المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بس الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآله وسلم أَخْبَرنَا أَقْضَى - أحاديث منتخبة من مغازي موسى بن عقبة

[موسى بن عقبة]

فهرس الكتاب

بس الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآله وسلم

أَخْبَرنَا أَقْضَى الْقُضَاةِ أَبُو الْمَحَاسِنِ جَمَالُ الدِّينِ يُوسُفُ ابْنُ الشَّيْخِ الإِمَامِ الْعَلامَةِ أَقْضَى الْقُضَاةِ شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّد بن عبد الوهاب بن قاضي شهبة يوم الأحد لأربع ليال بقين من شعبان سنة 782 [قراءةً عليه وأنا أسمع] أَخْبَرنَا الشَّيْخُ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحُسَين بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد بْنِ الْعِمَادِ الْكَاتِبُ القرشي حَدَّثَنا الشَّيْخَانِ الْمُسْنِدَانِ أَبُو مُحَمَّد إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْيُسْرِ شَاكِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّنُوخِيُّ وَأَبُو الحَسَن عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ حَازِمٍ الأنصاريّ المعروف بابن الأوحد قراءةً عليهما ونحن نسمع قالا أَخْبَرنَا أَبُو طَاهِرٍ بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَاهِرٍ الْقُرَشِيُّ الْخُشُوعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ سَنَةَ 594 حَدَّثَنا الشيخ الأمين

ص: 57

أَبُو مُحَمَّد هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ بْنُ الأَكْفَانِيِّ في سنة 519 قال: حدثنا الْحَافِظُ الإِمَامُ أَبُو بَكْر أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ مِنْ لَفْظِهِ فِي سنة 457 حَدَّثَنا أَبُو الحُسَيْن مُحَمَّدِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّد بن الفضل القطان قراءةً عليه حَدَّثَنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن عتاب العبدي حَدَّثَنا أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المغيرة حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي أويس حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ صَاحِبِ الْمَغَازِي رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى.

ص: 58

مِنَ الْجُزْءِ الأَوَّلِ

1-

قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَاب أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ أَنِّي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ سَبِطُ الشَّعْرِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ينظف أَوْ يُهْرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ مَرْيَمَ فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ ، فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ كَأَنَّ عَيْنَهُ عنبة طافية فقلت من هذا قالوا: الدَّجَّالُ أَقْرَبُ النَّاسِ لَهُ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ الخزاعي.

ص: 59

وَمِنَ الْجُزْءِ الثَّانِي

2-

قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَاب وكان أول من جمع الجمع بِالْمَدِينَةِ لِلْمُسْلِمِينَ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يعني مصعب بن عمير.

ص: 61

3-

حَدَّثَنا ابْنُ شِهَاب حَديثا مِنْ حَدِيثِ سُرَاقَةَ يُخَالِفُ هَذَا قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشَمٍ الْمُدْلِجِيُّ أَنَّ أَبَاهُ مَالِكًا أَخْبَرَهُ أَنَّ أَخَاهُ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشَمٍ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّهُ لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ جَعَلَتْ قريش لمن رده عليهم مئة نَاقَةٍ ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي نَادِي قومي إذ جاء رجل منا قال: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ ثَلاثَةً مَرُّوا عليَّ آنِفًا إني لأظنه محمدا فَأَوْمَأْتُ لَهُ بِعَيْنِي أَنِ اسْكُتْ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا هُمْ بَنُو فُلانٍ يَبْغُونَ ضَالَّةً لَهُمْ، قَالَ: لعله، ثم سكت، قال: فمكثت قَلِيلا ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ بَيْتِي فَأَمَرْتُ بِفَرَسِي فَقِيدَ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي. قَالَ: فَأَخْرَجْتُ سِلاحِي

