المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

السؤال الثالث من الفتوى رقم (18645) س 3:‌ ‌ هل الجن يعلمون - فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية - جـ ٢

[اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء]

فهرس الكتاب

السؤال الثالث من الفتوى رقم (18645)

س 3:‌

‌ هل الجن يعلمون الغيب؟

نرجو بيانه منكم في أقرب وقت.

ج 3:‌

‌ علم الغيب

من خصائص الربوبية، فلا يعلم غيب السماوات والأرض إلا الله، قال تعالى:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}

(1)

، وقال جل جلاله:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}

(2)

، والجن لا يعلمون الغيب، والدليل قوله تعالى:{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}

(3)

، فمن ادعى علم الغيب فهو كافر، ومن صدق من يدعي علم الغيب فهو كافر أيضا؛ لأنه مكذب للقرآن.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأنعام الآية 59

(2)

سورة النمل الآية 65

(3)

سورة سبأ الآية 14

ص: 6

الفتوى رقم (18723)

س: يصدر عندنا في اليمن كتاب مطبوع في رأس كل سنة هجرية اسمه: (نتيجة فلكي اليمن، الشهيرة بنتيجة بيت الفقيه) لمؤلفها المدعو\ مهدي أمين، حيث إن المذكور قد مات ويصدرها حفيده أحمد محمد مهدي أمين، وفي هذه المطبوعة التي تطبع منها آلاف النسخ وتوزع في جميع أرجاء اليمن المدن والقرى، تظهر طوالع الأشخاص وحظوظهم ومستقبل طوالع المسئولين والمناطق اليمنية والدول العربية، وماذا سيحدث في شهور السنة الهجرية، وذلك كله للعام التي صدرت في رأسه، ويقول صاحبها كما في نتيجته في ص 3 عام 1417 هـ:(فلكي اليمن ينظر طالعك وحظك والمستقبل في النجوم وعلم الجفر والزيرجة وعلم الرمل. . إلخ) ، وهذه النتيجة يصدقها ويعتز فيها خلق كثير من العوام وأنصاف المثقفين، مرفق لكم نسخة من هذه النتيجة لمزيد من الإيضاح. والسؤال هو:

أ - هل يجوز تأليفها وإصدارها وطبعها ونشرها؟

ب - ما حكم من يقوم بتوزيعها أو بيعها أو شرائها؟

ج - هل تجوز قراءتها وتصديقها، أو تصديق بعض ما جاء فيها؟

وما الرد على من يحتج بحدوث وتحقق بعض ما جاء فيها؟

ص: 7

د - ما حكم المال العائد من إصدارها وتأليفها أو طبعها أو نشرها وتوزيعها أو بيعها؟

ج: هذه النتيجة المذكورة لا يجوز عملها ولا نشرها ولا بيعها ولا توزيعها؛ لأنها تتضمن كلاما باطلا وكفرا وشركا بالله عز وجل، حيث تتضمن ادعاء علم الغيب وما يحصل في المستقبل للدول والأفراد من السعود والنحوس، وهذا كفر بالله عز وجل، لأنه ادعاء للمشاركة لله في علم الغيب الذي لا يعلمه إلا هو، قال تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}

(1)

{إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}

(2)

الآية، وقال تعالى:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}

(3)

، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد

(4)

» صلى الله عليه وسلم، فالواجب إتلاف هذه النتيجة والمنع من إصدارها ومعاقبة من يصدرها أو يروجها بما يستحقه شرعا من قبل ولاة الأمور؛ حماية لعقيدة المسلمين من الشرك والكفر، وردعا لدعاة الباطل، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

(1)

سورة الجن الآية 26

(2)

سورة الجن الآية 27

(3)

سورة النمل الآية 65

(4)

سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/476) ، سنن الدارمي الطهارة (1136) .

ص: 8

ويجب الاقتصار على الحساب الفلكي المشهور، ومواقيت الصلاة، ومواقيت بذور الزراعة، وما أشبه ذلك مما فيه مصلحة للناس ولا يخل بالعقيدة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 9

الفتوى رقم (18924)

س: هل لا يعلم ما في نفسي إلا الله؟

ج: لا يعلم ما في النفوس وما تكنه الصدور من الخواطر والهواجس والأسرار إلا الله عز وجل، قال سبحانه:{وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}

(1)

، وقال جل وعلا:{أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}

(2)

، وقال عز وجل {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}

(3)

، وقال:{يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}

(4)

.

(1)

سورة طه الآية 7

(2)

سورة العنكبوت الآية 10

(3)

سورة النحل الآية 19

(4)

سورة التغابن الآية 4

ص: 9

وقال: {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ}

(1)

، فمن ادعى أنه يعلم ما في نفوس الناس وما تخفيه صدورهم - فقد نازع الله جل وعلا في ربوبيته، وذلك كفر بالله العظيم، فيجب الحذر منه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة القصص الآية 69

ص: 10

الفتوى رقم (18627)

س: جاء في كتاب (تنوير المؤمنات) لمؤلفه عبد السلام ياسين (مرشد جماعة العدل والإحسان الإسلامية بالمغرب الأقصى) المجلد الأول الصفحة 290 الطبعة الأولى لسنة 1996 م ما نصه: (كبار الصوفية كالغزالي ينظرون في اللوح المحفوظ فما مقامي أنا في ظلمة الجهل، وابن تيمية يقرأ في اللوح المحفوظ وينبئ بغيب المستقبل، كيف! لوح محفوظ! وعلم الغيب! وابن تيمية! إي نعم

ص: 10

ألا أذكر لك الصفحة والجزء لكي تقرأ كتاب (مدارج السالكين) لتلميذ ابن تيمية الذكي الزكي الذي قص كيف راجع شيخه حين أخبره شيخه أن المسلمين ينتصرون في معركة مع التتار، وأخبره شيخه أنه رأى ذلك في اللوح المحفوظ) اهـ.

شيخنا الفاضل: إذا كان معروفا عن المتصوفة خرافاتهم وترهاتهم وخروجهم عن العقيدة الصحيحة، فالأمر يختلف بالنسبة للأئمة الأعلام من أهل التوحيد، وخاصة بالنسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. شيخنا الجليل: أفيدونا هل ما نسب إلى الشيخين الجليلين ابن تيمية وابن القيم صحيح، وأن شيخ الإسلام قرأ في اللوح المحفوظ وتنبأ بالغيب أم هي تهمة يرمي بها المتصوفة أهل التوحيد، وهل سبق لبشر - رسل وغيرهم - أن نظر في اللوح المحفوظ؟ شيخنا جاء في نفس الكتاب لنفس المؤلف المجلد الثاني ص 37 ما نصه:(تلقى التلميذ النجيب آخر كتابات ابن تيمية من سجنه الذي مات فيه، كان مما كتبه إلى تلامذته رسالة تشبه التوبيخ الشديد، يلومهم فيها فارس المنقول والمعقول على أنهم ينقصهم الوجد) اهـ.

وجاء بنفس المجلد ص 40 ما نصه: (يا ليتهم قرؤوا (فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية) من الجزء الأول إلى دفة الجزء الخامس

ص: 11

والثلاثين ليقرؤوا من عجائب الاعتقاد في الحلول الجزئي السائغ وليقرؤوا الفارس الصادق يؤنب إخوانه من داخل سجن موته على خصاصتهم في [الوجد] ) اهـ.

شيخنا الفاضل: ما هو الوجد في اصطلاح المتصوفة؟ وهل صحيح أن شيخ الإسلام كاتب تلامذته يخبرهم بنقصان الوجد لديهم؟

شيخنا الفاضل: هناك طامتان في كتاب لنفس المؤلف عبد السلام ياسين، والكتاب هو:(نظرات في الفقه والتاريخ) الطبعة الأولى يونيو 1989 م، جاء في الصفحة 37 ما نصه:(إن الله عز وجل أخبرنا أن محمدا صلى الله عليه وسلم حريص على المؤمنين، رؤوف بهم رحيم، وأن الله عز وجل أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على مسائل كثيرة من الغيب، مما يقع لأمته حتى قيام الساعة، نقل إلينا الصحابة رضي الله عنهم بعضها وأنسوا الكثير) اهـ.

وجاء في الصفحة 39 - 40 ما نصه: (حديثان لمسلم يشرطان الطاعة بشرطين: أن يقود الحاكم الأمة بكتاب الله تعالى، وأن يقيم الصلاة في الناس، فتبقى للمؤمنين مسؤولية التقدير لتمييز الحاكم الذي يقود بالقرآن أو لا يقود، ولتقدير إقامة الصلاة ما معناها وما مدلولها العملي، إن كان الرسول الكريم

ص: 12

على الله، المؤيد بالوحي يشير إلى مواطن القدر التي أطلعه ربه عليها مقدما النصائح، فما كان له أن يستبق القدر بتفصيل ما ينبغي أن يبقى مطويا، ولا بتعيين ما يجب أن يبقى إلى زمان ظهوره مسدلة عليه أحجبة الستر، ولا بتعريف حدود الشرطين الحاكمين، كتم صلى الله عليه وسلم وسكت عنه ليتحمل كل مسؤوليته، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) اهـ.

والله سبحانه وتعالى يقول في سورة المائدة الآية 67:

{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}

(1)

.

شيخنا الفاضل: هل يجوز الانتماء لهذه الجماعة وهذه أفكار وأقوال مرشدها وأميرها (المفروض عليه الحصار والإقامة الإجبارية) ، وما هي نصيحة شيخنا للأفراد المنتمين لهذه الجماعة الأكثر انتشارا بالمغرب، وخاصة في وسط الشباب والطلاب؟

ج: ما جاء في الكتاب المذكور أن أحدا من العلماء أو غيرهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ - كله باطل؛ لأن ما في اللوح المحفوظ من

(1)

سورة المائدة الآية 67

ص: 13

الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، قال تعالى:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}

(1)

، وقال تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}

(2)

{إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}

(3)

. وأما الانتماء إلى الجماعات، فالواجب الانتماء إلى الجماعات المتمسكة بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح. وأما الوجد فهو من مصطلحات الصوفية، ومعناه: شدة الحب، ولم يكتب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى تلاميذه ولا إلى غيرهم بهذا المصطلح الصوفي، وإنما كان يوصي بإتباع الكتاب والسنة، وينهى عن بدع الصوفية وغيرهم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

نائب الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة النمل الآية 65

(2)

سورة الجن الآية 26

(3)

سورة الجن الآية 27

ص: 14

الفتوى رقم (19458)

س: أفيد سماحتكم أنه نشرت دعاية بإحدى الجرائد عن ساعة تسمى ‌

(الساعة البيولوجية)

، وورد في الدعاية ما نصه:

ص: 14

(الساعة البيولوجية مؤشر الخصوبة، تساعدك على تنظيم أسرتك والتخطيط للحصول على جنس معين، مصداقا للحديث النبوي الشريف: «إذا علا ماء الذكر ماء الأنثى كان المولود ذكرا، وإذا علا ماء الأنثى ماء الذكر كان المولود أنثى

(1)

» اهـ. كما هو مرفق لسماحتكم.

وسؤالي يا سماحة المفتي: هل في هذه العبارات مخالفة شرعية؟ وهل يجوز استخدام الساعة المذكورة؟ وهل فعلا يمكن من خلالها اختيار الجنس المرغوب فيه؟ آمل إفادتي. وفق الله سماحتكم لما فيه الخير والسداد.

ج: لا يجوز استعمال هذه الساعة للغرض المذكور ولا التصديق بما ذكر عنها؛ لأن شأن الأجنة من حيث إيجادهم في الأرحام وذكوريتهم أو أنوثتهم هو من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، حتى إن الملك الموكل بالأجنة يسأل ربه عند نفخ الروح فيه:(أذكر أم أنثى) إلى آخر ما جاء في الحديث، وقد قال الله تعالى:{يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}

(2)

{أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}

(3)

(1)

صحيح مسلم كتاب الحيض (314) .

(2)

سورة الشورى الآية 49

(3)

سورة الشورى الآية 50

ص: 15

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 16

السؤال الرابع من الفتوى رقم (21768)

س 4:‌

‌ المحافظ على مجالس الذكر

فترة طويلة ويداوم عليها سوف يعرف كل شيء، ويفهم كل شيء دون اللجوء إلى العلماء والمشائخ، وإنه يرى علم المغيبات مرئيات.

ج 4: من ادعى أن أحدا يعلم الغيب غير الله فهو كافر، قال الله تعالى:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}

(1)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

عبد الله غديان

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة النمل الآية 65

ص: 16

الفتوى رقم (21820)

س: انتشر بين بعض النساء ورقة، وهو ما يسمى " الجدول الصيني "، وفيه تحديد نوع المولود هل هو ذكر أم أنثى، عن طريق معرفة عمر الأم ومعرفة الشهر الميلادي (الإفرنجي) الذي ظهر فيه بداية الحمل، حسب الصورة المرفقة مع السؤال. فهل هذا يمكن للأطباء تحديده، وما حكم الشرع في نظركم في هذا الجدول وأمثاله؟ جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

ج:‌

‌ معرفة نوع المولود

هل هو ذكر أم أنثى قبل تخليقه لا يعلمه إلا الله سبحانه، وأما بعد تخليقه فيمكن ذلك بواسطة الأشعة الطبية مما أقدر الله عليه الخلق.

وأما تحديد نوعه بموجب الجدول المشار إليه، فهو كذب وباطل؛ لأنه من ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ويجب إتلاف هذا الجدول وعدم تداوله بين الناس.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

عبد الله بن غديان

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 17

السؤال الثاني من الفتوى رقم (19446)

س 2: في كتاب (معارج القبول) ذكر المؤلف رحمه الله في

ص: 17

إحدى الفقرات بعد أن شرح عقيدة أهل السنة والمخالفين، قال: ونحن نشهد الله ونشهد رسوله صلى الله عليه وسلم، هل في مثل هذه اللفظة بأس؟

ج 2: هذه العبارة غلط من الشيخ عفا الله عنه ورحمه، ولا يجوز لأحد أن يشهد الرسول على شيء من عمله بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا يعلم الغيب ولا يدري ما فعلته أمته بعده؛ ولهذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يذاد أناس من أصحابي عن حوضي يوم القيامة، فأقول: أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك

(1)

» الحديث.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

رواه من حديث عبد الله رضي الله تعالى عنه وأرضاه: أحمد 1\ 384، 402، 406، 439، 453، 455، والبخاري 7\ 206، 8\ 87، ومسلم 4\ 1796، برقم (2297) ، وأبو يعلى 9\ 102، 126 برقم (5168، 5199)، وابن أبي عاصم في (السنية) 1\ 514 - 515 برقم (780 - 782) (ت: الجوابرة) ، والآجري في (الشريعة) 3\ 1263 برقم (832) (ت: الدميجي) .

ص: 18

‌رؤية الله في الدنيا

السؤال الأول من الفتوى رقم (12713)

س 1: ما حكم الشرع الإسلامي في رجل يقول بلسانه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة، ومريم العذراء ترضع عيسى ابن مريم عليه السلام أيضا يقظة، ورأى أرواح المؤمنين فوق القبور وقال أيضا: إنه رأى الله جل وعلا.

ج 1: ادعاء رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يقظة دعوى كاذبة، وكذلك ادعاؤه رؤية مريم وهي ترضع ابنها ورؤية أرواح المؤمنين فوق القبور، ورؤية ذات الله تعالى، كل ذلك من الدعاوى الكاذبة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 19

‌الوسوسة

الفتوى رقم (14084)

س: كنت منذ بضع سنوات لا أترك أمرا فيه طاعة لله إلا وأسرعت إلى عمله، ولا نهيا عن شيء إلا وابتعدت عنه، ثم أصابني ما أصابني، فمثلا بعد أن كنت لا أترك صلاة إلا وصليتها في المسجد، صرت الآن لا أجد أثقل من الصلاة في المسجد؛ لما أجد في صدري من وساوس وأشياء أخرى أستحي أن أذكرها، أصبحت نفسي نفسين: نفس بها خير، وأخشى أن تكون هي ظاهري، والنفس الأخرى كلها شر أخشى أن تكون هي ما بداخلي فأقع في النفاق، صرت الآن لا أفعل شيئا صغيرا أو كبيرا إلا وأصابتني الوسوسة لم فعلت هذا ولم لم تفعل هذا، حتى إنني أكلم صاحبي وأفكر ماذا يدور في رأسه هو لا ما برأسي أنا، لا أدري هل ما بي هو ابتلاء من الله، أم هو عقاب وعذاب ختم الله على قلبي، أم سببه ما بي من مرض مزمن فأنا مريض بالقلب؟

سيدي حاولت أن الجأ إلى الله بالدعاء والاستغفار لأخرج مما بي يعاقبني به الله على ذنوب فعلتها أم أعوذ بالله أن يكون هو ذلك أن يكون قد أعلم أن هذه الرسالة بها أخطاء وأشياء لا يجب

ص: 20

أن تذكر، لذلك ألتمس العذر منك، وأوصيك في نهاية الرسالة بالدعاء لي فلعله هو العلاج.

ج: عليك بالاعتصام بالله تعالى ومجاهدة نفسك على العمل بفرائض الدين من الصلاة والصيام وغيرها، وفعل ما استطعت من النوافل، والإكثار من تلاوة كتاب الله تعالى بحضور قلب وتدبر وعمل به، والإكثار من الذكر والدعاء، لا سيما في أوقات الإجابة وآخر الليل، فلعل الله أن يهدي قلبك ويشرح صدرك، وأن يعفو عنا وعنك، إنه قريب مجيب.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 21

صفحة فارغة

ص: 22

الفرقة الناجية

ص: 23

صفحة فارغة

ص: 24

تعلم التوحيد

السؤال الثالث من الفتوى رقم (13507)

س 3: ما معنى قول المؤلف في (حاشية الأصول الثلاثة) : يجب معرفة الإسلام بالأدلة. يقول المؤلف في نفس الحاشية: أرسل الله إلينا رسولا، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار. هل المقصود طاعة الرسول أم توحيد الربوبية؟

ج 3: معنى قول المؤلف: يجب معرفة الإسلام بالأدلة: هو أن الواجب على المكلف أن يتعلم الإسلام بأركانه من مصادره الأصلية، وهي الكتاب الكريم والسنة الشريفة، فيتعلم التوحيد وما ينقصه وما يضاده، ويتعلم الصلاة وشروطها وأركانها وواجباتها وسننها من القرآن الكريم ومن أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، وهكذا بقية أركان الإسلام وشرائعه.

والمقصود بقوله: أرسل الله إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار: أن الله جل وعلا بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد وبقية شرائع الدين، فمن استجاب ودخل في دين الله تعالى وامتثل ما أمره الله به، وانتهى عما حرم الله عليه دخل الجنة، ومن خالف وعصى الرسول ولم يدخل في دين الله فله

ص: 25

النار؛ لذلك قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}

(1)

، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى

(2)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة النساء الآية 80

(2)

رواه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه: أحمد 2\ 361، والبخاري 8\ 139، والحاكم 1\ 55.

ص: 26

السؤال الأول من الفتوى رقم (17763)

س 1:‌

‌ هل العقيدة أولا أم الحاكمية؟

ج 1: أول ما يجب على المسلم معرفة العقيدة الصحيحة والتمسك بها، قال الله تعالى:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}

(1)

، ولذلك كان

(1)

سورة محمد الآية 19

ص: 26

الرسل عليهم الصلاة والسلام أول ما يبدؤون في دعوة الناس إلى العقيدة الصحيحة، وهي عبادة الله وحده لا شريك له، كما قال الله تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}

(1)

. والحاكمية جزء من العقيدة، وليست هي العقيدة وحدها.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة النحل الآية 36

ص: 27

السؤال الرابع من الفتوى رقم (19346)

س 4: هل يجوز أن نقول: (نتبرك بالقرآن) أو (نتبرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهل يجوز أن نقول حين حلول نعمة ما (كزيادة علم أو فقه مسألة مثلا) : (حصل هذا بفضل الله أولا وببركة القرآن وببركة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويا حبذا لو أسعفتمونا بقاعدة نفصل بها بين ما يجوز التبرك به وما لا يجوز؟ .

ج 4: قراءة القرآن والعمل به من أعظم أسباب أنواع البركة،

ص: 27

وكذا العمل بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، فيه كل الخير وأعظم البركة، قال الله تعالى:{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}

(1)

، وقال الله جل وعلا:{وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}

(2)

، وقال سبحانه:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}

(3)

، ومن معاني البركة: ثبوت الخير ودوامه وكثرته وزيادته.

والقاعدة فيما يجوز التبرك به وما لا يجوز هي: الوقوف عند النصوص الشرعية، فما شرع التبرك به تبركنا به، وما لم يرد فيه نص فالأصل أنه لا يشرع التبرك به.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأنعام الآية 155

(2)

سورة الأنبياء الآية 50

(3)

سورة ص الآية 29

ص: 28

السؤال الأول من الفتوى رقم (10530)

س 1: أسمع بالدعوة إلى تقوى الله، ولكن لم أستطع تحديد

ص: 28

كيفية تقواه؛ لعموم هذه الكلمة، فما هو السبيل إلى تقوى الله؟

ج 1: أمر الله جل وعلا بتقواه، فقال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}

(1)

، وتقوى الله سبحانه تكون بإتيان المأمورات واجتناب المنهيات، فيفعل العبد ما أمر به من الأقوال والأفعال والمقاصد، ويترك ما نهى عنه من الأقوال والأفعال والمقاصد.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة آل عمران الآية 102

ص: 29

السؤال الثاني من الفتوى رقم (11414)

س 2: قيل: إن الجنين حين تصويره في الأرحام أن ملك الأرحام يستأذن ربه فيقول الرب: اكتب. فيقول الملك: ما أكتب؟ فيأمره الرب جل وعلا: (اكتب أجله ورزقه وشقيا أم سعيد وأثره) . أرجو إفادتي عن الشقاوة، هل هي شقاوة الدنيا أم الآخرة وكذلك السعادة.

ص: 29

ج 2: الشقاوة عامة تشمل شقاوة الدنيا والآخرة، وكذلك السعادة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 30

السؤال الأول والثالث من الفتوى رقم (17464)

س 1: ذات مرة في درس من دروس الشريعة الإسلامية قال لنا الأستاذ: إن الخلف أحكم والسلف أعلم. هل هذا صحيح؟

وما معنى أعلم وأحكم؟

ج 1: هذه مقولة باطلة يقصد بها الإساءة إلى سلف هذه الأمة بنسبتهم إلى القصور في العلم والحكمة وتمجيد علماء الكلام، ونسبتهم إلى العلم والحكمة، وأول من أحدث هذه المقولة علماء الكلام، ولازمها أن أهل القرون المفضولة أعلم وأفضل من أهل القرون الفاضلة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة أن خيرها القرن الأول، ثم الذين يلونهم،

ص: 30

ثم الذين يلونهم، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة، وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل، وهذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله على علم، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم) . وقال غيره:(عليكم بآثار من سلف، فإنهم جاؤوا بما يكفي وما يشفي، ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه) .

هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه،

ص: 31

حتى تلقوا ربكم

(1)

» . فكيف يحدث لنا زمان فيه الخير في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى؟ هذا لا يكون أبدا.

وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته: (هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل، وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا) اهـ. (الفتاوى 4 \ 157، 158) .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

أحمد 3 \ 117، 132، 177، 179، 261، والبخاري 8 \ 90، والترمذي 4 \ 492 برقم (4036، 4037) ، وأبو يعلى 7 \ 96، 97 برقم (4036، 4037) وابن حبان 13 \282 برقم (5952) ، والطبراني في (الصغير) 1 \ 192

ص: 32

س 3: ذات مرة قال لنا أستاذ الفلسفة: إن الشريعة الإسلامية تقوم الفلسفة. هل هذا صحيح؟

ج 3: الشريعة الإسلامية حاكمة على جميع الشرائع والفلسفات، والخير كله في هديها، فمن التمس الهدى في غيرها أضله الله، وهذا صنيع كثير من الفلاسفة، فلهم مقالات ونظريات في أمور الاعتقاد غالبها كفر صراح، والناظر في كتاباتهم يجد فيها من الضلال الاعتقادي والشغب الفكري والتكلف في المنهج ما لا يتسع بيانه هنا، وننصحك بالرجوع إلى ما كتبه شيخ الإسلام ابن

ص: 32

تيمية وتلميذه ابن القيم في هذا، فإنه يكفيك والحمد لله.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 33

السؤال الثالث من الفتوى رقم (17543)

س 3: ما هي‌

‌ الطريقة المثلى لدعوة الناس إلى التوحيد

والتحذير من الشرك؟

ج 3: الطريقة المثلى للدعوة هي التي ذكرها الله تعالى بقوله:

{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}

(1)

، وبقوله تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}

(2)

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة النحل الآية 125

(2)

سورة يوسف الآية 108

ص: 33

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16596)

س 2: ما هي‌

‌ سبل تقوية الإيمان في الفتن

المتراكمة (التلفزة، الشارع، المجتمع الغربي) ؟

ج 2: سبل تقوية الإيمان كثيرة، منها: المحافظة على الطاعات والابتعاد عن المحرمات، ومجالسة الصالحين، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره، وقراءة السنة النبوية، وملازمة ذكر الله عز وجل، واللهج بالدعاء والافتقار إلى الله.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 34

السؤال الأول من الفتوى رقم (18794)

س 1: هل الدين الذي يولد عليه الإنسان هو الدين الحق؟

ج 1:‌

‌ الإنسان يولد على فطرة التوحيد،

كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه

(1)

» متفق على صحته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ولكن هذه الفطرة لا تكفي لمعرفة تفاصيل التوحيد، وكيفية عبادة الله جل وعلا، بل لا بد من التعلم والتفقه في الدين، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته، لأنه المبلغ عن ربه سبحانه ما يحتاج إليه العباد

(1)

صحيح البخاري الجنائز (1385) ، صحيح مسلم القدر (2658) ، سنن الترمذي القدر (2138) ، سنن أبي داود السنة (4714) ، مسند أحمد (2/481) ، موطأ مالك الجنائز (569) .

ص: 34

من تفاصيل أمور دينهم وعباداتهم، وبذلك يكون المسلم قد عرف العبادة التي خلق من أجلها، المذكورة في قول الله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}

(1)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الذاريات الآية 56

ص: 35

السؤال الأول من الفتوى رقم (17114)

س 1: عندنا البعض يقولون: إن الصلاة ليست هي الإسلام، إنما الإسلام هو الأخلاق.

ج 1: الإسلام قول وعمل واعتقاد، والصلاة ركن من أركان الإسلام، والأخلاق الكريمة من الدين الإسلامي، ولكن لا يجوز أن نقصر الدين على الأخلاق ونترك الأركان والواجبات.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 35

الفتوى رقم (16753)

س: أريد منك الرد على أحد المسلمين الذي يقول: إن المسلم هو من أسلم وجهه لله، ويقصد بهذا أن النصراني واليهودي يمكن أن يكونوا مسلمين، ويقول: إن المسلم هو من أسلم وجهه لله.

ج: هذه الآية الكريمة - وكل القرآن كريم - تجمع ركني العمل المقبول، وهما:

1 -

الإخلاص وذلك معنى أسلم في قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ}

(1)

، فالعبادة لله وحده لا شريك له.

2 -

المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله تعالى:{وَهُوَ مُحْسِنٌ}

(2)

أي: متبع فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يعبد الله إلا بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

ولذا فإن عمل اليهود والنصارى وإن فرض إخلاصهم فيه لله تعالى غير متقبل منهم؛ لأنه يفتقد ركنه الثاني وهو المتابعة لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم التي نسخت شريعته جميع الشرائع والأديان، وختم به الأنبياء والرسل، وبعث إلى الناس كافة.

(1)

سورة البقرة الآية 112

(2)

سورة البقرة الآية 112

ص: 36

فكل من لم يعبد الله بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم بالإيمان به وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والعمل بشرعه فليس بمسلم، ومن لم يكن كذلك قد قال الله في حقه:{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}

(1)

، وقال سبحانه:{وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

(2)

، وقال سبحانه:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

(3)

، هذا هو معنى هذه الآية الكريمة على ما قرره المفسرون، منهم ابن كثير في (تفسيره) ، وابن تيمية في (الفتاوى ج 2 ص 430، 431) و (ج 12 ص 469) و (ج 28 ص 174، 175) وفي كتابه (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 41) .

وبه تعلم بطلان ما يقوله بعض من ذكرت، وأن هذا من حمل كلام الله على غير المراد منه، وتأويله بالباطل، وتحريفه عن معناه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الفرقان الآية 23

(2)

سورة الأنعام الآية 88

(3)

سورة آل عمران الآية 31

ص: 37

السؤال الأول من الفتوى رقم (10665)

س 1: ما‌

‌ معنى كلمة (الدين يسر)

؟

ج 1: كل ما شرع الله لعباده من عقائد وأحكام في العبادات والمعاملات وكلفهم بها لا ضرر فيها، بل هي في حدود طاقتهم، قال تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}

(1)

، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم

(2)

» ، ورخص في الفطر في السفر وفي المرض، وفي الصلاة قعودا لمن لا يستطيع القيام، وعلى جنب لمن لا يستطيع الصلاة جالسا، إلى أمثال ذلك من الرخص التي شرعت لدفع الحرج.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة التغابن الآية 16

(2)

صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (7288) ، صحيح مسلم الفضائل (1337) ، سنن النسائي مناسك الحج (2619) ، سنن ابن ماجه المقدمة (2) ، مسند أحمد (2/508) .

ص: 38

السؤال الخامس من الفتوى رقم (10955)

س 5: من أصول أهل السنة: عدم القطع لأحد من أهل القبلة بجنة أو نار، بل يرجون للمحسن الثواب، ويخافون على

ص: 38

المذنب العقاب. من هم أهل القبلة؟

ج 5: أهل القبلة هم: المسلمون.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 39

السؤال الرابع من الفتوى رقم (17749)

س 4: قرأت جوابا في مجلة البحوث الإسلامية العدد (33) من الفتوى رقم (9234) فأشكل علي الجواب، حيث فهمت أن العبارة التي استعملها مؤلف الكتاب الذي تم الاستفتاء عنه غير لائقة مع الله، وأنها فيها سوء أدب معه سبحانه، ولكن المعنى المراد سليم، ولا بأس به وهي الإشكال، حيث ظهر لي أنه فسر التوحيد بالحاكمية فقط، وهذا تفسير ناقص؛ لأنه ليس مراد الأنبياء والرسل من أممهم أولا. فالرجاء توضيح هذه الفتوى وبيان الحق فيها.

ج 4: ما ذكرته من تفسير محمد قطب في الكتاب المذكور لكلمة لا إله إلا الله بالحاكمية تفسير غير صحيح، والتفسير الصحيح لهذه الكلمة العظيمة أن يقال: لا إله إلا الله، معناها: لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى، قال تعالى:

ص: 39

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}

(1)

، وهذا الذي فسرها به أهل العلم قديما وحديثا. وأما الحاكمية فهي جزء من معناها. زادك الله علما وبصيرة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الحج الآية 62

ص: 40

السؤال الأول والرابع من الفتوى رقم (18870)

س 1: كثر الحديث في هذه الأيام عن‌

‌ الفرق بين العقيدة والمنهج،

حتى بدأ الناس يقولون: فلان عقيدته عقيدة أهل السنة والجماعة أو (السلفية) ، ولكن ليس منهجه منهج أهل السنة والجماعة، فمثلا يقولون عن بعض من ينتسبون إلى جماعة التبليغ أو الإخوان المسلمين، أو عن بعض الجماعات الأخرى هذا الكلام. فهل هناك ضابط نعرف به منهج أهل السنة والجماعة أو السلفية؟ وهل يصح هذا التفريق بين العقيدة والمنهج؟

ص: 40

ج 1: عقيدة المسلم ومنهجه شيء واحد، وهو ما يعتقده الإنسان في قلبه وينطق به بلسانه ويعمل به بجوارحه من وحدانية الله سبحانه وتعالى في الربوبية والإلهية والأسماء والصفات، وإفراده بالعبادة والتمسك بشريعته في القول والعمل والاعتقاد على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسار عليه سلف الأمة وأئمتها، وبذلك يعلم أنه لا فرق بين العقيدة والمنهج، بل هما شيء واحد يجب أن يلتزمه المسلم ويستقيم عليه.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 41

س 4: بناء على قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}

(1)

، يقال إنه يجب التعاون مع كل الجماعات الإسلامية، وإن كانت تختلف بينها في مناهج وطريق دعوتهم، فإن جماعة التبليغ طريق دعوتها غير طريق الإخوان المسلمين أو حزب التحرير أو جماعة الجهاد أو السلفيين. فما هو الضابط لهذا التعاون؟ وهل ينحصر مثلا في المشاركة في المؤتمرات والندوات؟ وماذا عند توجيه الدعوة إلى غير المسلمين؟ حيث قد يكون هناك التباس كبير لدى المسلمين الجدد، فإن كل جماعة من هذه الجماعات سوف توجههم إلى

(1)

سورة المائدة الآية 2

ص: 41

مراكزهم وإلى علمائهم، فيكونون في حيرة من أمرهم. فكيف يمكن تفادي هذه الأمور؟

ج 5: الواجب التعاون مع الجماعة التي تسير على منهج الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة في الدعوة إلى توحيد الله سبحانه، وإخلاص العبادة له، والتحذير من الشرك والبدع والمعاصي، ومناصحة الجماعات المخالفة لذلك، فإن رجعت إلى الصواب فإنه يتعاون معها، وإن استمرت على المخالفة وجب الابتعاد عنها والتزام الكتاب والسنة، والتعاون مع الجماعة الملتزمة لمنهج الكتاب والسنة يكون في كل ما فيه خير وبر وتقوى من الندوات والمؤتمرات والدروس والمحاضرات، وكل ما فيه نفع للإسلام والمسلمين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 42

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16063)

س 2: ما حكم‌

‌ تعدد الجماعات

الموجودة في الساحة، وإذا كنت مقتنعا بفكر الجماعة الإسلامية وهذا تيار من ضمن التيارات. فهل أسير في هذا الطريق رغم معارضة والدي لي في

ص: 42

هذا الموضوع، وأنهما أقسما أن لا يرضيا عني أبدا إذا سرت في هذا الطريق. فما الحل؟ .

ج 2: عليك بالسير على طريق أهل السنة والجماعة الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم عند ظهور الفرق، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي

(1)

» ، فعليك بالتزام الجماعة التي تسير على هذا الطريق.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سنن الترمذي الإيمان (2641) .

ص: 43

السؤال الثالث من الفتوى رقم (18870)

س 3: يوجد هناك خلاف بين مجموعات عديدة من الإخوان السلفيين، وهم يخالفون الجمعيات الإسلامية الأخرى في المنهج، والقواعد العلمية التي يبنون عليها دعوتهم. فهل الخلاف الموجود بين الإخوان السلفيين يعتبر أقل شرا من الخلاف الموجود بينهم وبين الجمعيات الأخرى، نظرا إلى أن الخلاف الموجود بين الجماعات السلفية إنما هو في التطبيق والمعاملات، والخلاف

ص: 43

الحاصل مع غيرهم إنما هو في المنهج والقواعد العلمية؟

ج 3: يجب تجنب الاختلاف بين المسلمين عموما والعلماء خصوصا، فإن حصل شيء منه وجب الرجوع إلى الكتاب والسنة لمعرفة الحق والأخذ به وترك ما خالفه، قال الله تعالى:{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}

(1)

الآية، وقال الله تعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}

(2)

، وهذا يعم كل نزاع بين المؤمنين في العقيدة والأقوال والأعمال، فيجب رده إلى الكتاب والسنة لأخذ الصواب وترك الخطأ، والرضا بحكم الله ورسوله والتسليم له.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الشورى الآية 10

(2)

سورة النساء الآية 59

ص: 44

السؤال الثاني من الفتوى رقم (17776)

س 2: قرأت لسماحتكم عدة فتاوى، وتحثون عليها طالب

ص: 44

العلم للخروج مع جماعة التبليغ، والحمد لله خرجنا معهم واستفدنا الكثير، ولكن يا شيخي الفاضل رأيت بعض الأعمال لم ترد في كتاب الله ولا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل:

1 -

التحلق في المسجد كل شخصين أو أكثر، فيتذاكرون العشر السور الأخيرة من القرآن، والمواظبة على هذا العمل بهذه الطريقة في كل مرة نخرج فيها.

2 -

الاعتكاف يوم الخميس بصفة مستمرة.

3 -

تحديد أيام للخروج، وهي ثلاثة أيام في الشهر، وأربعين يوما كل سنة، وأربعة أشهر في العمر.

4 -

الدعاء الجماعي المستمر بعد كل بيان.

فكيف يا شيخي الفاضل إذا خرجت مع هذه الجماعة أتعامل مع هذه الأعمال والأفعال التي لم ترد في كتاب الله ولا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ علما يا شيخي الفاضل أنه من الصعب تغيير هذا المنهج، وهذه هي طريقتهم فنرجو التوضيح.

ج 2: ما ذكرته من أعمال هذه الجماعة كله بدعة، فلا تجوز مشاركتهم حتى يلتزموا بمنهج الكتاب والسنة ويتركوا البدع في أقوالهم وأعمالهم واعتقاداتهم.

ص: 45

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 46

الفتوى رقم (16896)

س: أرسل إلى فضيلتكم عن ظاهرة قد حيرتني حيرة لا يعلم مداها إلا من يعلم السر وأخفى، هذه الظاهرة اسمها (المشاهرة) عند النساء، وهي واحدة من كثير، لو أني حصرت لفضيلتكم عاداتنا وأعرافنا في المجتمع، لوجدتنا لا نعرف من الإسلام إلا اسمه، والمعرفة ببعض الفروع من الدين. كيف تحدث ظاهرة المشاهرة؟

1 -

إذا جاء رجل من سفر أو جاء من سوق أو غيره ودخل فجأة على امرأة وضعت حملها قريبا، رفع منها اللبن، ولم يجد الطفل لبنا يرضعه إلا إذا رأت هذه المرأة قفا هذا الرجل أولا.

2 -

إذا دخل نفس الرجل على طفل مختون قريبا لا يبرأ جرحه إلا إذا كان في رقبته خاتم من فضة أو ذهب معلق في خيط. وإذا كانت طفلة فإنها لا تحبل في المستقبل إلا إذا رأت طفلة أخرى وهي مختونة.

ص: 46

3 -

إذا أرادت المرأة أن تفطم رضيعها فإنها يشترط لها أن تفطمه آخر الشهر العربي، وقبل ذلك لا، وإلا يصبح هزيلا ضعيفا، ولا بد كذلك أن يكون هذا الأمر سرا.

4 -

إذا أسقطت الأم جنينا، ثم توقفت عن الحمل يقال عنها: إنها (مشاهرة) ، ولا بد لكي تحبل مرة أخرى أن تدخل على امرأة أسقطت حملها حديثا، ثم تتوقف الأخيرة عن الحمل. . . وهكذا.

5 -

من مظاهر المشاهرة في الزواج:

- إذا توقفت العروس عن الحمل فلا بد أن ترى القلم الذي كتب لها القاضي به وثيقة الزواج.

- يستحب أن يكون كتب الكتاب (كتابة العقد) آخر الشهر.

- عمل خيط به سبع عقد، يسمى (عقاؤا) يعلق بها حتى هلال الشهر الجديد، خوفا من المشاهرة.

أولا: نعتذر عن هذا الاستطراد، بالرغم من أن غير ذلك كثير جدا عندنا.

والسؤال: هل نجد في شريعتنا الغراء شيئا من ذلك؟ وإن كان الجواب بالنفي، فما تفسير اطراد هذه الظاهرة اطرادا بينا واضحا وفي عدة اتجاهات مختلفة، حتى إني عجزت عن إقناع

ص: 47

الناس بأن ذلك من الأوهام التي تفت من عقيدتنا وإيماننا بالله سبحانه وتعالى أفيدونا - رحمكم الله؟

ج: كل هذه الأمور المذكورة في السؤال المعروفة لديكم باسم (المشاهرة) هي من توهمات العامة الباطلة، لا يجوز الالتفات إليها؛ لأنها اعتقادات باطلة وأعمال محرمة، والواجب على المسلم أن يستعين بالله ويتوكل على الله في جميع أموره، وتحقيق جميع طلباته، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}

(1)

. والواجب أيضا إنكار هذه الأشياء والعمل على إزالتها والمنع منها، وبيان مخالفتها للعقيدة وبيان العقيدة الصحيحة للناس، وفي الحديث: «لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم

(2)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الطلاق الآية 3

(2)

صحيح البخاري المغازي (4210) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406) ، سنن أبي داود العلم (3661) ، مسند أحمد (5/333) .

ص: 48

الفتوى رقم (18698)

س: توجد جماعة تسمي نفسها (جماعة المسلمين) ، ولقد

ص: 48

تناقشت مع أحد أفرادها واختلفت معه في فكرتين من أفكار هذه الجماعة:

الفكرة الأولى: فكرة التوقف والتبين. فهذه الجماعة لا تحكم على إنسان بإيمان ولا بكفر حتى يناقشوه، ولو كان يؤدي كافة شعائر وأركان الإسلام.

الفكرة الثانية: اعتبار كافة مساجد الأرض حاليا ما عدا المساجد الثلاثة (الحرام، النبوي، الأقصى) مساجد ضرار، لذلك فهم لا يصلون في غير هذه المساجد.

نرجو منكم التكرم بإلقاء الضوء على هاتين الفكرتين، حتى يتبين الرشد من الغي.

ج: أولا: هذا المذهب باطل، لأن الأصل في المسلم العدالة وصحة المعتقد، ما لم يتبين منه خلاف ذلك، وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة بن زيد قتله للرجل الذي نطق بالشهادة ظنا منه أنه إنما نطق بها خوفا من القتل، وقال له: «أشققت عن قلبه

(1)

» .

ثانيا: مساجد المسلمين في الأرض كلها مساجد محترمة، والصلاة فيها صحيحة، وكانت المساجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه وسائر عهود الإسلام منتشرة في الأرض،

(1)

صحيح البخاري الديات (6872) ، صحيح مسلم الإيمان (96) ، سنن أبي داود الجهاد (2643) ، مسند أحمد (5/207) .

ص: 49

ويصلي فيها المسلمون من غير نكير، وقد قال الله تعالى:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}

(1)

، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة

(2)

» ، وقال صلى الله عليه وسلم: «من سمع النداء فلم يأت، فلا صلاة له إلا من عذر "، قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض

(3)

» . وروى مسلم في (صحيحه) : «أن رجلا أعمى قال: يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له صلى الله عليه وسلم:" هل تسمع النداء بالصلاة؟ " قال: نعم. قال: " فأجب

(4)

» والأحاديث في وجوب الصلاة في المساجد وبيان فضل ذلك كثيرة معلومة.

ولكن المساجد الثلاثة التي هي أفضلها وهي التي

(1)

سورة الجن الآية 18

(2)

رواه من حديث أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه: أحمد 1\61، 70، والبخاري 1\ 116، ومسلم 1\ 378 برقم (533) ، والترمذي 2\ 134 برقم (318) ، وابن ماجه 1\ 243 برقم (736) ، والدارمي 1\ 323، وابن خزيمة 2\ 269 برقم (1291) ، وابن حبان 4\ 488 برقم (1609) .

(3)

سنن أبي داود الصلاة (551) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (793) .

(4)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (653) ، سنن النسائي الإمامة (850) .

ص: 50

تضاعف فيها الصلاة أكثر من غيرها، فيسافر إليها وتقصد من أجل ذلك، فالقول بأن الصلاة لا تصح إلا في المساجد الثلاثة قول باطل مخالف للكتاب والسنة والإجماع.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 51

الفتوى رقم (17336)

س: بفضل من الله تعالى وبهدايته تعلن بعض الفتيات اليابانيات إسلامهن، ومن هنا يبدأ الصراع مع المجتمع الياباني الملحد، الذي يفضل أهله بقاءهم على الكفر، أو حتى تحولهم للمسيحية المشوهة الآن على أن يتحول إلى الإسلام، وذلك لعدم وجود التزامات في مسيحيتهم المحرفة، فيصبح الشخص شاربا للخمر آكلا للخنزير، له صديقات في الحرام، ولكنه مسيحي يؤمن بالرب وابن الرب والروح القدس. ولا حول ولا قوة إلا بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. ولكنه إذا تحول إلى الإسلام فإنه يصبح شخصا متميزا عن الآخرين ومختلفا عنهم ومعتزلا لمجتمعهم وتاركا لناديهم، فما يكون من المجتمع إلا أن ينبذه وينظر إليه نظرة غير العاقلين،

ص: 51

وكثيرا ما يتخلص منه بالعزلة والمنع عن العمل، فهو ياباني مثلهم، فكيف له أن يفعل هذه الفعلة الشنيعة، ويتحول للإسلام فيترك حفلاتهم وخمورهم وخنزيرهم ويصلي لله الذي لا يحتسبونه ربهم.

والمشكلة تكون مضاعفة مع الفتاة، حيث قوتها أضعف وموردها المالي عادة ما يرتبط بعملها إن كان لها عمل، أو يرتبط بأسرتها الكافرة.

ومن هذه المشكلات العديدة التي تواجه الفتاة المسلمة، مشكلة إقامة الفرائض مثل لبس الحجاب، ففي كثير من الأحيان يمنعها عملها من ذلك كما يمنعها من أداء الصلاة في مكان عملها، مما يجعلها لا تستطيع أداء الصلاة على وقتها وتؤديها مجتمعة قضاء لخشيتها من فصلها من عملها، والذي يمثل مورد رزقها الوحيد، حيث تعيش معزولة عن أسرتها تماما، والتي لم يسلم منها إلا هي.

وفي مشكلة أخرى لمسلمة أخرى نجدها لا تستطيع صيام شهر رمضان المبارك، حيث إنها تخفي إسلامها عن أهلها، وخاصة أمها المسيحية المتزمتة، والتي تقبل الكفر لابنتها ولا تقبل لها الإسلام، مع العلم بأن هذه الأخت عمرها 18 عاما، وما زالت في مراحل التعليم بالجامعة والتي تتكفل أسرتها بالإنفاق عليها،

ص: 52

ولذا فهي تعيش معهم في نفس البيت تشاركهم في المأكل والمشرب والحياة كاملة، مما قد يشتمل على كثير من المحرمات، وهي لا تستطيع مثلا أن تصوم شهر رمضان، وإلا ظهر ذلك غريبا على أهلها وعلموا بإسلامها وهنا سيقومون بإيذائها ومنعها بكل الوسائل من إكمال دراستها وشق طريق حياتها، حيث سيكون ذلك هو موردها الوحيد مستقبلا، وفي مشكلة ثالثة تتمثل في ياباني أعلن إسلامه بفضل من الله ورحمته، ولكن زوجته ما زالت على كفرها وأولاده كذلك والعياذ بالله، وهو لا يدري ما يفعل معهم. وهنا نسأل فضيلتكم:

أ - كيف تفعل الأخت المسلمة في وضعها السابق ذكره هنا في اليابان؟

2 -

ماذا يفعل الأخ الياباني تجاه زوجته؟ هل تحل له إن استمرت على كفرها؟ وماذا يفعل تجاه أولاده كذلك؟

3 -

هل تصح صلاة المرأة خارج بيتها، وفي الأماكن العامة وهي جالسة بغرض عدم إظهار عورتها؟ وجزاكم الله عنهن وعن المسلمين خير الجزاء.

ج: أولا: من أسلم وأخفى إسلامه خشية أن يناله ضرر من إعلانه فإنه يجتهد في عرض محاسن الإسلام على من يخشاه دون

ص: 53

أن يبدي له ما يظهر دخوله الإسلام، ويدعو الله تعالى له بالهداية لعل الله أن يشرح صدره للإسلام فيحصل الخير له بإسلامه ودفع الضرر المتوقع منه، فإن لم يهتد والضرر لا يزال متوقعا منه، أو كان البلد لا يسمح بإظهار شعائر الإسلام، وجبت عليه الهجرة إلى بلاد المسلمين إن استطاع، قال تعالى:{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}

(1)

الآية. أي: يجد متحولا يتحول إليه ومتزحزحا عما يكره، وسعة من الضلالة إلى الهدى، ومن الضيق إلى الفرج، ومن الفقر إلى الغنى.

أما إذا لم يستطع الهجرة بأن كان من المستضعفين فإن الله تعالى قد عذره، كمن يحال بينه وبين الهجرة، أو يكون امرأة، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}

(2)

{إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا}

(3)

{فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا}

(4)

،

(1)

سورة النساء الآية 100

(2)

سورة النساء الآية 97

(3)

سورة النساء الآية 98

(4)

سورة النساء الآية 99

ص: 54

والمعنى: لا يقدرون على حيلة ولا على نفقة، ولا يهتدون السبيل إلى محل الهجرة لو خرجوا.

ثانيا: المرأة إذا ضعفت حيلتها فإنها تتصل بالمراكز الإسلامية في بلدها إن وجدت، لعلها تجد ما يعينها ويحل مشكلتها، وإلا فعليها الصبر وانتظار الفرج من الله، وسؤال الله تعالى أن يجعل لها من أمرها يسرا، وهي مأجورة في ذلك كله، مع التزامها بالإسلام وأحكامه وفرائضه حسب طاقتها؛ لقول الله سبحانه:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}

(1)

، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم

(2)

» متفق على صحته.

ثالثا: إذا دخل الزوج في الإسلام وبقيت زوجته على الكفر فإنها إن كانت كتابية وهي اليهودية أو النصرانية جاز له الاستمرار

(1)

سورة التغابن الآية 16

(2)

صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (7288) ، صحيح مسلم الفضائل (1337) ، سنن النسائي مناسك الحج (2619) ، سنن ابن ماجه المقدمة (2) ، مسند أحمد (2/508) .

ص: 55

معها؛ لأن الأصل أنه يجوز للمسلم الزواج من الكتابية المحصنة؛ لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ}

(1)

الآية.

أما إذا كانت غير كتابية فلا يجوز له الاستمرار معها؛ لقوله تعالى: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}

(2)

.

أما إذا دخلت الزوجة في الإسلام، وبقي زوجها على الكفر، فإنها تحرم عليه؛ لقوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}

(3)

الآية.

فإن أجبرت عليه ولم تستطع فراقه فإنها تصبر عليه

(1)

سورة المائدة الآية 5

(2)

سورة الممتحنة الآية 10

(3)

سورة الممتحنة الآية 10

ص: 56

حتى يأتيها الفرج ولا حرج عليها، كما صبر نساء المسلمين في الصدر الأول من الإسلام، ومنهن زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها بقيت بعد إسلامها مع زوجها أبي العاص بن الربيع قبل أن يسلم لما لم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم أن يفرق بينهما حتى لحقت بعد ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفارقت زوجها ثم أرجعها النبي صلى الله عليه وسلم إليه بعد إسلامه.

رابعا: أما الأولاد فإنهم يتبعون خير الأبوين دينا، فإذا أسلم أحد الزوجين حكم بإسلام جميع الأولاد القاصرين؛ لأن الصغير يتبع خير أبويه دينا.

خامسا: يجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب وتبتعد عن كل ما فيه إظهار لزينتها، وتحرص على لزوم بيتها، ولا تخرج منه إلا لحاجة مع الستر والحشمة، وإذا وجبت عليها الصلاة وهي خارج بيتها فإنها تبتعد عن الرجال وتصلي، وما ذكر في السؤال لا يبيح تركها القيام، فإن القيام مع القدرة ركن من أركان الصلاة وهي تستطيعه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 57

صفحة فارغة

ص: 58

التصوف

ص: 59

الفتوى رقم (12143)

س 1: يدعي شيخ الطريقة الصوفية بأن لديه نورا يتطلع به على أمور الغيب من الأخبار والأحوال، وهو واثق فيه إلى حد كبير بأن ليس فيه دخل للشيطان، وليست فيه واسطة لجبرائيل عليه السلام، والأمور المقضية عنده بهذا التحقيق يسميه:(أمرا) وفي كل معاملة عادته أن يقول: إذا جاء الأمر سأعمل كذا، وإن لم يأت فلا أعمل. ويعني: بأنه أمر من الله وأساس حياته هو هذا التحقيق وهذا الأمر، ومن لم يذعن لهذا الأمر ولا يؤمن بحقيقته، فيقول الشيخ بأنه منافق ومطرود ويخرجه من مجلسه؟

ج 1: لا يعلم الأمور الغيبية إلا الله جل وعلا، قال تعالى:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}

(1)

، وتسميته ما يدعيه من علم الغيب أمر من التلبيس على الناس، حتى يقبلوا ما يقول من الباطل، وإطلاقه النفاق على من لم يصدقه فيما يدعيه ليس بصحيح، بل الواجب تكذيبه في دعواه علم الأمور الغيبية، وقد صدر منا فتوى برقم (189) في حكم مدعي الغيب

(1)

سورة النمل الآية 65

ص: 60

هذا نصها: (الأصل في الأمور الغيبية اختصاص الله بعلمها، قال الله تعالى:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}

(1)

، وقال تعالى:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}

(2)

، لكن الله تعالى يطلع من ارتضى من رسله على شيء من الغيب، قال الله تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}

(3)

{إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}

(4)

، وقال تعالى:{قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ}

(5)

، وثبت في حديث طويل «من طريق أم العلا أنها قالت: " لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه، فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك

(1)

سورة الأنعام الآية 59

(2)

سورة النمل الآية 65

(3)

سورة الجن الآية 26

(4)

سورة الجن الآية 27

(5)

سورة الأحقاف الآية 9

ص: 61

أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله عز وجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما يدريك أن الله أكرمه ". فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما هو فقد جاءه اليقين من ربه، وإني لأرجو له الخير. . والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي "، فقلت: والله لا أزكي بعده أحدا أبدا

(1)

» رواه أحمد وأورده البخاري في (كتاب الجنائز) من (صحيحه) . وفي رواية له: «ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به

(2)

» ، وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه الله بعواقب بعض أصحابه فبشرهم بالجنة، وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند البخاري ومسلم، «أن جبريل سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الساعة، فقال: " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل

(3)

» ثم لم يزد على أن أخبره بأماراتها، فدل على أنه علم من الغيب ما أعلمه الله به دون ما سواه من المغيبات وأخبره به عند الحاجة) .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري التعبير (7004) ، مسند أحمد (6/436) .

(2)

صحيح البخاري التعبير (7018) ، مسند أحمد (6/436) .

(3)

صحيح مسلم الإيمان (8) ، سنن الترمذي الإيمان (2610) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4990) ، سنن أبي داود السنة (4695) ، سنن ابن ماجه المقدمة (63) ، مسند أحمد (1/52) .

ص: 62

س 2: أحيانا يسكت خلال خطبته ويقول: منعت من الخطبة بعد هذا القدر (والأمر) كذلك، وأحيانا يقول: الآن جاء إلي (الأمر) لهذا الكلام، ويسمي هذا التحقيق بـ:(الاستخارة النورانية) .

ج 2: سكوت الرجل المذكور أثناء الخطبة وقوله: إني منعت أو

ص: 62

جاء الأمر بكذا يتضمن دعوى أنه يوحى إليه، وأنه يدعي النبوة، وإن لم يصرح بذلك، ومما لا شك فيه أن ادعاء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم كذب وكفر وضلال؛ لأن الله ختم النبوة والرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}

(1)

، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا العاقب الذي ليس بعده نبي

(2)

» .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأحزاب الآية 40

(2)

صحيح البخاري تفسير القرآن (4896) ، صحيح مسلم الفضائل (2354) ، سنن الترمذي الأدب (2840) ، مسند أحمد (4/84) ، موطأ مالك الجامع (1891) ، سنن الدارمي الرقاق (2775) .

ص: 63

س 3: كثيرا يحلف الشيخ ويقول: أنا أقول بالتحقيق الذي عندي أن الحديث الذي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم: «قد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر» أن هذا ليس بحديث قطعا، وقال: في تحقيقي أن في الحديث تغييرا وتبديلا، وهذا الحديث أدخله اليهود في ذخيرة الأحاديث، مع أن ذلك الحديث موجود في كتب الصحاح مثل البخاري وغيره.

ج 3: الله أخبر في القرآن الكريم أنه قد غفر لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال الله تعالى:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}

(1)

{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}

(2)

(1)

سورة الفتح الآية 1

(2)

سورة الفتح الآية 2

ص: 63

وثبت «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا

(1)

» ، وفي هذا تشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإظهار لفضله، وهو أفضل البشر وسيد الأولين والآخرين، فمن أنكر ذلك بعد أن أقيمت عليه الحجة فهو كافر؛ لأنه ينكر شيئا مقطوعا به ويخالف القرآن الكريم والسنة المطهرة.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

رواه من حديث عائشة رضي الله عنها: أحمد 6\ 115، والبخاري 6\ 44، ومسلم 4\ 2172 برقم (2820)، والطبراني في (الأوسط) 4\ 484 برقم (3822) (ت: الطحان) وفي (الصغير) 1\ 71، والبيهقي 2\ 497، 7\ 39.

ص: 64

س 4، 5: أمر الشيخ بكتابة البشارة على جدار المجلس المنسوبة إلى خليفته (حاجي إبراهيم) أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى الخليفة وقال: لا يضيع أحد من منتسبي الشيخ لا في الدنيا ولا في الآخرة، إلا من لم يصاحبه بإخلاص، أما الخليفة فهو ينكر نسبة البشارة إليه ويقول: ما جاءني النبي صلى الله عليه وسلم وما شاهدته، ولا قال لي

ص: 64

النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام، وغضب الشيخ كثيرا على هذا الإنكار، وقال جاء في تحقيقي أن حزب الشياطين (اسمه أهل الدبلي) قد سيطروا على هذا الخليفة (حاجي إبراهيم) وسلبوا ذاكرته وجن الخليفة، فلهذا ينكر الآن البشارة، وينكر مشاهدته للنبي صلى الله عليه وسلم ثم أعلن الشيخ من منبره أمام الناس أني لم آمر بكتابة البشارة على قول الخليفة فقط، بل طرحت البشارة على نور التحقيق وحققته مائة مرة من ماء النور، فوجدت البشارة حقا، وألفاظ البشارة كلها صحيحة، ثم بعد هذا الاطمئنان أمرت بكتابة البشارة، وأحيانا أشار الشيخ بيمينه إلى البشارة المكتوبة على جدار مجلسه وكرر ألفاظها وفي الآخر قال: أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

قال الخليفة (حاجي إبراهيم) : كل المشاهدات برؤية النبي صلى الله عليه وسلم التي بينتها على المنبر أمام الناس بأمر الشيخ وجبره وإكراهه كلها كاذبة لا أصل لها، وفيها أن جبرائيل عليه السلام جاء في المجلس بتاج من ذهب ذات طوابق ثلاثة، والرسول صلى الله عليه وسلم جالسا في المجلس، ثم وضع النبي عليه الصلاة والسلام بيديه هذا التاج على رأس الشيخ، وفيها أن آية الكرسي قد نزلت من السماء ودخلت في قلب الشيخ.

ج 4، 5: أولا: ادعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى الخليفة بالبشارة وأنه

ص: 65

وضع التاج على رأس الشيخ، وأن آية الكرسي نزلت ودخلت قلب الشيخ من الكذب الصريح، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه، وأنه ليس كالكذب على غيره، فثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

(1)

» .

ثانيا: تضارب أقوال الشيخ والخليفة في البشارة، حيث يثبت الأول وينفي الثاني البشارة، دليل على أنه كاذب وأنه يخادع السذج من الناس لأكل أموالهم بالباطل وليصرف وجوه الناس إليه.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري الأدب (6197) ، مسند أحمد (2/519) ، سنن الدارمي المقدمة (593) .

ص: 66

س 6، 7: أولا: كذلك مرة قال في بيانه: إن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر كثيرا في بيته وفي بيوت ابنه وبناته، ويقبل جبهته وقلده مرة بقلادة ذهب، ومرة أخرى قلد النبي الخليفة كذلك.

ثانيا: مرة أعلن الشيخ في مجلسه أمام الناس بأن النبي صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كلهم موجودون في هذا المجلس، وبهذا يقصد الشيخ أن يظهر قداسة مجلسه ومكانة شخصه أمام الناس ليتأثروا به.

ج 6، 7: النبي صلى الله عليه وسلم توفي في المدينة المنورة، ودفن في حجرة عائشة رضي الله عنها، وهو لا يخرج من قبره إلا يوم القيامة، قال

ص: 66

تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}

(1)

{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}

(2)

، وقال تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ}

(3)

إلى قوله: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ}

(4)

{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}

(5)

، وهكذا جميع الأنبياء قد ماتوا ما عدا عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فقد رفع إلى السماء، فادعاء الشيخ أن النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء يحضر مجلسه أو يحضر في بيته أو بيوت ابنه أو بناته - كذب وافتراء ومن القول الباطل الذي يستجلب به الجهلة من الناس وضعفاء البصيرة في الدين، ليروج بذلك ما عنده من المعتقدات الفاسدة، وليحقق أغراضه التي يرمي إليها.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الزمر الآية 30

(2)

سورة الزمر الآية 31

(3)

سورة المؤمنون الآية 12

(4)

سورة المؤمنون الآية 15

(5)

سورة المؤمنون الآية 16

ص: 67

س 8، 10: أولا: يقول الخليفة بأني ما رأيت شيئا من عيوني، ولكن كلما قلت للشيخ بأني لا أرى شيئا فكان يقول: كيف تنكر المشاهدة؛ لأنها جاءت في تحقيقي وفي الاستخارة النورانية بأنك شاهدت ذلك كله، وكان يصر علي ويجبرني أن أبين أمام الناس عند حضوره، وأما

ص: 67

في غيابه فما بينت أي مشاهدة من نفسي؛ لأني أخاف الله رب العالمين، وما علمت شيئا من الشوق والرضا.

ثانيا: قبل عدة أعوام حسب تحقيق الشيخ كان أحد أتباعه الذي كان يرى الرؤيا الصادقة كثيرا، ويشاهد النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، وعندما كان يبين هذه المشاهدات أمام الشيخ فالشيخ كان يصدق هذه المشاهدات بتحقيقه، ولكن بعد قليل من الزمان عندما أنكر هذا الرجل من هذه المشاهدات والرؤيا فقال الشيخ في حقه: أنا أقول بالتحقيق أن هذا الرجل صار منافقا ومردودا وقال على المنبر وهو مات في مرض سرطان الكبد، ولكن هو إلى الآن حي وله أولاد، فهذا حال لتحقيق الشيخ واستخارته النورانية وفراسته ومشاهدته التي هي مجموعة من التضاد والكذب والخداع.

