المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ضَعيفُ الترَغيب والتَرْهيب   تأليف محمد ناصر الدّين الألباني رحمة الله   الجُزء الثاني   مكتَبة المعَارف للنَشرَ - ضعيف الترغيب والترهيب - جـ ٢

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

ضَعيفُ الترَغيب والتَرْهيب

تأليف

محمد ناصر الدّين الألباني

رحمة الله

الجُزء الثاني

مكتَبة المعَارف للنَشرَ والتوزيع

لصَاحبهَا سعَد بن عَبْد الرحمن الراشِد

الريَاض

ص: 1

جميع الحقوق محفوظة للناشر، فلا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه أو تسجيله بأية وسيلة، أو تصويره أو ترجمته دون موافقة خطية مُسبقة من الناشر.

الطّبعَة الأولى

1421 هـ - 2000 م

ح - مكتبة المعارف للنشر والتوزيِع، 1421 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الألباني، محمد ناصر الدين

ضعيف الترغيب والترهيب للمنذري. - الرياض.

760 ص، 17.5 × 25 سم

ردمك: 1 - 08 - 858 - 9660 (مجموعة)

3 -

10 - 858 - 9960 (ج 2)

1 -

الحديث - الضعيف

ديوي 232.6

أ - العنوان

0278/ 21

رقم الإيداع: 0278/ 21

ردمك: 1 - 08 - 858 - 9960 (مجموعة)

3 -

10 - 858 - 9960 (ج 2)

مَكتَبة المَعارف للنشر وَالتوزيع

هَاتف: 4114535 - 4113350

فاكس 4112932 - صَ. بَ: 3281

الريَاض الرمز البريدي: 11471

ص: 2

17 -

‌ كتاب النكاح وما يتعلق به

.

1 -

(الترغيب في غضِّ البصر، والترهيب من إطلاقه، ومن الخلوة بالأجنبية ولمسها)

.

1194 -

(1)[ضعيف جداً] عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم -يعني عن ربه عز وجل:

"النظرةُ سهمٌ مسمومٌ مِنْ سِهام إبليسَ، مَنْ تركها مِنْ مَخافتي؛ أبْدَلْتُه إيماناً يَجِدُ حلاوَتَهُ في قَلْبِهِ".

رواه الطبراني والحاكم من حديث حذيفة. وقال:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

(قال الحافظ): "خرجاه من رواية عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وهو واهٍ".

1195 -

(2)[ضعيف جداً] وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"ما مِنْ مسلمٍ ينظرُ إلى مَحاسِنِ امْرَأةٍ [أول مرة]

(2)

ثُمَّ يغُضُّ بَصَرَه؛ إلا أحْدَثَ الله له عِبادةً؛ يَجِدُ حلاوَتَها في قَلْبِهِ".

رواه أحمد، والطبراني؛ إلا أنه قال:

"يَنْظُرُ إلى امْرأَةٍ أوَّلَ رَمْقَةٍ".

(1)

قلت: ورده الذهبي كالمصنف، وفيه علتان أخريان، إحداهما: الاضطراب في إسناده، فمرة قال: عن ابن مسعود، ومرة: عن حذيفة. وأخرى: عن ابن عمر! انظر "الضعيفة"(1065).

(2)

زيادة من "المسند"(5/ 264)، وهو مخرج هناك (1064).

ص: 3

والبيهقي وقال:

"إنما أراد -إن صح، والله أعلم- أن يقع بصره عليها من غير قصد فيصرف بصره عنها تورُّعاً".

1196 -

(3)[ضعيف] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"كلُّ عينٍ باكِيةٌ يومَ القيامةِ؛ إلاّ عينٌ غَضَّتْ عَنْ مَحارِمِ اللهِ، وعينٌ سَهِرَتْ في سبيلِ الله، وعينٌ خَرَج منها مثلُ رَأْسِ الذُّبابِ مِنْ خَشْيةِ الله".

رواه الأصبهاني. [مضى 12 - الجهاد /2].

1197 -

(4)[ضعيف جداً] ورُوي عن أبي أُمامةَ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لَتَغُضُّنَّ أبْصارَكُم، ولَتَحْفَظُنَّ فروجَكُم؛ [ولتقيمنّ]

(1)

وجوهَكم".

رواه الطبراني.

1198 -

(5)[ضعيف جداً] وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ صباحٍ إلاّ ومَلَكانِ يناديانِ: ويلٌ للرِجالِ مِنَ النساءِ، ووَيلٌ للنساءِ مِنَ الرجالِ".

رواه ابن ماجه، والحاكم وقال:"صحيح الإسناد"

(2)

.

(1)

زيادة من الطبراني في "الكبير"(8/ 246/ 7840) و"المجمع" و"الجامع الكبير"(2/ 639)، ووقع في الأصل:(ليكسفن الله) فصححت من المصادر المذكورة، ووقع في مطبوعة الثلاثة:(ليكشفن الله) بالشين المعجمة!!

(2)

قلت: وتعقبه الذهبي بقوله (2/ 159): "قلت: خارجة بن مصعب واه". وهو مخرج في "الضعيفة"(2018).

ص: 4

1199 -

(6)[ضعيف] ورُوي عن عائشة رضي الله عنها قالتْ:

بينَما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ في المسجدِ إذ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ؛ تَرْفُلُ في زِينةٍ لها في المسْجِدِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"يا أيُّها الناسُ! انْهوا نساءَكُم عنْ لُبْسِ الزينَةِ، والتَّبَخْتُرِ في المسْجِد؛ فإنَّ بني إسْرائيلَ لمْ يُلْعَنوا حتَّى لَبِسَ نِساؤهم الزينَةَ، وتَبَخْتَروا في المساجِدِ".

رواه ابن ماجه.

1200 -

(7)[ضعيف جداً] وروي عن أبي أُمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إياكَ والخَلوةَ بالنساءِ، والَّذي نَفْسي بيده ما خلا رَجُلٌ بامْرَأَةٍ؛ إلا دَخَل الشيطانُ بينهما، ولأَنْ يَزْحَمَ رجُلٌ خِنزيراً متلَطِّخاً بطينٍ أو حَمْأَةً؛ خيرٌ له مِنْ أنْ يَزْحَمَ مَنْكِبُه مَنْكِبَ امْرأَةٍ لا تَحِلُّ له".

حديث غريب، رواه الطبراني.

(الحَمْأة) بفتح الحاء المهملة وسكون الميم بعدها همزة وتاء تأنيث: هو الطين الأسود المنتن.

ص: 5

2 -

(الترغيب في النكاح سيّما بذات الدِّينِ الولود)

.

1201 -

(1)[ضعيف] ورُوي عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه؛ أنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ أرادَ أن يَلقى الله طاهِراً مطَهَّراً؛ فلْيَتَزوَّجِ الحَرائرَ

(1)

".

رواه ابن ماجه.

1202 -

(2)[ضعيف] وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ المرْسَلينَ: الحِنَّاءُ والتَّعَطُّرُ والسواكُ والنكاحُ".

وقال بعض الرواة: (الحياء) بالياء.

رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب"[مضى 4 - الطهارة /10].

1203 -

(3)[ضعيف] وابن ماجه ولفظه [يعني من حديث عبد الله بن عمرو الذي في "الصحيح"] قال:

"إنَّما الدنيا مَتاعٌ، وليسَ مِنْ متاعِ الدنيا شَيْءٌ أفْضَلَ مِنَ المرْأَةِ الصالِحَةِ".

1204 -

(4)[ضعيف] وعنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"الدنيا مَتاعٌ، ومِنْ خيرِ مَتاعها امْرأَةٌ تُعينُ زَوْجَها على الآخِرَةِ، مِسْكينٌ مسْكينٌ رجلٌ لا امْرَأَة لَه، مِسْكينَةٌ مِسْكينَةٌ امْرَأَة لا زَوْجَ لها".

ذكره رزين، ولم أره في شيء من أصوله

(2)

، وشطره الأخير منكر.

(1)

قيل: الأقرب حمل الحرية على الحرية المعنوية؛ وهي نجابة الصفات.

(2)

قلت: هو مركب من حديثين: أولهما: رواه مسلم وغيره، وتراه في "الصحيح" في هذا الباب، والآخر -وهو قوله:"مسكين. ."-؛ رواه الطبراني وغيره بسند ضعيف، كما هو مبين في "الضعيفة"(5177).

ص: 6

1205 -

(5)[ضعيف] وعن أبي أُمامَةَ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه كان يقولُ:

"ما استفادَ المؤمِنُ بعدَ تَقْوى الله خَيراً له مِنْ زوجةٍ صالِحةٍ، إنْ أَمَرها أطاعَتْهُ، وإنْ نَظَر إليها سَرَّتْهُ، وإنْ أقْسَمَ عليها أَبَرَّتْهُ، وإنْ غابَ عنها نَصَحتْهُ في نَفْسِها ومالِهِ".

رواه ابن ماجه عن علي بن يزيد عن القاسم عنه.

1206 -

(6)[ضعيف] وعن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"أربعٌ مَنْ أُعْطيَهُنَّ فقدْ أُعْطِيَ خَيرَ الدنيا والآخِرَةِ: قَلبٌ شاكرٌ، ولسانٌ ذاكِرٌ، وبَدَنٌ على البلاءِ صابِرٌ، وزَوْجةٌ لا تَبْغيهِ خوناً

(1)

في نَفْسها ومالِهِ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وإسناد أحدهما جيد. [مضى 14 - الذكر /1].

(الحَوْب) بفتح الحاء المهملة وتضم: هو الإثم (1).

1207 -

(7)[ضعيف] وعن أبي نجيحٍ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ كانَ موسِراً لأَنْ يَنْكِحَ ثمَّ لَمْ يَنْكِحْ؛ فلَيْسَ مِنِّي".

رواه الطبراني بإسناد حسن والبيهقي، وهو مرسل

(2)

.

واسم أبي نجيح (يسار) بالياء المثناة تحت، وهو والد عبد الله بن أبي نُجَيح المكي.

1208 -

(8)[موضوع] ورُوي عن أنسٍ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ تَزوَّجَ امْرَأةً لِعزِّها؛ لَمْ يَزِدْهُ الله إلا ذُلاً، ومَنْ تَزوَّجَها لمالِها؛ لَمْ يَزِدْهُ الله إلا فَقْراً، ومَنْ تَزوَّجَها لِحَسبِها؛ لَمْ يَزِدْهُ الله إلا دنَاءَةً، ومَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَمْ

(1)

في الأصل وغيره: (حوباً)، وهو تصحيف كما تقدم التنبيه عليه هناك فراجعه. وتناقض الثلاثة، فصححوه ثَمَّ، وغفلوا هنا! على حد قول من قال: وما أنا إلا من. .

(2)

قلت: هو على إرساله ليس بحسن؛ فيه من لا يعرف، وبيانه في "الضعيفة"(1934).

ص: 7

يرِدْ بِها إلا أَنْ يَغُضَّ بَصَرهُ؛ وُيحْصِنُ فَرْجَهُ أو يَصِلُ رَحِمَهُ؛ بارَك الله له فيها، وبارَكَ لَها فِيهِ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1209 -

(9)[ضعيف] وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تَزَوَّجوا النساء لِحُسْنِهِنَّ، فعسى حُسْنُهن أن يُرْدِيَهُنَّ

(1)

، ولا تَزوَّجوهُنَّ لأَمْوالِهِنَّ فعسى أمْوالُهُنَّ أن تُطْغِيَهُنَّ، ولكنْ تَزوَّجوهُنَّ على الدِّينِ، ولأَمَةٌ خَرْماءُ

(2)

سَوْداءُ ذاتُ دينٍ أفْضَلُ".

رواه ابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.

(1)

أي: يوقعهن في الهلاك بالإعجاب والتكبّر.

(تطغيهن) أي: توقعهن في المعاصي والشرور.

(2)

أي: مقطوعة بعض الأنف ومثقوبة الأذن. وقوله: (أفضل) أي: من ذات الحسن والجمال، وهذا مثل قوله تعالى:{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ} . والله أعلم.

ص: 8

3 -

(ترغيب الزوج في الوفاء بحق زوجته وحسن عشرتها، والمرأة بحق زوجها وطاعته، وترهيبها من إسخاطه ومخالفته)

.

1210 -

(1)[ضعيف] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ المؤمنينَ إيِماناً؛ أَحْسَنَهم خُلُقاً، وأَلْطَفَهم بأَهْلِهِ".

رواه الترمذي، والحاكم وقال:

"صحيح على شرطهما"، كذا قال.

وقال الترمذي:

"حديث حسن، ولا نعرف لأبي قلابة سماعاً من عائشة".

1211 -

(2)[منكر] وعن أمِّ سلَمةَ رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

" أَيُّما امْرأَةٍ ماتَتْ وزوْجُها عنها راضٍ؛ دَخَلتِ الجنَّةَ".

رواه ابن ماجه، والترمذي وحسنه، والحاكم؛ كلهم عن مساور الحميري عن أمِّه عنها، وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

1212 -

(3)[ضعيف] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أيَّ الناس أَعْظَمُ حَقّاً على المَرْأَة؟ قال:

"زوجُها".

قلتُ: فأيُّ الناسِ أعْظَمُ حقّاً على الرجلِ؟ قال:

(1)

قلت: بل هو منكر ضعيف الإسناد، (مساور) وأمه مجهولان كما قال ابن الجوزي وغيره، وهو مخرج في "الضعيفة"(1426).

ص: 9

"أْمُّه".

رواه البزار والحاكم، وإسناد البزار حسن

(1)

.

1213 -

(4)[ضعيف] ورُوِيَ عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:

جاءَتِ امْرَأَةٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ:

يا رسولَ الله! أنا وافِدَةُ النساءِ إليْكَ، هذا الجهادُ كَتَبَهُ الله على الرِّجالِ، فإنْ يُصيبوا أُجِرُوا، وإنْ قُتِلوا كانوا أَحْياءً عندَ رِّبهم يُرْزَقون، ونَحنُ مَعْشَر النساءِ نقومُ عَليْهِمْ، فما لَنا مِنْ ذلك؟

قال: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أبْلِغي مَنْ لَقيتِ مِنَ النساء؛ أَنَّ طاعة الزوجِ واعْترافاً بِحقه يَعْدلُ ذلك، وقليلٌ مِنْكُن مَنْ يَفْعلُهُ".

رواه البزار هكذا مختصراً، والطبراني في حديث قال في آخره:

ثُمَّ جاءَتْه -يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم امْرأةٌ، فقالتْ:

إنِّي رسولُ النساءِ إليكَ، وما مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ عَلِمَتْ أَوْ لَمْ تَعْلَمْ إلا وهِي تَهْوَى خرَجي إليك، الله رَبُّ الرجالِ والنساءِ وإلهُهُنَّ، وأنتَ رسولُ الله إلى الرجالِ والنساءِ، كَتَب الله الجِهادَ على الرجالِ، فإنْ أصابوا أَثْرَوْا، وإِنِ اسْتَشْهَدوا كانوا أَحْياءً عندَ رَبِّهمْ يُرْزَقون، فما يَعْدِلُ ذلك مِنْ أعْمالِهم مِنَ الطاعَةِ؟ قال:

(1)

قلت: لا وجه لهذا التحسين، ولا لتخصيصه بالبزار، فإن إسناده (1462) كإسناد الحاكم (4/ 150 و 175) ليس خيراً منه؛ فإن مداره عندهما على أبي عتبة وهو مجهول، كما قال الحافظ، ومن طريقه أخرجه النسائي أيضاً في "عشرة النساء" من "الكبرى"(1/ 85/ 2)، فإغفال المؤلف إياه قصور.

ص: 10

"طاعةُ أَزْواجِهِنَّ، والمَعْرِفَةُ بِحُقُوقِهِنَّ

(1)

، وقَليلٌ مِنكنَّ مَنْ يَفْعَلُه".

1214 -

(5)[ضعيف] وعن قيس بن سعدٍ رضي الله عنه قال:

أَتيتُ (الحيْرَةَ)

(2)

فرأَيْتُهُم يَسْجدون لِمَرْزُبانٍ لهُمْ، فقلتُ: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أحقُّ أن يُسْجَدَ لَهُ، فأتَيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: إنِّي أتَيْتُ (الحِيْرَةَ) فرأيْتُهُم يسجدونَ لمَرْزبانٍ لَهُمْ، فأنتَ أَحَقُّ أن يُسجَد لك، فقال لي:

"أَرأَيْتَ لو مَرَرْتَ بقَبْري، أكُنْتَ تَسْجُد له؟ ".

فقلتُ: لا. فقال:

"لا تَفْعَلوا؛ لَوْ كُنْتُ آمِراً أحَداً أن يَسْجدَ لأحدٍ؛ لأَمَرْتُ النساء أنْ يَسْجُدْنَ لأزْواجِهِنَّ؛ لِما جَعَل الله لهم عليهِنَّ مِنَ الحقِّ".

رواه أبو داود، وفي إسناده شريك، وقد أخرج له مسلم في المتابعات ووثق

(3)

.

1215 -

(6)[ضعيف] وعن عائشة رضي الله عنها؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لَوْ أَمَرْتً أحَداً أنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ؛ لأَمَرْتُ المَرْأَةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوجِها، وَلَوْ أنَّ رجُلاً أمَرَ امرَأَتَهُ أنْ تَنْتقِلَ مِنْ جَبلٍ أحمرَ إلى جَبلٍ أسْوَدَ، أو مِنْ جَبَلٍ أسْوَدَ إلى جَبَلٍ أحْمَرَ؛ لكان نَوْلَها

(4)

أنْ تَفْعَلَ".

(1)

كذا الأصل تبعاً لأصله الطبراني (3/ 150/ 1) وعليه ضبة (صـ) من بعض الحفاظ، وهي تشير إلى أن اللفظ ثابت نقلاً، فاسد اللفظ أو المعنى أو ضعيف، ولو صح الحديث أمكن فهمه بحذف المضاف تقديره: بحقوق أزواجهن. ويؤيده لفظ البزار المتقدم، ورواه ابن حبان في "الضعفاء" بلفظ:"إن طاعة الزوج واعتراف حقه. . ."، وقد خرجت الحديث في "الضعيفة"(5340).

(2)

مدينة قرب الكوفة، وهي مدينة النعمان بن المنذر.

(3)

والحديث صحيح دون ذكر الحيرة والمرزبان والقبر، وإنما كان ذلك لما قدم معاذ من الشام، فرأى البطارقة والأساقفة يسجد الناس لهم، كما في الكتاب الآخر.

(4)

هو بفتح النون وسكون الواو؛ أي: حقها، والذي ينبغي لها. والله أعلم.

ص: 11

رواه ابن ماجه من رواية علي بن زيد بن جدعان، وبقية رواته محتج بهم في "الصحيح".

1216 -

(7)[منكر] وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يَحِلُّ لامْرَأةٍ تؤمِنُ باللهِ؛ أَنْ تَأْذَنَ في بَيْتِ زَوْجِها وهو كارِهٌ، ولا تَخْرُجَ وهو كارِهٌ، ولا تطيعَ فيه أحَداً، [ولا تخشِّنَ بصدره]، ولا تَعْتَزِلَ فِراشَهُ، ولا تَضْرِبَه، فإنْ كان هو أَظْلَمَ؛ فَلْتَأْتِهِ حتَّى تُرْضِيَهُ، فإنْ [هو] قَبِلَ منها فَبِها ونِعْمَتْ؛ وقَبِلَ الله عذْرَها، وأفلجَ حُجَّتَها، ولا إِثْم عليها، وإنْ هو لَمْ يَرْضَ؛ فقَدْ أَبْلَغَتْ عندَ الله عذرَها".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد". كذا قال!

(1)

(أفلج) -بالجيم- حجتها؛ أي: أظهر حجتها وقوّاها.

1217 -

(8)[ضعيف جداً] ورُوي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما:

أنَّ امْرأَةً مِنْ خَثْعَم أتَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رسولَ الله! أخبِرْني ما حقُّ الزوْجِ على الزوْجَة؟ فإنِّي امْرأةٌ أيَّمٌ، فإنِ اسْتَطَعْتُ، وإلاَّ جَلَسْتُ أيِّماً. قال:

" فإنَّ حقَّ الزوجِ على زوْجتِهِ: إنْ سَأَلها نَفْسَها وهي على ظَهْرِ قَتَبٍ أنْ لا تَمْنَعَهُ نَفْسَها، ومِن حقِّ الزوجِ على الزوجةِ أنْ لا تصومَ تطوُّعاً إلاَّ بِإِذنه، فإنْ فَعَلَتْ جاعَتْ وعَطِشَتْ ولا يُقْبَلُ مِنها، ولا تَخْرُجِ مِنْ بيتِها إلاَّ بإذنِه، فإنْ فَعلَتْ لَعَنَتْها ملائِكةُ السماءِ وملائكة الرحْمةِ وملائكةُ العَذابِ

(1)

قلت: يشير المؤلف إلى رده، وذلك لأن فيه عطاء الخراساني، وهو ضعيف لكثرة خطئه وتدليسه، وقد عنعنه، ولذا تعقبه الذهبي بقوله (2/ 190):"قلت: بل منكر، وإسناده منقطع".

ومن هذا الوجه رواه البيهقي في "السنن"(7/ 293).

ص: 12

حتى تَرْجعَ".

قالت: لا جَرمَ لا أتَزوَّجُ أَبَداً.

رواه الطبراني

(1)

.

[ضعيف] وتقدم في "الصلاة"[5/ 28 - باب] حديث ابن عباسٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثةٌ لا ترتَفعُ صلاتُهم فوْقَ رؤوسِهِم شِبْراً: رَجلٌ أمَّ قوماً وهمْ لَهُ كارِهونَ، وامرأةٌ باتَتْ وزوجُها عليها ساخِطٌ، وأخوانِ متَصارِمانِ

(2)

".

رواه ابن ماجه، وابن حبان في "صحيحه"، واللفظ لابن ماجه.

1218 -

(9)[ضعيف] وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثة لا تُقْبَلُ لهم صلاةٌ، ولا تَصعَدُ لهم إلى السماءِ حَسَنةٌ: العبدُ الآبِقُ حتَّى يرجعَ إلى مواليهِ فَيضَعَ يَده في أيديهم، والمرأةُ الساخِطُ عليها زوجُها حتَّى يَرْضى، والسكرانُ حتى يَصْحُوَ".

رواه الطبراني في "الأوسط" من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما" من رواية زهير بن محمد

(3)

، واللفظ لابن حبان. [مضى 16 - البيوع /24].

(1)

قلت: لعل عزوه للطبراني سهو؛ فقد راجعت "مسند ابن عباس" من "المعجم الكبير" له، وهو المراد عند الإطلاق، راجعته أكثر من مرة، فلم أعثر عليه، ولم يعزه الهيثمي (4/ 307) إلا للبزار، وهو في "كشف الأستار" برقم (1464)، ورواه بنحوه أبو يعلى (2455)، وفي إسنادهما حسين بن قيس المعروف بـ (حنش) وهو ضعيف جداً. وهو مخرج في "الضعيفة"(3515).

(2)

قوله: "وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط"؛ لعدم إطاعتها إياه فيما أراد منها، ولهذا قال:"باتت"؛ لأن ذلك في العادة يكون في الليل، وإلا فلا يختص الحكم بالليل، وقوله:"وأخوان" أى نسباً وديناً بأن يكونا مسلمين. وقوله: "متصارمان": أي: متقاطعان؛ أى: فوق ثلاث أو في الباطل. والله أعلم. كذا في هامش الأصل.

(3)

قلت: زهير هذا في طريق الطبراني أيضاً، خلافاً لما يوهمه صنيع المصنف. ثم هو ضعيف في رواية الشاميين عنه، وهذه منها؛ كما تقدم هناك في التعليق.

ص: 13

1219 -

(10)[ضعيف جداً] وعنه [يعني ابن عمر رضي الله عنهما] قال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنَّ المرأةَ إذا خَرجَتْ مِنْ بيتِها وزوجُها كارهٌ [لذلك]

(1)

؛ لَعَنها كلُّ مَلَكٍ في السماءِ، وكلُّ شيْءٍ مَرَّتْ عليهِ؛ غيْرُ الجنِّ والإنْسِ حتى تَرْجعَ".

رواه الطبراني في "الأوسط"، ورواته ثقات؛ إلا سويد بن عبد العزيز.

(1)

سقطت من الأصل، واستدركتها من "المجمعين"، والحديث في "الضعيفة" برقم (5341).

ص: 14

4 -

(الترهيب من ترجيح إحدى الزوجات، وترك العدل بينهن)

.

1220 -

(1)[ضعيف] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقسِمُ وَيَعْدِلُ؛ ويقولُ:

"اللهمَّ هذا قَسَمي فيما أَملِكُ، فلا تَلُمْني فيها تَمْلِكُ ولا أَمْلِكُ. يعني القَلْبَ".

رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وابن حبان في "صحيحه"، وقال الترمذي:

"روي مرسلاً، وهو أصح".

ص: 15

5 -

(الترغيب في النفقة على الزوجة والعيال، والترهيب من إضاعتهم، وما جاء في النفقة على البنات وتأديبهن)

.

1221 -

(1)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"عُرِضَ عليَّ أوَّلُ ثلاثَةٍ يدخلونَ الجنَّةَ، وأوَّلُ ثلاثَةٍ يدخلونَ النارَ.

فأمَّا أوَّلُ ثلاثةٍ يَدْخلونَ الجنَّةَ: فالشهيدُ، وعبْدٌ مَمْلوكٌ أحْسَن عبادَةَ ربِّه ونَصَح لِسَيِّدِهِ، وعَفيفٌ مُتَعفِّفٌ ذو عِيالٍ.

وأمَّا أوَّل ثلاثةٍ يدخلونَ النارَ: فأميرٌ مُتَسَلِّطٌ، وذو أثَرَة مِنْ مالٍ، لا يُؤَدِّي حَقَّ الله في مالِهِ، وفقيرٌ فَخورٌ".

رواه ابن خزيمة في "صحيحه".

ورواه الترمذي وابن حبان بنحوه، [مضى 8 - الصدقات /2].

1222 -

(2)[ضعيف] وعن جابرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"كلُّ معروفٍ صَدَقةٌ، وما أَنْفَقَ الرجلُ على أهْله كُتِبَ لهُ صدَقَةً، وما وَقَى بِه المرءُ عرضَه كُتِبَ له به صدَقَهَّ، وما أنْفَق المؤمنُ مِنْ نَفَقَةٍ فإنَّ خَلَفها على الله، والله ضامِنٌ إلا ما كان في بُنْيانٍ أو مَعْصِيَةٍ".

قال عبد الحميد -يعني ابن الحسن الهلالي-: فقلت لابن المنكدر: وما "وقى به المرء عِرضه"؟، قال: ما يعطى الشاعرَ، وذا اللسان المتَّقى.

رواه الدارقطني، والحاكم وصحح إسناده. [مضى 16 - البيوع /21].

(قال الحافظ): "وعبد الحميد المذكور يأتي الكلام عليه"

(1)

.

(1)

انظر التعليق هناك.

ص: 16

1223 -

(3)[ضعيف] ورُوِيَ عن جابرٍ [أيضاً] رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"أوَّلُ ما يُوضَعُ في ميزانِ العَبْدِ نَفَقتُه على أهْلِهِ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

فصل

1224 -

(4)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ كَفَلَ يتَيماً لهُ ذو قَرابةٍ

(1)

أو لا قَرَابةَ لَهُ؛ فأنا وهوَ في الجنَّةِ كهاتَيْنِ -وضَمّ إصبَعيْه-، وَمَنْ سَعى على ثَلاثِ بَناتٍ؛ فهوَ في الجنَّةِ، وكان لَه كأجْرِ مُجاهِدٍ في سبيلِ الله صائماً قائماً".

رواه البزار من رواية ليث بن أبي سُليم.

1225 -

(5)[ضعيف] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ كانَتْ له أنْثَى؛ فَلَمْ يَئدْها، ولَمْ يُهِنْها، ولَمْ يُؤْثِرْ وَلدَهُ -يعني- الذكورَ عليها؛ أدْخَله الله الجنَّةَ".

رواه أبو داود والحاكم؛ كلاهما عن ابن حدير -وهو غير مشهور- عن ابن عباس. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد".

قوله: (لم يئدها) أي: لم يدفنها حية، وكانوا يدفنون البنات أحياء، ومنه قوله

(1)

وكذا في "كشف الأستار" و"مجمع الزوائد" في مواضع منهما، أي: هو ذو قرابة، وظن بعض المعلقين أنه خطأ، وليس كذلك كما بينته في "الضعيفة"(5342).

ص: 17

تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} .

1226 -

(6)[منكر جداً] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ كُنَّ له ثلاثُ بناتٍ؛ فصَبَر على لأْوائِهِنَّ، وضرَّائهِنَّ، وسرَّائِهنَّ؛ أدْخلَهُ الله الجنَّةَ برحمتِهِ إيَّاهُنَّ".

فقال رجلٌ: واثنتان يا رسولَ الله؟ قال:

"واثنتَان".

قال رجُلٌ: يا رسولَ الله! وواحِدَةٌ؟ قال:

"وواحِدَةٌ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"

(1)

.

ويأتي [22 - البر /4]. "باب في كفالة اليتيم والنفقة على المسكين والأرملة" إن شاء الله.

(1)

قلت: هو مسلسل عنده (4/ 176) بالعلل، ثم هو مخالف لأحاديث الباب بمعناه، لكن ليس فيها رفع "وواحدة". وهو مخرج في "الضعيفة"(6861).

ص: 18

6 -

(الترغيب في الأسماء الحسنة، وما جاء في النهي عن الأسماء القبيحة وتغييرها)

.

1227 -

(1)[ضعيف] عن أبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّكُمْ تُدعَوْنَ يومَ القيامة بأسْمائِكم وأسماءِ آبائكُم؛ فَحسنِّوا أسماءَكُمْ".

رواه أبو داود، وابن حبان في "صحيحه"؛ كلاهما عن عبد الله بن أبي زكريا عنه، وعبد الله بن أبي زكريا ثقة عابد. قال الواقدي:

"كان يعدل بعمر بن عبد العزيز".

لكنه لم يسمع من أبي الدرداء، واسم أبي زكريا إياس بن يزيد.

1228 -

(2)[ضعيف] وعن أبي وهب الجشمي -وكانت له صحبة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"تسموا بأسماء الأنبياء. . .

(1)

.

رواه أبو داود، واللفظ له، والنسائي.

(1)

هنا في الأصل زيادة: "وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن. . ."، وهو من حصة "الصحيح".

ص: 19

7 -

(الترغيب في تأديب الأولاد)

.

1229 -

(1)[ضعيف] عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لأَنْ يُؤَدِّبَ الرجُلُ وَلدَهُ؛ خيرٌ له مِن أَنْ يَتَصدَّقَ بِصَاعٍ".

رواه الترمذي من رواية ناصح عن سماك عنه. وقال:

"حديث حسن غريب".

(قال الحافظ):

"ناصح هذا؛ هو ابن عبيد الله المُحلَّمي؛ واهٍ، وهذا مما أنكره عليه الحفاظ".

1230 -

(2)[ضعيف] وعن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما نَحَلَ والدٌ وَلَداً مِنْ نُحْلٍ

(1)

أفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ".

رواه الترمذي أيضاً وقال: "حديث غريب، وهذا عندي مرسل".

(نَحَل) بفتح النون والحاء المهملة؛ أي: أعطى ووهب.

1231 -

(3)[ضعيف جداً] وروى ابن ماجه عن ابن عباسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"أكْرِموا أولادَكُمْ، وأحْسِنوا أَدَبَهُمْ"

(2)

.

(1)

قال ابن الأثير: " (النُّحل): العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق، يقال: نحله ينحَلُه نُحلاً بالضم. والنِّحلة -بالكسر-: العطية". ووقع في طبعة الثلاثة هنا (نَحَل) أيضاً كما في أول الحديث، أي على صيغة (فعل) الذي قيده المؤلف وفسره، وكان الأولى به أن يقيد ويفسر مصدره!!

(2)

قلت: فيه ضعيفان، وهو مخرج في "الضعيفة"(1649).

ص: 20

8 -

(الترهيب من أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه، أو يتولى غير مواليه)

.

1232 -

(1)[ضعيف] وعن عائشة رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ تَوَلَّى غَيْر مَواليه؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

رواه ابن حبان في "صحيحه"

(1)

.

9 -

(ترغيب من مات له ثلاثة من الأولاد أو اثنان أو واحد فيما يذكر من جزيل الثواب)

.

1233 -

(1)[ضعيف] وعن الحارث بن أُقَيْشٍ

(2)

رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ مُسْلِميْنِ يموتُ لهما أرْبَعَةُ أولادٍ؛ إلاَّ أدْخَلَهُما الله الجنَّة بفضلِ رَحْمَتِهِ".

قال رجلٌ: يا رسولَ الله! وثلاثةٌ؟ قال:

"وثلاثةٌ".

قالوا: واثْنانِ؟ قال:

"واثْنانِ". [قال:

"وإن من أمتي من يُعظّم

(3)

للنار حتى يكون إحدى زواياها"].

(1)

قلت: هو عنده (1218 - الموارد) من طريق صفوان بن صالح: حدثنا الوليد بن مسلم بسنده عن (حِصن)، وهذا مجهول، ومن قبله يدلسان تدليس التسوية.

(2)

بالقاف والمعجمة مصغراً، وقد تبدل الهمزة واواً.

(3)

الأصل: (يستعظم). والتصحيح من "المستدرك"(4/ 593)، و"المعجم الكبير"(1/ 164/ 2)، و"المنتخب من المسند" لعبد بن حميد (ق 66/ 1).

ص: 21

رواه عبد الله بن الإِمام أحمد في "زوائده" وأبو يعلى بإسناد صحيح

(1)

.

1234 -

(2)[ضعيف] وعن أبي برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ما مِنْ مسلمينِ يموتُ لهما أرْبَعَةُ أَفراطٍ؛ إلا أدخَلَهُما الله الجنَّةَ بفضلِ رحْمَتِهِ".

قالوا: يا رسول الله! وثلاثةٌ؟ قال:

"وثَلاثَةٌ".

قالوا: واثْنَانِ؟ قال:

"واثْنانِ". قال:

"وإِنَّ مِنْ أُمَّتي لَمَنْ يُعَظَّمُ للنارِ حتَّى يكونَ أحَدَ زَواياها،. . .

(2)

يَدْخُلُ الجنَّةَ بِشفاعَتِهِ مِثْلُ مُضَر".

رواه عبد الله بن الإِمام أحمد، ورواته ثقات، وأراه حديثَ الحارث بن أُقَيْش الذي قبله. ويأتي بيان ذلك إن شاء الله

(3)

.

1235 -

(3)[ضعيف] وعن أبي ثَعْلَبَة الأشْجَعِيِّ رضي الله عنه قال:

قلتُ: يا رسولَ الله! ماتَ لي وَلدانِ في الإِسْلامِ؟ فقال:

"مَنْ مات لَه ولَدان في الإِسْلامِ؛ أدْخَلُه الله الجنَّةَ بفَضْلِ رحْمَتِه إيَّاهُما".

(1)

قلت: فيه عبد الله بن قيس مجهول كما قال الحافظ ابن حجر وغيره، وهو مخرج في "الضعيفة"(4823).

(2)

في الأصل هنا جملة: "وإن من أمتي من يدخل الجنة. . ."، فحذفتها لأنها ليست من شرط الضعيف.

(3)

في آخر الكتاب، وخلاصة ذلك: أن الحديث من مسند الحارث بن أقيش الذي قبله، وأنه حدَّث أبا برزة به، وليس من مسند أبي برزة. وقد حققت ذلك في "الضعيفة"(4823).

ص: 22

قال: فلمّا كانَ بَعْدَ ذلك لقِيَني أبو هُرْيرة؛ فقال لي: أنْتَ الذي قالَ لهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الوَلَدَينِ ما قالَ؟

قلتُ: نعم.

قال: لأَنْ يكونَ قالهُ لي؛ أحَبُّ إليَّ مِمّا غَلَّقَتْ عليه حِمْصُ وفِلَسطينُ.

رواه أحمد والطبراني، ورواة أحمد ثقات

(1)

.

(فِلَسطين) بكسر الفاء وفتح اللام وسكون السين المهملة: كورة بالشام. وقد تفتح الفاء.

1236 -

(4)[ضعيف] وعن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ مُسْلِمَيْنِ يُتَوَفَّى لهُما ثلاثةٌ مِنَ الوَلَدِ؛ إلا أدْخلَهُما الله الجنَّةَ بفضْلِ رحْمَتِه إيَّاهُما".

فقالوا: يا رسولَ الله! أوِ اثْنانِ؟ قال:

"أوِ اثْنانِ"

(2)

.

قالوا: أَوْ واحدٌ؟ قال:

"أوْ واحِدٌ"، ثم قال. . .

رواه أحمد والطبراني، وإسناد أحمد حسن، أو قريب من الحسن

(3)

.

(1)

كذا قال: وتبعه الهيثمي! وفيه عمر بن نبهان الحجازي؛ لم يوثقه غير ابن حبان، وفيه جهالة؛ كما قال الذهبي وغيره، وفيه أيضاً عنعنة أبي الزبير وابن جريج. وهو مخرج في "الضعيفة"(6861).

(2)

قلت: الحديث إلى هنا صحيح له شواهد تراها في "الصحيح" بعضها عند الشيخين، وله تتمة لها شواهد تجدها هناك. وانظر "المشكاة"(1/ 551).

(3)

قلت: الثاني هو الأقرب، فانظر "المشكاة"(1754).

ص: 23

1237 -

(5)[ضعيف] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما؛ أنَّه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ كانَ لهُ فَرَطان مِنْ أمَّتي أدْخَلَهُ الله بِهما الجنَّة".

فقالت له عائشة: فَمَنْ كانَ له فَرَطٌ؟ قال:

"ومَنْ كانَ له فَرَطٌ يا مُوَفَّقَةُ! ".

قالَتْ: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَطٌ مِنْ أمَّتِك؟ قال:

"فأنا فَرَطُ أمَّتي، لَنْ يُصَابُوا بِمِثْلي".

رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب"

(1)

.

(الفَرَط) بفتح الفاء والراء: هو الذي لم يدرك من الأولاد الذكور والإناث

(2)

، وجمعه (أفراط).

10 -

(الترهيب من إفساد المرأة على زوجها والعبد على سيده)

.

[لم يذكر تحته حديثاً على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

(1)

قلت: ليس في نقل صاحب "المشكاة" عنه قوله: "حسن"، وهو أقرب؛ فإن فيه (عبد ربه بن بارق الحنفي) ضعفه الأكثر، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وكذا ابن عدي (4/ 174) وساق له هو والذهبي هذا الحديث مشيرين إلى نكارته. وقال الساجي:"حدث عنه الحرشي بمناكير". انظر "المشكاة"(1735) و"مختصر الشمائل"(335).

(2)

قال الناجي (ق 171/ 2): "هذا تفسير عجيب، وعبارة ركيكة جداً، لا أعلم أحداً من أهل الغريب واللغة عبر بها. وأصل (الفرط): الذي يتقدم الواردة فيهيئ الأرشية والدلاء، ويمدر الحياض، ويسقي لهم. وقد فسر المصنف (الفرط) بنحو هذا في "العمل على الصدقة" من هذا الكتاب [8 - الصدقات /3/ 12 - حديث /الصحيح] وكذا في غيره فأحسن وأجاد، وشذ هنا وأغرب كما ترى. . .".

ص: 24

11 -

(ترهيب المرأة أن تسألَ زوجَها الطلاقَ من غير بأس)

.

1238 -

(1)[ضعيف] وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"أبْغَضُ الحَلالِ إلى الله الطلاقُ".

رواه أبو داود وغيره.

قال الخطابي:

"والمشهور فيه عن محارب بن دثار عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، لم يذكر فيه ابن عمر، والله أعلم".

ص: 25

12 -

(ترهيب المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة متزينة)

.

1239 -

(1)[ضعيف] وروي عن عائشة رضي الله عنها قالَتْ:

بَيْنَما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالِسٌ في المسجِد دَخَلَتِ امْرأَةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ؛ تَرْفُلُ في زِينَةٍ لها في المسْجِدِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"يا أيُّها الناسُ! انْهوا نساءَكُم عَنْ لُبْسِ الزينَةِ والتَّبَخْتُرِ في المسجِدِ، فإِنَّ بني إسْرائيلَ لَمْ يُلعَنوا حتَّى لَبسَ نِساؤهم الزينَة، وتَبَخْتَروا في المساجِد".

رواه ابن ماجه [مضى هنا 1 - باب].

ص: 26

13 -

(الترهيب من إفشاء السر سيما ما كان بين الزوجين)

.

1240 -

(1)[منكر] عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ مِنْ [أ] شرِّ الناسِ عندَ الله مَنْزِلة يومَ القِيامَةِ؛ الرجلُ يُفْضِي إلى امْرأَتِه وتُفْضِي إليهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سرها".

وفي روايةٍ:

"إنَّ مِنْ أَعْظَم الأَمانَةِ عندَ الله يَوْمَ القِيامَةِ؛ الرَّجُلُ يُفْضِي إلى امْرَأَتِه وتُفْضي إليه، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا".

رواه مسلم وأبو داود وغيرهما

(1)

.

1241 -

(2)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ أيضاً عَنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"السِّباعُ حَرامٌ".

قال ابن لهيعة: "يعني به الذي يفتخر بالجماع".

رواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي؛ كلهم من طريق دراج عن أبي الهيثم، وقد صححها غير واحد.

(السِّباع) بكسر السين المهملة بعدها ياء موحدة هو المشهور. وقيل: بالشين المعجمة.

1242 -

(3)[ضعيف] وعن جابرِ بنِ عبدِ الله رضي الله عنهما؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"المجالِسُ بالأمانَةِ؛ إلا ثلاثةَ مجالِسَ: سَفْكُ دمٍ حرامٍ، أو فَرْجٌ حرامٌ، أوِ اقْتِطاعُ مالٍ بغيرِ حقٍّ".

رواه أبو داود من رواية ابن أخي جابر بن عبد الله وهو مجهول. وفيه أيضاً عبد الله بن نافع الصائغ، روى له مسلم وغيره، وفيه كلام.

(1)

انظر الكلام عليه في "آداب الزفاف"(ص 63 - 70 و 142 - 143 - الإسلامية)، والروايتان لمسلم (4/ 157) والزيادة منه، وكان الأصل:"ينشر أحدهما سر صاحبه"! والمثبت والزيادة منه. والرواية الأخرى لأبي داود.

ص: 27

18 -

‌ كتاب اللباس والزينة

.

1 -

(الترغيب في لبس الأبيض من الثياب)

.

1243 -

(1)[موضوع] ورُوي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

" [إنَّ] أحسن ما زُرْتُمُ الله به في قبورِكم ومساجِدِكم؛ البيَاضُ".

رواه ابن ماجه.

2 -

‌(الترغيب في القميص

(1)

، والترهيب من طوله وطول غيره مما يلبس، وجره خيلاء، وإسباله في الصلاة وغيرها)

.

1244 -

(1)[ضعيف] ورُوي عن بريدة رضي الله عنه قال:

كنّا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأَقْبلَ رجُلٌ مِنْ قريشٍ يَخْطُرُ في حُلَّةٍ له، فلمَّا قام عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"يا بُرَيْدَةُ! هذا لا يُقيمُ اللهُ لهُ يومَ القيامة وَزْناً".

رواه البزار.

1245 -

(2)[ضعيف جداً] ورُوي عَنْ جابرِ بْنِ عبد الله رضي الله عنهما قال:

خَرَجَ عَلَينْا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحنُ مجتمعونَ فقال:

"يا مَعْشَرَ المسلمينَ! اتَّقوا الله وصِلُوا أرْحامَكُمْ؛ فإنَّه ليس مِنْ ثوابٍ

(1)

انظر أحاديثه في "الصحيح".

ص: 28

أَسْرَعُ من صِلَةِ الرَّحِمِ، وإيَّاكُمْ والبَغيَ؛ فإنَّه ليْسَ مِنْ عُقوبةٍ أسْرَعُ من عُقوبَةِ بَغْي، وإيَّاكم وعُقوقَ الوالِدَيْنِ؛ فإنَّ ريحَ الجنَّةِ يوجَدُ مِنْ مسيرَةِ ألْف عامٍ، والله لا يَجِدُها عَاقُّ، ولا قاطعُ رَحِمٍ، ولا شيخٌ زانٍ، ولا جارُّ إزارَهُ خُيَلاءَ، إنَّما الكبرياء لله ربِّ العالمينَ" الحديث.

رواه الطبراني في "الأوسط"[سيأتي بتمامه 22 - البر /2].

1246 -

(3)[ضعيف] وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ جَرَّ ثوبَهُ خُيَلاءَ؛ لَمْ يَنْظُرِ الله إليه يومَ القيامَةِ، وإنْ كانَ على الله كريماً".

رواه الطبراني من رواية علي بن يزيد الألهاني.

1247 -

(4)[ضعيف جداً] ورُوي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه قال:

"أتاني جبريلُ عليه السلام فقال لي: هذه ليلةُ النصفِ مِنْ شعبانَ، ولله فيها عُتَقاءُ مِنَ النارِ بعَدَدِ شَعْرِ غَنم كَلَبٍ، لا يَنْظُرُ الله فيها إلى مُشْرِكٍ، ولا إلى مُشاحِنٍ، ولا إلى قاطعِ رَحِمٍ، ولا إلى مُسْبِلٍ، ولا إلى عاقٍّ لوالديهِ، ولا إلى مُدْمِنِ خَمْرٍ".

رواه البيهقي.

1248 -

(5)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

بينَما رجل يُصَلِّي مُسْبِلاً إزارَهُ؛ فقالَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"اذْهَبْ فَتَوضَّأْ".

ص: 29

فَذهَب فتوضَّأَ. ثمَّ جاءَ، ثمَّ قال لهُ:

"اذْهَبْ فَتَوضَّأْ".

فقال له رجُلٌ آخَرُ: يا رسولَ الله! ما لَكَ أَمَرْتَهُ أنْ يتوضَّأَ ثُمَّ سكتَّ عنه؟ قال:

"إنَّه كان يُصلِّي وهو مُسْبِلٌ إزارَه، وإنَّ الله لا يقبلُ صلاةَ رجلٍ مُسْبِلٍ".

رواه أبو داود، وأبو جعفر المدني إن كان محمد بن علي بن الحسين فروايته عن أبي هريرة مرسلة، وإان كان غيره فلا أعرفه

(1)

.

(1)

قلت: هو غيره يقيناً، وهو الأنصاري المؤذن، وهو مجهول. انظر "المشكاة"(761) و"ضعيف أبي داود"(97). وكلام المؤلف يوهم أنه رواه عن أبي هريرة مباشرة، وليس كذلك؛ فإن بينهما عطاء بن يسار.

ص: 30

3 -

(الترغيب في كلمات يقولهن من لبس ثوباً جديداً)

.

1249 -

(1)[ضعيف] وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال:

لبسَ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضي الله عنه ثوباً جديداً، فقال:

(الحمدُ لله الذي كَساني ما أُوَارِي به عَوْرَتي، وأَتَجمّلُ به في حَيَاتي).

ثمَّ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:

"مَنْ لَبِسَ ثوباً جديداً فقال: (الحمدُ لله الذي كَساني ما أُواري به عَوْرَتي، وأَتَجمَّلُ به في حياتي)، ثمَّ عَمدَ إلى الثوبِ الذي أَخْلَقَ فتَصَدَّقَ به؛ كان في كَنَفِ الله، وفي حِفْظِ الله، وفي سِتْرِ الله؛ حيّاً ومَيْتاً".

رواه الترمذي واللفظ له وقال: "حديث غريب"، وابن ماجه والحاكم؛ كلهم من رواية أصْبغ بنِ زيد عن أبي العلاء عنه. وأبو العلاء مجهول، وأصبغ يأتي ذكره.

ورواه البيهقي وغيره من طريق عبيد الله بن زَحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه فذكره، وقال فيه: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ لَبِسَ ثَوْباً -أحْسِبُه قال:- جديداً، فقال حين يَبْلُغُ تَرْقُوَتَهُ مثلَ ذلك، ثم عَمِد إلى ثوبِه الخَلَقِ فكساهُ مِسْكيناً؛ لَمْ يَزَلْ في جِوارِ الله، وفي ذِمَّةِ الله، وفي كَنَفِ الله، حيّاً ومَيتاً، حيّاً وميتاً، حيّاً وميتاً، ما بَقِيَ مِنَ الثوْبِ سِلْكٌ"

(1)

.

زاد في بعض رواياته: قال ياسين:

فقلتُ لِعُبَيْدِ الله: مِنْ أيِّ الثَّوْبَيْن؟ قال: لا أدري.

(1)

بكسر السين المهملة؛ جمع (السِّلكة): الخيط.

ص: 31

1250 -

(2)[ضعيف جداً] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما أَنْعمَ الله على عبدٍ نعمةً فَعلِمَ أنَّها مِنَ الله؛ إلا كَتَبَ الله له شُكرَها قَبلَ أنْ يحمِدَهُ عليها.

وما أذْنَبَ عبدٌ ذنْباً فنَدِمَ عليه؛ إلا كَتَبَ الله له مَغفرةً قَبلَ أنْ يَسْتغفرَهُ.

وما اشترى عبدٌ ثوباً بدينارٍ أو نصفِ دينارٍ فلَبِسَهُ، فحمِدَ الله؛ إلا لَمْ يَبْلُغْ رُكْبَتَيْهِ حتّى يغفرَ الله لهُ".

رواه ابن أبي الدنيا والحاكم والبيهقي، وقال الحاكم:

"رواته لا أعلم فيهم مجروحاً". كذا قال.

(1)

4 -

(الترهيب من لبس النساء الرقيق من الثياب التي تصف البشرة)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا. انظر "الصحيح"].

(1)

قلت: فيه من لا يتابع على حديثه كما قال الذهبي في "تلخيصه". لكني وجدت له طريقاً آخر؛ إلا آن فيه متروكاً، وبيانه في "الضعيفة"(5347).

ص: 32

5 -

(ترهيب الرجال من لبسهم الحرير وجلوسهم عليه، والتحلي بالذهب، وترغيب النساء في تركهما)

.

1251 -

(1)[منكر] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه؛ أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ لَبِسَ الحريرَ في الدنيا؛ لَمْ يَلْبَسْهُ في الآخرةِ، وإنْ دخَلَ الجنَّةَ لَبسَهُ أهلُ الجنَّةِ ولمْ يَلْبَسهُ".

رواه النسائي، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(1)

1252 -

(2)[ضعيف] وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يَسْتَمْتعُ بالحرير مَنْ يَرْجو أيّامَ الله".

رواه أحمد، وفيه قصة.

1253 -

(3)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنَّما يلبَسُ الحريرَ في الدنيا؛ مَنْ لا يرجو أن يلْبَسَهُ في الآخرةِ".

قال الحسن: فما بالُ أقوامٍ يبْلُغهم هذا عن نبِيِّهم فيجعلون حريراً في ثيابِهم وبيوتهِمْ؟!

رواه أحمد من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن عنه.

(1)

قلت: كذا قال، وفيه داود السراج، وهو مجهول كما قال ابن المديني وغيره. وهو بشطره الثاني منكر، لأنه لم يرد في أحاديث الباب الصحيحة، وترى بعضها في "الصحيح".

ص: 33

1254 -

(4)[ضعيف جداً] وعن جويرية قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ لَبِسَ ثوبَ حريرٍ في الدنيا

(1)

؛ ألْبَسهُ الله عز وجل ثوباً مِنَ النارِ يومَ القيامَةِ".

وفي رواية:

"مَنْ لَبِسَ ثوبَ حريرٍ في الدنيا؛ أَلْبَسَهُ الله يومَ القِيامَةِ ثوبَ مَذَلَّةٍ أو ثوباً مِنْ نارٍ".

رواه أحمد والطبراني، وفي إسناده جابر الجعفي.

1255 -

(5)[ضعيف جداً] وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أُرِيتُ أنِّي دخلتُ الجنَّةَ، فإذا أعالي أهلِ الجنَّةِ فقراءُ المهاجرين وذراري المؤمنينَ، وإذا ليس فيها أحدٌ أقلُّ مِنَ الأَغْنِياءِ والنساءِ. فقيلَ لي: أمّا الأغنياءُ فإنَّهم على البابِ يُحَاسَبُون وُيمَحَّصُونَ، وأما النساءُ فأَلْهاهُنَّ الأحمران: الذهبُ والحريرُ" الحديث.

رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره

(2)

من طريق عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد

(3)

عن القاسم عنه.

[ضعيف] وتقدم حديث أبي أُمامة [16 - البيوع /19] عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

ليس في هذه الرواية قوله: "في الدنيا" عند أحمد (6/ 324) والسياق له، وإنما هو في الرواية الأخرى لأحمد أيضاً (6/ 430)، وكانت هذه في الأصل بلفظ:"مذلة من النار" فصححته منه ومن "جامع المسانيد"(15/ 349) وأطراف "المسند"(8/ 398)، وكأن المؤلف لفق بين الروايتين، وكذلك روايتا الطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 65/ 170 و 171)، ومدار الروايات على شريك عن جابر!!

(2)

قلت: كأحمد، فكان العزو إليه أولى، وإن كانت الطريق واحدة، انظر "الضعيفة"(5346).

(3)

الأصل: (زيد)، والتصويب من "المخطوطة" و"المسند" وكتب الرجال.

ص: 34

"يبيتُ قومٌ مِنْ هذهِ الأمَّةِ على طُعم وشُربٍ ولهوٍ ولَعبٍ، فيُصْبِحوا وقد مُسِخوا قِردةً وخنازيرَ، ولَيُصيبنَّهم خَسْفٌ وقَذْفٌ، حتى يُصْبِحَ الناسُ فيقولون: خُسِفَ الليلةَ ببني فلان، وخُسِفَ الليلة بدارِ فلان، ولَتُرْسَلَنَّ عليهم حجارةٌ مِنَ السماءِ؛ كَما أُرسِلتْ على قومِ لوطٍ على قبائلَ فيها وعلى دورٍ، ولَتُرْسَلَنَّ عليهم الريحُ العقيمُ؛ التي أهْلكَتْ عاداً على قبائلَ فيها وعلى دورٍ، بشُرِبهم الخمرَ، ولَبْسِهِمُ الحريرَ، واتِّخاذهُم القَيْناتِ، وأكْلِهِمُ الرِّبا، وقطيعةِ الرَّحِمِ، وخَصْلَةٍ نَسِيَها جَعْفَرُ".

رواه أحمد والبيهقي.

ص: 35

6 -

(الترهيب من تشبه الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل في لباس أو كلام أو حركة أو نحو ذلك)

.

1256 -

(1)[منكر] والطبراني [يعني عن حديث ابن عباس رضي الله عنه الذي في "الصحيح"]، وعنده

(1)

:

أنَّ امرأةً مرَّتْ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مُتَقَلِّدة قوساً، فقال:

"لَعَنَ الله المتشَبِّهاتِ مِنَ النساءِ بالرجالِ، والمتشَبِّهين مِنَ الرجالِ بالنساءِ".

1257 -

(2)[ضعيف] وعن رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ قال:

رأيتُ عَبد الله بنَ عَمْروٍ بنِ العاصي رضي الله عنهما ومَنْزِلُه في الحِلِّ، ومسجِدُه في الحَرَمِ، قال: فبينا أنا عندَه رأى أمَّ سعيدٍ ابنَةَ أبي جهلٍ مُتَقَلِّدَةً قوساً، وهي تمشي مِشْيَةَ الرجُلِ، فقالَ عبدُ الله: مَنْ هذه؟ فقلتُ: هذه أمُّ سعيدٍ بنتِ أبي جَهْلٍ، فقال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ليْسَ منّا مَنْ تَشَبَّه بالرجالِ مِنَ النساءِ. ولا مَنْ تَشَبَّه بالنساءِ مِنَ الرِّجالِ".

رواه أحمد واللفظ له، ورواته ثقات؛ إلا الرجل المبهم، ولم يسم. والطبراني مختصراً، وأسقط المبهم فلم يذكره.

(1)

يعني في "المعجم الكبير"؛ هذا هو المراد عزواً عند الإطلاق، لكن المؤلف كثيراً ما يخالف، وهذا منه؛ فإنه إنما رواه في "المعجم الأوسط" في ترجمة علي بن سعيد الرازي (رقم 4160 - بترقيمي) بسنده عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي: نا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. والطائفي فيه ضعف، والرصاصي لم يوثقه غير ابن حبان؛ ومع ذلك قال:"ربما أخطأ"، فالحديث بذكر المرأة والقوس منكر مخالف لا في "صحيح البخاري" وغيره، وهو هنا في "الصحيح" كما أشرت أعلاه.

ص: 36

1258 -

(3)[منكر] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

"لَعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُخنَّثي الرجالِ؛ الَّذينَ يَتَشبَّهونَ بالنساءِ، والمتَرَجِّلاتِ مِنَ النساءِ؛ المتشَبَّهاتِ بالرِجالِ، وراكبَ الفلاةِ وحدَهُ"

(1)

.

رواه أحمد ورجاله رجال "الصحيح"؛ إلا طيب بن محمد، وفيه مقال، والحديث حسن

(2)

.

1259 -

(4)[ضعيف] وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أرْبعةٌ لُعِنوا في الدنيا والآخِرةِ؛ وأمَّنَتِ الملائكةُ: رجلٌ جعَلَه الله ذَكراً فأنَّثَ نَفْسَه وتشبَّه بالنساءِ، وامْرَأَةٌ جَعَلها الله أُنْثَى فتذَكَّرَتْ وتشَبَّهتْ بالرجالِ، والذي يُضِلُّ الأعْمى، ورجلٌ حصورٌ، ولم يَجْعَلِ الله حصوراً إلاَّ يَحْيى بنَ زكريَّا".

رواه الطبراني من طريق علي بن يزيد الألهاني، وفي الحديث غرابة.

1260 -

(5)[منكر] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

أُتِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمُخَنَّثٍ قد خَضَبَ يَدَيْهِ ورجْلَيْهِ بالحِنَّاءِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما بالُ هذا؟ ".

قالوا: يَتَشبَّه بالنساءِ، فأَمَر بهِ فَنُفِيَ إلى (النقيع)، فقيلَ: يا رسولَ الله!

(1)

زاد أحمد في رواية (2/ 289): "فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استبان ذلك في وجوههم، وقال: الباثت وحده".

(2)

قلت: كلا؛ فإن لعن راكب الفلاة منكر لا نعرفه إلا في هذا الحديث، والطيب بن محمد لم يوثقه غير ابن حبان؛ وقال الذهبي:"لا يكاد يعرف". ثم إن الراوي عنه أيوب بن النجار مدلس، وقد عنعنه.

ص: 37

ألا تَقْتُله؟ فقال:

"إنِّي نُهيتُ عن قَتْلِ المصلِّينَ".

رواه أبو داود، قال:

"وقال أبو أسامة:

و (النقيع): ناحية عن المدينة، وليس بـ (البقيع)؛ يعني أنه بالنون لا بالباء".

(قال الحافظ):

"رواه أبو داود عن أبي يسار القرشي عن أبي هاشم عن أبي هريرة. وفي متنه نكارة، وأبو يسار هذا لا أعرف اسمه، وقد قال أبو حاتم الرازي لما سئل عنه: "مجهول".

وليس كذلك؛ فإنه قد روى عنه الأوزاعي والليث؛ فكيف يكون مجهولاً؟! والله أعلم

(1)

".

(1)

قلت: لا منافاة؛ فإن الجهالة نوعان: حالية وعينية، فإذا حمل قول أبي حاتم على الجهالة الحالية؛ زال الإشكال، وبها ترجمه الحافظ في "التقريب"، وبها ترجم لأبي هاشم أيضاً. وهو وهم منه؛ فإن هذا مجهول العين، لم يرو عنه غير أبي يسار هذا، ولذا قال الذهبي:"لا يعرف" فالأولى إعلال الحديث به. وهو منكر كما قال الذهبي في ترجمة الأول.

وبعد كتابة ما تقدم رأيت في حاشية مخطوطة الظاهرية ما نصه: "يزيد؛ مجهول الحال، يعني أنه لم يوثق، ولم يرد أنه مجهول العين. ابن حجر".

ص: 38

7 -

(الترغيب في ترك الترفُّع في اللباس تواضعاً واقتداءً بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، والترهيب من لباس الشهرة والفخر والمباهاة)

.

1261 -

(1)[ضعيف] وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الله عز وجل يُحِبُّ المتَبذِّلَ، الذي لا يُبالي ما لَبِسَ".

رواه البيهقي

(1)

.

1262 -

(2)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه:

"أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أَكَلَ خَشِناً، ولَبِسَ خَشِناً؛ لَبِسَ الصوفَ، واحْتَذى المخْصوفَ".

قيلَ للحَسنِ: ما الخَشن؟ قال: غَليظُ الشَّعيرِ، ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسيغُهُ إلا بجُرعَةٍ مِنْ ماءٍ.

رواه ابن ماجه، والحاكم واللفظ له؛ كلاهما من رواية يوسف بن أبي كثير، عن نوح بن ذكوان. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد".

(قال الحافظ): "يوسف لا يعرف، ونوح بن ذكوان قال أبو حاتم: ليس بشيء".

(1)

يعني في "الشعب"(5/ 156/ 6176)، وفيه انقطاع جهله المعلقون الثلاثة، وأعلوه بـ (ابن لهيعة)، وهو من رواية ابن وهب عنه! وهذا ديدنهم، لا يعرفون أن روايته عنه صحيحة، فقد ضعفوا بعض الأحاديث الصحيحة بجهلهم هذا. فانظر على سبيل المثال هذا الباب من "الصحيح".

ولم يقف الحافظ العراقي على مخرج هذا الحديث فقال: "لم أجد له أصلاً"! انظر "الضعيفة"(2324).

ص: 39

1263 -

(3)[ضعيف جداً] وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"كان على موسى يومَ كلَّمَهُ ربُّهُ؛ كِساءُ صوفٍ، وجُبَّةُ صوفٍ، وكُمَّةُ صوفٍ، وسراويلُ صوفٍ، وكان نَعْلاهُ مِنْ جِلْد حِمارٍ مَيِّتٍ".

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب [لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج، وهو ابن علي الكوفي، قال محمد [يعني البخاري]: منكر الحديث] "

(1)

، والحاكم؛ كلاهما عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن مسعود. وقال الحاكم:

"صحيح على شرط البخاري".

(قال الحافظ): "توهم الحاكم أن حميداً الأعرج هذا هو حميد بن قيس المكي، وإنما هو حميد بن علي

(2)

، وقيل: ابن عمار؛ أحد المتروكين. والله أعلم".

(الكُمّة) بضم الكاف وتشديد الميم: القلنسوة الصغيرة

(3)

.

1264 -

(4)[ضعيف موقوف] وعن أبي الأَحْوَصِ عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال:

كانتِ الأنبياءُ يسْتَحِبُّونَ أنْ يلبَسوا الصوفَ، ويَحْتَلِبوا الغَنَم، ويَرْكبوا الحُمُرَ.

رواه الحاكم موقوفاً وقال: "صحيح على شرطهما"

(4)

.

1265 -

(5)[ضعيف] وروى ابن ماجه عن عبادة بن الصامت قال:

خَرجَ علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ وعليه جُبَّةٌ مِنْ صوفٍ، ضيِّقةُ

(1)

الأصل: "حسن غريب"، فصححته من "الترمذي"(1734) و"تحفة الأشراف"(7/ 64/ 9328)، والزيادة منه، وهي تؤكد أن لفظ:"حسن" مدرج من بعض النساخ لأنه مباين لها.

(2)

وكذا قال الذهبي، لكن نسبة الوهم فيه إلى الحاكم فيه نظر عندي؛ لأنه قد رواه مثل رواية الحاكم ابن مردويه كما ذكر ابن كثير. فالخطأ من غيره كما كنت بينته في "الضعيفة"(4082).

(3)

وهي في عرفنا (الطاقية). قاله الحافظ الناجي الحلبي.

(4)

قلت: فيه اختلاط السَّبيعي؛ كما هو مبين في "التعليق الرغيب".

ص: 40

الكُمَّيْنِ، فصلَّى بنا فيها، ليسَ عليهِ شَيْءٌ غيرُها

(1)

.

1266 -

(6)[ضعيف جداً] ورُوي عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"براءَةٌ مِنَ الكِبْرِ؛ لَبوسُ الصوفِ، ومُجالَسَةُ فُقراءِ المؤمنينَ

(2)

، ورُكوبُ الحِمَارِ، واعْتِقالُ العَنْزِ أو البَعيرِ".

رواه البيهقي وغيره.

1267 -

(7)[ضعيف مرسل] وعن الحسن:

أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي في مُروطِ نِسائه، وكانَتْ أكْسِيَةٌ مِنْ صوفٍ مِمَّا يُشتَرى بالستَّةِ والسبعةِ، وكنَّ نساؤه يَتَّزِرْنَ بها.

رواه البيهقي وهو مرسل، وفي سنده لين.

1268 -

(8)[منكر] ورواه الطبراني [يعني حديث أبي بردة الذي في "الصحيح"] بإسناد صحيح أيضاً

(3)

بنحوه، وزاد في آخره:

"إنّما لباسُنا الصوفُ، وطعامُنا الأسْودانِ: التمرُ والماءُ".

1269 -

(9)[ضعيف] وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:

خرجتُ في غداة شاتِيَةٍ جائعاً وقد أوْبَقَني البردُ، فأخَذتُ ثوباً مِنْ صوفٍ قد كانَ عندنا، ثُمَّ أدْخَلْتُه في عُنُقي. وحزمته على صدْري أسْتَدْفيءُ به، والله ما كان في بَيْتي شيءٌ آكُلُ منه، ولو كانَ في بيتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيءٌ

(1)

فيه ضعف وانقطاع، كما هو مبين هناك.

(2)

الأصل: (المسلمين). والتصويب من "البيهقي"، و"ضعيف الجامع"(2323) وغيرهما.

(3)

قلت: إطلاق العزو إليه يوهم أنه رواه في "المعجم الكبير"، وإنما رواه في "الأوسط"(2/ 564/ 1967). واقتصاره في العزو عليه يشعر أنه لم يروه أحد ممن التزم في كتابه إخراج الصحيح، وليس كذلك، فقد أخرجه الحاكم (4/ 188)، لكن فيه من تكلم في حفظه وخالف الثقات في زيادته، فهي منكرة، كما بينته في الأصل.

ص: 41

لَبَلَغني. . . فذكر الحديث

(1)

إلى أن قال:

ثمَّ جئتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فجلَسْتُ إليه في المسجِدِ، وهو مَعَ عِصابَةٍ مِنْ أصْحابِهِ، فَطلعَ علينا مُصعبُ بنُ عُمَيْر في بُرْدَةٍ له مَرْقوعَة بِفَرْوَةٍ، وكان أَنْعَمَ غُلامٍ بمكَّةَ وأرفَهَهُ عيشاً، فلمَّا رآه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذكَرَ ما كان فيه مِنَ النعيم، ورأى حالَه التي هو عليها، فَذَرفَتْ عيناهُ فَبكى، ثمَّ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أنتمُ اليومَ خيرٌ أم إذا غُدي على أحدكم بجِفنةٍ مِنْ خبزٍ ولحم، وريحَ عليه بأُخْرى، وغدا في حُلَّةٍ وراحَ في أخرى، وسَتَرْتُمْ بُيوتَكم كما تُسْتَرُ الكَعْبَةُ؟ ".

قلنا: بَلْ نحنُ يؤمَئذٍ خيرٌ؛ نَتَفَّرغُ لِلعبادَةِ. قال:

"بلْ أنتُم اليومَ خَيْرٌ"

(2)

.

رواه أبو يعلى واللفظ له.

ورواه الترمذي؛ إلا أنه قال:

خرجْتُ في يوم شاتٍ مِنْ بيتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ وقدْ أخذتُ إهاباً مَعْطوناً

(3)

فَجَوَّبْتُ وسْطَه، فأدْخَلتُه في عُنُقي، وشدَدْتُ وسْطي فَحزَمْتُهُ بخوصِ النَّخْلِ، وإنِّي لشديدُ الجوعِ، فذكر الحديث، ولم يذكر فيه قصة مصعب بن عمير، وذكر قصته في موضع آخر مفردة، وقال في كل منهما:"حديث حسن غريب".

(قال الحافظ): "وفي إسناديهِ وإسناد أبي يعلى رجل لم يسم".

(1)

قلت: سيأتي بتمامه في (24 - التوبة والزهد /6).

(2)

هذا المقطع من: "أنتم اليوم. . ." إلى هنا صحيح لغيره، وسيأتي في (19 - الطعام /7) من "الصحيح"، وهو مخرج في "الصحيحة"(2384).

(3)

(المعطون): المنتن المتمرق الشعر، يقال: عطن الجلد، فهو عطن ومعطون: إذا مرَّق شعره وأنتن في الدباغ. كذا في "النهاية". ووقع في "الترمذي"(2475): (معطوباً)، وكذا في طبعة الثلاثة! وشرحوه بقولهم:"جلداً مدبوغاً وقيل غير مدبوغ"!!

ص: 42

(جوّبت) وسطه، بتشديد الواو؛ أي: خرقت في وسطه خرقاً كالجيب؛ وهو الطوق الذي يخرج الإنسان منه رأسه.

و (الإهاب) بكسر الهمزة: هو الجلد، وقيل: ما لم يدبغ.

1270 -

(10)[ضعيف] وعن عمر رضي الله عنه قال:

نَظَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى مُصعبِ بْنِ عُمَيْرٍ مُقْبِلاً عليه إهابُ

(1)

كبشٍ قد تَنَطَّقَ به، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"انظروا إلى هذا الذي نوَّرَ الله قلْبَه، لقد رأيتُه بيْنَ أبَوَيْن يَغذُوانِهِ بأطْيَبِ الطعامِ والشرابِ، ولقد رأيتُ عليه حُلّةً شَراها أو شُرَيتْ بمئةِ دِرهمٍ، فدعاهُ حُبُّ الله وحبُّ رسولِه إلى ما تَرَوْنَ ".

رواه الطبراني

(2)

والبيهقي.

1271 -

(11)[ضعيف جداً] ورُوي عن الشَّفاء بنت عبد الله رضي الله عنها قالت:

أتيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أسْألُه فجعَلَ يعْتَذِرُ إليَّ؛ وأنا ألومُه، فحضَرتِ الصلاةُ، فخرجتُ فدخَلْتُ على ابْنَتي وهي تحت شُرَحْبِيلَ بنِ حَسَنَةَ، فوجدتُ شُرَحْبِيلَ في البيتِ؛ فقلتُ: قد حَضَرتِ الصلاةُ وأنْتَ في البيْتِ؛ وجَعلْتُ ألومُه. فقال: يا خالةُ! لا تلوميني؛ فإنَّه كان لي ثوبٌ فاستعارَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم! فقلتُ: بأبي وأمِّي؛ كنتُ ألومُه منذُ اليوم وهذه حالُه وأنا لا أشْعُرُ!

(1)

هو الجلد، وقيل: إنما يقال للجلد (إهاب) قبل الدبغ، فأما بعده فلا. "نهاية ".

(قد تنطَّق به) أي: شده بحبل في وسطه.

(2)

المراد به عند الإطلاق "المعجم الكبير" له، ولم أره في "مسند عمر" منه، ولا رأيته في "مجمع الزوائد" لا في "اللباس" ولا في "الزهد". ثم رجعت إلى المخطوطة، فوجدت مكان (الطبراني) بياضاً، فشعرت أن (الطبراني) ملحق من بعض النساخ، والأولى أن يوضع فيه أبو نعيم؛ فإنه رواه في "الحلية". ثم إن في سنده ضعفاً وجهالة؛ وبيانه في "الضعيفة"(5195).

وأما الجهلة الثلاثة فقالوا: "حسن"! هكذا خبط عشواء!.

ص: 43

فقال شُرَحْبِيلُ: ما كان إلا دِرْعاً رقُّعْناهُ.

رواه الطبراني والبيهقي.

1272 -

(12)[ضعيف جداً موقوف] ورُوي عن جابر رضي الله عنه قال:

حَضَرْنا عُرسَ عليٍّ وفاطمةَ رضي الله عنهما، فما رَأَينا عُرْساً كان أحْسَنَ منه، حَشَوْنا الفِراشَ -يعني الليفَ- وأتَيْنا بتَمْرٍ وزَبيبٍ فأكَلْنا، وكانَ فِراشُها لَيلَةَ عُرْسِها إهاب كَبْشٍ.

رواه البزار

(1)

.

1273 -

(13)[ضعيف جداً] وروي عن ثَوْبانَ رضي الله عنه قال:

قلت: يا رسولَ الله! ما يكفيني مِنَ الدنيا؟ قال:

"ما سدَّ جَوْعَتَك، ووارى عوْرتَك، وإن كان لك بَيْتٌ يُظِلُّك فذاكَ، وإنْ كان لك دابَّةٌ فبخٍ بَخٍ".

رواه الطبراني

(2)

.

1274 -

(14)[ضعيف] وعن أبي يعفور

(3)

قال:

سمعتُ ابنَ عمروٍ سأله رجلٌ: ما أَلبَسُ مِنَ الثيابِ؟

قال: ما لا يَزْدَريكَ فيه السُّفَهاءُ، ولا يعيبُك به الحُكَماءُ. قال: ما هو؟

قال: ما بينَ الخمسةِ دَراهمَ إلى العشرينَ دِرْهماً.

(1)

وقال: "لا نعلم رواه هكذا إلا عبد الله، ولم يكن بالحافظ، ولم يتابع عليه، وعنده أحاديث يتفرد بها". وعبد الله هو ابن ميمون القداح ضعيف جداً؛ كما في "التقريب"، ووقع في "كشف الأستار" (1408) في كلام البزار:"عمر"، فلم يتنبه الشيخ الأعظمي أنه تحرف من "عبد الله"!

(2)

أوهم بإطلاق العزو بأنه في "الكبير"؛ وليس كذلك؛ فإنما رواه في "المعجم الأوسط"؛ فانظر "الضعيفة"(5351).

(3)

الأصل: (أبي يعقوب)، وهو تصحيف، والتصويب من "المعجم الكبير"(32/ 188/ 2) والمخطوطة.

ص: 44

رواه الطبراني ورجاله رجال "الصحيح"

(1)

.

1275 -

(15)[ضعيف جداً] ورُوي عن أمَّ سلمةَ رضي الله عنها عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"ما مِنْ أحدٍ يلبَس ثوباً ليباهِيَ به وينظُرَ الناسُ إليه؛ [إلا] لَمْ ينظُرِ الله إليه؛ حتى ينْزَعَهُ متى نَزَعَه".

رواه الطبراني

(2)

.

1276 -

(16)[ضعيف] وعن ضَمْرَةَ بنِ ثَعْلَبَة رضي الله عنه:

أنَّه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وعليه حُلَّتانِ مِنَ حُلَلِ اليَمَنِ؛ فقال:

"يا ضَمْرَةُ! أتَرى ثوبَيْكَ هذَيْنِ مُدْخِلَيْكَ الجنَّةَ؟ ".

فقال: يا رسولَ الله! لَئنِ اسْتغفَرتَ لي لا أقْعُد حتى أَنْزَعَهُما عنِّي. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"اللهمَّ! اغْفِرْ لِضَمْرَةَ".

فانْطلَقَ سريعاً حتَّى نَزَعَهُما عنه.

رواه أحمد، ورواته ثقات؛ إلا بقية

(3)

.

1277 -

(17)[ضعيف] وروى أيضاً [يعني ابن ماجه] عن عثمان بن جهم عن زِر بن حُبيش عن أبي ذزٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"من لبس ثوب شهرة؛ أعرض الله عنه حتى يضعه متى وضعه".

(1)

قلت: نعم، ولكن ذلك لا يستلزم ثبوت الخبر؛ لأن ابن أبي يعفور هذا واسمه (يونس) مختلف فيه؛ وقد ضعفه أحمد وغيره، وقال الحافظ في "التقريب":"صدوق يخطئ كثيراً".

فمثله بالكاد أن يكون حديثه حسناً.

(2)

انظر "الضعيفة"(5352).

(3)

يعني أنه مدلس، وقد عنعنه، ثم إن فيه انقطاعاً بين ضمرة والراوي عنه يحيى بن جابر؛ فإنه لم يرو عن أحد من الصحابة، وإنما روايته عن التابعين، مات سنة (126).

ص: 45

8 -

(الترغيب في الصدقة على الفقير بما يلبسه كالثوب ونحوه)

.

1278 -

(1)[ضعيف] عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ما مِنْ مسلمٍ كسا مسلماً ثوباً؛ إلاً كان في حِفْظِ الله تعالى ما دامَ عليه مِنْه خِرْقَةٌ".

رواه الترمذي والحاكم؛ كلاهما من رواية خالد بن طهمان.

ولفظ الحاكم: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ كَسا مسلماً ثوباً؛ لَمْ يَزَلْ في سَتْرِ الله ما دامَ عليهِ منهُ خَيْطٌ أوْ سِلْكٌ ".

قال الترمذي:

"حديث حسن غريب"، وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

1279 -

(2)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"أيَّما مسلمٍ كسَا مسلماً ثوباً على عُرْيٍ؛ كَساه الله مِنْ خَضِرِ الجنَّةِ، وأيُّما مسلم أَطْعَمَ مسلماً على جوعٍ؛ أَطْعَمَهُ الله مِنْ ثمارِ الجنَّةِ، وأيُّما مُسْلِمٍ سَقَى مسلماً على ظَمأٍ؛ سقاهُ الله عز وجل مِنَ الرحيقِ المخْتومِ".

رواه أبو داود من رواية أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، وحديثه حسن

(2)

،

(1)

قلت: تعقبه الذهبي بقوله (4/ 196): "قلت: خالد ضعيف". وقال الحافظ: "اختلط".

(2)

كذا قال! وفيه كلام كثير، لخصه الحافظ بقوله في "التقريب":

"صدوق يخطئ كثيراً، وكان يدلس".

ص: 46

والترمذي بتقديم وتأخير، وتقدم لفظه في "إطعام الطعام"[8 - الصدقات /17]، وقال:

"حديث غريب، وقد روي موقوفاً على أبي سعيدٍ، وهو أصح وأشبه".

1280 -

(3)[ضعيف موقوف](قال الحافظ): ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب "اصطناع المعروف" عن ابن مسعود موقوفاً عليه قال:

يُحْشَرُ الناسُ يومَ القيامَةِ أَعْرى ما كانوا قَطُّ، وأَجوَعَ ما كانوا قَطُّ، وأظْمَأَ ما كانوا قَطُّ، وأنصبَ ما كانوا قطُّ، فَمَنْ كسا لله عز وجل؛ كساهُ الله عز وجل، وَمَنْ أطعم لله عز وجل؛ أَطْعَمَهُ الله عز وجل، ومَنْ سَقى لله عز وجل؛ سقاهُ الله عز وجل، ومَنْ عَمِل لله؛ أغْناهُ الله، وَمَنْ عَفا لله عز وجل؛ أعفاهُ الله عز وجل. [مضى هناك].

(أنصب) أي: أتعب.

(قال الحافظ)

[ضعيف] وتقدم حديث أبي أمامة في "باب ما يقول إذا لبس ثوباً جديداً"[هنا /3 - باب]، وفيه: قال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ لَبِسَ ثَوْباً -أحْسِبُه قال: جديداً- فقالَ حِينَ يَبْلُغُ تَرْقُوَتَه مثل ذلك

(1)

، ثُمَّ عَمدَ إلى ثوبهِ الخلق فكَساهُ مِسْكيناً؛ لَمْ يَزلْ في جِوارِ الله، وفي ذِمَّةِ الله، وفي كَنَفِ الله، حيّاً ومَيتاً، حياً وميتاً، ما بَقِيَ مِنَ الثوْبِ سِلْكٌ".

(1)

يعني مثل صيغة الحمد المذكورة في رواية هناك قبل هذه.

ص: 47

9 -

(الترغيب في إبقاء الشيب وكراهة نتفه)

.

10 -

(الترهيب من خضب اللحية بالسواد)

.

11 -

(ترهيب الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والمتفلجة)

. (*)

[ليس تحت هذه الأبواب الثلاثة حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"]

12 -

(الترغيب في الكحل بالإثمد للرجال والنساء)

.

1281 -

(1)[ضعيف] وَزَعَم [يعني ابن عباس في حديثه الذي في "الصحيح"]:

"أنَّ النبىِّ صلى الله عليه وسلم كانتْ له مِكْحَلَةٌ؛ يكْتَحِلُ منها كلَّ ليلةٍ؛ ثلاثةً في هذه؛ وثلاثةً في هذِه".

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: تحت هذا الباب (رقم 11) أورد المنذري حديثا لم يدرجه الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - في (صحيح الترغيب) ولا (ضعيفه)، وهو:

[عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خَرَجَ بِقُصَّةٍ فَقَالَ:«إِنَّ نِسَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كُنَّ يَجْعَلْنَ هَذَا فِي رُءُوسِهِنَّ، فَلُعِنَّ وَحُرِّمَ عَلَيْهِنَّ الْمَسَاجِدُ»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط من رواية ابن لهيعة وبقية إسناده ثقات] انتهى كلام المنذري رحمه الله

واستدركه الشيخ مشهور في طبعته، وصدّره بالحكم [ضعيف]، وعلّق قائلا:«وفي التعليق الرغيب: [ضعيف]، وفيه إحالة على «السلسلة الضعيفة» (رقم 6765)»، انتهى كلام الشيخ مشهور

ص: 48

19 -

‌ كتاب الطعام وغيره

.

1 -

(الترغيب في التسمية على الطعام، والترهيب من تركها)

.

1282 -

(1)[موضوع] ورُوي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ سرَّهُ أن لا يجِدَ الشيطانُ عندَه طعاماً ولا مَقيلاً ولا مَبيتاً؛ فلْيُسَلِّمْ إذا دَخَل بيتَهُ، ولْيُسَمِّ على طَعامِه".

رواه الطبراني. [مضى 14 - الذكر /15].

1283 -

(2)[ضعيف] وعن أمية بن مَخْشِي -وكان مِنْ أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنه:

أنَّ رجلاً كان يأْكُلُ والنبيُ صلى الله عليه وسلم ينظُرُ، فلَمْ يُسَمَّ الله حتَّى كان في آخِرِ طَعامِه، فقالَ: بِسْمِ الله أوَّلَهُ وآخِرَهُ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"ما زال الشيطانُ يَأكُلُ معَهَ حتى سَمَّى، فما بَقيَ في بَطْنِهِ شَيْءٌ إلا قاءَهُ".

رواه أبو داود والنسائي والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

(مَخْشِي) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة بعدهما شين معجمة مكسورة وياء.

قال الدارقطني:

"لم يسند أمية عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث. وكذا قال أبو عمر النمري وغيره".

قال الحافظ:

"ويأتي ذكر التسمية في حديث ابن عباس في [10 - باب] (الحمد بعد الأكل) ".

(1)

قلت: كلا؛ فإن فيه (المثنى بن عبد الرحمن)، قال ابن المديني:"مجهول، لم يرو عنه غير جابر بن صبح". وتبعه الذهبي. وهو عند النسائي في "الكبرى"(الوليمة ق 59/ 2).

ص: 49

2 -

(الترهيب من استعمال أواني الذهب والفضة، وتحريمه على الرجال والنساء)

.

1284 -

(1)[ضعيف] وعَنِ ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ لَبِس الحريرَ وشرِبَ في آنِيَةِ (1) الفِضَّةِ؛ فلَيْسَ مِنّا،. . .

(1)

".

رواه الطبراني، ورواته ثقات إلا عبد الله بن مسلم أبا طيبة.

3 -

(الترهيب من الأكل والشرب بالشمال، وما جاء في النهي عن النفخ في الإناء والشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح)

.

1285 -

(1)[ضعيف] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

"نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عنِ اخْتِناثِ الأسْقِيَةِ".

وأَنَّ رجُلاً بعدَ ما نَهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ ذلك، قامَ مِنَ الليلِ إلى سِقاءٍ فاخْتَنَثهُ؛ فَخرجَتْ عليه منه حَيَّةٌ".

رواه ابن ماجه من طريق زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام، وبقية إسناده ثقات.

(خَنَثَ) السقاء واختنثه: إذا كسر فمه إلى خارج فشرب منه.

1286 -

(2)[ضعيف] وعن عيسى بن عبد الله بن أُنَيسٍ عن أبيهِ:

أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دعا بإداوَةٍ يومَ أُحُدٍ فقال:

"اخْتَنِثْ فَمَ الإداوَةِ ثُمَّ اشْرَبْ مِنْ فيها".

(1)

ليس في "الطبراني" ولا في "المجمع" لفظة (الآنية)، ومحل النقط جملة ثابتة في أحاديث أخرى؛ تقدم بعضها في "الصحيح"(17 - النكاح /10) مع الإشارة من المؤلف إلى هذا الحديث.

ص: 50

رواه أبو داود عن عبيد

(1)

الله بن عمر عنه، ومن طريقه البيهقي وقال:

"الظاهر أن خبر النهي كان بعد هذا".

(قال الحافظ): "ورواه الترمذي أيضاً وقال:

"ليس إسناده بصحيح، عبد الله بن عمر يضعف في الحديث، ولا أدري سمع من عيسى أم لا؟ ". والله أعلم".

4 -

(الترغيب في الأكل من جوانب القصعة دون وسطها)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا. انظر (الصحيح"].

(1)

بضم المهملة مصغراً، كذا وقع في "أبي داود"(3721)، والبيهقي أيضاً في "الشعب"(2/ 207/ 2)، ووقع عند الترمذي (1/ 345)"عبد الله" مكبراً وهو المضعف كما يأتي، والظاهر أنه اختلاف قديم، فقد روى الآجري عن أبي داود أنه قال:"لا يعرف عن عبيد الله، والصحيح عن عبد الله بن عمر"، ورواه القطان عن عبيد الله بن عمر عن عيسى مرسلاً، لم يقل: عن أبيه، ذكره في "التهذيب".

وأقول: سواء كان هو المكبر أو المصغر، فمداره على عيسى، ولم تثبت عدالته. فلا داعي للاستظهار الذي قاله البيهقي.

ص: 51

5 -

‌(الترغيب في أكل الخل والزيت ونهس اللحم دون تقطيعه بالسكين -إن صح الخبر

-).

1287 -

(1)[موضوع] وروى ابن ماجه عن محمد بن زاذان

(1)

قال:

حدَّثَتْني أمُّ سعدٍ قالتْ:

دَخلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على عائشة وأنا عندَها، فقال:

"هَلْ مِنْ غَداءٍ؟ ".

قالتْ: عندَنا خُبزٌ وتَمْرٌ وخَلُّ. فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"نِعْمَ الإدامُ الخَلُّ، اللهمَّ بارك في الخلِّ؛ فإنَّه كان إدامَ الأنبياءِ قَبْلي، ولم يَفْتَقِرْ بَيْتٌ فيه خَلٌ".

1288 -

(2)[ضعيف جداً] وروي عن أبي هريرة مرفوعاً قال:

"كُلوا الزيتَ واذَّهِنُوا بِهِ، فإنَّه طيِّبٌ مُبارَكٌ".

رواه الحاكم شاهداً.

1289 -

(3)[ضعيف] وعن صفوان بن أمية قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"انهسوا اللحم نهساً

(2)

؛ فإنه أهنأ وأمرأ".

رواه أبو داود، والترمذي واللفظ له، والحاكم وقال:

(1)

قلت: مدني متروك، ولعل المؤلف إنما بدأ به دون البدء بالصحابي كما هي القاعدة، ليشير إلى أنه علة الحديث، لكن فاته أن راويه عنه -وهو عنبسة بن عبد الرحمن- شر منه؛ فقد رماه أبو حاتم بالوضع! ثم أليس كان الأولى تصديره بصيغة التمريض:(روي) ثم يقول إن شاء: رواه ابن ماجه وفيه خلاف. .؟!

(2)

بالسين المهملة: أخذ اللحم بأطراف الأسنان. و (النهش) بالشين المعجمة: الأخذ بجميعها.

ص: 52

"صحيح الإسناد"، ولفظه: قال:

رآني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا آخُذُ اللحْمَ عَنِ العَظْمِ بِيَديِ، فقالَ:

"يا صفوانُ! ".

قلتُ: لبَّيْكَ. قال:

" قَرِّبِ اللحْمَ مِنْ فِيكَ؛ فإِنه أهْنَأُ وأَمْرَأُ".

(قال الحافظ) عبد العظيم:

"رواه الترمذي عن عبد الكريم بن أبي أمية المعلم عن عبد الله بن الحارث عنه. وقال:

هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم".

(قال الحافظ): "عبد الكريم هذا واهٍ، روى له البخاري تعليقاً؛ ومسلم متابعة، وقد روي من غير حديثه، فرواه أبو داود والحاكم من حديث عبد الرحمن بن معاوية عن عثمان ابن أبي سليمان عنه. وعثمان لم يسمع من صفوان. والله أعلم

(1)

".

1290 -

(4)[منكر] وعن عائشة رضي الله عنها؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لا تَقْطَعوا اللَّحْمَ بالسكِّينِ؛ فإنَّه مِنْ صَنيع الأعاجِمِ، وانْهَشُوهُ نهْشاً؛ فإنَّه أَهْنَأُ وأَمْرَأُ".

رواه أبو داود وغيره عن أبي معشر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عنها. وأبو معشر هذا اسمه نجيح؛ لم يترك، ولكن هذا الحديث مما أنكر عليه، وقد صح أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم "احْتَزَّ مِنْ كَتِفِ شاةٍ، فأكَلَ ثُمَّ صلَّى". والله أعلم

(2)

.

(1)

قلت: فيه علة أخرى وهي سوء حفظ ابن معاوية. وقد خرجته في "الضعيفة"(2193).

(2)

يشير المؤلف بهذا الحديث الصحيح إلى نكارة حديث نجيح.

ص: 53

6 -

(الترغيب في الاجتماع على الطعام)

.

1291 -

(1)[ضعيف جداً] وروى ابن ماجه أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"كُلوا جميعاً ولا تَتَفَرَّقوا؛ فإنَّ البَركَةَ مَع الجَماعَةِ".

وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير؛ واهي الحديث.

7 -

(الترهيب من الإمعان في التشبع والتوسع في المآكل والمشارب شرَهاً وَبَطَراً)

.

1292 -

(1)[ضعيف موقوف] ورواه [يعني حديث أبي جحيفة الذي في "الصحيح" ابن أبي الدنيا، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، والبيهقي، وزادوا:

فما أكلَ أبو جحيفةَ (بتقديم الجيم على الحاء) ملءَ بطنه حتى فارق الدنيا، كان إذا تغدّى لا يتعشّى، وإذا تعشّى لا يتغدّى.

[ضعيف موقوف] وفي رواية لابن أبي الدنيا: قال أبو جحيفة:

فما ملأتُ بطني منذُ ثلاثين سنة.

1293 -

(2)[منكر موقوف] ورُوي عن عائشة رضي الله عنها قالت:

أوَّلُ بلاءٍ حدَثَ في هذه الأمَّةِ بعدَ نبيِّها؛ الشِّبَعُ، فإنَّ القومَ لما شَبِعَتْ بُطونُهم سَمِنَتْ أبْدانُهم، فضَعُفَتْ قلوبُهم، وجَمَحَتْ شَهَواتُهُمْ.

رواه البخاري في "كتاب الضعفاء"، وابن أبي الدنيا في "كتاب الجوع"

(1)

.

(1)

قلت: أخرجه (ق 2/ 2) من طريق غسان بن عبيد الموصلي: حدثنا حمزة البصري بسنده عنها موقوفاً. أورده الذهبي في ترجمة (الموصلي) من مناكيره، وشيخه حمزة لم أعرفه.

ص: 54

1294 -

(3)[ضعيف] وعَنْ جَعْدَةَ رضي الله عنه:

أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأَى رجُلاً عظيمَ البَطْنِ، فقال: بإصبعه:

"لوْ كان هذا في غيرِ هذا لكانَ خيراً لَكَ".

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد جيد، والحاكم والبيهقي

(1)

.

1295 -

(4)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لَيُؤْتَيَنَّ يومَ القيامَةِ بالعَظيم الطويلِ الأكُولِ الشَّروبِ، فلا يَزِنُ عندَ الله جَناحَ بعوضَةٍ، واقْرَؤا إنْ شئتم: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} ".

رواه البيهقي واللفظ له. . .

(2)

1296 -

(5)[ضعيف جداً] ورُوي عنِ ابْنِ بُجَيْرٍ

(3)

-وكان مِنْ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

أصابَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جوعٌ يوماً، فعَمَد إلى حَجَرٍ فوضَعَهُ على بطْنِهِ، ثم قال:

"ألا رُبَّ نَفْسٍ طاْعِمَةٍ ناعِمَةٍ في الدنيا؛ جائعَةٍ عارِيَةٍ يومَ القيامَةِ، ألا رُبَّ مُكْرِمٍ لِنَفْسِهِ وهو لها مُهينٌ، ألا رُبَّ مُهينٍ لِنَفْسِهِ وهو لها مُكرِمٌ".

رواه ابن أبي الدنيا.

1297 -

(6)[ضعيف موقوف] وعن اللجلاج رضي الله عنه قال:

ما مَلأْتُ بطني طعاماً منذُ أسْلَمْتُ مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، آكُلُ حسبي، وأشرَبُ حسبي. يعني قوتي.

(1)

قلت: فيه من لم يوثقه غير ابن حبان، وتفرد بالرواية عنه واحد، و (جَعْدة) لم تثبت له صحبة، ولذلك خرجته في "الضعيفة"(1131).

(2)

قلت: تمام كلامه في "الصحيح"، وفي إسناد البيهقي (5670) صالح المري؛ ضعيف.

(3)

وقع في بعض النسخ والمصادر (أبى بجير)، والمثبت من "الإكمال" و"أسد الغابة" وهو مخرج في "الضعيفة"(2368).

ص: 55

رواه الطبراني بإسناد لا بأس به

(1)

، والبيهقي وزاد:

"وكان قد عاش مئة وعشرين سنة؛ خمسين في الجاهلية وسبعين في الإسلام".

1298 -

(7)[ضعيف] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

رآني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد أكَلْتُ في اليومِ مرَّتَيْنِ، فقال:

"يا عائشةُ! أما تُحِبِّين أنْ يكونَ لكِ شُغْلٌ إلا جَوْفُكِ؟! الأكلُ في اليوم مرَّتَيْنِ مِنَ الإسْرافِ، (والله لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ".

رواه البيهقي، وفيه ابن لهيعة.

[موضوع] وفي رواية: فقال:

"يا عائشةُ! اتَّخَذْتِ الدنيا بَطْنَكِ؟! أكْثَرُ مِنْ أكْلَةٍ كلَّ يوم سَرَفٌ، (والله لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)

(2)

.

1299 -

(8)[موضوع] وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مِنَ الإسْرافِ أنْ تأكلَ كلَّ ما اشْتَهَيْتَ".

رواه ابن ماجه، وابن أبي الدنيا في "كتاب الجوع"، والبيهقي، وقد صحَّحَ الحاكم إسناده لمتن غير هذا، وحسنه غيره

(3)

.

(1)

كذا قال. وفيه (19/ 218 - 219) المعلى بن الوليد القعقاعي، ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 182) وقال:"ربما أغرب". وقال في "المجمع": "ولم أعرفه"!

وأقول: الظاهر أن العلة فوقه؛ فقد رواه السراج من غير طريقه عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه عن جده؛ وعبد الرحمن هذا ما روى عنه غير مبشر بن إسماعيل الحلبي كما في "الميزان"؛ فهو مجهول. فهو العلة. ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في "الشعب"(2/ 165/ 1).

(2)

وقال البيهقي عقب هذه: "في إسناده ضعف". وفيه تساهل كبير؛ فإن فيها دون ابن لهيعة كذابين؛ خلاف الرواية الأولى، وبيانه في "الضعيفة"(5362).

(3)

قلت: فيه علل، ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" باثنتين منها، فانظرها إن شئت في "الضعيفة"(241).

ص: 56

1300 -

(9)[أثر ضعيف] وروى مالكٌ عن يحيى بنِ سعيدٍ؛ أنَّ عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنه أدْرَكَ جابرَ بنَ عبدِ الله ومَعَه حِمالُ

(1)

لَحْمٍ؛ فقال عُمر:

أما يُريدُ أحدُكم أَنْ يَطوِيَ بَطْنَه لجاره وابنِ عمَّه؟! فأينَ تَذْهَبُ عنكُم هذه الأية {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} ؟

قال البيهقي: "وروي عن عبد الله بن دينار مرسلاً وموصولاً قولَه".

قال الحليمي رحمه الله:

"وهذا الوعيد من الله تعالى وإن كان للكفار الذينِ يُقْدِمون على الطيبات المحظورة -ولذلك قال: {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} -؛ فقد يخشى مثله على المنهمكين في الطيبات المباحة؛ لأن من تعودها مالت نفسه إلى الدنيا فلم يؤمَن أن يرتبك في

(2)

الشهوات والملاذٌ، كلما أجاب نفسه إلى واحدةٍ منها دعته إلى غيرها، فيصير إلى أن لا يمكنه عصيان نفسه في هوى قط، وينسد باب العبادة دونه، فإذا آل به الأمر إلى هذا لم يبعد أن يقال له:{أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} ، فلا ينبغي أن تعوّد النفس بما تميل بها إلى

(3)

الشره ثم يصعب تداركها، ولْتُرَوَّض من أول الأمر على السداد؛ فإن ذلك أهون من أن تدرب على الفساد، ثم يجتهد في إعادتها إلى الصلاح". والله أعلم.

1301 -

(10)[؟] قال البيهقي: ورُوَّينا

(4)

عنِ ابْنِ عمر:

أنَّهُ اشْتَرى مِنَ اللَّحْمِ المهزول وجَعَل عليه سَمناً، فرفَع عُمرُ يدَه وقال:

والله! ما اجْتَمَعا عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قطُّ إلاّ أُكِلَ أَحَدُهُما وتُصُدَّقَ بالآخَرِ.

فقال ابْنُ عُمرَ:

اطْعَمْ يا أميرَ المؤمنين! فَوَالله! لا يَجْتَمِعانِ عندي أَبَداً إلا فَعَلْتُ ذلك.

(1)

بكسر الحاء المهملة: ما حمله الحامل. وكان الأصل: (حامل)، وهو خطأ مفسد للمعنى والتصويب من "الموطأ" و"العجالة".

(2)

كذا الأصل، ولعل له وجهاً.

(3)

الأصل: (به من)، والتصويب من "شِعب البيهقي" و"المخطوطة".

(4)

كذا قال، لم يسق إسناده. ومع ذلك قال المعلقون الثلاثة الجهلة:"صحيح الإسناد".

ص: 57

8 -

(الترهيب من أن يُدعى الإنسان إلى الطعام فيمتنع من غير عذر، والأمر بإجابة الداعي)

.

1302 -

(1)[ضعيف] وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ؛ فقَدْ عَصى الله ورسولَهُ، ومَنْ دَخلَ على غيرِ دَعْوَةٍ؟ دَخَل سارِقاً وخَرَج مُغِيراً".

رواه أبو داود ولم يضعفه، عن دُرُسْت بن زياد -والجمهور على تضعيفه، ووهاه أبو زرعة- عن أبان بن طارق، وهو مجهول. قاله أبو زرعة وغيره.

9 -

(الترغيب في لعق الأصابع قبل مسحها لإحراز البركة)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

ص: 58

10 -

(الترغيب في حمد الله تعالى بعد الأكل)

.

1303 -

(1)[ضعيف] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

خَرَج أبو بكرٍ بالهاجِرَةِ إلى المسْجدِ، فسمعَ بذلك عُمَرُ، فقال: يا أبا بكرٍ! ما أَخْرَجكَ هذه الساعَةَ؟ قال: ما أخْرَجني إلا ما أجِدُ مِنْ حاقِّ الجوعِ. قال: وأنا والله ما أَخْرَجَني غيرُه. فبينَما هُما كذلك إذ خَرجَ عليهِما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"ما أخْرَجَكُما هذه الساعةَ؟ ".

قالا: والله ما أخْرَجَنا إلا ما نَجِد في بطونِنا مِن حاقِّ الجوعِ. قال:

"والَّذي نفسي بيده ما أخْرَجني غيرُه، فقوما".

فانْطلَقوا، حتَّى أتَوا بابَ أبي أيّوبَ الأنْصاريّ، وكان أبو أيّوبَ يدَّخرُ لرَسولِ الله صلى الله عليه وسلم طعاماً كان أو لَبَناً، فأبْطَاَ عليه يومَئذٍ، فلَمْ يأتِ لحينِه، فأطْعَمَهُ لأهْلِه، وانْطلَق إلى نَخْلِهِ يَعْمَلُ فيه. فلمَّا انْتَهَوْا إلى البابِ خَرَجَتِ امْرأَتُه فقالتْ: مرحباً بنبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم وبِمَنْ مَعَهُ. قال لها نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم:

"أينَ أبو أيّوبَ؟ ".

فسمِعَه وهو يعملُ في نَخْلٍ له فجاءَ يَشْتَدُّ، فقالَ: مرحباً بنبيِّ الله صلى الله عليه وسلم وِبمَنْ معَهَ، يا نبيَّ الله! ليسَ بالحينِ الذي كنْتَ تجيءُ فيه، فقال صلى الله عليه وسلم:

"صدقْتَ".

قال: فانْطَلَق فَقطَعَ عِذْقاً مِنَ النَخْلِ، فيه مِنْ كُلٍّ؛ مِنَ التمر والرُّطَب والبُسْر. فقال صلى الله عليه وسلم:

"ما أرَدْتَ إلى هذا، ألا جَنَيْتَ مِنْ تَمْرهِ؟ ".

قال: يا رسولَ الله! أحْبَبْتُ أنْ تأكُلَ مِنْ تمْرهِ ورُطَبِه وبُسَرِه، ولأَذْبَحَنَّ

ص: 59

لك مَعَ هذا. قال:

"إنْ ذَبَحْتَ فلا تَذْبَحنَّ ذاتَ دَرٍّ".

فأَخَذ عَناقاً أو جَدْياً فَذبَحهُ، وقال لامْرَأَتِه: اخْبِزي واعْجني لنا، وأنت أعلَمُ بالخبز. فأخَذَ نصفَ الجَدْيِ فطَبَخه، وشوى نصفَهُ، فلما أدْرَكَ الطعامُ، وَوُضعَ بينَ يديِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه، أَخذَ مِنَ الجَدْيِ فَجعَلَهُ في رغيفٍ، وقال:

"يا أبا أيّوبَ! أبْلغْ بهذا فاطِمةَ؛ فإنَّها لم تُصِبْ مثلَ هذا منذُ أيّامٍ".

فذهب أبو أيّوبَ إلى فاطِمَةَ. فلّما أكلوا وشَبِعوا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"خُبْزٌ وَلحَمٌ، وتَمْرٌ وبُسَرٌ ورُطَبٌ! -ودمَعَتْ عَيْناهُ- والذي نَفسي بيَدِهِ! إنَّ هذا هو النعيمُ الذي تُسألُونَ عنه يومَ القِيامَةِ".

فَكَبُرَ ذلك على أصحابِهِ. فقال:

" بَلْ إذا أصَبْتُمْ مثلَ هذا فضرَبْتُم بأيديكم فقولوا: (بسم الله)، فإذا شبِعْتُم فقولوا: (الحمدُ لله الذي أشْبَعَنا وأنْعَم علينا فأَفْضَلَ، فإنَّ هذا كَفافٌ بهذا) ".

فلما نَهضَ قال لأبي أيُّوبَ:

"ائْتنا غداً".

وكانَ لا يأتي أحَدٌ إليه معروفاً إلا أَحَبَّ أن يُجازِيَه؛ قال: وإنَّ أبا أيّوبَ لم يسْمَعْ ذلك، فقال عمرُ: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يأُمرُكَ أن تَأْتِيَه غداً، فأتاهُ مِنَ الغَدِ فأعْطاهُ وليدةً

(1)

، فقال:

"يا أبا أيُّوب! اسْتَوْصِ بها خَيْراً؛ فإنّا لَمْ نرَ إلاَّ خيْراً ما دامَتْ عِنْدَنا".

(1)

الأصل: (وليدته)، والتصويب من "أوسط الطبراني" و"صغيره" وابن حبان (2536).

وهو مخرج في "الروض"(453).

ص: 60

فلمّا جاءَ بِها أبو أيُّوبَ مِنْ عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: لا أجِدُ لِوَصِيَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم خيراً له مِنْ أنْ أَعْتِقَهاَ، فَأَعْتَقَها.

رواه الطبراني وابن حبان في "صحيحه"؛ كلاهما من رواية عبد الله بن كَيسان عن عكرمة عن ابن عباس.

(حاقّ) الجوع بحاء مهملة وقاف مشددة: هو شدته وكَلَبه.

1304 -

(2)[موضوع] وروي عن حماد بن أبي سليمان قال:

تعشَّيت مع أبي بردة، فقال: ألا أحدثك ما حدثني به أبو عبد الله بن قيس؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أكَلَ فَشَبعَ، وشرِب فرَوَى، فقال: (الحمدُ لله الذي أطْعَمَني وأشْبَعني، وسَقاني وأرواني)؛ خَرَج مِنْ ذُنوبه كيومِ وَلَدَتْهُ أمُّهُ".

رواه أبو يعلى

(1)

.

(قال الحافظ):

"وفي الباب أحاديث كثيرة مشهورة من قول النبي صلى الله عليه وسلم ليست من شرط كتابنا لم نذكرها".

(1)

قلت: وفيه محمد بن إبراهيم الشامي، قال ابن حبان والدارقطني:"كذاب". ولم يعرفه الهيثمي، وفيه علة أخرى دون هذه، فانظر "الضعيفة"(1141).

ص: 61

11 -

(الترغيب في غسل اليد قبل الطعام -إن صح الخبر- وبعده، والترهيب أن ينام وفي يده ريح الطعام لا يغسلها)

.

1305 -

(1)[ضعيف] عن سلمانَ رضي الله عنه قال:

قرأتُ في التوراةِ: إنَّ بركَةَ الطعامِ الوُضوءُ بعدَه. فَذكرْتُ ذلك للنبيَّ صلى الله عليه وسلم وأخَبْرتُه بما قرأْتُ في التوراةِ. فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"بَركةُ الطعامِ؛ الوضوءُ قبلَهُ، والوضوءُ بَعدَهُ".

رواه أبو داود، والترمذي وقال:

"لا يعرف هذا الحديث إلا من حديث قيس بن الربيع، وقيس يضعف في الحديث" انتهى.

(قال الحافظ):

"قيس بن الربيع صدوق، وفيه كلام لسوء حفظه لا يخرج الإسناد عن حدِّ الحسن.

وقد كان سفيان يكره الوضوء قبل الطعام. قال البيهقي: وكذلك مالك بن أنس كرهه، وكذلك صاحبنا الشافعي استحب تركه، واحتج بالحديث، يعني حديث ابن عباس قال:

"كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الخلاءَ. ثم إنه رجع فأتي بالطعام فقيل: ألا تتوضأَ؟ قال: لم أصل

(1)

فأتوضأ".

رواه مسلم، وأبو داود والترمذي بنحوه؛ إلا أنهما قالا: فقال:

(1)

كذا الأصل و"الانتقاء" و"المخطوطة"، وكذلك وجدها الناجي فقال (177/ 2):

"ومقتضاه جَزْمُ (لم)، وإنما هي (لِمَ؟ أصلي فأتوضا؟!) بكسر اللام وفتح الميم من (لمَ) وإثبات الياء في آخر (أصلي) كما ضبطهَ النووي في "شرح مسلم" وقال: "هو استفهام إنكار، معناه: الوضوء يكون لمن أراد الصلاة، وأنا لا أريد أن أصلي الآن".

قلت: واستدلال الشافعي مبني على أن (الوضوء) في الحديثين بمعناه الشرعي، أي وضوء الصلاة، وليس بمعنى غسل اليدين فقط، وعليه فالدعوى أخص من الدليل. وهذا لو صح حديث سلمان وحديث أنس الآتي.

ص: 62

"إنَّما أُمِرْتُ بالوضوءِ إذا قُمْتُ إلى الصلاةِ".

1306 -

(2)[ضعيف جداً] وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ أحَبَّ أن يُكْثِرَ الله خيرَ بيتِه؛ فلْيَتَوضَّأْ إذا حَضَر غَداؤه وإذا رُفعَ".

رواه ابن ماجه والبيهقي. والمراد بالوضوء غسل اليدين.

1307 -

(3)[موضوع] وعنه قال [يعني أبا هريرة]: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الشيطانَ حسَّاسٌ

(1)

لَحَّاسٌ، فاحذروهُ على أنْفُسِكُم،. . . . . . . . . " (*).

رواه الترمذي والحاكم؛ كلاهما عن يعقوب بن الوليد المدني عن ابن أبي ذئب عن المقبري عنه، وقال الترمذي:

"حديث غريب من هذا الوجه، وقد روي من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة" انتهى. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد".

(قال الحافظ):

"يعقوب بن الوليد الأزدي هذا كُذِّبَ واتُّهم، لا يحتج به. لكن رواه البيهقي والبغوي وغيرهما من حديث زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة كما أشار إليه الترمذي، وقال البغوي في "شرح السنة":

"حديث حسن".

وهو كما قال رحمه الله؛ فإن سهيل بن أبي صالح -وإن كان تكلم فيه، فقد روى له مسلم في "الصحيح" احتجاجاً واستشهاداً، وروى له البخاري مقروناً، وقال السلمي:

"سألت الدارقطني: لمَ ترك البخاري سهيلاً في "الصحيح"؟ فقال: لا أعرف

(1)

بالحاء المهملة لا بالجيم؛ أى: شديد الحس والإدراك.

(لحّاس) أي: كثير اللحس لما يصل إليه، وشُدد للمبالغة. كذا في "العجالة".

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: والقدر الذي حذفه الشيخ هنا من الضعيف، هو «مَنْ باتَ وفي يدِه ريحُ غَمَرٍ فأصابَه شَيْءٌ؛ فلا يَلومَنَّ إلا نَفْسَهُ» ، والشيخ حذفه من هنا لكن لم يضعه في الصحيح (ونبه على ذلك الشيخ مشهور في هامش طبعته)، وإن كان في الصحيح نفس اللفظ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما برقم (2168) وقال عنه الشيخ الألباني: صحيح.

ص: 63

له فيه عذراً".

وبالجملة؛ فالكلام فيه طويل، وقد روى عنه شعبة ومالك، ووثقه الجمهور، وهو حديث حسن. والله أعلم

(1)

".

1308 -

(4)[منكر] وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ باتَ وفي يده ريحُ غَمَر فأصابه وَضَحٌ؛ فلا يلومَنّ إلا نفسه".

رواه الطبراني بإسناد حسن

(2)

.

(الغَمَر) بفتح الغين المعجمة والميم بعدهما راء: هو ريح اللحم وزهومته.

(3)

(الوَضَح) بفتح الواو والضاد المعجمة جميعاً بعدهما حاء مهملة. والمراد به هنا البرص.

(1)

قلت: إنما يعني المؤلف بهذا الاستدراك الشطر الثاني من الحديث المشار إليه بالنقط، دون الشطر الأول منه؛ فإنه موضوع كما قال الذهبي، فقد تفرد به يعقوب المدني، ولم يخرجه البيهقي في حديث زهير بن معاوية الذي أشار إليه المؤلف، وقد أخرجه في "الشعب"(2/ 182/ 1)، وفي "السنن"(7/ 276)، وكذلك رواه أحمد (2/ 263)، وهو في "الصحيح"، فتنبه.

(2)

قلت: كلا، فإنه -مع أن فيه ضعيفاً- تفرد بقوله:"وضَح" عبد الله بن صالح، وفيه ضعف، والمحفوظ:"شيء". انظر "الصحيحة"(2956).

(3)

هذا السطر في الأصل متقدم عن هذا الموضع، وقد أثبتناه هنا لضرورة الشرح.

ص: 64

20 -

‌ كتاب القضاء وغيره

.

1 -

‌(الترهيب من تولي السلطنة

(1)

والقضاء والإِمارة سيما لمن لا يثق بنفسه، وترهيب من وثق بنفسه أن يسأل شيئاً من ذلك)

.

1309 -

(1)[ضعيف] وعن عبد الله بن موهب:

أنَّ عثمانَ بنَ عفَّانَ رضي الله عنه قال لابْنِ عمرَ: اذْهَبْ فكُنْ قاضِياً، قال: أَوَ تَعْفيني يا أميرَ المؤمنين! قال: اذْهب فاقضِ بين الناسِ، قال: تَعْفيني يا أميرَ المؤمنين! قال: عَزَمْتُ عليك إلاَّ ذَهَبْتَ فَقَضَيْتَ بينَ الناسِ، قال: لا تَعْجَلْ، سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:

"مَنْ عاذَ بالله؛ فقد عاذَ بمعاذٍ"؟

قال: نَعَمْ، قال: فإنِّي أعوذ بالله أنْ أكونَ قاضِياً. قال: وما يَمْنَعُك وقد كان أبوكَ يَقْضي؟ قال: لأَنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ كان قاضياً فقَضَى بِالجَهْلِ كان مِنْ أهلِ النارِ، ومَنْ كان قاضياً فقَضَى بالجَوْرِ كان مِنْ أهل النارِ، ومَنْ كان قاضياً فقَضى بحقٍّ أو بِعَدْلٍ سأَلَ التَّقَلُّبَ كَفافاً".

فما أرجو منه بعد ذلك.

رواه أبو يعلى وابن حبان في "صحيحه"، والترمذي باختصار عنهما، وقال فيه:

سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(1)

كذا الأصل، وكذا في نقل الناجي له، وهي كلمة مولدة في "المعجم الوسيط" والمقصود (السلطة) كما هو واضح.

ص: 65

"مَنْ كانَ قاضياً فقضَى بالعَدْلِ فبِالْحَرِيِّ أنْ يَنْقَلِبَ منه كَفافاً

(1)

".

فما أرجو بعد ذلك.

ولم يذكر الآخرين، وقال:"حديث غريب، وليس إسناده عندي بمتصل".

وهو كما قال، فإن عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان رضي الله عنه

(2)

.

1310 -

(2)[ضعيف] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"لَيَأْتِيَنَّ على القاضي العدْلِ يومَ القِيامَةِ ساعةٌ يَتَمنَّى أنَّه لَمْ يَقْضِ بين اثْنَيْنِ في تَمْرَةٍ قَطُّ".

رواه أحمد، وابن حبان في "صحيحه"، ولفظه:

قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"يُدْعى القاضي العَدْلُ يومَ القيامَةِ، فيَلْقى مِنْ شدَّةِ الحسابِ ما يَتَمنَّى أنَّه لَمْ يَقْضِ بيْنَ اثْنَين في عُمُرِهِ قَطُّ".

(قال الحافظ):

"كذا في أصلي من "المسند" و"الصحيح"

(3)

: "تمرة" و"عمره" وهما متقاربان في الخط، ولعل أحدهما تصحيف

(4)

. والله أعلم".

(1)

أي: يرجع مكفوفاً عنه.

(2)

قلت: وأيضاً فالراوي عنه (عبد الملك بن أبي جميلة) مجهول من أتباع التابعين، وتوهم المعلق على "مسند أبي يعلى" أنه تابعي ثقة سمع من ابن عمر في خلط له وتجويد لإسناده كما بينته في "الضعيفة"(6864).

(3)

على هامش المخطوطة: "الألف واللام للعهد، والمراد "صحيح ابن حبان"، فانتفى الإشكال".

(4)

قلت: لا شك عندي أن لفظة (عمره) خطأ، لتفرد رواية ابن حبان بها دون رواية كل من أخرجه من الأئمة الحفاظ منهم الطيالسي والبيهقي وغيرهما، وفي إسناده جهالة، وقد خرجته في "الضعيفة"(1142).

ص: 66

1311 -

(3)[ضعيف] وروي عن أبي وائل شقيق بنِ سلَمَة:

أنَّ عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه اسْتَعْمل بِشْرَ بنَ عاصم رضي الله عنه على صدَقاتِ هَوازِنَ، فتَخلَّف بِشْرٌ، فلَقيَهُ عمرُ فقال: ما خلَّفكَ؟ أما لَنا سَمْعٌ وطاعَةٌ؟ قال: بلى، ولكنْ سمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ وَلِيَ شيْئاً مِنْ أمْرِ المسلمين؛ أُتِيَ به يومَ القيامَة حتى يوقَفَ على جِسْرِ جَهنَّمَ، فإنْ كان مُحْسِناً نجا، وإنْ كان مسيئًا انْخَرَق بِه الجِسْر فهَوَى فيه سبعين خريِفاً".

قال: فخرَج عمرُ رضي الله عنه كئيباً مَحْزوناً، فلقيَهُ أبو ذَرٍّ، فقالَ: ما لي أَراك كَئيباً حَزيناً؟ فقالَ: ما لي لا أكونُ كئيباً حَزيناً وقد سمِعْتُ بشْرَ بْنَ عاصِم يقول: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ وَلِيَ شيئاً مِنْ أمْرِ المسلمين؛ أُتيَ به يومَ القيامَة حتَّى يوِقَفَ على جِسْرِ جَهَنَّمَ، فإنْ كان مُحْسِناً نجا، وإنْ كان مُسيئًا انْخرَقَ بَه الجِسْرُ فهوَى فيه سَبْعين خريفاً"؟!

فقال أبو ذَرٍّ: وما سمِعْتَهُ مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا.

قال: أشْهَدُ أنِّي سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ وَلِيَ شيئاً مِن أمْر المسلمينَ؛ أتِيَ به يومَ القِيامَة حتَّى يوِقف على جِسْرِ جهَنَّمَ، فإنْ كان مُحْسِناً نَجا، وإنْ كان مُسيئاً انْخَرَق بَه الجسرُ فهوَى فيه سبعين خريفاً، وهي سوداءُ مُظْلِمَةٌ".

فأيُّ الحديثيْن أَوْجَعُ لِقَلْبِكَ؟ قال:

كِلاهُما قَدْ أَوْجَعَ قلبي، فَمَنْ يأْخُذُها بما فيها؟

فقال أبو ذزّ: مَنْ سَلَت اللهُ أَنْفَه، وأَلْصَقَ خَدَّهُ بالأَرْضِ، أما إنَّا لا نَعْلَمُ إلا خَيْراً، وعسى إنْ ولَّيتَها مَنْ لا يَعْدِلُ فيها أنْ لا تَنْجُوَ مِنْ إثْمِها.

رواه الطبراني. وتأتي أحاديث نحو هذه في الباب بعده إن شاء الله تعالى.

ص: 67

(سَلَت أنفه) بفتح السين المهملة واللام بعدهما تاء مثناة فوق؛ أي: جدعه.

1312 -

(4)[ضعيف] وعن عبد الله -يعني ابن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ حاكِمٍ يَحْكُمُ بينَ الناسِ؛ إلا جاءَ يومَ القِيامَةِ وملَكٌ آخِذٌ بقَفاهُ ثُمَّ يَرْفَعُ رأسَهُ إلى السماءِ، فإنْ قال: أَلْقِهِ، أَلْقاهُ في مَهْواة أرَبعينَ خريفاً".

رواه ابن ماجه واللفظ له، والبزار، ويأتي لفظه في الباب بعده إن شاء الله، وفي إسنادهما مجالد بن سعيد

(1)

.

1313 -

(5)[ضعيف] وعن عبدِ الله بنِ عمروٍ رضي الله عنهما قال:

جاء حمزةُ بنُ عبد المطَّلبِ رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله! اجْعَلْني على شَيْءٍ أعيشُ بِهِ. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا حمزةُ! نَفْسٌ تُحْييها أَحَبُّ إليكَ، أمْ نَفْسٌ تُميتُها؟ ".

قال: نَفْسٌ أُحْيِيها. قال:

"عَليكَ نَفْسَكَ".

رواه أحمد، ورواته ثقات؛ إلا ابن لهيعة.

1314 -

(6)[ضعيف] وعن المقدامِ بْنِ مَعْدِ يكربٍ رضي الله عنه:

أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ضَرَب على مَنْكِبيْهِ ثُمَّ قال:

"أَفْلَحْتَ يا قُدَيم! إنْ مُتَّ وَلَمْ تَكُنْ أميراً ولا كاتباً ولا عَريفاً".

(1)

قلت: وعنه أحمد أيضاً (1/ 430)، ومن طريقه الطبراني (10/ 19/ 10313)، وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(249/ 242)، ومع تضعيف المعلق عليه لإسناده أتبعه بقوله:"والحديث صحيح"! دون أن يبين وجه التصحيح! على أنه موقوف عنده. وكذلك رواه ابن أبي شيبة (12/ 216/ 12591).

ص: 68

رواه أبو داود، [مضى 8 - الصدقات /3]، وفي صالح بن يحيى بن المقدام كلام قريب لا يقدح

(1)

.

1315 -

(7)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنِ ابْتَغى القضاءَ وسأَلَ فيه شُفَعاءَ؛ وُكِلَ إلى نَفْسِه، وَمَنْ أُكْرِهَ عليه؛ أَنزَلَ الله عليه ملَكَاً يُسَدَّدُهُ".

رواه أبو داود، والترمذي واللفظ له، وقال:

"حديث حسن غريب"

(2)

.

وابن ماجه ولفظه -وهو رواية للترمذي

(3)

-: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ سَأَلَ القَضاءَ؛ وُكِلَ إلى نَفْسِه، ومَنْ أُجْبِرَ عليه؛ يَنْزِلُ عليه مَلَكٌ فَيُسَدِّدُهُ".

(1)

قلت: هذا تساهل عجيب، فإن الذي تَكلم فيه إنما هو الإمام البخاري، ولم يوثقه أحد غير ابن حبان، وتوثيقه مما لا يعتد به عند التفرد، فكيف مع المخالفة لمثل هذا الإمام! والآخرين جهلوه ولم يوثقوه، ثم إن فيه شائبة الانقطاع عند ابن حبان نفسه، وقد أوضحت ذلك كله في تخريج هذا الحديث وحديث آخر له في "الضعيفة"(1133 و 1149).

(2)

قلت: بل هو ضعيف، فيه اضطراب في إسناده من أحد رواته المضعف. والبيان في "الضعيفة"(1154).

(3)

الأصل: (الترمذي)، وهو خطأ ظاهر غفل عنه الثلاثة! ولفظه كلفظ ابن ماجه يختلف عما هنا، فلفظ هذا:"نزل إليه ملك فيسدده". ولفظ الترمذي: "ينزل الله عليه ملكاً فيسدده".

ص: 69

2 -

(ترغيب من وليَ شيئاً من أمور المسلمين في العدل إماماً كان أو غيره، وترهيبه أن يشق على رعيته أو يجور أو يغشّهم أو يحتجب عنهم، أو يغلق بابه دون حوائجهم)

.

1316 -

(1)[ضعيف] وعنه [يعني أبا هريرة رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثَةٌ لا تُردُّ دعوَتُهم: الصائمُ حتى يَفْطُرَ، والإمامُ العادِلُ، ودعْوَةُ المظلومِ؛ يَرْفَعُها الله فوقَ الغَمامِ، ويُفْتَحُ لها أبْوابُ السماءِ؛ ويقولُ الربُّ: وعِزَّتي لأَنْصُرَنَّك ولوْ بَعْدَ حينٍ".

رواه أحمد في حديث، والترمذي وحسنه، وابن ماجه، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما". [مضى 5 - الصلاة /10].

1317 -

(2)[ضعيف] وعنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يومٌ مِنْ إمامٍ عادلٍ؛ أفضلُ مِنْ عبادَةِ ستِّين سنةً،. . .".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وإسناد "الكبير" حسن

(1)

.

1318 -

(3)[ضعيف] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أبا هريرة! عَدْلُ ساعَةٍ؛ أفضَلُ مِنْ عِبادةِ ستِّين سنَةً قيامِ ليلِها، وصيامِ نهارِها. ويا أبا هُرَيْرَةَ! جَورُ ساعَةٍ في حُكْمٍ؛ أشدُّ وأعْظَمُ عندَ الله عز وجل مِنْ معاصِي ستِّينَ سنة".

(1)

قلت: فيه نظر من وجوه ذكرتها في "الضعيفة"(1595)، خلاصتها أن الحديث معلول بالجهالة والاضطراب سنداً ومتناً، وللحديث في الأصل تتمة حذفتها لأن لها شواهد خرجت بعضها في "الصحيحة"(231) وسيأتي بعضها في "الصحيح"(21 - الحدود /5).

ص: 70

[ضعيف] وفي رواية:

"عَدْلُ يومٍ واحدٍ؛ أفضلُ مِنْ عبادَةِ ستِّين سنةً".

رواه الأصبهاني.

1319 -

(4)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أحبُّ الناسِ إلى الله يومَ القيامَةِ وأدْناهُم منهُ مَجْلِساً؛ إمامٌ عادلٌ، وأبْغَضُ الناسِ إلى الله تعالى وأبَعَدُهم منه مَجْلِساً؛ إمامٌ جائرٌ".

رواه الترمذي، والطبراني في "الأوسط" مختصراً؛ إلا أنه

(1)

قال:

"أشَدُّ الناسِ عَذاباً يومَ القيامَةِ إمامٌ جائرٌ".

وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب"

(2)

.

1320 -

(5)[ضعيف جداً] وعن عُمرَ بْنِ الخطَّابِ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"أفضلُ الناسِ عندَ الله منزلةً يومَ القيامَةِ؛ إمامٌ عادلٌ رفيقٌ، وشَرُّ عبادِ الله عند الله مَنزِلةً يومَ القيامَةِ؛ إمامٌ جائرٌ خَرِقٌ

(3)

".

رواه الطبراني في "الأوسط" من رواية ابن لهيعة، وحديثه حسن في المتابعات

(4)

.

(1)

لعل الأَولى أن يقال: "بلفظ"، لأنه يفيد حصر رواية الطبراني به دون سائره. فتأمل.

(2)

كذا قال! وعطية ضعيف مدلس. ورواه الطبراني بسند ضعيف جداً عن ابن مسعود. وهو مخرج في "الضعيفة"(8159).

(3)

بالتحريك: مصدر (الأخرق)، وقد خَرِق بالفتح خرقاً، والاسم (الخُرق) بالضم والسكون. قاله الناجي. وهو الجهل والحمق.

(4)

كذا قال! وتبعه الهيثمي، وقلدهما الثلاثة المعلقون، وفيه أيضاً أحمد بن رشدين، قال بن عدي:"كذبوه". وهو مخرج في "الضعيفة"(1157).

ص: 71

1321 -

(6)[ضعيف جدً] ورُوي عَنْ أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يُجاءُ بالإمامِ الجائرِ يومَ القيامَةِ، فتُخاصِمُهُ الرَّعِيَّةُ، فيَفلُجوا عليه، فيقالُ له: سُدَّ رُكْناً مِنْ أركانِ جَهَنَّمَ".

رواه البزار. وهذا الحديث مما أنكر على أغلب بن تميم.

(فيفلجوا) عليه بالجيم؛ أي: يظهروا عليه بالحجة والبرهان ويقهروه حال المخاصمة.

1322 -

(7)[ضعيف جداً] وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه؛ أنَّه سَمعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ:

"ألا أيُّها الناسُ! لا يَقبلُ الله صلاةَ إمامٍ جائرٍ".

رواه الحاكم من رواية عبد الله بن محمد العدوي وقال: "صحيح الإسناد".

(قال الحافظ): "وعبد الله هذا واه متهم، وهذا الحديث مما أنكر عليه".

1323 -

(8)[موضوع] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثةٌ لا يَقبلُ الله لهم شهادةَ أنْ لا إله إلا الله؛ -فذكر منهم- الإمامُ الجائرُ".

رواه الطبراني في "الأوسط"

1324 -

(9)[موضوع] ورُوي عنِ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"السلطانُ ظِلُّ الله في الأرضِ، يأوي إليه كلُّ مظْلومٍ مِنْ عبادِه، فإنْ عَدَلَ كان له الأجْرُ، وكان يعنى على الرعيَّةِ الشكْرُ، وإنْ جارَ أو حافَ أو ظَلَم كان عليه الوِزْرُ، وعلى الرعيَّةِ الصبرُ، وإذا جارَتِ الولاة قَحَطَتِ السماءُ، وإذا مُنِعَتِ الزكاةُ هَلكَتِ المواشي، وإذا ظَهَر الزِّنا ظَهَر الفَقْرُ والمَسْكَنَةُ، وإذا أُخفِوَتِ الذِّمَّةُ أديلَ الكفّارُ. أو كلمة نَحْوُها".

ص: 72

رواه ابن ماجه، وتقدم لفظه [في "الصحيح" 16 - البيوع /9]، والبزار واللفظ له.

(1)

1325 -

(10)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ طَلَب قضاءَ المسلمين حتى ينالَه، ثُمَّ غَلَب عدلُه جَورَهُ؛ فله الجنَّةُ، وإنْ غَلبَ جورُهُ عدلَهُ؛ فله النارُ".

