاطَيا

(6)

، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النَّرْسِي

(7)

، حدثنا عمرو

(8)

بن قيس

(9)

، حدثنا جهضم بن عبد اللَّه

(10)

قال: حدثني أبو طيبة

(11)

، عن عثمان بن عمير

(12)

، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل وفي كفه مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء، فقلت: ما هذه يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة يعرضها عليك ربك عز وجل؛ لتكون لك عيدا وتقومك من بعدك، تكون أنت الأول، وتكون اليهود والنصارى تبعًا من بعدك. قلت: ما لنا فيها، قال: لكم فيها خير، لكم فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير، هو له قسم إلا أعطاه اللَّه، أو ليس

(1)

محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(2)

ابن النقور عبد اللَّه بن محمد بن أحمد البغدادي، الشيخ المحدث الثقة الخير أبو بكر، ولد سنة 483 هـ، وتوفي عاشر شعبان، سنة 565 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 498).

(3)

علي بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب، أبو الحسن بن أبي طاهر ابن العلاف البغدادي، من بيت الحديث والقراءة، وكان أحد حجاب الخليفة، عمر حتى رحل إليه الناس، وكان ذا طريقة جميلة وخصال حميدة، وهو آخر من روى عن الحمامي سنة 505 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 242) والتاريخ له (11/ 59).

(4)

الإمام المحدث مقرئ العراق علي بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسن المقرئ المعروف بابن الحمامي، كان صدوقا دينا فاضلا، تفرد بأسانيد القراءات وعلوها في وقته، ومات سنة 417 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (13/ 232) والسير للذهبي (17/ 402).

(5)

محمد بن الحسين بن عبد اللَّه أبو بكر الآجري، وكان ثقة صدوقا دينا، وله تصانيف كثيرة، وحدث ببغداد قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثم انتقل إلى مكة فسكنها حتى توفي بها، ومات في محرم سنة 360 هـ. انظر: المصدر السابق (3/ 35).

(6)

أبو الحسن علي بن إسحاق بن عيسى بن زاطيا المخرمي البغدادي، قال أبو بكر بن السني: لا بأس به، توفي في جمادى الأولى سنة 306 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 253).

(7)

عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي مولاهم، البصري أبو يحيى النَّرسِي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(8)

كتب الإمام ابن المحب في الهامش: صوابه "عمر بن يونس" وهو عندنا في الجزء السادس عشر من فوائد خيثمة.

(9)

عمر بن يونس بن القاسم اليامي ثقة من التاسعة مات سنة ست ومائتين ع. التقريب لابن حجر (رقم 4984).

(10)

جهضم بن عبد اللَّه بن أبي الطفيل القيسي مولاهم اليمامي صدوق يكثر عن المجاهيل ت ق. نفس المصدر (رقم 982).

(11)

رجاء بن الحارث أبو طيبة. قال الدارقطني في كتاب الجرح والتعديل: رجاء بن أبي رجاء مجهول، يروي عن مجاهد، وقيل هو: رجاء بن الحارث. وقال العجلي: رجاء بن أبي رجاء الباهلي بصري تابعي ثقة. وفرق الخطيب بين الأول وهذا الثاني، فينظر، واللَّه أعلم. انظر: إكمال تهذيب الكمال مغلطاي بن قليج بن عبد اللَّه البكجري المصري الحكري الحنفي (4/ 368).

(12)

عثمان بن عمير البجلي أبو اليقظان الكوفي الأعمى ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع د ت ق، التقريب لابن حجر (رقم 4507).

ص: 335

له قسم إِلا ادخر له ما هو أعظم منه، أو تعوذ فيها من شر مكتوب عليه، إِلا أعاده اللَّه من أعظم منه، قلت: ما هذه النكتة السوداء فيها؟ قال: هي الساعة تقوم يوم الجمعة، وهو سيد الأيام عندنا، ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد، قال: قلت: ولم تدعونه يوم المزيد؟ قال: إن ربك أعد في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل تعالى من عليين على كرسيه، ثم حف الكرسي بمنابر من نور، ثم جاء النبيون حتى يجلسوا عليها، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب، ثم يتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى، فينظروا إلى وجهه عز وجل، وهو يقول: أنا الذي صدقتكم وعدي، وأتممت عليكم نعمتي، وهذا محل كرامتي فسلوني، فيسألونه الرضا، فيقول: رضائي أحلكم داري، وأنالكم كرامتي، فسلوني فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم، فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إلى مقدار منصرف الناس من يوم الجمعة، ثم يصعد عز وجل على كرسيه، ويصعد معه الصديقون والشهداء، ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم، درة بيضاء لا فصم

(1)

فيها ولا وصل، أو ياقوتة خضراء، أو زبرجدة حمراء فيها ثمارها منها غرفها وأبوابها، مطردة فيها أنهارها، متدلية فيها أزواجها وخدمها، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة؛ ليزدادوا فيه كرامة، وليزدادوا نظرا إلى وجهه عز وجل، ولذلك سُمِّيَ يوم المزيد". أو كما قال ذلك الآجري

(2)

.

وحدثناه أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا عبد الأعلى. فذكر هذا الحديث بطوله إلى آخره.

وحدثناه أبو بكر بن أبي داود

(3)

. وذكر فيه غير طريق أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ما ذكرناه.

وقال لنا ابن أبي داود: أبو طيبة اسمه رجاء بن الحارث ثقة

(4)

. قال: وعثمان بن عمير يُكنى أبا اليقظان

(5)

.

(1)

الفصم: أن ينصدع الشيء فلا يبين، تقول: فصمته فانفصم. انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 452).

(2)

أخرجه الآجري في كتاب الشريعة (2/ 1022) ومن طريقه المؤلف كما هنا، وانظر طرقه في تخريج الحديث (رقم 25).

(3)

أبو بكر عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام، العلامة، الحافظ، شيخ بغداد، أبو بكر السجستاني، صاحب التصانيف. ولد: بسجستان في سنة 230 هـ، وكان من بحور العلم، بحيث إن بعضهم فضله على أبيه. صنف السنن والمصاحف وشريعة المقارئ والناسخ والمنسوخ، والبعث وأشياء. توفي سنة 316 هـ. انظر: السير للذهبي (13/ 221).

(4)

هناك رواية أخرى عن ابن أبي داود يقول فيها: "غير ثقة". انظر: لسان الميزان لابن حجر (3/ 465) تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة. الناشر: دار البشائر الإسلامية. الطبعة الأولى 2002 م.

(5)

هذا كله كلام الإمام الآجري في كتابه السابق.

ص: 336

23 -

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي

(1)

وابن عساكر

(2)

، أنبأنا محمود بن منده، أنبأنا مسعود الثقفي

(3)

، أخبرنا عبد الوهاب بن منده

(4)

، أنبأنا والدي أبو عبد اللَّه

(5)

، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد ابن يحيى بن بلال

(6)

، حدثنا أحمد هو ابن منصور زاج

(7)

، أنبأنا عمر بن يونس اليمامي، حدثنا جهضم بن عبد اللَّه ابن أبي الطفيل القيسي، حدثنا أبو طيبة، عن عثمان بن عمير، عن انس بن مالك: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني جبريلُ عليه السلام وفي كفه مرآةٌ بيضاءُ فيه نكتةٌ سوداءُ" بطوله.

ورواه بعضه أبو بكر عبد اللَّه بن سليمان الأشعث، عن موسى بن سفيان، عن عبد اللَّه بن الجهم

(8)

، عن عمرو ابن أبي قيس

(9)

، عن أبي طيبة.

(1)

أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة اللَّه الشيرازي، ولد في شوال سنة 629 هـ، كان شيخًا حسنًا خَيِّرًا متواضعًا، يُذَهِّبُ الرَّبَعَاتِ والمصاحف، له في ذلك يد طولى، ولم يتدنس بشيء من الولايات، ولا تدنس بشيء من وظائف المدارس ولا الشهادات، إلى أن توفي في يوم عرفة سنة 723 هـ. انظر: تاريخ ابن كثير (18/ 235) باختصار.

(2)

القاسم بن مظفر بن محمود بن عساكر تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 9).

(3)

مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل، الرئيس المعمر، أبو الفرج بن أبي محمد بن الرئيس المعتمد أبي عبد اللَّه الثقفي الأصبهاني مسند الوقت ورحلة الدنيا، توفي سنة 562 هـ. انظر: التحبير في المعجم الكبير لعبد الكريم السمعاني (2/ 298).

(4)

أبو عمرو بن منده عبد الوهاب بن محمد العبدي الشيخ المحدث الثقة المسند الكبير، كان يسافر في التجارة، وله فوائد في عدة أجزاء مروية، ولد سنة 388 هـ، وتوفي سنة 475 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (18/ 440).

(5)

محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده، أبو عبد اللَّه الحافظ الأصبهاني من بيت الحديث والحفظ، كتب الكثير، وصنف التاريخ والشيوخ، وتوفي سنة 396 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (15/ 52).

(6)

الشيخ المسند الصدوق أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري المعروف بالخشاب، لكونه يسكن بالخشابين. ولد في حد سنة أربعين ومائتين، واشتهر، وانتهى إليه على الإسناد، قال الخليلي: ثقة مأمون مشهور، سمع منه الكبار، توفي في يوم عيد الأضحى سنة 330 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 284).

(7)

أحمد بن منصور بن راشد، أبو صالح المروزي، زاج صاحب النضر بن شميل، كان أحد العلماء المشهورين، قال أبو حاتم: صدوق. مات في آخر سنة 257 هـ. انظر: السير الذهبي (15/ 284).

(8)

عبد اللَّه بن الجهم الرازي أبو عبد الرحمن صدوق فيه تشيع من العاشرة د. التقريب لابن حجر (رقم 3259).

(9)

عمرو بن أبي قيس الرازي الأزرق كوفي نزل الري صدوق له أوهام خت 4. نفس المصدر (رقم 5101).

ص: 337

24 -

قرأت على زينب ابنة الكمال

(1)

، عن عبد الرحمن بن مكي

(2)

، عن أبي طاهر السلفي

(3)

إجازة، أنبأنا نصر بن أحمد البطر

(4)

، أنبأنا مكي بن علي بن عبد الرزاق الحَريري

(5)

، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشافعي

(6)

، حدثنا محمد بن شاذان الجوهري

(7)

، حدثنا علي بن الحسن بن شبرمة

(8)

، حدثنا شَرِيكٍ

(9)

، عن أبي اليقظان، عن أنس في قوله عز وجل:{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] قال: "يتجلى لهم عز وجل في كل جمعة".

ومن رُوى عنهم عن أنس أيضًا: عبد اللَّه بن بريده

(10)

، وعمر بن عبد اللَّه مولى عُفْرة

(11)

، وعبد الملك بن عمير

(12)

، ويزيد الرقاشي

(13)

في الثالث من حديث أبي عمر الزاهد

(14)

.

(1)

زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسية، شيخة صالحة متواضعة خيرة مترددة كثيرة المروءة، لم تتزوج توفيت يوم انسلاخ عام 740 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 248).

(2)

عبد الرحمن بن مكي بن عبد الرحمن بن أبي سعيد بن عتيق، سمع من جده أبي طاهر السلفي قطعة صالحة من مروياته، وهو آخر من سمع منه وتفرد في زمانه، مات سنة 651 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 708).

(3)

أبو طاهر السلفي الحافظ العلامة الكبير مسند الدنيا ومعمر الحفاظ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الإصبهاني الجرواني، كان مكبًا على الاشتغال والمطالعة، مات سنة 576 هـ. انظر: العبر للذهبي (3/ 71).

(4)

الشيخ المقرئ الفاضل مسند العراق أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد اللَّه بن البطر البغدادي، البزاز القارئ، ولد سنة 398 هـ، ومات سنة 494 هـ، وله 96 سنة. انظر: السير للذهبي (19/ 46).

(5)

مكّيّ بن علي بن عبد الرزاق، أبو طالب البغدادي الحريريّ المؤذّن، روى عنه الخطيب ووثَّقه ونصر بن البَطِر، وجماعة. مات سنة 422 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (9/ 383).

(6)

محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن عبدويه بن موسى بن بيان أبو بكر البزاز المعروف بالشافعي، كان ثقة ثبتا كثير الحديث، حسن التصنيف، جمع أبوابًا وشيوخًا. توفي سنة 354 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (3/ 483).

(7)

محمد بن شاذان بن يزيد أبو بكر الجوهري، ذكره الدارقطني فقال: ثقة صدوق توفي سنة 286 هـ. انظر: المصدر السابق (3/ 321).

(8)

لم أجد ترجمته رغم كثرة البحث.

(9)

شريك بن عبد اللَّه النخعي صدوق يخطئ كثيرًا تغير حفظه منذ ولي القضاء. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 8).

(10)

عبد اللَّه بن بريدة بن الحصيب الأسلمي أبو سهل المروزي قاضيها ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3227).

(11)

عمر بن عبد اللَّه المدني مولي غُفْرة ضعيف وكان كثير الإرسال د ت. نفس المصدر (رقم 4934).

(12)

عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي حليف بني عدي الكوفي ويقال له الفَرَسي نسبة إلى فَرَس له سابق كان يقال له القِبْطي ثقة فصيح عالم تغير حفظه وربما دلس من الرابعة ع. المصدر السابق (رقم 4200).

(13)

يزيد بن أبان الرَّقَاشي أبو عمرو البصري القاصّ زاهد ضعيف بخ ت ق. المصدر السابق (رقم 7683).

(14)

الإمام الأوحد العلامة اللغوي المحدث أبو عمر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي الزاهد المعروف بغلام ثعلب، ولد سنة 261 هـ، ومات في ذي القعدة سنة 345 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 508). =

ص: 338

وقتادة

(1)

وحديثه في ترجمة: حمزة بن واصل المنقري

(2)

، من كتاب الضعفاء للعقيلي

(3)

. وثابت البُناني

(4)

، وقتادة. وعلي بن الحكم البُناني

(5)

: روى حديثه أبو يعلى الموصلي، عن شيبان بن فروخ

(6)

، عن الصعق

(7)

، عن علي بن الحكم البناني، عن أنس

(8)

.

ورواه أبو الحسن علي بن عبيد اللَّه بن محمد بن إبراهيم الهمذاني الكسائي المعدل

(9)

، عن نصر بن أحمد المرجي

(10)

، عن أبي يعلى. وقال أبو الحسن: قال لي أبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي

(11)

. . . .

(12)

.

وسالم بن عبد اللَّه بن عصمة المحاربي

(13)

من ساكني داريا، وحديثهم في كتاب الصفات لأبي عبد اللَّه بن منده.

= وأخرج الحديث ابن أبي شيبة (رقم 5518) وأبو يعلى (رقم 4089) ونعيم بن حماد في كتاب الفتن مختصرًا (رقم 1820).

(1)

قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي أبو الخطاب البصري ثقة ثبت يقال ع. التقريب لابن حجر (رقم 5518).

(2)

حمزة بن واصل المنقري بصري عن قتادة مجهول في الرواية وحديثه غير محفوظ من حديث قتادة. الضعفاء الكبير للعقيلي (1/ 292).

(3)

أخرجه العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير (1/ 292 رقم 359) وقال: "ليس له لهذا الحديث من حديث قتادة أصل، هذا حديث عثمان ابن عمير أبي اليقظان، عن أنس. حدثنيه جدي، ومحمد بن إسماعيل قالا: حدثنا عارم أبو النعمان قال: حدثنا الصعق بن حزن، عن علي ابن الحكم، عن عثمان، عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل يمثل المرآة البيضاء" إِلا أن حديث عثمان دون هذا التمام، وفي هذا كلام كثير ليس في حديث عثمان".

(4)

ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 10).

(5)

علي بن الحكم البُنَاني أبو الحكم البصري ثقة ضعفه الأزدي بلا حجة خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 4722).

(6)

شيبان بن فروخ أبي شيبة الحبطي الأبلي صدوق بهم ورمي بالقدر اضطر الناس إليه أخيرا م د س. نفس المصدر (رقم 2834).

(7)

الصعق بن حَزْن بن قيس البكري البصري أبو عبد اللَّه صدوق بهم وكان زاهدا بخ م مد س. المصدر السابق (رقم 2931).

(8)

أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده مختصرًا (رقم 4228).

(9)

المحدث الإمام الرحال أبو الحسن علي بن عبيد اللَّه بن محمد الهمذاني الكسائي توفي سنة 445 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 653).

(10)

نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل بن المرجي، أبو القاسم الموصلي، روي عن أبي يعلى الموصلي، فهو آخر من روى في الدنيا عنه، وعمر دهرًا طويلًا، توفي قريبًا من سنة 390 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (8/ 682).

(11)

أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الشّيرازيّ الحافظ، كان من كبار المحدّثين، سأله حمزة السَّهمي عن الجرح والتعديل، وعمَّر دهرًا، روى عن الباغندي والبغوي والكبار، توفي سنة 388 هـ. انظر: العبر للذهبي (2/ 174).

(12)

يوجد طمس بالمخطوط.

(13)

سالم بن عبد اللَّه بن عصمة المحاربي أبو عبد اللَّه قاضي دمشق، تابعي. قال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (4/ 185):"صالح الحديث" وقال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 478): "شامي، ثقة". وذكره ابن حِبَّان في "الثقات"(6/ 407) وقال أبو زرعة الدمشقي في تاريخ داريا لعبد الجبار الخولاني (ص 98): "عِدادهُ في قضاة التابعين".

ص: 339

وعثمان بن مسلم.

25 -

أخبرنا بحديثه عم أبي

(1)

، أنبأنا أبو علي البكري

(2)

.

وأخبرنا عيسى بن المطعم، أنبأنا أبو عبد اللَّه الحافظ

(3)

قالا: أنبأنا عبد المعز بن محمد

(4)

، أنبأنا محمد بن إسماعيل الفضيلي

(5)

، أنبأنا عبد الواحد بن أحمد المليحي

(6)

، أنبأنا أحمد بن محمد الخفاف

(7)

، حدثنا محمد بن إسحاق السراج

(8)

، أنبأنا علي بن إشكاب

(9)

، أنبأنا أبو بدر

(10)

، حدثنا زياد بن خيثمة

(11)

، عن عثمان بن مسلم

(12)

، عن أنس بن مالك قال: أبطأ علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلما فرغ قلنا: لقد احتبست؟ قال: "إن جبريل أتاني

(1)

محمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن ابراهيم السعدي المقدسي محب الدين أبو عبد اللَّه ويقال شمس الدين، سمع صحيح مسلم ومسند أبي يعلى الموصلي، ومكارم الأخلاق للخرائطي، مات سنة 726 هـ. انظر: ذيل التقييد للفاسي (1/ 133 - 134).

(2)

الشيخ الإمام المحدث المفيد الرحال المسند، جمال المشايخ صدر لدين، أبو علي الحسن بن محمد ابن الشيخ أبي الفتوح محمد القرشي التيمي البكري النيسابوري، ثم الدمشقي الصوفي. توفي سنة 556 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 326 - 328).

(3)

هو الحافظ ضياء الدين المقدسي.

(4)

الشيخ الجليل الصدوق المعمر مسند خراسان، حافظ الدين عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل أحمد بن أسعد بن صاعد الساعدي الخراساني، أبو روح الهروي البزاز ثم الصوفي مسند العصر، ولد سنة 522 هـ، روي شيئًا كثيرًا، واستشهد في دخول التتار هراة، في ربيع الأول سنة 618 هـ، وهو آخر من كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم سبعة أنفس ثقات. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 390) والعبر للذهبي (3/ 177 - 178) والتاريخ للذهبي (13/ 547) والسير له (22/ 115).

(5)

الفُضَيلي الشيخ الجليل مسند هراة، أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل بن محمد بن الفضيل، الأنصاري الفضيلي الهروي المزكي، مات غريبا بمرو، في صفر، سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. انظر: السير للذهبي (20/ 64 - 65).

(6)

الشيخ، الصدوق، مسند هراة، أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد بن داود بن أبي حاتم المَلِيْحِيُّ الهروي، كان ثقة صالحًا، توفي في جمادى الآخرة، سنة 463 هـ وله 96 سنة. انظر: نفس المصدر (18/ 255).

(7)

أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد، أبو الحسين بن أبي نصر النيسابوري الخفاف، مجاب الدعوة، وساعاته صحيحة بخط أبيه، بقي واحد عصره في علو الأسناد، وتوفي في ربيع الأول، سنة 395 هـ، وله 93 سنة. انظر: التاريخ للذهبي (8/ 748).

(8)

محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد اللَّه الثقفي مولاهم، أبو العباس السراج، أحد الأئمة الثقات الحفاظ، مولده سنة ثماني عشرة ومائتين، حدث عنه البخاري ومسلم، وهما أكبر منه وأقدم ميلادا ووفاة، وله مصنفات كثيرة نافعة جدًا، وكان يعد من مجابي الدعوة، وتوفي سنة 313 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (2/ 65) وتاريخ ابن كثير (20/ 15).

(9)

علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحر العامري بن إشكاب وهو لقب أبيه صدوق د ق. انظر: التقريب لابن حجر (رقم 4713).

(10)

شجاع بن الوليد بن قيس السكوني أبو بدر الكوفي صدوق ورع له أوهام ع. نفس المصدر (رقم 2750).

(11)

زياد بن خيثمة الجعفي الكوفي ثقة من السابعة م 4. المصدر السابق (رقم 2070).

(12)

عثمان بن مسلم البتي أبو عمرو البصري ويقال اسم أبيه سليمان صدوق عابوا عليه الإفتاء بالرأي 4. المصدر السابق (رقم 4518).

ص: 340

كهيئة المرآة بيضاء فيها نكتة سوداء، فقال: إن هذه الجمعة فيها خير لك ولأمتك، وقد أرادها اليهود والنصارى فأخطأوها. قلت: يا جبريل ما هذه النكتة السوداء؟ قال: هذه الساعة التي في يوم الجمعة لا يوافقها

(1)

يسأل اللَّه خيرًا من قسمة إِلا أعطاه إياه، أو دُخر له مثله يوم القيامة، أو صُرف من السوء مثله، وإنه خير الأيام عند اللَّه، وإن أهل الجنة يسمونه يوم المزيد. قلت: يا جبريل وما يوم المزيد؟ قال: إن في الجنة واديا أفيح تربته مسك أبيض، ينزل اللَّه كل يوم جمعة فيوضع كرسيه فيه، ثم يجاء بمنابر من نور فتوضع خلفه فتحف به الملائكة، ثم يجاء بكراسي من ذهب فتوضع، ثم يجيء النبيون والصديقون والشهداء والمؤمنون أهل الغرف فيجلسون، ثم يتجلى اللَّه إليهم فيقول:"سلوا". فيقولون: نسألك رضوانك؟ فيقول: "قد رضيت عنكم فسلوا". فيقولون: نسألك رضوانك؟ فيقول: "قد رضيت عنكم فسلوا". فيسألون مُنَاهم، فيعطيهم ما سألوا وأضعافها، ويعطيهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ثم يقول:"ألم أُنجزكم وعدي، وأتممت عليكم نعمتي، وهذا محل كرامتي". ثم ينصرفون إلى غرفهم، ويعودون كل يوم للجمعة. قلت: يا جبريل وما غرفهم؟ قال: من لؤلؤة بيضاء، أو ياقوتة حمراء، أو زبرجدة خضراء متعددة، فيها أبوابها، فيها أزواجها، مطَّردة فيها أنهارها"

(2)

.

(1)

هكذا في المخطوط. سقطت كلمة "عبد".

(2)

لهذا الحديث عدة طرق يعضد بعضها بعضًا فترتقي لدرجة القبول وهي:

- طريق: عمر بن يونس، عن جهضم بن عبد اللَّه النفيسي، عن أبي طيبة، عن عثمان بن عمير، عن أنس. رواه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في كتاب السنة (رقم 459) والآجري في الشريعة (رقم 612) والبزار في مسنده (رقم 7527) وقال:"هذا الحديث قد رواه جماعة منهم إبراهيم بن طهمان، ومحمد بن فضيل وغيرهما عن ليث، عن عثمان بن عمير، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم".

- وطريق: أسد بن موسى، عن يعقوب بن إبراهيم، عن صالح بن حيان، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أنس. رواه الذهبي في كتاب العلو للعلي الغفار (ص 32) وقال:"صالح ضعيف، تفرد به عنه القاضي أبو يوسف".

- طريق: الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس مختصرًا. رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن (رقم 1820) وابن أبي شيبة (رقم 5518) وعنه أبو يعلى (رقم 4089) وتمام في فوائده (رقم 116).

- وطريق: شيبان بن فروخ، عن الصعق بن حزن، عن علي بن الحكم البناني، عن أنس. رواه أبو يعلى (رقم 4228).

- وطريق: هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن سالم بن عبد اللَّه، عن أنس. رواه الطبراني في الأوسط (رقم 6717) وابن مهنا في تاريخ داريا (ص 100).

- وطريق: محمد بن شعيب، عن عمر مولى غفرة، عن أنس. رواه الدارمي في الرد على الجهمية (رقم 144) والدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم 65). =

ص: 341

ورواه جرير، عن ليث، عن عثمان بن أبي حميد، عن أنس بن مالك. وهو عندنا في السنة للأثرم.

وعثمان بن أبي حميد يقال: هو عثمان بن عمير أبو اليقظان الذي تقدم وفيه ضعف وتشيع. وأما عمير بن مسلم: فإن كان البتي فهو صدوق.

وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: "ولهذا الحديث عن أنس عدة طرق في جميعها مقال قد ذكرتها في كتاب "القول في جملة الأسانيد الواردة في حديث يوم المزيد"

(1)

.

وقال الحافظ أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد المقدسي فيها أنبأنا عيسى المطعم عنه: "وقد رُوي هذا الحديث عن أشرف طريق جيد: رواه محمد بن عثمان بن كرامه

(2)

، عن خالد بن مخلد القَطَواني

(3)

، عن عبد السلام بن حفص

(4)

، عن أبي عمران الجوني

(5)

، عن أنس". رواه الطبراني: عن أحمد بن زهير

(6)

، عن ابن كرامة

(7)

.

= - وطريق: محمد بن حاتم المصيصي، عن محمد بن سعيد القرشي، عن حمزة بن واصل المنقري، عن قتادة بن دعامة، عن أنس. رواه الدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم 64) وقال:"قال محمد بن سعيد: أمرنا حماد بن سلمة أن نسمع هذا الحديث من هذا الرجل".

- وطريق: عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم، عن عثمان، عن أنس. رواه الدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم 63).

- وطريق: عبد اللَّه بن الجهم الرازي، عن عمرو بن أبي قيس، عن أبي طيبة، عن عاصم، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن أنس. رواه الدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم 61).

- تابعه: عنبسة بن سعيد، عن عثمان بن عمير، عن أنس. عند الدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (ص 175 رقم 62).

- تابعه: ليث بن أبي سليم، عن عثمان بن عمير، عن أنس. عند الدارمي في الرد على الجهمية (ص 91 رقم 145) والدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم 59، 60) وابن بطة في الإبانة (رقم 24). وقال الذهبي في كتاب العلو للعلي الغفار (ص 33): "وهذه طرق يعضد بعضها بعضا رزقنا اللَّه وإياكم لذة النظر إلى وجهه الكريم".

(1)

هذا الكتاب مفقود بحثت عنه في فهارس المخطوطات فلم أجده.

(2)

محمد بن عثمان بن كرامة الكوفي ثقة خ د ت ق. التقريب لابن حجر رقم (الترجمة 6134).

(3)

خالد بن مخلد القطواني أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي صدوق يتشيع وله أفراد خ م كد ت س ق. نفس المصدر (رقم 1677).

(4)

عبد السلام بن حفص أبو مصعب ويقال: ابن مصعب الليثي أو السلمي المدني، وثقه ابن معين د ت س. المصدر السابق (رقم 4068).

(5)

عبد الملك بن حبيب الأزدي أو الكندي أبو عمران الجوني مشهور بكنيته ثقة ع. المصدر السابق رقم (الترجمة 4172).

(6)

الإمام الحجة المحدث البارع، علم الحفاظ، شيخ الإسلام، أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير التستري، الزاهد، جمع، وصنف، وعلل، وصار يضرب به المثل في الحفظ، توفي في سنة عشر وثلاثمائة، وكان من أبناء الثمانين. انظر: السير للذهبي (11/ 224) باختصار.

(7)

انظر: المعجم الأوسط (رقم 2084) وقال: "لم يروه عن أبي عمران إِلا عبد السلام، تفرد به خالد".

ص: 342

‌7 - باب ظهور الزنا والربا والرياء

(1)

.

26 -

أخبرتنا زينب بنت أحمد قالت: أنبأنا ابن خليل

(2)

، أخبرنا مسعود الجمال

(3)

، أخبرنا الحداد

(4)

، أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن مهروزمرد

(5)

، حدثنا أبو محمد بن حبان، حدثنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا جعفر بن مهران السباك

(6)

، حدثنا عبد الوارث

(7)

، عن أبي التَّيَّاح

(8)

، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويَثبُتَ الجهلُ ويُشربَ الخمرُ ويظهر الزنا"

(9)

.

تابعه قتادة، عن أنس وزاد: "وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيِّمُ

(10)

الواحد". وهو في ثاني جامع معمر

(11)

، وجزء أبي الشيخ

(12)

رواية ابن يزده

(13)

، وتاسع عشر أمالي ابن الحصين

(14)

.

(1)

هذه من علامات الساعة الصغرى، وقد ظهرت في هذه الأزمان، نعوذ باللَّه منها.

(2)

يوسف بن خليل بن قرَاجَا بن عبد اللَّه، الإمام المحدث الصادق الرحال النقال شيخ المحدثين راوية الإسلام أبو الحجاج شمس الدين الدمشقي الأدمي الإسكاف نزيل حلب وشيخها، توفي سنة 648 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 151).

(3)

مسعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن. الإصبهاني أبو الحسن، الخياط المعروف بالجمال، ولد سنة ست وخمسمائة، توفي في الخامس والعشرين من شوال سنة 595 هـ. انظر: السير (للذهبي 21/ 268) والتاريخ له (12/ 1047).

(4)

الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن علي بن مهرة، أبو علي الأصبهاني الحداد المقرئ، مسند إصبهان في القراءات والحديث، وعاش بعدما سمع 91 سنة. توفي سنة 515 هـ. انظر: انظر: التحبير للسمعاني (1/ 177 - 179) والتاريخ للذهبي (11/ 232).

(5)

أبو بكر محمد بن علي بن مهروزمرد الْخَبْلِيُّ ابن أخت أبي عمر الصائغ، من تلاميذ أبي محمد بن حبان، ومن شيوخ الإمام الشجري. انظر: ترتيب الأمالي الخميسية للشجري (2/ 290).

(6)

جعفر بن مهران السَبَّاك موثق له ما ينكر، قال ابن أبي حاتم: روى عنه أبو زرعة ولم يذكر فيه جرحا. اللسان لابن حجر (رقم 556).

(7)

عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان العنبري مولاهم أبو عبيدة التَنُّوري البصري ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 4251).

(8)

يزيد بن حميد الضُّبَعي أبو التياح بصري مشهور بكنيته ثقة ثبت ع. المصدر السابق (رقم 7704).

(9)

أخرجه البخاري (رقم 80) ومسلم (رقم 2671).

(10)

القيم الواحد أي: الذي يقوم بأمورهن، ويحتمل أن يكنى به عن اتباعهن له لطلب النكاح. انظر: الفتح لابن حجر (9/ 230).

(11)

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه. جامع معمر (11/ 381 رقم 20801).

(12)

أخرجه أبو الشيخ في فوائده (ص 35 رقم 4) تحقيق: علي الحلبي. الناشر: دار الصميعي الرياض. الطبعة الأولى 1412 هـ.

(13)

أحمد بن محمد بن الحسين بن يزده المِلَنْجي، أبو عبد اللَّه المقرئ الأصبهاني، توفي سنة 437 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (9/ 564).

(14)

ابن الحصين الشيخ الجليل المسند الصدوق مسند الآفاق أبو القاسم هبة اللَّه بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني، الهمذاني الأصل، البغدادي الكاتب، وتفرد برواية مسند أحمد وفوائد أبي بكر الشافعي المشهورة بـ "الغيلانيات" وبـ "اليشكريات"، وكان ثقة، توفي سنة 525 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (17/ 268) والسير للذهبي (14/ 376).

ص: 343

27 -

قول ابن مسعود: "ما أهلك اللَّه أهل نبي حتى يظهر فيهم الزنا والربا". في أول أبي لبيد

(1)

، وجزء عباس التَّرْقُفِي

(2)

. وروي معناه مرفوعًا في أمالي الحنائي

(3)

.

28 -

حديث عبد اللَّه بن زيد: "إن أخوف ما أخاف عليكم الرِّيَاءُ، والشهوة الخفية

(4)

". في أمالي حديث ابن البختري

(5)

.

29 -

حديث علي في السائل عن الساعة فقال: "عند حَيف

(6)

الأئمة، وتكذيبٍ بالقدر وإيمانٍ بالنجوم، وهم قوم يتخذون الأمانة مغنمًا

(7)

، والصدقة مغرمًا

(8)

، والخلافة مُلكًا، والفاحشة زيادةً". في جزء أبي الجهم

(9)

.

(1)

الإمام المحدث الرحال الصادق أبو لبيد محمد بن إدريس بن إياس السَّامي السرخسي، عمر دهرًا، ورحل الناس إليه، مات: سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وله نيف وتسعون سنة. انظر: السير للذهبي (14/ 464).

(2)

الإمام القدوة المحدث الحجة أبو محمد عباس بن عبد اللَّه بن أبي عيسى البَاكُسَائِيُّ التَّرْقُفِيُّ، أحد الرحالين في السنن، كان ثقة صالحا، عابدًا، ووثقه الدارقطني، توفي سنة سبع وستين ومائتين، انظر: المصدر السابق (13/ 12 - 13) والأثر إسناده صحيح أخرجه التَّرْقُفِي في جزئه (رقم 93) بلفظ: "ما هلك أهل نبوة حتى يفشو فيهم الربا والزنا"، وأخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه (2/ 729).

(3)

الشيخ العالم العدل أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين الدمشقي الحنائي؛ صاحب الأجزاء الجنائيات العشرة، التي انتقاها له الحافظ عبد العزيز النخشبي، كان محدث البلد في وقته، وكان ثقة، وهو منسوب إلى بيع الحناء، توفي سنة 459 هـ. انظر: السير للذهبي (131/ 18).

(4)

قال أبو عبيد: "قوله: "الشهوة الخفية" قد اختلف الناس فيها فذهب بها بعضهم إلى شهوة النساء وغير ذلك من الشهوات، وهو عندي ليس بمخصوص بشيء واحد ولكنه في كل شيء من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه وإنما هو الإصرار وإن لم يعمله، وقال بعضهم: هو الرجل يصبح معتزما على الصيام للتطوع ثم يجد طعاما طيبا فيفطر من أجله". انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 171).

(5)

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (9/ 150 رقم 6405) وابن عدي في الكامل (5/ 356 - 358) وقال: "وعبد اللَّه بن بديل له غير ما ذكرت مما ينكر عليه من الزيادة في متن أو في إسناد ولم أر للمتقدمين فيه كلاما فأذكره". وأخرجه الضياء في المختارة (9/ 371 رقم: 340 - 343) وقال: "لم يتفرد به عبد اللَّه بن بديل فقد رواه إبراهيم بن بديل عن الزهري". والحديث صحيح فقد صححه الألباني في الصحيحة (2/ 34 رقم 508).

(6)

الحَيْفُ: الجَوْرُ والظُلُمُ. . انظر: الصحاح للجوهري (4/ 1347).

(7)

قوله: "الأمانة مغنما" له معان كثيرة منها: أن يخون المؤمن في أمانته التي اؤتمن عليها فينكرها أو يتصرف فيها كما يتصرف الغانم في غنيمته. انظر: الضياء اللامع من الخطب الجوامع لابن عثيمين (8/ 633).

(8)

قوله: "الصدقة مغرمًا" يؤديها كأنها غرامة وضريبة خسرها لا يؤديها بطيب نفس واحتساب أجر وتعبد للَّه عز وجل وقيام بفريضة من فرائض الإسلام. ومن أجل ذلك يبخل بها أويؤديها بتثاقل ونقص وربما وضعها في غير أهلها. انظر: نفس المصدر (8/ 633).

(9)

أخرجه أبو الجهم في جزئه (رقم 82) عن العلاء بن موسى، عن سوار بن مصعب، عن زيد، عن علي مرفوعًا. وعنده في الإسناد سقط. =

ص: 344

30 -

حديث أبي برزة: "إنما أخشى عليكم شهوات الغيِّ

(1)

في بطونكم وفروجكم"

(2)

.

في ثاني مشيخة الفسوي

(3)

، والأطعمة للدارمي

(4)

، وأرباع السنن له

(5)

.

31 -

وحديث أبي هريرة: "ليأتين زمان لا يبقى أحدٌ إلا أكل الربا". في سابع ابن أخي ميمي

(6)

، وفي الأطعمة لعثمان الدارمي.

= وأخرجه البزار (رقم 507) من طريق: محمد بن الحصين القيسي، عن يونس بن أرقم، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حسن بن حسن، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب مرفوعًا. وقال البزار:"هذا الحديث لا نعلمه يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. ويونس بن أرقم كان صدوقا روى عنه أهل العلم واحتملوا حديثه على أن فيه شِيعِيَّةً شديدة". وأخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة أوله دون لفظ الكتاب (رقم 560).

وأبو الجهم هو الشيخ المحدث الثقة العلاء بن موسى بن عطية الباهلي، البغدادي، صاحب ذاك الجزء العالي قال أبو بكر الخطيب: كان صدوقا، مات ببغداد، في أول سنة ثمان وعشرين ومائتين. انظر: السير للذهبي (10/ 525).

(1)

قال ابن تيمية: "شهوات الغي البطن والفرج هي أغلب ما يدخل الناس النار، كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجاه في الصحيحين عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) ". انظر: الاستقامة لابن تيمية (1/ 457).

(2)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 19772، 19773، 19787) والبزار (رقم 3844، 4503) وقال: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن أبي برزة بهذا الإسناد" وأخرجه الطبراني في الصغير (رقم 511) وقال: "لا يروى عن أبي برزة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو الأشهب". والبيهقي في الزهد الكبير (رقم 371 و 372) وقال: "مرسل". قال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 101): "بعض أسانيدهم رجاله ثقات". وصححه ابن القيم في روضة المحبين (ص 477) والألباني في صحيح الترغيب (1/ 12) و (2/ 246).

(3)

الإمام الحافظ الحجة الرحال، محدث إقليم فارس، أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جُوان الفارسي، من أهل مدينة فسا، ويقال له: يعقوب بن أبي معاوية، مولده في حدود عام تسعين ومائة، في دولة الرشيد، وله تاريخ كبير جم الفوائد، ومشيخته في مجلد، مات بفسا في سنة 277 هـ. انظر: السير للذهبي (13/ 180 - 183)، والحديث في مشيخة يعقوب بن سفيان الفسوي (رقم 23).

(4)

كتاب الأطعمة مفقود، ومؤلفه هو: عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد، الإمام العلامة الحافظ الناقد، شيخ تلك الديار، أبو سعيد التميمي، الدارمي السجستاني، صاحب المسند الكبير والتصانيف، وصنف كتابا في الرد على بشر المريسي، وكتابا في الرد على الجهمية، وأخذ علم الحديث وعلله عن علي ويحيى وأحمد، وفاق أهل زمانه، توفي سنة ثمانين ومائتين. انظر: المصدر السابق (13/ 319 - 325).

(5)

هذا الكتاب مفقود بحثت عنه في فهارس المخطوطات فلم أجده.

(6)

الشيخ الصدوق المسند، أبو الحسين محمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن عبد اللَّه بن هارون البغدادي الدقاق، أحد الثقات، ويعرف بابن أخي ميمي، حدث عنه جماعة كثيرة وانتشر حديثه، مات في سلخ رجب سنة 390 هـ، وكان من أبناء التسعين. انظر: السير للذهبي (16/ 564 - 565). =

ص: 345

32 -

وحديث ابن عباس: "إذا ظهر الزنا والربا في قوم فقد أحلوا بأنفسهم عقاب اللَّه"

(1)

. في ثاني أبي بكر بن نجيح

(2)

.

33 -

حديث أبي سعيد: "ما قَبْلَ المسيحِ أخوفُ عليكم عندي أن يقوم الرجل يزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه". الفتن لحنبل

(3)

.

‌8 - باب اضطراب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة.

34 -

أخبرتنا زينب، أنبأنا ابن خليل، حدثنا الجمَّال، أنبأنا الحداد، أنبأنا أبو نعيم

(4)

، حدثنا الطبراني،

= وأخرجه ابن أخي ميمي في الجزء السابع من فوائده (ص 268 و 276)، وأبو داود (رقم 3331) وسكت عنه، والنسائي (رقم 4455) وابن ماجه (رقم 2278) والحاكم (رقم 2162) وقال:"وقد اختلف أئمتنا في سماع الحسن عن أبي هريرة فإن صح سماعه منه فهذا حديث صحيح". وقال الذهبي في تلخيصه: "سماع الحسن من أبي هريرة بهذا صحيح". وأخرجه البيهقي في الكبرى (رقم 10473) وقد اختلف العلماء في سماع الحسن من أبي هريرة، فنفاه ابن القطان والترمذي وعبد الحق الإشبيلي، وقال الزيلعي في نصب الراية (2/ 476):"مع أني وجدت هذا الحديث في مسند أبي يعلى الموصلي عن الحسن، قال: سمعت أبا هريرة، واللَّه أعلم". وضعفه الألباني في تحقيقه للمشكاة (2/ 857) وغيره.

(1)

أخرجه من حديث ابن مسعود ابن حبان (رقم 4410) وأخرجه من حديث ابن عباس الحاكم (رقم 2261) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. والطبراني في الكبير (رقم 460) والبيهقي في شعب الإيمان (رقم 5143) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 118): "فيه هاشم بن مرزوق، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات". وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته (رقم 679).

(2)

لا يزال مخطوطًا، ومؤلفه هو: المحدث، الإمام، أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح البغدادي البزاز، ولد سنة 263 هـ، مات في جمادي الآخرة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. انظر: السير للذهبي (15/ 513 - 514) باختصار.

(3)

أخرجه حنبل في الفتن (رقم 30) واللفظ له، والإمام أحمد (رقم 11252) وابن ماجه (رقم 4204) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 1781) وابن عدي في الكامل (4/ 111) وقال:"ولربيح غير ما ذكرت شيء يسير من الحديث وعامة حديثه ما ذكرته وأرجو أنه لا بأس به". قال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 237): "هذا إسناد حسن كثير بن يزيد وربيح بن عبد الرحمن مختلف فيهما". وأخرجه مختصرا الطبري في تهذيب الآثار (رقم 1117) بلفظ: "الشرك الخفي أن يعمل الرجل لمكان الرجل"، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته (رقم 3729) وأخرجه من طريق دارج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن كثير به مختصرا كسابقه. الحاكم (رقم 7936) وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

(4)

أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الإمام الحافظ الثقة العلامة شيخ الإسلام أبو نعيم المهراني الأصبهاني، الصوفي الأحول سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء، وكان أبوه من علماء المحدثين والرحالين، فاستجاز له جماعة من كبار المسندين، وكان حافظا مبرزا عالي الإسناد، تفرد في الدنيا بشيء كثير من العوالي، مات سنة 430 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 453).

ص: 346

حدثنا الدَّبَرِيُّ

(1)

، أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة" وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة

(2)

. قال معمر: وسمعت غير الزهري يقول: "على ذلك الحجر بيت مبني اليوم". رواه مسلم

(3)

عن ابن رافع وابن حميد، عن عبد الرزاق

(4)

. ورواه البخاري لشُعَيْبٍ

(5)

، عن الزهري

(6)

.

35 -

وحديث جرير في ذي الخلصة وتخريبها

(7)

، في سابع المخلِّصِيات

(8)

.

36 -

وقال إسحاق بن راهويه: أخبرنا النضر

(9)

، حدثنا أبو معشر

(10)

، عن سعيد

(11)

، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعة حتى تُعبدَ اللات والعزى". قال أبو هريرة: "كأني بنساء دوس يصطفقن بألياتهن عند صنم ذي الخلصة"

(12)

.

(1)

الشيخ العالم المسند الصدوق أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني الدبري: راوية عبد الرزاق، سمع تصانيفه منه في سنة 210 هـ باعتناء أبيه به، وكان حدثا، فإن مولده -على ما ذكره الخليلي- في سنة 195 هـ، وسماعه صحيح، قال الحاكم: سألت الدارقطني عن إسحاق الدبري: أيدخل في الصحيح؟ قال: إي واللَّه، هو صدوق، ما رأيت فيه خلافا. مات بصنعاء في سنة 285 هـ، وله تسعون سنة. انظر: نفس المصدر (13/ 416 - 418).

(2)

تبالة في الحجاز في طريق مكة من اليمن وبينهما أربع مراحل. انظر: الروض المعطار للحميري (ص 129).

(3)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 20795).

(4)

أخرجه مسلم (رقم 2906).

(5)

شعيب بن أبي حمزة الأموي مولاهم واسم أبيه دينار أبو بشر الحمصي، ثقة عابد قال ابن معين: من أثبت الناس في الزهري ع. التقريب لابن حجر (رقم 2798).

(6)

أخرجه البخاري (رقم 7116).

(7)

أخرجه البخاري (رقم 4356 و 4357 و 3020 و 3076 و 6333) ومسلم (رقم 2476).

(8)

لم أجده في النسخة المطبوعة من المخلصيات.

(9)

النضر بن شميل المازني أبو الحسن النحوي البصري نزيل مرو ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 7135).

(10)

نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني أبو معشر مولى بني هاشم مشهور بكنيته ضعيف أسن واختلط 4. نفس المصدر (رقم 7100).

(11)

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار من كبار الثانية اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل ع. المصدر السابق (رقم 2396).

(12)

أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 313) وقال: "أبو معشر هذا له من الحديث غير ما ذكرت وقد حدث عنه الثوري وهشيم والليث بن سعد وغيرهم من الثقات، وهو مع ضعفه يكتب حديثه". وهذا الحديث وإن كان فيه ضعفا فهو يعتضد بالحديث السابق، وله شاهد أيضًا عن ابن عباس وفيه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كأني بنساء بني فهر يطفن بالخزرج تصطك ألياتهن مشركات". =

ص: 347

37 -

وفي مسند عمر للإسماعيلي في ترجمة أبي الأسود ظالم

(1)

عنه قول عبد اللَّه بن عمرو: "لا تقوم الساعة حتى تدافع مناكب نساء بني عامر بن صعصعة على ذي الخلصة، وثن كان من أوثان الجاهلية"

(2)

.

38 -

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي

(3)

، عن سفيان

(4)

، عن الأعمش

(5)

، عن خيثمة

(6)

قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو يقول: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات النساء حول الأصنام"

(7)

.

‌9 - باب قول اللَّه تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القمر].

39 -

وبهذا الإسناد إلى المخلص: حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد اللَّه بن سيف

(8)

، حدثنا يونس بن عبد الأعلى

(9)

، حدثنا ابن وهب

(10)

، حدثني أبو هانئ

(11)

، عن أبي عبد الرحمن الحبلي

(12)

، عن عبد اللَّه بن عمرو

= أخرجه الإمام أحمد في المسند (رقم 3054 و 3055) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 79) وفي الأوائل (رقم 58) والفريابي في القدر (رقم 415) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 1116) وابن راهويه كما في المطالب العالية لابن حجر (رقم 2960).

(1)

أبو الأسود الدِّيْلي ويقال الدَّؤَلي البصري اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان ويقال: عمرو بن ظالم ويقال: بالتصغير فيهما ويقال: عمرو بن عثمان أو عثمان بن عمرو ثقة فاضل مخضرم ع. التقريب لابن حجر (رقم 7940).

(2)

أخرجه الحاكم (رقم 8465) وقال: على شرط البخاري ومسلم. و (رقم 8653) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. قال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم. وأخرجه الضياء في المختارة (رقم 142) والطبري في تهذيب الآثار (رقم 1145) وصححه.

(3)

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري ثقة ثبت حافظ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 17).

(4)

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد اللَّه الكوفي ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة ع. التقريب لابن حجر (رقم 2445).

(5)

سليمان بن مهران الأعمش ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4).

(6)

خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة بفتح المهملة وسكون الموحدة الجعفي الكوفي ثقة وكان يرسل من الثالثة مات بعد سنة ثمانين ع. المصدر السابق (رقم 1773).

(7)

لم أجده في مسند الإمام أحمد ولا في مؤلفاته الأخرى، وأخرجه ابن أبي شيبة: عن معاوية بن هشام، عن سفيان به مثله. (رقم 37246) والأثر إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.

(8)

أحمد بن عبد اللَّه بن سيف، أبو بكر السجستاني الفارض، وثقه الخطيب. مات في جمادي الأولى سنة 316 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (7/ 302) بتصرف.

(9)

يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة الصدفي أبو موسى المصري ثقة م س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7907).

(10)

عبد اللَّه بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه ثقة حافظ عابد ع. نفس المصدر (رقم 3694).

(11)

حميد بن هانئ أبو هانئ الخولاني المصري لا بأس به وهو أكبر شيخ لابن وهب بخ م 4. المصدر السابق (رقم 1562).

(12)

عبد اللَّه بن يزيد المعافري أبو عبد الرحمن الحبلي ثقة بخ م 4. المصدر السابق (رقم 3712).

ص: 348

قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "كتب اللَّه مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. قال: وكان عرشه على الماء"

(1)

.

‌10 - باب قول اللَّه تعالى عن نوح: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)} [نوح]

40 -

أخبرنا الإمامان الحافظان شيخا الإسلام أبو العباس احمد بن عبد الحليم بن تيمية وأبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن قالا: أنبأنا أحمد بن أبي الخير

(2)

ح

وأخبرنا إبراهيم بن صالح بن هاشم

(3)

، أنبأنا يوسف بن خليل الحافظ قالا: أنبأنا خليل بن أبي الرجاء

(4)

-قال ابن خليل: سماعًا، وقال ابن أبي الخير: إجازةً- قال: أنبأنا أبو علي الحدادي، حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللَّه، حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد

(5)

، حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، حدثنا عبد اللَّه بن بكر

(6)

، حدثنا هشام بن أبي بكر

(7)

، عن يحيى بن أبي كثير

(8)

، عن أبي جعفر

(9)

، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا بقي ثلث الليل نزل اللَّه إلى سماء الدنيا فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا

(1)

أخرجه المخلص في المخلصيات (رقم 2588) وعنه المصنف كما هنا، وأخرجه الإمام أحمد (رقم 6579) ومسلم (رقم 2653) وعبد بن حميد (رقم 343) والترمذي في سننه (رقم 2156) وغيرهم.

(2)

أحمد بن أبي الخير سلامة بن إبراهيم بن سلامة بن معروف أبو العباس الدمشقي الحنبلي الحداد ثم الخياط المنادى المقرئ، روى الكثير، وكان صدوقا خيرا سهل القياد، مات يوم عاشوراء سنة 678 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 44).

(3)

إبراهيم بن صالح بن هاشم الشيخ الجليل المعمر بقية المشايخ عز الدين أبو إسحاق ابن العجمي الحلبي الشافعي من بيت العلم والرياسة خاتمة من روي بالسماع عن الحافظ ابن خليل، وكان من أبناء التسعين توفي سنة 731 هـ. انظر: الوافي للصفدي (6/ 17).

(4)

الشيخ الجليل المسند، شيخ الشيوخ، أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء بدر بن أبي الفتح ثابت بن روح بن محمد بن عبد الواحد الأصبهاني، الراراني، الصوفي، مات سنة ست وتسعين وخمسمائة. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 1069) باختصار.

(5)

الشيخ الصدوق المحدث، مسند العراق، أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد بن منصور النصيبي ثم البغدادي العطار، قال الخطيب: كان لا يعرف شيئًا من العلم، غير أن سماعه صحيح، مات سنة 359 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 1069).

(6)

عبد اللَّه بن بكر بن حبيب السهمي الباهلي، الحافظ الحجة أبو وهب السهمي الباهلي البصري، وثقه: أحمد بن حنبل، وجماعة، وكان أحد الفقهاء وأصحاب الحديث، توفي في شهر المحرم، سنة ثمان ومائتين، وقد قارب التسعين. انظر: السير للذهبي (9/ 451).

(7)

هشام بن أبي عبد اللَّه سَنْبَر أبو بكر البصري الدَّستوائي، ثقة ثبت وقد رمي بالقدر ع. التقريب لابن حجر (رقم 7299).

(8)

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل ع. نفس المصدر (رقم 7632).

(9)

أبو جعفر المؤذن الأنصاري المدني مقبول بخ 4. المصدر السابق (رقم 8017).

ص: 349

الذي يسترزقني فأرزقه، من ذا الذي يستكشف الضر فأكشفه عنه. حتى ينفجر الصبح"

(1)

. رواه النسائي: عن إسماعيل بن مسعود

(2)

، عن خالد

(3)

، عن هشام

(4)

. فوقع لنا عاليًا

(5)

.

وعن شعيب بن شعيب

(6)

، عن عبد الوهاب بن سعيد

(7)

، عن شعيب بن إسحاق

(8)

، عن الأوزاعي، عن يحيى قال: حدثني أبو جعفر نحوه

(9)

. فوقع لنا عاليًا بدرجتين

(10)

والحمد للَّه.

41 -

وأخبرنا به عيسى وسليمان، أنبأنا ابن اللتي

(11)

، أنبأنا الحسين بن المتوكل على اللَّه

(12)

، أنبأنا أبو غالب الباقلاني

(13)

، أنبأنا أبو بكر البرقاني

(14)

، أنبأنا أبو بكر بن الهيثم الأنباري

(15)

، حدثنا محمد هو ابن أبي

(1)

أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في عواليه (رقم 64) والمؤلف من طريقه كما هنا، وأخرجه الإمام أحمد (رقم 7509) والدارقطني في كتاب النزول (رقم 49) والترغيب في الدعاء لعبد الغني المقدسي (رقم 25) قال الذهبي كها في مختصر العلو (ص 116):"إسناده قوي".

(2)

إسماعيل بن مسعود الجحدري، بصري يكنى أبا مسعود، ثقة س. التقريب لابن حجر (رقم 482).

(3)

خالد بن الحارث بن عبيد بن سليم الهجيمي أبو عثمان البصري ثقة ثبت ع. نفس المصدر (رقم 1619).

(4)

أخرجه النسائي في الكبرى (رقم 10237) والحديث حسن كما تقدم، وله متابع سيأتي بعده.

(5)

العلو نوعان، الأول: العلو المطلق. وهو الإسناد المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأقل عدد من الرواة. والثاني: العلو النسبي. وهو العلو بالإسناد بالنسبة إلى إمام من الأئمة. انظر: تحرير علوم الحديث لعبد اللَّه الجديع (1/ 56).

(6)

شعيب بن شعيب بن إسحاق الدمشقي صدوق س. التقريب لابن حجر (رقم 2802).

(7)

عبد الوهاب بن سعيد بن عطية السلمي أبو محمد الدمشقي يعرف بوهب صدوق س ق. نفس المصدر (رقم 4256).

(8)

شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن الأموي ثقة رمي بالإرجاء خم د س ق. المصدر السابق (رقم 2793).

(9)

أخرجه النسائي في الكبرى (رقم 10238).

(10)

العلو النسبي: يقل العدد فيه إلى ذلك الإمام ولو كان العدد من ذلك الإمام إلى منتهاه كثيرًا. نزهة النظر لابن حجر (ص 147).

(11)

الشيخ الصالح المسند المعمر رحلة الوقت أبو المنجي عبد اللَّه بن عمر بن علي بن زيد، ابن اللَّتِّيِّ البغدادي الحَرِيْمِيُّ الطاهري القزاز، روى الكثير، وكان سماعه صحيحًا، توفي سنة 635 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 15).

(12)

الحسين بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل على اللَّه العباسي الهاشمي المقرئ، الأديب أبو علي، كان أديبا فاضلا، صالحًا متدينًا صدوقًا، توفي سنة أربع وخمسين وخمسمائة. انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (2/ 71 - 76).

(13)

الشيخ الصالح المحدث أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن خداداذا الباقلاني، البقال الفامي البغدادي، قال ابن ناصر: كان كثير البكاء من خشية اللَّه. توفي في شهر ربيع الآخر سنة خمسمائة. انظر: السير للذهبي (14/ 219).

(14)

الإمام العلامة الفقيه الحافظ الثبت، شيخ الفقهاء والمحدثين، أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي ثم البرقاني الشافعي، كان ثقة ورعا ثبتا فهما، عارفا بالفقه، مات في أول رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة. انظر: نفس المصدر (17/ 464).

(15)

الشيخ المعمر مسند بغداد، أبو بكر بن أبي أحمد البندار، واسمه: محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم بن عمران الأنباري، قال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقال: كان سماعه صحيحا بخط أبيه، توفي سنة ستين وثلاثمائة. انظر: المصدر السابق (16/ 63 - 64).

ص: 350

العوام

(1)

، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء

(2)

، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر: أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا بقي ثلث الليل نزل اللَّه إلى سماء الدنيا، فيقول: "من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، من ذا الذي يسترزقني فأرزقه، من ذا الذي يستكشف الضر فأكشفه عنه. حتى ينفجر الفجر"

(3)

.

42 -

وأخبرنا إمام المشرق والمغرب أبو العباس ابن تيمية، أنبأنا أبو زكريا ابن الصيرفي

(4)

، أنبأنا أبو العباس الدبيقي، أخبرنا أبو منصور القزاز

(5)

، أنبأنا أبو محمد بن هزار مرد الصريفيني، أخبرنا أبو القاسم عبيد اللَّه بن أحمد بن علي الصيدلاني

(6)

، حدثنا أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن زياد النيسابوري

(7)

، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا عبد اللَّه بن وهب، أخبرني مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبد اللَّه الأغر

(8)

، وعن أبي سلمة بن

(1)

المحدث الإمام أبو بكر وأبو جعفر محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوام الرياحي، قال الدارقطني: صدوق. قلت: مات سنة ست وسبعين ومائتين، في رمضانها. انظر: المصدر السابق (13/ 7).

(2)

عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر العجلي مولاهم البصري صدوق ربما أخطأ أنكروا عليه حديثا في العباس يقال دلسه عن ثور من التاسعة عخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 4263).

(3)

تقدم تخريجه في الحديث (رقم 40)، وأخرجه أيضًا الطيالسي (رقم 2638) والإمام أحمد (رقم 10756) والنسائي في الكبرى (رقم 10237) والدارمي في الرد على الجهمية (رقم 129).

(4)

الإمام المفتي القدوة جمال الدين أبو زكريا يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح الجيش الحراني الحنبلي، مولده في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وتميز بحران وأفتى ودرس وقرأ على الشيوخ ونسخ الأجزاء وتفرد وعمر دهرا، وروى الكثير، مات في صفر سنة ثمان وسبعين وستمائة. انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 112 - 112) باختصار.

(5)

الشيخ الجليل الثقة أبو منصور عبد الرحمن بن المحدث أبي غالب محمد بن عبد الواحد بن حسن بن منازل بن زريق، الشيباني البغدادي، الحريمي القزاز، كان شيخًا صالحًا متوددا، سليم القلب، حسن الأخلاق، صبورا، مشتغلا بها يعنيه، وتوفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وكان صحيح السماع. انظر: السير للذهبي (20/ 69 - 72) باختصار.

(6)

عبيد اللَّه بن أحمد بن على بن الحسين، أبو القاسم المقرئ المعروف بابن الصيدلاني، هو أحد من حدث عنه من الثقات، روى عنه الأزهري، وكان صالحًا مؤمونا ثقة، توفي سنة 398 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (15/ 63) بتصرف.

(7)

الإمام الحافظ العلامة شيخ الإسلام أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون النيسابوري، مولى أمير المؤمنين عثمان بن عفان الأموي، الشافعي صاحب التصانيف، تفقه بالمزني والربيع وابن عبد الحكم، ومن محمد بن يحيى الذهلي، وبرع في العلمين الحديث والفقه، وفاق الأقران، مات في شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وثلاثمائة عن بضع وثمانين سنة. انظر: تاريخ الخطيب (11/ 339) السير للذهبي (15/ 65) باختصار.

(8)

سلمان الأغر أبو عبد اللَّه المدني مولى جهينة أصله من أصبهان ثقة من كبار الثالثة ع. التقريب لابن حجر (رقم 2478).

ص: 351

عبد الرحمن

(1)

، عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له"

(2)

.

43 -

وأخبرني بأعلى من هذا محمد بن يعقوب

(3)

حضورًا، أخبرنا عبد الرحمن بن مكي

(4)

ح

وأخبرنا الحاكم سليمان حضورًا، أنبأنا جعفر

(5)

قالا: أخبرنا السِّلفي، أخبرنا الثقفي، أخبرنا ابن بشران، حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد قال: قُرئ على سليمان بن الأشعث وأنا أسمع: حدثنا القعنبي، عن ملك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن أبي عبد اللَّه بن الأغر، عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ينزل اللَّه كل ليلة إلى سماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ ". رواه البخاري، عن القعنبي على الموافقة

(6)

.

ووقع لنا عاليًا من حديث أبي داود، وهو عندنا في الثاني من الحُجْريات

(7)

لمحمد بن عمرو

(8)

، عن أبي سلمة

(9)

. قال عبد اللَّه بن محمد بن يعقوب

(10)

: سمعت أبا حاتم الرازي: "من قال النزول غير النزول وما أشبهه فهو جهمي كافر"

(11)

.

(1)

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني قيل اسمه عبد اللَّه وقيل إسماعيل ثقة مكثر ع. المصدر السابق (رقم 8142).

(2)

أخرجه مالك في الموطأ (رقم 237) والحديث متفق عليه وسيأتي تخريجه هنا في الحاشية (رقم 5).

(3)

محمد بن يعقوب بن بدران بن منصور المقرئ المسند عماد الدين أبو عبد اللَّه ابن شيخ القراء تقي الدين ابن الجرائدي الدمشقي المولد المصري الدار، وكان شيخنا حافظا للشاطبية، مات سنة 720 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 304).

(4)

الشيخ المسند المعمر أبو القاسم عبد الرحمن بن الحاسب مكي بن عبد الرحمن بن أبي سعيد بن عتيق، جمال الدين الطرابلسي ثم الإسكندراني، سبط الحافظ أبي طاهر، سمع من جده كثيرًا، توفي، سنة 651 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 278).

(5)

جعفر بن علي بن هبة اللَّه بن جعفر بن يحيى أبو الفضل الهمداني، ستأتي ترجمته في الحديث (رقم 61).

(6)

أخرجه البخاري (رقم 1945، 7494) ومسلم (رقم 168).

(7)

نسبة إلى الإمام علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي نزيل بغداد ثم مرو ثقة حافظ خ م ت س. التقريب لابن حجر (رقم 4700).

(8)

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني صدوق له أوهام ع. نفس المصدر (رقم 6188).

(9)

أخرجه علي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر المدني (رقم 177).

(10)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(11)

هذا القول الفريد مما انفرد بذكره الإمام ابن المحب الصامت. ولقد استفاض عن أئمة الإسلام تكفير الجهمية عمومًا، وتكفير بعض أعيانهم قال ابن القيم في نونيته (ص 42):

ولقد تقلد كفرهم خمسون في

عشر من العلماء في البلدان

واللالكائيُ الإمامُ حكاه عنـ

ـهم بل حكاه قبله الطبراني

ص: 352

‌11 - باب صفة الرحمن

(1)

44 -

أخبرنا أحمد بن إدريس

(2)

بقراءتي عليه بحماه و محمد بن أبي بكر السكاكيني

(3)

بدمشق، أنبأنا مكي ابن المسلم بن مكي

(4)

بدمشق، أنبأنا علي بن الحسن بن هبة اللَّه

(5)

، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي

(6)

بأصبهان، أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق العبدي

(7)

وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم القفال

(8)

(1)

تضمنت سورة الإخلاص من وصف اللَّه سبحانه وتعالى الذي ينفي قول أهل التعطيل وقول أهل التمثيل ما صارت به هي الأصل المعتمد في مسائل الذات وقد اعتمد الأئمة عليها مع ما تضمنته في تفسير الأحد. وهذا يقتضي أن ما كان صفة للَّه من الآيات فإنه يستحب قراءته، واللَّه يحب ذلك، ويحب من يحب ذلك، ولا خلاف بين المسلمين في استحباب قراءة آيات في الصفات للصلاة الجهرية التي يسمعها العامي وغيره. انظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية (6/ 328) والتحفة العراقية لابن تيمية (1/ 62).

(2)

أحمد بن إدريس بن محمد بن المفرج بن مُزَيْزٍ الصدر أبو العباس الحموي الكاتب، قرأ عليه ابن تيمية جزءًا في سنة ثمانين وستمائة، توفي في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 38).

(3)

محمد بن أبي بكر بن القاسم الشيخ العالم الزاهد المتكلم شيخ الشيعة ومتكلم القوم شمس الدين أبو عبد اللَّه الهمذاني ثم الدمشقي السكاكيني، كان مطبوعا متوددًا، حلو المجالسة، فصيحا قوي المشاركة في الأدب والاعتزال والبدعة عارفا بفقه الإمامية، من أذكياء الرجال، وكان يترضى عن الشيخين وينصف، وما حفظ عنه سبُ معين، وله أشياء حسنة، ولكن التقية شعاره، فاللَّه أعلم بسريرته، ظهر له في أواخر عمره السماع الكبير من ابن علان، والرشيد العراقي، وابن سعد، وجماعة، ولما رجع من المدينة سنة 717 هـ، سمع منه الجماعة، وأنشدهم قصيدة له في مدح الصحابة، مات في صفر سنة 721 هـ. انظر: نفس المصدر (2/ 318).

(4)

الشيخ الجليل العدل المعمر سديد الدين أبو محمد مكي بن المسلم بن مكي بن خلف بن المسلم بن أحمد بن محمد بن حصن بن صقر ابن عبد الواحد بن علي بن علان القيسي العلائي الدمشقي المسكي الطيبي، توفي سنة 652 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 286 - 287).

(5)

الحافظ ابن عساكر صاحب التاريخ الثمانين مجلدة أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللَّه الدمشقي، محدث الشام ثقة الدين، عني بالحديث ورحل فيه إلى العراق وخراسان وإصبهان، وساد أهل زمانه في الحديث ورجاله وبلغ في ذلك الذروة العليا، توفي في ربيع الآخر سنة 571 هـ. انظر: العبر للذهبي (3/ 60 - 61).

(6)

أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان الحافظ أبو سعد الأصبهاني، البغدادي الأصل، كان حافظا كبيرا تام المعرفة بالحديث يحفظ جميع الصحيح لمسلم وكان يملي الأحاديث من حفظه ولد في صفر سنة ثلاث وستين وأربعمائة بأصبهان ومات في شهر ربيع الأول من سنة 540 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 176).

(7)

عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي، أبو عمرو بن أبي عبد اللَّه، من بيت العلم والحديث، سمع الحديث الكثير، ورحل الناس إليه من الأقطار توفي سنة 475 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (16/ 225).

(8)

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، أبو إسحاق الأصبهانيّ الطّيّان القفّال، سئل أبو سعد البغدادي عنه، فقال: شيخ صالح، سمعت أنَّه كان يخدم ابن خرّشيد في صِغَره. توفي سنة 481 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 488).

ص: 353

قالا: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد الوراق

(1)

، أنبأنا أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن زياد الفقيه

(2)

، حدثنا عيسى بن إبراهيم

(3)

وأحمد بن عبد الرحمن

(4)

قالا: حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث

(5)

، عن ابن أبي هلال

(6)

: أن أبا الرجال

(7)

حدثه، عن أمه عَمرة بنت عبد الرحمن

(8)

-وكانت في حجر عائشة- عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم: بعث رجلًا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص] فلما رجعوا ذكروا -وفي حديث حرملة: ذكروا ذلك- لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ " فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فأخبروه أن اللَّه يحبه"

(9)

.

45 -

قال ابن أبي هلال: فحدثني محمد بن عمر: أنه بلغه أن أهل الكتاب والمشركين قالوا: يا محمد انسب لنا ربك حتى نعرفه؟ فقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} [الإخلاص] قالوا: فما الصمد؟ قال: الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص].

أخرجه البخاري عن أحمد بن صالح. وأخرجه مسلم عن أبي عبيد اللَّه أحمد بن عبد الرحمن، جميعًا عن ابن وهب

(10)

.

(1)

الشيخ الصدوق المسند أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد بن خرشيذ قوله الكرماني، الأصبهاني، التاجر، توفي سنة أربعمائة، خُرَشيذ -بفتح أوله وثانيه- هكذا وُجد مضبوطا، وإنما على أفواه الطلبة بالضم والتثقيل. انظر: السير للذهبي (17/ 70).

(2)

عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن زياد بن واصل بن ميمون أبو بكر النيسابوري الفقيه. وقد مرت ترجمته في الحديث (رقم 43).

(3)

ابن مثرود عيسى بن إبراهيم الغافقي الإمام، الفقيه، المحدث، أبو موسى عيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقي مولاهم، المصري، من ثقات المسندين، توفي في صفر، سنة إحدى وستين ومائتين. انظر: السير للذهبي (12/ 362).

(4)

أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم المصري، لقبه بَحْشليكنى أبا عبيد اللَّه صدوق تغير بأخرة م. التقريب لابن حجر (رقم 67).

(5)

عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري أبو أيوب ثقة فقيه حافظ ع. التقريب لابن حجر (رقم 5004).

(6)

سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم أبو العلاء المصري قيل: مدني الأصل وقال ابن يونس: بل نشأ بها، صدوق لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا إِلا أن الساجي حكي عن أحمد أنه اختلط ع. نفس المصدر (رقم 2410).

(7)

محمد بن عبد الرحمن بن حارثة الأنصاري أبو الرِّجال مشهور بهذه الكنية وهي لقبه وكنيته في الأصل أبو عبد الرحمن ثقة م س ق. نفس المصدر (رقم 6070).

(8)

عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية، والدة أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي صحابية. انظر: تهذيب الكمال للمزي (35/ 241) بتصرف.

(9)

أخرجه البخاري (رقم 7375) ومسلم (رقم 813/ 263) وسيأتي في الحديث (رقم 45).

(10)

أخرجه البخاري (رقم 7375) ومسلم (رقم 263).

ص: 354

46 -

وأنبأتنا بعضه زينب، عن عجيبة

(1)

، عن مسعود

(2)

والرستمي، عن أبي عمرو.

47 -

أخبرنا عيسى والحاكم سليمان، أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا عبد الأول

(3)

، أنبأتنا بيبي الهرثمية

(4)

، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح

(5)

، حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا مصعب بن عبد اللَّه الزبيري

(6)

، حدثنا عبد العزيز بن محمد

(7)

، عن عبيد اللَّه بن عمر

(8)

، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك: أن رجلًا كان يكثر قراءة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص] في الصلاة مع كل سورة ويأمرُ أصحابَه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما يلزمك هذه السورة؟ " قال: إني أحبها. قال: "حبها أدخلك الجنة"

(9)

.

(1)

عجيبة بنت الحافظ أبي بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد بن مرزوق الباقداري البغدادي، وتدعى ضوء الصباح شيخة مسنة مشهورة، توفيت في صفر سنة 647 هـ وقد كملت ثلاثا وتسعين سنة. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 581).

(2)

هو أبو الفرج الثقفي الأصبهاني، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 23).

(3)

عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق أبو الوقت السجزي الهروي الصوفي، سمع منه الأئمة والحفاظ كان شيخًا صالحًا ألحق الصغار بالكبار، توفي سنة 553 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 386).

(4)

الشيخة، المعمرة، المسندة، أم الفضل، وأم عزَّي بيبي بنت عبد الصمد بن علي بن محمد الهرثمية، الهروية، صالحة عفيفة، عندها جزء من حديث ابن أبي شريح، توفيت في سنة سبع وسبعين وأربعمائة. انظر: السير للذهبي (18/ 403).

(5)

الإمام، القدوة، المحدث المتبع، مسند هراة وعالمها، أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن ثابت الأنصاري الهروي، ابن أبي شريح كمان صدوقا، صحيح السماع، صاحب حديث وعلم وجلالة. توفي في صفر سنة 392 هـ، وله خمس وثمانون سنة. انظر: السير للذهبي (16/ 526).

(6)

مصعب بن عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير بن العوام الأسدي أبو عبد اللَّه الزبيري المدني نزيل بغداد صدوق عالم بالنسب من العاشرة مات سنة ست وثلاثين س ق. التقريب لابن حجر (رقم 6693).

(7)

عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي أبو محمد الجهني مولاهم المدني صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ قال النسائي حديثه عن عبيد اللَّه العمري منكر من الثامنة مات سنة ست أو سبع وثمانين ع. نفس المصدر (رقم 4119).

(8)

عبيد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني أبو عثمان ثقة ثبت قدمه أحمد بن صالح على مالك في نافع وقدمه بن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة عنها ع. التقريب لابن حجر (رقم 4334).

(9)

أخرجته بيبي الهرثمية في جزئها (رقم 83) والمؤلف من طريقها، وهذا الحديث عدة طرق وهي:

- طريق: إسماعيل بن أبي أويس، عن الدراوردي، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن ثابت. أخرجه البخاري تعليقًا في: باب الجمع بين السورتين في الركعة، ووصله عنه الترمذي (رقم 2901) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عبيد اللَّه بن عمر عن ثابت البناني. وأما عند الضياء في المختارة فقال: "حديث حسن غريب صحيح".

- طريق: مصعب الزبيري، عن الدراوردي به. أخرجه أبو يعلى (رقم 3335) وعنه ابن حبان (رقم 794) ومن طريقه الضياء في المختارة (رقم 1749)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 898) وقال:"لم يرو هذا الحديث عن عبيد اللَّه إِلا عبد العزيز". لكن رواه عن عبيد اللَّه سليمان بن بلال كما هنا. =

ص: 355

‌12 - باب مُخَاصِرة

(1)

العبدِ ربَّه.

48 -

أخبرنا إبراهيم بن علي الأنصاري

(2)

، أنبأنا علي بن محمد السخاوي

(3)

، أنبأنا أبو طاهر السِّلفي، أنبأنا الخليل بن عبد الجبار الْقُرَّائِيُّ بِقَزْوِيَنَ

(4)

، أنبأنا علي بن الحسين القاضي بتنيس

(5)

، أنبأنا محمد بن علي النقاش

(6)

، حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النَّسائي، أنبأنا عمرو بن يزيد

(7)

، حدثنا سيف بن عبيد اللَّه

(8)

وكان ثقة، عن سلمة بن العيَار

(9)

، عن سعيد بن عبد العزيز

(10)

، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب،

= - طريق: إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن الدراوردي به. أخرجه ابن خزيمة (رقم 537) والحاكم في مستدركه (رقم 878) وقال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقد احتج البخاري أيضًا مستشهدا بعبد العزيز بن محمد في مواضع من الكتاب" وقال الذهبي: على شرط مسلم وأورده البخاري تعليقا، وأخرجه أيضًا البيهقي في الشُّعَب (رقم 2309) والضياء في المختارة (رقم 1705).

- طريق سليمان بن بلال، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن ثابت، عن أنس. أخرجه البيهقي في السنن الصغير (رقم 972) وفي الشعب (رقم 2310) والضياء في المختارة (رقم 1751) وقال: إسناده صحيح.

- طريق: مبارك بن فضائة، عن ثابت، عن أنس مختصرًا. أخرجه الترمذي (رقم 2901) وابن نصر كما في مختصر قيام الليل (ص 162).

(1)

المخاصرة هنا بمعنى الملاقاة، وهي عكس المخازمة التي بمعنى المعارضة في السَّيْر، قال ابن منظور في لسان العرب (12/ 175):"أخذ في طريق وأخذ غيره في طريق حتى التقيا في مكان واحد، قال: وهي المخاصرة. والمخازمة: المعارضة في السير". وقال ابن الأعرابي: "المخاصرة أن يمشي الرجلان ثم يفترقا حتى يلتقيا على غير ميعاد". ذكره ابن منظور في لسان العرب (4/ 243).

(2)

إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب أبو إسحاق الأنصاري الدمشقي البزاز، رجل عاقل ساكن وقور، سمع من السخاوي ستة أجزاء حدث بها مرات، وانفرد بها، وسمع منه خلق، توفي سنة 719 هـ، وله أربع وثمانون سنة. انظر: السير للذهبي (23/ 132).

(3)

الشيخ الإمام العلامة، شيخ القراء والأدباء، علم الدين، أبو الحسن علي بن محمد الهمداني، المصري، السخاوي، الشافعي، نزيل دمشق، توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة. انظر: السير للذهبي (23/ 132).

(4)

الخليل بن عبد الجبار بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن التميمي أبو ابراهيم القرائي من أهل قزوين من بيت الحديث والرواية، وبيتهم في العلم قديم. انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (13/ 246) والتدوين في أخبار قزوين للرافعي (2/ 500).

(5)

أبو الحسن علي بن الحسين بن عثمان بن جابر القاضي بتنيس الفقيه توفي سنة 453 هـ. انظر: معجم السفر للسلفي (ص 76) والسير للذهبي (10/ 38).

(6)

التنيسي الشيخ الإمام الحافظ الثقة، أبو بكر محمد بن علي بن حسن المصري النقاش، محدث تنيس، ارتحل إليه الدارقطني، توفي في رابع شعبان سنة تسع وستين وثلاثمائة. انظر: السير للذهبي (13/ 246).

(7)

عمرو بن يزيد، أبو بريد الجَرمي البصري. قال النسائي: ثقة. انظر: التاريخ للذهبي (5/ 1200).

(8)

سيف بن عبيد اللَّه الجَرمي أبو الحسن السراج البصري صدوق ربها خائف س. التقريب لابن حجر (رقم 2723).

(9)

سلمة بن العيار واسم أبيه أحمد بن حصن الفزاري مولاهم أبو مسلم الدمشقي ثقة س. نفس المصدر (رقم 2504).

(10)

سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي ثقة إمام سواء أحمد بالأوزاعي وقدمه أبو مسهر بخ م 4. المصدر السابق (رقم 2358).

ص: 356

عن أبي هريرة قال: قلنا يا رسول اللَّه هل نرى ربنا عز وجل؟ قال: "هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه؟ وهل ترون القمر في ليلة لا غيم فيها؟ فإنكم سترون ربكم حتى أن أحدكم ليُخَاصرُ ربَّهُ محاصرة ويقول: عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول: ألم تغفر لي؟ فيقول: بمغفرتي صرت إلى هذا"

(1)

.

رواه الطبراني، عن النسائي -وهو عندنا في جزء كبير عنه- وقال:"لم يرو هذا الحديث عن الزهري إِلا سعيد ابن عبد العزيز، ولا عن سعيد إِلا سلمة بن العيار، ولا عن سلمة إِلا سيف. تفرد به أبو يزيد"

(2)

.

وقال حمزة الكناني

(3)

: "هذا حديث غريب حسن صحيح، لا أعلم أحدًا حدث به غير أحمد بن شعيب، واللَّه أعلم"

(4)

.

ورواه الترمذي وابن ماجة: عن عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين

(5)

، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية

(6)

، عن سعيد بن المسيب. في حديث سوق الجنة

(7)

.

(1)

أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 1693) والدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم 31) وابن النحاس في كتاب رؤية اللَّه (رقم 7) وأبو نعيم في الحلية (6/ 127) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 963) وأبو الحسين علي بن غنائم في فوائده (ل 8/ ب) مخطوط.

(2)

انظر: الأوسط للطبراني (2/ 194).

(3)

حمزة بن محمد بن علي بن العباس أبو القاسم الكناني الحافظ المصري، كان ثقة مأمونا، توفي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وكان حافظا ثقة ثبتا. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (15/ 239 - 242).

(4)

رواه أبو الحسين علي بن غنائم في فوائده (ل 8/ ب) مخطوط.

(5)

عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين الدمشقي أبو سعيد كاتب الأوزاعي ولم يرو عن غيره صدوق ربما أخط قال أبو حاتم: كان كماتب ديوان ولم يكن صاحب حديث من التاسعة خت ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 3757).

(6)

حسان بن عطية المحاربي مولاهم أبو بكر الدمشقي ثقة فقيه عابد من الرابعة مات بعد العشرين ومائة ع. نفس المصدر (رقم 1204).

(7)

أخرجه الترمذي (رقم 2549) وقال: "حديث غريب، لا نعرفه إِلا من هذا الوجه وقد روي سويد بن عمرو، عن الأوزاعي، شيئًا من هذا الحديث". وأخرجه ابن ماجة (رقم 4336) وابن حبان (رقم 7438) وابن بطة في الإبانة (رقم 66) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 585) وتمام الرازي في فوائده (2/ 224 رقم 1589). وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/ 419) فقال: "قد روى هذا الحديث ابن بطة في الإبانة بأسانيد صحيحة عن أبي المغيرة عبد القدوس ابن الحجاج، عن الأوزاعي، وعن محمد بن كثير، عن الأوزاعي. وعن عبد اللَّه بن صالح، حدثني الهقل، عن الأوزاعي قال: نبشت أنه لقي سعيد بن المسيب أبا هريرة فقال: "أسأل اللَّه أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة" وذكر الحديث مثل ما تقدم. وهذا يبين أن الحديث محفوظ عن الأوزاعي لكن في تلك الروايات سمي من حدثه وفي الروايات البواقي الثانية لم يسم". وصححه ابن القيم في حادي الأرواح (ص 265) فقال: "وليس في هذا الإسناد من ينظر فيه إِلا عبد الحميد بن حبيب وهو كاتب الأوزاعي فلا ننكر عليه تفرده عن الأوزاعي بما لم يروه غيره وقد قال الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي هو ثقة وأما دحيم والنسائي فضعفاه ولا نعرف أنه حدث عن غير الأوزاعي". وضعفه الألباني في الضعيفة (1722).

ص: 357

ورواه سويد بن عبد العزيز

(1)

، عن الأوزاعي قال: حُدثت عن سعيد بن المسيب.

ورواه الوليد بن مسلم

(2)

، عن الأوزاعي قال: حدثني من سمع حسان بن عطية.

وتابعه الوليد بن مزيد

(3)

وغيره، وهذا أقرب في الصواب.

ورواه محمد بن مصعب القرقساني

(4)

، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة بهذا.

قال النخشبي

(5)

: "ولا يثبت، وحديث الوليد بن مسلم أثبت"

(6)

. وهو عندنا في الثاني من صفة الجنة للحافظ الضياء

(7)

، وأول أمالي

(8)

ابن سمعون

(9)

.

وقال أبو داود: عن أحمد: "حديث ابن أبي العشري، عن الأوزاعي. حدثنا به أبو المغيرة، عن الأوزاعي مرسلًا".

وقال الحافظ عبد الغني المقدسي

(10)

: "المخاصرة بالخاء المعجمة والصاد المهملة"

(11)

.

(1)

سويد بن عبد العزيز بن نمير السلمي مولاهم الدمشقي ضعيف ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 2692).

(2)

الوليد بن مسلم القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية م 4. نفس المصدر (رقم 7456).

(3)

الوليد بن مَزْيَد العُذْري أبو العباس البيروتي ثقة ثبت قال النسائي كان لا يخطئ ولا يدلس د س. المصدر السابق (رقم 7454).

(4)

محمد بن مصعب بن صدقة القرقسائي بقافين ومهملة صدوق كثير الغلط ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 6302).

(5)

تقدمت ترجمته (ص 332).

(6)

انظر: الجنائيات فوائد أبي القاسم الجنائي تخريج الحافظ النخشبي (رقم 19).

(7)

أخرجه الضياء في صفة الجنة (رقم 97).

(8)

أخرجه ابن سمعون في أماليه (رقم 3).

(9)

محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل أبو الحسين الواعظ المعروف بابن سمعون كان واحد دهره، وفرد عصره في الكلام على علم الخواطر والإشارات ولسان الوعظ، دون الناس حكمه وجمعوا كلامه، توفي سنة 387 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (2/ 95).

(10)

الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور، الإمام تقي الدين أبو محمد المقدسي الجماعيلي الحنبلي، إليه انتهى حفظ الحديث متنًا وإسنادًا ومعرفة بفنون مع الورع والعبادة والتمسك بالأثر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، توفي سنة 600 هـ. انظر: العبر للذهبي (3/ 129).

(11)

ذكر بعض العلماء أنها بالضاد المعجمة، قال ابن القيم في الصواعق المرسلة (3/ 1151):"ومحاضرته لهم محاضرة ورفع الحجب بينه وبينهم وتجليه لهم واستدعائهم لزيارته وسلامه عليهم سلاما حقيقيا".

وقال ملا علي قاري في مرقاة المفاتيح (9/ 3595): "إِلا حاضره اللَّه محاضرة": بالضاد المعجمة من الحضور وقد صُحف بالمهملة. قال التوربشتي: الكلمتان بالحاء المهملة والضاد المعجمة، والمراد من ذلك كشف الحجاب والمقاولة مع العبد من غير حجاب ولا ترجمان، ويبينه الحديث:"ما منكم من أحد إِلا ويكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان". وقال السندي في حاشيته على ابن ماجه (2/ 593): "الكلمتان بالحاء المهملة والضاد المعجمة، والمراد من ذلك كشف الحجاب والمقاربة مع البعد من غير حجاب ولا ترجمان".

ص: 358

وقد رواه أبو الحسين الحجاجي

(1)

في ترجمة. . . .

(2)

من معجمه لسويد بن عبد العزيز، عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن حرملة

(3)

، عن سعيد بن المسيب.

‌13 - باب ما يُستدل به على مخلوقات اللَّه وراء هذا العالم.

49 -

أخبرنا جدي

(4)

، أنبأنا عبد اللطيف بن عبد المنعم

(5)

، أنبأنا أبو طاهر بن المعطوش

(6)

، أنبأنا أبو علي بن المهدي

(7)

، أنبأنا عبيد اللَّه بن عمر بن شاهين

(8)

، أنبأنا أبو بحر البربهاري

(9)

، حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي

(10)

، حدثنا عبيد اللَّه بن موسى

(11)

، أنبأنا مسعر بن كدام

(12)

، عن عبيد بن الحسن

(13)

، عن عبد اللَّه بن أبي أوفى قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم لك الحمد ملء السماء والأرض

(1)

محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج بن الجراح أبو الحسين النيسابوري المعروف بالحجاجي كان أحد قراء القرآن، وكان عبدًا صالحًا، ثبتًا حافظًا، صنف العلل والشيوخ والأبواب، توفي سنة 368 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (4/ 365).

(2)

كلمة غير واضحة.

(3)

عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو بن سَنَّة الأسلمي أبو حرملة المدني صدوق ربما أخطأ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 3840).

(4)

أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن أبي بكر، الإمام الزاهد الصالح بقية السلف الأخيار أبو العباس السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي الكتب، شيخ الحديث بالضيائية، توفي سنة 730 هـ. انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 20).

(5)

عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر بن منصور بن هبة اللَّه أبو الفرج نجيب الدين النميري الحراني الحنبلي المعروف والده بابن الصيقل، ولم يبق في زمنه من يجري مجراه في علو الإسناد وكثرة المرويات، توفي سنة 672 هـ. انظر: ذيل مرآة الزمان لليونيني (3/ 50).

(6)

الشيخ العالم الثقة المعمر المبارك بن المبارك بن هبة اللَّه الحريمي أبو طاهر المعروف بابن المعطوش، حدث بجميع المسند وكان سماعه صحيحًا، توفي سنة 599 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 441) والسير للذهبي (21/ 400).

(7)

محمد بن محمد بن عبد العزيز بن العباس بن محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن عبيد اللَّه بن المهدي، أبو علي العدل الخطيب، كان ثقة عدلا دينا صالحًا، توفي سنة 515 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (17/ 201).

(8)

عبيد اللَّه بن عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداد بن سراج بن عبد الرحمن، أبو القاسم الواعظ، المعروف بابن شاهين كان صدوقًا، ومات سنة 440 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (12/ 122).

(9)

محمد بن الحسن بن كوثر بن علي أبو بحر البربهاري، انتخب عليه الدارقطني، وقال: اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب، كان له أصل صحيح وسماع صحيح وأصل رديء، فحدث بذا ويذاك فأفسده. مات سنة 362 هـ. نفس المصدر (2/ 613).

(10)

محمد بن سليمان بن الحارث، أبو بكر الواسطي، المعروف بالباغندي، ضعيف الحديث. وقال الدارقطني: لا بأس به. قال الخطيب: لا أعلم لأية علة ضُعِّف؛ فإن رواياته كلها مستقيمة ولا أعلم في حديثه منكرًا. انظر: المنتظم لابن الجوزي (12/ 369).

(11)

عبيد اللَّه بن موسى بن باذام العبسي الكوفي أبو محمد ثقة كان يتشيع ع. التقريب لابن حجر (رقم 4345).

(12)

مسعر بن كِدَام بن ظهير الهلالي أبو سلمة الكوفي ثقة ثبت فاضل ع. نفس المصدر (رقم 6605).

(13)

عبيد بن الحسن المزني أو الثعلبي أبو الحسن الكوفي ثقة من الخامسة م د ق. المصدر السابق (رقم 4367).

ص: 359

وملء ما شئت من شيء بعد"

(1)

. رواه عن ابن أبي أوفى، سعيد بن جبير. وهو في الرابع من حديث أبي لبيد السَّامي: له ولعطاء

(2)

، عن ابن عباس. وفي مسند عبد، وجزء

(3)

العطاردي

(4)

.

وهو في الثالث من حديث ابن الصواف

(5)

: لسعيد بن جبير، عن ابن عباس

(6)

.

50 -

أخبرنا عبد اللَّه بن تمام

(7)

ومحمد بن موسى بن خلف

(8)

قالا: أنبأنا ابن قُميرة

(9)

، أنبأتنا شهدة، أنبأنا ابن طلحة

(10)

، أنبأنا ابن بشران، أنبأنا إسماعيل الصفار

(11)

، حدثنا عبد الكريم

(12)

، حدثنا أبو اليمان

(13)

،

(1)

أخرجه مسلم (رقم 202) والإمام أحمد (رقم 19104) وأبو عوانة (رقم 1848) وأبو داود وغيرهم بذكر لفظ الركوع.

وأخرجه الإمام أحمد (19401، 19139، 19137، 19119) والطيالسي (رقم 855) وغيرهم بدون لفظ الركوع.

(2)

عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني مولي ميمونة ثقة فاضل ع. التقريب لابن حجر (رقم 4605).

(3)

أخرجه مسلم (478) والإمام أحمد (رقم 2440، 2498، 3498) وابن أبي شيبة (رقم 2545) وغيرهم.

(4)

قال الذهبي في السير (13/ 56): "الشيخ المعمر المحدث أبو عمر أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد التميمي العطاردي الكوفي، أثنى عليه الخطيب وقواه، واحتج به البيهقي في تصانيفه. مات سنة 272 هـ".

(5)

محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد اللَّه أبو علي المعروف بابن الصواف، قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثل أبي علي ابن الصواف ورجل آخر بمصر. توفي سنة 359 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (2/ 115) بتصرف.

(6)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 2908) والإمام أحمد (2505، 2489، 2440، 3083) والطيالسي (رقم 855) والنسائي (رقم 1066) وأبو يعلى (رقم 2546) والطبراني في الكبير (رقم 12503) وفي الدعاء (رقم 556، 558).

(7)

عبد اللَّه بن أحمد بن تمام بن حسان الشيخ الإمام الفاضل الزاهد الورع تقي الدين بن تمام التَّلِّيُّ الصالحي الحنبلي، كان رجلًا صالحًا، توفي سنة ثماني عشرة وسبعمائة. انظر: أعيان العصر للصفدي (2/ 642).

(8)

محمد بن موسى بن محمد بن خلف بن راجح بن بلال المقدسي أبو عبد اللَّه الحنبلي، كان له شعر وفضل وخطب مات في جمادى الأولى سنة 717 هـ. انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (6/ 22).

(9)

يحيى بن أبي السعود نصر بن أبي القاسم بن أبي الحسن بن قميرة، مؤتمن الدين أبو القاسم التميمي الحنظلي اليربوعي الأزَجيّ التاجر السفار، أسند من بقي في العراق، توفي سنة 650 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 647).

(10)

الشيخ، المعمر، مسند العراق، أبو عبد اللَّه الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، البغدادي، الحَمَّامِيّ الحافظ -يعني يحفظ ثياب الحمام وغلته- توفي سنة 493 هـ، عن أرجح من تسعين سنة. انظر: نفس المصدر (19/ 101).

(11)

الإمام النحوي الأديب مسند العراق، أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح البغدادي، الصفار المُلَحي؛ نسبة إلى المُلَح والنوادر، قال الدارقطني: كان ثقة متعصبًا للسنة. انتهى إليه على الإسناد، توفي سنة 341 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 441).

(12)

عبد الكريم بن الهيثم بن زياد أبو يحيى القطان كان ثقة ثبتا مأمونا توفي سنة 278 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (12/ 301).

(13)

الحكم بن نافع البهراني أبو اليمان الحمصي مشهور بكنيته ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 1464).

ص: 360

حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس

(1)

، عن قزعة بن يحيى

(2)

، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قال: "سمع اللَّه لمن حمده" قال: "اللهم ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَد منك الجَد

(3)

"

(4)

.

51 -

أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أنبأنا الإربلي

(5)

، أنبأنا يحيى بن ثابت، أنبأنا أبي

(6)

، أنبأنا أبو بكر القطيعي

(7)

، حدثنا أبو شعيب الحراني

(8)

، حدثنا محمد بن أبان البلخي

(9)

، حدثنا أبو مانوس العدني

(10)

قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: "سمع اللَّه لمن حمده" ثم يقول: "ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد"

(11)

.

(1)

عطية بن قيس الكلابي أبو يحيى الشامي ثقة مقرئ خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 4622).

(2)

قزعة بن يحيى البصري ثقة من الثالثة ع. نفس المصدر (رقم 5547).

(3)

أي: لا ينفع ذا الغني منك غناه إنما ينفعة العمل بطاعتك. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 257).

(4)

أخرجه مسلم (رقم 477) والإمام أحمد (رقم 11828) وأبو داود (رقم 847) وغيرهم بنفس لفظ المصنف.

وفي رواية للإمام أحمد (رقم 11827) والنسائي في الكبرى (رقم 659) وأبو عوانة (رقم 1843) وابن خزيمة (رقم 613) والطبراني في الأوسط (رقم 3208) والطحاوي في شرح معاني الآثار (رقم 613) بلفظ: "لا نَازع لما أعطيت".

(5)

محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان أبو عبد اللَّه الإربلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(6)

ثابت بن بندار بن إبراهيم بن الحسن بن بندار البقال، أبو المعالي يعرف بابن الحمامي، حدث وأقرأ، وكان ثقة ثبتا صدوقا، توفي سنة 498 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (17/ 93) بتصرف.

(7)

أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبد اللَّه أبو بكر القطيعي كان يسكن قطيعة الرقيق فإليها ينسب، كان كثير الحديث، روى عن عبد اللَّه بن أحمد المسند، والزهد والتاريخ والمسائل وغير ذلك، وكان بعض كتبه غرق فأستحدث نسخها من كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه الناس، إِلا أنا لم نر أحدا امتنع من الرواية عنه، ولا ترك الاحتجاج به، وقد روى عنه من المتقدمين الدارقطني وابن شاهين، توفي سنة 368 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (5/ 116).

(8)

الشيخ المحدث المعمَّر المؤدب، عبد اللَّه بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، نزل بغداد، وحدث عن أبيه وجده، وطال عمره وتفرد، عاش 120 سنة، قال الدارقطني: ثقة مأمون. توفي سنة 295 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (11/ 94) والسير للذهبي (13/ 536).

(9)

محمد بن أبان بن وزير البلخي أبو بكر بن أبي إبراهيم المستملي يلقب حمدويه مستملي وكيع ثقة حافظ خ 4. التقريب (رقم 5689).

(10)

وهب بن مانوس، ويقال: ابن مابوس، ويقال: ابن ماهنوس، ويقال: ابن ميناس، العدني، ويقال: البصري، وثقه ابن حبان، وقال ابن القطان: مجهول الحال. انظر: تهذيب الكمال للمزي (31/ 139) وتهذيبه لابن حجر (11/ 166).

(11)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 477) وعنه الإمام أحمد (رقم 3083) وأخرجه النسائي (رقم 1067) وأبو يعلى (رقم 2546).

ص: 361

52 -

قرأت على زينب، عن يوسف إذنًا، أنبأنا ناصر

(1)

، أنبأنا جعفر

(2)

، أنبأنا أبو طاهر

(3)

، حدثنا أبو الشيخ، حدثنا إبراهيم بن محمد

(4)

، حدثنا علي بن عيسى

(5)

، حدثنا أحمد بن جناب

(6)

، عن عيسى بن يونس

(7)

، عن طلحة بن عمرو

(8)

، عن عطاء قال: سمعت ابن عباس يقول: "إنما مثل السموات والأرض فيها وراءهن من الهواء حيث لا سماء ولا أرض، كمثل فسطاط

(9)

في صحرائكم، كم ترى ذلك الفسطاط أخذ من الصحراء؟ "

(10)

.

‌14 - باب قول اللَّه: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].

53 -

أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أنبأنا محمد بن إبراهيم الإربلي

(11)

، أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار، أنبأنا علي بن أحمد بن عمر ابن الخَلِّ

(12)

، أنبأنا أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن إسماعيل المحاملي

(13)

، أنبأنا أبو

(1)

ناصر بن محمد بن أبي الفتح القطان المقرئ الأصبهاني أبو الفتح المعروف بوَيْرَجِ، توفي سنة 593 هـ، وكان ثقة من المكثرين. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 469).

(2)

أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود بن أحمد بن محمود الثقفي من أهل أصبهان، كان شيخًا صالحًا سديدًا معروفًا، من بيت الحديث وأهله، عمر العمر الطويل حتى حدث بالكثير، توفي سنة 523 هـ. انظر: التحبير في المعجم الكبير للسمعاني (1/ 159).

(3)

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم أبو طاهر الأصبهاني الكاتب، لم يحدث في وقته أوثق منه وأكثر حديثًا، صاحب الكتب والأصول الصحاح، مات سنة 445 هـ. انظر: نفس المصدر (ص 52).

(4)

الحافظ القدوة إمام جامع أصبهان أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن بن مَتُّوَيْهِ الأصبهاني، له رحلة واسعة، وكان ورعًا عابدًا يصوم الدهر ويدري الحديث ويحفظ ويعرف أيضًا بابن فِيُرَّةَ الطَّيَّانِ ويعرف أيضًا بأبَّه، كان من معادن الصدق توفي سنة اثنتين وثلاثمائة. انظر: تاريخ ابن عساكر (7/ 134) وتذكرة الحفاظ للذهبي (2/ 219) والسير له (14/ 143) والتاريخ له (7/ 47).

(5)

علي بن عيسى بن يزيد البغدادي الكَراجِكي، مقبول ت. التقريب لابن حجر (رقم 4780).

(6)

أحمد بن جَنَاب بن المغيرة المصيصي أبو الوليد صدوق م د س. نفس المصدر (رقم 20).

(7)

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 13).

(8)

طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي متروك ق. التقريب لابن حجر (رقم 3030).

(9)

الفسطاط: الخيمة. وقد يُطلق ويراد به المدينة. انظر: النهاية لابن الأثير (2/ 245) و (3/ 445) وهذا يدل على عظمة خلق اللَّه تعالى وسعته، وأن السموات والأرض صغيرة جدًا مقارنة بما وراءها من المخلوقات كالكرسي والعرش.

(10)

أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (2/ 586)، ومن طريقه المصنف كما هنا. قال الذهبي في العلو (ص 110):"طلحة ضعفوه".

(11)

محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان أبو عبد اللَّه الإربلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(12)

علي بن أحمد بن عمر ابن الخل، أبو الحسن الكَرْخِيّ البغداديّ، توفي سنة 496 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 779).

(13)

أحمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعد بن أبان، أبو عبد اللَّه الضبي المعروف بابن المحاملي، كان سماعه صحيحًا، ومات سنة تسع وعشرين وأربعمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (5/ 393).

ص: 362

بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم الشافعي

(1)

، حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن مضر

(2)

، حدثنا الأنصاريّ

(3)

، حدثنا حميد

(4)

، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه، ومن كره لقاء اللَّه كره اللَّه لقاءه" قالوا: يا رسول اللَّه كلنا يكره الموت؟ قال: "ليس ذلك بكراهيتكم الموت، ولكن المؤمن إذا احتُضر جاءه بشير من اللَّه بما يحب، فيحب لقاء اللَّه فيحب اللَّه لقاءه، وإن الكافر إذا احتُضر جاءه بشير من اللَّه بما يكره، فيكره لقاء اللَّه فيكره اللَّه لقاءه"

(5)

. رُوي عن أبي هريرة

(6)

وعائشة

(7)

. وهو عندنا في البعث لابن أبي داود.

‌15 - باب جمال اللَّه

54 -

أخبرنا أبو بكر بن محمد بن عبد الرحمن

(8)

، أنبأنا عبد اللَّه بن بركات بن إبراهيم

(9)

، أنبأنا أبي

(10)

وإسماعيل بن علي الجَنْزَوِيُّ

(11)

قالا: أنبأنا علي بن أحمد بن قبيس

(12)

، أنبأنا الحسين بن محمد بن أحمد بن

(1)

أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن عبدويه البزاز المعروف بالشافعي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(2)

عبد اللَّه بن محمد بن مضر أبو عبد الرحمن الثقفي، روى عنه أبو بكر الشافعي أحاديث مستقيمة. انظر: المصدر السابق (11/ 291).

(3)

محمد بن عبد اللَّه بن المثنى بن عبد اللَّه بن أنس بن مالك الأنصاري البصري القاضي ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 6046).

(4)

حميد بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة البصري ثقة مدلس ع. نفس المصدر (رقم 1544).

(5)

أخرجه ابن المبارك في الزهد (رقم 971) والإمام أحمد (رقم 12047) قال الهيثمي في المجمع (2/ 320): "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح". كتب ابن المحب في الحاشية: "عُشاري".

(6)

أخرجه مسلم (رقم 2685) والبزار (رقم 7975، 9363) وأبو بكر بن أبي داود في البعث (رقم 1) وغيرهم.

(7)

أخرجه مسلم (رقم 2684) والحميدي (رقم 227) ووكيع في الزهد (رقم 89) والإمام أحمد (رقم 25728، 25989) وغيرهم.

(8)

أبو بكر بن محمد بن الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي الجماعيلي ثم الصالحي القطان الشيخ الصالح المقرئ مسند وقته، تفرد بأجزاء وعوالي وروى الكثير، أكثر عنه المحب وأولاده، توفي سنة 738 هـ. انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (10/ 158).

(9)

عبد اللَّه بن بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات، أبو محمد ابن الخُشُوعيّ، الدّمشقيّ، الرّفّاء، من بيت الحديث والرواية، توفّي في الثَّامن والعشرين من صفر بدمشق سنة 658 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 882).

(10)

بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي، مسند الشام أبو طاهر الخُشُوعي الدّمشقيّ الرّفّاء الأنماطي الذهبي، انفرد بالمسموعات الكثيرة، أكثر أهل الشام حديثا وأعلاهم إسنادًا، توفي في سنة 598 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 1135).

(11)

أبو الفضل اسماعيل بن علي بن إبراهيم الشيخ، الفاضل المحدث الفرضي الشروطي العدل الجَنْزَوِيُّ الأصل الدمشقي الكاتب ويقال فيه: الجَنْزِيُّ والكَنْجِيُّ كان من كبار الشهود والمحدثين مات سنة 588 هـ. انظر: السير للذهبي (21/ 234).

(12)

الشيخ الإمام الفقيه النحوي، الزاهد العابد القدوة، أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن محمد بن قيس الغساني، الدمشقي، المالكي كان ثقة متحرزا متيقظًا، وكان فقيها مفتيا، يقرئ النحو والفرائض، لم يكن في وقته مثله بدمشق، وهو مقدم في علوم شتي مات يوم عرفة سنة ثلاثين وخمسمائة. انظر: نفس المصدر (20/ 19).

ص: 363

طلَّاب

(1)

، أنبأنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن أبي الحديد

(2)

، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن يحيى الشعراني

(3)

، حدثنا صالح هو ابن بشر

(4)

، حدثنا أبو اليمان، حدثنا حريز

(5)

، عن سعيد

(6)

قال: سمعت عبد الرحمن بن حوشب

(7)

يحدث عن ثوبان بن شَهْرٍ

(8)

قال: سمعت كريب بن أبرهة

(9)

وهو جالس مع عبد الملك

(10)

بدير المران

(11)

وذكروا الكبر فقال كريب: سمعت أبا ريحانة

(12)

يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل شيء من الكبر الجنة" فقال قائل: يا رسول اللَّه إني أحب أن أتجمل بعلاق سوطي وشسع

(1)

الشيخ الإمام الثقة المقرئ، خطيب دمشق، أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب القرشي الدمشقي مولى عيسى بن طلحة بن عبيد اللَّه التيمي، كان فاضلًا ثقة مأمونا، مات سنة سبعين وأربعمائة. المصدر السابق (18/ 376).

(2)

العدل الأمين العالم مسند دمشق، أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن أبي الحديد السلمي الدمشقي، كان ثقة مأمونا، وتوفي في شوال سنة خمس وأربعمائة. المصدر السابق (17/ 184).

(3)

الحسن بن علي بن يحيى بن زياد بن حيان، أبو علي البجلي الشعراني الطبراني، المقرئ الأمام، قدم دمشق وحدث بها. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (13/ 326).

(4)

صالح بن بشر بن سلمة أبو الفضل القرشي الأردني الطبراني، قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بطبرية وهو صدوق. انظر: نفس المصدر (23/ 316) باختصار.

(5)

حَرِيز بن عثمان الرَّحَبي الحمصي ثقة ثبت رمي بالنصب خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 1184).

(6)

سعيد بن مرثد الرحبي أبو العالية الشامي، تابعي ثقه، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، شيوخه كلهم ثقات. انظر: الجرح والتعديل للرازي (4/ 62) والثقات لابن حبان (رقم 8154)، والثقات للعجلي (رقم 613)، سؤالات الآجري لأبي داود (رقم 1741) الكني للدولابي (2/ 697) والمعرفة للفسوي (2/ 430) والثقات لابن قُطلوبَغا (رقم 4536).

(7)

عبد الرحمن بن حوشب النصري الحمصي، شامي تابعي ثقة. انظر: الجرح والتعديل للرازي (5/ 226) والثقات للعجلي (رقم 1037) والثقات لابن حبان (رقم 9064) والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قُطلوبَغا (6/ 243 رقم 6535).

(8)

ثوبان بن شَهْرٍ الأشعري، شامي تابعي ثقة، حديثه في الشاميين. انظر: الجرح والتعديل للرازي (2/ 470) والثقات للعجلي (رقم 199) والثقات لابن حبان (رقم 2005) والثقات لابن قُطلوبَغا (3/ 135 رقم 2226).

(9)

أبو رشدين كريب بن أبرهة بن الصبَّاح الأصبحي، تابعي ثقة من خيار التابعين، حديثه في الشاميين، يقال إن له صحبة. انظر: الكنى والأسماء للإمام مسلم (رقم 1148) والجرح والتعديل للرازي (7/ 168) والثقات للعجلي (رقم 1549) والثقات لابن حبان (رقم 5126) والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قُطلوبَغا (8/ 74 رقم 9148).

(10)

عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي، أبو الوليد المدني ثم الدمشقي كان طالب علم قبل الخلافة ثم اشتغل بها فتغير حاله، ملك ثلاث عشرة سنة استقلالًا وقبلها منازعا لابن الزبير تسع سنين بخ. التقريب لابن حجر (رقم 4213).

(11)

دير مُرَّان: بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزّعفران. انظر: معجم البلدان للحموي (2/ 533).

(12)

شمعون بن زيد أبو ريحانة الأزدي حليف الأنصار ويقال: مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صحابي شهد فتح دمشق وقدم مصر وسكن بيت المقدس ويقال غينه معجمة د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 2822).

ص: 364

نعلي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ذلك ليس بالكبر، إن اللَّه عز وجل جميل يحب الجمال، إنما الكبر من سَفِهَ الحقَّ

(1)

وغَمَصَ الناسَ

(2)

"

(3)

.

55 -

أخبرنا عبد الرحمن بن نصر

(4)

، أنبأنا محمد بن عبد اللَّه المُرسِي

(5)

، أنبأتنا زينب الشَّعْرِيَّةُ

(6)

، أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعيد الكنجروذي، أخبرنا أبو أحمد الحاكم

(7)

، حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الحميد الفرغاني

(8)

بدمشق، حدثنا الحسن يعني ابن عرفة، حدثني محمد بن الحسن الهمْداني

(9)

، حدثنا محمد بن عبيد اللَّه الفزاري

(10)

، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص

(11)

، عن عبد اللَّه قال: قدمت على رسول اللَّه وأنا قَشْفٌ

(12)

، فقال:"هل لك من مال؟ " قال قلت: يا رسول اللَّه ما من مال إلا وقد أتاني اللَّه منه طرفًا، قال: "فليُر عليك؛ فإن اللَّه جميل يحب الجمال، ويكره البؤس والتباؤس

(13)

"

(14)

.

(1)

سفه الحق أي: أن يرى الحق سفها وجهلا. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 316).

(2)

غمَص الناس أي: استصغرهم واحتقرهم. انظر: البارع في اللغة لأبي علي القالي (ص 360).

(3)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 17206، 17207) وابن سعد في الطبقات (8/ 425) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 318) والبيهقي في الشعب (رقم 7804) وابن عساكر في تاريخه (50/ 113) وصححه الألباني بشواهده كما في الصحيحة (رقم 1626).

(4)

عبد الرحمن بن نصر بن عبيد المفتي الإمام زين الدين الفدمي السوادي الصاخي الحنفي، كان له في الفقه بصر حديد، وفي الشروط نظر ما لخصمه عنه محيد، توفي رحمه اللَّه تعالى سنة أربع وعشرين وسبعمائة. انظر: أعيان العصر للصفدي (2/ 48) باختصار.

(5)

محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن أبي الفضل أبو عبد اللَّه شرف الدين السلمي الأندلسي المرسي المغربي النحوي المتكلم الأصولي الفقيه المالكي صاحب التصانيف المشهورة في التفسير توفي سنة 655 هـ. انظر: ذيل مرآة الزمان لليونيني (1/ 76).

(6)

زينب بنت الشَّعْري أم المؤيد -وتدعى حرة أيضًا- بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبدوس الجرجاني الأصل النيسابوري الصوفي؛ كانت عالمة، توفيت سنة 615 هـ. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (2/ 344).

(7)

الحافظ صاحب التصانيف، وأحد أئمة الحديث، أبو أحمد الحاكم محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري، إمام عصره، توفي سنة 3785 هـ. انظر: ذيل مرآة الزمان لليونيني (2/ 307) بتصرف.

(8)

محمد بن عبد الحميد أبو جعفر الفرغاني العسكري الكاتب، كان يلقب زريق، توفي سنة 317 هـ. انظر: تاريخ ابن عساكر (7/ 330).

(9)

محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمْداني أبو الحسن الكوفي نزيل واسط ضعيف ت. التقريب لابن حجر (رقم 5820).

(10)

محمد بن عبيد اللَّه بن أبي سليمان العَرْزَمي الفزاري أبو عبد الرحمن الكوفي متروك ت ق. نفس المصدر (رقم 6108).

(11)

عوف بن مالك بن نَضْلة الجُشَمي أبو الأحوص الكوفي مشهور بكنيته ثقة بخ م 4. نفس المصدر (رقم 5218).

(12)

القَشَفُ: القدر على الجلد، ورجل مُتَقِشِّفٌ: لا يتعاهد الغسل والنظافة، فهو قَشِفٌ، ويخفف أيضًا فيسكن الشين. انظر: العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (5/ 44).

(13)

أي إظهار الفقر والفاقة والمسئلة عند الناس. انظر: التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي (1/ 250).

(14)

روي هذا الحديث من طرق عديدة، منها: =

ص: 365

56 -

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا محمود بن منده، أنبأنا أبو الخير البَاغْبَان

(1)

، أنبأنا أبو عمرو بن منده وأبو بكر السمسار

(2)

وأبو إسحاق الطيان قالوا: أنبأنا إبراهيم بن خَرْشيذ قوله، حدثنا أبو عبد اللَّه بن المحاملي، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي

(3)

، حدثنا يحيى بن حماد

(4)

، أنبأنا شعبة، عن أبان بن تغلب

(5)

، عن فضيل بن عمرو الفُقَيْمِيِّ

(6)

، عن إبراهيم

(7)

، عن علقمة

(8)

، عن عبد اللَّه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يدخل الجنة مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار مثقال ذرة من إيمان" فقال رجل: يا رسول اللَّه إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة؟ قال: "إن اللَّه جميلٌ يُحب الجمال، إلا من بطر الحق وغمص الناس"

(9)

. رواه الترمذي: عن ابن مثنى وعبد اللَّه بن عبد الرحمن

(10)

، عن يحيى بن حماد. وقال: حديث حسن صحيح غريب

(11)

.

= - طريق: شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه. أخرجه الطيالسي (رقم 1399) والإمام أحمد (رقم 15888، 15891) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 1263) وابن أبي الدنيا في الشكر (رقم 52) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (رقم 3041)، وابن حبان (رقم 5416)، والطبراني في الكبير (19/ 277 رقم 608) والحاكم (1/ 76 رقم 65) و (4/ 201 رقم 7364) نحوه، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح. والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 175 رقم 742). ورواه مختصرًا إبراهيم الحربي في غريب الحديث (1/ 28).

(1)

محمد بن أحمد بن محمد بن عمر الأصبهاني المقدِّر البَنَّاء، أبو الخير البَاغْبَان، شيخ مسند عالي الإسناد مشهور، كان ثقة صحيح السماع، توفي سنة 559 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 160).

(2)

الشيخ الثقة المعمر أبو بكر محمد بن أحمد بن علي الأصبهاني السمسار توفي سنة 475 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 484).

(3)

محمد بن يحيى بن عبد الكريم بن نافع أبو عبد اللَّه الأزدي، بصري ثقة. انظر: تاريخ الخطيب (4/ 655).

(4)

يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري ثقة عابد خ م خد ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7535).

(5)

أبان بن تَغْلِب أبو سعد الكوفي ثقة تكلم فيه للتشيع من السابعة مات سنة أربعين م 4. نفس المصدر (رقم 136).

(6)

فضيل بن عمرو الفقيمي أبو النضر الكوفي ثقة م قد ت س ق. المصدر السابق (رقم 5430).

(7)

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه ثقة إلا أنه يرسل كثيرا ع. المصدر السابق (رقم 270).

(8)

علقمة بن قيس بن عبد اللَّه النخعي الكوفي ثقة ثبت فقيه عابد ع. المصدر السابق (رقم 4681).

(9)

أخرجه مسلم (رقم 91) مختصرًا، وأبو داود (رقم 4091) والترمذي (رقم 1999) وابن ماجه (رقم 4173) وغيرهم.

(10)

عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام أبو محمد الدارمي الحافظ صاحب المسند ثقة فاضل متقن م د ت. التقريب (رقم 3434).

(11)

وقال: قال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث: "لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان"، إنما معناه: لا يخلد في النار وهكذا روي عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان" وقد فسر غير واحد من التابعين هذه الآية: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192] فقال: من تخلد في النار. انظر: سنن الترمذي (3/ 429).

ص: 366

فوقع لنا بدلًا عاليًا

(1)

. وهو ليحيى بن جعدة

(2)

، عن عبد اللَّه بن مسعود

(3)

. عندنا في جزء عبد القاهر بن عنزة

(4)

.

‌16 - باب القدمين

(5)

.

57 -

أخبرنا جدي، أنبأنا أحمد بن عبد الدائم

(6)

حضورًا، أنبأنا أبو حامد بن جوالق

(7)

، أنبأنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري

(8)

.

وأخبرنا ابن أبي الهيجاء

(9)

وابن المحب

(10)

قالا: أخبرنا ابن عبد الدائم، أنبأنا عبد الرحمن بن ملَّاح الشَّطّ

(11)

، أخبرنا هبة اللَّه بن الحصين

(12)

قالا: أخبرنا الحسن بن محمد الجوهري

(13)

، أنبأنا أبو بكر القطيعي،

(1)

تقدم بيان معني البدل في الحديث (رقم 14) والعلو في الحديث (رقم 40).

(2)

يحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي ثقة وقد أرسل عن ابن مسعود د تم س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7520).

(3)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 3789) والشاشي (رقم 889، 890) والطبراني في الكبير (رقم 10533) وغيرهم.

(4)

عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عنزة، واسمه أحمد بن عبد الصمد من بني مرة بن ذهل بن شيبان أبو بكر الموصلي، سكن بغداد، وحدث بها كتبت عنه وكان ثقة. مات في شهر رمضان من سنة سبع وأربعمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (12/ 455).

(5)

عقد المؤلف رحمه الله بابًا مشابهًا له لكن بالإفراد (برقم 25) فقال: باب ما ورد في القدم.

(6)

أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن بكير، المعمر، العالم، مسند الوقت، زين الدين، أبو العباس المقدسي، الفندقي، الحنبلي، الناسخ، توفي سنة 168 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 151).

(7)

عبد اللَّه بن مسلم بن ثابت بن زيد بن القاسم، أبو حامد بن النخاس البغدادي الوكيل ويعرف بابن جوالق حدَّث بالكثير كان يروي تاريخ الخطيب سوى جزأين منه عن القزاز، توفي 600 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 1200).

(8)

أبو بكر محمد بن عبد الباقي من ذرية الصحابي كعب بن مالك الأنصاري البغدادي الحنبلي البزاز، المعروف بقاضي المرستان،، وكان فهما ثبتا، حجة، توفي سنة 535 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (18/ 13) والسير للذهبي (20/ 28).

(9)

محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء بن أبي المعالي المسند العالم الرحلة ابن الزراد الحريري الصالحي الحنبلي، خرَّجتُ له جزءًا ضخمًا عن مائة شيخ رواه مرات،، مات سنة 726 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 169 - 170).

(10)

شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن أبي بكر المقدسي، ابن المحب، كان من كبار الصالحين الأتقياء،، طال عمره وعلا سنده، ولي مشيخة الضيائية، توفي سنة 730 هـ. انظر: نفس المصدر (ص 50).

(11)

الشيخ الصالح المسند أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن هبة اللَّه بن محمد بن عيسى القَصْرِيُّ البواب، ويعرف بابن ملَّاح الشَّطّ، كان شيخا صالحا حسن الأخلاق محبا للرواية، توفي سنة 597 هـ. انظر: السير للذهبي (21/ 310).

(12)

هبة اللَّه بن محمد بن عبد الواحد، ابن الحصين، أبو القاسم الشيباني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم: 26).

(13)

الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد اللَّه أبو محمد الجوهري، سمع أبا بكر بن مالك القطيعي وغيره، كان ثقة أمينا كثير السماع، مات سنة 454 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (8/ 397) والتقييد لابن نقطة (ص 236).

ص: 367

حدثنا إبراهيم ابن عبد اللَّه

(1)

، حدثنا أبو عاصم

(2)

، عن سفيان

(3)

، عن عمار الدهني

(4)

، عن مسلم البطين

(5)

، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] قال: "الكرسي موضع القدمين، ولا يُقدَّر قدر عرشه"

(6)

.

وهكذا رواه أحمد بن منصور الرمادي

(7)

وأبو مسلم الكجي

(8)

، عن أبي عاصم موقوفًا

(9)

.

ورواه شجاع بن مخلد

(10)

، عن ابن أبي عاصم، عن سفيان، فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

(11)

.

وقال يحيى بن معين: شهدت زكريا بن عدي

(12)

سأل وكيعًا فقال: "يا أبا سفيان هذه الأحاديث يعني مثل حديث الكرسي موضع القدمين ونحو هذا؟ فقال وكيع: أدركنا إسماعيل بن أبي خالد، وسفيان، ومسعرًا

(1)

أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد الدورقي النُّكري البغدادي ثقة حافظ م د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 3).

(2)

الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني أبو عاصم النبيل البصري ثقة ثبت ع. نفس المصدر (رقم 2977).

(3)

هو الإمام المشهور سفيان الثوري.

(4)

عمار بن معاوية الدُّهْني أبو معاوية البجلي الكوفي صدوق يتشيع من الخامسة م 4. التقريب لابن حجر (رقم 4833).

(5)

مسلم بن عمران البطين ويقال: ابن أبي عمران أبو عبد اللَّه الكوفي ثقة من السادسة ع. نفس المصدر (رقم 6638).

(6)

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (رقم 3030) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السيئة (رقم 856، 1020، 1021) والحاكم (رقم 3116) وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال الألباني في مختصر العلو (ص 102): إسناد صحيح.

(7)

أحمد بن منصور بن سيار البغدادي الرمادي أبو بكر ثقة حافظ ق. التقريب لابن حجر (رقم 113).

(8)

الشيخ الإمام الحافظ المعمر شيخ العصر أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللَّه بن مسلم بن ماعز بن مهاجر البصري الكجي، صاحب السنن، وثقه الدارقطني وغيره، توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين. انظر: السير للذهبي (13/ 423) باختصار.

(9)

رواية أحمد بن منصور الرمادي أخرجها الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 348) والحاكم في المستدرك (2/ 310 رقم 3116) وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وهو شرط مسلم فقط؛ فإن عمار الدهني أخرج له مسلم دون البخاري.

ورواية أبي مسلم الكجي أخرجها الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 348) والضياء في المختارة (رقم 332) وصححه.

(10)

شجاع بن مخلد الفلاس أبو الفضل البغوي صدوق م د ق. التقريب لابن حجر (رقم 2748).

(11)

أخرجه ابن مندة في الرد على الجهمية (ص 215) و الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 348)، ورفعه خطأ. فقد خالف شجاع في رفعه من هو أوثق منه من الأئمة الذين رووه موقوفا على ابن عباس. قال الخطيب:"رواه أبو مسلم الكجي، وأحمد بن منصور الرمادي عن أبي عاصم فلم يرفعاه. وكذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع جميعا عن سفيان موقوفا على ابن عباس من قوله غير مرفوع". وقال ابن الجوزي: "هذا الحديث وهم شجاع بن مخلد في رفعه، فقد رواه أبو مسلم الكجي وأحمد بن منصور الرمادي كلاهما عن أبي عاصم فلم يرفعاه، ورواه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع كلاهما عن سفيان فلم يرفعاه بل وقفاه على ابن عباس، وهو الصحيح. العلل المتناهية (1/ 7) وقال ابن كثير في تفسيره: "وهو غلط". (1/ 680).

(12)

زكريا بن عدي بن الصلت التيمي مولاهم أبو يحيى الكوفي ثقة جليل يحفظ خ م مد ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 2024).

ص: 368

يحدثون بهذه الأحاديث ولا يفسرون شيئًا"

(1)

.

ورواه عمارة بن عمير

(2)

، عن أبي موسى قوله

(3)

. وعمارة لم يسمع من أبي موسى

(4)

. ورُويَ عن عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم

(5)

، عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو في العظمة لأبي الشيخ

(6)

. ويرُوي عن أبي هريرة

(7)

، وعكرمة، وأبي مالك. قاله شيخ الإسلام الأنصاري

(8)

.

(1)

أخرجه ابن معين في تاريخه (3/ 520 رقم 2543) ومن طريقه أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 58) والدولابي في الكنى والأسماء (2/ 619) وابن مردويه في مجلسين من أماليه (رقم 32) والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 196) والذهبي في العلو (ص 146)، وانظر التمهيد لابن عبد البر (7/ 149). والمراد بقوله:"لم يكونوا يفسرون شيئًا" هو أنهم يسكتون عن الكيفية، فلا يعلم كيفية ذلك إلا اللَّه تعالى. وأما المعنى فيبينونه ولا يسكتون عنه. قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/ 41):"ولو كان القوم -أي السلف- قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه لما قالوا: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول) ولما قالوا: (أمروها كما جاءت بلا كيف) فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم، فقولهم: (أمروها كما جاءت) يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظًا دالةً على معاني". وانظر ما بعد الحديث (رقم 98).

فمن زعم أن ذلك تفويضا للمعنى، ونسب تفويض المعنى للسلف فقد أخطأ، وخالف الحق والصواب.

قال ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (1/ 204): "فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل اللَّه عليهم من هذه النصوص ولا الملائكة ولا السابقون الأولون، وحينئذ فيكون ما وصف اللَّه به نفسه في القرآن أو كثيرًا مما وصف اللَّه به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلامًا لا يعقلون معناه. . . ومعلوم أن هذا قدحٌ في القرآن والأنبياء إذ كان اللَّه أنزل القرآن وأخبر أنه هدى وبيانًا للناس وأمرَ الرسول أن يبلغ البلاغ المبين وأن يبين للناس ما نزل إليهم وأمر بتدبر القرآن وعقله". وقال أيضًا في درء تعارض العقل والنقل (1/ 201): "وحقيقة قول هؤلاء في المخاطب لنا: أنه لم يبين الحق ولا أوضحه مع أمره لنا أن نعتقده، وأن ما خاطبنا به وأمرنا باتباعه والرد إليه لم يبين به الحق ولا كشفه، بل دلَّ ظاهره على الكفر والباطل وأراد منا أن لا نفهم شيئًا أو أن نفهم ما لا دليل عليه فيه، وهذا كله مما يعتم بالاضطرار تنزيه اللَّه ورسوله عنه، وأنه من جنس أقوال أهل التحريف والإلحاد".

(2)

عُمَارة بن عمير التيمي كوفي ثقة ثبت من الرابعة مات بعد المائة وقيل قبلها بسنتين ع. التقريب لابن حجر (رقم 4856).

(3)

أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 538)، عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 588، 1022) قال الألباني: "إسناده موقوف صحيح". مختصر العلو (ص 124) وفي صحته نظر فهو منقطع؛ لأن عمارة بن عمير لم يسمع من أبي موسى الأشعري كما بيَّن الإمام ابن المحب ذلك.

(4)

عُمارة بن عمير إنما يروي عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري. انظر: تهذيب الكمال للمزي (21/ 256).

(5)

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي مولاهم ضعيف ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 3865).

(6)

أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (2/ 587) وقد كرر المؤلف الإحالة إليه فقال: في العظمة لأبي الشيخ.

(7)

رواه ابن مردويه في تفسيره، كما في تفسير ابن كثير (1/ 680) قال ابن كثير:"وقد رواه ابن مردويه من طريق الحاكم بن ظهير الفزاري الكوفي -وهو متروك- عن السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا. ولا يصح".

(8)

الأربعون في دلائل التوحيد لأبي إسماعيل عبد اللَّه بن محمد الأنصاري الهروي (ص 57).

ص: 369

‌17 - باب الضحك

(1)

.

58 -

أخبرنا أبو الفضل الحاكم

(2)

، أنبأنا أبو الحسن بن المقير، أنبأتنا شُهدة بنت أحمد، أنبأنا طراد بن محمد، أنبأنا علي بن محمد بن بشران، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد بن منصور

(3)

، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن همام بن منبه: أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يضحك اللَّه من رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة" قالوا: وكيف ذاك يا رسول اللَّه؟ قال: "يقتل هذا فيلج الجنة، ثم يتوب اللَّه على الآخر، فيهديه إلى الإسلام، ثم يجاهد في سبيل اللَّه فيستشهد"

(4)

.

أخرجه مسلم: عن محمد بن رافع

(5)

، عن عبد الرزاق. فوقع أنا عاليًا بدرجتين.

تابعه عن أبي هريرة: سعيد بن المسيب والأعرج

(6)

خ م

(7)

.

59 -

وعندنا في جزء السراج

(8)

: عن إسحاق أحاديث في الضحك، وفي الجزء المنتقى من حديث ابن حذلم

(9)

، عن الحصين بن وحوح

(10)

: أن طلحة بن البراء

(11)

لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم جعل يلصق به ويدنو منه" الحديث وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد موته: "اللهم القِ طلحة يضحك وتضحك إليه"

(12)

.

(1)

الضحك صفة ثابتة للَّه تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته. انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (4/ 181) و (5/ 62).

(2)

هو سليمان بن حمزة المقدسي ثم الصالحي، قاضي القضاة، تقي الدين أبو الفضل. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 18).

(3)

هو أحمد بن منصور بن سيار البغدادي الرمادي.

(4)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 20280)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1 رقم 129) والإمام أحمد (رقم 8224) وغيرهم.

(5)

محمد بن رافع القشيري النيسابوري ثقة عابد خ م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 5876).

(6)

عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أبو داود المدني مولى ربيعة ابن الحارث ثقة ثبت عالم ع. المصدر السابق (رقم 4033).

(7)

أخرجه البخاري (رقم 2826) ومسلم (رقم 128) والإمام أحمد (رقم 9976) وغيرهم.

(8)

محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد اللَّه أبو العباس السراج. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(9)

الإمام العلامة مفتي دمشق وبقية الفقهاء الأوزاعية، القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن داود بن عبد اللَّه بن حذام الأسدي الدمشقي الأوزاعي، كان ثقة مأمونا نبيلا توفي سنة 347 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 514) والتاريخ له (7/ 848).

(10)

حصين بن وَحْوَح الأنصاري المدني صحابي له حديث ذكر ابن الكلبي أنه استشهد بالقادسية د. التقريب لابن حجر (رقم 1392).

(11)

طلحة بن البراء، حليف بني عمرو بن عوف الأنصاري توفي على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. انظر: معجم الصحابة للبغوي (3/ 415).

(12)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 558) وفي الآحاد والمثاني (رقم 2139) والبغوي في معجم الصحابة (رقم 1351) وقال: "ولا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 37): "رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن". وقال الألباني في ظلال الجنة (1/ 246): "إسناده ضعيف عروة ويقال عزره بن سعيد الأنصاري مجهول، وكذلك أبوه".

ص: 370

60 -

وفي حديث أبي حازم

(1)

، عن أبي هريرة -في قصة الأنصاري وضَيْفِهِ- وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ضحك اللَّه الليلة، أو عجب، من فعالكما". رواه البخاري ومسلم

(2)

.

‌18 - باب الوجه

(3)

.

61 -

أخبرنا عيسى ويحيى

(4)

، أنبأنا جعفر بن علي

(5)

، أنبأنا أبو طاهر السلفي، أنبأنا أبو عبد اللَّه الثقفي

(6)

، حدثنا علي بن محمد بن عبد اللَّه بن بشران، حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، حدثنا سعدان بن نصر بن منصور

(7)

، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: "أعوذ بوجهك"{أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: "أعوذ بوجهك"{أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] قال: "هاتان أهون أو أيسر"

(8)

. رواه البخاري: عن علي بن المديني، عن سفيان

(9)

. فوقع لنا بدلًا عاليًا عُشاريا

(10)

.

(1)

سلمان أبو حازم الأشجعي الكوفي ثقة من الثالثة مات على رأس المائة ع. التقريب لابن حجر (رقم 2479).

(2)

أخرجه البخاري (رقم 3798) ومسلم (رقم 2054).

(3)

الوجه صفة ذاتية للَّه تعالى ثابتة على ما يليق بجلاله وعظمته. انظر: القواعد المثلى لابن عثيمين (ص 25).

(4)

يحيى بن محمد بن سعد بن عبد اللَّه بن سعد المقدسي الحنبلي، سعد الدين أبو زكريا، كان شيخًا صالحًا سهلًا متواضعًا، توفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة. انظر: مخطوط معجم الشيوخ من الرجال والنساء لشمس الدين محمد بن أبي بكر بن محمد بن طرخان (34/ أ) مصدرها: مخطوطات جامعة الملك سعود، رقمها 3065 ز (ق 651/ 4).

(5)

جعفر بن علي بن هبة اللَّه بن جعفر بن يحيى الهمداني الإسكندراني أبو الفضل المقرئ المالكي الحافظ، مات سنة ست وثلاثين وستمائة. انظر: السير للذهبي (23/ 36) بتصرف.

(6)

القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود، أبو عبد اللَّه الثقفي الأصبهاني، ولم يحدث في وقته أوثق في الحديث منه وأكثر سماعا وأعلى إسنادا، توفي سنة تسع وثمانين وأربعمائة. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 430) باختصار.

(7)

سعدان بن نصر بن منصور أبو عثمان الثقفي البزاز، اسمه سعيد والغالب عليه سعدان. قال أبو حاتم الرازي: صدوق، وقال الدارقطني: ثقة مأمون. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (10/ 283) بتصرف.

(8)

أخرجه سعدان في جزئه (رقم 4) والمصنف من طريقه، وأخرجه الإمام أحمد (رقم 14315) والحميدي (رقم 1296) والترمذي (رقم 3065) وسعيد بن منصور في سننه (رقم 882) وغيرهم.

(9)

أخرجه البخاري (رقم 7313، 4628).

(10)

تقدم بيان معنى البدل والعشاري في الحديث (رقم 14) والعلو في الحديث (رقم 40).

ص: 371

62 -

وقال البغوي: عن محمد بن خلاد الباهلي

(1)

، حدثنا خالد بن الحارث

(2)

، حدثنا سعيد بن أبي عروبة

(3)

، عن قتادة، عن أبي نهيك

(4)

، عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من استعاذ باللَّه فأعيذوه، ومن سألكم بوجه اللَّه فأعطوه"

(5)

.

‌19 - باب تكلم اللَّه بالوحي

(6)

.

63 -

أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، وعيسى قالا: أنبأنا محمد بن إبراهيم

(7)

، أنبأتنا شُهدة، أنبأنا طراد ح

وأخبرنا عيسى ويحيى قالا: أنبأنا جعفر

(8)

، انبأنا السِّلفي، أنبأنا الثقفي قالا: أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر

(9)

، حدثنا الحسين بن يحيى بن عياش

(10)

، حدثنا علي بن إشكاب

(11)

، حدثنا أبو معاوية

(12)

، عن الأعمش،

(1)

محمد بن خلاد بن كثير الباهلي أبو بكر البصري ثقة م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5865).

(2)

خالد بن الحارث بن عبيد بن سليم الهجيمي أبو عثمان البصري ثقة ثبت ع. نفس المصدر (رقم 1619).

(3)

سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري مولاهم أبو النضر البصري ثقة حافظ من أثبت الناس في قتادة ع. المصدر السابق (رقم 2365).

(4)

اختلفت فيه عبارة الإمام ابن حجر في التقريب فمرة جزم بأنه مقبول من الرابعة، ومرة أنه ثقة من الثالثة، فقال:

- عثمان بن نَهيك بفتح النون الأزدي أبو نهيك البصري القارئ مقبول من الرابعة بخ د. (رقم 4524).

- أبو نَهيك بفتح أوله الأزدي البصري القاريء اسمه عثمان بن نهيك ثقة من الثالثة بخ د. (رقم 8419).

(5)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 2248) وأبو داود (رقم 5108) وغيرهم وحسنه الألباني في السلسة الصحيحة (1/ 509).

(6)

القرآن كلام اللَّه منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، واللَّه تعالى تكلم به حقيقة، والقرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، هو كلام اللَّه حقيقة، لا كلام غيره، ولا يجوز إطلاق القول: بأنه حكاية عن كلام اللَّه أو عبارة عنه، وهو كلام اللَّه؛ حروفه ومعانيه؛ ليس كلام اللَّه الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف. انظر: الواسطية لابن تيمية (ص 89). فهو تعالى المتكلم بالقرآن والتوراة والإنجيل، وغير ذلك من كلامه ليس مخلوقًا منفصلًا عنه، وهو سبحانه يتكلم بمشيئته وقدرته، فكلامه قائم بذاته، ليس مخلوقًا بائنًا عنه. انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (12/ 37 - 38) وكلام اللَّه تعالى صفة له ذاتية وفعلية باعتبارين: فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية، لأن اللَّه تعالى لم يزل ولا يزال متكلما، وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية، لأن الكلام يتعلق بمشيئته، يتكلم متى شاء بما شاء. انظر: القواعد المثلى لابن عثيمين (ص 25).

(7)

محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان أبو عبد اللَّه الإربلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(8)

هو جعفر بن علي بن هبة اللَّه بن جعفر بن يحيى أبو الفضل الهمداني، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 61).

(9)

هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان بن المرزبان أبو الفتح الحفار، صدوق، توفي سنة 414. انظر: تاريخ الخطيب (16/ 116).

(10)

الحسين بن يحيى بن عياش بن عيسى أبو عبد اللَّه الأعور القطان ويقال التمار متُّوثي الأصل، ذكره يوسف القواس في جملة شيوخه الثقات. توفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. انظر: نفس المصدر (8/ 732).

(11)

تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(12)

محمد بن خازم أبو معاوية الضرير الكوفي عمي وهو صغير ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ع. نفس المصدر (رقم 5841).

ص: 372

عن مسلم بن صبيح

(1)

، عن مسروق، عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماء صلصلةً كجر السلسلةِ على الصفا، فيُصعقون، فلا يزالون كذلك، حتى يأتيهم جبريل، فإذا جاءهم جبريل فُزِّعَ عن قلوبهم، فيقولون: يا جبريل ماذا قال ربك؟ فيقول: الحق، فينادون: الحق الحق". رواه أبو داود عن علي بن اشكيب

(2)

. فوافقناه فيه بعلو

(3)

.

وعن أحمد بن أبي سريج، وعلي بن مسلم ثلاثتهم رووه عن أبي معاوية مسندًا

(4)

.

ورواه الإمام أحمد عن أبي معاوية. موقوفًا

(5)

.

وكذلك رواه جرير، وابن نمير، من قول ابن مسعود

(6)

.

(1)

مسلم بن صبيح بالتصغير الهمداني أبو الضحى الكوفي العطار مشهور بكنيته ثقة فاضل ع. المصدر السابق (رقم 6632).

(2)

أخرجه أبو داود (رقم 4738).

(3)

علوم الموافقة نوع من أنواع العلو النسبي، وهو: الوصول إلى شيخ أحد المصنفين من غير طريقه، أي: الطريق التي تصل إلى ذلك المصنف المعين. انظر: نزهة النظر لابن حجر (ص 148).

(4)

أخرجه أبو داود (رقم 4738) وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 350) وابن حبان (رقم 37) والآجري في الشريعة (رقم 669) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (2/ 368) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 433) والتيمي في الحجة (1/ 282) وابن عساكر في معجمه (رقم 424). والحديث صحيح ثابت، قال ابن القيم:"وهذا الإسناد كلهم أئمة ثقات". مختصر الصواعق المرسلة (ص 488) وقال الألباني: "وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين". السلسلة الصحيحة (3/ 283).

(5)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (1/ 281 رقم 537) وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 351) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 432).

- تابعه شعبة، عن الأعمش به مثله. أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (رقم 308) وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم 217، 218) وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 351) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (2/ 369).

- تابعه وكيع، عن الأعمش به مثله. أخرجه ابن خزيمة (1/ 354).

- تابعه حفص بن غياث وأبو حمزة السكري، عن الأعمش به نحوه. أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص 99).

(6)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (1/ 281 رقم 537) وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 353) وتصحف في المطبوع عند ابن خزيمة إلى ابن أبي نمر وهو خطأ. والحديث صحيح مرفوعًا، وموقفًا، وتارة يرويه عبد اللَّه بن مسعود مرفوعا وتارة موقفًا، والموقوف لا يقدح ذلك في صحة الحديث، قال الألباني:"والموقوف وإن كان أصح من المرفوع، فإنه لا يُعلُّ المرفوعَ لأنه لا يقال من قِبل الرأي كما هو ظاهر". السلسلة الصحيحة (3/ 283).

ص: 373

‌20 - باب اتخاذ اللَّه خليلا.

64 -

أخبرنا عيسى ويحيى قالا: أنبأنا جعفر، انبأنا السِّلفي، أنبأنا الثقفي، حدثنا أبو عبد اللَّه محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني

(1)

إملاءً، حدثنا حاجب بن أحمد الطوسي

(2)

، حدثنا محمد بن حماد الأبيوردي الفارسي

(3)

، حدثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن مرة

(4)

، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إني أبرأ إلى كل خليل خُلته غير أن اللَّه تعالى قد اتخذ صاحبكم خليلًا -يعني نفسه- ولو كنت متخذًا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلًا". رواه مسلم: عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي معاوية

(5)

. فوقع لنا بدلًا عاليًا بدرجتين

(6)

.

‌21 - باب نظر اللَّه.

65 -

أخبرنا أبو الفتح القرشي

(7)

، أنبأنا يوسف بن محمود

(8)

، أنبأنا أحمد بن محمد الحافظ

(9)

، أنبأنا أبو عبد اللَّه الثقفي، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الفقيه إملاءً

(10)

، حدثنا ابو علي أحمد بن محمد بن

(1)

الشيخ الثقة العالم مسند أصبهان أبو عبد اللَّه محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي الجرجاني، صاحب تلك الأمالي الأربعين، مات بأصبهان في رجب سنة ثمان وأربعمائة عن تسع وثمانين سنة. انظر: السير للذهبي (17/ 286) باختصار.

(2)

حاجب بن أحمد بن يَرْحُمَ بن سفيان، مسند نيسابور أبو محمد، الطوسي، وثقه ابن منده، واتهمه الحاكم وقال: لم يسمع شيئا وهذه كتب عمه. مات سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. انظر: نفس المصدر (15/ 336) باختصار.

(3)

محمد بن حماد الأبيوردي الزاهد ثقة من العاشرة مات سنة ثمان أو تسع وأربعين تمييز. التقريب لابن حجر (رقم 5830).

(4)

عبد اللَّه بن مرة الهمداني الخارفي الكوفي ثقة من الثالثة مات سنة مائة وقيل قبلها ع. نفس المصدر (رقم 3607).

(5)

أخرجه مسلم (رقم 2383) والإمام أحمد في الفضائل (رقم 587) وابن أبي شيبة (رقم 31923) وعنه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 1216).

(6)

تقدم بيان معنى البدل في الحديث (رقم 14) والعلو في الحديث (رقم 40).

(7)

محمد بن عبد الرحيم بن عباس بن أبي الفتح، الشيخ المسند شرف الدين أبو الفتح القرشي التاجر ويعرف بابن النَّشْو الدمشقي، طال عمره، وتفرد بأشياء، مات في سنة عشرين وسبعمائة، وكان دينًا وقورًا لا بأس به. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 213).

(8)

شمس الدين أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين بن الحسن بن أحمد السَّاوي، ثم الدمشقي المولد، المصري الدار، الصوفي، ويعرف قديما بابن المخلص. توفي سنة 647 هـ، وقد تفرد بأجزاء عالية. انظر: السير للذهبي (23/ 234).

(9)

هو الإمام المشهور أبو طاهر السِّلفي.

(10)

هو أبو عبد اللَّه القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 58).

ص: 374

إبراهيم الصحاف

(1)

، حدثنا محمد بن مسلم بن الوليد

(2)

، حدثنا عثمان بن عمر بن فارس

(3)

، حدثنا قدامة بن

موسى

(4)

، عن سالم، عن ابن عمر: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الذي يجر ثوبه من الخيلاء

(5)

لا ينظر اللَّه إليه

(6)

"

(7)

.

وهو في جزء محمد بن يحيى الذهلي، ومسلم بن يَنَّاق

(8)

، في الأول من فوائد أبي بكر بن عبدان

(9)

.

تابعه نافع.

66 -

أخبرنا محمد بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد القاهر العسقلاني

(10)

وعلي بن محمد بن عمر بن هلال

(11)

قالا: أنبأنا إبراهيم بن عمر بن مضر بن فارس، أنبأنا المؤيد بن محمد الطوسي

(12)

،

(1)

أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني، أبو علي الصحاف، سمع إسماعيل بن عبد اللَّه سمويه، وأحمد بن عبيد اللَّه النرسي، وموسى بن سهل الوشاء. وعنه ابن منده. توفي: 334 هـ. انظر: السير للذهبي (7/ 676).

(2)

محمد بن مسلم بن الوليد بن عبد الملك أبو جعفر الطيالسي الواسطي، في حديثه مناكير بأسانيد واضحة، إلا أن الحاكم أبا عبد اللَّه بن البيع سمع الدارقطني يقول: لا بأس به. توفي سنة 282 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (4/ 490). ووقع في المطبوع محمد بن مسلمة.

(3)

عثمان بن عمر بن فارس العبدي بصري ثقة قيل كان يحيى بن سعيد لا يرضاه ع. التقريب لابن حجر (رقم 4504).

(4)

قدامة بن موسى بن عمر بن قدامة بن مظعون الجمحي ثقة خت م د ت ق. نفس المصدر (رقم 5530).

(5)

الخيلاء -بالضم والكسر- الكبر والعجب. يقال: اختال فهو مختال. وفيه خيلاء ومخيلة: أي كِبر. انظر: النهاية لابن الأثير (2/ 93).

(6)

أي: لا ينظر إليهم نظر رحمة. . انظر: تفسير السمعاني (1/ 334) وشرح الطيبي على صحيح البخاري (9/ 78).

(7)

أخرجه أبو عوانة (رقم 8582) والبزار (رقم 6090، 6091) وابن حجر في تغليق التعليق (5/ 57) وقال البزار: "هذا الحديث قد روي عن ابن عمر من وجوه: رواه سالم ونافع، وعبد اللَّه بن دينار وزيد بن أسلم وغيرهم، وإنما أعدناه لأن قتادة لم يسند، عن سالم، عن أبيه غير هذا الحديث، فلو تركناه ذهب حديث قتادة، عن سالم، ولم يسند قدامة بن موسى، عن سالم، عن أبيه غير هذا الحديث".

(8)

أخرجه بنحوه: مسلم في صحيحه (رقم 2085/ 45) والحميدي (رقم (651).

مسلم بن يَنَّاق الخزاعي أبو الحسن المكي ثقة من الرابعة م س. التقريب لابن حجر (رقم 6655).

(9)

محمد بن الحسن بن عبدان بن الحسن بن مهران، أبو بكر الصيرفي، كان ثقة وفوق الثقة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (2/ 619).

(10)

محمد بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سالم بن عبد القاهر الدمشقي ابن العسقلاني، نجم الدين أبو عبد اللَّه. أحد الشهود بباب الجامع وعنده معرفة وجودة خط. توفي سنة ثلاثين وسبعمائة. انظر: معجم شيوخ السبكي (ص 446).

(11)

علي بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الصدر الأوحد العالم المحدث نجم الدين أبو عبد اللَّه الأزدي الدمشقي الشافعي، توفي سنة تسع وعشرين وسبعمائة. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 49).

(12)

رضي الدين أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي أبو الحسن الطوسي النيسابوري، كان ثقة خيرا مقرئا جليلا، توفي سنة 617 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 457) والسير للذهبي (22/ 104).

ص: 375

أنبأنا هبة اللَّه بن سهل بن عمر النيسابوري السِّيدي

(1)

، أنبأنا زاهر بن أحمد بن أبي موسى السرخسي،

(2)

أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي

(3)

، حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، حدثنا مالك بن أنس، عن نافع، وعبد اللَّه بن دينار، وزيد بن أسلم: يخبرونه عن عبد اللَّه بن عمر: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينظر اللَّه إلى من جر ثوبه خيلاء".

وقرأته أعلى من هذا عن زينب الكمالية، عن عجيبة الباقدارية، عن مسعود الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي عبد اللَّه بن منده

(4)

، عن زاهر إجازة. فوقع لنا عشاريًا

(5)

. أخرجه البخاري ومسلم

(6)

.

67 -

أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف

(7)

، أنبأنا يوسف بن يعقوب

(8)

، أنبأنا سليمان بن محمد

(9)

، أخبرنا إسماعيل بن السمرقندي

(10)

، أخبرنا عبد اللَّه بن الحسن الخلال

(11)

، أخبرنا أبو القاسم الصيدلاني،

(1)

أبو محمد هبة اللَّه بن سهل بن عمر البسطامي المعروف، بالسيدي من أهل نيسابور، ختن أبي المعالي الجويني على ابنته. كان من بيت العلم والتقدم، توفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. انظر: التحبير للسمعاني (2/ 356).

(2)

زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى السَّرَخْسِيُّ الإمام، العلامة، فقيه خراسان، شيخ القراء والمحدثين، أبو علي السرخسي. توفي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وله ست وتسعون سنة. انظر: السير للذهبي (16/ 476).

(3)

إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو إسحاق الهاشمي، الأمير المسند الصدوق، وهو آخر من روى الموطّأ عن أبي مصعب، مات سنة 325 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (2/ 266).

(4)

الحافظ العالم المحدث، أبو القاسم عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير أبي عبد اللَّه محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني، مات سنة سبعين وأربعمائة. انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (3/ 238 - 240).

(5)

تقدم بيان معنى العشاري في الحديث (رقم 14).

(6)

أخرجه البخاري (رقم 5783) ومسلم (رقم 2085/ 42). وسيأتي من طريق عبد اللَّه بن دينار.

(7)

عبد الرحمن بن يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك القضاعي الكلبي، المزي ابن الشيخ جمال الدين، تولى مشيخة دار الحديث النورية بدمشق بعد والده، توفي في سنة 749 هـ. معجم الشيوخ للسبكي (ص 220).

(8)

يوسف بن يعقوب بن عثمان بن أبي طاهر بن مفضل، جمال الدين، أبو المظفر الإربلي، ثم الدمشقي الذهبي، كان رجلا جيدا خيرا. وكان خيرا من ابنه أبي الفضل محمد بكثير، توفي سنة 662 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 66).

(9)

سليمان بن محمد بن علي بن أبي سعد، الفقيه أبو الفضل الموصلي ثم البغدادي الصوفي، ويعرف اللبَّاد، كان صحيح السامع، عالي الإسناد، صدوقا دينا، توفي سنة 612 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 286) والتاريخ للذهبي (13/ 337).

(10)

إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث ابن السمرقندي. كان الحافظ أبو العلاء بن العطار الهمذاني يقول ما أعدل بأبي القاسم ابن السمرقندي أحدا من شيوح العراق وخراسان توفي سنة 536 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 212).

(11)

عبد اللَّه بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي أبو القاسم الخلال سمع المخلص، وابن الجندي، وأبا القاسم ابن الصيدلاني. كتبت عنه، وكان صدوقا، توفي سنة 470 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (11/ 101) بتصرف.

ص: 376

أخبرنا يزداد بن عبد الرحمن

(1)

، حدثنا أبو سعيد الأشج

(2)

، حدثنا أبو خالد

(3)

، عن الضحاك بن عثمان

(4)

، عن مخرمة بن سليمان

(5)

، عن كريب

(6)

، عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر اللَّه عز وجل إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في الدبر"

(7)

.

68 -

أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف

(8)

، أنبأنا عمر بن القواس

(9)

، أنبأنا أبو اليمن الكندي، أنبأنا يحيى بن البنا

(10)

، أخبرنا أبو سعد بن أَبِي عَلَّانَة

(11)

، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن محمد

(12)

،

(1)

يزداد بن عبد الرحمن بن محمد بن يزداد أبو محمد الكاتب مروزي الأصل، روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وأبو القاسم ابن الصيدلاني المقرئ، ذكره يوسف القواس في جملة شيوخه الثقات. توفي سنة 327 هـ. انظر: نفس المصدر (16/ 518).

(2)

عبد اللَّه بن سعيد بن حصين الكندي أبو سعيد الأشج الكوفي ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3354).

(3)

سليمان بن حيان الأزدي أبو خالد الأحمر الكوفي صدوق يخطئ ع. نفس المصدر (رقم 2547).

(4)

الضحاك بن عثمان بن عبد اللَّه بن خالد ابن حزام الأسدي الخزامي صدوق يهم م. المصدر السابق (رقم 2972).

(5)

مخرمة بن سليمان الأسدي الوالبي المدني، ثقة ع. المصدر السابق (رقم 6527).

(6)

كريب بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني أبو رشدين مولى ابن عباس ثقة ع. المصدر السابق (رقم 5638).

(7)

أخرجه من طريق أبي سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر به مثله: الترمذي (رقم 1165) وقال: حسن غريب. والنسائي في الكبرى (رقم 8952) وابن الجارود (رقم 729).

- تابعه أبو بكر بن أبي شيبة، عن أبي خالد الأحمر به مثله. مصنف ابن أبي شيبة (رقم 16803) وعنه أبو يعلى (رقم 2378) وابن حبان (رقم 4418) والضياء في المختارة (رقم 61).

- تابعه عبد اللَّه بن سعيد الكندي، عن أبي خالد الأحمر به مثله. أخرجه البزار (رقم 5212) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 421، 443) والضياء في المختارة (رقم 62) وقال البزار: "هذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عباس بإسناد أحسن من هذا الإسناد".

(8)

تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 67).

(9)

عمر بن عبد المنعم بن عمر بن عبد اللَّه بن غدير، الثقة المعمر مسند وقته ناصر الدين أبو القاسم وأبو حفص الطائي الدمشقي ابن القواس، روى الكثير، مات سنة 698 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 57).

(10)

الشيخ الإمام الصادق العابد الخير المتبع الفقيه بقية المشايخ أبو عبد اللَّه يحيى ابن الإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن البنا البغدادي الحنبلي، روى شيئًا كثيرًا، توفي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. انظر: السير للذهبي (20/ 6 - 7).

(11)

محمد بن الحسين بن عبد اللَّه بن أحمد بن الحسن بن أبي علانة أبو سعد، كان سماعه صحيحا، توفي سنة 462 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (3/ 56) والسير للذهبي (18/ 237).

(12)

يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب أبو محمد مولى أبي جعفر المنصور. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

ص: 377

حدثنا الحسن بن يونس

(1)

، حدثنا يحيى بن الحسن

(2)

، أنبأنا شعبة، أنبأنا الأشعث بن سليم

(3)

، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه: "لا ينظر اللَّه إلى المشرك"

(4)

.

69 -

أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف

(5)

، أنبأنا عبد الواسع بن عبد الكافي

(6)

، أنبأنا عمر بن محمد

(7)

، أنبأنا أبو غالب بن البنا

(8)

، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري

(9)

، أنبأنا أبو عمر بن حَيُّوْيَه

(10)

، حدثنا ابن المجدَّر

(11)

، حدثنا أبو مصعب، عن صالح بن قدامة

(12)

، عن عبد اللَّه بن دينار

(13)

، عن عبد اللَّه بن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الذي يجر ثوبه من الخيلاء لا ينظر اللَّه إليه يوم القيامة"

(14)

.

(1)

الحسن بن يونس بن مهران أبو علي الزيات، روى عنه قاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي أبو عبد اللَّه المحاملي، وكان ثقة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (8/ 502).

(2)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(3)

أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي الكوفي ثقة من السادسة مات سنة خمس وعشرين ع. التقريب لابن حجر (رقم 526).

(4)

رجاله ثقات ما عدا يحيى بن الحسن الراوي عن شعبة، لم أعثر له على ترجمته رغم كثرة البحث والتدقيق.

(5)

تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 67).

(6)

عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع القاضي الأوحد شمس الدين أبو محمد الأبهري الشافعي، كان ذا زهد، وصلاح، ومعرفة بالمذهب، وتوفي في شوال سنة تسعين وستمائة. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 427).

(7)

الشيخ المسند الكبير الرحلة أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن البغدادي، الدارقزي المؤدب، ويعرف بابن طبرزد. والطبرزد هو السكر، قال ابن نقطة: وهو مكثر، صحيح السماع، ثقة في الحديث. وانتشر حديثه في الآفاق، وفرح الحفاظ بعواليه، ثم في الزمن الثاني تزاحموا على أصحابه، وحملوا عنهم الكثير، وأحسنوا به الظن، واللَّه الموعد، ووثقه ابن نقطة. انظر: السير للذهبي (21/ 508 - 512).

(8)

أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد اللَّه أبو غالب الحريري المعروف بابن البناء، ثقة صحيح السماع، توفي في صفر من سنة سبع وعشرين وخمسمائة. انظر: المنتظم لابن الجوزي (17/ 277) والتقييد لابن نقطة (ص 135).

(9)

الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد اللَّه أبو محمد الجوهري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(10)

محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى بن معاذ أبو عمر الخزاز المعروف بابن حيويه سمع الكثير وكتب طول عمره وروي المصنفات الكبار، ثقة ثبت حجة، مات في سنة 382 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (4/ 205).

(11)

محمد بن هارون بن حميد أبو بكر البيع يعرف بابن المجدر، كان ثقه، مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وكان يعرف بالانحراف عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (4/ 567).

(12)

صالح بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي الجمحي المدني مقبول س. التقريب لابن حجر (رقم 2882).

(13)

عبد اللَّه بن دينار العدوي مولاهم أبو عبد الرحمن المدني مولى ابن عمر ثقة ع. نفس المصدر (رقم 3300).

(14)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 5439) وابن حبان (رقم 5681) وأبو نعيم في الحلية (7/ 190) وابن عساكر في معجمه (رقم 382).

ص: 378

70 -

أخبرنا عبد الرحمن المزي

(1)

، أنبأنا أحمد بن هبة اللَّه

(2)

، أنبأنا المؤيد بن محمد، عن أبي منصور بن خيرون

(3)

إجازة، أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة

(4)

، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد اللَّه هو ابن محمد النيسابوري

(5)

، حدثنا إبراهيم بن هانئ

(6)

، حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن محمد

(7)

، عبد اللَّه بن يسار

(8)

، عن سالم، عن ابن عمر: أن رسول اللَّه قال: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث، وثلاثة لا ينظر اللَّه إليهم: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان بما أعطى"

(9)

.

يتلوه في رأس الصفحة وفي سنن أبي داود.

71 -

وفي سنن أبي داود: لعطاء بن يسار، عن أبي هريرة: بينما رجل يصلي مسبلا إزاره، إذ قال له رسول اللَّه:"اذهب فتوضأ" فذهب فتوضأ ثم جاء ثم قال: اذهب فتوضأ، فذهب فتوضأ، ثم جاء فقال له رجل: يا رسول اللَّه ما لك أمرته أن يتوضأ؟ قال: "إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره؛ وإن اللَّه لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره"

(10)

.

(1)

تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 67).

(2)

أحمد بن هبة اللَّه ابن تاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة اللَّه بن عبد اللَّه بن الحسين ابن عساكر، شيخنا المسند الجليل شرف الدين أبو الفضل، سمع الكثير وأسمعه، كان شيخًا مهيبًا، تركي الأم، فيه خير وإيثار وعدالة وعنده عامية، توفي سنة 699. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 107) والتاريخ له (15/ 897).

(3)

الشيخ الإمام المعمر شيخ القراء أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون البغدادي، المقرئ الدباس، ثقة صالح، كان شافعيا من أهل السنة، مات سنة 539 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 94).

(4)

محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن حسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرفيل السلمي، البغدادي، ابن المسلمة، أسلم الرفيل المذكور على يد عمر بن الخطاب، كان صحيح الأصول، كثير السماع، جميل الطريقة، توفي في تاسع جمادى الأولى سنة خمس وستين وأربعمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (2/ 221) والسير للذهبي (18/ 214).

(5)

عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن زياد بن واصل بن ميمون أبو بكر النيسابوري الفقيه. وقد مرت ترجمته في الحديث (رقم 42).

(6)

إبراهيم بن هانئ أبو إسحاق النيسابوري كان أحد الأبدال، ورحل في العلم إلى العراق، والشام، ومصر، ومكة، ثم استوطن بغداد، وحدث بها، مات سنة خمس وستين ومائتين. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (7/ 161).

(7)

عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب المدني نزيل عسقلان ثقة خ م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 4965).

(8)

عبد اللَّه بن يسار المكي الأعرج مقبول من الخامسة س. نفس المصدر (رقم 3719).

(9)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 6180) والبزار (رقم 6050، 6051) والنسائي (رقم 2562) وابن خزيمة في التوحيد (2/ 861) وابن حبان (رقم 7340) والحاكم في المستدرك (رقم 7235) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح.

(10)

أخرجه أبو داود (رقم 638، 4086) والبيهقي في الكبرى (رقم 3304) والبزار (رقم 8726) من طريق: موسى بن إسماعيل، عن أبان، عن يحيى، عن أبي جعفر، عن عطاء، عن أبي هريرة. وقال البزار: "هذا الحديث لا نعلم أحدا رواه فأسنده إِلا أبان بن يزيد، ولا =

ص: 379

قال شيخنا أبو العباس بن تيمية: "إن صلاة المسبل باطلة، وهو قولٌ لأحمد ذكره أبو بكر عبد العزيز

(1)

في الهداية، وحجته هذا الحديث"

(2)

.

قال: "وأما إعادة الوضوء فيُسن ويُستحب لمن أذنب ذنبًا أن يتوضأ، رواه علي، عن أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يذنب ذنبًا فيتوضأ ويصلي ركعتين إِلا غُفر له"

(3)

. والإسبال ذنب كذنب المُصَلِّي في ثوبِ حريرٍ،. . .

(4)

"ثلاثة لا ينظر اللَّه اليهم: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"

(5)

.

= عن أبان إِلا موسى بن إسماعيل. وقد رواه غيرُ من سمَّينا موقوفًا، ولا نعلم روى أبو جعفر، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، إِلا هذا الحديث، وإنما يحدث أبو جعفر عن أبي هريرة".

وأخرجه من طريق: هشام الدستوائي، عن يحيى، عن أبي جعفر، عن عطاء، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. الإمام أحمد (رقم 16628، 23217) والنسائي مختصرا في الكبرى (رقم 9623) والبيهقي مختصرا في الشُّعب (رقم 5719) و الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (رقم 573) نحوه.

وأخرجه من طريق: حرب بن شداد، عن يحيى، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أبي جعفر المدني، عن عطاء، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. البيهقي في الكبرى (رقم 3305).

والحديث برواية أبي داود إسناده على شرط الشيخين إِلا أبا جعفر الأنصاري المدني المؤذن الروي عن عطاء. فهو مجهول، وحكم ابن حجر عليه بأنه مقبول من الثالثة. فقال:"أبو جعفر المؤذن الأنصاري المدني مقبول من الثالثة ومن زعم أنه محمد بن علي بن الحسين فقد وهم بخ 4. التقريب (رقم 8017) وضعفه الألباني فقال في ضعيف أبي داود (1/ 219): "وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي جعفر هذا".

(1)

عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف أبو بكر المعروف بغلام الحلال، كان أحد أهل الفهم موثوقا به في العلم متسع الرواية مشهورا بالديانة موصوفا بالأمانة مذكورا بالعبادة، له المصنفات في العلوم المختلفات، كان بارعا في علم مذهب أحمد بن حنبل، توفي سنة 363 هـ. انظر: طبقات الحنابلة لأبي يعلى الفراء (2/ 123 - 126) باختصار.

(2)

قال ابن عثيمين: "بطلان صلاة المُسْبِل إن صح الحديث. فإن المسيل تبطل صلاته، لأنه لبس ثوبا محرما". الشرح الممتع (1/ 230).

(3)

أخرجه من طريق: عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم الفزاري، عن علي به. الطيالسي (رقم 1، 2) والحميدي (رقم 1) والإمام أحمد (رقم 2، 49، 56) وابن أبي شيبة (رقم 7642) وأبو داود (رقم 1521) والترمذي (رقم 406) وغيرهم وقال الترمذي: "حديث حسن، لا نعرفه إِلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة".

- وأخرجه من طريق: سلمان بن يزيد، عن المقبري، عن علي به. البيهقي في الشعب (رقم 6677).

- وأخرجه من طريق: معاوية بن أبي العباس القيسي، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم الفزاري، عن علي به. الطبراني في الأوسط (رقم 584) والدعاء (رقم 1844). والحديث حسن بمجموع طرقه.

(4)

كلمة ليست واضحة لعلها: "وفي الحديث".

(5)

حديث أبي ذر رضي الله عنه أخرجه مسلم (رقم 106) والإمام أحمد (رقم 21436) وابن أبي شيبة (رقم 24813) وأبو داود (رقم 4087) وغيرهم.

ص: 380

‌22 - باب قول اللَّه: {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ} [المائدة: 95].

72 -

أخبرنا عيسى ويحيى، أنبأنا جعفر.

وأخبرنا القرشي، أنبأنا السَّاوِيُّ قالا: أنبأنا السِّلفي، أنبأنا الثقفي، أنبأنا أبو عمر محمد بن محمد بن بَالَوَيْهِ الصائغ

(1)

، حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري

(2)

، حدثنا هاشم ابن القاسم

(3)

، حدثنا الأشجعي

(4)

، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد

(5)

، عن ابن بريدة

(6)

، عن عائشة قالت: قلت يا رسول اللَّه: إن أدركت ليلة القدر فما أقول؟ قال: قولي: "اللَّهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"

(7)

.

(1)

محمد بن محمد بن بالويه بن إسحاق، أبو عمرو النيسابوري الكتاني الصائغ المقري، شيخ ثقة مشهور، توفي سنة 410 هـ. انظر: السير للذهبي (9/ 158).

(2)

عباس بن محمد بن حاتم الدوري أبو الفضل البغدادي ثقة حافظ 4. التقريب لابن حجر (رقم 3189).

(3)

هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي مولاهم البغدادي أبو النضر لقبه قيصر ثقة ثبت ع. نفس المصدر (رقم 7256).

(4)

عبيد اللَّه بن عبيد الرحمن الأشجعي ثقة مأمون أثبت الناس كتابا في الثوري خ م ت س ق. المصدر السابق (رقم 4318).

(5)

علقمة بن مَرْثد الحضرمي أبو الحارث الكوفي ثقة من السادسة ع. المصدر السابق (رقم 4682).

(6)

سليمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي قاضيها ثقة من الثالثة م 4. المصدر السابق (رقم 2538).

(7)

أخرجه من طريق: الأشجعي، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن عائشة. النسائي في الكبرى (رقم 10647). وأبو يعلى في معجمه (رقم 43) وابن الشرقي في مسنده (رقم 16) والطبراني في الدعاء (رقم 916) والحاكم (رقم 1942) وقال:"صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". والقضاعي في مسنده (رقم 1478).

وقد أعل الدارقطني روية الأشجعي فقال: "يرويه الجريري، وكهمس بن الحسن، واختلف عنها، فأما الجريري فرواه عنه الثوري، واختلف عنه: فقال إسحاق الأزرق: عن الثوري، عن الجريري، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن عائشة.

وخالفه: الأشجعي: فرواه عن الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن عائشة. وقول الأزرق أصح". أهـ العلل الواردة (15/ 88). وإعلاله لرواية الأشجعي وتصحيحه لرواية الأزرق غير مسلم، ولعل في عبارته نقصا، فإن الأشجعي رواه عن سفيان، عن علقمة، عن سليمان بن بريدة، عن عائشة. ثم إن الأشجعي كما مر معنا ثقة مأمون أثبت الناس كتابا في الثوري، فروايته مقدمة على رواية غيره.

وكذلك أعل الدارقطني في سننه (4/ 335) رواية عبد اللَّه بن بُريدة، فقال:"ابن بريدة لم يسمع من عائشة شيئًا". وهذا فيه نظر؛ فإنه لو كان كذلك لذكر الأئمة المتقدمون أنه لم يسمع منها وأن روايته عنها مرسلة، فلما لم يحصل ذلك، دل على أنه قد سمع منها وأن روايته عنها متصلة. والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 3337) وقال:"وقد أُعلَّ بما لا يقدح". .

ص: 381

‌23 - باب قول اللَّه تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)} [الزمر].

73 -

أخبرنا أبو الفضل الحاكم، أنبأنا جعفر، أنبأنا أبو بكر بن مردويه وأبو العلاء بن سَهلَويه

(1)

وأبو طالب الشعيري

(2)

وأبو علي الحداد

(3)

قالوا: أنبأنا أبو نعيم، حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري

(4)

، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الحافظ

(5)

، حدثنا محمد بن بشار بندار، حدثنا محمد بن الحارث

(6)

، حدثني محمد بن عبد الرحمن البيلماني

(7)

، عن أبيه

(8)

، عن ابن عمر قال: كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: "كائن قبل أن يكون شيء، والمكون لكل شيء، والكائن بعدما لا يكون شيء"

(9)

. هذا على شرط ابن ماجه ولم يخرجه.

(1)

حَمْد بن عمر بن سَهْلُوَيْه بو العلاء الأصبهاني الشرابيُّ سمع أبا نعيم الحافظ، ويوسف بن حسين الرازي، وعنه السلفي توفي سنة 500 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 843).

(2)

أبو طالب أحمد بن الفضل الشعيري، روي عن أبي نعيم الحافظ. انظر: السير للذهبي (17/ 457، 463).

(3)

أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مِهْرَة الحداد الأصبهاني المقرئ، كان شيخًا، عالمًا، ثقة، صدوقًا، من أهل القرآن، والعلم، والدين، توفي سنة 515 هـ. انظر: التحبير للسمعاني (1/ 177 - 179).

(4)

محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد اللَّه بن سنان أبو عمرو الحيري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(5)

محمد بن أحمد بن نصر، أبو جعفر الفقيه الشافعي الترمذي سكن بغداد، وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا، وقال الدارقطني: هو ثقة مأمون ناسك، توفي سنة. انظر تاريخ بغداد للخطيب (2/ 233).

(6)

محمد بن الحارث بن زياد بن الربيع الحارثي البصري ضعيف من السابعة ق. التقريب لابن حجر (رقم 5797).

(7)

محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلَمَاني ضعيف وقد اتهمه ابن عدي وابن حبان من السابعة د ق. نفس المصدر (رقم 6067).

(8)

عبد الرحمن بن البيلماني مولى عمر مدني نزل حران ضعيف من الثالثة 4. المصدر السابق (رقم 3819).

(9)

أخرجه الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (رقم 1573) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 17). وأخرجه مرسلًا ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة (رقم 67) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم: 16) وقال: "هذا منقطع". وقال الألباني: "موضوع آفته محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني؛ متهم بالوضع؛ قال ابن حبان في الضعفاء: "حدث عن أبيه بنسخة شبيهًا بمئتي حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به، ولا ذكره في الكتب إِلا على جهة التعجب". ومحمد بن الحارث ضعيف". أ هـ انظر: السلسلة الضعيفة (11/ 384 رقم 5205).

ص: 382

‌24 - باب اطلاع اللَّه على خلقه.

74 -

أخبرنا ابن الحافظ

(1)

، أنبأنا ابن علان

(2)

، أنبأنا ابن أبي العجائز

(3)

، أنبأنا أبو طاهر الحنائي، أنبأنا ابن سَخْتَام

(4)

، حدثنا أبو علي أحمد بن الحسن بن أحمد بن موسى

(5)

، حدثنا الهيثم بن كليب، حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني

(6)

، حدثنا يزيد بن هارون

(7)

، عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود

(8)

، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه تبارك وتعالى اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"

(9)

.

(1)

أحمد بن محمد بن سالم، ابن الحافظ الحجة أبي المواهب الحسن بن هبة اللَّه بن محفوظ بن صصرى التغلبي الدمشقي قاضي القضاة رئيس أهل دمشق نجم الدين أبو العباس الشافعي، تفقه وناظر وأفتى وساد وشارك في العلوم، توفي في ربيع الأول سنة 723 هـ. انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 37) باختصار.

(2)

الشيخ الأمين تاج الدين أبو المعالي أسعد بن المسلم بن مكي بن علان القيسي الدمشقي، حدث بدمشق وبمصر، وعاش ستا وسبعين سنة، وكان من كبار الشهود، توفي سنة ست وثلاثين وستمائة. انظر: السير للذهبي (23/ 62) باختصار.

(3)

الشيخ، أبو الفهم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن أبي العجائز الأزدي، الدمشقي، من بيت حديث ورواية، كان ملازما لحلقة الحافظ ابن عساكر، مات سنة ست وسبعين، عن ثمانين عاما. انظر: نفس المصدر (21/ 94) باختصار.

(4)

علي بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام بن هرثمة بن إسحاق بن عبد اللَّه بن أسكر بن كاك أبو الحسن العربي السمرقندي، كان من أهل العلم، والتقدم في الفقه على مذهب أبي حنيفة، توفي سنة 439 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (13/ 252) باختصار.

(5)

أبو علي أحمد بن الحسن بن أحمد بن موسى الرازي، روى عن الهيثم بن كليب، وروى عنه ابن سختام. انظر تاريخ دمشق لابن عساكر (41/ 249).

(6)

عيسى بن أحمد بن عيسى بن وردان العسقلاني من عسقلان بَلْخ ثقة يغرب ت س. التقريب لابن حجر (رقم 5286).

(7)

يزيد بن هارون بن زاذان أبو خالد الواسطي ثقة متقن عابد من التاسعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 17).

(8)

عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم الكوفي أبو بكر المقرئ صدوق له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون من السادسة ع. المصدر السابق (رقم 3054).

(9)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 7940) وابن أبي شيبة (رقم 32347، 36729) والدارمي (رقم 2803) وأبو داود (رقم 4654) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 332) والحاكم (رقم 6968) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ على اليقين: "إن اللَّه اطلع عليهم فغفر لهم". إنما أخرجاه على الظن: "وما يدريك لعل اللَّه تعالى اطلع على أهل بدر".

ص: 383

75 -

أخبرنا جدي، أنبأنا عبد اللطيف بن عبد المنعم

(1)

، أنبأنا عبد الرحمن بن علي

(2)

، أنبأنا أبو الحسن الدينوري

(3)

، أنبأنا علي بن عمر القزويني

(4)

، حدثنا محمد بن علي بن سويد

(5)

، حدثنا عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث

(6)

ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي

(7)

جميعًا إملاء قالا: حدثنا هشام بن خالد الأزرق

(8)

، حدثنا أبو خُلَيْد عتبة بن حماد القارئ

(9)

، حدثنا الأوزاعي، عن مكحول

(10)

. وابن ثوبان

(11)

، عن أبيه

(12)

، عن مكحول، عن مالك بن يَخَامِر السكسكي

(13)

، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يطَّلع اللَّه إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إِلَّا لمشرك أو مشاحن". واللفظ لابن أبي داود. وقد قيل عن مكحول

(14)

.

(1)

عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي أبو الفرج النميري الحراني الحنبلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(2)

هو الإمام ابن الجوزي.

(3)

الشيخ، المعمر، الصدوق، أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد الدينوري، ثم البغدادي، توفي في جمادى الآخرة، سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. انظر: المنتظم (17/ 246) والسير للذهبي (19/ 526).

(4)

الإمام القدوة العارف شيخ العراق أبو الحسن علي بن عمر بن محمد، ابن القزويني البغدادي، الحربي الزاهد، كان أحد الزهاد، ومن عباد اللَّه الصالحين، يقرئ القرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إِلا للصلاة مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. انظر: السير للذهبي (17/ 609).

(5)

محمد بن علي بن الحسن بن سويد، أبو بكر البغدادي المكتب. روى عن الباغندي والبغوي وطائفة كبيرة، وسافر الكثير. روى عنه البرقاني والأزهري والتنوخي. ووثقه البرقاني، توفي سنة 381 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (8/ 528).

(6)

هو الإمام أبو بكر بن الإمام أبي داود السجستاني.

(7)

الباغندي محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الإمام، الحافظ الكبير، محدث العراق أبو بكر ابن المحدث أبي بكر الأزدي، الواسطي، الباغندي، أحد أئمة هذا الشأن ببغداد. قال الخطيب: لم يثبت من أمر الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون به، ويخرجونه في الصحيح. انظر: السير للذهبي (14/ 383).

(8)

هشام بن خالد بن زيد بن مروان الأزرق أبو مروان الدمشقي صدوق د ق. التقريب لابن حجر (رقم 7921).

(9)

عتبة بن حماد بن خُليد بالتصغير أبو خُليد الدمشقي القارئ إمام الجامع صدوق ق. نفس المصدر (رقم 4428).

(10)

مكحول الشامي أبو عبد اللَّه ثقة فقيه كثير الإرسال مشهور ر م 4. المصدر السابق (رقم 6875).

(11)

عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الدمشقي صدوق يخطئ ورمي بالقدر وتغير بأخرة بخ 4. المصدر السابق (رقم 3820).

(12)

ثابت بن ثوبان العنسي الشامي والد عبد الرحمن ثقة من السادسة بخ د ت ق. المصدر السابق (رقم 811).

(13)

مالك بن يَخَامِر الحمصي صاحب معاذ مخضرم ويقال له صحبة مات سنة سبعين خ 4. المصدر السابق (رقم 6456).

(14)

أخرجه ابن حبان (رقم 5665) وابن أبي عاصم في السنة والدارقطني في كتاب النزول (رقم 77) والطبراني في مسند الشاميين (رقم 203، 205، 3570) والكبير (رقم 215) والأوسط (رقم 6776) وقال: "لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي، وابن =

ص: 384

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ثوبان إلا أبو خليد عتبة بن حماد، تفرد به عن الأوزاعي هشام بن خالد". وأخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 191) وقال:"حديث مكحول، عن عبد الرحمن بن غنم، تفرد به ابن ثوبان وحديثه عن مالك، تفرد به الأوزاعي". وأخرجه البيهقي في الشعب (رقم 3552، 6204) وقال: "وقد روينا هذا من أوجه، وفي ذلك دلالة على أن للحديث أصلا من حديث مكحول".

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 65) وقال: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات". والحديث اختلف العلماء فيه تصحيحا وتضعيفا، فمَن ضعفه نظر لكل حديث ورد في فضل ليلة النصف على حِدة، وضعفه بناءً على ذلك، وحكم باضطرابه كالإمام أبي حاتم الرازي والدارقطني وغيرهم، ومن صححه الشيخ الألباني وغيره نظر إلى مجموع طرقه وشواهده وكثرتها واتفاق أكثرها.

قال الألباني: "حديث صحيح، روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا وهم معاذ بن جبل وأبو ثعلبة الخشني وعبد اللَّه بن عمرو وأبو موسى الأشعري وأبو هريرة وأبو بكر الصديق وعوف بن مالك وعائشة". السلسلة الصحيحة (3/ 135). وقال عن حديث الباب: "صحيح ورجاله موثقون لكنه منقطع بين مكحول ومالك بن يخامر ولولا ذلك لكان الإسناد حسنا ولكنه صحيح بشواهده". ظلال الجنة (1/ 224) وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: "هذا حديث منكر بهذا الإسناد، لم يَرو بهذا الإسناد غير أبي خليد، ولا أدري من أين جاء به! قلت: ما حال أبي خليد؟ قال: شيخ". الجرح والتعديل (5/ 323). وقال الدارقطني بعد أن ساق الاختلاف فيه: "الحديث غير ثابت". العلل الواردة (6/ 50 - 51). وللحديث طرق كثيرة جعلته يرتقي إلى درجة المقبول وهي:

- عن الوضين بن عطاء. مرسلا. عند إسحاق بن راهوية (رقم 1702).

وللحديث أيضًا شواهد أخرى تعضده ويرتقي بها إلى درجة الحسن لغيره، ففي الباب:

• عن أبي بكر الصديق. عند البزار (رقم 80، 2045) وابن خزيمة في التوحيد (رقم 48) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 509) والدارمي في الرد على الجهمية (رقم 136) والدارقطني في كتاب النزول (رقم 75، 76) والأموي في مسند أبي بكر الصديق (رقم 104) والفاكهي في أخبار مكة (رقم 1838) وابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (رقم 2) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 750). وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن أبي بكر إلا من هذا الوجه، وقد روي عن غير أبي بكر، وأعلى من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أبو بكر، وإن كان في إسناده شيء فجلالة أبي بكر تحسنه، وعبد الملك بن عبد الملك ليس بمعروف، وقد روى هذا الحديث أهل العلم ونقلوه واحتملوه فذكرناه لذلك".

• وعن عائشة. عند الإمام أحمد (رقم 26018) الترمذي (رقم 739) وابن ماجه (1389) والدارقطني في كتاب النزول (رقم 89 - 92) واللالكائي في الاعتقاد (رقم 764) وقال الترمذي: "لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج، وسمعت محمدا يضعف هذا الحديث، وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطاة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير". وأخرجه الطبراني كما في الأمالي المطلقة لابن حجر (ص 120) وقال: "هذا حديث غريب ورجاله موثوقون إلا سليمان بن أبي كريمة ففيه مقال، وقد رواه بطوله النضر بن كثير عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عروة، أخرجه البيهقي في فضائل الأوقات من طريقه، والنضر بن كثير أيضًا فيه مقال لكنه أصلح حالا من سليمان، وقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة عن عائشة رضي الله عنها عنهما طرفا من هذا الحديث مختصرا جدا".

• وعن أبي هريرة عند البزار (رقم 9268) وابن سمعون في أماليه (رقم 66، 168).

• وعن أبي موسى الأشعري. عند ابن ماجه (رقم 1309) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 510) والدارقطني في كتاب النزول (رقم 94) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 763) وابن فيل في جزئه (رقم 82). =

ص: 385

76 -

كما أخبرنا ابن أبي الهيجاء وابن المحب قالا: أنبأنا إبراهيم بن خليل، أخبرنا منصور بن علي الطبري

(1)

، أخبرنا عبد الجبار بن محمد

(2)

، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد الفقيه

(3)

حدثنا أبو حامد بن بلال

(4)

، حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي

(5)

، عن المحاربي

(6)

، عن الأحوص بن حكيم

(7)

، عن المهاصر بن حبيب

(8)

، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كان ليلة النصف من شعبان، اطلع اللَّه إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويُملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه"

(9)

. ورواه الحجاج بن أرطأة

(10)

، عن مكحول، عن كثير بن مرة الحضرمي

(11)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا

(12)

. ورُوي عن مكحول، عن كعب. قوله.

= • وعن عوف بن مالك الأشجعي. عند البزار (رقم 2754).

• وعن عبد اللَّه بن عمرو. عند أحمد (رقم 6642).

• وعن يزيد بن جارية اليربوعي. عند ابن قانع في معجم الصحابة (3/ 227).

(1)

منصور بن علي بن إسماعيل بن المظفر المخزومي الطبري الصوفي الواعظ، كان مليح الكلام في المناظرة وأقبل على الوعظ والتصوف، مات سنة خمس وتسعين وخمسمائة. انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (7/ 3025) باختصار.

(2)

أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري البيهقي إمام جامع نيسابور، إمام فاضل عارف بالمذهب، مفتي مصيب، توفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة. انظر: التحبير للسمعاني (1/ 424) باختصار.

(3)

محمد بن محمد بن محمش بن علي بن داود الفقيه، أبو طاهر الزيادي الأديب الفقيه الشافعي، كان إمام أصحاب الحديث بنيسابور، وفقيههم، ومفتيهم بلا مدافعة، توفي سنة 410 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (2/ 218) بتصرف.

(4)

الشيخ المسند الصدوق أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري المعروف بالخشاب، لكونه يسكن بالخشابين، توفي سنة ثلاثين وثلاث مائة. انظر: السير للذهبي (15/ 284) باختصار.

(5)

محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي أبو جعفر السراج ثقة ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5732).

(6)

عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي أبو محمد الكوفي لا بأس به وكان يدلس ع. نفس المصدر (رقم 5732).

(7)

الأحوص بن حكيم بن عمير العَنسي أو الهمداني الحمصي ضعيف الحفظ ق. المصدر السابق (رقم 290).

(8)

مهاصر بن حبيب شامي تابعي ثقة. تاريخ الثقات للعجلي (رقم الترجمة 1803).

(9)

أخرجه ابن أبي شيبة في العرش (رقم 87) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 511) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 1898).

(10)

حجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة النخعي صدوق كثير الخطأ والتدليس بخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 1119).

(11)

كثير بن مرة الحضرمي الحمصي ثقة من الثانية ووهم من عده في الصحابة ر 4. نفس المصدر (رقم 5631).

(12)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 7923، 7934) وابن أبي شيبة (رقم 29859) والحارث في مسنده كما في بغية الباحث (رقم 338) والدارقطني في كتاب النزول (رقم 82 - 84) والبيهقي في الشعب (رقم 3550).

ص: 386

77 -

فأخبرنا عم أبي

(1)

، حدثنا إسماعيل بن حامد

(2)

، أنبأنا أبو طاهر الخُشُوعي، أنبأنا علي بن المسلم السلمي

(3)

، حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني

(4)

، حدثنا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي

(5)

، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي

(6)

، حدثنا ومقدام بن داود

(7)

، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة،

(1)

محمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السعدي المقدسي محب الدين أبو عبد اللَّه ويقال شمس الدين، الإمام المحدث الحافظ، مات سنة ست وعشرين وسبعمائة. انظر: ذيل التقييد للفاسي (1/ 133 - 134).

(2)

إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن بن من ذرية سعد بن عبادة ابن الصامت، يلقب بالشهاب شيخ فقيه، فاضل، أديب، توفي سنة 653 هـ. انظر: بغية الطلب لابن العديم (4/ 1631) باختصار.

(3)

علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح بن علي أبو الحسن بن أبي الفضل السلمي الفقيه الشافعي الفرضي، له مصنفات في الفقه والفرائض والتفسير، توفي سنة 533 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (43/ 238) باختصار.

(4)

عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان ابن إبراهيم بن عبد العزيز أبو محمد التميمي الكتاني الصوفي الحافظ سمع الكثير وكتب الكثير ورحل في طلب الحديث، توفي سنة 466 هـ. انظر: نفس المصدر (36/ 262) بتصرف.

(5)

تمام بن محمد بن عبد اللَّه ابن جعفر بن عبد اللَّه بن الجنيد أبو القاسم بن أبي الحسين البجلي الرازي الحافظ، كان ثقة مأمونا حافظا لم يُر أحفظ منه في حديث الشاميين، توفي سنة 414 هـ. انظر: المصدر السابق (11/ 43) بتصرف.

