المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ترجمة موجزة (1) للمؤلف (2) هو الحافظ ضياء الدين أبو عبد الله - صفة الجنة - الضياء المقدسي - المسندة - جـ ٣ - جـ ١

[ضياء الدين المقدسي]

فهرس الكتاب

‌ترجمة موجزة

(1)

للمؤلف

(2)

هو الحافظ ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الجَمّاعيلي الصالحي الدمشقي الحنبلي.

ولد سنة سبع وستين وخمسمائة بقاسيون.

وسمع من أبي جعفر الصيدلاني، وزاهر الثقفي، وأبي المظفر السمعاني، وأبي الفرج ابن الجوزي، والحافظ عبد الغني المقدسي، وخلق كثير غيرهم من الأئمة المشهورين.

وروى عنه: ابن نقطة، وابن النجار، وزكي الدين البرزالي، وشرف الدين ابن النابلسي، والحافظ أبو العباس ابن الظاهري، وغيرهم.

أثنى عليه جميع من ترجم له، ومما قيل فيه:

قال الحافظ محب الدين ابن النجار في تاريخه: «كتب أبو عبد الله بخطه، وحصّل الأصول وسمعنا منه، وبقراءته كثيراً

وكتب الكتب الكبار بخطه، وحصل النسخ ببعضها بهمة عالية، وجدٍ واجتهاد، وتحقيق وإتقان، كتبت عنه ببغداد ونيسابور ودمشق، وهو حافظ متقن ثبت صدوق نبيل حجة، عالم بالحديث

(1)

لم أر التوسع في ترجمته، لوجود دراسات مفصلة ومطولة عنه، ومن آخرها الدراسة القيمة التي كتبها د. محمد مطيع الحافظ:«التنويه والتبيين في سيرة محدث الشام الحافظ ضياء الدين» .

(2)

انظر سير أعلام النبلاء 23/ 126، وانظر بقية مصادر ترجمته في هامشه.

ص: 1

وأحوال الرجال، له مجموعات وتخريجات، وهو ورع تقي زاهد عابد، محتاط في أكل الحلال، مجاهد في سبيل الله، ولعمري ما رأت عيناي مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته في طلب العلم»

(1)

وقال الشيخ عز الدين عبد الرحمن ابن العز: «ما جاء بعد الدارقطني مثل شيخنا الضياء»

(2)

.

وقال الحافظ شرف الدين يوسف بن بدر: «رحم الله شيخنا ابن عبد الواحد؛ كان عظيم الشأن في الحفظ ومعرفة الرجال، هو كان المشار إليه في علم صحيح الحديث وسقيمه، ما رأت عيني مثله»

(3)

.

وقال عمر بن الحاجب: «شيخنا الضياء شيخ وقته ونسيج وحده علماً وحفظاً وثقة وديناً من العلماء الربانيين، وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي»

(4)

.

وقال الإمام الذهبي: «الشيخ الإمام الحافظ القدوة المُحقق المجوّد الحجة بقية السلف

صاحب التصانيف والرحلة الواسعة

ولم يزل ملازماً للعلم والرواية والتأليف إلى أن مات، وتصانيفه نافعة مهذبة، أنشأ مدرسة إلى جانب الجامع المظفري، وكان يبني فيها بيده، ويتقنع باليسير، ويجتهد في فعل الخير ونشر السنة، وفيه تعبد وانجماع عن الناس، وكان كثير البر والمواساة، دائم التهجد أمّاراً بالمعروف، بهي المنظر، مليح الشيبة، محبباً إلى الموافق والمخالف، مشتغلاً بنفسه رضي الله عنه»

(5)

.

(1)

سير أعلام النبلاء 23/ 129، 130.

(2)

سير أعلام النبلاء 23/ 128.

(3)

سير أعلام النبلاء 23/ 128، 129.

(4)

سير أعلام النبلاء 23/ 129.

(5)

سير أعلام النبلاء 23/ 128.

ص: 2

وقد ألف رحمه الله عدداً كبيراً من المؤلفات، من أشهر ما طبع منها: كتاب الأحاديث المختارة

(1)

، وفضائل الأعمال

(2)

، وفضائل القرآن

(3)

، والنهي عن سب الأصحاب

(4)

، وغيرها

(5)

.

توفي رحمه الله سنة (643)، بعد أن عاش (74) سنة.

(1)

طبع الموجود منه بتحقيق د. عبد الملك بن دهيش، مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة، 1410 هـ.

(2)

طبع عدة طبعات، وحقق كرسائل علمية في جامعة أم القرى.

(3)

طبع بتحقيق صلاح الشلاحي، دار ابن حزم، 1421 هـ.

(4)

طبع بتحقيق محيي الدين نجيب، مكتبة دار العروبة بالكويت، دار ابن العماد ببيروت، 1413 هـ. ثم صدر له أكثر من تحقيق.

(5)

انظر للتوسع: التنويه والتبيين ص 312، ومقدمة النهي عن سب الأصحاب.

ص: 3

‌التعريف بالكتاب

‌اسم الكتاب، و إثبات نسبته لمؤلفه:

لا خلاف في تسمية الكتاب وثبوت نسبته لمؤلفه الضياء المقدسي، وذلك لعدة أمور، منها:

1 -

وجود هذه النسبة والتسمية في عنوان الكتاب، وفي السماعات الموجودة في النسخة الخطية.

2 -

ذكر عدد من العلماء الكتاب منسوباً إلى الضياء، ومن هؤلاء: الإمام ابن كثير

(1)

، والذهبي

(2)

، وابن القيم

(3)

، وغيرهم

(4)

.

3 -

وجود أحاديث في هذا الكتاب أخرجها الضياء بنفس الإسناد في كتبه الأخرى، وخاصة «الأحاديث المختارة» كما سيأتي في التخريج.

(1)

ذكره في عدة مواضع من تفسيره، وفي البداية والنهاية، وسأذكر هذه المواضع أثناء البحث.

(2)

سير أعلام النبلاء 23/ 128.

(3)

نقل عنه في عدة مواضع في كتاب حادي الأرواح، وفي كتب أخرى، وسيأتي الإشارة إليها بالتفصيل في التعليق على الأحاديث.

(4)

وهم معظم من ترجم له، فيذكرون هذا الكتاب من مصنفاته.

ص: 5

4.

أن الشيوخ المذكورين في هذا الجزء هم شيوخ الضياء المقدسي.

5 -

أن غير واحد من العلماء نقل عن الضياء أحاديث وعزوها إليه في «صفة الجنة» ، وهي موجودة في هذا الجزء الذي بين أيدينا، كما سيأتي في التخريج.

‌أهمية الكتاب:

تتجلى أهمية هذا الكتاب في عدة أمور:

1 -

أهمية مؤلفه وإجماع العلماء على الثناء عليه وعلى تصانيفه، كما تقدم.

2 -

أن الكتاب مروي بالأسانيد، وهذه ميزة كبرى للكتاب.

3 -

أن المؤلف كان يتكلم على تصحيح هذه الأحاديث وتضعيفها، أو ما قيل فيها من تفرد أو إعلال، ونحو هذا، بعد الحديث مباشرة.

4 -

اعتماد بعض الأئمة ممن جاء بعده على أقواله في هذا الكتاب، ونقلها عنه، وعدم تعقبهم عليه، كما في كثير من النقول التي نقلها عنه ابن كثير، وابن القيم، وقد أشرت إليها في أماكنها.

5 -

أنه أحد الكتب القليلة المروية بالإسناد في هذا الموضوع، حيث لم يطبع قبله إلا كتاب «صفة الجنة» لابن أبي الدنيا، و «صفة الجنة» لأبي نعيم الأصبهاني.

6 -

أنه كان يروي بعض الأحاديث من طريق مؤلفين فقدت كتبهم أو بعضها، كروايته من طريق ابن مردويه في تفسيره، والطبراني في القسم المفقود من «المعجم الكبير» ، مما سيأتي بيانه في التخريج.

ص: 6

‌مصادره في الكتاب:

من خلال عملي في الكتاب تبين لي أن المؤلف اعتمد على بعض مؤلفات من سبقه، ومن المؤلفات التي تبين لي أنه استفاد منها، ونقل عنها:

1 -

مسند الإمام أحمد.

2 -

معاجم الطبراني الثلاثة.

3 -

كتاب البعث لابن أبي داود.

4 -

الترغيب والترهيب لقوام السنة الأصبهاني.

5 -

صفة الجنة، لابن أبي الدنيا.

6 -

صفة الجنة، لأبي نعيم الصبهاني.

7 -

فوائد تمام الرازي.

8 -

مسند أبي يعلى الموصلي.

9 -

الغيلانيات، لأبي بكر الشافعي.

وقد أشرت في بداية تخريج كل حديث إلى المصدر الذي استفاد منه المؤلف، وموضعه فيه.

‌منهج المؤلف في الكتاب:

من خلال هذا الجزء الذي وقفت عليه من الكتاب تتضح بعض الملامح العامة لمنهج المؤلف فيه، ويمكن إجمالها فيما يلي:

1 -

أنه يسوق جميع الأحاديث بإسناده، إلا أن تكون قد تقدمت عنده من قبل، فهنا يذكر الرواية ويحيل إلى إخراجه لها فيما سبق، كما فعل في الأحاديث رقم (10، 11).

2 -

أنه قد جعل عناوين للأبواب، وأورد تحتها ما يدخل تحت هذا العنوان.

ص: 7

3.

أنه غالباً يخرج الحديث، فيذكر من أخرجه من الأئمة، ويذكر مداره عندهم.

4 -

أنه غالباً يتكلم على الأحاديث من حيث الصحة والضعف، أو بيان علل الحديث، أو الكلام على رجاله، ونحو ذلك من الفوائد، ما جعل غير واحد ممن جاء بعده يعتمد كلامه هذا، كما تقدم.

5 -

أنه غالباً ينقل عن بعض الأئمة كلامهم على الأحاديث، ومن أكثر من نقل عنه الإمام الترمذي، والإمام الطبراني رحمهما الله.

‌وصف النسخة الخطية:

لم أقف لهذا الكتاب إلا على جزء منه، وهو الجزء الثالث، ونسخته محفوظة في المكتبة الظاهرية ضمن مجموع رقم (103)(77، 91).

وعنها مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية رقم 2088/ م.

وتقع في 15 ورقة.

وكتبت بخط واضح في الغالب.

وجاء في صفحة العنوان: «الجزء الثالث من كتاب صفة الجنة، تأليف الشيخ الإمام العالم الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن المقدسي» .

وجاء في نهايتها: «آخر الجزء الثالث من صفة الجنة، ويتلوه: ذكر الزيادة في الجنة، والحمد لله وحده، وصلواته على محمد النبي وآله»

وقد كتب بعدها بعض السماعات، وهي قليلة، وفي أحدها أنها قرئت على المؤلف سنة 626 هـ.

وجاء في أحد السماعات أن الكتاب يقع في خمسة أجزاء.

ص: 8

كما وقفت على نسخة مختصرة للكتاب كاملاً، وهي مجردة من الأسانيد، وقد طبعت بتحقيق الأخ الفاضل صبري سلامة شاهين، وصدرت عن مكتبة بلنسية، في الرياض، عام 1423 هـ.

وتبين لي سقوط بعض الأحاديث من هذه النسخة المختصرة، وهي الأحاديث بعد رقم (139)، حيث يلاحظ عدم ملائمة العنوان للحديث الذي بعده برقم (140).

ويقابلها في هذا الجزء الأحاديث التي بعد الحديث رقم (34)، فجميع الأحاديث التي بعده، حتى نهاية الجزء ليست في النسخة المختصرة المطبوعة.

وقد استفدت من هذه النسخة المطبوعة في تصحيح بعض الكلمات، وأشرت إلى ذلك في الهامش.

وأشار د. محمد الحافظ إلى وجود نسخة في المتحف البريطاني، والفاتيكان فيدا (5/ 1459)

(1)

، ولم أتمكن من الحصول عليها.

‌منهج التحقيق:

1 -

نسخت المخطوط مراعياً قواعد الإملاء الحديثة.

2 -

صححت ما وقع في النص من خطأ بين أو سقط، مستفيداً من النسخة المختصرة للكتاب، ومن مصادر التخريج.

3 -

قمت بعزو الآيات القرآنية في الهامش.

4 -

اجتهدت في معرفة مصادر المصنف في كل حديث أخرجه، وذكرت ذلك في بداية التخريج.

(1)

التنويه والتبيين (ص 337).

ص: 9

5.

قمت بتخريج الأحاديث الواردة في الكتاب والحكم عليها، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بهما، وإن لم يكن فيهما حاولت التوسع في التخريج بما يخدم الحكم على الحديث.

وقد أحيل في الهامش إلى مصادر توسعت في التخريج، ليرجع إليها من أراد التوسع، وخاصة إذا كان الحديث في الصحيحين، أو كان له طرق أخرى كثيرة غير الطريق التي أخرجها المؤلف.

6 -

قدمت للكتاب بدراسة موجزة عن المؤلف، ودراسة عن الكتاب.

7 -

صنعت فهارس للأحاديث والمراجع.

ص: 10

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله وصلى الله على محمد النبي وآله

قرأت على شيخنا الإمام العالم الحافظ الثقة الناقد بقية الحفاظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي، في صفر من سنة تسع وثلاثين وستمائة:

‌ذكر فرش أهل الجنة

نسأل الله من فضله بفضله

1 -

أخبرنا زاهر بن أحمد بن حامد الضرير رحمه الله بأصبهان، أن سعيد بن أبي الرجاء أخبرهم، أخبرنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، حدثنا حرّملة بن يحيى التّجيبي، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو، أن دراجاً حدثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}

(1)

(1)

الواقعة (34).

ص: 15

قال: «والذي نفسي بيده وإن ارتفاعها

(1)

لكما بين السماء والأرض، وإن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام»

(2)

.

رواه الترمذي

(3)

بنحوه عن أبي كريب، عن رُشدين، عن عمرو وهو ابن الحارث.

وقال: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد» .

وروايتنا من غير رواية رشدين.

وقال الترمذي: «و قال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث: إن معناه الفُرُش في الدرجات، وبين الدرجات كما بين السماء والأرض»

(4)

.

(1)

وقع في المخطوط (وارتفاعها) وضبب عليها، ولم يظهر تصحيحها في هامش المصورة التي عندي، وما أثبته من المختصر، ومصادر التخريج.

(2)

عزاه إلى المؤلف في صفة الجنة ابن كثير في تفسيره 7/ 531.

وأخرجه ابن حبان 16/ 418 (7405)، من طريق حرملة بن يحيى به.

وأخرجه الطبري 22/ 319، وابن أبي حاتم في تفسيره (كما في تفسير ابن كثير 7/ 531)، وأبو الشيخ في العظمة 2/ 678 (272)، والبيهقي في البعث والنشور (342) من طرق أخرى عن ابن وهب به.

وأخرجه الترمذي 4/ 302 (2540)، وفي 5/ 323 (3294)، والطبري 22/ 319، وأبو الشيخ في العظمة 3/ 1096 (593)، والبغوي في تفسيره 4/ 283، من طريق أبي كريب عن رشدين، عن عمرو به.

وأخرجه أحمد 18/ 247 (11719)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (155)، وأبو يعلى 2/ 528 (1395)، وأبو نعيم في صفة الجنة 3/ 202 (357)، من طريق ابن لهيعة، عن دراج به.

وإسناده ضعيف؛ فيه دراج وهو ضعيف في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد كما ذكر الإمام أحمد وغيره (تهذيب الكمال 8/ 479).

(3)

جامع الترمذي (2540، 3294).

(4)

هذا النقل من المؤلف عن الترمذي في الموضع الأول، وقال الترمذي في الموضع الثاني:(و قال بعض أهل العلم: معنى هذا الحديث: وارتفاعها كما بين السماء والأرض، قال: ارتفاع الفرش المرفوعة في الدرجات والدرجات ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض).

ص: 16

‌ذكر صفة أهل الجنة وصفة كلامهم

نسأل الله الجنة بفضل رحمته

2 -

أخبرنا الإمام الزاهد أبو عليّ عمر بن علي بن عمر الواعظ قراءة عليه بالجزيرة، قال: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه فأقرّ به، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهّب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القَطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همّام، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله آدم على صورته

(1)

، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال له: اذهب فسلم على أولئك النّفر وهم نَفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك. قال: فذهب، فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. فزادوه: ورحمة الله. قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، وطوله ستون ذراعاً، فلم يزل ينقص الخلق بعد حتى الآن»

(2)

.

صحيح من حديث همّام بن مُنبّه بن كامل الصَنعاني، من أبناء الفرس، يُكنى بأبي عقبة، أخي وهب بن منبه.

أخرجه البخاري في الاستئذان

(3)

، عن يحيى بن جعفر.

(1)

انظر للكلام بتوسع حول الحديث كتاب الشيخ حمود التويجري رحمه الله عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن.

(2)

أخرجه المؤلف من طريق الإمام أحمد، وهو عنده في مسنده 13/ 504 (8171)، وانظر تمام تخريجه في هامشه.

(3)

صحيح البخاري (6227)، وأخرجه أيضاً في كتاب أحاديث الأنبياء (3326).

ص: 17

ورواه مسلم في صفة الجنة

(1)

، عن محمد بن رافع.

كلاهما عن عبد الرزاق بنحوه.

واتفقا على ذكر الصورة.

3 -

قُرئ على أبي القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصّيدلاني، ونحن نسمع بأصبهان، أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله الجوزذانية، فأقرّ به، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا محمد بن طاهر بن خالد بن أبي الدّميك البغدادي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة التّيمي، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل أهل الجنة الجنة جُرْداً

(2)

مُرداً بيضاً جِعَاداً

(3)

مُكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، وهم على خَلق آدم: ستون ذراعاً في عرض سبعة أذرع»

(4)

.

(1)

صحيح مسلم (2841).

(2)

الأجرد: الذي ليس على بدنه شعر، ويعني: أنهم مشرقي الجسد (النهاية 1/ 256).

(3)

الجعد من الشعر: خلاف السبط، أو القصير منه (القاموس المحيط (ص 348).

(4)

أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الأوسط 6/ 201 (5418)، وفي الصغير 2/ 75 (808).

وأخرجه ابن عدي 5/ 1842 ومن طريقه البيهقي في البعث والنشور (464).

وأبو الشيخ في العظمة 3/ 1096 (594).

كلاهما عن محمد بن طاهر به.

وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 2/ 102 (255)، من طريق أبي مسلم الكشي عن ابن عائشة.

وابن أبي شيبة 13/ 114 (15853) ومن طريقه البغوي في تفسيره 4/ 284، ورواه أحمد 13/ 315 (7933) ومن طريقه ابن بشران في أماليه 1/ 40 (44)، ورواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (15)، وابن أبي داود في البعث (63)، من طريق يزيد بن هارون.

وأحمد 14/ 210 (8524)، و 15/ 220 (9375)، عن عفان.

وأحمد 16/ 532 (10913)، عن روح.

وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 102 (255)، والبيهقي في البعث والنشور (463)، من طريق هدبة بن خالد.

وتابعهم آدم بن أبي إياس، كما في علل ابن أبي حاتم (2138).

كلهم عن حماد بن سلمة به نحوه.

وخالفهم يحيى بن السكن، وأبو سلمة؛ فروياه عن حماد عن علي عن سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً:

أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 32، عن يحيى بن السكن.

وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2138)، من رواية أبي سلمة.

كلاهما عن حماد به.

وقال أبو حاتم عن رواية أبي سلمة وآدم: «جميعاً صحيحين، قصّر أبو سلمة» .

قلت: ومداره في الوجهين على علي بن زيد، وهو ضعيف، فلعله اضطرب فيه فكان يحدث بالوجهين معاُ، وقد تفرد بزبادة لم ترد في الأحاديث الأخرى، وهي قوله:(في سبع أذرع).

وقد ورد لبعض الحديث دون هذه الزيادة شواهد تقدم أحدها وسيأتي بعضها الآخر، فهو حسن بطرقه وشواهده دون هذه الزيادة، والله أعلم.

ص: 18

رواه الإمام أحمد في مسنده، عن يزيد بن هارون

(1)

، وعفّان بن مُسلم

(2)

، عن حماد بن سلمة.

قيل: تفرّد به حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان، والله أعلم.

(1)

المسند 13/ 315 (7933)،

(2)

المسند 14/ 210 (8524)، و 15/ 220 (9375).

ص: 19

4 -

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني بأصبهان، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، أخبرنا محمد بن ريذة، أخبرنا الطبراني، حدثنا أحمد بن إسماعيل العدوي، حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا عمران القطان، عن قتادة، عن شهر بن حَوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«يدخل أهل الجنة جُرْداً مُرْداً مُكحلين، بني ثلاث وثلاثين»

(1)

.