رواه أبو داود

(2)

.

1326 -

(11)[ضعيف] وعن عبد الله -يعني ابن مسعود- رضي الله عنه يرفعه قال:

"يُؤْتى بالقاضي يومَ القيامَةِ فيوقَفُ على شفيرِ جَهنَّمَ، فإنْ أُمِرَ به دفِعَ؛ فَهوَى فيها سبعينَ خريفاً".

رواه ابن ماجه، والبزار واللفظ له؛ كلاهما من رواية مجالد عن عامر عن مسروق عنه وتقدم لفظ ابن ماجه في الباب قبله [الحديث 4].

1327 -

(12)[ضعيف جداً] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ بِشْرَ بنَ عاصمٍ الجُشَمِيِّ رضي الله عنه حَدَّث عمرَ رضي الله عنه؛ أَّنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"لا يَلي أحدٌ مِنْ أمْرِ الناسِ شيئاً؛ إلاَّ وقَّفَهُ الله على جسْرِ جَهنَّم فزُلزِل به الجِسْرُ زلْزَلَةً، فناجٍ أو غيرُ ناجٍ، لا يَبْقى منه عَظْمٌ إلا فارقَ صاحِبه، فإنْ هو لَمْ يَنجُ؛ ذُهِبَ بِه في جُبٍّ مُظلِمٍ كالقبرِ في جهَنَّم، لا يَبْلغُ قَعْرَهُ سبعين خريفاً".

وأنَّ عمَرَ سألَ سلْمانَ وأبا ذرٍّ: هل سمعتُما ذلك مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قالا: نعم.

(1)

هنا في الأصل: "والبيهقي ولفظه. ."، ولم أسقه لأنه صحيح لغيره، فهو من حصة "الصحيح".

(2)

قلت: فيه (موسى بن نجدة) مجهول، وهو مخرج في "الضعيفة"(1186)، وأما قول المعلقين الثلاثة (3/ 108):"وفيه موسى بن نجدة عن جده أبي كثير، مجهولان"! فهو من شططهم وجهلهم، فإن أبا كثير هذا ثقة اتفاقاً ومن رجال مسلم.

ص: 73

رواه ابن أبي الدنيا وغيره

(1)

.

1328 -

(13)[ضعيف] وعن مَعْقِلِ بْنِ يَسارٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ وَلِيَ أُمَّةً مِنْ أُمَّتي؛ قَلَّتْ أو كَثُرَتْ؛ فلَمْ يَعْدِلْ فيهمْ؛ كَبَّه الله على وَجْهِهِ في النارِ".

رواه الطبراني في "الأوسط" من رواية عبد العزيز بن الحصين وهو واهٍ، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(2)

، ولفظه: قال:

"ما مِنْ أَحدٍ يكونُ على شَيْءٍ مِنْ أمورِ هذه الأُمَّةِ؛ فلَمْ يَعْدِل فيهم؛ إلاَّ كَبَّهُ الله في النارِ".

وهو في "الصحيحين" بغير هذا اللفظ، وسيأتي لفظه إن شاء الله [في هذا الباب من "الصحيح"].

1329 -

(14)[ضعيف] وعن أبي موسى رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ في جَهنَّمَ وادياً، وفي الوادي بِئرٌ يقالُ لها: هَبْهَبُ

(3)

، حقّاً على الله أنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ عَنيدٍ".

رواه الطبراني بإسناد حسن، وأبو يعلى، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(4)

.

(1)

قلت: كالطبراني، بإسنادين ضعيفين جداً، وبيانه في "الضعيفة"(6865).

(2)

قلت: في إسناده جهالة واضطراب، ومخالفة في لفظه للثقات، من ذلك ما أشار إليه المؤلف وهو في "الصحيح" من هذا الباب، وبيان ما أجملته في "الضعيفة"(5364).

(3)

(الهبهب): السريع، وهبهب السراب: إذا ترفرف.

(4)

كذا قال! ووافقه الذهبي (4/ 332)، وهو عجيب فإنه من رواية أزهر بن سنان عن محمد ابن واسع بسنده عن أبي موسى. وأزهر هذا قال الذهبي نفسه في "الكاشف":"ضُعِّف". ولم يوثقه أحد، وابن عدي الذي ألان القول فيه ذكر هذا الحديث فيما أنكر عليه. وأيضاً فقد خالفه الثقة هشام بن حسان فقال: عن محمد بن واسع قال: بلغني أن في النار جباً. . إلخ، وهذا أولى كما قال العقيلي. وهو مخرج في "الضعيفة"(1181).

ص: 74

1330 -

(15)[ضعيف] وزاد [البزار] في رواية [من حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح"]:

"وإنْ ممان مُسيئاً زيدَ غِلاً إلى غِلِّهِ".

1331 -

(16)[ضعيف] ورواه الطبراني في "الأوسط" بهذه الزيادة أيضاً من حديث بريدة [قلت: ولفظه:

"ما من أمير عشرة إلا أتى اللهَ يوم القيامة مغلولةً يده إلى عنقه، فإن كان محسناَ فُك غِلُّه، وإن كان مسيئاً زيد إلى غِله"]

(1)

.

1332 -

(17)[ضعيف جداً] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ما مِنْ والي ثلاثةٍ، إلاَّ لَقيَ الله مغلولةً يمينه، فَكُّهُ عَدْلُهُ، أو غِلُّه جَوْرُهُ".

رواه ابن حبان في "صحيحه" من رواية إبراهيم بن هشام الغساني

(2)

.

1333 -

(18)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"عُرِضَ عليَّ أوَّلُ ثلاثةٍ يدخلون النارَ: أميرٌ مُسَلَّطٌ، وذو أَثَرةٍ مِنْ مالٍ لا يُؤَدِّي حقَّ الله فيه، وفقيرٌ فَخورٌ".

رواه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما". [مضى 8 - الصدقات /2].

(1)

قلت: وكذا رواه البزار أيضاً عن بريدة، وعزو المؤلف الرواية المذكورة للبزار عن أبي هريرة من أوهامه التي تبعه عليها الهيثمي كما حققته في "الضعيفة"(6866)، وأشرت هناك إلى صحة الحديث دون قوله:"فإن كان محسناً. ." إلخ، وهو في هذا الباب من "الصحيح".

(2)

قلت: وهو متروك، وقوله:"ثلاثة" منكر، والمحفوظ "عشرة" كما في حديث أبي هريرة المشار إليه آنفاً.

ص: 75

1334 -

(19)[ضعيف جداً] وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنّي أخافُ على أمَّتي مِنْ أعمالٍ ثلاثةٍ".

قالوا: ما هي يا رسولَ الله؟ قال:

"زلَّةُ عالِمٍ، وحُكْمُ جائرٍ، وهوىً مُتَّبَعٌ".

رواه البزار والطبراني من طريق كثير بن عبد الله المزني وهو واهٍ، وقد احتي به الترمذي وأخرج له ابن خزيمة في "صحيحه"، وبقية إسناده ثقات.

1335 -

(20)[منكر معضل] ورواه [يعني حديث عائشة الذي في "الصحيح"] أبو عوانة في "صحيحه"، وقال فيه:

"ومن وَليَ منهم شيئاً فشقَّ عليهم؛ فعليه بَهْلَةُ اللهِ".

قالوا: يا رسول الله! وما بهلةُ الله؟ قال: "لعنةُ الله"

(1)

.

1336 -

(21)[ضعيف] ورُوي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ما مِنْ أمَّتي أحدٌ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الناسِ شيْئاً، لَمْ يحْفَظْهم بما يحْفَظُ به نَفْسَهُ؛ إلاّ لَمْ يَجِدْ رائحَةَ الجنَّةِ".

رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط".

1337 -

(22)[ضعيف جداً] وعن ابنِ عبَّاسٍ أيضاً رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ وَليَ شيئاً مِنْ أمرِ المسلمين؛ لَمْ ينظُرِ الله في حاجَتِه حتَّى ينظر في حوائِجهِم".

(1)

قلت: ليس هو عند أبي عوانة (4/ 412) من حديث عائشة مرفوعاً كما يقتضيه صنيع المؤلف، وإنما هو من رواية له عن حرملة -بعدما رواه عنه بسنده عن عائشة مرفوعاً باللفظ الذي في "الصحيح": قال حرملة: وسمعت عياش بن عباس يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. وعياش هذا من أتباع التابعين، فالحديث بهذا اللفظ منكر معضل.

ص: 76

رواه الطبراني، ورجاله رجال "الصحيح"؛ إلا حسين بن قيس المعروف بـ (حنش) وقد وثقه ابن نمير، وحسن له الترمذي غيرَ ما حديث، وصحح له الحاكم، ولا يضر في المتابعات

(1)

.

1338 -

(23)[ضعيف] وعن أبي جُحَيْفَة:

أنَّ معاويةَ بْنَ أبي سفْيانَ ضَربَ على الناسِ بَعْثاً، فَخرجوا، فَرجَع أبو الدَّحْداح، فقال له معاوِيَةُ: أَلَمْ تكُنْ خَرجْتَ؟ قال: بَلى، ولكنْ سمِعْتُ من رسول اللهَ صلى الله عليه وسلم حديثاً أحَبَبْتُ أَنْ أَضَعهُ عندك مَخافَةَ أنْ لا تَلْقَاني؛ سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"يا أيُّها الناسُ! مَنْ وَليَ عليكُم عَمَلاً فحجَبَ بابَهُ عَنْ ذي حاجَةِ المسْلمينَ؛ حجَبَهُ الله أنْ يَلِجَ بابَ الجنَّةِ، وَمَنْ كانَتْ هِمَّتهُ الدنيا؛ حَرَّمَ الله عليه جِوارِي، فإنِّي بُعثت بخَرابِ الدنيا، ولم أُبْعَثْ بِعَمارَتِها".

رواه الطبراني ورواته ثقات؛ إلا شيخه جبرون بن عيسى، فإني لم أقف فيه على جرح ولا تعديل

(2)

. والله أعلم به.

(1)

قلت: إن كان يعني بمفهومه أنه ينفع في المتابعات، فلا؛ لأنه شديد الضعف كما ينبئك بذلك قول المصنف مراراً:"متروك". وكذلك قال الحافظ في "التقريب".

(2)

قلت: فهو مجهول، وشيخه يحيى بن سليمان الجُفري -بضم الجيم وقيل الحاء المهملة-؛ قال أبو نعيم:"فيه مقال"، ووثقه الذهبي. وهو مخرج في "الضعيفة"(6651)، وأما قول المعلقين الثلاثة:(3/ 117): "حسن بشواهده"! فمن خبطاتهم، فإن جملة الخراب منكرة لا شاهد لها.

ص: 77

3 -

(ترهيب من ولي شيئاً من أمور المسلمين أن يولِّي عليهم رجلاً وفي رعيَّته خير منه)

.

1339 -

(1)[ضعيف] عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنِ اسْتعملَ رجُلاً مِنْ عِصابَةٍ وفيهِمْ مَنْ هو أرْضى لله مِنْهُ؛ فقد خانَ الله ورسولَهُ والمؤمنينَ".

رواه الحاكم من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عنه وقال:

"صحيح الإسناد".

(قال الحافظ): "حسين هذا هو حنش؛ واهٍ، وتقدم في الباب قبله".

1340 -

(2)[ضعيف جداً] وعن يزيدِ بنِ أبي سفيانَ قال:

قال لي أبو بكرٍ الصديقُ حين بَعثَني إلى الشامِ:

يا يزيدُ! إنَّ لك قرابةً عسيتَ أنْ تُؤْثِرَهُم بالإمارَةِ، وذلك أكْثرُ ما أخافُ عليكَ بَعْد ما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ وَليَ مِنْ أمْرِ المسلمينَ شيْئاً؛ فأمَّر عليْهِمْ أحداً مُحاباةً، فعليهِ لعنةُ الله، لا يَقبلُ الله منه صَرْفاً ولا عَدْلاً حتى يُدخِلَهُ جهَنَّمَ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"!

(1)

(قال الحافظ): "فيه بكر بن خنيس؛ يأتي الكلام عليه".

ورواه أحمد باختصار، وفي إسناده رجل لم يسم.

(1)

قلت: ورده الذهبي بقوله: "بكر، قال الدارقطني: متروك". وقول المؤلف: "ورواه أحمد باختصار" خطأ ظاهر، فإن في متنه زيادة، وهو مخرج في "الضعيفة"(6652). وغفل عن هذا الخطأ المعلقون الثلاثة كعادتهم!

ص: 78

4 -

‌(ترهيب الراشي والمرتشي

(1)

والساعي بينهما)

.

1341 -

(1)[منكر] وعنه [يعني عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الذي في "الصحيح"] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"الرَّاشي والمرْتَشي في النارِ".

رواه الطبراني، ورواته ثقات معروفون

(2)

.

1342 -

(2)[منكر] ورواه البزار بلفظه من حديث عبد الرحمن بن عوف.

1343 -

(3)[ضعيف] وعَنْ عَمرِو بنِ العاصي رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ما مِنْ قومٍ يظهرُ فيهمُ الرِّبا؛ إلا أُخِذوا بالسَّنةِ، وما مِنْ قومٍ يظهرُ فيهمُ الرِّشا؛ إلاَّ أُخِذُواً بالرُّغْبِ".

رواه أحمد بإسناد فيه نظر. [مضى 16 - البيوع /19].

1344 -

(4)[ضعيف] وعن ثوبانَ رضي الله عنه قال:

"لَعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الراشي، والمرْتَشي، والرائِشَ. يعني الذي يمشي بينَهُما".

رواه الإِمام أحمد والبزار والطبراني، وفيه أبو الخطاب لا يعرف.

(1)

(الراشي): أصله من الرشا الذي يتوصل به إلى الماء، فـ (الراشي): من يعطي الذي يعينه على الباطل.

و (المرتشي): الآخذ، والذي يسعى بينهما يسمى (رائش) يَسْتَزيدُ لهذا ويستنقص.

و (الرشوة): الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة، وما يعطى توصلاً إلي أخذ حق، أو دفع ظلم؛ فغير داخل فيه، والله أعلم.

(2)

قلت: ووافقه الهيثمي، وهو من تساهلهما، فإن شيخ الطبراني (أحمد بن سهل الأهوازي) لم يوثقه أحد، وله غرائب، ذكر بعضها الحافظ، هذا أحدها، وهو مخرج في "الضعيفة".

ص: 79

(الرائش) بالشين المعجمة: هو السفير بين الراشي والمرتشي.

1345 -

(5)[ضعيف] وعن أم سلمة رضي الله عنها؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لعن الله الراشيَ والمرتشيَ في الحكم".

رواه الطبراني بإسناد جيد

(1)

.

1346 -

(6)[ضعيف] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ وَليَ عَشرةً فَحكَم بينهُم بما أَحبُّوا أو بِما كَرِهوا؛ جيءَ به مَغلولةً يدهُ، فإنْ عَدلَ ولمْ يَرْتَشِ، ولَمْ يَحِفْ؛ فَكَّ الله عنه، وإنْ حكَم بغير ما أنزلَ الله، وارْتَشى وحابى فيه؛ شُدَّتْ يَسارُه إلى يمينِهِ، ثمّ رُمِيَ به في جهَنَّمَ؛ فلَمْ يَبْلُغْ قَعْرَها خمسَمِئَةِ عامٍ".

رواه الحاكم عن سعدان بن الوليد عن عطاء عنه. وقال:

"سمعه الحسن بن بشر البجلي منه. وسعدان بن الوليد البجلي الكوفي؛ قليل الحديث لم يخرجا عنه"

(2)

.

(1)

يغني عنه حديث أبي هريرة في "الصحيح" بلفظ: "لعن رسول الله. . ." الحديث.

(2)

قلت: ولا غيرهما من سائر أصحاب الكتب الستة، ثم هو غير معروف، والراوي فيه كلام من جهة حفظه، ولذلك خرجته في "الضعيفة"(6870).

ص: 80

5 -

(الترهيب من الظلم ودعاء المظلوم وخذله، والترغيب في نصرته)

.

1347 -

(1)[ضعيف] ورُوي عن الهِرْماسِ بنِ زيادٍ رضي الله عنه قال:

رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَخطبُ على ناقَتِهِ فقال:

"إيَّاكُمْ والخِيانَةَ؛ فإنَّها بئْستِ البِطانةُ، وإيّاكُمْ والظُّلمَ؛ فإنَّه ظلُماتٌ يومَ القيامَةِ، وإيَّاكُمْ والشحَّ؛ فإنَّما أهْلكَ مَنْ كان قبلَكُمُ الشُّحُّ، حتى سَفَكُوا دِماءَهَمْ وقَطَّعوا أرْحامَهُم".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وله شواهد كثيرة

(1)

.

1348 -

(2)[ضعيف] ورُوِيَ عنِ ابن مسعودٍ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لا تَظْلِموا؛ فتَدْعوا فلا يُسْتَجابَ لكُم، وتَسْتَسْقُوا فلا تُسقَوْا، وتَسْتَنْصِروا فلا تُنْصَروا".

رواه الطبراني.

1349 -

(3)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثةٌ لا تُرَد دَعوَتُهم: الصائمُ حتى يفطرَ، والإمامُ العادلُ، ودعوةُ المظْلومِ، يرفَعُها الله فوقَ الغَمامِ، ويفْتَح لها أبوابَ السماءِ، ويقولُ الربُّ: وعِزَّتي لأنْصُرَنَّكِ ولوْ بعدَ حينٍ".

رواه أحمد في حديث، والترمذي وحسنه، وابن ماجه، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، والبزار مختصراً:

(1)

قلت: لم أجد لجملة الخيانة شاهداً، بخلاف سائره، ففي الباب من "الصحيح" ما يشهد له، ولذلك خرجتها في "الضعيفة" (6653). وتناقض الجهلة فصدروا تعليقهم بقولهم:"ضعيف"، وختموه بقولهم:"ولمتنه شواهد"! وضغثاً على إبالة أوهموا القراء أن قولهم الأخير من قول الهيثمي!!

ص: 81

"ثلاثٌ حقٌّ على الله أن لا يردَّ لهمْ دعوةً: الصائمُ حتى يفطُرَ، والمظلومُ حتَّى ينْتصِرَ، والمسافرُ حتى يَرْجَعَ". [مضى 9 - الصيام /1].

1350 -

(4)[ضعيف] وروي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"دعوتانِ ليسَ بينَهُما وبينَ الله حِجَابٌ؛ دعوةُ المظْلومِ، ودعوةُ المرْءِ لأَخيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ".

رواه الطبراني، وله شواهد كثيرة

(1)

.

1351 -

(5)[ضعيف] وروي عن عليّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يقولُ الله: اِشْتَدَّ غَضبي على مَنْ ظَلَم مَنْ لا يَجِدُ له ناصِراً غَيْري".

رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط".

1352 -

(6)[ضعيف جداً] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال:

قلتُ: يا رسولَ الله! ما كانتْ صُحفُ إبراهيمَ؟ قال:

"كانتْ أمثالاً كلُّها: أيُّها الملِكُ المسلَّط المُبْتَلَى المغرورُ! إنِّي لمْ أبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ الدنيا بعضَها على بعضٍ، ولكنّي بعَثْتُكَ لتردَّ عنِّي دعوةَ المظلومِ؛ فإنِّي لا أردُّها وإن كانتْ مِنْ كافرٍ.

وعلى العاقلِ ما لمْ يكنْ مغلوباً على عَقْلِهِ أنْ يكونَ له ساعاتٌ؛ ساعةٌ يناجي فيها ربَّه، وساعةٌ يحاسِبُ فيها نَفْسَه، وساعةٌ يَتَفَكَّرُ فيها في صُنْعِ الله، وساعةٌ يَخْلو فيها لِحَاجَتِهِ مِنَ المطْعَمِ والمْشَربِ.

وعلى العاقِلِ أنْ لا يكونَ ظاعِناً

(2)

إلا لِثَلاثٍ: تَزَوُّدٌ لمِعَادٍ، أو مَرَمّة

(1)

قلت: هو كما قال في (دعوة المظلوم)، وفي الباب من "الصحيح" بعضها، وكذلك في (دعوة المرء) لكن دون ذكر (الحجاب)، وسيأتي بعضها في "الصحيح"(23 - الأدب /49).

والحديث مخرج في "الضعيفة"(3602).

(2)

أي: سائراً متحركاً. و (مَرَمّة) أي: إصلاحاً.

ص: 82

لمعَاشٍ أو لذَّةٍ في غير مُحَرَّمٍ.

وعلى العاقلِ أنْ يكونَ بَصيراً بزَمانِهِ، مُقْبِلاً على شانِهِ، حافِظاً لِلِسَانِهِ.

ومَنْ حَسَبَ كلامَهُ مِنْ عَمَلِهِ؛ قلَّ كلامهُ إلاَّ فيما يَعْنيهِ".

قلتُ: يا رسولَ الله! فما كانَتْ صحُفُ موسى عليه السلام؟ قال:

"كانتْ عبراً كلُّها: عجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بالموْتِ ثُمَّ هو يَفْرَحُ.

عجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بالنارِ ثُمَّ هو يضحكُ.

عجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بالقَدَرِ ثُمَّ هو ينْصَبُ.

عجِبْتُ لِمَنْ رأى الدنيا وتَقَلُّبَها بأهلِها ثُمَّ اطْمَأنَّ إليها.

وعَجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بِالحسَابِ غداً ثُمَّ لا يَعْمَلُ".

. . . . . . . . .

قلتُ: يا رسولَ الله! زدْني. قال:

"عليكَ بطولِ الصَّمتِ؛ فإَّنهُ مَطْرَدَةٌ للشَيْطانِ، وعونٌ لك على أمْرِ دينكَ".

. . . . . . . . .

قلتُ: يا رسولَ الله! زدْني. قال:

"لِيَرُدَّك عَنِ الناسِ ما تَعْلَمُهُ مِنْ نَفْسِكَ، ولا تجِدْ عليهِمْ فيما تَأْتي، وكَفَى بك عَيْباً أنْ تَعْرِفَ مِنَ الناسِ ما تَجْهَلُه مِنْ نَفْسِكَ، وتَجِدَ علَيْهِم فيما تَأْتي".

ثُمَّ ضرَبَ بيدِه على صَدْري فقال:

"يا أبا ذرٍّ! لا عقْلَ كالتدْبيرِ، ولا وَرَعَ كالكَفِّ، ولا حَسَبَ كَحُسْنِ الخُلُقِ".

رواه ابن حبان في "صحيحه" واللفظ له، والحاكم وقال:

"صحيح الاسناد".

ص: 83

(قال الحافظ):

"انفرد به إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه، وهو حديث طويل في أوله ذكر الأنبياء عليهم السلام، ذكرت منه هذه القطعة لما فيها من الحكم العظيمة والمواعظ الجسيمة.

ورواه الحاكم أيضاً، ومن طريقه البيهقي؛ كلاهما عن يحيى بن سعيد السعدي البصري: حدثنا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر بنحوه.

ويحيى بن سعيد فيه كلام، والحديث منكر من هذه الطريق، وحديث إبراهيم بن هشام هو المشهور. والله أعلم"

(1)

.

1353 -

(7)[ضعيف] وعن جابرٍ وأبي طلحةَ رضي الله عنهما؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما مِنْ مسلمٍ يَخْذُلُ امْرأً مسلماً في مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فيه حُرْمَتُهُ ويُنْتَقَصُ فيه مِنْ عِرْضِه؛ إلا خَذَلَهُ الله في مواطِنَ يُحِبُّ فيه نُصْرَتَهُ، وما مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً في مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فيه مِنْ عِرْضِهِ، ويُنْتَهَكُ فيه مِنْ حُرْمَتِهِ؛ إلاَّ نَصَرهُ الله في مواطِنَ يُحبَّ فيه نُصْرَتَهُ".

رواه أبو داود

(2)

.

1354 -

(8)[ضعيف] وعن محمد بن يحيى بن حمزة قال:

كتبَ إلى المهديُّ أميرُ المؤمنين وأمرَني أنْ أَصْلُبَ [في] الحُكْم؛ وقال

(1)

قلت، لكن إبراهيم هذا متهم، قال الناجي (ق 178/ 2):"قال الذهبي: هو أحد المتروكين الذينِ مشّاهم ابن حبان فلم يُصِب. ونقل ابن الجوزي في "الضعفاء" عن أبي زرعة أنه قال في الغساني [هذا]: كذاب".

ويحيى بن سعيد السعدي قريب منه. والحديث مخرج في "الضعيفة"(5638). وبعض فقراته قد صحت متفرقة في بعض الأحاديث وقد أودعتها في "الصحيح"، وبيانها هنا مما لا يتسع له المجال، وقد ميزتها عن الضعيفة منها في كتابي "صحيح موارد الظمآن"(2 - العلم /13)، وهو تحت الطبع.

(2)

قلت: فيه مجهولان، توبع أحدهما، وبيانه في "الضعيفة"(6871).

ص: 84

في كتابِهِ: حدَّثَني أبي عَنْ أبيهِ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"قال الله تبارك وتعالى: وعزَّتي وجلالي لأَنْتَقِمَنَّ مِنَ الظالمِ في عاجِلِهِ وآجِلِه، ولأَنْتَقَمِنَّ مِمَّنْ رأى مَظْلوماً فَقَدَرَ أنْ يَنْصُرَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ".

رواه أبو الشيخ أيضاً فيه من رواية أحمد بن محمد بن يحيى، وفيه نظر عن أبيه. وجدّ المهدي هو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وروايته عن ابن عباس مرسلة. والله

أعلم

(1)

.

1355 -

(9)[ضعيف] وعن سهلِ بنِ معاذِ بْنِ أنَسٍ الجُهَنِيِّ عن أبيه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ حَمى مؤمِناً مِنْ مُناقِقٍ -أراهُ قال:- بَعَثَ الله مَلَكاً يحمي لَحْمَهُ يوم القِيامَةِ مِنْ نارِ جَهَنَّمَ" الحديث.

رواه أبو داود.

ويأتي بتمامه في "الغيبة" إن شاء الله تعالى [23 - الأدب /19].

(1)

قلت: الراجح عندي أنه جده الأعلى (علي بن عبد الله بن عباس)، فهو متصل، وأحمد ابن محمد بن يحيى قد توبع عند ابن عساكر، فالعلة ممن فوقه، وهو مخرج في "الضعيفة"(5422).

ص: 85

6 -

(الترغيب فى كلمات يقولهن من خاف ظالماً)

.

1356 -

(1)[ضعيف] عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا تَخوَّفَ أحدُكُم السلطانَ فلْيَقُلْ: اللهمَّ رب السَمواتِ السبعِ وربَّ العَرْشِ العظيم؛ كُنْ لي جاراً مِنْ شَرِّ فلانٍ بَنِ فلانٍ -يعني الذي يريدُه-، وشرِّ الجنِّ والإنْسِ وأتْباعِهِم أنْ يَفرُطَ عليَّ أَحدٌ مِنْهُم، عزَّ جارُك، وجَلَّ ثَناؤك، ولا إله غيرُك".

رواه الطبراني، ورجاله رجال "الصحيح"؛ إلا جنادة بن سلم

(1)

، وقد وثق.

(1)

قلت: وهو ضعيف، وفوقه الراوي عن ابن مسعود، وهو ليس من رجال "الصحيح" خلافاً لقول المصنف، وإن تبعه الهيثمي، وهو إلى ذلك لم يوثقه أحد كما بينته في "الضعيفة"(2400). ولكنه صح موقوفاً، تراه في "الصحيح". ولم يفرق بينهما المعلقون الثلاثة فخبطوا وقالوا:"حسن"!!

ص: 86

7 -

(الترغيب في الامتناع عن الدخول على الظَّلَمَةِ، والترهيب من الدخول عليهم وتصديقهم وإعانتهم)

.

1357 -

(1)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ ناساً مِنْ أمَّتي سيتَفَقَّهون في الدَّينِ، ويقْرَؤن القرآنَ، يقولون: نَأْتي الأُمَراءَ فنُصيبُ مِنْ دُنياهُمْ، ونَعْتَزِلُهم بِديننا، ولا يكونُ ذلك، كما لا يُجْتَنَى مِنَ القَتَادِ إلا الشوْكُ؛ كذلك لا يُجْتَنَى مِنْ قُربهِمْ إلا -قال ابنُ الصبَاحِ: كأنَّه يعني- الخطَايَا".

رواه ابن ماجه، ورواته ثقات

(1)

.

1358 -

(2)[ضعيف] وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دعا لأهله، فذَكَر عليّاً وفاطِمَة وغيرَهُما، فقلتُ:

يا رسولَ الله! أنا مِنْ أهْلِ البيْتِ؟ قال:

"نَعَمْ؛ ما لَمْ تَقُمْ على بابِ سُدَّةٍ، أوْ تأتي أميراً تَسْأَلُه".

رواه الطبراني في "الأوسط"، ورواته ثقات

(2)

.

والمراد بـ (السدة) هنا: باب السلطان ونحوه. ويأتي في "باب الفقراء" ما يدل له [24 - التوبة /5].

(1)

كذا قال، وفيه مجهول لم يوثقه غير ابن حبان، وبيانه في "الضعيفة"(1250).

(2)

قلت: وتبعه الهيثمي، وهو من تساهلهما، فإن فيه مجهولَين أحدهما أجهل من الآخر، لم يوثقهما غير ابن حبان، وهو مخرج في "الضعيفة" (5366). وخبط الثلاثة أيضاً فقالوا:"حسن"!

ص: 87

8 -

(الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته، والشفاعة المانعة من حدٍّ من حدود الله، وغير ذلك)

.

1359 -

(1)[ضعيف] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"أيُّما رجُلٍ حالَتْ شفاعَتُه دونَ حَدٍّ مِنْ حدودِ الله؛ لمْ يَزَلْ في غَضَبِ الله

(1)

حتى يَنْزِعَ، وأيُّما رجُلٍ شَدَّ غضباً على مسْلمٍ في خصومَةٍ لا عِلْمَ لَهُ بِها؛ فقد عانَدَ الله حقَّهُ، وحَرِصَ على سُخْطِهِ، وعليه لَعْنَةُ الله تَتَابَعُ إلى يومِ القِيَامَةِ.

وأيُّما رجلٍ أَشاعَ على رَجُلٍ مْسلمٍ بِكَلِمَةٍ

(2)

وهو منها بَرِيءٌ سَبَّه بها في الدنيا؛ كان حقّاً على الله أَنْ يُذيبَه يومَ القِيامَةِ في النارِ، حتَّى يأتِيَ بِنَفَاذِ ما قالَ".

رواه الطبراني، ولا يحضرني الآن حال إسناده، وروى بعضه بإسناد جيد

(3)

قال:

"مَنْ ذكرَ امْرأً بشيْءٍ ليس فيهِ لِيَعيبَهُ؛ حَبَسهُ الله في نارِ جهَنَّمَ، حتَّى يأتِيَ بنَفاذِ ما قال فيه".

(1)

قال الناجي: "إنما لفظ: "في سخط الله". رواه في (الكبير) ".

(2)

أي: أظهر عليه ما يعيبه. يقال: شاع الحديث وأشاعه: إذا ظهر وأظهره.

و (النَّفَذ) بالتحريكِ: المخرج والمخلص. والمعنى: أنه يعذب حتى يأتي بالمخرج منه.

(3)

قلت: كيف وفيه ثلاث علل كشفت عنها في "غاية المرام في تخريج الحلال والحرام"(250/ 437)؟! وخبط فيه أيضاً الثلاثة فقالوا (3/ 142): "حسن بشواهده"! وإنما لبعضه بعض الشواهد، وهي في "الصحيح"، وإن ما يؤكد تخبطهم وأنهم يلقون الكلام على عواهنه دون أي تفكير أو علم إنما هو الارتجال كيفما اتفق؛ أنهم ضعفوه في مكان آخر (3/ 499)، وقد أعاده المؤلف في (23 - الأدب /19)، وتخريجهم في الموضعين واحد، وسوف يُسألون.

ص: 88

1360 -

(2)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ حالَتْ شفاعَتُه دونَ حدٍّ مِنْ حدودِ الله؛ فقد ضادَّ الله في مُلْكِهِ، وَمَنْ أعانَ على خُصومَةٍ لا يَعْلَمُ أحقٌّ أو باطلٌ؛ فهو في سَخَطِ الله حتى يَنْزِعَ، وَمَنْ مَشى مَعَ قومٍ يُرى أنَّه شاهِدٌ، وليس بِشاهِدٍ؛ فهو كشاهِدِ زورٍ، وَمَنْ تَحَلَّم كاذِباً؛ كُلِّفَ أنْ يَعْقِدَ بينَ طَرَفَيْ شَعِيرَةٍ. وسِبابُ المسلمِ فُسوقٌ، وِقتالُه كُفْرٌ".

رواه الطبراني من رواية رجاء

(1)

بن صَبِيح السَّقَطي.

1361 -

(3)[ضعيف] ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أَعانَ ظالماً بباطلٍ ليُدحِضَ

(2)

بهِ حقّاً؛ فقد بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ الله وذِمَّةِ رسولِهِ".

رواه الطبراني والأصبهاني.

1362 -

(4)[ضعيف جداً] ورُوي عنْ أوْسِ بنْ شُرَحْبيل أَحَدِ بني أشْجَعٍ؛ أنَّه سَمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ مَشى معَ ظالمٍ لِيُعينَه وهو يعلم أنَّه ظالمٌ؛ فقد خَرجَ مِنَ الإسْلامِ".

رواه الطبراني في "الكبير"، وهو حديث غريب.

(1)

كنيته أبو يحيى، ووقع في "شعب الإيمان" (2/ 452/ 1 - 2):"رجاء بن يحيى"، وهو خطأ من الناسخ، وهو ضعيف، والحديث مخرج في "الإرواء"(7/ 350 - 351)، وبعض جمله صحيح.

(2)

أي: ليبطل به حقاً.

ص: 89

9 -

‌(ترهيب الحاكم وغيره من إرضاء الناس بما يسخط الله عز وجل

.

1363 -

(1) وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أسْخَطَ الله في رِضا الناسِ؛ سَخِطَ الله عليهِ، وأسْخَطَ عليهِ مَنْ أَرْضاهُ في سَخَطِهِ، وَمَنْ أرْضَى الله في سَخَطِ الناسِ، رضي الله عنه، وأَرْضَى عنه مَنْ أَسْخَطَهُ في رِضاهُ؛ حتَّى يُزِيَّنَهُ ويُزِيَّنَ قَوْلَهُ وعَمَلهُ في عَيْنِهِ".

رواه الطبراني بإسناد جيد قوي

(1)

.

1364 -

(2)[موضوع] وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أَرْضى سُلْطاناً بِما يُسْخِطُ به ربَّه؛ خَرجَ مِنْ دِينِ الله".

رواه الحاكم وقال:

"تفرد به علاق بن أبي مسلم عن جابر، والرواة إليه كلهم ثقات"

(2)

.

1365 -

(3)[منكر] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من طلبَ محامِدَ الناس بمعاصي الله؛ عادَ حامِدُه له ذامّاً".

رواه البزار

(3)

.

وفي رواية للبيهقي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من أراد سخطَ اللهِ ورضا الناسِ؛ عادَ حامدُه من الناسِ ذَامّاً"

(4)

.

(1)

كذا قال. وفيه جبرون بن عيسى شيخ الطبراني لم يوثقه أحد، وشيخه (يحيى بن سليمان الجُفري) فيه مقال، راجع له "الصحيحة" برقم (2311)، وراجع لترجمتهما "الضعيفة"(6650).

(2)

قلت: هذا وهم فاحش تتابع عليه الحاكم والمصنف ثم الذهبي، فإن الراوي عن علاق إنما هو عنبسة بن عبد الرحمن، وهو متهم بالوضع، ولذلك خرجت الحديث في "الضعيفة"(5197).

وغفل عن هذه العلة المعلقون الثلاثة.

(3)

و

(4)

قلت: في الروايتين (قطبة بن العلاء الغنوي) فيه ضعف، وقال العقيلي:"لا يتابع عليه". فهو منكر لمخالفته للفظ المحفوظ، وهو في "الصحيح"، ومخرج في "الصحيحة"(2311) =

ص: 90

1366 -

(4)[موضوع] ورُوِيَ عن عِصْمَةَ بْنِ مالكٍ

(1)

قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ تَحبَّبَ إلى الناسِ بِما يُحبُّونَه

(2)

وبارزَ الله تعالى؛ لَقِيَ الله تعالى يَوْمَ القِيامَةِ وهو عليه غَضْبانُ".

رواه الطبراني

(3)

.

= من رواية ابن حبان وغيره، وإن من تخبيطات وتخليطات الجهلة الثلاثة أنهم صدّروا تخريجهم للحديث برواياته الثلاث بقولهم:"حسن. .". ثم خرجه من رواية البزار والبيهقي الضعيفة، ورواية ابن حبان الصحيحة! ومن جهلهم أنهم نقلوا عن الهيثمي تضعيفه لقطبة وأبيه، فكيف مع هذا قالوا:"حسن"؟! (خبط لزق)!!

(1)

كان في الأصل: "عبد الله بن عصمة بن مالك"، وكذا في المخطوطة؛ إلا أن فيها:"فاتك" مكان "مالك"، وكذا في "مجمع الزوائد". ولما بحثت عن هذا الاسم في كتب الرجال التي عندي، فلم أجد له ذكراً، لا في الصحابة ولا في غيرهم. ثم ترجح عندي ما أثبته أعلاه أنه عصمة بن مالك، وهو الخطمي، فإنه مذكور في الصحابة، وذلك في بحث أودعته في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم (2645 و 6654).

(2)

الأصل: (يحبُّوه) بحذف النون. وكذا في "المخطوطة" و"الجامع الكبير"، ووقع في "المجمع"(يحبونه) بإثبات النون على القاعدة.

(3)

أي في "الكبير"، وصرح بذلك في "الجامع الكبير"، وأما الهيثمي فقيَّده بـ "الأوسط"، ولعل الأول أرجح كما بينته في المصدر السابق، وقد مضى الحديث بنحوه عن أبي هريرة في (1 - الإخلاص /2) معزواً لـ "الأوسط" أيضاً.

ص: 91

10 -

(الترغيب في الشفقة على خلق الله من الرعية والأولاد والعبيد وغيرهم، ورحمتهم والرفق بهم. والترهيب مِنْ ضدِّ ذلك، ومِنْ تعذيب العبدِ والدابةِ وغيرهما بغيرِ سبب شرعيّ، وما جاء في النهي عن وسْمِ الدوابِّ في وُجوهِها)

.

1367 -

(1)[ضعيف] وعنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ليسَ منَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الكبيرَ، وَيرْحْمِ الصغيرَ، ويأَمُرْ بالمعروفِ، وَيَنْهَ عن المنكَرِ".

رواه أحمد والترمذي وابن حبان في "صحيحه"[مضى 3 - العلم /5].

وقد روي هذا اللفظ من حديث جماعة من الصحابة

(1)

، وتقدم بعض ذلك في "إكرام العلماء".

1368 -

(2)[ضعيف] وعَنْ نَصِيح العَنْسِيِّ عَنْ رَكْبٍ المَصْرِيِّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"طوبى لِمَنْ تواضَعَ في غير منَقْصَةٍ، وذَلَّ في نَفْسِهِ مِنْ غيرِ مَسْأَلةٍ، وأنْفَقَ مالاً جَمَعهُ في غيرِ مَعْصِيَةٍ، ورَحِمَ أهلَ الذِّلَّةِ والمسْكَنَةِ، وخالطَ أهلَ الفِقهِ والحِكْمَةِ" الحديث.

رواه الطبراني، ورواته إلى نصيح ثقات

(2)

.

(1)

فيه إيهام خلاف الواقع، ذلك لأن الجماعة ليس في حديثهم جملة:"ويأمر بالمعروف، وَيَنْهَ عن المنكر". ولولا ذلك لأدرجت الحديث مع أحاديثهم في "الصحيح"، فراجعها هناك.

(2)

قلت: وماذا يغني ذلك، و (نصيح) ليس صحابياً، ولا هو معروف، والبخاري لما ذكره في "التاريخ" (4/ 2/ 136/ 2472) لم يزد على قوله:"روى عنه مطعم بن المقدام" يعني الراوي عنه هنا.

بل إن (ركب المصري) لم تثبت صحبته، ولذلك قال ابن حبان في "الثقات" (3/ 130):"يقال: إن له صحبة، إلا أن إسناده ليس مما يعتمد عليه"، يشير إلى هذا. وهو مخرج بطوله في "الضعيفة"(3835)، وسيأتي بتمامه في (23 - الأدب /22)، ومضى طرف منه في (16 - البيوع /5).

ص: 92

1369 -

(3)[ضعيف] وعن الشريدِ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ قتلَ عصفوراً عَبَثاً؛ عَجَّ إلى الله يومَ القيامةِ يقول: يا ربُّ! إنَّ فلاناً قَتَلني عَبَثاً، ولم يَقْتُلْني مَنْفَعَةً".

رواه النسائي، وابن حبان في "صحيحه". [مضى 10 - العيدين /4].

1370 -

(4)[ضعيف موقوف] وعنِ الوضين بْنِ عَطاءٍ قال:

إنَّ جَزاراً فَتَح باباً على شاةٍ لِيذْبَحَها؛ فانفلَتَتْ منْهُ حتى جاءَتْ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فاتَّبعها، فأَخَذ يسحبُها بِرِجْلِها. فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"اصْبِري لأمْرِ الله. وأَنْتَ يا جزَّار! فَسُقْها سَوْقاً رفيقاً".

رواه عبد الرزاق في "كتابه" عن محمد بن راشد عنه. وهو معضل [مضى هناك].

1371 -

(5)[ضعيف موقوف] وعنِ ابن سيرين:

أنَّ عمرَ رضي الله عنه رأى رجُلاً يسْحبُ شاةً بِرْجلِها ليَذْبَحها. فقال له:

ويلَكَ قدْها إلى الموتِ قَوداً جَميلاً.

رواه عبد الرزاق أيضاً موقوفاً. [مضى هناك].

1372 -

(6)[منكر جداً] وروى ابن ماجه

(1)

عن تميم الداري رضي الله عنه قال:

كنَّا جلوساً معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ أقْبَلَ بعيرٌ يَعْدو، حتَّى وقف على هامَةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم:

"أيُّها البعيرُ! اسْكُنْ، فإنْ تَكُ صادِقاً فلَكَ صِدْقُكَ، وإنْ تَكُ كاذِباً فعليك كَذِبُكَ، مَعَ أنَّ الله قد أمَّنَ عائِذَنا، وليس بخائبٍ لائذُنا".

(1)

عزوه إليه خطأ محض تعجب منه الحافظ الناجي. ثم ذكر أنه أخرجه السِّلفي وغيره بإسناد فيه متروك ومجهول، وعن ابن كثير أنه قال:"فيه غرابة ونكارة في إسناده ومتنه".

وأطال الكلام في ذلك (180/ 1 - 2).

ص: 93

فقلنا: يا رسولَ الله! ما يقول هذا البعيرُ؟ فقال:

"هذا بعيرٌ قد همَّ أهلُه بنَحْرهِ وأكْلِ لَحْمِهِ، فهرَبَ منْهُم، واسْتَغاثَ بنبِيَّكم صلى الله عليه وسلم".

فبينا نحنُ كذلك إذْ أَقْبَلَ أصحابُه يتَعادُونَ، فلمّا نَظَرَ إليْهم البعيرُ عادَ إلى هامَةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فلاذَ بها! فقالوا: يا رسولَ الله! هذا بعيرُنا هَربَ منذُ ثلاثَةِ أيَّامٍ، فلَمْ نَلْقَهُ إلاَّ بين يديْكَ، فقال صلى الله عليه وسلم:

"أما إنه يشكو إليَّ، فبئْستِ الشكايةُ".

فقالوا: يا رسولَ الله! ما يقولُ؟ قال:

"يقولُ إنَّه ربَى في أمْنِكُم أحْوالاً، وكُنْتُم تحمِلونَ عليه في الصَّيْفِ إلى مَوْضع الكَلأِ، فإذا كان الشتاءُ رحَلْتُمْ إلى موضِع الدِّفء، فلمَّا كَبُرَ اسْتَفْحَلُتموه، فَرَزَقَكُمُ الله منه إِبِلاً سائِمَةً، فلمَّا أدْرَكَتْهُ هذه السَّنةُ الخصيبَةُ

(1)

هَمَمْتُمْ بنَحْرِهِ، وأكْلِ لَحْمِهِ".

فقالوا: قدْ والله كانَ ذلك يا رسولَ الله! فقال عليه السلام:

"ما هذا جزاءُ المَمْلوكِ الصالحِ مِنْ مواليهِ".

فقالوا: يا رسولَ الله! فإنَّا لا نبيعُه ولا نَنْحرُهُ. فقال عليه السلام:

"كَذَبْتُمْ، قدِ اسْتغَاثَ بِكُمْ فَلمْ تُغيثوهُ، وأنا أَوْلى بالرحْمَةِ منْكُمْ، فإنَّ الله نَزَعَ الرحْمَةَ مِنْ قُلوبِ المنافِقينَ، وأسْكَنَها في قلوبِ المؤمنينَ".

فاشْتَراه عليه السلام منهمْ بمئةِ درهَمٍ وقال:

"يا أيُّها البعيرُ انْطلِقْ، فأنْتَ حرٌّ لوَجْهِ الله تعالى".

فَرغَى على هامَةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال عليه السلام:

(1)

قال الناجي: "كذا وقع، وإنما هي: الجدبة".

ص: 94

(آمين).

ثُمَّ رَغَى، فقال:

(آمين).

ثُمَّ رَغَى، فقال:

(آمين).

ثُمَّ رَغَى الرابِعَةَ، فبكى عليه السلام.

فقلنا: يا رسولَ الله! ما يقول هذا البعير؟ قال:

"قال: جزاكَ الله أيُّها النبيُّ عنِ الإسْلامِ والقرآنِ خَيْراً، فقلتُ:

(آمين).

ثَمَّ قال: سَكَّنَ الله رُعْبَ أمَّتِكَ يومَ القيامَةِ كما سَكَّنْتَ رُعْبي، فقلتُ:

(آمين).

ثُمَّ قال: حَقَن الله دِماءَ أُمَّتِكَ مِنْ أعْدائِها كما حَقَنْتَ دمي، فقلتُ:

(آمين).

ثم قال: لا جَعَل الله بأْسَها بينَها،

"فَبَكَيْتُ. فإنَّ هذه الخصال سألتُ ربِّي فأعطانيها ومَنعَني هذه، وأخْبَرني جبريلُ عنِ الله تعالى أنَّ فَنَاءَ أمَّتي بالسيفِ. جرى القَلَمُ بما هو كائِنٌ".

1373 -

(7)[ضعيف] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

"نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ التحْريشِ بينَ البَهائمِ".

رواه أبو داود والترمذي متصلاً ومرسلاً عن مجاهد، وقال في المرسل:

"هو أصح".

ص: 95

1374 -

(8)[ضعيف] وعن رافع بن مُكَيْثٍ -وكان مِمَّنْ شهِدَ الحدَيْبِيَةَ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"حُسْنُ المَلَكَةِ نَماءٌ، وسوء الخُلُقِ شُؤْمٌ".

رواه أحمد وأبو داود عن بعض بني رافع بن مكيث، ولم يسمَّه عنه.

ورواه أبو داود أيضاً عن الحارث بن رافع بن مكيث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

1375 -

(9)[ضعيف] وعن أبي بكرٍ اِلصديقِ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يدخُلُ الجنَّةَ سيّئ المَلَكَةِ".

قالوا: يا رسولَ الله! أليسَ أَخْبَرْتَنَا أنَّ هذه الأمَّةَ أكثَرُ الأُمَمِ مَمْلوكينَ ويتَامَى؟ قال:

"نعم، فأكْرِموهُم كَكَرامَةِ أولادِكُمْ، وأْطِعمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلونَ".

قالوا: فما يَنْفَعُنا مِنَ الدنيا؟ قال:

"فَرَسٌ تربِطُه تقاتِلُ عليه في سبيلِ الله، مَمْلوكُكَ يكْفيكَ، فإذا صلَّى فَهُو أخوكَ، [فإذا صلَّى فهو أخوكَ] ".

رواه أحمد وابن ماجه والترمذي مقتصراً على قوله:

"لا يدخل الجنة سيئ الملكة"، وقال:

"حديث حسن غريب، وقد تكلم أيوب السختياني في فرقد السبخي من قبل حفظه".

ورواه أبو يعلى والأصبهاني أيضاً مختصراً، وقال:

"قال أهل اللغة: سيئ الملكة: إذا كان سيئ الصنيعة إلى مماليكه".

ص: 96

1376 -

(10)[ضعيف] وعن زيدٍ بنِ حارِثَة رضي الله عنه؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في حَجَّةِ الوَدَاعِ:

"أرِقَّاؤكُم، أرِقَّاؤكُم، أَطْعِموهُم مِمَّا تأكُلونَ، واكْسُوهُمْ مِمَّا تلْبَسون، فإنْ جاؤا بذَنْبٍ لا تريدون أنْ تَغْفِروا، فَبيعوا عبادَ الله ولا تُعَذِّبوهُمْ".

رواه أحمد والطبراني من رواية عاصم بن عبيد الله، وقد مشاه بعضهم، وصحح له الترمذي والحاكم، ولا يضر في المتابعات.

1377 -

(11)[ضعيف جداً] ورُويَ عنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"الغَنَمُ بَركةٌ على أهْلِها، والإبلُ عِزٌّ لأهلِها، والخيلُ مَعْقودٌ في نواصيها الخيرُ، والعبدُ أخوكَ فأحْسِنْ إليه، وإنْ رأيته مَغْلوباً فأَعِنْهُ".

رواه الأصبهاني.

1378 -

(12)[ضعيف] وعن عمرو بن حريثٍ

(1)

رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ما خَفَّفْتَ عن خادِمِك من عمله؛ كان لك أجراً في موازينِك".

رواه أبو يعلى، وابن حبان في "صحيحه".

(قال الحافظ): "وعمرو بن حريث؛ قال ابن معين: لم يرَ النبي صلى الله عليه وسلم. والذي عليه الجمهور أن له صحبةً. وقيل: قُبِضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وروى عن أبي بكر، وابن مسعود، وغيرهم من الصحابة".

1379 -

(13)[ضعيف] وعَنْ أمِّ سلَمَة رضي الله عنها قالتْ:

كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وكان بيده سِواكٌ، فدعا وَصيفَةً له -أوْ لَها-[فأبطأت] حتَّى اسْتبانَ الغَضَبُ في وَجْهِهِ، وخَرَجتْ أمُّ سَلَمة إلى الحُجُراتِ، فوجَدتِ الوَصيفةَ وهي تَلْعَبُ بِبَهْمَةٍ، فقالتْ: ألا أراكِ تلعبينَ

(1)

الراجح أن (عمرو بن حريث) هنا ليس هو الصحابي، وإنما هو مصري تابعي، انظر "الضعيفة"(4437).

ص: 97

بهذه البَهْمَة ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدعوكِ، فقالتْ: لا والَّذي بعثَكَ بالحقِّ ما سمِعْتُكَ، فقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لولا خَشيةُ القَوَدِ؛ لأوْجَعْتُكِ بهذا السواكِ".

رواه أبو يعلى

(1)

بأسانيد أحدها جيد

(2)

، واللفظ له. ورواه الطبراني بنحوه.

1380 -

(14)[موضوع] وروي عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثٌ مَنْ كنَّ فيه نَشَر الله عليه كَنَفهُ، وأدْخَلُه جنَّتَهُ: رِفْقٌ بالضعيفِ، وشفَقَةٌ على الوالدينِ، وإحْسانٌ إلى المَمْلوكِ".

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب".

فصل

1381 -

(15)[ضعيف] وعن جُنادَةَ بن جَرادَةَ أحدِ بني غَيْلانَ بْنِ جُنادَةَ رضي الله عنه قال:

أتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم بإبِل قد وَسَمْتُها في أنْفِها، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا جُنادَةُ! فما وَجدْتَ عُضْواً تَسِمُه إلا في الوَجْهِ؟! أَمَا إنَّ أمامَك القِصاصَ".

فقال: أمْرُها إليكَ يا رسولَ الله! " الحديث.

رواه الطبراني

(3)

.

(1)

الأصل: "أحمد" بدل "أبو يعلى"، وهو خطأ صححته من "المخطوطة" ومما سيأتي في (26 - البعث /3). فقد أعاده هناك على الصواب وكذلك هو في "المجمع"(10/ 353).

(2)

كذا قال. وقلده الهيثمي وهو غير جيد، كيف لا ومدار أسانيده على مجاهيل، ولذلك خرجته في "الضعيفة"(4363)، وفي "غاية المرام"(248)، و"الضعيفة" (4363) ومن المجاهيل (جدة ابن جدعان) وقول المعلقين الثلاثة:"زوجة أبيه" من تخاليطهم، مقلدين فيه المعلق على "أبي يعلى" (12/ 329) ومع ذلك تشبعوا بما لم يعطوا فقالوا:"قلنا. ."!! والزيادة في رواية لأبي يعلى.

(3)

قلت: في "المعجم الكبير"(2/ 317 - 318)، وفيه جماعة لا يعرفون، ونحوه في "المجمع"، ومع ذلك قال الجهلة:"حسن بشواهده"!

ص: 98

11 -

(ترغيب الإِمام وغيره من ولاة الأمور في اتخاذ وزير صالح وبطانة صالحة)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

12 -

(الترهيب من شهادة الزور)

.

1382 -

(1)[ضعيف] وعن خريم بن فاتكٍ رضي الله عنه قال:

صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ الصبح، فلمّا انْصرفَ قام قائِماً فقال:

"عَدَلَتْ شهادَةُ الزورِ الإشراكَ بالله" -ثلاثَ مراتٍ-. ثُمَّ قَرَأَ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ. حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} ".

رواه أبو داود واللفظ له، والترمذي وابن ماجه.

1383 -

(2)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ شَهِدَ على مسلمٍ شهادَةً ليْسَ لها بأهْلٍ؛ فلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النارِ".

رواه أحمد، ورواته ثقات؛ إلا أن تابعيه لم يسم

(1)

.

(1)

وكذا قال الهيثمي. وأما الجهلة الثلاثة فقالوا: "حسن بشواهده"! وكذبوا!

ص: 99

1384 -

(3)[موضوع] وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لنْ تزولَ قدمُ شاهدِ الزورِ حتَّى يوجِبَ الله له النارَ".

رواه ابن ماجه، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

[منكر] ورواه الطبراني في "الأوسط"، ولفظه: عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الطيرَ لَتضْرِبُ بِمناقيرِها، وتُحَرِّكُ أذْنابَها مِنْ هولِ يومِ القيامَةِ؛ وما يَتَكَلَّمَ بِهِ شاهِدُ الزورِ، ولا يُفارِقُ قَدماه على الأرْض؛ حتَّى يُقْذَفَ بِهِ في النارِ".

1385 -

(4)[ضعيف] وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ كتَم شهادَةً إذا دُعِيَ إليها؛ كانَ كمَنْ شَهِدَ بالزورِ".

حديث غريب، رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" من رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقد احتج به البخاري

(2)

.

(1)

قلت: في إسناده من كذبه أحمد وغيره، وهو مخرج في "الضعيفة"(1259). وفي رواية الطبراني من لا يعرف كما هو مبين هناك.

(2)

كذا قال، وفيه نظر بينته فيما تقدم، ثم إن فوق ابن صالح من كان اختلط، وبيان ذلك في "الضعيفة" (1267). وأما الجهلة فقالوا:"حسن بشواهده"!

ص: 100

21 -

‌ كتاب الحدود وغيرها

.

1 -

(الترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والترهيب من تركهما والمداهنة فيهما)

.

1386 -

(1)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

"على كلِّ مَيْسَمٍ مِنَ الإنْسانِ صلاةٌ كل يومٍ".

فقال رجلٌ مِنَ القومِ: هذا مِنْ أشَدِّ ما أنْبَأْتنَا بِهِ. قال:

"أَمْرُكَ بالمعروفِ ونهْيُكَ عنِ المنكَرِ صلاةٌ، وحَمْلُكَ عنِ الضعيفِ صلاةٌ، وإنْحاؤُكَ القَذَى عنِ الطريق صلاةٌ، وكلُّ خُطْوَةٍ تخطوها إلى الصَّلاةِ صَلاةٌ".

رواه ابن خزيمة في "صحيحه". [مضى 5 - الصلاة /9].

1387 -

(2)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يَحْقِرَنَّ أحدُكم نَفْسَه".

قالوا: يا رسولَ الله! وكيف يَحْقِرُ أحدُنا نَفْسَه؟ قال:

"يَرى أنَّ لله فيه مَقالاً، ثُمَّ لا يقولُ فيه. فيقولُ الله عز وجل يومَ القيامَةِ: ما منَعَك أن تقولَ فيّ كذا وكذا؟ فيقولُ: خَشْيَةُ الناسِ! فيقولُ: فإيَّايَ كُنْتَ أحقَّ أَنْ تَخْشَى".

رواه ابن ماجه، ورواته ثقات

(1)

.

(1)

قلت: هذا لا يكفي في التصحيح كما لا يخفى على العلماء بهذا الفن، لاحتمال أن يكون له علة، وهذا هو الواقع، فإن فيه انقطاعاً بين أبي البختري، وأبي سعيد، وبيانه في "الضعيفة"(6872).

ص: 101

1388 -

(3)[ضعيف] وعنِ ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ أَوَّلَ ما دخَلَ النقْصُ على بني إسرائيلَ أنَّه كان الرجلُ يَلْقَى الرجلَ فيقولُ: يا هذا اتَّقِ الله ودَعْ ما تَصْنَعُ؛ فإنَّه لا يَحِلَّ لك، ثُمَّ يلْقاهُ مِنَ الغَدِ وهو على حالِهِ؛ فلا يَمْنَعُه [ذلك] أن يكونَ أكيلَه وشريبَه وقَعيدَه، فلمَّا فعلوا ذلك ضَرَب الله قلوبَ بعضِهِم بِبَعْضٍ، ثُمَّ قال: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ. كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ. تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ} إلى قوله: {فاسِقُوْنَ}. ثُمَّ قال: كَلا؛ والله لَتَأْمُرُنَّ بالمعروفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، ولَتَأْخُذُنَّ على يَديِ الظالِمِ، ولَتَأْطِرُنَّه على الحقِّ أَطْرَاً".

رواه أبو داود واللفظ له، والترمذي وقال:

"حديث حسن غريب"

(1)

، ولفظه: قال رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

"لَمَّا وَقَعَتْ بنو إسرائيلَ في المعاصي؛ نهاهُم عُلَماؤهم؛ فَلَمْ يَنْتَهوا، فجالَسُوهُم في مجالِسِهِم وواكلوهم وشارَبوهُم، فضَرَب الله قلُوب بعْضِهِمِ بِبَعْضٍ، ولَعَنَهُم {عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}. فَجلَس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وكانَ مُتَّكِئاً؛ فقال:

"لا وَالذي نفسي بِيَدِه حتى تَأْطِروهُمْ على الحَقِّ أطراً".

(قال الحافظ):

"روياه من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، ولم يسمع من أبيه. وقيل: سمع".

(1)

قلت: الحديث منقطع مضطرب الإسناد، وليس له شاهد بتمامه، فلا وجه لتحسينه، وقد فصلت القول في ذلك في "الضعيفة"(1105).

ص: 102

ورواه ابن ماجه عن أبي عبيدة مرسلاً.

(تأطِروهم) أي: تَعْطِفوهم وتَقْهَروهُم وتُلْزِمُوهُمْ باتِّباعِ الحقِّ.

1389 -

(4)[ضعيف] ورُويَ عن دُرَّةَ

(1)

بنت أبي لهبٍ رضي الله عنها قالتْ:

قلتُ: يا رسولَ الله! مَن خيرُ الناسِ؟ قال:

"أتقاهُم للرَّبِّ عز وجل، وأوصَلُهم للرَّحِمِ، وآمَرُهُم بالمعروفِ، وأَنْهاهُم عَنِ المنكرِ".

رواه أبو الشيخ في "كتاب الثواب"، والبيهقي في "الزهد الكبير" وغيره.

1390 -

(5)[ضعيف] وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أيُّها الناسُ! مُروا بالمعروف، وانْهَوا عنِ المنكرِ، قَبلَ أنْ تدعوا الله فلا يَسْتجيبَ لكُم، وقبلَ أنْ تَسْتَغْفِروةَ فلا يَغْفِرَ لكم، إنَّ الأمرَ بالمعروفِ والنهي عنِ المنكرِ لا يدفَعُ رِزْقاً، ولا يُقَرِّبُ أجَلاً، وإنَّ الأحْبارَ مِنَ اليَهودِ والرهْبانَ مِنَ النصارى؛ لمّا تركوا الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عنِ المنكرِ؛ لَعَنهُم الله على لسانِ أنْبِيائِهِمِ، ثُمَّ عُمُّوا بالبَلاءِ".

رواه الأصبهاني.

1391 -

(6)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عن أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لا تَزالُ (لا إله إلا الله) تنْفعُ مَنْ قالَها، وتردُّ عنهمُ العذابَ والنِّقْمَةَ ما لَمْ يسْتَخِفُّوا بحقِّها".

(1)

بضم الدال المهملة وتشديد الراء، وبالدال المهملة. وقع في المخطوطة، وفي الأصل (ذرة) بالذال المعجمة! وكذلك وقع في مطبوعة (عمارة) وزاد ضغثاً على إبّالة فقيَّدها بالفتح. ووقع فيما يأتي (22 - البر /3) على الصواب، خلافاً لمطبوعة (عمارة)، ولكنه هنا قيدها بالضم!! ولا يوجد في الأسماء (ذُرَّة) وإنما: إذا ضَمَمْتَ أوله أهملته، كما هنا، وإن فتحته أعجمته، انظر "تبصير المنتبه"(1/ 560). وأما الثلاثة ففتحوا الدال المهملة!

ص: 103

قالوا: يا رسولَ الله! وما الاسْتِخْفافُ بحقِّها؟ قال:

"يظْهَرُ العملُ بِمعاصيِ الله، فَلا يُنْكَرُ ولا يُغَيَّرُ".

رواه الأصبهاني أيضاً.

1392 -

(7)[ضعيف] وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا رأيْتَ أُمَّتي تهَابُ أنْ تقولَ لِلظالِم: يا ظالمُ! فقد تُوُدِّعَ مِنْهُمْ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"

(1)

.

1393 -

(8)[ضعيف] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"ليسَ منَّا مَنْ لمْ يرحَمْ صغيرَنا، ويُوَقِّرْ كبيرَنا، ويأمرْ بالمعروفِ، وينْهَ عنِ المنكَرِ".

رواه أحمد والترمذي واللفظ له، وابن حبان في "صحيحه"[مضى 3 - العلم /5].

1394 -

(9)[؟] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

كنَّا نسمعُ أنَّ الرجل يتَعَلَّق بالرجلِ يومَ القيامة وهو لا يعْرِفه، فيقولُ له: ما لَك إليَّ، وما بيني وبينَكَ معْرِفَةٌ؟ فيقول: كنْتَ تراني على الخَطَأ وعلى المنكَرِ ولا تَنْهاني.

ذكره رزين، ولم أره.

(1)

قلت: كيف وقد أعله جماعة من الأئمة بالانقطاع؟! وبيانه في "الضعيفة"(1264). وحسنه الثلاثة!

ص: 104

2 -

(الترهيب من أن يأمر بمعروف وينهى عن منكر ويخالف قوله فعله)

.

1395 -

(1)[ضعيف] وعن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ عبدٍ يخطُب خُطبةً؛ إلا الله سائلُه عنها يومَ القيامَةِ: ما أرَدْتَ بِها؟ "

قال: فكانَ مالِكٌ -يعني ابْنَ دينارٍ- إذا حَدَّثَ بهذا بَكى؛ ثُمَّ يقولُ: أتَحْسَبونَ أنَّ عيني تقَرُّ بكلامي عَلَيْكُم، وأنا أعْلَمُ أنَّ الله سائلي عنهُ يومَ القيامَةِ: ما أَرَدْتَ بِه؟ أنْتَ الشهيدُ على قلبي، لو لم أعلمْ أنَّه أحبُّ إليكَ لَمْ أَقْرَأْ

(1)

على اثْنَيْنِ أَبَداً.

رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي مرسلاً بإسناد جيد. [مضى 3 - العلم /9].

1396 -

(2)[ضعيف] ورُوِيَ عَنِ الوليدِ بنِ عُقْبَةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ ناساً مِنْ أهْلِ الجَّنةِ ينطَلِقون إلى ناسٍ مِنْ أهْلِ النارِ، فيقولون: بمَ دَخَلْتُمُ النارَ؟ فوالله ما دخلْنا الجنَّةَ إلاّ بِما تَعلَّمْنا مِنْكُمْ. فيقولون: إنَّا كنَّا نقولُ ولا نَفْعَلُ".

رواه الطبراني في "الكبير"[مضى هناك].

1397 -

(3)[ضعيف] وعن أنسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الرجلَ لا يكونُ مؤْمِناً حتَّى يكونَ قلبُه معَ لسانِهِ سواءً، ويكونَ لسانُه مَعَ قَلْبِهِ سواءً، ولا يخالِفَ قولُه عَمَله، ويأمَن جارُه بوائقَهُ".

(1)

الأصل: (أقر)، وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الصواب؛ لموافقته لابن أبي الدنيا في "الصمت"(253/ 510).

ص: 105

رواه الأصبهاني بإسناد فيه نظر. [مضى هناك أيضاً].

1398 -

(4)[ضعيف] وعن عليِّ بْنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنِّي لا أتَخَوَّفُ على أمَّتي مؤمِناً ولا مُشْرِكاً، أمَّا المؤمن فيحْجُزُهُ إيمانهُ، وأمَّا المُشْرِكُ فَيقْمَعُه كُفْرُه، ولكنْ أَتَخَوَّفُ عليكُمْ منافِقاً عالِمَ اللِّسَانِ؛ يقولُ ما تَعْرِفونَ وَيعْمَلُ ما تُنْكِرونَ".

رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" من رواية الحارث -وهو الأعور- عن علي، والحارث هذا واهٍ، وقد رضيه غير واحد. [مضى هناك].

1399 -

(5)[ضعيف موقوف] وعنِ الأَغَرِّ أبي مالكٍ قال

(1)

:

لمّا أراد أبو بكرٍ أنْ يَسْتَخْلِفَ عُمَرَ بَعَثَ إليه فدعَاهُ، فأتاه فقال:

إنِّي أدعوكَ لأمرٍ مُتْعِبٍ لِمَنْ وَلِيَهُ، فاتَّقِ الله يا عمرُ بطاعَتِهِ، وأطِعْهُ بتَقْواهُ؛ فإنَّ التقيَّ آمَنُ مَحْفوظٍ، ثمَّ إنَّ الأَمْرَ معروضٌ، لا يَسْتَوْجِبُه إلا مَنْ عَمِلَ بِهِ، فَمَنْ أَمَرَ بالحَقِّ، وعَمِل بالباطِلِ، وأَمرَ بالمعروفِ، وعَمِل المنْكَرَ؛ يوشِكُ أَن تَنْقَطعَ أُمْنِيَتُهُ، وأَنْ يَحْبِطَ عَمَلُهُ، فإنْ أنت وُلِّيتَ عليْهِم أَمْرَهُم، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تُجِفَّ يدَكَ مِنْ دِمائهم، وأنْ تُضْمرَ بطْنَك مِنْ أموالِهِمْ، وأنْ تُجِفَّ لسانَكَ عَنْ أعْراضِهم؛ فافْعَلْ، ولا قوَّةَ إلا بالله.

رواه الطبراني ورواته ثقات؛ إلا أن فيه انقطاعاً

(2)

.

(1)

قلت: لم أعرفه، ولم يورده البخاري في "التاريخ"، ولا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل".

(2)

وكذا قال الهيثمي (4/ 220 و 5/ 198). وهو في "المعجم الكبير"(1/ 13/ 37).

ص: 106

3 -

(الترغيب في ستر المسلم، والترهيب من هتكه وتتبع عورته)

.

1400 -

(1)[ضعيف] وروي عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يرى مُؤمنٌ مِنْ أخيهِ عَوْرَةً فيستُرُها عليه؛ إلاَّ أدْخَلَهُ الله بها الجنَّةَ".

رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير".

1401 -

(2)[ضعيف] وعن دُخَين

(1)

أبي الهَيْثَم كاتبِ عُقْبَةَ بْنِ عامرٍ قال:

قلتُ لعقْبَةَ بنِ عامِرٍ:

إنَّ لنا جيراناً يشرَبون الخمرَ، وأنا داعٍ لهم الشُّرَطَ ليأخُذوهم؟

قال: لا تَفْعَلْ، وعِظْهُم وهدِّدهُم.

قال: إنِّي نهيتُهم فلم يَنْتَهُوا، وأنا داعٍ لهم الشُّرَطَ ليأخُذوهُم.

فقال عقبة: وَيْحَكَ لا تَفْعَلْ؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ سَتَر عورةً؛ فكأنَّما اسْتَحْيا مَوْؤودَةً في قَبْرِها".

رواه أبو داود والنسائي بذكر القصة وبدونها، وابن حبان في "صحيحه" واللفظ له، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد".

(قال الحافظ):

"رجال أسانيدهم ثقات؛ ولكن اختلف فيه على إبراهيم بن نشيط اختلافاً كثيراً،

(1)

بضم المهملة وفتح المعجمة، مصغر، كما في "العجالة" وغيره. وكان في الأصل ومطبوعة (عمارة):(دخير)! والتصحيح من المخطوطة وكتب الرجال وغيرها.

ص: 107

ذكرت بعضه في "مختصر السنن"

(1)

".

(الشُّرَط) بضم الشين المعجمة وفتح الراء: هم أعوان الولاة والظلمة

(2)

، الواحد منهم (شُرْطي) بضم الشين وسكون الراء.

(1)

يعني: "مختصر سنن أبي داود"(7/ 219 / 4723 و 4724)، وقد أوضحت الاختلاف المذكور في "الأحاديث الضعيفة"(1265). وبينت أنه يدور على (أبي الهيثم) وهو مجهول لا يعرف إلا في هذه الرواية، ولم يوثقه غير العجلي. ثم رأيت النسائي قد بين الاختلاف أيضاً في "السنن الكبرى"(4/ 307 - 308).

(2)

قلت: لعل وصفهم بذلك ليس دلالة اللفظ، وإنما باعتبار أنه الغالب عليهم من حيث الواقع، ويؤيده ما في "النهاية":"وشُرَطُ السلطان: نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده".

ص: 108

4 -

(الترهيب من مواقعة الحدود وانتهاك المحارم)

.

1402 -

(1)[موضوع] ورُوِيَ عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه قال:

"الطابَعُ معلَّقَةٌ بقائمةِ عَرْشِ الله عز وجل، فإذا انْتُهِكَتْ الحُرْمَةُ وعُمِلَ بالمعاصي واجْتُرِئَ على الله؛ بعَثَ الله الطابعَ فيطبَعُ على قلْبِهِ، فلا يَعْقِلُ بعدَ ذلك شَيْئاً".

رواه البزار، والبيهقي واللفظ له

(1)

.

5 -

(الترغيب في إقامة الحدود، والترهيب من المداهنة فيها)

.

1403 -

(1)[منكر] وعن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يَوْمٌ مِنْ إمامٍ عادلٍ؛ أفضلُ مِنْ عبادةِ ستّين سنة، وحَدٌّ يُقامُ في الأْرضِ بِحَقِّهِ؛ أزْكى فيها مِنْ مَطَرِ أربعينَ عاماً

(2)

".

رواه الطبراني بإسناد حسن، وهو غريب بهذا اللفظ. [مضى 20 - القضاء /2].

(1)

قلت: ولفظ البزار نحوه، وسيأتي في (22 - البر /3) مع التعليق عليه.

(2)

قلت: هذا لفظه في "المعجم الكبير"، ولفظه في "الأوسط":(صباحاً). وهو المحفوظ في حديث أبي هريرة وغيره في هذا الباب من "الصحيح" في هذا الشطر من الحديث؛ كما تقدم التنبيه عليه في حاشية الحديث فيما مضى.

ص: 109

6 -

(الترهيب من شرب الخمر وبيعها وشرائها وعصرها وحملها وأكل ثمنها، والتشديد في ذلك، والترغيب في تركه والتوبة منه)

.

1404 -

(1)[منكر] وفي رواية للنسائي [يعني عن أبي هريرة مرفوعاً] قال:

"لا يَزْني الزَّاني وهو مُؤْمِنٌ، ولا يسرِقُ السارِقُ وهو مُؤمِنٌ، ولا يشربُ الخَمْرَ وهو مؤمِنٌ، -وذكر رابعة فنسيتها-، فإذا فَعلَ ذلك؛ فقد خَلعَ رِبْقَةَ الإسْلامِ مِنْ عُنُقِهِ، فإنْ تابَ؛ تابَ الله عليه"

(1)

.

1405 -

(2)[ضعيف] وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ باعَ الخَمْرَ؛ فَلْيُشَقِّصِ

(2)

الخنازيرَ".

رواه أبو داود أيضاً

(3)

.

(قال الخطابي):

"معنى هذا توكيد التحريم والتغليظ فيه، يقول: من استحل بيع الخمر فيستحل أكل الخنازير، فإنها في الحرمة والإثم سواء، فإذا كنتَ لا تستحلُّ أكلَ لحم الخنزير فلا تستحلَّ ثمنَ الخمر" انتهى.

1406 -

(3)[ضعيف] وروي عن أبي أُمامَةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"يَبيتُ قومٌ مِنْ هذه الأُمَّةِ على طُعْمٍ وشُربٍ ولهْوٍ ولَعِبٍ، فيُصبِحُوا قد

(1)

في سند هذا اللفظ (يزيد بن أبي زياد) وهو الهاشمي، وهو ضعيف من قبل حفظه، وقد خالف الثقات في زيادته جملة (ربقة الإِسلام. . .)، وهم نحو عشرة خرجت أحاديثهم من رواية الشيخين وغيرهما عن أبي هريرة في "الصحيحة"(3000)، وأما الجهلة الثلاثة فخبطوا كعادتهم؛ فصدروا تخريجهم لهذا وللرواية الصحيحة بقولهم:"صحيح" دون تمييز!

(2)

(شَقّص) الجزار الذبيحة: فصّل أعضاءها سهاماً متعادله بين الشركاء.

(3)

قلت: فيه مجهول الحال، وهو مخرج في "الضعيفة"(4566).

ص: 110

مُسِخوا قِردةً وخنازيرَ، ولَيُصيبَنَّهُم خَسْفٌ وقَذْفٌ، حتى يُصِبحَ الناسُ فيقولون: خُسِفَ الليلةَ ببني فلانٍ، وخُسِفَ الليلة بدارِ فلانٍ، خَوَاصّ، ولَتُرْسَلَنَّ عليهِمْ حاصبٌ

(1)

مِنَ السماء كما أُرْسِلَتْ على قومِ لوطٍ، على قبائلَ فيها، وعلى دورٍ، ولَتُرْسَلَنَّ عليهمُ الريحُ العقيمُ، التي أهْلَكَتْ عاداً، على قبائلَ فيها، وعلى دورٍ، بِشُرْبِهمُ الخمْرَ، ولبْسِهِمُ الحريرَ، واتِّخاذِهُم القَيناتِ، وأكْلِهم الرِّبا، وقطيعَتِهم الرَّحِمَ، وخصلةً نَسِيَها جَعْفَرُ"

(2)

.

رواه أحمد مختصراً، وابن أبي الدنيا والبيهقي. [مضى 16 - البيوع /19].

1407 -

(4)[ضعيف] ورُوِيَ عن عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا فَعلَتْ أمَّتي خمسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً؛ حلَّ بِها البلاءُ".

قيل: ما هنَّ يا رسولَ الله؟ قال:

"إذا كان المغَنْمُ دُوَلاً، والأمانةُ مَغْنَماً، والزكاة مَغْرَماً، وأطاعَ الرجلُ زوجتَه، وعَقَّ أمَّه، وبَرَّ صديقَه، وجَفَا أباهُ، وارتَفَعَتِ الأصْواتُ في المساجدِ، وكان زعيمُ القومِ أرْذَلَهم، وأُكْرِمَ الرجلُ مخَافة شَرِّهِ، وشُرِبَتِ الخمور، ولُبَسَ الحرير، واتُّخِذَتِ القَيْناتُ والمعازِفُ، ولَعَنَ آخرُ هذه الأمَّةِ أوَّلَها؛ فَلْيَرْتَقِبوا عند ذلك ريحاً حَمْراءَ، أو خَسْفاً ومَسْخاً".

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب".

1408 -

(5)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ زَنَى أو شَرِبَ الخمرَ؛ نَزعَ الله منهُ الإيمانَ كما يَخلعُ الإنسانُ

(1)

الأصل: (حجارة) كمطبوعة (عمارة) والمخطوطة، وهذا خطأ كما سبق.

(2)

قلت: لبعضه شاهد من حديث عبادة تقدم هنا في "الصحيح".

ص: 111

القميصَ مِنْ رأْسِهِ".

رواه الحاكم

(1)

.

1409 -

(6)[ضعيف] ورُوي عن خَبّاب بن الأرَتّ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:

"إيَّاك والخَمْرَ؛ فإنَّها تفرَع الخطايا كما أنَّ شَجَرها يفرَع الشجَر".

رواه ابن ماجه، وليس في إسناده من ترك

(2)

.

1410 -

(7)[ضعيف] وعن أبي موسى رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

". . . . . . . . . . . (*) ومَنْ ماتَ مُدْمِنَ الخمرِ؛ سقاهُ الله جلَّ وعلا مِنْ نَهْرِ الغُوطَةِ".

قيل: وما نهرُ الغوطَةِ؟ قال:

"نهرٌ يَجْري مِنْ فُروجِ المومِسَاتِ، يُؤذِي أهلَ النارِ ريحُ فروجِهِمْ".

رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم وصححه

(3)

.

(المومسات): هنَّ الزانيات.

1411 -

(8)[ضعيف جداً] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"أربعٌ حقٌ على الله أنْ لا يُدخِلَهُم الجنَّةَ، ولا يذيقَهم نعيمَها: مدمِنُ الخمْرِ، وآكِلُ الرِّبا، وآكِلُ مالِ اليَتيمِ بغيرِ حَقٍّ، والعاقُّ لوالدَيْهِ".

(1)

قلت: في إسناده من لين حديثه الحافظ ابن حجر، وانقطاع؛ كنت بينت ذلك في "الضعيفة"(1274)، وصح الحديث بلفظ آخر، وهو مخرج في "الصحيحة"(509).

(2)

قلت: فيه عنده (منير بن الزبير) ضعيف. ورواه الديلمي (ص 136) عن أنس، وفيه متروكان.

(3)

قلت: فيه أبو حريز عبد الله بن حسين؛ مختلف فيه، وقال ابن عدي:"عامة ما يرويه لا يتابع عليه". وليس لهذا القدر المذكور هنا شاهد؛ خلافاً لدعوى الثلاثة الكاذبة.

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: والقدر الذي حذفه الشيخ هنا من الضعيف، هو «ثَلَاثَة لَا يدْخلُونَ الْجنَّة: مدمن الْخمر وقاطع الرَّحِم ومصدق بِالسحرِ»، والشيخ حذفه من هنا لكن لم يضعه في الصحيح، وإن كان في الصحيح رواية ابن حبان لهذا الحديث بلفظ «لا يدخُلُ الجنَّةَ مُدمِنُ خمرٍ، ولا مُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ، ولا قاطعُ رَحِمٍ» وقال الشيخ الألباني: حسن لغيره.

قال الشيخ مشهور: والظاهر أن حكم هذه القطعة - يعني المحذوفة هنا [حسن لغيره] مثل رواية ابن حبان

ص: 112

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد".

(قال الحافظ): "فيه إبراهيم بن خُثَيم بن عراك، وهو متروك".

1412 -

(9)[ضعيف] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يدخلُ الجنَّةَ مدْمِنُ خَمْرٍ، ولا عاقٌّ، ولا مَنَّانٌ".

قال ابنُ عبَّاسٍ: فشقَّ ذلك عليَّ؛ لأنَّ المؤمنينَ يُصيبونَ ذنوباً، حتَّى وجدتُ ذلك في كتابِ الله عز وجل في العاقِّ:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} الآية، وفي المنَّانِ:{لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} الآية، وفي الخمرِ:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} الآية.

رواه الطبراني ورواته ثقات؛ إلا أن عتاب بن بشير لا أراه سمع من مجاهد.

1413 -

(10)[ضعيف] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم]:

"يُراحُ ريحُ الجنَّةِ مِنْ مسيرةِ خَمْسِمئَةِ عامٍ، ولا يجد ريحَها مَنّانٌ بعَمَلِهِ، ولا عاقٌّ، ولا مُدْمِنُ خَمْرٍ".

رواه الطبراني في "الصغير".

1414 -

(11)[ضعيف] وعن حُذَيفَةَ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:

"الخمرُ جِماعُ الإثْمِ، والنساءُ حبائلُ الشيْطانِ، وحبُّ الدنيا رأسُ كلِّ خَطيئَةٍ".

ذكره رزين، ولم أره في شيءٍ من أصوله

(1)

.

(1)

قلت: قد روي مفرقاً بإسنادين ضعيفين؛ وبيانه في "الضعيفة"(1226 و 2464).

ص: 113

1415 -

(12)[منكر] وعن عثمانَ بنِ عفَّانَ رضي الله عنه قال: سمعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"اجْتَنِبوا أُمَّ الخبائثِ؛ فإنهُ كان رجُلٌ مِمَّنْ كان قَبْلَكُم يَتَعبَّدُ ويَعْتَزِل الناسَ، فعَلقَتْهُ امْرَأَةٌ، فأرْسَلَتْ إليه خادِماً: إنَّا ندْعوك لشهادَةٍ، فَدخَلَ فَطَفِقَتْ كلَّما يَدخُلُ باباً أغْلَقَتْهُ دونَهُ، حتَّى أفضى

(1)

إلى امْرأةٍ وضيئةٍ جالسةٍ وعندَها غُلامٌ وباطِيَةٌ فيها خمرٌ فقالتْ: إنّا لَمْ ندعُكَ لشَهادَةٍ، ولكنْ دعوتُك لِتَقْتُلَ هذا الغُلامَ، أوْ تَقَع عَلَيّ، أو تَشْرَب كَأساً مِنَ الخَمْرِ. فإنْ أَبَيْتَ صِحْتُ بِكَ وفَضَحْتُكَ. قال: فلمَّا رَأى أنَّه لا بُدَّ له مِنْ ذلك قال: اسْقِني كأساً مِنَ الخَمْرِ، فسَقَتْهُ كأساً مِنَ الخَمْرِ، فقال: زيديني، فلم تَزَلْ حتَّى وقَعَ علَيْها، وقَتلَ النفْسَ! فاجْتَنِبوا الخَمْرَ، فإنَّه والله لا يَجْتَمِع إيمانٌ وإدْمانُ الخَمْرِ في صدرِ رَجُلٍ أبداً، ليوشِكَنَّ أحَدُهما يُخرجُ صاحبَه".

رواه ابن حبان في "صحيحه" واللفظ له، والبيهقي مرفوعاً مثله، وموقوفاً، وذكر أنه المحفوظ

(2)

.

1416 -

(13)[منكر] وعن ابْنِ عمرَ رضي الله عنهما؛ أنَّهُ سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

إنَّ آدَمَ أُهْبِطَ إلى الأَرْضِ قالَتِ الملائكةُ: أيْ رَبِّ! {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا

(1)

الأصل: (إذا أفضى)، وكذا في "الموارد"(1375)، وما أثبته من "الإحسان"، ولعله أولى.

(2)

قلت: أخرج المرفوع في "شعب الإيمان"(5/ 10/ 5586) من طريق ابن أبي الدنيا، وهذا في "ذم المسكر"(15 - 16/ 1)، وفيه راويان متكلم فيهما، وقد أعله الدارقطني أيضاً بالوقف وقال: هو المحفوظ. وهو مخرج عندي في "الأحاديث المختارة"(349 و 350). ومن تخليطات الثلاثة أنهم عزوه للبيهقي في "السنن" والنسائي، وأعلوه بأحد الراويين، وهما إنما أخرجاه موقوفاً وبإسناد صحيح!!

ص: 114

لا تَعْلَمُونَ}، قالوا: ربَّنا نَحْنُ أَطوعُ لك مِنْ بني آدمَ، قال الله لِملائكَتِهِ: هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ مِنَ الملائكةِ فَنَنْظُرْ كَيفَ يَعْمَلانِ؟ قالوا: ربَّنا هاروتُ وماروتُ، قال: فأُهبِطا إلى الأرْضِ. فَتَمثَّلَتْ لهما الزُّهَرةُ

(1)

امْرَأَةٌ مِنْ أحسَنِ البَشَرِ، فجاءاها فسأَلاها نَفْسَها، فقالتْ: لا والله حتى تتكَلَّما بهذِهِ الكلِمَةِ مِنَ الإشْراكِ. قالا: والله لا نُشْرِك باللهِ أبداً، فَذَهَبَتْ عنهما، ثُمَّ رجَعَتْ إليهما، ومَعَها صَبِيٌّ تَحْمِلُه، فَسَألاها نَفْسَها، فقالَتْ: لا والله حتى تَقْتُلا هذا الصبِي، فقالا: لا وَالله لا نَقْتُلُه أَبَداً، فَذهَبَتْ، ثُمَّ رجَعَت بِقَدَح مِنْ خَمْرٍ تَحمِلْهُ، فَسَألاها نَفْسَها، فقالَتْ: لا والله حتَّى تَشْرَبا هذه الخمرَ، فَشَرِبا فسَكِرا، فَوقَعا عليها، وقَتلا الصبِي، فلمَّا أفاقا؛ قالتِ المرأَةُ: والله ما تركْتُما مِنْ شَيْءٍ أبَيْتُماهُ عليَّ إلاّ فَعَلْتُماه حين سَكِرْتُما، فخُيِّرا عند ذلك بَيْن عذَابِ الدّنيا والآخِرَةِ، فاختارا عَذابَ الدنيا".

رواه أحمد، وابن حبان في "صحيحه" من طريق زهير بن محمد

(2)

، وقد قيل: إن الصحيح وقفه على كعب. والله أعلم.

(1)

بفتح الهاء. وإسكانها خطأ شائع اغتر به عمارة فأسكنها، وكذلك فعل المعلقون الثلاثة.

قال الحافظ الناجي:

"واعلم أن الزهرة المعروفة بفتح الهاء، وأن (زهرة) المنكرة في الأسماء بإسكانها، وقد نص أهل اللغة على ذلك، وكثير من الناس لا يقرؤونها إلا بسكون الهاء في التصحيف، وقد ذكروا أن ذلك من لحن العوام فتنبه".

قلت: وهو بضم الزاي كما في "المعجم الوسيط".

(2)

قلت: في حفظه ضعف، وفيه علة أخرى وهي جهالة شيخه موسى بن جبير، ولذلك استنكر هذا الحديث الإِمام أحمد وأبو حاتم، وكيف لا وفيه وصف الملكين بخلاف نص القرآن الكريم:{لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} . انظر "الأحاديث الضعيفة"(170).

ص: 115

1417 -

(14)[ضعيف] وعن أبي تميم الجَيْشاني؛ أنَّه سمعَ قيسَ بنَ سعدِ بنِ عبادَةَ الأنصاري -وهو على مِصْرَ- يقول. . . . . . . . . . .

(1)

: وسمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ شربَ الخمرَ؛ أتى عطشانَ

(2)

يومَ القيامَةِ، ألا فكُلُّ مُسْكِرٍ حرامٌ، وإيَّاكُمْ والغُبيراءَ"

. . . . . . . . . .

رواه أحمد وأبو يعلى؛ كلاهما عن شيخ من حمير لم يسمياه عن أبي تميم.

(الغُبيراء): ضرب من الشراب يتخذ من الذرة.

1418 -

(15)[منكر] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ شَرِبَ الخمرَ؛ خرَجَ نورُ الإيمانِ مِنْ جَوْفِهِ".

رواه الطبراني

(3)

.

1419 -

(16)[ضعيف] وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ شَرِبَ الخمرَ؛ سقاهُ الله مِنْ حَميمِ جهَنَّمَ".

رواه البزار.

(1)

هنا في الأصل قوله صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي كذبة. . ."، وقد نقلته إلى "الصحيح" لوجود شاهد له.

(2)

الأصل: "عطشاناً"، وتبعه "مجمع الزوائد"، وكذا في "المسند"(3/ 422) والمخطوطة؛ إلا أن بعض المصححين لها كشط ألف (نا) فصارت (عطشان)، وكذلك وقع في "الجامع الصغير" و"مرقاة المفاتيح" وغيرها، وهو الصواب، على أنه يمكن تخريج ما في الأصل على لغة ضعيفة؛ كما يؤخذ من "شرح المفصل"(1/ 67 - الطبعة المنيرية).

(3)

في "المعجم الأوسط"(1/ 227/ 343)، وفيه علل بينتها في "الضعيفة"(6657).

ص: 116

1420 -

(17)[منكر] وعن جابرِ بنِ عبدِ الله رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثَةٌ لا يَقْبلُ الله لهم صلاةً، ولا تصعدُ لهم إلى السماءِ حَسَنةٌ: العبدُ الآبِقُ حتى يرجعَ إلى مواليهِ فيَضَعَ يدَهُ في أيديهمْ، والمرأةُ الساخِطُ عليها زوجُها حتَّى يَرْضَى، والسكرانُ حتى يَصْحُوَ".

رواه الطبراني في الأوسط، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، والبيهقي. [مضى 17 - النكاح /3].

1421 -

(18)[ضعيف] وعن أبي أُمامَةَ رضي الله عنه عنِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الله بَعَثَني رحمةً وهدىً للعالَمين، وأمَرَني أنْ أمْحقَ المزاميرَ والكِباراتِ

(1)

-يعني البَرابِطَ-، والمعازِفَ، والأوْثانَ التي كانَتْ تُعبَدُ في الجاهِليَّةِ، وأقسَمَ ربِّي بعزَّتِهِ: لا يشربُ عبدٌ مِنْ عبيدي جُرْعةً مِنْ خَمرٍ؛ إلا سقَيْتُه مكانَها مِنْ حميم جهنَّمَ، مُعَذَّباً أوْ مَغْفُوراً لَهُ، ولا يَسقيها صَبيّاً صغيراً؛ إلا سَقيْتُه مكانَها مِنْ حميم جهنَّم، معذَّباً أو مَغفوراً له، ولا يَدَعُها عبدٌ مِنْ عبيدي مِنْ مخافَتي؛ إلا سَقَيْتُها إيَّاه مِنْ حظيرَةِ القُدُسِ

(2)

".

رواه أحمد من طريق علي بن يزيد

(3)

.

(البرابط): جمع (بربط) بفتح البائين الموحدتين: وهو العود.

(1)

جمع (كِبار) جمع (كبَرَ)؛ وهو الطبل كـ (جمل وجمال وجمالات)؛ كما في "النهاية" وفي "المعجَم الوسيط""الطبل ذو الوجه الواحد".

(2)

يعني الجنة. قال ابن الأثير: "وهي في الأصل: الموضع الذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنم والإبل يقيهما البرد والريح". وهذه الجملة الأخيرة لها شاهد من حديث أنس، وهو في هذا الباب من "الصحيح".

(3)

قلت: هو الألهاني، وهو ضعيف أو متروك. وتمام الحديث في "المسند" (5/ 257):

"ولا يحل بيعهن، ولا شراؤهن، ولا تعليمهن، ولا تجارة فيهن، وأثمانهنَّ حرام، للمغنيات".

ص: 117

1422 -

(19)[ضعيف] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ شربَ حَسْوةً مِنْ خَمرٍ؛ لمْ يقبلِ الله منه ثلاثةَ أيَّامٍ صَرْفاً ولا عَدلاً، ومَنْ شربَ كأساً؛ لمْ يقبلِ الله صلاتَه أربعينَ صباحاً. . .

(1)

".

رواه الطبراني من رواية حكيم بن نافع.

1423 -

(20)[منكر] وفي روايةٍ للنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ شَرِبَ الخمرَ فجعَلَها في بَطْنِه؛ لمْ يُقْبَلْ منهُ صلاةٌ سَبْعاً، وإنْ مات فيها ماتَ كافِراً، فإنْ أذْهَبَتْ عقلَهُ عنْ شيْءٍ مِنَ الفرائض -وفي رواية: عن القرآن-؛ لمْ تُقْبَل منه صلاةٌ أرْبعين يوماً، وإن ماتَ فيها ماتَ كافراً".

(2)

1424 -

(21)[منكر] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"كلُّ مُخَمَّرٍ خَمْرٌ، وكلُّ مُسْكِرٍ حرامٌ، ومَنْ شربَ مُسْكِراً؛ بُخِسَتْ صلاتُه أربعين صباحاً، فإنْ تابَ تابَ الله عليه، فإنْ عادَ الرابِعَة؛ كان حقاً على الله أن يسْقِيَهُ من طينَة الخَبالِ".

قيل: وما طينَةُ الخَبالِ يا رسولَ الله؟ قال:

"صديدُ أهلِ النارِ. ومَنْ سقاهُ صغيراً لا يَعرِفُ حلالَهُ مِنْ حَرامه؛ كان حقاً على الله أن يَسْقِيَه مِنْ طينَةِ الخَبالِ".

(1)

في الأصل هنا ما نصه: "ومدمن الخمر؛ حقاً على الله أن يسقيه من نهر الخبال. . .".

وقد حذفته من هنا وأودعته في "الصحيح"، لأنه على شرطه.

(2)

قلت: فيه (يزيد بن أبي زياد) وهو الهاشمي، ضعيف، وخالفه الثقة فأوقفه، ومع هذا كله، فقد حسنه المعلقون الثلاثة، وبيان هذا كله في "الضعيفة"(6874)، وفي الباب من "الصحيح" ما يغني عنه.

ص: 118

رواه أبو داود

(1)

.

1425 -

(22)[منكر] وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها؛ أنها سمِعَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ شربَ الخمرَ؛ لَمْ يَرْضَ الله عنه أربعينَ ليلةً، فإنْ ماتَ ماتَ كافِراً، وإنْ تابَ تابَ الله عليهِ، فإنْ عادَ؛ كان حقاً على الله أن يَسْقِيَه مِنْ طينة الخبالِ".

قيل: يا رسولَ الله! وما طينةُ الخبالِ؟ قال:

"صديدُ أهْلِ النارِ".

رواه أحمد بإسناد حسن

(2)

.

1426 -

(23)[ضعيف] ورواه أحمد أيضاً والبزار والطبراني من حديث أبي ذر بإسناد حسن

(3)

.

(1)

قلت: فيه (إبراهيم بن عمر أبو إسحاق الصنعاني) لم يوثقه أحد، واستنكر حديثه هذا أبو زرعة، وأشار البيهقي إلى تضعيفه في "الشعب"(5/ 8)، وأما تقوية الشيخ شعيب إياه في حاشية "التهذيب"(2/ 160) ببعض الشواهد، فهي غفلة منه عما ذكرته، وعن كون الشواهد، هي شواهد قاصرة يطول الكلام ببيانها، ويكفي الآن منها أن جملة "ومن سقاه صغيراً. . ." لم تذكر فيها بل هي منكرة كما قال بعض الحفاظ، وقلده الثلاثة فقالوا:"حسن بشواهده"!! وهو مخرج في "الضعيفة"(6328).

(2)

قلت: كيف وفيه (شهر بن حوشب)، وهو ضعيف، وقد اضطرب في إسناده، فمرة رواه هكذا عن أسماء (6/ 460)، ومرة قال: عن ابن عم لأبي ذر، عن أبي ذر نحوه، وليس فيه جملة "مات كافراً". رواه أحمد (5/ 171) والبزار (3/ 353)؟! والحديث بدونها صحيح، له شواهد في الباب تراها في "الصحيح".

(3)

قلت: هذا أبعد ما يكون عن الصواب، فقد بينت آنفاً أنه من رواية شهر عن ابن عم لأبي ذر، ففيه ضعف وجهالة، وبذلك أعله الهيثمي، ثم ليس فيه:"مات كافراً" كما في الأول، ولم يفرق الجهلة بين الروايتين -كعادتهم- فقالوا:"حسن، رواه أحمد. ."!!

ص: 119

1427 -

(24)[ضعيف] وعن عائشة رضي الله عنها؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ شَرِب الخمرَ سَخِطَ الله عليه أربعين صباحاً؛ فإنْ عادَ فَمِثْلُ ذلك، وما يُدْريهِ لعَلَّ مَنِيَّتَهُ تكونُ في تلكَ اللَّيالي، فإنْ عادَ؛ سَخِطَ الله عليه أربعين صباحاً، وما يدريه لعلَّ مَنِيَّتَهُ تكونُ في تلكَ الليالي، فإنْ عادَ سَخِطَ الله عليه أربعين صباحاً. فهذه عشرون ومئةُ ليلةٍ، فإنْ عادَ فهو في رَدْغَةِ الخَبالِ [يوم القِيامة] (1) ".

قيل: وما رَدْغَةُ الخَبالِ؟ قال:

"عَرَقُ أَهْلِ النارِ وصَدِيدهم".

رواه الأصبهاني، وفيه إسماعيل بن عياش، ومن لا يحضرني حاله.

1428 -

(25)[موضوع] ورُوِيَ عن أنسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ فارَقَ الدنيا وهو سكرانُ؛ دخَلَ القبرَ وهو سكرانُ، وبُعِثَ مِنْ قبرِه سكرانَ، وأُمِرَ به إلى النارِ سكْرانَ، [إلى جَبلٍ] (2) فيه عينٌ يَجْري مِنْها القَيْحُ والدمُ، وهو طعامُهُم وشرابُهم ما دامتِ السمواتُ والأرضُ".

رواه الأصبهاني، وأظنه في "مسند أبي يعلى" أيضاً مختصراً، وفيه نكارة

(3)

.

(1 و 2) سقطتا من الأصل والمخطوطة واستدركتهما من "الأصبهاني".

(3)

قلت: بل هو موضوع، وبيانه في "الضعيفة"(5243).

ص: 120

7 -

(الترهيب من الزنا سيما بحليلة الجار والمغيبة، والترغيب في حفظ الفرج)

.

1429 -

(1)[ضعيف] ورواه [يعني حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح" البزار مختصراً:

"لا يَسْرِقُ السارِقُ وهو مؤمنٌ؛ ولا يزني الزاني وهو مؤمِنٌ، الإيمانُ أَكْرَمُ على الله مِنْ ذلك".

1430 -

(2)[ضعيف] وفي روايةٍ [يعني عن عثمان بن أبي العاصي مرفوعاً]:

"إنَّ الله يدنو مِنْ خَلْقِهِ، فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَسْتَغْفِرُه، إلاَّ لِبَغِىٍّ بِفَرْجِها، أو عَشَّاراً".

رواه أحمد، والطبراني، واللفظ له

(1)

. وتقدم في "باب العمل على الصدقة". [8 - الصدقات/3].

1431 -

(3)[ضعيف] وعن عبد الله بن بُسرٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الزُّناةَ تشْتَعِلُ وجوهُهُم ناراً".

رواه الطبراني بإسناد فيه نظر.

1432 -

(4)[منكر] وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"الزنا يُورِثُ الفقر".

رواه البيهقي، وفي إسناده الماضي بن محمد.

1433 -

(5)[ضعيف] و [روى حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح"] الحاكم، ولفظه: قال:

(1)

قلت: وفيه ضعيف، وآخر لا يعرف. وبيانه في "الضعيفة"(1963).

ص: 121

"مَنْ زنى أو شرِبَ الخمرَ؛ نزَعَ الله منهُ الإيمانَ كما يَخْلَعُ الإنسانُ القميصَ مِنْ رَأْسِهِ". [مضى في أول الباب الذي قبله].

[ضعيف جداً] وفي رواية للبيهقي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الإيمانَ سِرْبالٌ يُسَربلُهُ الله مَنْ يَشاءُ، فإذا زنى العبدُ نزعَ منهُ سِرْبالَ الإيمانِ، فإن تْابَ رُدَّ عليهِ"

(1)

.

1434 -

(6)[منكر] وروى الطبراني عن شريك -رجلٍ

(2)

مِنَ الصحابةِ- عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ زنى خرَجَ منه الإيمانُ، فإنْ تابَ تابَ الله عليه".

1435 -

(7)[منكر جداً] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"تَعبَّدَ عابِدٌ مِنْ بني إسرائيلَ، فَعبَد الله في صوْمَعَتِه ستِّين عاماً، فأمْطَرَتِ الأرضُ فاخْضَرَّتْ، فأَشْرَفَ الراهِبُ مِنْ صَوْمَعَتِه فقال: لو نَزَلْتُ فذكرتُ الله فازْدَدْتُ خَيْراً، فنَزَل ومَعَهُ رغيفٌ أوْ رَغيفان، فبينَما هو في الأرْضِ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ، فَلمْ يَزَلْ يُكَلِّمُها وتُكَلِّمهُ حتى غَشِيَها، ثُمَّ أُغْمِيَ عليه، فنَزَلَ الغديرَ يَسْتَحِتمُّ، فجاءَ سائل فَأَوْمَأَ إليه أَنْ يَأْخذَ الرغيفينِ ثُمَّ ماتَ. فَوُزِنَتْ عبادَةُ ستِّين سنةً بتلكَ الزنْيَةِ، فَرجَحَتْ تلكَ الزنيَة بِحَسنَاتِهِ، ثُمَّ وُضعَ الرغيفُ

(1)

قلت: فيه متهم بوضع الحديث، وهو مخرج في "الضعيفة" (1274). وخلط الجهلة الثلاثة بين هذا وبين لفظ قبله في "الصحيح" فصدروا تخريجهما بقولهم:"صحيح، رواه. . ."، دون تفريق بينهما، وهي شنشنة نعرفها من أخزم.

(2)

الأصل: (عن رجل) خطأ تبعه على الهيثمي وقلدهما الثلاثة، والتصويب من "الطبراني" وسائر مصادر التخريج، وهي خمسة، وهو مخرج في "الضعيفة"(6873) بينت فيه علته، وبعض الأوهام وقعت للحافظ وشيخه الهيثمي فيه.

ص: 122

أوِ الرغيفانِ مَعَ حسناتِهِ فَرجَحَتْ حسَنَاته؛ فَغُفِرَ لَهُ".

رواه ابن حبان في "صحيحه". [مضى 8 - الصدقات /9].

[ضعيف] وتقدم في "باب صدقة السر"[هناك/ 10] حديث أبي ذرٍّ وفيه:

"والثلاثةُ الَّذين يُبْغِضُهُم الله: الشيخُ الزاني، والفقيرُ المختالُ، والغنيُّ الظلومُ".

رواه أبو داود والترمذي، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد".

1436 -

(8)[منكر] وعن نافعٍ مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يدخلُ الجنَّةَ مسكينٌ مُسْتكبرٌ، ولا شيخٌ زانٍ، ولا منّانٌ على الله بِعَمَلِهِ".

رواه الطبراني من رواية الصباح عن

(1)

خالد بن أبي أمية عن رافع، ورواته إلى الصباح ثقات.

1437 -

(9)[ضعيف جداً] ورُوي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

خَرَجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحنُ مجتمعون فقال: فذكر الحديث؛ إلى أنْ قال:

"وإيّاكمْ وعقوقَ الوالدينِ؛ فإنَّ ريحَ الجنَّةِ يوجَدُ مِنْ مسيرَة ألفِ عامٍ،

(1)

الأصل: (بن) تحرف على المؤلف، وتبعه الهيثمي فضلاً عن المعلقين الثلاثة، والصواب ما أثبته. و (الصباح) هو ابن يحيى، وهو متروك. وشيخه (خالد بن أبي أمية) مجهول، وبيان هذا الإجمال في "الضعيفة"(6877). وإنما استنكرت الحديث لجملة المنّ على الله، وإلا فسائره له شواهد في الباب من "الصحيح"، فمن رامها رجع إليه. وكذلك لفظ "المنان" دون قوله:"على الله بعمله" له شواهد منها حديث ابن عمر الآتي في (22 - البر والصلة /2) في "الصحيح"، وله شاهد من حديث ابن عمر في "الصحيحة"(673).

ص: 123

والله لا يجدها عاقٌ، ولا قاطعُ رَحِمٍ، ولا شيخٌ زانٍ، ولا جارٌ إزارَه خُيَلاءَ، إنَّما الكِبْرياءُ لله ربِّ العالمين".

رواه الطبراني

(1)

، ويأتي بتمامه في "العقوق" إن شاء الله [22 - البر /2].

1438 -

(10)[ضعيف] ورُوي عن بريدة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ السماوات السبعَ والأرَضينَ السبعَ؛ لَتَلْعَنُ الشيخَ الزانيَ، وإنَّ فُروجَ الزناةِ؛ ليُؤذِي أهلَ النار نَتنُ ريحهِا".

رواه البزار.

1439 -

(11)[ضعيف موقوف] وروى ابن أبي الدنيا والخرائطي وغيرهما من حديث عبد السلام ابن شداد أبي طالوت عن غَزْوان

(2)

بن جرير عن أبيه عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ قال:

إنَّ الناسَ تُرْسَلُ عليهم يومَ القيامَةِ ريحٌ مُنْتِنَةٌ؛ حتى يَتَأَذَّى منها كلُّ برٍّ وفاجرٍ، حتى إذا بَلَغتْ منهُم كُلَّ مَبْلَغٍ؛ ناداهم منادٍ يُسمِعُهم الصوتَ ويقولُ لهم: هَلْ تَدْرونَ [ما] هذه الريحَ التي قد آذَتْكُم؟ فيقولون: لا ندري والله؛ إلاَّ أنَّها قد بلَغَتْ منّا كل مَبْلَغ. فيقال: ألا إنها ريحُ فروجِ الزناةِ؛ الذين لَقوا الله بِزِناهم ولم يتوبوا منه. ثُمَّ يُنصرفُ بِهِمْ؛ ولمْ يذكرْ عند الصرف بهم جنَّةً ولا ناراً.

[ضعيف] وتقدم في "شرب الخمر"[الباب السابق/ حديث 7] حديث أبي موسى، وفيه:

"ومَنْ ماتَ مُدْمِنَ الخمرِ؛ سقاهُ الله مِنْ نهرِ الغوطَةِ".

قيلَ: وما نهرُ الغوطَةِ؟ قال:

(1)

أي في "الأوسط" كما صرح به هناك، وفيما تقدم في (18 - اللباس/2).

(2)

قلت: وهو مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبان، وأبو جرير قال الذهبي:"لا يعرف".

ص: 124

"نهرٌ يجْري مِنْ فروجِ المومِسَاتِ؛ -يعني الزانياتِ- يُؤْذِي أهلَ النار ريحُ فروجِهِمِ".

1440 -

(12)[ضعيف جداً] وعن راشدِ بنِ سَعْدِ المقْرَائي قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لما عُرِجَ بي مَررتُ برِجالٍ تُقرَض جلودُهم بمقاريضَ مِنْ نارٍ، فقلتُ: مَنْ هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: الذين يَتزَيَّنونَ للزِّنْيَة. قال: ثُمَّ مَررْتُ بجُبٍّ مُنْتِنِ الريحِ، فسمعتُ فيه أصواتاً شديدةً، فقلتُ: مَنْ هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: نساءٌ كنّ يَتَزَيَّنَّ للزِّنْيَة، وَيفْعَلْنَ ما لا يَحِلُّ لَهُنَّ".

رواه البيهقي في حديث يأتي في "الغيبة" إنَّ شاء الله تعالى [23/ 19].

1441 -

(13)[ضعيف جداً] ورُوي عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"المقيمُ على الزنا كعابِدِ وَثَنٍ".

رواه الخرائطي وغيره.

وقد صح أن مدمن الخمر إذا مات لقي الله كعابد وثن

(1)

، ولا شكَّ أن الزنا أشد وأعظم عند الله من شرب الخمر. والله أعلم.

1442 -

(14)[ضعيف] ورواه [يعني حديث ميمونة الذي في "الصحيح"] أبو يعلى؛ إلا أنه قال:

"لا تزالُ أُمَّتي بخيرٍ، متماسِكٌ أمرُها؛ ما لَمْ يظهرْ فيهم وَلَدُ الزنا".

[موضوع] وتقدم في "كتاب القضاء"[20/ 2] حديث ابن عمر وفي آخره:

"وإذا ظهر الزنا؛ ظهر الفقر والمسكنة".

رواه البزار.

(1)

انظر حديث ابن عباس رقم (10 و 17) من "الصحيح" في الباب الذي قبل هذا.

ص: 125

1443 -

(15)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه:

أنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول حينَ نزَلَتْ آيةُ المُلاعَنَةِ: "أيُّما امْرأَةٍ أَدْخَلَتْ على قومٍ مَنْ ليسَ منهُم؛ فَلَيْسَتْ مِنَ الله في شَيْءٍ، وَلَنْ يُدْخِلَها الله جنَّتَهُ، وأيُّما رجلٍ جَحَد وَلَدهُ وهو يَنْظُر إليهِ؛ احْتَجَب الله منه يومَ القِيامَةِ، وفَضَحَهُ على رؤوسِ الأَولينَ والآخِرِين".

رواه أبو داود والنسائي، وابن حبان في "صحيحه".

(1)

1444 -

(16)[ضعيف جداً] ورُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"الزاني بِحَليلَةِ جارِهِ؛ لا ينظُر الله إليه يومَ القيامَةِ، ولا يُزَكِّيهِ، ويقولُ: ادْخُلِ النارَ مَعَ الداخلينَ".

رواه ابن أبي الدنيا والخرائطي وغيرهما.

1445 -

(17)[ضعيف] وعن أبي قتَادة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ قَعَد على فراشِ مُغِيبةٍ؛ قيَّض الله له ثُعباناً يوم القيامة".

رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" من رواية ابن لهيعة

(2)

.

(المُغِيبة) بضم الميم وكسر الغين المعجمة وبسكونها أيضاً مع كسر الياء: هي التي غاب عنها زوجها.

(1)

قلت: فيه (عبيد الله بن يونس)، قال عبد الحق:"لا يعرف"، وأشار إلى ذلك الذهبي، وقول الحافظ:"مجهول الحال، مقيول"، فهو ذهول منه غير مقيول؛ لمخالفته للأصول، لأنه لم يرو عنه غير ابن الهاد كما قال الحافظ نفسه في "الفتح"(12/ 54)، وهو مخرج عندي في "ضعيف أبي داود"(389).

(2)

قلت: وكذا قال الهيثمي. وفاتهما عزوه لأحمد (5/ 300) من طريقه أيضاً، وقلدهما الثلاثة، وزادوا -ضغثاً على إبالة- فقالوا كعادتهم-:"حسن بشواهده"! وهو مخرج في "الضعيفة"(4637).

ص: 126

‌فصل

1446 -

(19)[ضعيف] وعن عمر رضي الله عنهما قال:

سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يحدِّث حديثاً لو لَمْ أسمَعْة إلاّ مَرَّةً أو مرَّتين حتى عَدَّ سبعَ مرَّاتٍ؛ ولكنْ سمِعْتُه أكْثَرَ مِنْ ذلك، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"كان الكِفْلُ

(1)

مِنْ بني إسرائيل، وكان لا يتَوَرَّعُ مِنْ ذنبٍ عَمِلَهُ، فأَتَتْةُ امْرَأَةٌ، فأعطاها ستِّينَ ديناراً على أنْ يَطَأَها، فلمَّا أرادَها على نَفْسِها ارْتَعَدتْ وَبَكَتْ، فقال: وما يُبْكيكِ؟ قالت: لأنَّ هذا عملٌ ما عَمِلْتُةُ، وما حَملَني عليه إلا الحَاجةُ، فقال: تَفْعَلين أنْتِ هذا مِنْ مخافَةِ الله فأنا أَحْرَى؛ اذْهبي فلَكِ ما أعطَيْتُكِ، ووالله لا أعْصيهِ بَعْدَها أبداً، فماتَ مِنْ ليلَتِهِ، فأصبَحَ مكتوباً على بابه؛ إنَّ الله غَفَر لِلْكِفْلِ، فَعَجِبَ الناسُ مِنْ ذلِكَ".

رواه الترمذي وقال: "حديث حسن".

وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(2)

.

(1)

في رواية ابن حبان: "ذو الكفل"، وهي منكرة جداً.

(2)

كذا قالوا! وفي إسناد الترمذي والحاكم مجهول، وشذت رواية ابن حبان فجعل مكانه ثقة! وهو غير محفوظ كما قال الترمذي، ورواه بعضهم موقوفاً، فما أشبهه بالإسرائيليات، وبخاصة بلفظ ابن حبان؛ فإنه مخالف للقرآن، وقال ابن كثير:"حديث غريب جداً". وصححه المعلق على "مسند أبي يعلى"، وحسنه المعلقون الثلاثة، وهو مخرج في "الضعيفة"(4083).

ص: 127

8 -

(الترهيب من اللواط وإتيان البهيمة والمرأة في دبرها سواء كانت زوجته أو أجنبية)

.

1447 -

(1)[ضعيف جداً] وعن جابرِ بنِ عبدِ الله رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا ظُلِمَ أهلُ الذِّمَّةِ كانت الدولةُ دولةَ العدُوِّ، وإذا كَثُرَ الزنا كَثُرَ السِّباءُ، وإذا كَثُر اللُّوطِيَّة؛ رَفَع الله عز وجل يدَه عَنِ الخَلْقِ، فلا يبالي في أيِّ وادٍ هَلَكوا".

رواه الطبراني، وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد؛ ضعيف ولم يترك

(1)

.

1448 -

(2)[ضعيف جداً] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لعَنَ الله سبعةً مِنْ خَلْقِهِ مِنْ فوقِ سبع سماواتهِ، وردَّدَ اللَّعْنَةَ على واحدٍ منهم ثلاثاً، ولَعَن كلّ واحدٍ منهم لعنةً تكفيه، قال:. . . ملعونٌ مَنْ جَمَع بين امْرأَةٍ وابْنَتِها. . . . . . . ."

(2)

.

رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح؛ إلا مُحرِز بن هارون التيمي، ويقال فيه: مُحَرَّر؛ بالإهمال.

ورواه الحاكم من رواية هارون أخي محرر وقال: "صحيح الإسناد".

(قال الحافظ):

"كلاهما واهٍ، ولكن مُحرزِ قد حسن له الترمذي، ومشَّاه بعضهم، وهو أصلح حالاً من أخيه هارون

(3)

. والله أعلم".

(1)

قلت: بلى، فقد قال البخاري:"منكر الحديث"، والنسائي:"ليس بثقة". فانظر "الضعيفة"(1272).

(2)

بعض فقرات هذا الحديث المشار إليها بنقاط لها شواهد، فانظرها في "الصحيح"، وفيها مقصود المؤلف من إيراد الحديث في هذا الباب.

(3)

كذا قال! وفيه نظر بينته في "الضعيفة"(5368).

ص: 128

1449 -

(3)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"أربعةٌ يُصبِحونَ في غَضَبِ الله، ويُمسونَ في سَخَطِ الله".

قلتُ: مَنْ هم يا رسولَ الله؟ قال:

"المتشبِّهونَ مِنَ الرِّجالِ بالنساءِ، والمتشبِّهاتُ مِنَ النساءِ بالرجالِ، والَّذي يأتي البهيمَة، والذي يأتي الرجال".

رواه الطبراني

(1)

والبيهقي من طريق محمد بن سلام الخزاعي -ولا يعرف- عن أبيه عن أبي هريرة. وقال البخاري:

"لا يتابع على حديثه".

1450 -

(4)[موضوع] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثَةٌ لا تُقْبَلُ لهمْ شهادَةُ أن لا إله إلا الله: الراكبُ والمركوبُ، والراكِبَةُ والمرْكوبَةُ، والإِمامُ الجائرُ".

حديث غريب جداً.

رواه الطبراني في "الأوسط". [مضى 20 - القضاء /2].

(1)

كذا أطلق، وقيده الهيثمي بـ"الأوسط"، وهو الصواب، وقد خرجته في "الضعيفة"(رقم - 5370).

ص: 129

9 -

(الترهيب من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق)

.

1451 -

(1)[ضعيف] وروى البيهقي عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما قال:

قُتِلَ بالمدينة قتيلٌ على عهْدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يُعلَمْ مَنْ قَتَلهُ؟ فصعِدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المنبرَ فقال:

"يا أيها الناسُ! يُقتلُ قَتيلٌ وأنا فيكُم ولا يُعلَمُ مَنْ قَتَله؟! لو اجْتَمعَ أهلُ السماءِ والأرضِ على قتْلِ امْرِئٍ؛ لعذَّبَهُمُ الله، إلاَّ أَنْ يَفعَلَ ما يشاءُ".

1452 -

(2)[ضعيف جداً] وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أعانَ على قتلِ مؤمنٍ بشَطرِ كَلِمَةٍ؛ لقيَ الله مكتوبٌ بيْن عينيه:

آيِسٌ مِنْ رحْمَةِ الله".

رواه ابن ماجه والأصبهاني

(1)

وزاد:

قال سفيان بن عيينة: هو أن يقول: (اق) يعني لا يتم كلمة (اقتل).

1453 -

(3)[ضعيف جداً] ورواه البيهقي من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أعانَ على دمِ امْرِئٍ مسلم بشَطرِ كلمةٍ؛ كُتِبَ بين عينيْه يوم القيامة: آيِسٌ مِنْ رحمةِ الله".

(1)

قلت: هذا الحديث عند الأصبهاني (2/ 943/ 2302) دون إسناد ولا ذكر لأبي هريرة ساقه عقب حديث ابن عمر الآتي بعده هنا قائلاً: "وفي رواية. . ." فذكره. وكلاهما مخرج في "الضعيفة"(503).

ص: 130

1454 -

(4)[ضعيف] و [روى حديث أبي سعيد الذي في "الصحيح"] البزار، ولفظه:

"تَخْرُج عُنُقٌ

(1)

مِنَ النارِ تتكَلَّمُ بلسانٍ طلْقٍ ذَلْقٍ، لها عينانِ تَبْصُرُ بِهما، ولها لِسانٌ تَتَكلَّمُ به، فتقولُ: إنِّي أُمْرتُ بِمَنْ جَعَل مَعَ الله إلهاً آخَرَ، وبكُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ، وِبمَنْ قتَلَ نَفْساً بغيرِ نَفْسٍ، فَتَنْطَلِقُ بِهمْ قَبْلَ سائِرِ الناسِ بِخَمْسِمِئةِ عامٍ".

وفي إسناديهما عطية العوفي

(2)

.

10 -

(الترهيب من قتل الإنسان نفسه)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

(1)

(العنق): الرقبة. وهو مذكر، والحجاز تؤنث فيقال: هي العنق، والنون مضمومة للاتباع في لغة الحجاز، وساكنة في لغة تميم.

(2)

قلت: إنما أوردته هنا لجملة الخمسمئة، وهو بدونها في "الصحيح" من هذا الباب. وانظر "الصحيحة"(2699).

وقوله: "إسناديهما"، يعني إسناد حديث البزار -هنا- وإسناد حديث أحمد -وهو في "الصحيح" لشواهده-.

ص: 131

11 -

(الترهيب من أن يحضر الإنسان قتل إنسان ظلماً أو ضربه، وما جاء فيمن جرد ظهر مسلم بغير حق)

.

1455 -

(1)[ضعيف] عن خرشة بن الحُر -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يَشهدْ أحدُكمْ قتيلاً؛ لَعَلَّهُ أنْ يكونَ مظلوماً فَتُصيبَه السُّخطَةُ".

رواه أحمد واللفظ له، والطبراني؛ إلاَّ أنَّه قال:

"فَعَسى أنْ يُقْتَلَ مَظْلوماً؛ فَتَنْزِلُ السُّخطةُ عليهم فتصيبُه معهم".

ورجالهما رجال "الصحيح"؛ خلا ابن لهيعة.

1456 -

(2)[ضعيف] وعن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يَقِفَنَّ أحدُكم موقفاً يُقتَلُ فيه رجُلٌ ظُلْماً، فإنَّ اللَعْنةَ تنزِلُ على مَنْ حَضَرهُ، حينَ لمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ".

رواه الطبراني والبيهقي بإسناد حسن

(1)

.

1457 -

(3)[ضعيف جداً] وعن أبي أمامة

(2)

رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ جَرَّد ظهرَ مُسْلمٍ بغيرِ حَقٍّ؛ لَقِيَ الله وهو عليه غضبانُ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بإسناد جيد

(3)

.

1458 -

(4)[ضعيف جداً] وروي عن عِصْمَةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ظهرُ المؤمِنِ حمىً إلاّ بحقِّهِ".

رواه الطبراني. وعصمة هذا هو ابن مالك الخطمي الأنصاري.

(1)

قلت: كيف؟ وفيه (مندل بن علي) وهو ضعيف. وآخر مجهول، وهو مخرج في "غاية المرام"(258/ 448).

(2)

الأصل: (أبي هريرة)، والتصويب من المخطوطة و"الطبراني" وغيره.

(3)

كذا قال، وتبعه الهيثمي، واغتر بهما المناوي والغماري ثم الثلاثة المعلقون، وذلك من شؤم التقليد، والعجز عن التحقيق، وفيه شيخ للطبراني غير معتمد كما قال الذهبي والعسقلاني، وآخر فيه مقال كما في "الفتح"، وقال البخاري:"فيه نظر". وهو مخرج في "الضعيفة"(1275).

ص: 132

12 -

(الترغيب في العفو عن القاتل والجاني والظالم، والترهيب من إظهار الشماتة بالمسلم)

.

1459 -

(1)[ضعيف] عن عَدِيِّ بنِ ثابتٍ قال:

هَشَمَ رجلٌ فَمَ رجُلٍ على عهدِ معاوِيَةَ، فأَعْطَى دِيَّتَهُ، فأبى أَنْ يَقْبَلَ، حتَّى أعْطَى ثلاثاً، فقال رجُلٌ: إنّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ تَصدَّقَ بدمٍ أو دونِه، كان كفَّارَةً له مِنْ يومِ وُلِدَ إلى يَوْمِ تَصَدَّقَ".

رواه أبو يعلى، ورواته رواة "الصحيح"؛ غير عمران بن ظبيان

(1)

.

1460 -

(2)[ضعيف جداً] ورُوي عن جابرِ بْنِ عبدِ الله رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثٌ مَنْ جاء بِهِنَّ مَعَ إيمانٍ دَخَل مِنْ أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شاءَ، وزُوِّجَ مِنَ الحورِ العينِ كَمْ شاءَ، مَنْ أدَّى دَيناً خَفيَّاً، وعَفَا عَنْ قاتِلِه، وقَرأَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ مكتوبَةٍ عشرَ مَرَّاتٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ".

فقال أبو بكرٍ: أو إحداهُنَّ يا رسول الله! فقال:

"أو إِحْداهُنَّ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1461 -

(3)[ضعيف] ورواه أيضاً

(2)

من حديث أم سلمة بنحوه.

1462 -

(4)[ضعيف] وعن أبي السَّفَر قال:

(1)

قال الذهبي في "المغني": "فيه لين، وقال البخاري: فيه نظر". وهو مخرج في "الضعيفة"(4482).

(2)

هذا يوهم أنه رواه في "الأوسط"، وإنما رواه في "الكبير"(23/ 335/ 945)، وفيه علل؛ بينتها في "الضعيفة" (1276). ثم إنه ليس فيه:"عشر مرات".

ص: 133

دَقَّ رجُلٌ مِنْ قريشٍ سِنّ رجُلٍ مِنَ الأنصارِ، فاسْتَعْدى عليه معاوِيةَ، فقالَ لِمُعاوَيةَ: يا أميرَ المؤمنين! إنَّ هذا دَقَّ سِنِّي، فقال له معاوِيةُ: إنا سَنُرْضيكَ مِنْهُ. وألحَّ الآخَرُ على معاوَيةَ فأَبْرَمَهُ

(1)

. فقال معاوِيَةُ: شأْنُكَ بصاحِبِك، وأبو الدرداءِ جالِسٌ عندَهُ، فقال أبو الدرداءِ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ما مِنْ رجُلٍ يصابُ بشيْءٍ في جَسَدِه فيَتَصدَّقُ بِه؛ إلاَّ رفَعَهُ الله به درَجةً، وحطَّ عنه بِه خطيئَةً".

فقال الأنصاريُّ: أنْتَ سمْعتَهُ مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمِعَتْة أذُنايَ، وَوَعاه قَلْبي. قال: فإنِّي أَذَرُها لَهُ. قال لَهُ معاوَيِةُ: لا جَرمَ لا أخيِّبُكَ. فأَمرَ لَهُ بمالٍ.

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب، ولا أعرف لأبي السَّفَر سماعاً من أبي الدرداء".

وروى ابن ماجه المرفوع منه عن أبي السفر أيضاً عن أبي الدرداء، وإسناده حسن لولا الانقطاع.

1463 -

(5)[ضعيف] ورواه [يعني حديث عبد الرحمن بن عوف الذي في "الصحيح"] الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" من حديث أم سلمة، وقال فيه:

"ولا عفَا رَجُلٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ؛ إلا زادَهُ الله بها عزّاً، فاعْفوا يُعِزُّكم الله".

1464 -

(6)[ضعيف] وعن أُبيّ بن كعبٍ رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ سَرَّهُ أنْ يُشْرَفَ له البنيانُ، وتُرْفَعَ له الدرَجاتُ؛ فَلْيَعْفُ عَمَّنْ ظَلمَهُ، ويُعْطِ مَنْ حَرَمهُ، ويَصِلْ مَنْ قَطَعَهُ".

رواه الحاكم وصحح إسناده، وفيه انقطاع

(2)

.

(1)

أي: أضجره.

(2)

قلت: فيه علل أخرى بينتها في "التعليق الرغيب".

ص: 134

1465 -

(7)[ضعيف جداً] ورُوي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا أدُلُّكم على ما يَرْفَعُ الله به الدرَجاتِ؟ ".

قالوا: نعم يا رسولَ الله! قال:

"تَحلُم على مَنْ جَهِلَ عليك، وتَعْفو عَمَّنْ ظَلَمك، وتعطي مَنْ حَرَمَك، وتَصِلُ مَنْ قطَعكَ".

رواه البزار والطبراني

(1)

.

1466 -

(8)[ضعيف جداً] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثٌ مَنْ كنَّ فيهِ حاسَبَةُ الله حساباً يَسيراً، وأدْخَلة الجنَّةَ برحمَتِه".

قالوا: وما هي يا رسولَ الله! بأبي أنت وأمِّي؟ قال:

"تعطي مَنْ حَرمَك، وتَصِلُ مَنْ قَطعَك، وتعفو عَمَّنْ ظلمكَ، فإذا فَعَلْتَ ذلك تدخُلُ الجنَّةَ".

رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"؛ إلا أنه قال فيه:

قال: فإذا فعلتُ ذلك فما لي يا رسولَ الله؟ قال:

"أنْ تحاسَبَ حِساباً يسيراً، ويُدْخلكَ الله الجنَّةَ برحمَتِهِ".

(قال الحافظ): "رواه الثلاثة من رواية سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي سلمة عنه، وسليمان هذا واهٍ".

1467 -

(9)[ضعيف] وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"ألا أدلُّكَ على أكْرَمِ أخْلاقِ الدنيا والآخِرَةِ؟ أنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعكَ،

(1)

قلت: ويأتي لفظ الطبراني في (22 - البر /3)، وفي إسناد البزار (2/ 398/ 1947) يوسف بن خالد السمتي، وهو كذاب.

ص: 135

وتُعطي مَنْ حَرمكَ، وأَنْ تَعفُوَ عَمَّنْ ظَلمَك".

رواه الطبراني في "الأوسط" من رواية الحارث الأعور عنه.

1468 -

(10)[ضعيف] وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا وَقفَ العبادُ للحساب؛ جاء قومٌ واضعي سيوفِهِم على رقابِهم تقطُرُ دَماً، فازْدَحموا على باب الجنَّةِ، فقيلَ: مَنْ هؤلاء؟ قيلَ: الشهداءُ، كانوا أحْياءً مرزوقينَ، ثُمَّ نادى منادٍ: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُه على الله فلْيدْخُلِ الجنَّةَ. ثُمَّ نادى الثانيةَ: لِيَقُمْ مَنْ أجرُه على الله فلْيَدْخُلِ الجنَّةَ. قال: وَمَنْ ذا الذي أجرُه على الله؟ قال: العافون عنِ الناسِ. ثُمَّ نادى الثالثةَ: لِيَقُمْ مَنْ أجْرُهُ على الله فَلْيدْخُلِ الجَنَّةَ. فقام كذا وكذا ألفاً، فدخلوها بغيرِ حسَاب".

رواه الطبراني بإسناد حسن

(1)

.