(6)

إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن يعقوب ابن إبراهيم بن عمرو بن هاشم بن أحمد، ويقال: ابن إبراهيم بن زامل أبو يعقوب النهدي الأذرعي، أحد الثقات، توفي سنة 344 هـ. انظر: المصدر السابق (8/ 166) بتصرف.

(7)

مقدام بن داود بن عيسى بن تليد، الفقيه العلامة المحدث أبو عمرو الرعيني، قال النسائي في الكنى: ليس بثقة. وقال أبو عمرو محمد بن يوسف الكندي: كان فقيها مفتيا، لم يكن بالمحمود في الرواية. وقال الدارقطني: ضعيف. انظر: السير للذهبي (13/ 345).

ص: 387

عن عمارة بن ميمون

(1)

وقيس بن سعد

(2)

، عن مكحول، عن كعب

(3)

قال: "إن اللَّه ليطلع النصف من شعبان على أهل الأرض، فيغفر لكل عبد إلا لمشرك أو مشاحن"

(4)

.

وكذلك رواه الحسن بن الحُر

(5)

، عن مكحول موقوفًا

(6)

.

وروي عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني مرفوعًا. وهو عندنا في النهي عن الهجران للحربي

(7)

، وفي جزء الأزجي

(8)

.

ورُوي فيه عن مكحول قال: "ذُكر لي أن اللَّه يطلع في أعمار الخلق ليلة النصف من شعبان"

(9)

.

(1)

عمارة بن ميمون قال المزي: "رَوَي عَن: عطاء بن أَبي رباح، رَوَى عَنه: حماد بن سلمة، روى له البخاري في القراءة خلف الإمام وأبو داود حديثا واحدا عن عطاء عن أبي هريرة". تهذيب الكمال (21/ 265). وقال الذهبي: "ما حدث عنه سوى حماد بن سلمة. ففيه جهالة". ميزان الاعتدال (3/ 178). وفي قول الإمامين المزي والذهبي نظر؛ فقد ثبت أن هناك من روى عنه غير حماد بن سلمة، وهو حزم بن أبي حزم بن مهران القطعي، وهو شيخ ثقة، روى عن عُمارة بن ميمون وغيره. انظر: الجرح والتعديل للرازي (3/ 294).

وقال أحمد بن حنبل: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة قال: قدمت مكة وعطاء بن أبي رباح حي. قال: فقلت: إذا أفطرت دخلت عليه. قال: فمات في رمضان، وكان ابن أبي ليلى يدخل عليه، فقال لي عمارة بن ميمون: الزم قيس بن سعد فإنه أفقه من عطاء". انظر: الرحلة في طلب الحديث للخطيب (ص 171).

(2)

قيس بن سعد المكي ثقة خت م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5577).

(3)

كعب بن مانع الحميري أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار، ثقة من الثانية مخضرم، وليس له في البخاري رواية إلا حكاية لمعاوية فيه، وله في مسلم رواية لأبي هريرة عنه، خ م د ت س فق. نفس المصدر (رقم 5648).

(4)

أخرجه الدارقطني في كتاب النزول (رقم 87).

(5)

الحسن بن الحر بن الحكم الجعفي أو النخعي الكوفي أبو محمد ثقة فاضل د س. التقريب لابن حجر (رقم 1224).

(6)

أخرجه الدارقطني في كتاب النزول (رقم 87) واللالكائي في السنة (رقم 772) والبيهقي في الشعب (رقم 3550) قال الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 1144): "حديث صحيح، روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضًا".

(7)

الإمام الحافظ المحدث المشهور إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد اللَّه بن ديسم أبو إسحاق الحربي، مات سنة 285 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (6/ 522) باختصار، والكتاب مفقود ونقل عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (10/ 493).

(8)

عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل بن شكر بن بكران، أبو القاسم الخياط من أهل باب الأزج، كان صدوقا كثير الكتاب، مات سنة 444 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (12/ 244). وانظر الحديث (رقم 73).

(9)

لم أجد من أخرجه فيما بين يدي من المصادر.

ص: 388

‌25 - باب ما ورد في القدم.

78 -

أخبرنا يحيى وابن أبي طالب

(1)

قالا: أنبأنا أبو الحسن القطيعي، أنبأنا محمد بن عبيد اللَّه بن الزاغوني، أنبأنا محمد بن محمد الزينبي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى هو ابن صاعد

(2)

، حدثنا داود بن محمد الإمام بطرسوس

(3)

ومحمد بن بشر بن مطر الوراق

(4)

وجعفر بن أبي عثمان صاحب الطيالسة

(5)

قالوا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف البصري

(6)

، حدثنا ابن سواء

(7)

، حدثنا ابن عون

(8)

وهشام

(9)

، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ} [ق: 30]- وقال المخلص: قال: {نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30]"فيضع فيها قدمه تبارك وتعالى حتى تقول: قط قط بكرمك وعظمتك"

(10)

.

(1)

الحجار ابن الشحنة أحمد بن أبي طالب بن نعمة الديرمقرني ثم الصالحي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(2)

يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب أبو محمد مولى أبي جعفر المنصور. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(3)

داوود بن محمد الامام الطرسوسي، إمام مسجد طرسوس، ثقة. انظر: بغية الطلب لابن العميد (7/ 3477).

(4)

محمد بن بشر بن مطر أبو بكر الوراق، قال الحربي: صدوق لا يكذب. وقال الدارقطني: ثقة. مات سنة خمس وثمانين ومائتين. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (2/ 441).

(5)

جعفر بن محمد بن أبي عثمان أبو الفضل الطيالسي، كان ثقة ثبتا، مات سنة 282 هـ. انظر: نفس المصدر (8/ 81).

(6)

محمد بن عبد الرحمن العلاف من أهل البصرة يروي عن محمد بن سواء وأبي عاصم حدثنا عنه الحسن بن سفيان. انظر: الثقات لابن حبان (رقم 15396) والثقات لابن قطلوبغا (رقم 10134).

(7)

محمد بن سوَاء بتخفيف الواو والمد السدوسي العنبري بنون وموحدة أبو الخطاب البصري المكفوف صدوق رمي بالقدر من التاسعة مات سنة بضع وثمانين خ م خد ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5939).

(8)

عبد اللَّه بن عون بن أرطبان أبو عون البصري ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن من السادسة مات سنة خمسين على الصحيح ع. نفس المصدر (رقم 3519).

(9)

هشام بن حسان الأزدي القُردُوسي أبو عبد اللَّه البصري ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال؛ لأنه قيل كان يرسل عنهما من السادسة مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ع. المصدر السابق (رقم 7289).

(10)

أخرجه المخلص في المخلصيات (رقم 247) والمؤلف من طريقه كما هنا، وأخرجه ابن العديم في بغية الطلب (7/ 3467)، والحديث صحيح، وبعض رجاله -محمد بن سواء ومن بعده- على شرط الشيخين.

ص: 389

79 -

أخبرنا أبو الحجاج الحافظ، أنبأنا أبو الفرج بن قدامة

(1)

وأبو الحسن بن البخاري قالا: أنبأنا أبو حفص بن طبرزد وأبو اليمن الكندي قالا: أنبأنا القاضي أبو بكر الأنصاري

(2)

، أنبأنا أبو طالب محمد بن علي العُشَارِيُّ

(3)

إجازة، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، حدثنا علي بن عبد اللَّه بن مبشر

(4)

، حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام

(5)

، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي

(6)

، حدثنا أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اختصمت الجنة والنار، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: يدخلني ضعفاء الناس وسقاطهم

(7)

، فقال اللَّه عز وجل للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها، فإذا كان يوم القيامة لم يظلم اللَّه أحدا من خلقه شيئًا، ويلقى في النار وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع تبارك وتعالى عليها قدمه، فهناك تُملأ ويُزاد بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط". رواه الإمام أحمد

(8)

.

(1)

عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة، الشيخ الإمام العلامة القدوة الفقيه المجتهد شيخ الإسلام شمس الدين أبو الفرج بن الإمام القدوة الرباني أبي عمر المقدسي الجماعيلي الصالحي الحنبلي توفي سنة 682 هـ. انظر: المعجم المختص للذهبي (ص 138).

(2)

القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد اللَّه الأنصاري تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(3)

محمد بن علي بن الفتح بن محمد بن علي أبو طالب الحربي المعروف بابن العشاري، كان ثقة دينا صالحا، مات سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (4/ 179) باختصار.

(4)

الإمام الثقة المحدث علي بن عبد اللَّه بن مبشر، أبو الحسن الواسطي، أحد الشيوخ الكبار، مات سنة 324 هـ. انظر: تاريخ الذهبي (7/ 498) والسير له (15/ 25).

(5)

أحمد بن المقدام أبو الأشعث العجلي بصري صدوق صاحب حديث، خ ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 110).

(6)

محمد بن عبد الرحمن الطفاوي أبو المنذر البصري صدوق يهم من الثامنة خ ت س. نفس المصدر (رقم 6087).

(7)

سُقَّاطهم: هم رَعاع الناس وسَفلتهم. انظر: المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده (1/ 91).

(8)

أخرجه من طريق: أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. ابن حبان (رقم 7476) والدارقطني في الصفات (رقم 4) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 270، 2252).

- وأخرجه من طريق: عطاء، عن عوف، عن أبي هريرة. ابن أبي شيبة (رقم 34140).

- وأخرجه من طريق: عطاء، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي هريرة. ابن خزيمة في التوحيد (1/ 215) والدارقطني في الصفات (رقم 12). =

ص: 390

وهو عندنا أيضًا في جزء من مسند أبي هريرة للقاضي المروزي أحمد بن علي

(1)

.

80 -

وأخبرنا به إسحاق بن يحيى

(2)

، أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا محمود بن إسماعيل

(3)

، أخبرنا أحمد بن فاذشاه، أنبأنا سليمان الطبراني، حدثنا الحسن بن علي المعمري

(4)

وعلي بن سعيد الرازي

(5)

قالا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف، حدثنا محمد بن سواء، حدثنا ابن عون وهشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل:{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30] قال: "يضع فيها قدمه عز وجل فتقول: قط قط بجودك وكرمك"

(6)

.

= - وأخرجه من طريق: عطاء، عن عون، عن أبي هريرة. ابن أبي حاتم في التفسير (رقم 11299) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 211).

والآجري في الشريعة (رقم 920).

- وأخرجه من طريق: أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. البخاري في الأدب المفرد (رقم 554).

وأخرجه من طريق: صالح بن كيسان، عن الأعرج، عن أبي هريرة. البخاري في الصحيح (رقم 7449).

- وأخرجه من طريق: عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. الدارمي في الرد على المريسي (1/ 407) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 210).

- وأخرجه من طريق: سعيد بن بشير، عن قتادة، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. البزار (رقم 9969) وقال:"هذا الحديث لا يحفظ من حديث قتادة إلا عن سعيد بن بشير".

- وأخرجه من طريق: يونس بن عبيد، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. ابن خزيمة في التوحيد (1/ 209، 212).

(1)

أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم المروزي القاضي القرشي، كان قاضيا على المصرين دمشق وحمص وهو من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وكانت وفاته سنة 292 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (5/ 55) بتصرف.

(2)

إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(3)

أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الأشقر الصيرفي الأصبهاني، شيخ صالح سديد معمر مكثر من الحديث، مات سنة 514 هـ. انظر: التحبير للسمعاني (2/ 275) والسير للذهبي (19/ 428) والتاريخ له (11/ 227).

(4)

الحسن بن علي بن شبيب أبو علي المعمري الحافظ، كان من أوعية العلم يذكر بالفهم، ويوصف بالحفظ، الدارقطني، فقال: صدوق حافظ، مات سنة خمس وتسعين ومائتين. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (8/ 359) بتصرف.

(5)

علي بن سعيد بن بشير بن مهران أبو الحسن الرازي الحافظ يعرف بعَلَيْك، كان حسن الفهم يفهم ويحفظ وكان من المحدثين الأجلاء وتكلموا فيه وكان صحب السلطان، توفي بمصر سنة 299 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (41/ 510) بتصرف.

(6)

أخرجه من طريق: هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. إبراهيم بن طهمان في مشيخته (رقم 109) والإمام أحمد (رقم 10588) وابن جرير في التفسير (22/ 362) و (21/ 486) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 207، 210) وابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم 254) وابن مردويه في مجلسين من أماليه (رقم 26).

ص: 391

81 -

وبهذا الإسناد إلى الطبراني: حدثنا الدَّبَري

(1)

، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة:

ومعمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تحاجت الجنة والنار، فقالت الجنة

(2)

: أوثرت بالمتكبرين. وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسِقاطهم؟ فقال اللَّه للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فإنهم يُلَقون فيها، فتقول: هل من مزيد؟ فلا تمتلئ حتى يضع رجله -أو قال: قدمه- فيها، فتقول: قط قط. فهنالك تمتلئ وينزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم اللَّه من خلقه أحدًا، وأما الجنة فإن اللَّه ينشئ لها ما شاء من خلقه"

(3)

.

حديث أيوب رواه مسلم: عن عبد اللَّه بن عون الهلالي، عن أبي سفيان محمد بن حميد المعمري، عن معمر

(4)

. فوقع لنا عاليًا بدرجتين

(5)

.

وحديث عبد الرزاق: رواه البخاري

(6)

، عن إسحاق بن منصور

(7)

.

ورواه مسلم، عن محمد بن رافع

(8)

كلاهما عن عبد الرزاق

(9)

. فوقع لنا بدلًا عاليًا على البخاري بدرجة، ومسلم بدرجتين

(10)

.

وبوب عليه شيخ الإسلام الأنصاري باب الدليل على أن القدم هي الرجل

(11)

.

(1)

أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني الدبري، راوية عبد الرزاق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 34).

(2)

هكذا كتبت وهو خطأ، والصحيح "فقالت: النار".

(3)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 20893، 20894).

(4)

أخرجه مسلم (رقم 2864/ 36).

(5)

سبق تعريف العلو في الحديث (رقم 40).

(6)

أخرجه البخاري (رقم 4850).

(7)

لم أجده من رواية إسحاق بن منصور الكوسج أبو يعقوب التميمي المروزي، وإنما من رواية عبد اللَّه بن محمد الجعفي.

(8)

محمد بن رافع القشيري النيسابوري ثقة عابد خ م د ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 58).

(9)

أخرجه مسلم (رقم 2846/ 36).

(10)

سبق تعريف العلو في الحديث (رقم 40).

(11)

الأربعون في دلائل التوحيد لأبي إسماعيل الأنصاري الهروي (ص 78).

ص: 392

82 -

وبهذا الإسناد

(1)

إلى الدارقطني: حدثنا أبو أحامد محمد بن هارون الحضرمي

(2)

، حدثنا حمدان بن علي الوراق

(3)

، حدثنا أبو سلمة

(4)

، حدثنا حماد

(5)

، حدثنا يونس بن عبيد

(6)

، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. مثل حديث حدثناه أبو سلمة، ثنا حماد، عن عطاء بن السائب

(7)

، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "افتخرت الجنة والنار، فقالت النار: يدخلني الجبابرة والملوك والأشراف، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والمساكين، فقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال اللجنة: أنت رحمتي وسِعَت كل شيء، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فيُلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ ثلاث مرات حتى يأتيها تبارك وتعالى فيضع قدمه عليها فتُزوا وتقول: قدني قدني

(8)

" إلا أن أبا هريرة قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم: "قط قط"

(9)

.

(1)

يقصد إسناد الحديث من شيخه إلى الإمام الدارقطني، وذكره في الحديث (رقم 80).

(2)

محمد بن هارون بن عبد اللَّه بن حميد بن سليمان بن مياح أبو حامد الحضرمي المعروف بالبعراني، قال الدارقطني: ثقة، توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (4/ 569) بتصرف.

(3)

محمد بن علي بن عبد اللَّه بن مهران أبو جعفر الوراق يعرف بحمدان، كان فاضلًا حافظًا عارفًا ثقة، وكان من نبلاء أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين. انظر: نفس المصدر (4/ 102) بتصرف.

(4)

موسى بن إسماعيل المنقري أبو سلمة التبوذكي مشهور بكنيته وباسمه ثقة ثبت من صغار التاسعة، ولا التفات إلى قول ابن خراش تكلم الناس فيه، مات سنة ثلاث وعشرين ع. التقريب لابن حجر (رقم 6943).

(5)

هو حماد بن سلمة.

(6)

يونس بن عبيد بن دينار العبدي أبو عبيد البصري ثقة ثبت فاضل ورع ع. التقريب لابن حجر (رقم 7909).

(7)

عطاء بن السائب أبو محمد ويقال أبو السائب الثقفي الكوفي صدوق اختلط خ 4. نفس المصدر (رقم 4592).

(8)

قدني وقطني بمعنى: حسبي. انظر: غريب الحديث للخطابي (2/ 320).

(9)

أخرجه من طريق: حماد، عن عطاء، عن عبيد اللَّه، عن أبي سعيد. الإمام أحمد (رقم 11099، 11740) وعبد بن حميد (رقم 908) والدارمي في الرد على المريسي (1/ 406) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 214، 224) والحربي في غريب الحديث (3/ 958) وأبو يعلى (رقم 1313) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 528) وابن حبان (رقم 7454).

وأخرجه من طريق: حماد، عن يونس، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. ابن خزيمة في التوحيد (1/ 209) والدارقطني في كتاب الصفات (رقم 6) والمؤلف من طريقه كما هنا. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 112):"رواه أحمد، ورجاله ثقات؛ لأن حماد بن سلمة روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط". وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (8/ 273): "وهو في صحيح مسلم باختصار، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة". وقال الألباني في التعليقات الحسان (رقم 7411): "صحيح".

ص: 393

83 -

وبه حدثنا محمد بن مخلد

(1)

، ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني

(2)

، ثنا حسن الأشيب

(3)

، ثنا حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد وأيوب السختياني وحبيب بن الشهيد

(4)

، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، بمثل حديث حماد، عن عطاء بن السائب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افتخرت الجنة والنار". ثم ذكر نحوه

(5)

.

84 -

وبه حدثنا محمد بن مخلد، وأبو طالب الحافظ أحمد بن نصر

(6)

قالا: حدثنا محمد بن غالب بن حرب

(7)

، حدثنا عبد الرحمن بن سَلَّامٍ القرشي

(8)

، حدثنا حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يلقى في النار أهلها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها اللَّه تبارك وتعالى فيضع قدمه، وتقول: قط قط"

(9)

.

85 -

وبه حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد

(10)

، أنبأنا أحمد بن الحسن بن سعيد بن عثمان

(11)

، حدثنا أبي

(12)

،

(1)

محمد بن مخلد بن حفص أبو عبد اللَّه الدوري العطار، كان أحد أهل الفهم موثوقا به في العلم، متسع الرواية، مشهورا بالديانة، موصوفا بالأمانة مذكورا بالعبادة، قال الدارقطني: ثقة مأمون، مات سنة 331 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (4/ 449).

(2)

محمد بن إسحاق الصغاني أبو بكر نزيل بغداد ثقة ثبت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 5721).

(3)

الحسن بن موسى الأشيب أبو علي البغدادي قاضي الموصل وغيرها ثقة ع. نفس المصدر (رقم 1288).

(4)

حبيب بن الشهيد الأزدي أبو محمد البصري ثقة ثبت ع. المصدر (رقم 1097).

(5)

أخرجه الدارقطني في كتاب الصفات (رقم 7) والمؤلف من طريقه كما هنا.

(6)

أحمد بن نصر بن طالب أبو طالب الحافظ، كان ثقة ثبتا، قال الدارقطني: أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ أستاذي، مات في شهر رمضان من سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (6/ 409).

(7)

محمد بن غالب بن حرب أبو جعفر الضبي التمار المعروف بالتمتام من أهل البصرة، كثير الحديث صدوق حافظ، مات سنة 283 هـ. قال الحاكم: ثقة مأمون. انظر: سؤالات السجزي للحاكم (رقم 113) وتاريخ الخطيب (4/ 242).

(8)

عبد الرحمن بن سلَّام الجُمحي مولاهم أبو حرب البصري صدوق م. التقريب لابن حجر (رقم 3890).

(9)

أخرجه الدارقطني في كتاب الصفات (رقم 8) والمؤلف من طريقه كما هنا.

(10)

أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن، مولى بني هاشم، أبو العباس الكوفي الحافظ المعروف بابن عقدة، قال الدارقطني: حافظ محدث، ولم يكن في الدين بقوي، ولا أزيد على هذا. وقال أيضًا: ابن عقدة رجل سوء، وقال أبو عمر بن حيويه: كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة، فتركت حديثه. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (7/ 655).

(11)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(12)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

ص: 394

حدثنا حصين بن مخارق

(1)

، عن يونس بن عبيد وداود بن أبي هند

(2)

وصالح المري

(3)

، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع الجبار تبارك فيها قدمه؛ فهنالك تنزوي وتقول: قط قط"

(4)

. وهو عندنا من حديث قتادة، عن أنس. في المشيخة الصغرى لابن المهتدي باللَّه

(5)

.

86 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى

(6)

، أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا محمد بن أبي زيد

(7)

، أنبأنا محمود بن إسماعيل

(8)

، أنبأنا أحمد بن فاذشاه

(9)

، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا محمد ابن معاذ الحلبي

(10)

، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري

(11)

، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول اللَّه عز وجل:{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30] قال: "إذا كان يوم القيامة يلقى في النار وتقول: هل من مزيد؟ فلا يزال، حتى يضع قدميه فيها، فتقول: قط قط، فيزوي بعضها إلى بعض". رواه العقيلي عن جده

(12)

، عن حجاج بن منهال

(13)

، عن يزيد بن إبراهيم. موقوفًا على أبي هريرة

(14)

.

(1)

أبو جنادة هذا حصين بن مخارق بن ورقاء السكوني، وكان أبو جنادة هذا يضع الحديث، له وكتب في تفسير القرآن وغيره موضوعه. انظر: تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان (ص 296).

(2)

داود بن أبي هند القشيري مولاهم البصري، ثقة متقن كان يهم بأخرة، خ ت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 1817).

(3)

صالح بن بشير بن وادع المرِّي أبو بشر البصري القاص الزاهد ضعيف ت. نفس المصدر (رقم 2845).

(4)

أخرجه الدارقطني في كتاب الصفات (رقم 9) والمؤلف من طريقه كما هنا.

(5)

محمد بن علي بن محمد بن عبيد اللَّه بن عبد الصمد بن المهتدي باللَّه أبو الحسين الهاشمي الخطيب المعروف بابن الغريق، كان فاضلا نبيلا، ثقة صدوقا، كان يقال له راهب بني هاشم. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (4/ 183).

(6)

إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(7)

أبو عبد اللَّه محمد بن أبي زيد بن أبي نصر الكراني الأصبهاني الخباز، توفي 497 هـ. انظر: السير للذهبي (21/ 363).

(8)

أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الأشقر الصيرفي الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 80).

(9)

أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن فاذشاء أبو الحسين التاني الأصبهاني، حدث بالكثير عن الطبراني، قال يحيى بن منده في تاريخه: كان ينتحل الاعتزال والتشيع وحكَّ أشياء ممّا رواه مسروق عن ابن مسعود، في الصّفات في حال القيامة. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 172) والتاريخ للذهبي (9/ 523).

(10)

الإمام المحدث المعمر الصدوق أبو بكر محمد بن معاذ بن سفيان بن المستهل العَنْزي دُرَّان، توفي سنة 492 هـ. السير للذهبي (13/ 536).

(11)

يزيد بن إبراهيم التُّسْتَري أبو سعيد ثقة ثبت إلا في روايته عن قتادة فيها لين ع. التقريب لابن حجر (رقم 7684).

(12)

أبو خالد يزيد بن محمد بن حماد العقيلي الذي كان يقيم بمكة وكان أصله من أصبهان. الثقات لابن حبان (9/ 191).

(13)

حجاج بن المنهال الأنماطي أبو محمد السلمي مولاهم البصري ثقة فاضل م ع. التقريب لابن حجر (رقم 1137).

(14)

أخرجه العقيلي في كتاب الضعفاء (1/ 111) موقوفًا علي أبي هريرة.

ص: 395

87 -

وبهذا الإسناد إلى الطبراني، حدثنا أسلم بن سهل الواسطي

(1)

، حدثنا محمد بن أبان الواسطي

(2)

، حدثنا عمران بن خالد الخزاعي

(3)

ح

وحدثنا السري بن سهل الجنديسابوري

(4)

، حدثنا عبد اللَّه بن رشيد

(5)

، حدثنا مجاعة بن الزبير

(6)

.

وحدثنا زكريا بن يحيى الساجي

(7)

، حدثنا يحيى

(8)

، حدثنا عمرو بن منصور القيسي

(9)

، حدثنا أبو هلال الراسبي

(10)

كلهم: عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُلقى في النار وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع قدمه عليها، فهنالك تمتلئ ويَزوي بعضُها إلى بعض وتقول: قط قط"

(11)

.

ورواه عن ابن سيرين أيضًا عوف

(12)

، وهو في البخاري

(13)

.

(1)

أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الحافظ، أبو الحسن الواسطي الرزاز، بحشل، الحافظ الصدوق المحدث، مؤرخ مدينة واسط، ثقة ثبت إمام يصلح للصحيح، توفي سنة 292 هـ. انظر: السير للذهبي (13/ 553).

(2)

محمد بن أبان بن عمران الواسطي الطحان صدوق تكلم فيه الأزدي خ. التقريب لابن حجر (رقم 5688).

(3)

عمران الخزاعي، قال فيه ابو حاتم: ضعيف. وقال أحمد: متروك الحديث. المغني في الضعفاء للذهبي (رقم 4593).

(4)

السَّرِيّ بن سهل بن خربان الجنديسابوري، يُحدث عن عبد اللَّه بن رشيد بنسخة مجاعة بن الزُّبَيْر وغير ذلك. حَدَّثَنَا عنه جماعة. انظر: المؤتلف والمختلف للدارقطني (2/ 731) ومعجم الصحابة لابن قانع (1/ 280).

(5)

عبد اللَّه بن رشيد أبو عبد الرحمن من أهل جنديسابور، يروي عن أبي عبيدة مجاعة بن الزبير العتكي الأزدي، روى عنه جعفر بن محمد بن حبيب الزراع وأهل الأهواز، مستقيم الحديث. الثقات لابن حبان (رقم 13788).

(6)

مجاعة بن الزبير العتكي أبو عبيدة من أهل جندى سابور يروي عن الحسن و ابن سيرين وقتادة روى عنه عبد اللَّه بن رشيد وأهل بلده، مستقيم الحديث عن الثقات. الثقات لابن حبان (رقم 11255) والسير للذهبي (7/ 196).

(7)

الإمام الثبت الحافظ أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر الضبي البصري الشافعي، أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات، مات سنة 307 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 197).

(8)

يحيى بن الربيع بن ثابت بن موسى بن يحيى بن الحسن البرجمي الكوفي عن يزيد بن هارون، وعلي بن شقيق. وعنه: ابن عقدة، ومحمد بن مخلد. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (16/ 235) والتاريخ للذهبي (6/ 639).

(9)

عمرو بن منصور القيسي البصري القداح أبو عثمان صدوق ر. التقريب لابن حجر (رقم 5118).

(10)

محمد بن سليم أبو هلال الراسبي بمهملة ثم موحدة البصري قيل كان مكفوفا وهو صدوق فيه لين من السادسة مات في آخر سنة سبع وستين وقيل قبل ذلك خت 4. نفس المصدر (رقم 5923).

(11)

يأتي تخريجه في الحديث الذي بعده (رقم 88).

(12)

عوف بن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري ثقة رمي بالقدر وبالتشيع ع. التقريب لابن حجر (رقم 5215).

(13)

أخرجه البخاري (رقم 4849).

ص: 396

88 -

أخبرنا أبو نصر الشيرازي، أنبأنا زكريا علي بن حسان العُلْبي

(1)

، أنبأنا أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد ابن اللحاس

(2)

، أنبأنا جدي أبو الحسن محمد بن أحمد بن محيي

(3)

، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن علي البادي

(4)

، حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي، حدثنا السري بن سهل الجنديسابوري، حدثنا عبد اللَّه بن رشيد، حدثنا أبو عُبيدة مجاعة بن الزبير العتكي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اختصمت الجنة والنار إلى اللَّه عز وجل، فقالت النار: ما لي لا يدخلني إلا الجبارون والمتكبرون؟ وقالت الجنة: ما لي يدخلني فقراء الناس وسقاطهم؟ فقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها، قال: فيُلقى في النار فتقول: هل من مزيد؟ ثم يلقي فيها فتقول: هل من مزيد؟ ثم يُلقى فيها فتقول: هل من مزيد؟ ثم يضع الرب تبارك وتعالى قدمه على النار فيَزوي بعضُها إلى بعض، وتقول: قط قط"

(5)

معنى ""قط قط": حسبي".

89 -

أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف، أنبأنا علي بن البخاري، أنبأنا أبو حامد بن جوالق، أنبأنا منصور بن خيرون، أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا أحمد بن عبد اللَّه بن سيف، حدثنا عمر بن شبة

(6)

، حدثنا ابن أبي الوزير

(7)

، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار

(8)

، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: "تمتلئ

(1)

الشيخ، المسند الكبير، أبو يحيى زكريا بن علي بن حسان بن علي بن حسين البغدادي، السقلاطوني، الحريري، ابن العلبي الصوفي، مات سنة إحدى وثلاثين وستمائة. انظر: السير للذهبي (22/ 359).

(2)

الشيخ الثقة المسند أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد الحريمي، العطار، عرف بِابْنِ الجَبَّان اللَّحَّاسِ، ثقة، صحيح السماع، توفي سنة اثنتين وستين وخمسمائة. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 284) والسير له (20/ 465).

(3)

محمد بن أحمد ابن الجبان، أبو الحسن ابن اللحاس البغدادي العطار الجبان، عن أبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وابن أبي الفوارس. وعنه أبو علي ابن الخزاز، وحفيده أبو المعالي. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 525 - 535).

(4)

أحمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن الهيثم بن طهمان أبو الحسن المعروف بابن البادا، كان ثقة فاضلا من أهل القرآن والأدب، وينتحل في الفقه مذهب مالك. مات سنة 420 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (5/ 526) باختصار.

(5)

أخرجه مجاعة بن الزبير في حديثه (رقم 7) تحقيق: عامر حسن صبري. ضمن أجزاء حديثية. الناشر: دار البشائر الإسلامية. الطبعة الأولى 1423 هـ.

(6)

عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد النميري أبو زيد البصري صدوق له تصانيف ق. التقريب لابن حجر (رقم 4918).

(7)

محمد بن عمر بن مطرف أبو المطرف بن أبي الوزير البصري ثقة من العاشرة د س. نفس المصدر (رقم 6173).

(8)

عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم ثقة ثبت من الرابعة ع. المصدر السابق (رقم 5024).

ص: 397

جهنم حتى يضع فيها قدمه فيَزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط"

(1)

.

90 -

وقال العقيلي: حدثنا يوسف بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن بشار

(2)

، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار. وابن جريج

(3)

، عن عطاء: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تمتلئ جهنم حتى يكون كذا وكذا فيَنزوي بعضها إلى بعض وتقول: قطني قطني، تقول: حسبي حسبي"

(4)

.

قال العقيلي: "ليس هذا أصل في حديث ابن عيينة، عن عمرو، ولا عن ابن جريج. إنما عن ابن عيينة، عن عمرو، عن عطاء حديثين: "لا تسبوا الدهر"

(5)

و"عذبت امرأة في هرة"

(6)

جميعًا موقوفين، وعنده: عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة حديثان: أحدهما: "في كل صلاة قراءة، فما أسمعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى منا أخفينا منكم، كل صلاة لا يُقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج"

(7)

. وعن أبي هريرة قال: "إذا كنت إمامًا فخفف"

(8)

موقوف، ولا أدري من أين جاء بهذا إبراهيم بن بشار"

(9)

.

(1)

أخرجه المخلص في المخلصيات (رقم 791) والمؤلف من طريقه كما هنا.

(2)

إبراهيم بن بشار الرمادي أبو إسحاق البصري حافظ له أوهام د ت التقريب لابن حجر (رقم: 155).

(3)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل ع. التقريب لابن حجر (رقم 4193).

(4)

أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 48) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 396) وابن المقرئ في معجمه (رقم 1307) والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 333).

(5)

أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 5552) والخليلي في الإرشاد (1/ 333) وقال: "أكثر أصحاب سفيان أوقفوه".

(6)

لم أجده من طريق: ابن عيينة، عن عمرو، عن عطاء.

(7)

أخرجه الحميدي (رقم 1020) وعنه أبو عوانة (رقم 1670) وأخرجه ابن خزيمة (رقم 547) وعنه ابن حبان (رقم 1853).

وله طرق أخرى عن ابن جريج أخرجها البخاري (رقم 772) ومسلم (396/ 43) وعبد الرزاق (رقم 2743) والإمام أحمد (رقم 8584، 10323) والنسائي (رقم 970) وأبو عوانة (رقم 1668، 1669) وابن الجارود (رقم 188) وغيرهم.

(8)

أخرجه البزار (رقم 9293) وقال: "هذا الحديث قد رواه غير عمرو بن علي عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه، موقوفا".

(9)

انظر: الضعفاء للعقيلي (1/ 48).

ص: 398

‌26 - بابٌ

(1)

91 -

أخبرتنا زينب الكمالية، عن عبد الخالق بن الأنجب

(2)

إجازة، أنبأنا عبد الملك الكروخي

(3)

، أنبأنا عبد اللَّه بن محمد الأنصاري، أنبأنا سعيد بن العباس

(4)

، أنبأنا عبيد اللَّه بن محمد الدقاق

(5)

بغداد، حدثنا الفريابي

(6)

، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي

(7)

ح

قال الأنصاري: وأنبأنا محمد بن عثمان بن النجم

(8)

، حدثنا الحسين بن أحمد

(9)

، حدثنا محمد بن المسيب

(10)

، حدثنا أبو عمير

(11)

، أنبأنا أيوب بن سويد

(12)

ح

(1)

كتب المؤلف: "نور اللَّه" ثم ضرب عليها، أورد فيه أحاديث عن نور اللَّه تعالى وهي ثلاثة أحاديث، ونور اللَّه صفة من صفاته جل وعلا الذاتية، وأما الحديث (رقم 94) وما بعده من الأحاديث فهي في صفة القدم للَّه تعالى.

(2)

الشيخ الإمام الفقيه الجليل المحدث المعمر، ضياء الدين، أبو محمد عبد الخالق بن الأنجب بن معمر بن حسن العراقي، النِّشْتِيْريَّ ثم المارديني الشافعي، توفي سنة 649 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 239) بتصرف.

(3)

الشيخ الإمام الثقة عبد الملك بن أبي القاسم عبد اللَّه بن أبي سهل بن أبي القاسم بن أبي منصور بن ماخ الكَرُوخيّ الهروي البزار الصوفي رواي سنن الترمذي توفي سنة 548 هـ. التقييد لابن نقطة (ص 355) والسير للذهبي (20/ 273).

(4)

سعيد بن العباس بن محمد بن علي بن محمد بن سعيد وعثمان القرشي المزكي من أهل هراة، بيت العلم والشرف، كان ثقة، مات سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (10/ 164).

(5)

عبيد اللَّه بن محمد بن سليمان بن بابويه بن فهرويه بن عبد اللَّه بن مرزوق أبو محمد الدقاق المخرمي يعرف بابن جغوما، أحاديثه مستقيمة، توفي سنة 376 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (12/ 88) والأنساب للسمعاني (10/ 267).

(6)

جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض، أبو بكر الفريابي قاضي الدينور، أحد أوعية العلم، وكان ثقة أمينا حجة، مات سنة إحدى وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (8/ 102) وتذكرة الحفاظ للذهبي (2/ 190).

(7)

سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى التميمي الدمشقي صدوق يخطئ 4. التقريب لابن حجر (رقم 2588).

(8)

روى عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في دلائل التوحيد (ص 88) ولم أجد له ترجمة فيها بين يدي من المصادر.

(9)

المحدث الحافظ، الجوال المصنف، أبو عبد اللَّه الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد بن شماخ الشماخي الهروي الصفار، صاحب المستخرج على صحيح مسلم، توفي سنة 372 هـ. انظر: السير للذهبي (3/ 10).

(10)

أبو عبد اللَّه محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد اللَّه النيسابوري الإسفنجي، الأغاني الحافظ البارع الجوال الزاهد القدوة، توفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة. انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (3/ 10).

(11)

عيسى بن محمد بن إسحاق أبو عمير ابن النحاس الرملي ثقة فاضل د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5321).

(12)

أيوب بن سويد الرملي أبو مسعود الحميري السيباني صدوق يخطئ د ت ق. نفس المصدر (رقم 615).

ص: 399

قال: وأنبأنا عبد الجبار

(1)

، أنبأنا ابن محبوب

(2)

، حدثنا أبو عيسى

(3)

، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا إسماعيل بن عياش

(4)

ح

وأخبرنا عبد الرحمن بن أبي محمد المكتب

(5)

وغيره قالوا: أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد المخلدي

(6)

، حدثنا ابن منيع

(7)

، حدثنا داود بن رُشيد

(8)

، حدثنا إسماعيل بن عياش قالا: عن يحيى بن أبي عمرو السيباني

(9)

.

وقال سليمان بن عبد الرحمن: حدثنا أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد اللَّه بن الديلمي

(10)

، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه خلق خلقه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل؛ فلذلك أقول: جف القلم بما علمه اللَّه"

(11)

. واللفظ لسليمان بن عبد الرحمن.

(1)

الشيخ الصالح الثقة أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد اللَّه بن أبي الجراح المروزي المرزباني، راوية كتاب الترمذي عن أبي العباس المحبوبي، توفي سنة 412 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 348) والسير للذهبي (17/ 257) بتصرف.

(2)

محمد بن أحمد بن محبوب بن الفضيل التاجر أبو العباس المحبوبي، من أهل مرو حدث بالجامع عن أبي عيسى الترمذي، الشيخ الثقة الأمين، توفي سنة ست وأربعين وثلاثمائة. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 47) بتصرف.

(3)

هو الإمام الترمذي.

(4)

إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي أبو عتبة الحمصي صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم ي 4. التقريب لابن حجر (رقم 473).

(5)

أبو شعيب عبد الرحمن بن أبي محمد المُكَتِّب، لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(6)

الإمام القدوة المحدث المتبع مسند هراة وعالمها أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن ثابت الأنصاري الهروي، ابن أبي شريح، توفي سنة 392 هـ. انظر: السير للذهبي (16/ 526).

(7)

هو أبو القاسم البغوي ويقال له ابن منيع نسبة إلى جده لأمه الحافظ أبي جعفر أحمد بن منيع البغوي وقد مرت ترجمته.

(8)

داود بن رُشيد الهاشمي مولاهم الخوارزمي نزيل بغداد ثقة خ م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 1784).

(9)

يحيى بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة الحمصي ثقة وروايته عن الصحابة مرسلة بخ د س ق. نفس المصدر (رقم 7616).

(10)

عبد اللَّه بن فيروز الديلمي أخو الضحاك ثقة من كبار التابعين ومنهم من ذكره في الصحابة د س ق. المصدر السابق (رقم 3534).

(11)

أخرجه أبو إسماعيل الأنصاري في الأربعين في دلائل التوحيد (رقم 37) ومن طريقه المؤلف كما هنا.

- وأخرجه أيضًا من طريق: يحيى السيباني، عن ابن الديلمي، عن عبد اللَّه بن عمرو به. الترمذي (رقم 2642) وقال:"حديث حسن". وابن أبي عاصم في السنة (رقم 241) والفريابي في القدر (رقم 66) وعنه الآجري في الشريعة (رقم 338) وأخرجه المخلص في المخلصيات (رقم 847) والطبراني في الكبير (رقم: 14556) والحاكم (رقم 83) وقال: "هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة". وقال الذهبي: "على شرطها ولا علة له". والحديث صحيح لكنه ليس على شرطهما، فلم يخرجا لعبد اللَّه بن فيروز الديلمي. =

ص: 400

بوَّب أبو إسماعيل الأنصاري على هذا الحديث: باب البيان أن قلب المؤمن مُنشرحٌ بنور اللَّه

(1)

.

92 -

أخبرنا أبو الفضل الحاكم، أنبأنا عمر بن كرم الدِّيْنَورِيُّ

(2)

، أنبأنا نصر بن نصر العكبري

(3)

، أنبأنا علي بن أحمد البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى هو ابن محمد

(4)

.

93 -

وأخبرنا ابن شيبان

(5)

، أخبرنا ابن أبي عمر وابن البخاري وغيرهما قالوا: أخبرنا ابن طبرزد، أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو بكر بن الشخير

(6)

، حدثنا محمد بن خالد بن سفيان

(7)

قالا: حدثنا الربيع بن سليمان

(8)

، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا سعيد بن سالم

(9)

، عن المعتمر بن سليمان

(10)

، عن أبي الأشهب

(11)

، عن عبد الرحمن بن ميسرة

(12)

، عن ربيعة بن

= - وأخرجه من طريق: عروة بن رويم، عن ابن الديلمي، به مثله. الإمام أحمد (رقم 6854) والفريابي في القدر (رقم 71) والطبراني في مسند الشاميين (رقم 532).

- وسيأتي من طريق: ربيعة بن يزيد، عن ابن الديلمي، به مثله.

(1)

الأربعون في دلائل التوحيد لشيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري الهروي (ص 88).

(2)

عمر بن كرم بن أبي الحسن بن عمر، الشيخ المسند الأمين أبو حفص بن أبي المجد الدِّيْنَورِيُّ ثم البغدادي الحَمَّاميُّ أبو حفص، سماعه صحيح، توفي سنة 629 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 399) والسير للذهبي (22/ 325).

(3)

الشيخ الإمام الواعظ أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس العكبري الشافعي، كان ظاهر الكياسة يعظ وعظ المشايخ، توفي سنة 552 هـ. انظر المنتظم لابن الجوزي (18/ 123) والسير للذهبي (20/ 296).

(4)

يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب أبو محمد مولى أبي جعفر المنصور، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(5)

محمد بن أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني الصالحي الحنفي، فاضل حنفي متميز خطيب، توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 145).

(6)

محمد بن عبيدالله بن محمد بن الفتح أبو بكر الصيرفي، كان صدوقا سُئل أبو بكر البرقاني عنه؟ فقال: حذرنيه بعض أصحابنا، إلا أني رأيت أبا الفتح بن أبي الفوارس قد روى عنه في الصحيح، توفي سنة 378 هـ، وكان ثقة أمينا. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (3/ 576).

(7)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(8)

الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي أبو محمد المصري المؤذن صاحب الشافعي ثقة 4. التقريب لابن حجر (رقم 1894).

(9)

سعيد بن سالم القداح أبو عثمان المكي صدوق يهم ورمي بالإرجاء وكان فقيها د س. نفس المصدر (رقم 2315).

(10)

معتمر بن سليمان التيمي أبو محمد البصري يلقب الطفيل ثقة ع. المصدر السابق (رقم 6785).

(11)

جعفر بن حيان السعدي أبو الأشهب العطاردي البصري مشهور بكنيته ثقة ع. المصدر السابق (رقم 935).

(12)

لعله: عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي أبو سلمة الحمصي مقبول من الرابعة د ق. المصدر السابق (رقم 4022).

ص: 401

يزيد

(1)

، عن أبي إدريس

(2)

، عن الديلمي، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن اللَّه خلق الخلق فجعلهم في ظلمة، فأخذ من نوره فألقاه على تلك الظلمة، فمن أصابه النور اهتدى، ومن أخطأه ضل"

(3)

.

تابعه عن ربيعة، معاوية بن صالح

(4)

. وهو في كتاب الرحلة في طلب الحديث للخطيب

(5)

.

وفي الزبور: "وحقي وعزتي ونوري وشرفي"

(6)

.

94 -

أخبرنا الحافظ أبو الحجاج القضاعي، أنبأنا ابن قدامة وابن البخاري قالا: أنبأنا ابن طبرزد والكندي، أنبأنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو طالب العُشَارِيُّ إجازة، أنبأنا الدارقطني، حدثنا جعفر بن محمد بن يعقوب الصَّندَلي

(7)

، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني

(8)

، حدثنا شبابة

(9)

، حدثنا ورقاء

(10)

، عن أبي الزناد

(11)

، عن الأعرج

(12)

، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تحاجت الجنة والنار، فقالت النار أوثرت

(1)

ربيعة بن يزيد الدمشقي أبو شعيب الإيادي القصير ثقة عابد ع. المصدر السابق (رقم 1919).

(2)

عايذ اللَّه بن عبد اللَّه أبو إدريس الخولاني ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم: يوم حنين وسمع من كبار الصحابة ومات سنة ثمانين قال سعيد بن عبد العزيز كان عالم الشام بعد أبي الدرداء ع. المصدر السابق (رقم 3115).

(3)

أخرجه من طريق: ربيعة بن يزيد، عن ابن الديلمي، به مثله. الطيالسي (رقم 2405) والإمام أحمد (رقم 6644) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة مختصرًا (رقم 932) والفريابي في القدر (رقم 67، 68، 69، 70) وعنه الآجري في الشريعة (رقم 337) والمخلص في المخلصيات (رقم 316) والهلال في السنة (رقم 891) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 243) وابن حبان (رقم 6169) والحاكم (رقم 83) والطبراني في الكبير (رقم 14557) والكلاباذي في بحر الفوائد (ص 96) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 1077 - 1079). وقال الألباني في ظلال الجنة (1/ 108): "إسناده حسن وبها قبله صحيح رجاله ثقات كلهم وفي ابن مصفى ما علمت. وبقية مدلس ولكنه قد صرح بالتحديث".

(4)

معاوية بن صالح بن حدير الحضرمي أبو عمرو وأبو عبد الرحمن الحمصي قاضي الأندلس صدوق له أوهام ر م 4. التقريب (رقم 6762).

(5)

أخرجه الخطيب في الرحلة في طلب الحديث (رقم 47).

(6)

لم أجد لهذا اللفظ ذكرا فيها بين يدي من المصادر لا في كتب المسلمين، ولا أهل الكتاب. وفيه يقسم اللَّه تعالى بنوره.

(7)

جعفر بن محمد بن يعقوب أبو الفضل الصندلي، كان ثقة صالحا دينا،، توفي سنة 318 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (8/ 120).

(8)

الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني أبو علي البغدادي صاحب الشافعي وقد شاركه في الطبقة الثانية من شيوخه ثقة من العاشرة مات سنة ستين أو قبلها بسنة خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 1281).

(9)

شبابة بن سوار المدائني ثقة حافظ رمي بالإرجاء ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 11).

(10)

ورقاء بن عمر اليشكري أبو بشر الكوفي صدوق في حديثه عن منصور لين ع. المصدر السابق (رقم 7403).

(11)

عبد اللَّه بن ذكوان القرشي أبو عبد الرحمن المدني المعروف بأبي الزناد ثقة فقيه ع. المصدر السابق (رقم 3302).

(12)

عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ثقة ثبت عالم ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 58).

ص: 402

بالمتكبرين والمتجبرين؟ وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ فقال اللَّه للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ، فيضع قدمه عليها فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ ويَزوي بعضُها إلى بعض". رواه مسلم: عن ابن رافع، عن شبابة. فوقع لنا بدلًا عاليًا.

ورواه البخاري: لصالح بن كيسان

(1)

، عن الأعرج

(2)

.

95 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى

(3)

، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا الكراني، أنبأنا محمود، أنبأنا ابن فاذشاه، أنبأنا الطبراني، حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي

(4)

، حدثنا موسى بن إسماعيل ح

قال الطبراني: وحدثنا يوسف القاضي

(5)

، حدثنا سليمان بن حرب

(6)

.

وحدثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا هدية بن خالد قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار

(7)

، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُلقى في النار أهلُها، وتقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها اللَّه فيضع عليها قدمه فتَزوي، وتقول: قط قط"

(8)

. رواه الدارمي

(9)

: عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة.

(1)

صالح بن كيسان المدني أبو محمد مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز ثقة ثبت فقيه ع. التقريب لابن حجر (رقم 2884).

(2)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 10) والمؤلف من طريقه كما هنا، وأخرجه البخاري (رقم 7449) ومسلم (رقم 2846/ 35).

(3)

إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(4)

العباس بن الفضل بن محمد، ويقال: ابن الفضل بن بشر، ويقال: ابن الفضل بن يونس، أبو الفضل الأسفاطي البصري، المقرئ المحدث الصدوق، روى عن هشام بن عمار قراءة ابن عامر رواية وحدث عن عدد من الأئمة، روى عنه الطبراني والعقيلي وغيرهم، كان صدوقا حسن الحديث مجاورا بمكة، توفي سنة 283 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (26/ 390) سؤالات الحاكم للدارقطني (رقم 143) التاريخ للذهبي (6/ 761).

(5)

يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم أبو محمد البصري الأزدي، كان حسن العلم بصناعة القضاء، وحمل الناس عنه حديثا كثيرا، وكان ثقة أمينا، توفي سنة 297 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (16/ 456).

(6)

سليمان بن حرب الأزدي الواشحي البصري قاضي مكة ثقة إمام حافظ ع. التقريب لابن حجر (رقم 2545).

(7)

عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم أبو عمر ويقال أبو عبد اللَّه صدوق ربما أخطأ م 4. نفس المصدر (رقم 4829).

(8)

أخرجه ابن راهويه (رقم 121) وابن خزيمة (1/ 223) والدارمي (رقم 2891) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 525) والبزار (رقم 9483) والدارقطني في الصفات (رقم 11) وابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم 255، 257).

(9)

أخرجه الدارمي (رقم 2891).

ص: 403

96 -

وبهذا الإسناد إلى الطبراني: حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدثنا الهيثم بن خارجة

(1)

، حدثنا حفص بن ميسرة

(2)

، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يُلقى في النار وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع عليها قدمه فَيزوي بعضُها إلى بعض، فتقول: قط قط"

(3)

.

97 -

وبه إليه: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة

(4)

، حدثنا أبي

(5)

، حدثنا جرير

(6)

، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى بني مخزوم

(7)

، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن جهنم تسأل الزيادة: هل من مزيد؟ حتى يضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول: قط قط"

(8)

.

98 -

وبه إليه: حدثنا يوسف القاضي، حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار وابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح

(9)

قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كذا وكذا، فيَزوي بعضُها إلى بعض وتقول: قطني قطني، حسبي حسبي"

(10)

.

ورواه عن أبي هرير أيضًا همام بن منبه. وهو في الصحيحين

(11)

.

(1)

الهيثم بن خارجة المروذي أبو أحمد أو أبو يحيى نزيل بغداد صدوق خ س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7364).

(2)

حفص بن ميسرة العُقيلي أبو عمر الصنعاني نزيل عسقلان ثقة ربما وهم خ م مد س ق. نفس المصدر (رقم 1433).

(3)

إسناده حسن، وأخرجه الترمذي مطولًا (رقم 2557) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 215 - 217) من طريق: عبد العزيز بن محمد، عن العلاء به. وقال الترمذي:"حديث حسن".

(4)

الإمام الحافظ المسند أبو جعفر العبسي الكوفي، جمع وصنف، وله تاريخ كبير، ولم يرزق حظا بل نالوا منه، كان من أوعية العلم. وقال صالح جزرة: ثقة. وقال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا فأذكره. توفي سنة سبع وتسعين ومائتين. انظر: السير للذهبي (14/ -21 - 22).

(5)

عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي أبو الحسن ابن أبي شيبة الكوفي ثقة حافظ شهير خ م د س ق. التقريب (رقم 4513).

(6)

جرير بن عبد الحميد بن قُرْط الضبي الكوفي نزيل الري وقاضيها ثقة صحيح الكتاب ع. نفس المصدر (رقم 916).

(7)

زياد مولى بني مخزوم، لم يرو عنه إلا إسماعيل بن أبي خالد كما في المنفردات والوحدان (ص 148) وقد اختلف في توثيقه فضعفه ابن معين وقال:"لا شيء". الجرح والتعديل للرازي (4/ 549) وذكره ابن حبان في الثقات (رقم 2810) وقال ابن حجر في التقريب (رقم 2076): "زياد ابن أبي زياد ميسرة المخزومي المدني ثقة عابد م ت ق. . وقال في تعجيل المنفعة (رقم 350): "روى عنه حماد بن سلمة، وثقه الشافعي. قلت: أظنه زياد بن أبي زياد واسم أبيه ميسرة مولى عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وهو ثقة". أهـ وذكره ابن قطلوبغا في الثقات (4/ 368) واستبعد كلام الحافظ في قوله بأنه ابن ميسرة.

(8)

إسناده حسن، والأحاديث التي في الباب تشهد له فيرتقى لدرجة الصحيح لغيره.

(9)

عطاء بن أبي رباح أسلم القرشي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال ع. نفس المصدر (رقم 4591).

(10)

تقدم تخريجه والكلام عليه في الحديث (رقم 90).

(11)

أخرجه البخاري (رقم 4850) ومسلم (رقم 2846/ 36) وتقدم تخريجه والكلام عليه في الحديث (رقم 81).

ص: 404

قال أبو عبيد القاسم بن سلام -وذَكَر الباب الذي يُروى في الرؤية، والكرسي موضع القدمين، وضحك ربنا من قنوط عباده وَقُرْبِ غِيَرِهِ، وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات، وإن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك قدمه فيها فتقول: قط قط، وأشباه هذه الأحاديث- فقال:"هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا شك فيه، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه؟ وكيف يضحك؟ قلنا: لا تفسرُ هذا ولا سمعنا أحدًا يُفسره"

(1)

.

99 -

أخبرنا إسحاق، أنبأنا يوسف، أنبأنا محمد، أنبأنا محمود، أنبأنا أحمد، أنبأنا سليمان، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "افتخرت النار والجنة، فقالت النار: يدخلني الجبارون والملوك والأشراف، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين، فقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي وسعت كل شيء، ولكل واحدةٍ منكما ملؤها، فأما النار فيُلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها اللَّه فيضع قدمه عليها فيَزوي بعضُها إلى بعض وتقول: قدني قدني

(2)

، وأما الجنة فيبقى فيها ما شاء اللَّه أن يبقى، حتى يُنشئ اللَّه لها خلقًا بما شاء"

(3)

.

100 -

أخبرنا أبو الحجاج، أنبأنا ابن قدامة وابن البخاري، أنبأنا ابن طبرزد والكندي، أنبأنا الأنصاري، أنبأنا العُشَارِيُّ، انبأنا الدارقطني، حدثنا أبو عبيد اللَّه المعدِّل أحمد بن عمرو بن عثمان بواسط

(4)

، حدثنا عيسى بن أبي حرب

(5)

، حدثنا يحيى بن أبي بكير

(6)

، حدثنا عبد الغفار بن القاسم

(7)

،

(1)

أخرجه الدارقطني عنه في كتاب الصفات (ص 39).

(2)

قدني أي: حسبي ويكفيني. انظر: النهاية لابن الأثير (4/ 19).

(3)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 11099، 1740) وعبد بن حميد (رقم 908) والدارمي في الرد على المريسي (1/ 406) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 211 - 212) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 528) وصححه الألباني في ظلال الجنة (1/ 233).

(4)

أحمد بن عمرو بن عثمان المعدل أبو عبيد اللَّه الواسطي، كان من الثقات الحفاظ. انظر: أطراف الغرائب والأفراد لابن القيسراني (5/ 445) وغاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (1/ 93).

(5)

عيسى بن موسى بن أبي حرب، أبو يحيى الصفار البصري قدم بغداد، وحدث بها، وكان ثقة. انظر: تاريخ الخطيب (12/ 492).

(6)

يحيى بن أبي بكير واسمه نَسْر الكرماني ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 7516).

(7)

عبد الغفار بن القاسم أبو مريم الأنصاري كوفي، رافضي كذاب متروك الحديث. انظر: الضعفاء للعقيلي (3/ 100) والضعفاء للنسائي (رقم 388) والضعفاء للدارقطني (رقم 353) والميزان للذهبي (2/ 640) وقال ابن عدي: "ولعبد الغفار بن القاسم أحاديث صالحة وفي حديثه ما لا يُتابعُ عليه وكان غاليا في التشيع وقد روى عنه شُعْبَة حديثين ويكتب حديثه مَعَ ضعفه". الكامل (7/ 20).

ص: 405

حدثني عدي بن ثابت

(1)

قال: حدثني زر بن حبيش

(2)

، عن أُبيِّ بن كعب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن جهنم تسأل المزيد؟ حتى يضع فيها قدمه فيَزوي بعضُها إلى بعض وتقول: قطٍ قطٍ"

(3)

.

عبد الغفار هذا أحد الضعفاء والمتروكين، وقد اختلف عليه في هذا الحديث.

101 -

فأخبرنا الآمدي، أنبأنا الآدمي

(4)

، أنبأنا ابن أبي زيد

(5)

، أنبأنا محمود

(6)

، أنبأنا أحمد

(7)

، أنبأنا سليمان الحافظ

(8)

، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عقبة بن مكرم الضبي

(9)

، حدثنا يونس بن بكير

(10)

، حدثنا عبد الغفار بن القاسم، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حُبيش، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن جهنم لتسأل المزيد؟ حتى يضع عز وجل قدمه فيها فيَزوي بعضُها إلى بعض وتقول: قطٍ قطٍ".

102 -

أخبرنا إسحاق، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا الكراني، أنبأنا الصيرفي، أنبأنا ابن فاذشاه، انبأنا الطبراني، حدثنا جعفر بن محمد القلانسي

(11)

، حدثنا آدم بن أبي إياس

(12)

، حدثنا شيبان

(13)

، عن قتادة،

(1)

عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي، ثقة رمي بالتشيع، ع. التقريب لابن حجر (رقم 4539).

(2)

زِرِّ بن حُبَيش بن حُبَاشة الأسدي الكوفي أبو مريم ثقة جليل مخضرم ع. نفس المصدر (رقم 2008).

(3)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 535) والدارقطني في الصفات (رقم 5) والمؤلف من طريقه كما هنا، ووقع تصحيف في الإسناد أو في المتن في كتاب الصفات للدارقطني في كلا الطبعتين اللتين حقق إحداهما الشيخ العلامة عبد اللَّه الغنيمان حفظه اللَّه، وحقق الأخرى فضيلة الشيخ علي الفقهي حفظه اللَّه. وأخرجه أبو يعلى في مسنده بلفظ أطول مما هنا كما في تفسير ابن كثير (7/ 450).

(4)

هو أبو الحجاج يوسف بن خليل ابن قراجا الدمشقي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(5)

أبو عبد اللَّه محمد بن أبي زيد بن أبي نصر الكراني الأصبهاني الخباز. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 86).

(6)

أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الأشقر الصيرفي الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 80).

(7)

هو ابن فاذشاه، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 86).

(8)

هو الإمام الطبراني.

(9)

عقبة بن مكرم بن عقبة بن مكرم الضبي الهلالي، أبو مكرم الكوفي، ثقة ليس به بأس. تهذيب الكمال للمزي (رقم 3989).

(10)

يونس بن بكير بن واصل الشيباني أبو بكر الجمال الكوفي صدوق يخطئ من التاسعة مات سنة تسع وتسعين خت م د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 7900).

(11)

جعفر بن محمد بن حماد، أبو الفضل الرملي القلانسي الزاهد، صدوق عابد كبير القدر توفي سنة 281 هـ وقيل 280 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (8/ 98) وتاريخ دمشق لابن عساكر (72/ 149) والتاريخ للذهبي (6/ 532).

(12)

آدم ابن أبي إياس عبد الرحمن العسقلاني يكنى أبا الحسن ثقة عابد خ خد ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 132).

(13)

شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي أبو معاوية البصري نزيل الكوفة ثقة صاحب كتاب يقال إنه منسوب إلى نحوة بطن من الأزدلا إلى علم النحو من السابعة مات سنة أربع وستين ع. نفس المصدر (رقم 2833).

ص: 406

حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيزوي بعضها إلى بعض وتقول: قطٍ قطٍ"

(1)

.

103 -

وأخبرنا محمد القرشي، أنبأنا يوسف الساوي، أنبأنا أحمد السلفي، أنبأنا قاسم الثقفي، أنبأنا يحيى المزكي

(2)

، أنبأنا أبو أحمد حمزة بن العباس بن الفضل العقبي

(3)

، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي

(4)

، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة قدمه فيها، فتقول: قط قط، ويَزوي بعضُها إلى بعض، ولا يزال في الجنة فضلٌ حتى يُنشئ اللَّه لها خلقًا فيُسكنه فضول الجنة"

(5)

104 -

وأخبرنا عيسى وأحمد، أنبأنا عبد اللَّه

(6)

، أنبأنا عبد الأول، أنبأنا عبد الرحمن

(7)

، أنبأنا عبد اللَّه

(8)

،

(1)

أخرجه أبو عوانة (رقم 460) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 221 - 222) والنسائي في الكبرى (رقم 7672) وأبو نعيم في الحلية (7/ 204) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 753) والبغوي في شرح السنة (15/ 355).

(2)

يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أبو زكريا المزكي النيسابوري، أملى سنين على الاستقامة والصحة وحضر ومجلسه الكبار والأئمة والحفاظ وتوفي في ذي الحجة سنة أربع عشرة وأربعمائة. انظر: التقييد لابن نقطة (483).

(3)

الشيخ العالم الصدوق حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل بن الحارث بن جنادة بن شبيب بن يزيد أبو أحمد الدهقان، كان ثقة، توفي سنة 347 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (9/ 60) والسير للذهبي (15/ 516).

(4)

إبراهيم بن الهيثم بن المهلب أبو إسحاق البلدي، قال الدارقطني:"ثقة". وقال ابن عدي: "أحاديثه مستقيمة وحديث الغار الذي أنكروه عليه، وقد فتشت حديثه فلم أر له حديثا منكرا من جهته إلا أن يكون من جهة من روى عنه". قال الخطيب: "قد روي حديث الغار عن الهيثم جماعة، وإبراهيم بن الهيثم عندنا ثقة ثبت لا يختلف شيوخنا فيه، وما حكاه ابن عدي من الإنكار عليه لم أر أحدا من علمائنا يعرفه، ولو ثبت لم يؤثر قدحا فيه؛ لأن جماعة من المتقدمين أنكر عليهم بعض رواياتهم، ولم يمنع ذلك من الاحتجاج بهم". توفي سنة 277 هـ. انظر: الكامل لابن عدي (1/ 443) وتاريخ بغداد للخطيب (7/ 164) والتاريخ للذهبي (6/ 510).

(5)

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 753) وابن مردويه في مجلسين من أماليه (رقم 27).

(6)

هو ابن اللتي أبو المنجي عبد اللَّه بن عمر بن عَليّ بن زيد، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 41).

(7)

الإمام العلامة الورع القدوة جمال الإسلام، مسند الوقت عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود بن أحمد بن معاذ بن سهل بن الحكم بن شيرزاد أبو الحسن الداودي البوشنجي، كان وجه مشايخ خراسان فضلا عن ناحيته، والمعروف في أصله وفضله وطريقته، توفي سنة 467 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (16/ 168) والتقييد لابن نقطة (ص 335) والسير للذهبي (18/ 222).

(8)

عبد اللَّه بن أحمد بن حمُّوَيْه بن يوسف بن أعين أبو محمد السرخسي الحمويى، الإمام المحدث الصدوق المسند، ثقة صاحب أصول حِسان، سمع صحيح البخاري من الفربري، توفي سنة 381 هـ. انظر: الأنساب للسمعاني (4/ 259) والتقييد لابن نقطة (ص 321) والسير للذهبي (16/ 492).

ص: 407

أنبأنا إبراهيم

(1)

، حدثنا عبد، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا شيبان، عن قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك: أن نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع فيها رب العزة قدمه، فتقول: قط قط وعزتك، ويَزوي بعضُها إلى بعض"

(2)

. رواه البخاري

(3)

: عن آدم. على الموافقة

(4)

.

ورواه مسلم

(5)

: عن عبد بن حميد، عن يونس، عن شيبان. فوقع لنا عاليًا بدرجتين

(6)

.

تابعه عن قتادة، شعبة. وهو في البخاري

(7)

. وسعيد بن أبي عروبة. وهو في الصحيحين

(8)

.

وهشام، وأبان

(9)

، وسليمان كذلك. صح.

أما حديث سعيد عن قتادة:

105 -

فأخبرنا عيسى، أنبأنا ابن اللتي، أنبأنا سعيد بن البنا

(10)

، أنبأنا أبو نصر بن الزينبي، أنبأنا أبو بكر بن زنبور

(11)

، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا زياد بن أيوب

(12)

، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء،

(1)

إبراهيم بن خزيم بن قمير بن خاقان بن ماهان، المحدث الصدوق أبو إسحاق الشاشي، المروزي الأصل، وهو في عداد الثقات، ومن أبناء التسعين. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 189) والسير للذهبي (14/ 486).

(2)

أخرجه عبد بن حميد (رقم 1182) والمؤلف من طريقه كما هنا.

وأخرجه من طرق: عن آدم بن أبي إياس به مثله. الإمام أحمد (رقم 13402) أبو عوانة (رقم 460) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 221 - 222) والترمذي (رقم 3272) وقال: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه".

(3)

أخرجه البخاري (رقم 6661).

(4)

سبق تعريف الموافقة في صفحة (480).

(5)

أخرجه مسلم (رقم 2848/ 37).

(6)

سبق تعريف العلو في صفحة (466).

(7)

أخرجه البخاري (رقم 4848، 7384).

(8)

أخرجه البخاري (رقم 7384) ومسلم (رقم 2848/ 38).

(9)

أخرجه مسلم (رقم 37).

(10)

الشيخ الصالح الخير الصدوق مسند بغداد، أبو القاسم سعيد بن الشيخ أبي غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البنا البغدادي الحنبلي، توفي سنة خمسين وخمسمائة. انظر: السير للذهبي (20/ 264).

(11)

محمد بن عمر بن علي بن خلف بن محمد بن زنبور بن عمرو بن تميم الشيخ، المسند أبو بكر الوراق بقية الأشياخ، ضعيف في روايته عن البغوي، وسماعه من الدَّرْبِيِّ صحيح، توفي سنة 396 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (4/ 57) السير للذهبي (16/ 554).

(12)

زياد بن أيوب بن زياد البغدادي أبو هاشم طوسي الأصل يلقب دَلَّوَيْهِ وكان يغضب منها ولقبه أحمد شعبة الصغير ثقة حافظ من العاشرة مات سنة اثنتين وخمسين وله ست وثمانون خ د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 2056).

ص: 408

عن سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"احتجت الجنة والنار، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والمساكين، فأوحى اللَّه إلى الجنة: أنت رحمتي أُسكنك من شئت، وقال للنار: أنت عذابي أنتقم بك ممن شئت، ولكل واحدةٍ منكما ملؤها، فأما النار فيُلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟ ثم يُلقون فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع قدمه فيها، فتقول: قط قط"

(1)

.

رواه البخاري

(2)

فقال: وقال لي خليفة

(3)

: حدثنا يزيد بن زريع

(4)

قال: حدثنا سعيد. فذكره. فوقع لنا عاليًا.

ورواه مسلم

(5)

: عن محمد بن عبد اللَّه الرُّزِّيِّ

(6)

، عن عبد الوهاب. فوقع لنا بدلًا عاليًا بدرجتين

(7)

.

وأما حديث أبان، عن قتادة:

106 -

فأخبرتنا زينب بنت أحمد، أنبأنا عبد الخالق بن الأنجب، أنبأنا عبد الملك الكروخي، أنبأنا شيخ الإسلام عبد اللَّه الأنصاري، أنبأنا محمد بن موسى الصيرفي

(8)

، حدثنا الأصم، حدثنا حمدان الوراق، حدثنا موسى بن إسماعيل

(9)

، حدثنا أبان، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُلقى في النار فتقول: هل من مزيد؟ حتى يدلي رب العالمين فيها قدمه، فتقول: قط قط"

(10)

.

(1)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 13457) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 222 - 223) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 531) والطبري في تفسيره (21/ 448) والنسائي في الكبرى (رقم 7678) وصححه الألباني في ظلال الجنة (1/ 234).

(2)

أخرجه البخاري (رقم 7384).

(3)

هو الإمام خليفة بن خياط العصفري المحدث والمؤرخ المشهور.

(4)

يزيد بن زُريع البصري أبو معاوية ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 7713).

(5)

أخرجه مسلم (رقم 2848/ 38).

(6)

محمد بن عبد اللَّه الرزي أبو جعفر البغدادي ثقة يهم م. التقريب لابن حجر (رقم 6056).

(7)

تقدم بيان معنى البدل في الحديث (رقم 14) والعلو في الحديث (رقم 40).

(8)

الشيخ الثقة المأمون أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي، ابن أبي عمرو النيسابوري، أحد الثقات والمشاهير بنَيْسابور، توفي سنة 421 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 110) والتاريخ للذهبي (9/ 369).

(9)

موسى بن إسماعيل المِنقَري أبو سلمة التبُوذكي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 82).

(10)

أخرجه من طرق عن أبان به نحوه. الإمام أحمد (رقم 12380، 12440) والدارمي في الرد على المريسي (1/ 405) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 534) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 218 - 219) و (1/ 220 - 221) وابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم 256) وأبو إسماعيل الأنصاري في الأربعين في دلائل التوحيد (رقم 28) والمؤلف من طريقه كما هنا، واليونيني في مشيخته (ص 102). قال الألباني في ظلال الجنة (1/ 235):"إسناده صحيح على شرط الشيخين".

ص: 409

وأما حديث شعبة، عن قتادة:

107 -

فأخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عياش الصالحي

(1)

، أنبأنا أبو الحسن بن البخاري، أنبأنا عُمر بن طبرزد، أنبأنا يحيى بن علي بن الطراح

(2)

، حدثنا القاضي أبو الحسين بن محمد بن علي بن المهتدي باللَّه، أنبأنا علي بن عُمر هو السكري

(3)

، أنبأنا أبو الحسن شعيب بن محمد الذَّارع

(4)

، حدثنا العباس بن يزيد

(5)

، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه: "لا تزال جهنم يُلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع اللَّه تبارك وتعالى قدمه فيزوي بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط"

(6)

.

108 -

قال العقيلي أبو جعفر الحافظ: أخبرنا أبو يزيد القراطيسي يوسف بن يزيد

(7)

، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا أيوب بن خوط

(8)

، عن قتادة، حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع اللَّه تبارك وتعالى قدمه فيها فينزوي بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط"

(9)

.

(1)

محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عياش الصالحي، حضر على أحمد بن عبد الدائم صحيح مسلم. مات سنة 739 هـ. انظر: ذيل التقييد للفاسي (ص 50).

(2)

الشيخ العالم الصالح المسند أبو محمد يحيى بن علي بن محمد بن علي بن الطراح البغدادي المدير، كان سماعه صحيحا وكان من أهل السنة صالحا ساكنا مشتغلا بما يعنيه، توفي سنة 530 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (18/ 24) والسير للذهبي (20/ 77).

(3)

علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن إبراهيم بن إسحاق بن علي بن إسحاق أبو الحسن الحميري، صله ناقلة من حضرموت إلى ختل، ويعرف بالسكري، وبالصيرفي، وبالكيال، وبالحربي، الشيخ العالم المعمر مسند العراق، قال البرقاني:"لا يساوي شيئًا". وقال الخطيب: "سألت الأزهري عنه؟ فقال: صدوق، وكان سماعه في كتب أخيه، لكن بعض المحدثين قرأ عليه شيئًا منها لم يكن فيه سماعه، وألحق فيه السماع، فجاء آخرون، فحكوا الإلحاق وأنكروه، وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة". وقال عبد العزيز الأزجي: "كان صحيح السماع". وقال العتيقي: "كان ثقة". توفي سنة 386 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (13/ 494) والسير للذهبي (16/ 538).

(4)

الشيخ الثقة المأمون أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي، ابن أبي عمرو النيسابوري، أحد الثقات والمشاهير بنَيْسابور، توفي سنة 421 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 110) والتاريخ للذهبي (9/ 369).

(5)

القاضي الإمام المحدث المتقن العباس بن يزيد بن أبي حبيب أبو الفضل البحراني البصري، أحد الثقات. يلقب بعباسويه، قال الدارقطني: ثقة مأمون، توفي سنة 258 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (14/ 26) والتاريخ للذهبي (6/ 100) والسير له (12/ 101).

(6)

أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 219 - 220) والدارقطني في الصفات (رقم 1 - 3).

(7)

يوسف بن يزيد بن كامل القراطيسي أبو يزيد مولى بني أمية ثقة س. التقريب لابن حجر (رقم 7893).

(8)

أيوب بن خُوط بضم المعجمة البصري أبو أمية متروك من الخامسة أغفله المزي د ق. نفس المصدر (رقم 612).

(9)

أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 111) وإسناده ضعيف لأن فيه أيوب بن خوط وهو متروك، وأما المتن فصحيح ثابت كما مر معنا.

ص: 410

قال العقيلي: "وهذا ليس بمحفوظ عن قتادة، عن محمد بن سيرين. وقد رواه حرمي ابن عمارة، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس

(1)

. ولم يُتابع عليه. ورواه أبان، والحكم بن عبد الملك

(2)

أيضًا، عن قتادة، عن أنس. وفي هذه الرواية مقال. وأما عن محمد بن سيرين: فرواه يزيد بن إبراهيم التستري، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة

(3)

موقوفًا"

(4)

‌27 - بابٌ

(5)

.

109 -

أخبرنا إسحاق، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا الجمال والراراني، أنبأنا الحداد، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا أبو بكر بن القاسم الأنباري، حدثنا جعفر هو بن محمد الصائغ، حدثنا محمد بن سابق

(6)

، حدثنا زائدة

(7)

، حدثنا الأعمش، عن سليمان بن مسهر

(8)

، عن خَرَشة بن الحُر

(9)

، عن أبي ذر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر اللَّه إليهم ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر"

(10)

.

(1)

أخرجه من طريق: حرمي بن عمارة، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس. البخاري (رقم 4848، 7384) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في زيادات المسند (رقم 13968) وأبو عوانة (رقم 459) وأبو يعلى (3140)، وابن حبان (268) والدارقطني في الصفات (رقم 1، 2) والمخلص في المخلصيات (رقم 1933) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 719) وابن أبي عاصم في "السنة"(532) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 219 - 220).

(2)

الحكم بن عبد الملك القرشي البصري نزل الكوفة ضعيف بخ ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 1451).

(3)

أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 211) عن روح بن عبادة، عن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة موقوفا.

(4)

انظر: الضعفاء للعقيلي (1/ 111).

(5)

هذا الباب أورد فيه المؤلف عددا من أحاديث صفات اللَّه تعالى، كالغضب والرحمة، والكلام، والعز والكبرياء، ونظر اللَّه تعالى، وفيها ذِكر لبعض أفعال اللَّه تعالى كالعذاب وعدم التزكية لبعض خلقه.

(6)

محمد بن سابق التميمي أبو جعفر أو أبو سعيد البزاز الكوفي صدوق م خ م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 5897).

(7)

زائدة بن قدامة الثقفي أبو الصلت الكوفي ثقة ثبت صاحب سنة ع. نفس المصدر (رقم 1982).

(8)

سليمان بن مسهر الفزاري الكوفي ثقة من الرابعة ووهم من ذكره في الصحابة م د س. المصدر السابق (رقم 2609).

(9)

خَرَشة بن الحُر الفزاري كان يتيما في حجر عمر قال أبو داود: له صحبة وقال العجلي: ثقة من كبار التابعين ع. المصدر السابق (رقم 1707).

(10)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1228) وأخرجه العلائي في إثارة الفوائد (رقم 324) بنفس إسناد المؤلف.

ص: 411

110 -

وبهذا الإسناد إلى الأنباري: حدثنا جعفر الصائغ، حدثنا عفان

(1)

، حدثنا شعبة، أخبرني علي بن مدرك قال: سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير

(2)

يُحدث عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاثة لا يكلمهم اللَّه ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، قلت: يا رسول اللَّه من هؤلاء خابوا وخسروا؟ فأعادها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، قال: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالخلف الكاذب أو الفاجر"

(3)

.

111 -

وبه إليه: حدثنا جعفر، حدثنا عُمر بن حفص

(4)

، ثنا أبي

(5)

، حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق

(6)

، عن أبي مسلم الأغر

(7)

، عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يقول اللَّه عز وجل: العز إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني شيئًا منهما عذبته"

(8)

.

(1)

عفان بن مسلم بن عبد اللَّه الباهلي أبو عثمان الصفار البصري ثقة ثبت قال ابن المديني كان إذا شك في حرف من الحديث تركه وربما وهم وقال ابن معين أنكرناه في صفر سنة تسع عشرة ومات بعدها بيسير من كبار العاشرة ع. التقريب لابن حجر (رقم 4625).

(2)

أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللَّه البجلي الكوفي قيل اسمه هرم وقيل عمرو وقيل عبد اللَّه وقيل عبد الرحمن وقيل جرير ثقة من الثالثة ع. نفس المصدر (رقم 8103).

(3)

أخرجه من طرق عن علي بن مدرك به. الإمام أحمد (رقم 21318، 21436، 21544) وابن أبي شيبة (رقم 26591) ومختصرا (رقم 24813) وعنه مسلم (رقم 106/ 171) وأخرجه أبو داود (رقم 4087) والترمذي (رقم 1211) وأبو عوانة (رقم 116، 116، 117) والدارمي (رقم 2647) وعثمان الدارمي في الرد على الجهمية (رقم 302، 319) وابن حبان (رقم 4907) وابن منده في الإيمان (رقم 616)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 205) والبزار:(رقم 4024) وقال: "ولا نعلم روي خرشة، عن أبي ذر حديثا مسندا إلا هذين الحديثين". والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 1006) وفي الشعب (رقم 4510، 5717) وقوام السنة من طريقه في الترغيب والترهيب (رقم 1147).

(4)

عمر بن حفص بن غِياث بن طَلْق الكوفي ثقة ربما وهم خ م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 4880).

(5)

حفص بن غِياث بن طلق بن معاوية النخعي ثقة فقيه ع. نفس المصدر (رقم 1430).

(6)

عمرو بن عبد اللَّه بن عبيد ويقال علي ويقال ابن أبي شعيرة الهمداني أبو إسحاق السبيعي ثقة مكثر عابد اختلط بأخرة ع. المصدر السابق (رقم 5065).

(7)

الأغر أبو مسلم المديني نزيل الكوفة ثقة من الثالثة وهو غير سلمان الأغر الذي يكنى أبا عبد اللَّه وقد قلبه الطبراني فقال: اسمه مسلم ويكنى أبا عبد اللَّه بخ م 4. المصدر السابق (رقم 544).

(8)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم 552) والبزار (رقم 8271) وقال: "هذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش إلا حفص، ولا عن حفص إلا عمر بن حفص". وتمام في فوائده (رقم 1392) والبيهقي في الشعب (رقم 263، 281) وقوام السنة في الترغيب والترهيب (رقم 625).

وأخرجه مسلم (2620/ 136) بلفظ: "العز إزارُه، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته".

ص: 412

112 -

وبه إليه: حدثنا ابن أبي العوام

(1)

، حدثنا منصور بن صقير

(2)

، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو

(3)

، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: لما مات إبراهيم بن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صاح أسامة.

(4)

"ما هذا؟ ليس هذا منا، ليس لصائح حظ، القلب يحزن والعين تدمع، ولا نُغضب الرب عز وجل"

(5)

.

رُويَ بمعناه من حديث عبد الرحمن بن عوف، وأنس.

113 -

أخبرنا عُمر بن بلبان

(6)

، أنبأنا ابن البخاري، أنبأنا اللبان

(7)

والصيدلاني قالا: أنبأنا الحداد، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا ابن فارس

(8)

، أنبأنا يونس

(9)

، حدثنا أبو داود

(10)

، حدثنا طلحة

(11)

، عن عطاء، عن عائشة قالت: فقدت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة من مضجعه، فظننت أنه أتي بعض نسائه، فانتهيت إليه وهو ساجد، فسمعته يقول:"سُبُّوحًا قُدُّوسًا رب الملائكة والروح، سبقت رحمة ربنا غضبه"

(12)

.

(1)

المحدث الإمام أبو بكر وأبو جعفر محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوام الرياحي، قال الدارقطني: صدوق. مات سنة ست وسبعين ومائتين. انظر: السير للذهبي (13/ 7) باختصار.

(2)

منصور بن صقير ويقال: سقير أبو النضر البغدادي ضعيف ق. التقريب لابن حجر (رقم 6903).

(3)

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني صدوق له أوهام ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 43).

(4)

هكذا كتبها المؤلف، وفيه سقط فالحديث هكذا "فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".

(5)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 256).

- تابعه هدية بن خالد، عن حماد بن سلمة به نحوه. رواه ابن حبان (رقم 3160) وحسنه الألباني في التعليقات الحسان (5/ 123).

- تابعه موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة به نحوه. عند الحاكم (رقم 1410). وحسنه الألباني في أحكام الجنائز (ص 27).

(6)

عمر بن بلبان بن عبد اللَّه، الإمام الأديب نجم الدين أبو القاسم الرومي ثم الدمشقي الحنفي مولى الواعظ شمس الدين بن الجوزي، له فضائل وهيئة، توفي في رمضان سنة 742 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 70) باختصار.

(7)

القاضي العالم مسند أصبهان، أبو المكارم أحمد بن أبي عيسى محمد بن محمد ابن الإمام عبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن المحدث عبد اللَّه بن محمد بن النعمان بن عبد السلام التيمي الأصبهاني الشروطي، ابن اللبان، من تيم اللَّه بن ثعلبة، مات سنة 597 هـ. انظر: السير للذهبي (21/ 362) والتاريخ له (12/ 1094) باختصار.

(8)

ابن فارس الشيخ الإمام، المحدث الصالح مسند أصبهان، أبو محمد عبد اللَّه ابن المحدث جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، كان من الثقات العباد، مات سنة 346 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 314) والسير للذهبي (15/ 553) والتاريخ له (7/ 834).

(9)

يونس بن حبيب أبو بشر العجلي مولاهم، الأصبهاني، المحدث الحجة، قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو ثقة. مات سنة 267 هـ. انظر: الجرح والتعديل للرازي (9/ 237) السير للذهبي (12/ 596).

(10)

هو الإمام أبو داود الطيالسي.

(11)

طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي متروك ق. التقريب لابن حجر (رقم 3030).

(12)

أخرجه الطيالسي (رقم 1599) والمؤلف من طريقه كما هنا، وإسناده ضعيف جدًا؛ لأن فيه طلحة بن عمرو وهو متروك. =

ص: 413

114 -

حديث الحسن، عن أنس:"إن الصدقة تُطفئُ غضب الرب، وتدفعُ ميتة السوء"

(1)

. عندنا في الثامن عشر من فوائد النسيب

(2)

.

115 -

وحديث عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"اشتد غضب اللَّه على امرأة تُدخل في قوم من ليس منهم، يشركهم في أموالهم، ويطلع على عوراتهم". في جزء حنبل بن إسحاق

(3)

.

= وأيضًا قد اختلف عليه فيه، فقد رواه عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عائشة قالت:"كانت ليلتي من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فانسل، فظننت أنه أنها انسل إلى بعض نسائه، فخرجت غيرى لا أذهل، فإذا أنا به ساجدًا كالثوب الطريح، سمعته يقول: سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، رب هذه يدي وما جنيت على نفسي، يا عظيم وترجى لكل عظيم فاغفر الذنب العظيم. قالت: فرفع رأسه، وقال: ما أخرجك؟ قلت: ظنا ظننته. قال: إن بعض الظن إثم فاستغفري اللَّه، إن جبريل عليه السلام أتاني فأمرني أن أقول هذه الكلمات التي سمعت، فقوليها في سجودك فإنه من قالها لم يرفع رأسه حتى يغفر - أظنه قال: له". أخرجه أبو يعلى (رقم 4661) وانظر إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2/ 206).

وأما الذكر الوارد في الحديث فهو صحيح ثابت فقد ورد من طرق: عن قتادة، عن مطرف، عن عائشة. مثله ونحوه. أخرجه مسلم (رقم 487/ 223) الإمام أحمد (رقم 24063) وابن أبي شيبة (رقم 2574) وابن راهويه (رقم 1322) وأبو داود (رقم 872) والنسائي (رقم 1048، 1134) وابن خزيمة (رقم 606) وأبو عوانة (رقم 1810) وابن حبان (رقم 1899) والسراج (رقم: 316 - 319) وابن المنذر في الأوسط (3/ 316، 354) وغيرهم.

(1)

أخرجه من طريق: عقبة بن مكرم، عن عبد اللَّه بن عيسى الخزاز، عن يونس بن عبيد، عن الحسن به مثله. أبو مسهر في نسخته (رقم 47) والترمذي (رقم 664) وأبو القاسم البغوي في جزئه (رقم 28) وابن حبان (رقم 3309) والبيهقي في الشعب (رقم 3080) وابن أخي ميمي في فوائده (رقم 76) والضياء في المختارة (رقم 1847، 1848) قال الترمذي: "حديث حسن غريب من هذا الوجه". وقال الضياء: "إسناده ضعيف". وتضعيفه أرجح ففيه عبد اللَّه بن عيسى الخزاز أبو خلف وهو ضعيف لم يوثقه أحد، وهو منكر الحديث انظر: بيان الوهم لابن القطان (3/ 431) والبدر المنير لابن الملقن (7/ 409) والمقاصد الحسنة للسخاوي (ص 420) والكامل لابن عدي (5/ 415).

(2)

علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن ابن الرئيس أبي الجن حسين بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل ابن الصادق جعفر بن محمد، الشريف، النسيب أبو القاسم الحسيني الدمشقي الخطيب، كان صدرا نبيلا مرضيا، ثقة محدثا مهيبا سنيا، ممدوحا بكل لسان، خرج له شيخه الخطيب عشرين جزءا سمعها بكمالها، وعلى أكثر تصانيف الخطيب خطه وسماعه، لقبه نسيب الدولة، وإنما خفف فقيل: النسيب، توفي سنة ثمان وخمسمائة، وأوصى أن يصلي عليه الفقيه أبو الحسن وأن يسنم قبره وأن لا يتولاه أحد من الشيعة. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (41/ 244 - 247) والتاريخ للذهبي (11/ 115) والسير له (19/ 359) باختصار.

(3)

أخرجه من طريق: إبراهيم بن يزيد، عن أيوب بن موسى، عن نافع به مرفوعا. حنبل بن إسحاق في جزئه (رقم 15) والخرائطي في اعتلال القلوب (رقم 168) وفي مساوئ الأخلاق (رقم 460) والبزار (رقم 5992) وقال: "هذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن =

ص: 414

‌28 - باب الحَثَيَات

(1)

.

116 -

أخبرنا أبو الحجاج الحافظ، أنبأنا ابن قدامة وابن البخاري قالا: أنبأنا ابن طبرزد والكندي قالا: أنبأنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو طالب العشاري إجازة، أنبأنا الدارقطني، حدثنا أبو محمد بن صاعد

(2)

قراءة عليه وأنا أسمع، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد

(3)

قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا بغير حساب ولا عذاب، مع كل ألفٍ سبعين ألفًا، وثلاث حثياتٍ من حثيات ربي عز وجل"

(4)

. رواه الإمام أحمد

(5)

: عن أبي اليمان، عن إسماعيل بن عياش. فوقع لنا بدلًا عاليًا.

= عمر إِلا من هذا الوجه بهذا الإسناد وإبراهيم بن يزيد لين الحديث وقد روى عنه جماعة منهم: الثوري وغيره ويكتب من حديثه ما ينفرد به". وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 371) وقال: "ليس بمحفوظ".

(1)

الحثيات: بفتح الحاء والمثلثة، جمع حثية، والحثية والحشوة يستعمل فيها يعطيه الإنسان يكفيه دفعة واحدة من غير وزن وتقدير. انظر تحفة الأحوذي للمباركفوري (7/ 109) وحادي الأرواح لابن القيم (1/ 132) ومختصر الصواعق المرسلة له (1/ 395).

(2)

يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب أبو محمد مولى أبي جعفر المنصور. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(3)

محمد بن زياد الألهاني أبو سفيان الحمصي ثقة من الرابعة خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 5889).

(4)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 50) ومن طريقه المؤلف كما هنا. وابن الفاخر في موجبات الجنة (رقم 283).

وأخرجه المحاملي في أماليه رواية ابن البيع (رقم 260). والحديث صححه الألباني في ظلال الجنة (1/ 261) وتفصيل طرقه في الحاشية التالية (رقم 5).

(5)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 22303) عن أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش به مثله.

- تابعه أبو بكر بن أبي شيبة، عن إسماعيل به مثله. في المصنف (رقم 31714) وعنه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 589) والطبراني في الكبير (رقم 7520) وفي مسند الشاميين (رقم 820) وابن الفاخر في موجبات الجنة (رقم 285، 292).

- تابعه يزيد بن هارون، عن إسماعيل به نحوه. عند ابن الفاخر في موجبات الجنة (رقم 284).

- تابعه هشام بن عمار، عن إسماعيل به مثله. عند ابن ماجه (رقم 4286) والطبراني في الكبير (رقم 7520) وفي مسند الشاميين (رقم 820) وابن الفاخر في موجبات الجنة (رقم 292).

- تابعه سعيد بن منصور، عن إسماعيل به مثله. عند البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 723).

- تابعه أبو الربيع الزهراني، عن إسماعيل به مثله. عند الطبراني في الكبير (رقم 7520) وفي مسند الشاميين (رقم 820) وابن الفاخر في موجبات الجنة (رقم 292). =

ص: 415

ورواه الترمذي

(1)

: عن الحسن بن عرفة.

117 -

وبهذا الإسناد: حدثنا أبو محمد بن صاعد قراءة، حدثنا محمد بن حرب

(2)

بواسط، حدثنا يزيد بن هارون

(3)

، أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

(4)

.

118 -

وبه: أخبرنا ابن صاعد، حدثنا أبو أيوب البهراني

(5)

، ثنا عبد اللَّه بن عبد الجبار

(6)

، ثنا إسماعيل، حدثني محمد بن زياد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

(7)

.

119 -

وبه: أخبرنا ابن صاعد قراءة، ثنا محمد بن عمرو بن حنان

(8)

، وأبو عتبة أحمد بن الفرج

(9)

قالا: حدثنا بقية بن الوليد

(10)

، حدثني محمد بن زياد، عن أبي أمامة، أو عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:"وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي"

(11)

فذكر نحوه.

= - تابعه عبيد اللَّه بن عمر، عن إسماعيل به مثله. عند أبي القاسم المؤمل في فوائده (رقم 44).

(1)

أخرجه الترمذي (رقم) وقال: "حسن غريب"، ومن طريقه أخرجه المؤلف (رقم 121).

(2)

محمد بن حرب الواسطي النشائي بالمعجمة صدوق خ م د. التقريب لابن حجر (رقم 5804).

(3)

يزيد بن هارون بن زاذان أبو خالد الواسطي ثقة متقن عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 17).

(4)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 51) ومن طريقه المؤلف كما هنا، وهناك تصحيف في المطبوع من كتاب الصفات.

(5)

سليمان بن عبد الحميد بن رافع البهراني أبو أيوب الحمصي صدوق رمي بالنصب وأفحش النسائي القول فيه من الحادية عشرة مات سنة أربع وسبعين د. التقريب لابن حجر (رقم 2584).

(6)

عبد اللَّه بن عبد الجبار الخبائري أبو القاسم الحمصي لقبه زبريق صدوق د. التقريب لابن حجر (رقم 3421).

(7)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 52) ومن طريقه المؤلف كما هنا.

(8)

محمد بن عمرو بن حنان الكلبي الحمصي صدوق يغرب س. التقريب لابن حجر (رقم 6185).

(9)

الشيخ المعمر المحدث أبو عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان الكندي الحمصي ويعرف بالحجازي المؤذن، ذكر ابن أبي حاتم الرازي أنه كتب عنه، وقال: محله عندنا الصدق، وقال ابن عدي: قد احتمله الناس، وليس ممن يحتج به، وقال الذهبي: غائب رواياته مستقيمة، والقول فيه ما قاله ابن عدي، فيروى له مع ضعفه. مات سنة 271 هـ. انظر: الكامل لابن عدي (1/ 313) وتاريخ بغداد للخطيب (5/ 558) والسير للذهبي (12/ 584 - 586).

(10)

بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي أبو يُحمِد صدوق كثير التدليس عن الضعفاء خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 734).

(11)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 53) ومن طريقه المؤلف كما هنا. وأخرجه الطبراني في الكبير (رقم 7521) والأصم في مجموع فيه من مصنفاته (رقم 165).

ص: 416

120 -

وبه: أخبرنا ابن صاعد، حدثنا محمد بن عوف

(1)

، حدثنا سُلَيمُ بن عثمان

(2)

، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي" ثم ذكر نحوه

(3)

. سُلَيمُ بن عثمان الطائي ثم الفَوزِيُّ.

121 -

أخبرنا ابن أبي الهيجاء وابن المحب قالا: أنبأنا أبو علي البلدي، أنبأنا عبد المعز بن محمد

(4)

، أنبأنا تميم بن أبي سعيد

(5)

، أنبأنا أبو سعد الجنزروذي

(6)

، أنبأنا محمد بن بشر بن العباس التميمي

(7)

،

(1)

محمد بن عوف بن سفيان الطائي أبو جعفر الحمصي ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين د عس. التقريب لابن حجر (رقم 6202). وقد ذكر المزي في الرواة عنه يحيى بن صاعد. تهذيب الكمال (10/ 304). لكن قال الإمام الذهبي: "مجهول الحال". الميزان (3/ 676). وتبعه الحافظ ابن حجر وزاد: "جهله أبو حاتم في ترجمة سُليم". اللسان (5/ 331).

(2)

سليم بن عثمان أبو عثمان الطائي ثم الفوزي، مختلف فيه فهناك من ضعفه ومنهم من وثقه، قال عنه أبو حاتم:"عنده عجائب وهو مجهول". وقال أبو زرعة: "لا يشبه حديث الثقات". وقال الذهبي: "متهم واه". وقال أيضًا: "ليس بثقة". وفي مسند الحسن بن سفيان: "حدثنا إسحاق بن إبراهيم الزبيدي الحمصي، ثنا شليم بن عثمان وكان ثقة". وقال ابن عوف: "كان شيخًا صالحًا، وكان يحدث بها من حفظه، فكتبها الناس". وقال ابن عدي: "هذه الأحاديث التي ذَكرتُ عن سليم بن عثمان، عن محمد بن زياد. لا يحدث بها عن محمد بن زياد غير سليم هذا، ومحمد بن زياد الألهاني هو من ثقات أهل الشام، روى عنه الثقات من الناس، وإنما أنكروها على سليم لأنه روى عن محمد بن زياد، ومحمد من ثقاتهم وسليم معروف بهذه الأحاديث، وما أظن أن له غيرها إِلا اليسير من الحديث". وذكره ابن حبان في الثقات (رقم 8375) وقال: "روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري الأعاجيب الكثيرة ولست أعرفه بعدالة ولا جرح". انظر: الكامل لابن عدي (4/ 336) والمغني للذهبي (1/ 284) والميزان له (2/ 230) واللسان لابن حجر (3/ 111).

(3)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 54) ومن طريقه المؤلف كما هنا، وأخرجه الضياء في صفة الجنة (رقم 198) والخطيب في المتفق والمفترق (3/ 1880) وروي بسنده عن عثمان بن سعيد الدارمي أنه سأل يحيى بن معين عن محمد بن زياد؟ فقال: ثقة. قلت فالألهاني؟ فقال: كلاهما ثقتان.

(4)

الشيخ الجليل الصدوق المعمر مسند خراسان، حافظ الدين أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل بن أحمد بن أسعد بن صاعد الساعدي الخراساني الهروي البزاز الصوفي، انتهى إليه علو الإسناد، توفي سنة 618 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 390) والتاريخ للذهبي (13/ 547) والسير له (22/ 115).

(5)

أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني المعلم القَصّاري، كان شيخًا صالحًا ثقة مسندًا مكثرًا من الحديث، وكان يعلم الصبيان، توفي بعد سنة ثلاثين وخمسمائة. انظر: التحبير للسمعاني (1/ 144) والتقييد لابن نقطة (ص 222).

(6)

أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الأديب الكنجروذي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(7)

الشيخ الصالح، المسند، أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس النيسابوري، البصري الأصل، الكرابيسي، توفي سنة 378 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (8/ 457) والسير له (16/ 415).

ص: 417

أنبأنا أبو لبيد محمد بن إدريس السامي، حدثنا سويد هو ابن سعيد

(1)

، حدثنا بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا وثلاث حثيات من حثيات ربي".

122 -

وأخبرنا به أعلى من هذا أبو نصر الشيرازي، أنبأنا أبو حفص السهروردي

(2)

، أنبأنا أبو زرعة المقدسي

(3)

، أنبأنا عبدوس بن عبد اللَّه بن عبدوس

(4)

، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الطوسي

(5)

، حدثنا محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا أبو عتبة، حدثنا بقية، حدثنا محمد بن زياد، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أبي أمامة- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وعدني ربي أن يُدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، لا حساب ولا عقاب، مع كل ألف سبعين ألفًا، وثلاث حثيات من حثيات ربي"

(6)

.

123 -

وبهذا الإسناد إلى الأصم: حدثنا أبو عتبة، حدثنا سُليم بن عثمان الفَوزِيُّ أبو عثمان، حدثنا محمد بن زياد، سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وعدني ربي أن يُدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، مع كل ألفٍ سبعين ألفًا، وثلاث حثيات من حثيات ربي"

(7)

.

وروي من حديث عتبة بن عبد السلمي

(8)

.

(1)

سويد بن سعيد بن سهل الهروي الأصل ثم الحَدْثَاني ويقال له: الأنباري أبو محمد صدوق في نفسه إِلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول م ق. التقريب لابن حجر (رقم 2690).

(2)

شهاب الدين عمر بن محمد بن عبد اللَّه القرشي التيمي البكري السهروردي الصوفي ثم البغدادي، كان سماعه صحيحا، توفي سنة اثنتين وثلاثين وستمائة. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 398) والسير للذهبي (22/ 373).

(3)

الشيخ العالم المسند الصدوق الخير، طاهر بن الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد الحاجي أبو زرعة المقدسي ثم الرازي ثم الهمذاني، كان تاجرا لا يفهم شيئًا من العلم. وكان شيخًا صالحًا، توفي سنة 566 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 304) والتاريخ للذهبي (12/ 350) والسير له (20/ 503).

(4)

عبدوس بن عبد اللَّه بن محمد بن عبدوس، الإمام الجليل المتقن، شيخ همذان أبو الفتح الروذباري الفارسي ثم الهمذاني، أكبر أهل همدان وأعلاهم إسنادة، توفي سنة 490 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 393) والسير للذهبي (19/ 97).

(5)

محمد بن أحمد بن محمد بْن حَمْدَوَيْه أبو بكر الطوسي، المعروف بالمطوعي، كان صدوقًا، مات بعد سنة خمس بيسير. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (2/ 311) والتاريخ للذهبي (9/ 170).

(6)

أخرجه الأصم في مجموع فيه من مصنفاته (رقم 165).

(7)

أخرجه الأصم في مجموع فيه من مصنفاته (رقم 166).

(8)

أخرجه الدارمي مختصرًا في الرد على المريسي (1/ 278) وابن حبان (رقم 7247) والدارقطني مطولًا في الكبير (رقم 312) والأوسط (رقم 402) ومسند الشاميين (رقم 2860) وبقي بن مخلد في ما روي في الحوض والكوثر ويعقوب (رقم 15) والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 341) وأبو نعيم في صفة الجنة (رقم 346) والضياء في صفة الجنة (رقم 274) وقال: "لا أعلم لهذا الإسناد علة". وقال =

ص: 418

وهو عندنا في جزء أبي عبد اللَّه الغضائري

(1)

.

124 -

أخبرتني زينب ابنة إسماعيل الخباز، أنبأنا أحمد بن عبد الدائم، أنبأنا أبو الفرج بن كليب

(2)

، أنبأنا صاعد بن سيار

(3)

.

قال ابن عبد الدائم: وأنبأنا عبد القادر الرهاوي

(4)

، أخبرنا نصر بن سيار

(5)

ح

قال ابن عبد الدائم: وأنبأنا المشائخ أحمد بن أبي العلاء الهمذاني

(6)

وأبو طاهر المروروذي

(7)

وعبد اللَّه بن عمر الوراق

(8)

وواثلة بن الأسقع

(9)

عبد الرزاق بن محمد بن الحسن العطار

(10)

= الحافظ ابن حجر: "سنده جيد". الفتح (11/ 410) وقال أيضًا ردا على الحافظ الضياء: "قلت: علته الاختلاف في سنده: فإن الطبراني أخرجه من رواية أبي سلام، حدثني عامر بن زيد، أنه سمع عتبة. ثم أخرجه من طريق أبي سلام أيضًا فقال: حدثني عبد اللَّه بن عامر، أن قيس بن الحارث حدثه، أن أبا سعيد الأنماري حدثه فذكره وزاد". أ هـ

(1)

أخرجه الغضائري في جزئه (رقم 33) وهو: الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن يحيى بن حَلْبَس بن عبد اللَّه أبو عبد اللَّه المخزومي البغدادي، كان ثقة فاضلا، ومات سنة 414 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (8/ 560) والتاريخ للذهبي (9/ 233).

(2)

عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب مسند العراق أبو الفرج بن أبي الفتح الحراني الأصل، البغدادي الحنبلي التاجر الآجري، له مشيخة معروفة، وكان صحيح السماع والذهن والحواس إلى أن مات، صبورا على المحدثين، محبا للرواية، توفي سنة 590 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 378) والتاريخ للذهبي (12/ 1080).

(3)

الشيخ الجليل العدل الثقة الحافظ صاعد بن سيار بن محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، أبو العلاء الإسحاقي الهروي، سمع الحديث الكثير، وكان حافظا متقنا، كثير السماع، مات سنة 520 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (17/ 240) والتقييد لابن نقطة (ص 300).

(4)

عبد القادر بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن وقيل: عبد اللَّه، أبو محمد الرهاوي الحنبلي السفار، الحافظ الكبير المحدث المخرج المفيد المحرر المتقن البارع المصنف المفيد، سمع الكثير من المشايخ شرقا وغربا، وأقام بحران إلى أن توفي بها سنة اثنتي عشرة وستمائة. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 325) والسير للذهبي (22/ 71) وتاريخ ابن كثير (17/ 46).

(5)

نصر بن سيار بن صاعد بن سيار بن يحيى بن محمد بن إدريس أبو الفتح القاضي الهروي، كان فقيهًا فاضلًا متدينًا مناظرًا، من بيت القضاء والإمامة، توفي بهراة مسنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وكان رحمه الله أسند من بقي بخراسان. انظر: المنتخب للسمعاني (1/ 1789) والتقييد لابن نقطة (ص 465) والتاريخ للذهبي (12/ 518).

(6)

أحمد بن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن، أبو عبد اللَّه الهمذاني العطار، كان حسن السمت، فقيها، فاضلا، أديبا، توفي سنة 604 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (13/ 90).

(7)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(8)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(9)

هكذا ذكره المؤلف، وهو صحابي مشهور، ولم يتبين لي سبب إيراده بينهم.

(10)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

ص: 419

قالوا: أخبرنا أبو صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي

(1)

، قالوا: أنبأنا محمود بن القاسم الأزدي

(2)

، أنبأنا عبد الجبار بن محمد الجراحي

(3)

، أخبرنا محمد بن أحمد بن محبوب، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد الألماني قال: سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول اللَّه يقول: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفًا، وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل".

125 -

وعندنا في كتاب البعث لابن أبي داود للنضر بن أنس

(4)

، عن أنس رفعه: "إن اللَّه وعدني أن يدخل من أمتي أربع مائة ألف الجنة، فقال أبو بكر: زدنا يا رسول اللَّه؟ قال: وكذا، وكذا

(5)

. قال: زدنا يا رسول اللَّه؟ قال: هكذا. قال: زدنا يا رسول اللَّه؟ فقال عمر: دعنا يا أبا بكر -أو قال: حسبك يا أبا بكر- فقال أبو بكر: ما عليك أن يدخلنا اللَّه كلنا الجنة؟ فقال عمر: إن اللَّه إن شاء أن يدخل خلقه بكف واحد فعل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق عمر"

(6)

.

وروي من حديث عتبة بن عبد السلمي. رواه الطبراني

(7)

.

ومن حديث أبي بكر بن عمير، عن أبيه. رواه الطبراني

(8)

.

(1)

الشيخ الصادق الجليل عبد الصبور بن عبد السلام بن أبي الفضل، أبو صابر الهروي الفامي التاجر، كان من التجار المعروفين، صدوقا أمينا، توفي بهراة، سنة 552 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 386) والسير الذهبي (20/ 328) والتاريخ له (12/ 48).

(2)

محمود بن القاسم بن محمد بن محمد بن عبد اللَّه من ذرية عبد الملك بن يزيد بن المهلب ابن أبي صفرة، أبو عامر الأزدي القاضي الهروي، كان عديم النظير زهدا وصلاحا وعفة، توفي سنة 487 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 442) والسير للذهبي (19/ 32).

(3)

تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 91).

(4)

النضر بن أنس بن مالك الأنصاري أبو مالك البصري ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 7131).

(5)

جاء مفسرا في رواية عبد الرزاق (رقم 20556): "وجمع كفيه، قال: زدنا يا رسول اللَّه، قال: "وهكذا"، وجمع كفيه".

(6)

أخرجه عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أنس. في المصنف (رقم 20556) وعند الإمام أحمد في المسند (رقم 12695) وفي الفضائل (رقم 714) وابن أبي داود في البعث (رقم 51) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 590) والبغوي في شرح السنة (رقم 4335) والطبراني في الكبير (رقم 721) الأوسط (رقم 3400) والصغير (رقم 324) وابن الفاخر في موجبات الجنة (رقم 289) والضياء في المختارة (رقم 2703) وفي صفة الجنة (رقم 206). قال ابن حجر في الفتح (11/ 411):"وسنده جيد لكن اختلف على قتادة في سنده اختلافا كثيرًا". وقال الألباني: "إسناده صحيح على شرط مسلم". ظلال الجنة (ص 262).

(7)

تقدم تخريجه في الحديث (رقم 123).

(8)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 123) والضياء في صفة الجنة (رقم 204) وقال: "لا أعرف لعمير حديثا غيره". وقال الهيثمي: "رواه الطبراني، وأبو بكر بن عمير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". المجمع (10/ 405). =

ص: 420

‌29 - باب ما جاء في الصورة.

وحكى ابن قتيبة في أول المعارف عن التوراة: "ثم قال اللَّه: "نخلقُ بشرًا بصورتنا" فخلق آدم من أدمة الأرض ونفخ في وجهه نسمة الحياة"

(1)

.

وحكى غيره: "لنخلق بشرًا بصورتنا على تمثالنا، وأسلطهم على سمك البحار، وطائر السماء، وكل الأنعام، وماشية الأرض، فخلق اللَّه آدم بصورته بصورة اللَّه"

(2)

.

‌حديث الصورة

(3)

.

رُويَ عن أبي هريرة، وعبد اللَّه بن عُمر، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد اللَّه.

= وقال الحافظ الضياء: "قيل: رواه هشام، عن قتادة، عن أبي بكر بن أنس، عن أبي بكر بن عمير الأنصاري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: والقول ما قال هشام. واللَّه أعلم". المختارة (7/ 256).

(1)

المعارف لابن قتيبة (ص 11) تحقيق: ثروت عكاشة. الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة. الطبعة: الثانية 1992 م.

(2)

انظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (3/ 440 و 444).

(3)

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عدة أوجه في بيان معنى حديث الصورة وهي: الأول: أن قوله صلى الله عليه وسلم: (إن اللَّه خلق آدم على صورته) معناه خلق آدم على هذه الصورة التي هي الآن باقية من غير وقوع التبديل فيها، الثاني: أن المراد منه إبطال قول الدهرية الذين يقولون إن الإنسان لا يتولد إِلا بواسطة النطفة ودم الطمث فقال صلى الله عليه وسلم: (إن اللَّه خلق آدم على صورته) ابتداء من غير تقدم نطفة وعلقة ومضغة، الثالث: أن الإنسان لا يكون إِلا في مدة طويلة وزمان مديد وبواسطة الأفلاك والعناصر فقال صلى الله عليه وسلم: (إن اللَّه خلق آدم على صورته) أي من غير هذه الوسائط، الرابع: المقصود منه بيان أن هذه الصورة الإنسانية إنها حصلت بتخليق اللَّه تعالى وإيجاده لا بتخليق القوة المصورة والمولدة على ما يذكره الأطباء والفلاسفة، الخامس: قد تذكر الصورة ويراد بها الصفة يقال شرحت له صورة هذه الواقعة وذكرت له صورة هذه المسألة والمراد من الصورة في كل هذه المواضع الصفة، فقوله:(إن اللَّه خلق آدم على صورته) أي على جملة صفاته وأحواله وذلك لأن الإنسان حين يحدث يكون في غاية الجهل والعجز ثم لا يزال يزداد علمه وقدرته إلى أن يصل إلى حد الكمال فبين النبي صلى الله عليه وسلم، أن آدم خُلق من أول الأمر كاملًا تامًّا في علمه وقدرته وقوله:(خلق اللَّه آدم على صورته) معناه: أنه خلقه في أول الأمر على صفته التي كانت حاصلة له في آخر الأمر، وأيضًا فلا يبعد أن يدخل في لفظ الصورة كونه سعيدًا أو شقيًّا كما قال صلى الله عليه وسلم:(السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه) فقوله صلى الله عليه وسلم: (إن اللَّه خلق آدم على صورته) أي على جميع صفاته من كونه سعيدًا أو عارفًا أو تائبًا أو مقبولًا من عند اللَّه تعالى، والراجح أن الضمير في قوله:(على صورته) عائدٌ إلى اللَّه تعالى، ولم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى اللَّه فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك وهو أيضًا مذكور فيما عند أهل الكتابين من الكتب. انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (6/ 364، 373) باختصار وتصرف.

ص: 421

أما أبو هريرة فرواه عنه جماعة منهم:

همام بن منبه خ م

(1)

.

وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج م

(2)

.

وسعيد بن أبي سعيد المقبري

(3)

.

وسعيد أبو عثمان التبان

(4)

.

وأبو سلمة بن عبد الرحمن.

وأبو أيوب العتكي م

(5)

.

وأبو رافع الصائغ

(6)

.

وأبو صالح

(7)

.

وأبو يونس سُليم بن جبير

(8)

.

ومحمد بن سيرين.

ونعيم بن عبد اللَّه

(9)

.

وعم الحارث

(10)

.

(1)

أخرجه البخاري (رقم 3326، 6227) ومسلم (رقم 2841/ 28).

(2)

أخرجه مسلم (2612/ 112).

(3)

سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري ثقة وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة ع. التقريب لابن حجر (رقم 2321).

(4)

أبو عثمان التِّبَّان مولى المغيرة بن شعبة قيل: اسمه سعد وقيل: عمران مقبول خت د ت س. نفس المصدر (رقم 8242).

(5)

أبو أيوب المراغي الأزدي اسمه يحيى ويقال حبيب بن مالك ثقة خ م د س ق. المصدر السابق (رقم 7949).

(6)

نفيع الصائغ أبو رافع المدني نزيل البصرة ثقة ثبت مشهور بكنيته من الثانية ع. المصدر السابق (رقم 7128).

(7)

ذكوان أبو صالح السان الزيات المدني ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4).

(8)

سليم ابن جبير الدوسي أبو يونس المصري ثقة بخ م د ت. التقريب لابن حجر (رقم 2526).

(9)

نعيم بن عبد اللَّه المدني مولى آل عمر يعرف بالمُجْمر ثقة ع. نفس المصدر (رقم 7172).

(10)

الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عمه قال ابن حبان في الثقات: اسمه عبد اللَّه ابن المغيرة بن أبي ذباب ق. المصدر السابق (ص 731).

ص: 422

وأما حديث سعيد المقبري عنه:

126 -

فأخبرنا به أبو الحجاج الحافظ، أنبأنا ابن قدامة وابن البخاري قالا: أنبأنا ابن طبرزد والكندي، أخبرنا القاضي الأنصاري، أنبأنا العشاري إجازة، أنبأنا الدارقطني، حدثنا محمد بن سهل بن الفضيل الكاتب

(1)

، حدثنا حميد بن الربيع

(2)

، حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عجلان

(3)

، حدثنا سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، ولا يقل: قبح اللَّه وجهك ووجه من أشبه وجهك؛ فإن اللَّه خلق آدم على صورته"

(4)

.

127 -

وبهذا الإسناد: أنبأنا الدارقطني، حدثنا علي بن عبد اللَّه بن مبشر، حدثنا أحمد بن سنان القطان

(5)

.

وأنبأنا الدارقطني، حدثنا أبو إسحاق نهشل بن دارم التميمي

(6)

، حدثنا عمر بن شبة

(7)

قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن ابن عجلان قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ضرب

(1)

محمد بن سهل بن الفضيل أبو عبد اللَّه الكاتب، كان ثقة، مات سنة 325 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (3/ 257).

(2)

حميد بن الربيع بن حميد بن مالك بن سحيم بن عائذ اللَّه، أبو الحسن اللخمي الكوفي الخزاز، روى عن الإمام أحمد وغيره، وكان الإمام أحمد والدارقطني يُحسنان القول فيه، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم:"ما كان أحمد بن حنبل يقول في حميد بن الربيع إِلا خيرا، وكذلك أبي وأبو زرعة". ونقل بإسناده عن أبي بكر المروذي، قال:"سألت أحمد بن حنبل عن حميد الخزاز؟ فقلت له: إن يحيى يتكلم فيه، قال: ما علمته إِلا ثقة، قد كنا نقدم عليه إلى الكوفة فنزل عنده فيفيدنا عن المحدثين". وقال عثمان بن أبي شيبة: "أنا أعلم الناس بحميد بن الربيع الخزاز، هو ثقة ولكنه شره يدلس". ومع ذلك كذبه ابن معين والبرقاني. تاريخ بغداد للخطيب (9/ 28 - 29) وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 194).

(3)

محمد بن عجلان المدني صدوق إِلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 6136).

(4)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 44) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه الإمام أحمد (رقم 7420، 9604) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1024، 1071) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 520) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 82 - 83) وابن حبان (رقم 5710) والآجري في الشريعة (رقم 724) والبزار (رقم 8504) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (715) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 639) وابن بشران في أماليه (رقم 533، 1348) وقال: "هذا حديث محفوظ من حديث ابن عجلان، عن سعيد، وهو إسناد كلهم ثقات". والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 628) وقال الألباني في ظلال الجنة (1/ 229 و 230): "إسناده حسن صحيح ورجاله ثقات".

(5)

أحمد بن سنان بن أسد بن حبان أبو جعفر القطان الواسطي ثقة حافظ خ د م س ق. التقريب لابن حجر (رقم 44).

(6)

نهشل بن دارم أبو إسحاق الدارمي، كان ثقة، مات سنة 325 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (15/ 588).

(7)

عمر بن شبة بن عبيدة النميري صدوق له تصانيف من كبار الحادية عشرة ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 89).

ص: 423

أحدكم فليجتنب الوجه، ولا يقولن: قبح اللَّه وجهك ووجه من أشبه وجهك؛ فإن اللَّه خلق آدم على صورته"

(1)

.

تابعه عن ابن عجلان: الليث بن سعد

(2)

، وسفيان بن عيينة

(3)

.

128 -

ورواه أبو سهل سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أخيه عبد اللَّه، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولفظه:"إذا ضرب أحدكم مملوكه فليتق وجهه؛ فإن اللَّه إنما خلق آدم على صورة نفسه"

(4)

.

وأما حديث همام عنه:

129 -

فأخبرنا يحيى بن محمد و عبد اللَّه بن الحسن، أنبأنا محمد بن سعد ح

وأخبرنا عيسى، أنبأنا عبد اللَّه بن أبي عمر قالا: أنبأنا يحيى الثقفي، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد اللخمي

(5)

، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري

(6)

، حدثنا عبد الرزاق بن همام، حدثنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا ضربتم فاتقوا الوجه؛ فإن اللَّه خلق وجه آدم على صورته".

رواه البخاري: عن عبد اللَّه بن محمد

(7)

ويحيى بن جعفر

(8)

، عن عبد الرزاق. فوقع لنا بدلًا عاليًا.

ورواه مسلم: عن محمد بن رافع النيسابوري

(9)

، عن عبد الرزاق. فوقع لنا بدلا عالية بدرجتين

(10)

.

وبوب عليه شيخ الإسلام الأنصاري: باب إثبات الصورة له عز وجل

(11)

.

(1)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 46) والمؤلف من طريقه كما هنا.

(2)

أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 81 - 82).

(3)

أخرجه الحميدي (رقم 1153) ومن طريقه ابن مندة في التوحيد (رقم 81).

(4)

أخرجه القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/ 81).

(5)

هو الإمام الطبراني.

(6)

أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني الدبري، راوية عبد الرزاق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 34).

(7)

عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن جعفر الجعفي أبو جعفر البخاري المعروف بالمسنَدي ثقة حافظ خ ت. التقريب (رقم 3585).

(8)

يحيى بن جعفر بن أعين الأزدي البخاري ثقة من العاشرة مات سنة ثلاث وأربعين خ. نفس المصدر (رقم 7521).

(9)

محمد بن رافع القشيري النيسابوري ثقة عابد خ م د ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 58).

(10)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 17950) والبخاري (رقم 3326، 6227) ومسلم (رقم 2841/ 28).

(11)

انظر: الأربعين في دلائل التوحيد لشيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري الهروي (ص 63).

ص: 424

وأما حديث سعيد أبي عثمان عنه:

130 -

فأخبرنا المزي، أنبأنا ابن أبي عُمر وابن البخاري قالا: أنبأنا عمر بن محمد وزيد بن الحسن قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا محمد بن علي إجازة

(1)

، أنبأنا علي بن عمر

(2)

، حدثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكر

(3)

، حدثنا محمد بن المثنى أبو موسى، حدثنا أبو عامر العقدي

(4)

، حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن

(5)

، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خلق اللَّه آدم على صورته وطوله ستون ذراعا"

(6)

.

131 -

وأخبرنا به أعلى من هذا عيسى وابن أبي طالب

(7)

قالا: أنبأنا ابن اللتي، أنبأنا عبد الأول، أنبأنا الداودي

(8)

، أنبأنا ابن حَمُّوَيْهِ، أنبأنا إبراهيم بن خزيم، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الملك بن عمرو العقدي، حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خلق اللَّه آدم على صورته"

(9)

.

132 -

أخبرنا أحمد بن أبي طالب وفقهاء ابنة إبراهيم

(10)

قالا: أنبأنا جعفر بن علي، أنبأنا أبو طاهر السلفي، أخبرني أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بالكوفة

(11)

، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي طالب

(1)

هو العُشاري، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 79).

(2)

هو الإمام الدارقطني.

(3)

عبد العزيز بن جعفر بن بكر بن إبراهيم أبو شيبة يعرف بابن الخوارزمي، روى عنه سعد بن محمد الصيرفي، والقاضي الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني. وكان ثقة، توفي سنة 326 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (12/ 223).

(4)

عبد الملك بن عمرو القيسي أبو عامر العَقَدي ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 4199).

(5)

المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن خالد بن حزام الخزامي المدني لقيه قصي ثقة له غرائب ع. نفس المصدر (رقم 6854).

(6)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 47) والمؤلف من طريقه كما هنا. والإمام أحمد (رقم 7291) وابن خزيمة في التوحيد (رقم 9). تابعه معمر، عن همام، عن أبي هريرة به نحوه. عند البخاري (رقم 3326 و 6227) ومسلم (رقم 2841/ 28).

(7)

الحجار ابن الشحنة أحمد بن أبي طالب بن نعمة الدير مقرني ثم الصالحي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(8)

عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود الداودي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(9)

أخرجه عبد بن حميد (رقم 1427) والمؤلف من طريقه كما هنا. وهو متابع لما أخرجه البخاري ومسلم سابقًا.

(10)

ست الفقهاء الشيخة الصالحة العابدة المسندة المعمرة بنت الإمام تقي الدين إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل ابن الواسطي الصالحية الحنبلية، لها إجازات عالية، وروت الكثير، توفيت ولها اثنتان وتسعون سنة 726 هـ. انظر: الوافي للصفدي (15/ 74).

(11)

محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن بن صرما الدقاق الصائغ المشهور بدقشللة، كان شيخًا صالحًا ستيرًا، توفي سنة 538 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (11/ 691).

ص: 425

محمد بن الحسين بن الصباغ القرشي

(1)

، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي

(2)

، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان

(3)

، حدثنا محمد بن حُميد

(4)

، حدثنا الفرات بن خالد

(5)

، عن سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقبحوا الوجه فإن اللَّه خلق آدم على صورته"

(6)

.

وأما حديث الأعرج عنه:

133 -

فأخبرنا يوسف الكلبي، أنبأنا عبد الرحمن وعلي قالا: أنبأنا عُمر وزيد قالا: أنبأنا ابن عبد الباقي، أنبأنا العشاري، أنبأنا الدارقطني، حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق

(7)

، حدثنا علي بن حرب

(8)

، حدثنا زيد بن أبي الزرقاء

(9)

، ثنا ابن لهيعة

(10)

، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه؛ فإن صورة الإنسان على صورة الرحمن عز وجل"

(11)

.

(1)

أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد القرشي المعدل الكوفي المعروف بابن الصباغ، روى عنه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد. ولم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر. انظر تاريخ بغداد للخطيب (2/ 224). وله جُزءٌ حديثي بروايته عن عدد من الأئمة ضمن مجموع رقم 3830 عام، مجاميع العمرية 94 المكتبة الظاهرية بدمشق.

(2)

علي بن عمر بن محمد، ابن القزويني البغدادي، أبو الحسن الحربي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 72).

(3)

هو الإمام الباغندي الأزدي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 75).

(4)

محمد بن حميد بن حيان الرازي حافظ ضعيف وكان ابن معين حسن الرأي فيه د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 5834).

(5)

فرات بن خالد الضبي أبو إسحاق الرازي والد أبي مسعود الحافظ ثقة من التاسعة بخ. نفس المصدر (رقم 5379).

(6)

قال القاضي أبو يعلى الحنبلي: "قال أحمد في رواية ابن منصور: "لا تقبحوا الوجه فإن اللَّه خلق آدم على صورته" وإذا ثبت صحته فغير ممتنع الأخذ بظاهره من غير تفسير ولا تأويل. وقد نص عليه أحمد في رواية يعقوب بن بختان". انظر: إبطال التأويلات (1/ 79).

(7)

المحدث الإمام الحجة إسماعيل بن العباس بن عمر بن مهران بن فيروز بن سعيد أبو علي الوراق، ذكره القواس في جملة شيوخه الثقات، وقال الدارقطني: ثقة، مات سنة 323 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (7/ 297) والسير للذهبي (15/ 74).

(8)

الإمام المحدث الثقة الأديب مسند وقته علي بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن الغضوبة أبو الحسن الطائي الموصلي، قال بن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وسئل أبي عنه؟ فقال: صدوق. وقال الدارقطني ثقة، مات سنة 265 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (13/ 363) والسير للذهبي (12/ 251).

(9)

زيد بن أبي الزرقاء يزيد الثعلبي الموصلي أبو محمد ثقة د س. التقريب لابن حجر (رقم 2138).

(10)

عبد اللَّه بن لهيعة بن عقبة الحضرمي أبو عبد الرحمن المصري القاضي صدوق خلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما وله في مسلم بعض شيء مقرون م د ت ق. نفس المصدر (رقم 3563).

(11)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 49) والمؤلف من طريقه كما هنا. وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (6/ 418 - 421) فقال: "قال الخلال: أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني قال: سمعت إسحاق بن راهوية يقول قد صح =

ص: 426

134 -

وأخبرنا ابن أبي طالب

(1)

، أنبأنا عبد اللطيف

(2)

، أنبأنا أحمد بن عبد الغني

(3)

، أنبأنا أبو منصور المقرئ

(4)

، أنبأنا عبد الغفار بن محمد

(5)

، أنبأنا أبو علي بن الصواف

(6)

، حدثنا بشر بن موسى

(7)

، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه؛ فإن اللَّه خلق آدم على صورته". رواه مسلم

(8)

: عن عمرو بن محمد بن بكير الناقد

(9)

، وزهير بن حرب

(10)

، عن سفيان

(11)

. فوقع لنا عاليًا.

= عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن اللَّه خلق آدم على صورة الرحمن) إنها عليه أن ينطق بها صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نطق به. قال إسحاق: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابن عمر، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:(لا تقبحوا الوجه فإن اللَّه خلق آدم على صورة الرحمن) فقد صحح إسحاق حديث ابن عمر مسندًا، وقال الخلال: أن علي بن حرب الطائي حدثنا زيد ابن أبي الزرقاء، عن ابن لهيعة، عن أبي يونس والأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن صورة الإنسان على صورة الرحمن عز وجل ".

(1)

الحجار ابن الشحنة أحمد بن أبي طالب بن نعمة الديرمقرني ثم الصالحي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(2)

عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي أبو الفرج النميري الحراني الحنبلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(3)

أحمد بن عبد الغني بن محمد بن حنيفة الباجِسْرائيّ، أبو المعالي التاني، كَانَ ثقة، توفي سنة 563 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 473).

(4)

محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرزاق أبو منصور الخياط المقرئ الشيخ الصالح حدث بمسند الحميدي، وكان صاحب كرامات، توفي سنة 499 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 54) والسير للذهبي (19/ 222) والتاريخ له (10/ 816).

(5)

عبد الغفار بن محمد بن جعفر بن زيد أبو طاهر المؤدب، حدث بمسند الحميدي، وروى عنه الخطيب، وضعفه أبو عبد اللَّه الصُّوريّ لشيء ما، توفي سنة 428 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (12/ 420) والتقييد لابن نقطة (ص 376) والتاريخ للذهبي (9/ 449).

(6)

أبو علي بن الصواف، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 46).

(7)

بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة بن حبان بن سراقة بن مرثد بن حميري أبو علي الأسدي البغدادي، كان آباؤه من أهل البيوتات والفضل والرياسات والنبل، وأما هو في نفسه فكان ثقة أمينا عاقلا ذكيا، توفي سنة 288 هـ. انظر: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 122).

(8)

أخرجه مسلم (رقم 112) والحميدي (رقم 1154) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه الإمام أحمد (رقم 7323) وابنه عبد اللَّه في السنة (رقم 496، 1052) وأبو يعلى (رقم 1154) وابن حبان (رقم 5605) والآجري في الشريعة (رقم 721، 722، 723) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 638) وغيرهم.

(9)

عمرو بن محمد بن بكير الناقد أبو عثمان البغدادي ثقة حافظ خ م د س. التقريب لابن حجر (رقم 5106).

(10)

زهير بن حرب بن شداد أبو خثيمة النسائي ثقة ثبت خ م د س ق. نفس المصدر (رقم 2042).

(11)

هو الإمام ابن عيينة.

ص: 427

135 -

وأخبرنا به متصلًا إسحاق، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا الكراني، أنبأنا الصيرفي، أنبأنا ابن فادشاه، أنبأنا الطبراني، حدثنا بشر بن موسى. فذكره.

136 -

وبهذا الإسناد إلى الطبراني: حدثنا أبو زيد الحَوْطِيُّ

(1)

، حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب بن أبي حمزة

(2)

، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

وأما حديث ابن سيرين عنه:

137 -

فأخبرني أبو الحجاج، أنبأنا ابن البخاري وغيره قالوا: أنبأنا ابن طبرزد، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن غيلان

(3)

، أنبأنا إبراهيم المزكي

(4)

، حدثنا محمد بن الْمُسَيِّبِ

(5)

، حدثنا يوسف بن بحر

(6)

بِجَبَلَةَ، حدثنا مروان بن محمد

(7)

، حدثنا سعيد بن بشير

(8)

، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"خُلِق هذا الآدمي على صورته، فمن قاتل فليجتنب الوجه"

(9)

.

(1)

أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد بن فصيل الحوطي، أبو زيد الحوطي الحمصي، وقيل: أبو عبد اللَّه، المحدث، كان حيا في سنة تسع وسبعين ومائتين. انظر: الإكمال لابن نقطة (2/ 375) والسير للذهبي (13/ 153) والتاريخ له (6/ 486).

(2)

شعيب بن أبي حمزة دينار الأموي مولاهم أبو بشر الحمصي، ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 34).

(3)

أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن عبد اللَّه بن غيلان بن حكيم الهمداني البزاز، أخذ عنه الخطيب ووثقه، ومات سنة 440 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (4/ 382) والسير للذهبي (17/ 598) والتاريخ له (9/ 594).

(4)

إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سخْتَوْيه بن عبد اللَّه أبو إسحاق المزكي النيسابوري، كان ثقة ثبتا مكثرا، مواصلا للحج، انتخب عليه بغداد أبو الحسن الدارقطني، وكتب عنه الناس بانتخابه علما كثيرًا، وروى ببغداد مصنفات أبي العباس السراج، توفي سنة 362 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (7/ 105) والسير للذهبي (17/ 598) والتاريخ له (8/ 200).

(5)

الحافظ الإمام شيخ الإسلام أبو عبد اللَّه محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد اللَّه النيسابوري الأرغياني الإسفنجي الحافظ الجوال الزاهد، كان من العباد المجتهدين، توفي سنة 315 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (55/ 394) والسير للذهبي (14/ 422) والتاريخ له (7/ 299).

(6)

الإمام الرحال يوسف بن بحر بن عبد الرحمن أبو القاسم التميمي بغدادي، سكن حمص، وتولى قضاءها، وحدث بها، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه بحمص. وقال ابن عدي: ليس هو بالقوي، رفع أحاديث، وأتى عن الثقات بمناكير. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال مرة: ليس بالقوي. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (16/ 448) والسير للذهبي (13/ 122) والتاريخ له (6/ 458).

(7)

مروان بن محمد بن حسان الأسدي الدمشقي الطَّاطَري ثقة م 4. التقريب لابن حجر (رقم 6573).

(8)

سعيد بن بشير الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن أو أبو سلمة الشامي ضعيف 4. نفس المصدر (رقم 2276).

(9)

أخرجه إبراهم المزكي في فوائده بانتخاب الدارقطني (رقم 27).

ص: 428

رواه أبو أحمد العسال الحافظ

(1)

، عن علي بن سراج المصري

(2)

، عن يوسف بن بحر.

وأما حديث أبي رافع عنه:

138 -

فأخبرنا به إسحاق بن يحيى

(3)

، أنبأنا أبو الحجاج الآدمي، أنبأنا محمد بن أبي زيد

(4)

، أنبأنا محمود بن إسماعيل

(5)

، أنبأنا أحمد بن فادشاه، أنبأنا الطبراني، حدثنا محمد بن محمد الواسطي، حدثنا محمد بن ثعلبة بن سواء

(6)

قال: حدثني عمي محمد بن سواء، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه؛ فإن اللَّه خلق آدم على صورة وجهه"

(7)

.

قتادة لم يسمع من أبي رافع. قاله شعبة، وأبو داود، والترمذي

(8)

، وموسى بن هارون

(9)

، واسم أبي رافع نُفيع الصائغ.

(1)

محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد اللَّه أبو أحمد العسال الأصبهاني، قال أبو عبد اللَّه بن منده: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال مات سنة 349 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (2/ 89).

(2)

الإمام الحافظ البارع علي بن سراج أبو الحسن بن أبي الأزهر الحرشي مولاهم المصري، صاحب التصانيف، جال وكتب العالي والنازل قال الدارقطني: كان يحفظ الحديث وكان يشرب ويسكر. وقال الخطيب: كان عارفا بأيام الناس وأحوالهم، حافظا. قيل: مات سنة 308 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (13/ 385) والسير للذهبي (14/ 382) والتاريخ له (7/ 136).

(3)

إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(4)

أبو عبد اللَّه محمد بن أبي زيد بن أبي نصر الكراني الأصبهاني الخباز. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 86).

(5)

أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الأشقر الصيرفي الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 80).

(6)

محمد بن ثعلبة بن سواء السدوسي البصري صدوق ق. التقريب لابن حجر (رقم 5773).

(7)

أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 7850) والمؤلف من طريقه كما هنا. وصححه الألباني في ظلال الجنة (1/ 288).

(8)

قال الدارقطني: "قتادة لم يسمع من أبي رافع، وإنما سمع حديث أبي رافع، عن الحسن البصري، وعن خلاس بن عمرو عنه". انظر: العلل الواردة (11/ 208) وقد رد الإمام الذهبي على من قال بعدم سماع قتادة من أبي رافع فقال: "قلت: بل سمع منه، ففي صحيح البخاري حديث سليمان التيمي، عن قتادة، سمعت أبا رافع، عن أبي هريرة حديث: "إن رحمتي غلبت غضبي". السير (5/ 283).

وكذلك ابن حجر أثبت سماعه من أبي رافع فقال: "وقد ثبت سماعه منه في صحيح البخاري". تغليق التعليق (5/ 123).

وقد صحح الإمام الترمذي أحاديث رواها قتادة عن أبي رافع في سننه (رقم 3153) قال: حسن غريب. (رقم 3506) وقال: حسن صحيح. وانظر: العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد رواية المروذي (ص 158) والمراسيل لابن أبي حاتم (رقم 632) وسنن أبي داود (7/ 488). ولابن حجر توجيه وجيه في التهذيب (8/ 354) قال: "كأنه يعني حديثا مخصوصا، وإلا ففي صحيح البخاري تصريح بالسماع منه".

(9)

موسى بن هارون بن عبد اللَّه الحمال بالمهملة ثقة حافظ كبير بغدادي م 4. التقريب لابن حجر (رقم 7022).

ص: 429

وأما حديث أبي يونس عنه:

139 -

فأخبرنا إسحاق، أنبأنا يوسف، أخبرنا ابن أبي زيد، أخبرنا محمود، أنبأنا ابن فادشاه، أخبرنا الطبراني، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح

(1)

، حدثنا سعيد بن أبي مريم

(2)

ح

قال الطبراني: وحدثنا المقدام بن داود

(3)

، حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار

(4)

ح

قال: وحدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح

(5)

قال: حدثنا عبد الغفار بن داود أبو صالح الحراني

(6)

قالوا: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه؛ فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن عز وجل"

(7)

.

رواه بقي بن مخلد في مسنده: عن هشام بن عمار

(8)

، عن أسد بن موسى. وقال:"فليتق الوجه؛ فإن اللَّه خلق آدم على صورته".

140 -

أخبرتني زينب ابنة أحمد، عن عجيبة، عن مسعود بن الحسن إجازة، أخبرنا جدي القاسم بن الفضل، أنبأنا يحيى بن إبراهيم النيسابوري، أخبرنا أبو العباس الأصم، حدثنا بحر بن نصر

(9)

، حدثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

قال ابن وهب: وأخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد

(10)

، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

(1)

يحيى بن عثمان بن صالح السهمي مولاهم المصري صدوق رمي بالتشيع ولينه بعضهم لكونه حدث من غير أصله ق. نفس المصدر (رقم 7605).

(2)

سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي ثقة ثبت فقيه ع. المصدر السابق (رقم 2286).

(3)

مقدام بن داود بن عيسى بن تليد، أبو عمرو الرعيني المصري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 77).

(4)

النضر بن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري أبو الأسود مشهور بكنيته ثقة د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7143).

(5)

عمرو بن الشيخ أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح المصري، أبو عبد اللَّه، ثقة زاهد صالح. انظر: التاريخ للذهبي (6/ 786).

(6)

عبد الغفار بن داود بن مهران أبو صالح الحراني نزيل مصر ثقة فقيه خ د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 4136).

(7)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 521) عن عمر بن الخطاب، عن ابن أبي مريم به مثله. قال الألباني في ظلال الجنة (1/ 133):"إسناده ضعيف ورجاله ثقات غير ابن لهيعة فإنه سيء الحفظ". وسبق الكلام عليه (رقم 133) وأن ابن تيمية وابن راهويه صححاه.

(8)

هشام بن عمار بن نصير بنون مصغر السلمي الدمشقي الخطيب صدوق مقرئ حديثه القديم أصح خ 4. التقريب (رقم 7303).

(9)

بحر بن نصر بن سابق الخولاني مولاهم المصري أبو عبد اللَّه ثقة كن. نفس المصدر (رقم 639).

(10)

عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد اللَّه بن ذكوان المدني مولى قريش صدوق خت م 4. المصدر السابق (رقم 3861).

ص: 430

وأخبرني يزيد بن عياض

(1)

، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه"

(2)

.

وأما حديث أبي أيوب يحيى بن مالك عنه:

141 -

فأخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنبأنا محمد بن محمد بن الحسن بن السباك البغدادي

(3)

، أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن البطِّي

(4)

، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الطِّريثِثي

(5)

، حدثنا هبة اللَّه بن الحسن بن منصور الطبري

(6)

، أنبأنا محمد بن الحسين الفارسي

(7)

، حدثنا محمد بن إبراهيم بن حُبيش

(8)

، حدثنا محمد بن عبد الملك

(9)

ح

قال الطبري

(10)

: وأخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن القاسم

(11)

، حدثنا عمر بن محمد بن طاهر

(12)

، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، حدثنا أبو علي الحنفي

(13)

، حدثنا المثنى بن سعيد

(14)

، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه، فإن اللَّه خلق آدم على صورته".

(1)

يزيد بن عياض بن جُعْدُبة الليثي أبو الحكم المدني كذبه مالك وغيره ت ق. المصدر السابق (رقم 7761).

(2)

أخرجه من طريق: أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. مسلم (2612/ 112) هكذا مختصرا بدون ذكر الصورة.

وأخرجه من طريق: الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة. الطبراني في مسند الشاميين (رقم 1810، 3367).

(3)

الشيخ الفقيه المسند وكيل القضاة، أبو الفضل محمد بن محمد بن الحسن، ابن السباك البغدادي، روى كتاب اللالكائي شرح أصول الاعتقاد كاملا سماعًا، قال ابن النجار: لا بأس به. توفي سنة 636 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 221) والسير للذهبي (23/ 42).

(4)

الشيخ الجليل العالم الصدوق مسند العراق، أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان البغدادي الحاجب، ابن البطي، عمر وتفرد ورُحل إليه، توفي سنة 564 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 83) والسير للذهبي (20/ 481).

(5)

أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم المروزي أبو بكر القاضي ثقة حافظ س. التقريب لابن حجر (رقم 81).

(6)

هو الإمام اللالكائي.

(7)

محمد بن الحسين الفارسي سمع أبا العباس محمد بن جعفر بن ملاس وعنه اللالكائي الحافظ. انظر: تاريخ ابن عساكر (52/ 359).

(8)

محمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن دينار أبو الحسن المعدل يعرف بابن حبيش لأن أحمد جده كان يلقب حبيشا، قال الدارقطني: ابن حبيش شيخنا لم يكن بالقوي، توفي سنة 338 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (2/ 305).

(9)

محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي أبو جعفر الدقيقي صدوق د ق. التقريب لابن حجر (رقم 6101).

(10)

هو الإمام اللالكائي.

(11)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(12)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(13)

عبيد اللَّه بن عبد المجيد الحنفي أبو علي البصري صدوق ع. التقريب لابن حجر (رقم 4317).

(14)

المثنى بن سعيد الضبعي أبو سعيد البصري القسام القصير ثقة قال أبو حاتم هو أوثق من الذي قبله ع. نفس المصدر (رقم 6470).

ص: 431

رواه مسلم

(1)

: عن محمد بن حاتم

(2)

، عن عبد الرحمن بن مهدي.

وعن نصر بن علي

(3)

، عن أبيه

(4)

، كلاهما عن المثنى. فوقع لنا عاليًا. ورواه أيضًا: لشعبة

(5)

وهمام، عن قتادة

(6)

.

142 -

أخبرنا إسماعيل بن الحموي

(7)

، أخبرنا عثمان بن علي

(8)

، أنبأنا السلفي، أخبرنا محمد بن عبد السلام

(9)

، أخبرنا البرقاني قال: قرأت على الْبَجَلِيِّ

(10)

: أخبركم أبو خليفة

(11)

، حدثنا أبو الوليد، حدثنا همام، عن قتادة، عن أبي أيوب العتكي، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه"

(12)

.

(1)

أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (رقم 713، 714) والمؤلف من طريقه كما هنا، وأخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 7850) ومسلم (رقم 2612/ 115).

(2)

محمد بن حاتم بن ميمون البغدادي السمين صدوق ربما وهم وكان فاضلا م د. التقريب لابن حجر (رقم 5793).

(3)

نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي ثقة ثبت طلب للقضاء فامتنع ع. التقريب لابن حجر (رقم 7120).

(4)

علي بن نصر بن علي الجهضمي البصري ثقة ع. المصدر السابق (رقم 4807).

(5)

أخرجه مسلم (رقم 2612/ 114).

(6)

أخرجه مسلم (رقم 2612/ 116).

(7)

إسماعيل بن عمر بن يوسف بن قرناص، أبو العرب مخلص الدين الحموي، من بيت مشهور، ولد سنة اثنتين وستمائة، وكان فقيها نحويا، كثير الفضائل، توفي سنة 659 هـ. انظر: بغية الطلب لابن العديم (14/ 1721) وذيل مرآة الزمان لليونيني (2/ 127).

(8)

الشيخ العالم عثمان بن علي بن عبد الواحد بن الحسين، أبو عمرو القرشي الأسدي الدمشقي الناسخ، ويعرف بابن خطيب القرافة، له إجازة خاصة من السلفي روى بها الكثير، توفي سنة 656 هـ. انظر: بغية الطلب لابن العديم (4/ 1721) وذيل مرآة الزمان لليونيني (23/ 347) والتاريخ للذهبي (14/ 282) والسير له (23/ 347).

(9)

محمد بن عبد السلام بن أحمد بن محمد، الشريف أبو الفضل الأنصاري الخزرجي البزاز، كان ثقة صالحًا، من بيت حديث وخير، توفي سنة 498 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 809) والوافي بالوفيات للصفدي (3/ 210).

(10)

عمر بن نوح بن خلف بن محمد بن الحصيب بن نوح بن عيسى بن بريق بن مالك بن غوث أبو القاسم البجلي البندار، قال البرقاني متثبت جدًا. مات بعد سنة أربع وستين وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (13/ 117) والتاريخ للذهبي (8/ 337).

(11)

الفضل بن الحباب وقيل الحباب اسمه عمرو بن محمد بن شعيب بن صخر بن عبد الرحمن أبو خليفة الجمحي، روى عن الإمام أحمد، وأبي الوليد الطيالسي، وكان محدثا ثقة مكثرًا، راوية للأخبار والأدب، فصيحا مفوها، توفي سنة 305 هـ. انظر: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 294) والتاريخ للذهبي (7/ 92) والسير له (14/ 7).

(12)

أخرجه الطيالسي (رقم 2681) والمؤلف من طريقه كما هنا.

وأخرجه الإمام أحمد (رقم 8573، 9962) وابن أبي خيثمة في تاريخه (رقم 1965) وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 194).

تابعه: المثنى بن سعيد الضبعي، عن قتادة به مثله. عند الإمام أحمد (رقم 9962، 10732) وابن راهويه (رقم 131) وغيرهم.

ص: 432

وأما حديث أبي سلمة عنه: فرواه أبو داود في الحدود: لعمر بن أبي سلمة

(1)

، عنه

(2)

.

وأما حديث أبي صالح عنه:

143 -

فرواه بقي بن مخلد الأندلسي قال: حدثنا شيبان، حدثنا أبو عوانة

(3)

، عن سهيل

(4)

، عن أبيه

(5)

، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه"

(6)

.

144 -

أخبرني عبد اللَّه بن القيم

(7)

، أنبأنا أبو الحسن بن المحارب

(8)

، أنبأنا صالح بن أبي بكر بن أبي سعد

(9)

، أنبأنا نصر اللَّه بن محمد بن محمد

(10)

، أنبأنا علي بن محمد بن الحسن أبو تمام

(11)

، أنبأنا محمد بن المظفر الحافظ

(12)

، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار

(13)

، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا شريك بن مسروق

(14)

،

(1)

عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قاضي المدينة صدوق يخطئ خت 4. التقريب لابن حجر (رقم 4910).

(2)

أخرجه أبو داود (رقم 2681) والبزار (رقم 8670، 8671) بلفظ: "إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه".

(3)

وضَّاح اليشكري الواسطي البزاز أبو عوانة ثقة ثبت من السابعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 8).

(4)

سهيل بن أبي صالح ذكوان السان أبو يزيد المدني صدوق روي له البخاري مقرونا وتعليقا ع. التقريب (رقم 2657).

(5)

ذكوان أبو صالح السان الزيات المدني ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4).

(6)

أخرجه من طريق: سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. مسلم (رقم 2612/ 113) والإمام أحمد (رقم 8339، 8441).

(7)

أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم بن نصر بن فهد المقدسي الصالحي البزوري العطار الحنبلي، المعروف بابن قيم الضيائية، كان مكثرا، مسندا، فقيها، توفي سنة 761 هـ. انظر: العبر للذهبي (4/ 187) والوفيات لابن رافع السلامي (2/ 229).

(8)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(9)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(10)

الشيخ العالم الصالح الثقة مسند واسط أبو الكرم نصر اللَّه بن محمد بن محمد بن مخلد بن أحمد بن خلف، الأزدي الواسطي، ابن الجَلَخْتِ، قال السمعاني: شيخ صالح ثقة. وقال خميس الحوزي: ثقة صالح. توفي سنة 536 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 59).

(11)

القاضي المعمر المسند علي بن محمد بن الحسن بن يزداد البغدادي، أبو تمام بن أبي خازم الواسطي المعتزلي، حدث وتفرد في وقته، تقلد قضاء واسط مدة وكان معتزليا، مات سنة 459 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (13/ 588) والسير للذهبي (18/ 212).

(12)

محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى بن محمد بن عبد اللَّه بن سلمة بن إياس أبو الحسين البزاز، كان حافظا فهما صادقا مكثرًا، توفي سنة 379 هـ. انظر: تاريخ بغداد (4/ 426) والسير للذهبي (16/ 418) والتاريخ له (8/ 472).

(13)

أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد أبو عبد اللَّه الصوفي، كان ثقة، توفي سنة 306 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (5/ 132) والسير للذهبي (14/ 152) والتاريخ له (7/ 98).

(14)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

ص: 433

حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه"

(1)

.

وأما حديث نُعيم بن عبد اللَّه عنه:

145 -

فأنبأنا شيخنا أبو الحجاج الحافظ، أنبأنا إبراهيم بن حمد بن كامل بن عمر المقدسي

(2)

، أنبأنا محمد بن خلف بن راجح

(3)

، أنبأنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا أبو الحسين الطيوري

(4)

، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي

(5)

، بانتخاب عبد الغني بن سعيد الحافظ عليه، حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن اليَسَع

(6)

، حدثنا عبد العزيز بن سليمان

(7)

بِالْحَرْمَلِيَّةِ، حدثنا عمر بن حبيب

(8)

، حدثنا عثمان بن مِقْسَم

(9)

، عن نُعَيم بن عبد اللَّه،

(1)

تقدم تخريجه في الحديث السابق (رقم 143).

وأخرجه من طريق: الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة. الطبراني في مسند الشاميين (رقم 1810، 3367).

(2)

إبراهيم بن حمد بن كامل أبو إسحاق المقدسي الحنبلي، من أهل جبل قاسيون، كان دينا، خيرا حافظا لكتاب اللَّه محبا للرواية، توفي سنة 676 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 132) والتاريخ له (15/ 305).

(3)

محمد بن خلف بن راجح بن بلال بن عيسى الإمام شهاب الدين أبو عبد اللَّه المقدسي الحنبلي، أوحد زمانه في علم النظر، وكان يقطع الخصوم، مات سنة 618 هـ. انظر: السير للذهبي (22/ 156) والتاريخ له (10/ 113).

(4)

المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم بن أحمد، أبو الحسين الطيوري الصيرفي، ويعرف بابن الحمامي، كان مكثرا صالحا أمينا صدوقا متيقظا، صحيح الأصول، صينا ورعا، مات سنة 500 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 213) والتاريخ له (10/ 830).

(5)

الإمام المحدث الثقة أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور البغدادي، العتيقي المُجَهِّز السفار، كان ثقة متقنا، يفهم ما عنده، مات سنة 441 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (15/ 321) السير للذهبي (17/ 602).

(6)

عبد اللَّه بن محمد بن اليسع بن طالب بن حرب بن عاصم بن فياض بن بشير أبو القاسم القارئ الأنطاكي، ضعيف لا يوثق بقوله، قال الأزهري: ليس بحجة. مات سنة 385 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (11/ 362) والسير للذهبي (16/ 505).

(7)

عبد العزيز بن سليمان بن عبد العزيز الحرملي أبو محمد الأنطاكي، روى عنه: عبد اللَّه بن محمد بن اليسع الأنطاكي، والطبراني وابن عدي في الكامل وغيرهم، توفي سنة 301 هـ. انظر: تاريخ مولد العلماء ووفياتهم للربعي (2/ 631) وغنية الملتمس للخطيب (ص 275).

(8)

عمر بن حبيب العدوي من بني عدي بن عبد مناة من أهل البصرة، قدم بغداد، وولي بها قضاء الشرقية، وولي قضاء البصرة أيضًا، مات سنة 207 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (13/ 27 - 30) باختصار، وقال ابن حجر: ضعيف ق. التقريب (رقم 4874).

(9)

أبو سلمة عثمان بن مُقسِم الكندي مولاهم البصري البُرِّيُّ، تركه ابن المبارك والقطان، وكان قليل الحديث، يُزَنُّ ببدعة. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك. وكان يكذَّبُ أبا هريرة وينكر الميزان. ويقول: ليس بميزان، إنما هو العدل. قال عفان: كان قدريا، ويغلط وفي كتابه الصواب فلا يرجع إليه. وقال ابن عدي: ولعثمان البري غير حديث كثير عمن يروي عنه وله أصناف وعامة حديثه مما، لا يتابع عليه إسنادا أو متنا، وهو ممن يغلط الكثير ونسبه قوم إلى الصدق وضعفوه للغلط الكثير الذي كان يغلط إلا أنه في =

ص: 434

عن أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه؛ فإن اللَّه خلق آدم على صورته"

(1)

. قال عبد الغني

(2)

: "لم يُتابع عليه عثمان بن مقسم البري بهذا الإسناد خاصة".

وأما حديث عَمِّ الحارث:

146 -

فقال بقي بن مخلد الأندلسي حافظ المغرب: حدثنا دحيم

(3)

، ثنا أنس، حدثني الحارث، عن عمه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس الصيام من الطعام والشراب فقط، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جَهِلَ عليك فقل: إني صائم، وإذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه"

(4)

.

أنس هو ابن عياض أبو ضمرة

(5)

، والحارث هو ابن عبد الرحمن بن أبي ذباب

(6)

، وعمه يقال: ابن الحارث أيضًا

(7)

.

وأما حديث ابن عمر:

147 -

فأخبرنا الحافظ أبو الحجاج، أنبأنا عبد الرحمن

(8)

وعلي

(9)

، أنبأنا عُمر

(10)

وزيد

(11)

، أنبأنا محمد

= الجملة ضعيف ومع ضعفه يكتب حديثه. انظر: التاريخ الكبير للبخاري (رقم 2319) والضعفاء للنسائي (رقم 419) والجرح والتعديل للرازي (رقم 918) والمجروحين لابن حبان (رقم 670) والكامل لابن عدي (6/ 269) والسير للذهبي (7/ 325).

(1)

أخرجه الطيوري في الطيوريات (رقم 6) والمؤلف من طريقه كما هنا، إسناده ضعيف جدًا، ومتنه صحيح ثابت كما تقدم.

(2)

لم أقف على هذا القول منسوبا فيما بين يدي من المصادر، هل هو للحافظ عبد الغني الأزدي، أم لعبد الغني المقدسي؟.

(3)

عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني لقبه دحيم ثقة حافظ متقن ق. التقريب لابن حجر (رقم 3793).

(4)

أخرجه من طريق: أنس بن عياض، عن الحارث به دون لفظه الأخير. ابن وهب في موطائه (رقم 313) ومن طريقه ابن خزيمة (رقم 1996) وأخرجه الحاكم (رقم 1570) وقال:"صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". والبيهقي في الكبرى (رقم 8312) وفي فضائل الأوقات (رقم 61). وأخرجه الخطيب في الموضح (1/ 87) والخلال في أماليه (رقم 47) وابن حبان (رقم 3479) دون آخره.

(5)

أنس بن عياض بن ضمرة أو عبد الرحمن الليثي أبو ضمرة المدني ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 564).

(6)

تقدمت ترجمته في أول الباب صفحة (426).

(7)

عبد اللَّه بن المغيرة بن أبي ذباب الدوسي من أهل المدينة. ذكره ابن حبان في الثقات (رقم 3718).

(8)

شيخ الجبل الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلي أول من ولي قضاء الحنابلة بدمشق وتدريس الأشرفية بالجبل. انظر: البداية والنهاية لابن كثير (17/ 591).

(9)

هو الإمام ابن البخاري المقدسي، تقدمت ترجمته في صفحة (92).

(10)

هو الإمام عمر بن طبرزد البغدادي الدارقزي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 69).

(11)

هو الإمام أبو اليمن الكندي، تقدمت ترجمته في صفحة (54).

ص: 435

الفرضي

(1)

، أنبأنا العُشاري، أنبأنا علي بن عمر، حدثنا إسحاق بن محمد بن الفضل الزيات

(2)

، حدثنا يوسف بن موسى

(3)

، حدثنا جرير

(4)

، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت

(5)

، عن عطاء، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقبحوا الوجه؛ فإن اللَّه عز وجل خلق آدم على صورته"

(6)

.

وهو في جزء أبي طاهر بن الصباغ القرشي

(7)

في الخط المعترض.

148 -

وبه أنبأنا الدارقطني، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل السُّوطِي

(8)

، حدثنا علي بن إشكاب، حدثنا هارون بن معروف

(9)

، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقبحوا الوجه؛ فإن اللَّه خلق آدم على صورة الرحمن"

(10)

.

(1)

هو الإمام أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قاضي المرستان، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(2)

إسحاق بن محمد بن الفضل أبو العباس الزيات، قال الدارقطني: صدوق. مات سنة 322 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (7/ 435).

(3)

يوسف بن موسى بن راشد القطان أبو يعقوب الكوفي صدوق خ د ت عس ق. التقريب لابن حجر (رقم 7887).

(4)

جرير بن عبد الحميد بن قُرْط الضبي ثقة صحيح الكتاب ع. تقدمت ترجمته. في الحديث (رقم 97).

(5)

حبيب بن أبي ثابت الأسدي مولاهم أبو يحيى الكوفي ثقة فقيه جليل وكان كثير الإرسال والتدليس ع. التقريب (رقم 1084).

(6)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 45) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 640، 1076) والحارث في مسنده (رقم 872) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 517) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 85) والآجري في الشريعة (رقم 725) وابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم 185) واللالكائي في الاعتقاد (رقم 716) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 640) وضعفه الألباني في ظلال الجنة (1/ 229) وصحح المرسل الذي أخرجه ابن خزيمة وسيأتي (برقم 152).

(7)

تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 132).

(8)

أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أبان بن مهران أبو بكر البزاز يعرف بابن السوطي، قال القواس: كان من الثقات. وقال الدارقطني: ثقة. مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (6/ 54).

(9)

هارون بن معروف المروزي أبو علي الخزاز الضرير ثقة من العاشرة خ م د. التقريب لابن حجر (رقم 7242).

(10)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم 48) والمؤلف من طريقه كما هنا. ووقع تصحيف في لقب شيخ الدارقطني في النسختين المطبوعتين بتحقيق العلامة الغنيمان والشيخ فقيهي. والحديث متصل صحيح، صححه الإمام أحمد وإسحاق ابن راهويه. انظر: مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه لإسحاق بن منصور الكوسج (9/ 4676).

ص: 436

149 -

أخبرنا إسحاق

(1)

، أنبأنا يوسف

(2)

، أنبأنا محمد

(3)

، أنبأنا محمود

(4)

، أنبأنا أحمد

(5)

، أنبأنا سليمان الحافظ

(6)

، حدثنا علي بن عبد العزيز

(7)

، حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني

(8)

.

قال سليمان: وحدثنا عبدان بن محمد المروزي

(9)

، حدثنا إسحاق بن اهويه قالوا: حدثنا جرير بن عبد الحميد

(10)

، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رباح

(11)

، عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تُقبحوا الوجه؛ فإن ابن آدم خُلق على صورة الرحمن"

(12)

.

150 -

قال أبو بكر المروذي

(13)

: قلت لأبي عبد اللَّه: كيف تقول في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "خُلق آدم على صورته؟ " قال: الأعمش يقول: عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابن عمر:"إن اللَّه جل وعز خلق آدم على صورة الرحمن"، وأما الثوري فأوقفه. يعني حديث ابن عمر، وقال: "قد رواه أبو الزناد، عن الأعرج،

(1)

إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(2)

أبو الحجاج يوسف بن خليل ابن قراجا الدمشقي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(3)

أبو عبد اللَّه محمد بن أبي زيد بن أبي نصر الكراني الأصبهاني الخباز. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 86).

(4)

أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الأشقر الصيرفي الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 80).

(5)

هو ابن فاذشاه، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 86).

(6)

هو الإمام الطبراني.

(7)

علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور، أبو الحسن البغوي، قال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال ابن أبي حاتم: كتب إلينا بحديث أبي عبيد، وكان صدوقا. مات سنة 286 هـ. وقيل: سنة سبع. انظر: السير للذهبي (13/ 348) والتاريخ له (6/ 782).

(8)

إسحاق بن إسماعيل أبو يعقوب المعروف بالطالقاني ويعرف أيضًا باليتيم، قال ابن معين: صدوق. وقال أبو داود والداقطني: ثقة. وقال عثمان بن خرزاد: ثقة ثقة. توفي سنة 230 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (7/ 348) والتاريخ للذهبي (5/ 529).

(9)

الإمام الكبير فقيه مرو عبدان بن محمد بن عيسى أبو محمد المروزي، كان ثقة حافظا، صالحا زاهدًا، توفي سنة 293 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (12/ 447) والسير للذهبي (14/ 14).

(10)

جرير بن عبد الحميد بن قُرْط الضبي ثقة صحيح الكتاب ع. تقدمت ترجمته. في الحديث (رقم 97).

(11)

عطاء بن أبي رَباح ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال من الثالثة ع. تقدمت ترجمته. في الحديث (رقم 98).

(12)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 13580) والمؤلف من طريقه كما هنا.

(13)

المروذي الإمام القدوة الفقيه المحدث شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي نزيل بغداد وصاحب الإمام أحمد وكان والده خوارزميا وأمه مروذية، هو المقدم من أصحاب أحمد لورعه وفضله، وكان أحمد يأنس به وينبسط إليه وهو الذي تولى إغماضه لما مات وغسله. وقد روى عنه مسائل كثيرة توفي سنة 275 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (6/ 104) والسير للذهبي (13/ 173) والتاريخ (6/ 494).

ص: 437

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"على صورته" فنقول كما في الحديث"

(1)

.

151 -

وقال الحافظ أبو محمد الحسن بن محمد الخلال البغدادي

(2)

: حدثنا علي هو ابن عمر الدارقطني، حدثنا عمر بن أحمد بن علي الجوهري

(3)

، حدثنا محمد بن الليث المروزي

(4)

، حدثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن

(5)

-زعم أنه من ولد أسامة بن زيد كان قدم علينا-: حدثنا عبيد اللَّه بن عمرو

(6)

، عن عبيد اللَّه بن عمر

(7)

، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يقولن أحدكم لأخيه قبح اللَّه وجهك ووجه من يشبه وجهه وجهك؛ فإن اللَّه خلق آدم على صورته"

(8)

.

قال أبو الحسن: "ليس عندنا عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن عبيد اللَّه بن عمر. غير هذا الحديث" أو كما قال.

(1)

أغلب المسائل المروية عن الإمام أحمد للمروذي مفقودة، وله مسائل مبثوثة في كتب الفقه الحنبلي وجُمع منها مسائل الجهاد، ومسائل الإمام أحمد في العبادات الخمس عدا الحج برواية أبي بكر المروذي مع دراسة عشر مسائل منها اعداد عبد الرحمن بن علي الطريقي، اشراف عبد اللَّه بن حمد الغطيمل.

(2)

الإمام الحافظ المجود محدث العراق الحسن بن محمد بن الحسن بن علي أبو محمد الخلال وهو الحسن بن أبي طالب، كان ثقة، له معرفة وتنبه، وخرج المسند على الصحيحين، توفي سنة 439 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (8/ 453) والسير للذهبي (17/ 593).

(3)

الشيخ الإمام الحافظ الثقة عمر بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن أبو حفص الجوهري المعروف بابن عَلَّكَ المروزي، حضر مجلسه عامة مشايخ أهل العلم ببلدنا والكهولة، وكان ثقة صدوقا، يحسن الحديث، فقيها بمتون الأخبار، متقنا متيقظا، توفي سنة 325 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (13/ 78) والسير للذهبي (15/ 243).

(4)

محمد بن الليث الإسكاف أبو نصر البلخي المروزي الغزال السمسار، سمع شيوخ مرو والعراق والحجاز يعقوب بن حميد بن كاسب، ويحيى بن إسحاق الكاجغري، وغيرهما، أثنى عليه عمر الجوهري، وهو كثير الرواية عنه. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (4/ 127) والإرشاد في معرفة علماء الحديث لأبي يعلى الخليلي (3/ 920).

(5)

عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن زيد بن أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدث عن مالك وحماد بن زيد، وحدث بالطامات ببخارى وكذب، كذبه المحدثون، وقال صالح جزرة: هو أكذب خلق اللَّه تعالى. انظر: الضعفاء لابن الجوزي (2/ 130) والمغني في الضعفاء للذهبي (رقم 3237) والميزان له (رقم 4416).

(6)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(7)

عبيد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 47).

(8)

أخرجه أبو محمد الخلال في كتابه ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد ومن لم يحدث عن شيخه إلا بحديث واحد (رقم 52) والخطيب في تاريخه (4/ 127).

ص: 438

152 -

وقال أبو عامر العقدي

(1)

: حدثنا سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال رسول اللَّه: "لا تُقبحوا الوجه، فإن ابن آدم خُلق على صورة الرحمن". رواه ابن خزيمة

(2)

: عن يوسف بن موسى، عن جرير.

وكذلك رواه مرسلًا الفريابي، عن سفيان

(3)

.

وأما حديث أبي سعيد:

153 -

فأخبرنا عيسى وابن أبي طالب

(4)

قالا: أنبأنا عبد اللَّه بن عمر

(5)

، أخبرنا عبد الأول بن عيسى، أخبرنا عبد الرحمن بن المظفر

(6)

، أخبرنا عبد اللَّه بن حمويه، أخبرنا إبراهيم بن خزيم

(7)

، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا إبراهيم بن الأشعث

(8)

، حدثنا الفضيل بن عياض، عن سليمان

(9)

، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه؛ فإن اللَّه تبارك وتعالى خلق آدم على صورته"

(10)

.

(1)

عبد الملك بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي ثقة من التاسعة ع. تقدمت ترجمته. في الحديث (رقم 130).

(2)

سبق تخريجه في الحديث (رقم 144).

(3)

أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (رقم 8).

(4)

الحجار ابن الشحنة أحمد بن أبي طالب بن نعمة الديرمقرني ثم الصالحي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(5)

هو ابن اللتي أبو المنجي عبد اللَّه بن عمر بن عَليّ بن زيد، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 41).

(6)

عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود الداودي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(7)

إبراهيم بن خزيم بن قمير بن خاقان بن ماهان أبو إسحاق الشاشي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(8)

إبراهيم بن الأشعث البخاري لقبه لام يروي عن ابن عيينة وكان صاحب الفضيل بن عياض يروي عنه الرقائق، روى عنه عبد بن حميد الكشي يغرب ويتفرد ويخطئ ويخالف، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه وذكرت له حديثًا رواه عن معن عن ابن أخي الزهري عن الزهري فقال: هذا حديث باطل موضوع كنا نظن بإبراهيم بن الأشعث الخير أفقد جاء بمثل هذا؟!. وقال الحاكم في التاريخ: قرأت بخط المستملي: حدثنا علي بن الحسن الهلالي: ثنا إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل، وكان ثقة، كتبنا عنه بنيسابور. وقال الدارقطني: إبراهيم بن الأشعث ضعيف، يحدث عن الثقات بما لا أصل له، وزعموا أنه كان من العباد. انظر: الجرح والتعديل للرازي (2/ 88) والثقات لابن حبان (رقم 12276) وتعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان (ص 95) والثقات لابن قطلوبغا (2/ 158).

(9)

هو الإمام الأعمش.

(10)

أخرجه عبد بن حميد (رقم 900) والمؤلف من طريقه كما هنا.

- تابعه جرير، عن الأعمش به نحوه دون اللفظ الأخير. عند أبي يعلى (رقم 1179) والبزار كما في الكشف (رقم 2063).

- وتابعه سفيان، عن الأعمش، به نحوه دون اللفظ الأخير. عند عبد الرزاق (رقم 17951) والإمام أحمد (رقم 11886) والفاكهي في فوائده (رقم 151). قال الهيثمي في المجمع (8/ 106):"فيه عطية العوفي ضعفه جماعة ووثقه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح".

ص: 439

154 -

أنبأنا القاسم بن مظفر، أنبأنا محمد بن أبي جعفر القرطبي

(1)

، أخبرنا الفضل بن الحسين البانياسي

(2)

، أخبرنا علي بن الحسن الموازيني

(3)

، أخبرنا محمد بن عبد السلام بن سعدان

(4)

، حدثنا يوسف بن القاسم الميانجي

(5)

، حدثنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي

(6)

، حدثنا أبي

(7)

، حدثنا أبو معاوية، عن مسعر، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه"

(8)

.

155 -

قرأت على زينب بنت أحمد، عن عجيبة، عن أبي الخير الباغبان، أنبأنا إبراهيم بن محمد الطيان، أخبرنا إبراهيم بن خُرَّشيد قوله

(9)

، حدثنا أبو العباس بن عقدة، حدثنا يونس بن سابق بن عبد الرحمن

(1)

محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي، الإمام المحدث تاج الدين أبو الحسن القرطبي، إمام الكلاسة وابن إمامها، روى الكثير، توفي سنة 643 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 467) والوافي بالوفيات للصفدي (2/ 84).

(2)

الفضل بن الحسين بن إبراهيم بن سليمان، أبو المجد الحميري البانياسي، الرئيس عفيف الدين، من كبار شيوخ دمشق، توفي سنة 581 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 737).

(3)

الشيخ العالم المسند المقرئ الثقة شيخ دمشق، أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين بن علي السلمي الدمشقي، ابن الموازيني، تفرد وعلا إسناده، توفي سنة 514 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 437) التاريخ له (11/ 223).

(4)

الشيخ الجليل الصدوق محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبيد بن سعدان أبو عبد اللَّه الجذامي الزنباعي مولاهم، توفي سنة 443 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (54/ 120) السير للذهبي (17/ 635) التاريخ له (9/ 649).

(5)

القاضي الإمام الحافظ المحدث الكبير، أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوار الميانجي الشافعي، توفي سنة 375 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (75/ 254) السير للذهبي (16/ 361) التاريخ له (8/ 421).

(6)

الحافظ أبو محمد جعفر بن أحمد بن سنان بن أسد الواسطي القطان، سمع أباه الحافظ أبا جعفر القطان وطبقته، حدث عنه ابن عدي، والميانجي، وأبو بكر بن المقرئ، وخلق كثير توفي سنة 307 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 308).

(7)

أحمد بن سنان بن أسد بن حِبان أبو جعفر القطان الواسطي ثقة حافظ خ د م س ق. التقريب لابن حجر (رقم 44).

(8)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 251) وقال: "غريب من حديث مسعر، تفرد برفعه أبو معاوية، ورواه أبو نعيم، موقوفا".

(9)

أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد بن خرشيد قوله الكرماني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 44).

ص: 440

البغدادي

(1)

، حدثنا حفص بن عمر بن ميمون الأبلي

(2)

، حدثنا مالك بن مغول

(3)

وصالح بن مسلم

(4)

، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قاتل أحدكم أخاه فليتق الوجه"

(5)

.

156 -

أخبرنا أبو الحجاج الحافظ إذنًا، أخبرنا إبراهيم بن حمد بن كامل، أخبرنا محمد بن خلف بن راجح، أخبرنا أبو طاهر السلفي، اخبرنا أبو الحسين الطيوري، أخبرنا أبو الحسن العتيقي أحمد بن محمد، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ

(6)

، حدثنا أحمد بن زنجويه

(7)

، حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي

(8)

، حدثنا عبد اللَّه بن جعفر

(9)

، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، وأنا صاحب لواء الحمد بيدي ولا فخر، وأنا أول من يدخل الجنة ولا فخر، آخذ بحلقة باب الجنة فيؤذن لي، فيستقبلني وجه الجبار عز وجل، فأخر له ساجدًا، فيقول: يا محمد ارفع رأسك، واشفع تُشَفَّعْ، وسل تعط، فأقول: رب أمتي أمتي، فيقول: اذهب فانظر من وجدت في قلبه زنة مثقال من إيان فَأَخْرِجْهُ، فأذهب ثم أرجع فآخذ بحلقة باب الجنة فيؤذن لي، فيستقبلني وجه الجبار عز وجل، فأخر له ساجدًا، فيقول: يا محمد ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: رب أمتي أمتي،

(1)

يونس بن سابق الكوفي، قال ابن حجر في اللسان (6/ 332):"لا يعرف من هو". وقال الدارقطني: "كان أبو العباس بن عقدة إذا ضاق عليه مخرج حديث في مستخرجه على صحيح البخاري أخرجه عن يونس بن سابق، وهذا يونس لا يعرف في الدنيا، وَلا يدري من هو". وقال الخطيب في تاريخه (16/ 513): "وأبو العباس كان يحفظ الكثير، ويبعد أن يكون كاذبا فيه".

(2)

حفص بن عمر بن ميمون العدني الصنعاني أبو إسماعيل لقبه الفرخ ضعيف ق. التقريب لابن حجر (رقم 1420).

(3)

مالك بن مِغْوَل الكوفي أبو عبد اللَّه ثقة ثبت ع. نفس المصدر (رقم 6451).

(4)

صالح بن مسلم بن رومان وقد ينسب لجده ضعيف د. المصدر السابق (رقم 7011).

(5)

لم أجد من أخرجه غير المؤلف.

(6)

الإمام المحدث المسند أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة بن لؤلؤ البغدادي الوراق، قال البرقاني: صدوق غير أنه رديء الكتاب. أي: سيء النقل. قال عبيد اللَّه الأزهري: ابن لؤلؤ ثقة. توفي سنة 377 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 635). باختصار.

(7)

المحدث المتقن أبو العباس أحمد بن زنجويه بن موسى، وقيل: أحمد بن عمر بن زنجويه بن موسى المخرمي القطان، فرق الخطيب بينهما وهما واحد، كان موثقا معروفا. توفي سنة 304 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (5/ 268) والسير للذهبي (14/ 246).

(8)

إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهلالي أبو معمر القطيعي أصله هروي ثقة مأمون خ م س. التقريب لابن حجر (رقم 415).

(9)

عبد اللَّه بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم أبو جعفر المديني والد علي ضعيف ت ق. نفس المصدر (رقم 3255).

ص: 441

فلا أزال أرجع إلى ربي، فيقول: اذهب فمن وجدت في قلبه حبة من الإيمان فأَخْرجْه، فَأُخْرِجُ من أمتي أمثال الجبال، ثم يقول لي النبيون: ارجع إلى ربك فاسأله، فأقول: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت"

(1)

.

157 -

أخبرنا أحمد بن أبي بكر القرافي

(2)

حضورًا، أنبأنا عبد الرحمن بن مكي، أنبأنا السلفي، أنبأنا ابن عبد السلام

(3)

، عن الخزفي

(4)

. وابن خُشيش

(5)

، عن ابن شاذان

(6)

قالا: أخبرنا النجاد، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني عمر بن الحارث الهمذاني

(7)

، حدثنا سلم بن قادم

(8)

، حدثنا أبو معاوية هاشم بن عيسى الحمصي

(9)

، أخبرنا الحارث بن مسلم

(10)

، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إذا نظر إلى وجهه في المرآة، قال:"الحمد للَّه الذي سوى خلقي فعدله، وكرم صورة وجهي فحسنها، وجعلني من المسلمين"

(11)

.

(1)

أخرجه الطيوري في الطيوريات (رقم 864) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه أبو نعيم في أول كتابه دلائل النبوة عن أبي الحسن بن لؤلؤ، به مثله. كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي (2/ 171).

(2)

أحمد بن أبي بكر محمد بن حامد المقرئ المبارك شهاب الدين القرا في التنوخي الأرموي ثم الصوفي، من كبار أهل السميساطية، توفي سنة 716 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 89) وذيل التقييد للفاسي (1/ 379).

(3)

محمد بن عبد السلام بن أحمد بن محمد أبو الفضل الأنصاري الخزرجي البزاز تقدمة ترجمته في الحديث (رقم 142).

(4)

الشيخ المسند العالم أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن محمد البغدادي الحربي الحُرْفِيُّ، كان صدوقا غير أن سماعه في بعض ما رواه عن النجاد كان مضطربا، توفي سنة 423 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (11/ 612) والسير للذهبي (17/ 411).

(5)

الشيخ الصالح المعمر الصدوق أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش البغدادي، كان شيخا صالحا صحيح السماع، وهو من رواة جزء ابن عرفة، توفي سنة 502 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 240) والتاريخ له (11/ 39).

(6)

الإمام الفاضل الصدوق مسند العراق أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البغدادي البزاز الأصولي، قال أبو الحسن بن زرقويه: ثقة، قال أبو القاسم الأزهري: من أوثق من برأ اللَّه في الحديث. توفي سنة 425 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (8/ 223) والسير للذهبي (17/ 417).

(7)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(8)

سلم بن قادم مولى سلسبيل أبو الليث من أهل بغداد سمع سفيان بن عيينة، ومحمد بن حرب الخولاني، وبقية بن الوليد، مات سنة 228 هـ قال ابن معين:"ليس به بأس، ثقة". وقال صالح جزرة: "بغدادي، ثقة". ووثقه ابن حبان وقال: "يخطئ". وقال الخطيب: "كان ثقة". انظر: سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين (ص 281) وتاريخ الخطيب (8/ 223) والثقات لابن حبان (رقم 13542).

(9)

هاشم بن عيسى اليزني الحمصي، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. لا يعرف. قال العقيلي: منكر الحديث وهو وأبوه مجهولان بالنقل. انظر: الضعفاء للعقيلي (4/ 343) والميزان للذهبي (4/ 289) واللسان لابن حجر (6/ 184).

(10)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(11)

أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر (رقم 119) والمؤلف من طريقه كما هنا. والبيهقي في الشعب (رقم 4144). وأخرجه من طريق: سلم بن قادم، عن هاشم بن عيسى به مثله. الطبراني في الأوسط (رقم 787) ومن طريقه الخطيب في الجامع =

ص: 442

158 -

وفي كتاب العظمة لإبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد الختلي

(1)

بإسناده عن ابن عباس قال: "غضب موسى على قومه في بعض ما كانوا يسألونه، فلما نزل الحجر، قال: اشربوا يا حمير، فأوحى اللَّه إليه: تعمد إلى عبيد من عبيدي خلقتهم على مثل صورتي فتقول: اشربوا يا حمير؟ قال: فما برح حتى أصابته عقوبة"

(2)

.

159 -

وقال أبو أحمد العسال القاضي في كتاب المعرفة: حدثنا محمد بن أحمد بن قطن القومسي

(3)

، حدثنا عباد بن موسى

(4)

، حدثنا أبو حفص الأبَّار

(5)

، عن الأعمش، عن حكيم بن جبير

(6)

، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:"غضب موسى على قومه، فلما نزل الحِجر قَالَ: اشربوا يا حمير، فأوحى اللَّه إليه: تعمد إلى عبيد من عبادي خلقتهم عَلَى صورتي تقول لهم: يا حمير"

(7)

.

= لأخلاق الراوي (رقم 908) وأخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (رقم 532) وابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 165) والبغوي في الأنوار في شمائل النبي المختار (رقم 1088) قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا الحارث بن مسلم، ولا عن الحارث إلا هاشم بن عيسى. تفرد به: سلم بن قادم". وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه هاشم بن عيسى البزي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". المجمع (10/ 139).

(1)

الشيخ الإمام الحافظ إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد أبو إسحاق المعروف بالختلي صاحب كتب الزهد والرقائق، بغدادي سكن سر من رأى، وحدث بها، وعنده عن يحيى بن معين سؤالات كثيرة الفائدة تدل على فهمه، وكان ثقة، بقي إلى قرب سنة سبعين ومائتين. انظر: تاريخ الخطيب (7/ 35) وتاريخ دمشق لابن عساكر (7/ 4) والسير للذهبي (12/ 631) والتاريخ له (6/ 287).

(2)

ذكره ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (ص 321) والقاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/ 97) وابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (6/ 442).

(3)

محمد بن أحمد بن قطن بن خالد بن حيان بن مسلم بن أبي سلمة الأسدي، أبو عيسى السمسار، كان ثقة، توفي سنة 325 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (2/ 185) والتاريخ للذهبي (7/ 512).

(4)

عباد بن موسى الخُتَّلي أبو محمد نزيل بغداد ثقة خ م د س. التقريب لابن حجر (رقم 3143).

(5)

عمر بن عبد الرحمن بن قيس أبو حفص الأبَّار الكوفي صدوق وكان يحفظ وقد عمي عخ د س ق. نفس المصدر (رقم 4937).

(6)

حكيم بن جبير الأسدي الكوفي، وقيل: مولى الحكم بن أبي العاص الثقفي، قال الإمام أحمد: ضعيف الحديث مضطرب وهو مولى لبني أمية. قوال أبو عبد الرحمن: هو مولى بني أمية وهو رافضي. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال في رواية أخرى: لا يكتب حديثه كان يتكلم في عثمان. وقال الجوزجاني: كذاب وقال الذهبي: فيه رفض ضعفه غير واحد ومشاه بعضهم وحسن امره وهو مُقل. انظر: تاريخ ابن معين رواية الدوري (رقم 1363) وأحوال الرجال للجوزجاني (رقم 41) والضعفاء للعقيلي (1/ 130) وتاريخ أسماء الضعفاء لابن شاهين (ص 79) المغني في الضعفاء للذهبي (رقم 1685) والميزان له (1/ 583).

(7)

أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (رقم 349) وسقط من المطبوع سعيد بن جبير، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 161) وسنده ضعيف جدًا.

ص: 443

وأما حديث مالك فهو في كتاب الصفات للبيهقي

(1)

.

160 -

وقال البيهقي في الاعتقاد

(2)

: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه

(3)

، أخبرنا أبو محمد بن حيان

(4)

، حدثنا أبو جعفر أحمد بن زيرك اليزدي

(5)

قال: سمعت محمد بن عمرو بن النضر النيسابوري

(6)

يقول: سمعت يحيى بن يحيى

(7)

يقول: "كنا عند مالك بن أنس، فجاء رجل فقال: يا أبا عبد اللَّه {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه] كيف استوى؟ قال: "فأطرق مالكٌ رأسَهُ، حتى علاه الرحضاء ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا. فأمر به أن يخرج"

(8)

.

161 -

أنبأنا أبو الفضل بن خيرون

(9)

، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد اللَّه الحُرْفي، حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد

(10)

، حدثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى العنبري

(11)

، حدثني محمد بن بشير

(12)

،

(1)

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 876).

(2)

هذا الحديث وما بعده ليس داخلا في أحاديث الصورة، وإنما هي خاصة بصفة الاستواء.

(3)

الإمام أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللَّه بن الحارث، أبو بكر التميمي الأصبهاني الزاهد، المقرئ، النحوي، المحدث نزيل نيسابور، كان إماما في العربية تخرج به أهل نيسابور، توفي سنة 430 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 538) والتاريخ له (9/ 472).

(4)

هو الإمام المشهور أبو الشيخ الأصبهاني.

(5)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(6)

محمد بن عمرو بن النضر الحرشي، أبو علي الحَرَشِيّ، قَشْمرد، كان صدوقا مقبولًا، توفي سنة 287 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (6/ 819).

(7)

يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التميمي أبو زكريا النيسابوري ثقة ثبت إمام خ م ت س. التقريب لابن حجر (رقم 7668).

(8)

أخرجه البيهقي في الاعتقاد (ص 116) وأخرجه ابن منده عن محمد بن يعقوب الشيباني، عن محمد بن عمرو بن النضر به مثله. كما في العلو تأليف الذهبي (ص 168) قال الألباني:"رجاله ثقات غير ابن النضر هذا فلم أعرفه، ومحمد بن يعقوب الشيباني هو الحافظ ابن الأخرم محدث نيسابور، من شيوخ الحاكم، مات سنة 344 هـ".

وابن النضر مرت ترجمته وأنه كان صدوقا مقبولًا، فيكون الأثر صحيح ثابت عن مالك رحمه الله.

(9)

الإمام العالم الحافظ المسند الحجة أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون البغدادي المقرئ ابن الباقلاني، ثقة عدل متقن، واسع الرواية، كتب بخطه الكثير، وكان له معرفة بالحديث، قال السلفي: كان يحيى بن معين وقته. توفي سنة 488 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 133) والسير للذهبي (19/ 105) والتاريخ له (10/ 590) باختصار.

(10)

أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس النجاد. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(11)

معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان أبو المثنى العنبري البصري سكن بغداد، وحدث بها، ثقة متقن جليل، توفي سنة 288 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (15/ 173) التقييد لابن نقطة (ص 458) والسير للذهبي (13/ 527) والتاريخ له (6/ 837).

(12)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

ص: 444

حدثنا سفيان بن عيينة قال: "كنت عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن فسأله رجلٌ فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه] كيف استوى؟ قال: "الاستواء معلوم غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"

(1)

.

162 -

وقال الحافظ أبو محمد الحسن بن محمد الخلال فيما قرأته بخط أبي بكر الخطيب عنه: حدثنا أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور القزاز

(2)

-وذكر أن مولده سنة سبع وتسعين وثلاثمائة

(3)

- قال: سمعت أبا الطيب أحمد بن عثمان السمسار

(4)

والد أبي حفص بن شاهين يقول: حضرت عند أبي جعفر الترمذي

(5)

فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه تعالى ينزل إلى سماء الدنيا" فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو؟ وكيف يكون النزول؟ فقال أبو جعفر الترمذي: "النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"

(6)

. قال أبو محمد: "ما كتبت عن هذا الشيخ إلا هذا الحديث".

وقال بيان بن أحمد

(7)

: كنا عند القعنبي

(8)

فسمع رجلًا من الجهمية يقول: "الرحمن على العرش استولى". فقال القعنبي: "من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما تقرر في قلوب العامة فهو جهمي"

(9)

.

(1)

أخرجه الذهبي في العلو (ص 129) وصححه الألباني في مختصر العلو (ص 132).

وأخرجه من طريق: يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن آدم، عن ابن عيينة به نحوه. اللالكائي في الاعتقاد (رقم 665) ومن طريقه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (رقم 74) وهو أثر صحيح ثابت، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الحموية (ص 303):"رواه الخلال بإسناد كلهم أئمة ثقات". وأخرج البيهقي نحوه من طريق: أحمد بن مهدي، عن موسى بن خاقان، عن عبد اللَّه بن صالح بن مسلم، قال: سئل ربيعة الرأي. الأسماء والصفات (رقم 868).

(2)

منصور بن محمد بن منصور أبو الحسن الحربي القزاز المقرئ، قرأ القرآن برواية أبي عمرو، وأسن وتفرد في وقته وكان ثقة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (15/ 99) والتاريخ للذهبي (8/ 8374) وغاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (2/ 314).

(3)

هكذا في المخطوط، والذي في تاريخ بغداد للخطيب:"سبع وتسعين ومائتين" وهو أصح، وانظر كذلك (15/ 99).

(4)

أحمد بن عثمان بن أحمد بن أيوب بن أزداد بن سراج بن عبد الرحمن أبو الطيب السمسار، والد أبي حفص بن شاهين، كان ثقة، توفي سنة 327 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (5/ 487).

(5)

محمد بن أحمد بن نصر، أبو جعفر الفقيه الشافعي الترمذي تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 70).

(6)

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 233) والذهبي في العلو (ص 213) وقال الألباني: "إسناده صحيح". مختصر العلو (ص 231).

(7)

بيان بن أحمد بن خفاف، ذكره أبو بكر الخلال فيمن روي عن الإمام أحمد بن حنبل. انظر طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 119).

(8)

عبد اللَّه بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثي أبو عبد الرحمن البصري ثقة عابد خ م د ت س التقريب لابن حجر (رقم 3620).

(9)

ذكرها أيضًا ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (2/ 216) والذهبي في العرش (2/ 309) وفي العلو (ص 166) وقال: "والمراد بالعامة عامة أهل العلم".

ص: 445

163 -

"كرسيه لقضاء عباده

(1)

: "إني لم أجعل علمي وحكمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي". رواه الهيثم بن خلف

(2)

، عن العلاء بن مَسلَمة أبي سالم

(3)

فقال: قال لنا إسماعيل بن المغفل

(4)

قال: حدثنا عبد اللَّه بن المبارك، عن سفيان بن سعيد الثوري. والعلاء هذا أحد الضعفاء والمتروكين تكلم فيه ابن حبان وابن طاهر.