(1)

أخرجه المصنف من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الكبير 20/ 64 (118).

وأخرجه الشاشي في مسنده 3/ 243 (1342)، والخرائطي في إعتلال القلوب 1/ 130 (256)، من طريق عمرو بن مرزوق.

والترمذي 4/ 305 (2545)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (21)، وأحمد 36/ 420 (22106)، والبزار 7/ 90 (2644)، وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 105 (257)، من طريق أبي داود الطيالسي: سليمان بن داود.

كلاهما عن عمران القطان، عن قتادة به.

وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، وبعض أصحاب قتادة رووا هذا عن قتادة مرسلاً ولم يسندوه» .

وخالف عمران غير واحد؛ فرووه عن قتادة عن شهر عن معاذ:

أخرجه أحمد 36/ 352 (22024)، من طريق شيبان.

وأحمد أيضاً 36/ 400 (22081، من طريق سعيد بن أبي عروبة.

كلاهما عن قتادة عن شهر عن معاذ.

ورواه شيبان مرة أخرى، عن قتادة، عن شهر، عن معاذ موقوفاً عليه:

أخرجه البيهقي في البعث والنشور (467)، من طريق يونس بن محمد عن شيبان به.

قلت: والوجه الثاني أرجح هذه الأوجه، لأنه من رواية ثقتين، في حين خالفهما عمران في الوجه الأول، وهو ضعيف، وأما الوجه الثالث، فمحتمل، لأنه من رواية شيبان، وهو ثقة، والحمل في هذا الاختلاف على شهر، وهو ضعيف، فلعله كان يحدث بالوجهين معاً.

ولكن خولف سعيد وشيبان، خالفهما معمر؛ فرواه عن قتادة موقوفاً عليه:

أخرجه نعيم بن حماد في روايته للزهد عن ابن المبارك (423).

وعبد الرزاق في روايته للجامع 11/ 416 (20872).

كلاهما (ابن المبارك، عبد الرزاق)، عن معمر، عن قتادة من قوله.

قلت: ولعل راوايتهما أرجح، فهما ثقتان، في مقابل واحد، ومعمر، وإن كان ثقة، إلا أنه ضعيف في رواياته عن قتادة، قال الدارقطني: سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش (موسوعة أقوال الدارقطني 2/ 658).

وإسناده من هذا الوجه الراجح ضعيف، فيه شهر بن حوشب: ضعيف، ولم يلق معاذاً، ولكن ورد له شواهد ترقى به إلى الحسن، كما تقدم، والله أعلم.

ص: 20

رواه الترمذي

(1)

في صفة الجنة عن أبي هريرة: محمد بن فِراس البصري، عن أبي داود، عن عمران. وقال:«حديث حسن غريب» .

5 -

أخبرنا يوسف بن هبة الله بن محمود بن الطفيل بالقاهرة، أن محمد بن عمرو بن يوسف أخبرهم، أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي، قال: قرئ على أبي بكر محمد بن عمر بن علي، حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود، حدثنا محمود بن خالد، وعباس بن الوليد، قالا: حدثنا عمر، عن الأوزاعي، عن هارون بن رئاب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُبعثُ أهل الجنة على صورة آدم: في ميلاد ثلاث

(2)

وثلاثين سنة، جُرداً مُرداً مُكحلين، ثم يُذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيُكسون منها، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم»

(3)

.

(1)

الجامع 4/ 305 (2545).

(2)

وقع في المخطوط (ثلاثة).

(3)

أخرجه المصنف في الأحاديث المختارة 7/ 265 (2717) بنفس إسناده هنا.

وقد أخرجه من طريق ابن أبي داود، وهو عنده في كتاب البعث (64).

كما أخرجه من طريق ابن أبي داود: أبو الشيخ في العظمة 3/ 1079 (584)، وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 104 (255)، وفي الحلية 3/ 56.

وأخرجه الطبراني في الصغير 2/ 278 (1164)، ومن طريقه المصنف في الأحاديث المختارة 7/ 265 (2716)، وأبو نعيم في الحلية 3/ 56، من طريق محمود بن خالد.

وأبو الفضل الزهري في حديثه 1/ 113 (46) ومن طريقه البيهقي في البعث (462)، من طريق صفوان بن صالح.

كلهم (عباس، محمود، صفوان) عن عمر بن عبد الواحد.

وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 8/ 219، من طريق الوليد بن مسلم.

وتمام في فوائده (الروض البسام 5/ 219) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 62/ 29، من طريق نصر بن حجاج.

كلهم (عمر، الوليد، نصر) عن الأوزاعي به.

وخالفهم روّاد بن الجرّاح في متنه فقال فيه: «يدخل أهل الجنة على صورة آدم ستين ذراعاً بذراع الملك، على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى، ثلاث وثلاثين، وعلى لسان محمد، جرد مرد مكحلين» .

وهو وجه مرجوح، وسيأتي تخريجه عند المصنف بعد قليل.

قلت: وإسناده من الوجه الراجح رجاله ثقات، إلا أن هارون مختلف في سماعه من أنس، وخاصة أنه قد روي هذا الحديث بواسطة بينهما، فقد قال أبو نعيم بعد تخريجه للحديث:«رواه غيره (يعني عمر بن عبد الواحد) عن الأوزاعي عن هارون، فقال: حدثني من سمع أنساً يذكره» .

ص: 21

هكذا ورد

(1)

في غالب الروايات سوى ما روي عن أبي سعيد، وهو ما:

6 -

أخبرنا يحيى بن محمود الثقفي، أن جدّه الحافظ إسماعيل بن محمد بن الفضل أخبرهم، أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، حدثنا محمد بن عمر الوراق، حدثنا عبد الله بن أبي داود، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا ابن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، أن دراجاً أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات من أهل

(1)

وقع في الأصل (روي) وضبب عليها وصححت في الهامش.

ص: 22

الجنة من صغير أو كبير، يُرَدون بني ثلاثين سنة في الجنة، لا يزيدون عليها أبداً، وكذلك أهل النار»

(1)

.

رواه الترمذي في صفة الجنة، عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن رُشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث.

7 -

أخبرنا عمر بن محمد بن مُعمّر، أن أحمد بن الحسن بن عبد الله أخبرهم، أخبرنا جابر بن ياسين، أخبرنا الحسن بن عثمان بن بكران، أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبى الدنيا، حدثنا القاسم بن هاشم، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنى روّاد بن الجراح العسقلاني، حدثنا الأوزاعى، عن هارون بن رئاب، عن انس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل

(1)

أخرجه المصنف من طريق قوام السنة: إسماعيل بن محمد الأصبهاني، وهو عنده في الترغيب والترهيب 1/ 417 (982).

وكلاهما أخرجاه من طريق ابن أبي داود، وهو عنده في كتاب البعث (78).

وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 2/ 107 - 109 (259، 260)، من طريق حرملة بن يحيى، ويونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب.

وأخرجه ابن المبارك في مسنده (127)، وفي الزهد من رواية نعيم بن حماد (422) ومن طريقه الترمذي 4/ 322 (2562)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (17)، والبغوي في شرح السنة 15/ 218 (4381)، وفي تفسيره 4/ 284 كلهم من طريق ابن المبارك، عن رشدين بن سعد.

كلاهما (ابن وهب، رشدين) عن عمرو بن الحارث به نحوه.

وتابعه ابن لهيعة، ولكنه قال في متنه:«يردون إلى ستين سنة» :

أخرجه أبو يعلى في مسنده 2/ 532 (1405)، من طريق الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة عن دراج به.

وقال الترمذي: «هذا حديث غريب» .

قلت: إسناده ضعيف؛ فيه دراج، وهو ضعيف في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد (انظر تهذيب الكمال 8/ 479).

ص: 23

أهل الجنة الجنة على طول آدم: ستين ذراعاً بذراع الملك، على حُسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى؛ ثلاث وثلاثين سنة، وعلى لسان محمد، جُرد، مُرد، مكحلون»

(1)

.

8 -

قُرئ على أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي ونحن نسمع، أخبركم عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، أخبرنا عبد العزيز بن محمد الكناني الحافظ، أخبرنا تمّام بن محمد بن عبد الله الرازي، حدثنا أبو الخير زهير بن محمد بن يعقوب الموصلي، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن أبي الأحوص الكوفي، حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي، حدثنا يحيى بن بُريد الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحِبّوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي»

(2)

.

(1)

أخرجه من طريق المؤلف ابن طولون في الأحاديث المائة (94).

وقد أخرجه المصنف من طريق ابن أبي الدنيا، وهو عنده في صفة الجنة (218).

وقد خولف رواد في متنه، كما تقدم في الحديث رقم (5) خالفه غير واحد من أصحاب الأوزاعي.

ورواد: صدوق اختلط بأخرة فترك (التقريب 1958)، فروايته منكرة، والله أعلم.

(2)

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 19/ 115، والعراقي في محجة القرب إلى محبة العرب (12)، من طريق عبد الكريم بن حمزة به.

وقد أخرجه المؤلف من طريق تمام الرازي، وهو عنده في فوائده (الروض البسام 4/ 372 (1546)).

وأخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 348 ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات 2/ 292 (859)، وابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء 1/ 21 ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 20/ 140، والطبراني في الكبير 11/ 185 (11441)، وفي الأوسط 6/ 271 (5579) ومن طريقه العراقي في محجة القرب إلى محبة العرب (12)، والحاكم في المستدرك 4/ 87، وفي معرفة علوم الحديث (ص 161)، والبيهقي في شعب الإيمان 2/ 159 (1433)، وفي مناقب الشافعي 1/ 32، من طريق مُطَين: محمد بن عبد الله الحضرمي.

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان 2/ 230 (1610)، والواحدي في الوسيط 2/ 599، من طريق محمد بن الحسن السراج.

والمعافى بن زكريا النهرواني في الجليس الصالح 3/ 348، من طريق أبي حصين الكوفي.

كلهم عن العلاء بن عمرو، عن يحيى بن بُريد به.

وقال العقيلي: «منكر لا أصل له» .

وقال أبو حاتم في العلل لابنه 2/ 376: «هذا حديث كذب» .

وقال الذهبي في الميزان 3/ 103: «هذا موضوع» .

قلت: ومداره على العلاء بن عمرو الحنفي، وهو متروك (الميزان 3/ 103).

وقد توبع العلاء، ولكنها متابعة لا تثبت:

فقد أخرجه الحاكم 4/ 87، وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 116 (268)، من طريق محمد بن الفضل، عن ابن جريج، به نحوه.

وقال الذهبي متعقباً الحاكم: «وأما أبو الفضل فمتهم، وأظن الحديث موضوعاً»

وقال العراقي في محجة القرب (ص 91): «وحديث محمد بن الفضل لا يصلح للمتابعة، ولا يُعتبر بحديثه، ومحمد بن الفضل بن عطية متفق على ضعفه، متهم بالكذب» .

قلت: وهو كما قال، فمحمد بن الفضل متهم بالكذب (تهذيب التهذيب 9/ 401).

وللحديث شواهد كلها ضعيفة، انظرها في صفة الجنة لأبي نعيم 2/ 117، والروض البسام 4/ 373، 374.

ص: 24

العلاء بن عمرو الحنفي

(1)

، ويحيى بن بُريد

(2)

تُكلم فيهما.

‌ذكر نساء أهل الجنة

9 -

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بدمشق، أخبرنا محمد بن الفضل الصاعدي، أخبرنا عبد الغافر الفارسي، أخبرنا محمد بن عمرويه الجلودي، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثني عمرو الناقد، ويعقوب بن

(1)

لسان الميزان 4/ 186.

(2)

لسان الميزان 6/ 242.

ص: 25

إبراهيم الدورقي، جميعاً عن ابن علية واللفظ ليعقوب: حدثنا إسماعيل بن علية، أخبرنا أيوب، عن محمد، قال: إما تفاخروا وإما تذاكروا: الرجال أكثر في الجنة أم النساء. فقال أبو هريرة: أوَ لم يقُل أبا القاسم صلى الله عليه وسلم: «إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضوإ كوكب دُرّي في السماء، لكل منهم زوجتان اثنتان، يرى مُخّ سُوقِهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب

(1)

».

هكذا رواه مسلم في صحيحه

(2)

.

10 -

وقد تقدم من رواية همام بن منبه عن أبي هريرة نحو هذا

(3)

، وهو في الصحيحين

(4)

.

11 -

وتقدم أيضاً من رواية أبي زرعة عن أبي هريرة

(5)

: «وأزواجهم الحور العين»

(6)

.

(1)

قال النووي في شرح مسلم 17/ 171: «هكذا فى جميع نسخ بلادنا (أعزب) بالألف وهى لغة، والمشهور فى اللغة (عزب) بغير ألف، ونقل القاضي أن جميع رواتهم رووه: (وما فى الجنة عزب) بغير ألف إلا العذري فرواه بالألف: قال القاضي: وليس بشيء» .

(2)

صحيح مسلم (2834).

(3)

يعني المؤلف بقوله: وقد تقدم، أي في أول الكتاب، وليس في القطعة الموجودة التي بين أيدينا، وانظره في المختصر من الكتاب برقم 15.

(4)

انظر البخاري (3245)، ومسلم 2834).

(5)

ليس في هذه القطعة، وانظره في المختصر برقم 16.

(6)

أخرجه البخاري (3327)، ومسلم (2834، 3324).

ص: 26

12 -

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي بها

(1)

، أن هبة الله بن محمد أخبرهم، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، حدثنا محمد بن طلحة، عن حميد، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لغدوة في سبيل الله أو روحة خيرٌ من الدنيا وما فيها، و لقَاب قوس أحدكم أو موضع قَدِّه يعني سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو اطَّلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً، ولطاب ما بينهما، ولنَصيفُها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما فيها»

(2)

.

رواه البخاري في الجهاد

(3)

، عن عبد الله بن محمد، عن معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن حميد بنحوه.

13 -

أخبرنا أبو طاهر بن المعطوش رحمه الله بقراءتي عليه بالجانب الغربي من بغداد، قلت له: أخبركم هبة الله بن محمد، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا يونس، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«للرجل من أهل الجنة زوجتان من حورِ العين، على كل واحدة سبعون حُلّة، يرى مُخّ ساقها من وراء الثياب» .

(1)

يعني في بلد شيخه (الحربية).

(2)

أخرجه المؤلف من طريق الإمام أحمد، وهو في مسنده 19/ 424 (12436)، وانظر تمام تخريجه في هامشه.

(3)

صحيح البخاري (2643).

كما أخرجه البخاري من طرق أخرى، انظر (2792، 2796، 6568).

ص: 27

كذا أخرجه الإمام أحمد

(1)

.

14 -

أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني بأصبهان، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي، حدثنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن قول الله عز وجل:{وَحُورٌ عِينٌ}

(2)

.

قال: «حور: بيض. عين: ضخام العيون، شُفْرُ

(3)

الحوراء بمنزلة جناح النسر».

قلت: أخبرني عن قوله عز وجل: {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ}

(4)

.

قال: «صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف، الذي لم تمسه الأيدي» .

قلت: يا رسول الله، أخبرني عن قوله:{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ}

(5)

.

قال: «خيرات الأخلاق، حسان الوجوه» .

قلت: يا رسول الله أخبرني، عن قوله:{كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ}

(6)

.

قال: «رِقّتهن كرِقّة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر، وهو الغِرْقِئ

(7)

».

(1)

أخرجه المؤلف من طريق الإمام أحمد، وهو في مسنده 14/ 220 (8542)، وانظر تمام تخريجه في هامشه، وفي 12/ 64 (7152). وإسناده صحيح.

وهو جزء من الحديث المتقدم عند المؤلف برقم 9.

(2)

الواقعة (22).

(3)

قال في القاموس المحيط: (الشُفرُ، بالضم: أصل منبت الشعر في الجفن).

(4)

كذا في المخطوط والمختصر، وهذه الآية في غلمان أهل الجنة، وليس في نساءها، كما يدل عليه سياق الكلام بعدها، ولعل الصواب أنها {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} ، فهي الموافقة للآية التي قبلها، وهي التي يدل عليها سياق الكلام، والله أعلم.

(5)

الرحمن (70).

(6)

الصافات (49).

(7)

قال في القاموس المحيط: «القشرة الملتزمة ببياض البيض» .

ص: 28

قلت: يا رسول الله، أخبرني عن قوله:{عُرُبًا أَتْرَابًا}

(1)

.

قال: «هن اللواتي قُبضن في دار الدنيا عجائز رُمْصاً

(2)

شُمطاً

(3)

، خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى. عرباً: مُتعشقات مُحببات. أتراباً: على ميلاد واحد».

قلت يا رسول الله، نساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟

قال: «بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظهارة على البطانة» .

قلت: يا رسول الله، وبمَ ذلك؟

قال: «بصلواتهن وصيامهن وعبادتهن الله، ألبس الله وجوههن النور، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفر الحلي، مجامرهن

(4)

الدر، وأمشاطهن الذهب، يقلن: نحن الخالدات فلا نموت، ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً، طوبى لمن كنا له وكان لنا».

قلت: يا رسول الله، المرأة منا تتزوج زوجين، والثلاثة والأربعة، ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها، من يكون زوجها؟.

قال: «يا أم سلمة، إنها تُخَيّر فتختار أحسنهم خلقاً، فتقول: أي رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقاً في دار الدنيا فزوجنيه. يا أم سلمة، ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة»

(5)

.

(1)

الواقعة (37).

(2)

قال صاحب النهاية 2/ 263: (يقال غَمِصَت العَين ورَمِصَت، من الغَمَص والرمَص، وهو البياض الذي تَقْطَعه العين ويجتمع في زوايا الأجفان، والرمص: الرطْب منه، والغَمص: اليابس).

(3)

الشّمط: الشيب (النهاية 2/ 501).

(4)

قال الزبيدي: (والمِجْمَرُ كمِنْبَر: الذي يُوضَعُ فيه الجَمْرُ بالدُّخْنَةِ. وفي التَّهذِيب: قد يُؤَنَّثُ كالمِجْمَرَةِ. قال: مَنْ أَنَّثَه ذَهَب به إلى النار، ومَن ذَكَّرَه عنَى به المَوْضِعَ. جَمْعُهما مجامِرُ. قال أبو حنيفة: المِجْمَرُ: العُودُ نَفْسُه)(تاج العروس، مادة جمر).

(5)

أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الكبير 23/ 367 (870)، وفي المعجم الأوسط 4/ 109 (3165).

وقال في الأوسط: «لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا سليمان بن أبي كريمة، تفرد به عمرو بن هاشم» .

وأخرجه العقيلي 2/ 138، وأبو العباس الأصم في الثالث من حديثه (209)، وابن عدي 3/ 1111، 1112، والثعلبي في تفسيره 9/ 205، وابن مردويه في تفسيره (كما في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف 3/ 406)، من طريق بكر بن سهل.

والطبري 22/ 304، ببعضه، من طريق محمد بن الفرج الدمياطي.

كلاهما عن عمرو بن هاشم، به، نحوه.

وقال العقيلي: «لا يتابع (يعني سليمان) عليه، ولا يُعرف إلا به» .

وقال ابن عدي: «وهذا الحديث منكر» .

قلت: ومداره على سليمان بن أبي كريمة، وهو منكر الحديث.

قال العقيلي: «يحدث بمناكير، ولا يتابع على كثير من حديثه» .

وقال ابن عدي: «عامة أحاديثه مناكير» .

ص: 29

لا أعلمه روي إلا من طريق سليمان بن أبي كريمة، وفيه كلام

(1)

.

15 -

أخبرنا زاهر بن أحمد الثقفي بأصبهان، أن الحسين بن عبد الملك أخبرهم، أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد، حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، حدثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع، عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القرضي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة، قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه، فذكر حديثا طويلاً، وفيه:«فأقول: يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في أهل الجنة يدخلون الجنة، فيقول الله: قد شفعتك وأذنت لهم في دخول الجنة» .

(1)

انظر لسان الميزان 3/ 102.