1469 -

(11)[ضعيف جداً] وعن أنسٍ أيضاً قال:

بينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ إذْ رأيْناهُ ضَحِكَ حَتَّى بدت ثَناياه، فقال له عمر: ما أضْحَكَكَ يا رسولَ الله! بأبي أنْتَ وأمِّي؟ قال:

"رجُلان مِنْ أمَّتي جثَيا بين يَديْ ربِّ العزّةِ، فقال أحَدهما: يا ربِّ! خُذْ ليِ مَظْلَمتي مِنْ أخي. فقال الله: كيف تَصْنَعُ بأخيك ولَمْ يَبْقَ مِنْ حَسنَاتِه شيْءٌ؟ قال: يا ربِّ! فلْيَحْمِلْ مِنْ أوْزاري"، وفاضَتْ عينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالبكاءِ ثُمَّ قال:

"إنَّ ذلك ليومٌ عظيمٌ يَحْتاجُ الناسُ أَنْ يُحمَلَ عنهم مِنْ أوزْارِهم، فقال الله للطالِبِ: ارفَعْ بصركَ فانْظُر، فرفَعَ، فقال: يا ربِّ! أرى مدائِنَ من ذَهبٍ وقصوراً مِنْ ذَهَبٍ، مكلَّلَةً باللُّؤْلُؤِ، لأيِّ نَبِيٍّ هذا؟ أوْ لأَيِّ صِدِّيقٍ هذا؟ أوْ

(1)

انظر التعليق المتقدم على هذا التحسين (12 - الجهاد /14).

ص: 136

لأَيٍّ شهيدٍ هذا؟ قال: لِمَنْ أعْطَى الثمَن، قال: يا ربِّ! ومَنْ يَمْلِكُ ذلك؟ قال: أنْتَ تَمْلِكُهُ، قال: بِماذا؟ قال: بعَفْوِكَ عَنْ أخيك، قال: يا ربِّ! فإنِّي قد عَفَوْتُ عنه. قال الله: فَخُذْ بِيَدِ أخيك وأدْخِلْهُ الجَنَّةَ".

فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:

"اتَّقوا الله وأصْلِحوا ذاتَ بَيْنِكُم؛ فإنَّ الله يُصْلِحُ بينَ المسلمينَ".

رواه الحاكم، والبيهقي في "البعث"؛ كلاهما عن عباد بن شيبة الحبطي عن سعيد ابن أنس عنه. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"، كذا قال.

1470 -

(12)[ضعيف] وعن واثِلَة بْنِ الأسْقَع رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تُظْهِرِ الشماتَة لأخيكَ، فَيَرحَمُهُ الله ويَبْتَليكَ".

رواه الترمذي وقال:

"حديث حسن غريب، ومكحول قد سمع من واثلة"

(1)

.

1471 -

(13)[موضوع] وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ عَيَّر أخاهُ بِذَنْبٍ، لَمْ يَمُتْ حتَّى يَعْمَلَهُ".

قال أحمد

(2)

: قالوا: من ذنب قد تاب منه.

رواه الترمذي وقال:

"حديث حسن غريب، وليس إسناده بمتصل، خالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل".

(1)

قلت: نعم، لكنه صاحب تدليس كما قال الذهبي في "الميزان"، فالنفس لا تطمئن لرواية مثله إلا إذا صرح بالتحديث.

(2)

قلت: هو أحمد بن منيع شيخ الترمذي في هذا الحديث، وفي إسناده مع انقطاعه (محمد بن الحسن بن أبي يزيد الحمداني)، وهو كذاب، وهو مخرج في "الضعيفة"(178). وإن من جهل المعلقين الثلاثة بهذا العلم، والفقه؛ أنهم قالوا في هذا، والذي قبله:"حسن بشواهده"! فلم يعلموا أن ما كان شديد الضعف لا يعتبر به في الشواهد، هذا لو كان المعنى واحداً، فكيف إذا كان مخالفاً في اللفظ والمعنى كما ترى؟!

ص: 137

13 -

(الترهيب من ارتكاب الصغائر والمحقّرات من الذنوب، والإصرار على شيء منها)

.

1472 -

(1)[ضعيف] وروي عن سعدِ بْنِ جُنَادَةَ رضي الله عنه قال:

لَمَّا فَرِغَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ (حُنَيْنٍ) نَزَلْنا قَفْراً مِنَ الأرضِ ليس فيها شيءٌ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"أجْمَعوا، مَنْ وَجَد عوداً (1) فَلْيَأْتِ به، وَمَنْ وجَدَ عَظْماً أو شيئاً (2) فَلْيأْتِ به". قال: فما كان إلا ساعَةً حتَّى جَعَلْناه رُكاماً

(3)

، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"أتَرونَ هذا؟ فكذلك تجتمعُ الذنوبُ على الرجُلِ منكُم كما جَمَعْتُمْ هذا، فَلْيَتّقِ الله رجُلٌ، فلا يُذْنِبْ صغيرَةً ولا كبيرَةً؛ فإنَّها مُحْصاةٌ عليه".

[رواه الطبراني]

(4)

.

1473 -

(2)[ضعيف] وعَنْ ثوبانَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الرجل ليحرم الرزق بالذنبِ يُصيبه".

رواه النسائي بإسناد صحيح، وابن حبان في "صحيحه" بزيادة، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(5)

.

1474 -

(3)[ضعيف موقوف] وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال:

إنِّي لأَحْسَبُ الرجلَ يَنْسى العِلْمَ كما تَعَلَّمَهُ؛ للخَطيئَةِ يَعْمَلُها.

رواه الطبراني في "الكبير" موقوفاً، ورواته ثقات؛ إلا أن القاسم لم يسمع من جده عبد الله.

(1 و 2) الأصل: (شيئاً) و (سناً)، والتصحيح من "الطبراني" و"الدر المنثور"(4/ 226).

(3)

(الركام): ما اجتمع من الأشياء وتراكم بعضه فوق بعض كما في "المعجم الوسيط".

(4)

سقطت من الأصل، واستدركتها من المخطوطة.

(5)

كذا قالوا! وفيه (عبد الله بن أبي الجعد) وهو مجهول، كما بينته تحت الحديث (154) من "الصحيحة". وللحديث تتمة سيأتي بها قريباً (22 - البر /1)، ولكنها على شرط الصحيح.

ص: 138

22 -

‌ كتاب البر والصلة وغيرهما

.

1 -

(الترغيب في بر الوالدين وصلتهما وتأكيد طاعتهما والإحسان إليهما، وبرّ أصدقائهما من بعدهما)

.

1475 -

(1)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال:

أتى رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنِّي أشْتَهي الجهادَ ولا أقْدِرُ عليه. قال:

"هل بقيَ مِنْ وَالديْك أحدٌ؟ ".

قال: أمِّي. قال:

"فاَبْلِ

(1)

الله في بِرِّها، فإذا فَعَلْتَ ذلك؛ فأنْت حاجٌّ، ومُعْتَمِرٌ، ومُجاهِدٌ، [فإذا رضيتْ عنك أمُّك فاتقِ الله وِبرها] ".

رواه أبو يعلى، والطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وإسنادهما جيد، ميمون بن نجيح وثقه ابن حبان

(2)

، وبقية رواته ثقات مشهورون.

(1)

الأصل: (قابل)! وكذا في طبعة الثلاثة! وقد علقوا حيارى: "في (ب) قائل لله، وفي مجمع الزوائد: قال الله"!! ونحوهم الدكتور الطحان، فإنه لم يعرفها، ففي مكان من "الأوسط" (3/ 435) طبعها هكذا:"فأقيل"! وفي موضع آخر منه (5/ 234) ترك بياضاً وقال: "هنا كلمة غير واضحة في المخطوطة"! فأين التحقيق الذي يدعونه؟! والمثبت من "أبي يعلى"(5/ 150) و"المعجم الصغير"(132 - الروض) ولفظه: "فأبل الله عذراً في برها".

قال ابن الأثير في مادة (بلا): "أي أعطه وأبلغ العذر فيها إليه. المعنى: أحسن فيما بينك وبين الله تعالى ببرك إياها". والزيادة من مصادر التخريج.

(2)

قلت: وكذا قال المعلق على "مسند أبي يعلى"! وهو يوهم أنه أطلق توثيقه، وليس كذلك فقد قيده بقوله (7/ 472):"يخطئ".

ثم إن فيه علة أخرى، وهي عنعنة الحسن البصري. وهو مخرج في "الضعيفة"(3195).

ص: 139

1476 -

(2)[ضعيف] وعن أبي أمامة رضي الله عنه:

أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله! ما حَقُّ الوالدين على ولَدِهِما؟ قال:

"هما جنَّتُك ونارُك".

رواه ابن ماجه من طريق علي بن يزيد عن القاسم.

1477 -

(3)[ضعيف] وعن معاذ بن أنسٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ بَرَّ والديه طوبى له، زادَ الله في عُمُرِهِ".

رواه أبو يعلى والطبراني والحاكم والأصبهاني؛ كلهم من طريق زبان بن فائد عن سهل ابن معاذ عن أبيه. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

1478 -

(4)[ضعيف] وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الرجلَ لَيُحْرَمُ الرزقَ بالذنبِ يُصيبُه. . .

(2)

".

رواه ابن ماجه، وابن حبان في "صحيحه"، واللفظ له، والحاكم بتقديم وتأخير وقال:

"صحيح الإسناد"

(3)

.

1479 -

(5)[ضعيف جداً] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"عِفُّوا عنْ نساءِ الناسِ تَعِفَّ نِساؤكم، وبِرُّوا آباءَكم تَبَزَّكُم أبناؤكم، ومَنْ أتاه أخوه مُتَنَصِّلاً؛ فلْيَقْبَلْ ذلك مُحِقّاً كانَ أو مُبْطِلاً، فإنْ لَمْ يَفْعَلْ لَمْ يَرِد عليَّ الحَوْضَ".

(1)

كذا قال! وزبان بن فائد ضعيف الحديث كما قال الحافظ العسقلاني.

(2)

هنا في الأصل جملة: "ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر"، لها شاهد من حديث سلمان، وهو في "الصحيح" هنا، ولذا حذفتها.

(3)

انظر التعليق على هذا التخريج فيما تقدم قريباً قبل أربعة أحاديث.

ص: 140

رواه الحاكم من رواية سويد عن قتادة عن أبي رافع عنه. وقال:

"صحيح الإسناد".

(قال الحافظ): "سويد عن قتادة هو ابن عبد العزيز؛ واهٍ".

1480 -

(6)[ضعيف جداً] وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"بِرّوا آباءَكم؛ يَبَرَّكم أبناؤكم، وعفوُّا؛ تَعِفَّ نِساؤكم".

رواه الطبراني بإسناد حسن

(1)

.

1481 -

(7)[موضوع] ورواه أيضاً هو وغيره من حديث عائشة

(2)

.

1482 -

(8)[ضعيف] وعن أبي أسِيْدٍ مالكِ بنِ ربيعة الساعِدِيِّ رضي الله عنه قال:

بينَا نَحنُ جلوسٌ عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ جاءَ رجُلٌ مِنْ بَني سَلِمةَ، فقال: يا رسولَ الله! هل بقيَ مِنْ بِرِّ أبوَيَّ شيءٌ أَبَرُّهُما به بَعد مَوْتِهِما؟ قال:

"نَعم، الصلاةُ عليهما، والاستِغفارُ لهما، وإنْفاذُ عَهْدهِما مِنْ بَعدِهِما، وصِلَةُ الرحِمِ التي لا توصَلُ إلا بِهِما، وإكرامُ صديقِهِما".

رواه أبو داود وابن ماجه، وابن حبان في "صحيحه"

(3)

وزاد في آخره:

قال الرجل: ما أكْثَرَ هذا يا رسولَ الله! وأطْيَبَهُ؟ قال:

"فاعْمَلْ بِهِ".

(1)

كذا قال، وفيه:"علي: قال: ثنا مالك. ."، وهو علي بن قتيبة الرفاعي، وهو متهم، ولم يعرفه الهيثمي أيضاً، فجعله من (رجال الصحيح) ولم ينسبه! وروي عنه عن مالك بسند آخر من حديث جابر! وأبطله العقيلي وابن عدي وغيرهما، وقد بينت هذا في "الضعيفة"(2039).

لكن خرجت له فيه (2043) شاهداً من حديث أبي هريرة بسند ضعيف، وهو الذي قبله، وسيأتي في أول (23 - الأدب /17).

(2)

سيأتي حديثها هناك، وفي سنده كذاب.

(3)

قلت: فيه عندهم جميعاً من لم يعرف ووثقه ابن حبان، وبيانه في "الضعيفة" (597) وخبط فيه الثلاثة فقالوا كعادتهم:"حسن بشواهده"؟!!

ص: 141

2 -

(الترهيب من عقوق الوالدين)

.

1483 -

(1)[ضعيف جداً] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يراحُ ريحُ الجنَّةِ مِنْ مسيرَة خَمْسِمِئَةِ عامٍ، ولا يجدُ ريحَها منَّانٌ بعَمَلهِ، ولا عاقٌّ، ولا مُدمِنُ خمر".

رواه الطبراني في "الصغير".

[ضعيف جداً] وتقدم في "شرب الخمر"[21 - الحدود /6] حديث أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"أربَعٌ حقُّ على الله أن لا يُدْخِلَهم الجنَّةَ، ولا يذيقَهم نعيمَها: مُدْمِنُ الخمرِ، وآكِلُ الرِّبا، وآكِلُ مالِ اليتيمِ بغير حقٍّ، والعاقُّ لوالديه".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"!

1484 -

(2)[ضعيف جداً] ورُوي عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ثلاثةٌ لا ينْفَعُ مَعهُنَّ عملٌ: الشركُ باللهِ، وعُقوقُ الوالدين، والفرارُ مِنَ الزَّحْفِ".

رواه الطبراني في "الكبير"

1485 -

(3)[ضعيف جداً] ورُوي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

خَرَج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحن مجتمعونَ فقال:

"يا معشَر المسلمين! اتَّقوا الله وصِلُوا أرْحامَكُم؛ فإنَّه ليسَ مِنْ ثوابٍ أسرعُ مِنْ صِلةِ الرحِمِ، وإيَّاكمْ والبَغْيَ؛ فإنَّه ليسَ مِنْ عُقوبَةٍ أسرعُ مِنْ عقوبةِ البَغْي، وإيَّاكمْ وعقوق الوالدينِ، فإنَّ ريحَ الجنَّة توجَدُ مِنْ مَسيرَةِ ألْفِ عامٍ، والله لا يَجدُها عاقٌّ، ولا قاطعُ رَحِمٍ، ولا شيخٌ زانٍ، ولا جارٌّ إزارَه خُيَلاءَ، إنَّما الكبِرياءُ لله ربَّ العالمين، والكَذِبُ كلُّه إِثْمٌ؛ إلا ما نَفَعْتَ به مؤمِناً؛ ودَفَعْتَ به

ص: 142

عَنْ دينٍ، وإنَّ في الجنَّةِ لسوقاً ما يباعُ فيها ولا يُشْتَرى، ليسَ فيها إلا الصورُ، فَمَنْ أَحبَّ صورةً مِنْ رجُلٍ أوِ امْرأَةٍ دَخلَ فيها"

(1)

.

رواه الطبراني في "الأوسط".

1486 -

(4)[ضعيف] وعن أبي بَكْرَةَ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"كلُّ الذنوبِ يُؤَخِّرُ الله منها ما شاءَ إلى يومِ القيامَةِ؛ إلاَّ عقوقَ الوالديْنِ، فإنَّ الله يعجِّلُه لصاحِبِه في الحياة قَبْل المَماتِ".

رواه الحاكم والأصبهاني؛ كلاهما من طريق بكار بن عبد العزيز، وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"

(2)

.

1487 -

(5)[ضعيف جداً] ورُوي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال:

كنَّا عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأتاه آتٍ، فقال: شابٌّ يجودُ بنَفْسِه، فقيلَ له: قلْ: لا إله إلا الله، فلَمْ يَسْتَطعْ. فقال:

"كانَ يُصَلِّي؟ ".

فقال: نَعَمْ، فَنهَضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونَهَضْنا معَهُ، فَدخَل على الشابِّ، فقال له:

"قل: لا إله إلا الله".

فقال: لا أسْتطيعُ. قال:

"لِمَ؟ ".

قال: كان يَعُقُّ والدتَهُ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

(1)

تقدم أوله في (18 - اللباس /2)، وطرف آخر في (21 - الحدود /7)، وهو مخرج في "الضعيفة"(5369).

(2)

قلت: ورده الذهبي بقوله: "قلت: بكار ضعيف". وهو مخرج في "غاية المرام"(170/ 279).

ص: 143

"أحَيَّةٌ والدتُه؟ ".

قالوا: نَعمَ. قال:

"ادْعوها". فدَعَوْها. فجاءَتْ، فقال:

"هذا ابْنُك؟ ".

فقالتْ: نَعَمْ. فقال لها:

"أرأَيْتِ لوْ أُجِّجَتْ نارٌ ضَخْمَةٌ، فقيلَ لك: إنْ شَفَعْتِ له خلَّينا عنه، وإلا حَرَقْناه بهذه النار؛ أكنتِ تَشْفعين له؟ ".

قالت: يا رسولَ الله! إذاً أشفَعُ. قال:

"فَأَشْهِدي الله وأشهِديني أنَّكِ قد رضيتِ عنه".

قالت: اللهمَّ إنِّي أُشْهِدُك وأُشهِدُ رسولَك أنِّي قد رضيتُ عنِ ابْني. فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا غلامُ! قلْ: لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له، وأشْهَدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه".

فقالها. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"الحمدُ لله الذي أنْقذَه بي مِنَ النارِ".

رواه الطبراني، وأحمد مختصراً

(1)

.

(1)

قلت: عزوه لأحمد فيه نظر، وإن تبعه الهيثمي كعادته، وقلدهما المعلقون الثلاثة، لأن عبد الله بن أحمد لما ساق الطرف الأول منه في "مسند أبيه" قال:"فذكر الحديث بطوله، وكان في "كتاب أبي" فلم يحدثنا به، وضرب عليه من "كتابه"؛ لأنه لم يرض حديث فائد بن عبد الرحمن، وكان عنده متروك الحديث". وهو مخرج في "الضعيفة"(3183). لكن قوله: (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار" قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة أخرى عند البخاري وغيره من حديث أنس رضي الله عنه. وهي مخرجة في "أحكام الجنائز" (ص 21 - المعارف).

ص: 144

3 -

(الترغيب في صلة الرحم وإن قطعت، والترهيب من قطعها)

.

1488 -

(1)[ضعيف] وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ سرَّهُ أنْ يُمَدَّ له في عُمُرِهِ، ويوسَعَ له في رزْقِهِ، ويُدفعَ عنه مِيتَةُ السوءِ؛ فلْيَتَّقِ الله، ولْيَصِلْ رَحِمَهُ".

رواه عبد الله بن الإِمام أحمد في "زوائده"، والبزار بإسناد جيد، والحاكم

(1)

.

1489 -

(2)[ضعيف] وعن ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه قال:

"مكتوبٌ في التوراةِ: مَنْ أَحَبَّ أنْ يُزادَ في عُمُرِهِ، ويُزادَ في رزقه؛ فَلْيصِلْ رَحِمَهُ".

رواه البزار بإسناد لا بأس به، والحاكم وصححه

(2)

.

1490 -

(3)[ضعيف جداً] وروي عن أنسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعَه يقول:

"إنَّ الصدقةَ وصِلةَ الرحِمِ؛ يزَيدُ الله بهما في العُمُرِ، ويدفَعُ بهما مِيتَةَ السوءِ، ويدفَعُ بهما المكروهَ والمحذورَ".

رواه أبو يعلى.

(1)

قلت: لا أدري لم أخّر الحاكم عن البزار، وإسناده إسناد (عبد الله)، وفيه أبو إسحاق السبيعي وكان اختلط مع تدليسٍ، وطريق البزار مع أنها بعلل أخرى فليس فيها "ويدفع عنه ميتة السوء"، والحديث بدونها صحيح لشواهده المذكورة في "الصحيح" قبله، وقد خرجته من أجلها في "الضعيفة" (5372). وجهل الثلاثة فقالوا:"حسن، رواه عبد الله. . ."!

(2)

قلت: فيه سعيد بن بشير، وهو ضعيف من قبل حفظه، وهو مخرج في "الضعيفة"(4526)، وزعم الثلاثة أنه "حسن بشواهده"! ولا شاهد لجملة التوراة! ولجهلهم بالتخريج لم يذكروا رقم البزار، لأن لفظه:"في التوراة مكتوب. . . "!

ص: 145

1491 -

(4)[ضعيف] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الله لَيُعَمِّرُ بالقومِ الديارَ، ويثَمِّرُ لهمُ الأموالَ، وما نَظَر إليهِمْ منذُ خَلقَهُمْ بُغْضاً لهم".

قيل: وكيف ذاكَ يا رسولَ الله؟ قال:

"بصِلَتِهِمْ أرحامَهُمْ".

رواه الطبراني بإسناد حسن، والحاكم وقال:

"تفرد به عمران بن موسى الرملي الزاهد عن أبي خالد، فإن كان حفظه فهو صحيح"

(1)

.

1492 -

(5)[ضعيف] ورُويَ عن دُرَّة بنتِ أبي لهَبٍ رضي الله عنها قالتْ:

قُلْتُ: يا رسولَ الله! مَنْ خيرُ الناسِ؟ قال:

"أتْقاهُمْ للربِّ، وأوصَلُهم للرَّحِمِ، وآمَرُهُم بالمعروفِ، وأَنْهاهُم عنِ المنكَرِ".

رواه أبو الشيخ ابن حيان في "كتاب الثواب"، والبيهقي في "كتاب الزهد" وغيره. [مضى 21 - الحدود /1].

1493 -

(6)[ضعيف جداً] ورُوي عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثٌ متَعَلِّقاتٌ بالعرْشِ: الرحمُ تقولُ: اللهمَّ إنّي بك فلا أُقْطَعُ، والأمانَةُ تقولُ: اللهمَّ إنِّي بك فلا أُخانُ، والنعمة تقولُ: اللهم إني بِكَ فلا أُكْفَرُ".

رواه البزار.

(1)

قلت: وكذا قال الذهبي في "تلخيصه"، وهما يشيران إلى سوء حفظه الذي أشار إليه غير واحد ومنهم ابن حبان بقوله:"يخطئ ويخالف"، ولذلك خرجته في "الضعيفة"(2425).

ص: 146

1494 -

(7)[ضعيف] وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تكونوا إمَّعَةً؛ تقولون: إنْ أَحسَن الناسُ أحْسَنّا، وإن ظَلَموا ظَلَمْنا، ولكنْ وطِّنوا أْنفُسَكم؛ إنْ أَحْسَن الناسُ أنْ تُحسِنوا، وإنْ أَساؤوا أنْ لا تَظْلِموا".

رواه الترمذي وقال: "حديث حسن"

(1)

.

قوله: (إمَّعة) هو بكسر الهمزة وتشديد الميم وفتحها وبالعين المهملة، قال أبو عبيد:

" (الإمعة): هو الذي لا رأي معه، فهو يتابع كل أحد على رأيه".

1495 -

(8)[ضعيف جداً] وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه حاسَبَه الله حساباً يسيراً، وأَدْخَلَهُ الجنَّةَ برحمتِه".

قالوا: وما هي يا رسولَ الله! بأبي أنْتَ وأمي؟ قال:

"تعطي مَنْ حَرمَك، وتصِلُ مَنْ قطَعَك، وتَعْفو عَمَّنْ ظَلمَك، فإذا فَعلْتَ ذلك؛ يدْخِلُكَ الله الجنَّةَ".

رواه البزار والطبراني، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد".

(قال الحافظ):

"وفي أسانيدهم سليمان بن داود اليمامي واهٍ". [مضى 21 - الحدود /12].

1496 -

(9)[ضعيف] وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"ألا أدُلُّكَ على أكْرَم أخلاقِ الدنيا والأخرَةِ؟ أن تَصِلَ مَنْ قطَعَك، وتُعْطيَ مَنْ حَرمكَ، وأَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلمَك".

(1)

كذا الأصل، والذي في "السنن" (2008):"حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، وأشار البغوي في "شرح السنة"(13/ 32) إلى تضعيفه، وبينت وجهه في "نقد نصوص الكتاني"(26/ 15).

ص: 147

رواه الطبراني في "الأوسط" من رواية الحارث الأعور عنه. [مضى هناك].

1497 -

(10)[ضعيف] وعن معاذ بن أنسٍ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه قال:

"إنَّ أفْضلَ الفضائِل؛ أنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعك، وتُعْطيَ مَنْ حَرمَك، وتَصْفَح عَمَّنْ شَتمكَ".

رواه الطبراني من طريق زبان بن فائد

(1)

.

1498 -

(11)[ضعيف جداً] ورُوي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا أدُلُّكمْ على ما يَرْفَعُ الله به الدرجاتِ؟ ".

قالوا: نعم يا رسولَ الله! قال:

"تَحْلُمُ على مَنْ جَهِلَ عليك، وتَعْفو عَمَّنْ ظَلَمك، وتُعطي مَنْ حرَمكَ، وتَصِلُ مَنْ قطَعكَ". [مضى هناك].

رواه البزار، والطبراني؛ إلا أنه قال في أوله:

"ألا أُنَبِّئُكم بِما يُشَرِّفُ الله به البنيانَ، ويرفَعُ به الدرَجَاتِ؟ " فذكره

(2)

.

1499 -

(12)[ضعيف جداً] ورُوي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أسْرَعُ الخيرِ ثواباً؛ البِرُّ وصِلَةُ الرَّحِمِ، وأسرَعُ الشرِّ عقوبةً؛ البَغْيُ وقطيعَةُ الرحمِ".

رواه ابن ماجه

(1)

قلت: وهو ضعيف كما تقدم مراراً، أقربها في التعليق على الحديث الثالث من الباب الأول.

(2)

قلت: غاير الهيثمي بين إسناد البزار وإسناد الطبراني، فقال في الأول (8/ 189):". . وفيه يوسف بن خالد السمتي، وهو كذاب". وقال في الآخر: ". . وفيه أبو أمية بن يعلى، وهو ضعيف". قلت: اسمه (إسماعيل) وهو متروك. انظر "اللسان".

ص: 148

1500 -

(13)[موضوع] ورُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه قال:

"الطابَعُ معَلَّقٌ بقائِمةِ العَرْشِ، فإذا اشْتَكَتِ الرَّحِمُ، وعُمِل بالمعَاصي، واجْتُرِئ على الله؛ بعَثَ الله الطابعَ فيطبعُ على قَلْبِه، فلا يَعْقِلُ بعدَ ذلك شيئاً".

رواه البزار واللفظ له، والبيهقي، وتقدم لفظه في "الحدود"[21/ 4]، وقال البزار:

"لا نعلم رواه عن التيمي -يعني سليمان- إلا سليمان بن مسلم، وهو بصري مشهور"

(1)

.

1501 -

(14)[ضعيف] ورُوِيَ عن عائشةَ رضي الله عنها عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه قال:

"أتاني جبريلُ عليه السلام فقال: هذه ليلةُ النصْفِ مِنْ شعبانَ، ولله فيها عُتَقاءُ مِنَ النَّارِ بعَدَدِ شُعور غَنَم بني كَلْبٍ، لا ينظُر الله فيها إلى مُشْرِكٍ، ولا إلى مشاحِنٍ، ولا إلى قاطعِ رَحِمٍ، ولا إلى مُسْبِلٍ، ولا إلى عاقٍّ لوالديه، ولا إلى مدمن خمرٍ".

رواه البيهقي في حديث يأتي بتمامه في "التهاجر"[23 - الأدب /11] إن شاء الله.

[ضعيف] وتقدم فيه [يعني في "شرب الخمر" 21 - الحدود /6] حديث أبي أمامة:

"يَبيتُ قَوْمٌ مِنْ هذه الأُمَّةِ على طُعْمٍ وشُرْبٍ، ولَهْوٍ ولَعِبٍ، فيُصبِحوا قد مُسِخوا قِردةً وخنازيرَ، بِشُربهمُ الخمرَ، ولُبسِهمُ الحريرَ، واتِّخاذِهُمُ القَيْنَاتِ،

(1)

كذا قال البزار، وخالفه ابن عدي فقال:"هو الخشاب قليل الحديث، شعبة المجهول".

وفي هامش مخطوطة "الترغيب" ما نصه: "هو الخشاب، ضعفه ابن عدي وابن حبان، وقال ابن عدي في هذا الحديث بعينه: أنه منكر جداً. ابن حجر". وقال الذهبي: "هو موضوع في نقدي".

وهو مخرج في "الضعيفة"(1270).

ص: 149

وقَطيعَتِهِمُ الرحِمَ".

[ضعيف جداً] وتقدم في "اللباس"[18/ 2] حديث جابر:

خَرَجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحن مجتمعون، فقال:

"يا معشرَ المسلمين! اتَّقوا الله، وصِلُوا أرْحامَكُم؛ فإنَّه ليسَ مِنْ ثوابٍ أسرعُ مِنْ صِلَةِ الرحِمِ، وإيَّاكمْ والبَغْيَ؛ فإَنَّه ليسَ مِنْ عقوبَةٍ أسرْعُ مِنْ عقوبةِ بَغْي، وإيَّاكم وعقوقَ الوالديْنِ؛ فإنَّ ريحَ الجنَّةِ يوجَدُ مِنْ مَسيرَةِ ألفِ عامٍ، والله لا يَجِدُها عاقٌّ، ولا قاطعُ رَحِمٍ، ولا جارٌّ إزارَه خُيَلاءَ. إنما الكِبْرِياءُ لله ربِّ العالَمينَ".

1502 -

(15)[ضعيف موقوف] وعن الأعْمَشِ قال:

كان ابنُ مسعودٍ جالِساً بعدَ الصُّبح في حَلَقَةٍ، فقال:

أَنْشُدُ اللهَ قاطعَ رَحِمٍ لَمَا قام عنَّا، فإنَّا نريدُ أَنْ نَدْعُوَ ربَّنا، وإنَّ أبوابَ السماءِ مُرْتَجَةٌ دونَ قاطعِ رَحِمٍ.

رواه الطبراني، ورواته محتج بهم في "الصحيح"؛ إلا أن الأعمش لم يدرك ابن مسعود.

(مرتجة) بضم الميم وفتح التاء المثناة فوق وتخفيف الجيم؛ أي: مغلقة.

1503 -

(16)[ضعيف] ورُوي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال:

كنَّا جُلوساً عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال:

"لا يُجالِسُنا اليومَ قاطعُ رَحِمٍ".

فقامَ فتىّ مِنَ الحَلَقَةِ فأتى خالةً له قَدْ كان بينَهُما بعضُ الشيْءِ، فاسْتَغْفَر لها، واسْتَغْفَرَتْ له، ثمَّ عادَ إلى المْجلِسِ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

ص: 150

"إنَّ الرحمةَ لا تنزِلُ على قومٍ فيهمْ قاطعُ رَحِمٍ".

رواه الأصبهاني

(1)

.

ورواه الطبراني مختصراً؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

[موضوع]"إنَّ الملائكةَ لا تنزلُ على قومٍ فيهم قاطعُ رَحِمٍ".

(1)

في "الترغيب"(2/ 937/ 2290)، وكذا رواه البيهقي في "الشعب"(6/ 223/ 7962)، وابن عساكر (20/ 166 - 167)، ورواه البخاري في "الأدب المفرد" وغيره دون القصة، وهو مخرج في "الضعيفة"(1456).

ص: 151

4 -

(الترغيب في كفالة اليتيم ورحمته، والنفقة عليه، والسعي على الأرملة والمسكين)

.

1504 -

(1)[ضعيف] ورواه [يعني حديث أبي هريرة في "الصحيح"] البزار متصلاً [وأرسله مالك]، ولفظه: قال:

"مَنْ كَفَلَ يتيماً له ذا قرابَةٍ أو لا قَرابَة له؛ فأنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ -وضَمَّ أصبَعَيه-، وَمَنْ سَعى على ثلاثِ بناتٍ فهو في الجنَّةِ، وكانَ له كأجْرِ المجاهِدِ في سبيلِ الله صائماً قائماً". [مضى 17 - النكاح /5].

1505 -

(2)[ضعيف] ورُوي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ عال ثلاثةً مِنَ الأَيْتامِ؛ كان كَمَنْ قامَ ليلَه، وصامَ نهارَهُ، وغدا وراحَ شاهِراً سيفَهُ في سبيلِ الله، وكنتُ أنا وهو في الجنَّةِ أخوين

(1)

؛ كما أنَّ هاتين أخْتانِ. وألصَقَ أُصْبَعَيْه السبَّابَةَ والوُسْطَى".

رواه ابن ماجه.

1506 -

(3)[ضعيف جداً] وعنه أيضاً؛ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ قَبضَ يتيماً مِنْ بينِ مسْلِمين إلى طعامِه وشرابِه؛ أدْخَلَهُ الله الجنَّةَ البتةَ، إلا أَنْ يَعْمَلَ ذنباً لا يُغْفَرُ".

رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح"

(2)

.

(1)

الأصل: (إخواناً)، والتصحيح من "ابن ماجه"(2/ 393)، ونبَّه عليه الناجي رحمه الله.

(2)

قلت: هذا وهم فاحش على الترمذي، فإنما قال هذا في حديث سهل المتقدم في "الصحيح" أول الباب، وأما هذا فضعفه بقوله:"حنش -يعني الذي في إسناده- ضعيف عند أهل الحديث". وقال الحافظ: "متروك"، وهو في "الضعيفة" برقم (5343)، والظاهر أن السبب انتقال نظر المؤلف بعد نقله لحديث ابن عباس من (الترمذي) إلى حديث سهل الذي يليه عنده، فنقل تعقيبه عليه بالتصحيح إلى حديث ابن عباس!

ص: 152

1507 -

(4)[ضعيف] وعن عمرو بن مالك القشيري رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

". . . ومَنْ ضَمَّ يتيماً مِنْ بينِ أبَوَيْنِ مسلمَيْن إلى طعامِه وشرابِه [حتى يُغنِيَهُ الله]؛ وجبَتْ لهُ الجنَّةُ".

رواه أحمد والطبراني، ورواة أحمد محتج بهم؛ إلا علي بن زيد.

1508 -

(5)[موضوع] وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"ما قعدَ يتيمٌ مَعَ قومٍ على قَصْعَتِهم، فَيَقْرَبُ قَصْعَتَهُمْ شيطانٌ".

حديث غريب، رواه الطبراني في "الأوسط"، والأصبهاني؛ كلاهما من رواية الحسن ابن واصل. وكان شيخنا الحافظ أبو الحسن رحمه الله يقول:

"هو حديث حسن".

ورواه الأصبهاني أيضاً من حديث أبي موسى

(1)

.

1509 -

(6)[ضعيف جداً] ورُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ أحبَّ البيوتِ إلى الله؛ بيتٌ فيه يتيمٌ مُكَرَّمٌ".

رواه الطبراني والأصبهاني.

1510 -

(7)[ضعيف] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"خيرُ بيتٍ في المسلمين؛ بيتٌ فيه يتيمٌ يُحْسَنُ إليه، وشَرُّ بيْتٍ في المسلمين، بَيْتٌ فيه يتيمٌ يُساءُ إليهِ".

(1)

وكذا في المخطوطة، وهو تكرار لم يظهر لي فائدته بعد أن تقدم عطف الأصبهاني على الطبراني، وقد رواه (2/ 1018) من طريقين أحدهما عن (الحسن بن واصل)، والآخر عن (الحسن ابن دينار) بسند واحد عن أبي موسى. وقد قال الذهبي في "المغني":"الحسن بن دينار أبو سعيد التميمي، وقيل: ابن واصل -تركوه". فتحسين أبى الحسن له غير حسن. بل هو موضوع، وقال ابن حبان:"باطل لا أصل له". وهو مخرج في "الضغيفة"(5373).

ص: 153

رواه ابن ماجه.

1511 -

(8)[ضعيف] ورُوي عن عوف بن مالكٍ الأشجعي رضي الله عنه؛ أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"أنا وامْرَأَةٌ سفْعاءُ الخدَّينِ كهاتَيْنِ يومَ القِيامَةِ -وأَوْمَأ بيدِه يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ الوُسْطى والسبَّابة-؛ امْرَأَةٌ آمَتْ زَوْجَها ذاتُ مَنْصِبٍ وجَمالٍ، حَبَسَتْ نفْسَها على يَتاماها حتى بانوا أوْ ماتوا".

رواه أبو داود.

(السفعاء) بفتح السين المهملة وسكون الفاء بعدهما عين مهملة ممدوداً.

(قال الحافظ): "هي التي تغير لونها إلى الكمودة والسواد من طول الأيمة، يريد بذلك أنها حبست نفسها على أولادها ولم تتزوج فتحتاج إلى الزينة والتصنع للزوج".

و (آمت) المرأة؛ بمد الهمزة وتخفيف الميم: إذا صارت أيْماً، وهي من لا زوج لها؛ بكراً أو ثَيِّباً، تزوجت أو لم تتزوج بعد. والمراد هنا من مات زوجها وتركها أيْماً.

1512 -

(9)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أنا أوَّلُ مَنْ يفتحُ بابَ الجنَّةِ؛ إلا أَنِّي أرى امْرَأةً تُبادِرُني؛ فأقولْ لها: ما لَكِ! وَمَنْ أنْت؟ فتقولُ: أنا امْرأَةَ قَعَدْتُ على أيْتامٍ لي".

رواه أبو يعلى، وإسناده حسن

(1)

إن شاء الله.

1513 -

(10)[ضعيف] وعن أبي أمامةَ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ مَسحَ على رأسِ يتيمٍ لمْ يَمْسَحْه إلا لله؛ كان له في كلِّ شعْرةٍ مرَّتْ

(1)

قلت: فيه من لم يوثقه غير ابن حبان، مع قوله:"يخطئ ويخالف"، وقول أبي حاتم فيه:"شيخ"؛ أي ليس بحجة كما قال الذهبي. وهو مخرج في "الضعيفة"(5374).

ص: 154

عليها يدُه حسناتٍ، ومَنْ أحْسَنَ إلى يتيمةٍ أو يتيمٍ عنده؛ كنتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتين. وفرَّقَ بين أصْبَعَيْه السبَّابة والوسطى".

رواه أحمد وغيره من طريق عبيدِ الله بن زُحَرٍ عن عليٍّ بنِ يزيد عن القاسم عنه.

1514 -

(11)[ضعيف] ورُوي عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"والذي بَعَثني بالحقِّ نبِيّاً؛ لا يعذِّبُ الله يومَ القيامَةِ مَنْ رَحِمَ اليَتيمَ، وألانَ له في الكلامِ، ورَحِمَ يُتْمَه وضَعْفَه، ولمْ يتَطَاوَلْ على جارِه بفَضْلِ ما آتاه الله".

رواه الطبراني، ورواته ثقات إلا عبد الله بن عامر، وقال أبو حاتم: ليس بالمتروك.

1515 -

(12)[ضعيف جداً] ورُوي عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إيَّاكُمْ وبُكاءَ اليتيمِ؛ فإنَّه يَسْرِي في اللَّيْلِ والناسُ نيامٌ".

رواه الأصبهاني.

1516 -

(13)[ضعيف جداً] وعن أنس رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم:

"أنَّ رجُلاً قال لِيَعْقوبَ عليه السلام: ما الَّذي أذْهَبَ بَصَرَكَ، وحَنَى ظَهْرَك؟ قال: أمَّا الذي أَذْهَبَ بَصري فالبُكَاءُ على (يوسُفَ)، وأما الذي حَنَى ظَهْري فالحُزْنُ على أخيه (بِنْيامينَ)، فأتاهُ جبريلُ عليه السلام فقال: أَتْشكو الله؟ قال: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّه} ، قال جبريل: الله أعْلَمُ بما قُلتَ مِنْكَ، قال: ثُمَّ انْطَلقَ جبريلُ عليه السلام، ودَخَل يعْقوبُ عليه السلام بيْتَه فقال: أيْ رَبِّ! أَمَا تَرْحَمُ الشيْخَ الكبيرَ؟ أذْهَبْتَ بَصَري، وحَنَيْتَ ظَهْري، فارْدُدْ عليَّ رْيحانَتَيَّ فَأَشُمَّه شمَّةً واحدَةً؛ ثمَّ اصْنَعْ بي بَعْدُ ما شِئْتَ!

ص: 155

فأتاهُ جبريلُ فقال: يا يعقوبُ! إنَّ الله عز وجل يقرئُك السلامَ ويقولُ: أبْشِرْ فإنَّهُما لو كانا ميِّتَيْنِ لَنَشْرتُهما لكَ لأُقِرَّ بِهما عَينَكَ، ويقولُ لكَ: يا يعقوب! أَتَدْري لِمَ أَذْهَبْتُ بَصَرَك وحَنَيْتُ ظهركَ؟ ولِمَ فَعَلَ إخوةُ يوسُفَ بيوسُفَ ما فعَلُوهُ؟ قال: لا، قال: إنَّه أتاكَ يتيمٌ مسكينٌ، وهوَ صائمٌ جائعٌ، وذَبَحْتَ أنْتَ وأهلُك شاةً؛ فأكَلْتُموها ولَمْ تُطْعِموهُ! ويقولُ: إنِّي لَمْ أحِبَّ مِنْ خَلْقي شَيْئاً حبِّي اليَتامَى والمساكِين، فاصْنَعْ طعاماً، وادْع المساكينَ. -قال أنسٌ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:- فكان يعقوبُ كلَّما أمْسى نادى مناديه: مَنْ كان صائماً فلْيَحْضَرْ طعامَ يعقوب، وإذا أصْبَحَ نادى مناديه: مَنْ كان مُفْطِراً فلْيُفْطِرْ على طعامِ يعقوب".

رواه الحاكم والبيهقي، والأصبهاني واللفظ له، وقال الحاكم:

"كذا في سماعي (حفص بن عمر بن الزبير)، وأظن الزبير وهم؛ وأنه حفص بن عمر ابن عبد الله بن أبي طلحة، فإن كان كذلك فالحديث صحيح، وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في تفسيره [مرسلاً]

(1)

قال: أنبأنا عمرو بن محمّد: حدثنا زافر بن سليمان عن يحيى بن عبد الملك عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه".

(1)

أي منقطعاً بين يحيى وأنس، وقد سقطت من الأصل، واستدركتها من "مستدرك الحاكم"(2/ 248). و (زافر بن سليمان) مع صدقه كثير الأوهام، والحديث في إسناده اضطراب وجهالة، وقد استنكره الحافظ ابن كثير، والأشبه أنه من الإسرائيليات. وهو مخرج في "الضعيفة"(6880).

ص: 156

5 -

(الترهيب من أذى الجار، وما جاء في تأكيد حقه)

.

1517 -

(1)[ضعيف] و [رواه] الأصبهاني أطول منه [يعني حديث أنس الذي في "الصحيح"]، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الرجلَ لا يكونُ مؤمِناً حتى يأمَنَ جارُه بوائقَه، يَبيتُ حينَ يَبيتُ وهو آمِنٌ مِن شَرِّهِ، وإن المؤمن؛ الذي نَفْسُه مِنْه في عَناءٍ، والناسُ منه في راحَةٍ".

1518 -

(2)[ضعيف جداً] ورُوي عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال:

أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسولَ الله! إنِّي نَزَلْتُ في مَحَلَّةِ بني فلان، وإنَّ أشَدَّهم إليَّ أذىً أقرَبُهم لي جِواراً، فَبعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبا بكرٍ وعمرَ وعليّاً يأتونَ المسجد فيقومونَ على بابه فيصيحون:

"ألا إنَّ أربعين داراً جارٌ، ولا يدخل الجنَّةَ مَنْ خافَ جارُه بوائِقَه".

رواه الطبراني.

(البوائق): جمع (بائقة) وهي: الشر وغائلته، كما جاء في حديث أبي هريرة المتقدم [في "الصحيح" في هذا الباب /الحديث 3].

1519 -

(3)[ضعيف] وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الله قَسَم بينَكُم أخلاقكُم كما قَسَم بينكم أرْزاقكُم، وإنَّ الله عز وجل يعطي الدنيا مَنْ يُحِبُّ ومَنْ لا يحبُّ، ولا يعطي الدينَ إلاَّ مَنْ أَحَبَّ، فَمَنْ أعطاه الدِّينَ فقد أحبَّه، والَّذي نفسي بيده لا يَسْلَمُ عبدٌ حتى يُسْلِمَ قلْبُه ولِسانُه، ولا يُؤمِنُ حتى يأْمَنَ جارُه بوائِقَهُ".

قلتُ: يا رسولَ الله! وما بوائِقُهُ؟ قال:

"غُشْمُةُ وظُلْمُهُ، ولا يَكْتَسِبُ مالاً مِنْ حَرامٍ فينفِقُ منه، فيبارَكُ فيه، ولا

ص: 157

يَتَصدَّق به، فَيُقْبَلُ منه، ولا يَتْرُكُه خَلْفَ ظَهْره إلا كان زادَه إلى النارِ، إنَّ الله لا يَمحو السَيِّئَ بالسَيِّئِ، ولكنْ يمحو السَيِّئَ بالحَسَنِ، إنَّ الخبيثَ لا يمحو الخبيثَ".

رواه أحمد وغيره من طريق أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد عنه. [مضى 16 - البيوع /5]

(1)

.

1520 -

(4)[ضعيف] ورُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ آذى جارَهُ فقد آذاني، ومَنْ آذاني فقد آذى الله، ومَنْ حارَب جارَه فقد حارَبَني، ومَن حاربني فقد حارَبَ الله عز وجل".

رواه أبو الشيخ ابن حيان في "كتاب التوبيخ"

(2)

.

1521 -

(5)[ضعيف] وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:

خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في غَزاةٍ قال:

"لا يَصْحَبُنا اليومَ مَنْ آذى جارَهُ".

فقال رجُلٌ مِنَ القومِ: أنا بُلْتُ في أصْلِ حائطِ جاري، فقال:

"لا تصحَبْنا اليومَ".

رواه الطبراني، وفيه نكارة.

(1)

وفيه اختلاف في بعض الألفاظ عما هنا.

(2)

هذا الحديث ليس في النسخة المطبوعة من "التوبيخ"، وفيها خرم في نقدي، وعزاه إليه أيضاً العجلوني وإلى أبي نعيم أيضاً في "كشف الخفاء" (2/ 219/ 2342). وأورده الذهبي في "حقوق الجار" (ق 5/ 2) مختصراً من طريق داود بن أيوب القملي: حدثنا عباد بن بشير العبدي، قال: سمعت أنس بن مالك. فذكره مرفوعاً. وقال: "حديث منكر". وذكر في ترجمة (داود) هذا من "الميزان" عن عباد. . . بحديثين موضوعين، وأنا أظن أن هذا أحدهما عنده. والله أعلم.

ص: 158

1522 -

(6) -[ضعيف جداً] ورُوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ أَغْلَقَ بابَهُ دون جارِهِ مخافةً على أهلهِ ومالهِ؛ فليسَ ذلك بمؤمِنٍ، وليسَ بمؤمنٍ مَنْ لمْ يأمَنْ جارُه بوائقَه

(1)

.

أتدري ما حقُّ الجارِ؟ إذا استعانكَ أعَنْتَة، وإذا اسْتَقْرَضك أقْرَضْتَهُ، وإذا افْتَقَر عُدْتَ عَلَيْه، وإذا مَرِضَ عدْتَه، وإذا أصابَه خيرٌ هنَّأْتَة، وإذا أصابَتْة مصيبَة عزَّيْتَة، وإذا ماتَ اتَّبَعْتَ جَنازَتَة، ولا تَسْتطيلُ عليه بالبِناءِ

(2)

فتَحْجُبَ عنه الريحَ إلا بإذْنِه، ولا ئؤْذِهِ بقَتارِ ريحِ قِدْرِكَ إلاَّ أنْ تغرِفَ له منها، وإن اشْتَرْيتَ فاكهةً فاهْدِ له، فإنْ لَمْ تَفْعَلْ فأدْخِلْها سرّاً، ولا يَخرُجْ بها ولَدُكَ لِيَغيظَ بها ولَدَهُ".

رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق".

(قال الحافظ):

"ولعل قوله: "أتدري ما حق الجار" إلى آخره من كلام الراوي غير مرفوع".

1523 -

(7)[ضعيف جداً] لكن قد روى الطبراني

(3)

عن معاوية بن حيدة قال:

قلت: يا رسول الله! ما حقُّ الجارِ عَلَيّ؟ قال:

"إنْ مَرِضَ عُدْتَة، وإنْ ماتَ شيَّعْتَة، وإنِ اسْتَقرَضك أقْرَضْتَة، وإنْ أَعْوزَ سَتْرَتَهُ" فذكر الحديث بنحوه.

(1)

من هنا يبدأ الحديث في نسخة "المكارم" المطبوعة (ص 40) مع تقديم وتأخير في بعض الجمل.

(2)

الأصل: (بالبنيان)، وعلى حاشيته وفي نسخة:(بالبناء).

قلت: وهو الصواب المطابق للمخطوطة و"المكارم".

(3)

قال الهيثمي (8/ 165): "وفيه أبو بكر الهذلي، وهو ضعيف".

قلت: بل هو متروك، وهو والذي قبله مخرجان في "الضعيفة"(2587).

ص: 159

1524 -

(8)[ضعيف جداً] وروى أبو الشيخ ابن حيان في "كتاب التوبيخ" عن معاذ بن جبل قال:

قلنا: يا رسولَ الله! ما حقُّ الجِوارِ؟ قال:

"إِنِ اسْتَقْرَضكَ أَقْرَضْتَهُ، وإن اسْتَعانكَ أَعنْتَهُ، وإنِ احْتاجَ أعْطيتَهُ، وإنْ مَرِض عُدْتَهُ" فذكر الحديث بنحوه، وزاد في آخره:

"هل تَفْقَهونَ ما أقولُ لكُم؟ لَنْ يُؤَدِّيَ حقَّ الجارِ إلا قليلٌ مِمَّن رَحِمَ الله. أو كلمةٌ نحوَها".

1525 -

(9)[ضعيف جداً] وروى أبو القاسم الأصبهاني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ كانَ يُؤمِنُ بالله واليومِ الآخرِ؛ فلْيُكْرِمْ جارَه".

قالوا: يا رسولَ الله! وما حقُّ الجارِ على الجارِ؟ قال:

"إنْ سألَكَ فأَعْطِهِ" فذكر الحديث بنحوه، لم يذكر فيه الفاكهة.

ولا يخفى أن كثرة هذه الطرق تكسبه قوة. والله أعلم

(1)

.

1526 -

(10)[ضعيف] وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثةٌ مِنَ العواقر

(2)

: إمامٌ إنْ أحْسَنْتَ لَمْ يَشْكُرْ، وإنْ أَسأْتَ لم يغْفِرْ، وجارُ سوءٍ إنْ رأى خيراً دَفَنَهُ، وإنْ رَأى شرّاً أذاعَهُ، وامْرأَةٌ إنْ حَضَرْتَ آذَتْكَ، وإنْ غِبْتَ عنها خانَتْكَ".

(1)

قلت: هو كما قال لولا شدة ضعفها، واضطراب ألفاظها، وبخاصة هذا، فإنه منكر جداً، فإنَّ راويه (إسماعيل بن رافع) -وهو متروك- خالف الثقات من أصحاب أبي هريرة الذين رووا عنه الحديث دون قوله:"قالوا: يا رسول الله. . .". انظر "صحيح مسلم"(1/ 49 - 50)، وكذا رواه البخاري، وتقدم في أول هذا الباب من "الصحيح"، والحديث مخرج في "الضعيفة"(2587) مع ما قبله.

(2)

الأصل: (الفواقر)، وهو رواية أبي نعيم، والمثبت من "المعجم الكبير" و"المجمع".

ص: 160

رواه الطبراني بإسناد لا بأس به

(1)

.

1527 -

(11)[ضعيف جداً] وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

جاء رجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله! اكْسُني، فأعْرَضَ عنه، فقال: يا رسولَ الله! اكسُني، فقال:

"أما لك جارٌ له فَضْلُ ثوبين؟ ".

قال: بلى، غيرُ واحِدٍ، قال:

"فلا يَجْمَعِ الله بينَك وبينَه في الجنَّةِ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1528 -

(12)[ضعيف جداً] ورُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الله عز وجل ليَدْفَعُ بالمسلِم الصالِح عنْ مئةِ أهلِ بيْت مِنْ جيرانه البلاءَ. ثُمَّ قَرأَ: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط".

(1)

قلت: كيف وفيه (محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان الهمداني)، ولم يوثقه أحد؛ حتى ولا ابن حبان؟! واستغرب حديثه هذا أبو نعيم، وهو مخرج في "الضعيفة"(3087).

ص: 161

6 -

(الترغيب في زيارة الإخوان والصالحين، وما جاء في إكرام الزائرين)

.

1529 -

(1) -[ضعيف جداً] ورُوي عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أبا رُزَيْن! إنَّ المسلمَ إذا زارَ أخاة المسلمَ؛ شَيَّعه سبعون ألفَ ملكٍ يصلُّونَ عليه؛ يقولون: اللهمَّ كما وصَلَة فيك فصِلْة".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1530 -

(2)[ضعيف جداً] ورُوي عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ في الجنَّة غُرَفاً ترى ظواهِرها مِنْ بَواطِنِها، وبواطِنُها مِن ظواهِرِها، أعدَّها الله للمتَحابِّين فيه، والمتزاوِرِين فيه، والمتَباذِلِينَ فيه".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1531 -

(3)[ضعيف موقوف] وعن عون قال:

قال عبدُ الله -يعني ابنَ مسعود- لأصحابِه حينَ قدِموا عليه: هل تَجالَسون؟ قالوا: لا نَتْرُك ذاكَ، قال: فهل تزاوَرون؟ قالوا: نعم يا أبا عبد الرحمن! إنَّ الرجلَ منّا ليَفقِدُ أخاه فيمشي على رجليه إلى آخِرِ الكوفَةِ حتى يَلْقاة، قال:

إنَّكُم لنْ تزالوا بخيرٍ ما فَعَلْتمْ ذلك.

رواه الطبراني، وهو منقطع.

1532 -

(4)[ضعيف جداً] وروي عن زِر بن حبيش قال:

أتَيْنا صفوانَ بْنَ عسَّالٍ المراديَّ فقال: أزائرين؟ قلْنا: نعم. فقال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ زارَ أخاه المؤمنَ؛ خاضَ في الرحْمَةِ حتى يَرْجِعَ، ومَنْ عادَ أخاه

ص: 162

المؤمِنَ؛ خاضَ في رياضِ الجنَّة حتَّى يرجعَ".

رواه الطبراني في "الكبير".

1533 -

(5)[ضعيف] وعن أم سلمة رضي الله عنها قالَتْ: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أصْلِحي لنا المْجلسَ؛ فإنَّه ينزِلُ ملَكٌ إلى الأرْضِ لمْ ينْزِل إليها قطُّ".

رواه أحمد، ورواته ثقات، إلا أن التابعي لم يسمَّ.

1534 -

(6)[ضعيف] وعن أمِّ بُجَيِّدٍ رضي الله عنها؛ أنَّها قالَتْ:

"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأتينا في بني عمْرِو بن عَوْفٍ فأتَّخِذُ له سويقاً في قَعْبَةٍ، فإذا جاء سقَيْتُها إيَّاهُ".

رواه أحمد، ورواته ثقات؛ سوى ابن إسحاق.

(أم بُجيد) بضم الباء الموحدة وفتح الجيم، واسمها (حواء بنت يزيد الأنصارية).

(القعب): قدح من خشب.

1535 -

(7)[ضعيف موقوف] وعن إبراهيم بن نشيطٍ:

أنهُ دخل على عبدِ الله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه، فرَمى إليه بِوِسادَةٍ كانتْ تحتَهُ وقال:

مَنْ لَمْ يُكْرِمْ جليسَه؛ فليسَ مِنْ أحمدَ ولا مِنْ إبراهيمَ عليهما الصلاةُ والسلامُ.

رواه الطبراني موقوفاً، ورواته ثقات

(1)

.

(1)

قلت: أعله أبو حاتم بالانقطاع بين إبراهيم وعبد الله، بينهما رجل لم يسم، انظر "العلل"(2/ 277).

ص: 163

7 -

‌(الترغيب في الضيافة وإكرام الضيف، وتأكيد حقه، وترهيب الضيف أن يقيم حتى يؤثم أهل المنزل

(1)

).

1536 -

(1)[منكر] وعنه [يعني عن أبي كريمة، وهو المقدام بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه] عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"أيُّما رجُل أضافَ قوماً فأصبحَ الضيفُ مَحْروماً؛ فإنَّ نصرَه حقُّ على كلِّ مسلمٍ، حتى يأْخذَ بقرى ليلَتِهِ مِنْ زرعِهِ ومالِه".

رواه أبو داود، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(2)

.

1537 -

(2)[ضعيف] ورُوِيَ عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أقامَ الصلاةَ، وآتى الزكاةَ، وصامَ رمَضانَ، وقَرى الضيْفَ؛ دَخَل الجنَّة".

رواه الطبراني في "الكبير".

1538 -

(3)[ضعيف] ورُوي عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

" [لا تزال]

(3)

الملائكةُ تصلِّي على أحَدِكُمْ ما دامتْ مائدَتُه موضوعَةً".

رواه الأصبهاني.

(1)

انظر أحاديث هذا الشطر من الباب في "الصحيح".

(2)

كذا قال، وفيه (سعيد بن المهاجر) ولا يعرف كما قال الذهبي وغيره، وهو مخرج في "الضعيفة" (6881). وأما المعلقون الثلاثة فتمجهدوا وقالوا:"حسن"! خبط عشواء! وقد صح الحديث عن المقدام بلفظ آخر مختصر، تراه في "الصحيح"، فاعتمده.

(3)

زيادة من "الأصبهاني"(2/ 719 - 820) وغيره. وهو مخرج في "الضعيفة"(5272).

ص: 164

1539 -

(4)[ضعيف جداً] ورُوي عن ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"الخيرُ أسرَعُ إلى البيْتِ الذي يُؤكَلُ فيه مِنَ الشفْرَةِ إلى سَنامِ البَعيرِ".

رواه ابن ماجه.

1540 -

(5)[ضعيف] ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس وغيره

(1)

.

(قال الحافظ): "وتقدم "باب في إطعام الطعام" [8 - الصدقات /17]، وفيه غير ما حديث يليق بهذا الباب، لم نعد منها شيئاً".

1541 -

(6)[ضعيف] وعن شهابِ بْنِ عبَّادٍ؛ أنه سمعَ بعضَ وفدِ عبدِ القيس وهم يقولون:

قَدِمنا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فاشتدَّ فرحُهُم بِنا، فلمّا انتَهَيْنا إلى القومِ أوْسَعوا لنا، فَقَعَدْنا، فرحَّبَ بنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم ودعا لنا، ثُمَّ نظَرَ إلينا فقال:

" مَنْ سيِّدُكم وزعيمُكم؟ ".

فأشَرْنا جميعاً إلى المنْذِرِ بْنِ عائِذٍ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"أهذا الأشَجُّ؟ ".

-فكان أوَّلَ يومٍ وُضِعَ عليه هذا الاسمُ لَضَربةٍ كانتْ بِوجْهِه بحافِرِ حِمارٍ.

قلنا: نعم يا رسولَ الله!

فتَخلَّفَ بعدَ القومِ؛ فَعَقَل رواحِلَهُم، وضمَّ متاعَهُم، ثُمَّ أخْرَج عَيْبَتَهُ فألْقى عنه ثيابَ السَّفَر، ولَبِسَ مِنْ صالِحِ ثيابِه، ثُمَّ أقْبلَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقد بسَطَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رِجْلَهُ واتّكَأَ، فلمَّا دَنا منهُ الأَشَجُّ أوْسَعَ القومُ له وقالوا: ههُنا

(1)

قلت: لقد أبعد النجعة، فقد رواه ابن ماجه (3356) أيضاً، وإسناده ثلاثي يرويه عن ضعيف عن ضعيف عن أنس! ورواه أبو الشيخ عن جابر كما في "تخريج الإحياء" (3/ 244) وقال:"وكلها ضعيفة".

ص: 165

يا أشجُّ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم -واستوى قاعِداً وقَبضَ رِجْلَهُ-:

"ههُنا يا أشجُّ! ".

فَقَعَدَ عن يمينِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَرحَّبَ به وألطَفَهُ وسأَله عن بلادِهم وسمَّى له قريةَ (الصَّفا) و (المُشَفَّر)

(1)

وغير ذلك مِنْ قُرى (هَجَرٍ)، فقال: بأبي وأمِّي يا رسولَ الله! لأنْتَ أعلمُ بأسماءِ قُرانا منَّا. فقال:

"إنِّي وطِئْتُ بلادَكم، وفُتِحَ لي مِنْها".

قال: ثُمَّ أقْبلَ على الأنْصارِ فقال:

"يا معشرَ الأنصارِ! أكْرِموا إخوانَكُم؛ فإنَّهم أشْباهُكم في الإسْلامِ، أشبهُ شيْءٍ بكم أشْعاراً وأبْشاراً، أسْلَموا طائعينَ غيرَ مُكْرَهين، ولا مَوْتورينَ، إذْ أبى قومٌ أنْ يُسْلِموا حتى قُتِلوا".

قال: فلمّا أصبَحوَا قال:

"كيف رأيتُمْ كرامةَ إخْوانِكُم لكُم، وضِيافَتَهُم إيَّاكم".

قالوا: خيرُ إخْوانٍ، ألانُوا فُرُشَنا، وأطابوا مَطْعَمنَا، وباتوا وأصبَحوا يعلِّمونا كتابَ ربِّنا تبارك وتعالى، وسنَّة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم. فأُعجِبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وفَرِحَ بها الحديث بطوله.

رواه أحمد بإسناد صحيح

(2)

.

(1)

بضم الميم وفتح الشين المعجمة والقاف المشددة آخره راء مهملة: حصن بـ (البحرين) قديم. ذكره في "العجالة". ووقع في الأصل: (المنتقر)، وفي "المجمع"(المنقيرة)، فصححته من "المسند" وغيره. و (الصفا) حصن هناك أيضاً كما في "معجم البلدان".

(2)

كذا قال، وفيه يحيى بن عبد الرحمن العصَري، قال الذهبي في "الميزان":"لا يعرف، تفرد عنه أبو سلمة التبوذكي"!

قلت: بل روى عنه أيضاً (يونس بن محمد) وهو أبو محمد المؤدب الثقة الثبت، وهو شيخ أحمد في هذا الحديث (3/ 432 و 4/ 206). وقد خفيت هذه المتابعة على كتب التراجم التي وقفت عليها مثل "تاريخ البخاري" و"الجرح" و"ثقات ابن حبان"(9/ 252). و"تهذيب الكمال" وفروعه.

كما غفل عنها المعلقون عليها.

ص: 166

(العَيْبَةُ) بفتح العين المهملة وسكون الياء المثناة تحت بعدها باء موحدة: هي ما يجعل المسافر فيه الثياب.

1542 -

(7)[منكر] وعن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

دَخَل عَليْهِ قومٌ يعودونَه في مَرَضٍ له فقال: يا جاريةُ! هلُمِّي لأصحابِنا ولو كِسَراً؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مكارمُ الأخْلاقِ، مِنْ أعمالِ الجنَّةِ".

رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد جيد

(1)

.

1543 -

(8)[ضعيف] وعن عُقبةَ بنِ عامِرٍ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لا خيرَ فيمَنْ لا يُضيِّفُ".

رواه أحمد ورجاله رجال "الصحيح"؛ خلا ابن لهيعة.

(1)

كذا قال وتبعه الهيثمي وغيره، وفيه من لم يوثقه أحد، وأبطل حديثه هذا أبو حاتم. وهو مخرج في "الضعيفة"(1280).

ص: 167

8 -

(الترهيب أن يحتقر المرء ما قدِّم إليه، أو يحتقر ما عنده أن يقدِّمه للضيف)

.

1544 -

(1)[ضعيف] عن عبدِ الله بن عبيد بنِ عُمَيْرٍ قال:

دخَلَ على جابرٍ نَفرٌ مِنْ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقدَّم إليْهِمْ خُبْزاً وخَلاً، فقال: كُلوا؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"نِعْمَ الإدامُ الخَلُّ، إنَّه هلاكٌ بالرجلِ أنْ يَدخلَ إليه النفرُ مِنْ إخْوانِه فيَحْتَقِرَ ما في بيْتِه أنْ يُقَدِّمَهُ إليهم، وهلاكٌ بالقَوْمِ أنْ يَحْتَقِروا ما قُدِّمَ إليهِمْ".

رواه أحمد والطبراني، وأبو يعلى؛ إلا أنه قال:

"وَكفَى بالمَرْءِ شَرّاً أنْ يَحْتَقِرَ ما قُرّبَ إِلَيْهِ".

وبعض أسانيدهم حسن

(1)

.

"ونِعْمَ الإدامُ الخلُّ"، في "الصحيح"

(2)

.

ولعلَّ قولَه: "إنَّه هلاكٌ بالرجُلِ. . ." إلى آخره مِنْ كلامِ جابِرٍ، مُدْرَجٌ غيرُ مرفوعٍ. والله أعلم.

(1)

قلت: أظن أنه يعني إسناد الطبراني في "الأوسط"؛ فإن رجاله ثقات، لكن فيه عنعنة (عبد الرحمن بن محمد المحاربي)، وبقية الأسانيد ظاهرة الضعف، وبيان ذلك في "الضعيفة"(5389).

(2)

وقد مضى في "كتاب الطعام"(19/ 5).

ص: 168

9 -

(الترغيب في زرعِ وغرسِ الأشجار المثمرة)

.

1545 -

(1)[ضعيف] وعن معاذ بن أنسٍ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ بَنى بُنْياناً في غير ظُلْمٍ ولا اعْتداء، أوْ غَرَسَ غَرْساً في غير ظُلْمِ ولا اعْتِداءٍ، كان له أجْراً جارياً ما انْتَفَعَ به مِنْ خَلْقِ الرحمن تبارك وتعالى".

رواه أحمد من طريق زَبَّان.

1546 -

(2)[ضعيف] وعَنْ رجُلٍ مِنَ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول بأذنَيَّ هاتَيْن:

"مَنْ نَصبَ شجرةً فصَبر على حِفْظِها والقيامِ عليها حتَّى تُثْمِرَ؛ كان له في كلِّ شيْءٍ يُصابُ مِنْ ثَمَرِها صَدقَةً عند الله عز وجل".

رواه أحمد، وفيه قصة، وإسناده لا بأس به

(1)

.

1547 -

(3)[ضعيف] وعن أبي أيُّوبٍ الأنْصاريِّ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:

"ما مِنْ رجُلٍ يغرِسُ غَرْساً؛ إلاّ كَتَب الله له مِنَ الأجْرِ قدْرَ ما يخْرُج مِنْ ذلك الغَرْسِ".

رواه أحمد، ورواته محتج بهم في "الصحيح"؛ إلا عبد الله بن عبد العزيز الليثي

(2)

.

1548 -

(4)[ضعيف] وعن جابرٍ رضي الله عنه قال:

أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بني عمرو بن عوْفٍ يومَ الأرْبِعاءِ، فذكر الحديث إلى

(1)

كذا قال، وفيه رجل فارسي يدعى (فَنَّج) مجهول. وهو مخرج مع القصة في "الضعيفة"(6882).

(2)

قلت: هو ضعيف، واختلط بأَخَرَة.

ص: 169

أن قال:

"يا معْشَر الأنصار! ".

قالوا: لبَّيْكَ يا رسولَ الله! فقال:

"كنتُم في الجاهِلِيَّةِ إذ لا تعبدونَ الله تَحْمِلونَ الكَلَّ، وتفْعلونَ في أمْوالِكُم المعروفَ، وتفعلونَ إلى ابْنِ السبيلِ، حتَّى إذا مَنَّ الله عليكُم بالإسْلامِ وبنَبِيِّهِ إذا أنْتُم تُحَصِّنونَ أمْوالَكُم، فيما يأْكُلُ ابْنُ آدَمَ أجْرٌ، وفيما يأكُلُ السبُعُ أجْرٌ، والطيرُ أجْرٌ".

قال: فَرجَع القومُ فما منهم أَحَدٌ إلَّا هَدمَ مِنْ حَديقَتِه ثلاثينَ باباً.

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد".

(1)

قال:

"وفيه النهي الواضح عن تحصين الحيطان والنخيل والكَرْم وغيرها من المحتاجين والجائعين أن يأكلوا منها شيئاً" انتهى.

(1)

قلت: تعقبه الذهبي في "التلخيص"(4/ 113 - 134) بالإشارة إلى جهالة راويه (محمد بن موسى بن الحارث) عن أبيه. وأبوه مثله! وبيانه في "التعليق الرغيب" و"تيسير الانتفاع".

ص: 170

10 -

(الترهيب من البخل والشح، والترغيب في الجود والسخاء)

.

1549 -

(1)[موضوع] ورُوِيَ عن أنَسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مَحقَ الإسْلامَ محقَ الشُّحِّ شَيْءٌ".

رواه أبو يعلى والطبراني.

1550 -

(2)[ضعيف] ورُوي عن نافعٍ قال:

سمعَ ابْنُ عمرَ رضي الله عنهما رجلاً يقول: الشحيحُ أغْدرُ مِنَ الظالِمِ، فقال ابنُ عُمرَ: كذَبْتَ، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"الشحيحُ لا يدخُل الجَنَّةَ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1551 -

(3)[ضعيف] ورُوي عن أبي بكرٍ الصديقِ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يدخُلُ الجنةَ خِبٌّ، ولا منَّانٌ، ولا بخيلٌ".

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب".

(الخب) بفتح الخاء المعجمة وتكسر: هو الخدّاع الخبيث.

1552 -

(4)[ضعيف] وعن ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"خَلقَ الله جنَّةَ عَدْنٍ بيده، ودَلَّى فيها ثَمارَها، وشقَّ فيها أنْهارَها، ثُمَّ نظَر إليها فقال لها: تكَلَّمي، فقالَتْ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}. فقال: وعِزَّتي وجَلالي لا يِجاوِرُني فيكِ بخيلٌ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بإسنادين أحدهما جيد

(1)

.

(1)

كذا قال، وليس بجيد لأمرين: أحدهما أنه من رواية هشام بنت خالد عن بقية. والآخر: أنه ليس فيه: "فقال: وعزتي. ."، وقد بينت هذا في "الضعيفة"(1284). وقد صح موقوفاً على أبي سعيد نحوه بزيادة أخرى تراها إن شاء الله في (28 - صفة الجنة /4) من "الصحيح".

ص: 171

1553 -

(5)[ضعيف جداً] ورواه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" من حديث أنس بن مالكٍ؛ ويأتي إن شاء الله [28 - صفة الجنة /4]

(1)

.

1554 -

(6)[ضعيف] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ثلاثةٌ يحبُّهم الله، وثلاثةٌ يُبْغِضُهم الله، -فذكر الحديث إلى أن قال:-

ويُبْغِضُ الشيخَ الزاني، والبخيلَ، والمتكَبِّرَ".

رواه ابن حبان في "صحيحه". وهو بتمامه في "صدقة السر"[8 - الصدقات /10].

1555 -

(7)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"السخِيُّ قريبٌ مِنَ الله، قريبٌ مِنَ الجنَّةِ، قريبٌ مِن الناسِ، بعيدٌ مِنَ النارِ. والبخيلُ بعيدٌ مِنَ الله، بعيدٌ مِنَ الجنَّةِ، بعيدٌ مِنَ الناسِ، قريبٌ من النارِ. ولَجَاهِلٌ سَخِيٌّ أحَبُّ إلى الله من عابِدٍ بَخيلٍ".

رواه الترمذي من حديث سعيد بن محمد الوراق عن يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة، وقال:

" [غريب] إنما يروى عن يحيى بن سعيد عن عائشة مرسلاً".

1556 -

(8)[ضعيف جداً] وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"ألا إنَّ كلَّ جَوَادٍ في الجنةِ، حَتْمٌ على الله، وأنا به كَفيلٌ، ألا وأن كلّ

(1)

في إسناده (18/ 20)(بشر بن الحسين الأصبهاني)، وهو متروك متهم بالكذب، وقد انصرف نظر المعلق الفاضل على "صفة الجنة" لأبي نعيم، فحسن حديث هشام بن خالد المشار إليه آنفاً (1/ 42)، واستشهد له بحديث أنس هذا (1/ 43)، زاعماً أنه "غير شديد الضعف"! والسبب أنه شُغِل بتصحيح اسم (بشر بن الحسين) الذي وقع في الأصل (بن الحسن) -عن التنبيه لسوء حاله، وأنه غير صالح للاستشهاد به! كما استشهد له بحديث أبي سعيد أيضاً، ولم يلاحظ اختلاف لفظه عن حديث هشام، وكذلك حديث أنس، وهو مطول وفيه جملة البخيل. وتفصيل الكلام على هذا مما لا يتسع له المجال هنا.

ص: 172

بخيلٍ في النار، حتمٌ على الله، وأنا به كفيلٌ".

قالوا: يا رسولَ الله! مَنِ الجَوّادُ، ومَنِ البخيلُ؟ قال:

"الجَواد مَنْ جادَ بِحُقوقِ الله في مالِه، والبخَيلُ مَنْ مَنَع حقوق الله وبَخِلَ على ربِّه، وليسَ الجوادُ مَنْ أخذَ حراماً، وأنْفقَ إسْرافاً".

رواه الأصبهاني، وهو غريب.

1557 -

(9)[ضعيف] ورُوِيَ عن أبي هُرَيْرَةَ أيضاً رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا كان أمراؤكم خيارَكم، وأغنياؤكم سمحاءَكم، وأمورُكم شورى بينَكم؛ فَظهْرُ الأرْضِ خيرٌ لكم مِنْ بَطْنِها، وإذا كانتْ أُمراؤكم شرارَكم، وأغنياؤكم بخلاءَكم، وأمورُكم إلى نسائكم؛ فبَطْنُ الأرِض خيرٌ لكم مِنْ ظهرها".

رواه الترمذي وقال:

"حديث غريب".

1558 -

(10)[ضعيف] وعن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا أرادَ الله بقومٍ خَيراً؛ ولَّى أمرهم الحكماءَ، وجعَلَ المال عندَ السُّمَحاءِ، وإذا أراد الله بقومٍ شرّاً، ولَّى أمرَهم السفهاءَ، وجعلَ المالَ عند البُخَلاءِ".

رواه أبو داود في "مراسيله"

(1)

.

(1)

لم أره في النسخة المطبوعة من "المراسيل". وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في رسالته في "الحلم"(رقم 64) من طريق المبارك بن فضالة عن الحسن مرفوعاً نحوه، وهو مرسل ضعيف الإسناد. وأخرجه الديلمي في "مسنده"(1/ 48/ 2 - زهر الفردوس) من طريق حميد عن الحسن عن [مهران]-وله صحبة- مرفوعاً. ومهران هذا لم أعرفه.

ص: 173

1559 -

(11) ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"السخاءُ خُلُقُ الله الأعْظَم".

رواه أبو الشيخ ابن حيان في "كتاب الثواب".

1560 -

(12)[موضوع] ورُوي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما جُبلَ وَليٌّ لله عز وجل؛ إلا على السَّخَاءِ وحُسْنِ الخُلُقِ".

رواه أبو الشيخ أيضاً.

1561 -

(13)[موضوع] ورُوي عنْ عِمرانَ بنِ حُصَيْن رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الله اسْتَخْلَص هذا الدينَ لِنَفْسِه، فلا يَصلُحُ لِدينِكُم إلا السخَاءُ وحسنُ الخُلُقِ، ألا فزَيِّنوا دينَكُم بِهِما".

رواه الطبراني في "الأوسط"، والأصبهاني؛ إلا أنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"جاءَني جبريلُ عليه السلام؛ فقال: يا محَّمَدُ! إنَّ الله اسْتَخْلَصَ هذا الدينَ لِنفْسِهِ"، فذكره بلفظه.

1562 -

(14)[ضعيف جداً] ورُوي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال:

قيل: يا رسولَ الله! مَنِ السَّيِّد؟ قال:

"يوسفُ بنُ يعقوب بنِ إسْحاق بْنِ إبراهيمَ".

قالوا: فما في أُمَّتِكَ سيِّدٌ؟ قال:

"بلى، رجلٌ أُعْطِيَ مالاً، ورُزِقَ سمَاحةً، وأدْنى الفقير، وقَلَّتْ شكاتُه في الناسِ".

ص: 174

رواه الطبراني في "الأوسط".

1563 -

(15)[منكر] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ في الجنَّةِ بيتاً يُقال له بيتُ السخَاءِ".

رواه الطبراني في "الأوسط"، وأبو الشيخ في "كتاب الثواب"؛ إلا أنه قال:

"الجنَّةُ دارُ الأسْخِياءِ".

قال الطبراني: "تفرد به جَحدر بن عبد الله"

(1)

.

1564 -

(16)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الله تبارك وتعالى بَعَث حبيبي جبريلَ إلى إبراهيمَ عليهما السلام؛ فقال له: يا إبراهيمُ! إنِّي لَمْ أتِّخِذكَ خليلاً على أنَّك أعْبَدُ عِبادٍ لي، ولكن اطَّلَعْتُ في قلوبِ المؤمنين فَلَمْ أجِدْ قَلْباً أسْخى مِنْ قَلْبِكَ".

رواه أبو الشيخ في "كتاب الثواب"، والطبراني

(2)

.

1565 -

(17)[ضعيف جداً] ورُوي عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"الرزقُ إلى أَهْلِ البَيْتِ فيه السخَاءُ، أسْرَعُ مِنَ الشَفْرَةِ إلى سَنامِ البعَيرِ".

رواه أبو الشيخ أيضاً.

1566 -

(18)[ضعيف] ولابن ماجه من حديث ابن عباسٍ نحوه. وتقدم لفظه في "الضيافة"[7 - باب].

(1)

قلت: لم يعرفه الهيثمي، وبالتالي المعلقون الثلاثة، وذلك لأن (جحدر) لقبه، واسمه (أحمد)؛ قال ابن عدي: يسرق الحديث، وهو مخرج في الضعيفة (3477).

(2)

في عزوه للطبراني نظر ذكرته في الأصل، وفي "الضعيفة"(5245).

ص: 175

1567 -

(19)[ضعيف] ورُوِيَ عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"تَجافوا عنْ ذَنْبِ السَّخِيِّ، فإنَّ الله آخِذٌ بِيَدِه إذا ما عَثَرَ".

رواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني.

1568 -

(20)[ضعيف] ورواه أبو الشيخ من حديث ابن عباس.

11 -

(الترهيب من عود الإنسان في هبته)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

ص: 176

12 -

‌(الترغيب في قضاء حوائج المسلمين وإدخال السرور عليهم، وما جاء فيمن شفع فأهدي إليه

(1)

).

1569 -

(1)[ضعيف] ورُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ لله خَلْقاً خَلَقهم لِحوائِج الناسِ؛ يَفْزَعُ الناسُ إليْهِمْ في حَوائِجهم، أولَئكَ الآمِنونَ مِنْ عَذابِ الله".

رواه الطبراني.

1570 -

(2)[ضعيف] ورواه أبو الشيخ ابن حيان في "كتاب الثواب" من حديث الجهم ابن عثمان -ولا يعرف- عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده.

1571 -

(3)[ضعيف] ورواه ابن أبي الدنيا في "كتاب اصطناع المعروف" عن الحسن مرسلاً.

1572 -

(4)[ضعيف] ورُوي عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما عَظُمَتْ نِعمةُ الله عز وجل على عَبْدٍ؛ إلا اشْتَدَّتْ إليه مَؤُنَةُ الناسِ، ومَنْ لَمْ يَحْمِلْ تلكَ المؤُنةَ لِلناسِ؛ فقد عَرَّضَ تلكَ النِعمَةَ لِلزوالِ".

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهما.

1573 -

(5)[ضعيف] وعن ابن عباسٍ أيضاً عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ مشى في حاجةِ أخيه؛ كان خيراً له مِنِ اعْتكافِ عَشرِ سنينَ، ومَنِ اعْتَكَف يوماً ابْتِغَاءَ وجْهِ الله؛ جعَلَ الله بينَه وبينَ النارِ ثلاثَ خنادِقَ، كلُّ خَنْدَقٍ أبعَدُ مِمّا بين الخافِقَيْنِ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

(1)

انظر حديث هذا الشطر من الباب في "الصحيح".

ص: 177

[ضعيف جداً] والحاكم وقال: "صحيح الإسناد"؛ إلا أنَّه قال:

"لأَنْ يَمْشِيَ أحَدُكُم معَ أخيه في قضاءِ حاجتهِ؛ أفضلُ مِنْ أَنْ يَعْتكِفَ في مسجِدي هذا شَهْرَيْن. وأشارَ بأصبعَيْهِ"

(1)

.

1574 -

(6)[منكر] ورُوِي عن ابنِ عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم قالا: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ مَشى في حاجَةِ أخيهِ حتى يُثبِتَها له؛ أظلَّهُ الله عز وجل بخَمْسَةٍ وسبعينَ ألفِ ملَك يُصَلُّون عليه، ويدعونَ لَه، إنْ كان صباحاً حتَّى يُمْسِيَ، وإن كان مَساءً حتَّى يُصْبِحَ، ولا يرفَعُ قدَماً إلا حطَّ الله عنه بها خَطيئةً، ورفَعَ له بها دَرَجةً".

رواه أبو الشيخ ابن حيان وغيره

(2)

.

1575 -

(7)[ضعيف] وروى

(3)

أيضاً عن ابن عمر وحده؛ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ أعانَ عبداً في حاجَتِه؛ ثَبَّتَ الله له مقامَه يومَ تزولُ الأقْدامُ".

(1)

قلت: غمز المؤلف منه في (9 - الصوم /21) بقوله: "كذا قال! "، وحُق له ذلك ففيه متروك ومكذّب. وهو مخرج في "الضعيفة"(5345)، وقد ثبت نحوه بلفظ "شهر" واحد. فانظر ما يأتي في "الصحيح" عن ابن عمر.

(2)

قلت: مثل الخرائطي في "المكارم"(1/ 110/ 83)، وابن شاهين في "الترغيب"(349/ 424)، والبيهقي في "الشعب"(6/ 119 - 120)، وقال:"جعفر بن ميسرة ضعيف، وهذا حديث منكر". ومن طريقه رواه الطبراني أيضاً، وسيأتي لفظه في الكتاب (25 - الجنائز /7)، وهو مخرج في "الضعيفة"(5315).

(3)

قلت: وقع في طبعة الثلاثة: (ورُويَ) على البناء للمجهول، والمثبت هو الصواب، ويعني أبا الشيخ ابن حيان في كتابه "الثواب" ولم يطبع، فلا أدري ما حال إسناده، ولا إخاله يصح، وعزاه الثلاثة لمعاجم الطبراني الثلاثة لمجرد أن فيها الشطر الثاني منه وبنحوه، وما قبله مخالف لأنه بلفظ:". . ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له؛ ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام"!! وهو الطرف الأخير من حديث آخر عن ابن عمر، يأتي في "الصحيح" آخر الباب.

ص: 178

1576 -

(8)[ضعيف] ورُوِيَ عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يَخرُجُ خَلْقٌ مِنْ أهلِ النار، فيَمُرُّ الرجُلُ بالرجُلِ مِنْ أهلِ الجنَّةِ، فيقولُ: يا فلان! أما تعرِفُني؟ فيقولُ [وَمن أَنْت فَيَقُول] (*): أنا الذي اسْتَوْهَبْتَني وَضوءاً فوهَبْتُ لَكَ، فَيشفعُ فيه. ويمُرُّ الرجُلُ فيقولُ: يا فلانُ! أما تعرِفُني؟ فيقولُ: ومَنْ أنْتَ؟ فيقولُ: أنا الذي بَعَثْتَني في حاجَةِ كذا وكذا، فقَضَيْتُها لكَ، فيشفع له، فُيشَفَّع فيه".

رواه ابن أبي الدنيا باختصار، وابن ماجه. وتقدم لفظه [8 - الصدقات /17].

والأصبهاني واللفظ له.

(الوَضوء) بفتح الواو: هو الماء الذي يتوضأ به.

1577 -

(9)[ضعيف جداً] ورُوِي عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ مَشى في حاجَةِ أخيهِ المسلم؛ كَتبَ الله له بكلِّ خُطْوةٍ سبعين حَسنَة، ومحا عنه سبعين سيِّئَةً؛ إلى أنْ يرجعَ مِنْ حيثُ فارَقَهُ، فإنْ قُضِيَتْ حاجتُه على يديهِ؛ خَرَج مِنْ ذنوبه كيومَ وَلَدَتْهُ أمُّه، وإنْ هَلَك فيما بينَ ذلك؛ دَخَلَ الجنَّةَ بغيرِ حِسَابٍ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب اصطناع المعروف"، والأصبهاني.

1578 -

(10)[ضعيف مرسل] وعن أبي قلابَةَ:

أنَّ ناساً مِنْ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَدِموا يُثْنونَ على صاحبٍ لهُمْ خيراً؛ قالوا: ما رَأيْنا مثلَ فلانٍ قطُّ؛ ما كانَ في مَسيرٍ إلا كان في قراءةٍ، ولا نَزَلْنا مَنْزِلاً إلاَّ كان في صلاةٍ. قال:

"فَمَنْ كان يكفية صَنعته

(1)

-حتى ذكَرَ:- ومَنْ كان يَعْلِفُ جَمَلَهُ أو

(1)

الأصل: (ضَيعته)، وفي "مصنف عبد الرزاق":(صنع طعامه). وهو مخرج في "الضعيفة"(84).

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين سقط من المطبوع، وقال الشيخ مشهور في طبعته:«وسقط من المنيرية، وأثبتناها من ترغيب الأصبهاني، وهي موجودة في سائر الطبعات»

ص: 179

دابَّتَهُ؟ ".

قالوا: نَحنُ. قال:

"فكُلُّكُم خيرٌ مِنْهُ".

رواه أبو داود في "مراسيله".

1579 -

(11)[ضعيف جداً] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ كان وُصْلَةً لأخيهِ المسلم إلى ذِي سُلْطانٍ في مَبْلَغِ بِرٍّ، أو تيسيرِ عَسيرٍ؛ أعانَهُ الله على إجازَةِ الصِّراطِ يومَ القيامَةِ؛ عند دَحْضِ الأقْدامِ".

رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وابن حبان في "صحيحه"؛ كلاهما من رواية إبراهيم بن هشام الغساني.

1580 -

(12)[ضعيف جداً] ورواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" من حديث أبي الدرداء؛ ولفظه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ كان وُصْلَةً لأَخيهِ إلى ذي سُلطانٍ في مَبْلَغِ بِرٍّ، أو إدْخالِ سُرورٍ؛ رفَعَهُ الله في الدَّرجَاتِ العُلى مِنَ الجَنَّةِ".

1581 -

(13)[منكر] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ لَقيَ أخاه المسْلمَ بما يُحِبُّ ليُسِرُّهُ بذلك؛ سَرَّه الله عز وجل يومَ القِيامَةِ".

رواه الطبراني في "الصغير" بإسناد حسن

(1)

، وأبو الشيخ في "كتاب الثواب".

(1)

كذا قال! وتبعه الهيثمي، وقلدهما الغماري، والمعلقون الثلاثة!! وفيه (أحمد بن عبد الله ابن أبي بزة)، وهو منكر الحديث كما قال العقيلي وغيره. وقال ابن عدي:"هذا حديث منكر بهذا الإسناد". فأنى له الحسن؟! وهو مخرج في "الضعيفة"(1286).

ص: 180

1582 -

(14)[ضعيف] ورُوي عن الحسن بن عليّ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ مِنْ موجِباتِ المغفرةِ إدخالَكَ السرورَ على أخيكَ المسلمِ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط".

1583 -

(15)[ضعيف] ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ أحبَّ الأعمالِ إلى الله تعالى بعدَ الفرائضِ إدخالُ السرورِ على المسلم".

رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير".

1584 -

(16)[ضعيف] ورُوي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أدْخَلَ على أهلِ بَيْتٍ مِنَ المسلمينَ سُروراً، لَمْ يَرضَ الله له ثواباً دونَ الجنَّةِ".

رواه الطبراني.

1585 -

(17)[ضعيف جداً] وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما أدْخَل رجُلٌ على مؤمنٍ سُروراً؛ إلاّ خَلقَ الله عز وجل من ذلك السرورِ مَلَكاً يعبُدُ الله عز وجل ويوَحِّدُه، فإذا صارَ العبد في قَبْرِه؛ أتاهُ ذلك السرورُ، فيقول: ما تعرِفُني؟ فيقول له: مَنْ أنْتَ؟ فيقول: أنا السرورُ الذي أدْخَلْتَني على فلانٍ، أنا اليومَ أُونِسُ وحْشَتَك، وألقِّنُكَ حُجَّتَك، وأُثبِّتكَ

ص: 181

بالقولِ الثابِت، وأُشهِدُكَ مشاهدَ يومِ القِيامَةِ، وأشْفَعُ لكَ إلى ربِّكَ، وأُريكَ مَنْزِلَكَ مِنَ الجَنَّةِ".

رواه ابن أبي الدنيا، وأبو الشيخ في "كتاب الثواب"، وفي إسناده من لا يحضرني الآن حاله

(1)

، وفي متنه نكارة. والله أعلم.

(1)

قلت: راويه عند ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(99/ 113)(محمد بن مجيب) وهو متروك كما قال في "التقريب"، وكذبه ابن معين، ولم يعرفه المعتدون على هذا العلم، فقالوا بعد عزوه لابن أبي الدنيا:"في إسناده جهالة"!

ص: 182

23 -

‌ كتاب الأدب وغيره

.

1 -

(الترغيب في الحياء وما جاء في فضله، والترهيب من الفحش والبذاء)

.

1586 -

(1)[موضوع] ورواه [يعني حديث أبي أمامة الذي في "الصحيح"] الطبراني بنحوه، ولفظه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" [إنَّ] الحياءَ والعِيَّ مِنَ الإيمانِ، وهما يُقَرِّبانِ مِنَ الجنَّةِ، ويباعِدان مِنَ النار، والفحْشُ والبذاءُ مِنَ الشيْطانِ، وهما يُقَرِّبانِ مِنَ النارِ، ويباعدانِ من الجنَّةِ".

فقال أعْرابيٌ لأبي أمامَةَ: إنّا لنَقول في الشعر: العِيُّ مِنَ الحُمْقِ! فقال: إنِّي أقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وتجيئُني بِشِعْرِك المُنْتِنِ؟!

(1)

1587 -

(2)[ضعيف] وعن عائشة رضي الله عنها قالتْ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا عائشة! لو كان الحياء رجُلاً؛ لكانَ رجلاً صالحاً

(2)

،. . .".

(1)

سكت عنه المؤلف فما أحسن، وقال الهيثمي (1/ 92):". . وفيه محمد بن محصن العكاشي، وهو ضعيف لا يحتج به" فتساهل؛ لأن العكاشي كذاب كما قال ابن معين وأبو حاتم. وقال ابن حبان والدارقطني: "يضع الحديث". وقد ذكر الهيثمي بعض هذا في غير موضع من "مجمعه"(1/ 82 و 5/ 117). لكن الجملة الأولى منه صحيحة. انظر تخريجه في "الإيمان" لابن أبي شيبة (118)، وتخريج الحديث في "الضعيفة"(6884).

(2)

تمام الحديث: "ولو كان الفحش رجلاً لكان رجل سوء"، نقلته إلى "الصحيح" لأنه حسن لغيره.

ص: 183

رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وأبو الشيخ أيضاً، وفي إسنادهما ابن لهيعة، وبقية رواة الطبراني محتج بهم في "الصحيح".

1588 -

(3)[ضعيف] وعن مجمع بن حارثة بن زيد بن حارثة عن عمِّه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"الحياءُ شعبةٌ مِنَ الإيمانِ

(1)

، ولا إيمانَ لِمَنْ لا حَياءَ له".

رواه أبو الشيخ ابن حيان في "الثواب"، وفي إسناده بشر بن غالب الأسدي؛ مجهول.

1589 -

(4)[موضوع] ورُوِيَ عنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الله عز وجل إذا أرادَ أن يهْلِكَ عبْداً؛ نَزَعَ منهُ الحياءَ، فإذا نَزَعَ منه الحياءَ؛ لمْ تَلْقَهُ إلا مَقيتاً مُمَقَّتاً، فإذا لَمْ تَلْقَه إلا مَقيتاً مُمَقَّتاً؛ نُزِعَتْ منه الأَمانَةُ، فإذا نُزعتْ منهُ الأمانَةُ؛ لم تَلْقَهُ إلا خائناً مخوناً، فإذا لَمْ تَلْقه إلا خائناً مَخُوناً نُزِعَتْ منه الرَّحْمَةُ، فإذا نُزِعَتْ منهُ الرحمةُ؛ لَمْ تَلْقَهُ إلاّ رجيماً مُلَعَّناً، فإذا لَمْ تَلْقَهُ إلا رجيماً مُلَعَّناً؛ نُزِعَتْ منه رِبْقَةُ الإِسْلامِ".

رواه ابن ماجه.

(الربقة) بكسر الراء وفتحها؛ واحدة (الربق): وهي عرى في حبل تشد به البهم، وتستعار لغيره.

(1)

هذا متفق عليه من حديث أبي هريرة؛ في حديث له مذكور في "الصحيح" أول هذا الباب، فتنبه.

ص: 184

2 -

(الترغيب في الخلق الحسن وفضله، والترهيب من الخلق السَيِّئ وذمه)

.

1590 -

(1)[ضعيف] وعن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

" إنَّ مِنْ أكْمَلِ المؤمنينَ إيماناً أحْسَنُهم خُلقاً، وألْطَفهُم بأهْلِهِ".

رواه الترمذي، والحاكم وقال:

"صحيح على شرطهما". كذا قال! وقال الترمذي:

"حديث حسن، ولا نعرف لأبي قلابة سماعاً من عائشة"[مضى ج 1/ 17 - النكاح /3].

1591 -

(2)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ العبدَ لَيَبلُغُ بحُسنِ خُلُقهِ عظيمَ درَجاتِ الآخرةِ، وشرفَ المنازِل؛ وإنَّه لضعيفُ العِبادةِ، وإنَّه ليبلغُ بسوءِ خُلُقه أسْفَلَ درجةٍ في جهنَّمَ".

رواه الطبراني ورواته ثقات، سوى شيخه المقدام بن داود، وقد وثِّق

(1)

.

1592 -

(3)[مرسل وضعيف] وعن صفوان بن سليم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا أُخْبِركم بأيْسرِ العبادَةِ وأهونها على البَدَنِ؟ الصَّمتُ، وحُسْنُ الخلُقِ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الصمت" مرسلاً

(2)

.

(1)

قلت: كأنه يشير إلى تليين توثيقه، وهو كذلك؛ فقد قال النسائي:"ليس بثقة". ثم إن فوقه مجهولاً. وبيانه في "الضعيفة"(3030).

(2)

قلت: مع إرساله في إسناده (32/ 27) ابن أبي فديك عن عبد الله بن أبي بكر، وهو ابن محمد بن أبي بكر الثقفي، ولا يعرف إلا بهذه الرواية.

ص: 185

1593 -

(4)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"كرمُ المؤمِنِ دينُه، وَمُروءَتُهُ عَقلُه، وحَسَبُه خُلُقه".

رواه ابن حبان في "صحيحه"، والحاكم والبيهقي؛ كلهم من رواية مسلم بن خالد الزنجي؛ وقال الحاكم:

"صحيح على شرط مسلم"

(1)

.

1594 -

(5)[ضعيف موقوف] ورواه البيهقي أيضاً موقوفاً على عمر، وصحح إسناده، ولعله أشبه.

1595 -

(6)[ضعيف] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:

"يا أبا ذرٍّ! لا عقل كالتدبيرِ، ولا وَرَع كالكَفِّ، ولا حَسَب كحُسنِ الخلُقِ".

رواه ابن حبان في "صحيحه" وغيره في آخر حديث طويل تقدم منه قطعة في [20 - القضاء /5]

(2)

.

(1)

كذا قال! ورده الذهبي بقوله: "قلت: الزنجي ضعيف". وقال الحافظ: "صدوق كثير الأوهام"، فتحسين المعلق على "مسند أبي يعلى"(11/ 334) مردود، لا سيما وقد روي موقوفاً على عمر، وقال المؤلف:"ولعله أشبه". وتصحيح البيهقي إياه فيه نظر عندي، لأنه رواه في "سننه" (10/ 195) من طريق الشعبي: سمعت زياد بن حدير يقول: سمعت عمر يقول: فذكره؛ لكن فيه (موسى بن داود)، وهو الطرسوسي، وفي حفظه ضعف. قال الذهبي في "المغني":"وثق، وقال أبو حاتم: في حديثه اضطراب". ورواه في "الشعب"(4/ 160/ 4658) من طريق آخر عن الشعبي قال: قال عمر. وهذا منقطع، الشعبي لم يلق عمر. وإسناده إلى الشعبي صحيح. ولعل البيهقي أشار إلى عدم ثبوته عن عمر بقوله عقب الحديث في "السنن" (7/ 136):"ورُوي مثل ذلك عن عمر رضي الله عنه من قوله. والله أعلم".

(2)

قلت: استدرك عليه الشيخ الناجي فقال (193/ 2): "هكذا رواه ابن ماجه مختصراً".

قلت: وفي إسناده ضعيف وآخر مجهول. وفي إسناد ابن حبان كذاب. وهو مخرج في "الضعيفة"(1910)؛ فالعجب من المؤلف كيف صدره بـ (عن) مشيراً إلى تقويته!

ص: 186

[ضعيف] وتقدم في "الإخلاص"[1/ 1/ 7] حديث أبي ذرٍّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

"قد أَفْلَحَ مَنْ أخْلَصَ قلبَه للإيمانِ، وجَعَل قلْبَهُ سليماً، ولسانَهُ صادِقاً، ونَفْسَهُ مُطْمَئنَّةً، وخليقَتَهُ مُسْتَقيمَةً" الحديث.

1596 -

(7)[مرسل ضعيف] وعن العلاء بن الشخير:

أنَّ رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ؛ فقال: يا رسول الله! أيُّ العمَلِ أَفْضَلُ؟ قال:

"حُسْنُ الخُلُقِ".

ثُمَّ أتاهُ عَنْ يَمينِه؛ فقال: أيُّ العَمَلِ أفْضل؟ قال:

"حُسنُ الخلُقِ".

ثم أتاهُ عَنْ شِمالِه؛ فقال: يا رسولَ الله! أيُّ العَمَل أفْضَلُ؟ قال:

"حُسنُ الخلُقِ".

ثُمَّ أتاه مِنْ بَعْدِه -يعني مِنْ خَلْفِه-، فقال: يا رسولَ الله! أيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ فالتَفَت إليهِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"ما لك لا تَفْقَهُ؛! حسْنُ الخُلقِ؛ هوأنْ لا تَغْضَبَ إنِ اسْتَطَعْتَ".

رواه محمد بن نصر المروزي في "كتاب الصلاة" مرسلاً هكذا.

1597 -

(8)[موضوع] ورُوي عن عمار بن ياسرٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"حُسنُ الخلُقِ؛ خُلقُ الله الأَعْظَمُ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط".

1598 -

(9)[ضعيف] ورُوي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم:

"عَنْ جِبريلَ عنِ الله تعالى قال: إنَّ هذا دينٌ ارْتَضَيْتُه لِنَفْسي، ولَنْ

ص: 187

يَصلُح له إلا السَّخَاءُ وحُسنُ الخُلقِ، فأكْرِموه بهما ما صحبتُموهُ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

وتقدم في "البخل والسخاء"[22 - البر /10] حديث عمران بن حصين بمعناه.

1599 -

(10)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"أَوْحى الله إلى إبراهيمَ عليه السلام: يا خليلي حَسِّن خُلُقكَ ولو معَ الكفَّارِ؛ تَدخُلْ مُدخَلَ الأبْرارِ، وإنَّ كَلِمَتي سبَقَتْ لِمَنْ حَسَّنَ خُلقَهُ: أنْ أُظِلِّه تحتَ عَرْشي، وأنْ أُسْقِيَهُ مِنْ حَظيرَةِ قُدْسِي، وأنْ أُدْنِيَهُ مِنْ جِواري".

رواه الطبراني

(1)

.

1600 -

(11)[ضعيف] ورُوِيَ

(2)

عنه أيضاً قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

" [والله] ما حَسَّنَ الله خُلُقَ رجلٍ وَخَلْقَهُ فيُطعِمَهُ النارَ أبداً".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1601 -

(12)[ضعيف جدًا] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال:

لَفِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبا ذرٍّ فقال:

"يا أبا ذرّ! ألا أدلُّكَ على خصلتين هما أخفُّ على الظهرِ، وأثقلُ في الميزانِ من غيرهما؟ ".

(1)

كذا أطلق، وإنما رواه في "الأوسط"، وأعله الهيثمي بمؤمل الثقفي وفاته أن شيخه أضعف منه، وبيانه في "الضعيفة"(3341).

(2)

كذا الأصل؛ على البناء للمجهول، وعليه فإما أن يكون الأصل "وروى" على البناء للمعلوم، وبذا يكون قوله بعد "رواه الطبراني. ." مقحماً، أو يكون قوله "وروى" مقحماً صوابه:"وعنه. ." والزيادة من "الأوسط"، وهو مخرج في "الضعيفة"(4436).

ص: 188

قال: بلى يا رسول الله! قال:

"عليك بُحسْنِ الخُلُقِ، وطولِ الصمتِ، فوالذي نفسي بيده ما عَمِلَ الخلائقُ بمثلِهما".

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والبزار، وأبو يعلى بإسناد جيد، رواته ثقات

(1)

، واللفظ له.

[ضعيف جداً] ورواه أبو الشيخ ابن حيان في "كتاب الثواب" بإسناد واهٍ عن أبي ذرّ، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أبا ذرّ! ألا أدلُّك على أفضلِ العبادةِ، وأخفِّها على البدنِ، وأثقلِها في الميزانِ، وأهونِها على اللسانِ؟ ".

قلت: بلى، فداكَ أبي وأمي. قال:

"عليك بطولِ الصمتِ، وحُسْنِ الخُلُقِ، فإنك لستَ بعاملٍ بمثلهِما".

1602 -

(13)[؟] ورواه أيضاً من حديث أبي الدرداء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"يا أبا الدرداء! ألا أنْبِئُكَ بأمرين، خفيفٌ مؤنتهما، عظيمٌ أجرُهما، لم تلقَ الله عز وجل بمثلهما؟ طول الصمت، وحسن الخلق".

1603 -

(14)[ضعيف] ورواه مالكٌ

(2)

عن معاذٍ قال:

كان آخرَ ما أوصاني به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حينَ وضَعتُ رجلي في الغَرْزِ أنْ قال:

(1)

قلت: كيف وفيه (بشار بن الحكم أبو بدر)، وهو منكر الحديث كما قال أبو زرعة وغيره. انظر "الضعيفة"(2999).

(2)

قلت: علقه عنه هكذا بغير إسناد. وهو من الأحاديث الأربعة التي قالوا: إنها لم توجد موصولة.

ص: 189

"يا معاذُ! أحْسِنْ خُلُقَكَ لِلناسِ".

1604 -

(15)[منكر] ورُويَ عن أنسٍ رضي الله عنه قال:

قالتْ أُمُّ حبيبَة: يا رسول الله! المَرأَةُ يكونُ لها زوجانِ، ثُمَّ تموتُ فتدخلُ الجنَّةَ هي وزوجاها؛ لأيِّهما تكون؟ للأوَّلِ أو للآخَرِ؟ قال:

"تُخيّر أحسنهما خُلُقاً كان معها في الدنيا، يكون زوجَها في الجنَّة، يا أمَّ حبيبَة! ذَهبَ حُسنُ الخُلقِ بخيْرَيِ الدنيا والآخِرَةِ "

(1)

.

رواه الطبراني والبزار باختصار.

ورواه الطبراني أيضاً في "الكبير" و"الأوسط" من حديث أم سلمة في آخر حديث طويل يأتي في "صفة الجنة" إن شاء الله تعالى [28/ 13].

1605 -

(16)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"الخُلُق الحَسنُ؛ يذيبُ الخطايا كما يذيبُ الماءُ الجليدَ، والخلُق السوءُ؛ يُفسِدُ العملَ كما يفسد الخلُّ العَسَل".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، والبيهقي.

1606 -

(17)[ضعيف] وعن رَجُلٍ من مُزَيْنَةَ قال:

قيلَ: يا رسولَ الله! ما أفْضلُ ما أوتي الرجُلُ المسلمُ؟ قال:

"الخُلقُ الحَسَنُ".

قال: فما شرُّ ما أوتيَ الرجلُ المسلمُ؟ قال:

"إذا كرِهْتَ أنْ يُرى عليك شَيْءٌ في نادي القومِ؛ فلا تَفْعَلْهُ إذا خَلَوْتَ".

(1)

قلت: هو مع ضعف إسناده مخالف للحديث الصحيح بلفظ: "المرأة لآخر أزواجها". وهذا مخرج في "الصحيحة"(1281).

ص: 190

رواه عبد الرزاق في "كتابه" عن معمر عن أبي إسحاق عنه

(1)

.

1607 -

(18)[ضعيف جدًا] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ هذهِ الأخلاقَ مِنَ الله، فَمَنْ أرادَ الله بهِ خيراً؛ منَحَه خُلُقاً حسَناً؛ ومَنْ أرادَ بهِ سوءاً؛ مَنَحه خُلقاً سيِّئاً".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1608 -

(19)[ضعيف] وعن رافع بن مُكَيْثٍ -وكان مِمَّنْ شهِدَ الحدَيْبِيَةَ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"حُسْنُ الخُلقِ نَماءٌ، وسوءُ الخلُقِ شُؤْمٌ، والبرُّ زِيادَةٌ في العُمُرِ، والصَّدَقةُ تَدفعُ مِيتَةَ السوءِ".

رواه أحمد وأبو داود باختصار. وفي إسنادهما راوٍ لم يسمَّ، وبقية إسناده ثقات

(2)

.

1609 -

(20)[ضعيف] ورُوِيَ عن جابرٍ رضي الله عنه قال:

قيلَ: يا رسولَ الله! ما الشُّؤْمُ؟ قال:

"سوءُ الخُلقِ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1610 -

(21)[ضعيف] ورواه فيه أيضاً من حديث عائشة قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"الشُّؤْمُ سوءُ الخلُقِ"

(3)

.

(1)

أخرجه في "المصنف"(11/ 144/ 20151)، وأبو إسحاق هو السَّبيعي مدلس، وقد عنعنه، وكان اختلط. والرجل المزني الظاهر أنه صحابي، وإلا فمجهول.

(2)

قلت: وفيه أيضاً (عثمان بن زفر) وهو الدمشقي مجهول كما في "التقريب". وهو مخرج في "الضعيفة"(3244).

(3)

قلت: علته أبو بكر بن أبي مريم، وهو مخرج في "الضعيفة"(793).

ص: 191

1611 -

(22)[موضوع] ورُوِي عن عائشةَ رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ما مِنْ شَيْءٍ إلا له توبةٌ؛ إلا صاحبَ سوءِ الخُلقِ، فإنَّه لا يتوبُ منْ ذَنبٍ؛ إلاّ عادَ في شرٍّ مِنْهُ".

رواه الطبراني في "الصغير"، والأصبهاني.

1612 -

(23)[موضوع] وفي روايةٍ للأصبهاني، عن رجُلٍ مِنْ أهلِ الجزيرةِ لم يسمِّه، عن ميمون بن مَهْرانَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ ذَنبٍ أعظمُ عندَ الله عز وجل مِنْ سوءِ الخلُقِ، وذلك أنَّ صاحِبَهُ لا يَخْرُج مِنْ ذَنبٍ إلا عادَ؛ -أو قال: إلا وقَع- في ذنبٍ".

وهذا مرسل

(1)

.

1613 -

(24)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه:

أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو؛ يقول:

"اللهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشِّقاقِ، والنِّفَاقِ، وسوءِ الخلُقِ".

رواه أبو داود والنسائي

(2)

.

(1)

قلت: فيه مع إرساله (مروان بن سالم الجزري)؛ رمي بالوضع، وهو مخرج مع الذي قبله في "الضعيفة"(5266).

(2)

قلت: فيه ضُبارة بن عبد الله بن أبي السليك؛ مجهول، وهو مخرج في "ضعيف أبي داود"(271).

ص: 192

3 -

(الترغيب في الرفق والأناة والحلم)

.

1614 -

(1)[ضعيف] ورُوي عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"الرفق يُمن، والخَرَقُ شُؤم".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1615 -

(2)[موضوع] ورُويَ عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه نَشَر الله عليه كَنَفهُ، وأدْخَلَهُ جَنَّتَهُ؛ رفقٌ بالضعيفِ، وشفَقةٌ على الوالِدَيْن، وإحسانٌ إلى المملُوكِ".

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب". [مضى 8 - الصدقات /17].

1616 -

(3)[ضعيف جدًا] ورُوِيَ عن عَمْرِو بْنِ شعيبٍ عن أبيه عن جده قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا جَمعَ الله الخلائقَ نادى منادٍ: أينَ أهلُ الفضْلِ؟ قال: فيقومُ ناسٌ وهم يَسيرٌ، فينطلقونَ سراعاً إلى الجنَّةِ، فَتَتَلَقّاهُمُ الملائكةُ، فيقولون: إنَّا نراكُمْ سِراعاً إلى الجنَّةِ، فَمَنْ أنتُمْ؟ فيقولون: نحنُ أهلُ الفَضْلِ، فيقولون: وما فضْلُكُم؟ فيقولون: كنَّا إذا ظُلِمْنا صَبَرْنا، وإذا أُسيءَ إليْنا حَلُمْنا، فَيُقالُ لهمْ: ادْخُلوا الجنَّةَ؛ فنِعْمَ أجرُ العامِلينَ".

رواه الأصبهاني.

1617 -

(4)[ضعيف جداً] ورُوي عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ العَبْدَ لَيُدْرِكُ بالحِلْمِ درَجَة الصائمِ القائِم".

ص: 193

زاد بعض الرواة فيه:

"وإنَّه لَيُكْتَبُ جَبَّاراً؛ وما يَملِكُ إلا أهل بَيْتِه".

رواه أبو الشيخ ابن حيان في "كتاب الثواب"

(1)

.

1618 -

(5)[موضوع] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"وجَبَتْ محبَّةُ الله على مَنْ أُغْضِبَ فَحَلُمَ".

رواه الأصبهاني، وفي سنده أحمد بن داود بن عبد الغفار المصري شيخ الحاكم

(2)

، وقد وثقه الحاكم وحده.

[ضعيف جداً] وتقدم حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا أُنَبِّئُكُم بما يُشْرِفُ الله به البنيانَ، ويَرفَعُ به الدرجاتِ؟ ".

قالوا: نَعْم يا رسولَ الله! قال:

"تحلُم على مَنْ جهِلَ عليك، وتعفو عَمَّنْ ظلَمك، وتُعطي مَنْ حرَمكَ، وتَصِلُ مَنْ قطَعكَ".

رواه الطبراني والبزار. [مضى 22 - البر /3].

(1)

قلت: ورواه جمع غيره، منهم الطبراني، وفيه من ليس بثقة، وهو مخرج في "الضعيفة"(3002).

(2)

قلت: كلا بل هو شيخ شيخ الحاكم، وقد سبق من المؤلف هذا الوهم نفسه، كما سبق التنبيه عليه تحت الحديث المتقدم (6 - النوافل /17)، ثم إنه متهم بالكذب والوضع كما تراه هناك، والحديث أبطله الذهبي كما تراه مشروحاً في "الضعيفة"(752)، ولهذا الكذاب حديث آخر فيها برقم (588) سيأتي هنا (10 - الترهيب من الغضب).

ص: 194

4 -

(الترغيب في طلاقة الوجه وطيب الكلام، وغير ذلك مما يذكر)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"]

(1)

5 -

(الترغيب في إفشاء السلام وما جاء في فضله، وترهيب المرء من حب القيام له)

.

1619 -

(1)[ضعيف] ورُوِي عن شيبةَ الحَجَبِيِّ عن عمّه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثٌ يصْفينَ لك وُدَّ أخيك: تُسلِّم عليه إذا لقيتَهُ، وتوسعُ له في المجلِس، وتدعوه بأحبِّ أسْمائه إليه".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1620 -

(2)[؟] وزاد رزين [يعني في حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح"]:

"ومَنْ سلَّم على قومٍ حينَ يقومُ عنهم، كان شريكَهم فيما خاضوا مِنَ الخَيْرِ بعدَه"

(2)

.

1621 -

(3)[ضعيف] ورواه [يعني حديث عمران بن حصين الذي في "الصحيح"] أبو داود أيضاً من طريق أبي مرحوم -واسمه عبد الرحيم بن ميمون- عن سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعاً بنحوه، وزاد:

(1)

قلت: وضعف بعضها المعلقون الثلاثة جموداً منهم على رواية الكتاب، وعجزاً عن التحقيق -الذي يدعونه- والبحث عن المتابعات والشواهد إلا ادعاءً وخبط عشواء كما تقدم التنبيه عليه مراراً وتكراراً، ومن ذلك تحسينهم لحديث أبي أمامة الآتي في الباب التالي.

(2)

قلت: وصح موقوفاً على قرة والد معاوية، وهو في "الصحيح" في هذا الباب برقم (17).

ص: 195

ثم أتى آخر فقال: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته)، [فقال:]

"أربعون، هكذا تكون الفضائل"

(1)

.

1622 -

(4)[ضعيف] وعن أبي أمامَة الباهِليِّ رضي الله عنه قال:

خرَج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُتَوَكِّئاً على عصىً، فقُمْنا إليه، فقال:

"لا تقوموا كما تقومُ الأعاجِمُ، يعظِّم بعضُها بَعضاً".

رواه أبو داود وابن ماجه، وإسناده حسن، فيه أبو غالب -واسمه حَزَوَّر

(2)

، ويقالُ:

نافع. ويقال: سعيد بن الحزوَّر- فيه كلام طويل ذكرته في "مختصر السنن" وغيره، والغالب عليه التوثيق، وقد صحح له الترمذي وغيره. والله أعلم.

(1)

قلت: وعبد الرحيم هذا فيه لين كما قال الذهبي في "المغني"، وكذا قال الحافظ في "الفتح" (11/ 6) بعد ما عزاه لأبي داود:"سنده ضعيف".

قلت: فالزيادة منكرة لمخالفتها لحديث عمران المشار إليه، وقال الحافظ:"سنده قوي".

وأما الجهلة الثلاثة فخلطوا الصحيح بالضعيف كعادتهم في مثل هذا، فقد صدروا تخريج عمران بقولهم:"حسن، رواه. . ."، ولم يتكلموا على حديث عبد الرحيم!

(2)

ليس لأبي غالب ذكر في سند ابن ماجه، ولفظه يختلف عن اللفظ الذي في الكتاب، وهو لأبي داود، وعلة الحديث ممن دونه، وفيه اضطراب وجهالة، كما قال الحافظ في "الفتح"(11/ 49 - 50) وبينته في "الضعيفة"(346)، وزعم الجهلة أنه حسن بشواهده!

ص: 196

6 -

(الترغيب في المصافحة، والترهيب من الإشارة في السلام، وما جاء في السلام على الكفار)

.

1623 -

(1)[ضعيف] وفي رواية لأبي داود [يعني في حديث البراء الذي في "الصحيح"]: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا الْتَقى المسلمان فتَصافَحا وحَمِدا الله واسْتغْفَراه؛ غُفِرَ لهما".

(قال الحافظ):

"وفي هذه الرواية (أبو بَلْج) بفتح الباء وسكون اللام بعدها جيم، واسمه يحيى بن سليم، ويقال: يحيى بن أبي الأسود،

(1)

ويأتي الكلام عليه، وعلى (الأجْلَحِ) واسمه يحيى بن عبد الله أبو حُجَيَّة الكندي،

(2)

وإسناد هذا الحديث فيه اضطراب".

1624 -

(2)[ضعيف جداً] وروى الطبراني عن أبي داود الأعمى -وهو متروك- قال:

لقِيَني البراءُ بنُ عازب فأخَذَ بيدي وصافَحَني، وضَحِكَ في وجْهي ثمَّ قال: أتدْري لِمَ أخَذْتُ بِيدِك؟ قلتُ: لا، إلا أنَّني ظننْتُ أنك لَمْ تَفْعلْه إلا لِخَيْرٍ، فقال: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَني فَفَعَلَ بي ذلك، ثُمَّ قال:

"تدْري لِمَ فَعلْتُ بكَ ذلك؟ ".

قلتُ: لا. قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ المسْلِمَيْنِ إذا الْتَقيا وتصافَحا وضَحِكَ كُلُّ واحدٍ منهما في وجهِ صاحِبِه، لا يفْعَلانِ ذلك إلا لله؛ لَمْ يَتَفَرَّقا حتى يُغْفَرَ لهما".

(1)

قلت: هذا صدوق ربما أخطأ، وإنما علة هذه الرواية شيخه (زيد بن أبي الشعثاء) وهو مجهول. وهو مخرج في "الضعيفة"(2344).

(2)

قلت: هذا في طريق حديث "الصحيح"، وهو صدوق.

ص: 197

1625 -

(3)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه عن نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما مِنْ مُسْلِمَيْنِ الْتَقيا فأَخذَ أحدُهما بيدِ صاحبِه؛ إلاَّ كان حقّاً على الله عز وجل أنْ يحضُرَ دعاءَهُما، ولا يُفرِّقَ بين أيديهما حتَّى يَغْفِرَ لهما".

رواه أحمد واللفظ له، والبزار وأبو يعلى، ورواة أحمد كلهم ثقات؛ إلا ميموناً المَرائي، وهذا الحديث مما أنكر عليه.

1626 -

(4)[منكر] وعنه [يعني عن أبي هريرة رضي الله عنه] قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ المسلِمَيْنِ إذا الْتَقَيا فتصافحا، وتساءَلا؛ أنزَلَ الله بينهما مئةَ رحمَةٍ، تسعةً وتسعينَ لأبَشِّهِما وأطْلَقِهما وجْهاً، وأبَرِّهِما وأحْسَنِهما مسْأَلةً بأَخيهِ".

رواه الطبراني بإسناد فيه نظر

(1)

.

(لأَبَشِّهما) أي: لأكثرِهما بشاشةً، وهي طلاقةُ الوجه مع الفرح والتبسم وحسن الإقبال واللطف في المسأله.

و (أطلقهما) أي: أكثرهما وأبلغهما طلاقة، وهي بمعنى البشاشة.

1627 -

(5)[ضعيف جداً] ورُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا الْتَقَى الرجلانِ المسْلمانِ فسلَّمَ أحدُهما على صاحبِه، فإنَّ أحبَّهما إلى الله أحسنُهما بِشْراً لصاحِبِه، فإذا تصافَحا نَزلَتْ عليهما مئةُ رحمةٍ، لِلْبادي مِنهُما تسعونَ، وللمصافحِ عَشَرَةٌ".

رواه البزار

(2)

.

(1)

قلت: بيانه في "الضعيفة"(6585).

(2)

قلت: وقع فيه (عمر بن عمران السعدني) فلم يعرفه الهيثمي لأنه محرف (عمر بن عامر السعدي) هكذا وقع في رواية (جمع)، وهو متهم، وهو مخرج في "الضعيفة"(2385).

ص: 198

1628 -

(6)[ضعيف جداً] وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ المسلمَ إذا لَقِيَ أخاه فأخذَ بيَده؛ تحاتَّتْ عنهما ذُنوبُهما كما يتَحاتُّ الورقُ عن الشجرةِ اليابسةِ في يوم ريحٍ عاصفٍ، وإلا غُفِرَ لَهُما، ولو كانت ذنوبُهما مثلَ زبَدِ البحر".

رواه الطبراني بإسناد حسن

(1)

.

1629 -

(7)[ضعيف] وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"مِنْ تمامِ التحيَّةِ الأخذُ باليدِ".

رواه الترمذي عن رجل لم يسمِّه عنه، وقال:

"حديث غريب".

1630 -

(8)[ضعيف] وعن أيوب بن بشير العدوي عن رجُلٍ من عَنَزَةَ قال:

قلتُ لأبي ذَرٍّ حيثُ سُيِّرَ إلى الشامِ: إنِّي أريد أنْ أسأَلك عن حديثٍ مِنْ حديثِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

قال: إذَنْ أخبرُك به إلا أنْ يكونَ سِرّاً

(2)

.

قلت: إنَّه ليس بِسِرٍّ

(3)

، هل كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصافِحُكُم إذا لَقِيتموه؟ قال:

"ما لَقيتُه قطُّ إلا صافَحني، وبعَثَ إليَّ ذاتَ يومٍ ولمْ أكُنْ في أهلي،

(1)

كذا قال! وهو خطأ، ومثله قول الهيثمي:". . ورجاله رجال (الصحيح) غير سالم بن غيلان، وهو ثقة". وذلك لأنّ هذا هو المصري، وصاحب هذا الحديث هو البصري، وهو متروك كما قال الدارقطني، وبيان ذلك في تحقيق أودعته في "الضعيفة"(6663).

(2)

و

(3)

الأصل بالشين المعجمة في الموضعين، والتصويب من أبي داود (5214)، وهو مما فات على الثلاثة!

ص: 199

فجئتُ فأُخْبِرْتُ أنَّه أرسلَ إليَّ، فأتَيْتُه وهو على سريرِهِ، فالْتَزَمني، فكانَتْ تلك أجودَ وأجودَ".

رواه أبو داود. والرجل المبهم اسمه عبد الله؛ مجهول.

1631 -

(9)[ضعيف] وعن عطاء الخراساني؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"تصافَحوا؛ يَذْهَبِ الغِلُّ، وتهادَوْا تَحابُّوا؛ تذهب الشحناء".

رواه مالك هكذا معضلًا، وقد أسند من طرق فيها مقال

(1)

.

(1)

قلت: قد خرجت بعضها في "الضعيفة"(1766) و"الإرواء"(6/ 44 - 47)، وبينت فيه أن جملة "تهادوا تحابوا". أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" وغيره بإسناد حسن.

ص: 200

7 -

(الترهيب أن يطّلعَ الإنسانُ في دارٍ قبل أن يَستأذن)

.

1632 -

(1)[ضعيف] وعن عبادة -يعني ابن الصامت- رضي الله عنه:

أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سئل عنِ الاستئذانِ في البيوتِ؟ فقال:

"مَنْ دخلَتْ عينُه قبل أنْ يستأذِنَ ويسلِّمَ؛ فلا إذْنَ له، وقد عصى ربَّه".

رواه الطبراني من حديث إسحاق بن يحيى عن عبادة، ولم يسمع منه، ورواته ثقات.

1633 -

(2)[ضعيف] وعن ثوبانَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثٌ لا يَحِلُّ لأحَدٍ أن يفْعَلَهُنَّ: لا يَؤُمُّ رجُلٌ قوْماً فيخُصَّ نفسَه بالدعاءِ دونَهم، فإنْ فَعَل فقد خانَهم، ولا ينظرَ في قعرِ بيْتٍ قبلَ أنْ يستأْذِنَ، فإنْ فعلَ فقد دخلَ، ولا يُصلِّي وهو حَقِن حتَّى يتخَفَّفَ".

رواه أبو داود واللفظ له، والترمذي وحسنه، وابن ماجه مختصراً. ورواه أبو داود أيضاً من حديث أبي هريرة

(1)

.

8 -

(الترهيب من أن يستمع حديث قوم يكرهون أن يسمعه)

.

[الحديث الذي تحته ليس على شرط كتابنا. انظر "الصحيح"].

(1)

قلت: في هذا العزو أمران: الأول أنه ليس فيه موضع الشاهد منه، وهو النظر في البيت. والآخر أنه هو حديث ثوبان الذي قبله فهو حديث واحد، غاية ما فيه أن أحد رواته -وهو ضعيف- اضطرب في إسناده؛ فجعله مرة عن ثوبان، وأخرى عن أبي هريرة، كما كنت بينته في "ضعيف أبي داود"(رقم 11 و 12)، ولذلك لم أفرق بينهما بالترقيم، بل أعطيتهما رقماً واحداً.

ص: 201

9 -

(الترغيب في العزلة لمن لا يأمن على نفسه عند الاختلاط)

.

1634 -

(1)[ضعيف] ورُوي عن سهل بن سعدٍ الساعديِّ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنَّ أعْجَبَ الناسِ إليَّ؛ رجلٌ يؤمِنُ باللهِ ورسولِه، ويقيمُ الصلاةَ، ويؤتي الزكاةَ، وُيعَمِّرُ مالَه، ويحفَظُ دينَه، ويعْتَزِلُ الناسَ".

رواه ابن أبي الدنيا في "العزلة"

(1)

.

1635 -

(2)[مرسل وضعيف] وعن مكحولٍ قال:

قال رجُلٌ: متى قيامُ الساعَةِ يا رسولَ الله؟ قال:

"ما المسؤول عنها بأعْلَمَ مِنَ السائلِ، ولكنْ لها أشراطٌ، وتقارُبُ أسْواقٍ".

قالوا: يا رسولَ الله! وما تقارُبُ أسْواقِها؟ قال:

"كَسادُها، ومَطَرٌ

(2)

ولا نَباتَ، وأنْ تفشُوَ الغيبَةُ، وتكثرَ أولادُ البغْيِ، وأنْ يُعظَّمَ ربُّ المالِ، وأنْ تَعْلُوَ أصواتُ الفسَقةِ في المساجِدِ، وأنْ يظهر أهلُ المنكَرِ على أهلِ الحقِّ".

قال رجُلٌ: فما تأمُرني؟ قال:

"فِرَّ بدينك، وكُنْ حِلْساً مِنْ أحْلاسِ بَيْتِكَ".

(1)

قلت: أخرجه فيه (5 - حديث) من طريق ابن لهيعة: حدثني بكر بن سوادة عن سهل ابن سعد الساعدي. . وابن لهيعة ضعيف. ثم رواه في آخر الجزء الثاني من طريق هشيم عن عبد الرحمن بن يحيى عن موسى بن الأشعث، عن رجل من قريش يقال له: الحارث بن خالد، أو خالد بن الحارث قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. . فذكر الحديث. وموسى والراوي عنه لم أعرفهما.

(2)

كذا الأصل، وفي (ابن أبي الدنيا):"كنادها مطر"، ولم يتبين لي المراد.

ص: 202

رواه ابن أبي الدنيا هكذا مرسلًا

(1)

.

1636 -

(3)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عمرَ رضي الله عنهما:

أن عُمرَ خرجَ إلى المسجد، فوجَد معاذاً عند قبرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَبْكي، فقال: ما يُبْكيكَ؟ قال: حديثٌ سمعْتُه مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"اليسيرُ مِنَ الرياءِ شركٌ، ومَنْ عادى أولياءَ الله فقد بارَزَ الله بالمحارَبَةِ، إنَّ الله يحبُّ الأبْرارَ الأتقياءَ الأخفياءَ، الذين إنْ غابوا لَمْ يُفتَقَدوا، وإنْ حَضَروا لَمْ يُعرَفوا، قلوبُهم مصابيحُ الهُدى، يَخْرُجونَ مِنْ كلِّ غبْراءَ مُظْلِمَةٍ".

رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي في "الزهد"، وقال الحاكم:

"صحيح، ولا علة له". [مضى 1 - الإخلاص /1].

1637 -

(4)[ضعيف] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يأتي على الناسِ زمانٌ؛ لا يَسْلَمُ لِذِي دينٍ دينُه؛ إلا مَنْ هَرب بدينِه مِنْ شاهِقٍ إلى شاهِقٍ، ومِنْ جُحْرٍ إلى جُحْرٍ، فإذا كان ذلك لَمْ تُنَلِ المعيشَةُ إلا بِسَخَطِ الله، فإذا كان ذلك كذلك؛ كانَ هلاكُ الرجُلِ على يَدَي زوجَتِهِ وَوَلَدِه، فإنْ لمْ يكُنْ له زوجةٌ ولا وَلدٌ؛ كان هلاكُه على يَديْ أبَويْهِ، فإنْ لَمْ يكُنْ له أبوان؛ كان هلاكُه على يد قرابَتِه أو الجيرانِ".

قالوا: كيفَ ذلك يا رسولَ الله؟ قال:

"يُعَيِّرونَه بِضيقِ المعيشَةِ، فعندَ ذلك يورِدُ نفْسَه الموارِدَ التي يُهْلِكُ فيها نَفْسَهُ".

(1)

قلت: أخرجه في آخر "العزلة"(2/ 36) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عبد الله بن الوليد عن مكحول، ولم أعرف (عبد الله) هذا، وفي شيوخ (المحاربي)(عبيد الله بن الوليد الوصافي)، فأظنه هو، وهو ضعيف.

ص: 203

رواه البيهقي في "كتاب الزهد"

(1)

.

1638 -

(5)[ضعيف] وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنِ انْقَطَعَ إلى الله؛ كَفاهُ الله كلَّ مَؤنَةٍ، ورزَقَهُ مِنْ حيثُ لا يحتَسِبُ، ومَنِ انْقطَعَ إلى الدنيا؛ وكَلَهُ الله إليها".

رواه الطبراني، وأبو الشيخ ابن حيان في "الثواب"، وإسناد الطبراني مقارب، [مضى 16 - البيوع /4]

(2)

.