ج 8، 10: إلزام هذا الشيخ خليفته بأن يبين للناس المشاهدات وهو لم يرها من الباطل والافتراء والتمويه على ضعفاء الناس حتى يضلهم في معتقداته الباطلة، وكذلك افتراؤه على بعض أتباعه بأنه مات في مرض السرطان؛ لأنه أنكر المشاهدات كل ذلك من الكذب على الناس والتغرير بهم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 68

س 11: بعض من المنتسبين يقبلون يدي الشيخ ورجليه

ص: 68

ويلصقون جباههم بيدي الشيخ ورجليه، وتصير هيئتهم كهيئة السجدة، وأحيانا عندما يكون الشيخ واقفا هم يسقطون على رجليه ويقبلونها على هيئة السجود، وتعطى لهم الإجازة للبيعة والخلافة بعده، ويقول الشيخ لهؤلاء بأنهم أذلوا أنفسهم أمام الجميع بالسقوط على رجلي، فلهذا أتى الأمر أن تعطى لهم الخلافة، وكان من المعروف عنده أن الذي يقبل يديه ورجليه كثيرا وقت البيعة فيقال إن في قلبه نورا، ولو هو يخالف أوامر الله تعالى في ظاهر حياته.

ج 11: ما ذكر من تقبيل يدي الشيخ ورجليه وسقوطهم عليها للتقبيل وهو واقف، وإلصاق جباههم بأيدي الشيخ - من الغلو في تعظيم المخلوق، ولم يعرف ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا مع الخلفاء الراشدين، وقد يكون ذلك ذريعة إلى الشرك الأكبر، بل نفس السجود لغير الله من أنواع الشرك الأكبر.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 69

س 12، 13، 14: أولا: ومن تحقيقه أخرج بعضا من المنتسبين من مجلسه بأنهم منافقون ومطروحون وأذلهم وأخزاهم كثيرا، ومرة قال بأن الفقيه المفتي (وما ذكر اسمه) كتب إلى أن الذي أخرجته من مجلسي يموت بدون إيمان كالكلب، ومع هذا اتهم بتحقيقه العالم الكبير بأنه ساحر وأرسل إليه جماعة في أمارة خليفته للقتال معه، وقال بأن

ص: 69

قلبه أسود ومرة نسب هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الآن هو ينكر هذا القول والتحقيق.

ثانيا: وكان الشيخ يقول لخليفته: (حسب تحقيقي أن هذا الخليفة قد وصل إلى مقام الغوثية ومقام الفرد في الأمة والقطب، وهو مقبول عند الله تعالى، ولكن الآن يقول لهذا الخليفة بأنه منافق وقلبه أسود ومطرود، لأنه يخالف الشيخ وينكر دعواه الباطلة.

ثالثا: ويهدد الشيخ كثيرا لمنتسبيهم بأن الشيخ سيسلب كسبهم وحسناتهم ووظائفهم وأموالهم ونور قلوبهم، ويقول: الذي تركني صار مطرودا ويموت موت الكلب، فالمريدون كلهم خائفون من هذا التهديد.

فنرجو نحن منتسبو الشيخ، من العلماء الأفاضل أن يبينوا لنا في ضوء الشريعة الغراء حقيقة ما يدعيه من الأمور الكثيرة التي تخالف القرآن والسنة المطهرة، كي نأخذ طريق الحق والصواب. والله هو الموفق لكل خير.

ج 12، 13، 14: أولا: ادعاء الشيخ بأن تحقيقه أوصله إلى إخراج بعض أتباعه وأنهم أصبحوا منافقين، وكذلك ادعاؤه أن العالم الكبير صار ساحرا، وادعاؤه أن خليفته أصبح منافقا مطرودا أسود القلب - كل ذلك من الخرص والتخمين

ص: 70

واتباع الهوى في تقريب من يريد وإبعاده من لا يريد.

ثانيا: قول الشيخ: إن خليفته وصل مقام الغوثية ومقام الفرد هذا من البدع والغلو في الشخص يجر إلى الشرك الأكبر؛ لأن العوام إذا قيل لهم: إن فلانا غوث في الشدائد والملمات اعتقدوا ذلك فيه، وأخذوا يستغيثون به ويقربون له القرابين وينذرون له الذبائح وغيرها، وهذا هو عين الشرك الأكبر المخرج من ملة الإسلام، فإن الاستغاثة في الأمور المعنوية من كشف المرض والفقر وطلب الرزق والولد من خصائص الله لا يطلب فيها غيره.

ثالثا: تهديد الشيخ كثيرا من أتباعه بأنه سيسلب كسبهم وحسناتهم ووظائفهم وأموالهم ونور قلوبهم - هذا كذب وكفر وقول باطل؛ لأن المتصرف والمنفرد بالخلق والتدبير هو الله جل وعلا، قال تعالى:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}

(1)

، وقال:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}

(2)

، فالخلق جميعا تحت ملكه وقهره تصرفا وملكا وإحياء

(1)

سورة المائدة الآية 120

(2)

سورة الأعراف الآية 54

ص: 71

وإماتة، وأما العباد فليس بأيديهم ضر ولا نفع، قال تعالى:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}

(1)

، وإنما الشيخ محتال ومخادع ومغرر بالناس. نسأل الله لنا ولكم وله الهداية والتوفيق والثبات على صراطه المستقيم، وأن يعيذنا من مضلات الفتن إنه خير مسؤول.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة يونس الآية 107

ص: 72

الفتوى رقم (17391)

س: ما حكم قول بعض الناس: عبادتي لك يا الله حبا في ذاتك، وإن كنت أعبدك خوفا من نارك فأدخلني نارك، وإن كنت أعبدك حبا في جنتك فأدخلني نارك؟

ج: عبادة الله بالحب فقط هي منهج الصوفية الضالة، وهو

ص: 72

منهج مبتدع. ومحبة الله هي أعظم منازل العبادة، وليست هي كل العبادة. ومنهج أهل السنة هو عبادة الله بالحب والخوف والرجاء والخشية وغير ذلك من أنواع العبادة، قال تعالى:{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}

(1)

، وقال تعالى عن أنبيائه:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}

(2)

، وقال تعالى عن الملائكة:{وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}

(3)

، وقال تعالى:{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}

(4)

، إلى غير ذلك من الآيات.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأعراف الآية 55

(2)

سورة الأنبياء الآية 90

(3)

سورة الأنبياء الآية 28

(4)

سورة النحل الآية 50

ص: 73

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16098)

س 2: ما حكم الدين في العهد الذي نأخذه من شيخ

ص: 73

الطريقة، هل هذا العهد إذا خالفناه نكون قد خالفنا الكتاب والسنة؟

ج 2: لا تجوز البيعة إلا لولي أمر المسلمين، ولا تجوز لشيخ طريقة ولا لغيره، لأن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والواجب على المسلم أن يعبد الله بما شرع من غير ارتباط بشخص معين، ولأن هذا من عمل النصارى مع القساوسة ورؤساء الكنائس، وليس معروفا في الإسلام.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 74

الفتوى رقم (16011)

س: بشأن جماعة من النساء في الكويت يقمن بنشر الدعوة الصوفية على الطريقة النقشبندية، والتي كان يتزعمها أحمد كفتارو مفتي سوريا السابق، وهن يعملن تحت إطار رسمي جمعية نسائية، ولكنهن يمارسن هذه الدعوة في الخفاء ويظهرن ما لا يبطن. وقد حصل أن اطلعنا على كتاباتهن وبعض كتبهن واعتراف بعضهن من كونهن في هذا التنظيم، وذلك يتمثل بالآتي:

يقلن من لا شيخ له فشيخه الشيطان، ومن لم ينفعه أدب

ص: 74

المربي، لم ينفعه كتاب ولا سنة، ومن قال لشيخه: لم، لم يفلح أبدا، ويقلن بالوصل، ويقمن بعملية الذكر الصوفي مستحضرات صورة شيختهن الآنسة أثناء الذكر، ويقبلن يد شيختهن والتي يطلقن عليها لقب الآنسة، وهي من سوريا، ويتبركن بشرب ما تبقى في إنائها من الماء، ومن كتبهن التي بها السحر كتاب (اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان) ، ويقمن بتأسيس المدارس الخاصة بهن لاحتواء الأطفال على طريقتهن، ويعملن في مجال التدريس مما يعطيهن مجالا لنشر هذه الدعوة في صفوف بنات المدارس الحكومية المتوسطة والثانوية، وقد فارقت بعض من هؤلاء النسوة أزواجهن وطلبن الطلاق عن طريق المحاكم عندما أمرهن هؤلاء الأزواج بالابتعاد عن هذا الطريق الضال.

السؤال:

1 -

ما هو الحكم الشرعي في عقيدة هؤلاء النسوة مع إصرارهن على هذه الطريق؟

2 -

هل يجوز الزواج منهن؟

3 -

ما حكم عقد النكاح القائم بإحداهن الآن؟

4 -

النصيحة لهن وترهيبهن من هذا الطريق؟

وجزاكم الله عنا كل خير.

ص: 75

ج: الطرق الصوفية ومنها النقشبندية، كلها طرق مبتدعة مخالفة للكتاب والسنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

(1)

» ، بل إن الطرق الصوفية لم تقتصر على كونها بدعة مع ما في البدعة من الضلال، ولكن داخلها كثير من الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في مشائخ الطرق والاستغاثة بهم من دون الله، واعتقاد أن لهم تصرفا في الكون، وقبول أقوالهم من غير نظر فيها، وعرضها على الكتاب والسنة، ومن ذلك ما ورد في السؤال من قولهم: من لا شيخ له فشيخه الشيطان، ومن لم ينفعه أدب المربي لم ينفعه كتاب ولا سنة، ومن قال لشيخه: لم لم يفلح أبدا، وهذه كلها أقوال باطلة مخالفة للكتاب والسنة؛ لأن الذي يقبل قوله مطلقا بدون مناقشة ولا معارضة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لقول الله تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}

(2)

، وقوله تعالى:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}

(3)

{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}

(4)

(1)

سنن ابن ماجه المقدمة (46) .

(2)

سورة الحشر الآية 7

(3)

سورة النجم الآية 3

(4)

سورة النجم الآية 4

ص: 76

أما غيره من البشر مهما بلغ من العلم فإنه لا يقبل قوله إلا إذا وافق الكتاب والسنة، ومن زعم أن أحدا تجب طاعته بعينه مطلقا غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ارتد عن الإسلام، وذلك لقوله تعالى:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}

(1)

، وقد فسر العلماء هذه الآية بأن معنى اتخاذهم أربابا من دون الله: طاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال، كما جاء في حديث عدي بن حاتم عند الطبراني وابن جرير والترمذي قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك، فطرحته فانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة، فقرأ هذه الآية: حتى فرغ منها. فقلت: إنا لسنا نعبدهم. فقال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله

(1)

سورة التوبة الآية 31

(2)

الطبراني 17\ 92 برقم (218) واللفظ له، والترمذي 5\ 278 برقم (3095)، وابن جرير الطبري في (التفسير) 14\ 209 - 211 برقم (16631 - 16633) (ت: شاكر) ، وعزاه ابن كثير في تفسير الآية المذكورة إلى الإمام أحمد.

ص: 77

فتحلونه؟ قلت: بلى. قال: فتلك عبادتهم

(1)

» .

فالواجب الحذر من الصوفية ومن يتبعها رجالا ونساء، ومن توليهم التدريس والتربية، ودخولهم في الجمعيات النسائية وغيرها، لئلا يفسدوا عقائد الناس، والواجب على الرجل منع موليته من الدخول في تلك الجمعيات أو المدارس التي يتولاها الصوفية أو يدرسون فيها حفاظا على عقائدهن، وحفاظا على الأسر من التفكك وإفساد الزوجات على أزواجهن، ومن اعتنق مذهب الصوفية فقد فارق مذهب أهل السنة والجماعة، وإذا اعتقد في شيوخ الصوفية أنهم يمنحون البركة، أو ينفعون أو يضرون فيما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء الأمراض وجلب الأرزاق ودفع الأضرار، أو أنهم تجب طاعتهم في كل ما يقولون ولو خالفوا الكتاب والسنة - من اعتقد ذلك فقد أشرك بالله الشرك الأكبر المخرج من الملة، لا تجوز موالاته ولا مناكحته؛ لقوله تعالى:{وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ}

(2)

ص: 78

إلى قوله: {وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا}

(1)

.

والمرأة التي تأثرت بالتصوف ولم تصل إلى حد الاعتقاد المذكور لا ينبغي التزوج بها ابتداء، ولا إمساكها ممن تزوجها إلا بعد مناصحتها وتوبتها إلى الله، والذي ننصح به للنسوة المذكورات هو التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق، وترك هذا المذهب الباطل، والحذر من دعاة السوء، والتمسك بمذهب أهل السنة والجماعة، وقراءة الكتب النافعة المشتملة على العقيدة الصحيحة، والاستماع للدروس والمحاضرات والبرامج المفيدة التي يقوم بإعدادها العلماء المستقيمون على المنهج الصحيح، كما ننصح لهن بطاعة أزواجهن وأولياء أمورهن في المعروف.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة البقرة الآية 221

ص: 79

السؤال الثالث من الفتوى رقم (10701)

س 3: يدعي بعض رجال الصوفية أن هناك رجالا يسمون: (أهل الخطوة) . ما معنى هذا وما مدى صحته من جهة الشرع، مستدلين على كلامهم بالحديث الصحيح:" عبدي أطعني تكن عبدا ربانيا "؟

ج 3: معنى أهل الخطوة: أنهم يقطعون المسافة البعيدة في الزمن القصير خرقا للعادة وسنة الله الكونية، وزعمهم ذلك غير صحيح؛ لعدم قيام دليل عليه وما استدلوا به لم يثبت.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 80

السؤال الثالث من الفتوى رقم (11056)

س 3: كنت دون البلوغ في السن، وذهبت إلى أحد مشايخ الطرق الصوفية، وقلت له: أريد أدخل طريقة الشيخ عبد القادر الجيلي. فقال: خذ العهد. وأخذت العهد على يديه، يدي في يده، وقال لي: ردد معي العهد. . بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، إنني نويت الدخول في طريقة الشيخ عبد القادر الجيلي، وقد بعت نفسي لهذا شيخي

ص: 80

ويذكر اسمه.

أولا: هل هذا العهد صحيح وأنني قد تبت لله؟

ثانيا: هل هو ملاذ حتى الموت؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

ج 3: ما ذكرته من العهد غير صحيح، وقد أحسنت في توبتك إلى الله، وعليك أن تتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عقيدة وقولا دون أخذ عهد على طريقة شيخ ما من مشايخ الطرق، وبع نفسك على الله بدلا من بيعها على الشيخ التزاما بشريعته سبحانه، ولا يلزمك الاستمرار على هذا العهد الذي أخذته من الشيخ، لأنه بدعة تجتنب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» خرجه الإمام مسلم في (صحيحه) ، وهذه البيعة ليس عليها أمر النبي صلى الله عليه وسلم بنص هذا الحديث، فتكون مردودة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 81

السؤال السابع من الفتوى رقم (7316)

س 7: ما حكم النخامة التي تلقاها الصحابة الكرام بأيديهم

ص: 81

فمسحوا بها وجوههم بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كان توجيه الرسول لهم أثناء تلك الحادثة، وهل يعد توجيهه لهم لصدق الحديث نهيا من أن يعودوا لمثلها، لأن مشايخ اليوم يريدون من مريديهم التبرك بماء الوضوء وغيره، ويرون ذلك أمام أعينهم ولا ينكرونه؟

ج 7: إن ما ذكر في الحديث من أن الصحابة عندما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدعوا نخامته حتى تسقط بالأرض، بل يبادرون إلى أخذها، وأنهم يتمسحون بماء وضوئه. . إلخ - من خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك لم يعمل الصحابة مثله مع غير النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم منا بمقاصد الشريعة، وأعظم اقتداء به صلى الله عليه وسلم، ولو كان مشروعا مع غيره وعاما في المشايخ ونحوهم من الوجهاء - لبادروا إلى الاقتداء به في ذلك. وعلى هذا لا يصح الاستدلال بهذه الواقعة وأمثالها على التبرك ببصاق مشايخ الطرق ونحوهم، ولا التبرك بسؤرهم وماء وضوئهم، وبهذا يتبين أن ما يتبعه المريدون مع مشائخهم من البدع المحدثة. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(1)

» متفق على صحته.

(1)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

ص: 82

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 83

الفتوى رقم (16300)

س: ما حكم‌

‌ إطلاق لقب (قطب) أو (غوث)

على بعض الأولياء والصالحين؟ وهل يجوز ذلك؟

ج: هذان اللفظان (القطب والغوث) لا أصل لهما في الشرع المطهر، وهما من مصطلحات غلاة المتصوفة الحادثة، وإطلاقهما على بعض الأولياء لا يجوز؛ لأنها من الألفاظ التي تجري على ألسنة أهل الضلال، ويقصدون بها: أن هذا القطب والغوث له تصرف في الكون، وأنه يقضى حوائجهم، وهذا كفر يضاد التوحيد؛ لأن الله جل وعلا أنزل الكتب، وأرسل الرسل؛ لعبادته وحده لا شريك له، وأمر الخلق بالالتجاء إليه ودعائه وحده لجلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم، قال تعالى:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}

(1)

(1)

سورة النمل الآية 62

ص: 83

وقال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}

(1)

، وقال سبحانه:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}

(2)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة يونس الآية 107

(2)

سورة النمل الآية 65

ص: 84

الفتوى رقم (16862)

س: أبعث إليكم قصائد بعثتها لي امرأة تقول إن زوجها على طريقة من طرق الصوفية - محمد الفيتوري حموده - وتريد أن تعرف الحق، وقد رددت عليها واقتنعت، ولكن لم أستطع أن أرد على زوجها وأبيه، وقد قالا لي: إنهم على حق، وطلبوا أن آتي بدليل من عالم معروف وليس مني. أرجو الرد على هذه

ص: 84

القصائد المرفقة، والتي ألفها (محمد حموده) المذكور.

ج: الطرق الصوفية طرق مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، والواجب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والابتعاد عما خالف هديه وسنته؛ لأنه بدعة وكل بدعة ضلالة، وبتأمل الأوراق المرفقة بالسؤال وجد فيها ألفاظ بدعية ومدائح فيها غلو وإطراء للرسول صلى الله عليه وسلم. فالواجب ترك التصوف وطرقه، والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله، والعمل بما عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، قال صلى الله عليه وسلم: «وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ". قلنا: من هي يا رسول الله؟ قال: " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي

(1)

» ، وقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة

(2)

» . وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لما فيه الخير والصلاح.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سنن الترمذي الإيمان (2640) ، سنن أبي داود السنة (4596) ، مسند أحمد (2/332) .

(2)

سنن أبي داود السنة (4607) ، سنن ابن ماجه المقدمة (42) ، مسند أحمد (4/127) ، سنن الدارمي المقدمة (95) .

ص: 85

السؤال الثاني من الفتوى رقم (17558)

س 2:‌

‌ ما هي الصوفية،

وهل هي خطر على الدين، وما حكم مجالسة الصوفيين؟

ج 2: الغالب على الصوفية في هذا الزمان أنها طائفة ضالة، لها منهج في العبادة يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم يتلقون دينهم عن رؤساء طرقهم ومشائخهم، ويعتقدون فيهم أنهم ينفعون ويضرون من دون الله، ولا تجوز مجالستهم ولا مصاحبتهم إلا لمن يدعوهم إلى الله ويبصرهم بالسنة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 86

السؤال الثالث من الفتوى رقم (16099)

س 3: هنا في بعض المساجد توضع قطعة من القماش الأبيض يجتمع الناس حولها ويرددون لفظ: الله الله. ما قيمة هذا القماش الأبيض في الإسلام؟

ج 3: وضع قطعة القماش في المسجد واجتماع الناس حولها وترديد كلمة: الله الله - هذا كله من البدع المضلة، ومن عمل الصوفية المنحرفة عن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز فعل هذا ولا

ص: 86

حضوره، ويجب منعه وإنكاره وصيانة المساجد عن هذه الأعمال البدعية.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 87

السؤال الخامس من الفتوى رقم (18068)

س 5: يقال: إن السيد البدوي يرجع نسبه إلى أهل البيت، فهل هذا صحيح، وهل هو من الأولياء والصالحين، وهل يجوز الاحتفال بمولده أو غيره بأي صورة، أو التحدث عن ذكراه وإظهار مناقبه وأعماله الصالحة بالإذاعة والتلفزيون؟

ج 5: ما يعرف بالسيد البدوي هو أحمد بن علي بن إبراهيم الحسيني أحد المتصوفة المغاربة في القرن السابع، غلا فيه كثير من الجهلة والمبتدعة من الصوفية وغيرهم غلوا يخرج صاحبه في أحيان كثيرة عن دين الإسلام، وذلك كمن يدعوه ويستغيث به أو يطلب منه المدد أو يطوف على ما يذكر أنه قبره، أما الاحتفال بذكرى مولده أو مولد غيره فلا يجوز، لأنه من البدع المحدثة، على أن الناظر في سيرة البدوي المذكور لا يجد فيها ما يستحق الوقوف عندها. والواجب على المسلم أن يحذر في هذا من أن يدخل عليه

ص: 87

في دينه من قبل السذج والمبتدعين وأصحاب الأغراض والأهواء، وأن يعتصم بالكتاب والسنة ففيهما النجاة والفوز في الدنيا والآخرة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 88

الفتوى رقم (19521)

س: أرجو من سماحتكم التكرم بالكتابة إلينا باختصار عن: الصوفية والصوفيين، وما هي الصوفية، وما هي عقيدتهم، وما رأي أهل السنة والجماعة فيهم، وماذا ينبغي لمن كان من أهل السنة والجماعة أن يعمل أو كيف ينبغي أن يتعامل معهم إن كان هؤلاء الصوفيون مصرين على عقيدتهم، وأنهم يرون أنهم على حق حتى بعد أن ظهرت واتضحت أمامهم الحقائق؟

وإني لأرجو من الله أن ينفع بعلمكم هذا كثيرا من الناس الذين هم بحاجة ماسة إلى تبيين هذا الأمر من قبل فضيلتكم خاصة. ووفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى. وجزاكم خير الجزاء.

ج: الصوفية نسبة إلى الصوف؛ لأنه كان شعارا لهم في اللباس، وهذا أقرب إلى اللغة وإلى واقعهم، أما ما قيل إن الصوفية نسبة إلى

ص: 88

الصفة لشبههم بفقراء الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا يأوون إلى صفة بالمسجد النبوي، أو نسبة إلى صفوة لصفاء قلوبهم وأعمالهم، فكل ذلك خطأ وليس بصحيح، لأن النسبة على صفة صفي بتشديد الفاء والياء، والنسبة إلى صفوة صفوي، ولأن هذين المعنيين لا ينطبقان على صفاتهم، لما يغلب عليهم من فساد العقيدة وكثرة البدع عندهم.

والطرق الصوفية جميعها أو ما يسمى بالتصوف الآن يغلب عليها العمل بالبدع الشركية والذرائع الموصلة إليها والمعتقدات الفاسدة ومخالفة الكتاب والسنة، كالاستغاثة بالأموات والأقطاب بقولهم: مدد يا سيدي، مدد يا سيدة زينب، مدد يا بدوي أو يا دسوقي، ونحو ذلك من الاستغاثة بالمشائخ والأقطاب واعتقادهم أنهم جواسيس القلوب يعلمون الغيب، وما تكنه القلوب وأن لهم أسرارا يتصرفون بها وراء الأسباب العادية، وكتسمية الله بما لم يسم به نفسه، مثل: هو هو وآه آه آه.

والصوفية لهم أوراد مبتدعة وأدعية غير مشروعة، فهم يأخذون العهد على مريديهم بأن يذكروا الله في نسكهم وعبادتهم بأسماء مفردة معينة من أسماء الله بشكل جماعي، كالله وحي وقيوم، يرددونه كل يوم وليلة ولا يجاوزونه إلى غيره من الأسماء إلا بإذن

ص: 89

مشايخهم، وإلا كان عاصيا يخاف عليه من خدم الأسماء، كل ذلك مع الترنح والركوع والرفع منه والرقص والنشيد والتصفيق وغير ذلك مما لا أصل له ولا يعرف في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فيجب على كل مسلم أن لا يجلس في مجالسهم، وأن يبتعد عن مخالطتهم؛ حتى لا يتأثر بمعتقداتهم الفاسدة ويقع فيما وقعوا فيه من الشرك والبدع، وأن يقوم بمناصحتهم وبيان الحق لهم لعل الله أن يهديهم على يديه، مع إقرارهم فيما وافقوا فيه الكتاب والسنة، وننكر عليهم ما خالفوا فيهما مع لزوم منهج أهل السنة والجماعة ليسلم له دينه، ومن أراد معرفة أحوال الصوفية ومعتقداتهم بالتفصيل فليقرأ كتاب (مدارج السالكين) لابن قيم الجوزية، وكتاب (هذه هي الصوفية) لعبد الرحمن الوكيل.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 90

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18422)

س 2: هناك من الصوفية من يزعمون أنهم يرون النبي صلى الله عليه وسلم في رؤيا منامية، وأنه يأمرهم أن يؤلفوا كتبا، وهذه الكتب نجدها تحتوي على كثير من البدع والمخالفات الشرعية، فكيف يكون

ص: 90

الرد على أمثال هؤلاء؟

ج 2: هذه الأمور من جملة ضلالات الصوفية ولعب الشيطان بعقولهم، فإن هذه الأشياء من وساوس الشيطان وإغوائه ونزغاته التي فتنهم وأضلهم بها.

ولا يخفى أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فأمره بفعل شيء أو ترك شيء أنه لا يبني على ذلك، لأن الله تعالى قد أكمل دينه وأتم نعمته فلم يبق من أمر الشريعة المطهرة ما يحتاج إلى إكمال، ليؤخذ مثلا من الرؤى والمنامات، وإن كان ما رآه موافقا للشريعة فهو تأكيد للأمر الشرعي وإعانة له عليه إن كان رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صورته.

أما إن رآه على غير صورته فإنها رؤيا غير صحيحة، بل هي من الشيطان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بصورتي

(1)

» ، فدل ذلك على أن من رأى النبي

(1)

رواه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أحمد 1\ 400، 2\ 232، 261، 342، 410، 411، 425، 463، 472، 5\ 306، والبخاري 1\ 36، 8\ 71، ومسلم 4\ 1775 برقم (2266) ، وأبو داود 5\ 285 برقم (5023) ، والترمذي 4\ 537 برقم (2280) ، وابن ماجه 2\ 1284 برقم (3901) ، وابن حبان 13\ 416، 417 برقم (6051، 6052) .

ص: 91

صلى الله عليه وسلم على غير صورته فإنه رأى شيطانا ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم. والواجب نصح أولئك وتبصيرهم، وإخبارهم أن هذه الأمور التي يرونها من وساوس الشيطان ومداخله، والتحذير من أصحاب تلك المنامات؛ لئلا يغتر بهم الجهلة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 92

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18440)

س 2: كثير من المسلمين يتغنون بمبعث الرسول صلى الله عليه وسلم مع استخدام الموسيقى، كما يفعله اليهود والنصارى، فهم يذكرون الله مع استخدام الموسيقى فما حكم ذلك؟

ج 2: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون باتباعه والاقتداء بسنته والاهتداء بهديه، قال تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

(1)

.

وأما التغني بمبعثه مع الموسيقى فليس من المحبة، وإنما هو من

(1)

سورة آل عمران الآية 31

ص: 92

اللهو والصد عن ذكر الله، ومما يقسي القلب ويبعد عن الله وعن صراطه المستقيم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 93

الفتوى رقم (18466)

س: شاهدت بعض المشايخ يدعون أنهم شيوخ، ويضربون أنفسهم في الشيش وغيرها من الأشياء التي معهم، ويقولون في جلد الرفاعي. ما حكم ذلك، وهل هذا العمل حرام أم لا؟ أفيدوني أفادكم الله.

ج: هؤلاء فرقة من فرق الصوفية الضالة، وما ذكرته من وصف حالهم هو بعض من أعمالهم المبتدعة، وخطر هؤلاء وأمثالهم على الإسلام عظيم، فعليك الحذر منهم والتنبيه عليهم ونصحهم إن استطعت ذلك بأن هذا العمل عمل ضال متلقى عمن يسمون بالأقطاب من الصوفية المبتدعة، وأن المضي في هذا السبيل يؤذن بخطر عظيم، وأن الطريق والمسلك الصحيح عقيدة أهل السنة والجماعة، وهى الفرقة الناجية والطريق الهادية لأقوم سبيل، قال تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}

(1)

(1)

سورة الأنعام الآية 153

ص: 93

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 94

الفتوى رقم (19433)

س: قرأت في كتاب: (هذه الصوفية) أنها فرقة ضالة منحرفة عن العقيدة والسلوك مبتدعة في العبادات، ثم قرأت في مجلد (التصوف) لشيخ الإسلام ابن تيمية و (مدارج السالكين) لابن القيم كلاما دل على أن الصوفية فيهم من أهل العلم والزهد والتقوى ومن هم على منهج السلف الصالح، وأن منهم من يقول: إن طريقنا هو العمل بالكتاب والسنة.

فأرجو من فضيلتكم أن تفيدوني هل يجوز أن نقول: الصوفية على الإطلاق فرقة ضالة منحرفة، أو نقول: الأمر على التفصيل أو ماذا نقول فيهم؟ أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله عنا خيرا.

ص: 94

ج: كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في الصوفية، وأن منهم أناسا معتدلين، يعني: القدامى منهم، وأما المتأخرون فيغلب عليهم الانحراف والضلال، وعلى كل حال فالتصوف مبتدع في الإسلام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

(1)

» . والواجب على المسلم التمسك بالكتاب والسنة والسير على منهج السلف في الاعتقاد والعمل. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، مسند أحمد (3/371) ، سنن الدارمي المقدمة (206) .

ص: 95

السؤال الأول والثاني والرابع من الفتوى رقم (20116)

س 1: ذكر لي أحد الإخوان من أبناء اليمن الشقيق، وهو إمام وخطيب مسجد قرية الحبيقي، وهذه القرية من ضواحي مكة المكرمة، أنه يوجد في مناقب صفي الدين بن أحمد أبيات شعرية، وهي تقال بكثرة في مدينة صبر باليمن في الأعياد والموالد، وهي:

أنا أحمد من نسل حيدر

وجدي المصطفى له الزيارة

ولي في الجنة الفردوس منبر

ولي في العرش كرسي وإمارة

أنا قدامهم دقيت خيبر

فتحت الباب وكسرت العمارة

ص: 95

هل هذا البيت من الإلحاد والافتراء على الله عز وجل؟

ج 1: ما ذكر في هذه الأبيات فيه غلو شنيع وادعاء مشاركة الله سبحانه في عرشه وسلطانه، وهذا كفر بالله عز وجل، فلا يجوز إنشاد هذا الشعر ويجب منعه وإنكاره.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 96

س 2: يقول الإمام المذكور بأنه في يوم من الأيام مر صفي الدين بن أحمد على الطريق في تلك المدينة، ووجد صخرة ثم قام بتقسيمها بسواكه على أربعة أقسام، قسم منها قال له: اذهب إلى العراق، والأقسام الأخرى وزعها على مناطق أخرى في نفس المدينة، وبقي جزء منها موجود على جبل بمدينة صبر حسب ما يقول، فهل هذا من كرامة الأولياء كما يزعم بعض الناس، أو أنه من استخدام الجن؟

ج 2: ما ذكر في السؤال هو من الخرافات الباطلة التي لا يجوز تصديقها، لأنها من وسائل الشرك.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 96

س 4: يقول الإمام المذكور بأنه يوجد في مناقب عبد القادر الجيلاني بيت شعر يقول فيه:

أنا عبد القادر وأرض الله

في قبضتي كما فرخ الحمامي

وكل عبد طائف بالبيت سبعا

وأنا طائف به في خيامي

فما معنى أرض الله في قبضتي كما فرخ الحمامي، وما

ص: 96

معنى أنا طائف به في خيامي. والسائل يريد منشورة رسمية تحت إفتائكم ليقوم بتوزيعها على أهالي تلك المنطقة، لعل الله أن ينير بهذه المنشورة بصيرة هؤلاء المسلمين. نسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم وعلى طريق الخير يسدد خطاكم، وأن ينفع بكم المسلمين.

ج 4: هذا الشعر يتضمن كلاما باطلا وكفرا صريحا، والشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله بريء منه، وهو مكذوب عليه. عامل الله من كذبه على الشيخ بما يستحق.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 97

الفتوى رقم (20234)

س: أنا رجل مسلم أعيش في بريطانيا، أرغب في اتباع منهج أهل السنة والجماعة في جميع أمور حياتي، وبناء على هذا أحاول قراءة كتب دينية بالأردية، وأثناء قراءتي لبعض الكتب الدينية المؤلفة من العالم الشهير والبارز الهندي والمنتسب إلى جماعة التبليغ الديوبندية، اسمه: الشيخ (محمد زكريا كاندهلوي شيخ الحديث)، وجدت في كتابه المسمى:(تبليغي نصاب) على

ص: 97

الصفحة رقم (113) في الفصل الخامس، قصة نقلها المؤلف من كتاب اسمه (رونق المجالس) ، حيث ذكر قصة التاجر الذي مات وقسم ميراثه بين ابنيه، وقد ترك المتوفى إلى جانب المال الكثير شعر رأس النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ الابن الأصغر شعر رأس الرسول صلى الله عليه وسلم، وتنازل عن ماله الذي كان يستحقه من وراثة أبيه في حق أخيه الكبير، والذي حصل أن الذي أخذ المال قد أفلس بعد قليل، والذي أخذ الشعر صار غنيا، وبعد وفاة الأخ الصغير الذي لديه شعر رأس النبي صلى الله عليه وسلم، رأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له:(من له حاجة فعليه أن يذهب إلى قبر هذا الأخ الصغير ويدعو الله سبحانه وتعالى عند قبره لاستجابة دعائه) نقلا عن كتاب (تبليغي نصاب)، وكذلك قرأت كتابا آخر اسمه (تاريخ مشائخ جثت) للمؤلف السالف ذكره الشيخ: محمد زكريا في صفحة رقم (232) ، حيث ذكر في هذا الكتاب، مرة الشيخ حاجي إمداد الله مهاجر مكي كان في مرض موته فزاره أحد معتقديه وحزن على حاله التي كان هو فيها، فعرف الشيخ حزنه عليه، فقال:(لا تحزن إن الزاهد العابد لا يموت، بل ينتقل من مكان إلى مكان آخر، وإنه يقضي حاجة الناس وهو في قبره، كما كان يقضي حاجتهم في حياته)، نقلا من كتاب: (تاريخ

ص: 98

مشائخ جثت) . والمطلوب أحب أن أسمع عن آرائكم الرشيدة في حق كل من ذكر. وكذلك:

أ - هل هو يبقى مسلما أي المؤلف وراوي القصة بعد هذه العقيدة التي ظهرت لنا من خلال كتبه وكلامه، بينوا لنا مستدلين بالكتاب والسنة؟

ب - إذا لم يبق مسلما، فما الدليل من الكتاب والسنة على خروجه من الملة؟

ج: ما نقل في هذه الكتب مما ذكر في السؤال من البدع المنكرة والخرافيات التي لا تستند إلى حقيقة شرعية، ولا إلى أصل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا يقول بذلك ولا يعتقده إلا من انتكست فطرته وعميت بصيرته وضل سواء السبيل. وادعاء أن شعر الرسول لا يزال موجودا وأن من حازه سبب له الغنى، وادعاء رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالدعاء عند قبر هذا الرجل - كل ذلك كذب وافتراء لا دليل عليه، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الشيطان لا يتمثل بي

(1)

» فكيف يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بدعاء الله عند القبور وقد نهى عن ذلك في حياته وحذر منه أشد التحذير ونهى عن الغلو في الأنبياء والصالحين والتوسل بهم بعد موتهم، ولم يمت صلى الله عليه وسلم إلا وقد أتم الله به الدين وأكمل به النعمة، فلا يزاد على ما

(1)

صحيح البخاري العلم (110) ، صحيح مسلم الرؤيا (2266) ، سنن الترمذي الرؤيا (2280) ، سنن أبي داود الأدب (5023) ، سنن ابن ماجه تعبير الرؤيا (3901) ، مسند أحمد (5/306) .

ص: 99

شرعه ولا ينقص منه، واعتقاد أن الدعاء يستجاب عند القبور بدعة لا أصل لها في الشرع المطهر، وقد تؤول بصاحبها إلى الشرك الأكبر إذا دعا المقبور من دون الله أو معه، أو اعتقد النفع والضر في المقبور، فإن النافع الضار هو الله سبحانه. وكذلك اعتقاد أن الزاهد العابد لا يموت بل ينتقل من مكان إلى مكان أخر، وأنه يقضي حاجات الناس في قبره، كما كان يقضي حاجاتهم في حياته، اعتقاد فاسد من معتقدات الصوفية المنحرفة، ولا دليل على ذلك، بل دلت الآيات والأحاديث الصحيحة على أن كل إنسان في هذه الدنيا يموت، قال الله تعالى:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}

(1)

، وقال تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}

(2)

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}

(3)

الآية. كما دلت الأحاديث الصحيحة أن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية، وأن الميت في قبره لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، ومن كانت هذه حاله فإنه لا يملك ذلك لغيره من باب أولى، ولا يجوز طلب قضاء

(1)

سورة الزمر الآية 30

(2)

سورة الأنبياء الآية 34

(3)

سورة الأنبياء الآية 35

ص: 100

الحاجات إلا من الله وحده فيما لا يقدر عليه إلا الله، وطلبها من الأموات شرك أكبر، ومن اعتقد غير ذلك فقد كفر كفرا أكبر يخرجه من الملة والعياذ بالله، لإنكاره الأدلة الثابتة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الدالة على ذلك، وعليه أن يتوب من ذلك توبة نصوحا ويعزم على عدم العودة لذلك العمل السيئ، وأن يتبع ما عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة ليفوز برضا الله وجنته ويسلم من عذابه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 101

الفتوى رقم (20232)

س: أرجو النظر في هذه الكتب، (أدعية الصالحين) للشيخ أحمد الرفاعي، رسالة (كشف الأكنة عما قيل إنه بدعة وهو سنة) للمؤلف الجزائري أبو محمد عبد الوهاب مهية، وأن تفيدونا بصحتها أو بطلانها بارك الله فيكم.

ج: الكتاب المسمى (كشف الأكنة عما قيل فيه بدعة وسنة) سبق صدور فتوى بشأنه رقم (19185) نصها ما يلي: (بالاطلاع على هذا الكتاب تبين أن مؤلفه ليس من أهل العلم والتحقيق الذين

ص: 101

تؤخذ عنهم الأحكام الشرعية، وقد ذكر أشياء على أنها سنن وهى من البدع، والواجب الرجوع إلى كتب العلماء المحققين المشهود لهم بالديانة والأمانة والرسوخ في العلم) . وأما الكتيب الثاني وهو:(أدعية الصالحين وأذكارهم وأورادهم اليومية، وبها أوراد أحمد الرفاعي) فإن طريقة أحمد الرفاعي من طرق المتصوفة المبتدعة، وهذا الكتيب كتاب أذكار جملتها مخترعة لا أصل لها في الشرع المطهر، مع ما تحتوي عليه من التكلف والعبارات المسجوعة المتكلفة، والألفاظ الغامضة، والعبارات والتوسلات البدعية، والتقييد لهذه الأوراد بهذه الكيفيات في زمان أو مكان أو حال، وكل ذلك لا دليل عليه من كتاب أو سنة وفيه صرف للناس عن الأدعية والأذكار الشرعية الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والواجب على كل مسلم هو التأسي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم المعصوم، وإحياء سنته والعمل بها في الأذكار وغيرها، فهي الطريق المأمون الموصلة إلى رضوان الله وجنته بإذنه سبحانه، وأن يحذر المسلم طرق الردى ومسالك المبتدعين ومخالفاتهم لهدي خاتم الأنبياء والمرسلين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 102

السؤال السادس من الفتوى رقم (20236)

س 6: جماعة من أهل الخير والصلاح والورع يجتمعون في وقت فينشد لهم أبياتا في المحبة وغيرها، فمنهم من يتواجد فيرقص ومنهم من يصيح ويبكي، ومنهم من يغشاه شبه الغيبة عن إحساسه. فهل يكره لهم هذا العمل أم لا؟

ج 6:‌

‌ التواجد والرقص

من أعمال الصوفية المبتدعة، فلا يجوز للمسلم مشاركتهم فيه والتشبه بهم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 103

السؤال الرابع من الفتوى رقم (20530)

س 4: تردد المصادر أسماء (غوث) و (قطب) و (العمود) . . إلخ، ويحتل اسم (غوث) أعلى الدرجات في هذا السلم، وأما أسفله فيحتله القطب والعمود. . إلخ، هؤلاء يجتمعون أيام الحج ويخططون لنشاطات العام المقبل، وحتى سيدنا إلياس عليه السلام يحضر هذه اللقاءات، وتشير الدراسات إلى أن يهود بلدة اسمها سلمية (موجودة في العراق) أسسوا جمعية سرية في عام (70) قبل الميلاد، من أجل استرداد أرض محتلة من قبل المجوس، إلا أنه ليس

ص: 103

هناك أي ذكر لهؤلاء الأشخاص (غيث) و (قطب) . . إلخ في أي من المصادر الإسلامية حتى عام 800 هجرية، ولكن هذه الأسماء عادت للظهور في الكتب منذ ذلك التاريخ، نحن نعتقد أن الله عز وجل خلق الملائكة بأعداد وفيرة من أجل تنفيذ أوامره، كما نعلم أن هناك أربعة ملائكة كبار فضلاء عن العمل المحدد لكل منهم، عندما خلق الله الملائكة. هل بقيت هناك حاجة للغوث والقطب. . إلخ، وهم كلهم من البشر الفانين؟

ج 4: لا يجوز الاعتقاد بأن أحدا من المخلوقين يكون له تصرف وتدبير في الكون مع الله تعالى، سواء سمي ذلك المخلوق غوثا أو قطبا. . إلخ، ومن اعتقد شيئا من ذلك فهو كافر مشرك، وما يذكره المتصوفة وغيرهم من اجتماع الأقطاب وإلياس والخضر وغيرهم، كل ذلك باطل وخرافة وضلال وهو من تلبيس الشيطان عليهم نعوذ بالله من الضلال وأهله.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 104

السؤال الثالث من الفتوى رقم (21025)

س 3: بعض جهال المتصوفة يتبعون مشايخهم في ضلالهم

ص: 104

وفسقهم، بل الواحد منهم أمام شيخه كالميت بين يدي مغسله يقلبه كيف يشاء، ظنا منهم أن الشيخ ولي تجب متابعته، لقوله:{وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ}

(1)

، والأدهى وأمر من ذلك يعتقدون أنهم يعلمون الغيب، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى:{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}

(2)

. كيف نرد عليهم؟ وما التفسير الصحيح لهاتين الآيتين؟

ج 3: الواجب على المسلم اتباع ما أنزل الله عز وجل على نبيه من الكتاب والسنة وفيهما الهدى والنور، والحرص على تفهم معانيهما والعمل بذلك، وتحمل الأذى في سبيل الاستمساك بصراط الله المستقيم الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، قال الله جل وعلا:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

(3)

، وقال سبحانه وتعالى:{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}

(4)

(1)

سورة لقمان الآية 15

(2)

سورة البقرة الآية 255

(3)

سورة الأنعام الآية 153

(4)

سورة الأعراف الآية 3

ص: 105

والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة، وعلى المسلم أن لا يلتفت إلى المخذلين عن اتباع الوحي المنزل والمنحرفين عنه من أهل البدع والخرافات والفجور والموبقات، وهذا هو معنى قوله سبحانه:{وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ}

(1)

يعني طريق المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله المستسلمين لربهم المنيبين إليه، واتباع سبيلهم: أن يسلك مسلكهم في الإنابة إلى الله تعالى التي هي انجذاب دواعي القلب وإرادته إلى الله، ثم يتبعها سعي البدن فيما يرضي الله ويقرب منه سبحانه، ومن هذا يعلم أن تقليد شخص منحرف عن الوحي المنزل الذي هو الصراط المستقيم سواء باعتقاده أو عبادته أو سلوكه أنه ضلال مبين، وتنكب عن الصراط المستقيم نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين.

ومعنى قول الله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}

(2)

، هذا خبر عن علم الله الواسع المحيط وأنه يعلم ما بين أيدي الخلائق من

(1)

سورة لقمان الآية 15

(2)

سورة البقرة الآية 255

ص: 106

الأمور المستقبلة التي لا نهاية لها، وما خلفهم من الأمور الماضية، وأنه لا تخفى عليه خافية، وأن الخلق لا يحيط أحد بشيء من علم الله ومعلوماته إلا بما شاء منها، وهو ما أطلعهم عليه من الأمور الشرعية والقدرية، وهو جزء يسير جدا في علم الله سبحانه، كما قال أعلم الخلق به وهم الرسل والملائكة:{سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}

(1)

، فادعاء علم الغيب الذي استأثر الله به كفر بالله العظيم؛ لأنه منازعة لله في ربوبيته، قال تعالى:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}

(2)

، وقال سبحانه:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}

(3)

، وقال جل وعلا:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}

(4)

{إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}

(5)

، فدلت هذه الآيات على أن الله سبحانه منفرد بعلم الغيب دون خلقه، ثم استثنى من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم، وجعله

(1)

سورة البقرة الآية 32

(2)

سورة الأنعام الآية 59

(3)

سورة النمل الآية 65

(4)

سورة الجن الآية 26

(5)

سورة الجن الآية 27

ص: 107

معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم، وأما غيرهم فادعاؤهم علم الغيب كذب وافتراء على الله نعوذ بالله من ذلك.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 108

الفتوى رقم (21119)

س: اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على الخطاب الوارد لسماحة المفتي، ومعه النشرة التي هي بعنوان:

(موقف السلف الصالح من الصوفية)

، فيقول: وجدتها تشتمل على دفاع عن الصوفية وتضليل للأفهام حول الصوفية المنحرفة وتزكية لها دون نظر إلى ما فيها من الضلالات والشطحات والشركيات الفظيعة، فكان لا بد من بيان ما تضمنته تلك النشرة من المغالطات والتضليلات، مع العلم بأن التصوف بدعة محدثة في الإسلام ودخيل عليه من النصرانية.

ج: ونبين ذلك فيما يلي:

أولا: ما نقل فيها من أقوال بعض العلماء والعباد والزهاد المتقدمين الذين هم ليسوا من المتصوفة لا يستفاد منه تزكية الصوفية المحدثة؛ لأن المتصوفة قد انحرفوا عن الكتاب

ص: 108

والسنة، وأحدثوا طرقا مبتدعة خالفوا فيها منهج هؤلاء العلماء المنقولة أقوالهم في النشرة، ومن تلك المناهج المحدثة وحدة الوجود، والقول بالحلول، واتباع مشائخ الطرق فيما يشرعونه للمريدين من غير اعتراض عليهم، وزعمهم أنهم يتلقون عن الله مباشرة وليسوا بحاجة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه عندهم جاء للعامة دون الخاصة، ومثل عبادتهم للقبور بالذبح والنذر والدعاء والاستغاثة بالأموات، وكل هذه الفضائح موجودة في كتبهم ويمارسونها في أفعالهم وعباداتهم، كما هو مشاهد من أحوالهم الآن.

ثانيا: قوله: وبناء على ذلك أن كل ما يخالف الإسلام في شيء فلا تصح نسبته إلى الصوفية والتصوف، وإنما هو ضلالات المدعين الذين انتسبوا للتصوف زورا وبهتانا، أو من الأمور المدسوسة على كتبهم بقصد الطعن في هؤلاء القوم، وتشويه صورتهم ونهجهم، كما حدث في كتب التفسير من الإسرائيليات التي تتنافى مع ما عرف عن هؤلاء المفسرين من حرص على بيان الحق. . إلخ.

والجواب عنه أن نقول: هذه الضلالات المذكورة ليست صادرة عن المدعين للتصوف، بل هي صادرة عن أئمة

ص: 109

الصوفية المنحرفين، كابن عربي والحلاج والرفاعي وابن الفارض والشعراني في (طبقاته) والسهروردي في (عوارفه) ، وعبد الكريم الجيلي في (الإنسان الكامل) ، وغيرهم من أقطاب الصوفية، كما هو موجود في كتبهم ودعوى أنها مدسوسة عليهم دعوى بلا دليل، وكيف تكون مدسوسة عليهم، وأتباعهم الآن يطبعون هذه الكتب ويتداولونها ويطبقونها في أعمالهم التعبدية ليلا ونهارا، والكلام الآن عن الواقع لا عن الكتب، وقياس ذلك على الإسرائيليات التي في كتب التفسير قياس باطل؛ لأنه قياس مع الفارق المؤثر؛ لأن الإسرائيليات ليست كلها كذب، بل فيها حق مقبول، وهو ما وافق شرعنا الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وباطل وهو ما خالف الشرع.

ثالثا: تفسيره لكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وهو قوله لما ذكر العلم والفقه والعبادة وطلب الآخرة، ثم قال رحمه الله:(فبعث الله نبيه بهذا الدين الجامع للنوعين) . قال صاحب النشرة مفسرا للنوعين بأنهما الفقه والتصوف تفسيرا لكلام الشيخ بغير معناه الصحيح، وهو أن النوعين هما الهدى ودين الحق، كما في الآية الكريمة:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ}

(1)

(1)

سورة التوبة الآية 33

ص: 110

وكما قال الشيخ في أول كلامه: (اعلم أرشدك الله أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى الذي هو العلم النافع ودين الحق الذي هو العمل الصالح) . ومعلوم أن الشيخ رحمه الله يحارب البدع والشركيات ومن أعظمها التصوف المنحرف.

وعليه ترى اللجنة منع توزيع هذه النشرة وإتلافها والتحذير منها؛ حفاظا على عقيدة المسلمين من انتشار البدع والشركيات عن طريق هذه النشرة وأمثالها. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 111

صفحة فارغة

ص: 112

الفرق

ص: 113

صفحة فارغة

ص: 114

السؤال الأول من الفتوى رقم (17641)

س 1: عندنا في المغرب جماعة تسمى بجماعة العدل والإحسان، يجتمعون في أحد بيوتهم ويقيمون الليل جماعة، ثم يطفؤون الأضواء ويستقبلون القبلة ويذكرون الله في الظلام. من أهدافهم محاربة الحاكم والحصول على الحكم، مقتدين في ذلك بالخميني الرافضي، حيث صرح بذلك شيخهم في كتبه، ومن كلامه: الشيعة إخواننا. وهم يكنون عداءا قويا للسلفيين، حيث يصرحون بذلك في كتبهم وأشرطتهم، فيسمونهم بالسفليين أو التلفيين فيستحوذون على عقول الناس باسم تغيير الواقع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فما حكم الشرع فيهم؟

ج 1: هذه الجماعة إذا كان حالها كما ذكر في السؤال، فهي مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة وموالية لأهل البدع والزيغ، والواجب مناصحتها وبيان الحق لها؛ لعل الله أن يهدي أصحابها أو بعضهم بالرجوع إلى الصواب. وصلاة الليل جماعة بصفة دائمة بدعة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 115

فتوى رقم (19040)

س: لقد ذكر الداعية أحمد ديدات في كتابه: (القرآن معجزة المعجزات) أن القرآن من مضاعفات العدد (19) ، وضرب لذلك أمثلة نذكر بعضها.

- وورد كلمة اسم في القرآن 19 مرة.

- وورد كلمة الله في القرآن 2698 (19 × 142) .

- وورد كلمة الرحيم في القرآن 114 مرة (19 × 6) .

- وورد حرف (ن) في سورة القلم 133 (19 × 7) .

ثم استدل أيضا بالدراسة التي أجراها المدعو: (الدكتور رشاد خليفة) في كتابه: (القرآن تقديم مرئي لمعجزة) نذكر كذلك بعض الأمثلة التي استدل بها منه.

- أول وحي قرآني 19 كلمة، وهذه الكلمات تتألف من 76 حرفا (19 × 4) .

- السورة الأولى من القرآن: 19 آية، وفيها: 285 حرفا، أي:(19 × 15) . . إلخ.

وطلبه الفتوى فيها.

ج: هذه الدراسة من مفتريات وترهات الفرقة الباطنية البهائية، وهي قائمة على تقديس رقم تسعة عشر، ولا شك أنها باطلة، إذ هي تلاعب بالقرآن العظيم وصرف للناس عن تدبره

ص: 116

ومعرفة معانيه الصحيحة، ولهذه الطائفة الخبيثة عقائد فاسدة كثيرة، منها: ادعاء بعض دعاتها النبوة وقولهم بالحلول والاتحاد وتحريم الجهاد والدعوة إلى وحدة الأديان وغير ذلك. فالواجب على المسلمين جميعا الحذر والتحذير من الوقوع في شباك هذه النحلة الكافرة، والتأثر بأفكارهم وكتبهم. نسأل الله جلت قدرته أن يبطل كيدهم، وأن يكف عن المسلمين شرهم إنه على كل شيء قدير.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 117

الفتوى رقم (21168)

س: إن منظمة (طلوع إسلام) والتي تصدر مجلة باللغة الأردية باسم (طلوع إسلام) ، وهم من أتباع المدعو / غلام أحمد برويز - أحد أئمة الضلال - منكر للسنة وللعقائد الإسلامية وللدين، كما يتضح لكم ذلك من الورقة المرفقة، وهذه بعض عقائده الخبيثة، وبما أن لهم نشاطا في الكويت، وقد سمعنا أن لهم نشاطا في بعض دول الخليج الأخرى وفي باكستان وبلاد أخرى أيضا.

لذا نرجو التكرم بإصدار فتوى شرعية حتى يعرف عامة

ص: 117

المسلمين حقيقتهم ولا ينخدعوا بهم، لأنهم ينشرون الأفكار المعادية لكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والآراء الكفرية، وباسم الإسلام مع الأسف الشديد.

وإن فتواكم الكريمة سيكون لها أعظم الأثر في إماتة هذه الفتنة الخبيثة وإحقاق الحق وإزهاق الباطل إن شاء الله. ويجزيكم الله الكريم على ذلك خير الجزاء.

كما نرجو أن تشمل فتواكم حكم الشرع في النحلة القاديانية؛ لأن لهم أيضا بعض الأنشطة في الكويت وغيرها. وجزاكم الله خير الجزاء.

ج: بعد الاطلاع على عقائد وآراء الطائفة التي تسمى بـ (طلوع إسلام) مما نشره مؤسسها (غلام أحمد برويز) وأتباعه من كتب ومقالات، وما صدر في هذه الطائفة من فتاوى من كثير من علماء المسلمين في عدد من أقطار العالم الإسلامي، تبين أن هذه الطائفة جمعت ضلالات كثيرة، منها:

1 -

جحد طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنكار حجية السنة، والزعم بأن مصدر التشريع هو القرآن فقط.

2 -

تحريف أركان الإسلام بما يخالف القرآن والسنة وإجماع الأمة، فالصلاة والزكاة والحج عندهم لها معان خاصة،

ص: 118

كتفسيرات الفرق الباطنية المارقة من الإسلام.

3 -

تحريف أركان الإسلام بما يخالف القرآن والسنة وإجماع الأمة، فالملائكة عندهم ليسوا عالما حقيقيا وإنما هم القوى المودعة في الكائنات، والقضاء والقدر عندهم مكيدة مجوسية.

4 -

جحد الجنة والنار وأنها ليست أمكنة حقيقية.

5 -

إنكار وجود آدم أبي البشر عليه السلام، وأن قصته تمثيلية لا حقيقة.

6 -

تفسير القرآن الكريم بالرأي والهوى، والقول بأن أحكام القرآن الكريم مؤقتة لا أبدية.

إلى غير ذلك من العقائد والآراء الزائغة التي تبنتها هذه الجماعة ودعت إليها، وإن واحدة من هذه العقائد كافية بمروق هذه الجماعة من الإسلام ولحوقها بالمرتدين، فكيف باجتماع أنواع من المكفرات عندها. إن من تأمل هذه العقائد والآراء من عامة المسلمين واتباعها غير سبيل المؤمنين وتحريفها لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وبناء على ما تقدم: فمن اتبع هذه الجماعة أو دعا إليها أو زين للناس آراءها بأية وسيلة من وسائل الإعلام فهو كافر مرتد عن دين الإسلام، يجب على الوالي المسلم استتابته فإن تاب وأقلع ورجع إلى الإسلام الحق وإلا قتل كافرا.

ص: 119

ويجب على جميع المسلمين الحذر والتحذير من هذه الجماعة الضالة وغيرها من الفرق المنحرفة عن الإسلام، كالقاديانية والبهائية ونحوها، ونوصي إخواننا المسلمين بالاعتصام بالقرآن والسنة وإتباع الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المهديين المشهود لهم بالعلم والدين. ونسأل الله أن يكبت أعداء الإسلام أينما كانوا، وأن يبطل كيدهم إنه على كل شيء قدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد الله بن غديان

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 120

الفتوى رقم (20417)

س: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام، من فضيلة مدير مركز الدعوة والإرشاد بالدمام، بكتابه رقم (22\ 1\ 103) وتاريخ 27\ 1\ 1418 هـ، وبرفقه الاستفتاء المقدم من أبي محمد الباكستاني، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار

ص: 120

العلماء، برقم (689) وتاريخ 4\ 2\ 1418 هـ وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه: عندنا جماعة في الباكستان تسمي نفسها (جماعة التوحيد) ، وعندهم عقائد خاصة، فهم يكفرون المسلمين جميعا إلا من انضم إلى جماعتهم، ولا يصلون مع الجماعة أو خلف إمام من المسلمين، ولا يلقون السلام على أحد إلا على بعضهم، ولا يؤمنون أو يصدقون حديث الرسول إلا ما وافق هواهم ويصفون الكتب الفقهية بأنها مملوءة بالشرك والخرافات والضلال، وهي كتب الأئمة الأربعة، وينكرون على الإمام أخذ الأجرة؛ لأن الأنبياء رعوا الغنم ولم يأخذوا أجرة إمامتهم وهدايتهم للناس. وبعد نقاش طويل أصروا على أنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة ولا من أهل الحديث ولا على أي المذاهب الأربعة، وينكرون عذاب القبر ويسألون عن كيفية عذاب الغريق والحريق، وإذا كان لهم عذاب فأين عذاب البوذيين ولا يدخل في العقل أن الإنسان يحيا في القبر لصغر القبر، وكيف يعذب من يؤخذ جسمه لتدريب طلاب الطب ويقولون: إذا كان هناك عذاب في القبر فهو للروح فقط، ويتكلمون كالشيوعيين في هذا الأمر ويستدلون على ذلك من الآية (28) في سورة البقرة، والآية رقم (11) في سورة غافر، والآيتين (49، 50) سورة

ص: 121

الإسراء، وبعد نقاش استمر فترة طويلة أحضرت لهم الكتب التالية:

1 -

كتاب (الروح) لابن القيم.

2 -

(أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور) .

3 -

(فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)(العقيدة) مجلد 3.

4 -

(فتاوى ورسائل ابن عثيمين)(فتاوى العقيدة) مجلد 2.

وأنكروا ما في هذه الكتب، والأحاديث كلها ضعيفة أو موضوعة، وأشد الإنكار؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث

(1)

» . . إلخ، وهم يصلون ويصومون ويقرؤون القرآن ويحدثون الناس ويفسرونه حسب هواهم، ويقولون: إن القرآن ليس شفاء للبدن إنما هو شفاء للقلوب فقط، ويتبعهم بعض الناس لجهلهم.

نطلب من أصحاب الفضيلة إبداء الرأي في هذه الجماعة، وهل يجوز لنا صلة الرحم معهم أو الأكل والشرب معهم أو الجلوس معهم. وجزاكم الله خير الجزاء عنا وعن المسلمين جميعا.

وقد كتب لوزارة الشؤون الإسلامية تقرير جواب معالي الوزير مرفقا به تقرير عن هذه الجماعة جاء فيه ما يلي: (أشير إلى

(1)

صحيح مسلم الوصية (1631) ، سنن الترمذي الأحكام (1376) ، سنن النسائي الوصايا (3651) ، سنن أبي داود الوصايا (2880) ، مسند أحمد (2/372) ، سنن الدارمي المقدمة (559) .

ص: 122

خطابكم ذي الرقم (3\ 8\ 167) المؤرخ في 14\ 5\ 1418 هـ، بشأن الإفادة بالمعلومات المتوفرة عن الجماعة التي تسمي نفسها (جماعة التوحيد) .

عليه أفيد سعادتكم بالآتي:

- الجماعة المستفسر عنها كانت تسمي نفسها حزب الله في أول أمرها، وزعيمها هو الدكتور\ مسعود الدين العثماني.

- تخرج في كلية الطب لكنو الهند عام 1934 م، ونال شهادة (M. B. B. S) منها.

- اشتغل طبيبا في الجيش ثم أحيل إلى التقاعد، وكان لديه اهتمام بالمسائل الدينية، وفي أول أمره كان ينتمي إلى الجماعة الإسلامية ثم تركها، وقرأ بعض كتب الحديث على الشيخ \ محمد يوسف البنوري أحد كبار علماء الديوبندية الأحناف في حينه.

- وكان متحمسا في إثبات توحيد الألوهية والإنكار على الشرك ومظاهره والاستغاثة بأصحاب القبور، حتى ابتلي بالتطرف الذي جره إلى تكفير كل من يقول بسماع الموتى، وإعادة الروح إلى الجسد في القبر، وإنكار الأحاديث الواردة في عرض أعمال الأمة على المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا بنى

ص: 123

فتواه في تكفير إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمة الله عليه احتجاجا على ما أورده الإمام في كتابه الصلاة الذي نصه: (والإيمان بالحوض والشفاعة، والإيمان بمنكر ونكير، وعذاب القبر، والإيمان بملك الموت الذي يقبض الأرواح ثم ترد في الأجساد في القبور، فيسألون عن الإيمان والتوحيد) .

وقد رد عليه الدكتور \ عاصم إبراهيم القريوتي أحد الدعاة الرسميين في باكستان سابقا، وأحد الباحثين في مجلس خدمة السنة النبوية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حاليا في كتيب صغر ردا علميا.

وأفتى غير واحد من العلماء بأنه ضال مضل لا يحل النظر في كتبه، ولا الصلاة وراءه، وعزله كثير من أعضاء جماعته التي كانت تسمى حزب الله، وعلى رأسهم ابن عمه الدكتور \ كمال الدين عثماني، ثم حل جماعته وادعى أننا ما زلنا في العهد المماثل العهد المكي للرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لنا تشكيل جماعة، ويجب علينا العمل لنشر التوحيد.

هذا وقد توفي قبل حوالي خمس سنوات، وانكسرت شوكة حزبه بعد وفاته إلى حد كبير.