ص: 30

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم، فيدخل رجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله، وثنتين من ولد آدم، لهما فضل على من أنشأ الله؛ بعبادتهما الله في الدنيا، يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة، على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ، عليه سبعون زوجاً من سندس وإستبرق، وإنه ليضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها، وإنه لينظر إلى مُخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت، كبده لها مرآة، يعني: وكبدها له مرآة، فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله، ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء، ما يفتر ذكره، ولا تشتكي قُبلها، فبينا هو كذلك إذ نودي: إنا قد عرفنا أنك لا تَمل لا تُمل، إلا أنه لا مني ولا منية إلا أن يكون لك أزواج غيرها، فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة، كلما جاء واحدة قالت: والله ما في الجنة شيء أحسن منك، ما في الجنة شيء أحب إلي منك»

(1)

.

(1)

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 8/ 397، من طريق إبراهيم بن منصور به.

وقد أخرجه المؤلف من طريق أبي يعلى، ولعله في مسنده الكبير، فقد عزاه إليه ابن القيم في حادي الأرواح (ص 297)، وساقه كما هو عند المؤلف.

وأخرجه أبو الشيخ في العظمة 3/ 838 (387)، من طريق أبي عاصم به.

قلت: وهذا جزء من حديث الصور المشهور، وقد أخرجه عدد من الأئمة مطولاً، ومفرقاً من طريق إسماعيل بن رافع، ولكنه اضطرب فيه جداً، ورواه على عدة أوجه:

1 -

فمرة رواه عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القرضي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة:

وقد أخرج روايته هذه أبو يعلى ومن طريقه المؤلف، وابن عساكر، و أبو الشيخ كما تقدم.

2 -

ورواه مرة أخرى عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرضي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة:

أخرجه ابن أبي الدنيا في الأهوال (55)، من طريق إبراهيم بن عيينة.

والمروزي في تعظيم قدر الصلاة 1/ 283 (273)، عن عبدة بن سليمان.

والبيهقي في البعث والنشور (669)، وفي شعب الإيمان 1/ 353، من طريق أبي عاصم.

والبيهقي في البعث والنشور (668)، من طريق مكي بن إبراهيم.

كلهم عن إسماعيل به.

3 -

ورواه مرة ثالثة عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القرضي، عن أبي هريرة:

أخرجه الطبراني في الأحاديث الطوال (84)، من طريق أبي عاصم، عن إسماعيل بن رافع به.

4 -

ورواه عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن كعب القرضي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة:

أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده 1/ 84 (10)، عن عبدة بن سليمان، عن إسماعيل به.

5 -

ورواه عن محمد بن يزيد، عن محمد بن كعب، عن أبي هريرة:

أخرجه أبو الشيخ في العظمة 3/ 821 (386)، من طريق عبدة بن سليمان، عن إسماعيل به.

6 -

ورواه عن محمد بن يزيد، عن أبي هريرة:

أخرجه أبو الشيخ في العظمة 3/ 839 (388)، من طريق عبدة بن سليمان، عن إسماعيل به.

7 -

ورواه عن يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرضي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة:

أخرجه الطبري في تفسيره 18/ 132، من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل به.

8 -

ورواه عن يزيد بن زياد، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن كعب القرضي، عن أبي هريرة:

أخرجه الطبري في تفسيره 3/ 611، وفي 20/ 33، من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل به.

9 -

ورواه عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن كعب القرضي، عن أبي هريرة:

أخرجه العقيلي 4/ 147، والرافعي في التدوين 1/ 187، من طريق مكي بن إبراهيم.

وابن عدي 6/ 2270، من طريق الوليد بن مسلم.

كلاهما عن إسماعيل به.

10 -

ورواه عن من ذكره، عن محمد بن كعب القرضي، عن أبي هريرة:

أخرجه الطبري في تفسيره 19/ 451، 452، من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل به.

11 -

ورواه مرة عن محمد بن كعب القرضي، عن أبي هريرة:

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 9/ 2928 - 2932 (16621، و 16627 - 16629)، وأبو موسى المديني في الطوالات (كما في البداية والنهاية 19/ 313)، من طريق محمد بن شعيب، عن إسماعيل، به.

12 -

وروا عن محمد بن كعب القرضي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة:

أخرجه الطبري في تفسيره 18/ 134، من طريق ابن جريج.

والثعلبي في تفسيره 7/ 227، من طريق أبي عاصم.

كلاهما عن إسماعيل به.

قلت: ومداره في هذه الأوجه على إسماعيل بن رافع، وهو ضعيف، وقد اضطرب فيه، كما تقدم مما يزيد الحديث ضعفاً، وإلى هذا أشار غير واحد من الأئمة، وحكموا على هذا الحديث بالضعف:

قال البخاري: «لا يصح» (التاريخ الكبير 1/ 260، الأوسط 2/ 63).

وقال ابن كثير في تفسيره 3/ 287: «هذا حديث مشهور، وهو غريب جداً، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، وفي بعض ألفاظه نكارة، تفرد به إسماعيل بن رافع قاصّ أهل المدينة، وقد اُختلف فيه؛ فمنهم من وثقه ومنهم من ضعفه، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة، كأحمد بن حنبل، وأبي حاتم الرازي، وعمرو بن علي الفلاس، ومنهم من قال فيه: هو متروك، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها فيها نظر، إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء.

قلت القائل ابن كثير: وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة قد أفردتها في جزء على حدة، وأما سياقه فغريب جداً، ويقال إنه جمعه من أحاديث كثيرة وجعله سياقاً واحداً، فأنكر عليه بسبب ذلك. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول: إنه رأى للوليد بن مسلم مصنفاً قد جمع فيه كل الشواهد لبعض مفردات هذا الحديث، فالله أعلم».

وتكلم عليه بنحو هذا الكلام في البداية والنهاية 19/ 310، وما بعدها.

وقال ابن القيم في حادي الأرواح (ص 173): «هذا قطعة من حديث الصور الطويل، ولا يعرف إلا من حديث إسماعيل بن رافع، وقد ضعفه أحمد ويحيى وجماعة، وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها مما فيه نظر، وأما البخاري فقال فيه ما حكاه الترمذي عنه قال: سمعت محمدا يقول فيه: هو ثقة مقارب الحديث.

قلت: ولكن إذا روى مثل هذا ما يخالف الأحاديث الصحيحة لم يلتفت إلى روايته وأيضاً فالرجل الذي روى عنه القرظي لا يدري من هو».

و قال في موضع آخر (ص 298): «وقال لي شيخنا أبو الحجاج الحافظ: هذا الحديث مجموع من عدة أحاديث، ساقه إسماعيل أو غيره هذه السياقة، و شرحه الوليد بن مسلم في كتاب مفرد، و ما تضمنه معروف في الأحاديث و الله اعلم» .

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح 11/ 376 (6518): «ومداره على إسماعيل بن رافع واضطرب في سنده مع ضعفه؛ فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة، وتارة بواسطة رجل مبهم، ومحمد عن أبي هريرة تارة بلا واسطة، وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا، وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضاً في تفسيره عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي، واعترض مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع، وخفي عليه أن الشامي أضعف منه، ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان، وقد قال الدارقطني إنه متروك يضع الحديث، وقال الخليلي: شيخ ضعيف شحن تفسيره بما لا يتابع عليه، وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير في حديث الصور: جمعه إسماعيل بن رافع من عدة آثار وأصله عنده عن أبي هريرة فساقه كله مساقاً واحداً وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي في سراجه، وتبعه القرطبي في التذكرة، وقول عبد الحق في تضعيفه أولى، وضعفه قبله البيهقي» .

وقال الحافظ ابن حجر أيضاً في المطالب 3/ 300: «هذا إسناد ضعيف» .

وقال السيوطي في الإتقان 2/ 539: «ومداره على إسماعيل بن رافع قاص المدينة، وقد تكلم فيه بسببه، وفي بعض سياقه نكارة» .

ص: 31

هذا حديث من حديث الصور، لا أعرفه إلا من حديث إسماعيل بن رافع، وقد ضعّفه غير واحد من الأئمة، والرجل الذي روى عنه القرظي لا ندري من هو، والله أعلم.

16 -

قرئ على أبي المجد زاهر بن أحمد الثقفي ونحن نسمع بأصبهان، أخبركم سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، قراءة عليه فأقرّ به، أخبرنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، حدثنا حرملة بن يحيى التجيبي، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو، أن دراجاً أبا السمح حدثه، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وستون كذا رأيته، والصواب: وسبعون زوجة، وتُنصب له قبة من لؤلؤ وزَبَرْجد وياقوت، كما بين الجابية وصنعاء»

(1)

.

(1)

أخرجه ابن حبان 16/ 414 (7401)، عن ابن سلم، عن حرملة.

وابن أبي داود في البعث (77) عن سليمان بن داود.

كلاهما عن ابن وهب.

وأخرجه ابن المبارك في مسنده (126) ومن طريقه نعيم بن حماد في زوائد الزهد (422)، والترمذي (2562)، والبغوي في شرح السنة 15/ 217 (4381)، وفي تفسيره 4/ 284، كلهم من طريق ابن المبارك.

كلاهما (ابن وهب، ابن المبارك)، عن عمرو بن الحارث.

وأخرجه أحمد 18/ 250 (11723)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (214)، وأبو يعلى 2/ 532 (1404)، من طريق ابن لهيعة.

كلاهما (عمرو، ابن لهيعة) عن دراج، عن أبي الهيثم به.

وقال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين» .

قلت: إسناده ضعيف، فيه دراج، وهو ضعيف في روايته عن أبي الهيثم، كما تقدم، والله أعلم.

ص: 35

رواه الترمذي، عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، وعنده:«واثنتان وسبعون زوجة» .

17 -

أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني، أن أبا علي الحدّاد أخبرهم وهو حاضر، أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن رشدين، حدثنا علي بن الحسن بن هارون الأنصاري، حدثني الليث ابن ابنة الليث بن أبي سليم، قال: حدثتني عائشة بنت يونس: امرأة الليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«خُلق الحور العين من الزعفران»

(1)

.

(1)

أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، وهو عنده في الأوسط 1/ 201 (290).

وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 225 (385)، عن الطبراني به.

وقال ابن كثير في البداية 20/ 344: «وهذا حديث غريب» .

وقد اختلف على عائشة بنت يونس:

• فرواه الليث ابن بنت الليث كما تقدم، عن عائشة، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي أمامة، مرفوعاً.

• وخالفه غير واحد؛ فرووه عن عائشة، عن ليث، عن مجاهد موقوفاً عليه:

أخرجه الطبري 23/ 303، عن الحسن بن يزيد الطحان.

وابن حبان في الثقات 8/ 528، من طريق محمد بن عيسى الطباع.

والبيهقي في البعث والنشور (389)، من طريق إسحاق بن راهويه.

كلهم عن عائشة به موقوفاً.

وتوبعت عائشة:

أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (362)، والطبري 23/ 304، من طريق عمر بن سعد. (ووقع في الطبري: عثمان بن سعيد، وهو خطأ).

وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (299)، من طريق ابن جبلة.

كلهم (عائشة، عمر بن سعد، ابن جبلة) عن ليث، عن مجاهد موقوفاً.

• وخالفهم عبد الله بن زياد؛ فرواه عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس:

أخرجه البيهقي في البعث (390)، من طريق عقبة بن مكرم، عن عبد الله بن زياد به.

قلت: وهذا وجه مرجوح، فقد خالف عبد الله غير واحد، فجعلوه من رواية مجاهد موقوفاً، وهو الراجح.

وأخرجه الطبري 23/ 303، من طريق إبراهيم بن محمد، عن ليث، قال: بلغني أن الحور العين خلقن من الزعفران.

وقال ابن القيم في حادي الرواح (ص 302): «وقد رواه إسحاق بن راهويه، عن عائشة بنت يونس قالت: سمعت زوجي ليث بن سليم يحدث عن مجاهد، فذكره موقوفاً عليه، و هو أشبه بالصواب، ورواه عقبة بن مكرم، عن عبد الله بن زياد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قوله، و لا يصح رفع الحديث، وحسبه أن يصل إلى ابن عباس» .

ووقفت له على طريق أخرى عن أبي أمامة:

فقد أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 237 (7813) وعنه أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 224 (383)، ورواه أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين (55)، من طريق عبد السلام بن حرب، عن أبي المهلب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة به مرفوعاً.

وقال الهيثمي في المجمع 10/ 419: «رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسنادهما ضعفاء» .

قلت: وإسناده ضعيف جداً، قال ابن حبان في المجروحين 2/ 63:«وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن، لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم» .

وله شاهد عن أنس، ولكنه منكر:

أخرجه ابن الأعرابي في معجمه 1/ 159 (268)، وابن المقرئ في معجمه (971)، وأبو نعيم في صفة الجنة 3/ 224 (384)، والبيهقي في البعث (391)، والخطيب في تاريخ بغداد 7/ 99، من طريق إسماعيل بن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، مرفوعاً.

وقال البيهقي: «وهذا منكر بهذا الإسناد، لا يصح عن ابن علية» .

ص: 36

قال سليمان بن أحمد

(1)

: «لا يروى إلا بهذا الإسناد، تفرد به علي بن الحسن بن هارون» .

‌ذكر غناء حور العين

18 -

أخبرنا عبد الواحد بن القاسم بن الفضل الصيدلاني، أن جعفر بن عبد الواحد الثقفي أخبرهم، أخبرنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصري، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أزواج أهل الجنة ليُغنّين أزواجهن بأحسن أصوات سمعها أحد قط، إن مما يغنين به: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان. وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا نمتنه، نحن الآمنات فلا نخفنه، نحن المقيمات فلا نظعنه»

(2)

.

(1)

المعجم الأوسط 1/ 201 (290).

(2)

أخرجه المؤلف أيضاً في الأحاديث المختارة 13/ 190 (303).

وقد أخرجه في الموضعين من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الأوسط 5/ 479 (4914)، وفي الصغير 2/ 35 (734).

وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 171 (322)، و 3/ 278 (430).

والواحدي في الوسيط 1/ 106، عن أحمد بن إبراهيم النجار.

كلاهما (أبو نعيم، أحمد) عن الطبراني به.

وقال المنذري في الترغيب 4/ 300: «رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورواتهما رواة الصحيح» .

وقال الهيثمي في المجمع 10/ 419: «رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح» .

ص: 38

قال سليمان بن أحمد: «لم يروه عن زيد بن أسلم إلا محمد، تفرد به ابن أبي مريم» .

19 -

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد المقدسي، أن سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفي أخبرهم، أخبرنا عبد الواحد بن أحمد البقال، أخبرنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق، أخبرنا جدي: إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل، أخبرنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو معاوية، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة مجتمعاً للحور العين، يرفعن أصواتاً لم يسمع الخلائق بمثلها. قال: يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نبأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له»

(1)

.

أخرجه الترمذي

(2)

عن أحمد بن منيع، وقال:«حديث غريب» .

(1)

أخرجه الترمذي 4/ 310، 323 (2550، 2564)، عن أحمد بن منيع به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 100 وعنه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 2/ 451 (1343)(ومن طريقهما ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 584 (1813)، وفي العلل المتناهية 2/ 450 (1555)، وأبو نعيم في صفة الجنة 3/ 263 (418)، ورواه هناد في الزهد 1/ 52 (9)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (252)، والترمذي 4/ 310، 323 (2550، 2564)، وعبد الملك بن حبيب في وصف الفردوس (172)، والمروزي في زياداته على الزهد لا بن المبارك (1478)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 2/ 452 (1344)، والبزار 2/ 282 (703)، وأبو يعلى 1/ 232، 338 (268، 429)، والمحاملي في أماليه (118)، وتمام في فوائده (الروض البسام 5/ 233 (1786)، وابن عدي في الكامل 4/ 1613، والبيهقي في البعث والنشور (418)، والبغوي في تفسيره 1/ 58، وابن عساكر في تاريخ دمشق 25/ 331، والذهبي في سير أعلام النبلاء 11/ 397، وفي تذكرة الحفاظ 2/ 497، وفي تاريخ الإسلام 23/ 532، كلهم من طريق أبي معاوية.

وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 226 (418)، من طريق علي بن مسهر.

كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق به مرفوعاً.

وقال الترمذي: «هذا حديث غريب» .

وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا علي بهذا الإسناد، وقد رواه عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي موقوفاً» .

وأخرجه البغوي في شرح السنة 15/ 226 (4388)، من طريق إسحاق بن راهويه الحنظلي، عن أبي معاوية به موقوفاً على علي.

وتوبع أبو معاوية على رواية الوقف:

أخرجه البزار 2/ 283 (704)، من طريق عبد الواحد بن زياد.

وابن عساكر في تاريخ دمشق 61/ 206، من طريق نصر بن إسماعيل.

والذهبي في سير أعلام النبلاء 11/ 397، من طريق ابن فضيل.

كلهم عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي موقوفاً.

قلت: ولعل الحمل في هذا الاختلاف على عبد الرحمن بن إسحاق، فهو متفق على تضعيفه، فيكون اضطرب فيه، فكان يرويه مرة مرفوعاً ومرة موقوفاً، مما يزيد هذا الحديث ضعفاً.

وقد ضعف هذا الحديث عدد من الأئمة، وحكم عليه بعضهم بالوضع.

قال ابن الجوزي في العلل المتناهية: «هذا حديث لا يصح، قال أحمد: عبد الرحمن بن إسحاق ليس بشيء، وقال يحيى: متروك، وقد روي في ذكر سوق الجنة غير هذا أصلح منه» .

وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات، كما تقدم، وقال:«هذا حديث لا يصح، والمتهم به عبد الرحمن بن إسحاق، وهو أبو شيبة الواسطي، قال أحمد: ليس بشيء منكر الحديث، وقال يحيى: متروك» .

وقال ابن كثير في البداية والنهاية 20/ 374: «تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث

قال الإمام أحمد: ليس بشيء منكر الحديث، وكذبه في روايته عن النعمان بن سعد، عن المغيرة بن شعبة في أحاديث رفعها

ومثل هذا الرجل لا يُقبل منه ما تفرد به، ولا سيما هذا الحديث، فإنه منكر جداً، وأحسن أحواله أن يكون سمع شيئاً ولم يفهمه جيداً، فعبّر عنه بعبارة ناقصة، ويكون أصل الحديث كما ذكرنا في رواية ابن أبي العشرين الدمشقي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في سوق الجنة، والله أعلم».

وانظر للاستزادة في ذلك كلام محقق كتاب صفة الجنة، ومحقق كتاب الموضوعات، والروض البسام 5/ 233 - 236.

(2)

جامع الترمذي 4/ 310، 323 (2550، 2564).

ص: 39

20 -

أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني، أن الحسن بن أحمد أخبرهم وهو حاضر، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا ابن أبي فُديك، عن ابن أبي ذئب، عن عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع، عن ابن لأنس، عن أنس قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «إن الحور يُغنين في الجنة: نحن الجوار الحسان، خُلقنا لأزواج كرام»

(1)

.

(1)

أخرجه المؤلف من طريق أبي نعيم الأصبهاني، وهو عنده في صفة الجنة 3/ 280 (432).

وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 16، عن عبد الرحمن بن شيبة.

وابن أبي داود في البعث (75)، عن كثير بن عبيد.

وأبو نعيم في صفة الجنة 3/ 281 (432)، من طريق نوح بن حبيب.

والبيهقي في البعث (420)، من طريق ابن عبد الحكم.

كلهم عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب به.

قلت: وقد اختلف على ابن أبي ذئب:

1 -

فرواه ابن أبي فديك كما تقدم عن ابن أبي ذئب، عن عون بن الخطاب، عن ابن لأنس، عن أنس.

2 -

ورواه ابن أبي فديك أيضاً، عن ابن أبي ذئب، عن عون بن الخطاب، عن أنس:

أخرجه الطبراني في الأوسط 7/ 257 (6493)، من طريق الحسن بن داود المنكدري، عن ابن أبي فديك، به.

وقال: «لم يرو هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا ابن أبي فديك، تفرد به المنكدري» .

3 -

ورواه إسماعيل بن عمر، عن ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن رافع، عن بعض ولد أنس، عن أنس:

أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (257)، عن أبي خيثمة، عن إسماعيل بن عمر به.

4 -

ورواه إسماعيل بن عمر أيضاً، عن ابن أبي ذئب، عن فلان بن عبد الله بن رافع، عن بعض ولد أنس، عن أنس:

أخرجه أبو يعلى (المطالب العالية 5/ 137 (4600))، عن أبي خيثمة، عن إسماعيل بن عمر به.

5 -

ورواه إسماعيل، عن أخيه، عن ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن رافع، عن أنس:

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 16، عن إسماعيل، عن أخيه، به.

6 -

ورواه آدم، وشبابة، عن ابن أبي ذئب، عن من سمع أنس بن مالك، عن أنس موقوفاً:

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 16، عن آدم.