وأملينا لهذا الحديث نظائر في "الاقتصاد" و"الحرص"[16 - البيوع /4]، ويأتي له نظائر في "الزهد"[24] إن شاء الله تعالى.

(1)

قلت: أخرجه (183/ 439) من طريق المبارك بن فضالة عن الحسن، عن أبي هريرة.

و (المبارك) هذا مدلس.

(2)

قلت: وتقدم هناك أن فيه إبراهيم بن الأشعث من رواية أبي الشيخ والبيهقي ومن هذه الطريق أخرجه الطبراني كما في "المجمع"(10/ 303)، وقال:"وهو ضعيف. . .".

ص: 204

10 -

(الترهيب من الغضب، والترغيب في دفعه وكظمه، وما يفعل عند الغضب)

.

1639 -

(1)[ضعيف] وعنِ ابْنِ المسيِّبِ قال:

بينَما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالِسٌ ومعه أصحابُه وقَعَ رجلٌ بأبي بكْرٍ رضي الله عنه فآذاه، فصَمَت عنه أبو بَكْرٍ، ثمَّ آذاه الثانِيَةَ، فَصَمت عنه أبو بكرٍ، ثُمَّ آذاه الثالِثَةَ، فانْتَصَر أبو بكرٍ، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال [أبو بكرٍ] (*): أوَجَدْتَ عليَّ يا رسولَ الله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"نَزلَ ملَكٌ مِنَ السماءِ يُكَذِّبُه بِما قالَ لكَ، فلمّا انْتَصرْتَ؛ ذَهَب الملَكُ وقَعَد الشيطانُ، فَلْم أكُنْ لأَجْلِسَ إذْ وقَعَ الشيطانُ".

رواه أبو داود هكذا مرسلًا، ومتصلاً من طريق محمد بن عجلان

(1)

عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بنحوه. وذكر البخاري في "تاريخه" أن المرسل أصح.

1640 -

(2)[ضعيف] ورواه [يعني حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح"] أحمد

(2)

في حديث طويل عن رجُلٍ شهِدَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يخطُب -ولَمْ يسمِّه- وقال فيه: ثمَّ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"ما الصُّرَعَةُ؟ ".

قال: قالوا: الصريعُ. قال: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"الصُّرَعَة كلُّ الصُّرَعَةِ، الصُّرَعَةُ كلُّ الصُّرَعَةِ، الصُّرعَةُ كلُّ الصُّرَعَةِ:

(1)

الأصل: (غيلان)، وهو تصحيف قبيح، فإنه ليس في الكتب الستة من اسمه (محمد ابن غيلان) كما قال الحافظ الناجي، وابن عجلان حسن الحديث، لكنه قد خالفه الليث بن سعد وغيره فأرسلوه، ولذلك رجحه البخاري.

(2)

قلت: في إسناده (5/ 367) ابن حصبة أو أبو حصبة، وهو مجهول كما في "التعجيل". وحسنه الثلاثة بشاهد صحيح من حديث أبي هريرة في "الصحيح"، ولكنه شاهد قاصر لو كانوا يعلمون.

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتها الشيخ مشهور في طبعته وقال: وسقطت من المنيرية وهي مثبتة في سائر طبعات (الترغيب) و (سنن أبي داود) أيضا

ص: 205

الرجُلُ الذي يغضبُ فيشتَدُّ غضَبُه، ويحْمَرُّ وجْهُه، ويقْشَعِرُّ جِلْدُه؛ فَيصْرَعُ غَضَبَه".

(قال الحافظ):

" (الصُّرَعة) بضم الصاد وفتح الراء: هو الذي يصرع الناس كثيراً بقوته. وأما (الصُّرْعة) بسكون الراء: فهو الضعيف الذي يصرعة الناس حتى لا يكاد يثبت مع أحد، وكل من يُكْثَر عنه الشيء يقال فيه: (فُعَلة) بضم الفاء وفتح العين مثل (حُفَظة) و (خُدَعة) و (ضُحَكة) وما أشبه ذلك، فإذا سكنت ثانيه فعلى العكس، أي: الذي يُفْعَل به ذلك كثيراً".

1641 -

(3)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال:

صلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً صلاةَ العَصْرِ، ثمَّ قام خطيباً فلَمْ يَدَعْ شيئاً يكونُ إلى قيامِ الساعَةِ إلا أخبرَنا به، حِفظَه مَنْ حَفِظَهُ، ونَسِيَهُ مَنْ نَسِيَه، وكان فيما قال:

"إن الدنيا حُلْوة خَضِرةٌ، وإنّ

(1)

الله مُسْتَخلفَكم فيها فناظرٌ كيف تعملون. ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء".

وكان فيما قال:

"ألا لا يمنعنَّ رجلًا هيبةُ الناسِ أن يقولَ بحقٍّ إذا علِمَه".

قال: فبكى أبو سعيدٍ وقال:

وقد والله رأينا أشياءَ فَهِبْنَا، وكان فيما قال:

"ألا إنه يُنْصَبُ لكل غادرٍ لواءٌ بقدرِ غَدْرتِه، ولا غَدْرةَ أعظمُ من غدرةِ

(1)

الأصل: "إن الدنيا خضرة حلوة، إن الله"، والتصحيح من "الترمذي". وهذه الفقرة من الحديث، من قوله:"إن الدنيا حلوة. . . . إلى قوله: عند استه"، لها شاهد، لذا أوردتها في "الصحيح".

ص: 206

إمامِ عامةٍ يُركَزُ لِواؤه عند استه".

وكان فيما حفظناهُ يومَئِذٍ:

"ألا إنَّ بني آدم خُلِقوا على طبَقاتٍ [شتى، فمنهم من يولدُ مؤمناً، ويحيى مؤمناً، ويموتُ مؤمناً. ومنهم من يولدُ كافراً، ويحيى كافراً، ويموت كافراً. ومنهم من يولدُ مؤمناً، ويحيى مؤمناً، ويموتُ كافراً. ومنهم من يولدُ كافراً، ويحيى كافراً، ويموت مؤمناً].

ألا وإنَّ منهم بطيءَ الغضَبِ سريعَ الفَيْءِ، ومنهم سريعَ الغضَبِ سريعَ الفَيْءِ، فتلكَ بتلكَ. ألا وإنَّ منهم سريعَ الغضَبِ بطيءَ الفيْءِ، ألا وخيرُهم بطيءُ الغضبِ سريعُ الفَيْءِ، [ألا] وشرُّهم سريعُ الغضَبِ بطيءُ الفَيْءِ.

[ألا وإن منهم حسنَ القضاء حسنَ الطلبِ، ومنهم سيئ القضاءِ حسنَ الطلب، ومنهم حسنَ القضاءِ سيئَ الطلب، فتلك بتلك، ألا وإن منهم السيئَ القضاء السيئَ الطلب، ألا وخيرُهم الحسنُ القضاء الحسنُ الطلبِ، ألا وشرهم سيئُ القضاء سيئُ الطلب].

ألا وإنَّ الغضَب جَمْرَةٌ في قلْبِ ابنِ آدمَ، [أ] ما رأيتُمْ إلى حُمْرَةِ عيْنَيْه، وانْتِفاخِ أوْداجِه، فَمَنْ أحسَّ بشيْءٍ مِنْ ذلك؛ فلَيَلْصِقْ بالأَرْضِ".

[قال: وجعلنا نلتفتُ إلى الشمسِ هل بقيَ منها شيءٌ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا إنه لم يبقَ من الدنيا فيما مضى منها؛ إلا كما بقي من يومنا هذا فيما مضى منه".

ص: 207

رواه الترمذي وقال: "حديث حسن"

(1)

.

1642 -

(4)[ضعيف موقوف] وعن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما:

في قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} قال:

الصبرُ عند الغضَبِ، والعفوُ عندَ الإساءَةِ، فإذا فعلوا عَصَمهم الله، وخضَّع لهم عَدُوَّهُمْ.

ذكره البخاري تعليقاً

(2)

.

1643 -

(5)[موضوع] وعن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثٌ مَنْ كنَّ فيه آواهُ الله في كَنفِه، وسترَ عليه بِرحمتهِ، وأدخلَهُ في محبَّتِهِ: مَنْ إذا أعْطِيَ شكَرَ، وإذا قَدِرَ غَفَر، وإذا غَضِبَ فَتَر".

رواه الحاكم من رواية عمر بن راشد؛ وقال:

"صحيح الإسناد"

(3)

.

1644 -

(6)[موضوع] ورُوِيَ عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ دَفعَ غضَبَه؛ دفَع الله عنه عذابَه، ومَنْ حَفِظَ لسانَهُ؛ ستَر الله عَوْرَتَهُ".

(1)

كذا قال! وهو وإن كان يعني أنه حسن لغيره، فلا يصح ذلك على إطلاقه لأن كثيراً من فقراته لا شاهد لها، ولذلك أوردتها هنا، مع استدراك ما سقط من الأصل منها، وهي المشار إليها بالمعكوفات []، وتقدم بعضها من المؤلف في (6 - البيوع /7)، مع بيان علته في التعليق عليه.

(2)

في "تفسير {حم السجدة} (8/ 556 - فتح)، ووصله الطبري (24/ 76) من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس به أتم منه. وهذا سند ضعيف منقطع، علي هذا لم ير ابن عباس كما قال الحافظ في "التقريب".

(3)

كذا قال، ورده الذهبي بقوله (1/ 125):"قلت: بل واه؛ فإن عمر بن راشد الجاري قال فيه أبو حاتم: وجدت حديثه كذباً". وهو مخرج في "الضعيفة"(5478).

ص: 208

رواه الطبراني في "الأوسط".

1645 -

(7)[ضعيف] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا غَضِبَ أحدُكم وهو قائمٌ فلْيجلسْ، فإنْ ذَهَبَ عنه الغضبُ، وإلا فليضْطَجعْ".

رواه أبو داود، وابن حبّان في "صحيحه"؛ كلاهما من رواية أبي حرب بن الأسود عن أبي ذر.

وقد قيل: إن أبا حرب إنما يروي عن عمه عن أبي ذر، ولا يحفظ له سماع من أبي ذرّ.

وقد رواه أبو داود أيضاً عن داود -وهو ابن أبي هند- عن بكر

(1)

؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا ذر بهذا الحديث. ثم قال أبو داود:

"وهو أصح الحديثين"، يعني أن هذا المرسل أصح من الأول. والله أعلم.

1646 -

(8)[ضعيف] وعن معاذِ بن جَبلٍ رضي الله عنه قال:

استبَّ رجلانِ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فغَضِبَ أحدُهما غضباً شديداً؛ حتى خيَّلَ لي أنَّ أنْفَه يَتَمزَّعُ مِنْ شدَّةِ غضَبِه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إنِّي لأعْلَمُ كلِمةً لو قالَها لذَهب عنه ما يَجِدُ مِنَ الغَضَبِ".

فقال: ما هي يا رسولَ الله؟ قال:

"يَقول: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشيْطانِ الرَّجيم".

قال: فجعَلَ معاذُ يأمرُه، فأبَى ومَحِك

(2)

وجعل يزدادُ غَضَباً.

(1)

هو ابن عبد الله المزني. قاله الناجي. والحديث قد خرجته في "الضعيفة"(6664).

(2)

الأصل: (وضحك)، وكذا في مطبوعة "عمارة"، وهو تصحيف عجيب لا وجه له ولا معنى، والتصويب من "أبي داود" (4780) والسياق له. و (المحك): اللجاج.

ص: 209

رواه أبو داود والترمذي والنسائي

(1)

؛ كلهم من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه.

وقال الترمذي:

"هذا حديث مرسل، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل، مات معاذ في خلافة عمر بن الخطاب، وقتل عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلام ابن ست سنين".

والذي قاله الترمذي واضح؛ فإن البخاري ذكر ما يدل على أن مولد عبد الرحمن بن أبي ليلى سنة سبع عشرة، وذكر غير واحد أن معاذ بن جبل توفي في طاعون عمواسٍ سنة ثمان عشرة، وقيل سنة سبع عشرة. وقد روى النسائي

(2)

هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيِّ بنِ كَعْبٍ. وهذا متصل. والله أعلم.

1647 -

(9)[ضعيف] وعن أبي وائل القاصّ قال:

دخلنا على عروة بن محمد السعدي، فكلَّمه رجُلٌ، فأغْضَبَه، فقامَ فتوَضأَ، فقال: حدّثَني أبي عن جدِّي عطيَّةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الغضَب مِنَ الشيطانِ، وإنَّ الشيطانَ خُلِقَ منَ النارِ، وإنَّما تُطْفأُ النارُ بالماءِ، فإذا غَضِبَ أحدُكم فلْيَتَوضَّأْ".

رواه أبو داود

(3)

.

(1)

في "السنن الكبرى"(6/ 104/ 10221) دون قوله: "فجعل معاذ. . ."، وهو لأبي داود فقط دون الآخرين، ومثلهم أحمد (5/ 240 و 244) وابن أبي شيبة (5435 و 9631)، تفرد به دون الآخرين (جرير بن عبد الحميد)، فهو شاذ.

(2)

قلت: إسناده (10223) جيد، لكن راويه (يزيد بن زياد) وهو ابن أبي الجعد، قد خالف في إسناده الثقات المشار إليهم آنفاً، فهو شاذ الإسناد، ثم إن النسائي لم يسق لفظه. لكن المرفوع من الحديث يشهد له حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه، المذكور في هذا الباب من "الصحيح" برقم (10)، وهو مخرج في "الروض النضير" تحت حديث ابن مسعود بمعناه (635). ورغم إعلال المؤلف للحديث بالانقطاع، حسنه المعلقون الثلاثة (3/ 445)! ولو أنهم قالوا:"حسن بشواهده" -كما هو ديدنهم- لوجدنا لهم بعض العذر. ولكنهم. . .

(3)

قلت: فيه مجهولان كما ترى بيانه في "الضعيفة"(582)، ومع ذلك قال الثلاثة أيضًا:"حسن،. . ."!

ص: 210

11 -

(الترهيب من التهاجر والتشاحن والتدابر)

.

1648 -

(1)[ضعيف] وعن أبي أيوبَ رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخواناً، هجرُ المؤمنين ثلاثٌ، فإن تكلَّما، وإلا أعرض الله عز وجل عنهما حتى يتكلَّما".

رواه الطبراني، ورواته ثقات؛ إلا عبد الله بن عبد العزيز الليثي.

(1)

1649 -

(2)[ضعيف] ورواه [يعني حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح"] الطبراني ولفظه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"تُنْسَخُ دواوينُ أهلِ الأرضِ في دواوينِ أهلِ السماءِ في كلِّ اثْنَيْنٍ

وخَمِيسٍ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ مسلمٍ لا يشركُ بالله شيئاً؛ إلا رجل بينَهُ وبينَ أخيه شَحْناءُ". [مضى 9 - الصوم /10].

1650 -

(3)[ضعيف] وعن جابرٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"تُعْرَضُ الأعمالُ يومَ الاثْنينِ والخميسِ، فَمِنْ مُسْتَغْفِرٍ فيُغْفَرُ له، ومِنْ تائبٍ فيُتابُ عليه، ويُذَرُ أهلُ الضغائنِ بضغائِنِهم حتى يَتوبوا".

رواه الطبراني في "الأوسط"، ورواته ثقات. [مضى هناك].

(الضغائن) بالضاد والغين المعجمتين: هي الأحقاد.

1651 -

(4)[ضعيف جدًا] ورُوي عن عائشة رضي الله عنها قالت:

دخَل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فوضعَ عنه ثوبَيْهِ، ثُمَّ لم يَسْتَتِمْ أنْ قامَ، فلَبسَهُما، فأخَذَتْني غيرَةٌ شديدَةٌ ظَننْتُ أنَّه يأتي بعضَ صُوَيْحِباتي، فخَرجتُ أتْبَعُه فأدْرَكْتُه بـ (البقيع بقيعِ الغَرقَدِ) يستغْفِرُ للمؤمنين والمؤمناتِ والشهداءِ. فقلتُ: بأبي وأمِّي! أنت في حاجَةِ ربِّك، وأنا في حاجةِ الدنيا! فانصرفْتُ

(1)

الحديث في "الصحيحين" وغيرهما بلفظ آخر، وهو في الكتاب الآخر "الصحيح".

ص: 211

فدخلْتُ حجْرَتي، ولي نَفَسٌ عالٍ، ولحِقَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:

"ما هذا النَّفَسُ يا عائشة؟ ".

فقلتُ: بأبي وأمي! أتَيْتَني فوضَعْتَ عنكَ ثوبيك، ثُمَّ لَمْ تَسْتَتِمْ أن قُمْتَ فلبستَهما، فأخَذتْني غيرَةٌ شديدةٌ ظننْتُ أنَّك تأتي بعضَ صُوَيْحِباتي، حتى رأيْتُك بـ (البقيع) تصْنعُ ما تصنَعُ. فقال:

"يا عائشة! أكنْتِ تخافينَ أنْ يحيفَ الله عليك ورسولُه؟! أتاني جبريلُ عليه السلام فقال: هذه ليلةُ النصفِ من شعبانَ، ولله فيها عُتقاءُ مِنَ النار؛ بعدَدِ شعورِ غَنَمِ كَلْبٍ

(1)

، لا ينظُر الله فيها إلى مُشرِكٍ، ولا مشاحِنٍ، ولا إلى قاطع رَحِمٍ، ولا إلى مُسْبِلٍ، ولا إلى عاقٍّ لوالديه، ولا إلى مُدْمِنِ خمْرٍ".

قالت: ثُمَّ وضَع عنه ثَوْبَيْه فقال لي:

"يا عائشةُ! تَأذَنين لي في قيامِ هذه اللَّيْلَةِ؟ ".

قلتُ: نعم بأبي وأمِّي! فقامَ فسجَد ليلًا طويلًا، حتى ظَنَنْتُ أنَّه قد قُبِضَ، فقمْتُ ألْتَمِسُه، ووضعتُ يدي على باطِنِ قدميه، فَتَحرَّكَ، فَفَرِحْتُ، وسمعتُه يقولُ في سجودِه:

"أعوذ بعَفْوِكَ مِنْ عِقابِكَ، وأعوذُ بِرضاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وأعوذُ بِك منْكَ، جلَّ وجْهُكَ، لا أُحْصي ثناءً عليك، أنتَ كما أثْنَيْتَ على نَفْسِكَ". فلمّا أصْبَح ذكَرْتُهْنَّ له، فقال:

"يا عائشة! تَعلَّميهِنَّ".

فقلتُ: نعم. فقال:

"تعلَّميهِنَّ وعلِّميهِنَّ؛ فإنَّ جبريلَ عليه السلام علَّمَنيهِنَّ، وأمَرني أَنْ

(1)

أي: قبيلة (كَلْب) وهي من قبائل اليمن، وإليها ينسب (دحية الكلبي) رضي الله عنه.

ص: 212

أُردِّدَهُنَّ في السجودِ".

رواه البيهقي

(1)

.

1652 -

(5)[ضعيف] وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يطَّلعُ الله عز وجل إلى خَلْقِهِ ليلةَ النصفِ مِنْ شَعْبانَ، فيغفِرُ لعبادِه إلا اثْنَيْنِ مشاحِنٍ، وقاتِلِ نَفْسٍ".

رواه أحمد بإسناد لين. [مضى 9 - الصيام /8].

1653 -

(6)[ضعيف] وعن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثٌ مَنْ لَمْ يكنْ فيه واحدةٌ مِنْهُنَّ، فإنَّ الله يغفرُ له ما سِوى ذلك لِمَنْ يشاءُ: مَنْ ماتَ لا يشرِكُ باللهِ شيئاً، ولمْ يكُنْ ساحراً يتَّبعُ السَّحَرةَ، ولَمْ يحْقِدْ على أخِيهِ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" من رواية ليث بن أبي سُليم.

1654 -

(7)[ضعيف] وعن العلاء بن الحارث؛ أنَّ عائشةَ رضي الله عنها قالت:

قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنَ الليلِ فصلّى، فأطالَ السجودَ حتى ظننْتُ أنَّه قد قُبِضَ، فلمّا رأيْتُ ذلك قُمْتُ حتَّى حرَّكْتُ إبْهامَهُ فتَحرَّكَ، فرجَعتُ، فلمّا رفَع رأسه مِنَ السجود وفَرغَ مِنْ صلاتِه قال:

[ضعيف]"يا عائشةُ -أو يا حُمَيراءُ-! أظننْتِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد خاسَ بِكِ؟! ".

قلت: لا والله يا رسولَ الله! ولكنِّي ظنْنتُ أنك قُبِضْتَ لطولِ سجودِك. فقال:

"أتدرين أيُّ ليلةٍ هذه؟ ".

(1)

قلت: في "الشعب"(3/ 383/ 3836)، وإسناده ضعيف جداً؛ فيه متروكان.

ص: 213

قلت: الله ورسولُه أعلم. قال:

"هذه ليلةُ النصفِ منْ شعبانَ، إن الله عز وجل يطّلعُ على عِبادِه في ليلةِ النصفِ منْ شعبانَ، فيغفرُ للمستغْفِرين، ويرحَمُ المسْتَرْحِمين، ويؤَخِّرُ أهلَ الحِقْدِ كما هُمْ".

رواه البيهقي أيضاً وقال: "هذا مرسل جيد".

[مضى هناك]، ويحتمل أن يكون العلاء أخذه عن مكحول.

(قال الأزهري):

"يقال للرجل إذا غدر بصاحبه فلم يؤته حقه: قد خاس به، يعني بالخاء المعجمة والسين المهملة".

1655 -

(8)[ضعيف] وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ثلاثةٌ لا ترتَفعُ صلاتُهم فوق رؤوسهم شبراً: رجلٌ أَمَّ قوماً وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجُها عليها ساخطٌ، وأخَوان متصارمان".

رواه ابن ماجه -واللفظ له- وابن حبّان في "صحيحه"؛ إلا أنه قال:

"ثلاثةٌ لا يقبلُ الله لهم صلاة. . ." فذكر نحوه. [مضى 5 - الصلاة /28].

12 -

‌(الترهيب من قوله لمسلم: يا كافر

!).

[لم يذكر تحته حديثاً على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

ص: 214

13 -

(الترهيب من السباب واللعنِ؛ سيَّما لمُعَيَّنٍ، آدميّاً كان [أو دابة] أو غيرهما، وبعض ما جاء في النهي عن سبِّ الدِّيك (1)

والبرغوث والريح (2)، والترهيب من قذف المحصنة والمملوك)

.

1656 -

(1)[ضعيف] وعن عبد الله

(3)

رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ مُسْلِمَيْنِ إلا وبينهما سِتْرٌ مِنَ الله عز وجل، فإذا قال أحدُهما لصاحِبِه كلمةَ هُجْرٍ؛ خَرقَ سترَ الله".

رواه البيهقي هكذا مرفوعاً، وقال:"الصواب موقوف".

(الهُجْر) بضم الهاء وسكون الجيم: هو رديء الكلام وفحشه.

1657 -

(2)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال:

كُنا عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فلدغَتْ رجلًا برغوثٌ، فلعنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"لا تلعنْها؛ فإنها نبهت نبياً من الأنبياء للصلاة".

رواه أبو يعلى -واللفظ له-، والبزار؛ إلا أنه قال:

"لا تسبَّه؛ فإنه أيقظ نبياً من الأنبياء لصلاةِ الصبحِ".

ورواته رواة "الصحيح"؛ إلا سويد بن إبراهيم

(4)

.

ورواه الطبراني في "الأوسط"، ولفظه:

(1 و 2) انظر أحاديثهما في "الصحيح" في هذا الباب.

(3)

هو ابن مسعود عند الإطلاق لشهرته؛ كما قال الناجي (196/ 1). ويؤيده أنه في "شعب البيهقي"(4/ 262/ 5017) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عمرو بن سَلِمة، عن عبد الله مرفوعاً.

وعمرو هذا -وهو الهمداني الكوفي- من الرواة عن ابن مسعود، وصرحت بذلك رواية الطبراني (10/ 277 - 278)، ويزيد هذا هو القرشي الهاشمي -ضعيف.

(4)

قلت: ومن طريقه رواه البخاري أيضاً في "الأدب المفرد"(1237)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 94/ 2) من طريق سعيد بن بشير.

ص: 215

ذُكرت البراغيثُ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"إنها توقظ للصلاة".

ورواة الطبراني ثقات؛ إلا سعيد بن بشير.

1658 -

(3)[موضوع] ورُوي عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال:

نَزلْنا منزِلًا فآذَتْنا البراغيثُ، فسَببْناها، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تسبُّوها فنِعْمَتِ الدابَّةُ؛ فإنها أيقَظَتْكُم لِذِكْرِ الله".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1659 -

(4)[ضعيف] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ ذَكَر امرأً بشَيْءٍ ليسَ فيهِ ليُعيبَهُ بِه؛ حبَسَهُ الله في نارِ جهنَّم؛ حتى يأتيَ بنَفادِ ما قال فيه".

رواه الطبراني بإسناد جيد

(1)

. ويأتي هو وغيره في "الغيبة" إن شاء الله [هنا /19].

1660 -

(5)[موضوع] وعن عَمْرِو بنِ العاص رضي الله عنه:

أنَّه زارَ عمَّةً له، فدعتْ له بطَعامٍ، فأبْطأَتِ الجارِيَةُ، فقالت: ألا تَسْتعجلي يا زانيةُ! فقال عَمْرُو: سبحانَ الله! لقد قلتِ عظيماً! هل اطَّلَعْتِ منها على زناً؟ قالت: لا والله. فقالَ: إنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"أيُّما عبْدٍ أوِ امْرأةٍ قال، أو قالتْ لوليدتِها: يا زانيةُ! ولَمْ تَطَّلعْ منها على زناً؛ جَلَدَتْها وليدتُها يومَ القِيامَةِ؛ لأنَّه لا حدّ لَهُنَّ في الدنيا".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد".

(قال الحافظ): "كيف وعبد الملك بن هارون متروك متهم

(2)

".

وتقدم في "الشفقة"[20 - القضاء /10] أحاديث من هذا الباب لم نُعِدها هنا.

(1)

كذا قال! وفيه ضعيف وغيره كما تقدم في (20 - القضاء /8)، ويأتي آخر (19 - باب).

(2)

وقال الذهبي (4/ 370): "قلت: بل عبد الملك [يعني بن هارون بن عنترة] متروك باتفاق، بل قيل فيه: دجال".

ص: 216

14 -

(الترهيب مِنْ سبِّ الدهرِ)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

15 -

(الترهيب من ترويع المسلم، ومن الإشارة إليه بسلاح ونحوه جاداً أو مازحاً)

.

1661 -

(1)[ضعيف] ورُوي عن عامرِ بن ربيعةَ رضي الله عنه:

أنَّ رجُلًا أخذَ نَعْلَ رجُلٍ فغَيَّبَها وهو يَمْزَحُ، فذكَر ذلك لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"لا تُرَوِّعوا المسلمَ؛ فإنَّ روعةَ المسلمِ ظُلْمٌ عظيمٌ".

رواه البزار والطبراني وأبو الشيخ ابن حيان في "كتاب التوبيخ".

1662 -

(2)[ضعيف] ورُويَ عنْ أبي الحسن -وكان عَقَبِيّاً بدْرِياً- رضي الله عنه قال:

كنّا جلوساً معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقام رجُلٌ ونسِيَ نَعْلَيْه، فأخَذَهُما رجُلٌ فوضَعَهُما تحتَهُ، فرجَع الرَّجُلُ فقال: نَعْلي. فقال القومُ: ما رأيناهُما، فقال [رجل]

(1)

: هُوَ ذِهْ. فقال:

"فكيفَ بِرَوْعَةِ المؤمِنِ؟! ".

فقال: يا رسول الله! إنَّما صنَعْتُه لاعِباً. فقال:

"فكيفَ بِرَوْعَةِ المؤمِنِ؟! (مرَّتينِ أو ثَلاثاً) ".

رواه الطبراني.

(1)

زيادة من "معجم الطبراني"(22/ 395)، وفيه حسين بن عبد الله الهاشمي، وهو ضعيف.

ص: 217

1663 -

(3)[ضعيف] ورُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ أخافَ مؤمِناً؛ كان حقّاً على الله أنْ لا يُؤَمِّنَه مِنْ أَفْزاعِ يومِ القِيامةِ".

رواه الطبراني.

1664 -

(4)[ضعيف] ورُويَ عن عبدِ الله بنِ عَمْروٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ نظَر إلى مسلمٍ نظرةً يُخيفُه فيها بغير حَقٍّ؛ أخافَه الله يومَ القِيامَةِ".

رواه الطبراني.

1665 -

(5)[؟] ورواه أبو الشيخ من حديث أبي هريرة.

ص: 218

16 -

(الترغيب في الإصلاح بين الناس)

.

1666 -

(1)[منكر جداً] ورُويَ عْن أنَس بْنِ مالك رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ أصْلَح بينَ الناسِ؛ أصْلحَ الله أمْرَه، وأعطاهُ بكلِّ كلمَةٍ تكلَّم بها عِتْقَ رقَبَةٍ، ورجَعَ مغْفوراً له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِه".

رواه الأصبهاني، وهو حديث غريب جداً.

ص: 219

17 -

(الترهيب من أن يعتذر إلى المرء أخوه فلا يقبل عذره)

.

1667 -

(1)[ضعيف] عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"عِفُّوا عنْ نِساءِ الناسِ؛ تَعِفَّ نساؤكم، وبِرُّوا آباءَكم؛ تَبَرّكُم أبناؤكم، ومَنْ أتاهُ أخوه مُتَنَصِّلًا، فلْيَقْبَلْ ذلك، مُحِقَاً كان أو مُبْطِلًا؛ فإنْ لم يَفْعَلْ؛ لم يَرِدْ عليَّ الحوضَ".

رواه الحاكم من رواية سويد عن قتادة عن أبي رافع عنه. وقال:

"صحيح الإسناد".

(قال الحافظ):

"بل سويد هذا هو ابن عبد العزيز، واهٍ". [مضى 22 - البر /1].

1668 -

(2)[ضعيف جداً] وروى الطبراني وغيره صدره دون قوله: "ومن أتاه أخوه" إلى آخره من حديث ابن عمر بإسناد حسن

(1)

. [مضى هناك].

(التنصل): الاعتذار.

1669 -

(3)[مرسل وضعيف] وعن جَوْدان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنِ اعْتَذَرَ إلى أخيه المسلمِ فلَمْ يَقْبَلْ منه؛ كانَ عليه ما على صاحِبِ مَكْسٍ".

رواه أبو داود في "المراسيل"، وابن ماجه بإسنادين جيدين

(2)

؛ إلا أنَّه قال:

(1)

كذا قال، وفيه متهم كما سبق بيانه في التعليق عليه هناك.

(2)

كذا قال! وإنما أخرجه بإسناد واحد، وفيه عنعنة ابن جريج، و (جَوْدان) مجهول، وهو مخرج في "غاية المرام" (ص 236) و"الضعيفة" (6665). وقول المعلقين الثلاثة:"حسن مرسل" من تقليدهم وجهلهم بهذا العلم.

ص: 220

"كان عليه مثلُ خَطيئَةِ صاحِبِ مَكسٍ".

1670 -

(4)[ضعيف] ورواه الطبراني في "الأوسط" من حديث جابر بن عبد الله، ولفظه: قال:

"مَنِ اعْتَذَر إلى أَخيه فلَمْ يَقْبلْ عُذرَهُ؛ كان عليه مِثْلُ خطيئَةِ صاحِبِ مَكْسٍ".

قال أبو الزبير: والمكَّاس: العَشَّار.

وفي رواية: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ تُنُصَّلَ إليْهِ فَلَمْ يَقْبَلْ؛ لَمْ يَرِدْ عليَّ الحوْضَ".

(قال الحافظ):

"رُوي عن جماعة من الصحابة؛ وحديث جودان أصح، وجودان مختلف في صحبته، ولم ينسب".

1671 -

(5)[موضوع] وروي عن عائشةَ رضي الله عنها عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"عِفُّوا؛ تَعَفَّ نِساؤكم، وبِرُّوا آباءَكم؛ تَبَرّكُم أبْناؤكم، ومَنِ اعْتَذر إلى أخيه المسْلمِ فَلَمْ يَقْبَلْ عُذْرَهُ؛ لَمْ يَرِدْ عليَّ الحَوْضَ".

رواه الطبراني في "الأوسط"

(1)

.

1672 -

(6)[ضعيف جداً] ورُوي عنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا أُنَبِّئُكُمْ بِشرارِكُم؟ ".

قالوا: بلى إنْ شئتَ يا رسولَ الله! قال:

(1)

قلت في إسناده (7/ 160/ 6291) خالد بن يزيد العمري، -وهو كذاب- عن عبد الملك ابن يحيى بن الزبير، وهو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان (7/ 95).

ص: 221

"إنَّ شِرارَكمُ الَّذي يَنْزِلُ وحْدَه، وَيجْلِدُ عَبْدَه، ويَمْنَعُ رِفْدَهُ.

أفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشرٍّ مِنْ ذلك؟ ".

قالوا: بَلى إنْ شئتَ يا رسولَ الله! قال:

"مَنْ يَبْغَضُ الناسَ وَيبْغُضُونَهُ". قال:

"أَفَلا أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِنْ ذلك؟ ".

قالوا: بَلى إنْ شِئْتَ يا رسولَ الله! قال:

"الذين لا يُقيلونَ عَثْرةً، ولا يَقْبَلونَ مَعْذِرةً، ولا يَغْفِرون ذَنباً". قال:

"أَفلا أُنَبِّئكُم بَشَرٍّ مِنْ ذلك؟ ".

قالوا: بَلى يا رسولَ الله! قال:

"مَنْ لا يُرْجَى خَيْرُهُ، ولا يُؤْمَنُ شَرُّهُ".

رواه الطبراني وغيره.

ص: 222

18 -

(الترهيب من النميمة)

.

1673 -

(1)[ضعيف] وعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال:

مرَّ النبيُّ -لاصلى الله عليه وسلملا- في يوم شديدِ الحرِّ نحوَ (بقيع الغَرْقَدِ)، قال: فكانَ الناسُ يمشون خَلْفَهُ، قال: فلمَّا سمعَ صوتَ النعالِ وقَرَ ذلك في نفْسِه فجلَس حتى قَدَّمَهم أَمامَه، لئلاَّ يقَعَ في نفْسِه شيءٌ مِنَ الكِبْرِ، فلمَّا مرَّ بـ (بقيع الغَرْقَدِ) إذا بقَبْرَيْنِ قد دفنوا فيهما رَجُلَيْنِ، قال: فوقَف النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:

"مَنْ دَفنْتُمْ ههُنا اليومَ؟ ".

قالوا: فلانُ وفلانُ [قال:

"إنَّهمُا ليُعَذَّبانِ الآنَ ويُفْتَنانِ في قَبْرَيْهما"].

قالوا: يا نبيَّ الله! وما ذاك!؟ قال:

"أمَّا أحَدُهُما فكانَ لا يَتَنَزَّه مِنَ البَوْل، وأما الآخر فكان يمشي بالنَّميمَةِ".

وأخَذَ جَريدةً رطْبَةً فشَقَّها ثُمَّ جعَلَها على القَبْر [ين].

قالوا: يا نبيَّ الله! لِمَ فَعَلْتَ هذا؟ قال:

"لِتُخفِّفَ عنهما".

قالوا: يا نبيَّ الله! حتَّى متَى هما يُعذَّبان؟ قال:

"غيبٌ لا يعلَمُهُ إلاَّ الله، ولَوْلا تَمَزُّعُ قُلوبِكم، وتزيُّدكم في الحديثِ؛ لسَمِعْتم ما أسْمَعُ".

رواه أحمد من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه

(1)

.

(1)

مضى الحديث (4 - الطهارة /4)، فانظر الكلام عليه ثمة.

ص: 223

1674 -

(2)[ضعيف] ورُوِيَ عن ابن عمرَ رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:

"النَّميمةُ والشَّتيمةُ والحَمِيَّةُ في النار".

[ضعيف جداً] وفي لفظ:

"إن النَّميمَةَ والحِقْدَ في النارِ، لا يجْتَمِعانِ في قَلْبِ مسْلمٍ".

رواه الطبراني.

1675 -

(3)[موضوع] وعِن أبي برزة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ألا إنَّ الكَذِبَ يُسَوِّدُ الوجْهَ، والنميمةَ مِنْ عذابِ القَبْرِ".

رواه أبو يعلى والطبراني، وابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي.

(قال الحافظ):

"رووه كلهم من طريق زياد بن المنذر عن نافع بن الحارث عنه، وزياد هذا هو أبو الجارود الكوفي الأعمى؛ تنسب إليه الجارودية من الروافض. (ونافع) هو نفيع أبو داود الأعمى أيضاً، وكلاهما متروك متهم بالوضع"

(1)

.

1676 -

(4)[ضعيف جداً] وروي عن عبد الله بن بُسرٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"ليسَ منِّي ذو حسَدٍ، ولا نميمَةٍ، ولا كهانَةٍ، ولا أنا مِنْه. ثمَّ تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} ".

رواه الطبراني.

1677 -

(5)[ضعيف] وعنِ العلاءِ بن الحارث، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"الهمَّازون واللَّمَّازونَ والمشَّاؤُونَ بالنَّميمِةَ الباغونَ للبُرَاَءِ العَيْبَ، يَحْشُرُهُمْ الله في وجُوهِ الكِلابِ".

رواه أبو الشيخ ابن حيان في "كتاب التوبيخ" معضلًا هكذا.

(1)

قلت: وهو مخرج في "الضعيفة"(1496).

ص: 224

19 -

(الترهيب من الغيبة والبَهت وبيانهما، والترغيب في ردِّهما)

.

1678 -

(1)[ضعيف] ورُوِيَ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الرِّبا نيِّفٌ وسبعون باباً، أهْوَنُهُنَّ باباً مِنَ الرِّبا مثْلُ مَنْ أتى أُمَّه في الإسْلام، ودرهمٌ مِنَ الرِّبا؛ أشَدَّ مِنْ خمسٍ وثلاثين زَنْيَةً، أشدُّ الرّبا وَأَرْبَى الرِّبا وأخْبَثُ الرِّبا؛ انْتهاكُ عِرضِ المسْلمِ وانْتهاك حُرْمَتِهِ".

رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي.

وروى الطبراني منه ذكر الربا في حديث تقدم [16 - البيوع /19].

1679 -

(2)[ضعيف] وعن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأصْحابِه:

"تَدْرون أرْبى الرِّبا عند الله؟ ".

قالوا: الله ورسولُه أعْلَمُ. قال:

"فإنَّ أرْبى الرِّبا عند الله اسْتحلال عِرْضِ امْرِئٍ مسلم. ثمَّ قَرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا} ".

رواه أبو يعلى، ورواته رواة "الصحيح"

(1)

.

1680 -

(3)[ضعيف] ورُوِيَ عنها قالتْ:

قلت لامْرأَةٍ مرَّةً وأنا عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ هذه لطَوِيلَةُ الذَّيْل! فقال:

(1)

كذا قال! وتبعه الهيثمي، وهو خطأ نشأ من توهم الراوي الذي في إسناده (8/ 4689)(عمران بن أنس المكي) أنه المدني، والأول ضعيف، والآخر ثقة من رجال مسلم في تحقيق تراه في "غاية المرام"(251 - 253)، وخفي ذلك على كثيرين منهم المعلق على "مسند أبي يعلى" فقال:"إسناده صحيح"! مغتراً بقول الهيثمي المشار إليه! والمعلقون الثلاثة فقالوا: "حسن"! ولم يصححوه متمجهدين!!

ص: 225

"الْفِظي الْفِظي"، فَلَفظْتُ بَضْعَةً مِنْ لَحْمٍ.

رواه ابن أبي الدنيا.

(الفظي) معناه: ارمي ما في فمك.

و (البَضعة): القطعة.

1681 -

(4)[ضعيف جداً] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

كنّا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقام رجلٌ، فقالوا: يا رسولَ الله! ما أعْجَزَ -أو قالوا: ما أضْعَفَ- فلاناً! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"اغْتَبْتُمْ صاحِبَكُمْ، وأكَلْتُمْ لَحْمَهُ".

رواه أبو يعلى، والطبراني

(1)

ولفظه:

أن رجُلًا قام مِنْ عندِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فرأَوْا في قيامِه عَجْزاً، فقالوا: ما أَعْجزَ فلاناً! فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أكَلْتُمْ أخاكُمْ واغْتَبْتُموهُ".

1682 -

(5)[ضعيف جداً] ورُويَ عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال:

أمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الناسَ بصومِ يومٍ، وقال:

"لا يَفْطَرَنَّ أحدٌ

(2)

حتَّى آذَنَ لهُ".

فصامَ الناسُ حتى إذا أمْسَوْا، فَجعَل الرجُلُ يجيءُ فيقولُ: يا رسولَ الله!

(1)

قلت: إنما رواه في "المعجم الأوسط"(1/ 283 - 284/ 461)، ثم قال:"لم يروه إلا حماد ابن أبي حميد". وهو ضعيف جداً كما قال الهيثمي.

(2)

الأصل: (أحد منكم)، والتصحيح من "الغيبة"(53 - 55/ 31)، وكذا، "الصمت" لابن أبي الدنيا (106/ 170)، ومنهما الزيادة الآتية. وفي إسناد الجميع (يزيد بن أبان الرقاشي)، وهو متروك كما في "المغني"، ومثله الراوي عنه الربيع بن بدر.

ص: 226

إنِّي ظَلَلْتُ صائماً فائْذَنْ لي فأُفِطر، فيأْذَنُ له؛ الرجلُ والرجُلُ، حتى جاءَ رجُلٌ فقال:

يا رسولَ الله! فتاتان مِنْ أهلك ظلَّتا صائمَتَيْنِ، وإنَّهُما تستحْيِيان أن تأتِياكَ، فائْذَنْ لهما فَلْيَفْطُرا، فأَعْرَض عنه، ثُمَّ عاوَدَهُ، فأَعْرَضَ عنه، ثُمَّ عاوَدَةُ، فأعْرَضَ عنه، ثم عاوَدَهُ، فأَعْرَضَ عَنْهُ. فقال:

"إنَّهما لَمْ تَصوما، وكَيف صامَ مَنْ ظَلَّ هذا اليومَ يَأكُلُ لحومَ الناسِ؟!

اذْهَبْ فَمُرْهُما إنْ كانَتا صائمَتَيْنِ فلْيَسْتَقيئا".

فَرجَع إليْهِما فأخْبَرَهُما، فاسْتَقاءَتا، فقاءَتْ كُلُّ واحَدةٍ [منهما] عَلَقَةً مِنْ دَمٍ، فرجَعَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال:

"والذي نَفْسي محمد بيده! لو بَقِيَتا في بُطونِهِما لأكَلَتْهُما النارُ".

رواه أبو داود الطيالسي، وابن أبي الدنيا في "ذم الغيبة"، والبيهقي.

1683 -

(6)[ضعيف] ورواه أحمد وابن أبي الدنيا أيضاً والبيهقي مِنْ رواية رَجُلٍ لمْ يُسَمَّ عَنْ عُبَيْدٍ موْلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بنحوه؛ إلا أن أحمد قال:

فقال لأحدهما:

"قيئي".

فقاءَتْ قَيْحاً، ودَماً، وصَدِيداً، ولَحْماً، حتَّى مَلأَتْ نضفَ القَدَحَ. ثمَّ قال للأخُرى:

"قيئي".

فقاءَتْ مِنْ قَيْحٍ، ودَمٍ، وصَديدٍ، ولَحْمٍ عَبيطٍ، وغيرَه، حتى مَلأَتِ القَدَحَ، ثمَّ قال:

"إنَّ هاتَيْنِ صامتا عمَّا أَحلَّ الله لهما، وأفْطَرَتا على ما حَرَّمَ الله عليهما،

ص: 227

جلَسَتْ إحداهُما إلى الأُخْرى، فجَعَلتا تأكُلانِ مِنْ لُحومِ النَّاس".

وتقدم لفظ أحمد بتمامه في "الصيام"[9/ 21].

1684 -

(7)[ضعيف] وعن شُفَيّ بْنِ ماتعٍ الأصْبَحِيِّ؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"أربعةٌ يُؤْذُونَ أهلَ النار على ما بِهِمْ مِنَ الأَذى، يَسْعَوْن ما بين الحَميمِ والجحيمِ، يدْعون بالوَيْلِ والثُّبورِ، يقول بعضُ أهلِ النارِ لبَعضٍ: ما بالُ هؤُلاءِ قد آذونا على ما بِنا مِنَ الأذَى؟ -قال:- فَرجُلٌ مُغْلَقٌ عليه تابوتٌ مِنْ جَمْرٍ، ورجُلٌ يَجُرُّ أمْعاءَهُ، ورجُلٌ يسيلُ فُوه قَيْحاً ودَماً، ورجلٌ يأكلُ لَحْمَهُ! فيقالُ لصاحِبِ التابوتِ: ما بالُ الأبْعدِ قد آذانا على ما بِنا مِنَ الأَذى؟! فيقولُ: إنَّ الأبْعَدَ قد ماتَ وفي عُنُقِهِ أموالُ الناسِ.

ثُمَّ يقالُ لِلَّذي يَجُرُّ أمْعَاءَهُ: ما بالُ الأبْعَدِ قد آذانا على ما بِنا مِنَ الأذى؟! فيقولُ: إنَّ الأبْعَد كان لا يُبالي أين أصابَ البَوْلُ منهُ [لا يغسله].

ثُمَّ يقالُ للّذِي يسيلُ فُوه قَيْحاً ودَماً: ما بالُ الأبْعَد قد آذانا على ما بِنا مِنَ الأَذى؟! فيقولُ: إنَّ الأبْعَدَ كان يَنظُر إلى كَلِمَةٍ فَيَسْتَلِذُّها كما يَسْتَلِذُّ الرَّفَثَ.

ثُمَّ يقالُ للذي يأكُلُ لَحْمَهُ: ما بالُ الأَبْعَدِ قد آذانا على ما بِنا مِنَ الأَذى؟! فيقول: إنَّ الأبْعَد كان يأكُلُ لُحومَ الناسِ بالغِيبَةِ ويْمشي بالنَّمِيمَةِ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الصمت" وفي "ذم الغيبة"، والطبراني في "الكبير" بإسنادٍ لين، وأبو نعيم وقال:

"شفي بن ماتع مختلف في صحبته، فقيل: له صحبة". [مضى 4 - الطهارة /4].

(قال الحافظ): "شفيّ ذكره البخاري وابن حبان في التابعين".

1685 -

(8)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أكَلَ لَحْمَ أخيهِ في الدنيا؛ قُرِّب إليه يومَ القِيامَةِ فيقالُ له: كُلْهُ مَيتاً

ص: 228

كما أكَلْتَه حيّاً، فيأكُلُه، ويَكلَحُ وَيضِجُّ".

رواه أبو يعلى والطبراني، وأبو الشيخ في "كتاب التوبيخ"؛ إلا أنه قال:(يصيح)

(1)

بالصاد المهملة، كلهم من رواية محمد بن إسحاق، وبقية رواة بعضهم ثقات

(2)

.

(يضج) بالضاد المعجمة بعدها جيم، و (يصيح)؛ كلاهما بمعنى واحد؛ كذا قال بعض أهل اللغة، والظاهر أن لفظة (يضج) بالضاد المعجمة فيها زيادة إشعار بمقارنة فزع أو قلق. والله أعلم.

و (يكلح) بالحاء المهملة؛ أي: يعبس ويقبض وجهه من الكراهة.

1686 -

(9)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

جاءَ الأسْلَميَّ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فشَهِدَ على نفْسِهِ بالزنا أربعَ شهاداتٍ يقولُ: أتيْتُ امرَأةً حراماً، وفي كلِّ ذلك يُعْرِضُ عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث إلى أن قال: -قال:

"فما تريدُ بهذا القَوْلِ؟ ".

قال: أريدُ أنْ تُطَهِّرَني. فأمَر بهِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُرْجَمَ، فَرُجِمَ، فسمعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلَيْنِ مِنَ الأنْصارِ يقول أحدُهما لِصاحِبِه: انْظُرْ إلى هذا الذي سَتَر الله عليهِ، فلَمْ يَدع نَفْسَه حتى رُجِمَ رَجْمَ الكَلْب! قال: فَسَكَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. ثم سارَ ساعةً، فَمَرَّ بجِيفَةِ حِمارٍ شائلٍ بِرِجلهِ

(3)

، فقال:

"أينَ فلانٌ وفلانٌ؟ ".

فقالا: نحن ذا يا رسول الله! فقال لهما:

(1)

أي: من الصياح، والأول من الضجيج. والظاهر أنّ (يصيح) مصحفة من (يضج) لقربها منها. والله أعلم. قاله الناجي.

(2)

قلت: والعلة عنعنة (ابن إسحاق) فإنه مدلس، وهو مخرج في "الضعيفة"(6316).

(3)

أي: رافعها.

ص: 229

"كُلا مِنْ جيفَةِ هذا الحِمَارِ".

فقالا: يا رسولَ الله! غَفَر الله لكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؛ مَنْ يأكُلُ مِنْ هذا؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما نِلْتُما منْ عِرْضِ هذا الرجُلِ آنِفاً؛ أشَدُّ مِنْ أكْلِ هذه الجيفَةِ، فَوالَّذي نَفسِي بيَدِه! إنَّه الآنَ في أَنْهارِ الجَنَّةِ".

رواه ابن حبان في "صحيحه"

(1)

.

1687 -

(10)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:

"ليلةَ أسْرِيَ بِنَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم ونَظَر في النارِ، فإذا قومٌ يأكلونَ الجِيَفَ، قال: مَنْ هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ الذين يأكلونَ لُحومَ الناسِ، ورأى رجُلًا أحْمَر أزْرَقَ جعداً

(2)

[شعثاً إذا رأيته]، فقال: مَنْ هذا يا جبريلُ؟ قال: هذا عاقِرُ النَّاقَةِ".

رواه أحمد ورواته رواة "الصحيح"؛ خلا قابوس بن أبي ظبيان.

1688 -

(11)[ضعيف جداً] وعن راشد بن سعدٍ المقرائي قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لمّا عُرِجَ بي؛ مَرَرْتُ بِرِجالٍ تُقْرَضُ جُلودُهم بِمَقاريضَ مِنْ نارٍ. فقلتُ: مَنْ هؤُلاءِ يا جِبريلُ؟ قال: الَّذين يَتَزيَّنونَ للزِّنْيَةِ. قال: ثمَّ مَررْتُ بجُبٍّ مُنْتِن الريحِ، فسمعتُ فيه أصواتاً شديدةٍ. فقلتُ: مَنْ هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: نساءٌ كُنَّ يتزَينَّ للزَّنْيَةِ، ويفْعَلْن ما لا يَحِلُّ لَهُنَّ، ثُمَّ مررتُ على نساءٍ ورجالٍ مُعَلَّقين

(1)

قال الناجي: "هذا عجيب، فقد رواه أبو داود والنسائي كلاهما في "الرجم" بطوله، وقد ذكره المصنف في "مختصره للسنن" كذلك، وغفل هنا".

قلت: وأخرجه البخاري أيضاً في "الأدب المفرد"(737) وغيره، وقد خرجته في "الإرواء" رقم (2354) مع زيادة في التخريج وبيان أن علته الجهالة.

(2)

الأصل: (جلداً) والتصحيح والزيادة من "المسند"(1/ 257). ورواية قابوس الأكثرون على تضعيفه، لأنه كان رديء الحفظ كما قال ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب":"فيه لين".

ص: 230

بثَدْيِهِنَّ. فقلت: مَنْ هؤلاء يا جبريلُ؟ فقال: هؤلاء اللمَّازون والهمَّازونَ، وذلك قولُه عز وجل:{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} ".

رواه البيهقي من رواية بقية عن سعيد بن سنان

(1)

وقال:

"هذا مرسل، وقد رويناه موصولًا". [مضى 21 - الحدود /7].

1689 -

(12)[مقطوع] ثم روى

(2)

عن ابن جريج قال:

(الهمز) بالعين والشدق واليد. و (اللمز) باللسان.

قال [ابن المبارك]: وبلغني عن الليث أنه قال: (اللُّمزة): الذي يعيبك في وجهك، و (الهُّمزة): الذي يعيبك بالغيب.

1690 -

(13)[ضعيف] ورُوِيَ عن جابرِ بْنِ عبدِ الله وأبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنهم قالا: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"الغِيبَةُ أشَدُّ مِنَ الزِّنا".

قيلَ: وكيفَ؟ قال:

"الرجُلُ يزْني ثُمَّ يتوبُ فيتوبُ الله عليه، وإنَّ صاحِبَ الغِيبَةِ لا يُغْفَرُ له حتّى يَغْفِرَ له صاحِبُهُ".

(1)

قلت: وهو أبو مهدي الحمصي؛ متروك.

(2)

قلت: يعني البيهقي في "الشعب"(5/ 309/ 6752) من طريق ابن المبارك، عن ابن جريج، والزيادة التي بين المعكوفتين هي من عندي لأن السياق يقتضيها، وبدونها يرجع ضمير (قال) إلى ابن جريج، وهو متقدم على (الليث)، وليس له رواية عن (الليث)، وإنما يروي عن هذا ابن المبارك، فهو القائل:"وبلغني عن الليث. .". ويؤيده أن الزبيدي اليمني قد عزاه إلى (الليث) في "تاج العروس". والله أعلم.

ثم إن التفسير المذكور هنا لكلمتي (الهُمزة) و (اللُّمزة) وقع في "الشعب" على القلب: " (الهُمزة): الذي يعيبك في وجهك، و (اللمزة) الذي يعيبك بالغيب". وهكذا رواه ابن جرير في "التفسير"(30/ 189) عن أبي العالية مختصراً. وعزاه القرطبي للحسن أيضاً ومجاهد وعطاء بن أبي رباح. وذكر البغوي (8/ 529) عن مقاتل ضده. والله أعلم.

ص: 231

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الغيبة"، والطبراني في "الأوسط"، والبيهقي.

1691 -

(14)[ضعيف] ورواه البيهقي أيضاً عن رجل لم يسمَّ عن أنس.

1692 -

(15)[مقطوع] ورواه عن سفيان بن عُيَيْنَةَ غيرَ مرفوع

(1)

، وهو الأشبه. والله أعلم.

1693 -

(16)[ضعيف] وعن أبي أُمامَةَ رضي الله عنه قال:

أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقيعَ الغَرْقَدِ فوقَفَ على قَبْرْينِ ثَرِيَّيْنِ

(2)

فقال:

"أدَفَنْتُمْ فلاناً وفلانَةً؟ -أو قال: فلاناً وفلاناً؟ -".

قالوا: نعمْ يا رسولَ الله! قال:

"قد أُقْعِدَ فلانٌ الآنَ فضُرِبَ". ثم قال:

"والَّذي نفسي بيدِه! لقد ضُرِب ضَربةً؛ ما بَقِيَ منهُ عُضْوٌ إلا انْقَطَع، ولقد تطايرَ قَبْرهُ ناراً، ولقد صَرخَ صرْخَةً سمعها الخلائقُ إلا الثقليْنِ الإنسَ والجن، ولولا تَمَزُّع

(3)

قلوِبكُمْ، وتزيُّدكم في الحديثِ؛ لَسَمِعْتُمْ ما أسْمَعُ".

ثم قالوا: يا رسولَ الله! وما ذَنْبُهما؟ قال:

"أمَّا فلانٌ؛ فإنَّه كان لا يَسْتَبْرِئُ

(4)

مِنَ البَوْلِ، وأمّا فلانٌ -أو فلانةٌ- فإنَّه كان يأكُلُ لُحومَ الناسِ".

(1)

قلت: هذا وما قبله عند البيهقي في "الشعب"(6740 - 6742). وهو مخرج في "الضعيفة"(5262).

(2)

أي: نديِّين مبلولين. جاء في "اللسان": "وأرض ثريَّة وثرياء: أي: ذات ثرى وندى".

وأما تفسيره بـ (غنيين) -كما فعل عمارة- فهو من غفلاته! وقلده المعلقون الثلاثة بجهلهم (13/ 497).

(3)

الأصل: (تمريج)، وعلى هامشه:"المرج: الخلط".

قلت: ولا وجه له هنا، وفي بعض النسخ كما في هامش طبعة عمارة (تمزع)، وهو الصواب الموافق لرواية أحمد المتقدمة.

(4)

وفي نسخة: لا يستتر.

ص: 232

رواه ابن جرير الطبري من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه.

ورواه من هذا الطريق أحمد بغير هذا اللفظ، وزاد فيه:

قالوا: يا نبيَّ الله! حتَّى متَى هما يُعَذَّبانِ؟ قال:

"غَيْبٌ لا يعلَمُه إلاَّ الله". وتقدم لفظه في "النميمة"[هنا /18].

1694 -

(17)[موضوع] وروي عن عثمانَ بْنِ عفَّانَ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"الغيبَةُ والنَّمِيمَةُ يَحُتَّانِ الإيمانَ كما يَعْضُدُ الراعي الشَّجَرةَ".

رواه الأصبهاني.

1695 -

(18)[موضوع] ورُويَ عنْ أَبي أُمامَةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الرجل ليُؤْتَى كتابَه مَنْشوراً؛ فيقولُ: يا ربِّ! فأيْنَ حَسناتُ كذا وكذا؛ عَمِلْتُها ليْسَتْ في صحيفتي؟ فيقولُ له: مُحِيَتْ باغْتِيابِكَ الناسَ".

رواه الأصبهاني.

1696 -

(19)[ضعيف] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ ذَكرَ امْرَأً بشَيْءٍ [ليس] فيهِ لِيُعِيبَه بِه؛ حبَسَه الله في نارِ جهنَّم حتى يأتيَ بنَفادِ ما قالَ فيه".

رواه الطبراني بإسناد جيد

(1)

.

وفي رواية له:

"أيُّما رجُلٍ أشاعَ على رجلٍ مسلمٍ بكلِمَةٍ وهو منها بَرِيءٌ يشِينُهُ بِها في

(1)

قلت: وكذا قال فيما مضى، وخالفه الهيثمي هنا فقال (8/ 94):"رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه مقدام بن داود، وهو ضعيف". وفيه علل أخرى كما ذكرت فيما مضى.

وضعفه الثلاثة هنا، وحسنوه هناك كما سبق بيانه.

ص: 233

الدنيا؛ كانَ حقّاً على الله أنْ يُذيبَهُ يومَ القِيامَةِ في النارِ؛ حتَّى يأْتِيَ بنَفادِ ما قال". [مضى 20 - القضاء /8].

1697 -

(20)[ضعيف] وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ حَمى مؤمناً من منافق -أُراه قال:-؛ بعث الله ملكاً يحمي لحمه يوم القيامةِ من نارِ جهنمَ، ومن رمى مسلماً بشيءٍ يريد به شينه؛ حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرجَ مما قالَ".

رواه أبو داود وابن أبي الدنيا.

(قال الحافظ):

"وسهل بن معاذ يأتي الكلام عليه، وقد أخرج هذا الحديث ابن يونس في "تاريخ مصر" من رواية عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب بإسناد مصري، كما أخرجه أبو داود. وقال ابن يونس: "ليس هذا الحديث -فيما أعلم- بمصر"، ومراده أنه إنما وقع له من حديث الغرباء. والله أعلم"

(1)

.

1698 -

(21)[ضعيف جداً] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ حَمى عِرْضَ أخيه في الدنيا، بعَثَ الله عز وجل مَلَكاً يومَ القيامَةِ يَحْمِيهِ عنِ النارِ".

رواه ابن أبي الدنيا

(2)

عن شيخ من أهل البصرة لم يسمِّه عنه. وأظن هذا الشيخ أبان ابن عياش، وهو متروك. كذا جاء مسمى في رواية غيره.

(1)

أعله الجهلة بـ (سهل بن معاذ)، وهو حسن الحديث، وإنما العلة ممن دونه، وبيانه في "الضعيفة"(6772).

(2)

في "الصمت"(135/ 240) و"الغيبة"(99/ 105). وعزاه المعلقون الثلاثة له "زهد ابن المبارك"(686). وهذا إنما هو رقم حديث سهل بن معاذ الذي قبله!! وأظن أنهم قلدوا في هذا الخطأ غيرهم كما بينته في "الضعيفة"(6772).

ص: 234

1679 -

(22)[ضعيف جداً] ورُوي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنِ اغْتِيبَ عنده أخوهُ المسْلمُ فَلَمْ يَنْصُرْه وهو يَسْتَطيعُ نَصرَهُ؛ أدْرَكَهُ إثْمُهُ في الدنيا والآخرةِ".

[ضعيف جداً] رواه أبو الشيخ في "كتاب التوبيخ"، والأصبهاني أطول منه، ولفظه: قال:

"منِ اغْتيبَ عنده أخوهُ فاسْتَطاع نُصْرَتَهُ فَنَصَرَهُ؛ نَصَرَهُ الله في الدنيا والآخرةِ، وإنْ لَمْ يَنْصُرْه؛ أذلَّه

(1)

الله في الدنيا والآخِرَةِ".

1700 -

(23)[ضعيف] وعن جابِر بْنِ عبدِ الله وأبي طَلْحَة الأنصارِيِّ رضي الله عنهم قالا: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنِ امْرِئٍ مسْلمٍ يَخْذِلُ امْرأً مسْلِماً في موضعٍ تُنْتَهَكُ فيه حُرْمَتُه، ويُنْتَقَصُ فيه مِنْ عِرْضِهِ؛ إلاَّ خَذَلَهُ الله في مَوْطِنٍ يُحِبُّ فيه نُصْرَتَهُ، وما مِنِ امْرِئٍ مُسْلمٍ يَنْصُرُ مسْلِماً في مَوضعِ يُنْتَقَصُ فيه مِنْ عِرْضِهِ، ويُنْتَهَكُ فيه مِنْ حُرْمَتِه؛ إلاَّ نَصَرَهُ الله في مَوْطِنٍ يُحبُّ فيه نُصرَتَهُ".

رواه أبو داود وابن أبي الدنيا وغيرهما، واختلف في إسناده

(2)

.

(1)

الأصل: (أدركه)، والتصويب من "الأصبهاني"(2/ 903/ 2207).

(2)

قلت: الاختلاف الذي يشير إليه، مرجوح، وإنما علة الحديث (يحيى بن سليم بن زيد)، وهو مجهول كما قال الحافظ، وقوله في "التهذيب":"ذكره ابن حبان في (الثقات) " من أوهامه، ومثله قول الهيثمي في إسناد "المعجم الأوسط":"حسن"! وقلده بعض المحققين الذين يستعينون بغيرهم! وبيان هذا الإجمال في "الضعيفة"(6871).

ص: 235

20 -

(الترغيب في الصمت إلا عن خير، والترهيب من كثرة الكلام)

.

1701 -

(1)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عن أبي أمامَةَ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بالله واليومِ الآخرِ، ويشهَدُ أنِّي رسولُ الله؛ فَلْيَسعْهُ بيتُه، ولْيَبْكِ على خطيئَتِه. ومَنْ كانَ يُؤْمِنُ بالله واليَومِ الآخِرِ؛ فلْيَقُلْ خَيْراً لِيَغْنَمَ، ولْيَسْكُتْ عَنْ شَرٍّ فَيَسْلَم".

رواه الطبراني والبيهقيُّ في "الزهد".

1702 -

(2)[ضعيف] وعن أبي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أيّ الأعمالِ أحَبُّ إلى الله؟ ".

قال: فَسَكَتوا، فَلَمْ يُجِبْهُ أحَدٌ. قال:

"هو حِفْظ اللِّسانِ".

رواه أبو الشيخ ابن حيان، والبيهقي، وفي إسناده من لا يحضرني الآن حاله

(1)

.

1073 -

(3)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عن أنَسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ دفَعَ غضَبَهُ؛ دفَعَ الله عنه عذابَهُ، وَمَنْ حَفِظَ لسانَه؛ ستَر الله عَوْرَتَهُ".

رواه الطبراني في "الأوسط"، وأبو يعلى، ولفظه: قال:

"مَنْ خَزَن لِسانَهُ؛ ستَر الله عَوْرَتَهُ، ومَنْ كَف غَضَبهُ؛ كَفَّ الله عنه عذابَهُ، ومَنِ اعْتَذَر إلى الله؛ قَبِلَ الله عُذْرَهُ".

ورواه البيهقي مرفوعاً وموقوفاً على أنس؛ ولعله الصواب.

(1)

قلت: الظاهر أنه يعني (المنذر بن بلال)؛ فإني لم أجد له ترجمة، لكن دونه متكلم فيه، فانظر -إن شئت- "الضعيفة"(1615).

ص: 236

1704 -

(4)[ضعيف] وروى الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" عنه أيضاً عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يَبْلُغُ العَبْدُ حقيقَةَ الإيمانِ؛ حتى يَخْزُنَ مِنْ لِسانِهِ"

(1)

.

1705 -

(5)[ضعيف] وعن ركبٍ المصريِّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"طوبَى لِمَنْ عَمِلَ بعِلْمِه، وأنْفقَ الفَضْلَ مِنْ مالِه، وأمْسَكَ الفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ".

رواه الطبراني في حديث يأتي في "التواضع" إن شاء الله [هنا /22].

1706 -

(6)[ضعيف جداً] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال:

دَخَلْتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث بطوله إلى أن قال:. . . . . قلتُ: يا رسولَ الله! زِدْني. قال:

"عليكَ بطولِ الصَّمْتِ؛ فإنَّه مَطْرَدَةٌ للشَّيْطانِ، وعَونٌ لكَ على أمْرِ دينكَ". . . . . . . . .

قلت: زِدْني. قال:

"لِيَحْجُزْكَ عنِ الناسِ ما تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِك".

رواه أحمد والطبراني، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم واللفظ له، وقال:

"صحيح الإسناد"

(2)

. [مضى 20 - القضاء /5].

وقد أملينا قطعة من هذا الحديث أطول من هذه بلفظ ابن حبان في "الترهيب من

(1)

قلت: فيه (داود بن هلال) لم يوثقه أحد، ولم يرو عنه غير (زهير بن عباد الرواسي).

وهو في "الروض النضير"(رقم 141).

(2)

قلت: عزوه لأحمد والحاكم فيه نظر، وقد مضى بطوله هناك، وما حذف منه هنا مكان النقاط فلشواهده، ولذلك نقل إلى "الصحيح".

ص: 237

الظلم" [20 - القضاء /5]، وفيها حكاية عن صحُف إبراهيمَ عليه السلام:

"وعلى العاقِلِ أنْ يكونَ بصيراً بزَمانِه، مُقْبِلًا على شَأْنِه، حافِظاً لِلِسانِه، ومَنْ حَسِبَ كلامَهُ مِنْ عَمَلِه؛ قلَّ كلامُه إلا فيما يَعْنيهِ" الحديث.

1707 -

(7)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال:

جاءَ رجلٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله! أوْصِني. قال:

". . .

(1)

، واخْزُنْ لِسانَك إلا مِنْ خَيْرٍ، فإنَّك بذلك تَغْلِبُ الشيْطانَ".

رواه الطبراني في "الصغير"، وأبو الشيخ في "الثواب"؛ كلاهما من رواية ليث بن أبي سليم.

ورواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ أيضاً موقوفاً عليه مختصراً.

1708 -

(8)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال:

لقي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبا ذرٍّ فقال:

"يا أبا ذرّ! ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر، وأثقلُ في الميزان من غيرهما؟ ".

قال: بلى يا رسول الله! قال:

"عليك بحسنِ الخُلُق، وطولِ الصمتِ، فوالذي نفسي بيده ما عملَ الخلائقُ بمثلهما".

رواه ابن أبي الدنيا والبزار والطبراني وأبو يعلى، ورواته ثقات، والبيهقي بزيادة. [مضى هنا /2].

(1)

في الأصل هنا فقرة: "عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير. . . وذكر لك في السماء"، وقد نقلتها إلى "الصحيح" لشواهد لها.

ص: 238

1709 -

(9)[؟] ورواه أبو الشيخ ابن حيان من حديث أبي الدرداء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"يا أبا الدرداء! ألا أنبئُك بأمرين خفيفٌ مؤنتهما، عظيمٌ أجرهما، لم تلقَ اللهَ بمثلهما؟ طولِ الصمتِ، وحسنِ الخلقِ". [مضى هناك].

1710 -

(10)[ضعيف] ورواه ابن أبي الدنيا أيضاً عن صفوان بن سليم مرسلًا قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا أخْبِرُكُمْ بأيْسَرِ العبادَةِ وأهْوَنِها على البَدَنِ؟ الصَّمْتُ وحُسنُ الخُلقِ"[مضى هناك].

1711 -

(11)[موضوع] وعن أنسٍ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"أربع لا يصَبن إلاَّ بعَجَبٍ: الصمتُ، وهو أوَّلُ العبادَةِ، والتواضُعُ، وذِكْرُ الله، وقلَّةُ الشَّيْءِ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد".

(قال الحافظ): "في إسناده العوام، وهو ابن جويرية، قال ابن حبان:

كان يروي "الموضوعات، وقد عد هذا الحديث من مناكيره".

ورُوِيَ عنْ أنَسٍ موقوفاً عليه؛ وهو أشبه.

أخرجه أبو الشيخ في "الثواب" وغيره.

1712 -

(12)[أثر ضعيف] ورُوِيَ أيضاً عن وُهيب

(1)

قال:

قال عيسى ابْنُ مَرْيمَ عليه السلام:

(1)

قلت: وابن أبي الدنيا رواه (289/ 643) من طريق عبد الله، وهو ابن المبارك، وهذا أخرجه في "الزهد" (222/ 629): أنبأنا وُهيب. . ووُهيب هو ابن الورد، وهو ثقة زاهد، لكن بينه وبين عيسى عليه السلام مفاوز، والظاهر أنه مما تلقاه عن أهل الكتاب.

ص: 239

"أربعٌ لا يَجتَمِعْنَ في أحَدٍ مِنَ الناسِ إلّا بِعَجَبٍ" الحديث

(1)

.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب الصمت"، وأبو الشيخ وغيرهما.

1713 -

(13)[ضعيف جداً موقوف] ورُوِيَ عن مجاهد عن ابْنِ عبَّاسٍ، قال: سمعتُه

(2)

يقول:

خمسٌ لَهُنَّ أحْسنُ مِنَ الدُّهْم

(3)

الموقفة: لا تكَلَّمْ في ما لا يَعْنيكَ؛ فإنَّه فَضْلٌ، ولا آمَنُ عليكَ الوِزْرَ، ولا تكَلَّمْ في ما يَعنيك حتى تَجِدَ له مَوْضِعاً؛ فإنَّه رُبَّ مُتَكلِّمٍ في أمْرٍ يَعْنيه قد وضَعَهُ في غيرِ مَوْضعِه فَيَعْنَتُ، ولا تُمارِ حَليماً ولا سَفيهاً؛ فإنَّ الحَليمَ يَقْلِيكَ، وإنَّ السَّفيهَ يؤْذيكَ، واذْكُرْ أخاكَ إذا تغيَّبَ عنكَ بِما تُحِبُّ أنْ يَذْكرَكَ به، واعْفِه مما تُحِبُّ أنْ يُعفِيكَ منهُ، واعْمَلْ عملَ رجُلٍ يَرى أنَّه مُجازى بِالإْحسانِ، مَأخوذٌ بالإجْرامِ.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً.

1714 -

(14)[ضعيف جداً] ورُوي عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من سرّه أن يَسْلَمَ؛ فليلزم الصمت".

رواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ وغيرهما.

1715 -

(15)[ضعيف] ورَوى [يعني أبا هريرة] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ العبدَ ليتَكَلَّم بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوانِ الله تعالى ما يُلقي لها بالاً، يرفَعُهُ الله بها درجاتٍ في الجنَّةِ. . ."

(4)

.

(1)

يعني مثل الذي قبله، إلا أنه قال:"والزهادة في الدنيا" بدل "وذكر الله".

(2)

يعني أن مجاهداً سمع ابن عباس يقول، فهو موقوف كما قال المؤلف عقب الحديث. وفي إسناده (محرز التيمي) وهو متروك كما قال الحافظ وغيره.

(3)

أي: الخيل السود، في "شرح القاموس":"والعرب تقول: ملوك الخيل دُهْمها". وكان الأصل: (الدرهم)، فصححته من "الصمت"(75/ 114)، كما صححت منه أخطاء أخرى كانت في الأصل.

(4)

قلت: هو في "الصحيحين" وغيرهما مختصراً بالشطر الثاني نحوه، وهو المشار إليه بالنقاط هنا، فانظره هنا في "الصحيح"، وقد بينت علة هذا المطول في "الضعيفة"(1299).

ص: 240

[ضعيف جداً] ورواه البيهقي

(1)

ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ العبدَ لَيقولُ الكلمةَ لا يقولُها إلاّ لِيُضْحِكَ بها [أهل] (*) المْجلِسَ؛ يَهْوِي بها أبعَدَ ما بينَ السماءِ والأرْضِ، وإنَّ الرجُلَ لَيَزِلُّ عَنْ لِسانِه أشَدَّ مِمَّا يَزِلُّ عنْ قَدمَيْهِ".

1716 -

(16)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الرجلَ لَيَتحدَّثُ بالحديثِ ما يريدُ بِه سوءاً الاَّ لِيُضْحِكَ به القومَ؛ يَهْوِي به أبْعدَ مِنَ السماءِ".

رواه أبو الشيخ عن أبي إسرائيل عن عطية -وهو العوفي- عنه

(2)

.

1717 -

(17)[ضعيف] وعن أُمامة

(3)

بنتِ الحَكَمِ الغفاريَّةِ رضي الله عنها قالتْ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنَّ الرجُلَ لَيَدنو مِنَ الجَنَّة حتى ما يكونُ بينَهُ وبينَها إلا قِيْدُ رُمْحٍ، فَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ فيَتَباعَدُ منها أبْعَد مِنْ صَنْعاءَ".

رواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني؛ كلاهما من رواية محمد بن إسحاق.

1718 -

(18)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عُمرَ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تُكثِروا الكلامَ بغَيْرِ ذِكْرِ الله؛ فإنَّ كَثْرةَ الكلامِ بغيرِ ذِكْرِ الله؛ قَسْوةٌ

(1)

في "الشعب"(2/ 51/ 1) وفيه (يحيى بن عبيد الله التيمي)، وهو متروك.

(2)

قلت: ومن هذا الوجه رواه أحمد (3/ 38) أيضاً.

(3)

كذا الأصل. وفي طبعة عمارة: (أَمَةَ)، وكذا وقع في "الاستيعاب"، وهو تصحيف؛ كما في "العجالة"(ق 98/ 1)، فإن الحديث في "المسند" أيضاً (4/ 64 و 5/ 377) عن ابن إسحاق عن سليمان بن سحيم عن أمه ابنة أبي الحكم الغفاري قالت. . . فقوله:(أمه) بضم أوله؛ وليس (أَمَةَ) بفتحتين كما ظن ابن عبد البر. وعلة الحديث عنعنة ابن إسحاق، وتحسين الثلاثة إياه من خبطاتهم!

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبته الشيخ مشهور في طبعته وقال:«وسقطت من المنيرية وأثبتها من سائر الطبعات و (شعب البيهقي)»

ص: 241

لِلْقَلْبِ، وإنَّ أبْعَدَ الناسِ منَ الله تعالى؛ القَلْبُ القَاسِي".

رواه الترمذي والبيهقي، وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب"

(1)

.

1719 -

(19)[أثر ضعيف] وعن مالكٍ؛ بلغه:

أن عيسى ابن مريم عليه السلام كان يقول:

لا تُكْثِروا الكلامَ بِغَيرِ ذِكْرِ الله فتَقسُو قلوبُكم؛ فإنَّ القلبَ القاسيَ بعيدٌ مِنَ الله، ولكنْ لا تَعْلَمُونَ. ولا تَنْظُروا في ذنوبِ الناسِ كأنَّكُم أرْبابٌ، وانظُروا في ذنوِبكُم كأنَّكم عبيدٌ، فإنَّما الناس مُبْتَلىً ومُعافىً، فارْحَموا أهلَ البَلاءِ، واحْمَدوا الله على العافِيَةِ.

ذكره في "الموطأ".

1720 -

(20)[ضعيف] وعن أُمِّ حبيبَةَ زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"كلُّ كلامِ ابْنِ آدمَ عليه لا لَهُ؛ إلا أمْرٌ بمعروفٍ، أوْ نهيٌ عنْ مُنْكرٍ، أو ذِكْرُ الله".

رواه الترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا، وقال الترمذي:

"حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس".

(قال الحافظ):

"رواته ثقات، وفي محمد بن يزيد كلام قريب لا يقدح، وهو شيخ صالح

(2)

".

(1)

فيه من لم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن القطان:"لا يعرف حاله". وهو مخرج في "الضعيفة"(920).

(2)

قلت: العلة ممن فوقه، وهي جهالة (أم صالح)، كما هو مبين في "الضعيفة"(1366)، وخبط أو جهل المعلقون الثلاثة فقالوا:"حسن"!

ص: 242

1721 -

(21)[ضعيف] ورُوِيَ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أكْثَرُ الناسِ ذنوباً؛ أكثرُهم كلاماً فيما لا يَعْنيهِ".

رواه أبو الشيخ في "الثواب".

1722 -

(22)[ضعيف موقوف] وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن:

أن امرأةً كانت عندَ عائشةَ ومعها نسوةٌ، فقالت امرأة منهن: والله لأدخُلَنَّ الجنةَ، فقد أسلمتُ وما سرقتُ وما زنيتُ. فأُتِيَتْ في المنامِ فقيل لها: أنت المتألّيةُ لتدخُلِنّ الجنةَ؟! كيف وأنت تبخلين بما لا يُغنيكِ، وتتكلمين فيما لا يعنيك؟! فلما أصبحتِ المرأةُ دخلَتْ على عائشة، فأخبرَتْها بما رأت، وقالت: اجمعي النسوة اللاتي كُنَّ عندَك حين قلتُ ما قلتُ، فأرسلت إليهن عائشة، فجِئنَ فحدثَتْهن المرأةُ بما رأت في المنام.

رواه البيهقي.

ص: 243

21 -

(الترهيب من الحسد، وفضل سلامة الصدر)

.

1723 -

(1)[ضعيف] وعنه [يعني أبا هريرة رضي الله عنه]؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إيّاكمْ والحسَدَ؛ فإنَّ الحسدَ يأكلُ الحسَناتِ؛ كما تأكلُ النارُ الحَطَبَ -أو قال: العُشْبَ-".

رواه أبو داود والبيهقي

(1)

.

1724 -

(2)[ضعيف] ورواه ابن ماجه والبيهقي أيضاً وغيرهما من حديث أنسٍ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"الحَسدُ يأكُلُ الحسَناتِ كما تأكُلُ النارُ الحَطَب،. . . .، والصلاةُ نورٌ للمؤمِنِ،. . ."

(2)

.

1725 -

(3)[ضعيف] ورُوي عن عبد الله بن بُسرٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"ليسَ منِّي ذو حَسَدٍ، ولا نَميمَةٍ، ولا كَهانةً، ولا أنا مِنْهُ". ثمَّ تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} .

رواه الطبراني.

[ضعيف] وتقدم في "باب إجلال العلماء"[3 - العلم /5] حديثه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"لا أخافُ على أُمَّتي إلاَّ ثلاثَ خِلالٍ: أنْ يُكْثَرَ لهُمْ مِنَ الدنيا

(1)

قلت: فيه مجهول لم يسم. وهو مخرج في "الضعيفة"(1902).

(2)

في إسناد ابن ماجه متروك، ورواه جمع آخر، وهو مخرج هناك (1901)، وفي إسناد البيهقي (5/ 267/ 6610) يزيد الرقاشي، وهو متروك أيضاً. ومن طريقه ابن أبي شيبة (9/ 93/ 6645) الجملة الأولى فقط، وعنه ابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 123 - 124).

ص: 244

فيَتَحاسَدونَ" الحديث.

1726 -

(4)[ضعيف] وعن عبدِ الله بنِ كعبٍ عن أبيه رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما ذِئْبانِ جائعانِ أُرْسِلا في زَرِيبَةِ غَنَمٍ، بأفْسَدَ لها مِنَ الحِرْصِ على المالِ، والحسَدِ في دينِ المسْلم، وإنَّ الحَسَد لَيأكُلُ الحَسنات؛ كما تأكُلُ النارُ الحطَبَ".

وفي رواية:

"إيّاكمْ والحسَدَ؛ فإنَّه يأكلُ الحسنَاتِ؛ كما تأكلُ النارُ العُشْبَ".

ذكره رزين، ولم أره في شيء من أصوله بهذا اللفظ، إنما روى الترمذي صدره وصححه

(1)

ولم يذكر "الحسد"، بل قال:"على المال والشرف"، وبقية الحديث تقدمت عند أبي داود من حديث أبي هريرة [هنا في الباب].

1727 -

(5)[ضعيف] وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا بُنيَّ! إنْ قدِرْتَ على أنْ تصْبِحَ وتُمْسِيَ ليسَ في قَلْبِكَ غِشُّ لأَحَدٍ؛ فافْعَلْ" الحديث.

رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب"

(2)

.

1728 -

(6)[ضعيف] وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال:

كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"يطلُعُ الآن عليكم رجلٌ من أهلِ الجنةِ".

(1)

وهو كما قال، وسيأتي في (24 - الزهد /6).

(2)

قلت: في إسناده (2678) علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف.

ص: 245

فطلع رجلٌ من الأنصارِ تنطفُ لحيته من وُضوئه، قد علّق نعليه بيده الشمال، فلما كان الغدُ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم مثلَ ذلكَ، فطلَعَ ذلكَ الرجلُ مثل المَرةِ الأولى، فلما كان اليومُ الثالثُ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم مثلَ مقالتِه أيضاً، فطلَعَ ذلك الرجل على مثلِ حالهِ الأولِ، فلما قام النبيُّ صلى الله عليه وسلم، تبعه عبدُ الله بن عمرو فقال: إني لاحَيْتُ أبي فأقسمت أني لا أدخلُ عليه ثلاثاً، فإنْ رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضيَ فعلتُ؟ قال: نعم.

قال أنس: فكان عبد الله يحدثُ أنه باتَ معه تلك اللياليَ الثلاثَ، فلم يره يقومُ من الليلِ شيئاً، غير أنه إذا تعارّ وتقلّب في فراشِه ذكَرَ الله عز وجل وكبّر حتى [يقوم]

(1)

لصلاة الفجر.

قال عبدُ الله: غيرَ أني لم أسمَعْه يقول إلا خيراً. فلما مضت الثلاث الليالي، وكدْتُ أحتقرُ عملَه، قلت: يا عبدَ الله! لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا هُجرةٌ، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاثَ مراتٍ:

"يطلعُ عليكم الآنَ رجلٌ من أهلِ الجنةِ"، فطلعت أنتَ الثلاثَ المراتِ، فأردتُ أن آوي إليك لأنظرَ ما عملُك؟ فأقتديَ به، فلم أركَ عملتَ كبيرَ عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيتَ. فلما ولّيت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيتَ؛ غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشًا، ولا أحسد أحدًا على خيرٍ أعطاه اللهُ إياه.

فقال عبد الله: هذه التي بَلَغَتْ بك، [وهي التي لا نطيقُ]

(2)

".

(1)

و

(2)

الزيادة من "المسند" وأصله "مصنف" عبد الرزاق، والسياق لأحمد.

ص: 246

رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم

(1)

، والنسائي، ورواته احتجا بهم أيضاً؛ إلا شيخه سويد بن نصر، وهو ثقة، وأبو يعلى والبزار بنحوه، وسمى الرجل المبهم سعداً، وقال في آخره:

"فقال سعد: ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي! إلا أني لم أَبِتْ ضاغناً على مسلم، أو كلمة نحوها".

زاد النسائي في رواية له، والبيهقي والأصبهاني:

فقال عبد الله: هذه التي بلَغَتْ بك، وهي التي لا نُطيقُ.

1729 -

(7)[ضعيف] ورواه البيهقي أيضاً

(2)

عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال:

كنّا جلوساً عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال: "لَيَطْلَعَنَّ عليكُمْ رجُلٌ مِنْ هذا البابِ مِنْ أهلِ الجَنَّةِ". فجاءَهُ سعدُ بْنُ مالِكٍ فَدخَل مِنه -قال البيهقي: فذكر الحديث قال:-، فقال عبدُ الله بنُ عُمَر: ما أنا بالَّذي أنْتَهي حتَّى أُبايِتَ هذا الرجُلَ فأنظُرَ عَملَهُ -قال: فذكر الحديث في

(1)

قلت: هو كما قال، لولا أنه منقطع بين الزهري وأنس، بينهما رجل لم يسم كما قال الحافظ حمزة الكناني على ما ذكره الحافظ المزي في "تحفة الأشراف"(1/ 395)، ثم الناجي، وقال (198/ 2):، وهذه العلة لم يتنبه لها المؤلف". ثم أفاد أن النسائي إنما رواه في "اليوم والليلة" لا في "السنن" على العادة المتكررة في الكتاب، فتنبه".

قلت: أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(11/ 287/ 20559)، ومن طريقه جماعة منهم أحمد: قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك. وهذا إسناد ظاهر الصحة، وعليه جرى المؤلف والعراقي في "تخريج الإحياء"(3/ 187)، وجرينا على ذلك برهة من الزمن، حتى تبينت العلة، فقال البيهقي في "الشعب" عقبه (5/ 265):"ورواه ابن المبارك عن معمر فقال: عن معمر، عن الزهري، عن أنس. ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، قال: حدثني من لا أتهم عن أنس. .، وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري"، وانظر "أعلام النبلاء"(1/ 109).

ولذلك قال الحافظ عقبه في "النكت الظراف على الأطراف":

"فقد ظهر أنه معلول".

(2)

قلت: فيه صالح المري، وهو ضعيف. وهو مخالف للحديث قبله من وجوه كما هو ظاهر، ومع ذلك قال الجهلة:"حسن بشاهده المتقدم"!

ص: 247

دخوله عليه قال: -فناولَنَي عَباءَةً فاضْطَجَعْتُ عليها قرِيباً مِنْه، وجَعَلْحتُ أرْمُقُه بِعَيْني ليلَهُ، كلَّما تعارَّ سبَّحَ وكَبَّر وهَلَّلَ وحَمِدَ الله، حتى إذا كان في وجهِ السَّحَرِ، قامَ فتَوَضَّأَ ثمّ دخَلَ المسْجِدَ فصَلَّى ثِنْتَيْ عَشْرَة ركْعةً، باثْنَتَيْ عَشْرَةَ سورةً مِنْ المُفَصَّلِ، ليسَ مِنْ طِوالٍ ولا مِنْ قِصَارٍ، يدعو في كلِّ ركعتينِ بعدَ التشهّدِ بثلاثِ دَعَواتٍ؛ يقول:(اللهَّم آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذابَ النارِ، اللهمَّ اكْفِنا ما أهمَّنا مِنْ أمرِ آخِرَتِنا ودُنيانا، اللهمَّ إنَّا نسألَك مِنَ الخْيرِ كلِّه، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشرِّ كُلِّه)، حتى إذا فَرَغ -قال: فذكر الحديث في استقلاله عمله وعوده إليه ثلاثًا إلى أن قال:-، فقال: آخُذُ مَضْجَعِي، وليسَ في قَلْبي غِمْرٌ على أحَدٍ.

(تنطف) أي: تقطر.

(لاحَيْتُ) بالحاء المهملة بعدها ياء مثناة تحت؛ أي: خاصمت.

(تعارَّ) بتشديد الراء، أي: استيقظ.

(الغِمْر) بكسر الغين المعجمة وسكون الميم: هو الحقد.

1730 -

(8)[ضعيف] ورُوي عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ بُدَلاءَ أمَّتي لَمْ يَدْخُلوا الجَنَّةَ بكَثْرةِ صلاةٍ، ولا صومٍ، ولا صَدقةٍ، ولكنْ دَخَلُوها برَحْمَةِ الله، وسخاوَةِ الأنْفسِ، وسلامَةِ الصُّدورِ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الأولياء" مرسلًا.

1731 -

(9)[ضعيف] ورُوِيَ عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"قد أفلحَ مَنْ أخْلَصَ قلبَهُ للإيمانِ، وجعَل قَلْبَهُ سَليمًا، ولِسانَهُ صادِقًا، ونفْسَهُ مطْمئنَّةً، وخَليقَتَهُ مُسْتَقيمَةً" الحديث.

رواه أحمد والبيهقي، وتقدم بتمامه في "الإخلاص"[1/ 1].

ص: 248

22 -

(الترغيب في التواضع، والترهيب من الكبر والعجب والافتخار)

.

1732 -

(1)[ضعيف] وعن نصيحٍ العنسيِّ عن رَكْبٍ المصريِّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"طوبى لمنْ تواضَعَ في غير مَنْقصَةٍ، وذَلَّ في نَفْسِه مِنْ غيرِ مسكنة

(1)

، وأنْفَقَ مالًا جَمَعَهُ في غيرِ مَعْصِيَةٍ، ورَحِمَ أهْل الذُّلِّ والمسْكَنَةِ، وخالَطَ أهْلَ الفِقْه والحِكْمَةِ، طوبى لمن طابَ كَسْبُه، وصَلُحَتْ سريرَتُهُ، وكَرُمَتْ علانِيَتُه، وعَزَل عنِ الناسِ شرَّهُ، طوبى لِمَنْ عمِلَ بِعلمِه، وأنْفَقَ الفَضْلَ مِنْ مالِه، وأمْسكَ الفَضْلَ مِنْ قَوْله".

رواه الطبراني، ورواته إلى نصيح ثقات، وقد حسن هذا الحديث أبو عمر النمري وغيره.

ورَكْب؛ قال البغوي:

"لا أدري سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ "، وقال ابن مَنده:

"لا نعرف له صحبة".

وذكر غيرهما أن له صحبة، ولا أعرف له غير هذا الحديث

(2)

.

1733 -

(2)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ تواضَع لله درجةً؛ يَرْفَعُه الله درجةً، حتى يجْعلَهُ الله في أعْلى عِلِّيِّين، ومَنْ تَكَبَّر على الله درَجَةً؛ يضَعُهُ الله درَجةً، حتَّى يَجْعلَه في أسْفَلَ سافِلينَ. ولو أنَّ أحدَكُم يَعْمَلُ في صخْرةٍ صَمّاءَ ليسَ عليها بابٌ ولا كُوَّةٌ

(3)

؛

(1)

الأصل: (مسأله)، والمثبت من "الطبراني الكبير"(5/ 69) وغيره، وهو مخرج في "الضعيفة"(3835).

(2)

قلت: والتحقيق أنه مجهول هو و (نصيح) كما صرح الذهبي.

(3)

بفتح الكاف وضمها: ثقب البيت.

ص: 249

لَخَرَجَ ما غيَّبَهُ للناسِ كائناً ما كانَ".

رواه ابن ماجه، وابن حبان في "صحيحه"؛ كلاهما من طريق دراج عن أبي الهيثم عنه، وليس عند ابن ماجه "ولو أن أحدكم" إلى آخره.

1734 -

(3)[موضوع] و [روى حديث عمر بن الخطاب الذي في "الصحيح" الطبراني

(1)

ولفظه: قال عمر بن الخطاب على المنبر:

أيُّها الناسُ! تواضَعوا، فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ تواضَعَ لله؛ رفَعَة الله، وقال: انْتَعِشْ نَعشَك الله، فهو في أعْيُنِ الناسِ عظيمٌ، وفي نَفْسِه صَغيرٌ، ومَنْ تَكَبَّر؛ قَصَمَة الله، وقال: اخْسَأْ، فهو في أعْيُنِ الناسِ صَغيرٌ، وفي نَفْسه كَبيرٌ".

1735 -

(4)[ضعيف] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ تواضَعَ لأخيه المسلمِ؛ رفَعَهُ الله، وَمَنِ ارْتَفَع عليه؛ وضَعَهُ الله".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1736 -

(5)[ضعيف موقوف] وعن عبد الله -يعني ابن مسعود- رضي الله عنه قال:

مَنْ يُرائي؛ يُرائي الله به، ومَنْ يُسَمِّع، يُسَمِّعِ الله به، ومَنْ تَطاوَل تَعْظيماً يُخْفِضُهُ الله، ومَنْ تواضَع خَشْيَةً؛ يَرْفَعُهُ الله. الحديث.

رواه الطبراني من رواية المسعودي، وليس في أصلي رفعه.

1737 -

(6)[ضعيف جداً] وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إيَّاكُمْ والكِبْرَ؛ فإنَّ الكِبْرَ يكونُ في الرجُلِ وإنَّ عليه العَباءَةَ".

(1)

يوهم أنه في "الكبير" وليس فيه، وقد قيده الهيثمي (8/ 82) بـ"الأوسط". وهو فيه برقم (9/ 141/ 8303). ورواه ابن أبي الدنيا في "التواضع"(102/ 78)، والبيهقي في "الشعب"(6/ 275/ 8139) بسند حسن عن عمر موقوفاً، وهو الصواب.

ص: 250

رواه الطبراني في "الأوسط"، ورواته ثقات

(1)

.

1738 -

(7)[ضعيف] وعنه [يعني أبا هريرة رضي الله عنه]: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"عُرِضَ عليَّ أوَّلُ ثلاثةٍ يدخلونَ النارَ: أميرٌ مُسَلَّطٌ، وذو ثَرْوَةٍ مِنْ مالٍ لا يُؤَدَّي حقَّ الله منه، وفقيرٌ فَخورٌ".

رواه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما". [مضى 8 - الصدقات /2].

1739 -

(8)[منكر] وعن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يدخُلُ الجنَّةَ مسْكينٌ مسْتَكْبِرٌ، ولا شيخٌ زانٍ، ولا منّانٌ على الله بعَمَلِهِ".

رواه الطبراني من رواية الصباح بن خالد بن أبي أمية عن نافع. ورواته إلى الصباح ثقات. [مضى 21 - الحدود / 7].

1740 -

(9)[ضعيف] وعن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه؛ أنه سمعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ما مِنْ رَجُلٍ يموتُ حينَ يَموتُ، وفي قَلْبِهِ مثقالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ؛ تَحِلُّ له الجَنَّةُ أنْ يَريحَ ريحَها، ولا يَراها" الحديث.

رواه أحمد من رواية شهر بن حوشب عن رجل لم يسمِّ عنه.

1741 -

(10)[منكر] ورُوي عن كريب قال:

كنتُ أقودُ ابْنَ عبَّاسٍ في زُقاقِ أبي لَهَبٍ فقال: يا كُرْيبُ! بَلَغْنا مكانَ كذا وكذا! قلتُ: أنْتَ عنده الآنَ، فقال: حدَّثَني العبَّاسُ بْنَ عبدِ المطَّلِبِ

(1)

كذا قال! وتبعه الهيثمي وغيره، واستلزم منه الجهلة أنه قوي فقالوا (3/ 534):"حسن، رواه الهيثمي. . ."!! وفيه متروك كما هو مبين في "الضعيفة"(6667).

ص: 251

قال:

"بينَا أنا مَعَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا الموْضِع، إذا أقْبَلَ رجُلٌ يَتَبَخْتَر بينَ بُرْدَيْنِ، وينظُر إلى عِطْفَيْه، وقد أعْجَبَتْهُ نَفْسُه؛ إذْ خَسَف الله به الأرْضَ في هذا الموْضعِ، فهو يَتَجَلْجَلُ فيها إلى يومِ القِيامَةِ".

رواه أبو يعلى.

1742 -

(11)[ضعيف] ورُوي عن أسماءَ بنتِ عُمَيْسٍ رضي الله عنها قالتْ: سمعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"بئسَ العبدُ عبدٌ تَخَيَّل واختالَ، ونسِيَ الكبيرَ المتعالَ، بِئْسَ العبدُ عبدُ تَجبَّرَ واعْتَدى، ونسِيَ الجبَّار الأَعْلى، بئسَ العبدُ عبدٌ سها ولَها، ونسيَ المقابِرَ والبِلى، بئسَ العبدُ عبدٌ عتَا وطَغى، ونسِيَ المُبتدأَ والمُنْتَهى، [بئسَ العبدُ عبدٌ يَخْتِلُ الدنيا بالدين]

(1)

، بئسَ العبدُ عبدٌ يخْتِلُ الدينَ بالشُّبُهاتِ

(2)

، بئسَ العبدُ عبدٌ طَمَعٌ يقودُه، بئسَ العبدُ عبدٌ هَوىً يُضِلُّه، بئس العبدُ عبدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ".

[ضعيف] رواه الترمذي وقال: "حديث غريب، [وليس إسناده بالقوي] ".

ورواه الطبراني من حديث نعيم بن همار الغطفاني أخصر منه، وتقدم [16 - البيوع /6].

(1)

أي: يطلب الدنيا بالآخرة. يقال: (خَتَله يختِله): إذا خدعه وراوغه، وختل الذئب الصيد إذا تخفى له. "نهاية". والزيادة من الترمذي.

(2)

الأصل: (بالشهوات)، قال الناجي (119/ 2):"وهو تصحيف بلا شك، وإنما هو (بالشبهات)، وهو لفظ الترمذي، وكذا لفظ الطبراني المختصر الذي قدمه الصنف في "الورع وترك الشبهات": "عبد يستحل المحارم بالشبهات"، وهذا ظاهر لإخفاء به".

ص: 252

1743 -

(12)[ضعيف] وعن أبي موسى رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ في جهنَّم وادياً يقالُ لَهُ: (هَبْهَب)، حقَّاً على الله أنْ يُسْكِنَه كُلَّ جبَّارٍ عنيدٍ".

رواه أبو يعلى والطبراني والحاكم كلهم؛ من رواية أزهر بن سنان. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". [مضى 20 - القضاء /2].

(هبهب) بفتح الهاءين وموحدتين.

1744 -

(13)[ضعيف] وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يزالُ الرجلُ يَذْهَبُ بنَفْسِه حتى يُكْتَبَ في الجبَّارينَ فَيُصِيبَه ما أصابَهم".

رواه الترمذي وقال: "حديث حسن [غريب]

(1)

".

قوله: (يذهب بنفسه) أي: يترفّع ويتكبّر.

23 -

(الترهيب من قوله لفاسق أو مبتدع: يا سيدي، أو نحوها من الكلمات الدالة على التعظيم)

.

[الحديث الذي تحته ليس على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

(1)

زيادة من "الترمذي"(2001)، وفي إسناده (عمر بن راشد اليمامي)، ضعفه الحافظ وغيره، وهو مخرج في "الضعيفة"(1914).

ص: 253

24 -

(الترغيب في الصدق، والترهيب من الكذب)

.

1745 -

(1)[ضعيف معضل] وعن منصورِ بن المعْتَمِرِ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"تَحَرُّوا الصدْقَ وإنْ رأيْتُم أنَ الهَلَكَةَ فيه، فإنَّ فيه النجاةَ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الصمت" هكذا معضلًا، ورواته ثقات.

1746 -

(2)[ضعيف] وعن عبدِ الله بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما:

أنَّ رجلًا جاءَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله! ما عَملُ الجنَّةِ؟ قال:

"الصدقُ، إذا صَدَق العبدُ، بَرَّ، وإذا بَرَّ؛ آمَنَ، وإذا آمَنَ؛ دخَلَ الجَنَّةَ".

قال: يا رسول الله! وما عَملُ النَّارِ؟ قال:

"الكذِبُ، إذا كَذَب العبدُ؛ فَجَر، وإذا فَجَر؛ كَفَر، وإذا كَفَر؛ يَعْني دخَلَ النارَ".

رواه أحمد من رواية ابن لهيعة.

1747 -

(3)[ضعيف موقوف] وعن مالكٍ؛ أنه بلَغَهُ؛ أنَّ ابنَ مسعود قالَ:

لا يزالُ العبدُ يَكْذِبُ وَيتَحَّرى الكَذِب، فتُنْكَتُ في قلْبِه نُكْتَةٌ سوداء، حتى يسوَدَّ قلبُه، فيُكْتَبُ عند الله مِنَ الكاذبين.

ذكره مالك في "الموطأ" هكذا، وتقدم بنحوه متصلًا مرفوعاً

(1)

.

1748 -

(4)[ضعيف] وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسوِلُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يُطْبَعُ المؤمِنُ على الخِلالِ كلِّها؛ إلا الخِيانَةَ والكذِبَ".

رواه أحمد قال: حدثنا وكيعٌ: سمعتُ الأعْمَشَ قال: حُدِّثتُ عن

(1)

قلت: هو هنا في "الصحيح" دون جملة (النكتة السوداء).

ص: 254

أبي أُمامَةَ.

1749 -

(5)[ضعيف] وعن سعدِ بْنِ أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"يُطْبَعُ المؤمِنُ على كلَّ خِلَّةٍ؛ غير الخيانَةِ والكذِبِ".

رواه البزار وأبو يعلى، ورواته رواة "الصحيح"

(1)

.

وذكره الدارقطني في "العلل" مرفوعاً وموقوفاً وقال:

"الموقوف أشبه بالصواب".

1750 -

(6)[ضعيف جداً] ورواه الطبراني في "الكبير" والبيهقي من حديث ابن عمر مرفوعاً

(2)

.

1751 -

(7)[ضعيف] وعن أبي بكرٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"الكذبُ مجانِبٌ الإيمانَ".

رواه البيهقي وقال:

"الصحيح أنه موقوفٌ".

1752 -

(8)[مرسل ضعيف] وعن صفوانَ بنِ سُلَيْمٍ قال:

قيل: يا رسولَ الله! أيكونُ المؤمِنُ جباناً؟ قال:

"نعم".

قيلَ له: أيكونُ المؤمنُ بَخيلاً؟ قال:

"نعم".

قيل له: أيكونُ المؤمِنُ كذّاباً؟ قال:

(1)

قلت: فيه (أبو إسحاق السبيعي)؛ مدلس مختلط، مع أن الصواب وقفه كما قال الدارقطني، وهو مخرج في "الضعيفة"(2215).

(2)

فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي؛ ضعيف جداً كما قال ابن عدي، وانظر المصدر المذكور آنفاً.

ص: 255

"لا".

رواه مالك هكذا مرسلًا.

1753 -

(9)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يَجْتَمِعُ الكُفْرُ والإيمانُ في قَلْبِ امْرئٍ، ولا يَجْتَمِعُ الصدْقُ والكذْبُ جَميعاً، ولا تجْتَمِعُ الخيانَةُ والأمانَةُ جَميعاً".

رواه أحمد من رواية ابن لهيعة.

1754 -

(10)[ضعيف] وعن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعانٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"كبُرَتْ خِيانَةً أنْ تُحَدِّثَ أخاكَ حديثاً؛ هو لك مصدِّقٌ، وأنتَ له كاذِبٌ".

رواه أحمد عن شيخه عمر بن هارون -وفيه خلاف-، وبقية رواته ثقات.

1755 -

(11)[ضعيف] وعن سفيانَ بْنِ أُسَيْدٍ الحَضْرَمِيِّ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"كَبُرَتْ خِيانَةً أنْ تُحَدِّثَ أخاكَ حديثاً؛ هو لكَ مُصَدِّقٌ، وأنْتَ له به كاذِبٌ".

رواه أبو داود من رواية بقية بن الوليد.

وذكر أبو القاسم البغوي في "معجمه" سفيان هذا وقال:

"لا أعلم روى غير هذا الحديث".

1756 -

(12)[موضوع] وعَنْ أبي بَرْزَةَ الأسْلَمِيِّ رضي الله عنه قال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ألا إنَّ الكَذِبَ يُسَوِّدُ الوجْهَ، والنميمةُ [من] عذاب القَبْرِ".

ص: 256

رواه أبو يعلى والطبراني، وابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي؛ كلهم من رواية زياد ابن المنذر عن نافع بن الحارث [عنه]. وتقدم الكلام عليهما في "النميمة"[هنا /18].

1757 -

(13)[موضوع] ورُوي عن أبي هريرةَ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"بِرُّ الوالدين يزيدُ في العُمُر، والكَذِبُ يَنْقُصُ الرزْقَ، والدعاءُ يَرُدُّ القضاءَ".

رواه الأصبهاني.

1758 -

(14)[ضعيف جداً] وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا كذَبَ العبدُ تباعَد الملَكُ عنه مِيلًا؛ مِنْ نَتَنِ ما جاءَ به".

رواه الترمذي، وابن أبي الدنيا في "كتاب الصمت"، وقال الترمذي:

"حديث حسن"

(1)

.

1759 -

(15)[ضعيف] وعن أسماءَ بنتِ عُمَيْسٍ

(2)

رضي الله عنها قالتْ:

فقلتُ: يا رسولَ الله! إنْ قالَتْ إحدانا لِشَيْءٍ تَشْتَهيه: لا أشْتَهيه، يُعَدُّ ذلك كَذِباً؟ قال:

"إنَّ الكَذِبَ يُكْتَبُ كَذِباً؛ حتّى تُكْتَبَ الكُذَيْبَةُ كُذَيْبَةً".

رواه أحمد -في حديث- وابن أبي الدنيا في "الصمت"، والبيهقي؛ كلهم من رواية يونس ابن يزيد الأيلي عن أبي شداد عن شهر بن حوشب عنها، وعن أبي شداد أيضاً عن مجاهد عنها.

وقد زعم بعض مشايخنا أن أبا شداد مجهول لم يرو عنه غير ابن جريج. فقد روى عنه يونس أيضاً كما ذكرنا وغيره، وليس بمجهول. والله أعلم.

(1)

كذا قال! وفيه من كذبه الدارقطني. انظر "الضعيفة"(1828).

(2)

الأصل: (يزيد)، وهو خطأ، فإن الحديث في "المسند"(6/ 438)، و"الصمت"(256/ 520)، و"شعب الإيمان"(4/ 210/ 4821) من حديث أسماء بنت عميس، ومن الطريق الثانية، أعني عن يونس الأيلي عن أبي شداد عن مجاهد عن أسماء. وأما الطريق الأول فلا وجود له في "المسند" ولا في غيره. وأبو شداد مجهول الحال كما في "الضعيفة"(2395).

ص: 257

25 -

(ترهيب ذي الوجهين وذي اللسانين)

.

1760 -

(1)[موضوع] ورُوِيَ عن سَعْدٍ بنِ أبيِ وقَّاصٍ رضي الله عنه قال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ذو الوجْهَيْنِ في الدنيا، يأتي يومَ القِيامَةِ وله وجهانِ مِنْ نارٍ"

(1)

.

رواه الطبراني في "الأوسط".

26 -

(الترهيب من الحلف بغير الله سيّما بالأمانة، ومن قوله: "أنا بريء من الإِسلام" أو "كافر"، ونحو ذلك)

.

1761 -

(1)[ضعيف جداً] وروى ابن ماجه من حديث أنسٍ قال:

سمعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يقول: أنا إذاً يَهودِيُّ. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"وجَبَتْ"

(2)

.

(1)

قلت: وإنما صح بلفظ: ". . . لسانان من نار"، وهو في "الصحيح" هنا، ومخرج في "الصحيحة"(892) من طرق يقوي بعضها بعضها.

(2)

أعله البوصيري بعنعنة بقية، وقلده الثلاثة، والأولى إعلاله بشيخه (عبد الله بن محرر)، فإنه متروك كما قال الحافظ في "التقريب".

ص: 258

27 -

(الترهيب من احتقار المسلم، وأنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى)

.

1762 -

(1)[مرسل ضعيف] وعن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ المسْتَهْزِئين بالناسِ يُفْتَح لأحَدِهم في الآخرة بابٌ مِنَ الجَنَّة، فيقالُ له: هَلُمَّ هَلُمَّ! فيَجيءُ بِكَرْبِه وغَمِّه؛ فإذا جاءَهُ أُغْلِقَ دونَهُ، ثُمَّ يُفْتَح له بابٌ آخر، فيُقالُ له: هلُمَّ هلُمَّ! فيَجيءُ بِكَرْبِه وغَمِّه، فإذا جاءَهُ أُغْلِق دونَه، فما يزالُ كذلك، حتى إنَّ أحَدَهُمْ لَيُفْتَح لهُ الباب مِنْ أبْوابِ الجَنَّةِ، فيقالُ له: هَلُمَّ، فما يأْتيه مِنَ الإياسِ".

رواه البيهقي مرسلًا

(1)

.

1763 -

(2)[ضعيف جداً] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا كانَ يومُ القيامةِ أمرَ الله منادِياً ينادي: ألا إنِّي جعَلْتُ نَسبَاً، وجَعلْتُمْ نَسباً، فجعَلْتُ أكْرَمَكُم أتْقاكُم، فأبَيْتُم إلاَّ أنْ تقولوا: فلانُ ابنُ فلانٍ، خيرٌ مِنْ فلانِ ابْنِ فلانٍ! فاليومَ أرْفَعُ نَسَبي، وأضَعُ نَسَبَكُمْ".

رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير"، والبيهقي مرفوعاً وموقوفاً وقال:

"المحفوظ الموقوف"

(2)

.

(1)

قلت: ومع إرساله من (الحسن) وهو البصري، فالسند إليه ضعيف، فيه (المبارك) عنه.

وهو ابن فضالة، وهو مدلس، وقد عنعنه.

(2)

قلت: هو عند البيهقي في "الشعب"(4/ 289 - 290/ 5139 - 5140) من طريق طلحة ابن عمرو. . موقوفاً ومرفوعاً. وطلحة متروك. وهو مخرج في "الروض النضير"(1065).

ص: 259

28 -

(الترغيب في إماطة الأذى عن الطريق، وغير ذلك مما يذكر)

.

1764 -

(1)[ضعيف] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"على كلِّ ميْسَمَ مِنَ الإنْسانِ صلاةٌ كلَّ يوم".

فقال رجُلٌ مِنَ القومِ: هذا مِنْ أشَدِّ ما أنْبَأْتَنا بِه. قال:

"أَمْرُكَ بالمعروفِ ونَهْيكَ عَنِ المنكَرِ صلاةٌ، وحملُك على الضعيفِ صلاةٌ، وإنْحاؤك القَذَرَ عنِ الطريقِ صلاةٌ، وكلُّ خُطْوَةٍ تَخْطوها إلى الصلاةِ صلاةٌ".

رواه ابن خزيمة في "صحيحه". [مضى 5 - الصلاة /9].

1765 -

(2)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال:

حدّث نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم بحديثٍ فما فَرِحْنا بشَيْءٍ منذُ عَرْفنا الإسْلامَ أشَدَّ مِن فَرَحِنا به، قال:

"إنَّ المؤمِنَ لَيُؤْجَرُ في إماطَةِ الأذَى عنِ الطريقِ، وفي هدايَةِ السبيلِ، وفي تَعْبيرِه عَنِ الأرْثَمِ

(1)

، وفي مَنْحِه اللَّبَنَ، حتَّى إنَّهُ لَيُؤْجَرُ في السِّلْعَةِ تكون مَصْرورةً فيَلْمَسُها فَتَخْطَؤها يَدُه".

رواه أبو يعلى، والبزار وزاد:

"إنَّهُ لَيُؤْجَرُ في إتْيانِه أهْلَه، حتَّى إنَّه ليُؤْجَرُ في السلْعَةِ تكونُ في طرَفِ ثَوْبه فيَلمَسُها فَيْفقِدُ مكانَها -أو كلمة نحوها-؛ فيَخْفِقَ بذلكَ فؤادُه فيَردُّها الله عليه، ويُكْتَبُ لهُ أَجْرُها".

وفي إسناده المنهال بن خليفة، وقد وثقه غير واحد.

وتقدم ما يشهد لهذا الحديث

(2)

.

(1)

هو الذي لا يصحح كلامه ولا يبينه؛ لآفة في لسانه أو أسنانه، "نهاية".

(2)

قلت: إلا قضية السلعة، فلم يتقدم لها شاهد، والسند ضعيف، كما بينته في "الضعيفة" (2276). وغفل عن هذا التفصيل المعلقون الثلاثة فقالوا:"حسن بشواهده"! ولم يستثنوا!

ص: 260

29 -

‌(الترغيب في قتل الوزغ

(1)

، وما جاء في قتل الحيات وغيرها مما يذكر)

.

1766 -

(1)[ضعيف] وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"من قَتَلَ حيَّةً؛ فلهُ سبعُ حسَناتٍ، ومَنْ قتَلَ وزَغاً؛ فلهُ حَسَنةً، ومَنْ تَركَ حَيَّةً مخافَةَ عاقِبَتِها؛ فليْسَ مِنَّا"

(2)

.

رواه أحمد وابن حبان في "صحيحه" دون قوله: "ومن ترك. . . " إلى آخره.

(قال الحافظ): "روياه عن المسيب بن رافع عن ابن مسعود، ولم يسمع منه".

1767 -

(2)[ضعيف] ورُوِيَ عن أبي الأحْوَصِ الجُشَميِّ

(3)

قال:

بينَما ابْنُ مسعودٍ يَخْطُبُ ذاتَ يَوْمٍ فإذا هو بِحَيَّةٍ تمشي على الجِدارِ، فقَطَع خُطْبَتَهُ ثُمَّ ضَربَها بقَضيبه حتَّى قَتَلها، ثُمَّ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ قَتَلَ حَيَّةً؛ فكأنَّما قَتَل مشْرِكًا قد حَلَّ دَمُه".

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني مرفوعاً وموقوفاً، والبزار؛ إلا أنه قال:

"من قتل حية أو عقرباً".

1768 -

(3)[ضعيف] وعن العبّاسِ بْنِ عبدِ المطَّلِبِ رضي الله عنه؛ أنَّه قال لِرسولِ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّا نريدُ أنْ نَكنُسَ زَمْزَمَ، وإنَّ فيها مِنْ هذه الجِنَّانِ -يعني الحيَّاتِ الصغارِ-؟ فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقَتْلِهِنَّ".

رواه أبو داود، وإسناده صحيح؛ إلا أن عبد الرحمن بن سابط ما أراه سمع من العباس.

(1)

انظر أحاديثه في "الصحيح".

(2)

قلت: لكن الجملة الأخيرة صحيحة بشواهدها المذكورة في "الصحيح" عن أبي هريرة وغيره.

(3)

بضم الجيم وفتح المعجمة. واسمه عوف بن مالك بن نضلة. وكان في الأصل (الحبشي) فصححته من "المسند"(1/ 395 و 421) وكتب الرجال.

ص: 261

(الجنّان) بكسر الجيم وتشديد النون؛ جمع (جان): وهي الحية الصغيرة كما في الحديث، وقيل: الدقيقة الخفية، وقيل: الدقيقة البيضاء.

1769 -

(4)[ضعيف] وعن أبي ليلى رضي الله عنه:

أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سُئِل عن جِنَّانِ البُيوتِ؟ فقال:

"إذا رأَيْتُمْ مِنْهُنَّ شيئأً في مساكِنِكْم فقولوا: أَنشُدُكُم العَهْدَ الذي أَخَذ عليكم نوحٌ، أنْشُدُكم العَهْدَ الذي أخَذَ عليكم سليمانُ؛ أن لا تُؤذونا، فإنْ عُدْنَ فاقْتُلوهُنَّ".

رواه أبو داود والترمذي والنسائي؛ كلهم من رواية ابن أبي ليلى عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه، وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، يأتي"

(1)

.

(1)

قلت: هو سيئ الحفظ جداً، وهو مخرج في "الضعيفة"(1508)، وفيه التنبيه على أوهام وقعت للسيوطي وغيره في تخريجه، ونحوه قول المعلقين الثلاثة:"حسن بشواهده"!

ص: 262

30 -

(الترغيب في إنجاز الوعد والأمانة، والترهيب من إخلافه، ومن الخيانة والغدر، وقتل المعاهَد أو ظلمه)

.

1770 -

(1)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أنه قال لمن حوله من أُمته:

"اكفلوا لي بستٍّ أكفلْ لكم بالجنةِ".

قلت: ما هن يا رسول الله؟ قال:

"الصلاةُ، والزكاةُ، والأمانةُ، والفرجُ، والبطنُ، واللسانُ".

رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد لا بأس به

(1)

. [مضى 5 - الصلاة /13].

1771 -

(2)[ضعيف] وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له، ولا صلاة لمن لا طهور له".

رواه الطبراني. وتقدم في "الصلاة"[5/ 13].

1772 -

(3)[صعيف جداً] ورُوِيَ عن عَلِيٍّ رضي الله عنه قال:

كنّا جلوساً مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فطَلَع علينا رجلٌ مِنْ أَهْلِ (العالِيَةِ) فقال: يا رسولَ الله! أخْبِرني بأشَدِّ شيْءٍ في هذا الدين وألْيَنِه؟ فقال:

"ألْيَنُه: أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه، وأشدُّه يا أخا (العالِيَةِ): الأمانَةُ، إنَّه لا دِينَ لِمَنْ لا أمانَةَ له، ولا صلاةَ له، ولا زكاةَ له" الحديث.

رواه البزار. [مضى 16 - البيوع /5].

(1)

كذا قال، وهو مسلسل بالمجهولين كما بينته في "الضعيفة"(2899).

ص: 263

1773 -

(4)[ضعيف جداً] وعن عليٍّ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا فَعَلَتْ أمَّتي خمسَ عَشْرةَ خَصْلَةً؛ فقد حلَّ بها البلاءُ".

قيل: وما هي يا رسولَ الله؟ قال:

"إذا كانَ المَغْنَمُ دُوَلاً، وإذا كانَتِ الأمانَةُ مَغْنَماً، والزكاةُ مَغْرَماً، وأطاعَ الرجلُ زَوجَتَه، وعقَّ أُمَّه، وبَرَّ صديقَه، وجفا أباهُ، وارتَفَعَتِ الأصواتُ في المساجِدِ، وكان زعيمُ القومِ أرذَلَهم، وأُكْرِمَ الرجُلُ مخافةَ شَرِّهِ، وشُرِبَتِ الخَمْرُ، ولُبِس الحريرُ، واتُّخِذَتِ القَيْناتُ والمعازِفُ، ولَعَنَ آخرُ هذه الأمَّة أوَّلها، فلْيَرْتَقِبوا عندَ ذلك ريحاً حَمْراءَ، أو خَسْفاً أو مسْخاً".

رواه الترمذي وقال:

"لا نعلم أحداً روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاري؛ غير الفرج بن فضالة".

1774 -

(5)[ضعيف] وفي روايةٍ للترمذي من حديث أبي هريرة:

"إذا اتُّخِذَ الفَيْءُ دُوَلاً، والأمانَةُ مَغْنَماً، والزكاةُ مَغْرَماً، وتُعُلِّم لغيرِ دينٍ، وأطاعَ الرجلُ امْرأَتَهُ، وعقَّ أمَّهُ، وأدْنَى صديقَه، وأقْصى أباه، وظهَرِت الأصوات في المساجِدِ، وسادَ القبيلةَ فاسِقُهم، وكان زعيمُ القومِ أرذَلَهم، وأُكْرِمَ الرجلُ مخافةَ شرِّه، وظهرتِ القَيْناتُ والمعازِفُ، وشُرِبَتِ الخمورُ، ولَعَن آخرُ هذه الأمَّةِ أوَّلَها، فلْيَرْتَقبوا عندَ ذلك ريحاً حمراءَ، وخَسْفاً ومَسْخاً وقَذْفاً، وآياتٍ تَتابَعُ، كنِظامٍ بالٍ قُطعَ سِلْكَهُ فَتَتَابَعَ".

قال الترمذي: "حديث غريب"

(1)

.

(1)

قلت: يعني ضعيف، وعلته (رميح الجذامي)، قال الذهبي والحافظ:"لا يعرف". وهو مخرج في "الضعيفة"(1727).

ص: 264

1775 -

(6)[ضعيف جداً] ورُويِ عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ثَلاثٌ متَعَلِّقاتٌ بالعرشِ: الرحِمُ تقول: اللهمَّ إنِّي بِكَ فلا أُقْطَعُ، والأمانَةُ تقول: اللهمَّ إنِّي بِكَ فلا أَخانُ، والنِّعمَة تقول: اللهمَّ إنِّي بك فلا أُكْفَرُ".

رواه البزار. [مضى 22 - البر /3].

1776 -

(7)[ضعيف] وعن عبدِ الله ابْنِ أبي الحَمْساءِ رضي الله عنه قال:

بايَعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بِبَيْعٍ قبلَ أن يُبْعَثَ، فَبَقِيَتْ له بَقِيَّةٌ، ووَعَدْتُه أنْ آتِيَهُ بها في مكانٍ، فنَسيتُ، ثُمَّ ذكرتُ ذلك بَعْدَ ثلاثٍ، فجئتُ، فإذا هو مكانَه، فقال:

"يا فتى! لقد شَقَقْتَ عليَّ، أنا ههُنا منذ ثلاثٍ أنتَظِرُك".

رواه أبو داود، وابن أبي الدنيا في "كتاب الصمت"؛ كلاهما عن إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الكريم عن عبد الله بن شقيق عن أبيه عنه. وقال أبو داود:

"قال محمد بن يحيى: هذا عندنا عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق".

وقد ذكر عبد الله ابن أبي الحمساء أبو علي بن السكن في "كتاب الصحابة" فقال:

"روى حديثَهُ إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن ابن شقيق عن أبيه، ويقال: عن بديل عن عبد الكريم المعلم".

ويشبه أن يكون ما ذكره أبو علي من إسقاط عبد الكريم منه هو الصواب. والله أعلم

(1)

.

(1)

قلت: وعكس ذلك البزار وابن حجر، فقال في "التهذيب" بعد أن ذكر الوجهين:

"والثاني هو الصواب. قال أبو بكر البزار: والأول خطأ، لأن شقيقاً والد عبد الله جاهلي لا أعلم له إسلاماً".

قلت: وعلته على الوجه الأول عبد الكريم وهو ابن أبي المخارق المعلم؛ فإنه ضعيف، وعلى الوجه الثاني: شقيق والد عبد الله العقيلي؛ فإنه مجهول. وعلى قول محمد بن يحيى أنه (عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق)؛ فهو مجهول أيضاً.

ص: 265

1777 -

(8)[ضعيف] وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"قال الله تعالى: ثلاثَةٌ أنا خصْمُهم يومَ القيامَةِ: رجُلٌ أعْطى بي ثُمَّ غَدر، ورجلٌ باعَ حُرّاً ثُمَّ أكَلَ ثَمَنَهُ، ورجُلٌ اسْتأجَر أَجيراً فاسْتَوْفَى منه العَمَل، ولَمْ يُعْطه

(1)

أجْرَه".

رواه البخاري. [مضى 16 - البيوع /22].

1778 -

(9)[منكر] وفي رواية [يعني في حديث أبي بكرة الذي في "الصحيح"]:

"من قتل معاهَداً في عهده؛ لم يُرَحْ رائحةَ الجنةِ، وإن ريحَها ليوجد من مسيرة خمسمئةِ عام".

رواه ابن حبان في "صحيحه"

(2)

، وهو عند أبي داود والنسائي بغير هذا اللفظ، وتقدم [في "الصحيح" 21 - الحدود /9]

قوله: (لم يُرَحْ)؛ قال الكسائي:

"هو بضم الياء؛ من قوله: أرَحْتُ الشيء فأنا أُريحه: إذا وجدت ريحه".

وقال أبو عمرو: (لم يَرِح) بكسر الراء؛ من (رُحت أرِيح): إذا وجدت الريح.

وقال غيرهما: "بفتح الياء والراء، والمعنى واحد، وهو شم الرائحة".

(1)

ليس عند البخاري ولا غيره: "العمل"، وكان الأصل:"ولم يوفّه" فصححته منه ومما تقدم (16/ 22).

(2)

قلت: هو بهذا اللفظ "خمسمئة" منكر، فيه عنعنة الحسن البصري مع المخالفة، والثابت بلفظ "مئة"، وهو في "الصحيح" هنا. ومن جهل الثلاثة وتهافتهم، أن هذا اللفظ وقع في مطبوعتهم بلفظ "خمسمئة" أيضاً! وفي تخريجهم إياهما قالوا:"حسن، رواه ابن حبان (4881 و 4882) "! ظلمات بعضها فوق بعض، فإن الحديث في موضع الرقمين ليس فيه جملة (المسيرة) مطلقاً! وإنما هي برقمين آخرين (7382 و 7383)! والتحسين لا وجه له لما ذكرت.

ص: 266

31 -

(الترغيب في الحب في الله تعالى، والترهيب من حب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب)

.

1779 -

(1)[ضعيف] وعنْ عبدِ الله -يعني ابنَ مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ مِنَ الإيمان أنْ يُحِبَّ الرجُلُ رجلاً لا يُحِبُّه إلاّ لله مِنْ غير مالٍ أعْطاه، فذلك الإيمانُ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1780 -

(2)[ضعيف] وعن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ أحبّ رجلاً لله فقالَ: إني أُحبُّك لله؛ فدخلا جميعاً الجنةَ؛ فكان الذي أحبَّ أرفعَ مِنَ الآخَرِ، وألْحِق بالذي أحبّ لله".

رواه البزار بإسناد حسن

(1)

.

1781 -

(3)[ضعيف جداً] وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن لله عباداً يُجلِسُهم يومَ القيامةِ على منابرَ من نورٍ، يغشى وجوهَهُم النورُ، حتى يُفْرَغَ من حساب الخلائق".

رواه الطبراني بإسناد جيد

(2)

.

(1)

قلت: كذا قال! وتبعه الهيثمي، وقلدهما الثلاثة، وفيه (عبد الرحمن بن زياد الأفريقي)، وهو ضعيف، وفاتهما عزوه للطبراني أيضاً في "المعجم الكبير"(13/ 28/ 55)، لكن ليس عنده قوله:"وألْحق. .".

(2)

كذا قال! وتبعه الهيثمي، وقلدهما الغماري ثم المعلقون الثلاثة!! وفيه الحسين بن أبي السري العسقلاني، كذبه أبو عروبة الحراني وغيره، وهو مخرج في "الضعيفة"(5534).

ص: 267

1782 -

(4)[ضعيف] ورويَ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ في الجنَّةِ لَعُمُداً من ياقوتٍ، عليها غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، لها أبوابٌ مُفَتَّحةٌ، تُضِيءُ كما يضيءُ الكوْكَبُ الدرِّيُّ".

قال: قلنا: يا رسولَ الله! مَنْ يَسْكُنُها؟ قال:

"المتَحابُّونَ في الله، والمتَباذِلونَ في الله، والمتلاقُونَ في الله".

رواه البزار.

1783 -

(5)[ضعيف] ورُوي عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ في الجنَّةِ غُرَفاً تُرى ظواهِرُها مِنْ بواطِنِها، وبواطِنُها مِنْ ظواهِرِها؛ أعَدَّها الله للمتَحابِّينَ فيهِ، والمتزاوِرِينَ فيه، والمتَباذِلينَ فيه".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1784 -

(6)[ضعيف] ورُوِيَ عن معاذِ بْنِ أنسٍ رضي الله عنه:

أنَّهُ سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن أفْضَلِ الإيمانِ؟ قال:

"أنْ تُحبَّ لله، وتُبْغِضَ لله، وتَعْمَلَ لسانَك في ذِكرْ الله".

قال: وماذا يا رسولَ الله؟ قال:

"وأَنْ تحِبَّ للِنّاسِ ما تحبُّ لِنَفْسِكَ، وتكْرَهَ لهُمْ ما تكْرَهُ لِنَفْسِكَ".

رواه أحمد.

1785 -

(7)[ضعيف] وعن عمرو بن الجموح رضي الله عنه؛ أنه سمعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:

"لا يَجِدُ العبدُ صريحَ الإيمانِ؛ حتَّى يُحِبَّ لله تعالى، ويُبْغِضَ لله، فإذا أحبَّ لله تبارك وتعالى، وأبْغَض لله؛ فَقَدِ اسْتَحقَّ الوِلايَةَ لله".

رواه أحمد والطبراني، وفيه رِشدين بن سعد.

ص: 268

1786 -

(8)[ضعيف] وعن أبي ذرِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أفْضلُ الأعْمالِ؛ الحبُّ في الله، والبُغْضُ في الله".

رواه أبو داود. وهو عند أحمد أطول منه، وقال فيه:

"إنَّ أحبَّ الأعْمالِ إلى الله عز وجل؛ الحبُّ في الله، والبُغْضُ في الله".

وفي إسنادهما راوٍ لمْ يُسَمَّ.

1787 -

(9)[ضعيف جداً] وعنها [يعني عائشة رضي الله عنها] قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"الشركُ أخْفَى مِنْ دبيبِ الذرِّ على الصَفا في الليلةِ الظلْماءِ، وأدْناهُ أنْ تُحبَّ على شيْءٍ مِنَ الجَوْرِ، وتَبْغَضَ على شَيْءٍ مِنَ العَدْلِ، وهَلِ الدِّينُ إلا الحبُّ والبُغْضُ؟ قال الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"

(1)

.

(1)

كذا قال! وتعقبه الذهبي بقوله (2/ 291): "قلت: عبد الأعلى (يعني ابن أعين) قال الدارقطني: ليس بثقة". لكن جملة الشرك منه لها شواهد خرجتها مع الحديث في "الضعيفة"(3755)، وقد تقدم أحدها في "الصحيح" أول الكتاب (1 - الإخلاص /2/ 15).