⦗ص: 65⦘

مِنْ وَرَاءِ حُجْرَتِي، ثُمَّ أَخَذْتُ قِدَاحِي الَّتِي أَسْتَقْسِمُ بِهَا، ثُمَّ لَبِسْتُ لأْمَتِي، ثُمَّ أَخْرَجْتُ قِدَاحِي فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا، فَخَرَجَ السَّهْمُ الَّذِي أَكْرَهُ: لأنصره، قال: وكنت أرجو أن أرده فآخذ المئة الناقة، قَالَ: فَرَكِبْتُ عَلَى أَثَرِهِ فَبَيْنَا فَرَسِي يَشْتَدُّ بِي عَثَرَ فَسَقَطْتُ عَنْهُ، قَالَ: فَأَخْرَجْتُ قِدَاحِي فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا فَخَرَجَ السَّهْمُ الَّذِي أَكْرَهُ: لا تضره، فَأَبَيْتُ إِلا أَنْ أَتْبَعَهُ، فَرَكِبْتُ فَلَمَّا بَدَا لِي الْقَوْمُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِمْ عَثَرَ فَرَسِي، فَذَهَبَتْ يَدَاهُ فِي الأَرْضِ، فَسَقَطْتُ عَنْهُ، فاستُخرج، وَأُتْبِعُهُ دخان مثل العثان، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ مُنِعَ مِنِّي وَأَنَّهُ ظَاهِرٌ، فَنَادَيْتُهُمْ فقلت: انظروني فو الله لا أُرِيبُكُمْ، وَلا يَأْتِيكُمْ منِيِّ شَيْءٌ تَكْرَهُونَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قل له ماذا تبتغي؟ قال: قلت اكتب كِتَابًا يَكُونُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ آيَةً؟ قَالَ: اكْتُبْ له يا أبا بكر، قال: فَكَتَبَ ثُمَّ أَلْقَاهُ إِلَيَّ. فَسَكَتُّ فَلَمْ أَذْكُرْ شَيْئًا مِمَّا كَانَ، حَتَّى إِذَا فَتَحَ اللَّهُ مَكَّةَ وَفَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ حُنَيْنٍ؛ خَرَجْتُ

⦗ص: 66⦘

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَنْ أَلْقَاهُ ومعي الكتاب الذي كتب لي، فبينا أَنَا عَامِدٌ لَهُ؛ دَخَلْتُ بَيْنَ ظَهْرَيْ كَتِيبَةٍ مِنْ كَتَائِبِ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَطَفِقُوا يَقْرَعُونِي بِالرِّمَاحِ، ويقولون: إليك إليك، حتى دنوت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته، أَنْظُرُ إِلَى سَاقِهِ فِي غَرْزَهِ كَأَنَّهَا جُمَّارَةٌ فَرَفَعْتُ يَدِي بِالْكِتَابِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا كِتَابُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ، ادْنُهْ، قَالَ: فَأَسْلَمْتُ ثُمَّ ذَكَرْتُ شَيْئًا أَسْأَلُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: إِنَّمَا سأله عَنِ الضَّالَّةِ وَشَيْءٍ فَعَلَهُ فِي وَجْهِهِ. فَمَا ذَكَرْتُ شَيْئًا إِلا أَنِّي قَدْ قُلْتُ: يَا رسول الله، الضَّالَّةُ تَغْشَى حِيَاضِي قَدْ مَلأْتُهَا لإِبِلِي هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ أُسِقيهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نعم في كل كبد حر أجر، فَانْصَرَفْتُ فَسُقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدَقَتِي.

ص: 64

4-

قَالَ وَزَعَمَ ابْنُ شِهَاب أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ إِنَّ الزُّبَيْرَ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في ركب مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا تُجَّارًا بِالشَّامِ قَافِلِينَ إِلَى مكة فعارضوا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَسَى الزُّبَيْرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بكر ثيابا بيضا.

ص: 68

ومن الْجُزْءِ الثَّالِثِ

5-

قَالَ: قَالَ نَافِعٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتنادي أناسا موتى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا قُلْتُ مِنْهُمْ.

ص: 69

ومن الجزء الرابع

6-

قال: قال ابن شِهَاب حَدَّثَنا أنس بن مالك إِنَّ رِجَالا مِنَ الأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا ائذن لنا يا رسول الله فلنترك لابن أختنا عباس فداه فقال لا والله ولا تذروا درهما.