وابن أبي شيبة في المصنف 13/ 106، عن شبابة بن سوار.

كلاهما عن ابن أبي ذئب به.

قلت: ولعل أرجح هذه الأوجه هو الوجه الأخير، حيث رواه أكثر من ثقة، في حين تفرد رواة الأوجه الباقية بها، وبعضهم متكلم فيه.

وإسناده من هذا الوجه ضعيف؛ لجهالة الراوي عن أنس.

ولو ثبت أنه عون المتقدم في بعض الأوجه، فيبقى على ضعفه؛ لأن عوناً مجهول، والله أعلم.

ص: 41

‌ذكر نكاح أهل الجنة

21 -

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح، سبط حسين بن عبد الملك بن منده الصيدلاني، بقراءتي عليه بأصبهان، قلت له: أخبركم أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، قراءة عليه وأنت حاضر فأقرّ به، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، أخبرنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا عمران، عن قتادة، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«يُعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من النساء»

(1)

.

(1)

أخرجه المؤلف في الأحاديث المختارة 7/ 93 (2505)، بنفس الإسناد.

وقد أخرجه من طريق أبي داود الطيالسي، وهو في مسنده 3/ 503 (2124).

وأخرجه من طريق أبي داود أيضاً الترمذي (2536)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (273)، والبيهقي في البعث (402).، كلهم من طريق أبي داود.

وأخرجه ابن حبان 16/ 413 (7400)، من طريق عبد الله بن جرير.

والطبراني في الأوسط 3/ 251 (2538)، عن أبي مسلم.

والمؤلف في المختارة 7/ 93 (2506)، من طريق إبراهيم بن عبد الله البصري.

كلهم عن عمرو بن مرزوق، عن عمران بن دوار القطان به نحوه.

قلت: ومداره على عمران بن داور القطان، وهو ضعيف.

وقد روي من طرق أخرى عن قتادة، ولكنها لا تثبت:

فقد أخرجه البزار (كشف الأستار 4/ 198 (3526)، والعقيلي 3/ 166، من طريق عمر بن سعيد الأبح، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«يُزوج العبد في الجنة سبعين زوجة» فقيل: يا رسول الله، أنطيقها؟ قال:«تعطى قوة ما ئة» .

قلت: وعمر بن سعيد، قال عنه البخاري:«منكر الحديث» .

وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 213 (372)، من طريق أحمد بن حفص، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن أرطاة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للمؤمن في الجنة ثلاث وسبعون زوجة» فقلنا: يا رسول الله أو له قوة ذلك؟ قال: «إنه ليعطى قوة مائة» .

قلت: وفي إسناده أحمد بن حفص، قال الذهبي:«صاحب مناكير» ، وفيه الحجاج، وهو كثير الخطأ والتدليس.

وأخرجه عبد الملك بن حبيب في وصف الفردوس (199)، عن المكفوف، عن أيوب بن خوط، عن قتادة، عن أنس.

قلت: أيوب بن خوط: متروك.

وقال ابن القيم في حادي الأرواح (ص 301) عن رواية الترمذي: «هذا حديث صحيح» .

قلت: ولعله يعني بشواهده، وإلا فمداره على عمران، وتقدم أنه ضعيف.

وللحديث شاهد سيأتي عند المؤلف، بعد هذا الحديث.

وشاهد آخر صحيح عن زيد بن أرقم، أخرجه ابن حبان 16/ 443 (7424)، وغيره، وانظر تمام تخريجه في هامشه.

ص: 42

قلت: يا رسول الله، ويطيق ذلك؟

ص: 43

قال: «يعطى قوة مائة» .

رواه الترمذي في صفة الجنة، عن محمد بن بشار، ومحمود بن غيلان، كلاهما عن أبي داود الطيالسي.

وقال: «حديث صحيح غريب، لا نعرفه من حديث قتادة إلا من حديث عمران القطان» .

وعنده: (قيل يا رسول الله، أو يطيق ذلك). بدل: (قلت).

22 -

أخبرنا عبد الواحد بن القاسم بن الفضل الصيدلاني، قراءة عليه ونحن نسمع بأصبهان، قيل: أخبركم جعفر بن عبد الواحد الثقفي، قراءة عليه وأنت تسمع، فأقرّ به، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله، أخبرنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا محمد بن أحمد بن هشام السجزي ببغداد، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان. ح

وأخبرنا محمد بن أحمد الصيدلاني، أن الحسن بن أحمد أخبرهم، وهو حاضر، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع.

قالا: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله، هل نصل إلى نسائنا في الجنة؟

فقال: «إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء»

(1)

.

(1)

أخرجه المؤلف من طريقين: الأول من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الأوسط 6/ 128 (5263)، وفي الصغير 2/ 68 (795).

ومن طريق الطبراني هذه أخرجه أيضاً الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 317.

والطريق الثاني من طريق أبي نعيم عن الطبراني، وهو عند أبي نعيم في صفة الجنة 3/ 214 (373)، وعند الطبراني في الأوسط 1/ 406 (722).

وأخرجه البزار (كشف الأستار 4/ 198 (3525))، عن محمد بن ثواب، عن حسين بن علي، عن زائدة به.

وخولف زائده؛ خالفه أبو أسامة، فرواه عن هشام بن حسان، عن زيد بن أبي الحواري العمي، عن ابن عباس:

أخرجه هناد في الزهد 1/ 87 (88) ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 214 (374)، والبيهقي في البعث (404)، وأبو الشيخ (كما في حادي الأرواح ص 300)، كلهم من طريق هناد بن السري.

والحربي في غريب الحديث 1/ 266، عن عبيد بن عمير.

وأبو يعلى 4/ 326 (2436)، عن أبي همام.

والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 105، من طريق عبد الله بن أيوب.

كلهم عن أبي أسامة حماد بن أسامة به.

وقال ابن أبي حاتم في العلل 2/ 213 (2129): «سألت أبي، وأبا زرعة عن حديث رواه حسين الجعفي، عن زائدة، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله كيف نفضي إلى نسائنا في الجنة؟.

فقالا: هذا خطأ؛ إنما هو: هشام بن حسان، عن زيد العمى، عن ابن عباس.

قلت لأبي: الوهم ممن هو؟ قال: من حسين».

ورجح رواية أبي أسامة أيضاً الدارقطني في العلل 10/ 30، وقال عنها:«وهذا أشبه بالصواب» .

قلت: وإسناده من هذا الوجه الراجح ضعيف؛ فيه زيد العمي، وهو ضعيف، وكذلك لم يسمع من ابن عباس:

قال الخطيب في موضح أوهام الجمع 2/ 105: «هذا الحديث مرسل؛ ليس عند زيد عن ابن عباس شيء، وإنما عنده عن أنس بن مالك ومعاوية بن قرة ومن بعدهما» .

ص: 44

قال الطبراني: «لم يروه عن هشام إلا زائدة، تفرد به الجعفي» .

لفظ عبد الله بن عمر بن أبان.

وقال أبو همام: قال: قلنا: يا رسول الله نفضي إلى نسائنا في الجنة؟ فقال: «إي والذي نفسي بيده، إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء» .

ص: 45

قلت: ورجال هذا الحديث عندي على شرط الصحيح، والله أعلم

(1)

.

23 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا الطبراني، حدثنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري، وعبد الله بن الصقر السكري

(2)

، قالا: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة، حدثني عبد الرحمن بن عياش، عن دلهم بن الأسود.

قال دلهم: وحدثنيه

(3)

أيضاً أبي: الأسود

(4)

، عن عاصم بن لقيط، أن لقيط بن عامر خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله فعلى ما نَطَّلِع من الجنة؟

قال: «على أنهار عسلٍ مصفى، وأنهار من كأس ما بها صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وفاكهة لعمرُ إلهك ما تعلمون، وخير من مثله، وأزواج مطهرة» .

(1)

نقل هذا القول عن المؤلف ابن كثير في تفسيره 7/ 533، وفي البداية والنهاية 20/ 349، وابن القيم في إعلام الموقعين 4/ 274، وفي حادي الأرواح (ص 300).

قلت: هذا القول صحيح لو ثبت صواب هذا الوجه وثبوته، ولكن تقدم أنه وجه مرجوح، كما نص على ذلك أبو حاتم والدارقطني، والله أعلم.

(2)

وقع في المطبوع من المعجم الكبير: (العسكري)، ولعله خطأ مطبعي.

(3)

كذا وقع في المخطوط، وفي المعجم الكبير، ويبدو أنه وقع سقط من نسخة المعجم، ونقلها عنه المؤلف، وكذا نقله ابن كثير في تفسيره 7/ 313 عن الطبراني، ولعل الصواب هو:(عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق، عن جده. قال دلهم: وحدثنيه أيضاً أبي: الأسود)، فقد أخرجه كذلك من طريق الطبراني: المزي في تهذيب الكمال 17/ 334، وهو الموافق لسياق كلام المؤلف، والله أعلم.

(4)

قوله: (وقال دلهم حدثنيه أبي: الأسود) ليس في المطبوع من المعجم الكبير، وهو مثبت في المخطوط، وفي تفسير ابن كثير 7/ 313، حيث نقله عن الطبراني، وكذلك هو في تهذيب الكمال، وقد أخرجه من طريق الطبراني.

ص: 46

(1)

هذا جزء من حديث طويل، أخرج المؤلف بعضه من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الكبير 19/ 211 (477) به مطولاً.

وأخرجه من طريق الطبراني المزي في تهذيب الكمال 17/ 334.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/ 365 (536)، و 1/ 440 (649)، وأبو نعيم في صفة الجنة 3/ 207 (364)، من طريق إبراهيم بن المنذر.

والبخاري في التاريخ الكبير 3/ 249، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 26/ 121 (16206)، وفي كتاب السنة 2/ 485 (11120) ومن طريقه ابن كثير في البداية والنهاية 19/ 347، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين 2/ 232، من طريق إبراهيم بن حمزة.

وابن خزيمة في التوحيد 1/ 460 (271)، والحاكم 4/ 605 (طبعة دار الكتب العلمية)، وابن النحاس في الرؤية (7)، من طريق يعقوب بن محمد الزهري.

كلهم عن عبد الرحمن بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن عياش، عن دلهم بن الأسود، عن جده: عبد الله، عن عمه لقيط بن عامر به.

وزاد عند البخاري، وأحمد، وابن أبي عاصم في الموضع الثاني:(وقال دلهم: حدثنيه أبي: الأسود، عن عاصم بن لقيط، عن لقيط).

وقال المزي في تهذيب الكمال: «هكذا وقع في هذه الرواية: عن دلهم عن جده، والمحفوظ: عن أبيه عن جده» .

وأخرجه أبو داود 3/ 577 (3266)، وأبو الشيخ في الأمثال (345)، والدارقطني في الرؤية (209)، من طريق إبراهيم بن حمزة، عن عبد الرحمن بن عياش السمعي، عن دلهم، عن أبيه، عن عمه لقيط.

وقال دلهم: وحدثنيه أيضاً الأسود بن عبد الله، عن عاصم بن لقيط، أن لقيط

ووقع عند أبي داود: (عبد الملك بن عياش)، وهو خطأ نبه عليه المزي في ترجمته.

وأخرجه ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة 1/ 400، من طريق إبراهيم بن المنذر، عن عبد الرحمن بن عياش السمعي، عن دلهم بن الأسود، عن جده: عبد الله بن حاجب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال في تحفة الأشراف 8/ 334: «رواه غير واحد، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن عبد الرحمن بن عياش السمعي، عن دلهم، عن أبيه، عن جده، عن عمه لقيط بن عامر. وعن دلهم، عن أبيه، عن عاصم بن لقيط، عن لقيط. وتابعه إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن عبد الرحمن بن المغيرة» .

قلت: وإسناده ضعيف؛ فمداره على عبد الرحمن بن عياش، وهو مجهول، وكذلك دلهم بن الأسود، وأبوه، وقد اضطرب عبد الرحمن فيه فرواه على عدة أوجه كما تقدم، مما يزيده ضعفاً.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 339: «هذا حديث غريب جداً، وألفاظه في بعضها نكارة» .

وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب 5/ 50: «وهو حديث غريب جداً» .

وروي من طريق أخرى عن دلهم، ولكنها لا تثبت:

فقد أخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 2493، من طريق النضر بن طاهر، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب، حدثني عبد الله بن حاجب، عن أبى رزين: لقيط بن عامر

فذكر الحديث كله بطوله.

وقال ابن عدي: «وهذا يعرف بحديث دلهم بن الأسود، ويرويه إبراهيم بن المنذر عن عبد الرحمن بن المغيرة، وهو حدثه عن دلهم، والنضر بن طاهر وثب عليه فسرقه من عبد الرحمن بن المغيرة» .

ومع ما تقدم فقد ذهب الإمام ابن القيم إلى تقوية الحديث:

فقال في زاد المعاد 3/ 677: «هذا حديث كبير جليل، تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة، لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدني، رواه عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري، وهما من كبار علماء المدينة، ثقتان محتج بهما في الصحيح، احتج بهما إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، ورواه أئمة أهل السنة في كتبهم، وتلقوه بالقبول، وقابلوه بالتسليم والانقياد، ولم يطعن أحد منهم فيه، ولا في أحد من رواته.

فممن رواه: الإمام ابن الإمام؛ أبو عبد الرحمن: عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه، وفي كتاب السنة، وقال: كتب إلي إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير الزبيري: كتبت إليك بهذا الحديث، وقد عرضته وسمعته على ما كتبت به إليك، فحدث به عني.

ومنهم الحافظ الجليل أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب السنة له.

ومنهم الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان العسال في كتاب المعرفة.

ومنهم حافظ زمانه ومحدث أوانه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في كثير من كتبه.

ومنهم الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب السنة.

ومنهم الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة حافظ أصبهان.

ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه.

ومنهم حافظ عصره أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني.

وجماعة من الحفاظ سواهم يطول ذكرهم

وقال ابن منده: روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصنعاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما، وقد رواه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين جماعة من الأئمة منهم: أبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل، ولم ينكره أحد، ولم يتكلم في إسناده، بل رووه على سبيل القبول والتسليم، ولا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة. هذا كلام أبي عبد الله بن مندة». انتهى كلام ابن القيم.

قلت: وفي كلامه رحمه الله نظر، فقد تقدم ضعف إسناده لجهالة عدد من رواته، واضطراب أحدهم فيه، وكون بعض الأئمة يروونه في كتبهم، ليس بمبرر لقبوله واعتماده، والله أعلم.

ص: 47

24 -

أخبرنا زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي، أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود الثقفي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، أخبرنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، حدثنا حرملة بن يحيى التجيبي، حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو وهو ابن الحارث عن دراج، عن ابن حُجَيرة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه [قيل له]

(1)

: أنطأ في الجنة؟ قال: «نعم، والذي نفسي بيده دحماً دحماً

(2)

، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكراً»

(3)

.

(1)

وقع في المخطوط، وفي مختصره:(أنه قال أنطأ)، ولعله خطأ من الناسخ، وكان التصويب من مصادر التخريج، وهو الموافق لسياق الكلام.

(2)

هُو النّكاحُ والْوَطءُ بدَفْع وإزْعاج (النهاية في غريب الحديث 2/ 232).

(3)

عزاه إلى المؤلف السيوطي في الدر المنثور 1/ 220.

وأخرجه ابن حبان 16/ 415 (7402)، من طريق حرملة بن يحيى.

وفي 16/ 416 (7403)، من طريق يزيد بن موهب.

وأبو نعيم في صفة الجنة 3/ 232 (393)، من طريق يونس بن عبد الأعلى.

كلهم عن ابن وهب به نحوه.

وإسناده حسن، فيه دراج بن سمعان: صدوق في غير روايته عن أبي الهيثم، وبقية رجاله ثقات.

وقال ابن القيم في إعلام الموقعين 4/ 274: «ورجال إسناده على شرط صحيح بن حبان» .

وللحديث شواهد كثيرة، انظرها في الدر المنثور 1/ 217، وما بعدها، وفي هامش ابن حبان، وسيأتي بعضها عند المؤلف، والله أعلم.

ص: 49

ابن حُجَيرة: اسمه عبد الرحمن.

ودرَّاج: اسمه عبد الرحمن بن سمعان البصري، وثقه يحيى بن معين

(1)

، وأخرج عنه أبو حاتم بن حبان في صحيحه

(2)

، وكان بعض الأئمة ينكر بعض حديثه

(3)

، والله أعلم

(4)

.

25 -

قرئ على الإمام أبي الفتوح أسعد بن محمود بن خلف العجلي، ونحن نسمع بأصبهان، أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله الجوزذانية قراءة عليها فأقرّ به، أخبرنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي، حدثنا محمد بن عبد الملك الدّقيقي الواسطي، حدثنا معلى بن عبد الرحمن الواسطي، حدثنا شريك، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكاراً»

(5)

.

(1)

تاريخ الدارمي (315)، تاريخ الدوري 2/ 155، تهذيب الكمال 8/ 478.

(2)

أخرج له في مواضع كثيرة جداً، انظرها في فهارس ابن حبان 18/ 128.

(3)

انظر تهذيب الكمال 8/ 478، 488.

(4)

نقل هذا القول عن المؤلف: ابن القيم في روضة المحبين (253).

(5)

أخرجه من طريق المؤلف الدمياطي في الأحاديث المائة (37).

وقد أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، وهو في المعجم الصغير 1/ 160 (249).

وأخرجه من طريق الطبراني أيضاً: أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 207 (365)، والخطيب في تاريخ بغداد 6/ 53 ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 448 (1551)، كلهم من طريق الطبراني به.

وأخرجه البزار (كشف الأستار 4/ 198 (3527))، وعنه أبو الشيخ في العظمة 3/ 1081 (583)، وعن أبي الشيخ أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 232 (392)، ورواه الثعلبي في تفسيره 8/ 131، كلهم من طريق محمد بن موسى الواسطي، عن معلى به.

وقال الهيثمي 10/ 417: «رواه البزار، والطبراني في الصغير، وفيه معلى بن عبد الرحمن، وهو كذاب» .

قلت: وإسناده ضعيف جداً، فيه معلى، وهو متهم بالوضع، والله أعلم.

ص: 50

قال الطبراني: «لم يروه عن عاصم إلا شريك، تفرد به مُعلى» .

26 -

أخبرنا محمد بن أحمد الصيدلاني، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا الطبراني، حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا صدقة، عن هاشم بن زيد، عن سليم أبي يحيى، أنه سمع أبا أمامة يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئل: هل يتناكح أهل الجنة؟

قال: «بذكر لا يمل، وبشهوة لا تنقطع، دحماً دحماً

(1)

»

(2)

.

(1)

هُو النّكاحُ والْوَطءُ بدَفْع وإزْعاج (النهاية في غريب الحديث 2/ 232).

(2)

أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الكبير 8/ 202 (7721).

وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 210 (368)، من طريق سلامة بن بشر، عن صدقة به.

قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه صدقة بن عبد الله السمين، وهو ضعيف من رجال التقريب، وهاشم بن زيد الدمشقي، وهو ضعيف أيضاً (اللسان 6/ 184).

وأخرجه الطبراني في الكبير 8/ 187 (7674)، وفي مسند الشاميين 2/ 82 (956)، وعنه أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 210 (368) عن إبراهيم بن عرق الحمصي، عن سليمان بن سلمة الخبائري، عن بقية، صفوان بن عمرو، عن أبي يحيى سليم بن عامر، عن أبي أمامة نحوه.

قلت: وهذا الإسناد ضعيف جداً، فيه سليمان بن سلمة، متهم بالكذب (الميزان 2/ 209).

وسيأتي عند المؤلف طريق أخرى عن أبي أمامة، وهي ضعيفة أيضاً.

ص: 51

27 -

وبه: أخبرنا الطبراني، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: أيُجامع أهل الجنة؟ قال: «دحماً دحماً، ولكن لا مني ولا منية»

(1)

.

هاشم، وخالد بن يزيد تُكلم فيهما.

(1)

أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الكبير 8/ 113 (7479)، وفي مسند الشاميين 2/ 423 (1619).

وعن الطبراني أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 209 (367).

وأخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (268)، وأبو يعلى (المطالب العالية 5/ 136 (4596)) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 295، 296، وأبو نعيم في صفة الجنة 3/ 209 (367)، من طريق سويد بن سعيد.

وابن عدي في الكامل 3/ 884 ومن طريقه البيهقي في البعث (407)، من طريق هشام بن خالد.