ص: 269

32 -

(الترهيب من السحر وإتيان الكهّان والعرّافين والمنجّمين بالرمل والحصى أو نحو ذلك وتصديقهم)

.

1788 -

(1)[ضعيف] وعنه [يعني أبي هريرة رضي الله عنه]؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ عَقَد عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فيها؛ فقد سَحَر، ومَنْ سَحَر؛ فقد أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعلَّقَ بِشَيْءٍ؛ وُكِلَ إليْه".

رواه النسائي من رواية الحسن عن أبي هريرة، ولم يسمع منه عند الجمهور.

وقوله: (تَعَلَّق) أي: علق على نفسه العِوَذَ والحروز.

1789 -

(2)[ضعيف] وعن الحسنِ عن عثمانَ بنِ أبي العاصي رضي الله عنه قال:

سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"كان لداود نبيِّ الله ساعةٌ يوقظُ فيها أهلَهُ؛ يقول: يا آلَ داوُدَ! قوموا فصَلُّوا؛ فإنَّ هذه ساعةٌ يستجيبُ الله فيها الدعاءَ إلا لِساحِرٍ أو عَاشِرٍ".

رواه أحمد عن علي بن زيد عنه، وبقية رواته محتج بهم في "الصحيح"، واختلف في سماع الحسن من عثمان.

1790 -

(3)[ضعيف] وعن ابِنْ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنْ فيه واحدةٌ منهُنَّ؛ فإنَّ الله يغفِرُ ما سِوى ذلك لِمَنْ يَشاءُ: مَنْ ماتَ لا يشركُ باللهِ شيئاً، ولمْ يكنْ ساحِراً يتَّبِعُ السحرةَ، ولمْ يحْقِدْ على أخيهِ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط". وفيه ليث بن أبي سُليم. [مضى 23 - الأدب /11].

ص: 270

1791 -

(4)[ضعيف] وعن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه:

أن رجُلاً قال: يا رسولَ الله! وكمِ الكبائرُ؟ قال:

"تِسْعٌ، أعظَمُهُنَّ الإشراكُ بالله، وقتْلُ المؤمنِ بغير حقٍّ، والفرارُ مِنَ الزحْفِ، وقَذفُ المُحصَنَةِ، والسحرُ، وأكلُ مالِ اليتيمِ، وأكلُ الرِبا" الحديث.

رواه الطبراني في حديث تقدم في "الفرار من الزحف"[12 - الجهاد /11].

1792 -

(5)[منكر] وعن أنسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أتى كاهِناً فصدَّقه بما يقول؛ فقد بَرِئَ ممّا أُنْزِلَ على محمَّد صلى الله عليه وسلم، ومَنْ أتاه غيرَ مُصدِّقٍ له؛ لَمْ تُقْبَل له صلاةٌ أربعينَ ليلةً".

رواه الطبراني من رواية رشدين بن سعد

(1)

.

(الكاهن): هو الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضها، ويخطئ أكثرها، ويزعم أن الجنَّ تخبره بذلك.

1793 -

(6)[ضعيف جداً] ورُوي عن واثلةَ بنِ الأسْقَعِ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَن أتى كاهِناً فسأَلهُ عن شَيْءٍ؛ حُجِبَتْ عنه التوبَةُ أربعينَ لَيْلَةً، فإنْ صدَّقهُ بما قال، كَفَر".

رواه الطبراني.

1794 -

(7)[ضعيف] وعن قطن بن قَبيصَة عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(1)

قلت: وهو ضعيف كما تقدم مراراً، وقول المعلقين الثلاثة:"حسن بشواهده" من جهلهم وغفلتهم عن أنه ليس في الشواهد التفريق بين المصدق وغير المصدق!

ص: 271

"العيافَةُ والطِّيَرَةُ والطَّرْقُ؛ مِنَ الجِبْتِ".

رواه أبو داود والنسائي، وابن حبان في "صحيحه"

(1)

.

قال أبو داود: " (الطَّرق): الزجر، و (العيافة): الخط" انتهى.

وقال ابن فارس: " (الطَّرق): الضرب بالحصى، وهو جنس من التكهن".

(الطَّرْق) بفتح الطاء وسكون الراء.

و (الجِبت) بكسر الجيم: كل ما عبد من دون الله تعالى.

(1)

في إسناده جهالة واضطراب بينته في "غاية المرام"(183 - 184/ 301)، ولذلك فمن حسنه فما أحسن.

ص: 272

33 -

(الترهيب من تصوير الحيوانات والطيور في البيوت وغيرها)

(1)

.

1795 -

(1)[منكر] وروى أحمد عن عليٍّ قال:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في جَنازَةٍ فقال:

"أيُّكم ينطلِقُ إلى المدينة فلا يَدعُ بها وثَناً إلا كَسَرُه، ولا قَبْراً إلا سوَّاهُ، ولا صورَةً إلا لَطَخها؟ ".

فقال رجلٌ: أنا يا رسولَ الله! فانْطَلَق، فهابَ أهلَ المدينَةِ [فرجع، فقال عليٌّ: أنا أنْطلِقُ يا رسولَ الله!]، قال:

"فانْطلِقْ".

[فانَطَلَقَ]، ثم رجَعَ فقال: يا رسولَ الله! لمْ أَدَعْ بها وثَناً إلا كَسَرتُه، ولا قَبراً إلا سوَّيْتُه، ولا صورةً إلا لَطخْتُها. ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ عادَ إلى صَنْعَةِ شيْءٍ مِنْ هذا؛ فقد كَفَر بما أُنْزِلَ على محمَّد صلى الله عليه وسلم".

وإسناده جيد إن شاء الله

(2)

.

(1)

قلت: سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة، وسواء صوِّرت بالقلم والريشة، أو بالآلة، كل ذلك حرام إلا ما لا بد منه كلعب البنات ونحوها، كما كنت بينته في "أداب الزفاف"، ثم في "غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام".

(2)

قلت: فيه (أبو محمد الهذلي)، ويقال:(أبو مورع)، قال الذهبي:"لا يعرف". ولم يوثقه أحد ولا ابن حبان! وفي متنه نكارة لم ترد في رواية مسلم التي في "الصحيح" هنا، ومع هذا كله تهافت الثلاثة فقالوا:"حسن"!!

ص: 273

1796 -

(2)[منكر] وعن عليٍّ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لا تدخلُ الملائكةُ بيْتًا فيه صورةٌ، ولا جُنُبٌ، ولا كلْبٌ".

رواه أبو داود والنسائي، وابن حبان في "صحيحه"؛ كلهم من رواية عبد الله بن نُجَيٌ؛ قال البخاري:"فيه نظر"

(1)

.

34 -

‌(الترهيب من اللعب بالنَّرْد

(2)

).

1797 -

(1)[ضعيف] وقال البيهقي:

وروينا من وجه آخر

(3)

عن محمد بن كعب عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لا يقلِّب كِعابَها أحدٌ ينتظر ما تأتي به؛ إلا عصى الله ورسولَه".

(1)

قلت: هو منكر بذكر (الجنب)، فقد جاء الحديث عن جمع من الصحابة في "الصحيحين" وغيرهما دونه، وهو في "الصحيح" في هذا الباب. وفي إسناد الحديث اضطراب وجهالة لم ينتبه لها من حسنه، أو جوده، أو صححه! كما هو مبين في "ضعيف أبي داود"، (رقم 30)، وأما الجهلة الثلاثة، فخالفوا الجميع فقالوا:"حسن بشواهده"! ولا شاهد لـ (الجنب). نعم قد جاء ذكره في حديث آخر مخرج في "الصحيحة"(1804).

(2)

(النرد) بفتح النون وسكون الراء: لعِبٌ معروف، ويُسمى: الكعاب، و (النردشير).

قال النووي: " (النردشير) هو النرد، فـ (النرد) عجمي معرب و (شير) معناه: حلو".

(3)

الأصل: (أوجه أخر)، وهو خطأ، والتصحيح من "الشعب"(5/ 237/ 6499)، ولا يعرف إلا من طريق حميد بن بشير بن المحرر عن محمد بن كعب، وقد وصله جمع منهم البيهقي في "السنن" عنه، وهو مجهول. وهو مخرج في "الإرواء"(8/ 286).

ص: 274

35 -

‌(الترغيب في الجليس الصالح، والترهيب من الجليس السيِّئِ

(1)

، وما جاء في من جلس وسط الحلقة، وأدب المجلس وغير ذلك)

.

1798 -

(1)[ضعيف] وعن حذيفة رضي الله عنه:

"أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لَعَن مَنْ جلَس وَسْطَ الحَلْقَةِ".

رواه أبو داود

(2)

.

1799 -

(2)[ضعيف] وعن أبي مِجْلَزٍ؛ أنَّ رجلًا قَعدَ وسْط حلْقَةٍ؛ قال حذيفةُ:

"ملعونٌ على لِسانِ محمَّد صلى الله عليه وسلم، -أوْ لَعَن الله على لِسانِ محمَّد صلى الله عليه وسلم- مَنْ جلَسَ وسْطَ الحلْقَةِ".

رواه الترمذي وقال:

"حديث حسن صحيح".

والحاكم بنحوه وقال:

"صحيح على شرطهما"

(3)

.

(1)

انظر أحاديث هذا الشطر من الباب في "الصحيح".

(2)

قلت: فيه شريك القاضي، وانقطاع بين حذيفة والراوي عنه كما يأتي بعده.

(3)

غفلوا جميعاً عن قول شعبة -وعليه دار الإسناد-: لم يدرك أبو مجلز حذيفة. رواه أحمد (5/ 398). ولذلك قال ابن معين: "لم يسمع أبو مجلز من حذيفة". وهو مخرج في "الضعيفة"(638). وتجاهل هذه العلة المعلقون الثلاثة، فقالوا في هذا والذي قبله:"حسن"!! فخالفوا الجميع من مصححين ومعللين!!

ص: 275

36 -

‌(الترهيب من أن ينام المرء على سطح لا تحجير له، أو يركب البحر عند ارتجاجه

(1)

).

1800 -

(1)[ضعيف جداً] وعن عبد الله بن جَعْفَرٍ رضي الله عنهما؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ رمانا بالليل

(2)

؛ فليسَ منَّا، ومَنْ رَقَد على سطْحٍ لا جِدارَ له فماتَ؛ فَدَمُه هَدْرٌ".

رواه الطبراني.

(1)

انظر حديثي هذا الشطر من الباب في "الصحيح".

(2)

الأصل: (بالنبل)، والتصحيح من "المعجم الكبير"(13/ 87/ 217)، وهو مخرج في "الضعيفة"(6685)، والجملة الأولى صحت من حديث ابن عباس وغيره، فانظره في "الصحيحة"(2339).

ص: 276

37 -

(الترهيب من أن ينام الإنسان على وجهه من غير عذر)

.

1801 -

(1)[ضعيف] وعن يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري قال:

كان أبي من أصحاب الصفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"انطلقوا بنا إلى بيت عائشة".

فانطلقنا، فقال:

"يا عائشة! أطعمينا".

فجاءت بجَشِيشَةٍ

(1)

، فأكلنا. ثم قال:

"يا عائشة! أطعمينا".

فجاءت بحيسةٍ مثل القطاة

(2)

، فأكلنا. ثم قال:

"يا عائشة! اسقينا".

فجاءت بعُسٍّ من لبن فشربنا. ثم قال:

"يا عائشة! اسقينا".

فجاءت بقدح صغير فشربنا. ثم قال:

"إن شئتم بِتُّم، وإن شئتم انطلقتُم إلى السجدِ".

. . . . . . . . .

(3)

رواه أبو داود، واللفظ له.

(1)

(الجشيشة): ما يجش من الحب فيطبخ، و (الجَشّ): طحن خفيف، وهو ما كان فوق الدقيق. وقد يقال لها:(دشيشة) بالدال.

(2)

هي واحدة (القطا)، وهو شبه الحمام.

(3)

هنا في الأصل جملة النهي عن الاضطجاع على البطن، نقلتها إلى "الصحيح" لشواهدها.

ص: 277

ورواه النسائي عن قيس بن طغفة (بالغين المعجمة) قال: حدثني أبي، فذكره.

وابن ماجه عن قيس بن طهفة (بالهاء) عن أبيه مختصراً.

ورواه ابن حبان في "صحيحه" عن قيس بن طغفة (بالغين المعجمة) عن أبيه كالنسائي.

1802 -

(2)[ضعيف] ورواه ابن حبان أيضاً عن ابن طهفة أو طخفة -على اختلاف النسخ- عن أبي ذر قال:

مرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع على بطني، فركضني برجله وقال:

"يا جنيدب! إنما هذه ضجعة أهل النار".

قال أبو عمر النمري:

"اختلف فيه اختلافاً كثيراً، واضطرب فيه اضطراباً شديداً. فقيل: طهفة بن قيس (بالهاء)، وقيل طحفة (بالحاء)، وقيل: طغفة (بالغين)، وقيل: طقفة (بالقاف والفاء)، وقيل: قيس بن طخفة، وقيل: عبد الله بن طخفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: طهفة عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحديثهم كلهم واحد؛ قال: كنتُ نائماً بالصُّفَّة فركضني رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله وقال: "هذه نومة يبغضها الله". وكان من أهل الصفة. ومن أهل العلم من يقول: إن الصُّحبة لأبيه عبد الله، وإنه صاحب القصة" انتهى.

وذكر البخاري فيه اختلافاً كثيراً وقال:

"طغفة (بالغين) خطأ. والله أعلم".

(الحيسة) على معنى القطعة من الحيس: وهو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يجعل عوض الأقط دقيق.

و (العُسّ): القدح الكبير الضخم حزر ثمانية أرطال أو تسعة.

ص: 278

38 -

‌(الترهيب من الجلوس بين الظل والشمس

(1)

، والترغيب في الجلوس مستقبل القبلة)

.

1803 -

(1)[ضعيف جداً] وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أكْرمُ المجالِسِ؛ ما اسْتُقِبلَ به القِبْلَةُ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1804 -

(2)[ضعيف] ورُوِيَ عن ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ لِكُلِّ شيْءٍ شَرفاً، وإنَّ شَرف المجالِس؛ ما اسْتُقْبِل به القِبْلَةُ".

رواه الطبراني.

وفيه أحاديث غير هذه لا تسلم من مقال.

(1)

انظر أحاديثه في "الصحيح".

ص: 279

39 -

‌(الترغيب في سكنى الشأْم

(1)

وما جاء في فضلها)

.

1805 -

(1)[ضعيف] وعنه [يعني عبد الله بن حوالة]؛ أنه قال:

يا رسول الله! خِر لي بلداً أكون فيه، فلو أعلم أنك تبقى لم أخْتَرْ عن قُرِبكَ شيئاً. فقال:

"عليك بالشام"

(2)

.

فلما رأى كراهيتي للشام، قال:

"أتدري ما يقول الله في الشام؟ إن الله عز وجل يقول: يا شامُ! أنتِ صفوتي من بلادي، أدخل فيك خيرتي من عبادي،. . .".

رواه الطبراني من طريقين، إحداهما جيدة

(3)

.

1806 -

(2)[ضعيف] وعن عبد الله بن حُوالَة [أيضاً] رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"رأيتُ لَيْلَة أُسْرِيَ بي عَموداً أبْيَضَ كأنَّه لؤْلؤَةٌ تحمِلُه الملائكَةُ، قلتُ: ما تَحْمِلونَ؟ فقالوا: عمودَ الكِتابِ، أُمِرْنا أن نَضَعهُ بالشامَ، وبينا أنا نائم رأيتُ عَمودَ الكتِابِ اخْتُلِسَ مِنْ تَحتِ وسادتي، فظنَنْتُ أنَّ الله عز وجل تَخلّى

(4)

مِنْ أهل الأرض، فأتْبَعْتُه بَصري، فإذا هو نورٌ ساطعٌ بين يَديَّ؛ حتى وُضِعَ بالشامِ".

(1)

بسكون الهمزة، وتخفف: الإقليم الشمالي من شبه جزيرة العرب، ويشمل سوريا والأردن وفلسطين إلى عسقلان. انظر "معجم البلدان".

(2)

هذه الجملة صحيحة بشواهدها، اضطررت لتركها هنا لضرورة السياق وفهم المراد، وحذفت من آخره جملة:"إن الله تكفل لي بالشام وأهله"، لمنافاتها للسياق أولاً، ولصحتها من قوله صلى الله عليه وسلم، فانظرها في "الصحيح".

(3)

انظر "تخريج أحاديث فضائل الشام"(الحديث التاسع)، و"الضعيفة"(6775).

(4)

يقال: تخلى عن الأمر ومنه: تركه.

ص: 280

فقال ابن حوالةُ: يا رسولَ الله! خِرْ لي. قال:

"عليك بالشامِ".

رواه الطبراني، ورواته ثقات

(1)

.

1807 -

(3)[ضعيف جداً] وعن أبي أُمامَة رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"الشامُ صفوةُ الله مِنْ بلادِه، إليها يَجْتَبي صفْوَتَه مِنْ عباده، فَمَنْ خَرَج مِنَ الشامِ إلى غيرِها؛ فبسَخَطِه، ومَنْ دَخَلها مِنْ غيرها، فبِرحْمَتِه".

رواه الطبراني والحاكم؛ كلاهما من رواية عفير بن معدان -وهو واهٍ-، عن سليم بن عامر عنه. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". كذا قال.

1808 -

(4)[ضعيف] وعن خالد بن معدان؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"نَزلَتْ عليَّ النبوَّةُ مِنْ ثلاثَةِ أماكِنَ: مَكَّةَ، والمدينةِ، والشامِ، فإنْ أُخْرِجَتْ مِنْ إحداهُنَّ لم تَرْجعْ إليْهِنَّ أَبَداً".

رواه أبو داود في "المراسيل" من رواية بقية

(2)

.

1809 -

(5)[ضعيف] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أهلُ الشامِ وأزواجُهم وذراريهِم وعبيدُهم وإمِاؤهم إلى مُنْتَهى الجزيرَةِ مرابِطونَ، فَمَنْ نَزلَ مدينةً مِنَ المدائن؛ فهوَ في رِباطٍ، أو ثَغْراً مِنَ الثغور فهو في جهادٍ".

(1)

فيه نظر بينته في "فضائل الشام"(ص 27)، وبعضه ثابت في "الصحيح" هنا، وهو مخرج في "الضعيفة"(6775).

(2)

قلت: بقية مدلس معروف، ولم أجد الحديث في مطبوعة المؤسسة لـ "المراسيل". ووقع هنا خلط عجيب للمعلقين الثلاثة، فهم من جهة قالوا:"مرسل حسن". ومن جهة عزوه لأحمد وغيره، وهو عين تخريجهم لحديث خريم الآتي بعد حديثين، فلعجزهم حتى عن تصحيح التجارب للطبع غفلوا عن هذا!!

ص: 281

رواه الطبراني وغيره عن معاوية بن يحيى أبي مطيع؛ وهو حسن الحديث، عن أرطاة بن المنذر عمن حدثه عن أبي الدرداء؛ ولم يُسَمِّه.

1810 -

(6)[ضعيف جداً] و [رواه] الطبراني [يعني من حديث زيد بن ثابت] بإسناد صحيح

(1)

. ولفظه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده:

"طوبى للشامِ".

قلنا: ما لَه يا رسولَ الله؟ قال:

"إنَّ الرحمنَ لباسِطٌ رحمتَه عليهِ".

1811 -

(7)[ضعيف] وعن خريم بن فاتكٍ رضي الله عنه؛ أنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"أهلُ الشامِ سوْطُ الله في أرضه، يَنْتقمُ بهم مَّمنْ يشاءُ مِنْ عبادِه، وحرامٌ على منافِقيهم أنْ يَظْهَروا على مؤْمِنِيهمْ، ولا يموتوا إلا همّاً وغَمّاً

(2)

".

رواه الطبراني مرفوعاً هكذا، وأحمد موقوفاً -ولعله الصواب- ورواتهما ثقات. والله أعلم.

(1)

كذا قال، وهو وهم فاحش منه -قلده عليه الثلاثة- نشأ عن غض النظر عن شيخ الطبراني فيه، وكذلك صنع الهيثمي، وكثيراً ما يصنعان ذلك كما كنت نبهت عليه في المقدمة، والشيخ المشار إليه متهم، وبالإضافة إلى ذلك فالمتن منكر؛ كما كنت بينته في "الصحيحة"(503). وانظر لفظه المحفوظ في هذا الباب من "الصحيح".

(2)

الأصل: (لا هماً ولا غماً)، والتصحيح من "الطبراني الكبير"، وعلة المرفوع تدليس الوليد بن مسلم، ومع ذلك حسنه الجهلة! وهو مخرج في "الضعيفة"(13).

ص: 282

40 -

(الترهيب من الطيرة)

.

1812 -

(1)[ضعيف] وعن قَطَن بن قَبيصة عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"العِيافَةُ والطِّيَرَةُ والطَّرْقُ؛ مِنَ الجِبْتِ".

رواه أبو داود والنسائي، وابن حبان في "صحيحه".

وقال أبو داود: " (الطَّرق): الزجر، و (العيافة): الخط".

[و (الجِبت) بكسر الجيم: كل ما عُبد من دون الله]

(1)

[مضى هنا /32].

41 -

(الترهيب من اقتناء الكلب إلا لصيد أو ماشية)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

(1)

زيادة مما سبق هناك، والحديث حسنه الجهلة كما حسنوه هناك تقليداً لغيرهم، وذكرت علته ثمة.

ص: 283

42 -

(الترهيب من سفر الرجل وحده أو مع آخر فقط، وما جاء في: خير الأصحاب عدة)

.

1813 -

(1)[منكر] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

"لَعَن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُخَنَّثي الرجالِ الذين يتَشَبَّهونَ بالنِّساءِ، والمتَرَجِّلاتِ مِنَ النساءِ المتشبِّهات بالرِّجال، وراكبَ الفلاةِ وحْدَه".

رواه أحمد من رواية الطيب بن محمد، وبقية رواته رواة "الصحيح"[مضى 18 - اللباس /6].

1814 -

(2)[ضعيف] وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"خيرُ الصحابة أربعةٌ، وخيرُ السرايا

(1)

أربعُمئةٍ، وخيرُ الجيوشِ أربعةُ آلافٍ، ولن

(2)

يُغْلَبَ اثنا عشر ألفاً من قلةٍ".

رواه أبو داود والترمذي، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب، ولا يسنده كبير أحد [غير جرير بن حازم]

(3)

". وذكر أنه روي عن الزهري مرسلًا.

(1)

جمع (السرية) وهي القطعة من الجيش، سميت به لأنها تسري بالليل، فعيلة بمعنى فاعلة.

(2)

الأصل: (ولم)، والتصويب من "أبي داود" وغيره، ولفظ الترمذي:(ولا).

(3)

زيادة من "الترمذي"(1555). وجرير في حفظه شيء، وخالفه الليث بن سعد فأرسله. وهو الراجح كما حققته في الطبعة الجديدة للمجلد الثاني من "الصحيحة"(986).

ص: 284

43 -

(ترهيب المرأة من أن تسافر وحدها بغير محرم)

.

[لم يذكر تحته حديثاً على شرط الكتاب والحمد لله. انظر "الصحيح"].

44 -

(الترغيب في ذكر الله لمن ركبَ دابَّتَهُ)

.

1815 -

(1)[ضعيف] ورُوِيَ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما:

أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أرْدَفَه على دابَّتِه، فلمَّا اسْتَوى عليها كَبَّر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً، وحَمِدَ الله ثلاثاً، وسبَّح الله ثلاثاً، وهلَّلَ الله واحدةً، ثمَّ اسْتَلْقى

(1)

عليه فَضَحِكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ علَيَّ فقال:

"ما مِنِ امْرِيءٍ يرْكَبُ دابَّته فصَنَع ما صنَعْتُ؛ إلا أقْبلَ الله عز وجل إليه فضَحِكَ إليه [كما ضحِكْتُ إليكَ]

(2)

".

رواه أحمد.

1816 -

(2)[ضعيف] وعن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ راكبٍ يخلو في مسيرِهِ بالله وذكره؛ إلا رَدِفَهُ ملك، ولا يخلو بِشعْرٍ ونحوه؛ إلا رَدِفَهُ شيطانٌ".

رواه الطبراني بإسناد حسن

(3)

.

(1)

كذا الأصل تبعاً لـ "المسند"، و"جامع المسانيد"(32/ 119) وكذلك في "مجمع الزوائد"(10/ 131)، ولم يتبين لي المراد منه هنا.

(2)

زيادة من "المسند"(1/ 330)، و"مجمع الزوائد"، وأعله بضعف أبي بكر بن أبي مريم. ومع ذلك حسنه الجهلة، مغترين بقول الناجي:"ورواه بنحوه أبو داود و. ." إلخ، وليس عندهم:"ما من امرئ. ." إلخ، وفيه علة أخرى وهي الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس.

(3)

كذا قال! وتبعه الهيثمي، وقلدهما الثلاثة، وفيه من العلل ثلاثة، بيانها في "الضعيفة"(6688).

ص: 285

45 -

(الترهيب من استصحاب الكلب والجرس في سفر وغيره)

.

1817 -

(1)[منكر] وفي رواية لأبي داود [يعني في حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح"]:

"لا تصحبُ الملائكةُ رُفقةً فيها جلدُ نَمِر". ذكرها في "اللباس"

(1)

.

1818 -

(2)[ضعيف] وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:

"لا تَدخُلُ الملائكةُ بيتاً فيه [جُلجُل، ولا] جَرَسٌ، ولا تَصْحَبُ الملائكةُ رِفْقةً فيها جَرَسٌ".

رواه أبو داود

(2)

والنسائي.

1819 -

(3)[ضعيف] وعن عامرٍ بْنِ عبدِ الله بنِ الزبَيْرِ:

أنَّ مولاةً لهم ذهَبتْ بابْنَةِ الزُّبَيرِ إلى عمَر بْنِ الخطَّابِ رضي الله عنه؛ وفي رِجْلَيْها أجْراسٌ، فَقَطَّعها عمرُ وقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنَّ مَعَ كلِّ جَرَسٍ شيطانٌ".

رواه أبو داود، ومولاة لهم مجهولة، وعامر لم يدرك عمر بن الخطاب.

(1)

رقم (4130)، وقد خرجته في "الضعيفة"(6687)، وحققت فيه أنه منكر أو شاذ.

(2)

عزوه لأبي داود وهم، وهو مما فات الناجي التنبيه عليه، وإنما رواه (4231) من حديث عائشة، وهو الآتي بعد حديث في الأصل، وهو في "الصحيح"، والزيادة من النسائي (2/ 291)، وفيه جهالة، فإنه أخرجه من طريق حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني سليمان بن بابيه مولى آل نوفل عنها. و (سليمان) هذا لا يعرف إلا بهذه الرواية، وإن مما يؤكد جهل الثلاثة أنهم أعلوه بما ليس بعلة، فقالوا (3/ 658):"ابن جريج مدلس (!)، وحجاج بن روح قال الدارقطني: متروك. ."! وابن جريج ثقة مشهور، وقد صرح بالتحديث، وحجاج بن روح ليس من رجال النسائي، وهو ابن محمد المصيصي، وهو ثقة من رجال الشيخين. وتفصيل الكلام لبيان سبب خطئهم هذا مما لا يتسع له المقام، وضغثاً على إبالة؛ فإنهم مع تضعيفهم الشديد لإسناده صدروه بقولهم:"حسن بشواهده"! وليس له ولا شاهد واحد! إلا حديث بنانة الذي بعده، وقد قالوا فيه أيضاً:"حسن بشواهده" مع قولهم: "بنانة لا تعرف"!! نعم الشطر الثاني من حديث أم سلمة صحيح له شواهد تراها في "الصحيح" في الباب هنا. والمنفي فيه غير المنفي في الشطر الأول منه وفي حديث (بنانة) كما هو ظاهر، فتأمل. والله المستعان على المعتدين.

ص: 286

46 -

‌(الترغيبُ في الدُّلْجَةِ -وهو السيرُ بالليلِ-، والترهيب من السفر أوَّله

(1)

، ومِنَ التعْريسِ في الطُّرُقِ، والافتراقِ في المنْزِل، والترغيبُ في الصلاةِ إذا عَرَّسَ الناسُ)

.

1820 -

(1)[ضعيف] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"ثلاثةٌ يحبُّهم الله، وثلاثةٌ يَبْغَضُهم الله، أمّا الذين يُحِبُّهم الله؛ فقومٌ ساروا ليْلَتهُم، حتَّى إذا كان النومُ أحبَّ إليهِمْ ممَّا يُعْدَلُ به؛ نَزَلوا فوضَعْوا رؤوسَهُم، فقامَ يَتَملَّقُني ويتْلوا آياتي" فذكر الحديث.

رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما". وتقدّم في "صدقة السر" بتمامه [مضى 8 - الصدقات /10].

47 -

(الترغيب في ذكر الله تعالى لمن عثرت دابته)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

(1)

انظر التعليق عليه في "الصحيح".

ص: 287

48 -

(الترغيب في كلمات يقولهن من نزل منزلاً)

.

1821 -

(1)[أثر ضعيف] وعن عبد الله بُسرٍ

(1)

رضي الله عنه قال:

خَرجْتُ مِنْ حِمْصَ فآواني الليلُ إلى (البُقَيعة)

(2)

، فحَضَرني مِنْ أهْلِ الأرضِ، فقرأْتُ هذه الأيةَ مِنَ {الأعراف}:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ} إلى آخرِ الآيةِ، فقال بعضُهم لِبَعْضٍ: احْرُسوه الآنَ حتَّى يُصْبِحَ، فلمَّا أصبَحْتُ رَكِبْتُ دابَّتي.

رواه الطبراني، ورواته رواة "الصحيح"؛ إلا المسيب بن واضح

(3)

.

(1)

كذا الأصل بالسين المهملة، وكذلك وقع في "المجمع"(10/ 133). ووقع في "العجالة"(بشر) بالشين المعجمة؛ ولعله خطأ من الناسخ.

(2)

الأصل: (البيعة)، وفي نقل الناجي (البقعة) وقال:"في أكثر نسخ الترمذي (البيعة) بكسر الموحدة وإسكان الياء الأخيرة، بعدها عين ثم هاء التأنيث، وهو وهم وتصحيف بلا شك، وإنما الصواب ولفظ الطبراني وغيره (البقيعة) بضم الوحدة وفتح القاف وإسكان الياء بعدها عين ثم هاء التأنيث، تصغير (بقعة)، وهي اسم علم لبقعة هناك معروفة ذات ماء وسواقٍ، حولها بقاع متجاورات بينها وبين حمص أقل من يومين".

قلت: وكذلك وقع في "المجمع"(10/ 133): (البقيعة) مصغراً.

(3)

قلت: قال الذهبي في "المغني": "قال أبو حاتم: "صدوق يخطئ كثيراً"، وضعفه "الدارقطني". ونقل الثلاثة عن الهيثمي أنه قال فيه: "وهو ضعيف، وقد وثق"، ومع ذلك قالوا: "حسن"!!

ص: 288

49 -

(الترغيب في دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب سيّما المسافر)

.

1822 -

(1)[ضعيف] ورُوِيَ عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"دعوتانِ ليس بيْنَهُما وبين الله حجابُ؛ دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المرْءِ لأخيه بظَهْرِ الغَيْبِ".

رواه الطبراني.

1823 -

(2)[ضعيف جداً] وعن عبدِ الله بْنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن أسرعَ الدعاء اجابةً؛ دعوةُ غائبٍ لغائب".

رواه أبو داود والترمذي؛ كلاهما من رواية عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وقال الترمذي:

"حديث غريب".

1824 -

(3)[ضعيف] و [روى حديثَ أبي هريرة المذكور في "الصحيح"] البزار، ولفظه: قال:

"ثلاثٌ حقٌّ على الله أن لا تُرَدَّ لهم دعوةٌ؛ الصائمُ حتى يفطرَ، والمظلومُ حتى ينتصرَ، والمسافرُ حتى يرجعَ". [مضى 9 - الصيام /1].

ص: 289

50 -

(الترغيب في الموت في الغربة)

.

1825 -

(1)[ضعيف] ورُوِيَ عنِ ابِنْ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"موتُ غُرْبَةٍ؛ شهادَةٌ".

رواه ابن ماجه.

1826 -

(2)[ضعيف جداً] وروى الطبراني من طريق عبد الملك بن مروان بن عنترة -وهو متروك- عن أبيه عن جده قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يَوْمٍ:

"ما تعُدُّونَ الشهيدَ فيكُم؟ ".

قلنا: يا رسولَ الله! مَنْ قُتِل في سبيلِ الله. قال:

"إنَّ شهداءَ أُمَّتي إذاً لقليلٌ، مَنْ قُتِلَ في سبيلِ الله فهو شهيدٌ، والمتَردِّي شهيدٌ، والتُّفَساءُ شهيدٌ، والغَرَقُ شهيدٌ، والسِّلُّ شَهيدٌ، والحريقُ شهيدٌ، والغريبُ شهيدٌ".

(قال الحافظ):

"وقد جاء في أن (موت الغريب شهادة) جملة من الأحاديث؛ لا يبلغ شيء منها درجة الحسن فيما أعلم".

ص: 290

24 -

‌ كتاب التوبة والزهد

.

1 -

(الترغيب في التوبة والمبادرة بِها وإتْباع السيئةِ الحسنة)

.

1827 -

(1)[ضعيف] وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"للْجنَّةِ ثمانيةُ أبْوابٍ، سبعةٌ مُغْلَقَةٌ، وبابٌ مَفْتوحٌ للِتوبَةِ؛ حتى تطلعَ الشمسُ مِنْ نَحْوِهِ".

رواه أبو يعلى والطبراني بإسناد جيد

(1)

.

1828 -

(2)[ضعيف] وعن جابرٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مِنْ سعادَةِ المَرْءِ أن يطولَ عُمُرهُ، ويرْزُقَه الله الإنابَةَ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"

(2)

.

1829 -

(3)[ضعيف جداً] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ سَرَّهُ أنْ يَسْبِقَ الدائبَ المجتَهِد؛ فلْيكُفَّ عنِ الذنوبِ".

رواه أبو يعلى ورواته رواة "الصحيح"؛ إلا يوسف بن ميمون

(3)

.

(الدائب) بهمزة مكسورة بعد الألف: هو المتعب نفسه في العبادة، المجتهد فيها.

1830 -

(4) ورُويَ عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

كذا قال! وتبعه الهيثمي، وقلدهما الثلاثة (4/ 6)! وفيه شريك القاضي، وهو سيئ الحفظ كما تقدم مراراً، وهو مخرج في "الضعيفة"(4329).

(2)

قلت: فيه الحارث بن أبي يزيد، فيه جهالة لم يوثقه غير ابن حبان، وعنه (كثير بن زيد) صدوق يخطئ.

(3)

قلت: وهو ضعيف جداً، انظر "الضعيفة"(6689).

ص: 291

"المؤمِنُ واهٍ راقعٌ، فسعيدٌ مَنْ هَلَك

(1)

على رَقْعِهِ".

رواه البزار، والطبراني في "الصغير" و"الأوسط" وقال:

"معنى (واه): مذنب. و (راقع): يعني تائب مستغفر".

1831 -

(5)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَثَلُ المؤمِنِ ومثلُ الإيمانِ؛ كمثَلِ الفَرْسِ في آخِيَّتهِ، يجولُ ثُمَّ يرْجِعُ إلى آخِيَّتهِ، وإنَّ المؤمِنَ يَسْهو ثُمَّ يرجِعُ، فأطْعِموا طعامَكُم الأتقياءَ، وأَوْلوا معروفَكم المؤْمِنينَ".

رواه ابن حبان في "صحيحه"

(2)

.

(الآخيَّة) بمد الهمزة وكسر الخاء المعجمة بعدها ياء مثناة تحت مشددة: هي حبل يدفن في الأرض مثنياً ويبرز منه كالعروة تشد إليها الدابة. وقيل: هو عود يعرض في الحائط تشد إليه الدابة.

1832 -

(6)[ضعيف] ورُوِيَ عنْ أنَسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا تابَ العبدُ مِنْ ذُنوبِهِ؛ أَنْسى الله حَفَظتَهُ ذنوبَهُ، وأنْسى ذلك جَوارِحَهُ ومعالِمَهُ مِنَ الأَرْضِ، حتَّى يلْقَى الله يومَ القِيامَةِ وليسَ عليهِ شاهِدٌ مِنَ الله بذَنْبٍ".

رواه الأصبهاني.

1833 -

(7)[ضعيف] وعن ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"النادِمُ ينتَظِرُ مِنَ الله الرحْمةَ، والمُعْجَبُ ينتَظِرُ المقْتَ، واعلَموا عبادَ الله

(1)

أي: مات.

(2)

قلت: فاته أحمد في "المسند"(3/ 38 و 55) وأبو يعلى (2/ 1106 و 1332)، وفيه مجهول، وآخر لين الحديث: وهو مخرج في "الضعيفة"(6637).

ص: 292

أنَّ كلَّ عاملٍ سيقدُمُ على عَمَلِه، ولا يَخرُج مِنَ الدنيا حتى يَرى حُسْنَ عمَلِهِ وسوءَ عَمَلِهِ، وإنَّما الأعمالُ بخواتيمِها، والليلُ والنهارُ مَطِيَّتانِ، فأحْسِنوا السيرَ عليهِما إلى الآخرَةِ، واحذَرُوا التَّسْوِيفَ؛ فإنَّ الموتَ يأتي بَغْتَةً، ولا يَغْتَرَّنَّ أحدُكم بحُلْمِ الله عز وجل، فإنَّ الجنَّةَ والنارَ أقْرَبُ إلى أحدِكُمْ مِنْ شِراك نَعْلِهِ. ثُمَّ قرأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} ".

رواه الأصبهاني من رواية ثابت بن محمد الكوفي العابد

(1)

.

1834 -

(8)[ضعيف] ورواه [يعني حديث عبد الله بن مسعود الذي في "الصحيح"] ابن أبي الدنيا، والبيهقي مرفوعاً أيضاً من حديث ابن عباسٍ وزاد:

"والمسْتَغْفِرُ مِنَ الذَّنْبِ وهو مقيمٌ عليه؛ كالمسْتَهْزِئ بِرَبِّه".

وقد روُي بهذه الزيادة موقوفاً، ولعله أشبه.

1835 -

(9)[موضوع] وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما عَلِمَ الله مِنْ عبدٍ ندامةً على ذَنْبٍ؛ إلاَّ غَفَر له قَبْلَ أنْ يستغفره مِنْه".

رواه الحاكم من رواية هشام بن زياد وهو ساقط، وقال:"صحيح الإسناد"!

1836 -

(10)[ضعيف] وعن ابْنِ عمرَ رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُحدِّث حديثاً لَوْ لَمْ أسْمَعْهُ إلا مرَّة أو مرَّتين حتَّى عَدد سبعَ مرات ولكنّي سمعتُهُ أكْثَرَ، سمعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"كان الكِفْلُ مِنْ بَني إسرائيلَ لا يتَورَّع مِنْ ذَنْبٍ عمِلَهُ، فأتَتْهُ امْرأَةٌ،

(1)

قال الذهبي في "المغني": "ضُعف لغلطه". ودونه من لم أعرفه.

ص: 293

فأعْطاها ستِّين ديناراً على أنْ يَطأَها، فلمّا قَعَدَ مِنْها مَقْعَد الرجُلِ مِن امْرأَتِهِ أرْعَدَتْ وبَكَتْ، فقال: ما يُبْكيكِ أَأَكْرَهْتُكِ؟ قالت: لا، ولكِنَّه عَمَلٌ ما عَمِلْتُه قَطُّ، وما حَملَني عليهِ إلا الحَاجَة، فقال: تَفْعَلين أنتِ هذا، وما فَعَلْتِهِ قَطُّ

(1)

، اذْهَبي فِهِيَ لكِ؛ وقال: لا والله لا أعْصي الله بعدَها أبداً، فماتَ مِنْ ليلَتِه، فأصْبح مكتوياً على بابِه: إنَّ الله قد غَفَرَ لِلْكِفْلِ".

رواه الترمذي وحسنه واللفظ له، وابن حبان في "صحيحه"؛ إلا أنه قال:

"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقول"، فذكر بنحوه.

والحاكم والبيهقي من طريقه وغيرها، وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"

(2)

. [مضى 21 - الحدود /7].

1837 -

(11)[ضعيف موقوف] وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال:

كانت قرَيتانِ إحداهُما صالِحةٌ، والأخْرى ظالمِةُ، فخَرَج رَجُلٌ مِنَ القرَيةِ الظالِمَةِ يريدُ القرَيةَ الصالِحَةَ، فأتاهُ الموْتُ حيثُ شاءَ الله، فاخْتَصَم فيهِ المَلكُ والشيطانُ

(3)

؛ فقال الشيطانُ: والله ما عصاني قطُّ. فقال الملَكُ: إنَّه قد خَرَجَ يريدُ التوبةَ، فقُضِيَ بينَهما أنْ يُنْظَرَ إلى أيِّهما أقْربُ؟ فوجدوه أقربَ إلى القرية الصالِحَةِ بِشِبرٍ، فَغُفِرَ له.

قال مَعْمَرٌ: وسمعتُ مَنْ يقولُ: قرَّبَ الله إليه القريةَ الصالحةَ.

(1)

ليس عند الترمذي (قط)، وإنما هي عند ابن حبان (2453 - موارد).

(2)

تقدم هناك بيان أن في إسناده جهالة والرد على من صححه أو حسنه!

(3)

هذه الرواية خطأ؛ جاء من عدم حفظ الراوي للقصة جيداً، فإن الخاصمة إنما كانت بين ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. نعم جاء ذكر الشيطان في بعض طرق الحديث الذي بعد هذا في الأصل، وهو مِنْ حديث أبي سعيد، وقد خرَّجته في "الصحيحة"(2640)، وخرجت حديث ابن مسعود في الكتاب الآخر (5254) وهو موقوف كما ذكر المؤلف رحمه الله.

ص: 294

رواه الطبراني بإسناد صحيح. وهو هكذا في نسختي غير مرفوع.

1838 -

(12)[ضعيف] وعن أبي عبد ربّ؛ أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر يحدث؛ أنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنّ رجلاً أسرفَ على نفسِه، فلقيَ رجلاً فقال: إن الأَخِرَ قتل تسعةً وتسعين نفساً كلَّهمِ ظلماً، فهل تجد لي مِنْ توبةٍ؟ فقال: إنْ حدّثْتُكَ أن الله لا يتوبُ على من تاب كذبتُك، ههنا قوم يتعبَّدون فائتهم تعبد الله معهم.

فتوجَّهَ إليهم، فمات على ذلك. فاجتمعت ملائكةُ الرحمةِ وملائكةُ العذابِ، فبعثَ اللهُ إليهم ملكاً فقالَ: قيسوا ما بين المكانين، فأيهم كان أقربَ فهو منهم، فوجدوه أقرب إلى دار التَّوَّابين بأُنمُلَةٍ؛ فغُفر له".

رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد

(1)

.

1839 -

(13)[ضعيف] ورواه أيضاً بنحوه بإسناد لا بأس به

(2)

عن عبد الله بن عمروٍ، فذكر الحديث إلى أن قال:

"ثم أتى راهباً آخر فقال: إني قتلت مئة نفسٍ، فهل تجد لي من توبةٍ؟ فقال: قد أسرفتَ، وما أدري، ولكن ههنا قريتان: قرية يقال لها: (نَصْرَةٌ)، والأخرى يقال لها:(كَفْرَةٌ)، فأما أهل (نصرةَ) فيعملون عملَ أهلِ الجنةِ لا يثبُتُ فيها غيرهم، وأما أهلُ (كفرةَ) فيعملون عملَ أهلِ النارِ لا يثبتُ فيها غيرهم، فانطلقْ إلى أهل نصرة، فإن ثَبَتَّ فيها وعملت عمل أهلها فلا شك في

(1)

قلت: مدارهما على (عبيدة بن أبي المهاجر) لا يعرف. انظر "الصحيحة"(2640).

(2)

كذا قال! ونحوه قول الهيثمي: ". . . ورجاله رجال الصحيح"! وفيه (عبد الرحمن بن زياد)، وهو ابن أنعم الإفريقي، وهو ضعيف، وفيه ألفاظ منكرة مخالفة لحديث الشيخين عن أبي سعيد الخدري كما يتبين لكل ناظر، وهو في هذا الباب من "الصحيح". وجهل الثلاثة فحسنوا هذا والذي قبله!

ص: 295

توبتك، فانطلقَ يؤمُّها، حتى إذا كان بين القريتين أدركه الموتُ، فسألتِ الملائكةُ ربها عنه؟ فقال: انظروا إلى أي القريتين كان أقربَ فاكتبوه من أهلِها. فوجدوه أقربَ إلى (نصرةَ) بِقَيْد أُنمُلةٍ؛ فكُتِبَ من أهلها".

1840 -

(14)[ضعيف] وعن يزيد بْنِ نعيم قال: سمعتُ أبا ذرٍ الغفاريَّ رضي الله عنه وهو على المنبر بـ (الفسطاط)

(1)

يقول: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ تقرَّبَ إلى الله عز وجل شِبْراً؛ تَقَرَّبَ الله إليه ذِراعاً، ومَنْ تَقَرَّبَ إليه ذِراعاً؛ تقرّبَ إليه باعاً، ومَنْ أقْبلَ إلى الله عز وجل ماشِياً؛ أقْبَلَ إليهِ مُهَرْوِلاً، والله أعْلى وأجلُّ، واللهُ أعْلى وأجلُّ، واللهُ أعْلى وأجَلُّ".

رواه أحمد والطبراني، وإسنادهما حسن

(2)

.

1841 -

(15)[ضعيف] ورواه البيهقي في "كتاب الزهد" من رواية إسماعيل بن رافع المدني عن ثعلبة بن صالح عن سليمان بن موسى عن معاذ قال:

أَخَذ بيدي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَمشى قليلاً ثُمَّ قال:

"يا معاذ! أُوصيكَ بتقوى الله، وصدْقِ الحديثِ، ووفاءِ العهْدِ، وأداءِ الأمانَةِ، وتركِ الخيانَةِ، ورَحْمِ اليَتيمِ، وحفْظِ الجِوَارِ، وكَظْمِ الغَيظِ، ولينِ الكلامِ، وبَذْلِ اللِّسانِ، ولُزومٍ الإمامِ، والتَّفَقُّه في القرآن، وحبِّ الآخرِة، والجَزَع مِنَ الحسابِ، وقَصْرِ الأمَلِ، وحسْنِ العَمَلِ، وأنهاكَ أنْ تشتُمَ مسْلماً، أَو تصدِّقَ كاذِباً، أو تكذِّب صادِقاً، أوْ تعْصِيَ إِماماً عادِلاً، وأنْ تُفْسِدَ في الأرضِ. يا معاذُ! اذْكُرِ الله عند كلِّ شَجرٍ وحَجرٍ، وأحْدثْ لِكُلِّ ذنبٍ توْبةً، السرُّ بالسرِّ، والعلانِيَةُ بالعلانِيَةِ"

(3)

.

(1)

مدينة مشهورة بمصر بناها عمرو بن العاص رضي الله عنه في موضع (فسطاطه)، وهو بيت من الشعر.

(2)

وكذا قال الهيثمي! وقلدهما الثلاثة! وفيه (ابن لهيعة)، وقوله:"والله أعلى. ." لم يرد في طريق أخرى صحيحة عند مسلم وغيره، وهو مخرج في "الصحيحة"(581).

(3)

قلت: إسناده ضعيف؛ (ثعلبة بن صالح) لا يعرف إلا بهذه الرواية، و (إسماعيل بن رافع) ضعيف. وهو في "الصحيح" من طريق آخر مختصراً، وهو مخرج في "الصحيحة" تحت الحديث (3320).

ص: 296

2 -

(الترغيب في الفراغِ للعبادةِ والإقبالِ على الله تعالى، والترهيبُ من الاهتمامِ بالدنيا والانْهِماكِ عليها)

.

1842 -

(1)[موضوع] ورُوي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"تَفَرَّغوا مِنْ هُمومِ الدنيا ما اسْتَطَعْتُم؛ فإنَّه مَنْ كانتِ الدنيا أكْبَرَ هَمَّه؛ أفْشى الله ضَيْعَتَهُ، وجَعلَ فَقْرَهُ بينَ عَيْنَيْهِ، ومَنْ كانتِ الآخرةُ أكبرَ هَمِّهِ، جمعَ الله عز وجل لَهُ أَمْرَهُ، وجعلَ غِناهُ في قلبهِ، وما أقبلَ عَبْدٌ بقلبهِ إلى اللهِ عز وجل؛ إلَّا جَعلَ الله قلوبَ المؤمنينَ تَفِدُ إليه بالوُدِّ والرحْمَةِ، وكان الله عز وجل إليه بكلِّ خيرٍ أَسْرَعَ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، والبيهقي في "الزهد".

1843 -

(2)[ضعيف] وعن عمرانَ بنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنِ انْقَطعَ إلى الله عز وجل؛ كفاهُ الله كلَّ مَؤُنَةٍ، ورزقَهَ مِن حيثُ لا يَحْتَسِبُ، ومن انقطع إلى الدنيا؛ وَكَلَه الله إليها".

رواه أبو الشيخ ابن حيان والبيهقي من رواية الحسن عن عمران، واختلف في سماعه منه. [مضى 16 - البيوع /4].

1844 -

(3)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عنِ أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَن أصبحَ وهَمُّه الدنيا؛ فليسَ مِنَ الله في شَيْءٍ" الحديث.

رواه الطبراني. [مضى هناك].

ص: 297

1845 -

(4)[ضعيف جداً] ورُوي عن أنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ أصْبَح حزيناً على الدنيا؛ أصْبَح ساخِطاً على ربِّهِ".

رواه الطبراني.

(قال الحافظ):

"وتقدم في "الاقتصاد في طلب الرزق" [16 - البيوع /4] وغيره غير ما حديث يليق بهذا الكتاب، ويأتي في "الزهد" [هنا /6] إن شاء الله تعالى أحاديث".

ص: 298

3 -

(الترغيبُ في العملِ الصالحِ عند فسادِ الزمانِ)

.

1846 -

(1)[ضعيف] عن أبي أُمَيَّةَ الشَّعْبانيّ قال: سألتُ أبا ثَعْلَبة الخُشَنِيّ قال:

قلتُ:

يا أبا ثَعْلَبة! كيفَ تقولُ في هذه الآية {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} ؟

قال: أما والله لقد سألتَ عنها خبيراً، سألتُ عنها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟

فقال:

" [بل] ائْتَمِروا بالمعروفِ، وتَنَاهَوْا

(1)

عَنِ المنكَرِ، حتى إذا رَأيْتَ شُحَّاً مطاعاً، وهَوىً مُتَّبَعاً، ودنيا مُؤْثَرَةً، وإعْجابَ كلِّ ذي رأْيٍ برأْيِهِ؛ فَعَليْكَ بِنَفْسِكَ، وَدعْ عنك العَوامَّ. . . ".

رواه ابن ماجه، والترمذي وقال:

"حديث حسن غريب".

4 -

(الترغيب في المداومة على العمل وإن قلّ)

.

[لم يذكر تحته حديثاً على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

(1)

الأصل: (وانتهوا)، وهو خطأ صححته من "أبي داود" والسياق له، ومن الترمذي وابن ماجه والزيادة منهم. والجملة الأخيرة منه لها شواهد، ولذا نقلتها إلى "الصحيح".

ص: 299

5 -

(الترغيبُ في الفقرِ وقلَّة ذاتِ اليد، وما جاءَ في فضل الفُقراءِ والمساكينِ والمسْتَضْعَفين وحُبِّهم ومجالَسَتِهِمْ)

.

1847 -

(1)[ضعيف جداً] ورُوْيَ عن أنَسٍ رضي الله عنه قال:

خَرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً وهو آخِذٌ بيد أبي ذرٍّ فقال:

"يا أبا ذرٍّ! أعَلِمْتَ أنَّ بينَ أيدينا عَقَبةً كَؤُوداً لا يَصْعَدُها إلا المخِفُّونَ؟ ".

قال رجُلٌ: يا رسولَ الله! أمِنَ المخِفِّينَ أنا أمْ مِنَ المثْقِلينَ؟ قال:

"عندك طعامُ يومٍ؟ ".

قال: نعم، وطعامُ غدٍ. قال:

"وطعامُ بعد غدٍ؟ ".

قال: لا. قال:

"لوْ كانَ عندكَ طعامُ ثلاثٍ؛ كنتَ مِنَ المثْقِلينَ".

رواه الطبراني

(1)

.

1848 -

(2)[منكر] ورواه [يعني حديث ابن عباس الذي في "الصحيح"] أحمد بإسناد جيد

(2)

من حديث عبد الله بن عَمْروٍ؛ إلاّ أنَّه قال فيه:

(1)

قلت: هذا الإطلاق يوهم أنه أخرجه في "المعجم الكبير"، وإنما أخرجه في "الأوسط"(5/ 406/ 4806)، وإليه عزاه الهيثمي، لكن وقعت منه بعض الأوهام في إعلاله إياه منها أنه أعرض عن إعلاله بمن قال فيه البخاري:"منكر الحديث"، والبيان في "الضعيفة"(6692).

(2)

كذا قال! وتبعه الهيثمي (10/ 261)، وأنى له الجودة وفيه (شريك القاضي)، -وهو سيئ الحفظ -، عن أبي إسحاق وهو السبيعي مدلس مختلط؟! وزيادة (الأغنياء) منكرة لم ترد في حديث ابن عباس عند الشيخين، وهو في "الصحيح" في هذا الباب. ومن جهل المعلقين الثلاثة أنهم صدروا تخريجهم للحديثين بقولهم:"صحيح"!

ص: 300

"واطَّلَعْتُ في النارِ؛ فرأيتُ أكْثَرَ أهْلِها الأغنياءُ والنساءُ".

1849 -

(3)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:

"إنَّ موسى قال: أيْ ربِّ! عبدُك المؤمنُ تُقَتِّر عليه في الدنيا. -قال:- فيُفْتَحُ له بابٌ مِنَ الجنَّةِ، فينظُرُ إليها. قال: يا موسى! هذا ما أعْدَدْتُ له. قال موسى: أيْ ربِّ! وعِزَّتك وجلالِك لو كانَ أقْطعَ اليدين والرجلين يُسحَب على وَجْهِهِ منذُ [يومِ] خلَقْتَه إلى يومِ القِيامَةِ؛ وكان هذا مصيرَه، كان لمْ يَرَ بُؤْساً قَطُّ. -قال:-، ثُمَّ قال موسى: أيْ ربِّ! عبدُك الكافرُ تُوَسِّع عليه في الدنيا. -قال:- فيُفْتَحُ له بابٌ مِنَ النارِ، فيقالُ له: يا موسى! هذا ما أعْدَدْتُ له. فقال موسى: أيْ ربِّ! وعِزتِكَ وجلالِكَ لو كانَتْ له الدنيا منذُ يومِ خَلَقْتَهُ إلى يومِ القِيامَةِ؛ وكان هذا مصيرَه، كان لَمْ يَرَ خيْراً قطُّ".

رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج.

1850 -

(4)[ضعيف] وعن عبد الرحمن بن سابط قال:

أرسل عمر بن الخطاب إلى سعيد بن عامر: إنّا مُسْتَعْمِلوكَ

(1)

على هؤلاءِ، تسيرُ بهِمْ إلى أرْضِ العَدُوِّ فتجاهِدُ بهم. -قال: فذكر حديثاً طويلاً قال فيه:- قال سعيد: وما أنا بِمُتَخَلِّفٍ عَنِ العُنُقِ الأُوَلِ

(2)

؛ بعد إذْ سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(1)

وكذا في "مجمع الزوائد"(10/ 126)، ومعناه: جاعلوك عاملاً؛ أي أميراً. ووقع في طبعة عمارة -وقلده الجهلة الثلاثة-: (مستعلموكَ)، وهو تحريف عجيب، وفسره بقوله:"أي نستفهم عن سير الأبطال المجاهدين"!

(2)

في "النهاية": " (العنق): هي الجماعة من الناس"، وكأنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الأولين رضي الله عنهم أجمعين.

ص: 301

"إنَّ فقراءَ المسْلمينَ يُزَقُّون كما تُزَفّ الحمَامُ، فيقالُ لهم: قِفوا لِلْحِسابِ. فيقولون: والله ما تركنا شيئاً نحاسَبُ به. فيقولُ اللهُ عز وجل: صدقَ عبادي، فيدخلون الجنَّةَ قبلَ الناس بسبعينَ عاماً".

رواه الطبراني، وأبو الشيخ ابن حيان في "الثواب"، ورواتهما ثقات إلا يزيد بن أبي زياد.

1851 -

(5)[ضعيف] وعنْ أبي الصدِّيق الناجيِّ عنْ بعضِ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه قال:

"يدخلُ فقراءُ المؤمنينَ الجَنَّة قَبْلَ الأغْنياءِ بأرْبَعِمئَةِ عامٍ".

قال: فقلتُ: إنَّ الحَسَنُ يَذْكُرُ: "أرْبَعينَ عاماً".

فقال: عنْ أصْحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

"أربَعِمئَةِ عامٍ، حتَّى يقولَ المؤمنُ الغنيُّ: يا ليتني كنتُ عَيِّلاً".

قال: قلتُ: يا رسولَ الله! سَمِّهم لنا بأسمائهم. قال:

"همُ الذين إذا كانَ مَكْروهٌ بُعثوا إليْه، وإذا كان نعيمٌ بُعث إليه سِواهُم، وهمُ الذين يُحْجَبونَ عَنِ الأبْوابِ".

رواه أحمد من رواية زيد بن الحواري عنه

(1)

.

1852 -

(6)[ضعيف] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"التقى مؤمنانِ على باب الجنةِ: مؤمنٌ غني، ومؤمنٌ فقيرٌ، كانا في الدنيا، فأُدخلَ الفقيرُ الجنةَ، وحُبِسَ الغنيُّ ما شاءَ اللهُ أن يُحبَسَ، ثم أُدخلَ الجنةَ، فلقِيَه الفقيرُ فقال: يا أخي! ماذا حبسك؟ والله لقد حُبِسْتَ حتى

(1)

قلت: الأكثرون على تضعيف (زيد بن الحواري).

ص: 302

خِفْتُ عليك. فيقول: يا أخي! إني حُبستُ بعدك مَحْبَسَاً فظيعاً كريهاً، وما وصلت إليك حتى سالَ مني من العرقِ ما لو وَرَدَهُ ألفُ بعيرٍ كلُّها آكلةُ حَمْضٍ

(1)

لصدَرتْ عنه رِواءً"

رواه أحمد بإسناد جيد قوي

(2)

.

(الحمض): ما ملح وأمرَّ

(3)

من النبات.

1853 -

(7)[موضوع] وعن عبدِ الله بْنِ أبي أَوْفى رضي الله عنهما قال:

خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أصحابِه أجْمَعَ ما كانوا، فقال:

"إنِّي رأيتُ الَّليلَةَ منازِلَكُم في الجَنَّة وقُرْبَ منازِلِكُمْ".

ثُمَّ إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أقْبَلَ على أبي بَكْرٍ رضي الله عنه فقال:

"يا أبا بكرٍ! إنَّي لأَعْرِفُ رَجُلاً أَعْرِفُ اسْمَهُ واسْمَ أبيهِ وأمِّه، لا يأْتي باباً مِنْ أبْوابِ الجنَّة إلا قالوا: مَرْحَباً مَرْحباً".

فقال سلْماَنُ: إنَّ هذا لمرْتفِعّ شأنُه يا رسولَ الله! قال:

"فهو أبو بَكْر بْنُ أبي قُحَافَةَ".

ثُمَّ أَقْبَل على عُمَرَ رضي الله عنه فقال:

"يا عمرُ! لقد رأيْتُ في الجنَّةِ قَصْراً مِنْ دُرَّةٍ بيْضاءَ، لُؤْلُؤ أبْيض، مُشَيَّد بالياقوتِ، فقلْتُ: لِمَنْ هذا؟ فَقيلَ: لفتىً مِنْ قُريشٍ، فظَننْتُ أنَّه لي،

(1)

(الحمض): كل نبتٍ في طعمه حموضة. وكان الأصل: (حمض النبات)، فصححته من "المسند"(1/ 304) و"المجمع"(10/ 263).

(2)

قلت: فيه (دويد) لم ينسب، وسمى ابن ماكولا أباه (سليمان)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. فهو مجهول. وقال العراقي:"غير منسوب يحتاج إلى معرفته، قال أحمد: حديثه مثله".

وهو مخرج في "الضعيفة"(6779). وأما الجهلة الثلاثة فقد حسنوا الحديث متكئين على ما نقلوه عن الهيثمي، مع أنه لا يدل على ما زعموا؛ كما بينته في "الضعيفة"(6779).

(3)

أي: صار مراً.

ص: 303

فذهبتُ لأدْخُلَه، فقال: يا محمَّد! هذا لِعُمَرَ بْنِ الخطابِ، فما منَعني مِنْ دخولِه إلا غِيرتُك يا أبا حَفْصٍ".

فبكى عُمَرُ وقال: بأبي وأمِّي؛ عَلَيْكَ أغارُ يا رسولَ الله؟

ثمَّ أقْبَلَ على عُثْمانَ رضي الله عنه فقال:

"يا عثمانُ! إنَّ لكلَّ نبيٍّ رفيقاً في الجنَّة، وأنتَ رفيقي في الجنَّة".

ثم أخذَ بيد عليٍّ رضي الله عنه فقال:

"يا عليُّ! أوَما تَرْضَى أن يكونَ مَنْزِلُكَ في الجنَّةِ مقابِلَ منزلي؟ ".

ثم أقْبَلَ على طَلْحَةَ والزُّبَيْرِ رضي الله عنهما فقال:

"يا طلْحَةُ ويا زُبَيْرُ! إنَّ لِكُلِّ نبيٍّ حوارِيّ، وأنتُما حَوارِيِّي".

ثُمَّ أقْبَلَ على عبد الرحمن بْنِ عوفٍ رضي الله عنه فقال:

"لَقَدْ بَطَّأَ بِكَ غِناكَ مِنْ بيْنِ أصْحابي، حتى خَشيتُ أنْ تكونَ هَلكْتَ، وعَرقْتُ عَرَقاً شَديداً، فقلتُ: ما أبْطَأ بك؟ فقلتَ: يا رسولَ الله! مِنْ كَثْرَةِ مالي؛ ما زِلْتُ مَوْقوفاً محاسَباً أُسْأَلُ عن مالي مِنْ أيْن اكْتَسَبْتُه؟ وفيما أنْفَقْتُه؟ ".

فَبَكى عبدُ الرحمنِ وقال: يا رسولَ الله! هذه مئةُ راحِلَةٍ جاءَتْني الليْلَةَ مِنْ تجارَةِ مِصْرَ، فإنَّي أُشْهِدُكَ أَنَّها على فقراءِ أهْلِ المدينَةِ وأيْتامِهِم، لَعَلَّ الله يخفِّفُ عني ذلكَ اليَوْمَ.

رواه البزار واللفظ له، والطبراني، ورواته ثقات؛ إلا عمار بن سيف، وقد وثِّق

(1)

.

(قال الحافظ):

"وقد ورد من غير ما وجهٍ، ومن حديث جماعةٍ مِنَ الصحابَةِ عنِ النبيِّ: أنَّ عبدَ

(1)

قلت: يشير إلى تليين توثيقه، وهو الصواب، فقد قال فيه البخاري:"منكر الحديث".

وهو مخرج في "الضعيفة"(6592). وهو مركب من أحاديث بعضها صحيح كحديث قصر عمر.

ص: 304

الرحمنِ بنَ عوفٍ رضي الله عنه يدخلُ الجنَّة حَبْواً

(1)

لِكَثْرَةِ مالِه، ولا يسْلَمُ أجْوَدُها مِنْ مَقالٍ، ولا يْبلُغُ منها شْيءٌ بانْفِرادِه دَرجَة الحَسَنِ. ولقد كان مالُه بالصفة التي ذكَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"نِعْمَ المالُ الصالحُ لِلرَّجُلِ الصالحِ". فأنَّى يُنقَصُ درجاتُه في الآخرة أو يقصرُ به دونَ غيرهِ مِنْ أغنياءِ هذه الأمَّةِ، فإنَّه لمْ يَرِدْ هذا في حقِّ غيرهِ، إنّما صحَّ:"سَبَق فُقراءُ هذه الأُمة أغْنياءَهُم" على الإطلاق. والله أعلم".

1854 -

(8)[ضعيف جداً] وعن أبي أُمامةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أُرِيتُ أنِّي دخلتُ الجنَّةَ، فإذا أعالي أهل الجنَّةِ فقراءُ المهاجِرينَ وذرارِي المؤمِنينَ، وإذا ليسَ فيها أحَدٌ أقلُّ مِنَ الأغنياءِ والنساءِ. فقيلَ لي: أمَّا الأغنياءُ فإنَّهم على البابِ يحاسَبون ويُمَحّصونَ، وأمّا النساءُ فألْهاهُنَّ الأحْمرانِ الذهبُ والحريرُ" الحديث.

رواه أبو الشيخ ابن حيان وغيره من طريق عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه. [مضى 18 - اللباس /5].

(1)

قال الناجي: "لا أعلم هذا ورد إلا من حديث عائشة وعبد الرحمن بن عوف نفسه، أما الأول: فرواه الإمام أحمد في "مسنده" من طريق عمارة بن زاذان، وهو من الأحاديث التي أمر أحمد أن يضرب عليها وقال: إنه كذب منكر. وقد رواه البزار من طريق أغلب بن تميم أيضاً. وأما الحديث الثاني: فقد رواه البزار أيضاً بإسناد فيه ضعف، ورواه السراج في "تاريخه" بسند رجاله ثقات. وأما ذكر استبطاء عبد الرحمن فقد ذكره المصنف من حديث ابن أبي أوفى، وفي سنده لين. ورواه أحمد بسند ليِّن أيضاً من حديث أبي أمامة، وهو الذي أورده الشيخ من كتاب أبي الشيخ [فيما يأتي] قريباً لكن اختصر عبد الرحمن واستبطاءه. وعند أحمد فيه: فإذا أكثر أهل الجنة [فقراء المهاجرين] ".

قلت: والزيادة مني، استدركتها من "المسند"(5/ 259)، ولعلها سقطت من قلم المؤلف.

ونحوه قوله: "قريباً"، لعله سبق قلم منه، فإنه لم يذكره المؤلف إلا بعد حديث، وهو الآتي هنا بعد هذا، ولذلك وضعتها بين معكوفتين.

ص: 305

1855 -

(9)[ضعيف] ورُوِيَ عن أنَسٍ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"اللهمَّ أحْيِني مِسْكيناً، وأمِتْني مسْكيناً، واحْشُرْني في زُمْرَة المساكينِ يومَ القيامَةِ"

(1)

.

فقالتْ عائشةُ: لِمَ يا رسولَ الله؟ قال:

"إنَّهُم يدخلونَ الجنَّةَ قَبْلَ أغْنيائِهِم بأرْبَعين خريفاً، يا عائشة! لا تَرُدِّي مِسْكيناً ولوْ بِشِقِّ تَمرةٍ. يا عائشةُ! أَحِبِّي المساكينَ وقرِّبيهِمْ؛ فإنَّ الله يُقرَّبُكِ يومَ القيامَةِ".

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب".

1856 -

(10)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"اللهمَّ أَحْيِني مِسْكيناً، وتوَفَّني مِسْكيناً، واحْشُرْني في زُمْرَةِ المسَاكينِ، وإنَّ أشْقى الأَشْقِياءِ؛ مَنِ اجْتَمعَ عليه فَقْرُ الدنيا وعذابُ الآخِرَةِ".

رواه ابن ماجه إلى قوله: "المساكين"، والحاكم بتمامه وقال:

"صحيح الإسناد".

ورواه أبو الشيخ والبيهقي عن عطاء بن أبي رباح سمع أبا سعيد يقول:

يا أيها الناسُ! لا يَحْمِلَنَّكُمُ العُسْرُ على طلَبِ الرِّزْقِ مِنْ غيرِ حِلِّهِ؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"اللهمَّ تَوفَّني [إليك] فقيراً ولا توفَّني غَنِياً، واحْشُرني في زُمْرَةِ المساكينِ [يوم القيامة]، فإنَّ أشْقى الأَشْقياءِ؛ مَنِ اجتمعَ عليه فقْرُ الدنيا

(1)

إلى هنا الحديث حسن بشواهده، ومثله الشطر الأول من الحديث الذي بعده، وهي مخرجة في "الإرواء"(3/ 358 - 363).

ص: 306

وعذابُ الآخرة".

قال أبو الشيخ: زاد فيه غير أبي زرعة عن سليمان بن عبد الرحمن:

"ولا تَحْشُرني في زُمْرَةِ الأغْنِياءِ".

1857 -

(11)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:

"أحِبُّوا الفقراءَ وجالِسوهُمْ، وأَحِبَّ العَرَب مِنْ قلبِكَ، ولْيَرُدَّكَ عنِ الناسِ ما تعلَمُ منْ نَفْسِكَ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"

(1)

.

1858 -

(12)[ضعيف] وعن أُمَيَّة بْنِ عبدِ الله بْنِ خالدٍ بْنِ أُسَيْدٍ قال:

"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَفْتِحُ بصعَاليك المسْلمينَ".

رواه الطبراني ورواته رواة "الصحيح"، وهو مرسل. وفي رواية له:

"يَسْتَنْصِرُ بصعَاليكِ المسلمين".

1859 -

(13)[منكر] وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"كان لِيَعْقوبَ أخٌ مؤاخٍ في الله تعالى، فقال ذاتَ يوْمٍ لِيَعْقوبَ: يا يعقوب! ما الذي أذْهَبَ بَصَركَ؟ قال: البكاءُ على يوسُفَ. قال: ما الَّذي قوَّسَ ظهرَك؟ قال: الحزْنُ على بَنْيامينَ. فأتاه جبريلُ فقال: يا يعقوبُ! إنَّ الله يُقرئُكَ السلامَ ويقولُ لك: أما تَسْتَحْيِ تَشْكوني إلى غَيْريِ! {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} ، فقال جبريلُ: الله أعلَمُ بِما تشْكو يا يعقوب! ثُمَّ قال يعقوبُ: أيْ ربِّ! أما تَرْحَمُ الشيخَ الكبيرَ؟ أَذْهَبْتَ بَصري، وقوَّست ظَهْري،

(1)

قلت: لقوله تتمة مهمة؛ لأنها تقيد الصحة باتصال الإسناد، وهو مما شك فيه الحاكم، فقال:"إن كان عمر الرياحي سمع من حجاج بن الأسود". وهو مخرج في "الضعيفة"(1838).

وأما الجهلة الثلاثة فحسنوه، ونقلوا تصحيح الحاكم مبتوراً.

ص: 307

فارْدُدْ عليَّ رْيحانَتَيَّ أشُمُّه شمَّةً قبْلَ الموتِ، ثمَّ اصْنَعْ بي ما أرَدْتَ. قال: فأتاهُ جِبْريلُ فقال: إنَّ الله يُفرئُكَ السلامَ ويقولُ لك: أبْشِرْ ولْيَفْرَح قلْبُكَ، فوَعِزَّتي لو كانا مَيِّتَيْنِ لَنَشرْتُهما، فاصْنَعْ طعاماً لِلْمساكينِ؛ فإنَّ أحبَّ عِبادي إليَّ؛ الأنبياءُ والمساكينُ. أتَدْري لِمَ أذْهبْتُ بصَرَكَ، وقوَّسْتُ ظهْرَك، وصَنَع إخْوةُ يوسُفَ بيوسُفَ ما صنعوا؟ إنَّكُمْ ذَبحْتُمْ شاةً فأتاكُم مسكينٌ يتيمٌ وهو صائمٌ فلَمْ تُطْعِموه منها شيْئاً. -قال:- فكانَ يعقوبُ بعدَ ذلك إذا أرادَ الغَداءَ أمَرَ منادياً فنادى: ألا مَنْ أرادَ الغَداء مِنَ المساكين فلْيَتَغَدَّ معَ يعقوبَ، وإن كانَ صائماً أمَرَ منادياً فنادى: ألا مَنْ كان صائماً مِنَ المساكين فلْيُفْطِرْ مع يعقوبَ عليه السلام".

رواه الحاكم، ومن طريقه البيهقي عن حفص بن عمر بن الزبير

(1)

عن أنس. قال الحاكم:

"كذا في سماعي: (حفص بن عمر بن الزبير)، وأظن الزبير وهم، وأنه حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة، فإن كان كذلك فالحديث صحيح، وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في "تفسيره" قال: أنبأنا عمرو بن محمد: حدثنا زافر بن سليمان

(2)

عن يحيى بن عبد الملك عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه".

1860 -

(14)[ضعيف] وعنْ معاذ بْنِ جَبَل رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا أُخْبِرُكُمْ عَنْ مُلوكِ الجَنَّةِ؟ ".

(1)

كذا وقع للحاكم، وفي رواية ابن أبي حاتم في "التفسير":(ابن أبي الزبير)، قال الذهبي:"لا يعرف". وقال ابن كثير: "حديث غريب فيه نكارة". وأظنه من الإسرائيليات.

(2)

قلت: فيه ضعف لكثرة أوهامه، وقد أسقط (ابن أبي الزبير) المذكور بين يحيى بن عبد الملك -وهو (ابن أبي غنية) - وأنس. وهو مخرج في "الضعيفة"(6880). وأما الجهلة فحسنوه خبط عشواء!

ص: 308

قلْتُ: بَلى. قال:

"رجلٌ ضعيفٌ مُسْتَضْعَفٌ ذو طِمْرَيْنِ، لا يُؤْبَهُ له، لو أقْسَم على الله لأَبَرَّهُ".

رواه ابن ماجه، ورواة إسناده محتج بهم في "الصحيح"؛ إلا سويد بن عبد العزيز

(1)

.

(الطَّمر) بكسر الطاء: هو الثوب الخَلَق.

1861 -

(15)[ضعيف] ورواه ابن ماجه من حديث عمرو بن غَيْلانَ الثقفي -وهو مختلف في صحبته- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"اللهمَّ مَنْ آمَنَ بي وصدَّقَني، وعَلِمَ أنَّ ما جئتُ به الحقُّ مِنْ عندِك؛ فأقْلِلْ مالَه وَولَدَهُ، وحبِّبْ إليه لقاءَك، وعَجِّلْ له القضاءَ. ومَنْ لَمْ يُؤمنْ بي ولَمْ يصدِّقْني، ولمْ يعلَم أنَّ ما جئتُ بِه الحقُّ مِنْ عندك، فأكْثِرْ مالَهُ ووَلدَه، وأطلْ عُمُرَهُ"

(2)

.

1862 -

(16)[موضوع] ورُوِيَ عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ قَلَّ مالُه، وكثُرَتْ عيالُهُ، وحَسُنَتْ صلاتُه، ولَمْ يغْتَب المسْلمِين؛ جاءَ يومَ القيامة وهوَ معي كهاتَيْنِ".

رواه أبو يعلى والأصبهاني.

(1)

قلت: قال أحمد: "متروك الحديث". وقال البخاري: "في حديثه نظر لا يحتمل".

وضعفه الآخرون.

(2)

قلت: وله علة أخرى غير الاختلاف في صحبة ابن غيلان، وقد بينتها في تخريج حديث فضالة بن عبيد في "الصحيحة"(1338)، وهو نحو هذا باختصار المال والولد. وهو في "الصحيح" هنا في هذا الباب.

ص: 309

1863 -

(17)[ضعيف] وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن من أمتي من لو جاءَ أحدَكم يسألُه ديناراً لم يعطهِ، ولو سأله درهماً لم يُعْطِهِ، ولو سأله فلساً لم يُعْطِه، ولو سأل اللهَ الجنةَ أعطاَها إياه؛ ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه".

رواه الطبراني

(1)

، ورواته محتج بهم في "الصحيح".

1864 -

(18)[ضعيف] وعن أبي أُمامَةَ رضي الله عنه عنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ أغْبَطَ أوْلِيائي عندي؛ لَمؤْمِنٌ خفيفُ الحاذ

(2)

ذو حظٍّ مِنْ صلاةٍ، أحسنَ عبادَةَ رَبِّهِ، وأطاعَهُ في السرِّ، وكان غامِضاً في الناسِ، لا يُشارُ إليه بالأصابع، وكان رزْقُه كَفافاً، فصبَر على ذلك". ثُمَّ نَفضَ

(3)

بيدِه فقال:

"عَجِلَتْ مَنِيَّتُه، قلَّتْ بواكيهِ، قَلَّ تُراثُه".

رواه الترمذي من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة، ثم قال:

1865 -

(19)[ضعيف] وبهذا الإسناد عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"عَرَضَ عليِّ ربي لِيَجْعَلَ لي بطحاءَ مكَّةَ ذهباً. قلتُ: لا يا ربِّ، ولكنْ

(1)

قلت: في "المعجم الأوسط"(8/ 270/ 7544)، لا في "الكبير" كما يوهمه الإطلاق، وهو من رواية سالم بن أبي الجعد عن ثوبان. ولم يسمع منه، فلا فائدة تذكر من ثقة رجاله؛ خلافاً للذين جهلوا فقالوا:"حسن، قال الهيثمي. . ."، وليت شعري لمَ لمْ يصححوه؟ وهو مخرج في "الضعيفة"(5535).

(2)

أي: الحال؛ كما يأتي في الكتاب. قال ابن الأثير: "وأصل (الحاذ): طريقة المتن، وهو ما يقع عليه اللبْد من ظهر الفرس، أي: خفيف الظهر والعيال".

(3)

الأصل: (نقر)، وكذا في طبعة عمارة، وهو خطأ صححته من "الترمذي"(2348).

ولعل هذا الخطأ في هذا الحديث الضعيف هو أصل ما ابتدعه بعض المشايخ ثم اتخذ سنة لدى مريديه؛ من النقر والدق على المنبر الذي بين يديه!

ص: 310

أشبَعُ يوماً وأجوعُ يوماً، -أو قال ثلاثاً، أو نحو هذا-، فإذا جًعتُ تَضرَّعْتُ إليك وذكَرْتُكَ، وإذا شبعْتُ شكرْتُكَ وحَمِدْتُكَ".

ثم قال الترمذي: "هذا حديث حسن".

وروى ابن ماجه والحاكم الحديث الأول؛ إلا أنهما قالا:

"أغبط الناس عندي"، والباقي بنحوه. قال الحاكم:

"صحيح الإسناد". كذا قال

(1)

.

قوله: (خفيف الحاذ) بحاء مهملة وذال معجمة مخففة: خفيف الحال، قليل المال.

1866 -

(20)[ضعيف] وعن زيد بنِ أسْلَمَ عن أبيه:

أنَّ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه خرَج إلى المسجدِ فوجدَ معاذاً عندَ قبرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يبْكي، فقال: ما يُبْكيكَ؟ قال: حديثٌ سمِعْتُه مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"اليسيرُ مِنَ الرّياءِ شرْكٌ، ومَنْ عادى أولياءَ الله؛ فقد بارزَ الله بالمحارَبةِ، إنَّ الله يُحِبُّ الأبْرارَ الأتْقِياءَ الأخْفياءَ، الَّذينَ إنْ غابوا لمْ يُفتَقَدوا، وإنْ حَضَروا لَمْ يُعْرَفوا، قلوبُهم مصَابيحُ الدُّجا، يَخْرجُون مِنْ كلَّ غَبْراءَ مُظْلِمَةٍ".

رواه ابن ماجه، والحاكم واللفظ له، وقال:

"صحيح، ولا علة له"

(2)

. [مضى 1 - الإخلاص /1].

(قال الحافظ): "ويأتي بقية أحاديث هذا الباب في الباب بعده إن شاء الله تعالى".

(1)

يشير المؤلف إلى رد تصحيح الحاكم، وهو ما صرح به الذهبي فقال في "التلخيص" (4/ 123):"قلت: لا، بل إلى الضعف هو".

(2)

بل هو ضعيف فيه عيسى بن عبد الرحمن الزرقي المدني، وهو ضعيف كما مضى هناك.

ص: 311

6 -

(الترغيبُ في الزهدِ في الدنيا والاكتفاءِ منها بالقليلِ، والترهيبُ مِنْ حبِّها والتكاثرِ فيها والتنافسِ، وبعضُ ما جاءَ في عيشِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المأكلِ والملبسِ والمشربِ، ونحوِ ذلك)

.

1867 -

(1)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"الزهد في الدنيا يُريحُ القلْبَ والجسَدَ".

رواه الطبراني، وإسناده مقارب

(1)

.

1868 -

(2)[ضعيف مرسل] وعن الضحَّاكِ قال:

أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسولَ الله! مَنْ أزْهَدُ الناسِ؟ قال:

"مَنْ لَمْ ينْسَ القبرَ والبِلى، وترك فضْلَ زينَةِ الدنيا، وآثَرَ ما يَبْقَى على ما يفْنَى، ولَمْ يَعُدَّ غداً في أيَّامِه، وعَدَّ نفْسَه مِنَ المْوتَى".

رواه ابن أبي الدنيا مرسلاً

(2)

.

وستأتي له نظائر في "ذكر الموت"[8 - باب] إن شاء الله تعالى.

1869 -

(3)[ضعيف جداً] ورُوِي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الله عز وجل ناجى موسى بمئةِ ألْفٍ وأربعينَ ألف كلمة في ثلاثةِ أيَّامٍ [وصايا كلَّها]، فلمّا سمعَ موسى كلامَ الآدَميِّينَ مقَتَهُم لما وقَعَ في مسامِعِه مِنْ كلامِ الربِّ جلَّ وعزَّ، وكان فيما ناجاه ربُّه أنْ قال:

يا موسى! إنّه لمْ يَتَصنَّع لي المتصَنِّعونَ بمِثْلِ الزهدِ في الدنيا، ولمْ يَتَقَرَّبْ

(1)

كذا قال! وفيه (أشعث بن بَراز) وهو متروك، وتحرف على الهيثمي (برَاز) إلى (نزار) فلم يعرفه، وقلده الثلاثة! انظر "الضعيفة"(1291).

(2)

قلت: مع إرساله من الضحاك -وهو ابن مزاحم- فالراوي عنه (سليمان بن فروخ) مجهول العدالة كما بينت في "الضعيفة"(1292).

ص: 312

إليَّ المتقرِّبونَ بِمثْلِ الوَوعِ عمَّا حرَّمْتُ عليهِمْ، ولمْ يتَعبَّدْ إلي المتَعبّدونَ بِمثْلِ البكاءِ مِنْ خَشْيَتي.

قال موسى: يا إله البرِيَّةِ كلِّها! ويا مالكَ يومِ الدينِ! ويا ذا الجلال والإكرامِ! ماذا أعدَدْتَ لهم، وماذا جزَيْتَهُم؟ قال:

أمّا الزاهِدونَ في الدنيا؛ فإنّي أبَحْتُهم جنَّتي يتَبَوَّؤنَ منها حيثُ شاؤوا. وأمّا الوَرِعونَ عمَّا حَرَّمْتُ عليهِم؛ فإذا كان يومُ القيامَةِ لَمْ يبْقَ عبدٌ إلاّ ناقَشْتُه [الحساب] وفَتَشْتُه [عما في يديه]؛ إلا الورعونَ، فإنِّي أسْتَحْييهِمْ وأُجِلُّهُم وأكْرِمُهُم، فأُدْخِلُهمُ الجنَّةَ بغَيْرِ حِسابٍ، وأمَّا البَكَّاؤنَ مِنْ خَشْيتي؛ فأولئك لهُمْ الرَّفيقُ الأعْلى لا يشارَكونَ فيه".

رواه الطبراني

(1)

والأصبهاني.

1870 -

(4)[موضوع] ورُوي عن عمَّارِ بنِ ياسرٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ما تَزَيَّنَ الأبرارُ في الدنيا بمثْلِ الزهدِ في الدنيا".

رواه أبو يعلى.

1871 -

(5)[ضعيف] ورُوي عن عبدِ الله بْنِ جعْفَر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا رَأيْتُم مَنْ يَزْهَدُ في الدنيا فادْنوا منه؛ فإنَّه يُلَقَّى الحِكْمَةَ"

رواه أبو يعلى.

(1)

قلت: في "الكبير" و"الأوسط"، وعزاه الهيثمي لـ "الأوسط" فقط، فقصر، واقتصر على قوله في راويه (جويبر):"ضعيف" فحسب؛ فتساهل؛ لأنه ضعيف جداً كما قال الحافظ، وقال الذهبي:"تركوه". وأما الثلاثة فهم في غفلتهم ساهون! ويغلب على الظن أن الحديث من الإسرائيليات رفعه هذا المتروك. وقد خرجته في "الضعيفة"(5258).

ص: 313

1872 -

(6)[ضعيف] ورُوي عن أنسٍ رضي الله عنه يَرفَعُه قال:

"ينادي منادٍ: دَعُوا الدنيا لأَهْلِها، دعُوا الدنيا لأَهْلِها، دعوا الدنيا لأَهْلِها، مَنْ أخذَ مِنَ الدنيا أكْثَرَ ممَا يَكْفيهِ؛ أخَذَ حَتْفَه وهو لا يَشْعُرُ".

رواه البزار وقال: "لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه".

1873 -

(7) وعن سعدِ بْنِ أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"خيرُ الذِّكْرِ الخَفِيُّ، وخيرُ الرزْقِ -أو العيشِ- ما يكْفي". الشك من ابن وهب.

رواه أبو عوانة وابن حبان في "صحيحيهما"، والبيهقي. [مضى 16 - البيوع /4].

1874 -

(8)[ضعيف] وعن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ قَضى نَهْمَتَهُ في الدنيا حِيلَ بينَه وبين شَهْوَتِه في الآخرةِ، ومَنْ مَدَّ عينَيْه إلى زينَةِ المترَفينَ؛ كان مَهِيناً في ملكوتِ السموات، ومَنْ صبَر على القُوتِ الشديد صَبْراً جَميلاً؛ أسْكَنَه الله مِنَ الفِرْدَوْسِ حيثُ شاءَ".

رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" من رواية إسماعيل بن عمرو البجلي، وبقية رواته رواة "الصحيح".

ورواه الأصبهاني؛ إلا أنه قال:

"كان مَمْقُوتاً في مَلَكُوتِ السمواتِ"، والباقي مثله.

1875 -

(9)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عن ثوْبانَ رضي الله عنه قال:

قلتُ: يا رسولَ الله! ما يكفيني مِنَ الدنيا؟ قال:

"ما سدَّ جَوْعَتَك، ووارى عوْرتَكَ، وإنْ كانَ لكَ بيتٌ يُظِلُّكَ فذاكَ، وإنْ

ص: 314

كانَتْ لكَ دابَّةٌ فَبَخٍ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1876 -

(10)[ضعيف] وعن عثمان بنِ عفَّانَ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"ليسَ لابْنِ آدمَ حقٌّ في سوى هذه الخصالِ: بيتٌ يُكِنُّه، وثوبٌ يُواري عورَتَهُ، وجِلْفُ الخُبزِ والماءِ".

رواه الترمذي والحاكم وصححاه

(1)

، والبيهقي ولفظه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"كلُّ شَيْءٍ فَضَلَ عنْ ظِلِّ بيتٍ، وكَسْرِ خبزٍ، وثوبٍ يواري عورةَ ابْنِ آدمَ؛ فليسَ لابْنِ آدمَ فيه حقٌّ".

قال الحسنُ: فقلتُ لِحُمْرانَ: ما يمنَعُك أنْ تأخذ؟ وكان يُعْجِبُه الجمالُ.

فقال: يا أبا سعيد! إنَّ الدنيا تقاعَدَتْ بي.

(الجِلْف) بكسر الجيم وسكون اللام بعدهما فاء: هو غليظ الخبز وخشنه.

وقال النضر بن شميل: "هو الخبز ليس معه إدام".

1877 -

(11)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما فوقَ الإزارِ، وظِلِّ الحائطِ، وجرِّ الماءِ، فَضْلٌ يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامَةِ، أوْ يُسْأَلُ عنه".

رواه البزار، ورواته ثقات؛ إلا ليث بن أبي سُليم، وحديثه جيد في المتابعات.

1878 -

(12)[ضعيف جداً] وعن عائِشةَ رضي الله عنها قالتْ: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنْ أرَدْتِ اللحوقَ بي؛ فلْيَكْفِكِ مِنَ الدنيا كَزادِ الراكِبِ، وإيَّاكِ

(1)

قلت: كيف وهو من رواية حريث بن السائب عن الحسن عن حمران عن عثمان. وقال أحمد: "حديث منكر"، وهو مخرج في "الضعيفة"(1063).

ص: 315

ومجالَسةَ الأغْنِياءِ، ولا تَسْتَخْلِفي ثَوْياً حتى تُرَقِّعيه".

رواه الترمذي والحاكم والبيهقي من طريقه

(1)

وغيرها؛ كلهم من رواية صالح بن حسان -وهو منكر الحديث- عن عروة عنها. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد".

وذكره رزين فزاد فيه: قال عروة:

فما كانت عائشةُ تستجِدُّ ثوباً حتى تُرفِّع ثوبَها وتَنْكُسَه، ولقد جاءَها يوماً مِنْ عندِ معاوِيةَ ثمانونَ ألْفاً؛ فما أمْسى عندَها درهمٌ، قالتْ لها جارِيَتُها: فهلا اشْتَرْيتِ لنا منه لحماً بدرْهَمٍ؟ قالتْ: لو ذَكَّرْتني لفَعَلْتُ.

1879 -

(13)[ضعيف] وروى الطبراني من حديث فَضَّال عن أبي أمامة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أيُّها الناسُ! هَلُمّوا إلى ربِّكم؛ فإنَّ ما قلَّ وكَفى؛ خيرٌ مّما كَثُر وأَلْهى. يا أيُّها الناسُ! إنَّما هما نَجْدانِ؛ نَجْدُ خَيْرٍ، ونَجْدُ شرٍّ، فما جَعلَ نجدَ الشرِّ أحبَّ إليْكُم مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ؟! ".

(النجد) هنا الطريق، ومنه قوله تعالى:{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} أي: الطريقين: طريق الخير، وطريق الشر.

1880 -

(14)[ضعيف] وعن نُقَادَة الأسَدِيّ رضي الله عنه قال:

بَعثَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى رَجُلٍ يَسْتَمْنِحُهُ ناقَةً، فردَّهُ، ثُمَّ بعَثَني إلى

(1)

الأصل ومطبوعة عمارة والمعلقين الثلاثة: (طريقها)، والظاهر ما أثبته، والمراد طريق الحاكم، أي أن البيهقي رواه من طريق الحاكم ومن طريق غيره. وقد أخرجه في "الشعب"(5/ 157/ 681) عن غيره وتعقب الذهبي الحاكم بغير (صالح بن حسان) فأخطأ لأنه قد توبع؛ كما هو مبين في "الضعيفة"(1294).

ص: 316

رجُلٍ آخرَ يَسْتَمْنِحهُ، فأرْسَلَ إليه بناقَةٍ، فلمّا أبْصَرها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"اللهمَّ بارِكْ فيها، وفيمَنْ بَعَث بِها".

قال نُقَادةُ: فقلْتُ لِرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: وفيمَنْ جاءَ بِها؟ قال:

"وفيمَنْ جاءَ بِها".

ثم أمَر بها فَحُلِبَتْ فَدرَّت، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"اللهّم أكْثِرْ مالَ فلانٍ؛ -للمانع الأوَّل-، واجْعَلْ رزْقَ فلانٍ يوماً بيومٍ؛ -للّذي بَعثَ بالناقَةِ-".

رواه ابن ماجه بإسناد حسن

(1)

.

1881 -

(15)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عنْ أنَسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ غَنِيٍّ ولا فَقيرٍ؛ إلا وَدَّ يومَ القِيامَةِ أنَّه أوتي من الدنيا قوتاً".

رواه ابن ماجه.

1882 -

(16)[ضعيف] وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أُشْرِبَ حُبَّ الدنيا؛ الْتَاطَ

(2)

منها بثلاثٍ: شَقاءٍ لا يَنْفَدُ عَنَاهُ، وحِرْصٍ لا يَبْلُغُ غِنَاهُ، وأمَلٍ لا يَبْلُغُ مُنْتَهاهُ، فالدنيا طالِبَةٌ ومطْلوبَةٌ، فَمَنْ طَلَب الدنيا؛ طَلَبَتْهُ الآخرةُ، حتَّى يُدْرِكَهُ الموتُ فيأْخُذَهُ، ومَنْ طَلبَ الآخرةَ؛ طَلَبتْهُ الدنيا حتى يَسْتَوْفِيَ منها رِزْقَهُ".

(1)

كذا قال! وقلده الثلاثة، وفي إسناده (4134)(البراء السَّليطي)، ولا يعرف كما قال الذهبي. وهو مخرج في "الضعيفة"(4868).

(2)

أي: التصق به. يقال: لاط به يلوط ويليط لوطاً وليطاً ولياطاً؛ إذا لصق به.

ص: 317

رواه الطبراني بإسناد حسن

(1)

.

1883 -

(17)[ضعيف] ورُوِيَ عن أنَسٍ يرْفعه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"هلْ مِنْ أحَدٍ يمْشي على الماءِ؛ إلا ابْتَلَّتْ قدَماهُ؟ ".

قالوا: لا يا رسولَ الله! قال:

"كذلك صاحبُ الدنيا؛ لا يَسْلَمُ منَ الذُنوب".

رواه البيهقي في "كتاب الزهد".

1884 -

(18)[ضعيف] وعن عائِشَة رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"الدنيا دارُ مَنْ لا دارَ لهُ، ولها يَجْمَعُ منْ لا عَقْلَ له".

رواه أحمد، والبيهقي وزاد:

"ومال من لا مال له". وإسناده جيد

(2)

.

1885 -

(19) وعن عمران بن حصينٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنِ انْقَطَع إلى الله عز وجل؛ كفاهُ الله كل مَؤُنَةٍ، ورزَقَهُ مِنْ حيثُ لا يحْتَسِبُ، ومَنِ انْقَطَع إلى الدنيا؛ وَكَلَهُ الله إليها".

رواه أبو الشيخ في "كتاب الثواب" من رواية الحسن عن عمران. وفي إسناده إبراهيم

(1)

كذا قال، وفيه من لا يعرف، وآخر فيه مقال، ومع ذلك صححه الهيثمي، مع تصريحه بأنه لم يعرف المشار إليه، وتوسط المعلقون الثلاثة، فلم يقفوا عند الجهالة الموجبة لضعفه، ولا هم صححوه كما قال، بل توسطوا فقالوا:"حسن"! وهو مخرج في "الضعيفة"(6650).

(2)

كذا قال! ولا وجه له، وقد نحا نحوه الهيثمي فقال:"رواه أحمد، ورجاله رجال "الصحيح" غير (دويد)، وهو ثقة".

قلت: يعني (دويد بن نافع الدمشقي) وليس به، فإنه لم يُنسب هنا، وفرق بينهما ابن ماكولا، ولم يوثق، وفيه غيره ممن لا يعرف، فأنى له الجودة! وهو مخرج في "الضعيفة"(6694)، وفيه تحقيق أن كنية (دُويد) هذا (أبو سليمان النصيبي).

ص: 318

ابْنِ الأشْعَث؛ ثقة، وفيه كلام قريب. [مضى 16 - البيوع /4].

1886 -

(20)[ضعيف جداً] وروي عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أصْبَحَ وهمُّه الدنيا؛ فليسَ مِنَ الله في شَيْءٍ، ومَنْ أعْطَى الذِّلَّةَ مِنْ نَفْسِهِ طائعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ؛ فليسَ مِنَّا".

رواه الطبراني [مضى 16 - البيوع /4].

[ضعيف] وتقدم في "العدل"[20 - القضاء /2] حديث أبي الدحداح عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وفيه:

"ومَنْ كانتْ هِمَّتُه الدنيا؛ حَرَّمَ الله عليه جِوارِي، فإنَّي بُعِثْتُ بِخَرابِ الدنيا، ولَمْ أُبْعَثْ بعَمارَتِها".

رواه الطبراني.

1887 -

(21)[ضعيف جداً] وروي عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ أصْبَح حزيناً على الدنيا؛ أصْبَحَ ساخِطاً على ربِّه تعالى، ومَنْ أصْبَح يَشْكو مُصيبةً نَزلَتْ بِه؛ فإنَّما يشْكو الله تعالى، ومَنْ تَضَعْضَع لِغَنِيٍّ لِيَنالَ مِمّا في يديْهِ؛ أسْخَطَ الله عز وجل، ومَنْ أُعْطِيَ القرآن فَنَسِيَهُ فدَخَل النارَ، فأبْعَدهُ الله".

رواه الطبراني في "الصغير"

(1)

.

1888 -

(22)[ضعيف جداً] ورواه أبو الشيخ في "الثواب" من حديث أبي الدرداء؛ إلا أنه قال في آخره:

(1)

قلت: فيه وهب الله بن راشد البصري، وهو ضعيف جداً، ومن طريقه رواه جمع ذكرتهم في "الروض النضير"(108). ومن طريقه رواه أبو الشيخ من حديث أبي الدرداء الآتي، كما في "اللآلي"(2/ 319)

ص: 319

"ومَنْ قَعَد أوْ جَلَس إلى غَنِيٍّ فَتَضعْضَعَ له لِدُنيا تُصيبهُ؛ ذَهَب ثُلُثا دِينِه ودَخَل النارَ".

1889 -

(23)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"يُجاءُ بابْن آدَمَ كأنَّه بَذَجٌ، فيوقَفُ بينَ يدَيِ الله، فيقولُ الله له: أعْطَيتُكَ وخوَّلْتكَ، وأَنْعَمْتُ عليكَ، فماذا صَنَعْتَ؟ فيقولُ: يا ربّ! جَمعْتُه وثَمَّرتُه فتركْتُه أكْثَر ما كانَ، فأرْجِعْني آتِكَ به. فيقولُ له: أيْن ما قدَّمتَ؟ فيقولُ: يا ربِّ! جَمَعْتُه وثَمَّرْتُه فتركْتُه أكْثر ما كانَ، فأرْجِعْني آتِكَ به! فإذا عبدٌ لَمْ يُقدِّمْ خَيراً، فَيُمضَى بِهِ إلى النارِ".

رواه الترمذي عن إسماعيل بن مسلم -وهو المكي- رواه عن الحسن وقتادة عنه. وقال:

"رواه غير واحد عن الحسن، ولم يسندوه"

(1)

.

قوله: (البَذَج) بباء موحدة مفتوحة ثم ذال معجمة ساكنة

(2)

وجيم: هو ولد الضأن، وشبه به من كان هذا عمله؛ لما يكون فيه من الصَّغار والذل والحقارة والضعف يوم القيامة. [مضى 16 - البيوع /4].

1890 -

(24)[ضعيف] ورُوِيَ عن أبي مالكٍ الأشْعَرِيِّ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ليسَ عَدُوُّك الذي إنْ قَتَلْتَه كان لكَ نوراً، وإنْ قَتلَك دخلْتَ الجنَّةَ، ولكِنْ أعْدى عدُوٍّ لَكَ وَلَدُك؛ الَّذي خَرَج مِنْ صُلْبِكَ، ثُمَّ أعدى عدوٍّ لك

(1)

قلت: وهذا يؤكد ضعف (إسماعيل المكي) الذي أسنده. ومن جهل المعلقين الثلاثة أنهم ضعفوا الحديث فيما تقدم، وقالوا هنا:"حسن بشواهده"، وكذبوا!

(2)

كذا قال! وهو وهم، فقد ذكر الناجي (211/ 2): أنه بفتح الذال المعجمة بلا خلاف كما مضى هناك.

ص: 320

مالك؛ الذي مَلَكَتْ يمينُك".

رواه الطبراني.

1891 -

(25)[ضعيف] وعن عبد الرحمن بنِ عوفٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"قال الشيطانُ لعَنَه الله: لنْ يَسْلَمَ مِنِّي صاحبُ المالِ مِنْ إحْدى ثلاثٍ، أغْدُو عليه بِهِنَّ وَأَرُوحُ: أخْذِهِ مِنْ غير حِلِّهِ، وإنْفاقِهِ في غير حَقِّهِ، وأُحَبِّبُهُ إليهِ فيمنَعُه مِنْ حَقّهِ".

رواه الطبراني بإسناد حسن

(1)

.

1892 -

(26)[منكر] وعن عبد الله بْنِ عَمْروٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"اطَّلَعْتُ في الجنَّةِ؛ فرأيْت أكْثَر أهْلِها الفقراءَ، واطَّلعْتُ في النار؛ فرأيْتُ أكْثرَ أهلِها الأغْنياءَ والنساءَ".

رواه أحمد بإسناد جيد

(2)

. [مضى أول الباب السابق].

1893 -

(27)[ضعيف] وعَنْ أبي سِنانٍ الدُّؤَليِّ:

أنَّه دخَلَ على عُمَر بن الخطابِ رضي الله عنه وعندهُ نَفَرٌ مِنَ المُهاجِرينَ الأوَّلينَ، فأرْسَلَ عُمَرُ إلى سَفَطٍ أُتِيَ بِه مِنْ قَلْعَةِ العراقِ، فكان فيه خَاتَمٌ، فأخَذهُ بعضُ بَنيهِ فأدْخَلَهُ في فِيهِ، فانْتَزَعَهُ عُمَرُ منه، ثمَّ بَكَى عُمرُ رضي الله عنه، فقال له مَنْ عندَهُ: لِمَ تَبْكي وقدْ فَتَح الله عَليْكَ، وأظْهركَ على عدُوِّكَ،

(1)

كذا قال! وتبعه الهيثمي، وقلدهما الثلاثة، وفي إسناده (1/ 97/ 287) انقطاع بين أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأبيه. ومن هذا الوجه أخرجه البزار، وهو في "الضعيفة"(4870).

(2)

قلت: كلا؛ بل هو ضعيف منكر بذكر (الأغنياء) كما مضى بيانه هناك.

ص: 321

وأقَرَّ عينَك؟ فقال عُمَرُ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"لا تُفْتَحُ الدنيا على أحَدٍ؛ إلا ألْقى الله عز وجل بينَهُم العَدَواةَ والبغضاءَ إلى يومِ القِيامَةِ"، وأنا أشْفَقُ مِنْ ذلك.

رواه أحمد بإسناد حسن

(1)

، والبزار وأبو يعلى.

(السَّفَط) بسين مهملة وفاء مفتوحتين: هو شيء كالقفة أو كالجوالق.

1894 -

(28)[ضعيف] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال:

بينما النبيّ صلى الله عليه وسلم جالِسٌ إذْ قامَ أعْرابيُّ فيه جفَاةٌ فقال: يا رسولَ الله! أكَلَتْنا الضَّبُعُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"غيرُ ذلك أخْوَفُ عليكُم؛ حينَ تصبّ عليكُم الدنيا صبّاً، فيا لَيْتَ أُمَّتي لا تلْبَسُ الذَّهَب".

رواه أحمد والبزار، ورواة أحمد رواة، "الصحيح"

(2)

.

(الضَّبُع) بضاد معجمة مفتوحة وباء موحدة مَضْمومة: هي السنة الجدبة.

1895 -

(29)[ضعيف] وعن سعد بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لأنا لِفِتْنَةِ

(3)

السراءِ أخْوفُ عليكُم مِنْ فِتْنَةِ الضرَّاءِ، إنَّكُمُ ابْتُلِيتُم بفِتْنَةِ

(1)

قلت: لا والله، فإن فيه ابن لهيعة، وآخر متفق على تضعيفه إلا ابن حبان، وهو مخرج في "الضعيفة"(4871).

(2)

كذا قال، وفيه يزيد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم، لم يخرج له مسلم إلا مقروناً؛ كما صرح بذلك المؤلف في آخر الكتاب، ثم هو إلى ذلك ضعيف كما في "التقريب".

(3)

الأصل: (ألا فالفتنة)، والتصويب من "البزار"، وهو مخرج في "الضعيفة"(4296)، لكن جملة الدنيا صحيحة لها شواهد كثيرة خرجت بعضها في "الصحيحة"(991 و 1592)، وبعضها في "الصحيح" من هذا الباب فليراجعها من شاء. وإن من تخاليط الجهلة الثلاثة وعدم عنايتهم بالتحقيق وتصحيح التجارب المطبعية أنهم قالوا في تخريج هذا الحديث (4/ 83):"حسن، رواه ابن ماجه. . والبيهقي في "السنن". ."!! ثم أعادوه تحت حديث آخر عن أبي هريرة (4/ 87)، وهو الصواب دون التحسين، فإنه ضعيف كما سأبينه قريباً وهو الحديث الآتي برقم (34).

ص: 322

الضراءِ فصَبرْتُم، وإنَّ الدنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ".

رواه أبو يعلى والبزار، وفيه راوٍ لم يسمَّ، وبقية رواته رواة "الصحيح".

1896 -

(30)[ضعيف] ورُوي عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ سألَ عنِّي أوْ سرَّهُ أن ينظُرَ إليَّ؛ فلْيَنْظُرْ إلى أشْعَثَ شاحِبٍ مُشَمِّرٍ، لَمْ يَضَعْ لَبِنَةً على لَبِنَةٍ، ولا قَصَبةً على قَصَبةٍ، رُفع

(1)

لهُ عَلَمٌ، فَشَمَّرَ إليهِ، اليومَ المِضْمارُ، وغداً السِّباقُ، والغايةُ الجنَّةُ أوِ النارُ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1897 -

(31)[ضعيف جداً] وعن عبد الله بنِ الشخير رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أقِلُّوا الدخولَ على الأغْنياءِ؛ فإنَّه أحْرى أنْ لا تزْدَروا نِعَمَ الله عز وجل".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"

(2)

.

‌فصل في عيش السلف

(3)

1898 -

(32)[منكر] وفي روايةٍ للترمذي [يعني في حديث عائشة الذي في "الصحيح"]: قال مسروقٌ:

(1)

الأصل: (ولا وضع له)، والتصويب من "الأوسط"(4/ 152/ 3265) و"المجمع"(10/ 258). وهو مخرج في "الضعيفة" تحت رقم (4872).

(2)

كذا قال! وفيه (عمار بن زَرْبي)، رماه عبد الله الأهوازي بالكذب، وهو مخرج في "الضعيفة"(2868). وحسنه الجهلة!

(3)

أي: في كيفية معيشتهم في أيام حياتهم، وبيان كيفية معيشة الرسول صلى الله عليه وسلم في أيام حياته إلى وقت قبض روحه الشريفة، بأبي وأمي أفديه.

ص: 323

دخَلْتُ على عائشةَ، فدَعتْ لي بطَعامٍ فقالتْ:

ما أشْبعُ [مِنْ طَعامٍ] فأشاءُ أنْ أبْكي إلا بكَيْتُ.

قلتُ: لِمَ؟ قالتْ:

أذْكُرُ الحالَ الَّتي فارقَ عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الدنيا، والله ما شبعَ مِنْ خُبزٍ ولَحْم مرَّتيْن في يومٍ.

[منكر] وفي رواية للبيهقي: قالت:

ما شبعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ أيَّامٍ متواليةٍ، ولوْ شِئْنا لشَبِعْنا، ولكنَّه كان يُؤْثِرُ على نَفْسِهِ

(1)

.

1899 -

(33)[ضعيف] وعن أنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال:

إن فاطِمةَ رضي الله عنها ناوَلَت النبيَّ صلى الله عليه وسلم كِسْرةً منْ خبزِ شعيرٍ، فقالَ لَها:

"هذا أوَّلُ طعامٍ أكلَهُ أبوكِ منذُ ثلاثَةِ أيَّامٍ".

رواه أحمد والطبراني وزاد: فقال:

"ما هذه؟ ".

فقالَتْ: قُرصٌ خَبَزْتُه فلَمْ تَطِبْ نَفْسي حتى أتيْتُكَ بهذهِ الكِسْرَةِ، فقال:

فذكره. ورواتهما ثقات

(2)

.

1900 -

(34)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

أُتي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِطعامٍ سُخْنٍ، فأكلَ، فلمَّا فَرغَ قال:

"الحمدُ لله، ما دخَل بطني طعامٌ سُخْنٌ منذُ كذا وكذا".

(1)

قلت: وخلط المعلقون الثلاثة هذه الرواية والتي قبلها بالرواية الصحيحة المشار إليها في "الصحيح"، فصدروها كلها بقولهم:"صحيح" مع ضعفهما ونكارتهما!!

(2)

قلت: فيه (محمد بن عبد الله الراسبي) مجهول كما قال الذهبي وغيره، ولم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك حسنه الجهلة، وهو مخرج في "الضعيفة"(4873).

ص: 324

رواه ابن ماجه بإسناد حسن، والبيهقي بإسناد صحيح

(1)

.

1901 -

(35)[ضعيف جداً] ورُويَ عنِ ابْنِ عمرَ رضي الله عنهما قال:

خَرجْنا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى دخَلَ بعضَ حيطانِ الأنْصارِ، فجعَل يلْتَقِطُ مِنَ التَّمْرِ ويأكُلُ، فقال لي:

"يا ابْنَ عُمرَ! ما لكَ لا تأكُلُ؟ ".

قلْتُ: لا أشْتَهيه يا رسول الله! قال:

"ولكنِّي أشْتَهيه، وهذه صُبْحٌ رابِعَةٌ منذُ لَمْ أذُقْ طعاماً، ولو شئتُ لَدَعوْتُ ربِّي عز وجل فأعْطاني مثلَ مُلْكِ كسرى وقَيْصَرَ، فكيفَ يا ابْن عمرَ إذا بَقِيتَ في قومٍ يُخَبِّئون رِزْقَ سنَتِهم، وَيضْعُفُ اليَقينُ؟ ".

فوالله ما بَرِحْنا حتى نَزَلَتْ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الله لَمْ يأْمُرْني بِكَنْزِ الدنيا، ولا باتّباعِ الشَّهَواتِ، فَمَنْ كنَز دُنْياً يريدُ بِها حياةً باقِيَةً، فإنَّ الحياةَ بيَدِ الله عز وجل، ألا وإنِّي لا أَكْنِزُ ديناراً ولا دِرْهَماً، ولا أَخْبَأُ رِزْقاً لِغَدٍ".

رواه أبو الشيخ ابن حيان في "كتاب الثواب"

(2)

.

(1)

كذا قال، ولا وجه للتفريق بين إسناديهما، ولا للتحسين بله التصحيح، فإن فيه (سويد ابن سعيد)، وكان يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش ابن معين القول فيه، كما في "التقريب"، والبيهقي نفسه قد أشار إلى تضعيف الحديث بقوله عقبه:"إن صح"! فما أجهل الثلاثة الذين قلدوا التحسين دون التصحيح، ودون بيان سبب التفريق، وهي شنشنة. . وهو مخرج في "الضعيفة"(5255).

(2)

قلت: في إسناده متروك، وآخر لم يسم، وهو مخرج في "الضعيفة"(4874).

ص: 325

1902 -

(36)[ضعيف] وعن أبي أُمامَةَ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"عَرَض عليَّ ربي لِيَجْعَل لي بطْحاءَ مكَّة ذَهباً، قلْتُ: لا يا ربِّ! ولكنْ أشبَعُ يوماً وأجوعُ يوماً -أوْ قال: ثلاثاً، أو نَحوَ هذا-، فإذا جُعْتُ؛ تَضرَّعْتُ إليكَ وذَكَرْتُكَ، وإذا شبِعْتُ؛ شكَرْتُكَ وحَمَدْتُكَ".

رواه الترمذي من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه، وقال:

"حديث حسن". [مضى 23 - التوبة /5].

1903 -

(37)[ضعيف جداً] ورُوي أيضاً عن عِمْرانَ بْنِ حُصيْنٍ قال:

"والله ما شبعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ غَداءٍ وعَشاءٍ؛ حتَّى لَقِيَ الله عز وجل".

1904 -

(38)[ضعيف] وعن الحسنِ قال:

"كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُواسي الناسَ بِنَفْسِه؛ حتَّى جعَل يَرْقَعُ إزارَهُ بالأُدُم، وما جَمعَ بيْنَ غَداءٍ وعشاءٍ ثلاثَةَ أيَّام وِلاءً، حتَّى لَحِقَ بالله".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الجوع" مرسلاً

(1)

.

1905 -

(39)[موضوع] ورُوِيَ عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

"لَمْ يكُنْ يُنخلُ لِرسولِ الله صلى الله عليه وسلم الدقيقُ، ولمْ يَكنْ لهُ إلا قميصٌ واحِدٌ".

رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط".

1906 -

(40)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

"إن كانَ ليَمُرُّ بآلِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الأهلَّةُ؛ ما يُسْرَجُ في بيتِ أحَدٍ منهُم

(1)

قلت: قد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 257/ 16274)، فهو بالعزو أولى لعلو طبقته وشهرته، ولا سيما وإسناده حسن إلى (الحسن) وهو البصري.

ص: 326

سِراجٌ، ولا يوقَدُ فيه نارٌ، إنْ وَجدوا زَيْتاً ادَّهَنُوا بِه، وإنْ وجَدوا وَدَكاً

(1)

أكَلُوه".

رواه أبو يعلى ورواته ثقات؛ إلا عثمان بن عطاء الخراساني، وقد وُثِّقَ.

1907 -

(41)[ضعيف] وعن أبي طلْحَةَ رضي الله عنه قال:

"شكَوْنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوعَ، ورفَعْنا ثيابَنا عنْ حَجَرٍ حَجَرٍ على بُطونِنا

(2)

، فرفَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن حَجَرْينِ".

رواه الترمذي

(3)

[وقال: "حديث غريب"].

1908 -

(42)[منكر] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ وجبريلُ عليه السلام على الصَّفا، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا جبريلُ! والَّذي بَعثَكِ بِالحقِّ ما أمْسى لآلِ محمدٍ سُفَّةُ

(4)

مِنْ دقيقٍ، ولا كفٌّ مِنْ سُوَيْقٍ".

فلَمْ يَكنْ كلامُهُ بأَسْرَعَ مِنْ أَنْ سمعَ هَدَّةً مِنَ السماءِ أفْزَعَتْهُ، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أمَر الله القيامَة أنْ تقومَ؟ ".

(1)

(الوَدَك) بفتح الواو والدال المهملة: هو دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه.

(2)

كذا الأصل، وكذلك في مطبوعة عمارة وغيرها كمطبوعة الثلاثة المحققة من الثلاثة! ولعله من تصرّف النسّاخ، فإنه في (الترمذي - 2372) بلفظ:"ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر". وكذا في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" لأبي الشيخ (ص 223).

(3)

وعلته سيار بن حاتم، صدوق له أوهام.

قال الترمذي بعد ما ذكر الحديث: "ومعنى قوله: (ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر) قال: كان أحدهم يشدُّ في بطنه الحجر من الجهد والضعف الذي به من الجوع".

(4)

هي هنا القبضة من الدقيق.

ص: 327

قال: لا، ولكنْ أمَر إِسرافيلَ فنَزَل إليْكَ حينَ سمِعَ كلامَك، فأتاهُ إسرافيلُ فقالَ: إنَّ الله سمعَ ما ذكَرْتَ فبعَثَني إليكَ بمفاتيحِ خزائِن الأرضِ، وأمَرَني أنْ أعْرِضَ عليك أنْ أُسَيِّر معكَ جبالَ تهامةَ زُمُرُّداً وياقوتاً وذَهباً وفِضَّةَ ففعلْتُ، فإنْ شئْتَ نبِياً مَلِكاً، وإنْ شِئْتَ نَبيّاً عبْداً، فأَوْمأَ إليهِ جِبْريلُ: أنْ تواضَعْ. فقال:

"بلْ نبيّاً عبْداً (ثلاثاً) ".

رواه الطبراني بإسناد حسن، والبيهقي في "الزهد" وغيره

(1)

.

1909 -

(43)[ضعيف] وعن جابر بْنِ عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أُتيتُ بِمَقاليدِ الدنيا على فَرسٍ أبْلَقَ، على قطيفَةٍ منْ سُنْدُسٍ".

رواه ابن حبان في "صحيحه"

(2)

.

1910 -

(44)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:

أُتِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقَدَحٍ فيه لَبَنٌ وعَسَلٌ، فقال:

"شَرْبَتَيْنِ في شَرْبَةٍ، وأُدْمَيْنِ في قدَحٍ! لا حاجَةَ لي بِه، أما إنِّي لا أزْعُمُ أنَّهُ حرامٌ، ولكنْ أكْرَهُ أنْ يَسْأَلني الله عن فُضولِ الدنيا يومَ القيامَةِ، أتواضَعُ لله، فَمَنْ تواضَعَ لله؛ رَفَعهُ الله، ومَنْ تَكَبَّر؛ وضَعَهُ الله، ومَنِ اقْتَصد؛ أغْناهُ الله، ومَنْ أكْثَر ذِكْرَ الموتِ؛ أحبَّهُ الله".

(1)

قلت: كيف؛ وفيه من لا يعرف، وقد خالفه الهيثمي فقال:"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سعدان بن الوليد، ولم أعرفه". ومع علم الجهلة بهذا ونقلهم إياه صدروه بقولهم: "حسن"! خبط عشواء!! وهو مخرج في "الضعيفة"(2044). والحديث في هذا الباب من "الصحيح" عن أبي هريرة.

(2)

قلت: فيه عنعنة أبي الزبير، ولذلك خرجته في "الضعيفة"(1730) من رواية غير ابن حبان أيضاً. وحسنه الجهلة بغير علم وبينة كما هي عادتهم. والله المستعان!

ص: 328

رواه الطبراني في "الأوسط".

1911 -

(45)[ضعيف] وعن سلمى امرأة أبي رافع قالت:

دخلَ عليّ الحسنُ بن عليٍّ وعبد الله بن جعفرٍ وعبد الله بنُ عباسٍ رضي الله عنهم، فقالوا: اصنعي لنا طعاماً مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم أَكْلُه.

قالت: يا بُني! إذاً لا تشتهونَه اليوم! فقمتُ، فأخذتُ شعيراً فطحنتُه ونَسَفْتُه، وجعلتُ منه خبزةً، وكان أدمُه الزيتَ، ونثرتُ عليه الفُلفُلَ فقرّبته إليهم، وقلت:

"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يحبُّ هذا".

رواه الطبراني بإسناد جيد

(1)

.

1912 -

(46)[ضعيف] و [روى] الطبراني [حديث ابن مسعود الذي في "الصحيح"]، ولفظه: قال:

دَخلْتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو في غُرْفَةٍ كأنَّها بيتُ حَمَّامٍ، وهو نائمٌ على حَصيرٍ قد أثَّرَ بِجَنْبِه، فبَكَيْتُ. فقال:

"ما يُبْكيكَ يا عبدَ الله؟ ".

قلتُ: يا رسولَ الله! كِسْرى وقَيْصَرُ يَطَؤونَ على الخَزِّ والديباجِ والحرير، وأنْتَ نائمٌ على هذا الحَصيرِ؛ قد أثَّر بجنْبِكَ. فقال:

"فلا تَبكِ يا عبدَ الله! فإنَّ لهمُ الدنيا ولنا الآخرةُ، وما أنا والدنيا، وما

(1)

قلت: يَعْجب الشيخ الناجي (211/ 2) من هذا التجويد، ومن عزوه للطبراني، وقد أخرجه الترمذي في "الشمائل"، وأعله بأن تابعيه لين، وفيه آخر لين أيضاً، ولذلك خرجته في "الضعيفة"(6778). وأما الجهلة فتجاهلوا إعلال الشيخ وحسنوه!

ص: 329

مَثَلي ومثلُ الدنيا؛ إلا كمِثْلِ راكِبٍ نَزلَ تحْتَ شَجرةٍ ثمَّ سارَ وتَرَكَها".

ورواه أبو الشيخ في "كتاب الثواب" بنحو الطبراني

(1)

.

قوله: (كأنها بيت حمَّامٍ) هو بتشديد الميم، ومعناه: أن فيها من الحرّ والكرب كما في بيت الحمّام.

1913 -

(47)[منكر] وعن عائشةَ قالتْ:

كانَ لِرَسول الله صلى الله عليه وسلم سريرٌ مُرْمَلٌ بالبُرْدِيّ

(2)

، عليهِ كِسَاءٌ أسودُ قد حشوْناه بالبُرْديِّ، فدخَل أبو بكْرٍ وعَمرُ عليه، فإذا النبيُّ صلى الله عليه وسلم نائمٌ عليهِ، فلمّا رآهُما اسْتَوى جالِساً، فنَظرا فإذا أثَرُ السريرِ في جَنْبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكرٍ وعمرُ رضوانُ الله عليهمْ:

يا رسولَ الله! ما يؤذيكَ خُشونةُ ما ترى مِنْ فِراشِك وسَريرِك؟ وهذا كِسْرى وقيصَرُ على فراشِ الحريرِ والدِّيباجِ. فقال صلى الله عليه وسلم:

"لا تقولا هذا، فإنَّ فِراشَ كِسْرى وقيْصَرَ في النارِ، وإنَّ فراشي وسريري هذا عاقِبَتُه إلى الجنةِ".

رواه ابن حبان في "صحيحه" من رواية الماضي بن محمد

(3)

.

1914 -

(48)[ضعيف] وعن أنسٍ قال:

"لَبِسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوفَ، واحْتَذى المَخْصوفَ". وقال:

"أكلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَشِعاً، ولَبِسَ حلْساً خَشِناً".

(1)

قلت: أخرجه في "الكبير"(10/ 200/ 10327)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" أيضاً (228) من طريق ابن أبي عاصم، وهذا في "الزهد"(89/ 181)، وفيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت، وضعف (عبيد الله بن سعيد صاحب الأعمش). وله طريق آخر نحوه مختصراً، وشاهد عن ابن عباس تراها هنا في "الصحيح".

(2)

نبات كالقصب، تصنع منه الحصر.

(3)

قلت: هو شبه مجهول، لم يرو عنه غير ابن وهب، وقال ابن عدي:"منكر الحديث".

ص: 330

قيلَ للحَسن: ما (البَشعُ)؟ قال: غليظُ الشعير، ما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَسيغُه إلا بَجَرْعَةٍ مِنْ ماءٍ.

رواه ابن ماجه والحاكم؛ كلاهما من رواية يوسف بن أبي كثير -وهو مجهول- عن نوح ابن ذكوان، وهو واه. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". وعنده "خشناً" موضع "بشعاً". [مضى 18 - اللباس /7].

1915 -

(49)[ضعيف] و [روى] الحاكم [حديث عمرو بن العاص الذي في "الصحيح"]؛ إلا أنه قال:

"ما مرَّ بِه ثلاثٌ مِنْ دهرِه إلا والذي عليه أكْثَرُ مِنَ الذي لَهُ".

وقال:

"صحيح على شرطهما".

1916 -

(50)[ضعيف][قال عقب حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح"، وفيه قصة جوعه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، ونزولهم ضيوفاً على الرجل الأنصاري أبي الهيثم]:

وجاء في "معجم الطبراني الصغير" و"الأوسط" و"صحيح ابن حبان" من حديث ابن عباس وغيره أنه أبو أيوب الأنصاري.

والظاهر أن هذه القصة اتفقت مرة مع أبي الهيثم، ومرة مع أبي أيوب

(1)

. والله أعلم.

وتقدم حديث ابن عباس في "الحمد بعد الأكل"[19 - الطعام /10].

1917 -

(51)[ضعيف] وعن زيدِ بْنِ أرْقَمَ رضي الله عنه قال:

كنَّا معَ أبي بَكْرٍ رضي الله عنه فاسْتَسْقَى، فأتِيَ بماءٍ وعَسَلٍ، فلمَّا وضَعَهُ على يدهِ بَكى وانْتَحَب، حتى ظَنَنَّا أنَّ به شيْئاً، ولا نَسْأَلُه عنْ شَيْءٍ، فلمَّا

(1)

قلت: لا داعي لمثل هذا الجمع ما دام أن القصة مع أبي أيوب لم تصح. والله أعلم.

ص: 331

فرَغَ قلنا: يا خليفةَ رسولِ الله! ما حمَلَك على هذا البُكَاءِ؟ قال:

بيْنَما أنا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ رأيْتُه يدْفَعُ عن نَفْسه شَيْئاً، ولا أرى شيئاً.

فقُلْتُ:

يا رسولَ الله! ما الذي أراكَ تدْفَعُ عن نَفْسِكَ، ولا أرى شيْئاً؟ قال:

"الدنيا تَطوَّلَتْ لي؛ فقُلْتُ: إليكِ عنَّي، فقالَتْ: أما إنَّك لَسْتَ بمُدْرِكي"

(1)

.

قال أبو بكر: فشقَّ ذلك عليَّ، وخِفْتُ أنْ أكونَ قد خالَفْتُ أمرَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ ولَحِقَتْني الدنيا.

رواه ابن أبي الدنيا، والبزار ورواته ثقات؛ إلا عبد الواحد بن زيد، وقد قال ابن حبان:

"يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة، ودونه ثقة"

(2)

. وهو هنا كذلك.

1918 -

(52)[أثر منكر] وعن زيدِ بْنِ أسْلَم قال:

اسْتَسقى عُمَرُ، فجِيءَ بماءٍ قد شيبَ بعَسَلٍ، فقال: إنه لَطَيِّبٌ لكنِّي أسْمَعُ الله عز وجل نَعى على قومٍ شَهَواتِهِم؛ فقال: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} ، فأخَافُ أنْ تكونَ حسنَاتُنا عُجَّلَتْ لنا، فلَمْ يَشْرَبْهُ.

ذكره رزين، ولم أره

(3)

.

1919 -

(53)[أثر منكر] وعنِ ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما:

(1)

قلت: هذا لفظ البزار، ولفظ ابن أبي الدنيا (16/ 11):"إنك إن أفلت مني فلن يفلت مني من بعدك"! وهكذا رواه الحاكم (4/ 309) وصححه، ورده الذهبي فقال:"قلت: عبد الصمد تركه البخاري وغيره"، وهو مخرج في "الضعيفة"(4878).

(2)

كذا قال في "الثقات"(7/ 124)، فما أجاد -كما قال الحافظ ابن حجر في "اللسان"- وقد ذكره ابن حبان في "الضعفاء" أيضاً (2/ 154 - 155) فأصاب، واستنكر الذهبي حديثه هذا في "الميزان". وقال الهيثمي في حديث آخر له:"ضعيف جداً". انظر "الصحيحة"(2609).

(3)

قلت: قد رواه ابن أبي الدنيا في "الجوع"(ق 3/ 1) من طريق الحسن بن دينار، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن عمر نحوه مطولاً. و (الحسن بن دينار) متروك.

ص: 332

أن عمرَ رأى في يدِ جابرِ بْنِ عبدِ الله دِرْهماً فقال: ما هذا الدرهم؟ قال: أريد أن أشتري به لأهلي لحماً قرِموا إليه. فقال: أكُلُّ ما اشتهيتم اشتريتم؟! ما يريدُ أحَدُكُم أنْ يطْوِيَ بطْنَهُ لابْنِ عمِّه وجارِهِ؟ أين تَذْهَبُ عنكُم هذه الآيةُ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} ؟

رواه الحاكم من رواية القاسم بن عبد الله بن عمر، وهو واهٍ، وأراه صححه مع هذا

(1)

.

قوله: (قرموا إليه) أي: اشتدت شهوتهم له.

و (القرم): شدة الشهوة للحم حتى لا يصبر عنه.

1920 -

(54)[أثر ضعيف] ورواه مالك عن يحيى بن سعد؛ أن عمر بن الخطاب أدرك جابر ابن عبد الله، فذكره.

وتقدم حديث جابر في "الترهيب من الشبع"[في "الصحيح" 19 - الطعام /7].

1921 -

(55)[ضعيف] وعن محمد بن كعب القرظي قال: حدَّثَني مَنْ سَمعَ عليَّ بْنَ أبي طالبٍ يقول:

إنَّا لَجُلوسٌ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذْ طَلَعَ علينا مُصْعبُ بْنُ عُمَيْرٍ؛ ما عليه إلاَّ بُرْدَةٌ لهُ مَرْقوعَة بِفَرْوَةٍ، فلمَّا رآهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَكى لِلَّذي كانَ فيه مِنَ النعيمِ، والَّذي هو فيه اليومَ، ثُمَّ قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"كيفَ بِكُمْ إذا غَدا أحَدُكُم في حُلَّةٍ، وراحَ في حُلَّةٍ، وَوُضِعَتْ بَيْنَ يديْهِ صَحْفَةٌ، ورُفِعَتْ أُخْرى، وسَتَرْتُمْ بُيوتَكم كما تُسْتَرُ الكَعْبَةُ؟ ".

قالوا: يا رسولَ الله! نَحْنُ يوَمئذٍ خيرٌ منَّا اليومَ، نَتَفرَّغُ للعبادَةِ ونُكْفى

(1)

قلت: كلا لم يصححه، وإنما صحح أثراً آخر قبله ذكر هذا شاهداً له، وقال الذهبي:

"القاسم واهٍ". ورواه البيهقي من طريق آخر مختصراً دون الآية. ومضى في "الصحيح".

