الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة أم القرى
كلية الدعوة وأصول الدين
قسم العقيدة
كتاب صفات رب العالمين
لابن المحب الصامت (712 هـ - 789 هـ)
من باب ما ذكر في الساعد والذراع والباع والراحة والكتف والصدر.
إلى: ذكرُ الصوت.
دراسة وتحقيق
رسالة مُقدّمة لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير
في العقيدة
دراسة وتحقيق:
الطالبة: أمامة بنت محمد محفوظ المهدي
الرقم الجامعي: 4380358
إشراف
د. هشام بن إسماعيل الصيني
الأستاذ المشارك بقسم العقيدة
كلية الدعوة وأصول الدين - جامعة أم القرى
1437 هـ - 2016 م
ملخَّص الرِّسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا البحث هو تحقيق لـ جزء من: (كتاب صفات رب العالمين للإمام شمس الدين أبي بكر محمد بن عبد الله بن المحب الصامت المقدسي من باب ما ذكر في السَّاعد والذِّراع والباع والرَّاحة والكتف والصَّدر، إلى ما ذكر في الصَّوت).
الدرجة العلمية: ماجستير - عقيدة.
موضوع الرسالة: صفات رب العالمين.
وهذه الرسالة جاءت في مقدمة وقسمين وخاتمة وفهارس:
المقدمة: وتحتوي على أهداف التحقيق، أهمية الكتاب، أسباب اختياره، الصعوبات التي واجهت الباحث، والخطة.
القسم الأول: الدراسة: وفيه مباحث:
المبحث الأول: عصر المصنِّف: (الناحية السياسية - الناحية الإجتماعية - الناحية العلمية).
المبحث الثاني: حياتة الشَّخصية: (اسمه ونسبه وكنيته - مولده - نشأته وأسرته - شيوخه - تلاميذه - صفاته وثناء العلماء عليه - عقيدته - مؤلفاته - وفاته).
المبحث الثالث: دراسة الكتاب (اسم الكتاب - توثيق نسبة الكتاب لمصنفه - وصف المخطوط - موارد المصنف في الكتاب - أبواب الجزء المحقق - ملحوظات على الكتاب - دراسة موضوعات الكتاب).
المبحث الرابع: منهج التحقيق.
القسم الثاني: التحقيق.
الخاتمة، وذكرت فيها أهم النتائج والتوصيات:
1 -
أهمية كتاب صفات رب العالمين في جمعه للأدلة القرآنية، وكثير من الأحاديث والآثار، وذكر أقوال العلماء في بعض الصفات الواردة.
2 -
دقة الحافظ ابن المحب رحمه الله في نقل الأحاديث بأسانيدها. مع بيان الصحيح والضعيف منها أحيانًا.
3 -
كثرة المراجع والمصادر التي نقل منها وعزى إليها ابن المحب.
وهذا يدل على غزارة علمه، وسعة اطلاعه رحمه الله.
4 -
اشتمال كتاب الصفات على الكثير من الكتب المفقودة، وهذا يعد كنزًا للباحثين عنها.
5 -
الاهتمام بكتب علماء السنة المخطوطة بالتحقيق والدراسة.
ثم المراجع والمصادر.
والفهارس العلمية.
المُقَدِّمَة
الحمد لله أهل الحمد ووليّه، المبتدئ بنعمه، والهادي لطاعته، أنزل علينا خير كتبه، وبعث لنا خير رسله، ليُبيِّن للناس ما نزِّل إليهم ولعلهم يتذكرون. والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى صحابته أجمعين، وعلى التابعين الذين حموا الدِّين من تحريف الغاليين، وتزييف المبطلين.
أما بعد:
فلا ريب أنَّ العلم بأسماء الله وصفاته أشرف العلوم الشرعيَّة، وأزكى المقاصد العليَّة، وأعظم الغايات السنيَّة؛ لتعلقه بأشرف معلوم وهو الله عز وجل، فمعرفته سبحانه والعلم بأسمائه وصفاته، وأفعاله أجلّ علوم الدين كلها، وإرادة وجهه أجلّ المقاصد، وعبادته أشرف الأعمال.
وقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إن دعوة الرسل تدور على ثلاثة أمور: تعريف الربّ المدعو إليه بأسمائه وصفاته وأفعاله، الأصل الثاني: معرفة الطريقة الموصلة إليه، وهي ذكره وشكره وعبادته التي تجمع كمال حبّه وكمال الذّل له، الأصل الثالث: تعريفهم ما لهم بعد الوصول إليه في دار كرامته من النعيم الذي أفضله وأجله رضاه عنهم وتجليه لهم ورؤيتهم وجهه الأعلى وسلامه عليهم وتكليمه إياهم ".
ولقد منَّ الله عليَّ بالمشاركة في تحقيق جزء من مخطوط (كتاب صفات رب العالمين لابن المحب الصامت) من باب: (ما ذكر في السَّاعد والذِّراع إلى نهاية الجزء الثامن) وذلك لنيل درجة الماجستير.
وحيث إنه قد سبقني عدد من الباحثين والباحثات في تحقيق أجزاء سابقة من هذا المخطوط كرسائل علمية، واعتنوا بقسمم الدراسة عناية فائقة وأخص منهم: الشيخ صقر الغامدي، فكتبت فيه ما يفي بالغرض من تعريف بهذا الكتاب.
*
أهداف التحقيق:
1 -
إخراج كتاب صفات رب العالمين.
2 -
ابتغاء مرضات الله وهو أهم هدف وأسمى غاية أرجوها من البحث.
3 -
إظهار لعقيدة ابن المحب والتي هي عقيدة أهل السنة والجماعة.
4 -
التمسك بفهم سلف الأمة وأئمتها المتقدمين لنصوص أسماء الله وصفاته.
5 -
بيان حقيقة مذهب السلف أهل السنة والجماعة، والذي كان عليه الأئمة الأسلاف أهل الحديث كالإمام مالك وعبد الله بن المبارك والإمام أحمد، وسفيان الثوري، والبخاري، والدارمي، والآجري، وغيرهم ممن سلك طريقهم واقتفى أثرهم.
6 -
الاعتماد على الكتاب والسنة الصحيحة في إثبات أسماء الله الحسنى وصفاته العلى على ما يليق بجلاله وعظمته، وبقية أمور الاعتقاد، وعدم تجاوز ذلك.
7 -
الرد على من خالف السلف - أهل السنة والجماعة -، وبيان ما هم عليه من الخطأ والضلال.
*
أهمية الكتاب:
1 -
أن الإمام رحمه الله تطرق لباب صفات رب العالمين، وشرف العلم بشرف المعلوم، والباري أشرف المعلومات، فالعلم بصفاته أشرف العلوم.
2 -
جمع فيه ابن المحب جميع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في الصفة التي يبوب لها.
3 -
أن مؤلفه من العلماء المتقدمين وخاصة أنه تلميذ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
4 -
في الكتاب نقولات عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وبعضها مما قيَّده هو عن شيخه، أو أملاه الشيخ عليه، أو أجاز له به.
5 -
اشتمال الكتاب على مجموعة من الأحاديث والنقولات القيمة من الكتب، لا سيما أنَّ منها المفقود والمخطوط. وسيأتي في مصادر المؤلف ص () وما بعدها.
6 -
أن الإمام رحمه الله يروي الأحاديث والآثار بأسانيده - غالبًا - ويتكلم على تخريج كثير منها. 7 - جمع فيه طرق الحديث وذكر المتابعات والشواهد للحديث، ومن خرَّجها من الأئمة في كتبهم.
حتى أنه يخرج من الأجزاء الحديثية الصغيرة.
8 -
نقل أقوال العلماء في الحكم على الحديث وعلى الرجال. وهذا مما يعزِّز من قيمة الكتاب.
*
أسباب اختيار الموضوع:
هذا الكتاب الذي عنيت بتحقيقه من بين ما تركه علماء العقيدة، الذين وقفوا حياتهم لخدمة الدين وتوضيح عقيدة أهل السنة والجماعة، ومما دفعني إلى هذا الموضوع، ورغبني في تحقيق هذا الكتاب أيضًا ما يلي:
1 -
تعلق هذا البحث بأشرف العلوم، وهو العلم عن صفات الباري سبحانه وتعالى.