ج: وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن هذه الجماعة

ص: 124

المسؤول عنها التي أطلقت على نفسها (حزب الله) أو (جماعة التوحيد) هي جماعة منحرفة عن السنة، واسمها غير مطابق لمسماها، فهي غالية في التكفير فتكفر بما لا يجوز التكفير به، وترد بعض ما ثبت في السنة من أمور الغيب التي لا مدخل للعقل فيها، وكل ذلك ضلال وانحراف عن الصراط المستقيم الذي دل عليه الكتاب والسنة وسار عليه صالح سلف هذه الأمة، فالواجب على هؤلاء التوبة إلى الله تعالى، والرجوع إلى جماعة المسلمين (أهل السنة والجماعة) ، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل. نسأل الله لنا ولهم الهداية والرشاد.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 125

‌انتشار عقيدة الإرجاء والدعوة إليها

الفتوى رقم (21436)

س: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام، من عدد من المستفتين المقيدة استفتاءاتهم بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، برقم (5411) وتاريخ 7\ 11\ 1420 هـ ورقم (1026) وتاريخ 7\ 2 \ 1421 هـ، ورقم (1016) وتاريخ 7\ 2\ 1421 هـ، ورقم (1395) وتاريخ 8\ 3\ 1421 هـ، ورقم (1650) وتاريخ 17\ 3\ 1421 هـ، ورقم (1893) وتاريخ 25\ 3\ 1421 هـ ورقم (2106) وتاريخ 7\ 4\ 1421 هـ.

وقد سأل المستفتون أسئلة كثيرة مضمونها: ظهرت في الآونة الأخيرة فكرة الإرجاء بشكل مخيف، وانبرى لترويجها عدد كثير من الكتاب، يعتمدون على نقولات مبتورة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، مما سبب ارتباكا عند كثير من الناس في مسمى الإيمان، حيث يحاول هؤلاء الذين ينشرون هذه الفكرة أن يخرجوا العمل عن مسمى الإيمان، ويرون نجاة من ترك جميع الأعمال، وذلك

ص: 126

مما يسهل على الناس الوقوع في المنكرات وأمور الشرك وأمور الردة إذا علموا أن الإيمان متحقق لهم، ولو لم يؤدوا الواجبات ويتجنبوا المحرمات، ولو لم يعملوا بشرائع الدين بناء على هذا المذهب، ولا شك أن هذا المذهب له خطورته على المجتمعات الإسلامية وأمور العقيدة والعبادة، فالرجاء من سماحتكم بيان حقيقة هذا المذهب وآثاره السيئة وبيان الحق المبني على الكتاب والسنة، وتحقيق النقل عن شيخ الإسلام، حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه.

ج: وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي: هذه المقالة المذكورة هي مقالة المرجئة الذين يخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان، ويقولون: الإيمان هو التصديق بالقلب، أو التصديق بالقلب والنطق باللسان فقط، وأما الأعمال فإنها عندهم شرط كمال فيه فقط وليست منه، فمن صدق بقلبه ونطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان عندهم، ولو فعل ما فعل من ترك الواجبات وفعل المحرمات، ويستحق دخول الجنة ولو لم يعمل خيرا قط، ولزم على ذلك الضلال لوازم باطلة، منها حصر الكفر بكفر التكذيب والاستحلال القلبي، ولا شك أن هذا قول باطل وضلال مبين مخالف للكتاب والسنة وما عليه أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا، وأن هذا يفتح بابا لأهل الشر والفساد للانحلال من الدين وعدم التقيد بالأوامر والنواهي والخوف والخشية من الله سبحانه، ويعطل جانب الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

ص: 127

ويسوي بين الصالح والطالح والمطيع والعاصي والمستقيم على دين الله، والفاسق المتحلل من أوامر الدين ونواهيه، ما دام أن أعمالهم هذه لا تخل بالإيمان كما يقولون، ولذلك اهتم أئمة الإسلام قديما وحديثا ببيان بطلان هذا المذهب والرد على أصحابه، وجعلوا لهذه المسألة بابا خاصا في كتب العقائد، بل ألفوا فيها مؤلفات مستقلة كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره، قال شيخ الإسلام رحمه الله في (العقيدة الواسطية) :(ومن أصول أهل السنة والجماعة: أن الدين والإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية) . وقال في كتاب (الإيمان) : (ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة، وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح. وكل هذا صحيح) . وقال رحمه الله: (والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان، ولا ريب أن قولهم بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ، بل لا يتساوى الناس في التصديق ولا في الحب ولا في الخشية ولا في العلم، بل يتفاضلون من وجوه كثيرة) . وقال رحمه الله: (وقد عدلت المرجئة في هذا الأصل عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان، واعتمدوا على رأيهم وعلى ما تأولوه بفهمهم للغة، وهذه طريقة أهل البدع) انتهى.

ص: 128

ومن الأدلة على أن الأعمال داخلة في حقيقة الإيمان وعلى زيادته ونقصانه بها، قوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}

(1)

{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}

(2)

{أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}

(3)

، وقوله تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}

(4)

{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}

(5)

{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}

(6)

{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}

(7)

{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}

(8)

{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}

(9)

{فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}

(10)

{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}

(11)

{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}

(12)

، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان

(13)

» . قال شيخ الإسلام رحمه الله في

(1)

سورة الأنفال الآية 2

(2)

سورة الأنفال الآية 3

(3)

سورة الأنفال الآية 4

(4)

سورة المؤمنون الآية 1

(5)

سورة المؤمنون الآية 2

(6)

سورة المؤمنون الآية 3

(7)

سورة المؤمنون الآية 4

(8)

سورة المؤمنون الآية 5

(9)

سورة المؤمنون الآية 6

(10)

سورة المؤمنون الآية 7

(11)

سورة المؤمنون الآية 8

(12)

سورة المؤمنون الآية 9

(13)

أحمد 2\ 379، 414، 445، والبخاري 1\ 8، ومسلم 1\ 63 برقم (35) ، وأبو داود 5\ 56 برقم (4676) ، والترمذي 5\ 10 برقم (2614) ، والنسائي 8\ 110 برقم (5004، 5005) ، وابن ماجه 1\ 22 برقم (57)، والبيهقي في (الشعب) 1\ 98 برقم (1) (ط: الهند) .

ص: 129

(كتاب الإيمان) أيضا: (وأصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله، وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد، وما كان في القلب فلا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه؛ ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه، وهي تصديق لما في القلب ودليل عليه وشاهد له، وهي شعبة من الإيمان المطلق وبعض له) . وقال أيضا: (بل كل من تأمل ما تقوله الخوارج والمرجئة في معنى الإيمان علم بالاضطرار أنه مخالف للرسول، ويعلم بالاضطرار أن طاعة الله ورسوله من تمام الإيمان، وأنه لم يكن يجعل كل من أذنب ذنبا كافرا، ويعلم أنه لو قدر أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: نحن نؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك ونقر بألسنتنا بالشهادتين، إلا أنا لا نطيعك في شيء مما أمرت به ونهيت عنه، فلا نصلي ولا نصوم ولا نحج ولا نصدق بالحديث ولا نؤدي الأمانة ولا نفي بالعهد ولا نصل الرحم ولا نفعل شيئا من الخير الذي أمرت به، ونشرب الخمر وننكح ذوات المحارم بالزنا الظاهر، ونقتل من قدرنا

ص: 130

عليه من أصحابك وأمتك ونأخذ أموالهم، بل نقتلك أيضا ونقاتلك مع أعدائك. هل كان يتوهم عاقل أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم: أنتم مؤمنون كاملو الإيمان، وأنتم أهل شفاعتي يوم القيامة ويرجى لكم أن لا يدخل أحد منكم النار، بل كل مسلم يعلم بالاضطرار أنه يقول لهم: أنتم أكفر الناس بما جئت به ويضرب رقابهم إن لم يتوبوا من ذلك) انتهى.

وقال أيضا: (فلفظ الإيمان إذا أطلق في القرآن والسنة يراد به ما يراد بلفظ البر وبلفظ التقوى وبلفظ الدين كما تقدم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، فكان كل ما يحبه الله يدخل في اسم الإيمان، وكذلك لفظ البر يدخل فيه جميع ذلك إذا أطلق وكذلك لفظ التقوى، وكذلك الدين أو دين الإسلام، وكذلك روي أنهم سألوا عن الإيمان فأنزل الله هذه الآية:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ}

(1)

. إلى أن قال: (والمقصود هنا: أنه لم يثبت المدح إلا على إيمان معه العمل، لا على إيمان خال عن عمل) . فهذا كلام شيخ الإسلام في الإيمان، ومن نقل عنه غير

(1)

سورة البقرة الآية 177

ص: 131

ذلك فهو كاذب عليه.

وأما ما جاء في الحديث أن قوما يدخلون الجنة لم يعملوا خيرا قط، فليس هو عاما لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه، وإنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العمل، أو لغير ذلك من المعاني التي تتفق مع مقاصد الشريعة.

هذا واللجنة الدائمة إذ تبين ذلك، فإنها تنهى وتحذر من الجدال في أصول العقيدة؛ لما يترتب على ذلك من المحاذير العظيمة، وتوصي بالرجوع في ذلك إلى كتب السلف الصالح وأئمة الدين المبنية على الكتاب والسنة وأقوال السلف، وتحذر من الرجوع إلى الكتب المخالفة لذلك، وإلى الكتب الحديثة الصادرة عن أناس متعالمين لم يأخذوا العلم عن أهله ومصادره الأصيلة، وقد اقتحموا القول في هذا الأصل العظيم من أصول الاعتقاد، وتبنوا مذهب المرجئة ونسبوه ظلما إلى أهل السنة والجماعة، ولبسوا بذلك على الناس، وعززوه عدوانا بالنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- وغيره من أئمة السلف بالنقول المبتورة، وبمتشابه القول وعدم رده إلى المحكم من كلامهم، وإنا ننصحهم أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يثوبوا إلى رشدهم، ولا يصدعوا الصف بهذا المذهب الضال، واللجنة أيضا تحذر المسلمين من الاغترار والوقوع في شراك

ص: 132

المخالفين لما عليه جماعة المسلمين أهل السنة والجماعة. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح والفقه في الدين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 133

الفتوى رقم (20212)

س: نحن في هذه البلاد\ المملكة العربية السعودية في نعم عظيمة، ومن أعظمها نعمة التوحيد، وفي مسألة التكفير نرفض مذهب الخوارج ومذهب المرجئة.

وقد وقع في يدي هذه الأيام كتاب باسم (إحكام التقرير في أحكام التكفير) بقلم: مراد شكري الأردني الجنسية، وقد علمت أنه ليس من العلماء، وليست دراسته في علوم الشريعة، وقد نشر فيه مذهب غلاة المرجئة الباطل، وهو أنه لا كفر إلا كفر التكذيب فقط، وهو فيما نعلم خلاف الصواب وخلاف الدليل الذي عليه أهل السنة والجماعة، والذي نشره أئمة الدعوة في هذه البلاد المباركة، وكما قرر أهل العلم في أن الكفر يكون بالقول وبالفعل وبالاعتقاد وبالشك.

نأمل إيضاح الحق حتى لا يغتر بهذا الكتاب الذي أصبح

ص: 133

ينادي بمضمونه الجماعة المنتسبون للسلفية في الأردن. والله يتولاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج: بعد الاطلاع على الكتاب المذكور، وجد أنه متضمن لما ذكر من تقرير مذهب المرجئة ونشره، من أنه لا كفر إلا كفر الجحود والتكذيب، وإظهار هذا المذهب المردي باسم السنة والدليل، وأنه قول علماء السلف، وكل هذا جهل بالحق وتلبيس وتضليل لعقول الناشئة بأنه قول سلف الأمة والمحققين من علمائها، وإنما هو مذهب المرجئة الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، والإيمان عندهم هو التصديق بالقلب، والكفر هو التكذيب فقط، وهذا غلو في التفريط، ويقابله مذهب الخوارج الباطل الذي هو غلو في الإفراط في التكفير، وكلاهما مذهبان باطلان مرديان من مذاهب الضلال، ويترتب عليهما من اللوازم الباطلة ما هو معلوم، وقد هدى الله أهل السنة والجماعة إلى القول الحق والمذهب الصدق والاعتقاد الوسط بين الإفراط والتفريط من حرمة عرض المسلم وحرمة دينه، وأنه لا يجوز تكفيره إلا بحق قام الدليل عليه، وأن الكفر يكون بالقول والفعل والترك والاعتقاد والشك، كما قامت على ذلك الدلائل من الكتاب والسنة؛ لما تقدم: فإن هذا الكتاب لا يجوز نشره وطبعه، ولا نسبة ما فيه من الباطل إلى الدليل

ص: 134

من الكتاب والسنة، ولا أنه مذهب أهل السنة والجماعة، وعلى كاتبه وناشره إعلان التوبة إلى الله فإن التوبة تغفر الحوبة، وعلى من لم ترسخ قدمه في العلم الشرعي أن لا يخوض في مثل هذه المسائل؛ حتى لا يحصل من الضرر وإفساد العقائد أضعاف ما كان يؤمله من النفع والإصلاح.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 135

الفتوى رقم (21435)

س: يسأل السائل عن كتاب بعنوان: (حقيقة الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة) لعدنان عبد القادر، نشر جمعية الشريعة بالكويت.

ج: هذا الكتاب ينصر مذهب المرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان وحقيقته وأنه عندهم شرط كمال، وأن المؤلف قد عزز هذا المذهب الباطل بنقول عن أهل العلم تصرف فيها بالبتر والتفريق وتجزئة الكلام، وتوظيف الكلام في غير محله والغلط في العزو كما في (ص9) إذ عزا قولا للإمام أحمد - رحمه الله تعالى - وإنما هو لأبي جعفر الباقر، وجعل عناوين لا تتفق مع ما يسوقه

ص: 135

تحتها، منها في (ص 9) إذ قال:(أصل الإيمان في القلب فقط من نقضه كفر) ، وساق نصا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية لا يتفق مع ما ذكره، ومن النقول المبتورة بتره لكلام ابن تيمية (ص 9) عن (الفتاوى 7\ 644، 7\ 377) ، ونقل (ص 17) عن (عدة الصابرين) لابن القيم وحذف ما ينقض ما ذهب إليه من الإرجاء، وفي (ص 33) حذف بعض كلام ابن تيمية من (الفتاوى 11\ 87) ، وكذا في (ص 34) من (الفتاوى 7\ 638، 639) ، وفي (ص 37) حذف من كلام ابن تيمية في (الفتاوى 7\ 494) ، وفي (ص 38) حذف تتمة كلام ابن القيم من (كتاب الصلاة ص 59) ، وفي (ص 64) حذف تتمة كلام ابن تيمية في (الصارم المسلول 3\ 967-969) ، وفي (ص 67) حذف تتمة كلام ابن تيمية في (الصارم المسلول 3\ 971) . إلى آخر ما في هذا الكتاب من مثل هذه الطوام مما ينصر مذهب المرجئة، وإخراجه للناس باسم مذهب أهل السنة والجماعة؛ لهذا فإن هذا الكتاب يجب حجبه وعدم تداوله، وننصح مؤلفه أن يراجع نفسه وأن يتقي الله بالرجوع إلى الحق والابتعاد عن مواطن الضلالة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد الله بن غديان

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 136

الفتوى رقم (21517)

س: يسأل بعض السائلين عن كتابي (التحذير من فتنة التكفير) و (صيحة نذير) لجامعهما: علي حسن الحلبي، وأنهما يدعوان إلى مذهب الإرجاء من أن العمل ليس شرط صحة في الإيمان، وينسب ذلك إلى أهل السنة والجماعة، ويبنى هذين الكتابين على نقول محرفة عن شيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ ابن كثير وغيرهما رحم الله الجميع، ورغبة الناصحين بيان ما في هذين الكتابين ليعرف القراء الحق من الباطل. . . إلخ.

ج: بعد دراسة اللجنة للكتابين المذكورين، تبين للجنة أن كتاب (التحذير من فتنة التكفير) جمع علي حسن الحلبي فيما أضافه إلى كلام العلماء في مقدمته وحواشيه يحتوي على ما يأتي:

1-

بناه مؤلفه على مذهب المرجئة البدعي الباطل الذين يحصرون الكفر بكفر الجحود والتكذيب والاستحلال القلبي، كما في (ص 6 حاشية 2 ص 22) ، وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من أن الكفر يكون بالاعتقاد وبالقول وبالفعل وبالشك.

2-

تحريفه في النقل عن ابن كثير - رحمه الله تعالى- في (البداية والنهاية 13\ 118) ، حيث ذكر في حاشية ص 15 نقلا

ص: 137

عن ابن كثير: (أن جنكز خان ادعى في الياسق أنه من عند الله، وأن هذا هو سبب كفرهم) وعند الرجوع إلى الموضع المذكور لم يوجد فيه ما نسبه إلى ابن كثير - رحمه الله تعالى-.

3-

تقوله على شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- في ص 17 - 18 إذ نسب إليه جامع الكتاب المذكور أن الحكم المبدل لا يكون عند شيخ الإسلام كفرا إلا إذا كان عن معرفة واعتقاد واستحلال. وهذا محض تقول على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو ناشر مذهب السلف أهل السنة والجماعة، ومذهبهم كما تقدم وهذا إنما هو مذهب المرجئة.

4-

تحريفه لمراد سماحة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في رسالته: (تحكيم القوانين الوضعية) ، إذ زعم جامع الكتاب المذكور أن الشيخ يشترط الاستحلال القلبي مع أن كلام الشيخ واضح وضوح الشمس في رسالته المذكورة على جادة أهل السنة والجماعة.

5-

تعليقه على كلام من ذكر من أهل العلم بتحميل كلامهم ما لا يحتمله كما في الصفحات (108 حاشية 1، 109

ص: 138

حاشية 21، 110 حاشية 2) .

6-

كما أن في الكتاب التهوين من الحكم بغير ما أنزل الله، وبخاصة في (ص5 ح1) ، بدعوى أن العناية بتحقيق التوحيد في هذه المسألة فيه مشابهة للشيعة- الرافضة - وهذا غلط شنيع.

7-

وبالاطلاع على الرسالة الثانية (صيحة نذير) وجد أنها كمساند لما في الكتاب المذكور- وحاله كما ذكر-. لهذا فإن اللجنة الدائمة ترى أن هذين الكتابين لا يجوز طبعهما ولا نشرهما ولا تداولهما؛ لما فيهما من الباطل والتحريف، وننصح كاتبهما أن يتقي الله في نفسه وفي المسلمين، وبخاصة شبابهم، وأن يجتهد في تحصيل العلم الشرعي على أيدي العلماء الموثوق بعلمهم وحسن معتقدهم، وأن العلم أمانة لا يجوز نشره إلا على وفق الكتاب والسنة، وأن يقلع عن مثل هذه الآراء والمسلك المزري في تحريف كلام أهل العلم، ومعلوم أن الرجوع إلى الحق فضيلة وشرف للمسلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 139

الفتوى رقم (18265)

س: هناك في أمريكا جماعة إسلامية أفضل حاليا عدم ذكر اسمها أو إمامها. الحاصل: أن إمام هذه الجماعة تكررت منه مقالات كفرية، مثالها أنه قال: إن عيسى بالفعل صلب، والله لم يفرق لموسى البحر، وأنه يجوز للمسلمة أن تتزوج من النصراني، وأن النصراني خير من المسلم، ولما سمع عن آية الرجم قال: إنها همجية وإنه لا يجب تطبيقها، وقال عن المذاهب الأربعة إنها مذاهب للعرب خاصة، وأنشأ لنفسه مذهبا خاصا يلائم الأمريكان، وكان يقول عن نفسه: إنه المسيح وإنه المهدي، ثم ترك ذلك. وهذا كثير في هذا الباب، وقد جاءنا رجل من جماعته كان في بلده إماما منذ ما يقرب من عشرين سنة، وتعلم لما جاء هنا أن هذه مقالات كفرية وبالتدريج تعلم عن السلفية ويحلف بالله أنه ما سمع عن السلفية إلا هنا. وبعد أن تبين له كفر هذا الإمام طلبنا منه التبرؤ منه، قال: إنه يعلم أنه كافر، ولكن لا يريد أن يترك ولاءه للجماعة لكي يصلحها من الداخل.

السؤال: ما حكم هذا الرجل؟ وهل يجوز له أن يدخل لي تلك الجماعة بقصد الإسلام أم أنه عليه أن يتبرأ من الإمام؟ وهل إذا رفض ذلك يجب هجره؟

ج: هذه المقالات المذكورة مقالات كفرية، لأنها مخالفة

ص: 140

للكتاب والسنة وإجماع المسلمين، ومن قالها أو اعتقدها أو صدق من يقولها أو لم يتبرأ منه فهو كافر، ولا يجوز أن تنسب هذه الجماعة التي تعتنق هذه المقالات أو بعضها إلى الإسلام، ولا يجوز الدخول في هذه الجماعة إلا على وجه الإنكار ودعوتهم إلى التوبة والدخول في الإسلام، فإن امتنعوا من ذلك وجب هجرهم والابتعاد عنهم والتحذير منهم، قال تعالى:{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}

(1)

، وقال تعالى:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}

(2)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة المجادلة الآية 22

(2)

سورة الممتحنة الآية 4

ص: 141

‌العلمانية والحرية الدينية

الفتوى رقم (18396)

س: إن العقيدة الحنيفية في بعض البلاد تتعرض لخطر تحديات العلمانية وما ينبعث منها من ضلالات متنكرة في لباس تفسير ماكر، على أنها ليست إلا اجتناب عن التعصب الديني، واعتراف بحرية العقيدة لكل إنسان إن شاء آمن وإن شاء كفر.

أما في الحقيقة فإن مفهوم العلمانية لا ينحصر في هذا القدر فحسب، وإن كان ينطوي على إفساد العقيدة بمحض هذا المضمون، بل يتجاوز إلى تأويلات مختلفة يمكن أن نقول فيها بالإيجاز: إن العلمانية مذبذبة بين كل ما يمكن أن يضاف إليها من معان شتى على حد ما يقوله المدافعون عنها وما يبدون فيها من آراء، وهي لا تقل عن خمسة حدود:

أولا: أنها اعتراف بالحرية الدينية لكل إنسان على الإطلاق مع انتماء المعترف بها إلى دين معين واعتبار دينه حقا وما سواه باطلا، وهذا يعني أنه لا مانع من ارتداد المسلم عن دينه، وأن ذلك حق له يتصرف فيه.

ثانيا: أنها اعتراف بالحرية الدينية لكل إنسان على الإطلاق مع الانتماء إلى دين معين، ولكن عدم تفضيل أي منها على

ص: 142

الآخر.

ثالثا: أنها اعتراف بالحرية الدينية لكل إنسان على الإطلاق مع خلو الربقة تماما من كل دين، وحياد كامل أمام كافة الأديان والمعتقدات.

رابعا: أنها عدم اعتراف بأي دين وموقف محايد وعدم تدخل في شأن أي دين من الأديان، وحياد كامل أمام المواقف المتباينة من الديانات.

خامسا: أنها عدم اعتراف بأي دين أو عقيدة مع اتخاذ الموقف السالب منها ومناصرة كل موقف مضاد للأديان.

هذا ونلتمس من كرمكم الإجابة بنص لحكم الإسلام في العلمانية ومن يعتنقها على ضوء هذه التأويلات، كل على حدة وإرساله بوجه سريع، نظرا لظروف المسلمين وما يواجهون من عجز في جدال المشركين والمرتدين من أهل بلادنا، ومزاحمة الكفار منهم لإحباط أعمال المسلمين في هذه الأيام.

ج: ما يسمى بالعلمانية التي هي دعوة إلى فصل الدين عن الدولة، والاكتفاء من الدين بأمور العبادات، وترك ما سوى ذلك من المعاملات وغيرها، والاعتراف بما يسمى بالحرية الدينية، فمن أراد أن يدين بالإسلام فعل، ومن أراد أن يرتد فيسلك غيره من المذاهب والنحل الباطلة فعل، فهذه وغيرها من معتقداتها الفاسدة

ص: 143

دعوة فاجرة كافرة يجب التحذير منها وكشف زيفها، وبيان خطرها والحذر مما يلبسها به من فتنوا بها، فإن شرها عظيم وخطرها جسيم. نسأل الله العافية والسلامة منها وأهلها.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 144

‌التيجانية

السؤال الأول من الفتوى رقم (18068)

س1: قرأت فتوى بالحكم على الفرقة التيجانية بالكفر والضلال. أرجو إيضاح الأسباب التي بني عليها الحكم؟

ج1: الطريقة التيجانية طريقة منكرة لا تتفق مع هدي الإسلام، لما فيها من البدع والمنكرات والشركيات التي تخرج من يعتقدها عن ملة الإسلام، من ذلك:

1-

غلو أحمد بن محمد التيجاني مؤسس الطريقة وغلو أتباعه فيه غلوا جاوز الحد، حتى أضفى على نفسه خصائص الرسالة، بل صفات الربوبية والإلهية وتبعه في ذلك مريدوه.

2-

إيمانه بالفناء ووحدة الوجود، وزعمه ذلك لنفسه، بل زعم أنه في الذروة العليا من ذلك، وصدقه فيه مريدوه فآمنوا به واعتقدوه.

3-

تصريحه بأن المدد يفيض من الله على النبي صلى الله عليه وسلم أولا، ثم يفيض منه على الأنبياء، ثم يفيض من الأنبياء عليه، ثم منه يتفرق على جميع الخلق من آدم إلى النفخ في الصور، ويؤمن مريدوه بذلك ويعتقدونه.

ص: 145

4-

تهجمه على الله وعلى كل ولي لله، وسوء أدبه معهم إذ يقول: قدمي على رقبة كل ولي.

5-

دعواه كذبا أنه يعلم الغيب وما تخفي الصدور، وأنه يصرف القلوب، وتصديق مريديه بذلك وعده من محامده وكراماته.

6-

إلحاده في آيات الله وتحريفها عن مواضعها بما يزعمه تفسيرا إشاريا.

7-

زعمه أن كل من كان تيجانيا يدخل الجنة دون حساب ولا عذاب، مهما فعل من الذنوب.

هذه بعض أفكار التيجانية ملخصة من أوسع كتبهم وأوثقها في نظر علمائهم، مثل كتاب:(جواهر المعاني) لعلي حرازم، وكتاب:(رماح حزب الرحيم) لعمر بن سعيد الفوتي.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 146

‌الصلاة خلف التيجاني

الفتوى رقم (18674)

س: نعاني الآن في الكميرون مشكلة الصلاة خلف مبتدع (من طريقة التيجانية) ؛ لأنها هي الطريقة الوحيدة عندنا منذ زمن بعيد، وهذه القضية أدت إلى التشتت والتفرق في صفوف الدعاة بهذا البلد؛ إذ إن أغلبهم يرون عدم جواز الصلاة خلفهم، وذلك اعتمادا على فتوى رقم 2089 من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ولا ندري هل الفتوى عامة أو خاصة. لذا نريكم في هذا السؤال واقع الناس في البلد حتى تصدروا لنا فتوى تناسب واقعنا حسما للفتنة.

أولا: عاش الناس40 سنة لا يعرفون غير هذه الطريقة، وأنها الإسلام الصحيح الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم الدعوة السلفية والسلفيين، لذا عندما ظهرت كانت شيئا جديدا أو بدعة.

ثانيا: هؤلاء الجهلاء لا يفهمون اللغة العربية ولا يمكن فهم الإسلام إلا بها، إذ إن منهم الذين يقولون: الله أكبر. دون أن يعرفوا المعنى، ولو معنى فاتحة الكتاب إلا قليلا،

ص: 147

وهم أئمة المساجد.

ثالثا: عدم العلاقة بينهم وبين علماء الأمة والدعاة الأكفاء.

رابعا: هم في دولة الكفر ولا يوجد العلماء الربانيون، إذن الحق بعيد عنهم جدا.

خامسا: الذين وفقهم الله لفهم هذه الدعوة السلفية كلهم شباب، والآباء لا يثقون في علمهم، بل يرونهم جهالا يجب أن يعلموا، ولكن للأسف الشديد بسبب الفتوى رقم 2089 كفرهم شبابنا، وأنه لا تجوز الصلاة خلفهم، ويؤدي هذا إلى عديد من المشاكل، ويترتب عليه عدم القبول لما عندهم من الحق.

نرجو من سماحتكم أن تفيدونا مع مراعاة ضوابط وقواعد التكفير، واهتموا بهذه الدولة حتى تتحد صفوف الدعاة، وتأخذ الدعوة مجراها الصحيح، ونعلم كيفية التعامل مع هذه الطريقة أو غيرها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج: ما صدر منا من فتاوى بعدم صحة الصلاة خلف التيجانية هو الحق الموافق لقواعد الشرع، وعليكم أن تدعوا إلى الله على بصيرة وعلم، وأن تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة،

ص: 148

كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}

(1)

، وقال سبحانه:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}

(2)

.

وعليكم أن تبينوا العقيدة الصحيحة لمن تدعونهم إلى الله، وأن تبدؤوا بتوحيد العبادة، موضحين ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة. ومسألة التكفير ترجئونها إلى أن ترسخ العقيدة الصحيحة في نفوس من تدعونهم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة يوسف الآية 108

(2)

سورة النحل الآية 125

ص: 149

الرافضة

السؤال الأول من الفتوى رقم (12849)

س1: ما حكم من يدعي أن جبريل عليه السلام ينزل على بعض الأشخاص بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكما يقولون: إنه ينزل على فاطمة ليواسيها؟

ج1: ادعاء‌

‌ نزول جبريل على بعض الأشخاص بعد وفاة الرسول

صلى الله عليه وسلم - ليس بصحيح.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 150

السؤال الخامس من الفتوى رقم (10733)

س5: ما حكم جماعات الشيعة الموجودة الآن، هل نحكم بكفرهم، مع أن البعض منهم يعتقد بأن جبريل عليه السلام أخطأ في الرسالة، ونزل على محمد صلى الله عليه وسلم بدلا من سيدنا علي كرم الله وجهه.

ج5: من كان من الشيعة يعتقد ما ذكر فهو كافر، لطعنه في

ص: 150

ربه وفي جبريل ومحمد عليهما الصلاة والسلام.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 151

السؤال الرابع من الفتوى رقم (11056)

س4: هل أن النبي صلى الله عليه وسلم أنزل عليه ثلاثة علوم: الأول: أمر أن يبلغه عامة الناس، وهو العلم الشرعي، والثاني: خير فيه وعلمه علي ابن أبي طالب، وهو علم الحقيقة، والثالث: لنفسه فأمره الله أن يكتمه. هل يوجد دليل لهذه الأقاويل جزاكم الله خير الجزاء؟

ج4: تقسيم ما نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الثلاثة المذكورة ليس من أقسام الوحي، وأما ما يزعمه بعض الناس أنه علم الحقيقة وأنه خير فيه وأنه علم علي بن أبي طالب - لم يثبت ذلك بدليل من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل هو باطل.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 151

الفتوى رقم (13139)

س: متى ظهرت الديانة الشيعية والديانة القاديانية؟

ج: أول ما ظهر التشيع لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة علي رضي الله عنه، وقد أنكر عليهم علي رضي الله عنه ذلك، وحرق جماعة منهم لما ادعوا أنه إله. وظهرت القاديانية في آخر القرن الثالث عشر.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 152

الباطنية

‌القرامطة والباطنية

السؤال السادس من الفتوى رقم (18952)

س6: ما رأي سماحتكم بالقرامطة والباطنية، هل هم من فرق الإسلام أم هم من الكفار؟ نرجو من سماحتكم أن تزودونا ببعض المعلومات حولهم وحول غيرهم من الفرق.

ج6: القرامطة والباطنية ليسوا من الإسلام في شيء، بل هم كفار زنادقة، وقد بين العلماء بطلان مذاهبهم وسوء معتقداتهم في كتب خاصة فارجع إليها، مع العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 153

‌المكارمة

السؤال الرابع عشر والخامس عشر من الفتوى رقم (20308)

س14: إن من على منهج المكرمي يقولون بأن علي بن أبي طالب هو الخليفة الأول، ويسبون الحلفاء والصحابة، وكذلك يتهمون أم المؤمنين عائشة.

ج14: دلت الأدلة الكثيرة على أن الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم ينص على ذلك نصا صريحا، ولم ينص به وصية قاطعة، ولكنه أمر بما يدل على ذلك، حيث أمره أن يؤم الناس في مرضه، ولما ذكر له أمر الخلافة بعده، قال عليه الصلاة والسلام: «يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر

(1)

» ؛ ولهذا بايعه الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن جملتهم علي رضي الله عنه، وأجمعوا على أن أبا بكر أفضلهم،

(1)

أحمد في (المسند) 6\ 47، 106، 144، وفي (فضائل الصحابة) 1\ 191، 205- 206، 395 برقم (205، 226، 600) ، والبخاري 7\ 8، 8\ 126 (بمعناه) ، ومسلم 4 \ 1857 برقم (2387) ، والنسائي في (الكبرى) 6\ 382 برقم (7044) ، وابن حبان 14\ 564- 565 برقم (6598) .

ص: 154

وثبت في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، ويقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك

(1)

» . وتواترت الآثار على علي رضي الله عنه أنه كان يقول: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر)، وكان يقول رضي الله عنه:(لا أوتى بأحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري) ، ولم يدع يوما لنفسه أنه أفضل الأمة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى له بالخلافة، ولم يقل: إن الصحابة رضي الله عنهم ظلموه وأخذوا حقه، ولما

(1)

أحمد في (المسند) 2\ 14، وفي (فضائل الصحابة) 1\ 86- 94 برقم (53- 64) ، والبخاري 4\ 191، 203، وأبو داود 5\ 25-26 برقم (4627) ، والترمذي 5\ 630 برقم (3707)، وابن أبي عاصم في (السنة) 2\ 801- 804 برقم (1224- 1230) (ت: الجوابرة) ، وأبو يعلى 9\ 454- 456، 10\ 161 برقم (5602-5604، 5784) .

ص: 155

توفيت فاطمة رضي الله عنها بايع الصديق بيعة ثانية تأكيدا للبيعة الأولى وإظهارا للناس أنه مع الجماعة، وليس في نفسه شيء من بيعة أبى بكر رضي الله عنهما جميعا. ولما طعن عمر رضي الله عنه جعل الأمر شورى بين ستة من العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن جملتهم على رضي الله عنه، ولم ينكر على عمر ذلك لا في حياته ولا بعد وفاته، ولم يقل إنه أولى منهم جميعا، فكيف يجوز لأحد من الناس أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول إنه أوصى لعلي بالخلافة، وعلي نفسه لم يدع ذلك ولا ادعاه أحد من الصحابة له، بل قد أجمعوا على صحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، واعترف بذلك علي رضي الله عنه، وتعاون معهم جميعا في الجهاد والشورى وغير ذلك، ثم أجمع المسلمون بعد الصحابة على ما أجمع عليه الصحابة، فلا يجوز بعد هذا لأي أحد من الناس ولا لأي طائفة لا الشيعة ولا غيرهم أن يدعوا أن عليا هو الوصي، وأن الخلافة التي قبله باطلة، كما لا يجوز لأي أحد من الناس أن يقول: إن الصحابة ظلموا عليا وأخذوا حقه، بل هذا من أبطل الباطل ومن سوء الظن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن جملتهم علي رضي الله عنه وعنهم أجمعين.

وقد نزه الله هذه الأمة المحمدية وحفظها من أن تجتمع على

ص: 156

ضلالة، وصح عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة أنه قال: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة

(1)

» ، فيستحيل أن تجتمع الأمة في أشرف قرونها على باطل وهو خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، ولا يقول هذا من يؤمن بالله واليوم الآخر، كما لا يقوله من له أدنى بصيرة بحكم الإسلام.

وسب الصحابة رضي الله عنهم منكر وضلال ومشاقة لله ورسوله، فقد بين الله جل وعلا في كتابه المبين أنه رضي عنهم في مواضع كثيرة، كقوله سبحانه:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

(2)

، وقال تعالى:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}

(3)

، فمن مات على سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو على تهمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقد مات كافرا على غير ملة الإسلام؛ لأنه مكذب لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه سبحانه قد

(1)

سنن الترمذي الفتن (2229) ، سنن أبي داود الفتن والملاحم (4252) ، سنن ابن ماجه الفتن (3952) .

(2)

سورة التوبة الآية 100

(3)

سورة الفتح الآية 18

ص: 157

أثنى على الصحابة ورضي عنهم وبرأ عائشة من التهمة في كتابه الكريم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 158

س15: إن أهل‌

‌ منهج المكرمي في الحج

لا يحجون إلا معهم واحد من المفسوحين من قبل المكرمي، وفي أثناء الطريق يطلب من كل شخص هذا أول حج له ذبيحة نذر، وكذلك يلزمون من معهم يطوف سبعة أشواط بالبيت بنية أنه طواف النساء غير طواف العمرة والحج.

ج15: قولهم: إنه لا بد أن يكون بصحبة الحاج منهم أحد المكارمة شرط لا أساس له من الصحة، بل هو شرط باطل مخالف للشرع المطهر، فيجب اطراحه وعدم اعتباره، لكن يجب على كل مسلم أن يتفقه في دينه، وأن يعرف أحكامه في الحج وغيره، حتى يؤدي عباداته من الحج وغيره على بصيرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين

(1)

» متفق على صحته. وأما طلب

(1)

رواه من حديث أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وأرضاه: أحمد 4\ 12، 93، 95، 96، 97، 98، 99، 101، والبخاري 1\ 26، 4\ 49، 8\ 149، ومسلم 2\ 718 برقم (1037) ، وابن ماجه 1\ 80 برقم (221) ، والدارمي 1\ 74، وابن حبان 1\ 291، 2\ 8، 8\ 194، برقم (89، 310، 3401) .

ص: 158

المكرمي في طريق الحج من كل شخص يحج لأول مرة ذبيحة نذر، وكذلك إلزامه من معه بطواف سبعة أشواط بالبيت بنية طواف النساء، فكل ذلك من البدع ولا صحة له في دين الله، بل هو تشريع دين لم يأذن الله به. نسأل الله أن يوفق الجميع للحق والصواب ويحميهم من الزيغ والضلال.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 159

‌البدع

السؤال الأول من الفتوى رقم (17522)

س1: ما معنى البدعة، نريد منكم تعريفها وتوضيحها، فهناك أناس يقولون: إن كل شيء لم يكن على عهد الرسول وأصحابه بدعة، فماذا نقول لهم؟

ج1: البدعة في أصل اللغة مأخوذ من البدع، وهو الاختراع على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى:{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}

(1)

، أي: خالقهما على وجه قد أتقنهما وأحسنهما على غير مثال سابق، وقوله تعالى:{قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ}

(2)

، أي: ما أنا أول من جاء بالوحي من عند الله وتشريع الشرائع، بل أرسل الله تعالى الرسل قبلي مبشرين ومنذرين، فأنا على هداهم.

والابتداع قسمان:

الأول: ابتداع في العادات، كاختراع الآلات الحديثة، وهذا مباح؛

(1)

سورة البقرة الآية 117

(2)

سورة الأحقاف الآية 9

ص: 160

لأن الأصل في العادات الإباحة.

الثاني: ابتداع في الدين، وهذا حرام؛ لأن الأصل في الدين التوقيف، فلا يؤخذ إلا عن الله تعالى، أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم.

وبدعة الدين قسمان:

الأول: بدعة اعتقادية، كبدعة الفرق الضالة مثل الجهمية والمعتزلة وغيرهما من فرق الضلال.

الثاني: بدعة تعبدية، وهي أنواع كثيرة، مثل أن يشرع شخص عبادة لم يشرعها الله تعالى، أو شرعها الله لكن زاد فيها المبتدع أو نقص، أو أحدث في هيئتها صفة لم تشرع، وكل بدعة في الدين حرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(1)

» رواه الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها، ولمسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(2)

» ، وروى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم

(3)

» ، ويقول: «بعثت أنا والساعة كهاتين

(4)

» ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: «أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير

(1)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

(2)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

(3)

صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن ابن ماجه المقدمة (45) ، مسند أحمد (3/371) .

(4)

صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن ابن ماجه المقدمة (45) .

ص: 161

الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة

(1)

» ، ثم يقول: «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي

(2)

» .

وهذا التحريم تتفاوت درجاته، فمنها ما يدخل في حد الكفر، كالطواف بالقبور عبادة لأهلها والذبح والنذر لها، ومنها ما هو وسيلة للكفر والشرك، كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها، ومنها ما هو فسق اعتقادي كما ذكرنا، ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل والخصاء لقطع الشهوة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، مسند أحمد (3/371) ، سنن الدارمي المقدمة (206) .

(2)

أحمد 3\ 310- 311، 319، 338، 371، ومسلم 2\ 592 برقم (867) ، والنسائي 3\ 188 - 189 برقم (1578) ، وابن ماجه 1\ 17 برقم (45) ، وابن خزيمة 3\ 143 برقم (1785) ، وابن حبان 1\ 186، 7\ 332، برقم (10، 3062) .

ص: 162

‌السكن في قرية فيها بدع

الفتوى رقم (12927)

س: يشرح السائل في سؤاله ظروفه وحال أهل بلده الذي تقيم فيه والدته، ومطالبة والدته له بالإقامة عندها في نفس البلد. . إلخ.

ج: إذا كان الواقع من حالك وحال أسرتك كما ذكرت؛ فإن كنت تجد عملا في قريتك تكسب منه ما يكفيك وأسرتك، وتقوى على نصح أهل بلدك، وترجو قبولهم لنصحك دون أن تتأثر أنت وأولادك ببدعهم - فاستجب لأمر والدتك برا بها وصلة لرحمك وأملا في أن يهدي الله على يديك أهل بلدك، وإن كنت لا تجد هنا عملا تكسب منه ما يكفي، أو يغلب على ظنك إعراض أهل بلدك عن نصحك وعدم قبولهم إرشادك، أو تخشى أن يفتنوك أو يفتنوا أولادك ببدعهم- فلا حرج عليك في بقائك في الإسكندرية ونحوها؛ حفاظا على دينك وعقيدة أولادك من الشرك وذرائعه، مع مراعاة صلة أمك ورحمك بالمال والزيارة بقدر الاستطاعة؛ لقول الله

ص: 163

تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}

(1)

، وقوله سبحانه:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}

(2)

، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم

(3)

» الحديث. ويعتبر بعدك عن مواطن الفتنة والبدع الشركية إلى مكان تأمن فيه على دينك، وتتعاون فيه مع أهل السنة، وتتمكن من كسب ما تعف به نفسك وأهلك، هجرة في سبيل الله تعالى.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة البقرة الآية 286

(2)

سورة التغابن الآية 16

(3)

صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (7288) ، صحيح مسلم الفضائل (1337) ، سنن النسائي مناسك الحج (2619) ، سنن ابن ماجه المقدمة (2) ، مسند أحمد (2/508) .

ص: 164

الفتوى رقم (15213)

س: نطلب من سماحتكم إفادتنا نحن سكان وادي قديد عن‌

‌ ما يسمى بـ: (طاسة السم)

التي يقول ويعتقد البعض بأن فيها اسم الله الأعظم، وأنها تشفي بإذن الله من السموم إذا شرب المريض الماء فيها أو إدراجها في إناء به ماء، والتي تم إحضارها إلى سماحتكم مع كل من (س. ز. و. ح. ي) ، وقد فتن بها البعض بعد

ص: 164

شرب الماء فيها بقولهم: لقد أشفتنا عن تجربة. هذا والسلام عليكم.

ج: بعد دراسة اللجنة للكتابة الموجودة في الطاسة المنوه عنها في الرسالة، أفتت بمنع استعمالها لأسباب كثيرة، منها وهو أعظمها: أن استعمالها وسيلة للشرك بها وبمن ذكر فيها من أهل البيت، وبما صور فيها من الحيوانات والبروج. ومنها: الامتهان لأسماء الله سبحانه وتعالى.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 165

‌كتاب (دلائل الخيرات) وما فيه من البدع

الفتوى رقم (15880)

س: أرجو منكم إبداء وإظهار رأيكم في هذا الذي سأذكره عما قريب، وهل يجوز قراءته والإبقاء عليه: هنا جمل من هذا الكتاب: (فالغرض في هذا الكتاب ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفضائلها، نذكرها محذوفة الأسانيد ليسهل حفظها على القارئ، وهي من أهم المهمات لمن يريد القرب من رب الأرباب، وسميته بكتاب (دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار) .

(وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليردن على الحوض يوم القيامة أقوام ما أعرفهم إلا بكثرة الصلاة علي. . . .)

وهذه نسخ من صفحة من صفحاته: (بسم الله الرحمن الرحيم: إلهي بجاه نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندك، ومكانته لديك، ومحبتك له ومحبته لك، وبالسر الذي بينك وبينه. . . إلخ) .

(. . . وصل على محمد وعلى آل محمد الذي نوره من نور الأنوار، وأشرق بشعاع سره الأسرار. . .) .

ج: الكتاب الذي ذكرته وهو كتاب (دلائل الخيرات) ،

ص: 166

معروف عند العلماء المحققين بأنه كتاب ضلالة؛ لما يشتمل عليه من الغلو بالرسول صلى الله عليه وسلم والسؤال بجاهه، وأن نوره من نور الأنوار وأشرق بشعاعه سر الأسرار. كما نقله السائل، وكما هو موجود في الكتاب من الصلوات والمبالغات التي لا دليل عليها. فعليه لا يغتر بهذا الكتاب، ولا تجوز قراءته إلا لمن يريد الرد عليه والتحذير منه، وهناك من الكتب الصحيحة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما يغني عن هذا الكتاب وأمثاله، مثل كتاب:(جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام) للعلامة ابن القيم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 167

الفتوى رقم (17831)

س: جاءتنا أشرطة مسجلة لعالمين جليلين، هما الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني محدث الشام، والشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي محدث اليمن، يتحدثان فيها عن الداعية المعروف عبد الرحيم الطحان، حيث إنهما جاءتهم رسائل واستفسارات من أهل السنة في قطر حول صحة ما يقوله الطحان من أقاويل، منها:

ص: 167

1-

أنه يذهب إلى وجوب تقليد المذاهب الأربعة، وأن نبذ تقليد هذه المذاهب ما هو إلا ضلال.

2-

إنكاره لقاعدة الجرح والتعديل بالكلية.

3-

تمجيده للمتصوفة واتهامه لمن يعاديهم بالضلال.

4-

ذهابه إلى سماع الأموات في قبورهم، بالإضافة إلى أنهم كذلك يصلون في هذه القبور ويرون من يأتي لزيارتهم.

5-

قوله بجواز رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا في حال اليقظة، واستشهد على ذلك بأن نور الدين زنكي قد رآه في الدنيا في اليقظة.

6-

ادعاؤه بأن النظر في وجه النبي صلى الله عليه وسلم تعدل عبادة آلاف السنين، وأن النظر في وجه الصحابة تعدل عبادة آلاف السنين، وأن النظر في وجه الإمام أحمد تعدل عبادة سنة.

وبعض إخواننا هنا في مصر يعتذرون عنه بأنه لعله يقصد المتصوفة الذين مدحهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة الصوفية والفقراء، وأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم قد تجوز في الدنيا، واستدلوا على ذلك بأن عبد الله بن المبارك رحمه الله رآه بعض الحجاج في زمنه يحج معهم، مع أنه لم يذهب إلى الحج، ولما عادوا إليه قالوا له: رأيناك في الحج فسكت ولم يتكلم.

ص: 168

فهل هذه القصة صحيحة، ويستدل بها على رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا حال اليقظة؟

وهل هذا الرجل قد تحول من منهج أهل السنة إلى منهج أهل البدع بعدما ترك الحجاز وذهب إلى قطر؟

وهل نستطيع أن نصفه بأنه مبتدع؟ وهل الموتى يسمعون في قبورهم؟ وهل عدم تقليد المذاهب ضلال وزيغ عن طريق الحق؟

وهل ما نسب إليه من أقوال صحيحة، وقد ثبتت عنه، وإذا ثبتت فهل ما قاله صحيح؟

فنحن في مصر قد شغلنا أمر الطحان، ونريد أن نعرف إلى أي أمر صار أمره، إلى منهج أهل السنة أم إلى منهج أهل البدع؟ لذلك نرجو من سماحتكم سرعة الرد علينا.

ج: هذه الأقوال المنسوبة إلى المدعو \ عبد الرحيم الطحان كلها أقوال باطلة يجب التحذير منها؛ لمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يجب تقليد أحد من العلماء، وإنما يؤخذ بقول العالم إذا وافق الدليل.

والواجب على الجميع اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فهو القدوة لجميع المؤمنين، قال الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}

(1)

(1)

سورة الأحزاب الآية 21

ص: 169

وقال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}

(1)

. والجرح والتعديل للرواة مجمع عليه بين العلماء؛ لأجل التوثق من صحة الحديث، لا من أجل الطعن في الشخصيات وتنقصها، ولكن لا يجوز الدخول في هذا الباب إلا لأهل الاختصاص من الراسخين في علوم الحديث.

والتصوف طريقة مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان، وأغلب المتصوفة في هذا الزمان ضلال منحرفون، لا يجوز مدحهم والثناء عليهم، والواجب اتباع السنة. وأما سماع الموتى في قبورهم فلا يثبت إلا بدليل، وهو من أحوال البرزخ التي لا يعلمها إلا الله، وإذا ثبت سماع خاص لا يجوز بسببه دعاؤهم والاستعانة بهم؛ لأن هذا من الشرك الأكبر.

ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، أو رؤية غيره من الأموات غير حاصلة ولا ممكنة، ولا دليل مع من أجازوها؛ لأن الأموات لا يعودون إلى هذه الدنيا، قال تعالى:

(1)

سورة الحشر الآية 7

ص: 170

{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ}

(1)

، وقوله سبحانه:{ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ}

(2)

{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}

(3)

. ودعوى أن النظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره ينفع، غير صحيح، وقد نظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم كثير من الكفار والمنافقين، ولم ينفعهم ذلك، وإنما الذي ينفع هو الإيمان بالله ورسوله والعمل الصالح.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة يس الآية 31

(2)

سورة المؤمنون الآية 15

(3)

سورة المؤمنون الآية 16

ص: 171

السؤال الثامن من الفتوى رقم (18074)

س 8: عندنا هنا من الشركس المسلمين وغيرهم، وعندهم من البدع الشيء الكثير، والحمد لله أن يسر لنا الله تخصيص يوم لتدريسهم أمور الدين. فهل يجوز تدريس الفتيات ولا سيما البالغات منهن، وما الشروط؟ هل يجوز التغاضي عن بعض البدع ومن ثم النهي عنها تدريجيا؟

ص: 171

ج 8: لا يجوز للرجل أن يعلم المرأة وهي ليست متحجبة، ولا يجوز أن يعلمها خاليا بها ولو كانت بحجاب شرعي، والمرأة عند الرجل الأجنبي منها كلها عورة، أما ستر الرأس وإظهار الوجه فليس بحجاب كامل.

لكن لا حرج في تعليم المرأة من وراء حجاب في مدارس خاصة بالنساء لا اختلاط فيها بين الطلاب والطالبات، ولا المعلم والمتعلمات.

فتعلمون من ذكرتم من النساء وفق هذه الضوابط الشرعية، ولكم في ذلك أجر عظيم، فإن تفقيه الناس في دينهم وتحذيرهم من البدع والخرافات ومحدثات الأمور من أفضل الأعمال، ومن دل على خير فله مثل أجر فاعليه من غير أن ينقص من أجورهم شيء، كما في السنة الصحيحة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا

(1)

» رواه مسلم.

ولا يجوز لكم التغاضي عن البدع، ولا مداهنة أصحابها فيها، لكن عليكم في هذا سلوك الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة

(1)

صحيح مسلم العلم (2674) ، سنن أبي داود السنة (4609) ، سنن ابن ماجه المقدمة (206) ، مسند أحمد (2/397) ، سنن الدارمي المقدمة (513) .

ص: 172

وعدم الشدة والغلظة، وسلوك السبيل التي ترونها أنسب وأبلغ في إيصال دعوة الله تعالى إليهم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 173

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18145)

س2: البدع التي انتشرت في زماننا هذا، فما هي البدع التي إذا تجنبها العبد سلم من العقوبة الأخروية؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.

ج2 البدع جمع بدعة، وهي ما أحدث في الدين، ويجب على المسلم البعد عنها والحذر منها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

(2)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

(2)

سنن أبي داود السنة (4607) ، مسند أحمد (4/126) ، سنن الدارمي المقدمة (95) .

ص: 173

بدع قراءة القرآن

الفتوى رقم (12707)

س: يطلب السائل النظر في الطريقة التي تتبعها الفرقة الأحمدية لدرء المحن بقراءة سورة يس41 مرة، وقد جاء في ترجمة خطابه ما يلي:

(يشير المرسل إلى أنهم مجموعة من أتباع طريقة تسمى الطريقة الأحمدية الإدريسية إلى اتباع المدعو أحمد بن إدريس، وكتب المرسل هذا الخطاب بسبب ما لاحظه في دعاية ضد الإسلام من قبل أعدائه، ويضيف أن لهم طريقة للتغلب على هذه الحملات الدعائية الكيدية، والطريقة هي قراءة سورة يس إحدى وأربعين مرة، ويورد المرسل حادثتين لتأكيد ما أوضحه أعلاه. الحادثة الأولى: يفيد المرسل أنه أثناء حكم الرئيس سوكارنو قبض على رئيس الشيوعيين المدعو (أديت) ، وحوكم نتيجة كما يفيد المرسل لقراءة أفراد هذه الطريقة لسورة يس41 مرة في كل من الخميس الأول والخميس الثاني والخميس الثالث والخميس الرابع (في أيام خميس متتالية) ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الحالة الثانية: يورد المرسل أن أحد رؤساء الدول الإسلامية

ص: 174

قال: سأجعل من علماء هذا البلد علماء شبيهين بعلماء تركيا. ويضيف المرسل: لقد أبعد هذا الرئيس من السلطة بسبب قراءتهم لسورة يس41 في ثلاث ليال متتالية في يوم الخميس الأول والثاني والثالث ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولذا يطلب منكم المرسل: أن تصلوا ركعتين وتستخيروا الله في فحوى خطابه هذا. وناشدكم المرسل من أن تعالجوا خطابه هذا بجدية، بهدف استيعاب معانيه كاملة، حتى تتمكن المنظمات مثل الرابطة من حماية المسلمين، ويضيف المرسل قوله: إذا كنتم تحتاجون إلى معرفة الطريقة الصحيحة لقراءة سورة يس41 مرة أرجو أن تتصلوا بي لأعلمكم طريقتها.

ج: قراءة سورة يس41 مرة بدعة لا أصل لها في الشرع، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(1)

» ومحاربة أعداء الشريعة وإبطال كيدهم يكون بالأدلة الشرعية التي تكشف باطلهم وتبطل كيدهم، فإن لم يتوبوا وجب جهادهم إذا كانوا كفارا، فإن كانوا عصاة وجب على ولي أمر المسلمين عقابهم بما يردعهم عن الكيد للمسلمين والإضرار بهم، وإن كان في أعمالهم ما يوجب حدا شرعيا وجب إقامته عليهم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

ص: 175

‌قراءة الفاتحة عند القبر

السؤال الرابع من الفتوى رقم (15662)

س4: أطلب من فضيلتك أن تقرأ لي الفاتحة على قبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

ج4: أما بخصوص طلب السائل أن تقرأ له الفاتحة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فكلاهما غير مشروع، لا قراءة الفاتحة للشخص ولا القراءة عند القبر، لا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فهما من البدع المحدثة فيجب ترك ذلك.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 176

‌قول: (صدق الله العظيم) في القراءة

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16025)

س2: هل عبارة (صدق الله العظيم) عندما نقولها في نهاية التلاوة بدعة، وليست من السنة في شيء؟

ج2: قول (صدق الله العظيم) في نهاية التلاوة ليس لها أصل، فالتزامها دائما بدعة يجب تركها لقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 177

الفتوى رقم (16137)

س: تنتشر كتيبات بها‌

‌ ما يسمى بـ: (قراءة العدية)

وصفتها كالتالي: هي أن تتلو السورة سبع مرات، ثم تقرأ بعدها من أول السورة إلى قوله تعالى:{فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}

(1)

، ثم يقول:(اللهم يا من نوره في سره، وسره في خلقه، اخف عني أعين الناظرين، وقلوب الحاسدين والباغتين، واحفظني كما حفظت الروح في الجسد إنك على كل شيء قدير) ، ثم تقرأ إلى

(1)

سورة يس الآية 9

ص: 177

قوله تعالى: {وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}

(1)

، ثم تقول:(اللهم أكرمني بقضاء حاجتي)، ثم تقرأ إلى قوله تعالى:{ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}

(2)

تكررها إحدى عشرة مرة، ثم تقول:(اللهم إني أسالك من فضلك السابغ وجودك الواسع أن تغنيني عن جميع خلقك)، ثم تقرأ إلى قوله تعالى:{سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}

(3)

تكررها أربع عشرة مرة، ثم تقول:(اللهم سلمنا من آفات الدنيا) ثلاث مرات، ثم تقرأ إلى قوله تعالى:{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى}

(4)

، ثم يقول:(والله قادر على أن يقضي لي حاجتي) ثلاث مرات، ثم تختم السورة وتقرأ دعاءه الذي أوله: يا عصبة الخير بخير الملل، ولا يخفى عليك ما ورد في فضلها من قوله عليه السلام:(كل شيء له قلب وقلب القرآن يس، وقوله عليه السلام يس لما قرئت له) ، ثم تختم بسورة (الإخلاص) و (المعوذتين) و (ألم نشرح) .

ما حكم هذه القراءة وبماذا تنصحونا؟ وفقكم الله.

ج: القراءة المذكورة من البدع؛ لأنها لم يكن لها أصل من الكتاب والسنة، ولم يفعلها الخلفاء الراشدون ولا أحد من سلف هذه الأمة. وينبغي للمسلم أن يفعل في أذكاره ما ثبتت مشروعيته عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

سورة يس الآية 27

(2)

سورة يس الآية 38

(3)

سورة يس الآية 58

(4)

سورة يس الآية 81

ص: 178

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 179

الفتوى رقم (16185)

س: قرأت في كتاب ديني أن من كانت له حاجة فليقرأ فاتحة الكتاب أربعين مرة بعد صلاة المغرب حتى يتم القراءة، وقبل أن يقوم من مكانه، فإن حاجته تقضى لا محالة إن شاء الله. أرجو الإفتاء في هذه المقولة هل هي صحيحة؟

ج: قراءة الفاتحة أربعين مرة من أجل قضاء الحاجة غير مشروع، بل ذلك من البدع المحدثة، وليس صحيحا أن حاجة من قرأها تقضى، وإنما ذلك من الدعاية لهذه البدعة والتلبيس على العوام.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 179

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16343)

س2: ما حكم قراءة حزبين في المسجد جماعة كل يوم، وهل يعتبر وردا يوميا، وما حكم الشرع في هذه القراءة؟

ج2: قراءة القرآن فيها أجر عظيم مع النية الصالحة في

ص: 179

المسجد وفي غيره وفي أي وقت، لكن يقرأ ما تيسر له من القرآن، ومن الوارد قراءة آية الكرسي عند النوم، وبعد كل صلاة بعد الذكر المشروع، وقراءة (سورة الإخلاص والمعوذتين) عند النوم ثلاث مرات، وبعد المغرب وبعد الفجر ثلاث مرات، وبعد الظهر والعصر والعشاء مرة واحدة، مع الاجتهاد في أنواع الذكر والدعاء صباحا ومساء، ومع الأذكار والدعوات الشرعية عند النوم، وكلها موضحة في كتب الأذكار، مثل (رياض الصالحين) و (الترغيب والترهيب) و (الوابل الصيب) لابن القيم. أما قراءة القرآن جماعة بصوت واحد فهذا غير مشروع، أما على سبيل المدارسة والتعلم فهو مستحب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل كل سنة في رمضان مرة واحدة، وفي السنة الأخيرة عرضه مرتين. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2699) ، سنن الترمذي القراءات (2945) ، سنن أبي داود الصلاة (1455) ، سنن ابن ماجه المقدمة (225) ، مسند أحمد (2/252) .

ص: 180

‌قراءة سور معينة بعد أذان العصر

يوميا

السؤال السادس من الفتوى رقم (16953)

س6: ما حكم الإسلام في تلاوة بعض سور القرآن الكريم يوميا بعد أذان العصر، وقبل الإقامة على جميع المصلين؟

ج6: تخصيص قراءة سور من القرآن بعد أذان العصر أو غيره جهرا على جميع المصلين بدعة لا أصل لها في الدين «كل بدعة ضلالة

(1)

» ، والمسلم يقرأ ما تيسر من القرآن فيما بين الأذان والإقامة لنفسه، أو يصلي نافلة، أو يشتغل بالذكر من تسبيح وتهليل وتحميد وتكبير واستغفار.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن الدارمي المقدمة (206) .

ص: 181

الفتوى رقم (17195)

س: أرجو أن تفتونا مأجورين حول مسألة قراءة الآيات التالية على الطفل حين يراد فطامه.

ص: 181

ثم ينفث ثلاث مرات على الطفل. أفتونا جزاكم الله خيرا هل نعمل بها على أنها واردة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، أم نحذر من ذلك من باب أن ذلك ليس له أصل سابق؟

ج: ليس لهذا أصل في الشرع المطهر، وما كان كذلك فإن التعبد به بدعة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 183

‌إعطاء الأجرة على قراءة القرآن

السؤال الثالث من الفتوى رقم (17861)

س3: ما حكم من يعطي على قراءة القرآن مبلغا من المال كنذر لأحد الأموات؟

ج3: إعطاء الأجرة على قراءة القرآن للميت لا يجوز؛ لأن ذلك من البدع، ولأنه لا يجوز أخذ الأجرة على قراءة القرآن.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 184

السؤال الثالث والرابع من الفتوى رقم (18786)

س3: عندنا في المنطقة الشيوخ في المساجد يقرءون سورة تبارك، وأول سورة البقرة، وآية الكرسي، والآيات الأخيرة من نفس السورة، وكذلك المعوذات، وسورة الفاتحة بعد أذان العشاء وقبل الصلاة. ما حكم الإسلام في ذلك، هل ثبت هذا عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟

ج3: قراءة هذه الآيات أو بعض السور والمعوذات أو الصلاة

ص: 184

الإبراهيمية (التشهد) بعد أذان العشاء وقبل الصلاة، أو بعد السلام من كل صلاة على هيئة جماعية - بدعة لا أصل لها في الشرع، إذ ليس عليها دليل من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والذي جاءت به السنة قراءة آية الكرسي عقب كل فريضة بعد الذكر، لحديث أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت» ، وورد قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين دبر كل صلاة، لما رواه أبو داود في (سننه) عن عقبة بن عامر قال: «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة

(1)

» ، وفي رواية الترمذي والنسائي:(بالمعوذتين) بدل المعوذات. فينبغي أن يقرأ: (قل هو الله أحد) ، و (قل أعوذ برب الفلق) ، و (قل أعوذ برب الناس) دبر كل صلاة، وأن تكرر عقب صلاة الفجر والمغرب ثلاث مرات، يقرأها كل إنسان وحده بقدر ما يسمع نفسه. والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة كل وقت، ولكنها لا تشرع بهذه الصفة الجماعية المذكورة في السؤال.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سنن الترمذي فضائل القرآن (2903) ، سنن النسائي السهو (1336) ، سنن أبي داود الصلاة (1523) .