ص: 333

المَؤُنَة. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لأَنْتُمُ اليْومَ خَيْرٌ منكُمْ يومَئِذٍ".

رواه الترمذي من طريقين تقدم لفظ أحدهما مختصراً [18 - اللباس /7]، ولم يسم فيهما الراوي عن عليّ، وقال:

"حديث حسن غريب".

[ضعيف] ورواه أبو يعلى ولمْ يُسَمِّه أيضاً، ولفظه: عن عليٍّ رضي الله عنه قال:

خَرجتُ في غداةٍ شَاتِيَةٍ وقدْ أوبقني البَرْدُ، فأَخْذتُ ثَوْباً مِنْ صوفٍ قد كانَ عندَنا، ثُمَّ أدْخَلْتُه في عُنُقي وحَزَمْتُه على صَدْري أسْتَدْفِيءُ بِه، والله ما في بَيْتي شْيءٌ آكُلُ منه، ولوْ كانَ في بيتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيء لبَلَغني، فخرَجْتُ في بعضِ نواحي المدينَةِ فانْطَلقْتُ إلى يهوديّ في حائطٍ، فاطَّلَعْتُ عليهِ مِنْ ثَغْرَةٍ في جدارِه فقال:

ما لكَ يا أعْرابِيُّ! هَلْ لَك في دَلْوٍ بتَمْرَةٍ؟

قُلْتُ: نَعَم، افْتَحْ ليَ الحائِطَ، ففَتَح لي، فَدخَلْتُ، فَجعَلْتُ أنزِعُ الدَّلْوَ، ويُعطيني تَمْرةً، حتى مَلأْتُ كفِّي.

قلتُ: حسْبي منْكَ الآنَ، فأكَلْتُهُنَّ، ثُمَّ جَرعْتُ مِنَ الماءِ.

ثُمَّ جئتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فجلَسْتُ إليه في المسجِد؛ وهو معَ عِصابَةٍ مِنْ أصْحابِه، فَطلَع علينا مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ في بُرْدَةٍ له مَرْقوعَةٍ بِفَرْوَةٍ، وكان أنْعَمَ غلامٍ بِمكَّةَ، وأرْفَهَهُ عَيْشاً، فلمّا رآه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذكر ما كان فيه مِنَ النعيم، ورأى حالَهُ التي هو علَيْها، فَذرفَتْ عيناهُ فَبكى، ثمَّ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

ص: 334

"أنْتُم اليومَ خيرٌ؛ أمْ إذا غُدِيَ على أحَدِكُم بجَفْنَةٍ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمِ، وريحَ عليه بأُخْرى، وغَدا في حُلَّةٍ، وراحَ في أُخْرى، وستَرْتُمْ بُيوتكم كما تُسْتَرُ الكَعْبَةُ؟ ".

قلنا: بَلْ نحنُ يومَئذٍ خيرٌ، نَتَفرَّغُ لِلْعبادَةِ. قال:

"بلْ أنْتُم اليومَ خيرٌ". [مضى هناك].

1922 -

(56)[ضعيف] وعن فاطمة رضي الله عنها:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها يوماً فقال:

"أين ابنايَ؟ " -يعني حسناً وحسيناً-، فقالت: أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق، فقال عليٌّ: أذهبُ بهما، فإني أتخوفُ أن يبكيا عليكِ وليس عندك شيءٌ، فذهب إلى فلان اليهودي. فتوجه إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فوجدهما يلعبان في شَرَبة

(1)

بين أيديهما فضلٌ من تمرٍ، فقال:

"يا عليّ! ألا تقلبُ ابنيّ قبلَ أن يشتدَّ الحر؟ ".

قال: أصبحنا وليس في بيتنا شيءٌ، فلو جلستَ يا رسولَ الله! حتى أجمعَ لفاطمةَ فضلَ تمراتٍ. فجلسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى اجتمع لفاطمةَ فضلٌ من تمرٍ، فجعلَهُ في خرقَةٍ

(2)

، ثم أقبل فحملَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أحدَهُما، وعليّ الآخرَ حتى أقلباهما".

رواه الطبراني بإسناد حسن

(3)

.

(1)

بفتح الراء: حوض حول أصل النخلة يُملأ ماء ليُشرَب منه.

(2)

في "المجمع"(10/ 316): (صرته).

(3)

وكذا قال الهيثمي! وفي إسناده (22/ 422/ 1040) عون بن محمد عن أمه أم جعفر.

فهذه مجهولة لم يوثقها أحد، وابنها عون مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبان.

ص: 335

1923 -

(57)[ضعيف جداً موقوف] ورُوِيَ عن جابرٍ رضي الله عنه قال:

حَضرْنا عُرسَ عليّ وفاطِمَةَ، فما رأيْنا عُرْساً كانَ أحْسَن منه، حَشونا الفِراشَ -يعني مِنَ الليفِ-، وأُتِينا بتَمْرٍ وزَيْتٍ فأكَلْنا، وكانَ فراشُها ليلَةَ عُرسِها؛ إهابَ كَبْشٍ.

رواه البزار.

(الإهاب): الجلد. وقيل: غير المدبوغ.

1924 -

(58)[ضعيف] وعن عبد الله بْنِ عُمَر رضي الله عنهما قال:

لمّا جهَّزَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاطِمَةَ إلى علِيٍّ، بعَثَ معَها بِخَميلٍ -قال عطاءٌ: ما الخَميلُ؟ قال: قَطيفَةٌ-، وَوِسادَةٍ مِنْ أُدُمٍ حَشْوُها لِيفٌ وإذْخِزٌ، وقِرْبَةٍ، كانا يَفْتَرِشانِ الخميلَ، ويلْتَحفانِ بنِصْفِه.

رواه الطبراني من رواية عطاء بْن السائبِ

(1)

.

1925 -

(59)[ضعيف جداً] و [روى] الترمذي

(2)

[حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح"] ولفظه: قال:

إنْ كُنْتُ لأَسْاَلُ الرجُلَ مِنْ أصْحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عنِ الآياتِ منَ القرآن أنا أعلَمُ بِها مِنْهُ، ما أَسْأَلُه إلاَّ لِيُطْعِمَني شَيْئاً، وكُنْتُ إذا سأَلْتُ جَعْفرَ بْنَ أبي طالبٍ لَمْ يُجِبْني حتَّى يذْهَبَ بي إلى مَنْزِله فيقولُ لامْرأَتِهِ: يا

(1)

قلت: يشير المؤلف إلى أنه كان اختلط. لكن قد رواه زائدة عنه قبل اختلاطه مختصراً، وهو في "الصحيح".

(2)

قلت: وضعفه بقوله: "حديث غريب. ."، وأعله بـ (إبراهيم بن الفضل المدني)، وهو منكر الحديث كما قال البخاري. وفيه علة أُخرى كما بينت في "الضعيفة" (4879). وأما الجهلة فخبطوا وخلطوا هذا بحديث البخاري المشار إليه بقولي:"في (الصحيح) "، فقالوا (4/ 112):"صحيح، رواه البخاري (5432)، والترمذي"! على أن الرقم المذكور للبخاري خطأ صوابه (3708)!! ذلك لأنهم لا يحسنون البحث بله التحقيق!!

ص: 336

أسماءُ! أطْعِمينا، فإذا أطْعَمَتْنا أجابَني، وكان جَعْفَرُ يُحبُّ المساكينَ، ويَجْلسُ إليهِمْ، ويحدِّثُهم ويحدِّثونَهُ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكَنِّيهِ بأبي المساكينِ.

1926 -

(60)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

أتَتْ عليَّ ثلاثةُ أيَّامٍ لمْ أَطْعَمْ، فجئتُ أريدُ الصُّفَّةَ، فجَعَلْتُ أسْقطُ، فَجعَل الصِّبيانُ يقولون: جُنَّ أبو هُرَيْرَة، قال: فَجَعلْتُ أنادِيهِم وأقولُ: بَلْ أنْتُم المجَانين، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصُّفَّة، فوافَقْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أُتيَ بقَصْعَتَيْنِ مِن ثَريدٍ، فدعا عليها أهْلَ الصُّفَّةِ، وهمْ يأكُلونَ مِنْها، فجَعلْتُ أتَطاوَلُ كي يَدْعوني، حتَّى قامَ القومُ ولَيْسَ في القَصْعَةِ إلاَّ شَيْءٌ في نَواحي القَصْعَةِ، فَجمَعهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فصارَتْ لقْمَةً، فوضَعَهُ على أصابِعِه، فقال لي:

"كُلْ بِاسْمِ الله". فوالَّذي نَفْسي بيده ما زِلْتُ آكُل مِنْها حتى شَبِعْتُ.

رواه ابن حبان في "صحيحه"

(1)

.

1927 -

(61)[ضعيف موقوف] وعن أبي بَرْزَةَ رضي الله عنه قال:

كنَّا في غَزاةٍ لنا، فَلَقِينا أُناساً مِنَ المشْركينَ، فأجْهَضْناهُم عَنْ مَلَّةٍ لَهُمْ، فَوقَعْنا فيها، فَجعَلْنا نأكُلُ منها، وكنَّا نَسْمَعُ في الجاهِليَّةِ؛ أنَّه مَنْ أكَل الخُبْزَ سَمِنَ، فَلمَّا أكَلْنا ذلكَ الخُبْز؛ جَعَل أَحدُنا يَنْظُر في عِطْفَيْهِ هَلْ سَمِنَ؟.

رواه الطبراني ورواته رواة "الصحيح"

(2)

.

(1)

قلت: فيه (حيان) والد سَليم، وهو مجهول.

(2)

قلت: نعم، ولكن هذا لا يعني ثبوته كما نبهت عليه مراراً، فقد أخرجه الطبراني من طريق أبي بكر بن أبي شيبة كما في "جامع ابن كثير"(13/ 338)، وأبو بكر في "المصنف"(8/ 89 و 12/ 249)، والبيهقي في "السنن"(9/ 60) من طريق الحسن عن أبي برزة، والحسن يدلس، وقد عنعنه، فمن جهل الثلاثة وتهافتهم قولهم:"حسن"!

ص: 337

(أجهضناهم) أي: أزلناهم عنها وأعجلناهم.

1928 -

(62)[شاذ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه:

أنَّه أصابَهم جوعٌ وهمْ سَبْعَةّ، قال: فأعطاني النبيُّ صلى الله عليه وسلم سبْعَ تَمَراتٍ، لِكلِّ إنسانٍ تَمْرَةّ.

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح

(1)

.

1929 -

(63)[ضعيف] وعن أبي موسى رضي الله عنه قال:

"لو رَأَيْتنا ونحنُ معَ نبِيِّنا صلى الله عليه وسلم؛ لَحَسِبْتَ أنَّما ريحُنا ريحُ الضَأْنِ، إنَّما لِباسُنا الصوفُ، وطعامُنا الأسْوَدانِ: التمرُ والماءُ".

رواه الطبراني في "الأوسط"، ورواته رواة "الصحيح"، وهو في الترمذي وغيره دون قوله:"إنما لباسنا" إلى آخره. وتقدم في "اللباس"[18 - اللباس /7].

1930 -

(64)[ضعيف] وعن عليّ بن بُذَيْمَةَ قال:

بِيعَ متَاعُ سلْمانَ فَبلَغَ أرْبَعَةَ عَشَر درهماً.

رواه الطبراني، وإسناده جيد، إلا أن علياً لم يدرك سلمان.

(قال الحافظ):

"ولو بسطنا الكلام على سيرة السلف وزهدهم، لكان من ذلك مجلدات، لكنه ليس من شرط كتابنا، وإنما أملينا هذه النبذة استطراداً تبرُّكاً بذكرهم، ونموذجاً لما تركنا من سيرهم. والله الموفق من أراد، لا ربِّ غيرُه".

(1)

قال الناجي (3/ 2/ 1): "كذا رواه الترمذي مختصراً، وقال: "صحيح"، والنسائي أخصر منهما والبخاري مختصراً ومطولاً".

قلت: لكن في رواية البخاري أنه أعطى لكل إنسان سبع تمرات، وهي المحفوظة، كما بينته في الأصل، فرواية ابن ماجه شاذة.

ص: 338

7 -

(الترغيب في البكاء من خشية الله)

.

1931 -

(1)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ ذَكَر الله ففاضَتْ عيناهُ مِنْ خَشْيَةِ الله حتى يصيبَ الأرضَ مِنْ دُموعِه؛ لَمْ يُعَذَّبْ يومَ القِيامَةِ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"

(1)

.

1932 -

(2)[ضعيف] ورُويَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

لمَّا نَزَلتْ: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} بَكَى أصْحابُ الصُّفَّةِ، حتَّى جَرَتْ دموعُهمْ على خُدودِهِمْ، فلمَّا سمعَ رسولُ الله حِسَّهم بَكى مَعهم، فبَكَيْنا بِبُكائِه، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يَلِجُ النارَ مَنْ بَكى مِنْ خَشْيَةِ الله، ولا يدخلُ الجنَّة مُصِرُّ على مَعْصِيَةٍ، ولو لَمْ تُذْنِبوا؛ لجَاءَ الله بقومٍ يُذنِبونَ فيَغْفِرُ لَهُمْ"

(2)

.

رواه البيهقي.

1933 -

(3)[موضوع] وروي عن زيد بْنِ أرْقَمَ رضي الله عنه قال:

قال رجُلٌ: يا رسولَ الله! بمَ أتَّقِي النارَ؟ قال:

"بِدُموعِ عيْنَيْكَ، فإنَّ عيْناً بكَتْ مِنْ خشْيَةِ الله؛ لا تَمَسُّها النارُ أَبداً".

رواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني.

(1)

كذا قال! وفيه (أبو جعفر الرازي)، وهو صدوق سيئ الحفظ، يهم كثيراً. وهو مخرج في "الضعيفة"(4594).

(2)

هذه الجملة الأخيرة لها أصل صحيح من حديث أبي هريرة مرفوعاً في "صحيح مسلم" وغيره، وهو مخرج في "الصحيحة"(968).

ص: 339

1934 -

(4)[منكر] وعنِ العبَّاسِ بْنِ عبدِ المطَّلِبِ رضي الله عنه قال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"عيْنانِ لا تَمَسُّهما النارُ: عينٌ بَكَتْ في جَوْفِ الليْلِ مِنْ خَشْيَةِ الله، وعينٌ باتَتْ تَحْرُس في سبيلِ الله".

رواه الطبراني من رواية عثمان بن عطاء الخراساني، وقد وثِّق

(1)

.

1935 -

(5)[ضعيف] ورُويَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"كلَ عينٍ باكيةّ يومَ القيامَةِ؛ إلا عيْنٌ غَضَّتْ عَنْ مَحارِم الله، وعيْنٌ سَهِرَتْ في سبيلِ الله، وعينٌ خَرَج منها مثلُ رأس الذُّبابِ مِنْ خَشْيَة الله عز وجل".

رواه الأصبهاني. [مضى 12 - الجهاد /2].

1936 -

(6)[ضعيف] وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ مُؤمِنٍ يَخْرُج مِنْ عَيْنَيْهِ دموعٌ -وإنْ كانَ مثلَ رأْسِ الذُبابِ- مِنْ خَشْيَةِ الله، ثُمَّ يُصيبُ شَيْئاً مِنْ حُرِّ وجْهِه؛ إلا حَرَّمَهُ الله على النارِ".

رواه ابن ماجه والبيهقي والأصبهاني، وإسناد ابن ماجه مقارب

(2)

.

1937 -

(7)[مرسل وضعيف جداً] وعن مسْلم بْنِ يَسارٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما اغْرَوْرَقَتْ عينٌ بِمائِها؛ إلا حَرَّمَ الله سائِرَ ذلك الجسَد على النارِ، ولا سالَتْ قطْرَةٌ على خدِّها؛ فيَرْهَقَ ذلك الوجْهَ قترٌ ولا ذِلَّةٌ، ولوْ أنَّ باكياً بَكى في

(1)

قلت: وقال الهيثمي: ". . . وهو متروك، ووثقه دحيم". وجهل الثلاثة -كعادتهم- فصدروا هذا بقولهم: "حسن بشواهده"! وليس فيما أشاروا إليه من الشواهد: (في جوت الليل)، فذلك مما يدل على نكارته. على أن الراوي عن (عثمان بن عطاء) أسوأ منه، فقد كذبه ابن معين وغيره، وقال ابن كثير في "جامعه" (7/ 220/ 5042):"في إسناده ضعفاء".

(2)

قلت: كيف وفيه عندهم (حماد بن أبي حميد الزرقي)، وقد ضعفه الجمهور، وقال البخاري:"منكر الحديث".

ص: 340

أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ رُحِموا، وما مِنْ شَيْءٍ إلا له مِقْدارٌ وميزانٌ، إلا الدمعَةَ؛ فإنَّه يُطْفَأُ بها بِحارٌ منْ نارٍ".

رواه البيهقي هكذا مرسلاً، وفيه راوٍ لم يسمَّ.

ورُوي عن الحسن البصري وأبي عمران الجوني وخالد بن معدان غير مرفوع، وهو أشبه.

1938 -

(8)[ضعيف جداً] ورُويَ عنِ ابْنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الله ناجى موسى بمئةِ ألْفٍ وأرْبَعين ألفِ كَلِمة في ثلاثَةِ أيَّامٍ، وكان فيما ناجاهُ بِه أنْ قال: يا موسى! إنَّه لمْ يتَصَنَّعْ لي

(1)

المُتَصنَّعونَ بِمِثْلِ الزُّهْدِ في الدنيا، ولَمْ يَتَقرَّب إليَّ المتَقَرّبونَ بِمِثْلِ الوَرَع عمَّا حَرَّمْتُ عليهم، ولَمْ يَتَعبَّدْ إليَّ المتَعَبِّدونَ بِمْثِل البُكاءِ مِنْ خَشْيَتي" فذكر الحديث إلى أن قال:

"وأما البَكَّاؤونَ مِنْ خشْيَتي؛ فأولئكَ لهمُ الرفيقُ الأَعْلى، لا يشارَكونَ فيه".

رواه الطبراني والأصبهاني، وتقدم بتمامه [هنا /6].

1939 -

(9)[مرسل موضوع] وعنِ الهيْثَمِ بن مالكٍ رضي الله عنه؛ أنَّه قال:

خَطَب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فبَكى رجُلٌ بينَ يديْهِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"لو شهِدَكمُ اليومَ كُلُّ مؤمِنٍ عليه مِنَ الذنوبِ كأمْثالِ الجِبالِ الرواسي؛ لَغُفرَ لَهُمْ بِبُكاءِ هذا الرجُلِ، وذلك أنَّ الملائكَةَ تَبْكي وتَدْعو لَهُ وتقولُ: اللهمَّ شَفِّعَ البَكَّائين فيمَنْ لَمْ يَبْك".

رواه البيهقي وقال: "هكذَا جاء هذا الحديث مرسلاً"

(2)

.

(1)

الأصل: (إليّ).

(2)

قلت: الترضي عن راويه يوهم أنه صحابي، فتنبه، وفيه مع إرساله شيخ البيهقي (أبو عبد الرحمن السلمي) متهم بالوضع، وهو وحديث مسلم بن يسار المتقدم مخرجان في "الضعيفة"(3103).

ص: 341

1940 -

(10)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:

لَمِّا أنْزَلَ الله عز وجل على نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم هذهِ الآيةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} ، تَلاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ على أصْحابِهِ، فَخَرَّ فَتىً مَغْشِيّاً عليه، فَوضَع النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَده على فُؤادِه، فإذا هو يَتَحرَّكُ، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا فَتَى! قُلْ: لا إله إلا الله"،

فقالَها، فَبشَّرهُ بالجَنَّةِ. فقال أصْحابُه:

يا رسول الله! أمِنْ بَيْننَا؟ فقال:

"أوَما سمِعْتُم قولَهُ تعالى: {لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد". كذا قال.

1941 -

(11)[موضوع] ورُوِيَ عن أنسٍ رضي الله عنه قال:

تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} ، فقال:

"أُوقِدَ عليها ألْفَ عامٍ حتَّى احْمَرَّتْ، وألفَ عامٍ حتَّى ابْيَضَّتْ، وألفَ عامٍ حتَّى اسْودَّتْ، فَهِي سوداءُ مُظْلِمَةٌ

(1)

، لا يُطْفَأُ لَهيبُهاً".

قال: وبينَ يديْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ أسْودُ فهتَفَ بالبُكاءِ، فنَزلَ عليه جبريلُ عليه السلام فقال: مَنْ هذا الباكي بينَ يدْيكَ؟ قال:

"رجل مِنَ الحَبَشةِ".

وأثْنَى عليه معْروفاً، قال: فإنَّ الله عز وجل يقول: وعزَّتي وجَلالي وارْتفاعي فوْقَ عَرْشي لا تَبْكي عينُ عبدٍ في الدنيا مِنْ مخَافتي؛ إلا أكْثَرْتُ

(1)

قلت: إلى هنا قد روي من حديث أبي هريرة، وسيأتي في (27 - صفة النار /2 - فصل).

ص: 342

ضَحِكَها في الجنَّةِ".

رواه البيهقي والأصبهاني.

1942 -

(12)[ضعيف] ورُوي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا اقْشَعرَّ جِلْدُ العبْدِ مِنْ خَشْيةِ الله؛ تحاتَّتْ عنه ذنوبُه، كما يتَحاتُّ عنِ الشجرة اليابِسَةِ ورقُها".

رواه أبو الشيخ ابن حيان في "الثواب"، والبيهقي واللفظ له.

وفي رواية له قال:

كنّا جلوساً معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم تحتَ شجَرةٍ، فهاجَتِ الريحُ، فوقَع ما كانَ فيها مِنْ ورَقٍ نَخِرٍ، وبقيَ ما كان منْ ورَقٍ أخْضرَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مَثَلُ هذه الشجرة؟ ".

فقال القومُ: الله ورسولُه أعْلَمُ. فقال:

"مَثَلُ المؤمِنِ إذا اقْشَعَرَّ مِنْ خَشْيَةِ الله عز وجل؛ وقَعَتْ عنهُ ذُنوبُه، وبَقيَتْ لهُ حَسنَاتُه".

ص: 343

8 -

(الترغيبُ في ذكرِ الموْتِ وقَصْرِ الأمَل، والمبادَرَةِ بالعَمَلِ، وفضلِ طولِ العمرِ لمنْ حَسُنَ عَملُه، والنهيُ عَنْ تمنِّي الموْتِ)

.

1943 -

(1)[ضعيف] وعنِ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أكْثِروا ذكْر هاذِمَ

(1)

اللذاتِ -يعني الموت- فإنَّه ما كان في كثيرٍ إلا قَلَّلهُ، ولا قليلٍ إلا جَزَّأهُ".

رواه الطبراني بإسناد حسن

(2)

.

[ضعيف جداً] وتقدم في "باب الترهيب من الظلم"[20 - القضاء /5] حديث أبي ذرٍّ، وفيه:

قلتُ: يا رسولَ اللهَ! فما كانَتْ صُحفُ موسى عليه السلام؟ قال:

"كانَتْ عِبَراً كلُّها: عَجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بالموتِ؛ ثُمَّ هو يَفْرَحُ، عَجِبْتُ لِمنْ أيْقَنَ بالنارِ؛ ثمَّ هو يَضْحَكُ، عجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بالقَدَرِ؛ ثُمَّ هو يَنْصَبُ، عَجِبْتُ لِمَنْ رَأى الدنيا وتَقَلُّبَها بِأهْلِها؛ ثُمَّ اطْمأَنَّ إليْها، وعَجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بِالحسابِ غَداً؛ ثُمَّ لا يَعْمَلُ".

رواه ابن حبان في "صحيحه" وغيره.

1944 -

(2)[ضعيف جداً] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال:

دَخَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُصَلاهُ فَرأى ناساً كأنَّهمْ يَكْتَشِرونَ

(3)

، فقال:

(1)

أي: قاطع، وهو بالذال المعجمة، وقيل: بالمهملة، والأول هو الذي جزم به جمع؛ كما في "عجالة الإملاء" للشيخ الناجي (213/ 1 - 2).

(2)

وكذا قال الهيثمي، وقلدهما الثلاثة! وفي إسناده (6/ 365/ 5776)(عبد الله بن عمر العمري)، ضعيف لسوء حفظه، والراوي عنه (أبو عامر الأسدي) مجهول الحال. وهو مخرج في "الإرواء"(3/ 145 - 146). ويغني عنه حديث أبي هريرة مرفوعاً، دون قوله:"فإنه ما كان. . ."، وهو في "الصحيح" في هذا الباب.

(3)

أي: تظهر أسنانهم من الضحك.

ص: 344

"أما إنَّكُم لوْ أكْثَرْتُمْ ذِكْرَ هاذِمِ اللَّذَّاتِ؛ لشَغَلَكُمْ عمَّا أَرى: الموْتِ، فأكْثِروا ذِكْرَ هاذمِ اللَّذَّاتِ: الموتِ؛ فإنَّه لمْ يأْتِ على القبْرِ يومّ إلا تكَلَّم فيه، فيقولُ: أنا بَيْتُ الغُربَةِ، وأنا بيْتُ الوِحْدَةِ، وأنا بيْتُ الترابِ، وأنا بيت الدودِ، فإذا دُفِنَ العبدُ المؤمِنُ قال له القبر: مرْحَباً وأهْلاً، أما إنْ كُنْتَ لأحَبَّ مَنْ يمشي على ظَهْري إليَّ، فإذ ولِّيتُك اليومَ وصرْتَ إليَّ فستَرى صَنيعي بِك. -قال:- فَيُتَّسَعُ له مدَّ بصَرِه، ويُفْتَحُ له بابٌ إلى الجنَّةِ.

وإذا دُفِنَ العبد الفاجِرُ أو الكافِرُ، قال له القبرُ: لا مرْحَباً ولا أهْلاً، أما إنْ كنتَ لأَبْغَضَ مَنْ يَمْشي على ظَهْري إليَّ، فإذْ وُلِّيتُك اليوم وصِرْتَ إليَّ فستَرى صَنيعي بِكَ. -قال:- فَيَلْتَئِمُ عليه حتَّى تَلْتَقِيَ عليه وتَخْتِلفَ أضْلاعُه -قال: قال

(1)

رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه، فأدْخَل بعضَها في جوفِ بَعْضٍ-، قال: ويُقيَّض له سبعون تِنِّيناً

(2)

، لوْ أَن واحداً منها نفَخَ في الأرضِ؛ ما أنْبتَتْ شَيْئاً ما بَقِيَتِ الدنيا؛ فَينْهَشُه وَيخْدَشُه؛ حتى يُفضيَ به إلى الحِسابِ".

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّما القبرُ روْضَةّ مِنْ رياضِ الجنَّةِ، أو حُفْرَةّ مِنْ حُفَرِ النارِ".

رواه الترمذي واللفظ له، والبيهقي؛ كلاهما من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي -وهو واهٍ- عن عطية -وهو العوفي- عن أبي سعيد، وقال الترمذي:

"حديث حسن

(3)

غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".

(1)

أي: أشار، وكان الأصل:(فأخذ)، فصححته من "الترمذي"(2462)، وهو مخرج في "الضعيفة"(4990).

(2)

بالكسر والتشديد: ضرب من الحيات أكبر ما يكون منها. ووقع في "الترمذي"(2462): (ويقيض الله له سبعين. .).

(3)

لفظ (حسن) لم يثبت في بعض النسخ، وهو اللائق بحال إسناده كما ترى.

ص: 345

1945 -

(3)[موضوع] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

خرَجْنا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في جَنازَةٍ، فجلَس إلى قَبْرٍ مِنْها، فقال:

"ما يَأْتي على هذا القَبرِ مِنْ يومٍ إلا وهو ينادي بصوْتٍ ذَلقٍ طَلْقٍ: يا ابْنَ آدمَ نَسِيتَني! أَلَمْ تَعْلَمْ أنّي بيْتُ الوِحْدَة، وبيتُ الغُرْبَةِ، وبيتُ الوحْشَةِ، وبيْتُ الدُّودِ، وبيتُ الضيقِ، إلا مَنْ وَسَّعَني الله عليهِ". ثُمَّ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"القَبرُ إمَّا رَوْضَةّ مِنْ رياضِ الجنَّةِ، أو حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النارِ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1946 -

(4)[منكر] وعنِ ابْنِ عمرَ رضي الله عنهما قال:

أتيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عاشِرَ عَشَرَةٍ، فقامَ رجُلٌ مِنَ الأنْصارِ فقال: يا نبيَّ الله! مَنْ أكْيَسُ الناسِ، وأحْزَمُ الناسِ؟ قال:

"أكْثَرُهُم ذِكْراً لِلْمَوْتِ، وأكْثَرُهمُ اسْتِعْداداً لِلْموتِ، أُولئك الأكْياسُ؛ ذَهَبوا بِشَرفِ الدنيا، وكرامَةِ الآخِرَةِ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الموت"، والطبراني في "الصغير" بإسناد حسن

(1)

.

1947 -

(5)[ضعيف] وعن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه قال:

مات رجلٌ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجعلَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يثنون عليه، ويذْكُرون من عبادته، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم ساكتٌ، فلما سكتوا؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

وكذا قال الهيثمي، وقلدهما الثلاثة، وفيه (معلى الكندي) لم يوثقه غير ابن حبان، ولا روى عنه إلا اثنان، نعم قد توبع دون قوله:"ذهبوا بشرف. ."، فهي زيادة منكرة، وهو في "الصحيح" دونها برواية البيهقي. ثم إن الطبراني رواه في "المعاجم الثلاثة" وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" كما في "الروض"(489).

ص: 346

"هل كان يكثرُ ذكرَ الموت؟ ".

قالوا: لا. قال:

"فهل كان يدع كثيراً مما يشتهي؟ ".

قالوا: لا. قال:

"ما بلغ صاحبُكم كثيراً مما تدهبون إليه".

رواه الطبراني بإسناد حسن

(1)

.

1948 -

(6)[ضعيف جداً] ورواه البزار من حديث أنسٍ قال:

ذُكِرَ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ بعبادةٍ واجتهادٍ، فقال:

"كيف ذِكْرُ صاحبكم الموت؟ ".

قالوا: ما نسمعه يذكره. قال:

"ليس صاحُبكم هناك"

(2)

.

1949 -

(7)[موضوع] ورُوِيَ عن عائشةَ رضي الله عنها قالَتْ:

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على المِنْبَرِ والناسُ حولَه:

"أيُّها الناسُ! اسْتَحيوا مِنَ الله حقَّ الحَياءِ".

فقال رجُلٌ: يا رسولَ الله! إنَّا لَنَسْتَحْيِي مِنَ الله تَعالى، فقال:

(1)

وكذا قال الهيثمي! وقلدهما الثلاثة، وفيه من لا يعرف له ترجمة بشهادة الهيثمي نفسه في غير هذا الحديث، وضعفه الحافظ العراقي، كما بينته في "الضعيفة" رقم (6507).

(2)

قلت: في إسناد (3622)(يوسف بن عطية) وهو ضعيف جداً كما قال الحافظ، ومع ذلك قال الجهلة:"حسن. . ."، وقد عزوه للبزار بالرقم المذكور! فهم لا يحسنون البحث والنظر في الأسانيد والرجال!

ص: 347

"مَنْ كانَ منكُم مُسْتَحْيِياً؛ فلا يَبيتَنَّ ليلةً إلا وأجَلُه بينَ عَيْنَيْهِ، ولْيَحْفَظِ البَطْنَ وما وَعَى، والرأْس وما حَوى، ولْيذْكُر الموْتَ والبِلَى، ولْيَتْرُكْ زينَةَ الدنيا".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1950 -

(8)[مرسل ضعيف] وعن الضَّحَّاكِ قال:

أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجُلٌ، فقال: يا رسولَ الله! مَنْ أزْهَدُ الناسِ؟ فقال:

"مَنْ لَمْ يَنْسَ القبرَ والبِلَى، وتَرك فَضْل زينةِ الدنيا، وآثرَ ما يَبْقَى على ما يَفْنَى، ولَمْ يَعُدَّ غَداً مِنْ أيّامِه، وعَدَّ نَفْسه مِنَ المَوْتَى".

رواه ابن أبي الدنيا، وهو مرسل. [مضى هنا /6].

1951 -

(9)[ضعيف جداً] ورُويَ عن عمار رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"كَفَى بالمَوْتِ واعِظاً، وكَفَى باليقينِ غِنَىً".

رواه الطبراني.

1952 -

(10)[ضعيف] ورُويَ عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أرْبَعةٌ مِنَ الشقاءِ: جُمودُ العَيْنِ، وقَسْوةُ القلْبِ، وطولُ الأمَلِ، والحِرصُ على الدنيا".

رواه البزار. [مضى 16 - البيوع /4].

1953 -

(11)[ضعيف جداً] ورُويَ عن أمِّ الوليدِ بنْتِ عُمرَ قالتْ:

اطَّلَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ عَشيَّةٍ فقال:

"يا أيُّها الناس! ألا تسْتَحْيُونَ؟! ".

قالوا: مِمَّ ذاكَ يا رسولَ الله؟ قال:

"تَجْمَعونَ ما لا تأكُلونَ، وتَبْنونَ ما لا تَعْمُرونَ، وتأمَلُون ما لا تُدْرِكونَ،

ص: 348

ألا تَسْتَحْيونَ مِنْ ذلك؟! ".

رواه الطبراني.

1954 -

(12)[ضعيف] ورُوي عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال:

اشْتَرى أسامَةُ بْنُ زَيدٍ وليدةً بمئةِ دينارٍ إلى شَهْرٍ، فَسَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ألا تَعْجَبونَ مِنْ أُسامَةَ المُشْتَري إلى شَهْرٍ؟ إنَّ أُسامَة لطويلُ الأَمَلِ، والذي نَفْسي بيدِه ما طرَفتْ عينايَ إلا ظَنَنْتُ أنَّ شَفْرَيَّ لا يَلْتَقيان حتَّى يَقْبِضَ الله روحي، ولا رَفَعْتُ قَدْحاً إلى فِيَّ فظَنَنْت أنِّي لا أضَعُه حتّى أُقْبَضَ، ولا لَقَمْتُ لُقْمةً إلا ظننْتُ أنِّي لا أسيغُها حتى أغُصَّ بِها مِنَ المَوْتِ، [يا بَني آدمَ! إنْ كُنْتُم تَعْقِلونَ فَعُدّوا أَنْفُسَكُم مِنَ المْوْتَى]

(1)

، والذي نفْسي بيده {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} [الأنعام/ 134] ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب قصر الأمل"، وأبو نعيم في "الحلية"، والبيهقي، والأصبهاني.

1955 -

(13)[ضعيف] و [روى] الحاكم [يعني حديث ابن مسعود الذي في "الصحيح"] وقال: "صحيح الإسناد"، ولفظه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"اقْتَربَتِ الساعةُ، ولا يزْدادُ الناسُ على الدنيا إلا حِرْصاً، ولا يزْدادونَ مِنَ الله إلاّ بُعْداً".

1956 -

(14)[ضعيف] وعن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه قال:

جاءَ رجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله! أوْصِني. قال:

(1)

زيادة من ابن أبي الدنيا وغيره، وهو مخرج في "الضعيفة"(4977).

ص: 349

"عليْكَ بالأَياسِ مَّما في أيْدي الناسِ، وإيَّاكَ والطمعَ؛ فإنَّه الفقْرُ الحاضِرُ، وصَلِّ صلاتَك وأنْتَ مُوَدِّعٌ، وإيَّاك وما يُعْتَذَرُ مِنْه".

رواه الحاكم والبيهقي في "الزهد"، وقال الحاكم واللفظ له:

"صحيح الإسناد". [مضى 8 - الصدقات /4].

1957 -

(15)[ضعيف جداً] وعنه [يعني أبا هريرة رضي الله عنه]؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ:

"بادِروا بالأَعْمالِ سبْعاً؛ هل تُنْظَرونَ إلا فَقْراً مُنْسِياً، أو غنىً مُطْغِياً، أوْ مَرَضاً مُفْسِداً، أوْ هرَماً مُفْنِداً، أوْ مَوْتاً مُجْهِزاً، أوِ الدجَّالَ؛ فشَرُّ غائبٍ يُنْتَظَر، أوِ الساعةَ؛ فالساعةُ أدْهَى وأمَرُّ".

رواه الترمذي من رواية مُحَرَّر -ويقال: مُحْرز، بالزاي

(1)

، وهو واهٍ-، عن الأعرج عنه، وقال:

"حديث حسن"!

1958 -

(16)[ضعيف] ورُوِيَ عن جابرِ بْنِ عبد الله رضي الله عنهما قال:

خَطَبنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"يا أيُّها الناسُ! تُوبوا إلى الله قَبْلَ أن تَمُوتوا، وبادِروا بِالأَعْمالِ الصالِحَةِ قبلَ أنْ تُشْغَلوا، وصِلُوا الذي بينَكُم وبينَ ربِّكُم بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ له، وكَثْرةِ الصدقَةِ في السرِّ والعَلانِيَةِ؛ تُرْزَقوا وتُنْصَروا وتُجْبَروا".

رواه ابن ماجه. [مضى مطولاً 7 - الجمعة /6].

(1)

قال الحافظ الناجي: "وينكر على المصنف كونه لم ينسبه للتمييز، وهو منسوب في نفس الرواية: (ابن هارون)، وهو تيمي مدني من أفراد الترمذي".

قلت: وهو متروك، لكن روي من وجه آخر عن أبي هريرة دون جملة (سبعاً). انظر "الضعيفة"(1666).

ص: 350

1959 -

(17)[ضعيف] وعنْ شدَّادٍ بْنِ أوْسٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"الكَيِّسُ مَنْ دانَ نَفْسَه؛ وعَمِلَ لِما بَعْدَ الموْتِ، والعاجِزُ مَنْ أتْبَع نَفْسَه هَواها؛ وتمنَّى على الله".

رواه ابن ماجه، والترمذي وقال:

"حديث حسن"

(1)

.

1960 -

(18)[ضعيف جداً] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ أحَدٍ يموتُ إلا نَدِمَ".

قالوا: وما نَدامَتُه يا رسولَ الله! قال:

"إنْ كانَ مُحْسِناً؛ نَدِمَ أنْ لا يكونَ ازْدادَ، وإنْ كانَ مُسيئاً؛ نَدِمَ أنْ لا يكونَ نَزَع".

رواه الترمذي والبيهقي في "الزهد".

1961 -

(19)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا أنبئكم بخياركم؟ ".

قالوا: بلى يا رسول الله! قال:

"خيارُكم أطولكم أعماراً إذا سَدَّدوا".

رواه أبو يعلى بإسناد حسن

(2)

.

(1)

قلت: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف، وله طريق آخر، ولكنه ضعيف جداً، وهما مخرجان في "الضعيفة"(5319).

(2)

قلت: تبعه الهيثمي، وفيه سهيل بن أبي حازم وهو ضعيف كما قال الحافظ، وخالف رواة أحاديث الباب في "الصحيح" فزاد عليهم:"إذا سددوا"، فهي هنا منكرة. وأما الجهلة فخالفوهما -على خلاف العادة- وتعالموا، وليتهم أصابوا -وإن لم يؤجروا- فقالوا:"حسن بشواهده"! وهي عليه لا له لو كانوا يعلمون!! وهو مخرج في "الضعيفة"(6696).

ص: 351

1962 -

(20)[ضعيف جداً] وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ للهِ عِباداً يَضِنُّ بِهِمْ عنِ القَتْلِ، ويطيلُ أعْمارَهُم في حُسْنِ العَمَلِ، ويُحَسِّنُ أرْزاقَهُم، وُيحْيِيهِمْ في عافِيَةٍ، ويقْبِضُ أرْواحَهم في عافِيَةٍ على الفُرُشِ، وُيعْطيهِمْ منازِلَ الشهداءِ".

رواه الطبراني، ولا يحضرني الآن إسناده

(1)

.

1963 -

(21)[ضعيف] وعن جابر بْنِ عبدِ الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تَتَمَنَّوُا الموْتَ، فإنَّ هَوْل المَطْلَعِ شديدٌ، وإنَّ مِنَ السعادَةِ أنْ يطولَ عُمُر العبدِ، ويرزُقَه الله الإِنابَةَ".

رواه أحمد بإسناد حسن

(2)

، والبيهقي.

(1)

قلت: الظاهر أنه يشير إلى (جعفر بن محمد الوراق)، فإن الهيثمي قال:"ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وهذا منه وهم فاحش تبعه عليه الجهلة الثلاثة، لأن (جعفر بن محمد) هذا ثقة من رجال "التهذيب"، وفوقه (حفص بن سليمان) -وهو القارئ- متروك.

(2)

كذا قال! وتبعه الهيثمي (10/ 203) والجهلة المقلدة، وفي إسناده ضعف واضطراب، وبيانه في "الضعيفة"(4979).

ص: 352

9 -

(الترغيبُ في الخوفِ وفضلِه)

.

1964 -

(1)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عمرَ رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"كانَ الكِفْلُ مِنْ بني إسْرائيل لا يتَورَّعُ مِنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ، فأَتَتْهُ امْرأَةٌ فأَعْطاها ستِّينَ دِيناراً على أنْ يَطأَها، فلمَّا أَرادَها على نَفْسِها ارْتَعَدتْ وبَكَتْ، فقالَ: ما يُبْكيكِ؟ قالتْ: لأنَّ هذا عَمَلٌ ما عَمِلْتُه، وما حَمَلني عليه إلا الحاجَةُ. فقال: تَفْعَلين أنْتِ هذا مِنْ مخافَةِ الله! فأنا أَحْرى، اذْهَبي فلَكِ ما أعْطَيْتُك، ووالله ما أَعْصيهِ بَعْدَها أبَداً، فماتَ مِنْ لَيْلَتِه، فأصْبَح مَكْتوباً على بابِه: إنَّ الله قَدْ غَفَرَ لِلْكِفْلِ. فعَجِبَ الناسُ مِنْ ذلكَ".

رواه الترمذي وحسنه، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد". [مضى 1 - باب].

1965 -

(2)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"يقولُ الله عز وجل: أخرجوا مِنَ النارِ مَنْ ذَكَرني يوْماً، أو خافَني في مَقامٍ".

رواه الترمذي والبيهقي، وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب"

(1)

.

1966 -

(3)[ضعيف] وعن سهلِ بْنِ سعدٍ رضي الله عنه:

أن فتىً مِنَ الأَنْصارِ دخَلَتْهُ خشيةُ الله، فكانَ يَبْكي عند ذِكْرِ النارِ حتى

(1)

قلت: هو حسن كما قال لولا عنعنة (المبارك بن فضالة)، فإنه مدلس. وهو مخرج عندي في مواضع منها "ظلال الجنة"(2/ 400 - 401).

ص: 353

حَبَسهُ ذلك في البيْتِ، فذُكِرَ ذلك لِرَسولِ الله صلى الله عليه وسلم فجاءَهُ في البيتِ، فلمّا دخلَ عليه اعْتَنَقهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وخَرَّ مَيِّتاً، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"جَهِّزوا صاحِبَكُمْ؛ فإِنَّ الفَرَقَ فَلَذَ كَبِدَه".

رواه الحاكم والبيهقي من طريقه وغيره. وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

1967 -

(4)[ضعيف جداً] ورواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الخائفين"، والأصبهاني من حديث حذيفة

(2)

.

وتقدم حديث ابن عباس في "البكاء" قريباً من معناه، وحديث أنس أيضاً [مضيا هنا /7].

(الفَرَق) بفتح الفاء والراء: هو الخوف.

و (فَلَذ كبده) بفتح الفاء واللام وبالذال المعجمة؛ أي: قطع كبده.

1968 -

(5)[منكر] وعن أبي كاهِلٍ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أبا كاهِلٍ! ألا أُخْبِرُك بقَضَاءٍ قَضاهُ الله على نَفْسِه؟ ".

قلتُ: بلى يا رسولَ الله. قال:

"أحْيا الله قلْبكَ، ولا يُمِتْهُ يومَ يموتُ بَدَنُكَ، اعلَمْ يا أبا كاهِلٍ! أنَّه لَمْ يغضَبْ ربُّ العِزَّةِ على مَنْ كانَ في قَلْبِهِ مخافَةٌ، ولا تَأْكُلُ النارُ منه هُدْبةً.

(1)

قلت: رده الذهبي بجهالة بعض رواته، وقال:"والخبر شبه موضوع". وهو مخرج في "الضعيفة"(5300). وأما قول المعلق على "ترغيب الأصبهاني"(1/ 227): أن الذهبي وافق الحاكم على تصحيحه؛ فمن الأوهام التي لم يقع فيها المعلقون الثلاثة!!

(2)

قلت: الأصبهاني أخرجه (1/ 227/ 484) من طريق ابن أبي الدنيا، وهو مخرج هناك.

ص: 354

اعلَمْ يا أبا كاهِلٍ! أنَّه مَنْ ستَر عوْرَتَهُ حياءً مِنَ الله سِرّاً وعلانِيَةً؛ كانَ حقّاً على الله أنْ يَسْتُرَ عوْرَتَه يومَ القِيامَة.

اعلَمْ يا أبا كاهِلٍ! أنَّه مَنْ دخَل حلاوةُ الصلاةِ قلْبَه حتَّى يُتِمَّ ركوعَها وسُجودَها؛ كانَ حقّاً على الله أنْ يُرْضِيَهُ يومَ القِيامَة.

اعْلَمنَّ يا أبا كاهِلٍ! أنَّه مَنْ صلَّى أرْبعينَ يوماً وأربعين ليلةً في جماعةٍ يُدْرِكُ التكبيرَةَ الأولى؛ كان حقّاً على الله أنْ يكتُبَ له براءَةً مِنَ النار

(1)

.

اعْلَمنَّ يا أبا كاهِلٍ! أنَّه مَنْ صامَ مِنْ كلِّ شهْرٍ ثلاثَةَ أيَّامٍ مَعَ شَهْرِ رمضانَ؛ كانَ حقّاً على الله أنْ يَرْوَيهُ يومَ العَطَشِ الأكْبَرِ.

اعْلَمَنَّ يا أبا كاهِلٍ! أنَّه مَنْ كَفَّ أذاهُ عنِ الناسِ؛ كان حقّاً على الله أن يكُفَّ عنه عذابَ القبرِ.

اعْلَمَنَّ يا أبا كاهِلٍ! أنَّه مَنْ بَرَّ والدَيْه حيّاً ومَيِّتاً؛ كانَ حقّاً على الله أنْ يُرضِيَه يومَ القيامَةِ".

قلت: كيف يَبَّرُ والِدَيْه إذا كانا ميِّتَيْنِ؟ قال:

"برُّهُما أن يَسْتَغْفِرَ لهما، ولا يَسُبَّهُما، ولا يَسُبَّ؛ والِدَيْ أحَدٍ فَيَسُبَّ والِدَيْهِ

(2)

.

اعْلَمَنَّ يا أبا كاهِلٍ! أنَّه مَنْ أدَّى زكاةَ مالِهِ عند حلُولها؛ كان حقّاً على الله أنْ يجْعلَهُ مِنْ رفُقَاءِ الأنْبياءِ.

اعْلَمنَّ يا أبا كاهِلٍ! أنَّه مَنْ قَلَّتْ عنده حَسَناتُه، وعظُمَتْ عندَه سَيئاتُه؛ كان حقّاً على الله أنْ يُثْقِلَ ميزانَهُ يومَ القِيامَةِ.

(1)

هذه الفقرة لها شاهد من حديث أنس، مضى في "الصحيح"(5 - الصلاة /16).

(2)

جملة السب لها شاهد من حديث ابن عمرو، تقدم في "الصحيح" أيضاً (22 - البر /2).

ص: 355

اعْلَمنَّ يا أبا كاهِلٍ! أنَّه مَنْ يَسْعَى على امْرأَتِه ووَلدِهِ وما مَلَكَتْ يَمينُه، يقيمُ فيهِمْ أَمْرَ الله، ويُطْعِمُهم مِنْ حلالٍ؛ كان حقّاً على الله أنْ يجعَلَهُ مع الشُّهداءِ في دَرَجاتِهم.

اعْلَمنَّ يا أبا كاهِلٍ! أنَّه مَنْ صلى عليَّ كلَّ يومٍ ثلاثَ مراتٍ، [وكل ليلة ثلاث مرات] حبّاً لي وشوقاً لي؛ كان حقاً على الله أن يغفر له [ذنوبه تلك الليلة وذلك اليوم.

اعلمنَّ يا أبا كاهلٍ! أنه من شهد أن لا إله إلا الله وحده مستعيناً به]

(1)

؛ كان حقّا على الله أن يغفر له بكل مرة ذنوب حول"

(2)

.

رواه الطبراني، وهو بجملته منكر، وتقدم في مواضع من هذا الكتاب ما يشهد لبعضه. والله أعلم بحاله.

1969 -

(6)[ضعيف] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لوْ تَعْلَمَونَ ما أعْلَمُ؛ لَبَكَيْتُم كثيراً، ولَضَحِكْتُم قَليلاً، ولَخَرجْتُم إلى الصُّعُداتِ تَجْأَرونَ إلى الله، لا تدْرُونَ تَنْجونَ أولا تَنْجُونَ".

رواه الحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(3)

.

(تجأرون) بفتح المثناة فوق وإسكان الجيم بعدهما همزة مفتوحة؛ أي: تضجُّون وتستغيثون.

(1)

زيادة من "الطبراني" و"العجالة"، وانظر التعليق على الحديث فيما تقدم (15 - الدعاء /7).

(2)

هو مخرج في "الصحيحة" تحت الحديث (2652).

(3)

قلت: وهو خطأ كما بينته في "الضعيفة"(4354)، وأما الجهلة فقالوا:"حسن"! لكن الحديث صحيح لغيره دون آخره: "لا تدرون. . ."؛ كما أوضحته ثمة، وفي "الصحيح" هنا شاهد له عن أبي ذر.

ص: 356

1970 -

(7)[ضعيف] ورُوِي عنِ العبَّاسِ بْنِ عبدِ المطَّلبِ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا اقْشَعَرَّ جِلدُ العبدِ مِنْ خشْيةِ الله؛ تَحاتَّتْ عنهُ ذنوبُه كما يَتَحاتُّ عَنِ الشجرةِ اليابِسَة وَرَقُها".

رواه أبو الشيخ في "كتاب الثواب"، والبيهقي. [مضى هنا /7].

وفي رواية للبيهقي قال:

كنّا جُلوساً معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشجَرةِ، فهاجَتِ الريحُ، فَوقَع ما كانَ فيها مِنْ ورَق نَخِرٍ، وبَقِيَ ما كانَ مِنْ وَرَقٍ أخْضَر، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مَثَلُ هذه الشجَرِة؟ ".

فقال القوم: الله ورسولُه أعْلَمُ. فقال:

"مَثَلُ المؤمِنِ إذا اقْشَعَرَّ مِنْ خَشْيَةِ الله عز وجل؛ وقَعَتْ عنهُ ذنوبُه، وبَقِيَتْ له حسَنَاتُه".

1971 -

(8)[ضعيف] وعَنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:

لمَّا أنْزَلَ الله عز وجل على نبيِّه صلى الله عليه وسلم هذِه الآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} ، تلاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ على أصْحابِه، فَخَرَّ فتىً مَغْشِيّاً علَيْهِ، فَوضَع النبيُّ صلى الله عليه وسلم يده على فُؤادِه، فإذا هو يَتَحرَّك. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا فَتى! قلْ: لا إله إلا الله". فقالها، فَبَشَّرَهُ بالجَنَّةِ. فقال أصْحابُه:

يا رسولَ الله! أمِنْ بَيْنِنا؟ قال:

"أَوَ ما سمِعْتُمْ قولَه تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ}؟! ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد". كذا قال. [مضى هناك].

ص: 357

1972 -

(9)[منكر] ورُوي عن واثِلَة بْنِ الأسقَع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ خافَ الله عز وجل؛ خَوَّفَ الله منه كلَّ شْيءٍ، ومَنْ لَمْ يَخفِ الله؛ خَوَّفَه الله مِنْ كلّ شَيْءٍ".

رواه أبو الشيخ في "كتاب الثواب"، ورفعه منكر

(1)

.

(1)

قلت: وهو مخرج في "الضعيفة"(485).

ص: 358

10 -

(الترغيب في الرجاءِ وحسنِ الظنِ بالله عز وجل سيَّما عندَ الموْتِ)

.

1973 -

(1)[ضعيف] وعن معاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنْ شِئتُم أنْبَأْتُكُم ما أوَّلُ ما يقولُ الله عز وجل لِلْمؤمِنينَ يومَ القِيامَة؟

وما أوَّلُ ما يقولونَ له؟ ".

قلنا: نعم يا رسولَ الله! قال:

"إنَّ الله عز وجل يقولُ للمؤْمنينَ: هلْ أحْبَبْتُم لِقائي؟ فيقولونَ: نَعَمْ يا ربَّنا. فيقولُ: لِمَ؟ فيقولون: رجَوْنا عَفْوَك ومَغْفِرَتَك، فيقولُ: قَدْ وَجَبَتْ لكم مغْفِرَتي".

رواه أحمد من رواية عبيد الله بن زحر.

1974 -

(2)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"حسنُ الظنِّ مِنْ حُسْنِ العِبادَةِ".

رواه أبو داود، وابن حبان في "صحيحه" واللفظ لهما، والترمذي والحاكم ولفظهما قال:

"إنَّ حُسْنَ الظَنِّ باللهِ مِنْ حُسْنِ عِبادَةِ الله"

(1)

.

1975 -

(3)[ضعيف موقوف] وعن عبدِ الله بنْ مسعودٍ قال:

والَّذي لا إله غيرُهُ! لا يُحْسِنُ عبدٌ بالله الظنَّ؛ إلا أعطاهُ ظَنَّه، وذلك بأنَّ الخيرَ في يَده.

(1)

قلت: فيه عند الجميع (سمير -ويقال شُتَير- بن نهار)، وهو نكرة، لم يرو عنه غير محمد بن واسع كما في "الميزان"، وأما الجهلة فقالوا:"حسن بشواهده"! وكذبوا! وهو مخرج في "الضعيفة"(3150).

ص: 359

رواه الطبراني موقوفاً، ورواته رواة "الصحيح"؛ إلا أنَّ الأعمش لم يدرك ابن مسعود.

1976 -

(4)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أمَر الله عز وجل بعبدٍ إلى النارِ، فلمَّا وقفَ على شَفَتِها الْتَفَتَ فقال: أما والله يا ربِّ! إنْ كان ظنِّي بك لَحَسَنٌ، فقال الله عز وجل: رُدُّوه، أنا عندَ حُسْنِ ظنِّ عبدي بي".

رواه البيهقي عن رجلٍ من ولَدِ عبادة بن الصامت -لم يسمّه- عن أبي هريرة

(1)

.

(1)

قلت: وهو في "الضعيفة"(6150).

ص: 360

25 -

‌ كتاب الجنائز وما يتَقدَّمُها

.

1 -

(الترغيبُ في سؤالِ العفوِ والعافيَةِ)

.

1977 -

(1)[ضعيف] عن أنسٍ رضي الله عنه:

أن رجُلاً جاءَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله! أيُّ الدعاءِ أفضلُ؟ قال:

"سلْ ربَّك العافِيَةَ، والمعافاةَ في الدنيا والآخِرَةِ".

ثمَّ أتاه في اليوم الثاني فقال: يا رسولَ الله! أيُّ الدعاءِ أفْضَلُ؟ فقال له مِثْلَ ذلك.

ثُمَّ أتاه في اليوم الثالثِ؛ فقال له مثْلَ ذلك. قال:

"فإذا أُعْطِيتَ العافِيةَ في الدنيا وأُعْطيتَها في الآخِرَةِ؛ فَقَدْ أَفْلَحْتَ".

رواه الترمذي واللفظ له، وابن أبي الدنيا؛ كلاهما من حديث سلمة بن وردان عن أنس، وقال الترمذي:

"حديث حسن [غريب] "

(1)

.

1978 -

(2)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"الدعاءُ لا يُرَدَّ بينَ الأذانِ والإِقامَةِ".

(1)

قلت: سلمة ضعيف، لكن الجملة الأولى في سؤال العافية والمعافاة لها شاهد من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه بسند صحيح، مخرج في "الروض"(917) وغيره، وانظر "المشكاة" (2489). وأما الجهلة فقالوا:"حسن بشواهده"! ومن تمام جهلهم أنهم قالوا عن الترمذي:

"وقال: حسن غريب، وفي "إسناده سلمة بن وردان، ضعيف"، فلم يميزوا قولهم عن قول الترمذي بطريقة أو بأخرى!!

ص: 361

قالوا: فماذا نقولُ يا رسولَ الله؟ قال:

"سلوا الله العافِيَة، في الدنيا والآخِرَةِ"

(1)

.

رواه الترمذي وقال: "حديث حسن". [مضى 5 - الصلاة /3].

1979 -

(3)[ضعيف] وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ما سُئلَ اللهُ شيئاً أحبَّ إليه مِنَ العافِيةِ".

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب".

ورواه ابن أبي الدنيا، والحاكم في حديث وقال:

"صحيح الإسناد"!

(قال الحافظ):

"رووه كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيْكي -وهو ذاهب الحديث- عن موسى بن عقبة عن نافع عنه".

2 -

(الترغيبُ في كلماتٍ يقولُهُنَّ مَنْ رأى مُبْتَلىً)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

(1)

قلت: جملة الدعاء قد صحت من طريق آخر، ولذلك كنت ذكرتها هناك في "الصحيح"، وكذلك صحت جملة (العافية) في حديث أبي بكر المشار إليه آنفاً. وإنما أوردت الحديث هنا من أجل سؤالهم، فتنبه!

ص: 362

3 -

(الترغيب في الصبرِ سيّما لمنِ ابْتُلِيَ في نفسه أو مالِه، وفضل النبلاء والمرض والحمَّى، وما جاء فيمَنْ فَقَد بصَرَه)

.

1980 -

(1)[موضوع] وعن أنسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"أربعٌ لا يُصَبْنَ إلا بعَجَبٍ: الصبرُ؛ وهو أوَّلُ العِبادَةِ، والتواضُعُ، وذِكْرُ الله، وقِلَّةُ الشيءِ".

رواه الطبراني والحاكم؛ كلاهما من رواية العوام بن جويرية، وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد". وتقدم في "الصمت"[23 - الأدب /20].

1981 -

(2)[ضعيف جداً] وروى الترمذي عن أبي ذرٍّ الغفَاريِّ

(1)

رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"الزَّهادة في الدنيا ليستْ بتَحْريمِ الحَلالِ، ولا إضاعَة المالِ، ولكنِ الزهادَةُ في الدنيا؛ ألا تكونَ بما في يدكِ أوْثَقَ مِنْكَ بما في يدِ الله، وأنْ تكونَ في ثوابِ المُصيبَةِ إذا أنْتَ أُصِبْتَ بِها؛ أَرْغَبَ فيها لوْ أنَّها أُبقِيَتْ لكَ".

قال الترمذي: "حديث غريب".

1982 -

(3)[؟] وعن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"الصبرُ مُعَوَّلُ المسْلِمِ".

ذكره رزين العبدري، ولم أره.

1983 -

(4)[ضعيف] وعن أبي الدرداءِ رضي الله عنه قال: سمِعْتُ أبا القاسِمِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(1)

الأصل: (أنس)، وهو خطأ نبه عليه الناجي رحمه الله تعالى (215/ 1)، ولم يتنبه له الجهلة رغم كونهم عزوه للترمذي بالرقم كعادتهم، وهو مبلغ تحقيقهم!!

ص: 363

"إنَّ الله عز وجل قال: يا عيسى! إنِّي باعِثٌ مِنْ بعْدِك أُمَّةً إنْ أصابَهُم ما يُحِبُّون؛ حَمِدوا الله، وإنْ أصابَهُم ما يكْرَهونَ؛ احْتَسَبوا وصَبَروا، ولا حِلْمَ ولا عِلْمَ، فقال: يا ربِّ! كيفَ يكون هذا؟ قال: أُعْطِيهمْ مِنْ حِلْمي وعِلْمي".

رواه الحاكم وقال:

"صحيح على شرط البخاري"

(1)

.

1984 -

(5)[ضعيف جداً] وروي عن سَخْبرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أُعْطِيَ فَشكَر، وابتُلِي فصَبرَ، وظَلَم فاسْتَغْفَر، وظُلِم فَغَفر".

ثمَّ سكَت. فقالوا: يا رسول الله ما له؟ قال:

" {أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} ".

رواه الطبراني.

(سَخْبرة) بفتح السين المهملة وإسكان الخاء المعجمة بعدهما باء موحدة، يقال: إن له صحبة. والله أعلم.

1985 -

(6)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما عنِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"يُؤْتَى بالشهيدِ يومَ القِيامَةِ فيوقَفُ لِلْحِسابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بالمتَصَدِّقِ فَيُنْصَبُ لِلْحِسابِ، ثُمَّ يُؤتَى بأهْلِ البَلاءِ فلا يُنْصَبُ لهمْ ميزانٌ، ولا يُنْصَبُ لهم ديوانٌ، فَيُصَبُّ عليهم الأَجْرُ صَبّاً، حتَّى إنَّ أهْلَ العافِيَةِ لَيَتَمنَّوْنَ في الموقِفِ؛ أنَّ أجسَادَهُم قُرِضَتْ بالمقاريضِ مِنْ حُسنِ ثَوابِ الله".

(1)

كذا قال! وفيه (أبو حلبس يزيد بن ميسرة)، وليس من رجال البخاري، ولم يوثقه غير ابن حبان، وهو مجهول الحال كما في "الضعيفة"(4991).

ص: 364

رواه الطبراني في "الكبير" من رواية مُجّاعة بن الزبير، وقد وُثِّق

(1)

.

1986 -

(7)[ضعيف] ورُويَ عن أنسٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا أحبَّ الله عبداً أوْ أرادَ أن يصافِيَه؛ صَبَّ عليه البلاءَ صبّاً، وثَجَّهُ عليه ثَجّاً، فإذا دعا العبدُ قال: يا ربَّاه! قال الله: لبَّيْكَ عبدي، لا تَسْأَلْني شَيْئاً إلاَّ أعْطَيْتُك، إمَّا أَنْ أُعَجِّلَهُ لك، وإمَّا أَنْ أدَّخِرَهُ لك".

رواه ابن أبي الدنيا.

1987 -

(8)[ضعيف] ورُوِيَ عن بُريْدَةَ الأسْلَمِيِّ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:

"ما أصابَ رجُلاً مِنَ المسلميِنَ نَكْبَةٌ فما فوْقَها -حتى ذكَر الشوْكةَ- إلا لإحْدى خَصْلَتَيْنِ: إمّا لِيَغْفِرَ الله له مِنَ الذنوبِ ذَنْباً لمْ يَكُنْ لِيَغْفِرَهُ له إلا بِمِثْلِ ذلك، أوْ يَبْلُغَ به مِنَ الكَرَامةِ كَرامةً لم يَكُنْ ليَبْلُغَها إلا بِمِثْلِ ذلك".

رواه ابن أبي الدنيا.

1988 -

(9)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عنْ أبي أُمامَةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الله عز وجل لَيقولُ لِلْملائكَةِ: انْطلقوا إلى عَبْدي فصُبَّوا عليه البلاءَ صبّاً، فيَحْمَدُ الله، فَيْرجِعونَ فيقولون: يا ربَّنا! صَبَبْنا عليه البلاءَ صبّاً كما أمَرْتَنا، فيقولُ: ارْجعوا فإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَ صوْتَه".

رواه الطبراني في "الكبير".

(1)

قلت: كأنه يشير إلى تليين توثيقه، ولم يوثقه غير ابن حبان (7/ 517)، وقال أحمد:"لم يكن به بأس في نفسه". وضعفه الدارقطني. وقال ابن خداش: "ليس مما يعتبر به". وللجملة الأخيرة منه شاهد من حديث جابر، وهو في "الصحيح" هنا.

ص: 365

1989 -

(10)[ضعيف جداً] وروى فيه أيضاً عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الله لَيُجَرِّبُ أحَدَكُم بالبلاءِ، كما يجرِّب أحدكم ذَهَبهُ بالنارِ، فمنْهُ ما يخْرُج كالذَّهَبِ الإبْريزِ؛ فذاك الذي حمَاهُ الله مِنَ الشُّبهَاتِ، ومنه ما يَخْرُج دونَ ذلكَ؛ فذلِكَ الَّذي يَشُكُّ بَعْضَ الشكِّ، ومنه ما يخرجُ كالذَّهَبِ الأَسْوَدِ؛ فذاك الذي افْتُتِنَ".

1990 -

(11)[ضعيف] ورُويَ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"المصيبَةُ تُبَيِّضُ وجْهَ صاحِبِها يوم تَسْوَدُّ الوُجوهُ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

1991 -

(12)[موضوع] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أُصيبَ بمُصيبَةٍ بِمالِه أو في نفْسِه فكَتَمها ولَمْ يَشْكُها إلى الناسِ؛ كان حقّاً على الله أنْ يغْفِرَ له".

رواه الطبراني، ولا بأس بإسناده

(1)

.

1992 -

(13)[ضعيف] ورُوِيَ عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال:

أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شجرةً فهزَّها حتى تَسَاقط ورَقُها ما شاء الله أنْ يتَساقطَ. ثمَّ قال:

"لَلْمُصيباتُ والأوْجاعُ أسْرَعُ في ذنوبِ ابْنِ آدمَ مِنِّي في هذه الشَّجرةً".

رواه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى.

(1)

كذا قال، وفيه هشام بن خالد عن بقية، وهي نسخة موضوعة كما قال ابن حبان، وقال أبو حاتم:"حديث موضوع لا أصل له". وأقره الذهبي. ومع هذا كله حسنه الجهلة الثلاثة (4/ 180).

ص: 366

1993 -

(14)[ضعيف جداً] ورُوي عن بشيرِ بْنِ عبد الله بن أبي أيّوبٍ الأنْصاريِّ عن أبيه عن جدِّه قال:

عادَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجُلاً مِنَ الأنْصارِ، فأكَبَّ عليه فسأَلَهُ؟ فقال: يا نبيَّ الله ما غَمَضْتُ منذُ سبعٍ، ولا أحدٌ يَحضُرني، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أيْ أُخَيَّ! أصْبِرْ، أيْ أخَيَّ! اصْبِرْ؛ تَخْرُجْ مِنْ ذنوبِك كما دخلْتَ فيها".

قال: وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ساعاتُ الأمْراضِ يُذهبْنَ ساعاتِ الخطَايا".

رواه ابن أبي الدنيا.

1994 -

(15)[ضعيف] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا كثُرَتْ ذنوبُ العبْدِ ولمْ يكنْ له ما يُكَفِّرُها؛ ابْتَلاهُ الله بالحزْنِ لِيُكَفِّرَها عنه".

رواه أحمد ورواته ثقات؛ إلا ليث بن أبي سُلَيم.

1995 -

(16)[ضعيف] وعن معاذِ بْنِ عبد الله بن خُبيبٍ [عن أبيه] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه قال لأَصْحابِه:

"أتُحِبُّون أنْ لا تمرَضوا؟ ".

قالوا: والله إنّا لَنُحِبُّ العافِيَةَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"وما خيرُ أحدِكُمْ أنْ لا يذْكرَهُ الله".

رواه ابن أبي الدنيا، وفي إسناده إسحاق بن محمد الفَرْوي

(1)

.

(1)

قلت: هو مع كونه من شيوخ البخاري عيب عليه إخراج حديثه، لأنه كان قد كفَّ، فساء حفظه.

ص: 367

1996 -

(17)[ضعيف] وعن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ما ضَرَب على مؤمنٍ عِرقٌ قَطٌّ؛ إلا حطَّ الله به عنه خطيئةً، وكتبَ له حسنةً، ورَفعَ لهُ درجةً".

رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن، واللفظ له، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

1997 -

(18)[ضعيف] ورُوِيَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِنْ عبدٍ يمرضُ مَرضاً؛ إلا أمرَ الله حافظهِ أنْ: ما عمِلَ مِنْ سيِّئةٍ فلا يكْتُبْها، وما عمِلَ مِنْ حسنَةٍ يكتُبْها عشرَ حسَناتٍ، وأنْ يكتبَ له مِنَ العمَلِ الصالحِ كما كان يعمَلُ وهو صحيحٌ، وإنْ لَمْ يعْمَلْ".

رواه أبو يعلى وابن أبي الدنيا.

1998 -

(19)[ضعيف] ورُويَ عن ابْنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"عَجَبٌ لِلْمؤمِنِ وجَزَعِهِ مِنَ السَّقَمِ! ولوْ كان يَعلَمُ ما لَه مِنَ السَّقَمِ؛ أحَبَّ أنْ يكونَ سقيماً الدهرَ".

ثُمَّ إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رفَعَ رأسَهُ إلى السماءِ فضَحِكَ. فقيلَ: يا رسول الله! مِمَّ رفعْتَ رأسَك إلى السماءِ فضحِكْتَ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"عجِبْتُ مِنْ مَلَكيْن كانا يلْتَمِسانِ عبْداً في مُصلَّى كان يُصَلِّي فيه، فَلَمْ يَجِداهُ، فرَجعا فقالا: يا ربَّنا! عبدُك فلانُ كنّا نكْتُب له في يومِه وليْلَتِه عمَلَهُ

(1)

قلت: في إسنادهم اضطراب؛ كما قال أبو حاتم، وفي راويه لين؛ كما قال الحافظ والبيان في "الضعيفة"(4456).

ص: 368

الذي كان يعْمَلُ، فوجدْناه حبَسْتَهُ في حِبالِك. قال الله تبارك وتعالى: اكْتُبوا لِعَبْدي عملَه الذي كان يعْمَلُ في يومِه وليلَتِه، ولا تُنْقِصوا منه شيئاً، وعليَّ أجْرُه ما حَبسْتُه، وله أجْرُ ما كان يعْمَلُ".

رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني في "الأوسط"، والبزار باختصار.

1999 -

(20)[ضعيف] وعن عامر الرام

(1)

أخي الخَضِر

(2)

رضي الله عنه -قال أبو داود:

قال النُّفَيْلِيُّ: هو الخُضْرُ، ولكن كذا قال- قال:

إنِّي لَببلادِنا إذْ رُفِعَتْ لنا راياتٌ وألْوَيةٌ، فقلْتُ: ما هذا؟ قالوا: هذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأتَيْتُه وهو تحتَ شَجرة قد بُسِطَ له كِسَاءٌ وهو جالِسٌ عليه، وقد اجْتَمع إليه أصحابُه، فجلَستُ إليه، فذكرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الأسْقامَ فقال:

"إنَّ المؤمن إذا أصابَهُ السقَمُ ثُمَّ أعْفاهُ الله منه؛ كان كَفَّارةً لما مَضَى مِنْ ذُنوِبه، وموعِظَةً له فيما يَسْتَقْبِلُ، وإنَّ المنافِقَ إذا مَرِضَ ثُمَّ أُعْفِيَ؛ كان كالبَعيرِ عَقَلَهُ أهلُه ثُمَّ أرْسَلوهُ، فلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوهُ؟ ولَمْ يَدْرِ لِمَ أرْسَلوه؟ ".

فقال رجُلٌ مِمَّنْ حولَهَ: يا رسولَ الله! وما الأسْقامُ؟ والله ما مِرضْتُ قَطُّ! قال:

"قُمْ عنَّا فلَسْتَ مِنَّا" الحديث.

رواه أبو داود، وفي إسناده راوٍ لمْ يُسَمَّ.

2000 -

(21)[ضعيف] وعن أُميَّةَ

(3)

:

(1)

بحذف الياء. قال المصنف في مختصره للسنن: "ويقال له: الرامي".

قلت: ونحوه عمرو بن العاص، وابن الهاد وابن أبي الموال وشبهها من الأسماء المنقوصة، تقال بحذف الياء وإثباتها، والحذف لغة قرئ بها في السبعة:(الكبير المتعال) وشبهه. قاله الناجي (216/ 1).

(2)

يعني أنه بفتح الخاء وكسر الضاد. وقال النُّفيلي: "إنما هو الخُضْر، بضم الخاء وإسكان الضاد". وهو الصواب، وهم حيُّ من محارب بن خصفة. كما في "العجالة".

(3)

الأصل: (أميمة)، والتصحيح من كتب الرجال، ويقال لها: أمينة. وهكذا رواه أحمد (6/ 218)، والترمذي أخر تفسير {البقرة} رقم (2994) من الوجه المذكور، وقال:"حسن غريب"، وعنده (أمية)، وهي مجهولة الحال، وابن زيد هو ابن جدعان؛ ضعيف.

ص: 369

أنَّها سألَتْ عائشةَ عن هذه الآية: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} الآية، و {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}؟ فقالَتْ عائِشةُ: ما سَألَني أَحَدٌ منذ سألْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"يا عائشة! هذه معاتَبَةُ الله العبدَ بِما يُصيبُه مِنَ الحُمَّى والنَّكْبَةِ والشوكَةِ؛ حتَّى البضاعَة يضَعُها في كُمِّهِ فيفْقِدَها، فَيَفْزَعُ لها، فيجِدُها في ضِبْنِهِ، حتَّى إنَّ المؤمِنَ ليخرجُ مِنْ ذنوبهِ؛ كما يخُرج الذهبُ الأحمرُ من الكيرِ".

رواه ابن أبي الدنيا من رواية علي بن زيد عنه.

(الضِّبْن) بضاد معجمة مكسورة ثم باء موحدة ساكنة ثم نون: هو ما بين الإبط والكشح، وقد أضبنت الشيء: إذا جعلته في ضبنك فأمسكتَه.

2001 -

(22)[ضعيف] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنَّ الصُّداعَ والمَليلَةَ لا تزالُ بالمؤمِنِ وإنَّ ذنبَهُ مثلُ أُحُدٍ؛ فما تَدَعُهُ وعليهِ مِنْ ذلك مثْقالُ حبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ".

وفي رواية:

"ما يَزالُ المرءُ المسْلِمُ به المليلَةُ والصُّداعُ وإنَّ عليه مِنَ الخَطايا لأَعْظَمَ مِنْ أُحُدٍ؛ حتَّى تتْركَه وما عليه مِنَ الخْطَايا مِثْقَالُ حبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ".

رواه أحمد واللفظ له، وابن أبي الدنيا والطبراني، وفيه ابن لهيعة وسهل بن معاذ.

(المليلة) بفتح الميم بعدها لام مكسورة: هي الحمى تكون في العظم.

2002 -

(23)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تزالُ المليلَةُ والصُّداعُ بالعبدِ والأَمَةِ وإنَّ عليهِما مِنَ الخطَايا مثلَ

ص: 370

أُحُدٍ؛ فَما تَدَعُهُما وعليهِما مِثْقالُ خَرْدَلَةٍ".

رواه أبو يعلى، ورواته ثقات

(1)

.

2003 -

(24)[ضعيف] وعن عبدِ الله بْنِ عُمرَ رضي الله عنهما؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ صُدع رأسُه في سبيلِ الله فاحْتَسَبَ؛ غُفِرَ له ما كان قَبْلَ ذلكِ منْ ذنبٍ".

رواه الطبراني والبزار بإسناد حسن

(2)

.

2004 -

(25)[؟] وعن أنسٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الربَّ سبحانه وتعالى يقول: وعِزَّتي وجَلالي لا أُخْرِجُ أَحَداً مِنَ الدنيا أريدُ أغْفِرُ له؛ حتَّى أَسْتَوْفِيَ كُلَّ خطيئةٍ في عنُقهِ بِسَقَمٍ في بَدنِه، وإقْتارٍ في رزْقِهِ".

ذكره رزين، ولم أره.

2005 -

(26)[مرسل ضعيف] وعن يحيى بنِ سعيدٍ:

أنَّ رجُلاً جاءَهُ الموتُ في زَمَنِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال رجُلٌ: هنيئاً له ماتَ ولَمْ يُبتلَ بمَرضٍ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"وْيحَكَ! [و] ما يُدْريكَ لَوْ أَنَّ الله ابْتَلاه بِمَرضٍ يُكَفِّرُ [به] عنه مِنْ سيِّئاتِه؟! ".

(1)

وكذا قال الهيثمي! وهو من تساهلهما، فإنه يرويه (6150) عن شيخه (سويد بن سعيد) ضعفه البخاري وغيره. وهو مخرج في "الضعيفة" تحت حديث أبي الدرداء الذي قبله (2433).

(2)

كذا قال، وتبعه الهيثمي، وهو من تساهلهما، وقلدهما الثلاثة! وفيه الإفريقي. وهو مخرج في "الضعيفة"(4615).

ص: 371

رواه مالك عنه مرسلاً.

2006 -

(27)[مرسل منكر] وعن الحسنِ رفعه قال:

"إنَّ الله لَيُكَفِّرُ عنِ المؤْمِنِ خطاياهُ كلَّها بحُمَّى لَيْلَةٍ".

رواه ابن أبي الدنيا من رواية ابن المبارك عن عمر بن المغيرة الصنعاني عن حوشب عنه وقال: "قال ابن المبارك: هذا من جيد الحديث"

(1)

.

2007 -

(28)[ضعيف] وعن أبي هريرة عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ وُعِكَ ليلةً فَصَبَر ورَضِيَ بِها عنِ الله عز وجل؛ خرجَ مِنْ ذُنوبه كيومِ ولدَتْهُ أمُّهُ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب المرض

(2)

" وغيره.

‌فصل

2008 -

(29)[منكر] وعن عائشة بنتِ قُدامَةَ قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"عزيزٌ على الله أنْ يأخُذَ كريمَتَيْ مؤْمِنٍ؛ ثُمَّ يدخِلُهُ النارَ. -قال يونس:

يعني عَيْنَيْهِ-".

رواه أحمد والطبراني من رواية عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي

(3)

.

2009 -

(30)[ضعيف] وعن زيدِ بْنِ أرْقَمَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما ابْتُلِيَ عبدٌ بعدَ ذَهابِ دِينِه بأشَدَّ مِنْ ذَهابِ بَصَرِه، ومَنِ ابْتُليَ بِبَصَرِه

(1)

قلت: في الطريق إليه (أبو يعقوب التميمي) شيخ ابن أبي الدنيا، ولم أعرفه. وعمر بن المغيرة الصنعاني مجهول؛ كما قال البخاري وغيره، وهو مخرج في "الضعيفة"(6144).

(2)

الأصل: (الرضا)! وهو في "المرض والكفارات"(63/ 83)، وفيه عنعنة الحسن البصري، و (زافر بن سليمان)، وهو مخرج في "الضعيفة"(6697).

(3)

قلت: قال أبو حاتم: "روى عن أبيه أحاديث منكرة". وأما الجهلة فحسنوه بشواهده!

ص: 372

فصَبَر حتَّى يلْقى الله؛ لَقِيَ الله تبارك وتعالى ولا حِسَابَ عليهِ".

رواه البزار من رواية جابر الجعفي (1).

2010 -

(31)[ضعيف] وعَنْ بُرَيْدَة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لَنْ يُبْتَلى عبدٌ بشَيْءٍ أشَدَّ عليه مِنَ الشرْكِ بالله، ولَنْ يُبْتَلى عبدٌ بشَيْءٍ بعدَ الشرْكِ باللهِ أشدَّ عليه مِنْ ذَهابِ بَصَرِه، ولَنْ يُبْتَلى عبدٌ بِذَهابِ بَصَرِه فيَصْبِر؛ إلا غَفَر الله لَهُ".

رواه البزار من رواية جابر أيضاً (2).

2011 -

(32)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عَن ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أَذْهَبَ الله بَصَرهُ فصبَرَ واحْتَسَب؛ كان حقّاً على الله واجِباً أنْ لا تَرى عيناهُ النارَ".

رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"

(3)

.

2012 -

(33)[منكر] ورُوِيَ عنْ أنَسٍ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عن جِبريلَ عليه السلام عنْ ربِّه تبارك وتعالى قال:

"إنَّ الله قال: يا جبريلُ! ما ثوابُ عبدي إذا أخَذْتُ كريمَتَيْهِ إلا النظر إلى وجْهي، والجوارَ في داري".

قال أنَسٌ: فلقد رأيتُ أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم يبْكون حوله، يريدون أنْ تَذْهَبَ أبصارُهم.

رواه الطبراني في "الأوسط"

(4)

.

(1 و 2) قلت: هو ضعيف، واتهمه بعضهم. وأما الجهلة فقالوا أيضاً:"حسن بشواهده"!

(3)

قلت: فيه متهم بالكذب، وهو مخرج في "الروض النضير"(556).

(4)

قلت: خرجته في "الضعيفة"(5773) مع بيان أوهام وقعت للهيثمي في بعض رواته، قلده فيها الجهلة.

ص: 373

4 -

(الترغيب في كلمات يقولُهنَّ مَنْ آلَمه شيءٌ مِنْ جَسَدِه)

.

2013 -

(1)[ضعيف جداً] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنِ اشْتَكى منكُمْ شيْئاً أوِ اشْتكاهُ أخٌ لَهُ فلْيَقُلْ: (ربَّنا الله الذي في السماءِ تقَدَّسَ اسْمُك، وأمْرُكَ في السماءِ والأرْضِ؛ كما رَحْمَتُكَ في السماء؛ فاجْعَلْ رحمتَك في الأرْضِ، اغْفِرْ لنا حَوْبَنا وخَطايانا، أنتَ ربُّ الطيِّبينَ، أنْزِلْ رحمةً منْ رحْمَتِكَ، وشفاءً منْ شفائك؛ على هذا الوجَع)؛ فيَبْرأُ".

رواه أبو داود

(1)

.

(1)

قلت: ورواه الحاكم (1/ 344)، وقال:"احتج الشيخان برواية غير زيادة بن محمد الأنصاري، وهو شيخ مصري قليل الحديث". وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: قال البخاري وغيره: منكر الحديث".

ص: 374

5 -

(الترهيب مِنْ تعليقِ التمائمِ والحروزِ)

.

2014 -

(1)[ضعيف] عن عقبةَ بْنِ عامرٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ عَلَّقَ تَميمةً فلا أتمَّ الله له، ومَنْ علَّق وَدَعَةً فلا أوْدَعَ الله له".

رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد جيد، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

2015 -

(2)[ضعيف] وعن عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه:

أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أبْصَرَ على عَضُدِ رجُلٍ حَلْقَةً -أراه قال:- مِن صُفْرٍ، فقال:

"وَيْحَكَ ما هذِه؟ ".

قال: مِنَ الواهِنَةِ. قال:

"أما إنَّها لا تزيدُك إلا وَهَناً، انْبِذْها عنك، فإنَّك لو مُتَّ؛ وهي عليكَ؛ ما أفْلَحْتَ أَبَداً".

رواه أحمد، وابن ماجه دون قوله:"انبذها. . ." إلى آخره، وابن حبان في "صحيحه" وقال:

"فإنَّك لوْ مُتَّ وهي عليك وُكِلْتَ إليها".

والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد".

(1)

قلت: لقد تساهلوا فما هو بصحيح ولا جيد، فيه (خالد بن عبيد المعافري) لا يعرف إلا بهذه الرواية، ولم يوثقه غير ابن حبان، وهو مخرج في "الضعيفة" (1266). وأما الجهلة فتهافتوا كالعادة وقالوا:"حسن"!

ص: 375

(قال الحافظ):

"رووه كلهم عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن عمران. ورواه ابن حبان أيضاً بنحوه عن أبي عامر الخزاعي عن الحسن عن عمران. وهذه جيدة؛ إلا أن الحسن اختلف في سماعه من عمران، وقال ابن المديني وغيره: لم يسمع منه. وقال الحاكم: أكثر مشايخنا على أن الحسن سمع من عمران. والله أعلم"

(1)

.

2016 -

(3)[ضعيف] وعن ابن أخت زينت امرأة عبد الله، عن زينب رضي الله عنها قالت:

كانت عجوزٌ تدخل علينا ترقي من الحُمرةِ، وكان لنا سريرٌ طويل القوائم، وكان عبدُ الله إذا دخل تنحنح وصوّتَ، فدخلَ يوماً فلما سمِعَتْ صوتَه احتجبت منه، فجاء فجلس إلى جانبي، فمسّني فوجد مسَّ خيطٍ، فقال: ما هذا؟ فقلتُ: رُقىً لي فيه من الحُمرةِ، فجذبه وقطعه فرمى به، ثم قال:

لقد أصبحَ آلُ عبدِ الله أغنياءَ عن الشركِ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إن الرقى والتمائم والتِّوَلةَ شركٌ".

قلت: فإني خرجتُ يوماً فأبصرني فلانٌ، فدمعت عيني التي تليه، فإذا رقيتُها سكَنَتْ دمعتُها، وإذا تركتُها دَمَعتْ.

قال: ذاك الشيطان، إذا أطعتهِ ترككِ، وإذا عصيتهِ طعنَ بإصبعه في عينك، ولكن لو فعلتِ كما فعلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كان خيراً لك وأجدر أن تشفي: تنضحي في عينك الماء وتقولي:

(1)

قلت: الراجح أنه لم يصح سماعه منه، ولو صح؛ فلا ينفع هنا، لأن (الحسن) مدلس وقد عنعنه، والراوي عنه (المبارك بن فضالة) مدلس أيضاً وقد عنعنه، ولذلك فما أصاب من قال من الشيوخ:"رواه أحمد بسند لا بأس به"! ولا أحسن من حسنه كالجهلة الثلاثة.

ص: 376

"أذهبِ البأس ربٌ الناس، واشفِ أنتَ الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءٌ لا يغادر سقماً".

رواه ابن ماجه -واللفظ له-، وأبو داود باختصار عنه؛ إلا أنه قال:

"عن ابن أخي زينب". وهو كذا في بعض نسخ ابن ماجه، وهو على كلا التقديرين مجهول

(1)

.

ورواه الحاكم أخصر منهما وقال:

"صحيح الإسناد".

قال أبو سليمان الخطابي:

"والمنهي عنه من الرقى ما كان بغير لسان العرب، فلا يُدرى ما هو؟ ولعله قد يدخله سحر أو كفر، فأما إذا كان مفهوم المعنى، وكان فيه ذكر الله تعالى، فإنه مستحب متبَّرك به. والله أعلم".

(1)

قلت: لكن قال الحافظ ابن حجر: "كأنه صحابي، ولم أره مسمى"، والحديث قد صح مختصراً، فراجعه إن شئت في هذا الباب من "الصحيح".

ص: 377

6 -

(الترغيب في الحجامة، ومتى يحتَجِمُ)

.

2017 -

(1)[ضعيف] وعنه [يعني أبا هريرة] قال: أخبرني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم:

"أن جبريل أخبره: أن الحجمَ أنفعُ ما تداوى به الناسُ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح على شرطهما"

(1)

.

2018 -

(2)[معضل ضعيف] وعن مالكٍ بلَغَه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنْ كان دواءً يَبْلُغ الداءَ؛ فإنَّ الحِجامَةَ تَبْلُغُه".

ذكره في "الموطأ" هكذا.

2019 -

(3)[ضعيف] وعن عكرمة قال:

كان لابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما غِلْمَةٌ ثلاثَةٌ حجَّامونَ، وكان اثْنان منهم يُغلانِ عليه وعلى أهْلِه، وواحدٌ يَحْجُمه، ويَحْجُمُ أهْلَهُ. قال: وقال ابْنُ عبَّاسِ: قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم:

"نِعْمَ العبدُ الحجَّامُ، يُذهِبُ الدَّمَ، ويُخِفُّ الصُّلْبَ، ويَجْلو عَنِ البَصَرِ".

2020 -

(4)[منكر جداً] وقال: [يعني ابن عباس]:

إنَّ خَيْرَ ما تداوَيْتُمْ به السُّعوطُ، واللُّدودُ، والحجامَةُ، والمَشِيُّ

(2)

.

وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لَدّه العبَّاسُ وأصحابُه

(3)

فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ لَدَّني؟ "، فكلُّهمْ أمْسَكوا، فقالَ:

(1)

كذا قال! وفيه (محمد بن قيس النخعي) ليس من رجالهما، ولا وثقه أحد غير ابن حبان، ومع ذلك فإنه قال:"يخطئ ويخالف". وحسنه الجهلة.

(2)

هو الدواء الذي يسهل.

(3)

هذا باطل، فإنما لدَّه نساؤه صلى الله عليه وسلم كما في "الصحيحين"، وفيهما بعد قوله الآتي:"غير عمه العباس": "فإنه لم يشهدكم". فهذا صريح في ابطال القول المذكور، ودليل على سوء حفظ العباد بن منصور، ومع هذا حسنه الجهلة.

ص: 378

"لا يَبْقَى أَحدٌ مِمَّنْ في البيْتِ إلاَّ لُدَّ غيرُ عمِّه العبَّاسِ"

(1)

.

قال النضر: اللدود: الوجور.

رواه الترمذي وقال:

"حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور. يعني الناجيَّ".

2021 -

(5)[موضوع] وفي رواية [يعني في حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح"]، ذكرها رزين، ولمْ أرَها

(2)

:

"إذا وافَقَ يومَ سَبْعَ عَشْرَة يومَ الثلاثاء؛ كان دواءَ السنَةِ لِمَنِ احْتَجَمَ فيه".

2022 -

(6)[ضعيف] وقد روى أبو داود مِنْ طريق أبي بَكْرةَ بَكّارِ بْنِ عبدِ العزيز عنْ كيِّسة

(3)

بنتِ أبي بَكْرَة عنْ أبيها:

أنَّه كان يَنْهى أهلَهُ عَنِ الحِجامَةِ يومَ الثُّلاثاءِ ويزعُمُ عَنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم:

"أنَّ يومَ الثُّلاثاءِ يومُ الدمِ، وفيه ساعةٌ لا يَرْقَأُ".

2023 -

(7)[ضعيف] وعن مَعْمَرٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنِ احْتَجَم يومَ الأرْبعاءِ أو يومَ السبتِ فأصابَه وَضَحٌ؛ فلا يَلومَنَّ إلا نَفْسَه".

رواه أبو داود هكذا وقال: "قد أسند، ولا يصح".

(1)

تقدم آنفاً قوله صلى الله عليه وسلم: "فإنه لم يشهدكم".

(2)

قلت: قد وجدته عند ابن عدي (7/ 33)، وفيه (نصر بن طريف) متروك. وهو مخرج في "الضعيفة"(1799).

(3)

مجهولة لا تعرف، وكان الأصل:(كبْشة) فصححته من "التهذيب" وغيره. وأبو بكرة فيه ضعف.

ص: 379

(الوَضَح) بفتح الواو والضاد المعجمة جميعاً بعدهما حاء مهملة؛ والمراد به هنا البرص.

2024 -

(8)[موضوع] وعن أنَسٍ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا اشْتَدَّ الحَرُّ فاسْتَعينوا بالحِجَامَةِ، لا يَتَبَيَّغُ الدمُ بأحَدِكُمْ فَيَقْتُلَهُ".

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"

(1)

.

(1)

كذا قال! وغفل الذهبي فوافقه! وفيه (4/ 212)(محمد بن القاسم الأسدي)، قال الذهبي في "المغني":"كذبه أحمد والدارقطني". وهو مخرج في "الضعيفة"(2331)، وذكرت له فيه طريقاً آخر بنحوه، خرجته وغيره في "الصحيحة" (2747) بلفظ:"إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم، فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله".

ص: 380

7 -

(الترغيبُ في عيادةِ المرضى وتأكيدِها، والترغيبُ في دعاءِ المريضِ)

.

2025 -

(1)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ تَوضَّأَ فأحْسنَ الوضوء، وعادَ أخاه المسلم مُحْتَسباً؛ بُوعِدَ مِنْ جَهَنَّمَ سَبْعينَ خريفاً".

قلتُ: يا أبا حمزة! ما (الخريف)؟ قال: العامُ.

رواه أبو داود من رواية الفضل بن دَلْهم القصاب

(1)

.

2026 -

(2)[موضوع] ورُوِيَ عن أنَسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ عادَ مريضاً وجلَس عنده ساعةً؛ أجْرى الله له عمَلَ ألْفِ سنَةٍ لا يَعصي الله فيها طرْفَةَ عَيْنٍ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب المرض والكفارات"، ولوائح الوضع عليه تلوح.

2027 -

(3)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عن عبدِ الله بْنِ عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم قالا:

"مَنْ مَشى في حاجَةِ أخيه المسلمِ؛ أظلَّه الله بخَمْسَةٍ وسبْعينَ ألفِ مَلَكٍ يدْعونَ له، ولَمْ يَزلْ يخوضُ في الرحْمَةِ حتى يَفْرَغَ، فإذا فَرَغ كتَبَ الله له حَجَّةً وعُمرةً، ومَنْ عادَ مريضاً؛ أظلَّهُ الله بخمْسَةٍ وسبْعين أَلْفِ ملَكٍ، لا يَرْفَعُ قدماً إلا كَتَبَ له به حَسنةً، ولا يضَعُ قدَماً إلا حَطَّ عنه سيِّئةً ورفَع له بها درجةً، حتى يقْعُدَ في مقْعَدِه، فإذا قَعَد غَمرَتْهُ الرحمَةُ، فلا يزال كذلكَ حتى إذا أقْبَلَ حيثُ يَنْتهي إلى منزِلهِ".

(1)

قلت: قال أبو داود: "حديثه منكر، وليس هو برضي".

ص: 381

رواه الطبراني في "الأوسط"، وليس في أصلي رفعه

(1)

. [مضى 22 - البر /12].

2028 -

(4)[ضعيف جداً] ورُوي عن أنسٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"أيُّما رجُلٍ يعودُ مريضاً فإنَّما يخوضُ [في] الرحْمَةِ، فإذا قَعَد عندَ المريضِ غَمَرَتْهُ الرحمةُ".

قال: فقلتُ: يا رسولَ الله! هذا للِصحيحِ الذي يعودُ المريضَ، فالمريضُ ما لَهُ

(2)

؟ قال:

"تُحَطُّ عنه ذُنوبُه".

رواه أحمد، ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني في "الصغير" و"الأوسط" وزاد: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا مَرِضَ العبدُ ثلاثَة أيَّامٍ؛ خرَج مِنْ ذُنوبِه كيومِ ولَدَتْهُ أمُّه".

فصل

2029 -

(5)[ضعيف جداً] عن عمر بنِ الخطَّابِ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"إذا دخلْتَ على مريضٍ، فمُرْهُ يدْعو لكَ، فإنَّ دعاءَهُ كدعاءِ الملائكَةِ".

رواه ابن ماجه ورواته ثقات مشهورون

(3)

؛ إلا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر.

(1)

قلت: وكذا في مصورة الجامعة الإِسلامية منه، وكذا في المطبوعة (5/ 201/ 4393)، وفيه من قال البخاري أنه:"منكر الحديث"، وهو مخرج في "الضعيفة"(5315)، وتقدم بعضه هناك مرفوعاً برواية أبي الشيخ عند المؤلف، وغيره بتعليقي.

(2)

الأصل: (فما للمريض)، والتصويب من "المسند"(3/ 174 و 255) والزيادة منه.

(3)

قلت: لكنه سقط من إسناد ابن ماجه راوٍ متروك كما بينته في "الضعيفة"(1003).

ص: 382

2030 -

(6)[موضوع] ورُوِيَ عن أنَسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"عودوا المرْضَى، ومرُوهُمْ فَلْيَدْعُوا لَكُمْ. فإنَّ دعْوةَ المريضِ مُسْتَجابَةٌ، وذنبُه مغْفورٌ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

2031 -

(7)[موضوع] ورُوِيَ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تُرَدُّ دعوةُ المريضِ حتَّى يَبْرأَ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب المرض والكفارات"

(1)

.

(1)

قلت: فيه (59/ 70) عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وغيره. وهو مخرج في "الضعيفة"(5000).

ص: 383

8 -

(الترغيب في كلماتٍ يُدعى بهنَّ للمريضِ، وكلماتٍ يقولهُنَّ المريضُ)

.

2032 -

(1)[ضعيف جداً] وعن سعد بن مالكٍ رضي الله عنه:

أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} :

"أيُّما مسلمٍ دعا بِها في مَرضِهِ أربعينَ مرَّة، فماتَ في مَرضِه ذلك؛ أُعْطِيَ أجرَ شهيدٍ، وإنْ بَرَأ بَرَأَ وَقَدْ غُفِر لهُ جميعُ ذنوِبه".

رواه الحاكم عن

(1)

أحمد بن عمرو بن بكر السكسكي عن أبيه عن محمد بن زيد عن ابن المسيب عنه.

2033 -

(2)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أبا هريرة! ألا أُخْبِرُك بأمْرٍ هو حقٌّ، مَنْ تكَلَّم به في أوَّل مَضْجَعِه مِنْ مَرضِهِ؛ نجَّاه الله مِنَ النارِ؟ ".

قلتُ: بَلى بأبي وأمِّي. قال:

"فاعْلَمْ أنَّك إذا أصْبَحْتَ لَمْ تُمْسِ، وإذا أمْسَيْتَ لَمْ تُصْبِحْ، وأنَّك إذا قلْتَ ذلك في أوَّلِ مَضْجَعِكَ مِنْ مَرضِكَ؛ نجَّاك الله مِنَ النارِ؛ أنْ تقولَ:

(لا إله إلا الله يُحْيِي ويُمِيْتُ، وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ، وسُبْحانَ الله ربِّ

(1)

الأصل: (وقال: رواه)، وكذا في طبعة عمارة وغيرها كطبعة الثلاثة، ولا وجود له في "مستدرك الحاكم"(1/ 505 - 506)، فلعل الصواب ما أثبته.

والسكسكي هذا متروك. ثم إن صدر الحديث رواه المؤلف بالمعنى، وهو تمام حديث الحاكم، وفيه أن اسم الله الأعظم دعوة يونس، حيث ناداه في الظلمات:(لا إله إلا أنت. .)، فقال رجل: يا رسول الله! هل كانت ليونس خاصة. . فقال: ألا تسمع قول الله: {فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ} . وقد ذكر المؤلف قول الرجل المذكور فيما تقدم (15 - الدعاء /2).

ص: 384

العِبادِ والبِلادِ، والحمدُ لله كثيراً طيِّباً مُبارَكاً فيه على كلِّ حالٍ، الله أكبَرُ كبيراً، كبرياءُ ربِّنا وجَلالُهُ وقُدرَتُه بِكُلِّ مكانٍ، اللهمَّ إنْ أنْتَ أمْرَضْتَني لِتَقْبِضَ روحي في مَرضي هذا؛ فاجْعَلْ روحي في أرْواحِ مَنْ سَبَقتْ له منكَ الحُسْنَى، وأَعِذْني مِنَ النارِ كما أَعَذْتَ أوْلياءَك الَّذينَ سَبَقَتْ لهمْ منكَ الحُسْنَى)، فإنْ مُتَّ في مرضِكَ ذلك فإلي رضْوانِ الله والجنَّةِ، وإنْ كنتَ قد اقْتَرفْتَ ذنوباً تابَ الله عليك".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب المرض والكفارات"، ولا يحضرني الآن إسناده

(1)

.

2034 -

(3)[معضل وضعيف] ورُوِيَ عن حجَّاجِ بن فُرافِصَةَ؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما مِنْ مَريضٍ يقول: (سُبْحانَ المَلِكِ القُدُّوسِ الرحْمنِ، المَلِكِ الدَّيَّانِ، لا إله إلا أَنْتَ، مُسْكِنُ العُروقِ الضارِبَةِ، ومُنَيِّمُ العُيونِ الساهِرَةِ)؛ إلا شَفاهُ الله تعالى".

رواه ابن أبي الدنيا في آخر "كتاب المرض والكفارات" هكذا معضلاً.

(1)

قلت: كل رجاله معروفون ثقات من رجال "التهذيب"؛ غير (عامر بن يساف)، وأظن أنه لم يعرفه المؤلف، وهو في "ثقات ابن حبان"(8/ 501)، ووثقه ابن معين أيضاً، وضعفه آخرون ومنهم ابن عدي، فقال (5/ 85):"منكر الحديث عن الثقات"، ثم ساق له بعض الأحاديث هذا أولها.

ص: 385

9 -

(الترغيب في الوصية والعدل فيها، والترهيب من تركها أو المضارة فيها، وما جاء فيمن يعتق ويتصدق عند الموت)

.

2035 -

(1)[ضعيف] ورُوِيَ عنْ جابِرٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ ماتَ على وصِيَّةٍ ماتَ على سبيلٍ وسُنَّةٍ، وماتَ على تُقىً وشَهادَةٍ، وماتَ مَغْفوراً له".

رواه ابن ماجه.

2036 -

(2)[ضعيف] وعن أنَس بْنِ مالكٍ رضي الله عنه قال:

كنَّا عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فجاءَهُ رجلٌ فقالَ: يا رسولَ الله! ماتَ فلانُ.

قال:

"أليْسَ كانَ مَعَنا آنِفاً؟ ".

قالوا: بَلَى. قال:

"سُبْحانَ الله! كأنَّها إخْذَةٌ على غَضَبٍ، المحرومُ مَنْ حُرِمَ وصيَّتَهُ".

رواه أبو يعلى بإسناد حسن

(1)

.

ورواه ابن ماجه مختصراً قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"المحرومُ مَنْ حُرِمَ وَصيَّتَهُ".

2037 -

(3)[ضعيف] ورُوي عن ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:

"ترْكُ الوصيَّة عارٌ في الدنيا، وشَنَارٌ

(2)

في الآخِرَةِ".

رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط".

(1)

كيف وفي إسناده (7/ 152/ 4122) درست بن زياد: حدثني يزيد الرقاشي عنه؟! وكلاهما ضعيف، وعنهما ابن ماجه (2700).

(2)

(الشنار): العيب والعار. وقيل: هو العيب الذي فيه عار.

ص: 386

2038 -

(4)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الرجُلَ لَيعملُ -أوِ المرأةَ- بطاعَةِ الله ستِّينَ سنَةً، ثُمَّ يَحْضُرُهما الموتُ فيُضارَّانِ في الوصيَّةِ؛ فتَجِبُ لهما النارُ".

ثُمَّ قرأَ أبو هريرة رضي الله عنه: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ} حتى بَلَغ: {ذَلِكَ

(1)

الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

رواه أبو داود.

والترمذي وقال:

"حديث حسن غريب".

(2)

وابن ماجه، ولفظه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الرجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الخيرِ سبعين سنَةً، فإذا أوْصى حافَ في وصِيَّتِهِ، فيُخْتَمُ له بَشَرِّ عمَلهِ، فيدْخلُ النارَ، وإنَّ الرجُلَ ليَعْمَلُ بعَملِ أهْلِ الشرِّ سبْعين سنَةً، فيَعْدِلُ في وصِيَّتِهِ، فيُخْتَمُ له بِخَيْرِ عَملِهِ، فيدْخلُ الجنَّةَ"

(3)

.

2039 -

(5)[منكر] وعن ابْنِ عبَّاسٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"الإضْرارُ في الوصِيَّةِ مِنَ الكبائرِ".

ثُمَّ تلا: {تِلْكَ حُدودُ الله فَلا تَعْتَدُوْهَا} .

(1)

كذا وقع في الرواية: (ذلك) بلا واو، والتلاوة:{وَذَلِكَ} بالواو، نبّه عليه الناجي (219/ 1) رحمه الله تعالى.

(2)

قلت: فيه شهر بن حوشب، وحاله معروف.

(3)

عزاه صاحب "مسند الفردوس" لمسلم بإسناده، وهو وهم فاحش كما قال الناجي (219/ 2).

ص: 387

رواه النسائي

(1)

.

2040 -

(6)[ضعيف] ورُوي عنْ أنَسٍ قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ فرَّ بِميراثِ وارِثِه؛ قَطَع الله ميراثَهُ مِنَ الجنَّةِ يومَ القِيامَةِ".

رواه ابن ماجه.

2041 -

(7)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لأَنْ يتَصدَّقَ المرءُ في حيَاتِهِ وصِحَّتِهِ بدرْهَمٍ؛ خيرٌ له مِنْ أَنْ يتَصَدَّقَ عند موْتِهِ بمئةٍ".

رواه أبو داود، وابن حبان في "صحيحه"؛ كلاهما عن شرحبيل بن سعد عن أبي سعيد

(2)

.

2042 -

(8)[ضعيف] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَثَلُ الَّذي يَعْتِقُ عند موْتِهِ؛ كمثَلِ الذي يُهْدي إذا شَبِعَ".

رواه أبو داود.

والترمذي وقال:

(1)

قلت: في "السنن الكبرى"(6/ 320/ 11092) وموقوفاً على ابن عباس. وسنده صحيح، ولذلك فإني أقول: إن قوله: "عن النبي صلى الله عليه وسلم" إما أن يكون وهماً من المؤلف، أو مقحماً من بعض النساخ، وإلا كان عزوه للنسائي هو الوهم أو المقحم، والصواب "العقيلي"، فإنه رواه بتمامه، ورواه الدارقطني والبيهقي دون قوله:"ثم تلا. ."، وقال البيهقي وغيره:"الصحيح موقوف". وقد تجرأ الجهلة الثلاثة وتعدوا طورهم فقالوا في تعليقهم على الحديث (4/ 224): "موقوف ضعيف رواه النسائي في "السنن الكبرى" موقوفاً". وقد رددت عليهم، وبينت جهلهم المركب في تخريج الحديث في "الضعيفة"(5907).

(2)

قلت: أشار المؤلف إلى إعلاله بـ (شرحبيل)، فإنه ضعيف، وهو مخرج في "الضعيفة"(1321).

ص: 388

"حديث حسن صحيح".

وابن حبان في "صحيحه"

(1)

؛ إلا أنه قال:

"مَثَلُ الَّذي يَتَصدَّقُ عندَ مَوْتِهِ؛ مِثْلُ الذي يُهْدِي بعدَ ما يَشْبَعُ".

ورواه النسائي، وعنده: قال:

أوْصى رجُلٌ بدنانيرَ في سبيلِ الله، فسُئلَ أبو الدرداءِ، فَحدَّثَ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ مَثلَ الذَي يعْتقُ ويتَصَدَّقُ عند موْتِهِ؛ مَثَلُ الذي يُهْدِي بَعْدَ ما شَبِعَ".

(قال الحافظ):

"وقد تقدم في "كتاب البيوع" [16/ 15] ما جاء في المبادرة إلى قضاء دين الميت والترغيب في ذلك".

(1)

قلت: مداره عندهم جميعاً على أبي إسحاق عن أبي حبيبة الطائي عنه. و (أبو حبيبة) لا يدرى من هو؟ وقد تتابع ناس على تحسينه، وقلدهم أخيراً المعلقون الثلاثة، ولا وجه لذلك إلا توثيق ابن حبان لهذا المجهول، وقد أشار الذهبي في "الكاشف" إلى تليين توثيقه، وهو الوجه. انظر تخريجه في المصدر المتقدم برقم (1322).

ص: 389

10 -

‌(الترهيب من كراهية الإنسان الموت، والترغيب في تلقِّيه بالرضا والسرور إذا نزل حباً للقاء الله عز وجل

.

2043 -

(1)[ضعيف] ورواه [يعني حديث فضالة بن عبيد الذي في "الصحيح"] ابن ماجه من حديث عمرو بن غيلان الثقفي -وهو ممن اختلف في صحبته- ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"اللهم! من آمنَ بي وصدّقَني، وعَلِمَ أنّ ما جئتُ به الحقُّ من عندك، فَأْقلِلْ مالَه، وولده، وحبِّبْ إليه لقاءك، وعجّلْ له القضاءَ، ومن لم يؤمنْ بي ولم يصدقْني، ولم يعلم أن ما جئتُ به الحقُّ من عندك، فأكثرْ مالَه وولدَه، وأَطِلْ عمرَه". [مضى 24 - التوبة /5].

2044 -

(2)[ضعيف] وعن عبدِ الله بنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"تُحْفَةُ المؤْمِنِ الموْتُ".

رواه الطبراني بإسناد جيد

(1)

.

2045 -

(3)[ضعيف] وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنْ شئتُمْ أنْبَأْتُكُم ما أوَّلُ ما يقولُ الله عز وجل للمْؤمِنين يومَ القِيامَةِ، وما أوَّلُ ما يقولونَ له؟ ".

قلنا: نعم يا رسولَ الله! قال:

"إنَّ الله عز وجل يقولُ للمؤْمنينَ: هل أَحْبَبْتُم لِقائي؟ فيقولونَ: نَعَمْ يا ربَّنا! فيقول: لِمَ؟ فيقولونَ: رجَوْنا عفْوَك ومغفِرَتَك، فيقولُ: قد وجَبَتْ لكُم مغفرتي".

رواه أحمد من رواية عبيد الله بن زحر.

(1)

كذا قال، وفيه الإفريقي، وهو ضعيف كما تقدم مراراً، فقول الهيثمي:"ورجاله ثقات" خطأ أيضاً. وقلد الجهلة الثلاثة دون بحث أو نظر فقالوا: "حسن"! وهو مخرج في مواضع؛ أوسعها تحقيقاً "الضعيفة"(6890).

ص: 390

11 -

(الترغيب في كلماتٍ يقولُهُنَّ مَنْ ماتَ له مَيّتٌ)

.

2046 -

(1)[ضعيف] و [رواه] الترمذي [يعني حديث أم سلمة الذي في "الصحيح"] ولفظه: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا أصابَ أحدَكم مُصيبةٌ فلْيَقُلْ: (إنَّا لله وإنَّا إلَيْهِ راجِعونَ، اللهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسبُ مُصيبَتي، فَأْجُرْني بِها وأَبْدِلْني بِها خَيْراً مِنْها) ".

[منكر] فلمّا احْتَضَر أبو سلَمَة قال: اللهُمَّ اخْلُفْني في أَهْلي خَيْراً مِنِّي. فلمّا قُبِضَ قالتْ أمُّ سلَمة:

(إنَّا لله وإنَّا إليه راجِعونَ، عند الله أَحْتسِبُ مُصيبَتي فَأجُرني فيها).

ورواه ابن ماجه بنحو الترمذي

(1)

.

2047 -

(2)[ضعيف] ورُويَ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما؛ في قولهِ تعالى:

{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} قال:

أخْبرنا

(2)

الله عز وجل أنَّ المسْلِمَ إذا سَلَّمَ لأمْرِ الله، ورجَع فاسْتَرْجَعَ عندَ المُصيبَةِ؛ كُتِبَ له ثلاثُ خِصال مِنَ الخيْرِ: الصلاةُ مِنَ الله، والرحْمَةُ، وتحْقيقُ سبيلِ الهُدى.

وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

قلت: لكن ليس عند ابن ماجه (1447) جملة دعاء أبي سلمة، وهي منكرة مع ضعف إسنادها، وخلط الثلاثة الجهلة كما هي عادتهم -فصححوها مع "الصحيح".

(2)

الأصل: (أخبرني)، وهو خطأ فاحش، والتصحيح من "المعجم الكبير" (12/ 255/ 13027). وفي "المجمع":(أخبر)، وكذا في "تفسير الطبري"، وهو مخرج في "الضعيفة"(5001) مع الرواية الأخرى.

ص: 391

"من اسْتَرْجَع عندَ المُصيبَةِ؛ جَبَر الله مُصيبَتَهُ، وأحْسَن عُقْباهُ، وجعَلَ لهُ خَلَفاً يَرْضاهُ".

رواه الطبراني في "الكبير".

[ضعيف] وفي رواية له: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أُعطِيَتْ أُمَّتي شيئاً لَمْ يُعْطَهُ أَحَدٌ مِنَ الأُمَمِ عند المصيبَةِ؛ {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} .

2048 -

(3)[ضعيف جداً] ورُوي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ أصيبَ بِمُصيبَة، فَذَكر مُصيبَتَهُ، فأحْدَث اسْتِرْجاعاً وإنْ تَقادَمَ عَهْدُها؛ كتَبَ الله لَهُ مِنَ الأَجْرِ مثلَهُ يَوْمَ أُصيبَ".

رواه ابن ماجه.

ص: 392

12 -

(الترغيب في حفرِ القبورِ وتغسيل الموتى وتكفينِهم)

.

2049 -

(1)[شاذ] عن أبي رافعٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَن غَسَل مَيِّتاً فكتَمَ عليه؛ غفَر الله له أرْبعين كبيرَةً، ومَنْ حَفَر لأَخيهِ قَبْراً حتى يُجِنَّهُ؛ فكأنَّما أسْكَنَهُ مَسْكناً حتَّى يُبْعَثَ".

رواه الطبراني في "الكبير"، ورواته محتج بهم في "الصحيح"

(1)

.

2050 -

(2)[ضعيف] ورواه الطبراني في "الأوسط" من حديث جابر، وفي سنده الخليل بن مرة ولفظه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ حَفَر قَبْراً؛ بَنى الله لهُ بيتاً في الجنَّةِ، وَمنْ غَسَل مَيِّتاً؛ خرجَ مِنْ ذُنوِيهِ كيومِ وَلَدتْهُ أمُّه، ومَنْ كَفَّنَ مَيِّتاً؛ كَساهُ الله مِنْ حُلَلِ الجنَّةِ، وَمَنْ عَزَّى حَزيناً ألبَسهُ الله التَّقوى، وصلَّى على روحِهِ في الأرْواحِ، ومَنْ عَزَّى مُصاباً؛ كَساهُ الله حُلَّتيْنِ مِنْ حُلَلِ الجنَّةِ؛ لا تقومُ لهما الدنيا، ومَنِ اتَّبَع جَنازَةً حتَّى يُقْضَى دَفنُها؛ كتَبَ الله لهُ ثلاثةَ قراريطَ، القيراطُ منْها أعظَمُ مِنْ جَبل أُحُدٍ، وَمنْ كَفَل يتيماً أو أرْمَلةً؛ أظلَّهُ الله في ظِلِّهِ، وأدخَلهُ الجنَّةَ"

(2)

.

2051 -

(3)[ضعيف] وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ غسلَ ميتاً فكتَمَ عليه؛ طهرَهُ اللهُ من ذنوِبه، فإن كفّنه؛ كساهُ اللهُ من

(1)

كذا قال، وتبعه الهيثمي، وذلك من تساهلهما، فإن شيخ الطبراني هارون بن ملول المصري؛ ليس من رجال "الصحيح" قطعاً، وقد خالفه اثنان في قوله:"كبيرة" فقالا: "مرة".

أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وتراه في هذا الباب من "الصحيح"، وتخريجه في "أحكام الجنائز"(ص 69 - المعارف). وخلط الجهلة بين الشاذ والحفوظ، وصدّروهما بقولهم:"حسن"!

(2)

قال الجهلة: "حسناً بشاهده المتقدم"! وما أشاروا إليه ليس فيه أكثر الجمل التي في هذا، وما يلتقيان عليه يختلف بعضه في الأجر!!

ص: 393

السندسِ".

رواه الطبراني في "الكبير".

2052 -

(4)[ضعيف جداً] وروي عن عليٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ غسَل مَيِّتاً، وكَفَّنَهُ، وحَنَّطَهُ، وحَمَلهُ، وصلَّى عليهِ، ولَمْ يفشِ عليه ما رأى؛ خَرَجَ مِنْ خطيئَتِهِ مثلَ ما ولَدَتْهُ أُمُّه".

رواه ابن ماجه.

2053 -

(5)[ضعيف] وعن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ غَسَل مَيِّتاً فأدَّى فيه الأمانَةَ، ولَمْ يُفشِ عليه ما يكونُ مِنْهَ عند

ذلك؛ خَرجَ مِنْ ذُنوِبه كيومِ وَلَدَتْهُ أُمُّه".

رواه أحمد والطبراني من رواية جابر الجعفي

(1)

.

2054 -

(6)[ضعيف] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"زُرِ القبورَ؛ تَذَكَّر بها الآخِرَةَ، واغْسِلِ الموْتَى؛ فإنَّ معالَجَة جَسَدٍ خاوٍ موعظةٌ بَليغَةٌ، وصَلِّ على الجنائِزِ؛ لعلَّ ذلك يُحْزِنكَ، فإنَّ الحزينَ في ظِلِّ الله يَتعرّض كلَّ خَيْرٍ".

رواه الحاكم وقال: "رواته ثقات"

(2)

.

(1)

قلت: هو ضعيف، واتهمه بعضهم.

(2)

كذا قال في موضع (1/ 377)، وقال في موضع آخر:"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي! لكنه في الموضع الأول تنبه للعلة فقال: "قلت: لكنه منكر. . ." ثم بين ذلك، وقد شرحته في "الضعيفة"(3663). وأما الجهلة فنقلوا التصحيح والموافقة، وكتموا العلة، ليتوسطوا هم بين الضعف والصحة ويقولوا:"حسن"!

ص: 394

13 -

(الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه)

.

2055 -

(1)[منكر] وعن أبي أيّوبٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"لِلْمُسْلمِ على أخيه المسْلمِ ستُّ خِصَالٍ واجِبَةٌ؛ فَمَنْ ترَكَ خَصْلَةً منها فقد تركَ حقّاً واجِباً". فذكر الحديث بنحو ما تقدم [يعني في حديث أبي هريرة وابن عمر الذي في "الصحيح"].

رواه الطبراني وأبو الشيخ في "الثواب"، ورواتهما ثقات؛ إلا عبد الرحمن بن زياد بن أَنعُم

(1)

.

2056 -

(2)[منكر] وعن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ أَتى جَنازَةً في أهْلِها فلَهُ قِيراطٌ، فإنِ اتَّبَعها فَلهُ قيراطٌ، فإنْ صَلَّى عليها فَلُه قِيراطٌ، فإنِ انْتظَرها حتَّى تُدْفَنَ فلَهُ قِيراطٌ".

رواه البزار ورواته رواة "الصحيح"؛ إلا مَعدي بن سليمان

(2)

.

2057 -

(3)[ضعيف] ورُوي عنِ ابْنِ عبَّاسٍ؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ أوَّل ما يُجازى به العبدُ بعَدَ مَوْتِه؛ أنْ يُغْفَر لجَميعِ مَنِ اتَّبَع جَنازَتَهُ".

رواه البزار.

(1)

قلت: وهو ضعيف كما تقدم مراراً. وهو في "المعجم الكبير" برقم (4076). وأما الجهلة فقالوا: "حسن بشواهده"! ولم يلاحظوا النكارة والزيادة التي لا شاهد لها، وهي "الوجوب".

(2)

قلت: والآفة منه كما قال الناجي في "العجالة"(220/ 2) ثم أفاض في بيان ذلك، وقد ضعفه الجمهور، وأما قول المؤلف في آخر الكتاب:"ووثقه أبو حاتم وغيره"؛ فمردود وإن تبعه الهيثمي، كما بينته في "الضعيفة" (5003). وغفل الجهلة أيضاً فقالوا:"حسن بشواهده"!

وكذبوا، فالشواهد ليس فيها سوى "قيراطين". انظر "الصحيح" و"الضعيفة"(5003).

ص: 395

14 -

(الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة، وفي التعزية)

.

2058 -

(1)[ضعيف] وعن مالك بن هُبَيرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ما من مسلمٍ يموتُ فيصلي عليه ثلاثةُ صفوفٍ من المسلمين؛ إلا أوجبَ".

وكان مالك إذا استقبلَ أهلَ الجنازةِ جَزّأَهم ثلاثةَ صفوف لهذا الحديث.

رواه أبو داود -واللفظ له- وابن ماجه، والترمذي وقال:

"حديث حسن"

(1)

.

قوله: (أوجب) أي: وجبت له الجنة.

2059 -

(2)[ضعيف] ورُويَ عن عبدِ الله قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ عَزَّى مُصاباً، فلهُ مثْلُ أَجْرِه

(2)

".

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب، وقد روي موقوفاً".

2060 -

(3)[ضعيف] وروى الترمذي أيضاً عن أبي بَرْزَةَ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ عَزَّى ثَكْلى، كُسيَ بُرداً في الجنَّةِ".

وقال: "حديث غريب".

(1)

قلت: تقلده الثلاثة، ولا وجه له، فإن فيه عندهم جميعاً عنعنة محمد بن إسحاق، وكذلك أخرجه سبعة آخرون، وهو مخرج في "أحكام الجنائز"(ص 127 - 128).

(2)

الأصل: (أجر صاحبه)، والتصويب من الترمذي (1073)، وابن ماجه أيضاً (1602) وغيرهما، وهو مخرج في "الإرواء"(765). وغفل عنه الجهلة الثلاثة كعادتهم، رغم أنهم عزوه للمذكورين بالأرقام!!

ص: 396

15 -

(الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن)

.

2061 -

(1)[ضعيف] وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال:

سألْنا نبِيَّنا صلى الله عليه وسلم عنِ المشْيِ مَعَ الجَنازَةِ؟ فقال:

"ما دونَ الخَبَبِ، إنْ يَكُنْ خيراً تُعَجِّلْ إليهِ، وإنْ يكنْ غيرَ ذلك فبُعْداً لأهلِ النارِ، [والجنازَةُ مَتْبوعَةٌ ولا تَتْبَعُ، ليسَ مَعها مَنْ تَقَدَّمَها] "

(1)

.

رواه أبو داود، والترمذي وقال:

"حديث غريب، لا نعرفه من حديث عبد الله بن مسعود إلا من هذا الوجه".

يعني من حديث يحيى إمام بني تَيمِ الله عن أبي ماجد عن عبد الله.

(قال الحافظ):

"يحيى هذا هو ابن عبد الله بن الحارث الجابر الكوفي التيمي، قال أحمد: ليس به بأس. وقال ابن معين والنسائي: ضعيف. وقال ابن عدي: أحاديثه متقاربة، وأرجو أنه لا بأس به،

وأبو ماجد في عداد من لا يعرف. وقال البخاري: ضعيف. وقال النسائي: منكر الحديث. والله أعلم".

(الخَبَبُ) بخاء معجمة مفتوحة وباءين موحدتين: ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ. قيل: هو كالرمل.

(1)

زيادة من الترمذي وأبي داود وقال: "يحيى الجابر ضعيف، وأبو ماجدة لا يعرف". كذا وقع عنده: (ماجدة)، وعند الترمذي (ماجد)، وكذا عند ابن ماجه (1484)، وقد روى منه الزيادة فقط. وغفل عنها أيضاً الثلاثة الجهلة.

ص: 397

16 -

(الترغيب في الدعاء للميت وإحسان الثناء عليه، والترهيب من سوى ذلك)

.

2062 -

(1)[ضعيف جداً] وروي عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا ماتَ العَبْدُ والله يعلَمُ منه شرًاً ويقولُ الناسُ خَيْراً، قال الله عز وجل لملائكَتِهِ: قد قبِلْتُ شهادَةَ عِبادي على عبدي، وغَفْرتُ له عِلْمي فيه".

رواه البزار.

2063 -

(2)[ضعيف] وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"اذْكُروا مَحاسِنَ موتاكُم، وكُفُّوا، عَنْ مَساويهِمْ".

رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في "صحيحه"؛ كلهم من رواية عمران بن أنس المكي عن عطاء عنه. وقال الترمذي:

"حديث غريب، سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: عمران بن أنس منكر الحديث".

ص: 398

17 -

(الترهيب من النياحة على الميت والنعي ولطم الخد وخمش الوجه وشق الجيب)

.

2064 -

(1)[ضعيف] ورواه [يعني حديث النعمان بن بشير الذي في "الصحيح"] الطبراني في "الكبير" عن الأعمش عن عبد الله بن عمر

(1)

بنحوه، وفيه:

فقال: يا رسولَ الله! أُغْمِيَ عليَّ فصاحَتِ النساءُ: واعِزّاه

(2)

! واجَبَلاهُ! فقال مَلَك مَعهُ مِرْزَبَةٌ

(3)

فجعَلَها بيْنَ رِجْلَيَّ؛ فقال: أنْتَ كما تقولُ. قلتُ: لا، ولو قلتُ: نعم؛ ضَرَبني بِها.

والأعمش لم يدرك ابن عمر.

2065 -

(2)[ضعيف موقوف] وعن الحسن قال:

إن معاذَ بنَ جَبلٍ أغْمِيَ عليه، فجَعَلتْ أُخْتُه تقول: واجَبَلاهُ! أو كلمةً أخْرى، فلمّا أفاقَ قال: ما زِلْتِ مؤْذِيةً لي منذُ اليومَ.

قالتْ: لقد كان يعزُّ عليَّ أنْ أوذِيَك، قال:

ما زالَ مَلَك شديدُ الانْتِهارِ كلَّما قُلْتِ: واكذا! قال: أكذاكَ أنتَ؟

(1)

كذا الأصل هنا، وفيما بعد المتن. وفي "المجمع" (3/ 14):(ابن عمرو) في الموضعين. ولعله الصواب. فإن مسند (ابن عمرو) من "المعجم الكبير" لم يطبع بعد إلا قطعة صغيرة منه، وليس فيها.

(2)

الأصل: (واعزاء)، وفي "المجمع":(واعزآه)! والتصحيح من "طبقات ابن سعد"(3/ 529)، رواه عن الحسن البصري مرسلاً. ورجاله ثقات. ثم رواه من طريق أبي عمران الجوني أن عبد الله بن رواحة أغمي عليه. . . الحديث مثل حديث ابن عمرو. ولولا أنه مرسل أيضاً لقويته به. فإن رجاله ثقات رجال الصحيح.

(3)

بالتخفيف: المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد. ووقع في مطبوعة عمارة والثلاثة: (مرزبَّة) مشددة الموحدة، وهو خطأ، ففي "اللسان" أيضاً:" (المرزبة والإزربَّة): عصية من حديد، و (الإزربَّة): التي تكسر بها المدر، فإن قلتها بالميم خففت الباء، وقلت: المرزَبَة".

ص: 399

فأقولُ: لا.

رواه الطبراني في "الكبير"، والحسن لم يدرك معاذاً.

2066 -

(3)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لا تصلِّي الملائكةُ على نائِحَةٍ ولا مُرِنَّةٍ".

رواه أحمد، وإسناده حسن إن شاء الله

(1)

.

2067 -

(4)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ هذه النوائحِ يُجعَلْنَ يومَ القيامَةِ صفَّيْنِ في جهَنَّمَ، صفٌّ عنْ يمينهم، وصفٌّ عن يَسارِهم، فينْبَحْنَ على أهل النارِ كما تنْبَحُ الكِلابُ".

رواه الطبراني في "الأوسط".

2068 -

(5)[ضعيف] ورُوي عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال:

"لعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم النائحةَ والمستَمِعَةَ".

رواه أبو داود، وليس في إسناده من ترك.

2069 -

(6)[ضعيف جداً] ورواه البزار والطبراني، وزاد فيه: وقال:

"ليْسَ للنساءِ في الجَنازَةِ نَصيبٌ"

(2)

.

(1)

قلت: فيه (أبو مُراية)، وهو مجهول العدالة؛ لم يوثقه غير ابن حبان، وهو مخرج في "الضعيفة"(5005)، وأما الجهلة الثلاثة، فإنهم حسنوه مع نقلهم عن الهيثمي أنه قال:"وفيه أبو مُراية، ولم أجد من وثقه ولا جرحه"!!

(2)

قلت: هذه الزيادة ليست من حديث أبي سعيد كما يوهمه صنيع المؤلف، وإنما هو حديث آخر من رواية ابن عباس، ولذلك أعطيته رقماً خاصاً به. وهو مخرج في "الضعيفة" (5007). وقد ثبت الحديث بلفظ:". . . ليس لهن أجر". وهو مخرج في "الصحيحة"(3012).

ص: 400

2070 -

(7)[ضعيف] وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم

(1)

قال:

"إيّاكم والنَّعِيَّ، فإنه مِنْ عمَلِ الجاهِليَّة".

قال عبد الله: والنَّعْيُ: أذانٌ بالميِّتِ.

رواه الترمذي مرفوعاً وقال:

"غريب".

ورواه من طريق أخرى: قال: "نحوه"، ولم يرفعه ولم يذكر فيه:

"والنعيُ أذانٌ بالميِّتِ". وقال:

"وهذا أصح، وقد كره بعض أهل العلم النعي، والنعي عندهم أن ينادي في الناس أنَّ فلاناً مات، ليشْهَدوا جنَازَتَهُ. وقال بعض أهل العلم: لا بأس أن يُعْلِمَ الرجلُ أهلَ قرابِته وإخوانه" انتهى

(2)

.

18 -

(الترهيب من إحداد المرأة على غير زوجها فوق ثلاث)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"].

(1)

هنا في الأصل زيادة: (كان ينهي عن النعي، و)، وكذا هي في طبعة (عمارة) وغيرها كطبعة الثلاثة، فحذفتها، لأنها ليست عند الترمذي، وقد عزاه إليه جمع دونها كالنووي في "الأذكار" وغيره. ثم هي بمعنى ما بعده، فالظاهر أنها مقحمة من بعض النساخ. ومدار المرفوع والموقوف على (أبي حمزة) -وهو ميمون الأعور، وهو ضعيف كما قال الحافظ وغيره. ومع ذلك حسنه الجهلة.

(2)

قلت: انظر لمعرفة الفَرق بين النعي الجائز، وغير الجائز في "أحكام الجنائز"(ص 44 - 46/ المعارف)، ومن الثاني ما ابتلي به الجماهير وصار سنة متبعة عند العامة والخاصة: النعي على صفحات الجرائد، ونشرات خاصة!

ص: 401

19 -

(الترهيب من أكل مال اليتيم بغير حق)

.