2 -
أملًا أن يضيف هذا الكتاب جديدًا إلى المكتبة العقدية وخاصة في باب صفات الله تعالى.
3 -
إحياء جهود الأئمة الذين بذلوا أغلى ما عندهم من جهد ووقت.
4 -
أن هذا المخطوط لم يسبق تحقيقه ونشره، وإخراجه محققًا عمل يستحق بذل الوقت والجهد فيه.
5 -
قيمة الكتاب العلمية لأنه ينقل عن كثير من الكتب التي لا تزال مفقودة أو ناقصة.
6 -
الرغبة في خدمة العلم وأهله، وابتغاء أجره عند الله سبحانه في الدار الآخرة.
وبناء على هذه الأسباب والمبررات، وقع اختياري على هذا الموضوع ليكون مادة لبحثي في الماجستير، والذي أسأل الله تعالى أن يضع له القبول والرضا.
*
الدراسات السابقة:
بالنسبة لدراسة وتحقيق كتاب (صفات رب العالمين) فلم أجد - من خلال بحثي - أحدًا قام بتحقيق الكتاب، أو نشره قبل هذا العمل.
*
الصعوبات التي واجهت الباحث:
هناك عدد من المشاكل واجهت الباحثة أثناء تحقيق هذا المخطوط، ويمكن إيجازها فيما يلى:
1/ أن الكتاب مسودَّة للمؤلف، يضيف إليه بين الحين والآخر ما يراه من الآيات والأحاديث والآثار.
2/ التداخل الذي يوجد في عدد من صفحات الكتاب بين الأسطر مما يجعل الباحث يقف محتارًا في تمييز بعضها عن بعض.
3/ صعوبة خط المصنِّف رحمه الله تعالى، وذلك راجع للأسباب التالية:
أ - قلة الإعجام لدرجة يصعب معها قراءة الكلمة، أو الكلمات، لاحتمالها عدة أوجه.
ب - وصْلُ بعضِ الكلماتِ مع كلمات أخرى، مما يحصل معه الاشتباه والخطأ عند قراءتها.
4/ ضعف التصوير في بعض ألواح المخطوط، مما يؤدي إلى اختفاء بعض الكلمات أو عدم وضوحها.
5/ صعوبة تمييز الأعلام بعضهم عن بعض وذلك للتشابه الواقع في أسماء كل منهم.
6/ عزو بعض الأقوال إلى قائليها دون تحديد الكتاب الذي ورد فيه القول، ما يستدعي استعراض غالب كتبه إلى أن أظفر بالمعلومة، أو أعجز عن الوصول إليها.
7/ تعدد مصادر المصنف رحمه الله في تخريجه للأحاديث، وتنوعها ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود، مما زاد من صعوبة البحث.
هذه بعض المشاكل التي واجهت الباحثة في تحقيق هذا المخطوط، ولكن ولله الحمد والمنة، تغلبت على كثيرٍ منها.
*
خطة البحث:
اشتمل البحث على مقدمة، وقسمين، وخاتمة، ثم المراجع والفهارس، وبيانها كالتالي:
القسم الأول: الدِّراسة.
وفيه مباحث:
المبحث الأول: عصر المصِّنف.
أولًا: الناحية السياسية.
ثانيًا: الناحية الإجتماعية.
ثالثًا: الناحية العلمية.
المبحث الثاني: حياته الشخصية.
أولًا: اسمه ونسبه وكنيته.
ثانيًا: مولده.
ثالثًا: نشأته وأسرته.
رابعًا: شيوخه.
خامسًا: تلاميذه.
سادسًا: صفاته وثناء العلماء عليه.
سابعًا: عقيدته.
ثامنًا: مؤلفاته.
تاسعًا: وفاته.
المبحث الثالث: التعريف بالكتاب.
أولًا: اسم الكتاب.
ثانيًا: توثيق نسبة الكتاب لمصنفه.
ثالثًا: وصف المخطوط.
رابعًا: موارد المصنف في الكتاب.
خامسًا: أبواب الجزء المحقق.
سادسًا: ملحوظات على الكتاب.