ص: 70

وَمِنَ الْجُزْءِ الْخَامِسِ

7-

وَكَانَ ابْنُ شِهَاب يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ السُّلَمِيُّ وَرِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ عَامِرَ بْنَ مالك بن جعفر الذي يدعى لاعب الأَسِنَّةِ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُشْرِكٌ فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الإِسْلامَ فَأَبَى أن يسلم وأهدى لرسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَدِيَّةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لا أَقْبَلُ هَدِيَّةَ مُشْرِكٍ فَقَالَ عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْعَثْ مَعِي مَنْ شِئْتَ مِنْ رُسُلِكَ فَأَنَا لَهُمْ جَارٍ.

⦗ص: 72⦘

فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا فيهم الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ له أَعنِقْ لتموت عَيناً لَهُ فِي أَهْلِ نَجْدٍ فَسَمِعَ بِهِمْ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَاسْتَنْفَرَ بَنِي عَامِرٍ فَأَبَوْا أَنْ يُطِيعُوهُ وَأَبَوْا أَنْ يَخْفِرُوا عَامِرَ بْنَ مالك فاستنفر لهم مالك بْنُ الطُّفَيْلِ بَنِي سُلَيْمٍ فَنَفَرُوا مَعَهُ فَقَتَلُوهُمْ بِبِئْرِ مَعُونَةَ غَيْرَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ أَخَذَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَأَرْسَلَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أمن بينهم.

ص: 71

8-

حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عمر فطعن بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَةِ أُسَامَةَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنْ تَطْعُنُوا فِي إِمَارَةِ أُسَامَةَ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ في إمارة أبيه من قبل وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لإِمَارَةٍ وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَيَّ وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا مِنْ بَعْدِي فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكُمْ.

ص: 75

9-

قَالَ مُوسَى: قَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مَا كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَثْنِي فَاطِمَةَ رضي الله عنها.

ص: 77

10-

قَالَ قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ حَزِنْتُ عَلَى من أصيب بالحرة من قومي فكتب إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَبَلَغَهُ شِدَّةُ حُزْنِي يذكر أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ وشك الفضل في أبناء أبناء الأنصار.

ص: 78

11-

قال ابْنُ الْفَضْلِ فَسَأَلَ نَاسٌ بَعْضَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ

⦗ص: 79⦘

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَقَالَ هُوَ الذي يقول لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الَّذِي أَوْفَى اللَّهُ لَهُ بِإِذْنِهِ.

ص: 78

وَمِنَ الْجُزْءِ السَّابِعِ

12-

قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَاب حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِلالٍ يَوْمَئِذٍ قُمْ فَأَذِّنْ إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا مُؤْمِنٌ وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ وَذَلِكَ عِنْدَ ذِكْرِ الرَّجُلِ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه من أهل النار.

ص: 80

من الْجُزْءِ الثَّامِنِ

13-

قَالَ: قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنا نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ سَأَلَتِ يهود رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يقرهم فيها على أن يعملوا عن نصف ما خرج منها من الثمرة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نُقِرُّكُمْ فِيهَا عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا.

فَكَانُوا فِيهَا كَذَلِكَ حَتَّى أَخْرَجَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، يَقُولُ لَمْ يُوصِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلا بثلاث أوصى للرهاويين من خيبر بجاد مئة وسق وللداريين بجاد مئة وسق وللسبائيين بجاد مئة وسق، وللأشعريين بجاد مئة وَسْقٍ، وَأَوْصَى بِتَنْفِيذِ بَعْثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وأن لا يترك دينان مختلفان.

ص: 82

14-

وَحَدَّثَنا نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ لا يَدَعُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَلا الْمَجُوسَ يَمْكُثُونَ بالمدينة فوق ثلاثة أيام قدر ما يبيعون وَكَانَ يَقُولُ لا يَجْتَمِعُ دِينَانِ وَإِنَّهُ أَجْلَى الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ.

ص: 86

وَمِنَ الْجُزْءِ التَّاسِعِ

15-

قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَاب حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [قال] حِينَ أَذِنَ لِلنَّاسِ فِي عِتْقِ سَبْيِ هَوَازِنَ إِنِّي لا أَدْرِي مَنْ أَذِنَ لَكُمْ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أمركم فرجع الناس فحكمهم عُرَفَاؤُهُمْ فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ طَيَّبُوا وأذنوا.