ص: 185

س4: حينما نكون في المقبرة ونحن منشغلون بدفن الميت ينزوي الشيوخ والأئمة ويقرءون سورة يس وتبارك، وكذا سورة البقرة، وآيات الكرسي وأواخر سورة البقرة، والمعوذتين والإخلاص والفاتحة، ثم ينادون بالفاتحة، أي: الدعاء. ما حكم

ص: 185

الدين في ذلك، هل ثبت هذا عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو جمهور المسلمين، أم هو بدعة؟

ج4: ما يفعله هؤلاء الشيوخ والأئمة من قراءة تلك الآيات وبعض السور أثناء دفن الميت أو بعده، كل هذا من البدع التي لا أصل لها في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان ذلك مشروعا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، فيجب على كل مسلم الحذر من ذلك؛ لما فيه من المفاسد العظيمة، ولما فيه من المضاهاة لعباد القبور من العكوف عندها بأنواع القرب. والمشروع لنا بعد دفن الميت أن نقوم على قبره ونستغفر الله له، ونسأل الله له الثبات، كما ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل)

(1)

» رواه أبو داود.

فيسن أن تقف على قبر الميت بعد دفنه، وتقول:(اللهم اغفر لعبدك فلان وثبته عند السؤال) .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سنن أبي داود الجنائز (3221) .

ص: 186

السؤال الثاني من الفتوى رقم (20321)

س2: هل ما يقوله الناس بعد القراءة: اللهم اجعل ثواب ذلك أو مثله إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم أو زيادة في شرفه صلى الله عليه وسلم جائز أم لا؟

ج2: هذا أمر محدث لم يرد في السنة، وليس من عمل سلف الأمة، فلا يجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» ، وقوله: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(2)

» ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار

(3)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

(2)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

(3)

سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، مسند أحمد (3/371) .

ص: 187

السؤال الأول من الفتوى رقم (20794)

س1: ما حكم قراءة سورة (يس) للأموات بنية إيصال الثواب إليهم، وهل ذلك مشروع، وإذا كان مشروعا فما الدليل على ذلك؟

ج1: قراءة القرآن بنية وصول ثوابها للأموات بدعة؛ لأنه لا دليل عليها، وقد ورد في قراءة سورة (يس) عند المحتضر حديث ضعيف لا تقوم به حجة، فلا يجوز فعل ذلك.

ص: 187

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 188

السؤال الثالث من الفتوى رقم (19772)

س3: عند ختم القرآن يكبرون ثلاث تكبيرات بين كل سورة، وخاصة بعد سورة الضحى.

ج3: لا يشرع التكبير في آخر سورة الضحى إلى آخر سور القرآن؛ لضعف الحديث الوارد في ذلك، وتركه أولى.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 188

السؤال الثاني من الفتوى رقم (20794)

س2: ما حكم قراءة القرآن في جماعة عند الدخول إلى البيت الجديد، أو لرفع ضر أو هم، وذلك أيضا في جماعة؟

ج2: المستحب عند دخول البيت أن يقول: بسم الله ويقرأ سورة البقرة؛ لما في الصحيح: «إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة

(1)

» ، لكنها لا تقرأ بصوت جماعي؛ لأن ذلك

(1)

صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (780) ، سنن الترمذي فضائل القرآن (2877) ، سنن أبي داود المناسك (2042) ، مسند أحمد (2/388) .

ص: 188

بدعة، وأما قراءة القرآن في البيوت على الصفة المذكورة فلا نعلم له أصلا.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 189

‌بدع الصلاة

الفتوى رقم (12783)

س: تقبيل الإبهامين عند استماع اسم سيد الأنبياء سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، لا سيما عند الأذان، أهذا من السنة أم بدعة؟ وبينوا لنا الحديث الذي روي لنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أنه يقبل إبهاميه عند سماع الأذان وسماع الاسم وحسنه. أهذا الحديث صحيح أم لا؟ وبينوا لنا حكم تقبيل الإبهامين عند الأذان وسماع اسمه جزاكم الله عنا أحسن الجزاء.

ج: تقبيل الإبهامين عند استماع اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الأذان وغيره- بدعة لا أصل لها، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» أي: مردود على عامله. أما ما نسب لأبي بكر الصديق رضي الله عنه فلا نعلم له أصلا.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 190

‌النداء بعد الأذان

السؤال الثالث من الفتوى رقم (16493)

س3: هل من الصواب أن ينادي بعض الناس بقول: يا أول خلق الله بعد الأذان وغيره. مع العلم بأن الرسول ليس أول خلق الله؟

ج3: لا يجوز أن ينادى قبل الأذان ولا بعده بأي نوع من أنواع الذكر، والواجب الاقتصار على الأذان الذي شرعه الله، فمن زاد عليه فهو مبتدع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» ، وقال صلى الله عليه وسلم: «وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة

(2)

» . ثم إن هذا الكلام المذكور كلام باطل، فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس هو أول خلق الله، فهذا الكلام كذب وغلو في حقه صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله

(3)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

(2)

سنن الترمذي العلم (2676) ، سنن أبي داود السنة (4607) ، مسند أحمد (4/127) ، سنن الدارمي المقدمة (95) .

(3)

صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3445) ، مسند أحمد (1/24) ، سنن الدارمي الرقاق (2784) .

ص: 191

‌الدعاء بعد السلام من الفريضة

الفتوى رقم (14791)

س: لقد كثر الجدال والشقاق في الآونة الأخيرة بين العلماء في مختلف مناطق بنغلاديش، حول مسألة الدعاء بعد التسليم من الصلاة المفروضة، حيث يدعو الإمام يرفع يديه مستقبلا القبلة والمأمومون بعد كل الصلوات المكتوبة الخمس على المواظبة، ويتبعه المأمومون أيضا بقول اللهم آمين. . اللهم آمين. . فقط برفع أيديهم مع رفع الأصوات، وفي الختام يمسحون وجوههم بأيديهم ويختمون الدعاء. وقد بدأ يحدث التضارب والقتال والفرقة بين العلماء بعضهم بعضا وبين العوام بعضهم بعضا اتباعا منهم للعلماء، بعض يقول إنه بدعة، وبعض يقول بقول آخر إنها جائز وسنة.

فالرجاء من سماحتكم بيان الحق في هذه المسألة بيانا مزودا بأدلة الكتاب والسنة، ومع آراء العلماء في ذلك، كما أرجو بيان آداب وكيفيات الدعاء، مع ذكر المواضع التي يجوز فيها الدعاء جماعيا. ولكم مني جزيل الشكر وسيكون لفتواكم أثر بالغ في حسم الخلاف إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج: على المسلمين أن يعرفوا صحة ما يفعلونه في صلواتهم وأدعيتهم، وهل هو ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو هو بدعة استحدثت وتطاول عليها الزمن حتى ألفها الناس وظنوها من واجبات الدين

ص: 192

التي يغضبون من أجلها. وينبغي أن يعلم المسلم أن هذه البدع ليست من البدع المكفرة التي تبعد المسلم عن الإسلام أو تبطل صلاة من فعلها، بل هي من البدع التي ليس لها أصل في الدين، ولا يؤجر المسلم على فعلها؛ لأنها لم تثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا فلا يجوز الاقتتال بين المسلمين من أجلها أو ترك المسجد وهجر الجماعة من أجل ذلك، بل يصلي المسلم خلف من يفعل ذلك، مع إبلاغه بعدم مشروعيته والإنكار عليه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 193

السؤال الرابع من الفتوى رقم (10665)

س4: ما رأي الدين في‌

‌ قراءة القرآن يوم الجمعة بالميكرفون؟

ج4: تخصيص يوم الجمعة بقراءة القرآن بدعة، وعلى المسلم أن يتعاهد القرآن بالقراءة دون تخصيص يوم بذلك، مع ما في رفع الصوت به في المساجد من التشويش على المصلين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 193

‌بدعية المصافحة بعد الصلاة

السؤال السادس من الفتوى رقم (16843)

س 6: الإمام التركي اتخذ عادة المصافحة بعد صلاة عيد الفطر، وذلك من مدة طويلة لمدة 4 سنوات وأكثر، يعني بعد كل من الصلوات الخمس من بعد ما تنتهي الصلاة، فيقف الإمام في المحراب ويأتي إليه المصلون ويصافحه الأول ويقف بجانبه، ثم الثاني ويقف بجانب الأول، ثم الثالث ويقف بجانب الثاني، وهكذا يتابع الواحد تلو الآخر إلى أن ينتهوا ولو كانوا بالمئات، ثم الإمام العربي كذلك عاد يعمل هذه المصافحة في صلاة الصبح، ولما سألناه قال: نحن رأينا إخواننا الأتراك يعملون هكذا. ونهيناه ولم ينته. فما هو جوابكم لهذا الأمر؟

ج 6: اعتياد المصافحة بعد صلاة الفريضة بين الإمام والمأمومين، أو بين المأمومين بعضهم مع بعض كل ذلك بدعة لا أصل لها، والواجب تركه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه وكذلك خلفاؤه من بعده، كانوا يصلون بالمسلمين ولم ينقل عنه التزام المصافحة بعد كل صلاة، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها،

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 194

وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 195

‌قيام ليلة عيد الفطر

الفتوى رقم (17154)

س: قيام ليلة عيد الفطر- صلاة التراويح - بالمسجد ما حكم ذلك، وهل هي من رمضان أم من شوال؟

ج: تخصيص ليلة العيد بقيام دون سائر الليالي يعتبر بدعة؛ لأنه لم يكن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» ، سواء قامها منفردا أو مع جماعة، وأما من كان له قيام معتاد في سائر الليالي، فلا بأس أن يفعله في ليلة العيد، لكن لا يكون جماعة. وليلة عيد الفطر ليست من رمضان إذا ثبت دخول شهر شوال.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 196

الفتوى رقم (18714)

س: بعض الناس إذا انتهى من الصلاة يجلس قليلا وقبل أن يقوم من مقامه يسجد سجدة واحدة طويلة أو قصيرة من دون تسليم. فما هذه السجدة، وما حكمها؟

ص: 196

ج: هذه السجدة لا أصل لها، فيجب تركها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» . والسجود المشروع إنما هو السجود للتلاوة إذا مر القارئ بآية سجدة أو للشكر عن تجدد نعمة أو اندفاع نقمة خاصة بالشخص أو عامة المسلمين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 197

الفتوى رقم (17633)

س: عندنا إذا أنهى المصلون صلاة الجماعة يقول المصلي لأخيه أو للمصلي الذي قربه: (تقبل الله صلاتك)، فيرد عليه قائلا: تقبل الله صلاتنا وصلاة المؤمنين جميعا. فما قولكم في ذلك؟

ج: التزام قول المصلي بعد السلام لمن بجواره تقبل الله ليس مشروعا، بل ذلك من البدع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

ص: 197

الفتوى رقم (17978)

س: أرفق لفضيلتكم ثلاثة كتيبات هي: (حرز الجوشن) و (مجربات الديربي) و (أسماء أهل بدر) . فما حكم قراءتها والعمل بها، وما هي نصيحتكم لمن يصر على التعامل معها؟

ج: بعد اطلاع اللجنة على الكتب المذكورة وجد أنها تحتوي على شركيات وأدعية مبتدعة وطلاسم وتوسل بالصالحين، وعلى هذا فهي كتب لا يجوز اقتناؤها ولا العمل بما فيها، بل يجب إتلافها والابتعاد عنها للسلامة من شرها. وهناك - ولله الحمد - من الأدعية الصحيحة النافعة ما يكفي المسلم، ونحيل في ذلك على كتاب (الوابل الصيب) لابن القيم، و (الكلم الطيب) لشيخ الإسلام ابن تيمية، و (الأذكار) للإمام النووي، وفيها الخير الكثير ولله الحمد.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 198

الفتوى رقم (12607)

س: ما هو قول السادة العلماء فيمن إذا أرادوا أن يستسقوا قاموا بشراء بقرة أو ثور ويقاسم الثمن بينهم، ثم يصعد به على قمة جبل معين ومن طريق معين، ثم يذبح وتصلى صلاة

ص: 198

الاستسقاء ويوضع في منادى ليندى فيها، وبعد ذلك يقسم، مع العلم أن لكل فخذ من القبيلة منداة مخصصة يندون فيها جزأهم المخصص، وليكن في علمكم سماحة الشيخ أنه ليس هناك طريق في الجبل لمن أراد أن يصعد، بل إن في صعوده من المشقة ما لا يخفى عليكم، فهو شاق على الشباب فضلا عن كبار السن الذين يصعدون مع شق الأنفس. سماحة الشيخ هل عملهم هذا جائز، وهل له أصل في الشرع المطهر؟ وليكن في علمكم أنهم يقولون لنا: إننا ما إن نقسم اللحم، وفي بعض الأحيان قبل أن نقسمه إلا والمطر نازل قبل أن ننزل نحن من على الجبل، وهذا مما يزيدهم تمسكا برأيهم وتقديمه على النصوص الشرعية. سماحة الشيخ أرجو الإجابة على هذا السؤال حتى أسمعه أهل القرية، لعله يكون في ذلك ما ينفعهم ويقودهم إلى الحق.

ج: المشروع عند احتباس المطر صلاة الاستسقاء والدعاء والصدقة على الفقراء ونحو ذلك مما ورد، وليس من السنة ما ذكر من ذبح البقرة. . إلخ، بل ذلك من البدع.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 199

السؤال الأول من الفتوى رقم (16128)

س1: ما حقيقة‌

‌ صلاة الأنس،

وهي صلاة تصلى يوم دفن الميت بعد صلاة المغرب. فهل صلاها صلى الله عليه وسلم، وكيف؟

ج1: صلاة الأنس المذكورة هي من الصلوات المحدثة، فهي بدعة لا تجوز؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف بالنص، فلا يعبد الله إلا بما شرع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

ص: 200

‌بدع الجنائز

السؤال الأول من الفتوى رقم (10274)

س1: عندما يموت الميت عندهم يذبحون ذبيحتين أو أكثر، ويسمونها: عشاء الميت، والبعض يعزم الناس على هذه الوليمة ويقدمونها لهم بعد صلاة المغرب مباشرة، ويقولون: عشاء الميت ما يتأخر عن المغرب، والبعض يوزعها على الجماعة لحما. أفيدونا في ذلك.

ج1: صناعة أهل الميت الطعام من البدع، وكان السلف يعدون ذلك من النياحة، والسنة: أن يصنع طعام ويهدى لأهل الميت؛ لأنهم في حاجة إلى تخفيف المصيبة عنهم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 201

السؤال الثاني من الفتوى رقم (10298)

س2: هناك في تشاد عندما يمرض إنسان ويجتمع الآخرون، يذبح خروف أو عنز أو شيء فيه دم، ويقرؤون القرآن عليها

ص: 201

طالبين من رب العرش شفاء هذا الإنسان. هل يجوز أم لا يوجد وساطة بين المخلوق وخالقه؟

ج2: لا يجوز الاجتماع عند المريض والذبح وقراءة القرآن من أجل شفاء المريض، وليس هناك وسائط بين الخالق والمخلوق لجلب الشفاء للمريض، وإنما المشروع لعلاج المريض هو الرقية الشرعية، والتسبب في علاجه بالأدوية المباحة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 202

السؤال الرابع والخامس من الفتوى رقم (11057)

س4: عندما يموت رجل عندنا ويدفن في المقبرة يقال لابنه أو قريبه حال انصراف الناس من المقبرة: اجلس عند رأس الميت، ربما يقول لك (الميت) شيئا بعد ذهاب الناس. فهل هذا من البدع أم لا؟

ج4: ما يطلب من قريب الميت من الجلوس عند رأسه بعد الدفن بدعة لا تجوز.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 202

س5: ما حكم‌

‌ جلوس أحد أقرباء الميت عند قبره حال انصراف الناس

من دفنه لمدة لا تجاوز النصف ساعة.

ص: 202

ج5: جلوس أحد أقرباء الميت عند قبره بعد الدفن لمدة نصف ساعة - بدعة لا تجوز.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 203

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16303)

س2: عندنا طرق مختلفة لإيصال الأجر والجزاء للأموات، فمثلا بعض منا يقوم بدعوة الطلاب من إحدى المدارس الدينية لقراءة وختم القرآن الكريم في البيت، وبعد القراءة يقوم صاحب البيت بإطعام الطلبة. فهل يصل الأجر إلى الميت المدفون بهذا الشكل؟

والبعض الآخرون يتعاونون في بناء المدارس الدينية والمساجد ليصل الأجر إلى الميت المدفون، أو يقوم الورثة والأقرباء بالعمل الخير لإيصال الأجر إلى الراحل. فهل يجوز كل هذا وكيف؟

ج2: أولا: الأصل في العبادات أنها توقيفية، فلا يعمل عمل إلا بنص من الشارع، وقراءة القرآن من العبادات المحضة التي يكون أجر ثوابها لمن فعلها.

و‌

‌إهداء ثواب قراءة القرآن للميت

لا يصل إليه على

ص: 203

الصحيح من قولي العلماء، وقد صدر منا فتوى مفصلة هذا نصها:

هل يجوز قراءة الفاتحة أو شيء من القرآن للميت عند زيارة قبره، وهل ينفعه ذلك؟

ج: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يزور القبور ويدعو للأموات بأدعية علمها أصحابه، وتعلموها عنه من ذلك «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية

(1)

» ، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ سورة من القرآن أو آيات منه للأموات مع زيارته لقبورهم، ولو كان ذلك مشروعا لفعله وبينه لأصحابه؛ رغبة في الثواب ورحمة بالأمة وأداء لواجب البلاغ، فإنه كما وصفه تعالى بقوله:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}

(2)

، فلما لم يفعل ذلك مع وجود أسبابه دل على أنه غير مشروع، وقد عرف ذلك أصحابه رضي الله عنهم فاقتفوا أثره، واكتفوا بالعبرة والدعاء للأموات عند زيارتهم، ولم يثبت عنهم أنهم قرؤوا قرآنا للأموات،

(1)

صحيح مسلم الجنائز (975) ، سنن النسائي الجنائز (2040) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1547) ، مسند أحمد (5/360) .

(2)

سورة التوبة الآية 128

ص: 204

فكانت القراءة لهم بدعة محدثة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(1)

» .

ثانيا: يلحق المسلم بعد موته مما عمل بنية أن يكون ثوابه للميت ما ورد فيه دليل من الشرع؛ كالدعاء والاستغفار والصدقة والحج والعمرة وقضاء الدين للميت، وكذلك الصوم عنه إذا كان عليه صوم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

ص: 205

الفتوى رقم (16314)

س: يوجد عندنا بوادي تهامة قحطان وخولان عادات تسمى (الحرسية) ، وهي إذا قتل منهم القتيل ولم يعرفوا قاتله حرسوه أول ليلة من قتله قبل تكفينه ودفنه، ثم يحرسه رجال فيختفي ويكون بعيدا عن الناس، وفي أثناء الحراسة يجلس المقتول ويقول: أنا فلان ابن فلان وقاتلي فلان بن فلان وبذلك تنتهي المشكلة، ويقوم الصلح بين القبائل. فهل هذا الأمر صحيح أن المقتول يتكلم، أم هي من أعمال الشيطان والجن؟ نرجو الإفادة للتنبيه عن هذا الأمر؟

ج: ما ذكر في السؤال لا أصل له في الشرع المطهر، بل هو

ص: 205

من عمل الشيطان ولا يجوز للمسلمين العمل به، والقتل إنما يثبت بالبينة الشرعية كالإقرار، والشهود العدول، واللوث مع القسامة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 206

السؤال الأول من الفتوى رقم (16343)

س1: إننا في مدينة ورقلة إذا مات لنا ميت قام أهله فذبحوا له شاة في اليوم الثاني من تركته. فما حكم الشرع في هذه الذبيحة، وهل يصله شيء من الأجر عنها، وما هو الشيء الذي ينتفع به الميت من الأحياء؟

ج1: الذبيحة للميت بعد دفنه بدعة محرمة؛ لأنها لم يرد عليها دليل من كتاب الله وسنة رسوله، ثم أخذها من تركة الميت ظلم للورثة، وأكل للمال بغير حق، والميت لا يصل إليه من هذه الذبيحة نفع؛ لأنها غير مشروعة ومن مال غير حلال، والشيء الذي ينتفع به الميت هو الدعاء له، والصدقة عنه من كسب حلال، والحج والعمرة عنه، هذا ما وردت به الأدلة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 206

السؤال الأول من الفتوى رقم (17976)

س1: عندنا في الجزائر عندما يتوفى الزوج تلبس الزوجة لباسا أبيض ولا تستحم ولا تغير ثيابها إلى ليلة الأربعاء وفي الليل. هل هذا صحيح؟ وهل لا يصح لها الخروج إلا عند الضرورة القصوى، وإن أرادت تخرج مثلا لزيارة مريض أو عرس لكنها لا تبيت؟

ج1: المرأة المتوفى عنها زوجها تتجنب الزينة في بدنها وفي ثيابها زمن العدة أربعة أشهر وعشرة أيام، وتلبس الملابس العادية التي لم تعد لزينة دون التقيد بلون معين، وتتجنب الطيب والكحل ولا تلبس الحلي، وتلازم البقاء في البيت الذي توفي زوجها وهي ساكنة فيه، ولا مانع أن تستحم وتغير ملابسها إذا احتاجت إلى ذلك في أي وقت، ولا مانع من خروجها لحاجتها أو للمحكمة أو للمستشفى، ولا مانع من استعمالها الطيب عند طهرها من الحيض. أما الخروج لزيارة أقاربها أو غيرهم أو حضور عرس ونحوه، فلا يجوز لها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمتوفى عنها: «امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سنن النسائي الطلاق (3532) ، سنن أبي داود الطلاق (2300) ، سنن ابن ماجه الطلاق (2031) ، مسند أحمد (6/370) ، موطأ مالك الطلاق (1254) ، سنن الدارمي الطلاق (2287) .

ص: 207

الفتوى رقم (19236)

س: نرفق لسماحتكم ورقة تقدم بها أحد الإخوة من السودان يسأل عن حكم توزيعها وتعليقها في المجالس، وذكر أنها توزع ويدعي ناشروها أنها تحمي الإنسان من الجن وتقيه من الأمراض، ويزعمون أنها من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه. نأمل من سماحتكم الاطلاع عليها وإفادة المسلمين بما ترونه حيالها، كما نرجو إفادتنا بصورة من رأيكم. نفع الله بكم وشكر الله لكم. وقد جاء في هذه الورقة ما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين إلى من طرق الدار من العمار والزوار والصالحين إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن. . أما بعد: فإن لنا ولكم في الحق سعة، فإن تك عاشقا مولعا أو فاجرا مقتحما أو راعيا حقا مبطلا هذا كتاب الله ينطق علينا بالحق. . إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون، ورسلنا يكتبون ما كنتم تمكرون. . اتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا إلى عبدة الأصنام وإلى من يزعم مع الله إلها آخر. . لا إله إلا هو {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}

(1)

، تغلبون (حم) لا تنصرون {حم}

(2)

{عسق}

(3)

، تفرق أعداء الله وبلغت حجة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

(4)

.

(1)

سورة القصص الآية 88

(2)

سورة الشورى الآية 1

(3)

سورة الشورى الآية 2

(4)

سورة البقرة الآية 137

ص: 208

ج: هذا الكتاب المنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم كتاب مكذوب مبتدع، لا أصل له في الشرع من كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو من أكاذيب وخرافات المشعوذين والدجالين للاستحواذ على عقول العوام والسذج من الناس وإشغالهم عن أمور دينهم، وتعليق هذه النشرة في البيوت والمجالس وغيرها واعتقاد أنها تحمي الإنسان من الجن وتقيه من الأمراض- كل ذلك باطل وخرافة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 209

السؤال الخامس والتاسع من الفتوى رقم (18805)

س5: ما هو الحكم الشرعي في الأمور التالية:

1-

رجل طلب قراءة الفاتحة بنية الشفاء لطالب الشفاء عقب كل صلاة من الناس في المسجد؟

2-

قراءة سورة يس على الميت في المنزل ولمدة ثلاثة أيام؟

3-

رفع الصوت عند السير بالجنازة؟

4-

الاحتفال بالمولد النبوي والهجرة إلى المدينة في المساجد؟

5-

إقامة مولد في نهاية الأسبوع لمن مات؟

ج5: كل هذه الأمور المذكورة من البدع المحدثة، ويجب

ص: 209

تركها والنهي عنها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» ، وقوله: «كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة

(2)

» .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

(2)

صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، مسند أحمد (3/311) .

ص: 210

س 9: عندنا في اليمن عندما يريد بعض الناس أن يعرف حال الميت وقبره، فيأتون برجل أو امرأة يطلقون عليه اسم (المسفل) ، أو امرأة يطلقون عليها اسم (المسفلة) ، فيدخل هذا الشخص في غرفة مظلمة، ويشترط أن لا يسمع أي صوت أو حركة قريبة منه، ويقول الناس إنه ينزل إلى قبر الميت الذي يريدونه ليعرف لهم حالة ذلك الميت، فيخبرهم بحاله إن كان في حالة راحة أو سيئة. فما مدى هذه الأقوال؟ علما بأنهم يقولون أشياء سليمة، مثل: أن عنده دينا، أو أنه سرق شيئا أو ظلم أحدا.

ج 9: هذا عمل باطل، وهو من عمل الشيطان.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 210

السؤال الثاني من الفتوى رقم (20619)

س2: المؤذن قبل الأذان يقرأ هذه الآية

ص: 210

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}

(1)

، والأذان مثنى مثنى وزيادة حي على خير العمل، وكذلك الإقامة مثل الأذان الأول مثنى مثنى.

ج2: لا يقال شيء من الأذكار قبل الأذان لا من القرآن ولا من غيره؛ لأن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والواجب الاقتصار على ألفاظ الأذان الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أذان بلال الذي كان يؤذن به عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو خمس عشرة جملة، التكبير أربع مرات في أوله، وشهادة أن لا إله إلا الله مرتين، وشهادة أن محمدا رسول الله مرتين، وحي على الصلاة مرتين، وحي على الفلاح مرتين، ويقول بعدهما في أذان الصبح: الصلاة خير من النوم مرتين، والتكبير مرتين، ولا إله إلا الله مرة واحدة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة فصلت الآية 33

ص: 211

السؤال الثاني من الفتوى رقم (19689)

س2: بطاقة صغيرة فيها دعاء وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تم توزيعها في الحرم المكي من قبل شخص يضعها على بعض الأرفف دون توقف، أو يسلمها لرواد المسجد الحرام، وقد أخذت هذه النسخة بعد أن وضعها أمامي.

وقد جاء في هذه البطاقة: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم وبارك وتكرم على سيدنا ومولانا محمد: صلاة تشرح بها صدري، وتسهل بها أمري، وتيسر بها عسري، وتقضي بها وطري، وتغفر بها وزري، وترفع بها ذكري، وترفع بها ضري، وتجبر بها كسري، وتغني بها فقري، وتطيل بها عمري، وتنور بها قبري) .

ج2: هذه البطاقة التي ذكر فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالألفاظ المذكورة - مبتدعة، لا أصل لها من كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي الالتفات إليها ولا التعويل عليها، لما ورد عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(1)

» متفق عليه، وهذا لفظ البخاري. والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دعاء له، والدعاء عبادة، والعبادات مبناها على التوقيف، فلا تشرع إلا بدليل من الكتاب أو السنة، ومن ذلك ما ورد عن كعب بن عجرة رضي الله عنه: أن «النبي صلى الله عليه وسلم لما سألوه عن

(1)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

ص: 212

كيفية الصلاة عليه قال: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

(1)

» متفق عليه.

فينبغي للمسلم أن يقتصر على ذلك ففيه الخير الكثير، وأن يترك ما عداه مما لم يشرع الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، فذلك أسلم لدينه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري الدعوات (6357) ، صحيح مسلم الصلاة (406) ، سنن الترمذي الصلاة (483) ، سنن النسائي السهو (1289) ، سنن أبي داود الصلاة (976) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (904) ، مسند أحمد (4/244) ، سنن الدارمي الصلاة (1342) .

ص: 213

بدع الحج

الفتوى رقم (20551)

س: لوحظ على فئام من الناس بعد غسيل الكعبة المشرفة، أنهم يأخذون ما تبقى من ماء الغسيل بنية الشفاء والتبرك به، وكذلك أخذ سعف المكانس، وهناك بعض الناس يقتطعون من خيوط ثوب الكعبة بقصد التبرك. فما حكم ذلك؟

ج: هذه الأعمال المذكورة لا تجوز؛ لأنها لا دليل عليها، ولأنها من وسائل الشرك، وإنما المشروع في حق الكعبة المشرفة استقبالها في الصلاة والطواف بها واحترامها بدون غلو ولا ابتداع.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 214

السؤال الأول من الفتوى رقم (12712)

س1: الكلام حول ما يفعله بعض المسلمين في هذا الزمان عند ذهابهم إلى أداء فريضة الحج في مكة المكرمة، يذبح المعز وغيره واصطناع الطعام قبل انتقالهم من المنزل، وفرح من إسراف في النفقة عند رجوعهم خصوصية يوم ذهابهم إلى الجمعة الأولى

ص: 214

بعد عودتهم من الحج بطبل ورقص، مع اختلاط بين الرجال والنساء. هل هذا موافق بالشريعة الإسلامية. أفيدونا بالجواب مع الكتاب لتوزيعه بين المسلمين أيدكم الله بنصره لحماية الإسلام في كل مكان؟

ج1: ما ذكر في السؤال أعلاه من الاحتفال عند السفر وبعد السفر وعند القدوم على وجه يكون فيه طبول أو مزامير أو أغاني أو اختلاط بين الرجال والنساء، كله محرم، لما فيه من المفاسد الكثيرة والمنكرات المتنوعة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 215

الفتوى رقم (20509)

س: توجد لدينا في القرية بعض العادات المتعلقة بالحاج الذي يحج لأول مرة، ويسمونه:(سرور) ، ويقوم أهله ببعض العادات، منها ما يكون قبل قدومه ومنها ما يكون بعده.

فأما التي قبل قدومه:

1-

اجتماع النساء من قريباته وجاراته لكي يسمرن في بيته وينشدن فيه بصوت عال قد يسمعه الرجال، وأحيانا يحصل

ص: 215

الاختلاط، وهذا الاجتماع ليلة العيد وليلتين بعدها، وتسمى هذه العادة بـ (المدريهة) أو (الدرهة) .

2-

تجهيز سرير جديد بأثاثه خاص به لا يجلس عليه أحد غيره.

وأما التي بعد قدومه:

1-

الرمي بالرصاص إعلانا للفرح بوصوله.

2-

يضعون على بيوتهم علما أخضر للدلالة على أنه رجع سالما.

فما رأي سماحتكم في ذلك؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.

ج: هذه الأعمال التي تعمل قبل قدوم الحاج وبعد قدومه كلها منكرات ومحرمات لا يجوز فعلها ولا إقرارها، وهي من أفعال الجاهلية، فالواجب منعها وترك القيام بها؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 216

‌بدع الدعاء

السؤال الأول من الفتوى رقم (14464)

س1: هل صحيح أم لا أن يشترط عدد الركعات في دعاء التهجد من شروط الرغبات الخيرية نحو: (اهدنا الصراط المستقيم (1111) بعد ثماني ركعات تكرر هذه الآية حتى كمال الأسبوع يجاب إن شاء الله، أو تأتي بعشر ركعات في غسق الدجى (الليل)، وبعد نهاية الركعات تكرر هذه الآية:(إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)(2000) مرة ونسأل الله تبارك وتعالى فيما نرغب وما رغبت عنه إن شاء الله يجاب) ؟

ج1: من أعظم أسباب إجابة الدعاء: تقوى الله عز وجل، قال تعالى:{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}

(1)

، ومن ذلك: المطعم والمشرب والملبس الحلال من الكسب الطيب، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد رضي الله عنه:«أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة» ، ومن ذلك الدعاء ورفع اليدين طالبا للإجابة وتحري

(1)

سورة المائدة الآية 27

ص: 217

الأوقات والأمكنة والأحوال التي تكون أقرب لإجابة الدعاء. وأما تكرار الآيات التي ذكرت في السؤال بتلك الأعداد المذكورة فليس من دواعي الإجابة بل ذلك من البدع.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 218

السؤال الأول من الفتوى رقم (14468)

س1: أحد أيام الدراسة، وبينما المعلم يشرح قال المعلم: لا إله إلا الله. فقال أحد الطلبة: حق. فقال المعلم:‌

‌ إن ذلك بدعة.

فهل ذلك صحيح؟ جزاكم الله خيرا.

ج1: ليس ذكر المعلم لله جل وعلا بدعة، ولا إخبار الطالب بأن كلمة التوحيد حق بدعة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 218

السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم (15391)

س1: نحن في المسجد وبعد صلاة العصر تعودنا أن نجلس

ص: 218

مع شيخ يتلو القرآن، وبعد الانتهاء من التلاوة هنالك دعاء. فما حكم هذا الدعاء؟

ج1: التزام الدعاء بعد الانتهاء من قراءة القرآن يعتبر بدعة؛ لأنه لا دليل عليه. أما إذا دعا في بعض الأحيان من غير مداومة على ذلك- فلا مانع.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 219

س2: ما حكم‌

‌ الدعاء بعد الصلاة مع الإمام؟

ج2: الدعاء بعد الصلاة مع الإمام بصوت جماعي، أو الإمام يدعو والمأمومون يؤمنون على دعائه ذلك- بدعة لا يجوز. أما دعاء كل شخص لنفسه منفردا وبلا رفع صوت فلا بأس به.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 219

الفتوى رقم (15661)

س: أكتب لكم هذه الرسالة لأستشيركم وآخذ بعلمكم في هذا الدعاء المرفق مع هذه الرسالة، ولقد علمت بهذا الدعاء منذ عشر سنوات، وكنت أقرأه على كثير من الناس، فسألوني من قال هذا الدعاء، ومن سنده، ومن نقله، ومن صححه؟ ولقد سألت أهل العلم بهذا الدعاء فلم أجد من يعلم به أو يسنده،

ص: 219

وبعد سفري من الشام إلى أميركا عرفت صديقا من أهل الخير أوصاني بهذا الدعاء، وأعطاني حوالي مائة نسخة كي أوزعها على المسلمين هناك، فلم أفعل لخوفي من صحته ومن إسناده، ولا أجد من يأخذ به، لذلك أرسل لكم نسخة من الدعاء راجيا من المولى أن يرسل لي الجواب والإسناد والتصحيح، ومن حدث به ومن أخذ به. راجيا من الله العلي القدير أن يوفقنا لما يحب ويرضى. ونصه: (روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان جالسا في المجلس، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، ربك يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك: إني أريد أن أهدي إليك هدية لم أهدها إلى أحد غيرك، لا من قبلك ولا من بعدك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذه الهدية يا أخي جبريل؟ فقال: دعاء مبارك من قرأه مرة واحدة في عمره، أو كتبه أو علقه عليه أو حمله معه، كان له أجر من سبح الله تعالى تسعمائة سنة، وغفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، ويخرج من ذنوبه كما ولدته أمه، ومن أراد أن يراك في منامه فليقرأه وينام، فإنه يراك، ومن كان مريضا وقرئ عليه فإنه يشفى بإذن الله تعالى، ومن كان خائفا من أحد كفاه الله من شره، ومن كان فقيرا أغناه الله من سعة فضله، ومن كان مسافرا أمن من سفره، ومن كتبه بمسك وزعفران في إناء

ص: 220

نظيف وكان به ألم شديد وشربه شفاه الله من ذلك المرض، إن كتبه في ورقة وجعله في كفن الميت يهون عليه رد الجواب لله في القبر، ويأمن من عذاب القبر، ويبعثه الله يوم القيامة ومعه ألف ملك يحملونه على الصراط، ومن سرق له شيء أو فقد له مملوك فليتوضأ ويصلي ركعتين ويقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص وفي الثانية كذلك، فإذا فرغ من صلاته يقرأ هذا الدعاء، فإن الله تعالى يرد عليه ضالته، وإن لم يكن يقرأ فيجعله بين يديه، ويقول: اللهم بحق هذا الدعاء رد ضالتي واقض حاجتي ويذكرها، ومن قرأه في عمره مرة واحدة تسمعه الملائكة ويسألون له من الله المغفرة، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ هذا الدعاء ولم يحترمه ولم يؤمن به كنت أنا بريء منه، ومن بخل به على المسلمين فإن الله يعذبه يوم القيامة عذابا أليما. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد حاجة أو قصد حربا قرأ هذا الدعاء، ومن شك في هذا الدعاء يخشى عليه، وقال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصينا بحفظ هذا الدعاء إذا قرأته أرى النبي في منامي. وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: من بركة هذا الدعاء ظهر الإسلام. وقال عثمان رضي الله عنه: من بركة هذا الدعاء حفظت القرآن. وقال علي بن أبي طالب رضي

ص: 221

الله تعالى عنه: من حفظ هذا الدعاء يأتي يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر، ويدخل الجنة بلا حساب. وقال الحسن البصري رضي الله تعالى عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم كان له فضل وثواب لا يحصيه إلا الله تعالى، من قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة أرسل الله تعالى له مائة ألف ملك عند نزوله القبر، بيد كل ملك منهم طبق من نور، وعليه من كل ما يريد، ويقولون: يا عبد الله لا تخف نحن نؤنسك إلى يوم القيامة، ويصير قبرك روضة من رياض الجنة، ويقول الله تعالى: أنا أستحي أن أعذب من قرأ هذا الدعاء وحمله أو دفن معه في قبره. قال جبريل عليه السلام: هذا الدعاء مكتوب على أركان العرش قبل ما خلق الله الدنيا بخمسمائة عام، ومن قرأه باعتقاده سواء في أول الشهر أو في وسطه أو في آخره يخلق الله تعالى سبعين ألف ملك تحت العرش، ولكل ملك ألف لسان، ولكل لسان لغة يسبح الله تعالى ويستغفرون لمن يقرأ هذا الدعاء، ومن قرأه على كفن الميت أرسل الله تعالى له سبعين ألف ملك وفي أيديهم أقداح من نور ملآنة من الشراب أربعة ألوان من شراب الجنة، وعلى كل قدح منديل من النور مختوم مكتوب عليه هدية من الله تعالى إلى فلان بن فلان قارئ هذا الدعاء. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أخي جبريل أيكون لأمتي هذا الثواب كله؟ قال

ص: 222

جبريل عليه السلام: بل أكثر من ذلك. وقال جبريل: يا محمد من قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة كان له مثل ثواب الأولياء والأصفياء والزهاد والعباد والصابرين والشاكرين والمستغفرين.

وهو هذا الدعاء المبارك.

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله نور، بسم الله نور على نور، والحمد لله الذي يدبر الأمور، والحمد لله الذي خلق النور، وكلم موسى على جبل الطور، والحمد لله الذي بالمعروف مذكور، وبالعزة والجلالة مشهور، وعلى السراء والضراء مشكور، والحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، كهيعص حم عسق إياك نعبد وإياك نستعين، يا حي يا قيوم بك أستعين، الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز، يا كافي، الغني عن كل شيء بقدرتك على كل شيء اغفر لي كل شيء، ولا تسألني عن شيء، واصرف عني كل شيء إنك قادر على كل شيء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم برحمتك يا أرحم الراحمين) .

ج: هذا الدعاء المذكور في السؤال دعاء مبتدع، وما ذكر من

ص: 223

الحث على ترويجه وما ذكر مما يترتب على الدعاء به وعلى ترويجه من الوعود كله كذب. والواجب إنكاره وعدم ترويجه. والله أعلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 224

الفتوى رقم (16110)

س: نرجو من سماحتكم الاطلاع على الورقة المرفقة مع هذا الخطاب، وبيان مدى صحة هذه الأدعية هل هي واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن هذه الأخت المدرسة التي كتبت هذه الورقة تريد أن تشارك مع زميلاتها بشيء من العمل تبتغي من ورائه الأجر والمثوبة من الله (يسر الإدارة أن تهدي هذا الدعاء لمنسوباتها، ويقال في كل ليلة من الشهر الكريم بعد صلاة الفجر. مع أجمل تمنياتنا لكن بالتوفيق والنجاح.

قراءة سورة الفاتحة مرة واحدة.

قراءة سورة الناس مرة واحدة.

قراءة سورة الفلق مرة واحدة.

قراءة سورة الصمد 100 مرة.

قراءة آية الكرسي مرة واحدة.

ص: 224

ثم قراءة هذا الدعاء:

اللهم يا ذا المن ولا يمن عليك، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، إلهي بالتجلي الأعظم في هذه الليلة من شهر رمضان المكرم، وبحق ما تلوته من القرآن العظيم، أن تصرف عنا البلاء والوباء والمحن والأمراض ما ظهر منها وما خفي بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير.

اللهم إني أسألك بفضلك وبفضل سر نبيك محمد، وبالسر الذي بينك وبينه، أن تجعل بيننا وبين كل ظالم وفاجر وعنيد وحسود حجابا.

اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يتقيك ولا يرحمنا.

اللهم اصرف عنا البلاء والوباء والمحن ما ظهر منها وما خفي بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير، ويسر لنا كل أمر عسير، وانصرنا على القوم الظالمين، بفضل سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وبسر أسرار الفاتحة إلى روح النبي الكريم، وإلى روح أزواجه الطاهرين، وإلى أرواح أهل بيته وأصحابه أجمعين. الفاتحة: بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله رب العالمين. . . حتى نهاية السورة) نرجو من سماحتكم بيان صحة هذه الأدعية والرد على

ص: 225

الفاكس رقم (. . . .) . لكي تتمكن زميلاتها من إقناعها بالفتوى من سماحتكم، ولكي لا تنتشر هذه الورقة بين الناس. نسأل الله لسماحتكم طول العمر وحسن العمل وحسن الختام.

ج: الواجب على المسلم أن تكون أعماله جميعها موافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والأدعية المذكورة يشتمل كثير منها على أمور مبتدعة، كتكرار سورة:(قل هو الله أحد) مائة مرة، والسؤال بفضل سر النبي والسؤال بالسر الذي بين الله وبين نبيه، وغير ذلك من الأمور المبتدعة، وعلى ذلك لا يجوز الدعاء بتلك الأدعية المذكورة في النشرة على الصفة المذكورة. وفيما ثبت عن النبي من الأدعية غنية عن غيرها، وتخصيص كل ليلة من رمضان بدعاء معين ليس من السنة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 226

السؤال الخامس من الفتوى رقم (16127)

س5: هل يجوز للإمام بعد أي صلاة أن يدعو الله لهم وهم يجيبون آمين، ونفس الإمام جالس في المحراب؟

ج5:‌

‌ دعاء الإمام بعد الصلاة وتأمين المأمومين

على دعائه بدعة، ولكن كل واحد يدعو منفردا بدون رفع صوت وبدون رفع

ص: 226

يدين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 227

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16405)

س2: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

(1)

» . فهل يعد عمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جمع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد في المسجد بدعة حسنة، وهل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة؟

ج2: عمل عمر في جمع الناس على إمام واحد هو امتداد لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في شهر رمضان، حيث صلى وصلى بصلاته بعض أصحابه، ثم كثروا في الليلة الثانية والثالثة، ثم لم يخرج صلى الله عليه وسلم في الليلة الرابعة مخافة أن يفرض على الأمة، فلما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وأمن أن تفرض على الأمة، رأى عمر رضي الله عنه أن يجمع الناس على إمام واحد، ويحيي تلك السنة، وقوله رضي الله عنه في ذلك: نعمت البدعة، بمعنى: إعادة صلاة التراويح التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم لا أنها بدعة محدثة. وقد قال العلماء: إن المراد

(1)

صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن ابن ماجه المقدمة (45) ، مسند أحمد (3/311) ، سنن الدارمي المقدمة (206) .

ص: 227

بهذه الكلمة: البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 228

الفتوى رقم (17339)

س: وجدت ورقة مصورة مكتوب فيها أن السيدة رابعة العدوية كانت تدعو بهذا الدعاء: (اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك طمعا في جنتك فاحرمني منها، وإن كنت تعلم أني أعبدك خوفا من نارك فاحرقني فيها) . فهل هذا الكلام جائز شرعا، وما حكم من قال هذا الدعاء أو ردده؟

ج: هذا الدعاء لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته رضي الله عنهم، وإنما اشتهر عن غلاة المتصوفة، وهو من الاعتداء في الدعاء لمخالفته مقتضى النصوص، ومنها قوله تعالى:{أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}

(1)

، وقال سبحانه عن الأنبياء والصالحين:

(1)

سورة الزمر الآية 9

ص: 228

{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}

(1)

. وقد خلق الله الجنة ووعد بها المتقين، وخلق النار وتوعد بها الكافرين، وأخبر عن نعيم الجنة وعذاب النار في الآخرة، ترغيبا وترهيبا لعباده. وعليه فيجب ترك الدعاء باللفظ المذكور.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأنبياء الآية 90

ص: 229

الفتوى رقم (16964)

س: يعيش كثير من الناس في الخرافات والبدع ودياجير الجهالة، ومنهم من يجيئون للحج ويدعون الدعاء الآتي بعد الطواف وبعد زيارة المدينة المنورة. يقول بعض العلماء: هذا الدعاء من الشرك والكفر والله أعلم. نرجو منكم إجابة صحيحة. بارك الله لكم في الدارين.

ونص الدعاء هو: (توفني مسلما وألحقني بالصالحين برحمتك

ص: 229

يا أرحم الراحمين، نحن وفدك يا رسول الله وزوارك، جئنا لقضاء حقك والتبرك بزيارتك والاستشفاع مما أثقل ظهورنا وأظلم قلوبنا، فليس لنا شافع غيرك نأمله، ولا رجاء لنا غير بابك نصله فاستغفر لنا واشفع لنا إلى ربك، واسأله أن يمن علينا بسائر طلباتنا ويحشرنا في زمرة عباده الصالحين والعلماء والعاملين، اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك سيدنا محمد نبي الرحمة يا رسول الله، أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضيها، اللهم فشفعه في، وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين) .

ج: هذا الدعاء يدل على جهل كبير، والداعي به على خطر عظيم؛ لما فيه من ألفاظ شركية وبدعية، فيجب هجرك هذا الدعاء وأمثاله من الأدعية المخترعة المحتوية على ألفاظ شركية وأخرى بدعية، ولا يجوز الدعاء بها بعد الطواف ولا بعد الزيارة ولا في غيرهما، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته كيفية الدعاء وآدابه، وسد منافذ الشرك والبدع، وفي ذلك غنية لمن وفقه الله وحرص على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بالشرع المطهر. والرسول إنما تطلب منه الشفاعة والدعاء في حال حياته صلى الله عليه وسلم في الدنيا، وهكذا يوم القيامة حين يطلب منه المؤمنون أن يشفع لهم، أما بعد الموت وقبل البعث فلا يجوز، بل هو من الشرك. والله أعلم.

ص: 230

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 231

الفتوى رقم (18744)

س: عندنا في مصر يقوم بعض الشباب الملتزم الذين نحسبهم على خير، يقومون بقراءة ورد يسمى بـ (ورد الرابطة)، وصفته على النحو التالي: يقرأ الأخ آية: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ}

(1)

الآية، ثم يسكت برهة يستحضر فيها صورة من يحب من إخوانه من طلبة العلم والدعاة والعلماء، ثم يقول:(اللهم إن كنت تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على دعوتك، فوثق اللهم رابطتها، وأدم ودها، واهدها سبلها، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك، وأحيها بمعرفتك، وأمتها على الشهادة في سبيلك، إنك نعم المولى ونعم النصير) . يقولون هذا الورد- حفظكم الله- عقب أذكار الصباح والمساء، ويعتبرون أن هذا من حق الأخوة في الله، وإذا قلنا: إن هذا ذكر لم يرد به نص، وأن المداومة عليه خصوصا مع أذكار منصوص عليها يدخلها في نطاق البدعة. قالوا: هذا ذكر طيب وليس فيه إثم ولا قطيعة رحم، وهو من باب دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب. فنرجو

(1)

سورة آل عمران الآية 26

ص: 231

الإفادة عن حكم المواظبة على مثل هذا الورد جزاكم الله خيرا.

ج: هذا الورد مبتدع لا أصل له فيجب تركه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» ، واستحضار صور الأشخاص الغائبين لا يجوز؛ لأنه عمل شيطاني، فالشيطان يتمثل لهم بصورة من يريدون حضور صورته من أجل أن يفتنهم عن دينهم، فيجب ترك هذا العمل والنهي عنه. والله أعلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 232

السؤال الحادي عشر من الفتوى رقم (18762)

س11: عندنا مصحف في إدارة تعليم البنات بشقراء في آخره مثل الختمة وفيها دعاء (اللهم بلغ ثواب ما قرأناه هدية إلى روح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإلى أرواح أناس آخرين) ، وهو حسب ما ذكر في الصفحة رقم (524) المرفقة مع هذه السؤالات، وبعض الجماعة عندنا في الإدارة يقولون: ما يجوز إهداء دعاء إلى أرواح الميتين. نرجو الإفادة هل نستعملها أو نتركها، ونقرأ الذي فيه دعاء للقارئ من غير أرواح الميتين؟

ج11: لا يجوز الدعاء بهذه الألفاظ المذكورة، لا في ختم

ص: 232

القرآن ولا في غيره؛ لعدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو دعاء مبتدع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 233

الفتوى رقم (18785)

س: في أدناه ورقة مكتوب بها (دعاء) ، ويقوم البعض بنشرها، فآمل النظر فيما تضمنته، والإفادة عن صحتها من عدم صحتها والله يحفظكم.

بسم الله بابنا، تبارك حيطاننا، يس سقفنا، كهيعص كفايتنا، حم عسق حمايتنا، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، ستر العرش مسبول علينا، وعين الله ناظرة إلينا، بحول الله لا يقدر علينا، والله من ورائهم محيط، بل هو قرآن مجيد، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله أحد، ليس كمثله أحد، لا تسلط علينا أحد، ولا تحوجنا لأحد، وأغننا بالله عن كل أحد، بفضل بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله أحد، اللهم اكفني ما أهمني من أمور الدنيا والدين.

ص: 233

سبحان الأبدي الأبد، سبحان الواحد الأحد، سبحان الفرد الصمد، سبحان الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولد، سبحان الذي رفع السماء بلا عمد، سبحان الذي بسط الأرض على ماء فجمد، سبحان الذي خلق الخلق فأحصاهم عددا، سبحان الذي قسم الأرزاق ولم ينس أحدا، سبحان الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، لا تحوجنا لأحد، ولا تسلط علينا أحد، بفضل بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد.

ج: الدعاء المذكور غير مشروع بهذه الصيغة، ولا أصل له ولا ينبغي الدعاء به، إذ لا دليل عليه من كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كما أنه يشتمل على بعض المحذورات المخالفة للعقيدة، كقوله: بسم الله بابنا، تبارك حيطاننا، يس سقفنا، كهيعص كفايتنا، حم عسق حمايتنا. . . ستر العرش مسبول علينا.

وينبغي الدعاء بأدعية مشروعة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما ذكره علماء السلف في كتبهم، مثل كتاب (الأذكار) للنووي رحمه الله، و (الوابل الصيب) لابن القيم رحمه الله، وكتاب (تحفة الأخيار) لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 234

السؤال الأول من الفتوى رقم (15856)

س1: أرجو الإفادة عن قول كثير من الناس: يا وجه الله، يا فزعة الله، يا جاه الله خط الله ومحمد رسول الله. وكذلك إذا جاؤوا إلى المريض ووجدوه مرتفع السخونة وضعوا أيديهم على رأسه وقالوا: يا رسول الله.

ج1: لا يجوز‌

‌ دعاء صفة من صفات الله عز وجل

مثل: يا وجه الله، وإنما يدعى الله سبحانه وتعالى ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته، بأن يقال: يا رحمن ارحمني يا غفور اغفر لي. وأما قول القائل: يا وجه الله يا فزعة الله، ونحو ذلك فلا يجوز؛ لأن الصفات لا تدعى، وإنما يدعى الموصوف وهو الله سبحانه وتعالى. وأما من زار المريض ووضع يده على رأسه وقال: يا رسول الله فهذا القول لا يجوز، بل هو من الشرك الأكبر؛ لأنه دعاء لغير الله.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 235

السؤال الثالث من الفتوى رقم (16483)

س3: هل يجوز لنا أن ندعو الله بأسماء لم ترد في القرآن كما دعاء الإنجليز بـ (GOD) . معتبرين أنه ترجمة اسم الله؟

ص: 235

ج3: قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}

(1)

، فالله يدعى بأسمائه وصفاته الثابتة في الكتاب والسنة، ولا يدعى بغيرها مما لم يرد في الكتاب والسنة، وإذا أمكن النطق بها باللفظ العربي فهو واجب؛ لأنها لغة القرآن والسنة، وإن لم يمكن جاز باللغة التي يستطيعها؛ لقوله تعالى:{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}

(2)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأعراف الآية 180

(2)

سورة البقرة الآية 286

ص: 236

الفتوى رقم (12244)

س: بعض المصلين بعد الصلاة وفي أي وقت يكبرون بصوت جماعي، يقولون الله أكبر كلمة واحدة. هل هذا وارد أم لا؟

ج: التكبير الجماعي بصوت واحد من المجموعة بعد الصلاة أو في غير وقت الصلاة - غير مشروع، بل هو من البدع المحدثة في الدين، وإنما المشروع الإكثار من ذكر الله جل وعلا بغير صوت

ص: 236

جماعي بالتهليل والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن، وكثرة الاستغفار، امتثالا لقوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}

(1)

{وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}

(2)

، وقوله تعالى:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}

(3)

، وعملا بما رغب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: لأن أقول: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس

(4)

» رواه مسلم، وقوله: «من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر

(5)

» رواه مسلم والترمذي واللفظ له، واتباعا لسلف هذه الأمة، حيث لم ينقل عنهم التكبير الجماعي، وإنما يفعل ذلك أهل البدع والأهواء، على أن الذكر عبادة من العبادات، والأصل فيها التوقيف على ما أمر به الشارع، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

سورة الأحزاب الآية 41

(2)

سورة الأحزاب الآية 42

(3)

سورة البقرة الآية 152

(4)

مسلم 4\ 2072 برقم (2695) ، والترمذي 5\ 578 برقم (3597) ، وابن أبي شيبة 10\ 288، والبغوي 5\ 60 برقم (1277) .

(5)

أحمد 2\ 302، 375، 515، والبخاري 7\ 168، ومسلم 4\ 2071 برقم (2691) ، والترمذي 5\ 512 برقم (3466) ، والنسائي في (عمل اليوم والليلة)(ص \ 479) برقم (826) ، وابن ماجه 2\ 1253 برقم (3812) ، وابن أبي شيبة 10\ 290، وابن حبان 3\ 111، 141 برقم (829، 859) .

ص: 237

من الابتداع في الدين، فقال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

ص: 238

السؤال الأول والثالث من الفتوى رقم (16098)

س1: ما حكم الدين في‌

‌ الذكر الجماعي داخل المسجد

واقفين بصوت مرتفع، مع التمايل بالذكر وإطفاء الأنوار، وهل يجوز الذكر بالاسم المفرد مثل: الله حي. قيوم. قهار. وهل هناك أحاديث واردة؟

ج1: الذكر الجماعي بصوت واحد من مجموعة بدعة، سواء كان في المسجد أو غيره، مع وجود الأنوار أو إطفائها - كله بدعة؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بهذه الصفة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» ، وكذلك الذكر بالاسم المفرد بدعة ولا يعد ذكرا؛ لأنه ليس في جملة مفيدة.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 238

س3: هل هذه الصلوات واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

أ- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله، عدد كمال الله، وكما يليق بكماله.

ص: 238

ب- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله، الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، والناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراطك المستقيم، صلى الله عليه وآله حق قدره ومقداره العظيم.

ج- اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، الرؤوف الرحيم، والخلق العظيم، وعلى آله وصحبه وسلم.

د- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، النور الذاتي، والسر الساري في سائر الأسماء والصفات.

هـ- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد بطل الأبطال؟

ج3: الصلوات المذكورة في السؤال مبتدعة، لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه قد أمرنا بالصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، أمرا مطلقا في قوله سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

(1)

، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم صفة الصلاة والسلام عليه في الأحاديث الصحيحة، فالسنة: العمل بها، والحذر من البدع التي أحدثها الناس في ذلك، وننصح بمراجعة كتاب:

(1)

سورة الأحزاب الآية 56

ص: 239

(جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام) للعلامة ابن القيم رحمه الله؛ لكونه قد بسط الكلام في ذلك.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 240

السؤال الأول من الفتوى رقم (16816)

س1: في منطقة الجنوب نقوم بالتكبير في يوم العيد في المسجد على النحو التالي: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، وأعز جنده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد. ينطق ذلك نصف من في المسجد، ثم يليهم النصف الآخر وهكذا حتى تقام الصلاة، إلا أن الإمام ذكر أن التكبير الجماعي لا يجوز وأنه بدعة. فما حكم هذا التكبير؟

ج1: التكبير مشروع في ليلة عيد الفطر ويوم العيد قبل الصلاة وبعدها إلى نهاية الخطبة، وفي عشر ذي الحجة وأيام التشريق، وذلك بأن يكبر المسلم لنفسه منفردا. أما التكبير الجماعي

ص: 240

فهو بدعة؛ لأنه غير وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 241

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16396)

س2: في رمضان أثناء الصيام بعد صلاة الظهر والعصر والفجر، أو أي فرض في رمضان، خاصة بعد الإفاضة مباشرة، نقول الدعاء التالي: أشهد أن لا إله إلا الله أستغفر الله نسألك الجنة ونعوذ بك من النار. ثلاث مرات. ونقول: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم. ثلاث مرات. ثم سبحان الله ولك الحمد. ولكن جاء علماء العصر الأخير وقالوا: أي دعاء يكون بالجمع لا يمكن أو جهر لا يمكن، إنما يكون كل دعاء يدعيه الشخص لنفسه ويكون الدعاء سرا.

ج2:‌

‌ الدعاء الجماعي بعد الصلاة

بدعة لا أصل له في الشرع، والمشروع الذكر، والدعاء بالوارد بعد السلام من كل مصل بمفرده. والله أعلم.

ص: 241

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 242

السؤال الأول من الفتوى رقم (19772)

س1: نحن جماعة في السودان نجلس في حلقة في المسجد لتلاوة القرآن الكريم يوميا بعد صلاة الفجر، وفي نهاية التلاوة يدعو رجل مخصص ويرفع يديه، ونحن نرفع أيدينا معه ونؤمن على ذلك. هل يجوز هذا العمل أم لا يجوز؟

ج1: هذا الدعاء الجماعي بعد انتهاء الحلقة المذكورة من قراءة القرآن - بدعة يجب تركها، ولا مانع أن كل إنسان يدعو لنفسه منفردا بعد فراغه من قراءة القرآن الكريم، أو في غير ذلك من الأحوال؛ لأن الدعاء عبادة، وهو مطلوب كل وقت، لا سيما بعد الفراغ من العبادة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 242

المولد

السؤال الثاني من الفتوى رقم (17858)

س2: إنني أعلم ما يؤكد عدم جواز‌

‌ الاحتفال بمولد النبي

صلى الله عليه وسلم، ولكنني دهشت عندما قرأت في كتاب بعنوان:(الإسلام والشعائر الدينية) لمحمد مختار تيام، وبالتحديد على صفحة 45 من الفصل الرابع، أن الإمام الشافعي كان يحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. .

ج2: كما علمت (وفقك الله) أن الاحتفال بما يسمى المولد النبوي بدعة محرمة، ولم يفعلها أحد من السلف ولا الأئمة الأربعة، ومن نسب ذلك إلى الشافعي فقد كذب؛ لأن هذه البدعة لم تحدث إلا في المائة الرابعة من الهجرة النبوية في عهد الدولة الفاطمية، والإمام الشافعي رحمه الله توفي عام 204 هـ.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 243

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16099)

س2: تحتفل بعض المؤسسات الإسلامية بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم.

ص: 243

هل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا أو أمر به بعد مماته صلى الله عليه وسلم؟

ج2: الاحتفال بمناسبة المولد النبوي بدعة محرمة؛ لأن ذلك لا دليل عليه من كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعمله أحد من خلفائه الراشدين والقرون المفضلة، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة

(2)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

(2)

سنن الترمذي العلم (2676) ، سنن أبي داود السنة (4607) ، سنن ابن ماجه المقدمة (42) ، مسند أحمد (4/126) ، سنن الدارمي المقدمة (95) .

ص: 244

‌الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم

-

الفتوى رقم (20591)

س: بعض المسلمين في بلدي موزمبيق رغبوا تخصيص بعد صلاة العشاء يوم الخميس من كل أسبوع للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بصورة جماعية. فهل يشرع مثل هذا العمل؟

ج: الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة ومرغب فيها وفيها أجر عظيم، ولكن لا بد أن تكون على الصفة المشروعة، وتحديد وقت معين لها أو صفة معينة بدون دليل يعتبر بدعة محرمة، فما ذكر في السؤال من تحديد وقت لها بعد صلاة العشاء، أو أدائها بصفة جماعية كل ذلك بدعة محرمة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

(1)

» وقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(2)

» أخرجه مسلم في (صحيحه) عن عائشة رضي الله عنها، وفي لفظ آخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(3)

» متفق على صحته.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن أبي داود الخراج والإمارة والفيء (2956) ، سنن ابن ماجه الأحكام (2416) ، مسند أحمد (3/311) ، سنن الدارمي المقدمة (206) .