سابعًا: دراسة موضوعات الكتاب.
المبحث الرابع: منهج التحقيق.
القسم الثاني: التحقيق.
الخاتمة، والنتائج.
المراجع والمصادر.
الفهارس العامة، وهي كالتالي:
أولًا: فهرس للآيات القرآنية.
ثانيًا: فهرس للأحاديث النبوية.
ثالثًا: فهرس للآثار.
رابعًا: فهرس للأبيات الشعرية.
خامسًا: فهرس للأعلام.
سادسًا: فهرس للألفاظ الغريبة.
سابعًا: فهرس للمواضع والأماكن.
ثامنًا: فهرس للطوائف والقبائل والجماعات.
تاسعًا: فهرس للمصادر والمراجع.
عاشرًا: فهرس لموضوعات الكتاب.
وأخيرًا .. فإني أشكر الله عز وجل على جزيل عطائه، وعظيم آلائه، أن وفقني بتيسير أمور هذه الرسالة وتسخير أسبابها، فلا حول لنا ولا قوة إلا به جل جلاله، وتقدست أسماؤه وتعالت صفاته، فله الحمد أولًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا.
ثم إني أتقدم بجزيل الشكر لوالدي الكريمين - حفظهما الله - اللذين تعبا وسهرا في تربيتي ورعايتي، وأعاناني على طلب العلم وتحصيله، وأسأله سبحانه أن يجزيهما عني خير الجزاء، لما أسدياه إليَّ من جميل لا يُنسى، وكرم لا ينقطع، وأدعوا لهما بما علمني ربي وأمرني {رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24].
وشكري لزوجي الذي عانى معي، وأعطاني من وقته حتى أتم هذه الرسالة، فله خالص الدعاء وجزيل الشكر.
كما أتقدم بالشكر لفضيلة الشيخ الدكتور: هشام بن إسماعيل الصيني - حفظه الله -، على ما بذله من قراءة هذا البحث، وعلى توجيهاته وإرشاداته الجليلة، فجزاه الله خيرًا، وبارك في علمه وعمله.
والشكر موصول لفضيلة الدكتورة: مريم بنت بنيان الحربي - حفظها المولى ورعاها - على ما بذلته من وقت وجهد في الإشراف على هذا البحث فترة من الوقت ليست بالقصيرة. فلها مني الشكر والتقدير.
كما أتقدم بالشكر للشيخ: صلاح الشلاحي - حفظه الله - الذي ساعدني في قراءة ما أشكل عليّ قراءته من المخطوط، وكذلك الأستاذة الدكتورة: ابتسام جمال - حفظها الله - والشيخ: صقر الغامدي - حفظه الله - على ما ساعداني فيه حتى وضعت أقدامي على البحث فجزاهم الله خيرًا.
ولا أنسى أن أشكر كل من قدَّم لي يد العون في هذا العمل من إخوة وأخوات وزميلات ودكتورات سواءً كان بمشورة علمية، أو إبداء نصح، أو دعاء صادق في ظهر الغيب، فأسأل الله أن يبارك جهودهم، ويعظم أجورهم.
وأخيرًا أسأله سبحانه أن يرزقني الإخلاص والقبول، وأن يجعل في هذا البحث النَّفع المأمول، وأن يدخر لي ثوابه في صحائف أعمال {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [سورة الشعراء: 88، 89] فقد أنفقتُ فيه ليالي وأيامًا كثيرة، وبذلت في دراسته وتحقيقه وتخريج أحاديثه طاقات وفيرة، ولست بهذا أدعي كماله وتمامه، غير أنَّ حسبي أنَّي حاولت جهدي أن يكون إلى الصواب أقرب، وبالحسن والإتقان مطَيَّب، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، وما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان ..
وأرجو ممن يقرؤه أن يعذرني فيما يرى من خطأ أو زلل، فالكمال لله وحده المتعالي عن العلل، وأن يدعو لي بحسن العاقبة والعمل.
وفي الختام سبحان ربي رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ..
كتبته:
أمامة بنت محمد محفوظ المهدي
تحريرًا في مكة:
ليلة الثالث عشر من جماد الآخرة من عام 1437 هـ