164 -

حديث أسماء بنت عُميس: "كنا مع جعفر بن أبي طالب في أرض الحبشة، فسمعت حبشية تقول لحبشي دفع مكتلها عن رأسها فيه دقيقٌ، فسفت الريح الدقيق، فقالت: أكِلُكَ إلى الملك يوم يقعد على الكرسي فيأخذ للمظلوم من الظالم". هو في حادي عشر المخلصيات

(5)

.

(1)

هكذا بداية الصفحة، وهو جزء من حديث أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 1381) عن أحمد بن زهير التستري، عن العلاء بن مسلمة، عن إبراهيم الطالقاني، عن ابن المبارك، عن سفيان، عن ابن حرب، عن ثعلبة بن الحكم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يقول اللَّه عز وجل للعلماء يوم القيامة، إذا قعد على. . "، قال ابن كثير في تفسيره (5/ 272): ما أحسن الحديث، إسناده جيد و ثعلبة بن الحكم هذا هو الليثي ذكره أبو عمر في استيعابه وقال: نزل البصرة، ثم تحول إلى الكوفة، وروى عنه سماك بن حرب". وقال الهيثمي في المجمع (2/ 267):"رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون". وهذا التوثيق غير دقيق وكذلك التصحيح غير صحيح، فالحديث موضوع وعلته العلاء بن مسلمة، فهو متروك وضاع كما مر معنا. قال الألباني:"موضوع فإن مداره على العلاء بن مسلمة بن أبي سالم. . . وقد اختلف عليه في شيخه، فأحمد بن زهير سماه إبراهيم الطالقاني، والهيثم بن خلف سماه إسماعيل بن المفضل، وأيهما كان فإني لم أعرفهما. . . والخلاصة أن الحديث موضوع بهذا السياق، وفيه لفظة منكرة جدا وهي قعود اللَّه تبارك وتعالى على الكرسي، ولا أعرف هذه اللفظة في حديث صحيح". السلسلة الضعيفة (2/ 257 - 258).

(2)

الهيثم بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن مجاهد، المتقن الثقة أبو محمد الدوري البغدادي، كان من أوعية العلم، ومن أهل التحري والضبط، مات سنة سبع وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (16/ 96) والسير للذهبي (14/ 261) والتاريخ له (7/ 127).

(3)

العلاء بن مسلمة بن عثمان بن محمد أبو سالم الرواس البغدادي مولى بني تميم، روى عنه الترمذي، قال ابن حبان: يروي المقلوبات والموضوعات عن الثقات لا يحل الاحتجاج به. وقال أبو الفتح الأزدي: كان رجل سوء لا يبالي ما روى وعلى ما أقدم، لا يحل لمن عرفه أن يروي عنه. وقال محمد بن طاهر: كان يضع الحديث. انظر: المجروحين لابن حبان (رقم 820) وتاريخ الخطيب (14/ 161) والضعفاء لابن الجوزي (2/ 188) والميزان للذهبي (3/ 105).

(4)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(5)

أخرجه من طريق: أبي أسامة حماد بن سلمة، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن سعد بن معبد الهاشمي، عن أسماء بنت عميس. المخلص في المخلصيات (رقم 2536) وابن أبي شيبة (رقم 35666) وعنه الدارمي في الرد على المريسي (1/ 416) وابن أبي الدنيا في الأهوال (رقم 244) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 246) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 593) وهو ضعيف فيه سعد ابن معبد الهاشمي مقبول ق. التقريب (رقم 2256) وأيضًا خالفه ابن بريدة عن أبيه، عن جعفر بن أبي طالب وفيه:"ويل لك من يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم" وسيأتي (برقم 259 و 293). وجمع السخاوي طرقه في كتابه الأجوبة العلية (ص 110).

ص: 446

‌30 - باب البُغض.

165 -

أخبرنا محمد بن أبي بكر

(1)

، أنبأتنا صفية

(2)

.

وأخبرنا القاسم

(3)

، أنبأتنا كريمة

(4)

قالت: أنبأنا الحسين

(5)

ومسعود

(6)

قالا: أنبأنا عبد الرحمن بن زياد

(7)

، أنبأنا أحمد بن المرزبان

(8)

، أنبأنا محمد بن إبراهيم الحزَوَّريُّ

(9)

، حدثنا لوين

(10)

، حدثنا إبراهيم بن عبد الملك

(1)

محمد بن أبي بكر السكاكيني، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 44).

(2)

المعمرة الجليلة صفية بنت العدل عبد الوهاب بن علي بن الخضر بن عبد اللَّه بن علي، أم حمزة القرشية الأسدية الزبيرية الدمشقية ثم الحموية، كانت أصغر من أختها كريمة، طال عمرها واحتيج إليها، توفيت سنة 646 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 270).

(3)

القاسم بن مظفر بن محمود بن عساكر تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 9).

(4)

كريمة بنت المحدث العدل أبي محمد عبد الوهاب الشيخة الصالحة المعمرة مسندة الشام، أم الفضل القرشية وتعرف ببنت الحَبَقْيَقِ، أخذ عنها حفاظ وأئمة وحدثت نيفا وأربعين سنة توفيت سنة 641 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 93).

(5)

الحسن بن العباس أبو عبد اللَّه الرستمي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 9).

(6)

مسعود الثقفي الأصبهاني، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 23).

(7)

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن زياد، أبو عيسى الأصبهاني الأديب الزاهد، راوي نسخة لوين، عن أبي جعفر بن المرزبان الأبهري، بقي إلى حدود سنة 476 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 566) والتاريخ له (10/ 423).

(8)

الأديب المعمر الصدوق أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري الأصبهاني، راوي جزء لوين عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم الحزوري، توفي سنة 393 هـ. انظر: السير للذهبي (16/ 555) والتاريخ له (10/ 423).

(9)

محمد بن إبراهيم بن يحيى بن الحكم بن الحزَوَّر الثقفي، مولى السائب بن الأقرع، أبو جعفر الأصبهاني الحزَوَّريّ المؤدب، روي عن: لوين نسخة، وغيره، روى عنه أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ. انظر: التاريخ للذهبي (7/ 191).

(10)

محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي أبو جعفر العلاف الكوفي ثم المصيصي لقبه لوين بالتصغير ثقة د س. التقريب (رقم 5925).

ص: 447

القنَّاد

(1)

، عن يحيى بن أبي كثير

(2)

، عن أبي سلمة

(3)

، عن يعيش بن طِهْفَة

(4)

، عن أبيه

(5)

قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على بطني فحركني وقال: "إن هذه نومة يبغضها اللَّه عز وجل"

(6)

.

166 -

وبه إلى لُوين: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، حدثني رجلٌ من أهل الصفة قال: دعاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ورجالًا من أهل الصفة فلما دخلنا بيت عائشة قال: "أطعمينا يا عائشة" فقربت إلينا طعامًا وأكلناه ثم قال: "زيدينا يا عائشة" قال: فجاءت بطعامٍ أقل من ذلك، فأكلناه، ثم قال:"اسقينا يا عائشة" فسقتنا لبنًا، ثم قال:"زيدينا يا عائشة" قال: فجاءت بقعبٍ من لبنٍ، قال: فشربنا، قال: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن شئتم أن ترقدوا هاهنا، وإن شئتم فالمسجد" قال: فخرجنا إلى المسجد، قال: فلما كان من الليل أو السَّحر، وجدت وجعًا في بطني، فنمت على بطني، فإذا رجلٌ قد ركضني برجله أو بيده، قال: فقال: "إن هذه نومة يبغضها اللَّه عز وجل" قال: فالتفت فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

(7)

.

167 -

وبه قال لوين: وحدثنا إبراهيم بن عبد الملك القنَّاد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن يعيش بن طِخْفَة، عن أبيه قال: مرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا نائمٌ على بطني فحركني فقال: "إن هذه نومةٌ يبغضها اللَّه عز وجل"

(8)

.

قال لوين: "قد اختلفوا في هذين الحديثين وأحدهما عندي غلط"

(9)

.

(1)

إبراهيم بن عبد الملك البصري أبو إسماعيل القناد صدوق في حفظه شيء ت س. نفس المصدر (رقم 212).

(2)

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 40).

(3)

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 43).

(4)

ابن قيس بن طخفة لا يعرف اسمه. التقريب لابن حجر (ص 698).

(5)

طِخْفَة ويقال بالهاء ويقال بالغين المعجمة وقيل غير ذلك ابن قيس الغفاري ويقال قيس بن طخفة، صحابي له حديث في النوم على البطن مات بعد الستين د س. نفس المصدر (رقم 3010).

(6)

أخرجه لوين في جزئه (رقم 117) والمؤلف من طريقه كما هنا، وأخرجه بنحوه البخاري في الأدب المفرد (رقم 1187) وابن أبي شيبة (رقم 26680) وابن أبي خيثمة في تاريخه (رقم 117) والطبراني في الكبير (رقم 8230) وابن المقرئ في معجمه (رقم 879) وابن عساكر في معجمه (رقم 1114) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 462).

(7)

أخرجه لوين في جزئه (رقم 118) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه ابن أبي شيبة في مسنده (رقم 607) والطبراني في الكبير (رقم 8232) والبيهقي في الآداب (رقم 673) وفي الشعب (رقم 4395) والضياء في المختارة (رقم 148 و 149) وقال: "إسناده صحيح".

(8)

أخرجه لوين في جزئه (رقم 119) والمؤلف من طريقه كما هنا. وسبق تخريج متابعاته وذكر صحته في الحديث (رقم 165).

(9)

انظر: المصدر السابق (ص 117).

ص: 448

168 -

أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوليّ

(1)

، أنبأنا علي بن البخاري، أنبأنا عبد اللَّه بن دهبل

(2)

ويوسف بن المبارك

(3)

قالا: أخبرنا محمد بن عبد الباقي

(4)

، أخبرنا القاضي أبو يعلى، أخبرنا علي بن معروف

(5)

، أخبرنا أبو بكر الباغندي، حدثنا أحمد بن بكار بن أبي ميمون

(6)

، حدثنا محمد بن سلمة

(7)

، عن محمد بن إسحاق

(8)

، عن محمد بن عمرو بن عطاء

(9)

، عن يعيش بن طِهْفةَ، عن أبيه قال: ضِفْتُ النبي صلى الله عليه وسلم فيمن تَضَيَّفَهُ المساكين، فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الليل يتعاهد ضيفانه، فرآني منبطحا على بطني فَرَكَضَنِي برجله، وقال:"لا تضطجع هذه الضِّجْعَةَ؛ فإنها ضِجْعَةٌ يَبْغَضُهَا اللَّهُ عز وجل"

(10)

.

169 -

أخبرنا ابن عبد الولي، أنبأنا ابن دهبل ويوسف قالا: أنبأنا ابن عبد الباقي، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا ابن معروف، أنبأنا الباغندي، حدثنا أحمد بن بكار، حدثنا مسكين بن بكير

(11)

، عن الأوزاعي، عن محمد بن إبراهيم

(12)

، عن ابن جابر بن عتيك

(13)

، عن أبيه

(14)

قال: أتانا رسول اللَّه بعد المغرب إلى المسجد، فقال:"يا فلان قم مع فلان، ويا فلان قم مع فلان، وأنت يا فلان مع فلان" فبقيت في خمسة أنا خامسهم، فقال:"قوموا"

(1)

أحمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الولي المرداوي الأصل ثم الصالحي النجار القباقبي، أبو العباس بن الملقن، كان رجلا جيدا، مواظبا على الصلاة في الجماعة، توفي سنة 749 هـ. انظر: معجم الشيوخ للسبكي (ص 73) باختصار.

(2)

عبد اللَّه بن دَهْبَل بن علي بن منصور بن كاره، أبو محمد الحَريمي، الدقاق، وقيل: اسمه صالح، سمع قاضي المرستان، وأبا غالب بن البناء، وابن السمرقندي. وعنه الدبيثي وابن خليل والضياء وابن عبد الدائم، توفي سنة 599 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 1168).

(3)

الشيخ المسند يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب، أبو الفتوح بن أبي بكر البغدادي الخفاف، صالح حافظ لكتاب اللَّه، وكان أميا لا يحسن الكتابة ولا يعرف شيئًا من العلم، متبرما بأصحاب الحديث، توفي سنة 601 هـ. انظر: السير للذهبي (21/ 417).

(4)

محمد بن عبد الباقي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 54).

(5)

علي بن معروف بن محمد أبو الحسن البزاز، ممن عرف بالفضل والصلاح والانتساب إلى مذهب أحمد بن حنبل، وكان ثقة، توفي سنة 385 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (6/ 377) و (13/ 602) والتاريخ للذهبي (8/ 580) بتصرف.

(6)

أحمد بن بكار بن أبي ميمونة الأموي مولاهم أبو عبد الرحمن الحراني صدوق كان له حفظ س. التقريب لابن حجر (رقم 15).

(7)

محمد بن سلمة بن عبد اللَّه الباهلي مولاهم الحراني ثقة ر م 4. نفس المصدر (رقم 5922).

(8)

محمد بن إسحاق بن يسار صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث رقم (رقم 1).

(9)

محمد بن عمرو بن عطاء القرشي العامري المدني ثقة من الثالثة ع. التقريب لابن حجر (رقم 6187).

(10)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 23615) والحربي في إكرام الضيف (رقم 67) والضياء في المختارة (رقم 150) وقال: "إسناده صحيح".

(11)

مسكين بن بكير الحراني أبو عبد الرحمن الحذاء صدوق يخطئ وكان صاحب حديث خ م س. التقريب لابن حجر (رقم 6615).

(12)

محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي أبو عبد اللَّه المدني ثقة له أفراد ع. التقريب لابن حجر (رقم 5691).

(13)

ابن جابر بن عتيك، إن لم يكن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك، فهو أخ له. التهذيب للمزي (34/ 429).

(14)

جابر بن عتيك بن قيس الأنصاري صحابي جليل اختلف في شهوده بدرا د س. التقريب لابن حجر (رقم 872).

ص: 449

وأتى منزل عائشة فدخلنا، فقال:"يا عائشة أطعمينا" فأتته بِدَشِيشَةٍ

(1)

فأكلنا، ثم قال:"هل من طعام" فأتته بحيسٍ

(2)

مثل القطاة، فأكلنا، ثم قال:"اسقينا" فأتتنا بإناءٍ فشربنا، ثم قال:"اسقينا" فأتتنا بإناءٍ دون الإناء الأول فشربنا، وهي خادمنا وذلك قبل أن يُضرب عليها الحجاب، ثم قال لنا رسول اللَّه:"إن أحببتم أن تبيتوا هاهنا، وإن أحببتم في المسجد" قال: فقلنا: يا رسول اللَّه في المسجد، فخرجنا فبتنا في المسجد قد ألقيت نفسي على بطني، إذ دفعني رجلٌ من خلفي، فرفعت رأسي فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"هكذا فإن هذه نومة يبغضها اللَّه عز وجل"

(3)

.

170 -

أخبرنا علي بن هلال

(4)

وعلي العدوي

(5)

قالا: أنبأنا علي بن هبة اللَّه

(6)

، أنبأنا يحيى بن يوسف

(7)

، أنبأنا المبارك بن عبد الجبار

(8)

، أنبأنا أبو علي بن شاذان

(9)

، أخبرنا عثمان بن أحمد

(10)

، حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود

(11)

، حدثنا زهير بن محمد

(12)

، عن محمد بن عمرو بن حلحلة

(13)

، عن نعيم بن عبد اللَّه المجمر، عن ابن طخفة الغفاري، عن أبيه، أنه أضاف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه، وأنهم

(1)

الحنطة تطحن طحنا جليلا، ثم تجعل في القدور ويلقى عليها لحم أو تمر وتطبخ، وقد يقال لها جشيشة. النهاية لابن الأثير (1/ 273).

(2)

الحيس: تمر يخلط بأقط وَسمن ثمَّ يدلك حَتَّى يخْتَلط. العين للفراهيدي (3/ 273) وجمهرة اللغة لابن دريد (1/ 536).

(3)

أخرجه بنحوه الحربي في إكرام الضيف (رقم 61) والضياء في المختارة (رقم 146).

(4)

علي بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الأزدي الدمشقي الشافعي تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 63).

(5)

علي بن محمد بن علي بن أبي القاسم أبو الحسن بن السكاكري العدوي الصالحي الدمشقي الشروطي، له اليد البيضاء في كتابة الشروط ودقائقها، حدث وتفرد ببعض شيوخه، توفي سنة 726 هـ. انظر: معجم الشيوخ للذهبي (2/ 47) وأعيان العصر للصفدي (3/ 504).

(6)

أبو الحسن علي بن هبة اللَّه بن سلامة بن المسلم اللخمي المصري الشافعي، شيخ الديار المصرية، العلامة المفتي المقرئ مسدد الفتاوي وافر الجلالة حسن التصون مسند زمانه، توفي سنة 649 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 253).

(7)

الشيخ يحيى بن يوسف بن أحمد، أبو شاكر السقلاطوني، عرف بصاحب ابن بالان، شيخ مسند معمر وكان خبازة توفي سنة 573 هـ. انظر: السير للذهبي (21/ 64) والتاريخ له (12/ 532).

(8)

المبارك بن عبد الجبار الطيوري، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 145).

(9)

أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 157).

(10)

عثمان بن أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد، أبو عمرو الدقاق، المعروف بابن السماك، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 18).

(11)

موسى بن مسعود النَّهدي صدوق سيء الحفظ وكان يصحف خ د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 7010).

(12)

زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها قال البخاري: عن أحمد: كأن زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر. وقال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه ع. نفس المصدر (رقم 2049).

(13)

محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي المدني ثقة خ م د س. التقريب لابن حجر (رقم 6184).

ص: 450

باتوا عنده، فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الليل يطلع فوجده منبطحًا على بطنه، فركضه برجله فأيقظه، وقال:"لا تضطجع هذه؛ فإن هذه ضجعة يبغضها اللَّه عز وجل"

(1)

. وذكر الاختلاف فيه البخاري في التاريخ الأوسط

(2)

، وإبراهيم الحربي في كتاب إكرام الضيف

(3)

.

‌31 - باب قول اللَّه تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة: 119]. وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 207].

171

- وفي حديث إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس. حديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة، وأنزل اللَّه في ذلك قرآنًا:{بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه} وهو في الصحيحين

(4)

172 -

وفي حديث عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قول اللَّه لأهل الجنة: "هل رضيتم؟ " و قوله: "أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا" رواه البخاري ومسلم

(5)

.

173 -

وفي حديث سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن اللَّه يرضى لكم ثلاثة، ويسخط لكم ثلاثة" رواه مسلم

(6)

.

174 -

أخبرنا قاسم بن مظفر سماعًا والحاكم سليمان حضورًا قالا: أنبأنا محمد بن عبد الواحد المديني

(7)

. زاد سليمان: وأسماء بنت منده

(8)

قالا: أنبأنا إسماعيل بن علي الحرامي

(9)

، أنبأنا أبو مسلم محمد بن علي

(1)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 366) وفي التاريخ الأوسط (1/ 152) والحربي في إكرام الضيف (رقم 66) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 1008) وحنبل في جزئه (رقم 70) والضياء في المختارة (رقم 150) وقال: إسناده صحيح.

(2)

انظر: التاريخ الأوسط للبخاري (1/ 152 - 153).

(3)

انظر: إكرام الضيف لإبراهيم الحربي (ص 37، 39) وتهذيب الكمال للمزي (13/ 375 - 376).

(4)

أخرجه البخاري (رقم 2801، 2814، 4095) ومسلم (677/ 297).

(5)

أخرجه البخاري (رقم 6549، 7518) ومسلم (9/ 2829).

(6)

أخرجه مسلم (1715/ 10).

(7)

أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني الأصبهاني الشافعي المذكر، الشيخ الإمام المحدث المفتي الواعظ بقية المشايخ، كان أسند أهل زمانه بأصبهان، توفي سنة 632 هـ. انظر: السير للذهبي (22/ 378).

(8)

أسماء بنت إبراهيم بن سفيان بن منده الأصبهانية، أخت أبي الوفاء محمود، ماتت سنة 630 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (13/ 915).

(9)

مسند الوقت أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين بن أبي نصر النيسابوري ثم الأصبهاني الصوفي، المشهور بالحمامي، الشيخ المعمر الممتع بالسمع والبصر والعقل وقد جاوز المائة، عاش بعدما سمع نيفا وتسعين سنة توفي سنة 551 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 245).

ص: 451

النحوي

(1)

، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري

(2)

، حدثنا مأمون بن هارون

(3)

، حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي

(4)

، حدثنا يزيد بن هارون

(5)

، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن محمد

(6)

، عن عائشة قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب عز وجل"

(7)

.

رواه أبو بكر الصديق

(8)

. وهو في جزء البيتوتة

(9)

. ومشيخة زاهر

(10)

.

(1)

الشيخ العلامة النحوي المفسر المعتزلي محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن مِهْرَبْزُد أبو مسلم الأصبهاني، الأديب المفسر النحوي المعتزلي، كان عارفا بالنحو، غاليا في مذهب الاعتزال، وهو آخر من حدث بأصبهان عن ابن المقرئ، توفي سنة 459 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 146) والتاريخ له (10/ 115).

(2)

الشيخ الحافظ الجوال الصدوق مسند الوقت أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني ابن المقرئ، صاحب المعجم والرحلة الواسعة مسند أصبهان، محدث كبير، ثقة صاحب مسانيد، سمع ما لا يحصى كثرة، توفي سنة 381 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 27) والسير للذهبي (16/ 398) والتاريخ له (8/ 524).

(3)

مأمون بن هارون بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن القومسي ثم العكاوي كان أحد الزهاد المنقطعين، وكان يقال: إنه من الأبدال. انظر: الأنساب للسمعاني (9/ 344).

(4)

الحسين بن عيسى بن حمران الطائي صدوق صاحب حديث خ م د س. التقريب لابن حجر (رقم 1340).

(5)

يزيد بن هارون بن زاذان أبو خالد الواسطي ثقة متقن عابد من التاسعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 17).

(6)

عبد اللَّه بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي المدني أخو القاسم ثقة من الثالثة خ م د س. نفس المصدر (رقم 3579).

(7)

أخرجه من طرق: عن محمد بن إسحاق به مثله. الشافعي في مسنده (ص 14) والحميدي (رقم 162) والإمام أحمد (رقم 24332) وأبو يعلى (رقم 4598) وأبو الشيخ في الأقران (رقم 298) وأبو نعيم في الخلية (7/ 159) وسنده صحيح، وقد علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم في باب سواك الرطب واليابس للصائم (3/ 31).

(8)

أخرجه من طريق: حماد بن سلمة، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق. ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 668) وأبو يعلى (رقم 109، 110، 4915) وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر الصديق (رقم 108، 110) وعثمان السمرقندي الحذاء في الفوائد المنتقاة الحسان العوالي (رقم 53) وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (رقم 509) وتمام في فوائده (رقم 130) إلا أنه قال: "عن ابن عون، عن أبيه". وذكر عبد الأعلى النرسي أنه خطأ كما عند أبي يعلى.

وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان: "هذا خطأ؛ إنما هو: ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة. وقال أبو زرعة: أخطأ فيه حماد. وقال أبو حاتم: الخطأ من حماد، أو من ابن أبي عتيق". الجرح والتعديل (1/ 399 - 400). وقال الدارقطني: "يرويه حماد بن سلمة، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر. وخالفهم جماعة من أهل الحجاز، وغيرهم. فرووه عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب". العلل الواردة (1/ 277).

(9)

أخرجه أبو العباس السراج في البيتوتة (رقم 5).

(10)

مشيخة المحدث المسند زاهر بن طاهر الشحامي لا تزال مفقودة.

ص: 452

175 -

وبهذا الإسناد إلى البسطامي، حدثنا عثمان بن عمر

(1)

، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لا يبغض الأنصار رجل يؤمن باللَّه واليوم الآخر أو قال: إلا أبغضه اللَّه"

(2)

.

176 -

وبه إلى ابن المقرئ، أنبأنا زكريا بن يحيى بن يعقوب البزاز

(3)

مؤذن مسجد بيت المقدس ببيت المقدس، حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن عمرو الغزي

(4)

، حدثنا الفريابي

(5)

، حدثنا سفيان

(6)

، عن إسماعيل

(7)

، عن قيس

(8)

، عن جرير قال: قال النبي: "من لا يرحم الناس لا يرحمه اللَّه"

(9)

.

177 -

وبه إليه، حدثنا عبدان بن أحمد

(10)

، حدثنا عمر بن موسى الحادي

(11)

، حدثنا حماد بن سلمة،

(1)

عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثقة، قيل: كان يحيى ابن سعيد لا يرضاه، ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 65).

(2)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 2818) وابن أبي شيبة (رقم 32372) والترمذي (رقم 3906) وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبرى (رقم 8275) والطبراني في الكبير (12339) وأبو يعلى (رقم 2698) والضياء في المختارة (رقم 134 - 139) وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

(3)

زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي، ثقة. ذكره ابن قطلوبغا في الثقات (4/ 330).

(4)

عبد اللَّه بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي أبو العباس الغزي ثقة د. التقريب لابن حجر (رقم 3596).

(5)

محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي مولاهم الفريابي نزيل قيسارية من ساحل الشام ثقة فاضل يقال أخطأ في شيء من حديث سفيان وهو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق من التاسعة ع. التقريب لابن حجر (رقم 6415).

(6)

هو الإمام الثوري.

(7)

هو إسماعيل بن أبي خالد، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 13).

(8)

هو قيس بن أبي حازم ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 13).

(9)

أخرجه ابن المقرئ في معجمه (رقم 2818) والمؤلف من طريقه كما هنا.

وأخرجه من طرق عن إسماعيل به. مسلم (رقم 2319/ 66) والحميدي (رقم 821) والإمام أحمد (رقم 19189، 19247) وابن أبي شيبة (رقم 25363) وهناد في الزهد (2/ 615) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 97، 375) والترمذي (رقم 1922) وقال: حسن صحيح. والطبراني في الكبير (رقم 2238 - 2243) وفي الأوسط (رقم 1713) وفي مكارم الأخلاق (رقم 43) وأبو نعيم في الحلية (7/ 362) والبيهقي في الشعب (رقم 10535) وغيرهم.

(10)

عبد اللَّه بن أحمد بن موسى بن زياد أبو محمد الجواليقي القاضي المعروف بعبدان كان أحد الحفاظ الأثبات، جمع المشايخ والأبواب، كان يحفظ مائة ألف حديث، توفي سنة 306 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (11/ 16) والسير للذهبي (14/ 168).

(11)

عمر بن موسى بن سليمان السَّامي البصري، ويقال له: السَّيَّاري عم الكديمي، روى عن حماد بن سلمة وغيره. يقع حديثه في نسخة مأمون في غاية العلو. ذكره ابن حبان في الثقات (رقم 14345) وقال:"ربما أخطأ مات سنة أربعين ومائتين". وأما ابن عدي فضعفه =

ص: 453

عن يعلى بن عطاء

(1)

، عن وكيع بن حُدُس

(2)

، عن عمه أبي رزين

(3)

قال: قلت يا رسول اللَّه أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: "في عماء

(4)

ما فوقه هواء وما تحته هواء". أخرجه الترمذي وابن ماجه

(5)

. فوقع لنا عاليًا بدرجتين.

= وقال: "ضعيف يسرق الحديث ويخالف في الأسانيد". الكامل (6/ 109) قال ابن حجر: "وقد مشَى امره على بن حبان مع يقظته وهذه من دقائق بن عدي وتحقيقه في هذا الفن". اللسان (6/ 119) وانظر أيضًا: الميزان للذهبي (3/ 202) والمغني له (2468) والثقات لابن قطلوبغا (7/ 320).

(1)

يعلى بن عطاء العامري ويقال الليثي الطائفي ثقة من الرابعة ر م 4. التقريب لابن حجر (رقم 7845).

(2)

وكيع بن عُدُس بمهملات وضم أوله وثانيه وقد يفتح ثانيه ويقال بالحاء بدل العين أبو مصعب العقيلي بالفتح الطائفي مقبول من الرابعة 4. التقريب لابن حجر (رقم 7415). وذكره ابن حبان في الثقات (رقم 5909) وقال: من الأثبات. وقال الجورقاني: "صدوق، صالح الحديث". ووثقه الهيثمي في المجمع. انظر: مشاهير علماء الأمصار لابن حبان (رقم 973) والأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير للجَورقاني (1/ 385) ومجمع الزوائد (2/ 202).

(3)

لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عقيل أبو رزين العقيلي، له صحبة ووفادة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره المسائل فإذا سأله أبو رزين أعجبه، أكثر رواياته مسائل سأل عنها النبي صلى الله عليه وسلم في التوحيد والأصول بخ 4. وليس هو لقيط بن صَبِرة كما ظنه بعضهم. انظر: معرفة الصحابة لأبي نعيم (5/ 2418) والإصابة لابن حجر (5/ 508). والتقريب له (رقم 5680).

(4)

في عماء: هو السحاب الأبيض قال الأصمعي وغيره: هو ممدود. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 8).

(5)

أخرجه الطيالسي (رقم 1189) والحميدي (رقم 821) والإمام أحمد (رقم 16188، 16200) والترمذي (رقم 3109) وقال: حديث حسن. وابن ماجه (رقم 182) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 612) والطبري في تفسيره (12/ 331) وابن أبي شيبة في العرش (رقم 7) وابن حبان (رقم 6140) والطبراني في الكبير (رقم 468) وأبو الشيخ في العظمة (رقم 83) وابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم 125) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 801، 864) وغيرهم.

والحديث صححه أبو عبيد كما في الصفات للدارقطني (رقم 57) وقال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية مشهور كها في مجموع الفتاوى (2/ 275) وصححه ابن القيم في إعلام الموقعين (4/ 205) وقال: "وهذا الإسناد صححه الترمذي في موضع وحسنه في موضع". حاشية سنن أبي داود مع عون المعبود (13/ 16) وقال الذهبي في العلو (ص 18): "إسناده حسن".

أما الألباني فقد ضعفه وقال: "إسناده ضعيف وكيع بن حدس ويقال عدس وهو مجهول لم يرو عنه غير علي بن عطاء ولا وثقه غير ابن حبان". ظلال الجنة (1/ 372). وهذا فيه نظر؛ فقد وثقه أيضًا الهيثمي وقال الجوزقاني: "صدوق، صالح الحديث"، والألباني نفسه قد حكم على أحاديث رواها وكيع بن حدُس بأن سندها صحيح لغيره كما في التعليقات احسان على صحيح ابن حبان وهي: حديث (رقم 5207) عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين العقيلي: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل المؤمن مثل النخلة إن أكلت أكلت طيبا وإن وضعت وضعت طيبا". وحديث (رقم 6023) عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين العقيلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الرؤيا جزء من سبعين جزءا من النبوة والرؤيا معلقة برجل طير. ما لم يحدث بها صاحبها. فإذا حدث بها وقعت فلا تحدث بها إلا عالما".

ص: 454

‌32 - باب قول اللَّه تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159)} [الصافات]

178 -

أخبرنا عيسى بن معالي، أنبأنا جعفر الهمداني

(1)

، أنبأنا أحمد بن محمد الأصبهاني

(2)

، أنبأنا أحمد بن عبد الغفار بن أشْتَه

(3)

، أنبأنا أبو سعيد النقاش الحافظ

(4)

، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن الحسين بن أحمد الزيداني

(5)

بنهر الدير، حدثنا الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا عبيد اللَّه بن محمد الْعَيْشِيُّ

(6)

، حدثنا عبد الرحمن بن حماد

(7)

، عن طلحة بن يحيى

(8)

، عن أبيه

(9)

، عن طلحة بن عبيد اللَّه قال: سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن تفسير: {سُبْحَانَ اللَّهِ} ؟ [الصافات: 159] فقال: "هو تنزيه اللَّه من السوء"

(10)

.

رواه يعقوب بن شيبة، عن ابن عائشة عبيد اللَّه بن محمد بن حفص، عن عبد الرحمن بن حماد الطلحي، عن حفص بن سليمان

(11)

، عن طلحة بن يحيى

(12)

.

(1)

هو جعفر بن علي بن هبة اللَّه بن جعفر بن يحيى أبو الفضل الهمداني، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 61).

(2)

هو الإمام أبو طاهر السلفي.

(3)

الشيخ الثقة المسند أبو العباس أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن علي ابن أَشْتَه الأصبهاني، الكاتب الأشتي، توفي سنة 491 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 148) والسير للذهبي (19/ 183) والتاريخ له (10/ 700).

(4)

الإمام الحافظ البارع الثبت أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الأصبهاني الحنبلي النقاش، كان من الثّقات المشهورين، توفي سنة 414 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 183) والتاريخ له (10/ 700) والتذكرة له (3/ 174).

(5)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(6)

عبيد اللَّه بن محمد بن عائشة اسم جده حفص بن عمر بن موسى بن عبيد اللَّه بن معمر التيمي وقيل له: ابن عائشة والعائشي والعيشي نسبة إلى عائشة بنت طلحة لأنه من ذريتها ثقة جواد د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 4334).

(7)

عبد الرحمن بن حماد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد اللَّه، سُئل أبو زرعة عنه فقال: أسأل اللَّه السلامة وحرك رأسه. وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث. الجرح والتعديل للرازي (5/ 226) وقال ابن حبان: يروي عن طلحة بن يحيى بنسخة موضوعة، روى عنه ابن عائشة، فلست أدري أوضعها أو أقلبت عليه؟! وأيما كان من ذلك فهو ساقط الاحتجاج به؛ لما أتى مما لا أصل له في الروايات على الأحوال. المجروحين (2/ 60).

(8)

طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللَّه التيمي المدني صدوق يخطئ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 3036).

(9)

يحيى بن طلحة بن عبيد اللَّه التيمي المدني ثقة ت س ق. نفس المصدر (رقم 7572).

(10)

أخرجه ابن حبان في المجروحين (رقم 601) وأعله بالطلحي، والخطيب في الكفاية (ص 225).

(11)

حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر البزاز الكوفي الغاضري بمعجمتين وهو حفص ابن أبي داود القارئ صاحب عاصم ويقال له حفيص متروك الحديث مع إمامته في القراءة ت عس ق. التقريب لابن حجر (رقم 1405).

(12)

أخرجه بنفس الإسناد الطبري في تفسيره (12/ 128) والخطيب في الكفاية (ص 226).

ص: 455

قال: وقد روي هذا الحديث من وجه آخر غير مسند، رواه سفيان الثوري، عن عثمان ابن موهب

(1)

، عن موسى بن طلحة

(2)

: أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن: {سُبْحَانَ اللَّهِ} ؟ [الصافات: 159].

قال: وهذا الحديث المنقطع إسناده حسن، حدثناه أبو حذيفة موسى بن مسعود

(3)

، حدثنا سفيان، عن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة:"أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن التسبيح؟ قول الإنسان: سبحان اللَّه؟ قال: "أنزه اللَّه عن السوء"

(4)

.

179 -

أخبرنا القرشي، أنبأنا السَّاوي.

وأخبرنا عبد القادر بن يوسف الحَظِيرِيُّ

(5)

، أنبأنا ابن رَواج

(6)

قالا: أنبأنا السلفي، أنبأنا ابن البطر

(7)

، أنبأنا أبو محمد البيِّع

(8)

، حدثنا المحاملي

(9)

، حدثنا يوسف

(10)

، حدثنا حفص بن غياث

(11)

، حدثنا الحجاج بن أرطأة

(12)

، عن ابن أبي مليكة

(13)

، عن ابن عباس في قوله عز وجل:{فَسُبْحَانَ اللَّهِ} [الروم: 17]"تنزيه اللَّهِ نَفسَهُ عن السوء"

(14)

.

(1)

عثمان بن عبد اللَّه بن موهب التيمي مولاهم المدني الأعرج ثقة خ م ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 4491).

(2)

موسى بن طلحة بن عبيد اللَّه التيمي ثقة جليل ويقال إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ع. نفس المصدر (رقم 6978).

(3)

موسى بن مسعود النهدي صدوق سيء الحفظ وحديثه عند البخاري في المتابعات خ د ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 170).

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره (12/ 127، 128) نحوه.

(5)

عبد القادر بن يوسف بن مظفر بن صدقة، العدل الكبير شمس الدين أبو محمد بن الحظيري الدمشقي الكاتب ناظر الخزانة ثم ناظر المارستان الكبير، كان ديّنًا صيّنًا أمينًا، وافر الجلالة، توفي سنة 716 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (1/ 407).

(6)

الشيخ الإمام المحدث مسند الإسكندرية رشيد الدين أبو محمد عبد الوهاب بن رواج -واسمه: ظافر- بن علي بن فتوح بن حسين الأزدي، القرشي حليفهم، الإسكندراني، المالكي، الجوشني، توفي سنة 648 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 237).

(7)

مسند العراق أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد اللَّه بن البطر البغدادي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(8)

الشيخ المعمر مسند بغداد عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن يحيى، أبو محمد المؤدب المعروف بابن البيع، كان ثقة، توفي سنة 408 هـ. انظر: تاريخ بغداد للخطاب (11/ 224) السير للذهبي (17/ 221) والتاريخ له (9/ 129).

(9)

الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان أبو عبد اللَّه الضبي القاضي المحامي، ولي قضاء الكوفة ستين سنة، قال الدارقطني: كان فاضلا نبيلا، ثبتا. توفي سنة 330 هـ. انظر: التاريخ للخطيب (8/ 536) والسير للذهبي (15/ 259).

(10)

يوسف بن موسى بن راشد القطان أبو يعقوب الكوفي صدوق خ د ت عس ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 147).

(11)

حفص بن غِياث بن طلق بن معاوية النخعي أبو عمر الكوفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 111).

(12)

حجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة النخعي أبو أرطاة. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 76).

(13)

عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي مليكة بن عبد اللَّه بن جدعان التيمي المدني ثقة فقيه ع. التقريب لابن حجر (رقم 3454).

(14)

أخرجه المحاملي في أماليه (رقم 439) والمؤلف من طريقه كما هنا. وإسناده حسن على شرط مسلم. =

ص: 456

‌33 - باب قول اللَّه تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)} [الرحمن].

180 -

أخبرنا أبو محمد الشجري

(1)

، أنبأنا أبو الفضل الهمداني

(2)

، أنبأنا أبو طاهر السلفي، أنبأنا أبو العباس بن أشته، حدثنا أبو بكر محمد بن أبي نصر محمد بن الحسين بن سلمان المعْدَانِيُّ

(3)

إملاءً، حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي

(4)

، حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري

(5)

، حدثنا خزيمة بن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت

(6)

، عن أبيه

(7)

، عن جده

(8)

قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام، فيقول اللَّه عز وجل: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين". كذا في هذه الرواية: سعد بن عبد الحميد، عن خزيمة. وإنما رواه سعد، عن رجل، عن خزيمة. وهو في المعجم الكبير للطبراني على الصواب.

= وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 6314، 7726) من طريق أبي سعيد الأشج، عن حفص بن غياث به نحوه.

وأخرجه عبد بن حميد كما في الدر المنثور للسيوطي (1/ 269).

(1)

هو عيسى بن عبد الرحمن بن معالي المطعم ويقال: الشجري، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(2)

هو جعفر بن علي بن هبة اللَّه بن جعفر بن يحيى أبو الفضل الهمداني، تقدمت ترجمته في الحديث رقم (61).

(3)

محمد بن أبي نصر محمد بن الحسن بن سليمان، أبو بكر المعداني الإصبهاني الفقيه الواعظ. توفي سنة 416 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (9/ 274).

(4)

الإمام المحدث الصادق شيخ الرقة حفص بن عمر بن الصباح أبو عمرو الرقي الرافقي ويلقب سَنجَة ألف،، قال أبو أحمد الحاكم: حدث بغير حديث لم يتابع عليه. . ووثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ. وقال الدارقطني في العلل: ثقة. وقال الخليلي: من شيوخ العراق وكان يحفظ وينفرد برفع حديث. وقال الذهبي: احتج به أبو عوانة، وهو صدوق في نفسه، وليس بمتقن. توفي سنة 280 هـ. انظر: الثقات لابن حبان (رقم 12979) والإرشاد للخليلي (2/ 473) والعلل الواردة للدارقطني (11/ 97) والثقات لابن قطلوبغا (3/ 470) والسير للذهبي (13/ 405) والتاريخ له (6/ 540).

(5)

سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم الأنصاري أبو معاذ المدني نزيل بغداد صدوق له أغاليط من كبار العاشرة مات سنة تسع عشرة ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 2247).

(6)

خزيمة بن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري الخطمي. ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا الجرح والتعديل (3/ 382) وذكره ابن حبان في الثقات (رقم 7677).

(7)

محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري الخطمي. ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا الجرح والتعديل (8/ 44) وذكره ابن حبان في الثقات (رقم 10799).

(8)

عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري الأوسي أبو عبد اللَّه أو أبو محمد المدني ثقة 4. التقريب لابن حجر (رقم 4844).

ص: 457

181 -

أخبرنا به أبو الحجاج الحافظ، أنبأنا ابن الدَّرَجِيِّ

(1)

، أنبأنا الصيدلاني

(2)

، أنبأتنا فاطمة

(3)

، أنبأنا ابن رَيْذَةَ

(4)

، أنبأنا الطبراني، حدثنا حفص بن عمر الرقي ومحمد بن العباس المؤدب البغدادي

(5)

قالا: حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللَّه

(6)

، حدثنى خزيمة بن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه عن جده عن خزيمة بن ثابت قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام، يقول اللَّه عز وجل وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"

(7)

.

(1)

إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوي، المسند برهان الدين أبو إسحاق ابن الدَّرَجِيِّ القرشي الدمشقي الحنفي، ثقة مقرئ خير، توفي سنة 681 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 445) ومعجم الشيوخ الكبير له (1/ 130).

(2)

الشيخ الصدوق المعمر مسند الوقت محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الحسين بن محمد بن خالويه الصيدلاني، أبو جعفر الأصبهاني، وكان يعرف بِسِلَفَةَ، توفي سنة 603 هـ. انظر: السير للذهبي (21/ 430) والتاريخ له (13/ 82).

(3)

أم البنين فاطمة بنت عبد اللَّه بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزداني من أهل أصبهان، تكنى أم إبراهيم وأم الغيث وأم الخير امرأة صالحة خيرة معمرة، أسند أهل العصر مطلقا، توفيت سنة 524 هـ. انظر: التحبير للسمعاني (2/ 428) والسير للذهبي (19/ 504) والتاريخ له (11/ 404).

(4)

محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن موسى بن زياد التاجر أبو بكر الأصبهاني المعروف بابن ريذة، الثقة الأمين كان أحد وجوه الناس وافر العقل كامل الفضل، توفي سنة 440 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 72) والسير للذهبي (17/ 595) والتاريخ له (9/ 593).

(5)

محمد بن العباس أبو عبد اللَّه المؤدب مولى ابن هاشم يعرف بلحية الليف، كان ثقة، توفي سنة 290 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (4/ 189) والسير للذهبي (0/ 0) والتاريخ له (6/ 807).

(6)

عبد اللَّه بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللَّه أبو محمد التيمي، ولاه هارون الرشيد قضاء المدينة، ومكة، ثم عزله فقدم بغداد، وأقام في ناحية الرشيد، وسافر معه إلى الري فمات بها، سنة 289 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (11/ 253).

(7)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 3718) وفي الدعاء (رقم 1317) والمؤلف من طريقه كما هنا.

وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (رقم 573) وابن أبي خيثمة في تاريخه (2/ 696) والطبري في تاريخه (11/ 572) وفي المنتخب من ذيل المذيل (ص 69) والدولابي في الكنى (رقم 1829) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 598) والدينوري في المجالسة رقم 3173) والقضاعي في مسنده (رقم 733). والحديث صححه القرطبي في تفسيره (13/ 224) وصححه الضياء المقدسي كما في شرح الزرقاني للموطأ (4/ 685) وحسنه الألباني بشواهده في السلسلة الصحيحة (رقم 870).

ص: 458

‌34 - باب قول اللَّه تعالى: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [هود: 47].

182 -

أخبرنا القرشي، أنبأنا السَّاوي، أنبأنا السِّلفي، أنبأنا الثقفي، أنبأنا أبو زكريا المزكي

(1)

، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي

(2)

، حدثنا الحسن بن علي بن عفان

(3)

، حدثنا أبو أسامة

(4)

، عن هشام بن عروة

(5)

، عن عباد بن حمزة وهو ابن عبد اللَّه بن الزبير

(6)

، عن عائشة قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو مُسندٌ إلى صدري يقول: "اللَّهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق". رواه مسلم

(7)

: عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة. فوقع لنا بدلًا عاليًا بدرجتين.

‌35 - باب إن اللَّه يغار.

183 -

أخبرنا محمد بن عبد الرحيم

(8)

، أنبأنا يوسف بن محمود

(9)

، أنبأنا أحمد بن محمد الحافظ، أنبأنا القاسم بن الفضل، أنبأنا يحيى بن إبراهيم، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه النحوي

(10)

، حدثنا محمد بن غالب

(11)

، حدثنا عبد اللَّه بن رجاء

(12)

، حدثنا حرب بن شداد

(13)

، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا أبو سلمة، حدثنا أبو هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن اللَّه تعالى ذِكرهُ يغار، وإن المؤمن يغار، ومن غيرة

(1)

يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أبو زكريا المزكي النيسابوري، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 103).

(2)

أبو العباس الأصمَّ، محمد بن يعقوب الأمويّ مولاهم، النيسابوري، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 20).

(3)

الحسن بن علي بن عفان العامري أبو محمد الكوفي صدوق ق. التقريب لابن حجر (رقم 1261).

(4)

حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي أبو أسامة مشهور بكنيته ثقة ثبت ربما دلس ع. نفس المصدر (رقم 1487).

(5)

هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي ثقة فقيه ربما دلس ع. المصدر السابق (رقم 7302).

(6)

عباد بن حمزة بن عبد اللَّه بن الزبير الأسدي ثقة بخ م س. المصدر السابق (رقم 3125).

(7)

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة (رقم 29331) وعنه مسلم (2444/ 85) وغيرهما.

(8)

هو أبو الفتح محمد بن عبد الرحيم القرشي، ابن النَّشْو، وكثيرا ما يروي عنه المؤلف تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 65).

(9)

يوسف بن محمود بن الحسين بن الحسن بن أحمد، شمس الدين أبو يعقوب الساوي الأصل الدمشقي المولد، المصري الصوفي، ويعرف بابن المخلص، طال عمره وشاع ذكره، توفي سنة 647 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 588).

(10)

أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد بن عباد المحدث، أبو سهل القطان كان صدوقا أديبا شاعرا راوية للأدب عن ثعلب والمبرد، وكان يميل إلى التشيع، توفي سنة 350 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (6/ 194) التاريخ للذهبي (6/ 886).

(11)

محمد بن غالب بن حرب أبو جعفر الضبي التمار المعروف بالتمتام. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 84).

(12)

عبد اللَّه بن رجاء بن عمر الغُدَاني بصري صدوق يهم قليلا خ خد س ق. التقريب لابن حجر (رقم 3312).

(13)

حرب بن شداد اليشكري أبو الخطاب البصري ثقة خ م د ت س. نفس المصدر (رقم 1165).

ص: 459

اللَّه تعالى أن يأتي المؤمن ما حرم اللَّه". رواه مسلم: عن محمد بن المثنى، عن أبي داود، عن حرب. فوقع لنا عاليًا بدرجتين

(1)

.

184 -

أخبرنا ابن أبي الهيجاء، انبأنا البكري، أنبأنا أبو روح، أنبأنا زاهر، أنبأنا أبو نصر بن موسى

(2)

، حدثنا السيد أبو الحسن الحسني

(3)

، حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن الحسن بن الشرقي النصر أبادي

(4)

، حدثنا عبد اللَّه بن هاشم

(5)

، حدثنا يحيى بن سعيد

(6)

، عن شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن يغار، واللَّه أشد غيرة"

(7)

.

رُويَ من حديث سعد بن عبادة. وهو عندنا في التاسع من حديث الحمامي.

185 -

أخبرنا الحاكم سليمان، أنبأنا أبو عبد اللَّه الحافظ، أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا عبد اللَّه بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب

(8)

، حدثنا أبو داود، حدثنا حرب بن شداد، عن ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه يغار، وإن المؤمن يغار،

(1)

أخرجه البخاري (5223) عن موسى بن إسماعيل، عن همام. وعن أبي نعيم، عن شيبان، كلاهما عن يحيى به مثله.

وأخرجه الطيالسي (رقم 2479) ومسلم (2761) عن يحيى عنه، ورواه غيرهم.

(2)

الشيخ العالم الصالح العدل المسند عبد الرحمن بن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين بن موسى، أبو نصر النيسابوري المزكي التاجر، كان ثقة صالحا مكثرا، توفي سنة 468 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 355) والتاريخ له (14/ 588).

(3)

محمد بن الحسين بن داود بن علي، السيد أبو الحسن العلوي الحسني النيسابوري، ذو الهمة العالية، والعبادة الظاهرة، توفي سنة 401 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 98) والتاريخ له (9/ 36).

(4)

المحدث المعمر عبد اللَّه بن محمد بن الحسن، أبو محمد ابن الشرقي، كان أوحد وقته في علم الطب، سماعاته صحيحة من مثل الذهلي وطبقته، توفي سنة 401 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 39 - 40) والتاريخ له (7/ 551) والميزان (2/ 494).

(5)

عبد اللَّه بن هاشم بن حيان العبدي أبو عبد الرحمن الطوسي ثقة صاحب حديث م. التقريب لابن حجر (رقم 3675).

(6)

هو الإمام يحيى بن سعيد القطان.

(7)

أخرجه مسلم (رقم 2761/ 38) وأبو عوانة كما في إتحاف المهرة (15/ 296) والإمام أحمد (رقم 7210، 7994، 9642) وغيرهم.

(8)

يونس بن حبيب بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن عمر بن قيس بن أبي مسلم الماصر، أبو بشر العجلي الأصبهاني، مقرئ عدل ضابط ثقة، توفي سنة 267 هـ. انظر: الجرح والتعديل للرازي (9/ 237) والتقييد لابن نقطة (ص 488).

ص: 460

وغيرة اللَّه عز وجل أن يأتي المؤمن ما حرم عليه". رواه الإمام أحمد عن أبي داود. ورواه مسلم عن أبي موسى

(1)

، عن أبي داود

(2)

. وهو عندنا آخر المسند عن أبي هريرة في تتمة شيخنا يحيى بن سعد

(3)

.

186 -

أخبرنا محمد بن رزين بن عثمان بن مشرق

(4)

، أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الغني الفقيه

(5)

، أنبأنا زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي

(6)

، أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، أنبأنا أبو عمر وهو حمدان

(7)

، أنبأنا أبو يعلى هو الموصلي، حدثنا أبو خيثمة

(8)

، حدثنا محمد بن فضيل

(9)

، حدثنا الأعمش، عن مالك بن الحارث

(10)

، عن عبد الرحمن بن يزيد

(11)

قال: قال عبد اللَّه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس أحد أحب إليه المدح من اللَّه؛ من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من اللَّه؛ من أجل ذلك حرم الفواحش، وليس أحد أحب إليه العذر من اللَّه؛ من أجله أنزل الكتاب والرسل". رواه مسلم: عن أبي خيثمة

(12)

. فوافقناه فيه بعلو.

(1)

هو محمد بن المثنى بن عبيد العنزي أبو موسى البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(2)

أخرجه الطيالسي (رقم 2479) والمؤلف من طريقه كما هنا. أخرجه الإمام أحمد (رقم 1073) عن الطيالسي به مثله. ومسلم (رقم 2761) عن ابن المثنى، عن الطيالسي به مثله وقد سبق تخريجه.

(3)

يحيى بن محمد بن سعد بن عبد اللَّه بن سعد بن مفلح بن هبة اللَّه ابن نمير المقدسي سعد الدين أبو زكريا بن الصاحب الأديب البليغ شرف الدين الحنبلي ويسمى أيضًا سعدا، تفرّد في وقته وروى الكثير على سداد وخير، وتواضع وحضور ذهن، وحسن خلق، توفي سنة 721 هـ. انظر: العبر للذهبي (4/ 62 - 63) وأعيان العصر للصفدي (5/ 577) وذيل التقييد للفاسي (2/ 306).

(4)

محمد بن أبي بكر بن عثمان بن مشرق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(5)

شيخ الحنابلة تقي الدين أبو العباس أحمد ابن المحدث عز الدين محمد ابن الحافظ عبد الغني المقدسي الصالحي، لزم جده لأمه الشيخ موفق الدين حتى برع وحفظ الكافي له ودرس وأفتى، وتخرج به الفقهاء، ولم يكن في المقادسة في وقته أعلم منه بالمذهب، توفي سنة 643 هـ. انظر: السير الذهبي (23/ 212) والوافي بالوفيات للصفدي (8/ 38).

(6)

زاهر بن أحمد بن حامد بن محمود أبو المجد بن أبي طاهر بن أبي غانم الثقفي الأصبهاني، كان شيخا صالحا أضر على كبر وكان صبورا للطلبة مكرما لهم توفي سنة 607 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 273).

(7)

محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد اللَّه بن سنان أبو عمرو الخيري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(8)

زهير بن حرب بن شداد أبو خثيمة النسائي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 131).

(9)

محمد بن فضيل بن غَزوان الضبي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 7).

(10)

مالك بن الحارث السلمي الرقي ويقال الكوفي ثقة بخ م د س. التقريب لابن حجر (رقم 6430).

(11)

عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي أبو بكر الكوفي ثقة ع. نفس المصدر (رقم 4043).

(12)

أخرجه مسلم (رقم 2760/ 35).

ص: 461

ورُوي: "ليس أغير من اللَّه". أسماء بنت أبي بكر

(1)

. وهو عندنا في جزء ابن علم

(2)

.

وفي الباب عن المغيرة، وأبي الدرداء، من رواية أم الدرداء عنه.

187 -

حدثني عيسى بن محمد بن شاور السلمي

(3)

، أنبأنا يوسف الغسولي

(4)

، أنبأنا موسى بن عبد القادر

(5)

، أخبرنا سعيد بن أحمد بن البنا

(6)

، أخبرنا أبو نصر الزينبي

(7)

، أخبرنا أبو بكر بن زنبور

(8)

، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا عيسى بن حماد زغبة

(9)

، أخبرنا الليث، عن هشام، عن عروة، عن عائشة -فذكر حديث الكسوف- ثم قال: وقالت أسماء: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس من أحد أغير من اللَّه أن يزني عبده أو تزني أمته"

(10)

.

(1)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 21) عنها بلفظ: "ليس شيء أغير من اللَّه".

(2)

محمد بن عبد اللَّه بن عمرويه أبو عبد اللَّه، ويقال: أبو بكر الصفار، ويعرف بابن علم، قال الخطيب: جميع ما عنده جزء عن المذكورين، ولم أسمع أحدا يقول فيه إلا خيرا، له جزءٌ مشهور، توفي سنة 349 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (3/ 479) والتاريخ للذهبي (7/ 881).

(3)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(4)

يوسف بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن إسماعيل بن عمر بن عبد المجيد، المسند، المعمر، بقية الرواة، أبو علي الغولية، المرجي ثم الصالحي، المعروف بابن غالية، كان شيخا ساكنا، فقيرا، متعففا، وكان حجّارًا، توفي سنة 700 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 962).

(5)

موسى بن عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، ابن الشيخ الإمام أبي محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، ثم البغدادي، الحنبلي، الشيخ المسند ضياء الدين أبو نصر نزيل دمشق، توفي سنة 618 هـ. انظر: السير للذهبي (22/ 150).

(6)

أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن البنا البغدادي الحنبلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 102).

(7)

محمد بن محمد بن علي بن الحسن، أبو نصر الهاشمي العباسي الزينبي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(8)

أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن محمد بن زنبور الوراق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 102).

(9)

عيسى بن حماد بن مسلم التجيبي أبو موسى الأنصاري لقبه محبة وهو لقب أبيه أيضًا ثقة من العاشرة مات سنة ثمان وأربعين وقد جاوز التسعين وهو آخر من حدث عن الليث من الثقات م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5291).

(10)

لم أجد من أخرجه غير المؤلف، وإسناده صحيح رواته ثقات على شرط الشيخين ما عدا شيخ ابن أبي داود عيسى بن حماد وهو من رجال مسلم.

ص: 462

‌36 - باب الغضب.

188 -

وبهذا الإسناد: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا محمد خازم، حدثنا الأعمش، عن شقيق

(1)

، عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي اللَّه وهو عليه غضبان". قال الأشعث: فيَّ واللَّه، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني، فقدمته إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول اللَّه:"ألك بينة؟ " قال: قلت: لا، قال لليهودي:"احلف" قال: فقلت: يا رسول اللَّه إذًا يحلف فيذهب بمالي، فأنزل اللَّه عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77].

رواه البخاري: عن محمد، عن أبي معاوية. ورواه مسلم: عن ابن نمير، عنه

(2)

.

189 -

أخبرنا ابن أبي طالب

(3)

وابن عبد الدائم وغيرهما قالوا: أنبأنا ابن الزبيدي، أنبأنا أبو الوقت، أنبأنا الداودي

(4)

، أنبأنا الحموي، أنبأنا الفربري، حدثنا البخاري، حدثنا عمر بن حفص بن غياث

(5)

، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد اللَّه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من أحد أغير من اللَّه، من أجل ذلك حرم الفواحش، وما أحد أحب إليه المدح من اللَّه عز وجل".

وهو في مسند الطيالسي: لشعبة، عن عمرو بن مرة

(6)

، عن أبي وائل. والحلية

(7)

: في ترجمة منصور بن المعتمر

(8)

، عن شقيق أبي وائل.

وقال هاشم بن مرثد الطبراني

(9)

: سمعت يحيى -وهو ابن معين- يقول: وسُئل عن حديث وكيع، عبد اللَّه بن مسعود:"إن اللَّه يغار"؟ قال: "حدثنا وكيع. ولم يرفعه وكيع".

(1)

شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي ثقة مخضرم ع. التقريب لابن حجر (رقم 2816).

(2)

أخرجه البخاري (رقم 5220، 7403) والمؤلف من طريقه كما هنا وأخرجه مسلم (رقم 138/ 220).

(3)

الحجار ابن الشحنة أحمد بن أبي طالب بن نعمة الدير مقرني ثم الصالحي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(4)

عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود الداودي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(5)

عمر بن حفص بن غياث بن طلق الكوفي ثقة ربها وهم خ م د ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 111).

(6)

عمرو بن مرة بن عبد اللَّه بن طارق الجَمَلي ثقة عابد كان لا يدلس ورمي بالإرجاء ع. التقريب لابن حجر (رقم 5112).

(7)

أخرجه البخاري (رقم 2416، 2666) والطيالسي (رقم 264) وأبو نعيم في الحلية (5/ 43). ولعل مناسبة الحديث للباب أن اللَّه يغضب على من انتهك الحرمات.

(8)

منصور بن المعتمر بن عبد اللَّه السلمي أبو عتَّاب الكوفي ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 6908).

(9)

هاشم بن مرثد بن سليمان بن عبد الصمد بن عبدربه بن أيوب بن موهوب الطبراني، أبو سعيد الطيالسي مولى بني العباس، محدث طبرية، روى عن: آدم بن أبي إياس، وصفوان بن صالح، ومحمد بن إسماعيل بن عياش، ويحيى بن معين، والمعافي بن سليمان الرسعني. وعنه: سليمان الطبراني وهو من قدماء شيوخه، ويحيى بن زكريا النيسابوري، وابنه سعيد بن هاشم، وآخرون، قال ابن معين: ليس بشيء. =

ص: 463

‌37 - بابٌ

(1)

.

190 -

أخبرنا ابن مُشرق، أنبأنا أحمد، أنبأنا زاهر، أنبأنا زاهر، أنبأنا الكنجروذي، أنبأنا أبو عمرو

(2)

، أنبأنا أبو يعلى، حدثنا أبو موسى

(3)

، حدثنا محمد بن جعفر

(4)

، حدثنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت أنسًا قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي إلا قد أنذر أمته الدجال الأعور، إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر"

(5)

. المتواتر: "وإن ربكم ليس بأعور".

رواه مسلم: عن أبي موسى. فوافقناه بعلو. ورواه البخاري

(6)

: لشعبة.

تابعه عن أنس: حميد، وشعيب بن الحَبْحَابِ

(7)

. ورُويَ هذا الحديث عن: عبادة بن الصامت، لجُنادة

(8)

عنه

(9)

.

= وقال الخليلي: ثقة لكنه صاحب غرائب. توفي سنة 278 هـ. انظر: الإرشاد للخليلي (2/ 484) وتاريخ دمشق لابن عساكر (73/ 342) والسير للذهبي (13/ 270) والتاريخ له (6/ 635). ولم أجده فيها بين يدي من المصادر، ولعله في تاريخ هاشم بن مرثد الطبراني وهو مفقود، وله أيضًا سؤالات في الجرح والتعديل لأبي زرعة الرازي، منها نسخة مخطوطة في مكتبة السلطان أحمد الثالث مجموع (رقم 624). انظر: أبي زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية (2/ 275) لسعدي بن مهدي الهاشمي.

(1)

يتضمن هذا الباب إثبات صفة العين للَّه تعالى كما يليق بجلاله وعظمته. ولذلك ذكر البخاري حديث الباب في صحيحه في باب قول اللَّه تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39].

(2)

محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد اللَّه بن سنان أبو عمرو الحيري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(3)

هو محمد بن المثنى بن عبيد العنزي أبو موسى البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(4)

محمد بن جعفر الهذلي البصري المعروف بغندر ثقة صحيح الكتاب إلا أن فيه غفلة ع. التقريب لابن حجر (رقم 5787).

(5)

أخرجه أبو يعلى (رقم 3017) والمؤلف من طريقه كما هنا.

(6)

أخرجه البخاري (رقم 7408) ومسلم (رقم 2933/ 101).

(7)

أخرجه عن حميد، عن أنس به. الإمام أحمد (رقم 12145). وأخرجه الإمام أحمد (رقم 13206) وحنبل في الفتن (رقم 16) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 104) وابن منده في الإيمان (رقم 1054).

وأخرجه عن حميد وشعيب كليهما عن أنس به مرفوعا. الإمام أحمد (رقم 13385) وابنه عبد اللَّه في السنة (رقم 1002، 1233).

(8)

جُنَادة بن أبي أمية الأزدي أبو عبد اللَّه الشامي يقال اسم أبيه كبير مختلف في صحبته فقال العجلي تابعي ثقة، والحق أنها اثنان صحابي وتابعي، متفقان في الاسم وكنية الأب،، ورواية جنادة الأزدي عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن النسائي، ورواية جنادة بن أبي أمية عن عبادة في الكتب الستة ع. التقريب لابن حجر (رقم 973).

(9)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 22764) وأبو داود (رقم 4320) والنسائي في الكبرى (رقم 7716) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1007) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 428) والطبراني في مسند الشاميين (رقم 1157) وأبو نعيم في الحلية (5/ 175، 221)(9/ 235) والشاشي (رقم 1226) والخولاني في تاريخ داريا (ص 59) وابن مندة في التوحيد (رقم 434) واللالكائي في شرح أصول =

ص: 464

وحذيفة بن أَسِيد

(1)

، لأبي الطفيل

(2)

عنه

(3)

. وابن عمر، لنافع عنه

(4)

.

وابن عباس، لعكرمة عنه

(5)

. وعائشة، لأبي صالح السمَّان عنها

(6)

. وعبد اللَّه بن عمرو

(7)

.

= الاعتقاد (رقم 848) والضياء في المختارة (رقم 320، 321) وقال: "إسناده صحيح". وقال الألباني في ظلال الجنة (1/ 186): "إسناده جيد، رجاله ثقات، قد صرح بقية بالتحديث".

(1)

حذيفة بن أَسِيد بفتح الهمزة الغفاري أبو ريحة صحابي من أصحاب الشجرة م 4. التقريب لابن حجر (رقم 1154).

(2)

عامر بن واثلة بن عبد اللَّه بن عمرو بن جحش الليثي أبو الطفيل وربما سمي عمرا ولد عام أحد ورأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبي بكر فمن بعده وهو آخر من مات من الصحابة قاله مسلم وغيره ع. التقريب لابن حجر (رقم 3111).

(3)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 995) والحاكم (رقم 8612) وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم. وأخرجه وعبد الغني المقدسي في أخبار الدجال (رقم 4) مختصرًا.

(4)

أخرجه البخاري (رقم 3439، 7127، 7407) ومسلم (رقم 169/ 274) والإمام أحمد (رقم 4804، 4948، 6144) والترمذي رقم 2241) وعبد الرزاق (رقم 20820) وابن أبي شيبة (رقم 37456) والدارمي في الرد على المريسي (1/ 328) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 988، 1000، 1011، 1014) وابن منده في الإيمان (رقم 731، 1042، 1043، 1044، 1045).

وأخرجه ابن حبان (رقم 6780) وابن مندة في التوحيد (رقم 420) عن وهب بن كيسان، عن ابن عمر.

وأخرجه البخاري (رقم 3057) ومسلم (رقم 169) الإمام أحمد (رقم 6365) وأبو داود (رقم 4757) والترمذي (رقم 2235) والدارمي في الرد على المريسي (1/ 327) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 958) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1236) والطبراني في مسند الشاميين (رقم 3145) وابن حبان (رقم 6785) وابن منده في الإيمان (رقم 1041) والخطيب في تاريخه (8/ 73) عن سالم، عن ابن عمر.

(5)

أخرجه الطيالسي (رقم 2800، 337) والإمام أحمد (رقم 2148، 2852) وابن أبي شيبة (رقم 37470) وحنبل في الفتن (رقم 2) والدارمي في الرد على المريسي (1/ 329) والطبراني في الكبير (رقم 11712، 11713) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1013) وابن حبان (رقم 6796) وابن مندة في التوحيد (رقم 422) وعبد الغني المقدسي في أخبار الدجال (رقم 66، 69) والضياء في المختارة (12/ 79 رقم 88، 89، 90).

(6)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 24467، 25089) وابن أبي شيبة (رقم 37474) وابن راهويه (رقم 1170) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 996، 1148، 1448) وابن حبان (رقم 6822) والحارث في مسنده (رقم 785) وابن منده في الإيمان (رقم 1055، 11056، 1067) وعبد الغني المقدسي في أخبار الدجال (رقم 95).

(7)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 14292) ومن طريقه عبد الغني المقدسي في أخبار الدجال (رقم 101) وقال: حديث غريب. والضياء في فضائل بيت المقدس (رقم 34) قال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم. المجمع (7/ 350).

ص: 465

وأم سلمة، لعروة بن الزبير عنها

(1)

. وجابر، للشعبي، وزيد بن أسلم عنه

(2)

. وسلمة بن الأكوع

(3)

.

وأبي أمامة الباهلي، لعمرو بن عبد اللَّه الخضرمي

(4)

عنه

(5)

. وأبي سعيد الخدري، لأبي الوَدَّاك

(6)

عنه

(7)

.

وعلي

(8)

. وسعد بن أبي وقاص، لابنه عامر

(9)

عنه

(10)

.

(1)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 569) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 103) وعبد الغني المقدسي في أخبار الدجال (رقم 102) وقال: "هذا حديث جيد الإسناد ضيق المخرج لا يعرف إلا من هذا الوجه".

(2)

أخرجه عن الشعبي، عن جابر. ابن أبي شيبة (رقم 37455) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1006) والبزار كما في الكشف (رقم 3380) وأبو نعيم في الحلية (4/ 334) وقال: غريب من حديث الشعبي، تفرد به عمر بن إسماعيل عن أبيه، عن مجالد. وقال الهيثمي: رواه البزار، وفيه مجالد بن سعيد وقد ضعفه الجمهور وفيه توثيق. المجمع (7/ 347).

وأخرجه الإمام أحمد (رقم 14112، 14954) عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1005) والحاكم (رقم 64) وابن مندة في التوحيد (رقم 421) عن زيد بن أسلم، عن جابر.

وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 102) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 5694) والحاكم (رقم 8613) عن أبي الزبير، عن جابر. وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" وقال الذهبي: "على شرط مسلم".

(3)

لم أجده فيما بين يدي من المصادر.

(4)

عمرو بن عبد اللَّه السيباني الحضرمي الحمصي مقبول د. التقريب لابن حجر (رقم 5068).

(5)

أخرجه مطولًا ابن ماجه (رقم 4077) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 391) وابن خزيمة في التوحيد (2/ 459) والآجري في الشريعة (رقم 881، 882) والدارقطني في الرؤية (رقم 67، 68) وتمام في فوائده (رقم 267) وقوام السنة في الحجة (رقم 453) وعبد الغني المقدسي في أخبار الدجال (رقم 99، 100). وقال الألباني في ضلال الجنة (1/ 171): "إسناده ضعيف رجاله كلهم ثقات غير عمرو بن عبد اللَّه الحضرمي لم يوثقه غير ابن حبان، ولي رسالة في تخريج هذا الحديث وتحقيق الكلام على فقراته التي وجدت لأكثرها شواهد نقويها". وأخرجه مختصرًا عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1008) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 429). وقال الألباني في ضلال الجنة (1/ 171): "حديث صحيح رجال ثقات غير أن عمرو بن عبد اللَّه الحضرمي ما روى عنه سوى السيباني هذا وهو يحيى بن أبي عمرو ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي.".

(6)

جبر بن نَوف الهمْداني البكالي أبو الوَدَّاك كوفي صدوق يهم من الرابعة م د ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 894).

(7)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 11752) وابن أبي شيبة (رقم 37465) والحاكم (رقم 4168) مختصرًا. وقال الذهبي: مجالد ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (7/ 346): "فيه مجالد بن سعيد، وثقه النسائي في رواية، وقال في أخرى: ليس بالقوي. وضعفه جماعة".

(8)

لم أجده فيما بين يدي من المصادر.

(9)

عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3089).

(10)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 1526، 1578) وابن راهويه (رقم: 725) وابن أبي شيبة (رقم 37457) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1018) والشاشي (رقم 103) والبزار (رقم 1108) والداني في السنن الواردة في الفتن (رقم 644) والضياء في المختارة (3/ 191 رقم 985، 986) وقال: "إسناده حسن".

ص: 466

وأسماء بنت يزيد

(1)

، لشَهرٍ

(2)

عنها

(3)

.

وفاطمة بنت قيس

(4)

، للشعبي عنها

(5)

.

وأبي عبيدة بن الجراح، لعبد اللَّه بن سراقة

(6)

عنه.

ومعاذ، لجنادة ابن أبي أمية عنه

(7)

.

وأبي هريرة

(8)

. وعقبة بن عامر

(9)

. وعبيد بن عمير

(10)

أرسله

(11)

.

والحسن البصري أرسله

(12)

.

وعن علي قوله

(13)

.

(1)

أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية تكنى أم سلمة ويقال أم عامر صحابية بخ 4. التقريب لابن حجر (رقم 8532).

(2)

شهر بن حوشب الأشعري مولى أسماء بنت يزيد صدوق كثير الإرسال والأوهام بخ م 4. نفس المصدر (رقم 2830).

(3)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 27580) وابن راهويه (رقم 2291) وحنبل في الفتن (رقم 4) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1010، 1017) والحارث في مسنده (رقم 783) وعبد الغني المقدسي في أخبار الدجال (رقم 56).

(4)

فاطمة بنت قيس بن خالد الفهرية أخت الضحاك صحابية مشهورة ع. التقريب لابن حجر (رقم 8655).

(5)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1018).

(6)

عبد اللَّه بن سراقة الأزدي البصري وثقه العجلي وقال البخاري: لا يعرف له سماع من أبي عبيدة د ت. التقريب لابن حجر (رقم 3343).

(7)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 113) وفي الأوسط (رقم 195) وقال: لا يروى هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به: يحيى بن بكير. وأيضًا (رقم 9351) وقال: لم يرو هذا الحديث عن خنيس بن عامر إلا يحيى بن بكير. وأخرجه عبد الغني المقدسي في أخبار الدجال رقم 85) وقال: "إسناده جيد تفرد به خنيس وما علمت في خنيس جرحة".

(8)

أخرجه الدارمي في الرد على المريسي (1/ 332).

(9)

لم أجده فيما بين يدي من المصادر.

(10)

عبيد بن عمير بن قتادة الليثي أبو عاصم المكي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قاله مسلم وعده غيره في كبار التابعين وكان قاص أهل مكة مجمع على ثقته مات قبل ابن عمر ع. التقريب لابن حجر (رقم 4385).

(11)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1001) ومسدد في مسنده كما في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (رقم 7645).

(12)

لم أجده فيما بين يدي من المصادر.

(13)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1234).

ص: 467

‌38 - بابٌ

(1)

.

191 -

أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أنبأنا سالم بن صصري

(2)

، أنبأنا نصرُ اللَّه بن عبد الرحمن

(3)

، أنبأنا أبو علي بن نَبْهَانَ

(4)

، أنبأنا أبو علي بن شاذان

(5)

، أنبأنا أبو عمرو بن السماك

(6)

، حدثنا يحيى هو بن جعفر بن الزبرقان

(7)

، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن جرير بن عبد اللَّه قال: نظر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر فقال: "ترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر لا تُضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل أن تغرب". رواه البخاري ومسلم

(8)

.

192 -

وبهذا الإسناد إلى ابن السمَّاك، حدثنا يحيى بن جعفر، أنبأنا حماد بن مسعدة

(9)

، أنبأنا يونس

(1)

يتضمن هذا الباب إثبات رؤية للَّه تعالى في الدار الآخرة رؤية حقيقية عيانًا بالأبصار.

(2)

سالم بن الحسن بن هبة اللَّه بن محفوظ بن صصري، التغلبي الدمشقي أبو المرجا، وأبو الغنائم بن الحافظ أبي المواهب بن أبي الغنائم من بيت الحديث والعدالة بدمشق، شيخ حسن من المعدلين وأمناء القضاء بدمشق، شهد على القضاة وله عشرون سنة، توفي سنة 637 هـ. انظر: بغية الطلب (9/ 4103) والسير للذهبي (23/ 60) والتاريخ له (14/ 238).

(3)

الشيخ الصالح المعمر مسند بغداد في وقته نصر اللَّه بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الشيباني، أبو السعادات بن أبي منصور بن أبي غالب القزاز يعرف بابن زُريق من بيت الحديث، كان ثقة صحيح السماع، انتهى إليه على الإسناد، توفي سنة 583 هـ. انظر: السير للذهبي (21/ 132) والتاريخ له (12/ 767).

(4)

الشيخ الكبير العالم المعمر مسند وقته أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن سعيد بن نبهان البغدادي الكرخي الكاتب، شيخ عالم، فاضل مسن، من ذوي الهيئات، كان فيه تشيع، وكان سماعه صحيحا، وهو آخر من روى عن ابن شاذان، عُمِّرَ دهرا طويلا، وألحق الصغار بالكبار، ولم يكن سماعه كثيرا، توفي سنة 511 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 255) والتاريخ له (11/ 179).

(5)

أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 157).

(6)

عثمان بن أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد، أبو عمرو الدقاق، المعروف بابن السماك، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 18).

(7)

الإمام المحدث العالم يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد اللَّه بن الزبرقان، يقال مولى العباس بن عبد المطلب عتاقة، وكنية يحيى أبو بكر، قال أبو حاتم الرازي: محله الصدق. وقال البرقاني: أمرني الدارقطني أن أخرج له في الصحيح. وقال موسى بن هارون: أشهد على يحيى بن أبي طالب أنه يكذب. قال الذهبي: يريد في كلامه لا في الرواية. وقال الدارقطني: لا بأس به عندي، ولم يطعن فيه أحد بحجة. توفي سنة 275 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (16/ 323) والسير الذهبي (12/ 619) والتاريخ له (6/ 638).

(8)

أخرجه البخاري (رقم 573، 554، 4851، 7434) ومسلم (رقم 633/ 211) وسبق تخريجه انظر الحديث (رقم 13).

(9)

حماد بن مسعدة التميمي أبو سعيد البصري ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 1505).

ص: 468

ابن أبي إسحاق

(1)

، عن أبيه

(2)

، عن عامر بن سعد البجلي

(3)

، عن أبي بكر الصديق في قوله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس 26] قال: " {الْحُسْنَى} الجنة، و"الزيادة" النظر إلى وجه ربهم"

(4)

.

193 -

وبه إليه: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا وكيع بن الجراح، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير:{وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى} [ص: 40] قال: "ذكر الدنو منه يوم القيامة حتى ذكر أنه ليمس بعضه"

(5)

.

194 -

وذكر القاضي أبو يعلى ما ذكره أبو محمد الحسن بن محمد الحلان، وسمعه منه: عن ابن سيرين في قوله عز وجل: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)} [ص] قال: "إن اللَّه يقرب داود حتى يضع يده على فخذه، يقول: "أدن منا أزلفت لدينا"

(6)

.

(1)

يونس بن أبي إسحاق السبيعي أبو إسرائيل الكوفي صدوق يهم قليلا ر م 4. نفس المصدر (رقم 7899).

(2)

عمرو بن عبد اللَّه بن عبيد أبو إسحاق السَّبيعي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4).

(3)

عامر بن سعد البجلي مقبول م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 3090).

(4)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 471) وابن أخي ميمي في فوائده (رقم 192) وابن منده في الرد على الجهمية (ص 51) وابن أبي زمنين في أصول السنة (رقم 54) وابن النحاس في الرؤية (رقم 14) واللالكائي في الاعتقاد (رقم 790) وإسناده حسن، لكن قال المزي بأن عامر لم يسمع من أبي بكر وأن روايته عنه مرسله. انظر تهذيب الكمال (14/ 23) وتحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل لأبي زرعة العراقي (ص 163). والواسطة بينهما هو: سعيد بن نمران بن نمران الناعطي الهمداني، كان من أصحاب علي بن أبي طالب وضمه إلى عبيد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب حين ولاء اليمن. شهد اليرموك وكان في الجيش الذي أمد به أهل القادسية وحدث عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وكان كاتبا لعلي بن أبي طالب، ولما قدم علي الكوفة ولي سعيد بن نمران الهمداني، ثم عزله، وفي أيام ابن الزبير أراد مصعب أن يولي سعيد بن نمران فكتب إليه عبد اللَّه بن الزبير: لا توله؛ فإنه من أصحاب ابن أبي طالب. ذكره البخاري وأبو حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلًا، ووثقه ابن حبان، وقال الذهبي: مجهول. وتبعه ابن حجر. انظر: الطبقات لابن سعد (6/ 84) والتاريخ الكبير للبخاري (3/ 517) والجرح والتعديل للرازي (4/ 68) والثقات لابن حبان (رقم 2948) وتاريخ ابن أبي خيثمة (3/ 150) وأخبار القضاة لوكيع (2/ 369) وتاريخ دمشق لابن عساكر (21/ 313) والميزان للذهبي (2/ 161) والإصابة لابن حجر (3/ 212). وأخرجه موصولا الطبري في تفسيره (12/ 156، 161) والدارمي في الرد على المريسي (2/ 714) وإسناده حسن.

(5)

أخرجه سفيان الثوري في تفسيره (ص 258) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه ابن أبي شيبة (رقم 31653) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1085، 1086، 1087، 1165، 1180، 1181) والحلال في السنة (رقم 320) وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/ 298).

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 694) من طريق: ابن فضيل، عن الليث، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير. قال الألباني في ظلال الجثة (ص 305):"إسناده ضعيف مقطوع، الليث هو ابن أبي سليل وكان اختلط".

(6)

ذكره القاضي أبو يعلى في إيطال التأويلات (1/ 206) وهو ضعيف جدًا، فليس له إسناد، ثم إنه موقوف على ابن سيرين ولم يرفعه وهذا مما يزيده وهنا.

ص: 469

195 -

وذكر القاضي عن مجاهد: "إذا كان يوم القيامة يذكر داود ذنبه، فيقول اللَّه له: "كن أمامي" فيقول: رب ذنبي، فيقول: "كن خلفي" فيقول: رب ذنبي، فيقول اللَّه له: "خذ بقدمي"

(1)

.

ورواه المرُّوذي

(2)

عن مجاهد، وعن ابن عباس.

196 -

وذكر القاضي عن عكرمة: "إن اللَّه إذا أراد أن يخوف عباده أبدى عَن بعضه إِلَى الأرض، فعند ذلك تزلزلت، وإذا أراد أن يدمر على قوم تجلَّى لَهَا"

(3)

. ورُويَ عن عكرمة، عن ابن عباس. وهو عندنا في ثالث السنة للطبراني

(4)

197 -

وفي الترمذي من حديث عطية

(5)

، عن أبي سعيد:"إن أحب الناس إلى اللَّه يوم القيامة وأدناهم منه مجلسًا" الحديث

(6)

.

(1)

ذكره القاضي أبو يعلى بدون إسناد في إبطال التأويلات (1/ 206) وهو ضعيف جدًا، ومجاهد ممن كان يروي الإسرائيليات، وهذه منها. وقد أخرج ابن عساكر بسنده إلى أبي بكر بن عياش قال: قلت للأعمش: "ما هم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب". تاريخ دمشق (57/ 29). وذكر القرطبي في تفسيره (15/ 187) رواية أخرى عن مجاهد أخرجها الحكيم الترمذي قال: حدثنا الفضل بن محمد قال: حدثنا عبد الملك بن الأصبغ قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الفزاري، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن مجاهد:"يبعث داود يوم القيامة وخطيئته منقوشة في يده: فإذا رأى أهوال يوم القيامة لم يجد منها محرزا إلا أن يلجأ إلى رحمة اللَّه تعالى، قال: ثم يرى خطيئته فيقلق فيقال له: هاهنا، ثم يرى فيقلق فيقال: له هاهنا، ثم يرى فيقلق فيقال: له هاهنا، حتى يقرب فيسكن". وسندها ضعيف منقطع؛ لأن عبد الملك بن أبي سليمان لم يرو عن مجاهد، وإنما يروي عن قيس بن سعد المكي عنه. انظر التهذيب للمزي (24/ 48). ثم إن لفظه فيه نكارة، فاللَّه تعالى قد غفر لداود عليه السلام في الدنيا، ولا يستقيم ذلك مع بعثه يوم القيامة ويده منقوش عليها خطيئته! وأيضًا لم يثبت أن الذنوب يوم القيامة تُنقش على الأيدي.

(2)

المروذي أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 147).

(3)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1069) عن أبيه الإمام أحمد، عن أبي المغيرة الخولاني، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة. ومن طريقه أخرجه القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/ 340) وفي سنده يحيى بن أبي كثير، وهو وإن كان ثقة فقد عُرف بالتدليس والإرسال، وقد عنعن. انظر: الضعفاء للعقيلي (4/ 423).

(4)

قال الطبراني في كتاب السنة: حدثنا حفص بن عمرو، حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي، حدثنا موسى بن أعين، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:"إذا أراد اللَّه أن يخوف عباده أيدي عن بعضه للأرض فعند ذلك تزلزلت وإذا أراد اللَّه أن يدمدم على قوم تجلى لها عز وجل". ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية مستدلًا به في الفتاوى الكبرى (6/ 409) وقال: "لفظ البعض، قد نطق به أئمة الصحابة والتابعين وتابعيهم ذاكرين وآثرين".

(5)

عطية بن سعد بن جُنادة العوفي الجدلي الكوفي أبو الحسن صدوق يخطئ كثيًرا وكان شيعيا مدلسا بخ د ت ق. التقريب (رقم 4616).

(6)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 11174، 11525) والترمذي (رقم 1329) وابن الجعد (رقم 2004) ومن طريقه البغوي في تفسيره (2/ 239) وفي شرح السنة (رقم 2472) وأخرجه البيهقي في الكبرى (رقم 20169) وفي الشعب (رقم 6981) والطيوري في الطيوريات =

ص: 470

198 -

أخبرتنا فقهاء

(1)

، أنبأنا الكَاشْغَرِيُّ

(2)

، أنبأنا أبو المظفر الكاغَدِي

(3)

، أنبأنا المبارك بن الطيوري، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا عثمان بن السماك، حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان، أخبرنا علي بن عاصم

(4)

، أنبأنا خالد الحذاء

(5)

، عن أبي قلابة

(6)

، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فقوموا فصلوا كأحدث صلاة مكتوبة صليتموها، وإن اللَّه إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له"

(7)

.

= (رقم 859) والقضاعي في مسنده (رقم 1305) وقوام السنة في الترغيب والترهيب (رقم 2112) وقال الترمذي: "حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".

وأخرجه بلفظ: "أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر". أبو يعلى (رقم 1088) والطبراني في الأوسط (رقم 1595، 4633، 5196) والصغير (رقم 663) وأبو نعيم في الحلية (10/ 114) والطيوري في الطيوريات (رقم 860).

وأخرجه بلفظ: "إن أرفع الناس درجة يوم القيامة الإمام العادل، وإن أوضع الناس درجة يوم القيامة الإمام الذي ليس بعادل" أبو يعلى (رقم 1003) وقال الهيثمي في المجمع (5/ 197): "رواه الطبراني، وفيه عطية، وهو ضعيف". وقال أيضًا في المجمع (5/ 236): "رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عطية وهو ضعيف". ولم أجده عند الطبراني في الكبير وإنها في الأوسط والصغير، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 298).

(1)

ست الفقهاء بنت الإمام تقي الدين إبراهيم بن علي الصالحية الحنبلية. تقدمت ترجمتها في الحديث (رقم 132).

(2)

الشيخ المعمر مسند العراق الكاشغري أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أُزَرْتُق التركي ثم البغدادي الزركشي، طال عمره وبعد صيته وسماعه صحيح إلا أنه عسر جدًا، يذهب إلى الاعتزال، وهو من آخر من روى حديث مالك الإمام بعلو، كان بينه وبينه خمسة أنفس، توفي سنة 645 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 149).

(3)

أحمد بن محمد بن علي بن صالح، أبو المظفر الكَاغَدِي الوراق بغدادي مشهور، وهو راوي مشيخة الفسوي، توفي سنة 563 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 292).

(4)

علي بن عاصم بن صهيب الواسطي التيمي مولاهم صدوق يخطئ ويصر ورمي بالتشيع ن د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 4758).

(5)

خالد بن مهران أبو المَنازِل البصري الحَذَّاء ثقة يرسل ع. نفس المصدر (رقم 1680).

(6)

عبد اللَّه بن زيد بن عمرو أو عامر الجرمي أبو قلابة البصري ثقة فاضل كثير الإرسال قال العجلي فيه نصب يسير من الثالثة مات بالشام هاربا من القضاء سنة أربع ومائة وقيل بعدها ع. المصدر السابق (رقم 3333).

(7)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 18365) وابن خزيمة في صحيحه (رقم 1403، 1404) وفي التوحيد (2/ 889) والدارمي في الرد على المريسي (2/ 754) والنسائي في الكبرى (رقم 1883) والحاكم (رقم 1235) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ". وسكت عنه الذهبي. وأخرجه البيهقي في الكبرى (رقم 6335).

ورواه أبو قلابة، عن قبيصة البجلي مرفوعًا. أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1078) وابن خزيمة في صحيحه (رقم 1402) والنسائي (رقم 1487) والروياني (رقم 1523) وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 342). =

ص: 471

199 -

أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه

(1)

، أنبأنا علي بن البخاري، أنبأنا أحمد بن محمد

(2)

، أنبأنا الحسن بن أحمد

(3)

، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا أبو بكر بن خلاد

(4)

، حدثنا الحسن بن علي البَرقَعِيدي

(5)

، حدثنا سلمة بن شبيب

(6)

،

= وأخرجه الكلاباذي في بحر الفوائد: (1/ 112، 262) عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير، وقبيصة بن المخارق.

قال ابن القيم في لفظةِ: "وإن اللَّه إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له": "اسنادها لا مطعن فيه وهؤلاء كلهم ثقات حفاظ لكن لعل هذه اللفظة مدرجة في الحديث من كلام بعض الرواة ولهذا لا توجد في سائر أحاديث الكسوف فقد رواها عن النبي بضعة عشر صحابيا عائشة أم المؤمنين وأسماء بنت أبي بكر وعلى بن أبي طالب وأبي بن كعب وأبو هريرة وعبد اللَّه بن عباس وعبد اللَّه بن عمر وجابر بن عبد اللَّه في حديثه وسمرة بن جندب وقبيصة الهلالي وعبد الرحمن بن سمرة فلم يذكر أحد منهم هذه اللفظة التي ذكرت في حديث النعمان بن بشير فمن هاهنا نخاف أن تكون أدرجت في الحديث إدراجا". انظر: مفتاح دار السعادة (2/ 213). ودعوى تفرد النعمان بن بشير مردودة فقد ورد ذلك أيضًا عن قبيصة بن مخارق الهلالي كما مر سابقًا. ومع ذلك رجح ابن القيم صحتها قائلًا: "على أن ههنا مسلكما بعيد المأخذ لطيف المنزع يتقبله العقل السليم والفطرة السليمة وهو أن كسوف الشمس والقمر وجب فيها من الخشوع والخضوع بانمحاء نورهما وانقطاعه وذلك يوجب لا محالة لهما من الخشوع والخضوع لرب العالمين وعظمته وجلاله وما يكون سبيا لتجلى الرب تبارك وتعالى لهما ولا يُستنكر ان يكون تجلى اللَّه سبحانه وتعالى لهما في وقت معين كما يدنو من أهل الموقف عشية عرفة وكما ينزل كل ليلة إلى سماء الدينا عند مضي نصف الليل فيحدث لها ذلك التجلى خشوعا آخر ليس هو الكسوف ولم يقل النبي أن اللَّه إذا تجلى لهما انكسفا ولكن اللفظة فإذا تجلى اللَّه لشيء من خلقه خشع له، فهنا خشوعان خشوع أوجبه كسوفهما بذهاب ضوئها وانمحائه فتجلى اللَّه سبحانه لهما فحدث لهما عند تجليه تعالى خشوع آخر سبب التجلي كما حدث للجبل إذ تجلى تبارك وتعالى له أن صار دكا وساخ في الأرض وهذا غاية الخشوع لكن الرب تبارك وتعالى ثبتهما لتجليه عناية بخلقه لانتظام مصالحهم بها ولو شاء سبحانه لثبت الجبل لتجليه كما ثبتهما". انظر: مفتاح دار السعادة لابن القيم (2/ 214) ومجموع الفتاوى لابن تيمية (35/ 176 - 177).

(1)

جد ابن المحب الصامت وهو الإمام المحدث أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن أبي بكر المقدسي، الإمام الزاهد الصالح بقية السلف الأخيار أبو العباس شيخ الحديث بالضيائية حدث بالكثير، توفي في ذي الحجة سنة ثلاثين وسبعمائة. انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 20 - 21) ومعجم الشيوخ الكبير له (ص 50) باختصار.

(2)

أبو المكارم أحمد بن أبي عيسى محمد بن محمد، ابن اللبان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 110).

(3)

أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مِهْرَة الحداد الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(4)

أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد بن منصور النصيبي ثم البغدادي العطار. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 40).

(5)

الحسن بن علي بن موسى بن الخليل أبو محمد الخطيب البرقعيدي، سكن نصيبين، وكان شيخًا صالحًا. وبرقعيد بلدة كبيرة من أعمال الموصل. انظر: معجم البلدان لياقوت (1/ 387 - 388) وتاريخ دمشق لابن عساكر (13/ 322).

(6)

سلمة بن شبيب المسمعي النيسابوري نزيل مكة ثقة م 4. التقريب لابن حجر (رقم 2494).

ص: 472

حدثنا عمرو بن عثمان الحراني

(1)

، حدثنا موسى بن أعين

(2)

، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:"إن اللَّه إذا أراد أن يخوف عباده أبدى عن بعضه إلى الأرض فعند ذلك تزلزل، وإذا أراد اللَّه أن يدمر على قوم تجلى لها"

(3)

.

200 -

أنبأنا سليمان بن حمزة، أنبأنا محمد بن عماد

(4)

، أنبأنا محمد بن البطي

(5)

، أخبرنا أحمد بن خيرون

(6)

، أخبرنا عبد الملك بن بشران

(7)

، أخبرنا أبو سهيل بن زياد

(8)

، حدثنا جعفر بن هاشم

(9)

، حدثنا حجاج

(10)

، حدثنا حماد

(11)

، عن يزيد الرقاشي

(12)

، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الشمس والقمر إذا رأى أحدهما من عظمة اللَّه شيئًا حاد عن مجراه فانكسف"

(13)

. قال حماد: "أقول سمعته يقول: هذا إياس بن معاوية"

(14)

. خالفه أحمد بن مهدي.

(1)

عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي مولاهم الرقي ضعيف وكان قد عمي ق. نفس المصدر (رقم 5074).

(2)

موسى بن أعين الجزري مولي قريش أبو سعيد ثقة عابد خ م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 6944).

(3)

سبق تخريجه في الحديث (رقم 196).

(4)

محمد بن عباد بن محمد بن الحسين بن عبد اللَّه بن أبي يعلى الحنبلي أبو عبد اللَّه الجزري الحراني الحنبلي التاجر، كان ثقة صدوقا عالمًا فقيها كثير المحفوظ حسن الإنصات صالحًا طال عمره وسكن بالإسكندرية ورحل الناس إليه، توفي سنة 632 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 100) والتاريخ للذهبي (14/ 86).

(5)

محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان أبو الفتح ابن البطي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 141).

(6)

أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 161).

(7)

عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران أبو القاسم الأموي مولاهم الواعظ وهو أخو أبي الحسين علي وكان الأصغر، مسند العراق في زمانه كان صدوقًا ثبتًا صالحًا، وكان يشهد قديمًا عند الحكام، ثم ترك الشهادة رغبة عنها، توفي سنة 430 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (12/ 188) والسير للذهبي (17/ 450) والتاريخ له (9/ 476).

(8)

أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن زياد بن عباد النحوي القطان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 183).

(9)

جعفر بن هاشم بن يحيى أبو يحيى العسكري، كان ثقة، توفي سنة 277 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (8/ 72) والتاريخ للذهبي (6/ 532).

(10)

حجاج بن المنهال الأنماطي أبو محمد السلمي مولاهم. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 86).

(11)

هو الإمام حماد بن سلمة بن دينار. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 10).

(12)

يزيد بن أبان الرقاشي أبو عمرو البصري القاصّ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(13)

الحديث ضعيف جدًا، لأن فيه يزيد الرقاشي القاص، وحكم الألباني عليه بالوضع في ضعيف الجامع (رقم 1473).

(14)

إياس بن معاوية بن قرة بن إياس المزني أبو واثلة البصري القاضي المشهور بالذكاء ثقة خت م. التقريب لابن حجر (رقم 592).

ص: 473

201 -

فقال أبو محمد عبد اللَّه بن جعفر بن فارس

(1)

: حدثنا أحمد بن مهدي أبو جعفر

(2)

، حدثنا الحجاج هو ابن المنهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي المهزِّم

(3)

، عن أبي هريرة أنه قال:"الشمس والقمر إذا رأى أحدهما من عظمة اللَّه شيئًا حاد عن مجراه فانكسف"

(4)

.

‌39 - باب قول اللَّه: {يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14]. وقوله عن عيسى وأمه: {كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ} [المائدة: 75].

202 -

أخبرنا عبد الرحيم بن يحيى

(5)

، أنبأنا أحمد بن المفَرِّج

(6)

، أنبأنا علي بن عساكر

(7)

، أنبأنا أبو طالب بن غيلان

(8)

، أنبأنا أبو بكر الشافعي

(9)

، حدثنا أحمد بن محمد بن الجعد

(10)

وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان

(11)

(1)

الشيخ الإمام المحدث مسند أصبهان عبد اللَّه بن جعفر بن أحمد بن فارس أبو محمد الأصبهاني، كان ثقة عابدا انتهى إليه على الإسناد، توفي سنة 346 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (8/ 72) والسير للذهبي (15/ 554) والتاريخ له (7/ 834).

(2)

الإمام القدوة العابد الحافظ المتقن أحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر الأصبهاني المدني، أحد الثقات الأثبات، توفي سنة 272 هـ. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (6/ 40) والسير للذهبي (12/ 597) والتاريخ له (6/ 501).

(3)

يزيد بن سفيان أبو المهزم التميمي البصري وقيل: اسمه عبد الرحمن بن سفيان، متروك من الثالثة د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 8397). وانظر: الكامل لابن عدي (9/ 148 - 149) والضعفاء لابن الجوزي (3/ 209) وغيرها.

(4)

الحديث واهي، لأن فيه أبا المهزم وهو متروك.

(5)

عبد الرحيم بن يحيى بن عبد الرحيم بن مفرج بن مَسْلَمَةَ القرشي الدمشقي أبو محمد القلانسي المقرئ، كان فيه خير وقناعة، توفي سنة 719 هـ .. انظر: معجم الشيوخ للذهبي (1/ 391) والوافي للصفدي (18/ 242).

(6)

الشيخ الجليل العدل المعمر مسند دمشق أحمد بن المفرج بن علي بن عبد العزيز بن مَسْلَمَةَ، رشيد الدين أبو العباس الدمشقي كان عدلا وقورا مهيبا حميد السيرة توفي سنة 719 هـ. . انظر: السير للذهبي (23/ 282) والتاريخ له (14/ 633).

(7)

هو الحافظ أبو القاسم بن عساكر. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 44).

(8)

أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البغدادي البزاز. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 137).

(9)

أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن عبدويه البزاز المعروف بالشافعي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(10)

الشيخ الثقة العالم أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد البدادي أبو بكر الوَشَّاء، قال الدارقطني: لا بأس به. توفي سنة 301 هـ. . انظر: تاريخ الخطيب (6/ 211) والسير للذهبي (14/ 148) والتاريخ له (7/ 28).

(11)

الشيخ المحدث المتقن أبو حفص عمر بن إسماعيل بن سلمة المعروف بابن أبي غيلان الثقفي البغدادي، كان ثقة، توفي سنة 309 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (13/ 72) والسير للذهبي (14/ 186) والتاريخ له (7/ 147).

ص: 474

قالا: حدثنا عبد الأعلى بن حماد

(1)

، حدثنا بشر بن منصور السليمي

(2)

، عن زهير بن محمد

(3)

، عن سهيل -زاد ابن الجعد: ابن أبي صالح-، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبي صلى الله عليه وسلم زاد ابن غيلان قال: وقالا:- فانطلقنا معه فلما طعم وغسل يده -أو قال: يديه- قال: "الحمد للَّه الذي يُطعِم ولا يُطعَم، منَّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاءٍ حسنٍ أبلانا، الحمد للَّه غير مُودَّع -زاد ابن الجعد: ربي وقالا:- ولا مُكافأ ولا مَكفورًا ولا مستغن عنه، الحمد للَّه الذي أطعم من الطعام، وسقي من الشراب، وكسى من العُريِّ، وهدى من الضلال، وبَصَّر من العمى، وفضَّل على كثير مِن خلقه تفضيلًا". زاد ابن الجعد: "الحمد للَّه رب العالمين"

(4)

.

203 -

أخبرنا عبد الرحيم بن يحيى، أنبأنا أحمد بن المفرج، أنبأنا علي بن عساكر، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدثنا أحمد بن محمد بن الجعد وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان قالا: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا بشر بن منصور السليمي، عن زهير بن محمد، عن سهيل -زاد ابن الجعد: ابن أبي صالح-، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:"دعا رجل". رواه النسائي: عن أبي عبد الرحمن زكريا بن يحيى السجزي، عن عبد الأعلى. فوقع لنا بدلًا عاليًا. وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"

(5)

.

(1)

عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي مولاهم، البصري أبو يحيى النَّرسِي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(2)

بشر بن منصور السَّليمي أبو محمد الأزدي البصري صدوق عابد زاهد م د س. التقريب لابن حجر (رقم 704).

(3)

زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 170).

(4)

أخرجه أبو بكر الشافعي في فوائده الغيلانيات (رقم 616، 1032) والمؤلف من طريقه كما هنا.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في مشيخته (رقم 42) وابن أبي الدنيا في الشكر (رقم 15) والنسائي في الكبرى (رقم 10060) والطبراني في الدعاء (رقم 896) وابن حبان كما في الموارد (رقم 1352) وابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 485) والحاكم (رقم 2003) وقال: "حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 242) والبيهقي في الدعوات الكبير (رقم 508) وفي الشعب (رقم 4067) وعبد الغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (رقم 110) وقال: "سنده حسن".

(5)

تقدم تخريجه في الحديث السابق.

ص: 475

‌40 - باب قول اللَّه: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50].

204

- أخبرنا عبد الرحيم، أنبأنا ابن مَسلمة

(1)

، أنبأنا ابن عساكر

(2)

، أنبأنا أبو القاسم هبة اللَّه بن محمد الشيباني

(3)

، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي

(4)

، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان

(5)

، حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا يحيى بن العلاء

(6)

، عن عمه شعيب بن خالد

(7)

، حدثني سِمَاك بن حرب

(8)

، عن عبد اللَّه بن عميرة

(9)

، عن عباس بن عبد المطلب قال: كنا جلوسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء، فمرت سحابة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أتدرون ما هذا؟ " قال: قلنا: السحاب، قال:"والمزن" قلنا: والمزن، قال:"والعنان" فسكتنا، فقال:"هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ " قال: قلنا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: "بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى ساء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال

(10)

بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، واللَّه تبارك وتعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه من أعيان بني آدم شيء"

(11)

.

(1)

الشيخ الجليل العدل المعمر مسند دمشق أحمد بن المفرج بن علي بن عبد العزيز بن مَسْلَمَةَ، رشيد الدين أبو العباس الدمشقي كان عدلا وقورا مهيبا حميد السيرة توفي سنة 719 هـ انظر: السير للذهبي (23/ 282) والتاريخ له (14/ 633).

(2)

هو الحافظ أبو القاسم بن عساكر. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 41).

(3)

هبة اللَّه بن محمد بن عبد الواحد، ابن الحصين، أبو القاسم الشيباني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(4)

الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد اللَّه أبو محمد الجوهري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(5)

أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبد اللَّه أبو بكر القطيعي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 51).

(6)

يحيى بن العلاء البجلي أبو عمرو أو أبو سلمة الرازي رمي بالوضع د ق. التقريب لابن حجر (رقم 7618).

(7)

شعيب بن خالد البجلي الرازي القاضي ليس به بأس د. نفس المصدر (رقم 2799).

(8)

سِماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي أبو المغيرة صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة وقد تغير بأخرة فكان ربما تلقن خت م 4. نفس المصدر (رقم 2624).

(9)

عبد اللَّه بن عَميرة كوفي مقبول من الثانية د ت ق. نفس المصدر (رقم 3514).

(10)

أوعال: أي ملائكة على صورة الأوعال، والأوعال هي تيوس الجبل. انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 207).

(11)

هذا الحديث روى من طرق خمسة وهي:

الطريق الأول: عن يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب، عن سماك، عن عبد اللَّه بن عميرة، عن العباس به. =

ص: 476

205 -

وبه إلى عبد اللَّه بن أحمد: حدثنا محمد بن الصباح البزار

(1)

ومحمد بن بكار

(2)

قالا: حدثنا الوليد بن أبي ثور

(3)

، عن سماك بن حرب، عن عبد اللَّه بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: نحوه.

= أخرجه الإمام أحمد (رقم 1770) وابن أبي شيبة في العرش (رقم 10) وأبو يعلى (رقم 6713) وابن عدي في الكامل (9/ 27) والحاكم (رقم 3137، 3428، 3849) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "قال الذهبي: "يحيى واه". والبغوي في تفسيره (8/ 210). وهذا الطريق ضعيف جدًا، وأما المتن فثابت من الطرق التي بعده.

الطريق الثاني: عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سعد الرازي، عن عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عبد اللَّه بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس به. أخرجه أبو داود (رقم 4724) والترمذي (رقم 3320) وقال:"حسن غريب". والفاكهي في أخبار مكة (رقم 1827) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 577) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 234) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 566) وابن منده في التوحيد (رقم 19) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 649). قال ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (2/ 162): "هذا حديث حسن صحيح". وقال في مختصر الصواعق (ص 433): "رواه أبو داود بإسناد جيد". وقال الذهبي في العرش (2/ 40): "رواه أبو داود بإسناد حسن وفوق الحسن".

الطريق الثالث: عن الوليد بن أبي ثور، عن سماك، عن عبد اللَّه بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس به. أخرجه ابن ماجه (رقم 193) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 234) والدارمي في الرد على الجهمية (رقم 72) وابن أبي الدنيا في المطر والرعد (رقم 2) والبزار (رقم 1310) والعقيلي في الضعفاء (2/ 284) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (رقم 295) الآجري في الشريعة (رقم 663، 664) وابن بطة في الإبانة (رقم 107) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 651) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 847).

الطريق الرابع: عن محمد بن سعيد، عن عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عبد اللَّه بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس به. أخرجه أبو داود (رقم 4724) والفاكهي في أخبار مكة (رقم 1827) وابن منده في التوحيد (رقم 42) وقال:"هذا إسناد متصل". واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 650).

الطريق الخامس: إبراهيم بن طهمان، عن سماك بن حرب، عن عبد اللَّه بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس به.

أخرجه إبراهيم بن طهمان في مشيخة (رقم 18) ومن طريقه أبو داود (رقم 4725) والآجري في الشريعة (رقم 665) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 882). أما الرد على من ضعفه باختلاف الروايات في تحديد المسافات فقال ابن حجر في الفتح (13/ 4134 - 414): "والجمع بين اختلاف هذا العدد في هاتين الروايتين أن تحمل الخمسمائة على السير البطيء كسير الماشي على هينته وتحمل السبعين على السير السريع كسير السعاة ولولا التحديد بالزيادة على السبعين لحملنا السبعين على المبالغة فلا تنافي الخمسمائة".

(1)

محمد بن الصباح البزاز الدولابي أبو جعفر البغدادي ثقة حافظ ع. التقريب لابن حجر (رقم 5966).

(2)

محمد بن بكار بن الريان الهاشمي مولاهم أبو عبد اللَّه البغدادي الرصافي ثقة م د. نفس المصدر (رقم 5758).

(3)

الوليد بن عبد اللَّه بن أبي ثور الهمداني الكوفي وقد ينسب لجده ضعيف بخ د ت ق. المصدر السابق (رقم 7431).

ص: 477

رواه ابن ماجه: عن محمد بن يحيى الذهلي، عن أبي جعفر محمد بن الصباح الدولابي. فوقع لنا بدلًا عاليًا.

ورواه أبو داود: عن محمد بن الصباح نفسه على الموافقة. قال البخاري: "عبد اللَّه بن عميرة لا نعلم له ساعة من الأحنف"

(1)

.

‌41 - باب قول اللَّه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا (4)} [الصف].

206 -

أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن

(2)

والقاسم

(3)

ويحيى

(4)

، أنبأنا عبد اللَّه بن عُمر

(5)

، أنبأنا أبو المعالي بن اللحاس

(6)

، أنبأنا علي بن البسري

(7)

، أنبأنا أبو الحسن بن الصلت

(8)

، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي

(9)

، حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إذا أحب اللَّه العبد قال لجبريل: قد أحببت فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يُوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض العبدَ قال". قال مالك: ولا أحسبه إلا قال في البغض مثل ذلك

(10)

.

(1)

ذكره البخاري في التاريخ الكبير (رقم 494). والأحنف هو ابن قيس بن معاوية بن حصين التميمي السعدي أبو بحر اسمه الضحاك وقيل صخر مخضرم ثقة قيل مات سنة 67 وقيل 72 ع. التقريب لابن حجر (رقم 288). وقد أثبت سماع ابن عَميرة من الأحنف ابن خزيمة وابن منده وغيرهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"هذا الحديث مروي من طريقين مشهورين فالقدح في أحدهما لا يقدح في الآخر، وقد رواه إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه إلا بما نقله العدل عن العدل موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإثبات مقدم على النفي، والبخاري إنها نفي معرفة ساعة من الأحنف، لم ينف معرفة الناس بهذا فإذا عرف غيره -كإمام الأئمة ابن خزيمة- ما ثبت به الإسناد: كانت معرفته وإثباته مقدما على نفي غيره وعدم معرفته". انظر: مجموع الفتاوى (3/ 192).

(2)

عيسى بن عبد الرحمن بن معالي المطعم ويقال: الشجري، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(3)

القاسم بن مظفر بن محمود بن عساكر، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 9).

(4)

يحيى بن محمد بن سعد، ابن مفلح المقدسي سعد الدين الحنبلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 185).

(5)

هو ابن اللتي أبو المنجي عبد اللَّه بن عمر بن علي بن زيد، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 41).

(6)

أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد الحريمي العطار عرف بِابْنِ الحَبَّانِ اللَّحَّاسِ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 88).

(7)

أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البُسَّري البغدادي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 19).

(8)

أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت أبو الحسن العبدري المُجَبِّر، ضعفه البرقاني، وقال حمزة: كان شيخا صالحا ديِّنا. توفي سنة 405 هـ انظر: التاريخ للخطيب (6/ 270) والسير للذهبي (17/ 186) والتاريخ له (9/ 80).

(9)

إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الهاشمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 66).

(10)

أخرجه مالك في الموطأ برواية أبي مصعب الزهري (رقم 2006) ومن طريقه المؤلف كما هنا، وابن حبان (رقم 365) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 3789) وابن الحاجب في عوالي مالك (رقم 474) والعلائي في بغية الملتمس (رقم 93). قال ابن عبد البر في التمهيد =

ص: 478

رواه مسلم

(1)

: عن هارون بن سعيد الأيلي

(2)

، عن ابن وهب، عن مالك.

‌42 - بابٌ

(3)

.

207 -

وبهذا الإسناد إلى الهاشمي: حدثني أبي عبد الصمد بن موسى

(4)

، حدثني جدي

(5)

، عن جعفر بن محمد

(6)

، عن أبيه

(7)

، عن علي بن الحسين

(8)

، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا سجد: "سبحان ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة"

(9)

.

= (21/ 237): "لم يختلف الرواة فيها علمت عن مالك في هذا الحديث وقد رواه عن سهيل جماعة فبعضهم لم يشكوا وقطعوا في البغض بمثل ذلك منهم: معمر وعبد العزيز ابن المختار وحماد بن سلمة قالوا في آخره: "وإذا أبغض" بمثل ذلك ولم يشكوا، ورواه ابن أبي سلمة عن سهيل فلم يذكر البغض أصلًا".

(1)

أخرجه مسلم (رقم 157).

(2)

هارون بن سعيد الأَيْلي السعدي مولاهم أبو جعفر ثقة فاضل م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7230).

(3)

هذا الباب أورد فيه المؤلف حديثًا عن عظمة اللَّه تعالى وجلاله ويعض صفاته العُلى.

(4)

عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن العباس الهاشمي، ولي إمارة الموسم وإقامة الحج في خلافة المتوكل، توفي سنة 250 هـ. انظر: التاريخ للخطيب (12/ 306) والتاريخ للذهبي (5/ 1171).

(5)

محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن عباس ابن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، كان يلي إمارة الحج والمسير بالناس إلى مكة وإقامة المناسك في خلافة المنصور عدة سنين، وولي مكة وإمرة الموسم غير مرة، أمير دمشق من قبل المهدي والرشيد، توفي سنة 185 هـ. انظر: التاريخ للخطيب (2/ 266) وتاريخ ابن عساكر (51/ 228).

(6)

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد اللَّه المعروف بالصادق صدوق فقيه إمام بخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 950).

(7)

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر ثقة فاضل ع. المصدر السابق (رقم 6151).

(8)

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي زين العابدين ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور قال ابن عيينة عن الزهري ما رأيت قرشيا أفضل منه ع. المصدر السابق (رقم 4715).

(9)

أخرجه إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي في الجزء الأول من أماليه (رقم 53) ومن طريقه المؤلف كما هنا، وأبو الفضل الزهري في حديثه (رقم 731). والحديث حسن وله شواهد منها:

حديث عوف بن مالك عند الإمام أحمد (رقم 23980) وأبي داود (رقم 873) والنسائي (رقم 1049، 1132) والترمذي في الشمائل (رقم 296) والبزار (رقم 2750) والطبراني في الكبير (رقم 113) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (رقم 817). وحديث أبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود. عند ابن نصر في مختصر قيام الليل (ص 183).

حديث حذيفة بن اليمان عند الطبراني في الأوسط (رقم 5689) وابن مخلد البزاز عن شيوخه كما في مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية (1/ 209 رقم 266) قال الهيثمي في المجمع (2/ 107): "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون".

ص: 479

‌43 - بابٌ لا يتعاظم على اللَّه شيء وهو العلي العظيم.

208 -

أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أنبأنا سالم بن صصري

(1)

، أنبأنا أبو الفتح بن شاتيل

(2)

، أنبأنا علي بن العلاف

(3)

، أنبأنا علي بن الحَمَّامِيِّ

(4)

، حدثنا محمد بن عبد اللَّه الشافعي

(5)

، حدثني صالح بن عمران

(6)

، حدثنا سعيد الزَّنْبَرِيُّ

(7)

، حدثنا مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإنه لا يتعاظم على اللَّه شيء"

(8)

. محفوظٌ من حديث العلاء بن عبد الرحمن

(9)

وغيره من حديث الزهري، عن مالك. قاله ابن أبي الفوارس الحافظ

(10)

.

209 -

حديث عُمر: "من اعتز بالعبيد أذله اللَّه"

(11)

. رواه العقيلي لعبد اللَّه بن عبد اللَّه الأموي

(12)

. ورواه الإسماعيلي في مسند عمر في سعيد بن المسيب.

(1)

سالم بن الحسن بن هبة اللَّه بن محفوظ بن صصري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 191).

(2)

عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن محمد بن نَجَا بن شَاتِيْل، أبو الفتح البغدادي الدباس، كان مسند بغداد في عصره وآخر من روى عنه بالإجازة الزين أحمد بن عبد الدائم توفي سنة 581 هـ انظر: السير للذهبي (19/ 242) والتاريخ له (12/ 734).

(3)

علي بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب، أبو الحسن ابن العلاف. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 22).

(4)

علي بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسن المقرئ المعروف بابن الحَمَّامِيُّ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 22).

(5)

أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن عبدويه البزاز المعروف بالشافعي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(6)

صالح بن عمران بن حرب وقيل صالح بن عمران بن صالح بن عمران بن عبد اللَّه أبو شعيب الدعاء بخاري الأصل، قال الدارقطني: لا بأس به. توفي سنة 285 هـ انظر: تاريخ الخطيب (10/ 437) والتاريخ للذهبي (6/ 759).

(7)

سعيد بن داود بن أبي زَنْبَر الزنبري أبو عثمان المدني صدوق له مناكير عن مالك ويقال اختلط عليه بعض حديثه وكذبه عبد اللَّه بن نافع في دعواه أنه سمع من لفظ مالك خت. التقريب لابن حجر (رقم 2298).

(8)

أخرجه علي بن الحمَّامي في مجموع فيه مصنفاته (رقم 50) والمؤلف من طريقه كما هنا. وابن حبان (رقم 896) والبيهقي في الدعوات الكبير (رقم 381). وأخرجه من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن به نحوه. مسلم (رقم 2679/ 8) والطبراني في الكبير مثله (رقم 76 - 80).

(9)

الإمام الحافظ المحقق الرحال محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل أبو الفتح بن أبي الفوارس، كتب الكثير وجمع، وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة وثقة مشهورا بالصلاح، وكتب الناس بانتخابه على الشيوخ وتخريجه، توفي سنة 412 هـ انظر: تاريخ الخطيب (2/ 213) والسير للذهبي (17/ 223) والتاريخ له (9/ 207).

(10)

صالح بن عمران بن حرب وقيل صالح بن عمران بن صالح بن عمران بن عبد اللَّه أبو شعيب الدعاء بخاري الأصل، قال الدارقطني: لا بأس به. توفي سنة 285 هـ انظر: تاريخ الخطيب (10/ 437) والتاريخ للذهبي (6/ 759).

(11)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في زوائد الزهد (رقم 2308) وعنه العقيلي في الضعفاء (2/ 271) وأبو نعيم في الحلية (2/ 174) والقضاعي في مسنده (رقم 350) والرافعي في التدوين في أخبار قزوين (1/ 246).

(12)

عبد اللَّه بن عبد اللَّه الأموي حجازي لين الحديث ق. التقريب لابن حجر (رقم 3419).

ص: 480

210 -

حديث ثوبان: "إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه". رواه أبو يعلى في باب الفاء من معجمه

(1)

.

211 -

حديث أبي الدرداء: "لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة". في الأول من حديث ابن بشران انتقاء اللالكائي، وثالث موافقات عبد الرزاق، وكتاب التوبيخ لأبي الشيخ

(2)

.

212 -

حديث عائشة: "لا تحصي فيحصي اللَّه عليك"

(3)

. في الأول من جامع معمر.

وفيه قال لأسماء: "لا توكي

(4)

فيوكي عليك"

(5)

.

(1)

أخرجه من طريق: عبد اللَّه بن عيسى، عن عبد اللَّه بن أبي الجعد، عن ثوبان. سفيان الثوري في حديثه رواية السري والفريابي (رقم 265) وعنه ابن المبارك في الزهد (رقم: 86) ووكيع في الزهد (رقم 407) وعنه الإمام أحمد (رقم: 22386، 22438) وهناد في الزهد (2/ 491) وابن ماجه (رقم 4022) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 3069) والنسائي في الكبرى (رقم 11775) وأبو يعلى في معجمه (رقم 282) وابن حبان (رقم 872) والطبراني في الكبير (رقم 1442) والحاكم (رقم 1814) وقال: "حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". والبغوي في شرح السنة (رقم 3418) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 424) والقضاعي (رقم 1001) والبيهقي في القضاء والقدر (رقم 249) وفي الشعب (رقم 9752). قال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 187): "إسناد حسن".

تابعه: عمر بن شبيب، عن عبد اللَّه بن عيسى، عن سالم وعبد اللَّه ابني أبي الجعد، عن ثوبان. عند الروياني في مسنده (رقم 626) وقوام السنة في الترغيب والترهيب (رقم 427) وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم 154).

(2)

أخرجه ابن وهب في الجامع (رقم 353) ومسلم (رقم 2598/ 85) وأبو داود (رقم 4907) والطبراني في الدعاء (رقم 1077، 2078) والحاكم في المستدرك (رقم 149) وأبو نعيم في الحلية (3/ 259).

(3)

روى عنها من طريق عديدة منها: أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة. أخرجه أبو داود (رقم 1700) وابن راهويه (رقم 1239) والسلمي في البر والصلة (رقم 309).

وطريق: نافع، عن ابن عمر، وابن أبي مليكة، عن عائشة. أخرجه ابن راهويه (رقم 1240).

وطريق: الأعمش، عن الحكم، عن عروة، عن عائشة. عند الإمام أحمد (رقم 34418) وأبي يعلى (رقم 4463) وابن حبان (رقم 3365) والبيهقي في الشعب (رقم 3161). قال الهيثمي في المجمع (3/ 122):"رواه أحمد، ورجاله ثقات".

وطريق: هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. عند الإمام أحمد (رقم 24766).

وطريق: شريك، عن عطاء، عن عائشة. عند إسماعيل بن جعفر في حديثه (رقم 406).

وطريق: أمية بن هند، عن أبي أمامة بن سهل، عن عائشة. عند البخاري في التاريخ الكبير (رقم 1519) والبزار (رقم 180) والنسائي (رقم 2549) والبيهقي في الشعب (رقم 3164).

(4)

معني: لا توكي. أي: لا تدخري وتَشُدِّي ما عندك وتمنعي ما في يديك فتنقطع مادة الرزق عنك. انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 223).

(5)

أخرجه البخاري (رقم 1433) والطبراني في الكبير (رقم 338) وأبو نعيم في المستخرج على مسلم (رقم 2301).

وأخرجه مسلم (رقم 1029) والإمام أحمد (رقم 26934، 26935، 26990) والنسائي في الكبرى (رقم 9151) والخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم 584) وابن حبان (رقم 3209) بلفظ: "ولا توعي فيوعي اللَّه عليك" وفيه زيادة.

ص: 481

213 -

حديث فروخ مولى عثمان

(1)

، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من احتكر طعامًا على المسلمين ضربه اللَّه بالجذام أو بالإفلاس". رواه عبد بن حميد، وابن ماجه

(2)

.

214 -

وفي حديث عِيَاض بْنِ حِمَارِ -وهو في الأول من جامع معمر-: "وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زَبْرَ له، الذي هو فيكم تبعًا لا يَبْغُونَ بذلك أهلًا ولا مالًا، ورجلٌ إن أصبحَ أصبحَ يخادعك عن أهلك ومالك، ورجلٌ لا يخفى له طمع وإن دقَّ إلا ذهب به" قال: "والشنظير

(3)

الفاحش" قال: وذكر البخيل والكذوب

(4)

. "لا زبر له" أي: ليس له رأي يرجع إليه

(5)

.

215 -

وفي حديث عامر العُقيلي

(6)

، عن أبيه

(7)

، عن أبي هريرة:"وأول ثلاثة يدخلون النار: فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يُؤدي حق اللَّه في ماله، وفقير فخور". في ثالث عشر البشرانيات

(8)

.

216 -

في حديث عائشة: "إن شر الناس يوم القيامة منزلةً عند اللَّه رجلٌ اتقاه الناس لشره أو لفُحشه". في أول جامع معمر

(9)

، وأول الكنجروذيات السكرية

(10)

.

(1)

فروخ مولى عثمان مقبول ق. التقريب لابن حجر (رقم 5386). ووثقه ابن حبان (رقم 4935).

(2)

أخرجه الطيالسي (رقم 55) والإمام أحمد (رقم 135) وعبد بن حميد (رقم 17) وابن ماجه (رقم 2155) وابن أبي الدنيا في إصلاح المال (رقم 265) والبيهقي في الشعب (رقم 10705) والإسماعيلي كما في مسند الفاروق لابن كثير (1/ 348) وقوام السنة في الترغيب والترهيب (رقم 309) والضياء في المختارة (رقم 263) وقال: "إسناده حسن". وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/ 11): "إسناد صحيح رجاله موثقون". وقال ابن حجر في الفتح (4/ 348): "إسناده حسن". وضعفه الذهبي في الميزان (2/ 815) فقال: الخبر منكر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (رقم 5351).

(3)

هو السيء الخلق. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم محمد بن فتوح الحميدي (ص 499).

(4)

أخرجه مسلم (رقم 2865/ 36، 64) وعبد الرزاق (رقم 2008) والطيالسي (رقم 1175) والإمام أحمد (رقم 17484) وغيرهم.

(5)

قال ابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 305): "قوله: "لا زبر" أي لا رأي له يرجع إليه يقال: رجل لا زَبر له ولا زَور له ولا صَيور إذا لم يكن له رأي يرجع إليه". وقال ابن الأثير في النهاية (2/ 293): "أي لا عقل له يزبُره وينهاه عن الإقدام على ما لا ينبغي".

(6)

عامر بن عقبة ويقال ابن عبد اللَّه العُقيلي مقبول ت. التقريب لابن حجر (رقم 3106). ووثقه ابن حبان (رقم 9922).

(7)

عبد اللَّه بن شقيق العُقيلي بصري ثقة فيه نصب بخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 3385).

(8)

أخرجه بلاغًا مالك (رقم 3353) ومن طريقه عبد الغني في الغوامض (رقم 24) ووصله البخاري (رقم 6032) ومسلم (رقم 2591/ 73).

(9)

أخرجه ابن حبان (رقم 4656) والدارقطني في العلل (9/ 271) وابن بشران في أماليه (رقم 842) وابن عساكر في معجمه (رقم 521) والضياء في صفة الجنة (رقم 170) قال الدارقطني: "عن يحيى بن أبي كثير عن عامر بن عقية العقيلي عن أبيه، عن أبي هريرة وهو الصواب".

(10)

نسبة إلى أبي سعد السكّري الإمام المحدث الحافظ مفيد الجماعة، علي بن موسى بن عبد اللَّه بن عمر النيسابوري السكّري، كان يفهم هذا الشأن، وينتقي على الشيوخ، توفي سنة 465 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 423).

ص: 482

217 -

حديث جابر: "ليس بين العبد وبين الكفر إِلا ترك الصلاة". في جزء أبي القاسم العطار

(1)

، ومشيخة خطيب مَرَدا

(2)

، وثامن المعجم الصغير للطبراني

(3)

.

218 -

ويزيد الرقاشي

(4)

، عن أنس. في ثاني أبي لبيد

(5)

، ورابع المعجم الصغير للطبراني

(6)

.

219 -

حديث عبد اللَّه: "لتأمرنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، أو لَتُقْتَلُنَّ ثم يُسلَّطُ شِرَارُكُمْ عَلَى خِيَارِكُمْ"

(7)

. في جزء أبي القاسم العطار.

(1)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(2)

محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح الفقيه أبو عبد اللَّه المقدسي، النابلسي، دين خير ثقة، كثير المروعة تفقه على الشيخ الموفق، حدث بكتب كبار كصحيح مسلم والسيرة لابن إسحاق، والمسند لأبي يعلى، والأجزاء التي لم يحدث بها أحد بعده بدمشق، توفي سنة 656 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 325) والتاريخ له (14/ 383).

(3)

أخرجه من طريق: أبي الزبير، عن جابر. عبد بن حميد (رقم 1043) وابن أبي شيبة (رقم 30394) وأبو داود (رقم 4678) والنسائي (رقم 464) والترمذي (رقم 2620) وقال:"حسن صحيح". والدارمي (رقم 12699) وابن ماجه (رقم 1078) وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم 888، 890) وأبو عوانة (رقم 171) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 3176) والخلال في السنة (رقم 1373) والدارقطني (رقم 1753، 1754، 1755) وابن منده في الإيمان (رقم 217) وغيرهم.

وأخرجه من طريق: الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. الإمام أحمد (رقم 14979) والترمذي (رقم 2618، 2619) وقال: "حسن صحيح". والخلال في السنة (رقم 1375، 1376) وأبو عوانة (رقم 174، 173) وابن حبان (رقم 1453) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 3175) والطبراني في الصغير (رقم 799) وأبو يعلى (رقم 1953، 2102) وعبد الغني المقدسي في أخبار الصلاة (رقم 36).

وأخرجه من طريق: حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر. الطبراني في الصغير (رقم 374) وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم 892) وأبو يعلى (رقم 179، 1783) وغيرهم.

(4)

يزيد بن أبان الرقَاشي أبو عمرو البصري القاص. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(5)

أبو لبيد محمد بن إدريس بن إياس السَّامي السرخسي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 27).

(6)

أخرجه ابن ماجه (رقم 1080) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 732) ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم 897، 898، 899، 900) وأبو يعلى (رقم 4100) وأبو العباس الأصم في مجموع مصنفاته (رقم 58، 158) وغيرهم.

(7)

روي من حديث عبد اللَّه بن مسعود، وله عنه طرق:

الطريق الأول: عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عنه به. أخرجه الإمام أحمد (رقم 3713) وأبو داود (رقم 4336) والترمذي (رقم 3047) وقال: حسن غريب. وابن ماجه (رقم 4006) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 1164) والبيهقي في الكبرى (رقم 20196) والحاكم (رقم 1993) وقال: "حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".

الطريق الثاني: عن علي بن يذيمة، عن أبي عبيدة مرسلًا. أخرجه ابن ماجه (رقم 4006). =

ص: 483

220 -

حديث عبد اللَّه: قلنا: يا رسول اللَّه أرأيت عملنا في الشرك أنؤاخذ به في الإسلام؟ فقال: "من أحسن منكم في الإسلام لم يؤاخذ بها عمل في الشرك، ومن أساء في الإسلام أخذ بما عمل في الشرك والإسلام". في ثالث ابن البختري، رواه خ م

(1)

.

221 -

حديث: "أشد الناس عذابًا يوم القيامة: إمام جائر". في مسند محمد بن جُحَادَةَ

(2)

، عن عطية

(3)

، عن أبي سعيد. وهو في الأول من أبي بكر بن عبدان ولفظه:"وإن أبغض الناس إلى اللَّه يوم القيامة وأشده عذابًا"

(4)

. وفي معجم أبي يعلى، وسادس المعجم الصغير للطبراني

(5)

.

= الطريق الثالث: العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن سالم، عن أبي عبيدة، عنه به. أخرجه ابن أبي داود في الأمر بالمعروف (رقم 4، 20) وابن أبي الدنيا في العقوبات (رقم 12) وأبو يعلى (رقم 5094) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 1163) والطبراني في الكبير (رقم 10267، 10268) وقوام السنة في الترغيب والترهيب (رقم 298).

الطريق الرابع: العلاء بن المسيب، عن عبد اللَّه بن عمرو بن مرة، عن سالم، عن أبي عبيدة، عنه به. أخرجه ابن أبي داود في الأمر بالمعروف (رقم 20) وأبو يعلى (رقم 5035) والطبري (8/ 588) وابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 6661) وابن وضاح في البدع (رقم 267) والقاسم المطَرِّز في فوائده وأماليه (رقم 141).

الطريق الخامس: عيسى بن يونس، عن عبيد اللَّه بن أبي زياد، عن سالم بن عجلان الأفطس، عن أبي عبيدة، عنه به. أخرجه البيهقي في الشعب (رقم 7139). ومداره على أبي عبيدة عامر بن عبد اللَّه بن مسعود، وهو ثقة لكنه لم يسمع من أبيه، فهو منقطع. انظر: تفسير الطبري بتحقيق أحمد شاكر (10/ 491) والسلسلة الضعيفة للألباني (رقم 1105).

الطريق السادس: عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى. أخرجه الطحاوي في شرح المشكل (رقم 113). قال الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 229):"ينبغي أن يكون هذا الإسناد صحيحا؛ لاتصاله وثقه رجاله، لولا أنه قد اختلف في إسناده على العلاء بن المسيب".

(1)

أخرجه البخاري (رقم 6921) مسلم (رقم 120/ 189).

(2)

محمد بن جحادة ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 5781).

(3)

عطية بن سعد العوفي صدوق يخطئ كثيرًا وكان شيعيا مدلسا. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 197).

(4)

أخرجه بهذا اللفظ الإمام أحمد (رقم 11174).

(5)

أخرجه أبو يعلى (رقم 192، 1088) والطبراني في الأوسط (رقم 1595، 4633، 5196) والصغير (رقم 663) وقال: "لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إِلا أبو حفص الأبار". وأبو نعيم في الحلية (10/ 114) وقوام السنة في الترغيب والترهيب (رقم 2187) والطيوري في الطيوريات (رقم 860). قال الهيثمي في المجمع (رقم 9004، 9200): "رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عطية". ولم أجده في الكبير وإنما في الأوسط والصغير.

وتقدم تخريجه والكلام عليه في الحديث (رقم 197).

ص: 484

222 -

حديث ثوبان: "إيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة". في مشيخة خطيب مردا، والآجري عن ابن علَوية

(1)

، وجزء علي بن حرب

(2)

رواية البلدي

(3)

، وصحيح ابن حبان

(4)

.

223 -

حديث أبي أمامة الباهلي: "وأَمَرَ بلالًا فنادى في الناس: إن الجنة لا تحل لعاصٍ". في ثاني عشر ابن شاذان

(5)

.

224 -

حديث عائشة: "إن السُّؤال لو صدقوا ما أفلح من ردهم". رواه العقيلي في ترجمة عبد اللَّه بن عبد الملك بن كُرز. قال: "وفيه رواية من غير هذا الوجه بإسناد لين"

(6)

.

225 -

قال أبو يعلى الموصلي: حدثنا عمرو بن حصين

(7)

، حدثنا ابن عُلَاثة

(8)

، حدثني الأوزاعي،

(1)

الشيخ الإمام الثقة الحسن بن علي بن محمد بن سليمان أبو محمد القطان ويعرف بابن علويه، بغدادي مشهور كان ثقة، مات سنة 298 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (8/ 367) والسير للذهبي (13/ 559) والتاريخ له (6/ 932).

(2)

علي بن حرب بن محمد بن علي الطائي صدوق فاضل س. التقريب لابن حجر (رقم 4701).

(3)

أحمد بن إبراهيم بن غالب، أبو العباس الإمام البلدي، سمع من: علي بن حرب، وإبراهيم بن عبد اللَّه العبسي، وعنه: أبو منصور محمد، وأبو عبد اللَّه أحمد ابنا الحسين بن سهل البلدي، وعبد اللَّه بن إبراهيم القاضي، وابن جميع الغساني، ومحمد بن عمر بن عيسى البلدي الحطراني، وأبو الحسن بن المثنى الأصبهاني. انظر: التاريخ للذهبي (7/ 900).

(4)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 22379، 22440) وابن أبي شيبة (رقم 19259) والدارمي (رقم 2316) والترمذي (رقم 1187) وقال: "حديث حسن". وابن ماجه (رقم 2055) والروياني (رقم 659) وابن حبان (رقم 4184) والطبراني في الأوسط (رقم 5469) والحاكم (رقم 2809) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

(5)

أخرجه الروياني (رقم 1234) والطبراني في الكبير (رقم 7792، 7793) وفي مسند الشاميين (رقم 2280، 2281). وقال الهيثمي في المجمع (رقم 4219، 6078): "رواه الطبراني في الكبير، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، ولكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات".

(6)

أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 275) وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 156). قال العقيلي: "لا يتابع عليه من جهة تثبت، وفيه رواية من غير هذا الوجه بإسناد لين". وعبد اللَّه بن عبد الملك بن كرز بن جابر القرشي الفهري، قد يُنسب لجده فيقال: عبد اللَّه بن كرز، قال ابن حبان:"لا يشبه حديثه حديث الثقات يروي العجائب". وقال العقيلي: "منكر الحديث". وقال الدارقطني: "متروك". انظر: الضعفاء لابن الجوزي (2/ 136) والميزان للذهبي (رقم 4433).

(7)

عمرو بن حصين البصري العقيلي. قال أبو حاتم الرازي: "ذاهب الحديث ليس بشيء أخرج أول شيء أحاديث مشبهة حسانا ثم أخرج بعد لابن علاثة أحاديث موضوعة فأفسد علينا ما كتبنا عنه فتركنا حديثه". وقال: "واهي الحديث". انظر: الجرح والتعديل للرازي (6/ 229).

(8)

محمد بن عبد اللَّه بن عُلَاثة العُقيلي الجزري أبو اليَسِير الحراني القاضي صدوق يخطئ د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 6040).

ص: 485

عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نام بعد العصر فاختُلس عقله

(1)

فلا يلومن إِلا نفسه"

(2)

. ابن عُلاثة: هو محمد بن عبد اللَّه بن عُلاثة. وعمرو بن الحصين هو غير ثقة.

226 -

حديث أبي هريرة: "من قال إني في الجنة فهو في النار، ومن قال إني في النار فهو في النار". في ثاني عشر ابن شاذان، عن سعد بن الصلت

(3)

، عن عطاء بن عجلان، عن أبي نضرة

(4)

، عنه. عطاء بن عجلان

(5)

من الضعفاء المتروكين.

227 -

حديث عبد الرحمن

(6)

: "ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مالٌ من صدقة فتصدقوا، ولا عفي رجلٌ عن مظلمة ظلمها إِلا زاده اللَّه بها عزًا فاعفوا يزدكم اللَّه، ولا يفتحُ رجلٌ على نفسه باب مسألةٍ يسألُ للَّه إِلا فتح اللَّه عليه باب الفقر، لأن العفة خيرٌ"

(7)

. في جزء أبي كريب

(8)

.

228 -

ورُويَ من حديث أم سلمة في ثاني المعجم الصغير للطبراني

(9)

.

(1)

اختلس: من الاختلاس وهو الأخذ بخُفية. فكلما قرب النوم من الطرفين يعني طرفي النهار قل نفعه وكثر ضرره. انظر: فيض القدير للمُناوي (6/ 230) وغذاء الألباب للسفاريني (2/ 355).

(2)

أخرجه أبو يعلى (رقم 4918) وعنه أبو نعيم في الطب النبوي (رقم 153)، قال الهيثمي في المجمع (رقم 8471):"عمرو بن الحصين، متروك". وروي من طرق أخرى كلها واهية. انظر: تذكرة الحفاظ لابن طاهر (رقم 915) والموضوعات لابن الجوزي (3/ 69).

(3)

سعد بن الصلت من أهل فارس من شيراز يروي عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد روى عنه بن ابنته إسحاق بن إبراهيم بن شاذان ربما أغرب. انظر: الثقات لابن حبان (رقم 8185).

(4)

المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي العَوَقي أبو نضرة مشهور بكنيته ثقة خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 6890).

(5)

عطاء بن عجلان العطار البصري. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: لم يكن بشيء وكان يوضع له الحديث حديث الأعمش عن أبي معاوية الضرير وغيره فيحدث بها. وقال الجوزجاني: كذاب. انظر: تاريخ ابن معين رواية الدوري (رقم 5270) والضعفاء للبخاري (رقم 292) وأحوال الرجال للجوزجاني (رقم 149) والضعفاء للنسائي (رقم 480) والجرح والتعديل للرازي (6/ 335) والكامل لابن عدي (7/ 78).

(6)

عبد الرحمن بن عوف الصحابي الجليل.

(7)

أخرجه القضاعي (رقم 819) وقال: "قيل: غريب، من حديث أبي سلمة عن أبيه". وابن عدي (6/ 230) وقال: "لا أعلم يرويه عن يونس غير عمرو بن مجمع، على أن يونس بن خباب ضعيف مثله، ولعمرو غير ما ذكرت وعامة ما يرويه، لا يتابع عليه إما إسنادا وإما متنا". وأخرجه الذهبي في معجم الشيوخ الكبير (1/ 159) وقال: "هذا حديث حسن المتن واهي الإسناد من جهة عمرو ويونس".

(8)

محمد بن العلاء بن كريب الهمداني أبو كريب الكوفي مشهور بكنيته ثقة حافظ ع. التقريب لابن حجر (رقم 6204).

(9)

أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 2270) والصغير (رقم 142) والقضاعي (رقم 817) وقال الطبراني: "لم يروه عن الثوري إِلَّا قاسم بن يزيد الجَرمي وزكريا بن دويدار الأشعثي". =

ص: 486

229 -

وقوله: "ما فتح رجلٌ على نفسه باب مسألة إِلا فتح اللَّه عليه باب فقر". رُوي عن ابن عباس قوله. في الأول من القناعة لابن أبي الدنيا

(1)

.

230 -

وحديث سمرة: "إن المسائل كَدٌّ يكد بها الرجل وجهَهُ، إِلا أن يسأل ذا سلطان". في أول فوائد الحاج للنجاد

(2)

. والأول من القناعة لابن أبي الدنيا، رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال:"حسن صحيح"

(3)

.

231 -

قول علي: "القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، رجلٌ أراد الحق وأصابه، واثنان في النار: رجلٌ جار متعمدًا، ورجلٌ اجتهد رأيه فأخطأ". في حديث ابن علَوية رواية الآجري

(4)

. ورُويَ مرفوعًا من حديث بُريدة، وصححه الحاكم

(5)

.

= لكنهما لم ينفردا به فقد تابعها محمد بن عُمارة القرشي عن الثوري به. أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم 368) وعنه ابن سمعون في أماليه (رقم 88) والقضاعي (رقم 783) وقاضي المارستان في مشيخته (رقم 253).

(1)

أخرجه القضاعي (رقم 816) من طريق ابن أبي الدنيا مرفوعا. وأخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة (رقم 27) موقوفا.

(2)

أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس النجاد. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(3)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 20106) والطيالسي (رقم 930) وأبو داود (رقم 1639) والنسائي (رقم 5600، 2599) والترمذي (رقم 681) وقال: "حسن صحيح". وابن حبان (رقم 3386، 3397) والروياني (رقم 844) والطبراني في الكبير (رقم 6767، 6769، 6770، 6771، 6772) والأوسط (رقم 5861) وابن أبي الدنيا في القناعة (رقم 20) وابن زنجويه في الأموال (رقم 2101) والطوسي في مستخرجه (رقم 623) والبيهقي في الكبرى (رقم 6876) وفي الشُّعب (رقم 3235) وأبو نعيم في الحلية (7/ 362) وقال: "صحيح".

(4)

رواه قتادة، عن علي. عند عبد الرزاق (رقم 20675) وهو منقطع.

ورواه قتادة، عن أبي العالية، عن علي. عند ابن أبي شيبة (رقم 22963) والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 327) والأوسط (رقم 1071) وابن الجعد (رقم 989) ووكيع في أخبار القضاة (1/ 18) والبغوي في شرح السنة (رقم 2498) والبيهقي في الكبرى (رقم 20357) وابن عبد البر في جامع بيان العلم (رقم 1659) وابن عدي في الكامل (4/ 97). وهو صحيح متصل.

(5)

روي من طرق كثيرة عن بريدة. أخرجه أبو داود (رقم 3573) والترمذي (رقم 1322) وابن ماجه (رقم 2315) والبزار (رقم 4467، 4468) والروياني (رقم 66) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 54) وابن الأعرابي في معجمه (رقم 336) والطبراني في الكبير (رقم 1154، 1156) والأوسط (رقم 3616، 6757، 6786) وابن سمعون في أماليه (رقم 155) والحاكم (رقم 7012) والبيهقي في الكبرى (رقم 20355، 20356) ومعرفة السنن والآثار (رقم 19732) والشعب (رقم 7125) والحاكم في علوم الحديث (ص 98) وقال: هذا حديث تفرد به الخراسانيون فإن رواته عن آخرهم مراوزة. وقال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (5/ 61): "حديثٌ حسنٌ أو صحيحٌ". وقال ابن الملقن في البدر المنير (9/ 552): "حديث صحيح".

ص: 487

232 -

حديث أبي بكرة: قيل لي ما منعك ألا تكون قاتلت على بَصِيرَتِكَ يوم الجمل؟ فقال: سمعت رسول اللَّه يقول: "يخرج قوم هلكى لا يُفلحون قائدتهم امرأة، قائدتهم في الجنة". رواه أبو بكر الإسماعيلي في الأول من فوائده

(1)

.

233 -

حديث عمرو بن العاص: "بشر قاتل ابن سُميَّة بالنار". في سابع المحامليات

(2)

.

234 -

حديث عبد اللَّه بن أبي رافع، عن علي رفعه:"لا يبغض العرب إِلا منافق". رواه عبد اللَّه ابن أحمد في زياداته في المسند

(3)

.

235 -

حديث: "يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك، تبغض العرب فتبغضني". رواه أبو يعلى في أوائل معجمه

(4)

.

(1)

أخرجه ابن أبي شيبة (رقم 37786) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 205) والبزار (رقم 3688) والعقيلي في الضعفاء (3/ 196) وابن الأعرابي في معجمه (رقم 791) والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 413) وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 10) وقال: "موضوع، والمتهم بوضعه عبد الجبار فإنه كان من كبار الشيعة. قال أبو نعيم: لم يكن بالكوفة أكذب منه". وقال ابن كثير في تاريخه (9/ 189): "منكر جدًا". وفيه أيضًا عسر الهَجْنَع ويقال: عمر بن الهَجْنَع، لا يعرف. قال أبو حاتم الرازي:"مجهول". وقال العقيلي: "لا يتابع عليه". ومع ذلك ذكره ابن حبان في الثقات كعادته في توثيق المجاهيل (رقم 4328). وانظر: الضعفاء لابن الجوزي (2/ 218) والميزان للذهبي (3/ 232).

(2)

أخرجه من طريق المحاملي ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 473).

وأخرجه بلفظ: "إن قاتله وسالبه في النار". الإمام أحمد (رقم 17776) والطبراني (رقم 9252) وقال: "لم يرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إِلا يزيد بن هارون". والخطيب في تاريخه (3/ 255). قال الهيثمي في المجمع (7/ 244): "ورجال أحمد ثقات".

وأخرجه بلفظ: "قاتل عمار وسالبه في النار" ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 803) والطبراني في الكبير (رقم 14430) وابن أخي ميمي في فوائده (رقم 218) والمخلص في المخلصيات (رقم 1042) والحاكم (رقم 5661) وقال: "تفرد به عبد الرحمن بن المبارك وهو ثقة مأمون، عن معتمر، عن أبيه. فإن كان محفوظا فإنه صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وإنما رواه الناس: عن معتمر، عن ليث، عن مجاهد". وقال الذهبي: "على شرط البخاري ومسلم". وصححه الألباني في السلسة الصحيحة بمجموع طرقه (رقم 2008).

(3)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في زوائد المسند (رقم 614) وابن عدي في الكامل (4/ 155) وابن الجوزي في العلل المتناهية (رقم 4) وقال: "هذا حديث لا يصح داؤد بن حسين ضعيف، قال ابن حبان: حدث عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات فيجب مجانبة روايته قال وكذلك زيد بن جَبِيرَةَ يروي المناكير عن المشاهير فاستحق التنكب عن روايته. وقال يحيى: زيد ليس بشيء. وقال أبو حاتم الرازي والنسائي: زيد متروك الحديث. وأما إسماعيل بن عياش فضعيف". وقال الهيثمي في المجمع (10/ 53): " فيه زيد بن جَبِيرَةَ، وهو متروك".

(4)

أخرجه من طريق: قابوس ابن أبي ظبيان، عن أبيه، عن سلمان. الطيالسي (رقم 693) والإمام أحمد (رقم 23731) والترمذي (رقم 3927) وقال: حديث حسن غريب، لا نعرفه إِلا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد. وسمعت محمد بن إسماعيل، يقول: أبو ظبيان لم يدرك سلمان، مات سنان قبل علي. والبزار (رقم 2513) وأبو يعلى في معجمه (رقم 57) والطبراني في الكبير (رقم 6093) والحاكم =

ص: 488

236 -

حديث أبي هريرة: سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما أكثر ما يدخل الناسَ الجنة؟ قال: "تقوى اللَّه وحُسن الخلق" وسُئل ما أكثر ما يُدخل الناس النار؟ قال: "الأجوفان الفم والفرج". في سابع أمالي الخطيب بدمشق، رواه الترمذي وقال:"صحيح"، وابن ماجه، وهو في مسند الطيالسي في ترجمة عبد اللَّه الأودي، عن أبي هريرة

(1)

.

وذكره صاحب الأطراف في ترجمة يزيد بن عبد الرحمن

(2)

. ورواه أبو سعيد الدارمي في أول الأطعمة

(3)

.

237 -

حديث عبد اللَّه بن سيدان

(4)

، عن أبيه

(5)

: أشرَفَ النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال: "يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ "

(6)

. في أربعي نصر بن عبد الرزاق

(7)

.

= (رقم 6995) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: قابوس بن أبي ظبيان تكلم فيه. وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 82، 132) والبيهقي في الشعب (رقم 1444) والخطيب في تاريخه (10/ 342). وهو منقطع، أبو ظبيان لم يسمع من سلمان.

(1)

روي من عدة طرق عن أبي هريرة وهي: الطريق الأول: المسعودي، عن داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة به. أخرجه الإمام أحمد (رقم 7907، 9096) والخلال في ذكر من لم يكن له إِلا حديث واحد (رقم 5) وقال: قال عبد اللَّه بن سليمان: هذا أبو يزيد داود الأودي، ولم يرو المسعودي عن داود غير هذا الحديث. والبيهقي في الشعب (رقم 5025، 7642) والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 78) وابن الفاخر القرشي في موجبات الجنة (رقم 154).

- تابعه محمد بن عبيد، عن داود بين يزيد به. عند البزار (رقم 9657).

- تابعه أبو نعيم، عن داود بن يزيد به. عند أبي نعيم في تسمية ما انتهي إلينا من الرواة (رقم 6) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 289) والقضاعي (رقم 1050) وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 123).

الطريق الثاني: عبد اللَّه بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، عن أبيه، عن جده به. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم 294) والترمذي (رقم 2004) وقال:"هذا حديث صحيح غريب". وابن حبان (رقم 476) وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (رقم 357) والحاكم (رقم 7919) وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

الطريق الثالث: عبد اللَّه بن إدريس، عن أبيه، وعمه، عن جده به. أخرجه ابن ماجه (رقم 4346) وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (رقم 170) وفي الصمت (رقم 4) وفي الورع (رقم 135) وفي مداراة الناس (رقم 76) والمحاملي في أماليه (رقم 6) والرامهرمزي في أمثال الحديث (ص 159) والبغوي في شرح السنة (رقم 3498) وقوام السنة في الترغيب (رقم 709) وهو صحيح كالذي قبله.

(2)

انظر: تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ المزي (10/ 433).

(3)

كتاب الأطعمة للإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي لا يزال مفقودًا.

(4)

قال الهيثمي: "عبد اللَّه بن سيدان مجهول". مجمع الزوائد (6/ 91).

(5)

سِيدَانَ السُّلَمِيِّ، والد عبد اللَّه. روي عبيد اللَّه بن الغسيل، عن عبد اللَّه بن سيدان، عن أبيه. انظر: أسد الغابة لابن الأثير (2/ 344).

(6)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 6715) وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 3665).

(7)

نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح بن جنكي دوست، قاضي القضاة عماد الدين أبو صالح ابن الحافظ الزاهد الإمام أبي بكر الجيلي ثم البغدادي الأزجي الفقيه الحنبلي، جمع لنفسه أربعين حديثا وتكلم في الوعظ. وألف في التصوف. وولي القضاء ثم =

ص: 489

ورواه حميد عن أنس

(1)

. في أول الحُجْرِيات

(2)

.

238 -

قال أبو حامد بن الشرقي

(3)

في أحمد بن حفص

(4)

: حدثني أبي

(5)

، حدثني إبراهيم هو ابن طهمان

(6)

، عن عباد بن إسحاق

(7)

، عن عبد الملك بن عبد اللَّه بن أسيد

(8)

، عن أبي ليلى الحارثي

(9)

، عن سهل بن أبي حثمة

(10)

، عن عبد الرحمن بن سهل

(11)

أنه قال: قال رسول اللَّه: "ما كانت من نبوة قط إلا تبعتها خلافة، ولا كانت خلافة قط إلا تبعها مُلْكٌ، ولا كانت صدقة قط إلا صارت مكسًا"

(12)

.

239 -

حديث عقبة بن عامر: "لا يدخل الجنة صاحب مكس". في جزء أبي حفص بن الزيات

(13)

.

= صرف، روى الكثير وكان ثقة متحريا، له في المذهب اليد الطولي، وكان لطيفا متواضعا مزاحا كيسا، وكان مقداما رجلا من الرجال، توفي سنة 633 هـ. انظر: السير للذهبي (22/ 398).

(1)

أخرجه من طرق عن حميد، عن أنس. الإمام أحمد (رقم 1202، 13773) وعبد بن حميد (رقم 1211، 1405) والبزار (رقم 6559) وأبو يعلى (رقم 3808، 3857) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 878، 879، 880، 881، 882) والنسائي (رقم 2075) وابن حبان (رقم 6525) وصححه الألباني في ظلال الجنة (2/ 426).

(2)

نسبة إلى الإمام علي بن حُجْر بن إياس السعدي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 43).

(3)

حافظ خراسان أحمد بن محمد بن الحسن أبو حامد النيسابوري المعروف بابن الشرقي، صاحب الصحيح، سمع مسلم بن الحجاج الحافظ وغيره، وكان ثقة ثبتا متقنا حافظا، قال الحاكم: هو واحد عصره حفظا وإتقانا ومعرفة. توفي سنة 325 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (6/ 109).

(4)

أحمد بن حفص بن عبد اللَّه بن راشد السلمي النيسابوري صدوق خ س. التقريب لابن حجر (رقم 27).

(5)

حفص بن عبد اللَّه بن راشد السلمي أبو عمرو النيسابوري قاضيها صدوق خ س ق. نفس المصدر (رقم 1408).

(6)

إبراهيم بن طهران الخراساني أبو سعيد ثقة يغرب وتكلم فيه للإرجاء ويقال رجع عنه ع. المصدر السابق (رقم 189).

(7)

عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث بن كنانة صدوق رمي بالقدر بخ م 4. المصدر السابق (رقم 3800).

(8)

عبد الملك بن عبد اللَّه بن أسيد. ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ووثقه ابن حبان وذكر نسبه هكذا: عبد الملك ابن عبد اللَّه بن أبي أُسيد. انظر: الجرح والتعديل للرازي (5/ 354) والثقات لابن حبان (رقم 9202).

(9)

أبو ليلى بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سهل الأنصاري المدني ثقة خ م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 8330).

(10)

سهل بن أبي حثمة بن ساعدة بن عامر الأنصاري الخزرجي المدني صحابي صغير ع. نفس المصدر (رقم 2653).

(11)

عبد الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاري المدني وقد ينسب جده ثقة من الثالثة خ ت كن. المصدر السابق (رقم 3963).

(12)

أخرجه ابن طهمان في مشيخته (رقم 42) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (34/ 421). وفيه علتان، الأولى: عبد الملك بن عبد اللَّه بن أسيد وهو مجهول ولم يوثقه غير ابن حبان، والثانية: مرسل؛ لأنه من رواية عبد الرحمن بن سهل. وضعفه الألباني في الضعيفة (رقم 4465).

(13)

الشيخ الحافظ الثقة أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن يحيى البغدادي ابن الزيات الناقد، كان ثقة متقنا أمينا صاحب حديث يحفظه، توفي سنة 375 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (13/ 125) والسير للذهبي (16/ 323) والتاريخ له (8/ 174).

ص: 490

رواه أحمد وأبو داود

(1)

، لعبد الرحمن بن شِمَاسَة

(2)

عنه.

240 -

حديث الأعمش، عن أنس:"لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له". رواه ابن عدي

(3)

في ترجمة: إبراهيم بن سليمان أبي إسماعيل المؤدِّب

(4)

.

241 -

حديث جَوْدَانَ

(5)

: "من اعتذر إلى أخيه معذرة فلم يقبلها كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس". رواه الطبراني

(6)

.

242 -

حديث رويفع

(7)

: "إن صاحب المكس في النار". رواه أحمد والطبراني

(8)

.

243 -

وفي صحيح الحاكم من حديث طلحة بن عبيد اللَّه -حدثت-: "لا يقبل اللَّه صلاة إمام حكم بغير ما أنزل اللَّه"

(9)

. قال الذهبي في إسناده: لا أرضاه

(10)

.

(1)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 17294) وأبو داود (رقم 2937) وأخرجه الدارمي (رقم 1708) وابن خزيمة (2333) وأبو يعلى (رقم 1756) وابن الجارود (رقم 339) والطحاوي في شرح المعاني (رقم 3062) والطبراني في الكبير (رقم 878، 879، 880) وابن عبد الحكم في فتوح مصر والمغرب (ص 258) والحلال في ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد (رقم 88). وفي رواية: "لا يدخل صاحب مكس الجنة". عند الإمام أحمد (رقم 17354) وابن خزيمة (رقم 2333) والحاكم (رقم 1469) وقال: "على شرط مسلم، ولم يخرجاه". والبيهقي في الكبرى (رقم 13175) والطيوري في الطيوريات (رقم 126، 411) وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (رقم 512).

(2)

عبد الرحمن بن شِمَاسة المَهْري المصري ثقة م 4. التقريب لابن حجر (رقم 3895).

(3)

أخرجه البزار (رقم 7559) وقال: "هذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش إلا أبو إسماعيل المؤدب". وابن عدي في الكامل (1/ 404) والحديث ضعيف فيه انقطاع؛ لأن الأعمش لم يسمع من أنس بن مالك.

(4)

إبراهيم بن سليمان بن رزين أبو إسماعيل المؤدب مشهور بكنيته صدوق يغرب ق. التقريب لابن حجر (رقم 181).

(5)

جودان، ويقال: ابن جودان، مختلف في صحبته وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ق. التقريب لابن حجر (رقم 985).

(6)

أخرجه أبو داود (رقم 521) وابن ماجه (رقم 3718) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 2709) والخرائطي في اعتلال القلوب (رقم 501) وفي مساوئ الأخلاق (رقم 649) وابن حبان في روضة العقلاء (ص 182 - 183) والطبراني في الكبير (رقم 2156) والبيهقي في الشعب (رقم 798). كلهم من طريق: ابن ميناء، عن جودان. وهو مرسل ضعيف.

(7)

رويفع بن ثابت بن السكن بن عدي بن حارثة الأنصاري المدني صحابي سكن مصر وولي إمرة برقة ي خ ت س. التقريب (رقم 1971).

(8)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 17001) الطبراني في الكبير (رقم 4493). قال الهيثمي في المجمع (3/ 88): "رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه، إلا أنه قال: "صاحب المكس في النار" يعني العاشر. وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام".

(9)

أخرجه الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (رقم 87) والحاكم (رقم 7008) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". قال الذهبي: "سنده مظلم". وفي سنده عبد اللَّه بن محمد العدوي منكر الحديث لا يُحتج به.

(10)

قال الذهبي في الميزان (2/ 485 - 486): "عبد اللَّه بن محمد العدوي، أبو الحُباب التميمي. قال البخاري: منكر الحديث. وقال وكيع: يضع الحديث. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بخبره".

ص: 491

244 -

حديث: "في الليل ساعة يستجيب اللَّه فيها الدعاء إلا لساحر أو عَشَّار". رواه أحمد

(1)

لعثمان بن أبي العاص

(2)

.

245 -

حديث أبي ذر: "ما من رجل رمي رجلًا بالفسق والكفر إلا حار عليه، أو قال: رجع عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك"

(3)

. في المصافحة للبرقاني

(4)

246 -

حديث أبي الأسود

(5)

، عن أبي ذر:"من ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار". رواه ابن ماجه

(6)

.

247 -

حديث أبي مجلز

(7)

، عن معاوية: لما خرج فقام ابن الزبير، وابن صفوان

(8)

حين رأوه، فقال: اجلسا، سمعت رسول اللَّه يقول:"من سره أن يتمثل له الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار". رواه الترمذي وقال: "وفي الباب عن أبي أمامة. هذا حديث حسن"

(9)

.

ورواه أبو داود و الرامهرمزي في الأمثال وقال: "خرج على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر"

(10)

.

(1)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 16281، 16282) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 1544) والطبراني في الكبير (رقم 8374) وفي الدعاء (رقم 139، 140) والشجري في أماليه (رقم 930) وابن عساكر في تاريخ دمشق (50/ 274). وفي سنده علي بن زيد بن جُدعان.

(2)

عثمان بن أبي العاص الثقفي الطائفي أبو عبد اللَّه صحابي شهير استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف م 4. التقريب لابن حجر (رقم 4485).

(3)

أخرجه البخاري (رقم 6045) ومسلم (رقم 61/ 112) والإمام أحمد (رقم 21465) وغيرهم.

(4)

كتاب المصافحة للحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي المعروف بالبرقاني، يشتمل على ما وقع له من الأحاديث، مصافحة لأحد الشيخين في صحيحيهما. انظر: السير للذهبي (17/ 467) والتاريخ له (9/ 403).

(5)

أبو الأسود الدِّيلْي ويقال الدّؤَلي البصري ظالم بن عمرو بن سفيان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 37).

(6)

أخرجه ابن ماجه (رقم 2319) وأصله في مسلم (رقم 61/ 112).

(7)

لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري أبو مِجْلَز مشهور بكنيته ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 7490).

(8)

عبد اللَّه بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي أبو صفوان المكي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولأبيه صحبة م س ق. نفس المصدر (رقم 3394).

(9)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 16830) وابن أبي شيبة (رقم 1053، 25582) وعبد بن حميد (رقم 413) وأبو داود (رقم 5229) والترمذي (رقم 2755) وقال: "حديث حسن". والدولابي في الكنى (رقم 508) والطبراني في الكبير (رقم 819، 820، 822) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 1127) والآجري في الشريعة (رقم 1951) وغيرهم.

وفي رواية: "من سره أن يَمْثُلَ له الرجال قياما فليتبوأ بيتا في النار". عند الإمام أحمد (رقم 16845، 16918) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 977) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 784، 785، 786، 787) وغيرهم.

(10)

عبد اللَّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي ابن خال عثمان بن عفان ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأتي به إليه وهو صغير. انظر الإصابة لابن حجر (5/ 14). ولم أجده في النسخة التي حققها: أحمد عبد الفتاح تمام.

ص: 492

‌44 - بابٌ

(1)

.

248 -

أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أنبأنا محمد بن إبراهيم

(2)

، أنبأنا يحيى بن ثابت

(3)

، أنبأنا أبي

(4)

، أنبأنا أبو منصور السواق

(5)

، أنبأنا أبو بكر القطيعي

(6)

، حدثنا أبو شعيب الحراني

(7)

، حدثنا محمد بن بكار

(8)

، حدثنا أبو معشر

(9)

، عن محمد بن كعب

(10)

في قوله عز وجل: {اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} [الإخلاص] قال: "لو سكتَ عنها لتمحض

(11)

لها رجال، قالوا: وما الصمد؟ قال: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص]

(12)

.

(1)

أورد المؤلف في هذا الباب أحاديثًا في عظمة اللَّه تعالى، وجلال قدره، وعظمة كلامه تعالى، وكتابه القرآن الكريم.

(2)

محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان أبو عبد اللَّه الإربلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(3)

يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم أبو القاسم الدينوري الأصل، البغدادي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(4)

ثابت بن بندار بن إبراهيم بن الحسن بن بندار، أبو المعالي يعرف بابن الحمَّامي. تقدمت ترجمته في الحديث رقم (51).

(5)

محمد بن محمد بن عثمان بن عمران بن سهل بن نصر بن أحمد بن حامد أبو منصور البندار يعرف بابن السواق، سمع أبا بكر بن مالك القطيعي وغيره وكان ثقة، توفي سنة 440 هـ. انظر: التاريخ للخطيب (4/ 383).

(6)

أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبد اللَّه أبو بكر القطيعي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 51).

(7)

أبو شعيب عبد اللَّه بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 51).

(8)

محمد بن بكار بن الريان ثقة من العاشرة م د. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 205).

(9)

نجيح بن عبد الرحمن السِّندي المدني أبو معشر ضعيف من السادسة 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 36).

(10)

محمد بن كعب بن سليم بن أسد أبو حمزة القرظي المدني وكان قد نزل الكوفة مدة ثقة عالم من الثالثة ولد سنة أربعين على الصحيح ووهم من قال ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال البخاري إن أباه كان ممن لم ينبت من سبي قريظة مات محمد سنة عشرين و قيل قبل ذلك ع. التقريب لابن حجر (رقم 6257).

(11)

هكذا هي في المخطوط وعند البيهقي والخطابي: "لَتَبَخَّصَ" قال الخطابي: "قوله: تَبَخَّصَ مأخوذ من بَخَص العين، وهو لحم عند الجفن الأسفل يظهر من الناظر عند التحديق إذا أبصر شيئًا، فأنكره أو تعجب منه. يقول: لولا أن البيان قد أتى على معنى هذا الاسم، واقترن به تفسيره، لتحير فيها قوم حتى تشخص أبصارهم لذلك، فتنقلب أجفانهم، فيظهر منها البَخَص. والبَخَص أيضًا: لحم يركب القدم. انظر: غريب الحديث للخطابي (3/ 146) والنهاية لابن الأثير (1/ 102).

(12)

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 101) والخطابي في غريب الحديث (3/ 146) والطبراني في السنة كما في بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (7/ 532) وهو ضعيف.

وأخرج آخره فقط مجاهد في تفسيره (ص 760) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 690) والطبري (24/ 735) قال الألباني في ظلال الجنة (1/ 303): "إسناده ضعيف مقطوع".

ص: 493

249 -

وبهذا الإسناد: حدثنا محمد بن كعب في قوله: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الحج: 74] قال: "ما علموا كيف اللَّه عز وجل"

(1)

.

250 -

وبه إلى أبي شعيب: حدثنا النفيلي

(2)

، حدثنا زهير

(3)

، حدثنا أبو إسحاق

(4)

، عن أبي تميمة

(5)

أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: -أو قال له قائل، الشك من زُهير-: إلى ما تدعوا؟ قال: "أدعوا إلى اللَّه الذي إن أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإذا حرثت أرضك أو اسقيت فدعوته أنبت لك، وإذا ضلت لك ضالة في الفلاة فدعوته رد علي" قال: أوصني، قال:"أوصيك أن لا تسب الناس ولا تزهدن في المعروف، وإذا لقيت أخاكَ فالقه ببِشر حَسَنٍ ووجهُك منبسط إليه، وإن استسقاك من دَلْوِك فصب عليه، واجعل الإزار ما بين الكعبين إلى نصف الساق، وإياك وإسبال الإزار، فإن إسبال الإزار من الخيلاء، وإن اللَّه لا يحب المخيلة"

(6)

.

رَوى هذا الحديث المثني أبو غِفَار

(7)

، عن أبي تميمة الهُجيمي، عن أبي جُرَيٍّ

(8)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد كتبناه في الصحيح

(9)

.

(1)

أخرجه سعيد بن منصور في تفسيره (رقم 980) وابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 7588) وهو ضعيف.

(2)

عبد اللَّه بن محمد بن علي بن نُفيل أبو جعفر النفيلي الحراني ثقة حافظ خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 3594).

(3)

زهير بن معاوية بن حديج أبو خيثمة الجعفي الكوفي نزيل الجزيرة ثقة ثبت ع. نفس المصدر (رقم 2051).

(4)

عمرو بن عبد اللَّه بن عبيد أبو إسحاق السَّبيعي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4).

(5)

طريف بن مجالد الهجيمي أبو تميمة البصري ثقة مشهور بكنيته خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 3014).

(6)

أخرجه الدولابي في الكنى (رقم 135) وللحديث طرق كثيرة صحيحة غير هذا الطريق المرسل انظر الحاشية (رقم 9).

(7)

المثنى بن سعد أو سعيد الطائي أبو غِفَار بصري ليس به بأس بخ د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 6469).

(8)

جابر بن سليم أو سليم بن جابر هو أبو جُرَي الهجيمي صحابي له أحاديث د ت س. نفس المصدر (رقم 866).

(9)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 19982) والإمام أحمد (رقم 20636) وابن أبي شيبة في مسنده (رقم 792) وفي مصنفه مختصرًا (رقم 24822) وأبو داود (رقم 4084) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 1183) والنسائي في الكبرى (رقم 135) والدولابي في الكنى (1/ 200) والطبراني في الكبير (6386) وفي الدعاء (رقم 2060) والبيهقي في الكبرى (رقم 21093) وفي الآداب (رقم 124) وإسناده صحيح وصححه الألباني في الصحيحة (3/ 99).

ص: 494

251 -

وبهذا الإسناد إلى أبي شعيب، حدثنا سويد بن سعيد

(1)

، حدثنا بقية بن الوليد

(2)

، عن أبي بكر بن أبي مريم

(3)

، عن عطية بن قيس

(4)

قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما تكلم العباد بكلام أحب إلى اللَّه من كلامه" يعني القرآن "ولا رُفع إلى اللَّه كلام أحب إليه من كلامه". هذا حديث مرسل

(5)

.

252 -

وبه إليه حدثنا محمد بن جرير

(6)

، حدثنا الفضيل بن سُخَيْتِ

(7)

-وكان يقال: فلان لأنه رجل رحل إلى السند- قال: حدثني عبد اللَّه بن محمد

(8)

، عن جُميع أو ابن جميع

(9)

، عن ميمون بن مهران

(10)

، عن ابن عباس رضي الله عنه قال:"قالت الخوارج لعلي بن أبي طالب: حَكَّمَ الحكمين؟ قال: ما حكمت مخلوقًا، إنما حكمت القرآن"

(11)

.

(1)

سويد بن سعيد بن سهل الهروي الأصل ثم الحَدْثَاني صدوق في نفسه م ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 118).

(2)

بقية بن الوليد الكلاعي صدوق كثير التدليس عن الضعفاء. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 119).

(3)

أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم الغساني الشامي ضعيف، سُرق بيته فاختلط د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 7974).

(4)

عطية بن قيس الكلابي ثقة مقرئ خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 47).

(5)

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 527) ووكيع في نسخته عن الأعمش (رقم 3) وهو مرسل وفي سنده بقية وهو مدلس.

(6)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(7)

الفضل بن سُخَيْت، أبو العباس السِّنْدي. قال ابن معين: كذاب لعن اللَّه من يكتب عنه من صغير أو كبير، إلا أن يكون لا يعرفه. وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: سؤلات ابن الجنيد لابن معين (رقم 597) والجرح والتعديل للرازي (6/ 224) والثقات لابن حبان (رقم 14877) والمغني في الضعفاء للذهبي (رقم 4919) والميزان له (3/ 351).

(8)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(9)

جميع بن عمرو، أو عمرو بن جميع قاضي حلوان، يكنى أبا المنذر. قال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات والمناكير عن المشاهير لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على سبيل الاعتبار. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال يحيى: ليس بثقة، ولا مأمون. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن عدي: رواياته عمن روي ليست بمحفوظة وعامتها مناكير وكان يتهم بوضعها. انظر: تاريخ ابن معين رواية الدوري (4/ 400) والجرح والتعديل للرازي (6/ 224) المجروحين لابن حبان (رقم 628) والكامل لابن عدي (6/ 196).

(10)

ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب ثقة فقيه ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز وكان يرسل بخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 7049).

(11)

أخرجه وكيع في نسخته عن الأعمش (رقم 4) وابن بطة في الإبانة (رقم 213) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 370) وقوام السنة في الحجة (1/ 363) وهو ضعيف جدًا.

ص: 495

253 -

وبه حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا المعتمر بن سليمان

(1)

، عن أبيه

(2)

، عن أبي عمران

(3)

، عن نوف البِكَالي

(4)

: أن موسى عليه السلام لما سمع الكلام قال: "من أنت الذي تكلمني؟ قال: أنا ربك الأعلى تبارك وتعالى"

(5)

.

254 -

وبه حدثنا محمد بن بكار

(6)

، حدثنا أبو معشر

(7)

، عن عبد الرحمن بن معاوية

(8)

قال: "إنما كلم اللَّه موسى عليه السلام بقدر ما يطيق من كلامه، ولو تكلم بكلامه لم يطقه شيء"

(9)

.

255 -

أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أنبأنا محمد بن إبراهيم

(10)

، أنبأنا عبد اللَّه بن النقور

(11)

وعبد الحق بن عبد الخالق

(12)

(1)

معتمر بن سليمان التيمي أبو محمد البصري ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 93).

(2)

سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري نزل في التيم فنسب إليهم ثقة عابد ع. التقريب لابن حجر (رقم 2575).

(3)

عبد الملك بن حبيب أبو عمران الجوني ثقة من كبار الرابعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(4)

نوف بن فَضالة البِكَالي، ابن امرأة كعب، شامي مستور وإنها كذب ابن عباس ما رواه عن أهل الكتاب خ م. المصدر السابق (رقم 7213).

(5)

أخرجه وكيع في نسخته عن الأعمش (رقم 5) والذهبي في العلو (رقم 329) وقال: "إسناده صحيح ونوف من علماء التابعين ووعاظهم".

- تابعه: أبو عبد الصمد العَمِّي، عن أبي عمران الجوني به. أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 560).

- وتابعه: أبان بن يزيد العطار، عن أبي عمران الجوني، به. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 16882) وابن بطة في الإبانة (رقم 479، 483) والنجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق (رقم 66).

- وتابعه: عبد الوارث بن سعيد بن التميمي، عن أبي عمران الجوني، به. أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 50).

(6)

محمد بن بكار بن الريان ثقة م د. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 208).

(7)

نجيح بن عبد الرحمن السِّندي المدني أبو معشر ضعيف 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 36).

(8)

عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الأنصاري الزرقي صدوق سيء الحفظ د ق. التقريب لابن حجر (رقم 4011).

(9)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 544، 1096) أبو خيثمة في تاريخه (رقم 2839) والآجري في الشريعة (رقم 690) وقوام السنة في الحجة (رقم 155).

(10)

محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(11)

ابن النقور عبد اللَّه بن محمد بن أحمد البغدادي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 22).

(12)

عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو الحسين اليوسفي البغدادي، الشيخ الثقة من بيت الحديث والفضل، أثبت أقرانه، توفي سنة 575 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 388) والتاريخ للذهبي (12/ 554).

ص: 496

قالا: أنبأنا أبو الحسن بن العلاف

(1)

، أنبأنا أبو الحسن الحمَّامي

(2)

، أنبأنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل أبو محمد

(3)

، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم

(4)

، حدثنا الحكم بن موسى

(5)

، حدثنا يحيى بن حمزة

(6)

، حدثنا إسحاق ابن أبي فروة

(7)

، عن يزيد الرقاشي

(8)

، عن أنس، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إن العبد المؤمن ليدعو اللَّه، ويقول اللَّه لجبريل: لا تجبه فإني أحب أن أسمع صوته، وإذا دعاه الفاجر، قال: يا جبريل اقض حاجته إني لا أحب أن أسمع صوته"

(9)

.

256 -

وبه إلى الحمَّامي أنبأنا محمد هو بن عبد اللَّه الشافعي

(10)

، حدثنا محمد بن يونس

(11)

، حدثنا غانم بن الحسن بن صالح السعدي

(12)

، حدثنا مسلم بن خالد

(13)

، عن جعفر بن محمد

(14)

، عن أبيه

(15)

، عن جابر،

(1)

علي بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف ابن العلاف. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 22).

(2)

علي بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسن المقرئ المعروف بابن الحَمَّامِيُّ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 22).

(3)

إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن يحيى بن بيان أبو محمد الخُطَبِيُّ، كان فاضلا فهما، عارفا بأيام الناس وأخبار الخلفاء، وصنف تاريخا كبيرا على ترتيب السنين، كان ثقة نبيلًا عاقلًا، قل من رُئي من المشايخ مثله. توفي سنة 269 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (7/ 304) وطبقات الحنابلة (2/ 118) والسير للذهبي (15/ 522) والتاريخ له (7/ 888).

(4)

الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن محرز بن إبراهيم أبو علي، كان حسن المجلس مفننا في العلوم، كثير الحفظ للحديث مسنده ومقطوعه، ولأصناف الأخبار والنسب والشعر، والمعرفة بالرجال، فصيحا، متوسطا في الفقه. توفي سنة 289 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (8/ 657) والسير للذهبي (13/ 427) والتاريخ له (6/ 743).

(5)

الحكم بن موسى بن أبي زهير أبو صالح القَنْطريُّ صدوق خت م مد س ق. التقريب لابن حجر (رقم 1462).

(6)

يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي أبو عبد الرحمن الدمشقي القاضي ثقة رمي بالقدرع. نفس المصدر (رقم 7536).

(7)

إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة الأموي مولاهم المدني متروك د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 368).

(8)

يزيد بن أبان الرقاشي أبو عمرو البصري القاصّ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(9)

نسبه في كنز العمال لابن النجار (2/ 620 رقم 4905) وفيه إسحاق بن أبي فروة مترك، ويزيد الرقاشي وهو ضعيف.

(10)

أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن عبدويه البزاز المعروف بالشافعي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(11)

محمد بن يونس بن موسى بن سليمان الكُديمي أبو العباس السَّامي البصري ضعيف د. التقريب لابن حجر (رقم 6419).

(12)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(13)

مسلم بن خالد المخزومي مولاهم المكي المعروف بالزنجي فقيه صدوق كثير الأوهام د ق. التقريب لابن حجر (رقم 6625).

(14)

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صدوق فقيه إمام. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 207).

(15)

محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثقة فاضل من الرابعة. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 207).

ص: 497

عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للمهاجرين والأنصار: "عليكم بالقرآن فاتخذوه إمامًا وقائدًا فإنه كلام رب العالمين الذي هو منه بدأ وإليه يعود". إسناده ضعيف جدًا

(1)

.

257 -

أخبرتنا زينب الكمالية، عن ابن الخيِّر

(2)

وابن السَّيِّدي

(3)

إذنًا قالا: أنبأنا عبد الحق بن يوسف

(4)

، أنبأنا أبو بكر بن يونس

(5)

ح

وأخبرتنا فقهاء

(6)

، عن محمد بن يوسف بن سعيد بن مسافر

(7)

إذنًا، أنبأنا أبو السعادات نصرُ اللَّه بن عبد الرحمن القزاز

(8)

، أنبأنا أبو سعيد محمد بن خُشيش

(9)

قالا: أنبأنا أبو علي بن شاذان

(10)

، أنبأنا أبو بكر الآدمي محمد بن جعفر

(11)

، حدثنا أبو بكر محمد بن يوسف ابن الطباع

(12)

قال: أملى عليَّ موسى بن داود

(13)

(1)

الحديث ضعيف جدا كما قال المؤلف، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم 3906): موضوع.

(2)

إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي أبو محمد، وأبو إسحاق الأَزَجِيُّ المقرئ، المعروف بابن الخيِّر الحنبلي، كان صالحا، دينا، فاضلا، دائم البشر. توفي سنة 603 هـ. انظر: تاريخ الخطيب والسير للذهبي (23/ 235) والتاريخ له (14/ 592).

(3)

محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن أبي علي، أبو جعفر ابن أبي علي السيدي الإصبهاني ثم البغدادي الحاجب، روى الكثير وطال عمره، توفي سنة 603 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 266) والتاريخ له (14/ 584).

(4)

عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو الحسين الشيخ الثقة من بيت الحديث والفضل أثبت أقرانه، توفي سنة 575 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 552) والتاريخ له (12/ 554).

(5)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(6)

ست الفقهاء بنت الإمام تقي الدين إبراهيم بن علي الصالحية الحنبلية. تقدمت ترجمتها في الحديث (رقم 132).

(7)

محمد بن يوسف بن سعيد بن مسافر بن جميل أبو عبد اللَّه الأزجي القطان الحنبلي، كان فاضلا ذكيا حسن المشاركة في العلوم وله مجاميع وفوائد، توفي سنة 642 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 426) وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (3/ 503).

(8)

نصر اللَّه بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد أبو السعادات القزاز. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 191).

(9)

أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش البغدادي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 157).

(10)

أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 157).

(11)

محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة بن يزيد بن عبد الملك أبو بكر الأدمي القارئ الشاهد صاحب الألحان كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن وأجهرهم بالقراءة، توفي سنة 348 هـ. انظر: التاريخ للخطيب (2/ 526) والتاريخ للذهبي (7/ 868).

(12)

المحدث الصادق المسند أبو بكر محمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع، وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: صدوق. توفي سنة 276 هـ. انظر: السير للذهبي (13/ 160).

(13)

موسى بن داود الضبي أبو عبد اللَّه الطرسوسي الحلقاني صدوق فقيه زاهد له أوهام م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 6959).

ص: 498

قال: حدثني مَعْبَدٌ أبو عبد الرحمن

(1)

، عن معاوية ابن عمار الدُّهني

(2)

قال: قلت لجعفر بن محمد

(3)

: إن ها هنا أناس يسألونا عن القرآن؟ قال: فقال: "ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام اللَّه عز وجل"

(4)

.

ناولني هذا الجزء وما قبله وما بعده وأجاز لي أن أرويها عنه وجميع ما تجوز له وعنه روايته بشرطه عند أهله الشيخ الإمام قاضي القضاة نظام الدين بن مفلح بإجازته من المحدث الحافظ أبي بكر ابن المحب، وصح ذلك في يوم الأربعاء خامس شهر اللَّه المحرم سنة سبعين وثمانمائة.

وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي.

(1)

معبد بن راشد أبو عبد الرحمن كوفي أو واسطي نزل بغداد مقبول فقيه بخ لق. نفس المصدر (رقم 6778).

(2)

معاوية بن عمار بن أبي معاوية الدُّهني صدوق عخ م ل س. المصدر السابق (رقم 6766).

(3)

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صدوق فقيه إمام. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 207).

(4)

أخرجه من طريق موسى بن داود، عن معبد، عن معاوية بن عمار، عن جعفر بن محمد. أخرجه صالح ابن الإمام أحمد في سيرة الإمام أحمد (ص 69) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 132) والدارمي في الرد على الجهمية (رقم 345) وفي الرد على المريسي (1/ 571) والطبري في صريح السنة (رقم 95) وابن بطة في الإبانة (رقم 52، 55) واللالكائي في الاعتقاد (رقم 398، 399) البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 537) وفي الاعتقاد (ص 107) والخطيب في تاريخه (15/ 330) وابن أبي حاتم كما في منهاج السنة لابن تيمية (2/ 254).

- تابعه الحسن بن صباح، عن معبد، عن معاوية بن عمار به. عند البخاري في خلق أفعال العباد (ص 44) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 393) والآجري في الشريعة (رقم 159) وابن أبي حاتم كما في منهاج السنة لابن تيمية (2/ 254). قال الألباني في مختصر العلو (ص 148): الأثر ثابت عن جعفر.

- وتابع معبدًا، إسماعيلُ بن أبي كريمة، عن معاوية بن عمار به. عند عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 133).

- تابعه رويم بن يزيد، عن معاوية بن عمار به. عند عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 134) واللالكائي في الاعتقاد (رقم 401) وابن أبي حاتم كما في منهاج السنة لابن تيمية (2/ 253).

- تابعه يحيى الحماني، عن معاوية بن عمار به. عند الالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 402).

- تابعه سويد بن سعيد، عن معاوية بن عمار به. عند البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 536) وابن أبي حاتم كما في منهاج السنة لابن تيمية (2/ 254). قال الألباني في مختصر العلو (ص 148): إسناده صحيح على شرط مسلم.

ومن طريق: عبد اللَّه بن عياش، عن يونس بن بكير، عن محمد بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين. أخرجه عبد اللَّه ابن الإمام أحمد في السنة (رقم 135) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 390) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 534).

- تابعه عبد اللَّه بن عباس الخراز، عن يونس بن بكير به. عند أبي نعيم في الخلية (3/ 188).

ومن طريق: عباس بن إبراهيم، عن محمد بن مهدي الكوفي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن جعفر بن محمد. أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 539). وهذا الأثر قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (2/ 235): مستفيض. وقال في مجموع الفتاوى (12/ 505): وهو مشهور عنه، وهكذا روي عن الحسن البصري وأيوب السختياني، وسليمان التيمي وخلق من التابعين.

ص: 499

بسم الله الرحمن الرحيم

‌45 - باب قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255].

وقال أبو عمر الطَّلَمَنْكِي

(1)

: "وأجمعوا على أن للَّه كرسيًا دون العرش".

وقال ابن عباس ومجاهد: "الكرسي هو موضع القدمين"

(2)

. وقال السدي

(3)

عن أبي مالك

(4)

: "الكرسي تحت العرش"

(5)

. قال السدي: "الكرسي بين يدي العرش". روى ذلك ابن أبي حاتم

(6)

.

258 -

وقال عبد الصمد بن عبد الوارث

(7)

: سمعت أبي

(8)

، حدثنا ابن جُحَادَةَ

(9)

، عن سلمة بن كُهَيْلٍ

(10)

، عَنْ عُمَارَةَ بن عُمَيْرٍ

(11)

، عن أبي موسى قال:"الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل". رواه الإمام أحمد، عن عبد الصمد

(12)

. وقد تقدم في هذا عن ابن عباس

(13)

.

(1)

أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن أبي عيسى لُبّ بن يحيى، أبو عمر المعافري الأندلسي الطلمنكي المقرئ، نزيل قُرْطُبة، وأصله من طَلَمَنْكَة، كان حبرا في علم القرآن قراءاته وإعرابه وناسخ ومنسوخه وأحكامه ومعانيه، صنف كتبا حسانا نافعة على مذاهب السنة، ظهر فيها علمه، واستبان فيها فهمه، وكان ذا عناية تامة بالأثر ومعرفة الرجال، حافظا للسنن، إماما عارفا بأصول الديانات، توفي سنة 429 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 566) والتاريخ له (9/ 456).

(2)

سبق تخرج أثر ابن عباس (رقم 57).

(3)

إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي أبو محمد الكوفي صدوق بهم ورمي بالتشيع م 4. التقريب لابن حجر (رقم 463).

(4)

غزوان الغفاري أبو مالك الكوفي مشهور بكنيته ثقة خت د ت س. نفس المصدر (رقم 5354).

(5)

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 2602).

(6)

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 2603) والطبري (4/ 538) وانظر الفتح لابن حجر (8/ 199).

(7)

عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد التَّنُّوري صدوق ثبت في شعبة من التاسعة ع. التقريب لابن حجر (رقم 4080).

(8)

عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التَّنُّوري ثقة ثبت رمي بالقدر ولم يثبت عنه ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(9)

محمد بن جُحَادة ثقة من الخامسة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 221).

(10)

سلمة بن كُهيل الحضرمي أبو يحيى الكوفي ثقة من الرابعة ع. التقريب لابن حجر (رقم 2508).

(11)

عُمارة بن عُمير التيمي كوفي ثقة ثبت من الرابعة ع. نفس المصدر (رقم 4856).

(12)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 588، 1022) ومحمد بن أبي شيبة في العرش (رقم 60) والطبري في تفسيره (4/ 538) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 627) وابن منده في الرد على الجهمية (رقم 9) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 859) وصححه ابن منده في الرد على الجهمية (ص 22). وقال ابن حجر في الفتح (8/ 199): سنده صحيح. وقال الألباني في مختصر العلو (ص 124): إسناده موقوف صحيح.

(13)

سبق تخريجه في الحديث (رقم 57).

ص: 500

259 -

وعن ابن بريدة

(1)

، عن أبيه

(2)

قال: لما قدم جعفر من الحبشة قال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما أعجب شيء رأيته؟ " ثم قال: رأيت امرأة على رأسها مكتل من طعام فمر فارسٌ فأذراه فقعدت تجمع طعامها، ثم التفتت إليه فقالت له: ويل لك يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا قُدست أمة -أو لن تقدس أمةٌ- لا يأخذ ضعيفُها حقه من شديدها و هو غير متعتع

(3)

".

قاله سعيد بن سليمان

(4)

، عن منصور بن أبي الأسود

(5)

، عن عطاء بن السائب

(6)

، عن مُحارِب بن دِثَار

(7)

، عن ابن بريدة. رواه الطبراني في السنة

(8)

.

ورواه عثمان الدارمي

(9)

: عن يحيى الحِمَّاني

(10)

، عن خالد بن عبد اللَّه

(11)

، عن عطاء بن السائب، عن عبد اللَّه بن بريدة.