(2)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

(3)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

ص: 245

الفتوى رقم (18262)

س: أهداني أحدهم كتابا تحت اسم (مجموع لطيف) يشتمل على حزب يوم الجمعة وسورة الإخلاص وسورة الفلق والناس والكهف ويس وتبارك. لعلمكم يا شيخنا أنه قد بالغ بالصلاة على الرسول وأنه قد ذكر أنه توجد صلاة على الرسول من قالها كانت له أجر حجة كاملة، وهي اللهم صل على محمد عدد خفقات الطير وطيران الجن والشياطين، من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة، اللهم صل على محمد في الليل إذا يغشى، وصل على محمد في النهار إذا تجلى. فهل يجوز العمل بهذا الكتاب، وهل ورد عن الرسول ذلك؟

ج:‌

‌ صفة الصلاة على النبي

صلى الله عليه وسلم قد جاء بيانها في الحديث الصحيح: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

(1)

» ، وإن اقتصر على:(اللهم صل وسلم على محمد) كفى، كما في قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

(2)

(1)

صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3370) ، صحيح مسلم الصلاة (406) ، سنن الترمذي الصلاة (483) ، سنن النسائي السهو (1287) ، سنن أبي داود الصلاة (976) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (904) ، مسند أحمد (4/244) ، سنن الدارمي الصلاة (1342) .

(2)

سورة الأحزاب الآية 56

ص: 246

وأما الكتاب المذكور فلا نرى الاعتماد عليه؛ لأنه غير معروف، ولأن كيفية الصلاة التي ذكرها غير مشروعة ولا مأثورة عن السلف الصالح، وفيما شرعه الله الكفاية.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 247

السؤال الثالث من الفتوى رقم (18068)

س3: هل توجد‌

‌ صلاة خاصة لرؤية الرسول

صلى الله عليه وسلم في المنام، وما كيفيتها؟

ج3: ليس في الإسلام شيء من هذا، والواجب على المسلم الحرص على تلقي دينه عن أهل العلم الموثوقين من أهل السنة والجماعة، والحذر من علماء السوء أصحاب البدع والمنكرات.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 247

السؤال الثاني من الفتوى رقم (20280)

س2: يقال من يرغب في رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام يصلي (4) ركعات يقرأ في كل ركعة (100 مرة سورة الإخلاص) هل هذا صحيح؟

ج2: هذا القول ليس بصحيح، بل هو باطل لا أساس له من الصحة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 248

السؤال الأول من الفتوى رقم (17371)

س1: اجتماع المسلمين بعد كل صلاة على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يقول واحد منهم: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم، ويقول الباقون: صلى الله عليه وسلم، فيعود ذلك الشيخ أيضا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، ويعود الباقون لقولهم: صلوات الله على رسوله، ثم ينطقون جميعا بقولهم جميعا: اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى آل محمد وسلم تسليما، الحمد لله رب العالمين، ثم يدعو ذلك الشيخ للجماعة بما شاء من الأدعية، فإذا قلت لهم: إنه بدعة. زعموا

ص: 248

أنك لا تحب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يصلون معنا في مساجدنا. فنطلب منكم بيان الحكم في إنكاره أو جوازه.

ج1: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة ومرغب فيها؛ لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

(1)

، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا

(2)

» .

وأما الصلاة الجماعية فلم يفعلها السلف من هذه الأمة، فدل على أنها من المحدثات، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(3)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأحزاب الآية 56

(2)

صحيح مسلم الصلاة (408) ، سنن الترمذي الصلاة (485) ، سنن النسائي السهو (1296) ، سنن أبو داود الصلاة (1530) ، مسند أحمد بن حنبل (2/375) .

(3)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

ص: 249

الفتوى رقم (17501)

س: أيها الإخوة أريد أن أطرح بعض الأسئلة عن هذه الورقة التي بعثتها لكم حتى أعرف الجواب الصحيح منكم، حتى لا

ص: 249

أكون مخطئة. لقد تلقيت هذه الورقة كهدية، ولكن لما سئلت عن هذه الورقة قالوا لي: لا نعرف عنها شيئا، وأنا أريد أن أعرف الحقيقة ونصها ما يلي: (اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الطائعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد التائبين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الحامدين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الصالحين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الراكعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الساجدين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد القائمين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد القاعدين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد المتقين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد المستغفرين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد النادمين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الشاكرين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الحافظين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الذاكرين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد العاقلين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد المحسنين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الأكرمين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد المنذرين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد المبشرين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد

ص: 250

سيد الطيبين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد النبيين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد العالمين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد العالمين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الزكي النقي، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد القرشي الهاشمي، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي العربي المكرمي يوم القيامة، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد سيد أهل الجنة، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صاحب المقام المحمود، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صاحب الصراط المستقيم، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد أفضل الأولين والآخرين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى جميع الملائكة المقربين، وعلى عباد الله الصالحين من أهل السماوات والأرضين، وعلينا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين) .

ومن دعا بهذا الدعاء في عمره مرة أو جمعة أو شهرا أدخله الله الجنة بغير حساب، ومن كتبها وعلقها على نفسه كفاه الله شر ما يخاف، ومن مات وجعلها في كفنه كانت له شهيدا يوم القيامة، ويوكل الله به ملائكة يحفظونه من هول وشدة، وقال صلى الله عليه وسلم: (بينما

ص: 251

أنا أصلي خلف المقام، فلما فرغت دعوت الله عز وجل وسألته المغفرة لأمتي إنه غفور رحيم. فنزل علي جبريل عليه السلام. فقلت يا أخي يا جبريل: أنت حبيبي وحبيب أمتي، علمني شيئا يكون لي ولأمتي من بعدي لينالوا إحسانا لهم ورحمة بهم، فقال جبريل عليه السلام: ما من مسلم يدعو بهذا الدعاء في عمره مرة واحدة إلا جاء يوم القيامة ووجهه يتلألأ نورا كالقمر ليلة البدر، فيتعجب الناس منه ويقولون: هذا نبي مرسل أو ملك مقرب، فيقال: إنه عبد دعا بهذا الدعاء مرة) . وقال جبريل عليه السلام: (يا محمد: ما دعا بهذا الدعاء أحد خمس عشرة مرة في عمره إلا ويهدي الله له فرسا من الجنة سرجها من الياقوت الأحمر، فيأتونه ويقولون له: يا عبد الله ما جزاؤك اليوم إلا الجنة، انزل في جوار النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال جبريل: يا محمد: هذا الدعاء فيه اسم الله الأعظم فمن قرأه كان آمنا يوم القيامة من الفزع الأكبر ومن عذاب القبر وثواب هذا الدعاء لو كانت الأشجار أقلاما والبحار مدادا والجن والإنس كتابا ما قدروا على كتابة بعض ثواب هذا الدعاء، وما من أحد يدعو بهذا الدعاء إلا كتب الله له ثواب أربعة من الملائكة وأربعة من الأنبياء) .

ج: هذه الصلوات والأدعية في النشرة المذكورة جميعها صيغ

ص: 252

مبتدعة، وترتيب الثواب المذكور عليها باطل مكذوب لا أصل له في الشرع المطهر؛ ولهذا فلا يجوز العمل بها ولا ترويجها لا بيعا ولا شراء ولا إهداء، ويجب على من وقعت بيده إتلافها، وفيما ورد في القرآن العظيم وثبت في السنة المطهرة غنية عن هذا وأمثاله مما يضعه الكذابون.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 253

‌بدع تتعلق بالليالي والأيام

السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم (13702)

س2: عندنا عادة في آخر شهر رجب تقوم النساء بلعب فرح حتى 15 من شهر شعبان، ويلعبن على صوت الطبلة والزير، ويغنين بصوت مستمع وهم نساء فقط، ويكون اللعب بعد صلاة العشاء في الليل من الساعة 8 إلى الساعة 10.

ج: هذه عادة سيئة لا يجوز إقرارهن عليها، لما فيها من الفساد واللهو الباطل.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 254

س3: في شهر محرم يحضر النساء في بيت امرأة متزوجة، ويكون كل سنة عند امرأة متزوجة حديثا، فيحضرن إلى هذه المرأة ويحضرن معهن كمية من الماء، وتكون المرأة القادمات إليها لابسة لباسا قويا وثقيلا لكيلا تبرد، ويقمن برش المرأة بهذا الماء والباقي على بعضهن البعض صغارا وكبارا من النساء لكل عام، وننهاهم عن هذا الشيء فيقولون: هذه عاداتنا وتقاليدنا.

ج: هذه‌

‌ بدعة جاهلية

لا يجوز فعلها؛ لأنه ليس لها أصل في الشرع المطهر.

ص: 254

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 255

السؤال الثاني من الفتوى رقم (11100)

س2: إن والدي في كل سنة في شهر صفر في يوم الأربعاء الأخير من الشهر يذبح شاة ويقول في أثناء الذبح: صدقة لوجه الله الكريم، بيننا وبين كل سوء، وأحيانا لا يذبحها هو بل يذبحها أحد إخوتي بأمر من والدي، وفي هذا اليوم يتطير ولا يمشي بعيدا ويقول: هذا اليوم قد هزم فيه الصحابة. . إلخ. هل يجوز الأكل من هذه الشاة أم لا؟

ج2: ذبح الشاة في يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر، والدعاء الذي يقوله والدك عند الذبح - لا نعلم له أصلا.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 255

الفتوى رقم (18983)

س: لدي كتاب عنوانه هو: (وصية الإمام العارف) راوي

ص: 255

حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام: (أبو هريرة - الصلوات العددية ودعاء ليلة النصف من شعبان و (حزب التوسل) للإمام الشاذلي) . وفيه ترهات وأشياء غير منطقية وأريد رأيكم فيه. وجزاكم الله كل خير.

ج: دعاء ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيه شيء، والتعبد بذلك والتوسل بالشاذلي- كل ذلك من البدع والمحدثات في الدين التي لا يجوز اعتقادها ولا الدعوة إليها.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 256

الفتوى رقم (16661)

س: إنني متعود منذ الصغر أقوم بذبح أو بمعنى أصح: صدقة في شهر شعبان في أي ليلة من هذا الشهر. هل علي في ذلك الأمر شيء أم لا؟ أفيدوني أفادكم الله.

ج: الصدقات لا سيما الجارية منها من أعظم أنواع القربات، لكن بشرط أن تكون على وفق الشرع المطهر، وأن تكون من مكسب حلال، وتدفع في وجوهها المشروعة، مثل: الصدقة على الفقراء والمساكين، وبناء المساجد وهكذا. وربط الصدقة بزمن لم

ص: 256

يعين من جهة الشرع إن تعلق به اعتقاد فلا يجوز، وعليه إن كان هذا العمل في شهر شعبان لاعتقاد في ذات الشهر أو في يوم منه فليست من القرب الشرعية.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 257

الفتوى رقم (15882)

س: 1- هل إلقاء الخطب في ليلة القدر يعتبر من شرع الإسلام أم من السنة النبوية؟

2-

هل من السنة النبوية جمع المال للاحتفال بالليالي الكريمة مثل ليلة القدر في رمضان؟

3-

هل من التقاليد توزيع أكواب الشاي على المستمعين في الليالي الكريمة؟

4-

هل من السنة توزيع الهدايا نقدا أو عينا على المتحدثين في الليالي الكريمة ودعوة خدم المسجد لحضور هذه الاحتفالات؟

ج: لا يجوز الاحتفال بمناسبة ليلة القدر ولا غيرها من الليالي ولا الاحتفال لإحياء المناسبات؛ كليلة النصف من شعبان، وليلة المعراج، ويوم المولد النبوي؛ لأن هذا من البدع المحدثة التي لم ترد

ص: 257

عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» ، ولا يجوز الإعانة على إقامة هذه الاحتفالات بالمال ولا بالهدايا ولا توزيع أكواب الشاي، ولا يجوز إلقاء الخطب والمحاضرات فيها؛ لأن هذا من إقراراها والتشجيع عليها، بل يجب إنكارها وعدم حضورها، وإنما المشروع قيام ليالي رمضان وإحياء ليالي العشر الأخيرة منه بالصلاة، وقراءة القرآن وأنواع الذكر والدعاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

(2)

» ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

(3)

» ، ولقول عائشة رضي الله عنها:«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأخيرة من رمضان شد مئزره وأحيا ليله» ، «ولقولها رضي الله عنها: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: " قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني

(4)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

(2)

صحيح البخاري صلاة التراويح (2009) ، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (759) ، سنن الترمذي الصوم (808) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5027) ، سنن أبي داود الصلاة (1371) ، مسند أحمد (2/529) ، موطأ مالك النداء للصلاة (251) ، سنن الدارمي الصوم (1776) .

(3)

صحيح البخاري صلاة التراويح (2014) ، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (760) ، سنن الترمذي الصوم (683) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5027) ، سنن أبي داود الصلاة (1372) ، مسند أحمد (2/503) ، سنن الدارمي الصوم (1776) .

(4)

سنن الترمذي الدعوات (3513) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3850) ، مسند أحمد (6/171) .

ص: 258

الفتوى رقم (15532)

س: إنه جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان (القريقعان) ، وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله، وكان يقوم به الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد، ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليلا من النقود، وكانت لا ضابط لها، إلا أنه في الوقت الحاضر بدأت العناية به، وصار له احتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها، وصار ليس للأطفال وحدهم، وصار تجمع له الأموال.

ج: الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القريقعان - بدعة لا أصل لها في الإسلام، «وكل بدعة ضلالة

(1)

» ، فيجب تركها والتحذير منها، ولا تجوز إقامتها في أي مكان، لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها. والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، مسند أحمد (3/311) .

ص: 259

‌الأعياد

السؤال الثامن من الفتوى رقم (19504)

س 8: تقوم بعض المدارس بتقديم هدايا للأطفال بمناسبة عيد ميلاد منهم. فهل يجوز للطلاب المسلمين استلام تلك الهدايا؟

ج 8: تقديم الهدايا وقبولها بمناسبة‌

‌ أعياد الميلاد

لا يجوز؛ لأنها أعياد محرمة في الإسلام، وما بني على محرم فهو محرم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 260

السؤال السادس من الفتوى رقم (20834)

س 6: ما حكم تعييد ميلاد الأولاد؟ يقال عندنا: إن من الأحسن الصوم في ذلك اليوم بدلا من التعييد. ما هو الصحيح؟

ج: عيد الميلاد أو الصيام لأجل عيد الميلاد كل ذلك بدعة لا أصل له، وإنما على المسلم أن يتقرب إلى الله بما افترضه عليه وبنوافل العبادات، وأن يكون في جميع أحيانه شاكرا له وحامدا له على مرور الأيام والأعوام عليه وهو معافى في بدنه، آمنا على نفسه

ص: 260

وماله وولده.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 261

الفتوى رقم (17779)

س: فنحب أن نسأل عن ظاهرة انتشرت في هذا الزمان، وهي إقامة احتفال من بعض الناس على مرور خمس وعشرين سنة من ولادته، وقد يسمى بـ:(العيد الفضي) أو ‌

(اليوبيل الفضي)

، وبعد مرور خمسين سنة كذلك، ويسمى بالعيد الذهبي، وبعد خمس وسبعين سنة عيد يسمى بالعيد الماسي وهكذا. ومثل هذا يقام أيضا على فتح بعض الأماكن مثل الإدارات أو الشركات أو المؤسسات لمرورها بمثل المجموعات الآنفة الذكر من السنين وهذه ظاهرة منتشرة. ونحن في هذا البلد الطاهر وفي رعاية حكومة التوحيد بصرها الله تعالى، وعلماؤنا من أهل السنة والجماعة يحاربون البدعة تحت مظلة حكومة آل سعود. فضيلة الشيخ حفظكم الله أفتونا جزاكم خيرا، هل هذه الاحتفالات سنة أم بدعة؟ ونسألكم بالله الإجابة على هذا السؤال حتى نكون على بصيرة من أمرنا.

ص: 261

ج: لا تجوز إقامة الحفلات وتوزيع الهدايا وغيرها بمناسبة مرور سنين على ولادة الشخص، أو فتح محل من المحلات، أو مدرسة من المدارس، أو أي مشروع من المشاريع، لأن هذا من إحداث الأعياد البدعية في الإسلام، ولأن فيه تشبها بالكفار في عمل مثل هذه الأشياء، فالواجب ترك ذلك والتحذير منه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 262

الفتوى رقم (21203)

س: يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير 14 \ 2 من كل سنة ميلادية بيوم الحب (فالنتين داي)(valentine day) ويتهادون الورود الحمراء، ويلبسون اللون الأحمر، ويهنئون بعضهم، وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر، ويرسم عليها قلوب، وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم. فما هو رأيكم:

أولا: الاحتفال بهذا اليوم؟

ثانيا: الشراء من المحلات في هذا اليوم؟

ص: 262

ثالثا: بيع أصحاب المحلات (غير المحتفلة) لمن يحتفل ببعض ما يهدى في هذا اليوم؟

وجزاكم الله خيرا.

ج: دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة، وعلى ذلك أجمع سلف الأمة أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط، هما: عيد الفطر وعيد الأضحى، وما عداهما من الأعياد، سواء كانت متعلقة بشخص أو جماعة أو حدث أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء؛ لأن ذلك من تعدي حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم؛ لأن في ذلك تشبها بهم ونوع موالاة لهم، وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم

(1)

» . وعيد الحب هو من جنس ما ذكر؛ لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية، فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ به، بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ولرسوله وبعدا عن أسباب سخط الله وعقوبته، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد

(1)

سنن أبي داود اللباس (4031) ، مسند أحمد (2/50) .

ص: 263

المحرمة بأي شيء من أكل أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك؛ لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله ورسوله، والله جل وعلا يقول:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

(1)

.

ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لا سيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد، وعليه أن يكون فطنا حذرا من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقارا، ولا يرفعون بالإسلام رأسا، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها، فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

(1)

سورة المائدة الآية 2

ص: 264

‌أنواع من البدع

السؤال الثاني من الفتوى رقم (17648)

س 2: قال الإمام النيسابوري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أسماء أصحاب أهل الكهف تصلح للطب والهرب وإطفاء الحريق، تكتب في خرقة ويرمى بها وسط النار ولبكاء الطفل وتوضع تحت رأسه في المهد.. . وإلى آخره.

وأسماؤهم يملخا، سكتلينا، مثلينا، مرتوش، وبرتوش، شاذنوش، كفشططيوس، قطمير. هل هو صحيح ويجوز حمل اسم أصحاب أهل الكهف؟

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كتب يوم الجمعة هذه الآيات الخمس، فيها خمسون قافا فشربها، أدخل في جوفه ألف شفاء ودواء، وألف رحمة، وألف رأفة، وألف يقين، وألف قوة، ومائة ألف نور، ونزع عنه كل داء وغل والحزن والهم) وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: يا رسول الله، منذ عمري عملت العصيان، وكان آخر عمري، علمني شيئا أقرؤه حتى يطول عمري ويغفر ذنبي ويحصل مرادي، فعلمه عليه الصلاة والسلام هذه الآيات الخمس، وقال: من قرأ هذه الآيات

ص: 265

الخمس وحمل كسر بسطها، طال عمره وغفر ذنبه وحصل مراده. هي أربع آيات متواليات من سورة البقرة وآخر المائدة وآية في سورة الرعد) .

هل يجوز كتابة القرآن بحروف مقطعة ووضعه مع المصروع، بشرط أن يكتب بمواد طاهرة حتى يتم شفاؤه بإذن الله؟

لقد أعطاني الله موهبة من عنده، وهي أنني أجلس بجوار المسحور وأضع يدي اليمنى على رأسه وأقرأ آيات الرقية الشريفة، ثم ينظر هذا المسحور أمامه فيجد ما في داخله من سحر على الجدار، وكأنه يجلس إلى شاشة تلفزيون. حدث هذا أكثر من ثلاث مرات. هل في ذلك حرج؟ علما بأنني أكتب لفظ الجلالة (الله) على طبق بزعفران وأمحيه بالماء وأسقيه للمسحور، وآخر أسكبه على رأسه هل في ذلك حرج؟

قرأت رسالة كتبها سيدنا علي رضي الله عنه أملاه إياها سيد الأنام صلى الله عليه وسلم، وأعطاها إلى أبي دجانة حتى يضعها في بيته حينما شكا له بأن منزله به زوار وعمار. فهل لنا أن نكتب تلك الرسالة بنفس النص أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ونضعها في الدار التي بها عمار وزوار غير صالحين؟

ج: ما ذكرته في أسئلتك هذه كله لا أصل له، وهو من

ص: 266

أعمال المخرفين، فعليك بالابتعاد عنه والتحذير منه، وعليك بالرجوع إلى الكتب الصحيحة من كتب السنة، مثل (الصحيحين) و (السنن الأربعة) وغيرها، وكتب العقيدة، مثل: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب الإمام ابن القيم، وكتب شيخ الإسلام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لعل الله أن ينفعك بها.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 267

الفتوى رقم (16756)

س: نرفق لسماحتكم ورقتين إحداهما بعنوان (أسماء الله الحسنى)، والأخرى بعنوان:{بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}

(1)

. وهاتان الورقتان قد انتشرتا بين عامة الناس. نرجو التكرم بإفتائنا فيهما.

وهذا نص النشرتين:

الأولى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}

(2)

الآية: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

(3)

الآية.

(1)

سورة الزمر الآية 66

(2)

سورة الزمر الآية 66

(3)

سورة الأعراف الآية 157

ص: 267

{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

(1)

الآية. {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}

(2)

الآية.

قم بإرسال هذه الآيات لكي تكون لك مجلب خير وحسن طالع، وقد تم توزيعها حول العالم تسع مرات، ستجلب لك الخير والصلاح بعد أربعة أيام بإذن الله من وصولها إليك. . إلخ.

الثانية: أسماء الله الحسنى: هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر. . إلخ.

أما بعد، فهذه سلسلة مباركة أتت بالخير على كاتبها، نرجو تداولها بين المؤمنين، فيجب أيها الأخ الكريم كتابة ثلاثين نسخة منها بدون وضع اسم وبدون توقيع، وإرسالها إلى ثلاثين من معارفك وأصدقائك وإخوانك المؤمنين. . إلخ.

ج: ما ذكر من حصول النفع وتحقق الخير لكاتب هاتين الرسالتين أو إحداهما واندفاع الشر عنه ليس صحيحا، بل ذلك من الكذب ومن نشر الخرافات بين الناس، وصرفهم عن عبادة الله جل وعلا وإخلاص الدين له واللجوء إليه ودعائه في

(1)

سورة يونس الآية 64

(2)

سورة إبراهيم الآية 27

ص: 268

جلب النفع ودفع الضر، فلا يجوز كتابتها ولا إرسالها لأحد من الناس، بل يجب إتلافها، ولو قدر حصول شيء من المطلوب فإن ذلك لا يدل على جوازه؛ لأن ذلك من باب الفتنة والاستدراج.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 269

السؤال الثالث من الفتوى رقم (16384)

س 3: قرأت في‌

‌ كتاب (حوار صحفي مع جني مسلم)

لمحمد عيسى داود من مصر، ولا أدري ما فيه، وهل هذا الحوار صحيحا واقعا، وما رأيكم في مثل هذا الكتاب، وما نصيحتكم لمن قرأ مثل هذا الكتاب؟

ج 3: ينبغي أن تقرأ في الكتب النافعة والمفيدة، وتترك الكتب التي لا فائدة فيها، أو فيها خلل في العقيدة، والكتاب المذكور (حوار صحفي مع جني مسلم) كتاب صفة الكذب والاختلاق عليه ظاهرة، فهو كتاب مكذوب مختلق موضوع، وهكذا يعمل البطالون لجلب المال وتشكيك الناس في دينهم، فيجب اجتنابه والتحذير منه.

ص: 269

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 270

الفتوى رقم (17334)

س: لقد انتشر في المكاتب وبين الناس‌

‌ كتب تتحدث عن الجن،

فعندما يصيب الإنسان مس فيذهب إلى راق ليرقاه فعندما يشرع في القراءة يتكلم المصروع بكلام فيأخذ الراقي ما يقوله المصروع وينشرونه في كتبهم، مثل (الحوار الصحفي مع الجن المسلم) لمصطفى كنجور، وكتاب (احذروا المسيح الدجال يغزو العالم من مثلث برمودا) تأليف محمد عيسى داود، وكتب أخرى أصبحت تغزو البيوت. فما حكم ذلك؟

ج: سبق أن درست اللجنة هذا الكتاب (حوار صحفي مع جني مسلم) ، وتحقق لدينا أنه كتاب مبني على حوار وهمي مكذوب؛ ولذا فلا يجوز بيعه ولا نشره لذلك، ولما فيه من الضرر والتضليل على عقول الناس.

وأما كتاب (احذروا المسيح الدجال يغزو العالم من مثلث برمودا) فلم نطلع عليه.

ص: 270

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 271

الفتوى رقم (17404)

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام، من مدير متوسطة وثانوية شبيرمة، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، برقم (2648) وتاريخ 26 \ 6 \ 1415 هـ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه:

لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة انتشار المنشور المرفق نسخة منه، تحت عنوان ‌

(البطاقة المحمدية)

التي نصها:

الاسم: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.

اسم الوالد: عبد الله بن عبد المطلب.

اسم الجد: عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

اللقب: الصادق الأمين \ أبو القاسم.

ص: 271

اسم الوالدة: آمنة بنت وهب بن عبد مناف.

اسم المولدة: الشفاء- أم عبد الرحمن بن عوف.

اسم المرضعة: حليمة السعدية.

تاريخ الميلاد: 20 \ 4 \ 571 ميلادية 12 ربيع أول.

محل الميلاد: مكة المكرمة.

الديانة: أول المسلمين

الوظيفة: نبي ورسول صلى الله عليه وسلم

محل العمل: مكة وما حولها من بقاع الأرض.

محل الإقامة: حي بني هاشم من قريش بمكة ثم الهجرة للمدينة.

فصيلة الدم: ن. و. ر. من الله.

الجنسية: عربي {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}

(1)

.

القراءة والكتابة: أمي {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}

(2)

.

الزوجات: خديجة بنت خويلد، سودة بنت زمعة، عائشة بنت أبي بكر.

عدد الأولاد: الذكور (القاسم، عبد الله، إبراهيم) .

تاريخ صدورها: 611 ميلادية.

رقم البطاقة: 25 (خاتم الأنبياء والمرسلين

(1)

سورة الشعراء الآية 195

(2)

سورة النجم الآية 5

ص: 272

وحيث إننا نشك فيما تتضمنه من عبارات مثل: اللقب والديانة وأنه أول المسلمين، وعدد الأنبياء، وفصيلة الدم، والجنسية، وأمين السجل جبريل، والاعتماد من الله، ونحو ذلك.

نأمل من سماحتكم اتخاذ ما ترونه مناسبا، وإشعارنا بما يجب نحوها لإبلاغ الطلاب بجوازها من عدمه، وإذا كان لا يجوز تداولها فإننا نأمل إشعار الجهات المختصة بذلك. والله يحفظكم ويمدكم بعونه وتوفيقه.

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء، وبعد الاطلاع على هذه البطاقة وقراءتها وتأملها، أجابت بما يلي: هذه البطاقة المسماة باسم (البطاقة المحمدية) لا يجوز إقرارها ولا بيعها وشراؤها ولا ترويجها، ويجب إتلافها، لما اشتملت عليه من المحاذير الشرعية التي لا تليق بالله سبحانه وتعالى ولا تليق بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولا بجبريل عليه السلام، ولأنها وسيلة إلى الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم واتخاذها حرزا يعلق على الأطفال وغيرهم للتبرك بها.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 273

السؤال الأول من الفتوى رقم (17789)

س 1: كنا في الهند نرتكب البدع، مثل اليوم الحادي عشر، وإعداد الطعام باسم الإمام جعفر الصادق، وكنا نرتكب الشركيات والبدع. فلما جئنا إلى المملكة أدينا فريضة الحج. فهل صح حجنا؟

ج 1: من كان يرتكب شيئا من الشرك الأكبر، مثل: دعاء الموتى والاستغاثة ثم تاب إلى الله توبة صحيحة، وترك هذه الأعمال الشركية، وأدى فريضة الحج بعد التوبة- فحجته صحيحة. ومن حج وهو لم يتب من دعاء الأموات والاستغاثة بهم فحجه غير صحيح، وكذا جميع أعماله؛ لقوله تعالى:{وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

(1)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأنعام الآية 88

ص: 274

السؤال الأول من الفتوى رقم (17244)

س 1: توجد في بعض القرى صدقة، وهي عبارة عن ذبح بقرة أو غيرها في زمن مخصوص ومكان مخصوص، ولها أسماء متعددة، فبعضهم يسميها:(النشرة) وآخرون صدقة مكان كذا وغيرها، وظاهر عملهم أنهم لا يعتقدون فيها نفعا ولا ضرا، وإنما صدقة لوجه الله تعالى وعادة توارثها الأبناء عن الآباء عن الأجداد، والذي حيرنا أيضا أن بعضهم يقول: إنها نذر ويطبقون عليها قول الله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}

(1)

الآية. والبعض الآخر يقول: إنها شركة يدفع فيها من يريد شراء بعض لحمها بالأسهم، فمنهم من يأخذ سهما وآخر سهمين وهكذا، وبعد الجدل في ذلك الأمر واستنكارها من الكثير غضب البعض وعدوا ذلك قطعا للعادات، حتى إن بعضهم قرنها بقطيعة الرحم وزيارة المريض ودفن الموتى إن لم تذبح، فنحن محتارون أمام هذا الأمر، علما بأن ذابحها يسمي الله ويقول: اللهم إنها صدقة في سبيلك، فتقبلها منا. فما حكم هذا العمل.

(1)

سورة الإنسان الآية 7

ص: 275

ج 1: اعتياد ذبح بقرة أو غيرها في وقت معين ومكان معين غير وقت الأضحية والهدية وغير المشاعر، واعتبار أن ذلك من الصدقة يعتبر بدعة يجب إنكارها والامتناع من فعله، ولو كانت جارية على عادة الآباء والأجداد، فإن العوائد المخالفة للشرع يجب تركها، ولا يعتبر ذلك من قطيعة الرحم، وإنما هو من ترك البدعة، ويجب عليكم أن تبينوا لأهل بلدكم ومن يعمل مثل هذا العمل أنه محرم، ولا يجوز الاستمرار عليه، جزاكم الله خيرا.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 276

الفتوى رقم (17686)

س: يعتقد كثير من الرجال والنساء عندنا أن المرأة إذا كانت قد وضعت أو أسقطت جنينا، ودخلت عليها امرأة أخرى أو طفلا مختونا، أو شخصا حضر لتوه من السوق، أو أمور أخرى يذكرونها، فإن هذه المرأة تتأثر بذلك، وقد تصاب بأمراض، مثل: العقم وعدم الإنجاب وعدم حضور الحليب لثدي المرأة، أو تصاب بأعراض أخرى شرحها يطول. ويقسم كثير من الناس أن هذا الأمر مجرب وحدث لفلانة وفلانة.

ص: 276

والسؤال هو: هل هذا الأمر صحيح ومعترف به شرعا أن النساء ممكن أن يتأثرن على هذا النحو المذكور؟ وإن كان فما العلاج؟ وإن لم يكن فبماذا نعالج الحالات التي تحدث ويعتقد أنها حدثت لهذا السبب؟ لأن الناس يلجؤون إلى أساليب خاطئة ومخالفة للشرع، كأن يؤتى للمرأة المريضة بشيء من الشخص الذي دخل عليها (كقليل من دمه أو بوله أعزكم الله) ، فتمر عليه المرأة وتشفى بزعمهم بهذا السبب المخالف للشرع. أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيرا.

ج: هذا الذي ذكر من تأثر المرأة إذا وضعت حملها أو سقط منها بدخول أحد ممن ذكر عليها لا أصل له، وهو اعتقاد باطل يجب تركه وعدم الالتفات إليه، والتوكل على الله سبحانه وتعالى. وكونه قد حصل لبعض النساء شيء من التأثر إنما هو امتحان لبعض النساء بسبب الاعتقاد الفاسد، وتسلط من الشيطان لإضلال من يعتقد هذا الاعتقاد. والواجب على المسلم أن يتوكل على الله، ويقول:{لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}

(1)

.

(1)

سورة التوبة الآية 51

ص: 277

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 278

الفتوى رقم (16138)

س: أشفع لسماحتكم من طيه نموذجا لبعض اللوحات التي يعلقها بعض أصحاب العمل في أماكن البيع والشراء، كالورش والحوانيت معتقدين فيها جلب الربح ودفع الخسارة عياذا بالله من ذلك.

ج: لا يجوز تعليق اللوحة المذكورة على الدكاكين والورش ونحوهما لقصد جلب نفع أو دفع ضر؛ لأن اعتقاد جلبها نفعا أو رزقا أو دفعها ضرا أو خسارة من الشرك، لكونها والحال ما ذكر في حكم تعليق التمائم، وتعليقها من الشرك الأصغر، وقد يكون من الشرك الأكبر على حسب ما يعتقده معلقها.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 278

الفتوى رقم (18673)

س: إن أناسا افتروا عندنا دينا جديدا كاد يثير فتنة بين

ص: 278

الشعب في ساحل العاج، ويضلون الناس بكلام لا يسمن ولا يغني، وهو: لا يصح إسلام أي مسلم حتى يحلف ويبايع أن أجتنب ستة أمور يذكرونها، وهذه الفرقة منتشرة في نواحي ساحل العاج، وكل من يخالفهم لا يحسبونه مسلما في ظنهم، ويزعمون بأن دليلهم موجود في القرآن، وهو قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ}

(1)

إلى آخر الآيات. فهل الإسلام يصح بدون هذه البيعة أم لا؟

ج: البيعة لا تجوز إلا لولي أمر المسلمين على السمع والطاعة، كما كان الصحابة يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم، وكما بايع المسلمون الخلفاء الراشدين، أما البيعة لغير ولي الأمر فهي بدعة وباطلة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(2)

» ، وفي رواية: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(3)

» متفق على صحته. ومن أعلن الإسلام فإسلامه صحيح إذا التزم أحكام الإسلام، وإن لم تحصل منه البيعة التي ذكرتم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الناس الإسلام ويقبله منهم من دون أن يشترط عليهم البيعة في ذلك، ومعلوم من أدلة أخرى أن الواجب على المسلم السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف وإن لم تصدر منه بيعة.

(1)

سورة الممتحنة الآية 12

(2)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

(3)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

ص: 279

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 280

الفتوى رقم (19599)

س: جرت عادة في بلادي أنه إذا مر على الحامل سبعة أشهر احتفل بكيفية متنوعة خالفت مدينة مدينة أخرى. وكذلك بعد الولادة بقراءة مولد النبي صلى الله عليه وسلم.

السؤال: كيف رأيكم بذلك؟ وهل هناك دليل شرعي لذلك؟

ج:‌

‌ الاحتفال للحمل إذا مضى عليه مدة معينة

وبعد ولادته بقراءة المولد النبوي، كلاهما بدعة لا أصل لها، وإنما المشروع العقيقة عن المولود بعد ولادته، عن الذكر شاتان وعن البنت شاة واحدة، تذبح يوم سابعه ويسمى ويحلق رأس الذكر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق ويسمى

(1)

» ، ولأنه صلى الله عليه وسلم أمر أن يعق عن الغلام شاتان، وعن الجارية

(1)

أحمد 5 \ 7- 8، 12، 17، 22، وأبو داود 3 \ 259، 260 برقم (2837، 2838) ، والترمذي 4 \ 101 برقم (1522) ، والنسائي 7 \ 166 برقم (4220) ، وابن ماجه 2 \ 1057 برقم (3165) ، والدارمي 2 \ 81، والطيالسي 2 \ 227 برقم (951) (ت: محمد التركي) .

ص: 280

شاة، فإن لم يتيسر ذلك يوم السابع فإنها تذبح متى تيسر ذلك.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 281

السؤال الثاني من الفتوى رقم (20086)

س 2: يوجد بعض النساء تفعل وتصنع فعلا عظيما، وهذا الأمر كالتالي: إذا أنجبت امرأة جنينا ووقع هذا الجنين ميتا تأتي امرأة أخرى وتأخذ هذا الجنين، وتقوم بتحنيطه وتتغسل على هذا الجنين بغرض طلب الولد، لأنها لا تنجب. فهل هذا العمل يؤدي إلى الكفر، وما نصيحتكم وما ردكم على هذا العمل القبيح، وهو منتشر بين النساء اللاتي قد حرمن من الولد؟

ج 2: هذا العمل لا يجوز؛ لأنه عمل خرافة واعتقاد فاسد يجب تركه والنهي عنه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 281

الفتوى رقم (21412)

س: الشيخ محمد زكريا رحمه الله من أشهر العلماء في الهند وباكستان، وخاصة في أوساط جماعة التبليغ، وله مؤلفات عدة، منها كتاب (فضائل أعمال) حيث يقرأ هذا الكتاب في الحلقات الدينية في جماعة التبليغ، وأعضاء هذه الجماعة يعتقدونه مثل (صحيح البخاري) وغيره وكنت منهم، وأثناء قراءة هذا الكتاب وجدت بعض القصص المروية قد صعب علي فهمها واعتقادي عليها، فلذا أرسل إلى لجنتكم كي تحل مشكلتي، ومن هذه القصص قصة يرويها السيد أحمد الرفاعي، حيث يقول: إنه بعد أداء فريضة الحج لما زار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وأنشد الأبيات التالية قائما أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال:

في حالة البعد روحي كنت أرسلها

تقبل الأرض عني وهي نائبتي

وهذه دولة الأشباح قد حضرت

فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي

بعد قراءة هذه الأبيات خرجت اليد اليمنى للرسول صلى الله عليه وسلم فقبلتها، (الحاوي) للسيوطي، وذكر أن هناك تسعين ألف مسلم كانوا ينظرون هذا الحدث العظيم، وتشرفوا بزيارة اليد المباركة، ومنهم الشيخ عبد القادر جيلاني رحمه الله، والذي كان موجودا في ذاك المكان بالمسجد النبوي الشريف (البنيان المشيد) في ضوء هذه القصة أريد أن أسألكم:

ص: 282

1-

هل هذه القصة لها أصل أم ليست لها حقيقة؟

2-

ما رأيكم في كتاب (الحاوي) للسيوطي، حيث أثبتت هذه القصة فيه؟

3-

وإذا كانت هذه القصة غير صحيحة، فهل تجوز الصلاة خلف الإمام الذي يروي هذه القصة ويعتقد أنها صحيحة، وهل إمامته جائزة أم لا؟

4-

وهل يجوز قراءة مثل هذه الكتب في الحلقات الدينية بالمساجد، حيث يتلى هذا الكتاب في مساجد بريطانيا لجماعة التبليغ، وله شهرة كبيرة بالمملكة العربية السعودية، وخاصة بالمدينة المنورة، حيث عاش مؤلف هذا الكتاب زمنا طويلا بالمدينة المنورة.

أرجو من المشائخ الكرام أن تفيدونا بالجواب الكافي المفصل، وحتى أترجم إلى اللغات المحلية وأوزع على أصحابي وزملائي وبقية المسلمين الذين أتحدث معهم على هذا الموضوع؟

ج: هذه القصة باطلة لا أساس لها من الصحة؛ لأن الأصل في الميت نبيا كان أم غيره أنه لا يتحرك في قبره بمد يد أو غيرها، فما قيل من أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج يده للرفاعي أو غيره غير صحيح، بل هو وهم وخيال لا أساس له من الصحة، ولا يجوز تصديقه، ولم

ص: 283

يمد يده صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ولا عمر ولا غيرهما من الصحابة فضلا عن غيرهم، ولا يغتر بذكر السيوطي لهذه القصة في كتابه:(الحاوي) ؛ لأن السيوطي في مؤلفاته كما قال العلماء عنه: حاطب ليل يذكر الغث والسمين، ولا تجوز الصلاة خلف من يعتقد صحة هذه القصة لأنه مصدق بالخرافات ومختل العقيدة، ولا تجوز قراءة كتاب (فضائل أعمال) وغيره مما يشتمل على الخرافات والحكايات المكذوبة على الناس في المساجد أو غيرها؛ لما في ذلك من تضليل الناس ونشر الخرافات بينهم.

نسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين لمعرفة الحق والعمل به إنه سميع مجيب. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 284

السؤال الثامن من الفتوى رقم (21672)

س 8: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى

(1)

»

فما معنى الرحال في هذا الحديث، وما كيفية تشديدها في المساجد الثلاثة؟

(1)

صحيح البخاري الجمعة (1189) ، صحيح مسلم الحج (1397) ، سنن النسائي المساجد (700) ، سنن أبي داود المناسك (2033) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1409) ، مسند أحمد (2/278) ، سنن الدارمي الصلاة (1421) .

ص: 284

ج 8: معنى هذا الحديث أي: أنه لا يجوز السفر إلى مكان بقصد عبادة الله فيه بالصلاة أو الدعاء أو قراءة القرآن، إلا هذه البقاع الثلاث، وهي: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 285

السؤال الأول من الفتوى رقم (18623)

س 1: تقام في منطقتنا بعض الولائم الموسمية في مجموعة من القرى، وكل وليمة أو (وعدة) باصطلاحنا المحلي، تأخذ اسم بعض الأولياء المعروف وغير المعروف. فما حكم من يشارك في هذه الولائم؟

ج 1: الوليمة الموسمية التي تقام باسم الولي والتي تتكرر في الشهر أو السنة- بدعة منكرة ووسيلة من وسائل الشرك، فلا يجوز المشاركة فيها ولا الذهاب إليها ولا الأكل منها؛ لأن فيها تشجيعا للبدعة، وقد تجر الجاهل إلى عبادة غير الله من الأولياء واعتقاد النفع فيهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(1)

» متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(2)

» أخرجه مسلم في (صحيحه) .

(1)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

(2)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 285

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 286

السؤال الثامن من الفتوى رقم (21264)

س 8: ما هو الدعاء الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة النصف من شعبان، وهل من السنة إحياء هذه الليلة بالتجمع في المسجد والدعاء بدعاء معين والتقرب إلى الله؟

ج 8: لم يثبت في تخصيص ليلة النصف من شعبان بدعاء أو عبادة دليل صحيح، فتخصيصها بذلك بدعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد الله بن غديان

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

(1)

صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن أبي داود الخراج والإمارة والفيء (2956) ، سنن ابن ماجه الأحكام (2416) ، مسند أحمد (3/311) ، سنن الدارمي المقدمة (206) .

ص: 286

السؤال الأول من الفتوى رقم (21437)

س 1: نحن مجموعة أسر في قرية واحدة وجدنا آباءنا قد نذروا على أنفسهم وعلى ذرياتهم من بعدهم أن يذبحوا كل عام سبع شياه أو أربع عشرة شاة، ويطلقون عليها اسم‌

‌ صدقة (العرقوب)

، وذلك في رأس الحول، وشرط أن تكون يوم الجمعة.

ص: 286

صدقة يتقربون بها إلى الله ويذكرون عليها اسم الله، وذلك لأنهم كانوا يصابون في الماضي ببعض الأمراض والمصائب والفتن التي تؤدي أحيانا إلى الوفاة، فيذبحون عن كل فرد منا شاة، سواء كان فقيرا أو غنيا، اعتقادا منهم أنها تدفع عنهم هذه الأمراض والمصائب، وعند تأخيرهم لهذه الذبائح عن وقتها يزورهم بعض الشك أن سبب إصابتهم بالمرض هو تأخير لهذه الذبائح، مع أن البعض يعلم أن الأمراض لا يأتي بها إلا الله ولا يرفع الضر إلا الله، وأنها لا تحميهم من أمر الله، ولكن يطرأ عليهم بعض الشك، فكانوا يذبحونها كل سنة وقد يتأخر بعضهم عن صلاة الجمعة، والبعض الآخر يحضر ويقومون بدعوة المصلين للحضور من أجل أكل الذبائح. ما حكم عملهم هذا، وما الواجب عليهم. حفظكم الله؟

ج 1: ذبح الذبائح كل سنة في موعد محدد لاعتقاد أن ذبحها يحصل به دفع البلاء عن البلد - هو عمل محرم وبدعة واعتقاد فاسد، وهو وسيلة إلى الشرك، وإن ذكر عليها اسم الله ولو سمي صدقة.

وإن كانت تذبح لغير الله من الجن والشياطين لأجل دفع شرهم - فهو شرك أكبر يخرج من الملة، فالواجب التوبة إلى الله وترك هذه العادة، والتوكل على الله وحده:{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}

(1)

.

(1)

سورة التوبة الآية 51

ص: 287

ومن نذر هذا الذبح فهو نذر محرم ومعصية لا يجوز الوفاء به؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه

(1)

» ، والوصية بذلك باطلة لا يجوز تنفيذها.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

(1)

صحيح البخاري الأيمان والنذور (6696) ، سنن الترمذي النذور والأيمان (1526) ، سنن النسائي الأيمان والنذور (3806) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3289) ، سنن ابن ماجه الكفارات (2126) ، مسند أحمد (6/36) ، موطأ مالك النذور والأيمان (1031) ، سنن الدارمي النذور والأيمان (2338) .

ص: 288

الفتوى رقم (21577)

س: نفيد سماحتكم بأن‌

‌ كتاب (الحبيب المصطفى

صلى الله عليه وسلم المرفق مع هذا الخطاب لمؤلفه مصطفى أحمد البدوي، قد انتشر في آفاق بلادنا، واغتر به عامة المسلمين ومن يحسبهم العامة علماء؛ لفصاحة لسانهم وتزيينهم للباطل، فأثنوا على هذا الكتاب وطبعت منه كميات كبيرة، ووزعت بالبلاد وخاصة الولايات الشرقية من السودان، فالرجاء مراجعة الكتاب، وبيان رأي الشرع فيه وإرساله لنا لنقوم بتوزيعه على الذين اغتروا بهذا

ص: 288

الكتاب، وبيان انحرافه في العقيدة والأحاديث الموضوعة والضعيفة التي في صلب الكتاب.

وجزاكم الله خيرا على خدمة المسلمين والنصح للإسلام والمسلمين، ومحاربة الباطل وأهله بجميع مللهم. وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم عباده، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ج: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء قد اطلعت على الكتاب المذكور أعلاه- فوجدته يشتمل على الملاحظات والأخطاء العلمية الكثيرة في العقيدة، ومن أخطرها:

1-

في صفحة (8) قال: ولا يوجد بلسم شاف ولا دواء لهذا الداء، أي: مرض الغفلة إلا الالتجاء إلى الله برسوله الأمين، ثم قال: كما أمرنا الله عز وجل بقوله: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}

(1)

، فهو صلى الله عليه وسلم أعظم الوسائل والوسائط.

وهذا توسل مبتدع، ووسيلة إلى الشرك، وتفسير للقرآن بغير

(1)

سورة المائدة الآية 35

ص: 289

تفسيره، فإن الوسيلة في هذه الآية المذكورة يراد بها التقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة.

2-

في صفحة (10) يقول: إذا لولاه صلى الله عليه وسلم لما عرف الله عز وجل، ولا عرف سماء ولا أرض ولا ليل ولا نهار ولا إنس ولا جن ولا ملك. كل ذلك من أجل الحبيب صلى الله عليه وسلم، ومنها: أن الله قال لآدم: لولاه ما خلقتك ولا خلقت سماء ولا أرضا.

وهذا غلو في حقه صلى الله عليه وسلم وإطراء يخالف قوله صلى الله عليه وسلم: «"لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله

(1)

» .

3-

في صفحة (21) نظم في الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الحشر والنشر وطلب الإنقاذ من الكرب، وهذا شرك بالله سبحانه؛ لأنه لا يغيث في يوم الحشر ولا ينقذ من الكرب إلا الله سبحانه وتعالى.

4-

في صفحة (59) ذكر قصيدة للنبهاني في أولها:

على رأس هذا الكون نعل محمد

علت فجميع الخلق تحت ظلاله

وهذا غلو فظيع، فإن الذي على رأس الكون هو عرش الرحمن، وفوق العرش رب العالمين.

5-

الكتاب مشحون بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، والقصائد

(1)

صحيح البخاري الفرائض (6830) ، مسند أحمد (1/56) ، سنن الدارمي الرقاق (2784) .

ص: 290

المتضمنة للغلو والإطراء في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه فالواجب التحذير من هذا الكتاب وعدم السماح بتداوله محافظة على عقائد المسلمين من الشرك والبدع.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 291

الفتوى رقم (21609)

س: مما ابتلي به المسلمون اليوم ما ورد إليهم من الملل المختلفة ذات عقائد وعادات مخالفة لشرع الله، ومن ذلك الأعياد المدنية والاحتفالات السنوية لمناسبات شتى، وقد اهتم المعلمون الغيورون، واغتموا بما ابتلوا به من الاحتفال العالمي الذي يشترك فيه كل أمم الأرض المسمى باليوم العالمي للمعلم، فاختلف فيه المسلمون من بين مجيز ومحرم، لأنه أصبح احتفالا سنويا في يوم محدد وموحد، يقوم فيه الطلاب والمعلمون وآباء الطلاب وإدارة المدرسة بإلقاء الكلمات في فضل المعلم وتوزيع الهدايا من قبل الطلاب للمعلمين، وربما كان في ذلك الاحتفال شيء من ألوان الطعام والشراب، وربما التهاني من البعض بقول:(كل عام وأنتم بخير) ، وغير ذلك مما هو غير معهود ولا معروف شرعا. نأمل

ص: 291

التكرم ببيان حكم ذلك، وحكم المشاركة فيه.

ج: لا تجوز إقامة الأعياد البدعية ولا الاحتفال بها، ولا مشاركة أهلها وتهنئتهم بمناسبتها؛ لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان، وقد ذكر الله أن من صفات عباد الرحمن أنهم {لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}

(1)

أي: لا يحضرون أعياد الكفار، كما جاء في تفسير هذه الآية الكريمة، سواء سميت أعيادا أو أياما أو مناسبات، فالأسماء لا تغير الحقائق: وليس للمسلمين إلا عيدان كريمان: عيد الفطر وعيد الأضحى.

فالواجب ترك هذه البدع والأعياد الجاهلية، ومنها: اليوم العالمي للمعلم. وفق الله الجميع للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك البدع والمحدثات.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

(1)

سورة الفرقان الآية 72

ص: 292

الفتوى رقم (21507)

س: اطلعت على كتيب بعنوان: (جامع الصلوات بأسماء أشرف البريات) إعداد وترتيب: أحمد جمهوري البنجلي، والمرفق لكم نسخة منه.

وهذا الكتيب مفسوح من وزارة الإعلام برقم (623 \ 2 \ م) وتاريخ 16 \ 4 \ 1419 هـ ويوزع مجانا في مطعم روابي الحجاز بمكة المكرمة.

وذكر جامعه أنه لقي في بعض أسفاره شخصا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة اثني عشر ألف مرة، ومن أجل ذلك أراد جامع الكتيب كما ذكر أن يجعل ما جمع من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مقرونة بالصلاة والسلام عليه - هكذا زعم-.

ثم بعد ذلك نظم جامع الكتيب قصيدة غريبة زعم أنها تشتمل على أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وذكر جملة كثيرة من الأسماء التي نسبها للنبي صلى الله عليه وسلم والتي ليس عليها دليل ثابت مثل: (صراط الله. ذكر الله. حزب الله. مصباح. جبار. قوي. معلوم. أجير. مهيمن. وكيل. ذي القوة. ذي حرمة. قد صدق. سائق. النجم الثاقب. صاحب القضيب. عروة الوثقى. مفتاح الجنة. مخصوص بالعز) إلى غير ذلك من الأسماء الغريبة التي تحتاج إلى مراجعة ونظر، وإن

ص: 293

رأيتم- حفظكم الله- أن من المناسب مخاطبة الجهة التي فسحت الكتاب بعدم فسح مثل هذه الكتب، وخصوصا كتب التفسير والعقيدة إلا بعد الرجوع إلى أهل العلم الكبار أو دار الإفتاء؛ خشية الازدواجية في نشر الكتب والمعلومات الغير صحيحة. والله المستعان.

ج: لا يجوز العمل بما في الكتيب المذكور، ولا يجوز طبعه ولا نشره، لاشتماله على أسماء كثيرة لا تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم المنهي عنه شرعا، ولأن الأذكار والأوراد المجعولة على هيئة منظومات وأشعار هي من الأمور المحدثة التي لا يجوز الذكر بها، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 294

الفتوى رقم (21546)

س: تجدون برفقه صورة للرد الذي كتبه الدكتور محمد عباس جزاه الله خيرا وجعل عمله هذا في موازين حسناته، وكتب له النجاة يوم الفزع الأكبر، والرد موجه إلى رواية (وليمة لأعشاب البحر) للكاتب السوري حيدر حيدر. نسأل الله له

ص: 294

ولكل ضال الهداية. وسيجد فضيلتكم في الرد المرفق ما قاله الكاتب السوري في ذات الله سبحانه وتعالى، وفي القرآن الكريم، وفي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ما لم يقله يهودي في توراة، ولا نصراني في إنجيل، ليأتي هذا الفاجر الفاسق في زمان الفجور والفسق ليستغفل غفلة المسلمين علماء وعامة، ويتجرأ ليقول كلاما ما كان ليقوله لو رأى في المسلمين مرجعا وحبا لربهم وكتابهم ونبيهم. يقول هذا الكلام في بلد مسلم ليسمع كل المسلمين رواية الغواية التي كتبها، لقد تحدى هذا الكاتب كل المسلمين وفي مقدمتهم العلماء والهيئات والمؤسسات الدينية. فما هو جواب فضيلتكم وفضيلة علماء هذا البلد الطيب المعروف بدفاعه عن دين الله وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم. أرجو أن يكون الجواب بقدر التحدي الذي أظهره الكاتب وأقوى، وحسبنا الله ونعم الوكيل. إنني إذ أبلغ فضيلتكم هذا الأمر أضع الأمر في أعناقكم، فأنتم أقدر، وأبرأ إلى الله مما قاله الكاتب ويقوله المضللون، وأبرأ إلى الله من مواقف التخاذل والضعف التي كانت عليها الهيئات والمؤسسات الدينية في بلاد المسلمين أمام الفجرة وفجورهم وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ج: بعد الاطلاع على نصوص كافية من رواية (وليمة

ص: 295

لأعشاب البحر) تأليف حيدر حيدر، وبعد الوقوف على بعض البيانات الصادرة من جهات إسلامية بشأن هذه الرواية وما فيها من ضلالات وكفريات، تبين للجنة اشتمال الرواية المذكورة على أمور خطيرة منها:

1-

الاستهزاء بالله جل وعلا ووصفه بما لا يليق به سبحانه.

2-

السخرية بالنبي صلى الله عليه وسلم والافتراء عليه.

3-

إنكار اليوم الآخر والاستهزاء بالجنة والنار والثواب والعقاب.

4-

الدعوة إلى الإباحية ونشر الفاحشة بين المؤمنين.

5-

حمل الناس على الخروج على أحكام الإسلام وعدم الالتزام بتشريعاته.. . إلخ.

ولا يختلف المسلمون أن ما سبق ذكره كفر بالله وإلحاد في دينه وخروج عن ملة الإسلام، لأنه استهزاء بالله ورسوله ودينه، وتكذيب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وطعن في القرآن ورد لأحكام الإسلام، قال الله تعالى:{قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}

(1)

{لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}

(2)

، وقال جل وعلا:{وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ}

(3)

(1)

سورة التوبة الآية 65

(2)

سورة التوبة الآية 66

(3)

سورة التوبة الآية 74

ص: 296

وأجمع العلماء على أن من جحد شيئا معلوما من الدين بالضرورة فهو كافر.

فالواجب على أهل الإسلام تمكين القضاء الشرعي من النظر في قضية الرواية المذكورة ليحكم فيه بحكم الله ورسوله جزاء له وردعا لغيره ممن تسول له نفسه النيل من دين الإسلام، وليعلم كل مسلم أن هذه الرواية لا يجوز طبعها ولا نشرها ولا تداولها ويجب إتلافها.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 297

الفتوى رقم (21469)

س: يعتقد بعض هواة الخواتم والأحجار الكريمة مثل (العقيق اليماني، والفيروزج الإيراني وغيرها) أن لها خاصية، وأن لها أسرارا ومنافع ليست لغيرها من الأحجار الأخرى، ويروجون لذلك دعايات، ويستدلون بأحاديث، والأقوال التي ذكرها

ص: 297

صاحب كتاب (المستطرف)، وهي قول جعفر بن محمد ما افتقرت يد تختمت بخاتم فيروزج. وقولهم: قيل: الخواتم أربعة: الياقوت للتعطش، والفيروزج للمال، والعقيق للسنة، والحديد الصيني للحرز وقيل للخوف. وذكر من خواص الفيروزج أن النظر فيه يجلو البصر ويقويه وينشط النفس، ولا يصيب المتختم به آفة من قبل أو غرق. وقال جعفر الصادق: ما افتقرت يد تختمت بفيروزج.

أما خواص العقيق فإن التختم به وحمله يورث الحلم والأناة وتصويب الرأي ويسر النفس، ويكسب حامله وقارا وحسن خلق، ويسكن الحدة عند الخصومة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تختم بالعقيق لم يزل في بركة) . انتهى بتصرف.

وهذه الأحاديث والأقوال تصور من هذا الكتاب وتوزع، ولما رأيت ذلك وسألت عنه قالوا: هذه أسرار وعندما ناقشتهم وقلت لهم: إن هذه الأحجار ليست أفضل من الحجر الأسود في الكعبة فيما أعلم، «وقد قال عمر بن الخطاب: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك

(1)

» . قالوا: إن الله جعل فيها من الخاصية، والتجربة أكبر دليل. وقد ذكروا بعض القصص، منها: أنه كان يوجد عند رجل خاتم

(1)

صحيح البخاري الحج (1597) ، صحيح مسلم الحج (1270) ، سنن النسائي مناسك الحج (2938) ، سنن أبي داود المناسك (1873) ، سنن ابن ماجه المناسك (2943) ، مسند أحمد (1/54) ، موطأ مالك الحج (824) .

ص: 298

إذا لبسه الشخص وجامع لم ينزل حتى ينزعه من يده، حيث كان يستعيره العريس ليلة زواجه. ومنها: أن رجلا ذهب إلى حلاق ليحلق رأسه فلم يستطع أن يحلقه، فسأله الحلاق عن السبب أخرج خاتما من كمره وأبعده ثم حلقه بعد ذلك. وغير هذه الحكايات كثير والله المستعان.

والسؤال يا سماحة الشيخ: هل يصح في هذا الباب حديث صحيح أو قول يعول عليه في هذه المسألة، وهل ما ورد في هذا الكتاب صحيح يحتج به، وهل لهذه الأحجار ميزات تميزها على غيرها؟ أفيدونا أفادكم الله.

ج: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في فضل الخواتم والأحجار المذكورة ولا في خواصها، فلا يجوز أن ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، وقد ثبت أنه قال: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

(1)

» . كما لا يجوز أن يعتقد الإنسان في تلك الخواتم فضلا، ولا يجوز تصديق ما ينسج حولها من قصص وخرافات. وكتاب (المستطرف) لا يجوز الاعتماد عليه في أمور العلم والدين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

(1)

صحيح البخاري الجنائز (1291) ، صحيح مسلم مقدمة (4) ، مسند أحمد بن حنبل (4/252) .

ص: 299

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18565)

س 2: تقام ببعض قرانا بعض الولائم تسمى: وليمة أو وعدة سيدي فلان وفلان، يحضرها أناس فإذا أنكرت عليهم شد رحالهم إلى هذه القرى قالوا: إن نيتنا هي زيارة أقاربنا، أو التسوق في الأسواق التي تقام هناك، أو بغرض التجارة. فهل الأمر جائز، وهل يعتبر في ذلك بالنية فقط؟

ج 2:‌

‌ الذبح للأموات بنية التقرب

إليهم شرك أكبر، وإن كان بنية الاحتفاء بمولدهم أو إحياء مناسباتهم من غير تقرب إليهم بذلك فهذا بدعة محرمة، يجب تركه والنهي عنه ولو اعتاده الناس، فلا يجوز الاستمرار عليه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 300

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18221)

س 2: لدينا في المنطقة بعد مرور عام كل سنة في أغسطس أو سبتمبر يجتمع ناس من القرية في المسجد، ويذبحون ثورا أو خروفا، ويقسمون اللحم في البيوت لإعداد الطعام، وبعد أن يخرج الناس يأكلون الطعام ثم يدعون الله لكيلا يبتليهم

ص: 300

بالأمراض، ويتصدقون ويقولون هذه صدقة للعافية، ويعتقدون أنهم إذا فعلوا هذا الفعل، الله يصرف عنهم البلايا. ما حكم أكل هذا الطعام؟ ما حكم من يعتقد مثل هذا الاعتقاد؟

ج 2: هذا الذبح بدعة، وهذا الاعتقاد باطل لا يجوز؛ لأنه ليس له أصل في الشرع المطهر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

(1)

» ، وقال عليه الصلاة والسلام: «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

(2)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

(2)

سنن ابن ماجه المقدمة (46) .

ص: 301

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18365)

س 2: ما حكم رجلين تعاهدا على شيء وقراءة الفاتحة، فهل يجب الوفاء بالعهد وما الكفارة؟

ج 2:‌

‌ قراءة الفاتحة عند العهد

لا أصل لها، والعهد إذا كان على فعل شيء مباح يجب الوفاء به؛ لقوله تعالى:

ص: 301

{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}

(1)

، وقوله تعالى:{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ}

(2)

، وقوله صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان

(3)

» متفق على صحته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وفي (الصحيحين) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر

(4)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الإسراء الآية 34

(2)

سورة النحل الآية 91

(3)

صحيح البخاري الأدب (6095) ، صحيح مسلم الإيمان (59) ، مسند أحمد (2/536) .

(4)

أحمد 2 \ 189، 198، والبخاري 1 \ 14، 3 \ 101، 4 \ 69، ومسلم 1 \ 78 برقم (58) ، وأبو داود 5 \ 64 برقم (4688) ، والترمذي 5 \ 19 - 20 برقم (2632) ، والنسائي في (المجتبى) 8 \ 116 برقم (5020)، وفي (الكبرى) 8 \ 76 برقم (8681) (ط: مؤسسة الرسالة) .

ص: 302

‌بدع النكاح

الفتوى رقم (12317)

س: بعض الناس إذا جاء وقت العرس أحضروا رجلا أو امرأة للعريس والعروسة، ويعبئ أحدهم بيضا ثم يكسرها، إما على رأس العريس أو العروسة، ثم يرفع صحنا من فوق رأس العريس أو العروسة، ثم يأتي أهل العروسين يهنئونهم على عرسهم، ويرمون في هذا الصحن النقود، فيمسك هذا الإنسان النقود، ثم يقول: هذه 500 من فلان بن فلان. هكذا يفعلون ويربحون منها حوالي في كل عرس عشرة آلاف تقريبا، وإذا سألت هؤلاء لماذا تفعلون هذا وتحضرون هذين الشخصين ينصبون عليكم ويأخذون منكم المبلغ الهائل؟ فيجيبون عليك: هذه تقاليد آبائنا وأجدادنا الأولين. أو يحضرون كبشا ثم يجعلون العريس أو العروسة يعبرون من فوق هذا الحيوان الذي يرقدونه فوق الأرض، ويعتقدون أن هذا يجعل البركة في هذا الزفاف.