وابن عساكر في تاريخ دمشق 65/ 284، من طريق هارون بن زياد الحنائي.

كلهم عن خالد بن يزيد بن أبي مالك به.

وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ 2/ 565: «رواه خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة، وخالد لا شيء في الحديث» .

قلت: وإسناده ضعيف جداً، فيه خالد بن يزيد ضعيف جداً، وكذبه ابن معين (الميزان 1/ 645).

وله طريق أخرى عن أبي أمامة، ولكنها لا تثبت:

فقد أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده (كما في حادي الأرواح ص 309) ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 211 (369) عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة نحوه.

قلت: وفيه علي بن يزيد اللهاني: ضعيف جداً (الميزان 3/ 161)، وعثمان ضعيف في روايته عن زيد، وهشام ضعيف أيضاً، كما في التقريب.

ص: 52

‌ذكر أن أهل الجنة لا يموتون فيها

نسأل الله الجنة بفضله وكرمه

28 -

أخبرنا عبد الواحد بن القاسم بن الفضل الصيدلاني رحمه الله، ان جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الثقفي أخبرهم، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن سويد الشامي، بمدينة شبام باليمن، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «يُقال لأهل الجنة: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا، وإن لكم أن تعيشوا أبداً

(1)

فلا [تموتوا]

(2)

أبداً،

(3)

وإن لكم أن تتنعموا فلا تبأسوا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً»

(4)

.

قال الطبراني: «لم يروه عن الثوري إلا عبد الرزاق

(5)

».

رواه مسلم في صحيحه

(6)

، عن إسحاق بن راهويه، وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق بنحوه.

(1)

ليست في الأصل، وصححت في الهامش.

(2)

وقع في المخطوط: (تهرموا) والتصويب من المختصر، ومصادر التخريج.

(3)

من هنا إلى آخر الحديث ألحق في الهامش، وهو موجود في المختصر.

(4)

أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الصغير 1/ 140 (213).

ومن طريق الطبراني أخرجه أيضاً أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 146 (290)، وابن نقطة في تكملة الإكمال 3/ 497.

وانظر تمام تخريجه في هامش المسند 18/ 401 (11905).

وقد اختلف على الثوري وأبي إسحاق في رفعه ووقفه، انظر علل الدارقطني 11/ 240، صفة الجنة لأبي نعيم 3/ 146 - 150.

والحديث صحيح، أخرجه مسلم كما ذكر المؤلف، وسيأتي ذكر موضعه عنده.

(5)

لم يتفرد به عبد الرزاق، فقد تابعه أبو سفيان المعمري، أخرج روايته أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 148.

(6)

صحيح مسلم (2837).

ص: 53

29 -

أخبرنا يحيى بن محمود الثقفي، أن جده الحافظ إسماعيل بن محمد بن الفضل أخبرهم، أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أخبرنا محمد بن عمر الوراق، حدثنا عبد الله بن أبي داود، حدثني أحمد بن حفص، يعني عن أبيه، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج، عن قتادة، عن عبيد الله بن عمرو، عن أبي هريرة،، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اتقى الله دخل الجنة، ينعم فيها ولا يبأس، ويحيا فيها ولا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه»

(1)

.

كذا في سماعنا، وأظنه: أحمد بن حفص عن أبيه

(2)

، والله أعلم.

والحجاج هو ابن الحجاج

(3)

.

(1)

أخرجه المؤلف من طريق قوام السنة: إسماعيل بن محمد، والحديث عنده في الترغيب والترهيب 1/ 302 (683)، وفي 1/ 411 (965)، وقد أخرجاه من طريق ابن أبي داود، وهو عنده في كتاب البعث (57).

ومن طريق ابن أبي داود أيضاً أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 1/ 137 (101).

وأخرجه الطبراني في الأوسط عن موسى بن هارون.

كلاهما (ابن أبي داود، موسى) عن أحمد بن حفص به.

وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 1/ 138، 139 (104)، من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة به.

وقال ابن أبي داود: «هذا عبيد الله بن عمرو، شيخ من أهل البصرة، لم يرو عنه غير قتادة» .

قلت: وعبيد الله هذا، لم أجد من وثقه سوى ابن حبان.

ولكن روي من طريق أخرى صحيحة عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً: «من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس، ولا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه» :

أخرجه مسلم (2836)، وغيره، وانظر تمام تخريجه في هامش كتابي البعث، وصفة الجنة.

(2)

قلت: نعم هو كذلك، عند ابن أبي داود، ومن أخرج الحديث.

(3)

الباهلي البصري الأحول، وهو ثقة، انظر تهذيب الكمال 5/ 431.

ص: 54

‌ذكر أن أهل الجنة لا ينامون

30 -

أخبرنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد الخباز، أن محمد بن رجاء بن إبراهيم أخبرهم، أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أخبرنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري، حدثنا المقدام بن داود، حدثنا عبد الله بن المغيرة، حدثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون»

(1)

.

(1)

أخرجه المؤلف من طريق ابن مردويه، والحديث في تفسيره (كما في تفسير ابن كثير 7/ 262، والبداية والنهاية 20/ 355).

وأخرجه العقيلي 2/ 301 ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 449 (1553)، والطبراني في الأوسط 9/ 376 (8811) وعنه أبو نعيم في صفة الجنة 2/ 56 (215)، وفي الحلية 7/ 90، وتمام في فوائده (الروض البسام 5/ 230 (1785))، وابن جميع في معجم شيوخه (ص 73)، كلهم من طريق مقدام بن داود.

وأخرجه ابن عدي 4/ 1533، من طريق محمد بن عبد الله البرقي.

كلاهما عن عبد الله بن المغيرة به.

وقال العقيلي: «عبد الله بن المغيرة كان يخالف في بعض حديثه، ويحدث بما لا أصل له، فمن حديثه الذي يخالف فيه

»، وذكر له هذا الحديث.

وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الله بن محمد بن المغيرة» .

قلت: لم يتفرد به ابن المغيرة، فقد تابعه جماعة، ولكن في ثبوت هذه المتابعات نظر:

فقد أخرجه البزار (كشف الأستار 4/ 193 (3517))، والبيهقي في البعث والنشور (485)، من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن الثوري به مرفوعاً.

وذكره ابن أبي حاتم في العلل 2/ 219 (2147)، من رواية الفريابي به.

وقال البزار: «لا نعلم أسنده من هذا الطريق إلا سفيان الثوري، ولا عنه إلا الفريابي» .

قلت: والفريابي متكلم في روايته عن الثوري، ومضعف فيه.، كما في ترجمته في التهذيب 9/ 535.

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان 4/ 183 (4745)، وفي البعث (484)، وفي الآداب (974) ومن طريقه الذهبي في تذكرة الحفاظ 2/ 602، وأبو عثمان النجيرمي في الفوائد (2/ 2/ 2) كما في السلسلة الصحيحة 3/ 75، من طريق عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي، عن عبد الله بن هاشم، عن معاذ بن معاذ، عن الثوري به.

وقال النجيرمي: «قال عبد الله بن حامد: قلت لعبد الله الشرقي: كيف وقع هذا الحديث؟ فقال: إن عبد الله بن هاشم كُفَّ بصره، فلُقن هذا الحديث فتلقن» .

وقال البيهقي في الآداب: «هذا الحديث غريب بهذا الإسناد» .

قلت: ويضاف إلى ذلك أن الشرقي ضعيف، كما في اللسان 3/ 341.

وأخرجه البيهقي في البعث (487)، وأبو عثمان النجيرمي في الفوائد (2/ 2/ 2) كما في السلسلة الصحيحة 3/ 76، من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، عن عبد الله بن جبلة بن أبي رواد، عن الثوري به.

ولكن وقع في السلسلة (عبد الله بن حيان)، ولعله اشتبه على الشيخ رحمه الله رسم الكلمة لتقاربهما.

قلت: وفيه عبد الله بن جبلة، قال الأزدي: متروك، كما في اللسان 3/ 266.

وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 449 (1554)، من طريق عبد الله الشرقي، عن فطر بن إبراهيم، عن الحسين بن الوليد، عن الثوري به.

قلت: والشرقي تقدم أنه ضعيف، وفطر بن إبراهيم، لم أقف له على ترجمة.

وأخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين 3/ 36 (353)، و 3/ 253 (477)، وأبو الحسن الحربي في الحربيات (2/ 47/ 12) كما في السلسلة الصحيحة 3/ 74، من طريق النضر بن هشام، عن الحسين بن حفص، عن الثوري به.

وقال أبو الشيخ: «لم يرو هذا الحديث عن الحسين بن حفص غير النضر» .

قلت: والحسين صدوق من رجال التقريب، ولكنه معدود في الطبقة الرابعة من أصحاب الثوري، كما في التراجم الساقطة من كتاب إكمال تهذيب الكمال (68).

والنضر: صدوق كما في الجرح 8/ 481.

ومما سبق يتبين أن جميع هذه الطرق في ثبوتها عن الثوري نظر، وأقواها الطريق الأخيرة، ولكن راويها خولف كما سيأتي.

وقد خالف من تقدم غير واحد من الثقات، وبعضهم من أوثق أصحاب الثوري؛ فرووه عن الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً:

أخرجه ابن المبارك في الزهد من رواية نعيم (279).

وعبد الله بن أحمد في زوائده على الزهد (43)، من طريق جرير بن عبد الحميد، ووكيع بن الجراح.

والعقيلي 2/ 301، من طريق قطبة بن العلاء، وعبيد الله بن موسى.

والبيهقي في البعث (486)، من طريق قيصة بن عقبة.

وتابعهم: الأشجعي، ومخلد بن يزيد، ذكر ذلك العقيلي 2/ 203.

كلهم عن الثوري به.

وتوبع الثوري عليه:

أخرجه عبد الملك بن حبيب في وصف الفردوس (251)، عن عبد الله بن نافع، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، نحوه مرسلاً.

قلت: ورواة الوجه الثاني المرسل أوثق، وبعضهم من أوثق أصحاب الثوري، مثل ابن المبارك، ووكيع.

وعليه فالراجح عن الثوري هو الوجه الثاني المرسل.

وهو ما ذهب إليه أبو حاتم، فقد سأله ابنه عن الرواية الموصولة، كما في العلل 2/ 219 (2147)، فقال:«الصحيح: ابن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ليس فيه: جابر» . والله أعلم.

وإسناده من هذا الوجه الراجح ضعيف، لأنه مرسل.

وله طريق أخرى عن ابن المنكدر:

فقد أخرجه الخطيب في الموضح لأوهام الجمع 1/ 467، وأبو نعيم في صفة الجنة 1/ 126 (90)، من طريق أبي عصمة نوح بن أبي مريم، عن محمد بن المنكدر به.

وإسناده ضعيف جداً، نوح متهم بالكذب، ورماه بعضهم بالوضع.

وله طريق ثالثة ستأتي عند المؤلف، ولكنها ضعيفة أيضاً.

ص: 55

31 -

أخبرنا محمد بن أحمد الصيدلاني، أن أبا علي الحداد أخبرهم، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا الطبراني، حدثنا أحمد بن يحيى، حدثنا عمرو بن محمد الناقد، حدثنا سليمان بن عبيد الله الرقي، حدثنا مصعب بن إبراهيم، حدثنا عمران بن الربيع الكوفي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: سئل نبي الله، فقيل: أينام أهل الجنة؟

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون»

(1)

.

(1)

أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، وهو في المعجم الأوسط 1/ 502 (923).

وأخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2364، عن إبراهيم بن محمد، عن عمرو الناقد به.

قلت: وإسناده ضعيف جداً، مصعب بن إبراهيم قال عنه ابن عدي:«منكر الحديث عن الثقات وعن غيرهم» .

ص: 57

‌ذكر معرفة أهل الجنة منازلهم فيها

نسأل الله من فضله

32 -

أخبرنا زاهر بن أحمد الثقفي رحمه الله أن الحسين بن عبد الملك أخبرهم، أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا محمد بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن علي، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال:«إذا خَلَصَ المؤمنون من النار حُبسوا بقنطرة بين الجنة والنار، فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا نُقّوا وهُذبوا أذن لهم بدخول الجنة، والذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أدَلّ منه بمسكنه كان في الدنيا»

(1)

.

صحيح أخرجه البخاري في كتاب المظالم

(2)

، عن إسحاق بن إبراهيم، عن معاذ بن هشام.

ورواه في الرقاق

(3)

، عن الصلت بن محمد، عن يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة.

‌ذكر الأولاد في الجنة

33 -

أخبرنا عمرو بن علي بن عمر الواعظ بالحربية، أن هبة الله بن محمد أخبرهم، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله، حدثني

(1)

أخرجه المؤلف من طريق أبي يعلى، وهو في مسنده 2/ 404 (1186).

وهو حديث صحيح أخرجه البخاري، كما سيأتي.

(2)

صحيح البخاري، كتاب المظالم، باب قصاص الظالم (2440).

(3)

صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب القصاص يوم القيامة (6535).

ص: 58

أبي، حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن عامر الأحول، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:«إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة، كان حمله ووضعه وسِنّهُ في ساعة واحدة كما يشتهي»

(1)

.

(1)

أخرجه المؤلف من طريق الإمام أحمد، والحديث في مسنده 17/ 116 (11063)، وفي 18/ 287 (11764).

وأخرجه الترمذي في الجامع 4/ 322 (2563)، وفي العلل الكبير 2/ 850 (373)، وابن ماجه 2/ 1452 (4338)، والدارمي 2/ 243 (2837)، وأبو يعلى 2/ 317 (1051)، وعنه ابن حبان 16/ 417 (7404)، وأبو الشيخ في العظمة 3/ 1083 (585)، و 3/ 1086 (586)، وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 124 (275) [ووقع عنده: عاصم الأحول، ولعله تصحيف]، من طرق عن معاذ بن هشام به.

وقال الترمذي في العلل الكبير: «سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث هشام الدستوائي. لم يعرفه إلا من هذا الوجه.

قال محمد: وفي حديث أبي رزين عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة أهل الجنة قال: ولكن لا يتوالدون».

وقال في الجامع: «وقد اختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: في الجنة جماع ولا يكون ولد، هكذا روي عن طاوس ومجاهد وإبراهيم النخعي.

وقال محمد: قال إسحاق بن إبراهيم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذ اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة واحدة كما يشتهي» ولكن لا يشتهي.

قال محمد: وقد روي عن أبي رزين العقيلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد» .

قلت: إسناده فيه عامر بن عبد الواحد الأحول، قال فيه ابن حجر: صدوق يخطئ.

وقد توبع، ولكن في ثبوت هذه المتابعات نظر:

فقد أخرجه هناد في الزهد 1/ 88 (93)، وعبد بن حميد (939)، وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 123 (275)، من طريق أبان بن أبي عياش، عن أبي الصديق، به نحوه.

قلت: وفيه أبان بن أبي عياش، وهو متروك، فلا يعتد بهذه المتابعة.

وأخرجه الحاكم في تاريخه (كما في البعث ص 220، والبداية والنهاية 20/ 351) وعنه البيهقي في البعث (442)، وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 124 (275)، وفي تاريخ أصبهان 2/ 296، من طريق ابن أبي حاتم، عن سليمان بن داود، عن يحيى بن حفص الأسدي النحوي، عن عمرو بن العلاء، عن جعفر بن زيد العبدي، عن أبي الصديق، به نحوه.

وأخرجه الخليلي في الإرشاد 2/ 671 (191)، من طريق ابن أبي حاتم به، ولكن وقع عنده:(عن زيد العمي)، ولعله وقع فيه سقط وتصحيف، وصوابه (جعفر بن زيد العبدي).

وإن ثبت صحة في المطبوع، فيكون يحيى قد اضطرب فيه، فرواه على الوجهين، والله أعلم.

وقال الخليلي: «لم يروه عن أبي عمرو غير يحيى، ولا عنه إلا سليمان» .

قلت: ومداره على يحيى بن حفص، وهو مجهول الحال، كما في الجرح 9/ 138.

وأخرجه البيهقي في البعث (440)، من طريق سلام بن سليمان، عن سلام الطويل، عن زيد العمي، عن أبي الصديق، به نحوه.

وقال البيهقي: «وهذا إسناد ضعيف بمرة» .

قلت: وقد اختلف في إثبات الولادة في الجنة، وقد تقدم ذكر بعض الأقوال في ذلك، وانظر للتفصيل في هذه المسألة البداية والنهاية 20/ 351، 352، وحادي الأرواح ص 312 - 321.

ص: 59

أخرجه الترمذي

(1)

، وابن ماجه

(2)

، جميعاً عن محمد بن بشار، عن معاذ.

وقال الترمذي: «حديث حسن غريب» .

هذا الحديث عندي على شرط مسلم، والله أعلم

(3)

.

(1)

جامع الترمذي 4/ 322 (2563)، وهو عنده أيضاً في العلل الكبير 2/ 850 (373).

(2)

سنن ابن ماجه 2/ 1452 (4338).

(3)

نقل هذا القول عن المؤلف ابن كثير في البداية والنهاية 20/ 351.

ورجاله رجال مسلم، إلا أنه لم يخرج لعامر الأحول عن أبي الصديق، وليس لعامر عنده إلا رواية واحدة فقط (379)، والله أعلم.

ص: 60

‌ذكر طير الجنة

نسأل الله من فضله

34 -

أخبرنا المبارك بن المبارك الحريمي، أن هبة الله بن محمد أخبرهم، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سَيّار، حدثنا جعفر، حدثنا ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن طير الجنة كأمثال البُخت

(1)

، ترعى في شجر الجنة».

فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن هذه لطيرٌ ناعمةٌ.

قال: «أَكَلَتُهَا أنعمُ منها» ثلاثاً. «وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها يا أبا بكر»

(2)

.

كذا رواه الإمام أحمد في المسند من غير طريق

(3)

.

35 -

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب، أن أبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء أخبرهم، أخبرنا جابر بن ياسين، أخبرنا الحسن بن عثمان بن بكران بن جابر العطار، أخبرنا أحمد بن سليمان النّجاد، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني مجاهد بن موسى، حدثنا معن بن عيسى، حدثني ابن أخي ابن شهاب، عن أبيه، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن الكوثر، فقال:

(1)

البُخت: جمال طوال الأعناق (النهاية 1/ 101).

(2)

أخرجه المؤلف بنفس الإسناد في الأحاديث المختارة 5/ 13 (1614).

وقد أخرجه من طريق الإمام أحمد، وهو في مسنده 21/ 34 (13311).

وفي إسناده سيار بن حاتم، قال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام.

وقد روي الحديث من طرق أخرى صحيحة عن أنس، أنظرها مع تخريجها في المسند 21/ 132 (13475).

(3)

انظر المسند 21، الأرقام (13475، 13485، 13306).

ص: 61

«نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة، أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طيور أعناقها يعني كأعناق الجُزُر

(1)

»

(2)

.

فقال عمر: إنها لناعمة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آكِلُها أنعمُ منها» .

رواه الترمذي في صفة الجنة

(3)

، عن عبد بن حميد، عن القعنبي، عن محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب، عن أبيه، عن أنس.

وقال: «حسن» .

36 -

أخبرنا أحمد بن يحيى بن هبة الله ببغداد، أن أحمد بن المبارك بن عبد الباقي بن قفرجل أخبرهم، أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن المسلمة إملاءً، أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي، حدثنا أحمد بن علي الخيوطي، حدثنا عبد الجبار بن عاصم، حدثنا عبد الله بن زياد، عن زرعة، عن نافع، عن ابن عمر قال: ذُكرت عند النبي

(1)

قال ابن الأثير: (الجَزُور: البَعِير ذكراً كان أو أنثى، إلا أنَّ اللَّفْظة مُؤنثة

والجمْع جُزُرٌ وجَزَائر) (النهاية 1/ 742).

(2)

أخرجه المؤلف من طريق ابن أبي الدنيا، وهو عنده في صفة الجنة (79).

وأخرجه بقي بن مخلد في ما روي في الحوض والكوثر (31)، عن الحزامي.

وأبو الفضل الزهري في حديثه 1/ 112 (45) ومن طريقه ابن عساكر 33/ 195، من طريق قتيبة بن سعيد.

كلاهما عن معن بن عيسى به.

وللحديث طرق أخرى كثيرة عن ابن أخي ابن شهاب، أنظرها في الروض البسام 3/ 181، وهامش صفة الجنة لأبي نعيم 3/ 189، وهامش المسند 21/ 133.

(3)

جامع الترمذي 4/ 303 (2542).

ص: 62

صلى الله عليه وسلم طوبى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«يا أبا بكر هل بلغك ما طوبى؟» .