2071 -

(1)[ضعيف جداً] وعنه [يعني أبا هريرة رضي الله عنه] عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"أرْبَعٌ حق على الله أنْ لا يُدْخِلَهُم الجنَّةَ، ولا يُذيقَهم نَعيمَها: مُدْمِنُ الخمرِ، وآكِلُ الرِّبا، وآكِلُ مالِ اليتيمِ بغَيرِ حقّ، والعاقُّ لوالِدَيْهِ".

رواه الحاكم من طريق إبراهيم بن خُثَيْم بن عِراك -وقد ترك- عن أبيه عن جده عن أبي هريرة. وقال:

"صحيح الإسناد"! [مضى 16 - البيوع /19].

2072 -

(2)[ضعيف جداً] وعن أبي بَرْزَةَ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يُبْعَثُ يومَ القيامة قَوْمٌ مِنْ قُبورِهمْ؛ تأجَّجُ أَفْواهُهُمْ ناراً".

فقيل: مَنْ هم يا رسولَ الله؟ قال:

"ألَمْ تَر الله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} ".

رواه أبو يعلى، ومن طريقه ابن حبان في "صحيحه" من طريق زياد بن المنذر أبي الجارود عن نافع بن الحارث -وهما واهيان متهمان- عن أبي برزة.

ص: 402

20 -

(الترغيب في زيارة الرجال القبور، والترهيب من زيارة النساء لها واتَّباعهن الجنائز)

.

2073 -

(1)[ضعيف] وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"كنتُ نَهَيْتُكُم عَنْ زيارةِ القُبورِ، فزوروا القبورَ؛ فإنَّها تُزَهِّدُ في الدنيا، وتُذَكِّرُ الآخِرَةَ".

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح

(1)

.

2074 -

(2)[ضعيف] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"زُرِ القبورَ تَذكَّرْ بها الآخِرَةَ، واغْسِلِ الموْتى فإنَّ معالَجةَ جَسَدٍ خَاوٍ مَوْعِظَةٌ بَليغَةٌ، وصَلِّ على الجنائزِ لَعلَّ ذلك أنْ يُحْزِنَكَ، فإنَّ الحزينَ في ظِلِّ الله يتَعَرَّضُ كلَّ خيْرٍ".

رواه الحاكم وقال: "رواته ثقات". وتقدم قريباً [هنا /12].

2075 -

(3)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما:

"أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لَعَن زَائراتِ القبور؛ والمتَّخِذينَ عليها المَساجِد والسُّرَج".

رواه أبو داود، والترمذي وحسنه، والنسائي وابن ماجه، وابن حبان في "صحيحه"؛ كلهم من رواية أبي صالح عن ابن عباس.

(قال الحافظ):

"وأبو صالح هذا هو (باذام) -ويقال: (باذان) - مكي مولى أم هانئ، وهو

(1)

قلت: فيه (أيوب بن هانيء) مختلف فيه، ولم يرو عنه غير ابن جريج، وجملة الزهد فيه منكرة لم ترد في أحاديث الباب الصحيحة.

ص: 403

صاحب الكلبي، قيل: لم يسمع من ابن عباس، وتكلم فيه البخاري والنسائي وغيرهما".

2076 -

(4)[ضعيف] وعن عبدِ الله بنِ عَمْرِو بن العاصي رضي الله عنهما قال:

قَبَرْنا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مَيِّتاً، فلمّا فَرَغْنا انْصَرفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وانْصَرفَنْا مَعَهُ، فلمَّا حاذى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بابهُ وقَفَ، فإذا نَحْنُ بِامْرأَةٍ مُقْبِلَةٍ -قال: أظُنُّهُ عرَفَها- فلمَّا ذَهَبَتْ إذا هي فاطِمَةُ رضي الله عنها؛ فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما أخْرجَكِ يا فاطِمَةُ مِنْ بَيْتك؟ ".

قالتْ: أتَيْتُ يا رسولَ الله! أَهل هذا الميِّتِ، فرحِمْتُ إليْهِمْ مَيِّتَهُم، أوْ عَزِّيتُهم به. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لَعلَّكِ بلَغْتِ معهُم الكُدا؟ ".

فقالتْ: معاذَ الله؛ وقد سمِعتُك تَذْكُرُ فيها ما تَذْكُرُ. قال:

"لو بَلَغْتِ مَعَهُم الكُدا". فذكر تشديداً في ذلك.

قال: فسألْتُ ربيعةَ بْنَ سَيْفٍ عن (الكُدا)؟ فقال: القبور فيما أَحسِبُ.

رواه أبو داود والنسائي بنحوه؛ إلا أنه قال في آخره: فقال:

"لو بَلَغْتِها مَعَهُمْ؛ ما رأَيْتِ الجنَّةَ حتى يراها جَدُّ أبيكِ".

وربيعة هذا من تابعي أهل مصر، فيه مقال لا يقدح في حسن الإسناد

(1)

.

(1)

قلت: كيف لا يقدح فيه المقال، وفيه بيان سبب ضعفه؟! فنقل الحافظ في "التهذيب" عن ابن حبان أنه يخطئ كثيراً. والذهبي في "الميزان"، ثم قال:"لا يتابع ربيعة على هذا الحديث، في حديثه مناكير". وهو مخرج في "ضعيف أبي داود"(560)، فمن حسنه من المعاصرين في تعليقهم فما أحسن!

ص: 404

(الكُدا) بضم الكاف وبالدال المهملة مقصوراً: هو المقابر

(1)

2077 -

(5)[ضعيف] ورُويَ عنْ عَلّيٍ رضي الله عنه قال:

خَرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فإذا نِسْوَةٌ جُلوسٌ قال:

"ما يُجْلِسُكُنَّ؟ ".

قلْنَ: نَنْتَظِرُ الجَنازَةَ. قال:

"هل تُغَسِّلْنَ؟ ".

قلْنَ: لا. قال:

"هَلْ تَحْمِلْنَ؟ ".

قُلْنَ: لا. قال:

"تُدْلينَ فيمَنْ يُدْلي؟ ".

قلْنَ: لا. قال:

"فارْجِعْنَ مَأْزوراتٍ غيرَ مأجُوراتٍ".

رواه ابن ماجه

(2)

.

2078 -

(6) ورواه أبو يعلى من حديث أنس

(3)

.

(1)

قال الناجي: "تساهل هنا وتجوّز في العبارة، وقال في "حواشيه": "(الكدى) جمع (كدية) وهي القطعة الصلبة من الأرض، والقبور إنما تحفر في المواضع الصلبة لئلا تنهار".

(2)

قلت: فيه إسماعيل بن سَلْمان، وهو الأزرق التميمي، ضعيف اتفاقاً، ووقع في "زوائد ابن ماجه" للبوصيري (. . بن سُلَيمان)، وهو خطأ كما بينته في "الضعيفة"(2742)، وهو مختلف فيه، وفيه قال أبو حاتم:"صالح"! وليس هو من رجال ابن ماجه! فدخل عليه ترجمة في ترجمة، ولم يتنبه لذلك الجهلة الثلاثة، فنقلوه وأقروه!!

(3)

قلت: ليس في متنه جملة الغسل. وفي إسناده (4056 و 4284)(الحارث بن زياد) مجهول. ومن جهل الثلاثة وعجزهم وضيق عطنهم قولهم في تعليقهم عليه: "لم نجده في المسند المطبوع"!!

ص: 405

21 -

‌(الترهيب من المرور بقبور الظالمين وديارهم ومصارعهم مع الغفلة عما أصابهم

(1)

، وبعض ما جاء في عذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير عليهما السلام

.

فصل

2079 -

(1)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يُسلَّطُ الله على الكافِرِ في قبْرِه تسعةً وتسْعين تِنِّيناً، تَنْهَشُه وتَلْدَغُه حتى تقومَ الساعةُ، فلو أنَّ تِنَّيناً منْها نفَخَتْ في الأرضِ ما أَنْبتَتْ خَضْراءَ".

رواه أحمد، وأبو يعلى، ومن طريقه ابن حبان في "صحيحه"؛ كلهم من طريق دراج عن أبي الهيثم.

2080 -

(2)[ضعيف] ورواه البيهقي [يعني حديث البراء الطويل في عذاب القبر الذي في "الصحيح"]، ثم قال:

وقد رواه عيسى بن المسيب

(2)

عن عدي بن ثابت عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه اسم الملكين.

فقال في ذكر المؤمن:

(1)

انظر حديث هذا الشطر من الباب في "الصحيح".

(2)

قلت: قال الذهبي في "المغني": "قال أبو داود: ضعيف. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي".

قلت: فمثله يكون حديثه منكراً عند المخالفة كما هنا، فإنه ليس في الحديث الصحيح المشار إليه ما في هذا من جملة الأنياب والشفاه! وهو عند البيهقي في "الشعب"(1/ 358). وقد حسنه الجهلة! ولم يميزوه عن الصحيح الذي قبله، وهذا قِل من تخاليطهم الكثيرة التي لا تحصى. وفي تسمية الملكين بـ"منكر ونكير" حديث آخر جيد مخرج في "الصحيحة"(1391)، وهو في "الصحيح" في هذا الباب.

ص: 406

"فيُرَدّ إلى مضجعه فيأتيه منكرٌ ونكيرٌ يثيران الأرض بأنيابهما، ويلجفان الأرض بشفاههما (1)، فيجلسانه ثم يقال له: يا هذا! من ربُّك؟ " فذكره.

وقال في ذكر الكافر:

"فيأتيه منكرٌ ونكيرٌ يثيران الأرضَ بأنيابهما، ويُلْجِفَان (2) الَّأرضَ بشفاهِهما، أصواتُهما كالرعدِ القاصفِ، وأبصارُهما كالبرقِ الخاطِفِ، فيُجْلِسَانِه، ثم يقالُ: يا هذا! من ربُّك؟ فيقول: لا أدري! فينادَى من جانبِ القبرِ: لا دَرَيْتَ، وَيضْرِبَانِه بمرزَبةٍ من حديدٍ، لو اجتمعَ عليها مَنْ بين الخافقَين لم يُقِلُّوها

(3)

، يشتعلُ منها قبرُه ناراً، ويضيقُ عليه قبرُه حتى تختلفَ أضلاعُه".

2081 -

(3)[ضعيف] وعنه [يعني أبا هريرة رضي الله عنه] قال:

شَهِدْنا جَنازَةً معَ نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا فَرغَ مِنْ دفْنِها وانْصَرفَ الناسُ، قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّه الآنَ يسمعُ خَفْقَ نِعالِكُمْ، أتاهُ مُنْكَرٌ ونَكيرٌ أعْيُنُهما مثلُ قُدورِ النَّحاسِ، وأنْيابُهما مثلُ صَياصِي البَقَرِ، وأصواتُهما مثلُ الرَّعْدِ، فيُجْلِسَانِه، فيَسْألانِه ما كان يَعْبُدُ؟ ومَنْ كان نبِيُّه؟ فإنْ كانَ مِمَّنْ يَعبُد الله قال:[كنتُ] أعبُدُ الله، ونَبيِّي محمد صلى الله عليه وسلم جاءَنا بالبَيِّنات والهُدى، فآمنّا به واتَّبَعْناهُ، فذلك قول الله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي

(1 و 2) كذا الأصل، وكذا في طبعة عمارة وغيرها، ولا معنى له، بل قال الحافظ الناجي:

"هذا تصحيف فاحش، إنما هو: (ويكسحان أو يفحصان الأرض بأشفارهما) ".

(3)

أي: لم يحملوها. في "النهاية": "يقال: أقل الشيء يُقله، واستقله يستقله: إذا رفعه وحمله".

ص: 407

الْآخِرَةِ}، فيُقالُ لهُ: على اليَقينِ حَيِيتَ، وعليه مُتَّ، وعليه تُبْعَثُ، ثُمَّ يُفْتَحُ له بابٌ إلى الجنَّة، ويوسَعُ له في حُفْرَتِهِ، وإنْ كانَ مِنْ أهلِ الشَّكِّ قال: لا أدْري، سمعتُ الناسَ يقولون شَيْئاً فقُلْتُه، فيقالُ له: على الشكِّ حَيِيت، وعليه مُتَّ، وعليه تُبْعَثُ، ثم يُفْتَحُ له بابٌ إلى النار، ويُسلَّطُ عليه عقاربُ وتَنانينُ، لو نَفَخَ أحَدُهم على الدنيا ما أنْبَتتْ شيْئاً، تَنْهَشُه، وتُؤْمَرُ الأرضُ فتضمُّ

(1)

حتَّى تختلفَ أَضْلاعُهُ".

رواه الطبراني في "الأوسط" وقال: "تفرد به ابن لهيعة".

(قال الحافظ):

"ابن لهيعة حديثه حسن في المتابعات، وأما ما انفرد به فقليل من يحتج به. والله أعلم"

(2)

.

(صياصي البقر): قرونها.

22 -

(الترهيب من الجلوس على القبر وكسر عظم الميت)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"]

(1)

الأصل: (فتضطم)، وكذا في طبعة عمارة، وعلى هامشها:"وفي ن د (فتنضم). وفي "المجمع" (3/ 54): (فتضمه)، وهو الأقرب لمطابقته لظاهر مصورة "الأوسط". والزيادة منه، وهو مخرج "الضعيفة" (5385).

(2)

قلت: لا يحتج بشيء من حديثه إلا ما كان من رواية العبادلة ونحوهم عنه، وإلا ما وافق عليه الثقات، وفي حديثه هذا منكرات لم أجد لها ما يشهد لها، مثل جملة وصف الأعين والأنياب. وإن من تحويش الجهلة وتهافتهم تحسينهم لهذا الحديث تقليداً منهم لما نقلوه عن الهيثمي في "المجمع" (3/ 52):"رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن"! وهذا من شؤم التحويش، والعجز عن التحقيق، فإنما قال الهيثمي هذا في حديث آخر لأبي هريرة أطول من هذا مرتين!! وقال في هذا (3/ 54):"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام".

ص: 408

26 -

‌ كتاب البعث وأهوال يوم القيامة

.

1 -

‌ فصل في النفخ في الصور وقيام الساعة

(1)

.

2082 -

(1)[منكر] وعن عبد الله بن الحارث قال:

كنتُ عندَ عائشَةَ وعندها كعبُ الأحْبارِ، فذكر اسْرافيل، فقالت عائشَةُ:

يا كعبُ! أخْبِرني عن إسرافيل؟ فقال كعبٌ: عندكم العلم. قالَتْ: أجَلْ أخبرني.

قال: لهُ أرْبعةُ أجْنِحَة: جَناحان في الهواءِ، وجناحٌ قد تَسرْبَل بِه، وجناحٌ على كاهِلِه، [والعرشُ على كاهله] والقلَمُ على أُذْنِهِ، فإذا نَزلَ الوحيُ كتبَ القَلمُ ثمَّ دَرَسَتِ الملائكَةُ؛ وملَكُ الصورِ جاثٍ على إحْدى رُكْبَتَيْهِ، وقد نصَب الأُخْرى فالتَقَم الصورَ مَحنيٌّ ظَهْرُه، [شاخصٌ بصرُه إلى إسرافيلُ] وقد أُمِرَ إذا رأَى إسْرافيلَ قد ضَمَّ جناحَهُ أنْ يَنْفُخَ في الصور.

فقالتْ عائشةُ: هكذا سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول.

رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن

(2)

.

(1)

جعل المؤلف هذا الكتاب فصولًا -انظر "الصحيح"-، ورأينا إعطاء الفصول أرقاماً متسلسلة كالأبواب.

(2)

قلت: كذا قال! وتبعه الهيثمي والسيوطي في "الدر المنثور"(3/ 23)، وقلدهم الجهلة، وقد قال الطبراني (10/ 132) عقبه:"لم يروه إلا مؤمل بن إسماعيل"، وهذا ضعيف لسوء حفظه، وفوقه (علي بن زيد) وهو ابن جدعان ضعيف مثله. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 47 - 48)، واستغربه، والزيادات منهما، وكذا هي عند أبي الشيخ في "العظمة" (2/ 694 - 696) من هذا الوجه لكن ليس فيه:"فقالت عائشة. . .". وله عنده (2/ 699/ 290) طريق آخر عن كعب مختصراً مقطوعاً. وأشار إليه أبو نعيم. ورجاله ثقات رجال مسلم، غير شيخ (أبي الشيخ): شباب الواسطي، والظاهر أنه (شباب بن عيسى بن بنت أبان) من شيوخ (بحشل) في "تاريخ واسط"(ص 149) ساق له أثراً، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً كما هي عادته. والله أعلم.

وقد رواه بعض الكذابين مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجته في "الضعيفة"(6895).

ص: 409

2083 -

(2)[ضعيف] وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"تَطلُعُ عليكُم قَبْلَ الساعَةِ سحابَةٌ سوْداءُ مِنْ قِبَلِ المغْرِبِ مثلُ الترْسِ، فلا تزالُ ترتَفعُ في السماءِ وتَنْتَشِرُ حتّى تمْلأ السماءَ، ثُمَّ ينادي منادٍ: يا أيُّها الناسُ! أتى أَمْرُ الله فلا تَسْتَعْجِلوهُ. . . ".

رواه الطبراني بإسناد جيد رواته ثقات مشهورون

(1)

.

2084 -

(3)[منكر] وعن أبي مُرايَة عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أو عن عبدِ الله بْنِ عَمْروٍ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"النافخانِ في السماءِ الثانِيَةِ، رأسُ أحَدِهما بالمشْرِقِ، ورِجْلاهُ بالمَغْرِبِ -أو قال: رأسُ أحَدِهما بالمَغْرِب، ورِجْلاهُ بالمشْرِقِ-، يَنْتَظِرانِ مَتى يُؤْمَرانِ أنْ يَنْفُخا في الصورِ؛ فيَنْفُخانِ".

رواه أحمد بإسناد جيد، هكذا على الشك في إرساله أو اتصاله

(2)

.

2085 -

(4)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يأكُلُ الترابُ كل شَيْءٍ مِنَ الإنْسانِ إلا عُجْبَ ذَنَبِهِ".

قيل: وما هو يا رسول الله؟ قال:

" مثلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، منه تُنْشَؤُونَ".

رواه أحمد، وابن حبان في "صحيحه" من طريق دراج عن أبي الهيثم.

(1)

قلت: فيه (محمد بن عبد الله مولى المغيرة) لم يوثقه أحد، وانظر التعليق على الحديث في "الصحيح" هنا وفيه الفقرة الثانية من الحديث مكان النقط.

(2)

قلت: الشك المذكور يمنع من تجويده أو تحسينه كما فعل الجهلة الثلاثة! هذا ولو كان (أبو مراية) ثقة، فكيف وهو مجهول ليس بالمشهور كما قال الحافظ ابن كثير، وكان الأصل (أبو مُرَيّة)، والصواب ما أثبته، وقد بينت ذلك كله في "الضعيفة"(6896).

ص: 410

2 -

‌ فصل في الحشر وغيره

.

2086 -

(1)[ضعيف] وعن أمَّ سلَمَة رضي الله عنها قالتْ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"يُحْشَرُ الناسُ يومَ القِيامَةِ عُراةً حُفاةً".

فقالتْ أمُّ سلَمَة: فقلْتُ: يا رسولَ الله! واسوْأَتاهُ! ينْظُرُ بَعْضُنا إلى بَعْضٍ! فقال:

"شُغِلَ الناس".

قلتُ: ما شَغَلَهُم؟ قال:

"نَشْرُ الصحائفِ، فيها مثاقيل الذَّرِّ، ومَثاقِيلُ الخَرْدَلِ".

رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد صحيح

(1)

.

2087 -

(2)[ضعيف] وعن الحسنِ بْنِ عليٍّ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يُحْشَرُ الناسُ يومَ القِيامَةِ حُفاةً عُراةً".

فقالتِ امْرَأةٌ: يا رسولَ الله! فكيف يرى بَعْضُنا بَعْضاً؟ فقال:

"إنَّ الأبْصارَ شاخِصَةٌ". فرفَعَ بصرَهُ إلى السماءِ.

فقالَتْ: يا رسولَ الله! ادْعُ الله أنْ يَسْتُرَ عَورَتي، قال:

"اللهُمَّ اسْتُر عَوْرَتَها".

رواه الطبراني، وفيه سعيد بن المرزبان، وقد وثَّق

(2)

.

(1)

كذا قال! وفيه (1/ 462/ 837)(عبد الحميد بن سليمان) أخو فليح، وهو ضعيف، وقال الذهبي:"ضعفوه جداً". وزعم الهيثمي أنه من رجال الصحيح! وقلدهما الجهلة، وقالوا:"حسن"! وهو مخرج في "الضعيفة"(5318)، وللهيثمي خطأ آخر في اسم راوٍ آخر في إسناده قد بينته هناك. والحديث في "الصحيح" عن عائشة دون جملة "الصحائف".

(2)

قلت: هو ضعيف مدلس، وتركه بعضهم، وقد خالف في إسناده ومتنه كما بينت في "الصحيحة" تحت (3469). وأما الجهلة فقالوا "حسن بشواهده"! وما بعد قول المرأة:"يرى بعضنا بعضاً" لا شاهد له يذكر!

ص: 411

2088 -

(3)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يُحْشرُ الناسُ يومَ القيامَةِ ثلاثَةَ أصْنافٍ: صِنْفاً مُشاةً، وصِنْفاً رُكْباناً، وصِنْفاً على وجوههم".

قيلَ: يا رسولَ الله! وكيفَ يَمْشونَ على وُجُوهِهِمْ؟ قال:

"إنَّ الذي أمْشاهُم على أقْدامِهِمِ قادِرٌ على أنْ يُمَشِّيَهم على وُجوهِهِم، أما إِنَّهم يتَّقون بِوُجوهِهِمْ كلَّ حَدْبٍ وشوْكٍ".

رواه الترمذي وقال: "حديث حسن"

(1)

.

2089 -

(4)[منكر] وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: إنَّ الصادِقَ المصْدوقَ حَدَّثني:

"إنَّ الناسَ يُحْشَرونَ ثلاثةَ أفْواجٍ: فَوْجاً راكِبينَ طاعِمينَ كاسِين، وفوْجاً تسْحَبُهم الملائكَةُ على وُجوهِهِمْ وتَحْشُرهُم إلى النارِ، وفَوْجاً يَمْشونَ ويَسْعَوْنَ" الحديث.

رواه النسائي

(2)

.

2090 -

(5)[موضوع] ورُوِيَ عن جابرٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"يَبْعَثُ الله يومَ القِيامَةِ ناساً في صوَر الذرِّ؛ يَطَؤُهُم الناس بأقْدامِهِمْ، فيقالُ: ما بالُ هؤلاءِ في صُوَرِ الذرِّ؟ فيقالُ: هؤلاءِ المتَكَبِّرونَ في الدنيا".

رواه البزار.

(1)

كذا قال، وهو عنده (3141) من رواية علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة.

ومن هذا الوجه أخرجه أحمد (2/ 354 و 363). وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، وأوس مجهول. وقال الجهلة أيضاً:"حسن بشواهده". وكذبوا فليس له ولا شاهد واحد إلا جملة المشي على الوجه. وهو في "الصحيح".

(2)

قلت: فاته الحاكم (2/ 367) وصححه، وتعقبه الذهبي بأنه منكر فيه (الوليد بن عبد الله ابن جميع) ضعفه ابن حبان. وأعله أبو حاتم كما حكاه ابنه في "العلل"(2/ 224 - 225)، فراجعه إن شئت.

ص: 412

2091 -

(6)[ضعيف] وعن عبد العزيز العطار عن أنسٍ رضي الله عنه -لا أعلمه إلا رفعه- قال:

"لَمْ يَلْقَ ابْنُ آدمَ شيْئاً منذُ خَلقَهُ الله عز وجل أشَدَّ عليه مِنَ الموْتِ، ثمَّ إنَّ الموْتَ أهْوَنُ مِمَّا بَعْدَهُ، وإنَّهُمْ لَيَلْقوْنَ مِنْ هولِ ذلك اليومِ شِدَّةً؛ حتَّى يُلْجِمَهُمُ العَرَقُ، حتى إنَّ السُّفُنَ لو أجْرِيَتْ فيه لَجَرتْ".

رواه أحمد مرفوعاً باختصار، والطبراني في "الأوسط" على الشك هكذا واللفظ له، وإسنادهما جيد

(1)

.

2092 -

(7)[ضعيف] وعن عبد الله -يعني ابن مسعودٍ- رضي الله عنه قال:

الأرضُ كلُّها نارٌ يومَ القيامةِ، والجنةُ مِنْ ورائها [يرون]

(2)

؛ كواعبُها وأترابُها، والذي نفسُ عبد الله بيده! إن الرجلَ ليفيضُ عرقاً حتى يسيحَ في الأرض قامتَهُ، ثم يرتفعُ حتى يبلغَ أنفه، وما مسه الحسابُ.

قالوا: ممَّ ذاك يا أبا عبد الرحمن؟

قال: مما يرى الناسَ يلقَون.

رواه الطبراني موقوفاً بإسناد جيد قوي.

(1)

كذا قال! وتبعه الهيثمي، وقلدهما الثلاثة فقالوا:"حسن، قال الهيثمي. ."! و (عبد العزيز العطار) مجهول كما قال أبو حاتم والذهبي: ولم يوثقه غير ابن حبان، خلافاً لشيخه ابن خزيمة، فقد تبرأ من عهدته، وهو مخرج في "الضعيفة"(4338).

(2)

هذه الزيادة عند الطبراني في "الكبير"(9/ 168/ 8771) و"جامع المسانيد"(27/ 74/ 89) عنه. ولم ترد في "مجمع الهيثمي"(10/ 336) أيضاً، ومعناها غير ظاهر هنا، فلعلها مقحمة. والله أعلم. ثم رأيتها في "الزهد" لوكيع (2/ 648/ 365) بلفظ:"ترى" وهذا ظاهر، لكن الإسناد غير قوي؛ لأنه منقطع بين خيثمة بن عبد الله وابن مسعود، فإنه لم يسمع منه؛ كما قال أحمد وغيره، فتحسين المعلقين الثلاثة إياه، إنما هو من جهلهم وتقليدهم.

ص: 413

2093 -

(8)[ضعيف] وعنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الرجُلَ لَيُلْجِمُهُ العَرَقُ يومَ القيامَةِ؛ فيقولُ: يا ربِّ! أرِحْني ولَوْ إلى النارِ".

رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد جيد

(1)

.

وأبو يعلى، ومن طريقه ابن حبان؛ إلا أنهما قالا:

"إنَّ الكافِرَ".

2094 -

(9)[ضعيف جداً] ورواه البزار والحاكم من حديث الفضل بن عيسى -وهو واهٍ- عن ابن المنكدر عن جابرٍ. ولفظه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ العَرَق لَيَلْزَمُ المرْءَ في الموقِفِ؛ حتَّى يقولَ: يا ربِّ! إرْسالُكَ بي إلى النارِ أهْوَنُ عَليَّ مِمَّا أَجِدُ، وهو يَعْلَمُ ما فيها مِنْ شِدَّةِ العَذابِ".

وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"!

(2)

.

2095 -

(10)[ضعيف] وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:

" {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} ".

فقيل: ما أطولَ هذا اليوم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"والذي نفسي بيده! إنه ليُخَفَّفُ على المؤمن حتى يكونَ أخفَّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ".

رواه أحمد وأبو يعلى، وابن حبان في "صحيحه"؛ كلهم من طريق درّاج عن أبي الهيثم.

(1)

قلت: كلا، ليس بجيد، فإن في إسناده عندهم مضعفين، وفي متنه اضطراباً رفعاً ووقفًا، ولفظاً، وصح موقوفاً دون قوله:"فيقول: رب. . .". وهو مخرج في "الضعيفة"(3042).

(2)

قلت: ورده الذهبي بمثل قول المؤلف في راويه (الفضل بن عيسى)، وهو مخرج في "الضعيفة"(5011).

ص: 414

3 -

‌ فصل في ذكر الحساب وغيره

.

2096 -

(1)[موضوع] ورُوِيَ عن أنسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"يخْرَجُ لابْنِ آدَمَ يومَ القيامَةِ ثلاثَةُ دواوينَ: ديوانٌ فيه العَملُ الصالحُ، وديوانٌ فيه ذُنوبُه، وديوانٌ فيه النعَمُ مِنَ الله عليهِ، فيقولُ الله لأَصْغَرِ نِعْمَةٍ -أحْسبُه قالَ: في ديوانِ النعَمِ-: خُذي ثَمنَكِ مِنْ عَمَلِهِ الصالحِ. فتَسْتَوْعِبُ عَمَلهُ الصالحَ، ثُمَّ تَنَحّى وتقولُ: وعزَّتِكَ ما اسْتَوْفَيْتُ، وتَبْقَى الذنوبُ والنعَمُ وقدْ ذَهَب العملُ الصالِحُ، فإذا أرادَ الله أنْ يَرْحَمَ عَبْداً قال: يا عبدي قد ضاعَفْتُ لك حَسناتِك، وتجاوَزْتُ عنْ سيِّئاتِكَ، -أحْسِبُه قال: وَوَهَبْتُ لكَ نِعَمي-".

رواه البزار

(1)

.

2097 -

(2)[ضعيف] وعن ابن عمر رضي الله عنهما:

أنَّ رَجُلاً مِنَ الحَبَشَةِ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله! فُضِّلْتُم علينا بالألْوانِ والنُبُوَّةِ، أفرأَيْتَ إنْ آمَنْتُ بِمِثْلِ ما آمَنْتَ بِه، وعَمِلْتُ بِمْثِلِ ما عَمِلْتَ به؛ إنِّي لَكائنٌ مَعَك في الجنَّةِ؛ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"نَعم"، ثمَّ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ قال: (لا إله إلا الله)؛ كانَ له بها عهْدٌ عندَ الله، ومَنْ قال: (سبْحانَ الله)؛ كتِبَ له مئةُ ألْفِ حَسَنة".

فقال رَجُلٌ: يا رسولَ الله! كيفَ نَهْلَكُ بَعْدَ هذا؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

(1)

قلت: فيه (داود بن المحبر)، وهو واه، عن (صالح المري)، وهو ضعيف، وبه أعله الهيثمي فقصر، وقلده الثلاثة، وهو جهل. وقد خرجته في "الضعيفة"(6698).

ص: 415

"والذي نَفْسي بِيَدِه؛ إنَّ الرجُلَ لَيَجيءُ يومَ القِيامَةِ بعَمَلٍ لو وُضعَ على جَبَل لأثْقَلَهُ، فتقومُ النعْمَةُ مِنْ نِعَم الله فتكادُ تسْتَنْفِذُ ذلك كُلَّهُ، لَوْلا ما يتَفَضَّلُ الله مِنْ رَحْمَتِهِ، ثُمَّ نَزَلَتْ: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} إلى قوله: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} ".

فقالَ الحَبَشِيّ: يا رسولَ الله! وهَلْ ترى عَيْني في الجنَّةِ مثلَ ما ترى عَيْنُكَ؟ فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"نَعَمْ"،

فبَكى الحَبَشِيُّ حتَّى فاضَتْ نَفْسُه.

قال ابْنُ عُمَر: فأنا رأَيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُدْليهِ في حُفْرَتِه.

رواه الطبراني من رواية أيوب بن عتبة

(1)

.

2098 -

(3)[موضوع] ورُوي عن واثِلَةَ بْنِ الأسْقَعِ رضي الله عنه عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يَبْعَثُ الله يومَ القِيامَة عبداً لا ذنْبَ له، فيقولُ الله: أيُّ الأمْرَيْنِ أَحَبُّ إليْكَ: أنْ أُجْزيَك بعَمَلِكَ، أَو بنِعْمَتي عِنْدَك؟ قال: يا ربّ! إنك تَعْلَمُ أنِّي لمْ أَعْصِك! قال: خُذوا عبْدي بِنِعْمَةٍ مِنْ نِعَمي، فما تَبْقى له حَسَنَةٌ إلا اسْتَغْرَقَتْها تلك النِعْمَةُ، فيقولُ: ربِّ! بِنِعْمَتِك ورَحْمتِك، فيقولُ: بِنِعْمَتي ورحمتي".

رواه الطبراني

(2)

.

(1)

قلت: وهو ضعيف، قال الذهبي في "المغني":"ضعفوه؛ لكثرة مناكيره". وهو مخرج في "الضعيفة"(6618).

(2)

قلت: أخرجه في "المعجم الكبير"(22/ 59 / 140)، و"مسند الشاميين" (4/ 309/ 3390) من طريق بشر بن عون: ثنا بكار بن تميم عن مكحول عنه. وهذه نسخة موضوعة كما قال ابن حبان (1/ 190).

ص: 416

2099 -

(4)[ضعيف جداً](*) وعن جابرٍ رضي الله عنه قال:

خَرَج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"خَرَج مِنْ عندي خَليلي جبريلُ آنفاً، فقالَ: يا محمَّدُ! والَّذي بَعَثك بِالحَقِّ؛ إنَّ لله عَبْداً مِنْ عِبادهِ عَبدَ الله خَمْسَمِئَةِ سَنَةً على رأسِ جَبَلٍ في البَحْرِ؛ عَرْضُهُ وطوله ثلاثونَ ذِراعاً في ثلاثينَ ذراعاً، والبحرُ مُحيطٌ به أربَعَة آلافِ فَرْسَخ مِنْ كلِّ ناحيَة، وأخْرَجَ لَهُ عَيْناً عَذْبَةً بِعَرْضِ الإصْبَع، تَفيضُ بِماءٍ عَذْبٍ، فيَسْتَنْقِعُ في أسْفَلِ الجَبل، وشَجرةَ رُمَّانٍ تُخْرِج لهُ في كل ليلةٍ رمَّانَةً يتَعَبَّدُ يومَهُ، فإذا أَمْسى نَزلَ فأصابَ مِنَ الوضوء، وأخذَ تِلْكَ الرُّمَّانَةَ فَأكَلها، ثمَّ قامَ لِصَلاتِهِ، فسأل رَبَّه عند وقْتِ الأَجلِ أن يَقْبضَهُ ساجِداً، وأنْ لا يجْعَل للأرض ولا لِشَيْءٍ يُفْسِدُه عليه سَبيلاً؛ حتى يَبْعَثَهُ الله وهو ساجِدٌ. -قال:- ففعَلَ، فَنَحنُ نَمُرُّ عليه إذا هَبَطْنا وإذا عَرَجْنا، فنجِدُ له في العِلْمِ أنَّه يُبْعَثُ يومَ القيامَةِ، فيوقَفُ بينَ يدَيِ الله، فيقولُ له الربُّ: أدْخلوا عبدي الجنة برحْمَتي، فيقولُ: ربِّ! بَلْ بِعَمَلي. فيقولُ: أدْخِلوا عَبْدي الجنَّةَ بَرَحْمتي، فيقولُ: ربِّ! بَلْ بعملي، فيقولُ الله: قايِسُوا عبدي بِنِعْمَتي عليْهِ وبِعَمَلِه، فتوجَدُ نِعْمَةُ البَصَر قدْ أحاطَتْ بعِبادة خَمْسِمئَة سنَة، وبقيَتْ نِعْمَةُ الجَسَد فَضْلاً عليه، فيقولُ: أَدْخِلوا عبديَ النارَ، فيُجَرُّ إلى النارِ، فينادي: رَبِّ! بِرَحْمَتِك أدْخلني الجنَّةَ! فيقول: رُدّوهُ، فيوقَفُ بينَ يديْهِ، فيقولُ: يا عبدي! مَنْ خَلَقك ولمْ تَكُ شَيْئاً؟ فيقولُ: أنت يا ربِّ! فيقولُ: مَنْ قَوَّاك لِعِبادَةِ خَمْسِمِئَةِ سنَةٍ؟ فيقولُ: أَنْتَ يا ربِّ! فيقولُ: مَنْ أنْزَلَك في جبَلٍ وسَطَ اللُّجَّةِ، وأَخْرَجٍ لك الماءَ العَذْبَ مِنَ الماءِ المالِح، وأخْرَجَ لكَ كلَّ ليْلَةٍ رُمَّانَةً، وإنَّما تَخْرُج مرَّةً في السنةِ، وسَألْتَهُ أنْ يقْبِضك ساجِداً ففَعل؟ فيقولُ: أنْتَ يا ربِّ! قال:

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: سقط هذا الحكم من المطبوع، وأثبته الشيخ مشهور في طبعته للترغيب، وقال:«أثبتناه من أصول الشيخ - رحمه الله تعالى-»

ص: 417

فذلك بِرَحْمَتي، وبرَحْمتي أُدْخلُكَ الجنَّةَ، أدْخِلوا عبديَ الجنَّةَ، فنِعْمَ العبدُ كنتَ يا عَبْدي! فأدْخلَهُ الله الجنَّة. قال جبريلُ: إنَّما الأشْياءُ بِرَحْمَةِ الله يا محمدُ! ".

رواه الحاكم عن سليمان بن هرم عن محمد بن المنكدر عن جابر وقال:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

2100 -

(5)[ضعيف] وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت:

كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وكانَ بِيَدِه سِواكٌ، فدعا وَصِيفَةً لَهُ أوْ لَها، [فأبطأت] حتى اسْتَبانَ الغَضَبُ في وَجْهِه، فَخَرجَتْ أمُّ سَلَمة إلى الحُجُراتِ فوَجَدَت الوصيفَة وهي تَلْعَبُ بِبَهْمَةٍ، فقالَتْ: ألا أراكِ تلْعَبينَ بهذه البَهْمَةِ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدْعوكِ؟ فقالَتْ: لا والذي بَعَثكَ بالحق ما سمعتُكَ.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لولا خَشْيَةُ القَوَد لأوجَعْتُكِ بهذا السِّواكِ".

وفي رواية:

"لولا القَصَاصُ لضَرَبْتُكِ بهذا السِّواكِ".

رواه أبو يعلى بأسانيد أحدها جيد. [مضى 20 - القضاء /10].

2101 -

(6)[ضعيف] وعن أبي أُمامَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يجيءُ الظالِمُ يومَ القِيامَةِ؛ حتى إذا كان على جِسْرِ جَهنَّمَ بينَ الظُلْمَةِ والوَعْرَةِ؛ لَقِيَهُ المظْلومُ فَعَرَّفَهُ، وَعَرفَ ما ظَلَمهُ به، فما يَبْرَحُ الذين ظُلِموا حتَّى يُقَصُّونَ

(2)

مِنَ الذين ظَلَموا؛ حتّى ينزعوا ما فَي أيديهمْ مِن الحَسَناتِ، فإنْ لمْ

(1)

قلت: وتعقبه الذهبي بقوله (4/ 251): "قلت: لا والله، وسليمان غير معتمد". ثم الناجي من بعده فقال: "كيف وفيه سليمان؟! قال الأزدي: لا يصح حديثه. وقال العقيلي: مجهول، وحديثه غير محفوظ".

(2)

أي: يمكنون من الاقتصاص.

ص: 418

يكنْ لهم حسناتٌ؛ رُدَّ عليهمْ مِنْ سيِّئاتِهِمْ، حتَّى يورَدَ الدَّرْكَ الأَسْفَلَ مِنَ النارِ".

رواه الطبراني في "الأوسط"، ورواته مختلف في توثيقهم

(1)

.

2102 -

(7)[ضعيف] ورُوي عن زاذان قال:

دَخَلْتُ على عبْدِ الله بْنِ مسعود وقَدْ سَبَق إلى مَجْلِسِه أصْحابُ الخَزِّ والديباجِ، فقْلتُ: أدنَيْتَ الناسَ وأقْصَيْتَني! فقال لي: ادْنُ. فأدْناني حتى أقْعَدني على بِساطِهِ، ثمَّ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنَّه يكونُ للوالِدَين على ولدهِما ديْنٌ؛ فإذا كانَ يومُ القيامَةِ يتَعلَّقانِ به فيقولُ: أنا وَلَدُكما، فيَودَّانِ أو يتَمَنَّيان لوْ كان أكثرَ مِنْ ذلك".

رواه الطبراني.

2103 -

(8)[ضعيف] وعن أنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال:

بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالِسٌ إذ رَأَيْناهُ ضَحِكَ حتى بَدَتْ ثناياهُ، فقالَ له عُمَرُ: ما أَضْحَكَكَ يا رسولَ الله! بأبي أنْتَ وأمِّي؟ قال:

"رَجُلانِ مِنْ أُمَّتي جَثَيا بينْ يدَيْ ربِّ العِزَّةِ، فقال أحَدُهما: يا ربِّ! خُذْ لي مَظْلَمتي مِنْ أخي، فقال الله: كيفَ تَصْنَعُ بأخيكَ ولمْ يَبْقَ مِنْ حَسَناتِه شَيْءٌ؟ قال: يا ربِّ! فَلْيَحْمِلْ مِنْ أوْزاري".

وفاضَتْ عينا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالبُكاءِ ثُمَّ قال:

"إنَّ ذلك لَيْومٌ عظيمٌ، يَحْتاجُ الناسُ أنْ يُحْملَ عنهم مِنْ أوْزارِهم". فذكر الحديث.

(1)

قلت: هذا غير دقيق، لأن رواته ثقات؛ غير (الجهم بن فضالة الباهلي)؛ فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، ولذلك كان تعبير الهيثمي:"ورجاله وثقوا" أدق، وفيه إشارة إلى تليين بعضهم، وهو هذا، فإنه مجهول الحال. وقول المعلقين الثلاثة "حسن بشواهده" من جهلهم؛ لأنه لا شاهد له بهذا التفصيل. وهو مخرج في "الضعيفة"(5317).

ص: 419

رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد". وتقدم بتمامه في "العفو"[21 - الحدود /12].

2104 -

(9)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيةَ: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} قال:

"أتَدْرونَ ما {أَخْبَارَهَا}؟ ".

قالوا: الله ورسولُه أعْلَمُ. قال:

"فإنَّ {أَخْبَارَهَا} أنْ تَشهَد على كلِّ عبْدٍ وأمَةٍ بِما عَمِلَ على ظهْرِها، تقول: عمِلَ كذا وكذا، في يومِ كذا وكذا".

رواه ابن حبان في "صحيحه"

(1)

.

2105 -

(10)[ضعيف] وعنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

في قوله: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} قال:

"يُدْعى أحدُهم فيُعْطى كتابه بيمينه، وبُمَدُّ له في جِسْمِه ستّونَ ذراعاً، ويُبَيَّضُ وجْهُه، ويُجْعَلُ على رأسِهِ تاجٌ مِنْ لؤلُؤٍ يتَلأْلأُ، -قال:- فيَنْطَلِقُ إلى أصحابه فيَروْنَهُ مِنْ بَعيدٍ، فيقولونَ: اللهمّ بارك لنا في هذا، حتَّى يَأْتِيَهُمْ، فيقولُ: أبْشِروا؛ فإنَّ لِكُلِّ رجُلٍ منكُمْ مثلُ هذا.

وأمَّا الكافِرُ فيُعْطَى كتابَهُ بِشِمالِهِ مُسَوَّداً وجْهُه، وُيمَدُّ له في جسمه ستونَ ذراعاً على صورَةِ آدَمَ، ويُجْعَلُ على رأْسهِ تاجٌ مِنْ نارٍ، فيراه أصحابُه فيقولونَ: اللهُمَّ اخْزِهِ، فيقولُ: أبعَدَكُمُ الله، فإنَّ لِكُلِّ رجُلٍ منكمْ مثلُ هذا".

رواه الترمذي وحسنه، وابن حبان في "صحيحه" واللفظ له

(2)

، والبيهقي في "البعث".

(1)

قلت: أخرجه الترمذي أيضاً (2431 و 3350)، وكذا النسائي في "التفسير"، والحاكم، ورده الذهبي، وهو مخرج في "الضعيفة"(4834).

(2)

قلت: فيه (عبد الرحمن بن أبي كريمة) -والد إسماعيل السدي- وهو مجهول، لم يرو عنه غير ابنه. وهو مخرج في "الضعيفة"(4827).

ص: 420

4 -

‌ فصل في الحوض والميزان والصراط

(1)

.

2106 -

(1)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"حَوْضي مِنْ كذا إلى كذا، فيهِ مِنَ الآنِيَةِ عدَدُ النجومِ، أطْيَبُ ريحاً مِنَ المِسْكِ، وأحْلَى مِنَ العَسَلِ، وأبرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وأبْيَضُ مِنَ اللَّبنِ، مَنْ شَرِب منه شرْبَةً؛ لَمْ يَظْمأ أَبداً، ومَنْ لَمْ يَشْرَبْ منه؛ لَمْ يَرْوَ أبَداً".

رواه البزار والطبراني، ورواته ثقات؛ إلا المسعودي

(2)

.

2107 -

(2)[منكر] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"بينا أنا قائمٌ على الحوضِ إذا زمرةٌ، حتى إذا عرفتُم خرجَ رجلٌ من بيني وبينهم فقال: هلُمّ. فقلتُ: إلى أين؟ قال: إلى النارِ والله. فقلتُ: ما شأنُهم؟ فقال: إنهم ارتدّوا [بعدك] على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرةٌ أخرى، حتى إذا عرفْتُهم خَرَجَ رجلٌ من بيني وبينهم، فقال لهم: هَلُمّ. قلت: إلى أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتَدّوا [بعدك] على أدبارهِم، فلا أراه يخلُصُ منهم إلا مثلُ هَمَلِ النّعم".

رواه البخاري ومسلم

(3)

.

[همل النعم: ضوالها، وَمَعْنَاهُ أَن النَّاجِي قَلِيل كضالة النعم بِالنِّسْبَةِ إِلَى جُمْلَتهَا](*)

(1)

فيه إشارة إلى أن الصراط بعد الحوض، وهو الذي جزم به الحافظ في "الفتح"(11/ 405 - 406).

(2)

قلت: وكان اختلط، ومن تخاليطه زيادة على أحاديث الباب الصحيحة قوله:"ومن لم يشرب منه. .". وقد شاركه في الخلط الجهلة الثلاثة بقولهم: "حسن بشواهده"! فكذبوا! وهو مخرج في "الضعيفة"(6700).

(3)

قلت: هذا اللفظ للبخاري دون مسلم، وإنما عند هذا (1/ 150) اللفظ الآخر، وهو من حصة "الصحيح"، والأول لم يعزه السيوطي في "زوائد الجامع الصغير" إلا للبخاري وحده.

ثم رأيت الناجي قد سبقني إلى هذا التنبيه، ومع ذلك لم يتنبه الغافلون الثلاثة، لكن قوله:

"قائم" مخالف لرواية البخاري -فإنها بلفظ: "نائم"، دون قوله:"على الحوض"، والظاهر أنها زيادة من المصنف، أخذها من الأحاديث الأخرى المتواترة في الحوض؛ لكن قوله:"نائم" منكر، وهي =

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وقد أثبتها الشيخ مشهور في طبعته، وقال:«وهو في الأصل» (قال معد الكتاب للشاملة: يعني الطبعة المنيرية التي اتخذها الشيخ أصلا لعمله)

ص: 421

2108 -

(3)[ضعيف] وعنها [أي عائشة رضي الله عنها] قالتْ:

ذكرْتُ النارَ فبكَيْتُ، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما يُبْكيكِ؟ ".

قلتُ: ذكرْتُ النارَ فبكَيْتُ، فهلْ تذْكرون أهْليكُمْ يومَ القِيامَةِ؟ فقال:

"أمَّا في ثلاثَةِ مَواطِنَ فلا يَذْكُرُ أحَدٌ أحَداً: عندَ الميزانِ؛ حتَّى يَعْلَمَ أيَخِفُّ ميزانُه أمْ يَثْقُلُ، وعندَ تَطايُرِ الصُّحُفِ؛ حتَّى يعْلَمَ أين يَقَعُ كتابُه في يمينِه أمْ في شِمالِه أمْ وراءَ ظهرِه، وعندَ الصراطِ إذا وُضعَ بين ظَهْرَيْ جهنَّم؛ حتى يَجُوزَ".

رواه أبو داود من رواية الحسن عن عائشة والحاكم؛ إلا أنَّه قال:

"وعندَ الصراطِ إذا وُضِعَ بينَ ظَهْريْ جَهنَّمَ، حافَّتاه كلاليبُ كثيرَةٌ وحَسَكٌ كثيرَةٌ، يحْبِسُ الله بها مَنْ يشاءُ من خَلْقِه، حتى يَعْلَمَ أيَنْجو أمْ لا؟ " الحديث. وقال:

"صحيح على شرطهما، لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة".

2109 -

(4)[موضوع] ورُوي عن أنسٍ يرفعه قال:

"مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بالميزانِ فيُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ، فيوقَفُ بين كَفَّتَي الميزان، فإنْ ثَقُلَ ميزانُه؛ نادى مَلَكٌ بصوتٍ يُسْمعُ الخَلائقَ: سَعِدَ فلانٌ سعادَةً لا يَشْقى بعْدَها أبَداً. وإنْ خَفَّ ميزانُه؛ نادى ملَكٌ بصوتٍ يُسْمعُ الخلائقَ: شَقِيَ فلانٌ شقاوَةً لا يَسْعَدُ بعدَها أبداً".

= رواية الأكثرين عن البخاري، قال الحافظ (11/ 474):

"وللكشميهني: "قائم"، وهو أوجه، والمراد به قيامُه على الحوض يوم القيامة، ووجّهه الأول بأنه رأى في المنام -في الدنيا- ما سيقع له في الآخرة".

قلت: التأويل فرع التصحيح، وفي إسناده من قال فيه الحافظ:"كثير الخطأ"، وآخر:"يهم". والله أعلم.

ص: 422

رواه البزار والبيهقي.

2110 -

(5)[ضعيف] وعن أبي سُمَيَّةَ قال:

اخْتَلَفْنا ههنا في الوُرودِ، فقال بَعْضُنا: لا يَدْخُلها مؤْمِن، وقال بعضُنا: يدْخُلونَها جميعاً ثُمَّ يُنَجِّي الله الذينَ اتَّقوْا. فلَقيتُ جابِرَ بْنَ عبدِ الله، فقلت له: إنَّا اخْتلَفْنا في ذلك [الورود]، فقال بعْضنُا: لا يدْخُلها مؤمِنٌ. وقال بعضُنا: يَدْخُلونَها جميعاً، فأهوى بأصبَعَيْهِ إلى أذنيه وقال: صُمَّتا إنْ لَمْ أكنْ سمعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:

"الورودُ الدخولُ، لا يَبْقى بَرٌّ ولا فاجِرٌ إلا دَخَلها، فتكونُ على المؤمنِ برْداً وسَلاماً كما كانَتْ على إبْراهيمَ، حتَّى إنَّ لِلنَّارِ -أو قال: لِجَهَّنم- ضَجيجاً مِنْ بَرْدِهِمْ، ثُمَّ يَنُجِّي الله الذينَ اتَّقَوْا وَيذَرُ الظالِمينَ [فيها جِثِيِاً] ".

رواه أحمد، ورواته ثقات، والبيهقي بإسناد حَسَّنَه

(1)

.

2111 -

(6)[أثر ضعيف] وعن قيس -هو ابن أبي حازم- قال:

كان عبدُ الله بن رواحة واضِعاً رأسَهُ في حُجْرِ امْرأَتِه فَبَكى، فبكَتِ امْرَأَتُه فقال: ما يُبْكيكِ؟ قالتْ: رأيتُكَ تَبْكي فبَكَيْتُ، قال: إنِّي ذكرْتُ قولَ الله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} ، ولا أدْري أنْجو منها أمْ لا؟

رواه الحاكم وقال: "صحيح على شرطهما". كذا قال

(2)

.

(1)

قلت: هذا من تساهل البيهقي، وكذا المؤلف، فإن (أبو سمية) مجهول لا يعرف إلا بهذه الرواية، ولم يوثقه غير ابن حبان، ولذلك قال الذهبي:"مجهول". وقال ابن كثير: "حديث غريب". فتحسين الثلاثة مما لا وزن له. وكان في الأصل أخطاء كثيرة -أقرها الجهلة-، فصححتها من "المسند"(3/ 329).

(2)

يشير إلى أنه منقطع، فإن عبد الله بن رواحة استشهد في غزوة مؤتة، فلم يدركه قيس بن أبي حازم.

ص: 423

2112 -

(7)[ضعيف] وعن عبَيْدٍ بْنِ عُمَيْرٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"الصراطُ على جَهنَّمَ مثلُ حَرْفِ السيفِ، بِجَنْبَتَيْهِ الكَلاليبُ والحَسَكُ، فيرْكبهُ الناسُ فيُخْتَطَفونَ، والذي نفسي بيده وإنَّه لَيُؤْخَذُ بالكُلاَّبِ الواحِدِ أكَثرُ مِنْ ربيعةَ ومُضَرَ".

رواه البيهقي مرسلاً، وموقوفاً على عبيد بن عمير أيضاً

(1)

.

(1)

قلت: لم أره في "الشعب"، والظاهر أنه في القسم الذي لم يطبع من "البعث"، وأما قول المعلقين الثلاثة (4/ 329):"رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (367)، وقال: هذا إسناد ضعيف"؛ فهو من تدليسهم وأكاذيبهم! فإن هذا عنده في حديث لأنس ليس فيه جملة الكلاليب، وهو مخرج في "الصحيحة" تحت الحديث (941)، ويؤخذ منه أن جملة "الصراط كحد السيف" صحيحة بمجموع الطرق. فتنبه.

ص: 424

5 -

‌ فصل في الشفاعة وغيرها

.

2113 -

(1)[منكر] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قلْتُ: يا رسولَ الله! ماذا رَدَّ إليكَ ربُّك في الشَّفاعَةِ؟ قال:

"والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيدِه! لقد ظنَنْتُ أنَّك أوَّلُ مَنْ يَسْألُني عنْ ذلك مِنْ أُمَّتي؛ لِما رَأيْتُ مِنْ حِرْصِكَ على العِلْمِ، والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيده لَما يَهُمُّني مِنِ انقِصافهِمْ

(1)

على أبوابِ الجنَّة أهَمُّ عندي مِنْ تَمامِ شَفاعتي لَهُمْ، وشفاعَتي لِمَنْ شَهِدَ أنْ لا إله إلا الله مخْلِصاً، وأنَّ محمَّداً رسولُ الله يُصَدِّقُ لِسانُه قلبَه، وقلبُه لسانَه".

رواه أحمد، وابن حبان في "صحيحه".

2114 -

(2)[ضعيف] وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن لكلّ نبيٍّ يومَ القيامةِ منبراً من نورٍ، وإني لَعَلى أطولِها وأنورهِا، فيجيءُ منادٍ ينادي: أين النبيُّ الأميُّ؟ قال: فتقولُ الأنبياءُ: كلُّنا نبيٌّ أميٌّ، فإلى أيِّنا أُرْسِلَ؟ فيرجع الثانيةَ فيقول: أينَ النبيُّ الأميُّ العربيُّ؟ قال: فينزلُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم حتى يأتيَ بابَ الجنةِ فيقرعَه، فيقول: مَنْ؟ فيقول: محمدٌ أو أحمدُ. فيقالُ: أوَ قد أُرْسِلَ إليه؟ فيقولُ: نعم. فيُفتحُ له، فيدخل، فيتجلى له الربُّ تبارك وتعالى، ولا يتجلى لشيء قبله، فيخرُّ لله ساجداً، ويحمَدُه بمحامدَ لم يحمدْه بها أحدٌ ممن كان قبله، ولن يحمدَه بها أحدٌ ممن كان بعده،

(1)

بالقاف والصاد المهملة، أي: من رحمتهم ودفعتهم، وكان الأصل:(انقضاضهم)، والمثبت من "المسند"، وفي أكثر النسخ (انفضاضهم)، وهو كما قال الناجي: محيل للمعنى. وفي إسناده جهالة ومخالفة؛ كما في "التعليق الرغيب".

ص: 425

فيقالُ له: يا محمدُ! ارفعْ رأسَكَ، تكلمْ تُسْمَعْ، واشفعْ تُشفَّعْ" فذكر الحديث.

رواه ابن حبان في "صحيحه"

(1)

.

2115 -

(3)[ضعيف] وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

". . . قال: فيفزعُ الناسُ ثلاثَ فزعاتٍ، فيأتون آدم" فذكر الحديث إلى أن قال:

"فيأتوني، فأنطلقُ معهم، -قال ابن جدعان: قال أنس: فكأني انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. . .، فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد، فيفتحون لي ويرحبون فيقولون: مرحباً. . .".

رواه الترمذي وقال:

"حديث حسن"

(2)

.

2116 -

(4)[منكر] وروى الطبراني عن يزيد الرقاشي عن أنسِ بْنِ مالكٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يُشفِّع الله تبارك وتعالى آدَم يومَ القِيامَةِ مِنْ [جميع]

(3)

ذُرِّيَّتِهِ في مئةِ ألفِ ألْفٍ، وعَشَرَةِ آلافِ ألْفٍ".

(1)

قلت: في إسناده راوٍ فيه ضعف، وفي المتن نكارة ظاهرة، ودخول حديث في آخر، ولذلك استغربه الذهبي جداً، وخفيت النكارة على المعلق على "الإحسان"(14/ 401 - المؤسسة) فحسن إسناده! وزاد -ضغثاً على إبالة- فعزاه للشيخين وصمت!! وقلده الجهلة الثلاثة (4/ 339).

(2)

قلت: فيه ضعيف من قبل حفظه، والمثبت هنا مما لم أجد له ما يشهد له، بخلاف المحذوف المشار إليه بالنقط. . . فهو في "الصحيح". وخلط الجهلة هنا -كعادتهم- فقالوا:"حسن بشواهده"!!

(3)

زيادة من "المعجم الأوسط"(7/ 430/ 6836)، ويزيد الرقاشي ضعيف، والحديث من مناكيره كما قال الذهبي، وهو في "الضعيفة"(6702).

ص: 426

2117 -

(5)[ضعيف] ورُوِيَ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يوضَعُ للأَنْبِياءِ مَنابِر مِنْ نورٍ يجْلِسونَ عَليْها، ويَبْقَى مِنْبَري لا أَجْلِسُ عليه -أو قالَ: لا أقْعُد عليه-، قائماً بينَ يدَيْ ربّي مخافَةَ أنْ يَبْعَثَ بي إلى الجَنَّةِ؛ وتَبْقَى أُمَّتي بَعْدي. فأقولُ: يا رب! أُمَّتي أُمَّتي! فيقولُ الله عز وجل: يا محمَّدُ! ما تريدُ أنْ أصْنَعَ بأُمَّتِكَ؟ فأقولُ: يا ربِّ! عَجِّلْ حِسابَهُمْ. فيُدعَى بهم فيحاسَبُونَ، فمِنْهمْ مَنْ يَدخُلُ الجنَّةَ برَحْمَتِهِ، ومنهمْ مَنْ يدخُلُ الجنَّةَ بِشَفاعَتي، فما أزالُ أَشْفَعُ حتى أُعطى صِكاكاً بِرِجالٍ قد بُعِثَ بِهِمْ إلى النارِ، وحتّى أَنّ مالِكاً خازنَ النارِ لَيَقولُ: يا محمَّدُ! ما تركْتَ لِغَضَبِ ربِّك في أمَّتِكَ مِنْ نِقْمَةٍ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، والبيهقي في "البعث"، وليس في إسنادهما من تُرك

(1)

.

(الصكاك): جمع (صك): وهو الكتاب.

2118 -

(6)[ضعيف] وعن عليِّ بْنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما أزالُ أشْفَعُ لأمَّتي حتّى ينادِيني ربِّي تبارك وتعالى فيقولُ: أقد رَضيتَ يا محمَّدُ! فأقولُ: أيْ ربِّ! رَضيتُ".

رواه البزار والطبراني، وإسناده حسن إن شاء الله

(2)

.

(1)

يشير إلى أنه ليس شديد الضعف، وفي إطلاقه نظر، لأن راويه (محمد بن ثابت البناني) قد أشار البخاري إلى تركه بقوله:"فيه نظر". وقد اتفقوا على تضعيفه. وهو في "الضعيفة"(5013).

(2)

كذا قال، وفيه ضعيف، وآخر لا يعرف؛ كما بينته في الأصل. راجع له الحديث (830) في "السنة" لابن أبي عاصم مع تعليقي عليه.

ص: 427

2119 -

(7)[ضعيف] وعن عبدِ الله بْنِ عُمَر رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"خُيِّرْتُ بينَ الشفاعَةِ أو يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتي الجنَّةَ، فاخْتَرْتُ الشفاعَةَ، لأنَّها أَعَمُّ وأكْفَى، أما إنَّها ليْسَتْ للمؤمِنينَ المتقين، ولكنَّها للمُذْنِبينَ الخطَّائينَ المتَلَوّثينَ".

رواه أحمد، والطبراني واللفظ له، وإسناده جيد

(1)

.

ورواه ابن ماجه من حديث أبي موسى الأشعري بنحوه.

(قال الحافظ):

"وتقدم في "الجهاد" [12/ 14] أحاديث في شفاعةِ الشهداءِ، وأحاديثُ الشفاعة كثيرَةٌ، وفيما ذكرناه غُنْيَةَ عنْ سائِرها. والله الموفِّقُ".

(1)

قلت: في إسناده جهالة واضطراب، ومنه أن بعض رواته جعله من مسند أبي موسى الذي عزاه المؤلف لابن ماجه، وهو مخرج في "الضعيفة"(3585)، وقد خفي هذا الاضطراب على بعض المتقدمين والمعاصرين، ووقفوا عند ظاهر إسناد حديث أبي موسى فصححوه!!

ص: 428

كتاب صفة الجنة والنار

(1)

.

(الترغيب في سؤال الجنة والاستعاذة من النار)

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا. انظر "الصحيح"]

[27 -‌

‌ كتاب صفة النار]

.

‌(الترهيب من النار أعاذنا الله منها بمنّه وكرمه

، [ويشتمل على فصول]).

2120 -

(1)[ضعيف جداً] ورُوي عن كُلَيْب بن حزن رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"اطلبوا الجَنَّة جُهدَكمْ، واهرُبوا مِنَ النار جُهْدكم؛ فإنَّ الجنَّة لا ينامُ طالِبها، وإنَّ النارَ لا ينامُ هارِبُها، وإنَّ الآخرةَ اليومَ مَحْفوفَةٌ بالمكارِهِ، وإنَّ الدنيا مَحْفوفَةٌ باللَّذاتِ والشَّهَواتِ، فلا تُلْهِيِنَّكُمْ عنِ الآخِرَةِ".

رواه الطبراني.

2121 -

(2)[ضعيف] وعن أنسٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"يا معْشَر المسْلِمينَ! ارْغَبوا فيما رَغَّبَكم الله فيه، واحْذَروا مما حذَّرَكُم الله منه، وخَافوا مِمَّا خَوَّفَكُم الله بِه مِنْ عَذابِه وعقابِه ومِنْ جهنَّمَ؛ فإنَّها لوْ كانت

(1)

لقد رأينا فَصْلَ "كتاب صفة الجنة والنار" إلى "كتاب صفة النار" و"كتاب صفة الجنة" كما يأتي، ليناسب ذلك تتابع الأبواب والفصول، ولسهولة التبويب في الهامش العلوي، وغير ذلك.

ص: 429

قطْرَةٌ مِنَ الجنَّة مَعَكُمْ في دُنياكُم التي أنتُمْ فيها حَلَّتْها لكُم، ولو كانتْ قطرَةٌ مِنَ النارِ مَعَكُمْ في دنياكم التي أنتم فيها خبَّثَنْها عليكم".

رواه البيهقي، ولا يحضرني الآن إسناده

(1)

.

2122 -

(3)[منكر] وعن أبي هريرة رضي الله عنه:

أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِفَرَسٍ يَجْعَلُ كلَّ خَطْوٍ منه أقْصى بَصَرِه، فسارَ وسارَ معه جِبريلُ عليه السلام، فأتى على قومٍ يزْرَعونَ في يومٍ، ويحصُدونَ في يوْمٍ، كلَّما حَصَدوا عادَ كما كانَ. فقال: يا جبريلُ! مَنْ هؤلاءِ؟ قال: هؤلاءِ المجاهِدونَ في سبيلِ الله، تُضاعَفُ لهم الحسَنَةُ بسَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ، وما أنْفَقُوا مِنْ شَيْءٍ فهو يُخْلِفُه.

ثمَّ أتى على قومٍ تُرضَخُ رُؤوسُهم بالصخْرِ، كلّما رُضِختْ عادَت كما كانت، ولا يَفْتُر عنهمْ مِنْ ذلك شَيْءٌ، قال: يا جبريلُ! مَنْ هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذينَ تثاقَلَتْ رؤوسُهمُ عنِ الصلاةِ.

ثُمَّ أتَى على قومٍ على أدْبارِهمْ رقاعٌ، وعلى أقْبالِهم رقاعٌ، يَسْرَحونَ كما تَسْرحُ الأنْعامُ إلى الضريع والزقُّومِ ورَضْفِ جهَنَّم، قال: ما هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين لا يُؤَدُّونَ صدَقاتِ أمْوالِهمْ وما ظَلَمَهُمُ الله، وما الله بظلامٍ للْعَبيدِ.

ثم أتى على رَجُلٍ قد جَمَع حُزْمَةً عَظيمةً لا يَستَطيع حَمْلها وهُوَ يريدُ أنْ يزيدَ عليها، قال: يا جبريلُ! ما هذا؟ قال: هذا رجُلٌ مِنْ أُمَّتِكَ عليه أمانَةُ

(1)

أخرجه في "البعث"(290 - 291/ 599) من طريق سليمان بن عبد الرحمن: ثنا عبد الرحمن بن سوار الهلالي: حدثني أبو عكرمة الطائي: سمعت أنس بن مالك.

قلت: وهذا إسناد مجهول؛ (الطائي) و (الهلالي) لم أجد لهما ترجمة، و (الهلالي) ذكره المزي في شيوخ (سليمان بن عبد الرحمن). والله أعلم.

ص: 430

الناسِ لا يسْتَطيعُ أداءَها، وهو يريدُ أن يزيدَ عليها.

ثمّ أتى على قومٍ تُقْرَضُ شِفاهُهُم وأَلْسِنَتُهُمْ بِمقاريضَ مِنْ حديدٍ، كلّما قُرِضَتْ عادَتْ كما كانَتْ، لا يَفْتَرُ عنْهُم مِنْ ذلك شَيْءٌ، قال: يا جبريلُ! ما هؤلاء؟ قال: خُطباءُ الفِتْنَةِ.

ثُمَّ أتَى على جُحْرٍ صغيرٍ يَخْرُج منه ثوْرٌ عظيمٌ، فيريدُ الثورُ أن يَدْخُلَ منْ حيثُ خَرجَ فلا يَسْتَطيعُ، قال: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: هذا الرجُل يَتكَلَّمُ بالكَلِمَةِ العظيمة فينْدَمُ عليها فيُريد أن يُردَّها فلا يَسْتَطيعُ.

ثُمَّ أتى على وادٍ، فَوجَد ريحاً طيبَةً، ووَجد ريحَ مِسْكٍ معَ صوْتٍ، فقال: ما هذا؟ قال: صوتُ الجنَّةِ، تقولُ: يا ربِّ! ائْتِني بأهْلِي، وبما وَعْدتَني؛ فقد كثُرَ غَرْسي، وحريري، وسُنْدُسي، وإسْتَبْرقي، وعَبْقَري، ومَرْجاني، وفِضَّتي، وذَهَبي، وأكْوابي، وصِحافي، وأباريقي، وفواكِهي، وعَسَلي، ومائي، ولَبَني، وخَمْرِي، ائْتنِي بما وعَدْتَني، قال: لَكِ كلُّ مسلمٍ ومسلمَةٍ، ومؤمنٍ ومؤمنَةٍ، ومَنْ آمن بي وبِرُسُلي وعمِل صالِحاً، ولَمْ يُشْرِكْ بي شَيْئاً، ولَمْ يَتَّخِذْ مِنْ دوني أنْداداً، فهو آمِنٌ، ومَنْ سأَلني أعطَيْتُه، ومَنْ أقْرَضني جَزَيْتُهُ، ومَنْ توكَّلَ عليَّ كَفَيْتُه، إني أنا الله لا إله إلا أنا، لا خُلْفَ لِميعادي، قَدْ أَفْلَح المؤمنونَ، تباركَ الله أحْسَنُ الخالِقينَ، فقالَتْ: قد رَضيتُ.

ثمَّ أتى على وادٍ، فسَمعَ صوْتاً منْكراً، فقال: يا جبريلُ! ما هذا الصوتُ؟

قال: هذا صوتُ جهنَّمَ، تقولُ: يا ربِّ! ائْتِني بأهْلي، وبِما وعَدْتَني؛ فقد كَثُرَتْ سَلاسِلي، وأَغْلالي، وسَعيري، وحَميمي، وغَسّاقي، وغسْليني، وقد بَعُد قَعْري، واشَتدَّ حَرِّي، ائْتِني بما وعَدْتَني، قال: لَكِ كلُّ مشْرِكٍ ومشرِكَةٍ،

ص: 431

وخَبيثٍ وخَبيثَةٍ، وكلُّ جَبَّارٍ لا يؤمِنُ بيومِ الحِسابِ. قالتْ: قد رضيتُ" فذكر الحديث في قصة الإسراء وفرض الصلاة وغير ذلك.

رواه البزار عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو غيره عن أبي هريرة

(1)

.

2123 -

(4)[ضعيف] ورُوي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مرّ بقومٍ وهمْ يضْحَكون فقال:

"تَضْحَكونَ وذِكْرُ الجنَّة والنارِ بينَ أظْهُرِكُم؟! ".

قال: فما رُؤِيَ أحَدٌ منهُمْ ضاحِكاً حتى ماتَ. قال: ونَزَلتْ فيهمْ: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} .

رواه البزار، وليس في إسناده من ترك ولا اتهم.

2124 -

(5)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عُمر رضي الله عنهما عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه خَطَب فقال:

"لا تَنْسَوُا العَظيمَتينِ: الجنَّةَ والنارَ".

ثمَّ بَكى حتى جَرى أوْ بَلَّ دموعُهُ جانبي لحيته، ثم قال:

"والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيده! لو تعلَمون ما أعلَمُ مِنْ أمْرِ الآخرة؛ لمشَيْتُم إلى الصعيدِ، ولحَثَيْتُم على رُؤوسكُمُ الترابَ".

رواه أبو يعلى

(2)

.

2125 -

(6)[موضوع] وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

جاءَ جبريلُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم في حينٍ غيرِ حينِه الذي كان يأْتيهِ فيهِ، فقامَ

(1)

قلت: أعله الهيثمي بجهالة تابعيه! وليس بدقيق، لأن الراوي تردد بينه وبين أبي العالية -كما ترى- وهذا ثقة. ثم غفل عن إعلاله بمن دونه. وهو أبو جعفر الرازي، وهو ضعيف. وقد استنكر حديثه هذا الذهبي وابن كثير، وضعف إسناده الحافظ في "الفتح"(1/ 462).

(2)

قلت: فيه أيوب بن شبيب الصنعاني، وهو مجهول العين كما حققته في "الضعيفة"(6898)، وقول الجهلة الثلاثة:"حسن بشواهده" من أكاذيبهم وترهاتهم. هداهم الله!

ص: 432

إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"يا جبريلُ! ما لي أراكَ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ؟ ".

فقال: ما جئتُكَ حتى أَمر الله عز وجل بِمنافِخِ النارِ! فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يا جبريلُ! صِفْ لي النارَ، وانْعَتْ لي جهنَّم".

فقال جبريلُ: إنَّ الله تبارك وتعالى أَمَر بجهَنَّمَ فأوْقَدَ عليها ألْفَ عامٍ حتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أَمرَ فأوْقَدَ عليها ألْفَ عامٍ حتَّى احْمرَّتْ، ثُمَّ أَمرَ فأوْقَدَ عليها ألفَ عام حتَّى اسْوَدَتْ، فَهِيَ سَوداءُ مُظْلِمةٌ، لا يُضِيءُ شَرَرُها، ولا يُطْفَأُ لَهيبُها، والذِّي بَعَثكَ بالحقِّ لو أنَّ قَدْرَ ثُقْبِ إبْرَةٍ فُتِحَ مِنْ جهنَّم؛ لماتَ مَنْ في الأرْضِ كلُّهم جميعاً مِنْ حَرِّهِ، والذي بعَثَك بالحقِّ لوْ أنَّ [ثوباً مِنْ ثيابِ النارِ عُلِّقَ بينَ السماءِ والأرْضِ؛ لماتَ مَنْ في الأرْضِ جميعاً مِنْ حَرِّهِ، والذي بَعَثك بالحقِّ لو أنَّ]

(1)

خازِناً مِنْ خَزَنَةِ جهنَّم بَرَز إلى أهْلِ الدنيا؛ لماتَ مَنْ في الأرْضِ كلِّهم مِنْ قُبْح وجْهِهِ ومِنْ نَتَنِ ريحِه، والذي بعَثَك بالحقِّ لو أنَّ حَلقَةً مِنْ حلَق سِلْسَلَةِ أَهلِ النارِ التي نَعتَ الله في كتابِه وُضِعَتْ على جبالِ الدنيا؛ لارْفَضَّتْ وما تَقَارَّتْ حتَّى تَنْتَهِيَ إلى الأرْضِ السفْلى. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"حسْبي يا جبريلُ! لا ينْصَدعُ قلْبي فأموتُ".

قال: فنظَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريلَ وهو يَبْكي. فقال:

"تَبكي يا جبريلُ! وأنْتَ مِنَ الله بالمكانِ الذي أنْتَ بِه؟ ".

(1)

هذه الزيادة والتي بعدها في آخر الحديث سقطتا من الأصل، واستدركتهما من "المعجم الأوسط"، وأما الجهلة مدعو التحقيق، فما استدركوهما رغم عزوهم الحديث إلى "المجمع" بالرقم، والزيادة الأخرى فيه! والسبب معروف، وهو أنه لا يهمهم إلا العزو فقط!! وقد خرجت الحديث في "الضعيفة"(5401).

ص: 433

فقال: وما لي لا أبْكي؟ أنا أحقُّ بالبُكاءِ، لعلِّي أكون في علْمِ الله على غيرِ الحالِ التي أنا عليها، وما أدري لعلِّي أُبْتَلى بِما ابْتُلِيَ به إبليسُ فقد كان مِنَ الملائكةِ، وما أدْري لَعلِّي أُبْتَلى بما ابْتُليَ به هاروتُ وماروتُ. قال: فَبكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وبَكَى جبريل عليه السلام، فما زالا يَبْكِيانِ حتّى نودِيا أنْ: يا جبريلُ! ويا محمّدُ! إنَّ الله عز وجل قد أَمَّنَكُما أنْ تعْصِياه، فارْتَفَع جِبْريلُ عليه السلام، وخرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فمرَّ بقومٍ مِنَ الأنْصارِ يضْحَكونَ ويلْعَبُونَ؛ فقال:

"أتَضْحكونَ ووَراءَكُم جَهنَّم؟! فلوْ تعْلَمون ما أعْلَمُ لضَحِكْتُم قَليلاً، ولبَكَيْتُم كثيراً، ولما أسَغْتُم الطعامَ والشرابَ، ولَخَرجْتُم إلى الصُّعُداتِ تَجْأرونَ إلى الله".

[فنوديَ: يا محمّد! لا تُقَنِّطْ عِبادي، إنَّما بَعَثْتُكَ مُيَسِّراً، ولَمْ أَبْعَثْكَ مُعَسِّراً. فقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"سدِّدوا وقارِبوا"].

رواه الطبراني في "الأوسط".

وتقدم شرح بعض غريبه في حديث آخر في "ذكر الموت"[24/ 9].

2126 -

(7)[ضعيف جداً] وروِيَ عن عُمَرَ أيضاً:

أنَّ جبريلَ عليه السلام جاءَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم حزيناً لا يرفَعُ رأسَهُ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما لي أراكَ يا جبريلُ حَزيناً؟ ".

قال: إنِّي رأيْتُ لَفْحَةً

(1)

مِنْ جهنَّم؛ فلَمْ تَرْجعْ إليَّ روحي بَعْدُ.

(1)

الأصل: (نفحة)، وهو تصحيف فاحش، والتصحيح من "الأوسط"، وهو مخرج في "الضعيفة"(5402).

ص: 434

رواه الطبراني في "الأوسط".

2127 -

(8)[ضعيف] ورُوي عن أنسٍ قال:

تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} فقال:

"أُوقِدَ عليها ألفَ عامٍ حتَّى احْمَرَّتْ، وألْفَ عامٍ حتى ابْيَضَّتْ، وألفَ عامٍ حتَّى اسْوَدَّتْ، فهي سَوْداءُ مُظلِمَة، لا يُطْفَأُ لَهيبُها" الحديث.

رواه البيهقي والأصبهاني. وتقدم بتمامه في "البكاء"[24 - التوبة /7].

2128 -

(9)[ضعيف جداً] وعن أنسِ بْنِ مالكٍ أيضاً عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ نارَكُمْ هذه جُزءٌ مِنْ سبعين جزءاً مِنْ نارِ جهنَّم، ولولا أنَّها أُطْفِئَتْ بالماءِ مرَّتَيْن؛ ما اسْتَمْتَعْتُمْ بِها، وإنَّها لتدعوا الله أنْ لا يُعيدَها فيها".

رواه ابن ماجه بإسناد واهٍ، والحاكم عن جَسر بن فرقد -وهو واهٍ- عن الحسن عنه.

وقال:

"صحيح الإسناد"!

(1)

(1)

وتعقبه الذهبي في "تلخيصه"(4/ 593) بقوله: "قلت: (جسر) واهٍ، و (بكر) قال النسائي: ليس بثقة"، وقد تحرف (جسر) على الطابع أو الناسخ إلى (حسن)! فنقلة الجهلة كذلك فصار الواهي (الحسن) وهو البصري!! والحديث في "الضعيفة"(3208).

ص: 435

1 -

‌ فصل في شدة حرها وغير ذلك

.

2129 -

(1)[شاذ] وعن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن هذه النارَ جزء من مئةِ جزءٍ من جهنمَ"

(1)

.

رواه أحمد، ورواته رواة "الصحيح".

2130 -

(2)[ضعيف جداً] وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لوْ أنَّ غرْباً من جَهنَّم جُعِلَ في وسَطِ الأرضِ؛ لآذى نتَنُ ريحهِ وشدَّةُ حرِّهِ ما بين المشْرِق والمغرِبِ، ولوْ أنَّ شَرَرَةَ مِنْ شَرارِ جهنَّم بالمشْرِقِ؛ لَوَجَدَ حرَّها مَنْ بالمغربِ".

رواه الطبراني، وفي إسناده احتمال للتحسين

(2)

.

(الغَرْب) بفتح الغين المعجمة وإسكان الراء بعدهما موحدة: هي الدلو العظيمة.

2131 -

(3)[ضعيف موقوف] ورُوي عنِ ابْن عبَّاسٍ رضي الله عنهما؛ في قولهِ تعالى: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} : مِنْ مَسيرَةِ مئةِ عامٍ، وذلك إذا أُتِيَ بجهنَّم تُقادُ بِسَبْعينَ ألفِ زِمامٍ، يَشُدُّ بِكُلِّ زِمامٍ سبْعون ألْفِ مَلَكٍ، لو تُرِكَتْ لأَتَتْ على كلِّ بَرٍّ وفاجِرٍ، {سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}: تَزْفِرُ زَفْرَةً ولا تُبْقي قَطْرَةً مِنْ دَمْعٍ؛ إلا نَدَرَتْ، ثُمَّ تَزْفِرُ الثانِيَةَ فَتَقْطَعُ القلوبَ مِنْ أماكِنها تَقْطَعُ اللَّهَواتِ والحنَاجِرَ، وهي قوله:{وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} .

رواه آدم بن أبي إياس في "تفسيره" موقوفاً.

(1)

شاذ بلفظ (مئة)، والمحفوظ عن أبي هريرة في "الصحيحين" وغيرهما بلفظ "سبعين".

انظره في هذا الفصل من "الصحيح".

(2)

قلت: كلا، فإن فيه (4/ 411/ 3693) تمام بن نجيح، وهو متهم بالوضع. وهو مخرج في "الضعيفة"(5022).

ص: 436

2 -

‌ فصل في ظلمتها وسوادها وشررها

.

2132 -

(1)[ضعيف] عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"أُوقِدَ على النارِ ألفَ سنةٍ حتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أُوقِد عليها ألفَ سَنةٍ حتَّى ابْيَضَّتْ، ثم أوقِدَ عليها أَلْفَ سنةٍ حتَّى اسْوَدَّتْ، فهي سَوْداءُ كالَّليلِ المُظْلِمِ".

رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي، وقال الترمذي:

"حديث أبي هريرة في هذا موقوف وأصح، ولا أعلم أحداً رفعه غير يحيى بن أبي بُكير عن شريك"

(1)

.

[؟] زاد رزين:

"ولو أنَّ أهلَ النارِ أصابوا نارَكُم هذه لَناموا فيها، أو قال: لقَالوا فيها".

2133 -

(2)[ضعيف جداً] ورُوي عنْ أنسٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

أنه ذَكَر نارَكُم هذه فقال:

"إنَّها لَجُزْءٌ مِنْ سبَعْين جُزْءاً مِنْ نار جهَنَّم، وما وَصَلَتْ إليْكُمْ حتى أحْسِبُه قال: نضِحَتْ مرَّتَيْنِ بالماءِ لتُضيءَ لكم، ونارُ جَهَنَّمَ سَوْداءُ مُظْلِمَةٌ".

رواه البزار، وتقدم [قبيل 1 - فصل]؛ أن الحاكم صححه.

2134 -

(3)[موضوع] ورُويَ عنه أيضاً قال:

تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} فقال:

"أُوقِدَ عليْها ألفَ عام حتَّى احْمَرَّتْ، وألفَ عامٍ حتَّى ابْيَضَّتْ، وأَلفَ عامٍ حتى اسْوَدَّتْ، فهي سَوْداءُ مظْلِمَةٌ، لا يُضيءُ لَهَبُها -وفي رواية: لا يُطْفَأُ لَهَبُها-".

(1)

قلت: شريك هو ابن عبد الله القاضي، وهو ضعيف، وبعضه في "الصحيح"، وهو مخرج في "الضعيفة"(1305).

ص: 437

رواه البيهقي والأصبهاني. وتقدم [24 - التوبة/7].

2135 -

(4)[ضعيف موقوف] وعن عَلْقَمَة عنِ ابنِ مسعودٍ:

{إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} ؛ قال:

أما إنِّي لَسْتُ أقولُ كالشَجَرةِ، ولكن كالحُصونِ والمَدائِنِ.

رواه البيهقي بإسناد لا بأس به، فيه حُدَيْجُ

(1)

بنُ معاوية؛ قد وثقه أبو حاتم.

(1)

قلت: بضم الحاء المهملة، ووقع في طبعة الجهلة بالخاء المعجمة. ثم إن توثيق أبي حاتم إياه ليس صريحاً فإنه قال:"محله الصدق، وفي بعض حديثه ضعف، يكتب حديثه". وهذا إلى التضعيف أقرب، وضعفه الجمهور. ثم إنه عند البيهقي في "البعث"(280/ 574) من روايته عن أبي إسحاق، وهو السَّبيعي، وكان اختلط.

ص: 438

3 -

‌ فصل في أوديتها وجبالها

.

2136 -

(1)[ضعيف] عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" {ويل} وادٍ في جهَنَّمَ، يَهْوي فيهِ الكافِرُ أربعينَ خريفاً قبل أنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ".

رواه أحمد، والترمذي؛ إلا أنه قال:

"وادٍ بينَ جَبَلَيْنِ، يَهْوي فيه الكافِرُ سبعين خَريفاً قبْلَ أنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ".

ورواه ابن حبان في "صحيحه" بنحو رواية الترمذي، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"!

ورواه البيهقي من طريق الحاكم؛ إلا أنه قال:

"يَهْوِي فيه الكافِرُ أرْبَعين خَريفاً قَبْل أن يُفْرغَ مِنْ حِسابِ الناسِ".

(قال الحافظ):

رووه كلهم من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم، إلا الترمذي؛ فإنه رواه من طريق ابن لهيعة عن دراج، وقال:

"غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عن دراج".

2137 -

(2)[ضعيف] وعنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

قال في قولِه تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} ؛ قال:

"جَبَلٌ مِنْ نارٍ يُكَلَّفُ أَنْ يَصْعَدَهُ، فإذا وَضَع يَدهُ عليه ذابَتْ، فإذا رَفَعها عادَتْ، وإذا وَضَعَ رِجْلَهُ عليه ذابَتْ، فإذا رفَعَها عادَتْ، يَصْعَدُ سبعينَ خريفاً، ثمَّ يَهْوي كذلك".

رواه أحمد، والحاكم من طريق دراج أيضاً، وقال:

"صحيح الإسناد"!

ص: 439

ورواه الترمذي من طريق ابن لهيعة عن دراج مختصراً؛ قال:

"الصَّعودُ جَبَلٌ مِنْ نارٍ يتَصَعَّدُ فيه الكافِرُ سبْعينَ خَريفاً، وَيهْوِي بِه كذلك أَبَداً"، وقال:

"غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث ابن لهيعة".

(قال الحافظ):

"رواه الحاكم مرفوعاً كما تقدم من حديث عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عنه.

ورواه البيهقي عن شريك عن عمار الدهني عن عطية العوفي عنه مرفوعاً أيضاً، ومن حديث إسرائيل وسفيان؛ كلاهما عن عمار عن عطية عنه موقوفاً بنحوه بزيادة".

2138 -

(3)[ضعيف موقوف] وعنِ ابْنِ مَسْعودٍ رضي الله عنه:

{فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} ؛ قال:

وادٍ في جهنَّم؛ يُقذَفُ فيه الذين يتَّبِعونَ الشَّهَواتِ.

رواه الطبراني والبيهقي من رواية أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود، ولم يسمع منه. ورواة بعض طرقه ثقات.

وفي رواية للبيهقي قال:

نَهْرٌ في جهنَّم؛ بعَيدُ القَعْرِ، خبيثُ الطَّعْمِ.

وإسناد هذا جيد لولا الانقطاع.

2139 -

(4)[ضعيف موقوف] وعن أنسِ بْنِ مالكٍ؛ في قوله: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا} قال:

وادٍ مِنْ قَيْحٍ ودَمٍ.

رواه البيهقي وغيره من طريق يزيد بن درهم، وهو مختلف فيه

(1)

.

(1)

قلت: مثل هذا الاختلاف لا ينفع، لأن الجمهور على تضعيفه، ومنهم ابن معين، قال:"ليس بشيء". والسبب أنه يخطئ كثيراً كما قال ابن حبان نفسه. انظر "اللسان". والحديث في "كتاب البعث"(260/ 520)، وفي "الضعفاء" أيضاً للعقيلي (4/ 386/ 2001).

ص: 440

2140 -

(5)[ضعيف جداً] وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"تَعَوَّذوا بالله مِنْ جُبِّ الحُزْنِ -أو وادي الحُزْنِ-".

قيلَ: يا رسولَ الله! وما جُبُّ الحُزْنِ -أو وادي الحُزْنِ-؟ قال:

"وادٍ في جهنَّم؛ تتَعَوَّذُ منه جَهَنَّمُ كلَّ يومٍ سبعينَ مرَّةً، أعدَّهُ الله لِلقُرَّاءِ المُرائينَ".

رواه البيهقي بإسناد حسن

(1)

.

2141 -

(6)[ضعيف] ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"تَعَوَّذوا بالله مِنْ جُبِّ الحُزْنِ".

قالوا: يا رسولَ الله! وما جُبُّ الحُزْنِ؟ قال:

"وادٍ في جهنَّم؛ تَتَعَّوذُ منه جَهنَّمُ كلَّ يومٍ أربَعَمِئةِ مرَّة".

قيلَ: يا رسولَ الله! مَنْ يَدْخُلُه؟ قال:

"أُعِدَّ لِلْقُرَّاءِ المُرائينَ بأَعمالِهِمْ، وإنَّ مِنْ أَبْغَضِ القُرَّاءِ إلى الله؛ الذين يَزورونَ الأُمراءَ الجَوَرَةَ".

رواه ابن ماجه واللفظ له، والترمذي وقال:

"حديث غريب". [مضى - الإخلاص /1].

2142 -

(7)[ضعيف جداً] ورواه الطبراني من حديث ابن عباس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ في جهنَّم لوادِياً؛ تَسْتَعيذُ جهنَّمُ مِنْ ذلك الوادي كلَّ يومٍ أرْبَعَمِئَةِ مَرَّة، أُعِدَّ للمرائينَ مِنْ أُمَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم". [مضى بتمامه هناك].

(1)

تقلده الجهلة، مشيرين إلى أنه في "البعث" برقم (530)! وفيه علتان بينتهما في "الضعيفة"(5024).

ص: 441

2143 -

(8)[ضعيف مقطوع] وعن شُفَيّ بنِ ماتع قال:

إنَّ في جهَنَّم قَصْراً يقالُ له: (هوى)؛ يُرْمى الكافِرُ مِنْ أعلاهُ أربَعينَ خريفاً قَبْلَ أنْ يَبْلُغَ أصْلهُ، قال الله تعالى:{وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} ، وإنَّ في جهنَّمَ وادياً يُدْعى:(أثاماً)؛ فيه حيَّاتٌ وعقارِبُ، فقارُ إحداهُنَّ مقدارُ سبعين قُلَّةِ سُمَّ، والعقربُ منهُنَّ مثلُ البَغْلَةِ الموكَفَةِ، تلْدَغُ الرجُلَ ولا يَلْهيهِ ما يَجِدُ مِنْ حرِّ جَهنَّم عنْ حُمُوَّةِ لَدْغَتِها، فهو لمنْ خُلِقَ له. وإنَّ في جهنَّم وادياً يُدعى:(غيّاً)؛ يَسيلُ قيْحًا ودَماً. وإنَّ في جهنَّم سبعينَ داءً، كلّ داءٍ مثلُ جُزْءٍ مِنْ أجْزاءٍ جَهنَّمَ.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً عليه

(1)

، وفي صحبته خلاف تقدم.

2144 -

(9)[ضعيف مقطوع] وعن عطاء بن يسار قال:

إنَّ في النارِ سبعين ألْفَ وادٍ، في كلِّ وادٍ سبعونَ ألْفَ شِعْبٍ، في كلِّ شِعبٍ سبعون ألفَ جُحْرٍ، وفي كلِّ جُحْرٍ حيَّةٌ تأكُل وجُوهَ أهْلِ النارِ.

رواه ابن أبي الدنيا من رواية إسماعيل بن عياش

(2)

.

2145 -

(10)[منكر موقوف] ورواه البخاري في "تاريخه" من طريق إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف

(3)

عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلاّم عن الحجاج بن عبد الله -الثُّمالي وله صحبة-؛ أن نُفير بن مُجِيب -وكان من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ قُدمائِهِمْ- قال:

(1)

أخرجه والذي بعده في "صفة النار"(ق 3/ 2)، وفي هذا مجهول، وآخر مستور. وبيانه في "التعليق الرغيب".

(2)

قلت: هو ضعيف في روايته عن المدنيين، وهذه منها.

(3)

قلت: هو الرحبي الدمشقي؛ ضعيف، وقال الذهبي: له حديث منكر. ثم ذكر هذا.

ومن طريقه ابن أبي الدنيا أيضاً (ق 6/ 2)، والبيهقي (526).

ص: 442

إنَّ في جهنَّم سبعينَ ألْفَ وادٍ، في كلِّ وادٍ سبعونَ ألْفَ شعْبٍ، في كلِّ شِعْبٍ سبعونَ ألْفَ دارٍ، في كلِّ دارٍ سبعونَ ألْفَ بيتٍ، في كلِّ بيتٍ سبعونَ ألْفَ بِئْرٍ، في كلِّ بئرٍ سبعونَ ألفَ ثُعبانٍ، في شدْق كلِّ ثُعْبانٍ سبْعونَ ألْفَ عقْرَبٍ، لا يَنْتهي الكافِرُ أو المنافِقُ حتى يواقعَ ذلك كلَّهُ.

(قال الحافظ):

"سعيد بن يوسف، وهو اليمامي الحمصي الرحبي، ضعفه يحيى بن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن أبي حاتم: ليس بالمشهور، ولا أرى حديثه منكراً. كذا قال، فأُوردَ عليه هذا الحديث؛ لظهور نكارته. والله أعلم".

ص: 443

4 -

‌ فصل في بُعْدِ قعرها

.

2146 -

(1)[ضعيف جداً] ورواه [يعني حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح"] الطبراني

(1)

من حديث أبي سعيدٍ الخدريِّ قال:

سمعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صوتاً هالَهُ، فأتاهُ جبريلُ عليه السلام، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ما هذا الصوتُ يا جبريلُ؟ ".

فقال: هذه صخْرَةٌ هَوَتْ مِنْ شَفير جهنَّم مِنْ سبعين عاماً؛ فهذا حينَ بَلَغَتْ قَعْرَها، فأحبَّ الله أنْ يُسْمِعَك صوْتَها. فما رُؤيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ضاحِكاً ملءَ فيه؛ حتَّى قَبَضهُ الله.

2147 -

(2)[ضعيف] وعن أبي أُمامَة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لو أنَّ صَخْرَةً وَزَنَتْ عشْر خَلِفاتٍ؛ قُذِفَ بها مِنْ شَفيرِ جهَنَّم؛ ما بَلَغَتْ قَعْرَها سبعين خريفاً حتى تَنْتَهِيَ إلى (غَيٍّ) و (أثَامٍ) ".

قيل: وما (غيُّ) و (أثامُ)؟ قال:

"بئرانِ في جهنَّم؛ يسيلُ فِيهما صديدُ أهْل النارِ، وهما اللَّتان ذكرَهُما الله في كتابه: {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}، وقوله: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} ".

رواه الطبراني والبيهقي مرفوعاً

(2)

، ورواه غيرهما موقوفاً على أبي أمامة؛ وهو أصح.

(1)

الإطلاق يوهم أنه في "المعجم الكبير"! وإنما هو في "الأوسط"(1/ 453/ 819)، وفيه متروك، وهو مخرج في "الضعيفة"(6705).

(2)

قلت: فيه ضعيفان، خرجته في "الصحيحة" تحت الحديث (1312). وفيه بيان أن الموقوف لا يصح أيضاً.

ص: 444

(الخَلِفات) جمع (خَلِفة): وهي الناقة الحامل.

2148 -

(3)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لسُرادِقِ النارِ أرْبَعةُ جُدُرٍ، كَثْفُ كلُّ جدارٍ مسيرَةُ أربعين سنَةً".

رواه الترمذي، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

(1)

فيه (دراج) عن أبي الهيثم. وهو عنه ضعيف كما ذكرنا مراراً.

ص: 445

5 -

‌ فصل في سلاسلها وغير ذلك

.

2149 -

(1)[ضعيف] عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لو أنَّ رَصاصَةً مِثْلَ هذه -وأشار مثل الجمجمة- أُرْسِلَتْ مِنَ السماءِ إلى الأرضِ؛ وهي مسيرَة خَمْسُمِئَةِ سنَةٍ؛ لَبَلَغتِ الأرض قَبْلَ الليْلِ، ولوْ أَنَّها أُرْسِلَتْ مِنْ رَأسِ السِّلْسِلَةِ؛ لَسارَتْ أرْبعين خَريفاً الليلَ والنهارَ؛ قَبْلَ أنْ تَبْلُغَ أصْلَها [أو قَعْرَها]

(1)

.

رواه أحمد والترمذي والبيهقي؛ كلهم من طريق دراج عن عيسى بن هلال الصدفي عنه، وقال الترمذي:

"إسناده حسن".

2150 -

(2)[ضعيف] وعن يعلى بنِ مُنْيَةَ [رضي الله عنه] رفع الحديث إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"يُنْشِئُ الله سَحابةً سَوْداءَ مُظْلِمَةً، فيقالُ: يا أهلَ النارِ! أيَّ شيءٍ تَطْلُبونَ؟ فيذْكُرونَ بها سحابَةَ الدنيا؛ فيقولونَ: يا رَبنَّا! الشرابَ، فَتَمْطُرُهُم أغْلالاً تزيدُ في أغْلالِهمْ، وسلاسِلَ تزيدُ في سلاسِلِهْم، وجَمْراً تَلْتَهِبُ عليهم".

رواه الطبراني. وقد روي موقوفاً عليه، وهو أصح

(2)

.

و (يعلى بن منية) صحابي مشهور؛ و (منية) أمه، ويقال: جدته؛ وهي بنت غزوان أخت عتبة بن غزوان، وكثيراً ما ينسب إلى أبيه: أمية.

(1)

زيادة من الترمذي (2591) و"المسند"(2/ 197). ورواه بدونها عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص 19 - 20).

(2)

قلت: لا يصح مرفوعاً ولا موقوفاً، لأن إسنادهما واحد، وفيه ضعف وانقطاع، وبيانه في "الضعيفة"(5403).

ص: 446

2151 -

(3)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لو أنَّ مَقْمَعاً مِنْ حديدِ جهنَّم وُضع في الأرْضِ، فاجْتَمَعَ له الثَّقلانِ؛ ما أقَلُّوهُ مِنَ الأرْضِ".

رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد".

وفي رواية لأحمد وأبي يعلى قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لو ضُرِبَ الجَبَلُ بِمَقْمَعٍ مِنْ حديد جهنَّم؛ لَتَفتَّتَ ثُمَّ عادَ".

وروى هذه الحاكم أيضاً؛ إلا أنه قال:

"لَتَفَتَّتَ فَصارَ رَمادًا". وقال:

"صحيح الإسناد"

(1)

.

(المَقْمَعُ): المطرق، وقيل: السوط.

2152 -

(4)[ضعيف] وعن محمد بن هاشم قال:

لما نَزَلَتْ هذه الآيةُ: {نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} ، قَرأها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فسَمِعَها شابُّ إلى جَنْبِه فصُعِقَ، فجعَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رأسَهُ في حِجْرِه رحمةً لَهُ، فَمكَثَ ما شاءَ الله أنْ يمْكُثَ، ثمَّ فتَحَ عَيْنَيْه، فقال: بأبي أنتَ وأمِّي، مثلُ أيِّ شيءٍ الحَجَرُ؟ قال:

"أما يَكْفيكَ ما أصابَكَ؟ على أنَّ الحَجَر الواحِدَ منها لو وُضعَ على جِبالِ الدنيا كلِّها لذابَتْ مِنْه، وإنَّ مَع كلِّ إنْسانٍ منهُمْ حَجَراً وشَيْطاناً".

(1)

قلت: الروايتان من حديث دراج عن أبي السمح، وهو ضعيف كما تقدم مراراً، وهما مخرجان في "الضعيفة"(4349 و 4350).

ص: 447

رواه ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن الوضاح: حدثنا عباءة بن كليب، عن محمد بن هاشم. وعباءة؛ قال أبو حاتم:

"صدوق، في حديثه إنكار، أخرجه البخاري في "الضعفاء"، يحول من هنالك"

(1)

.

2153 -

(5)[منكر] وعن عبدِ الله بْنِ عَمْروٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الأَرَضِينَ بينَ كلِّ أرْضٍ إلى التي تليها مسيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سنَةٍ، فالعُليا مِنها على ظهرِ حوتٍ قدِ الْتَقى طرَفاهُ في سَماءٍ، والحوتُ على صَخْرةٍ، والصخْرة بِيدِ مَلَكٍ، والثانِيَةُ مسْجَنُ الريحِ، فلمّا أرادَ الله أنْ يهْلِكَ عَاداً؛ أمر خازِنَ الريحِ أنْ يرسِلَ عليهم ريحاً تُهْلِك عاداً، قال: يا ربِّ! أرسِلُ عليهم مِنَ الريحِ قدْرَ مِنخرِ الثوْرِ؟ قال له الجبَّارُ تبارك وتعالى: إذاً تكْفِئ الأرضَ ومَنْ عليها، ولكن أَرْسِلْ علَيْهم بِقَدَرِ خاتَمٍ، فهيَ التي قال الله في كتابِه: {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ}. والثالثَةُ فيها حِجارَةُ جهَنَّم، والرابِعَة فيها كِبْريتُ جَهنَّم".

قالوا: يا رسولَ الله! أللِنارِ كبْريتٌ؟ قال:

"نَعم والَّذى نَفْسي بِيَدِه؛ إنَّ فيها لأَوْدِيةً مِنْ كبريتٍ، لوْ أُرْسِلَ فيها الجبالُ الرواسي لماعَتْ، والخامِسَةُ فيها حيَّاتٌ إنَّ أفْواهَها كالأوديةِ؛ تَلْسَع الكافر اللَّسْعَةَ فلا يَبْقَى منهُ لَحْمٌ على وَضَمٍ، والسادِسَة فيها عَقارِب جَهنَّم، إنَّ أدْنَى عقربٍ منها كالبِغال الموكَفَةِ، تضرِب الكافِر ضَرْبةً تُنْسيهِ ضَرْبَتُها حَرَّ

(1)

قلت: إعلاله بـ (محمد بن هاشم) أولى، لأنه من طبقة (أتباع التابعين) فهو معضل، ثم إن الظاهر أنه الذي في كتاب "الجرح" (4/ 1/ 116):"محمد بن هاشم. سمع أبا الزناد، روى عنه يعقوب بن محمد الزهري، وهو مجهول".

ص: 448

جهنَّم، والسابِعةُ سقرُ، وفيها إبليسُ مصفَّدٌ بالحديدِ، يَدٌ أمامَهُ، ويدٌ خلْفَه، فإذا أراد الله أن يُطْلِقَهُ لما يشاءُ مِنْ عبادِه أطْلَقَهُ".

رواه الحاكم وقال:

"تفرد به أبو السمح، وقد ذكرت عدالته بنص الإِمام يحيى بن معين، والحديث صحيح ولم يخرجاه"

(1)

.

(قال الحافظ):

"أبو السمح هو دراج، وقبله عبد الله بن عياش القِتباني، ويأتي الكلام عليهما، وفي متنه نكارة. والله أعلم".

قوله: (تُكفيء الأرض) مهموز؛ أي: تقلبها.

و (الوضم) بفتح الواو والضاد المعجمة جميعاً: هو كل شيء يوضع عليه اللحم، والمراد هنا أنه لا يبقى منه لحم إلا سقط عن موضعه.

6 -

‌ فصل في ذكر حيّاتها وعقاربها

.

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا والحمد لله. انظر "الصحيح"]

(1)

قلت: تعقبه الذهبي بقوله (4/ 594): "قلت: بل منكر. . دراج كثير المناكير".

ص: 449

7 -

‌ فصل في شراب أهل النار

.

2154 -

(1)[ضعيف] عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

في قوله: {كَالْمُهْلِ} ؛ قال:

"كَعَكَرِ الزيتِ، فإذا قُرِّبَ إلى وَجْهِهِ؛ سقَطَتْ فرْوَةُ وجْهِهِ فيه".

رواه أحمد والترمذي من طريق رِشدِين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم، وقال الترمذي:

"لا نعرفه إلا من حديث رِشدين".

(قال الحافظ):

"قد رواه ابن حبان في "صحيحه"، والحاكم من حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج. وقال الحاكم: صحيح الإسناد".

2105 -

(2)[ضعيف] وعن أبي أُمامَةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

في قولهِ تعالى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ} ؛ قال:

"يُقَرَّبُ إلى فيه فَيَكْرَهُهُ، فإذا أَدْنيَ منه شوَى وجْهَهُ، ووقَعَتْ فَرْوَةُ رأْسِهِ، فإذا شَرِبهُ قَطَّعِ أمْعَاءَهُ حتى يَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ، قال الله عز وجل: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}، ويقول: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ} ".

رواه أحمد، والترمذي وقال:

"حديث غريب"، والحاكم وقال:

"صحيح على شرط مسلم".

(1)

(1)

قلت: وقع الحديث عنده في ثلاثة مواطن (عن عبد الله بن بسر)، وهو من تصحيف بعض الرواة عنده وعند غيره أيضاً، و (عبد الله) هذا صحابي من رجال مسلم، وكذلك من دونه، ولذلك صححه على شرط مسلم، وهو تصحيف، والصواب (عُبيد الله) مصغراً، وهو مجهول. وهو مخرج في "الضعيفة"(6897).

ص: 450

(الحميم): هو المذكور في القرآن في قوله تعالى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} .

وروي عن ابن عباس وغيره أن (الحميم): الحار الذي يحرق.

وقال الضحاك: (الحميم) يغلي منذ خلق الله السموات والأرض إلى يوم يُسقونه، وُيصب على رؤوسهم.

وقيل: هو ما يجتمع من دموع أعينهم في حياض النار فيسقونه. وقيل غير ذلك

(1)

.

2156 -

(3)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لوْ أَنَّ دَلْواً مِنْ غسَّاقِ جهنَّم يُهراقُ في الدنيا؛ لأَنْتَنَ أهلُ الدنيا".

رواه الترمذي من حديث رشدين عن عمرو بن الحارث عن درّاجٍ عن أبي الهيثم، وقال الترمذي:

"إنما نعرفه من حديث رشدين".

(قال الحافظ):

"رواه الحاكم وغيره من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث به؛ وقال الحاكم: صحيح الإسناد".

(الغسَّاق): هو المذكور في القرآن في قوله تعالى: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} ، وقوله:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} .

وقد اخْتُلِفَ في معناه؛ فقيل:

هو ما يسيل من بين جلد الكافر ولحمه. قاله ابن عباس.

وقيل: هو صديد أهل النار. قاله إبراهيم وقتادة وعطية وعكرمة.

وقال كعب: هو عين في جهنم تسيل إليها حمة كل ذات حمة من حية أو عقرب أو غير ذلك فيستنقع، فيؤتى بالآدمي فيغمس فيها غمسة واحدة؛ فيخرج وقد سقط جلده ولحمه عن العظام، ويتعلق جلده ولحمه في عقبيه وكعبيه، فيجرّ لحمه كما يجرّ الرجل ثوبه.

وقال عبد الله بن عمرو: (الغساق): القيح الغليظ، لو أن قطرة منه تهراق في المغرب

(1)

هذه الفقرة في معنى (الحميم) مكانها في الأصل قبيل حديث أبي أمامة هذا، وقدمناها هنا لضرورة السياق.

ص: 451

لأنتنت أهلَ المشرق، ولو تهراق في المشرق لأنتنت أهلَ المغرب.

وقيل غير ذلك.

2157 -

(4)[ضعيف] وعن أبي موسى رضي الله عنه؛ أنَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"ثلاثَةٌ لا يدخلونَ الجنَّةَ: مُدْمِنُ الخَمْرِ، وقاطعُ الرحِمِ، ومُصَدِّقٌ بالسحْرِ. ومَنْ مات مُدْمِنَ الخَمْرِ؛ سقاهُ الله جلَّ وعلا مِنْ نَهْرِ الغوطةِ".

قيلَ: وما نهْرُ الغوطَةِ؟ قال:

"نَهْرٌ يَجْري مِنْ فُروجِ المُومِساتِ، يُؤْذي أهْلَ النارِ ريحُ فروجِهِمْ".

رواه أحمد، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد".

(المومِسَات) بضم الميم الأولى وكسر الثانية: هنّ الزانيات. [مضى 21 - الحدود /6].

2158 -

(5)[ضعيف] وعن أسماء بنت يزيد؛ أنها سمِعَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَنْ شَرِبَ الخمرَ؛ لَمْ يَرْضَ الله عنه أربعينَ لَيْلَة، فإنْ ماتَ؛ ماتَ كافِراً، فإنْ عادَ؛ كان حقّاً على الله أنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طينَةِ الخَبالِ".

قيلَ: يا رسولَ الله! وما طينَةُ الخَبالِ؟ قال:

"صديدُ أهْلِ النارِ".

رواه أحمد بإسناد حسن. [مضى أيضاً هناك].

[موضوع] وتقدم أيضاً فيه حديث أنس:

"مَنْ فارَقَ الدنيا وَهُو سَكْرانُ؛ دخَلَ القبْر سَكْرانَ، وبُعِثَ مِنْ قَبْرِه سَكْرانَ، وأُمِرَ به إلى النارِ سَكْرانَ، [إلى جَبَلٍ يقالُ له: سَكْرانُ]، فيه عَيْنٌ يَجْري منها القَيْحُ والدمُ، هو طعامُهُم وشرابُهُم ما دامَتِ السمواتُ والأرْضُ".

ص: 452

8 -

‌ فصل في طعام أهل النار

.

2159 -

(1)[ضعيف] عن ابنِ عباس رضي الله عنهما:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لو أن قطرةً من الزَّقُّومِ قُطِرَتْ في دارِ الدنيا لأفسدتْ على أهلِ الدنيا معايشَهم، فكيف بمن يكون طعامُه؟! ".

رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وابن حبان في "صحيحه"؛ إلا أنه قال:

"فكيف بمن ليس له طعام غيره؟! ".

والحاكم؛ إلا أنه قال فيه: قال:

"والذي نفسي بيده! لو أن قطرةً من الزَّقُّوم قُطِرَتْ في بحارِ الأرضِ لأفسدت -أو قال: لأَمَرّتْ- على أهلِ الأرضِ معايشَهم، فكيف بمن يكون طعامَه؟! ".

وقال: "صحيح على شرطهما"، وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

ورُوي موقوفاً على ابن عباس

(1)

.

2160 -

(2)[ضعيف] وعن أبي الدرداءِ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يُلْقَى على أهلِ النارِ الجوعُ، فيعْدِلُ ما هم فيه مِنَ العَذابِ، فيَسْتَغيثونَ؛ فيُغاثونَ بِطَعامٍ مِنْ ضَريعٍ لا يُسْمِنُ ولا يُغْني مِنْ جوعٍ، فيَسْتَغيثون بالطعامِ؛

(1)

قلت: وهو الأصح عنه، وفيه ضعيف، وفي المرفوع تدليس، وبيانه في "الضعيفة"(6782) بيانًا مفصلاً لا تراه في مكان آخر.

ص: 453

فيُغاثونَ بطَعامٍ ذي غُضَّةٍ، فيَذْكُرون أنَّهم [كانوا]

(1)

يُجيزونَ الغصَصَ في الدنيا بالَشراب [فيستغيثون بالشراب](*)، فيُدْفَعُ إليْهِمُ الحَميمُ بِكَلاليبِ الحَديدِ، فإذا دَنَتْ مِنْ وُجوهِهِم شَوَتْ، وُجوهَهم، فإذا دخَلْت بُطونَهُم قَطَّعَتْ ما في بُطونِهِم، فيقولون: ادْعُوا خَزنةَ جهنَّم، فيقولون:{أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} ، قال: فيقولونَ: ادْعُوا مالكاً فيقولونَ: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} ، قال: فيُجِيبُهم {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} -قال الأعمشُ: نُبِّئتُ أَنَّ بينَ دُعائهم وبيْنَ إجَابَة مالِك إيَّاهم؛ ألْفَ عام- قال: فيقولونَ: ادْعوا ربُّكُمْ فلا أحَدَ خيرٌ منْ رَبِّكُمْ، فيقولون:{رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} ، قال: فيُجِيبُهم: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} ، قال: فعِنْدَ ذلك يئسوا مِنْ كُلِّ خيرٍ، وعند ذلك يأخذُونَ في الزَّفيرِ والحَسْرَةِ والوَيْلِ".

رواه الترمذي والبيهقي؛ كلاهما عن قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عنه. وقال الترمذي:

"قال عبد الله بن عبد الرحمن

(2)

: والناس لا يرفعون هذا الحديث، قال: وإنما روي هذا الحديث عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قوله، وليس بمرفوع. وقطبة بن عبد العزيز ثقة عند أهل الحديث" انتهى.

2161 -

(3)[ضعيف موقوف] وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما:

في قوله تعالى: {طَعَامًا ذَا غُصَّة} ؛ قال:

شوكٌ يأخذُ بالحلقِ، لا يدخُلُ ولا يخرجُ.

رواه الحاكم موقوفاً عن شبيب بن شيبة عن عكرمة عنه، وقال:"صحيح الإسناد".

(1)

زيادة من الترمذي (2589).

(2)

قلت: هو الإمام الدارمي صاحب "السنن" المعروف بـ"مسند الدارمي"، وهو شيخ الترمذي في هذا الحديث. ولا يصح عندي مطلقاً؛ مرفوعاً أو موقوفاً؛ لأن مدارهما على (شهر) كما ترى، والموقوف أخرجه ابن جرير في "التفسير"(18/ 46)، وابن أبي الدنيا في "صفة النار"(ق 5/ 2 - 6/ 1).

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتها الشيخ مشهور في طبعته وقال: وهي مثبتة في «المنيرية» ، وغيرها وفي «الترمذي» و «البعث والنشور» للبيهقي

ص: 454

9 -

‌ فصل في عِظَمِ أهل النار وقبحهم فيها

.

2162 -

(1)[ضعيف موقوف] عن عبدِ الله بْنِ عَمْروٍ رضي الله عنهما قال:

لوْ أنَّ رجُلاً مِنْ أهْلِ النارِ أُخْرِجَ إلى الدنيا؛ لَماتَ أهْلُ الدنيا مِنْ وَحْشَةِ مَنْظَرهِ، ونَتَنِ ريحِه.

قال: ثمَّ بكى عبدُ الله بُكاءً شَديداً.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً

(1)

، وفي إسناده ابن لهيعة.

2163 -

(2)[ضعيف] وعنِ ابْن عمرَ

(2)

رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الكافِرَ لَيُسْحَبُ لِسانَهُ الفَرْسخَ والفَرْسخَيْن، يَتَوطَّؤهُ الناسُ".

رواه الترمذي عن الفضل بن يزيد عن أبي المخارق عنه، وقال:

"هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه، والفضل بن يزيد كوفي قد روى عنه غير واحد من الأئمة، وأبو المخارق ليس بمعروف" انتهى.

(قال الحافظ):

رواه الفضل بن يزيد عن أبي العجلان قال: سمعت عبد الله بن عمر (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الكافِرَ لَيَجُرُّ لِسانَهُ فَرْسَخَيْنِ يومَ القيامَةِ؛ يَتَوَطَّؤه الناسُ".

أخرجه البيهقي وغيره، وهو الصواب، وقول الترمذي:"أبو المخارق ليس بمعروف"

(1)

قلت: هو عنده في المصدر المتقدم (ق 7/ 2 - 8/ 1).

(2)

الأصل: (ابن عمرو)، وكذا في طبعة الجهلة مع أنهم عزوه للترمذي بالرقم كعادتهم.

وكذلك عزوه لكتاب "البعث" للبيهقي! وفاتهم عزوه لابن أبي الدنيا في "الأهوال"(143/ 126)! وهو عندهم جميعاً (ابن عمر)! ووقع عند الأخيرين (أبو العجلان) مكان (أبو المخارق)، وقال البيهقي:"هذا غلط، إنما هو (أبو العجلان المحاربي)، وذكره البخاري في (الكنى) ". وقال الذهبي:

"وهو الصواب، ولا يعرف". وهو مخرج في "الضعيفة"(1986).

ص: 455

وهم، إنما هو أبو العجلان المحاربي، ذكره البخاري في "الكنى"؛ وقال أبو بكر مُرَبَّع الحافظ:

"ليْسَ لهُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بهذا الإسناد إلا هذا الحديث" انتهى.

2164 -

(3)[منكر] وعنه أيضاً عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"يَعْظُمُ أهلُ النارِ في النارِ؛ حتى إنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أذُنِ أحدِهم إلى عاتِقِه مَسيرَةُ سَبْعِمِئَةِ عامٍ، وإنَّ غِلَظَ جِلْدِه سبعونَ ذراعاً، وإنَّ ضِرْسَهُ مثلُ أحُدٍ".

رواه أحمد، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وإسناده قريب من الحسن

(1)

.

2165 -

(4)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

في قولِهِ تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} ؛ قال:

"يُدْعَى أحَدُهُمْ فَيُعْطى كِتابَهُ بِيَمينِه، ويُمَدُّ له في جِسْمِه ستّونَ ذِراعاً، ويُبَيضُ وَجْهُه، ويُجْعَلُ على رأْسِه تاجٌ مِنْ نورٍ يتَلأْلأُ، فَيَنْطَلِقُ إلى أصْحَابِهِ فيرونَهُ مِنْ بعيد فيقولونَ: اللهُمَّ آتِنا بهذا، وبارِكْ لنا في هذا، حتى يأْتِيَهُمْ فيقولُ لَهمُ: أبْشِروا لِكُلِّ رجُلٍ منكُمْ مثلُ هذا. -قال:-

وأمَّا الكافِرُ فيُسَوَّدُ وَجْهُه، ويُمَدُّ لهُ في جِسْمِهِ ستّونَ ذِراعاً في صورَةِ آدَمَ، ويُلْبَسُ تاجاً مِنْ نارٍ فيراهُ أصْحابُه، فيقولونَ: نعوذُ بالله مِنْ شرِّ هذا، اللهُمَّ لا تأْتِنا بهذا، فيأْتِيهِمْ، فيقولونَ: اللهُمَّ اخْزِهِ، فيقولُ: أبُعَدَكمُ الله، فإنَّ لِكُلِّ رجُلٍ منكُمْ مثلُ هذا".

(1)

قلت: بل هو ضعيف الإسناد، منكر المتن، مخالف للأحاديث الصحيحة إلا في الضرس، وهي في "الصحيح". وهو مخرج في "الضعيفة"(1323)، ويمكن أن يستثنى أيضاً جملة (غلظ جلده) إذا كان معنى الغلَظ بمعنى العرض، ففي حديث أبي هريرة في "الصحيح" هنا رواية بإسناد حسن بلفظ:"وعرض جلده سبعون ذراعاً"، فلينظر. وأما الجهلة فتهافتوا وقالوا كعادتهم:"حسن بشواهده"!!

ص: 456

رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب"، واللفظ له، وابن حبان في "صحيحه"

(1)

، والبيهقي.

2166 -

(5)[ضعيف] وروى ابن ماجه من طريق عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:

"إن الكافرَ ليُعَظَّمُ حتى إن ضرسَه لأعظمُ من (أُحُدٍ)، وفضيلة جسده على ضرسِه؛ كفضيلة جسدِ أحدِكم على ضرسه".

2167 -

(6)[ضعيف] وعن أبي سعيد رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

{وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} ؛ قال:

"تَشْوِيهِ النارُ؛ فَتَقْلِصُ شَفَتُه العُلْيا حتى تَبْلُغ وسْطَ رَأْسِهِ، وتَسْتَرْخي شَفَتُه السُّفْلى حتى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ".

رواه أحمد، والترمذي وقال:

"حديث حسن صحيح غريب"، والحاكم وقال:

"صحيح الإسناد"

(2)

.

قال الحافظ عبد العظيم:

"وقد ورد أن من هذه الأمة من يعظم في النار كما يعظم فيها الكفار".

2168 -

(7)[ضعيف] فروى ابن ماجه والحاكم وغيرهما من حديث عبد الله بن قيس قال:

كنت عند أبي بردةَ ذاتَ ليلةٍ، فدخل علينا الحارث بن أقيش رضي الله عنه، فحدثنا الحارث ليلتئذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

قلت: فيه (عبد الرحمن بن أبي كريمة) والد (إسماعيل السُّدّى) -وهو مجهول العين كما سبق، وهو مخرج في "الضعيفة"(4827).

(2)

قلت: هو من رواية دراج عن أبي الهيثم.

ص: 457

"إن مِنْ أُمّتي مَنْ يدخلُ الجنةَ بشفاعَتهِ أكثرُ من مُضَر

(1)

، وإن مِنْ أمتي مَنْ يَعْظُم للنار حتى يكونَ أحدَ زواياها".

اللفظ لابن ماجه، وإسناده جيد، وقال الحاكم:

"صحيح على شرط مسلم"

(2)

.

وتقدم لفظه "فيمن مات له ثلاثة من الأولاد"[17 - النكاح /9 - باب].

ورواه أحمد بإسناد جيد أيضاً؛ إلا أنه قال:

"عن عبد الله بن قيس قال: سمعت الحارث بن أقيش يحدث؛ أن أبا برزة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:. . . فذكره".

كذا في أصلي، وأراه تصحيفاً، وصوابه: سمعت الحارث بن أقيش يحدث؛ أبا بردة؛ كما في "ابن ماجه". والله أعلم.

2169 -

(8)[ضعيف] وعن أبي غسان الضبِّيِّ قال: قال لي أبو هريرة بظَهْرِ (الحَرَّة):

تعرفُ عبد الله بنَ خراشٍ؟ [قلت: لا، قال:]

(3)

سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"فَخْذُه في جَهنَّمَ مِثْلُ أُحُدٍ، وضِرْسُه مثلُ البَيْضَاءِ".

قلت: لِمَ ذاكَ يا رسولَ الله؟ قال:

"كان عاقاً بِوالِديْهِ".

رواه الطبراني بإسناد لا يحضرني.

(1)

جملة الشفاعة هذه لها شواهد تقدم بعضها في "الصحيح"(26/ آخر 5 - فصل).

(2)

قلت: ليس كذلك، فيه مجهول كما تقدم هناك.

(3)

زيادة من "المعجم الأوسط"(7/ 439)، وفي إسناده من لا يعرف، وهو مخرج في "الضعيفة"(5306)، وكان في الأصل مكان (الحرة):(الحيرة)! ومكان الزيادة (وإني)! فصححتهما من "المعجم" و"المجمع"، ولم يصححها الجهلة على عادتهم!

ص: 458

10 -

‌ فصل في تفاوتهم في العذاب، وذكر أهونهم عذاباً

.

2170 -

(1)[ضعيف مرسل] وعن عبيد بن عميرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ أدْنَى أهلِ النار عذاباً؛ لَرَجُلٌ علَيْه نعلانِ يَغْلي منْهُما دماغُه؛ كأَنَّهُ مِرْجَلٌ، مسامِعُه جَمْرٌ، وأضْراسُه جَمْرٌ، وأَشْفارُه لَهَبُ النارِ، وتخرجُ أحشاءُ النارِ جَنْبَيْه مِنْ قَدميْه. وسائِرَهم كالحبِّ القليلِ في الماءِ الكثيرِ؛ فهو يَفُورُ".

رواه البزار

(1)

مرسلاً بإسناد صحيح.

2171 -

(2)[ضعيف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ جهنَّم لمَّا سيقَ إليها أهْلُها تلَقَّتْهُم، فلَفَحَتْهُم لَفْحَةً، فَلَمْ تَدع لَحْماً على عَظْمٍ؛ إلا أَلْقَتْهُ على العُرْقوبِ".

رواه الطبراني في "الأوسط"، والبيهقي مرفوعاً

(2)

.

ورواه غيرهما موقوفاً عليه، وهو أصح.

2172 -

(3)[ضعيف موقوف] ورُوِيَ عن ابْنِ عبَّاسٍ:

في قوله تعالى: {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} ؛ قال:

يُجْمَعُ بينَ رَأْسِه ورِجْلَيْه؛ ثُمَّ يُقْصفُ كما يُقْصَف الحَطَبُ.

رواه البيهقي موقوفاً

(3)

.

(1)

لم يقع في نسخة الناجي من "الترغيب" قوله: (البزار)، فإنه قال:"قال: (رواه مرسلاً بإسناد صحيح). كذا وقع في النسخ هنا سقط، ولعله: رواه هناد بن أبي السري في "الزهد" كما عزاه إليه ابن رجب الحنبلي في كتابه: "صفة النار" أو البيهقي".

قلت: فلعل قوله: (البزار) ملحق من بعض النساخ، فإن الحديث لم يذكره الهيثمي أصلاً في "المجمع". وهو في "الزهد" كما قال (1/ 193/ 309)، وكذا ابن أبي شيبة (13/ 157/ 1598) والله أعلم.

(2)

قلت: فيه (محمد بن سليمان بن الأصبهاني) ضعيف. وهو مخرج في "الضعيفة"(5302).

(3)

قلت: أخرجه في "البعث"(286/ 591)، وفيه (الكديمي) وضاع، و (شريك) ضعيف.

ص: 459

2173 -

(4)[ضعيف جداً موقوف] ورُويَ عن عُمرَ بْنِ الخطَّاب رضي الله عنه:

أنَّه قرأَ هذه الآية: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} ، قال: يا كَعْبُ! أخْبِرْني عَنْ تَفْسيرِها، فإنْ صَدقْتَ صَدَقْتُك، وإنْ كذْبتَ ردَدْتُ عليكَ. فقال:

إنَّ جلْدَ ابنِ آدَمَ يُحرَقُ ويجدَّدُ في ساعةٍ أوْ في مقدارِها ستَّةَ آلافِ مَرَّة.

قال: صدقْت.

رواه البيهقي

(1)

.

2174 -

(5)[ضعيف مقطوع] ورَوى أيضاً

(2)

عن الحسن -وهو البصري- قال:

{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} ؛ قال:

تأكُلُهم النارُ كلَّ يوْمٍ سبعينَ ألْفَ مرَّةٍ، كلّما أكَلَتْهُم قيلَ لهم: عُودوا. فيعودونَ كما كانوا.

2175 -

(6)[ضعيف ومقطوع] وعن سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قال:

إذا أرادَ الله أنْ يُنْسِيَ أهْلَ النارِ؛ جَعَل لِلْرَّجُلِ منهم صُنْدوقاً على قدْرهِ مِنْ نارٍ، لا يَنْبُضُ منه عِرْقٌ إلا فيه مِسْمَارٌ مِنْ نارٍ، ثُمَّ تُضْرَمُ فيه النارُ، ثُمَّ يُقْفَلُ بِقِفْلٍ مِنْ نارٍ، ثُمَّ يُجْعَلُ ذلك الصُّنْدوقُ في صُندوقٍ مِنْ نارٍ، ثُمَّ يُضْرَم بينهما نارٌ، ثم يُقْفَلُ بِقفْلٍ مِنْ نارٍ، ثُمَّ يُجْعلُ ذلك الصُّندوقِ في صُندوقٍ مِنْ نارٍ، ثُمَّ

(1)

قلت: أخرجه في "البعث"، وسنده ضعيف جداً، وروي عن عمر مرفوعاً بسند أوهى منه، وقد خرجتهما في "الضعيفة"(6899).

(2)

قلت: بالبناء للمعلوم؛ يعني البيهقي في "البعث". ومع ظهور المراد، فقد خفي على الجهلة فطبعوه على البناء للمجهول (ورُوي)! فصار الأثر غير معزو في الكتاب لأحد!! ثم إن الأثر صحيح الإسناد إلى الحسن، فيكون مقطوعاً ضعيفاً، وانظر التعليق الآتي. والحديث مخرج في "الضعيفة" أيضاً.

ص: 460

يُضْرَمُ بينهما نارٌ، ثُمَّ يُقْفَلُ ثُمَّ يُلْقَى أوْ يُطْرَحُ في النارِ، فذلك قوله:{لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} ، وذلك قولُه:{لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ} ؛ قال: فما يُرَى أنَّ في النارِ أحداً غَيْرُهُ.

رواه البيهقي بإسناد حسن موقوفاً

(1)

.

2176 -

(7)[ضعيف] ورواه أيضاً بنحوه من حديث ابن مسعود بإسناد منقطع.

(قال الحافظ):

"سُوَيْدُ بن غَفَلَةَ ولد في العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عام الفيل، وقدم المدينة حين دفنوا النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره، وتوفي في زمن الحجاج، وهو ابن خمس وعشرين، وقيل: سبع وعشرين ومئة".

(1)

قلت: بل هو مقطوع؛ لأن سويد بن غفلة ليس صحابياً كما يستفاد من ترجمة المؤلف وغيره إياه، فلو أنه رفع الحديث لكان مرسلاً، فكيف وهو لم يرفعه. فتأمل. ثم إن في إسناده في "البعث"(286/ 592)(أبو خالد) وهو (يزيد بن عبد الرحمن الدالاني)، وهو ضعيف. ومن طريقه رواه ابن أبي شيبة أيضاً (13/ 556/ 17263)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 176). وأما الجهلة فقالوا:"حسن موقوف"!!

ص: 461

11 -

‌ فصل في بكائهم وشهيقهم

.

2177 -

(1)[موقوف وضعيف] وروى البيهقي عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عنِ ابْنِ عبَّاسٍ؛ في قوله: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} قال:

صوتٌ شديد، وصوتٌ ضعيف.

[ضعيف](قال الحافظ): وتقدم [هنا 8 - فصل] حديث أبي الدرداء، وفيه:

"فيَقُولونَ: ادْعُوا مالِكاً، فيقولونَ: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} " -قال الأعمشُ: نُبِّئتُ أنَّ بينَ دعائهِم وبين إجابَةِ مالِكٍ لهُمْ آلْفَ عام- قال: فيقولونَ: ادْعُوا ربُّكُمْ فلا أَحَدَ خَيْرٌ مِنْ ربِّكُمْ، فيقولون:{رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} ، قال: فيُجِيبُهُمْ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} ، قال: فعندَ ذلك يَئسُوا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وعند ذلك يأخُذونَ في الزَّفيرِ والشَّهيقِ والوَيْلِ".

رواه الترمذي.

2178 -

(2)[ضعيف] وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"يُرسَلُ البكاءُ على أهل النارِ، فيبكون حتى تنقطعَ الدموعُ، ثم يبكونَ الدمَ حتى يصيرَ في وجوههم كهيئة الأُخدودِ؛ لو أُرسلت فيها السفن لَجَرَتْ".