ما حكم من يحضر هذين الشخصين في هذه المناسبة؟

ما حكم من يدعي أنها من السنة وهذا صحيح؟

ما حكم كسر البيض أو ذبح الكبش؟

ص: 303

هل هذا المبلغ الذي يدفع لهذين الشخصين حلال أم حرام؟

بماذا تنصح هذه الأسرة الذين يعتقدون أنها من تقاليد آبائهم، وما عليهم أن يفعلوا بعد أن يجيئهم الصواب، وما هي الكفارة لذلك؟

ج: 1- ليس كسر البيض على رأس العريس أو العروسة في حفل الزواج من السنة، بل ذلك من العادات القديمة الممقوتة التي يأكل بها النصابون أموال الناس بالباطل، فلا يجوز إحضار مثل هذا الشخص في حفل الزواج، وكذلك الشأن في مرور العروسين من فوق الكبش في حفل الزواج.

2-

لا يجوز دفع مال لمن يكسر البيضة المذكورة في حفل الزواج.

3-

يجب على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله جل وعلا مما يحصل ويستغفره، وأن يحذر من أن يعود إليه مرة ثانية.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 304

الفتوى رقم (21533)

س: توجد بعض الأسر عندما يتم عقد زواج لبناتهم أو أبنائهم يقومون بإحضار ماء مقروء فيه من القرآن الكريم،

ص: 304

وتوضع كمية من ملح الكافور الذي يغسل به الأموات، ومخلوط بدهان الفكس، ويغسلون به الزوج والزوجة خوفا من العين والحسد والسحر، اعتقادا منهم بجوازه. هل هذا العمل جائز شرعا؟ أفتونا جزاكم الله عنا كل خير والله يحفظكم ويرعاكم.

ج: قراءة القرآن على الماء ووضع كمية من ملح الكافور عليه مخلوطا بدهان الفكس بهذه الطريقة لأجل منع العين والحسد والسحر عن من أراد الزواج بدعة لا أصل لها من الشرع، فلم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم، ولا يجوز اعتقاد النفع والضر بسبب هذه الطريقة، وعلى الإنسان أن يقتصر على ما ورد من الرقية الشرعية بالقرآن وأسماء الله الحسنى، وأن يحصن نفسه بالأذكار والأدعية النبوية الواردة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 305

السؤال الثاني من الفتوى رقم (21437)

س 2: عندهم أيضا عادة يفعلونها عندما يتزوج أي شخص منهم، أو قد يوصي بها ولي أمر الزوجة، حيث إنهم يلزمون أنفسهم بذبح شاة في كل سنة باعتبارها صدقة لله عن الزوجة

ص: 305

والأولاد اعتقادا بأنها تحميهم من الحسد والأمراض والمصائب وينذرونها لله ويعملونها كل عام ويسمونها (الرزبة) ، وعند الذبح يذكر عليها اسم الله، فالبعض من الناس يشك عند تأخيرها بأنها تسبب لهم الأمراض والمصائب، والبعض الآخر متيقن كل اليقين بأن الأمراض لا يأتي بها إلا الله، لكنه اتخذ على نفسه نذرا. ما حكم عملهم هذا يا سماحة الشيخ، وما الواجب عليهم؟ بارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

ج 2: ذبح شاة كل سنة بعد الزواج باعتقاد أن ذلك يحميهم من الحسد والأمراض والمصائب - عمل محرم واعتقاد باطل، ولو سمي صدقة فإنه لا يجوز، وهو وسيلة إلى الشرك، فيجب تركه والتوبة منه والتوكل على الله وحده بأنه لا يدفع الضر ويجلب الخير إلا هو سبحانه وتعالى.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 306

السؤال الثاني من الفتوى رقم (11906)

س 2: بعض أهل القرى إذا طال بهم القحط أخذوا ثورا أو جملا وساروا به مع مجرى السيل، ويطلبون من الله الرحمة والغيث لهم

ص: 306

بعد ذبح الثور أو الجمل. أفتونا مأجورين.

ج 2: المشروع للمسلمين إذا تأخر نزول المطر وأجدبت الأرض: أن يؤمروا بالصلاة والصيام والصدقة، والخروج من المظالم، وترك التشاحن، لأن الطاعة سبب للبركات، والمعاصي سبب للجدب، وأن يعد الإمام الناس يوما يخرجون فيه لصلاة الاستسقاء ويخرجون متواضعين متبذلين متخشعين متذللين متضرعين ويصلي بهم ركعتين. وأما ذبح الثور أو الجمل في مجرى السيل رجاء نزول الغيث - فهذا من البدع في الدين، وقد يصل إلى درجة الشرك إذا اعتقدوا ذلك سببا حتميا لنزول المطر.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 307

الفتوى رقم (16626)

س: أفيد فضيلتكم أنني أقوم بالتحضير لنيل شهادة الدكتوراه، وقد طلب الأستاذ المشرف على الرسالة مني تغطية موضوع هام ألا وهو موقف الإسلام من المحافظة على المواقع والمباني التي لها طابع تاريخي أو معماري مميز. وهل الإسلام يحث على المحافظة على تلك المباني أو المواقع، وهل يجوز على سبيل

ص: 307

المثال المحافظة على موقع أو مبنى شهد أحداثا هامة تاريخية أو دينية، وهل يجوز تحويله إلى متحف يزوره الناس؟

ج: لا يجوز تعظيم المباني والبقاع الأثرية؛ لأن ذلك يؤدي إلى الشرك، فقد يعتقد العامة فيه البركة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور والصلاة عندها؛ لأن ذلك وسيلة من وسائل الشرك، فالواجب الابتعاد عن هذا العمل وتركه والتحذير منه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 308

الفتوى رقم (21138)

س: يوجد في مدينة الطائف مسجد يسمى: مسجد الكوع، يقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قابل فيه عداسا عند عودته من الطائف، ويطلب منا نحن المعلمين - أحيانا - أن نأخذ الطلاب في زيارة إليه لتعريفهم بهذا الأثر، فهل هذا جائز أم لا؟ وإذا كان الذهاب إليه غير جائز فما حكم أخذ الطلاب إليه لمجرد تعريفهم به؟ وما حكم من ذهب إليه ليصلي فيه ركعتين؟

ج: ما يسمى باسم مسجد القنطرة، وباسم‌

‌ مسجد الكوع بالطائف:

هما مسجدان بدعيان لا أصل لهما، وليس لهما فضل

ص: 308

يخصهما، ولم يثبت بشأنهما حديث ولا أثر، وما يدور بين الناس بشأنهما كذب لا أصل له؟ لهذا فلا يجوز لمسلم التعبد بزيارتهما كالشأن في المساجد المبتدعة، ولأنه لا يجوز تخصيص مسجد بالزيارة للتعبد فيه إلا المساجد الثلاثة، وهي: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، والمسجد الأقصى، ومسجد قباء في المدينة النبوية، وبه يعلم أنه لا يجوز عمل رحلة طلابية لزيارتهما، ولما في ذلك من تضليل عقول الناشئة، والواجب هو صيانة العقائد من البدع والضلالات.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد الله بن غديان

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 309

السؤال الثاني من الفتوى رقم (11093)

س 2: هناك أناس إذا كان الواحد والده متوفى ورآه بالمنام ذبح له ذبيحة، فهل هذه بدعة؟

ج 2: ذبح الذبيحة بسبب رؤية والده في المنام لا أصل له، بل ذلك من البدع.

ص: 309

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 310

‌الفتن

ص: 311

السؤال الثاني من الفتوى رقم (10511)

س 2: أسأل عن حديث وجدته يقول: عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه، ويصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع فيها أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل

(1)

» إن كان هذا الحديث صحيحا ما هو الذي من العمل يرد المسلم كافرا، وما هو المخرج من ذلك؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.

ج 2: أخرج مسلم في (صحيحه) والترمذي في (السنن) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا

(2)

» وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

(1)

مسند أحمد (3/453) .

(2)

أحمد 2 \ 304، 372، 523، ومسلم 1 \ 110 برقم (118) ، والترمذي 4 \ 487 برقم (2195) ، وابن أبي عاصم في (الزهد)(ص 107) برقم (218) ، وأبو يعلى 11 \ 396 برقم (6515) ، وابن حبان 15 \ 96 برقم (6704) ، والبغوي 15 \ 15 برقم (4223) .

ص: 312

هذا الحديث ذكره العلماء في أبواب الفتن، وهي ما يقع في هذه الأمة من الاختلاف والهرج والقتل واستحلال ما حرم الله ورسوله، والمراد من قوله: «يصبح مؤمنا ويمسي كافرا

(1)

» إلى قوله: «يبيع دينه بعرض من الدنيا

(2)

» هو ما فسر به الحسن رحمه الله، كما في الترمذي قال: يصبح الرجل محرما لدم أخيه وعرضه وماله، ويمسي مستحلا له، ويمسي محرما لدم أخيه وعرضه وماله، ويصبح مستحلا له، والمخرج من الفتن هو: اللجوء إلى الله واجتناب كل الفرق المتنازعة، بأن يلزم بيته أو ينتقل إلى موضع آخر بغنمه إن كان له غنم، أو إلى زرعه إن كان ذا زرع، وقد أخرج البخاري بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن

(3)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

أحمد 2 \ 304، 372، 523، ومسلم 1 \ 110 برقم (118) ، والترمذي 4 \ 487 برقم (2195) ، وابن أبي عاصم في (الزهد)(ص 107) برقم (218) ، وأبو يعلى 11 \ 396 برقم (6515) ، وابن حبان 15 \ 96 برقم (6704) ، والبغوي 15 \ 15 برقم (4223) .

(2)

أحمد 2 \ 304، 372، 523، ومسلم 1 \ 110 برقم (118) ، والترمذي 4 \ 487 برقم (2195) ، وابن أبي عاصم في (الزهد)(ص 107) برقم (218) ، وأبو يعلى 11 \ 396 برقم (6515) ، وابن حبان 15 \ 96 برقم (6704) ، والبغوي 15 \ 15 برقم (4223) .

(3)

مالك 2 \ 970، وأحمد 3 \ 6، 30، 43، 57، والبخاري 1 \ 10، 4 \ 97، 7 \ 188، 8 \ 94، وأبو داود 4 \ 461 - 462 برقم (4267) ، والنسائي 8 \ 124 برقم (5036) ، وابن ماجه 2 \ 1317 برقم (3980) .

ص: 313

السؤال الثاني من الفتوى رقم (10575)

س 2: فقه الحديث والأخذ به بالنسبة لحال المسلمين الآن، أعني حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري بكتاب الفتن تحت باب حينما لا تكون جماعة.

فما معنى الاعتزال الوارد في الحديث الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم حذيفة رضي الله عنه عندما لا يكون للمسلمين جماعة ولا إمام؟

ج 2: الفتن كثيرة، والمقصود من الاعتزال: اجتناب مثار الفتن وموارد الضلال، ولا تزال تدعو إلى الحق وتجتهد في العمل به، فاختر لنفسك أقربها إلى الخير، وتعاون معها على البر والتقوى رجاء الاستقامة والسلامة من الشر.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 314

الفتوى رقم (17320)

س: «سيكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن نابذهم فقد نجا، ومن اعتزلهم فقد سلم، ومن خالطهم فقد هلك

(1)

» أو كما قال. من فضلكم هل هذا الحديث صحيح؟ لأننا رأيناه في (صحيح الجامع الصغير وزيادته)، فقلنا: إنه خالف ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عدة من الصحابة بلغت منزلة المتواتر في عدم الخروج على الإمام، وأيضا نرى ذلك مذهب أهل السنة وأهل الحديث، كما أشار الإمام الطحاوي:(ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا) . وهل أصبنا أم أخطأنا؟ وضحوا واكشفوا لنا الحقيقة، وإن كان الحديث المذكور صحيحا، فكيف نجمع بينهما؟

ج: الحديث الذي ذكرته صحيح، وليس فيه معارضة لمعتقد أهل السنة في السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف ولزوم الجماعة وعدم الخروج عليهم وإن جاروا، ما لم يحصل منهم كفر بواح؛ لأن المقصود بالمنابذة في الحديث: الإنكار باللسان، كما بينه شراح الحديث.

قال المناوي في (شرح الجامع 4 \ 132) : "فمن نابذهم"

(1)

رواه بهذا اللفظ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ابن أبي شيبة 15 \ 243، والطبراني 11 \ 33 برقم (10973) .

ص: 315

يعني: أنكر بلسانه ما لا يوافق الشرع "نجا" من النفاق والمداهنة، "ومن اعتزلهم" منكرا بقلبه "يسلم" من العقوبة على ترك إنكار المنكر، "ومن خالطهم" راضيا بفسقهم (هلك) يعني: وقع فيما يوجب الهلاك الأخروي) اهـ.

وفي (صحيح مسلم) ما يؤيد هذا المعنى من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: يا رسول الله، ألا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

أحمد 6 \ 295، 302، 305، 321، ومسلم 3 \ 1480، 1481 برقم (1854) ، وأبو داود 5 \ 119 برقم (4760) ، والترمذي 4 \ 529 برقم (2265) .

ص: 316

الفتوى رقم (16873)

س: نسمع ونجد أناسا يدعون أنهم من السلفية، وشغلهم

ص: 316

الشاغل هو الطعن في العلماء واتهامهم بالابتداع، وكأن ألسنتهم ما خلقت إلا لهذا، ويقولون: نحن سلفية. والسؤال يحفظكم الله:

ما هو مفهوم السلفية الصحيح، وما موقفها من الطوائف الإسلامية المعاصرة؟ وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء إنه سميع الدعاء.

ج: إذا كان الحال كما ذكر، فإن الطعن في العلماء ورميهم بالابتداع واتهامهم مسلك مرد ليس من طريقة سلف هذه الأمة وخيارها، وإن جادة السلف الصالح هي الدعوة إلى الكتاب والسنة، وإلى ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، مع جهاد النفس على العمل بما يدعو إليه العبد، والالتزام بما علم بالضرورة من دين الإسلام من الدعوة إلى الاجتماع والتعاون على الخير، وجمع كلمة المسلمين على الحق، والبعد عن الفرقة وأسبابها من التشاحن والتباغض والتحاسد، والكف عن الوقوع في أعراض المسلمين، ورميهم بالظنون الكاذبة، ونحو هذا من الأسباب الجالبة لافتراق المسلمين وجعلهم شيعا وأحزابا يلعن بعضهم بعضا، ويضرب بعضهم رقاب بعض، قال تعالى:

ص: 317

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}

(1)

{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

(2)

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

(3)

، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

(4)

» ، والآيات والأحاديث في ذم التفرق وأسبابه كثيرة؛ ولهذا فإن حماية أعراض المسلمين وصيانتها من الضروريات التي علمت من دين الإسلام، فيحرم هتكها والوقوع فيها، وتشتد الحرمة حينما يكون الوقوع في العلماء، ومن عظم نفعه للمسلمين منهم؛ لما ورد من نصوص الوحيين الشريفين بعظيم منزلتهم، ومنها: أن الله سبحانه وتعالى ذكرهم شهداء على توحيده، فقال تعالى:

(1)

سورة آل عمران الآية 103

(2)

سورة آل عمران الآية 104

(3)

سورة آل عمران الآية 105

(4)

أحمد 4 \ 358، 363، 366، والبخاري 1 \ 38، 5 \ 126، 8 \ 36، 91، ومسلم 1 \ 82 برقم (65) ، والنسائي 7 \ 127 - 128 برقم (4131) ، وابن ماجه 2 \ 1300 برقم (3942) ، والدارمي 2 \ 69.

ص: 318

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

(1)

، والوقوع في العلماء بغير حق تبديعا وتفسيقا وتنقصا وتزهيدا فيهم- كل ذلك من أعظم الظلم والإثم، وهو من أسباب الفتن، وصد المسلمين عن تلقي علمهم النافع وما يحملونه من الخير والهدى، وهذا يعود بالضرر العظيم على انتشار الشرع المطهر؛ لأنه إذا جرح حملته أثر على المحمول، وهذا فيه شبه من طريقة من يقع في الصحابة من أهل الأهواء، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم شهود نبي هذه الأمة على ما بلغه من شريعة الله، فإذا جرح الشاهد جرح المشهود به. فالواجب على المسلم التزام أدب الإسلام وهديه وشرائعه، وأن يكف لسانه عن البذاء والوقوع في أعراض العلماء، والتوبة إلى الله تعالى من ذلك، والتخلص من مظالم العباد، ولكن إذا حصل خطأ من العالم فلا يقضي خطؤه على ما عنده من العلم، والواجب في معرفة الخطأ الرجوع إلى من يشار إليهم من أهل العلم في العلم والدين وصحة الاعتقاد، وأن لا يسلم المرء نفسه لكل من هب ودب، فيقوده إلى المهالك من حيث لا يشعر.

(1)

سورة آل عمران الآية 18

ص: 319

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 320

الفتوى رقم (16872)

س: سماحة الشيخ يدور عندنا في السودان وبين الجماعة السلفية نفسها جدل ولغط حول بعض النقاط، فالرجاء من سماحتكم توضيحها لنا زادنا الله وإياكم علما وفقها في دينه.

جماعة أنصار السنة المحمدية جماعة معروفة لديكم، خرج بعض الإخوة عن خط الجماعة وصاروا يهاجمونها ويصفونها بأنها (جماعة من بني جلدتكم يتكلمون بألسنتكم من أجابهم قذفوه في النار) هكذا وصف هؤلاء الإخوة هدانا الله وإياهم طريقه المستقيم هذه الجماعة بهذه الصفة، اعتمادا على حديث حذيفة بن اليمان (حديث الفتنة) . وأسباب ابتعادهم تتلخص في الآتي:

تسمية الجماعة السلفية في السودان بأنصار السنة المحمدية يعتبرونه بدعة. جماعة أنصار السنة حزب كغيرها من الأحزاب والجماعات الضالة.

سماحة الشيخ هذا الموضوع أحدث انشقاقا في صفوف الدعوة السلفية قد عاق ويعوق مسيرة الدعوة إلى التوحيد في بلد

ص: 320

عامة مواطنيه جعلوا الصوفية منهجا لهم، بل جعلت من ينتمي إلى هذه الجماعة من الشباب يقف موقف المحتار لا يدري مع من الحق، بل صار التساؤل إذا لم تستطع الدعوة السلفية في السودان تجميع أفرادها القليلين وانشقت على نفسها، فكيف ستجمع المسلمين في أنحاء العالم؟ مع اليقين التام إن شاء الله بأن الله سيظهر الحق ويدمر الباطل وأعداء الدين.

ج: جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر ثم السودان جماعة إسلامية سنية سلفية، تدعو إلى الله على منهاج النبوة في التوحيد، والتعبد والسلوك، وتعتقد الولاء والبراء على الكتاب والسنة، هذا ما هو معروف عندها - ولله الحمد - فهي تمثل جماعة المسلمين الحقة في وسط هذه المجتمعات التي تعج بأنواع الفرق والنحل، وقد نفع الله بهم خلقا كثيرا من العلماء وطلبة العلم وعامة الناس، وهذا الاسم (جماعة أنصار السنة المحمدية) إنما صار لتتميز به أمام الجماعات والفرق التي داخلتها البدع والأهواء المضلة، وعقد الولاء والبراء ليس على هذا الاسم، وإنما هو على الكتاب والسنة والحب في الله والبغض في الله.

ولهذا فلا يجوز تفرقهم، ولا تفريق كلمتهم، ومن سعى في هذا أو رماهم بالتحزب المقيت فقد اعتدى عليهم وظلم نفسه،

ص: 321

وهذا من الفتون في صدع الصف وتفريق جماعة المسلمين التي تترسم هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ونوصيكم وأنفسنا بتقوى الله في السر والعلن، وعدم الالتفات إلى من يريد تفريق الكلمة، والحرص على التزود من العلم النافع ونشره بين الناس، وبخاصة توحيد الله سبحانه وتعالى في عبادته وفي أسمائه وصفاته، والتحذير من الشرك والطرق المضلة. ثبتنا الله وإياكم على الإسلام.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 322

السؤال الأول من الفتوى رقم (18072)

س 1: ما‌

‌ المقصود بإسناد الأمر إلى غير أهله،

الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم أنه من علامات الساعة، وهل هو خاص في الأمور الدينية أو الدينية والدنيوية على حد سواء؟

ج 1: المقصود بإسناد الأمر في الحديث هو: إسناد الأمر مما يتعلق بالمسلمين في أمور دينهم ودنياهم إلى غير المؤهل لذلك الأمر؛ لأن المسؤولية أمانة، وإسنادها إلى غير أهلها خيانة؛ لأنه

ص: 322

يترتب على ذلك إفساد الأمور وتضييع الحقوق، وقد قال تعالى:{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}

(1)

، فلا بد من القوة في التنفيذ والأمانة في الأداء.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة القصص الآية 26

ص: 323

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18060)

س 2: والدتي مرضت مرضا شديدا، وكانت في غيبوبة في المستشفى، وعندما أفاقت وجدت نفسها لا تتحرك، فقد جاءها شلل نصفي، فبكت بكاء شديدا وقالت: يا رب إني لا أريد أن أعيش بهذه الحالة وطلبت من ربها الموت. وبعد يوم رجعت إلى البيت وتوفيت في صباح اليوم التالي. فهل على أمي إثم فيما قالت بأنها طلبت الموت من ربها؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.

ج 2:‌

‌ تمني الموت

لا يجوز، إلا إذا خاف الإنسان الفتنة في دينه، قال صلى الله عليه وسلم: «لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، وإن كان

ص: 323

لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما دامت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي

(1)

» ، وورد في هذا أحاديث. وما فعلت أمك غير جائز، ولكن لعلها تعذر بالجهل.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري المرضى (5671) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2680) ، سنن الترمذي الجنائز (971) ، سنن النسائي الجنائز (1822) ، سنن أبي داود الجنائز (3108) ، سنن ابن ماجه الزهد (4265) ، مسند أحمد (3/281) .

ص: 324

السؤال الرابع من الفتوى رقم (16371)

س 4: ينتابني كثيرا ضيق شديد من الحياة ومن ابتعاد المسلمين عن دينهم، وأقول مرات عديدة: ليتني لم أولد، وأدعو الله أن يرحمني من العذاب، فكيف أخرج من حالة الضيق؟

ج 4: لا يجوز للإنسان أن يقول: ليتني لم أخلق، وإذا أصابه شيء يكرهه فعليه الصبر والاحتساب، والقول كما قال الصابرون:{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

(1)

، ويشرع أيضا عند ذلك أن يقول: قدر الله وما شاء فعل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل: لو

(1)

سورة البقرة الآية 156

ص: 324

أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان

(1)

» أخرجه مسلم في صحيحه) .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم القدر (2664) ، سنن ابن ماجه المقدمة (79) ، مسند أحمد (2/370) .

ص: 325

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16596)

س 2: ما هي‌

‌ سبل تقوية الإيمان في الفتن

المتراكمة (التلفزة، الشارع، المجتمع الغربي) ؟

ج 2: سبل تقوية الإيمان كثيرة من المحافظة على الطاعات، والابتعاد عن المحرمات، ومجالسة الصالحين، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره، وقراءة السنة النبوية، وملازمة ذكر الله عز وجل، واللهج بالدعاء، والافتقار إلى الله.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 325

السؤال الأول من الفتوى رقم (17549)

س 1: نحن شباب أهل سنة والحمد لله، وتواجهنا بعض الصعوبات مع الآباء في تطبيق السنة، وكثير من الشباب لا

ص: 325

يستطيع أن يطبق السنة خوفا من والده. فما هو العمل في ذلك؟

ج 1: عليكم بالتمسك بالسنة وتعلم العلم النافع والصبر على ما ينالكم من الأذى في سبيل الله، وادعوا والديكم وغيرهما إلى السنة، لعل الله أن يهدي على أيديكم من يشاء. قال صلى الله عليه وسلم: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري المغازي (4210) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406) ، سنن أبي داود العلم (3661) ، مسند أحمد (5/333) .

ص: 326

الفتوى رقم (14833)

س: سبق أن بعثت لفضيلتكم سؤالا وجزاكم الله خيرا لحسن اهتمامكم بالإسلام والمسلمين، وكان أول خطابي أني التزمت بالحق بعدما كنت أداوم على المعاصي، ولكن وقفت لي عقبات في هذا الالتزام، وجدت أول من يقف أمامي هو أبي، وكان من المفروض أن أبي أول من يساعدني على البعد عن المعاصي، ولكن أبي لا يعجبه أمري إذا كنت في الالتزام أو في المعاصي، قلت له: ماذا تريد أن أفعل إذا كان هذا لا يرضيك؟ قال لي: أن تحلق اللحية ولا تختلط بالإخوة الذين هم في بلدنا أبدا. . لماذا يا أبي هذا؟ قال: هذا المجتمع الذي نعيش فيه ينفرهم

ص: 326

ولا يرضى بهم. قلت: ما لنا داع بالمجتمع إننا لا نرجو إلا الحياة الآخرة التي فيها كل تكريم لكل عبد مؤمن، ولا نريد من الدنيا إلا العيش فيما يرضي الله. قال: يا ابني إنهم مشبوهون، إنني أراك على حق وهم على حق، ولكن المجتمع لا يرضى عنهم، إنني لا أمنعك من الجلوس في المسجد الذي يجاورنا، ولكن اللحية أهم شيء ثم أن لا تذهب إلى دروسهم في العلم ولا تخالطهم، وإن اعتكفت طول عمرك في المسجد الذي بجوارنا لا أمانع أبدا بشرط حلق اللحية، ثم خذ كتبك الدينية والمدرسية واجلس في المسجد الذي بجوارنا، ولا تتركه أبدا وأنا أرضى عليك في هذه الحال، وإنما إن كنت في هذا الحال فأنا لا أرضى عليك أبدا. قلت له: أرضى بما يلقيه علي المجتمع. قال: إنها شيء مشين في حق إخوانك. مع العلم أن إخواني بذلت كل ما في جهدي على أن أجعلهم من المصلين فأبوا، فكيف يكون هذا مشين في حقهم إذا كانوا مفرطين في طاعة الله، ولا يقبلون على المساجد أبدا؟ وإني خيرت بين طاعة والدي وطاعة الرسول وقلت: إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وإني قلت: أعطني مهلة خمسة عشر يوما أستفسر في الأمر. مع أنني أعلم أنه لا يجب أن أطيع مخلوقا في معصية الخالق. أرجو من فضيلتكم إفادتنا.

ص: 327

ج: نحمد الله الذي هداك، ونسأله لك الثبات على الدين وحسن الاستقامة إنه سميع مجيب، وعليك بر والديك ومعاملتهما المعاملة الحسنة، وعدم رفع الصوت عليهما، ومحاولة خدمتهما فيما يحتاجان إليه. وأما ما يأمرك به والدك من حلق لحيتك فلا يجوز لك ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى

(1)

» متفق عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، وإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة

(2)

» متفق عليه. وأما تخوف والدك عليك من كلام الناس وازدرائهم لك إذا التزمت بالدين وجالست الصالحين، فأخبره بأن هذا الدين جعله الله امتحانا للناس، ليفوز من صبر وصابر برضاء الله وجنته، وقد أوذي أشرف الخلق وسيدهم وأحبهم إلى الله محمد صلى الله عليه وسلم فعيروه بالجنون وبالسحر، ووضعوا عليه سلا الناقة، ورجموه بالحجارة، وضربوا أصحابه وعذبوا بعضهم ومات بعضهم تحت التعذيب، وصبروا على دين الله، وفي كل يوم يدخل شخص جديد الإسلام، حتى قوي المسلمون وانتشر دين الله وأعزنا الله بهذا الدين. وهكذا في هذا الزمن الذي أصبح الدين غريبا، وأصبح المتدينون مطاردين ومشردين تلصق بهم جميع التهم، فإنهم بصبرهم والتزامهم بهذا الدين ومصابرتهم على الأذى والاستهزاء والسخرية يعز الله بهم

(1)

صحيح البخاري اللباس (5893) ، صحيح مسلم الطهارة (259) ، سنن الترمذي الأدب (2763) ، سنن النسائي الزينة (5226) ، سنن أبي داود الترجل (4199) ، مسند أحمد (2/16) ، موطأ مالك الجامع (1764) .

(2)

صحيح البخاري الأحكام (7144) ، صحيح مسلم الإمارة (1839) ، سنن الترمذي الجهاد (1707) ، سنن النسائي البيعة (4206) ، سنن أبي داود الجهاد (2626) ، سنن ابن ماجه الجهاد (2864) ، مسند أحمد (2/142) .

ص: 328

هذا الدين، ففي كل يوم نرى من يلتزم بهذا الدين، ويرجع إليه من كبار القوم وصغارهم، قال تعالى:{فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}

(1)

، وقال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

(2)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة هود الآية 49

(2)

سورة آل عمران الآية 200

ص: 329

السؤال الأول من الفتوى رقم (18449)

س 1: ما مدى صحة هذا القول:‌

‌ في آخر الزمان يتكلم الحديد ويقرب البعيد

ويحكم العبيد أو قال ويتحرر العبيد. هل هو حديث ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أم أنه من أقوال الناس؟

ج 1: لا نعلم ثبوت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي ورد في هذا ما رواه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يتقارب الزمان وينقص العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح

ص: 329

ويكثر الهرج قيل: يا رسول الله: أيما هو؟ قال: القتل القتل

(1)

» وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

أحمد 2 \ 233، 257، 261، 313، 428، 457، 481، 519، 525، 530، والبخاري 1 \ 29، 2 \ 22، 7 \ 82، 8 \ 89، ومسلم 4 \ 2057 وأبو داود 4 \ 454 برقم (4255) ، وابن ماجه 2 \ 1345 برقم (4052) .

ص: 330

‌أشراط الساعة

ص: 331

صفحة فارغة

ص: 332

السؤال الأول من الفتوى رقم (18645)

س 1: يأجوج ومأجوج هل هم من بني آدم؟

ج 1: يأجوج ومأجوج طائفتان عظيمتان من ذرية آدم عليه السلام، تخرجان في آخر الزمان وتعيثان في الأرض فسادا، فيهلكهم الله أجمعين في ليلة واحدة، وذلك في أيام نزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وخروجهم هذا معدود من أشراط الساعة، كما جاء في القرآن والسنة الصحيحة، وخروجهم أيضا من أشراطها الكبار، والدليل على أنهم من ذرية آدم عليه السلام أحاديث، منها: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم! يقول: لبيك ربنا وسعديك. فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار. قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف (أراه قال:) تسعمائة وتسعة وتسعين. فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون، ومنكم واحد

(1)

» الحديث. متفق عليه، وهذا لفظ البخاري.

(1)

صحيح البخاري التوحيد (7483) ، صحيح مسلم الإيمان (222) ، مسند أحمد (3/33) .

ص: 333

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 334

السؤال الثاني من الفتوى رقم (17521)

س 2: ما حكم‌

‌ ابن صائد،

وهل هو المسيح الدجال، ولماذا لم يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هل هو المسيح أم لا؟

ج 2: عبد الله بن صياد ظهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وظن بعض الصحابة أنه الدجال، وتوقف النبي صلى الله عليه وسلم في أمره حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال، لكنه من جنس الكهان، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد خبأت لك خبأ" قال: الدخ، وكان خبأ له سورة الدخان. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اخسأ فلن تعدو قدرك

(1)

» يعني: إنما أنت من إخوان الكهان، والكهان كان يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبرهم بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع، وكانوا يخلطون

(1)

رواه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: أحمد 2 \ 148، والبخاري 2 \ 96، 4 \ 32، 7 \ 113، ومسلم 4 \ 2244 برقم (2930) ، وأبو داود 4 \ 505 برقم (4329) ، والترمذي 4 \ 519 برقم (2249) .

ص: 334

الصدق بالكذب كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب، فتذكر الأمر قضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع، فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

رواه - بهذا اللفظ - من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: البخاري 4 \ 79، 94، وابن جرير الطبري في (التفسير)(تفسير سورة الصافات)، آية (لا يسمعون إلى الملإ الأعلى) 19 \ 504 (ط: دار هجر) ، والبغوي في (التفسير) تفسير سورة الحجر، آية (إلا من استرق السمع) 4 \ 373 (ط: دار طيبة) ، والطبراني في (الأوسط) 9 \ 371 برقم (8798) (ت: الطحان) .

ص: 335

السؤال الثاني من الفتوى رقم (19926)

س 2: هل‌

‌ الجساسة

التي وردت في حديث (تميم الداري) هي الدابة التي هي من علامات الساعة الكبرى؟ وما الذي ستفعله هذه الدابة حين تخرج؟ وهل هي تؤذي أم لا؟

ص: 335

ج 2: الجساسة التي ورد ذكرها في حديث تميم الداري رضي الله عنه غير الدابة التي يخرجها الله من الأرض، في آخر الزمان من علامات الساعة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 336

‌توحيد الأسماء والصفات

ص: 337

الفتوى رقم (12763)

س: يقال: إن لكل اسم من أسماء الله الحسنى خادما يخدم من يواظب على ذكر هذا الاسم بعدد معين. فهل هذا صحيح رغم عدم ورود أي حديث أو آية لذلك؟

ج: ما يقال من وجود خادم لكل اسم من أسماء الله الحسنى غير صحيح ولا أصل له.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 338

السؤال الثالث من الفتوى رقم (17324)

س 3: في أسماء الله تعالى وصفاته هل يجوز تفصيلها للعوام، أم يطلب منهم الإيمان بها عموما، كأن نقول لهم نؤمن بأسماء الله وصفاته من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف، وما المراد بقول علي رضي الله عنه:(حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله) ؟

ج 3: أسماء الله تعالى وصفاته يجب بيانها للناس، وتعليمهم إياها، لأنها مبينة في الكتاب والسنة، مع وجوب الإيمان بها وإثبات

ص: 338

معانيها لله على الوجه اللائق بجلاله سبحانه من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل؛ لقول الله سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

(1)

{اللَّهُ الصَّمَدُ}

(2)

{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}

(3)

{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}

(4)

، وقوله عز وجل:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(5)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الإخلاص الآية 1

(2)

سورة الإخلاص الآية 2

(3)

سورة الإخلاص الآية 3

(4)

سورة الإخلاص الآية 4

(5)

سورة الشورى الآية 11

ص: 339

الفتوى رقم (15900)

س:‌

‌ هل الخليفة والصاحب من أسماء الله

الحسنى؟

ج: ليس الخليفة ولا الصاحب من أسماء الله سبحانه، وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل

(1)

» من

(1)

رواه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: أحمد 2 \ 144، 155، ومسلم 2 \ 978 برقم (1342) ، وأبو داود 3 \ 75 برقم (2599) ، والترمذي 5 \ 501-502 برقم (3447) ، والنسائي في (الكبرى) 9 \ 202-203، 10 \ 245 - 246 برقم (10306، 11402)(ط: مؤسسة الرسالة) ، وابن خزيمة 4 \ 141 برقم (2542) ، والبيهقي 5 \ 252.

ص: 339

باب الإخبار لا من باب التسمية.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 340

الفتوى رقم (16050)

س: هل يجوز أن ندعو أحدا من عباد الله بـ (رحمن أو رحيم أو جبار) بدون تعريف باللام؟

ج: يجوز أن يسمى الإنسان بالاسم الموافق لاسم الله الذي لا يختص به مثل الملك، وفى القرآن:{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ}

(1)

، ومثل عليم وحليم، قال تعالى:{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ}

(2)

، وقال سبحانه:{وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ}

(3)

، ومثل رؤوف رحيم، قال تعالى في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم:{بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}

(4)

. مع العلم بوجود الفرق بين أسماء الخالق

(1)

سورة يوسف الآية 50

(2)

سورة الصافات الآية 101

(3)

سورة الذاريات الآية 28

(4)

سورة التوبة الآية 128

ص: 340

وأسماء المخلوقين، فالله سبحانه لا يشبهه شيء لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته، قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(1)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الشورى الآية 11

ص: 341

السؤال الخامس من الفتوى رقم (16863)

س 5: نسي الإمام أن يقول: سمع الله لمن حمده، وقال بدلا منه:(الله أكبر) . فهل عليه سجود السهو؟ وأرفق لسماحتكم كتابين لبيان حالهما.

ج5: التسميع في الصلاة وهو قول: (سمع الله لمن حمده) من واجبات الصلاة، لمداومة النبي صلى الله عليه وسلم على فعله، فإذا تركه إمام أو منفرد نسيانا وجب عليه السجود للسهو جبرانا لما نقص.

أما عن الكتابين المرفقين، وهما:

(التخميسية المنظومة لأسماء الله الحسنى)

، وكتاب (وسيلة الشافي) فنخبركم أنه بدراسة

ص: 341

الكتابين المذكورين تبين ما يلي:

أولا: (التخميسية المنظومة لأسماء الله الحسنى) هي منظومة رقيقة، لكن فيها ألفاظ مجملة وتوسلات مبتدعة وإطلاقات ممتنعة، فمنها قوله ص 4:(تقدست يا من تمم الخلق جاهه) فهذا فيه خطر بنسبة النقص إلى الله، تعالى عن هذا علوا كبيرا.

وقوله ص 6: (فادع الكريم وقل: يا هو) في هذا دعاء الله تعالى بالضمير (هو) وليس من أسماء الله تعالى، فلا يطلق على الله:(هو) ولا (الهوه) ؛ لأن أسماء الله سبحانه وتعالى توقيفية.

وقوله (ص 20) : (بجودك يا من يفرج الضيق سرعة، وبالأنبياء ثم الملائكة جملة) إلى قوله (ص 22) : (بكل توسلنا إلى جودك الذي) التوسل بذوات المخلوقين أو جاههم أو حقهم من الأنبياء والصالحين وغيرهم كل هذا محدث في الدين لا يجوز، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

وفي هذه المنظومة أشياء غير ذلك، كما في (ص 5، 8) وغيرهما.

ص: 342

وعليه فلا يجوز طبع هذه المنظومة وتداولها أو الاشتغال بقراءتها؛ لما فيها من المحاذير الشرعية المذكورة.

ثانيا: أما الكتاب الثاني (وسيلة الشافي) ويليه دعاء ختم القرآن الكريم وخطبة النكاح) . فبالنسبة لكتاب (وسيلة الشافي) للنبهاني ظهر عليه ملاحظتان:

الأولى (ص 3) : (وحبذا محمد هادينا) فإن نبينا ورسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم قد هدانا الله به، ففي هذا نوع إجمال.

الثانية: (ص 15، 16) : (اللهم اغفر لي ولعبدك المذنب الضعيف يوسف بن إسماعيل النبهاني مؤلف هذا الكتاب، وأدخلني وإياه الجنة من غير سابقة عذاب، وأوصل إلى روحه ثواب هذه الفاتحة. وبعد قراءتها يقول.. . إلخ) لا تشرع قراءة القرآن للموتى وإهداء ثوابها لهم لعدم الدليل على ذلك، والنبهاني المتوفى سنة (1350 هـ) لديه طوام في الاعتقاد، وعنده غلو وإسراف ومجالدة على بدع وشركيات في مؤلفات له أخرى حذر منها العلماء، وقد رد عليه أهل العلم، منهم الشيخ محمود شكري الآلوسي رحمه الله في كتابه:(غاية الأماني في الرد على النبهاني) . فعلى المسلم أن يحتاط لدينه، وأن

ص: 343

يجتنب مؤلفات هذا وأمثاله، لما فيها من الشرور العظيمة من الشرك والوثنية والتعلق بالأموات، وكل هذا هدم لأصل الدين وأساس التوحيد، وأما ما جاء في آخرها من (دعاء ختم القرآن الكريم وخطبة النكاح) ففيهما توسلات وبدع، وحديث موضوع وهو:(ركعتان من متزوج خير من سبعين ركعة من عزب) وفيما ورد في السنة الخير العظيم والفضل العميم، وتطلب في كتب العلماء المعتبرين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 344

الفتوى رقم (14674)

س: يوجد عندنا أحذية من تايوان، بها مضلعات بارزة، مكتوبة كلمة (الله) لفظ الجلالة، لكن بطريقة ماكرة. كيف يتصرف من ابتلي بشرائها دون علمه، هل يمتنع من استعمالها أم يطمس تلك المضلعات؟

ج: لا يجوز استعمال الأحذية المذكورة حتى تزال المضلعات المكتوبة للفظ الجلالة؛ لأن في ذلك امتهانا لاسم الجلالة.

ص: 344

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 345

الفتوى رقم (15647)

س: إن اسمي الحقيقي الذي أسماني إياه والدي هو باجد، ومن ثم حصل خطأ في الإضافة، وكتب بادي بدلا من باجد، واستمر اسمي الآن بادي، والبادي بكل شيء هو الله سبحانه وتعالى، والآن أرغب تعديل اسمي، وأسرتي يرغبون تعديله إلى اسمي الأول وهو باجد، وأنا أرغب إلى تعديل اسمي إلى عبد الخالق، والبعض يرغب في بقاء اسمي على اسمي الحالي وهو بادي. آمل من سماحتكم إفادتي عن أفضل هذه الأسماء، ومن أطيع منهم، وما رأي سماحتكم في اسمي الحالي وهو بادي؟ ونرجو العفو والمغفرة من الله وجزاكم الله خيرا.

ج: لا بأس بتغيير الاسم إلى ما هو أحسن منه، لكن إذا كان بعض الأهل يعارضون، والاسم الذي يراد تغييره ليس هو من الأسماء المكروهة شرعا - فالأحسن عدم تغييره منعا للنزاع، والاسم المذكور وهو بادي ليس هو من الأسماء المكروهة شرعا، فلا داعي لتغييره. وقولك: إن البادي بكل شيء هو الله. إذا كنت تقصد أن هذا من

ص: 345

أسماء الله فهذا قول خطأ؛ لأن البادي ليس من أسماء الله.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 346

الفتوى رقم (12800)

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من مدير إدارة الترحيل وتعقيب المتخلفين بالرياض، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، برقم (1898) وتاريخ 14 \ 4 \ 1410 هـ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه:

يوجد شركة مسماها شركة عزيز للمقاولات والتجارة. ونأمل من سعادتكم التكرم وإفادتنا هل أن هذه الشركة تدخل من ضمن أسماء الله عز وجل أم لا؟ نأمل من سماحتكم إفادتنا عن ذاك ليتم إكمال اللازم من قبلنا. ولكم خالص تحياتي.

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي:

لا حرج في هذه التسمية؛ لأن كلمة (عزيز) ليست مختصة

ص: 346

بالله سبحانه وتعالى.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 347

الفتوى رقم (14727)

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام، من فضيلة رئيس هيئة مدينة الرياض، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، برقم (431 \ 2) وتاريخ 20 \ 4 \ 1412هـ وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه:

نرفق لسماحتكم بطيه بلاطة تحمل اسم صاحب المصنع، وهو اسم (النافع) ، وربما أن هذا الاسم صفة من صفات الله جل وعلا. فإننا نأمل التكرم بإحالتها إلى اللجنة المختصة، وإفادتنا بما يتم. والله يحفظكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج: لا حرج في ذلك؛ لأن هذا اللفظ ليس من أسماء الله المختصة به بمفرده، وإنما يوصف سبحانه بأنه النافع الضار.

ص: 347

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 348

الفتوى رقم (17118)

س: في بعض مساجد هنا في ولاية بشار، يقرأ اسم من أسماء الله الحسنى ألا وهو اسم (اللطيف) من كل جمعة، وذلك بعد انتهاء درس الجمعة، أي: قبل أذان الجمعة والخطبتين 129 مرة، وقد سألت الإمام فقال لي: ليرفع الله سبحانه وتعالى غضبه عنا. إذا ما هو قولكم وتوضيحكم لهذا الأمر؟

ج: تكرار قراءة اسم الله تعالى (اللطيف) 129 مرة قبل أذان الجمعة، ليس من هدي النبي، ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم، ولا من هدي سلف هذه الأمة، بل ذلك من البدع المحدثة في الدين، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

(1)

» أي: مردود على صاحبه. وأما التحلق للدرس قبل أذان الجمعة والخطبتين فمنهي عنه؛ لما روى النسائي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن

(1)

صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .

ص: 348

التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سنن النسائي (المجتبى) 2 \ 47 - 48 برقم (714) .

ص: 349

السؤال الأول من الفتوى رقم (18370)

س 1: جاء في كتاب (سمير المؤمنين في المواعظ والحكم والقصص) ، لمؤلفه محمد الحجار ص 171، 172، الطبعة الخامسة لسنة 1406 هـ، دار النفيس ما نصه: (وأن لله تعالى عشرين صفة ثبتت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، وقسمها علماء التوحيد إلى أربعة أقسام:

1-

صفة نفسية، وهي: الوجود.

2-

وصفات سلبية، وهي: الوحدانية، والقدم، والبقاء، والقيام بالنفس، ومخالفته للحوادث.

3-

وصفات المعاني، وهي: العلم، والإرادة، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام، والحياة.

ص: 349

4-

وصفات معنوية، وهي: كونه تعالى عالما، مريدا، قادرا، سميعا، بصيرا، متكلما وحيا. اهـ.

والسؤال: هل صحيح أن عدد صفات الله محدودة في عشرين صفة؟ وهذا التقسيم صحيح وثابت بالكتاب والسنة والإجماع؟

ج 1: حصر صفات الرب بعشرين صفة أو غيرها من الأعداد غير صحيح؛ لأن صفات الله سبحانه كثيرة لا يعلمها إلا هو، وكلها صفات كمال، وكل ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله في سنته - وجب إثباته واعتقاده، وهي تنقسم إلى صفات ذات كالوجه واليدين والسمع والبصر، وصفات أفعال كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر والكلام والخلق والرزق والإحياء والإماتة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 350

الفتوى رقم (19110)

س: تكثر الأسئلة التي تردنا عن‌

‌ إحصاء أسماء الله الحسنى،

خاصة ما ورد من سردها في بعض ألفاظ حديث أبي هريرة رضي

ص: 350

الله عنه، من طريق الوليد بن مسلم وعبد العزيز بن الحصين وغيرهما، وهل يصح الجزم بتلك الأسماء أنها من أسمائه تعالى، وأكثرها إشكالا ما يلي:(الأبد، البديع، الباقي، الباعث، البار، البرهان، الجليل، الحنان، الدائم، الرفيع، الشديد، الرشيد، الصادق، الصبور، العدل، العلام، الفاطر، الفرد، القديم، الكافي، الكفيل، المغني، المحصي، المنتقم، المبدي، المعيد، المغيث، المحيي، المميت، المالك، المدبر، النور، الوالي، الوفي، الواقي، الخافض، الرافع، المعطي، المانع، النافع، المعز، المذل) وهذه الأسماء توجد في كثير من الكتب، وتتردد على كثير من الألسنة، بل وتطبع على بطاقات صغيرة يقرؤها بعض الناس دبر الصلوات.

فآمل من سماحتكم إفادتنا بما يكون شافيا كافيا في بيان الحق في هذه الأسماء، وهل يجوز التعبيد بها، كعبد الباقي وعبد الدائم وعبد البديع وعبد الجليل ونحوها؟ وجزاكم الله خيرا.

ج: أسماء الله سبحانه وتعالى كلها حسنى، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة

(1)

» ، ومعنى إحصائها: معرفتها ومعرفة معانيها والإيمان بها والتعبد لله بمقتضاها، ولم يصح في تعيينها حديث. وبناء على ذلك فإنها تؤخذ من القرآن الكريم ومما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث؛ لأنها

(1)

صحيح البخاري التوحيد (7392) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2677) ، سنن الترمذي الدعوات (3508) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3861) ، مسند أحمد (2/516) .

ص: 351

توقيفية فلا يثبت منها شيء إلا بدليل صحيح من الكتاب والسنة الصحيحة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 352

السؤال الأول من الفتوى رقم (19930)

س: ما معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا

(1)

» هل أنه في الحديث الشريف حفظ أسماء الله أم حفظها والعمل بها؟

ج 1: أولا: ليس معنى الحصر المذكور في الحديث أنه ليس لله غير هذه التسعة والتسعين، وإنما المقصود: أن من أحصى هذه الأسماء دخل الجنة، فالمراد: الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء.

ثانيا: معنى الإحصاء في الحديث هو: حفظ الأسماء وفهم معانيها والتعبد لله بها.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري التوحيد (7392) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2677) ، سنن الترمذي الدعوات (3508) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3861) ، مسند أحمد (2/516) .

ص: 352

السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم (20961)

س 1: هل الفرد اسم من أسماء الله تعالى؟

ج 1: أسماء الله تعالى توقيفية، و (الفرد) لم يرد في القرآن ولم يثبت في السنة، وعليه لا يسمى الله تعالى به، وإنما يخبر عنه به فقط.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 353

س 2: هل رضوان خازن الجنة وأين ورد اسمه؟

ج 2: المشهور عند العلماء: أن اسم خازن الجنة رضوان، وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر. والله أعلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 353

السؤال الأول من الفتوى رقم (18362)

س 1: سأل النبي صلى الله عليه وسلم جارية: "أين الله؟ " فقالت: في السماء.

هل هذا الحديث صحيح أو ضعيف، وما الحكم في السؤال عن مكان الله، وأرجو الإثبات لي بسند من القرآن أو حديث عن هذا السؤال؟

ج 1: حديث سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الجارية: «أين الله؟ " فقالت: في السماء. فقال: "من أنا" قالت: أنت رسول الله. قال: "أعتقها

ص: 353

فإنها مؤمنة

(1)

» حديث صحيح رواه مسلم وأبو داود والنسائي من حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه.

وهذا الحديث وغيره مما هو في معناه من أدلة الكتاب والسنة يدل على إثبات صفة العلو لله تعالى، وأنه سبحانه في السماء، كما قال تعالى:{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}

(2)

الآية. ومعنى في السماء العلو، وأنه سبحانه فوق كل شيء وفوق العرش الذي هو سقف المخلوقات، كما قال الله سبحانه:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

(3)

، وقال سبحانه:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}

(4)

.

أما اكتفاؤه صلى الله عليه وسلم من الجارية بذلك للحكم بإيمانها فهو دليل على أن أمر الإيمان والشهادة به يجري على الظاهر، فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عن تلك الأمة بالإيمان الظاهر الذي علقت به الأحكام الظاهرة، وذلك ما لم يحدث من جرى ظاهره على الإيمان حدثا يوجب خروجه من مسماه.

(1)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537) ، سنن النسائي السهو (1218) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3282) ، مسند أحمد (5/449) ، موطأ مالك العتق والولاء (1511) .

(2)

سورة الملك الآية 16

(3)

سورة طه الآية 5

(4)

سورة الأعراف الآية 54

ص: 354

ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم أجرى أمر المنافقين على ظاهرهم، فكان يحكم فيهم حكمه في سائر المؤمنين، ولو حضرت جنازة أحدهم صلى عليها ولم يكن منهيا من الصلاة إلا على من علم نفاقه وإلا لزم أن ينقب على قلوب الناس ويعلم سرائرهم، وهذا لا يقدر عليه بشر.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 355

الفتوى رقم (21164)

س: نرجو منكم بيانا مفصلا حول ما كتبه خالد مهيوب في جريدة أخبار الخليج، العدد (7889) ، في يوم الجمعة الموافق 29 \ 10 \ 1999 م، بعنوان: تنزيه الله تعالى عن أضداد هذه الصفات وعن سائر النقائص، حيث بدر منه في هذا المقال‌

‌ الطعن في عقيدة السلف

وبالأخص شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، حيث رماهما بالتجسيم.

ج: الواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق بالله سبحانه، إثباتا من غير تشبيه ولا تكييف، ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من مشابهة المخلوقين تنزيها بلا تحريف ولا تعطيل على حد قوله

ص: 355

سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(1)

. فأثبت لنفسه السمع والبصر، ونفى عنه مشابهة المخلوقين. وأما لفظ التجسيم والجوارح والأعضاء والتميز فهي ألفاظ محدثة لم يرد في الكتاب والسنة نفيها ولا إثباتها، وأما الجهة فأهل السنة والجماعة مجمعون على أن الله سبحانه في جهة العلو فوق مخلوقاته، مستو على عرشه، بائن من خلقه، كما دلت على ذلك أدلة الكتاب والسنة، ومن نفى ذلك فهو كافر بالله عز وجل. هذا هو مذهب السلف الصالح وقد سار على نهجهم أئمة الهدى كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد الله بن غديان

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

(1)

سورة الشورى الآية 11

ص: 356

‌تأويل الصفات

الفتوى رقم (13683)

س: هل يجوز أن تؤول كلمة (استواء) بمعنى استقامة أم لا؟

ج: عقيدة أهل السنة والجماعة في‌

‌ توحيد الأسماء والصفات:

أنهم يؤمنون بما جاء في كتاب الله عز وجل، وبما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غير تأويل ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، فيصفون الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد وصف الله سبحانه نفسه في عدة مواضع من القرآن الكريم بأنه مستو على عرشه، وهو استواء يليق بجلاله، فقال تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

(1)

، وقال تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}

(2)

، وقال:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}

(3)

.

(1)

سورة طه الآية 5

(2)

سورة الحديد الآية 4

(3)

سورة الفرقان الآية 59

ص: 357

وقد سئل إمام أهل السنة مالك بن أنس عن كيفية الاستواء فقال: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معلوم، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) .

فيجب على المسلم أن يتبع سلف هذه الأمة، ويؤمن بما جاء في كتاب الله تعالى من الصفات على مراد الله سبحانه، وبما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصفات لله تعالى على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يوصف استواء الله على عرشه بأنه استقامة أو استيلاء ونحو ذلك.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 358

الفتوى رقم (11865)

س 1: صفات الذات التي وردت في الكتاب والسنة. هل تعني الواحدة منها معنى واحدا في كل النصوص التي وردت بها، أم أن لكل سياق معناه الخاص به. يرجى تزويدنا بما تعنيه صفات الذات الآتية في السياق الخاص بها:

ص: 358

أ- اليد: ما المراد بها في كل نص من النصوص الآتية: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ}

(1)

، {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ}

(2)

، «يد الله مع الجماعة

(3)

» ، وفي حديث آخر «يد الله على الجماعة

(4)

» ، وفي آية كريمة {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}

(5)

، وما المراد بجمع اليدين في قوله (بأيد) .

ب- العين: ما المراد بها في كل نص من النصوص الآتية: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا}

(6)

، {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}

(7)

، {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}

(8)

. وما الدليل على أن لله تعالى عينين؟

ج- الوجه: ما المراد بالوجه في كل نص من النصوص الآتية: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}

(9)

، {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ}

(10)

(1)

سورة المؤمنون الآية 88

(2)

سورة آل عمران الآية 73

(3)

سنن الترمذي الفتن (2167) .

(4)

رواه من حديث عرفجة الأشجعي رضي الله عنه: النسائي 7 \ 92-93، برقم (4020) ، والطبراني 17 \ 144، 145 برقم (362، 368) .

(5)

سورة الفتح الآية 10

(6)

سورة هود الآية 37

(7)

سورة الطور الآية 48

(8)

سورة طه الآية 39

(9)

سورة البقرة الآية 115

(10)

سورة البقرة الآية 272

ص: 359

{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ}

(1)

، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}

(2)

.

من المفيد أن تتضمن الإجابة عن هذه الأسئلة مراجع نرجع إليها لمزيد العلم المفيد.

ج 1: أ- كلمة (يد) في النصوص المذكورة في فقرة (أ) يراد بها معنى واحد هو: إثبات صفة اليد لله تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله دون تشبيه ولا تمثيل لها بيد المخلوقين، ودون تحريف لها ولا تعطيل، فكما أن لله تعالى ذاتا حقيقية لا تشبه ذوات العباد، فصفاته لا تشبه صفاتهم، وقد وردت نصوص أخرى كثيرة تؤيد هذه النصوص في إثبات صفة اليد لله، مفردة ومثناة ومجموعة، فيجب الإيمان بها على الحقيقة، مع التفويض في كيفيتها، عملا بالنصوص كتابا وسنة، واتباعا لما عليه أئمة سلف الأمة.

وأما كلمة (بأيد) في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}

(3)

(1)

سورة الإنسان الآية 9

(2)

سورة الرحمن الآية 27

(3)

سورة الذاريات الآية 47

ص: 360

فهي مصدر، فعله (آد، يئيد، أيدا) ومعناه القوة، ويضعف فيقال: أيده تأييدا، ومعناه: قواه، وليس جمعا ليد، فليست من آيات الصفات المتنازع فيها بين مثبتة الصفات ومؤوليها، لأن وصف الله سبحانه بالقوة ليس محل نزاع.

وأما معنى الجمل في هذه النصوص، فمختلف باختلاف سياقها، وما اشتملت عليه من قرائن، فقوله:{قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ}

(1)

يدل على كمال قدرة الله من جهة جعل ملكوت كل شيء بيده، ومن جهة سياق الكلام سابقه ولاحقه. وقوله:{قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ}

(2)

يدل على أن الفضل والإنعام إلى الله وحده. وقوله: «يد الله على الجماعة

(3)

» يراد به: الحث على التآلف والاجتماع

(1)

سورة المؤمنون الآية 88

(2)

سورة آل عمران الآية 73

(3)

رواه من حديث عرفجة الأشجعي رضي الله عنه: النسائي 7 \ 92-93، برقم (4020) ، والطبراني 17 \ 144، 145 برقم (362، 368) .

ص: 361

والوعد الصادق برعاية الله لهم وتأييدهم ونصرهم على غيرهم إذا اجتمعوا على الحق. وقوله: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}

(1)

يراد به توثيق البيعة وأحكامها بتنزيل بيعتهم للرسول منزلة بيعتهم لله تعالى، وذلك لا يمنع من إثبات اليد لله حقيقة على ما يليق به، كما لا يمنع من إثبات الأيدي حقيقة للمبايعين لرسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بهم.

ب- كلمة (بأعيننا وبعيني) في النصوص المذكورة في فقرة (ب) يراد بها إثبات صفة العين لله حقيقة على ما يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل لها بعين المخلوقين، ولا تحريف لها عن مسماها في لغة العرب، فسياق الكلام لا تأثير له في صرف تلك الكلمات عن مسماها، وإنما تأثيره في المراد بالجمل التي وردت فيها هذه الكلمات، فالمقصود بهذه الجمل كلها هو:

أولا: أمر نوح عليه السلام أن يصنع السفينة، وهو في رعاية الله وحفظه.

(1)

سورة الفتح الآية 10

ص: 362

وثانيا: أمر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أن يصبر على أذى قومه حتى يقضي الله بينه وبينهم بحكمه العدل، وهو مع ذلك بمرأى من الله وحفظه ورعايته.

وثالثا: إخبار موسى عليه السلام بأن الله تعالى قد من عليه مرة أخرى، إذ أمر أمه بما أمرها به ليربيه تربية كريمة في حفظه تعالى ورعايته، ثم يدل على أن لله تعالى عينين كلمة (بأعيننا) في النصوص المذكورة في السؤال، فإن لفظ عينين إذا أضيف إلى ضمير الجمع جمع كما يجمع مثنى قلب إذا أضيف إلى ضمير مثنى أو جمع، كما في قوله تعالى:{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}

(1)

، ويدل على ذلك أيضا ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الله وعن الدجال من أن الدجال أعور، وأن الله ليس بأعور، فقد استدل به أهل السنة على إثبات العينين لله سبحانه.

ج- كلمة (وجه الله) في الجملة الأولى يراد بها قبلة الله كما ذكر

(1)

سورة التحريم الآية 4

ص: 363

مجاهد والشافعي رحمهما الله تعالى، فإن دلالة الكلام في كل موضع بحسب سياقه، وما يحف به من قرائن، وقد دل السياق والقرائن على أن المراد بالوجه في هذه الجملة (القبلة) ؛ لقوله تعالى:{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}

(1)

، فذكر تعالى الجهات والأماكن التي يستقبلها الناس، فتكون هذه الآية كآية {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}

(2)

، وإذن فليس الآية من آيات الصفات المتنازع فيها بين المثبتة والنفاة، وأما كلمة (وجه) في الجمل الباقية في السؤال، فالمراد بها إثبات صفة الوجه لله تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله سبحانه؛ لأن الأصل الحقيقة ولم يوجد ما يصرف عنها، ولا يلزم تمثيله بوجه المخلوقين، لأن لكل وجها يخصه ويليق به.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة البقرة الآية 115

(2)

سورة البقرة الآية 148

ص: 364

س 2: تسمية الخلق بأسماء الخالق، ما الأدلة على تحريمها؟

ص: 364

وإن كانت مباحة فهل هناك قيود معينة؟ إنني أقصد الأسماء لا الصفات، إذ من المعلوم أنه يجوز وصف الخلق بصفات الخالق، وقد ورد ذلك كثيرا في كتاب الله تعالى. وسؤالي عن التسمية لا الوصف. فهل لكم أن تبينوا القواعد الفاصلة في الموضوع؟

ج 2: أولا: الفرق بين الاسم والصفة: أن الاسم ما دل على الذات وما قام بها من صفات، وأما الصفة: فهي ما قام بالذات مما يميزها عن غيرها من معان ذاتية، كالعلم والقدرة، أو فعلية كالخلق والرزق والإحياء والإماتة.

ثانيا: قد يسمى المخلوق بما سمى الله به نفسه، كما يوصف بما وصف سبحانه به نفسه، لكن على أن يكون لكل من الخصائص ما يليق به، ويميز به عن الآخر، فلا يلزم تمثيل الخلق بخالقهم ولا تمثيله بهم، وإن حصلت الشركة في التعبير والمعنى الكلي للفظ، لأن المعنى الكلي ذهني فقط لا وجود له في الخارج.

ومن ذلك أن الله سمى نفسه حيا، فقال:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}

(1)

، وسمى بعض عباده حيا

(1)

سورة البقرة الآية 255

ص: 365

فقال: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ}

(1)

، وليس الحي كالحي، بل لكل منهما في الخارج ما يخصه، وسمى أحد ابني إبراهيم حليما وابنه الآخر عليما عليهم الصلاة والسلام، كما سمى نفسه عليما حليما، ولم يلزم من ذلك التمثيل؛ لأن لكل مسمى بذلك ما يخصه ويميز به في خارج الأذهان، وإن اشتركوا في مطلق التسمية والتعبير، وسمى نفسه سميعا بصيرا، فقال:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}

(2)

، وسمى بعض خلقه سميعا بصيرا، فقال:{فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}

(3)

، ولم يلزم التمثيل؛ لأن لكل مسمى ما يخصه ويتميز به عن الآخر كما تقدم إلى أمثال ذلك.