قال: الله ورسوله أعلم.

قال: «طوبى شجرة في الجنة، لا يعلم طولها إلا الله عز وجل، يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفاً، ورقها الحلل

(1)

، تقع عليها الطير كأمثال البخت

(2)

».

فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن هناك لطيراً ناعمة

(3)

.

قال: «أنعم منه من يأكله، وأنت منهم إن شاء الله عز وجل»

(4)

.

(1)

قال ابن الأثير: (الحلة: واحدة الحُلَل، وهي برود اليمن، ولا تُسَمَّى حُلَّة إلا أن تكون ثوبَين من جنس واحد (في الدر النثير: قال الخطابي: الحلة ثوبان: إزاء ورداء، ولا تكون حلة إلا وهي جديدة تحل من طيها فتلبس)(النهاية مادة حلل).

(2)

البُخت: جمال طوال الأعناق (النهاية 1/ 101).

(3)

وقع في النسخة المختصرة (إنها لناعمة).

(4)

أخرجه من طريق المؤلف ابن طولون في الأحاديث المائة (32).

ونقله ابن كثير في تفسيره 7/ 523، عن المؤلف.

وأخرجه الآجري في الشريعة 2/ 45 (667)، وابن بطة في الإبانة (المختار من الإبانة 3/ 86 (65)، والخلعي في فوائده 9 ق 131/ أ (كما في هامش الرياض النضرة 2/ 109)، من طريق أبي طالب عبد الجبار بن عاصم، به.

وعزاه السيوطي في الدر المنثور 8/ 451 إلى ابن مردويه.

قلت: وإسناده موضوع، فيه عبد الله بن زياد الرملي، متروك (لسان الميزان 3/ 288).

وفيه أيضاً زرعة بن إبراهيم الدمشقي، قيل: كان يضع الحديث (لسان الميزان 2/ 475).

ويغني عنه ما قبله، والله أعلم.

ص: 63

‌ذكر ما يركب أهل الجنة من الدواب

نسأل الله من فضله

37 -

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بأصبهان، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن أبي معاوية، حدثني أبي، عن واصل بن السائب، عن أبي سورة، عن أبي أيوب قال: أتى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحب الخيل، وهل في الجنة خيل؟

فقال: «إن دخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة، له جناحان، فحُملت عليه، فطار بك في الجنة حيث شئت»

(1)

.

رواه الترمذي عن محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، عن أبي معاوية وهو محمد بن خازم.

وقال: «حديث ليس إسناده بالقوي، وأبو سورة هو: ابن أخي أبي أيوب، يضعف في الحديث» .

(1)

أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الكبير 4/ 180 (4075).

وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 3/ 271 (423)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال 30/ 403 عن الطبراني به.

وأخرجه الترمذي 4/ 305 (2544)، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي، عن أبي معاوية به.

وقال الترمذي: «هذا حديث ليس إسناده بالقوي، ولا نعرفه من حديث أبي أيوب إلا من هذا الوجه، وأبو سورة هو: ابن أخي أبي أيوب يُضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن معين جداً. وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: أبو سورة هذا منكر الحديث، يروي مناكير عن أبي أيوب لا يتابع عليها» .

قلت: وإسناده ضعيف جداً؛ لحال أبي سورة، فرواياته عن أبي أيوب منكرة، كما ذكر البخاري.

وفيه أيضاً واصل بن السائب، وهو ضعيف، كما في التقريب (7383).

ص: 64

38 -

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي قراءة عليه، أن جدّه إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ أخبرهم، أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحُرفي، حدثنا حبيب بن [الحسن]

(1)

القزاز، حدثنا عمر بن حفص، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا المسعودي، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل في الجنة خيل؟

قال: «إن يُدخلك الله الجنة، فلا تشاء أن تركب على فرس من ياقوتة حمراء، تطوف بك في الجنة إلا ركبت» .

فقال يعني آخر: يا رسول الله، فهل في الجنة إبل؟

فلم يقل له مثل الذي قال لصاحبه، قال:«إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذّت عينك»

(2)

.

أخرجه الترمذي

(3)

، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن عاصم بن علي بنحوه.

(1)

وقع في المخطوط (محمد)، وقد أخرجه المؤلف من طريق قوام السنة، ووقع عنده على الصواب، وكذا أخرجه أبو نعيم عن حبيب بن الحسن، وهو الموافق لترجمته في تاريخ بغداد 8/ 253، والله أعلم.

(2)

أخرجه المؤلف من طريق قوام السنة: إسماعيل بن محمد الأصبهاني، وهو عنده في الترغيب والترهيب 1/ 411 (966)، عن محمد بن الحسين بن سليم به.

وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة 1/ 435 (1265)، عن حبيب بن الحسن، عن عمر بن حفص.

والترمذي 4/ 304 (2543)، عن عبد الله بن عبد الرحمن.

والطبراني في الأوسط 6/ 12 (5019)، عن محمد بن النضر.

وأبو نعيم في صفة الجنة 3/ 273 (425)، من طريق إدريس بن عبد الكريم.

والبيهقي في البعث (436)، من طريق صالح بن محمد الداري، وعثمان بن خرزاد الأنطاكي.

كلهم عن عاصم بن علي، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 107، وأبو داود الطيالسي في مسنده 2/ 151 (843) ومن طريقه البيهقي في البعث (435)، وابن عساكر في تاريخ دمشق 43/ 293، وأحمد 38/ 85 (22982) ومن طريقه ابن الجوزي في الحدائق 3/ 536، والبيهقي في البعث (437)، من طرق عن المسعودي به.

وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن علقمة بن مرثد عن أبيه إلا المسعودي» .

قلت: وقد اختلف على علقمة في هذا الحديث:

1 -

فرواه المسعودي كما تقدم عن علقمة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه.

2 -

ورواه حنش بن الحارث، عن علقمة، عن عبد الرحمن بن ساعدة.

3 -

ورواه حنش مرة أخرى، عن علقمة، عن عمير بن ساعدة.

4 -

ورواه حنش مرة ثالثة، عن علقمة، عن عبد الرحمن بن عوف.

5 -

ورواه ميكائيل، عن علقمة، عن يحيى بن إسحاق، عن عطاء، عن أبي هريرة.

6 -

ورواه أبو طيبة، عن علقمة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

7 -

ورواه الثوري عن علقمة، عن عبد الرحمن بن سابط مرسلاً.

وانظر للتفصيل في تخريج هذه الروايات، علل الدارقطني 4/ 300، 301، هامش المسند 38/ 85، 59، هامش المجالسة 2/ 150 - 153.

وأرجح هذه الأوجه هو رواية الثوري في الوجه الأخير، كما نص على ذلك أبو حاتم في العلل 2/ 215 (2133)، والترمذي في الموضع السابق، وابن حجر في الإصابة 4/ 307.

وإسناده من هذا الوجه الراجح ضعيف؛ لأنه مرسل، والله أعلم.

وله شواهد كلها ضعيفة، كما في هوامش المصادر السابقة.

(3)

جامع الترمذي 4/ 304 (2543).

ص: 65

‌ذكر ريح الجنة

نسأل الله من فضله بفضله

39 -

أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا موسى بن حازم الأصبهاني، حدثنا محمد بن بُكير الحضرمي، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن الحسن بن عمرو، عن مجاهد، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبد الله بن عمرو رضي الله

ص: 66

عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من قتل قتيلاً من أهل الذمة لم يَرَح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام»

(1)

.

رواه البخاري بنحوه في الجزية

(2)

، والديات

(3)

، عن قيس بن حفص عن عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، ولم يذكر بينهما جنادة، والله أعلم بالصواب

(4)

.

وقال فيه: «مسيرة أربعين عاماً»

(5)

.

(1)

أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، ولعله في القسم المفقود من المعجم الكبير، حيث سقط أكثر مسند عبد الله بن عمرو من الموجود منه.

وقد نقله عن الطبراني ابن القيم في حادي الأرواح (ص 212).

والحديث أخرجه أحمد 11/ 356 (6745)، والنسائي 8/ 25 (4750)، وابن الجارود (834)، وابن أبي عاصم في الديات (ص 86)، والحاكم 2/ 126، والبيهقي 9/ 205، من طريق مروان بن معاوية به.

وخالفه غير واحد؛ فرووه عن الحسن بن عمرو، عن جنادة، عن عبد الله بن عمرو:

أخرجه البخاري (3166)، (6914)، من طريق عبد الواحد بن زياد.

وابن ماجه (2686)، وابن أبي شيبة 9/ 426 ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة 2/ 44 (197)، والبيهقي 9/ 209، من طريق أبي معاوية.

والإسماعيلي (كما في الفتح 6/ 311)، من طريق عمرو بن عبد الغفار.

والبزار 6/ 361 (2373)، من طريق عبد الرحمن بن مغراء.

كلهم عن الحسن به.

ولعل الوجه الثاني أرجح؛ حيث رواه الأكثر كذلك، ولكن الحافظ ابن حجر رأى الجمع بين الوجهين، كما سيأتي في التعليق الآتي، والله أعلم.

(2)

صحيح البخاري (مع الفتح) 6/ 311 (3166)، كتاب الجزية والموادعة، باب إثم من قتل معاهداً بغير جرم.

(3)

البخاري مع الفتح 12/ 270 (6914، كتاب الديات، باب إثم من قتل ذمياً بغير جرم.

(4)

قال الحافظ في الفتح 6/ 311 (3166): «كذا قال عبد الواحد عن الحسن بن عمرو، وتابعه أبو معاوية عند ابن ماجة، وعمرو بن عبد الغفار الفقيمي عند الإسماعيلي، فهؤلاء ثلاثة رووه هكذا، وخالفهم مروان بن معاوية؛ فرواه عن الحسن بن عمرو، فزاد فيه رجلاً بين مجاهد وعبد الله بن عمرو، وهو جنادة بن أبي أمية، أخرجه من طريقه النسائي ورجح الدارقطني رواية مروان لأجل هذه الزيادة، لكن سماع مجاهد من عبد الله بن عمرو ثابت، وليس بمدلس، فيحتمل أن يكون مجاهد سمعه أولاً من جنادة، ثم لقي عبد الله بن عمرو، أو سمعاه معاً وثبّته فيه جنادة، فحدث به عن عبد الله بن عمرو تارة، وحدث به عن جنادة أخرى» .

(5)

انظر كلام الحافظ حول اختلاف العدد في الفتح 12/ 271، 272.

ص: 67

40 -

أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بن زيد بن القاسم ببغداد، أن أبا جعفر محمد بن علي بن محمد السمناني أخبرهم، أخبرنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن شاذان الحربي السكري، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا أحمد بن جَناب، حدثنا عيسى بن يونس ح.

وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح بأصبهان، أن أبا علي الحداد أخبرهم، وهو حاضر، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا مُعَلّل بن نُفيل، حدثنا عيسى بن يونس، عن عوف الأعرابي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفساً معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة، وإن ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام»

(1)

.

لفظ معلل

(2)

.

وقال أحمد بن جناب: «لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد» .

(1)

أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الأوسط 1/ 206 (663)(طبعة دار الحرمين، وسقط من طبعة الطحان).

ونقله عن الطبراني ابن كثير في البداية والنهاية 20/ 378.

وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في المعجم 2/ 725 (341) وعنه السهمي في تاريخ جرجان ص 323 (578)، ورواه الطبراني في الأوسط 9/ 7 (8007)، كلهم من طريق محمد بن مهران الجمال، عن عيسى بن يونس به.

وروي من طريق أخرى عن أبي هريرة:

أخرجه الترمذي 3/ 74 (1403)، وابن ماجه 2/ 896 (2687)، وأبو يعلى 11/ 335 (6452)، والحاكم 2/ 127، من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة نحوه.

(2)

يعن أن هذا المتن لفظ معلل بن نفيل.

ص: 68

والباقي مثله.

قال الطبراني: «لم يروه عن عوف إلا عيسى بن يونس» .

ورواه الترمذي بنحوه

(1)

، من رواية ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وفيه: «مسيرة سبعين خريفاً» .

وقال: «حسن صحيح» .

وإسناده عندي على شرط الصحيح، والله أعلم

(2)

.

41 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن أو غيره

(3)

، عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام»

(4)

.

(1)

جامع الترمذي 3/ 74 (1403).

(2)

نقل هذا القول عن المؤلف ابن كثير في البداية والنهاية 20/ 378، وابن القيم في حادي الأرواح (ص 212).

(3)

كذا وقع في رواية المصنف (عن الحسن أو غيره)، وكذا نقلها ابن القيم عن الطبراني في حادي الأرواح (ص 213).

ووقع في بقية مصادر التخريج (عن قتادة وغيره) أو: (قتادة أو غيره).

(4)

أخرجه المؤلف من طريق الطبراني، ولم أقف عليه في المطبوع من كتبه، ولعله في الجزء الساقط من المعجم الكبير.

وقد نقله ابن القيم عن الطبراني في حادي الأرواح (ص 213).

وقد أخرجه الطبراني والمؤلف من طريق عبد الرزاق عن معمر، وهو في الجامع لمعمر (الملحق بالمصنف) 10/ 462 (19712)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 34/ 117 (20469) ومن طريقه الحاكم 2/ 126، والبزار 9/ 102 (3640)، والبيهقي 8/ 133، وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 4 (193)، والبغوي في شرح السنة 10/ 151 (2522).

كلهم من طريق عبد الرزاق به.

ووقع في المصنف: (عن قتادة أو غيره).

وفي المسند: (عن قتادة وغير واحد).

وعند أبي نعيم: (قتادة وغيره).

والباقون: (عن قتادة) فقط.

وللحديث طرق أخرى سيأتي ذكرها عند التعليق على كلام المؤلف الآتي.

ص: 69

كذا رواه معمر عن قتادة.

ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، فقال في روايته:«خمسمائة عام»

(1)

.

وكذلك رواه حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عن الحسن

(2)

.

ورواه شبيب بن شيبة عن الحسن كرواية يونس

(3)

.

(1)

أخرج رواية سعيد: البزار 9/ 102 (3640)، من طريق عبد الأعلى. والطبراني في الأوسط 3/ 437 (2944)، من طريق محمد بن سواء. كلاهما عن سعيد به.

وأشار إليها أبو نعيم في صفة الجنة 2/ 41 (193).

(2)

نقل هذا القول عن المؤلف ابن كثير في البداية والنهاية 20/ 379.

وقد أخرج رواية حماد بن سلمة: النسائي في الكبرى 8/ 79 (8691)، وابن حبان 11/ 238 (4881)، والحاكم 1/ 44.

وتوبع حماد بن سلمة:

أخرجه ابن حبان 16/ 391 (7382) من طريق حماد بن زيد.

والحاكم 1/ 44، من طريق شريك بن الخطاب.

ثلاثتهم عن يونس بن عبيد به.

وخالفهم إسماعيل بن علية؛ فرواه عن يونس، عن الحكم بن الأعرج، عن الأشعث، عن أبي بكرة.

وانظر للتفصيل في هذه الرواية وتخريجها سنن النسائي الكبرى 8/ 78، 79، هامش المسند 34/ 39، 40، و 34/ 118.

كما إن للحديث طرقاً أخرى، أنظرها في هامش صفة الجنة لأبي نعيم 2/ 41.

(3)

أخرج رواية شبيب الطبراني في الأوسط 1/ 270 (433)، من طريق محمد بن سعيد القرشي، عن شبيب.

وتوبع شبيب:

أخرجه عبد الرزاق 10/ 102 (18522)، من طريق عمرو بن عبيد.

وابن حبان 16/ 392 (7383)، من طريق هشام بن حسان.

كلهم عن الحسن به نحوه.

ص: 70

‌ذكر فرح الحور العين بأزواجهن

42 -

قرئ على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الصوفي، ونحن نسمع ببغداد، أخبركم والدك أبو منصور علي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن هًزارمَرد الصَّريفيني

(1)

، أخبرنا عبد الله بن محمد بن حَبَابة، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي، أخبرنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي قال: ذكر النار فعظّم أمرها، ذكراً لا أحفظه، قال: «{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا}

(2)

حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها، وجدوا عنده شجرة تخرج من تحت ساقها عينان تجريان، فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا به، فشربوا منها، فأذهبت ما في بطونهم من قذى أو أذى أو بأس، ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها، فجرت عليهم نضرة النعيم، ولم تغبرّ أشعارهم بعدها أبداً، و لا تشعث رءوسهم، كأنما دهنوا بالدهان، ثم انتهوا إلى الجنة فقالوا:{سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}

(3)

ثم تلقاهم الولدان يُطيفون بهم كما يُطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يقدم عليهم من غيبته، يقولون له: أبشر بما أعدّ الله يعني لك من الكرامة.

ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول: جاء فلان باسمه الذي كان يدعى في الدنيا. قالت: أنت رأيته؟ قال أنا رأيته، وهو

(1)

انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 18/ 330، وهو راوي كتاب الجعديات عن ابن حبابة.

(2)

الزمر (73).

(3)

الزمر (73).

ص: 71

بأثري. فيستخف إحداهن الفرح حتى تقوم على أسكفة

(1)

بابها. فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى أساس بنيانه، فإذا جندل

(2)

اللؤلؤ فوقه صرح أخضر وأحمر وأصفر من كل لون، ثم رفع رأسه فنظر إلى سقفه، فإذا مثل البرق، ولولا أن الله عز وجل قدّره على النظر لذهب بصره، ثم طأطأ رأسه فإذا أزواجه {وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ، وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}

(3)

ثم اتكئوا فقالوا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ}

(4)

الآية.

ثم ينادي منادٍ: تحيون فلا تموتون أبداً، وتُقيمون فلا تظعنون أبداً، وتصحون فلا تمرضون أبداً».

قال أبو إسحاق: كذا قال

(5)

.

(1)

أي عتبة الباب.

(2)

الجَنْدَل: الحِجَارة (لسان العرب 11/ 128).

(3)

الغاشية (14، 15، 16)

(4)

الأعراف (43).

(5)

أخرجه المصنف بهذا الإسناد في الأحاديث المختارة 2/ 162 (542).

وقد أخرجه من طريق البغوي، وهو عنده في الجعديات 2/ 250 (2580).

وأخرجه من طريق البغوي أيضاً أبو نعيم في صفة الجنة 2/ 128 (280)، والبيهقي في البعث (272).

وأخرجه ابن ابي الدنيا في صفة الجنة (8)، عن علي بن الجعد.

وإسحاق بن راهويه في مسنده (المطالب العالية 5/ 135 (4592/ 2))، عن يحيى بن آدم.

وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 128 (280)، من طريق أحمد بن يونس.

كلهم (علي بن الجعد، يحيى، أحمد) عن زهير.

وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 3/ 176 وعنه إسحاق بن راهويه في مسنده (المطالب العالية 5/ 134 (4592/ 1))، عن معمر.

وعبد الرزاق في تفسيره 3/ 176 وعنه إسحاق بن راهويه في مسنده (المطالب العالية 5/ 134 (4592/ 1))، وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 128 (280)، من طريق الثوري.

وابن أبي شيبة 13/ 112 ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة 2/ 131 (281)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (المطالب العالية 5/ 135 (4592/ 3))، وابن أبي حاتم في تفسيره (كما في تفسير ابن كثير 7/ 123)، والمروزي في زوائده على زهد ابن المبارك (1450)، والثعلبي في تفسيره 8/ 258، من طريق إسرائيل.

ومحمد بن عاصم الثقفي في جزءه (32) ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة (كما في المطالب العالية 5/ 135)، والضياء المقدسي في المختارة 2/ 160 (541)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (المطالب العالية 5/ 135 (4592/ 4))، من طريق حمزة الزيات.

والمروزي في زوائده على زهد ابن المبارك (1450)، وابن أبي زمنين في تفسيره 4/ 122، من طريق زكريا بن أبي زائدة.

والطبري في تفسيره 20/ 266، من طريق شريك بن عبد الله.

وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 131 (281)، من طريق سفيان بن عيينة.

كلهم عن أبي إسحاق به نحوه.

وخالفهم حمزة الزيات في رواية أخرى عنه فقال: عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي:

أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 2/ 132 (281)، من طريق جرير عن حمزة الزيات به.

قلت: وهو وجه مرجوح فقد خالف حمزة عدد من الثقات، حيث رووه على الوجه الأول، كما إنه قد رواه أيضاً مثل روايتهم، والله أعلم.

وقال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 5/ 135: «حديث زهير هذا حديث صحيح، وحكمه حكم الرفع، إذ لا مجال للرأي في مثل هذه الأمور» .