ورواه ابن أبي عاصم

(12)

: لعمرو بن أبي قيس

(13)

، عن عطاء بن السائب.

ورواه أبو أحمد العسال.

(1)

سليمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمي ثقة م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 72).

(2)

بريدة بن الحُصَيب أبو سهل الأسلمي صحابي أسلم قبل بدر مات سنة 63 هـ. التقريب لابن حجر (رقم 660).

(3)

"متعتع" بفتح التاء، أي: من غير أن يصيبه أذي يقلقله ويزعجه. النهاية لابن الأثير (1/ 190).

(4)

سعيد بن سليمان الضبي أبو عثمان الواسطي ثقة حافظ ع. نفس المصدر (رقم 2329).

(5)

منصور بن أبي الأسود الليثي الكوفي صدوق رمي بالتشيع د ت س. المصدر السابق (رقم 6896).

(6)

عطاء بن السائب أبو محمد الثقفي الكوفي صدوق اختلط خ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 82).

(7)

مُحارِب بن دِثَار السدوسي الكوفي القاضي ثقة إمام زاهد ع. التقريب لابن حجر (رقم 6492).

(8)

أخرجه البزار (رقم 1596) والطبراني في الأوسط (رقم 5234) وقال: "لم يرو هذا الحديث عن عطاء بن السائب إلا منصور بن أبي الأسود، وعمرو بن أبي قيس". والنقاش في فوائده (رقم 22) والبيهقي في الكبرى (رقم 11515، 20203، 20203) وفي الأسماء والصفات (رقم 860) قال الهيثمي في المجمع (5/ 208): "رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة لكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات". وقد مر (برقم 164) وسيأتي أيضًا (برقم 293).

(9)

أخرجه الدارمي في الرد على المريسي (1/ 417 - 419).

(10)

يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني الكوفي حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث م. التقريب لابن حجر (رقم 7591).

(11)

خالد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي المزني مولاهم ثقة ثبت ع. نفس المصدر (رقم 1647).

(12)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 582) البيهقي في الكبرى (رقم 11514) وفي الشعب (رقم 7142) وقال الألباني في ظلال الجنة (1/ 257): حديث صحيح ورجاله ثقات.

(13)

عمرو بن أبي قيس الرازي صدوق له أوهام خت 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 23).

ص: 501

260 -

عن أبي ذر قال: دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد -فذكر الحديث- قال فيه: قلت: فأي آية أنزلها اللَّه عليك أعظم؟ قال: "آية الكرسي" ثم قال: "يا أبا ذر ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة".

قال الحسن بن عرفة: حدثنا يحيى بن سعيد السعدي البصري

(1)

، حدثنا عبد الملك بن جريج

(2)

، عن عطاء

(3)

، عن عُبيد بن عُمير الليثي

(4)

، عن أبي ذر بهذا الحديث

(5)

. رواه أبو الشيخ والطبراني ليحيى بن سعيدٍ هذا

(6)

.

(1)

يحيى بن سعيد القرشي العبشمي السعدي، وقيل: السعيدي الشهيد، يحدث عن ابن جريج، أبو زكريا. قال ابن حبان: يروي المقلوبات والملزوقات لا يجوز الإحتجاج به إذا انفرد. انظر: المجروحين لابن حبان (3/ 129) والمغني للذهبي (رقم 6970) والميزان له (4/ 377).

(2)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 90).

(3)

عطاء بن أبي رَباح ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال من الثالثة ع. تقدمت ترجمته. في الحديث (رقم 90).

(4)

عبيد بن عمير بن قتادة الليثي مجمع على ثقته ع. تقدمت ترجمته في (ص 544).

(5)

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 861) وقال: "تفرد به يحيى بن سعيد السعدي وله شاهد بإسناد أصح".

(6)

أخرجه من طريق: يحيى بن سعيد السعدي، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رياح، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي ذر. ابن حبان في المجروحين (رقم 1224) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 596) وابن عدي في الكامل (9/ 107) والشجري في أماليه (رقم 915) وابن عساكر في تاريخ دمشق (23/ 277). قال ابن عدي:"هذا حديث منكر من هذا الطريق، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر. وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخولاني والقاسم بن محمد، عن أبي ذر والثالث حديث بن جريج وهذا أنكر الروايات".

وأخرجه من طريق: إبراهيم بن هشام بن يحيى، عن أبيه، عن جده، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر. ابن حبان في صحيحه رقم (361) وفي المجروحين (رقم 1224) والآجري في الأربعين (رقم 44) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 648) وأبو نعيم في الحلية (1/ 166) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 862) وابن عساكر في تاريخ دمشق (23/ 274). وقال ابن حبان في المجروحين عن هذا الإسناد:"هو الأشبه".

وإبراهيم بن هشام بن يحيى اختلفوا فيه: فوثقه الطبراني وابن حبان، وضعفه أبو حاتم وكذبه أبو زرعة. انظر الميزان للذهبي (1/ 72 - 73) وقال الألباني في التعليقات الحسان (رقم 362): ضعيف جدا.

وأخرجه من طريق: محمد بن أبي السَّرِيّ العسقلاني، عن محمد بن عبد اللَّه التميمي، عن القاسم بن محمد الثقفي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر. ابن مردويه كما عند ابن كثير في التفسير (1/ 680 - 681).

وأخرجه من طريق: الحسن بن عبد الرحمن أبي ليلى، عن أحمد بن علي الأسدي، عن المختار بن غسان العبدي، عن إسماعيل بن سلم، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، محمد بن أبي شيبة في العرش (رقم 58) وابن بطة في الإبانة (رقم 136). قال الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 225): وجملة القول أن الحديث بهذه الطرق صحيح.

قال ابن حجر في الفتح (13/ 411): "وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح عنه".

ص: 502

261 -

قال ابن ماجه: عن سويد بن سعيد

(1)

:

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا -وهذا لفظه-: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قالا: أخبرنا يحيى بن سليم

(2)

، عن ابن خُثَيْمٍ

(3)

، عن أبي الزبير

(4)

، عن جابر قال: لما رجعت مهاجرة الحبشة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ألا تخبروني بأعجب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ " قال فتية منهم: بلى يا رسول اللَّه، بينما نحن جلوس مرت علينا عجوز من عجائزهم تحمل على رأسها قلةً من ماء، فمرت بفتًى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفها فخرت على ركبتيها وانكسرت قلتها، فلما ارتفعت التفتت إليه فقالت: سوف تعلم يا غُدُر إذا وضع اللَّه الكرسي وجمع الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا. قال رسول اللَّه:"صدقت، كيف يُقدس اللَّه قومًا لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم"

(5)

.

رواه الطبراني

(6)

: لمسلم بن خالد الزنجي، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم.

262 -

ورُويَ من حديث سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير وقال:"الويل لك غدًا إذا جلس الملِك على كرسيه". وهو في الثاني من معجم

(7)

ابن جميع

(8)

.

(1)

سويد بن سعيد بن سهل الهروي الحَدْثَاني الأنباري أبو محمد صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه م ق. التقريب لابن حجر (رقم 2690).

(2)

يحيى بن سليم القرشي الطائفي صدوق سيء الحفظ ع. نفس المصدر (رقم 7563).

(3)

عبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم القاري المكي أبو عثمان صدوق خت م 4. المصدر السابق (رقم 3466).

(4)

محمد بن مسلم بن تَدْرُس أبو الزبير المكي صدوق إلا أنه يدلس ع. المصدر السابق (رقم 6291).

(5)

أخرجه ابن ماجه (رقم 4010) وأبو يعلى (رقم 2003) وابن حبان (رقم 5058) والنقاش في فنون العجائب (رقم 20) تابعه: الفضل ابن العلاء، عن ابن خثيم به مختصرا. أخرجه ابن حبان (رقم 5059) والخطيب في تاريخه نحوه (8/ 204) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2/ 1329) وفي صحيح الجامع الصغير (2/ 843 رقم 4598).

(6)

لم أجده في المعاجم الثلاثة للطبراني ولا في مسند الشاميين، ولعله في كتاب السنة وهو مفقود.

(7)

أخرجه الطبراني في (رقم 6559) وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 1435) والعقيلي في الضعفاء (4/ 257) وقال: "حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به". وابن جُميع في معجم الشيوخ (ص 170) قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سفيان بن عيينة إلا مكي بن عبد اللَّه الرعيني". وأخرجه البيهقي في الدلائل (4/ 246) إلا أن أحد رواته أخطأ فيه فجعله عن الثوري بدل ابن عيينة. قال البيهقي: "في إسناده إلى الثوري من لا يُعرف".

(8)

محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جُميع، أبو الحسين الصيداوي الغساني، كان شيخا صالحا ثقة مأمونا، أسند من بقي بالشام، وثقة الخطيب. توفي سنة 402 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 153) والتاريخ له (9/ 47).

ص: 503

263 -

أخبرنا أبو الحجاج، أنبأنا ابن الدرجي

(1)

، أنبأنا الصيدلاني

(2)

، أنبأنا الصيرفي

(3)

، أنبأنا الأعرج

(4)

، أخبرنا القَبَّاب

(5)

، أخبرنا ابن أبي عاصم، حدثنا المُقدَّمي

(6)

، حدثنا عبد الوهاب الثقفي

(7)

، حدثنا أبو مسعود الجُريري

(8)

، عن رجل، عن ابن شَغَافٍ

(9)

، عن عبد اللَّه بن سلام قال:"والذي نفسي بيده إن أقرب الناس يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم جالسٌ عن يمينه على الكرسي"

(10)

.

264 -

أخبرنا أحمد بن أبي طالب

(11)

، أنبأنا عبد اللَّه بن اللتي، أخبرنا الحسن بن جعفر بن عبد الصمد

(12)

، أخبرنا أبو غالب الباقلاني

(13)

، أخبرنا عبد الملك بن بشران

(14)

، حدثنا أبو علي ابن خزيمة

(15)

،

(1)

إبراهيم بن إسماعيل برهان الدين أبو إسحاق ابن الدَّرَجِيِّ القرشي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 181).

(2)

محمد بن أحمد بن نصر، ابن خالويه الصيدلاني، أبو جعفر الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 181).

(3)

أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الأشقر الصيرفي الأصبهاني، شيخ صالح سديد معمر مكثر من الحديث، مات سنة 514 هـ. انظر: التحبير للسمعاني (2/ 275) والسير للذهبي (19/ 428) والتاريخ له (11/ 227).

(4)

محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن القاسم بن المرزبان بن شاذان أبو بكر الأصبهاني الأعرج، يعرف بأبي شيخ كان شيخا صالحا عالي السند في القراءات توفي سنة 431 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (8/ 232) و (9/ 509) ومعرفة القراء له (ص 218).

(5)

عبد اللَّه بن محمد بن محمد بن فورك بن عطاء، أبو بكر الأصبهاني المقرئ القباب، كان مسند أصبهان في عصره ومقرئها، مات سنة سبعين وثلاثمائة. انظر: التاريخ للذهبي (8/ 232) والسير له (16/ 241).

(6)

محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدَّمي الثقفي ثقة خ م س. التقريب لابن حجر (رقم 5761).

(7)

عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين ع. نفس المصدر (رقم 4261).

(8)

سعيد بن إياس الجُريري أبو مسعود البصري ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين ع. المصدر السابق (رقم 2273).

(9)

بشر بن شَغَاف بفتح المعجمتين أخره فاء ضبي بصري ثقة د ت س. المصدر السابق (رقم 689).

(10)

أخرجه ابن أبي عاصم (رقم 583) والطبراني في الكبير (رقم 402، 14985) وهو ضعيف جدا. قال الهيثمي في المجمع (8/ 254): "فيه رجل لم يسم". وقال الألباني في ظلال الجنة (1/ 258): "إسناده ظاهر الضعف".

(11)

أحمد بن أبي طالب الحجار ابن الشحنة شهاب الدين أبو العباس الديرمقرني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(12)

الشيخ أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد ابن المتوكل على اللَّه، الهاشمي العباسي البغدادي، له معرفة بالأدب والشعر وكان صالحا، مات سنة 553 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 387) والتاريخ له (12/ 83).

(13)

أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن خذاداذا الباقلاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 41).

(14)

عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه بن بشران أبو القاسم الأموي مولاهم. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 200).

(15)

أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة أبو علي، روى عنه الدارقطني وابن رزقويه وابنا بشران وكان ثقة، توفي سنة 347 هـ. انظر: التاريخ للخطيب (5/ 570) والسير للذهبي (15/ 515) والتاريخ له (7/ 849).

ص: 504

حدثنا إبراهيم بن دَنُوقا

(1)

، حدثنا محمد بن الصباح الدولابي

(2)

، حدثنا الحكم بن ظهير

(3)

، حدثني عاصم بن أبي النجود

(4)

، عن زر بن حبيش

(5)

، عن عبد اللَّه بن مسعود في قول اللَّه عز وجل:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] قال: "دخلت السموات السبع والأرضين السبع في الكرسي، فذلك قوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ} "

(6)

.

265 -

قال أبو بكر بن مردويه في تفسير: {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة: 87]: حدثنا عبد اللَّه ابن إسحاق بن إبراهيم

(7)

، أنبأنا الحسن بن علي العنزي

(8)

، أخبرنا عباس بن عبد العظيم

(9)

، أخبرنا يحيى بن كثير العنبري

(10)

، أخبرنا سَلْمُ بْنُ جَعْفَرٍ

(11)

، عن الجريري

(12)

، عن عبد اللَّه بن سلام قال:"إن محمدًا يوم القيامة بين يدي الرب على كرسي الرب"

(13)

.

(1)

إبراهيم بن عبد الرحيم بن عمر أبو إسحاق ويعرف بابن دنوقا البغدادي الدنوقي، قال الدارقطني: هو ثقة. كان ثخين الستر، صدوق في الرواية، مات سنة 279 هـ. انظر: التاريخ للخطيب (7/ 56) وتبصير المنتبه لابن حجر (2/ 568).

(2)

محمد بن الصباح البزاز الدولابي أبو جعفر البغدادي ثقة حافظ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 205).

(3)

الحكم بن ظُهير الفزاري أبو محمد متروك رمي بالرفض واتهمه ابن معين ت. نفس المصدر (رقم 1445).

(4)

عاصم بن أبي النجود صدوق له أوهام وحديثه في الصحيحين مقرون. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 74).

(5)

زِرِّ بن حُبَيش بن حُبَاشة الأسدي الكوفي أبو مريم ثقة جليل مخضرم ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 100).

(6)

لم أجد من أخرجه غير المؤلف، وسنده ضعيف جدا؛ لأن فيه الحكم بن ظهير وهو متروك.

(7)

عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد العزيز بن المرزبان، أبو محمد المعدل، يعرف بابن الخراساني، وهو ابن عم عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي، روى الكثير، وله أجزاء مشهورة تُروى، روى عنه الدارقطني وغيره وقال: فيه لين. توفي سنة 349 هـ. انظر: التاريخ للخطيب (11/ 67) والتاريخ للذهبي (15/ 543).

(8)

الحسن بن عليل بن الحسين بن علي بن حبيش بن سعد أبو علي العنزي، كان صاحب أدب وأخبار، وكان صدوقا، واسم أبيه علي، ولقبه عليل، توفي سنة 290 هـ. انظر: التاريخ للخطيب (8/ 405) والتاريخ للذهبي (6/ 737).

(9)

عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل العنبري أبو الفضل البصري ثقة حافظ خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 3176).

(10)

يحيى بن كثير بن درهم العنبري مولاهم البصري أبو غسان ثقة ع. نفس المصدر (رقم 7629).

(11)

سلم بن جعفر البكراوي أبو جعفر الأعمى قال ابن المديني: صدوق د ت. المصدر السابق (رقم 2463).

(12)

سعيد بن إياس الجُريري ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 263).

(13)

أخرجه البخاري في تاريخه الكبير (رقم 2317) والخلال في السنة (رقم 236) وهذا الأثر ضعيف جدًا، وهو منقطع، قال البخاري:"ولا يعرف لسيف سماع من ابن سلام".

ص: 505

266 -

قال أبو إسماعيل عبد اللَّه بن محمد الأنصاري الهروي الحافظ، حدثنا يحيى بن عمار بن يحيى

(1)

، عن ليث بن الفضل

(2)

، حدثنا أبو علي الحسن بن يعيش

(3)

، حدثنا الفضل ابن معمور

(4)

، حدثنا العلاء بن المغيرة

(5)

، حدثنا عثمان بن صالح السهمي

(6)

، حدثنا بقية بن الوليد

(7)

، عن الجراح بن منهال

(8)

، عن أبي الزبير، عن جابر: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن جلسة الربع وقال: "هو جلسة الرب". قال

(9)

: "لا أدري سمعه يحيى بن أبي نصر الطيبي أم لا".

267 -

قال صالح بن أحمد بن حنبل: قال أبي: وحدَّثَ وكيع بحديث إسرائيل

(10)

، عن أبي إسحاق

(11)

، عن عبد اللَّه بن خليفة

(12)

: "إذا جلس الرب سبحانه على العرش". فاقشعر زكريا بن عدي

(13)

،

(1)

يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار بن العنبس. الإمام الواعظ أبو زكريا الشيباني النِّيهِيُّ السجستاني، كان شيخ تلك الديار دينا وعلما وصيانة وتسننا، كان متصلبا على المبتدعة والجهمية، توفي سنة 422 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 481).

(2)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(3)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(4)

الفضل بن معمور الهروي، روي عن ابن أبي الدنيا كتاب ذم الدنيا، وعن الحسن بن عمر بن عبد الحميد الميموني الرقي. انظر: ذكر ابن أبي الدنيا وما وقع عاليًا من حديثه لأبي موسى المديني (ص 357).

(5)

العلاء بن المغيرة البندار كان من صحابة عمر بن عبد العزيز بن مروان وبقي إلى أيام يزيد بن عبد الملك. تاريخ ابن عساكر (47/ 232).

(6)

عثمان بن صالح بن صفوان السهمي مولاهم أبو يحيى المصري صدوق خ س ق. التقريب لابن حجر (رقم 4480).

(7)

بقية بن الوليد الكلاعي صدوق كثير التدليس عن الضعفاء. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 119).

(8)

الجراح بن منهال أبو العطوف الجزري. قال أحمد بن حنبل: كان صاحب غفلة. وقال يحيى: ليس حديثه بشيء. وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه. وقال البخاري ومسلم: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: رجل سوء يشرب الخمر ويكذب في الحديث. وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين. وقال الدارقطني: متروك. انظر: تاريخ ابن معين رواية الدوري (رقم 5333) والمجروحين لابن حبان (رقم 192) والضعفاء لابن الجوزي (1/ 167) والكامل لابن عدي (2/ 408) والميزان للذهبي (1/ 390).

(9)

القائل هو: أبو إسماعيل الأنصاري الهروي الحافظ. والحديث موضوع، وآفته الجراح بن منهال أبو العطوف الجزري وهو كذاب.

(10)

إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ثقة تُكلم فيه بلا حجة ع. تقدم في الحديث (رقم 11).

(11)

عمرو بن عبد اللَّه بن عبيد أبو إسحاق السَّبيعي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4).

(12)

عبد اللَّه بن خليفة الهمداني الكوفي، تابعي مخضرم، قال عنه الذهبي في الميزان (2/ 414): لا يكاد يعرف. وقال ابن حجر في التقريب (رقم 3294): مقبول. وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (4/ 262): لا تعرف حاله، وهو مجهول الحال. ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان في الثقات (رقم 3683) كما هي عادته في توثيق المجاهيل.

(13)

زكريا بن عدي بن الصلت أبو يحيى الكوفي ثقة جليل يحفظ م خ م مد ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 2024).

ص: 506

فقال له وكيع -وغضب-: "أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون هذه الأحاديث لا ينكرونها"

(1)

.

(1)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 587) عن عبد اللَّه بن خليفة، عن عمر موقوفًا.

وأما الأثر وهو قوله: "إذا جلس الرب سبحانه على العرش" فضعيف جدًا، روي من طرق مختلفة مضطربة:

- فروي عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن خليفة مرسلًا. أخرجه الدارمي في الرد على المريسي (1/ 426) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 593) وعبد بن حميد في تفسيره كما في مسند الفاروق لابن كثير (2/ 569) وأبو يعلى كما في المقصد العلي (رقم 1684) والطبري (4/ 540) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 650) والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 589) وابن الجوزي في العلل المتناهية (رقم 2) وابن العديم في بغية الطلب (10/ 4354).

- وروي عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن خليفة، عن عمر موقوفًا. أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 585، 1019) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 574) والطبري (4/ 540) والطبراني في السنة كما في مسند الفاروق لابن كثير (2/ 569) والبزار (رقم 325) وقال: روى هذا الحديث الثوري عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن خليفة، عن عمر موقوفا، وعبد اللَّه بن خليفة فلم يسند غير هذا الحديث، ولا أسنده عنه إلا إسرائيل، ولا حدث عن عبد اللَّه بن خليفة إلا أبو إسحاق. وابن خزيمة في التوحيد (1/ 244) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 548) وأبو الحسين البزاز في حديث شعبة (رقم 84) والدارقطني في الصفات (رقم 35) وابن بطة في الإبانة (رقم 135) والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 125) وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/ 134) وابن الجوزي في العلل المتناهية (رقم 3) والضياء في المختارة (رقم 151، 152، 153، 154) واختلف أهل العلم فيه تصحيحا وتضعيفًا:

فقال الذهبي في كتاب العرش (2/ 153): هذا حديث محفوظ من حديث أبي إسحاق السبيعي تفرد بهذا الحديث عن عبد اللَّه بن خليفة من قدماء التابعين، لا نعلم حاله بجرح ولا تعديل، وهذا الحديث صحيح عند جماعة من المحدثين؛ فإذا كان هؤلاء والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم الذين هم سُرُج الهدى ومصابيح الدجى قد تلقوا هذا الحديث بالقبول وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره ونتحذلق عليهم؟ بل نؤمن به ونكل علمه إلى اللَّه عز وجل. أ هـ باختصار.

وقال ابن خزيمة في التوحيد (1/ 246): "وليس هذا الخبر من شرطنا، لأنه غير متصل الإسناد لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل المنقطعات". وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 5 - 6): هذا حديث لا يصح عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: وإسناده مضطرب جدا وعبد اللَّه بن خليفة ليس من الصحابة فيكون الحديث الأول مرسلًا، وتارة يرويه ابن خليفة عن عمر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وتارة يقفه على عمر وتارة يوقف على بن خليفة وتارة يأتي فما يفضل منه إلا قدر أربعة أصابع وتارة يأتي فما يفضل منه مقدار أربعة أصابع وكل هذا تخليط من الرواة فلا يعول عليه. أ هـ باختصار. وقال ابن كثير في تفسيره (1/ 681):"عبد اللَّه بن خليفة وليس بذاك المشهور وفي سماعه من عمر نظر، ثم منهم من يرويه عنه عن عمر موقوفا ومنهم من يرويه عنه مرسلا، ومنهم من يزيد في متنه زيادة غريبة ومنهم من يحذفها، وعندي في صحته نظر. وقال ابن كثير أيضًا في مسند الفاروق (2/ 569): "تفرّد به عبد اللَّه بن خليفة وليس بالمشهور". وقال الألباني في ظلال الجنة (رقم 574): "إسناده ضعيف". وقال في السلسة الضعفة (2/ 256 رقم 866): منكر. وقال أيضًا (10/ 729): "للحديث ثلاث علل: الأولى: جهالة عبد اللَّه بن خليفة. الثانية: اختلاط أبي إسحاق السبيعي وعنعنته؛ فإنه كان مدلسًا. الثالثة: الاضطراب في سنده وفي متنه".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (16/ 434 - 436): "وكذلك ما يجمعه عبد الرحمن بن منده مع أنه من أكثر الناس حديثا لكن يروي شيئًا كثيرا من الأحاديث الضعيفة ولا يميز بين الصحيح والضعيف. وربما جمع بابا وكل أحاديثه ضعيفة كأحاديث أكل الطين =

ص: 507

268 -

عن ثعلبة بن الحكم قال: قلت: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول اللَّه عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: "إني لم أجعل علمي وحكمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان فيكم ولا أبالي" رواه الطبراني

(1)

.

269 -

قال أبو أحمد العسال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن

(2)

، حدثنا أبو سعيد الكندي

(3)

، حدثنا المسيب بن شريك

(4)

، عن الأعمش، عن شِمْر بن عطية

(5)

: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] قال: "ما يفضل عنه أربع أصابع، وإن له أطيطًا كأطيط الرحل الجديد"

(6)

.

270 -

قال أبو محمد بن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا مِنْجَاب بن الحارث

(7)

، أنبأنا بشر بن عمارة

(8)

،

= وغيرها ومن ذلك حديث عبد اللَّه بن خليفة المشهور الذي يروي عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وطائفة من أهل الحديث ترده لاضطرابه، كما فعل ذلك أبو بكر الإسماعيلي وابن الجوزي وغيرهم، لكن أكثر أهل السنة قبلوه، كثير ممن رواه رووه بقوله:"إنه ما يفضل منه إلا أربع أصابع" فجعل العرش يفضل منه أربع أصابع، واعتقد القاضي وابن الزاغوني ونحوهما صحة هذا اللفظ فأمرُّوه وتكلموا على معناه بأن ذلك القدر لا يحصل عليه الاستواء، وذكر عن ابن العائذ أنه قال: هو موضع جلوس محمد صلى الله عليه وسلم. والحديث قد رواه ابن جرير الطبري في تفسيره وغيره ولفظه: "وإنه ليجلس عليه فما يفضل منه قدر أربع أصابع" بالنفي. فلو لم يكن في الحديث إلا اختلاف الروايتين هذه تنفي ما أثبتت هذه. ولا يمكن مع ذلك الجزم بأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أراد الإثبات وأنه يفضل من العرش أربع أصابع لا يستوي عليها الرب. وهذا معنى غريب ليس له قط شاهد في شيء من الروايات! بل هو يقتضي أن يكون العرش أعظم من الرب وأكبر!! وهذا باطل مخالف للكتاب والسنة وللعقل". أ هـ باختصار.

(1)

تقدم تخريجه وبيان درجته في الحديث (رقم 163).

(2)

أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن بن مَتُّوَيْهِ الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 52).

(3)

عبد اللَّه بن سعيد أبو سعيد الأشج الكوفي ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 67).

(4)

المسيب بن شريك أبو سعيد التميمي الشقري من أهل خراسان كوفي الأصل، قال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه. وقال ابن معين: لا شيء. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث كأنه متروك. وقال ابن شاهين: متروك الحديث. انظر: الجرح والتعديل للرازي (8/ 294) والضعفاء لابن شاهين (1/ 180) وتاريخ الخطيب (15/ 175) والضعفاء لابن الجوزي (3/ 121) والميزان للذهبي (4/ 114).

(5)

شِمْر بن عطية الأسدي الكاهلي الكوفي صدوق مد ت س. التقريب لابن حجر (رقم 2821).

(6)

لم أجد من أخرجه غير المؤلف، وهو أثر باطل، فيه المسيب بن شريك وهو متروك.

(7)

مَنْجاب بن الحارث بن عبد الرحمن التميمي أبو محمد الكوفي ثقة من العاشرة م فق. التقريب لابن حجر (رقم 6882).

(8)

بشر بن عمارة الخثعمي المكتب الكوفي ضعيف فق. نفس المصدر (رقم 697).

ص: 508

عن أبي رَوْق

(1)

، عن الضحاك

(2)

، عن ابن عباس في قوله:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] قال: "لو أن السموات السبع بُسطن ثم وُصلن بعضهن إلى بعض ما كُنَّ في سعته -يعني الكرسي- إلا بمنزلة الحلقة من المفازة"

(3)

.

271 -

حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان

(4)

، حدثنا أبو أحمد يعني الزبيري

(5)

، عن سفيان، عن عمار يعني الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:"الكرسي موضعه"

(6)

.

272 -

قال أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم ابن دحيم

(7)

في تفسيره: حدثنا أبي

(8)

، حدثنا مروان الفزاري

(9)

، عن جويبر

(10)

، عن الضحاك:{لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255]"السِّنة: النعاس، والنوم: الاستثقال. وقوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ} موضع قدميه وهو أسفل من العرش. قال: "ويقال السموات. . .

(11)

{وَلَا يَئُودُهُ} قال: لا تثقل عليه".

(1)

عطية بن الحارث أبو رَوْق الهمداني الكوفي صاحب التفسير صدوق د س ق. المصدر السابق (رقم 4615).

(2)

الضحاك بن مزاحم الهلالي أبو القاسم أو أبو محمد الخراساني صدوق كثير الإرسال 4. المصدر السابق (رقم 2978).

(3)

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 2600) وابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي (2/ 17) ولفظه: "لو أن السموات السبع والأرضين السبع بُسِطن". وزاد ابن كثير في تفسيره (1/ 680) نسبته للطبري ولم أجده فيه.

وهذا الأثر ضعيف جدًا، بشر بن عمارة ضعيف، وفيه انقطاع فالضحاك لم يسمع من ابن عباس.

(4)

أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان أبو سعيد البصري صدوق ق. التقريب لابن حجر (رقم 106).

(5)

محمد بن عبد اللَّه بن الزبير أبو أحمد الزبيري ثقة ثبت إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري ع. نفس المصدر (رقم 6017).

(6)

هكذا كتبها المؤلف، ولفظ الأثر عند ابن أبي حاتم (رقم 2601):"الكرسي: موضع قدميه". وانظر الحديث (رقم 57).

(7)

إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ابن دُحيم، سمع: أباه، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: ابن أخيه عبد الرحمن ابن عمرو بن دحيم، والطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وأبو عمرو بن مطر، وخلق كثير. وكان ثقة. بقي إلى حدود الثلاثمائة. انظر: التاريخ للذهبي (6/ 912).

(8)

عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي أبو سعيد لقبه دُحيم بن اليتيم ثقة حافظ متقن خ د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 3793).

(9)

مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري الكوفي ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ ع. نفس المصدر (رقم 6575).

(10)

جُويبر ويقال اسمه جابر وجويبر لقب ابن سعيد الأزدي أبو القاسم البلخي نزيل الكوفة راوي التفسير ضعيف جدا خد ق. المصدر السابق (رقم 987).

(11)

يوجد اختفاء لعدد من الكلمات بسبب خلل في التصوير.

ص: 509

قال الجبائي

(1)

شيخ المعتزلة في تفسيره: "وعنى بقوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] أي: كرسيه أوسع من السموات والأرض وهو العرش، وقد قيل أيضًا: أن الكرسي دون العرش، والعرش فوقه وأنه أكبر منه، وهذا أيضًا جائزٌ، والعرش والسرير واحد، وقد قال قوم: إنه عنى بالكرسي العلم، وهذا ما لا يُعرف له صحة في اللغة، ولا يجوز أن يُسمي اللَّه العلم باسم لا يعرفه أهل اللغة"

(2)

.

273 -

قال عبد اللَّه بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن

(3)

وعبد الأعلى بن حماد النرسي قالا: عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن خليفة، عن عمر قال:"إذا جلس اللَّه على الكرسي سُمع له أطيطٌ كأطيط الرَّحل الجديد"

(4)

.

274 -

رواه ابن ماجه في تفسيره: عن العباس بن عبد العظيم العنبري

(5)

، عن علي بن عبد اللَّه

(6)

، عن عبد الرحمن بن مهدي.

275 -

ورواه ليحيى بن أبي بكير، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن خليفة قال: أظنه عن عمر، وقال:"كأطيط الرحل من ثقله"

(7)

.

276 -

وقال عبد اللَّه بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا وكيع بحديث الشريك، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن خليفة، عن عمر:"إذا جلس الرب عز وجل على العرش" فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع، فغضب وكيع وقال:"أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث لا ينكرونها"

(8)

.

(1)

أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان، مولى عثمان بن عفان، رضي الله عنه، المعروف بالجبائي أحد أئمة المعتزلة، وأخذ عن أبي يوسف يعقوب بن عبد اللَّه الشحام البصري رئيس المعتزلة بالبصرة في عصره، وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري علم الكلام. توفي في شعبان سنة 303 هـ. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (4/ 267) وكتاب التفسير للجبائي لا يزال مفقودا إلى الآن.

(2)

الكرسي موضع قدمي الرب جل وعلا وهو غير العرش، ومن فسر الكرسي بالعرش أو بالعلم فقد أخطأ على اللغة وعلى القرآن. انظر: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (8/ 362 - 365) وشرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي بتعليق الألباني (ص 54).

(3)

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري ثقة ثبت حافظ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 17).

(4)

تقدم تخريجه وبيان درجته والكلام على رواته في الحديث (رقم 267) وأنه ضيف جدا ومضطرب لا يصح.

(5)

عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل العنبري أبو الفضل البصري ثقة حافظ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 265).

(6)

علي بن عبد اللَّه بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم أبو الحسن ابن المديني بصري ثقة ثبت إمام أعلم أهل عصره بالحديث وعلله خ ت س فق. التقريب لابن حجر (رقم 4760).

(7)

تقدم تخريجه وبيان درجته والكلام على رواته في الحديث (رقم 266) وأنه منكر لا يصح.

(8)

تقدم تخريجه في الحديث (رقم 267) وأنه منكر لا يصح.

ص: 510

277 -

وقال: حدثني أبي، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عمار الدهني

(1)

، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:"الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يُقدر أحدٌ قدره"

(2)

.

278 -

وقال: حدثني أبي، حدثنا رجل، حدثنا إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك: في قوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] قال: "إن الصخرة التي تحت الأرض السابعة ومنتهي الخلق على أرجائها أربعة من الملائكة، لكل ملك منهم أربعة وجوه: وجه رجل، ووجه أسد، ووجه نسر، ووجه ثور، فهم قيام عليها قد أحاطوا بالأرض والسموات، ورؤوسهم تحت الكرسي، والكرسي عند العرش، قال: وهو واضع رجليه على الكرسي تبارك وتعالى"

(3)

. ورواه عبد اللَّه بن أحمد: عن أبي بكر هو الصاغاني

(4)

، عن عبيد اللَّه بن موسى

(5)

، عن إسرائيل. وقال:"واللَّه واضع كرسية على العرش"

(6)

. ورواه أبو الشيخ

(7)

: عن محمود الواسطي، عن العباس بن عبد العظيم

(8)

، عن عبيد اللَّه. ورواه أيضًا

(9)

: لابن أبي زائدة

(10)

، عن السدي.

(1)

عمار بن معاوية الدُّهني أبو معاوية البجلي الكوفي صدوق يتشيع م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(2)

تقدم تخريجه وبيان درجته والكلام على رواته في الحديث (رقم 57).

(3)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 589، 1023).

- تابعه عبيد اللَّه، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك. عند أبي الشيخ في العظمة (2/ 551) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 857) وعبد بن حميد كما في الدر المنثور للسيوطي (2/ 18).

- وروي من طريق: عبيد اللَّه بن موسى العبسي، عن شريك، عن السدي به. عند الدينوري في المجالسة (رقم 21).

- ومن طريق: عبد اللَّه بن محمد بن سوار، عن مسروق بن المرزبان، عن ابن أبي زائدة، عن السدي به. عند أبي الشيخ في العظمة (2/ 551). والأثر ضعيف، مداره على السدي، وهو صدوق له أوهام. والأثر فيه اضطراب فمرة روي أن الكرسي عند العرش ومرة تحت العرش ومرة فوق العرش. حتى أن البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 295) جعل ذلك تعددا للكرسي فقال بعد إخراجه للأثر:"في هذه إشارة إلى كرسيين، أحدهما: تحت العرش، والآخر موضوع على العرش".

(4)

محمد بن إسحاق الصغاني أبو بكر نزيل بغداد ثقة ثبت. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 83).

(5)

عبيد اللَّه بن موسى بن باذام العبسي الكوفي أبو محمد ثقة كان يتشيع ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(6)

تقدم تخريجه قريبا في الحديث السابق (رقم 278).

(7)

تقدم تخريجه في الحديث السابق (رقم 83).

(8)

عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل العنبري أبو الفضل البصري ثقة حافظ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 265).

(9)

تقدم تخريجه في الحديث السابق (رقم 278).

(10)

زكريا بن أبي زائدة خالد ويقال هبيرة بن ميمون بن فيروز الهمداني الوادعي أبو يحيى الكوفي ثقة وكان يدلس وسماعه من أبي إسحاق بأخرة ع. التقريب لابن حجر (رقم 2022).

ص: 511

ورُويَ عن عبد اللَّه بن خليفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. رواه أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب العرش

(1)

.

279 -

وقال عبد اللَّه: كتب إلى العباس بن عبد العظيم العنبري كتبت إليك بخطي: حدثنا إسحاق بن منصور أبو عثمان

(2)

، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق

(3)

، عن أبيه، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:"إن الكرسي الذي وسع السموات والأرض لموضع قدميه، وما يقدر قدر العرش إلا الذي خلقه، وإن السماوات في خلق الرحمن مثل قبة في صحراء"

(4)

.

280 -

وقال: حدثني أبو بكر هو الصاغاني، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد في قوله:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] قال: "ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقة بأرض الفلاة"

(5)

.

رواه خشيش

(6)

: عن يعلى

(7)

والفريابي

(8)

، عن سفيان. قال

(9)

: غير أن محمدًا

(10)

قال: "ما السموات والأرض في العرش"

(11)

.

(1)

تقدم تخريجه وبيان درجته والكلام على رواته في الحديث (رقم 267).

(2)

إسحاق بن منصور السَّلّولي مولاهم أبو عبد الرحمن صدوق تكلم فيه للتشيع ع. التقريب لابن حجر (رقم 385).

(3)

إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي صدوق يهم خ م د س ق. نفس المصدر (رقم 274).

(4)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 590) وتقدم الكلام عليه في الحديث (رقم 57).

(5)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 456، 591) وابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 10183)، ومحمد بن أبي شيبة في كتاب العرش (رقم 59).

تابعه الأعمش عن مجاهد. عند الدارمي في الرد على المريسي (1/ 425) وسعيد بن منصور في تفسيره (رقم 425) ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 863). قال ابن حجر في الفتح (13/ 411): "سنده صحيح".

(6)

خُشَيش بن أصرم بن الأسود أبو عاصم النسائي ثقة حافظ د س. التقريب لابن حجر (رقم 1715).

(7)

يعلى بن عبيد بن أبي أمية الكوفي أبو يوسف الطَّنَافِسِيُّ ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين ع. نفس المصدر (رقم 7844).

(8)

محمد بن يوسف بن واقد الفزيابي ثقة فاضل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 176).

(9)

القائل هو الإمام خُشيش بن أصرم.

(10)

هو الإمام الفريابي.

(11)

وأخرجه أيضًا محمد بن أبي شيبة في كتاب العرش (رقم 45) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 632، 633).

ص: 512

281 -

وقال عبد اللَّه: كتب إلى عباس بن عبد العظيم العنبري كتبت إليك بخطي: حدثني إسماعيل بن عبد الكريم، عن

(1)

ابن معقل بن منبه

(2)

قال: حدثني عبد الصمد بن معقل

(3)

قال: سمعت وهبًا

(4)

يقول: وذكر من عظمة اللَّه فقال: "إن السموات السبع والبحار لفي الهيكل، وإن الهيكل لفي الكرسي، وإن قدميه لعلى الكرسي، وهو يحمل الكرسي، وقد عاد الكرسي كالنعل في قدميه". وسئل وهب: ما الهيكل؟ قال شيء من أطراف السموات محدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط. وسئل وهب عن الأرضين: كيف هي؟ قال: "هي سبع أرضين ممهدة، بين كل أرضين بحر، والبحر الأخضر محيط بذلك كله، والهيكل من وراء البحر"

(5)

.

رواه خشيش بن أصرم: عن إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل.

282 -

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم

(6)

، عن أبيه

(7)

، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس" قال ابن زيد: فقال أبو ذر: عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة من الأرض، والكرسي موضع القدمين". رواه أبو الشيخ

(8)

.

(1)

هكذا كتب المؤلف وهو خطأ بلا شك، ومخالف لما في السنة لعبد اللَّه بن الإمام أحمد، وكذلك هو يروي عن عبد الصمد بن معقل.

(2)

إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه أبو هشام الصنعاني صدوق د فق. التقريب لابن حجر (رقم 464).

(3)

عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني ابن أخي وهب صدوق معمر فق. نفس المصدر (رقم 4082).

(4)

وهب بن منبه بن كامل اليماني أبو عبد اللَّه الأَبْنَاوي ثقة خ م د ت س فق. المصدر السابق (رقم 7485).

(5)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1092) والطبري في تاريخه (1/ 41) وأبو الشيخ في العظمة (3/ 1052) و (4/ 1399) والهلال في السنة مختصرة كما في بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (4/ 15) وفيه قال الخلال: "سألت إبراهيم الحربي عن حديث وهب ابن منبه إن السموات والأرض لفي الهيكل فقال الهيكل هو الشيء العظيم وأنت إذا دخلت البيعة ورأيت الشيء العظيم يعني عندهم يسمونه الهيكل وإن الهيكل لفي الكرسي وإن الكرسي لفي العرش قال والعرش أعظم من ذلك". قال الذهبي في العلو (1/ 130): "إن وهب من أوعية العلوم، لكن جل علمه عن أخبار الأمم السالفة، كان عنده كتب كثيرة إسرائيليات، كان ينقل منها، لعله أوسع دائرة من كعب الأحبار، وهذا الذي وصفه من الهيكل وأن الأرضين السبع يتخللها البحر وغير ذلك فيه نظر واللَّه أعلم فلا نرده ولا نتخذه دليلًا".

(6)

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي مولاهم ضعيف. تقدم ترجمته في الحديث (رقم 57).

(7)

زيد بن أسلم العدوي مولى عمر أبو عبد اللَّه وأبو أسامة المدني ثقة عالم وكان يرسل ع. التقريب لابن حجر (رقم 2117).

(8)

أخرجه الطبري (4/ 539) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 587) وقال الذهبي في العلو (ص 117): "هذا مرسل وعبد الرحمن ضعيف". وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (13/ 267) وقال: "فالسند إلى عبد الرحمن صحيح، وكذلك إسناد ابن جرير إليه، فالاختلاف المذكور إنما هو منه؛ لأنه كان واهيا فالحديث ضعيف جدا لو كان مسند متصلا، فكيف وهو إما منقطع أو مرسل؟! ".

قال ابن كثير في تاريخه (1/ 24 - 25): "أول الحديث مرسل. وعن أبي ذر منقطع. وقد روي عنه من طريق أخرى موصولا، فقال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره: أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، أنبأنا عبد اللَّه بن وهيب الغزي أنا محمد بن أبي السري، أنا محمد بن عبد اللَّه التميمي، عن القاسم بن محمد الثقفي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري أنه سأل رسول اللَّه عن الكرسي؟ =

ص: 513

283 -

أخبرنا أبو الحجاج، أنبأنا ابن قدامة، أنبأنا الكندي، أنبأنا الأنصاري

(1)

، أنبأنا العشاري

(2)

، أنبأنا الدراقطني، حدثنا أبو بكر الآدمي أحمد بن محمد بن إسماعيل المقرئ، حدثنا أحمد بن منصور بن سيار، حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال إسرائيل أخبرنا عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن خليفة، عن عمر أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع اللَّه أن يدخلني الجنة، فعظم الرب عز وجل، ثم قال:"إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإن له لأطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله"

(3)

.

وهو عندنا في رابع فوائد ابن أخي ميمي

(4)

.

284 -

قال عثمان الدارمي: حدثنا الحمَّامي، حدثنا الحكم بن ظهير، عن عاصم

(5)

، عن زر، عن عبد اللَّه قال:"ما السموات والأرض في الكرسي إلا مثل حلقة في أرض فلاة"

(6)

.

285 -

وقال: حدثنا عبد اللَّه بن رجاء

(7)

، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحق، عن عبد اللَّه بن خليفة قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع اللَّه أن يدخلني الجنة، فعظم الرب عز وجل، ثم قال:"إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإنه ليقعد عليه فما فضل منه إلا قدر أربع أصابع -ومد أصابعه الأربع- وإن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركبه من ثقله"

(8)

. ورواه ابن ماجه في التفسير: لمُؤمَّل بن إسماعيل

(9)

، عن إسرائيل. وقال:"فما يفضل منه قدر أربع أصابع"

(10)

.

= فقال رسول اللَّه: "والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة".

(1)

القاضي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد اللَّه الأنصاري تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(2)

الإمام أبو طالب محمد بن علي بن الفتح المعروف بابن العشاري.

(3)

أخرجه الدارقطني في كتاب الصفات (رقم 35) وسبق تخريجه والكلام عليه في الحديث (رقم 267).

(4)

أخرجه ابن أخي ميمي في فوائده (رقم 485) وتقدمت ترجمة الإمام ابن أخي ميمي في الحديث (رقم 31).

(5)

عاصم بن أبي النجود صدوق له أوهام وحديثه في الصحيحين مقرون. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 74).

(6)

أخرجه الدارمي في الرد على المريسي (1/ 423) وفيه الحكم بن ظهير متروك. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 264).

(7)

عبد اللَّه بن رجاء بن عمر الغداني بصري صدوق يهم قليلا. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 183).

(8)

أخرجه الدارمي في الرد على المريسي (1/ 425 - 426) وسبق تخريجه والكلام عليه في الحديث (رقم 267).

(9)

مؤمل بن إسماعيل البصري أبو عبد الرحمن صدوق سيء الحفظ خت قد ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7029).

(10)

سبق الحديث عن هذه الرواية وبيان ضعفها واضطرابها في الحديث (رقم 267).

ص: 514

286 -

قال خشيش بن أصرم: حدثنا نعيم بن حماد

(1)

، حدثنا ابن المبارك، عن الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبيه

(2)

، عن أبي هريرة قال:"الكرسي أعظم من السموات والأرض"

(3)

.

287 -

قال يعقوب بن شيبة

(4)

: حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن نمير

(5)

، حدثنا أبو معاوية

(6)

، حدثنا هشام بن بن عروة

(7)

، عن أبيه قال:"ذُكر عنده الصخرة التي في بيت المقدس أن اللَّه وضع قدمه عليها؟ فأنكره وقال: اللَّه أعظم من ذلك، يقول اللَّه: {إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] يقولون: وضع قدمه على الصخرة"

(8)

.

288 -

وقال الحسن بن سفيان

(9)

: حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني

(10)

، حدثنا أبي

(11)

، عن جدي

(12)

، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول اللَّه أيما أنزل عليك أعظم؟

(1)

نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي أبو عبد اللَّه المروزي نزيل مصر صدوق يخطئ كثيرا فقيه عارف بالفرائض وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال باقي حديثه مستقيم خ مق د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 6053).

(2)

عبد الرحمن بن أبي كريمة والد إسماعيل السدي مجهول الحال د ت. نفس المصدر (رقم 3990).

(3)

إسناده ضعيف جدا، فيه الحكم بن ظهير، متروك. ووالد السدي وهو مجهول الحال.

(4)

يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور أبو يوسف السدوسي من أهل البصرة، الحافظ الكبير العلامة الثقة صاحب المسند الكبير العديم النظير المعلل، توفي سنة 362 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (16/ 410) والسير للذهبي (12/ 476) والتاريخ له (6/ 451).

(5)

محمد بن عبد اللَّه بن نُمير الهمداني الكوفي أبو عبد الرحمن ثقة حافظ فاضل ع. التقريب لابن حجر (رقم 6053).

(6)

محمد بن خازم أبو معاوية الضرير ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 63).

(7)

هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي ثقة فقيه ربما دلس ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 182).

(8)

الأثر إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرج ابن خزيمة في التوحيد (1/ 250) نحوه عن محمد بن العلاء أبي كريب، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

(9)

الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز ابن النعمان بن عطاء أبو العباس الشيباني النسوي الإمام الحافظ الثبت صاحب المسند، توفي سنة 303 هـ. انظر: تاريخ ابن عساكر (13/ 99) والسير للذهبي (14/ 157) والتاريخ له (7/ 66).

(10)

تقدم بيان حاله في الحديث (رقم 260).

(11)

هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي، قال الإمام أحمد في سؤالات أبي داود له (رقم 283):"ما أرى به بأسًا". وقال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (9/ 70): "صالح الحديث". ووثقه الطبراني في المعجم الصغير (رقم 446) وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 232).

(12)

يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة الغساني أبو عثمان الشامي ثقة د. التقريب لابن حجر (رقم 7670).

ص: 515

قال: "آية الكرسي، ثم قال: يا أبا ذر، ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة"

(1)

.

ورواه الطبراني

(2)

: عن محمد بن عبيد اللَّه التميمي

(3)

، عن القاسم بن محمد الثقفي

(4)

، عن أبي إدريس الخولاني. وروى الطبراني في معجمه الصغير: عن خالد بن أبي روح الدمشقي

(5)

، عن إبراهيم بن هشام بن هشام

(6)

بن يحيى بن يحيى الغساني، عن أبيه، عن جده، حديثين. ثم قال:"لم يروهما غير هذا عن يحيى بن يحيى -وكان من الثقات- إلا ولده وهم ثقات"

(7)

.

وعن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي

(8)

، عن إبراهيم بن هشام. ورواه الطبراني أيضًا

(9)

.

289 -

قال خشيش بن أصرم: حدثنا مُحَاضِرُ

(10)

، عن الأعمش، عن مجاهد قال: كانوا يقولون: "ما السموات في الكرسي إلا كحلقة مطروحة بفلاة من الأرض"

(11)

.

(1)

أخرجه عنه ابن حبان (رقم 361) بأطول من هذا، وتقدم تخريجه والكلام عليه في الحديث (رقم 260).

(2)

لم أجده في المعاجم الثلاثة للطبراني ولا في مسند الشاميين، ولعله في كتاب السنة وهو مفقود.

وأخرجه ابن ماجه (رقم 4218) من طريق علي بن سليمان، عن القاسم بن محمد، عن أبي إدريس الخولاني به. مختصرا بلفظ:"لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق".

تابعه: أبو سليمان الفلسطيني، عن القاسم بن محمد به. عند الخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم 48) وابن شاهين في الترغيب فضائل الأعمال (رقم 262) إلا أنه قال: أبو زرعة الفلسطيني. وهو يحيى بن أبي عمرو السيباني.

(3)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(4)

هكذا نسبه ابن المحب الصامت، وقال المزي في تهذيب الكمال (رقم 4824) القاسم بن محمد أظنه شاميًا. وقال ابن حجر في التقريب (رقم 5494): القاسم بن محمد، شيخ لعلي بن سليمان مجهول من السادسة ق.

(5)

خالد بن روح الثقفي أبو عبد الرحمن الدمشقي ثقة من الثانية عشرة س. التقريب لابن حجر (رقم 1631).

(6)

هكذا كرر ابن المحب الصامت اسم هشام وهو خطأ.

(7)

انظر: المعجم الصغير للطبراني (رقم 446).

(8)

أحمد بن أنس بن مالك، أبو الحسن الدمشقي المقرئ، كان من ثقات الدمشقيين توفي سنة 296 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (6/ 875).

(9)

انظر: المعجم الكبير للطبراني (رقم 1651) وليس فيه لفظ الحديث السابق عن الكرسي.

(10)

مُحاضر بن المُوَرِّع الكوفي، صدوق له أوهام، خت م د س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 6).

(11)

تقدم الكلام عليه في الحديث (رقم 277) وهو حسن لغيره.

ص: 516

290 -

وقال سعيد بن منصور: حدثنا أبو معاوية

(1)

، عن الأعمش، عن مجاهد قال:"ما السموات والأرض في الكرسي، إلا بمنزلة حلقة ملقاة في الأرض الفلاة". رواه عثمان الدارمي: عن الحمامي، عن أبي معاوية

(2)

.

291 -

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو سفيان يعني المعمري

(3)

، عن سفيان

(4)

، عن ليث

(5)

، عن مجاهد قال:"ما السماوات والأرض في الكرسي إلا كحلقة في أرض فلاة"

(6)

.

292 -

وروي إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن خليفة: أظنه عن عمر: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع اللَّه أن يدخلني الجنة، فعظم الرب تبارك وتعالى، فقال:"إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا رُكب من ثقله"

(7)

.

قال ابن خزيمة: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي

(8)

، حدثنا يحيى بن أبي بكير

(9)

حدثنا إسرائيل بهذا

(10)

.

ورواه أبو بكر البزار الحافظ: عن الفضل بن سهل

(11)

، عن يحيى بن أبي بكير

(12)

. وليس في رواية البزار: "ظن".

قال ابن خزيمة: "ما أدري الشك والظن أنه عن عمر: هو من يحيى بن أبي بكير؟ أم من إسرائيل؟ قد رواه وكيع بن الجراح، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن خليفة، مرسلا ليس فيه ذكر عمر، لا بيقين،

(1)

محمد بن خازم أبو معاوية الضرير ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 63).

(2)

تقدم الكلام عليه في الحديث (رقم 280) وهو صحيح.

(3)

محمد بن حميد اليشكري أبو سفيان المعمري ثقة خت م س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5835).

(4)

هو الإمام المشهور سفيان الثوري.

(5)

الليث بن أبي سليم بن زُنيم، صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 5835).

(6)

تقدم الكلام عليه في الحديث (رقم 280) وهو صحيح.

(7)

أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 244) وتقدم تخريجه وبيان درجته والكلام على رواته في الحديث (رقم 267).

(8)

يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح العبدي أبو يوسف الدورقي ثقة وكان من الحفاظ ع. التقريب لابن حجر (رقم 7812).

(9)

يحيى بن أبي بكير واسمه نَسْر الكرماني كوفي الأصل نزل بغداد ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 100).

(10)

انظر: التوحيد لابن خزيمة في (1/ 244).

(11)

الفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج البغدادي أصله من خراسان صدوق خ م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 5403).

(12)

أخرجه البزار (رقم 325) وتقدم تخريجه وبيان درجته والكلام على رواته في الحديث (رقم 267).

ص: 517

ولا ظن، وليس هذا الخبر من شرطنا؛ لأنه غير متصل الإسناد لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل المنقطعات حدثناه سلم بن جنادة"

(1)

.

293 -

عن أسماء بنت عميس قالت: "كنت مع جعفر بأرض الحبشة، فرأيت امرأة على رأسها مكتل من دقيق، فمرت برجل من الحبشة، فطرحه عن رأسها، فسفت الريح الدقيق، فقالت: أكِلُك إلى الملِك يوم يقعد على الكرسي، ويأخذ للمظلوم من الظالم".

قال ابن خزيمة: حدثنا بشر بن خالد العسكري

(2)

، حدثنا أبو أسامة

(3)

، حدثنا زكريا بن أبي زائدة

(4)

، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن معبد الهاشمي

(5)

، عن أسماء بهذا

(6)

.

رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال، وهو عندنا في ثاني أصحاب السلفي، وأصول السراج

(7)

. رواه عثمان الدارمي: عن عبد اللَّه بن أبي شيبة، عن أبي أسامة.

ورواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق، وقال:"يوم يجلس المَلِك على الكرسي"

(8)

.

294 -

وفي حديث حماد بن سلمة

(9)

، عن ثابت

(10)

، عن أنس -الطويل- في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: "فآتي باب الجنة فأقرع الباب، فيقال: من أنت؟ فأقول: محمد، فيُفتح لي، فآتي ربي وهو على سريره أو على كرسيه،

(1)

انظر: التوحيد لابن خزيمة (1/ 244).

(2)

بشر بن خالد العسكري أبو محمد الفرائضي نزيل البصرة ثقة يغرب خ م د س. التقريب لابن حجر (رقم 684).

(3)

حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي أبو أسامة ثقة ثبت ربما دلس ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 182).

(4)

زكريا بن أبي زائدة ثقة وكان يدلس وسماعه من أبي إسحاق بأخرة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 278).

(5)

سعد بن معبد الهاشمي مولى الحسن بن علي مقبول ق. التقريب لابن حجر (رقم 2256). قال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (5/ 541): "قيل لأبي زرعة: أيها الصحيح: سعيد بن معبد، أو سعد بن معبد؟ فقال: سعيد أصح".

(6)

أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 246) تابعه: عيسى بن يونس، عن زكريا بن أبي زائده به نحوه. عند ابن أبي حاتم في علل الحديث (رقم 2171) وتقدم تخريجه في الحديث (رقم 164) وانظر الحديث (رقم 259).

(7)

محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد اللَّه أبو العباس السراج. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(8)

تقدم تخريجه في الحديث (رقم 164، 259).

(9)

حماد بن سلمة بن دينار أبو سلمة ثقه عابد أثبت الناس في ثابت خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 10).

(10)

ثابت بن أسلم البُناني أبو محمد البصري ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 10).

ص: 518

فأخر ساجدًا، فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحدٌ كان قبلي ولا يحمده أحد كان بعدي" الحديث. رواه ابن خزيمة

(1)

.

295 -

وفي حديث المعتمر بن سليمان

(2)

، عن حميد

(3)

، عن أنس في الشفاعة بطوله:"حتى استفتح باب الجنة فيُفتح فأدخل وربي على عرشه فأخر ساجدًا" الحديث. رواه ابن خزيمة

(4)

.

296 -

وفي حديث علي بن زيد

(5)

، عن أبي نضرة

(6)

، عن ابن عباس في الشفاعة بطوله:"فيُفتح لي فأنتهي إلى ربي على كرسيه فاخر ساجدًا" في مسند أبي داود الطيالسي

(7)

.

(1)

أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (2/ 613) وقال الذهبي في العلو (ص 36): "أخرجه أبو أحمد العسال في كتاب المعرفة بإسناد قوي عن ثابت عن أنس".

خالفه: زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، عن أنس. عند ابن قدامة في إثبات صفة العلو (رقم 27) والذهبي في العلو (ص 36) وانظر الحديث (رقم 256) ولفظه:"فأدخل على ربي وهو على عرشه تبارك وتعالى". قال الذهبي: "زائدة ضعيف". وقال الهيثمي في المجمع (1/ 91): "زائدة بن أبي الرقاد، وزياد النميري، وكلاهما مختلف في الاحتجاج به".

خالفه: قتادة، عن أنس. عند البخاري (رقم 7440) والإمام أحمد (رقم 13562) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 932) ولفظه: فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه". وهذا أصح طريق.

(2)

معتمر بن سليمان التيمي أبو محمد البصري ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 93).

(3)

حميد بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة البصري ثقة مدلس ع. التقريب لابن حجر (رقم 1544).

(4)

أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (2/ 716) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 816، 817) وهو صحيح على شرط الشيخين. قال الألباني في ظلال الجنة (2/ 388): "إسناده صحيح على شرط الشيخين".

(5)

علي بن زيد بن عبد اللَّه، ابن جدعان التيمي البصري ضعيف بخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 4734).

(6)

المنذر بن مالك العوقي أبو نضرة ثقة خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 226).

(7)

أخرجه من طريق: حماد بن سلمة، عن علي بن زيد به. الطيالسي (رقم 2834) والإمام أحمد (رقم 2546) والدارمي في الرد على الجهمية (رقم 184) وفي الرد على المريسي (1/ 188) والحارث في مسنده (رقم 1135) ومحمد بن أبي شيبة في العرش (رقم 46) وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم 266) وأبو يعلى (رقم 2328) وابن شاهين في جزء من حديثه (رقم 15) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 843).

وأخرجه مختصرًا ابن أبي شيبة (رقم 36013) وعبد بن حميد (رقم 695) وأبو إسماعيل الأزدي في تركة النبي (ص 49) وابن أبي عاصم في الأوائل (رقم 9) والطبراني في الكبير (رقم 12777) وفي الأوائل (رقم 4) وغيرهم.

وأخرجه من طريق: سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان به. الترمذي (رقم 3148) وقال:"حديث حسن". وليس فيه لفظ "الباب". وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم 1579).

ص: 519

‌46 - باب تخليق السموات والأرض وما بينهما وغيرها من الخلائق والعناصر والجنة والنار وغير ذلك.

وقول اللَّه: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)} [الذاريات]. وقوله: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر: 5] وقوله: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)} [غافر]. {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25] وقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)} [فصلت]. {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)} [يس]. {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12)} [الزخرف]{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} [الملك: 3]. {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)} [نوح]. {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)} [النبأ]. {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} [النازعات]. {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا} [فصلت: 9] إلى قوله: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت: 12].

297 -

عن أنس قال: كنا نهاب أن نسأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن شيء، وكان يعجبنا أن يأتيه الرجل من أهل البادية فيسأله ونحن نستمع، فأتاه رجل منهم فقال: يا محمد، أتانا رسولٌ فزعم أنك تزعم أن اللَّه أرسلك؟ قال:"صدق". قال: فمن خلق السماء؟ قال: "اللَّه". قال: فمن خلق الأرض؟ قال: "اللَّه". قال: فمن نصب هذه الجبال؟ قال: "اللَّه". قال: فمن جعل فيها هذه المنافع؟ قال: "اللَّه". قال: فبالذي خلق السماء والأرض، ونصب الجبال، وجعل فيها هذه المنافع، آللَّه أرسلك؟ قال:"نعم". قال: زعم رسولك أن علينا صدقة في أموالنا؟ قال: "صدق". قال: فبالذي أرسلك، آللَّه أمرك بهذا؟ قال:"نعم". قال: زعم رسولك أن علينا صوم شهر في سنتنا؟ قال: "صدق". قال: فبالذي أرسلك، آللَّه أمرك بهذا؟ قال:"نعم". قال: زعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا؟ قال: "صدق". قال: فبالذي أرسلك، آللَّه أمرك بهذا؟ قال:"نعم". قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن شيئًا. قال: فلما قفل قال: "لئن صدق ليدخلن الجنة".

ص: 520

أخبرنا أحمد بن معالي

(1)

وأبو بكر بن محمد

(2)

قالا: أنبأنا محمد بن إسماعيل

(3)

، أنبأتنا فاطمة ابنة سعد الخير

(4)

، أنبأنا زاهر بن طاهر

(5)

، أنبأنا أبو سعد الكنجروذي

(6)

، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان

(7)

، أنبأنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن الخطاب

(8)

، حدثنا عبد الملك بن إبراهيم

(9)

، حدثنا سليمان بن المغيرة

(10)

، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بهذا الحديث. وهو في خامس عشر الخلعيات

(11)

. رواه الدارمي عبد اللَّه بن عبد الرحمن: عن علي بن عبد الحميد

(12)

، عن سليمان بن المغيرة بمعناه.

ورواه البخاري تعليقًا ومسلم، ورواه عبد بن حميد

(13)

: عن هاشم بن القاسم

(14)

، عن سليمان بن المغيرة.

(1)

أحمد بن محمد بن معالي بن عبيد اللَّه بن حجي بن عبيد اللَّه بن سرايا بن نصر الزبداني الأصل ثم الصالحي، أبو العباس، كان شيخا مباركا فيه خير وسكون، توفي سنة 733 هـ. انظر: معجم الشيوخ للسبكي (ص 142).

(2)

أبو بكر بن محمد بن الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي الصالحي القطان، فقير دين نظيف من أهل القرآن، توفي سنة 738 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 416).

(3)

محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح أبو عبد اللَّه المقدسي خطيب مردا. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 217).

(4)

الشيخة الجليلة المسندة أم عبد الكريم فاطمة بنت المحدث التاجر أبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري البلنسي الأندلسي، ولدت بالبحرين ورحل بها أبوها إلى أصبهان وبغداد للسماع والرواية، تزوج بها الرئيس زين الدين ابن نجية الحنبلي الواعظ وسكن بها بدمشق ثم بمصر، ورأت عزا وجاها. توفيت سنة 600 هـ. انظر: تاريخ ابن عساكر (70/ 25) والتقييد لابن نقطة (ص 498) والسير للذهبي (21/ 412).

(5)

زاهر بن طاهر بن محمد أبو القاسم الشحامي المستملي الشروطي الشاهد. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(6)

أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الأديب الكنجروذي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(7)

أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الخيري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(8)

محمد بن الخطاب البلدي، الزاهد حدث عنه أبو يعلى وأهل الموصل. الثقات لابن حبان (رقم 15635).

(9)

عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي المكي مولى بني عبد الدار صدوق خ د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 4163).

(10)

سليمان بن المغيرة القيسي مولاهم البصري أبو سعيد ثقة ثقة، قاله يحيى بن معين ع. نفس المصدر (رقم 2612).

(11)

أخرجه أبو يعلى (رقم 3333) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه الخِلَعي في الجزء الخامس عشر من الخِلَعيات (رقم 854).

(12)

علي بن عبد الحميد بن مصعب المَعْنِي كوفي ثقة وكان ضريرا خت ت س. التقريب لابن حجر (رقم 4764).

(13)

أخرجه الدارمي (رقم 676) والبخاري تعليقا عقب الحديث (رقم 63) ومسلم (رقم 12/ 10، 11) وعبد بن حميد (رقم 1285) والإمام أحمد (رقم 12457، 13011) والبزار (رقم 6928) وغيرهم.

(14)

هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 72).

ص: 521

298 -

وروي من حديث سالم بن أبي الجعد

(1)

، عن كريب

(2)

، عن ابن عباس. وفيه:"من خلق السموات السبع والأرضين السبع". وهو في رابع معجم الإسماعيلي، وفي المعجم الأوسط للطبراني

(3)

في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي

(4)

.

299 -

ومن حديث شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر

(5)

، عن أنس. رواه البخاري

(6)

.

300 -

عن عمر: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال له: "يا عمر إن السماء الدنيا ممتلئة ملائكة صفوفًا منذ خلق اللَّه السموات والأرض إلى يوم القيامة لو مُدَّت شعرة لم يتعد، وإن السماء الثانية ممتلئة ملائكة ركوعًا إلى يوم القيامة لو مدت شعرة لم يتعد، وإن السماء الثالثة ممتلئة ملائكة سجودًا لو مدت شعرة لم يتعد" قال: فقطعت عليه الحديث، قلت: فما تقولون؟ ولو سكت لرجوت أن يمضي في حديثه، قال: فسكت ساعة ثم قال: "يا عمر إن الذين في السماء الدنيا يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، والذين في السماء الثانية يقولون: سبحان ذي العزة والجبروت، والذين في السماء الثالثة يقولون: سبحان الحي الذي لا يموت".

أخبرنا إبراهيم بن علي

(7)

، أنبأنا السخاوي

(8)

، أنبأنا السلفي، أنبأنا أبو العلاء الفُرْسانيّ

(9)

، حدثنا علي بن عَبْدكَوَيْهِ

(10)

، أنبأنا عبد اللَّه بن الحسن بن بُندار

(11)

، حدثنا علي بن محمد بن سعيد الثقفي

(12)

،

(1)

سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي ثقة وكان يرسل كثيرا ع. التقريب لابن حجر (رقم 2170).

(2)

كريب بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم مولى ابن عباس ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 67).

(3)

أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (رقم 4) وفي المصنف (رقم 14695، 30317) والدارمي (رقم 677) والفاكهي في أخبار مكة (رقم 773) والطبراني في الكبير (رقم 8151) والأوسط (رقم 2707) والإسماعيلي في معجم شيوخه (رقم 312) وعنه البيهقي في الكبرى (رقم 13121) قال الهيثمي في المجمع (1/ 290): "رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عطاء بن السائب، وهو ثقة ولكنه اختلط".

(4)

إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد أبو إسحاق الوكيعي، وثقه الدارقطني. انظر: تاريخ الخطيب (6/ 491).

(5)

شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر أبو عبد اللَّه المدني صدوق يخطئ خ م د تم س ق. التقريب لابن حجر (رقم 2788).

(6)

أخرجه البخاري (رقم 63).

(7)

إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب أبو إسحاق الأنصاري الدمشقي البزاز. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 45).

(8)

أبو الحسن علي بن محمد الهمداني المصري السخاوي الشافعي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 45).

(9)

محمد بن عبد الجبار بن محمد الضبي الفُرْسانيّ الأصبهاني سمع منه السلفي مسند الطيالسي توفي سنة 496 هـ. التاريخ للذهبي (10/ 781).

(10)

الشيخ الإمام الثقة علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه، إمام جامع أصبهان، توفي سنة 422 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 478).

(11)

عبد اللَّه بن الحسن بن بندار بن ناجية بن سدوس، أبو محمد المديني الأصبهاني، توفي سنة 353 هـ. انظر: العبر للذهبي (2/ 92).

(12)

علي بن محمد بن سعيد الثقفي الكوفي، رحل وسمع: أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وجماعة. وكان قد هجر أخاه إبراهيم للرفض، وكان إبراهيم هو الأكبر. توفي سنة 283 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (6/ 784).

ص: 522

حدثنا المِنْجَاب بن الحارث

(1)

، حدثني المبارك بن سعيد

(2)

أخو سفيان الثوري، أخبرنا عباد بن كثير

(3)

، عن زيد بن أسلم

(4)

، عن عبد اللَّه بن عمر، عن عُمر بهذا. حديث ضعيف.

301 -

عن حَبَّة العُرَني

(5)

سمعت عليًا يقول: "لا والذي خلق السماء من دخان وماء". رواه أبو حاتم الرازي في كتاب العظمة.

302 -

حديث عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود

(6)

، عن أبيه:"كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سفر. الحديث، فيه: "لا تعذبوا بالنار؛ فإنه لا يعذب بالنار إلا ربها"

(7)

. في ثامن الثقفيات

(8)

.

303 -

قال أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه

(9)

: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد اللَّه بن سابور

(10)

، حدثنا يحيى بن أبي حفص

(11)

، حدثنا روَّاد بن الجراح

(12)

، حدثنا أيوب يعني بن مدرك

(13)

، عن مكحول

(14)

، عن معاوية بن قرة

(15)

قال: سمعت أبا هريرة يقول: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه

(1)

مِنْجاب بن الحارث بن عبد الرحمن التميمي ثقة من العاشرة م فق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 270).

(2)

مبارك بن سعيد بن مسروق الثوري الأعمى أبو عبد الرحمن الكوفي نزيل بغداد صدوق د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 6463).

(3)

عباد بن كثير الثقفي البصري متروك قال أحمد: روى أحاديث كذب د ق. نفس المصدر (رقم 6463).

(4)

زيد بن أسلم العدوي المدني ثقة عالم وكان يرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 282).

(5)

حَبَّة بن جوين العُرَني أبو قدامة الكوفي صدوق له أغلاط وكان غاليا في التشيع وأخطأ من زعم أن له صحبة س. التقريب (رقم 1081).

(6)

عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود الهذلي الكوفي ثقة وقد سمع من أبيه لكن شيئًا يسيرا ع. التقريب لابن حجر (رقم 3924).

(7)

أخرجه ابن أبي شيبة (رقم 33144) وهناد في الزهد (2/ 620) وهو صحيح على شرط الشيخين.

(8)

هي أجزاء حديثية لأبي عبد اللَّه القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 61).

(9)

محمد بن العباس بن محمد بن زكريا أبو عمر الخزاز المعروف بابن حيويه. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 69).

(10)

الشيخ الإمام الثقة المحدث أحمد بن عبد اللَّه بن سابور بن منصور أبو العباس الدقاق البغدادي، وثقه الدارقطني، توفي سنة 313 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (5/ 371) والسير للذهبي (14/ 462).

(11)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(12)

روَّاد بن الجراح أبو عصام العسقلاني صدوق اختلط بأخرة فترك وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد ق. التقريب لابن حجر (رقم 1958).

(13)

أيوب بن مدرك الحنفي الشامي الدمشقي. قال يحيى: كذاب ليس بشيء. وقال أبو حاتم الرازي والنسائي والأزدي والدارقطني: متروك. انظر: تاريخ ابن معين رواية الدوري (4/ 333) والجرح والتعديل للرازي (2/ 258) والكامل لابن عدي (2/ 5) والضعفاء لابن الجوزي (رقم 481) وغيرها.

(14)

مكحول الشامي أبو عبد اللَّه ثقة فقيه كثير الإرسال ر م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 75).

(15)

معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني أبو إياس البصري ثقة ع. نفس المصدر (رقم 6769).

ص: 523

يكشفون رؤوسهم في أول قطرة تكون من السماء في ذلك العام، ويقول رسول اللَّه:"هو أحدث عهدًا بربنا عز وجل وأعظمه بركة". هكذا في أصل أبي عمر بن حَيُّوْيَه يقول هذا

(1)

.

304 -

وفي سنن أبي داود: حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا إسماعيل بن زكريا

(2)

، عن مُطَرف

(3)

، عن بشر أبي عبد اللَّه

(4)

، عن بشير بن مسلم

(5)

، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تركب البحر إلا حاجًا أو معتمرًا أو غازيًا في سبيل اللَّه؛ فإن تحت البحر نارًا وتحت النار بحرًا"

(6)

.

305 -

قال يعقوب بن شيبة: حدثنا مُحاضِر بن المورع

(7)

، حدثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة

(8)

قال: جاء رجل إلى عبد اللَّه

(9)

عليه أثر السفر فقال: من أين أقبلت؟ قال: من الشام، قال: من لقيت؟ قال: لقيت كعبًا

(10)

، قال: سمعته يقول شيئًا؟ قال: نعم سمعته يقول: "إن السموات تدور في منكب ملك" قال: فصدَّقتَه؟ قال: ما صدقته ولا كذبته، قال: لوددت أنك افتديت من رحلتك براحلتك ورحلك، كَذَب كعب، إن اللَّه يقول:{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: 41] "

(11)

.

(1)

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (10/ 119) وإسناده ضعيف جدا.

(2)

إسماعيل بن زكريا بن مرة الخُلْقاني أبو زياد الكوفي لقبه شَقُوصا صدوق يخطئ قليلا ع. التقريب لابن حجر (رقم 454).

(3)

مُطَرِّف بن طريف الكوفي أبو بكر أو أبو عبد الرحمن ثقة فاضل من صغار السادسة ع. نفس المصدر (رقم 6705).

(4)

بشر الكندي أبو عبد اللَّه مجهول د. المصدر السابق (رقم 709).

(5)

بشير بن مسلم الكندي أبو عبد اللَّه الكوفي مجهول د. المصدر السابق (رقم 721).

(6)

أخرجه سعيد بن منصور (رقم 2393) وعنه أبو داود (رقم 2489) والطبراني في الكبير (رقم 14499) والبيهقي في البعث (رقم 453) وفي الكبري (رقم 8662، 8663، 11078، 11079). قال ابن الملقن في البدر المنير (6/ 30): "قال البيهقي: قال البخاري: هذا الحديث ليس بصحيح. وقال أحمد: هذا حديث غريب. وقال أبو داود: رواته مجهولون. وقال الخطابي: ضعفوا إسناده. وقال ابن دقيق العيد: اختُلف في إسناده". وفي التلخيص لابن حجر (2/ 424): "ورواه البزار من حديث نافع، عن ابن عمر مرفوعا، وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف".

(7)

مُحاضر بن المُوَرِّع الكوفي، صدوق له أوهام، من التاسعة خت م د س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 6).

(8)

شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي ثقة مخضرم ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 188).

(9)

هو عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه.

(10)

هو كعب الأحبار. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 77).

(11)

أخرجه الطبري (19/ 319) قال ابن كثير في تفسيره (6/ 558): "إسناده صحيح".

تابعه: محمد بن عيسى بن الطباع، عن وكيع، عن الأعمش، به. عند يحيى الطليطلي في سير الفقهاء كما في تفسير ابن كثير (6/ 558).

وروي من طريق: جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم به مثله. عند الطبري (19/ 392).

ص: 524

حكى شيخنا أبو العباس ما قاله أهل الهيئة: "أن البحر محيط بالأرض من خمسة أساسها، وإنما الظاهر منها أكثر من السدس بقليل، فما يقال أنه ستة وستون درجة من ثلاثمائة وستين درجة معها من البحار كبحر فارس والروم، وكان القياس أن البحر يغمر الماء للأرض من جميع الجوانب لولا أن اللَّه سبحان أيبس ما أيبسه منها، وأنضب عنه الماء، فصارت الأرض كوجه البطيخة في بركة محيطة بأكثرها، وأرساها سبحانه بالجبال فإنها بثقلها كيلا تميل كما تميل السفن في البحر، وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من ليلة إِلا والبحر يستأذن ربه أن يغرق بني آدم فيمنعه ربه من ذلك ولو أذن له لأغرقهم"

(1)

. وما يروى في الآثار من أن الأرض على الماء، والماء على الهواء موافق لهذا، لكن قالوا: أنها على الماء والماء على الهواء باعتبار الجهة الإضافية الخيالية، كمن يتوهم أن البحر الذي من الناحية الأخرى هو تحت الأرض فيلزم أن يكون الهواء فوقه على هذا الاعتبار، وإلا فالهواء أبدًا فوق الماء، والماء أبدًا فوق الأرض، إِلا من هذه الجهة التي أيبسها اللَّه ووضعها للأنام"

(2)

.

306 -

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا الحسن بن علي بن عمر العسقلاني

(3)

، حدثنا روَّاد بن الجراح

(4)

، حدثنا أبو جعفر الرازي

(5)

، عن الربيع بن أنس

(6)

، عن كعب الحبر قال:"السماء الدنيا بحر مكفوف والسماء الثانية مرمرة بيضاء والسماء الثالثة حديد والسماء الرابعة نحاس، والسماء الخامسة فضة، والسماء السادسة ذهب، والسماء السابعة ياقوتة حمراء، وما فوق ذلك صحاري من نور، ولا يعلم ما فوق ذلك إِلا اللَّه، وملَك موكل بالحُجُب يقال له مَيْطا طروش"

(7)

.

(1)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 303) بلفظ: "ليس من ليلة إِلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات على الأرض، يستأذن اللَّه في أن ينفضخ عليهم فيكفه اللَّه عز وجل". وفي سنده العوام بن حوشب، وهو ضعيف، وفيه راوٍ مجهول. قال ابن كثير في تفسيره (7/ 430):"فيه رجل مبهم لم يسم". وضعفه الألباني في الضعيفة (رقم 4392).

(2)

لم أجده في مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وفي كتابه درء تعارض العقل والنقل (7/ 9) أشار إلى شيء من ذلك.

(3)

الحسن بن علي بن عمر العسقلاني، ختن رواد. روى عنه أبو حاتم الرازي وقال: صدوق. الجرح والتعديل (3/ 22).

(4)

روَّاد بن الجراح أبو عصام العسقلاني صدوق اختلط بأخرة فترك. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 297).

(5)

أبو جعفر الرازي التميمي مولاهم مشهور بكنيته واسمه عيسى بن أبي عيسى عبد اللَّه بن ماهان صدوق سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة بخ 4. التقريب لابن حجر (رقم 8019).

(6)

الربيع بن أنس البكري أو الحنفي بصري صدوق له أوهام ورمي بالتشيع 4. نفس المصدر (رقم 1882).

(7)

لم أجد من أخرجه غير المؤلف، وهو أثر ضعيف جدًا، وكعب الأحبار يروي الإسرائيليات.

ص: 525

وقال شيخنا في الهلاوونية

(1)

: "ولا مانع من أن تكون على ظهر حوت في الماء العظيم الذي هو البحر المحيط، لكن الجازم بذلك لا يقف على دليله، ولا مانع من اضطراب الحوت".

307 -

قال الحارث بن أبي أسامة: حدثنا عبد العزيز بن أبان

(2)

، حدثنا مهدي بن ميمون

(3)

، حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن أبي يعقوب

(4)

، عن بشر بن شَغَافٍ

(5)

، سمعت عبد اللَّه بن سلام يقول:"إن أكرم خليقة اللَّه عليه أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، وإن الجنة في السماء والنار في الأرض، فإذا كان يوم القيامة بعث اللَّه أمة أمة ونبيًا نبيًا حتى يكون أحمد وأمته آخر الأمم مركزًا، ثم يوضع جسرٌ على جهنم، ثم ينادي مناد: أين أحمد وأمته، فيقوم وتتبعه أمته برها وفاجرها"

(6)

.

308 -

وقال خُشيش بن أصرم: حدثنا عارم

(7)

، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا محمد بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن عبد اللَّه بن سلام أنه قال:"إن الجنة في السماء والنار في الأرض"

(8)

. رواه أسد بن موسى في الزهد، عن مهدي أتم من هذي الطريق

(9)

.

ورواه موسى بن أعين

(10)

، عن معمر

(11)

، عن محمد بن أبي يعقوب مرفوعًا.

(1)

اسم مؤلف لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهو جواب ورد على لسان هولاكو ملك التتار، ويقع في مجلد. انظر أعيان العصر للصفدي (1/ 242) والوافي بالوفيات له (7/ 17).

(2)

عبد العزيز بن أبان بن محمد بن عبد اللَّه بن سعيد بن العاص الأموي السعيدي أبو خالد الكوفي متروك وكذبه ابن معين وغيره ت. التقريب لابن حجر (رقم 4083).

(3)

مهدي بن ميمون الأزدي المِعْوَلي أبو يحيى البصري ثقة ع. نفس المصدر (رقم 6932).

(4)

محمد بن عبد اللَّه بن أبي يعقوب التميمي البصري وقد ينسب إلى جده ثقة ع. المصدر السابق (رقم 6055).

(5)

بشر بن شاف ضبي بصري ثقة د ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 263).

(6)

أخرجه الحارث في مسنده (رقم 935) كما هنا وأخرجه مطولا هناد في الزهد (رقم 44) وابن أبي الدنيا كما في تاريخ ابن كثير (24/ 109) وإسناده ضعيف جدًا، فيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك.

(7)

محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري لقبه عارم ثقة ثبت تغير في آخر عمره ع. التقريب لابن حجر (رقم 6226).

(8)

وأخرجه ابن أبي الدنيا في صفة النار (رقم 178، 179) وابن حزم في الفصل (2/ 82).

(9)

تقدم تخريجه في الحديث السابق (رقم 307) انظر الحاشية رقم (6) من هذه الصفحة.

(10)

موسى بن أعين الجزري ثقة عابد خ م د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 199).

(11)

معمر بن راشد الأزدي ثقة ثبت فاضل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 11).

ص: 526

وكذا رواه مرفوعًا أبو بشر الدولابي في كتاب الكنى

(1)

عن هلال بن العلاء

(2)

، عن الخضر بن محمد بن شجاع

(3)

، عن ابن عُلية

(4)

، عن مهدي بن ميمون.

وكذا رواه أبو نعيم في صفة الجنة

(5)

، ختم به الكتاب لمحمد بن عبيد اللَّه القُردواني

(6)

، عن خَضِر بن محمد.

309 -

أخبرنا أبو الحجاج الحافظ، أنبأنا ابن البخاري، أنبأنا ابن طبرزد، أنبأنا ابن البنا، أنبأنا الجوهري، أنبأنا القطيعي، حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري

(7)

، حدثنا عبد اللَّه بن مروان بن معاوية

(8)

، حدثنا عبد اللَّه بن رجاء

(9)

، عن المثنى بن الصبَّاح

(10)

، عن إبراهيم بن ميسرة

(11)

، عن سعيد بن المسيب، عن علي قال:"ما رأيت يهوديًا أصدق من فلان؛ زعم أن نار اللَّه الكبرى هي البحر، فإذا كان يوم القيامة جمع اللَّه فيه الشمس والقمر والنجوم، ثم بعث عليه الدبور فسعرته"

(12)

.

وقال العباس بن أحمد اليماني

(13)

بطرسوس: عن أبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل أنه سُئل عن من قال: الجنة لم تُخلق؟ فغضب وقال: "كفر باللَّه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "دخلتُ الجنة"

(14)

. ثم قال: أي شيء وقعت فيه هذه الأمة؟ ".

(1)

أخرجه الدولابي في الكنى (رقم 14).

(2)

هلال بن العلاء بن هلال بن عمر الباهلي مولاهم أبو عمر الرقي صدوق س. التقريب لابن حجر (رقم 7346).

(3)

الخضر بن محمد بن شجاع الجزري أبو مروان صدوق س. نفس المصدر (رقم 1720).

(4)

إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم أبو بشر البصري المعروف بابن علية ثقة حافظ ع. المصدر السابق (رقم 416).

(5)

أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (رقم 454).

(6)

محمد بن عبيد اللَّه بن يزيد الشيباني مولاهم أبو جعفر الحراني القردواني القاضي صدوق فيه لين س. التقريب لابن حجر (رقم 6112).

(7)

موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد اللَّه ابن الصحابي عبد اللَّه بن يزيد الأنصاري الخَطْمِيُّ الإمام المقرئ، أبو بكر الفقيه الشافعي، قاضي نيسابور، قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو ثقة صدوق. توفي سنة 297 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (15/ 51) والسير للذهبي (13/ 579).

(8)

عبد اللَّه بن مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر أبو حذيفة الفزاري، كان ثقة. انظر: تاريخ الخطيب (11/ 387) وتاريخ ابن عساكر (33/ 37) والسير الذهبي (5/ 610، 858).

(9)

عبد اللَّه بن رجاء بن عمر الغداني بصري صدوق يهم قليلا. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 180).

(10)

المثنى بن الصباح اليماني الأبناوي ضعيف اختلط بأخرة و كان عابدا د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 6471).

(11)

إبراهيم بن ميسرة الطائفي نزيل مكة ثبت حافظ ع. نفس المصدر (رقم 260).

(12)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (4/ 1408) وابن عساكر في تاريخه (33/ 38) والبيهقي في البعث كما في الدر المنثور للسيوطي (7/ 630) وإسناده ضعيف، المثنى بن الصباح ضعيف وقد اختلط بآخرة.

(13)

عباس بن أحمد اليماني المستملي من طرسوس من الطبقة الأولى من نقل عن الإمام أحمد بن حنبل. انظر: طبقات ابن أبي يعلى (1/ 234).

(14)

منها قوله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة، فإذا أنا بقصر من ذهب. . . ". عند البخاري (رقم 5226، 7024) ومسلم (رقم 2394/ 20).

ص: 527

وقال المروذي

(1)

: قلت لأبي عبد اللَّه: "من قال الجنة والنار لم تخلق هو كافرٌ يُستتاب؟ قال: نعم"

(2)

.

310 -

وقال عطاء: سمعت ابن عباس يقول: "إنها مثل السموات والأرض فيما وراءهن من الهواء حيث لا سماء ولا أرض، كمثل فسطاط في صحرائكم، ترى ذلك الفسطاط أخذ من الصحراء؟ " رواه أبو الشيخ الأصبهاني الحافظ

(3)

.

311 -

وقال حماد بن سلمة: عن إياس بن معاوية: "والسماء مقبَّبة على الأرض مثل القبة" رواه أبو الشيخ

(4)

.

قال شيخنا أبو العباس في نقض التأسيس: "وقد أخبر اللَّه تعالى في كتابه أنه جعل الأرض فراشًا والسماء بناءً والأبنية هي الخيام والفساطيط وفيها استدارة وذكر أنه جعل الأرض مهاد وأنه بسطها"

(5)

.

312 -

وعن أبي الزعراء

(6)

، عن عبد اللَّه

(7)

قال: "الجنة في السماء السابعة العليا، والنار في الأرض السابعة السُّفلى". رواه أبو الشيخ، وأبو نعيم

(8)

ولفظه: "الجنة فوق في السماء الرابعة، فإذا كان يوم القيامة جعلها اللَّه حيث شاء، والنار في الأرض السابعة فإذا كان يوم القيامة جعلها اللَّه حيث شاء"

(9)

.

313 -

وعن كعب: "إن الجنة في السماء السابعة" رواه الإمام أحمد والخلال

(10)

.

(1)

المروذي أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 150).

(2)

ذكر ذلك أيضًا ابن القيم في حادي الأرواح (ص 49، 50) وابن أبي يعلى الفراء في طبقات الحنابلة (1/ 312).

(3)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 586) وقال الذهبي في العلو (ص 110): "طلحة ضعفوه". وانظر: الحديث (رقم 52).

(4)

أخرجه الطبري في تفسيره (13/ 411) عن محمد بن خلف العسقلاني، عن آدم، عن حماد بن سلمة به.

وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (3/ 1024) عن: عن عبيد بن آدم، عن أبيه، عن حماد بن سلمة به. وزاد السيوطي نسبته لعبد بن حميد كما في الدر المنثور (1/ 86) وإسناده حسن. قال محمد صديق القنوجي في فتح البيان (7/ 10):"وبه قال الحسن وقتادة وجمهور المفسرين".

(5)

انظر: بيان تلبيس الجهمية (4/ 22).

(6)

عبد اللَّه بن هانئ أبو الزعراء الأكبر الكوفي وثقه العجلي ت س. التقريب لابن حجر (رقم 3677).

(7)

هو الصحابي الجليل عبد اللَّه بن مسعود.

(8)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (3/ 1102) وأبو نعيم في الخلية (7/ 103) والبيهقي في البعث (رقم 455) إسناده ضعيف جدًا؛ فيه محمد ابن عبيد اللَّه العرزمي وهو متروك، قال ابن رجب في التخويف من النار (ص 62):"إسناده ضعيف".

(9)

أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (رقم 134) وابن منده كما في التخويف من النار لابن رجب (ص 62) وهو ضعيف كما سبق.

(10)

لم أجده بهذا اللفظ في المسند وغيره. وروى الطبري (24/ 207) بإسناده إلى ابن عباس أنه سأل كعبا عن العليين؟ فقال كعب: "هي السماء السابعة، وفيها أرواح المؤمنين".

ص: 528

314 -

وقال بقي بن مخلد: حدثنا الحمَّاني

(1)

، حدثنا ابن المبارك، عن عنبسة بن سعيد

(2)

، عن حبيب بن أبي عمرة

(3)

، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:"أتدرون ما سعة جهنم؟ قلنا: لا، قال: أجل، واللَّه ما تدرون، ما بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا، تجري فيها أودية القيح والدم، قلت: أنهارٌ؟ قال: لا، بل أودية، ثم قال: أتدرون ما سعة جهنم؟ قلت: لا، قال: أجل، واللَّه ما تدرون، ثم قال: حدثتني عائشة أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67] فأين الناس يومئذ؟ قال: "على جسر جهنم"

(4)

. رواه الترمذي آخره

(5)

: عن سويد بن نصر

(6)

، عن عبد اللَّه بن المبارك. وقال: حديث حسن غريب.

315 -

قال أبو بكر البزار: حدثنا يوسف بن موسى

(7)

، حدثنا عمر بن حفص بن غياث

(8)

، عن أبيه

(9)

، عن العلاء بن خالد

(10)

، عن شقيق

(11)

، عن عبد اللَّه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول اللَّه:{وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: 23]، قال:"جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك".

(1)

يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني حافظ إِلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث م. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 259).

(2)

عنبسة بن سعيد بن الضريس الأسدي أبو بكر الكوفي قاضي الري ثقة خت ت س. التقريب لابن حجر (رقم 5200).

(3)

حبيب بن أبي عمرة القصاب أبو عبد اللَّه الحِمَّاني الكوفي ثقة خ م خد ت س ق. نفس المصدر (رقم 1102).

(4)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 24856) وأبو نعيم في الحلية (8/ 183) والبيهقي في البعث (رقم 455) وهو حديث صحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 103).

(5)

أخرج المرفوع مثه ابن المبارك في الزهد (2/ 85) والترمذي (رقم 3241) وقال: حديث صحيح غريب من هذا الوجه. والنسائي في الكبرى (رقم 11389) والدارمي في الرد على المريسي (1/ 252) وابن أبي الدنيا في صفة النار (رقم 18) وابن أبي عاصم في الأوائل (رقم 180) وأبو بعيم في الحلية (8/ 183 - 184) والحاكم (رقم 3630) وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. ووافقه الذهبي. والبغوي في شرح السنة (رقم 4415) والحديث صحيح على شرط الشيخين سوى عنبسة وهو ثقة أخرج له البخاري تعليقا، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 104): وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عنبسة بن سعيد وهو ابن الضريس الأسدي وهو ثقة بلا خلاف.

(6)

سويد بن نصر بن سويد المروزي أبو الفضل لقبه الشاه راوية ابن المبارك ثقة ت س. التقريب لابن حجر (رقم 2699).

(7)

يوسف بن موسى بن راشد القطان أبو يعقوب الكوفي صدوق خ دت عس ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 147).

(8)

عمر بن حفص بن غياث بن طلق الكوفي ثقة ربها وهم خ م د ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 111).

(9)

حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي ثقة فقيه ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 111).

(10)

العلاء بن خالد الأسدي الكاهلي صدوق م ت. التقريب لابن حجر (رقم 5233).

(11)

شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي ثقة مخضرم ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 188).

ص: 529

316 -

وحدثناه عمرو بن علي

(1)

، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان

(2)

، عن العلاء بن خالد، عن شقيق، عن عبد اللَّه، بنحوه، يرفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

317 -

وحدثناه عبد اللَّه بن سعيد

(4)

، حدثنا حفص بن غياث، عن العلاء بن خالد، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه، بنحوه ولم يرفعه. وهذا الحديث لا نعلم أحدا رفعه إِلا عمر بن حفص عن أبيه، والعلاء مشهور، روى عنه الثوري

(5)

.

قلت: رواه مسلم، عن عمر بن حفص

(6)

.

قال الدارقطني: "رفعه وهمٌ، رواه الثوري ومروان وغيرهما عن العلاء بن خالد موقوفًا"

(7)

.

قلتُ: ويروي عن أبي هريرة مثله، رواه الطبراني في الثاني من السُّنة

(8)

.

318 -

وقال البزار: حدثنا محمد بن الليث الهدادي

(9)

، حدثنا محمد بن عمر الرومي

(10)

،

(1)

عمرو بن علي بن بحر بن كَنِيْزٍ أبو حفص الفلاس الصيرفي الباهلي البصري ثقة حافظ ع. التقريب لابن حجر (رقم 5081).

(2)

هو الإمام المشهور سفيان الثوري.

(3)

أخرجه مسلم (رقم 2842/ 29) والترمذي (رقم 2573) وابن أبي الدنيا في الأهوال (رقم 162) والبزار (رقم 1754، 1755، 1756) والعقيلي في الضعفاء (3/ 344) والطبراني في الكبير (رقم 10428) والحاكم (رقم 8758) وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". قال الذهبي: لكن العلاء كذبه أبو مسلمة التبوذكي. وأخرجه البيهقي (رقم 589) وتمام في فوائده (رقم 1395، 1396) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 388): "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير حفص بن عمر بن الصباح، وقد وثقه ابن حبان".

وأخرجه موقوفًا ابن أبي شيبة (رقم 34117) وعنه عبد اللَّه الإمام أحمد في زوائد الزهد (رقم 860) والترمذي (رقم 2573) وابن أبي الدنيا في صفة النار (رقم 174، 143) وفي الأهوال (رقم 161) والطبري (24/ 389) والعقيلي في الضعفاء (3/ 344) وقال: "والموقوف أولى". ورجح الدارقطني في الإلزامات والتتبع (ص 227) رواية الوقف.

(4)

عبد اللَّه بن سعيد أبو سعيد الأشج الكوفي ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 67).

(5)

أخرجه البزار (رقم 1756) وسبق تخريجه رقم (316).

(6)

أخرجه مسلم (رقم 2842/ 29) وسبق تخريجه (رقم 3).

(7)

انظر الإلزامات والتتبع للدارقطني (ص 227) وسبق ذكره في الحاشية (رقم 3).

(8)

أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة النار بإسناد كله ثقات (رقم 182) عن أبي عبد الرحمن القرشي، عن طلحة بن سنان، عن عبد الملك بن أبجر، عن الشعبي، عن أبي هريرة. وقال ابن كثير في تاريخه (20/ 182):"أثر غريب وسياق عجيب".

(9)

مجهول، قال الهيثمي في المجمع (5/ 321):"محمد بن الليث الهدادي لم أعرفه".

(10)

محمد بن عمر بن عبد اللَّه بن فيروز الباهلي مولاهم ابن الرومي لين الحديث ت. التقريب لابن حجر (رقم 6169).

ص: 530

حدثنا عبيد اللَّه بن سعيد

(1)

قائد الأعمش، عن الأعمش، عن زيد بن وهب

(2)

، عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا أهل الحجرات، سعرت النار ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرًا"

(3)

. قال: وهذا الحديث لا نعلم رواه إِلا عبيد اللَّه بن سعيد بهذا الإسناد، ولا نعلمه يُروى عن عبد اللَّه إِلا من هذا الوجه.

319 -

وقال البزار: حدثنا عمرو بن علي

(4)

، حدثنا يحيى

(5)

، عن التيمي

(6)

، عن أبي عثمان

(7)

، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن اللَّه خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة، منها رحمة بين الخلائق قسمها، وحبس عنده تسعة وتسعين إلى يوم القيامة"

(8)

. ورواه مسلم

(9)

: من حديث أبي معاوية، عن داود

(10)

، عن أبي عثمان.

قال الدارقطني: "وغير أبي معاوية يقفه عن داود"

(11)

.

ورُويَ هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جندب

(12)

.

ومن حديث أبي سعيد

(13)

.

(1)

عبيد اللَّه بن سعيد بن مسلم الجعفي أبو مسلم الكوفي قائد الأعمش ضعيف خت. نفس المصدر (رقم 4295).

(2)

زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي مخضرم ثقة جليل لم يصب من قال في حديثه خلل ع. المصدر السابق (رقم 2159).

(3)

أخرجه البزار (رقم 1772) والعقيلي في الضعفاء (3/ 121) وإسناده ضعيف، لأن فيه عبيد اللَّه بن سعيد قائد الأعمش. قال العقيلي:"ولا يتابع على هذا، ولا على غيره، في حديثه عن الأعمش وهم كثير. أما هذا المتن فيروي من غير هذا الوجه بأسانيد صالحة جياد".

(4)

عمرو بن علي أبو حفص الفلاس ثقة حافظ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 316).

(5)

يحيى بن سعيد بن فَرُّوخ التميمي أبو سعيد القطان ثقة متقن حافظ إمام قدوة ع. التقريب لابن حجر (رقم 7557).

(6)

سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 253).

(7)

عبد الرحمن بن مل أبو عثمان النهدي مشهور بكنيته مخضرم ثقة ثبت عابد ع. التقريب لابن حجر (رقم 5691).

(8)

أخرجه البزار (رقم 2507) وهو صحيح على شرط الشيخين.

(9)

أخرجه مسلم (رقم 2753/ 21).

(10)

داود بن أبي هند، ثقة متقن كان يهم بأخرة، خ ت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 85).

(11)

انظر الإلزامات والتتبع للدارقطني (ص 209). ورواه موقوفا على سلمان. ابن المبارك في الزهد (رقم 894، 1020، 1036، 1037، 1087) ووكيع في الزهد (رقم 503) ويحيى بن سلام في تفسيره (1/ 418) و (2/ 686) وعبد الرزاق في تفسيره (رقم 774) وابن أبي شيبة (رقم 34206).

(12)

أخرجه الروياني (رقم 957) والدولابي في الكنى (رقم 1443) والطبراني في الكبير (رقم 1667) والحاكم (رقم 187، 7630) وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

(13)

أخرجه ابن أبي شيبة (رقم 34207) وابن ماجه (رقم 4294) من طريق: الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد.

ص: 531

ومن حديث عكرمة، عن ابن عباس

(1)

.

ومن حديث سعيد بن المسيب، وعطاء، ومحمد بن سيرين، ومحمد بن جبير بن مطعم، عن أبي هريرة

(2)

.

ومن حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده

(3)

.

(1)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 12047) وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة (رقم 325، 326) والحارث في مسنده (رقم 392) من طريق: اين جريج، عن عطاء، عن ابن عباس.

(2)

أخرجه من طريق: قتيبة بن سعيد، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. البخاري (رقم 6469) والبيهقي في الأربعين الصغرى (رقم 28) وفي الأسماء والصفات (رقم 1036) وفي القضاء والقدر (رقم 138) والبغوي في شرح السنة (رقم 4181).

- ومن طريق: العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. أخرجه مسلم (رقم 2752/ 18) وعلي بن حجر في حديثه (رقم 276) والإمام أحمد (رقم 8415، 10280) والترمذي (رقم (3541) وأبو يعلى (رقم 6509) والطبراني في الأوسط (3/ 157) وابن منده في التوحيد (رقم 193) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 1038)

- ومن طريق: عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة. أخرجه مسلم (رقم 2752/ 19) وابن المبارك في الزهد (رقم 893) وفي مسنده (رقم 35) والإمام أحمد (رقم 9609) وهناد في الزهد (2/ 614) وابن ماجه (رقم 4293) وابن أبي الدنيا في حسن الظن باللَّه (رقم 145) وأبو يعلى (رقم 6372، 6445) وابن حبان (رقم 6147) والبغوي في شرح السنة (رقم 4179).

- ومن طريق: عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن محمد بن سيرين وخلاس بن عمرو، عن أبي هريرة. أخرجه الإمام أحمد (رقم 10670، 10671، 10762) والحاكم (رقم 185) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ. وقال الذهبي: على شرطها وأخرجا منه. وأخرجه الحاكم أيضًا (رقم 7629) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة. والبيهقي في الشعب (رقم 1008).

- ومن طريق: الحكم بن نافع، عن شعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. أخرجه الدارمي (رقم 2827).

- ومن طريق: خلف، عن سُليم بن عيسى، عن حمزة الزيات، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 270).

- ومن طريق: مؤمل، عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. أخرجه الإمام أحمد (رقم 10810).

- ومن طريق: عفان، عن حماد، عن عاصم ابن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. أخرجه الإمام أحمد (رقم 11531).

- ومن طريق: يزيد بن هارون، عن حجاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة. أخرجه خليفة بن خياط في مسنده (رقم 87) والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 377) والدولابي في الكنى (رقم 2042) وأبو بكر الشافعي في فوائده الغيلانيات (رقم 332) والحاكم (رقم 186).

- ومن طريق: عن جابر بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن طاوس، عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 4711).

(3)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 1006) وتمام في فوائده (رقم 606).

ص: 532

320 -

وقال البزار: حدثنا يوسف بن موسى

(1)

، حدثنا جرير بن عبد الحميد

(2)

، عن عطاء بن السائب

(3)

، عن أبي بكر بن أبي موسى

(4)

، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: "لو أن حجرة قذفوه في جهنم ما وصل إلى قعرها سبعين خريفا"

(5)

قال: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي موسى إلا من هذا الوجه، ولا روى عطاء بن السائب عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه إلا هذا الحديث"

(6)

.

هو في الثمانين للآجري

(7)

.

321 -

وفي خطبة عتبة بن غزوان

(8)

: "وقد بلغني أن الحجر ليُلقى في شفير جهنم فيما يبلغ قعرها سبعين عامًا". في الأول من حديث إبراهيم

(9)

.

(1)

يوسف بن موسى بن راشد القطان أبو يعقوب الكوفي صدوق خ د ت عس ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 147).

(2)

جرير بن عبد الحميد بن قُرْط الضبي ثقة صحيح الكتاب ع. تقدمت ترجمته. في الحديث (رقم 97).

(3)

عطاء بن السائب أبو محمد الثقفي الكوفي صدوق اختلط خ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 82).

(4)

أبو بكر بن أبي موسى الأشعري اسمه عمرو أو عامر ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 10).

(5)

أخرجه البزار (رقم 3093) والحربي في غريب الحديث (3/ 1015) وصححه ابن حبان (16/ 509 رقم 7468) وابن أبي الدنيا في صفة النار (رقم 12، 14) وأبو يعلى (رقم 7243) والحمامي في مجموع من مصنفاته (رقم 625) وهو حديث حسن. قال الألباني في التعليقات الحسان (10/ 442): "صحيح لغيره".

(6)

هذا كلام الحافظ البزار وسبق تخريجه في الحاشية السابقة رقم (6).

(7)

أخرجه الآجري في الثمانين (رقم 36) وللحديث طرق أخرى منها:

- طريق: أبي داود، عن همام، عن أبي جمرة، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه. أخرجه الروياني (رقم 516).

- وطريقة المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء ابن السائب به. أخرجه البيهقي في البعث (رقم 483).

- وطريق: أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب به. أخرجه هناد في الزهد (رقم 251).

قال الهيثمي في المجمع (10/ 389): رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، وفيها عطاء بن السائب، وقد اختلط وبقية رجاله ثقات. وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (8/ 208):"وله شاهد من حديث معاذ بن جبل وغيره رواه الطبراني، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 197) وقال في التعليقات الحسان (10/ 442): "صحيح لغيره".

(8)

عتبة بن غَزوان بن جابر المازني صحابي جليل مهاجري م ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 4438).

(9)

أخرجه من طريق: هشام بن حسان، عن الحسن، عن عتبة بن غزوان. الترمذي (رقم 2575) وقال:"لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان وإنما قدم عتبة بن غزوان البصرة في زمن عمر، وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر".

وأخرجه من طريق: إسماعيل بن أبي خالد، عن أبيه، عن الحسن، عن عتبة بن غزوان. الخطيب في تاريخه (1/ 496). =

ص: 533

322 -

وقال البزار: حدثنا محمد بن المثنى

(1)

، ويحيى بن حكيم

(2)

قالا: حدثنا عبد الوهاب

(3)

، حدثنا أيوب

(4)

، عن محمد بن سيرين، عن ابن أبي بكرة

(5)

، عن أبيه

(6)

: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللَّه السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر بين جمادى وشعبان"

(7)

.

قال: "وهذا الكلام قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه، ولا نعلم هذا الكلام وجها يروي عن النبي أحسن من هذا الوجه، عن أبي بكرة، وقد رواه غير واحد فقال: عن أيوب، عن محمد، عن أبي بكرة. ولم يذكر ابنه".

323 -

أخبرتنا زينب ابنة أحمد قالت: أنبأنا يوسف بن خليل

(8)

، أنبأنا مسعود بن أبي منصور

(9)

، أنبأنا أبو علي الحداد

(10)

، حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الكسائي

(11)

، أنبأنا عبد اللَّه بن محمد أبو الشيخ

(12)

إملاء، حدثنا العباس بن علي بن العباس

(13)

، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان الأنصاري

(14)

،

= وقد روي موصولًا من طريق: سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن خالد بن عمير العدوي، عن عتبة بن غزوان. أخرجه مسلم (رقم 2967/ 14، 15) وابن المبارك في الزهد (رقم 534) والنسائي في الكبرى (رقم 11790) والطبراني في الكبير (رقم 280) والحاكم (رقم 5139) والبيهقي في الشعب (رقم 9844) والبغوي في شرح السنة (رقم 4086) والضياء في صفة الجنة (رقم 8).

(1)

محمد بن المثنى بن عبيد العنزي أبو موسى البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(2)

يحيى بن حكيم المقوِّم أبو سعيد البصري ثقة حافظ عابد مصنف د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7534).

(3)

عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين ع. نفس المصدر (رقم 7534).

(4)

أيوب بن أبي تميمة كيسان السَّختياني ثقة ثبت حجة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 19).

(5)

عبد الرحمن بن أبي بكرة نُفيع بن الحارث الثقفي البصري ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3816).

(6)

نفيع بن الحارث بن كَلَدة بن عمرو الثقفي أبو بكرة صحابي مشهور بكنيته ع. نفس المصدر (رقم 7180).

(7)

أخرجه البزار (رقم 3615) والبخاري (رقم 4662، 5550) ومسلم (رقم 29/ 1679) وانظر: مسند البزار (9/ 85).

(8)

هو أبو الحجاج يوسف بن خليل بن قراجا الدمشقي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(9)

مسعود بن أبي منصور بن محمد بن حسن الأصبهاني الجمال الخياط. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(10)

الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد أبو علي الأصبهاني الحداد المقرئ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(11)

محمد بن أحمد بن محمد بن محمد، أبو الحسين الأصبهاني الكسائي المقرئ، سمع أبا الشيخ، وغيره. انظر: التاريخ للذهبي (9/ 488).

(12)

هو الإمام المشهور أبو الشيخ الأصبهاني.

(13)

العباس بن علي بن العباس يعرف بالنسائي بغدادي وثقه الخطيب وغيره. انظر: تاريخ الخطيب (14/ 45).

(14)

عبد الرحمن بن سليمان بن عبد اللَّه بن حنظلة الأنصاري المعروف بابن الغسيل صدوق فيه لين خ م د تم ق. التقريب (رقم 3887).

ص: 534

عن عبيد اللَّه بن أنس

(1)

قال: سألت أنس بن مالك عن ثلاث خصال؟: عن الشمس والقمر والنجوم من أي شيء خلقن؟ قال: "حدثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنهن خلقن من نور العرش"

(2)

.

324 -

روى ابن وهب في الثاني من مسنده: عن هشام بن سعد

(3)

، عن يزيد بن أسلم

(4)

، عن عطاء بن يسار، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إن الشمس والقمر خُلِقا من النار ويعودان فيها"

(5)

. هذا مرسل.

325 -

أخبرتنا زينب، أنبأنا ابن السَّيِّدِيِّ

(6)

، أنبأنا وفاء

(7)

، أنبأنا ابن بيان

(8)

، أنبأنا ابن بشران

(9)

.

وأخبرنا جدي

(10)

، أنبأنا ابن الحصري

(11)

، أنبأنا ابن شاتيل

(12)

، أخبرنا ابن البُسري

(13)

، أخبرنا ابن شاذان

(14)

.

(1)

عبيد اللَّه بن أبي بكر بن أنس بن مالك أبو معاذ ثقة ع. نفس المصدر (رقم 4279).

(2)

أخرجه من طرق أبو الشيخ في العظمة (4/ 1139) ومن طريقة المؤلف كما هناك، وإسناده حسن. وأخرجه من طريق: معقل بن مالك، عن عبد الرحمن بن سليمان الأنصاري به. أبو الشيخ في العظمة (4/ 1139) والطبراني في الأوسط (رقم 6026) وأخرجه ابن مردويه كما في لوامع الأنوار للسفاريني (2/ 133) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 132):"رواه الطبراني في الأوسط، وفيه معقل بن مالك وثقه ابن حبان وقال الأزدي: متروك، وفيه من لم أعرفه". قال ابن حجر في التقريب (رقم 6798): "معقل بن مالك الباهلي أبو شريك البصري مقبول وزعم الأزدي أنه متروك فأخطأ ر ت".

(3)

هشام بن سعد المدني أبو عباد أو أبو سعيد صدوق له أوهام ورمي بالتشيع خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 7294).

(4)

زيد بن أسلم العدوي المدني ثقة عالم وكان يرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 282).

(5)

أخرجه ابن وهب في الموطأ (رقم 230) وهو مرسل ضعيف.

(6)

محمد بن عبد الكريم بن محمد، أبو جعفر ابن أبي علي السيدي الإصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 257).

(7)

وفاء بن أسعد بن النفيس بن البهي التركي أبو الفضل الخباز البغدادي كان شيخا صالحا من أولاد الأتراك، توفي سنة 578 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 622) والوفي بالوفيات للصفدي (27/ 260).

(8)

الشيخ الصدوق المسند رحلة الآفاق أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان بن الرزاز البغدادي، راوي جزء ابن عرفة، توفي سنة 510 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 257).

(9)

عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه بن بشران أبو القاسم الأموي مولاهم. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 200).

(10)

أبو العباس أحمد بن محب الدين عبد اللَّه بن أحمد بن أبي بكر السعدي المقدسي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(11)

الشيخ الإمام العالم الحافظ المتقن المقرئ المجود شيخ الحرم توفي سنة 619 هـ. انظر: السير للذهبي (22/ 163).

(12)

عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن محمد بن نَجَا بنِ شَاتِيْل، أبو الفتح البغدادي الدباس. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 208).

(13)

الحسين بن علي بن أحمد بن محمد، أبو عبد اللَّه ابن البسري البندار، محدث بغداد وابن محدثها، كان رجلا صالحا، تفرد بالرواية عن عبد اللَّه السكري، توفي سنة 497 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (17/ 88) والتاريخ للذهبي (10/ 789).

(14)

أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 157).

ص: 535

وأخبرنا ابن أبي طالب

(1)

، أنبأنا قَمر بن هلال

(2)

، أنبأتنا شُهدة، أنبأنا الباقلاني

(3)

، أنبأنا ابن شاذان قالا: أنبأنا حمزة

(4)

، حدثنا محمد بن منده الأصبهاني

(5)

، حدثنا محمد بن بكير

(6)

، حدثنا خالد

(7)

، عن الشيباني

(8)

، عن عون بن عبد اللَّه

(9)

، عن أخيه عبيد اللَّه

(10)

، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن في يوم الجمعة الساعة لا يوافقها أحد يسأل اللَّه فيها شيئًا إلا أعطاه" قال: فقال له عبد اللَّه بن سلام: إن اللَّه تعالى ابتدأ الخلق فخلق الأيام

(11)

يوم الأحد ويوم الاثنين، وخلق السموات يوم الثلاثاء والأربعاء، وخلق الأقوات وما في الأرض يوم الخميس ويوم الجمعة إلى صلاة العصر، وهي ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس"

(12)

.

وحديث عبد اللَّه بن سلام رواه مسلم في كتاب العلل لسعيد المقبُرِيِّ

(13)

، عن أبيه

(14)

، عنه.

(1)

الحجار ابن الشحنة أحمد بن أبي طالب بن نعمة الديرمقرني ثم الصالحي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(2)

قمر بن هلال بن بطاح أبو هلال، وأبو الضوء القطيعي، الهراس، المكاري، ثم البقال. ويسمى أيضًا عمر، سمع من شهدة الكاتبة، وتجني الوهبانية، وعبد الحق اليوسفي، وكان شيخا أميا. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 422).

(3)

أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن خذاداذا الباقلاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 41).

(4)

حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل، أبو أحمد الدهقان، كان ثقة. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 103).

(5)

محمد بن منده بن أبي الهيثم منصور الأصبهاني، قال ابن أبي حاتم:"لم يكن عندي بصدوق، ولم يكن سنه سن من لحق بكر بن بكار". وقال أبو نعيم الحافظ: "ضُعِّف لروايته عن الحسين بن حفص، عن شعبة". ليس هو من بيت بني منده. وقع حديثه عاليا لابن قميرة. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (4/ 489) والتاريخ للذهبي (6/ 622).

(6)

محمد بن بكير بن واصل بن مالك بن قيس الخضرمي، أبو الحسين البغدادي، شيخ ثقة صدوق. انظر: تاريخ بغداد للخطيب (2/ 449).

(7)

خالد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطحان الواسطي ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 259).

(8)

سليمان بن أبي سليمان، أبو إسحاق الشيباني الكوفي ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 2568).

(9)

عون بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد اللَّه الكوفي ثقة عابد م 4. نفس المصدر (رقم 5223).

(10)

عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد اللَّه المدني ثقة فقيه ثبت ع. المصدر السابق (رقم 4309).

(11)

هكذا كتبها ابن المحب الصامت وهي خطأ، والصحيح:"الأرض" كما هي عند من أخرج هذا الحديث.

(12)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (4/ 1368) وأبو نعيم في الحلية (4/ 268) وابن منده في التوحيد (رقم 55) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 810) وفي الكبرى (رقم 17706) والإسماعيلي في معجمه (2/ 590) قال ابن منده: "رواه جماعة عن سليمان الشيباني منهم أبو حمزة السكري، ورواه ابن أبي ذئب وابن عجلان وغيرهما عن سعيد المقبري عن أبيه، عن عبد اللَّه بن سلام قوله". وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عون، تفرد به عنه أبو إسحاق الشيباني تابعي من أهل الكوفة، اسمه سلمان بن فيروز، عنه خالد بن عبد اللَّه". وقال البيهقي: "تابعه وهب بن بقية، عن خالد بن عبد اللَّه".

(13)

سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري أبو سعد المدني ثقة ع. تقدمت ترجمته (ص 422). وكتاب العلل للإمام مسلم لا يزال مفقودًا.

(14)

كيسان أبو سعيد المقبري المدني مولى أم شريك ويقال له: صاحب العباء ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 5676).

ص: 536

ورواه النسائي في اليوم والليلة

(1)

.

326 -

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا إسماعيل بن أبي الحسن بن بَادَكِينَ

(2)

، أخبرنا عمر بن علي الصيرفي

(3)

، أخبرنا رزق اللَّه بن عبد الوهاب

(4)

، أخبرنا أحمد بن محمد المتيم

(5)

، حدثنا حمزة بن القاسم بن عبد العزيز

(6)

، حدثنا علي بن داود القنطري

(7)

، حدثنا عبد اللَّه بن صالح

(8)

، حدثني يحيى بن أيوب

(9)

، عن ابن جريج

(10)

، عن عطاء بن أبي رباح

(11)

، عن عبد اللَّه بن العباس قال: "خلق اللَّه السموات من دخان ثم ابتدأ خلق الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين، فذلك قوله عز وجل:{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] ثم {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت: 10 - 11] فسمَكها وزينها بالنجوم

(1)

هو حديث: "خلق اللَّه آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة، ثم نفخ فيه من روحه. . . " أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 219) وقال: "وهذا هو الصواب".

(2)

علي بن إسماعيل بن بادكين الجوهري، أبو الحسن المعروف بعلم الدين الركابدار العضدي، كان شابا ذكيا حسن الخلق أديبا فاضلا بارعا، حفظ القرآن الكريم وقرأ الأدب وقال الشعر الجيد، قرأ العلوم الرياضية، توفي سنة 577 هـ. انظر: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار (18/ 137).

(3)

عمر بن علي بن نصر، أبو المعالي الصيرفي البغدادي الخفاف، سمع رزق اللَّه التميمي، وغيره، وآخر من روى عنه بالإجازة كريمة بنت عبد الوهاب، وآخر من روى عنه بالسماع إسماعيل بن باتكين. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 160).

(4)

رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد، الإمام أبو محمد بن أبي الفرج التميمي البغدادي، رئيس الحنابلة ببغداد، توفي سنة 488 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (17/ 19) والتاريخ للذهبي (10/ 595).

(5)

أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد أبو الحسين الواعظ مولى الهادي ويعرف بابن المتيم كان له مجلس وعظ في جامع المدينة، قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا، ولم أكتب عن أحد من البغداديين أقدم سماعا منه. توفي سنة 409 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (6/ 23) والسير للذهبي (17/ 288) والتاريخ له (9/ 137).

(6)

حمزة بن القاسم بن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن العباس بن محمد بن علي عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب أبو عمر الإمام كان يتولى الصلاة بالناس في جامع المنصور، وكان ثقة ثبتا ظاهر الصلاح مشهورا بالديانة، معروفا بالخير وحسن المذهب، توفي سنة 335 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (9/ 58) والسير للذهبي (15/ 374) والتاريخ له (7/ 691).

(7)

علي بن داود بن يزيد القطري الأدمي صدوق ق. التقريب لابن حجر (رقم 4730).

(8)

عبد اللَّه بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني أبو صالح المصري كاتب الليث صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة خت د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 3388).

(9)

يحيى بن أيوب الغافقي أبو العباس المصري صدوق ربما أخطأ ع. التقريب لابن حجر (رقم 7511).

(10)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 90).

(11)

عطاء بن أبي رباح ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال ع. تقدمت ترجمته. في الحديث (رقم 98).

ص: 537

والشمس والقمر وأجراهما في فلكها، وخلق فيها ما شاء من خلقه وملائكته يوم الخميس ويوم الجمعة، وخلق الجنة في يوم الجمعة، فذلك قوله عز وجل:{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الفرقان: 59] وَسَبَّتَ كل شيء يوم السبت؛ فعظَّمت اليهود يوم السبت؛ لأنه سُبِّتَ فيه كل شيء، وعظَّمت النصارى يوم الأحد لأنه ابتدأ فيه خلق كل شيء، وعظَّم المسلمون يوم الجمعة؛ لأن اللَّه فرغ فيه من خلقه، وخلق في الجمعة رحمته، وجمع فيه آدم، وفيه أُهبط من الجنة، وفيه قبلت توبته وهو أعظمها"

(1)

.

327 -

في الفاروق لأبي جعفر الرازي

(2)

: عن الربيع بن أنس

(3)

، عن كعب:"تُبدل السماء فتصير جِنانًا، وتُبدل الأرض فيصير مكان البحر نارًا"

(4)

.

328 -

ولعكرمة، عن ابن عباس:{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ} [إبراهيم: 48] قال: "تُبدل السمواتُ جنانًا، والأرضُ جهنم"

(5)

.

329 -

قال أبو بكر أحمد بن عمرو البزار: حدثنا أحمد بن أبان القرشي

(6)

، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار

(7)

، عن يزيد بن جُعدُبة

(8)

، عن عبد الرحمن بن مخراق

(9)

، عن أبي ذر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه خلق ريحًا وأسكنها بيتًا وأغلق عليها بابًا، فلو فتح الباب لأذْرَت

(10)

ما بين السماء والأرض، وما يأتيكم فإنما يأتيكم من خلال ذلك الباب، وأنتم تسمونها الجَنوب، وهي عند اللَّه الأَزْيَبُ

(11)

". رواه البخاري في التاريخ

(12)

.

(1)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (4/ 1361) وابن منده في التوحيد (رقم 58) وإسناده حسن، وبعضهم رجال الشيخين.

(2)

أبو جعفر الرازي صدوق سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة بخ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 306).

(3)

الربيع بن أنس البكري صدوق له أوهام ورمي بالتشيع 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 306).

(4)

أخرجه الطبري (13/ 735) وأبو نعيم في الحلية (5/ 370) وهو ضعيف.

(5)

أخرجه و أبو نعيم في صفة الجنة (رقم 149) وفي سنده هدية بن عبد الرحمن، وهو مجهول.

(6)

أحمد بن أبان القرشي روي عن ابن عيينة. روى عنه ابن قحطبة مات سنة 150 هـ. الثقات لابن حبان (رقم 12126).

(7)

عمرو بن دينار المكي ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 89).

(8)

يزيد بن عياض بن جُعدُية الليثي كذبه مالك وغيره ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 140).

(9)

عبد الرحمن بن مخراق يروي عن أبي ذر روى عنه يزيد بن عياض بن جعدبة. الثقات لابن حبان (رقم 4052).

(10)

لأذرت: معناه أطارته قال ابن الأثير: "يقال: ذرته الريح وأذرته تذروه وتذريه: إذا أطارته". انظر النهاية (2/ 159).

(11)

سُمِّيت بذلك؛ لأنها تعصف الرياح وتثير البحر حتى تسوده وتقلب أسفله فتجعله أعلاه. انظر: تهذيب اللغة الأزهري (13/ 182).

(12)

أخرجه البزار (رقم 4063) وقال: "وهذا الحديث لا نعلمه يروي إلا عن أبي ذر ولا نعلم له طريقا، عن أبي ذر إلا هذا الطريق". قال الهيثمي في المجمع (8/ 135): "فيه يزيد بن عياض بن جعدبة وهو كذاب". ولم أجده في التاريخ الكبير للبخاري.

ص: 538

ورواه اللالكائي لعلي بن شعيب

(1)

، ولفظه:"إن اللَّه خلق في الجنة ريحًا بعد الريح بسبع سنين، ودونها بابٌ مغلقٌ، فإنها يأتيكم الروح من خلل ذلك الباب، ولو فتح ذلك الباب الأذرت ما بين السماء والأرض، وهي عند اللَّه الأزيَب، وهي فيكم الجنوب"

(2)

.

وهو عندنا في الثاني من الثقفيات، لشعبة، عن عمرو بن دينار

(3)

.

وفي الثامن من المحامليات. . .

(4)

.

وهو في الأول من حديث سفيان بن عيينة، رواية بشر بن مطر

(5)

.

330 -

وقال: حدثنا محمد بن معمر

(6)

، حدثنا المغيرة بن سلمة أبو هشام

(7)

، حدثنا عبد الواحد بن زياد

(8)

، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن الأصم

(9)

، عن عمه يزيد بن الأصم

(10)

، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه فقال: أرأيت قوله: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133] فأين النار؟ قال: "أرأيت الليل

(1)

علي بن شعيب بن عدي السمسار البزاز البغدادي فارسي الأصل ثقة س. التقريب لابن حجر (رقم 4745).

(2)

أخرجه الحميدي (رقم 129) وسعدان في جزئه (رقم 70) وابن أبي الدينا في المطر والرعد (رقم 149) والخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم 995) وابن عدي في الكامل (9/ 141) والمحاملي في أماليه (رقم 451) والأزهري في تهذيب اللغة (13/ 182) وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1338) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 2270) والبيهقي في الكبرى (رقم 6489) وقوام السنة في الحجة (رقم 312). وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (7/ 75): "موضوع". لكن روي من طريق صحيح عن: معمر، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. أخرجه عبد الرزاق (رقم 1438) ومن طريقه أبو الشيخ في العظمة (4/ 1339، 1349).

(3)

أخرجه الثقفي في الثقفيات (ج 2 رقم 15) كما في السلسلة الضعيفة للألباني (7/ 75).

(4)

كلمة غير واضحة.

(5)

بشر بن مطر بن ثابت أبو أحمد الدقاق الواسطي، قال الدارقطني: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة 259 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (7/ 567) والتاريخ للذهبي (6/ 75).

(6)

محمد بن معمر بن ربعي القيسي البصري البحراني صدوق ع. التقريب لابن حجر (رقم 6313).

(7)

المغيرة بن سلمة المخزومي أبو هشام البصري ثقة ثبت خت م د س ق. نفس المصدر (رقم 6838).

(8)

عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم البصري ثقة، في حديثه عن الأعمش وحده مقال ع. المصدر السابق (رقم 4340).

(9)

عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الأصم العامري مقبول م د س ق. المصدر السابق (رقم 4304).

(10)

يزيد بن الأصم واسمه عمرو بن عبيد بن معاوية البَكَّائي ثقة بخ م 4. المصدر السابق (رقم 7686).

ص: 539

فأُلبس كلَّ شيء؟ فأين النهار؟ " قال: حيث شاء اللَّه، قال: "فكذلك حيث شاء اللَّه". رواه إسحاق بن راهويه

(1)

: عن المخزومي

(2)

، عن عبد الواحد بن زياد.

331 -

وقال البزار: حدثنا أبو كامل

(3)

، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل، عن أبي هريرة

(4)

.

332 -

أخبرنا عيسى، أنبأنا ابن اللتي، أنبأنا عبد الأول، أنبأنا الداودي

(5)

، أنبأنا ابن حَمَّوَيْهِ، أنبأنا أبو عمران

(6)

، أنبأنا أبو محمد الدارمي

(7)

، حدثنا محمد بن يوسف

(8)

، عن سفيان، عن سليمان التيمي

(9)

، عن أسلم العجلي

(10)

، عن بشر بن شَغَافٍ

(11)

، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: سُئل النبي صلى اللَّه عليه عن الصور؟ قال: "قرنٌ يُنفخ فيه".

رواه شعبة، عن سليمان التيمي. في التفسير المنسوب لأبي بكر الشافعي

(12)

.

(1)

أخرجه ابن راهويه (رقم 437) وعنه ابن حبان (رقم 103) وأخرجه البزار (رقم 9380) والحاكم (رقم 103) وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع (6/ 327): "رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح". وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (6/ 924): "إنما هو على شرط مسلم".

(2)

هو المغيرة بن سلمة المخزومي أبو هشام البصري. سبقت ترجمته في نفس الحديث السابق (رقم 330).

(3)

فضيل بن حسين بن طلحة الجحدري أبو كامل ثقة حافظ خت م د س. التقريب لابن حجر (رقم 5426).

(4)

أخرجه البزار (رقم 9381).

(5)

عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود الداودي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(6)

عيسى بن عمر بن العباس بن حمزة بن عمرو بن أعين المحدث، الصدوق، أبو عمران السمرقندي، صاحب أبي محمد الدارمي، وراوي مسنده عنه، شيخ مقبول، لا يُعلم شيئًا من أمره. ولا يُعلم متى توفي، إلا أنه كان حيا في قرب سنة 320 هـ بسمرقند، فهو والشاشي إنما عُرفا وشُهرا بسنن الدارمي، وكانا متعاصرين بما وراء النهر، فهما من طبقة الفربري ووفياتهم متقاربة. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 392) والسير للذهبي (14/ 487) والتاريخ له (7/ 391).

(7)

هو الإمام الدارمي المشهور صاحب السنن.

(8)

محمد بن يوسف بن واقد الفِرْيابي ثقة فاضل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 176).

(9)

سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 253).

(10)

أسلم العجلي بصري ثقة د ت س. نفس المصدر (رقم 405).

(11)

بشر بن شَغَاف ضبي بصري ثقة د ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 263).

(12)

أخرجه ابن المبارك في الزهد (رقم 1599) وابن سلام في تفسيره (1/ 209) وفي (2/ 812) والإمام أحمد (رقم 6805) والدارمي (رقم 2840) وأبو داود (رقم 4742) والترمذي (رقم 2430) وقال: "حديث حسن". وابن حبان (رقم 7312) والحاكم (رقم 3631، =

ص: 540

وقوله: {نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8]"نفخ في الصور"

(1)

.

333 -

وقال قتيبة

(2)

: حدثنا جعفر بن سليمان

(3)

، عن ثابت

(4)

، عن أنس قال: أصابنا ونحن مع رسول اللَّه مطر، فخرج رسول اللَّه فحسر عنه ثوبه حتى أصابه المطر، فقيل له: لم صنعت؟ قال: "لأنه حديث عهد بربه". أخبرنا بذلك ابن أبي الهيجاء وابن المحب قالا: أنبأنا البكري، أنبأنا أبو روح

(5)

، أنبأنا الفضيلي

(6)

، أنبأنا مُحَلَّم

(7)

، أنبأنا الخليل بن أحمد

(8)

، أنبأنا السراج

(9)

، حدثنا قتيبة. فذكره

(10)

. رواه أحمد

(11)

.

= 3870، 8680) وقال:"حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي الدنيا في الأهوال (رقم 47) والبزار (رقم 2481، 2482) والنسائي في الكبرى (رقم 11250، 11317، 11392) وابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 7483) والطبري في تفسيره (15/ 416) والطبراني في الكبير (رقم 14510، 14511). وأبو نعيم في الحلية (7/ 243) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 2184) والبيهقي في الشعب (رقم 344).

(1)

انظر: مصنف عبد الرزاق (رقم 3382) وتفسير الطبري (23/ 418 - 420).

(2)

قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي أبو رجاء البغلاني ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 5522).

(3)

جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري صدوق زاهد لكنه كان يتشيع بخ م 4. نفس المصدر (رقم 942).

(4)

ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 10).

(5)

أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الساعدي الخراساني الهروي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(6)

أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل الأنصاري الفضيلي الهروي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(7)

محمد بن إسماعيل بن مضر الضبي، أبو مضر الهروي توفي بهراة، وكان عالي الإسناد، قد سمع من الخليل بن أحمد السجزي، وغيره. روى عنه محمد بن إسماعيل الفضيلي، وطائفة. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 124).

(8)

الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل، الإمام القاضي، شيخ الحنفية، أبو سعيد السجزي الحنفي الواعظ، قاضي سمرقند، يقع حديثه عاليا، وكان من أحسن الناس وعظا وتذكيرا، توفي سنة 378 هـ. انظر: السير للذهبي (12/ 407).

(9)

محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد اللَّه أبو العباس السراج. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(10)

أخرجه من طريق: قتيبة بن سعيد، عن جعفر بن سليمان به. أبو داود (رقم 5100) والنسائي في الكبير (رقم 1850) والثقفي في البيتوتة (رقم 15) وابن حبان (رقم 6135) والمزكي في المزكيات بانتقاء الدارقطني (رقم 2) وأبو نعيم في مستخرجه (رقم 2022) وفي الحلية (6/ 291) والبغوي في شرح السنة (رقم 1171) والسمعاني في المنتخب من معجم شيوخه (ص 355) وهو حديث صحيح رواه مسلم وغيره، وسيأتي تخريج طرقه في الحواشي التالية.

(11)

أخرجه من طريق: عفان، عن جعفر بن سليمان به. الإمام أحمد (رقم 13820) وابن أبي شيبة (رقم 26179) والروياني (رقم 1385) وأبو عوانة (رقم 2505) وهو حديث صحيح.

تابعه: بهز بن أسد، عن جعفر بن سليمان به. عند الإمام أحمد (رقم 12364).

وتابعه: مسدد، عن جعفر بن سليمان به. عند أبي داود (رقم 5100) والدارمي في الرد على الجهمية (رقم 12364). =

ص: 541

ورواه البخاري في الأدب

(1)

: عن عبد اللَّه بن أبي الأسود

(2)

، عن جعفر بن سليمان.

ورواه مسلم

(3)

: عن يحيى بن يحيى

(4)

، عن معمر. فعدَّله جعفر. واستنكره بعض الحفاظ

(5)

. وهو في الجزء الثاني من حديث البغوي رواية ابن الجراح

(6)

، وأول فوائد أبي إسحاق المزكي.

ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق

(7)

: عن أبي زيد عمر بن شَبَّةَ

(8)

، عن يوسف بن عطية الصفار، عن ثابت.

ويوسف ضعيف

(9)

.

= وتابعه: أحمد بن حميد، عن جعفر بن سليمان به. عند ابن أبي الدنيا في المطر والرعد (رقم 1).

وتابعه: قطن بن نُسير، عن جعفر بن سليمان به. عند أبي يعلى (رقم 3426).

وتابعه: وهبان، والفضيل بن حسين، عن جعفر بن سليمان به. عند ابن أبي عاصم في السنة (رقم 622).

وتابعه: محمد بن موسى الحرسي، عن جعفر بن سليمان به. عند البزار (رقم 6873).

وتابعه: حبان بن هلال، عن جعفر بن سليمان به. عند أبي عوانة (رقم 2504) والحاكم (رقم 7768).

(1)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم 571).

(2)

عبد اللَّه بن محمد بن أبي الأسود البصري أبو بكر ثقة حافظ خ د ت. التقريب لابن حجر (رقم 3578).

(3)

أخرجه مسلم (رقم 13/ 898) والبيهقي في الكبرى (رقم 6456) وفي معرفة السنن والآثار (رقم 7231).

(4)

يحيى بن يحيى بن بكر التميمي ثقة ثبت إمام خ م ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 157).

(5)

هو الحافظ أبو الفضل بن عمار الشهيد، حيث قال في علل الأحاديث في صحيح مسلم (ص 86):"هذا حديث تفرد به جعفر بن سليمان من بين أصحاب ثابت لم يروه غيره". وهذا ليس بعلة قادحة، والحديث صحيح رواه الأئمة، قال ابن عدي في الكامل (2/ 389):"هذه الأحاديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت، عن أنس كلها إفرادات لجعفر لا يرويها عن ثابت غيره، ولجعفر حديث صالح وروايات كثيرة، وهو حسن الحديث، وهو معروف في التشيع، وجمَع الرقاق وجالس زهاد البصرة فحفظ عنهم الكلام الرقيق في الزهد، يرويه ذلك عنه سيار بن حاتم وأرجو أنه لا بأس به. . . فقد روى في فضائل الشيخين أيضًا كما ذكرت بعضها وأحاديثه ليست بالمنكرة وما كان منها منكرا فلعل البلاء فيه من الراوي عنه، وهو عندي ممن يجب أن يقبل حديثه".

(6)

عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح، أبو القاسم ابن الوزير أبي الحسن، البغدادي، كان ثبت السماع صحيح الكتاب، توفي سنة 391 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (12/ 515) والسير للذهبي (16/ 549) والتاريخ له (8/ 705).

(7)

أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم 1027) والإسماعيلي في معجمه (رقم 354) وعنه السهمي في تاريخ جرجان (رقم 509).

(8)

عمر بن شبة بن عبيدة النميري صدوق له تصانيف ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 89).

(9)

يوسف بن عطية أبو سهل الصفار، قال ابن المديني: ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابع عليه. وقال الدارقطني: ضعيف. انظر: سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (رقم 240) والضعفاء للعقيلي (4/ 455) والكامل لابن عدي (8/ 428) والضعفاء للدارقطني (رقم 4812).

ص: 542

ورواه أبو يعلى عن قَطَن بن نُسير

(1)

، عن جعفر

(2)

.

وروي من حديث يوسف بن عطية، عن ثابت في آواخر معجم الإسماعيلي

(3)

.

قال أبو بكر أحمد بن علي بن لالٍ الهمذاني الفقيه

(4)

: سمعت أبا بكر النقاش

(5)

يقول: سمعت يوسف بن الحسين

(6)

يقول: قيل لذي النون المصري

(7)

: ما بال الحكمة لها حلاوة من أفواه الحكماء؟ قال: "لقرب العهد بالرب"

(8)

.

334 -

قال خشيش بن أصرم: حدثنا الحجَّاج بن نُصير

(9)

، حدثنا حسان بن إبراهيم

(10)

المعنى، عن عطية بن عطية

(11)

، عن عمرو بن شعيب

(12)

، عن سعيد بن المسيب، عن رافع بن خديج قال: قلت يا رسول اللَّه قل لي كيف الإيمان بالقدر؟ قال: "تؤمن باللَّه وحده، وأنه لا يملك أحد معه ضرًا ولا نفعًا، وتؤمن بالجنة والنار، وتعلم

(1)

قطن بن نسير أبو عباد البصري الغُبَري الذارع صدوق يخطئ م د ت. التقريب لابن حجر (رقم 5556).

(2)

أخرجه أبو يعلى (رقم 3426) وسبق تخريجه.

(3)

أخرجه الإسماعيلي في معجمه (رقم 354) وعنه السهمي في تاريخ جرجان (رقم 509).

(4)

الشيخ الإمام الفقيه المحدث أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الفرج بن لال الهمذاني الشافعي، كان إماما مفننا ثقة أوحد زمانه مفتي البلد، وله في علوم الحديث وكتاب السنن ومعجم الصحابة ما رُئي أحسن منه، توفي سنة 398 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 76).

(5)

العلامة المفسر شيخ القراء محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون بن جعفر بن سند أبو بكر النقاش، إمام أهل العراق في القراءات والتفسير سافر الكثير شرقا وغربا، وفي أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة، وهو في القراءات أقوى منه في الروايات، توفي سنة 351 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (2/ 602) السير للذهبي (15/ 573) والتاريخ له (8/ 36).

(6)

يوسف بن الحسين بن علي أبو يعقوب الرازي من مشايخ الصوفية كان كثير الأسفار، وصحب ذا النون المصري وحكى عنه، وسمع: أحمد بن حنبل، وورد بغداد، فسمع منه بها: أحمد بن سلمان النجاد، توفي سنة 304 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (16/ 462) وتاريخ ابن عساكر (74/ 222) السير للذهبي (14/ 248) والتاريخ له (7/ 84) بتصرف.

(7)

ذو النون بن إبراهيم ويقال ابن أحمد، اسمه ثوبان ويقال: اسمه الفيض أبو الفيض وقيل: أبو الفياض الإخميمي المصري الزاهد، روى عن مالك أحاديث فيها نظر، وكان واعظا، وقل ما روى من الحديث، ولا كان يتقنه. كان عالما فصيحا حكيما. توفي سنة 245 هـ. انظر: تاريخ ابن عساكر (17/ 398) السير للذهبي (11/ 533) والتاريخ له (5/ 1136).

(8)

أخرجه الخطيب في تاريخه (16/ 462) وابن عساكر في تاريخه (74/ 225).

(9)

حجاج بن نُصير الفَساطيطي القيسي أبو محمد البصري ضعيف كان يقبل التلقين ت. التقريب لابن حجر (رقم 1139).

(10)

حسان بن إبراهيم بن عبد اللَّه الكرماني أبو هشام العنَزي صدوق يخطئ خ م د. نفس المصدر (رقم 1194).

(11)

عطية بن عطية عن عطاء بن أبي رباح، قال العقيلي: مجهول بالنقل، وفي حديثه اضطراب، ولا يتابع عليه. وقال الذهبي: مجهول وحديثه موضوع. انظر: الضعفاء للعقيلي (3/ 357) وديوان الضعفاء للذهبي (رقم 2844) والميزان له (3/ 80).

(12)

عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص صدوق ر 4. التقريب لابن حجر (رقم 5050).

ص: 543

أن اللَّه خلقها قبل الخلق، ثم خلق الخلق، فجعل من شاء منهم إلى الجنة، وجعل من شاء منهم إلى النار عدلًا ذلك منه عز وجل"

(1)

.

335 -

وقال: حدثنا الفريابي: حدثنا محمد بن عبد العزيز

(2)

، عن ابن لهيعة

(3)

، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب قال: حدثني رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

336 -

وقال: حدثنا أبو عاصم

(4)

، عن سعدان بن بشر الكوفي

(5)

، حدثنا أبو مجاهد الطائي

(6)

قال: حدثني أبو مُدِلَّة

(7)

مولى عائشة قال: حدثنا أبو هريرة قال: قلنا يا رسول اللَّه أخبرنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال: "لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من دخلها يخلد ولا يموت، وينعم لا يبؤس، لا تَخْرَقُ ثيابهم ولا يفنى شبابهم"

(8)

.

(1)

أخرجه الحارث في مسنده (رقم 750) والعقيلي في الضعفاء (3/ 357) والطبراني في الكبير (رقم 4270) وأبو أحمد الحاكم في فوائده (رقم 7) والبيهقي في القضاء والقدر (رقم 201).

- تابعه: ابن لهيعة، عن عمر بن شعيب به. أخرجه لعقيلي في الضعفاء (3/ 357) والآجري في الشريعة (رقم 389) والطبراني في الكبير (رقم 4271، 4272) وأبو يعلى كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (1/ 180) وقال: "حديث رافع بن خديج ضعيف؛ لضعف داود بن المحبر وابن لهيعة".

- وله طريق آخر: عن عطية، عن إبراهيم بن إسماعيل. عن عمرو بن شعيب به. أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 357) والخطيب في المتفق والمفترق (رقم 306).

- تابعه: أبو داود سليمان بن فروخ اليمامي، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة به. أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 357) وقال:"فلم يأت به عن ابن لهيعة غير المقرئ، ولعل ابن لهيعة أخذه عن بعض هؤلاء، عن عمرو بن شعيب".

وقال الهيثمي في المجمع (7/ 198): "رواه الطبراني بأسانيد في أحسنها ابن لهيعة وهو لين الحديث".

(2)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(3)

عبد اللَّه بن لهيعة بن عقبة الحضرمي صدوق خلط بعد احتراق كتبه. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 133).

(4)

الضحاك بن مخلد الشيباني أبو عاصم النبيل البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(5)

سعدان بن بشر ويقال: بشير الجهني القُبِّي الكوفي صدوق خ ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 2265).

(6)

سعد أبو مجاهد الطائي الكوفي لا بأس به خ د ت ق. نفس المصدر (رقم 2262).

(7)

أبو مُدِلَّة مولى عائشة يقال: اسمه عبد اللَّه، مقبول د ق. المصدر السابق (رقم 8349).

(8)

أخرجه من طريق: سعدان بن بشر، عن سعد الطائي به. الإمام أحمد (رقم 9744) وابن راهويه (رقم 300) والدارمي (رقم 2863).

- تابعه: حمزة الزيات، عن سعد الطائي، عن رجل، عن أبي هريرة. أخرجه ابن المبارك في الزهد (رقم 1075). =

ص: 544

337 -

قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا المخزومي

(1)

، حدثنا هشيم

(2)

، عن زكريا بن أبي مريم الخزاعي

(3)

قال سمعت صدي بن عجلان الباهلي يحدث أنه قال: "ما بين شفير جهنم إلى قعرها مسيرة سبعين خريفًا، من حجرٍ يهوي وصخرة تهوي، فذُكر عِظَمُهَا كَعَشْرِ عُشَرَاوَاتٍ

(4)

عِظَامٍ سِمَانٍ" قال: قلت: فهل تحت ذلك من شيء؟ فقال: نعم غَيٌّ وآثامٌ"

(5)

.

338 -

وفي حديث أبي سهيل

(6)

، عن أبيه

(7)

، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أتدرون ما مَثَلُ ناركم هذه من نار جهنم؟ لهي أشد سوادًا من دخان ناركم هذه بسبعين ضعفًا".

وهو في الثاني من سُبع المعجم الأوسط للطبراني

(8)

.

= - تابعه: زهير بن معاوية، عن سعد الطائي، عن أبي المذلة، عن أبي هريرة. أخرجه الإمام أحمد (رقم 8043) والطيالسي (رقم 2706) وهناد في الزهد (رقم 130) وعبد بن حميد (رقم 1420) وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (رقم 4) وابن حبان (رقم 7387) وأبو نعيم في صفة الجنة (رقم 136) والبيهقي في البعث (رقم 258) والخطيب في الكفاية (ص 249).

- تابعه: سفيان بن عيينة، عن سعد الطائي به. أخرجه الحميدي (رقم 1184).

- تابعه: أبو خيثمة، عن سعد به. أخرجه الحارث في مسنده (رقم 1071) والبيهقي في الشعب (رقم 6699).

- تابعه: عبد العزيز بن رفيع، عن سعد الطائي به. أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 7111).

- قال ابن حجر في الفتح (13/ 432): "وله شاهد عن ابن عمر أخرجه الطبراني وسنده حسن وآخر عن أبي سعيد أخرجه البزار". وصححه الألباني في التعليقات الحسان (10/ 386) وقال: صحيح دون قوله: "لا ترد دعوتهم. . . ".

(1)

المغيرة بن سلمة المخزومي أبو هشام البصري ثقة ثبت خت م د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 330).

(2)

هُشيم بن بَشير بن القاسم السلمي أبو معاوية الواسطي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي ع. التقريب لابن حجر (رقم 7312).

(3)

زكريا بن أبي مريم الخزاعي. شيخ حدث عنه هشيم. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال عبد الرحمن بن مهدي: ذكرناه لشعبة فجعل يتعجب، ثم ذكره فصاح صيحة. وقال الساجي: تكلموا فيه. وقال أبو داود: لم يرو عنه إلا هشيم. وقال الدارقطني: يعتبر به. وقد ذكره ابن حبان في الثقات (رقم 2829). انظر: الضعفاء للنسائي (رقم 212) والضعفاء للعقيلي (2/ 88) والميزان للذهبي (2/ 74).

(4)

عدد للناقة التي تمَّ لحملها عشرة أشهر، يقال: عشَّرت تعشيرًا، فهي بعد ذلك عُشَراء حتى تضع، والعدد: عُشَرَاوات، والجميع: العِشار، ويقال: بل سميت عُشَراء؛ لأنها حديثة العهد بالتعشير، والتعشير: حمل الولد في البطن. يقال: بل العشار اسم النوق التي قد نتج بعضها وبعضها قد أقرب ينتظر نتاجها. انظر: العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (1/ 247) وتهذيب اللغة للأزهري (1/ 262).

(5)

أخرجه ابن المبارك في الزهد (2/ 86) وابن أبي الدنيا في صفة النار (رقم 25) والطبري (17/ 515) والبغوي في تفسيره (5/ 241).

(6)

نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي التيمي أبو سهيل المدني ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 7081).

(7)

مالك بن أبي عامر الأصبحي سمع من عمر ثقة ع. نفس المصدر (رقم 6443).

(8)

أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 485) قال الحافظ الضياء كما في تفسير ابن كثير (7/ 542): "وقد رواه أبو مصعب، عن مالك، فلم يرفعه، وهو عندي على شرط الصحيح". وقال الهيثمي في المجمع (10/ 387): "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح".

ص: 545

339 -

حديث عاصم بن كليب الجَرْمِيُّ

(1)

، عن أبيه

(2)

، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:"كان عُمر يدعوني مع أصحاب محمد" وفيه أخبَرهم عن رأيه في ليلة القدر وأنه قال: "السبع، رأيت اللَّه ذكر سبع سماوات ومن الأرض سبعًا، وخلق الإنسان من سبع، وَنَبْتُ الأرض سبعٌ. فقال: إن اللَّه يقول: {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا} [عبس: 26 - 27] إِلَى قَوْلِهِ {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31)} [عبس] والأَبُّ: نبت الأرض مما يأكله الدواب، ولا يأكله الناس" رواه ابن خزيمة في صحيحه

(3)

.

340 -

قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه: حدثنا المِنجاب بن الحارث

(4)

، حدثنا يزيد بن أبي حكيم

(5)

، أنبأنا الحكم بن أبان

(6)

، سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول: سمعت ابن عباس يقول: "إن الشمس لا تطلع كل يوم حتى تُوتَر كما يُوتَر القوس"

(7)

.

341 -

حدثنا عباد بن يعقوب

(8)

، حدثنا عمرو بن ثابت

(9)

، عن أبيه

(10)

، عن سعيد بن جبير قال:"سار ذو القرنين من مطلع الشمس إلى مغربها اثنتي عشرة سنة"

(11)

.

342 -

حدثنا أبي

(12)

، حدثنا أبو أسامة

(13)

، عن زائدة

(14)

، عن عاصم

(15)

، عن وائل

(1)

عاصم بن كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي صدوق رمي بالإرجاء خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 3075).

(2)

كليب بن شهاب والد عاصم صدوق ووهم من ذكره في الصحابة ي 4. نفس المصدر (رقم 5660).

(3)

أخرجه ابن خزيمة (رقم 2172) والحاكم (رقم 1597) وقال: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".

(4)

مِنْجاب بن الحارث بن عبد الرحمن التميمي ثقة م فق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 270).

(5)

يزيد بن أبي حكيم العدني أبو عبد اللَّه صدوق خ ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7703).

(6)

الحكم بن أبان العدني أبو عيسى صدوق عابد وله أوهام ر 4. نفس المصدر (رقم 1438).

(7)

حديث ضعيف في إسناده الحكم بن أبان، وقد تفرد به. قال الألباني في الضعيفة (4/ 179):"الحكم بن أبان فيه ضعف من قبل حفظه".

(8)

عباد بن يعقوب الروَاجِني صدوق رافضي حديثه في البخاري مقرون خ ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 3135).

(9)

عمرو بن ثابت وهو ابن أبي المقدام الكوفي ضعيف رمي بالرفض د فق. نفس المصدر (رقم 4995).

(10)

ثابت بن هرمز الكوفي أبو المقدام الحداد مشهور بكنيته صدوق يهم د س ق. المصدر السابق (رقم 832).

(11)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (4/ 1472) وهو ضعيف.

(12)

عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي أبو الحسن ابن أبي شيبة. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 97).

(13)

حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي أبو أسامة ثقة ثبت ربما دلس ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 182).

(14)

زائدة بن قدامة الثقفي أبو الصلت الكوفي ثقة ثبت صاحب سنة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 109).

(15)

عاصم بن أبي النجود صدوق له أوهام وحديثه في الصحيحين مقرون. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 74).

ص: 546

ابن ربيعة

(1)

، عن عبد اللَّه قال:"ما بين كل أرض إلى الأخرى مسيرة خمسمائة عام، ونص كل أرض مسيرة خمسمائة عام"

(2)

.

343 -

حدثنا إبراهيم بن أبي معاوية

(3)

، حدثنا أبي

(4)

، عن الأعمش

(5)

، عن أبي نضرة

(6)

، عن أبي ذر قال: قال رسول اللَّه: "ما بين الأرض إلى السماء مسيرة خمسمائة سنة، وغلظ كل سماء خمسمائة، وما بين كل سماء إلى السماء التي تليها مسيرة خمسمائة سنة، والأرضين مثل ذلك"

(7)

.

(1)

وائل بن ربيعة من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود، وثقه العجلي (رقم 1933) ووثقه ابن حبان. (رقم 5905).

(2)

إسناده صحيح، ورُوي من طرق: عن عاصم، عن زر، عن عبد اللَّه. أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (رقم 81) وفي الرد على المريسي (1/ 471، 519) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 242، 244) والطبري (23/ 78) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 851) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 688) وفي (3/ 1047) وأبو الليث السمرقندي في تفسيره (1/ 169) والطبراني في الكبير (رقم 8987) وابن عبد البر في التمهيد (7/ 139) وقال الهيثمي في المجمع (1/ 86): "رجاله رجال الصحيح".

وروي من طريق: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه. أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 852) والأثر صحيح فقد قال الذهبي في العلو (ص 79):"إسناده صحيح".

(3)

إبراهيم بن محمد بن خازم أبو إسحاق بن أبي معاوية الضرير الكوفي صدوق د. التقريب لابن حجر (رقم 232).

(4)

محمد بن خازم أبو معاوية الضرير ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 63).

(5)

سليمان بن مهران الأعمش ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4).

(6)

هكذا في المخطوط "أبي نضرة" وهو: المنذر بن مالك العوفي ثقة خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 226).

وفي غيره: "أبي نصر" وهو: حميد بن هلال العدوي ثقة عالم ع. التقريب لابن حجر (رقم 1563).

(7)

حديث مرسل، أبو نضرة لم يسمع من أبي ذر.

وأخرجه: عن الأعمش، عن أبي نضرة، عن أبي ذر محمد بن أبي شيبة في العرش (رقم 17) وابن راهويه كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (رقم 5584) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 557) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 850) ومن طريقه الجَورقاني في الأباطيل والمناكير (رقم 63).

وأخرجه من طريق: محاضر بن مورع، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي نصر، عن أبي ذر. البزار كما في زوائده (رقم 2087) وقال:"وأبو نصر أحسبه حميد بن هلال، ولم يسمع من أبي ذر". وأخرجه الجورقاني في الأباطيل والمناكير (رقم 63) وقال: "هذا حديث منكر، رواه عن الأعمش مُحَاضرٌ، فخالف أبا معاوية. لأنه قال في روايته: عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي نصر، عن أبي ذر به". قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (رقم 7): "هذا حديث منكر رواه عن الأعمش محاضر فخالف فيه أبا معاوية فقال عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي نصر وكان الأعمش يروي عن الضعفاء ويدلس".

وقال ابن كثير في تفسيره (7/ 8): "في إسناده نظر وفي متنه غرابة ونكارة". وضعفه الألباني في ظلال الجنة (1/ 255).

ص: 547

344 -

حدثنا أبي، حدثنا غُندر

(1)

، عن شعبة، عن عمرو بن مُرَّة

(2)

، عن أبي الضحى

(3)

، عن ابن عباس في هذه الآية:{خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] فقال: "في كل أرض نحو ما على الأرض من الخلق"

(4)

.

345 -

قال إسحاق بن راهويه: أخبرنا يزيد بن أبي حكيم العدني

(5)

قال: حدثني أبو عبد الرحمن

(6)

، عن أنس بن مالك قال: قيل له: "يقولون: الجنة في السراء؟ " قال أنس: "وأي سماء تسع الجنة؟ وأيَّتُ أرض تسع الجنة؟ قالوا: يا أبا حمزة فأين الجنة؟ قال: في السماء السابعة عند العرش في هواء الآخرة"

(7)

.

346 -

قال وكيع في الزهد: حدثنا الأعمش، عن خيثمة

(8)

قال: قال عبد اللَّه: الأرض كلها يوم القيامة نار، والجنة من ورائها تُرى كواعبها وأكوابها، وإن الرجل ليعرق حتى يفيض عرقًا وحتى يُسَوخَ في الأرض قَامَةً،

(1)

محمد بن جعفر الهذلي المعروف بغندر ثقة صحيح الكتاب إلا أن فيه غفلة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 190).

(2)

عمرو بن مرة بن عبد اللَّه بن طارق الجَمَلي ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 189).

(3)

مسلم بن صُبيح الهمداني أبو الضحى الكوفي العطار مشهور بكنيته ثقة فاضل من الرابعة ع. نفس المصدر (رقم 6632).

(4)

أخرجه أيضًا الطبري (23/ 77) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 832) وقال: إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنه صحيح، وهو شاذ بمرة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعًا. وقال ابن حجر في الفتح (6/ 293): إسناده صحيح.

وروي من طريق: شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس. أخرجه الحلال في العلل (رقم 58) والحاكم (رقم 3822) وقال:"حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي".

قال الخلال: قال أبو عبد اللَّه: "هذا رواه شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، لا يذكر هذا، إنها يقول: "يتنزل العلم والأمر بينهن"، وعطاء بن السائب اختلط، وأنكر أبو عبد اللَّه الحديث".

وقال ابن كثير كما في المقاصد الحسنة للسخاوي (23/ 77): "فهو محمول إن صح نقله عنه، أي عن ابن عباس على أنه أخذه عن الإسرائيليات، وذلك وأمثاله -إذا لم يخبر به ويصح سنده إلى معصوم- فهو مردود على قائله".

(5)

يزيد بن أبي حكيم العدني أبو عبد اللَّه صدوق خ ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 773).

(6)

عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن العمري المدني ضعيف عابد م 4. نفس المصدر (رقم 3489).

(7)

إسناده لا بأس به وهو منقطع، فليست لعبد اللَّه العمري رواية عن أنس، إنما يروي عن حميد الطويل، وتوفي سنة 171 هـ. انظر: تهذيب الكمال للمزي (15/ 327) وقال ابن عدي في الكامل (5/ 237): "ولعبد اللَّه بن عمر حديث صالح، وأروي من رأيت عنه ابن وهب ووكيع وغيرهما من ثقات المسلمين، وهو لا بأس به في رواياته، وإنما قالوا: إنه لا يلحق أخاه عبيد اللَّه وإلا فهو في نفسه صدوق لا بأس به". قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (3/ 52 - 53): "لو قال قائل: العرش في السماء أو في الأرض؟ لقيل في السماء ولو قيل: الجنة في السماء أم في الأرض؟ لقيل الجنة في السماء؛ ولا يلزم من ذلك أن يكون العرش داخل السموات بل ولا الجنة فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا سألتم اللَّه الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة وسقفها عرش الرحمن) فهذه الجنة سقفها الذي هو العرش فوق الأفلاك. مع أن الجنة في السماء يراد به العلو سواء كانت فوق الأفلاك أو تحتها". وانظر حادي الأرواح لابن القيم (ص 65).

(8)

خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سَبْرة الجعفي الكوفي ثقة وكان يرسل ع. التقريب لابن حجر (رقم 7703).

ص: 548

ويرتفع حتى تكون عند أنفه، وما مسه الحساب، قالوا: مم ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: "مما يرى الناسَ يلقَون"

(1)

.

347 -

عن عمران العَمِّي

(2)

قال: سمعت أنس بن مالك يقول: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "حيث خُلق الداءُ، خُلق الدواء، فتداووا". رواه أبو يعلى الموصلي، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ في المختارة

(3)

.

348 -

عن عطاء بن أبي رباح

(4)

، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه: "ما خلق اللَّه داءً إلا وقد خلق له دواء، إلا السَّام وهو الموت". رواه الطبراني في الأول من معجمه الصغير

(5)

.

(1)

أخرجه وكيع في الزهد (رقم 365) والطبري (13/ 733) والطبراني في الكبير (رقم 8771) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 336): "رواه الطبراني موقوفا، ورجاله رجال الصحيح". لكن خيثمة لم يسمع من ابن مسعود.

ورُوي موصولا من طريق: الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن، عن عبد اللَّه. أخرجه الطبري (13/ 733) وإسناده صحيح.

(2)

عمران بن قدامة العَمِّي. ويقال: هو ابن أبي قدامة. قال الرازي في الجرح والتعديل (6/ 303): "قال علي المديني: سألت يحيى بن سعيد عن عمران العمى؟ قال: لم يكن به بأس ولكنه لم يكن من أهل الحديث، وكتبت عنه أشياء فرميت بها. وقال أبو حاتم الرازي: ما بحديثه بأس قليل الحديث". وذكره ابن حبان في الثقات (رقم 4609).

(3)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 12596) وابن أبي شيبة (رقم 23415) وعنه أبو يعلى كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (رقم 3873) وكذلك أبو نعيم في الطب النبوي (رقم 20، 49) وابن عبد البر في التمهيد (5/ 285 - 286) والضياء في المختارة (رقم 2352) وقال: "إسناده حسن". وقال الهيثمي في المجمع (5/ 84): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح خلا عمران العمي، وقد وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره". وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 425): "هذا إسناد حسن، عمران مختلف فيه". وحسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 1754) وقال في غاية المرام (رقم 292): "إسناده جيد".

(4)

عطاء بن أبي رَباح ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال ع. تقدمت ترجمته. في الحديث (رقم 98).

(5)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 232) وابن أبي شيبة في المصنف (رقم 23418) والبزار كما في الكشف (رقم 3016) والطبراني في الأوسط (رقم 1564، 2534، 3699) والصغير (رقم 92) وقال: "لم يرو هذا الحديث عن عطاء، عن أبي سعيد إلا شبيب، ورواه عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن عطاء، عن أبي هريرة. ورواه طلحة بن عمرو المكي، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم". والعقيلي في الضعفاء (2/ 191) وقال: "ولا يتابع عليه، وقد روى زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا إسناد جيد". وابن عساكر في تاريخ دمشق (73/ 122). وقال العراقي في تخريج الإحياء (4/ 284): "سنده ضعيف". وقال الهيثمي في المجمع (5/ 84): "رواه البزار، والطبراني في الصغير والأوسط، وفيه شبيب بن شيبة، قال زكريا الساجي: صدوق يهم. وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح". وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 1650) وقال في غاية المرام (ص 178): "إسناده حسن".

ص: 549

349 -

أخبرتنا ست الفقهاء

(1)

قالت: أنبأنا جعفر الهمداني

(2)

، أنبأنا السِّلفي، أنبأنا السمناني

(3)

، أنبأنا ابن شاذان

(4)

، أنبأنا العَبَّادَاني

(5)

، حدثنا محمد الدقيقي

(6)

، حدثنا يزيد هو ابن هارون

(7)

، عن شريك

(8)

، عن محمد بن جحادة

(9)

، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الجنة مائة درجة ما بين الدرجتين خمسمائة عام"

(10)

. قيل ليزيد: هو عطاء بن أبي رباح؟ قال: نعم".

رُويَ بعضُه من حديث سعيد المقبري، عن أبي هريرة. في جزء عامر بن سيار

(11)

.

(1)

ست الفقهاء بنت الإمام تقي الدين إبراهيم بن علي الصالحية الحنبلية. تقدمت ترجمتها في الحديث (رقم 132).

(2)

هو جعفر بن علي بن هبة اللَّه بن جعفر بن يحيى أبو الفضل الهمداني، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 61).

(3)

عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن ثابت أبو مسلم التيمي تيم عدي ابن بنت القاضي أبي جعفر السمناني، وثقه الأنباطي، وقال السلفي: كان حنفيا أشعريا. توفي سنة 497 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 791) والجواهر المضية لعبد القادر القرشي الحنفي (1/ 303).

(4)

أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 157).

(5)

الشيخ الجليل المعمر مسند البصرة أبو طاهر جعفر بن محمد بن الفضل القرشي العباداني ثم البصري، رجل صالح أمي، توفي سنة 493 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 41) والتاريخ له (10/ 736).

(6)

محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي أبو جعفر الدقيقي صدوق د ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 141).

(7)

يزيد بن هارون بن زاذان أبو خالد الواسطي ثقة متقن عابد من التاسعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 17).

(8)

شريك بن عبد اللَّه النخعي صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 8).

(9)

محمد بن جحادة ثقة من الخامسة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 221).

(10)

أخرجه ابن أبي داود في البعث (رقم 62) وأبو الشيخ في العظمة (رقم 575) والواحدي في الوسيط (رقم 539) وقوام السنة في الترغيب والترهيب (رقم 1008).

- وأخرجه بلفظ: "مائة عام". الإمام أحمد (رقم 7923) والترمذي (رقم 2529) وقال: حسن صحيح. وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (رقم 185) وصححه الألباني في سلسلة الصحيحة (2/ 593).

- تابعه يحيى الحماني، عن شريك به. أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 5765) وابن المقرئ في معجمه (رقم 335) وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 276).

- وفي رواية: "مائة عام". عند أبي نعيم في صفة الجنة (رقم 225) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 419): "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف". وضعفه الألباني في السلسة الضعيفة (4/ 360) بيحيى الحماني وبحجة مخالفته متنه لرواية شريك. ولكن عند تأمل طرقه يظهر أنه لا توجد مخالفة بينهما فقد روى كلاهما اللفظين معًا من طرق متعددة كما بينه تخريج الحديث. وكل منهما يشهد للآخر، فيكون الحديث حسنة من الطريقين معًا واللَّه أعلم.

(11)

عامر بن سيار النِّحلي الدارمي التميمي من أهل الشام يروي عن أبي معشر نجيح السندي وأهل العراق والحجاز. قال أبو حاتم الرازي: رجل مجهول. وقال الأزدي كما في الضعفاء لابن الجوزي (رقم 1763): ضعيف. وقال ابن النجار: شيخ مجهول. ورد ابن العديم ذلك في بغية الطلب (6/ 2793) قائلًا: والعجب من أبي عبد اللَّه بن النجار حيث يقول: عن عامر بن سيار شيخ مجهول، وعامر بن سيار شيخ =

ص: 550

350 -

قال سعيد بن منصور: حدثنا عبيدة بن حميد الحذاء

(1)

، حدثنا عمار الدُّهني

(2)

، عن حماد المديني

(3)

، عن كريب

(4)

قال: دعاني ابن عباس فقال: "اكتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من عبد اللَّه بن عباس إلى فُلانٍ حَبِر تيماء، سلام عليك، فإني أحمد إليك اللَّه الذي لا إله إلا هو، فقلت: تبدؤه فتقول: سلام عليك؟ فقال: إن اللَّه هو السلام، اكتب: سلام عليك، أما بعد، فحدثني عن:{مستقر ومستودع} وعن: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران 133]؟ قال: فذهبت بالكتاب إلى اليهودي، فأعطيته إياه، فلما نظر إليه فقال: مرحبًا بكتاب خليلي من المسلمين، فذهب بي إلى بيته، ففتح أسفارًا له كثيرة، فجعل يطرح تلك الأسفار لا يلتفت إليها، قلت: ما شأنك؟ قال: هذه أسفار كتبتها اليهود، حتى أخرج سفر موسى، فنظر إليه، فقال:{المستودع} الصُّلْب، و {المستقر} الرَّحم، ثم قرأ هذه الآية:{وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ} [الحج: 5]{وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأعراف: 24] قال: هو مستقره فوق الأرض، ومستقره في الرحم، ومستقره تحت الأرض، حتى يصير إلى الجنة أو النار، ثم نظر فقال:{وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133] قال: سبع سموات، وسبع أرضين يُلَفَّقْنَ

(5)

كما تُلَفَّقُ الثياب بعضُها إلى بعض، فقال: هذا عرضها، ولا يصف أحد طولها"

(6)

.

= معروف تميمي كتب عنه جماعة من العلماء. ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 502) وقال: ربما أغرب. وقال الذهبي في الميزان (2/ 359): "له ما ينكر، وحديثه مقارب".

(1)

عبيدة بن حميد الكوفي الحذاء صدوق نحوي ربما أخطأ خ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(2)

عمار بن معاوية الدهني أبو معاوية البجلي الكوفي صدوق يتشيع م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(3)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(4)

كريب بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم مولى ابن عباس ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 67).

(5)

اللّفْق: لفقُكَ الشيءَ حتى تلائمه، لَفَقْتُ الشيء بالشيء أو الثوبَينِ، إذا لاءمتَ بينهما. يقال: لَفَقْتُ الثوبَ ألْفِقُهُ لَفْقًا، وهو أن تضم شُقّةً إلى أخرى، فمعناه إذًا انضم والملاءمة. انظر: جمهرة اللغة لابن دريد (2/ 966) والصحاح للجوهري (4/ 1550).

(6)

أخرجه سعيد بن منصور (قم 898) والطبري (9/ 438) وابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي (2/ 315).

وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره مختصرًا (قم 4157) عن عمار الدهني، عن حميد، عن كريب. وصححه محقق تفسير سعيد بن منصور.

ص: 551

351 -

أخبرنا ابن أبي طالب

(1)

، أنبأنا عبد اللطيف

(2)

، أنبأنا ابن منصور

(3)

، أنبأنا المبارك

(4)

، أنبأنا ابن عبد الواحد

(5)

، أخبرنا ابن شاذان

(6)

، أخبرنا ابن المُغَلّسِ

(7)

، أخبرنا سعيد الأموي

(8)

، حدثني أبي

(9)

قال: قال إسحاق

(10)

في حديث خيبر قال: قال أبو لبابة بن عبد المنذر

(11)

: لما أشرفنا على خيبر قال لنا نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قولوا: اللهم رب السموات السبع وما أظلن، ورب الأرضين وما أقلن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، إنا نسألك خيرها وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها". ثم مضينا فنزلنا

(12)

.

352 -

أخبرنا إبراهيم بن صالح بن هاشم

(13)

، أنبأنا يوسف بن خليل

(14)

، أنبأنا مسعود الجمال

(15)

(1)

الحجار ابن الشحنة أحمد بن أبي طالب بن نعمة الديرمقرني ثم الصالحي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(2)

عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي أبو الفرج النميري الحراني الحنبلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(3)

عبد اللَّه بن منصور بن هبة اللَّه بن أحمد، أبو محمد بن أبي الفوارس ابن الموصلي البغدادي المعدل توفي سنة 567 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 366).

(4)

المبارك بن عبد الجبار الطيوري، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 145).

(5)

أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن وهب البزاز يعرف بابن زوج الحرة وهو جده محمد ابن جعفر، كان كثير السباع ثقة، توفي سنة 428 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (3/ 626) والسير للذهبي (16/ 429) والتاريخ له (9/ 453).

(6)

أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران أبو بكر البزاز، كان ثقة ثبتا حجة، صحيح السماع كثير الحديث، توفي سنة 383 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (5/ 31) والسير للذهبي (16/ 429) والتاريخ له (8/ 539).

(7)

الإمام المحدث الثقة أحمد بن محمد بن المغلس أبو عبد اللَّه البغدادي البزاز، وهو أخو جعفر وكان الأكبر، كان ثقة، توفي سنة 318 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (6/ 285) والسير للذهبي (14/ 520) والتاريخ له (7/ 336).

(8)

سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد الأموي ثقة ربما أخطأ خ م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 2415).

(9)

يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي أبو أيوب الكوفي لقبه الجمل صدوق يغرب ع. نفس المصدر (رقم 7554).

(10)

إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي الهاشمي الجعفري صدوق ر ت ق. المصدر السابق (رقم 347).

(11)

أبو لبابة الأنصاري المدني اسمه بشير وقيل رفاعة بن عبد المنذر صحابي مشهور خ م د ق. المصدر السابق (رقم 8329).

(12)

أخرجه الطبراني في الأوسط (قم 7516) من طريق: إسحاق بن جعفر، عن محمد بن عبد اللَّه الكناني، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبي لبابة بن عبد المنذر به نحوه. وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي لبابة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: إبراهيم بن المستمر العروقي. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 134): "إسناده حسن". وصححه الألباني بشواهده في السلسلة الصحيحة (6/ 607).

(13)

إبراهيم بن صالح بن هاشم الشيخ الجليل المعمر أبو إسحاق ابن العجمي الحلبي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 40).

(14)

يوسف بن خليل بن قراجا بن عبد اللَّه، أبو الحجاج الدمشقي الأدمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(15)

مسعود بن أبي منصور بن محمد الأصبهاني أبو الحسن، الخياط المعروف بالجمال. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

ص: 552

وغير واحد قالوا: أنبأنا أبو علي الحداد

(1)

، أنبأنا أبو نُعيم، أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر الجابري

(2)

، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي المثنى

(3)

، حدثنا جعفر بن عون

(4)

، حدثنا أبو جعفر الرازي

(5)

، عن الربيع بن أنس

(6)

، عن أبي العالية في قوله:{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)} [الجاثية: 36] قال: "الجن عالَم، والإنس عالَم، وسوى ذلك ثمانية عشر ألف عالَم من الملائكة على الأرض، والأرض لها أربع زوايا كل زاوية أربعة آلاف عالَم وخمسمائة عالَم خلقهم اللَّه لعبادته"

(7)

.

‌47 - قوله تعالى: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} [الأعراف: 40].

353 -

عن سهيل بن أبي صالح

(8)

، عن أبيه

(9)

، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تفتح أبواب السماء في كل اثنين وخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك باللَّه شيئًا إِلا امرؤٌ بينه وبين أخيه شَحناء، قال: فيقول: أنظِروا هذين يصطلحا". في فضائل الأوقات للبيهقي

(10)

.

(1)

الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد أبو علي الأصبهاني الحداد المقرئ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(2)

الجابري أبو محمد عبد اللَّه بن جعفر بن إسحاق بن علي بن جابر بن الهيثم بن رشيد الجابري الموصلي صاحب الجزء المشهور، سمع: محمد بن أحمد بن أبي المثنى، وعبد اللَّه بن المعتز، وهو آخر من حدث عنها. عُمِّر دهرا، لقيه أبو نعيم الأصبهاني الحافظ بالبصرة في سنة 357 هـ. انظر: السير للذهبي (16/ 133) والتاريخ له (8/ 166).

(3)

محمد بن أحمد بن أبي المثنى يحيى بن عيسى بن هلال، أبو جعفر التميمي الموصلي شيخ الموصل ومحدثها في وقته، نسيب أبي يعلى الموصلي وخاله، كان من أهل الفضل والفقه، ومن آدب من رأينا من المحدثين، كان أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين يكرمونه، توفي سنة 277 هـ. انظر: السير للذهبي (13/ 139) والتاريخ له (6/ 593).

(4)

جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي صدوق من التاسعة ع. التقريب لابن حجر (رقم 948).

(5)

أبو جعفر الرازي صدوق سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة بخ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 306).

(6)

الربيع بن أنس البكري صدوق له أوهام ورمي بالتشيع من الخامسة 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 306).

(7)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 219) والمؤلف من طريقه كما هنا، وأخرجه الطبري (1/ 146): عن أحمد بن حازم الغفاري، عن عبيد اللَّه بن موسى. وابن أبي حاتم في تفسيره (10/ 134): عن كثير بن شهاب، عن محمد بن سعيد بن سابق، كلاهما عن أبي جعفر الرازي به. وقال ابن كثير في تفسيره (1/ 132): هذا كلام غريب، يحتاج مثله إلى دليل صحيح.

(8)

سهيل بن أبي صالح ذكوان السَّمان صدوق تغير حفظه بأخرة روى له البخاري مقرونا وتعليقا من السادسة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 143).

(9)

ذكوان أبو صالح السان الزيات المدني ثقة ثبت من الثالثة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4).

(10)

أخرجه من طريق: جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح به. البيهقي في الكبرى (رقم 6396) وفي الشعب (رقم 3578) وفي فضائل الأوقات (رقم 292).

تابعه: مالك، عن سهيل به مثله. عند الإمام أحمد (رقم 10006). =

ص: 553

وقد كتبناه في باب تكلم الملائكة ومن يفتح باب الجنة.

354 -

وقال الإمام أحمد: حدثنا سيَّار

(1)

، حدثنا جعفر

(2)

، حدثنا أبو عمران

(3)

، عن أبي الجَلْدِ قال: حدثني ابن عباس في داره سنتين يسألني، وسألني عن السماء ما هي؟ فقلت:"موج مكفوف"

(4)

. قال أحمد: "أبو الجَلْدِ اسمه جِيلان بن فروة"

(5)

.

355 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن تمام

(6)

، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك المقدسي

(7)

، أنبأنا الفتح بن عبد اللَّه بن محمد بن هبة اللَّه بن عبد السلام

(8)

، أنبأنا جدي محمد بن هبة اللَّه

(9)

، أخبرنا أبو الخطاب نصر بن

= وأخرجه بلفظ: "تفتح أبواب الجنة". مالك (رقم 3369) ومن طريقه ابن وهب في الموطأ (رقم 1897) وفي جامعه (رقم 258) والإمام أحمد (رقم 9199) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 411) ومسلم (رقم 2565/ 35) وابن حبان (رقم 5666، 5668) والبيهقي في الشعب (6202) وفي الآداب (231) والبغوي في شرح السنة (3523) والجوهري في مسند الموطأ (رقم 431) والطيوري في الطيوريات (رقم 329).

(1)

سيَّار بن حاتم العَنزي أبو سلمة البصري صدوق له أوهام ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 2714).

(2)

جعفر بن سليمان الضبعي صدوق زاهد كان يتشيع بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 333).

(3)

عبد الملك بن حبيب أبو عمران الجوني ثقة من كبار الرابعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(4)

أخرجه الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال (رقم 201) وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 12088).

(5)

أبو الجَلْد جِيلان بن فروة، ويقال: ابن أبي فروة، الجوني الأزدي البصري. كان ممن يقرأ كتب الاوائل وكان من العباد، وثقه الإمام أحمد، وابن سعد، وابن حبان وغيرهم. وقال ابن عبد البر: من كبار التابعين بروي مناكير، كان ممن قرأ التوراة وغيرها من الكتب، وكان ابن عباس ربما سأله عن أشياء حكاها عنه. انظر العلل للإمام أحمد (1/ 201) والطبقات لابن سعد (7/ 222) والجرح والتعديل للرازي (2/ 547) والثقات لابن حبان (رقم 2085) ومشاهير علماء الأمصار له (رقم 681) والاستغناء في الكنى لابن عبد البر (رقم 558).

(6)

محمد بن أحمد بن تمام بن حسان، الشيخ العالم المقرئ الصالح القدوة، الزاهد بركة الوقت أبو عبد اللَّه التلي الصالحي الخياط الحنبلي تأدب بأدب السنة من التقوى والإخلاص والتواضع والبشاشة والأوراد. توفي في سنة 741 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 141).

(7)

عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك بن عثمان بن عبد اللَّه ابن سعد بن مفلح بن هبة اللَّه بن نمير المقدسي ثم الصالحي الأنصاري، المحدث الزاهد أبو الفرج شمس الدين، وكان فقيها صالحًا ثقة نبيلا عابدا مهيبا متيقظا واسع الرواية عالي الإسناد تفرد ببعض مروياته وسمع منه خلق منهم ابن تيمية والمزي والبرزالي، وأجاز للذهبي وغيره، توفي سنة 689 هـ انظر: والوافي للصفدي (18/ 64).

(8)

الفتح بن عبد اللَّه بن محمد بن علي بن هبة اللَّه بن عبد السلام بن يحيى، عميد الدين أبو الفرج البغدادي الكاتب كان شيخًا حسنًا كاتبا أديبا، انفرد بأكثر شيوخه ومروياته. توفي سنة 624 هـ. انظر: السير للذهبي (22/ 272) والتاريخ له (13/ 780).

(9)

محمد بن علي بن هبة اللَّه بن عبد السلام، أبو الفتح بن أبي الحسن البغدادي، الكاتب، من بيت رياسة ورواية، خرج له أبوه مشيخة وحدَّث وكان صدوقا، توفي سنة 550 هـ انظر: التاريخ للذهبي (11/ 991).

ص: 554

أحمد البطر

(1)

، أخبرنا أبو طالب مكي بن علي بن عبد الرزاق المؤذن

(2)

، حدثنا أبو سليمان محمد بن الحسين بن علي ابن إبراهيم الحراني

(3)

، حدثنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا زهير بن حرب

(4)

، حدثنا جرير

(5)

، عن الأعمش، عن أبي سفيان

(6)

، عن جابر بن عبد اللَّه قال: أتت الحمى إلى رسول اللَّه فاستأذنت عليه، قال:"من أنت؟ " قالت: أنا أم ملدم. قال: "أتذهبين إِلَى أَهْلِ قِبَاء؟ " قالت: نعم. فأتتهم فَحُمُّوا وَلَقَوا منها شَدَّةً فاشتَكُوا إليه فقالوا: يا رسول اللَّه ما لَقِينَا مِنَ الحُمَّى؟ قال: "إن شئتم دَعَوْتُ اللَّهَ فَكَشَفَهَا عَنْكُم وإن شئتم كانت طَهُورًا؟ ". قالوا: "لا بل تكونُ لنا طَهُورًا"

(7)

.

رواه أحمد

(8)

: عن أبي معاوية

(9)

، عن الأعمش. وإسناده على شرط الصحيحين.

356 -

وفي الثاني من مشيخة يعقوب بن سفيان: لعطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة قال: جاءت الحمى إلى رسول اللَّه فقالت: ابعثني إلى آثر أهلك عندك؟ فبعثها رسول اللَّه إلى الأنصار". الحديث رواه البخاري في كتاب الأدب

(10)

.

(1)

أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد اللَّه بن البطر البغدادي، البزاز القارئ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(2)

مكّيّ بن عليّ بن عبد الرّزّاق، أبو طالب البغدادي الحَريريّ المؤذّن. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(3)

محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم أبو سليمان الحراني سكن بغداد، وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي وغيره وكان أحد الثقات مستورا حسن المذهب،، توفي سنة 357 هـ انظر: تاريخ الخطيب (3/ 34).

(4)

زهير بن حرب بن شداد أبو خثيمة النسائي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 134).

(5)

جرير بن عبد الحميد بن قُرْط الضبي ثقة صحيح الكتاب ع. تقدمت ترجمته. في الحديث (رقم 97).

(6)

طلحة بن نافع الواسطي أبو سفيان الإسكاف نزل مكة صدوق من الرابعة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3035).

(7)

أخرجه أبو يعلى (رقم 1892) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (رقم 245) وابن حبان (رقم 2935) والبيهقي في الشعب (رقم 9494) والحاكم (رقم 1280) وقال: "حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". وسكت عنه الذهبي. وقال ابن حجر في إتحاف المهرة (3/ 173): قد أخرجه من طريق: حجاج بن أبي عثمان، عن أبي الزبير، عن جابر.

تابع جريرًا: سفيانُ، عن الأعمش، به مثله. عند عبد بن حميد (رقم 1023) والبيهقي في الدلائل (6/ 158، 159).

تابعه: أبو معاوية، عن الأعمش به نحوه. وسيأتي تخريجه في الحاشية بعده إن شاء اللَّه.

(8)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 14393) وهناد في الزهد (رقم 389). وقال الهيثمي في المجمع (2/ 305 - 306): "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجال أحمد رجال الصحيح". وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 411): "رجاله رجال الصحيح".

(9)

محمد بن خازم أبو معاوية الضرير ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 63).

(10)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم 502) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 364) وفي مشيخته (رقم 34) والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 160) ومن طريق يعقوب بن سفيان في الشعب (رقم 9496) وكذلك الخطيب في موضع الأوهام (1/ 493) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (رقم 387) وفي السلسلة الصحيحة (6/ 17).

ص: 555

357 -

ذكر أبو عُمر الطلمنكي

(1)

ما ذكره أبو داود قال: حدثنا غسان بن المفضل

(2)

-وكان من العلماء- قال: عبدة بن أبي برزَة

(3)

تقول: "إن الجهمية أشر من اليهود والنصارى؛ فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر؛ لأن القرآن كلام اللَّه وعلمه، لم يزل ولا يزال، ومن قدم شيئًا من العمل قبل العلم فقد كفر، ومن زعم أن الجنة والنار لم يخلقا بعد فقد كفر، قال اللَّه: {وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [الأعراف: 19] فمن زعم هذه الجنة ليست تلك الجنة التي يدخلها المؤمنون فقد كفر، وهو كما وصف نفسه من غير تفسير ولا تشبيه، وهو السميع من السمع والبصير من البصر، وهو كما وصف نفسه، ولا يعرف الناس من الصفة بلا تفسير كيف هو، ولكنه كما ينبغي له".

358 -

قال البخاري في الأدب: حدثنا الحسن بن عمر

(4)

، حدثنا عبد الوارث

(5)

، عن علي بن زيد

(6)

، حدثني يوسف بن مهران

(7)

، عن ابن عباس قال:"المجرة: باب من أبواب السماء، وأما قوس قزح: فأمان من الغرق بعد قوم نوح"

(8)

.

359 -

وقال: حدثنا الحميدي

(9)

، حدثنا سفيان

(10)

، عن ابن أبي حسين

(11)

وغيره، عن أبي الطفيل

(12)

: سأل ابن الكوا

(13)

عليًا عن المجرة؟ قال: "هي شرج السماء، ومنها فتحت السماء بماء منهمر"

(14)

.

(1)

أحمد بن محمد بن عبد اللَّه، أبو عمر المعافري الأندلسي الطلمنكي المقرئ. تقدمت ترجمته. (ص 500).

(2)

غسان بن المفضل، أبو معاوية الغلابي البصري سكن بغداد، وحدث بها عن سفيان بن عيينة، وغيره، وثقه ابن معين والدارقطني وابن حبان. مات في سنة 219 هـ. انظر الثقات لابن حبان (9/ 1) وتاريخ الخطيب (14/ 283).

(3)

عبدة بن أبي برزة صحب الثوري وأخذ عنه العبادة وكان صلبا في السنة. وثقه ابن حبان (8/ 436) وابن قطلوبغا (7/ 7).

(4)

الحسن بن عمر بن شقيق الجَرمي أبو علي البصري نزيل الري صدوق من العاشرة خ. التقريب لابن حجر (رقم 1265).

(5)

عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التَّنُّوري ثقة ثبت رمي بالقدر ولم يثبت عنه ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(6)

علي بن زيد بن عبد اللَّه، ابن جدعان التيمي البصري ضعيف من الرابعة بخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 4734).

(7)

يوسف بن مهران البصري لم يرو عنه إِلا ابن جدعان وهو لين الحديث بخ ت. نفس المصدر (رقم 7886).

(8)

انظر: الأدب المفرد للبخاري (رقم 765) وهو أثر ضعيف، فيه يوسف بن مهران لين الحديث، والراوي عنه على بن زيد بن جدعان ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الأدب المفرد (رقم 116).

(9)

عبد اللَّه بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي الحميدي أبو بكر ثقة أجل أصحاب ابن عيينة خ م د ت س فق. التقريب (رقم 1265).

(10)

هو الإمام المشهور سفيان بن عيينة.

(11)

عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل النوفلي ثقة عالم بالمناسك ع. التقريب لابن حجر (رقم 3430).

(12)

عامر بن واثلة بن عبد اللَّه الليثي أبو الطفيل آخر من مات من الصحابة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 190).

(13)

عبد اللَّه بن الكوا اليشكري، كان مع علي في صفين، ثم فارقه وصار من زعماء الخوارج. تاريخ ابن الأثير (2/ 678).

(14)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم 766) وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (7/ 476). =

ص: 556

360 -

وقال: حدثنا عارم

(1)

، حدثنا أبو عوانة

(2)

، عن أبي بشر

(3)

، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:"القوس: أمان لأهل الأرض من الغرق، والمجرة: باب السماء الذي تنشق منه"

(4)

.