ومن ذلك أن الله وصف نفسه بالعلم، فقال:{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}

(4)

، ووصف بعض عباده بالعلم فقال:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}

(5)

(1)

سورة الأنعام الآية 95

(2)

سورة النساء الآية 58

(3)

سورة الإنسان الآية 2

(4)

سورة البقرة الآية 255

(5)

سورة الإسراء الآية 85

ص: 366

ووصف نفسه بالقوة فقال: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}

(1)

، ووصف بعض عباده بالقوة فقال:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً}

(2)

الآية. وليست القوة كالقوة وإن اشتركا في العبارة والمعنى الكلي، لكن لكل من الموصوفين ما يخصه ويليق به إلى أمثال ذلك من الصفات

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الذاريات الآية 58

(2)

سورة الروم الآية 54

ص: 367

س 3: هل يصح ما يأتي دليلا على تحريم‌

‌ تسمية الخلق بأسماء الخالق؟

أ- حيث إن تسمية المخلوق بالاسم العلم (الله) ممنوعة، كانت تسمية المخلوق بأسماء الخالق الأخرى أيضا ممنوعة، إذ لا وجه للتفرقة بين أسماء الله تعالى.

ب- من المعلوم في اللغة أن الجار والمجرور إذا سبق المعرفة

ص: 367

أفاد القصر، فملاحظ ذلك في قوله تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}

(1)

، فتفيد الآية قصر الأسماء الحسنى على الله، وعدم جواز تسمية الخلق بها. فهل يصح هذا دليلا؟

ج 3: ما كان من أسماء الله تعالى علم شخص كلفظ (الله) امتنع تسمية غير الله به؛ لأن مسماه معين لا يقبل الشركة، وكذا ما كان من أسمائه في معناه في عدم قبول الشركة كالخالق والبارئ، فإن الخالق من يوجد الشيء على غير مثال سابق، والبارئ من يوجد الشيء بريئا من العيب، وذلك لا يكون إلا من الله وحده، فلا يسمى به إلا الله تعالى.

أما ما كان له معنى كلي تتفاوت فيه أفراد من الأسماء والصفات، كالملك والعزيز والجبار والمتكبر، فيجوز تسمية غيره بها، فقد سمى الله نفسه بهذه الأسماء وسمى بعض عباده بها، مثال:{قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ}

(2)

، وقال:{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}

(3)

، إلى أمثال ذلك، ولا يلزم

(1)

سورة الأعراف الآية 180

(2)

سورة يوسف الآية 51

(3)

سورة غافر الآية 35

ص: 368

التماثل، لاختصاص كل مسمى بسمات تميزه عن غيره، وبهذا يعرف الفرق بين تسمية الله بلفظ الجلالة وتسميته بأسماء لها معان كلية تشترك أفرادها فيها، فلا تقاس على لفظ الجلالة.

أما الآية: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}

(1)

فالمراد منها:

قصر كمال الحسن في أسمائه تعالى؛ لأن كلمة الحسنى اسم تفضيل، وهي صفة للأسماء لا قصر مطلق أسمائه عليه تعالى، كما في قوله تعالى:{وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}

(2)

، فالمراد قصر كمال الغنى والحمد عليه تعالى، لا قصر اسم الغني والحميد عليه، فإن غير الله يسمى غنيا وحميدا.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأعراف الآية 180

(2)

سورة فاطر الآية 15

ص: 369

س4: إذا ثبت أن أسماء الله تعالى لا يجوز تسمية الخلق بها. فهل ضمن أسماء الله تعالى ما لا يجوز تسمية الخلق بها؟ وهل يدخل ضمن هذا المنع الرحمن والقيوم، وهل هناك أسماء أخرى لا يجوز وصف الخلق بها؟

ج4: تقدم في جواب السؤال الثاني والثالث بيان الضابط مع أمثلة لما يجوز تسمية المخلوق به من أسماء الله تعالى وما لا يجوز،

ص: 369

وبناء على ذلك لا يجوز تسمية المخلوق بالقيوم، لأن القيوم هو المستغني بنفسه عن غيره، المفتقر إليه كل ما سواه، وذلك مختص بالله لا يشركه فيه غيره. قال ابن القيم رحمه الله في النونية:

هذا ومن أوصافه القيوم

والقيوم في أوصافه أمران

إحداهما القيوم قام بنفسه

والكون قام به هما الأمران

فالأول استغناؤه عن غيره

والفقر من كل إليه الثاني

وكذا لا يسمى المخلوق - بالرحمن - لأنه بكثرة استعماله اسما لله تعالى صار علما بالغلبة عليه مختصا به كلفظ الجلالة، فلا يجوز تسمية غيره به.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 370

الفتوى رقم (16064)

س 1: قال تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا}

(1)

(1)

سورة هود الآية 37

ص: 370

وقال تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ}

(1)

، وقال تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}

(2)

، وقال تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}

(3)

.

هل لله سبحانه عين ويد وساق، وكيف نثبتها نحن أهل السنة والجماعة، وماذا يقولون عليها الرافضة (الشيعة) والأشاعرة، وكيف يثبتونها؟

س 2: قال تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}

(4)

.

بمناسبة هذه الآية حديث لا أذكر نص هذا الحديث، المهم معنى هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى:(يضع رجله في النار حتى تسكت النار) . تقول الشيعة: كيف يضع رجله في النار؟ وينكرون أن لله رجلا ماذا نقول لهم؟

ج 1، 2: الواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من العين واليد والساق والقدم وغير ذلك على الوجه الذي يليق بجلاله، ولا يشبه صفات المخلوقين، قال الله سبحانه:

(1)

سورة القمر الآية 14

(2)

سورة المائدة الآية 64

(3)

سورة القلم الآية 42

(4)

سورة ق الآية 30

ص: 371

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(1)

، ولا عبرة بمن أنكر ذلك من المبتدعة والجهال. ومعنى قوله تعالى:{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}

(2)

، أي: بمرأى منا. ووضع الرب سبحانه رجله في النار حتى ينزوي بعضها إلى بعض هذا حق، والنار خلق من خلق الله سبحانه، والله على كل شيء قدير وهو سبحانه لا يضره شيء، بل هو الضار النافع.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الشورى الآية 11

(2)

سورة القمر الآية 14

ص: 372

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18959)

س 2: ذكر أحد المشايخ في كتابه (ردود وشبهات عند السلفية) حيث قال: السلفيون يأخذون النص على حقيقته وينكرون المجاز. فهل أخذوا هذه الآية على حقيقتها، وهو قوله تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}

(1)

. وقد نص الله

(1)

سورة القصص الآية 88

ص: 372

سبحانه وتعالى بأن له يدا وعينا وقدما وساقا وصفات تليق بذاته، فإن أخذوها على حقيقتها قلنا لهم هلك كل شيء إذا، اليد والقدم والساق وكل صفات الله، ولم يبق إلا الوجه. فإن قالوا غير ذلك قلنا لهم: إذا النص يأخذ مجازا لا حقيقة وهذا بيت القصيد. نريد من فضيلتكم ردا شافيا كافيا على مثل هذه الشبهة.

ج 2: لما نهى سبحانه عن دعاء غيره لأنه هالك، فإنه لا يصلح أن يدعى ويعبد، أخبر أنه هو الباقي وحده الذي يستحق أن يدعى ويعبد، وعبر بالوجه لأنه أشرف الأعضاء، كقوله تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}

(1)

{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}

(2)

. ففي الآيتين إثبات الوجه لله عز وجل على ما يليق بجلاله؛ لأن الوجه يعبر به عن الذات عند العرب، والقرآن نزل بلغتهم، وفيهما إخبار عن فناء كل ما سواه وبقائه وحده بجميع صفاته، فهو الحي الذي لا يموت والخلق يموتون ثم يبعثون.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الرحمن الآية 26

(2)

سورة الرحمن الآية 27

ص: 373

الفتوى رقم (16325)

س: سمعت من أحد طلبة العلم في معرض كلامه عن الأسماء والصفات‌

‌ إثبات صفة اليدين

لله سبحانه وتعالى، وزاد بقوله وكلتا يديه يمين. فما هو المقصود وما هو الدليل؟

ج: يجب إثبات صفة اليدين لله سبحانه وتعالى كما في نصوص الوحيين الشريفين، ومن ذلك قول الله تعالى في سورة المائدة:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}

(1)

، وقوله سبحانه في سورة ص يخاطب إبليس:{مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}

(2)

، أما الأحاديث المصرحة بذكر اليدين فكثيرة جدا، وهي معروفة في كتب أهل السنة والجماعة، ومنها ما ثبت من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المقسطون عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، وهم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا

(3)

» .

(1)

سورة المائدة الآية 64

(2)

سورة ص الآية 75

(3)

أحمد 2 \ 159، 160، 203، ومسلم 3 \ 1458 برقم (1827) ، والنسائي 8 \ 221-222 برقم (5379) ، وابن أبي شيبة 13 \ 127، وابن حبان 10 \ 336، 338 برقم (4484، 4485) ، والحاكم 4 \ 88.

ص: 374

ومذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته أنهم يؤمنون بما جاء في كتاب الله عز وجل، وبما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تأويل ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، ولا يضاف إلى الله جل وعلا شيء من صفات النقائص. وقوله في الحديث: «كلتا يديه يمين

(1)

» نقل البغوي عن الخطابي رحمهما الله أن هذه صفة جاء بها التوقيف، فنحن نطلقها على ما جاءت ولا نكيفها، وننتهي إلى حيث انتهى بنا الكتاب والأخبار الصحيحة، وهو مذهب أهل السنة والجماعة. وقال بعض أهل العلم: معنى «وكلتا يديه يمين

(2)

» يعني في الشرف والفضل، وإن سميت إحداهما شمالا كما جاء في حديث ابن عمر في (صحيح مسلم) .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الإمارة (1827) ، سنن النسائي آداب القضاة (5379) .

(2)

صحيح مسلم الإمارة (1827) ، سنن النسائي آداب القضاة (5379) .

ص: 375

السؤال الثالث من الفتوى رقم (17924)

س 3: قرأت في أحد شروحات (العقيدة الواسطية) في

ص: 375

" معرض الرد على من أنكر صفة اليدين لله تعالى: أن اليدين جاءت بالقبض وبالبسط وبالأصابع، فيمتنع أن تكون مجازا عن القدرة.

فهل نقول إن أصابع الله في يديه، وما الدليل على ذلك؟

ج 3: الواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه من اليدين والقدمين والأصابع وغيرها من الصفات الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بالله سبحانه، من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل؛ لقول الله سبحانه:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

(1)

{اللَّهُ الصَّمَدُ}

(2)

{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}

(3)

{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}

(4)

، وقوله سبحانه:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(5)

، وهي حقيقة لا مجاز.

وأما التنطع في إثبات ما لم يرد به الكتاب والسنة فالواجب تركه

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الإخلاص الآية 1

(2)

سورة الإخلاص الآية 2

(3)

سورة الإخلاص الآية 3

(4)

سورة الإخلاص الآية 4

(5)

سورة الشورى الآية 11

ص: 376

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18710)

س 2: روى الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا

(1)

»

ج 2: هذا الحديث كما ذكرت رواه البخاري في (صحيحه) ، ولا مجال للطعن فيه أو تضعيفه، وهو من أحاديث الصفات التي يجب الإيمان بها وإمرارها كما جاءت على الوجه الذي يليق بالله سبحانه من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته؛ لقوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(2)

.

(1)

رواه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه: أحمد 3 \ 17، والبخاري 6 \ 72، 8 \ 182، ومسلم 1 \ 168-169 برقم (183)، وابن جرير الطبري في (التفسير) 23 \ 193 (ط: دار هجر) ، وابن خزيمة في (التوحيد) 2 \ 423 برقم (247) (ت: الشهوان) ، وابن نصر المروزي في (تعظيم قدر الصلاة) 2 \ 297 برقم (277) ، وابن منده في (الإيمان) 2 \ 798 برقم (816) ، وفي (الرد على الجهمية)(ص 36) برقم (1)، والطيالسي 3 \ 631 برقم (2293) (ت: محمد التركي) ، والحاكم 4 \ 582- 583، والبيهقي في (الأسماء والصفات) 2 \ 181 برقم (745) (ت: الحاشدي) .

(2)

سورة الشورى الآية 11

ص: 377

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 378

السؤال الأول من الفتوى رقم (16483)

س 1: هل تصح أقوال الناس أن لله الصفات الواجبة وهي عشرون صفة، منها: وجود، قدم، بقاء، مخالفته للحوادث، وحدانية، وغيرها؟

ج 1: الواجب إثبات جميع ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، ولا يتحدد ذلك في سبع صفات أو أربع عشرة صفة أو عشرين صفة، لأن هذا قول الأشاعرة، وهو قول على الله بلا علم، فلا يجوز اعتقاده والأخذ به.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 378

السؤال الخامس من الفتوى رقم (20722)

س 5: ما الفرق بين‌

‌ التكييف والتمثيل في باب الأسماء والصفات؟

ج 5: معنى التمثيل والتكييف في باب الصفات متقارب، إلا

ص: 378

أن التمثيل: يكون باعتقاد أن صفات الله تعالى مثل صفات المخلوقين، والتكييف: اعتقاد أن صفات الله تعالى على كيفية كذا وكذا، وإن لم تكن كصفة المخلوق، فصفة اليد إذا قال الشخص مثلا: إن يد الله تعالى كيدي، أو كيد المخلوق الفلاني فقد مثل. وإن قال: إنها على هيئة كذا أو على شكل كذا ولم يشبهها بمخلوق معين فقد كيف. والحاصل أن ذلك كله باطل وتحريف للكلم عن مواضعه، سواء كان بهذا المعنى أو بذاك.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 379

السؤال الأول من الفتوى رقم (19898)

س 1: قرأت في كتاب (العقيدة الإسلامية) للشيخ عبد الحميد بن باديس، تعليق وتحقيق محمد الحسن فضلاء، أن الله قديم ومعنى ذلك هو الذي لم يسبق وجوده عدم، فلا بداية لوجوده. هل هذا ثابت في الكتاب والسنة؟

ج 1: لفظ (القديم) ليس من أسماء الله تبارك وتعالى، ويغني عنه اسمه (الأول) ، ولكن يجوز إطلاق (القديم) على الله تعالى من باب الوصف والإخبار، لا من باب الأسماء، كما نص على ذلك

ص: 379

العلماء المحققون. والله أعلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 380

السؤال الأول من الفتوى رقم (19497)

س 1: أليس قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}

(1)

، دليلا على رؤية الكفار لله يوم القيامة؟

ج 1: قول الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}

(2)

المراد به: أن الله سبحانه وتعالى يكشف عن ساقه يوم القيامة على ما يليق بجلاله، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ويراه المؤمنون. أما الكفار فإنهم لا يرونه، ومنهم المنافقون؛ لأن كفرهم أشد؛ لقول الله سبحانه:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}

(3)

.

(1)

سورة القلم الآية 42

(2)

سورة القلم الآية 42

(3)

سورة المطففين الآية 15

ص: 380

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 381

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18370)

س 2: جاء في الصفحة 176 من كتاب (سمير المؤمنين في المواعظ والحكم) لمؤلفه محمد الحجار: (أقول: رؤية الله تعالى جائزة عقلا، دنيا وأخرى، يقظة ومناما، فهو سبحانه موجود، وكل موجود يصح أن يرى، ولسؤال موسى إياها، حيث سألها:{قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}

(1)

. فإنها لو كانت مستحيلة ما سألها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، ولكنها لم تقع في الدنيا إلا لنبينا عليه الصلاة والسلام وواجبة شرعا في الآخرة، للكتاب والسنة والإجماع. ورؤية الله تكون بقوة يجعلها الله في خلقه، ولا يشترط فيها مقابلة ولا جهة ولا اتصال أشعة بالمرئي؛ لأنه سبحانه يدرك بالعقل منزها، فكذا بالبصر، لأن كليهما مخلوق) .

السؤال: المرجو منكم شيخنا الجليل توضيح صحة أو بطلان هذه المقالة.

ج 2: رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ثابتة بالكتاب والسنة

(1)

سورة الأعراف الآية 143

ص: 381

وإجماع أهل السنة والجماعة. أما في الدنيا فهي غير ممكنة، ولم تحصل لأحد لا لنبينا صلى الله عليه وسلم ولا لغيره؛ لعدم قدرة البشر على ذلك في الدنيا، والمؤمنون يرون ربهم يوم القيامة في الجنة في جهة العلو. وأما القول بأنه يرى لا في جهة فهو قول المبتدعة، وهو قول باطل يخالف ما ثبت في الأدلة من علو الله على خلقه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 382

ولما ثبت في الحديث «أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الجارية "أين الله؟ " فقالت: في السماء. فقال: "أعتقها فإنها مؤمنة

(1)

» ، وهو سبحانه في علوه على عرشه مطلع على خلقه في الأرض وفي السماء، يراهم ويسمعهم لا يخفى عليه شيء منهم تبارك وتعالى.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3284) ، مسند أحمد (5/449) ، سنن الدارمي النذور والأيمان (2348) .

ص: 383

السؤال الثاني من الفتوى رقم (17522)

س 2: ما هو‌

‌ الدليل على أن الله في السماء؟

ج 2: عقيدة أهل السنة والجماعة: أن الله تعالى في السماء فوق العرش، كما أخبر سبحانه عن ذلك بقوله:{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}

(1)

{أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}

(2)

، وقوله تعالى:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}

(3)

(1)

سورة الملك الآية 16

(2)

سورة الملك الآية 17

(3)

سورة فاطر الآية 10

ص: 383

وقوله: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ}

(1)

، وقوله سبحانه في سورة طه:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

(2)

، وقوله سبحانه:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}

(3)

الآية. في سبعة مواضع من كتاب الله.

وفي الصحيح في حديث الخوارج قوله صلى الله عليه وسلم: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء

(4)

» ، «وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية:"أين الله؟ " فقالت: في السماء. قال: "من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله، قال: "أعتقها فإنها مؤمنة

(5)

» رواه مسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

(6)

» رواه أحمد وأبو داود والترمذي. وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي،

(1)

سورة السجدة الآية 5

(2)

سورة طه الآية 5

(3)

سورة الأعراف الآية 54

(4)

صحيح البخاري المغازي (4351) .

(5)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537) ، سنن النسائي السهو (1218) .

(6)

أحمد 2 \ 160، وأبو داود 5 \ 231 برقم (4941) ، والترمذي 4 \ 324 برقم (1924) ، وابن أبي شيبة 8 \ 338، والحاكم 4 \ 159، والبيهقي 9 \ 41.

ص: 384

وغيرها من الأحاديث.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (لكن ليس معنى ذلك أن الله في جوف السماء، وأن السماوات تحصره وتحويه، فإن هذا لم يقله أحد من سلف الأمة وأئمتها، بل هم متفقون على أن الله فوق سماواته على عرشه، بائن من خلقه، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته. . ثم نقل عن الإمام مالك قوله: إن الله فوق السماء، وعلمه في كل مكان. . إلى أن قال مالك: فمن اعتقد أن الله في جوف السماء، محصور محاط به، وأنه مفتقر إلى العرش أو غير العرش من المخلوقات، أو أن استواءه على عرشه كاستواء المخلوق على كرسيه - فهو ضال مبتدع جاهل، ومن اعتقد أنه ليس فوق السماوات إله يعبد، ولا على العرش رب يصلى له ويسجد، وأن محمدا لم يعرج به إلى ربه ولا نزل القرآن من عنده - فهو معطل فرعوني ضال مبتدع) اهـ. (الفتاوى 5\ 258) .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 385

السؤال الأول من الفتوى رقم (18721)

س 1: إني لأعلم أن الله موجود في السماء على عرشه،

ص: 385

استوى فوق سبع سماوات، وأن الله في كل مكان بعلمه لا بذاته، وإني لاحظت أن بعض الأشعار بدأت تنتشر عن طريق أناشيد إسلامية تلقى في المناسبات في كثير من بيوت المسلمين، وهي تحمل عبارات مخالفة لما قلت، مثل العبارة التالية:(وتيقن أن الله موجود بلا مكان) . فهل تصح هذه العبارة؟

ج1: هذه العبارة عبارة باطلة؛ لأنها تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة من أن الله سبحانه في العلو فوق سماواته، مستو على عرشه، بائن من خلقه، بخلاف ما يقوله نفاة العلو من الجهمية ومن سار على نهجهم الباطل.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 386

السؤال الأول من الفتوى رقم (16376)

س 1: ما حكم القول بهذا الكلام: (إن الله سبحانه موجود في كل مكان) ؟

ج 1: القول بأن الله موجود في كل مكان هو قول الحلولية الملاحدة، وهو قول باطل وكفر بالله عز وجل؛ لأن الله سبحانه وتعالى فوق سماواته، مستو على عرشه، منزه عن الحلول في

ص: 386

مخلوقاته، وهو غني عن مخلوقاته، ومخلوقاته فقيرة إليه، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا}

(1)

، وقال تعالى:{وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ}

(2)

، وقال تعالى:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}

(3)

الآية، وقال تعالى:{فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ}

(4)

، وقال تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

(5)

. والآيات في إثبات العلو والاستواء على العرش كثيرة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة فاطر الآية 41

(2)

سورة الحج الآية 65

(3)

سورة الأعراف الآية 54

(4)

سورة غافر الآية 12

(5)

سورة طه الآية 5

ص: 387

الفتوى رقم (17728)

س: شخص يصلي بالناس صلاة الجمعة، ويعتقد أن الله عز

ص: 387

وجل موجود في كل مكان، وقد بينا له بالأدلة الواضحة من الكتاب والسنة أن الله في كل مكان بعلمه، أما ذاته تعالى فهي فوق كل شيء، ورفض هذا الاعتقاد رفضا شديدا. السؤال: هل صلاتنا خلفه مقبولة أم لا؟

ج: اعتقاد أهل السنة والجماعة: أن الله سبحانه في العلو فوق مخلوقاته، مستو على عرشه، بائن من خلقه، قال تعالى:{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}

(1)

، وقال تعالى:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

(2)

، وقال تعالى:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}

(3)

، «وقال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية:"أين الله؟ " قالت: في السماء. فقال سيدها: "أعتقها فإنها مؤمنة

(4)

» . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه: «وأنت الظاهر فليس فوقك شيء

(5)

» ، وقال تعالى:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}

(6)

في سبعة مواضع من كتابه، وأجمع المسلمون على أن الله بذاته فوق مخلوقاته،

(1)

سورة الملك الآية 16

(2)

سورة الأعلى الآية 1

(3)

سورة الأنعام الآية 18

(4)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537) ، سنن النسائي السهو (1218) .

(5)

صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2713) ، سنن الترمذي الدعوات (3481) ، سنن أبي داود الأدب (5051) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3831) ، مسند أحمد (2/536) .

(6)

سورة الأعراف الآية 54

ص: 388

مستو على عرشه سبحانه، بلا كيف نعلمه، وعلمه في كل مكان، فمن اعتقد أنه في كل مكان فهو حلولي كافر، لا تجوز الصلاة خلفه ولا تصح؛ لأنه مكذب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 389

السؤال الأول من الفتوى رقم (18672)

س 1:‌

‌ قول القائل: (الله في قلوب المؤمنين)

. هل معنى هذا أن القائل حلولي، ومن هي الطائفة التي قالت هذه المقولة من بين الطوائف الضالة؟

ج 1: الأولى تجنب هذا القول: (الله في قلوب المؤمنين) ، لأنه يوهم الحلول، ويقال بدله: المؤمنون يحبون الله، كما قال تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}

(1)

، وقال سبحانه:{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}

(2)

، وإذا أراد القائل بهذا الكلام أن حب الله في قلوب المؤمنين وأنهم يخشونه ويخافونه، فلا

(1)

سورة البقرة الآية 165

(2)

سورة المائدة الآية 54

ص: 389

بأس بذلك لصحة المعنى، كما قال تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}

(1)

، وقال سبحانه:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}

(2)

، وقال تعالى:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}

(3)

الآية من سورة التوبة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة فاطر الآية 28

(2)

سورة الرحمن الآية 46

(3)

سورة التوبة الآية 18

ص: 390

السؤال الأول من الفتوى رقم (21768)

س 1: ما‌

‌ حكم من يقول إن الله يوجد في كل مكان؟

ج 1: الله سبحانه فوق سماواته عال على مخلوقاته، مستو على عرشه، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، فمن اعتقد أن الله حال في كل مكان فهو كافر، لأنه مكذب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين.

ص: 390

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

عبد الله بن غديان

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 391

الفتوى رقم (21120)

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على ما ورد ترجمة الاستفتاء والجواب الصادر عليه، والمنشورين في مجلة المدينة الشهرية، الصادرة من دكا باللغة البنغالية، العدد الخامس، العام (35) شهر أغسطس 1999 م، وربيع الثاني 1420 هـ. ونص السؤال من أحد أفراد الجالية البنغلاديشية في المملكة العربية السعودية: (إننا كنا نؤمن بالله موجود في كل مكان، وهو عديم الصورة، ولكن هنا في السعودية في أحد المكاتب التعاونية ألقى أحد المترجمين البنغلاديشيين درسا، وقال فيه: إن الله ليس موجودا في كل مكان، وهو موصوف بأن له يدا وعينا وغير ذلك، ومن لم يؤمن بهذه العقيدة لا يكون مؤمنا. سؤالي: ما رأيكم في هذه المقالة؟ أرجو توضيح ذلك في ضوء

ص: 391

الكتاب والسنة. فقال المجيب: من قال مثل هذا الكلام فهو إما أن يكون جاهلا جهلا مركبا، وإما أن يكون مجنونا، ولا يستبعد من أن يكون عميلا لإحدى الفرق الضالة، فإن الله تعالى عديم الصورة، وهو موجود في كل شيء وفي كل مكان، وقدرته تحيط بكل شيء، وقد جاء ذكر الله تعالى موصوفا بمثل هذه الصفات في آيات كثيرة من القرآن وفي الأحاديث النبوية الشريفة، فلا تستمع إلى مثل هذه الهراة حتى تفسد إيمانك. انتهى الجواب

وبما أن هذا الجواب جواب باطل مخالف للكتاب والسنة وإجماع أهل السنة سلفا وخلفا، وللعقيدة الصحيحة، لأنه يتضمن مذهب الحلول - أي أن الله حال في كل مكان حتى المواضع القذرة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - وكذلك يتضمن هذا الجواب تعطيل الله من صفاته العظيمة التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم من علوه على خلقه، واستوائه على عرشه، وأنه بائن من خلقه سبحانه وتعالى، ليس في خلقه شيء من ذاته سبحانه ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وأنه موصوف بأن له يدا ورجلا وقدما وساقا، وأن له وجها ويدين وعينين إلى غير ذلك من صفات كماله

ص: 392

الذاتية والفعلية، كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة، قال تعالى:{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}

(1)

، وقال تعالى:{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}

(2)

{أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا}

(3)

، وقال عليه الصلاة والسلام: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء

(4)

» ، وقال تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

(5)

في سبعة مواضع من كتابه. وقال تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}

(6)

، وقال تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}

(7)

، وقال تعالى لإبليس:{مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}

(8)

، وقال تعالى:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}

(9)

، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العزة

(1)

سورة البقرة الآية 255

(2)

سورة الملك الآية 16

(3)

سورة الملك الآية 17

(4)

صحيح البخاري المغازي (4351) ، صحيح مسلم الزكاة (1064) ، مسند أحمد (3/5) .

(5)

سورة طه الآية 5

(6)

سورة الرحمن الآية 27

(7)

سورة القصص الآية 88

(8)

سورة ص الآية 75

(9)

سورة المائدة الآية 64

ص: 393

فيها رجله

(1)

» ، وفي رواية: «قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط

(2)

» . وقال تعالى لكليمه موسى عليه السلام: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}

(3)

، وقال تعالى:{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}

(4)

، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن ربكم ليس بأعور

(5)

» ، وقال تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}

(6)

، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأن الله تعالى يكشف عن ساقه يوم القيامة، فإذا رآه المؤمنون سجدوا لله تعالى تعظيما، ويريد المنافقون أن يسجدوا عند ذلك فلا يستطيعون، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «رأيت ربي عز وجل في

(1)

رواه من حديث أنس رض الله عنه: أحمد 3\ 134، 141، 229- 230، 234، 279، والبخاري 6\ 47، 7\ 225، 8\ 167، ومسلم 4\ 2187 برقم (2848) ، والترمذي 5\ 395 برقم (3272) ، والنسائي في (الكبرى) 7\ 149، 151 برقم (7672، 7678) .

(2)

رواه من حديث أنس رض الله عنه: أحمد 3\ 134، 141، 229- 230، 234، 279، والبخاري 6\ 47، 7\ 225، 8\ 167، ومسلم 4\ 2187 برقم (2848) ، والترمذي 5\ 395 برقم (3272) ، والنسائي في (الكبرى) 7\ 149، 151 برقم (7672، 7678) .

(3)

سورة طه الآية 39

(4)

سورة القمر الآية 14

(5)

رواه من حديث أنس رضي الله عنه: أحمد 3\ 103، 173، 228، 233، 276، 290، والبخاري 8\ 103، 172، ومسلم 4\ 2248 برقم (2933) ، وأبو داود 4\ 494 برقم (4316) .

(6)

سورة القلم الآية 42

ص: 394

أحسن صورة

(1)

» ، وقال: «إن الله خلق آدم على صورة الرحمن

(2)

» ، إلى غير ذلك من نصوص الصفات الواردة في الكتاب والسنة، ومذهب أهل السنة والجماعة الإيمان بها، وإثبات ما دلت من غير تشبيه ولا تمثيل، كما قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(3)

.

وإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية إذ تبين ذلك، فإن الواجب على رئيس تحرير (مجلة المدينة)

(1)

رواه بهذا اللفظ المختصر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ابن أبي عاصم في (السنة) 1\ 327 برقم (478)(ت: الجوابرة) . كما رواه بلفظ مطول من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أيضا: أحمد 1\ 368، والترمذي 5\ 366، 367 برقم (3233، 3234) ، وابن خزيمة في (التوحيد) 2\ 538 - 539 برقم (319) ، والآجري في (الشريعة) 3\ 1547 - 1549 برقم (1039، 1040)(ت: الدميجي) ، وأبو يعلى 4\ 475 برقم (2608) ، وعبد بن حميد 1\ 577 برقم (681) .

(2)

رواه بلفظ (صورة الرحمن) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: عبد الله بن أحمد في (السنة) 1\ 268 برقم (498)، وابن أبي عاصم في (السنة) 1\ 362 برقم (529) (ت: الجوابرة) ، وابن خزيمة في (التوحيد) 1\ 85 برقم (41)، والدارقطني في (الصفات) (ص 37) برقم (48) (ت: الغنيمان) ، والآجري في (الشريعة) 3\ 1152 برقم (725) ، والطبراني في (الكبير) 12\ 329 برقم (13580)، والبيهقي في (الأسماء والصفات) 2\ 64 برقم (640) (ت: الحاشدي) .

(3)

سورة الشورى الآية 11

ص: 395

الشهرية الصادرة من دكا ببنغلاديش الشيخ محيي الدين خان أن ينشر هذه الفتوى، وأن يطلب من صاحب الجواب المذكور أن يتراجع عنه، ويعلن تراجعه في نفس المجلة، فإن الرجوع إلى الحق فضيلة، والحق ضالة المؤمنين، ولما في ذلك من هداية الناس إلى الحق وصرفهم عن الباطل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

(1)

صحيح مسلم العلم (2674) ، سنن الترمذي العلم (2674) ، سنن أبي داود السنة (4609) ، سنن ابن ماجه المقدمة (206) ، مسند أحمد (2/397) ، سنن الدارمي المقدمة (513) .

ص: 396

السؤال الثالث من الفتوى رقم (18672)

س 3: يقول بعض الناس: (إن الله يعرف ما في القلوب) هل يصح هذا القول، وهل هو معروف لدى سلفنا الصالح رضوان الله عليهم؟

ج 3: الصواب أن يقال: الله يعلم ما في القلوب، قال تعالى:

ص: 396

{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}

(1)

، وقال تعالى:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا}

(2)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة آل عمران الآية 154

(2)

سورة الأحزاب الآية 51

ص: 397

الفتوى رقم (18746)

س: ما قول سماحتكم في بعض الناس من يقول لابنته إذا مات زوجها ومعها أطفال، أو إذا حصل أمر مكروه لأي شخص بعبارات مثل أن يقول:(إن الله ظلمها) أو ظلمه، وهو يقولها بجهل منه. فهل هذا الكلام فيه شرك أو ماذا تقولون جزاكم الله خيرا؟

ج:‌

‌ نسبة الظلم إلى الله مسبة وانتقاص

لله تعالى، فإن الله قد نفى الظلم عن نفسه في قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}

(1)

، وفي الحديث

(1)

سورة يونس الآية 44

ص: 397

القدسي يقول الله تعالى: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا

(1)

» ، وقضاء الله وقدره مبني على كمال حكمته وعدله ورحمته وعلمه، وابتلاء بعض عباده بفقد الأولاد أو نقص في الأموال أو مرض في الأبدان- إنما هو ابتلاء وامتحان منه سبحانه، ليتبين من كان صابرا راضيا بقضائه وقدره ممن كان جزوعا متسخطا، قال تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ}

(2)

، ثم وعد الصابرين بقوله:{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}

(3)

{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

(4)

{أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}

(5)

. فيجب على المسلم أن يكون معظما لله منزها له عن كل ما لا يليق به، موقنا بأنه حكيم عليم، يضع الأشياء في مواضعها {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}

(6)

، ومن نسب الظلم إلى الله فيما يقضيه الله ويقدره على العبد واعتقد ذلك- فهو كافر كفرا ينقل عن الملة؛ لكونه مكذبا لله فيما أخبر به من نفي الظلم عن نفسه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

(1)

صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2577) .

(2)

سورة البقرة الآية 155

(3)

سورة البقرة الآية 155

(4)

سورة البقرة الآية 156

(5)

سورة البقرة الآية 157

(6)

سورة الأنبياء الآية 23

ص: 398

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 399

السؤال الثالث من الفتوى رقم (19346)

س 3: حديث أبي هريرة مرفوعا عند مسلم: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار

(1)

» . فكيف ينبغبي أن نفهم هذا الحديث، وهل يجوز إضافة (الإزار) و (الرداء) إلى الله مطلقا، وهل يلزم الصيرورة إلى التأويل فيه؟

ج 3: قال الخطابي - رحمه الله تعالى- في شرحه لـ (سنن أبي داود) : معنى الحديث: أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه، اختص بهما لا يشركه أحد فيهما، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما؛ لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل، وضرب الرداء والإزار مثلا في ذلك. يقول- والله أعلم- كما لا يشرك الإنسان في ردائه وإزاره أحد، فكذلك لا يشركني في الكبرياء والعظمة

(1)

لفظ مسلم 4\ 2023 برقم (2620) : (العز إزاره والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته) .

ص: 399

مخلوق. والله أعلم

(1)

. انتهى كلامه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

انظر (سنن أبي داود) ومعها (شرح الخطابي) 4\ 350 برقم (4090) .

ص: 400

السؤال الأول من الفتوى رقم (17923)

س 1: قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة

(1)

» الحديث. ما المراد بالرحمة التي خلقها الله؟ هل هي الصفة- تعالى الله عن ذلك- أم رحمة مخلوقة خصت بها الأمة، وصفة الله غيرها؟

ج 2: الرحمة المذكورة في الحديث رحمة مخلوقة، خلق الله مائة رحمة أنزل منها واحدة يتراحم الخلق بينهم بها، وأبقى عنده تسعا وتسعين رحمة ليوم القيامة، وهذه الرحمة غير صفة الرحمة لله جل وعلا، فإن صفات الله غير مخلوقة، فهي من صفات ذاته سبحانه، وهو سبحانه بصفاته خالق غير مخلوق.

(1)

(صحيح مسلم) 4\ 2109.

ص: 400

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 401

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18776)

س 2: آخر أصحاب الجنة الذين يخرجون من النار ويدخلون الجنة هل يرون الله، لقوله تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}

(1)

؟

ج 2: كل من دخل الجنة فإنه يرى الله عز وجل؛ لأن رؤية الله أعظم نعيم أهل الجنة، ولكن المؤمنين يتفاوتون في رؤية الله عز وجل، فأعظمهم رؤية من يرى الله غدوة وعشيا، قال تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}

(2)

، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية: أن الحسنى الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله عز وجل، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: يا ربنا ما هو، ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، ألم تنجنا من

(1)

سورة يونس الآية 26

(2)

سورة يونس الآية 26

ص: 401

النار؟ فيكشف الحجاب فينظرون إلى وجه الله، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من نظرهم إلى وجه الله جل وعلا

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

رواه من حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه: أحمد 4\ 332، 332-333، 6\ 15 - 16، ومسلم 1\ 163 برقم (181) ، والترمذي 4\ 687، 5\ 286 برقم (2552، 3105) ، والنسائي في (الكبرى) 7\ 166، 10\ 123 - 124 برقم (7718- 11170) ، وابن ماجه 1\ 67 برقم (187) .

ص: 402

الفتوى رقم (14919)

س: أخرج الأئمة أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اكلفوا من العمل ما تطيقون، وإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله تعالى أدومه وإن قل

(1)

» .

كيف الجواب على قوله صلى الله عليه وسلم:

(1)

أحمد 6\ 40، 51، 61، 128، 176، 180 -181، 241، 267-268، والبخاري 1\ 16، 2\ 244، 7\ 50، 182، ومسلم 1\ 540، 542 برقم (782، 785) ، وأبو داود 2\ 101 برقم (1368) ، والنسائي 2\ 68، 3\ 218، 8\ 123 برقم (762، 1642، 5035) .

ص: 402

«فإن الله لا يمل حتى تملوا

(1)

» هل تمر كما جاءت، أم أن لها تفسيرا؟ علما أنني اطلعت على كلام الأئمة الحفاظ كابن حجر في (فتح الباري 1\ 101) و (3\ 36) ، ولم يعلقوا على كلامه بشيء، فهل هو موافقة له أم لا؟ وكذلك الحافظ الخطابي في (معالم السنن) ، والنووي في (شرحه على مسلم) ، وابن قتيبة في (تأويل مختلف الحديث) وغيرهم، وحيث إنني أقوم بتحقيق إحدى الرسائل، وقد وردت فيها عبارة المؤلف (فإن الله لا يمل حتى يمل العبد، والله لا يمل أبدا) أرجو الإجابة على سؤالي؟ .

ج: الواجب هو إمرار هذا الحديث كما جاء، مع الإيمان بالصفة، وأنها حق على الوجه الذي يليق بالله، من غير مشابهة لخلقه ولا تكييف، كالمكر والخداع والكيد الواردة في كتاب الله عز وجل، وكلها صفات حق تليق بالله سبحانه وتعالى على حد قوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(2)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري اللباس (5862) ، صحيح مسلم الصيام (782) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5035) ، سنن أبي داود الصلاة (1368) ، سنن ابن ماجه الزهد (4238) ، مسند أحمد (6/250) .

(2)

سورة الشورى الآية 11

ص: 403

الفتوى رقم (16719)

س: هل قسم السلف صفات الباري إلى حسية ومعنوية، أو ذاتية وخبرية، أو ثبت عنهم أي تقسيم آخر. وهناك بعض الصفات مثل: الوجود والبقاء والقدم. هل يجوز إثباتها لله، مع العلم أنه لم يثبت فيها نقل، وإنما ثبت بالاستقراء للأدلة أو إعمال العقل حسب علمي. وهل يجوز اشتقاق أسماء الله تعالى من بعض أفعاله، مثل الساتر من ستر، ومحمل الإناث من:{وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ}

(1)

، وهكذا، وإذا جاز الاشتقاق ما الدليل على ذلك؟

ج: صفات الله تنقسم إلى ذاتية وفعلية، فالذاتية مثل: الوجه واليدين والعلو، والفعلية مثل: الخلق والرزق والاستواء والكلام وغيره.

والوجود والقدم ليسا من صفات الله؛ لعدم ورود الدليل بها، ولكن يخبر عن الله بأنه موجود وأنه قديم، لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات. وأما البقاء فجاء فيه قوله تعالى:

(1)

سورة فاطر الآية 11

ص: 404

{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}

(1)

، وقوله تعالى:{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}

(2)

، وفسرهما النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء

(3)

» .

وأسماء الله توقيفية لا يسمى إلا بما سمى به نفسه، فلا يشتق له من كل فعل اسم، وإنما يشتق له من كل اسم صفة، مثل الرحمن الرحيم، يشتق منهما صفة الرحمة وهكذا.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الرحمن الآية 27

(2)

سورة الحديد الآية 3

(3)

صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2713) ، سنن الترمذي الدعوات (3481) ، سنن أبي داود الأدب (5051) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3873) ، مسند أحمد (2/536) .

ص: 405

الفتوى رقم (11664)

س: هل يصح أن نقول: إن الله مخالف للحوادث، ونصفه بأنه قديم؟

ج: الله جل ثناؤه يوصف بصفات الكمال، فهو سبحانه موصوف بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله عليه الصلاة

ص: 405

والسلام: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(1)

، فهو سبحانه منفرد في ذاته وصفاته وفي أسمائه وفي أفعاله لا مثيل له في شيء في ذلك، ولم يرد في أسمائه القديم، وإنما ورد بأنه هو الأول، كما في قوله تعالى:{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}

(2)

، وكما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء

(3)

» رواه مسلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الشورى الآية 11

(2)

سورة الحديد الآية 3

(3)

صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2713) ، سنن الترمذي الدعوات (3481) ، سنن أبي داود الأدب (5051) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3873) ، مسند أحمد (2/536) .

ص: 406

السؤال الثالث من الفتوى رقم (17072)

س 3: (مؤسس الدعوة السلفية هو الله) هل العبارة السابقة صحيحة؟

ج 3: إن الدين عند الله الإسلام، فالإسلام هو دين الله

ص: 406

وشرعه الذي أنزله على رسوله وعبده محمد صلى الله عليه وسلم، وهو خاتمة الشرائع والأديان، وأتباعه هم المسلمون الذين لم يميلوا عن صراطه المستقيم ببدعة أو ضلالة أو هوى هم جماعة المسلمين، وفي مقابلة من غير بدل يقال لهم:(أهل السنة) و (أهل السنة والجماعة) و (أهل الحديث) و (السلفيون) .

فالسلفية: لقب صالح تعني أنهم على طريق السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم- رضي الله عن الجميع- فهو لقب يتميزون به عن أهل البدعة ممن غير وبدل وحرف، وعليه فهذه العبارة (مؤسس الدعوة السلفية هو الله) بمعنى أن الله هو الذي شرعها، وهي في معناها صحيحة تنزيلا لها على ما ذكر، لكن إطلاق لفظ (مؤسس) على الله- سبحانه وتعالى لا يجوز؛ لعدم ورود النص به، والقاعدة أنه لا يطلق على الله من الأسماء والصفات إلا ما أثبته - سبحانه - لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا نظير قول بعضهم:(مهندس الكون هو الله) بمعنى خالقه، فهو صحيح المعنى ممنوع من جهة اللفظ، وعليه فلا يجوز إطلاقهما لما ذكر.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 407

السؤال الأول من الفتوى رقم (17749)

س 1: ما‌

‌ معنى تسلسل الحوادث،

وهل شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية يقول به؟ على أنني سمعت ذلك عن بعض طلبة العلم، وأنا أعلم باليقين أنه رحمه الله يقول: إن أول ما خلق الله العرش. أجاب بذلك رحمه الله حينما سئل عن العرش والقلم أيهما كان أولا؟

ج: تسلسل الحوادث هي من العبارات المحدثة التي أحدثها علماء الكلام، ويقصدون بذلك أن أفعال الله سبحانه لا بد لها من بداية وليست أزلية؛ لئلا يلزم من ذلك تعدد القدماء، ولا قديم إلا الله، وهذا كلام باطل محدث في الإسلام، لأنه لا يلزم من أزلية أفعال الله وصفاته تعدد القدماء، فالله تعالى بأفعاله وصفاته قديم، ليس لأفعاله بداية، كما أنه ليس له بداية.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 408

السؤال الرابع من الفتوى رقم (14110)

س 4: بعض من الناس يقولون عندما يرحبون بالضيف: يا ضيف الرحمن، يا شيبة الرحمن أبقاك الله.

ج 4: الترحيب بالضيف وغيره ب‌

‌قول: يا ضيف الرحمن

أو يا

ص: 408

شيبه الرحمن، أو الدعاء له أبقاك الله- لا بأس بذلك؛ لأن هذه الإضافة إضافة تكريم، مثل بيت الله وناقة الله ونحو ذلك.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 409

الفتوى رقم (19142)

س: هناك شبهة تتردد على ذهني، وهي قول بعضهم:(إن المسلمين يعبدون فراغا) . وخاصة عندما آتي لأصلي، فينتابني سؤال: هل يجب علي عندما أسجد أن أتخيل أن الله سبحانه وتعالى أمامي، وأنا أعلم يقينا وفطرة أن الله سبحانه في السماء؟

ج: يجب الإيمان بأن الله جل جلاله في السماء، مستو على عرشه، ومن تمام العبودية لله سبحانه أن تعبده كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وما ذكرته من الشبه والوساوس التي تخيل للمسلم أنه يعبد فراغا- كل ذلك من الشيطان وإغوائه، فيجب الانتهاء عنها وعدم التمادي فيها، وعلى المسلم الإكثار من ذكر الله تعالى، والاستعاذة به من الشيطان الرجيم، والاشتغال بما ينفعه في دينه ودنياه، ولا مانع من أن يعتقد المؤمن حين الصلاة أن الله قبل وجهه، مع أنه سبحانه فوق العرش؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قام

ص: 409

أحدكم في الصلاة فلا يبصقن قبل وجهه، فإن الله قبل وجهه، ولا عن يمينه، ولكن عن شماله أو تحت قدمه

(1)

» متفق على صحته. والبصق عن الشمال إذا كان خارج المسجد، أما إذا كان في المسجد فإنه يبصق في طرف ردائه أو منديله ونحوه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «البصاق في المسجد خطيئة

(2)

» الحديث.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

رواه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما: مالك في (الموطأ) 1\ 194، وأحمد 2\ 6، 29، 34، 53، 66، 72، 99، 141، 144، والبخاري 1\ 106، 183، 2\ 62، 7\ 98، ومسلم 1\ 388 برقم (547) ، وأبو داود 1\ 323 برقم (479) ، والنسائي 2\ 51 برقم (724) ، وابن ماجه 1\ 251 برقم (763) .

(2)

أحمد 3\ 109، 173، 183، 209، 232، 234، 274، 277، والبخاري 1\ 107، ومسلم 1\ 390 برقم (552) ، وأبو داود 1\ 321، 322 برقم (474، 475) ، والترمذي 2\ 461 برقم (572) ، والنسائي 2\ 50 برقم (723) .

ص: 410

السؤال الأول من الفتوى رقم (12087)

س 1: هل‌

‌ الأشعرية

من أهل السنة والجماعة؟

ص: 410

ج1: أهل السنة والجماعة هم: الذين اعتصموا بكتاب الله تعالى وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم في عقائدهم وسائر أصول دينهم، ولم يعارضوا نصوصهما بالعقل أو الهوى، وتمسكوا بما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من دعائم الإيمان وأركان الإسلام، فكانوا أئمة الهدى ودعاة الخير والفلاح، كالحسن البصري وسعيد بن المسيب ومجاهد وأبي حنيفة ومالك والشافعي والأوزاعي وأحمد والبخاري ومن سلك سبيلهم ونهج نهجهم عقيدة واستدلالا.

والأشعرية هم: أتباع أبي الحسن الأشعري وأنصار مذهبه عقيدة واستدلالا، وهو ومن تبعه أقرب الطوائف إلى أهل السنة والجماعة، فيحمدون على ما وافقوا فيه أهل السنة والجماعة، ويخطؤون فيما خالفوهم فيه، ومن أتباعه أبو بكر الباقلاني والبيهقي وأبي الفرج ابن الجوزي وأبو زكريا يحيى النووي وابن حجر العسقلاني وأمثالهم ممن تأولوا نصوص صفات الله تعالى، أو فوضوا في أصل معناها، وهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله بهم الأمة، فرحمهم الله وجزاهم خيرا.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 411

الفتوى رقم (21802)

س: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام، من المستفتي عبد الله بن محمد اللحيدان، مدير مكتب الدعوة والإرشاد بالدمام، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، برقم (95\ س) وتاريخ 2\ 11\ 1421 هـ وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه: أرفع لسماحتكم ما وصل إلي ويتداول حاليا وخاصة بعض مدارس البنات ومكاتب التوجيه التربوي لدينا، وهي ورقة عن موضوع ينسب لصحيفة المدينة، يشير فيه من نسبت إليه أنه اكتشف:

أن أسماء الله الحسنى لها طاقة شفائية كبيرة لعدد ضخم من الأمراض.

- أن لكل اسم من أسماء الله الحسنى طاقة تحفز جهاز المناعة للعمل بكفاءة مثلى في عضو معين بجسم الإنسان.

- ويذكر مثالا على نجاح ذلك على ابنه بترديد أسماء معينة لمدة عشر دقائق وعدد كبير من المتطوعين.

ص: 412

- أن نفس أسماء الجلالة التي تعالج يمكن الاستفادة منها في الوقاية أيضا.

- أن طاقة الشفاء تتضاعف عند تلاوة آيات الشفاء بعد ذكر التسبيح بأسماء الله الحسنى.

- يطلب ناشرها من الناس التجريب والإفادة.

عليه نود من سماحتكم حفظكم الله توضيح الأمر وتجليته للناس؛ ليكونوا على هدى من أمر ربهم.

ج: وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء، أجابت بما يلي:

قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

(1)

، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة

(2)

» ، ومنها الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، فأسماء الله جل وعلا لا يعلم عددها إلا هو وكلها حسنى، ويجب إثباتها وإثبات ما تدل عليه من كمال الله وجلاله وعظمته، ويحرم الإلحاد فيها بنفيها، أو نفي شيء منها عن الله، أو نفي ما تدل عليه من الكمال والجلال، أو نفى ما

(1)

سورة الأعراف الآية 180

(2)

صحيح البخاري التوحيد (7392) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2677) ، سنن الترمذي الدعوات (3508) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3861) ، مسند أحمد (2/516) ، سنن الدارمي الرقاق (2785) .

ص: 413

تتضمنه من صفات الله العظيمة، ومن الإلحاد في أسماء الله ما زعمه المدعو سيد كريم وتلميذه وابنه في الورقة التي يوزعونها على الناس من أن أسماء الله الحسنى لها طاقة شفائية لعدد ضخم من الأمراض، وبواسطة أساليب القياس الدقيقة المختلفة في قياس الطاقة داخل جسم الإنسان، اكتشف أن لكل اسم من أسماء الله الحسنى طاقة تحفز جهاز المناعة للعمل بكفاءة مثلى في عضو معين بجسم الإنسان، وأن الدكتور إبراهيم كريم استطاع بواسطة تطبيق قانون الرنين أن يكتشف أن مجرد ذكر اسم من أسماء الله الحسنى يؤدي إلى تحسين مسارات الطاقة الحيوية بجسم الإنسان.

قال: والمعروف أن الفراعنة أول من درس ووضع قياسات لمسارات الطاقة الحيوية بجسم الإنسان بواسطة البندول الفرعوني. ثم ذكر جملة من أسماء الله في جدول، وزعم أن لكل اسم منها فائدة للجسم أو علاج نوع من أمراض الجسم، ووضح ذلك برسم لجسم الإنسان، ووضع على كل عضو منه اسما من أسماء الله. وهذا العمل باطل؛ لأنه من الإلحاد في أسماء الله، وفيه امتهان لها؛ لأن المشروع في أسماء الله دعاؤه بها، كما قال تعالى:{فَادْعُوهُ بِهَا}

(1)

، وإثبات ما تتضمنه من الصفات العظيمة لله؛ لأن كل اسم منها يتضمن صفة لله عز وجل، ولا يجوز أن تستعمل في شيء من

(1)

سورة الأعراف الآية 180

ص: 414

الأشياء غير الدعاء بها إلا بدليل من الشرع، والزعم بأنها تفيد كذا وكذا أو تعالج كذا وكذا بدون دليل من الشرع قول على الله بلا علم.

وقد قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

(1)

، فالواجب إتلاف هذه الورقة.

والواجب على المذكورين التوبة إلى الله من هذا العمل، وعدم العودة إلى شيء منه مما يتعلق بالعقيدة والأحكام الشرعية.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

(1)

سورة الأعراف الآية 33

ص: 415

الفتوى رقم (15742)

س: هناك من المتحزبين الذين ينادون بالحكم الإسلامي، ولكنهم على خلاف ذلك تماما، إذ إنهم ميعوا الإسلام وكل من

ص: 415

لا يحمل أفكارهم فهو عدو للإسلام ولو كانت خلاف الكتاب والسنة، هذا مع ما يكنونه من الكراهية الشديدة لأهل السنة والجماعة، وبالأحرى السلفيين، فيسبونهم ويشتمونهم حتى إنهم لعنوا العلماء، وقالوا: إنهم قدامى متعصبون. فهل تجوز موالاتهم ومناصحتهم، أم زجرهم بالهجر؟

ج: الداعية الذي لا يلزم منهج الرسل ومنهج أتباعهم في الدعوة وإنما يتبع منهج الفرق المبتدعة الضالة من الخوارج والمعتزلة - فهذا لا يجوز لكم مصاحبته ولا الانتماء إليه، بل يجب عليكم الإنكار عليه والتحذير منه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 416

السؤال الثاني من الفتوى رقم (18885)

س 2: قال أحد العلماء: عندنا تفسير لما يقوله النصارى بأنهم أبناء الله، هذا القول:(إننا نحن البشر جميعا أبناء الله، بمعنى: أنه خالقنا الواحد، وهو الذي يعولنا وحده ويرزقنا جميعا؛ لقول الحديث: «الفقراء عيالي» ، وليست أبوة الله لنا التي تعرفها شهادات الميلاد، ونحن جميعا عباد له، ولا نسجد إلا لله وحده)

ص: 416

فما رأي سماحتكم في ذلك؟

ج 2: لقد بين الله في كتابه أن النصارى يعتقدون اعتقادا باطلا أن المسيح ابن الله، ينسب إليه، قال تعالى:{وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}

(1)

، فهم يزعمون أن المسيح ابن الله؛ تمييزا له عن سائر البشر، ولهذا قال منكرا على من ادعى هذه الدعوى الباطلة:{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا}

(2)

{لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا}

(3)

{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا}

(4)

وقال الله تعالى منكرا على اليهود والنصارى في زعمهم أنهم أبناء الله وأحباؤه تكبرا وتعاليا وتمييزا لأنفسهم عن سائر البشر: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ}

(5)

.

أما من يظن أن النصارى أبناء الله، بمعنى: أن الله يعولهم

(1)

سورة التوبة الآية 30

(2)

سورة مريم الآية 88

(3)

سورة مريم الآية 89

(4)

سورة مريم الآية 90

(5)

سورة المائدة الآية 18

ص: 417

ويتكفل برزقهم وحدهم تمييزا لهم عن سائر البشر، فهذا من الباطل أيضا؛ لأن الله سبحانه قد تكفل برزق العباد جميعا، وهو الذي يعولهم وحده بعنايته وتوفيقه.

أما حديث الخلق عيال الله، فهو غير صحيح، ومعناه لو صح أنه سبحانه هو الذي يعولهم وينفق عليهم، كما قال سبحانه:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}

(1)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة هود الآية 6

ص: 418

السؤال الأول من الفتوى رقم (17458)

س 1: بعض من الاعتقادات في بلادنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان من المجسمة، وكان يثبت لله تعالى جسما مثل الإنسان، وكان شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من المفسدين غير المصلحين، وأفسد في بلاد العرب، وكان ضالا مضلا- أعاذنا الله منها- ونحن نرسل إليكم مجلتين، أي (نور

ص: 418

اليقين، والفجر الصادق) لتنظروا.

ج 1: شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كلاهما من المجددين لما اندرس من معالم الإسلام على ضوء الكتاب والسنة، وهما من علماء أهل السنة والجماعة، وهما مصلحان لا مفسدان، وممن يثبت لله سبحانه أسماءه وصفاته الواردة في القرآن الكريم وفي السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بالله سبحانه، ومن زعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية مجسم، فهو جاهل مركب لا يعرف عقيدة أهل السنة والجماعة، وهكذا من زعم أن الشيح محمد بن عبد الوهاب مفسد لا مصلح فهو جاهل مركب، لم يعرف عقيدته ولا ما دعا إليه من التوحيد الخالص والعقيدة السليمة المطابقة لعقيدة أهل السنة والجماعة، رحمة الله عليه وعلى شيخ الإسلام ابن تيمية وعلى جميع أئمة المسلمين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 419

السؤال الخامس من الفتوى رقم (17867)

س 5: قال تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ}

(1)

. هل مشيئة الله أزلية أم تتجدد بتجدد الزمان؟

وما حكم الإسلام في الخوض في آيات المشيئة أم تؤخذ على ظاهرها؟ وهل يؤخذ من قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}

(2)

، على الإطلاق بأن الإيمان والكفر مباح، بحجة أن الإنسان مخير وليس مسيرا؟

ج5:‌

‌ صفة المشيئة

لله تعالى صفة فعلية قديمة النوع حادثة الآحاد، والواجب في آيات الصفات لله جل وعلا من المشيئة أو غيرها إمرارها كما جاءت من غير تعرض لكيفيتها، مع اعتقاد حقيقتها على ما يليق بالله تعالى، من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تأويل ولا تشبيه، كما قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(3)

. وأما قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}

(4)

،

(1)

سورة يونس الآية 16

(2)

سورة الكهف الآية 29

(3)

سورة الشورى الآية 11

(4)

سورة الكهف الآية 29

ص: 420

فليس من باب التخير، وإنما هو من باب التهديد، لأن سبيل الإيمان والرشد قد استبان، وطريق الكفر قد وضح، والله عز وجل يعاقب من استبان له طريق الإيمان والهدى، ولم ينقد بأن يصرفه عن صراطه المستقيم، كما قال تعالى:{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}

(1)

ولهذا قال سبحانه بعد قوله: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}

(2)

، متهددا ومتوعدا:{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا}

(3)

الآية.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأعراف الآية 146

(2)

سورة الكهف الآية 29

(3)

سورة الكهف الآية 29

ص: 421

‌عنصر الشيطان

ومصيره يوم القيامة

السؤال الأول من الفتوى رقم (16370)

س 1: هل إبليس من الجن أم من الملائكة، وهل الجن من ذريته أم هو وذريته خلق منهم؟

ج 1: إبليس من الجن، كما قال تعالى:{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}

(1)

، وليس هو من الملائكة، وأيضا هو مخلوق من نار، والملائكة مخلوقة من نور، كما جاءت بذلك الآيات في خلق إبليس، وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنه قال: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف الله لكم

(2)

» أخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الكهف الآية 50

(2)

صحيح مسلم الزهد والرقائق (2996) ، مسند أحمد (6/168) .

ص: 422

‌الإيمان

ص: 423

الفتوى رقم (11556)

س: ما هي الأسباب التي بها يقوى إيمان المسلم جزاكم الله خيرا؟

ج: من الأسباب التي يقوى بها إيمانك ويزيد بها يقينك، تصديقك الجازم بأركان الإيمان الستة، وعملك بشعب الإيمان. وأركان الإيمان هي: الإيمان بالله جل وعلا، وملائكته، ورسله، وكتبه، والإيمان باليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره.

ومن شعب الإيمان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والصلاة والصيام، والزكاة، والحج، والجهاد في سبيل الله، وبر الوالدين، والإحسان إلى ذوي القربى والأيتام والمساكين وابن السبيل والجيران والعمال والخدم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولزوم الصبر في جميع الأمور، والتواضع وعدم الكبر، وحفظ الفم والفرج فيما لا يحل، ورعاية الأمانة والعهد. . إلخ؛ لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق

(1)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري الإيمان (9) ، صحيح مسلم الإيمان (35) ، سنن الترمذي الإيمان (2614) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5004) ، سنن أبي داود السنة (4676) ، سنن ابن ماجه المقدمة (57) ، مسند أحمد (2/414) .

ص: 424

السؤال الأول من الفتوى رقم (17558)

س 1: هل الإيمان يزداد بالطاعات وينقص بالمعاصي مع الدليل، وما حكم من ينكر ذلك؟

ج 1: الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية بإجماع أهل السنة والجماعة من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من أهل العلم والإيمان، قال تعالى:{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}

(1)

، وقال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}

(2)

، وقال تعالى:{وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}

(3)

، وقال تعالى في نقص الإيمان:{هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ}

(4)

، وقال صلى الله عليه وسلم: «يخرج من النار من كان في قلبه أدنى مثقال حبة من خردل من الإيمان

(5)

» .

(1)

سورة مريم الآية 76

(2)

سورة الأنفال الآية 2

(3)

سورة المدثر الآية 31

(4)

سورة آل عمران الآية 167

(5)

رواه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أحمد 3\ 12، 17، 94، والبخاري 1\ 11، 7\ 202، 8\ 182، ومسلم 1\ 170 برقم (183) ، والترمذي 4\714 برقم (2598) ، والنسائي 8\ 113 برقم (5010) ، وابن ماجه 1\ 23 برقم (60) .

ص: 425

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 426

السؤال الخامس من الفتوى رقم (16875)

س 5: ما هي‌

‌ أركان الإيمان

مع الشرح؟

ج 5: أركان الإيمان ستة، هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.

فالإيمان بالله معناه: الاعتقاد الجازم بربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وأنه سبحانه هو المستحق للعبادة.

والإيمان بالرسل: هو اعتقاد رسالتهم من عند الله وتصديقهم، واتباعهم ومحبتهم وعلى رأسهم خاتمهم وأفضلهم ونصيبنا منهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عليه الصلاة والسلام.

والإيمان بالملائكة: التصديق بوجودهم وأنهم عباد مكرمون ينفذون أوامر الله في خلقه، وينزلون بالوحي منه على رسله، ويكتبون أعمال بني آدم ويحفظونها.