ص: 88

16-

قَالَ ابْنُ شِهَاب أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وعروة بن الزبير أن سبي هوازن الذي رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانوا ستة آلاف مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَأَنَّهُ خَيَّرَ نِسَاءً كن تحت رجال قُرَيْشٍ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ كَانَا قَدِ اسْتَسَرَّا الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كانتا عندهما فاختارتا قومهما.

ص: 90

ومن الْجُزْءِ الْعَاشِرِ

17-

قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَاب: وَحَجَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّةَ التَّمَامِ سَنَةَ عَشْرٍ فَأَرَى النَّاسَ مَنَاسِكَهُمْ وَخَطَبَ النَّاسَ بِعَرَفَةَ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ.

ص: 91

18-

ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَاب حَدَّثَنا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ، وَهُوَ حَلِيفٌ لبني عامر بن لؤي [قال] كان شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِهِ، فَوَافَقَتْ صَلاةَ الصُّبْحِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَعَرَّضُوا، فَتَبَسَّمَ حِينَ رآهم، وقال:

⦗ص: 93⦘

أظنكم قد سَمِعْتُمْ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَنَّهُ جَاءَ بِشَيْءٍ؟ فَقَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَأَبْشِرُوا وَأْمُلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ.

ص: 92

19-

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رضي الله عنه كَانَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخطاب رضي الله عنه يومئذ، وَأَنَّهُ هُوَ كَسَرَ سَيْفَ الزُّبَيْرِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ من كَسْرِهِ ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ النَّاسَ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى الإِمَارَةِ يَوْمًا قَطُّ وَلا لَيْلَةً، وَلا كُنْتُ فِيهَا رَاغِبًا، وَلا سَأَلْتُهَا اللَّهَ قَطُّ فِي سِرٍّ وَلا عَلانِيَةٍ، وَلَكِنِّي أَشْفَقْتُ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَمَا لِي فِي الإِمَارَةِ مِنْ رَاحَةٍ، ولكن قلدت أمرا عظيما ما لي به طاقة، ولا يدان إِلا بِتَقْوِيَةِ اللَّهِ عز وجل، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ أَقْوَى النَّاسِ عَلَيْهَا مَكَانِي، فَقَبِلَ الْمُهَاجِرُونَ

⦗ص: 95⦘

مِنْهُ مَا قَالَ وَمَا اعْتَذَرَ بِهِ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: مَا غضبنا إلا أنا أخرنا عن المشاورة، وَإِنَّا لَنَرَى أَبَا بَكْرٍ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إنه لصاحب الغار، ثاني اثنين، وإنا لنعرف لَهُ شَرَفَهُ وَكِبْرَهُ، وَلَقَدْ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّلاةِ لِلنَّاسِ وَهُوَ حي.

ص: 94

20-

وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ صالح المعروف بكعب الذراع قال: حدثنا شعيب بن إبراهيم حَدَّثَنا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي رَوْقٍ عَطِيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ نَعَى اللَّهُ عز وجل لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ حِينَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ والفتح} فكان الفتح من مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَنَةِ ثَمَانٍ فَلَمَّا طُعِنَ فِي سَنَةِ تسع من مُهَاجَرِهِ تَتَابَعَ عَلَيْهِ الْقَبَائِلُ تَسْعَى فَلَمْ يَدْرِ مَتَى الأَجَلُ لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَفَعَلَ عَلَى قدر ذلك فوسع السنن وَشَدَّدَ الْفَرَائِضَ وَأَظْهَرَ الرُّخَصَ وَنَسَخَ كَثِيرًا مِنَ الأحاديث فنسخت الرخصة الشك والشك في بعض الرخص وَغَزَا تَبُوكَ وَفَعَلَ فِعْلَ مُوَدِّعٍ صلى الله عليه وسلم.

(1)

قال أحمد الخضري: هو أحد رواة هذا الكتاب، وليس هذا الحديث من حديث موسى بن عقبة.

ص: 96