ص: 72

‌ذكر الأمر بطلب الجنة

43 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر، أن فاطمة الجوزذانية أخبرتهم، أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا الطبراني، حدثنا سلامة بن ناهض المقدسي، حدثنا إسماعيل بن زرارة الرّقي ح.

وأخبرنا زنكي بن أبي الوفاء بن أبي القاسم بمرو، أن الجنيد بن محمد بن علي القايني

(1)

أخبرهم، أخبرنا المطهر بن محمد بن جعفر المفيد، أخبرنا أبو سعيد محمد بن

(1)

له ترجمة في سير أعلام النبلاء 20/ 272.

ص: 73

علي بن عمرو، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا أحمد بن عمر بن موسى المخرمي، حدثنا إسماعيل بن عبد الله السكوني.

قالا: حدثنا يعلى بن الأشدق، عن كليب بن حَزْن رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اطلبوا الجنة جُهدكم، واهربوا من النار بجهدكم، فإن الجنة لا ينام طالبها، وإن النار لا ينام هاربها، وأن الآخرة اليوم محففة بالمكاره، وإن الدنيا محففة باللذات والشهوات، فلا تلهينكم عن الآخرة»

(1)

.

هذا لفظ المخرمي.

وفي رواية سلامة يقول: «يا قوم اطلبوا الجنة جهدكم، واهربوا من النار جهدكم» ، وفيه:«ألا إن الآخرة محففة» . وآخره الشهوات.

يعلى بن الأشدق هذا تُكلم فيه، وكذلك إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي.

(1)

أخرجه المصنف من طريق الطبراني، وهو عنده في المعجم الكبير 19/ 200 (449)، وفي الأوسط 4/ 386 (3656).

وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 1/ 58 (30)، وفي معرفة الصحابة 5/ 2399 (5871) عن الطبراني به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في صفة النار (5)، عن إسماعيل بن خالد.

وابن قانع في معجم الصحابة 2/ 383 (932)، من طريق إسماعيل بن عبد الله.

كلاهما عن يعلى به نحوه.

وقال في الأوسط: «لم يسند كُليب بن حزن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً غير هذا، ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد» .

وقال الهيثمي في المجمع 10/ 230: «وفيه يعلى بن الأشدق وهو ضعيف جداً» .

قلت: إسناده ضعيف جداً، فمداره على يعلى، وهو متروك، كما في الميزان 4/ 456، والله أعلم.

ص: 74

‌ذكر أن الله جل وعلا أمر بالمسارعة إلى الجنة

قال الله عزّ من قائل: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ}

(1)

.

وقال عز وجل: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ}

(2)

.

44 -

أخبرنا محمد بن محمد بن أبي شكر التميمي المؤدب بأصبهان، أن أبا الخير محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمر بن الحسين أخبرهم، أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الرحمن بن الحسن بن موسى، حدثنا أبو أمية عبد الله بن محمد بن خلاد، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سليم بن حيان، عن سعيد بن ميناء قال: حدثنا أو سمعت جابراً يقول: جاءت ملائكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم، فقال بعضهم: أنائم؟ فقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى داراً فجعل فيها مأدبة، وبعث داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فأولوها. فقال بعضهم: إنه نائم. وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان. قالوا: الدار الجنة، والداعي محمد صلى الله عليه وسلم، من أطاع محمداً فقد أطاع الله، ومن عصى محمداً فقد عصى الله، ومحمد فرَّق بين الناس.

(1)

آل عمران (133).

(2)

يونس (25).

ص: 75

صحيح رواه البخاري في كتاب الاعتصام

(1)

، عن محمد بن عبادة الواسطي، عن يزيد بن هارون بنحوه.

45 -

وأخبرنا محمد التميمي، أن محمد بن رجاء أخبرهم، أخبرنا أحمد الذكواني، أخبرنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن أحمد بن راشد، حدثنا حمدون بن عمارة، حدثنا عبد الله بن عمرو بن أمية، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، أحسبه عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن سيداً بنى داراً، واتخذ مأدبة، وبعث داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد، ألا وإن السيد الله، والدار الإسلام، والمأدبة الجنة، والداعي محمد صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

‌ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم «ألا مشمر للجنة»

نسأل الله من فضله

46 -

قرئ على أبي الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، ونحن نسمع بدمشق، أخبركم جدك الحافظ إسماعيل بن محمد بن الفضل، أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أخبرنا محمد بن عمر الوراق، حدثنا عبد الله بن أبي داود، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبي، عن محمد بن مهاجر، عن الضحاك المعافري، عن سليمان بن موسى، حدثني كريب، أنه سمع أسامة بن زيد رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا هل مُشمر للجنة، فإن الجنة لا خَطَر لها

(3)

، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر

(1)

صحيح البخاري (مع الفتح) 12/ 263 (7281).

(2)

أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 1/ 31 (2)، من طريق موسى بن داود، عن حماد بن سلمة به مثله.

ويشهد له الحديث الذي قبله.

(3)

أي: لا مثل لها.

ص: 76

مُطّرد

(1)

، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبدٍ، في دار سليمة، وفاكهة وخضرة، وجَبْرة

(2)

ونعمة، في محلة عالية بهية».

قالوا: نعم يا رسول الله، نحن المشمرون لها.

قال: «قولو: إن شاء الله» .

قال القوم: إن شاء الله

(3)

.

(1)

أي يجري.

(2)

جَبَرَه: أَغناه بعد فقر، وجَبَرَ الرجلَ: أَحسن إِليه (لسان العرب 4/ 113).

(3)

أخرجه المؤلف من طريق قوام السنة الأصبهاني، والحديث عنده في الترغيب والترهيب 1/ 415 (976).

وقد أخرجاه من طريق ابن أبي داود، وهو عنده في البعث (71).

ومن طريق ابن أبي داود أيضاُ أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة 1/ 50 (24)، والمزي في تهذيب الكمال 13/ 301، وابن عساكر في تاريخ دمشق 24/ 375.

[ولكن وقع في المطبوع من صفة الجنة: عمرو بن عمير بن سعيد بن أبي. وصوابه: عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا أبي].

وأخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد 1/ 132 (3).

والبغوي في شرح السنة 15/ 224 (4386)، من طريق أحمد بن سيار.

كلهم (ابن أبي داود، ابن أبي عاصم، أحمد بن سيار) عن عمرو بن عثمان.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (2)، والبزار 7/ 43 (2591)، وأبو الشيخ في العظمة 3/ 1105 (602)، والبغوي في شرح السنة 15/ 223 (4386)، وفي تفسيره 1/ 57، من طريق أحمد بن الفرج الحمصي.

وابن أبي عاصم في الجهاد 1/ 132 (4)، عن ابن مصفى.

وابن عساكر في تاريخ دمشق 24/ 374، من طريق محمد بن عوف.

كلهم (عمرو، أحمد، ابن مصفى، ابن عوف) عن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار (والد عمرو).

وأخرجه ابن ماجه 2/ 1448 (4332)، والبخاري في التاريخ الكبير 4/ 336 ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 24/ 377، وابن أبي عاصم في الجهاد 1/ 132 (2)، وابن المنذر في تفسيره (2057)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1/ 304 ومن طريقه البيهقي في البعث (433)، وفي الأسماء والصفات 1/ 279 (ومن طريق البيهقي ابن عساكر في تاريخ دمشق 24/ 376)، ورواه ابن حبان 16/ 389 (7381)، والطبراني في مسند الشاميين 2/ 322 (1421) وعنه أبو نعيم في صفة الجنة 1/ 50 (24)(ومن طريقهما المزي في تهذيب الكمال 13/ 302)، ورواه الحنائي في السادس من فوائده (ق 88/ ب، رقم 14) ومن طريقه ابن عساكر 24/ 375، والضياء المقدسي في المختارة 4/ 132 (1343).

كلهم من طريق الوليد بن مسلم.

كلاهما (عثمان، الوليد) عن محمد بن مهاجر به نحوه.

وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أسامة، ولا نعلم له طريقاً عن أسامة إلا هذا الطريق، ولا نعلم رواه عن الضحاك المعافري إلا هذا الرجل: محمد بن المهاجر» .

وأخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (1)، وابن أبي عاصم في الجهاد 1/ 128 (1)، وأبو يعلى في مسنده (كما في جامع المسانيد 1/ 230 (332)، ومصباح الزجاجة 3/ 326) ومن طريقه الضياء المقدسي في المختارة 4/ 32 (1344)، وابن عساكر في تاريخ دمشق 24/ 376، ورواه الطبراني 1/ 162 (388) ومن طريقه الضياء المقدسي في المختارة 4/ 32 (1345)، والرامهرمزي في الأمثال (107)، وأبو الفضل الزهري في حديثه 1/ 109 (43)، وأبو الشيخ في العظمة 3/ 1104 (601) وعنه أبو نعيم في صفة الجنة 1/ 52 (25)، وابن عساكر في تاريخ دمشق 24/ 377، و 41/ 337، و 56/ 92، 93.

من طرق عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن المهاجر، عن سليمان بن موسى به.

ولم يذكر فيه: الضحاك.

قلت: ومداره في الطريق الثانية على الوليد بن مسلم وهو معروف بتدليس التسوية، فلعله أسقط الضحاك المعافري، والله أعلم.

وإسناده من الطريق الأولى ضعيف، فيه الضحاك المعافري، قال الذهبي في الميزان:«لا يعرف» .

ص: 77

رواه ابن ماجه في الزهد

(1)

، عن العباس بن عثمان الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن مهاجر بنحوه.

(1)

سنن ابن ماجه 2/ 1448، كتاب الزهد، باب صفة الجنة (4332).

ص: 78

‌ذكر ما ينبغي العبد من سؤال الله الجنة

نسأل الله الجنة بفضله

47 -

أخبرنا زاهر بن أحمد الثقفي، أن الحسين بن عبد الملك أخبرهم، أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا محمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن يونس، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما استجار عبد من النار سبع مرات إلا قالت النار: يا رب إن عبدك فلاناً قد استجار مني فأجره، ولا يسأل عبد الجنة سبع مرات إلا قالت الجنة: يا رب إن عبدك فلاناً سألني فأدخله الجنة»

(1)

.

هذا الحديث عندي على شرط الصحيحين

(2)

، والله أعلم.

(1)

أخرجه المؤلف من طريق أبي يعلى، وهو في مسنده 11/ 54 (6192).

وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده 1/ 249 (213) ومن طريقه البيهقي في الدعوات الكبير 2/ 40 (270).

وأبو نعيم في صفة الجنة 1/ 96 (68)، من طريق عثمان بن أبي شيبة.

كلاهما عن جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن يونس بن خباب به.

وأخرجه أبو داود الطيالسي 4/ 305 (2702) ومن طريقه أبو نعيم في صفة الجنة 1/ 97 (69)، والبزار (كشف الأستار 3175)، والدارقطني في العلل 11/ 189، وابن عدي 7/ 2631، من طرق عن يونس بن خباب، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة.

ومداره على يونس بن خباب، وهو ضعيف، وقد اضطرب في هذا الحديث، فرواه على عدة أوجه سوى ما تقدم، وانظر للتفصيل فيها، وفي اختلافات أخرى: علل الدارقطني 11/ 188 - 190، وهامش مسند الطيالسي 4/ 305، 306.

(2)

في هذا القول نظر، فقد تقدم أن يونس بن خباب ضعيف، وليس من رجالهما، والله أعلم.

ص: 79

48 -

أخبرنا أبو الحسن علي بن حمزة بن علي بن طلحة البغدادي بالقاهرة، والقاضي أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن محمد العُمري ببغداد، أن هبة الله بن محمد أخبرهم، أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا مسدد، حدثنا أبو الأحوص، حدثنا أبو إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استعاذ الله عز وجل من النار قالت النار: اللهم أجره من النار»

(1)

.

(1)

أخرجه المصنف في الأحاديث المختارة 4/ 388 (1558)، عن عبد الرحمن بن أبي كرم عن هبة الله بن محمد به.

وهو قد أخرجه من طريق أبي بكر الشافعي: محمد بن عبد الله بن إبراهيم، والحديث عنده في الغيلانيات 2/ 819 (1132)، عن معاذ عن مسدد به.

وأخرجه هناد في الزهد 1/ 133 (173) وعنه الترمذي 4/ 328 (2572)، وابن ماجه 2/ 1453 (4340) ومن طريقه الذهبي في معجم الشيوخ 1/ 47، والنسائي في الكبرى 9/ 47 (9858)، كلهم عن هناد بن السري.

والنسائي 8/ 279 (5521)، وهو في عمل اليوم والليلة من الكبرى 7/ 235 (7907)، وابن حبان 3/ 308 (1034)، من طريق قتيبة.

والطبراني في الدعاء 3/ 1412 (1311)، من طريق أبي الوليد الطيالسي.

والآجري في الشريعة 2/ 221 (982، 983)، والخطيب في تاريخ بغداد 11/ 378، وأبو طاهر المخلص في المخلصيات (كما في تذكرة الحفاظ 1/ 250) ومن طريقه الضياء المقدسي في المختارة 4/ 389 (1559)، والذهبي في سير أعلام النبلاء 5/ 401، وفي 8/ 251، 252، من طريق لوين: محمد بن سليمان.

كلهم (مسدد، هناد، قتيبة، أبو الوليد، لوين) عن أبي الأحوص.

وقال الذهبي في معجم الشيوخ 1/ 47: «إسناده صحيح» .

وقال في السير 8/ 252: «وهو حديث حسن» .

وأخرجه أحمد 20/ 408 (13173)، والطبراني في الدعاء 3/ 1411 (1310)، والحاكم 1/ 534، والضياء المقدسي في المختارة 4/ 390 (1560)، من طريق إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق به.

وتوبع أبو إسحاق؛ تابعه ابنه يونس:

أخرجه ابن أبي شيبة 10/ 421 وعنه أبو يعلى 6/ 356 (3682، 3683)، وأحمد 19/ 211، 428 (12170، 12439)، وفي 20/ 42 (12585)، و 21/ 288 (13755)، وأبو يعلى 6/ 356 (3682)، وابن حبان 3/ 293 (1014)، والطبراني في الدعاء 3/ 1412 (1311)، وتمام في فوائده (الروض البسام 4/ 472 (1608))، والبيهقي في الدعوات الكبير 2 م 39 (269)، وأبو نعيم في صفة الجنة 1/ 95 (67) ومن طريقه الضياء المقدسي في المختارة 4/ 388 (1557)، والبغوي في شرح السنة 5/ 165 (1365)، من طرقٍ عن يونس بن أبي إسحاق، عن بريد به نحوه.

ويونس صدوق، وقد صرح بالتحديث عند أحمد والبيهقي والطبراني.

ولعل الحديث بطريقيه صحيح إن شاء الله، والله أعلم.

ص: 80

اتفق الترمذي

(1)

، والنسائي

(2)

، وابن ماجه

(3)

، رووه عن هناد بن السّري، عن أبي الأحوص.

‌ذكر أي شيء تُسأل به الجنة

49 -

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح بأصبهان، أن الحسن بن أحمد الحداد أخبرهم وهو حاضر، أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن مصعب، حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد، حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، حدثنا أحمد بن عمرو بن عبيدة العصفري، حدثنا يعقوب بن إسحاق، حدثنا سليمان بن معاذ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يُسأل بوجه الله عز وجل إلا الجنة»

(4)

.

(1)

جامع الترمذي 4/ 328 (2572).

(2)

سنن النسائي 8/ 279 (5521).

(3)

سنن ابن ماجه 2/ 1453 (4340).

(4)

أخرجه أبو داود 2/ 376 (1668) ومن طريقه البيهقي في الكبرى 4/ 199، والخطيب في موضح أوهام الجمع 1/ 353.

والبزار (كما في البداية والنهاية 20/ 386).

وابن منده في الرد على الجهمية (89)، من طريق ابن أبي عاصم.

والبيهقي في الأسماء والصفات 2/ 31، من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي حمزة.

والخطيب في موضح أوهام الجمع 1/ 353، من طريق الطبري.

والمزي في تهذيب الكمال 34/ 21، من طريق سعيد المهراني.

كلهم عن أبي العباس القلوري: أحمد بن عمرو وقيل ابن عبيدة العصفري، عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن سليمان بن معاذ به.

وخالفهم الحسين بن معشر، فرواه عن أبي العباس القلوري، به إلا أنه قال فيه:(عن سليمان بن قرم) بدل (سليمان بن معاذ):

أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1107، عن الحسين بن معشر به.

وقال ابن عدي: «وهذا الحديث لا أعرفه عن محمد بن المنكدر إلا من رواية سليمان بن قرم، وعن سليمان: يعقوب بن إسحاق الحضرمي، وعن يعقوب: أحمد بن عمرو العصفري» .

وتوبع أبو العباس على الوجه الأول:

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 3/ 276 (3537)، والخطيب في موضح أوهام الجمع 1/ 352، من طريق محمد بن عبد الله بن عمار، عن يعقوب بن إسحاق به.

قلت: والوجه الأول أرجح ولا شك؛ حيث رواه عدد من الأئمة الثقات كذلك، في حين تفرد الحسين بن معشر بالوجه المخالف، والله أعلم.

كما إن الحافظ ابن حجر رجح في التهذيب 4/ 214 أن سليمان بن معاذ هو سليمان بن قرم. فإذا ثبت ذلك صار الوجهان وجهاً واحداً.

ونقل المزي عن ابن شاهين قال: «تفرد به الحضرمي، ولا أعلم حدّث به إلا القلوري، وهو حديث غريب» .

وعدّ الذهبي في الميزان 2/ 220 هذا الحديث فيما استنكر على سليمان بن قرم بن معاذ.

قلت: ومداره على سليمان بن قرم بن معاذ، وهو ضعيف، كما في التقريب (2600)، والله أعلم.

ص: 81

قيل: تفرد به الحضرمي.

رواه أبو داود

(1)

، عن أحمد بن عمرو العصفري.

آخر الجز الثالث من صفة الجنة

ويتلوه: ذكر الزيادة في الجنة

والحمد لله وحده وصلواته على محمد النبي وآله

* * *

(1)

سنن أبي داود 2/ 376 (1668).

ص: 82

‌فهرس المصادر

• الأحاديث الطوال، للطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360)، تحقيق حمدي السلفي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1419 هـ.

• الأحاديث المائة المشتملة على مائة نسبة إلى الصنائع، لابن طولون: محمد بن علي (ت 953)، تحقيق مسعد السعدني، دار الطلائع، القاهرة، الطبعة الأولى.

• الأحاديث المختارة، للحافظ الضياء المقدسي (ت 463)، تحقيق عبد الملك بن دهيش، مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1411 هـ.

• الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (ت 354)، ترتيب علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739)، تحقيق شعيب الأرنأوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• الإرشاد في معرفة علماء الحديث، للخليلي: الخليل بن عبد الله القزويني، تحقيق محمد سعيد إدريس، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ.

ص: 83

• الأسماء والصفات، للبيهقي، تحقبق عماد الدين حيدر، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1405 هـ.

• الإصابة في تمييز الصحابة، للحافظ ابن حجر: أحمد بن علي (ت 852) تحقيق طه الزينبي، مكتبة الكليات الأزهرية، الطبعة الأولى 1396 هـ.

• أطراف الغرائب والأفراد، لابن طاهر المقدسي، تحقيق محمود نصار، السيد يوسف، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1419 هـ.

• إعلام الموقعين، لابن القيم: محمد بن أبي بكر (ت 751)، تحقيق طه عبد الرؤف سعد، دار الجيل، بيروت، 1973 م.

• إكمال تهذيب الكمال، للحافظ مغلطاي الحنفي (ت 762)، تحقيق عادل بن محمد، أسامة بن إبراهيم، الفاروق الحديثة للنشر، الطبعة الأولى 1422 هـ.

• أمالي المحاملي: الحسين بن إسماعيل (ت 330)، رواية ابن البيّع، تحقيق د. إبراهيم القيسي، المكتبة الإسلامية، عمان، دار ابن القيم، الدمام، الطبعة الأولى 1412 هـ.

• أمثال الحديث، للرامهرمزي: الحسن بن عبد الرحمن (ت 360)، تحقيق د. عبد العلي عبد الحميد الأعظمي، الدار السلفية، الهند، الطبعة الأولى 1404 هـ.

• الأمثال في الحديث النبوي، لأبي الشيخ الأصبهاني: عبد الله بن محمد بن حيان (ت 369)، تحقيق د. عبد العلي عبد الحميد الأعظمي، الدار السلفية، الهند، الطبعة الأولى 1402 هـ.