361 -

وروى ابن عدي: للفضل بن المختار

(5)

، عن محمد بن مسلم الطائفي

(6)

، عن ابن أبي نجيح

(7)

، عن مجاهد، عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معاذ إني مرسلك إلى قوم أهل كتاب، فإذا سألوك عن المجرة التي في السماء فقل: هي لعاب حية تحت العرش"

(8)

.

362 -

قال إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني

(9)

في كتاب اليراع: حدثنا أبو عَتَّاب

(10)

، حدثنا أبو مَكِين

(11)

قال: سمعت عكرمة يقول في: {الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور: 6] قال: "بحرٌ تحت العرش". رواه أبو حاتم في كتاب العظمة

(12)

.

= ورُوي من طريق: ابن جريج، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبي الأسود الديلي، عن زاذان أبي عمرو. أخرجه أبو الشيخ في العظمة (4/ 1297) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (رقم 593).

(1)

محمد بن الفضل السدوسي لقبه عارم ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 308).

(2)

وضَّاح اليشكري الواسطي البزاز أبو عوانة ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 8).

(3)

بيان بن بشر الأحمسي أبو بشر الكوفي ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 789).

(4)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم 767) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (رقم 597).

وأخرجه مطولًا الطبراني في الكبير (رقم 10591) وأبو نعيم في الحلية (1/ 320) وقال ابن كثير في تاريخه (1/ 85): "وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنه". وقال الهيثمي في المجمع (9/ 278): "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح". وزارد نسبته في الآلي المصنوعة (1/ 80) لسنن سعيد بن منصور. وصححه الألباني في الضعيفة (2/ 129) ولكنه احتمل أن يكون ذلك مما تلقاه ابن عباس عن أهل الكتاب. واحتمال الشيخ الألباني بعيد.

(5)

الفضل بن المختار البصري قال أبو حاتم الرازي: هو مجهول، وأحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل. وقال الأزدي: منكر الحديث جدًا. انظر: الجرح والتعديل (7/ 69) والضعفاء لابن الجوزي (3/ 8).

(6)

محمد بن مسلم الطائفي صدوق يخطئ من حفظه خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 6293).

(7)

عبد اللَّه بن أبي نجيح أبو يسار الثقفي مولاهم ثقة رمي بالقدر وربما دلس ع. نفس المصدر (رقم 3662).

(8)

أخرجه في الكامل (7/ 124) وقال: "وللفضل بن المختار غير ما ذكرت من الحديث وعامته مما لا يتابع عليه إما إسنادا وإما متنا".

(9)

إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني ثقة حافظ رمي بالنصب د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 273). وكتاب اليراع مفقود.

(10)

سهل بن حماد أبو عتَّاب الدلال البصري صدوق م 4. التقريب لابن حجر (رقم 2654).

(11)

نوح بن ربيعة الأنصاري مولاهم أبو مكين البصري صدوق د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7207).

(12)

إسناده حسن، وكتاب العظمة للإمام أبي حاتم الرازي لا يزال مفقودًا.

ص: 557

ورواه أيضًا لأبي صالح مولى أم هانئ

(1)

، عن علي، وهو منقطع

(2)

.

363 -

قال إبراهيم الحربي في غريب الحديث في مسند الصديق في الحديث التاسع: حدثنا علي بن مسلم

(3)

، حدثنا أبو داود

(4)

، حدثنا سَلْم بن زَريْر

(5)

، عن أبي رجاء

(6)

، عن ابن عباس قال:"المجرة باب السماء"

(7)

.

364 -

وقال الجوزجاني: حدثنا أبو صالح

(8)

: أن معاوية بن صالح

(9)

حدثه، عن أبي الزاهرية

(10)

، عن كعب قال:"خلق اللَّه القمر من نور ألا ترى أنه قال: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} [نوح: 16]؟ وخلق الشمس من نار، ألا ترى أنه قال: {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: 16]؟ والسراج لا يكون إِلا من نار"

(11)

.

365 -

في كتاب المبعث لهشام بن عمار

(12)

بإسناده عن وهب بن منبه

(13)

: أنه قرأ في كتاب حِزْقِيل

(14)

: "أتاني ملكان فاحتملاني حتى وضعاني إلى جانب الصخرة، فسطع نور ملأ ما بين السماء والأرض، فسمعت صوتا يقول: أنعشا عبدي فإني وضعت خلقته". الحديث.

(1)

باذام ويقال آخره نون أبو صالح مولى أم هانئ ضعيف يرسل 4. التقريب لابن حجر (رقم 634).

(2)

أخرجه موقوفا على أبي صالح. عبد الرزاق (رقم 3001) والطبري (21/ 570). وأخرجه الثعلبي في تفسيره (9/ 125) بإسناده: عن جويبر بن سعيد ومقاتل بن سليمان كلاهما عن الضحاك بن مزاحم، عن النزَّال بن سَبْرَة، عن علي مطولًا. وجويبر والضحاك متروكان.

(3)

علي بن مسلم بن سعيد الطوسي ثقة خ د س. التقريب لابن حجر (رقم 4799).

(4)

هو الإمام المشهور أبو داود الطيالسي صاحب المسند.

(5)

سلم بن زَريْر العطاردي أبو بشر البصري وثقه أبو حاتم وقال النسائي ليس بالقوي خ م س. التقريب لابن حجر (رقم 2466).

(6)

عمران بن مِلْحَان ويقال: ابن تيم أبو رجاء العطاردي مشهور بكنيته مخضرم ثقة مُعمَّر ع. نفس المصدر (رقم 5171).

(7)

ليس هو في النسخة المطبوعة؛ لأنها ناقصة، وإسناده صحيح على شرط الشيخين ما عدا الإمام الطيالسي فأخرج له مسلم دون البخاري. تابعه: عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، عن سلم نحوه. عند ابن أبي الدنيا في المطر والرعد (رقم 179) وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1301).

(8)

عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه خت د ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 326).

(9)

معاوية بن صالح بن دير الحضرمي صدوق له أوهام ر م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 93).

(10)

حُدَير بن كريب الحضرمي أبو الزاهرية الحمصي صدوق ر م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 1153).

(11)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (4/ 1146).

(12)

هشام بن عمار بن نُصير السلمي الدمشقي الخطيب صدوق مقرئ خ 4. نفس المصدر (رقم 7303).

(13)

وهب بن منبه ثقة خ م د ت س فق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 281).

(14)

حزقيل عليه السلام، هو: حِزْقِيلُ بن بُودَي. وهو الّذي أصاب قومه الطاعون، فخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت. فقال لهم اللَّه: موتوا. ثم أحياهم. وهو ثالث خلفاء بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام، وذلك أن القيم بأمر بني إسرائيل كان بعد موسى =

ص: 558

وفيه: "فنظرت فإذا السموات والأرض معلقة بالكرسي كتعلق النعل بالقدم، ولإن قلت: إن السموات والأرض هي تحمل الكرسي إن ذلك لكذلك، ولئن قلت: إن الكرسي يحمل السموات والأرض أن ذلك لكذلك، ثم نظرت فإذا السموات والأرض والكرسي في العرش كالبُندُقِة

(1)

في البيت"

(2)

.

366 -

قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: حدثنا الحنفي

(3)

، حدثنا زمعة بن صالح

(4)

، عن سلمة بن وهرام

(5)

، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:"السماء على أربعة أملاك، كل زاوية موكل بها ملَك"

(6)

.

قال البخاري في الصحيح: "باب ما جاء في تخليق السموات والأرض وغيرها من الخلائق. وهو فعل الرب وأمره، فالربُّ بصفاته وفعله وأمره وقوله هو الخالق المكوِّن، غير مخلوق، وما كان بفعلِهِ وأمْرِهِ وتخلِيقِهِ وتكوينِهِ، فهو مفعول مخلوق مكون"

(7)

.

367 -

عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:"الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء". رواه مسلم

(8)

.

368 -

عن الدراوردي

(9)

، عن العلاء

(10)

، عن أبيه

(11)

، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن هذا الحر من فيح جهنم فأبردوا بالصلاة". رواه مسلم

(12)

. الفيح: انتشار الحر.

= يوشع بن نون، ثم كالب بن يوقنا، ثم حزقيل وكان يقال له: ابن العجوز؛ لأن أمه كانت عجوزا فسألت اللَّه الولد بعد ما كبرت وعقمت فوهبه اللَّه تعالى لها. انظر: المعارف لابن قتيبة (ص 51) وتفسير البغوي (1/ 293).

(1)

البندق: الجِلَّوْزُ، واحدته: بُنْدُقةٌ. والجِلَّوْزُ: شبيه بالفُستق. انظر: الصحاح للجوهري (3/ 869) والمحكم لابن سيده (6/ 629).

(2)

كتاب المبعث لهشام بن عمار لا يزال مفقودًا، وهذا الأثر مروي عن أهل الكتاب.

(3)

عبيد اللَّه بن عبد المجيد الحنفي أبو علي البصري صدوق ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 141).

(4)

زَمْعة بن صالح الجَنَدي اليماني نزيل مكة أبو وهب ضعيف وحديثه عند مسلم مقرون م مد ت س ق. نفس المصدر (رقم 2035).

(5)

سلمة بن وَهرام اليماني صدوق من السادسة ت ق. المصدر السابق (رقم 2515).

(6)

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 12087) وإسناده ضعيف، وفيه مخالفة لما هو ثابت من استدارة الأفلاك.

(7)

انظر: صحيح الإمام البخاري (9/ 134) تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر. الناشر: دار طوق النجاة. الطبعة الأولى 1422 هـ.

(8)

حديث مرفوع، أخرجه مسلم (رقم 2210/ 81) وغيره، ولفظه عنده:"فابردوها بالماء".

(9)

عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي أبو محمد الجهني مولاهم المدني صدوق ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 47).

(10)

العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي صدوق ربها وهم ر م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(11)

عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني مولى الحُرَقة ثقة من الثالثة ر م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(12)

أخرجه مسلم (رقم 615/ 182) وغيره.

ص: 559

369 -

عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"هذه مكة حرمها اللَّه يوم خلق السموات والأرض" الحديث. رواه النسائي

(1)

، وهو صحيح الإسناد.

370 -

وفي تاريخ البخاري: لمحمد بن حُيَيٍّ

(2)

، عن صفوان بن يعلى

(3)

، عن يعلى

(4)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"البحر من جهنم أحاط بهم سرادقها". "واللَّه لا أدخلها حتى أُعرَض على اللَّه"

(5)

. رواه أحمد

(6)

، وقال علي بن المديني:"في رواته مجهول".

371 -

قال الدارقطني في الجزء التاسع والثلاثين من الأفراد: حدثنا أبو سليمان داود بن حبيب السِّينِيزي

(7)

بالبصرة، حدثني الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير

(8)

، حدثنا موسى بن ميمون المَرَإِي

(1)

أخرجه النسائي في الكبرى (رقم 3861) من طريق: عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وهو في صحيح البخاري (رقم 1833) من طريق: خالد بن مهران، عن عكرمة، عن ابن عباس به نحوه.

(2)

محمد بن حُييُّ بن يعلى بن أمية. قال ابن المديني: مجهول. كما في فتح الباري لابن رجب (5/ 47) وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 366) وقال الذهبي: لا أعرفه. كما في التنوير شرح الجامع الصغير لمحمد بن إسماعيل الأمير (4/ 580).

(3)

صفوان بن يعلى بن أمية التميمي المكي ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 2945).

(4)

يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام التميمي حنيف قريش وهو يعلى بن مُنية وهي أمه صحابي مشهور ع. نفس المصدر (رقم 2945).

(5)

قوله: "واللَّه لا أدخلها. . . " ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما مدرج في آخر الحديث، ولعله من كلام الصحابي يعلى بن أمية.

(6)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (رقم 170) والإمام أحمد (رقم 17960) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 308) وابن أبي الدنيا في صفة النار (رقم 185) والطبري (15/ 246) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 425) والمقدسي في ذكر النار (رقم 74).

قال الهيثمي في المجمع (10/ 386): "رواه أحمد، ورجاله ثقات".

ورواه البيهقي في البعث (رقم 451) إلا أنه قال: عن رجل، عن صفوان بن يعلى به مختصرًا. بفلظ:"البحر هو جهنم".

وروي منقطعًا من طريق: أبي عاصم النبيل، عن عبد اللَّه بن أمية، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه. عند الحاكم (رقم 8762) بإسقاط محمد بن حُيي، وقال:"حديث صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي.

وروي منقطعًا أيضًا من طريق: أبي عاصم النبيل، عن محمد بن حيي، عن صفوان بن يعلى، عن يعلى به. أخرجه البيهقي في الكبرى (رقم 8666) في البعث مختصرا (رقم 452) بإسقاط "عبد اللَّه بن أبي أمية". قال ابن كثير في تفسيره (6/ 289):"هذا تفسير غريب، وحديث غريب جدًا". وقال ابن حجر في إتحاف المهرة (13/ 721): "الرواية الصحيحة أن جهنم تحت الأرض السابعة". وضعفه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 1023).

(7)

أبو سليمان داود بن حبيب السينيزي حدث عن أبي سعيد الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير اليمامي حدث عنه الدارقطني وذكر انه سمع منه بالبصرة. انظر: إكمال الإكمال لابن نقطة الحنبلي (رقم 3386).

قال السمعاني في الأنساب (7/ 360): السينيزي: هذه النسبة إلى سينيز، وهي فيما أظن من قرى الأهواز.

(8)

الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير. مجهول. انظر: الميزان للذهبي (1/ 519) وتخريج الإحياء للعراقي (2/ 204).

ص: 560

من ولد امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم

(1)

، حدثنا أبي

(2)

وأبو الأشهب العطاردي

(3)

، عن الحسن

(4)

، عن سَمُرة ابن جندب قال: قال رسول اللَّه: "يا ابن آدم أتدري لمَ خلقت؟ خلقت للحساب وخلقت للنشور والوقوف بين يدي اللَّه، وليس ثَمَّ ثالثة دارٌ إنما هي الجنة والنار، فإن عملت بما يرضي الرحمن فالجنة دارك ومأواك، وإن عملت بما يسخطه فالنار لا يقوم لها جبار عنيد ولا شيطان مريد ولا حجر ولا مدر ولا حديد، خلقت من غضب اللَّه على أهل حجوده"

(5)

.

هذا حديث غريب من حديث الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم به.

يرويه الحسن بن كثير بهذا الإسناد.

372 -

قال أبو حاتم الرازي في كتاب العظمة: حدثنا عيسى بن يونس الرملي

(6)

، حدثنا ضمرة

(7)

، عن إسماعيل

(8)

، عن صفوان بن عمرو

(9)

، عن أبي المثنى الأملوكي

(10)

، عن كعب قال: "إن الجنة في السماء السابعة

(1)

موسى بن ميمون بن موسى بن عبد الرحمن المرإي. قال أبو حاتم: أدركته بالبصرة وهو شيخ ليس بالمشهور، وقال موسى بن هارون الحافظ: رأيته، وهو رجل مَنَوي قدري. قال ابن عدي: لا أعلم أحدًا حدثنا عنه، ولا أعرف له حديثًا فأذكره، والمعروف أبوه. انظر: التكميل لابن كثير (رقم 439).

(2)

ميمون بن موسى ويقال: ابن عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة المَرئي صدوق مدلس ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 7050).

(3)

جعفر بن حيان السعدي أبو الأشهب العطاردي البصري مشهور بكنيته ثقة ع. نفس المصدر (رقم 935).

(4)

هو التابعي الجليل الحسن البصري.

(5)

أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (رقم 1562) وقال: "تفرد به الحسن بن كثير قال الرازي: هو مجهول". وقال الدارقطني كما في أطراف الغرائب والأفراد لابن طاهر (رقم 2158): "تفرد به الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير، عن موسى بن ميمون المرائي من ولد امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم، عن أبيه وأبي الأشهب عن الحسن".

(6)

عيسى بن يونس ابن أبان الفاخوري أبو موسى الرملي صدوق ربما أخطأ س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5340).

(7)

ضمرة بن ربيعة الفلسطيني أبو عبد اللَّه أصله دمشقي صدوق يهم قليلًا بخ 4. نفس المصدر (رقم 2988).

(8)

إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي أبو عتبة الحمصي صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم ي 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 88).

(9)

صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي ثقة بخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 2938).

(10)

ضمضم أبو المثنى الأملوكي الحمصي وثقه العجلي د ق. نفس المصدر (رقم 2994).

ص: 561

بحيال الصخرة صخرة بيت المقدس ولو دُفع حجرٌ من الجنة لوقع على الصخرة؛ وبذلك سُمِّت أوْرَي شَلَّم

(1)

، وسميت الجنة دار السلام"

(2)

.

373 -

وقال أبو حاتم: حدثنا أبو تَقِي هشام بن عبد الملك

(3)

، حدثنا بقية

(4)

، عن أم عبد اللَّه بنت خالد بن معدان

(5)

، عن أبيها

(6)

: "إن الجنة مطوية على قرن الشمس تُنشر من عامٍ إلى عام"

(7)

.

(1)

أوْرَي شَلَّم: وبعضهم يرويه بالسين تخفيفًا هو اسم بيت المقدس، معناه بالعبرانية بيت السلام. انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 80).

(2)

إسناده حسن، وأما المتن فمما يروى عن أهل الكتاب، وليس هناك ما يؤيده في الشرع.

(3)

هشام بن عبد الملك بن عمران اليَزَني أبو تَقِي الحمصي صدوق ربما وهم د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5340).

(4)

بقية بن الوليد الكلاعي صدوق كثير التدليس عن الضعفاء. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 119).

(5)

أم عبد اللَّه عبدة بنت خالد بن معدان روت عن أبيها، وروى عنها بقية وأهل الشام ذكرها ابن حبان في الثقات (7/ 307) إلا أنه أخطأ في اسم جدها فقال: عبدة بنت خالد بن صفوان.

(6)

خالد بن معدان الكلاعي الحمصي أبو عبد اللَّه ثقة عابد يرسل كثيرًا ع. التقريب لابن حجر (رقم 1678).

(7)

ذكره الجَورقاني في الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (1/ 490).

وروي من طريق: عيسى بن يونس، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن عبد اللَّه بن عمرو. أخرجه ابن أبي شيبة (رقم 23978) والطبراني في الكبير (رقم 14167) وأبو نعيم في الحلبة (1/ 290) وفي صفة الجنة (رقم 133) والبيهقي في البعث (رقم 207) والجنائي في فوائده (رقم 274) والجَورقاني في الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (رقم 300) وقال: خالد بن معدان، لم يسمع من ابن عمرو شيئًا. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (1/ 223).

- تابعه: ابن المبارك، عن ثور بن يزيد به آخره فقط. عند ابن المبارك في الزهد (رقم 446).

- تابعه: أبو عاصم النبيل، عن ثور به مثله. عند أبي نعيم في الحلية (1/ 289 - 290) وابن عبد البر في التمهيد (11/ 64).

- تابعه: سفيان الثوري، عن ثور بن يزيد به نحوه. عند خشيش بن أصرم. وسيأتي (برقم 381).

قال الدارمي في الرد على المريسي (2/ 729): "سئل وكيع عن حديث عبد اللَّه بن عمرو: "الجنة مطوية معلقة بقرون الشمس"؟ فقال وكيع: هذا حديث مشهور، قد رُوي فهو يروى". وقال الحنائي في فوائدة (2/ 1313): "هذا حديث مشهور، وهو صحيح غير أنه موقوف وهو من صحاح الموقوفات". وصححه الألباني في السلسلة الضعيفة (7/ 743).

قال ابن القيم في حادي الأرواح (ص 66): "فهذا قد يظهر منه التناقض بين أول كلامه وآخره ولا تناقض فيه فإن الجنة المعلقة بقرون الشمس ما يحدثه اللَّه سبحانه وتعالى بالشمس في كل سنة مرة من أنواع الثمار والفواكه والنبات جعله اللَّه تعالى مذكرا بتلك الجنة وآية دالة عليها كما جعل هذه النار مذكرة بتلك وإلا فالجنة التي عرضها السموات والأرض ليست معلقة بقرون الشمس وهي فوق الشمس أكبر منها، وقد ثبت في الصحيحين عنه أنه قال: "الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض" وهذا يدل على أنها في غاية العلو والارتفاع".

ص: 562

374 -

وقال أبو حاتم: حدثنا شعيب بن شعيب بن إسحاق

(1)

، حدثنا أبو المغيرة

(2)

، حدثتنا عبدة: سمعت أبي يقول: "إن الجنة مطوية كالطوفان على قرن الشمس تُنشر من عام إلى عام"

(3)

.

375 -

قال إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني في كتاب النواحين

(4)

: حدثني عبد اللَّه بن الربيع

(5)

، حدثنا هشيم

(6)

، أنبأنا عبد الرحمن بن إسحاق

(7)

، عن محارب بن دثار

(8)

قال: دخلت على ابن عُمر فإذا هو يصلي ويبكي، فعرف أني قد رأيته فانصرف فقال:"إن هذه الشمس تبكي من خشية اللَّه فابكوا"

(9)

.

هو في حديث ابن خُرَّشيذ قوله

(10)

، عن محمد بن عبيد اللَّه الكاتب

(11)

.

376 -

وقال الجوزجاني: حدثنا ابن أبي مريم

(12)

، أنبأنا نافع بن عمر بن جميل

(13)

قال: أخبرني ابن أبي مليكة

(14)

قال: أخبرني رجل من آل طارق

(15)

أنه مر بعبد اللَّه بن عمرو وهو ساجد يبكي، فرفع رأسه فرآني فقال:"أتعجب أن أبكي من خشية اللَّه، وهذا القمر قد غاب يبكي من خشية اللَّه؟ فأنا أحق أن أبكي"

(16)

.

(1)

شعيب بن شعيب بن إسحاق الدمشقي صدوق س. التقريب لابن حجر (رقم 2802).

(2)

عبد القدوس بن الحجاج الخولاني أبو الغيرة الحمصي ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 4145).

(3)

إسناده صحيح كالذي قبله.

(4)

كتاب النواحين للإمام الجُوزجاني لا يزال مفقودًا.

(5)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(6)

هُشيم بن بشير السلمي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 337).

(7)

عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الواسطي أبو شيبة ويقال كوفي ضعيف د ت. التقريب لابن حجر (رقم 3799).

(8)

مُحارِب بن دِثَار السدوسي الكوفي القاضي ثقة إمام زاهد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 259).

(9)

إسناده ضعيف، فيه أبو شيبة الواسطي وهو ضعيف.

(10)

أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد بن خرشيد قوله الكرماني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 44).

(11)

محمد بن عبيد اللَّه بن محمد بن العلاء أبو جعفر الكاتب، قال الدارقطني: ثقة مأمون. توفي سنة 329 هـ. تاريخ الخطيب (3/ 572).

(12)

سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي ثقة ثبت فقيه م ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 139).

(13)

نافع بن عمر بن عبد اللَّه بن جميل الجمحي المكي ثقة ثبت من كبار السابعة ع. التقريب لابن حجر (رقم 7080).

(14)

عبد اللَّه بن أبي مليكة أدرك ثلاثين من الصحابة، ثقة فقيه ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 179).

(15)

لم أجد اسم هذا الرجل المُبهم فيما بين يدي من المصادر.

(16)

رجاله أئمة ثقات، سوى المبهم ولعله العلاء بن طارق الوارد في الحديث التالي (رقم 377). وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (31/ 267).

ص: 563

قال أبو الحسن محمد بن يوسف العامري

(1)

وهو من الفلاسفة الإسلاميين في كتابه الفصول الربانية للمباحث النفسانية: "وليس شك أن هذا العقل الفعال هو الهداية السارية، وهو أعني هذا العقل منائر للأجسام، وإن كان ساريًا فيها مستعليًا على جميعها، ولا يجوز أن يكون أزلي الوجود؛ لأنه في الحقيقة إشراق من الفلك الأعلى، وقد دلت الدلائل الربانية على حدوث الفلك الأعلى وأنه لم يبق إلا أن يكون وجوده بحسب الإبداع الإلهي نحو العرش والكرسي، ولا سيما إذ قال الحكماء أن العرش هو جرم الفلك المستقيم، وأنه ليس فوقه جرم آخر، وأن العقل الفعال قوة ساطعة من جرمه نحو سطوع الشعاع من القرص، وهذا ما وجدت الأجرام الأُخر كلها طائعة له، فأما الكرسي فهو جرم الفلك الحامل، ومنه يسطع على الأجرام طبيعة الكل"

(2)

.

قلت: "إنما أحكي هذيان أمثال هذا، كما أحكي النقول التي فيها الصحيح والسقيم لمعرفة المذاهب والآراء".

377 -

وقال أبو إسحاق الجوزجاني: حدثنا الحسن بن الربيع

(3)

، حدثنا عبد الجبار بن الورد

(4)

قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: كان عبد اللَّه بن عمرو يصلي في جوف الليل وقد شق القمر ليغيب، فمرَّ به العلاء ابن طارق

(5)

فوقف يستمع، فقال:"مالك يا ابن أخي؟ أتعجب أن أبكي؟ فواللَّه إن هذا القمر ليبكي الساعة من خشية اللَّه، أما واللَّه لو تعلمون حق العلم لبكي أحدكم حتى ينقطع صوته وسجد حتى ينكسر صلبه"

(6)

.

378 -

أخبرتنا ست الفقهاء قالت: أنبأنا محمد بن سعيد بن أبي البقاء بن الخازن

(7)

، أنبأنا أبو العلاء محمد ابن جعفر بن عقيل

(8)

، أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النَّرسي

(9)

إذنًا، أنبأنا عبيد اللَّه بن علي بن أبي قِرْبَةَ

(1)

أبو الحسن محمد بن يوسف العامري النيسابوري، أحد الفلاسفة المنتسبين للإسلام توفي عام 381 هـ. انظر: تاريخ ابن عساكر (71/ 91) وكتاب الإعلام بمناقب الإسلام لأبي الحسن العامري نفسه (ص 7 - 11).

(2)

كتاب الفصول الربانية للمباحث النفسانية لأبي الحسن العامري مفقود. وكلامه عن النفس والعقل من تخبطات الفلاسفة.

(3)

الحسن بن الربيع البجلي أبو علي الكوفي البُوراني ثقة من العاشرة ع. التقريب لابن حجر (رقم 1241).

(4)

عبد الجبار بن الورد المخزومي مولاهم المكي أبو هشام صدوق بهم من السابعة د س. نفس المصدر (رقم 3745).

(5)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(6)

أخرجه أيضًا ابن عساكر في تاريخه (31/ 267).

(7)

محمد بن سعيد بن أبي البقاء الموفق بن علي. أبو بكر ابن الخازن النيسابوري ثم البغدادي الصوفي، مسند بغداد كان صيِّنا متدينا حسن السمت من أعيان الصوفية، توفي سنة 643 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 125) والتاريخ له (14/ 469).

(8)

محمد بن جعفر بن عقيل، أبو العلاء البصري، ثم البغدادي، المقرئ،، توفي سنة 597 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (12/ 632).

(9)

محمد بن علي بن ميمون بن محمد، الحافظ أبو الغنائم الترسي، الكوفي، المقرئ، يُعرف بِأُبَيٍّ، كان حافظا ثقة متقنا ما رُئي مثله، كان يتهجد ويقوم الليل، توفي سنة 510 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 274) والتاريخ له (11/ 142).

ص: 564

العجلي

(1)

قراءة، أنبأنا علي بن عبد الرحمن البكائي

(2)

، أنبأنا أبو حصين محمد بن الحسين الوادعي

(3)

، حدثنا محمد بن يزيد

(4)

، حدثنا محمد بن فضيل

(5)

، عن الأعمش، عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أبصر الريح فزع وقال: "اللهم إني أعوذ بك من شر ما أرسلت به، اللهم إني أسألك خير ما أمرت به"

(6)

.

379 -

أخبرتنا ست الفقهاء ابنة إبراهيم قالت: أنبأنا أبو بكر محمد بن سعيد بن موفق

(7)

، أنبأنا محمد بن جعفر البصري

(8)

، أنبأنا الحافظ أبو الغنائم النَّرسي

(9)

إذنًا، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن الأبنوسي

(10)

قراءة قال: أنبأنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا أبو عبيد المحاملي

(11)

، حدثنا زيد بن أخزم

(12)

، حدثنا بشر بن عمر

(13)

،

(1)

عبيد اللَّه بن علي بن أبي قِرْبَة، أبو القاسم العجلي الحذاء الكوفي، قال أبو الغنائم النرسي: ثقة. انظر: التاريخ للذهبي (9/ 697).

(2)

علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي أبو الحسن، مسند الكوفة في زمانه، توفي سنة 376 هـ. انظر: السير للذهبي (16/ 309).

(3)

المحدث الحافظ الإمام القاضي محمد بن الحسين بن حبيب أبو حصين الوادعي القاضي من أهل الكوفة، وكان فهما، صنف المسند. وثقه الدارقطني توفي سنة 296 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (3/ 15) والسير للذهبي (13/ 569) والتاريخ له (6/ 1022).

(4)

محمد بن يزيد الأدمي أبو جعفر الخراز البغدادي ثقة عابد س. التقريب لابن حجر (رقم 6408).

(5)

محمد بن فضيل بن غَزوان الضبي صدوق عارف رمي بالتشيع ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 7).

(6)

أخرجه ابن أبي الدنيا في المطر والرعد (رقم 129) عن محمد بن يزيد، عن ابن فضيل به مثله.

تابعه أبو هاشم الرفاعي، عن ابن فضيل به. عند أبي يعلى (رقم 4012) وعنه أبو الشيخ في العظمة (4/ 1330).

وروي من طريق: ابن مهدي، عن المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن أنس. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم 717) وأبو يعلى (رقم 2905) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 926) والطبراني في الدعاء (رقم 969). قال الهيثمي في المجمع (10/ 135):"رواه أبو يعلى بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح". وهو صحيح على شرط الشيخين، قال الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 266):"صحيح". وقال في السلسلة الصحيحة (6/ 602): "صحيح على شرط الشيخين".

(7)

محمد بن سعيد بن أبي البقاء الموفق بن علي. تقدمت ترجمته في الحديث السابق (رقم 378).

(8)

محمد بن جعفر بن عقيل، أبو العلاء البصري. تقدمت ترجمته في الحديث السابق (رقم 378).

(9)

محمد بن علي بن ميمون بن محمد، الحافظ أبو الغنائم النرسي. تقدمت ترجمته في الحديث السابق (رقم 378).

(10)

محمد بن أحمد بن محمد بن علي أبو الحسين بن الآبَنُوْسِيِّ، سمع الدارقطني، قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. قال الذهبي: له مشيخة في جزءين رواها عنه أبو غالب أحمد بن البناء توفي سنة 457 هـ. انظر: تاريخ بغداد (2/ 219) والسير للذهبي (18/ 85).

(11)

القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان، أبو عبيد المحاملي، كان ثقة. توفي سنة 323 هـ. انظر: تاريخ بغداد (14/ 457).

(12)

زيد بن أخزم الطائي النبهاني أبو طالب البصري ثقة حافظ خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 2114).

(13)

بشر بن عمر بن الحكم الزهراني الأزدي أبو محمد البصري ثقة ع. نفس المصدر (رقم 698).

ص: 565

حدثنا أبان بن يزيد

(1)

، حدثنا قتادة

(2)

، عن أبي العالية

(3)

، عن ابن عباس: أن رجلًا لعن الريح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تلعنها؛ فإنها مأمورة، وأنه من لعن شيئًا ليس له بأهل، رجعت اللعنة عليه"

(4)

.

قال أبو محمد بن قتيبة في كتاب تأويل مشكل القرآن: "وقوله: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)} [فصلت] فدلت هذه الآيات على أنه خلق الأرض قبل السماء".

وقال في موضع آخر: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} [النازعات]"فدلت هذه الآية على أنه خلق السماء قبل الأرض، وليس على كتاب اللَّه تحريف الجاهلين، ولا غلط المتأولين. وإنما كان يجد الطاعن متعلقًا ومقالًا لو قال: "والأرض بعد ذلك خلقها أو ابتدأها أو أنشأها " وإنما قال: دحاها فابتدأ الخلق للأرض على ما في الآي الأول في يومين، ثم خلق السموات وكانت دخانًا في يومين، ثم دحا بعد ذلك الأرض، أي: بسطها ومدها، وكانت ربوة مجتمعة، وأرساها بالجبال، وأنبت فيها النبات في يومين، فتلك ستة أيام سواءً للسائلين، وهو معنى قول ابن عباس، وقال مجاهد بعد ذلك في هذا الموضع: بمعنى "مع ذلك" و"مع" و"بعد" في كلام العرب سواء"

(5)

.

(1)

أبان بن يزيد العطار البصري أبو يزيد ثقة له أفراد خ م د ت س. المصدر السابق (رقم 143).

(2)

قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(3)

رُفيع بن مهران أبو العالية الرِّياحي ثقة كثير الإرسال ع. التقريب لابن حجر (رقم 1953).

(4)

أخرجه أبو داود (رقم 4908) والترمذي (رقم 1978) وابن حبان (رقم 5745) والطبراني (رقم 957) والبيهقي في الآداب (رقم 337) وفي الشعب (رقم 4864) والضياء في المختارة (رقم 18، 19) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (528).

تابع زيدًا: مسلم بن إبراهيم، عن أبان به مثله. أخرجه أبو داود (4908) ومن طريقه البيهقي في الشعب (رقم 4865).

تنبيه: قال الطبراني بعد أن أخرجه: "لم يروه عن قتادة إلا أبان، ولا عن أبان إلا بشر تفرد به زيد بن أخزم".

قلت: لم يتفرد به زيد بن أخزم، فرواه أيضًا عبيد اللَّه بن سعيد أبو قدامة، عن بشر كما عند ابن حبان والبيهقي في الشعب.

وكذلك لم يتفرد به بشر عن أبان، فقد رواه مسلم بن إبراهيم عنه أيضًا كما عند أبي داود.

(5)

تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة (ص 47 - 48).

ص: 566

في رسائل إخوان الصفا

(1)

: "ذكر أصحاب المَجَسطي

(2)

أن جريان الأفلاك والكواكب أسرع من الدوامة التي هي أسرع حركة تُشاهد، وسموها براهين هندسية ضرورية، فمن ذلك قالوا في حركة الشمس: أنها تتحرك في مقدار ما يخطو الإنسان خطوة من خطواته ثمانمائة فرسخ"

(3)

.

380 -

قال صالح بن أحمد بن حنبل في كتاب مسائله عن أبيه: وحدثني أبي، حدثنا عبد الملك بن عمرو

(4)

، حدثنا عبد الجليل

(5)

، عن شهر

(6)

قال: بينما الناس عند عبد اللَّه بن عمرو يستفتونه فقال كعب: هلك أخي هكذا تكون الفتن؛ اذهب إليه فقال له: لا تكذبن على اللَّه، فإن غضب فدعه وإن لم يغضب فسله، فأتاه فقال: يقول لك كعب: لا تكذبن على اللَّه، فقال: نصح لي أخي أنه من كذب على اللَّه سود اللَّه وجهه يوم القيامة، قال: فإني أسألك عن الشمس والقمر أفي السموات السبع هما؟ أم في سماء الدنيا؟ أم في الهواء؟ أم دون ذلك؟ قال: بل هما في السموات السبع? وجوهها إلى العرش? وأقفيتها إلى الأرض? قال اللَّه عز وجل: {. . وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)} [نوح] قال: فإنه يسلك عن الرعد ما هو؟ قال: ملك يزجر السحاب بالتسبيح كما يزجر الحادي الحثيث الإبل، إذا اشتدت سحابة ضمها، لو يفضي إلى أهل الأرض صعق من يبصره، قال: فإنه يسلك عن البرق ما هو؟ قال: هو من كذا وكذا من البرد؟ قال عبد الملك: أحسبه قال من اصطفاق البرد في السماء؛ قال اللَّه-عز وجل: {مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)} [النور] قال: فإنه يسلك

(1)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وضعت في أثناء المائة الرابعة لما ظهرت الدولة العبيدية بمصر، وبنوا القاهرة. فصنّفت على مذاهب أولئك الإسماعيليّة كما يدلّ على ذلك ما فيها. وقد ذكروا فيها ما جرى على المسلمين من استيلاء النصارى على سواحل الشام. وهذا إنما كان بعد المائة الثالثة. وقد عُرف الذين صنّفوها؛ مثل زيد بن رفاعة، وأبي سليمان البستي المعروف بالمقدسي، وأبي الحسن الزنجاني، وأبي أحمد النهرجوري، والعوفي. ولأبي الفتوح الجريري صاحب كتاب الجليس والأنيس مناظرة معهم، ذكر ذلك أبو حيّان التوحيدي في كتاب الإمتاع والمؤانسة". انظر: المنهاج (2/ 466).

(2)

كلمة يونانية، وهي اسم لعِلم الهيئة، وبه سمي الكتاب الذي وضعه بطليموس الحكيم، وعُرِّب في زمن المأمون. انظر: تاج العروس للزبيدي (20/ 91).

(3)

لم أجد هذا النص في المطبوع من رسائل إخوان الصفا.

(4)

عبد الملك بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي ثقة ع. تقدمت ترجمته. في الحديث (رقم 130).

(5)

عبد الجليل بن عطية القيسي أبو صالح البصري صدوق يهم من السابعة بخ س. التقريب لابن حجر (رقم 3747).

(6)

شهر بن حوشب صدوق كثير الإرسال والأوهام بخ م 4. تقدمت ترجمته في (ص 467).

ص: 567

أين تلتقي أرواح أهل الجنة وأرواح أهل النار، قال: أما أرواح أهل الجنة فتلتقي بالجابية، وأما أرواح أهل النار فبحضرموت، قال: فإنه يَسَلَك عن الحشر ما هو؟ قال: نار تزوي الناس تظهر من قِبَل المشرق"

(1)

.

وذكر الفخر الرازي في تفسيره القول بأن الأفلاك سبعة فقط، عند تفسير سورة البقرة، وفسرها مفردة أيضًا على الوجه العقلي لا النقلي

(2)

.

وحكى أبو حيان التوحيدي

(3)

في كتاب الزلفة أن أفلاطون

(4)

قال: "إن الباري أخذ خيطًا فقطعه نصفين، وقطع أحد النصفين سبع قطع، ثم ألف بينها"

(5)

.

وقال: "قال أبو زيد هو البلخي

(6)

: "هذا كلام واقع في رموز أفلاطون أراد بالخيط المقطوع بنصفين جنسَ الخطوط المحيطة بكراة الكواكب، وأراد بأحد نصفي الخيط الدائرة العظيمة من الفلك الأعظم، وأراد بالنصف المقطوع بسبع قطع الدوائر المحيطة بكراة الكواكب السبعة السيارة التي تدور في أفلاكها خاصة، وكان مختلفة متقنة في الطول والعرض والسُّمك، وأنبا بذلك أن ابتداء خلق العالم كان على هذه الجهة، وجعل التمثيل بالخيط لمكان دقته؛ فإن الخيط إذا دُق كان أشبه شيء بخطوط الدوائر المحيطة بها من الأشياء الحسية، وذكر أن ابتداء الخِلقة كان بأحد ذلك اخيط بنصفين نصفين وعظمت الدوائر في الآخر حتى صار قطعًا سبعًا"

(7)

.

(1)

أخرجه صالح بن الإمام أحمد في مسائله (رقم 611) وإسناده حسن، ولبعض متونه شواهد صححها الألباني في الصحيحة (رقم 1873).

(2)

انظر: مفاتيح الغيب للرازي (2/ 381).

(3)

أبو حيان التوحيدي الضال الملحد علي بن محمد بن العباس الصوفي، وله مصنفات في الأدب والفصاحة والفلسفة، وكان سيئ الاعتقاد، كان أبو حيان كذابا، قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل، طلبه الوزير المهلبي فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح اللَّه منه، ولم تؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية، هلك في حدود سنة 400 هـ. انظر: السير الذهبي (17/ 119) والتاريخ له (8/ 837).

(4)

أفلاطون بن أرسطون أحد أساطين الحكمة الخمسة من يونان كبير القدر فيهم مقبول القول بليغ في مقاصده أخذ عن فيثاغورس اليوناني وشارك سقراط في الأخذ عنه ولم يشتهر ذكره بين علماء يونان إلا بعد موت سقراط وكان أفلاطون شريف النسب في بيوت يونان من بيت علم واحتوى على جميع فنون الطبيعة وصنف كتبا كثيرة مشهورة في فنون الحكمة وذهب فيها إلى الرمز والإغلاق واشتهر جماعة من تلاميذه المتخرجين عليه وسادوا بانتسابهم إليه وكان يعلم الطالبين الفلسفة وهو ماش وسمى الناس فرقته المشائين وفوض في آخر عمره المفاوضة والتعليم والتدريس إلى أرشد أصحابه وانقطع إلى العبادة والاعتزال وعاش ثمانين سنة. انظر: أخبار العلماء للقفطي (ص 20).

(5)

كلام لا دليل عليه وهو من خيالات الفلاسفة، وسيوضحه البلخي فيما بعده.

(6)

أحمد بن سهل البلخي أبو زيد كان فاضلا قيما بجميع العلوم القديمة والحديثة يسلك في مصنفاته طريقة الفلاسفة إلا أنه بأهل الأدب أشبه وكان معلما للصبيان ثم رفعه العلم توفي سنة 322 هـ. انظر: الوافي للصفدي (6/ 252 - 254) باختصار.

(7)

كتاب الزلفة لأبي حيان لا يزال مفقودًا.

ص: 568

وحكاها ابن سينا في الشفاء في تفسيره، عند قوله في البقرة:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 190]

(1)

.

وفي كتاب السماء والعالم

(2)

. . .

(3)

: "السموات عشرة والأرضون ثمانية؛ وحُكي عن قوم من أهل الهيولي

(4)

: وليس يثبتوا سماوات ولكنهم يثبتوا هذه السماء التي أبصروا، وعن آخرين السموات سبع على قدر علو الأفلاك، وقال بعضهم: السبع أحدها فلك الجواهر، والآخر الفلك المستقيم"

(5)

.

381 -

وذكر ابن بَرَّجَان

(6)

حديث الحسن، عن أبي هريرة الذي فيه:"لو دليتم بحبل لهبط على اللَّه"

(7)

. ثم قال: "فهذه السبع السموات الأرقعة بين كل سمائين سموات أفلاك أو ما يقوم مقام الأفلاك في نظرك، الأمر الذي عبر عنه قول الحق جل ذكره:{وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت: 12].

(1)

لم أجد هذا النص في المطبوع من كتاب الشفاء لابن سينا.

(2)

كتاب السماء والعالم لأرسطو، وشرحه عدد من الفلاسفة، منهم الفقيه ابن رشد الحفيد، وأبو نصر الفارابي. ولا يزال الكتاب مفقودا انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (12/ 1039) وبغية الطلب لابن العديم (3/ 1343) والوافي للصفدي (1/ 104). .

(3)

يوجد طمس في المخطوط لبعض الكلمات.

(4)

الهيولي: لفظ يوناني بمعنى: الأصل والمادة، وفي الاصطلاح: هي جوهر في الجسم. انظر: التعريفات للجرجاني (ص 257).

(5)

كلام الفلاسفة عن السماء والأرض خيالات وتخرصات، قال تعالى:{مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [سورة الكهف: 51].

(6)

الشيخ الإمام العارف القدوة أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن ابن أبي الرجال محمد اللخمي المغربي الإفريقي ثم الأندلسي الإشبيلي شيخ الصوفية، كان من أهل المعرفة بالقراءات والحديث وله تفسير القرآن لم يكمله توفي سنة 536 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (20/ 72).

(7)

أخرجه من حديث الحسن البصري، عن أبي هريرة مرفوعًا. الإمام أحمد (رقم 8828) والترمذي (رقم 3298) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 578) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 560) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 849) والجورقاني في الأباطيل والمناكير (رقم 66، 65، 67) وابن الجوزي في العلل المتناهية (رقم 8). قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه. ويروى عن أيوب، ويونس بن عبيد وعلي بن زيد? قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة. وفسَّر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقالوا: إنما هبط على علم اللَّه وقدرته وسلطانه. علم اللَّه وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف في كتابه". وقال الجورقاني: "هذا حديث باطل، وله علة تخفى على من لم يتبحر، فمن تأمل هذا الحديث، واعتبر أقوال رواته، يحكم عليه بالصحة لأمانتهم وعدالتهم والعلة فيه إرسال الحسن، عن أبي هريرة؛ فإنه لم يسمع من أبي هريرة شيئًا، ولا يعلم بإرسال الحسن إلا المتبحرون". قال صالح بن أحمد بن حنبل: "قال أبي رحمه الله: سمع الحسن من ابن عمر، وأنس بن مالك، وابن مغفل، وعمرو بن تغلب، ولم يصح له السماع من جندب، ولا من معقل بن يسار، ولا من عمران بن حصين، ولا من أبي هريرة". وقال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، وقال شعبة: قلت ليونس: أسمع الحسن من أبي هريرة؟ قال: لا، ولا حرفا وقال عفان بن مسلم: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، أنه قال:"لم يسمع الحسن من أبي هريرة". وقال نعيم: حدثنا سفيان، عن مساور الوراق، قال: قلت للحسن البصري: عمن تحدث هذه الأحاديث؟ قال: عن كتاب عندنا سمعته من رجل. وقال الذهبي في العلو (ص 74): "الحسن مدلس والمتن منكر ولا أعرف وجهه وقوله". وقال الهيثمي في المجمع (1/ 86): =

ص: 569

ذكره في تفسيره في سورة البقرة عند قوله: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 190]

(1)

.

قول اللَّه تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12].

382 -

قال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثنا هشيم

(2)

، عن حصين

(3)

، عن عكرمة

(4)

، عن ابن عباس:{فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ} قال: "هذا هو السواد الذي في القمر"

(5)

. قال أبو عبيد: "وأما {مُبْصِرَةً} فإن المعنى: أن يبصر فيها، فكان الفراء يذهب فيها إلى أن المبصرة مضيئة، قال: وكذلك قوله: {وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} [يونس: 67] قال: مضيئًا". قال أبو عبيد: "يريد أنه أضاء للناس البَصر، هذا قول الفراء، وفيه وجه آخر قال: قد أبصر النهار إذا صاروا الناس يبصرون فيه فهو مبصر، وهو كقولك في الكلام: رجلٌ مُخبِث، إذا كان أهله وأصحابه خُبثَاء، ورجلٌ مُضعِف إذا كانت دوابه ضِعافَا، فكذلك النهار مُبصرٌ إذا كان أهله بصرًا"

(6)

.

383 -

حدثنا حجاج

(7)

، عن ابن جريج

(8)

، عن مجاهد:{وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 59] قال: "آية".

384 -

وذكر أبو الفرج بن الجوزي في بعض كتبه في الوعظ ما ذكره أبو الحسين بن المنادي أحمد

= "فيه الحكم بن عبد الملك، وهو متروك الحديث". وأخرجه مرسلا عن قتادة عبد الرزاق (رقم 3241) والطبري (22/ 358) و (23/ 80) والثعلبي في تفسيره (9/ 230).

(1)

انظر: تفسير ابن برجان والمسمَّى: تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب الحكيم وتعرُّف الآيات والنبأ العظيم (1/ 309).

(2)

هُشيم بن بَشير السلمي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 337).

(3)

حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي ثقة من الخامسة ع. التقريب لابن حجر (رقم 1369).

(4)

عكرمة أبو عبد اللَّه مولى ابن عباس ثقة ثبت عالم بالتفسير من الثالثة ع. نفس المصدر (رقم 4673).

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

(6)

لم أجد هذه النقولات في كتب الإمام أبي عبيد المطبوعة، ولعلها من كتابه معاني القرآن وهو مفقود.

(7)

حجاج بن محمد المصيصي الأعور ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره ع. التقريب لابن حجر (رقم 1135).

(8)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 90).

ص: 570

ابن جعفر

(1)

في كتاب الملاحم والفتن قال: قال حدثني هارون بن علي بن الحكم

(2)

، حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن مرداس الباهلي

(3)

، حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن سعيد القرشي

(4)

، حدثنا محمد بن موسى الشيباني

(5)

، حدثنا مسلمة بن الصلت

(6)

، حدثنا أبو علي حازم بن المنذر العنزي

(7)

، حدثنا عمر بن صبح

(8)

، عن مقاتل بن حيان

(9)

، عن عكرمة، عن ابن عباس.

قال أبو علي: وحدثنا الحارث بن مصعب

(10)

، عن مقاتل، عن شهر بن حوشب، عن حذيفة.

قال أبو علي: وحدثنا الأعمش، عن سليمان بن موسى

(11)

، عن القاسم بن مُخيمِرة

(12)

، عن علي بن أبي طالب وحذيفة وابن عباس: "أنهم كانوا جلوسًا ذات يوم، فجاء رجل فقال: إني سمعت العجب! فقال حذيفة: وما ذاك، قال: سمعت رجالًا يتحدثون في الشمس والقمر، فقال: وما كانوا يتحدثون؟ فقال: زعموا أن الشمس والقمر يجاء بها يوم القيامة كأنها ثوران عقيران فيقذفان في جهنم، فقال علي وابن عباس وحذيفة: كذبوا،

(1)

الإمام المقرئ الحافظ أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد اللَّه بن يزيد أبو الحسين المعروف بابن المنادي، مقرئ جليل غاية في الإتقان، فصيح اللسان، عالم بالآثار، نهاية في علم العربية، صاحب سنة، توفي سنة 336 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (5/ 110) والسير للذهبي (15/ 361).

(2)

هارون بن علي بن الحكم أبو موسى المزوِّق النقاش يعرف بحيُّون، كان ثقة مقرئا، توفي سنة 305 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (16/ 46) والتاريخ للذهبي (7/ 97) وغاية النهاية لابن الجزري (2/ 346).

(3)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(4)

كتب ابن المحب في الهامش الأيمن: "لعله ابن عبيد". ولم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(5)

محمد بن موسى الشيباني يروي عن خلف بن خليفة روى عنه يعقوب بن سفيان. ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 83).

(6)

مسلمة بن الصلت الشيباني روي عن النضر بن معبد وعمارة بن أبي حفصة، روى عنه أبو حجر عمرو بن رافع، والإمام أحمد بن حنبل. قال أبو حاتم الرازي: شيخ بصر، متروك الحديث. وقال الأزدي: ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: ليس بالمعروف. وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: الجرح والتعديل للرازي (8/ 269) والثقات لابن حبان (9/ 180) والكامل لابن عدي (4/ 325).

(7)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(8)

عمر بن صبح بن عمران التميمي الخراساني السمرقندي، يكنى أبا نعيم. قال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث. وقال الأزدي: كذاب. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ لا متنا، ولا إسنادا. وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات. وقال الدارقطني: متروك. وقال الذهبي: كذاب، اعترف بالوضع. انظر: الجرح والتعديل للرازي (6/ 117) والمجروحين لابن حبان (2/ 88) والكامل لابن عدي (6/ 50) والضعفاء لابن الجوزي (رقم 2474) والضعفاء للذهبي (رقم 3070).

(9)

مقاتل بن حيان النَّبطي أبو بسطام البلخي الحزاز صدوق فاضل م 4. التقريب لابن حجر (رقم 6867).

(10)

محمد بن موسى الشيباني يروي عن خلف بن خليفة روى عنه يعقوب بن سفيان. ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 83).

(11)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(12)

القاسم بن مُخيمِرة أبو عروة الهمداني بالسكون الكوفي ثقة فاضل من الثالثة خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 5495).

ص: 571

اللَّه أجل وأكرم من أن يعذب على طاعته، ألم تر إلى قوله تعالى:{وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} [إبراهيم: 33] أي: في طاعة اللَّه؟ فقال حذيفة: بينما نحن عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذ سئل عن ذلك؟ فقال: "إن اللَّه لما أبرم خلقه أحكامًا فلم يبق من غير آدم، خلق شمسين من نور عرشه، فأما التي كان في سابق علمه أن يطمسها ويحولها قمرًا فإنه خلقها دون الشمس في الضوء ولو تركها شمسين كما خلقها في بدء الأمر لم يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل" إلى أن قال: "فأرسل جبريل فأمر بجناحه على وجه القمر ثلاث مرات وهو يومئذ شمس فمحا عنه الضوء وبقي فيه النور، فذلك قوله: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12] فالسواد الذي ترونه في القمر شبه الخطوط إنما هو أثر ذلك المحو، قال: وخلق اللَّه الشمس عجلةً من ضوء نور العرش، لها ثلاثمائة وستون عروة، وخلق القمر مثل ذلك، وكَّلَ بالشمس وعجلتها ثلاثمائة وستين ملكًا من ملائكة أهل السماء الدنيا قد تعلَّق كل ملَك منهم بعروة من تلك العُرى، والقمر مثل ذلك وخلق اللَّه لهما مشارق ومغارب في قطري الأرض، وكنفي السماء ثمانين ومائة عين في المشرق، وثمانين ومائة عين في المغرب، فكل يوم لهما مطلع جديد ومغرب جديد، فأطول ما يكون من النهار في الصيف إلى آخرها مطلعًا وآخرها مغربًا، وأقصر ما يكون من النهار في الشتاء وذلك قول اللَّه: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17)} [الرحمن: 17] وجمع عدتها بعد فقال: {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [المعارج: 40]، قال: وخلق اللَّه بحرًا بينه وبين السماء مقدار ثلاث فراسخ وهو قائم بأمر اللَّه في الهواء لا يقطر منه قطرة، والبحار كلها ساكنة، وذلك البحر جار في سرعةِ السهم، فتجري الشمس والقمر والنجوم الجنس في حَنَكِ البحر، فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع من بعض تلك العيون على عجلتها ومعها ثلاثمائة وستون ملكًا يجرونها في البحر، والقمر كذلك، فإذا أراد اللَّه أن يرى العباد آيةً خرت الشمس عن عجلتها فتقع في غمر ذلك البحر" إلى أن قال: "فإذا غربت في سرعة طيران الملائكة الى السماء السابعة فتسجد تحت العرش بمقدار الليل، ثم تؤمر بالطلوع من المشرق فتطلع من العين التي وقت اللَّه لها، وقد وكل اللَّه بالليل ملكًا، وخلق اللَّه حُجبًا من ظلمةٍ، فإذا غربت الشمس أقبل ذلك الملَك فقبض قبضةً من ظلمة ذلك الحجاب، ثم استقبل المغرب فلا يزال يراعي الشفق ويرسل تلك الظلمة من خلال أصابعه قليلًا قليلًا، حتى إذا غاب الشفق أرسل الظلمة كلها، ثم نشر جناحيه فيبلغان قطري الأرض وكنفي السماء، ثم يسوق ظلمة الليل بجناحيه إلى المغرب قليلًا قليلًا حتى إذا بلغ الفجر انفجر الصبح من المشرق، ثم ضم الظلمة بعضها إلى بعض، ثم قبض عليها بكف واحدة، فلا تزال الشمس والقمر كذلك حتى يأتي الوقت الذي ضُرب لنوم العباد". رواه ابن جرير في أوائل تاريخه

(1)

: عن محمد

(1)

أخرجه الطبري (1/ 63) وابن الجوزي في الموضوعات الكبرى مختصرا (1/ 139 - 140) وقال: "هذا حديث موضوع لا شك فيه، وفي =

ص: 572

ابن أبي منصور الآملي، حدثنا خلف بن واصل، عن أبي نُعيم هو عمر بن صبح بإسناده. وفيه: قصة طلوعهما من مغربهما وقيام الساعة وموت الملائكة، وهو حديث طويل منكر لا يثبت بمثل إسناده شيء.

385 -

وروي عن علي بن مسكين الخواص

(1)

، عن عبد العزيز بن. . .

(2)

، عن عبد اللَّه بن ضرار

(3)

، عن أبيه

(4)

، عن مقاتل بن حيان

(5)

، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا. رواه عن الخواص، عبد اللَّه بن أبي سفيان الموصلي الشعراني

(6)

.

وموت الملائكة جاء في حديث الصور.

386 -

حديث لقيط بن عامر

(7)

الذي رواه ابن خزيمة الصحيح: "ثم تبعث الصيحة، فلعَمْرُ إلهك ما يدع على ظهرها شيئًا إلا مات، والملائكة الذين مع ربك، فخلت الأرض"

(8)

.

= إسناده جماعة من الضعفاء والمجهولين، وعمر بن صبح ليس بشيء، قال أبو حاتم ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب. والمحنة في هذا الحديث من قبل أن يصل إلى عمر".

(1)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(2)

كلمة غير واضحة.

(3)

عبد اللَّه بن ضرار بن عمرو المَلْطِي. ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 346) وضعفه وضعف أباه في المجروحين (1/ 252) وقال ابن عدي في الكامل (5/ 396): ما يرويه، لا يتابع عليه. وقال الذهبي في الميزان (2/ 448): قال ابن معين: ليس بشيء، ولا يكتب حديثه.

(4)

ضرار بن عمرو الملطي. قال ابن حبان في المجروحين (1/ 380): "منكر الحديث جدا كثير الرواية عن المشاهير بالأشياء المناكير فلما غلب المناكير في أخباره بطل الاحتجاج بآثاره". وقال ابن عدي في الكامل (5/ 160): "قال ابن معين: ليس بشيء، ولا يكتب حديثه. وقال ابن عدي: منكر الحديث".

(5)

مقاتل بن حيان صدوق فاضل م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 384).

(6)

عبد اللَّه بن أبي سفيان الموصلي. روى عنه بعض الحفاظ ووثقوه. انظر: الثقات لابن قطلوبغا (رقم 5891).

(7)

لقيط بن صَبِرة ويقال: إنه جده واسم أبيه عامر صحابي مشهور وهو أبو رزين العقيلي والأكثر على أنها اثنان بخ 4. التقريب لابن حجر (رقم 5680).

(8)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في زوائد المسند (رقم 16206) وفي السنة (رقم 1121) وابن أبي خيثمة في تاريخه (رقم 2165) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 524، 635) وابن خزيمة في التوحيد (2/ 460) والطبراني في الكبير (رقم 477) والحاكم (رقم 8683) وقال: "حديث جامع في الباب صحيح الإسناد، كلهم مدنيون ولم يخرجاه". قال الذهبي: "يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري ضعيف". وأخرجه مختصرا أبو داود (رقم 3266) وعلقه البخاري في التاريخ الكبير مختصرا جدًا (رقم 859).

قال ابن القيم في حادي الأرواح (ص 246): "هذا حديث كبير مشهور ولا يعرف إلا من حديث أبي القاسم عن عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدني، ثم من رواية إبراهيم بن حمزة الزبيري المدني عنه وهما من كبار علماء المدينة ثقتان يحتج بها في الحديث احتج بها الإمام =

ص: 573

وفي كتاب الإكليل

(1)

لأبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني

(2)

: "وقال أمية

(3)

: إن الشمس لا تطلع حتى تخلد، وإن القمر في الكسوف يدخل في الساهور

(4)

وهو عمل عنده يدخل منه. وذلك من حكايات اليهود ونَوكهِم

(5)

"

(6)

.

قال محمد بن زكريا بن يحيى الرازي

(7)

في كتاب سمع الكيان وهو القول في أصول الأفعال والانفعالات المتولدة عن تلاقي الاستفسار والأجسام الطبيعية التي هي النار والهواء والماء والأرض وسائر الأجسام المركبة منها كالحيوان والنبات والمعادن، وعن الأجرام السماوية، -فإن هذه أجسام طبيعية- قال: "وإن كانت طبيعة

= محمد بن إسماعيل البخاري وروى عنهما في مواضع من كتابه، رواه أئمة الحديث في كتبهم منهم أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن الإمام أحمد وأبو بكر احمد بن عمرو بن أبي عاصم وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ الحافظ وأبو عبد اللَّه بن منده والحافظ وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه والحافظ أبو نعيم الأصفهاني وغيرهم على سبيل القبول والتسليم. قال الحافظ أبو عبد اللَّه بن منده: روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصنعاني وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل وغيرهما وقراؤه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين فلم ينكره أحد منهم ولم يتكلم في إسناده وكذلك أبو زرعة وأبو حاتم على سبيل القبول وقال أبو الخير بن حمدان: هذا حديث كبير ثابت مشهور، وسألت شيخنا أبا الحجاج المري عنه فقال عليه جلالة النبوة". وصححه كذلك في زاد المعاد (3/ 589) وفي مختصر الصواعق المرسلة (ص 459).

وقال ابن كثير في تاريخه (7/ 339): "هذا حديث غريب جدا وألفاظه في بعضها نكارة". وقال الهيثمي في المجمع (10/ 340): "رواه عبد اللَّه، والطبراني بنحوه، وأحد طريقي عبد اللَّه إسنادها متصل، ورجالها ثقات، والإسناد الآخر، وإسناد الطبراني مرسل". وقال ابن حجر في التهذيب (5/ 57): "حديث غريب جدا". وضعفه الألباني في ظلال الجنة (1/ 331، 287).

(1)

كتاب الإكليل عشرة أجزاء وقيل: إن هذا الكتاب يتعذر وجوده تامة. انظر: بغية الوعاة لعلي بن يوسف القفطي (1/ 317).

(2)

الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف، المعروف بذي الدُّمينة بن عمرو الهمداني الأديب النحويّ الطبيب المنجّم الأخباريّ اللغويّ اليمنيّ المعروف بابن الحائك، توفّي سنة 334 هـ. انظر: معجم الأدباء للحموي (2/ 810) وبغية الوعاة للقفطي (1/ 314 - 319).

(3)

لا أدري من هو أمية هذا.

(4)

الساهور قيل: اسم من أسماء القمر. وقيل: هو غلاف للقمر. ومنه قول أمية: "قمرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغمدُ" وقال ابن دريد: الساهور: القمر بالسريانية، وهو الصواب. انظر: فقه اللغة للثعالبي (1/ 96) وتهذيب اللغة للأزهري (6/ 75).

(5)

أي حُمقمهم. والنُّوكُ: الحمق، والنَّوْكي الجماعة، والنَّواكَةُ: الحماقةُ، واسْتَنْوَكْتُه: استحقه. انظر: العين للخليل (5/ 411) وتهذيب اللغة للأزهري (10/ 208).

(6)

لم أجده في ما هو موجود مطبوع من أجزاء الإكليل، وهناك أحزاء منه مفقودة كما سبق بيانه.

(7)

الأستاذ الفيلسوف أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب، صاحب التصانيف، من أذكياء أهل زمانه، وكان كثير الأسفار وافر الحرمة، صاحب مروءة وإيثار ورأفة بالمرضى، وكان واسع المعرفة مكبا على الاشتغال مليح التأليف، بلغ الغاية في علوم الأوائل، توفي بغداد سنة 311 هـ. . انظر: السير للذهبي (14/ 354).

ص: 574

خامسة على أن لا اتفاق بين الفلاسفة الطبيعيين في أن الفلك طبيعة خامسة، بل قد قال أجلهم واشرافهم أعني أفلاطن

(1)

: أنه ناري أرضي، وليس أيضًا الكلام الذي جاء به ارسطاطاليس

(2)

ومن سلك طريقه ليبين أن الفلك طبيعة خامسة متخلص من الشكوك، لكن مملوءًا شكًا، وذلك أنه لا يصح من محاكيه حركة الفلك لحركات العناصر الأربعة، أن الفلك من عنصر مخالف لها دون أن يصح أن الفلك ليس بمحمول على هذه الحركة، بل تَحرُّكهُ بذاته ومن ذاته، ومن أجل أنا لو وجدنا دولابًا من خشب لا يُرى مدبره لِتواريه عنا لوجدنا الخشب يتحرك بخلاف حركته الطبيعية، ولم يكن لنا أن نحكم من هذا الموضع فقط أن تلك الحركة للخشب طبيعية، فغير مأمون أن تكون حركة الفلك بالحمل والقسر، وإن كنا لا نشاهد هذا الحامل القاسر، وأيضًا فقد تجد الأجسام المتحركة على استقامة تتحرك على استدارة لعارض داخل على طباعها كالمائي حال غليانه، والذهب حال ذوبانه، فتبين إذن أنه لا سبيل إلى الحكم بأن جوهر الفلك مخالف لجوهر الاسطقسات

(3)

، من مخالفته لحركتها إلا أن يصح عندنا أن هذه الحركة من ذاته وجوهره وليس بمحمولٍ عليها بتةً"

(4)

.

قال كوشيار بن لبان بن با شهري الجيلي

(5)

: "السماء هي الجسم المتحرك المُحرِّك لجميع الكواكب من المشرق إلى المغرب في كل يوم وليلة دورة واحدة، واستدارة أسطحتها موازية لاستدارة السماء، وهذا الجسم كُرِّي وحركته دورته، ومركزه مركز العالم، ونهايته نهاية العالم والأرض في وسطه، وهي أيضًا كُرّية، وليس لها عند نهاية السماء قدر محسوس" ثم استدل على ذلك وقال: "أصغر كوكب في السماء الذي يُرى كالنقطة هو أضعاف الأرض، فكيف حال الأرض لو رؤيت من ذلك البعد؟ ".

(1)

هو أفلاطون بن أرسطون أحد أساطين الحكمة الخمسة. تقدمت ترجمته بعد الحديث (رقم 372).

(2)

هو أرسطو بن ينقوماخوش، واسمه: أرسطا طاليس فهو المقدم المشهور والحكيم المطلق لما بلغ أرسطو سبع عشرة سلمه أبوه إلى أفلاطون فمكث نيفا وعشرين سنة وصار حكيها مبرزا يشتغل عليه والإسكندر من تلاميذ أرسطوا تعلم عليه خمس سنين ونال من الفلسفة ما لم ينل سائر تلاميذ أرسطو ولما لحق أباه فيلبس مرض الموت أخذ ابنه الإسكندر من أرسطو وعهد إليه بالملك. انظر: بغية الطلب لابن العديم (3/ 1341) وتاريخ ابن الوردي (1/ 73).

(3)

الاسطقسات لفظ يوناني بمعنى "الأصل" وتسمى العناصر الأربع التي هي "الماء والأرض والهواء والنار" اسطقسات؛ لأنه أصول المركبات التي هي الحيوانات والنباتات والمعادن. انظر: التعريفات للجرجاني (ص 24).

(4)

كتاب سمع الكيان لأبي بكر الرازي لا يزال مفقودًا.

(5)

أبو الحسن كوشيار بن أبان بن باشهري الجيلي، ويقال الجبلى من جملة المنجمين سكن بغداد، اشتغل بعلم الهندسة وعلم التنجيم ومات في حدود سنة 350. انظر: الأعلام للزركلي (5/ 236) وهدية العارفين لإسماعيل البغدادي (1/ 838).

ص: 575

قال: "وإذا ضرب ألفًا وأربعمائة ميل، والميل ثلاثة آلاف ذراع، الذراع ستة وثلاثون أصبعًا، الأصبع ست شعيرات مصفوفة يكون بعضها إلى بعض، والفرسخ اثنا عشر الف ذراع، والدرجة ستة وثلاثون ميلًا وثُلثا ميل". قال: "فإذا ضربت حصة الدرجة الواحدة في ثمانية وستين حصلت استدارة الأرض، في حصة واحدة أربعة وعشرين ألف ميل، وقطرها سبعة آلاف وستمائة وستة وثلاثون ميلًا". قال إبراهيم

(1)

: "والساعة خمسة عشر درجة". وقال غيره: "الشمس تقطع السماء في سنة، وتقيم في كل برجٍ شهرًا، وفي كل منزل من المنازل ثلاثة عشر يومًا، ما خلا الجهة فإنها تقيم فيها أربعة عشر يومًا، والقمر يقطع السماء في شهر، ويقيم في كل برج ليلتان وثلثا ليلة، وفي كل منزل ليلة، وفلك البروج له دورة كل يوم وليلة".

قال ابن قتيبة: "وقد سمعت من يذكر أن الأفلاك أطواق تجري فيها النجوم والشمس والقمر، والسماء فوقها، ولست أدرى ماذا، ولا وجدت عليه شاهدًا من الكتاب ولا من الحديث ولا من قول العرب واللَّه أعلم"

(2)

.

حكاه عن ابن قتيبة أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن هشام اللخمي الجهني النحوي

(3)

في شرح قصيدة أبي علي بن الهيثم

(4)

.

وذكر ابن الهيثم في رسالته -في بيان أن المرئي من السماء أكثر من نصفها- أن المهندسين اختلفوا في مقدار محيط أعظم الدوائر المرسومة على كرة الأرض، وأكبر ما قالوا فيه: أنه اثنان وعشرون ألف ميل، والميل أربعة آلاف ذراع بذراع اليد.

وعلى ما ذكره ابن الهيثم يكون قطرها سبعة آلاف ميل بالميل الذي ذكره هو.

وقال غيره: "الأرض ليست بذات قدر محسوس عند فلك المريخ، وما وراءه من الأفلاك، بل هي كالنقطة، وأما عند فلك القمر فلها قدر محسوس".

(1)

لم أقف على ترجمته ولا نسبه.

(2)

انظر: مخطوط شرح قصيدة ابن الهيثم للخمي (ل 23/ ب - ل 24/ أ) وهي بدار الكتب المصرية (رقم 1051/ ميقات).

(3)

محمد بن أحمد بن هشام بن إبراهيم بن خلف اللخمي سكن سبتة يكنى أبا عبد اللَّه روي عن أبي بكر بن العربي وأبي طاهر السلفي

وحدث عنهما، توفي سنة 557 هـ. انظر: التكملة لابن الأبار (157/ 2) والبلغة في تراجم أئمة النحو للفيروز أبادي (ص 256).

(4)

الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو علي المهندس البصري نزيل مصر صاحب التصانيف والتأليف المذكورة في علم الهندسة كان عالما بهذا الشأن متقنا له متفننا فيه قيما بغوامضه ومعانيه مشاركا في علوم الأوائل أخذ الناس عنه واستفادوا منه،، توفي سنة 430 هـ أو بعدها بقليل. انظر: أخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي (ص 128) والوافي للصفدي (11/ 321).

ص: 576

وقال: "الناظر في النيِّرين والكواكب يجدها بأسرها متحركة بالحركة اليومية، يطلع ما يطلع منها من المشرق ويسير إلى المغرب ويُخفي فيه، وبعد خفائه مدةً يعود إلى المشرق ثانيًا ويطلع كما طلع أولًا وهكذا دائمًا، ويتحرك ما لا يطلع فيها على موازاته، ثم نجدها بنظرٍ أدق من الأول متحركة حركة بطيئة مخالفة للأولى، كأنها من المغرب إلى المشرق، وإنما امتازت هذه الحركة من الأولى باختلاف المنطقتين والأقطاب وذلك لأن الإحساس بحركتين مختلفتين في كُرةٍ واحدةٍ على منطقة وقطبين بأعيانها ممتنع، بل إنها تحس فيها بحركة واحدة هي مركبة من مجموعهما إن كانتا إلى جهة أو حاصلة من فعل أسرعها على إمكانها إن كانتا إلى جهتين، وكذلك الحكم فيما زاد على ذلك، وهاتان الحركتان متشابهتان في أنفسها شاملتان لجميع ما يحطن به علوًا من الكواكب والأجرام، ثم إنه نجد النيرين والخمسة من الكواكب ذوي حركات مختلفة غير متشابهة لا في أنفسها، ولا تُقاس بعضها إلى بعض، وكذلك أثبت أهل هذا العلم تسعة أفلاك في بادئ نظرهم، اثنين منها للحركتين المذكورتين، وسبعة للسيارات السبعة، ولما لم يكن لباقي الكواكب حركة غير الأولتين اكتفوا بإحدى فلكيها مكانا لها، وإن كان كونها على أفلاكٍ شتى جائزًا، وأيضًا أشار إحدى الأولين إلى المجموع لا إلى فلك خاص به لم يكن ممتنعًا، لكنهم لم يذهبوا إلى ذلك فجعلوا أعلى الأفلاك للحركة الأظهر على أنه غير مكوكب، وسمُّوه فلك الأفلاك، والفلك الأطلس وتالِيَة للحركة الأخفى، وجعلوه مكانًا لسائر الكواكب وسمُّوه فلك البروج وفلك الثوابت، وسمُّوا كواكبه ثوابتًا، إما لقلة حركاتها الثابتة أو لثبات أوضاعها أبدًا، والسبعة الباقية للسيارات السبعة على ترتيب خسف بعضها بعض أقصاها لزُحل وما يليه للمشتري ثم للمريخ والأدنى للقمر والذي فوقه لعطارد ثم للزهرة، وجعلوا الشمس في الفلك الأكبر بين هذه، وفلك وإن لم ينكسف إلا فالقمر استحسانًا لما في ذلك من حُسن الترتيب وجَودةِ النظام؛ إذ النسبة مربوطة عليها العلوية بوجهٍ والسُّفليان بوجهٍ آخر والقمر بوجه آخر غيرهما وكان أيضًا بعدها معلوم من الأرض مناسبًا لهذا الوضع، وقد قيل: إن الزُّهرة رُؤيت في بعديها الأبعد والأقرب كاسفة أيامًا كخالة في صفحتها، ويجب أن ينقسم كل واحد من الأفلاك التسعة إلى أفلاك تتألف حركة كوكبة المركَّبةِ منها مطابقة لما يوجد، فهذه التسع هي التي لم تحو ردًا أن يكون أقل منها، وأما في جانب الكثرة فلا قطع ويفلك القمر تتناهي الفلكيات، ويكون ما دونه العنصريات، وهي أيضًا طبقات: طبقة النار الصرف، ثم طبقة لما يمتزج من النار والهواء الحار التي تتلاشى فيها الأدخنة المرتفعة من السفل تتكون فيها الكواكب ذوات الأذيان والنيازك وما يشبهها، وربما يوجد بتحركه بحركة الفلك تشبيهًا له، ثم طبقة الهواء الغالب التي تحدث فيها الشهب، ثم طبقة الزمهرير التي هي منشأ السحب والرعد والبرق والصواعق، ثم طبقة الهواء الكثيف المجاور للأرض والماء، ثم

ص: 577

طبقة الماء وبعض هذه الطبقة منكشفة عن الأرض، ثم طبقة الأرض المخالطة لغيرها التي يتولد فيها الجبال والمعادن و كثير من النباتات والحيوانات، ثم طبقة الأرض الصرفة المحيطة بالمركز".

قلت: "في بعض ما ذكره هؤلاء نزاع، وقد ذكر ذلك القاضي أبو بكر بن الطيب

(1)

في كتاب الدقائق

(2)

وذكر قوم أن الأفلاك أطواق تجري فيها النجوم والشمس والقمر، والسماء فوقها كما تقدم، فلا يقاس فتنبه له".

وفي كتاب جوامع علم النجوم

(3)

لأحمد بن محمد بن كثير الفرغاني الحاسب

(4)

: "دور الفلك الأعظم أربعمائة ألف ألف ميل وعشرة ألف ألف وثمانمائة وخمسة عشر ألفًا وخمسة وسبعون ميلًا، ومساحة كل درجة من الفلك الأعظم ألف ألف ميل ومائة ألف وأحد وأربعين ألفًا ومائة وستون ميلًا"

(5)

.

قال أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن بن بَرَّجَان في تفسيره في سورة الأنعام: "ذكر الذين تعاطوا معرفة أجرام الكواكب وأبعاد الأفلاك فزعموا أن الشمس هي أكبر من الأرض بمائة وثمانين ضعفًا، ومنهم من زاد على ذلك إلى ثلاثمائة ضعف، وكذلك قالوا في القمر وسائر الكواكب بالزيادة على الأرض، وفاضلوا بين ذلك، فكأن كان المعنى فيهم موضع المضاعفة طريق الشمس في فلكها من مشرقها إلى مغربها ثم بصعودها في أعلى مسالكها في ذلك ومنازلها إلى أدنى ذلك في المشارق والمغارب، فربما قالوا أو ظن بهم ذلك، وإن كان غير مدَرك لبشرٍ من غير توقيف نبوة ولا إعلام بوحيٍ من عند اللَّه، وإن كان المعنيُّ بذلك قرص الشمس، فالمشاهدة تبطل ذلك، وإنما أوقعهم في هذا التهافت ما رأوه من أمر اللَّه المجعول فيها وبها، وذلك أن اللَّه جعلها شخصًا محاطًا به محصورًا، له مقدم ومؤخر وجنبات، رفعه اللَّه عز وجل لك في لوح الجود، وأجراها في الفلك الرابع الذي هو أول أفلاكه فلك القمر،

(1)

الإمام العلامة أوحد المتكلمين مقدم الأصوليين، القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن قاسم البصري ثم البغدادي ابن الباقلاني، صاحب التصانيف، وكان يضرب المثل بفهمه وذكائه، كان ثقة إماما بارعا، صنف في الرد على الرافضة والمعتزلة والخوارج والجهمية والكرامية، وانتصر لطريقة أبي الحسن الأشعري، وقد يخالفه في مضائق، فإنه من نظرائه، وقد أخذ علم النظر عن أصحابه، وإليه انتهت رئاسة المالكية في وقته، وكان له بجامع البصرة حلقة عظيمة، ثلاث وأربعمائة. انظر السير للذهبي (17/ 190).

(2)

اسمه: دقائق الكلام والرد على من خالف الحق من الأوائل ومنتحلي الإسلام. وهو في الرد على الفلاسفة وعلى المنجمين. انظر: منهاج السنة لابن تيمية (5/ 283).

(3)

يوجد منه نسخة خطية، تقع في 230 ورقة، تاريخ النسخ 22 ذي الحجة 1068 هـ. الناسخ: خليل بن أحمد التونسي.

(4)

أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني أحد منجمي المأمون وصاحب المدخل إلى علم هيئة الأفلاك وحركات النجوم وهو كتاب لطيف الجرم عظيم الفائدة مضمن ثلاثين بابا احتوت على جوامع كتاب بطليموس بأعذب لفظ وأبين عبارة. انظر: الأخبار العلماء للقفطي (ص 65).

(5)

انظر: مخطوط جوامع علم النجوم وأصول الهيئة وحركات الأشخاص السماوية، ويسمى: المجسطي للفراغاني نفسه (ق 145).

ص: 578

دع عنك ما دون ذلك من فلك الرياح وفلكي الليل والنهار وفلك المياه، وهي جسم نيِّر سراجي عمَّ ضياؤه ما سُمي نهارًا، فكان ذلك سبب شهرتها واضطرار الأبصار إلى رؤيتها دون تظامِّ من أحدٍ إلى أحدٍ، ولا يُضار"

(1)

.

إلى أن قال: "ولو كان ما ذكروه من عظيم جرمها وتضعيف ذلك على جرم الأرض على ما زعموه لكانت الأرض في حجمها كالنقطة؛ والمعهود المتعارف أن ظلال الأشخاص يعظُم مع القرب ويستدِّق على البعد، وفي مثل بُعد ما بين الأرض وما بينها يوجد ذلك، وذلك كله دليلٌ على قصورها وبعضها عن العِظم الذي وصفوها به"

(2)

.

وقال في تفسير سورة هود: "جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه سُئل: أين كان ربُّنا يا رسول اللَّه قبل أن يخلق خلقه؟ قال: "في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء" فأعلمَ صلوات اللَّه عليه بحديثه هذا أن العماء للعرش بمنزلة العرش للماء، ويأتي من مفهوم هذا أن اللَّه تعالى خلق الماء من الهواء، كذلك فتق بالهواء فيما شاء مما هو العرش، رتق الماء ثم أوجده في ذلك الفتق ما شاء من خليقته، آية ذلك في الشاهد خلقه الماء في الهواء بواسطة الرياح المرسلة بأمره الدالة على الروح منه"

(3)

.

إلى أن قال: "أفلا يرون أن اللَّه يخلق الماء من الهواء ثم يُصير الماء إلى الهواء ثم يُعيده إلى الماء إذا شاء"

(4)

.

وقال في قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} [المؤمنون: 17]: "هن السموات الدنيا اللاتي دون السموات العلى التي جُعل القمر فيهن نورًا والشمس سراجًا"

(5)

.

قال أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي الفيلسوف

(6)

في رسالته في المد والجزر: "فأما جسم القمر فقريب من حرز أربعين من الأرضين، فأما الشمس فمثل الأرض مائة وستة وستين مرة وثلاثة أثمان، وأما زحل فأقل من تسعين مرة".

(1)

انظر: تفسير ابن برجان (2/ 238).

(2)

انظر: نفس المصدر (2/ 239).

(3)

انظر: المصدر السابق (3/ 13).

(4)

انظر: المصدر السابق (3/ 17).

(5)

انظر: المصدر السابق (4/ 88).

(6)

يعقوب بن إسحاق بن الصباح الكندي الأشعثي الفيلسوف، صاحب الكتب، من ولد الأشعث بن قيس أمير العرب، كان رأسا في حكمة الأوائل ومنطق اليونان والهيئة والتنجيم والطب وغير ذلك، كان يقال له: فيلسوف العرب، وكان متهما في دينه، بخيلا، ساقط المروءة، وله نظم جيد وبلاغة وتلامذة، هم بأن يعمل شيئًا مثل القرآن، فبعد أيام أذعن بالعجز. انظر: السير للذهبي (12/ 337).

ص: 579

قال: "وأما زحل فإنه أسرعها حركة إلا أن بعده من الأرض في بعده الأبعد على ما أبانه علم المساحة مثل نصب قطر الأرض عشرون لف مرة، فأما القمر فإذا كان في بعده الأبعد كان بُعده من الأرض مثل نصف قطرها ستة وستين مرة ودقائق، فأما الشمس فإذا كانت في بعدها الأبعد كان بعدها من الأرض مثل نصف قطر الأرض ألف مرة ومائتي مرة وعشرة مرار".

ورد القاضي أبو بكر بن الطيب قوله، قال: "الأرض جرم. . .

(1)

ترجيح؛ لأن كرة الأرض وجرمها أعظم من جرم الشمس بشيء كثير". في كتاب "الدقائق".

قال الحسن بن الحسن بن الهيثم في رسالته في الهيئة

(2)

: "فلك زحل سطحه الأعلى مماس كرة الكواكب الثابتة، وسطحه الأدنى مماس كرة المشتري، وكذلك فلك المشتري الأعلى مماس فلك زحل وسطحه الأدنى مماس فلك المريخ، وكذلك فلك المريخ سطحه الأعلى مماس فلك المشتري وسطحه الأدنى مماس فلك الشمس"

(3)

.

وقال: "الفلك الأعلى المحيط بجميع الموجودات محيط بكرة الكواكب الثابتة مماس ها وهو يتحرك من المشرق إلى المغرب ويُحرك بحركته جميع أفلاك الكواكب وهذا الفلك يتحرك من جهة المغرب إلى جهة المشرق"

(4)

.

وقال: "إن فلك الشمس محيط بالسطح الأعلى من كرته بمحور مماس لقعر فلك المريخ والسطح الأدنى بقعر مماس لمحور فلك الزهرة"

(5)

.

وقال: "ما سطحي القمر الأعلى منها مماس لمقعر فلك عطارد والأدنى منها مماس لكرة النار"

(6)

.

وقال: "في سطحي المتوازيين الأعلى منهما مماس لمقعر فلك الزهرة والأدنى مماس لمحور فلك القمر، وفي سطحي فلك الزهرة مماس الأعلى فلك الشم، ويحرك الأدنى فلك عطارد"

(7)

.

(1)

يوجد اختفاء للكلام أعلى الصفحة من صورة المخطوط.

(2)

توجد نسخة من هذا المخطوط محفوظة تحت رقم (1568/ حساب) المكتبة الإسكندرية، وتقع في 26 لوحًا.

(3)

انظر: مخطوط مقالة ابن الهيثم في علم الهيئة (ل 14/ أ).

(4)

انظر: نفس المصدر (13/ أ).

(5)

انظر: المصدر السابق (ل 2/ ب).

(6)

انظر: المصدر السابق (ل 20/ أ) - (ل 20/ ب).

(7)

انظر: المصدر السابق (ل 21/ أ).

ص: 580

قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد المعروف بابن أبي الأشعث

(1)

وهو جهمي متفلسف في مقالته في العلم الإلهي: "وقد وضح البرهان عن أرسطاطاليس في المقالة الثامنة من كتابه "السماع الطبيعي" أن شيئًا متشابه الأجزاء لا يمكن أن يحرك نفسه، وقد بينا نحن أيضًا هذا في المقالة الأولى، وقد رجع القول إلى أن محركه غيره، وما محركه غيره فمحدث".

قال: "وقد قال أرسطاطاليس إن كل جسم بالفعل فهو متناهي، ومحال أن يكون جسم متناهي عن متناهي القوة، والفلك جسم متناهي فهو متناهي القوة".

قال محمد بن زكريا الرازي: "وقد وضح أنه لا يمكن حدوثه لا من شيء وأن الأجسام تنحل جميعًا، ويتركه من شيء واحد في جوهره، لكن إقامة البرهان على هذين المعنيين من علم ما بعد الطبيعة".

وقال: "على أنه لم يصح أن الفلك سبب الحياة في المتكونات، بل سبب النمو بإثارته الحرارة في عالم الأرض والماء".

وقال: "اختلفت الفلاسفة في الأرض الأصلية الطين هي أم الحجر؟ وقال بعضهم إن جملة الأرض كانت حجرًا ثم تولد الطين في سطوحها على الدهر، وقال بعضهم: بل الحجر يتولد والطين هو الأرض".

قال: "وقد أثبتنا أن داخل الفلك خلاء ما ببرهان فضلًا عن خارجه، فالقول الصحيح إذن أن خارج الفلك خلاءً؛ إذ ليس يمكن أن يتناهى الجسم إلى لا شيء أو يكون لا في مكان، وكذلك الفلك المطلق المختفي إنما هو الخلاء على ما بيناه". وقد اختلف الفلاسفة الطبيعيون هل الفلك حيوان أم لا؟

قال: "وزعم أرسطو أن له حاسة السمع والبصر دون سائر الحواس لاستغنائه عنها".

قال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتاب دقائق الكلام: "باب الرد عليهم في قولهم: إن أقرب الأفلاك إلينا القمر وهو أدناها منا وأجمع الكل منهم على ذلك. فيقال لهم: لمَ قلتم هذا؟ وما دليلكم عليه؟ فإن قالوا: لأننا شاهدناه يكسف الكواكب كلها فوجب أنه تحتها وهي فوقه. يقال لهم: متى رأينا ما تدَّعون من ذلك ومتى وجدنا القمر قط يكسف الشمس وعطاردًا، وكذلك ما رأينا الزهرة قط كسفت عطاردًا ولا عطاردًا كسف الزهرة ولا زحلًا".

(1)

أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الأشعث، أبو جعفر: طبيب مصنف بحاث، عمر عمرا طويلا وله تلاميذ كثيرة، شرح كثيرا من كتب جالينوس. أصله من فارس وانتقل إلى الموصل فأقام إلى أن توفي فيها سنة ثلاثمائة ونيف وستين. انظر عيون الأنباء في طبقات الأطباء لأحمد بن أبي أصيبعة (12/ 337) والأعلام للزركلي (1/ 209).

ص: 581

قال: "وقد اختلف أصحاب الفلك في أعلى الأفلاك، فقال قوم منهم وهم الجمهور: أنها سبعة وأن أعلاها الفلك السابع وهو فلك الكواكب الثابتة، وأنه لا فلك وراءه، وقال آخرون منهم: بل هناك فلك ثامن فوق الفلك السابع يحرك الكواكب كلها حركة شرقية" وذكر علتهم ومنعهم صحتها.

قال: "وقال أكثرهم أن هذا اللون اللازوردي الذي يُرى للسماء هو لون السماء، وقال آخرون منهم ومن الصابئة والمسلمين: هو لون معترض بيننا وبين الفلك، وكذلك قالوا فيما يُرى من لون الكواكب والشمس والقمر، وقال آخرون منهم: أن لون الفلك البياض وإنما يُرى لازوردي لوقوع شعاع الشمس عليه وهو إلى الزرقة يتبين كذلك، وقال فيما زعم بعضهم: أن ضوء جميع النجوم من الشمس لا من ذواتها كما أن ضوء القمر من قبل الشمس لا من ذاته".

قال: "وهذا أيضًا من أمحل المحال وأظهر الأمور فسادًا".

قال: "وبَيَّنَّا أن ضوء القمر ليس من الشمس وأن ذلك لا دليل عليه، وأن الدليل يوجب خلاف ما قالوه".

قال: "وفي حُذاق الفلاسفة من يقول: أن الكواكب لا ألوان ولا شعاع لشيء منها، وأنه لا يقبل اللون ولا الشعاع إلا الأجسام الطبيعية المركبة، والأفلاك مما فوق الطبيعة".

وذكر قول الذين يقولون: "أن الفلك يسير من المشرق إلى المغرب وأن الكواكب تسير من المغرب إلى المشرق". قال: "وهذا خلاف العيان؛ لأننا نرى النجوم كلها سائرة من المشرق إلى المغرب فلو كان الأمر كما ذكروا من أن النجوم تسير من المغرب والمشرق، والفلك يسير من المشرق إلى المغرب توجب أن تكون الشمس والقمر وأكثر هذه النجوم لا تظهر لنا إلا في كل حين ودهر من الدهور الطويلة".

وحكى قول من زعم من الفلاسفة: أن الأرض هي المتحرك والفلك هو الساكن، وقول بعضهم: أن القمر إنما يؤثر في ضيائه وصفائه غازات الأرض إذا دنا منها.

قال: "ويقال لهم: قد قال أكثركم: أن ضياء القمر ليس من طبعه وذاته، ولكن من مقابلة الشمس واتصال شعاعها بجوهره، فيجب لذلك أن تكون الشمس فاعلة للقمر ومدبرة له وهذا جهل عظيم".

قال: "ويقال له: بقي عليك إفساد ما نقوله نحن المسلمون وأهل كل ملة من أن حركات الأفلاك ليست بنفسيِّةٍ ولا طبيعية، بل هي من قبل غيره الذي هو محركٌ له حركة دائمة سرمدية إلى حيث شاء تسكينه، فدل على فساده إن كنت قادرًا على ذلك".

ص: 582

قال الفخر الرازي في الملخص

(1)

: "بل يجوز أن تكون فوق الفلك التاسع المتحرك بحركته اليومية من الأفلاك ما لا يعلم عددها إلا اللَّه تعالى، بل يحتمل أن يكون هذا الفلك التاسع بما فيه من الكرات مركوزًا في ثخن كرة أخرى عظيمة، ويكون في ثخن تلك الكرة ألف ألف مثل هذه الكرة، وليس ذلك بمستبعد، فإن تدوير المريخ أعظم من مثل الشمس، فإذا عقل ذلك فأي بأس بأن يفرض مثله مما هو أعظم منه"

(2)

.

‌48 - فصل

(3)

.

ما يَردُ المتكلمون وغيرهم على الفلاسفة قولهم: أن الأفلاك غير قابلة للحركة المستقيمة والفساد، وأنها ليست ثقيلة ولا خفيفة ولا حارة ولا باردة ولا رطبة ولا يابسة، وأنا بسيطة كُرِّية لا تقبل الحرق والشق".

وقولهم: "أن الأفلاك ذوات أنفس وأنها متحركة بالإرادة النفسية، وأن الكرات متحركة بحركات الأفلاك".

وقولهم: "في طبائع الكواكب وأنوارها ومحق القمر والمرة وبساطة الكواكب وكونها كُرِّية مع إنارتها وكثافتها ومخالفتها للأفلاك في أنوارها".

قالوا: "ولو كانت تسير لكانت شفافة غير نيِّرة على أصولهم".

وقولهم: "إن نور القمر مستفاد من الشمس".

‌49 - فصل

(4)

.

ذكر ابن سبعين المُلْحِد

(5)

قول اللَّه تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] إلى قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [فصلت: 11] وقال في موضع آخر: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} [النازعات: 27] إلى قوله: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} فقال: "اعلم أنه لا تناقض بين الآيتين بحال، وإنما كان يجد الطاعن المقال لو قال: "والأرض بعد ذلك خلقها أو أنشأها أو ابتدأها، وإنما قال:{دَحَاهَا} فابتدأ الخلق للأرض كما في الآتي الأول في يومين ثم خلق السموات،

(1)

كتاب الملخص في الحكمة والمنطق للرازي، لا يزال مخطوطة، نقل منه الدكتور محمد الزركان في رسالته: فخر الدين الرازي وآراؤه الكلامية والفلسفية (ص 506) الناشر: دار الفكر.

(2)

انظر: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لمحمود بن عبد اللَّه الآلوسي (9/ 39).

(3)

ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الفصل بعضا من أقوال الفلاسفة والمتكلمين في الأفلاك وسيرها ونور القمر.

(4)

ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الفصل بعضًا من أقوال الفلاسفة والمتكلمين في خلق السموات والأرض والشمس والقمر.

(5)

عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن محمد بن نصر بن محمد بن سبعين القرشيّ المخزوميّ الإشبيلي المُرسي الرُّقُوطيّ، كان صوفيا على قاعدة زهد الفلاسفة وتصوفهم. وله كلام كثير في العرفان على طريق الاتحاد والزندقة، ولد سنة 614 هـ ومات سنة 668 هـ بمكة. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 168).

ص: 583

والأرض دحاها في يومين، ثم بعد ذلك دحا الأرض" أي: بسطها ومدها وكانت ربوة مجتمعة فأرساها بالجبال وأنبت فيها النباتات في يومين، فتلك ستة أيام سواء للسائلين. وقيل: معنى {بَعْدَ ذَلِكَ} أي: مع ذلك، وبعد تأتي في كلام العرب بمعنى مع وأنشد:

فقلتُ لها فِيءِ إليك فإنني

حرامٌ وإني بعد ذاك لبيبُ

(1)

أي: مع ذاك مُلبٍّ

(2)

.

قال أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن ناقيا

(3)

في المقامات العشر وذكر قول معترض ما معنى قوله: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} [يس: 40] وفي أوان كل مُحاق

(4)

يقع الإدراك واللحاق؟ ثم في الكسوف الشمسي يكون الإدراك الحقيقي؟ فأجابه: إنها الشمس لا تدرك القمر بفلكها، وإنما هو بسرعة سيره يدركها، وذلك بمشاهدة الناظرين. قيل ما معنى قوله:{وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} [يس: 40]؟ قال: "المراد أنه لا يذهب أحدهما بمعنى صاحبه ولا يزول نظامها عن سببه، فكأنه قال: "لا الليل سابق النهار ولا النهار سابق الليل" ونابت إحدى الجملتين عن الأخرى، وهذا مذهب من مذاهب العرب في أن السبق من النهار واقع؛ لأن اللَّه لما خلق الشمس أوجد النهار بوجودها، ولم يكن الزمان قبلها يُسمى ليلًا، فلما وقع الانحياز والتميز بها كان النهار والليل واستحق النهار السبق؛ لأن الدليل منه، قال اللَّه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45)} [الفرقان] "

(5)

.

(1)

البيت للمضرَّب بن كعب. انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى (2/ 300) تحقيق: محمد فؤاد سزكين. الناشر: مكتبة الخانجي القاهرة. الطبعة 1381 هـ.

وقد نسبه العلامة حاتم الضامن للمخبل السعدي في رسالته: المخبل السعدي حياته وما تبقى من شعره (ص 124) المصدر: مجلة المورد العراقية. المجلد الثاني. العدد الأول 1973 م.

(2)

قال أبو عبيدة في مجاز القرآن (2/ 300): رجل ملبّ وإنما هو من ألبيت أي قد أقمت بالمكان. . أي مقيم أي مع ذاك.

(3)

عبد اللَّه بن محمد بن الحسين بن ناقيا بن داود بن محمد بن يعقوب، أبو القاسم بن أبي الفتح، الحنفي الشاعر، المعروف بأبي البندار، كان شاعرا مجوّدا، عذب الألفاظ، مليح المعاني، ظريفا، من محاسن الناس، إلا أنه كان مطعونا عليه في دينه وعقيدته. ومات سنة 485 هـ. انظر: تاريخ بغداد وذيوله (21/ 107).

(4)

المُحاق: أن يستسر القمر ليلتين فلا يرى غدوة ولا عشية. انظر المحكم لابن سيده (3/ 28).

(5)

انظر: مقامات الحنفي وابن ناقيا وغيرهما (ص 141 - 142) الناشر: مطبعة أحمد كامل. استانبول 1330 هـ.

ص: 584

قال الفخر الرازي في كتاب أسرار القرآن

(1)

: "قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6)} [الصافات] لا يسمى كون الكواكب موجودة فيها، وذلك لأن السموات إذا كانت شفافة فالكواكب سواء كانت فيها أو في سموات أخرى فوقها فهي لابد وأن تظهر في السماء الدنيا وتلوح منها، فعلى التقديرين تكون السماء الدنيا متزينة بهذه المصابيح".

قال عبد السلام بن بَرَّجان: "ذكر الذين تعاطوا معرفة أجرام الكواكب وأبعاد الأفلاك فزعموا أن الشمس هي أكبر من الأرض مائة وثمانية وثمانين ضعفا، ومنهم من زاد على ذلك إلى ثلاثمائة ضعف، وكذلك قالوا في القمر وسائر الكواكب بالزيادة على الأرض، وفاضلوا بين ذلك فإن كان المعنى منهم بموضع المضاعفة طريق الشمس في فلكها من مشرقها إلى مغربها ثم بمصعدها في أعلى مسالكها في ذلك ومنازلها أدنى ذلك في المشارق والمغارب فربما قارنوا أو ظن بهم ذلك، وإن كان هذا غير مُدركٍ لبشر من غير توقيف نبوة ولا إعلام بوحي من عبد اللَّه، وإن كان المعني بذلك قرص الشمس، فالمُشاهدة تُبطل ذلك، وإنما لو معهم في هذا التهافت من أمر اللَّه المجعول فيها وبها"

(2)

.

وذكر بقية كلامه في تفسير سورة الأنعام إلى أن قال: "والقائلون بها تقدم ذكره من عظم أجرام الكواكب هم القائلون حقًا انهما لا يطلعان على جميع الأرض"

(3)

.

قال صاحب زاد المسافر في الطب

(4)

: "والعين ليس فيها نور وإنما نورها والضوء فيها إنما هو مُكتسب من الأنوار المُشرقة التي هي الشمس والقمر والكواكب".

قال شيخنا الإمام أبو العباس: "وليس مع أحد دليلٌ على أن الأرض إلى المركز جنس واحدٌ متماثل حتى يمتنع أن تكون سبع أرضين، يعني قول اللَّه تعالى: {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] بل علم الهيئة بعضه يقوم عليه دليل كاستدارة الأفلاك، وبعضه لا يقوم عليه دليل مثل كون الثامن أو التاسع هو المحيط وكون الشمس في الرابعة".

(1)

كتاب أسرار القرآن للرازي لا يزال مفقودًا، وليس هو كتاب عجائب القرآن.

(2)

انظر: تفسير ابن برجان (2/ 238) وتقدم ذكره سابقًا.

(3)

انظر: نفس المصدر (2/ 239).

(4)

الفيلسوف الباهر شيخ الطب أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد ابن الجزار القيرواني، تلميذ إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، اتصل بالدولة العبيدية، وكثرت أمواله وحشمته. وصنف الكثير، من ذلك كتاب زاد المسافر في الطب، وغيرها، كان حيا في دولة المعز باللَّه. انظر: السير للذهبي (15/ 561).

ص: 585

(1)

لأثقَله ويا أسفي

عليه إن غاب شخصك عنهُ

فوالذي أتقن الأشيا بحكمته

ما خاب محدثا جاء إليك وأنت مقصدهُ

غيره:

يا عَالمَا تركَ المذاهبَ بعده

زمنًا بها تتألف الأحزانُ

تركت المذاهب وانفردَت بعصرها

فأصبحتْ تبكي على خطواتك الأغصانُ

فاليوم لا صبرٌ عليك يُعنني

كلا ولا دمعي عليكَ مُصانُ

يا من حاز من العلوم أجلوها

وإمامك التسبيح والقرآنُ

تسري بك الأملاك حيثُ تأُمُّها

نحو العُلى ويقودها رضوانُ

وعليك قد بكت الرواة وناحت الـ

ـوُرق الحمامُ وضجَّت الأكوانُ

وردّدتَّ أنفاسك بالحديث كأنما

صُبت عليك من الرَّدى عيرانُ

يا شيخ المذاهب والعلومِ كلها

قد هان عليك البكاء وعميت الأشجانُ

عليك قد أبكت حُرقتي وصبابتي

ولوعتي نار الكرى وصبابتي ألوانُ

عليك سلام اللَّه ما ناحَ قُمريٌ ولاحت

أنجمٌ وتراكمت سحبٌ ومَرَّ زمانُ

(1)

يوجد كلمات غير واضحة، وهذه الأبيات كلها مدح في مؤلف الكتاب، ولم أجد لها ذكرا في كتب التراجم والأدب.

ص: 586

قال عثمان بن سعيد الدارمي: "وقد كتب إلي علي بن خشرم

(1)

أن وكيعًا سُئل عن حديث عبد اللَّه بن عمرو: "في الجنة معلقة بقرون الشمس"؟ فقال وكيع: "هذا حديث مشهور قد رُوي، وهو يُروى، فإن سُئلوا عن تفسيره لم يُفسِّر لهم، ومنهم من ينكره ونازع فيه، والجهمية تنكره"

(2)

.

387 -

قال خشيش بن أصرم: حدثنا الفريابي

(3)

، حدثنا إسرائيل

(4)

، عن أبي يحيى

(5)

قال: قلت لمجاهد: أين الجنة؟ قال: في أعلى العليين، قلت: فأين النار؟ قال: في أسفل السافلين"

(6)

.

388 -

وقال: حدثنا مسلم بن إبراهيم

(7)

، حدثنا محمد بن مسلم

(8)

قال: سمعت قتادة قال: "كانوا يرون أن الجنان في السماوات، وأن النار في الأرضين السابعة"

(9)

.

389 -

وقال: حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان

(10)

، عن ثور بن يزيد

(11)

، عن خالد بن معدان

(12)

، عن عبد اللَّه بن عمرو قال:"الجنة مطوية في قرون الشمس تنشر في كل عام مرتين، وأرواح المؤمنين في طير كالزرازير تأكل من ثمر الجنة"

(13)

.

(1)

علي بن خَشرم المروزي ثقة م ت س. التقريب لابن حجر (رقم 4729).

(2)

أخرجه الدارمي في الرد على المريسي (2/ 729) وتقدم بيان ذلك في الحديث (رقم 373).

(3)

محمد بن يوسف بن واقد الفِرْيابي ثقة فاضل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 176).

(4)

إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ثقة تكلم فيه بلا حجة ع. تقدم في الحديث (رقم 11).

(5)

أبو يحيى القتات الكوفي لين الحديث من السادسة بخ د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 8444).

(6)

تابع محمد بن مسلم: ابن أبي نجيح، عن مجاهد أوله دون باقيه. في تفسير مجاهد (ص 619).

(7)

مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي أبو عمرو البصري ثقة مأمون مكثر ع. التقريب لابن حجر (رقم 6616).

(8)

محمد بن مسلم الطائفي صدوق يخطئ من حفظه خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 361).

(9)

إسناده حسن، رواته على شرط مسلم.

(10)

هو الإمام سفيان الثوري.

(11)

ثور بن يزيد أبو خالد الحمصي ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر ع. التقريب لابن حجر (رقم 861).

(12)

خالد بن معدان الكلاعي الحمصي أبو عبد اللَّه ثقة عابد يرسل كثيرا ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 373).

(13)

وأخرجه البيهقي في البعث (رقم 207). وإسناده صحيح، وتقدم الكلام عليه في الحديث (رقم 373، 374).

ص: 587

‌50 - باب في بقاء الجنة والنار، ومن قال: تفنى النار

وقوله تعالى: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام: 128]. وقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)} [هود] وقوله: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)} [النبأ].

وقد أخبر عن العذاب أنه عذاب يوم عقيم، وعذاب يوم كبير، وعذاب يوم عظيم في الشعراء في قصة هود، وعذاب يوم أليم، ولم يخبر عن النعيم أنه نعيم يوم في موضع واحد من كتابه، وقد ثبت في الصحيح تقدير يوم القيامة بخمسين ألف سنة، وقال:{فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} [الجاثية: 35] كما قال: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167] وقال: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25)} [الفجر]{يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} [المعارج: 11]{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ} [النساء: 42]{فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ} [الروم: 57]{إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} [الإنسان: 10]{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)} [الشعراء]{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ} [النحل: 27]

390 -

قال عبد الرحمن بن أبي عبد اللَّه بن منده

(1)

: أنبأنا عبد الصمد بن محمد العاصمي

(2)

، أنبأنا إبراهيم بن أحمد المستملي

(3)

، حدثنا محمد بن يحيى الحناط

(4)

، حدثنا علي بن شعيب أبو الحسن البلخي

(5)

، حدثنا محمد بن الحكم السكري المروزي

(6)

، حدثنا يحيى البلخي

(7)

، حدثنا ابن لهيعة

(8)

، عن مِشْرَح بن هاعان

(9)

،

(1)

أبو القاسم عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير أبي عبد اللَّه بن منده. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 66).

(2)

أبو الفضل عبد الصمد بن محمد العاصمي. يروى عن المستملي راوية الصحيح، ويُروى مسند يحيى الحماني من طريقه. انظر: المنتخب من معجم شيوخ السمعاني لعبد الكريم السمعاني (ص 737).

(3)

أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود البلخي المستملي، راوي الصحيح عن الفربري، كان من الثقات المتقنين ببلخ، طوف وسمع الكثير، توفي سنة 376 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 187) والسير للذهبي (16/ 492).

(4)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(5)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(6)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(7)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(8)

عبد اللَّه بن لهيعة بن عقبة الحضرمي صدوق خلط بعد احتراق كتبه. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 133).

(9)

يشرح بن هاعان المعافري المصري أبو مصعب مقبول عخ د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 667).

ص: 588

عن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خُلق الإنسان للأبد بينهما موتة، كما أن روحك لا تفنى كذلك الجنة والنار لا تفنيان" ثم قرأ: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى} [الصافات: 58 - 59]

(1)

.

391 -

وقال: أنبأنا محمد بن عبد الرزاق

(2)

، أنبأنا جدي

(3)

، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب

(4)

، حدثنا أبو زرعة

(5)

، حدثنا محمود بن غيلان

(6)

قال: سألت يحيى بن يحيى

(7)

قلت: "ما تقول فيمن يقول: أن حور العين يموتون؟ قال: هو كافر، ومن زعم أنه يفنى شيء مما في الجنة فهو كافر"

(8)

.

392 -

قال: وأخبرنا عبد العزيز بن أحمد التاجر

(9)

، أنبأنا أبو الشيخ

(10)

، حدثنا عبد اللَّه بن جعفر

(11)

، حدثنا أحمد بن عصام

(12)

، حدثنا أبو بكر عبد اللَّه بن أبي داود

(13)

قال: وحدثني أبي

(14)

، حدثنا إسحاق بن راهويه

(1)

إسناده ضعيف، فيه ابن لهيعة وهو ضعيف وبعض رواته لم أجد لهم ترجمة.

(2)

محمد بن عبد الرزاق بن الحافظ المحدث أبي الشيخ عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن حيان، أبو الفتح الأصبهاني، سمع من جده. روى عنه أبو علي الحداد، وغانم البرجي، وجماعة. انظر: التاريخ للذهبي (11/ 177) وتذكرة الحفاظ له (3/ 105).

(3)

هو الإمام الحافظ أبو الشيخ عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني.

(4)

أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد اللَّه بن ميدان، أبو بكر الوراق الفارسي، قال ابن أبي الفوارس: كان أبو بكر الفارسي الوراق ضعيفا جدًا فيما يدعي عن ابن منيع، وكان سماعه في المتأخرين لا بأس به. وقال العتيقي: كان ثقة. وذكره ابن قطلوبغا في الثقات (2/ 90).

(5)

عبيد اللَّه بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ أبو زرعة الرازي إمام حافظ ثقة مشهور م ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم: 4316).

(6)

محمود بن غيلان العدوي مولاهم أبو أحمد المروزي ثقة خ م ت س ق. نفس المصدر (رقم 6516).

(7)

يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التميمي ثقة ثبت إمام خ م ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 160).

(8)

إسناده حسن.

(9)

عبد العزيز بن أحمد بن علي أبو بكر التاجر المعروف بالآدمي، كان من وجوه التجار والأمناء، توفي سنة 386، روى عن عبد اللَّه بن خالد الرازاني، وعليه كان ينزل إذا قدم، كثير الخير مستقيم الطريقة. انظر: تاريخ أصبهان لأبي نعيم (2/ 92).

(10)

هو الإمام الحافظ أبو الشيخ عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني.

(11)

الشيخ الإمام المحدث الصالح مسند أصبهان أبو محمد عبد اللَّه ابن المحدث جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، سمع من الكبار وتفرد بالرواية عنهم توفي سنة 346 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 314) السير للذهبي (15/ 553) والتاريخ له (7/ 834).

(12)

العالم الصادق المحدث أبو يحيى أحمد بن عصام بن عبد المجيد بن كثير بن أبي عمرة الأنصاري مولاهم الأصبهاني، روى عنه ابن أبى حاتم الرازي ووثقه، ولم يتكلم فيه أحد بسوء، توفي سنة 272 هـ. انظر: السير للذهبي (13/ 42) والتاريخ له (6/ 489).

(13)

أبو بكر عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام العلامة الحافظ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(14)

هو الإمام الحافظ أبو داود السجستاني.

ص: 589

قال: قال لي ابن المبارك: "لقيني النضر بن محمد

(1)

، فقال: يا أبا عبد الرحمن ما تقول فيمن يقول إن حور العين يموتون؟ فقلت: هؤلاء جهمية، فقال: يا أبا عبد الرحمن من زعم أن حور العين يموتون بموت العباد أو يفنون بفناء العباد أو شيء من الآخرة ينقطع قبل النشور أو بعد النشور من الجنة أو النار فهو كافر باللَّه العظيم يقول اللَّه: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 108] غير مقطوع، وقال:{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الأحزاب: 65] فأبدًا ليس له انقطاع"

(2)

.

393 -

قال: أنبأنا عبد الصمد بن محمد العاصمي

(3)

، أنبأنا إبراهيم بن أحمد المستملي

(4)

قال سمعت أبا عمرو محمد بن حامد

(5)

يقول: سمعت أبا سليمان محمد بن فضل

(6)

يقول: قال أبو معاذ خالد بن سليمان

(7)

: "من قال إن الجنة والنار تفنيان قبل دخول أهلها فيها أو بعد دخول أهلها فهو كافر".

394 -

وقال: أخبرنا عبد العزيز بن أحمد التاجر

(8)

، أنبأنا أبو الشيخ

(9)

قال: حدثني عبد اللَّه بن جعفر

(10)

، حدثنا أحمد بن عصام

(11)

، حدثنا أبو بكر عبد اللَّه بن أبي داود السجستاني قال: وحدثني أبي قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: "من قال إن حور العين يموتون أو شيئًا من نعيم الجنة أو شيئًا من عذاب جهنم يفنى فهو كافر يُستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه"

(12)

.

(1)

النضر بن محمد بن موسى الجُرشي أبو محمد اليمامي مولى بني أمية ثقة له أفراد خ م د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 7148).

(2)

إسناده صحيح.

(3)

أبو الفضل عبد الصمد بن محمد العاصمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 390).

(4)

أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 390).

(5)

محمد بن حامد البلخي، روى عن حم بن نوح البلخي. انظر: الإرشاد للخليلي (3/ 946) واللسان لابن حجر (2/ 354) والثقات لابن قطلوبغا (4/ 22).

(6)

لم أجد له ترجمه فيما بين يدي من المصادر.

(7)

أبو معاذ خالد بن سليمان البلخي، أحد الأئمة فقيه أهل بلخ وأحد مفاخرها، توفى سنة 199 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (4/ 1101) والجواهر المضية للقرشي (1/ 229) و (2/ 555) واجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (2/ 224).

(8)

عبد العزيز بن أحمد بن علي أبوبكر التاجر المعروف بالآدمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 384).

(9)

هو الإمام الحافظ أبو الشيخ عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني.

(10)

أبو محمد عبد اللَّه ابن المحدث جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 384).

(11)

أبو يحيى أحمد بن عصام بن عبد المجيد الأنصاري مولاهم الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 384).

(12)

إسناده صحيح.

ص: 590

395 -

وقال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد العاصمي

(1)

، أنبأنا إبراهيم بن أحمد المستملي

(2)

قال: سمعت إسحاق بن عبد الرحمن القاري

(3)

يقول: سمعت أبا محمد أحمد بن محمد بن الفضل القاضي

(4)

بسمرقند قال: سمعت حنش بن حرب أبا الحسن السليمي

(5)

قال: سمعت وكيع بن الجراح يقول: "الجنة والنار لا تفنيان ولا تموتان، وكيف تموتان وهما جزاء وثواب والجزاء والثواب لا يموتان"

(6)

.

396 -

وقال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد العاصمي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد المستملي قال: سمعت أبا الفضل بن ياسين

(7)

يقول: سمعت أحمد بن جرير

(8)

يقول: سمعت قتيبة بن سعيد

(9)

يقول: "الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان"

(10)

.

397 -

وقال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد العاصمي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد قال: سمعت محمد بن عمر بن طاهر

(11)

قراءة قال: سمعت الحسن بن حموية

(12)

يقول: سمعت أبا عبد اللَّه محمد بن الأزهر بن مسلم

(1)

أبو الفضل عبد الصمد بن محمد العاصمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 390).

(2)

أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 390).

(3)

إسحاق بن عبد الرحمن القاري، روي عن الإمام الحافظ صالح جزرة، والإمام أبي بكر بن أبي العوام المحدث، وغيرهما. انظر: تفسير أبي الليث السمرقندي (1/ 549) تاريخ ابن عساكر (11/ 41).

(4)

قاضي سمرقند أبو محمد أحمد بن محمد بن الفضل البلخي، له مرويات، وروي عن أبيه قصة والدة الإمام البخاري لما عَمي وهو صغير. انظر: تاريخ ابن عساكر (52/ 56) والسير للذهبي (12/ 393) والأنساب للسمعاني (1/ 409).

(5)

أبو الحسن حنش بن حرب البخاري. حدث عن النضر بن شميل وغيره. كناه محمد بن أحمد بن حريث، وعنه سهل بن السري. انظر: فتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده (رقم 1948).

(6)

لم أجد من أخرجه غير المؤلف، وإسناده حسن.

(7)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(8)

أحمد بن جرير بن المسيب أبو حامد البلخي. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 45): "رفيق أبي بمصر في رحلته الثانية، روى عن قتيبة، وهانئ بن المتوكل الإسكندراني، سمع منه أبي في مرافقته، سئل أبي عنه؟ فقال: صدوق".

(9)

قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي أبو رجاء البغلاني ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث رقم (333).

(10)

الأثر رجاله موثقون، ما عدا أبو الفضل بن ياسين فلم أعرفه.

(11)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(12)

الحسن بن حمويه بن الحسين، أبو محمد القاضي الإستراباذي، روى عنه محمد بن إسحاق بن راهويه، وخلق كثير، وكان على قضاء استراباذ مدة طويلة، وكان من القوامين بالليل المتهجدين بالأسحار، يضرب به المثل في قضاء حوائج المسلمين والقيام بأمرهم بنفسه وماله وجاهه توفي سنة 335 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (14/ 55).

ص: 591

التميمي

(1)

يقول: "الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان، على هذا أدركنا أبا معاذ وخلف وشداد وعكرمة وليث وإبراهيم، فمن جحد بها أو بالعرش والكرسي والميزان والصراط والشفاعة والحوض وعذاب القبر أو بواحد منها فهو كافر"

(2)

.

ذكر ذلك عبد الرحمن بن منده في كتاب "حُرمة الدين"

(3)

.

398 -

وذكر من وجهين عن مقاتل

(4)

في قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88]: "كل شيء فيه الروح، فأما الجنة والنار فإنها باقيتان لا تفنيان"

(5)

.

399 -

قال الدولابي أبو بشر في الكنى في ترجمة رافع الطائي

(6)

من الصحابة: حدثنا عمران بن بكار

(7)

، حدثنا أبو المغيرة

(8)

، حدثنا صفوان بن عمرو

(9)

، عن عبد الرحمن بن جبير

(10)

، عن رافع الطائي قال:"عَادَهُ ناسٌ من فقهاء الْجُنْدِ فقالوا: يا أبا الحسن. فقال: إن اللَّه عز وجل يقول: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)} [النبأ] فالحقب: ثمانون ألف سنة". وذكر حديثا طويلًا"

(11)

.

(1)

محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل البلخي، الحافظ الإمام الثقة الأوحد أبو عبد اللَّه البلخي، محدث بلخ وصاحب المسند الكبير والتاريخ والأبواب، وكان من أوعية الحديث ولم تتصل أخباره كما ينبغي. مات سنة 316 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 415) والتاريخ له (7/ 314) وتذكرة الحفاظ له (3/ 10).

(2)

الأثر رجاله موثقون، ما عدا محمد بن عمر بن طاهر فلم أعرفه.

(3)

كتاب حرمة الدين لعبد الرحمن بن منده لا يزال مفقودًا.

(4)

مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني أبو الحسن البلخي نزيل مرو ويقال له ابن دوال دوز كذبوه وهجروه ورمي بالتجسيم من السابعة مات سنة خمسين ومائة ل. التقريب لابن حجر (رقم 6868).

(5)

لم يتم الوقوف على أسناده. وانظر: تفسير مقاتل (4/ 25).

(6)

رافع بن عمرو وهو رافع، ابن أبي رافع ويقال: رافع بن عميرة بن جابر بن حارثة بن عمرو، وهو الحدرجان بن مخضب أبو الحسن السنبسي الوائلي الطائي، له صحبة، وهو الذي دل بخالد بن الوليد من العراق إلى الشام. انظر: معجم الصحابة لابن قانع (2/ 371) وتاريخ ابن عساكر (8/ 260).

(7)

عمران بن بكار بن راشد الكلاعي البَرَّاد الحمصي المؤذن ثقة س. التقريب لابن حجر (رقم 5146).

(8)

عبد القدوس بن الحجاج الخولاني أبو المغيرة الحمصي ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 374).

(9)

صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي ثقة بخ م 4. المصدر السابق (رقم 2938).

(10)

عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي الحمصي ثقة بخ م 4. المصدر السابق (رقم 3827).

(11)

أخرجه الدولابي في الكنى (رقم 379) وإسناده صحيح، وبعض رجاله على شرط البخاري وشرط مسلم.

ص: 592

قال أبو محمد بن حزم الأندلسي: "فإن قيل: قد قال اللَّه: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود: 107] قلنا: هذا صحيح، وهذا الاستثناء إنما هو للمُدَد التي كانت الأرواح فيها في الدنيا وفي البرزخ لا في جنة ولا في نار، وهذا استثناء مشاهد بالحواس فهو حق، ولا يجوز أن يُستثنى من عموم الخلود بدعوى لا برهان على صحتها". وذكر بقية كلامه في كتاب "الدرة في الاعتقاد"

(1)

.

400 -

وذكر الحارث بن أبي أسامة في مسنده في الجزء السادس عشر: حدثنا عبد الرحيم بن واقد

(2)

، حدثنا محمد بن خالد القرشي

(3)

، حدثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الشامي

(4)

، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الحَوك الحمقاء

(5)

بقلة طيبة كأني أراها نابتة في الجنة، والجرجير

(6)

بقلة خبيثة كأني أراها نابتة في النار"

(7)

.

401 -

وذكر: حدثنا عبد الرحيم بن واقد، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن ذكوان الهاشمي

(8)

، حدثنا أبان بن المحبر

(9)

، عن أبان بن أبي عياش

(10)

، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم له: "كلوا من الْهِنْدبَاءَ

(11)

ولا تَنْفُضُوهُ؛ فإنه ليس يوم من الأيام إِلَّا وقطرات من الجنة تَقْطُرُنَّ عليه"

(12)

.

(1)

انظر: الدرة فيها يجب اعتقاده لابن حزم (ص 208).

(2)

عبد الرحيم بن واقد الخراساني، ضعفه الخطيب وقال: في حديثه غرائب ومناكير؛ لأنها عن الضعفاء والمجاهيل. انظر: تاريخ الخطيب و (370/ 12) و (15/ 364).

(3)

محمد بن خالد القرشي مجهول مد ت. التقريب لابن حجر (رقم 5854).

(4)

عبد اللَّه بن عبد الرحمن الشامي مجهول، لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر. وقال الهيثمي في المجمع (5/ 34):"عبد اللَّه بن عبد الرحمن الشامي لم أعرفه وصوابه عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي وهو ضعيف".

(5)

الحوك نبت يسمي البقلة الحمقاء، وأهل نجد يسمونها الفرفخ، وأهل اليمن فيسمونها الرجلة. انظر: جمهرة اللغة لابن دريد (1/ 565).

(6)

الجِرْجيرُ: ضَرْبٌ من البُقول. انظر: معجم ديوان الأدب للفارابي (3/ 133).

(7)

ضعيف، قال البوصيري في إتحاف الخيرة (8/ 225):"فيه عبد الرحيم بن واقد وهو ضعيف".

(8)

إسماعيل بن إبراهيم بن ذكوان الهاشمي، مجهول، لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(9)

قال ابن حبان في المجروحين (1/ 98): "أبان بن المحبر شيخ يروي عن نافع روى عنه مروان بن معاوية يأتي عن نافع وغيره من الثقات ما ليس من أحاديثهم لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إِلا على سبيل الاعتبار".

(10)

أبان بن أبي عياش فيروز البصري أبو إسماعيل العبدي متروك د. التقريب لابن حجر (رقم 142).

(11)

الهندباء: بقل زراعي حولي ومحول من الفصيلة المركبة يطبخ ورقه أو يجعل سلطة. انظر المعجم الوسيط (2/ 997).

(12)

أخرجه الحارث في مسنده (رقم 534) ومن طريقه أبو نعيم في الطب النبوي (رقم 676) وابن بشكوال في الآثار المروية في الأطعمة السَّرية (رقم 105) وهو ضعيف جدًا.

ص: 593

402 -

أخبرنا خالي

(1)

، أنبأنا محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد

(2)

، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي

(3)

، أنبأنا عبد القادر بن عبد اللَّه الرهاوي

(4)

، أنبأنا عبد الجليل بن أبي سعد بن إسماعيل المعدل

(5)

، أنبأنا أبو عطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن

(6)

، أنبأنا أبو عبد اللَّه محمد بن محمد بن جعفر الماليني

(7)

بها، حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين

(8)

، حدثنا عبد الرحيم هو ابن حبيب الفاريابي

(9)

، حدثنا صالح هو ابن بيان

(10)

، عن أسد بن سعيد

(11)

، عن جعفر بن محمد

(12)

، عن أبائه

(13)

، عن علي قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر عنده الأدهان فقال: "فضل البنفسج

(14)

على سائر الأدهان، كفضلنا أهل البيت على سائر الخلق" وكان النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(2)

محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد ابن أخي الحافظ الضياء. ستأتي ترجمته في الحديث (رقم 430).

(3)

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار، الإمام رضي الدين أبو محمد المقدسي الحنبلي المقرئ، شيخ صالح، تال لكتاب اللَّه، ختم عليه القرآن خلق كثير، توفي سنة 635 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 178) والوافي للصفدي (18/ 142).

(4)

عبد القادر بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن وقيل: عبد اللَّه، الرهاوي الحنبلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 121).

(5)

عبد الجليل بن أبي سعد منصور بن إسماعيل بن أبي سعد بن أبي بشر بن محمد، العدل الجليل الصالح المعمر مسند هراة، وهو آخر من روى حديث أبي القاسم البغوي عاليا، توفي سنة 562 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 451) والتاريخ له (12/ 273).

(6)

الشيخ المسند الأمين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عاصم، أبو عطاء الهروي الجوهري، كان شيخًا ثقة، صدوقا. تفرد عن أبي معاذ الشاة، والماليني، توفي سنة 476 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 494) والتاريخ له (10/ 394).

(7)

محمد بن محمد بن جعفر بن محمود بن حسان أحد المحدثين بهراة، روى عن أحمد بن محمد بن علي الباشاني. روى عنه أبو عثمان الصابوني، وغيره، وأبو عطاء عبد الرحمن بن محمد الجوهري. انظر: التاريخ للذهبي (8/ 743).

(8)

المحدث الثقة أبو علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني الهروي، سمع علي بن خشرم وسفيان بن وكيع، وهذه الطبقة، وكان ثقة، توفي سنة 321 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 523) والتاريخ له (7/ 440).

(9)

عبد الرحيم بن حبيب بن عمر، أبو محمد الأنصاري حدث بخراسان وما وراء النهر. كان بفارياب وكان رجلًا لينا حسن المذهب يقع في أحاديثه بعض المناكير. انظر: تاريخ الخطيب (12/ 372).

(10)

صالح بن بيان الثقفي ويقال العبدي ويعرف بالساحلي، ولي قضاء سيراف، وحدث عن شعبة، وسفيان الثوري، وكان ضعيفا يروي المناكير عن الشيوخ الثقات، قال البرقاني: رأيت بخط الدارقطني: صالح بن بيان متروك. انظر: نفس المصدر (10/ 421).

(11)

أبو الحارث أسد بن سعيد بن كثير بن عفير المصري، سمع أباه، وابن وهب، والشافعي. روى عنه جبلة بن محمد، وعلى بن الحسن بن قديد، والمصريون. توفي في صفر سنة 260 هـ. انظر: تاريخ ابن يونس (1/ 40).

(12)

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صدوق فقيه إمام. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 204).

(13)

في بعض الروايات: عن أبيه، وهو محمد بن علي بن الحسين، أبو جعفر الباقر ثقة فاضل ع. التقريب لابن حجر (رقم 6151).

(14)

نبات زهري من الفصيلة البنفسجية من ذوات الفلقتين زرع للزينة، وأزهاره عَطِرة الرَّائحة. معجم اللغة العربية (1/ 249).

ص: 594

يدَّهن به ويستعط به". وذكر الحديث، وفيه: وذُكر له الحوك وهو الباذروج فقال: "بقلتي وبقلة الأنبياء قبلي، وإني لأحبها وآكلها وكأني أنظر إلى شجرتها نابتة في الجنة" وذُكر له الجرجير فقال:"أكرهها ليلا ولا بأس بها نهارًا وكأني أنظر إلى شجرتها نابتة في جهنم" وفيه: وذكر الهندباء فقال: "كلوا الهندباء من غير أن تُنفض أو تُغسل، فإنه ليس منها ورقة إِلا وفيها من ماء الجنة". الحديث بطوله. هذا حديث منكر بل موضوع

(1)

.

403 -

وقال أبو رجاء محمد بن حمدويه الهُوْرْقَانِي

(2)

: حدثنا أشعث بن يزيد

(3)

، أنبأنا محمد بن جيهار

(4)

، عن عمر بن موسى

(5)

، عن القاسم

(6)

، عن أبي أمامة قال: أتي رسول اللَّه بالحَوك فقال: "بقلة طيبة رأيتها نابتة في الجنة" وأُتي بالجرجير فقال: "ريح خبيث كأني قد رأيتها نابتة في النار". رواه في تاريخ المراوزة

(7)

.

404 -

وقال ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال: حدثنا خالد بن خِداش

(8)

، حدثنا عباد بن عباد

(9)

، عن يزيد الرقاشي

(10)

، عن أنس بن مالك قال: قال عثمان بن عفان: "ليأتين على جهنم يومٌ وما فيها أحد" قال: "يعني الموحدين"

(11)

.

(1)

الحديث روي من طرق عن محمد بن جعفر عن أبيه عن علي. أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 2892) وأبو نعيم في الطب النبوي (رقم 905) وابن بشكوال في الآثار المروية في الأطعمة السرية (رقم 141) وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 64 - 66) وقال: "فضل دهن البنفسج فيه: عن علي والحسين وأبي سعيد وأبي هريرة. . . هذه الأحاديث كلها موضوعة".

(2)

الإمام المحدث أبو رجاء محمد بن حَمْدُوَيْه بن موسى بن طريف السِّنْجِيّ المروزي الهُوْرْقَانِي، صاحب تاريخ المراوزة، توفي سنة 306 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 253) والتاريخ له (7/ 108) وتاريخ الخطيب (3/ 489).

(3)

أشعث بن يزيد الشامي من أهل دمشق. ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 63).

(4)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(5)

عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي. قال ابن حبان في المجروحين (2/ 86): "كان ممن يروي المناكير عن المشاهير فلما كثر في روايته عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى خرج عن حد العدالة إلى الجرح فاستحق الترك". وقال ابن عدي في الكامل (6/ 23): "هو في عداد من يضع الحديث متنا وإسنادًا".

(6)

القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة صدوق يغرب كثيرًا بخ 4. التقريب لابن حجر (رقم 5470).

(7)

حديث موضوع، آفته عمر بن موسى الوجيهي، وهو وضاع.

(8)

خالد بن خِدَاش أبو الهيثم المهلبي مولاهم البصري صدوق يخطئ بخ م كد س. التقريب لابن حجر (رقم 1633).

(9)

عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب ابن أبي صفرة الأزدي أبو معاوية ثقة ربما وهم ع. نفس المصدر (رقم 3132).

(10)

يزيد بن أبان الرقَاشي أبو عمرو البصري القاصّ زاهد ضعيف بخ ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(11)

إسناده ضعيف، فيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف.

ص: 595

405 -

وقال حرب الكرماني

(1)

: حدثنا عبيد اللَّه بن معاذ

(2)

، حدثنا أبي

(3)

، حدثنا شعبة

(4)

، عن أبي بَلْج

(5)

، سمع عمرو بن ميمون

(6)

يُحدث عن عبد اللَّه بن عمرو قال: "ليأتين على جهنم يوم تصطفق فيه أبوابها ليس فيها أحد وذلك ما يلبثون فيها أحقابًا"

(7)

.

406 -

وقال: حدثنا عبيد اللَّه، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن يحيى بن أيوب

(8)

، عن أبي زرعة

(9)

، عن أبي هريرة قال:"ما أنا بالذي لا أقول أنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد" وقرأ: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)} [هود: 106] الآية، قال عبد اللَّه:"كان أصحابنا يقولون: يعني به الموحدين"

(10)

.

407 -

وقال حرب: سألت إسحاق قلت: قول اللَّه: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود: 107]؟ قال: "أتت هذه الآية على كل وعيد في القرآن"

(11)

.

(1)

حرب بن إسماعيل بن خلف الحنظلي الكرماني أبو محمد وقيل أبو عبد اللَّه، رجل جليل كتب مسائل سمعها من أبي عبد اللَّه. قال: هذه المسائل حفظتها قبل أن أقدم إلى أبي عبد اللَّه وقبل أن أقدم إلى إسحاق بن راهويه. وقال: هي أربعة آلاف عن أبي عبد اللَّه وإسحاق بن راهويه ولم أعدها. وكان رجلًا فقيه البلد. انظر: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 146).

(2)

عبيد اللَّه بن معاذ بن معاذ العنبري أبو عمرو البصري ثقة حافظ خ م د س. التقريب لابن حجر (رقم 4341).

(3)

معاذ بن معاذ بن نصر العنبري أبو المثنى البصري القاضي ثقة متقن ع. نفس المصدر (رقم 6740).

(4)

هو الإمام شعبة بن الحجاج.

(5)

أبو بَلْج الفزاري الكبير يحيى بن سليم صدوق ربما أخطأ 4. التقريب لابن حجر (رقم 8003).

قال الذهبي في الميزان (4/ 384): "قال البخاري: فيه نظر. وقال أحمد: روى حديثا منكرا. وقال ابن حبان: كان يخطئ. وقال الجوزجاني: غير ثقة. ومن بلايا أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبد اللَّه بن عمرو أنه قال: ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد. وهذا منكر. قال ثابت البناني: سألت الحسن عن هذا فأنكره".

(6)

عمرو بن ميمون الأودي أبو عبد اللَّه ويقال أبو يحيى مخضرم مشهور ثقة عابد ع. نفس المصدر (رقم 5122).

(7)

إسناده ضعيف، فيه أبو بَلْج الفزاري، صدوق ربما أخطأ، وإن صح فيحمل على عصاة الموحدين.

(8)

يحيى بن أيوب الغافقي أبو العباس المصري صدوق ربما أخطأ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 326).

(9)

أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللَّه البجلي ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 107).

(10)

لم أجد من أخرجه غير المؤلف، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

(11)

انظر: الرد على من قال بفناء النار لابن تيمية (ص 68) وحادي الأرواح لابن القيم (1/ 358) وشفاء العليل له (ص 258) ومختصر الصواعق له (ص 262).

ص: 596

408 -

قال سعيد بن منصور: حدثنا هُشيم

(1)

، عن أبي بَلْج، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن عبد اللَّه بن عمرو في قوله:{لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)} [النبأ] قال: "الحقب الواحد ثمانون سنة"

(2)

.

قلتُ: تأنيث حِقَب هو من سَنَةٌ حِقبة، كما قال علقمة بن عبدة

(3)

:

قد عُرِّيَتْ حِقبةً حتى اسْتَطَفَّ لها

كِتْرٌ كَحَافَةِ كِيْرِ القَينِ ملمومُ

(4)

409 -

عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله:{جَنَّاتُ عَدْنٍ} [الرعد: 23] قال: "معدنهم فيها أبدًا". رواه إسحاق ابن راهويه

(5)

.

410 -

وفي حديث عبيد بن رفاعة الزرقي

(6)

، عن أبيه في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد:"اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول". الحديث رواه البخاري في الأدب

(7)

.

(1)

هُشيم بن بَشير السلمي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 337).

(2)

أخرجه الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال (رقم 2250) والطبري (15/ 310) وإسناده ضعيف فيه أبو بلج، وأما المتن فصحيح فإن له شاهد من قول ابن مسعود عند الحاكم (رقم 3890) وقال:"حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

وروي مرفوعًا من حديث أبي هريرة عند البزار (رقم 9049) وقال: "وهذا الحديث لا نعلم أحدا رفعه إِلا الحجاج بن نصير عن همام وغيره يوقفه". قال الهيثمي في المجمع (7/ 133): "رواه البزار، وفيه حجاج بن نصير، وثقه ابن حبان وقال: يخطئ ويهم، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات". وقال الألباني في الضعيفة (11/ 640): "الحديث بهذا اللفظ المختصر حسن بمجموع الطريقين".

وروى عن قتادة نحوه عند عبد الرزاق في تفسيره (رقم 3456) والطبري (24/ 25).

(3)

علقمة بن عبدة بن ناشرة الشاعر المشهور أحد شعراء الجاهلية وقيل له الفحل من أجل رجل آخر يقال له علقمة الخصي. انظر: المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض شعرهم لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي (ص 198).

(4)

الكتر: السنام العظيم. ويقال: الكتر: بناء مثل القبة، شَبَّه السنام به. واستطف: أشرف وأمكن. انظر: تهذيب اللغة للأزهري (10/ 78).

(5)

أخرجه أيضًا ابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 10350) عن أبيه، عن النفيلي، عن محمد بن سلمة، عن خُصيف، عن عكرمة به مثله. وفي إسناده خُصيف بن عبد الرحمن وهو صدوق سيء الحفظ خلط بأخرة ورمي بالإرجاء. التقريب لابن حجر (رقم 1718).

(6)

عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري الزرقي ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ووثقه العجلي بخ 4. نفس المصدر (رقم 4372).

(7)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 15492) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 699) والنسائي في الكبرى (رقم 10370) والبزار (رقم 3724) والبغوي في معجم الصحابة (رقم 684) والطبراني في الكبير (رقم 4549) والدعاء (رقم 1075) والحاكم (رقم 4308) وقال: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". وقال الذهبي: "لم يخرجا لعبيد، وهو ثقة، والحديث مع نظافة إسناده منكر، أخاف أن يكون موضوعًا". وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 4123) والبيهقي في القضاء والقدر (رقم 370) وقال الهيثمي في المجمع (6/ 122): "رواه أحمد، والبزار، واقتصر على عبيد بن رفاعة عن أبيه وهو الصحيح، وقال: "اللهم قاتل كفرة أهل الكتاب". ورجال أحمد رجال الصحيح".

ص: 597

411 -

قال الدارقطني: حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد اللَّه بن نصر بن بجير القاضي

(1)

، حدثنا محمد بن يحيى بن زكريا الحراني

(2)

، حدثنا الحسن بن محمد بن أعين

(3)

، حدثنا محمد بن عبد اللَّه القرشي المكي

(4)

: أن خاله محمد بن عبد اللَّه بن أبي مليكة

(5)

حدثه، عن أبيه

(6)

، عن مروان بن الحكم، عن عمر بن الخطاب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُتغبَّطنَّ فاجرًا بنعمة رحب الذراعين، يسفك دماءَ المسلمين؛ فإن له عند اللَّه قاتلًا لا يموت: جهنم كلما خبت زدناهم سعيرًا"

(7)

. غريب من حديث مروان بن الحكم عن عمر بن الخطاب، يرويه عبد اللَّه بن أبي مليكة. ولم يروه عنه غير ابنه محمد، ولم نكتبه إِلا من هذا الوجه، ولا أعلم لمحمد بن عبد اللَّه بن أبي مليكة مسندًا غير هذا

(8)

.

412 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى

(9)

، أنبأنا يوسف بن خليل

(10)

، أخبرنا خليل بن أبي الرجاء، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا الطبراني، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم

(11)

، حدثنا سهل بن عثمان

(12)

،

(1)

أحمد بن عبد اللَّه بن نصر بن بجير بن عبد اللَّه بن صالح بن أسامة أبو العباس الذهلي كان من شيوخ القضاة ومتقدميهم، ولي قضاء البصرة وواسط وغيرهما من البلدان وكان ثقة، توفي سنة 322 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (5/ 378).

(2)

محمد بن يحيى بن كثير الحراني توفي سنة 267 هـ. وثقه ابن حبان (9/ 142).

(3)

الحسن بن محمد بن أعين الحراني أبو علي وقد ينسب إلى جده صدوق خ م س. التقريب لابن حجر (رقم 1280).

(4)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(5)

محمد بن عبد اللَّه بن أبي مليكة. قال الذهبي في الميزان (3/ 609) لا يعرف، ضعفه ابن معين.

(6)

عبد اللَّه بن أبي مليكة أدرك ثلاثين من الصحابة، ثقة فقيه ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 179).

(7)

إسناده ضعيف جدًا، فيه محمد بن عبد اللَّه بن أبي مليكة، مجهول.

(8)

هذا كلام الإمام الدارقطني في الأفراد.

(9)

إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(10)

هو أبو الحجاج يوسف بن خليل ابن قراجا الدمشقي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(11)

الحافظ، المجود، العلامة، المفسر، أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، ثم الأصبهاني، إمام جامع أصبهان، كان من أوعية العلم، صنف المسند والتفسير وغير ذلك. توفي سنة 291 هـ. انظر: تاريخ أصبهان لأبي نعيم (2/ 75) والسير للذهبي (13/ 530) والتاريخ له (6/ 975).

(12)

سهل بن عثمان العسكري كنيته أبو مسعود سكن مات قبل سنة 240 هـ. ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 292).

ص: 598

حدثنا عبد اللَّه بن مسعر بن كِدام

(1)

، عن جعفر بن الزبير

(2)

، عن القاسم

(3)

، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على جهنم يوم، كَأَنَّهَا زَرْعٌ هَاجَ وَآخَرُ تَخْفِقُ أَبْوَابُهَا"

(4)

.

413 -

روى ابن عدي: لعمرو بن شِمْر

(5)

-وهو متروك- عن ليث بن أبي سليم

(6)

، عن عبد الرحمن بن سابط

(7)

، عن عبادة بن الصامت رفعه:"الحُقُبُ أربعون سنة"

(8)

.

414 -

قال ابن ماجه في تفسيره: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق

(9)

قال: سمعت خارجة

(10)

يقول: "كفرت الجهمية في غير موضع من كتاب اللَّه، قولهم إن الجنة تفني، قال اللَّه: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} [ص: 54] فمن قال: إنها تنفد فقد كفر"

(11)

.

(1)

عبد اللَّه بن مسعر بن كدام. قال العقيلي في الضعفاء (2/ 304): عبد اللَّه بن مسعر بن كدام عن أبيه لا يتابع عليه، ولا يعرف إِلا به. وقال الذهبي في الميزان (1/ 502): قال أبو حاتم: متروك الحديث. وفي معجم الطبراني من حديث هذا التالف: عن الزبير بن سعيد، عن القاسم، عن أبي أمامة في انقطاع عذاب جهنم. وهذا باطل.

(2)

جعفر بن الزبير الحنفي أو الباهلي الدمشقي نزيل البصرة متروك الحديث وكان صالحًا في نفسه ق. التقريب لابن حجر (رقم 939).

(3)

القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة صدوق يغرب كثيرًا بخ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 403).

(4)

أخرجه أيضًا الذهبي في تاريخه (10/ 177) وهو حديث باطل كما قال الذهبي سابقًا.

(5)

عمرو بن شمر الجعفي كنيته أبو عبد اللَّه كان رافضيا يشتم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات في فضائل أهل البيت وغيرها لا يحل كتابة حديثه إِلا على جهة التعجب. انظر: المجروحين لابن حبان (2/ 75).

(6)

الليث بن أبي سليم صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 291).

(7)

عبد الرحمن بن سابط ويقال: ابن عبد اللَّه بن سابط وهو الصحيح الجمحي المكي ثقة كثير الإرسال م 4. التقريب لابن حجر (رقم 3867).

(8)

أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 228).

(9)

علي بن الحسن بن شقيق أبو عبد الرحمن المروزي ثقة حافظ ع. التقريب لابن حجر (رقم 4706).

(10)

خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي، أبو الحجاج الخراساني السرخسي. مختلف فيه: منهم من قبل حديثه ما عدا ما رواه عن غياث بن إبراهيم، ومنهم من ضعفه، ومنهم من تركه، ومنهم من كذبه. وقال أبو أحمد بن عدي في الكامل (3/ 503):"له حديث كثير، وأصناف فيها مسند ومقاطيع، وحدث عنه أهل العراق، وأهل خراسان وهو ممن يكتب حديثه، وعندي أنه إذا خالف في الإسناد أو المتن فإنه يغلط ولا يتعمد، وإذا روى حديثا منكرا، فيكون البلاء ممن روى عنه، فيكون ضعيفا، وليس هو ممن يتعمد الكذب". وانظر: تهذيب الكمال للمزي (8/ 19 - 51).

(11)

أخرجه أيضًا عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 77) وابن بطة في الإبانة (رقم 330).

ص: 599

415 -

قال أبو أحمد بن علي الحافظ: حدثنا ابن مُكْرَمٍ

(1)

، ومحمد بن إسماعيل البَصَلاني

(2)

قالا: حدثنا عبيد اللَّه هو ابن يوسف الجبُيري

(3)

، حدثنا سليمان بن مسلم الكوفي

(4)

عن سليمان التيمي

(5)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن اللَّه لا يخرج من دخل النار حتى يمكثوا فيها أحقابا، والْحِقْبُ بضع وثمانون سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم ألف سنة". زاد ابن مُكْرَمِ: "مما تعدون".

وقال ابن إسماعيل: حدثني نافع وقال: "واللَّهِ لا يخرج". فذكره

(6)

.

قال ابن عدي: "هذا منكر جدًا، وسُلَيْمَان بْن مسلم هذا قليل الحديث، وَهو شبه المجهول ولم أر للمتقدمين فيه كلام"

(7)

.

ورواه الدارقطني في الجزء التاسع والتسعين من الأفراد: عن أبي حامد محمد بن هارون

(8)

، وأبي محمد بن صاعد

(9)

، عن عبيد اللَّه بن يوسف الجبيري. وقال:"تفرد به سليمان بن مسلم، عن التيمي".

ورواه أبو بكر الشافعي في الخامس من الغيلانيات: عن جعفر بن محمد كَزَالٍ

(10)

، عن الحسن بن قَزَعَةَ

(11)

، عن سليمان بن مسلم.

(1)

الإمام الحافظ البارع الحجة محمد بن الحسين بن مكرم أبو بكر البغدادي، قال الدارقطني: ثقة. قال إبراهيم بن فهد: ما قدم علينا من بغداد أعلم بالحديث منه. مات سنة 309 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (3/ 21) والسير للذهبي (14/ 286) والتاريخ به (7/ 148).

(2)

محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد أبو بكر البندار المعروف بالبَصَلاني. قال الدارقطني: ثقة. وقال الذهبي: شيخ بغدادي ثقة جليل. انظر: تاريخ الخطيب (2/ 375) والتاريخ للذهبي (7/ 243).

(3)

عبيد اللَّه بن يوسف الجُبيري أبو حفص البصري صدوق من الحادية عشرة ق. التقريب لابن حجر (رقم 4706).

(4)

أبو المُعلى سليمان بن مسلم الخزاعي بصري ويقال كوفي. قال العقيلي في الضعفاء (2/ 139): "مجهول ولا يتابع على حديثه". وقال ابن حبان في المجروحين (1/ 332): "شيخ يروي عن سليمان التيمي ما ليس من حديثه لا تحل الرواية عنه إِلا على سبيل الاعتبار". وقال أبو نعيم في الضعفاء (ص 87): "يروي المناكير، لا شيء".

(5)

سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 253).

(6)

أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 287).

(7)

وقال ابن عدي أيضًا في الكامل (4/ 287 - 288): "إِلا أني أحببت أن أذكره فأبين أن أحاديثه بمقدار ما يرويه، لا يتابع عليه، وحديث سليمان التيمي من رواية سليمان بن مسلم منكر جدًا".

(8)

محمد بن هارون بن عبد اللَّه أبو حامد الحضرمي المعروف. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 82).

(9)

يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب أبو محمد مولى أبي جعفر المنصور. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(10)

جعفر بن محمد بن كزال. قال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال مسلمة: ثقة. انظر: اللسان لابن حجر (2/ 126).

(11)

الحسن بن قزعة الهاشمي مولاهم البصري صدوق من العاشرة ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 1278).

ص: 600

وهو عندنا في كتاب صفة النار لضياء الدين المقدسي

(1)

.

وقال أبو عمر الطلمنكي: "وأجمع المسلمون على أن الجنة والنار مخلوقتان بعد، وعلى أن اللَّه قد أعدَّهما لأهلهما".

قال: "وكذلك أجمعوا على أنهما لا تبيدان ولا تفنيان"

(2)

.

قال: "وأجمعوا على أن الجنة التي كان فيها آدم ولما أخرج عنها هي جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة، فمن قال غير ذلك فهو داخل في جملة الزائغين".

‌51 - باب خلق النفس والروح

وقد قيل: إن النفس هي الروح، قال أحمد بن عمران بن سلامة البغدادي الأخفش النحوي

(3)

في حديث: "إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة"

(4)

"النَّسَمةُ النفس والروح، والجسد نفسه يقال له: نسمة، وأما في هذا الحديث فإنها يَعني الروح". وقول اللَّه تعالى في سورة الفجر: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} [الفجر] وعن ابن عباس أنه قرأ: {فادخلي في عَبْدي} ذكره أبو عبيد والفراء

(5)

. وقوله: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)} [الشمس]{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)} [التكوير]{سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا} [يس: 36]{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ} [الزمر: 56] إلى {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ} [الزمر: 59] قُرئت بكسر الكاف والتاء حكاه الفراء، قال:"كأنه يخاطب النفس، وهو وجه حسن؛ لأنه ذَكَر النفس فخاطبها أولًا فأجرى الكلام الثاني على النفس في خطابها"

(6)

.

(1)

وأخرجه أيضًا البزار (رقم 5980) وابن حبان في المجروحين (1/ 332) وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 267) وابن مردوية والديلمي كما في الدر المنثور للسيوطي (8/ 395) وقال الذهبي في الميزان (2/ 223): "موضوع". وقال الهيثمي في المجمع (10/ 395): "رواه البزار، وفيه سليمان بن مسلم الخشاب، وهو ضعيف جدًا".

(2)

هذا اعتقاد السلف أهل السنة والجماعة. انظر: الإبانة للأشعري (ص 22) بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (1/ 115) واجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (2/ 294) وشرح الطحاوية لابن أبي العز (2/ 614).

(3)

أحمد بن عمران بن سلامة الألهاني أبو عبد اللَّه النحوي يعرف بالأخفش، كان نحويا لغويا أصله من الشام وتأدب بالعراق، مصنف "غريب الموطأ" وهو جزآن،، مات سنة 260 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (6/ 29) والوافي للصفدي (7/ 177).

(4)

روي من طرق عن كعب بن مالك. أخرجه مالك (رقم 820) وعبد الرزاق (رقم 149، 2681) والحميدي (رقم 898) والإمام أحمد (رقم 15777، 15778، 15787، 15792، 27166) وعبد بن حميد (رقم 149، 2681) والنسائي (رقم 2073) وابن ماجه (رقم 4271) وغيرهم، وهو حديث صحيح.

(5)

انظر: معاني القرآن للفراء (3/ 263) ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (5/ 325).

(6)

انظر: معاني القرآن للفراء (2/ 423).

ص: 601

416 -

أخبرتنا زينب ابنة أحمد، أنبأنا يوسف بن خليل، أخبرنا محمد بن أبي زيد

(1)

، أخبرنا محمود بن إسماعيل

(2)

، أخبرنا أبو بكر بن شاذان

(3)

، أخبرنا أبو بكر بن فورك

(4)

، أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا ابن كاسب

(5)

، حدثنا عبد اللَّه بن عبد اللَّه

(6)

، حدثنا معن بن محمد الغفاري

(7)

، عن حنظلة بن علي الأسلمي

(8)

، عن أبي هريرة: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} [الشمس] قال: "اللهم آت نفسي تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها". قال: وهو في الصلاة

(9)

.

قال محمد بن نصر المروزي: "لا اختلاف بين المسلمين أن الأرواح التي في آدم وفي عيسى عليه السلام ومن سواهما من بني آدم كلها مخلوقة، اللَّه خلقها وأنشأها وكونها واخترعها بعد أن لم يكن، ثم أضافها إلى نفسه كما أضاف إليه سائر خلقه، قال اللَّه عز وجل: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: 13] وقال: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53] ".

قال: "فروح آدم وعيسى وسائر الأرواح تضاف إلى اللَّه فيقال: "هي مِنْهُ" على معنى: أنها خَلْقٌ له ومُلْكٌ له، وكذلك نور المؤمن والأنبياء والأنوار كلها تضاف إلى اللَّه ويقال: هي منه على أنها خلقٌ له ومُلكٌ له".

(1)

أبو عبد اللَّه محمد بن أبي زيد بن أبي نصر الكراني الأصبهاني الخباز. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 86).

(2)

أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الأشقر الصيرفي الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 80).

(3)

أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان أبو بكر البزاز. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 351).

(4)

عبد اللَّه بن محمد بن محمد بن فورك بن عطاء، أبو بكر الأصبهاني المقرئ القباب. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 263).

(5)

يعقوب بن حميد بن كاسب المدني وقد ينسب لجده صدوق ربما وهم عخ ق. التقريب لابن حجر (رقم 7815).

(6)

عبد اللَّه بن عبد اللَّه الأموي حجازي لين الحديث ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 209).

(7)

معن بن محمد بن معن بن أبي نضلة الغفاري مقبول خ م س ق. التقريب لابن حجر (رقم 6822).

(8)

حنظلة بن علي بن الأسقع الأسلمي المدني ثقة بخ م د س ق. نفس المصدر (رقم 1584).

(9)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 140) والمؤلف من طريقه كما هنا، وأخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 7381) وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (8/ 413) والشهاب القضاعي (رقم 1481) وابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي (8/ 529).

وله شاهد من حديث ابن عباس. أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 11191) وقال الهيثمي في المجمع (7/ 138): "رواه الطبراني وإسناده حسن. لكن في إسناده ابن لهيعة وفيه ضعف". وحسنه الألباني بشواهده في ظلال الجنة (رقم 319).

ص: 602

قال: "ويقال: عِلْم اللَّه من اللَّه وقدرته منه وكلامه وإرادته وحكمه وسمعه وبصره ورحمته ووجهه ويداه منه، فهذه صفات ذاته تضاف إليه على أنها صفةٌ له ونعتٌ له، لم يزل بهذه الصفات ولا يزال بها لا على أنها خلقٌ له ومُلْكٌ له فافهم الفرق بين الإضافتين"

(1)

.

‌قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85].

417 -

عن الأعمش، عن إبراهيم

(2)

، عن علقمة

(3)

، عن عبد اللَّه قال: بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث المدينة وهو يتوكأ على عسيبٍ معه فمر بنفر من اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح؟ وقال بعضهم: لا تسلوه لا يجيء منه شيء تكرهونه، فقل بعضهم: لنسألنه، فقام رجل منهم فقال: يا أبا القاسم ما الروح؟ فسكت، فقلت: إنه يوحى إليه، فقمتُ فلما انجلى عنه قال:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء]. قال الأعمش: هكذا في قراءتنا. رواه البخاري ومسلم

(4)

.

418 -

قال ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات: حدثني سريج بن يونس

(5)

، حدثنا عبيدة بن حميد

(6)

، أخبرني عمار

(7)

، عن سالم بن أبي الجعد

(8)

، قال: قال حذيفة: "الروح بيد مَلَكٍ، وإن الجسد لَيُغَسَّلُ، وإن ذلك المَلَك ليمشي معه إلى القبر، فإذا سُوِّيَ عليه سَلَكَ فيه فذلك حينَ يُخاطَب"

(9)

.

(1)

هذا النقل عن الإمام محمد بن نصر المروزي من كتابه "الرد على ابن قتيبة" وهو مفقود، وذكره الإمام ابن القيم في كتاب الروح (ص 145).

(2)

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي الفقيه ثقة إلا أنه يرسل كثيرا ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 56).

(3)

علقمة بن قيس بن عبد اللَّه النخعي الكوفي ثقة ثبت فقيه عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 53).

(4)

أخرجه البخاري (رقم 125، 7279، 7462) ومسلم (رقم 2794) وغيرهم.

(5)

سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي أبو الحارث مروذي الأصل ثقة عابد خ م س. التقريب لابن حجر (رقم 2219).

(6)

عبيدة بن حميد الكوفي الحذاء صدوق نحوي ربما أخطأ خ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(7)

عمار بن معاوية الدُّهْني أبو معاوية البجلي الكوفي صدوق يتشيع م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(8)

سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الكوفي ثقة وكان يرسل كثيرا ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 298).

(9)

الأثر ضعيف وإسناده منقطع، سالم بن أبي الجعد لم يلق حذيفة بن اليمان ولم يسمع منه.

ص: 603

قال أبو محمد بن حزم في كتاب الدُّرة: "والروح والنفس شيءٌ واحدٌ، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة ناموا عن الصلاة: "إن أرواحنا كانت بيد اللَّه فردها إذا شاء"

(1)

. أو كما عليه السلام، وقال له بلال في ذلك الحين:"أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك يا رسول اللَّه"

(2)

. فلم ينكر ذلك عليه النبيُّ عليه السلام"

(3)

.

الأقوال التي حُكيت للناس في الروح حكيت لهم في النفس.

وقال أبو محمد البغوي: "الروح المركب في الخلق الذي يحيى به الإنسان، تكلم فيه قوم فقال بعضهم: هو الدم ألا ترى أن الحيوان إذا مات لا يفوت منه إلا الدم. وقال قوم: هو نفس الحيوان بدليل أنه يموت باحتباس النفس. وقال قوم: هو عَرَض. وقال قوم: هو جسم لطيف. وقال بعضهم: الروح معني اجتمع فيه النور والطيب والعلو والعلم والبقاء، ألا ترى أنه إذا كان موجودا يكون الإنسان موصوفًا بجميع هذه الصفات، وإذا خرج ذهب الكل. وأولى الأقاويل: أن يوكل علمه إلى اللَّه عز وجل، وهو قول أهل السنة. قال عبد اللَّه بن بريدة

(4)

: إن اللَّه لم يُطْلِع على الروح مَلَكًا مقربًا ولا نبيًا مرسلًا"

(5)

.

وقال أبو الحسن الآمدي علي بن الحسن

(6)

: "وقد اختلف الأولون في أمر النفس الإنسانية، فقال قوم: أنها عَرَض، لكن منهم من قال: أنها من جملة القوى الفعالة، ومنهم من قال: أنها مزاج. وقال قوم: أنها جسم، ثم منهم من قال: أنها جسم عنصري، ومنهم من قال: أنها الروح، ومنهم من قال: أنها الدم.

(1)

أخرجه البخاري (رقم 595) وغيره من حديث أبي قتادة، ولفظه:"إن اللَّه قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء".

(2)

أخرجه مسلم (680/ 309) ومالك (رقم 35) والشافعي في مسنده (رقم 152) وأبو داود (رقم 435) والترمذي (رقم 3163) وابن ماجه (رقم 697) وغيرهم.

(3)

انظر: الدرة فيما يجب اعتقاده لابن حزم (ص 217 - 218).

(4)

عبد اللَّه بن بريدة الأسلمي أبو سهل المروزي قاضيها ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(5)

انظر: تفسير البغوي (5/ 126).

(6)

السيف الآمدي أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد الحنبلي ثم الشافعي المتكلم العلامة صاحب التصانيف العقلية. قرأ القراءات والفقه ودرس على ابن المني وسمع من ابن شاتيل ثم تفقه للشافعي علي ابن فضلان وبرع في الخلاف وحفظ طريقة الشريف وتفنن في علم النظر وكان من أذكياء العالم، أقرأ بمصر مدة فنسبوه إلى دين الأوائل وكتبوا محضرًا بإباحة دمه. فهرب وسكن بحماة ثم تحول إلى دمشق ودرس لعزيزية ثم عزل لأمر اتهم فيه ولزم بيته يشتغل. ولم يكن له نظير في الأصلين والكلام والمنطق توفي سنة 631 هـ. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (3/ 294) والعبر للذهبي (3/ 210).

ص: 604

والذي ذهب إليه المحققون منهم: أنه جوهر بسيط مجرد عن المادة دون علائق المادة، ويدل عليه أن كل عاقل يحدث نفسه أنه يعمل شيئًا ما، فإن كان بسيطة لا يركب منه فيهو المطلوب، وإن كان مركبًا ففيه البسيط، والبسيط غير متحرك، والمدرك له إما أن يكون بسيطًا أو مركبًا لا جائزٌ أن يكون مركبًا، وإلا فالمُدرك منه إما البعض أو الكل، فإن كان المُدرك البعض دون الكل فإن كان مركبًا عاد التقسيم وتسلسل، وإن كان بسيطًا في النفس والباقي خارج عنها، وإن كان المُدرك هو الأجزاء فإما أن يكون كل جزءٍ أُدرك بإدراك الآخر أو غيره، فإن كان الأول لزم حصول العلم بالشيء الواحد مرارًا وهو خلاف ما نجده من أنفسنا، وإن كان الثاني فقد لزم التجزئ فيها لا يتجزئ وذلك محالٌ، فلم يبق إلا أن يكون المُدرك للبسائط بسيطًا لا تركيب فيه، فلا يكون جسمًا ولا قائمًا بالجسم، وهو إما أن يكون جوهرًا أو عرضًا، فإن كان جوهرًا فهو المطلوب، وإن كان عَرضًا فموضوعه لا بد وأن يكون جوهرًا بسيطًا، وإلا لزم منه التجزئ فيما لا يتجزئ له، أو عدم التجزئ في المتجزئ وهو محالٌ، وذلك هو المعنى بالنفس الناطقة"

(1)

.

قلتُ

(2)

: "هذه الحجة التي ذكرها هو وغيره على أن النفس ليست بجسم قد نقضها عليهم شيخنا أبو العباس وبين فسادها بكلام مُفصَّلٍ مبسوطٍ ليس هذا موضع حكايته".

فمنه: "أن قولهم: "العلم بما لا ينقسم لا ينقسم". كلام لا حقيقة له؛ إذ حاصله أن العلم بما لا اختيار فيه، وما لا اختيار فيه لا يُعلم بل لا يوجد، فلا يُتصور أن يقوم علمه بمحلٍّ أصلًا، وإنما مدار حجتهم على إثبات موجود لا اختيار فيه، كما أثبتوا جُزءًا لا ينقسم أو يقبل الانقسام إلى غير نهاية.

فما ادَّعوهُ من الجزء والانقسام المحصور الذي هو فصلُ بعضهِ عن بعض كما نفوه من الانقسام الذي يُعني به إمكان تعلق العلم والإدراك ببعضه دون بعض، فلا ذلك المثبت له تلك القسمة له وجود، ولا هذا المنفي عنه هذه القسمة له وجود، بل كل موجود ثبتت له هذه المناسبة والقيام بالنفس الذي سَمَّوه انقسامًا، وليس في الموجودات ما ينفصل بعضه عن بعض حتى ينتهي إلى جزئهم، أو ينقسم دائمًا، وأما ما ذكروه من أن النفس يقوم بها العلم بالأمور الكلية كالإنسانية والجسمية التي لا توجد إلا في الأذهان، والكلي المجرد عن جميع الأمور

(1)

انظر: أبكار الأفكار في أصول الدين للآمدي (4/ 274) وكلامه غير صحيح ورد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية كما سيأتي بعده.

(2)

القائل هو ابن المحب الصامت رحمه الله.

ص: 605

الشخصية، فلو كان محله جسمًا لكان له مقدار معين، فيقال لهم: إن كانت هذه الحجة صحيحة فيلزم أن تكون النفس أمرًا كليًا لا يتعين ولا يتميز عن غيره، ولا له وجود خارجي يتخصص به، وهذا في الحقيقة قول بعدم النفس وتعطيل لها، لأن كل موجود فلا بد له من تعين يتخصص به في الخارج، فحجتهم هذه توجب عدم النفس من حيث ظنوا تجريدها، كما أن احتجاجهم على تنزيه الباري يوجب تعطيله حيث يجعلونه الوجود المطلق الذي لا يتعين، وذلك يمتنع وجوده في الخارج، وذلك لأنهم إذا قالوا: النفس يقوم بها أمور كلية، وجعلوا المحل كالحال في ذلك لزم أن تكون النفس كلية، وإن لم يجعلوا المحل كالحال بطلت الحجة"

(1)

.

قال أبو محمد بن حزم: "من قال إن الروح عَرَض لا يبقي وقتين بل يفني ويضمحل، وأن النفس ليست شيئًا غير الهواء الداخل والخارج بالتنفس، ما قال هذا القول أحد ممن ينتمي إلى الإسلام إلا أبو الهذيل العلاف المعتزلي، وهي إحدى شنعه المخرجة له عن الإسلام ثم اتبعه على ذلك الطائفة المنتمية إلى الأشعرية"

(2)

.

419 -

أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المزي

(3)

، أخبرنا ابن البخاري، أخبرنا الكِندي

(4)

، أخبرنا أبو القاسم بن يوسف

(5)

، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي باللَّه

(6)

، أنبأنا محمد بن بكران

(7)

، حدثنا محمد بن مخلد

(8)

، حدثني إبراهيم هو ابن هانئ النيسابوري

(9)

، حدثنا عفان

(10)

، حدثنا وهيب

(11)

، حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه،

(1)

هذا نقل فريد عن شيخ الإسلام ابن تيمية لم أجده في كتبه المطبوعة، رغم كثرة البحث.

(2)

انظر: الدرة فيما يجب الاعتقاد لابن حزم (ص 204 - 205) وتكفير ابن حزم لمن قال بذلك القول غير مقبول.

(3)

محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف الكلبي أبو عبد اللَّه المزي القضاعي أخو الشيخ جمال الدين ولد سنة 674 هـ وكان خيرا مات في شعبان سنة 741 هـ. انظر: معجم شيوخ السبكي (ص 401) والوفيات لابن رافع (1/ 373).

(4)

هو الإمام المشهور أبو اليُمن الكندي.

(5)

الشيخ العالم الدين الخير المسند عبد اللَّه بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو القاسم البغدادي اليوسفي الحربي النجار، دين خير صالح، من بيت الحديث، جرى أمره على سداد واستقامة، مات سنة 533 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 63) والتاريخ له (11/ 595).

(6)

محمد بن علي بن محمد بن عبيد اللَّه بن المهتدي باللَّه أبو الحسين الهاشمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 85).

(7)

عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل بن شكر بن بكران، أبو القاسم الخياط. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 77).

(8)

محمد بن مخلد بن حفص أبو عبد اللَّه الدوري العطار. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 83).

(9)

إبراهيم بن هانئ أبو إسحاق النيسابوري كان أحد الأبدال. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 70).

(10)

عفان بن مسلم بن عبد اللَّه الباهلي أبو عثمان الصفار البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 110).

(11)

وُهَيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 7487).

ص: 606

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الأرواح جنودٌ مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف". رواه مسلم

(1)

: لعبد العزيز الدراوردي

(2)

، عن سهيل.

قال أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن مَسرَّة القرطبي

(3)

في رسالته إلى موسى بن حدير الحاجب

(4)

: "النفس والروح، وليس الروح والنفس، الروح كالأصل والنفس كالفرع، فأما في تعارف الكلام وتصاريفه في القرآن والآثار على اتساع المعاني، فقد يقع كل واحلي منهما مكان صاحبه، وإنها لفظ القرآن بالنفس إذا عنى أرواح البشر، ولا تُذكر الروح إلا بمعنى الأصل الأعلى الذي منه فُصلت الأرواح المطلقة في الدنيا، فأما فصل ما منها في خلق ابن آدم فإن الروح هي التي لها العقل والسمع والبصر وسائر الحواس الخمس"

(5)

.

وقوله: "الروح يقع عليها وعلى النفس معها، تمر خاصة منفردة هي التي تخدم البدن في النفس والحركات الباطنة: كحركة المعدة والكبد والمثانة والأعضاء العاملة في جسم الحيوان، فالنفس هي التي تبقى للنائم عند نومه في الرئتين بالنفس، وفي سائر أعضاء البدن المسرة لصلاح الجسم، والروح هي التي تنقبض عند النوم وتنبسط فتعقل وتسمع وتبصر، ولا يبقى أحدهما دون صاحبه ولا يتفرقان، وإذا طلعت الروح عند الموت فالنفس بدنها وحجابها، واللَّه أعلم، واعلم رحمك اللَّه أن هذا لا يتيسر إلا لمن يحتمله عقله".

قال أبو محمد بن قتيبة: "والعرب تسمي الدم نفسًا لاتصال النفس به على مذهبهم في تسمية الشيء بما اتصل به أو جاوره أو كان سببًا له، ويقولون: نفست المرأة إذا حاضت، كأنها دميت، وقال أصحاب اللغة: "إنما سُميت المرأة نُفساء لسيلان الدم"، وقال إبراهيم: "كل شيء ليست له نفسٌ سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا سقط

(1)

أخرجه مسلم (رقم 2638/ 159).

(2)

عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي صدوق ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 47).

(3)

محمد بن عبد اللَّه بن مسرة بن نجيح الأندلسي، اتهم بالزندقة فخرج فارا، وتردد في المشرق مدة، فاشتغل بملاحات أهل الجدل وأصحاب الكلام والمعتزلة، ثم رجع إلى الأندلس، فأظهر نسكا وورعا، واغتر الناس بظاهره، فاختلفوا إليه وسمعوا منه، ثم ظهر الناس على سوء معتقده وقبح مذهبه فانقبض عنه أولوا الفهم، وكان يقول بالقدر، ويحرف التأويل في كثير من القرآن. وله كلام عذب في التصوف والعرفان، توفي سنة 319 هـ. انظر: تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي (2/ 41 - 42) والتاريخ للذهبي (7/ 359).

(4)

موسى بن محمد بن حدير الحاجب، رئيس كان في أيام عبد الرحمن الناصر من أهل الأدب والشعر، ومن أهل بيت رياسة وجلالة؛ يعرف بابن اللب، محدث إلبيري من أهل البيرة، مات سنة 270 هـ. انظر: جذوة المقتبس لمحمد بن فتوح الأزدي (1/ 337).

(5)

رسالة ابن مسرة لا تزال مفقودة.

ص: 607

فيه، يريد كل شيء ليس له دمٌ سائل"، وتُسمي العرب النفْسَ نسَمةً وأصل النسَمة النفس، ورويَ في بعض الحديث: (تنكبوا الغبار فإنه منه تكون النسَمَة) يُراد منه يكون النفَس والربو، وسُمي نفَسًا لأنه عن النفَس يكون، والعرب تقول: "مات فلان حتف نفْسِهِ وحتف أنفهِ" إذا مات على فراشه؛ لأنه لا يزال يتنفس حتى يموت فتُخرجُ نفْسَهُ نفَسًا من أنفهِ وفَمِه"

(1)

.

قال أبو عبد اللَّه محمد بن عمر الرازي في المطالب العالية: "ثم إن العقلاء تحيروا في معرفة النفس وأنها هل هي عبارة عن هذا الهيكل المحسوس أو عن جسم داخل فيه أو عن عرض قائم به أو عن جوهر مجرد"

(2)

.

وقال: "إن النفوس البشرية كلها مجبولة في الأصل على محبة اللَّه عاشقة لكبريائه وحجابها عن ذلك استغراقها في العلائق البدنية والطينات الجسدانية، فإذا أزال عن نفسه هذا الحجاب أو قللها ارتفع الحجاب وظهرت أنوار معرفة اللَّه للمستعدين لذلك بحسب استعدادهم، وقال أرسطوا: من أراد الشروع في هذا الباب فليستحدث لنفسه طبيعة أخرى، ومراده التجرد عن العلائق المذكورة، فليجتهد الإنسان في تحصيل ذرة من ذلك حتى يصير ذلك من أعظم الجواذب إليه والانصراف عما عداه، قال أرسطو: قد كنت أشرب فلا أروى إلى أن شربت من هذا البحر فرويت ريًا لا ظمأ بعده أبدًا"

(3)

.

ذكر صاحب المفصل في شرح المحصل للرازي

(4)

قوله: "اختلف أهل العلم في حدوث الأجسام، والوجوه الممكنة فيه لا تزيد على أربعة" إلى آخره

(5)

.

قال الشارح: "الوجوه الممكنة بحسب القسمة العقلية لا تزيد على أربعة أقسام: لأن الجسم إما أن يكون مُحدث الذات والصفات معًا، أو قديم الذات والصفات معًا، أو قديم الذات محدث الصفات، أو مُحدَث الذات قديم الصفات، والقسم الأول وهو أن يكون مُحدَث الذات والصفات معًا فهو قول الجمهور من المسلمين

(1)

انظر: غريب القرآن لابن قتيبة (ص 25).

(2)

انظر: المطالب العالية للرازي (7/ 35).

(3)

انظر: المطالب العالية للرازي (1/ 57 - 58).

(4)

الشرح للفيلسوف عليّ بن عمر بن علي نجم الدين القزويني الكاتبي الدَّبِيرَاني المنطقي صاحب التصانيف، كان على دين الحكماء يصرح بقدم العالم، وكان من الأذكياء، فلم يؤت هدى، مات وهو يقول بقدم العالم سنة 675 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 292، 302).

(5)

الكتاب لا يزال مخطوطًا، وسيطبع قريبًا إن شاء اللَّه في مجلدين بمنشورات الجمل بألمانيا.

ص: 608

والنصارى واليهود والمجوس" قال: "وإنما قال قول الجمهور من المسلمين والنصارى واليهود ولم نقل قول الجميع من المسلمين والنصارى واليهود لأن قومًا من المسلمين كأبي نصر الفارابي وأبي علي بن سينا وأبي الرجاء البغدادي وشرذمة قليلة من النصارى واليهود خالفوا في ذلك".

قلت

(1)

: "هؤلاء ليسوا مسلمين ولا كتابيين وإنما هم منافقون".

قال: "وأما القسم الثاني فهو أن يكون قديم الذات والصفات معًا، فهو قول أرسطاطاليس وأصحابه مثل: ثاوفرسطيس

(2)

، وثامسطيوس

(3)

، وبرقلس

(4)

، والاسكندر الأفردوسي

(5)

، وفرفوريوس

(6)

، ومن المتأخرين الحكماء الإسلاميين أبي نصر الفارابي

(7)

، وأبي علي بن سينا

(8)

، وحكى يحيى النحوي

(9)

عن برقلس: أن أول من قال بهذا القول هو أرسطاطاليس، إذا عرفت هذا فنقول: أن هؤلاء زعموا أن السموات قديمة بذواتها وصفاتها المعينة، أعني الشكل والمقدار وغير ذلك، سوى الحركات والأوضاع فإنها حادثة، أو كل حركة وكل وضعٍ فهو

(1)

القائل هو المؤلف ابن المحب الصامت رحمه الله.

(2)

ثاوفرسطيس من كبار تلامذة أرسطوطاليس وكبار أصحابه، واستخلفه على كرسي حكمته بعد وفاته، وكانت المتفلسفة في عهده تختلف إليه، وتقتبس منه. انظر: الملل والنحل للشهرستاني (2/ 206).

(3)

ثامسطيوس كان فيلسوفا في حسب ما ذكرته تصانيفه في تفاسير كتب أرسطوطاليس وكان كاتبا لليوليانس المرتد إلى مذهب الفلاسفة عن النصرانية وزمانه بعد زمان جالينوس. انظر: أخبار العلماء للقفطي (ص 87).

(4)

برقلس ديدوخس أفلاطوني من أهل أطاطولة وهو برقلس القائل بالدهر الذي تجرد للرد عليه يحيى النحوي بكتاب كبير صنفه في ذلك. انظر: نفس المصدر (ص 73).

(5)

الإسكندر الأفروديسي، كان بعد أرسطو، وهو من كبار الحكماء. انظر: المختصر لأبي الفداء الأيوبي (1/ 85).

(6)

فرفوريوس الصوري من أهل مدينة صور من ساحل الشام وقيل كان اسمه أمونيوس وغير وكان بعد زمن جالينوس وله النباهة في علم الفلسفة والتقدم في معرفة كلام أرسطوطاليس، صنف كتاب ايساغوجي وسار مسير الشمس. انظر: أخبار الحكماء للقفطي (ص 195).

(7)

محمد بن محمد بن طرخان بن أَوْزَلغ أبو نصر التركي الفارابي الحكيم صاحب الفلسفة، وله تصانيف مشهورة، من ابتغى الهدى منها أضله اللَّه. وبكتبه تخرج أبو علي بن سينا، توفي سنة 339 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 416 - 418).

(8)

أبو علي الحسين بن عبد اللَّه بن الحسن بن علي بن سينا البلخي ثم البخاري، صاحب التصانيف في الطب والفلسفة والمنطق، كان أبوه كاتبا من دعاة الإسماعيلية، وتوفي أبو علي سنة 428 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 531 - 534) والعِبر له (2/ 258).

(9)

يحيى النحوي كان اسقفا في بعض الكنائس بمصر ويعتقد مذهب النصاري اليعقوبية ثم رجع عما يعتقده النصارى في التثليث فاجتمعت الأساقفة وناظرته فغلبهم واستعطفته وآنسته وسألته الرجوع عما هو عليه وترك إظهاره فأقام على ما كان عليه وأبى أن يرجع فأسقطوه وعاش إلى أن فتحت مصر على يدي عمرو بن العاص فدخل إليه وأكرمه ورأى له موضعا وقد فسر كتب أرسطاليس ورد عليه وعلى غيره. انظر: الفهرست لابن النديم (ص 314) وغيره.

ص: 609

مسبوق بحركة أخرى ووضعٍ آخر إلى ما لا نهاية له، فالحركة قديمة بتنوعها حادثة بشخصها، وكذلك الوضع قديم بنوعه حادث بشخصه، وقد عرفت معنى الوضع فيما قبل، وأما العناصر فالهيولي منها قديمة بشخصها والجسمية أي الصورة الجسمية منها قديمة بنوعها".

قال: "وأما القسم الثالث وهو أن يكون الجسم قديم الذات مُحدث الصفات فهو قول الفلاسفة الذين كانوا قبل أرسطاطاليس في الزمان: كتاليس

(1)

، وأنكساغورس

(2)

، وفيثاغورس

(3)

، وسقراط

(4)

، وقول جميع الثنوية

(5)

كالمانوية

(6)

، والديصانية

(7)

، والمرقيونية

(8)

، والماهانية

(9)

، والحرنانية

(10)

: وهم الذين قالوا

(1)

تاليس أول من تفلسف في ملطية. قال: إن للعالم مبدعا، لا تدرك صفته العقول من جهة هويته، وإنما يدرك من جهة آثاره، وهو الذي لا يعرف اسمه فضلا عن هويته، إلا من نحو أفاعيله، وإبداعه، وتكزينه الأشياء. . انظر: الملل للشهرستاني (2/ 119).

(2)

أنكساغورس حكيم مشهور مذكور كان قبل أرسطوطاليس وعاصره وهو من مشاهير الفلاسفة ومذكور بهم وله مقالات منقولة في مدارس التعليم، من أهل ملطية. انظر: الملل للشهرستاني (2/ 122) وأخبار العلماء للقفطي (ص 52).

(3)

فيثاغورس ويقال فوثاغوراس وفوثاغوريا، كان بعد بندقليس بزمان وأخذ الحكمة عن أصحاب سليمان بن داود عليهما السلام بمصر حين دخلوا إليها من بلاد الشام وكان قد أخذ الهندسة عن المصريين. انظر: أخبار الحكماء للقفطي (ص 196).

(4)

سقراط كان من تلاميذ فيثاغورس اقتصر من الفلسفة على العلوم الإلهية وأعرض عن ملاذ الدنيا وأعلن بمخالفة اليونانيين في عبادتهم الأصنام وقابل رؤساءهم بالحجاج والأدلة الإلهية. انظر: أخبار الحكماء للقفطي (ص 153) وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة (ص 70).

(5)

أصل اعتقاد هؤلاء في الجملة أنّ المبدأ شيئان اثنان نور وظلمة وأن النور كان في أعلى العُلْو وأنّ الظلمة كانت أسفل السُفْل نورًا خالصًا وظلمةً خالصةً غير مماسّين على مثال الظلّ والشمس فامتزجا فكان من امتزاجها هذا العالم. انظر: البدء للمطهر المقدسي (1/ 142).

(6)

المانوية أصحاب ماني بن فاتك الحكيم، ظهر في زمان سابور بن أردشير، وقتله بهرام بن هرمز بن سابور، وذلك بعد عيسى بن مريم. أحدث دينا بين المجوسية والنصرانية، وكان يقول بنبوة المسيح ولا يقول بنبوة موسى عليهما السلام، زعم أن العالم مصنوع من أصلين قديمين: النور، والظلمة. انظر: التنبيه والرد للملطي (ص 92) والملل للشهرستاني (2/ 49) والجواب الصحيح لابن تيمية (2/ 111).

(7)

الديصانية أصحاب ديصان. أثبتوا أصلين: نورا، وظلاما، فالنور يفعل الخير قصدا واختيارا، والظلام يفعل الشر طبعا واضطرارا. فما كان من خير فمن النور. وما كان من شر وضرر ونتن وقبح فمن الظلام. انظر: الملل للشهرستاني (2/ 55).

(8)

تنسب المرقيونية إلى مرقيون وكان ابنا لبعض الأساقفة ببلاد حران، أثبتوا أصلين قديمين متضادين: أحدهما النور، والثاني الظلمة، وأثبتوا أصلا ثالثا هو المعدل الجامع، وهو سبب المزاج، فإن المتضادين لا يمتزجان إلا بجامع. وقالوا: إن الجامع دون النور في المرتبة وفوق الظلمة، وحصل من الإجتماع والامتزاج هذا العام. انظر: التنبيه والإشراف للمسعودي (ص 111) والملل للشهرستاني (2/ 57).

(9)

لم أجد لها ذكرا في كتب الملل والفرق.

(10)

الحرنانية هم جماعة من الصابئة، قالوا: إن الصانع المعبود واحد وكثير. أما واحد: ففي الذات والأول والأصل والأزل. وأما كثير: فلأنه يتكثر بالأشخاص في رأي العين، وهي المدبرات السبعة والأشخاص الأرضية الخيرة العاملة الفاضلة. فإنه يظهر بها ويتشخص بأشخاصها ولا تبطل وحدته في ذاته. انظر: الملل للشهرستاني (9/ 347).

ص: 610

بالقدماء الخمسة

(1)

، ثم اختلف هؤلاء في الأصل الذي حدث هذا العالم من السموات في الكواكب والأرض على الوجه الذي الآن عليه، فصاروا لذلك فرقتين: الفرقة الأولى الذين زعموا أن ذلك الأصل والمادة هو الجسم، والفرقة الثانية الذين قالوا ذلك الأصل ليس بجسم ولا جسماني، أما الفرقة الأولى فقد اختلفوا في ذلك الجسم الذي هو الأصل، فزعم تاليس أنه الماء لأنه قابل لكل الصور، وزعم أنه إذا تجمد صار أرضًا، وإذا لطف صار هواءً، ومن صفوة الهواء تكونت النار، ومن الدخان الذي خالط ذلك الهواء تكونت السموات، ويقال: إن أصل ذلك من التوراة لأنه جاء في السِّفر الأول منه أن اللَّه خلق جوهرًا فنظر اليه نظر الهيبة فذابت أجزاؤه فصارت ماءً ثم ارتفع منه بخار كالدخان فخلق منه السموات وظهر على وجه الماء زبدٌ فخلق منه الأرض ثم أرساها بالجبال".

وقال: "يقال في القرآن: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت: 11] أي: قصد السماء ليفعل بها تركيب أجزائها وشكَّلَها بأشكالها الخاصة، وزعم أنكسيمانس

(2)

أنه الهواء، وذكر قول من قال أنه النار، ومن قال هو الأرض، ومن قال هو البخار، ومن قال هو الخليط الذي لا نهاية له، وهو أجسام غير متناهية وفيه من كل نوع أجزاء صغيرة متلاقية".

إلى أن قال: "وزعمت الثنوية أن أصل العالم هو النور والظلمة".

قال: "الفرقة الثانية: الذين قالوا: إن الأصل الذي منه حصل العالم ليس بجسم وهو أيضًا فريقان: الفرقة الأولى: الذين قالوا إن الجسم مركب من الصورة والهيولي وفسروا الصورة بالجسمية، والتحيز والهيولي بمحل هذه الصورة على ما عرَّفناك ذلك قبل، ثم أثبتوا حدوث تلك الجسمية وقِدم الهيولي وهو قول الحرنانيين، واختيار محمد بن زكريا الرازي، وزعم ابن زكريا أن هذا مذهب جملة الفلاسفة الذين كانوا قبل المعلم الأول

(3)

".

(1)

القدماء الخمسة عندهم هي: واجب الوجود، والنفس، والهيولى، والدهر، والخلاء. انظر: الدرء لابن تيمية (9/ 347).

(2)

أنكسيمانس الملطي من الملطيين المعروف بالحكمة، المذكور بالخير عندهم. قال: إن الباري تعالى أزلي لا أول له ولا آخر. هو مبدأ الأشياء ولا بدء له. هو المدرك من خلقه أنه هو فقط، وأنه لا هوية تشبهه، وكل هوية مبدعة منه، هو الواحد ليس كواحد الأعداد، لأن واحد الأعداد يتكثر، وهو لا يتكثر. وكل مبدع ظهرت صورته في حد الإبداع فقد كانت صورته في علمه الأول، والصور عنده بلا نهاية. انظر: الملل للشهرستاني (2/ 124).

(3)

أرسطاطاليس يُسمى المعلم الأول والفيلسوف المطلق، لأنه رتب علوم الفلاسفة وهذبها. انظر: كشف الظنون للبغدادي (1/ 509).

ص: 611

إلى أن قال: "الفرقة الثانية: أصحاب فيثاغورس وهم الذين قالوا المبادئ هي الأعداد المتولدة من الوحدات، اعلم أنه حُكي عنه أنه قال: مبادئ الأشياء هي الأعداد المتولدة من الواحدات، وزعم أن الأعداد التي هي فوق العشرة تولُّدُها إنما يكون من العشرات أو منها ومن أجزائها، وأما العشرة فإنها متولدة من الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة، والأربعة أصل العدد لا سيما أنها على جميع أجزاء العشرة إذ فيها الواحد والاثنان والثلاثة والأربعة، ثم زعم أن الواحدة إن كانت مجردة عن الوضع فهي مجرد وِحدة، وإن صارت ذات وضع فهي النقطة، والاثنان إن كانا مجردين فهما مجرد وِحدتين، وإن صارا ذا وضع فهو الخط، والثلاثة إن كانت مجردة فهي مجرد ثلاث واحدات، وإذا صارت ذات وضع فهو السطح، والأربعة إن كانت مجردة فهي مجرد أربع وحدات، وإن صارت ذات وضع فهي الجسم، وبالجملة فإنه زعم الكم المنفصل الهيولي، والكم المتصل صورة".

قال: "وأما القسم الرابع وهو أن يقال: العالم مُحدّث الذات قديم الصفات، فذلك مما لا يقول به عاقل"

(1)

.

ذكر قسطا بن لوقا البعلبكي

(2)

في كتابه في "الفرق بين الروح والنفس": "أن في البدن الإنساني روحين، أحدهما: يقال له الحيواني، ومادته الهواء وينبوعه القلب مبعث الشريانات إلى سائر البدن، فيفعل الحياة والنبض والتنفس، والآخر: يقال له النفساني، مادته الروح الحيواني وينبوعه الدماغ، ويفعل في الدماغ نفسه الفكر والذكر والروية". ثم قال: "القول في النفس: أما النفس فإن وصفها على حقيقتها صعبٌ يعتاص جدًا، والدليل على ذلك اختلاف كل الفلاسفة فيها، وكذلك من بعدهم".

وذكر في الفصل بين الروح والنفس: "أن الروح جسم والنفس لا جسم". بل قال: "هي جوهر".

قال: "وإن الروح تجري في البدن، والنفس لا تجري فيه، وإن الروح إذا فارق البدن بطلَ، والنفس تبطل أيضًا إما من البدن ولا تبطل هي بذاتها، وأن النفس تحرك البدن، وتُنيله الحس والحياة ولكن بتوسط الروح،

(1)

جميع النقل السابق هو من شرح القزويني على محصل الرازي. وهو لا يزال مخطوطا.