رواه ابن ماجه، وأبو يعلى، ولفظه: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"يا أيها الناس! ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، فإن أهلَ النار يبكون في النارِ حتى تسيلَ دموعُهم في خدودهم كأنها جداولُ حتى تنقطعَ الدموعُ،

ص: 462

فيسيل -يعني الدمُ- فتقرّح العيون".

وفي إسنادهما يزيد الرقاشي، وبقية رواة ابن ماجه ثقات؛ احتج بهم البخاري ومسلم

(1)

.

2179 -

(3)[ضعيف] ورواه الحاكم مختصراً عن عبد الله بن قيسٍ مرفوعاً قال:

"إن أهلَ النار ليبكون حتى لو أُجريت السفُن في دموعِهِم لَجَرَت، وإنهم ليبكون الدمَ مكانَ الدمع".

وقال: "صحيح الإسناد"

(2)

.

(الأُخدود) بالضم: هو الشق العظيم في الأرض.

(1)

قلت: هذا التوثيق لا فائدة منه، وفوقهم (يزيد الرقاشي)، وهو ضعيف؛ وتركه بعضهم، وهو مخرج في "الضعيفة"(6889).

(2)

قلت: فيه (أبو النعمان محمد بن الفضل) يلقب بـ (عارم) كان تغير، وبعضهم قال: اختلط، وصح موقوفاً، وهو مخرج هناك. و (عبد الله بن قيس) هو (أبو موسى الأشعري).

ص: 463

[28 -‌

‌ كتاب صفة الجنة]

.

(الترغيب في الجنَّةِ ونعيمِها، ويشتمل على فصول).

2180 -

(1)[ضعيف جداً] وعن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ريحُ الجَنَّةِ يِوجَدُ مِنْ مَسيرَةِ ألفِ عامٍ، والله لا يَجِدُ ريحَها عاقٌّ، ولا قاطعُ رَحِمٍ".

رواه الطبراني من رواية جابر الجعفي.

وتقدم غيرما حديث فيه ذكر رائحة الجنة في أماكن متفرقة من هذا الكتاب لم نعدها.

ص: 464

1 -

‌ فصل في صفةِ دخولِ أهلِ الجنةِ الجنةَ، وغير ذلك

.

2181 -

(1)[ضعيف جداً] عن عليٍّ رضي الله عنه:

أنَّه سأَلَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عنْ هذه الآية: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} ، قال:

قلتُ: يا رسولَ الله! ما الوفدُ إلا رَكْبٌ؟ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"والذي نَفْسي بيَدِه؛ إنَّهُمْ إذا خَرَجُوا مِنْ قبُورِهم اسْتُقْبِلوا بنوقٍ بيضٍ، لها أجْنِحَةٌ عليها رِحالُ الذّهَبِ، شُرُكُ نِعالِهم نورٌ يتَلأْلأُ، كلُّ خُطْوَةٍ منها مثْلُ مدِّ البَصَرِ، ويَنْتهون إلى بابِ الجنَّةِ، فإذا حَلْقَةٌ من ياقوتَةٍ حمْراءُ على صفائِح الذهَب، وإذا شَجَرةٌ على بابِ الجنَّة يَنْبُع مِنْ أصْلِها عينانِ، فإذا شَرِبوا مِنْ أحَدِهما جَرَتْ في وُجوهِهمْ بِنَضْرَةِ النعيمِ، وإذا تَوَضَّؤُوا مِنَ الأُخْرى لَمْ تَشْعَثْ أشْعارُهم أبَداً، فيَضْرِبونَ الحَلْقَة بالصفيحَةِ، فلو سمعتَ طنين الحلْقَةِ يا عليّ! فيبْلُغ كلَّ حوْراءَ أنَّ زَوْجَها قد أقْبَلَ، فتَسْتَخِفُّها العَجَلة، فتَبْعَثُ قَيِّمَها فَيَفْتَحُ لهُ البَابَ، فلَوْلا أنَّ الله عز وجل عَرَّفَهُ نَفْسَه؛ لَخَرَّ له ساجِداً مِمّا يَرى مِنَ النورِ والبَهاءِ، فيقول: أنا قَيّمُك الذي وُكِّلْتُ بِأمْرِك، فيَتْبَعُه فيَقْفوا أَثَرَهُ فيأتي زوْجَتَهُ، فتَسْتَخِفُّها العَجَلَةُ، فتَخْرُجُ منَ الخَيْمَة فَتُعانِقُه، وتقول: أنْت حِبِّي وأنا حِبُّك، وأنا الراضِيَةُ فلا أسْخَطُ أبداً، وأنا الناعِمَةُ فلا أَبْؤُسُ أبداً، وأنا الخالِدَةُ فلَا أَظْعَنُ أبَداً، فيَدْخُلُ بَيْتاً مِّنْ أساسِه إلى سَقْفِه مئةُ ألفِ ذِراع، مَبْنيٌّ على جَنْدَلِ الُّلؤْلُؤِ والياقُوتِ، طرائقُ حُمْرٌ، وطرائقُ خُضْرٌ، وطرائقُ صفرٌ، ما منها طريقَةٌ تشاكِلُ صاحِبَتها، فيأتي الأريكَةَ فإذا علَيْها سريرٌ، على السريرِ سبعونَ فِراشاً، على كلِّ فِراشٍ سبعون زَوْجَةً، على كلِّ زَوْجَةٍ سبْعون حُلَّةً، يُرى مُخُّ ساقِها مِنْ باطِنِ الحُلَلِ، يُفْضي جِماعُهُنَّ في مقدارِ ليْلَةٍ، تجري مِنْ تَحْتِهِمْ أنهارٌ

ص: 465

مطَّرِدَةٌ، أنهارٌ من ماءٍ غيرِ آسنٍ، صاف ليسَ فيه كدَرٌ، وأنهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصفَّى لَمْ يَخْرُج مِنْ بُطونِ النَّحْلِ، وأنهارٌ مِنْ خَمْرٍ لذَّةٍ للِشارِبينَ لمْ تَعْصِرْه الرجالُ بأقْدامِها، وأنهارٌ منْ لَبَنٍ لمْ يتغيَّر طَعْمهُ لَمْ يَخْرُج مِنْ بُطونِ الماشيَة، فإذا اشْتَهُوا الطعامَ جاءَتْهم طَيرٌ بِيضٌ فَتَرْفَعُ أجْنِحَتَها، فيأكلونَ مِنْ جُنوبِها مِنْ أيِّ الألْوانِ شَاؤوا ثُمَّ تطيرُ فتَذْهَبُ، وفيها ثمارٌ متدلِّيَةٌ إذا اشْتَهوها انْبَعَث الغُصْنُ إليْهِمْ فَيْأكُلونَ مِنْ أيِّ الثمارِ شَاؤوا، إن شاءَ قائماً، وإنْ شاءَ متّكِئاً، وذلك قوله:{وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} ، وبين أيديهم خَدَمٌ كاللُّؤْلُؤِ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب صفة الجنة" عن الحارث -وهو الأعور-

(1)

عن علي مرفوعاً هكذا.

[ضعيف] ورواه ابن أبي الدنيا أيضاً والبيهقي وغيرهما عن عاصم بن ضمرة عن علي موقوفاً عليه بنحوه، وهو أصح وأشهر، ولفظ ابن أبي الدنيا: قال:

"يساقُ الذين اتقوا ربَّهم إلى الجنةِ زُمراً، حتى إذا انتهوا إلى بابٍ من أبوابِها وجدوا عندَه شجرةً يخرج من تحتِ ساقِها عَيْنان تجريان، فعمدوا إلى أحداهما كأنما أُمِروا بها، فشربوا منها، فأَذْهَبَتْ ما في بطونِهم من أذىَ أو قذىَ أو بأسٍ، ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها، فَجَرَتْ عليهم بنضرةِ النعيمِ، فلن تتغيّرَ أبشارُهم تغيُّراً بعدَها أبداً، ولن تَشْعَثَ أشعارُهم؛ كأنما دُهنوا بالدّهانِ، ثم انتهوا إلى خَزَنَةِ الجنةِ فقالوا:{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} . قال: ثم يلقاهم -أو تلقاهم- الوِلْدان يطيفون بهم كما يطيفُ وِلْدانُ أهلِ الدنيا بالحميم يَقْدُمُ من غيْبةٍ، فيقولون: أبشرْ بما أعدّ اللهُ لك من

(1)

قلت: الحارث ضعيف، وكذبه بعضهم، وهو مخرج والذي بعده في "الضعيفة"(6724).

ص: 466

الكرامةِ. قال: ثم ينطلقُ غلامٌ من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحورِ العِينِ فيقول: قد جاء فلان -باسمه الذي يدعى به في الدنيا-، فتقول: أنتَ رأيتَه؟ فيقول: أنا رأيتُه، وهو ذا بأثري، فيستخفّ إحداهن الفرحُ حتى تقومَ على أُسْكُفَّة بابِها

(1)

، فإذا انتهى إلى منزِلهِ نظرَ إلى أيّ شيءٍ أساسُ بنيانِهِ؟ فإذا جَنْدَلُ

(2)

اللؤلؤ، فوقه صَرحٌ أخضرُ وأصفرُ وأحمرُ، ومن كلّ لونٍ، ثم رفع رأسَهُ فنظَر إلى سقفِه، فإذا مثلُ البرقِ لولا أنّ اللهَ قدّرَ له لألمَّ أن يُذْهِبَ ببصرِه، ثم طأطأَ رأسَه فنظرَ إلى أزواجِهِ، وَأكوابٌ موضوعةٌ، ونمارقُ مصفوفةٌ، وزرابيُّ مبثوثةٌ، فنظروا إلى تلك النعمةِ ثم اتّكَأوا وقالوا:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} الآية، ثم ينادي منادٍ: تحَيُون فلا تموتون أبداً، وتُقِيمُون فلا تَظْعَنون أبداً، وتصحُّون -أراه قال:- فلا تمرضون أبداً".

(الجندل): الحجر.

(الآسن) بمد الهمزة وكسر السين المهملة: هو المتغير.

(الحميم): القريب.

(الأكواب): جمع (كوب): وهو كوز لا عروة له. وقيل: لا خرطوم له، فإذا كان له خرطوم فهو (إبريق).

(النمارق): الوسائد، واحدها (نمرقة).

(الزرابي): البسط الفاخرة، واحدها (زُرْبِية).

(1)

أي: عتبة الباب.

(2)

أي: حجارة اللؤلؤ.

ص: 467

2 -

‌ فصل فيما لأدنى أهل الجنة فيها

.

2182 -

(1)[ضعيف] ورواه [يعني حديث أبي سعيد الخدري] أحمد عن أبي سعيد وأبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"آخرُ رجلين يخرجان من النارِ يقول اللهُ لأحدِهما: يا ابنَ آدمَ! ما أعددتَ لهذا اليوم؟ هل عملتَ خيراً قط؟ "، فذكر الحديث بطوله إلى أن قال في آخره:

"فيقولُ اللهُ عز وجل: سَلْ وتمنّه. فيسألُ ويتمنى ثلاثة أيامٍ من أيامِ الدنيا، ويُلَقّنه اللهُ ما لا علمَ له به، فيسألُ ويتمنى، فإذا فرغَ قال: لك ما سألت".

قال أبو سعيد: "ومثلُه معه". قال أبو هريرة: "وعَشَرةُ أمثاله معه".

فقال أحدُهما لصاحبه: حدِّث بما سمعتَ، وأُحدّث بما سمعتُ.

ورواته محتج بهم في "الصحيح"؛ إلا علي بن زيد

(1)

.

وهو في "البخاري" بنحوه؛ إلا أن أبا هريرة قال: "ومثله"، وقال أبو سعيد:"وعشرة أمثاله"، على العكس. وتقدم [في "الصحيح" 26 - البعث/ آخر 3 - فصل].

2183 -

(2)[ضعيف موقوف] وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال:

إنَّ آخِرَ أهلِ الجنَّةِ دُخولاً الجنَّةَ؛ رجُلٌ مَرَّ به ربُّه عز وجل، فقال له: قُمْ فادْخُلِ الجنَّة، فأقْبَل عليه عابِساً، فقال: وهل أبْقَيْتَ لي شيْئاً؟ قال: نَعَمْ؛ لكَ مثلُ ما طَلَعتْ عليه الشَّمْسُ أَوْ غَرُبَتْ.

رواه الطبراني بإسناد جيد، وليس في أصلي رفعه، وأرى الكاتب أسقط منه ذكر

(1)

قلت: وهو ضعيف، ومن ضعفه أنه انقلب عليه الحديث فجعل رواية أبي سعيد مكان رواية أبي هريرة، والعكس. ومع هذا كله قال الجهلة:"حسن"!!

ص: 468

النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

2184 -

(3)[ضعيف] وعن عبدِ الله بنِ عُمَر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ألا أُخْبِرُكُمْ بأسْفَلِ أهْلِ الجنَّةِ دَرجَةً؟ ".

قالوا: بَلى يا رسولَ الله! قال:

"رَجُلٌ يدْخُلُ مِنْ بابِ الجَنَّةِ، فيَتَلَقَّاهُ غلْمانُه، فيقولونَ: مَرْحباً بسَيِّدِنا، قد آنَ لك أنْ تزورَنا. قال: فتمدُّ له الزرابيُّ أرْبعين سنَةً، ثُمَّ يَنْظُرُ عنْ يمينِه وشِمالِه، فيرى الجِنانَ، فيقول: لِمَنْ ما ههُنا؟ فيقالُ: لكَ. حتى إذا انتهى رُفِعَتْ له ياقوتَةٌ حمْراءُ، أو زَبرْجَدَةٌ خَضْراءُ، لها سبْعونَ شِعْباً، في كلِّ شِعْبٍ سبعونَ غُرْفَةً، في كلِّ غرفَةٍ سبْعون باباً، فيقالُ: اقْرَأْ وارْقَ، فيَرْقَى حتَّى إذا انْتَهى إلى سريرِ مُلْكِه اتَّكَأ عليهِ، سِعَتُهُ ميلٌ في ميل، له فيه قُصورٌ، فيُسْعَى إليه بسبعينَ صحْفَةً مِنْ ذهَبٍ، ليسَ فيها صحْفَةٌ فيها مِنْ لوْنِ أخْتِها، يَجِدُ لذَّةَ آخِرِها كما يجِدُ لذَّةَ أوَّلِها، ثمَّ يُسْعَى إليه بألْوانِ الأَشْرِبةِ، فيَشْرَبُ منْها ما اشْتَهى، ثُمَّ يقولُ الغِلْمانُ: اتْركوهُ وأزْواجَهُ، فينْطلِقُ الغِلْمانُ، ثُمَّ يَنْظُرُ؛ فإذا حَوْراءُ منَ الحورِ العينِ جالِسَةٌ على سرير مُلْكها، عليها سبعونَ حُلَّةً، ليسَ مِنْها حُلَّةٌ مِنْ لَوْنِ صاحِبَتِها، فيُرى مُخُّ ساقِها مِنْ وراءِ اللَّحْمِ والدمِ والعَظْمِ، والكِسْوَةُ فوقَ ذلك، فينظُرُ إليها فيقولُ: مَنْ أنْتِ؟ فتقولُ: أنا مِنَ الحورِ العينِ، مِنَ اللاتي خُبِّئْنَ لكَ، فينظُر إليها أربعينَ سنةٌ لا يصْرِفُ بَصَره عنها، ثمَّ يَرْفَعُ بصَرهُ إلى الغرفة فإذا أُخْرى أجمل منها، فتقولُ: ما آن لَك أنْ يكونَ

(1)

قلت: ما رآه المؤلف؛ خطأ ظاهر عندي، فإن الطبراني أخرجه في "المعجم الكبير"(3/ 27/ 2) في جملة آثار موقوفة في أول ترجمة ابن مسعود، وفي إسناده أبو إسحاق، وهو السبيعي، وكان اختلط.

ص: 469

لَنا منكَ نصيبٌ؟ فيرتقي إليْها أربعينَ سنةً لا يَصْرِفُ بَصَرَهُ عنها، ثمَّ إذا بلَغَ النعيمُ مِنْهم كلَّ مَبْلَغٍ، وظَنُّوا أنْ لا نعيمَ أفْضَلَ منهُ تَجلَّى لهُمُ الرَّبُ تبارَك اسْمُه، فيَنْظُرونَ إلى وجهِ الرّحْمن، فيقولُ: يا أهْلَ الجنَّة! هَلِّلوني، فَيتَجاوَبونَ بِتَهْليلِ الرحمنِ، ثُمَّ يقول: يا داود قُمْ فَمَجِّدْني كما كنْتَ تُمَجِّدُني في الدنيا، -قال:- فيُمَجِّدُ داودُ ربَّه عز وجل".

رواه ابن أبي الدنيا، وفي إسناده من لا أعرفه الآن

(1)

.

2185 -

(4)[ضعيف] ورُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ أدْنَى أهلِ الجنَّة منْزِلةً؛ لَمَنْ ينظُر إلى جَنَّاتِهِ وأزْواجِهِ ونعيمِه وخَدَمِهِ وسرُرِه مسيرَةَ ألْفِ سنَةٍ، وَأكْرمَهُم على الله مَنْ يَنْظُر إلى وَجْهِهِ غُدْوَةً وعَشِياً".

ثم قرأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} .

رواه الترمذي وأبو يعلى والطبراني والبيهقي.

ورواه أحمد مختصراً قال:

"إنَّ أدْنى أهلِ الجَنَّةِ مَنْزِلةً؛ لَيَنْظُر في مُلْكِه أَلْفيْ سَنةٍ، يرى أقْصاهُ كما يرى أدْناهُ، يَنظُر إلى أزْواجِهِ وخَدَمِهِ".

زاد البيهقي على هذا في لفظٍ له:

"وإنَّ أَفْضَلَهُم مَنْزِلةً؛ لَمَنْ ينظُرُ إلى الله عز وجل في وجْهِه في كلِّ يومٍ مرتين".

(1)

قلت: أخرجه في "صفة الجنة"(100/ 334)، وليس فيه من لا يعرف إلا شيخ ابن أبي الدنيا (محمد بن عبد الله بن موسى القرشي)، لكنه قد توبع في "منتخب عبد بن حميد"(2/ 51/ 849)، لكن الراوي عن ابن عمر (حماد بن جعفر) وهو العبدي البصري؛ مختلف فيه، وقال الحافظ:"لين الحديث، من السابعة"، فهو إسناده منقطع، فكان ينبغي إعلاله به. ومن جهل الثلاثة بهذا العلم أنهم أعلوه بـ (أبو شهاب الحناط)، وهو من رجال الشيخين!!

ص: 470

2186 -

(5)[ضعيف موقوف] وروى ابن أبي الدنيا عن الأعمش عن ثوير قال: أراه عن ابن عمر قال:

إنَّ أَدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنْزِلَةً؛ لَرَجُلٌ له ألْفُ قَصْر، بين كلِّ قَصْرَيْنِ مسيرةُ سَنةٍ، يَرى أقْصاها كما يرى أدْناها، في كلِّ قَصْرٍ مِنَ الحورِ العينِ والرياحينِ والوِلْدانِ؛ ما يَدْعُو بشَيْءٍ إلا أُتِيَ بِهِ.

رواه هكذا موقوفاً

(1)

.

2187 -

(6)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أدْنَى أهْلِ الجنَّةِ؛ الذي ثمانون ألْفَ خادِمٍ، واثْنَتانِ وسبْعونَ زَوْجَةً، ويُنْصَبُ له قُبَّةَ مِنْ لُؤْلُؤٍ وزَبرْجَدٍ وياقوتٍ، كما بينَ (الجابِيَةِ) إلى (صَنْعَاءَ) ".

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد يعني عن عمرو بن الحارث عن دراج".

(قال الحافظ):

"قد رواه ابن حبان في "صحيحه" من حديث ابن وهب -وهو أحد الأعلام الثقات الإثبات- عن عمرو بن الحارث عن دراج".

2188 -

(7)[ضعيف] وعن أنسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ أسْفَل أهْلِ الجنَّةِ أجْمَعين دَرجةً؛ لَمَنْ يقومُ على رأْسِهِ عَشَرَةُ آلاف خادِمٍ، بيد كلِّ واحد صحْفَتانِ، واحِدَةٌ مِنْ ذَهبٍ والأخْرى مِنْ فِضَّةٍ، في كلِّ واحِدَةٍ لَوْنٌ ليسَ في الأخرى مِثْلُه، يأكُلُ مِنْ آخِرِها مثلَ ما يأكُلُ مِنْ أوَّلها،

(1)

قلت: وكذا رواه ابن أبي شيبة (13/ 111/ 15847)، وهو رواية للطبري في "تفسيره"(29/ 120) وكلهم رووه عن (ثوير)، وهو ابن أبي فاختة، ضعيف كذبه بعضهم، وانظر "الضعيفة"(1985).

ص: 471

يَجِدُ لآخِرِها مِنَ الطيبِ واللَّذَّةِ مثلَ الذي يَجِدُ لأَوَّلِها، ثُمَّ يكونُ ذلك ريحُ المسْكِ الأذْفُر، لا يَبُولون، ولا يَتَغَّوطون، ولا يَمْتَخِطونَ، إخْواناً على سُررٍ مُتَقابِلينَ".

رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني واللفظ له، ورواته ثقات

(1)

.

2189 -

(8)[ضعيف موقوف] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

إنَّ أَدْنى أهْلِ الجنَّةِ منزِلةً -وليسَ فيهِم دَنِيُّ-؛ مَنْ يَغْدو عليه كلَّ يومٍ

ويَروحُ خَمْسَةَ عَشَر ألْفِ خادِمٍ، ليسَ منهم خادِمٌ إلا ومَعُه طُرفَةٌ لَيْسَتْ مَعَ

صاحِبِه.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً

(2)

.

(قال الحافظ): "ولا منافاة بين هذه الأحاديث، لأنه قال في حديث أبي سعيد:

"أَدْنى أهْلِ الجنَّة الذي لَهُ ثَمانُونَ ألْفَ خادِمٍ". وقال في حديث أنس:

"مَنْ يقومُ على رَأْسِه عَشَرَةُ آلافِ خادِمٍ". وفي حديث أبي هريرة:

"مَنْ يغدو عليه ويروحُ خَمْسَةَ عَشَر ألْفِ خادِمٍ".

فيجوز أن يكون له ثمانونَ ألفَ خادِمٍ، يقومُ على رأسِه منهم عشرَةُ آلافٍ، ويغدو عليه منهم كلَّ يوْمٍ خمْسَةَ عَشَر ألْفاً". والله سبحانه أعلم"

(3)

.

(1)

كذا قال، وتبعه الهيثمي، وقلدهما الجهلة الثلاثة، وزادوا عليهما -ضغثاً على إبالة- فقالوا خبط عشواء:"حسن"!! وفيه ضعيف، ومجهولان، هذا في إسناد الطبراني الذي قال الهيثمي فيه في مكان آخر:"فيه من لم أعرفهم". وأما رواية ابن أبي الدنيا ففيها ضعيفان آخران، وبيان ذلك كله في "الضعيفة"(5305).

(2)

قلت: ورواه البخاري في "التاريخ" والدولابي، وفيه من لم يوثقه غير ابن حبان، وآخر فيه لين، وهو مخرج في "الضعيفة"(6901).

(3)

قلت: هذا الجمع لا ضرورة إليه، إلا لو صحت الأسانيد، وإذ ليس، فليس!

ص: 472

3 -

‌ فصل في درجات الجنة وغرفها

.

2190 -

(1)[ضعيف] وعن جابرِ بْنِ عبدِ الله رضي الله عنهما قال: قالَ لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا أُحَدِّثكم بغُرَفِ الجنَّةِ؟ ".

قال: قلتُ: بَلى يا رسول الله! بأبينا أنْتَ وأمِّنا. قال:

"إنَّ في الجنَّةِ غُرَفاً مِنْ أصْنافِ الجَوْهرِ كلِّه، يُرى ظاهِرُها مِنْ باطِنِها، وباطِنُها مِنْ ظاهِرها، فيها مِنَ النعيمِ واللَّذَّاتِ والشَّرَفِ

(1)

ما لا عَيْنٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ".

قال: قلتُ: لِمَنْ هذه الغُرَف؟ قال:

"لِمَنْ أفْشى السلامَ، وأطْعَم الطعامَ، وأدامَ الصِّيامَ، وصلَّى بالليلِ والناسُ نِيامٌ"، الحديث.

رواه البيهقي ثم قال:

"وهذا الإسناد غير قوي؛ إلا أنه مع الإسنادين الأوَّلَيْن يقوى بعضه ببعض. والله أعلم".

(1)

كذا الأصل بالشين المعجمة، وفي "البعث" (158/ 279):(السرف) بالسين المهملة.

وفي إسناده عنعنة الحسن البصري، وبه أعله العراقي في "المغني" (4/ 537): وبعض ألفاظه مناكير، وهي أكثر في تتمة الحديث التي أشار إليها المؤلف. وكذلك رواه في "الحلية"(2/ 356).

وأصله صحيح تقدم في (6 - النوافل /11) عن جمع من الصحابة.

ص: 473

4 -

‌ فصل في بناء الجنة وترابها وحصبائها وغير ذلك

.

2191 -

(1)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"خلَقَ الله جنَّةَ عَدْنٍ بيَدِه، ودَلَّى فيها ثِمارَها، وشقَّ فيها أنْهارَها، ثُمَّ نَظر إليها فقالَ لها: تكَلَّمي، فقالَتْ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}، فقال: وعِزَّتي لا يُجاوِرُني فيكِ بَخيلٌ".

رواه الطبراني في"الكبير" و"الأوسط" بإسنادين أحدهما جيد. [مضى 22 - البر /10].

2192 -

(2)[ضعيف جداً] ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أنسٍ أطول منه، ولفظُه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"خلَقَ الله جَنَّةَ عَدْنٍ بيدَه، لَبِنَةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، ولَبِنَةٌ مِنْ ياقوتَةٍ حَمْراءَ، ولَبِنَةٌ مِنْ زَبرْجَدَةٍ خَضْراءَ، ومِلاطُها مِسْكٌ، حَشيشُها الزعْفَرانُ، حَصْباؤها الُّلؤْلُؤُ، ترابُها العَنْبَرُ. ثُمَّ قال لها: انْطُقي. قالَتْ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}. فقال الله عز وجل: وعِزَّتي وجَلالي لا يُجاوِرُني فيكِ بخيلٌ". ثُمَّ تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} . [مضى الكلام عليه هناك].

2193 -

(3)[ضعيف جداً] ورُوِي عن أبي هريرة عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"أرْضُ الجنَّةِ بيضاءُ، عَرصَتُها صخورُ الكافور، وقد أحاطَ بها المِسْكُ مثلَ كُثْبانِ الرَمْلِ، فيها أنهارٌ مطَّرِدَةٌ، فيَجْتَمعُ فيها أهْلُ الجنَّةِ، أدنْاهُم وآخِرُهُم، فيَتَعارَفونَ، فيَبْعَثُ الله ريحَ الرحْمَةِ، فتَهيجُ علَيْهِم ريحُ المِسْكِ، فَيرْجعُ الرجُلُ إلى زَوْجَتِه وقدِ ازْدادَ حُسْناً وطِيباً، فتقولُ له: قد خرَجْتَ مِنْ عندي وأنا بِكَ

ص: 474

مُعْجَبةٌ، وأنا بِك الآن أشَدُّ إعْجاباً".

رواه ابن أبي الدنيا

(1)

.

2194 -

(4)[ضعيف] وعن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ في الجنَّةِ مَرَاغاً مِنْ مِسْكٍ؛ مثلُ مراغِ دوابِّكُم في الدنيا".

رواه الطبراني بإسناد جيد

(2)

.

2195 -

(5)[ضعيف] وعن كُرَيْبٍ؛ أنَّه سمعَ أسامةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنه يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ فإنَّ الجنَّةَ لا خَطَرَ لَها، هيَ وربِّ الكعبةِ نورٌ يتَلأْلأُ، ورَيْحانَةٌ تَهْتَزُّ، وقَصْرٌ مَشيدٌ، ونَهرٌ مُطَّرِدٌ، وثَمَرةٌ نَضيجَةٌ، وزَوْجَةٌ حَسْناءُ جميلَةٌ، وحُلَلٌ كَثيرَةٌ، ومَقامٌ في أبَدٍ، في دارٍ سليمَةٍ، وفاكِهَةٍ وخُضْرة، وحُبْرَةٍ ونِعْمَة، في مَحلَّةٍ عالِيَةٍ بَهِيَّة".

قالوا: نَعَمْ يا رسولَ الله! نحنُ المشَمِّرونَ لها. قال:

"قولوا: إنْ شاءَ الله".

فقال القومُ: إنْ شاءَ الله.

رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا والبزار، وابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي؛ كلهم من رواية محمد بن مهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى عنه.

ورواه ابن أبي الدنيا أيضاً مختصراً قال: عن محمد بن مهاجر الأنصاري: حدثني سليمان بن موسى. كذا في أصول معتمدة؛ لم يذكر فيه الضحاك. وقال البزار:

(1)

قلت: في إسناده في "صفة الجنة" ثلاثة ضعفاء على نسق واحد، وبعضهم أشد ضعفاً من بعض، وقد خرجته في "الضعيفة"(6902).

(2)

قلت: كلا؛ فإن فيه (عبد الحميد بن سليمان) ضعفه الجمهور، وتبعهم الهيثمي في بعض الأحاديث، وهو مخرج في "الضعيفة" (3012). وأما الجهلة فقالوا:"حسن"!

ص: 475

"لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أسامة، ولا نعلم له طريقاً عن أسامة إلا هذا الطريق، ولا نعلم رواه عن الضحاك إلا هذا الرجل محمد بن مهاجر".

(قال الحافظ عبد العظيم):

"محمد بن مهاجر -وهو الأنصاري- ثقة احتج به مسلم وغيره، والضحاك لمْ يُخرِّجْ له من أصحاب الكتب الستة أحد غير ابن ماجه، ولم أقف فيه على جرح ولا تعديل لغير ابن حبان، بل هو في عداد المجهولين، وسليمان بن موسى هو الأشدق؛ يأتي ذكره

(1)

".

(1)

قلت: هو الأموي مختلف فيه، والعلة من الراوي عنه (الضحاك)، وقد أسقطه من الإسناد بعض المدلسين، وهو مخرج في "الضعيفة"(3358).

ص: 476

5 -

‌ فصل في خيامِ الجنَّةِ وغرفها وغير ذلك

.

2196 -

(1)[ضعيف موقوف] وعن عبد الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال:

إنَّ لِكُلِّ مسلم خَيْرَة

(1)

، ولكل خيْرةٍ خَيْمَةٌ، ولكلِّ خَيْمَةٍ أرْبعةُ أبْوابٍ، يدخلُ عليها مِنْ كلِّ بابٍ تُحْفَةٌ وهَدِيَّةٌ وكرَامَةٌ؛ لَمْ تكُنْ قبْلَ ذلك، ولا مَرحاتٍ ولا دَفْراتٍ

(2)

ولا سُخْراتٍ ولا طمَّاحاتٍ {حُورٌ عِينٌ} ، {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} .

رواه ابن أبي الدنيا من رواية جابر الجعفي موقوفاً.

2197 -

(2)[ضعيف موقوف] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما:

{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ، قال:

الخيْمَةُ مِنْ دُرَّةٍ مجَوَّفَةٍ، طولُها فرسَخٌ، وعَرْضُها فرسَخٌ، ولها ألْفُ بابٍ مِنْ ذَهبٍ، حولَها سُرادَقٌ، في دَوْرِهِ خمسونَ فَرْسَخاً، يدخلُ عليهِ مِنْ كلِّ بابٍ منها مَلَكٌ بِهدِيَّة مِنْ عندِ الله عز وجل.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً

(3)

.

(1)

أي: الحوراء، والجمع (خيرات) كما في قوله تعالى:{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} .

وخفي هذا على خريج دار العلوم فقيَّده في طبعته بالفتحات (خَيَرَة)! في الموضعين!! وقلَده الجهلة (4/ 419).

(2)

بالدال المهملة أو المعجمة؛ أي: خبيثات الرائحة.

وقوله: (لا سُخرات ولا طماحات). قلت: كأنه بمعنى قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} ؛ أي: عفيفات لا ينظرن إلى غير أزواجهن.

(3)

في "صفة الجنة": (96/ 325) من طريق يوسف بن الصباح الفزاري، عن أبي صالح عنه. وأبو صالح هو (باذام) مولى أم هانئ؛ ضعيف. ويوسف هذا لم أعرفه.

ص: 477

2198 -

(3)[موضوع] ورُوي عن عِمرانَ بْنِ حُصَيْن وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا:

سُئلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن قولِه: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} ؟ قال:

"قَصْرٌ في الجنَّةِ مِنْ لُؤْلُؤةٍ، فيها سَبْعون داراً مِنْ ياقوتَةٍ حمْراءَ، في كلِّ دارٍ سبعونَ بَيْتاً مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْراءَ، في كلِّ بَيْتٍ سبعونَ سَريراً، على كلِّ سريرٍ سبْعونَ فِراشاً مِنْ كلِّ لَوْنٍ، على كل فِراش امْرَأَةٌ، في كلِّ بَيْتٍ سبعون مائدَةً، على كلِّ مائدة سبعون لَوْناً مِنَ طعامٍ، في كلِّ بَيْتٍ سبعونَ وَصِيفًا ووَصِيفَةً، يُعْطَى المؤمِنُ من القوة

(1)

ما يَأتي على ذلك كلِّه في غَداةٍ واحِدَةٍ".

رواه الطبراني، والبيهقي بنحوه.

(1)

الأصل: (بقوة)، والتصحيح من "كبير الطبراني" وغيره. وهو مخرج في "الضعيفة"(6706). والجملة الأخيرة منه لها شاهد في حديث لأبي هريرة مخرج في "الصحيحة" برقم (367)، وآخر من حديث زيد بن أرقم تجده في "الصحيح"(8 - فصل).

ص: 478

6 -

‌ فصل في أنهار الجنة

.

2199 -

(1)[منكر جداً موقوف] ورُوريَ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما؛ في قولهِ عز وجل: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ، قال:

هو نَهْرٌ في الجَنَّةِ، عُمْقُه في الأرضِ سبعونَ ألْفَ فرسخٍ، ماؤه أشدُّ بَياضاً مِنَ اللَّبنِ، وأحْلى مِنَ العَسَلِ، شاطِئاه اللُّؤْلُؤ والزَّبَرْجَدُ والياقوتُ، خَصَّ الله بِه نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الأنْبِياءِ.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً

(1)

.

2200 -

(2)[ضعيف موقوف] وعن سماك:

أنَّه لقِيَ عبدَ الله بْنَ عبَّاسٍ بالمدينَة بعدَما كُفَّ بَصَرُه، فقال:

يا ابْنَ عبَّاسٍ! ما أرضُ الجنَّةِ؟ قال:

مَرْمَرَةٌ بَيْضاء، مِنْ فِضَّةٍ كأنَّها مِرْآةٌ.

قلتُ: ما نورُها؟ قال:

ما رأيْتَ الساعةَ التي يكون فيها طُلوُع الشمْسِ؟ فذلِكَ نورُها؛ إلا أنَّه ليسَ فيها شَمْسٌ ولا زَمْهَريرٌ.

قال: قلتُ: فما أنهارُها؟ أفي أخْدودٍ؟ قال: لا؛ ولكنَّها تَجْري على أرضِ الجنَّة مُسْتَكِفَّةً؛ لا تَفيضُ ههُنا ولا ههُنا، قال الله لها: كوني فكانَتْ.

قلتُ: فما حُلَلُ الجَنَّةِ؟ قال: فيها شَجَرةٌ فيها ثَمَرٌ كأنَّه الرمّانُ، فإذا أرادَ وليُّ الله مِنْها كِسْوَةً انْحدَرَتْ إليه مِنْ غُصْنِها، فانْفَلَقَتْ لهُ عن سبعينَ حُلَّةً

(1)

قلت: في "صفة الجنة"(55/ 145) بسند ضعيف جداً، فيه (محمد بن عون)؛ متروك، وهو مع وقفه مخالف لما صح موقوفاً ومرفوعاً؛ أن أنهار الجنة سائحة على وجه الأرض، وهو مخرج في "الصحيحة"(2513)، ويأتي قريباً في "الصحيح" من هذا الفصل.

ص: 479

ألواناً بعْدَ ألوانٍ، ثمَّ تَنْطَبِقُ، فَتْرجعُ كما كانَتْ.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً بإسناد حسن

(1)

.

2201 -

(3)[ضعيف جداً موقوف] ورُوِيَ عن أنسٍ أيضاً قال:

{نَضَّاخَتَانِ} بالمسْكِ والعَنْبَرِ، ينْضَخَانِ على دورِ الجنَّة؛ كما يَنْضَخُ المطرُ على دورِ أهلِ الدنيا.

رواه ابن أبي شيبة موقوفاً

(2)

.

(1)

قلت: أنى له الحسن، وفيه عنده (55/ 144) زميل بن سماك، ولم يوثقه أحد، ولا يعرف إلا في هذه الرواية كما يستفاد من "الجرح"(1/ 2/ 620)، ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(3/ 1101/ 599).

(2)

لم أره في "مصنفه"، وقد رواه عنه ابن أبي الدنيا في "الصفة" (37/ 70): ثنا يحيى بن يمان عن أبي إسحاق عن أبان عن أنس. و (أبان) هو ابن أبي عياش؛ متروك، و (أبو إسحاق) عنه لم أعرفه، ورواه أبو نعيم (2/ 49/ 203) عن ابن يمان هذا، وهو ضعيف. ووقع فيه (أبو إسحاق الهزاني)!

ص: 480

7 -

‌ فصل في شجر الجنة وثمارها

.

2202 -

(1)[ضعيف موقوف] وعن ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:

الظلُّ المَمْدودُ: شَجَرةٌ في الجنَّةِ على ساق، قدْرُ ما يسيرُ الراكِبُ المُجِدُّ في ظلِّها مئةُ عام، في كلِّ نواحيها، فَيَخْرجُ أهْلُ الجنَّة أهلُ الغُرَفِ وغيرُهم فَيَتحدَّثونَ في ظِلِّها. قال: فَيَشْتَهي بعضُهم ويذكُرُ لَهْوَ الدنيا، فيُرْسِلُ الله ريحاً مِنَ الجنَّةِ فَتُحَرِّكُ تلكَ الشَجَرة بِكُلِّ لَهْوٍ كانَ في الدنيا.

رواه ابن أبي الدنيا من طريق زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام، وقد صححها ابن خزيمة والحاكم، وحسنها الترمذي

(1)

.

2203 -

(2)[ضعيف جداً] ورُوِيَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ في الجنَّةِ شجَرةً جُذوعُها مِنْ ذَهَبٍ، وفروعُها مِنْ زَبَرْجَدٍ ولُؤْلُؤٍ، فتَهُبُّ لها ريحٌ فتَصْطَفِقُ، فما سمعَ السامِعونَ بصَوْتِ شَيْءٍ قَطُّ أَلَذَّ منه".

رواه أبو نعيم في "صفة الجنة"

(2)

.

(1)

قلت: وضعفها آخرون، وهو الراجح عندي؛ لأن (زمعة بن صالح) ضعفه الجمهور، وشيخه (سلمة) ضعفه غير واحد، وهو عند ابن أبي الدنيا (28/ 45)، وكذا أبي نعيم (2/ 226/ 404)، وقوله:"وقد صححها ابن خزيمة. ." إلخ؛ فهو من تساهلهم، على أن ذكره ابن خزيمة معهم فيه نظر؛ لأنه قال في "صحيحه":"في قلبي منه شيء". وقال في موضع آخر: "أنا بريء من عهدته"، وانظر "الضعيفة"(2758).

(2)

في إسناده (271 - 272/ 433) مسلمة بن علي، وهو متروك، وتابعيه لم يسم.

ص: 481

8 -

‌ فصل في أكلِ أهلِ الجنَّة وشُرْبِهم وغير ذلك

.

2204 -

(1)[موضوع] و [روى حديث زيد بن أرقم الذي في "الصحيح"] الطبراني بإسناد صحيح ولفظه

(1)

في إحدى رواياته قال:

بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجلٌ من اليهودِ، يقالُ له: ثعلبة بن الحارث، فقال: السلامُ عليك يا محمدُ! فقال:

"وعليكم".

فقال له اليهودي: تزعم أن في الجنة طعاماً وشراباً وأزواجاً؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"نعم؛ تؤمن بشجرةِ المسك؟ ".

قال: نعم. قال:

"وتجدها في كتابكم؟ ".

قال: نعم. قال:

"فإن البول والجنابة عَرَقٌ يسيلُ مِنْ تَحْتِ ذوائبِهم إلى أقدامهم مسكٌ".

2205 -

(2)[ضعيف] وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه يرفعه قال:

"إنَّ أسْفَلَ أهْلِ الجنَّةِ أجْمعين؛ مَنْ يقومُ على رَأْسِه عَشَرَةُ آلاف خادِمٍ، مع كلِّ خادِمٍ صحْفَتانِ؛ واحدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وواحدَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، في كلِّ صَحْفَةٍ لونٌ ليسَ في الأُخْرى مثلُها، يأكُلُ مِنْ آخِرِه كما يأكُلُ مِنْ أوَّلِه، يَجِدُ لآخِرِه مِنَ اللَّذَّةِ والطَّعْمِ ما لا يَجِدُ لأَوَّله، ثُمَّ يكونُ بَعْدَ ذلك رشحُ مِسْكٍ، وجُشاءُ

(1)

قلت: هو بهذا اللفظ موضوع، قال الطبراني في "الأوسط":"تفرد به عبد النور بن عبد الله"، وهو كذاب كما قال الذهبي، واتهمه العقيلي بالوضع، وهو مخرج في "الضعيفة"(5330). وأما الجهلة فخلطوا -كعادتهم- بين هذا الموضوع وبين الحديث الذي في "الصحيح"، وشملوهما بقولهم:"حسن"! أنصاف حلول!!

ص: 482

مسكٍ، لا يبولون، ولا يَتَغَوَّطونَ، ولا يتَمَخَّطونَ".

رواه ابن أبي الدنيا واللفظ له، والطبراني، ورواته ثقات. [مضى هنا 2 - فصل].

2206 -

(3)[منكر] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ أَدْنى أهْلِ الجنَّة مَنْزِلَةً؛ أنَّ له لَسَبْعَ درَجاتٍ وهو على السادِسَةِ وفوقَهُ السابِعَةُ، وإنَّ لَهُ لثلاثُمئةِ خادِمٍ، ويُغدى عليه كلَّ يومٍ ويُراحُ بثلاثمئةِ صحْفَةٍ -ولا أعْلَمُه إلا قال:- مِنْ ذَهَبٍ، في كلِّ صَحْفَةٍ لوْنٌ ليسَ في الأُخْرى، وإنَّه لَيَلَذُّ أوَّله كما يلذّ آخِرهُ، ومِنَ الأشْربَةِ ثلاثمئةِ إناءٍ، في كلِّ إناءٍ لَونٌ ليس في الأخَرِ، وإنَّه لَيَلَذُّ أوَّلَهُ كما يَلَذُّ آخِرَهُ، وإنَّه ليقولُ: يا ربِّ! لَوْ أذِنْتَ لي لأَطْعَمْتُ أهْلَ الجنَّةِ وسَقَيْتُهم لَمْ يَنْقُص مَّما عندي شيْء" الحديث.

رواه أحمد عن شهر عنه، [يأتي بتمامه 11 - فصل].

2207 -

(4)[ضعيف جداً] وروي عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنك لتنظرُ إلى الطيرِ في الجنةِ فتشتهيه؛ فيخر

(1)

مشوياً بين يديك".

2208 -

(5)[ضعيف] ورُوِيَ عن ميمونة رضي الله عنها؛ أنَّها سمِعَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنَّ الرجلَ لَيَشْتَهي الطَّيْرَ في الجنَّة؛ فَيَجيءُ مثلُ البَخْتِيِّ حتى يَقَعَ على خِوانِه لَمْ يُصِبْهُ دُخَانٌ، ولَمْ تَمَسَّهُ النارُ فيأكُلُ منه حتَّى يَشْبَع ثُمَّ يَطيرُ".

رواه ابن أبي الدنيا

(2)

.

(1)

الأصل: (فيجيء)، وهو تصحيف ظاهر كما قال الناجي (230/ 2). وهو مخرج في "الضعيفة"(6784).

(2)

في "صفة الجنة"(51/ 123)، وفيه شيخ لم يسمَّ، وحصين بن شريك؛ لا يعرف إلا في هذه الرواية؛ كما في "الجرح والتعديل".

ص: 483

2209 -

(6)[ضعيف] ورُوي عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ في الجنَّةِ طائراً له سبعونَ ألْفَ ريشَةٍ، يَجيءُ فيَقَعُ على صَحْفَةِ الرجُلِ مِنْ أهْلِ الجنَّةِ، فيَنْتَفضُ فيَقَعُ مِنْ كلِّ ريشَةٍ لَوْنٌ أبيَضُ مِنَ الثَلْجِ، وألْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وأَلَذُّ مِنَ الشَّهْدِ، ليسَ منها لونٌ يُشْبِهُ صاحِبَه، ثُمَّ يَطيرُ".

رواه ابن أبي الدنيا، وقد حسن الترمذي إسناده لغير هذا المتن

(1)

.

2210 -

(7)[ضعيف موقوف] ورُوِي عنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:

الرمَّانَةُ مِنْ رُمَّانِ الجنَّةِ يَجْتَمعُ حولَها بَشَرٌ كثيرٌ يأكُلونَ منْها، فإنْ جَرى على ذِكْرِ أحَدِهِمْ شيْءٌ يريدُه وجَدَهُ في مَوْضعِ يدهِ حَيْثُ يأكُلُ.

رواه ابن أبي الدنيا

(2)

.

2211 -

(8)[؟] ورُوي بإسناده أيضاً عنه قال:

إنَّ التَّمْرةَ مِنْ تَمْرِ الجنَّةِ طولُها اثْنَى عَشَر ذِراعاً، لَيسَ لها عَجَمٌ

(3)

.

(1)

قلت: فيه ضعيفان؛ أحدهما عطية العوفي، وهو مخرج في "الضعيفة"(5026).

(2)

قلت: في إسناده (51/ 121) حفص بن عمر العدني ضعيف.

(3)

لم أره في كتاب ابن أبي الدنيا "صفة الجنة". وجملة: "ليس لها عَجَم" ثابتة في أثر آخر لابن عباس، تقدم في "الصحيح" تحت (7 - فصل). وروى ابن أبي الدنيا (29/ 48) في أثر لأبي عبيدة (هو ابن عبد الله بن مسعود) في صفة الجنة:". . . العنقود منها اثنا عشر ذراعاً". وفيه المسعودي.

و (العَجَم) بتحريك العين والجيم. قال ابن السكيت: "والعامة تقول: (عَجْم) بالتسكين"! وهو النوى.

ص: 484

9 -

‌ فصل في ثيابهم وحللهم

.

2212 -

(1)[ضعيف] ورُوي عن أبي أُمَامَة رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما منكُمْ مِنْ أحَدٍ يَدْخلُ الجنَّة إلَّا انْطُلِقَ به إلى طوبى، فَتَفْتَح له أكمامَها، فيَأْخُذ مِنْ أيِّ ذلك شاءَ، إنْ شاءَ أبْيَضَ، وإنْ شاءَ أحْمَر، وإنْ شاءَ أَخْضَر، وإنْ شاءَ أصْفَر، وإنْ شاءَ أسْوَد، مثلُ شقائِق النُّعمانِ، وأرَقّ وأحْسَنُ".

رواه ابن أبي الدنيا

(1)

.

2213 -

(2)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الرجُلَ لَيَتَّكِئُ في الجَنَّةِ سبعينَ سنَةً قبلَ أنْ يتَحَوَّلَ، ثُمَّ تَأْتِيهِ امْرأَةٌ فتَضْرِبُ مَنْكِبَهُ، فينظُرُ وجْهَهُ في خَدِّها أصْفى مِنَ المِرْآةِ، وإنَّ أدْنى لُؤْلُؤَةٍ عليها تُضِيءُ ما بينَ المشْرِق والمغْربِ، فتُسلِّمُ عليه، فيَرُدُّ السلامَ، ويَسْأَلُها: مَنْ أنْتِ؟ فتقولُ: أنا مِنَ المَزيدِ، وإنَّه ليكونُ عليها سَبْعون ثَوْباً؛ أدْناها مثلُ

(2)

النُّعمانِ مِنْ طوبى، فيُنْفِذُها بَصَره، حتّى يَرى مُخَّ ساقِها مِنْ وراءِ ذلك، وإنَّ عليها مِنَ التيجانِ أنَّ أدْنى لُؤلُؤَةٍ منها لتُضِيءُ ما بينَ المشْرِقِ والمغرِبِ".

رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم، وابن حبان في "صحيحه" من طريق عمرو بن الحارث عن درَّاج عن أبي الهيثم.

وروى الترمذي منه ذكر التيجان فقط، من رواية رِشدين عن عَمْرِو بْن الحارث وقال:

(1)

في إسناده (56/ 146) سعيد بن يوسف -وهو الرحبي-، وأبو عتبة -واسمه أحمد بن الفرج الحمصي-، وهما ضعيفان. فقول ابن كثير (2/ 278):"غريب حسن"؛ غير حسن.

(2)

قلت: لعل المقصود: رقتها؛ أي: مثل "رقة شقائق النعمان" كما في الحديث الذي قبله، والله أعلم.

ص: 485

"لا نعرفه إلا من حديث رِشدين"!

2214 -

(3)[ضعيف جداً موقوف] ورُويَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

دارُ المؤْمِنِ في الجنَّةِ لُؤْلُؤَةٌ فيها أرْبعون ألفَ دارٍ، فيها شَجَرةٌ تُنْبِتُ الحُلَلَ، فيأخُذُ الرجلُ بإصْبَعَيْه -وأشارَ بالسبَّابَةِ والإبْهامِ- سبْعين حُلَّةً، مُتَمَنْطِقَةً باللُّؤْلُؤِ والمرْجَانِ.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً

(1)

.

2215 -

(4)[ضعيف مقطوع] وعن شريح بن عبيدٍ قال: قال كعب:

لو أنَّ ثوباً مِنْ ثيابِ أهْلِ الجنَّة لُبِسَ اليومَ في الدنيا؛ لَصَعِقَ مَنْ يَنْظُرُ إليه، وما حَمَلَتْهُ أبْصارُهُمْ.

رواه ابن أبي الدنيا

(2)

.

(1)

في إسناده (56/ 148) أبو المهزِّم؛ وهو متروك.

(2)

قلت: أخرجه (56/ 149) من طريق ابن المبارك، وهذا في "الزهد"(126/ 417 - رواية نعيم). وهو مقطوع، منقطع، شريح بن عبيد لم يدرك كعباً، وهو المعروف بـ (كعب الأحبار).

ص: 486

10 -

‌ فصل في فِراشِ الجنَّةِ

.

2216 -

(1)[ضعيف موقوف] عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ في قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} ؛ قال:

ارْتِفاعُها كَما بينَ السماءِ والأرض، ومسيرَةُ ما بينِهِما خَمْسُمئَةِ عامٍ.

رواه ابن أبي الدنيا، والترمذي وقال:

"حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث رِشدين -يعني عن عمرو بن الحارث- عن دراج".

(قال الحافظ):

"قد رواه ابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي، وغيرهما من حديث ابن وهب أيضاً عن عمرو بن الحارث عن درَّاجٍ".

2217 -

(2)[ضعيف جداً] وروي عن أبي أُمامةَ رضي الله عنه قال:

سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عنِ الفُرُشِ المرْفوعَةِ؟ فقال:

"لوْ طُرِحَ فِراشٌ مِن أعْلاها؛ لَهَوى إلى قرارِها مئَةَ خريفٍ".

رواه الطبراني.

ورواه غيره موقوفاً على أبي أمامة، وهو أشبه بالصواب.

ص: 487

11 -

‌ فصل في وصف نساء أهل الجنة

.

[ضعيف](قال الحافظ): تقدم [2 - فصل] حديثُ ابْنِ عُمرَ في أسْفَلِ أهْلِ الجنَّةِ، وفيه:

"فَيَنْظُرُ فإذا حَوْراءُ مِنَ الحُورِ العينِ جالِسَةٌ على سريرِ مُلْكِها، عليها سبعون حُلَّةً، ليسَ مِنْها حُلَّةٌ مِنْ لونِ صاحِبَتِها، فيُرى مُخَّ ساقِها مِنْ وراءِ اللَّحْمِ والدمِ والعَظْمِ، والكِسْوةُ فَوْقَ ذلك، فيَنْظُر إليْها فيقولُ: مَنْ أنْتِ؟ فتقولُ: أنا من الحورِ العينِ، مِنَ اللاتي خُبِّئْنَ لك، فينْظُرُ إليْها أربعينَ سنةً لا يصْرِفُ بَصَرَه عنها، ثُمَّ يرفَعُ بصَره إلى الغُرْفَةِ، فإذا أُخْرى أجْمَلُ منها، فتقولُ: ما آنَ لكَ أنْ يكونَ لنا منكَ نَصيبٌ؟ فيَرْتَقي إليْها أرْبعينَ سنَةً لا يَصْرِفُ بصَره عَنْها" الحديث.

2218 -

(1)[منكر] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ أدْنى أهلِ الجنَّة منزِلَةً؛ أنَّ له لَسَبْعَ درَجاتٍ، وهو على السادِسَةِ، وفوقَهُ السابِعةُ، وأنَّ له لَثلاثَمِئةِ خادِمٍ، ويُغدى عليه كل يومٍ ويُراح بثَلاثِمئَةِ صحْفَةٍ -ولا أعلمه إلا قال: مِنْ ذهبٍ-، في كلِّ صحْفَةٍ لونٌ ليسَ في الأخْرى، وأنَّه لَيَلَذُّ أَوَّلَه كما يَلَذُّ آخِرَهُ، ومِنَ الأَشرِبَة ثلاثِمئَةِ، إناءٍ في كلِّ إناءٍ لونٌ ليسَ في الآخرَ، وأنَّه لَيَلذُّ أَوَّلَه كما يَلَذٌ آخِرَهُ، وأنه ليقولُ: يا ربِّ! لو أَذِنْتَ لي لأَطْعَمْتُ أهلَ الجنَّةِ وسقَيْتُهم لمْ يَنْقُصْ مِمَّا عندي شَيْءٌ، وأنَّ لهُ مِنَ الحورِ العينِ لاثْنَتَيْنِ وسَبْعينَ زَوْجَةً، سِوى أزْواجِه مِنَ الدنيا، وأنَّ الواحِدة مِنْهُنَّ لتأَخذُ مَقْعَدَتُها قدرَ ميلٍ".

رواه أحمد عن شهر عنه. [مضى 8 - فصل].

ص: 488

2219 -

(2)[منكر] وعن عبد الله بن أبي أَوْفى رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ الرجُلَ مِنْ أهلِ الجنَّةِ ليُزَوَّجُ خَمْسمِئَةِ حَوْراءَ، وأرْبَعَةَ آلافِ بِكْرٍ، وثمانِيَةَ آلافِ ثَيِّبٍ، يعانِقُ كلَّ واحِدَة مِنْهُنَّ مقدارَ عُمُرِهِ في الدنيا".

رواه البيهقي، وفي إسناده راو لم يسمّ

(1)

.

2220 -

(3)[ضعيف] وعنِ ابْنِ مسعودٍ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ المرْأَةَ مِنْ نساءِ أهْلِ الجنَّةِ لَيُرى بَياضُ ساقِها مِنْ ورَاء سبْعينَ حُلَّةً، حتى يُرى مُخُّها، وذلك بأنَّ الله عز وجل يقول: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}، فأمَّا الياقوتُ؛ فإنه حَجرٌ لو أدْخَلْتَ فيه سِلْكاً ثُمَّ اسْتَصْفَيْتَهُ لأُريتَهُ مِنْ وَرائِه".

رواه ابن أبي الدنيا، وابن حبان في "صحيحه"، والترمذي -واللفظ له- وقال:

"وقد رُوي عن ابن مسعود ولم يرفعه، وهو أصح"

(2)

.

2221 -

(4)[ضعيف] وعن سعيد بن عامر بن خريمٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"لو أنَّ امْرأَةً مِنْ نساءِ أهْلِ الجنَّةِ أشْرَفَت؛ لمَلأَتِ الأرضَ ريحَ مِسْكٍ، ولأذْهَبَتْ ضوءَ الشمسِ والقَمَرِ" الحديث.

رواه الطبراني والبزار، وإسناده حسن في المتابعات.

(1)

قلت: وفيه رجل آخر لا يعرف، وهو حديث منكر، وقد خرجته في "الضعيفة"(6103).

(2)

قلت: فيه مرفوعاً وموقوفاً (عطاء بن السائب)، وكان اختلط.

ص: 489

2222 -

(5)[منكر] ورُوِي عن أنَسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: حدَّثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"حدَّثني جبريلُ عليه السلام قال: يدخُل الرجلُ على الحَوْراءِ، فتستقبلهُ بالمعانَقَةِ والمصافَحَةِ، -قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:- فبأيِّ بَنانٍ تُعاطيهِ! لَوْ أنَّ بعضَ بنانِها بدَا لغَلَبَ ضَوْؤهُ ضوءَ الشمسِ والقَمَرِ، ولوْ أنَّ طاقَةً مِنْ شَعْرِها بَدتْ لملأَتْ ما بينَ المشْرِق والمغرِبِ مِنْ طيبِ ريحِها، فبينا هو مُتّكِئٌ معَها على أريكَتِه إذْ أشرق عليه نورٌ مِنْ فَوْقِه، فيظُنُّ أنَّ الله عز وجل قد أشْرفَ على خَلْقِهِ، فإذا حوْراءُ تُناديهِ: يا وليَّ الله! أما لَنا فيكَ مِن دَوْلَةٍ؟ فيقول: مَنْ أنْتِ يا هذه؟ فتقولُ: أنا مِنَ اللواتي قالَ الله تبارك وتعالى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}، فيَتَحوَّل عندَها، فإذا عندَها مِنَ الجمَالِ والكمالِ ما ليْسَ مع الأُولى، فبينَا هو مُتَّكِئٌ معها على أرِيكَتِه وإذا حَوْراءُ أخْرى تنادِيه: يا وليَّ الله! أما لنا فيكَ مِنْ دَوْلَةٍ؟ فيقولُ: مَنْ أنتِ يا هذه؟ فتقولُ: أنا مِنَ اللواتي قال الله عز وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، فلا يَزَالُ يتَحوَّلُ مِنْ زَوْجَةٍ إلى زَوْجَةٍ".

رواه الطبراني في "الأوسط"

(1)

.

2223 -

(6)[ضعيف] وعن أبي سعيدٍ الخدريٍّ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ في قولِه: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} ؛ قال:

"يَنْظُرُ إلى وَجْهِهِ في خَدّها أصْفَى مِنَ المِرْآةِ، وإنَّ أدْنى لُؤْلُؤَةٍ عليها لَتُضِيءُ ما بيْنَ المشْرِقِ والمغرِبِ؛ وإنَّه ليكونُ عليها سَبْعون حُلَّةً يُنْفِذُها بَصَرَهُ؛

(1)

قلت: في إسناده (9/ 405/ 8872)(سعيد بن زَرْبي)، قال أبو حاتم:"عنده عجائب من المناكير". وفيه (مقدام) -وهو ابن داود المصري-، شيخ الطبراني، قال النسائي:"ليس بثقة".

ص: 490

حتى يَرى مخَّ ساقِها مِنْ ورَاءِ ذلك".

رواه أحمد، وابن حبان في "صحيحه" في حديث تقدم [9 - فصل] بنحوه، والبيهقي بإسناد ابن حبان واللفظ له.

2224 -

(7)[منكر] وعن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة قال:

حدَّثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائِفَةٍ مِنْ أصْحابِهِ؛ فذكَرَ حديثَ الصورِ بطولِه إلى أنْ قال:

"فأقولُ: يا ربِّ! وعَدْتَني الشفاعَةَ فشَفِّعْني في أهْلِ الجَنَّةِ [أن] يَدْخلوا الجَنَّةَ، فيقولُ الله: قد شَفَّعتُكَ وأذِنْتُ لهم في دخولِ الجنَّة".

فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"والَّذي بَعَثني بالحقِّ! ما أنْتُمْ في الدنيا بأَعْرَفَ بأَزْواجِكُمْ ومساكِنِكُمْ مِنْ أهْلِ الجنَّة بأَزْواجِهِمْ ومساكِنِهْم، فَيدْخُلُ رجُلٌ منهُم على اثْنَتَيْنِ وسَبْعين زَوْجَةً مِمّا يُنْشِئُ الله، وثِنْتَيْنِ مِنْ ولَدِ آدَم، لَهُما فضْلٌ على مَنْ أَنْشأَ الله لِعبادَتِهما الله في الدنيا، يَدْخُل على الأولى منهُما في غُرْفَةٍ مِنْ ياقوتَةٍ على سريرٍ مِنْ ذهَبٍ، مُكَلَّل باللُّؤْلُؤ، وعليها سَبْعونَ حُلة مِنْ سُنْدُس وإسْتَبْرَق، ثُمَّ يضَعُ يده بَينْ كَتِفَيْها، ثم يَنْظُر إلى يدهِ مِنْ صَدْرِها منْ وراءِ ثِيابِها وجِلْدِها ولَحْمِها، وإنَّه لَينْظُرُ إلى مخِّ ساقِها، كما يَنْظُرُ أحَدُكُمْ إلى السِّلْكِ في قَصَبةِ اليَاقُوتِ، كبِدُه لها مرآةٌ، وكبِدُها لهُ مِرْآةٌ، فبَيْنا هو عندَها لا يَمَلُّها ولا تَمَلّه، ولا يأْتِيها مرَّةً إلا وجَدَها عَذْراءَ، ما يَفْتُرُ ذَكَرُه، ولا تَشْتَكي قُبُلَها، فبَيْنا هو كذلك إذْ نوديَ: إنَّا قد عَرفْنا أنَّك لا تَمَلُّ ولا تُمَلُّ، ألا إنَّه لا مَنِيَّ ولا مَنِيَّة، ألا إنَّ لك أزْوَاجاً غَيْرَها، فيَخْرُج فيَأْتيهِنَّ واحِدَةً بعدَ واحِدَةٍ، كلَّما جاءَ

ص: 491

واحِدَةً قالتْ: والله! ما في الجنَّةِ شيْءٌ أحْسَنُ منكَ، وما في الجنَّةِ شيْءٌ أحبُّ إليَّ منك" الحديث

(1)

.

رواه أبو يعلى والبيهقي في آخر كتابه من رواية إسماعيل بن رافع بن أبي رافع، انفرد به عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب.

2225 -

(8)[ضعيف موقوف] ورُوي عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:

لوْ أنَّ حوْراءَ أخْرَجَتْ كَفَّها بينَ السماءِ والأرْضِ؛ لافْتَتَن الخلائقُ بحُسْنِها، ولوْ أخْرجَتْ نصيفَها؛ لكانَتِ الشمسُ عندَ حُسْنِهِ مثلَ الفتيلَةِ في الشمْسِ لا ضَوْءَ لها، ولو أَخْرَجَتْ وجْهَها؛ لأضاءَ حُسْنُها ما بينَ السماءِ والأرْضِ.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً

(2)

.

2226 -

(9)[ضعيف] وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لو أنَّ حوراءَ بزَقَتْ في بَحْرٍ؛ لَعَذُبَ ذلك البحرُ من عذُوبَة ريقها".

رواه ابن أبي الدنيا عن شيخ من أهل البصرة لم يسمِّه عنه

(3)

.

(1)

قلت: وهو حديث طويل جداً، في نحو ثمان صفحات، لا أعلم له شبيهاً، تفرد به (إسماعيل) هذا -وهو ضعيف- عن محمد بن يزيد -وهو مجهول-، وفوقه الرجل الأنصاري الذي لم يسم، فهو إسناد ظلمات بعضها فوق بعض، مما لا يشك الباحث أنه حديث مركب، وقد ذكر بعض الحفاظ أن إسماعيل جمعه من أحاديث متفرقة، وفيه جمل مستنكرة. وقال البخاري في ترجمة (محمد بن يزيد) من "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 260/ 829):

"روى عنه (إسماعيل بن رافع) حديث الصور، مرسل، ولم يصح".

وهو عند البيهقي في آخر "البعث"(325 - 334)، وأخرجه جمع من الحفاظ، منهم الطبراني في "الأحاديث الطوال"(25/ 266 - 277).

(2)

ليس هو في مطبوعة "صفة الجنة" لابن أبي الدنيا، وقد عزاه إليه ابن القيم في "حادي الأرواح"(1/ 376)، وفيه (سعيد بن زربي)، وعنده عجائب من المناكير كما قال أبو حاتم، وعنه بشر بن الوليد، وفيه ضعف.

(3)

قلت: جاء مكنياً عند أبي نعيم بـ (أبي النضر)، وهو مجهول لا يعرف، وتصحف على محققه إلى "أبو النصر" بالصاد المهملة، وليس هو أيضاً في مطبوعة "الصفة" لابن أبي الدنيا، وقد وقفت على إسناده عند غيره، فخرجته في "الضعيفة"(6903).

ص: 492

2227 -

(10)[ضعيف موقوف] ورَوى أيضاً عنِ ابْنِ عبَّاسٍ موقوفاً قال:

لو أنَّ امْرأَةٌ مِنْ نِساءِ أهْلِ الجنَّةِ بصَقَتْ في سَبْعَةِ أبْحُرٍ؛ لكانَتْ تلكَ الأبْحُرُ أحْلى مِنَ العَسَلِ

(1)

.

2228 -

(11)[ضعيف موقوف] وعن أبي عيَّاش

(2)

قال: كنَّا جُلوساً مع كَعْبٍ يوماً فقالَ:

لَوْ أنَّ يداً مِنَ الحورِ دُلِّيَتْ مِنَ السماءِ بِبَياضِها وخَواتيمِها؛ لأَضاءَتْ لها الأَرْضُ كما تُضِيءُ الشمسُ لأهْلِ الدنيا. ثم قالَ: إنَّما قُلْتُ: يَدُها، فكيْفَ بالوجْه؛ بَياضُهُ وحُسْنُه وجَمالُه، وتاجهُ وياقوتُه، ولُؤْلُؤهُ وزَبَرْجَدُهُ.

رواه ابن أبي الدنيا. وفي إسناده عبيد الله بن زَحْر.

2229 -

(12)[ضعيف مرسل] ورُويَ عن عكرمة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الحورَ العينَ لأكْثَرُ عَدداً مِنْكُنَّ، يدعونَ لأَزْواجِهِنَّ يَقُلْنَ: اللَّهُمَّ! أعِنْهُ على دينكَ بِعِزَّتِكَ، وأقْبِلْ بِقَلْبِه على طاعَتِكَ، وبلِّغْه إليْنا بِقُربْكَ، يا أرْحَمَ الراحِمينَ".

رواه ابن أبي الدنيا مرسلاً

(3)

.

(1)

قلت: في إسناده عند ابن أبي الدنيا (حفص بن عمر العدني)، وهو ضعيف، وقد خرجته تحت الحديث المشار إليه آنفاً.

(2)

الأصل: (ابن عباس رضي الله عنهما! والتصويب من "صفة الجنة" لابن أبي الدنيا (92/ 301)، رواه عن "ابن المبارك"، وعنه نعيم بن حماد (72 - 73/ 256). وهو تصحيف عجيب، لا أدري هو من المؤلف أو الناسخ، تصحف (عياش) إلى (عباس) ثم أضاف من عنده الترضية! ولم يتنبه لهذا التصحيف الجهلة الثلاثة -كعادتهم- رغم أنهم عزوه لـ "زهد ابن المبارك"!!

وأبو عياش هذا هو المعافري المصري، لم أجد من صرح بتوثيقه، وهو على شرط ابن حبان، فقد روى عنه ثلاثة من الثقات، وصحح له الحاكم حديث الأضحية، ووافقه الذهبي، وصححه ابن خزيمة أيضاً، وهو من شيوخ ابن حبان. ولذلك نقلت هذا الحديث من "ضعيف أبي داود" إلى "صحيحه" كتاب الأضحية، محسِّناً له. فالعلة في إسناد هذا الأثر ممن دونه، وهو (عبيد الله بن زحر) فقد ضعفوه. والزيادة من "الزهد".

(3)

ليس في "الصفة" المطبوعة. وقد عزاه إليه ابن القيم (1/ 274).

ص: 493

2230 -

(13)[منكر] ورُوِيَ عن أمِّ سلَمَة زَوْجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالَتْ:

قلت: يا رسولَ الله! أخْبِرْني عن قولِ الله عز وجل: {حُورٌ عِينٌ} ؟ قال:

" {حُورٌ} : بِيْضٌ، {عِينٌ}: ضِخَامٌ، شُفْر

(1)

(الحوراءِ) بمنزلة جناح النسر".

قلتُ: يا رسولَ الله! فأخْبِرني عن قولِ الله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} ؟ قال:

"صَفاؤهُنَّ كصَفاء الدُّرِّ الذي في الأصْدافِ الذي لا تَمَسُّه الأيْدي".

قلتُ: يا رسولَ الله! فأخْبرْني عن قولِ الله عز وجل: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} ؟ قال:

"خَيْراتُ الأخْلاق، حِسانُ الوُجُوهِ".

قلتُ: يا رسولَ الله! فَأخْبِرْني عن قولِ الله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} ؟ قال:

"رِقَّتُهُنَّ كرِقَّةِ الجِلْدِ الذي في داخِلِ البيْضِ ممَّا يلي القِشْرَ، [وهو الغِرقِئ]

(2)

".

قلتُ: يا رسولَ الله! فأخْبِرْني عن قولِ الله عز وجل: {عُرُبًا أَتْرَابًا} ؟ قال:

(1)

بضم الشين: واحد أشفار العين، وهي حروف الأجفان التي ينبت عليها الشعر، وهي الهدب، ولا يقال في (الحوراء) التي هي واحدة (الحور): حورية؛ فإنه عامي قبيح معلوم، لا يحتاج إلى الاستشهاد عليه من اللغة ولا غيرها. فليحذر. أفاده الناجي رحمه الله.

(2)

زيادة من "المعجم الكبير" و"الأوسط"، وتحرف إلى شيء آخر، ففي "الأوسط":(الوقيّ)، وفسره الدكتور الطحان فقال (4/ 110):"أي الواقي" خبط عشواء!! والتصحيح من "تفسير ابن جرير"(23/ 37) و"الحادي"(1/ 362).

ص: 494

"هُنَّ اللواتي قُبِضْنَ في دار الدنيا عجائز رُمْصاً شُمْطاً، خَلَقَهُنَّ الله بعد الكِبَرِ فجعلَهُنَّ عَذارى، {عُرُبًا} متَعَشِّقاتٍ متَحبِّباتٍ، {أَتْرَابًا} على ميلادٍ واحدٍ".

قلتُ: يا رسولَ الله! أنِسَاءُ الدنيا أفْضَلُ أمِ الحورُ العين؟ قال:

"نساءُ الدنيا أفْضَلُ مِنَ الحورِ العينِ، كفَضْلِ الظِّهارَةِ على البِطانَةِ".

قلتُ: يا رسولَ الله! وبِمَ ذاكَ؟ قال:

"بِصلاتِهِنَّ وصِيامِهنَّ وعبادَتِهنَّ اللهَ عز وجل؛ ألْبَسَ الله عز وجل وجوهَهُنَّ النورَ، وأجْسادَهُنَّ الحريرَ، بِيضُ الألوان، خُضْرُ الثيابِ، صُفْرُ الحِلِيِّ، مجامِرُهُنَّ الدرُّ، وأمْشاطُهُنَّ الذهَبُ، يَقُلْنَ: ألا نَحْنُ الخالِداتُ فلا نموتُ أبداً، ألا ونحن الناعِماتُ فلا نْبأَسُ أَبداً، ألا ونحنُ المُقيماتُ فلا نَظْعَنُ أَبداً، ألا ونحْنُ الراضياتَ فلا نَسْخَطُ أبَداً، طوبى لِمنْ كنَّا له وكانَ لَنا".

قلتُ: يا رسولَ الله! المرْأَةُ منّا تتزوَّجُ الزوْجَيْنِ والثلاثَةَ والأرْبَعَةَ في الدنيا؛ ثُمَّ تموتُ فتدخُلُ الجنَّةَ وَيَدْخلُون معَها؛ مَنْ يكونُ زوجُها مِنْهُم؟ قال:

"يا أمِّ سلَمَة! إنها تُخَيَّرُ، فتَخْتَارُ أحْسَنَهُم خُلُقاً، فتقولُ: أيْ ربِّ! إنَّ هذا كان أحْسَنَهُم معي خُلُقاً في الدارِ الدنيا؛ فزوِّجْنِيهِ. يا أمِّ سلمةَ؛ ذهب حُسْنُ الخُلُق بخيرِ الدنيا والآخِرَةِ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وهذا لفظه

(1)

.

(1)

قلت: ومن طريقه أخرجه الضياء المقدسي في "صفة الجنة"(3/ 80/ 1 - 2) وقال: "لا أعلمه إلا من طريق (سليمان بن أبي كريمة)، وفيه كلام".

قلت: لا خلاف في ضعفه. وقال ابن عدي: "عامة أحاديثه مناكير، وهذا منها"، ويشهد لما قال قوله صلى الله عليه وسلم:"المرأة لآخر أزواجها"؛ فإنه مخالف للفقرة الأخيرة من الحديث، فنكارتها ظاهرة.

ص: 495

12 -

‌ فصل في غناء الحور العين

.

2231 -

(1)[منكر] عن عليٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ في الجنَّةِ لمُجْتَمعاً للْحورِ العينِ، يَرْفَعْنَ بأصواتٍ لمْ تَسْمَعِ الخَلائقُ بِمِثْلها، يَقُلْنَ: نحنُ الخالِداتُ فلا نَبيدُ، ونحنُ الناعِمات فلا نَبْأَسُ، ونحنُ الراضِياتُ فلا نَسْخَطُ، طوبى لِمنْ كان لنا وكُنَّا له".

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب"، والبيهقي

(1)

.

2232 -

(2)[ضعيف جداً] ورُوِي عن أبي أمامَةَ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

"ما مِنْ عبدٍ يدخُلُ الجنَّةَ؛ إلا عند رَأْسِه ورِجْلَيْه ثِنْتانِ مِنَ الحور العينِ تُغَنِّيانِ بأحْسَنِ صَوْتٍ سَمِعَهُ الإِنْسُ والجِنُّ، وليسَ بِمزَاميرِ الشيطانِ، ولكنْ بتَحْميدِ الله وتَقْديسِهِ".

رواه الطبراني،

(2)

والبيهقي.

(1)

في "البعث"(210/ 418). وهناك من هو أولى بالعزو إليه منه، مثل ابن أبي شيبة (13/ 100 - 101)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(1/ 156)، وحسين المروزي في "زوائد الزهد"(523/ 1487)، وعزاه المعلق على "البعث" إلى أحمد وابن المبارك! وهو خطأ. وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الكوفي؛ ضعيف اتفاقاً، عن النعمان بن سعد، قال الحافظ:"لم يرو عنه غير أبي شيبة، فلا يحتج بخبره".

(2)

قلت: أخرجه في "المعجم الكبير"(7478)، ومن الأوهام والتناقضات، قول الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء":". . . بإسناد حسن"! وخالفه تلميذه الهيثمي فقال: ". . . وفيه من لم أعرفهم"! ونقله عنهما الجهلة الثلاثة، وقالوا:"حسن"! خبط عشواء، وكل ذلك خطأ؛ فإن فيه (خالد بن يزيد بن أبي مالك) وهو ضعيف اتهمه ابن معين. ومن طريقه أخرجه البيهقي، وكذا أبو نعيم في "صفة الجنة"(434)، وقد تكلم المعلق الفاضل على رجاله، ولكن شرد بصره عن (خالد) هذا فلم يتكلم عليه وهو العلة، ولذلك حسنه وتعجب من تصدير المؤلف إياه بصيغة التمريض! وإذا عرف السبب بطل العجب! ولهذه الأوهام رأيت من الواجب التنبيه عليها بأخصر ما يمكن من العبارة، والتفصيل في "الضعيفة"(5028).

ص: 496

2233 -

(3)[منكر] ورُوي عن ابن أبي أوْفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يُزَوَّجُ إلى كلِّ رجُلٍ مِنْ أهلِ الجنَّةِ؛ أرْبَعَةُ آلافِ بِكْرٍ، وثمانِيَةُ آلافِ أَيِّمٍ، ومئَةُ حَوْراءَ، فيَجْتَمِعْنَ في كلِّ سبْعَةِ أيَّامٍ فيَقُلْنَ بأصواتٍ حِسان لَمْ يَسْمَعِ الخَلائقُ بِمِثْلِهنَّ: نحنُ الخالِداتُ فلا نَبيدُ، ونحنُ الناعِماتُ فلا نَبْأَسُ، ونحنُ الراضياتُ فلا نَسْخَطُ، ونحنُ المقيماتُ فلا نَظْعَنُ، طوبى لِمَنْ كانَ لنا، وكنَّا له".

رواه أبو نعيم في "صفة الجنة"

(1)

.

(1)

قلت: فيه (عبد الله بن أبي نور)، وهو ضعيف، وكذبه بعضهم. يرويه عن عبد الرحمن ابن سابط عن ابن أبي أوفى. وأخرجه البيهقي من طريق أخرى مجهولة عنه، وقال (207/ 413):"الصحيح من قول ابن سابط". وفي سنده عنه (ليث) وهو ابن أبي سليم؛ ضعيف مختلط. وقد خرجت الحديث في "الضعيفة"(6103).

ص: 497

13 -

‌ فصل في سوق الجنة

.

2234 -

(1)[ضعيف] وعن سعيدِ بْنِ المسيّبِ؛ أنَّه لَقِيَ أبا هريرة، فقال أبو هريرة:

أَسْأَلُ الله أنْ يَجْمَعَ بيني وبيْنَك في سُوقِ الجنَّةِ.

قال سعيدٌ: أوَ فيها سوقٌ؟ قال: نَعم. أخْبَرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ أهْلَ الجنَّةِ إذا دخلوها نَزَلوا فيها بفَضْلِ أعْمالِهم، ثُمَّ يُؤْذَنُ لهم في مقدارِ يومِ الجُمُعَةِ مِنْ أيَّام الدنيا، فيزورونَ الله، ويُبرِزُ لَهُمْ عَرْشَهُ، وبتَبَدَّى لهم في رَوْضَةٍ مِنْ رياضِ الجنَّةِ، فتوضَعُ لهم منابِرُ مِنْ نورٍ، ومنابرُ مِنْ لُؤْلُؤٍ، ومَنابِرُ مِنْ ياقوتٍ، ومَنابِرُ مِنْ زَبَرجدٍ، ومَنابرُ مِنْ ذَهَبٍ، ومَنابِرُ مِنْ فِضَّةٍ، ويَجْلِسُ أدْناهُمْ؛ وما فيهِمْ دنيءٌ؛ على كُثْبانِ المِسْكِ وَالكافورِ، ما يَروْنَ أصْحابَ الكراسي أفْضَلَ منهم مَجْلِساً".

قال أبو هريرة: قلْتُ: يا رسول الله! هل نرى ربَّنا؟ قال:

"نَعم، هَلْ تَتَمارونَ في رُؤْيَةِ الشمْسِ والقَمَرِ ليلَةَ البدْرِ؟ ".

قلنا: لا. قال:

"كذلك لا تَتَمارونَ في رُؤْيَةِ ربِّكُمْ عز وجل، ولا يَبْقَى في ذلك المجْلِسِ أَحَدٌ؛ إلا حاضَرَهُ الله محاضَرةً، حتى إنَّه لَيقولُ لِلرَّجُلِ منكُم: ألا تَذْكُر يا فلانُ يومَ عَمِلْتَ كذا وكذا! يُذَكِّرُه بعضَ غَدراتِه في الدنيا، فيقولُ: يا ربِّ! أَفَلَمْ تَغْفِرْ لي؟ فيقولُ: بلى؛ فَبِسَعَةِ مَغْفِرَتي بَلَغْتَ مَنْزِلَتَك هذه، فَبيْنَما هم كذلك غَشِيَتْهم سَحابَةٌ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَأمْطَرتْ عليهم طيباً لم يَجِدوا مثلَ ريحِه شَيْئاً قطُّ، ثُمَّ يقولُ ربَّنا تبارك وتعالى: قوموا إلى ما أَعْدَدْتُ لكم مِنَ الكرامة فخُذوا ما اشْتَهَيْتُم. قال: فَنَأْتي سُوقاً قد حَفَّتْ به الملائكَةُ، فيه ما لَمْ تَنْظُر العيونُ إلى مِثْلِه، ولَمْ تَسْمَعِ الآذانُ، ولَمْ يَخْطُرْ على القلوبِ، قال: فيُحْمَلُ

ص: 498

لنا ما اشتهينا، ليسَ يُباعُ فيه شيْءٌ، ولا يُشْتَرى، وفي ذلك السوقِ، يلْقَى أهلُ الجنَّة بعَضُهُم بَعْضاً، قال: فيُقْبِلُ الرجُلُ ذو المنْزِلَةِ المرتَفِعَةِ، فيلْقَى مَن [هو] دونَه؛ وما فيهم دَنيءٌ؛ فَيرُوعُه ما يرى عليه مِنَ اللِّباسِ، فما يَنقَضي آخِرُ حديثهِ حتَّى يتَمثَّل [له] عليه أحْسَنَ منهُ، وذلك أنه لا يَنْبَغي لأَحَدٍ أنْ يَحْزَن فيها، قال: ثُمَّ نَنْصَرِفُ إلى منازِلِنا، فتَتَلقَّانا أزْواجُنا، فَيقُلْنَ: مَرْحباً وأهْلاً، لقد جئتَ وإنّ بِكَ مِنَ الجَمال والطيب أفْضَلَ ممَّا فارَقْتَنا عليه، فيقولُ: إنا جالَسْنا اليومَ ربَّنا الجبّارَ عز وجل، وبِحقِّنا أن نَنْقَلِبَ بِمِثْلِ ما انْقَلَبْنا".

رواه الترمذي وابن ماجه؛ كلاهما من رواية عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد، وقال الترمذي:

"حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".

(قال الحافظ):

"وعبد الحميد -هو كاتب الأوزاعي- مختلف فيه كما سيأتي

(1)

، وبقية رواة الإسناد ثقات.

وقد رواه ابن أبي الدنيا عن هقل بن زياد كاتب الأوزاعي أيضاً، واسمه محمد، وقيل: عبد الله؛ وهو ثقة ثبت احتج به مسلم وغيره، عن الأوزاعي قال: نُبِّئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة. . . فذكر الحديث".

2235 -

(2)[ضعيف] ورُوي عن علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ في الجنَّةِ لَسوقاً ما فيها شراءٌ ولا بَيْعٌ؛ إلا الصُّوَرَ مِنَ الرجالِ

(1)

قلت: يعني في آخر كتابه "الترغيب"، والراجح عندنا أنه ضعيف، وهذا الحديث يدل عليه؛ فقد خالف (هقل بن زياد) الثقة في إسناده؛ كما ذكر المؤلف رحمه الله. وهو مخرج في "الضعيفة"(1722).

ص: 499

والنساءِ، فإذا اشْتَهى الرجُلُ صورَةً؛ دَخَل فيها".

رواه ابن أبي الدنيا، والترمذي وقال:

"حديث غريب".

[ضعيف جداً] وتقدم في "عقوق الوالدين"[22 - البر /2] حديث جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه:

"وإنَّ في الجنَّةِ لَسُوقاً ما يُباعُ فيها ولا يُشْتَرى، ليسَ فيها إلا الصُّورُ، فَمَنْ أحبَّ صورَةً مِنْ رجُلٍ أوِ امْرَأَةٍ؛ دَخلَ فيها".

رواه الطبراني في "الأوسط".

ص: 500

14 -

‌ فصل في تزاورهم ومراكبهم

.

2236 -

(1)[ضعيف مرسل] عن شُفَيِّ بْنِ ماتِعٍ؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ مِنْ نعيمِ أهْلِ الجنَّة؛ أنَّهم يتَزَاورُونَ على المطايا والنُّجُبِ، وأنَّهم يُؤْتَونَ في الجنَّةِ بِخَيْل مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ، لا تَرُوث ولا تَبُول، فيركبُونهَا، حتى يَنْتَهوا حيثُ شاءَ الله عز وجل، فَتَأْتيهِمْ مثلُ السحَابة؛ فيها ما لا عَيْنٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمعَتْ، فيقولون: أَمْطِري عَلَيْنا، فَما يزالُ المَطَرُ عليهم حتى يَنْتَهِيَ ذلك فَوْق أَمانِيهِمْ، ثُمَّ يَبْعَثُ الله ريحاً غَيْرَ مُؤْذِيَةٍ، فتَنْسِفُ كُثْباناً مِنَ المِسْكِ عَنْ أيْمانِهِمْ وعَن شَمائِلِهِمْ، فيأْخُذ ذلك المسْك في نَواصِي خُيولِهِمْ، وفي مَعارِفِها، وفي رؤوسِهم، وَلِكُلِّ رجُلٍ منهم جُمَّةٌ على ما اشْتَهَتْ نَفْسُه، فيَتَعلَّقُ ذلك المسْكُ في تلكَ الجمامِ، وفي الخَيْلِ، وفيما سِوى ذلك منَ الثيابِ، ثُمَّ يُقْبِلونَ؛ حتى يَنْتَهوا إلى ما شاءَ الله، فإذا المرْأَةُ تُنادي بعْضَ أَولئك: يا عَبْدَ الله! أما لَك فينا حاجَةٌ؟ فيقول: ما أنْتِ، ومَنْ أنْتِ؟ فتقول: أنا زَوْجَتُك وحِبُّكَ، فيقول: ما كنتُ علِمْتُ بمَكانِك، فتقولُ المرْأَةُ: أوَ ما تَعْلَمُ أنَّ الله تعالى قال: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}؟ فيقولُ: بلى وربِّي! فلَعلَّه يُشْغَلُ عنها بعدَ ذلك الموقِفِ أرْبعين خَريفاً؛ لا يَلْتَفِتُ ولا يعودُ، ما يُشْغِلُه عنها إلا ما هو فيه مِنَ النعيمِ والكَرامَةِ".

رواه ابن أبي الدنيا من رواية إسماعيل بن عيَّاش

(1)

.

(1)

قلت: لا وجه عندي لإعلاله به؛ لأنه ثقة في روايته عن الشاميين، وهذه منها؛ فإنه رواه (77/ 240) من طريق ابن المبارك -وهذا في "الزهد" (69/ 239 - نعيم) - عنه: حدثني ثعلبة ابن مسلم -وهذا شامي- عن أيوب بن بشير العجلي -وهذا مجهول؛ كما قال الذهبي-، فإعلاله به أولى مع الإرسال.

ص: 501

(قال الحافظ):

"وشفيّ ذكره البخاري وابن حبان في التابعين، ولا تثبت له صحبة. وقال أبو نعيم: مختلف فيه، فقيل: له صحبة. كذا قال. والله أعلم".

2237 -

(2)[ضعيف] ورُوِيَ عنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا دَخَل أهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ فيَشْتاقُ الإخْوانُ بعضُهم إلى بَعْضٍ، فيسيرُ سريرُ هذا إلى سريرِ هذا، وسريرُ هذا إلى سرير هذا، حتى يَجْتَمِعانِ جَميعاً، فيتَّكِئُ هذا ويتَّكِئُ هذا، فيقولُ: أحَدُهُما لِصَاحِبِه: تَعْلَمُ متى غَفَر الله لَنا؟ فيقولُ صاحِبُه: نَعَم يَوْمَ كنّا في مَوْضع كذا وكذا، فدَعوْنا الله، فَغَفَر لَنا".

رواه ابن أبي الدنيا والبزار

(1)

.

2238 -

(3)[ضعيف موقوف] ورُوِيَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

إنَّ أَهْلَ الجنَّة لَيتَزاورونَ على العِيسِ

(2)

الجُونِ، عليها رِحَالُ الميس، تُثيرُ مناسِمُها غُبارَ المِسْكِ، خُطامُ أو زِمامُ أحَدِها خيرٌ مِنَ الدنيا وما فيها.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً

(3)

.

(العيسُ): إبل بيض في بياضها ظلمة خفية.

و (المَناسِم) بالنون والسين المهملة: جمع (منسم): وهو باطن خف البعير.

(1)

قلت: في إسنادهما ضعيفان، وهو مخرج في "الضعيفة"(5029).

(2)

هي الإبل البيض مع شقرة يسيرة. كما في "النهاية".

و (الجون) من ألفاظ الأضداد: الأسود، والأبيض، وهو المراد هنا بدليل ما قبله.

و (الميس): شجر صلب تعمل منه رحال الإبل.

(3)

قلت: رواه (77/ 241) من طريق ابن أنعم عن أبي هريرة.

و (ابن أنعم) هو عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وهو ضعيف، ولم يدرك أبا هريرة، وفي الطريق إليه نظر.

ص: 502

2239 -

(4)[ضعيف] ورُوِيَ عن عليٍّ رضي الله عنه قال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنَّ في الجنَّة لشَجَرةً تَخْرُج مِنْ أعلاها حُلَلٌ، ومِنْ أسْفَلِها خَيْلٌ مِنْ ذَهَبٍ، مُسْرَجَةٌ مُلْجَمَةٌ مِنْ دُرٍّ وياقوتٍ، لا تَروثُ ولا تَبولُ، لها أجْنِحَةٌ، خَطْوُها مَدى البَصَرِ، فيرْكَبُها أهْلُ الجنَّة فتَطيرُ بِهِمْ حيث شَاؤوا، فيقولُ الذين أسْفَلَ منهم دَرجَةً: يا ربِّ! بمَ بلَغَ عِبادُك هذه الكرامَة كُلُّها؟ قال: فيقالُ لهم:

كانوا يُصلُّونَ بالليل وكنتُم تَنامون، وكانوا يَصُومونَ وكنتُمْ تَأْكُلون، وكانوا يُنْفِقونَ وكُنْتُمْ تَبْخَلون، وكانوا يُقاتِلونَ وكُنْتُم تَجبنُونَ".

رواه ابن أبي الدنيا. [مضى 6 - النوافل /11].

ويأتي حديث محمد بن الحسين في الفصل بعده إن شاء الله [3 - حديث].

ص: 503

15 -

‌ فصل في زيارة أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى

.

2240 -

(1)[ضعيف جداً] رُوي عنْ عليٍّ رضي الله عنه قال:

"إذا سَكَن أَهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ أتاهُم مَلَكٌ فيقولُ: إنَّ الله يأمُرُكُمْ أَنْ تَزوروهُ، فيَجْتَمِعونَ، فَيأْمُرُ الله تعالى داودَ عليه الصلاة والسلام، فيَرْفَعُ صَوْتَه بالتَّسْبيح والتَّهْليل، ثُمَّ توضَعُ مائدَةُ الخُلْدِ"

(1)

.

قالوا: يا رسولَ الله! وما مائدَةُ الخُلْدِ؟ قال:

"زاوِيَةٌ مِنْ زَواياها أوْسَعُ مِمّا بينَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، فيَطْعَمون ثُمَّ يُسْقَوْنَ، ثُمَّ يُكْسَوْن، فيقولون: لَمْ يَبْقَ إلا النَظرُ في وَجْهِ ربِّنا عز وجل، فَيَتجلَّى لَهُم، فيَخِرُّون سُجَّداً؛ فيقالُ: لَسْتُم في دارِ عَمَلٍ، إنَّما أَنْتُمْ في دارِ جَزاءٍ".

رواه أبو نعيم في "صفة الجنة"

(2)

.

2241 -

(2)[ضعيف موقوف] وعن عبد الرحمن بن بديل

(3)

عن أبيه عن صيفي اليمامي قال:

سأله

(4)

عبد العزيز بن مروان عن وفدِ أهْلِ الجنَّةِ؟ قال:

إنَّهم يَفِدونَ إلى الله سُبْحانَه كلَّ يومِ خميس، فَتُوضَعُ لهُمْ أسِرَّةٌ، كلُّ إنْسانٍ منهم أعْرَفُ بِسَريرِه مِنْكَ بِسَريرِكَ هذا الذي أنْتَ عليه، فإذا قَعَدوا عليهِ

(1)

كذا الأصل، ولم يصرح برفعه، وما بعده يدل على رفعه.

(2)

أخرجه (229/ 397) من طريق أبي إسحاق عن الحارث عن علي، وهو إسناد واه، وفي الطريق إليه (خالد بن يزيد)، وهو البجلي القسري الأمير. قال ابن عدي:"أحاديثه كلها لا يتابع عليها، لا إسناداً ولا متناً".

(3)

الأصل: (يزيد)، وكذا في "صفة الجنة" لابن أبي الدنيا (99/ 331)، والتصحيح من "حادي الأرواح" لابن القيم (2/ 32) ومن كتب الرجال. و (صيفي اليمامي) وفي "الصفة":(اليماني)، ولم أعرفه، ويحتمل أنه الذي في "الجرح" (2/ 1/ 448):"صيفي بن هلال -وكان قد قرأ الكتب، قدم على عمر بن عبد العزيز، روى عنه واصل مولى أبي عيينة وموسى بن عبيدة"، وفي الطريق إليه (عبد الله بن عَرَادة الشيباني)، وهو ضعيف، وقال البخاري:"منكر الحديث".

(4)

وكذا في "الحادي"، وفي "الصفة":(سألت).

ص: 504

وأَخذَ القومُ مجالِسَهُم؛ قال تبارك وتعالى: أَطْعِموا عبادي وخَلْقِي وجِيرِاني ووفْدي، فيُطْعَمونَ، ثم يقولُ: اسْقُوهُمْ، قال: فَيُؤْتَوْن بآنِيَةٍ مِنْ ألْوانٍ شتَّى مُختَّمةٍ فيشربون منها، ثم يقولُ: عبادي وخَلْقي وجيراني ووَفْدي قد طَعِموا وشَرِبوا؛ فكِّهُوهُم، فتجيءُ ثَمراتُ شَجَرٍ مُدَلَّى، فيأكلونَ منها ما شاؤوا، ثمَّ يقولُ: عِبادي وخَلْقي وجيراني ووفدي قد طعموا وشَرِبوا وفكهوا؛ اكْسُوهُم، فتجيء ثمراتُ شَجَرٍ أخْضَرَ وأصْفَرَ وأحْمَر، وكلِّ لونٍ لم تُنْبِتُ إلا الحُلَلَ، فينْشُر عليهم حُللاً وقمُصاً، ثمَّ يقولُ: عبادي [وخَلْقي] وجيراني ووفدي قدْ طَعِموا وشَرِبوا وفَكِهُوا وكُسُوا؛ طيِّبوهُم، فيتَنَاثَرُ عليهمُ المِسْكُ مثلَ رَذاذ المطرِ، ثمَّ يقولُ: عِبادي وخَلْقي وجيراني ووفدي قد طعموا وشربوا وفكِهوا وكُسُوا وطُيِّبوا؛ لأَتَجلَّيَنَّ علَيْهِم حتى يَنْظُروا إليَّ، فإذا تَجلَّى لهُمْ فنظروا إليْهِ نَضِرَتْ وجُوهُهُم، ثمَّ يقالُ: ارْجِعوا إلى منازِلِكم، فتقولُ لَهُم أزْواجُهم: خَرجْتُم مِنْ عندنا على صورَةٍ، ورَجَعْتُم على غَيْرِها! فيقولون: ذلك أنَّ الله جلَّ ثَناؤهُ تجلَّى لنا فنَظَرْنا إليْه، فنَضِرَتْ وجُوهنا.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً.

2242 -

(3)[موضوع] ورُويَ عن محمد بن عليِّ بن الحسينِ

(1)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ في الجنَّة شَجرةً يقالُ لها: (طوبى) لوْ يُسَخِّرُ الراكِبُ الجَوادَ يسيرُ في ظِلِّها لسارَ فيه مئَةَ عامٍ، ورَقُها بُرودٌ خُضْرٌ، وزَهْرُها رِياطٌ صُفْرٌ، وأَفنانُها

(2)

سنْدُسٌ وإسْتَبْرقٌ، وثَمَرُها حُلَلٌ، وصَمْغُها زنْجَبيلٌ وعَسَلٌ، وبَطْحاؤها ياقوتٌ

(1)

هو أبو جعفر الباقر.

(2)

كذا في بعض نسخ "الترغيب"؛ أنه جمع (فنن)، وهو الغصن. وفي بعضها:(أقناؤها) بالقاف والمد، جمع (قنو) و (قنى). قاله الناجي.

ص: 505

أحْمَرُ وزُمُرُّدٌ أخْضَرُ، وترابُها مِسْكٌ وعَنْبَرُ، وكافورٌ أصْفَرُ، وحَشيشُها زَعفرانٌ مُونِعٌ، والأَلَنْجوج

(1)

، تتَأجَّجانِ مِنْ غير وقودٍ، يتفجر منْ أصْلِها السَّلْسَبيلُ والمعينُ والرحيقُ، وأصلُها مَجْلسٌ مِنْ مجالِسِ أهْلِ الجنَّةِ يأْلَفونَه ومُتَحَدَّثٌ يَجْمَعُهم، فبينا هُم يَوْماً في ظِلِّها يَتَحدَّثونَ إذْ جاءَتهْمُ الملائكَةُ يقودون نُجُباً جُبِلَتْ مِنَ الياقوتِ، ثُمَّ نُفِخَ فيها الروحُ، مَزْمومَةٌ بِسَلاسِلَ مِنْ ذَهَبِ، كأنَّ وجُوهَها المصابيحُ نَضارَةً وحُسْناً، وبَرُها خَزٌّ أحْمَرُ، ومِرْعِزّي

(2)

أبيَضُ مُخْتَلِطانِ، لَمْ يَنْظُرِ الناظِرونَ إلى مِثْلِها حُسْناً وبَهاءً ذُلُلٌ منْ غير مَهانَةٍ، نُخُبٌ مِنْ غَيْرِ رِياضَةٍ، عليها رَحائِلُ ألْواحُها مِنَ الدُّرِّ والياقُوتِ، مُفَضَّضَةٌ باللؤلؤِ والمَرْجَانِ، صَفائِحُها مِنَ الذَّهَبِ الأحْمَر، مُلَبَّسَةٌ بالعَبْقَرِيِّ

(3)

والأَرْجُوانِ، فأَناخوا لَهُمْ تلكَ النجائِبَ، ثُمَّ قالوا لَهُم: إنَّ ربُّكُمْ يُقْرِئُكُمُ السلامَ، ويَسْتَزيرُكم لِتَنْظُروا إليْهِ ويَنْظُرَ إلَيْكُمْ، وتكَلّمونَه ويُكَلِّمكم، وتُحَيُّونَه ويُحَيِّيكُمْ، ويَزيدَكم مِنْ فَضْلِه ومِنْ سَعَتِه، إنَّهُ ذو رحْمَةٍ واسِعَةٍ وفَضْلٍ عَظيمٍ، فيتَحَوَّل كلُّ رجُلٍ منهم على راحلَتِه، ثُمَّ يَنْطَلِقونَ صفّاً مُعْتَدِلاً لا يفوتُ شيءٌ منه شيئاً، ولا تَفوتُ أذُنُ ناقةٍ أُذُنَ صاحبَتِها، ولا يَمُرّونَ بِشَجَرةٍ مِنْ أشْجارِ الجَنَّةِ إلا أَتْحَفَتْهُم بثَمَرِها، وزَحَلَتْ لَهُم عَنْ طَرِيقَهِمْ كراهِيَةَ أنْ يَنْثَلِمَ صَفُّهم، أوْ يُفَرِّقَ بينَ الرجُلِ ورَفيقِه، فلمَّا دُفِعوا إلى الجَبَّارِ تبارك وتعالى؛ أسْفَرَ لَهُمْ عَنْ وجْهِهِ الكريمِ، وتَجلَّى لهُمْ في عَظَمَتِه العظيمَةِ، تَحيَّتُهم فيها السلامُ،

(1)

(الألنجوج): البخور.

(2)

قال الناجي: "بكسر الميم والعين المهملة وفتح الزاي المشددة، وهو الزغب التي تحت شعر العنز".

قلت: الأصل: (شعر العين)، وهو خطأ.

(3)

قيل: هو الديباج. وقيل: البُسُط الموشِيَّة. وقيل: الطنافس الثخان.

و (الأرجوان): الثوب المصبوغ بالأحمر.

ص: 506

قالوا: ربَّنا أنْتَ السلامُ، ومنكَ السلامُ، ولكَ حقُّ الجلالِ والإِكْرامِ، فقال لهُمٍ ربُّهم: إنِّي أنا السلامُ، ومنِّي السلامُ، ولي حقُّ الجَلال والإِكْرامِ، فَمَرْحَباً بِعبادي الَّذينَ حَفِظوا وَصِيَّتي، ورَعَوْا عَهْدي، وخَافُوني بالغَيْبِ، وكانوا منِّي على كلِّ حالٍ مُشْفِقين، قالوا: أما وعِزَّتِكَ وجَلالِك، وعلُوِّ مكانِك، ما قَدَرْنَاك حقَّ قدْرِكَ، ولا أدَّينا إليكَ كلَّ حَقِّكَ، فَائْذَنْ لنا بالسجود لكَ، فقال لهُمْ ربُّهم تبارك وتعالى: إنِّي قد وضَعْتُ عَنْكُمْ مَؤنَةَ العِبادَةِ، وأرَحْتُ لَكُمْ أبْدانَكُم، فطالَما أَنْصَبْتُم الأبْدانَ وأَعْنَيْتُمُ [لي] الوُجوهَ، فالآن أفْضَيْتُم إلى روحي ورحمتي وكَرامتي، فسَلوني ما شِئْتُم، وتَمَنَّوا عليَّ أُعْطِكُم أمانِيَّكُمْ، فإنِّي لَنْ أجزيكم اليومَ بقَدْرِ أعْمالِكُم، ولكنْ بقَدْرِ رَحمَتي، وكرامَتي وطَوْلي، وجَلالي وعُلُوِّ مكاني، وعظَمَةِ شأني، فَما يزالونَ في الأَماني والمواهِبِ والعطَايا، حتى أنَّ المقَصِّرَ منهم لَيَتَمنَّى مثلَ جَميعِ الدنيا، منْذُ يوْمَ خَلَقها الله عز وجل إلى يومِ أفْناها! قال ربُهم: لقد قَصَّرْتُم في أمانيِّكُمْ، ورضيتمُ بدونِ ما يَحِقُّ لَكُمْ، فقد أوْجَبْتُ لكم ما سأَلْتُم وتمَنَّيْتُم، [وأَلحقت بكم ذرَّيتكم] وزِدْتُكم على ما قَصُرَتْ عنهُ أمانِيكُم، فانظُروا إلى مَواهِبِ ربِّكم الذي وَهَب لَكُم، فإذا بقِبابٍ في الرَّفيع الأعْلى، وغُرَفٍ مَبْنِيَّة مِنَ الدرِّ والمرجان، أبوابها من ذهب، وسُرُرُها منْ ياقوتٍ، وفُرُشها من سندسٍ وإسْتَبرقٍ، ومنابرها من نورٍ، يَثورُ مِنْ أبوابَها وأعْراصِها نورٌ كشُعاعِ الشمسِ، مثلُ الكَوْكَبِ الدرِّيِّ في النارِ المُضيء، وإذا قصورٌ شامِخَةٌ في أعَلى عِلِّيِّينَ مِنَ الياقُوتِ، يُزْهِرُ نورُها، فَلولا أَنَّهُ سُخِّر لالتَمع الأبْصار، فما كان مِنْ تلك القصورِ من الياقوتِ الأبْيض فهو مفروشٌ بالحرير الأبيض، وما كانَ منها من الياقوت الأحْمَر فهو مفروشٌ بالعَبْقَريِّ الأحْمرِ، وما كانَ منها من الياقوت الأخضر فهو مفروشٌ بالسُّنْدسِ الأخْضَر، وما كان منها من الياقوتِ الأصْفَر

ص: 507

فهو مفروشٌ بالأُرْجُوانِ الأصْفَر، مُمَوَّهٌ بالزُّمُرُّدِ الأخْضَرِ، والذَّهَب الأحْمَرِ، والفِضَّةِ البَيْضاءِ، قواعِدُها وأرْكانُها مِنَ الياقوتِ، وشُرَفُها قِبابُ اللُّؤْلُؤِ، وبُروجُها غُرَفُ المَرْجانِ، فلمَّا انْصرفَوا إلى ما أَعْطاهُم ربُهم قُرِّبَتْ لَهُم بَراذينُ مِنَ الياقُوت الأبيضِ، مَنْفُوخٌ فيها الروحُ، بَجَنْبِها الولِدانُ المخَلَّدونَ، وبيدِ كلِّ وليدٍ منهم حَكَمةُ، برذونٍ، وأَلْجمَتُها وأعِنَّتُها مِنْ فِضَّةٍ بيضاءَ مُتَطَوَّقَةٍ بالدرِّ والياقوتِ، وسُرُجُها سُرُرٌ مَوْضونَةٌ، مَفْروشَةٌ بالسُّنْدُسِ والإسْتَبْرَقِ، فانْطلَقَتْ بهم تلك البراذينُ تَزِفُّ بِهِمْ وتَنْظُر رياضَ الجَنَّةِ، فلمَّا انْتَهوا إلى مَنازِلِهمْ وجَدوا فيها جميعَ ما تَطَوَّلَ به ربُّهُمْ علَيْهِم مِمَّا سأَلوه وتَمنَّوْا، وإذا على بابِ كلِّ قَصْرٍ مِنْ تلكَ القصورَ أرْبَعُ جِنانٍ: جنَّتَانِ {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} ، وجَنَّتانِ {مُدْهَامَّتَانِ} و {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} و {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} و {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ، فلمَّا تَبوَّؤا منازِلَهُمْ، واسْتَقَرَّ بهم قرارُهُمْ قال لَهُمْ رَبهُم:{فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا} ؟ قالوا: نَعَمْ، رضينا فارْضَ عنَّا، قال: بِرِضايَ عنْكُم حَلَلْتُم داري، ونَظَرْتُم إلى وَجْهي، وصافَحَتْكُم ملائِكَتي، فهَنيئاً هَنيئاً عطاءً غيرَ مَجْذوذٍ، ليسَ فيه تنْغيصٌ ولا تَصْريدٌ، فعندَ ذلك {قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34)[الَّذِي]

(1)

أحَلَّنا دارَ المُقامَةِ مِنْ فَضْلِه لا يَمَسُّنا فيها نَصبٌ ولا

(1)

وقعت الآية محرفة مع الأسف في الأصل تبعاً لرواية ابن أبي الدنيا، وفي طبعة عمارة هكذا:{. . . الحزن وأحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب إن ربنا لغفور شكور} ! وهو تحريف عجيب لا أدري كيف فات على المعلقين والمصححين! ومنهم الجهلة الثلاثة، فقد تركوا هذا التحريف الخطير، رغم أنهم عزو الآية لـ[فاطر: 135]! تماماً كما يفعلون بالأحاديث؛ يشيرون إلى أرقامها، ولا يصححون ما قد يكون من خطأ فيها، كما نبهت عليه مراراً. على أن الصواب في العزو المذكور [فاطر: 34 و 35]؛ فإنهما آيتان! وكذلك أخطأ المعلق على "صفة الجنة" في تخريجها، فإنه ذكر الرقم الأول منهما، وساق الآيتين مساقاً واحداً دون فصل بينهما!!

ص: 508

يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} ".

رواه ابن أبي الدنيا وأبو نعيم هكذا معضلاً، ورفعه منكر

(1)

. والله أعلم.

(الرِّياطُ) بالياء المثناة تحت: جمع (ريطة)، وهي: كل ملاءة تكون نسجاً واحداً ليس لها لِفْقَيْن. وقيل: كل ثوب ليِّن رقيق. حكاه ابن السكيت. والظاهر أنه المراد في هذا الحديث.

و (الأَلَنْجوج) بفتح الهمزة واللام وإسكان النون وجيمين، الأولى مضمومة: هو عود البخور.

(تَتَأَجَّجان): تلتهبان، وزنه ومعناه.

(زَحَلَتْ) بزاء وحاء مهملة مفتوحتين: معناه تنحَّتْ لهم عن الطريق.

(أنْصَبْتُم) أي: أتعبتم، و (النصب): التعب.

و (أعْنَيْتُمْ): هو من قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} ؛ أي: خضعت وذلَّت.

و (الحَكَمَةُ) بفتح الحاء والكاف: هي ما تقاد به الدابة كاللجام ونحوه.

(المَجْذُوذُ) بجيم وذالين معجمتين: هو المقطوع.

و (التَّصْرِيدُ): التقليل، كأنه قال: عطاء ليس بمقطوع، ولا منغص ولا متملل.

2243 -

(4)[ضعيف جداً موقوف] ورُوِيَ عن أبي أُمامَةَ رضي الله عنه قال:

إنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ لا يَتَغوَّطون ولا يَتَمخَّطونَ ولا يُمْنونَ، إنَّما نَعيمُهُم الَّذي

(1)

قلت: وفي إسنادهما (أبو إلياس إدريس بن سنان)، وهو متروك كما قال الدارقطني، وهو عندي موضوع، لوائح الصنع والوضع عليه ظاهرة. وقال ابن القيم (2/ 31):"لا يصح رفعه، وحسبه أن يكون من كلام (محمد بن علي)؛ فغلط بعض هؤلاء الضعفاء فجعله من كلامه صلى الله عليه وسلم".

قلت: بل إني أستبعد جداً أن يكون من كلام (محمد بن علي) أيضاً. والله أعلم.

ص: 509

هُمْ فيه مِسْك يَتَحدَّرُ مِنْ جُلودِهِمْ كالجُمانِ، وعلى أبوابِهم كُثْبانٌ مِنْ مِسْك، يَزورونَ الله جَلَّ وعَلا في الجُمُعَةِ مَرَّتَيْنِ، فيَجْلِسونَ على كَراسيَّ مِنْ ذَهَبٍ، مُكَلَّلَةٍ باللُّؤْلُؤِ والياقوتِ والزَّبَرْجَدِ، يَنْظرونَ إلى الله عز وجل وينْظُرُ إليْهِمْ، فإذا قامُوا انْقَلَب أحَدُهم إلى الغُرْفَةِ مِنْ غُرفَةٍ لها سَبْعون باباً، مُكَلَّلةً بالياقوتِ والزَّبَرْجَدِ.

رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً

(1)

.

(الجُمانُ): الدرُّ.

(1)

أخرجه (45/ 98) من طريق ابن المبارك، وهذا في "الزهد"(70 - 71/ 242/ نعيم) من حديث عبيد الله بن زحر، عن علي بن زيد عن القاسم عنه. وهذا إسناد ضعيف جداً من أجل (ابن زحر). وعلي بن زيد -وهو الألهاني- قريب منه.

ص: 510

16 -

‌ فصل في نظر أهل الجنة إلى ربهم تبارك وتعالى

.

2244 -

(1)[موضوع] ورُوِيَ عنْ جابِرِ بْنِ عبدِ الله رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"بَيْنا أهْلُ الجنَّةِ في مَجْلِس لَهُم إذْ سَطَع لَهُم نورٌ على بابِ الجنَّةِ، فرفَعوا رُؤوسَهُم، فإذا الربُّ تبارك وتعالى قدْ أشْرَفَ عليْهِمْ، فقالَ: يا أَهْلَ الجنَّةِ! سَلُوني. فقالوا: نَسْأَلُك الرِّضا عنَّا، قال: رِضائي أحَلَّكُمْ داري، وأَنالَكُمْ كرامَتي، وهذا أوانُها فَسلُوني، قالوا: نَسْأَلُكَ الزِّيادَةَ، قال: فيُؤْتَوْن بِنَجائِبَ مِنْ ياقوتٍ أحْمر أزِمَّتُها زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ، وياقوتٌ أَحْمَرُ، فيُحْمَلُونَ علَيْها، تَضَعُ حوافِرَها عند مُنْتَهى طَرَفَيْها، فَيَأْمُرُ الله عز وجل بأشْجارٍ علَيْها الثمارُ فتجيءُ جَوارٍ مِنَ الحورِ العينِ، وهنَّ يقُلْنَ: نحن الناعِماتُ فلا نَبْأسُ، ونحنُ الخالِداتُ فلا نموتُ، أزْواجُ قومٍ مؤمنين كرِامٍ، ويأمُرُ الله عز وجل بِكُثْبانٍ مِنْ مِسْكٍ أبْيَضَ أُذْفَرٍ، فَيَنثُرُ علَيْهِم ريحاً يقالُ لها: المُثيرة، حتى تَنْتَهِي بِهمْ إلى جَنَّةِ عَدْنٍ، وهي قَصبَه الجَنَّةِ

(1)

، فتَقولُ الملائكَةُ: يا ربَّنا! قد جاء القومُ. فيقول: مَرْحباً بالصادِقين، مرحَباً بالطائعين، قال: فيُكْشَفُ لهُم الحِجَاب، فينظرونَ إلى الله تبارك وتعالى، فيَتَمَتَّعونَ بنورِ الرَّحْمنِ حتى لا يَنْظُرُ بَعْضُهم بَعْضاً. ثُمَّ يقولُ: أرْجِعوهُم إلى القُصور بالتُّحَف. فيَرْجِعونَ وقدْ أَبصَر بعضُهم بَعْضاً".

فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"فذلك قوله: {نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} ".

رواه أبو نعيم والبيهقي واللفظ له،

(2)

وقال:

(1)

لعل المراد: وسطها.

(2)

قلت: في إسناده (249/ 493)(الكديمي)، وهوٍ كذاب، بسنده عن الفضل بن عيسى الرقاشي، وهو منكر الحديث، وقد رواه غيره عنه مختصراً نحوه وهو الآتي بعده. ورواه عن طريق (الكديمي) أبو نعيم أيضاً في "الحلية"(6/ 208 - 209)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 261 - 262).

ص: 511

"وقد مضى في هذا الكتاب يعني في "كتاب البعث" وفي "كتاب الرؤية" ما يؤكد ما روي في هذا الخبر" انتهى.

[منكر] وهو عند ابن ماجه وابن أبي الدنيا مختصراً قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"بَيْنا أهْلُ الجنَّةِ في نعيمِهِمْ إذ سَطَع لَهُم نورٌ، فرفَعوا رُؤوسَهُم فإذا الربُّ جل جلاله قد أشْرَفَ عليهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ فقال: السلامُ عَليْكُم يا أهْلِ الجنَّةِ! وهو قولُه عز وجل: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}، فلا يَلْتَفِتُونَ إلى شيْءٍ مِمَّا هُمْ فيه مِنَ النعيم ما داموا يَنْظرونَ إليهِ حتَّى يَحْتَجِبَ عَنْهُمْ، وتَبْقَى فيهم بَرَكَتُه ونورُه".

هذا لفظ ابن ماجه، والآخر بنحوه

(1)

.

2245 -

(2)[ضعيف جداً] ورُوي عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"أتاني جبريلُ فإذا في كَفِّه مِرْآةٌ كأَصْفَى المرايا وأحْسَنِها، وإذا في وسطِها لُمْعَة سَوْدَاءُ، -قال:- قلتُ: يا جبريلُ! ما هذه؟ قال: هذه الدنيا صَفاؤها وحُسْنُها. -قال:- قلتُ: وما هذه اللُّمْعَةُ السَّوْداءُ في وسطِها؟ قال: هذه الجُمُعَةُ، قال: يومٌ مِنْ أيَّامِ ربِّك عظيمٌ، وسأخْبِرُكَ بشَرَفهِ وفَضْلِه واسْمِه في الدُّنيا والآخِرَةِ:

أمَّا شَرَفهُ وفَضْلُه واسْمُه في الدنيا، فإنَّ الله تبارك وتعالى جَمَع فيه أمْرَ الخَلْقِ، وأمّا ما يُرْجَى فيه؛ فإنَّ فيه ساعةً لا يوافِقُها عبدٌ مسلمٌ أو أَمةً مسْلِمَةٌ

(1)

يعني ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(44/ 97)، وكذا أبو نعيم في "الصفة"(1/ 118 - 119/ 91)، وفيه (الرقاشي) كما ذكرت آنفاً، وخلط الجهلة الثلاثة في تخريجهم إياه بينه وبين الذي قبله متناً وسنداً، فلم يميزوا بينهما، وشملوهما بقولهم:"ضعيف" فقط!! وهذا المختصر مخرج في تعليقي على "شرح الطحاوية"(ص 171/ التاسعة).

ص: 512

يسْأَلانِ الله فيها خَيْراً؛ إلا أعْطاهُما إيَّاه.

وأمَّا شَرَفُهُ وفَضْلُه واسْمُه في الآخرَة؛ فإنَّ الله تعالى إذا صَيَّرَ أهْلَ الجنَّةِ إلى الجَنَّةِ، وأدْخَلَ أهْلَ النارِ النارَ، وجَرَتْ علَيْهِمْ أيَّامُهُما وساعَتُهما، ليْسَ بِها لَيْلٌ ولا نَهارٌ إلا قد عَلِمَ الله مقدارَ ذلك وساعاتِه، فإذا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ في الحينِ الذي يبرُزُ أو يَخْرُج فيه أهْل الجُمْعَةِ إلى جُمُعَتِهِم نادى مُنادٍ: يا أهْلَ الجنَّة اخرُجوا إلى دارِ المزيدِ؛ لا يَعْلَمُ سَعَتَها وعَرْضَها وطولَها إلا الله عز وجل، فيَخرُجونَ في كُثْبانٍ مِنَ المِسْكِ -قال حذيفة:- وإنَّه لَهُوَ أشَدُّ بياضاً مِنْ دقيقِكُمْ هذا، -قال:- فيَخْرُجُ غِلْمانُ الأَنْبِياءِ بمنابِرَ مِنْ نورٍ، وَيَخْرجُ غلمانُ المؤمِنينَ بِكَراسيَّ مِنْ ياقوتٍ. -قال:- فإذا وُضِعَتْ لَهُمْ وأَخذَ القَوْمُ مَجالِسَهُم، بعَثَ الله تبارك وتعالى علَيْهِم ريحاً تُدْعى المُثيرَةَ، تُثيرُ عَلَيْهِم أثَابِيرَ المِسْكِ الأبْيَضِ، فتُدْخِلُه مِنْ تَحْتِ ثِيابِهِمْ، وتُخْرِجُه في وجُوهِهِمْ وأشْعارِهِمْ، فتِلْكَ الريحُ أَعْلَمُ كيفَ تَصْنَعُ بذلك المِسْكِ مِنِ امَرأَةِ أَحَدِكم لَوْ دَفعَ إليْها ذلك الطيبُ بإذْنِ الله. -قال:-[ثُمَّ يوحي الله سبحانَه إلى حَمَلةِ العَرْشِ فيوضَعُ بَيْنَ ظَهْراني الجنَّةِ وبينَهُ وبَينَهُمُ الحُجُبُ، فيكون أَوَّلَ ما يَسْمَعونَ منه أَنْ] يقولَ: أَيْنَ عِبادي الذينَ أَطاعوني بالغَيْبِ، ولَمْ يَرُوني، وصدَّقوا رُسُلي واتَّبَعوا أَمْري؟ فَسَلُوني فهذا يومُ المزَيدِ؛ -قال:- فيَجْتَمِعونَ على كَلِمَةٍ واحِدَةٍ: رَبِّ رَضينا عَنْك فارْضَ عنَّا، -قال:- فيرجعُ الله تعالى في قوْلِهمْ: أنْ يا أهْلَ الجنَّةِ إنِّي لَوْ لَمْ أَرْضَ عَنْكم لَمَا أسْكَنْتُكُمْ جنَّتي، فسَلُوني فهذا يومُ المَزيدِ -قال:- فيَجْتَمِعونَ على كَلِمَةٍ واحِدَةٍ: ربِّ! وجْهَكَ، [ربِّ وجهك] أرِنَا نَنْظُرْ إليْهِ، فَيَكْشِفُ الله تبارك وتعالى تِلْكَ الحُجُبَ ويتَجَلَّى لَهُمْ، فيَغْشاهُمْ

ص: 513

مِنْ نورِه شيْءٌ لولا أنَّه قَضى علَيْهم أنْ لا يَحْتَرِقوا لاحْتَرَقُوا ممَّا غَشِيَهُم مِنْ نُورِه. -قال:- ثُمَّ يقالُ لهم: ارْجِعُوا إلى مَنازِلِكُم. -قال:- فيَرْجِعونَ إلى مَنازِلِهمْ وقد خُفُوا على أَزْواجِهِم، وخَفينَ عَلَيْهم مِمَّا غَشِيَهُمْ مِنْ نورِه تبارك وتعالى، فإذا صاروا إلى منازِلِهم ترادَّ النورُ وأمْكَنَ حتى يرجعوا إلى صُوَرِهُم التي كانوا علَيْها. -قال:- فتقولُ لهُمْ أزْواجُهُم: لقد خرجتُمْ مِنْ عندِنا على صورَةٍ، ورجَعْتُم على غيرِها. -قال:- فيقولون: ذلك بأنَّ الله تبارك وتعالى تَجلَّى لنا فَنَظرْنا مِنهُ إلى ما خَفِينا به عَلَيْكُم. -قال:- فلَهُم في كلِّ سبْعَةِ أيَّامٍ الضِّعْفُ على ما كانوا. [-قال:- وذلك قولُهُ عز وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}] ".

رواه البزار

(1)

.

2246 -

(3)[ضعيف] ورُويَ عنِ ابْنِ عمرَ رضي الله عنهما؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ أَدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنْزلةً لَمَنْ يَنْظُر إلى جنانِه وأزْواجِهِ ونَعيمِه وخدَمِه وسُرُرِه مسيرَةَ ألفِ سنَةٍ، وأكْرَمُهُم على الله مَنْ يَنْظُرُ إلى وَجْهِهِ غَدْوَةً

(1)

قلت: سياقه في "مسنده: البحر الزخار"(7/ 289 - 290)، و"كشف الأستار"(4/ 193 - 194)، و"مجمع الزوائد"(10/ 422) -وقد عزاه للبزار، وقال:"وفيه القاسم بن مطيب، وهو متروك"- يختلف عن السياق هنا، ففي هذا من الزيادات ما ليس في ذاك، أهمها الزيادات المشار إليها بالمعكوفات، وكذلك ليس في ذاك قوله:"ذلك الطيب بإذن الله"، وإنما فيه "طيب أهل الدنيا". وللتحقيق رجعت إلى كتاب ابن القيم:"حادي الأرواح"، فوجدته قد ساق الحديث بطوله (2/ 123 - 126) بإسناد ابن بطة، وبإسناد البزار، ولدى مقابلتي لسياقه فيه بسياق البزار، تجلى لي أنه لابن بطة، وأنه سياق المؤلف، فكان عليه أن يعزوه لابن بطة أيضاً. هذا وكان في أصلنا المطبوع من "الترغيب" بعض الأخطاء -لعلها مطبعية- صححتها من "الحادي" أهمها زيادة سطر كامل ما بين قوله:"امرأة أحدكم لو دفع إليها" وقوله: "ذلك الطيب". فحذفتها. وأما الجهلة الثلاثة فهم في واد، والتحقيق الذي زعموه في واد، وبعض ما سبق التنبيه عليه كافٍ لإدانتهم، وأنهم يهرفون بما لا يعرفون.

ص: 514

وعَشِيَّةً". ثُمَّ قرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} .

رواه أحمد والترمذي، وتقدم [هنا 2 - فصل 4].

ورواه ابن أبي الدنيا

(1)

مختصراً؛ إلا أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَّ أَفْضَلَ أهْلِ الجنَّةِ مَنْزِلَةً؛ مَنْ يَنْظُر إلى وجْهِ الله تعالى كُلَّ يوْمٍ مَرَّتَيْنِ".

(1)

في "صفة الجنة"(44/ 96)، وتقدم هناك في رواية البيهقي.

ص: 515

17 -

‌ فصل في أنَّ أعلى ما يخطر على البال أو يجوزه العقل من حسن الصفات المتقدمة فالجنة وأهلها فوق ذلك

.

2247 -

(1)[ضعيف] وعنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"لمَّا خَلَقَ الله جَنَّةَ (عَدْنٍ) خلَقَ فيها ما لا عَيْنٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، ولا خَطَر على قَلْبِ بَشَرٍ، ثُمَّ قال لها: تكَلَّمِي. فقالَتْ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} ".

وفي رواية:

"خَلَق الله جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِه، ودَلّى فيها ثِمارَها، وشَقَّ فيها أَنْهارَها، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْها فقالَ لها: تَكَلَّمِي. فقالَتْ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}. فقال: وَعِزَّتي وجَلالي لا يُجاوِرُني فيكِ بَخيلٌ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بإسنادين أحدهما جيد. [مضى هنا أول 4 - فصل].

ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس بنحوه. وتقدم لفظه [أيضاً 4 - فصل/ 2].

ص: 516

18 -

‌ فصل في خلود أهل الجنة فيها، وأهل النار فيها

(1)

، وما جاء في ذبح الموت

.

2248 -

(1)[ضعيف جداً] و [روى] الترمذي [يعني من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً]، ولفظه: قال:

"إذا كانَ يومُ القيامَةِ أُتي بالموتِ كالكبشِ الأملحِ، فيوقفُ بين الجنةِ والنارِ، فيُذبَحُ وهم ينظرون، فلو أنّ أحداً ماتَ فَرَحاً لماتَ أهلُ الجنةِ، ولو أنّ أحداً ماتَ حُزناً لماتَ أهلُ النارِ".

(ولنختم) الكتاب بما ختم به البخاري رحمه الله كتابَه، وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"كَلِمَتَانِ حَبيبَتانِ إلى الرَّحْمنِ، خَفِيفَتانِ عَلى اللِّسَانِ، ثَقيلَتانِ في المِيزَانِ: سُبْحانَ الله وبِحَمْدِه، سُبْحانَ الله العَظيمِ". [مضى في "الصحيح" ج 2/ 14 - الذكر /7].

(قال الحافظ) زكي الدين عبد العظيم مملي هذا الكتاب رضي الله عنه:

"وقد تمَّ ما أرادنا الله به من هذا الإملاء المبارك، ونستغفر الله سبحانه مما زل به اللسان، أو داخله ذهول، أو غلب عليه نسيان؛ فإن كل مصنّف -مع التؤدة والتأني وإمعان النظر، وطول التفكر- قلَّ أن ينفكّ عن شيء من ذلك، فكيف بالمملي مع ضيق وقته، وترادف همومه، واشتغال باله، وغربة وطنه، وغيبة كتبه؟!

(1)

انظر أحاديثه في "الصحيح".

ص: 517

وقد اتفق إملاء عدة من الأبواب في أماكن كان الأليق بها أن تذكر في غيرها، وسبب ذلك عدم استحضارها في تلك الأماكن، وتذكُّرِها في غيرها، فأمليناه حسب ما اتفق، وقدمنا فهرست الأبواب أول الكتاب لأجل ذلك.

وكذلك تقدم في هذا الإملاء أحاديث كثيرة جداً صحاح، وعلى شرط الشيخين أو أحدهما، وحسانٌ؛ لم ننبه على كثير من ذلك، بل قُلت غالباً:"إسناده جيد"، أو "رواته ثقات"، أو "رواة (الصحيح) "، أو نحو ذلك، وإنما منع من النص على ذلك تجويز وجود علّة لا تحضرني مع الإملاء.

(1)

وكذلك تقدم أحاديث كثيرة غريبة وشاذة متناً وإسناداً، لم أتعرَّض لذكر غرابتها وشذوذها

(2)

، والله أسأل أن يجعله خالصاً لوجه الكريم، وأن ينفع به؛ إنه ذو الطول الواسع، والفضل العظيم".

(1)

قلت: هذا نص من المؤلف رحمه الله أن قوله هو، وكذلك غيره:"رواته ثقات. . ." لا يعني تقوية الحديث، وقد شرحت ذلك في مقدمة الطبعة الأولى لـ "صحيح الترغيب والترهيب" وزدته بياناً -هو وغيره- في مقدمة الطبعة الجديدة، ومقدمة هذا "الضعيف"؛ فأرجع إليها فإنها هامة. لكن قرنه مع هذا القول ما قبله:"وإسناده جيد" ليس بجيد، لأنه نص في تقوية الحديث، كقوله:"إسناده حسن" كما هو معروف في علم (مصطلح الحديث)، فتنبه!

(2)

قلت: وقد استدركت ذلك ما استطعت كما تراه في هذا الكتاب، وأحمده تعالى على ما قد وُفقت إليه، وأستغفره مما قد أكون أخطأت فيه، إنه سميع مجيب.

ص: 518

انتهى بفضل الله ومنّه

كتاب

"ضعيف الترغيب والترهيب"

والتعليق عليه، سائلاً المولى سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا أن يُحْسن ختامي، وختامَ ذريتي، وأقاربي، وأحبابي حيثما كانوا، وأن يدخلنا جميعاً الجنةَ بسلامٍ {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} .

وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

ص: 519