• الأهوال، لابن أبي الدنيا: عبد الله بن محمد (ت 281)، تحقيق مجدي السيد، مكتبة آل ياسر، الجيزة، الطبعة الأولى 1413 هـ.

ص: 84

• البحر الزخار (مسند البزار) لأبي بكر البزار: أحمد بن عمرو (ت 292) تحقيق محفوظ السلفي، مؤسسة علوم القرآن، بيروت، الطبعة الأولى، بدء في طبعه 1409 هـ.

• البداية والنهاية، لابن كثير، تحقيق د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر، الطبعة الأولى 1417 هـ.

• كتاب البعث، لابن أبي داود: عبد الله بن سليمان (ت 316)، تحقيق أبي إسحاق الحويني، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• كتاب البعث والنشور، للبيهقي: أحمد بن الحسين (ت 458)، تحقيق محمد السعيد زغلول، مؤسسة الكتب الثقافية، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، للحافظ نور الدين الهيثمي (ت 807) تحقيق د. حسين الباكري، مركز السنة، المدينة النبوية، الطبعة الأولى 1413 هـ.

• التاريخ، للإمام يحيى بن معين، برواية الدُّوري، تحقيق د. أحمد نور سيف، مركز البحث العلمي، جامعة الملك عبد العزيز، الطبعة الأولى 1399 هـ.

• تاريخ ابن معين، برواية عثمان بن سعيد الدارمي، تحقيق د. أحمد محمد نور سيف، دار المأمون، دمشق، الطبعة الأولى، 1400 هـ.

ص: 85

• التاريخ الكبير، للإمام البخاري: محمد بن إسماعيل (ت 256) تصوير دار الكتب العلمية، بيروت.

• التاريخ الأوسط (المطبوع باسم الصغير) للإمام البخاري: محمد بن إسماعيل (ت 256) تحقيق محمود زايد، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ.

• تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي (ت 463)، تصوير دار الكتاب العربي، بيروت.

• تاريخ دمشق، لابن عساكر: علي بن الحسن الشافعي (ت 571) تحقيق عمرو العمروي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1415 هـ.

• تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للحافظ المزي: يوسف بن عبد الرحمن (ت 742) تحقيق عبد الصمد شرف الدين، الدار القيمة، الهند، الطبعة الثانية 1403 هـ.

• تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف، للزيلعي، تحقيق سلطان الطبيشي، دار ابن خزيمة، الرياض، الطبعة الأولى 1414 هـ.

• التدوين في أخبار قزوين، للرافعي: عبد الكريم بن محمد، تحقيق عزيز الله العطاردي، تصوير مكتبة الرشد.

• كتاب التوحيد، لابن خزيمة: محمد بن إسحاق (ت 311)، تحقيق د. عبد العزيز الشهوان، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• تذكرة الحفاظ، للذهبي: محمد بن أحمد (ت 748) تحقيق عبد الرحمن المعلمي، تصوير دار إحياء التراث العربي.

• الترغيب والترهيب، لقوام السنة الأصبهاني: إسماعيل بن محمد (ت 535) تحقيق محمد زغلول، ومحمود زايد، مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة.

• تفسير البغوي (معالم التنزيل)، للإمام الحسين بن مسعود البغوي (ت 516) تحقيق خالد العك، مروان سوار، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ.

• تفسير القرآن العظيم، لابن أبي حاتم الرازي (ت 327) تحقيق أسعد الطيب، مكتبة نزار الباز، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1417 هـ.

• تفسير ابن أبي زمنين، لمحمد بن عبد الله بن أبي زمنين (ت 324)، تحقيق حسين عكاشة، محمد مصطفى، الفاروق الحديثة، الطبعة الأولى 1423 هـ.

ص: 86

• تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310)، تحقيق د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر، الطبعة الأولى، 1425 هـ.

• تفسير القرآن، لعبد الرزاق الصنعاني، تحقيق د. مصطفى مسلم، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 1410 هـ.

• تفسير القرآن العظيم، لابن كثير الدمشقي، تحقيق سامي السلامة، دار طيبة، الطبعة الأولى 1422 هـ.

• تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852) تحقيق محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، الطبعة الأولى 1406 هـ.

• تكملة الإكمال، لابن نقطة: محمد بن عبد الغني (ت 629) تحقيق عبد القيوم عبدرب النبي، مطبوعات جامعة أم القرى، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• التنويه والتبيين في سيرة محدث الشام الحافظ ضياء الدين، تأليف د. محمد مطيع الحافظ، دار البشائر، الطبعة الأولى، 1420 هـ.

• تهذيب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 852)، مصور عن طبعة دائرة المعارف العثمانية، الهند.

• تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للمزي: يوسف بن عبد الرحمن (ت 742) تحقيق بشار عواد، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى.

ص: 87

• الثّقات، لأبي حاتم محمد بن حبان البستي، دائرة المعارف العثمانية، الطبعة الأولى، 1393 هـ.

• الجامع الكبير، للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي (ت 279) تحقيق بشار عواد، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1996 م.

• الجامع، لمعمر بن راشد، المطبوع في آخر المصنف: انظر: المصنف لعبد الرزاق.

• الجامع في الجرح، لمجموعة من المؤلفين، عالم الكتب، الطبعة الأولى 1412 هـ.

• الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم الرازي: عبد الرحمن بن محمد (ت 327) تحقيق عبد الرحمن المعلمي، مصورة عن طبعة دائرة المعارف العثمانية، الطبعة الأولى 1372 هـ.

• جزء محمد بن عاصم الثقفي (ت 262)، تحقيق مفيد خالد عيد، دار العاصمة، الطبعة الأولى 1409 هـ.

• الجعديات (حديث علي بن الجعد)، لأبي القاسم البغوي (ت 317) تحقيق د. رفعت فوزي، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى 1415 هـ.

• كتاب الجهاد، لابن أبي عاصم: أحمد بن عمرو (ت 287)، تحقيق مساعد الراشد الحميد، دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى 1409 هـ.

• حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، لابن القيم: محمد بن أبي بكر (ت 751)، تحقيق علي الشربجي، قاسم النوري، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1412 هـ.

ص: 88

• الحدائق في علم الحديث والزهديات، لأبي الفرج ابن الجوزي (ت 597) تحقيق مصطفى السبكي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• حديث أبي الفضل الزهري، رواية أبي محمد الجوهري، تحقيق د. حسن البلوط، أضواء السلف، الطبعة الأولى 1418 هـ.

• حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني: أحمد بن عبد الله (430) دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الرابعة 1405 هـ.

• الدر المنثور في التفسير بالمأثور، للسيوطي، تحقيق د. عبد الله التركي، دار هجر، الطبعة الأولى 1424 هـ.

• كتاب الدعاء، للطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360)، تحقيق د. محمد سعيد البخاري، دار البشائر، الطبعة الأولى 1407 هـ.

• كتاب الدعوات الكبير، للبيهقي: أحمد بن الحسين (ت 458)، تحقيق بدر البدر، منشورات مركز المخطوطات والتراث بالكويت، الطبعة الأولى 1409 هـ.

• كتاب الديات، لابن أبي عاصم: أحمد بن عمرو (ت 287)، تحقيق عبد الله الحاشدي، دار الأرقم، الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ.

• ذخيرة الحفاظ، لابن طاهر المقدسي (ت 507)، تحقيق د. عبد الرحمن الفريوائي، دار السلف، الرياض، الطبعة الأولى 1416 هـ.

• ذكر أخبار أصبهان، لأبي نعيم الأصبهاني: أحمد بن عبد الله (ت 430) الدار العلمية، الهند، الطبعة الثانية 1405.

• الرد على الجهمية، لا بن منده: محمد بن إسحاق (ت 395)، تحقيق د. علي الفقيهي، مكتبة الغرباء، المدينة النبوية، الطبعة الثالثة 1413 هـ.

ص: 89

• كتاب رؤية الله جلّ وعلا، للدارقطني: علي بن عمر (ت 385)، تحقيق مبروك إسماعيل، مكتبة القرآن، القاهرة، الطبعة الأولى.

• كتاب رؤية الله تبارك وتعالى، لابن النحاس: عبد الرحمن بن عمر (ت 416)، تحقيق علي رضا، دار المعراج الدولية، الطبعة الأولى 1416 هـ.

• الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام، تصنيف جاسم الدوسري، دار البشائر، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• روضة المحبين، لابن القيم: محمد بن أبي بكر (ت 751)، دار الكتب العلمية، بيروت، 1412 هـ.

• الرياض النضرة في مناقب العشرة، للمحب الطبري: أحمد بن عبد الله (ت 694)، تحقيق عيسى الحميري، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1996 م.

• زاد المعاد، لابن القيم: محمد بن أبي بكر (ت 751)، تحقيق شعيب وعبد القادر الأرنأوط، موسسة الرسالة، الطبعة الأولى.

• كتاب الزهد، لابن المبارك: عبد الله بن المبارك المروزي (ت 181) تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، مصورة عن الطبعة الهندية، دار الكتب العلمية.

• كتاب الزهد، لهناد بن السري الكوفي (ت 243) تحقيق د. عبد الرحمن الفريوائي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ.

• سلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني: محمد بن ناصر الدين، المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية 1399 هـ.

• سنن الترمذي: انظر: الجامع الكبير.

• سنن الدارقطني: علي بن عمر (ت 385) تحقيق عبد الله هاشم المدني، حديث أكادمي، فيصل أباد، باكستان.

ص: 90

• سنن الدارمي: عبد الله بن عبد الرحمن (ت 255)، تحقيق عبد الله هاشم المدني، دار المحاسن للطباعة، القاهرة، 1386 هـ.

• سنن أبي داود، للإمام أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275)، تحقيق محمد عوامة، دار القبلة، الطبعة الأولى 1419 هـ.

• سنن سعيد بن منصور (القسم الجديد) تحقيق د. سعد الحميّد، دار الصميعي، الرياض، الطبعة الأولى 1414 هـ.

• السنن الكبرى، للإمام البيهقي: أحمد بن الحسين (458)،، مصورة عن الطبعة الهندية، دار المعرفة، بيروت.

• سنن ابن ماجه: محمد بن يزيد القزويني (ت 275)، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، المكتبة الإسلامية، استانبول، تركيا.

• سنن النسائي الصغرى (المجتبى)، للإمام النسائي (ت 303) باعتناء عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية. بيروت، الطبعة الثانية 1406 هـ - 1986 م.

• السنن الكبرى، للنسائي: أحمد بن شعيب (ت 303)، تحقيق حسن شلبي، إشراف شعيب الأرنأوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1422.

• كتاب السنة، لابن أبي عاصم: عمرو بن الضحاك (ت 287) تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1405 هـ.

• كتاب السنة، لعبد الله بن أحمد بن حنبل (ت 290)، تحقيق د. محمد سعيد القحطاني، دار عالم الكتب، الطبعة الرابعة 1416 هـ.

• سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي: محمد بن أحمد (ت 748)، تحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى

ص: 91

• شرح السنة، للبغوي: الحسين بن مسعود (ت 516) تحقيق شعيب الأرنأوط، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ.

• الشريعة، للآجري: محمد بن الحسين (ت 360)، تحقيق الوليد سيف النصر، مؤسسة قرطبة، الطبعة الأولى 1417 هـ.

• شعب الإيمان، للبيهقي: أحمد بن الحسين (458) تحقيق محمد السعيد زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ ز

• صحيح البخاري، المطبوع مع فتح الباري، انظر: فتح الباري.

• صحيح ابن خزيمة: أبي بكر محمد بن إسحاق (ت 311) تحقيق د. محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1401 هـ.

• صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت 261)، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، المكتبة الإسلامية، استانبول، تركيا.

• صفة الجنة، لابن أبي الدنيا: عبد الله بن محمد (ت 281)، تحقيق عبد الرحيم العساسلة، دار البشير، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1417 هـ.

• صفة الجنة، لأبي نعيم الأصبهاني: أحمد بن عبد الله (ت 430)، تحقيق علي رضا عبد الله، دار المأمون، الطبعة الأولى 1406 هـ.

• كتاب صفة الجنة، للضياء المقدسي: محمد بن عبد الواحد (ت 643) تحقيق صبري سلامة شاهين، دار بلنسية، الرياض، الطبعة الأولى 1423 هـ.

• الضعفاء الكبير، لأبي جعفر العقيلي: محمد بن عمرو (ت 322) تحقيق عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ.

• الطبقات الكبرى، لابن سعد: محمد بن سعد بن منيع (ت 230)، دار صادر، بيروت.

ص: 92

• طبقات المحدثين بأصبهان، لأبي الشيخ الأصبهاني (ت 369)، تحقيق عبد الغفور البلوشي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• كتاب العظمة، لأبي الشيخ الأصبهاني: عبد الله بن محمد (ت 369)، تحقيق د. رضاء الله المباركفوري، دار العاصمة، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• علل الترمذي الكبير بتلرتيب أبي طالب القاضي، تحقيق حمزة مصطفى، مكتبة الأقصى، عمّان، الطبعة الأولى 1406 هـ.

• علل الحديث، لابن أبي حاتم الرازي: عبد الرحمن بن محمد (ت 327)، تحقيق محب الدين الخطيب، دار المعرفة، بيروت، 1405 هـ.

• العلل الواردة في الأحاديث النبوية، للدارقطني: علي بن عمر (ت 385)، تحقيق د. محفوظ الرحمن زين الله، دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى، 1405 هـ.

• العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، لجمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي، تحقيق إرشاد الحق الأثري، طبعة إدارة العلوم الأثرية، باكستان، الطبعة الثانية، 1401 هـ.

• غريب الحديث، للحربي: إبراهيم بن إسحاق (ت 285)، تحقيق د. سليمان العايد، مطبوعات جامعة أم القرى، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1405 هـ.

• غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود، تأليف أبي إسحاق الحويني، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• الغيلانيات، لأبي بكر الشافعي: محمد بن عبد الله (ت 354)، تحقيق حلمي كامل، دار ابن الجوزي، الدمام، الطبعة الأولى 1417 هـ.

ص: 93

• فتح الباري، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852)، تحقيق محب الدين الخطيب، المكتبة السلفية، القاهرة، الطبعة الثانية 1400 هـ.

• فوائد أبي القاسم الحنائي: الحسين بن محمد (ت 459)، مصورة عن المخطوط، اعتنى بها محمود الحداد، دار تيسير السنة، الطبعة الأولى 1411 هـ.

• فوائد تمام: انظر: الروض البسام.

• فيض القدير، للمناوي، المكتبة التجارية، مصر، 1356 هـ.

• الكامل في الضعفاء، لابن عدي: عبد الله بن عدي الجرجاني (ت 365)، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية، 1405 هـ.

• كشف الأستار عن زوائد البزار، للهيثمي، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1404 هـ.

• لسان الميزان، للحافظ ابن حجر: أحمد بن علي (ت 852)، مصورة عن الطبعة الهندية، مؤسسة الأعلمي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1406 هـ.

• ما روي في الحوض والكوثر، لبقي بن مخلد القرطبي (ت 276)، تحقيق عبد القادر صوفي، مكتبة العلوم والحكم، الطبعة الأولى 1413 هـ.

• مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهيثمي: علي بن أبي بكر (ت 807)، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثالثة 1402 هـ.

• محجة القرب إلى محبة العرب، لأبي الفضل العراقي: عبد الرحيم بن الحسين (ت 806)، تحقيق عبد العزيز الزير، دار العاصمة، الطبعة الأولى 1420 هـ.

• المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي، لأبي الفيض أحمد الصديق الغماري، دار الكتبي، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى.

ص: 94

• المستخرج على صحيح مسلم، لأبي نعيم الأصبهاني (ت 430) تحقيق محمد حسن الشافعي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1417 هـ.

• المستخرج على صحيح مسلم، لأبي عوانة (المطبوع باسم مسند أبي عوانة)، مصورة عن الطبعة الهندية، تصوير دار الكتبي، مصر.

• المستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوري: محمد بن عبد الله (ت 405)، مصورة عن الطبعة الهندية، دار المعرفة، بيروت.

• مسند الإمام أحمد، تحقيق شعيب الأرنأوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1413 هـ.

• مسند إسحاق بن راهويه، للإمام إسحاق بن إبراهيم المروزي (ت 238) تحقيق د. عبد الغفور البلوشي، مكتبة الإيمان، المدينة النبوية، الطبعة الأولى 1412 هـ.

• مسند أبي داود الطيالسي، للإمام سليمان بن داود (ت 204) تحقيق د. محمد بن عبد المحسن التركي، دار هجر، الطبعة الأولى 1420 هـ.

• مسند الشاشي، الهيثم بن كليب، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله، مكتبة العلوم والحكم، الطبعة الأولى 1410 هـ.

• مسند ابن المبارك، لعبد الله بن المبارك (ت 181)، تحقيق د. مصطفى عثمان محمد، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1411 هـ.

• مسند الشاميين، للطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360) تحقيق حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1409 هـ.

• مسند أبي عوانة: انظر: المستخرج على صحيح مسلم.

• مسند أبي يعلى الموصلي، للإمام أحمد بن علي الموصلي (ت 307) تحقيق حسين أسد، دار المأمون، دمشق، الطبعة الأولى 1404 هـ.

ص: 95

• المصنف، لابن أبي شيبة: عبد الله بن محمد (ت 235) تحقيق مختار الندوي، الدار السلفية، الطبعة الأولى 1401 هـ.

• المصنف، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211) تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1403 هـ.

• المطالب العالية، للحافظ ابن حجر، تحقيق غنيم عباس، ياسر إبراهيم، دار الوطن، الطبعة الأولى 1418 هـ.

• المعجم الأوسط، للطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360) تحقيق محمود الطحان، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1405 هـ.

• معجم الشيوخ، لابن عساكر: علي بن الحسن (ت 571) تحقيق وفاء تقي الدين، دار البشائر، دمشق، الطبعة الأولى 1421 هـ.

• معجم الشيوخ (المعجم الكبير)، للذهبي، تحقيق د. محمد الحبيب الهيلة، مكتبة الصديق، الطائف، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• معجم الشيوخ، للصيداوي: محمد بن أحمد بن جميع (ت 402)، تحقيق د. عمر تدمري، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1405 هـ.

• معجم الصحابة، لابن قانع: عبد الباقي بن قانع (ت 351)، تحقيق صلاح المصراتي، مكتبة الغرباء، المدينة النبوية، الطبعة الأولى 1418 هـ.

• المعجم الصغير، للطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360) تحقيق محمد شكور المياديني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ.

• المعجم الكبير، للطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360) تحقيق حمدي السلفي، الطبعة الثانية.

ص: 96

• معرفة الصحابة، لأبي نعيم الأصبهاني: أحمد بن عبد الله (ت 430) تحقيق عادل العزازي، دار الوطن، الرياض، الطبعة الأولى 1419 هـ.

• معرفة علوم الحديث، للحاكم النيسابوري: محمد بن عبد الله، اعتنى به معظم حسين، المكتبة العلمية، بالمدينة النبوية، الطبعة الثانية، 1397 هـ.

• المعرفة والتاريخ، للفسوي: يعقوب بن سفيان (ت 277)، تحقيق د. أكرم العمري، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1401 هـ.

• مناقب الشافعي، للبيهقي: أحمد بن الحسين (ت 458)، تحقيق السيد أحمد صقر، مكتبة دار التراث، القاهرة، 1391 هـ.

• المنتخب من مسند عبد بن حميد (ت 249) تحقيق صبحي السامرائي، محمود الصعيدي، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ.

• المنتخب من معجم الشيوخ، لأبي سعد السمعاني: عبد الكريم بن محمد (ت 562) تحقيق د. موفق عبد القادر، مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، الطبعة الأولى 1417 هـ.

• المنتقى، لابن الجارود: انظر: غوث المكدود.

• موضح أوهام الجمع والتفريق، للخطيب البغدادي: أحمد بن علي بن ثابت (ت 463)، تحقيق عبد الرحمن المعلمي، دار الفكر الإسلامي، الطبعة الثانية 1405 هـ.

• الموضوعات، لابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي (ت 597)، تحقيق د. نور الدين شكري جيلار، أضواء السلف، الطبعة الأولى 1418 هـ.

• ميزان الاعتدال في نقد الرجال، للذهبي: محمد بن أحمد (ت 748)، تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت.

ص: 97

• الوسيط في تفسير القرآن المجيد، للواحدي: أبي الحسن علي بن أحمد (ت 468) تحقيق عادل عبد الموجود وآخرين، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1415 هـ.

• وصف الفردوس، لعبد الملك بن حبيب السلمي (ت 238)، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ.

ص: 98