(2)

قسطا بن لوقا البعلبكي فيلسوف شامي نصراني كان في أيام المقتدر باللَّه دخل إلى بلاد الروم وحصل من تصانيفهم الكثير وعاد إلى الشام واستدعى إلى العراق ليترجم كتبا ويستخرجها من لسان يونان إلى لسان العرب وعاصر يعقوب بن إسحاق الكندي وكان قسطا متحققا بعلم العدد والهندسة والنجوم والمنطق والعلوم الطبيعية ماهرا في صناعة الطب. انظر: أخبار العلماء للقفطي (ص 199).

ص: 612

والروح تفعل ذلك بغير توسط، وإن الروح تُحرك البدن وتنيله الحس والحركة فإنه أول علة ذلك وفاعلةٌ فيه، وإن النفس تفعل ذلك وهي علةٌ ثانية، فالروح إذًا علةٌ قريبةٌ لحياة البدن وحسه وحركته وباقي أفعاله، والنفسُ علةُ ذلك البعيدة"

(1)

.

420 -

أنبأنا عبد القادر بن عبد العزيز بن عيسى بن الملك العادل

(2)

، أنبأنا أبو علي البكري الحسن بن محمد

(3)

، أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن صالح بن المعزم الهمذاني بها

(4)

، أنبأنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمذاني

(5)

بها، أنبأنا أبو الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد البجلي

(6)

، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن لال الفقيه الهمذاني

(7)

، حدثنا القاسم بن أبي صالح

(8)

، حدثنا إبراهيم بن الحسين

(9)

، حدثنا أبو ثابت محمد

(1)

جميع النقل السابق هو من كتاب الفرق بين الروح والنفس لقسطا بن لوقا البعلبكي.

(2)

الملك أسد الدين عبد القادر بن عبد العزيز بن السلطان الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب بن مروان بن يعقوب، الأيوبي، من بيت السلطنة والحشمة، وهو رجل جليل، عزيز النفس، واسع الصدر، عاقل، تفرد وكان ممتعًا بحواسه، مليح الشكل، ما تزوج ولا تسرَّى، توفي سنة 737 هـ. انظر: معجم الشيوخ للذهبي (2/ 406) وأعيان العصر للصفدي (3/ 119) ومعجم شيوخ السبكي (ص 246).

(3)

المحدث العالم المفيد الرحال المصنف صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك القرشي التيمي البكري النيسابوري ثم الدمشقي، المحتسب الصوفي سفير الدولة ابن أبي عبد اللَّه ابن شيخ الشيوخ أبي الفتوح، حدث بالكتب الطوال، وولي مشيخة الشيوخ بدمشق ونفق سوقه عند المعظم، توفي سنة 656 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 158) والسير له (23/ 326). .

(4)

عبد الرحمن بن أبي الفضائل عبد الوهاب بن أبي زيد صالح بن محمد، الفقيه أبو الفضل ابن المعزم الهمذاني، إمام الجامع بهمذان سمع صحيح البخاري وكان سماعه صحيحا سُمعت منه ثلاثيات البخاري وغيرها وهو آخر من حدث بهمذان بكتاب جامع الترمذي، توفي سنة 608 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 344) والسير للذهبي (22/ 21) والتاريخ له (11/ 622).

(5)

المحدث الإمام أبو علي أحمد بن سعد بن علي بن الحسن بن القاسم بن عنان العجلي البديع الهمذاني ابن أبي منصور، شيخ فاضل ثقة جليل القدر أحد الأعيان واسع الرواية، توفي سنة 535 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 95، 144) والتاريخ له (11/ 622).

(6)

الشيخ الجليل المأمون الصدر علي بن محمد بن علي بن محمد، أبو الفرج البجلي الجَريري الهمذاني، من أولاد جرير بن عبد اللَّه رضي الله عنه من بيت الحديث والعدالة والتركية والإمارة، توفي سنة 468 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 414) والسير للذهبي (18/ 300).

(7)

الشيخ الإمام الفقيه المحدث أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الفرج أبو بكر الفقيه الشافعي الهمذاني المعروف بابن لال، كان إماما ثقة مفتيا له مصنفات في علوم الحديث، توفي سنة 398 هـ. انظر: التقييد لابن نقطة (ص 152) والسير للذهبي (17/ 75).

(8)

الإمام الحافظ محدث همذان أبو أحمد القاسم بن أبي صالح بندار بن إسحاق الهمذاني الرواد، قال صالح بن أحمد: سمعت منه قديما، وكان صدوقا متقنا سمعنا عامة ما كان عنده وكان يتقن حديثه وكتبه صحاح بخطه، توفي سنة 338 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 389).

(9)

الإمام الحافظ الثقة العابد أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي، الهمداني، الكسائي، ويعرف بابن ديزيل. وكان يلقب بدابة عفان لملازمته له، ويلقب بسيفنة. وكان يصوم يوما ويفطر يوما توفي سنة 281 هـ. انظر: السير للذهبي (13/ 190).

ص: 613

ابن عبيد اللَّه المديني

(1)

، حدثنا عبد اللَّه بن وهب

(2)

، عن ابن لهيعة

(3)

، عن دراج

(4)

، عن عيسى بن هلال

(5)

، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إن روحي المؤمنين ليلتقيان على مسيرة يوم، وما رأي أحدهما صاحبه قط"

(6)

.

قال جالينوس

(7)

في مقالته في أن قوى النَّفْس تابعة لمزاج البدن: "وقد برهنت في موضع آخر أن أنواع النَّفْس ثلاثة، وأن هذا هو رأي أفلاطون، وبينت أيضًا أن الواحدة في البدن، والأخرى في القلب، والأخرى في الدماغ، وقد تجد أفلاطون قد ينفي بأن الجزء الفكري وحده من هذه الثلاثة الأنواع أو الأجزاء التي للنفس غير ميت، وأما أنا فليس عندي ما أقضي به أنها غير ميتة، ولا أنها ليست كذلك"

(8)

.

ذكر أبو حيان التوحيدي في كتاب الزلفة

(9)

أنه قرأ بخط قدامة

(10)

: "قال أفلاطون: إن مسكن الأنفس العقلية إذا تجردت هو كما قالت الفلاسفة القدماء خلف الفلك في عالم الربوبية، حيث نور البارئ، وليس كل نفس تفارق البدن تسير من ساعتها إلى ذلك المحل؛ لأن في الأنفس نفسٌ تفارق البدن، وفيها ذات وأشياء حسية، فمنها ما تصير إلى فلك القمر تقيم هناك مدة من الزمان، فإذا تهذبت ونُقيت ارتقت إلى فلك عطارد فتقيم هناك

(1)

محمد بن عبيد اللَّه بن محمد بن زيد المدني أبو ثابت مولى آل عثمان ثقة خ س. التقريب لابن حجر (رقم 6110).

(2)

هو الإمام المشهور عبد اللَّه بن وهب القرشي.

(3)

عبد اللَّه بن لهيعة بن عقبة الحضرمي صدوق خلط بعد احتراق كتبه. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 133).

(4)

درَّاج بن سمعان أبو السمح السهمي مولاهم المصري القاص صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف بخ 4. التقريب (رقم 1824).

(5)

عيسى بن هلال الصدفي المصري صدوق بخ د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 5337).

(6)

أخرجه ابن وهب في جامعه (رقم 180) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه الإمام أحمد (رقم 6636) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 261) والطبراني في الكبير (رقم 161، 14744) وأبو يعلى كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (6/ 113) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول كما شرح الصدور للسيوطي (ص 97) قال الهيثمي في المجمع (10/ 274): رواه أحمد، ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، ورواه الطبراني. وضعفه الألباني في السلسة الضعيفة (رقم 1947).

(7)

جالينوس الحكيم الفليسوف الطبيعي اليوناني من أهل مدينة فرغاموس من أرض اليونانيين إمام الأطباء في عصره ورئيس الطبيعيين في وقته ومؤلف الكتب الجليلة في صناعة الطب وغيرها من علم الطبيعة وعلم البرهان. انظر: أخبار العلماء للقفطي (ص 99).

(8)

انظر: أدب الخواص للحسين بن علي المغربي (ص 69).

(9)

كتاب الزلفة لأبي حيان لا يزال مفقودًا.

(10)

قدامة بن جعفر بن قدامة الكاتب أبو الفرج كان نصرانيا وأسلم على يد المكتفي باللَّه، وكان أحد البلغاء الفصحاء والفلاسفة الفضلاء وممن يشار إليه في علم المنطق، توفي سنة 337 هـ. انظر: معجم الأدباء لياقوت الحموي (5/ 2235) والتاريخ للذهبي (7/ 190).

ص: 614

مدة من الزمان، فإذا تهذبت ونُقيت ارتقت إلى فلك كوكب كوكب، فتقيم في كل فلك مُدةً من الزمان، فإذا صارت إلى الفلك الأعلى ونُقيت غاية النقاء وزالت أدران الحس وخياله وخبثه منها ارتقت حينئذ إلى عالم العقل وحازت الفلك، وصارت في أجل محل وأشرفه، وصارت حينئذ لا تخفى عليها خافية وطالعت نور البارئ، وصارت تعلم الأشياء قليلها وكبيرها، يعلمه الإنسان بأصبعه الواحدة أو بظفره، وصارت الأشياء كلها مكشوفة بارزة لها، وفوض إليها البارئ أشياء من سياسة العالم تليه بفعلها والتقدير لها".

قلت

(1)

: "إنما أكتب مثل هذا الكلام لمعرفة آراء الناس ومذاهبهم، والعلم ما قام عليه الدليل، والنافع منه ما جاء به الرسول".

قال أبو حيان: "وحكى لنا أبو زكريا الصيمري

(2)

قال: قرأت على سمكة القمي

(3)

قال: قرأت على ابن محارب

(4)

قال: قرأت على الكندي

(5)

قول عن أرسطاطاليس ووصفِهِ أمر الملِكِ اليوناني الذي تحرَّج فمكث لا يعيش ولا يموت أيامًا كثيرة، كلما أفاق أعلم الناس أشياء من الغيب وحدثهم بما رأى من الأنفس والصور والملائكة وأعطاهم في ذلك العلامات وأخبر جماعة من أهل بيته بعمر واحد واحد منهم، فلما امتحن ذلك كان كما قال، ولم يجاوز أحدهم المقدار الذي حده له من العمر، وأخبر أن خسفًا يكون في بلدٍ وكذا وكذا بعد سنين، وسيل يكون في مواضع أُخر بعد سنين فكان الأمر كما قال". وقال الكندي:"وذكر أرسطاطاليس أن السبيل في ذلك أن نفسه إنما علمت ذلك العلم لأنها كانت تفارق بدنه، فكيف لو فارقت البدن على الحقيقة لكانت قد رأت عجائب من أمر الملكوت الأعلى".

بعض الناس ذهب إلى أن الكواكب كلها غير نيرة وزعموا أن النور العارض لها إجراء

(6)

الهواء والتهابه بحركتها، فلذلك تُرى ملتهبة مضيئة، وإنما ذلك النار الموهم إذ كان دونها أن النور لها.

وقال قوم آخرون: إن الشمس وحدها مُضيئة نيرة في نفسها، وإن سائر الكواكب ليست كذلك، وإنما يعرض لها النور بإلقاء الشمس الشعاع عليها، كما يعرض للأشياء عندنا. وقال بعضهم: بل الكواكب كلها إلا

(1)

القائل هو ابن المحب الصامت رحمه الله.

(2)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(3)

أحمد بن إبراهيم بن سمكة القمّيّ النحويّ اللغويّ، كان إماما فاضلا، مات سنة 350 هـ. انظر: إنباه الرواة للقفطي (1/ 64).

(4)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(5)

يعقوب بن إسحاق بن الصباح الكندي الأشعثي الفيلسوف، صاحب الكتب. تقدمت ترجمته (ص 579).

(6)

كلمة غير واضحة لعلها: "إجراء".

ص: 615

القمر مضيئة بأنفسها، فأما القمر فمخالف لها. واستدلوا على ذلك بما يعرض له من إهلالِهِ وبُدوِرِهِ، وقالوا: إنه وحده يقبل الضوء من الشمس ويخسف موضعه منها، يكون قبوله للضوء إما أعلاه وإما أسفله وإما بعض الأعلى وبعض الأسفل، وبحسب موضعنا منه بتوسطٍ أو غيره تكون أبصارنا مدركة ضوءه إما كله أو بعضهم. وعقد بابًا في إبطال قول من قال إن الكواكب تسعى بالشمس.

قلت: لِمَا ذَكَر من أن ضوء القمر من قبل الشمس شاهدٌ ذكره الفراء في المعاني في قول اللَّه: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)} [الشمس] قال: "ويقال: إذا تليها فأخذ من ضوئها، وأنت قائل في الكلام: اتبعت قول أبي حنيفة، وأخذت بقول أبي حنيفة، والاتباع والتلوُّ سواء"

(1)

.

قال ابن الخطيب

(2)

في مقدمته في المنطق التي سمَّاها الآيات البيِّنات: "ومثال الحدسيَّات وهو أنا إذا شاهدنا اختلاف شكل القمر قربه وبُعده من الشمس يحصل لنا العلم بأن ضوءه مستفاد من الشمس، وهذا الكلام باطل؛ فإن علمنا بهذه المقدمة إن كان بدهية فهو من البدهيات فلا وجه لجعله قسمًا آخر في البدهيات، وأيضًا فإنا قد بينا في كتب الحكمة أن هذه المقدمة ليست بيقينية وإن كان مستفادًا من البرهان فلا يكون هو من مفاد البرهان"

(3)

.

‌52 - فصل

(4)

.

ذكر شيخنا أبو العباس في حكمة اللَّه في خلق الإنسان قال: "وأدنى ذلك أن العين والفم والأذن فيها مياه ورطوبة، فماء العين مالحٌ، وما الفم عذبٌ، وماء الأذن مُرٌّ، فإنّ العين شحمة، والملوحة تحفظها أن تذوب، وهذه أيضًا حكمة تمليح ماء البحر؛ فإن له سببًا وحكمةً؛ فسببه سُبوخة أرضه وملوحتها؛ فهي توجب ملوحة أرضه، وحكمتها أنَّها تمنع نتن الماء بها يموت فيه من الحيتان العظيمة؛ فإنّه لولا ملوحة مائه لأنتن، ولو أنتن لفسد الهواء حتى يموت

(1)

انظر: معاني القرآن للفراء (3/ 266).

(2)

هو المتكلم الأشعري المشهور فخر الدين الرازي.

(3)

انظر: شرح الآيات البينات لابن أبي الحديد (ص 290) دراسة وتحقيق: مختار جيلي. الناشر: دار صادر. الطبعة الأولى 1996 م.

(4)

هذا الفصل فيه بيان شيء من الحكمة من خلق الإنسان، وله تعلق بالباب السابق وهو باب خلق النفس والروح.

ص: 616

بسبب ذلك خلق كثير، وماء الأذن مُرّ؛ ليمنع دخول الهوام إلى الأذن، وماء الفم عذب؛ ليطيب به ما يأكله، فلو جعل اللَّه ماء الفم مرًا، لفسد الطعام على أكلته، ولو جعل ماء الأذن عذبًا، لدخل الذباب في الدماغ"

(1)

.

‌53 - فصل

(2)

.

قوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42] الآية، فيها قولان:

أحدهما: أنَّ المُمسَكَةَ من تُوفيت وفاة الموت أولًا، والمرسلة من تُوفيت وفاة النوم، والمعنى على هذا القول: أنه يتوفي نفس الميت فيمسكها ولا يُرسلها إلى جسدها قبل يوم القيامة، ويَتوفى نفس النائم ثم يُرسلها إلى جسدها إلى بقية أجله فيتوفاها الوفاة الأخرى.

والقول الثاني في الآية: أنَّ المُمسَكَةَ والمُرسَلَةَ في الآية كلاهما تُوفي وفاة النوم فمن استكملت أجلها أمسكها عنده فلا يردها إلى جسدها، ومن لم تستكمل أجلها ردها إلى جسدها فتستكمله

(3)

.

قال أبو عبد اللَّه بن القيم: "واختار شيخ الإسلام هذا القول

(4)

، وقال: يدل عليه الكتاب والسنة، قال: فإنه سبحانه ذكر إمساك التي قضى عليها الموت من هذه الأنفس التي توفاها وفاة النوم، وأما التي توفاها حين نومها فتلك لم يصفها بإمساك ولا بإرسال بل هي من قسم ثالث"

(5)

.

قال ابن القيم: "والذي يترجَّح هو القول الأول؛ لأنه أخبر سبحانه بوفاتين: وفاة كُبرى وهي وفاة الموت، ووفاة صُغرى وهي وفاة النوم، وقسم الأرواح قسمين: قسمًا قضي عليها الموت فأمسكها عنده، وقسمًا وهي التي توفاها وفاة الموت، وقسمًا لها بقية أجل فردها إلى جسدها إلى استكمال أجلها، وجعل سبحانه الإمساك والإرسال حكمين للوفاتين المذكورتين أولًا فهذه ممسكة وهذه مرسلة، وأخبر أن التي لم تمت هي التي توفاها في منامها، فلو

(1)

انظر: النبوات لابن تيمية (2/ 92).

(2)

هذا الفصل فيه بيان معنى النفس الممسكة، والنفس المرسلة، واللتان ورد ذكرهما في الآية الكريمة.

(3)

انظر: شرح حديث النزول لابن تيمية (ص 94).

(4)

لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول (ص 94) وهو في مجموع الفتاوى (5/ 453): "والتحقيق أن الآية تتناول النوعين؛ فإن اللَّه ذكر توفيتين: توفي الموت، وتوفي النوم، وذكر إمساك المتوفاة وإرسال الأخرى. ومعلوم أنه يمسك كل ميتة، سواء ماتت في النوم أو قبل ذلك، ويرسل من لم تمت. وقوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} يتناول ما ماتت في اليقظة وما ماتت في النوم، فلما ذكر التوفيتين ذكر أنه يمسكها في أحد التوقيتين ويرسلها في الأخرى، وهذا ظاهر اللفظ ومدلوله بلا تكلف".

(5)

انظر: الروح لابن القيم (ص 21) ومجموع الفتاوى لابن تيمية (5/ 452).

ص: 617

كان قد قسَّم وفاة النوم إلى قسمين وفاة موت ووفاة نوم لم يقل: {وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42] فإنها من حين قُبضت ماتت، وهو سبحانه قد أخبر أنها لم تمت، فكيف يقول بعد ذلك:{فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} [الزمر: 42] بعد أن توفاها وفاة النوم؟ فهو سبحانه توفاها أولًا وفاة نوم ثم قضي عليها الموت بعد ذلك، والتحقيق أن الآية تتناول النوعين؛ فإنه سبحانه ذكر وفاتين: وفاة نوم ووفاة موت، وذكر إمساك المتوفاة وإرسال الأخرى ومعلومٌ أنه سبحانه يمسك كل نفس ميتٍ سواءً مات في النوم أو في اليقظة، ويُرسل نفس من لم يمت، فقوله:{يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} يتناول من مات في اليقظة ومن مات في المنام"

(1)

.

‌54 - باب قوله: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)} [النحل].

وقوله: {وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ} [الأنعام: 73]، {فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [غافر: 68] {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 47]، {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)} [آل عمران: 59] {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85]{قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)} [الأنبياء]، {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65] وفي الأعراف: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)} [الأعراف]، {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)} [القمر].

421 -

أخبرنا ابن أبي طالب

(2)

، أنبأنا إبراهيم بن عثمان

(3)

، أنبأنا أبو الفتح بن البطِّي

(4)

، أنبأنا رزق اللَّه بن عبد الوهاب

(5)

، أخبرنا أبو الحسين بن بشران

(6)

، حدثنا محمد بن عمر بن البختري

(7)

، حدثنا أبو إسماعيل محمد

(1)

انظر: الروح لابن القيم (ص 21).

(2)

الحجار ابن الشحنة أحمد بن أبي طالب بن نعمة الديرمقرني ثم الصالحي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(3)

إبراهيم بن عثمان بن يحيى بن أحمد، أبو إسحاق اللمتوني المراكشي ثم الدمشقي ابن مؤذن الكلاسة، شيخ صالح معمر مبارك خير، سمع بنفسه وروى الكثير، أخذ عنه المزي والبرزالي والجماعة، وتوفي سنة 687 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (5/ 452).

(4)

محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان أبو الفتح ابن البطي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 141).

(5)

رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن التميمي البغدادي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 321).

(6)

أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللَّه بن بشران الأموي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(7)

أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك، البغدادي الرزاز. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

ص: 618

ابن إسماعيل السلمي

(1)

، حدثنا أبو صالح عبد اللَّه بن صالح

(2)

، حدثني معاوية بن صالح

(3)

، عن علي بن أبي طلحة

(4)

، حدثه أن أبا الوداك جبر بن نوف

(5)

أخبره: أن أبا سعيد الخدري قال: سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن العزل؟ فقال: "ما من كل الماء يكون الولد، فإذا أراد اللَّه خلق شيء لم يمنعه شيء"

(6)

.

422 -

وقال أغلب بن تميم

(7)

، عن هشام بن حسان

(8)

، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خزائن اللَّه الكلام، إن أراد شيئًا يقول له كن فيكون". رواه أبو الشيخ بن حبان

(9)

. وأغلب، قال النسائي:"بصري ضعيف"

(10)

.

423 -

وعن فضيل بن عياض: "ما قال اللَّه لشيء قط كن كن مرَّتين". رواه أبو الشيخ

(11)

.

424 -

قال أبو عبد اللَّه محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني: أخبرنا خيثمة بن سليمان

(12)

، حدثنا هلال

(1)

محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي أبو إسماعيل الترمذي ثقة حافظ ت س. التقريب لابن حجر (رقم 5738).

(2)

عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه خت د ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 326).

(3)

معاوية بن صالح بن حدير الحضرمي صدوق له أوهام من السابعة ر م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 90).

(4)

علي بن أبي طلحة سالم أرسل عن ابن عباس ولم يره صدوق قد يخطئ م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 4754).

(5)

جبر بن نَوف الهمْداني البِكَالي أبو الوَدَّاك كوفي صدوق يهم م د ت س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 187).

(6)

أخرجه مسلم (رقم 1438/ 133) والطيالسي (رقم 2289) والإمام أحمد (رقم 11462، 11566، 11788، 11884) وغيرهم.

(7)

أغلب بن تميم بن النعمان أبو حفص الكندي. قال يحيى: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم فخرج عن حد الاحتجاج به لكثرة خطئه. انظر: الضعفاء لابن الجوزي (1/ 127) والميزان للذهبي (1/ 273).

(8)

هشام بن حسان الأزدي القُردُوسي ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 78).

(9)

أخرجه البزار (رقم 10081) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 488) وقوام السنة في الحجة (رقم 234) وقال البزار، ولا نعلم روى هذين الحديثين عن هشام إِلا أغلب، ولا نعلم رواهما عن أغلب إِلا ابنه، والأغلب لم يكن بالقوي وقد حدث عنه غير واحد من المتقدمين. وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/ 51): إسناده فيه نظر.

(10)

انظر: الضعفاء والمتروكون للنسائي (رقم 61).

(11)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 490) وإسناده ضعيف فيه محمد بن إسحاق بن الحريص وهو مجهول الحال، ذكره ابن عساكر والذهبي، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. انظر: تاريخ ابن عساكر (52/ 26) وتاريخ الذهبي (6/ 799).

(12)

الإمام الثقة المعمر، محدث الشام، أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان القرشي الشامي الأطرابلسي، قال أبو بكر الخطيب: خيثمة ثقة ثقة قد جمع فضائل الصحابة. كان رحالا جوالا صاحب حديث، توفي سنة 343 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (3/ 51).

ص: 619

ابن العلاء

(1)

، حدثنا أبي

(2)

، حدثنا عبيد اللَّه بن عمرو

(3)

، عن زيد بن أبي أنيسة

(4)

، عن سيار

(5)

، عن شهر بن حوشب

(6)

، عن ابن غنم

(7)

، عن أبي ذر، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إن اللَّه جل وعز يقول: يا عبادي كلكم مذنب إِلا من عافيت، وكلكم ضال إِلا من هديت، وكلكم فقير إِلا من أغنيت، فَمَنِ اسْتَغْفَرَنِي بِقُدْرَتِي وهو يعلم أني قادر على المغفرة غفرت له ولا أبالي، ومن استهداني هديته، ومن استرزقني رزقته، عبادي لو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم على قلب أشقى عبد هو لي ما نقص ذلك من ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم، على قلب أتقى عبد هو لي ما زاد في ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم، أعطيت كل امرئ منهم أمنيته ما نقص ذلك في ملكي إِلا مثل إبرة لو مشي بها رجل إلى شط البحر، فغمسها فيه ثم رفعها، ذلك بأني جوادٌ ماجدٌ واجدٌ، عطائي كلام وعذابي كلام، وإذا قضيت أمرًا فإنما أقول له: كن، فيكون". رواه الأعمش عن موسى بن المسيب، عن شهر بعضه قال:"خزائن اللَّه الكلام فإذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون"

(8)

.

وروى عن الأعمش، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غُنم، عن أبي ذر. في خامس عشر فوائد تمام

(9)

.

(1)

هلال بن العلاء بن هلال بن عمر الباهلي صدوق س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 305).

(2)

العلاء بن هلال بن عمر بن هلال الباهلي أبو محمد الرقي فيه لين س. التقريب لابن حجر (رقم 5259).

(3)

عبيد اللَّه بن عمرو بن أبي الوليد الرقي أبو وهب الأسدي ثقة فقيه ربها وهم ع. نفس المصدر (رقم 4327).

(4)

زيد بن أبي أنيسة الجزري أبو أسامة ثقة له أفراد ع. المصدر السابق (رقم 2118).

(5)

سيار أبو الحكم العنزي الواسطي وردان وقيل ورد وقيل غير ذلك ثقة ع. المصدر السابق (رقم 2718).

(6)

شهر بن حوشب صدوق كثير الإرسال والأوهام بخ م 4. تقدمت ترجمته في (ص 467).

(7)

عبد الرحمن بن غنم الأشعري مختلف في صحبته وذكره العجلي في كبار ثقات التابعين خت 4. التقريب لابن حجر (رقم 7346).

(8)

أخرجه بنحوه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 112).

وروي من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر به نحوه. أخرجه الضبي في الدعاء (رقم 130) والإمام أحمد (رقم 21367، 21368) وهناد في الزهد (2/ 456) والترمذي (رقم 2495) وقال: حديث حسن. وابن أبي شيبة (رقم 130) والبزار (رقم 4051).

تابعه: موسى بن المسيب الثقفي، عن شهر به نحوه. أخرجه الضبي في الدعاء (رقم 130) والإمام أحمد (رقم 21540) وابن ماجه (رقم 4257) والبزار (رقم 4052) والطبراني في الدعاء (رقم 15) والبيهقي في الشعب (رقم 6687) وفي الأسماء والصفات (رقم 246، 334)، وقال: "هذا حديث محفوظ من حديث شهر بن حوشب، ولذكر القدرة فيه شاهد من حديث آخر.

تابعه: الأعمش، عن شهر به مختصرًا. عند البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 112).

(9)

أخرجه تمام في فوائده (رقم 927) وأخرجه أيضًا الطبراني في مسند الشاميين (رقم 2811) والخطيب في تاريخه (8/ 106) والحسن بن رشيق في جزئه مطولا (رقم 11).

ص: 620

425 -

عن قيس

(1)

، عن المغيرة بن شعبة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يزال من أمتي قوم ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر اللَّه". رواه البخاري ومسلم

(2)

.

426 -

عن عمير بن هانئ

(3)

، عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر اللَّه ما يضرهم من كذبهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر اللَّه وهم على ذلك" الحديث رواه البخاري ومسلم

(4)

.

427 -

عن نافع بن جبير

(5)

، عن ابن عباس: وقف النبي صلى الله عليه وسلم على مسيلمة في أصحابه فقال: "لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تَعْدُو أمر اللَّه فيك ولئن أدبرت ليعقرنك اللَّه" رواه البخاري

(6)

.

428 -

وقال الوليد بن مسلم في كتاب الدعاء: حدثنا سعيد بن بشير

(7)

، عن سليمان الأعمش، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، عن أبي ذر، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال وهو يأثر عن ربه تبارك وتعالى:"يا بني آدم لو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم اجتهدوا فسألوني حتى تنتهي مسائلهم، فأعطيت كل امرئ مسألته منهم، ما نقص ذلك مما عندي إِلا كمخيط غُمس في بحر؛ ذلك بأني جواد ماجدٌ، عطائي كلام وعذابي كلام، إنها إذا أردت شيئًا أن أقول له كن فيكون"

(8)

.

429 -

وفي حديث عقبة بن عبد الغافر

(9)

، عن أبي سعيد الخدري في قصة الذي أوصى:"احرقوني ثم ذروني في ريح عاصف، ففعلوا، قال اللَّه عز وجل: "كن" فإذا رجل قائم". الحديث في المصافحة للبرقاني رواه مسلم

(10)

.

(1)

هو قيس بن أبي حازم ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 13).

(2)

أخرجه البخاري (رقم 7459) ومسلم (رقم 1921).

(3)

عمير بن هانئ العَنْسي أبو الوليد الدمشقي الداراني ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 5189).

(4)

أخرجه البخاري (رقم 7460) ومسلم (رقم 1037/ 174).

(5)

نافع بن جبير بن مطعم النوفلي أبو محمد وأبو عبد اللَّه المدني ثقة فاضل ع. التقريب لابن حجر (رقم 7072).

(6)

أخرجه البخاري (رقم 3620، 4373، 7461) ومسلم (رقم 2273/ 21).

(7)

سعيد بن بشير الأزدي مولاهم ضعيف 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 137).

(8)

أخرجه الوليد بن مسلم الضبي في الدعاء (رقم) وسبق تخريجه في الحديث (رقم 424).

(9)

عقبة بن عبد الغافر الأزدي العوني أبو نهار البصري ثقة خ م س. التقريب لابن حجر (رقم 4644).

(10)

أخرجه البخاري (رقم 3478، 6481، 7508) ومسلم (رقم 3757/ 27).

ص: 621

430 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن عياش

(1)

، أنبأنا محمد بن الكمال

(2)

وأبو بكر بن طرخان

(3)

قالا: أنبأنا أبو محمد بن قدامة

(4)

، أنبأنا عبد الحق بن عبد الخالق

(5)

، أنبأنا أبو غالب الباقلاني

(6)

، أنبأنا عبد الغفار بن محمد

(7)

، أنبأنا أبو علي بن الصواف

(8)

، حدثنا أبو حنيفة هو محمد بن حنيفة بن مُحَمَّد بن ماهان الوَاسِطِيّ

(9)

، حدثنا عمي

(10)

، أنبأنا أبي

(11)

، حدثنا طلحة بن زيد

(12)

، عن صفوان بن سُليم

(13)

، عن عطاء بن يسار

(14)

، عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الملائكة قالت: يا ربنا اعطيت بني آدم الدنيا فهم يأكلون فيها ويشربون

(1)

لم يتبين لي من هو، ولم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(2)

محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد، الإمام المحدث الزاهد العابد القدوة بقية السلف شمس الدين أبو عبد اللَّه ابن الكمال المقدسي الصالحي الحنبلي، ابن أخي الحافظ الضياء، حدث بالكثير نحوًا من أربعين سنة، وعني بالحديث وجمع خرج وكتب الأجزاء وانتخب وقرأ للمقادسية على الشيوخ، وتمم أحكام عمه، وكان شيخ الحديث بالضيائية، له قدم راسخ في التقوى ووقع في النفوس، توفي سنة 688 هـ. انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 240) والتاريخ له (15/ 617) ومعجم الشيوخ الكبير له (2/ 215).

(3)

أبو بكر بن محمد بن طرخان بن أبي الحسن الدمشقي، الإمام المقرئ بالألحان زين الدين الصالحي، كان من جُلَّةِ المشايخ، روى الكثير وكان دينا عالما، توفي سنة 679 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 380) ومعجم الشيوخ الكبير له (2/ 415).

(4)

هو الإمام المشهور موفق الدين أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي.

(5)

عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر، أبو الحسين اليوسفي البغدادي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 255).

(6)

أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن خذاداذا الباقلاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 41).

(7)

عبد الغفار بن محمد بن جعفر بن زيد أبو طاهر المؤدب. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 131).

(8)

أبو علي بن الصواف، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 46).

(9)

محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان أبو حنيفة القَصَبيُّ الواسطي، سكن بغداد، قال الدارقطني: ليس بالقوي. انظر: تاريخ الخطيب (3/ 115) والتاريخ للذهبي (6/ 1022).

(10)

أحمد بن محمد بن ماهان. المعروف والده بأبي حنيفة، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 73): مجهول.

(11)

محمد بن ماهان أبو عبد اللَّه السمسار البغدادي زَنْبَقة. وثقه العجلي (رقم 1642) وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 149) وقال الذهبي في تاريخه (6/ 423): صدوق وثقه البرقاني.

(12)

طلحة بن زيد القرشي أبو مسكين أو أبو محمد الرقي متروك قال أحمد وعلي وأبو داود كان يضع ق. التقريب لابن حجر (رقم 3020).

(13)

صفوان بن سليم المدني أبو عبد اللَّه الزهري مولاهم ثقة مفت عابد رمي بالقدر ع. نفس المصدر (رقم 2933).

(14)

عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني مولي ميمونة ثقة فاضل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 46).

ص: 622

ويلبسون، ونحن نسبح بحمدك، ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهو، فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة، فقال: لا أجعل ذرية من خلقته بيدي كمن قلت له كن فكان"

(1)

.

قرأت بخط أبي عبد اللَّه سبط ابن رُشِيِّق

(2)

ولعله مما أخذه عن شيخنا ابن تيمية: "كل ما يحدث في العالم من الرزق وغيره يحدث بأسباب، ولا يعلم جميع شروطها التي بها يتم تأثيرها إلا اللَّه، ولا يعلم جميع الموانع التي يندفع عنها حتى يتم التأثير إلا اللَّه، فهو سبحانه العالم القادر على التأثير بها، القادر على دفع موانعها، فيجب التوكل عليه"

(3)

.

(1)

أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 6173) وفي الكبير (رقم 14584) وقال الهيثمي في المجمع (1/ 82): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه إبراهيم بن عبد اللَّه بن خالد المصيصي، وهو كذاب متروك، وفي سند الأوسط طلحة بن زيد، وهو كذاب أيضًا.

لكن للحديث طرق أخرى أحسن حالا من الطريقين السابقين المنكرين:

• فروي من طريق: عثمان بن حصن بن علاق، عن عروة بن رويم. واختلف فيه عنه:

- فمرة قال: عن الأنصاري مرفوعًا. أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1065) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 688) وفي الشعب (رقم 147).

- ومرة قال: عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (رقم 520) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 689) وابن عساكر في تاريخه (34/ 110).

- ومرة قال عن أنس بن مالك مرفوعًا. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (53/ 139).

• وروي من طريق: هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللَّه بن عمرو موقوفًا. أخرجه مقاتل في تفسيره (4/ 794) والدارمي في الرد على المريسي (1/ 257). قال ابن كثير في تاريخه (1/ 127): هو أحسن ما يُستدل به وأصح.

• وروي من طريق: شبابة بن سوار، عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار من قوله. أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم 236).

• وروي من طريق: معمر، عن زيد بن أسلم من قوله. أخرجه عبد الرزاق (رقم 1592) ومن طريقه الطبري (15/ 5).

وسُئل الدارقطني عن حديث عبد اللَّه بن عمرو فقال في العلل (12/ 413): يرويه عبد المجيد بن أبي رواد، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عمر. واختلف عنه في رفعه: أسنده عن عبيد اللَّه بن محمد الفزاري. وخالفه سريج بن يونس فرواه عنه موقوفا. والموقوف أصح.

(2)

محمد بن عبد اللَّه بن الفقيه أبي محمد عبد الوهاب بن الفقيه أبي الحجاج يوسف بن محمد بن خلف الأنصاري القَصْريّ المغربي المالكي، المعروف بابن رُشَيّق، توفي سنة 749 هـ. قال ابن عبد الهادي في العقود الدرية (ص 43): أبو عبد اللَّه بن رشيق وكان من أخص أصحاب شيخنا وأكثرهم كتابة لكلامه وحرصا على جمعه كتب الشيخ. وقال ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه (4/ 195): صاحبنا الفقيه أبو عبد اللَّه ابن رشيق المالكي. وقال ابن كثير في تاريخه (18/ 510): كاتب مصنفات شيخنا العلامة ابن تيمية، كان أبصر بخط الشيخ منه، إذا عزب شيء منه على الشيخ استخرجه أبو عبد اللَّه هذا، وكان سريع الكتابة لا بأس به، دينا عابدا، كثير التلاوة، حسن الصلاة.

(3)

انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (4/ 14) ومجموع الفتاوى له (8/ 70، 284، 398، 487).

ص: 623

‌55 - باب إثبات الأسباب في الخلق والأمر. خلافًا للجهمية في قولهم: إنه يفعل عندها لا بها. بل هو خالق الأسباب والمسببات.

قال اللَّه تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [النحل: 65]{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)} [ق] إلى قوله: {وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} [ق: 11]، وقال:{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [الأعراف: 57]، وقال:{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16]، وقال:{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} [التوبة: 14].

وليس شيء من الأسباب مستقلًا بمطلوب، بل لا بد من انضمام أسباب أُخر إليه ولا بد أيضًا من صرف الموانع والمعارضات عنه حتى يحصل المقصود، فكل سبب وله شريك وله ضد، فإن لم يعاونه شريكه ولم ينصرف عنه ضده لم يحصل مسببه، فليس في المخلوقات علةٌ تامة تستلزم معلوها.

قال طائفة من العلماء: "الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسبابًا نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، وإنما التوكل والرجاء يتألف من موجب التوحيد والعقل والشرع، وذلك أن الالتفات إلى السبب هو اعتماد القلب عليه ورجاؤه والاستناد إليه، وليس في المخلوقات ما يستحق هذا؛ لأنه ليس بمستقل ولا بد له من شركاء وأضداد، ومع هذا كله فإن لم يُسخره مُسبب الأسباب لم يُسخَّر، فالكواكب جزءُ سبب، وأما هي جزء سبب في حال دون حال، في حال ظهورها على وجه الأرض يظهر نورها وأثرها، فإذا أفَلَت انقطع نورها وأثرها فلا تبقى حينئذ سببًا ولا جزءًا من السبب، ولهذا قال الخليل: لا أحب الآفلين، وإنما الرب تعالى هو القيوم يُقيم العبد في جميع الأوقات والأحوال، فهو وحده الذي يُدعى ويُسأل ويُرجى ويُتوكل عليه، وكل ما سواه فقيرٌ إليه"

(1)

.

431 -

قال أبو أحمد عبد اللَّه بن عدي بن محمد الحافظ الجرجاني: حدثنا أبو صالح القاسم بن الليث الراسبي

(2)

أملى علي من حفظه وسألته سنة تسع وتسعين ومائتين قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي

(3)

إملاءً

(1)

انظر: مجموع الفتاوى (8/ 169، 173).

(2)

القاسم بن الليث بن مسرور الرسعني أبو صالح نزيل تنيس ثقة س. التقريب لابن حجر (رقم 5486).

(3)

محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ثقة د س. نفس المصدر (رقم 6131).

ص: 624

قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم

(1)

قال: حدثنا أبي

(2)

، عن محمد بن إسحاق

(3)

، عن هشام بن عروة

(4)

، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن جعفر

(5)

قال: لما توفي أبو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ماشيًا على قدميه، قال: فدعاهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، قال: فانصرف فأتى ظل شجرة فصلى ركعتين ثم قال: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت أرحم بي إلى من تكلني إلى عدو تجهمني أم إلى قريب ملكته أمري إن لم تكن غضبانًا علي فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تُنِزل بي غضبَكَ أو تُحلَّ علي سخطَكَ، لك العُتبي حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك"

(6)

. أخبرنا بذلك إجازة أبو الحجاج الحافظ، أنبأنا إبراهيم بن الدرجي

(7)

، أنبأنا محمد وأحمد ابنا سعيد بن أحمد الصباغ

(8)

، أخبرنا عمر بن الفضل بن أحمد

(9)

، أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن سُسُّوَيْه

(10)

، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الْحَرَشِيُّ الْحِيِريُّ

(11)

، حدثنا أبو أحمد بن عدي فذكره.

(1)

وهب بن جرير بن حازم أبو عبد اللَّه الأزدي البصري، ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(2)

جرير بن حازم بن زيد بن عبد اللَّه الأزدي ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه ع. التقريب (رقم 911).

(3)

محمد بن إسحاق بن يسار صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(4)

هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي ثقة فقيه ربما دلس من الخامسة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 182).

(5)

عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي أحد الأجواد له صحبة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3251).

(6)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 181) وفي الدعاء (رقم 1036) وابن عدي في الكامل (7/ 269) والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي رقم 1839، 1840) وفي السابق واللاحق (رقم 81) وابن منده في جزء فيه ذكر الطبراني (ص 346) والرافعي في تاريخ قزوين (2/ 82) وابن عساكر في تاريخه (49/ 152). قال الهيثمي في المجمع (6/ 35):"فيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات".

(7)

إبراهيم بن إسماعيل برهان الدين أبو إسحاق ابن الدَّرَجِيِّ القرشي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 181).

(8)

الأول هو: أبو أحمد محمد بن أبي نصر سعيد بن أحمد بن محمد بن الصباغ الأصبهاني. انظر: تهذيب الكمال للمزي (3/ 336).

والآخر هو: أبو بكر أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد الصباغ الأصبهاني. انظر: معجم الأدباء (1/ 49) وتاريخ إربل (1/ 405).

(9)

عمر بن الفضل بن أحمد، أبو الوفاء ابن المميَّز الإصبهاني، شيخ صالح سديد، سمع بإفادة أخيه أحمد من رزق اللَّه التميمي وغيره، وعمر حتى حدث بالكثير، روى عنه أبو سعد السمعاني وغيره. توفي سنة 560 هـ انظر: التاريخ للذهبي (12/ 200).

(10)

أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن مِمْشَاذَ بن سسوية ابن خُرَّة بن مهران بن شنبة بن آذة الأصطخري الأصبهاني التاجر، روى مسند الشافعي عن الخيري. انظر: الإكمال لابن نقطة (3/ 167).

(11)

الإمام العالم المحدث مسند خراسان قاضي القضاة أبو بكر أحمد بن أبي علي الحسن ابن الحافظ أبي عمرو أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم بن يزيد الحرشي الخيري النيسابوري الشافعي،، قال السمعاني: هو ثقة في الحديث، درس الكلام والأصول على أصحاب أبي الحسن الأشعري، مات سنة 421 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 356 - 358).

ص: 625

432 -

أخبرنا أبو الحجاج الحافظ، أخبرنا أحمد بن محمد الواسطي

(1)

ونصر بن أبي القاسم النابلسي

(2)

ح وأخبرني علي بن محمد بن أبي بكر الكنجي

(3)

، أخبرنا عبد الواسع بن عبد الكافي

(4)

قالوا: أخبرنا علي بن أبي الفتح بن باسويه

(5)

، أنبأنا مسعود بن علي بن صدقة

(6)

، حدثنا أبو الكرم خميس بن علي بن أحمد بن الجَوْزِيّ

(7)

، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف شيخ الشافعيين ببغداد

(8)

، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني

(9)

، حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري الحافظ

(10)

، حدثنا محمد بن إبراهيم البُوْشَنْجِي

(11)

، حدثنا يحيى بن بكير

(12)

، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الاسكندراني

(13)

، عن موسى بن عقبه

(14)

، عن عبد اللَّه بن دينار

(15)

، عن عبد اللَّه بن عمر قال: كان من دعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من زوال

(1)

لم يتبين لي من هو، ولم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(2)

لم يتبين لي من هو، ولم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(3)

لم يتبين لي من هو، ولم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(4)

عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع بن عبد الجليل. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 69).

(5)

علي بن أبي الفتح المبارك بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أبو الحسن الواسطي البَرْجُونيُّ الفقيه المقرئ تقي الدين ابن باسويه وهو لقب الأحمد، حفظ القرآن جيد الأداء ثقة فاضلا توفي سنة 632 هـ انظر: التاريخ للذهبي (14/ 75) وغاية النهاية لابن الجزري (1/ 562).

(6)

أبو الخير مسعود بن علي بن صدقة بن مطرز الخباز، روى عن خميس الحوزي، وروى عنه ابن باسويه. انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (4/ 229) وطبقات الشافعيين لابن كثير (ص 462).

(7)

الإمام الحافظ محدث واسط خميس بن علي بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن سَلَامَوَيْهِ الحَوْزِيُّ أبو الكرم الواسطيّ، كان عالما ثقة يملي من حفظه، وإتقانه ممن يعول عليه. توفي سنة 632 هـ انظر: معجم السفر للسلفي (ص 80) والسير للذهبي (19/ 347).

(8)

الشيخ الإمام القدوة المجتهد شيخ الإسلام جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي الشافعي، كان يضرب المثل بفصاحته وقوة مناظرته، رحل الناس إليه من البلاد وقصدوه، وتفرد بالعلم الوافر مع السيرة الجميلة والطريقة المرضية. توفي سنة 476 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 452 - 461) والتاريخ له (10/ 383).

(9)

أبو بكر البرقاني أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 41).

(10)

محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد اللَّه بن سنان أبو عمرو الحيري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(11)

محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن البُوْشَنْجِي أبو عبد اللَّه ثقة حافظ فقيه خ. التقريب لابن حجر (رقم 5693).

(12)

يحيى بن عبد اللَّه بن بكير المخزومي وقد ينسب إلى جده ثقة في الليث وتكلموا في سماعه من مالك خ م ق. نفس المصدر (رقم 7580).

(13)

يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد القاريّ المدني حليف بني زهرة ثقة خ م د ت س. المصدر السابق (رقم 7824).

(14)

موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي مولى آل الزبير ثقة فقيه إمام في المغازي ع. المصدر السابق (رقم 6992).

(15)

عبد اللَّه بن دينار العدوي مولاهم أبو عبد الرحمن المدني مولى ابن عمر ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 66).

ص: 626

نعمتك وتحول عافيتك ومن فُجاءة نقمتك ومن جميع سخطك وغضبك". أخرجه مسلم

(1)

: عن أبي زرعة الرازي، عن يحيى بن بكير.

قرأت في كتاب هيروسيوس القس الأندلسي

(2)

عند ذكر داود نبي اللَّه: "وكذلك بعث اللَّه إليه غاث بن عادو النبي

(3)

، فخيَّره في إحدى ثلاث دواهي، وأعلمه أن لا بُد من إحداهن كفارة لذنبه وهن: إما جُوع سبع سنين، وإما هروب عن أعدائه ثلاثة أشهر، وإما طاعون ثلاثة أيام، فقال داود النبي: لأقع بين يدي اللَّه وأدبه خير من الوقوع بأيدي الأعداء وقتلهم، فاختار الطاعون فيات من بني إسرائيل من وقت الصبح إلى وقت الظهر -مبعث النهار- سبعون ألفًا، وظهر لداود النبي مَلَك يطعن الناس فرَغِب إلى اللَّه وقال: الذنب لي وقبلي يارب فأقلني وأهلي واعف عن خلقك، وإذ لك أمرَه غاث النبي أن يقيم مذبحًا ويقدم اللَّه عليه قربانًا، ففعل وانقطع الطاعون عن بني إسرائيل"

(4)

.

وذَكَرَ من أخبار داود قبل هذا: "أنه أمر بإحصاء بني إسرائيل تغزو وأجرى ذلك على يدي يُوآب بن شَربياء

(5)

صاحب خيله فعمل في إحصائهم والتطوف عليهم تسعة أشهر وعشرين يومًا، وألفى في قبائل بني إسرائيل -سوى سبط يهوذا- ثمانمائة ألف رجل ممن يقوى على حمل السلاح، وألفى في سبط يهوذا خمسمائة ألف يتلوه، ولذلك بعث اللَّه إليه غاث كما تقدم"

(6)

.

وفي أخبار سليمان بن داود: ذكَرَ أنه ولي أربعين سنة وأنه تجلى اللَّه له في نومه في أول ولايته فقال له سل ما شئت لتُعطاه، فسأل العلم، فقال اللَّه له: "إنك سألت العلم ولم تسل طول البقاء ولا المال ولا قتل الأعداء، فقد وهبت لك من العلم ما لم يبلغه أحد غيرك، وجمعت لك إليه المال والقدرة وفضَّلتُك في ذلك على كل مِن نبي

(1)

أخرجه مسلم في صحيحه (رقم 2739/ 96) وغيره.

(2)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(3)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(4)

هذا النقل من كتاب القس الأندلسي هيرسيوس وهو مفقود.

(5)

يُوآب هو قائد عسكر دواد عليه السلام. وبعض المصادر تذكر أن اسم أبيه هو صوريا. انظر الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام للقرطبي (ص 199) تحقيق: أحمد حجازي السقا. الناشر: دار التراث العربي القاهرة.

(6)

هناك اختلافات وتناقضات بين الأسفار في تحديد عدد المقاتلين. انظر: مختصر إظهار الحق لمحمد أحمد عبد القادر ملكاوي (ص 140).

ص: 627

قبلك، قال: وبلغ سليمان في جميع العلوم مبلغًا تقدم فيه أهل أهل المشارق والمغارب وله على ما يحكيه ديوان أخبار الأنبياء ثلاثة آلاف مثل، وفي الكلام الموزون ألف قصيدة وخمس قصائد في طريق التهليل على مثل ما كان الأنبياء يستعملون فيه موزون الكلام في عصرهم ذلك، ويكلم في الشجر والنبات والحيوان والهوام، وفي أنواع العلوم وصنوف الفلسفة بما لم يقدر عليه غيره"

(1)

.

بعد مكر بِلْعَام

(2)

للكنعانيين بالنساء حين مرت امرأة منهن برجل من عظماء بني إسرائيل فأخذ بيدها حين أعجبه جمالها حتى وقف بها على موسى فقال: إني أظنك ستقول هذه حرام عليك، قال: أجل هي حرام عليك لا تقربها، قال: فواللَّه لا نطيعك في هذا، ثم دخل بها قبته فوقع عليها، وأرسل اللَّه الطاعون على بني إسرائيل وكان فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب أمر موسى، وكان رجلا قد أُعطي بسطة في الخلق وقوة في البطش، وكان غائبًا حين صنع الرجل ما صنع، فجاء والطاعون يحوس في بني إسرائيل، فأُخبر الخبر، فأخذ حربته، وكانت من حديد كلها، ثم دخل عليها القبة وهما متضاجعان، فانتظمها بحربته، ثم خرج بهما رافعهما إلى السماء، والحربة قد أخذها بذراعه، واعتمد بمرفقه على خاصرته، وأسند الحربة إلى لحيته، وكان بكر العيزار، فجعل يقول: اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك، ورُفع الطاعون، فحُسب من هلَك من بني إسرائيل في الطاعون، فيما بين أن أصاب زمري المرأة إلى أن قتله فنحاص، فوجدوا قد هلك منهم سبعون ألفًا، والمقلل يقول: عشرون ألفا في ساعة من النهار. فمن هنالك يعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص من كل ذبيحة القبة والذراع واللحي، لاعتماده بالحربة على خاصرته وأخْذِه إياها بذراعه، وإسناده إياها إلى لحيته"

(3)

.

(1)

هذا النقل من كتاب القس الأندلسي هيرسيوس وهو مفقود.

(2)

بِلْعَم ويقال بِلْعَام بن باعوراء ويقال ابن أبر ويقال ابن أور ويقال ابن باعر بن شتوم بن قرشيم بن ماب بن لوط بن جران بن ازم كان يسكن قرية من قرى البلقاء، وهو الذي كان يعرف اسم اللَّه الأعظم فانسلخ من دينه. انظر: تاريخ ابن عساكر (10/ 396).

(3)

انظر: تاريخ ابن عساكر (10/ 405) والمنتظم لابن الجوزي (1/ 356) والكامل لابن الأثير (1/ 175) وتاريخ ابن كثير (2/ 234).

ص: 628

ذَكر في ترجمة حَزَقِيَّا بْنُ آحَاز بن يوثام بن عوزيا بن أمشيايع آش بن أحزيا بن يهورام بن يهوشفاظ بن آشا بن أبيا بن برحمام بن سليمان بن داود

(1)

أن سنجاريب

(2)

أقبل في حشود كبيرة وجنود جليلة لا يأتي عليها وصف واصف فبعث اللَّه في تلك الليلة ملَكًا بالطاعون في عساكر السريانيين فيات منهم مائة ألف وخمسة وثمانون ألفًا". ثم قال في الباب الرابع من الجزء الثاني: "وقد كانت مدينة رومة

(3)

في ذلك الوقت من شدة الجوع والوباء فيها كان أعظم من الحروب التي كانت فيه، وكانت متى انقطع قتال السيف عنها لم ينقطع قتل الجوع والوباء"

(4)

.

وفي الباب الثامن من الجزء الثالث في ذكر بطلميوس

(5)

: "إنه كان بأرض رومة وباء عظيم وجوع شديد حتى خرج أهلها إلى الاستغاثة بالأسفار التي كان يقال لها أسفار شميبكه

(6)

وهي أسفار السحر، واستعاذوا بالصور التي كانوا يعبدونها في صورة ثعبان، وبصورة كانت تدعى اشفلانية

(7)

، لكأنهم رجوا بذلك قطع الوباء عن أنفسهم أو قطع عودته إليهم أو كأنهم جهلوا أن الوباء لم يزل مترددا عليهم وملازمًا لهم".

وفي الباب الأول من الجزء الخامس ذكر فيه: "ظهرت بمدينة رومة آيات كثيرة فزع منها أهلها من ذلك أنه ولد بها خنثي وكان من رأي الكهان وأهل النجامة والعنف والزجر إغراقه في البحر ففعلوا ذلك به فما انتفعوا بفعلهم ذلك إذ نزل فيهم في ذلك الزمان من الوباء المفرط ما عجز فيه الناس عن دفن موتاهم حتى خلت الدور العظام والكثيرة الأهل من أهلها ومات جميع سكانها وأقفرت المنازل من عمارها وبقيت الأموال بلا وارث لها، حتى كان الناس يهربون من المدينة إلى البوادي ولا يُقدمون على السكنى بها ولا الدنو منها لفساد جوها من نتن الجيف المتعفنة على فُرشها المواراة على أسرَّتها لا يحجبها شيء عن سقوف بيوتها".

(1)

أورد الطبري هذا النسب في تاريخ (1/ 585)، وقد رد ابن حزم عليهم فيما زعموه من سلسلة النسب تلك في الفصل (2/ 10).

(2)

سنجاريب. قيل: إنه ملك بابل، وقيل إنه ملك الموصل، وكان في زمن النبي إشعيا، وقد كان متسلطا هو وجنوده يقتلون ويخربون البلاد ويسبون الناس. انظر: تفسير البغوي (2/ 68) والجواب الصحيح لابن تيمية (5/ 192) وتفسير ابن كثير (5/ 47).

(3)

هي مدينة روما في إيطاليا.

(4)

هذا النقل من كتاب القس الأندلسي هيرسيوس وهو مفقود.

(5)

هناك أعلام كثيرة متفقة في هذا الاسم، ولم يترجح شيء منها.

(6)

هكذا قُرئت ولم أجد لها معنى فيما بين يدي من المصادر.

(7)

هكذا قُرئت ولم أجد لها معنى فيما بين يدي من المصادر.

ص: 629

وفي الباب الثالث من الجزء الخامس قصة الجراد وإفنائه الزرع والشجر: "ورمته الريح في البحر فلما أخرجتها الأمواج إلى ريف إفرايقية أكداسًا على ذلك الريف حتى فسد منه الهواء مُسببًا للوباء العظيم في الناس والدواب". قال: "بحيث هلك ألوف بتلوثه، وسب في يوم واحد على باب من أقل أبواب المدينة نحو من ألف وثمانمائة جنازة"

(1)

.

قلتُ: "الطاعون الذي لا يدخل المدينة ليس هو مجرد الموت الذريع، ولا كل ما يُسمى طاعونًا، بل الطاعون من عام وخاص، بدليل ما صح في البخاري ومسند أحمد وغيرهما عن أبي الأسود الدؤلي قال: "قدمت المدينة وقد وقع بها مرض والناس يموتون موتًا ذريعًا، فجلست إلى عمر بن الخطاب فمروا بجنازة فأثنوا عليها خيرًا فقال:"وجبت وجبت" قال: ومروا بأخرى فأثنوا عليها شرًا فقال: "وجبت وجبت" فقلت يا أمير المؤمنين: ما وجبت وجبت؟ فقال: قلت: كما قال رسول اللَّه: "أيما مسلم شهد له أربعة بخير أُدخل الجنة" قال: فقلنا: وثلاثة؟ قال: "وثلاثة" قال: قلت: واثنان؟ قال: "واثنان" قال: فلم نسأله عن الواحد"

(2)

. وفي رواية: "قدمت المدينة وإذا بها وباءٌ شديد"

(3)

. وفي رواية: "قدمت المدينة في خلافة عمر بن الخطاب وقد وقع بها الطاعون"

(4)

.

433 -

قال إبراهيم الحربي في غريب الحديث في مسند الصديق: حدثنا هارون بن عبد اللَّه

(5)

، حدثنا وهب

(6)

، حدثنا أبي

(7)

قال: سمعت الأعمش، عن الزهري، عن عياض الكلبي

(8)

: أن أسامة أخبره: "ذكَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إنسانًا جاء من بعض الأرياف به الطاعون، فأفزع الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرجو أن لا يَطْلُعَ إلينا من نِقَابِها"

(9)

.

(1)

جميع هذا النقل وما سبقه هو من كتاب القس الأندلسي هيرسيوس وهو مفقود.

(2)

أخرجه البخاري (رقم 1368، 2643) والإمام أحمد (رقم 139، 204، 318).

(3)

لم أجد هذه الرواية فيما بين يدي من المصادر.

(4)

أشار ابن حجر في الفتح إلى نحو هذه الرواية (10/ 181) فقال: وما سبق في الجنائز من حديث أبي الأسود: "قدمت المدينة في خلافة عمر وهم يموتون موتا ذريعًا".

(5)

هارون بن عبد اللَّه بن مروان البغدادي، أبو موسى الحمال البزاز، ثقة م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 6).

(6)

وهب بن جرير بن حازم أبو عبد اللَّه الأزدي البصري، ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(7)

جرير بن حازم الأزدي ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 423).

(8)

عياض بن ضمري الكلبي. ابن عم أسامة بن زيد، وكان ختنه على ابنته، وقد قيل: عياض بن صبري. وثقه ابن حبان (5/ 265).

(9)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 21804) والطيالسي (رقم 667) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 408) والطبراني (رقم 401) وأبو خيثمة في تاريخه (رقم 1351) والضياء في المختارة من طرق (رقم 1338، 1339، 1340) وقال: "إسناده صحيح".

ص: 630

434 -

قال إبراهيم الحربي: حدثنا عثمان

(1)

، حدثنا أبو أسامة

(2)

، عن سفيان

(3)

، حدثني إبراهيم بن محمد بن المنتشر

(4)

، عن أبيه

(5)

قال: قال حذيفة: "إن الطوفان قد رُفع عن أهل الأرض كلها إِلا البصرة"

(6)

.

435 -

حدثنا أحمد بن أسد

(7)

، حدثنا ابن اليمان

(8)

، عن أبي المنهال

(9)

، عن الحجاج

(10)

، عن عطاء

(11)

، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الطوفان الموت"

(12)

.

وَذكر لجعفر

(13)

، عن سعيد

(14)

: "الطوفان المطر"

(15)

. وقاله الفراء

(16)

.

(1)

عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي أبو الحسن ابن أبي شيبة. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 97).

(2)

حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي أبو أسامة ثقة ثبت ربما دلس ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 182).

(3)

هو الإمام سفيان بن عيينة.

(4)

إبراهيم بن محمد بن المنتشر بين الأجدع الهمداني الكوفي ثقة من الخامسة ع. التقريب لابن حجر (رقم 340).

(5)

محمد بن المنتشر بن الأجدع الهمداني بالسكون الكوفي ثقة من الرابعة ع. نفس المصدر (رقم 6324).

(6)

أخرجه ابن أبي شيبة (رقم 32458، 37403) وفي أوله زيادة بلفظ: "إن أهل البصرة لا يفتحون باب هدى، ولا ينزلون باب ضلالة".

(7)

أحمد بن أسد بن عاصم أبو عاصم البجلي الكوفي وهو ابن بنت مالك بن مغول. كان رأسا في السنة حسن الفهم لحديثه ثقة توفي سنة 229 هـ. انظر: المتفق والمفترق للخطيب (1/ 164) ووثقه ابن حبان (8/ 19).

(8)

يحيى بن يان العجلي الكوفي صدوق عابد يخطئ كثيرًا وقد تغير بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 11).

(9)

المنهال بن خليفة العجلي أبو قدامة الكوفي ضعيف من السابعة د ت ق. نفس المصدر (رقم 6917).

(10)

حجاج بن أرطاة بن ثور أحد الفقهاء صدوق كثير الخطأ والتدليس بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 76).

(11)

عطاء بن أبي رَباح ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال من الثالثة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 98).

(12)

أخرجه الطبري (10/ 381) وابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 8856) وروي من طريق آخر: عن يحيى بن يمان، عن المنهال بن خليفة، عن الحجاج، عن الحكم بن مينا، عن عائشة مرفوعًا. أخرجه الطبري (10/ 380) وابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 8855)، وأبو الشيخ وابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي (3/ 519). قال ابن كثير في تفسيره (3/ 461): حديث غريب. وقال ابن حجر في الفتح (8/ 300): الإسنادان ضعيفان.

(13)

جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمي صدوق يهم بخ د ت س فق. التقريب لابن حجر (رقم 960).

(14)

هو التابعي الجليل سعيد بن جبير.

(15)

أخرجه الطبري (10/ 386) وعبد بن حميد وابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي (3/ 523).

وروى ابن جبير عن ابن عباس نحوه. أخرجه الطبري (10/ 379) وكذلك روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 8861) الشيخ وابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي (3/ 519). قال ابن كثير في تفسيره (3/ 465): وقد روي نحو هذا عن ابن عباس، والسدي، وقتادة وغير واحد من علماء السلف.

(16)

انظر: معاني القرآن للفراء (1/ 392).

ص: 631

وعن أبي عبيدة: "الطوفان من السيل البعاق، ومن الموت البديع والمبالغ"

(1)

.

وقال ابن جرير: "في سنة أربع وسبعين ومائة وقع الوباء بمكة"

(2)

.

436 -

قال عاصم الأحول

(3)

: عن كريب بن الحارث

(4)

، عن أبي بردة بن قيس

(5)

قلت: لأبي موسى الأشعري في طاعون وقع أخرج بنا إلى دابق

(6)

نبدوا بها، فقال أبو موسى:"إلى اللَّه آبق لا إلى دابق".

(7)

‌56 - باب قوله: {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّر} [الحشر: 24]

وقوله {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)} [الزمر]، وقوله:{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [غافر: 64]{قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الرعد: 16]، {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج: 73]، {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} [الشورى: 49]. و {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7] قرأ نافع وغيره: {خَلَقَهُ} بفتح اللام. {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54]، {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران: 6]، {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} [الأعراف: 11].

{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [النور: 45]، {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30]. وعن عكرمة في قوله: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7] قال: "أما إن است القرد ليست بحسنة ولكن أَحكَم خلقه"

(8)

.

(1)

انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة (1/ 226).

(2)

انظر: تاريخ الطبري (8/ 239) وقال فيه: حج بالناس فيها هارون الرشيد، فبدأ بالمدينة، فقسم في أهلها مالا عظيما، ووقع الوباء في هذه السنة بمكة، فأبطأ عن دخولها هارون، ثم دخلها يوم التروية، فقضى طوافه وسعيه ولم ينزل بمكة.

(3)

عاصم بن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن البصري ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3060).

(4)

كريب بن الحارث بن أبي موسى الأشعري يروي عن أبي بردة روى عنه عاصم الأحول. ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 357).

(5)

أبو بردة بن أبي موسى الأشعري قيل اسمه عامر وقيل الحارث ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 7952).

(6)

دابق قرية قرب حلب من أعمال عزاز، بينها وبين حلب أربعة فراسخ. انظر: معجم البلدان الياقوت (2/ 416).

(7)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (رقم 106).

(8)

أخرجه الطبري (7/ 327) من طريق شريك وأبي سعيد المؤدب، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس.

ص: 632

437 -

وقال عبد اللَّه بن الحويرث

(1)

، عن عائشة: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم حَسَّنت خَلقي فحسن خُلقي"

(2)

. في رابع فوائد عبدان

(3)

. وقد تقدم هذا الباب في الأوليين.

438 -

عن علي قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة كبر ثم قال: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للَّه رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إِلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا إنه لا يغفر الذنوب إِلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق إنه لا يهدي لأحسنها إِلا أنت، واصرف عني سيئها لايصرف سيئها إِلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك" فإذا ركع قال: "اللهم لك ركعت وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظامي وعصبي" فإذا رفع رأسه من الركوع قال: "سمع اللَّه لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض، وملء ما بينها، وملء ما شئت من شيء بعد" فإذا سجد قال: "اللَّهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صوره، فشق سمعه وبصره، تبارك اللَّه أحسن الخالقين" فإذا فرغ من الصلاة قال: "اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم والمؤخر، لا إله إِلا أنت".

أخبرنا سليمان بن حمزة

(4)

، أخبرنا جعفر بن علي

(5)

، أنبأنا السِّلفي، أخبرني محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن دقشللة

(6)

بالكوفة، أنبأنا محمد بن إسحاق بن محمد بن فَدَّوَيْهِ

(7)

، أنبأنا علي بن عبد الرحمن

(1)

عبد اللَّه بن الحارث الأنصاري البصري أبو الوليد نسيب ابن سيرين ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3266).

(2)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 24392، 25221) والبيهقي في الشعب (رقم 8184، 8185) وفي الدعوات الكبير (رقم 488). قال الهيثمي في المجمع (8/ 20): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". والرابع من فوائد عبدان لا يزال مفقودا.

(3)

محمد بن الحسن بن عبدان بن الحسن بن مهران، أبو بكر الصيرفي. تقدمت رجمته في الحديث (رقم 65).

(4)

هو سليمان بن حمزة المقدسي ثم الصالحي، قاضي القضاة، تقي الدين أبو الفضل. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 18).

(5)

جعفر بن علي بن هبة اللَّه بن جعفر بن يحيى أبو الفضل الهمداني، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 61).

(6)

محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن بن صرما المشهور بدقشللة. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 132).

(7)

أبو الحسن محمد بن إسحاق بن محمد بن دويه المعدل الخزاز الكوفي، كان شيخًا ثقة له هيئة حسنة ووقار ظاهر أصوله جياد وسماعه صحيح، حسن الاعتقاد من أهل السنة، وليت كان كل من بالكوفة مثله، مات سنة 446 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (2/ 78).

ص: 633

ابن أبي السري البكائي

(1)

، أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحضرمي

(2)

، حدثنا أبو بكر

(3)

، حدثنا سويد بن عمرو الكلبي

(4)

، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة

(5)

، حدثني عمي الماجشون

(6)

، عن الأعرج

(7)

، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع

(8)

، عن علي بهذا الحديث. رواه مسلم

(9)

.

‌57 - ذكر الوسوسة بالدور القَبْلي

(10)

.

439 -

عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "ما يزالون يقولون ما كذا ما كذا حتى يقولوا: هذا اللَّه خلق كل شيء فمن خلق اللَّه؟ ".

أخبرنا عيسى، أخبرنا جعفر، أخبرنا السِّلفي، أنبأنا أبي، أنبأنا ابن فدويه، أخبرنا البكائي، حدثنا أبو محمد عبد اللَّه بن زيدان البجلي

(11)

، حدثنا محمد بن العلاء

(12)

، حدثنا أبو معاوية

(13)

، عن أبي سعد البقال

(14)

، عن أنس بهذا.

(1)

علي بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي السري البكائي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 378).

(2)

الشيخ الحافظ الصادق محدث الكوفة أبو جعفر محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحضرمي، الملقب بِمُطَيِّنٍ، قال الدارقطني: ثقة جبل. صنف المسند والتاريخ وكان متقنا، مات سنة 297 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 42).

(3)

هو الإمام أبو بكر بن أبي شيبة.

(4)

سويد بن عمرو الكلبي أبو الوليد الكوفي العابد ثقة م ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 2694).

(5)

عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة الماجشون ثقة فقيه مصنف ع. نفس المصدر (رقم 4104).

(6)

يعقوب بن أبي سلمة الماجشون التيمي مولاهم أبو يوسف المدني صدوق م د ت ق. المصدر السابق (رقم 7819).

(7)

عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ثقة ثبت عالم ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 58).

(8)

عبيد اللَّه بن أبي رافع المدني مولى النبي صلى الله عليه وسلم كان كاتب علي وهو ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 4288).

(9)

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (رقم 2399) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه مسلم (رقم 771/ 201، 202) وغيرهم.

(10)

الدور نوعان: أحدهما: الدور القبلي السبقي فهذا ممتنع باتفاق العقلاء مثل أن يقال لا يكون هذا إِلا بعد ذاك ولا يكون ذاك إِلا بعد هذا فهذا ممتنع باتفاق العقلاء ونفس تصوره يكفي في العلم بامتناعه فإن الشيء لا يكون قبل كونه ولا يتأخر كونه عن كونه. . وأما الدور المعيِّ الاقتراني: مثل أن يقال لا يكون هذا إِلا مع ذاك لا قبله ولا بعده فهذا جائز كما إذا قيل لا تكون الأبوة إِلا مع البنوة وقيل أن صفات الرب اللازمة له لا تكون إِلا مع ذاته وعلمه مع حياته وقدرته مع علمه ونحو ذلك. انظر الصفدية لابن تيمية (1/ 12) والدرء له (3/ 143 - 147) وحاشية مذكرة التوحيد لعبد الرزاق عفيفي (ص 17).

(11)

الإمام القدوة العابد عبد اللَّه بن زيدان بن بريد بن رزين بن الربيع بن قَطَن البجلي، أبو محمد الكوفي، أحد الثقات والعُبّاد، وكان ثقة، حجة، كثير الصمت، لم يُر مثله، وكان حسن المذهب، صاحب جماعة. توفي سنة 313 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 436).

(12)

محمد بن العلاء بن كريب الهمداني أبو كريب مشهور بكنيته ثقة حافظ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 227).

(13)

محمد بن خازم أبو معاوية الضرير ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 63).

(14)

سعيد بن المرزبان العبسي مولاهم أبو سعد البقال الكوفي الأعور ضعيف مدلس بخ ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 2389).

ص: 634

رواه أبو بكر البزار

(1)

، عن أبي كريب.

440 -

ورواه محمد بن هارون الروياني

(2)

، عن أبي كريب محمد بن العلاء ولفظه:"لن يبرح الناس أن يسألوا عما لم يكن حتى يقول قائلهم هذا اللَّه خلق كل شيء فاللَّه من خلقه؟ ".

وهو في الأدب للبخاري

(3)

: لعقبة بن خالد السكوني

(4)

، عن أبي سعد سعيد بن المرزبان.

وهو في جزء

(5)

ابن خليل

(6)

عن العشرة من أصحاب الحداد

(7)

: لعبيد اللَّه بن موسى

(8)

، عن أبي سعد

(9)

.

441 -

وأخبرنا سليمان وعيسي قالا: أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا عبد الأول، أنبأتنا بيبي ابنة عبد الصمد

(10)

قالت: أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري

(11)

، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد

(12)

، حدثنا الحسن بن الصباح البزار

(13)

، حدثنا شبابة

(14)

، عن ورقاء

(15)

، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن

(16)

قال: سمعت أنسًا يقول: قال رسول اللَّه: "لن يبرح الناس يسألون حتى يقولوا هذا اللَّه خلق كل شيء". وذكرَ كلمةً.

(1)

لم أجده في مسند البزار المطبوع، ولا في زوائده. لكن رواه البزار (رقم 7499) عن عبد اللَّه بن سعيد، عن الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن المختار بن فلفل، عن أنس نحوه.

(2)

لم أجده في مسند الروياني.

(3)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم 1286) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 492).

(4)

عقبة بن خالد بن عقبة السكوني أبو مسعود الكوفي المجدر بالجيم صدوق صاحب حديث ع. التقريب لابن حجر (رقم 4636).

(5)

هو جزء فيه أحاديث عن عشرة مشايخ من أصحاب أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد خرجها الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي. يقع في 42 ورقة (157 - 197) ضمن مجموع حديثي بدار الكتب الظاهرية رقم (3749)، مجاميع العمرية (رقم 12).

(6)

هو أبو الحجاج يوسف بن خليل ابن قراجا الدمشقي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(7)

الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد أبو علي الأصبهاني الحداد المقرئ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(8)

عبيد اللَّه بن موسى بن بادام العبسي الكوفي أبو محمد ثقة كان يتشيع ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(9)

أخرجه ابن خليل في جزئه، مخطوط (ل 190 / ب).

(10)

أم الفضل، وأم عزَّى بيبي بنت عبد الصمد بن علي بن محمد الهرثمية. تقدمت ترجمتها في الحديث (رقم 47).

(11)

أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري الهروي المخلدي، ابن أبي شريح. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 91).

(12)

يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب أبو محمد مولى أبي جعفر المنصور. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(13)

الحسن بن الصبَّاح البزار أبو علي الواسطي صدوق يهم وكان عابدا فاضلًا خ ت س. التقريب لابن حجر (رقم 1251).

(14)

شبابة بن سوار المدائني ثقة حافظ رمي بالإرجاء من التاسعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 11).

(15)

ورقاء بن عمر اليشكري أبو بشر الكوفي صدوق في حديثه عن منصور لين ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 94).

(16)

عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري أبو طُوالة المدني قاضي المدينة لعمر بن عبد العزيز ثقة ع. التقريب (رقم 3435).

ص: 635

رواه البخاري: عن الحسن بن الصباح. فوافقناه فيه بعلو، وقال:"هذا اللَّه خلق كل شيء فمن خلق اللَّه سبحانه وتعالى"

(1)

. وعبد اللَّه بن عبد الرحمن هو أبو طُوالة الأنصاري.

442 -

وأخبرنا القاسم بن مظفر، أنبأنا علي بن الحسين بن يَوْحَن

(2)

، أنبأنا المبارك بن محمد بن المعمَّر

(3)

، أنبأنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط

(4)

، أنبأنا أبو علي بن شاذان

(5)

، أنبأنا أبو بكر النجاد

(6)

، حدثنا عبد الملك ابن محمد

(7)

، حدثنا أبو عامر العقدي

(8)

، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن

(9)

، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يسألون حتى يقولوا هذا اللَّه خلق الخلق، فمن خلق اللَّه؟ " قال: قد سُئلت عنها اليوم مرتين. رواه مسلم

(10)

: لأيوب

(11)

، عن محمد بن سيرين.

وهو في العلم للمروزي: لهشام بن حسان

(12)

، عن محمد بن سيرين، وقال:"إن ناسًا سترتفع بهم المسألة"

(13)

.

(1)

أخرجه البخاري (رقم 7296) وبيبي الهرثمية في جزئها (رقم 79) والمؤلف من طريقها كما هنا.

(2)

علي بن الحسين بن يوحن بن أبَّوَيْه بن النعمان البَاورِّيّ اليمني ثم الأصبهاني. لم أجد له ترجمة، وأبوه من العلماء المشهورين بأصبهان. وذكره الذهبي فيمن روى عن الباذَرائي. انظر: السير للذهبي (20/ 494).

(3)

الشيخ الصالح الصدوق أبو المكارم، المبارك بن محمد بن المعمر الباذَرائِيُّ البغدادي، شيخ صالح ضعيف، أكثر أوقاته مستلق على قفاه، كان يسأل عن الصلاة قاعدا لعجزه وكان زاهدا معمرا توفي سنة 567 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 211) والتاريخ له (12/ 382).

(4)

محمد بن عبد العزيز بن عبد اللَّه، أبو ياسر البغدادي الخياط، سمع البرقاني، وأبا علي بن شاذان، وابن بكير النجار، وأبا القاسم بن بشران، وكان رجلًا خيرًا، روى عنه أبو طاهر السلفي، وأبو الفضل خطيب الموصل، وجماعة، وسعد الخير الأندلسي. توفي سنة 495 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 772).

(5)

أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 157).

(6)

أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس النجاد. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(7)

عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه بن بشران أبو القاسم الأموي مولاهم. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 200).

(8)

عبد الملك بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي ثقة من التاسعة ع. تقدمت ترجمته. في الحديث (رقم 130).

(9)

سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رُقيش الأسدي المدني ثقة من الرابعة د. التقريب لابن حجر (رقم 2355).

(10)

أخرجه مسلم (رقم 135/ 215).

(11)

أيوب بن أبي تميمة كيسان السَّختياني ثقة ثبت حجة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 19).

(12)

هشام بن حسان الأزدي القُردُوسي ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 78).

(13)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 20441) وعنه الإمام أحمد (رقم 7790) والبزار (رقم 1006) وابن منده في الإيمان (رقم 362).

ص: 636

443 -

رواه إسحاق بن راهويه، عن المخزومي

(1)

، عن أبي عوانة

(2)

وفيه: قال أبو هريرة: "فواللَّه إني الجالس يومًا إذ جاءني رجل من أهل العراق فقال: "يا أبا هريرة هذا اللَّه خلقنا فمن خلق اللَّه؟ قال: فجعلت أُصْبُعَيَّ في أُذنيِّ وصرخت فقلت: صدق اللَّه ورسوله، اللَّه الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد"

(3)

.

444 -

أخبرنا القاسم، أنبأنا ابن يوحن، أخبرنا المبارك، أخبرنا أبو ياسر، أخبرنا ابن شاذان، أنبأنا النجاد، حدثنا عبد الملك، حدثنا حجاج بن منهال

(4)

، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عُمر بن أبي سلمة

(5)

، عن أبيه

(6)

، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

وهو في الجزء المتبقي من سبعة أجزاء المخلص. رواه مسلم

(7)

: ليحيى بن أبي كثير

(8)

، عن أبي سلمة.

445 -

ورواه ابن السني في الثامن من عمل يوم وليلة: لعتبة بن مسلم

(9)

، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة وقال فيه:"فإذا قالوا ذلك فقولوا: اللَّه أحد اللَّه الصمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحدًا، ثم ليتفل أحدكم عن يساره ثلاثًا وليستعذ من الشيطان"

(10)

.

(1)

المغيرة بن سلمة المخزومي أبو هشام البصري ثقة ثبت خت م د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 330).

(2)

وضَّاح اليَشْكُري الواسطي البزاز أبو عوانة ثقة ثبت من السابعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 8).

(3)

أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (رقم 25) والهروي في ذم الكلام (رقم 502).

(4)

حجاج بن المنهال الأنماطي أبو محمد السلمي مولاهم البصري ثقة فاضل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 86).

(5)

عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قاضي المدينة صدوق يخطئ خت 4. التقريب لابن حجر (رقم 4910).

(6)

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ثقة مكثر، ع. تقدمت ترجمته في الحديث (42).

(7)

أخرجه المخلص في المخلصيات (رقم 410) ومسلم (رقم 135).

(8)

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 40).

(9)

عتبة بن مسلم المدني وهو ابن أبي عتبة التيمي مولاهم ثقة خ م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 4443).

(10)

أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 627).

ص: 637

446 -

أخبرنا ابن أبي طالب، أخبرنا ابن القبيطي

(1)

إجازة، أخبرنا هبة اللَّه بن هلال

(2)

، أخبرنا أبو الفضل بن زكري

(3)

، أخبرنا علي بن بشران

(4)

، أخبرنا ابن البختري

(5)

، حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن شاكر

(6)

، حدثنا حسين بن علي

(7)

، حدثنا زائدة

(8)

، عن المختار بن فُلْفُل

(9)

، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه قال: لا يزال قوم من أمتك يسألون نبيهم ما كذا ما كذا؟ يقولون: هذا اللَّه خلق كل شيء فمن خلق اللَّه؟ ".

رواه إسحاق بن راهويه، عن جرير، عن المختار.

ورواه مسلم

(10)

عن إسحاق. ورواه الحسين بن علي بدلًا.

447 -

قال أبو بكر أحمد بن عمرو البزار: حدثنا إبراهيم بن زياد الصائغ البغدادي

(11)

، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(12)

، عن ابن أخي الزهري

(13)

، عن الزهري، عن عروة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي

(1)

عبد اللطيف بن أبي الفرج محمد بن علي بن حمزة بن فارس، أبو طالب ابن القبيطي الحراني ثم البغدادي التاجر الجوهري، مسند العراق في وقته، روى الكثير، وسمع منه الحفاظ. وكان دينا، خيرا حافظا للقرآن محبا للرواية. توفي سنة 641 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (14/ 383).

(2)

الشيخ الجليل مسند بغداد أبو القاسم هبة اللَّه بن الحسن بن هلال بن علي بن حمصاء العجلي السامري الكاتب ثم البغدادي ابن الدقاق، شيخ معمر صحيح الرواية توفي سنة 562 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 471).

(3)

الشيخ الجليل الثقة الصالح عبد اللَّه بن علي بن أحمد بن محمد بن زكري، أبو الفضل الدقاق الكاتب، كان شيخا عفيفا صالحا دينا ثقة، توفي سنة 486 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 603) والتاريخ له (10/ 561).

(4)

أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللَّه بن بشران بن محمد بن بشر، الأموي البغدادي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(5)

أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك، البغدادي الرزاز. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(6)

الشيخ المحدث الثقة أبو البختري عبد اللَّه بن محمد بن شاكر العنبري البغدادي المقرئ، قال ابن أبي حاتم: صدوق. وقال الدارقطني: صدوق ثقة. سنة 270 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (11/ 281) والسير للذهبي (13/ 33).

(7)

الحسين بن علي بن الوليد الجعفي الكوفي المقريء ثقة عابد ع. التقريب لابن حجر (رقم 1335).

(8)

زائدة بن قدامة الثقفي أبو الصلت الكوفي ثقة ثبت صاحب سنة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 109).

(9)

مختار بن فُلْفُل مولى عمرو ابن حريث صدوق له أوهام من الخامسة م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 6524).

(10)

أخرجه ابن راهويه (رقم 319) ومسلم (رقم 136/ 217).

(11)

إبراهيم بن زياد بن إبراهيم أبو إسحاق الصائغ البغدادي، قال أبو زرعة الرازي: كان حجاج بن الشاعر يحسن القول فيه والثناء عليه. وقال أبو حاتم: صدوق. . انظر: تاريخ الخطيب (6/ 598) والثقات لابن قطلوبغا (2/ 185).

(12)

يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو يوسف المدني ثقة فاضل ع. التقريب (رقم 7811).

(13)

محمد بن عبد اللَّه بن مسلم الزهري المدني ابن أخي الزهري صدوق له أوهام ع. التقريب لابن حجر (رقم 7811).

ص: 638

أحدَكم الشيطانُ فيقول: من خلق كذا وكذا حتى يقول: فمن خلق اللَّه فإذا رأى أحدكم من ذلك شيئًا فليقل: آمنت باللَّه"

(1)

.

قال: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الزهري، عن عروة، عن أبي هريرة إلا ابن أخي الزهري. وقد رواه هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة. وروي عن أبي هريرة من وجوه"

(2)

.

قلت: "وقد رواه مسلم من هذا الوجه

(3)

. ورواه هو

(4)

والبخاري

(5)

من حديث الليث بن سعد، عن عُقيل

(6)

، عن الزهري". قاله البزار.

443 -

وقال البزار: حدثنا حميد

(7)

، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك

(8)

، حدثنا الضحاك بن عثمان

(9)

، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول: اللَّه، فيقول: من خلق اللَّه؟ فإذا وجد من ذلك فليقل: "آمنت باللَّه ورُسله" فإن ذلك يُذهبه"

(10)

.

(1)

أخرجه البزار (رقم 8037).

(2)

انظر مسند البزار (14/ 346).

(3)

أخرجه مسلم (رقم 134/ 214).

(4)

أخرجه مسلم (رقم 134).

(5)

أخرجه البخاري (رقم 3276) بلفظ: "حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ باللَّه ولينته".

(6)

عقيل بن خالد بن عقيل الأيلي أبو خالد الأموي مولاهم ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 4665).

(7)

حميد بن الأسود بن الأشقر البصري أبو الأسود الكرابيسي صدوق يهم قليلا خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 1542).

(8)

محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُديك صدوق ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(9)

الضحاك بن عثمان بن عبد اللَّه الأسدي الجزامي صدوق يهم من السابعة م. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 67).

(10)

أخرجه البزار كما في زوائده (رقم 50) والإمام أحمد (رقم 26203) وغيرهم. وسيأتي (برقم 473، 474).

تابعه: عبد اللَّه بن الأجلح، عن هشام بن عروة به نحوه. عند ابن أبي عاصم في السنة (رقم 648) وأبي يعلى (رقم 4704). قال الهيثمي في المجمع (1/ 33):"رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله ثقات". وقال الألباني في ظلال الجنة (1/ 293): "إسناده جيد رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد اللَّه بن الأجلح وهو صدوق وقد توبع".

ص: 639

أخبرناه الذهبي

(1)

، أخبرنا أحمد بن عساكر

(2)

، أنبأنا أبو روح

(3)

، أنبأنا زاهر

(4)

، أنبأنا الكنجروذي

(5)

، أنبأنا أبو عمر بن حمدان

(6)

في الجزء التاسع من حديثه، أخبرنا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ

(7)

، حدثنا محمد ابن رافع

(8)

، حدثنا ابن أبي فديك فذكره. وقال:"فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت باللَّه ورسُله؛ فإن ذلك يَذهب عنه".

449 -

وقال سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا اللَّه خلق كل شيء، فمن خلق اللَّه؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت باللَّه". رواه البخاري ومسلم

(9)

.

ورواه مسلم

(10)

ليزيد بن الأصم

(11)

، عن أبي هريرة.

ورواه همام بن منبه، عن أبي هريرة

(12)

. وهو في نسخته رواية ابن فيل

(13)

، وليس في الكتب الستة.

وحديث يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة في الأول من مسند الحارث بن أبي أسامة

(14)

.

(1)

هو الإمام الذهبي.

(2)

أحمد بن هبة اللَّه بن أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة اللَّه، ابن عساكر، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 70).

(3)

أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الساعدي الخراساني الهروي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(4)

زاهر بن طاهر بن محمد أبو القاسم الشحامي المستملي الشروطي الشاهد. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(5)

أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الأديب الكنجروذي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(6)

أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الخيري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(7)

الحافظ الحجة القدوة أبو محمد جعفر بن أحمد بن نصر النيسابوري المعروف بالخيري، أحد الأعلام وركن من أركان الحديث في الحفظ والإتقان والورع. مات سنة 303 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 220) والتاريخ له (7/ 64).

(8)

محمد بن رافع القشيري النيسابوري ثقة عابد خ م د ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 58).

(9)

أخرجه البخاري (رقم 3276) ومسلم (رقم 134/ 212).

(10)

أخرجه مسلم (رقم 135/ 216).

(11)

يزيد بن الأصم واسمه عمرو بن عبيد بن معاوية البَكَّائي ثقة من الثالثة بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 330).

(12)

أخرجه همام في صحيفته (رقم 93) والإمام أحمد (رقم 8207) وابن حبان (رقم 6722) وابن منده في الإيمان (رقم: 356).

(13)

الشيخ الإمام المحدث الرحال أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي البائسي، الإمام بمدينة أنطاكية، له جزء مشهور، فيه غرائب، مات سنة 311 هـ. انظر: بغية الطلب لابن العميد (5/ 2248) السير للذهبي (14/ 526) والتاريخ له (7/ 385).

(14)

مسند الحارث بن أبي أسامة مفقود ولا يوجد منه إلا زوائده للهيثمي، وجزء من عواليه.

ص: 640

قال النواوي: "هكذا هو في بعض الأصول "يقولوا" بغير نون وفي بعضها "يقولون" بالنون وكلاهما صحيح، وإثبات النون مع الناصب لغة قليلة ذكرها جماعة من محققي النحويين وجاءت متكررة في الأحاديث الصحيحة"

(1)

.

وفي الباب عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر

(2)

. وهو في أواخر مسند عبد اللَّه بن دينار لأبي نعيم

(3)

.

450 -

قال أبو بكر الخرائطي: حدثنا عباس بن محمد الدوري

(4)

، حدثنا محمد بن جعفر الوَرَكاني

(5)

، حدثني أبو شهاب

(6)

، عن ابن أبي ليلى

(7)

، عن عمرو بن شعيب

(8)

، عن أبيه

(9)

، عن جده قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال إذا أمسى: أمسينا وأمسى الملك للَّه، والحمد للَّه، أعوذ باللَّه الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر الشيطان وشركه. من قالهن عُصم من كل ساحر، وكاهن، وشيطان حاسد"

(10)

.

(1)

انظر: شرح النووي لصحيح مسلم (2/ 157).

(2)

أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 15) والطبراني في الأوسط (رقم 5966) والبيهقي في الدلائل (7/ 125) وابن الجوزي في العلل المتناهية (رقم 1) وفي إسناده عبد اللَّه بن جعفر بن نجيح المديني والد الإمام علي بن المديني. قال ابن حبان: "كان ممن هم في الأخبار حتى يأتي بها مقلوبة ويخطيء في الآثار حتى كأنها معمولة، وقد سئل علي بن المديني عن أبيه؟ فقال: ضعيف". وقال ابن الجوزي: لا أصل له. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 35): "في إسناده عبد اللَّه بن جعفر المديني والد علي بن المديني، وقد رماه الناس بالوضع".

(3)

لا يزال مسند عبد اللَّه بن دينار لأبي نعيم مفقودًا.

(4)

عباس بن محمد بن حاتم الدوري ثقة حافظ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 72).

(5)

محمد بن جعفر بن زياد الوركاني أبو عمران الخراساني ثقة م د س. التقريب لابن حجر (رقم 5783).

(6)

عبد ربه بن نافع الكناني الحناط أبو شهاب الأصغر صدوق يهم خ م د س ق. نفس المصدر (رقم 3790).

(7)

عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي ثقة م ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 12).

(8)

عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو. صدوق من الخامسة ر 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 334).

(9)

شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص صدوق ثبت سماعه من جده ر 4. التقريب لابن حجر (رقم 2806).

(10)

أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 717) والطبراني في المعجم الأوسط (رقم 4291) وفي الدعاء (رقم 344). قال الهيثمي في المجمع (10/ 119): "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف". وإسناده حسن.

وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 67) من طريق آخر: عن إبراهيم بن محمد، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن عمر بن محمد العمري، عن مرزوق بن أبي بكر، عن رجل من أهل مكة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص. نحوه.

ص: 641

451 -

عن عُمَارَةَ بن خزيمة بن ثابت الأنصاري

(1)

، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطانُ الإنسانَ فيقول: من خلق السموات؟ فيقول: اللَّه، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: اللَّه، حتى يقول: فمن خلق اللَّه؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت باللَّه ورسوله"

(2)

.

452 -

أخبرنا عمي

(3)

وابن الشحنة

(4)

قالا: أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا عبد الأول، أخبرنا عبد الرحمن

(5)

، أخبرنا عبد اللَّه

(6)

، أخبرنا ابن خزيم

(7)

، حدثنا عبدٌ، أخبرنا الحسن بن موسى

(8)

، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل

(9)

، عن عُمارة بهذا.

453 -

عن قزعة

(10)

، عن أبي سعيد قال: ذُكر العزل عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "لمَ يفعل أحدكم ذلك؟ ولم يفعل فلانٌ بفعل أحدكم ذلك؟ فليست نفس مخلوقة إلا اللَّه خالقها". رواه النسائي في النعوت، ومسلم

(11)

.

(1)

عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري الأوسي ثقة 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 180).

(2)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 21868) وابن أبي شيبة (رقم 21) وعبد بن حميد (رقم 215) والمؤلف من طريقه كما هنا، وابن أبي عاصم في السنة (رقم 650) وأبو يعلى كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (رقم 136) والطبراني في الكبير (رقم 3719). قال البوصيري:"مداره على عبد اللَّه بن لهيعة، وهو ضعيف". وقال الهيثمي في المجمع (1/ 32): "رواه أحمد والطبراني في الكبير بإسناد فيه ابن لهيعة". والحديث يتقوى بالأحاديث الأخرى فيكون حسنًا لغيره. قال الألباني في ظلال الجنة (1/ 294): "حديث صحيح وإسناده ضعيف ابن لهيعة سيء الحفظ. لكن الحديث صحيح يشهد له ما قبله وما بعده".

(3)

برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي العباس أحمد ابن المحب عبد اللَّه بن أحمد المقدسي، المحدث الفقيه العالم النبيه، سليل العلماء والمحدثين، وكان شديد الاعتناء بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتابته بخطه المليح، ولديه فضيلة، وذهنه جيد وكتابته سريعة حلوة. انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين (ص 85) والمعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 51).

(4)

الحجار ابن الشحنة أحمد بن أبي طالب بن نعمة الديرمقرني ثم الصالحي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(5)

عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود الداودي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(6)

عبد اللَّه بن أحمد بن حمُّوَيْه بن يوسف بن أعين أبو محمد السرخسي الحمويي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(7)

إبراهيم بن خزيم بن قمير بن خاقان بن ماهان أبو إسحاق الشاشي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(8)

الحسن بن موسى الأشيب أبو علي البغدادي ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 80).

(9)

محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى أبو الأسود المدني يتيم عروة ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 6085).

(10)

قزعة بن يحيى البصري ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 47).

(11)

أخرجه مسلم (رقم 1438/ 132) و سعيد بن منصور (رقم 2218) والترمذي (رقم 39) والنسائي في النعوت (رقم 39) وغيرهم.

ص: 642

454 -

عن أبي زرعة

(1)

سمع أبا هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال اللَّه عز وجل: "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟ فليخلقوا ذرة وليخلقوا حبة أو شعيرة". رواه البخاري ومسلم

(2)

.

تابعه محمد بن عمرو

(3)

، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. رواه إسحاق بن راهويه، عن الفضل بن موسى

(4)

عنه

(5)

.

قال إسماعيل بن محمد التيمي الحافظ: "ووجه الجمع بين خبر ابن مسعود وبين خبر حذيفة بن أسيد، أن التصوير يكون عند انقضاء ثنتين وأربعين ليلة، ونفخ الروح يكون بين انقضاء أربعة أشهر من وقت وقوع النطفة في الرحم"

(6)

.

وقال شيخنا أبو العباس بن تيمية: "أحد الأمرين لازم إما أن تكون هذه الأمور عقيب الأربعين، ثم يكون عقيب المائة والعشرين، ولا محذور في الكتابة مرتين، ويكون المكتوب أولا فيه كتابة الذكر والأنثى، أو يُقال: أن ألفاظ هذا الحديث لم تضبط حق الضبط، ولهذا اختلفت رواته في ألفاظه، ولهذا أعرض عنه البخاري، وقد يكون أصل الحديث صحيحًا، ويقع في بعض ألفاظه اضطراب فلا يصلح حينئذ أن يعارض بها ما ثبت في الحديث الصحيح المتفق عليه الذي لم تختلف ألفاظه"

(7)

.

وقال في حديث حذيفة: "فيه أن تصويرها يكون بعد ثنتين وأربعين ليلة، وأنه بعد تصويرها وخلقها ولحمها وعظامها يقول المَلَك: "يا رب أذكر أم أنثى" ومعلوم أنها لا تكون لحمًا وعظمًا حتى تكون مضغة، فهذا موافق بذلك الحديث في أن كتابة الملك تكون بعد ذلك إلا أن يقال: المراد تقدير اللحم والعظام"

(8)

.

قال شيخنا: "ما عارض الحديث المتفق عليه: إما أن يكون موافقا له في الحقيقة؛ وإما أن يكون غير محفوظ فلا معارضة ولا ريب أن ألفاظه لم تضبط"

(9)

.

(1)

أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللَّه البجلي ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 107).

(2)

أخرجه البخاري (رقم 5953، 7559) ومسلم (رقم 2111/ 101).

(3)

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني صدوق له أوهام ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 43).

(4)

الفضل بن موسى الشيناني أبو عبد اللَّه المروزي ثقة ثبت وربما أغرب ع. التقريب لابن حجر (رقم 5419).

(5)

أخرجه من طرق عن أبي سلمة، عن أبي هريرة الإمام أحمد (رقم 7521، 9077، 9824، 10819) والبزار (رقم 7967).

(6)

لعل هذا النقل من شرح الإمام إسماعيل التيمي على الصحيحين، وما زال مفقودًا.

(7)

انظر: مجموع الفتاوى (4/ 241).

(8)

انظر: نفس المصدر (4/ 240).

(9)

انظر: المصدر السابق (4/ 241).

ص: 643

قال: "وأقربها اللفظ الذي فيه تقديم التصوير على تقدير الأجل والعمر والشقاوة والسعادة، وغاية ما يقال فيه: أنه يقتضي أنه قد يخلق في الأربعين الثانية قبل دخوله في الأربعين الثالثة، وهذا لا يخالف الحديث الصحيح، ولا نعلم أنه باطل، بل قد ذكر النساء أن الجنين خلق بعد الأربعين، وأن الذكر يخلق قبل الأنثى، وهذا يُقدم على قول الفقهاء: أن الجنين لا يخلق في أقل من أحد وثمانين يومًا، فهذا إنما بنوه على أن التخليق إنما يكون إذا صار مضغة، ولا يكون مضغة إلا بعد الثمانين، والتخليق ممكن قبل ذلك وقد أخبر به من أخبر من النساء ونفس العلقة يمكن تخليقها، واللَّه أعلم"

(1)

.

455 -

قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ: قرأت على أبي عبد اللَّه يعني أحمد بن حنبل: محمد بن جعفر

(2)

قال: حدثنا شعبة، عن عُمارة

(3)

، عن عكرمة في هذه الآية:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)} [البلد] قال: "منتصبًا"

(4)

. سمعت أبا عبد اللَّه يقول: "ليس أحد يولد من بطن أمه قائمًا منتصبًا إلا الإنسان"

(5)

.

456 -

قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: حدثني يحيى بن عبد الحميد

(6)

، حدثنا يعقوب

(7)

، عن جعفر

(8)

، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:"بعث رب العزة إبليس فأمره أن يكبس من أديم الأرض كلها من عذبها ومالحها، ففعل فخلق آدم، فسمي آدم لأنه خُلق من أديم الأرض، فما خلق من العذب لم يكن إلا سعيدًا وإن كان من كافرين، وما خُلق من الملح لم يكن إلا شقيًا وإن كان ابن نبي"

(9)

.

(1)

انظر: نفس المصدر (4/ 242).

(2)

محمد بن جعفر الهذلي المعروف بغندر ثقة صحيح الكتاب إلا أن فيه غفلة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 190).

(3)

عُمارة بن أبي حفصة نابت ثقة خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 4843).

(4)

أخرجه الطبري (24/ 411) وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وروي عن ابن عباس مثله.

(5)

هذا النقل الفريد لم أجده في مسائل الإمام أحمد برواية ابن هانئ.

(6)

يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث م. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 295).

(7)

يعقوب بن عبد اللَّه بن سعد الأشعري أبو الحسن القمي صدوق يهم خت 4. التقريب لابن حجر (رقم 7822).

(8)

جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القُمي صدوق يهم بخ د ت س فق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 427).

(9)

حديث ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا، مخالف للثابت من الكتاب والسنة.

ص: 644

457 -

أخبرنا عيسى، أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا عبد الأول، أخبرنا الداودي

(1)

، أخبرنا الحموي

(2)

، أنبأنا السمرقندي

(3)

، أخبرنا الدارمي، أنبأنا محمد بن عبد اللَّه الرقاشي

(4)

، حدثنا عبد الوارث

(5)

، حدثنا الجُرَيرِي

(6)

، عن أبي العلاء

(7)

، عن نعيم بن قَعْنَبٍ

(8)

، عن أبي ذر: أن رسول اللَّه قال: "إن المرأة خلقت من ضلع، فإن تقيمها كسرتها، فدارها فإن فيها أوَدًا

(9)

وَبُلغَةً" رواه النسائي

(10)

.

458 -

عن حذيفة بن أسيد الغفاري: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يقول: -أو- قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يدخل المَلَك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين ليلة". -وقال سفيان مرة: أو خمسين وأربعين- فيقول: يا رب ماذا أشقي أم سعيد؟ أذكر أم أنثى؟ قال: فيقول اللَّه: فيكتبان، فيقولان: ماذا أذكر أم أنثى؟ فيقول اللَّه: فيكتبان، فيُكتب عمله وأثره و مصيبته ورزقه، ثم تطوى الصحيفة، فلا يزاد على ما فيها ولا يُنقص". رواه الإمام أحمد

(11)

: عن سفيان

(12)

، عن عمرو

(13)

، عن أبي الطفيل

(14)

، عنه.

(1)

عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود الداودي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(2)

عبد اللَّه بن أحمد بن حمُّوَيْه بن يوسف بن أعين أبو محمد السرخسي الحموي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(3)

عيسى بن عمر بن العباس بن حمزة بن عمرو أبو عمران السمرقندي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 332).

(4)

محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي البصري ثقة خ م س ق. التقريب لابن حجر (رقم 6048).

(5)

عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان الثوري ثقة ثبت رمي بالقدر ولم يثبت عنه ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(6)

سعيد بن إياس الحريري ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 263).

(7)

يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير العامري أبو العلاء البصري ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 7740).

(8)

نعيم بن قعنب الرياحي مخضرم ويقال له صحبة وذكره ابن حبان في ثقات التابعين بخ س. التقريب لابن حجر (رقم 7173).

(9)

الأَوَد: العِوج. انظر: جمهرة اللغة لابن دريد (1/ 234).

(10)

أخرجه الدارمي (رقم 2267) والبخاري في الأدب المفرد مطولا (رقم 747) وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (رقم 480) والنسائي في الكبرى (رقم 9107) وقال الدارقطني في العلل (6/ 267): "يرويه الجريري، عن أبي العلاء يزيد بن الشخير، عن ابن قعنب. وقال جعفر الأحمر: عن الجريري، عن رجل لم يسمه، وكناه غيره أبا العلاء، وهو الصواب".

(11)

أخرجه ابن وهب في القدر (رقم 33) والحميدي (رقم 848) والإمام أحمد (رقم 16142) والدولابي في الكنى (رقم 405) والطحاوي في المشكل (رقم 2663) والطبراني في الكبير (رقم 3039) والبيهقي في القضاء والقدر (رقم 231) وقوام السنة في الحجة (رقم 206).

(12)

هو الإمام سفيان بن عيينة.

(13)

عمرو بن دينار المكي ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 89).

(14)

عامر بن واثلة بن عبد اللَّه الليثي أبو الطفيل آخر من مات من الصحابة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 190).

ص: 645

ورواه مسلم لسفيان، وقال:"يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر بأربعين أو بخمسة وأربعين" الحديث

(1)

.

ورواه لأبي الزبير المكي

(2)

، عن عامر بن واثلة وهو أبو الطفيل وقال:"إذا أمر بالنطفة ثلاث وأربعين ليلة"

(3)

.

ورواه لعكرمة بن خالد

(4)

، عن أبي الطفيل وقال:"إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة"

(5)

.

‌58 - باب خلق الإنسان.

وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12)} [المؤمنون] وقوله: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر: 29]، {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8)} [السجدة] وقوله:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء: 1]، {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77)} [يس] {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ} [الزمر: 6]، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [الحجرات: 13]، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)} [التين]، {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189]، {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)} [الفرقان].

459 -

وقال سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)} [البلد] قال: "في شدة خَلْقٍ، ثم ذكر مولده ونبات أسنانه". رواه أبو عبد اللَّه الضياء في المختارة

(6)

.

460 -

وفي حديث يزيد بن هرمز

(7)

وعبد الرحمن الأعرج

(8)

، عن أبي هريرة في احتجاج آدم موسى، فقال موسى:"أنت الذي خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه". رواه مسلم

(9)

.

(1)

أخرجه مسلم (رقم 2644/ 2).

(2)

محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير المكي صدوق إلا أنه يدلس ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 261).

(3)

أخرجه مسلم (رقم 2644/ 3).

(4)

عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي ثقة خ م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 4668).

(5)

أخرجه مسلم (رقم 2644/ 4).

(6)

أخرجه الحاكم (رقم 3933) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والضياء في المختارة (رقم 253) ومن طريقه ابن حجر في التغليق (4/ 3) ونسبه في الدر المنثور (8/ 519) إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

(7)

يزيد بن هرمز المدني ثقة م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 7790).

(8)

عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ثقة ثبت عالم ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 58).

(9)

أخرجه مسلم (رقم 2652/ 15).

ص: 646

461 -

عن قَسَامَة بن زهير

(1)

، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأحمر، والأسود، والأبيض، والسهل، والحزن، وبين ذلك، والخبيث، والطيب" رواه الإمام أحمد، وأبو حاتم بن حبان

(2)

.

أخبرناه سليمان وعيسى قال: أخبرنا جعفر، أخبرنا السِّلفي، أخبرنا أبو بكر الطُّرَيْثِيْثِيّ

(3)

، أخبرنا أبو الحسن الرزاز

(4)

، أخبرنا أبو عمرو بن السماك

(5)

، حدثنا موسى بن سهل الوَشَّاء

(6)

، حدثنا إسماعيل بن علية

(7)

، عن عوف

(8)

، عن قسامة بهذا الوجه.

462 -

وقال إبراهيم بن نافع

(9)

: سمعت الحسن بن مسلم

(10)

يقول: سمعت سعيد بن جبير يُحدث عن ابن عباس قال: "خلق اللَّه آدم من أديم الأرض كلها، فسُمي آدم"، قال إبراهيم: فسمعت سعيد بن جبير يقول: سألت ابن عباس؟ فقال: "خلق اللَّه آدم فنسي، فنسي الإنسان، فقال اللَّه:{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)} [طه]

(11)

.

(1)

قسامة بن زهير المازني البصري ثقة د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 5549).

(2)

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (رقم 41) وابن سعد في الطبقات (1/ 26) والإمام أحمد (رقم 19582، 19642) وعبد بن حميد (رقم 549) وأبو داود (رقم 4693) والترمذي (رقم 2955) وقال: حديث حسن صحيح. والبزار (رقم 3026) والروياني (رقم 547) وابن حبان (رقم 6160) وغيرهم.

(3)

الإمام الزاهد المسند شيخ الصوفية أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا، أبو بكر الطريثيثي، ثم البغدادي الصوفي المعروف بابن زهراء، صحيح السماع في أجزاء، لكنه أفسد سماعاته بادعاء السماع من ابن رزقويه، ولم يصح سماعه منه ولم يكن ممن يعرف طريق المحدثين ودقائقهم وإلا فكان من الثقات الأثبات، توفي سنة 497 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 160) والتاريخ له (10/ 784).

(4)

أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد الحافظ، أبو الحسن الواسطي الرزاز، بحشل. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 87).

(5)

عثمان بن أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد، أبو عمرو الدقاق، المعروف بابن السماك، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 18).

(6)

موسى بن سهل بن كثير، أبو عمران الوشاء. آخر من روى عن إسماعيل بن علية، وعنه أبو بكر الشافعي، وعِدَّةٌ. قال الدارقطني: ضعيف. وقال البرقاني: ضعيف جدًا. مات سنة 278 هـ. انظر: التكميل في الجرح والتعديل لابن كثير (1/ 246).

(7)

إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن علية ثقة حافظ من الثامنة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 308).

(8)

عوف بن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري ثقة رمي بالقدر وبالتشيع ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 87).

(9)

إبراهيم بن نافع المخزومي المكي ثقة حافظ ع. التقريب لابن حجر (رقم 265).

(10)

الحسن بن مسلم بن يناق المكي ثقة خ م د س ق. نفس المصدر (رقم 1286).

(11)

أخرجه الحاكم (رقم 3436) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 816) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (2/ 412).

ص: 647

463 -

وقال فضيل هو ابن عياض، عن هشام هو ابن حسان، عن قيس بن سعد

(1)

، عن عطاء، عن ابن عباس قال:"إن اللَّه خلق آدم يوم الجمعة بعد العصر من أديم الأرض فسُمي آدم، ألا تريان من ولده الأبيض والأسود والطيب والخبيث، ثم عهد إليه فنسي فسُمي الإنسان، قال: فواللَّه ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أُهبط"

(2)

464 -

عن حماد

(3)

، عن ثابت

(4)

، عن أنس: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لما صور اللَّه آدم في الجنة، تركه ما شاء اللَّه أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به فينظر ما هو؟ فلما رآه أجوف عَرف أنه خُلق أجوفُ لا يتمالك". رواه مسلم

(5)

.

465 -

أخبرناه أبو بكر بن عبد الدائم، أخبرنا عبد الرحمن بن نجم

(6)

، أنبئتنا شُهدة

(7)

قالت: أنبأنا محمد بن عبد السلام

(8)

، أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي العباس بن حمدان

(9)

: حدثكم محمد بن أيوب

(10)

، أخبرنا موسى بن إسماعيل

(11)

، حدثنا حماد فذكره.

(1)

قيس بن سعد المكي ثقة خت م د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 77).

(2)

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 817) وابن عساكر في تاريخه (7/ 375).

ورواه قيس بن سعد، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. أخرجه الفريابي في القدر (رقم 5).

وتابعه الحسن بن مسلم، عن سعيد به نحوه. عند الحاكم (رقم 23436) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 816).

(3)

هو حماد بن سلمة.

(4)

ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري ثقة عابد من الرابعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 10).

(5)

أخرجه مسلم (رقم 2611/ 111).

(6)

ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الحنبلي الدمشقي، الواعظ، وعظ بمصر ودرس وصنف، وكان مدرسا بمدرسة جده وله أقارب وذرية علماء، توفي سنة 634 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 54).

(7)

شُهْدَة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الإبَري فخر النساء بنت أبي نصر الدينوري. تقدمت ترجمتها في الحديث (رقم 18).

(8)

محمد بن عبد السلام بن أحمد بن محمد أبو الفضل الأنصاري الخزرجي البزاز تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 142).

(9)

محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد اللَّه بن سنان أبو عمرو الخيري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(10)

الحافظ المحدث الثقة المعمر المصنف أبو عبد اللَّه محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس البجلي الرازي صاحب كتاب فضائل القرآن، ثقة، وهو محدث ابن محدث، وجده يحيى بن الضريس من أصحاب سفيان الثوري، توفي سنة 294 هـ. انظر: السير للذهبي (13/ 450).

(11)

موسى بن إسماعيل المِنقَري أبو سلمة التبُوذكي، ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 82).

ص: 648

466 -

وأخبرناه ابن أبي الهيجاء

(1)

، أخبرنا البكري

(2)

، أخبرنا عبد المعز

(3)

، أخبرنا زاهر، أخبرنا الكنجروذي

(4)

، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان

(5)

، أخبرني عمران بن موسى

(6)

، حدثنا هدية بن خالد

(7)

، حدثنا حماد بن سلمة فذكره بمعناه.

وهو في الحادي عشر من مشيخة أبي غالب بن البنا، ورواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه، عن عمران بن موسى بن مجاشع، عن هدبة وقال:"فلما رآه أجوف قال: ظفرت به خُلق لا يتمالك"

(8)

.

467 -

عن زيد بن وهب

(9)

، عن عبد اللَّه هو ابن مسعود قال: حدثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق:"إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه في أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يُبعث إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ثم يؤمر بأربع: أكتب رزقه، وعمله، وأجله، وشقي هو أم سعيد، فوالذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيُختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيُختم له بعمل أهل النار فيدخلها". رواه البخاري ومسلم

(10)

: للأعمش، عن زيد بن وهب.

(1)

محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء بن أبي المعالي أبو عبد اللَّه بن الزراد الحريري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(2)

أبو علي الحسن بن محمد ابن الشيخ أبي الفتوح محمد القرشي التيمي البكري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(3)

أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الساعدي الخراساني الهروي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(4)

أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الأديب الكنجروذي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(5)

أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الخيري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(6)

الإمام المحدث الحجة الحافظ أبو إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني السختياني، محدث ثبت مقبول كثير التصنيف والرحلة، توفي سنة 305 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 136).

(7)

هُدْبَة بن خالد بن الأسود ثقة عابد، تفرد النسائي بتليينه، خ م د. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 16).

(8)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في زيادات الزهد (رقم 264) وأبو يعلى (رقم 3321) ابن حبان (رقم 6163) وأبو الشيخ في العظمة (5/ 1558، 1561) وابن عساكر في تاريخه (7/ 384).

(9)

زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي مخضرم ثقة جليل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 318).

(10)

أخرجه البخاري (رقم 3208، 3332، 6594، 7454) ومسلم (رقم 2643).

ص: 649

468 -

وممن رواه عن الأعمش عمار بن زريق

(1)

وقال: فقلت للأعمش: ما يُجمع في بطن أمه؟ قال: حدثني خيثمة قال: قال عبد اللَّه: "إن النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد اللَّه أن يخلق منها بشرًا طارت في بشرة المرأة تحت كل ظفر وشعرة، ثم تمكث أربعين ليلة، ثم تنزل دمًا في الرحم فذلك جمعها"

(2)

.

469 -

وقال يعقوب بن سفيان: حدثني عبد اللَّه بن محمد بن حميد الأسود

(3)

، حدثنا أنيس بن سَوَّار الجَرمِي

(4)

، حدثنا أبي

(5)

، عن مالك بن الحويرث صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أراد اللَّه خلق عبدٍ، فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعضو منها، فإذا كان يوم السابع جمعه اللَّه بمن أحضره كل عرق له دون آدم {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [الانفطار] "

(6)

.

470 -

أخبرناه إسحاق

(7)

، أخبرنا ابن خليل، أنبأنا الجمال

(8)

والراراني

(9)

قالا: أنبأنا الحداد، أخبرنا أبو نعيم، أنبأنا أبو بكر بن الهيثم

(10)

، حدثنا جعفر هو الصائغ

(11)

، حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود البصري، حدثنا أنيس بن سوار الجرمي أخو قتادة بن سوار

(12)

قال: حدثني أبي، عن مالك بن الحويرث: أن النبي عليه السلام قال: "إذا أراد اللَّه خلق عبد، جامع الرجل المرأة" فذكره.

(1)

عمار بن زُرَيْق. وثقه ابن المديني. انظر: تاريخ أسماء الثقات للعجلي (ص 156).

(2)

أخرجه الخطابي في غريب الحديث (1/ 682) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 822).

(3)

عبد اللَّه بن محمد بن أبي الأسود ثقة حافظ خ د ت. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 333).

(4)

أنيس بن سَوَّار الجَرمِي. وثقه ابن حبان (6/ 82).

(5)

سَوَّار الجَرمِي. ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 337) وفي (6/ 422).

(6)

هو في مشيخة يعقوب بن سفيان (رقم 39) وأخرجه أيضًا في المعرفة والتاريخ (1/ 342) والطبراني في الكبرى (رقم 644) والأوسط (رقم 1613) والصغير (رقم 106) وابن منده في التوحيد (رقم 86، 217) وقال: "هذا إسناد متصل مشهور على رسم أبي عيسى والنسائي وغيرهما". وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 823) وقال الهيثمي في المجمع (7/ 134): "رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات". وعزاه في الدر المنثور (8/ 439) إلى الحكيم الترمذي وابن مردويه بسند جيد.

(7)

إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(8)

مسعود بن أبي منصور بن محمد بن حسن الأصبهاني الجمال الخياط. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(9)

أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء الأصبهاني، الراراني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 40).

(10)

أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم بن عمران البندار الأنباري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 41).

(11)

جعفر بن محمد بن شاكر أبو محمد البغدادي الصائغ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4).

(12)

قتادة بن سوار الجرمي من أهل البصرة أخو أنيس بن سوار. وثقه ابن حبان (7/ 341).

ص: 650

471 -

عن أبي هريرة قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا سجد قال: "اللَّهم لك سجدت، ولك أسلمت، وبك آمنت، وأنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره، تبارك اللَّه أحسن الخالقين"

(1)

.

أخبرتنا وزيرة ابنة منجا

(2)

، أنبأنا الحسين بن المبارك

(3)

، أخبرنا أبو زرعة

(4)

، أخبرنا مكي

(5)

، أخبرنا الحيري

(6)

، حدثنا الأصم

(7)

، أنبأنا الربيع

(8)

، أخبرنا الشافعي، أنبأنا إبراهيم بن محمد

(9)

، أخبرني صفوان بن سليم

(10)

، عن عطاء بن يسار

(11)

، عن أبي هريرة بهذا.

472 -

وبهذا الإسناد إلى الشافعي قال: أنبأنا مالك، عن يزيد بن عبد اللَّه بن الهاد

(12)

، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث

(13)

، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مسيخة يوم الجمعة من حين تطلع الشمس، شفقًا من الساعة، إلا الجن والإنس، وفيه ساعة لا يصادفها عبدٌ مسلم يسأل اللَّه شيئًا إلا أعطاه إياه" قال أبو هريرة: قال عبد اللَّه بن سلام: هي آخر ساعة في يوم الجمعة. فقلت له: كيف تكون آخر ساعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي" وتلك ساعة لا يُصلى فيها؟ فقال ابن سلام: ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي"؟ قال: فقلت: بلى. قال: فهو ذاك.

(1)

أخرجه الشافعي في مسنده (رقم 263) ومن طريقه الأصم في مجموع من مصنفاته (رقم 477) والمؤلف من طريقيهما.

(2)

وزيرة ويقال أيضًا: ست الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المنجا الدمشقية الحنبلية. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 20).

(3)

الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى البغدادي أبو عبد اللَّه ابن الزبيدي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 20).

(4)

طاهر بن محمد بن طاهر، أبو زرعة المقدسي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 20).

(5)

أبو الحسن الكَرَجيّ، مكي بن منصور بن محمد بن علان، الرئيس السّلّار. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 20).

(6)

أحمد بن الحسين بن أحمد، أبو بكر بن أبي علي بن أبي عمرو الحيري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 20).

(7)

أبو العباس الأصمَّ، محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل الأمويّ مولاهم. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 20).

(8)

الربيع بن سليمان المرادي مولاهم، المصري الفقيه صاحب الشافعي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 20).

(9)

إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إسحاق المدني متروك ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 20).

(10)

صفوان بن سليم أبو عبد اللَّه الزهري مولاهم ثقة مفت عابد رمي بالقدر ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 430).

(11)

عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني مولى ميمونة ثقة فاضل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(12)

يزيد بن عبد اللَّه بن أسامة بن الهاد الليثي أبو عبد اللَّه المدني ثقة مكثر ع. التقريب لابن حجر (رقم 7737).

(13)

محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي أبو عبد اللَّه المدني ثقة له أفراد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 166).

ص: 651

رواه مالك في الموطأ. وفيه زيادة: قال أبو هريرة: فلقيت بَصْرَةَ بن أبي بَصْرَةَ الغفاري

(1)

فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور، فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تُعْمَلُ المَطِيُّ، إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، وإلى مسجدي هذا، وإلى مسجد إيلياء -أو بيت المقدس- يشك". الحديث

(2)

.

قال أبو عمر بن عبد البر: "هذا معلول بيزيد بن الهاد في هذا الحديث بإسناده: فلقيت بصرة بن أبي بصرة، وهذا لا يُعرف عن أحد في هذا الحديث إلا عن يزيد بن الهاد، والمحفوظ المعروف فيه: "فلقيت أبا بصرة الغفاري" وقد أوضحنا ذلك في التمهيد، وفي كتاب الصحابة أيضًا، ولا يُعرف بُصرة هذا الحديث إلا بما غلط فيه يزيد بن الهاد، واللَّه أعلم"

(3)

.

وقال أبو القاسم البغوي: "ولا أعلم لبَصرة عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث، وقد روى أبو بصرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث"

(4)

. ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة. وهو في الثاني من حديث علي بن حُجر

(5)

.

ورواه أوله أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(6)

.

وهو في رابع حديث أبي لبيد السامي

(7)

، ولفظه:"وفيه أخرج من الجنة، وفيه أعيد فيها"

(8)

.

(1)

بَصْرَةَ بن أبي بَصْرَةَ صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 500).

(2)

أخرجه مالك (رقم 364) والإمام أحمد (رقم 23848) والنسائي (رقم 1430) وابن حبان (رقم 2772) والبغوي في معجم الصحابة (رقم 222) وابن منده في التوحيد (رقم 56) والبيهقي في السنن الصغير (رقم 602) وفي الشعب (رقم 2714) وفضائل الأوقات (رقم 251) والخطيب في تالي التلخيص (2/ 866) وقوام السنة في الترغيب (رقم 914) والضياء في المختارة (رقم 395، 396).

(3)

انظر: الاستذكار لابن عبد البر (2/ 41) والتمهيد له (23/ 37 - 38) والاستعياب في معرفة الأصحاب له (1/ 184).

(4)

انظر: معجم الصحابة للبغوي (1/ 353).

(5)

أخرجه إسماعيل بن جعفر في جزء أحاديث علي بن حُجر (رقم 149).

(6)

أخرجه الترمذي (رقم 488) وقال: "حديث حسن صحيح". والبزار (رقم 8880) والطبراني في الأوسط (رقم 4335) والبيهقي في الكبرى (رقم 6004).

(7)

أبو لبيد محمد بن إدريس بن إياس السَّامي السرخسي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 27).

(8)

أخرجه أبو عوانة في مستخرجه (رقم 2542) وأبو يعلى (رقم 6286) والطبري في تاريخه (1/ 114) والطبراني في مسند الشاميين (رقم 2346) وابن عساكر في معجمه (رقم 1536).

ص: 652

وفي الأولى من فوائد أبي يعلى الصابوني

(1)

، عن السدي في قوله:{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)} [البقرة]. قال: "رب خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، فسبقت رحمتك غضبك، أرأيت إن تُبْتُ، وأَصْلَحْتُ، هَلْ أَنْتَ رَادُّنِي إلى الجنة؟ قال: نعم"

(2)

.

قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ()} [الأعلى]. فيه الاستدلال بخلقه الحيوان المركب من بدن ونفس، وبدنُ كل حيوان مقدر بمقدار معين، وهذا التقدير هو الخلق، وهو مركب من الأجزاء الحارة والباردة والرطبة واليابسة، ويجب أن يكون كل واحد من تلك الأجزاء مقدرًا بمقدار معين حتى يتولد ذلك المزاج، فإنه لو أزدادت تلك الأجزاء أو نقصت لكان الحادث مزاجًا آخر، لا ذلك المزاج، وهذا هو التسوية.

قال الرازي: "وأما الاستدلال بنفس الحيوان فهو المراد من قوله: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} ومعناه: أنه سبحانه وتعالى قدر لكل واحد من تلك الأعضاء المخصوصة قوةً مُختصة بذلك العضو، ثم جعل تلك القوة سببًا لاهتداء ذلك الحيوان بتلك القوة إلى تحصيل مصالحه ومنافعه مثل: أنه قدر للعين القوة الباصرة، وقدر للأذن القوة السامعة، وللمعدة القوة الهاضمة، وأما الاستدلال على الصانع بأحوال النباتات فهو قوله:{وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)} وهو معلوم وإنما قدم الاستدلال بأحوال الحيوان على أحوال النبات؛ لأن الحيوان أشرف ولأن عجائب الأحوال في الحيوانات أكثر، فكان أولى بالتقدير، فإن قال قائل: لم لا يجوز أن قولنا مولد أبدان الحيوانات وأجرام النبات بسبب الطبيعة لا بسبب الفاعل المختار؟ قلنا: الدليل عليه هو أن جسم النطفة جسم متشابه الأجزاء متشابه الطبيعة، وتأثير طبيعة الرحم تأثير متشابه، وتأثير الطبائع والأفلاك والأنجم فيه تشابه،

(1)

الشيخ المسند العالم أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري، الصابوني، أخو شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني، صاحب الأجزاء الفوائد العشرة، توفي سنة 455 هـ. انظر: تاريخ ابن عساكر (8/ 257) السير للذهبي (18/ 75) والتاريخ له (10/ 57).

(2)

أخرجه سعيد بن منصور في تفسيره (رقم 186): عن الحسن بن يزيد الأصم، عن السدي قوله. وسنده صحيح.

تابعه: أسباط، عن السدي به نحوه. عند الطبري (1/ 582).

وروي من طريق: الحسن بن عطية، ثنا الحسن بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله نحوه. أخرجه الحاكم (رقم 4002) وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

قال ابن كثير في تفسيره (1/ 239): وهكذا رواه العوفي، وسعيد بن جبير، وسعيد بن معبد، عن ابن عباس، بنحوه، وهكذا فسره السدي وعطية العوفي.

ص: 653

والجسم المتشابه إذا أثرت مؤثرات كثيرة في جملة ذلك الجسم تأثيرًا متشابهًا فيستحيل أن يتولد منه أحوال مختلفة، ألا ترى أنه إذا وضع الشمع فكلما مضى خمسة أذرع من أحد الجوانب وجب أن يُضيء سائر الجوانب بهذا المقدار؟ فإما أن يُضيء من أحد الجوانب خمسة أذرع ولا يُضيء من الجوانب الأخر إلا نصف ذراع من غير حائل ولا مانع، فهذا غير معقول، فثبت أن المؤثرات الطبيعية يجب أن يكون تأثيراتها في ثيران متشابهة، فلما رأينا أنه تولدت من بعض أجزاء تلك النطفة المتشابهة العظام، ومن أجزاء أُخر منها اللحوم، ومن أجزاء أُخر منها الأعصاب والعروق والرطوبات، علمنا أن ذلك التأثير ليس مؤثرًا بالطبع والإيجاب، بل بالقدرة والاختيار"

(1)

.

نقلت هذا من كلام أبي عبد اللَّه الرازي.

قال أبو سهل المسيحي

(2)

في الكتاب الثالث من المائة: "العظام مائتان وستة وأربعون عَظمًا".

قال أبو القاسم الحسين بن محمد الراغب في كتاب تفصيل النشأتين: "فقد ذكر بعض الحكماء في بدن الإنسان أربعة آلاف حكمة، وفي نفسه قريبًا من ذلك"

(3)

.

وقال: "قالوا: فالإنسان هو الحيوان الناطق، ولم يعنوا بالناطق اللفظ المعبر به فقط، بل عنوا به المعاني المختصة بالإنسان فعبروا عن كل ذلك بالنطق فقد يعبر عن جملة الشيء بأخص ما فيه"

(4)

.

للأطباء خمسة أقاويل في الشيء الذي يكون منه الجنين والذي له تأثير في كونه:

أحدها: أنه النطفة للرجل وحده، ولا نطفة للمرأة، وأن مادة كون الجنين دم الطمث، والسبب المؤثر فيها نطفة الرجل، ومن بعد تأثيرها تبطل بأن تتحلل داخله وتصير ريحًا قاله أرسطوطاليس

(5)

.

الثاني: مثل هذا إلا أن بطلان النطفة بأن تخرج وتنزل من الرحم فتسقط، قاله بعض أتباع أرسطو.

(1)

هذا النقل عن الرازي لم أجده لا في تفسيره ولا أسرار القرآن ولا عجائب القرآن، فلعله في كتاب آخر.

(2)

أبو سهل عيسى بن يحيى المسيحي الجرجاني طبيب فاضل بارع في صناعة الطب علمها وعملها فصيح العبارة جيد التصنيف وكان حسن الخط متقنا للعربية، وقد رأيت بخطه كتابه في أظهار حكمة اللَّه تعالى في خلق الإنسان وهو في نهاية الصحة والإتقان والإعراب والضبط، وهذا الكتاب من أجل كتبه وأنفعها، وله كتاب المائة في الطب وهو من أجود كتبه وأشهرها، توفي وعمره 40 سنة. انظر: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة (ص 436).

(3)

انظر: تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين للراغب الأصفهاني (ص 29).

(4)

انظر: نفس المصدر (ص 35).

(5)

أرسطو سبق التعريف به (ص 575).

ص: 654

الثالث: لا نطفة للمرأة، وأكثر مادة الجنين دم الطمث، والمؤثر فيها نطفة الرجل إلا أنها لا تبطل، بل تكون جزءًا من مادة الجنين، قاله بعض أتباع أرسطو.

الرابع: للمرأة والرجل نطفة، إلا أنها غير مثمرة ولا لها حظ من الولد.

الخامس: للمرأة نطفة وللرجل، ولها حظ في التوليد، وكون الجنين من ثلاثة أشياء: نطفة الرجل، والمرأة، ودم الطمث، ولثلاثها حظ في المادة والتأثير، إلا أن ذلك ليس فيها بالسواء، ولا على نحو واحد، وللرحم في ذلك شيء من العمل في المبدى، قاله أبقراط

(1)

ووافقه جالينوس

(2)

وناقض".

473 -

أخبرنا ابن أبي الهيجاء، أخبرنا البكري

(3)

، أخبرنا عبد المعز، أخبرنا تميم

(4)

، أخبرنا البحَّاثيّ

(5)

، أخبرنا الزوزني

(6)

، أخبرنا أبو حاتم بن حبان، حدثنا العباس بن أحمد بن حسان السامي

(7)

بالبصرة، حدثنا كثير بن عبيد المذحجي

(8)

، حدثنا مروان بن معاوية

(9)

، أخبرنا هشام بن عروة

(10)

، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال

(1)

أبقراط بن أيراقليدس بن أبقراط، تعلم صناعة الطب من أبيه أيراقليدس ومن جده أبقراط وهما أسرا إليه أصول صناعة الطب، وكانت مدة حياة أبقراط 95 سنة منها صبي ومتعلم 16 سنة وعالم معلم 79 سنة. انظر: عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة (ص 43).

(2)

جالينوس الحكيم الفليسوف الطبيعي اليوناني من أهل مدينة فرغاموس من أرض اليونانيين إمام الأطباء في عصره ورئيس الطبيعيين في وقته ومؤلف الكتب الجليلة في صناعة الطب وغيرها من علم الطبيعة وعلم البرهان. انظر: أخبار العلماء للقفطي (ص 99).

(3)

أبو علي الحسن بن محمد ابن الشيخ أبي الفتوح محمد القرشي التيمي البكري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(4)

تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس أبو القاسم الجرجاني المؤدب، كان مسند هراة في زمانه، روى عنه: أبو القاسم ابن عساكر، وجماعة، وآخر من روى عنه أبو روح عبد المعز الهروي، أثنى عليه أبو سعد السمعاني وهو ثقة توفي بعد سنة 530 هـ. انظر: التحبير للسمعاني (1/ 144).

(5)

علي بن محمد بن علي، أبو الحسن الزوزني البحاثي، الأديب، شيخ فاضل عالم وهو راوي كتاب الأنواع والتقاسيم، توفي سنة 460 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (10/ 131).

(6)

أبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزَّوْزَنِيُّ، تلميذ الإمام ابن حبان وراوية كتابه الأنواع والتقاسيم. انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (3/ 90) والتاريخ له (10/ 131).

(7)

العباس بن أحمد بن حسان السامي، وقيل: الشامي، روى عن: هشام بن عمار، ومحمد بن مصفى، وكثير بن عبيد المذحجي، وسليمان بن سلمة الخبائري، وعبد الوهاب بن الضحاك، وعمرو بن عثمان، والصلت بن مسعود الجحدري، وغيرهم. روى عنه: أبو الشيخ الأصبهاني، وأبو حاتم بن حبان، وابن السني، والرامهرمزي، وأبو علي الجبلي، وغيرهم. انظر: تاريخ ابن عساكر (26/ 243).

(8)

كثير بن عبيد المذحجي الحذاء إمام جامع حمص، مدة ستين سنة. حدث عن ابن عيينة وبقية، وطائفة. قيل إنه ما سها في صلاة مدة ما أم. وكان عبدًا صالحًا. توفي سنة 250 هـ. انظر: العبر للذهبي (1/ 359).

(9)

مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 272).

(10)

هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي ثقة فقيه ربما دلس من الخامسة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 182).

ص: 655

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لن يدع الشيطان أن يأتي أحدكم فيقول: من خلق السموات والأرض؟ فيقول: اللَّه، فيقول: من خلقك؟ فيقول: اللَّه، فيقول: من خلق اللَّه؟ فإذا أحس أحدكم بذلك فليقل: آمنت باللَّه ورُسله".

474 -

أخبرنا ابن أبي الهيجاء، أخبرنا البكري، أخبرنا عبد المعز، أخبرنا تميم، أخبرنا النجابي، أخبرنا الزوزني، أخبرنا أبو حاتم بن حبان، حدثنا العباس بن أحمد بن حسان السامي بالبصرة، حدثنا كثير بن عبيد المذحجي، حدثنا مروان بن معاوية، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لن يدع الشيطان أن يأتي أحدكم فيقول: من خلق السموات والأرض؟ فيقول: اللَّه، فيقول: من خلقك؟ فيقول: اللَّه، فيقول: من خلق اللَّه؟ فإذا أحس أحدكم بذلك فليقل: آمنت باللَّه ورُسله"

(1)

.

475 -

أخبرنا إسماعيل بن محمد بن عبد اللَّه القيسراني

(2)

، أنبأنا عبد العزيز بن عبد المنعم

(3)

، أنبأنا ضياء بن الخُرَيف

(4)

، أنبأنا القاضي أبو بكر الأنصاري

(5)

، أنبأنا أبو الحسين بن حسنون النرسي

(6)

، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، أخبرنا أبو بكر النيسابوري

(7)

، حدثنا الربيع بن سليمان

(8)

، حدثنا شعيب بن الليث بن سعد

(9)

، أنبأنا الليث

(10)

، عن محمد بن عجلان

(11)

، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري

(12)

، عن أبيه

(13)

، عن عبد اللَّه بن سلام أنه

(1)

تقدم تخريجه هو والذي قبله في الحديث (رقم 443).

(2)

إسماعيل بن محمد بن عبد اللَّه القيسراني أحد الموقعين. روي عن القاسم ابن عساكر، وغيره. وقد كان ولي وكالة بيت المال بدمشق في أيام الفخري. توفي سنة 759 هـ. انظر: العبر للذهبي (4/ 179).

(3)

عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي بن الصَّيقل، عز الدين، أبو العز الحراني، مسند الديار المصرية بعد أخيه، وهو أكبر شيخ لقيه المزي والبرزالي وابن سامة في رحلتهم، وكان شيخا مطبوعا حسن المحاظرة، توفي سنة 686 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 574).

(4)

ضياء بن أبي القاسم أحمد بن علي بن الخُرَيف البغدادي، كان سماعه صحيحا توفي سنة 602 هـ. انظر: التقييد للفاسي (ص 302).

(5)

القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد اللَّه الأنصاري تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(6)

الشيخ، العالم، المقرئ، المسند، أبو الحسين محمد ابن الشيخ أبي نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون، ابن النرسي البغدادي، صاحب تلك المشيخة، حدث عنه أبو بكر الخطيب وقال: كان ثقة من أهل القرآن، توفي سنة 456 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 84).

(7)

عبد اللَّه بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون أبو بكر النيسابوري الفقيه. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 42).

(8)

الربيع بن سليمان المرادي مولاهم، المصري الفقيه صاحب الشافعي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 20).

(9)

شعيب بن الليث بن سعد الفهمي مولاهم أبو عبد الملك المصري ثقة نبيل فقيه د س. التقريب لابن حجر (رقم 2805).

(10)

هو الإمام الليث بن سعد.

(11)

محمد بن عجلان صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 126).

(12)

سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري أبو سعد المدني ثقة ع. تقدمت ترجمته (ص 422).

(13)

كيسان أبو سعيد المقبري المدني ثقة ثبت من الثانية ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 325).

ص: 656

قال: "خلق اللَّه الأرض يوم الأحد والاثنين، وقدر فيها أقواتها، وجعل فيها رواسي من فوقها في يوم الثلاثاء والأربعاء، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فخلقها يوم الخميس الجمعة، وخلق آدم عليه السلام في آخر ساعة من يوم الجمعة على عجل، ثم تركه أربعين، ينظر إليه ثم يقول: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14] ثم نفخ فيه من روحه، فلما دخل في بعضه الروح ذهب ليجلس قال اللَّه عز وجل: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] فلما تتابع فيه الروح عطس، فقال اللَّه عز وجل: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} فقال: الحمد للَّه، فقال اللَّه: يرحمك ربك، ثم قال: اذهب إلى أهل هذا المجلس من الملائكة فسلم عليهم، ففعل فقال: هذه تحيتك وتحية ذريتك، ثم مسح ظهره بيديه، فأخرج فيهما من هو خالق من ذريته إلى أن تقوم الساعة ثم قبض قبضتين ثم قال: اختر يا آدم، فقال: قد اخترت يمينك يا رب، وكلتا يديك يمين، فبسطها فإذا فيها ذريته، قال: ما هؤلاء يا رب؟ قال: هم من قضيت أن أخلق من ذريتك من أهل الجنة إلى أن تقوم الساعة، فإذا فيهم من له وبيص، فقال: من هؤلاء؟ قال: هم الأنبياء، قال: فمن هذا الذي كان له وبيص؟ قال: هو ابنك داود، قال: وكم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة، قال: فكم عمري؟ قال: ألف سنة، قال زده يا رب من عمري أربعين سنة، قال: إن شئت، فقال: قد شئت، فقال: إذًا تكتب ثم تختم ثم لا تبدل، ثم رأى في آخر كف الرحمن عز وجل منهم آخر له فضل وبيص، قال: فمن هذا يا رب؟ قال: هذا محمد صلى الله عليه وسلم هو آخرهم وأولهم أُدخل الجنة، فلما أتاه ملك الموت ليقبض نفسه قال: إنه قد بقي من عمري أربعون سنة، قال: أو لم تكن وهبتها لابنك داود؟ قال: لا، قال: فنسي آدم، فنسيت ذريته، وعصى آدم وعصت ذريته، وجحد آدم فجحدت ذريته، وذلك أول يوم أمر بالشهود"

(1)

.

476 -

أخبرنا عيسى، أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا عبد الأول، أخبرنا الداودي، أخبرنا الحموي

(2)

، أخبرنا ابن خزيم

(3)

، حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا يزيد

(4)

، أخبرنا عبد اللَّه بن دكين

(5)

، حدثنا قيس الماصر

(6)

،

(1)

أخرجه عن قتيبة بن سعيد، عن الليث به. الفريابي في القدر (رقم 1) وعنه الآجري في الشريعة (رقم 434) ورجاله ثقات.

(2)

عبد اللَّه بن أحمد بن حمويه بن يوسف بن أعين أبو محمد السرخسي الحمويى. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(3)

إبراهيم بن خزيم بن قمير بن خاقان بن ماهان أبو إسحاق الشاشي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(4)

يزيد بن هارون بن زادان أبو خالد الواسطي ثقة متقن عابد من التاسعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 17).

(5)

عبد اللَّه بن دكين الكوفي أبو عمر نزيل بغداد صدوق يخطئ من السابعة بخ. التقريب لابن حجر (رقم 3299).

(6)

أبو مسلم قيس الماصر الكوفي، قال أبو داود: من الثقات، وأبوه أشهر منه وأوثق. انظر: تهذيب الكمال للمزي (21/ 486).

ص: 657

حدثنا داود البصري

(1)

، عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن لكل مؤمن ذنبًا قد اعتاده الْفَيْنَةِ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أو ذنبًا ليس بتاركه حتى يموت أو تقوم عليه الساعة، إن المؤمن خُلِق مذنبًا مُفَتَّنًا خَطَّاءً نَسَّاءً، فإذا ذُكِّرَ ذَكَرَ"

(2)

.

477 -

وأخبرنا سليمان وعيسى قالا: أنبأنا جعفر

(3)

، أنبأنا السلفي، أنبأنا ابن البطر

(4)

، أنبأنا ابن رزقويه

(5)

، أنبأنا الحسين بن أيوب الهاشمي

(6)

، حدثنا موسى بن عيسى المصيصي

(7)

، حدثنا حسين بن هاشم

(8)

، حدثنا فُهَيْرُ

(9)

، عن إبراهيم يعني ابن يزيد

(10)

، عن عمرو بن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سيد الأيام عند اللَّه يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه دخل الجنة، وفيه خرج منها، وفيه تقوم الساعة"

(11)

.

(1)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(2)

أخرجه عبد بن حميد (رقم 674) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه البيهقي في الشعب (رقم 6722) وهو حديث ضعيف داود البصري مجهول لا يُدري من هو.

(3)

جعفر بن علي بن هبة اللَّه بن جعفر بن يحيى أبو الفضل الهمداني، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 61).

(4)

مسند العراق أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد اللَّه بن البطر البغدادي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(5)

محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق بن عبد اللَّه بن يزيد بن خالد أبو الحسن البزاز المعروف بابن رزقويه، كان ثقة صدوقا، كثير السماع والكتابة، حسن الاعتقاد، مديما لتلاوة القرآن، شديدا على أهل البدع، توفي سنة 412 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (2/ 211).

(6)

الحسين بن أيوب بن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن العباس أخي المنصور وهو العباس بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب يكنى أبا عبد اللَّه، روى عنه الدارقطني، وغيره. وكان ثقة، توفي سنة 346 هـ. انظر: نفس المصدر (8/ 541).

(7)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(8)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(9)

يحيى بن زياد بن أبي داود الأسدي مولاهم أبو محمد الرقي لقبه فهو صدوق عابد ق. التقريب لابن حجر (رقم 7551).

(10)

إبراهيم بن يزيد الحوزي أبو إسماعيل من أهل مكة كان مولى لعمر بن عبد العزيز وكان ينزل شعب الجوز بمكة فنسب إليهم ولم يكن منهم. قال أحمد، والنسائي: متروك. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن حبان: روى عن عمر بن دينار وأبي الزبير ومحمد بن عباد بن جعفر مناكير كثيرة وأوهاما غليظة حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها. وقال ابن عدي: يكتب حديثه. انظر: المجروحين لابن حبان (1/ 100) والميزان للذهبي (1/ 75).

(11)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 13656) وقال الهيثمي في المجمع (2/ 164): "فيه إبراهيم بن يزيد بن الجوزي وهو ضعيف".

ص: 658

478 -

أخبرنا أبو الحجاج الحافظ، أنبأنا ابن البخاري وغير واحد قالوا: أخبرنا ابن طبرزد، أخبرنا أحمد ابن البنا

(1)

، أخبرنا أبو محمد الجوهري

(2)

، أنبأنا أبو بكر القطيعي

(3)

، حدثنا موسى بن إسحاق

(4)

، حدثنا عُبادة بن زياد الأسدي

(5)

، حدثنا قيس

(6)

، عن شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ

(7)

، عن الْمُسْتَظِلِّ بن حُصَيْنٍ البارقي

(8)

، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لينتهين قومٌ يفخرون بابائهم، وهم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على اللَّه من جُعلان يدفعن النتن بابًا فيها، الناس بنو آدم وآدم عليه السلام خُلق من تراب"

(9)

.

ورويَ من حديث المقبُري، عن أبي هريرة. وهو في انتقاء ابن مردويه على أبي الشيخ.

479 -

قال أبو بكر أحمد بن عمرو البزار: حدثنا بشر بن خالد العسكري

(10)

، وعبدة بن عبد اللَّه القسملي

(11)

، وسعيد بن بحر القراطيسي

(12)

قالوا: حدثنا الحسين بن علي الجعفي

(13)

، عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر

(14)

،عن أبي الأشعث الصنعاني

(15)

، عن شداد بن أوس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن أفضل أيامكم يوم

(1)

الشيخ الصالح الثقة مسند بغداد أبو غالب أحمد ابن الإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد اللَّه بن البناء البغدادي الحنبلي، سمع أبا محمد الجوهري، وتفرد عنه بأجزاء عالية، وله مشيخة بانتقاء الحافظ ابن عساكر، توفي سنة 527 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 604).

(2)

الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد اللَّه أبو محمد الجوهري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(3)

أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبد اللَّه أبو بكر القطيعي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 51).

(4)

موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد اللَّه بن موسى الأنصاري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 309).

(5)

عباد بن زياد بن موسى الأسدي الساجي صدوق رمي بالقدر وبالتشيع ويقال فيه عبادة كد. التقريب لابن حجر (رقم 3128).

(6)

قيس بن الربيع الأسدي صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به د ت ق. نفس المصدر (رقم 5573).

(7)

شبيب بن غرقدة ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 2743).

(8)

مستظل بن حصين البارقي كوفي تابعي ثقة. انظر: الثقات للعجلي (رقم 1706) والثقات لابن حبان (5/ 462).

(9)

إسناده حسن. وتابع عباد بن زياد: الحسن بن الحسين العربي، عن قيس به نحوه. أخرجه البزار (رقم 2938) وقال:"هذا الحديث لا نعلمه يروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد". وقال الهيثمي في المجمع (8/ 86): "فيه الحسن بن الحسين العرني وهو ضعيف".

(10)

بشر بن خالد العسكري ثقة يغرب من العاشرة خ م د س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 293).

(11)

عبدة بن عبد اللَّه الصفار الخزاعي أبو سهل البصري كوفي الأصل ثقة خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 4272).

(12)

سعيد بن بحر، أبو عثمان، وقيل: أبو عمرو - القراطيسي، ثقة. مات سنة 253 هـ. انظر: تاريخ الخطيب وذيوله (9/ 95).

(13)

الحسين بن علي بن الوليد الجعفي الكوفي المقرئ ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 446).

(14)

عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي أبو عتبة الشامي الداراني ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 4041).

(15)

شراحيل بن آدة أبو الأشعث الصنعاني، ويقال آدة جد أبيه وهو ابن شرحبيل ابن كليب ثقة بخ م 4. نفس المصدر (رقم 5573).

ص: 659

الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي" قيل: يا رسول اللَّه كيف تعرض عليك وقد أرمت؟ -قال: يقولون: قد بليت- قال: "إن اللَّه حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"

(1)

.

قال: "وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحدًا يرويه إلا شداد بن أوس، ولا نعلم له طريقة غير هذا الطريق عن شداد، ولا رواه إلا حسين بن علي الجعفي ويقال: إن عبد الرحمن بن يزيد هذا هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، ولكن أخطأ فيه أهل الكوفة: أبو أسامة، والحسين الجعفي، على أن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا نعلم روي عن أبي الأشعث، وإنما قالوا ذلك لأن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لين الحديث، فكان هذا الحديث فيه كلام منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هو لعبد الرحمن بن تميم أشبه"

(2)

.

480 -

وقال البزار: حدثنا محمد بن المثنى

(3)

، حدثنا أبو عامر العقدي

(4)

، حدثنا زهير بن محمد

(5)

، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل

(6)

، عن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة

(7)

، عن جده

(8)

، عن سعد بن عبادة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "سيد الأيام يوم الجمعة، فيه خمس خلال: فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تَوفى اللَّه آدم، وفيه ساعةَ لا يَسأل العبد ربَّه شيئًا فيها إلا آتاه ما لم يَسأل مأثمًا أو قطيعة رحم، وفيه تقوم الساعة، وما من مَلَك مقربٍ ولا سماء، ولا أرض، ولا جبال، ولا رياح، ولا بحر إلا وهو يشفق من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة"

(9)

. قال: "وهذا الكلام لا نعلمه يُروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وإسناده صالح".

(1)

أخرجه البزار (رقم 3485). وروي من طرق: عن حسين الجعفي. أخرجه الإمام أحمد (رقم 16162) وابن أبي شيبة (رقم 8697) وأبو داود (رقم 1047، 1531) والدارمي (رقم 1613) والنسائي (رقم 1374) وابن ماجه (رقم 1085، 1636) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 1577) وصححه ابن خزيمة (رقم 1733) والطبراني في الكبير (رقم 589) والأوسط (رقم 4780) وغيرهم.

(2)

انظر: مسند البزار (8/ 411).

(3)

محمد بن المثنى بن عبيد العنزي أبو موسى البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 1).

(4)

عبد الملك بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 130).

(5)

زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 170).

(6)

عبد اللَّه بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي أبو محمد المدني صدوق في حديثه لين بخ د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 3592).

(7)

عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري مقبول س. نفس المصدر (رقم 5047).

(8)

سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي صحابي صغير، ولي بعض اليمن لعلي س ق. المصدر السابق (رقم 2318).

(9)

أخرجه البزار (رقم 3738).

ص: 660

قلت: "هو عندنا في الجزء الرابع من فوائد أبي أحمد الحاكم: لعبيد اللَّه هو ابن عمرو الرَّقي، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل، عن سعد بن عبادة. لم يذكر جَدَّه".

481 -

أخبرنا عيسى، أخبرنا ابن اللتي، أنبأنا عبد الأول، أنبأنا الداودي، أخبرنا ابن حمُّويه

(1)

، أخبرنا أبو عمران

(2)

، أخبرنا عبد اللَّه الدارمي، أخبرنا عثمان بن محمد

(3)

، حدثنا الحسين بن علي، عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس

(4)

قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي" قال رجل: يا رسول اللَّه كيف تعرض صلواتنا عليك وقد أرمت؟ -يعني بَليت- قال: "إن اللَّه حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء". رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه

(5)

.

‌59 - باب ما جاء في سبع أرضين بعضها فوق بعض. لقوله: "طُوِّقه من سبع أرضين"

(6)

. وقول اللَّه: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى

(6)} [طه].

482 -

وقال علي بن حكيم

(7)

: حدثنا شريك

(8)

، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس أنه قال:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قال: "سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسي كعيسى"

(9)

.

(1)

عبد اللَّه بن أحمد بن حمُّوَيْه بن يوسف بن أعين أبو محمد السرخسي الحمويى. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(2)

عيسى بن عمر بن العباس بن حمزة بن عمرو أبو عمران السمرقندي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 332).

(3)

عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي أبو الحسن ابن أبي شيبة. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 97).

(4)

أوس بن أوس الثقفي، روى عنه أبو الأشعث الصنعاني، له عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث. انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (1/ 119).

(5)

أخرجه الدارمي (رقم 1613) وسبق تخريجه في الحديث (رقم 479).

(6)

سيأتي تخريجه والكلام عليه في الحديث (رقم 483).

(7)

علي بن حكيم بن ذبيان الأودي الكوفي ثقة بخ م س. التقريب لابن حجر (رقم 4723).

(8)

شريك بن عبد اللَّه النخعي صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 8).

(9)

أخرجه الحاكم (رقم 3822) وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 831) وقال: "إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح، وهو شاذ بمرة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعًا". وأخرجه الخلال كما في المنتخب من العلل (رقم 58). وقال الذهبي في العلو (ص 75): "لا نعتقد ذلك أصلًا".

ص: 661

483 -

وفي تاريخ مرو لأبي الفضل العباس بن مصعب بن بشر المروزي

(1)

: حدثنا أحمد بن يحيى بن بشير

(2)

، عن سفيان بن عبد الملك

(3)

، عن ابن المبارك قال: أغرب السيناني

(4)

حديثًا عن أبي حنيفة، عن حماد

(5)

، عن إبراهيم

(6)

: "بأي أسماء اللَّه افتتحت أجزأك".

484 -

قال ابن المبارك: وقد روي حديثًا تُنكره العامة: حديث شريك بلغ ابن عباس في هذه الآية: {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قال: "آدم كآدم". وذكر فيه كلامًا، قال ابن المبارك:"هذا حديث منكر".

قلت: "السيناني هو الفضل بن موسى يُنسب إلى قرية من قُرى مرو".

قلت: "رواه الرواس أبو بكر

(7)

في التفسير للفضل بن موسى، عن شريك".

485 -

قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ: قلت لأبي عبد اللَّه: حديث عطاء بن السائب فيه: "محمد محمد، وآدم كآدم، وإبراهيم كإبراهيم"؟ قال: "ليس حديثه في هذا شيئًا، قد اختلط عطاء بن السائب، ليس فيها شيء من آدم كآدم، ولا نبي كنبيكم"

(8)

.

486 -

وقال آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن ابن عباس في قوله:{خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قال: "في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام".

رواه إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، عن أبي عبد اللَّه هو الإمام أحمد، عن أبي داود، عن شعبة. ولفظه:"في كل أرض خلق مثل إبراهيم".

قال إسحاق: "سألت أبا عبد اللَّه عن حديث أبي الضحى، عن ابن عباس؟ قال أبو عبد اللَّه: أما ما روى أبو داود".

(1)

عباس بن مصعب بن بشر المروزي. يروي عن العراقيين، وأهل بلده، وكان يتحفظ ممن يتعاطى علم التواريخ والأنساب، عاجله الموت فلم يصنف فيه شيئًا. انظر: الثقات لابن قطلوبغا (رقم 5666).

(2)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(3)

ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات (8/) وقال:"يروي عن عبد اللَّه بن المبارك". وذكره الدارقطني في ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته عن الثقات عند البخاري ومسلم (رقم 473)

(4)

حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي فقيه صدوق له أوهام بخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 1500).

(5)

الفضل بن موسى السيناني أبو عبد اللَّه المروزي ثقة ثبت وربما أغرب ع. نفس المصدر (رقم 5419).

(6)

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي الفقيه ثقة إلا أنه يرسل كثيًرا ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 56).

(7)

محمد بن أحمد أبو بكر النحاس، يعرف بابن الرواس، روى عنه: محمد بن عبيد اللَّه بن الشخير الصيرفي، مات سنة 315 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (2/ 261).

(8)

انظر: مسائل الإمام أحمد رواية ابن هانئ (2/ 160 رقم 1819).

ص: 662

قال أبو بكر البيهقي: "إسناد هذا عن ابن عباس صحيح وهو شاذ بمرة لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعًا واللَّه أعلم"

(1)

.

487 -

وقال أبو بكر الخلال: أخبرني أحمد بن أصرم المزني

(2)

، أن أبا عبد اللَّه سُئل عن حديث شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس في قوله تعالى:{وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} [الطلاق: 12] قال: "بينهن نبيٌّ كنبيكم، ونوح كنوحكم، وآدم كآدمكم".

قال أبو عبد اللَّه: "هذا رواه سعيد، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن ابن عباس لا يذكر هذا إنما يقول: "يتنزل العلم والأمر بينهن" وعطاء بن السائب اختلط، وأنكر أبو عبد اللَّه الحديث"

(3)

.

وعن قتادة قال: "في كل سماء وكل أرض خلق من خلقه، وأمر من أمره، وقضاء من قضائه".

488 -

أخبرنا سليمان بن حمزة، أنبأنا علي المُقير

(4)

، أنبأنا أحمد بن الناظم، أنبأنا هبة اللَّه بن أحمد الموصلي

(5)

، أنبأنا عبد الملك بن بشران، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن منجاب

(6)

، حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضِّريس، حدثنا ابن نمير، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس:{خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قال: لو أخبرتكم تفسيرها لكفرتم، وكفركم تكذيبكم لها".

489 -

رواه إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، عن أبي عبد اللَّه هو أحمد بن حنبل، عن وكيع. وعن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر

(7)

.

490 -

عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هل تدرون ما هذه التي فوقكم؟ " فقالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال:"فإنها الرقيع: سقف محفوظ، وموج مكفوف، هل تدرون كم بينكم وبينها؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال:"فإن بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام، وبينها وبين السماء الأخرى مثل ذلك، حتى عد سبع سموات، وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام" ثم قال: "هل تدرون ما فوق ذلك؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: "

(1)

انظر: الأسماء والصفات للبيهقي (رقم 831).

(2)

أحمد بن أصرم بن خزيمة بن عباد بن عبد اللَّه بن حسان بن عبد اللَّه بن مغفل أبو العباس المزني، رجل ثقة، روى عن الإمام أحمد وابن معين وغيرهم، توفي سنة خمس وثمانين ومائتين. انظر: تاريخ الخطيب (5/ 72).

(3)

انظر: المنتخب من العلل للخلال (رقم 58). وقال الذهبي في العلو (ص 75): "لا نعتقد ذلك أصلًا". وانظر الحديث (رقم 344).

(4)

ابن المُقَيَّر الحنبلي علي بن الحسين بن علي بن منصور أبو الحسن البغدادي الأزجي الحنبلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 18).

(5)

هبة اللَّه بن أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم بن سعد الزهري ابن الموصلي، أبو عبد اللَّه، شيخ صالح، صحيح السماع، سمع عبد الملك بن بشران وغيره، توفي سنة 502 هـ. انظر التاريخ للذهبي (11/ 40).

(6)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(7)

أخرجه ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد (2/ 159).

ص: 663

فإن فوق ذلك العرش، وبينه وبين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام" ثم قال:"هل تدرون ما هذه التي تحتكم؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال:"فإنها الأرض، وبينها وبين الأرض التي تحتها مسيرة خمسمائة عام، حتى عد سبع أرضين، وغلظ كل أرض مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: "والذي نفس محمد بيده، لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على اللَّه" ثم قرأ رسول اللَّه:{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3].

قال آدم بن أبي إياس: حدثنا سيار، حدثنا قتادة، عن الحسن بهذا. رواه الترمذي وقال: غريب من هذا الوجه

(1)

.

قال البيهقي: "في رواية الحسن، عن أبي هريرة انقطاع، ولا يثبت سماعه من أبي هريرة"

(2)

.

ورواه الإمام أحمد الحكم بن عبد الملك، عن قتادة. ورواه أبو الشيخ لأبي جعفر الرازي، عن قتادة.

ورواه الطبراني لسعيد بن بشير، عن قتادة

(3)

.

491 -

أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، أنبأنا عبد اللَّه بن اللتي، أنبأنا عبد الأول بن عيسى، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد، أنبأنا عبد اللَّه بن حمُّويه، أنبأنا عيسى بن عمر، أنبأنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن السمرقندي، أنبأنا محمد بن يزيد، حدثنا ابن فضيل، حدثنا عطاء بن السائب، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب، فقال:"وعليك" قال: إني رجلٌ من أخوالك من بني سعد بن بكر، وأنا رسول قومي إليك ووافدهم، وإني سائلك فمُشددٌ مسألتي إليك ومناشدك فمُشدد مناشدني إياك، قال:"خذ عنك يا أخا بني سعد" قال: من خلقك وخلق من قبلك ومن هو خالق من بعدك؟ قال: "اللَّه" قال فنشدتك بذلك أهو أمرك بذلك؟ قال: "نعم" قال: من خلق السموات السبع والأرضين السبع وأجرى بينهن الرزق؟ قال: "اللَّه" قال: فنشدتك بذلك أهو أرسلك؟ قال: "نعم" قال: إنا وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نصلي في اليوم والليلة خمس صلوات لمواقيتها، فنشدتك بذلك أهو أمرك؟ قال:"نعم" قال: فإنا وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نأخذ من حواشي أموالنا فنردها على فقرائنا، فنشدتك بذلك أهو أمرك بذلك؟ قال:"نعم" ثم قال: أما الخامسة فلست بسائلك عنها ولا أرب لي فيها، ثم قال: أما والذي بعثك بالحق لأعملن بها ومن أطاعني من قومي ثم رجع، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم-حتى بدت نواجذه ثم قال: "والذي نفسي بيده لئن صدق

(1)

تقدم تخريجه والكلام عليه في الحديث (رقم 342).

(2)

تقدم تخريجه والكلام عليه في الحديث (رقم 342).

(3)

تقدم تخريج الروايات السابقة والكلام عليها في الحديث (رقم 342، 343) وانظر الحديث (رقم 204).

ص: 664

ليدخلن الجنة"

(1)

. رواه الطبراني في المعجم الأوسط: عن إبراهيم بن أحمد بن عمر هو الوكيعي

(2)

، عن أبيه، عن محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب وموسى بن أبي جعفر الفراء

(3)

، عن سالم بن أبي الجعد

(4)

.

492 -

في تفسير حجاج

(5)

، عن ابن جريج

(6)

، عن القاسم

(7)

، عن مجاهد قال:{مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأنعام: 75] قال مجاهد: "فُرجت له السموات السبع فنظر إلى ما فيهن حتى انتهى نظره إلى العرش، وفُرِجت له الأرضون السبع حتى نظر إلى ما فيهن"

(8)

.

493 -

قال خشيش بن أصرم: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن أبي نجيح

(9)

، عن مجاهد قوله:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [البقرة: 29] يقول: خلق سبع سموات بعضها فوق بعض وسبع أرضين بعضها تحت بعض".

494 -

أخبرتنا ست الفقهاء

(10)

قالت: أنبأنا الكاشغري

(11)

، أنبأنا ابن البطي

(12)

، أنبأنا ابن خيرون

(13)

،

(1)

أخرجه الدارمي في سننه (رقم 677) والمؤلف من طريقه. وابن أبي شيبة (رقم 30317) والإسماعيلي في معجم شيوخه (رقم 312).

(2)

إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص أبو إسحاق الوكيعي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 298).

(3)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(4)

أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 2707).

(5)

حجاج بن محمد المصيصي الأعور أبو محمد ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 383).

(6)

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 90).

(7)

القاسم بن أبي بَزَّة المكي مولى بني مخزوم القارئ ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 5452).

(8)

أخرجه الطبري (9/ 350) وآدم بن أبي إياس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات كما في الدر المنثور (3/ 301) قال ابن كثير في تفسيره (3/ 290): "فيحتمل أن يكون كُشف له عن بصره، حتى رأى ذلك عيانا، ويحتمل أن يكون عن بصيرته حتى شاهده بفؤاده وتحققه وعرفه، وعلم ما في ذلك من الحكم الباهرة".

(9)

عبد اللَّه بن أبي نجيح أبو يسار الثقفي مولاهم ثقة رمي بالقدر وربما دلس ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 361).

(10)

ست الفقهاء بنت الإمام تقي الدين إبراهيم بن علي الصالحية الحنبلية. تقدمت ترجمتها في الحديث (رقم 132).

(11)

الكاشغري أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أُزَرْتُق التركي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 198).

(12)

محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان أبو الفتح ابن البطي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 141).

(13)

أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 161).

ص: 665

أنبأنا ابن شاذان

(1)

، أنبأنا ابن دَرَسْتَوَيْهِ

(2)

، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أحمد بن عثمان بن نوح الطيالسي

(3)

، حدثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سعد

(4)

، حدثنا أبو جعفر الرازي

(5)

، عن الربيع بن أنس

(6)

، عن أبي العالية

(7)

، عن أُبي بن كعب في قوله:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)} [الأعراف] قال: فجمعهم يومئذ جميعًا له، ما هو كائن منه إلى يوم القيمة، فجعلهم أرواحًا ثم صورهم ثم استقبلهم وأخذ عليهم العهد والميثاق {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}؟ قالوا:{بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} -إلى- {فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} قال: فإني أُشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع، وأُشهد عليكم أباكم آدم ألا تقولوا يوم القيامة: لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري، ولا رب غيري، ولا تشركوا به شيئًا، وأنا أرسل إليكم رسلا يذكرونكم عهدي وميثاقي، وأُنزل عليكم كتبي، قالوا: شهدنا أنك ربنا وإلهنا لا رب غيرك ولا إله لنا غيرك، فأقرُّوا له يومئذ بالطاعة، ورَفع عليهم أباهم آدم فنظر إليهم فرأى الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك، فقال: يا رب لولا سويت بين عبادك؟ قال إني أحببت أن أُشكر، ورأى فيهم الأنبياء مثل السُّرُج، عليهم النور، وخُصُّوا بميثاقٍ آخر في الرسالة والنبوة، وهو الذي يقول:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7)} [الأحزاب] وهو الذي يقول: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30] وفي ذلك قال: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56)} [النجم] أخذ عهده وميثاقه مع النُّذر الأولى، وفي ذلك يقول:{وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102)} [الأعراف] وفي ذلك

(1)

أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 157).

(2)

عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه بن المرزبان أبو محمد الفارسي النحوي، كان أبوه من كبار المحدثين وفهمائهم، وعنده عن علي ابن المديني وطبقته، فبكَّر بابنه في السماع من يعقوب بن سفيان وغيره، وهو ثقة ثقة. توفي سنة 347 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (11/ 85).

(3)

من شيوخ يعقوب بن سفيان، ولم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(4)

عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سعد الدشتكي أبو محمد الرازي. روى عنه أبو حاتم الرازي وقال: "صدوق وكان رجلا صالحًا". انظر: الجرح والتعديل للرازي (5/ 255).

(5)

أبو جعفر الرازي صدوق سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة بخ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 306).

(6)

الربيع بن أنس البكري صدوق له أوهام ورمي بالتشيع من الخامسة 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 306).

(7)

رُفيع بن مهران أبو العالية الرِّياحي ثقة كثير الإرسال من الثانية ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 379).

ص: 666

يقول: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ} [يونس: 74] كان في علمه يوم أقروا بما أقروا به من يُكذب ومَن يُصدق، قال: فكانت روح عيسى من تلك الأرواح التي أخذ عليها العهد والميثاق في بني آدم، فأُرسل ذلك الروح إلى مريم حين انتبذت من أهلها مكانًا شرقيًا، {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)} [مريم] إلى قوله:{فَحَمَلَتْهُ} [مريم: 22] قال: حملت الذي خاطبها وهو روح عيسى بن مريم"

(1)

.

495 -

قال إسحاق بن راهويه: أخبرنا عثمان بن عمر

(2)

، حدثنا ابن أبي ذئب

(3)

، عن إبراهيم بن عبيد هو ابن رفاعة الزُّرَقي

(4)

، عن عبد اللَّه بن بَابَيْهِ

(5)

قال: جئت عبد اللَّه بن عمرٍو بعرفة، قال: فرأيته قد ضرب فسطاطًا في الحِل وفُسطاطًا في الحرم، قال: فقلت له: لمَ صنعت هذا؟ قال: تكون صلاتي في الحرم وإذا ذهبت إلى أهلي كنت في الحل، قال: قلت له: كيف توتر؟ قال: ما أعجب إلى سبعًا، خلق اللَّه سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام وجعل الطواف سبعًا بالبيت، وبين الصفا والمروة سبعًا، ورمي الجمار سبع حصيات، ثم قال: ما خلق اللَّه شيئًا في الأرض من الجنة إلا هذه الياقوتة الركن الأسود، واللَّه ليُرفعن قبل يوم القيامة"

(6)

.

(1)

أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 412 - 414).

(2)

عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثقة، قيل: كان يحيى ابن سعيد لا يرضاه، ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 65).

(3)

محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي ثقة فقيه فاضل ع. التقريب لابن حجر (رقم 6082).

(4)

إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الزرقي الأنصاري صدوق م. نفس المصدر (رقم 214).

(5)

عبد اللَّه بن باباه مولى آل حجير بن أبي أهاب المكي ويقال ابن بابي. سُئل عنه أبو حاتم فقال: صالح الحديث. ووثقه ابن حبان وذكره الدارقطني في الرواة الثقات من التابعين. انظر: الجرح والتعديل للرازي (5/ 12) والثقات لابن حبان (5/ 13) وذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته عن الثقات عند البخاري ومسلم للدارقطني (رقم 573).

(6)

لم أجد من أخرجه غير المؤلف، وإسناده صحيح.

ص: 667

496 -

أخبرنا ابن أبي الهيجاء، أنبأنا ابن عبد الهادي

(1)

.

وعم أبي

(2)

قال: أنبأنا محمد بن إسماعيل

(3)

قالا: أنبأنا يحيى بن محمود

(4)

، أنبأنا أبو عدنان

(5)

وفاطمة

(6)

قالا: أنبأنا ابن رَيْذَةَ

(7)

، أنبأنا الطبراني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي

(8)

، حدثنا هشام بن عمار

(9)

، حدثنا محمد بن مسروق الكندي الكوفي

(10)

، حدثنا الوليد بن عبد اللَّه بن جميع

(11)

، عن أبي الطفيل

(12)

، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أخذ من الأرض شبرًا بغير حقه طوقه يوم القيامة من سبع أرضين"

(13)

. لم يروه عن أبي الطفيل عامر بن واثلة إلا الوليد، تفرد به محمد بن مسروق.

(1)

محمد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام، الفقيه المقرئ، المعمر المسند شمس الدين أبو عبد اللَّه المقدسي الجماعيلي الحنبلي، كان دينا خيرا كثير التلاوة، أثنى عليه الشيخ الضياء وغيره، توفي سنة 658 هـ. انظر: السير للذهبي (23/ 343).

(2)

محمد بن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن ابراهيم السعدي المقدسي محب الدين أبو عبد اللَّه ويقال شمس الدين، الإمام المحدث الحافظ، مات سنة ست وعشرين وسبعمائة. انظر: ذيل التقييد للفاسي (1/ 133 - 134).

(3)

محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح أبو عبد اللَّه المقدسي خطيب مردا. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 217).

(4)

الشيخ المسند الجليل العالم أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني الصوفي، له أصول وأجزاء، توفي سنة 584 هـ. انظر: السير للذهبي (21/ 135) والتاريخ له (12/ 793).

(5)

الشيخ الجليل المعمر النبيل أبو عدنان محمد بن أحمد ابن الشيخ أبي عمر المطهر بن أبي نزار محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن بجير الربعي الأصبهاني، شيخ سديد صالح، سمع المعجم الصغير من أبي بكر بن ريذة، توفي سنة 516 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 458).

(6)

أم البنين فاطمة بنت عبد اللَّه بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزداني. تقدمت ترجمتها في الحديث (رقم 181).

(7)

محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق التاجر المعروف بابن ريذة. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 181).

(8)

إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان أبو يعقوب الأنباطي، قال الدارقطني: ثقة. توفي سنة 302 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (7/ 417).

(9)

هشام بن عمار بن نُصير السلمي صدوق مقرئ خ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 365).

(10)

محمد بن مسروق بن معدان الكندي الكوفي، الفقيه أبو عبد الرحمن، من أصحاب الرأي وولي قضاء مصر ثمانية أعوام في دولة الرشيد ثم صُرف عنه. انظر: تاريخ ابن عساكر (55/ 245) التاريخ للذهبي (4/ 966) ورفع الإصر لابن حجر (ص 415).

(11)

الوليد بن عبد اللَّه بن جميع الزهري الكوفي، قيل: مكي حجازي، وقيل: خزاعي. قال أحمد وأبو داود: ليس به بأس. ووثقه العجلي (رقم 1943) وابن حبان (5/ 492) وابن معين. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال العقيلي: في حديثه اضطراب. انظر: التاريخ للذهبي (4/ 248) والتكميل لابن كثير (2/ 98) والإكمال لمُغلطاي (12/ 239).

(12)

عامر بن واثلة بن عبد اللَّه الليثي أبو الطفيل آخر من مات من الصحابة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 190).

(13)

أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 3022) والصغير (رقم 275).

ص: 668

497 -

قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: حدثنا آدم

(1)

، حدثنا أبو هلال

(2)

، حدثنا قتادة

(3)

، عن عبد اللَّه بن غيلان الثقفي

(4)

قال: حدثنا هذا الرجل الصالح -يعني كعب-: أن اللَّه أسس الأرضين السبع على: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص]

(5)

.

498 -

قال البخاري في التاريخ: أبو مالك الأشجعي. قال موسى بن مسعود

(6)

، حدثنا زهير بن محمد

(7)

، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل

(8)

، عن عطاء بن يسار، عن أبي مالك الأشجعي، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من اقتطع من حظ صاحبه ذراعًا من الأرض طُوّقهُ من سبع أرضين في يوم القيامة"

(9)

.

هو عندنا في جزء أبي علي بن رزين

(10)

: لشريك

(11)

، عن ابن عقيل. ورواه دعلج

(12)

في مسند المقلين

(13)

.

499 -

وقال أبو معاوية

(14)

، عن الأعمش، عن أبي نصر

(15)

، عن أبي ذر، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما بين الأرض إلى السماء مسيرة خمسمائة سنة، وغلظ السماء الدنيا خمسمائة سنة، وما بين كل سماء إلى السماء التي تليها

(1)

آدم بن أبي إياس عبد الرحمن العسقلاني ثقة عابد خ خد ت س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 102).

(2)

محمد بن سليم أبو هلال الراسبي البصري صدوق فيه لين خت 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 87).

(3)

قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(4)

عبد اللَّه بن غيلان الثقفي كان أميرا على البصرة. انظر: تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي (4/ 331).

(5)

تابع آدمَ: عارمٌ محمد بن الفضل، عن أبي هلال به مثله. أخرجه الدينوري في المجالسة (رقم 13).

وتابعه: الحسن بن موسى، عن أبي هلال به مثله. أخرجه ابن أبي شيبة في فضائل القرآن كما في تخريج الكشاف للزيلعي (4/ 331).

(6)

موسى بن مسعود النهدي صدوق سيء الحفظ خ د ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 170).

(7)

زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 170).

(8)

عبد اللَّه بن محمد بن عقيل بن أبي طالب صدوق في حديثه لين بخ د ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 480).

(9)

لم أجده في التاريخ الكبير للبخاري فلعله ساقط من النسخ المطبوعة، أو أن فيها خرمًا.

(10)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(11)

شريك بن عبد اللَّه النخعي صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 8).

(12)

دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن أبو محمد السجستاني المعدل، كان من ذوي اليسار والأحوال، وأحد المشهورين بالبر والإفضال، كان ثقة ثبتا، قبل الحكام شهادته، وأثبتوا عدالته. توفي سنة 351 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (9/ 366).

(13)

مسند المقلين لدعلج مفقود، ويوجد المنتقى من مسند المقلين للسجزي مطبوعًا، وليس فيه حديث الباب.

(14)

محمد بن خازم أبو معاوية الضرير ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 63).

(15)

أبو نصر حميد بن هلال العدوي ثقة عالم ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 338).

ص: 669

مسيرة خمسمائة سنة، وللأرضين مثل ذلك، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك، ولو حفرتم لصاحبكم ثم دليتموه لوجد اللَّه ثمة"

(1)

.

تابعه أبو حمزة السكري

(2)

وغيره، عن الأعمش في المقدار، هذا منقطع.

رواه أبو الشيخ

(3)

: لأبي كريب، عن أبي معاوية.

500 -

ثم قال: حدثنا الوليد

(4)

، حدثنا أحمد بن يونس

(5)

، حدثنا محاضر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة

(6)

، عن أبي نصر، عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه: "كثف الأرض مسيرة خمسمائة عام، وكثف السماء مثل ذلك، وما بين كل أرضين مثل ذلك". ثم ذكر معناه. رواه أبو بكر البزار

(7)

: لمحاضر.

501 -

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف

(8)

أنه دخل على عائشة وهو يخاصم في أرض فقالت عائشة: اجتنب الأرض؟ فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من ظلم شبرًا من الأرض يطوقه من سبع أرضين يوم القيامة".

أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أخبرنا عبد الرحمن بن نجم

(9)

، أنبأتنا شُهدة ابنة أحمد قالت: أخبرنا محمد بن عبد السلام

(10)

، أخبرنا أبو بكر البرقاني، حدثنا الإسماعيلي

(11)

لفظًا وقرأته عليه: أخبرك الحسن

(1)

أخرجه محمد بن أبي شيبة في العرش (رقم 17) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 850).

(2)

محمد بن ميمون المروزي أبو حمزة السكري ثقة فاضل ع. التقريب لابن حجر (رقم 6348).

(3)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 557) وتقدم هذا الحديث والكلام عليه (رقم 338).

(4)

الحافظ الثقة المجود العلامة أبو العباس الوليد بن أبان بن بُوْنَةَ الأصبهاني، صاحب التفسير والمسند الكبير وغير ذلك. وقد روى عنه أبو الشيخ كثيرا في تآليفه، وكان بصيرا بهذا الشأن،، توفي سنة 310 هـ. نظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (3/ 6).

(5)

أحمد بن يونس بن المسيب أبو العباس الضبي كوفي الأصل، بغدادي المنشأ، نزل أصبهان، وحدث بها، قال ابن أبي حاتم: هو بغدادي، نزل أصبهان، وكان محله عندنا الصدق. وقال الدارقطني: كثير الحديث من الثقات. توفي سنة 268 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (6/ 473).

(6)

عمرو بن مرة بن عبد اللَّه بن طارق الجَمَلي ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 189).

(7)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 559) والبزار كما في زوائده (رقم 2087) وتقدم هذا الحديث والكلام عليه (رقم 342، 343).

(8)

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ثقة مكثر ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 42).

(9)

ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الحنبلي الدمشقي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 457).

(10)

محمد بن عبد السلام بن أحمد بن محمد أبو الفضل الأنصاري الخزرجي البزاز تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 143).

(11)

الإمام الحافظ الحجة الفقيه شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الجرجاني الإسماعيلي الشافعي صاحب المستخرج على الصحيح، توفي سنة 371 هـ. انظر: السير للذهبي (16/ 392) والتاريخ له (8/ 353).

ص: 670

ابن سفيان

(1)

، حدثنا هدية بن خالد القيسي

(2)

، حدثنا أبان

(3)

، حدثنا يحيى بن أبي كثير

(4)

: أن محمد بن إبراهيم

(5)

حدثه أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف حدثه بهذا الحديث. رواه البخاري ومسلم

(6)

.

502 -

وأخبرناه ابن عبد الدائم، أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ

(7)

، أخبرنا عبد المعز وابن الإخوة

(8)

قالا: أخبرنا زاهر بن طاهر

(9)

، أخبرنا أبو عثمان البحيري

(10)

، أخبرنا زاهر بن أحمد

(11)

، أخبرنا البغوي، حدثنا هدبة بن خالد فذكره.

503 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أخذ من الطريق بغير حقه طُوقه يوم القيامة من سبع أرضين".

أخبرنا محمد بن عمران، أخبرنا محمد بن إسماعيل

(12)

، أخبرنا يحيى الثقفي

(13)

، أخبرنا حمزة بن العباس

(14)

،

(1)

الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز النسوي الإمام الحافظ الثبت. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 288).

(2)

أبان بن يزيد العطار البصري أبو يزيد ثقة له أفراد من السابعة خ م د ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 16).

(3)

هُدْبَة بن خالد بن الأسود ثقة عابد، تفرد النسائي بتليينه، خ م د. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 16).

(4)

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 40).

(5)

محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي أبو عبد اللَّه المدني ثقة له أفراد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 169).

(6)

أخرجه البخاري (رقم 2453، 3195) ومسلم (رقم 1612/ 142).

(7)

هو الإمام ضياء الدين المقدسي.

(8)

المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد ابن الإخوة، أبو مسلم البغدادي ثم الأصبهاني المعدَّل،، من مسموعاته مسند الروياني ومسند أبي يعلى ومسند العدني، وكان صحيح السماع ثقة، توفي سنة 310 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (13/ 150).

(9)

زاهر بن طاهر بن محمد أبو القاسم الشحامي المستملي الشروطي الشاهد. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(10)

الشيخ الجليل الثقة أبو عثمان سعيد بن محمد البَحيري النيسابوري توفي سنة 451 هـ. نظر: السير للذهبي (18/ 104).

(11)

زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى السَّرَخسِيُّ الإمام العلامة، فقيه خراسان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 66).

(12)

محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح. أبو عبد اللَّه المقدسي خطيب مردا. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 217).

(13)

أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 496).

(14)

أبو محمد حمزة بن العباس بن علي بن الحسين بن علي بن عمر الحسيني العلوي، المعروف بِبُرطلَة من أهل أصبهان، سيد حسن السيرة ورع، جميل الأمر، مشهور، عفيف، توفي سنة 516 هـ. انظر: التحبير للسمعاني (1/ 253) السير للذهبي (19/ 458).

ص: 671

أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم

(1)

، أخبرنا أبو محمد بن حبان، حدثنا إسحاق بن أحمد

(2)

، حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن يزيد

(3)

، حدثنا حاتم بن عبيد اللَّه

(4)

، حدثنا أبو عاصم واسمه قَصَّاقُصٌ

(5)

، حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري

(6)

، عن أبي هريرة بهذا

(7)

.

504 -

وأخبرنا ابن أبي الهيجاء، أخبرنا ابن عبد الهادي

(8)

، أخبرنا ابن أبي الصقر

(9)

، أخبرنا علي بن قُبيس

(10)

، أخبرنا أبو عبد اللَّه بن أبي الرضا

(11)

، أخبرنا محمد بن أبي نصر

(12)

، حدثنا أحمد هو بن حذلم

(13)

، حدثنا أبو زرعة

(14)

، حدثنا أحمد بن شبويه

(15)

، حدثني عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن طلحة بن عبد الرحمن

(1)

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم أبو طاهر الأصبهاني الكاتب. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(2)

أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن زيرك الفارسي، روى عن أبي حاتم الرازي وغيره، وعنه أبو الشيخ الأصبهاني وغيره. انظر: التاريخ للذهبي (7/ 142).

(3)

عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهري أبو الحسن الأصبهاني لقبه رُسْتَه ثقة له غرائب وتصانيف ق. التقريب (رقم 3962).

(4)

أبو عبيدة حاتم بن عبيد اللَّه النمري، كان من الثقات. انظر: طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني (2/ 181).

(5)

قصاقص أبو عاصم. يروي عن سعيد المقبري مولاه روي عنه حاتم بن عبيد اللَّه. وثقه ابن حبان (7/ 345).

(6)

سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري أبو سعد المدني ثقة من الثالثة ع. تقدمت ترجمته (ص 422).

(7)

أخرجه ابن حبان في كتاب الثقات (7/ 346) عن أبي القاسم العباس بن شاذان المقرئ، عن عبد الرحمن بن عمر رسته، عن حاتم بن عبيد اللَّه، أبي عاصم قصاقص، سعيد المقبري به مثله.

(8)

محمد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام المقدسي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 496).

(9)

محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو طاهر بن أبي الصقر اللخمي الأنباري الخطيب، له مشيخة في جزءين وله رحلة، وكان صواما قواما، توفي سنة 476 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 579) والتاريخ له (10/ 397).

(10)

أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قُبيس الغساني الداراني الفقيه المالكي، روى عن الخطيب البغدادي وغيره، وروى عنه ابن عساكر وقال: كان ثقة متحرزا متيقظا لا يروى إلا من نسخة عليها سماعه. انظر: الإكمال لابن ماكولا (4/ 598).

(11)

الحسين بن علي بن عمر بن علي بن داود أبو عبد اللَّه بن أبي الرضا الأنطاكي كان ينوب في القضاء عن الشريف أبي الفضل بن أبي الجن القاضي، سمع تمام بن محمد، وابن أبي نصر، روى عنه أبو بكر الخطيب وغيره. انظر: تاريخ ابن عساكر (14/ 268).

(12)

عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب، أبو محمد بن أبي نصر التميمي، الدمشقي المعدل، الرئيس المعروف بالشيخ العفيف، كان خيرا من ألف مثله إسنادا وإتقانا وزهدا مع تقدمه، توفي سنة 420 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (9/ 320).

(13)

أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن داود بن عبد اللَّه بن حذلم. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 56).

(14)

عبد الرحمن بن عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان النصري أبو زرعة الدمشقي ثقة حافظ مصنف د. التقريب لابن حجر (رقم 3965).

(15)

أحمد بن محمد بن ثابت بن عثمان الخزاعي أبو الحسن ابن شبويه د. نفس المصدر (رقم 94).

ص: 672

ابن عوف

(1)

، عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل

(2)

، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من سرق من الأرض شبرة طوقه من سبع أرضين"

(3)

.

505 -

وبهذا الإسناد إلى أبي زرعة، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع

(4)

، حدثنا شعيب بن أبي حمزة

(5)

، عن الزهري، أخبرني طلحة بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، أخبره أن سعيد بن زيد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ظلم من الأرض شيئًا فإنه يطوقه من سبع أرضين". وهو في انتقاء ابن مردوية على الطبراني

(6)

.

506 -

وبه إليه قال: حدثنا حيوة بن شريح، حدثني بقية، عن الزبيدي، عن الزهري، عن طلحة بن عبد اللَّه بن عوف، أن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل أخبره: أن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من ظلم من الأرض شبرة فإنه يطوقه من سبع أرضين"

(7)

.

تابعه عن بقية، أبو عتبة أحمد بن الفرَج

(8)

.

(1)

الفقيه طلحة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قاضي المدينة. وهو أحد الطلحات الموصفين بالجود. روي عن عثمان وغيره. انظر: العبر للذهبي (1/ 86) وقيل: طلحة بن عبد اللَّه بن عوف الزهري المدني القاضي ابن أخي عبد الرحمن يلقب طلحة الندى ثقة مكثر فقيه خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 3025).

(2)

عبد الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاري المدني وقد ينسب لجده ثقة خ ت كن. التقريب لابن حجر (رقم 3963).

(3)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 18564) وعنه الإمام أحمد (رقم 1639) وعبد بن حميد (رقم 105) والترمذي (رقم 1418) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 230) وابن الجارود في المنتقى (رقم 1019) والطبراني في الأوسط (رقم 2242) وابن حبان (رقم 3195) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 630) والغطريفي في جزئه (رقم 15).

(4)

الحكم بن نافع البهراني أبو اليمان الحمصي مشهور بكنيته ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 50).

(5)

شعيب بن أبي حمزة الأموي مولاهم أبو بشر الحمصي، ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 34).

(6)

أخرجه البخاري (رقم 2452) والطبراني في جزء من انتقاء ابن مردويه (رقم 148) والبيهقي في الكبرى (رقم 11531) وفي السنن الصغير (رقم 2124) وفي معرفة السنن والآثار (رقم 11974).

(7)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 1643) أبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 569) وقد صرح بقية عندهم بالتحديث.

(8)

أحمد بن الفرج بن سليمان الكندي أبو عتبة الحمصي المعروف بالحجازي المؤذن بجامع حمص. ثقة مشهور يخطئ س. انظر: التهذيب لابن حجر (1/ 67).

ص: 673

507 -

وبه قال: حدثنا يحيى بن صالح

(1)

، حدثنا سليمان بن بلال

(2)

، حدثنا العلاء بن عبد الرحمن

(3)

، عن عباس بن سهل بن سعد

(4)

: أنه سمع سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من اقتطع شبرًا من الأرض بغير حق طوقه يوم القيامة من سبع أرضين"

(5)

. رواه علي بن حُجر في الثالث من حديثه، عن إسماعيل بن جعفر

(6)

، عن العلاء

(7)

.

وهو في الأول من غرائب

(8)

شاذان

(9)

، عن سعد بن الصلت

(10)

، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان

(11)

، عن الزهري، عن طلحة بن عبد اللَّه بن عوف، عن عمرو بن سهل، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصةٍ.

ويُروى عن عبد اللَّه بن عمر العمري

(12)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن سعيد بن زيد

(13)

.

وعن سفيان بن حسين

(14)

، عن الزهري، عن سعيد بن زيد.

508 -

وذكر أبو الشيخ: للخطاب بن جعفر بن أبي المغيرة

(15)

، عن أبيه

(16)

، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن رجلًا أتاه فسأله عن هذه الآية: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} [الطلاق: 12]؟

(1)

يحيى بن صالح الوُحَاظي صدوق من أهل الرأي خ م د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 7568).

(2)

سليمان بن بلال التيمي مولاهم أبو محمد وأبو أيوب المدني ثقة ع. نفس المصدر (رقم 2539).

(3)

العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي صدوق ربما وهم ر م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(4)

عباس بن سهل بن سعد الساعدي ثقة خ م د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 3170).

(5)

أخرجه أبو يعلى (رقم 959) وأبو عوانة (رقم 5531) والشاشي (رقم 203) والبغوي في شرح السنة (رقم 2165).

(6)

إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي أبو إسحاق القارئ ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 431).

(7)

أخرجه علي بن حُجر في حديثه عن إسماعيل (رقم 300) وعنه مسلم في صحيحه (رقم 1610/ 137).

(8)

كتاب غرائب إسحاق بن إبراهيم شاذان لمحمود بن منده. لا يزال مفقودًا. انظر: إثارة الفوائد للعلائي (1/ 185).

(9)

أبو بكر إسحاق بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن بكير بن زيد النهشلي الفارسي شاذان، سمع جده وأبا داود الطيالسي ووهب بن جرير وغيرهم، يقع حديثه عاليا في الثقفيات، ذكره ابن حبان في الثقات. توفي سنة 267 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (6/ 294).

(10)

سعد بن الصلت من أهل فارس من شيراز يروي عن الأعمش وغيره، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 223).

(11)

عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان صدوق يخطئ ورمي بالقدر وتغير بأخرة بخ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 75).

(12)

عبد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم أبو عبد الرحمن العمري م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 345).

(13)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 96) والزبير بن بكار كما في الاستيعاب لابن عبد البر (2/ 618) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (21/ 85).

(14)

سفيان بن حسين بن حسن أبو محمد أو أبو الحسن الواسطي ثقة في غير الزهري باتفاقهم خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 2437).

(15)

خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القُمِّي صدوق من الثامنة س. نفس المصدر (رقم 1721).

(16)

جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي التي قيل اسم أبي المغيرة دينار صدوق يهم بخ د ت س فق. المصدر (رقم 960).

ص: 674

فسأله ثلاث مرات، فلم يرد عليه شيئًا، حتى إذا خف عنه الناس قال له الرجل: ما يمنعك أن تجيبني؟ قال: ما يؤمنك إن أخبرتك أن تكفر؟ قال: أخبرني؟: "سماء تحت أرض، وأرض فوق سماء، مطويات بعضها فوق بعض، يدور الأمر بينهن، كما يدور هذا الجردناب الذي يدور بالغزل عليه"

(1)

.

509 -

قال بقي بن مخلد: حدثنا يحيى

(2)

، حدثنا حسين بن علي الجعفي

(3)

، عن زائدة

(4)

، عن الربيع بن عبد اللَّه

(5)

، عن أيمن بن ثابت

(6)

، عن يعلى بن مرة

(7)

قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أيما رجل ظلم رجلًا شبرًا من الأرض كلفه يوم القيامة أن يجره إلى آخر سبع أرضين ثم يطوقه حتى يُقضى بين الناس".

رواه الخرائطي والطبراني في عاشر معجمه الصغير، ولفظه:"جاء يحمله يوم القيامة إلى أسفل الأرضين السبع".

وفي معجم أبي يعلى في باب إسماعيل، وقال:"جاء به يوم القيامة إلى أسفل الأرضين".

وأبو حاتم بن حبان في صحيحه رواه عن أبي يعلى

(8)

. وفي نسخة عمر بن زرارة

(9)

.

510 -

قال أبو بكر أحمد بن عمرو البزار: حدثنا محمد بن مسكين

(10)

، حدثنا أسد بن موسى

(11)

، حدثنا حاتم بن إسماعيل

(12)

، حدثني حمزة بن أبي محمد

(13)

، عن بجاد بن موسى

(14)

، عن عامر بن سعد

(15)

، عن أبيه

(1)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 643) والطبري مختصرا (23/ 78) وعبد بن حميد وابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي (8/ 209).

(2)

يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث م. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 259).

(3)

الحسين بن علي بن الوليد الجعفي الكوفي المقرئ ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 446).

(4)

زائدة بن قدامة الثقفي أبو الصلت الكوفي ثقة ثبت صاحب سنة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 109).

(5)

الربيع بن عبد اللَّه بن خُطَّاف الأحدب أبو محمد البصري صدوق رمي بالقدر بخ. التقريب لابن حجر (رقم 1896).

(6)

أيمن بن ثابت أبو ثابت الكوفي مولى بني ثعلبة صدوق من الرابعة س. نفس المصدر (رقم 595).

(7)

يعلى بن مرة بن وهب الثقفي أبو مُرَازِم وأمه سِيَابة صحابي شهد الحديبية وما بعدها بخ قد ت س ق. المصدر السابق (رقم 7847).

(8)

أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 630) والطبراني في الصغير (رقم 1054) وأبو يعلى (رقم 111) ابن حبان (رقم 3195) وتقدم تخرجه مع ما سبق في الحديث رقم (491) وإسناده حسن.

(9)

المحدث الصادق عمر بن زرارة أبو حفص الحدثي، له نسخة مشهورة عالية عند الكندي. وثقه الدارقطني. انظر: تاريخ الخطيب (13/ 37) والسير للذهبي (11/ 408).

(10)

محمد بن مسكين بن نُميلة أبو الحسن اليمامي ثقة خ م د س. التقريب لابن حجر (رقم 6290).

(11)

أسد بن موسى بن إبراهيم الأموي أسد السنة صدوق يغرب وفيه نصب خت د س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 8).

(12)

حاتم بن إسماعيل المدني أبو إسماعيل الحارثي مولاهم صحيح الكتاب صدوق يهم ع. التقريب لابن حجر (رقم 994).

(13)

حمزة بن أبي محمد المدني ضعيف من السابعة ت. نفس المصدر (رقم 1532).

(14)

بجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص الزهري. ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 118).

(15)

عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني ثقة ع. تقدمت ترجمته في أول الباب (رقم 37).

ص: 675

قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أخذ من الأرض شبرة بغير حقه طُوِّقَهُ يوم القيامة من سبع أرضين، ولم يُقْبَلْ منه صرفٌ ولا عدلٌ، ومن ادعى إلى غير أبيه أو إلى غير مواليه فقد كفر" قال أبو بكر: يعني النعمة

(1)

.

511 -

وقال: حدثنا عمرو بن علي

(2)

، حدثنا مسلم

(3)

، حدثنا عبد اللَّه بن المبارك، عن موسى بن عقبة

(4)

، عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أخذ شبرًا من الأرض طوقه من سبع أرضين". رواه البخاري

(5)

، عن مسلم بن إبراهيم، وقال:"هذا الحديث ليس بخراسان في كتب عبد اللَّه بن المبارك، إنها أملي عليهم بالبصرة". ورواه الخرائطي

(6)

: لنافع، عن ابن عمر.

ورواه محمد بن عجلان

(7)

، عن أبيه

(8)

، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. في حادي عشر البشرانيات

(9)

.

وعمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة

(10)

. وسهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة

(11)

.

ورواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق

(12)

من حديث الحكم بن الحارث السلمي

(13)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن حديث هشام بن عروة

(14)

، عن أبيه، عن عائشة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

(1)

أخرجه البزار (رقم 1137).

(2)

عمرو بن علي أبو حفص الفلاس ثقة حافظ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 316).

(3)

مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي أبو عمرو البصري ثقة مأمون مكثر ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 388).

(4)

موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي مولى آل الزبير ثقة فقيه إمام في المغازي ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 388).

(5)

أخرجه البزار (رقم 6056) والبخاري (رقم 2454).

(6)

أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 634).

(7)

محمد بن عجلان صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 126).

(8)

عجلان مولى فاطمة بنت عتبة المدني لا بأس به خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 4534).

(9)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 9582).

(10)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 9019).

(11)

أخرجه مسلم (رقم 1611/ 141).

(12)

أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 629) وابن سعد في الطبقات (7/ 76) وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 208) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 715).

(13)

الحكم بن الحارث السلمي سكن البصرة، غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم غير غزوة. انظر: معرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 715).

(14)

أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 626).

ص: 676

وحديث الحكم رواه الطبراني آخر الصغير، ورواه الطبراني من حديث الحكم بن أبي الحارث السلمي، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وهو آخر معجمه الصغير، وفي الرابع من فوائد أبي أحمد الحاكم

(1)

.

512 -

عن عطاء بن أبي مروان الأسلمي

(2)

، عن أبيه

(3)

، عن جده

(4)

قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر حتى إذا كنا قريبًا منها وأشرفنا عليها قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للناس: "قفوا" فوقف الناس فقال: "اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأرضين السبع وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، إنا نسألك خير هذه القرية وخير ما فيها، ونعوذ بك من شر هذه القرية وشر ما فيها، اقدموا بسم اللَّه"

(5)

. في الأول من مشيخة ابن شاذان، وفي جزء بكر برواياته

(6)

.

513 -

قال محمد بن جرير الطبري في صحيحه تهذيب الآثار: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدثنا عبد اللَّه الحنفي، حدثنا زمعة بن صالح

(7)

، عن سلمة بن وهرام

(8)

، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من بني آدم إلا وفي رأسه سلسلتان: إحداهما في السماء السابعة، والأخرى في الأرض السابعة، فإذا تواضع رفعه اللَّه بالسلسلة التي في السماء السابعة، وإذا أراد أن يرفع رأسه وضعه اللَّه"

(9)

.

قال أبو جعفر: "وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح لعلل:

(1)

أخرجه الطبراني في الصغير (رقم 1197).

(2)

عطاء بن أبي مروان الأسلمي أبو مصعب المدني ثقة س. التقريب لابن حجر (رقم 4598).

(3)

أبو مروان الأسلمي اسمه مغيث وقيل اسمه سعيد وقيل عبد الرحمن له صحبة س. نفس المصدر (رقم 8355).

(4)

عبد الرحمن بن مغيث مجهول س. المصدر السابق (رقم 4014).

(5)

أخرجه ابن البختري في مجموع من مصنفاته (رقم 219) وعبد الغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (رقم 125).

(6)

المحدث العالم الكبير بكر بن بكار أبو عمرو القيسي البصري، له جزء مشهور، وثقه أبو عاصم النبيل، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن حبان: ثقة ربما يخطئ. حدث عنه أبو داود الطيالسي، وهو من طبقته وغيره. انظر: السير للذهبي (9/ 583) والتاريخ له (5/ 41).

(7)

زَمْعة بن صالح الجَنَدي ضعيف وحديثه عند مسلم مقرون م مد ت س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 366).

(8)

سلمة بن وَهرام اليماني صدوق من السادسة ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 366).

(9)

أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 557) وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (رقم 234) والنقاش في فوائد العراقيين (رقم 102) وابن عدي في الكامل (4/ 336) والبيهقي في الشعب (رقم 7792) والضياء في المختارة (رقم 437). قال الهيثمي في المجمع (8/ 38): "رواه البزار، وفيه زمعة بن صالح والأكثر على تضعيفه، وبقية رجاله ثقات". وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة (ص 91): "حديث حسن غريب".

ص: 677

إحداها: أنه خبر لا يعرف له مخرج يصح عن عكرمة، عن ابن عباس، عن رسول اللَّه إلا من هذا الوجه.

والثانية: أنه من نقل عكرمة، عن ابن عباس، وفي نقل عكرمة عندهم ما قد بيناه قبل.

والثالثة: أنه من رواية زمعة، عن سلمة، وفي رواية زمعة عندهم نظر يجب التثبت فيها"

(1)

.

514 -

أخبرنا محمد بن الدجاجية

(2)

، أنبأنا أبو المعالي الأَبْرَقُوهِي

(3)

، أنبأنا محمد بن هبة اللَّه

(4)

، أنبأنا عمي محمد بن عبد العزيز

(5)

، أنبأنا عاصم بن الحسن

(6)

، أنبأنا أبو عمر بن مهدي

(7)

، حدثنا أبو عبد اللَّه المحاملي، حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي

(8)

، حدثنا أبو أسامة

(9)

، حدثني ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم"

(10)

.

(1)

لم أجده في النسخة المطبوعة من تهذيب الآثار للطبري، فهي ناقصة.

(2)

المعمر ناصر الدين محمد بن محمد بن أبي القاسم، شاهد القيمة، المعروف بابن الدجاجية، توفي سنة 757 هـ. انظر: العبر للذهبي (4/ 171).

(3)

أحمد بن إسحاق بن أحمد بن المؤيد بن علي، المحدث العالم الزاهد البركة شهاب الدين أبو المعالي الهمداني الأبرقوهي ثم القرافي المقرئ، حج مات سنة 701 هـ. انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 15).

(4)

محمد بن هبة اللَّه بن عبد العزيز القرشي الزهري السعدي الدينوري ثم البغدادي، من ذرية سعد بن أبي وقاص الصحابي. توفي سنة 623 هـ. انظر: معجم الأبرقوهي مخطوط (ج 4 ل 2/ أ) والوافي للصفدي (5/ 102).

(5)

محمد بن عبد العزيز بن علي بن محمد بن عمر، أبو بكر بن أبي حامد الدينوري ثم البغدادي البيع، كان من أولاد المياسير وكان شيخا متوددا مطبوعا كيسا. توفي سنة 545 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 221) والتاريخ له (11/ 181).

(6)

عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم بن مهران، أبو الحسين العاصمي البغدادي، العطار الكرخي الشاعر، أحد ظرفاء البغداديين وأكياسهم، كان صاحب ملح ونوادر، وله الشعر الرائق، توفي سنة 483 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 598) والتاريخ له (10/ 521).

(7)

عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن مهدي بن خشنام بن النعمان بن مخلد، أبو عمر البزاز الفارسي كازروني الأصل، كان ثقة أمينا توفي سنة 410 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (12/ 263).

(8)

محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي أبو جعفر السراج ثقة ت س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 73).

(9)

حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي أبو أسامة ثقة ثبت ربما دلس ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 182).

(10)

أخرجه المحاملي في أماليه (رقم 379) والمؤلف من طريقه كما هنا.

تابع ابن المبارك: عبد الرزاق، عن معمر به مثله. كما في مصنفه (رقم 20904) ومن طريقه رواه الأئمة مسلم (رقم 2996/ 60) وغيره.

ص: 678

قال أبو زيد أحمد بن سهل البلخي

(1)

في كتاب الأسامي: "والجن كل ما لا يُرى من الخليقة، مثل: الملائكة والشياطين".

ذكر شيخنا ابن تيمية فساد قول من يجعل الملائكة والجن جنسًا واحدًا، وقال:"إنه مخالف للسمع والعقل، ومخالف للكتاب والسنة والإجماع، فإن اللَّه خلق الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، قال: ولكن هذا القول يشبه قول من جعل إبليس من الملائكة، وهو وإن كان من جملة من أُمر بالسجود لازم، فيدخل في جملة الملائكة ضمنًا وتبعًا، فليس أصله أصل الملائكة ولا حقيقته حقيقة الملائكة؛ فإن الملائكة لا يولد لهم ولا يأكلون ولا يشربون، وبينهم من الفروق ما ليس هذا موضع بسطه"

(2)

.

‌60 - باب خلق الملائكة والجن والحور العين والروح.

وقوله: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)} [الحجر] وقوله: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} [الزخرف: 19] وقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [فاطر: 1]، وقوله:{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} [الانفطار] وقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61]، وقوله:{مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)} [الناس]. وقوله: {وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} [الأنعام: 93]، وقوله:{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1)} [الصافات].

وقوله: {وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: 98]، وقوله:{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27]{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات]، {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)} [النجم]. {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17)} [ق]، {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)} [النحل] {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11] أي: ملائكة يعقُب بعضهم بعضًا. وقوله: {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51] أي: الملائكة الذين يكتبون أعمال بني آدم.

(1)

أحمد بن سهل البلخي أبو زيد كان فاضلا قيما. تقدمت ترجمته (ص).

(2)

هذا النقل فريد عن شيخ الإسلام ابن تيمية، لم أجده في كتبه المطبوعة.

ص: 679

{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} [النبأ: 38]، {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ} [النجم: 26].

515 -

عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه: "خُلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وُخلق آدم مما وصف لكم" رواه مسلم

(1)

، عن ابن حميد هو عبد، وابن رافع عن عبد الرزاق.

وهو في الأقران لأبي الشيخ

(2)

: لسفيان الثوري، عن معمر، عن الزهري.

ورواه إبراهيم الجوزجاني: عن نعيم بن حماد، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري فقال:"خُلقت الملائكة من نور العزة"

(3)

.

516 -

عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الجن ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، يَحِلُّونَ وَيَظْعَنُونَ"

(4)

.

قال أبو جعفر الرازي: حدثنا عبد اللَّه بن صالح

(5)

، حدثني معاوية بن صالح

(6)

، عن أبي الزاهرية

(7)

، عن جبير بن نفير

(8)

، عن أبي ثعلبة بهذا.

رواه عبد اللَّه بن وهب، عن معاوية. رواه ابن حبان في صحيحه

(9)

: عن ابن قتيبة

(10)

، عن يزيد بن موهب،

(11)

عنه.

(1)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 20904) وعبد بن حميد (رقم 1497) وعنهما مسلم (رقم 60/ 2996).

(2)

أخرجه أبو الشيخ في الأقران (رقم 360).

(3)

روي من قول عكرمة. أخرجه ابن راهويه (رقم 788) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1083).

(4)

أخرجه الطحاوي في شرح المشكل (رقم 2941) والخرائطي في هواتف الجان (ص 22) والطبراني في الكبير (رقم 573) وأبو الشيخ في العظمة (5/ 1644) والحاكم (رقم 3702) وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

(5)

عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه خت د ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 326).

(6)

معاوية بن صالح بن حُدَير الحضرمي صدوق له أوهام من السابعة ر م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 93).

(7)

حُدَير بن كريب الحضرمي أبو الزاهرية الحمصي صدوق ر م د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 364).

(8)

جبير بن نفير بن مالك بن عامر الحضرمي الحمصي ثقة جليل مخضرم بخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 904).

(9)

أخرجه ابن حبان (رقم 6156).

(10)

محمد بن الحسن بن قتيبة بن زيادة اللخمي العسقلاني، أبو العباس، محدث كبير كان ثقة مشهورًا، وثقه الدارقطني، وكان مسند أهل فلسطين، توفي سنة 310 هـ. انظر: السير للذهبي (292/ 1420) والتاريخ له (7/ 165).

(11)

يزيد بن خالد بن يزيد بن موهَب الرملي أبو خالد ثقه عابد د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7708).

ص: 680

517 -

في صحيح أبي حاتم بن حبان: عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الحيات من مَسخ الْجَانِّ كَمَا مُسِخَتِ الخنازِيُر والقِرَدَةُ"

(1)

.

518 -

قال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، حدثنا أبو أسامة، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو قال:"خلق اللَّه الملائكة من نور الذراعين والصدر". رواه أبو الشيخ

(2)

. قد صح أن حجابه النور

(3)

، ومنه ما يقابل الذراعين والصدر.

519 -

وقال عمر مولى غُفرة

(4)

، عن يزيد بن رومان

(5)

أنه بلغه: "أن الملائكة خُلقت من روح اللَّه" رواه أبو الشيخ

(6)

.

520 -

وعن أبي صالح، عن عكرمة:{خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ} [ص: 76] قال: "خُلق إبليس من نار العزة، وخلقت الملائكة من نور العزة". رواه إسحاق بن راهويه في مسنده في أحاديث عائشة، وأبو حاتم الرازي في العظمة، وأبو الشيخ

(7)

.

521 -

وعن يحيى بن أبي كثير: "خلق اللَّه الملائكة مدة ليس لهم أجواف" رواه أبو الشيخ وهذا لفظه، وأبو حاتم الرازي

(8)

.

522 -

وقال أبو الشيخ: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن

(9)

، حدثنا سليمان بن سيف الحراني

(10)

،

(1)

أخرجه ابن حبان (رقم 5640).

(2)

أخرجه عبد اللَّه بن أحمد في السنة (رقم 1084، 1195).

(3)

أخرجه مسلم (رقم 179/ 293).

(4)

عمر بن عبد اللَّه المدني مولى غُفْرة ضعيف وكان كثير الإرسال من الخامسة د ت. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(5)

يزيد بن رومان المدني أبو روح مولى آل الزبير ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 7721).

(6)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 727) وهو شعيف، لضعف عمر مولى غفرة.

(7)

أخرجه ابن راهويه (رقم 788) أبو الشيخ في العظمة (2/ 728).

(8)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 732).

(9)

أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن بن مَتُّوَيْهِ الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 52).

(10)

سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم أبو داود الحراني. روى عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 122) ووثقه ابن حبان (8/ 281).

ص: 681

حدثنا سعيد بن بزيع

(1)

، عن ابن إسحاق

(2)

، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو قال:"خلق اللَّه الملائكة من نور، وينفخ في ذلك، ثم يقول: ليكن منكم ألف ألفين، قال: من الملائكة أخلق أصغر من الذباب"

(3)

. رواه أبو عبد اللَّه بن منده

(4)

: لصدقة بن سابق

(5)

، عن محمد بن إسحاق بمعناه.

523 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى

(6)

، أخبرنا يوسف بن خليل، أخبرنا ناصر بن محمد

(7)

، أخبرنا جعفر بن عبد الواحد

(8)

، أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم

(9)

، أخبرنا أبو محمد بن حبان، حدثنا محمد بن العباس

(10)

، حدثنا زهير بن محمد بن قمير

(11)

، حدثنا عبيد اللَّه بن عبد المجيد

(12)

، حدثنا إسرائيل

(13)

، عن إبراهيم بن مهاجر

(14)

، عن مجاهد، عن مؤرق

(15)

، عن أبي ذر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إني لأرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، إن السماء أطت وحُق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إِلَّا وعليه ملك واضع جبهته ساجدًا للَّه، واللَّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرًا، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى اللَّه، واللَّه لوددت أني كنت شجرة تعضد". رواه الترمذي

(16)

وقال: ويُروى عن أبي ذر موقوفًا.

(1)

سعيد بن بزيع. قال أبو زرعة: حراني صدوق. انظر: الجرح والتعديل للرازي (4/ 8).

(2)

محمد بن إسحاق بن يسار صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث رقم (رقم 1).

(3)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 734).

(4)

أخرجه ابن منده في الرد على الجهمية (رقم 33).

(5)

صدقة بن سابق المُقْعَد الزَّمِن، كنيته أبو عمرو مولى بني هاشم. ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 434) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووثقه ابن حبان (8/ 320).

(6)

إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(7)

ناصر بن محمد بن أبي الفتح القطان المقرئ الأصبهاني أبو الفتح. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(8)

أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الثقفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49)

(9)

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم أبو طاهر الأصبهاني الكاتب. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(10)

محمد بن العباس بن أيوب أبو جعفر الأصبهاني الحافظ ابن الأخرم، فقيه حفاظ متقن توفي سنة 301 هـ. انظر: اللسان (رقم 754).

(11)

زهير بن محمد بن قُمير المروزي ثقة ق. التقريب لابن حجر (رقم 2048).

(12)

عبيد اللَّه بن عبد المجيد الحنفي أبو علي البصري صدوق ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 138).

(13)

إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ثقة تُكلم فيه بلا حجة من السابعة ع. تقدم في الحديث (رقم 11).

(14)

إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي صدوق لين الحفظ من الخامسة م 4. التقريب لابن حجر (رقم 254).

(15)

مورِّق بن مُشَمْرِج بن عبد اللَّه العجلي أبو المعتمر البصري ثقة عابد ع. نفس المصدر (رقم 6940).

(16)

أخرجه الترمذي (رقم 2312) وقال: حديث حسن غريب. وأبو الشيخ في العظمة (3/ 982).

ص: 682

وفي الباب من حديث أبي لبيد السامي لمسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود قال: "إن من السموات لسماء ما منها موضع شبر إِلا عليها جبهة ملَك أو قدمه، ثم قرأ:{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)} [الصافات]

(1)

.

524 -

وبهذا الإسناد إلى أبي محمد بن حبان قال: أخبرنا ابن أبي عاصم، حدثنا محمد بن يحيى بن ميمون العتكي

(2)

، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء

(3)

، عن سعيد

(4)

، عن قتادة، عن صفوان بن محرز

(5)

، عن حكيم ابن حزام قال: بينما رسول اللَّه مع أصحابه فقال لهم: "هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيء، فقال رسول اللَّه:"إني لأسمع أطيط السماء وما تُلام أن تئط، وما فيها موضع قدم إِلا عليه مَلَكٌ ساجدٌ أو قائم"

(6)

.

525 -

وبه قال: أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وكيع، عن سفيان

(7)

، عن عبد اللَّه بن السائب

(8)

، عن زاذان

(9)

، عن عبد اللَّه بن مسعود قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إن للَّه ملائكةً سياحين في الأرض يُبلغوني عن أمتي السلام". أخبرنا بهذا الحديث عاليًا عيسى، أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا عبد الأول، أخبرنا الداودي، أخبرنا الحمُّوي

(10)

، أنبأنا السمرقندي

(11)

، أنبأنا الدارمي، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان فذكره.

(1)

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (رقم 2565) والطبري (19/ 652) والطبراني في الكبير (رقم 9042) ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم 254) والبيهقي في الشعب (رقم 157).

(2)

محمد بن يحيى بن ميمون العتكي البصري، روى عنه ابن أبي عاصم، وأبو عروبة الحراني كما في الكامل لابن عدي (9/ 48) وابن خزيمة كما في تاريخ ابن عساكر (19/ 272) وابن صاعد كما في سنن الدارقطني (1/ 248) قال الهيثمي في المجمع (10/ 308): لا أعرفه.

(3)

عبد الوهاب بن عطاء الخفاف صدوق ربما أخطأ عخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 41).

(4)

سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري ثقة حافظ من أثبت الناس في قتادة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(5)

صفوان بن محرز بن زياد المازني أو الباهلي ثقة عابد خ م ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 2941).

(6)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (رقم 509، 510).

(7)

هو الإمام سفيان الثوري.

(8)

عبد اللَّه بن السائب بن يزيد الكندي أبو محمد المدني ابن أخت نمر وثقه النسائي بخ د ت. التقريب لابن حجر (رقم 3338).

(9)

زاذان أبو عمر الكندي البزاز الكندى أبا عبد اللَّه صدوق يرسل وفيه شيعية بخ م 4. نفس المصدر (رقم 1976).

(10)

عبد اللَّه بن أحمد بن حمُّوَيْه بن يوسف بن أعين أبو محمد السرخسي الحمويى. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(11)

عيسى بن عمر بن العباس بن حمزة بن عمرو أبو عمران السمرقندي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 332).

ص: 683

رواه النسائي

(1)

: عن محمود بن غيلان

(2)

، عن وكيع.

526 -

قال أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد: حدثنا علي بن ميمون

(3)

، حدثنا عروة بن مروان الحرار

(4)

، حدثنا عبيد اللَّه بن عمرو الرقي

(5)

، عن عبد الكريم

(6)

، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مررت على جبريل ليلة أسري بي كالحلس البالي

(7)

من خشية اللَّه"

(8)

.

عروة بن مروان هذا رقي روى عنه أيضًا خير بن عرفة المصري، ولم أره في تاريخ الرقة.

527 -

وقال بقي بن مخلد: حدثنا عبد اللَّه بن محمد

(9)

، حدثنا عباد بن العوام

(10)

، عن حجاج

(11)

، عن عطية

(12)

، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه: "إن صاحبي الصور بأيديها أو في أيديهما قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران"

(13)

.

(1)

أخرجه أبو يعلى (رقم 5213) وعنه أبو الشيخ في العظمة (رقم 513) والمؤلف من طريقيهما كما هنا.

وأخرجه من طرق: عن عبد اللَّه بن السائب به مثله. ابن المبارك في الزهد (رقم 1028) وفي مسنده (رقم (51) والإمام أحمد (رقم 3666، 4209، 4320) والحاكم (رقم 3576) وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وأخرجه النسائي في الكبرى (رقم 1206).

(2)

محمود بن غيلان العدوي مولاهم أبو أحمد المروزي ثقة خ م ت س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 383).

(3)

علي بن ميمون الرقي العطار ثقة س ق. التقريب لابن حجر (رقم 4805).

(4)

عروة بن مروان الخراز الرقي ويقال: العِرقي أبو عبد اللَّه. قال ابن يونس في تاريخه: كان عروة من العابدين، آخر من حدث عنه خير بن عرفة. وقال الدارقطني: كان أميا ليس بقوي الحديث. انظر: الميزان للذهبي (3/ 64).

(5)

عبيد اللَّه بن عمرو الرقي أبو وهب الأسدي. قال ابن معين في سؤالات الجنيد (رقم 230): ليس به بأس. وقال كما في الجرح والتعديل للرازي (5/ 329): ثقة. ووثقه العجلي (رقم 1167).

(6)

عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد مولى بني أمية وهو الخضرمي ثقة متقن ع. التقريب لابن حجر (رقم 4154).

(7)

الحلس كساء يكون تحت برذعة البعير أي: صار الخوف لنا حلسا والسهر لنا كحلا. انظر: غريب الحديث لابن قتيبة (2/ 647).

(8)

أخرجه ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء (رقم 414) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 621) والطبراني في الأوسط (رقم 4679) وقوام السنة في الحجة (رقم 248) وابن مردويه كما في الدر المنثور (5/ 216) وقال: "بسند صحيح". وذكره الألباني في الصحيحة (رقم 2289).

(9)

هو الإمام أبو بكر بن أبي شيبة.

(10)

عباد بن العوام بن عمر الكلابي مولاهم أبو سهل الواسطي ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3138).

(11)

حجاج بن أرطاة بن ثور أحد الفقهاء صدوق كثير الخطأ والتدليس بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 76).

(12)

عطية بن سعد العوفي صدوق يخطئ كثيرًا وكان شيعيا مدلسا. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 76).

(13)

وأخرجه أيضًا ابن ماجه (رقم 4273) قال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 253): "هذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرطأة وعطية العوفي".

ص: 684

528 -

قال: وحدثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن

(1)

، حدثنا أحمد بن يوسف

(2)

، عن سفيان

(3)

، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه: "كيف أنعم وصاحب الصور"

(4)

.

529 -

قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: حدثنا ابن أبي مريم

(5)

، حدثنا نافع بن يزيد

(6)

، حدثني يحيى بن أيوب

(7)

: أن ابن جريج حدثه، عن رجل، عن عروة أنه سأل عبد اللَّه بن عمرو بن العاص:"أي الخلق أعظم؛ قال: الملائكة، قال: ماذا خُلقت؛ قال: من نور الذراعين والصدر، فبسط الذراعين فقال: كونوا ألفي ألفين. قال ابن جريج: فقلت لابن جريح ما ألفي ألفين؟ قال: ما لا يحصى"

(8)

.

530 -

وقال: حدثنا الحسن بن الربيع

(9)

، حدثنا ابن المبارك، عن إسماعيل

(10)

، عن أبي صالح

(11)

قال: "خُلقت الملائكة من نورِ العزةِ، وخُلق إبليسُ من نار العزة"

(12)

.

531 -

قال الدارقطني: حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز

(13)

، حدثنا أحمد بن الفرَج

(14)

، حدثنا بقية

(15)

، حدثنا الصباح بن مجالد

(16)

، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا

(1)

لم يتبين لي من هو.

(2)

أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي أبو الحسن النيسابوري المعروف بحمدان حافظ ثقة م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 130).

(3)

هو الإمام سفيان الثوري.

(4)

ستأتي بقية هذا الحديث في أول اللوح (58/ ب) بعد الحديث (رقم 536).

(5)

سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي ثقة ثبت فقيه م ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 139).

(6)

نافع بن يزيد الكَلاعي أبو يزيد المصري ثقة عابد خت م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 7084).

(7)

يحيى بن أيوب الغافقي أبو العباس المصري صدوق ربما أخطأ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 326).

(8)

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم 744) وهو ضعيف جدًا، في رجل لم يسم، وابن جريج مدلس وقد عنعن.

(9)

الحسن بن الربيع البجلي أبو علي الكوفي البُوراني ثقة من العاشرة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 377).

(10)

إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 13).

(11)

بادام ويقال آخره نون أبو صالح مولى أم هانئ ضعيف يرسل 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 362).

(12)

روي عن أبي صالح، عن عكرمة. أخرجه ابن راهويه (رقم 788) أبو الشيخ في العظمة (2/ 828) وسبق ذلك في الحديث (رقم 520).

(13)

هو الإمام أبو القاسم البغوي.

(14)

أحمد بن الفرج بن سليمان الكندي أبو عتبة الحمصي ثقة مشهور يخطئ س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 506).

(15)

بقية بن الوليد الكلاعي صدوق كثير التدليس عن الضعفاء. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 119).

(16)

الصباح بن مجالد ليس بالمعروف، وهو من مشايخ بقية الذين لا يروي عنهم غيره. انظر: الكامل لابن عدي (5/ 134).

ص: 685

كانت سنة خمس وثلاثين ومائة، خرج مردة الشياطين كان حبسهم سليمان بن داود في جزيرة من جزائر البحور، فذهب منهم تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم بالعراق، وعُشرٌ بالشام"

(1)

. هذا حديث غريب من حديث الصباح بن مجالد، عن عطية. تفرد به بقية بن الوليد عنه.

532 -

قال أبو نعيم الأصبهاني: حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي

(2)

بمكة، حدثنا علي بن سعيد

(3)

، حدثنا محمد بن إسماعيل الحساني

(4)

، حدثنا منصور بن المهاجر الواسطي

(5)

، حدثنا أبو النضر الأبار

(6)

، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو أن حوراء بصقت في سبعة أبحر لعذبت البحار من عذوبة ريقها، وخلق الحوراء من الزعفران"

(7)

.

533 -

ورُوي عن عبد العزيز بن صهيب

(8)

، عن أنس مرفوعًا:"حور العين خلقن من الزعفران"

(9)

.

(1)

أخرجه ابن عدي الكامل (5/ 133) وقال الذهبي في الميزان (2/ 350): "الخبر باطل، المتهم بوضعه صباح هذا".

(2)

علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي الكَارِزي، سمع الباغندي وابن خزيمة وأبا العباس السراج وجماهير، وعنه الدارقطني والحاكم وأبو نعيم. انظر: تاريخ ابن عساكر (43/ 152) والتاريخ للذهبي (8/ 204).

(3)

علي بن سعيد أبو الحسن العسكري. قال أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 559): "كان ممن يحفظ الشيوخ". وقال أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 436): "كان من الحفاظ، صنف الشيوخ والمسند. توفي سنة ثلاثمائة".

(4)

محمد بن إسماعيل بن البَختَري الحساني أبو عبد اللَّه الواسطي صدوق ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 5729).

(5)

منصور بن المهاجر الواسطي أبو الحسن بياع القصب ويقال له البزوري مستور فق. التقريب لابن حجر (رقم 6909).

(6)

لم أجد ترجمته فيما بين يدي من المصادر.

(7)

أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (رقم 386) وسنده ضعيف.

(8)

عبد العزيز بن صهيب البُناني ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 4102).

(9)

أخرجه الثعلبي في تفسيره (9/ 205) وأبو نعيم في صفة الجنة (رقم 384) والبيهقي في البعث (رقم 355) والخطيب في تاريخه (7/ 588) وقال البيهقي: "منكر بهذا الإسناد لا يصح عن ابن علية". وقال ابن كثير في تاريخه (20/ 344): "غريب".

قال ابن القيم في حادي الأرواح (ص 233): "ولكنه حديث فيه شعبة، وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن رشدين، حدثنا علي بن الحسن بن هارون الأنصاري، حدثني الليث بن ابنة الليث بن أبي سليم قال: حدثتني عائشة بنت يونس امرأة الليث بن أبي سليم، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خُلق الحور العين من الزعفران". قال الطبراني: "لا يروى إلا بهذا الإسناد تفرد به علي بن الحسن بن هارون". وقد رواه اسحق بن راهويه عن عائشة بنت يونس قالت: سمعت زوجي ليث بن سليم يحدث عن مجاهد. فذكره مرفوعا إليه، وهو أشبه بالصواب، ورواه عقبة بن مكرم، عن عبد اللَّه بن زياد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قوله. ولا يصح رفع الحديث وحسبه أن يصل إلى ابن عباس، وقال أبو سلمى، عن ابن عبد الرحمن: "إن لولي اللَّه في الجنة عروسان يلدها آدم ولا =

ص: 686

رواه الصولي

(1)

في الثاني من أماليه

(2)

، والخطيب

(3)

في باب الشين من كتاب تمييز المزيد

(4)

.

534 -

قال أبو حاتم الرازي في كتاب العظمة: حدثنا محمد بن إبراهيم بن خالد

(5)

، حدثنا ابن أبي جعفر

(6)

، عن أبيه

(7)

، عن الربيع بن أنس

(8)

قال: "خلق اللَّه الملائكة يوم الأربعاء، وخلق الجن يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة وأدخله منازل الفردوس"

(9)

.

535 -

وقال أبو حاتم: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني

(10)

، حدثنا آدم

(11)

، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية قوله:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30] إلى قوله: {وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة: 33]

= حواء ولكن خلقت من زعفران". وهذا مروي عن صاحبين وهما ابن عباس وأنس وعن تابعيين وهما أبو سلمى ومجاهد وبكل حال فهي من المنشات في الجنة ليست مولودات بين الآباء والأمهات واللَّه اعلم.

(1)

محمد بن يحيى بن عبد اللَّه بن العباس بن محمد بن صول أبو بكر المعروف بالصولي كان أحد العلماء بفنون الآداب، حسن المعرفة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف، وطبقات الشعراء، وكان واسع الرواية، حسن الحفظ للآداب، حاذقا بتصنيف الكتب ووضع الأشياء منها مواضعها، وكان حسن الاعتقاد جميل الطريقة مقبول القول وله أبوة حسنة فإن جده صول وأهله كانوا ملوك جرجان. توفي سنة 335 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (4/ 675).

(2)

أمالي أبي بكر الصولي لا تزال مفقودة.

(3)

هو الإمام أبو بكر الخطيب البغدادي.

(4)

ذكره الخطيب في كتابه موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 285) وسماه: كتاب تمييز المزيد في متصل الأسانيد.

قال ابن الصلاح في علوم الحديث (1/ 287، 393): "وفي كثير مما ذكره نظر؛ لأن الإسناد الحالي عن الراوي الزائد، إن كان بلفظة "عن" في ذلك فينبغي أن يحكم بإرساله، ويجعل معللا بالإسناد الذي ذكر فيه الزائد؛ لما عرف في نوع المعلل، وإن كان فيه تصريح بالسماع أو بالإخبار، فجائز أن يكون قد سمع ذلك من رجل عنه، ثم سمعه منه نفسه".

(5)

محمد بن إبراهيم بن خالد روى عنه أبو حاتم الرازي في العظمة وكتاب الزهد، لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(6)

عبد اللَّه بن أبي جعفر الرازي صدوق يخطئ د. التقريب لابن حجر (رقم 3257).

(7)

أبو جعفر الرازي صدوق سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة بخ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 306).

(8)

الربيع بن أنس البكري صدوق له أوهام ورمي بالتشيع من الخامسة 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 306).

(9)

أخرجه الطبري (1/ 478، 494) وابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 322) وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1364) نحوه وفيه زيادة في آخره وهي: "قال: "فكفر قوم من الجن، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم، فكانت الدماء، وكان الفساد في الأرض، فمن ثم {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30]. وهو أثر ضعيف، وفيه مخالفة لما ثبت أن أول من كفر إبليس.

(10)

محمد بن خلف بن عمار أبو نصر العسقلاني صدوق س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5859).

(11)

آدم بن أبي إياس عبد الرحمن العسقلاني ثقة عابد خ خد ت س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 99).

ص: 687

قال: "خلق اللَّه الملائكة يوم الأربعاء، وخلق الجن يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة فكان هكذا ما شاء اللَّه ليس فيه روح، بعيد القعر، مُظلم المدخل، ثُم خُلقت الروح، فقيل ادخل في آدم، فقال: لا أدخل يا رب، فقيل الثانية، فقال مثل ذلك، فقيل له الثالثة، فقال مثل ذلك، فقيل له: ادخل كرها واخرج كُرها، فلا تخرج الروح أبدًا إلا كرها، فقال اللَّه:{يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35] فأُدخل آدم يوم الجمعة الجنة، فجَعلَهُ في جنات الفردوس، وأُهبط إلى الأرض يوم الجمعة، وكان يحضرها قوم من الجن، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم، وكانت الدماء بينهم وكانت الفساد في الأرض؛ فمن ثم قالوا:{قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة: 30] كما أفسدت الجن {وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30] كما سفكوا، فقال اللَّه:{إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

(1)

.

536 -

وقال أبو حاتم: حدثنا عفان

(2)

، حدثنا نوح بن قيس

(3)

، حدثنا أشعث بن جابر الحُدَّاني

(4)

: أن ابن عباس قال: "عَبدت الملائكة ربها قبل أن يُخلق آدم بألفي سنة"

(5)

.

"قد حنا جبهته والتقم الصُّور ينتظر متى يُؤمر"

(6)

.

(1)

إسناده ضعيف، وفيه نكارة حيث أن الروح لم تفعل ما أمرها اللَّه به وأبت وهذا عصيان زائد، وإبلس لما عصى ما أمره اللَّه به مرة واحدة كتب عليه اللعنة إلى يوم الدين. واللَّه أعلم.

(2)

عفان بن مسلم بن عبد اللَّه الباهلي أبو عثمان الصفار البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 110).

(3)

نوح بن قيس بن رياح الأزدي أبو روح البصري صدوق رمي بالتشيع م 4. التقريب لابن حجر (رقم 7209).

(4)

أشعث بن عبد اللَّه بن جابر الحداني الأزدي بصري يكنى أبا عبد اللَّه وقد ينسب إلى جده وهو الحُمْلي صدوق خت 4. نفس المصدر (رقم 527).

(5)

إسناده حسن، وقد أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 321) عن أبيه، عن علي بن محمد الطنافسي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو قال:"كان الجن بنو الجان في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنة".

(6)

هذا الحديث تكلمة للحديث (رقم 528) وأخرجه من طرق: عن عطية، عن أبي سعيد. عبد الرزاق في تفسيره (رقم 2642) والحميدي (رقم 771) وسعيد بن منصور في تفسيره (رقم 544) والإمام أحمد (رقم 11039، 11696) وعبد بن حميد (رقم 886) والترمذي (رقم 3243) وقال: حديث حسن. وابن ماجه (رقم 4273) وابن أبي الدنيا في الأهوال (رقم 50) وأبو يعلى (رقم 1084) والطبراني في الكبير (رقم 12670) وابن أبي داود في البعث (رقم 18) وابن حبان (رقم 823) وأبو الشيخ في العظمة (3/ 851، 854) وابن فيل في جزئه (رقم 92) والمخلص في المخلصيات (رقم 23) والحاكم (رقم 8677) وقال: مدار هذا الحديث على أبي سعيد. وقال الذهبي: عطية ضعيف. وأخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 2181، 2182) وأبو نعيم في الحلية (7/ 130، 312) والخطيب في تاريخه (6/ 365) وعبد الغني المقدسي في ذكر النار (رقم 13).

ص: 688

537 -

وقال: حدثنا يحيى

(1)

، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان

(2)

، عن أبي سنان

(3)

، عن عبد اللَّه بن الحارث

(4)

في قوله: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)} [العلق: 18]"أرجلهم في الأرض ورؤسهم في السماء"

(5)

.

538 -

وقال: حدثنا يحيى، حدثنا قيس

(6)

، عن أبي سنان، عن عبد اللَّه بن الحارث قال:"الزبانية أرجلهم في الأرض ورؤوسهم في السماء".

539 -

قال أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار: حدثنا عبد اللَّه بن سعيد

(7)

، حدثنا عقبة بن خالد

(8)

، عن إسرائيل

(9)

، عن مسلم

(10)

، عن حبة العُرني

(11)

، عن علي.

وحدثنا محمد بن معمر

(12)

، حدثنا عبيد اللَّه

(13)

، عن إسرائيل، عن مسلم، عن حبة يعني: ابن جوين، عن علي قال:"أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأكل الثوم، وقال: "لولا أن الملك ينزل علي، لأكلته"

(14)

. وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن علي بهذا الإسناد.

(1)

هو الإمام يحيى بن معين.

(2)

هو الإمام سفيان الثوري.

(3)

ضرار بن مرة الكوفي أبو سنان الشيباني الأكبر ثقة ثبت بخ م مد ت س. التقريب لابن حجر (رقم 2983).

(4)

عبد اللَّه بن الحارث الزُّبيدي النجراني الكوفي المعروف بالمكتب ثقة بخ م 4. نفس المصدر (رقم 3268).

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وبعضهم على شرط البخاري، وأما المتن فليس هناك ما يؤيده من المرفوع.

(6)

لم يتبين لي من هو.

(7)

عبد اللَّه بن سعيد أبو سعيد الأشج الكوفي ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 67).

(8)

عقبة بن خالد بن عقبة السكوني صدوق صاحب حديث ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 440).

(9)

إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ثقة تكلم فيه بلا حجة من السابعة ع. تقدم في الحديث (رقم 11).

(10)

مسلم بن كيسان الضبي الملائي البراد الأعور أبو عبد اللَّه الكوفي ضعيف ست ق. التقريب لابن حجر (رقم 6641).

(11)

حَبَّة بن جُوين العُرَني أبو قدامة الكوفي صدوق له أغلاط وكان غاليا في التشيع س. تقدم في الحديث (رقم 301).

(12)

محمد بن معمر بن ربعي القيسي البصري البحراني صدوق ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 330).

(13)

عبيد اللَّه بن موسى بن بادام العبسي الكوفي أبو محمد ثقة كان يتشيع ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(14)

أخرجه البزار (رقم 748) والطحاوي في شرح المعاني (رقم 6626) والطبراني في الأوسط (رقم 2599) وابن عدي في الكامل (3/ 354) وأبو نعيم في الحلية (8/ 357) وابن عبد البر في التمهيد (6/ 416) والخطيب في تاريخه (5/ 574) وأحمد بن منيع كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (رقم 3643). قال الهيثمي في المجمع (5/ 46): "رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه حبة بن جوين العربي، وقد ضعفه الجمهور، ووثقه العجلي".

ص: 689

540 -

وقال: حدثنا موسى بن إسحاق

(1)

، حدثنا منجاب بن الحارث

(2)

، حدثنا حاتم بن إسماعيل

(3)

، عن أسامة بن زيد

(4)

، عن مجاهد، عن ابن عباس: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن للَّه ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما سقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد اللَّه"

(5)

.

قال: "وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

541 -

وقال سعيد بن منصور: حدثنا أبو الأحوص

(6)

، عن سعيد بن مسروق

(7)

، عن حسان النميري

(8)

، عن ابن عباس في قوله عز وجل:{وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} [الأنعام: 59] قال: "ما شجرة في بر ولا بحر إلا ولها مَلَكٌ موكَّلٌ يكتب ما يسقط من ورقها"

(9)

.

542 -

أخبرنا عيسى، أخبرنا ابن اللتي، أنبأنا عبد الأول، أخبرنا الداودي، أخبرنا ابن حموية، أخبرنا عيسى بن عمر

(10)

، أخبرنا أبو محمد الدارمي، أنبأنا الحجاج بن منهال

(11)

، حدثنا حماد بن سلمة، عن فرقد السَّبَخي

(12)

، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللَّه

(1)

موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد اللَّه بن موسى الأنصاري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 309).

(2)

مِنْجاب بن الحارث بن عبد الرحمن التميمي ثقة من العاشرة م فق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 270).

(3)

حاتم بن إسماعيل المدني مولاهم صحيح الكتاب صدوق يهم ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 510).

(4)

أسامة بن زيد الليثي مولاهم أبو زيد المدني صدوق يهم خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 317).

(5)

أخرجه ابن أبي شيبة (رقم 29721) والبزار (رقم 4922) والبيهقي في الشعب (رقم 165) وفي الآداب (رقم 657) وقال: "هذا موقوف على ابن عباس، مستعمل عند الصالحين من أهل العلم لوجود صدقه عندهم فيما جربوا". وقال الهيثمي في المجمع (10/ 132): "رواه البزار، ورجاله ثقات". قال الشيخ محمد بشير السهسواني في صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان (ص 385): "على تقدير ثبوت الحديث فالثابت منه جواز نداء الأحياء أو طلب ما يقدرون عليه منهم، وذلك لا ينكره أحد".

(6)

سلام بن سليم الحنفي مولاهم أبو الأحوص الكوفي ثقة متقن صاحب حديث ع. التقريب لابن حجر (رقم 2703).

(7)

سعيد بن مسروق الثوري والد سفيان ثقة ع. نفس المصدر (رقم 2393).

(8)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر. ومن قال إنه حسان بن وبرة النمري فقد أخطأ.

(9)

أخرجه سعيد بن منصور في تفسيره (رقم 881) وابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 7369) ومسدد كما في المطالب العالية لابن حجر (رقم 3600) وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي (3/ 278).

(10)

عيسى بن عمر بن العباس بن حمزة بن عمرو أبو عمران السمرقندي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 332).

(11)

حجاج بن المنهال الأنباطي أبو محمد السلمي مولاهم البصري ثقة فاضل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 86).

(12)

فرقد بن يعقوب السبخي أبو يعقوب البصري صدوق عابد لكنه لين الحديث كثير الخطأ ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 5384).

ص: 690

إن ابني به جنون، وإنه يأخذه عند غدائنا أو عشائنا فيخبث علينا، فمسح رسول اللَّه صدره ودعا، فثع ثعة وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى". رواه أحمد

(1)

: عن يزيد، عن حماد بن سلمة.

543 -

وبهذا الإسناد إلى الدارمي: أخبرنا أبو المغيرة

(2)

، حدثنا الأوزاعي، حدثني هارون بن رئاب

(3)

، عن عبد اللَّه بن مسعود أنه كان يقول:"اغد عالمًا أو متعلمًا، ولا تغد فيما بين ذلك؛ فإن ما بين ذلك جاهل، وإن الملائكة تبسط أجنحتها للرجل غدا يبتغي العلم من الرضى بما يصنع"

(4)

.

544 -

وبه إليه قال: أنبأنا نصر بن علي

(5)

، حدثنا عبد اللَّه بن داود

(6)

، عن عاصم بن رجاء بن حيوة

(7)

، عن داود بن جميل

(8)

، عن كثير بن قيس

(9)

قال: كنت جالسًا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق، فأتاه رجل

(1)

أخرجه الدارمي (رقم 91) ومن طريقه المؤلف كما هنا، وأخرجه الإمام أحمد (رقم 2133، 2288، 2418) وابن أبي شيبة (رقم 23580) والطبراني في الكبير (رقم 12460) وقال الهيثمي في المجمع (9/ 2): "رواه أحمد والطبراني، وفيه فرقد السبخي، وثقه ابن معين والعجلي، وضعفه غيرهما".

وله شاهد من حديث المنهال بن عمرو، عن يعلى بن مرة، ومرة عن أبيه مرفوعا.

أخرجه وكيع في الزهد (رقم 508) والإمام أحمد (رقم 17549، 17563، 17567) وهناد في الزهد (2/ 621) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 1611) والطبراني في الكبير (رقم 679، 680) والحاكم (رقم 4323) وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة". ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (4/ 366). وقال ابن كثير في تاريخه (9/ 15): "فهذه طرق جيدة متعددة تفيد غلبة الظن أو القطع عند المتبحر أن يعلى بن مرة حدث بهذه القصة في الجملة".

(2)

عبد القدوس بن الحجاج الخولاني أبو المغيرة الحمصي ثقة من التاسعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 374).

(3)

هارون بن رئاب التميمي أبو بكر أو أبو الحسن ثقة عابد م س. التقريب لابن حجر (رقم 7225).

(4)

أخرجه الدارمي (رقم 351) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (رقم 146). وإسناده منقطع فإن هارون بن رئاب لم يسمع من أنس بن مالك، وعبد اللَّه بن مسعود من باب أولي.

وله شاهد بسند صحيح من طريق: سفيان بن عيينة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر، عن عبد اللَّه بن مسعود. أخرجه سعدان (رقم 140) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 399) والطحاوي في شرح المشكل (15/ 407) وابن البختري في مجموع من مصنفاته (رقم 183، 408) والبيهقي في المدخل (رقم 378) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (رقم 145، 1874، 1875). قال ابن القيم في إعلام الموقعين (2/ 168): "قد صح عن ابن مسعود".

(5)

نصر بن علي بن صُهْبان الأزدي الجهضمي البصري ثقة 4. التقريب لابن حجر (رقم 7119).

(6)

عبد اللَّه بن داود بن عامر الهمداني أبو عبد الرحمن الخُريبي ثقة عابد خ 4. نفس المصدر (رقم 7225).

(7)

عاصم بن رجاء بن حيوة الكندي الفلسطيني صدوق يهم د ت ق. المصدر السابق (رقم 3058).

(8)

داود بن جميل ويقال اسمه الوليد ضعيف د ق. المصدر السابق (رقم 1778).

(9)

كثير بن قيس الشامي يقال: قيس بن كثير والأول أكثر ضعيف د ق. المصدر السابق (رقم 5624).

ص: 691

فقال: يا أبا الدرداء إني أتيتك من المدينة مدينة الرسول لحديث بلغني عنك أنك تحدثه عن رسول اللَّه، قال: فما جاء بك تجارة؟ قال: لا، قال: ولا جاء بك غيره؟ قال: لا، قال: سمعت رسول اللَّه قال: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سلكَ اللَّه به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإن طالب العلم ليستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم، وإن العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظه أو بحظ وافر". رواه الإمام أحمد

(1)

.

545 -

وبه قال الدارمي: حدثنا عمرو بن عاصم

(2)

، حدثنا حماد هو ابن سلمة، عن عاصم، عن زرٍّ قال: غدوت على صفوان بن عسال المرادي وأنا أريد أن أسأله عن المسح على الخفين فقال: ما جاء بك؟ قلت ابتغاء العلم، قال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى، فقال: رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضًا لما يطلب". رواه الإمام أحمد

(3)

.

546 -

وبه قال الدارمي: أخبرنا أبو عاصم

(4)

، حدثنا ثور بن يزيد

(5)

، حدثنا حصين الحميري

(6)

، أخبرنا أبو سعيد الخير

(7)

، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، من استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أكل فليتخلل، فيا تخلل فليلفظ، وما لاك

(1)

روي من طرق: عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء مطولا ومختصرا. أخرجه الإمام أحمد (رقم 21715) وابن أبي شيبة في مسنده (رقم 47) وأبو داود (رقم 3641) وابن ماجه (رقم 223) وصححه ابن حبان (رقم 88) وأخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 401) وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (رقم 123) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 982) وابن الأعرابي في معجمه (رقم 1609) وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 862) والطبراني في مسند الشاميين (رقم 1231) وأبو حفص بن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (رقم 208) والبيهقي في الآداب (رقم 862) وفي الأربعين الصغرى (رقم 3) وفي المدخل (رقم 347، 347) وغيرهم. وهو صحيح، صححه الألباني في التعليقات الحسان (3/ 34، 35).

(2)

عمرو بن عاصم بن عبد اللَّه الكلابي القيسي أبو عثمان البصري صدوق في حفظه شيء ع. التقريب لابن حجر (رقم 5055).

(3)

أخرجه الدارمي (رقم 369) والإمام أحمد (رقم 18089) وغيرهم. وهو صحيح، صححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 1956).

(4)

الضحاك بن مخلد الشيباني أبو عاصم النبيل البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(5)

ثور بن يزيد أبو خالد الحمصي ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 389).

(6)

حصين الحميري ثم الخبراني مجهول يقال اسم أبيه عبد الرحمن د ق. التقريب لابن حجر (رقم 1393).

(7)

أبو سعيد الحُبْراني الحمصي اسمه زياد وقيل عامر وقيل عمر مجهول د ق. نفس المصدر (رقم 8126).

ص: 692

بلسانه فليبتلع، من أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا كثيب رمل فليستدبره، فإن الشياطين يتلاعبون بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج". رواه أبو داود، وابن ماجه

(1)

.

547 -

وبه قال الدارمي: أخبرنا أبو النعمان

(2)

، حدثنا عبد الواحد بن زياد

(3)

، حدثنا عمارة بن القعقاع

(4)

، حدثنا الحارث العُكْلِيُّ

(5)

، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير

(6)

، عن عبد اللَّه بن نُجَيٍّ

(7)

، عن علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الملَك لا يدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة ولا جُنُب"

(8)

. عبد اللَّه بن نُجي لم يُدرك عليًا، قاله ابن عساكر

(9)

. هو من حديث أبي طلحة

(10)

في المائة لأبي عمرو بن حمدان

(11)

، وعوالي أبي عاصم

(12)

لابن خليل

(13)

، وجزء الذهلي

(14)

.

(1)

أخرجه الدارمي (رقم 689) والإمام أحمد (رقم 883) وأبو داود (رقم 35) وابن ماجه (رقم 3498) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 138) وفي شرح المعاني (رقم 742، 743) وابن حبان (رقم 1410) والطبراني في مسند الشاميين (رقم 481) والحاكم (رقم 7199) وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وأخرجه البغوي في شرح السنة (رقم 3204) وغيرهم.

(2)

محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري لقبه عارم ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 308).

(3)

عبد الواحد بن زياد العبدي ثقة، في حديثه عن الأعمش وحده مقال ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 330).

(4)

عمارة بن القعقاع بن شُبرمة الضبي الكوفي ثقة أرسل عن ابن مسعود ع. التقريب لابن حجر (رقم 4859).

(5)

الحارث بن يزيد العُكْلِيُّ الكوفي ثقة فقيه خ م س ق. نفس المصدر (رقم 1058).

(6)

أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللَّه البجلي الكوفي ثقة ع. المصدر السابق (رقم 8103).

(7)

عبد اللَّه بن نُجي بن سلمة الحضرمي الكوفي أبو لقمان صدوق د س ق. المصدر السابق (رقم 3664).

(8)

أخرجه الدارمي (رقم 2705) والبزار نحوه (رقم 883). وفي رواية: عن عبد اللَّه بن نُجي، عن أبيه، عن علي. عند الإمام أحمد (رقم 608، 815) وابن أبي شيبة (رقم 19953، 25192) وأبي داود (رقم 227، 4152) والنسائي (رقم 261، 4281) وابن ماجه مختصرا (رقم 3650) وأبي يعلى (رقم 626) وابن حبان (رقم 1205) وابن فيل في جزئه (رقم 13) والطحاوي في شرح المعاني (رقم 6912) والحاكم (رقم 611) وقال: "حديث صحيح، فإن عبد اللَّه بن يحيى من ثقات الكوفيين". وقال الذهبي: "صحيح وعبد اللَّه ثقة". هكذا عندهم يحيى وهو تصحيف. وأخرجه الضياء في المختارة (رقم 755، 756) وقال: "إسناده حسن".

(9)

ذكر ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 110): "قيل لابن معين: عبد اللَّه بن نجي سمع من علي؟ قال: لا، بينه وبين علي أبوه". وقال الدارقطني في العلل (3/ 258): "عبد اللَّه بن نجي لم يسمع هذا من علي، وإنما رواه عن أبيه، عن علي".

(10)

هو في الصحيحين من حديث أبي طلحة عند البخاري (رقم 3225، 3322، 4002، 5949) ومسلم (رقم 2106/ 83، 84).

(11)

أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الخيري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(12)

الضحاك بن مخلد الشيباني أبو عاصم النبيل البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(13)

هو أبو الحجاج يوسف بن خليل ابن قراجا الدمشقي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(14)

محمد بن يحيى بن عبد اللَّه بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي النيسابوري ثقة حافظ جليل خ 4. التقريب لابن حجر (رقم 6387).

ص: 693

ورُوي ذِكْر الكلب من حديث عبد اللَّه بن بريدة

(1)

، عن أبيه

(2)

.

وذِكْرُ الكلب والصورة من حديث محمد بن عمرو

(3)

، عن أبي سلمة

(4)

، عن عائشة. في ثاني حديث علي بن حُجر

(5)

.

قوله: "لا تدخل الملائكة" قيل: "خاص في ملائكة الوحي، فأما الملكان الحافظان الموكلان بابن آدم فإنهما يدخلان معه كل موضع". حكاه إسماعيل التيمي في شرح مسلم

(6)

.

548 -

أخبرني محمد بن أحمد بن بضحان المقري

(7)

، أخبرنا إبراهيم بن عثمان بن يحيى اللمتوني

(8)

، أخبرنا محمد بن أبي جعفر القرطبي

(9)

، أخبرنا يحيى بن محمود الثقفي

(10)

، أخبرنا إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم البأر

(11)

،

(1)

عبد اللَّه بن بريدة الأسلمي أبو سهل المروزي قاضيها ثقة من الثالثة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(2)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 22987) وابن أبي شيبة (رقم 19951، 25200) وابن الأعرابي في معجمه (رقم 2411، 2424) ورواه الروياني وأبو يعلى الموصلي، والضياء في المختارة كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (5/ 310) وقال:"إسناد هذا الحديث رجاله ثقات، بل قيل فيه: إنه من أصح الأسانيد". وقال الهيثمي في المجمع (4/ 45): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".

(3)

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني صدوق له أوهام ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 43).

(4)

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ثقة مكثر ع. تقدمت ترجمته في الحديث (42).

(5)

أخرجه علي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (رقم 194) وهشام بن عمار في حديثه (رقم 113) والإمام أحمد (رقم 25100) وابن أبي شيبة (رقم 25193) وابن راهويه (رقم 1081) وابن ماجه (رقم 3651) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 885، 4669، 5704).

ورواه أبو حازم، عن أبي سلمة، عن عائشة. أخرجه مسلم (رقم 2104/ 81) وغيره.

(6)

قال الخطابي في معالم السنن (1/ 75): "يريد الملائكة الذين ينزلون بالبركة والرحمة دون الملائكة الذين هم الحفظة فإنهم لا يفارقون الجنب وغير الجنب".

(7)

محمد بن أحمد بن بضحان بن عين الدولة بدر الدين، أبو عبد اللَّه الدمشقي، الإمام الأستاذ المجود البارع، شيخ مشايخ الإقراء بالشام، سمع الحديث وعني بالقراءات وتصدر بالجامع الأموي لإقراء العربية، توفي سنة 743 هـ. انظر: غاية النهاية لابن الجزري (2/ 57 - 59).

(8)

إبراهيم بن عثمان بن يحيى بن أحمد، أبو إسحاق اللمتوني المراكشي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 421).

(9)

محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي أبو الحسن القرطبي، إمام الكلاسة. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 151).

(10)

أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 496).

(11)

الشيخ العالم المحدث الرحال المكثر أبو نصر إبراهيم بن الفضل الأصبهاني البَأر، ويلقب بدعلج، كان أبوه يحفر الآبار، رحل وسمع ونسخ وجمع، وما أحد بعد ابن طاهر رحل وطوف مثله أو جمع جمعه، كان حافظًا لكنه اتُّهم بالكذب، ومات سنة 530 هـ. انظر: السير للذهبي (19/ 629) وتبصير المنتبه لابن حجر (1/ 55).

ص: 694

أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أسيد المديني

(1)

، حدثنا أبو عبد اللَّه بن منده الحافظ، أخبرنا محمد بن أبي جعفر البلخي

(2)

بسرخس، حدثنا محمد بن سلمة البلخي

(3)

، حدثنا بشر بن الوليد

(4)

، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة

(5)

، عن الزهري

(6)

، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تفكروا في آلاء اللَّه ولا تتفكروا في اللَّه، فإنكم لن تدركوه إلا بالتصديق"

(7)

. قال إسماعيل التيمي: "حسن المتن غريب الإسناد".

قال الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت بن محمد الطَّرْقي

(8)

وهو منسوب إلى طَرْق مدينة قرب أصبهان في مسألة الاستواء له: "ولما قصد جرير بن الخطف عبد الملك بن مروان ليمدحه قال له عبد الملك: ما جاء بك يا جرير؟ فقال:

أتاكَ بيَ اللَّهُ الذي فوقَ عرشهِ

وَنورُ إِسلامٍ علَيك دَلِيلُ

ومَطويةُ الأقراب

(9)

أما نهارها

فسَبْتٌ وأما ليُلها فذَمِيلُ

(1)

محمد بن أحمد بن أسيد بن عبد اللَّه بن محمد بن الحسن بن أسيد بن عاصم الثقفي، الشيخ الصالح أبو بكر المديني، كان عالما، من أكابر أهل أصبهان وكان ذا علم ورئاسة وأصالة، ومات سنة 468 هـ. انظر: السير الذهبي (18/ 437) والتاريخ له (10/ 268).

(2)

محمد بن أبي جعفر البلخي السرخسي، روى عنه ابن منده في كتاب التوحيد، ولم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(3)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(4)

بشر بن الوليد بن خالد الكندي أبو الوليد البغدادي وثقه ابن حبان (8/ 143) ووثقه أبو داود والدارقطني، توفي سنة 238 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (7/ 561).

(5)

عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر أبو عبد الرحمن المدني لا بأس به س. التقريب لابن حجر (رقم 4098).

(6)

إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو إسحاق المدني ثقة حجة ع. نفس المصدر (رقم 177).

(7)

قال السخاوي بعد أن ذكر عددا من الأحاديث في هذا الباب في المقاصد الحسنة (ص 261): "أسانيدها ضعيفة، لكن اجتماعها يكتسب قوة، والمعنى صحيح". وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 1788): "وبالجملة فالحديث بمجموع طرقه حسن".

(8)

أبو العباس أحمد بن ثابت بن محمد الطرقي الأصبهاني، كان حافظا متقنا مكثرا من الحديث عارفا بطرقه وله معرفة بالأدب، توفي بعد سنة 520 هـ. انظر: الأنساب للسمعاني (9/ 70) والسير للذهبي (19/ 528) والتاريخ له (11/ 365).

(9)

انظر: ديوان حميد بن ثور الهلالي (ص 116) تحقيق: عبد العزيز الميمني. طبعة دار الكتب المصرية 1371 هـ.

الْأَقْرَابُ: الخواصر واحدها قُرْبٌ. والسَّبْتُ: السير السريع. والذَّميلُ: اللَّيِّن من السَّيْر. انظر: إصلاح المنطق لابن السكيت (ص 15) الدلائل في غريب الحديث لقاسم السرقسطي (2/ 575) وتهذيب اللغة للأزهري (14/ 312).

ص: 695

قال أبو العباس: "هذه رواية صحيحة عن حميد

(1)

، عن جرير وغيره. وفي نُسخة قديمة من كتاب إصلاح المنطق

(2)

وغيره، أما بعض المعتزلة من الأدباء فروي:"أتاك بي اللَّه الذي نوَّر الهدى" البيت. ومن شمَّ الشعر وله قليل معرفة بنقد النظم عرف الفرق بين الكلمتين".

وقال: "لا نعرف أحدًا من أهل العربية، وما سُمع من عربي أنه قال: استوى في موضع استولى".

أبو العباس هذا ذكره السِّلفي في شيوخه وقال: "أخبرنا عن أبي القاسم البسري، وأبي نصر الزينبي، وغيرهما من شيوخ بغداد، وله الرحلة إلى خراسان، وكان من أهل المعرفة والحفظ، وسمع كثيرًا".

قال أبو العباس الطرْقي في البيت الذي ذكرته المعتزلة:

قد استوى بشرٌ على العراق

من غير سيف ودمٍ مِهراقِ

"مصنوعٌ لا يُدرى من قائله".

قلت: وحكى لي شيخنا أبو الحجاج الحافظ أن بعضهم رواه على الصواب: "بشرٌ قد استولى على العراقِ" وهذا ما في تاريخ دمشق أو في غيره.

549 -

وبه قال الدارمي: أخبرنا عبيد اللَّه بن موسى

(3)

، عن أسامة بن زيد

(4)

، عن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي

(5)

قال -وقد صحب أبوه رسول اللَّه- قال: سمعت أبي

(6)

يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "على ذِرْوَةِ كل بعير شيطان، فإذا ركبتموها فسموا اللَّه تُقَصِّرُوا عن حاجاتكم"

(7)

.

(1)

حميد بن ثور بن عبد اللَّه أبو المثنى الهلالي، شاعر مشهور إسلامي، أحد المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام، وقيل إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم بالسن، وقال الشعر في أيام عمر، ووفد على مروان أو ابنه عبد الملك، وهو من فحول الشعراء المذكورين. انظر: معجم الأدباء لياقوت الحموي (3/ 1222) والتاريخ للذهبي (2/ 639).

(2)

يعقوب بن إسحاق بن السِّكِّيْتِ أبو يوسف النحوي اللغوي صاحب كتاب إصلاح المنطق كان من أهل الفضل والدين، موثوقا بروايته، وكان يؤدب ولد جعفر المتوكل على اللَّه، قال المبرد: ما رأيت للبغداديين كتابا أحسن من كتاب يعقوب ابن السكيت في المنطق. توفي سنة 246 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (16/ 397).

(3)

عبيد اللَّه بن موسى بن باذام العبسي الكوفي أبو محمد ثقة كان يتشيع ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(4)

أسامة بن زيد الليثي مولاهم أبو زيد المدني صدوق يهم خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 540).

(5)

محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي المدني مقبول خت د س. التقريب لابن حجر (رقم 5832).

(6)

حمزة بن عمرو بن عويمر الأسلمي أبو صالح أو أبو محمد المدني صحابي جليل خت م د س. نفس المصدر (رقم 1529).

(7)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 16039) وابن أبي شيبة (رقم 29723) والدارمي (رقم 2709) والنسائي في الكبرى (رقم 10265) وفي عمل اليوم والليلة (رقم 504) وصححه ابن خزيمة (رقم 2546) وصححه ابن حبان (رقم 1703) وأخرجه الطبراني في الكبير (رقم 2994) =

ص: 696

550 -

وبه قال الدارمي: أخبرنا الحكم بن المبارك

(1)

، أنبأنا مالك، عن نافع، عن سالم، عن أبي الجراح مولى أم حبيبة

(2)

، عن أم حبيبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العير التي فيها الجرس، لا تصحبها الملائكة". رواه أبو داود والنسائي

(3)

. هو في الأول من فوائد أبي علي بن خزيمة

(4)

، وأول حديث حمزة الدهقان

(5)

.

551 -

وبه قال الدارمي: أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه

(6)

، حدثنا زهير

(7)

، حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس". حديث حسن صحيح

(8)

.

تابعه أبو المعتمر

(9)

، عن ابن عمر، عن النبي

(10)

. وهو في المائة لأبي عمرو بن حمدان، وفي المائة للحاكم أبي عبد اللَّه

(11)

: لرَوح بن القاسم

(12)

، عن سهيل.

= والأوسط (رقم 1924) والحاكم (رقم 1626) وقال: "حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". وقال الهيثمي في المجمع (10/ 131): "رواه أحمد، والطبراني في الكبير والأوسط، ورجالها رجال الصحيح غير محمد بن حمزة، وهو ثقة".

(1)

الحكم بن المبارك الباهلي مولاهم أبو صالح الخاشِتي صدوق ربما وهم بخ ت. التقريب لابن حجر (رقم 1458).

(2)

أبو الجراح مولى أم حبيبة أم المؤمنين قيل اسمه الزبير وقيل الجراح وهو وهم مقبول د س. نفس المصدر (رقم 8012).

(3)

أخرجه الدارمي (رقم 2717) والنسائي في الكبرى (رقم 8760) والجوهري في مسند الموطأ (رقم 726).

وروى من طرق: عن نافع، عن سالم به نحوه. أخرجه الإمام أحمد (رقم 26770، 27409) وابن راهويه (رقم 2069) وأبو داود (رقم 2554) وابن أبي خيثمة في تاريخه (رقم 2503) وأبو يعلى (رقم 7133) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 792) والمحاملي في أماليه (رقم 119) والفاكهي في فوائده (رقم 38) وصححه ابن حبان (رقم 4700) وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (رقم 107).

(4)

أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة أبو علي، كان ثقة، توفي سنة 347 هـ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 264).

(5)

حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل، أبو أحمد الدهقان، كان ثقة. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 103).

(6)

أحمد بن عبد اللَّه بن يونس بن عبد اللَّه بن قيس التميمي اليربوعي الكوفي ثقة حافظ ع. التقريب لابن حجر (رقم 63).

(7)

زهير بن معاوية بن حديج أبو خيثمة الجعفي الكوفي نزيل الجزيرة ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 250).

(8)

أخرجه الدارمي (رقم 2718) وغيره، وهو في صحيح مسلم (رقم 2113/ 103) عن أبي كامل فضيل الجحدري، عن بشر، عن سهيل به مثله.

(9)

مورِّق بن مُشَمْرِج بن عبد اللَّه العجلي أبو المعتمر البصري ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 523).

(10)

تابعه عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر به. عند الطبراني في الأوسط (رقم 7927) وابن عدي في الكامل (6/ 399).

(11)

هو الإمام أبو عبد اللَّه الحاكم صاحب المستدرك.

(12)

روح بن القاسم التميمي العنبري أبو غياث البصري ثقة حافظ خ م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 1970).

ص: 697

552 -

وبه قال الدارمي: أخبرنا محمد بن يوسف

(1)

، عن سفيان

(2)

، عن منصور

(3)

، عن سالم بن أبي الجعد

(4)

، عن أبيه

(5)

، عن عبد اللَّه

(6)

قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة" قالوا: وإياك؟ قال: "نعم وإياي، ولكن اللَّه أعانني عليه فَأَسْلَمَ". رواه مسلم، وأبو حاتم بن حبان في صحيحيهما

(7)

، وله طرق في كتاب الآداب النفسية لمحمد بن جرير

(8)

.

قال ابن الأخضر

(9)

: "حسن صحيح".

ومتنه عند البخاري من مسند أبي هريرة

(10)

.

وفي الباب عن زياد بن علاقة

(11)

، عن المغيرة بن شعبة

(12)

.

وعن عروة، عن عائشة

(13)

.

(1)

محمد بن يوسف بن واقد الفِرْيابي ثقة فاضل من التاسعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 176).

(2)

هو الإمام سفيان الثوري.

(3)

منصور بن المعتمر بن عبد اللَّه السلمي أبو عتَّاب الكوفي ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 189).

(4)

سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الكوفي ثقة وكان يرسل كثيرا ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 298).

(5)

رافع أبو الجعد الغطفاني الكوفي والد سالم مخضرم وثقه ابن حبان وقيل له صحبة م. التقريب لابن حجر (رقم 1870).

(6)

هو الصحابي الجليل عبد اللَّه بن مسعود.

(7)

أخرجه سفيان في حديثه (رقم 156) والدارمي (رقم 2776) ومسلم (رقم 96) وأبو نعيم في دلائل النبوي (رقم 127).

وأخرجه من طرق: عن منصور به. مسلم (رقم 2814/ 69) والإمام أحمد (رقم 3648، 3802، 4392) وابن أبي شيبة (رقم 281) وابن حبان (رقم 6417) والخلال في السنة (رقم 206) وغيرهم.

(8)

كتاب الآداب النفسية لابن جرير الطبري لا يزال مفقودًا.

(9)

ابن الأخضر الإمام الحافظ المسند محدث العراق ومُفيدُه أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك الجُنَابَذيُّ ثم البغدادي التاجر البزاز، نسخ وحصل الأصول الثمينة، وصنف وجمع وأفاد ونفع وحدث نحوًا من ستين عامًا، وتواليفه تدل على معرفته وحفظه، وكان ثقة صالحًا عفيفًا دينًا. ومات سنة 611 هـ. انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 118) والسير له (22/ 31) والتاريخ له (13/ 316).

(10)

أخرجه البخاري (رقم 1210، 3284) ولفظه: "إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي، فأمكنني اللَّه منه".

(11)

زياد بن عِلاقة الثعلبي أبو مالك الكوفي ثقة رمي بالنصب ع. التقريب لابن حجر (رقم 2092).

(12)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 1017) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 225): "فيه أبو حماد المفضل بن صدقة وهو ضعيف".

(13)

أخرجه مسلم (رقم 2815/ 70) والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 102).

ص: 698

وعن مجالد

(1)

، عن الشعبي

(2)

، عن جابر

(3)

. وعن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن مسعود

(4)

.

وعن قابوس بن أبي ظبيان

(5)

، عن أبيه

(6)

، عن ابن عباس

(7)

. وعن أسامة بن شريك

(8)

. كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبو محمد: "من الناس من يقول: أسلم: استسلم يقول: ذَلَّ"

(9)

. وكذا قال بعض العلماء: "المراد في أصح القولين: "استسلمَ وانقاد لي". ومن قال: "حتى أسلمُ" فقد حرَّف لفظَهُ، ومن قال: "الشيطان صار مؤمنًا" فقد حرَّف معناه"

(10)

. وهذا رأيته في أواخر الرد على الرافضة للشيخ

(11)

في بعض النسخ، وليس هو في الأصل الذي بخط المصنف، فلا أدري رأيُ الشيخ على بعض النُّسخ أو رأيُ بعض أصحابه. وذكر الشيخ قول موسى لما قتل القبطي:{هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)} [القصص: 15] وقول فتى موسى: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} [الكهف: 63]، وفي قصة آدم:{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا} [البقرة: 36]{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ} [الأعراف: 20] "

(12)

.

(1)

مُجالد بن سعيد بن عمير الهمْداني ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره م 4. التقريب لابن حجر (رقم 2092).

(2)

عامر بن شراحيل الشعبي أبو عمرو ثقة مشهور فقيه فاضل ع. نفس المصدر (رقم 3092).

(3)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 14324) والدارمي (2824) والترمذي (رقم 1172) وقال: "حديث غريب من هذا الوجه، وقد تكلم بعضهم في مجالد بن سعيد من قبل حفظه". وأخرجه الطحاوي في شرح المشكل (رقم 110) وابن الأعرابي في معجمه (رقم 1874) وابن بطة في الإبانة (رقم 1466) والطبراني في الأوسط (رقم 8984). وسيأتي (برقم 660).

(4)

كتبها المؤلف رحمه الله ثم ضرب عليها.

(5)

قابوس بن أبي ظبيان الجَنْبي الكوفي فيه لين بخ د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 2092).

(6)

حصين بن جندب بن الحارث الجَنْبي أبو ظبيان الكوفي ثقة ع. نفس المصدر (رقم 1366).

(7)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 2323) والبزار كما في زوائده (رقم 2440) والطبراني في الكبير (رقم 12620) والدينوري في المجالسة (رقم 2289) وابن بشران في أماليه (رقم 90) والضياء في المختارة (رقم 539، 540) قال الهيثمي في المجمع (8/ 225): "رواه أحمد، والطبراني، والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير قابوس بن أبي ظبيان وقد وثق على ضعفه".

(8)

أخرجه والطبراني في الكبير (رقم 494).

(9)

انظر: سنن الدارمي (3/ 1798). وأخرجه من طرق: عن منصور به. مسلم (رقم 2814/ 69) والإمام أحمد (رقم 3648، 3802، 4392) وابن أبي شيبة (رقم 281) وغيرهم.

(10)

هو شيخ الإسلام ابن تيمية. قاله في منهاج السنة (8/ 271).

(11)

يقصدُ منهاجَ السنة لابن تيمية.

(12)

انظر: منهاج السنة لابن تيمية (8/ 271 - 272). وقال أيضًا في مجموع الفتاوى (17/ 523): "وكان ابن عيينة يرويه "فأسلمُ" بالضم ويقول: "إن الشيطان لا يسلم". لكن قوله في الرواية الأخرى: "فلا يأمرني إلا بخير" دل على أنه لم يبق يأمره بالشر وهذا إسلامه وإن كان ذلك كناية عن خضوعه وذلته لا عن إيمانه باللَّه كما يقهر الرجل عدوه الظاهر ويأسره وقد عرف العدو المقهور أن ذلك القاهر يعرف ما =

ص: 699

553 -

قال خشيش بن أصرم: حدثنا أبو حذيفة

(1)

، حدثنا سفيان

(2)

، عن ابن سابط

(3)

أنه قال: "يدبر أمر الدنيا أربعة أملاك: فجبريل على الريح والجنود، وميكائيل على القطر والنبات، وملك الموت على الأنفس، وكل هؤلاء يرفع إلى إسرافيل"

(4)

.

554 -

وقال: حدثنا الهيثم بن الربيع

(5)

، حدثني إبراهيم بن عثمان

(6)

، عن عثمان بن عمير

(7)

، عن زاذان أبي عمر

(8)

، عن ابن مسعود قال:"خلق اللَّه آدم مما وصفه في كتابه، ثم أسكنه الجنة، وإبليس إنما خلقه ريح يدخل في فم الشم، ويخرج من دبره، ولا يقدر أن يتحول عن خِلقته إلا بسحر، فعرض نفسه على الدواب والبهائم والطير أيها تقبله، فلم يقبله شيء إلا الحية يدخل في جوفها، فأوحى اللَّه إلى آدم وحواء ما أوحى"

(9)

.

= يشير به عليه من الشر. فلا يقبله بل يعاقبه على ذلك فيحتاج لانقهاره معه إلى أنه لا يشير عليه إلا بخير لذلته وعجزه لا لصلاحه ودينه؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "إلا أن اللَّه أعانني عليه فلا يأمرني إلا بخير".

(1)

موسى بن مسعود النهدي صدوق سيء الحفظ خ د ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 170).

(2)

هو الإمام سفيان الثوري.

(3)

عبد الرحمن بن سابط الجمحي المكي ثقة كثير الإرسال م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 413).

(4)

إسناد هذا الأثر منقطع، سفيان لم يسمع من عبد الرحمن بن سابط. لكن قد روي من عدة طريق وهي:

الأول: عن إبراهيم بن محمد بن الحسن، عن عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان بن عيينة، عن علقمة بن مرثد، عن ابن سابط. أخرجه أبو الشيخ في العظمة (رقم 376). وهو ضعيف منقطع أيضًا ابن عيينة لم يسمع علقمة بن مرثد.

الثاني: محمد بن زكريا، عن أبي حذيفة، عن سفيان، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن سابط. أخرجه أبو الشيخ في العظمة (رقم 378) وإسناده ضعيف أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي صدوق سيء الحفظ يصحف.

الثالث: الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن سابط. أخرجه ابن أبي شيبة (رقم 34969) وأبو الليث السمرقندي في تفسيره (3/ 33) والثعلبي في تفسيره (10/ 124) والبيهقي في الشعب (رقم 156). وإسناده صحيح، وهذا الأثر إنما هو اجتهاد من قائله، ولم يرد في الشرع أن إسرافيل موكل بالملائكة، ولا أن أولئك الملائكة يرجعون إليه في شيء من أمر الدنيا.

(5)

الهيثم بن الربيع العقيلي أبو المثنى البصري أو الواسطي ضعيف ت. التقريب لابن حجر (رقم 7373).

(6)

إبراهيم بن عثمان العبسي أبو شيبة الكوفي قاضي واسط مشهور بكنيته متروك الحديث ت ق. نفس المصدر (رقم 215).

(7)

عثمان بن عُمير البجلي ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع د ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 22).

(8)

زاذان أبو عمر الكندي البزاز صدوق يرسل وفيه شيعية بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 525).

(9)

أثر باطل، فيه إبراهيم بن عثمان العبسي متروك، وفيه الهيثم بن الربيع العقيلي ضعيف. ومتنه منكر.

ص: 700

555 -

عن جَسْرة

(1)

، عن عائشة: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة: "اللَّهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، أجرني من النار وعذاب القبر". في الثالث من أمالي عبد الملك بن بشران، والسادس والأول من حديث عبد الملك بن قانع. رواه النسائي

(2)

.

556 -

وفي صحيح مسلم: عن يحيى بن أبي كثير

(3)

، عن أبي سلمة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح صلاته إذا قام من الليل: "اللَّهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض". الحديث. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب

(4)

.

557 -

قال عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده: حدثنا عبد الصمد بن محمد العاصمي

(5)

، أخبرنا محمد بن محمد بن حامد الصرمنجاني

(6)

، حدثنا أبي

(7)

، حدثنا عمر بن عبد الرحيم

(8)

، حدثنا حمزة بن عبيد اللَّه أبو عمارة الثقفي

(9)

، حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد

(10)

، عن عطاء، عن ابن عباس قال:"أول من قام إبليس فأخطأ، قال: خلقتني من نار، والنار نور، وخلقته من طين، والطين ظُلمة، فلا يسجد نورٌ لظلمةٍ، وأول من قاس من الناس ثقيف قالوا: كيف يصلح بكر ببكرين ولا يصلح صاع بصاعين، ما أمرهما إلا واحد، فأنزل اللَّه: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] ولم يقل إئتوني برأيكم"

(11)

.

(1)

جَسْرة بنت دجاجة العامرية الكوفية مقبولة ويقال إن لها إدراكا د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 8551).

(2)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 24324) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 1410) والنسائي (رقم 1345) والطبراني في الأوسط (رقم 3858) وابن بشران في أماليه (رقم 139، 384) والبيهقي في الدعوات الكبير (رقم 129) والخطيب في موضع الأوهام (1/ 486).

(3)

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 40).

(4)

أخرجه مسلم (رقم 770/ 200) والإمام أحمد في المسند (رقم 25225) وأبو داود (رقم 767) والترمذي (رقم 3420) وغيرهم.

(5)

أبو الفضل عبد الصمد بن محمد العاصمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 390).

(6)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(7)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(8)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(9)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(10)

عبد العزيز بن أبي رواد صدوق عابد ربما وهم ورمي بالإرجاء خت 4. التقريب لابن حجر (رقم 4096).

(11)

إسناده ضعيف فيه مجاهيل.

ص: 701

558 -

أخبرتنا ست الفقهاء

(1)

قالت: أنبأنا إبراهيم بن عثمان

(2)

، أخبرنا محمد بن عبد الباقي

(3)

، أخبرنا أحمد بن خيرون

(4)

، أخبرنا ابن شاذان

(5)

، أخبرنا ابن دَرَسْتَوَيْهِ

(6)

، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا العباس بن الوليد النَّرسِي

(7)

، حدثنا يزيد بن زريع

(8)

، حدثنا سعيد

(9)

، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن العبد إذا وُضع في قبره وتولوا عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فيُقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل -في محمد صلى الله عليه وسلم فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد اللَّه ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك اللَّه به مقعدًا من الجنة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فيراهما كلاهما، أو قال: جميعًا، قال قتادة: ذُكر لنا أنه يُفسح له في قبره سبعون ذراعًا ويُملأ عليه خضرًا إلى يوم يُبعثون، ثم رجع إلى حديث أنس بن مالك قال: "وأما الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقوله الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ثم يُضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين". وهو لبيان

(10)

، عن قتادة. في أول الثالث من فوائد ابن الصواف

(11)

. رواه البخاري: عن خليفة

(12)

، عن يزيد بن زريع. ولفظه:"فأقعداه"

(13)

.

(1)

ست الفقهاء بنت الإمام تقي الدين إبراهيم بن علي الصالحية الحنبلية. تقدمت ترجمتها في الحديث (رقم 132).

(2)

إبراهيم بن عثمان بن يحيى بن أحمد، أبو إسحاق اللمتوني المراكشي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 421).

(3)

محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان أبو الفتح ابن البطي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 141).

(4)

أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 161).

(5)

أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 157).

(6)

عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه بن المرزبان أبو محمد الفارسي النحوي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 494).

(7)

العباس بن الوليد بن نصر النرسي ثقة خ م س، التقريب لابن حجر (رقم 3193).

(8)

يزيد بن زُريع البصري أبو معاوية ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 105).

(9)

سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري ثقة حافظ من أثبت الناس في قتادة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(10)

بيان بن بشر الأحمسي أبو بشر الكوفي ثقة ثبت من الخامسة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 360).

(11)

أبو علي بن الصواف، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(12)

خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط العُصفُري أبو عمر البصري لقبه شَبَاب صدوق ربما أخطأ وكان أخباريا علامة خ. التقريب لابن حجر (رقم 1743).

(13)

أخرجه البخاري (رقم 1338) وغيره.

ص: 702

قال أبو عمر الطلمنكي: "وهذا إسناد صحيح متصل إلا ترى إلى قوله: "فأقعداه" وقوله: "ويضرب بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة" وهذا كله يدلُّك على أن الروح تعاد فيه لا على ما قال ابن مسرة

(1)

الزائغ الضال المضل".

559 -

وروي هذا الحديث من حديث سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وقال فيه:"أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير". قال الترمذي: حديث حسن غريب

(2)

.

560 -

قال حرب الكرماني

(3)

: سمعت إسحاق هو ابن راهويه في قول اللَّه: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)} [الواقعة] قال: "النسخة التي في السماء لا يمسه إلا المطهرون، قال: الملائكة"

(4)

.

561 -

وقال: حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا أبو الأحوص

(5)

، حدثنا عاصم الأحول

(6)

، عن أنس بن مالك في قوله:{لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)} [الواقعة] قال: "المطهرون: الملائكة"

(7)

.

562 -

عن خيثمة وهو البصري

(8)

، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من ابتغى القضاء وسأل فيه شفعًا وُكل إلى نفسه، ومن أُكره عليه أنزل اللَّه عليه ملكًا يُسدده". رواه الترمذي وقال: حسن غريب

(9)

.

ورُويَ عن موسى بن أنس

(10)

، عن أنس. وهو في كتاب القضاة لأبي سعيد النقاش الحافظ

(11)

.

(1)

وهب بن مَسَرة بن مُفرَج بن بكر، أبو الحزم التميمي الأندلسي الحَجَّاري، كان حافظا للفقه، بصيرا به وبالحديث والعلل والرجال مع ورع وفضل. وقد كانت منه هفوة في المعتقد في القدر، توفي سنة 346 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 556) والتاريخ له (7/ 846).

(2)

أخرجه الترمذي (رقم 1017) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 864) والبزار (رقم 8462) وابن حبان (رقم 3117) وغيرهم، وهو صحيح، صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 1391).

(3)

حرب بن إسماعيل بن خلف الحنظلي الكرماني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 405).

(4)

لا توجد في المسائل المطبوعة.

(5)

سلَّام بن سليم الحنفي أبو الأحوص الكوفي ثقة متقن صاحب حديث ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 541).

(6)

عاصم بن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن البصري ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 436).

(7)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

(8)

خيثمة بن أبي خيثمة أبو نصر البصري يقال اسم أبيه عبد الرحمن لين الحديث ت س. التقريب لابن حجر (رقم 1772).

(9)

أخرجه الترمذي (رقم 1324) والبزار (رقم 7481) والحاكم (رقم 7012) وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في الكبرى (رقم 20250) وفي الصغير (رقم 3232) والخطيب في موضع الأوهام (1/ 516) والشجري في أماليه (رقم 2607) والضياء في المختارة (4/ 408) وقال: "إسناده حسن".

(10)

موسى بن أنس بن مالك الأنصاري قاضي البصرة ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 6945).

(11)

محمد بن علي بن عمرو بن مهدي، أبو سعيد النقاش الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 178).

ص: 703

563 -

قال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس

(1)

في تاريخ مصر: حدثنا علي بن الحسن بن قُدَيْدٍ

(2)

، حدثنا أحمد بن عمرو

(3)

، حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة

(4)

، عن يزيد بن عمرو

(5)

، عن عبد الرحمن بن غابر الهمداني

(6)

، عن عقبة بن عامر قال:"في القرآن خمس عشرة سجدة، والذي نفسي بيده إن الملائكة في السماء تسجد بالسجدة التي في سورة النحل"

(7)

.

قال أبو سعيد بن يونس: "لا أعلم لعبد الرحمن بن غابر غير هذا الحرف".

564 -

أخبرنا عيسى والحجار

(8)

قالا: أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا عبد الأول، أنبأنا الداودي، أخبرنا ابن حموية، أخبرنا ابن خزيم، حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبيد اللَّه بن موسى

(9)

، عن موسى بن عبيدة

(10)

، عن سلمة بن أبي الأشعث

(11)

، عن أبي صالح

(12)

، عن أبي سلمة

(13)

، عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لجبريل: "وددت أني أراك في صورتك" قال: أتحب ذلك؟ قال: "نعم" قال: موعدك كذا كذا من الليل في بقيع

(1)

عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري الحافظ أبو سعيد مؤرخ ديار مصر، لم يرحل لكن كان إماما في هذا الشأن وله كلام في الجرح والتعديل يدل على بصره بالرجال ومعرفته بالعلل، توفي سنة 347 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (7/ 853).

(2)

الإمام المحدث الثقة المسند أبو القاسم علي بن الحسن بن خلف بن قُديد المصري، محدث موثق مشهور، روى عنه ابن يونس وابن المقرئ وخلق كثير من الرحالة، توفي سنة 312 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 436) والتاريخ له (7/ 255).

(3)

أحمد بن عمرو بن عبد اللَّه بن عمرو بن السرح أبو الطاهر المصري ثقة م د س ق. التقريب لابن حجر (رقم 85).

(4)

عبد اللَّه بن لهيعة بن عقبة الحضرمي صدوق خلط بعد احتراق كتبه. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 133).

(5)

يزيد بن عمرو المعافري المصري صدوق من الرابعة د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 778).

(6)

عبد الرحمن بن غابر الهمدانيّ شهد فتح مصر. روى عن عقبة بن عامر الجهنيّ. وعنه يزيد المعافري. انظر: تاريخ ابن يونس (رقم 833).

(7)

إسناده ضعيف، لضعف عبد اللَّه بن لهيعة.

(8)

الحجار ابن الشحنة أحمد بن أبي طالب بن نعمة الديرمقرني ثم الصالحي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 5).

(9)

عبيد اللَّه بن موسى بن باذام العبسي الكوفي أبو محمد ثقة كان يتشيع ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(10)

موسى بن عُبيدة بن نَشِيط الرَّبذي، ضعيف ولا سيما في عبد اللَّه ابن دينار ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 20).

(11)

ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني ثقة ثبت من الثالثة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4).

(12)

سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج الأفزر التمار المدني القاص ثقة عابد ع. التقريب لابن حجر (رقم 2489).

(13)

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ثقة مكثر ع. تقدمت ترجمته في الحديث (42).

ص: 704

الغرقد، فلقيه رسول اللَّه لموعده، فنشر جناحًا من أجنحته، فسد أفق السماء حتى ما يرى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من السماء شيئًا، وأخْبَتَ رسول اللَّه عند ذلك"

(1)

.

565 -

أخبرنا عيسى والحجار قالا: أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا عبد الأول، أنبأنا الداودي، أخبرنا ابن حموية، أخبرنا ابن خزيم، حدثنا عبد.

أخبرنا عيسى، أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا ابن المظفر، أخبرنا الحمويي

(2)

، أخبرنا السمرقندي

(3)

أخبرنا الدارمي، أخبرنا يزيد بن هارون

(4)

، أنبأنا هشام الدَّستوائي

(5)

، عن يحيى بن أبي كثير

(6)

، عن أنس بن مالك: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أُناس قال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، ونزلت عليكم الملائكة"

(7)

. رواه النسائي.

وفي بعض طرقه: عن يحيى قال: "حُدثت عن أنس"

(8)

.

(1)

إسناده ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة، ومتنه منكر مخالف لما هو ثابت من أنه صلى الله عليه وسلم رأى جبريل على صورته قبل الهجرة مرتين. فقد رُوي بسند صحيح عن ابن مسعود أنه قال:"لم يره في صورته إلا مرتين: مرة عند سدرة المنتهى، ومرة بأجياد". أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (رقم 2306). وروي بإسنادين أحدهما صحيح عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: "لم يره في صورته إلا مرتين: مرة عند سدرة المنتهى، ومرة في أجياد". أخرجه الترمذي (رقم 3278).

(2)

عبد اللَّه بن أحمد بن حمُّوَيْه بن يوسف بن أعين أبو محمد السرخسي الحمويي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(3)

عيسى بن عمر بن العباس بن حمزة بن عمرو أبو عمران السمرقندي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 332).

(4)

يزيد بن هارون بن زاذان أبو خالد الواسطي ثقة متقن عابد من التاسعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 17).

(5)

هشام بن أبي عبد اللَّه سَنْبَر أبو بكر الدَّستوائي، ثقة ثبت وقد رمي بالقدر ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 40).

(6)

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 40).

(7)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 13086) وعبد بن حميد (رقم 1234) والدارمي (رقم 1813) وأبو يعلى (رقم 4321) وابن الأعرابي في معجمه (رقم 390) وأبو نعيم في الحلية (3/ 72) والبيهقي في الكبرى (8135) والشجري في أماليه (رقم 196) وغيرهم، كلهم من طريق يزيد بن هارون به. رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع يحيى لم يسمع من أنس بن مالك.

وله شاهد صحيح عن أنس نفسه. أخرجه عبد الرزاق (رقم 7907) ومن طريقه أبو دواد (رقم 3854).

(8)

أخرجه ابن المبارك في الزهد (رقم 1422) ومن طريقه النسائي في الكبرى (رقم 6875، 10057) والحاكم في علوم الحديث (ص 118). وقال "ثبت عندنا من غير وجه رواية يحيى بن أبي كثير، عن أنس بن مالك، إلا أنه لم يسمع منه هذا الحديث".

قال العلائي في جامع التحصيل (ص 299): "قال أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري وغيرهم لم يدرك أحدا من الصحابة إلا أنس بن مالك فإنه رآه رؤية ولم يسمع منه وهذا لفظ أبي حاتم قال أبو زرعة وحديثه عنه مرسل يعني عن أنس".

ص: 705

566 -

وبه إلى الدارمي: حدثنا هاشم بن القاسم

(1)

، حدثنا شعبة، أنبأنا قتادة، عن زرارة بن أوفى العامري

(2)

، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا باتت المرأة هاجرة لفراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع". رواه البخاري: عن محمد بن عرعرة

(3)

، عن شعبة. ورواه مسلم

(4)

.

وروي من حديث شعبة، عن سليمان

(5)

، عن أبي حازم

(6)

، عن أبي هريرة. رواه ابن حبان في صحيحة، والبخاري، ومسلم

(7)

.

567 -

في حديث محمد بن أبي حرملة

(8)

، عن عطاء وسليمان بن يسار

(9)

وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة في قول النبي صلى الله عليه وسلم في عثمان:"ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة". رواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه

(10)

.

568 -

قال أبو حاتم بن حبان: أخبرنا الحسن بن سفيان

(11)

، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد اللَّه ابن نمير

(12)

، عن إسماعيل بن أبي خالد

(13)

، عن أبي إسحاق

(14)

، عن هبيرة بن يريم

(15)

قال: سمعت الحسن بن علي قام فخطب الناس فقال: "يا أيها الناس لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون، لقد

(1)

هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 72).

(2)

زرارة بن أوفى العامري الحَرَشي أبو حاجب البصري قاضيها ثقة عابد ع. التقريب لابن حجر (رقم 2009).

(3)

محمد بن عرعرة بن البِرِند السامي البصري ثقة خ م د. التقريب لابن حجر (رقم 6137).

(4)

أخرجه الدارمي (رقم 2274) والبخاري (رقم 5194) ومسلم (رقم 1436/ 120).

(5)

هو الإمام الأعمش.

(6)

سلمان أبو حازم الأشجعي الكوفي ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 2479).

(7)

أخرجه البخاري (رقم 5193) ومسلم (رقم 1436/ 121) وابن حبان (رقم 4173).

(8)

محمد بن أبي حرملة القرشي مولى ابن حويطب وقد ينسب إليه ثقة خ م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 5806).

(9)

سليمان بن يسار الهلالي مولى ميمونة وقيل أم سلمة ثقة فاضل أحد الفقهاء السبعة ع. نفس المصدر (رقم 2619).

(10)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم 306) ومسلم (رقم 2401/ 26) وابن حبان (رقم 6907).

(11)

الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز النسوي الإمام الحافظ الثبت. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 288).

(12)

عبد اللَّه بن نمير الهمداني أبو هشام الكوفي ثقة صاحب حديث من أهل السنة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3668).

(13)

إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 13).

(14)

عمرو بن عبد اللَّه بن عبيد أبو إسحاق السَّبيعي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 4).

(15)

هبيرة بن يريم الشبامي ويقال الخارفي أبو الحارث الكوفي لا بأس به وقد عيب بالتشيع 4. التقريب لابن حجر (رقم 7268).

ص: 706

كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث، فيعطيه الراية، فما يرجع حتى يفتح اللَّه عليه، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، ما ترك بيضاء ولا صفراء إِلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادمة"

(1)

.

569 -

أخبرنا عيسى، أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا عبد الأول، أنبأنا الداودي، أخبرنا ابن حموية، أخبرنا ابن خزيم، حدثنا عبد بن حميد، حدثني ابن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية

(2)

، عن قطبة

(3)

، عن ليث

(4)

، عن عطاء

(5)

، عن ابن عمر قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللَّه ما حق الزوج على الزوجة؟ قال: "لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب". قالت: يا رسول اللَّه، ما حق الزوج على الزوجة؟ قال:"لا تصدق من بيته بشيء إِلا بإذنه، فإن فعلت كان له الأجر وعليها الوزر" قالت: يا رسول اللَّه، ما حق الزوج على الزوجة؟ قال:"لا تصوم يوم إِلا بإذنه، فإن فعلت أثمت ولم تؤجر" قالت: يا رسول اللَّه، ما حق الزوج على الزوجة؟ قال:"لا تخرج من بيته إِلا بإذنه فإن فعلت لعنتها ملائكة اللَّه وملائكة الرحمة وملائكة الغضب حتى تفيء أو ترجع"

(6)

.

570 -

قال أبو الفضل أحمد بن محمد بن حمدون الشَّرْمَّقَانِيُّ

(7)

في الجزء الثاني عشر من تخريجه: حدثنا أبو الحسن مسدد بن قطن

(8)

، حدثنا عثمان بن أبي شيبة

(9)

، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي

(10)

، حدثنا عبد العزيز بن

(1)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 1719) وابن أبي شيبية (رقم 32105) ومن طريقه ابن حبان (رقم 6936) وأخرجه البزار (رقم 1339) وهو حديث باطل، استقصى طرقه وبين ضعفها الشيخ سعد الحميِّد في تحقيق مختصر استدارك الذهبي للحاكم لابن الملقن (4/ 1675).

(2)

محمد بن خازم أبو معاوية الضرير ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 63).

(3)

قطبة بن عبد العزيز بن سياه الأسدي الكوفي صدوق م 4. التقريب لابن حجر (رقم 5551).

(4)

الليث بن أبي سليم صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 291).

(5)

عطاء بن أبي رباح ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 98).

(6)

أخرجه عبد بن حميد (رقم 813) والمؤلف من طريقه كما هنا، وإسناده حسن.

(7)

الإمام الحافظ الرحال الأديب الفقيه، أبو الفضل أحمد بن محمد بن حمدون بن بندار الخراساني الشَّرْمَقَانِيُّ، وشرمقان: بليدة من عمل نسا، كان من أعيان مشايخ خراسان في الفقه، والأدب، وكثرة الطلب، ومات سنة 366 هـ. انظر: السير للذهبي (16/ 386).

(8)

الإمام المحدث المأمون القدوة العابد مسدد بن قطن بن إبراهيم، أبو الحسن النيسابوري المزكي، كان ثقة مأمونا زاهدا عابدا ورعا عاقلا، قال الحاكم: كان مزكي عصره المقدم في الزهد والورع والتمكن في العقل، تورع من الرواية عن يحيى بن يحيى لصغر سنه. ومات سنة 301 هـ. انظر: السير للذهبي (14/ 119) والتاريخ له (7/ 45).

(9)

عثمان بن محمد بن إبراهيم أبو الحسن ابن أبي شيبة ثقة حافظ شهير خ م د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 97).

(10)

محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي لقبه التَّلْ صدوق فيه لين خ س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5816).

ص: 707

أبي سلمة

(1)

، عن عبد اللَّه بن الفضل

(2)

، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لما أُسري بي قال: لقد رأيتني في جماعة من الرسل، وإذا عيسى قائم يُصلي أقرب الناس به شبهًا عروة بن مسعود الثقفي، وإبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم -يعني نفسه- فلما فرغت من الصلاة قال لي: يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه، قال فالتفت فبدأني بالسلام". رواته هم في الصحيح.

(3)

571 -

قال النسائي في اليوم والليلة: أنبأنا قُتَيْبَة بن سعيد

(4)

، حدثنا اللَّيث، عن الجلاح أبي كثير

(5)

، عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحُبُلي

(6)

، عَن عُمَارَة بن شبيب السبائي

(7)

قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إِلا اللَّه وحده لا شريك لَهُ، لَهُ الملك وَله الحمد يحيي وَيُمِيت وَهُوَ على كل شَيْء قدير، عشر مرار على أثر المغرب بعث اللَّه لَهُ مسلحة يَحْفَظُونَهُ من الشَّيْطَان حَتَّى يصبح، وَكتب لَهُ بهَا عشر حَسَنَات مُوجبَات، ومُحيَ عَنهُ عشر سيئات موبقات، وكَانَتْ له كَعدْل عشر رِقَاب". رواه الترمذي

(8)

وقال: "غريب لا نعرفه إِلا من حديث ليث، ولا يُعرف لعُمارة سماعًا من النبي صلى الله عليه وسلم".

572 -

قال النسائي: "خالفه عمرو بن الحارث

(9)

". أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح

(10)

، أنبأنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن الجلاح حدثه، أن أبا عبد الرحمن المعافري حدثه، أن عَمار السبائي حدثه، أن

(1)

عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبى سلمة الماجشون ثقة فقيه مصنف ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 438).

(2)

عبد اللَّه بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي المدني ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3533).

(3)

أخرجه بنحوه مسلم (رقم 172/ 278) والنسائي في الكبرى (رقم 11416) والسراج في حديثه (رقم 1383) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 5011) وابن منده في التوحيد (رقم 23) وأبو نعيم في مستخرجه (رقم 433) والبغوي في تفسيره (5/ 66) والبيهقي في حياة الأنبياء (رقم 9).

(4)

قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي أبو رجاء البغلاني ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 333).

(5)

الجُلَاح أبو كثير المصري مولى الأمويين صدوق م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 990).

(6)

عبد اللَّه بن يزيد المعافري أبو عبد الرحمن الحبلي ثقة بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 39).

(7)

عُمارة بن شبيب السبئي ويقال فيه عَمار قال ابن حبان في ثقاته من زعم أن له صحبة فقد وهم ت س. التقريب لابن حجر (رقم 4849).

(8)

أخرجه الترمذي (رقم 3034) والنسائي في الكبرى (رقم 10338) وفي عمل اليوم والليلة (رقم 577) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (رقم 5739).

(9)

عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري مولاهم أبو أيوب ثقة فقيه حافظ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 44).

(10)

أحمد بن عمرو بن عبد اللَّه بن عمرو بن السرح أبو الطاهر ثقة م د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 563).

ص: 708

رجلًا من الأنصار حدثه، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"من قال بعد المغرب أو الصبح: لا إله إِلَّا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات بعث اللَّه له مسلحة يحرسونه حتى يصبح، ومن حين يصبح حتى يمسي نحوه"

(1)

.

قال ابن عساكر: "وحديث عمرو الصواب، إِلا قوله: "عَمَّار"، فإنه عُمارة".

573 -

أخبرنا محمد بن أبي الهيجاء، أخبرنا أبو علي البكري، أخبرنا عبد المعز بن محمد، أخبرنا تميم بن أبي سعيد

(2)

، أخبرنا أبو الحسن البكائي

(3)

، أخبرنا أبو الحسن الزوزني

(4)

، أخبرنا أبو حاتم البستي، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل

(5)

ببست، حدثنا الحسن بن علي الحلواني

(6)

، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير

(7)

، عن عياض بن هلال

(8)

، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا جاء أحدكم الشيطان فقال: إنك قد أحدثت، فليقل في نفسه: "كذبت" حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا بأنفه"

(9)

. رواه ابن خزيمة في صحيحه

(10)

: لهشام

(11)

وعلي بن المبارك

(12)

، عن يحيى بن أبي كثير.

(1)

أخرجه النسائي في الكبرى (رقم 10339) وفي عمل اليوم والليلة (رقم 578).

(2)

تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس أبو القاسم الجرجاني المؤدب. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 473).

(3)

علي بن محمد بن علي، أبو الحسن الزوزني البحائي، الأديب. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 473).

(4)

أبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزَّوْزَنِيُّ، تلميذ الإمام ابن حبان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 473).

(5)

إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الجبار بن فروة بن ضبة بن وداع أبو محمد من أهل بست أحد النبلاء من المحدثين والعقلاء من المتقين. انظر الثقات لابن حبان (8/ 122).

(6)

الحسن بن علي بن محمد الهذلي أبو علي الخلال الحُلواني ثقة حافظ له تصانيف خ م د ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 1262).

(7)

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 40).

(8)

عياض بن هلال الأنصاري، مجهول تفرد يحيى بن أبي كثير بالرواية عنه 4. التقريب لابن حجر (رقم 5281).

(9)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 3463) والإمام أحمد (رقم 11082، 11468، 11478، 11499، 11513) وأبو داود (رقم 1029) وأبو يعلى (رقم 1241) وابن حبان (رقم 2665، 2666) والحاكم (رقم 1210) وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". وليس كما قال فليس هو على شرط الشيخين ولا أحدهما؛ لأن فيه عياض وهو مجهول.

(10)

أخرجه ابن خزيمة (رقم 29).

(11)

هشام بن أبي عبد اللَّه سَنْبَر أبو بكر الدَّستوائي، ثقة ثبت وقد رمي بالقدر ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 40).

(12)

علي بن المبارك الهُنَائي ثقة كان له عن يحيى ابن أبي كثير كتابان أحدهما سماع والآخر إرسال فحديث الكوفيين عنه فيه شيء ع. التقريب لابن حجر (رقم 4787).

ص: 709

قال: "قوله: "فليقل كذبت" أراد: فليقل كذبت، أراد: فليقل كذبت بضميره، لا ينطق بلسانه، إذ المصلي غير جائز له أن يقول كذبت نطقًا باللسان"

(1)

.

لأن لفظ حديث ابن خزيمة: "فليقل كذب"، ليس فيه:"في نفسه".

574 -

أخبرنا عيسى، أنبأنا ابن اللتي، أنبأنا عبد الأول، أخبرنا الداودي، أخبرنا ابن حموية، أخبرنا أبو عمران

(2)

، أنبأنا الدارمي، أخبرنا الحكم بن نافع

(3)

، أخبرنا شعيب

(4)

، عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب: أنه سمع أبا هريرة يقول: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمرٍ ولبنٍ، فنظر إليها ثم أخذ اللبن، فقال جبرائيل:"الحمد للَّه الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك"

(5)

.

قال البدر محمد بن الجمال محمد بن مالك

(6)

في كتاب المعاني والبيان: "وأما الحالة المقتضية تعريفه فهي اللام، فاللام متى إذا أُريد به إما بعض الحقيقة كما في: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30] أتى في الروايات أنه تعالى خلق الملائكة من ريح خلقها من الماء، وخلق الجان من نار خلقها منه، وخلق آدم من تراب منه"

(7)

.

قال: "وأما الحالة المقتضية تنكيره فهي إذا كان المقام للإفراد، أو شخصًا، أو نوعًا، قال اللَّه تعالى {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: 45] أي: من نوعٍ من الماء مختصٌ بتلك الدابة، أو من ماءٍ مخصوص، وهي النطفة"

(8)

.

(1)

انظر: صحيح ابن خزيمة (رقم 29).

(2)

عيسى بن عمر بن العباس بن حمزة بن عمرو أبو عمران السمرقندي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 332).

(3)

الحكم بن نافع البهراني أبو اليمان الحمصي مشهور بكنيته ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 50).

(4)

شعيب بن أبي حمزة دينار الأموي مولاهم أبو بشر الحمصي، ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 34).

(5)

أخرجه الدارمي (رقم 2133) والمؤلف من طريقه كما هنا. وهو عند البخاري (رقم 4709، 5576) ومسلم (رقم 168/ 92).

(6)

محمد بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن مالك، الإمام البليغ النحوي، بدر الدين بن الإمام شيخ النحاة جمال الدين الطائي الجياني ثم الدمشقي، كان إماما ذكيا فهما حاد الذهن، إماما في النحو إماما في المعاني والبيان والمنطق، جيد المشاركة في الفقه والأصول وغير ذلك، أخذ عن والده، تصدر للإشغال بعد وفاة والده. وكان عجبا في الذكاء والمناظرة وصحة الفهم. وكان مطبوع العشرة وفيه لعب وفراغ. وله تصانيف معروفة في العربية والبديع والمعاني، توفي سنة 686 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 581).

(7)

بحثت عن هذا النص في كتاب المؤلف فلم أجده وإنما وجدت إشارة مقتضبه (ص 43 - 44) ولعل هناك سقطا فيه.

(8)

انظر: المصباح في المعاني والبيان والبديع لبدر الدين محمد بن محمد بن مالك (ص 24).

ص: 710

575 -

قال أبو بكر النقاش

(1)

في تفسيره في سورة الأعراف: "وقال سعيد بن المسيب: الملائكة ليسوا بذكور ولا إناث ولا يتوالدون، والجن يتوالدون ويموتون ذكور وإناث، والشياطين ذكور وإناث يتوالدون ولا يموتون، خلدوا كما خلد إبليس، وإبليس أبو الجن، ولكن جُعل الخلدُ في الشياطين دون الجن"

(2)

.

قال النقاش: "قال أبو مِجْلَز

(3)

في الملائكة: إنهم ذكور ليسوا بإناث"

(4)

.

قال الجبائي المعتزلي

(5)

في تفسيره عند قول اللَّه: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البقرة: 34]: "لأن إبليس ليس هو من الملائكة ولا من جنسهم؛ وذلك أن إبليس خُلق من النار، والملائكة هم روحانيون خُلقوا من الريح، وإبليس يأكل وينكح ويكون له الذرية، والملائكة لا يأكلون ولا ينكحون ولا ذراري لهم، وجاز أن يسثنيه وإن لم يكن مذكورًا في أول الآية؛ لأن مثل هذا جائز في اللغة".

576 -

ذكر ابن الجوزي في مناقب معروف الكرخي

(6)

: "ما ذكره أبو إسحاق المُزكي

(7)

قال: أنبأنا السراج

(8)

قال: حدثني القاسم بن نصر

(9)

قال: جاء قوم إلى معروف فأطالوا الجلوس عنده فقال: "أما ترون أن تقوموا وملَك الشمس ليس يفتر عن سَوقهِ"

(10)

.

(1)

محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون بن جعفر بن سند أبو بكر النقاش. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 328).

(2)

ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 306) ذلك منسوبا لسعيد بن المسيب.

(3)

لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري أبو مجلز ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 247).

(4)

أخرجه عنه الطبري (10/ 220) وابن أبي حاتم (رقم 8507) وسعيد بن منصور في تفسيره (رقم 958) والبيهقي في البعث (رقم 112) وعبد بن حميد وابن المنذر كما في الحبائك للسيوطي (ص 265) وقال: "في المنهاج ثم القونوي في مختصره: وقد قيل إن أصحاب الأعراف ملائكة يحبون أهل الجنة ويبكتون أهل النار، وهو بعيد لوجهين: أحدهما قوله تعالى: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ} [الأعراف: 46] والرجال: الذكور العقلاء، والملائكة لا ينقسمون إلى ذكور وإناث. والثاني: إخباره تعالى عنهم وأنهم يطمعون أن يدخلوا الجنة، والملائكة غير محجوبين عنها كيف والحيلولة بين الطامع وطمعه تعذيب له ولا عذاب يومئذ على ملك".

(5)

أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان الجبائي. تقدمت ترجمته في (ص 510). وتفسيره مفقود إلى الآن.

(6)

معروف بن الفَيْرُزَانُ، أبو محفوظ العابد الكرخي اشتهر بالصلاح والفضل توفي سنة 200 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (15/ 274 - 263).

(7)

إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سخْتَوْيه بن عبد اللَّه أبو إسحاق المزكي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 137).

(8)

محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد اللَّه أبو العباس السراج. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(9)

لعله: القاسم الحربي أحد الزهاد، وكان بينه وبين بشر بن الحارث مودة. انظر: تاريخ الخطيب (14/ 419).

(10)

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (15/ 374) وابن الجوزي في مناقب معروف الكرخي (ص 120 - 119).

ص: 711

577 -

وما ذكره أبو نُعيم: حدثنا إبراهيم بن عبد اللَّه

(1)

، حدثنا محمد بن إسحاق

(2)

، سمعت محمد بن عبد الرحمن دوست

(3)

قال: "قدم قوم إلى معروف فأطالوا الجلوس فقال: "يا قوم إن الملَك دائمٌ لا يفترُ عن سَوقها"

(4)

.

578 -

أخبرنا ابن المهندس

(5)

، أنبأنا ابن البخاري

(6)

، أخبرنا الكندي

(7)

، أخبرنا علي بن هبة اللَّه

(8)

، أخبرنا أحمد بن النقور

(9)

، أخبرنا عمر بن إبراهيم

(10)

، حدثنا البغوي

(11)

، حدثنا داود هو ابن رُشيد

(12)

، حدثنا أبو حفص هو الأبار

(13)

، عن منصور

(14)

، عن ربعي بن حِراش

(15)

، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تَلَقَّت الملائكة

(1)

إبراهيم بن عبد اللَّه بن إسحاق بن جعفر، أبو إسحاق الأصبهاني المعدَّل المعروف بالقصار، روى عنه الحاكم، وأبو نعيم، وأحمد بن علي اليزدي، لقب بالقصار لأنه كان يغسل الموتى تزهدا ومتابعة للسنة. وعاش 103 سنين، توفي سنة 373 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (7/ 44) والتاريخ للذهبي (8/ 386).

(2)

محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد اللَّه أبو العباس السراج. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(3)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(4)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 366) وفي رياضة الأبدان (رقم 22) وهو خبر ضعيف جدًا، فيه دوست وهو مجهول.

(5)

محمد بن إبراهيم بن غنائم بن واقد، الشيخ الإمام الفقيه المحدث المفيد جمال الطلبة شمس الدين أبو عبد اللَّه ابن المهندس الصالحي الحنفي الشروطي، عني بهذا الشأن ونسخ الكثير وخرج وأفاد مع اللين والتواضع وحسن الأخلاق والتقدم في الشروط، توفي سنة 730 هـ. انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص 210).

(6)

الإمام المحدث المشهور الفخر علي بن البخاري.

(7)

هو الإمام المشهور أبو اليُمن الكندي.

(8)

أبو الحسن علي بن هبة اللَّه بن سلامة بن المسلم اللخمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 170).

(9)

الشيخ الجليل الصدوق أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللَّه بن النقور، أبو الحسين البغدادي البزاز، مسند العراق في وقته رحل الناس إليه من الأقطار، وتفرد في الدنيا بنسخ رواها البغوي عن أشياخه وكان متحريا فيما يرويه، وآخر من روى حديثه عاليا الأبرقوهي، توفي سنة 470 هـ. انظر: السير الذهبي (18/ 372) والتاريخ له (10/ 288).

(10)

عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير بن هارون بن مهران أبو حفص المقرئ المعروف بالكتاني، بغدادي مسند قرأ على ابن مجاهد وحمل عنه كتاب السبعة وكان ثقة، توفي سنة 390 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (13/ 138) والتاريخ للذهبي (8/ 666).

(11)

هو الإمام المشهور أبو القاسم البغوي.

(12)

داود بن رشيد الهاشمي مولاهم الخوارزمي نزيل بغداد ثقة خ م د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 91).

(13)

عمر بن عبد الرحمن بن قيس أبو حفص الأبار صدوق عخ د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 159).

(14)

منصور بن المعتمر بن عبد اللَّه السلمي أبو عاب الكوفي ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 189).

(15)

ربعي بن حراش أبو مريم العبسي الكوفي ثقة عابد مخضرم ع. التقريب لابن حجر (رقم 1879).

ص: 712

رُوحَ رجل ممن كان قبلكم، قالوا له: هل عملت من الخير شيئًا؟ قال: ما أذكر أنني عملت من الخير شيئًا، قيل له: تذكر، قال: كنت رجلًا أداين الناس، أو قال: أبايع الناس فكنت آمر فتياني أن ينظروا المعسر، ويتجاوزوا عن الموسر، قال: تجاوزوا عنه"

(1)

.

579 -

وقال يحيى بن يمان

(2)

: حدثنا أشعث

(3)

، عن شمر بن عطية

(4)

في قوله عز وجل: {إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} [المطففين: 18] قال: إذا عُرج بروح المؤمن استقبله الملائكة المقربون في السماء الدنيا فيشيعونه من السماء العليا، ثم رقم على روحه، ثم قرأ:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20)} [المطففين]

(5)

.

580 -

وقال معمر: عن الزهري، أخبرني عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة

(6)

، عن حارثة بن النعمان

(7)

قال: مررت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومع جبريل عليه السلام جالس في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت، فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم: قال لي: "هل رأيت الذي كان معي؟ " قلت: نعم، قال:"فإنه جبريل وقد رد عليك السلام".

581 -

أخبرتنا زينب، عن ابن خليل إجازة، عن مسعود

(8)

، عن الحداد

(9)

، عن أبي نعيم، عن الطبراني، عن الدَّبَري

(10)

، عن عبد الرزاق، عن معمر بهذا الحديث. رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق

(11)

.

(1)

أخرجه البخاري (رقم 2077) ومسلم (رقم 1560/ 26).

(2)

يحيى بن يمان العجلي الكوفي صدوق عابد يخطئ كثيرًا وقد تغير بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 11).

(3)

أشعث بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب الزهري المدني مقبول د. التقريب لابن حجر (رقم 520).

(4)

شِمْر بن عطية الأسدي الكاهلي الكوفي صدوق مد ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 269).

(5)

أخرجه أبو جعفر الترمذي في جزء فيه تفسير القرآن عن يحيى بن يمان وغيره (رقم 10).

(6)

عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة العنزي حليف بني عدي أبو محمد المدني ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولأبيه صحبة مشهورة ووثقه العجلي ع. التقريب لابن حجر (رقم 3403).

(7)

حارثة بن النعمان الأنصاري، بدري كان أحد الثمانين الذين ثبتوا وصبروا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم حنين ولم يفروا، فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بأن رزقهم ورزق عيالهم على اللَّه عز وجل في الجنة. انظر: معرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 736).

(8)

مسعود بن أبي منصور بن محمد بن حسن الأصبهاني الجمال الخياط. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(9)

أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مِهْرَة الحداد الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(10)

أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني الدبري، راوية عبد الرزاق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 34).

(11)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 20545) وعنه الإمام أحمد في المسند (رقم 23677) وفي فضائل الصحابة (رقم 1508) وعبد بن حميد (رقم 446) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 1961) والبغوي في معجم الصحابة (رقم 472) والدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 445) والطبراني في الكبير (رقم 3226) وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 1963) قال الهيثمي في المجمع (9/ 323): "رواه أحمد، والطبراني، ورجاله رجال الصحيح".

ص: 713

حَكَم مسلم بن الحجاج على معمر بالوهم في هذا الحديث؛ لأن الزُّبَيْدِيُّ

(1)

رواه عن الزهري، عن عمرة ابنة عبد الرحمن

(2)

، عن حارثة بن النعمان. وسفيان، عن الزهري قال: حدثتني ابنة عبد الرحمن.

قال مسلم: "فاجتمع من ذكرنا روايتهم في هذا الحديث على خلاف معمر، وهم أولى بالصواب، وقال شعيب

(3)

وابن أبي عتيق

(4)

في روايتها عن الزهري قال: حدثني حفصة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة. فوهما أن قالا حفصة، وإنما هي عمرة بنت عبد الرحمن، كما قال القوم واللَّه أعلم"

(5)

.

582 -

قال سفيان الثوري: عن الأعمش سألت مجاهدًا عن قوله: {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51]؟ قال: "هم الملائكة"

(6)

.

583 -

وقال سفيان: عن منصور

(7)

، عن إبراهيم

(8)

: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61] قال: "الملائكة تقبض الأنفس ويتوفاها ملك الموت منهم"

(9)

.

584 -

قال سعيد بن منصور: حدثنا هشيم

(10)

، أنبأنا إسماعيل بن سالم

(11)

، عن الحكم

(12)

قال: "ينزل مع المطر من الملائكة أكثر من ولد آدم وولد إبليس"

(13)

.

(1)

محمد بن الوليد بن عامر الزُّبيدي أبو الهذيل الحمصي القاضي ثقة ثبت من كبار أصحاب الزهري خ م د س ق. التقريب (رقم 6372).

(2)

عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 44).

(3)

شعيب بن أبي حمزة دينار الأموي مولاهم أبو بشر الحمصي، ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 34).

(4)

محمد بن عبد اللَّه بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر مقبول خ د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 6047).

(5)

هذا النقل من كتاب العلل للإمام مسلم وهو مفقود.

(6)

أخرجه سفيان في تفسيره (ص 263) ومن طريقه أبو الشيخ في العظمة (2/ 764).

(7)

منصور بن المعتمر بن عبد اللَّه السلمي أبو عتاب الكوفي ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 189).

(8)

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي الفقيه ثقة إِلا أنه يرسل كثيرًا ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 56).

(9)

أخرجه عبد الرزاق عن سفيان به (رقم 809 (رقم 1961) والطبري (9/ 291، 292) وابن أبي حاتم في تفسيره (رقم 7386) وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبو الشيخ في التفسير كما في الحبائك للسيوطي (ص 43).

(10)

هُشيم بن بَشير السلمي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 337).

(11)

إسماعيل بن سالم الأسدي أبو يحيى الكوفي ثقة ثبت بخ م د س. التقريب لابن حجر (رقم 447).

(12)

الحكم بن عتيبة أبو محمد الكندي الكوفي ثقة ثبت فقيه إِلا أنه ربما دلس ع. التقريب لابن حجر (رقم 1453).

(13)

أخرجه ابن أبي الدنيا في المطر والرعد (رقم 10) والطبري (14/ 40) وأبو الشيخ في العظمة (رقم 493).

ص: 714

585 -

وقال: حدثنا أبو معاوية

(1)

، عن الأعمش، عن مسلم

(2)

، عن مسروق

(3)

قال: قال عبد اللَّه: "في السموات لسماءٌ ما فيها موضع شبرٍ إِلا وعليه جبههُ ملَكٍ أو قدمه قائمًا، ثم قرأ: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)} [الصافات] وكان مسروق يقول في قوله: {وَالصَّافَّاتِ} [الصافات: 1]، {وَالْمُرْسَلَاتِ} [المرسلات: 1]، {وَالنَّازِعَاتِ} [النازعات: 1]: "هي الملائكة"

(4)

.

586 -

أخبرنا ابن أبي الهيجاء، أخبرنا محمد بن إسماعيل

(5)

وابن عبد الهادي

(6)

قالا: أخبرنا يحيى الثقفي

(7)

، أخبرنا أبو عدنان

(8)

وفاطمة

(9)

قالا: أنبأنا ابن رَيْذَةَ

(10)

، أخبرنا الطبراني، حدثنا محمد بن عبد الرحمن ثعلب البصري النحوي

(11)

، حدثنا عبد اللَّه بن أيوب المُخَرَّمي

(12)

، حدثنا عبد الرحيم بن هارون الواسطي

(13)

،

(1)

محمد بن خازم أبو معاوية الضرير ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 63).

(2)

مسلم بن صُبيح الهمداني أبو الضحى الكوفي مشهور بكنيته ثقة فاضل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 344).

(3)

مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي أبو عائشة الكوفي ثقة فقيه عابد مخضرم ع. التقريب لابن حجر (رقم 6601).

(4)

إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، وأخرجه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم 254) والطبري (19/ 653).

(5)

محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح. أبو عبد اللَّه المقدسي خطيب مردا. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 217).

(6)

محمد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام المقدسي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 496).

(7)

أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 496).

(8)

أبو عدنان محمد بن أحمد ابن الشيخ أبي عمر المطهر الربعي الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 496).

(9)

أم البنين فاطمة بنت عبد اللَّه بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزداني. تقدمت ترجمتها في الحديث (رقم 181).

(10)

محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق التاجر المعروف بابن ريذة. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 181).

(11)

محمد بن عبد الرحمن النحوي البصري يعرف بثعلب. روى عن عبد اللَّه بن أيوب المخزومي وغيره. وحدث عنه الطبراني. انظر: توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (2/ 41) وبغية الوعاة للسيوطي (1/ 195).

(12)

الإمام المحدث الفقيه الورع عبد اللَّه بن محمد بن أيوب بن صبيح أبو محمد المخرمي، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق. وآخر من روى حديثه عائيا وهو جزء المروزي والمخرمي المؤتمن بن قميرة توفي سنة 265 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (11/ 279) والسير للذهبي (12/ 359) والتاريخ له (6/ 352).

(13)

عبد الرحيم بن هارون الواسطي أبو هشام الغساني. قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (5/ 340): "مجهول لا اعرفه". وقال ابن حبان في الثقات (8/ 413): "يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات من كتابه، فإن فيها حدث من غير كتابه بعض المناكير". وقال ابن عدي في الكامل (6/ 497): "لم أر للمتقدمين فيه كلاما وإنما ذكرته لأحاديث رواها مناكير عن قوم ثقات". وقال ابن الجوزي في الضعفاء (2/ 392): "قال الدارقطني: متروك الحديث، يكذب".

ص: 715

حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد

(1)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن العبد ليكذب الكذبة فتتباعد منه الملائكة مسيرة ميل من نتن ما جاء به"

(2)

. لم يروه عن نافع إِلا ابن أبي رواد، تفرد به عبد الرحيم بن هارون.

قلت: "رواه الترمذي

(3)

: عن يحيى بن موسى

(4)

، عن عبد الرحيم بن هارون الغساني، وقال:"حديث حسن غريب لا نعرفه إِلا من هذا الوجه، تفرد به عبد الرحمن بن هارون".

587 -

وبهذا الإسناد إلى الطبراني قال: حدثنا محمد بن جعفر بن مَلَّاس الدمشقي

(5)

، حدثنا العباس بن الوليد بن مَزيد العُذري

(6)

قال: أخبرني أبي

(7)

، حدثنا عبد اللَّه بن شوذب

(8)

، عن أبي هارون العبدي

(9)

، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه: "إن في السماء مَلَكًا يقال له: إسماعيل، على سبعين ألفِ مَلَك، كل مَلَك على سبعين ألفِ مَلَك"

(10)

.

لم يروه عن ابن شوذب إِلا الوليد بن مزيد ومحمد بن كثير الصنعاني

(11)

.

(1)

عبد العزيز بن أبي رواد صدوق عابد ربما وهم ورمي بالإرجاء خت 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 557).

(2)

أخرجه الترمذي (رقم 1972) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 150) وابن حبان في المجروحين (2/ 137) وابن أبي الدنيا في الصمت (رقم 477) وفي مكارم الأخلاق (رقم 146) والطبراني في الأوسط (رقم 7398) وفي الصغير (رقم 853) وابن عدي في الكامل (88/ 1) والكلاباذي في بحر الفوائد (ص 52) وأبو نعيم في الحلية (8/ 197) وابن الجوزي في العلل المتناهية (رقم 1292).

(3)

ليس كما قال، بل هو حديث باطل، قال ابن حبان في المجروحين (2/ 137):"موضوع".

(4)

يحيى بن موسى البلخي لقبه خَتّ ثقة خ د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 7655).

(5)

محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن قسيم بن ملَّاس النُمَيْريّ مولاهم أبو العبّاس الدّمشقيّ المحدِّث، كان أبوه وجده وجماعة من أهل بيتهم محدثين توفي سنة 328 هـ. انظر: تاريخ ابن عساكر (52/ 227) والتاريخ للذهبي (7/ 555).

(6)

العباس بن الوليد بن مَزيد العُذري البيروتي صدوق عابد د س. التقريب لابن حجر (رقم 3192).

(7)

الوليد بن مزيد العذري أبو العباس البيروتي ثقة ثبت لا يخطئ ولا يدلس د س. نفس المصدر (رقم 7454).

(8)

عبد اللَّه بن شوذب الخراساني أبو عبد الرحمن صدوق عابد بخ 4. المصدر السابق (رقم 3387).

(9)

عُمارة بن جُوين أبو هارون العبدي متروك، ومنهم من كذبه شيعي عخ ت ق. المصدر السابق (رقم 4840).

(10)

أخرجه الطبراني في الصغير (رقم 958) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 750) وأبو نعيم في الحلية (3/ 341) قال الهيثمي في المجمع (1/ 81): "رواه الطبراني في الصغير، وفيه أبو هارون، واسمه عمارة بن جوين، وهو ضعيف جدًا".

(11)

انظر: المعجم الصغير للطبراني (2/ 162).

ص: 716

588 -

قال يعقوب بن سفان: حدثنا أبو محمد القاسم بن زكريا بن دينار القرشي

(1)

، حدثنا إسحاق بن منصور

(2)

، حدثنا الحكم بن عبد الملك

(3)

، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال بعض المنافقين ما كان أخف جنازة سعد؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حملته الملائكة"

(4)

.

589 -

أخبرنا ابن أبي الهيجاء وابن المحب قالا: أخبرنا البكري

(5)

، أخبرنا عبد المعز بن محمد

(6)

، أخبرنا محمد بن إسماعيل الفضيلي

(7)

، أخبرنا مُحلَّم بن إسماعيل

(8)

، أخبرنا الخليل بن أحمد السجزي

(9)

، أبانا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا قتيبة بن سعيد

(10)

، حدثنا المفضل

(11)

، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أكل الكراث فلم ينتهوا، ثم لم يجدوا بُدًا من أكلها، فوجد ريحها فقال:"ألم أنهكم عن البقلة الخبيثة أو المنتنة؟ من أكلها فلا يغشَنا في مساجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى به الإنسان".

هو في الأول من المنتقى من المعجم الأوسط للطبراني: لهشام بن حسان، عن أبي الزبير، وفي الأول من معجمه الصغير

(12)

. وهو لعبد اللَّه بن نمران الحجري المصري

(13)

في تاريخ مصر: عن أبي الزبير، رواه ابن ماجه

(14)

.

(1)

القاسم بن زكريا بن دينار القرشي أبو محمد الكوفي الطحان ثقة م ت س ق. التقريب لابن حجر (رقم 5459).

(2)

إسحاق بن منصور السَّلّويلي مولاهم أبو عبد الرحمن صدوق تكلم فيه للتشيع ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 279).

(3)

الحكم بن عبد الملك القرشي البصري نزل الكوفة ضعيف بخ ت س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 108).

(4)

روي من طرق: عن قتادة، عن أنس. أخرجه عبد الرزاق (رقم 3849) وعبد بن حميد (رقم 1194) والترمذي (رقم 3849) وقال:"حسن صحيح غريب". وأخرجه البزار (رقم 7254) وأبو يعلى (رقم 3034) والطبراني في الكبير (رقم 5345) والحاكم (رقم 4926) وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. والبغوي في شرح السنة (14/ 182) والضياء في المختارة (رقم 2411، 2412، 2413، 2414، 2415) وقال: "إسناده صحيح".

(5)

أبو علي الحسن بن محمد ابن الشيخ أبي الفتوح محمد القرشي التيمي البكري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(6)

أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الساعدي الخراساني الهروي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(7)

أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل الأنصاري الفضيلي الهروي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(8)

محلم بن إسماعيل بن مضر الضبي، أبو مضر الهروي كان عالي الإسناد. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 333).

(9)

الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل أبو سعيد السجزي الحنفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 333).

(10)

قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي أبو رجاء البغلاني ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 333).

(11)

المفضل بن فضالة بن عبيد بن ثمامة القتباني المصري ثقة فاضل عابد ع. التقريب لابن حجر (رقم 6858).

(12)

أخرجه السراج في حديثه (رقم 2392) والطبراني في الأوسط (رقم 191) وفي الصغير (رقم 37) وصححه ابن حبان (رقم 1646) وأخرجه ابن الحمامي في مجموع مصنفاته (رقم 634) وله طرق كثيرة عن جابر. وصححه الألباني في التعليقات الحسان (3/ 213).

(13)

عبد اللَّه بن نِمران الحَجْري، وقيل: عبد الرحمن، وهو خطأ، مجهول ق. التقريب لابن حجر (رقم 6858).

(14)

أخرجه ابن ماجه (رقم 3365) وأبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر (رقم 846) وصححه الألباني في الإرواء (رقم 3365).

ص: 717

590 -

وبهذا الإسناد: حدثنا المفضل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تأكلوا البقلة الثوم فمن أكلها فلا يغشَنا مساجدنا، وإن الملائكة تأذى بما يتأذى المسلمون"

(1)

.

وروي من حديث شريك بن حنبل

(2)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في معجم البغوي

(3)

.

591 -

أخبرنا ابن أبي الهيجاء وابن المحب، قالا: أخبرنا البكري، أخبرنا أبو رَوح

(4)

، أخبرنا الفضيلي، أنبأنا مُحلِّم

(5)

، أخبرنا الخليل بن أحمد

(6)

، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا قتيبة، حدثنا خلف هو بن خليفة

(7)

، عن أبي سيار الحكم

(8)

قال: "لُبْسُ الملائكة الأزر والأردية"

(9)

.

592 -

وبهذا الإسناد: حدثنا خلف، عن منصور بن زاذان

(10)

، عن الحسن أنه كان يقرأُها:{حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} [سبأ:23] قال: "إذا جُليَ عنهم الفزع"

(11)

.

(1)

تابعه: يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر. عند مسلم (564/ 74).

(2)

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 364): "شريك بن حنبل العبسي كوفي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل، ليست له صحبة، ومن الناس من يدخله في المسند روى عن علي رضي الله عنه، روى عنه أبو إسحاق الهمداني وعمير بن قميم التغلبي سمعت أبي يقول ذلك". وذكره ابن حبان في الثقات (4/ 360) وقال الذهبي في الميزان (2/ 269): "لا يدري من هو". وقال ابن حجر في الإصابة (3/ 278): "ولا يصح الجزم بأنّ حديثه مرسل مع تصريحه بالسّماع إِلا إن كان المراد أن راوي التصريح ضعيف، وذكره ابن سعد وابن حبان في التابعين".

(3)

أخرجه ابن أبي شيبة (رقم 8657، 24487) والبغوي في معجم الصحابة (رقم 1248، 1249).

(4)

أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الساعدي الخراساني الهروي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(5)

محلم بن إسماعيل بن مضر الضبي، أبو مضر الهروي كان عالي الإسناد. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 333).

(6)

الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل أبو سعيد السجزي الحنفي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 333).

(7)

خلف بن خليفة بن صاعد الأشجعي مولاهم أبو أحمد الكوفي صدوق اختلط في الآخر وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي فأنكر عليه ذلك ابن عبيثة وأحمد بخ م 4. التقريب لابن حجر (رقم 1731).

(8)

سيار أبو الحكم العنزي الواسطي وردان وقيل ورد وقيل غير ذلك ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 434).

(9)

إسناده على شرط مسلم.

(10)

منصور بن زاذان الواسطي أبو المغيرة الثقفي ثقة ثبت عابد ع. التقريب لابن حجر (رقم 6898).

(11)

أخرج ابن خزيمة في التوحيد نحوه عن الحسن (1/ 357) وانظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (4/ 253).

ص: 718

593 -

وبه إلى قتيبة: حدثنا أبو عوانة

(1)

، عن سماك بن حرب

(2)

، عن خالد بن عرعرة

(3)

قال: سمعت عليًا وسأله رجل: "مَن {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1)} [الذاريات: 1]؟ قال: الريح، قال: ما {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3)}؟ قال: السفن، قال: ما {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2)}؟ قال: السحاب، قال: ما {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا}؟ قال: الملائكة"

(4)

.

سُئل الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي فقيل له: "زعم أقوام أن اللَّه خلق جبريل بيده؟ فأجاب: "ورد فيه أثرٌ غريب"

(5)

.

594 -

وقال أبو الفضل عبيد اللَّه بن عبد الرحمن الزهري

(6)

: قرأت في كتاب أبي

(7)

: عن بشر بن موسى

(8)

: حدثنا عمر بن عبد العزيز

(9)

قال: سمعت بشر بن الحارث

(10)

يقول: حدثنا يحيى بن يمان

(11)

، عن سفيان يعني الثوري، عن حبيب بن أبي عمرة

(12)

قال: "إذا خَتَمَ الرجل القرآن قبَّل المَلَكُ بين عينيه". قال عُمر بن عبد العزيز: فحدثت به أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل فاستحسنه، ثم قال: لعل هذا من مُخَبَّآتِ سفيان"

(13)

.

(1)

وضَّاح اليشكري الواسطي البزاز أبو عوانة ثقة ثبت من السابعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 8).

(2)

سِماك بن حرب بن أوس الذهلي صدوق وروايته عن عكرمة مضطربة خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 204).

(3)

خالد بن عرعرة التيمي كوفي تابعي يروي عن علي. وثقه العجلي (ص 330) وابن حبان في (4/ 205).

(4)

أخرجه الطبري (21/ 479) والسائل هو ابن الكوا كما عند الحاكم (رقم 3736) وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

(5)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم 583) وابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم 230) وعبد بن حميد كما في الدر المنثور للسيوطي (3/ 549) وفي سنده وردان بن خالد، وهو ضعيف ضال.

(6)

عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللَّه بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو الفضل الزهري، الشيخ الثقة الرضا كان مجاب الدعوة، توفي سنة 381 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (12/ 96) والسير للذهبي (16/ 392).

(7)

عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللَّه بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو محمد الزهري، كان ثقة توفي سنة 336 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (11/ 587).

(8)

بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة أبو علي الأسدي البغدادي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 134).

(9)

عمر بن عبد العزيز الضرير، جليس بشر بن الحارث. حدث عنه بشر بن موسى الأسدي. انظر: تاريخ الخطيب وذيوله (11/ 207).

(10)

بشر بن الحارث بن عبد الرحمن أبو نصر المعروف بالحافي. تقدمت ترجمته (ص 249).

(11)

يحيى بن يمان العجلي الكوفي صدوق عابد يخطئ كثيرًا وقد تغير بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 11).

(12)

حبيب بن أبي عمرة القصاب أبو عبد اللَّه الحِمَّاني الكوفي ثقة خ م خد ت س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 314).

(13)

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (رقم 1910) ورُوي في تاريخ الخطيب وذيوله (11/ 207) ونحوه الدينوري في المجالسة (رقم 395).

ص: 719

595 -

وقال إسحاق بن راهويه: أخبرنا عمرو بن محمد العنقزي

(1)

وقبيصة بن عقبة

(2)

قالا: حدثنا سفيان

(3)

، عن الجَريري

(4)

، عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشِّخِّير

(5)

، عن رجل من بني حنظلة، عن شداد بن أوس، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ بسورة من كتاب اللَّه إِلا وَكَّل اللَّه به ملَكًا يذبُّ عنه كل شيء حتى يَهُبُّ متى ما هَبَّ". رواه الإمام أحمد، عن يزيد بن هارون

(6)

، عن أبي مسعود الجريري أتم مما هنا

(7)

.

596 -

وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا المقرئ

(8)

، حدثنا سعيد بن أبي أيوب

(9)

قال: حدثني ربيعة بن يوسف

(10)

، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي وهو عبد اللَّه بن يزيد

(11)

، عن عبد اللَّه بن يزيد

(12)

، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رجل لرسول اللَّه: "إذا مرَّت جنازة كافر أقوم لها؟ قال: "نعم فقوموا لها فإنكم لستم تقومون لها إنما تقومون للذي يقبض النفوس"

(13)

.

(1)

عمرو بن محمد العنقزي أبو سعيد الكوفي ثقة خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 5108).

(2)

قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان السُّوائي أبو عامر الكوفي صدوق ربما خالف م ع. نفس المصدر (رقم 5513).

(3)

هو الإمام سفيان الثوري.

(4)

سعيد بن إياس الجُريري ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 263).

(5)

يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير العامري أبو العلاء البصري ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 457).

(6)

يزيد بن هارون بن زاذان أبو خالد الواسطي ثقة متقن عابد من التاسعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 17).

(7)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 17132) والترمذي (رقم 3407) والنسائي في الكبرى (رقم 10579) وفي عمل اليوم والليلة (رقم 812) والخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم 952) والطبراني في الكبير (رقم 7175، 7179) وابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 751) وأبو نعيم في الخلية (1/ 267) والإسماعيلي في معجمه (رقم 375) وعبد الغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (رقم 85) قال الهيثمي في المجمع (10/ 120): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (رقم 345).

(8)

عبد اللَّه بن يزيد المكي أبو عبد الرحمن المقرئ ثقة فاضل. التقريب لابن حجر (رقم 3715).

(9)

سعيد بن أبي أيوب الخزاعي مولاهم المصري أبو يحيى بن مقلاص ثقة ثبت ع. نفس المصدر (رقم 2274).

(10)

ربيعة بن سيف بن ماتِع المعافري الإسكندراني صدوق له مناكير د ت س. نفس المصدر (رقم 1906).

(11)

عبد اللَّه بن يزيد المعافري أبو عبد الرحمن الحبلي ثقة بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 39).

(12)

هكذا كرره المؤلف رحمه الله سهوا، وإلا هو نفسه الذي قبله.

(13)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 6573) عبد بن حميد (رقم 340) والحارث في مسنده كما في بغية الباحث (رقم 271) والطحاوي في شرح المعاني (رقم 2784) وابن حبان (رقم 3053) والطبراني في الكبير (رقم 47) وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (رقم 337) =

ص: 720

597 -

وقال إسحاق بن راهويه: أخبرنا جرير

(1)

، عن ليث

(2)

، عن طاوس

(3)

، عن عبد اللَّه بن عمرو قال:"يوشك أن تظهر شياطين من جانب البحر موثقة أوثقها سليمان بن داود، حتى يُقرؤكم القرآن"

(4)

.

598 -

وقال: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس

(5)

، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو بمثل ذلك

(6)

. رواه مسلم في مقدمة صحيحه

(7)

.

599 -

وقال إسحاق: أخبرنا المعتمر بن سليمان

(8)

قال: سمعت ليثًا يُحدث عن عمرو بن شعيب

(9)

، عن أبيه

(10)

، عن جده بذلك

(11)

.

قال محمد بن الحافظ إسماعيل التيمي

(12)

: "ليس المعنى به القرآن الكريم الذي هو كلام اللَّه، بل المراد به أيضًا أخبار تُروى، يروونها عن رسول اللَّه وأصحابه، ويُسندونها إليهم، والقرآن بمعنى المقروء أي: يقرأون عليهم أشياء يخترعونها ويلفقونها من عند أنفسهم".

600 -

وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا جرير، عن سفيان بن عبد اللَّه بن زياد بن حدير

(13)

قال:

= والحاكم (رقم 1320) وقال: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". والبيهقي في الكبرى (رقم 6882). قال الهيثمي في المجمع (3/ 27): "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، ورجال أحمد ثقات". وقال الألباني في التعليقات الحسان (5/ 62): "صحيح لغيره".

(1)

جرير بن عبد الحميد بن قُرْط الضبي ثقة صحيح الكتاب ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 97).

(2)

الليث بن أبي سليم صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 291).

(3)

طاوس بن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن الحميري مولاهم الفارسي ثقة فقيه فاضل ع. التقريب لابن حجر (رقم 3009).

(4)

إسناده على شرط الشيخين ما عدا ليث فهو على شرط مسلم.

(5)

عبد اللَّه بن طاوس بن كيسان اليماني أبو محمد ثقة فاضل عابد ع. التقريب لابن حجر (رقم 3397).

(6)

إسناده على شرط الشيخين.

(7)

أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (ص 12).

(8)

معتمر بن سليمان التيمي أبو محمد البصري ثقة من كبار التاسعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 93).

(9)

عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو. صدوق من الخامسة ر 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 334).

(10)

شعيب بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو صدوق ثبت سماعه من جده ر 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 450).

(11)

إسناده حسن.

(12)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر، مع أن والده شيخ الإسلام قوام السنة أبو القاسم التيمي.

(13)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

ص: 721

"سأل عُمَرُ ابنُ عبد العزيز

(1)

موسى بنَ نُصير

(2)

-وكانت بنو أمية تستعمله على الجيوش- ما رأيت من أعاجيب الشام؟ فقال: "انتهيت مرة إلى جزيرة من جزائر البحر فوجدت فيها ست عشرة جرة خُضْرٍ مختومةٍ بخاتم سليمان بن داود، قال: فأخرجت جرةً منها فثقبت رأسها، فخرج منها شيطان ينفض رأسه وهو يقول: واللَّه لا أعود بعد ذلك أُفسد في الأرض، قال: ثم نظر فقال: واللَّه ما أرى بها سليمان ولا مُلْكَهُ، فانصاع في الأرض فذهب، قال: فأمرت بالبقية فرُدَّت إلى أماكنها"

(3)

.

601 -

وفي الجزء السادس من فوائد ابْنَي أبي دجانة

(4)

: لجنادة بن أبي أمية

(5)

، عن عبادة بن الصامت: أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه ما مُدة رجاء أمتك من بعدك؟ قال: فسكت رسول اللَّه" الحديث. وفيه: "فهل لذلك من علامة؟ أو أنه قال: "نعم: الخسف والقذف والمسخ، وإرسال الشياطين الملجَمَةِ على الناس"

(6)

.

602 -

عن ورقة بن نوفل قلت "يا محمد كيف يأتيك الذي يأتيك؟ -يعني جبريل- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر". رواه البغوي في معجمه

(7)

.

(1)

الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الأموي القرشي.

(2)

موسى بن نصير، أبو عبد الرحمن اللخمي، أمير المغرب، كان مولى امرأة من لحم، وقيل: هو مولى لبني أمية، وكان أعرج، شهد مرج راهط، وولى غزو البحر لمعاوية، فغزا جزيرة قبرس وبنى هناك حصونا، افتتح الأندلس، وجرت له عجائب وأمور طويلة هائلة. توفي سنة 100 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (2/ 1176).

(3)

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (61/ 222) وانظر التاريخ للذهبي (2/ 1176) وتاريخ ابن كثير (12/ 627).

(4)

أحدهما: أحمد بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان، أبو بكر بن أبي دجانة النصري الدمشقي العدل، كان ثقة مأمونا، وانتقى عليه الحافظ ابن منده سبعة أجزاء. توفي سنة 356 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (8/ 94).

والثاني: عمه الإمام الحافظ عبد الرحمن بن عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان، أبو زرعة النصري الدمشقي. انظر: السير للذهبي (13/ 311).

(5)

جُنَادة بن أبي أمية الأزدي أبو عبد اللَّه الشامي مختلف في صحبته. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 190).

(6)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 22770) والدولابي في الكنى (رقم 1280) والطبراني في مسند الشاميين (رقم 2555) والخولاني في تاريخ داريا (ص 99) والحاكم (رقم 8293) وقال: "حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". وقال الذهبي: "إسناده مظلم".

(7)

أخرجه البغوي في معجم الصحابة (رقم 6517).

ص: 722

أخبرناه ابن الخباز

(1)

، أخبرنا محمود الأسدي

(2)

، أخبرنا أحمد بن الأصفر

(3)

، أخبرنا أحمد بن علي

(4)

، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي

(5)

، حدثنا أبو الحسن الحربي

(6)

، أخبرنا الهيثم بن خلف الدوري

(7)

، حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء

(8)

، حدثنا عثمان يعني ابن سعيد

(9)

، حدثنا روح بن مسافر

(10)

، عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه

(11)

، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللَّه بن عباس، عن ورقة بن نوفل بهذا. رواه الأنصاري في الفارق

(12)

.

(1)

محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن سعد بن ركاب بن سعد بن كامل بن عمر بن عبيد اللَّه الأنصاري، أبو عبد اللَّه الدمشقي، شمس الدين ابن المحدث نجم الدين، المعروف بابن الخباز، رجل من أرباب الصنائع، وهو إمام مسجد، أسمعه أبوه كثيرًا من الحديث، شيوخه أكثر من مئة وخمسين شيخًا. توفي سنة 756 هـ. انظر: معجم شيوخ السبكي (ص 369 - 370).

(2)

لم يتبين لي من هو.

(3)

لم يتبين لي من هو.

(4)

لم يتبين لي من هو.

(5)

محمد بن علي بن محمد بن عبيد اللَّه بن المهتدي باللَّه أبو الحسين الهاشمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 85).

(6)

علي بن عمر بن محمد، ابن القزويني البغدادي، أبو الحسن الحربي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 72).

(7)

الهيثم بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن مجاهد، الدوري البغدادي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 160).

(8)

محمد بن العلاء بن كريب الهمداني أبو كريب مشهور بكنيته ثقة حافظ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 227).

(9)

لم يتبين لي من هو.

(10)

رَوح بن مسافر أبو بشر عداده في أهل البصرة يروي عن حماد بن أبي سليمان الأعمش روى عنه أهل الكوفة كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا تحل الرواية عنه ولا كتابة حديثه للإختبار تركه بن المبارك. انظر: المجروحين لابن حبان (1/ 299).

(11)

عبد اللَّه بن عبد اللَّه الرازي مولى بني هاشم القاضي أبو جعفر أصله كوفي صدوق د ت عس ق. التقريب لابن حجر (رقم 3418).

(12)

حديث موضوع، آفته روح بن مسافر، يروي الموضوعات عن الأثبات.

ص: 723

الحمد للَّه رب العالمين سمى الدين بأسمى الفضائل

يا من ملأ الأقطار سؤدده

حتى لقد كادت الأملاك تنشِدُهُ

بالأمس قد فقد الإنصافُ من عدمٍ

واليوم أنت بأمر اللَّه مُوجدهُ

وكيف يخفى ظهور الحديث في بلدٍ

وأنت في الضيائية كالمُرهَفِ المَاضي تُأيدُهُ

جميلُ ذكرك في الآفاق منتشرٌ

تسري الحُداةُ به ليلًا وتُنشدهُ

فكلما سارت الركبان تحمله

وكلما حكت السُّمار تُوردهُ

حُدِّثتَ وحَدَّثت بالحديث حتى

صار عدلُك في الآفاق طُرًا وكل الناس

وكل حديثٍ إن لم تعضدهُ فيا أسفي

عليه وأنت فتًى تُقيمُ دهري بما تَرضى

لا يُبعد اللَّه محدث تُقرِّبُهُ

ولا يُقرِّبُ شخصًا عندك تُبعدُهُ

وعُظمُ قَدْرك يا من لا نظير لهُ في الحديث

وفي الأسماء تستطيع الدنيا بأحد مثلكَ تُجددهُ

(1)

* * *

(1)

هذه القصيدة ثناء في الإمام ابن المحب الصامت، ولم أجد لها ذكرا في كتب التراجم ولا كتب الأدب ودواوين الشعر.

ص: 724

وذِكْرُ الجنِّ في أشعار العرب المحفوظ عنهم مشهور، واعتقادهم مخاطبة الغيلان إلى اليوم، وقد ذكر أبو بكر بن الطيب الأشعري ابن الباقلاني في كتاب إعجاز القرآن من شعر تأبط شرًا

(1)

، وعبيد بن أيوب

(2)

، وذي الرمة

(3)

، وغيرهم.

ويذكرون لامرئ القيس قصيدة مع عمرو الجني، وأشعارًا لها كَرهتُ نقلها لطولها.

ومما لم يذكره قول بشر بن أبي خازم

(4)

:

وخَرْقٍ تَعْزِفُ الجِنَّانُ فيهِ

فيافِيهِ تَحِنُّ

(5)

بِها السَّهامُ

603 -

في الجزء الحادي عشر من فوائد أبي طاهر المخلص: حدثنا عبد اللَّه هو ابن محمد بن زياد النيسابوري

(6)

، حدثنا قطن بن إبراهيم

(7)

، حدثنا حفص بن عبد اللَّه

(8)

، حدثني إبراهيم بن طهمان

(9)

، عن مسلم الأعور

(10)

، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: أتى نفر من اليهود رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن أخبَرَنَا عما نسأله عنه فإنه نبي، قالوا: من أين يكون الشبه يا محمد؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نطفة الرجل بيضاء غليظة، ونطفة المرأة صفراء رقيقة، فأيتهما غلبت صاحبتها فالشبه له، فإن اجتمعا كان منها ومنه" قالوا: صدقت، فأخبرنا عن الروح،

(1)

تأبّط شرّا، هو ثابت بن عسل من فهم، وفهم وعدوان أخوان، كان شاعرا بئيسا، يغزو على رجليه وحده. انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة (1/ 301) الناشر: دار الحديث القاهرة 1423 هـ.

(2)

عبيد بن أيوب، من بني العنبر. وكان جنى جناية، فطلبه السلطان وأباح دمه، فهرب في مجاهل الأرض، وأبعد لشدّة الخوف، وكان يخبر في شعره أنّه يرافق الغول والسّعلاة، ويبايت الذئاب والأفاعي، ويأكل مع الظباء والوحش. انظر: نفس المصدر (2/ 771).

(3)

ذو الرمة، غيلان بن عقبة بن بهيش، ويكنى أبا الحارث. وهو من بني صعب بن ملكان بن عديّ بن عبد مناة. انظر: المصدر السابق. (1/ 516).

(4)

بشر بن أبي خازم، من بني أسد، جاهليّ قديم، شهد حرب أسد وطيّئ، وشهد هو وابنه نوفل بن بشر الحلف بينهما. انظر: المصدر السابق (1/ 262).

(5)

"خرق": أرض واسعة. "تعزف" عزفًا. والعزف: صوت الدف. و"الجنان" الجن. و"الفيافي" واحدتها: فيفاة. وهي المفازة. "يحن" من الحنين. انظر: الاختيارين لعلي بن سليمان الأخفش (ص 611).

(6)

عبد اللَّه بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون أبو بكر النيسابوري الفقيه. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 42).

(7)

قطن بن إبراهيم بن عيسى بن مسلم القشيري صدوق يخطئ س. التقريب لابن حجر (رقم 5553).

(8)

حفص بن عبد اللَّه بن راشد السلمي أبو عمرو النيسابوري قاضيها صدوق خ س ق. نفس المصدر (رقم 1408).

(9)

إبراهيم بن طهران الخراساني ثقة يغرب وتكلم فيه للإرجاء ويقال رجع عنه ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 238).

(10)

مسلم بن كيسان الضبي الملائي البراد الأعور أبو عبد اللَّه الكوفي ضعيف ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 539).

ص: 725

قال: "ذاك جند من جنود اللَّه عز وجل ليسوا بملائكة، لهم رؤوس وأيدي وأرجل يأكلون الطعام" ثم قرأ: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)} [النبأ] قال: "هؤلاء جند، وهؤلاء جند".

مسلم بن كيسَان الأعور الملائي، قال النسائي:"متروك"

(1)

.

رواه الدارقطني في الجزء الثالث والثمانين من الأفراد: عن أبي بكر النيسابور، عن أحمد بن حفص

(2)

، عن أبيه

(3)

. وعن أبي بكر النيسابوري، عن قطن بن إبراهيم. وقال:"تفرد به مسلم الأعور، عن مجاهد، عن ابن عباس، ولم يروه عنه غير إبراهيم بن طهمان"

(4)

.

604 -

أخبرنا محمد بن الزراد

(5)

، أنبأنا أبو علي البكري

(6)

، أنبأنا عبد المعز

(7)

، أنبأنا تميم

(8)

، أخبرنا البحَّاثيّ

(9)

، أخبرنا الزوزني

(10)

، أنبأنا أبو حاتم، أنبأنا عبد اللَّه بن أحمد بن موسى

(11)

بِعَسْكَر مُكْرَمَ

(12)

،

(1)

انظر: الضعفاء والمتروكين للنسائي (رقم 568).

(2)

أحمد بن حفص بن عبد اللَّه بن راشد السلمي النيسابوري أبو علي ابن أبي عمرو صدوق خ س. التقريب لابن حجر (رقم 27).

(3)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (رقم 410) والمخلص في المخلصيات (رقم 2752) والدارقطني في الجزء الثالث والثمانين من الفوائد الأفراد ضمن كتاب الفوائد لابن منده (رقم 58) وابن أبي حاتم وابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي (8/ 399).

(4)

انظر: نفس المصدر (2/ 364).

(5)

محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء بن أبي المعالي أبو عبد اللَّه بن الزراد الحريري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 54).

(6)

أبو علي الحسن بن محمد ابن الشيخ أبي الفتوح محمد القرشي التيمي البكري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(7)

أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الساعدي الخراساني الهروي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(8)

تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس أبو القاسم الجرجاني المؤدب. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 473).

(9)

علي بن محمد بن علي، أبو الحسن الزوزني البحاثي، الأديب. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 473).

(10)

أبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزَّوْزَنِيُّ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 473).

(11)

عبد اللَّه بن أحمد بن موسى بن زياد أبو محمد الجواليقي القاضي المعروف بعبدان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 177).

(12)

بلد مشهور بأرض الأهواز من نواحي خوزستان منسوب الى مكرم أحد بني جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة. انظر: معجم البلدان لياقوت (4/ 123).

ص: 726

حدثنا أبو كامل الْجَحْدَرِيُّ

(1)

، حدثنا عبد العزيز بن الْمُخْتَارِ

(2)

، حدثنا خالد الحذاء

(3)

، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الحيات مسخ الجان كما مسخت الخنازير والقردة"

(4)

.

605 -

أخبرنا عيسى والحجار قالا: أخرنا ابن اللتي، أنبأنا عبد الأول، أنبأنا الداودي

(5)

، أنبأنا الحموي، أنبأنا ابن خزيم، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا يعلى بن عبيد

(6)

، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان

(7)

، عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد اللَّه بن صفوان

(8)

-وكانت تحته أخت أم الدرداء- قال: أتيت الشام فأتيت أبا الدرداء فلم ألقه، ولقيت أم الدرداء فقالت: تريد الحج العام؟ قلت: نعم، قالت: فادع لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "دعاء المسلم مُستجاب لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه مَلَك موكلٌ ما دعا لأخيه بخير إِلا قال آمين ولكَ بمثل" قال: "فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال إليَّ مثل ذلك". ذكره عبدٌ في مسند أبي الدرداء

(9)

.

ورواه أبو داود

(10)

: لطلحة بن عبيد اللَّه بن كريز

(11)

، عن أم الدرداء قالت: حدثني سيدي أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم به.

(1)

فضيل بن حسين بن طلحة الجحدري أبو كامل ثقة حافظ خت م د س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 331).

(2)

عبد العزيز بن المختار الدباغ البصري مولى حفصة بنت سيرين ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 4120).

(3)

خالد بن مهران أبو المَنازل البصري الحَذَّاء ثقة يرسل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 198).

(4)

أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في زوائد المسند (رقم 3255) وابن أبي حاتم في العلل (رقم 3272) وقال أبو زرعة: "هذا الحديث هو موقوف، لا يرفعه إِلا عبد العزيز بن المختار، ولا بأس بحديثه". والطبراني في الكبير (رقم 11946) والأوسط (رقم 4269) وابن حبان (رقم 5640) والبزار كما في الكشف (رقم 1232) وأبو الشيخ في العظمة (5/ 1642) والضياء في المختارة (رقم 355) وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (3/ 143) وقال ابن كثير: "حديث غريب جدًا". وقال الهيثمي في المجمع (4/ 46): "رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، والبزار بالاختصار، ورجاله رجال الصحيح". وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 1824).

(5)

عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود الداودي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 104).

(6)

يعلى بن عبيد بن أبي أمية الطَّنَافِسِيُّ ثقة إِلا في حديثه عن الثوري ففيه لين ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 280).

(7)

عبد الملك بن أبي سليمان ميسرة العَرْزَمي صدوق له أوهام خت م 4. التقريب لابن حجر (رقم 4184).

(8)

صفوان بن عبد اللَّه بن صفوان بن أمية القرشي ثقة من الثالثة بخ م س ق. نفس المصدر (رقم 2936).

(9)

أخرجه عبد بن حميد (رقم 201) والمؤلف من طريقه كما هنا. وهو في صحيح مسلم (رقم 2733/ 88) والإمام أحمد (رقم 21707، 27559) وابن أبي شيبة (رقم 29158) وفي المسند (رقم 43) وعبد بن حميد (رقم 201) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 625) وغيرهم.

(10)

أخرجه أبو داود (رقم 1534) والخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم 786) والطبراني في الدعاء (رقم 1328) وبنحوه الضبي في الدعاء (رقم 62) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 3356) وابن حبان (رقم 989).

(11)

طلحة بن عبيد اللَّه بن كَريز الخزاعي أبو المطرف ثقة م د. التقريب لابن حجر (رقم 3028).

ص: 727

606 -

قال أبو الحسن محمد بن علي بن صخر

(1)

في فوائده: أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن عمرو الحافظ

(2)

إملاءً، حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم

(3)

، حدثنا سعيد بن يحيى الأموي

(4)

، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري

(5)

، حدثنا عبد اللَّه بن عبد اللَّه الأصم

(6)

، عن يزيد بن الأصم

(7)

، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه: "ما زال صاحب الصور مذ وُكِّل به مستعدًا ينظر نحو العرش، أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دُريَّان"

(8)

.

قال أبو نصر السجزي

(9)

: "هذا غريب وهو لاحق برَسْمِ مسلم بن الحجاج وحَدِّهِ ولم يخرجه".

607 -

وفي كتاب المُدَبَّج للدارقطني: لعمر بن محمد هو ابن زيد العمري

(10)

، عن الأوزاعي قال:"سمعت بعض أهل العلم يقول: "إن على بصر ابن آدم كذا وكذا يحفظونه"

(11)

.

(1)

القاضي الإمام المحدث الثقة أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري، صاحب المجالس المعروفة وغير ذلك، تفرد في وقته وحدث بمصر والحجاز واليمن، وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السجزي. توفي سنة 443 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 639).

(2)

أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن عمرو الحافظ ابن غلام الزهري البصري، كان حمزة السهمي يسأله عن الجرح والتعديل. توفي سنة 375 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (8/ 411).

(3)

الإمام الحافظ البارع الحجة محمد بن الحسين بن مكرم أبو بكر البغدادي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 412).

(4)

سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي ثقة ربما أخطأخ م د ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 351).

(5)

مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 272).

(6)

عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الأصم العامري أخو عبيد اللَّه صدوق م. التقريب لابن حجر (رقم 3411).

(7)

يزيد بن الأصم واسمه عمرو بن عبيد بن معاوية البَكَّائي ثقة من الثالثة بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 330).

(8)

أخرجه يحيى بن معين في حديثه رواية أبي منصور الشيباني (رقم 13) وابن أبي الدنيا في الأهوال (رقم 46، 51، 52) وأبو الشيخ في العظمة (رقم 391، 392) والحاكم (رقم 8676) وقال: "حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". قال الذهبي: "صحيح على شرط مسلم". واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 2185) وأبو نعيم في الحلية (4/ 99) والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 365) وابن قدامة في إثبات صفة العلو (رقم 39).

(9)

الإمام العالم الحافظ المجود شيخ السنة أبو نصر عبيد اللَّه بن سعيد بن حاتم بن أحمد الوائلي البكري السجستاني، شيخ الحوم ومصنف الإبانة الكبرى في أن القرآن غير مخلوق، وهو مجلد كبير دال على سعة علم الرجل بفن الأثر، توفي سنة 444 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 656).

(10)

عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب ثقة خ م د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 67).

(11)

كتب المدبج للدارقطني لا يزال مفقودا.

ص: 728

608 -

عن الحسن بن أبي الحسن

(1)

، عن عمار بن ياسر: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق

(2)

، والجنب إلى أن يتوضأ". رواه أبو داود في سننه

(3)

، وفي كتاب المفاريد

(4)

: فيما تفرد به أهل البصرة من سننهم، وقال: الذي أزيد منه: "الجنب حتى يتوضأ".

609 -

أخبرني القاسم بن محمد

(5)

لفظًا، أنبأنا ابن أبي عمر، وابن البخاري وزينب

(6)

وعبد العزيز بن عبد المنعم

(7)

قال الثلاثة الأول: أنبأنا عمر بن محمد

(8)

، وقال عبد العزيز أخبرنا ابن الخُرَيف

(9)

قالا: أخبرنا أبو بكر الأنصاري

(10)

، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري

(11)

، أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد العسكري

(12)

،

(1)

الحسن بن أبي الحسن البصري واسم أبيه يسار الأنصاري مولاهم ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس، قال البزار: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حُدِّثوا وخُطبوا بالبصرة. ع. التقريب لابن حجر (رقم 1227).

(2)

قال القاضي عياض في مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 59): "متضمخ متلطخ". وقال ابن الأثير في النهاية (2/ 71)"الخلوق" طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب، وتغلب عليه الحمرة والصفرة. وقد ورد تارة بإباحته وتارة بالنهي عنه، والنهي أكثر وأثبت. وإنما نهى عنه لأنه من طيب النساء، وكن أكثر استعمالا له منهم".

(3)

أخرجه أبو داود (رقم 4180) والبيهقي في الكبرى (رقم 8974) قال ابن عبد البر في كتاب التمهيد (2/ 183): "رواه الحسن بن أبي الحسن عن عمار أيضًا ولم يسمع منه". وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 1804).

(4)

كتاب المفاريد لأبي داود لا يزال مفقودا.

(5)

القاسم بن بهاء الدين أبي الفضل محمد بن يوسف بن محمد، الإمام الحافظ المتقن الصادق الحجة محدث الشام مؤرخ العصر، علم الدين أبو محمد البرزالي الإشبيلي الأصل الدمشقي الشافعي، فمشيخته بالإجازة والسماع فوق الثلاثة آلاف، وكتبه وأجزاؤه الصحيحة في عدة أماكن، وهي مبذولة للطلبة، وقراءته المليحة الفصيحة مبذولة لمن قصده. انظر: معجم الشيوخ للذهبي (2/ 115 - 116).

(6)

زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني، أم أحمد الزاهدة، العابدة، المسندة سمعت من حنبل وعمر بن طبرزد وأبي المجد الكرابيسي والشمس العطار، وروت الكثير وطال عمرها. وكانت أسند من بقي من النساء في الدنيا، وكانت من النساء العوابد الفقيرات المتعففات، صاحبة أوراد ونوافل وأذكار وتلاوة وخشية واستغفار. توفيت سنة 688 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (15/ 606).

(7)

عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي بن الصَّيقل، عز الدين، أبو العز الحراني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 467).

(8)

أبو حفص عمر بن محمد بن معمر، الدارقزي ويعرف بابن طبرزد. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 66).

(9)

ضياء بن أبي القاسم أحمد بن علي بن الخُرَيف البغدادي النجار أبو علي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 467).

(10)

القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد اللَّه الأنصاري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(11)

الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد اللَّه أبو محمد الجوهري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 57).

(12)

الشيخ، الصدوق، المعمر، أبو عبد اللَّه الحسين بن محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد العسكري ثم البغدادي الدقاق، قال العتيقي: كان ثقة أمينا. توفي سنة 375 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (8/ 669) السير للذهبي (16/ 318).

ص: 729

أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي

(1)

، حدثنا خلف بن هشام

(2)

، حدثنا أبو شهاب

(3)

، عن سفيان قال:"شيطان الوضوء يقال له: الولهان"

(4)

.

610 -

حدثنا خلف بن هشام، عن خالد

(5)

، عن الجُرَيرِي

(6)

، عن أبي العلاء

(7)

، عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول اللَّه إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، قال:"ذاك شيطانٌ يقال له خِنزب، فإذا أحسسته فانفث عن يسارك، وتعوذ باللَّه منه" قال: ففعلت فذهب"

(8)

.

611 -

أخبرناه عيسى، أخبرنا ابن اللتي، أنبأنا عبد الأول، أخبرنا الداودي، أخبرنا ابن حمويه، أخبرنا ابن خزيم، حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبيد اللَّه بن موسى

(9)

، عن سفيان

(10)

، عن الجُريري، عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير، عن عثمان بن أبي العاص قال: قلت: يا رسول اللَّه حال الشيطان بيني وبين صلاتي وقراءتي، فقال:"ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ منه، واتفل عن يسارك ثلاثا". رواه مسلم

(11)

.

(1)

محمد بن يحيى بن سليمان بن زياد بن زياد أبو بكر مروزي، كان ثقة. وقال الدارقطني: صدوق، توفي سنة 298 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (4/ 668).

(2)

خلف بن هشام بن ثعلب البزار المقرئ البغدادي ثقة له اختيار في القراءات م د. التقريب لابن حجر (رقم 1737).

(3)

عبدربه بن نافع الكناني الحناط أبو شهاب الأصغر صدوق يهم خ م د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 450).

(4)

قال ابن حجر في التلخيص الحبير: (رقم 120): "روى الترمذي وغيره، من حديث أبي بن كعب مرفوعا: "إن للوضوء شيطانا يقال له: الولهان، فاتقوا وسواس الماء" في إسناده ضَعف، وروى البيهقي بسند ضعيف، من حديث عمران بن حصين نحوه".

(5)

خالد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الواسطي ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 259).

(6)

سعيد بن إياس الجُريري ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 263).

(7)

يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير العامري أبو العلاء البصري ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 457).

(8)

أخرجه مسلم (رقم 2203/ 68) وعبد الرزاق (رقم 2582، 4220) والإمام أحمد (رقم 17897) وابن أبي شيبة (رقم 23600، 29591) وعبد بن حميد (رقم 380) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 370) والطبراني في الكبير (رقم 8368).

(9)

عبيد اللَّه بن موسى بن باذام العبسي الكوفي أبو محمد ثقة كان يتشيع ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 49).

(10)

هو الإمام سفيان الثوري.

(11)

أخرجه مسلم (رقم 2203/ 68) وعبد الرزاق (رقم 2582، 4220) والإمام أحمد (رقم 17897) وابن أبي شيبة (رقم 23600، 29591) وعبد بن حميد (رقم 380) وغيرهم.

ص: 730

ـ 612 - وبه: حدثنا عبد، حدثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف

(1)

، عن عثمان بن أبي العاص: أنه شكى إلى رسول اللَّه الوسوسة في الصلاة، فقال:"ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا وجدت منه شيئًا، فاتفل عن يسارك ثلاثا، وتعوذ باللَّه منه"

(2)

.

613 -

قال حماد هو ابن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"البيت المعمور في السماء السابعة، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة". رواه إسحاق بن راهويه، والنسائي، وعبد بن حميد وقال:"في السماء الرابعة"

(3)

.

وقد روي هذا الحديث عن كعب قوله، آخر الجزء الحادي عشر من حديث أبي محمد بن الخراساني

(4)

.

614 -

قال ابن قتيبة: في قول اللَّه تعالى: {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت: 12] أي: "جعل في كل سماء ملائكة"

(5)

.

615 -

أخبرنا محمد بن حازم

(6)

، أخبرنا محمد بن عبد الرحيم

(7)

، أنبأنا داود بن ملاعب

(8)

، أنبأنا محمد بن عمر الأرموي

(9)

، أنبأنا عبد الصمد بن علي

(10)

، أنبأنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا أبو عبد اللَّه الحسين بن محمد

(1)

مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير العامري الحَرَشي أبو عبد اللَّه البصري ثقة عابد فاضل ع. التقريب لابن حجر (رقم 6706).

(2)

أخرجه عبد بن حميد (رقم 381).

(3)

أخرجه مجاهد في تفسيره (ص 622) والإمام أحمد (رقم 12558) والنسائي في الكبرى (رقم 11466) والطبري (21/ 565) والحاكم (رقم 3742) وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

(4)

أبو محمد عبد اللَّه بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد العزيز الخراساني البغوي. تقدمت ترجمته في الحديث رقم (265).

(5)

انظر: غريب القرآن لابن قتيبة (ص 388).

(6)

محمد بن حازم بن عبد الغني بن حازم المقدسي ناصر الدين، سبط تقي الدين سليمان سمع على الفخر بن البخاري مشيخته تخريح ابن الظاهري وكتاب الشمائل للترمذي، وحدث بجزء الأنصاري، توفي سنة 745 هـ. انظر: ذيل التقييد للفاسي (1/ 114).

(7)

محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد ابن أخي الحافظ الضياء. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 430).

(8)

داوود بن أحمد بن محمد بن منصور بن ثابت بن الحارث بن ملاعب، أبو البركات بن أبي عبد اللَّه البغدادي الآزجي الوكيل، ويعرف بالربيب، كان شيخا حسنا صحيح السماع من بيت الحديث والرواية، وسمع الكثير بإفادة أبيه، توفي سنة 616 هـ. انظر: بغية الطلب لابن العديم (3437).

(9)

الشيخ الفقيه الإمام المعمر القاضي مسند العراق أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف بن محمد الأرموي ثم البغدادي الشافعي، كان فقيها مناظرا متكلما صالحا كبير القدر، توفي سنة 547 هـ. انظر: السير للذهبي (20/ 185).

(10)

أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد، ابن المأمون بن الرشيد الهاشمي العباسي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 19).

ص: 731

بن سعيد البزاز

(1)

، ومحمد بن هارون الحضرمي

(2)

قالا: حدثنا محمد بن منصور الطوسي

(3)

، حدثنا أبو أحمد الزبيري

(4)

، حدثنا عبد السلام وهو ابن حرب

(5)

، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:"لما نزل: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} [المسد] جاءت امرأة أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر، فلما رآها قال: يا رسول اللَّه إنها بذيئة فلو قُمتَ لا تُؤذيك، قال: "إنها لن تراني" فجاءت فقالت: يا أبا بكر صاحبك هجاني؟ قال: لا وما يقول الشعر، قالت: أنت عندي مُصدَّق، وانصرفت. قلت: يا رسول اللَّه لَمَ تَرَك؟ قال: "لم يزل مَلَكٌ يسترني منها بجناحه". لفظهما واحد

(6)

.

قال الدارقطني: "وهذا حديث غريبٌ من حديث عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. يرويه عبد السلام بن حرب عنه، ويرويه أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن عبد السلام". نقلته من رابع الأفراد.

616 -

وفيه حديث عمر: "ما من مصل إلا ومَلَك عن يمينه ومَلَك عن يساره" الحديث

(7)

.

617 -

وحديث: جاء الصَّبيغ

(8)

إلى عمر فسأله عن: {الذاريات} ؟ قال: "هي الريح" وعن: {المقسمات أمرًا} ؟ قال: "هي الملائكة" ورفعَه

(9)

.

(1)

الحسين بن محمد بن سعيد، أبو عبد اللَّه ابن المُطبِقِي، يغدادي موثق توفي سنة 328 هـ. انظر: التاريخ للذهبي (7/ 549).

(2)

محمد بن هارون بن عبد اللَّه أبو حامد الحضرمي المعروف. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 82).

(3)

محمد بن منصور بن داود الطوسي أبو جعفر العابد ثقة د س. التقريب لابن حجر (رقم 6326).

(4)

محمد بن عبد اللَّه بن الزبير بن عمر ثقة ثبت إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 217).

(5)

عبد السلام بن حرب بن مسلم النهدي المُلائي أبو بكر ثقة حافظ له مناكير ع. التقريب لابن حجر (رقم 4067).

(6)

أخرجه أبو يعلى (رقم 2358) والبزار (رقم 15) وابن حبان (رقم 6511) وابن عساكر في تاريخه (67/ 173) والضياء في المختارة (رقم 292) وحسنه الألباني في التعليقات الحسان (9/ 236).

(7)

أخرجه قوام السنة في الترغيب (رقم 1914) وابن الجوزي في العلل المتناهية (رقم 755) وقال: "قال الدارقطني: تفرد به عبد اللَّه بن عبد العزيز عن يحيى ولم يروه عنه غير الوليد. وقال علي بن الحسين بن الجنيد أما عبد العزيز لا يساوي فلسا؛ يحدث بأحادث كذب".

(8)

صَبيغ بن عِسْل، ويقال ابن عَسيل، ويقال صَبيغ بن شريك من بني عَسيل بن عمرو بن يربوع بن حنظلة التميمي اليربوعي البصري، الذي سأل عمر بن الخطاب عما سأل فجلده وكتب إلى أهل البصرة لا تجالسوه، وفد على معاوية ولم يزل بشر -يعني بعد جلد عمر- حتى قتل في بعض الفتن روى عن عمر بن الخطاب وسأل أبا الدرداء عن شيء من المتشابه. انظر: تاريخ ابن عساكر (23/ 408).

(9)

أخرجه من طريق: سعيد بن سلام العطار، عن أبي بكر بن أبي سَبْرة به. البزار (رقم 299) والخطيب في الأسماء المبهمة (2/ 153) قال البزار:"إنما أتي من أبي بكر بن أبي سبرة فيما أحسب لأن أبا بكر لين الحديث وسعيد بن سلام لم يكن من أصحاب الحديث". وقال الهيثمي في المجمع (7/ 113): "رواه البزار، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو متروك". =

ص: 732

618 -

في الثاني من فضائل الأعمال لابن شاهين: للقاسم

(1)

، عن أبي أمامة مرفوعًا:"صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل حسنة كتبها له صاحب اليمين بعشر أمثالها، وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها، قال له صاحب اليمين: أمسك. فيمسك عن سبع ساعات من النهار، فإن استغفر اللَّه منها؛ لم يكتب عليه شيء، وإن لم يستغفر كتب عليه سيئة واحدة"

(2)

.

619 -

عن يحيى بن أبي كثير: "خلق اللَّه الملائكة صُمدًا". رواه ابن أبي حاتم في تفسير سورة حم عسق

(3)

.

620 -

قال البخاري: حدثنا أبو اليمان

(4)

، أخبرنا شعيب

(5)

، عن أبي الزناد

(6)

، عن الأعرج

(7)

، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم يطعنُ الشيطانُ في جنبيه بإصبعه حين يولد، غير عيسى ابن مريم، ذهب يطعنُ فطعنَ في الحجاب"

(8)

.

621 -

ورويَ معناه للزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:"ما من بني آدم مولودٌ إلا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ، حين يُولَدُ فَيسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ، غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا" ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36]

(9)

.

= قال ابن حجر في الإصابة (3/ 371): "قال الدارقطني في الأفراد: "غريب تفرد به ابن أبي سبرة". لكن ورد من طريق آخر: عن مكي بن إبراهيم، عن الجعيد بن عبد الرحمن، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن عمر. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (23/ 412) وابن الأنباري في المصاحف ونصر المقدسي في الحجة كما في الدر المنثور (2/ 153) وقال ابن حجر في الإصابة (2/ 371): "سنده صحيح".

(1)

القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة صدوق يغرب كثيرا بخ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 403).

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 7787، 7971) وفي مسند الشاميين (رقم 468) والبيهقي في الشُّعب (رقم 6648) وابن شاهين في فضائل الأعمال (رقم 182) والكُلاباذي في بحر الفوائد (ص 111) والواحدي في تفسيره الوسيط (رقم 875) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 208): "رواه الطبراني، وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان، وهو متروك". وأرود طرقه الزيلعي في تخريج الكشاف (3/ 358).

(3)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 732) وفي سنده عامر بن عبد اللَّه بن يساف، مختلف فيه.

(4)

الحكم بن نافع البهراني أبو اليمان الحمصي مشهور بكنيته ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 50).

(5)

شعيب بن أبي حمزة دينار الأموي مولاهم أبو بشر الحمصي، ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 34).

(6)

عبد اللَّه بن ذكوان القرشي أبو عبد الرحمن المدني المعروف بأبي الزناد ثقة فقيه ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 94).

(7)

عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ثقة ثبت عالم ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 58).

(8)

أخرجه البخاري (رقم 3286).

(9)

أخرجه البخاري (رقم 3431).

ص: 733

622 -

قال: وقال الليث: حدثني خالد بن يزيد

(1)

، عن سعيد بن أبي هلال

(2)

: أن أبا الأسود

(3)

أخبره: عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الملائكة تتحدث في العنان -والعنان: الغمام- بالأمر يكون في الأرض، فتسمع الشياطين الكلمة، فَتَقُرُّهَا فِي أُذُنِ الكاهن كما تُقَرُّ القَارُورَةُ، فيزيدون معها مائة كذبة"

(4)

. رواه البخاري أيضًا في بدو الخلق

(5)

، عن ابن أبي مريم

(6)

، عن الليث، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر

(7)

.

محمد بن عبد الرحمن هو أبو الأسود.

623 -

أخبرنا القرشي

(8)

، أخبرنا السَّاوي

(9)

، أخبرنا السِّلفي ح

وأخبرنا ابن عبد الدائم، أخبرنا الإربلي

(10)

، أنبأتنا شُهدة قالا: أخبرنا نصر بن البطر

(11)

، أنبأنا أبو محمد البيع

(12)

، حدثنا المحاملي

(13)

، حدثنا علي بن شعيب

(14)

، حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد

(15)

، عن معمر، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب

(16)

، عن حذيفة قال: بينا نحن عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذ أُتي بجفنة فوضعت، فكف عنها رسول اللَّه يدَه، وكففنا أيدينا، وكُنا لا نضع أيدينا حتى يضع يده، فجاء أعربي كأنه يطرد فأومأ إلى الجفنة ليأكل منها فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده، فجاءت جارية كأنها تُدف، فذهبت لتضع يدها في الطعام

(1)

خالد بن يزيد الجمحي ويقال السكسكي أبو عبد الرحيم المصري ثقة فقيه ع. التقريب لابن حجر (رقم 1691).

(2)

سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم أبو العلاء المصري صدوق ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 44).

(3)

محمد بن عبد الرحمن بن نوفل أبو الأسود المدني يتيم عروة ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 452).

(4)

أخرجه البخاري (رقم 3288).

(5)

أخرجه البخاري (رقم 3210).

(6)

سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي ثقة ثبت فقيه م ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 139).

(7)

عبيد اللَّه بن أبي جعفر المصري أبو بكر الفقيه ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 4281).

(8)

محمد بن عبد الرحيم بن عباس، أبو الفتح القرشي ويعرف بابن النَّشْو الدمشقي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 65).

(9)

أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين بن الحسن بن أحمد السَّاوي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 65).

(10)

محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان أبو عبد اللَّه الإربلي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 2).

(11)

مسند العراق أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد اللَّه بن البطر البغدادي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 24).

(12)

عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن يحيى، أبو محمد المؤدب المعروف بابن البيع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 179).

(13)

الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل أبو عبد اللَّه المحاملي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 179).

(14)

علي بن شعيب بن عدي السمسار البزاز البغدادي فارسي الأصل ثقة س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 329).

(15)

عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد صدوق يخطئ وكان مرجئا م 4. التقريب لابن حجر (رقم 4160).

(16)

زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي مخضرم ثقة جليل ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 318).

ص: 734

فأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم قال:"إن الشيطان يستحل طعام القوم إذا لم يذكر اسم اللَّه عليه، وإنه لما رآنا كففنا جاءنا ليستحل به، فواللَّه الذي لا إله إلا هو إن يده في يدي مع يدها". رواته موثقون

(1)

.

624 -

قال البخاري في الأدب المفرد: حدثنا بشر

(2)

، حدثنا موسى بن عبد العزيز

(3)

، حدثني الحكم

(4)

، حدثني عكرمة، أن ابن عباس كان إذا سمع صوت الرعد قال:"سبحان الذي سَبَّحْت له، إن الرعد مَلَك ينعق بالغيث، كما ينعق الراعي بغنمه"

(5)

.

رواه بمعناه الخرائطي في مكارم الأخلاق

(6)

: لشهر بن حوشب

(7)

، عن ابن عباس. آخره.

625 -

وروى الترمذي: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن يهودَ قالوا لأبي القاسم: أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: "مَلَكٌ من الملائكة مُوكَّلٌ بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بهن السحاب حيث شاء اللَّه". وقال: حسن غريب

(8)

.

626 -

وقال البخاري في الأدب: حدثنا إسماعيل

(9)

، حدثني مالك بن أنس، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير

(10)

، عن عبد اللَّه بن الزبير: أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: "سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته". هو في الموطأ في آواخره، رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق

(11)

.

(1)

إسناده حسن، ورواته موثقون كما قال الإمام المؤلف.

(2)

بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي النيسابوري ثقة زاهد فقيه خ م س. التقريب لابن حجر (رقم 683).

(3)

موسى بن عبد العزيز العدني أبو شعيب القنباري صدوق سيء الحفظ ر د س. نفس المصدر (رقم 6988).

(4)

الحكم بن أبان العدني أبو عيسى صدوق عابد وله أوهام ر 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 340).

(5)

أخرجه البخاري في الأدب (رقم 722) والطبري (1/ 360) وابن أبي الدنيا في المطر والرعد (رقم 94) وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 268).

(6)

أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم 1017).

(7)

شهر بن حوشب صدوق كثير الإرسال والأوهام بخ م 4. تقدمت ترجمته في (ص 467).

(8)

أخرجه الترمذي (رقم 3117) والنسائي في الكبرى (رقم 9024) والطبراني في الكبير (رقم 12429) وفي الدعاء (رقم 986) وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1279) وابن منده في التوحيد (رقم 44) وأبو نعيم في الحلية (4/ 304) والضياء في المختارة (رقم 60) وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير (رقم 3553).

(9)

إسماعيل بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أويس، ابن أبي عامر الأصبحي صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه خ م د ت ق. التقريب (رقم 460).

(10)

عامر بن عبد اللَّه بن الزبير بن العوام الأسدي أبو الحارث المدني ثقة عابد ع. نفس المصدر (رقم 3099).

(11)

أخرجه مالك (رقم 3641) والبخاري في الأدب (رقم 723) وابن أبي شيبة (رقم 29214) وأبو داود في الزهد (رقم 371) والخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم 1009) والبيهقي في الكبرى (رقم 6471) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 268).

ص: 735

627 -

وقال البخاري في الأدب: حدثنا عبد اللَّه بن صالح

(1)

، حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة

(2)

، عن عبد اللَّه بن دينار قال: خرجت مع عبد اللَّه بن عمر إلى السوق، فمر على جارية صغيرة تتغنَّى، فقال:"إن الشيطان لو ترك أحدا لترك هذه"

(3)

.

628 -

حديث: "إن الشيطان حَسَّاسٌ لَحَّاسٌ فاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يده رِيحُ غَمَرٍ فأصابه شيء فلا يلو من إلا نفسه". رواه الترمذي: لسعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال:"هذا حديث غريب من هذا الوجه"

(4)

.

629 -

وحديث: "إن عفريتًا من الجن تَفلَّت علي البارحة ليقطع على الصلاة، فأمكنني اللَّه منه فذعته

(5)

، وأردت أن آخذه فأربطة إلى سارية من سواري المسجد، حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلكم، ثم ذكرت قول أخي سليمان:{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35]: "فرده اللَّه خاسئًا".

رواه البخاري ومسلم

(6)

من حديث محمد بن زياد

(7)

، عن أبي هريرة، عن النبي.

ورُوي من حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. في جزء رافع بن عصمة

(8)

.

630 -

أخبرنا سليمان بن حمزة، أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ

(9)

، أخبرنا المؤيد بن عبد الرحيم بن الإخوة

(10)

:

(1)

عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه خت د ت ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 326).

(2)

عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة الماجشون ثقة فقيه مصنف ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 438).

(3)

أخرجه البخاري في الأدب (رقم 787) وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 292).

(4)

أخرجه الترمذي (رقم 1859) والحاكم (رقم 7127) وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". قال الذهبي: "بل موضوع".

(5)

قوله: "فذعته": بالذال المعجمة، أي خنقته. انظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (2/ 471).

(6)

أخرجه البخاري (رقم 461، 4828) ومسلم (رقم 541/ 39).

(7)

محمد بن زياد الجمحي مولاهم أبو الحارث المدني ثقة ثبت ربما أرسل ع. التقريب لابن حجر (رقم 5888).

(8)

لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(9)

هو الإمام ضياء الدين المقدسي.

(10)

المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد ابن الإخوة أبو مسلم البغدادي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 502).

ص: 736

أن زاهر بن طاهر

(1)

أخبرهم، أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري

(2)

، أخبرنا أبو الحسين الخفاف

(3)

، أخبرنا أبو العباس السراج

(4)

، حدثنا إسحاق بن إبراهيم

(5)

، حدثنا يحيى بن آدم

(6)

، حدثنا أبو بكر بن عياش

(7)

، عن حصين

(8)

، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه الأعمى

(9)

، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"حتى وجدت برد لسانه على يدي، ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقًا حتى يراه الناس" أخرجه النسائي

(10)

: عن إسحاق بن إبراهيم. قال: أبو عبد اللَّه الحافظ

(11)

: "وإسناده على شرط البخاري".

وروي من حديث عطاء بن يزيد الليثي

(12)

، عن أبي سعيد الخدري. رواه الإمام أحمد، وأبو داود روي بعضه

(13)

.

631 -

وأخبرنا سليمان، أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، أخبرنا ثابت بن مشرف البناء ببغداد

(14)

:

(1)

زاهر بن طاهر بن محمد أبو القاسم الشحامي المستملي الشروطي الشاهد. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(2)

عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد، الإمام أبو القاسم القشيري النيسابوري الزاهد الصوفي، شيخ خراسان وأستاذ الجماعة، ومقدم الطائفة، كتب الخط المنسوب الفائق، وبرع في علم الفروسية واستعمال السلاح، ودقق في ذلك وبالغ. توفي سنة 465 هـ. انظر: السير للذهبي (18/ 227) التاريخ للذهبي (10/ 217).

(3)

أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد، أبو الحسين الخفاف. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(4)

محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد اللَّه أبو العباس السراج. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(5)

هو الإمام المشهور إسحاق ابن راهويه.

(6)

يحيى بن آدم بن سليمان الكوفي أبو زكريا مولى بني أمية ثقة حافظ فاضل ع. التقريب لابن حجر (رقم 7496).

(7)

أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي المقرئ الحناط ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح وروايته في مقدمة مسلم ع. نفس المصدر (رقم 7985).

(8)

حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي ثقة من الخامسة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 382).

(9)

عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود الهذلي ثقة فقيه ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 325).

(10)

أخرجه ابن راهويه (رقم 1453) وعنه السراج في حديثه (رقم 985) والنسائي في الكبرى (رقم 11375) وهو صحيح.

(11)

هو الإمام ضياء الدين المقدسي.

(12)

عطاء بن يزيد الليثي المدني ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 4604).

(13)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 11780) وأبو داود (رقم 999).

(14)

الشيخ المسند ثابت بن مشرف بن أبي سعد ثابت، ويقال: أبو سعد محمد بن إبراهيم، أبو سعد البغدادي الأزجي البناء المعمار، المعروف بابن شستان كان صعب الأخلاق ظاهر العامية، توفي سنة 619 هـ. انظر: السير للذهبي (22/ 153) التاريخ له (13/ 573).

ص: 737

أن سلمان بن مسعود بن الحسن الشحام

(1)

أخبرهم: أخبرنا محمد بن عبد الكريم بن محمد بن خُشيش

(2)

، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك

(3)

، حدثنا يحيى بن جعفر

(4)

، حدثنا إسحاق بن منصور

(5)

، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة

(6)

، عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مرَّ بي الشيطان فأخذته فخنقته حتى إني لأجد برد لسانه على يدي فقال: أوجعتني أوجعتني، فتركته"

(7)

.

632 -

وقال حماد بن سلمة: عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك: بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مع امرأة من نسائه مر به رجل فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا فلان هذه زوجتي فلانة" فقال: يا رسول اللَّه من كنت أظن به فإني لم أكن أظن بك، فقال:"إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" رواه مسلم

(8)

.

633 -

وقال معمر عن الزهري، عن علي بن حسين

(9)

، عن صفية بنت حيي: أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تزوره ليلة وهو معتكف تتحدث عنده، ثم قامت لتنقلب، فقام رسول اللَّه ليقلبها، فلما بلغت باب حجرة أم سلمة مرَّ به رجلان من الأنصار فسلما عليه، ثم نفرا، فقال:"على رسلكما فإنها صفية بنت حُيي" فقالا: سبحان اللَّه، وكبُر ذلك عليهما، فقال:"إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكم". رواه الإمام أحمد وقال: "يجري من الإنسان مجرى الدم"، والبخاري، ومسلم

(10)

.

(1)

الشيخ الصالح سليمان بن مسعود بن الحسن، أبو محمد البغدادي، الشحام، سمع الكثير بنفسه وخرج له الحافظ اليونارتي خمسة أجزاء فوائد وكان من أهل السنة، صحيح السماع.، توفي سنة 552 هـ. انظر: السير الذهبي (20/ 324) التاريخ له (12/ 28).

(2)

محمد بن عبد الكريم بن محمد بن خُشيش، أبو سعيد الكاتب، سمع أبا علي بن شاذان، وأبا الحسن بن مخلد وغيرهما، وروى عنه الشيوخ، وكان ثقة خيرا صحيح السماع، توفي سنة 502 هـ. انظر: المنتظم لابن الجوزي (17/ 113).

(3)

عثمان بن أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد، أبو عمرو الدقاق، المعروف بابن السماك، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 18).

(4)

يحيى بن جعفر بن أعين الأزدي البخاري ثقة خ. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 129).

(5)

إسحاق بن منصور السَّلَولي مولاهم صدوق تكلم فيه للتشيع ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 279).

(6)

أبو عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود ويقال اسمه عامر كوفي ثقة والراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه ع. التقريب لابن حجر (رقم 8231).

(7)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 3926) وابن أبي شيبة (رقم 410) والشاشي (رقم 935) والبختري في مجموع مصنفاته (رقم 390) والبيهقي في الكبرى (رقم 3185) قال الهيثمي في المجمع (1/ 288): "رواه أحمد وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

(8)

أخرجه مسلم (رقم 2174/ 23).

(9)

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهورع. التقريب لابن حجر (رقم 4715).

(10)

أخرجه البخاري (رقم 2030، 2038، 3101، 3281، 6219) ومسلم (رقم 2176/ 33) والإمام أحمد (رقم 26863).

ص: 738

634 -

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن

(1)

، عن ثوبان: أن النبي صلى الله عليه وسلم تبع جنازة فأُتيَ بدايةٍ فأبى أن يركبها، فلما انصرف أُتيَ بدايةٍ فركبها، فقيل له، فقال:"إن الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون، فلما ذهبوا أو قال عرجوا ركبتُ" رواه أبو داود

(2)

، رواته ثقات.

635 -

عن راشد بن سعد

(3)

، عن ثوبان: خرجنا مع رسول اللَّه في جنازة فرأي نَاسًا رُكْبانًا، فقال:"ألا تستحيون إن ملائكة اللَّه على أقدامهم وأنتم على ظهور الدواب". رواه الترمذي وقال: "حديث ثوبان قد روي عنه موقوفًا، وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، وجابر بن سمرة"

(4)

.

636 -

عن أمية بن مَخْشِي

(5)

وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلًا كان يأكل والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر، فلم يُسم حتى كان في آخر طعامه لقمة فقال: بسم اللَّه أوله وآخره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما زال الشيطان يأكل معه حتى سمَّي، فلم يبق في بطنه شيء إلا قاءَهُ" رواه الإمام أحمد وأبو داود

(6)

.

637 -

وقال مالك: عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر

(7)

، عن ابن عمر: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله"

(8)

. له طرق في الثالث من كتاب الأبواب لأبي بكر بن زياد

(9)

.

وهو في عاشر البشرانيات: لعبيد اللَّه بن عمر

(10)

، عن ابن شهاب.

(1)

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ثقة مكثر ع. تقدمت ترجمته في الحديث (42).

(2)

أخرجه أبو داود (رقم 3177) والحاكم (رقم 1314) وقال: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". وسكت عنه الذهبي. والبيهقي (رقم 6854).

(3)

راشد بن سعد المَقْرَئي الحمصي ثقة كثير الإرسال بخ 4. التقريب لابن حجر (رقم 1854).

(4)

أخرجه الترمذي (رقم 1012) وابن ماجه (رقم 1680) وقال الترمذي: "حديث ثوبان قد روي عنه موقوفا، قال محمد: الموقوف منه أصح".

(5)

أمية بن مخشي صحابي يكنى أبا عبد اللَّه د س. التقريب لابن حجر (رقم 559).

(6)

أخرجه الإمام لإمام أحمد (رقم 18963) وأبو داود (رقم 3798) والحاكم (رقم 7089) وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وقال الذهبي: "صحيح". والضياء في المختارة (رقم 1509، 1510، 1511، 1512) وقال: "إسناده لا بأس به".

(7)

أبو بكر بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب ثقة م ت س. التقريب لابن حجر (رقم 7979).

(8)

أخرجه مالك (رقم 3412) والإمام أحمد (رقم 4889) والدارمي (رقم 2073) والطبراني في الأوسط (رقم 9297).

(9)

عبد اللَّه بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون أبو بكر النيسابوري الفقيه. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 43).

(10)

عبيد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 47).

ص: 739

ورواه أيضًا أحمد

(1)

: عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر

(2)

، عن القاسم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر

(3)

، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر

(4)

، عن أبيه.

رواه مسلم من الوجهين

(5)

.

ورواه سليمان بن بلال

(6)

، عن عمر بن محمد، عن أبي بكر بن عبيد اللَّه، عن سالم بن عبد اللَّه، عن أبيه عبد اللَّه بن عمر.

حَكَى أبو بكر بن زياد النيسابوري في الثالث من كتاب الأبواب: عن كتاب محمد بن يحيى

(7)

: أنه رأى فيه: "أبو بكر بن عبيد اللَّه هو القاسم". والصحيح: عن سالم. ومن ذَكَر في حديث أبي بكر "قال سمعت ابن عمر "فقد وهم".

قال أبو بكر: "ذكر فيه صالح بن كيسان وأبو أيمن وابن عيينة سماع أبي بكر من ابن عبد اللَّه".

قلت: "فرَّق علي بن المديني بين أبي بكر والقاسم في كتاب أولاد العشرة وغيره"

(8)

.

638 -

عن صيفي مولى أبي السائب

(9)

، عن أبي سعيد: قال رسول اللَّه: "إن بالمدينة نفرًا من الجن قد أسلموا، فإذا رأيتم من هذه الهوام شيئًا فآذنوه ثلاثا فإن بدا لكم فاقتلوه". في الأول من حديث علي بن حرب

(10)

. رواه الترمذي، والنسائي في اليوم والليلة

(11)

.

(1)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 6117، 6184).

(2)

عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب ثقة خ م د س ق. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 70).

(3)

القاسم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر أبو محمد المدني ثقة بخ م س. التقريب لابن حجر (رقم 5474).

(4)

سالم بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب أحد الفقهاء السبعة وكان ثبتا عابدا فاضلا كان يشبه بأبيه في الهَدِي والسمت ع. نفس المصدر (رقم 2176).

(5)

أخرجه مسلم (رقم 2020/ 105) عن أبي بكر بن عبيد اللَّه، عن جده ابن عمر.

وأخرجه أيضًا (رقم 2020/ 106) عن القاسم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر، عن سالم، عن أبيه.

(6)

سليمان بن بلال التيمي مولاهم أبو محمد وأبو أيوب المدني ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 507).

(7)

لعله: محمد بن يحيى بن عبد اللَّه الذهلي النيسابوري ثقة حافظ جليل خ 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 547).

(8)

انظر: تسمية من رُوي عنه من أولاد العشرة لعلي بن المديني (ص 79).

(9)

صيفي بن زياد الأنصاري مولاهم أبو زياد أو أبو سعيد المدني ثقة م د ت س. التقريب لابن حجر (رقم 2960).

(10)

علي بن حرب بن محمد بن علي الطائي صدوق فاضل س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 222).

(11)

أخرجه مسلم (رقم: 2236/ 141) وأبو داود (رقم 5259) والترمذي (رقم 1484) والنسائي في الكبرى (رقم 10739) وفي عمل اليوم والليلة (رقم 999).

ص: 740

639 -

قال علي بن حُجْر

(1)

: حدثنا إسماعيل بن جعفر

(2)

، حدثنا محمد بن أبي حرملة

(3)

، عن عطاء بن يسار وسليمان بن يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيته كاشفًا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له يدخل، وهو على تلك الحال، فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك، ثم استأذن عثمان فجلس النبي صلى الله عليه وسلم، فسوَّى عليه ثيابه، -قال محمد

(4)

: ولا أقول ذلك في واحد- فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: يا رسول اللَّه دخل أبو بكر فلم تهش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت عليك ثيابك؟ فقال:"ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة"

(5)

.

640 -

أخبرنا جدي

(6)

وداود بن محمد

(7)

وغير واحد قالوا: أخبرنا أحمد بن عبد الدائم، أخبرنا يحيى بن محمود

(8)

، أخبرنا عبد الواحد بن محمد

(9)

، أخبرنا عبيد اللَّه بن المعتز

(10)

، أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة

(11)

، أخبرنا جدي

(12)

، حدثنا علي بن حُجر بهذا الحديث.

(1)

الإمام علي بن حُجْر بن إياس السعدي، تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 43).

(2)

إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي أبو إسحاق القارئ ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 507).

(3)

محمد بن أبي حرملة القرشي مولى ابن حويطب وقد ينسب إليه ثقة خ م د ت س. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 567).

(4)

القائل هو الرواي محمد بن أبي حرملة، وهذا إدراج في متن الحديث.

(5)

أخرجه على بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (رقم 312) والبخاري في الأدب المفرد (رقم 603) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 224).

(6)

أبو العباس أحمد بن محب الدين عبد اللَّه بن أحمد بن أبي بكر السعدي المقدسي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 46).

(7)

داود بن محمد بن عربشاه بن أبي بكر بن أبي نصر بن أبي الفرج الهمذاني الأصل الدمشقي أبو الفرج بن أبي نصر جمال الدين الحنفي المقري، قال البرزالي رجل حسن من قراء الصوت اسمعه أبوه الكثير في صغره، توفي سنة 726 هـ. انظر: معجم الشيوخ للذهبي (1/ 238) والدرر الكامنة لابن حجر (2/ 223).

(8)

أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 496).

(9)

عبد الواحد بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن مهدي، أبو عمر البزاز الفارسي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 496).

(10)

الشيخ أبو الحسن عبيد اللَّه بن المعتز بن منصور بن عبد اللَّه بن حمزة النيسابوري، راوي الأجزاء الأربعة من حديث علي ابن حجر، سمع من: أبي الفضل بن خزيمة، وأبي الفضل الفامي، وأبي بكر الجوزقي، وأبي محمد المخلدي وحدَّث بأصبهان وبالري، توفي سنة 440 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 662) والتاريخ له (9/ 697).

(11)

الشيخ الجليل المحدث محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة، أبو طاهر السلمي النيسابوري، نافلة إمام الأئمة أبي بكر، محدث نيسابور، سمع: جده، ومحمد بن إسحاق السراج، وأقرانهم، توفي سنة 387 هـ. انظر: السير للذهبي (17/ 662).

(12)

هو إمام الأئمة ابن خزيمة.

ص: 741

641 -

رواه مسلم

(1)

: عن يحيى بن سعيد بن العاص

(2)

، عن عائشة ولم يقل:"ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائك" إنها قال: "إن عثمان رجلٌ حيي وإني لو أذنت له على تلك الحال خشيتُ أن لا يقضي مني حاجته".

642 -

قال الزهري: وليس كما يقول الكذابون: "ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة"

(3)

.

وهو في ثاني جامع معمر، عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن عائشة وفيه:"ألا أستحي من تستحي منه الملائكة". وروى إسحاق بن راهويه هذا الحديث بمعناه: للزهري

(4)

.

ورُوي من حديث عبد اللَّه بن أبي سعيد المدني

(5)

، عن حفصة. وهو في عوالي أبي عاصم لابن خليل، وعاشر البشرانيات، ومسند أبي يعلى

(6)

.

ورُوي أخره من حديث عكرمة، عن ابن عباس. في جزء أبي كريب

(7)

.

ومن حديث أبي حازم بن دينار

(8)

، عن أنس

ورواه ابن زنجويه الأصبهاني

(9)

في فضائل الخلفاء الأربعة

(10)

.

(1)

أخرجه مسلم (رقم 2402/ 27).

(2)

يحيى بن سعيد بن العاص الأموي أخو عمرو الأشدق ثقة بخ م. التقريب لابن حجر (رقم: 7556).

(3)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 20409) والإمام أحمد في فضائل الصحابة (رقم 760) وإسحاق (رقم 1796) والطحاوي في شرح المشكل (رقم 1717) ثم قال الطحاوي توجيها لقول الزهري وبيانًا له: "والذي عندنا، واللَّه أعلم ما نظنه بالزهري في إطلاقه هذا القول فيمن روى هذا الحديث لم يرد به محمد بن أبي حرملة جلالة محمد، واستقامة حديثه وإمامته عند أهل العلم الذين حدثوا عنه واحتجوا بروايته، ولكنه أراد به رجلا مجهولا قد حدث ابن جريج عنه بهذا الحديث، وكان يكنى أبا خالد". انظر: شرح مشكل الآثار للطحاوي (4/ 418).

(4)

تقدم تخريجه انظر الحديثين السابقين، والحديث (رقم 639).

(5)

عبد اللَّه بن أبي سعيد أبو زيد المديني روى عن حفصة بنت عمر زوج النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو يعفور وروى ابن جريج عن أبي خالد عنه. انظر: الجرح والتعديل للرازي (5/ 73).

(6)

أخرجه عبد بن حميد (رقم 1547) وابن عرفة في جزئه (رقم 75) والحارث في مسنده (رقم 972) والإمام أحمد في المسند (رقم 26467) وفي فضائل الصحابة (رقم 748) وعبد اللَّه بن الإمام أحمد في فضائل عثمان (رقم 36، 95، 96) وأبو يعلى (رقم 7038) والطبراني في الكبير (رقم 400).

(7)

أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 11656).

(8)

سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج الأفزر التمار المدني القاص ثقة عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 564).

(9)

المحدث المتقن أبو العباس أحمد بن زنجويه بن موسى المخرمي القطان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 156).

(10)

كتاب فضائل الخلفاء الأربعة لابن زنجويه لا يزال مفقودا.

ص: 742

643 -

وفي الأول من مشيخة ابن المهتدي

(1)

: لأبي حيان التيمي

(2)

، عن أبيه، عن علي رفعه:"رحم اللَّه عثمان تَسْتَحْيِيهِ المَلائِكَةُ". الحديث.

644 -

وفي الترمذي لأبي حيان التيمي، عن أبيه، عن علي مرفوعًا:"رحم اللَّه عثمان تَسْتَحْيِيهِ المَلائِكَةُ"

(3)

.

645 -

وفي كتاب العقيلي من حديث عبد اللَّه بن عمر: " والذي نفسي بيده إن الملائكة لتستحي من عثمان". في ترجمة عمر بن أبان

(4)

، قال العقيلي: "والرواية في هذا الباب تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: من غير هذا

(5)

الطريق".

646 -

وبهذا الإسناد إلى علي بن حجر قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، حدثنا عن العلاء

(6)

، عن أبيه

(7)

، عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي المسيح من قبل المشرق همته المدينة، حتى ينزل دُبر أُحد، ثم تصرف الملائكة وجهه جهة الشام"

(8)

. حديث حسن صحيح.

647 -

وقال مالك: عن نُعيم بن عبد اللَّه المُجْمِر

(9)

، عن أبي هريرة: قال رسول اللَّه: " على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال"

(10)

.

(1)

محمد بن علي بن محمد بن عبيد اللَّه بن المهتدي باللَّه أبو الحسين الهاشمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 85).

(2)

يحيى بن سعيد بن حيان أبو حيان التيمي كوفي ثقة كان خيارا وأبوه ثقة وكان يحيى صالحا مبرزا صاحب سنة. انظر: الثقات للعجلي (رقم 582، 1976) والثقات لابن حبان (4/ 280) و (7/ 592).

(3)

أخرجه الترمذي (رقم 3714) وقال: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه". وابن أبي عاصم في السنة (رقم 1286) والبزار (رقم 806) وأبو يعلى (رقم 550) والعقيلي في الضعفاء (4/ 210) وابن حبان في المجروحين (رقم 1038) وقال: "مختار بن نافع التيمي كنيته أبو إسحاق التمار يروي عن أبي حيان التيمي وأهل الكوفة روى عنه العراقيون منكر الحديث جدا كان يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك".

(4)

عمر بن أبان بن عثمان. قال العقيلي في الضعفاء (3/ 147) قال البخاري: "فيه نظر".

(5)

أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 147) وابن عدي في الكامل (1/ 427).

(6)

العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الخرقي صدوق ربما وهم ر م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(7)

عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني مولى الحُرَقة ثقة من الثالثة ر م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 15).

(8)

أخرجه علي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (رقم 279) ومسلم (رقم 1380/ 486).

(9)

نعيم بن عبد اللَّه المدني مولى آل عمر ثقة من الثالثة ع. التقريب لابن حجر (رقم 7172).

(10)

أخرجه مالك (رقم 3320) والبخاري (رقم 1880، 7133) ومسلم (رقم 1379/ 485).

ص: 743

648 -

وقال المسعودي

(1)

: عن يونس بن خَبَّابٍ

(2)

، عن ابن ليعلى بن مرة

(3)

، عن يعلى بن مرة: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها، فقالت: إن ابني هذا قد أصابه لمم، فتقل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في فيه ثم قال:"بسم اللَّه، محمد رسول اللَّه، اخسأ عدو اللَّه" فلم يضره شيء بعد. رواه ابن السني في عمل يوم وليلة

(4)

.

649 -

قال الدارقطني: حدثنا أبو شيبة

(5)

، حدثنا عمرو بن علي

(6)

، حدثنا عبد الأعلى

(7)

، حدثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي

(8)

، عن عبدربه بن الحكم بن عثمان بن بشر

(9)

قال: سمعت عثمان بن أبي العاص

(10)

، يقول:"شكوت إلى رسول اللَّه نسيان القرآن، فضرب صدري وقال: "يا شيطان اخرج من صدر عثمان" قال: فما نسيت منه شيئًا قط بعد"

(11)

.

تفرد به عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي. له شاهد في ترجمة عثمان من معجم البغوي

(12)

.

(1)

عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة بن عبد اللَّه بن مسعود الكوفي المسعودي صدوق اختلط قبل موته وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط خت 4. التقريب لابن حجر (رقم 3919).

(2)

يونس بن خباب أبو حمزة ويقال أبو الجهم مولى بني أسد. قال ابن معين: رجل سوء. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي. وقال الجوزجاني: كذاب مفتر. وقال العجلي: شيعي خبيث. وقال ابن حبان: كان رجل سوء غاليا في الرفض كان يزعم أن عثمان بن عفان قتل ابنتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يحل الرواية عنه لأنه كان داعية إلى مذهبه ثم مع ذلك ينفرد بالمناكير التي يرويها عن الثقات والأحاديث الصحاح التي يسرقها عن الأثبات فيرويها عنهم. انظر: تاريخ ابن معين (3/ 407) وأحوال الرجال للجوزجاني (رقم 22) والثقات للعجلي (رقم 2065) والجرح والتعديل للرازي (9/ 238) والمجروحين لابن حبان (3/ 140).

(3)

لا يُدري من هو، وليعلى ولدان: الأول: عبد الرحمن بن يعلى، وهو ثقة، وثقه ابن حبان (5/ 84) والثاني: عبد اللَّه وهو ضعيف قال ابن حبان في المجروحين (رقم 555): "لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد لكثرة المناكير في روايته".

(4)

أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 633).

(5)

عبد العزيز بن جعفر بن بكر بن إبراهيم أبو شيبة يعرف بابن الخوارزمي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 130).

(6)

عمرو بن علي أبو حفص الفلاس ثقة حافظ ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 316).

(7)

عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري السامي أبو محمد ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 3734).

(8)

عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الطائفي أبو يعلى الثقفي صدوق يخطئ ويهم بخ م تم س ق. نفس المصدر (رقم 3438).

(9)

عبدربه من الحكم بن سفيان بن عبد اللَّه الثقفي الطائفي مجهول وأرسل حديثا مد. المصدر السابق (رقم 3784).

(10)

عثمان بن أبي العاص الثقفي، أبو عبد اللَّه الطائفي أخو الحكم بن أبي العاص الثقفي، ولهما صحبة، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف ومات في خلافة معاوية بالبصرة م 4. المصدر السابق (رقم 3438).

(11)

أخرجه الدارقطني في الثالث والثمانين من الأفراد (رقم 41) والحارث في مسنده كما في بغية الباحث (رقم 1028) والسراج في حديثه (رقم 654).

(12)

أخرجه البغوي في معجم الصحابة (رقم 1805). =

ص: 744

650 -

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي

(1)

، أخبرنا نصر بن سيار

(2)

، أخبرنا صاعد بن سيار

(3)

، أخبرنا صاعد بن محمد

(4)

، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن البكائي

(5)

، حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين بن حبيب

(6)

، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني

(7)

، حدثنا عبد العزيز بن محمد

(8)

، عن عبيد اللَّه بن عمر العمري

(9)

، عن سيار أبي الحكم

(10)

، عن شهر بن حوشب

(11)

، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"رأيت على جبريل عمامة حمراء قد سدلها بين كتفيه"

(12)

.

= وله طرق أخرى عند ابن ماجه (رقم 3548) قال البوصيري في مصباح الزجاجه (4/ 80): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه الحاكم في المستدرك من طريق أبي العلاء عن عثمان بن أبي العاص وقال هذا حديث صحيح الإسناد". وعند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 1531، 1532) والطبراني في الكبير (رقم 8347) قال الهيثمي في المجمع (9/ 3): "رواه الطبراني، وفيه عثمان بن بشر، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وعند الروياني (رقم 1515) وأبي نعيم في معرفة الصحابة (رقم 4934) وفي الدلائل (رقم 396) والحاكم (رقم 7514) وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. والبيهقي في الدلائل (5/ 307، 308) وابن شبة في تاريخ المدينة (2/ 507) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (6/ 999).

(1)

أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة اللَّه الشيرازي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 23).

(2)

نصر بن سيار بن صاعد بن سيار بن يحيى، أبو الفتح القاضي الهروي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 124).

(3)

صاعد بن سيار بن محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، أبو العلاء الإسحاقي الهروي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 124).

(4)

صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد اللَّه القاضي أبو العلاء الأُسْتَوائيّ النَّيسابوريّ، الفقيه الحنفيّ، رئيس الحنفية وعالمهم بنيسابور، روى عنه أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي، وجماعة، تفرد أبو نصر ابن الشيرازي بجزء من حديثه،، توفي سنة 431 هـ. انظر: تاريخ الخطيب (10/ 470) والسير للذهبي (17/ 507) والتاريخ له (9/ 503).

(5)

علي بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي السري البكائي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 378).

(6)

محمد بن الحسين بن حبيب أبو حصين الوادعي القاضي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 378).

(7)

يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث م. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 259).

(8)

عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي صدوق من الثامنة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 47).

(9)

عبيد اللَّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 47).

(10)

سار أبو الحكم العنزي الواسطي وردان وقيل ورد وقيل غير ذلك ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 424).

(11)

شهر بن حوشب صدوق كثير الإرسال والأوهام بخ م 4. تقدمت ترجمته في (ص 467).

(12)

أخرجه الطبراني (رقم 5620) وقال الهيثمي في المجمع (5/ 130): "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه شهر بن حوشب، وحديثه حسن، وقد ضُعف، وبقية رجاله ثقات".

ص: 745

651 -

عن أم أيوب

(1)

: أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليهم فتكلفوا له طعامًا فيه من بعض هذه البقول فكره أكله، فقال لأصحابه:"كلوه فإني لست كأحدكم إني أخاف أن أوذي صاحبي". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب

(2)

.

652 -

وقال أبو المتوكل

(3)

: عن أبي هريرة: أنه كان على تحمر الصدقة فوجد أثر كف كأنه قد أخذ منه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:"أتريد أن تأخذه؟ قل: سبحان من سخرك لمحمد" قال أبو هريرة: فقلت فإذا جني قائم بين يدي، فأخذته لأذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنما أخذته لأهل بيت فقراء من الجن ولن أعود، قال: فعادَ فذكرتَ ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالَ: "تريد أن تأخذه؟ " فقلت: نعم، فقال:"قل: سبحان من سخرك لمحمد" فقلت فإذا أنا به، فأردت أن أذهب به إلى رسول اللَّه، فعاهدني أن لا يعود فتركته، ثم عاد فذكرت ذلك للنبي صلى اللَّه عليه فقال:"تريد أن تأخذه؟ " فقلت: نعم، فقال:"قل: سبحان ما سخرك لمحمد" قال: فقلت فإذا أنا به، فقلت: عاهدتني وكذبت وعدت، لأذهبن بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: خل عني أعلمك كلمات إذا قلتهن لم يقربك ذكر ولا أنثى من الجن، قلت: وما هؤلاء الكلمات؟ قال: آية الكرسي اقرأها عند كل صباح ومساء، قال أبو هريرة: فخليت عنه فذكرت ذلك للنبي صلى اللَّه عليه، فقال لي:"أو ما علمت أنه كذلك" رواه النسائي

(4)

. وهو في جزء ابن علم

(5)

.

وروي من حديث محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. رواه البخاري تعليقًا، والنسائي في اليوم والليلة

(6)

.

(1)

أم أيوب الأنصارية زوج أبي أيوب هي بنت قيس بن سعد وكان أبوها خال زوجها ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 8704).

(2)

أخرجه الحميدي (رقم 342) والإمام أحمد (رقم 27442، 27622) وابن أبي شيبة (رقم 8659، 24478) وابن راهويه (رقم 2320) والدارمي (رقم 2098) والترمذي (رقم 1810) وابن ماجه (رقم 3364) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 3321) وابن خزيمة (رقم 1671) والطحاوي في شرح المعاني (رقم 6617) وابن حبان (رقم 2093) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 7879) وقال الألباني في التعليقات الحسان (3/ 473): "حسن صحيح".

(3)

علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد، أبو المتوكل الناجي البصري مشهور بكنيته ثقة ع. التقريب لابن حجر (رقم 4731).

(4)

أخرجه النسائي في الكبرى (رقم 7963، 10728) وفي عمل اليوم والليلة (رقم 958) وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 675).

(5)

محمد بن عبد اللَّه بن عمرويه أبو عبد اللَّه، ويقال: أبو بكر الصفار، ويعرف بابن علم. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 186).

(6)

أخرجه البخاري معلقة بصيغة الجزم في كتاب فضائل القرآن، وفي كتاب الوكالة، وفي صفة إبليس من صحيحه (رقم 2311، 3275، 5010) ووصله النسائي في الكبرى (رقم 10729) وفي عمل اليوم والليلة (رقم 959) وابن بشران في أماليه (رقم 546) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم 2281) والبيهقي في الدعوات الكبير (رقم 406) وفي الشعب (رقم 2170) وقوام السنة في الحجة (رقم: 336) وأبو ذر، عن أبي إسحاق المستملي. كما في تغليق التعليق لابن حجر (3/ 295 - 296).

ص: 746

ورُوي من حديث أُبي بن كعب. رواه النسائي في عمل يوم وليلة، وأبو يعلى الموصلي، وابن أبي الدنيا

(1)

.

ورُوي من حديث أبي أيوب الأنصاري. رواه الإمام أحمد، والترمذي

(2)

.

ومن حديث معاذ

(3)

. وزيد بن ثابت

(4)

، وأبي أسيد مالك بن ربيعة

(5)

.

ورُويَ أنَّ عمر بن الخطاب صارع الشيطان

(6)

. وكذلك عمار بن ياسر

(7)

.

وكل ذلك عندنا في جزء طرق حديث: "من أمسك شيطان" لمحمد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ

(8)

.

(1)

أخرجه ابن أبي الدنيا في هواتف الجان (رقم 174) والحارث في مسنده (رقم 1051) ومحمد بن نصر في مختصر قيام الليل (ص 166 - 167) والنسائي في الكبرى (رقم 10730، 10731) وفي عمل اليوم والليلة (رقم 960، 961، 962) والشاشي (رقم 1448، 1449، 1450) وابن حبان (رقم 784) والطبراني في الكبير (رقم 541) وأبو يعلى كما في تفسير ابن كثير (1/ 512) والحاكم (رقم 2064) وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأبو الشيخ في العظمة (5/ 1650) والبغوي في شرح السنة (رقم 1197) والضياء في المختارة (رقم 1260، 1261، 1262) وقال: "إسناده صحيح". وقال الهيثمي في المجمع (10/ 118): "رواه الطبراني، ورجاله ثقات".

(2)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 23592) وابن أبي شيبة (رقم 29743) والترمذي (رقم 2880) وقال: "حسن غريب". والطحاوي في شرح المشكل (رقم 787) وابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (رقم 12) والطبراني في الكبير مطولًا ومختصرًا (رقم 4011، 4013)، وأبو الشيخ في "العظمة"(1108) والحاكم (رقم 5932، 5933، 5934) وقال: "هذه الأسانيد إذا جمع بينهما صارت حديثا مشهورا". قال الذهبي: "هذا أجود طرق الحديث". وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (رقم 545).

(3)

أخرجه وابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (رقم 14) والطبراني في الكبير (رقم 89) والحاكم (رقم 2068، 2069) وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعبد المؤمن بن خالد الحنفي مروزي ثقة يجمع حديثه". وأخرجه البيهقي في دلائل النبوية (7/ 109) وقال الهيثمي في المجمع (6/ 322): "رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو صدوق، وبقية رجاله وثقوا".

(4)

أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (رقم 15) وفي هواتف الجن (رقم 146).

(5)

أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (رقم 13) والطبراني في الكبير (رقم 585) وقال الهيثمي في المجمع (6/ 323): "رواه الطبراني، ورجاله وثقوا كلهم، وفي بعضهم ضعف".

(6)

روي من عدة طرق: الأول: عن المسعودي، عن عاصم بن بهدلة، عن شقيق أبي وائل، عن عبد اللَّه بن مسعود. أخرجه الطبراني (رقم 8842). والثاني: عن أبي عاصم الثقفي، عن الشعبي، عن عبد اللَّه بن مسعود. أخرجه الدارمي (رقم 3424) والدينوري في المجالسة (رقم 2475) والطبراني في الكبير (رقم 8826) وابن عساكر في تاريخه (44/ 88).

قال الهيثمي في المجمع (9/ 71): "رواهما الطبراني بإسنادين، ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود، ولكنه أدركه. ورواة الطريق الأولى فيهم المسعودي، وهو ثقة ولكنه اختلط فبان لنا صحة رواية المسعودي برواية الشعبي".

والثالث: عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد اللَّه بن مسعود. أخرجه وابن عساكر في تاريخه (88/ 44).

(7)

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 251) والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 124) وابن عساكر في تاريخه (43/ 383 - 384) عن الحسن، عن عمار بن ياسر. قال البيهقي:"إسناده صحيح إلى الحسن".

(8)

هو الإمام المشهور ضياء الدين المقدسي.

ص: 747

653 -

عن الشعبي، عن علقمة

(1)

، بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام؛ فإنه زاد إخوانكم من الجن". قاله حفص بن غياث

(2)

، عن داود بن أبي هند

(3)

، عن الشعبي

(4)

.

وفي الباب عن أبي هريرة، وسلمان، وجابر، وابن عمر

(5)

.

654 -

وقد رَوي هذا الحديث إسماعيل بن إبراهيم وغيره، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد اللَّه:"أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن". الحديث بطوله

(6)

.

655 -

وقال الشعبي: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تستنجوا بالروث ولا العظام فإنه زاد إخوانكم من الجن". قال الترمذي: وكأن رواية إسماعيل أصح من رواية حفص بن غياث

(7)

.

656 -

عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها، ولا تزال الملائكة تصلى على أحدكم ما دام في المسجد: اللهم اغفر له اللهم ارحمه. ما لم يُحدِث". فقال رجلٌ من حضرموت: "وما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساءٌ أو ضراط". حديث حسن صحيح

(8)

. رواه إلا آخره: مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة

(9)

.

(1)

علقمة بن قيس بن عبد اللَّه النخعي الكوفي ثقة ثبت فقيه عابد ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 53).

(2)

حفص بن غِياث بن طلق بن معاوية النخعي ثقة فقيه ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 111).

(3)

داود بن أبي هند، ثقة متقن كان يهم بأخرة، خ ت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 82).

(4)

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (رقم 1649) وفي المسند (رقم 197) والترمذي (رقم 18) والنسائي في الكبرى (رقم 39) وأبو عوانة في مستخرجه (رقم 585) والبزار (رقم 1598) والطبراني في الكبير (رقم 10010) وابن أخي ميمي في فوائده (رقم 164) والخطيب في الفصل للوصل (2/ 634). قال البزار في مسنده (5/ 37): "هذا الحديث قد رواه غير واحد بطوله فاختصر حفص هذا الوضع منه".

(5)

ذكره الترمذي في سننه (1/ 72).

(6)

أخرجه مسلم (رقم 450/ 150) وغيره.

(7)

انظر: سنن الترمذي (1/ 72).

(8)

أخرجه عبد الرزاق (رقم 530) وعنه الإمام أحمد (رقم 8078) والبخاري (رقم 135) وغيرهم.

(9)

أخرجه همام بن منبه في صحيفته (رقم 9) ومالك (رقم 553) والبخاري (رقم 442، 659) ومسلم نحوه (رقم 649/ 275).

ص: 748

657 -

عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيُلَبِّس عليه حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس". حديث حسن صحيح

(1)

.

658 -

عن عبد اللَّه بن رباح الأنصاري

(2)

، عن أبي قتادة

(3)

: أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال لأبي بكر: "مررت بك وأنت تقرأ، وأنت تخفض صوتك" فقال: إن أسمعتُ من ناجيت، قال:"أرفع قليلا" وقال لعمر: "مررت بك وأنت تقرأ وأنت ترفع صوتك" قال: إني أوقظُ الوسنانَ وأطردُ الشيطانَ، قال:"اخفض قليلًا"

(4)

.

قال الترمذي: حديث غريب، وإنما أسنده يحيى بن إسحق

(5)

، عن حماد بن سلمة، وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث عن ثابت

(6)

، عن عبد اللَّه بن رباح مرسلًا

(7)

.

659 -

عن موسى بن أبي موسى الأشعري

(8)

، عن أبيه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من ميت يموت فيقوم باكيهم فيقول: واجبلاه، واسيداه، أو نحو ذلك إِلَّا وُكِّلَ به ملكان يلهزانه: أهكذا كنت؟ ". رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب

(9)

.

(1)

أخرجه مالك (رقم 330) وعلي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (رقم 151) وعبد الرزاق (رقم 3464) والحميدي (رقم 977) والإمام أحمد (رقم 7286، 7694، 7822،) والبخاري (رقم 1232) ومسلم (رقم 389/ 82) وغيرهم.

(2)

عبد اللَّه بن رباح الأنصاري أبو خالد المدني سكن البصرة ثقة م 4. التقريب لابن حجر (رقم 3307).

(3)

أبو قتادة الأنصاري هو الحارث بن ربعي بن بُلدُمة السَّلَمِي المدني شهد أحدا وما بعدها ع. نفس المصدر (رقم 8311).

(4)

أخرجه أبو داود (رقم 1329) والترمذي (رقم 447) وابن خزيمة (رقم 1161) وعنه ابن حبان (رقم 733) والطبراني في الكبير (رقم 7219) والحاكم (رقم 1168) وقال: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". وسكت عنه الذهبي. وأخرجه البيهقي (رقم 4700، 4701) والبغوي في تفسيره (5/ 138). وقال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (2/ 295): "قال ابن أبي حاتم في علله: سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن إسحاق السَّيْلَحِينِيُّ، عن حماد، عن ثابت، عن عبد اللَّه بن رباح، عن أبي قتادة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العشاء فقام أبو بكر فَقَرَأ". إلى آخره؟ فقال أبي: أخطأ فيه السَّيْلَحِينِيُّ، والصحيح عن عبد اللَّه بن رباح أن النبي صلى الله عليه وسلم. مرسلًا".

(5)

يحيى بن إسحاق السَّيْلَحِينِيُّ أبو زكريا أو أبو بكر صدوق م 4. التقريب لابن حجر (رقم 7499).

(6)

ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري ثقة عابد من الرابعة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 10).

(7)

انظر: سنن الترمذي (1/ 570).

(8)

موسى بن أبي موسى الأشعري الكوفي مقبول ت ق. التقريب لابن حجر (رقم 7015).

(9)

أخرجه الترمذي (رقم 1003) وبنحوه الإمام أحمد (رقم 19716) وابن ماجه (رقم 1594) والروياني (رقم 521) مصعب الزبيري في حديثه (رقم 113) والحاكم (رقم 3755) وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وسكت عنه الذهبي. وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 87) قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 49): "أصله في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب". وقال ابن حجر في التلخيص الحبير =

ص: 749

660 -

عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تلجوا على المُغِيْبَاتِ؛ فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم" قلنا: ومنك؟ قال: "ومني، ولكن اللَّه أعانني عليه فأسلم". رواه الترمذي

(1)

: لمجالد

(2)

، عن الشعبي، عن جابر. وقال: "حديث غريب من هذا الوجه، وقد تكلم بعضهم في مجالد بن سعيد من قبل حفظه، وسمعت علي بن خشرم

(3)

يقول: قال سفيان بن عيينة في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ولكن اللَّه أعانني عليه فأسلمُ" يعني: أسلمُ أنا منه. قال سفيان: والشيطان لا يُسلم"

(4)

.

661 -

ورَوى هذا الحديث شريك بن طارق

(5)

. وهو في معجم البغوي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولفظه:"لكل امرئٍ شيطان" قالوا: وأنت يا رسول اللَّه؟. الحديث

(6)

.

662 -

عن عبد اللَّه الصُّنَابِحِيّ

(7)

: سمعت رسول اللَّه يقول: "إن الشمس تطلع مع قرن شيطان، فإذا طلعت قارنها، فإذا ارتفعت فارقها، ويقارنها حين تستوي وإذا نزالت عند الغروب، فإذا غربت فارقها،

= (2/ 280): "وشاهده في الصحيح عن النعمان بن بشير قال: "أغمي على عبد اللَّه بن رواحة فجعلت أخته تبكي وتقول: واجبلاه وكذا وكذا، فلما أفاق قال: ما قلت شيئًا إِلا قيل لي أنت كذا؟ فلما مات لم تبك عليه".

(1)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 14324) والترمذي (رقم 1172) والطبراني في الأوسط (رقم 8984) وابن بطة في الإبانة (رقم 1466).

(2)

مُجالد بن سعيد بن عمير الهمْداني ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره م. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 552).

(3)

علي بن خَشرم المروزي ثقة م ت س. تقدمت ترجمته في (ص 587).

(4)

انظر: سنن الترمذي (2/ 466) وقال: "والمغِيْبَة: المرأة التي يكون زوجها غائبا، والمغيبات: جماعة المغيبة".

(5)

شريك بن طارق بن سفيان بن قرط التميمي الحنظلي، وقيل: المحاربي، وقيل: الأشجعي، والأول أصح. يقال: إنه له صحبة، ويقال: إن حديثه مرسل. وليس له خبر يدل على رؤية ولقاء، إِلا أن خليفة بن خياط ذكره في جملة من نزل الكوفة من الصحابة، ونسبه في أشجع بن ريث بن غطفان. وذكره محمد بن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة، ونسبه إلى حنظلة بطن من تميم. انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (2/ 704) وأسد الغابة لابن الأثير (2/ 371).

(6)

أخرجه البغوي في معجم الصحابة (رقم 1246، 1247) وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 338) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 3734).

(7)

عبد اللَّه الصنابحي حديثه عند عطاء بن يسار، مختلف فيه، قال ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين أن اسمه عبد اللَّه، وقيل: أبو عبد اللَّه، وخالفه غيره فقال: هذا غير أبي عبد اللَّه، اسمه عبد الرحمن، وهذا اسمه عبد اللَّه. سكن المدينة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين. وقال ابن عبد البر: ولا يصح له صحبة، فاته رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بخمس ليال. انظر: معجم الصحابة للبغوي (4/ 185) ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (3/ 1689) والاستيعاب لابن عبد البر (4/ 1706) وأسد الغابة لابن الأثير (3/ 177) والإصابة لابن حجر (4/ 230).

ص: 750

فلا تصلوا عند هذه الثلاث ساعات". من معجم البغوي

(1)

.

663 -

عن أبي الأحوص

(2)

، عن عبد اللَّه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرأة عورة

(3)

، فإذا خرجت استشرفها الشيطان". قال الترمذي: حديث حسن غريب

(4)

.

664 -

عن كثير بن مرة الحضرمي

(5)

، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إِلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك اللَّه فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا". رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب

(6)

.

665 -

أخبرنا الكَفَرْطَابِيُّ

(7)

، أنبأنا ابن البخاري، أنبأنا اللبان

(8)

، أنبأنا الحداد

(9)

، أخبرنا أبو نعم، حدثنا أبو عمرو بن حمدان

(10)

، حدثنا الحسن بن سفيان

(11)

، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك

(12)

وعلي بن حُجر

(1)

أخرجه الشافعي في اختلاف الحديث (ص 615) وفي مسنده (رقم 156) وابن سعد في الطبقات (7/ 426) والإمام أحمد (رقم 19070) والنسائي (رقم 559) وأبو يعلى (رقم 1451) والبغوي في معجم الصحابة (رقم 1693، 1694) وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 73).

(2)

عوف بن مالك بن نَضْلة الجُشَمي أبو الأحوص الكوفي مشهور بكنيته ثقة بخ م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 25).

(3)

قوله صلى الله عليه وسلم: "المرأة عورة" جعلها نفسها عورة، لأنها إذا ظهرت يستحيا منها كما يُستحيا من العورة إذا ظهرت. انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 319).

(4)

أخرجه ابن أبي شيبة (رقم 7616) والترمذي (رقم 1173) وقال: "حديث حسن صحيح غريب". والبزار (رقم 2061، 2065) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 40) وفي صحيحه (رقم 1685، 1686، 1687) وابن حبان (رقم 5598، 5599) والطبراني في الكبير (رقم 9481، 10115) والأوسط (رقم 8096) والخطيب في تاريخه (9/ 460).

(5)

كثير بن مرة الحضرمي الحمصي ثقة من الثانية ووهم من عده في الصحابة ر 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 76).

(6)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 22101) ابن ماجه (رقم 2014)، والترمذي (رقم 1174) وقال: حديث حسن غريب، لا نعرفه إِلا من هذا الوجه". وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (رقم 307) والسرقسطي في الدلائل (رقم 63) وابن أبي داود في البعث (رقم 77) والشاشي (رقم 1374) وأبو العباس الأصم في مجموع من مصنفاته (رقم 399) والطبراني في الكبير (رقم 224) ومسند الشاميين (رقم 1166) وأبو نعيم في الحلية (5/ 220) وفي صفة الجنة (رقم 86) وابن البخاري في مشيخته (3/ 1649) وصححه الألباني في الصحيحة (1/ 334).

(7)

أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الكفرطابي الصالحي، توفي سنة 749 هـ. انظر الوفيات لابن رافع (2/ 115).

(8)

أبو المكارم أحمد بن أبي عيسى محمد بن محمد، ابن اللبان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 113).

(9)

أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مهرة الحداد الأصبهاني. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 26).

(10)

أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الحيري. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 3).

(11)

الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز النسوي الإمام الحافظ الثبت. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 288).

(12)

عبد الوهاب بن الضحاك بن أبان العُرْضي أبو الحارث الحمصي متروك كذبه أبو حاتم ق. التقريب لابن حجر (رقم 4257).

ص: 751

قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش

(1)

، حدثنا يحيى بن سعيد

(2)

، عن خالد بن معدان

(3)

، عن كثير بن مرة. فذكره.

666 -

عن أبي نضرة

(4)

، عن أبي سعيد: لقي رسول اللَّه ابن صائد في بعض طرق المدينة فاحتبسه، وهو غلام يهودي وله ذؤابة، ومعه أبو بكر وعمر فقال له رسول اللَّه:"تشهد أني رسول اللَّه؟ " فقال: أتشهد أنت أني رسول اللَّه؟ فقال النبي: "آمنت باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر" فقال له النبي: "ما ترى؟ " قال: أرى عرشًا فوق الماء، فقال النبي صلى اللَّه عليه:"ترى عرش إبليس فوق البحر" قال: "فما ترى؟ " قال: أرى صادقًا وكاذبين أو صادقين وكاذبًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لُبِسَ عَلَيْهِ فَدَعَاهُ". رواه الترمذي وقال: حديث حسن

(5)

.

667 -

عن عدي بن ثابت

(6)

، عن أبيه

(7)

، عن جده

(8)

قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "العُطاس والتثاؤب والنعاس والقيء والرعاف والحيض من الشيطان". رواه البغوي في معجمه

(9)

في ترجمة دينار الأنصاري

(10)

جد عدي بن ثابت.

(1)

إسماعيل بن عياش بن سليم العَنْسي صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم ي 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 91).

(2)

يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني أبو سعيد القاضي ثقة ثبت ع. التقريب لابن حجر (رقم 7559).

(3)

خالد بن معدان الكلاعي الحمصي أبو عبد اللَّه ثقة عابد يرسل كثيرًا ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 373).

(4)

المنذر بن مالك العَوَقي أبو نضرة ثقة خت م 4. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 226).

(5)

أخرجه الترمذي (رقم 2247).

(6)

عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي ثقة رمي بالتشيع ع. التقريب لابن حجر (رقم 4539).

(7)

ثابت الأنصاري والد عدي قيل هو ابن قيس بن الخطيم وهو جد عدي لا أبوه وقيل اسم أبيه دينار وقيل عمرو بن أخطب وقيل عبيد ابن عازب وهو مجهول الحال د س ق. نفس المصدر (رقم 836).

(8)

اختلف العلماء في جد عدي بن ثابت اختلافًا كثيرًا إلى أكثر من سبعة أقوال، منهم جزم بأنه ليس بصحابي كإبراهيم الحربي والبرقي، والذين قالوا بصحبته، اختلفوا في اسمه كلٌّ يقول بقول ويجزم به، وكل تلك الأقوال لا دليل عليها يعضدها، قال ابن حجر في التهذيب (2/ 21):"ولم يترجح لي في اسم جده إلى الآن شيء من هذه الأقوال كلها إِلا أن أقربها إلى الصواب أن جده هو جده لأمه عبد اللَّه بن يزيد الخطمي واللَّه أعلم".

(9)

أخرجه البغوي في معجم الصحابة (رقم 642).

وأخرجه الترمذي (رقم 2748) بلفظ: "العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة والحيض والقيء والرعاف من الشيطان": وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إِلا من حديث شريك، عن أبي اليقظان". قال ابن حجر في الفتح (10/ 607): "إسناده ضعيف".

(10)

انظر: معجم الصحابة للبغوي (2/ 294) وقد رجح بإن جد عدي اسمه دينار اعتمادا على قول ابن معين، وقد سبق بيان عدم صحة ذلك، ورده البخاري، قال الترمذي في سننه (4/ 385):"سألت محمد بن إسماعيل، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده قلت له: ما اسم جد عدي؟ قال: لا أدري".

ص: 752

668 -

عن عبد اللَّه

(1)

، عن رسول اللَّه:"من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل على صورتي"

(2)

. في الأول من مشيخة ابن شاذان

(3)

الكبرى.

ورُوِيَ من حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة

(4)

. وهو في الأول من مشيخة ابن شاذان الصغرى. ورواه مسلم

(5)

.

‌59 - بابٌ أن الفعل غير المفعول، والخلق غير المخلوق.

يقال: خَلَقَ يَخْلُقُ خَلْقًا، والإنسان مفعول المصدر المخلوق ليس هو المصدر، وإن كان قد يطلق لفظ المصدر على المفعول لقوله:{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ} [لقمان: 11] أي: مخلوق اللَّه.

وحَكى أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي

(6)

في شرح السُّنة إجماع السلف على أن الفعل غير المفعول

(7)

.

قال شيخنا أبو العباس

(8)

: "وكثير من أتباع جهم

(9)

: كأبي الحسن

(10)

وأتباعه ومن وافقه من متأخري

(1)

هو الصحابي الجليل عبد اللَّه بن مسعود.

(2)

أخرجه الإمام أحمد (رقم 3559، 4193) وابن أبي شيبة (رقم 30467) والدارمي (رقم 2185) والترمذي (رقم 2276) وقال: حديث حسن صحيح.

(3)

أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم 157).

(4)

أخرجه البخاري (رقم 6993) وله طرق كثيرة عن أبي هريرة بأسانيد صحيحة عند مسلم والإمام أحمد وغيرهم.

(5)

أخرجه مسلم (رقم 2266/ 10) وابن شاذان في مشيخته الصغرى (رقم 13).

(6)

البغوي الإمام الحافظ الفقيه المجتهد محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء الشافعي صاحب "معالم التنزيل" و"شرح السنة" و"التهذيب" و"المصابيح" وغير ذلك، توفي سنة 516 هـ. انظر تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 37).

(7)

انظر: شرح السنة للبغوي 1/ 144.

(8)

هو شيخ الإسلام ابن تيمية.

(9)

جهم بن صفوان أبو محرز الراسبي مولاهم السمرقندي، الكاتب، المتكلم، أس الضلالة، ورأس الجهمية، كان ينكر الصفات، وينزه الباري عنها بزعمه، ويقول بخلق القرآن، ويقول: إن اللَّه في الأمكنة كلها، وكان يقول: الإيمان عقد بالقلب، وإن تلفظ بالكفر، قيل: إن سلم بن أحوز قتل الجهم؛ لإنكاره أن اللَّه كلم موسى، وذلك في سنة 128 هـ. انظر: السير للذهبي (6/ 26).

(10)

أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، إمام الطائفة الأشعرية، كان معتزليًا أربعين سنة ثم تاب منه، ورد على المعتزلة، ورجع لمذهب السلف، لكن بقي في أقواله شيء من أصول المعتزلة والجهمية، توفي ببغداد سنة 344 هـ. انظر: السير للذهبي (15/ 85) والاستقامة لابن تيمية (1/ 105).

ص: 753

أصحاب مالك والشافعي وأحمد مثل: ابن عقيل

(1)

وابن الجوزي

(2)

وغيرهما يقولون: إن الخلق هو المخلوق والفعل هو المفعول، وقد جعلوا أفعال العباد فعلا للَّه، والفعل عندهم هو المفعول، فامتنع عندهم مع هذا أن يكون فعلا للعبد كيلا يكون فعل واحد له فاعلان.

وأما الجمهور فيقولون: أنه مخلوق للَّه مفعول له، وهي فعل العبد قائمة به، وليست فعلًا للَّه قائمة به، بل مفعولة له غير فعله، والرب تعالى لا يوصف بها هو مخلوق له، وإنما يوصف بها هو قائم به، فلم نلزم هؤلاء أن يكون الرب ظالمًا وإنما أولئك، فإذا قالوا: أنه يوصف بالمخلوق المنفصل عنه فُسمي ظالمًا وعادلًا لوجود مخلوق منفصل عنه خلقه، فإنهم ألزموهم أن يكون ظالمًا خلقه ظلمًا منفصلًا عنه؛ إذ كانوا لا يفرقون فيها انفصل عنه بين ما يكون صفة لغيره وفعلًا له، وبين ما لا يكون؛ إذ الجميع عندهم نسبته واحدة إلى قدرته ومشيئته وخلقه، وهؤلاء يلزمهم أن لا يكون الأفعال العباد فاعل لا الرب ولا العبد، أما العبد فإنها وإن قامت به الأفعال فإنه غير فاعل لها عندهم، وأما الرب فعندهم لم يقم به فعل لا هذه ولا غيرها، والفاعل والمفعول من قام به الفعل، كما أن المتكلم المفعول من قام به الكلام، والمريد المفعول من قامت به الإرادة، والحي والعالم والقادر من قامت به الحياة والعلم والقدرة.

والذين يقولون: الخلق غير المخلوق لهم قولان: هل يخلق بفعل واحد قديم يوجد به جميع المفعولات؟ أم هو يُوجُد المفعولات بأفعال متعاقبة كما قال تعالى: {خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ} [الزمر: 6]؟ على قولين. ومن قال بالثاني قال: إن المؤثر التام يستلزم الأثر التام وإلا لزم الترجيح بلا مرجح؛ فإن الفاعل إذا كان قبل حدوث المفعول وحين

(1)

أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن أحمد البغدادي الظفري المقرئ الفقيه الأصولي الواعظ المتكلم، أبو الوفاء، أحد الأئمة الأعلام، وشيح الإسلام، ولد سنة 431 هـ في جمادى الآخرة، تأثر بالمعتزلة وتتلمذ على بعضهم، ثم أعلن توبته المشهورة من ذلك، وبقي في أقواله شيء من ذلك، توفي ثاني عشر جمادى الأولى سنة 513 هـ. انظر الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (1/ 316) وانظر: آراء أبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي في مسائل التوحيد "عرض ودراسة" رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة. إعداد: أيمن بن سعود العنقري 1425 هـ.

(2)

جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه المعروف بابن الجوري، شيخ وقته، وإمام عصره، ولد سنة 508 هـ، نظر في جميع الفنون، وألف فيها. وكانت أكثر علومه يستفيدها من الكتب، ولم يُحكم ممارسة أهلها فيها، له ميل إلى التأويل في بعض كلامه، واشتد نكيرهم عليه في ذلك. وكلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو وإن كان مطلعا على الأحاديث والآثار في هذا الباب، فلم يكن خبيرا بحل شبهة المتكلمين، وبيان فسادها. وكان معظما لأبي الوفاء بن عقيل يتابعه في أكثر ما يجد في كلامه وإن كان قد رد عليه في بعض المسائل. وكان ابن عقيل بارعا في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار. فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلون فيه آراؤه. وأبو الفرج تابع له في هذا التلون، توفي سنة 597 هـ. انظر: الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (2/ 485).

ص: 754

حدوثه على حال واحده كان تخصيص أحدي الحالين بحدوث المفعول ترجيحًا لأحد المتماثلين على الآخر بلا مُرجح، وهذا ممتنع في صريح العقل؛ فالأثر لا يُوجد إِلا إذا حصل مؤثره التام؛ فإنه بدونه تامة لا يكون مؤثرًا، فلا يحصل الأثر، وإذا تم رجب حصول الأثر؛ إذ لو لم يجب لأمكن وجوده وأمكن عدمه، فكان يتوقف على حدوث شيء آخر فلا يكون المؤثر تامًا.

وهؤلاء يقولون: القدرة مع الفعل، وكذلك الإرادة وسائر ما يتوقف عليه الفعل، وإن كان بعض ذلك قد يتقدم عليه ويبقى إلى حين حصوله، لكن لا بد من وجوده معه، وهذا الفعل الذي هو تكوين الرب خارج عن جميع الأسباب المخلوقة"

(1)

.

* * *

(1)

هذا نقل تام عن شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة، وقد تكلم عنها في عدد من كتبه. انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 468) والصفدية له (1/ 152).

ص: 755

[جـ 1: تحقيق صقر بن حسن الغامدي]

- جـ -

أهم النتائج والتوصيات:

1 -

أهمية كتاب صفات رب العالمين في جمعه لكثير من الأحاديث والآثار المهمة في أبواب الاعتقاد.

2 -

أهمية علم الأثر في إيضاح مسائل الاعتقاد والاستدلال به عليها.

3 -

الاطلاع على أقوال جديدة ومهمة لأئمة السلف في أبواب الاعتقاد.

4 -

بيان عدد من المسائل المهمة المتنازع فيها وما يصح من الأقوال فيها.

5 -

دقة علماء السلف في نقل الأحاديث والأخبار وبيان الصحيح من غيره منها.

6 -

حرص علماء السلف على طلب العلم الشرعي وتلقيه كما جاء عن سلف الأمة.

7 -

الاهتمام بكتب علماء الأمة المخطوطة بالتحقيق والدراسة.

8 -

أهمية العلم في حفظ عقائد الأمة والرد على المخالفين.

ص: 4

فهرس‌

‌‌

‌ ا

لمصادر والمراجع

‌1 - المخطوطات.

1 -

مخطوط التبيان لبديعة البيان عن موت الأعيان لابن ناصر الدين الدمشقي مكتبة فيض اللَّه افندي رقم 1412.

2 -

مخطوط الجزء الحادي عشر من فوائد ابن البختري ضمن مجموع (رقم 9595) توجد صورته لدى الباحث.

3 -

مخطوط جزء فيه أحاديث أبي حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري توجد صورته لدى الباحث.

4 -

مخطوط جوامع علم النجوم وأصول الهيئة وحركات الاشخاص السماويه، ويسمى: المجسطي للفراغاني نفسه (ق 145).

5 -

مخطوط شرح قصيدة ابن الهيثم للخمي دار الكتب المصرية (رقم 1051/ ميقات) تاريخ النسخ 1220 هـ، يقع في 23 لوحًا.

6 -

مخطوط فوائد أبي الحسين علي بن غنائم. توجد صورته لدى الباحث.

7 -

مخطوط معجم الأبرقوهي - توجد صورته لدى الباحث.

8 -

مخطوط معجم الشيوخ من الرجال والنساء الشمس الدين محمد بن أبي بكر بن محمد بن طرخان مصدرها: مخطوطات جامعة الملك سعود، رقمها 3065 ز (ق 651/ 4).

9 -

مخطوط مقالة ابن الهيثم في علم الهيئة. توجد صورته لدى الباحث.

- المطبوعات.

- أ -

10 -

الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير للحسين بن إبراهيم الهمذاني الجورقاني. تحقيق وتعليق: عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي. الناشر: دار الصميعي للنشر والتوزيع الرياض. الهند الطبعة الرابعة 1422 هـ.

11 -

الإبانة الكبرى لابن بطة تحقيق: الوليد بن محمد نبيه بن سيف النصر. الناشر: دار الراية للنشر والتوزيع الرياض. الطبعة الأولى 1418 هـ.

12 -

الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري. تحقيق: فوقية حسين محمود. الناشر: دار الأنصار القاهرة. الطبعة الأولى 1418 هـ.

13 -

إبطال التأويلات القاضي أبو يعلى. تحقيق: محمد الحمود النجدي. الناشر: دار إيلاف الدولية الكويت.

14 -

أبكار الأفكار في أصول الدين للآمدي. تحقيق: أحمد محمد المهدي. الناشر: دار الكتب والوثائق القومية القاهرة. الطبعة الثانية 1424 هـ.

ص: 866

15 -

أبو القاسم السهيلي ومذهبه النحوي. لمحمد إبراهيم البنا الناشر: دار البيان العربي جدة. الطبعة الأولى 1405 هـ.

16 -

أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية. لسعدي بن مهدي الهاشمي. الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، المملكة العربية السعودية. الطبعة: 1402 هـ.

17 -

إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر البوصيري تحقيق: دار المشكاة للبحث العلمي بإشراف أبو تميم ياسر بن إبراهيم. الناشر: دار الوطن للنشر بالرياض. الطبعة الأولى 1420 هـ.

18 -

اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الحلفاء للمقريزي تحقيق: جمال الدين الشيال ومحمد حلمي محمد أحمد. الناشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لجنة إحياء التراث الإسلامي، الطبعة الأولى.

19 -

آثار البلاد وأخبار العباد لزكريا بن محمد ابن محمود القزويني الناشر: دار صادر بيروت.

20 -

الآثار المروية في الأطعمة السرية لأبي القاسم خلف بن عبد الملك ابن بشكوال تحقيق: أبي عمار محمد ياسر الشعيري. الناشر: د أضواء السلف بالرياض. الطبعة الأولى 2004 م.

21 -

إثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة لخليل بن كيكلدي العلائي تحقيق: مرزق بن هياس آل مرزوق الزهراني. الناشر: مكتبة العلوم والحكم. الطبعة الأولى 1425 هـ.

22 -

إثبات صفة العلو لأبي محمد عبد اللَّه بن أحمد ابن قدامة تحقيق: أحمد بن عطية بن علي الغامدي. الناشر: مكتبة العلوم والحكم. الطبعة الأولى 1409 هـ.

23 -

اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم تحقيق: عواد عبد اللَّه المعتق، الناشر: مطابع الفرزدق التجارية بالرياض. الطبعة الأولى 1408 هـ.

24 -

الأجوبة العلية عن الأسئلة الدمياطية للسخاوي تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان. الناشر: دار غراس الكويت. الطبعة الأولى 1423 هـ.

25 -

الآحاد والمثاني لأبي بكر ابن أبي عاصم تحقيق: باسم فيصل أحمد الجوابرة. الناشر: دار الراية الرياض. الطبعة الأولى 1411 هـ.

26 -

الأحاديث المختارة لضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي. دراسة وتحقيق: عبد الملك بن عبد اللَّه بن دهيش. الناشر: دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت لبنان. الطبعة: الثالثة 1420 هـ.

27 -

أحاديث من المسند الصحيح لأبي حامد أحمد بن محمد ابن الشرقي. المحقق: عامر حسن صبري. الناشر: دار البشائر الإسلامية. ضمن سلسلة الأجزاء والكتب الحديثية (39). الطبعة: الأولى 1427 هـ.

28 -

أحكام القرآن للشافعي، جمع الإمام البيهقي كتب هوامشه: عبد الغني عبد الخالق. الناشر: مكتبة الخانجي. القاهرة. الطبعة الثانية 1414 هـ.

ص: 867

29 -

أحوال الرجال لإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البَستوي. الناشر: حديث اكادمي فيصل آباد، باكستان.

30 -

إحياء علوم الدين للغزالي الناشر: دار المعرفة بيروت.

31 -

أخبار أصبهان لأبي نعيم تحقيق: سيد كسروي حسن. الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت. الطبعة الأولى 1410 هـ.

32 -

أخبار الدجال لعبد الغني بن عبد الواحد المقدسي تحقيق: قسم التحقيق بالدار. الناشر: دار الصحابة للتراث بطنطا. الطبعة الأولى 1413 هـ.

33 -

أخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي تحقيق: إبراهيم شمس الدين. الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1426 هـ.

34 -

أخبار القضاة لأبي بكر محمد بن خلف الضبي البغدادي وكيع تحقيق: عبد العزيز مصطفى المراغي. الناشر: المكتبة التجارية الكبرى، بشارع محمد علي بمصر. الطبعة الأولى 1366 هـ.

35 -

أخبار مكة لمحمد بن إسحاق الفاكهي تحقيق: عبد الملك بن عبد اللَّه بن دهيش. الناشر: دار خضر بيروت. الطبعة الثانية 1413 هـ.

36 -

اختلاف الحديث للإمام الشافعي الناشر: دار المعرفة بيروت. 1410 هـ.

37 -

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الشيخ الأصبهاني تحقيق: صالح بن محمد الونيان. الناشر: دار المسلم للنشر والتوزيع. الطبعة الأولى 1998 م.

38 -

الآداب للبيهقي تعليق: أبي عبد اللَّه السعيد المندوه. الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1408 هـ.

39 -

أدب الخواص للحسين بن علي المغربي أعده للنشر: حمد الجاسر. الناشر: دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر الرياض 1400 هـ.

40 -

آراء أبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي في مسائل التوحيد (عرض ودراسة) رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة. إعداد: أيمن بن سعود العنقري 1425 هـ.

41 -

الأربعون الصغرى للبيهقي تحقيق: أبي إسحاق الحويني الأثري. الناشر: دار الكتاب العربي بيروت. الطبعة الأولى 1408 هـ.

42 -

الأربعون حديثا للآجري تحقيق: بدر بن عبد اللَّه البدر. الناشر: أضواء السلف، الرياض. الطبعة الثانية 1420 هـ.

ص: 868

43 -

الأربعون في دلائل التوحيد لأبي إسماعيل عبد اللَّه بن محمد الأنصاري الهروي تحقيق: علي الفقيهي. الناشر: المدينة المنورة. الطبعة الأولى 1404 هـ.

44 -

الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول لاعتقاد لعبد الملك الحويني تحقيق: محمد يوسف موسى وعلي عبد المنعم عبد الحميد. الناشر: مكتبة الخانجي مصر. الطبعة الأولى 1369 هـ.

45 -

الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار لابن عبد البر تحقيق: سالم محمد عطا، محمد علي معوض. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1421 هـ.

46 -

الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكني لابن عبد البر تحقيق: عبد اللَّه مرحول السوالمة. رسالة علمية لنيل درجة الدكتوراة بجامعة أم القرى. 1403 - 1404 هـ.

47 -

الاستقامة لابن تيمية تحقيق: محمد رشاد سالم. الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود. الطبعة الأولى 1403 هـ.

48 -

الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر تحقيق: علي محمد البجاوي. الناشر دار الجيل، بيروت. الطبعة الأولى 1412 هـ.

49 -

أسد الغابة لعلي بن أبي الكرم ابن الأثير الجزري الناشر دار الفكر بيروت. 1409 هـ.

50 -

الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة للخطيب البغدادي تحقيق: عز الدين علي السيد الناشر: مكتبة الخانجي القاهرة مصر. الطبعة الثالثة 1417 هـ.

51 -

الأسماء والصفات للبيهقي تحقيق: عبد اللَّه بن محمد الحاشدي. قدم له: فضيلة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي.

52 -

الناشر: مكتبة السوادي بجدة. الطبعة: الأولى 1413 هـ.

53 -

إشارات المرام من عبارات الإمام أبي حنيفة النعمان للقاضي كمال الدين البياضي تحقيق: يوسف عبد الرزاق الشافعي. الناشر: زمزم ببلشر. الطبعة الأولى 1425 هـ.

54 -

الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض. الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت. الطبعة الأولى 1415 هـ.

55 -

إصلاح المال لابن أبي الدنيا تحقيق: محمد عبد القادر عطا. الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1414 هـ.

56 -

إصلاح المنطق ليعقوب بن إسحاق ابن السكيت تحقيق: محمد مرعب. الناشر: دار إحياء التراث العربي. الطبعة الأولى 1423 هـ.

57 -

الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي تحقيق: فيصل بدير عون. مطبوعات جامعة الكويت 1998 م.

58 -

أصول الدين لعبد القاهر البغدادي استانبول مطبعة الدولة. الطبعة الأولى 1346 هـ.

ص: 869

59 -

أصول السنة لابن أبي زمنين تحقيق: عبد اللَّه البخاري. الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية بالمدينة. الطبعة الأولى 1415 هـ.

60 -

أصول السنة لمحمد بن عبد اللَّه ابن أبي زمنين المالكي تحقيق: عبد اللَّه بن محمد عبد الرحيم بن حسين البخاري. الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة النبوية. الطبعة الأولى 1415 هـ.

61 -

الاعتقاد للبيهقي تحقيق: أحمد عصام الكاتب. الناشر: دار الآفاق الجديدة ببيروت. الطبعة: الأولى 1401 هـ.

62 -

اعتلال القلوب الخرائطي لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي السامري. تحقيق: حمدي الدمرداش. الناشر: نزار مصطفى الباز بمكة. الطبعة: الثانية 1921 هـ.

63 -

إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم تحقيق: محمد عبد السلام إبراهيم. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1411 هـ، وانظر: نونية ابن القيم.

64 -

الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام للقرطبي تحقيق: أحمد حجازي السقا. الناشر: دار التراث العربي القاهرة.

65 -

الإعلام بمناقب الإسلام لأبي الحسن العامري نفسه تحقيق: أحمد عبد الحميد غراب. الناشر: دار الأصالة للثقافة والنشر والإعلام بالرياض. الطبعة الأولى 1408 هـ.

66 -

الأعلام لخير الدين الزركلي الناشر: دار العلم للملايين. الطبعة الخامسة عشر 1422 هـ.

67 -

الإعلام والتبيين في خروج الفرنج الملاعين على ديار المسلمين. لأحمد بن علي الحريري تحقيق سهيل زكار، مكتبة دار الملَّاح الطبعة 1401 هـ.

68 -

الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي (281) ترجمة: صالح أحمد العلي. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة الأولى 1407 هـ.

69 -

أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي تحقيق: علي أبو زيد ونبيل أبو عشمة ومحمد موعد ومحمود سالم محمد. الناشر: دار الفكر المعاصر بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1418 هـ.

70 -

إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم تحقيق: محمد حامد الفقي. الناشر: مكتبة المعارف الرياض.

71 -

الاقتصاد في الاعتقاد لأبي حامد الغزالي تحقيق: عبد اللَّه محمد الخليلي. الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. الطبعة الأولى 1424 هـ.

72 -

الإقناع في مسائل الإجماع لأبي الحسن ابن القطان الفاسي تحقيق: حسن فوزي الصعيدي. الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر بالقاهرة. الطبعة الأولى 1424 هـ.

73 -

إكرام الضيف لإبراهيم بن إسحاق الحربي تحقيق: عبد اللَّه عائض الغرازي. الناشر: مكتبة الصحابة بطنطا. الطبعة: الأولى 1407 هـ.

ص: 870

74 -

إكمال الإكمال لابن نقطة الحنبلي تحقيق: د. عبد القيوم عبد رب النبي. الناشر: جامعة أم القرى مكة المكرمة. الطبعة: الأولى 1410 هـ.

75 -

إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض بن موسى اليحصبي السبتي تحقيق: يحيى إسماعيل. الناشر: دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع بمصر. الطبعة: الأولى 1419 هـ.

76 -

إكمال تهذيب الكمال مغلطاي بن قليج بن عبد اللَّه البكجري المصري الحكري الحنفي تحقيق: عادل بن محمد وأسامة بن إبراهيم. الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر. الطبعة الأولى 1422 هـ.

77 -

الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب لأبي نصر علي بن هبة اللَّه ابن ماكولا الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة: الطبعة الأولى 1411 هـ.

78 -

الإلزامات والتتبع للدارقطني دراسة وتحقيق: مقبل بن هادي الوداعي. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان. الطبعة الثانية 1405 هـ.

79 -

أمالي ابن سمعون تحقيق: عامر حسن صبري. الناشر: دار البشائر الإسلامية، بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1423 هـ.

80 -

أمالي ابن بشران. تحقيق: أحمد بن سليمان. الناشر: دار الوطن للنشر بالرياض. الطبعة: الأولى 1420 هـ.

81 -

الأمالي الخميسية للشجري يحيى بن الحسين الشجري الجرجاني رتبها: القاضي محمد بن أحمد القرشي، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة الأولى 1422 هـ.

82 -

أمالي المحاملي رواية ابن البيع لأبي عبد اللَّه الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي تحقيق: إبراهيم القيسي. الناشر: المكتبة الإسلامية عمان الأردن، ودار ابن القيم بالدمام. الطبعة: الأولى 1412 هـ.

83 -

الأمالي المطلقة لابن حجر. تحقيق: حمدي بن عبد المجيد بن إسماعيل السلفي. الناشر: المكتب الإسلامي ببيروت. الطبعة الأولى 1416 هـ.

84 -

الإمام الدارقطني في كتابه العلل الناشر: دار طيبة الرياض. تحقيق: محفوظ الرحمن زين اللَّه. الطبعة الأولى 1405 هـ.

85 -

أمثال الحديث لأبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي تحقيق: أحمد عبد الفتاح تمام. الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت. الطبعة: الأولى 1409 هـ.

86 -

الأمصار ذوات الآثار للذهبي تحقيق: محمود الأرناؤوط. الناشر: دار ابن كثير دمشق بيروت. الطبعة الأولى 1405 هـ.

87 -

الأموال لحميد بن مخلد ابن زنجويه تحقيق: شاكر ذيب فياض. الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، السعودية. الطبعة: الأولى 1406 هـ.

ص: 871

88 -

إن‌

‌ب

اء الغمر بأبناء العمر لابن حجر تحقيق: حسن حبشي. الناشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لجنة إحياء التراث الإسلامي، مصر. عام النشر: 1389 هـ.

89 -

إنباه الرواة على أنباه النحاة لجمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي تحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم. الناشر: دار الفكر العربي بالقاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية ببيروت. الطبعة: الأولى 1406 هـ.

90 -

الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد لأبي الحسين عبد الرحيم بن محمد الخياط المعتزلي تحقيق: نيبرج. الناشر: مكتبة الدار العربية للكتاب القاهرة. الطبعة الثانية 1413 هـ.

91 -

الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال لأحمد الإسكندري المالكي من هامش الكشاف. تحقيق: عادل أحمد وعلي معوض وفتحي حجازي. الناشر: مكتبة العبيكان. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

92 -

الأنساب للسمعاني تحقيق: عبد الرحمن المعلمي. الناشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية حيدر أباد. الطبعة الأولى 1382 هـ.

93 -

الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به للباقلاني تحقيق: الكوثري، الناشر: المكتبة الأزهرية للتراث. الطبعة الثانية 1421 هـ.

94 -

الأنوار في شمائل النبي المختار لمحيي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي. تحقيق: الشيخ إبراهيم اليعقوبي. الناشر: دار المكتبي بدمشق. الطبعة: الأولى 1416 هـ.

95 -

الأهوال لابن أبي الدنيا تحقيق: مجدي فتحي السيد. الناشر: مكتبة آل ياسر بمصر. 1413 هـ.

96 -

الأوائل لأبي بكر ابن أبي عاصم تحقيق: محمد بن ناصر العجمي، الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي الكويت.

97 -

الأوائل للطبراني تحقيق: محمد شكور بن محمود الحاجي أمرير. الناشر: مؤسسة الرسالة، دار الفرقان ببيروت. الطبعة: الأولى 1403 هـ.

98 -

الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف لابن المنذر. تحقيق: أبو حماد صغير أحمد بن محمد حنيف. الناشر: دار طيبة بالرياض. الطبعة الأولى 1405 هـ.

99 -

إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل لمحمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني الحموي الشافعي تحقيق: وهبي سليمان غاوجي الألباني. الناشر: دار السلام للطباعة والنشر مصر. الطبعة الأولى 1410 هـ.

100 -

الإيمان لأبي عبد اللَّه محمد بن إسحاق بن منده تحقيق: علي محمد ناصر الفقيهي. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة الثانية 1406 هـ.

- ب -

ص: 872

101 -

بحر الفوائد الكلاباذي لأبي بكر محمد بن أبي إسحاق الكلاباذي البخاري. تحقيق: محمد حسن إسماعيل وأحمد فريد المزيدي. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1420 هـ.

102 -

البدء والتاريخ للمطهر بن طاهر المقدسي. الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، بورسعيد.

103 -

البداية والنهاية لابن كثير تحقيق: عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي. الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان الطبعة الأولى 1418 هـ، سنة النشر 1424 هـ.

104 -

بدائع الزهور في وقائع الدهور لابن إياس دار إحياء الكتب العربية. عيسى البابي الحلبي وشركاه. الطبعة الأولى 1395 هـ.

105 -

بدائع الفوائد لابن القيم تحقيق: علي العمران. الناشر: دار عالم الفوائد.

106 -

البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير لسراج الدين أبي حفص عمر بن علي ابن الملقن تحقيق: مصطفى أبو الغيط وعبد اللَّه بن سليمان وياسر بن كمال. الناشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع بالرياض. الطبعة: الاولى 1425 هـ.

107 -

البدع ابن وضاح في تحقيق ودراسة: عمرو عبد المنعم سليم. الناشر: مكتبة ابن تيمية، بالقاهرة، مكتبة العلم بجدة. الطبعة: الأولى 1416 هـ.

108 -

البر والصلة لأبي عبد اللَّه الحسين بن الحسن بن حرب السلمي المروزي. تحقيق: محمد سعيد بخاري. الناشر: دار الوطن بالرياض. الطبعة: الأولى 1419 هـ.

109 -

البعث لأبي بكر ابن أبي داود. تحقيق: أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول. الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1407 هـ.

110 -

البعث والنشور للبيهقي تحقيق: عامر أحمد حيدر. الناشر: مركز الخدمات والأبحاث الثقافية، بيروت. الطبعة الأولى 1406 هـ.

111 -

بغية الباحث مسنده الحارث بن أبي أسامة محمد بن داهر التميمي. بانتقاء نور الدين علي الهيثمي، تحقيق: حسين أحمد صالح الباكري. الناشر: مركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالمدينة المنورة. الطبعة: الأولى 1413 هـ.

112 -

بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم تحقيق: سهيل زكار. الناشر: دار الفكر.

113 -

بغية المرتاد لابن تيمية تحقيق: موسى الدويش. الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية. الطبعة الثالثة 1415 هـ.

114 -

بغية الملتمس في سباعيات حديث الإمام مالك بن أنس لخليل بن كيكلدي العلائي تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي. الناشر: عالم الكتب بيروت. الطبعة: الأولى 1405 هـ.

ص: 873

115 -

بغية الوعاة في طبقا‌

‌ت

اللغويين والنحاة للسيوطي. تحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم. الناشر: المكتبة العصرية لبنان صيدا.

116 -

البلدان لأحمد بن إسحاق اليعقوبي الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1422 هـ.

117 -

البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة لمجد الدين الفيروزأبادي الناشر: دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع. الطبعة الأولى 1421 هـ.

118 -

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية تحقيق: مجموعة من المحققين. الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. الطبعة الأولى 1426 هـ.

119 -

البيتوتة أبو العباس السراج تحقيق: أبو الأشبال الزهيري حسن بن أمين بن المندوه. الناشر: دار الريان للتراث القاهرة. الطبعة الأولى 1408 هـ.

- ت -

120 -

تاريخ ابن أبي خيثمة تحقيق: صلاح بن فتحي هلال. الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر بالقاهرة. الطبعة: الأولى 1427 هـ.

121 -

تاريخ ابن الوردي لابن الوردي الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1417 هـ.

122 -

تاريخ ابن معين رواية الدوري. تحقيق: أحمد محمد نور سيف. الناشر: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - مكة المكرمة. الطبعة الأولى 1399 هـ.

123 -

تاريخ ابن يونس لأبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. الطبعة الأولى 1421 هـ.

124 -

تاريخ إربل للمبارك بن أحمد ابن المستوفي الإربلي. تحقيق: سامي بن سيد خماس الصقار. الناشر: وزارة الثقافة والإعلام، دار الرشيد للنشر العراق. الطبعة الأولى 1980 م.

125 -

تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين لأبي حفص ابن شاهين. تحقيق: عبد الرحيم محمد أحمد القشقري. الناشر: الطبعة: الأولى 1409 هـ.

126 -

تاريخ الإسلام للذهبي تحقيق: بشار عواد معروف. الناشر: دار الغرب الإسلامي. الطبعة الأولى 1423 هـ.

127 -

التاريخ الباهر لابن الأثير تحقيق عبد القادر أحمد طليبات. دار الكتب الحديثة بالقاهرة ومكتبة المثنى ببغداد. الطبعة الثانية 1995 م.

128 -

تاريخ الخلفاء للسيوطي تحقيق: حمدي الدمرداش. الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز. الطبعة الأولى 1425 هـ.

129 -

تاريخ الرسل والملوك لمحمد بن جرير الطبري الناشر: دار التراث بيروت. الطبعة الثانية 1387 هـ.

ص: 874

130 -

التاريخ الكبير للبخاري الطبعة: دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن. طبع تحت مراقبة: محمد عبد المعيد خان.

131 -

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي تحقيق: بشار عواد معروف. الناشر: دار الغرب الإسلامي بيروت. الطبعة الأولى 1425 هـ.

132 -

تاريخ بيهق لعلي بن زيد البيهقي الشهير بابن فندمه الناشر: دار اقرأ دمشق. الطبعة الأولى 1425 هـ.

133 -

تاريخ جرجان لأبي القاسم حمزة بن يوسف السهمي. تحت مراقبة: محمد عبد المعيد خان. الناشر: عالم الكتب ببيروت. الطبعة: الرابعة 1407 هـ.

134 -

تاريخ داريا لعبد الجبار الخولاني بعناية: سعيد الأفغاني. الناشر: مطبعة البرقي بدمشق 1369 هـ.

135 -

تاريخ دمشق لابن القلانسي تحقيق: سهيل زكار. الناشر: دار حسان للطباعة والنشر دمشق. الطبعة الأولى 1403 هـ.

136 -

تاريخ دمشق لابن عساكر تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي. الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. عام النشر 1415 هـ.

137 -

تاريخ علماء الأندلس لعبد اللَّه بن محمد الأزدي ابن الفرضي. عنى بنشره وصححه ووقف على طبعه: السيد عزت العطار الحسيني. الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة. الطبعة: الثانية، 1408 هـ.

138 -

تاريخ مولد العلماء ووفياتهم لأبي سليمان محمد بن عبد اللَّه الربعي. تحقيق: عبد اللَّه أحمد سليمان الحمد. الناشر: دار العاصمة بالرياض. الطبعة: الأولى، 1410 هـ.

139 -

تاريخ نيساور لابن البيع تلخيص: أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد المعروف بالخليفة النيسابوري. الناشر: كتابخانة ابن سينا طهران. عرّبه عن الفارسية: بهمن كريمي.

140 -

تأسيس التقديس للرازي تحقيق: أحمد السقا. مطبعة الكليات الأزهرية 1406 هـ.

141 -

تالي تلخيص المتشابه للخطيب البغدادي. تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان وأحمد الشقيرات. الناشر: دار الصميعي بالرياض. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

142 -

تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة تحقيق: إبراهيم شمس الدين. الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت لبنان.

143 -

تبصرة الأدلة في أصول الدين لأبي المعين النسفي تحقيق: د. فتح اللَّه خليف. الناشر: دار الجامعات المصرية الإسكندرية.

144 -

تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر تحقيق: محمد علي النجار. الناشر: المكتبة العلمية بيروت لبنان.

145 -

تبين كذب المفتري لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللَّه بن عساكر. الناشر: دار الكتاب العربي ببيروت. الطبعة: الثالثة 1404 هـ.

ص: 875

146 -

تجارب الأمم وتعاقب الهمم لابن مسكويه تحقيق: سيد كسروي حسن. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1424 هـ باختصار وتصرف.

147 -

التحبير في المعجم الكبير لعبد الكريم السمعاني تحقيق: منيرة ناجي سالم. الناشر: رئاسة ديوان الأوقاف بغداد. الطبعة الأولى 1395 هـ. باختصار.

148 -

تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ المزي تحقيق: عبد الصمد شرف الدين. الناشر: المكتب الإسلامي، والدار القيّمة. الطبعة الثانية 1403 هـ.

149 -

تحفة الأشراف للمزي تحقيق: عبد الصمد شرف الدين. طبعة: المكتب الإسلامي والدار القيّمة. الطبعة الثانية 1403 هـ.

150 -

تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل لأبي زرعة العراقي تحقيق: عبد اللَّه نوارة. الناشر: مكتبة الرشد الرياض.

151 -

تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين لعلاء الدين علي بن إبراهيم بن العطار تحقيق: مشهور حسن سلمان. الناشر: الدار الأثرية عَمَّان. الطبعة الأولى 1428 هـ.

152 -

تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد الإبراهيم البيجوري تحقيق: علي جمعة. الناشر: دار السلام القاهرة. الطبعة الأولى 1422 هـ.

153 -

تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد للبيجوري تحقيق: محمد أديب الكيلاني وعبد الكريم تتان. راجعه: عبد الكريم الرفاعي. الناشر: حماة مكتبة الغزالي الطبعة الأولى 1392 هـ.

154 -

تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي تحقيق: عبد اللَّه السعد. الناشر: دار ابن خزيمة الرياض. الطبعة الأولى 1414 هـ.

155 -

التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار لابن رجب الحنبلي. بشير محمد عيون. الناشر: مكتبة المؤيد بالطائف، ودار البيان بدمشق. الطبعة: الثانية 1409 هـ.

156 -

التدمرية لابن تيمية تحقيق: محمد السعوي. الناشر: مكتبة العبيكان الرياض. الطبعة السادسة 1421 هـ.

157 -

التدوين في أخبار قزوين لعبد الكريم بن محمد القزويني تحقيق: عزيز اللَّه العطاردي. الناشر: دار الكتب العلمية. الطبعة 1408 هـ.

158 -

تذكرة الحفاظ للذهبي الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1419 هـ.

159 -

تذكرة الحفاظ لمحمد بن طاهر المقدسي. تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي. الناشر: دار الصميعي بالرياض. الطبعة: الأولى 1415 هـ.

160 -

الترغيب في الدعاء والحث عليه لعبد الغني المقدسي. تحقيق: فواز أحمد زمرلي. الناشر: دار ابن حزم ببيروت.

ص: 876

161 -

الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لأبي حفص ابن شاهين. تحقيق: محمد حسن إسماعيل. الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. الطبعة: الأولى 1424 هـ.

162 -

الترغيب والترهيب لعبد العظيم المنذري. المحقق: إبراهيم شمس الدين. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

163 -

تركة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي إسماعيل حماد بن إسحاق الأزدي. أكرم ضياء العمري. الطبعة: الأولى 1404 هـ.

164 -

تسمية ما انتهي إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور عاليًا لأبي نعيم. تحقيق: عبد اللَّه بن يوسف الجديع. الناشر: دار العاصمة، بالرياض. الطبعة: الأولى 1409 هـ.

165 -

تسمية من رُوي عنه من أولاد العشرة لعلي بن المديني تحقيق: علي محمد جماز. الناشر: دار القلم الكويت. الطبعة الأولى 1402 هـ.

166 -

تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة لابن حجر تحقيق: إكرام اللَّه إمداد الحق. الناشر: دار البشائر. بيروت. الطبعة: الأولى 1996 م.

167 -

التعريفات لعلي بن محمد الجرجاني. المحقق: جماعة من العلماء بإشراف الناشر. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان. الطبعة: الأولى 1403 هـ.

168 -

تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي. تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي. الناشر: مكتبة الدار بالمدينة. الطبعة: الأولى 1406 هـ.

169 -

تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان. تحقيق: خليل بن محمد العربي. الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، دار الكتاب الإسلامي - القاهرة. الطبعة: الأولى 1414 هـ.

170 -

تغليق التعليق لابن حجر. تحقيق: سعيد عبد الرحمن موسى القزقي. الناشر: المكتب الإسلامي، دار عمار بيروت، عمان الأردن. الطبعة: الأولى 1405 هـ.

171 -

تفسير ابن برجانو المسمَّى: تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب الحكيم وتعرُّف الآيات والنبأ العظيم تحقيق: أحمد فريد المزيدي. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنات. الطبعة الأولى 1434 هـ.

172 -

تفسير أبي الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي.

173 -

تفسير البغوي تحقيق: محمد عبد اللَّه النمر وعثمان جمعة ضميرية وسليان مسلم الحرش. الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع. الطبعة الرابعة 1417 هـ.

174 -

تفسير الرازي الناشر: دار إحياء التراث العربي بيروت. الطبعة الثالثة 1420 هـ.

175 -

تفسير الطبري تحقيق: أحمد شاكر. الناشر: مؤسسة الرسالة. الطبعة الأولى 1420 هـ.

ص: 877

176 -

تفسير الطبري تحقيق: عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي. بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر الدكتور عبد السند حسن يهامة. الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان. الطبعة: الأولى 1422 هـ.

177 -

تفسير القرآن العزيز لأبي عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن أبي زمنين المالكي، تحقيق: أبي عبد اللَّه حسين بن عكاشة ومحمد بن مصطفى الكنز. الناشر: الفاروق الحديثة مصر القاهرة. الطبعة: الأولى 1423 هـ.

178 -

تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم. تحقيق: أسعد محمد الطيب. الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز بمكة. الطبعة: الثالثة 1419 هـ.

179 -

تفسير القرآن العظيم لابن كثير تحقيق: سامي بن محمد سلامة. الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع. الطبعة الثانية 1420 هـ.

180 -

تفسير القرآن لأبي المظفر منصور بن محمد السمعاني تحقيق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم. الناشر: دار الوطن بالرياض. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

181 -

تفسير القرطبي تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش. الناشر: دار الكتب المصرية القاهرة، الطبعة الثانية 1384 هـ.

182 -

تفسير سعيد بن منصور تحقيق: سعد بن عبد اللَّه بن عبد العزيز آل حميد. الناشر: دار الصميعي للنشر والتوزيع. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

183 -

تفسير سفيان الثوري. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1403 هـ.

184 -

تفسير عبد الرزاق تحقيق: محمود محمد عبده. الناشر: دار الكتب العلمية. الطبعة الأولى 1419 هـ.

185 -

تفسير مجاهد. المحقق: الدكتور محمد عبد السلام أبو النيل. الناشر: دار الفكر الإسلامي الحديثة، مصر. الطبعة: الأولى 1410 هـ.

186 -

تفسير مقاتل تحقيق: عبد اللَّه محمود شحاته. الناشر: دار إحياء التراث ببيروت. الطبعة: الأولى 1423 هـ.

187 -

تفسير يحيى بن سلام. تقديم وتحقيق: هند شلبي. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1425 هـ.

188 -

- تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين لأبي القاسم الحسين بن محمداللراغب الأصفهاني. الناشر: دار مكتبة الحياة ببيروت. عام النشر: 1983 م.

189 -

تقريب التهذيب لابن حجر. تحقيق: محمد عوامة. الناشر: دار الرشيد سوريا. الطبعة 1406 هـ.

190 -

التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد لمحمد بن عبد الغني بن نقطة الحنبلي البغدادي تحقيق: كمال يوسف الحوت. الناشر: دار الكتب العلمية. الطبعة الأولى 1408 هـ.

191 -

التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار تحقيق: عبد السلام الهراس. الناشر: دار الفكر للطباعة لبنان 1415 هـ.

ص: 878

192 -

التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل لابن كثير. دراسة وتحقيق: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان. الناشر: مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة، اليمن. الطبعة: الأولى 1432 هـ.

193 -

التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير لابن حجر، تحقيق: أبو عاصم حسن بن عباس بن قطب. الناشر: مؤسسة قرطبة - مصر. الطبعة: الأولى 1416 هـ.

194 -

تلخيص المتشابه في الرسم الخطيب البغدادي تحقيق: شكينة الشهابي. الناشر: طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق. الطبعة: الأولى، 1985 م.

195 -

التمهيد لابن عبد البر تحقيق: مصطفى العلوي، محمد البكري. الناشر: وزارة الأوقاف المغرب عام 1387 هـ.

196 -

التمهيد للباقلاني عني بتصحيحه: ريتشرد مكارثي اليسوعي. المكتبة الشرقية بيروت. 1957 م.

197 -

التنبيه والإشراف لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي تصحيح: عبد اللَّه إسماعيل الصاوي. الناشر: دار الصاوي القاهرة.

198 -

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع لمحمد بن أحمد المَلَطي العسقلاني. تحقيق: محمد زاهد الكوثري. الناشر: المكتبة الأزهرية للتراث مصر.

199 -

التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة لعبد الرحمن السعدي الناشر: دار طيبة الرياض. الطبعة الأولى 1414 هـ.

200 -

تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة لا بن عراق الكناني. تحقيق: عبد الوهاب الغاري. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1399 هـ.

201 -

تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق لمحمد بن أحمد بن عبد الهادي تحقيق: سامي بن محمد بن جاد اللَّه وعبد العزيز بن ناصر الحباني. الناشر: أضواء السلف بالرياض. الطبعة: الأولى 1428 هـ.

202 -

التنوير شرح الجامع الصغير لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني. تحقيق: محمد إسحاق محمد إبراهيم. الناشر: مكتبة دار السلام، الرياض. الطبعة: الأولى 1432 هـ.

203 -

تهذيب الآثار لابن جرير الطبري. تحقيق: محمود محمد شاكر. الناشر: مطبعة المدني - القاهرة.

204 -

تهذيب الكمال لأبي الحجاج المزي. تحقيق: بشار عواد معروف. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة: الأولى 1400 هـ.

205 -

تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري الهروي. تحقيق: محمد عوض مرعب. الناشر: دار إحياء التراث العربي ببيروت. الطبعة: الأولى 2001 م.

ص: 879

206 -

التواضع والخمول لابن أبي الدنيا. تحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطا. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1409 هـ.

207 -

توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم لابن ناصر الدين محمد بن عبد اللَّه الدمشقي. تحقيق: محمد نعيم العرقسوسي. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة الأولى 1993 م.

-‌

‌ ث

-

208 -

الثالث والثمانون من الأفراد للدارقطني ضمن م‌

‌ج

موع طُبع باسم "الفوائد" لابن منده. تحقيق: خلاف محمود عبد السميع. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1423 هـ.

209 -

الثقات لابن حبان. طبع بإعانة: وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية. تحت مراقبة: محمد عبد المعيد خان مدير دائرة المعارف العثمانية. الناشر: دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدين الهند. الطبعة: الأولى 1393 هـ.

210 -

الثقات لأبي الحسن أحمد بن عبد اللَّه العجلي. تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي. الناشر: مكتبة الدار بالمدينة.

211 -

الطبعة: الأولى 1405 هـ.

212 -

الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لأبي الفداء زين الدين قاسم بن قُطلوبَغا. تحقيق: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان. الناشر: مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن. الطبعة: الأولى 1432 هـ.

213 -

ثلاث تراجم نفيسة للأئمة الأعلام ابن تيمية والحافظ علم الدين البرزالي والحافظ جمال الدين المزي للذهبي تحقيق: محمد بن ناصر العجمي. الناشر: دار ابن الأثير الكويت. الطبعة الأولى، 1415 هـ.

- جـ -

214 -

جامع التحصيل في أحكام المراسيل خليل بن كيكلدي العلائي. تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي. الناشر: عالم الكتب ببيروت. الطبعة: الثانية 1407 هـ.

215 -

جامع الرسائل لابن تيمية تحقق: محمد رشاد سالم. الناشر: دار العطاء الرياض. الطبعة الأولى 1422 هـ.

216 -

جامع المسائل لابن تيمية تحقيق: محمد عزير شمس. إشراف: بكر بن عبد اللَّه أبو زيد. الناشر: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع. الطبعة الأولى 1422 هـ.

217 -

جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر. تحقيق: أبي الأشبال الزهيري. الناشر: دار ابن الجوزي السعودية. الطبعة: الأولى 1414 هـ.

ص: 880

218 -

الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ لابن أبي زيد القيرواني تحقيق: محمد أبو الأجفان وعثمان بطيخ. الناشر: مؤسسة الرسالة. الطبعة الثانية 1403 هـ.

219 -

الجامع لابن وهب. تحقيق: رفعت فوزي عبد المطلب وعلي عبد الباسط مزيد. الناشر: دار الوفاء. الطبعة: الأولى 1425 هـ.

220 -

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي. تحقيق: محمود الطحان. الناشر: مكتبة المعارف بالرياض.

221 -

جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس لمحمد بن فتوح الأزدي. الناشر: الدار المصرية للتأليف والنشر القاهرة.

222 -

الجرح والتعديل لابن أبي حاتم طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند. الناشر: دار إحياء التراث العربي بيروت. الطبعة الأولى 1271 هـ.

223 -

جزء ابن فيل لأبي طاهر الحسن بن أحمد بن فيل البالسي تحقيق: موسى إسماعيل البسيط. الناشر: مطبعة مسودي بالقدس. الطبعة الأولى 1421 هـ.

224 -

جزء أبي الجهم تحقيق: عبد الرحيم القشقري. مكتبة الرشد الرياض. الطبعة الأولى 1420 هـ.

225 -

جزء أبي الطيب محمد بن حميد بن محمد بن سليمان بن معاوية الكلابي الحوراني تحقيق: أبي عبد اللَّه حمزة الجزائري. الناشر الدار الأثرية، الطبعة الأولى 2009 م.

226 -

جزء أبي القاسم البغوي. تحقيق: محمد ياسين محمد إدريس. الناشر: مكتبة ابن الجوزي الإحساء الدمام. الطبعة: الأولى 1407 هـ.

227 -

جُزءٌ أبي طاهر المعدل بروايته عن عدد من الأئمة ضمن مجموع رقم 3830 عام، مجاميع العمرية 94 المكتبة الظاهرية بدمشق.

228 -

الجزء الأول من أمالي أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، تحقيق ودراسة: عبد الرحيم محمد بن أحمد القشقري. الناشر: مكتبة الرشد، الرياض. الطبعة: الأولى 1420 هـ.

229 -

جزء التَّرْقُفِي تحقيق: أيمن جاسم الدوري. مكتبة الصحابة الإمارات الشارقة. الطبعة الأولى 1430 هـ.

230 -

الجزء السابع من فوائد أبي الحسين محمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن عبد اللَّه بن هارون البغدادي الدقاق تحقيق: نبيل سعد الدين جرار. الناشر: دار أضواء السلف بالرياض. الطبعة الأولى 1426 هـ.

131 -

جزء الغضائري تحقيق: أبي عبد اللَّه حمزة الجزائري. الناشر: الدار الأثرية. الطبعة الأولى 2009 م.

232 -

جزء الغطريفي لأبي أحمد محمد بن أحمد ابن غطريف الجرجاني. تحقيق: عامر حسن صبري. الناشر: دار البشائر الإسلامية ببيروت. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

ص: 881

233 -

جزء بيبي الهرثمية تحقيق: عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي. الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي الكويت. الطبعة الأولى، 1986.

234 -

جزء حنبل بن إسحاق. تحقيق: هشام بن محمد. الناشر: مكتبة الرشد بالرياض. الطبعة: الثانية 1419 هـ.

235 -

جزء سعدان لسعدان بن نصر الثقفي المخرمي البزاز. تحقيق: عبد المنعم إبراهيم. الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز بمكة. الطبعة: الأولى 1420 هـ.

236 -

جزء فيه أحاديث عن عشرة مشايخ من أصحاب أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد خرجها الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد اللَّه الدمشقي. ضمن مجموع حديثي بدار الكتب الظاهرية رقم (3749)، مجاميع العمرية (رقم 12).

237 -

جزء فيه أحاديث يحيى بن معين رواية أبي منصور الشيباني تحقيق: عبد اللَّه محمد حسن دمفو. الناشر: دار المآثر - المدينة المنورة. الطبعة الأولى 1420 هـ.

238 -

جزء فيه تفسير القرآن عن يحيى بن يمان وغيره لأبي جعفر الترمذي تحقيق: حكمت بشير ياسين. الناشر: مكتبة الدار بالمدينة المنورة الطبعة الأولى 1408 هـ.

239 -

جزء فيه حديث لوين المصيصي. لأبي جعفر محمد بن سليمان المصيصي المعروف بلوين. تحقيق: مسعد بن عبد الحميد السعدني. الناشر: أضواء السلف بالرياض. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

240 -

جزء فيه ما انتقي أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه على أبي القاسم الطبراني من حديثه لأهل البصرة. للطبراني. تحقيق: بدر بن عبد اللَّه البدر. الناشر: أضواء السلف. الطبعة: الأولى، 1420 هـ.

241 -

جزء من حديث أبي حفص عمر بن أحمد ابن شاهين عن شيوخه. اعتني به: هشام بن محمد. الناشر: أضواء السلف، الرياض. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

242 -

جمع الجيوش والدساكر على غزو ابن عساكر رسالة مقدمة لنيل درجة العالمية الماجستير. تحقيق ودراسة: محمد فوزي حسن سعد. الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة. 1417 هـ.

243 -

جمهرة اللغة لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد. تحقيق: رمزي منير بعلبكي. الناشر: دار العلم للملايين ببيروت. الطبعة: الأولى 1987 م.

244 -

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية. تحقيق: علي بن حسن وعبد العزيز بن إبراهيم وحمدان بن محمد. الناشر: دار العاصمة، السعودية. الطبعة: الثانية 1419 هـ.

245 -

الجواهر المضية لعبد القادر بن محمد القرشي الحنفي الناشر: مير محمد كتب خانه كراتشي.

246 -

الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد ليوسف بن حسن بن عبد الهادي. تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين. الناشر: مكتبة العبيكان. الطبعة الأولى 1420 هـ.

ص: 882

-‌

‌ حـ

-

247 -

حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم تحقيق: زائد بن أحمد النشري. إشراف: بكر بن عبد اللَّه أبو زيد. الناشر: دار عالم الفوائد. مطبوعات مجمع الفقه الإسلامي جدة، الطبعة الأولى 1428 هـ.

248 -

حاشية سنن أبي داود مع عون المعبود. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة: الثانية 1415 هـ.

249 -

الحبائك في أ‌

‌خ

بار الملائك للسيوطي. تحقيق: محمد السعيد بن بسيوني زغلول. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1405 هـ.

250 -

الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة لقوام السنة إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي، تحقيق: محمد بن ربيع بن هادي المدخلي. الناشر: دار الراية بالرياض. الطبعة: الثانية، 1419 هـ.

251 -

حدود العالم من المشرق إلى المغرب تحقيق وترجمة: يوسف الهادي. الناشر: الدار الثقافية للنشر القاهرة 1423 هـ.

252 -

حديث شعبة لأبي الحسين محمد بن المظفر البزاز البغدادي تحقيق: صالح عثمان اللحام. الناشر: الدار العثمانية الأردن عان. الطبعة: الأولى 1424 هـ.

253 -

حديث مجاعة بن الزبير تحقيق: عامر حسن صبري. ضمن أجزاء حديثية. الناشر: دار البشائر الإسلامية. الطبعة الأولى 1423 هـ.

254 -

حديث مصعب بن عبد اللَّه الزبيري لأبي القاسم عبد اللَّه بن محمد البغوي. تحقيق: صالح عثمان اللحام. الناشر: الدار العثمانية الأردن عمان. الطبعة: الأولى 1424 هـ.

255 -

حديث هشام بن عمار، تحقيق: عبد اللَّه بن وكيِّل الشيخ. الناشر: دار إشبيليا السعودية. الطبعة: الأولى 1419 هـ.

256 -

الحروب الصليبية في المشرق والمغرب لمحمد العروسي المطوي دار الغرب الإسلامي. الطبعة الثانية 1401 هـ.

257 -

حسن الظن باللَّه لابن أبي الدنيا. تحقيق: مخلص محمد. الناشر: دار طيبة بالرياض. الطبعة: الأولى 1408 هـ.

258 -

الحسنة والسيئة لابن تيمية. الناشر: دار الكتب العلمية. بيروت لبنان.

259 -

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الناشر: السعادة بجوار محافظة مصر. دار الكتب العلمية - بيروت 1409 هـ.

260 -

الحملة الصليبية الأولى وفكرة الحروب الصليبية. جوناثان سميث ترجمة محمد الشاعر. الهيئة المصرية العامة للكتاب 1999 م.

261 -

حياة الأنبياء للبيهقي. تحقيق: أحمد بن عطية الغامدي الناشر: مكتبة العلوم والحكم بالمدينة. الطبعة: الأولى 1414 هـ.

- خـ -

ص: 883

262 -

الاختيارين لعلي بن سليمان بن الفضل، أبو المحاسن الأخفش الأصغر. المحقق: فخر ال‌

‌د

ين قباوة. الناشر: دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان، دار الفكر، دمشق - سورية. الطبعة: الأولى 1420 هـ.

263 -

خطط الشام لمحمد بن عبد الرزاق بن محمَّد، كُرْد عَلي الناشر: مكتبة النوري دمشق. الطبعة الثالثة 1403 هـ.

264 -

خلق أفعال العباد للبخاري. تحقيق: عبد الرحمن عميرة. الناشر: دار المعارف السعودية بالرياض.

- د -

265 -

الدارس في تاريخ المدارس للنُّعيمي تحقيق: إبراهيم شمس الدين. الناشر: دار الكتب العلمية.

266 -

الدر المنثور للسيوطي. الناشر: دار الفكر - بيروت.

267 -

درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية باختصار (7/ 3 - 6) تحقيق: محمد رشاد سالم. الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود. الطبعة الثانية 1411 هـ.

268 -

الدرة فيما يجب الاعتقاد لابن حزم تحقيق: أحمد بن ناصر الحمد وسعيد بن عبد الرحمن القزقي. الناشر: مكتبة التراث مكة. الطبعة الأولى 1408 هـ.

269 -

الدرر الكامنة لابن حجر تحقيق: محمد عبد المعيد ضان. الناشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد الهند. الطبعة الثانية، 1392 هـ.

270 -

الدعاء لأبي عبد الرحمن محمد بن فضيل الضبي. تحقيق: عبد العزيز بن سليمان البعيمي. الناشر: مكتبة الرشد بالرياض. الطبعة: الأولى 1419 هـ.

271 -

الدعاء للطبراني. المحقق: مصطفى عبد القادر عطا. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1413 هـ.

272 -

الدعوات الكبير للبيهقي تحقيق: بدر بن عبد اللَّه البدر. الناشر: غراس للنشر والتوزيع الكويت.

273 -

دلائل النبوة للبيهقي. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة: الأولى 1405 هـ.

274 -

الدلائل في غريب الحديث لقاسم بن ثابت السرقسطي، تحقيق: محمد بن عبد اللَّه القناص. الناشر: مكتبة العبيكان، الرياض. الطبعة: الأولى 1422 هـ.

275 -

ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من‌

‌ ذ

وي الشأن الأكبر لعبد الرحمن بن محمد بن خلدون الإشبيلي تحقيق: خليل شحادة. الناشر: دار الفكر بيروت الطبعة: الثانية، 1408 هـ.

276 -

ديوان حميد بن ثور الهلالي تحقيق: عبد العزيز الميمني. طبعة دار الكتب المصرية 1371 هـ.

- ذ -

277 -

ذكر ابن أبي الدنيا وما وقع عاليًا من حديثه لأبي موسى المديني تقديم وتعليق: مشهور بن حسن آل سلمان. الناشر: دار الخراز السعودية، دار ابن حزم بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1422 هـ.

ص: 884

278 -

ذك‌

‌ر

الأقران وروايتهم عن بعضهم بعضا لأبي الشيخ الأصبهاني تحقيق: مسعد السعدني. الناشر: دار الكتب العلمية. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

279 -

ذكر النار المقدسي. تحقيق: أديب محمد الغزاوي. الناشر: دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1415 هـ.

280 -

ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد ومن لم يحدث عن شيخه إلا بحديث واحد الخلال تحقيق: أبي عبد الباري رضا بو شامة الجزائري. الناشر: دار ابن القيم دار ابن عفان. الطبعة الأولى 2004 م.

281 -

ذم الكلام لأبي إسماعيل عبد اللَّه بن محمد الأنصاري الهروي. تحقيق: عبد الرحمن عبد العزيز الشبل. الناشر: مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

282 -

ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد للفاسي تحقيق: كمال يوسف الحوت. الناشر دار الكتب العلمية. الطبعة الأولى 1410 هـ.

283 -

ذيل التقييد لمحمد بن أحمد الفاسي، تحقيق: كان يوسف الحوت. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1410 هـ.

284 -

ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني الناشر: دار الكتب العلمية. الطبعة الأولى 1419 هـ.

285 -

ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي. تحقيق: زكريا عميرات. الناشر: دار الكتب العلمية.

286 -

الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي. تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين. الناشر: مكتبة العبيكان الرياض. الطبعة الأولى 1425 هـ.

287 -

ذيل مرآة الزمان لقطب الدين اليونيني بعناية: وزارة التحقيقات الحكمية والأمور الثقافية للحكومة الهندية. الناشر: دار الكتاب الإسلامي، القاهرة. الطبعة: الثانية، 1413 هـ.

288 -

ذيل ميزان الاعتدال لعبد الرحيم بن الحسين العراقي تحقيق: علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1416 هـ.

- ر -

289 -

الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي. تحقيق: نور الدين عتر. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة: الأولى 1395 هـ.

290 -

الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي تحقيق: زهير الشاويش. الناشر: المكتب الإسلامي بيروت. الطبعة الأولى 1393 هـ باختصار.

291 -

الرد على الجهمية الدارمي. تحقيق: بدر بن عبد اللَّه البدر. الناشر: دار ابن الأثير بالكويت. الطبعة: الثانية 1416 هـ.

ص: 885

292 -

الرد على الجهمية لأبي عبد اللَّه محمد بن إسحاق بن منده تحقيق: علي محمد ناصر الفقيهي. الناشر: المكتبة الأثرية باكستان.

293 -

الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد تحقيق: صبري شاهين، الناشر: دار الثبات للنشر والتوزيع. الطبعة الأولى.

294 -

الرد على المريسي للدارمي. المحقق: رشيد بن حسن الألمعي. الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

295 -

الرد على من قال بفناء النار لابن تيمية تحقيق: محمد السمهري. الناشر: دار بلنسية الرياض. الطبعة الأولى 1415 هـ.

296 -

الرد على من يقول القرآن مخلوق لأبي بكر أحمد بن سلمان النجاد. المحقق: رضا اللَّه محمد إدريس، الناشر: مكتبة الصحابة الإسلامية - الكويت.

297 -

رسالة إلى أهل الثغر للأشعري تحقيق: عبد اللَّه شاكر محمد الجنيدي. الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية. الطبعة: 1413 هـ.

298 -

رفع الإصر لابن حجر تحقيق: الدكتور علي محمد عمر. الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة. الطبعة: الأولى، 1418 هـ.

299 -

الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا تحقيق: محمد خير رمضان يوسف. دار النشر: دار ابن حزم، بيروت لبنان. الطبعة: الثالثة، 1419 هـ.

300 -

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لمحمود بن عبد اللَّه الآلوسي تحقيق: علي عبد الباري عطية. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1415 هـ.

301 -

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر لمحيي الدين بن عبد الظاهر تحقيق ونشر: عبد العزيز الخويطر. الرياض 1976 م.

302 -

الروض المعطار في خبر الأقطار لمحمد بن عبد اللَّه الحِميري تحقق: إحسان عباس. الناشر: مؤسسة ناصر للثقافة بيروت. الطبعة الثانية 1980 م.

303 -

روضة العقلاء لابن حبان. تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت 1397 هـ.

304 -

الروضتين في أخبار الدولتين لأبي شامة تحقيق: إبراهيم الزيبق. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة الأولى 1418 هـ.

305 -

رؤية اللَّه تعالى وتحقيق الكلام فيها لأحمد بن ناصر آل حمد معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى. الطبعة الأولى 1411 هـ.

ص: 886

306 -

رؤية اللَّه لأبي محمد عبد الرحمن بن عمر التجيبي الب‌

‌ز

ار المعروف بابن النحا‌

‌س.

تحقيق: د. محفوظ عبد الرحمن بن زين اللَّه السلفي. الناشر: الدار العلمية للطباعة والنشر والتوزيع، دلهي الهند. الطبعة الأولى 1407 هـ.

307 -

رؤية اللَّه للدارقطني. قدم له وحققه وعلق عليه وخرج أحاديثه: إبراهيم محمد العلي وأحمد فخري الرفاعي. الناشر: مكتبة المنار، الزرقاء الأردن. 1411 هـ.

308 -

رياضة الأبدان لأبي نعيم. تحقيق: محمود بن محمد الحداد. الناشر: دار العاصمة بالرياض. الطبعة الأولى 1408 هـ.

- ز-

309 -

زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم. تحقيق: شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة الناشر: مكتبة المنار الإسلامية - بيروت - الكويت. الطبعة الرابعة عشر 1407 هـ.

310 -

زبدة الحلب في تاريخ حلب لابن العديم وضع حواشيه: خليل المنصور. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1417 هـ.

311 -

الزهد الكبير للبيهقي تحقيق: عامر أحمد حيدر. الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت. الطبعة: الثالثة 1996 م.

312 -

الزهد لأبي داود تحقيق: أبو تميم ياسر بن ابراهيم بن محمد، أبو بلال غنيم بن عباس بن غنيم وقدم له وراجعه: فضيلة الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف. الناشر: دار المشكاة للنشر والتوزيع، حلوان. الطبعة: الأولى 1414 هـ.

313 -

الزهد لأسد بن موسى تحقيق: أبي اسحق الحويني الأثري. الناشر: مكتبة التوعية الإسلامية لإحياء التراث الإسلامي، مكتبة الوعي الإسلامي. الطبعة الأولى 1413 هـ.

314 -

الزهد لعبد اللَّه بن المبارك. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت.

315 -

الزهد للإمام أحمد وضع حواشيه: محمد عبد السلام شاهين. الناشر: دار الكتب العلمية لبنان. الطبعة الأولى 1420 هـ.

316 -

الزهد لهناد. المحقق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي. الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي الكويت. الطبعة: الأولى 1406 هـ.

317 -

الزهد لوكيع. حققه وقدم له وخرج أحاديثه وآثاره: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي. الناشر: مكتبة الدار، المدينة المنورة. الطبعة: الأولى 1404 هـ.

- س-

318 -

السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ واحد للخطيب البغدادي تحقيق: محمد بن مطر الزهراني.

319 -

الناشر: دار الصميعي، الرياض. الطبعة: الثانية 1421 هـ.

ص: 887

320 -

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها للألباني الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع بالرياض. الطبعة: الأولى 1415 هـ - 1422 هـ.

321 -

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة للألباني الناشر: دار المعارف بالرياض. الطبعة: الأولى 1412 هـ.

322 -

السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي تحقيق: محمد عبد القادر عطا. الناشر: دار الكتب العلمية - لبنان بيروت. الطبعة الأولى 1418 هـ.

323 -

سمط النجوم للعصامي تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمد معوض. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1419 هـ.

324 -

السنة لأبي بكر ابن أبي عاصم، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني. الناشر: المكتب الإسلامي بيروت. الطبعة الأولى 1400 هـ.

325 -

السنة لأبي بكر أحمد بن محمد الخلال تحقيق: عطية الزهراني. الناشر: دار الراية الرياض. الطبعة: الأولى 1410 هـ.

326 -

سنن أبو داود تحقيق: شعَيب الأرنؤوط و محمد كامِل قره بللي. الناشر: دار الرسالة العالمية. الطبعة: الأولى 1430 هـ.

327 -

سنن ابن ماجه تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد ومحمد كامل قره بللي وعبد اللطيف حرز اللَّه. الناشر: دار الرسالة العالمية. الطبعة: الأولى 1430 هـ.

328 -

سنن الترمذي تحقيق: بشار عواد معروف. الناشر: دار الغرب الإسلامي بيروت. سنة النشر: 1998 م.

329 -

سنن الدارقطني تحقيق: شعيب الأرنؤوط وحسن عبد المنعم شلبي وعبد اللطيف حرز اللَّه وأحمد برهوم. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة: الأولى 1424 هـ.

330 -

السنن الصغير للبيهقي تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي. الناشر: جامعة الدراسات الإسلامية، كراتشي. باكستان.

331 -

الطبعة: الأولى 1410 هـ.

332 -

السنن الكبرى للبيهقي تحقيق: محمد عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، ببيروت. الطبعة: الثالثة 1424 هـ.

333 -

السنن الكبرى للنسائي تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي. إشراف: شعيب الأرناؤوط. قدم له: عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة: الأولى 1421 هـ.

334 -

سنن النسائي تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة. الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية حلب. الطبعة: الثانية 1406 هـ.

ص: 888

335 -

السنن الواردة في الفتن لأبي عمرو الداني. تحقيق: رضاء اللَّه بن محمد إدريس المباركفوري. النا‌

‌ش

ر: دار العاصمة - الرياض. الطبعة: الأولى 1416 هـ.

336 -

سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني. تحقيق: موفق عبد اللَّه عبد القادر. الناشر: مكتبة المعارف بالرياض. الطبعة: الأولى 1404 هـ.

337 -

سؤالات الآجري لأبي داود. تحقيق: محمد علي قاسم العمري. الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة. الطبعة: الأولى 1403 هـ.

338 -

سير أعلام النبلاء للذهبي. تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط. الناشر: مؤسسة الرسالة. الطبعة: الثالثة، 1405 هـ.

339 -

سيرة الإمام أحمد بن حنبل لصالح بن الإمام أحمد. تحقيق: فؤاد عبد المنعم أحمد. الناشر: دار الدعوة بالإسكندرية. الطبعة: الثانية 1404 هـ.

- ش-

340 -

شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي. حققه: محمود الأرناؤوط الناشر: دار ابن كثير دمشق بيروت. الطبعة الأولى 1406 هـ.

341 -

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي تحقيق: أحمد بن سعد الغامدي. الناشر: دار طيبة السعودية. الطبعة: الثامنة 1423 هـ.

342 -

شرح الأسماء الحسنى للرازي صححه: محمد الحلبي. الناشر: المطبعة الشرفية بمصر 1323 هـ.

343 -

شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي. تعليق: أحمد بن الحسين بن أبي هاشم. تحقيق: عبد الكريم عثمان. الناشر: مكتبة وهبة شارع الجمهورية عابدين القاهرة. الطبعة الثالثة 1416 هـ.

344 -

الشرح الجديد على جوهرة التوحيد لمحمد بن أحمد العدوي الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب الحلبي وأولاده بمصر. الطبعة الأولى 1366 هـ.

345 -

شرح الخريدة البهية للدردير تحقيق: عبد السلام بن عبد الهادي شنار. الناشر: مكتبة دار البيروتي. الطبعة الأولى 2004 م.

346 -

شرح الزرقاني للموطأ لمحمد بن عبد الباقي الزرقاني المصري الأزهري. تحقيق: طه عبد الرؤف سعد. الناشر: مكتبة الثقافة الدينية بالقاهرة. الطبعة: الأولى 1424 هـ.

347 -

شرح السنة للبغوي. تحقيق: شعيب الأرنؤوط ومحمد زهير الشاويش. الناشر: المكتب الإسلامي دمشق، بيروت. الطبعة الثانية 1403 هـ.

ص: 889

348 -

شرح ال‌

‌ص

دور بشرح حال الموتى والقبور للسيوطي. المحقق: عبد المجيد طعمة حلبي. الناشر: دار المعرفة لبنان. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

349 -

شرح الطحاوية للقاضي ابن أبي العز تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة العاشرة 1417 هـ.

350 -

شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين تحقيق: سعد الصميل. الناشر: دار ابن الجوزي، الرياض. الطبعة الخامسة، 1419 هـ.

351 -

شرح العقيدة الواسطية لمحمد بن خليل الهراس ضبط نصه وخرَّج أحاديثه ووضع الملحق علوي السقاف. الناشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع الخبر. الطبعة الثالثة 1415 هـ.

352 -

شرح الكافية الشافية لابن مالك تحقيق: عبد المنعم أحمد هريدي. الناشر: دار المأمون للتراث. الطبعة الأولى 1405 هـ.

353 -

شرح المقاصد المسعود بن عمر التفتازاني تحقيق: عبد الرحمن عميرة. الناشر: عالم الكتب بيروت. الطبعة الثالثة 1419 هـ.

354 -

الشرح الممتع لابن عثيمين. دار النشر: دار ابن الجوزي. الطبعة: الأولى 1422 - 1428 هـ.

355 -

شرح حديث النزول لابن تيمية الناشر: المكتب الإسلامي بيروت لبنان. الطبعة الخامسة 1397 هـ.

356 -

شرح مشكل الآثار للطحاوي تحقيق: شعيب الأرنؤوط. الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى 1415 هـ.

357 -

شرح معاني الآثار لأبي جعفر الطحاوي. حققه وقدم له: محمد زهري النجار ومحمد سيد جاد الحق. راجعه ورقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: يوسف عبد الرحمن المرعشلي. الناشر: عالم الكتب. الطبعة: الأولى 1414 هـ.

358 -

شرح مواقف الإيجي العلي الجرجاني ضبطه وصححه: محمود الدمياطي. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1419 هـ.

359 -

شعب الإيمان للبيهقي تحقيق: عبد العلي عبد الحميد حامد. إشراف: مختار أحمد الندوي الناشر: مكتبة الرشد بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند. الطبعة: الأولى 1423 هـ.

360 -

الشعر والشعراء لابن قتيبة الناشر: دار الحديث القاهرة 1423 هـ.

361 -

شفاء العليل لابن القيم. الناشر: دار المعرفة، بيروت، لبنان. الطبعة: 1398 هـ.

362 -

الشكر لابن أبي الدنيا. المحقق: بدر البدر. الناشر: المكتب الإسلامي بالكويت. الطبعة: الثالثة 1400 هـ.

- ص -

363 -

الصحاح للجوهري تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار. الناشر: دار العلم للملايين بيروت. الطبعة الرابعة 1407 هـ.

ص: 890

364 -

صحيح ابن حبان تحقيق: شعيب الأرنؤوط. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة: الأولى 1408 هـ.

365 -

صحيح ابن خزيمة. تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي. الناشر: المكتب الإسلامي ببيروت.

366 -

صحيح البخاري تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر. الناشر: دار طوق النجاة. الطبعة الأولى 1422 هـ.

367 -

صحيح الترغيب والترهيب للألباني. الناشر: مكتبة المعارف بالريا‌

‌ض.

الطبعة: الخامسة.

368 -

صحيح الجامع الصغير وزياداته للألباني. الناشر: المكتب الإسلامي.

369 -

صحيح مسلم ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي. الناشر: دار إحياء التراث العربي بيروت.

370 -

صحيفة همام بن منبه. المحقق: علي حسن علي عبد الحميد. الناشر: المكتب الإسلامي، دار عمار، بيروت، عمان. الطبعة: الأولى 1407 هـ.

371 -

صريح السنة للطبري تحقيق: بدر يوسف المعتوق. الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي الكويت. الطبعة الأولى 1405 هـ.

372 -

الصفات للدارقطني. تحقيق: عبد اللَّه الغنيمان. الناشر: مكتبة الدار بالمدينة. الطبعة: الأولى 1402 هـ.

373 -

صفة الجنة لابن أبي الدنيا. تحقيق: عبد الرحيم أحمد عبد الرحيم العساسلة. راجعه: نجم عبد الرحمن خلف. الناشر: دار البشير مؤسسة الرسالة. الطبعة الأولى 1417 هـ.

374 -

صفة الجنة لأبي نعيم تحقيق: علي رضا عبد اللَّه. الناشر: دار المأمون للتراث دمشق سوريا.

375 -

صفة الجنة للحافظ ضياء محمد بن عبد الواحد الدين المقدسي تحقيق: صبري بن سلامة شاهين الناشر: دار بلنسية الرياض الطبعة الأولى 1423 هـ.

376 -

صفة النار لابن أبي الدنيا. المحقق: محمد خير رمضان يوسف. الناشر: دار ابن حزم بيروت. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

377 -

الصفدية لابن تيمية تحقيق: محمد رشاد سالم. الناشر: مكتبة ابن تيمية مصر. الطبعة الثانية 1406 هـ.

378 -

صلة تاريخ الطبري لعريب بن سعد القرطبي الناشر: دار التراث بيروت. الطبعة الثانية 1387 هـ.

379 -

الصمت لابن أبي الدنيا. المحقق: أبو إسحاق الحويني. الناشر: دار الكتاب العربي بيروت. الطبعة: الأولى 1410 هـ.

380 -

الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة لابن القيم تحقيق: علي بن محمد الدخيل اللَّه. الناشر: دار العاصمة الرياض. الطبعة الأولى 1408 هـ.

381 -

صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان لمحمد بشير السهسواني. الناشر: المطبعة السلفية ومكتبتها. الطبعة: الثالثة.

- ض-

ص: 891

382 -

الضعفاء الكبير للعُقيلي. المحقق: عبد المع‌

‌ط

ي أمين قلعجي. الناشر: دار المكتبة العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1404 هـ.

383 -

الضعفاء لأبي نعيم. المحقق: فاروق حمادة. الناشر: دار الثقافة بالدار البيضاء. الطبعة: الأولى 1405 هـ.

384 -

الضعفاء للبخاري. المحقق: أبو عبد اللَّه أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين. الناشر: مكتبة ابن عباس. الطبعة: الأولى 1426 هـ.

385 -

الضعفاء والمتروكون للنسائي. المحقق: محمود إبراهيم زايد. الناشر: دار الوعي بحلب. الطبعة: الأولى 1396 هـ.

386 -

ضعيف أبي داود الأصل للألباني. الناشر: مؤسسة غراس للنشر والتوزيع بالكويت. الطبعة: الأولى 1423 هـ.

387 -

ضعيف الجامع الصغير وزيادته للألباني. أشرف على طبعه: زهير الشاويش. الناشر: المكتب الإسلامي. الطبعة المجددة والمزيدة والمنقحة.

388 -

الضوء اللامع لأهل القرن التاسع لشمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي الناشر: منشورات دار مكتبة الحياة بيروت.

- ط -

389 -

الطب النبوي لأبي نعيم. المحقق: مصطفي خضر دونمز التركي. الناشر: دار ابن حزم. الطبعة: الأولى 2006 م.

390 -

طبقات الحنابلة لأبي الحسين محمد ابن أبي يعلى محمد الفراء. تحقيق: محمد حامد الفقي. الناشر: دار المعرفة ببيروت.

391 -

طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي. تحقيق: محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو. الناشر: هجر للطباعة والنشر والتوزيع. الطبعة: الثانية 1413 هـ.

392 -

طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة. تحقيق: حافظ عبد العليم خان. الناشر: عالم الكتب ببيروت. الطبعة: الأولى 1407 هـ.

393 -

طبقات الشافعيين لابن كثير تحقيق: أحمد عمر هاشم ومحمد زينهم محمد عزب. الناشر: مكتبة الثقافة الدينية 1413 هـ.

394 -

طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح. تحقيق: محيي الدين علي نجيب. الناشر: دار البشائر الإسلامية ببيروت. الطبعة: الأولى 1992 م.

395 -

الطبقات الكبرى لابن سعد. تحقيق: إحسان عباس. الناشر: دار صادر ببيروت. الطبعة الأولى 1968 م.

396 -

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها لأبي الشيخ الأصبهاني. تحقيق: عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي. الناشر: مؤسسة الرسالة ببيروت. الطبعة: الثانية 1412 هـ.

ص: 892

397 -

طرق الهجرتين وباب الس‌

‌ع

ادتين لابن القيم. الناشر: دار السلفية بالقاهرة. الطبعة: الثانية 1394 هـ.

398 -

الطيوريات لأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي الطيوري انتخاب: أبي طاهر أحمد بن محمد السِّلَفي الأصبهاني. تحقيق: دسمان يحيى معالي وعباس صخر الحسن. الناشر: مكتبة أضواء السلف بالرياض. الطبعة: الأولى 1425 هـ.

-‌

‌ ظ

-

399 -

ظلال الجنة في التعليق على كتاب السنة للألباني الناشر: المكتب الإسلامي بيروت. الطبعة الثالثة 1413 هـ.

- ع -

400 -

العِبر في خبر من غبر للذهبي تحقيق: أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت.

401 -

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير بتصرف. تحقق: خالد بن عثمان السبت. إشراف: بكر بن عبد اللَّه أبو زيد. الناشر: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، مكة. الطبعة الثانية 1426 هـ.

402 -

العرش الذهبي. تحقيق: محمد بن خليفة بن علي التميمي. الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة، الطبعة: الثانية 1434 هـ.

403 -

العرش وما روي فيه لأبي جعفر محمد بن أبي شيبة. المحقق: محمد بن خليفة التميمي، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

404 -

العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية لابن عبد الهادي تحقيق: محمد حامد الفقي. الناشر: دار الكتاب العربي بيروت.

405 -

علل الأحاديث في صحيح مسلم لأبي الفضل بن عمار الشهيد. تحقيق: علي بن حسن الحلبي. الناشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع بالرياض.

406 -

علل الحديث لابن أبي حاتم. تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف سعد بن عبد اللَّه الحميد وخالد بن عبد الرحمن الجريسي. الناشر: مطابع الحميضي. الطبعة: الأولى 1427 هـ.

407 -

العلل الكبير للترمذي. بترتيب: أبي طالب القاضي. تحقيق: صبحي السامرائي وأبو المعاطي النوري ومحمود خليل الصعيدي. الناشر: عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية - بيروت. الطبعة: الأولى 1409 هـ.

408 -

العلل المتناهية لابن الجوزي. تحقيق: إرشاد الحق الأثري. الناشر: إدارة العلوم الأثرية، فيصل آباد، باكستان. الطبعة: الثانية 1401 هـ.

ص: 893

409 -

العلل الواردة للدارقطني. المجلدات من الأول، إلى الحادي عشر تحقيق وتخريج: محفوظ الرحمن زين اللَّه السلفي. الناشر: دار طبية بالرياض. الطبعة: الأولى 1405 هـ. والمجلدات من الثاني عشر، إلى الخامس عشر علق عليه: محمد بن صالح الدباسي. الناشر: دار ابن الجوزي بالدمام. الطبعة: الأولى، 1427 هـ.

410 -

العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد رواية ابنه عبد اللَّه. تحقيق: وصي اللَّه بن محمد عباس. الناشر: دار الخاني بالرياض. الطبعة: الثانية 1422 هـ.

411 -

العلو للعلي ال‌

‌غ

فار. تأليف الإمام الذهبي. تحقيق: أشرف بن عبد المقصود. الناشر: مكتبة أضواء السلف بالرياض. الطبعة: الأولى 1416 هـ.

412 -

علوم الحديث لابن الصلاح. تحقيق: نور الدين عتر. الناشر: دار الفكر سوريا، دار الفكر المعاصر بيروت. سنة النشر: 1406 هـ.

413 -

علي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر المدني تحقيق عمر بن رفود السفياني، الناشر: مكتبة الرشد الرياض. الطبعة الأولى 1418 هـ.

414 -

عمل اليوم والليلة لأحمد بن محمد بن السني. تحقيق: كوثر البرني. الناشر: دار القبلة للثقافة الإسلامية ومؤسسة علوم القرآن جدة - بيروت.

415 -

عمل اليوم والليلة للنسائي. تحقيق: فاروق حمادة. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة: الثانية 1406 هـ.

416 -

عوالي الحارث بن أبي أسامة تحقيق: عبد العزيز الهليل. الطبعة الأولى 1411 هـ.

417 -

عوالي مالك واية عمر بن الحاجب. تحقيق: محمد الحاج الناصر. الناشر: دار الغرب الإسلامي، طُبع مع مجموعة من عوالي الإمام مالك. الطبعة: الثانية 1998 م.

418 -

العين للخليل بن أحمد الفراهيدي. تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي. الناشر: دار ومكتبة الهلال.

419 -

عيون الأنباء في طبقات الأطباء لأحمد بن أبي أصيبعة تحقيق: نزار رضا. الناشر: دار مكتبة الحياة بيروت.

420 -

عيون الروضتين لابن خلكان تحقيق: إبراهيم الزيبق. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة الأولى 1418 هـ. بتصرف.

- غ -

421 -

غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام للألباني. الناشر: المكتب الإسلامي ببيروت. الطبعة: الثالثة 1405 هـ.

ص: 894

422 -

غاية المرام‌

‌ ف

ي علم الكلام للآمدي. تحقيق: حسن محمود عبد اللطيف. الناشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة.

423 -

غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري الناشر: مكتبة ابن تيمية. عني بنشره لأول مرة عام 1351 هـ ج. برجستراسر.

424 -

غريب الحديث ابن قتيبة المحقق: د. عبد اللَّه الجبوري. الناشر: مطبعة العاني - بغداد الطبعة: الأولى 1397 هـ.

425 -

غريب الحديث للخطابي المحقق: عبد الكريم إبراهيم الغرباوي، وخرج أحاديثه: عبد القيوم عبد رب النبي. الناشر: دار الفكر الطبعة: 1402 هـ.

426 -

غريب القرآن لابن قتيبة. المحقق: أحمد صقر الناشر: دار الكتب العلمية. السنة: 1398 هـ.

427 -

غنية الملتمس ايضاح الملتبس للخطيب البغدادي. المحقق: د. يحيى بن عبد اللَّه البكري الشهري الناشر: مكتبة الرشد بالرياض. الطبعة: الأولى 1422 هـ.

428 -

الغنية في أصول الدين لعبد الرحمن المتولي النيسابوري تحقيق: عماد الدين حيدر. الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية. الطبعة الأولى 1406 هـ.

429 -

الغوامض والمبهمات عبد الغني الأزدي المحقق: د/ حمزة النعيمي. الناشر: دار المنارة. الطبعة: الأولى 1421 هـ.

- ف-

430 -

الفتاوى الكبرى لابن تيمية الناشر: دار الكتب العلمية. الطبعة الأولى 1408 هـ.

431 -

فتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده. المحقق: أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي. الناشر: مكتبة الكوثر بالرياض. الطبعة: الأولى، 1417 هـ.

432 -

فتح الباري لابن حجر. الناشر: دار المعرفة - بيروت 1379. رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي. قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب. عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد اللَّه بن باز.

433 -

فتح الباري لابن رجب. تحقيق: مجموعة من المحققين. الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة النبوية. الحقوق: مكتب تحقيق دار الحرمين - القاهرة. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

434 -

الفتح القسي في الفتح القدسي لعماد الدين الكاتب الأصفهاني الناشر: دار المنار. الطبعة الأولى 2004 م.

435 -

الفتن لحنبل بن إسحاق. المحقق: عامر حسن صبري. الناشر: دار البشائر الإسلامية لبنان. الطبعة: الأولى، 1419 هـ.

436 -

فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم. الناشر: مكتبة الثقافة الدينية. عام النشر: 1415 هـ.

ص: 895

437 -

الفتوى الحموية الكبرى لابن تيمية أيضًا تحقيق: حمد التويجري. الناشر: دار الصميعي الرياض. الطبعة الثانية 1425 هـ.

438 -

فخر الدين الرازي وآراؤه الكلامية والفلسفية لمحمد الزركان. الناشر: دار الفكر.

439 -

الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا. خرجه وعلق عليه: أبو حذيفة عبيد اللَّه بن عالية. الناشر: دار الريان للتراث مصر. الطبعة الثانية 1408 هـ.

440 -

الفرقان بين الحق والباطل ضمن مجموع الفتاوى لابن تيمية تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم. الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 1416 هـ.

441 -

الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط. الناشر: مكتبة دار البيان دمشق. 1405 هـ.

442 -

الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الناشر: مكتبة الخانجي القاهرة.

443 -

الفصل للوصل المدرج في النقل للخطيب البغدادي. المحقق: محمد بن مطر الزهراني. الناشر: دار الهجرة. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

444 -

فضائل الأوقات للبيهقي تحقيق: عدنان عبد الرحمن مجيد القيسي. الناشر: مكتبة المنارة بمكة. الطبعة: الأولى 1410 هـ.

445 -

فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل. المحقق: د. وصي اللَّه محمد عباس. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة: الأولى 1403 هـ.

446 -

فضائل بيت المقدس لضياء الدين المقدسي. المحقق: محمد مطيع الحافظ. الناشر: دار الفكر سورية. الطبعة: الأولى، 1405 هـ.

447 -

فضائل رمضان لابن أبي الدنيا. تحقيق: عبد اللَّه بن حمد المنصور. الناشر: دار السلف، الرياض السعودية، الطبعة الأولى 1415 هـ.

448 -

فقه اللغة لأبي منصور للثعالبي. المحقق: عبد الرزاق المهدي. الناشر: إحياء التراث العربي. الطبعة: الطبعة الأولى 1422 هـ.

449 -

فنون العجائب في أخبار الماضيين من بني إسرائيل وغيرهم من العباد والزاهدين لأبي سعيد محمد بن علي النقاش. دراسة وتحقيق: طارق الطنطاوي. الناشر: مكتبة القرآن، القاهرة.

450 -

الفهرست لأبي الفرج محمد بن إسحاق ابن النديم. المحقق: إبراهيم رمضان. الناشر: دار المعرفة بيروت. الطبعة: الثانية 1417 هـ.

451 -

فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي تحقيق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر بيروت. الطبعة الأولى 1974 م.

ص: 896

452 -

فوائد إبراهم المزكي في بانتخاب الدارقطني تحقيق: أحمد بن فارس السلوم. الناشر: دار البشائر الإسلامية. الطبعة الأولى 1425 هـ.

453 -

فوائد أبي أحمد محمد بن محمد الحاكم. المحقق: أحمد بن فارس السلوم. الناشر: دار ابن حزم. الطبعة: الأولى 1425 هـ.

454 -

فوائد أبي الشيخ تحقيق: علي الحلبي. الناشر: دار الصميعي للنشر والتوزيع الرياض. الطبعة الأولى 1412 هـ.

455 -

فوائد أبي القاسم الحِنَّائي، المسمَّى بالحِنَّائيات تخريج الحافظ النَّخْشَبي. تحقيق: خالد رزق محمد جبر أبو النجا. الناشر: أضواء السلف. الطبعة الأولى 1428 هـ.

456 -

فوائد أبي بكر القاسم المطرز وأماليه. دراسة وتحقيق: ناصر بن محمد المنيع. الناشر: دار الوطن للنشر والتوزيع. الطبعة: الأولى 1421 هـ.

457 -

فوائد أبي محمد الفاكهي. لعبد اللَّه بن محمد الفاكهي. دراسة وتحقيق: محمد بن عبد اللَّه الغباني. الناشر: مكتبة الرشد، الرياض. الطبعة: الأولى، 1419 هـ.

458 -

فوائد العراقيين لأبي سعيد محمد بن علي النقاش. تحقيق: مجدي السيد إبراهيم. الناشر: مكتبة القرآن مصر.

459 -

الفوائد الغيلانيات لأبي بكر محمد بن عبد اللَّه بن عبدويه الشافعي. تحقيق: حلمي كامل أسعد عبد الهادي. قدم له وراجعه وعلق عليه: مشهور بن حسن آل سلان. الناشر: دار ابن الجوزي الرياض. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

460 -

الفوائد المعللة لأبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي المحقق: رجب بن عبد المقصود. توزيع: مكتبة الإمام الذهبي بالكويت. الطبعة: الأولى 1423 هـ.

461 -

الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب "المهراوانيات" لأبي القاسم يوسف بن محمد المهرواني. تخريج الخطيب البغدادي. دراسة وتحقيق: سعود بن عبد الجربوعي. الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة. الطبعة: الأولى 1422 هـ.

462 -

الفوائد المنتقاة الحسان العوالي لعثمان بن محمد السمرقندي الحذاء. حققه وخرج أحاديثه: أبو إسحق الحويني الأثري. الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة مصر، مكتبة الخراز، جدة. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

463 -

فوائد المؤمل بن أحمد الشيباني. ضمن مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية. المحقق: نبيل سعد الدين جرار. الناشر: مكتبة البشائر الإسلامية بيروت لبنان. الطبعة: الأولى 1422 هـ.

464 -

فوائد تمام. لأبي القاسم تمام بن محمد الرازي. تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي. الناشر: مكتبة الرشد الرياض. الطبعة: الأولى 1412 هـ.

465 -

الفوائد لابن القيم الناشر: دار الكتاب العربي بيروت.

466 -

فوائد ابن أخي ميمي الدقاق لأبي الحسين محمد بن عبد اللَّه البغدادي الدقاق. تحقيق: نبيل سعد الدين جرار. الناشر: دار أضواء السلف، الرياض. الطبعة الأولى 1426 هـ.

ص: 897

-‌

‌ ق

-

467 -

القاموس المحيط للفيروزآبادي. تحقيق: م‌

‌ك

تب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة. بإشراف: محمد نعيم العرقسُوسي. الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت لبنان. الطبعة الثامنة 1436 هـ.

468 -

القدر لأبي بكر جعفر بن محمد الفريابي. المحقق: عبد اللَّه بن حمد المنصور. الناشر: أضواء السلف. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

469 -

القدر وما ورد في ذلك من الآثار لابن وهب المحقق: د. عبد العزيز عبد الرحمن العثيم. الناشر: دار السلطان مكة. الطبعة: الأولى 1406 هـ.

470 -

القضاء والقدر البيهقي تحقيق: محمد بن عبد اللَّه آل عامر. الناشر: مكتبة العبيكان بالرياض. الطبعة: الأولى 1421 هـ.

471 -

القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه لعبد الرحمن المحمود الناشر: دار الوطن. الطبعة الثانية 1418 هـ.

472 -

القضاء والقدر لعمر الأشقر. الناشر: دار النفائس للنشر والتوزيع، الأردن. الطبعة الثالثة عشر 1425 هـ.

473 -

القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية لابن طولون تحقيق: محمد أحمد دهمان. مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق. الطبعة الثانية 1401 هـ.

474 -

القناعة والتعفف لابن أبي الدنيا دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطاء الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت. الطبعة: الأولى 1413 هـ.

- ك -

475 -

الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري تحقيق: عمر عبد السلام تدمري. الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1417 هـ.

476 -

الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي. تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض. شارك في تحقيقه: عبد الفتاح أبو سنة الناشر: الكتب العلمية بيروت. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

477 -

كتاب الأربعين في أصول الدين الرازي تحقيق: أحمد السقا، مطبعة الكليات الأزهرية 1406 هـ.

478 -

كتاب الأربعين في أصول الدين للغزالي تحقيق: عبد اللَّه عبد الحميد عرواني. الناشر: دار القلم دمشق. الطبعة الأولى 1424 هـ.

479 -

كتاب الأربعين في صفات رب العالمين للذهبي تحقيق: عبد القادر بن محمد عطا صوفي. الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة. الطبعة الأولى 1413 هـ.

480 -

كتاب الأم للإمام الشافعي الناشر: دار المعرفة بيروت. سنة النشر 1410 هـ.

ص: 898

481 -

كتاب ا‌

‌ل

إيمان لأبي بكر ابن أبي شيبة. تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني. الناشر: المكتب الإسلامي. الطبعة الأولى 1983 م.

482 -

كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي تحقيق: د. فتح اللَّه خليف. الناشر: دار الجامعات المصرية الإسكندرية.

483 -

كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل لابن خزيمة. تحقيق: عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان. الناشر: مكتبة الرشد بالرياض. الطبعة الأولى 1414 هـ.

484 -

كتاب الروح لابن القيم الناشر: دار الكتب العلمية بيروت.

485 -

كتاب الفتن لنعيم بن حماد تحقيق: سمير أمين الزهيري. الناشر: مكتبة التوحيد القاهرة. الطبعة الأولى 1412 هـ.

486 -

كتاب النزول للدارقطني. تحقيق: علي بن محمد بن ناصر الفقيهي. الطبعة: الأولى 1403 هـ

487 -

الكشاف للزمخشري الناشر: دار الكتاب العربي بيروت. الطبعة الثالثة 1407 هـ.

488 -

كشف الأستار عن زوائد البزار لنور الدين علي بن أبي بكر للهيثمي، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت. الطبعة: الأولى 1399 هـ.

489 -

الكشف والبيان عن تفسير القرآن الثعلبي تحقيق: أبي محمد بن عاشور. مراجعة وتدقيق: نظير الساعدي. الناشر: دار إحياء التراث العربي بيروت. الطبعة الأولى 1422 هـ.

490 -

الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي. المحقق: أبو عبد اللَّه السورقي وإبراهيم حمدي المدني. الناشر: المكتبة العلمية بالمدينة.

491 -

الكنى والأسماء للإمام مسلم. المحقق: عبد الرحيم محمد أحمد القشقري. الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة. الطبعة: الأولى 1404 هـ.

492 -

الكنى والأسماء للدولابي. المحقق: نظر محمد الفاريابي. الناشر: دار ابن حزم بيروت. الطبعة: الأولى 1421 هـ.

- ل -

493 -

لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ لتقي الدين محمد بن فهد الهاشمي. الناشر: دار الكتب العلمية. الطبعة الأولى 1419 هـ.

494 -

لسان الميزان لابن حجر. تحقيق: دائرة المعرف النظامية الهند. الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت لبنان. الطبعة الثانية 1390 هـ.

495 -

لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة للجويني تحقيق: فوقية حسن محمود. الناشر: دار عالم الكتب. الطبعة الأولى 1385 هـ.

ص: 899

496 -

الل‌

‌م

ع في الرد على أهل الزيغ والبدع لأبي الحسن الأشعري صححه: حموده غرابه. مطبعة مصر 1955 م.

- م -

497 -

المتفق والمفترق للخطيب البغدادي. دراسة وتحقيق: محمد صادق آيدن الحامدي. الناشر: دار القادري للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

498 -

مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى تحقيق: محمد فواد سزكين. الناشر: مكتبة الخانجي القاهرة. الطبعة 1381 هـ.

499 -

مجاز القرآن لأبي عبيدة. المحقق: محمد فواد سزكين. الناشر: مكتبة الخانجي بالقاهرة. الطبعة: 1381 هـ.

500 -

المجالس العشرة من أمالي أبي محمد الحسن بن محمد الحلال. دراسة وتحقيق: مجدي فتحي السيد. الناشر: دار الصحابة للتراث، طنطا. الطبعة: الأولى 1411 هـ.

501 -

مجلة البحوث الإسلامية. الناشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض.

502 -

مجلسان من الأمالي أحدهما في صفات اللَّه لابن مردويه. المحقق: محمد بن زياد بن عمر التُّكْله. الناشر: دار البشائر الإسلامية - ضمن المجموعة التاسعة من لقاء العشر الأواخر (105) الطبعة: الأولى 1428 هـ.

503 -

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لنور الدين علي بن أبي بكر للهيثمي، المحقق: حسام الدين القدسي. الناشر: مكتبة القدسي، القاهرة. عام النشر: 1414 هـ.

504 -

مجموع الفتاوى لابن تيمية تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم. مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 1416 هـ.

505 -

المجموع في المحيط بالتكليف من كان القاضي عبد الجبار المعتزلي جمع أبي محمد الحسن بن أحمد بن منوية النجراني عني بتصحيحه ونشره: جين يوسف اليسوعي. المطبعة الكاثوليكية بيروت 1962 م.

506 -

مجموع فيه مصنفات أبي الحسن ابن الحمامي وأجزاء حديثية أخرى. المحقق: نبيل سعد الدين جرار. الناشر: أضواء السلف ضمن سلسلة مجاميع الأجزاء الحديثية (4). الطبعة: الأولى 1425 هـ.

507 -

مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ابن البختري تحقيق: نبيل سعد الدين جرار. الناشر: دار البشائر الاسلامية بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1422 هـ.

508 -

مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية. علق عليه: محمد رشيد رضا. الناشر: لجنة التراث العربي.

509 -

المحبر لمحمد بن حبيب البغدادي تحقيق: إيلزة ليختن شتيتر. الناشر: دار الآفاق الجديدة، بيروت.

510 -

المحدث الفاصل للرامهرمزي. تحقيق: محمد عجاج الخطيب. الناشر: دار الفكر ببيروت. الطبعة: الثالثة 1404 هـ.

ص: 900

511 -

محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين للرازي راجعه وقدم له: طه عبد الرؤوف سعد. الناشر: مكتبة الكليات الأزهرية.

512 -

المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده تحقيق: عبد الحميد هنداوي. الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت. الطبعة الأولى 1421 هـ.

513 -

المخبل السعدي حياته وما تبقى من شعره المصدر: مجلة المورد العراقية. المجلد الثاني. العدد الأول 1973 م.

514 -

مختصر إظهار الحق لمحمد أحمد عبد القادر ملكاوي الناشر: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية. الطبعة الأولى 1415 هـ.

515 -

مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم بأختصار تحقيق: سيد إبراهيم، الناشر: دار الحديث، القاهرة. الطبعة الأولى 1422 هـ.

516 -

مختصر العلو للعلي الغفار للذهبي حققه واختصره: محمد ناصر الدين الألباني. الناشر: المكتب الإسلامي. الطبعة الثانية 1412 هـ.

517 -

المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي الناشر: المطبعة الحسينية المصرية. الطبعة الأولى.

518 -

المختصر في أصول الدين للقاضي عبد الجبار المعتزلي. تحقيق: محمد عمارة.

519 -

مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي. اختصره المقريزي. الناشر: حديث أكادمي، فيصل آباد باكستان. الطبعة: الأولى 1408 هـ

520 -

المختلطين للعلائي تحقيق: رفعت فوزي عبد المطلب، علي عبد الباسط مزيد. الناشر: مكتبة الخانجي القاهرة. الطبعة الأولى 1417 هـ.

521 -

المخلصيات تحقيق: نبيل سعد الدين جرار. الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لدولة قطر. الطبعة الأولى 1418 هـ.

522 -

مداراة الناس ابن أبي الدنيا. المحقق: محمد خير رمضان يوسف. الناشر: دار ابن حزم بيروت. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

523 -

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن القيم تحقيق: محمد البغدادي. الناشر: دار الكتاب العربي بيروت. الطبعة الثالثة 1416 هـ.

524 -

المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي. المحقق: د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي. الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي الكويت.

525 -

المراسيل لابن أبي حاتم. المحقق: شكر اللَّه نعمة اللَّه قوجاني. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة: الأولى 1397 هـ.

ص: 901

526 -

مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاء لعبد المؤمن بن عبد الحق القطيعي الناشر: دار الجيل بيروت. الطبعة الأولى 1412 هـ.

527 -

المرض والكفارات لابن أبي الدنيا. تحقيق: عبد الوكيل الندوي. الناشر: الدار السلفية بومباي. الطبعة الأولى 1411 هـ.

528 -

مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل اللَّه العمري الناشر: المجمع الثقافي أبو ظبي. الطبعة الأولى 1423 هـ.

529 -

المسالك والمالك لحسن بن أحمد المهلبي العزيزي جمع وتعليق: تيسير خلف.

530 -

مساوئ الأخلاق للخرائطي. حققه وخرج نصوصه وعلق عليه: مصطفى بن أبو النصر الشلبي. الناشر: مكتبة السوادي للتوزيع، جدة. الطبعة: الأولى 1413 هـ.

531 -

مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح. الناشر: الدار العلمية بالهند.

532 -

مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه لإسحاق بن منصور الكوسج الناشر: عمادة البحث العلمي، الجامعة الإسلامية بالمدينة الطبعة الأولى 1425 هـ.

533 -

المسائل والأجوبة لابن تيمية. المحقق: أبو عبد اللَّه حسين بن عكاشة. الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر القاهرة. الطبعة: الأولى 1425 هـ.

534 -

مستخرج أبي عوانه لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني تحقيق: أيمن بن عارف الدمشقي. الناشر: دار المعرفة ببيروت. الطبعة الأولى 1419 هـ.

535 -

مستخرج الطوسي على جامع الترمذي. لأبي علي الحسن بن علي الطوسي. المحقق: أنيس بن أحمد بن طاهر الأندونوسي. الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية بالمدينة. الطبعة: الأولى 1415 هـ.

536 -

المستدرك للحاكم. تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1411 هـ.

537 -

مسند ابن المبارك. المحقق: صبحي البدري السامرائي. الناشر: مكتبة المعارف بالرياض. الطبعة: الأولى 1410 هـ.

538 -

مسند الشهاب لأبي عبد اللَّه محمد بن سلامة القضاعي. تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي. الناشر: مؤسسة الرسالة ببيروت. الطبعة: الثانية 1407 هـ.

539 -

مسند ابن الجعد. تحقيق: عامر أحمد حيدر. الناشر: مؤسسة نادر ببيروت. الطبعة: الأولى 1410 هـ.

540 -

مسند ابن راهوية المحقق: د. عبد الغفور بن عبد الحق البلوشي. الناشر: مكتبة الإيمان بالمدينة. الطبعة: الأولى 1412 هـ.

ص: 902

541 -

مسند أبو يعلى المحقق: حسين سليم أسد. الناشر: دار المأمون للتراث بدمشق. الطبعة: الأولى 1404 هـ.

542 -

مسند أبي بكر الصديق لأبي بكر أحمد بن علي الأموي المروزي. المحقق: شعيب الأرناؤوط. الناشر: المكتب الإسلامي ببيروت.

543 -

مسند أبي سعيد الخدري من مسند الإمام أحمد ابن حنبل. للإمام ابن المحب الصامت. تحقيق: أبي عبد اللَّه حسين بن عكاشة بن رمضان. الناشر: دار المودة بالرياض. الطبعة الأولى.

544 -

مسند الإمام أحمد. المحقق: شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، وآخرون. إشراف: عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي. الناشر: مؤسسة الرسالة. الطبعة: الأولى 1421 هـ.

545 -

مسند البزار تحقيق: محفوظ الرحمن زين اللَّه وعادل بن سعد ووصبري عبد الخالق الشافعي، الناشر: مكتبة العلوم والحكم المدينة المنور. الطبعة: الأولى 1988 م - 2009 م.

546 -

مسند الحميدي لأبي بكر عبد اللَّه بن الزبير الحميدي القرشي. تحقيق: حسن سليم أسد الايراني. الناشر: دار السقا، بدمشق. الطبعة: الأولى 1996 م.

547 -

مسند الروياني. المحقق: أيمن علي أبو ياني. الناشر: مؤسسة قرطبة بالقاهرة. الطبعة: الأولى 1416 هـ.

548 -

مسند الشاشي. المحقق: محفوظ الرحمن زين اللَّه. الناشر: مكتبة العلوم والحكم بالمدينة. الطبعة: الأولى 1410 هـ.

549 -

مسند الشافعي. رتبه: سنجر بن عبد اللَّه الجاولي. تحقيق: ماهر الفحل. الناشر: شركة غراس للنشر والتوزيع بالكويت. الطبعة: الأولى 1425 هـ.

550 -

مسند الفاروق لابن كثير تحقيق: عبد المعطي قلعجي. دار النشر: دار الوفاء بالمنصورة. الطبعة: الأولى 1411 هـ.

551 -

المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم لأبي نعيم. المحقق: محمد حسن الشافعي. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

552 -

مسند الموطأ لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد اللَّه الجوهري. تحقيق: لطفي بن محمد الصغير وطه بن علي بُوسريح. الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت. الطبعة: الأولى 1997 م.

553 -

مسند سعد بن أبي وقاص لأبي عبد اللَّه أحمد بن إبراهيم الدورقي. المحقق: عامر حسن صبري. الناشر: دار البشائر الإسلامية ببيروت. الطبعة: الأولى، 1407 هـ.

554 -

مسند عمر بن الخطاب ليعقوب بن شيبة السدوسي. المحقق: كمال يوسف الحوت. الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية بيروت. الطبعة: الأولى، 1405 هـ.

555 -

مسند عمر بن عبد العزيز للباغندي الصغير محمد بن محمد الأزدي تحقيق: محمد عوامة. الناشر: مؤسسة علوم القرآن بدمشق. الطبعة الأولى 1404 هـ.

ص: 903

556 -

مسند عمر في جزء لأبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد، وفي آخره من رواية ابن شاذان عن شجاع بن جعفر الصوفي أحاديث.

557 -

المسند لأبي بكر ابن أبي شيبة. تحقيق: عادل بن يوسف العزازي وأحمد بن فريد المزيدي. الناشر: دار الوطن الرياض. الطبعة الأولى 1997 م.

558 -

مشاهير علماء الأمصار لابن حبان تحقيق: مرزوق على إبراهيم. الناشر: دار الوفاء المنصورة. الطبعة الأولى 1411 هـ.

559 -

مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي. المحقق: محمد ناصر الدين الألباني. الناشر: المكتب الإسلامي بيروت. الطبعة: الثالثة 1985 م.

560 -

مشكل الحديث لابن فورك تحقيق: دانيال جيارية. المعهد الفرنسي بدمشق 2003 م.

561 -

مشيخة بدر الدين بن جماعة تحقيق: موفق بن عبد القادر، الناشر: دار الغرب الإسلامي بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1408 هـ باختصار.

562 -

مشيخة شرف الدين علي بن محمد اليونيني. المحقق: عمر عبد السلام تدمري. الناشر: المكتبة العصرية. الطبعة: الأولى 1423 هـ.

563 -

مشيخة يعقوب بن سفيان الفسوي تحقيق: محمد السريع. الناشر: دار العاصمة بالرياض. الطبعة الأولى 1431 هـ.

564 -

مشيخته إبراهيم بن طهران. المحقق: محمد طاهر مالك. الناشر: مجمع اللغة العربية بدمشق. سنة النشر: 1403 هـ.

565 -

مشيخته ابن البخاري لأحمد بن محمد بن عبد اللَّه ابن الظاهري الحنفي. تحقيق: عوض عتقي سعد الحازمي. الناشر: دار عالم الفؤاد بمكة. الطبعة الأولى 1419 هـ.

566 -

مشيخته ابن شاذان الصغرى لأبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز. تحقيق: عصام موسى هادي. الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية بالمدينة المنورة. الطبعة الأولى 1419 هـ.

567 -

مشيخته قاضي المارستان (أحاديث الشيوخ الثقات، المشيخة الكبرى) لمحمد بن عبد الباقي الأنصاري. المحقق: حاتم بن عارف العوني. الناشر: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع. الطبعة: الأولى 1422 هـ.

568 -

مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر البوصيري تحقيق: محمد المنتقي الكشناوي. الناشر: دار العربية ببيروت. الطبعة: الثانية 1403 هـ.

569 -

المصباح في المعاني والبيان والبديع لبدر الدين محمد بن محمد بن مالك تحقيق: حُسني عبد الجليل يوسف. الناشر: مكتبة الآداب بالجماميز.

570 -

مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك لسعيد بن عبد الفتاح عاشور دار النهضة العربية بيروت 1972 م.

ص: 904

571 -

مصنف عبد الرزاق تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي. الناشر: المكتب الإسلامي بيروت. الطبعة الثانية 1403 هـ.

572 -

المصنف لأبي بكر ابن أبي شيبة. تحقيق: كمال يوسف الحوت. الناشر: مكتبة الرشد الرياض. الطبعة الأولى 1409 هـ.

573 -

المطالب العالية بزوائد المسانيد الثانية لابن حجر. المحقق: رسالة علمية قدمت لجامعة الإمام محمد بن سعود تنسيق: سعد بن ناصر الشثري. الناشر: دار العاصمة، دار الغيث بالسعودية. الطبعة: الأولى 1419 هـ.

574 -

المطالب العالية للرازي تحقيق: أحمد حجازي السقا. الناشر: دار الكتاب العربي بيروت. الطبعة الأولى 1407 هـ.

575 -

المطر والرعد والبرق لابن أبي الدينا. تحقيق وتخريج: طارق محمد سكلوع العمودي. الناشر: دار ابن الجوزي بالدمام. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

576 -

معارج القدس في مدارج معرفة النفس للغزالي الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1409 هـ.

577 -

المعارف لابن قتيبة تحقيق: ثروت عكاشة. الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة. الطبعة: الثانية 1992 م.

578 -

معالم أصول الدين للرازي تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد. الناشر: دار الكتاب العربي بيروت.

579 -

معالم السنن لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي. الناشر: المطبعة العلمية بحلب. الطبعة: الأولى 1351 هـ.

580 -

معاني القرآن لأبي زكريا يحيى بن زياد لفراء. المحقق: أحمد يوسف النجاتي ومحمد علي النجار وعبد الفتاح إسماعيل الشلبي. الناشر: دار المصرية للتأليف والترجمة، مصر. الطبعة: الأولى.

581 -

معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق الزجاج تحقيق: عبد الجليل عبده شلبي. الناشر: عالم الكتب بيروت. الطبعة الأولى 1408 هـ.

582 -

معجم ابن الأعرابي لأبي سعيد بن الأعرابي. تحقيق: عبد المحسن بن إبراهيم بن أحمد الحسيني. الناشر: دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية. الطبعة الأولى 1418 هـ.

583 -

معجم ابن المقري لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ تحقيق: أبي عبد الرحمن عادل بن سعد. الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، شركة الرياض للنشر والتوزيع. الطبعة الأولى 1419 هـ.

584 -

معجم أبي يعلى. المحقق: إرشاد الحق الأثري. الناشر: إدارة العلوم الأثرية فيصل آباد. الطبعة: الأولى 1407 هـ.

585 -

معجم الأدباء لياقوت الحموي تحقيق: إحسان عباس. الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت. الطبعة الأولى 1414 هـ.

586 -

المعجم الأوسط الطبراني تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي الناشر: مكتبة ابن تيمية بالقاهرة. الطبعة: الثانية.

587 -

معجم البلدان الياقوت بن عبد اللَّه الرومي الحموي. الناشر: دار صادر بيروت. الطبعة الثانية 1995 م.

ص: 905

588 -

معجم الشيوخ الكبير للذهبي تحقيق: محمد الحبيب الهيلة. الناشر مكتبة الصديق الطائف. الطبعة الأولى 1408 هـ.

589 -

معجم الشيوخ لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغساني الصيداوي. تحقيق: عمر عبد السلام تدمري. الناشر: مؤسسة الرسالة، دار الإيمان بيروت طرابلس، الطبعة الأولى 1405 هـ.

590 -

معجم الشيوخ لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللَّه ابن عساكر تحقيق: وفاء بنت تقي الدين. الناشر: دار البشائر دمشق. الطبعة: الأولى 1421 هـ.

591 -

معجم الشيوخ لتاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي. تخريج: شمس الدين أبي عبد اللَّه بن سعد الصالحي الحنبلي. تحقق: بشار عواد ورائد يوسف العنبكي ومصطفى إسماعيل الأعظمي. الناشر: دار الغرب الإسلامي. الطبعة الأولى 1425 هـ باختصار.

592 -

معجم الشيوخ لتاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي تخريج: شمس الدين أبي عبد اللَّه بن سعد الصالحي الحنبلي. تحقيق: بشار عواد ورائد يوسف العنبكي ومصطفى إسماعيل الأعظمي. الناشر: دار الغرب الإسلامي. الطبعة الأولى 1425 هـ.

593 -

معجم الشيوخ من الرجال والنساء لشمس الدين محمد بن أبي بكر بن محمد بن طرخان مصدرها: مخطوطات جامعة الملك سعود، رقمها 3065 ز (ق 651/ 4).

594 -

معجم الصحابة لابن قانع. المحقق: صلاح بن سالم المصراتي. الناشر: مكتبة الغرباء الأثرية بالمدينة. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

595 -

معجم الصحابة للبغوي. المحقق: محمد الأمين الجكني. الناشر: مكتبة دار البيان بالكويت. الطبعة: الأولى 1421 هـ.

596 -

المعجم الصغير للطبراني. المحقق: محمد شكور محمود الحاج أمرير. الناشر: المكتب الإسلامي، دار عمار، بيروت، عمان. الطبعة: الأولى 1405 هـ.

597 -

المعجم الكبير للطبراني، المحقق: حمدي بن عبد المجيد السلفي. دار النشر: مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، الطبعة: الثانية.

598 -

المعجم المختص بالمحدثين للذهبي تحقيق: محمد الحبيب الهيلة. الناشر: مكتبة الصديق الطائف. الطبعة الأولى 1408 هـ.

599 -

المعجم المفهرس لابن حجر، تحقيق: محمد شكور المياديني. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة الأولى 1418 هـ.

600 -

معجم المؤلفين لعمر بن رضا كحالة الناشر: مكتبة المثنى بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت.

ص: 906

601 -

المعجم الوسيط. المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة. إبراهيم مصطفي وأحمد الزيات وحامد عبد القادر ومحمد النجار. الناشر: دار الدعوة.

602 -

معجم ديوان الأدب الإسحاق بن إبراهيم الفارابي. تحقيق: دكتور أحمد مختار عمر. مراجعة: دكتور إبراهيم أنيس. طبعة: مؤسسة دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر، القاهرة. عام النشر: 1424 هـ.

603 -

المعجم في أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي. لأبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني. المحقق: محمد منصور. الناشر: مكتبة العلوم والحكم بالمدينة. الطبعة: الأولى 1410 هـ.

604 -

معجم مقاييس اللغة لابن فارس تحقيق: عبد السلام هارون. الناشر: دار الفكر 1399 هـ.

605 -

معرفة السنن والآثار للبيهقي عبد المعطي أمين قلعجي. الناشرون: جامعة الدراسات الإسلامية (كراتشي - باكستان) ودار قتيبة (دمشق - بيروت) ودار الوعي (حلب - دمشق) ودار الوفاء (المنصورة - القاهرة) الطبعة: الأولى 1412 هـ.

606 -

معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للذهبي، الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1417 هـ.

607 -

معرفة علوم الحديث للحاكم. تحقيق: السيد معظم حسين. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة: الثانية 1397 هـ.

608 -

المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان. المحقق: أكرم ضياء العمري. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة: الثانية 1401 هـ.

609 -

المعين في طبقات المحدثين للذهبي تحقيق: همام عبد الرحيم سعيد. الناشر: دار الفرقان عمان الأردن. الطبعة الأولى 1404 هـ.

610 -

المغني عن حمل الأسفار في الأسفار، في تخريج ما في الأحياء من الأخبار لأبي الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي. الناشر: دار ابن حزم، بيروت. الطبعة: الأولى 1426 هـ.

611 -

المغني في أبواب التوحيد والعدل للقاضي عبد الجبار المعتزلي. تحقيق: محمود محمد قاسم. مراجعة: إبراهيم مدكور. إشراف: طه حسين.

612 -

المنية والأمل للقاضي عبد الجبار المعتزلي جمع أحمد بن يحيى المرتضى. تحقيق: عصام الدين محمد على دار المعرفة الجامعية 1985 م.

613 -

المغني في الضعفاء للذهبي. المحقق: الدكتور نور الدين عتر.

614 -

مفتاح دار السعادة لابن القيم. الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

615 -

المقاصد الحسنة للسخاوي. المحقق: محمد عثمان الخشت. الناشر: دار الكتاب العربي ببيروت. الطبعة: الأولى 1405 هـ.

ص: 907

616 -

مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين للأشعري عني بتصحيحه: هلموت ريتر. الناشر: دار فرانز شتايز بمدينة فيسبادن ألمانيا. الطبعة الثالثة 1400 هـ.

617 -

مقامات الحنفي وابن ناقيا وغيرهما الناشر: مطبعة أحمد كامل. استانبول 1330 هـ.

618 -

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد لابن مفلح تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين. الناشر: مكتبة الرشد الرياض. الطبعة الأولى 1410 هـ.

619 -

المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي لنور الدين علي بن أبي بكر للهيثمي، تحقيق: سيد كسروي حسن. الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت لبنان.

620 -

مكارم الأخلاق للخرائطي. المحقق: مجدي السيد إبراهيم. الناشر: مكتبة القرآن - القاهرة.

621 -

مكائد الشيطان لابن أبي الدنيا. بدون بيانات طبع.

622 -

الملل والنحل للشهرستاني الناشر: مؤسسة الحلبي.

623 -

منادمة الأطلال ومسامرة الخيال لابن بدران تحقيق: زهير الشاويش. الناشر: المكتب الإسلامي بيروت. الطبعة الثانية 1379 هـ.

624 -

مناقب الشافعي للبيهقي تحقيق: أحمد صقر. النشر: مكتبة دار التراث مصر. عام 1390 هـ.

625 -

مناقب معروف الكرخي لابن الجوزي. تحقيق: عبد اللَّه الجبوري. الناشر: دار الكتاب العربي.

626 -

مناهج الأدلة لابن رشد تحقيق: محمود قاسم. الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية. الطبعة الثانية 1964 م.

627 -

المنتخب من مخطوطات الحديث بالظاهرية للألباني مكتبة المعارف بالرياض. الطبعة الأولى 1422 هـ.

628 -

المنتخب من مسند عبد بن حميد تحقيق: صبحي البدري السامرائي، محمود محمد خليل الصعيدي. الناشر: مكتبة السنة القاهرة. الطبعة الأولى 1408 هـ.

629 -

المنتخب من معجم شيوخ السمعاني لعبد الكريم بن محمد السمعاني. دراسة وتحقيق: موفق بن عبد اللَّه بن عبد القادر. الناشر: دار عالم الكتب، الرياض. الطبعة: الأولى 1417 هـ.

630 -

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا. الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت. الطبعة الأولى 1412 هـ.

631 -

المنتقى من السنن المسندة لعبد اللَّه بن علي ابن الجارود. المحقق: عبد اللَّه عمر البارودي. الناشر: مؤسسة الكتاب الثقافية ببيروت. الطبعة: الأولى 1408 هـ.

632 -

منهاج السنة النبوية لابن تيمية تحقيق: محمد رشاد سالم. الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. الطبعة الأولى 1406 هـ.

ص: 908

633 -

الم‌

‌ن

هاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي الناشر: دار إحياء التراث العربي بيروت. الطبعة الثانية 1392 هـ. باختصار.

634 -

المواقف في علم الكلام لعبد الرحمن الإيجبي الناشر: عالم الكتب بيروت.

635 -

المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض شعرهم لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي تحقيق: كرنكو. الناشر: دار الجيل بيروت. الطبعة الأولى 1411 هـ.

636 -

المؤتلف والمختلف للدارقطني تحقيق: موفق بن عبد اللَّه بن عبد القادر. الناشر: دار الغرب الإسلامي بيروت. الطبعة الأولى 1406 هـ.

637 -

موجبات الجنة لمعمر بن عبد الواحد ابن الفاخر القرشي. المحقق: ناصر بن أحمد بن النجار الدمياطي. الناشر: مكتبة عباد الرحمن. الطبعة: الأولى 1423 هـ.

638 -

موجز تاريخ الحروب الصليبية. لمصطفى وهبة. مكتبة الإيمان المنصورة. الطبعة الأولى 1418 هـ.

639 -

موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي. تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي. الناشر: دار المعرفة ببيروت. الطبعة: الأولى 1407 هـ.

640 -

الموضوعات لابن الجوزي. ضبط وتقديم وتحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان. الناشر: محمد عبد المحسن. الطبعة: الأولى. جـ 1، 2: 1386 هـ جـ 3: 1388 هـ.

641 -

موطأ ابن وهب، تحقيق: هشام إسماعيل الصيني. الناشر: دار ابن الجوزي بالدمام. الطبعة: الثانية 1420 هـ.

642 -

موطأ مالك برواية أبي مصعب الزهري. المحقق: بشار عواد معروف ومحمود خليل. الناشر: مؤسسة الرسالة. 1412 هـ.

643 -

ميزان الاعتدال للذهبي تحقيق: علي محمد البجاوي. الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت لبنان. الطبعة الأولى 1382 هـ.

- ن -

644 -

ناسخ الحديث ومنسوخه لأبي حفص بن شاهين. المحقق: سمير بن أمين الزهيري. الناشر: مكتبة المنار الزرقاء. الطبعة: الأولى 1408 هـ.

645 -

النبوات لابن تيمية تحقيق: عبد العزيز الطويان. الناشر: أضواء السلف الرياض. الطبعة الأولى 1420 هـ.

646 -

نتائج الفكر في النحو لأبي القاسم السُّهَيلي تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض. الناشر: دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1412 هـ.

647 -

النجاة لابن سينا تحقيق: عبد الرحمن عميرة. الناشر: دار الجيل بيروت. الطبعة الأولى 1412 هـ.

ص: 909

648 -

النجوم الزا‌

‌ه

رة في ملوك مصر والقاهرة لأبي المحاسن ابن تغري بردي الناشر: وزارة الثقافة والإرشاد القومي. دار الكتب مصر.

649 -

نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لمحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن إدريس الإدريسي الناشر: عالم الكتب بيروت. الطبعة الأولى 1409 هـ.

650 -

نزهة الناظرين في تاريخ من ولي مصر من الخلفاء السلاطين لمرعي بن يوسف الكرمي دراسة وتحقيق: أميرة فهمي محمد دبابسة. جامعة النجاح الوطنية فلسطين.

651 -

نصب الراية لأحاديث الهداية لعبد اللَّه بن يوسف الزيلعي. قدم للكتاب: محمد يوسف البَنُوري. صححه ووضع الحاشية: عبد العزيز الديوبندي الفنجاني ومحمد يوسف الكاملفوري. المحقق: محمد عوامة. الناشر: مؤسسة الريان للطباعة والنشر بيروت ودار القبلة للثقافة الإسلامية جدة. الطبعة: الأولى 1418 هـ.

652 -

نظم المتناثر من الحديث المتواتر لمحمد بن جعفر الكتاني. تحقيق: شرف حجازي. الناشر: دار الكتب السلفية مصر. الطبعة الثانية.

653 -

النعوت للنسائي. المحقق: عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان. الناشر: مكتبة العبيكان. الطبعة: الأولى 1419 هـ.

654 -

النفقة على العيال لابن أبي الدنيا. المحقق: د نجم عبد الرحمن خلف. الناشر: دار ابن القيم بالدمام. الطبعة: الأولى 1410 هـ.

655 -

نقض الدّارميّ على بشر المريسيّ. تحقيق: رشيد الألمعي. الناشر: مكتبة الرشد الرياض. الطبعة الأولى 1418 هـ.

656 -

نهاية الإقدام للشهرستاني. حرره الفرد جيوم.

657 -

النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير الناشر: المكتبة العلمية بيروت. تحقيق: طاهر الزاوى ومحمود الطناحي 1399 هـ.

658 -

نهر الذهب في تاريخ حلب لكامل بن حسين الغزي الناشر: دار القلم، حلب. الطبعة الثانية 1419 هـ.

659 -

النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية لبهاء الدين بن شداد (ص 78) تحقيق: جمال الدين الشيال. الناشر: مكتبة الخانجي القاهرة. الطبعة: الثانية 1415 هـ.

660 -

نونية ابن القيم تحقيق جمع من طلبة العلم، بإشراف بكر أبو زيد، طبع مجمع الفقه الإسلامي بجدة.

- هـ -

661 -

هداية المريد إلى جوهرة التوحيد لإبراهيم اللقاني تحقيق: مروان البجاوي الناشر: دار البصائر القاهرة. الطبعة الأولى 1430 هـ.

ص: 910

662 -

هد‌

‌ي

ة العارفين أسماء الم‌

‌ؤ

لفين وآثار المصنفين إسماعيل بن محمد البغدادي الناشر: وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية استانبول 1951.

663 -

هواتف الجان للخرائطي المحقق: إبراهيم صالح. الناشر: دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع. الطبعة: الأولى 1421 هـ.

664 -

هواتف الجن لابن أبي الدنيا. المحقق: محمد الزغلي. الناشر: المكتب الإسلامي. الطبعة: الطبعة الأولى 1416 هـ.

- و -

665 -

الوافي بالوفيات للصفدي تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفي. الناشر: دار إحياء التراث بيروت 1420 هـ.

666 -

الورع لابن أبي الدنيا تحقيق: أبي عبد اللَّه محمد بن حمد الحمود الناشر: الدار السلفية الكويت الطبعة الأولى 1408 هـ.

667 -

الوسيط في تفسير القرآن المجيد لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي. تحقيق وتعليق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلي محمد معوض، وأحمد محمد صيرة، وأحمد عبد الغني الجمل، وعبد الرحمن عويس. قدمه وقرظه: عبد الحي الفرماوي. الناشر: دار الكتب العلمية ببيروت. الطبعة: الأولى 1415 هـ.

668 -

وفيات الأعيان لابن خلكان تحقيق: إحسان عباس. الناشر: دار صادر بيروت.

669 -

الوفيات لتقي الدين محمد بن هجرس بن رافع السلامي تحقيق: صالح مهدي عباس وبشار عواد معروف. الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة الأولى 1402 هـ باختصار.

670 -

وكيع في نسخته عن الأعمش تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي. الناشر: الدار السلفية الكويت. الطبعة الثانية 1406 هـ.

671 -

يحيى بن حمزة وآراؤه الكلامية لأحمد صبحي منشورات العصر الحديث. الطبعة الأولى 1410 هـ.

- ي -

672 -

اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر لعبد الوهاب بن أحمد الشعراني الناشر: دار إحياء التراث العربي.

* * *

ص: 911