ص: 426

والإيمان بالكتب: هو اعتقاد أنها من الله نزلت لهداية الخلق، وأنه يجب اتباعها والعمل بها على من نزلت عليهم، وأفضلها وأكملها القرآن الكريم المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

والإيمان باليوم الآخر وهو يوم القيامة: هو اعتقاد وقوعه وبعث الناس من قبورهم، وجزاؤهم على أعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

والإيمان بالقدر خيره وشره: هو اعتقاد أن كل ما يجري في هذا الكون من خير وشر منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة أن الله علمه وقدره وكتبه في اللوح المحفوظ، وأن الله أراده وأوجده في وقت حدوثه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 427

السؤال الأول من الفتوى رقم (13964)

س 1: هل من حقنا أو حق أية أئمة أن يؤيدوا أقوالهم بأقوال رسول الله وأفعاله؟

ج 1: أمر الله سبحانه بعبادته وحده، وإخلاص الدين له، وأن لا يعبد ولا يدعى ولا يرجى أحد سواه سبحانه وتعالى، وأرسل

ص: 427

محمدا صلى الله عليه وسلم لبيان شرائع الدين، وأمر جل شأنه بأخذ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره واجتناب ما نهى عنه، فقال تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

(1)

، وهو قدوتنا وأسوة لنا في أقواله وأفعاله وتقريراته، قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}

(2)

، فواجب على المسلمين أن يجردوا المتابعة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فلا قول لأحد مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الحشر الآية 7

(2)

سورة الأحزاب الآية 21

ص: 428

السؤال الأول من الفتوى رقم (14549)

س 1: في بعض الأحيان يأتيني الشيطان ببعض الأفكار، حيث يحاول أن يشكك لي في عقيدتي، وأستحي أن أذكر هذه الأفكار والسؤال: هل أحاسب على هذا؟

ص: 428

ج1: يجب عليك أن لا تتمادى مع الشكوك والوساوس التي يلقيها الشيطان لتشكيكك في عقيدتك الإسلامية، فإذا خطرت ببالك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، قال تعالى:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

(1)

، فإذا انتهيت عن هذه الوساوس ولم تعمل بها ولم تتكلم بها- فلا إثم عليك، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل

(2)

» .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأعراف الآية 200

(2)

صحيح البخاري الأيمان والنذور (6664) ، صحيح مسلم الإيمان (127) ، سنن الترمذي الطلاق (1183) ، سنن النسائي الطلاق (3435) ، سنن أبي داود الطلاق (2209) ، سنن ابن ماجه الطلاق (2040) ، مسند أحمد (2/491) .

ص: 429

الفتوى رقم (15610)

س: ما رأيكم في قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في (فتح المجيد ص 45) : (وهذا بخلاف من يقولها: (وهي لا إله إلا الله) وهو يدعو غير الله، ويستغيث به من ميت أو غائب لا ينفع ولا يضر، كما ترى عليه أكثر الخلق، فهؤلاء وإن قالوها

ص: 429

فقد تلبسوا بما يناقضها، فلا تنفع قائلها إلا بالعلم بمدلولها نفيا وإثباتا) وهل يختلف الحكم على الناس من زمان إلى زمان، ومكان إلى مكان، أم أن الحكم ثابت لا يحتاج لتأويل؟

ج: كلام الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله واضح في أن كلمة الإخلاص لا تنفع قائلها إلا إذا قالها عالما بمعناها، عاملا بمقتضاها، فأثبت العبادة خالصة لله تعالى. وأما من استغاث بغير الله ودعا غير الله أو اعتقد أن الأموات يسمعون دعاء من دعاهم ويشفعون له، ويكونون وسائط بينه وبين الله، فذبح لهم ونذر لهم واستغاث بهم والتجأ إليهم في كشف الشدائد ودعاهم من دون الله، واعتقد النفع في دعائهم، فإن هذا مناف لكلمة التوحيد، وفاعله ومعتقده مشرك بالله الشرك الأكبر، وتجري عليه أحكام الكفار في الدنيا.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 430

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16021)

س 2: كيف تكون لدي عقيدة سليمة قائمة على أساس علمي إسلامي في الإيمان وغيره؟

ج 2: عقيدة التوحيد هي الأساس الذي يبني عليه المسلم

ص: 430

أعماله الصالحة، وهي العقيدة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السلف الصالح، وهي مبينة في الكتب الصحيحة التي ألفها أئمة الإسلام، مثل (عقيدة الإمام الطحاوي وشرحها) للعز بن أبي العز، و (العقيدة الواسطية) لشيخ الإسلام ابن تيمية، و (كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب وشرحه (فتح المجيد) . على أن تقرأ هذه الكتب على علماء محققين من أهل السنة يوضحونها لك.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 431

السؤال الرابع من الفتوى رقم (15885)

س 4: إنني أسمع بعض الأحيان عن العقيدة، فما هي العقيدة، وما أهميتها، مع العلم أنني أريد الإجابة الشافية عن عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعاليمه وبعض الكتب التي تتحدث عن ذلك إن وجد عندكم، حتى أكون على بينة من ديني، وأن أكون اقتديت بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ج 4: العقيدة الصحيحة هي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، على مقتضى ما جاء في الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، والكتب التي

ص: 431

تتحدث عن ذلك كثيرة، أعظمها وأنفعها القرآن الكريم، ففيه الهدى والشفاء، كما قال الله سبحانه:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}

(1)

، ومنها كتب الحديث المعتمدة، كالبخاري ومسلم وغيرهما، ومثل (شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العز الحنفي، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وغيرهم من العلماء المحققين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الإسراء الآية 9

ص: 432

وقوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}

(1)

أي: بشرك {أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}

(2)

، فقد بين الله في هاتين الآيتين آثار التوحيد في الحياة الدنيا والآخرة، وذلك بتوفر الأمن وحصول الهداية من الضلال، والاستخلاف في الأرض وتمكين الدين في القلوب والأعمال.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الأنعام الآية 82

(2)

سورة الأنعام الآية 82

ص: 433

السؤال الأول من الفتوى رقم (16301)

س 1: من هم أولياء الله الصالحون وأولياء الشيطان؟

ج 2: أولياء الله هم المؤمنون المتقون، كما قال تعالى:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

(1)

{الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}

(2)

،

(1)

سورة يونس الآية 62

(2)

سورة يونس الآية 63

ص: 433

والإيمان والتقوى هما العمل بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله من البدع والخرافات والشركيات.

وأولياء الشيطان هم أتباعه من المشركين والمخرفين والمبتدعة، الذين يميتون السنن ويحيون البدع والمخالفات، قال تعالى:{إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}

(1)

، فما كل من ادعى الولاية أو ادعيت له يكون كذلك، حتى يكون موحدا لله، عاملا بكتاب الله وسنة رسوله، مجانبا للشرك والبدع.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة النحل الآية 100

ص: 434

السؤال الثاني من الفتوى رقم (17923)

س 2: هل الإيمان في الأصل لا يتجزأ، فإذا ذهب بعضه ذهب كله؟ إذا كان كذلك فكيف الجمع بين ذلك وبين أن

ص: 434

الإيمان يزيد وينقص.

ج 2: الإيمان يتجزأ، فهو يزيد وينقص، كما قال تعالى:{وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}

(1)

، وقال تعالى:{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}

(2)

، وذهاب بعض الإيمان لا يكون ذهابا لجميعه؛ لأن القول بأن ذهاب بعض الإيمان ذهاب لجميعه مذهب الخوارج، وهو قول غير صحيح؛ لأن الله يقول:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}

(3)

، فأثبت لهم الإيمان مع وجود القتال بينهم، وقال تعالى:{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ}

(4)

، فسماه أخاه مع أنه قاتل.

فمذهب أهل السنة أن الإنسان يجتمع فيه إيمان وفسق، وطاعة ومعصية، فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

(1)

سورة الأنفال الآية 2

(2)

سورة مريم الآية 76

(3)

سورة الحجرات الآية 9

(4)

سورة البقرة الآية 178

ص: 435

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 436

‌دعوة الرسل

ص: 437

السؤال الأول من الفتوى رقم (14465)

س 1: ما هو الفرق بين الأنبياء والرسل؟

ج 1: النبي: من أوحى الله إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول: من أوحى الله إليه بشرع وأرسله إلى الناس ليبلغهم ما أوحى إليه من الشرائع والأحكام.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 438

السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم (18794)

س 2: هل هناك فرق بين الأنبياء من حيث درجة المعرفة وحجم المسؤولية والقدرة الروحية؟

ج 2: نعم، ت‌

‌تفاوت علوم الأنبياء ودرجات معرفتهم،

فقد يكون عند أحدهم من العلم ما ليس عند الآخر، كما في قصة موسى والخضر وداود وسليمان عليهم الصلاة والسلام، ولكن هذا التفاوت لا يعني انتقاصا من أحدهم وتعصبا لآخر حمية وعنصرية، بل الكل من الأنبياء والرسل مكرمون مع وجود التفاضل بينهم، كما قال الله تعالى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}

(1)

،

(1)

سورة البقرة الآية 253

ص: 438

وقال جل وعلا: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ}

(1)

.

أما مسؤولية تبليغ رسالات الله تعالى إلى الناس وتعليمهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فكلهم على درجة واحدة في ذلك، وهم مشتركون في أداء هذه الأمانة العظيمة، لكن أفضلهم وأكملهم في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو خاتم النبيين، كما قال الله تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}

(2)

، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر

(3)

» .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الإسراء الآية 55

(2)

سورة الأحزاب الآية 40

(3)

سنن الترمذي المناقب (3615) ، سنن ابن ماجه الزهد (4308) ، أحمد (3/2) .

ص: 439

(س 3: هل أن سيدنا عيسى- عليه السلام أعلى درجة من بقية الأنبياء؛ لأنه ولد على شاكلة لم يولد عليها غيره، ولأنه كذلك لم يمت مثل بقية الأنبياء؟

ج 3: كون عيسى عليه السلام ولد من غير أب، وأنه رفع إلى السماء، لا يعني ذلك أنه أعلى الأنبياء درجة، ومما يدل على ذلك

ص: 439

أن خليلي الرحمن إبراهيم ومحمدا عليهم الصلاة والسلام لم يحصل لهما شيء من ذلك، وهما أفضل منه قطعا، بل أفضل الأنبياء جميعا صلوات الله وسلامه عليهم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 440

الفتوى رقم (18971)

س: أريد منكم أن تبينوا لي الفرق بين خاتم الأنبياء والمرسلين (محمد) صلى الله عليه وسلم، وعيسى عليه السلام، وميرزا غلام أحمد. فهناك مشكلة كبرى بخصوص هؤلاء هنا في بلدنا بالمنطقة الوسطى، وأريد معرفة الحقيقة في مجلسكم عاجلا، حتى أتمكن من تبيان الأمر لأفراد مجتمعي وهدايتهم أو إرشادهم.

ج: فيما يختص بالسؤال عن عيسى ومحمد عليهما السلام وغلام القادياني الكذاب: عيسى عليه السلام هو عيسى ابن مريم، عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، أرسله الله إلى بني إسرائيل مصدقا لما بين يديه من التوراة، ومبشرا ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم رسولا يأتي من بعده، فدعا إلى الله وبلغ الرسالة، وكفر به اليهود وحاولوا قتله وصلبه فنجاه الله منهم ورفعه إليه.

ص: 440

وأما محمد صلى الله عليه وسلم فهو خاتم النبيين، وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما أفضل الصلاة والسلام، بعثه الله إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأوجب على جميع الخلق طاعته واتباعه، ومن لم يتبعه ويؤمن به فهو كافر مخلد في النار، ولو كان ينتمي إلى اليهودية والنصرانية؛ لأن الله نسخ بدينه جميع الأديان، وأوجب طاعته على جميع الناس إلى أن تقوم الساعة، لا يبعث بعده نبي لأنه خاتم النبيين.

وأما غلام أحمد القاديانى، فإنه كذاب ادعى النبوة، وتبعه بعض الناس وصدقوه في كذبه، فحكم المسلمون بكفره وكفر من اتبعه، وسموهم بالقاديانية، وحكموا ببراءة الإسلام منهم، لأنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 441

الفتوى رقم (18965)

س 1: لماذا نجد أن سلالة سيدنا إسحاق- ابن سيدنا إبراهيم الثاني- عليهما السلام، قد تطورت حتى ميلاد المسيح

ص: 441

في الإنجيل، بينما نجد أن سلالة سيدنا إسماعيل - الابن الأول لسيدنا إبراهيم- عليهما السلام، لم تتطور؟

ج 1: أنبياء بني إسرائيل كلهم من ذرية إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، وآخرهم عيسى ابن مريم عليه السلام، وإسرائيل لقب ليعقوب بن إسحاق عليهما السلام، أما ذرية إسماعيل عليه السلام وهم العرب، فكانوا على دين أبيهم إبراهيم عليه السلام حتى حدث فيهم الشرك على يد عمرو بن لحي الخزاعي. وعند ذلك بعث الله خاتم النبيين وأفضلهم نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام، وجعل بعثته عامة للثقلين الجن والإنس، وشريعته ناسخة لما قبلها إلى أن تقوم الساعة.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 442

س 2: لماذا لم يكن للذي جاء بعد عيسى عليه السلام اسم بدلا من‌

‌ روح القدس؟

ج 2: روح القدس اسم لجبريل عليه السلام، وأما عيسى عليه السلام فإنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وسمي بالروح، لأن الله خلقه بدون أب، بل بكلمة وهي قوله سبحانه:(كن) من الروح التي نفخها الملك في مريم بدون أب.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 442

السؤال الأول من الفتوى رقم (10947)

س 1: هل الأنبياء (آدم، يحيى، يوسف، هارون، إدريس، موسى، إبراهيم الخليل) عليهم السلام. هل لهم قبور في الأرض، أم رفعوا جميعا إلى السماء مثل سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام؟

ج 1:‌

‌ قبور الأنبياء

جميعا عليهم السلام في الأرض التي دفنوا فيها، ما عدا عيسى عليه السلام فإنه رفع حيا إلى السماء، وسينزل في آخر الزمان ويحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 443

السؤال الخامس من الفتوى رقم (19219)

س 5: هل تأكل الأرض‌

‌ أجساد الأنبياء؟

ج 5: إن الله حرم أجساد الأنبياء والرسل على الأرض أن تأكلها، فهي باقية كما هي، وهم أحياء في قبورهم حياة برزخية الله أعلم بكيفيتها، وليست كحياتهم في الدنيا، وأرواحهم في الجنة، وهكذا أرواح المؤمنين وروح نبينا محمد في الرفيق الأعلى في الجنة، لما أخرجه الإمام أحمد في (مسنده ج4 ص 8) عن أوس بن أبي

ص: 443

أوس، الذي ذكر في آخره: «إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء صلوات الله عليهم

(1)

» وأخرجه أبو داود وابن ماجه في (سننهما) بنحوه بإسناد صحيح. ومع هذا كله لا يجوز دعاؤهم ولا الاستغاثة والاستعانة بهم ولا النذر لهم، بل ذلك كله شرك بالله؛ لقول الله تعالى:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}

(2)

، وقوله سبحانه:{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}

(3)

، وقوله عز وجل:{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ}

(4)

{إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}

(5)

، وهذه الآيات الكريمات وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث- تعم الأنبياء والصالحين والملائكة وغيرهم، وقد أجمع أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

سنن النسائي الجمعة (1374) ، سنن أبي داود الصلاة (1531) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1636) ، مسند أحمد (4/8) ، سنن الدارمي الصلاة (1572) .

(2)

سورة الجن الآية 18

(3)

سورة المؤمنون الآية 117

(4)

سورة فاطر الآية 13

(5)

سورة فاطر الآية 14

ص: 444

وأتباعهم بإحسان على تحريم ذلك.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 445

السؤال الثاني من الفتوى رقم (17867)

س 2: هل سيدنا يعقوب نبي أم عبد صالح؟

ج 2: يعقوب عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل، قال تعالى:{قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}

(1)

، فدلت الآية الكريمة أنه أوحي إليه، فهو نبي من الأنبياء، وقال تعالى:{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}

(2)

الآية.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة آل عمران الآية 84

(2)

سورة النساء الآية 163

ص: 445

السؤال الثالث من الفتوى رقم (18024)

س 3:‌

‌ هل لقمان نبي

أم رجل من الصالحين؟

ج 3: لقمان عبد صالح آتاه الله الحكمة وليس نبيا، قال تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ}

(1)

.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة لقمان الآية 12

ص: 446

السؤال الرابع من الفتوى رقم (18794)

س 4: هل أخبر عيسى عليه السلام بقدوم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ج 4: نعم، بشر عيسى عليه السلام بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، كما نص الله جل وعلا في القرآن على ذلك في قوله سبحانه:{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}

(1)

(1)

سورة الصف الآية 6

ص: 446

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 447

الفتوى رقم (17884)

س: وقف رجل على المنبر وقال في خطبة الجمعة: لما ولد المصطفى صلى الله عليه وسلم قال إنه تكلم بعد أن نزل من بطن أمه. ولكني لا أتذكر ما قاله. ثم قال: عندما كانت أمه حاملا به جاءها في الشهر الأول آدم عليه السلام وبشرها بأنه نبي هذه الأمة، وفي الشهر الثاني جاء نوح عليه السلام، ثم في الثالث إدريس، فالرابع هود، فالخامس صالح، فالسادس إبراهيم، فالسابع إسماعيل، فالثامن موسى، فالتاسع عيسى عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، ثم زاد في هذا الموضوع، وقد تكلم عن أم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أكثر من مرة آمنة بنت وهب رضي الله عنها، فهل هي مؤمنة؟

ج: النبي صلى الله عليه وسلم ولد كما يولد سائر البشر من أب وأم، ولم يثبت أنه تكلم في المهد، بل هذا من الكذب والافتراء، وما ذكر من مجيء الأنبياء لأم النبي صلى الله عليه وسلم كل ذلك من الكذب والباطل.

والأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أخذ الله عليهم الميثاق إن

ص: 447

بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ليؤمنن به، وأخذ الأنبياء على قومهم الميثاق بذلك، كما قال تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}

(1)

، وآخر من بشر بالنبي صلى الله عليه وسلم عيسى ابن مريم عليه السلام، كما في قوله:{وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}

(2)

.

وأم النبي صلى الله عليه وسلم ماتت ولم تدرك البعثة، وقد استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم ربه في أن يزور أمه فأذن له، واستأذنه في أن يستغفر لها فلم يأذن له، وهذا يدل على أن أم الرسول صلى الله عليه وسلم ماتت على غير الإسلام. والله سبحانه أعلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة آل عمران الآية 81

(2)

سورة الصف الآية 6

ص: 448

الفتوى رقم (12232)

س: لدي سؤال يتعلق بعقيدة المسلم، وأرجو من فضيلتكم الجواب عليه. أما سؤالي فهو: أن رجلا من المسلمين حدث بينه وبين أحد النصارى مناقشة حول عقيدة المسلم والنصراني، ومن جملة الشبهات التي أثارها هذا النصراني حول الإسلام هو قوله: إنه مذكور عندكم في القرآن أن عيسى ابن مريم بشر برسول من بعده اسمه أحمد، ونبيكم اسمه محمد، فهذا من التعارض في كتابكم. فما هو جواب هذا السؤال؟ جزاكم الله خيرا ليتم الدفاع عن عقيدتنا السمحة بإذن الله والله يحفظكم.

ج: اسم أحمد من‌

‌ أسماء الرسول

صلى الله عليه وسلم؛ لأن له أسماء كثيرة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 449

السؤال الأول من الفتوى رقم (19272)

س 1: لقد وقع بين أيدينا هنا مصحف خط في الصفحتين الأوليين منه (99) اسما من أسماء الله تعالى الحسنى والمعروفة، وأما الغريب في الموضوع ما خط في الصفحتين الأخيرتين، حيث خط (99) اسما (أو صفة) للرسول صلى الله عليه وسلم، وبنفس الأسلوب الذي خط

ص: 449

فيه أسماء الله الحسنى، فهل هذا جائز، هل فعلا أن للرسول (99) اسما؟ والمصحف طباعة باكستان. فأرجو أن توضحوا هذه المسألة، ويا حبذا لو كان برسالة لدار النشر المسؤولة عن طبع هذه المصاحف أو نشره حتى في صحيفة، وإيفاءنا بالرد مشكورين.

ج: أولا: ليس للنبي صلى الله عليه وسلم إلا خمسة أسماء مذكورة في الحديث الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: «لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب

(1)

» رواه البخاري في (صحيحه) . وما زاد على ذلك فهي أسماء لا تصح أو أوصاف للنبي صلى الله عليه وسلم وليست أسماء له، ولا يجوز إثبات أسماء له صلى الله عليه وسلم سوى الخمسة إلا بحديث صحيح.

ثانيا: كتابة الأسماء المذكورة في المصحف في أوله أو آخره أمر غير مشروع، وإنما الأمر المشروع تجريد المصحف من كل ما

(1)

رواه من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه: أحمد 4\ 80، 81، 84، والبخاري 4\ 162، 6\ 62، ومسلم 4\ 1828 برقم (2354) ، والترمذي 5\ 135 برقم (2840) ، والدارمي 2\ 317- 318، وأبو يعلى 13\ 389 برقم (7395) .

ص: 450

سوى القرآن الكريم، كما هو المعروف عن السلف الصالح رضي الله عنهم، وحماية للقرآن أن يزاد فيه ما ليس منه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 451

السؤال السادس من الفتوى رقم (16402)

س 6: ورد في‌

‌ قصة الإسراء

أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى إماما بالأنبياء، فكيف كان ذلك وهم قد توفوا قبله؟

ج 6: صلاته صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ليلة الإسراء ثابتة يجب الإيمان بها، أما كيفية حضورهم عنده فهي من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، والله على كل شيء قدير.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 451

السؤال السادس من الفتوى رقم (17882)

س 6: قال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كلم الله في الإسراء والمعراج كلمه بواسطة ملك، عن طريق إلهام جعله الله في الملك.

ج 6: هذا الكلام غير صحيح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أسري به إلى

ص: 451

بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماء، وكلم الله سبحانه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بدون واسطة، وفرض عليه الصلوات، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يراجع ربه في الصلوات حتى استقرت خمس صلوات وهي خمسون في الأجر، وقال الله جل وعلا: «أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي

(1)

» ، وهذا الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل متواتر، وهو سبحانه قد كلم موسى تكليما، وهكذا كلم محمدا صلى الله عليه وسلم حين عرج به إلى السماء وفرضت عليكم الصلوات الخمس، وهو سبحانه يتكلم إذا شاء كلاما يليق بجلاله، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، كما قال الله سبحانه:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(2)

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري المناقب (3887) ، سنن النسائي الصلاة (448) ، مسند أحمد (4/210) .

(2)

سورة الشورى الآية 11

ص: 452

السؤال الأول من الفتوى رقم (19048)

س 1: قرأت في (فتاوى شيخ الإسلام) رحمه الله أن من أنكر

ص: 452

حرفا من كتاب الله فقد كفر، فيستتاب ثلاثا فإن تاب وإلا قتل، فماذا عن رجل قد أنكر حادثة الإسراء والمعراج، وتبجح أمام الناس بقوله: هذا لا يمكن أبدا، لا سيما والحق يقول:{قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}

(1)

؟

ج 1: حديث الإسراء والمعراج ثابت بالكتاب والسنة، قال تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}

(2)

، وقد تواترت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسري بروحه وبدنه، يقظة لا مناما، وقد ظهرت دلائل ذلك وعلامات صدقه مما لا يدع مجالا للشك؛ ولذلك أجمع المسلمون أهل السنة والجماعة على الإيمان به وتصديق ما ورد فيه، وأعرض عنه الزنادقة والملحدون، وأنكره كفار قريش؛ مكابرة وعنادا، قال الله تعالى:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}

(3)

، فمن أنكر الإسراء والمعراج فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وكذبه

(1)

سورة التوبة الآية 65

(2)

سورة الإسراء الآية 1

(3)

سورة الصف الآية 8

ص: 453

فيما جاء به؛ لأنه يستلزم من ذلك إنكار الآيات الواردة في إثباته وتكذيبها، كقوله تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}

(1)

، وقوله سبحانه:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}

(2)

{عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}

(3)

{عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}

(4)

، فإذا كان من أنكر آية أو كلمة أو حرفا من كتاب الله يكفر بالله، فإن منكر قصة الإسراء والمعراج كافر من باب أولى، ولأن إنكار الإسراء والمعراج يستلزم منه أيضا إنكار وجوب الصلوات الخمس وعدم الإيمان بها، وذلك كفر مخرج من الملة، لأن الصلاة فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته عندما أسري به وعرج به جبريل فوق السماء السابعة بما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فرضت على أمة محمد من لدن رب العالمين من غير واسطة، كما جاء في قصة الإسراء والمعراج، وتواترت بها الأحاديث الصحيحة. فمن أنكر ذلك فلا شك في كفره كفرا يخرج من الملة والعياذ بالله، قال الله تعالى:

(1)

سورة الإسراء الآية 1

(2)

سورة النجم الآية 13

(3)

سورة النجم الآية 14

(4)

سورة النجم الآية 15

ص: 454

{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ}

(1)

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة البقرة الآية 85

ص: 455

السؤال الأول من الفتوى رقم (19346)

س 1: هل تتفضلون بإيراد الحديث الدال على إقعاد النبي صلى الله عليه وسلم على العرش؟

ج 1: لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر شيء يجب اعتقاده فيما نعلم، وأما الأثر المروي عن مجاهد - رحمه الله تعالى- فهو‌

‌ أثر منكر

كما نص على ذلك غير واحد من أهل العلم بالحديث.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 455

السؤال الثاني من الفتوى رقم (20845)

س 2: فضيلة الشيخ، إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يقال: إنهم يسمعون ويبصرون بعد موتهم، وهذا الكلام له حجة أم لا أفيدوني جزاكم الله خيرا.

ج 2: الأموات عموما بما فيهم الأنبياء عليهم السلام لا يسمعون من يناديهم سماع قبول وامتثال فلا يمكنه إجابة الداعي، ولا امتثال ما أمر به أو نهي عنه، وهذا هو الذي نفاه الله بقوله تعالى:{فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}

(1)

، أما ما جاء في (الصحيحين) عن الميت إذا وضع في قبره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه

(2)

» ، وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لقتلى يوم بدر من المشركين عندما سحبوا، وألقي بهم في قليب بدر، فقال لهم: «هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟

(3)

» وقال: «إنهم يسمعون الآن ما أقول

(4)

» ، ومثل سماع الميت للملكين عندما يوضع

(1)

سورة الروم الآية 52

(2)

رواه من حديث أنس رضي الله عنه: أحمد 3\ 126، 233، والبخاري 2\ 92، 102، ومسلم 4\2200- 2201 برقم (2870) ، وأبو داود 3\ 556 برقم (3231) ، والنسائي 4\ 96-97 برقم (2049- 2051) ، وابن حبان 7\ 390 برقم (3120)

(3)

صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2875) ، سنن النسائي الجنائز (2075) ، مسند أحمد (3/287) .

(4)

صحيح البخاري المغازي (3981) ، صحيح مسلم الجنائز (932) ، سنن النسائي الجنائز (2076) ، مسند أحمد (2/131) .

ص: 456

في قبره فيسألانه عن دينه ونبيه.. إلخ، ونحو ذلك مما ورد به الشرع، فإن الميت يسمعه سماعا برزخيا، الله أعلم بكيفيته، وليس سماعا دائما للميت، بل في هذه الحالات الخاصة، وليس سماعه كسماعه في الحياة الدنيا، بل هو خاص بأحوال البرزخ، ولا يعلم كيفية ذلك إلا الله ولا يترتب على هذا السمع نفع الميت أو ضره للحي، إذ لا يقدر على ذلك إلا الله سبحانه، وأما ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام

(1)

» فذلك خاص به صلى الله عليه وسلم، ولا يترتب على ذلك نفع النبي صلى الله عليه وسلم للحي ولا ضره إلا ما يحصل من الثواب من الله سبحانه لمن صلى وسلم عليه صلى الله عليه وسلم، ولا يطلب منه صلى الله عليه وسلم في قبره ما يطلب منه في الدنيا من قضاء الحاجات وحل المشكلات؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم ما كانوا يطلبون منه ذلك لعلمهم أنه لا يجوز.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

(1)

سنن أبي داود المناسك (2041) ، مسند أحمد (2/527) .

ص: 457

السؤال الأول من الفتوى رقم (20482)

س 1: كثيرا ما يتردد على ألسنة بعض الخطباء قولهم في وصف المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه (كشف الغمة) ، فهل

ص: 457

يجوز إطلاق هذا الوصف على الرسول عليه الصلاة والسلام؟

ج 1: وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه (كشف الغمة) وصف صحيح، فبه أنقذ الله الناس من النار وأخرجهم من ظلمات الشرك والجهل إلى نور التوحيد والعلم، وقد قال الله سبحانه في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم:{الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}

(1)

، وقال سبحانه:{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}

(2)

، وليس المراد بأنه صلى الله عليه وسلم يكشف الضر فيستغاث به لذلك من دون الله، بل ذلك شرك أكبر يجب الحذر منه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة إبراهيم الآية 1

(2)

سورة آل عمران الآية 164

ص: 458

‌الصحابة

ص: 459

السؤال الثاني من الفتوى رقم (19378)

س 2: ظهر فينا أقوام بآراء متفرقة وعقائد مختلفة، يسبون بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يتنقصونهم ويزعمون أن في الصحابة رضي الله عنهم الفسقة، وينفرون أنفسهم من العمل برواياتهم، ويذكرون الصحابي الجليل: المغيرة بن شعبة من هؤلاء الفسقة والعياذ بالله، ويقول قائلهم- لعنهم الله- إنه شهد عليه بالزنا أربعة من الصحابة أمام سيدنا عمر رضي الله عنه. هذا من أقبح ما يقولون؟

ج 2: أولا: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير المؤمنين، وقد أثنى الله عليهم ومدحهم في آيات من كتابه الكريم، تتلى إلى قيام الساعة، ومنها قوله تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

(1)

، وقوله سبحانه:

(1)

سورة التوبة الآية 100

ص: 460

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}

(1)

وأثنى عليهم كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأثبت لهم الخيرية على جميع الناس، فقال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم

(2)

» متفق عليه، وأخرج مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ فقال: " القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث

(3)

» .

ثانيا: لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسب أو يلعن أحدا منهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في (صحيحه) من حديث أبي سعيد رضي الله عنه: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم

(1)

سورة الفتح الآية 29

(2)

صحيح البخاري الأيمان والنذور (6695) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (2535) ، سنن الترمذي الفتن (2222) ، سنن النسائي الأيمان والنذور (3809) ، سنن أبي داود السنة (4657) ، مسند أحمد (4/440) .

(3)

صحيح مسلم فضائل الصحابة (2536) ، مسند أحمد (6/156) .

ص: 461

ولا نصيفه

(1)

» وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصفه

(2)

» .

وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: " لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلمقام أحدهم ساعة- يعني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمل أحدكم أربعين سنة) وفي رواية وكيع:(خير من عمل أحدكم عمره)

فمن لعن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم جميعا فإنه يستحق العقوبة البليغة باتفاق المسلمين، وتنازعوا هل يعاقب بالقتل أو ما دون القتل.

ثالثا: صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول بتعديل الله لهم وثنائه

(1)

صحيح البخاري المناقب (3673) ، سنن الترمذي المناقب (3861) ، سنن أبي داود السنة (4658) ، سنن ابن ماجه المقدمة (161) ، مسند أحمد (3/64) .

(2)

صحيح البخاري المناقب (3673) ، سنن الترمذي المناقب (3861) ، سنن أبي داود السنة (4658) ، سنن ابن ماجه المقدمة (161) ، مسند أحمد (3/64) .

ص: 462

عليهم وتزكيته لهم، وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم، وما أعظمها من تزكية- قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى: (كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل به إلا بعد ثبوت عدالة رجاله، ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن- ثم ساق بعض الآيات والأحاديث في فضلهم- ثم قال: على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فيهم شيء مما ذكرناه، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين، القطع على عدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيئون بعدهم أبد الآبدين، تم روى عن أبي زرعة - رحمه الله تعالى- أنه قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول

ص: 463

الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يخرجوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والحرج بهم أولى وهم زنادقة.

وقد نقل الإجماع على عدالتهم وصدقهم والأخذ برواياتهم جماعات كثيرة من أهل العلم، ولله الحمد والمنة، منهم الخطيب البغدادي وابن عبد البر وابن الصلاح والنووي وابن كثير والعراقي وابن حجر السخاوي - رحم الله الجميع-.

رابعا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- في (العقيدة الواسطية) : ومن أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله في قوله:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}

(1)

، وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا تسبوا أصحابي

(2)

» . " الحديث. ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم- إلى أن قال-

(1)

سورة الحشر الآية 10

(2)

صحيح البخاري المناقب (3673) ، سنن الترمذي المناقب (3861) ، سنن أبي داود السنة (4658) ، سنن ابن ماجه المقدمة (161) ، مسند أحمد (3/64) .

ص: 464

ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل.

ويمسكون عما جرى بين الصحابة، ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيها ونقص وغير عن وجهه.

والصحيح منه، هم فيه معذورون، إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون والخطأ مغفور، وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم- إن صدر- حتى إنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم، لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم، وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون، وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبا ممن بعدهم، ثم إذا كان قد صدر من أحد منهم ذنب فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم

ص: 465

الذين هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين، إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطؤوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور، ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله، والهجرة والنصرة، والعلم النافع والعمل الصالح، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله. انتهى كلامه رحمه الله.

خامسا: إذا علم ما تقدم، فإن الواجب على المسلمين كافة اعتقاد فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومزيتهم على غيرهم، ومحبتهم والترضي عنهم، وذكرهم بالجميل، وموالاتهم ومعاداة من يبغضهم أو يذكرهم بسوء، وأن ذلك من معاقد الإيمان وصحة الإسلام. قال الإمام أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله تعالى- في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في

ص: 466

حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان. انتهى.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 467

السؤال العاشر من الفتوى رقم (20619)

س 10: من معتقدات الزيدية أن الخلافة كانت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأن الصحابة ظلموه وأخذوا حقه، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالخلافة له بعد موته.

ج 10: الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم، وذلك بإجماع المسلمين، ومن خالف في خلافة واحد من هؤلاء فهو ضال مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 467

السؤال الثامن من الفتوى رقم (17882)

س 8: قال: إن الإسلام قام على سيف علي ومال خديجة.

ج 8: أولا: علي بن أبي طالب رضي الله عنه جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضر المشاهد كلها إلا غزوة تبوك، وقد جاهد غير علي من الصحابة رضي الله عنهم؛ كأبي بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد وغيرهم.

ثانيا: خديجة رضي الله عنها أول النساء إسلاما، ولها مقامها عند الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت تسليه وتحاول أن تذهب همومه وتقف في جانبه في الحياة، وقد أقرأها جبريل- عليه السلام السلام من رب العالمين، وقد بشرها النبي صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب. والقول: إن الإسلام قام على مال خديجة غير صحيح؛ لأن الإنفاق في سبيل الله لم يكن إلا بعد الهجرة، وخديجة رضي الله عنها توفيت قبل الهجرة، وقد أنفق المسلمون في سبيل الله كالصديق وعمر وعثمان بن عفان رضي الله عنهم وغيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار رضي الله عن الصحابة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 468

السؤال الثاني من الفتوى رقم (20530)

س 2: سمعنا بحديث نبوي مفاده أن جميع الذين سيذهبون إلى الجنة ستتاح لهم هذه الفرصة وهم شبان، وذلك بصرف النظر عن أعمارهم، ولكن كثيرا ما يكرر في صلاة الجمعة أن فاطمة ابنة نبينا صلى الله عليه وسلم ستقود نساء الجنة، بينما سيقود الشباب الحسن والحسين رضي الله عنهما، إذا كان هذا الحديث صحيحا ألا ترون أنه يناقض الآية القرآنية (42) - سورة آل عمران- حول مكانة مريم؟ في تقديري أن الحديث مختلق، وأنه من بنات أفكار الشيعة، ما رأي فضيلتكم؟

ج 2: قال الله تعالى مبينا مكانة مريم عليها السلام وفضلها على النساء: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}

(1)

قال ابن كثير - رحمه الله تعالى- في (البداية والنهاية) ما نصه: {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}

(2)

يحتمل أن يكون المراد: عالمي زمانها، كقوله لموسى:{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ}

(3)

،

(1)

سورة آل عمران الآية 42

(2)

سورة آل عمران الآية 42

(3)

سورة الأعراف الآية 144

ص: 469

وكقوله عن بني إسرائيل {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}

(1)

ومعلوم أن إبراهيم عليه السلام أفضل من موسى، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل منهما، وكذلك هذه الأمة أفضل من سائر الأمم قبلها وأكثر عددا، وأفضل علما وأزكى عملا من بني إسرائيل وغيرهم.

ويحتمل أن يكون قوله: {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}

(2)

محفوظ العموم، فتكون (مريم) أفضل نساء الدنيا ممن كان قبلها ووجد بعدها. انتهى كلامه.

وقد جاء في السنة ما يؤيد الوجه الثاني، وهو أن مريم أفضل نساء العالمين إلى قيام الساعة، وليس على نساء زمانها فقط باستثناء فاطمة رضي الله عنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون

(3)

» صححه الترمذي والحاكم وغيرهما، وأخرج النسائي بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال

(1)

سورة الدخان الآية 32

(2)

سورة آل عمران الآية 42

(3)

الترمذي 5\ 703 برقم (3878) ، والحاكم 3\ 157، 158

ص: 470

رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون

(1)

» .

قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) : (وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا وهب بن منبه، حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة أنها قالت لفاطمة: أرأيت حين أكببت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم ضحكت؟ قالت: أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت، ثم أكببت عليه فأخبرني أني أسرع أهله لحوقا به، وأني سيدة نساء أهل الجنة، إلا مريم بنت عمران فضحكت. وأصل هذا الحديث في الصحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، وفيه أنهما- أي مريم وفاطمة - أفضل الأربع المذكورات، وهكذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد، حدثنا عثمان بن محمد، ثنا جرير عن يزيد هو ابن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما كان من مريم بنت

(1)

النسائي في (الكبرى) 7\ 388، 391 برقم (8297، 8306)(ط: مؤسسة الرسالة)

ص: 471

عمران

(1)

» إسناد حسن وصححه الترمذي ولم يخرجوه، وقد روي نحوه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولكن في إسناده ضعف، والمقصود أن هذا يدل على أن مريم وفاطمة أفضل هذه الأربع ثم يحتمل الاستثناء أن تكون مريم أفضل من فاطمة، ويحتمل أن يكونا على السواء في الفضيلة، لكن ورد حديث إن صح عين الاحتمال الأول، فقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: أنبأنا أبو الحسن بن الفراء، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير هو ابن بكار، ثنا محمد بن الحسن، عن عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران، ثم فاطمة، ثم خديجة، ثم آسية امرأة فرعون» فإن كان هذا اللفظ محفوظا بثم التي للترتيب فهو مبين لأحد الاحتمالين اللذين دل عليهما الاستثناء، ويقدم على ما تقدم من الألفاظ التي وردت بواو العطف التي لا تقتضي الترتيب ولا تنفيه. والله أعلم.

وقد روى هذا الحديث أبو حاتم الرازي عن داود الجعفري، عن عبد العزيز بن محمد، وهو الدراوردي، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس مرفوعا، فذكره بواو العطف لا بثم

(1)

مسند أحمد (3/80) .

ص: 472

الترتيبية، فخالفه إسنادا ومتنا فالله أعلم) انتهى كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

(1)

.

والخلاصة: أن مريم عليها السلام هي أفضل النساء مطلقا، فالآية على عمومها، إلا في حق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيها الاحتمالان: إما أن تكون مريم أفضل، وإما أن يكونا على السواء. والله الموفق.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

(البداية والنهاية) 2\ 428- 430 (ط: دار هجر)، 2\60- 61 (ط: المعارف- بيروت، وط: دار الفلاح 2\65)

ص: 473

‌ما يتعلق بأهل الكتاب

السؤال الثاني من الفتوى رقم (13167)

س 2: هل يمكن كل ما نسمعه من النصارى في الإنجيل نؤمن به؟

ج 2: الإنجيل الموجود اليوم ليس هو الإنجيل كما أنزله الله جل وعلا؛ لأن فيه كثيرا من التحريف والكذب والزيادة والنقص، وقول ما لا يليق على الله تعالى، وقد بين الله ذلك في كتابه فقال:{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}

(1)

وقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}

(2)

ولا ينبغي للمسلم أن ينظر في شيء من كتب اليهود والنصارى، وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على عمر لما رأى معه ورقة من التوراة، وقال صلى الله عليه وسلم: «أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم

(1)

سورة آل عمران الآية 78

(2)

سورة البقرة الآية 79

ص: 474

بها بيضاء نقية

والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني

(1)

» وفي رواية عبد الله بن ثابت: فقال عمر: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

مسند أحمد (3/387) ، سنن الدارمي المقدمة (435) .

ص: 475

السؤال الخامس من الفتوى رقم (16953)

س 5: ما هي‌

‌ الأدلة على بطلان العقيدة النصرانية؟

ج 5: كل الأديان من نصرانية وغيرها لا يجوز العمل بها بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ويجب الدخول في الإسلام واتباع محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}

(1)

، وقال تعالى:{قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}

(2)

يضاف إلى ذلك أن دين النصارى قد حرف ودخلته الوثنية والشركيات، كاعتقاد أن المسيح

(1)

سورة آل عمران الآية 31

(2)

سورة الأعراف الآية 158

ص: 475

ابن الله، أو هو الله، أو ثالث ثلاثة، فهو دين باطل بكل حال.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 476

‌عذاب القبر

السؤال الخامس من الفتوى رقم (10719)

س 5: ما عذاب القبر، وهل هو حسي أم معنوي، والعذاب للروح والجسد أم إحداهما؟

ج 5: عذاب القبر حسي بالنسبة للمعذب، وإن كان الأحياء ممن في الدنيا لا يشاهدونه، وهو للروح والجسد جميعا، كما يدل على ذلك ظاهر النصوص من الكتاب والسنة، قال الله تعالى:{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}

(1)

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة غافر الآية 46

ص: 477

السؤال الأول من الفتوى رقم (11365)

س 1: ما هو السؤال الذي يلقى على الميت عند دخوله القبر؟

ج 1: تواترت الأحاديث الصحيحة مؤكدة سؤال الملكين للميت بعد دفنه عن بعض اعتقاداته، ففي (صحيح البخاري

ص: 477

ومسلم) وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد صلى الله عليه وسلم، فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، فيراهما جميعا

(1)

» قال قتادة: وذكر لنا أنه يفسح له في قبره، ثم يرجع إلى حديث أنس قال: «وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقوله الناس. فيقال: لا دريت ولا تليت. ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين

(2)

» .

وفي (الصحيحين) أيضا عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله:

(4)

» .

وفي (صحيح مسلم) عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

صحيح البخاري الجنائز (1374) ، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2870) ، سنن النسائي الجنائز (2051) ، سنن أبي داود السنة (4751) ، مسند أحمد (3/126) .

(2)

صحيح البخاري الجنائز (1374) ، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2870) ، سنن النسائي الجنائز (2051) ، مسند أحمد بن حنبل (3/126) .

(3)

البخاري 2 \101، 5\220، ومسلم 4\2201 برقم (2871) ، وأبو داود 5\112 برقم (4750) ، والترمذي 5\296 برقم (3120) ، والنسائي 4\101- 102 برقم (2057) ، وابن ماجه 2\1427 برقم (4269)

(4)

سورة إبراهيم الآية 27

(3)

{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}

ص: 478

«قال: نزلت في عذاب القبر، فيقال له من ربك؟ فيقول: ربي الله ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فذلك قوله عز وجل:

(3)

»

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري تفسير القرآن (4699) ، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2871) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3120) ، سنن النسائي الجنائز (2057) ، سنن أبي داود السنة (4753) ، سنن ابن ماجه الزهد (4269) ، مسند أحمد (4/292) .

(2)

سورة إبراهيم الآية 27

(1)

{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}

(3)

سورة إبراهيم الآية 27

(2)

{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}

ص: 479

الفتوى رقم (13059)

س: يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «والقبر إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار

(1)

» فإذا كان الإنسان من أهل الجنة، أو من أهل النار، نرى في جميع الأحوال أن الجسد يأكله الدود وتأكله الأرض، وأن حديث رسولنا الكريم أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، فهل هذا بالنسبة للأنبياء؟ فلو كان الإنسان من أهل الجنة هل تأكل الأرض جسده أم يكون مثل ما هو وينعم بريح الجنة؟ نرجو توضيح ذلك.

ج: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى

(1)

سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2460) .

ص: 479

القيامة

(1)

» وهذا لفظ البخاري ومن أصول أهل السنة والجماعة أن النعيم والعذاب يكون للروح، والبدن تابع له في دار البرزخ، وأن التنعيم والتعذيب يصل على الإنسان بقي جسده أم عدم، وكيفية ذلك لا نعلمها، لأنها من الأمور الغيبية التي لم نطلع عليها، فيجب علينا الإيمان بذلك، لما ورد في ذلك من الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وإجماع الأمة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

أحمد 2\16، 51، 59، 123-124، والبخاري 2\103، 4\85، 7\193، ومسلم 4\2199 برقم (2866) ، والترمذي 3\384 برقم (1072) ، والنسائي 4\106-108 برقم (2070- 2072) ، وابن ماجه 2\1427 برقم (4270)

ص: 480

‌أهل البرزخ

الفتوى رقم (18096)

س: أود من سماحتكم أن توضحوا لي ما قد ألبس علي فيما يلي: ثبت في الأحاديث الصحيحة أن ابن آدم عندما يتوفى تخرج روحه إلى السماء، فتعرف مقعدها في الجنة أم النار، ثم تعود إلى الجسد وتبقى فيه إلى يوم الحساب.

كما ثبت في الأحاديث الصحيحة أنه عندما عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء في حادثة الإسراء والمعراج شاهد أناسا في الجنة، كما شاهد أناسا في النار، وقد وصف لنا ما شاهد رأي العين، فكيف يتم التوفيق ما بين هذه الأحاديث؟ وجزاكم الله خيرا.

ج: الأصل أن أجساد الأموات في الأرض، والروح في مقرها في نعيم أو عذاب، ولها اتصال بالجسد.

وما رآه الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه كرامة من الله لنبيه، حيث جعلت الأرواح له في صورة أجساد، فقد رأى آدم وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، كما رأى في صلاة الكسوف عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، وأخبر عن المرأة التي حبست الهرة حتى ماتت جوعا أنها تعذب في النار.

ص: 481

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 482

‌البعث

السؤال السادس من الفتوى رقم (10719)

س 6: ما‌

‌ الحساب

الذي سيكون يوم القيامة، وهل ستحاسب كل أمة بلغتها أم ماذا، وما هي الحكمة منه والحال أن الله تعالى عليم بشؤون خلقه؟

ج 6: الحساب يوم القيامة: هو تعريف كل إنسان بعمله أيام الدنيا حسنات وسيئات، بقراءته كتاب عمله إذا تناوله بيمينه أو بشماله، وتقريره بما فيه، ومن أنكر شهد عليه جلده وجوارحه بما عمل، قال الله تعالى:{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

(1)

وقال: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

(2)

، وقال:{وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}

(3)

{حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

(4)

{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}

(5)

، والحكمة في ذلك:

(1)

سورة النور الآية 24

(2)

سورة يس الآية 65

(3)

سورة فصلت الآية 19

(4)

سورة فصلت الآية 20

(5)

سورة فصلت الآية 21

ص: 483

إظهار كمال عدل الله تعالى، وإقامة الحجة على العباد بما عملوا.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 484

السؤال الثالث من الفتوى رقم (16062)

س 3: هل يحاسب الإنسان بما يدور في نفسه؟

ج 3: الله لطيف بعباده رحيم بهم، ومن رحمته أنه لم يكلفهم ما لا يطيقون، فلا يؤاخذ الإنسان بخواطر نفسه ووساوسها؛ لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل به

(1)

» ، وفي (المسند) قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثني العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

(2)

اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جثوا على الركب، وقالوا: يا رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت

(1)

صحيح البخاري الأيمان والنذور (6664) ، صحيح مسلم الإيمان (127) ، سنن النسائي الطلاق (3434) ، سنن أبي داود الطلاق (2209) ، سنن ابن ماجه الطلاق (2044) ، مسند أحمد (2/474) .

(2)

سورة البقرة الآية 284

ص: 484

عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير

(1)

» فلما أقر بها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في إثرها: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}

(2)

فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}

(3)

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

أحمد 2\412، ومسلم 1\115-116 برقم (125)، وابن جرير الطبري في (التفسير) 5\ 130 (ت: التركي) ، والطحاوي في (المشكل) 4\314 برقم (1629) ، وابن حبان 1\350- 351 برقم (139)، والبيهقى في (الشعب) 2 \155-156 برقم (322) (ط: الهند)

(2)

سورة البقرة الآية 285

(3)

سورة البقرة الآية 286

ص: 485

الفتوى رقم (19939)

س: ما المراد بالظل المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله

(1)

» الحديث.

(1)

صحيح البخاري الأذان (660) ، صحيح مسلم الزكاة (1031) ، سنن الترمذي الزهد (2391) ، سنن النسائي آداب القضاة (5380) ، مسند أحمد (2/439) ، موطأ مالك الجامع (1777) .

ص: 485

ج: المراد بالظل في الحديث: هو ظل عرش الرحمن تبارك وتعالى، كما جاء مفسرا في حديث سلمان رضي الله عنه في (سنن سعيد بن منصور)، وفيه:«سبعة يظلهم الله في ظل عرشه» الحديث. حسن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في (الفتح 2\ 144) .

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى، في آخر شرحه لهذا الحديث من (صحيح البخاري 6\ 51) ما نصه: (وخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة

(1)

» . وهذا يدل على أن المراد بظل الله: ظل عرشه.

وقد أشار ابن القيم رحمه الله تعالى في (الوابل الصيب) وفي آخر كتابه (روضة المحبين) إلى هذا المعنى.

(1)

''رواه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه باللفظ المذكور: أحمد 5\300، 308، والدارمي 2\262، وابن أبي شيبة 7\12، 250، والبيهقي في (الشعب) 2\427 برقم (10746) (ط: الهند) ، والبغوي 8 \199 برقم (2143) . كما رواه من حديت أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: ''''من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله في ظل عرشه يوم القيامة) أحمد 3\359، والترمذي 3\599 برقم (1306) ''

ص: 486

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 487

‌أنواع الشفاعة

السؤال الثاني من الفتوى رقم (11855)

س 2: أريد أن أسأل عن حديث سمعته هل هو صحيح أم حسن أم موضوع أم غير ذلك، وهو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي

(1)

» . وجزاكم الله عنا خير الجزاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج 2: الحديث المذكور في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من الأمة ثابت صحيح.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2436) ، سنن ابن ماجه الزهد (4310) .

ص: 488

السؤال الرابع من الفتوى رقم (15920)

س 4: هل يشفع الصالحون يوم القيامة ولمن؟ وكيف تكون الشفاعة؟

ج 4: يشفع الصالحون يوم القيامة إذا أذن الله لهم بالشفاعة وكان المشفوع فيه من المسلمين، قال تعالى:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}

(1)

، وقال تعالى:{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}

(2)

.

(1)

سورة الأنبياء الآية 28

(2)

سورة البقرة الآية 255

ص: 488

أما الكفار فإنهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 489

‌الجنة

الفتوى رقم (12506)

س: هل نلتقي مع أبنائنا في الآخرة، وكلنا أمل في ذلك؟ نأمل منكم شرح هذا الموضوع، وأرشدونا إلى كل ما ترونه خيرا. فجزاكم الله خير الجزاء.

ج: الله جل وعلا أخبر أنه بفضله ومنه وكرمه يلحق ذرية المؤمنين بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا منزلتهم في العمل، فقال جل شأنه:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}

(1)

وذكر ابن كثير رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (إن الله ليرفع ذرية المؤمن في درجته، وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه) ثم ذكر الآية السابقة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة الطور الآية 21

ص: 490

السؤال الأولى من الفتوى رقم (13958)

س 1: في القرآن قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}

(1)

(1)

سورة الذاريات الآية 56

ص: 490

وجاء في الأحاديث حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل الناس يدخلون الجنة إلا من أبى، فقيل: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار

(1)

» . فنعرف أن الجن والإنس كلنا نعبد الله حيث وعد الله عباده بدخول الجنة، ولماذا لم يذكر اسم الجن معنا، حيث كانوا عباد الرحمن، وعلى هذا فنطلب من سماحتكم البيان والبرهان؟

ج: الصحيح: أن مؤمني الجن يدخلون الجنة، قال تعالى:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}

(2)

فمن خاف المقام بين يدي ربه بأن آمن وعمل صالحا فهو مؤمن، وقد وعد الله المؤمنين بدخول الجنة، وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}

(3)

وقوله تعالى: {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}

(4)

صريح في أن من أجاب الداعي وآمن بالله جوزي بمغفرة الذنوب والإجارة من العذاب، وهذا يستلزم دخول الجنة، لأنه ليس في الآخرة إلا الجنة أو النار، فمن أجير من النار دخل الجنة.

(1)

صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (7280) ، صحيح مسلم الإمارة (1835) ، مسند أحمد (2/361) .

(2)

سورة الرحمن الآية 46

(3)

سورة الكهف الآية 107

(4)

سورة الأحقاف الآية 31

ص: 491

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 492

‌النار

السؤال الأول من الفتوى رقم (16466)

س 1: ما‌

‌ حكم أولاد الكفار

والمشركين الذين يموتون وهم صغار، يدخلون الجنة أم النار؟

ج 1: حكم أولاد المشركين في الدنيا حكم آبائهم، أما في الآخرة فالصحيح من أقوال أهل العلم في شأنهم قولان:

أحدهما: أنهم يمتحنون عن الإسلام فمن نجا من الفتنة دخل الجنة، ومن لم ينج دخل النار، وذلك بأن يدعى إلى الإسلام فمن أجاب دخل الجنة ومن لم يجب دخل النار"

والثاني: أنهم من أهل الجنة؛ لما رواه البخاري في (صحيحه) من حديث سمرة بن جندب أنه صلى الله عليه وسلم رآهم في المنام مع إبراهيم عليه السلام في روضة مع أطفال المسلمين

(1)

ولأنهم ماتوا على الفطرة لم يهودهم آباؤهم ولم ينصروهم ولم يمجسوهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة" وفي لفظ "إلا على هذه الملة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه

(2)

» الحديث متفق عليه. وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى القول فيهم في آخر كتاب (طريق الهجرتين وباب السعادتين) فليراجع لمزيد الفائدة.

(1)

(صحيح البخاري) 8\85، 86

(2)

صحيح البخاري تفسير القرآن (4775) ، صحيح مسلم القدر (2658) ، مسند أحمد (2/393) .

ص: 493

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 494

السؤال الثاني من الفتوى رقم (20814)

س 2: نستفسر من فضيلتكم صحة وشرح هذا الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء أعرابي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل أخذتك أم ملدم، قال: وما أم ملدم؟ قال: حر بين الجلد واللحم، قال: لا: قال: فهل صدعت؟ قال: وما الصداع؟ قال: ريح تعترض في الرأس، تضرب العروق، قال: لا. قال: فلما قام قال: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار

(1)

» أي فلينظر. أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) ، رقمه في (صحيح الأدب المفرد 381) ، وصححه الألباني، وقال فؤاد عبد الباقي: ليس في شيء من الكتب الستة. هل نأخذ من هذا الحديث أن من لم تصبه هذه الأمراض يكون من أهل النار؟ وضحوا لنا بارك الله فيكم.

ج: هذا الحديث رواه غير البخاري في (الأدب المفرد) ، الإمام أحمد في (المسند 2\332 و366) ، والنسائي في (السنن الكبرى 4\353 برقم (749) ، وابن حبان في (صحيحه 7\178 برقم 2916) ، وأبو يعلى في (المسند 11\432 برقم 6556) ، والحاكم في (المستدرك 1\347) والبزار كما في (كشف الأستار 1\369

(1)

مسند أحمد (2/367) .

ص: 494

برقم 369) ، وهناد بن السري في كتاب (الزهد 1\246 برقم 426)، والحديث صححه ابن حبان. وقال الحاكم:(هذا الحديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد 2\ 294: (إسناده حسن) .

وقال الحافظ ابن حبان بعدما خرج هذا الحديث في (صحيحه) موضحا المراد منه: (قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا

(1)

» لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن الركون إلى ذلك الشيء، وقلة الصبر على ضده، وذلك أن الله جل وعلا جعل العلل في هذه الدنيا والغموم والأحزان سبب تكفير الخطايا عن المسلمين، فأراد صلى الله عليه وسلم إعلام أمته أن المرء لا يكاد يتعرى عن مقارفة ما نهى الله عنه في أيامه ولياليه، وإيجاب النار له بذلك إن لم يتفضل عليه بالعفو، فكأن كل إنسان مرتهن بما كسبت يداه، والعلل تكفر بعضها عنه في هذه الدنيا لا أن من عوفي في هذه الدنيا يكون من أهل النار) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية مبينا الأسباب التي يدفع الله بها العقوبة عن المؤمنين: (والمؤمن إذا فعل سيئة فإن عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب: أن يتوب فيتوب الله عليه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، أو يستغفر فيغفر الله له، أو يعمل حسنات تمحوها، فإن الحسنات يذهبن السيئات، أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حيا

(1)

مسند أحمد (2/367) .

ص: 495

وميتا، أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما يشفع الله به، أو يشفع فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أو يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه، أو يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه، أو يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه، أو يرحمه أرحم الراحمين فمن أخطأته هذه العشر فلا يلومن إلا نفسه) (مجموع الفتاوى 10\45) .

وقال الحافظ ابن رجب في أثناء شرحه لحديث: «الحمى كير من جهنم، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار

(1)

» ما نصه: (فإذا كانت الحمى من النار ففي هذه الأحاديث السابقة أنها حظ المؤمن من نار جهنم يوم القيامة، والمعنى والله أعلم بمراده: أن الحمى في الدنيا تكفر ذنوب المؤمن ويطهر بها حتى يلقى الله بغير ذنب، فيلقاه طاهرا مطهرا من الخبث، فيصلح لمجاورته في دار كرامته دار السلام، ولا يحتاج إلى تطهير، وهذا في حق المؤمن الذي حقق الإيمان ولم يكن له ذنوب إلا ما تكفره الحمى وتطهره، وقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بتكفير الذنوب بالأسقام والأوصاب وهي كثيرة جدا يطول ذكرها- إلى أن قال-: وقد

(1)

رواه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه: أحمد 5\252، 264، والطحاوي في (المشكل) 5\468 برقم (2216) ، والطبراني 8\93 برقم (7468)، والبيهقي في (الشعب) 17\ 364 برقم (9383) (ط: الهند) وفي (الآداب)(ص 394) برقم (1061) ، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) 70\218 حديث رقم (14817)

ص: 496

جعل النبي صلى الله عليه وسلم من لا تصيبه الحمى والصداع من أهل النار، فجعل ذلك من علامات أهل النار، وعكسه من علامات المؤمنين، ففي المسند والنسائي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأعرابي:"هل أخذتك أم ملدم؟ " الحديث، وبما تقدم يزول الإشكال المفهوم من ظاهر الحديث، ويكون الحكم بدخول النار على هذا الرجل لكونه يقترف الذنوب ما يستوجب بها النار ولا تكفر عنه في الدنيا، وذلك بإطلاع الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم على الغيب والله أعلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ص: 497

(1)

سورة هود الآية 107

(2)

سورة هود الآية 108

ص: 497

نأمل الإفادة عن ذكر تلك المشيئة في الفريقين؟

ج 3: الاستثناء بالمشيئة في هذه الآيات لا يعني أن المؤمنين لا يخلدون في الجنة، أو أن الكفار لا يخلدون في النار، لكن الاستثناء فيها جاء لإثبات مشيئة الله تعالى، وأن ثبوتها في كل حال، فلا تتخلف في حال من حال، ولذا عقب الله تعالى في حال الذين شقوا بقوله:{إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}

(1)

، ومن فعله تعالى لما يريد أن يخلد الكفار في النار، ويخلد المؤمنين في الجنة؛ ولذا جاء في حالهم بعد ذكر المشيئة قوله تعالى:{عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}

(2)

الدائم المستمر الذي لا ينقطع.

وقيل: إن الاستثناء في حال الذين شقوا، لإخراج عصاة المؤمنين الموحدين، فإنهم لم يدخلوها إلا لشقائهم، لكنه دون شقاء الكفار، فجاءت المشيئة لإخراجهم، أما آية الذين سعدوا فالنص بعدها قاطع في أن نعيمهم دائم لا ينقطع، وهذا معنى الخلود.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة هود الآية 107

(2)

سورة هود الآية 108

ص: 498

‌أهل الفترة

السؤال الثاني من الفتوى رقم (16426)

س 2: هل صحيح أن أهل الفترة ناجون، وأن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من أهل الفترة، وأنهم ناجون من عذاب النار، وأنهم في الجنة؟ وإن كان غير صحيح، فما هو الرد؟ وما حكم الدين في هذا الكلام؟ أفتونا مأجورين.

ج 2: أهل الفترة فيهم خلاف بين العلماء، والأرجح في شأنهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب لما طلب منه نجا، ومن أبى هلك، كما صح بذلك حديث الأسود بن سريع التميمي السعدي وغيره. وأما أبوا الرسول صلى الله عليه وسلم فليسا من أهل الفترة؛ لأن العرب كانوا على ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم، خصوصا في أرض الحجاز، وإنما دخل عليهم الشرك أخيرا في عهد عمرو بن لحي الخزاعي، ولكن عندهم بقايا من دين إبراهيم، مثل الحج وغيره، فليسوا أهل فترة، لأن أهل الفترة عبارة عن قوم لم تبلغهم دعوة أحد من الرسل، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل سأله عن أبيه: «إن أبي وأباك في النار

(1)

» رواه مسلم في (صحيحه) . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه استأذن ربه

(1)

أحمد 3\119، 268، ومسلم 1\191 برقم (203) ، وأبو داود 5\90 برقم (4718) ، وأبو يعلى 6\229 برقم (3516) ، وابن حبان 2\340 برقم (578) ، وابن منده في (الإيمان) 2 \871 برقم (926) ، والبيهقي في (السنن) 7\190، وفي (الدلائل) 1 \191.

ص: 499

أن يزور قبر أمه فأذن له، واستأذن أن يستغفر لها فلم يؤذن له، وقد قال الله عز وجل:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}

(1)

وهذه الآية نزلت في أبي طالب وأمثاله ممن مات على الشرك بعد الدعوة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

سورة التوبة الآية 113

ص: 500

‌الإيمان بالقضاء والقدر

الفتوى رقم (14657)

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام، من سعادة الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بجدة، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، برقم (1139) وتاريخ 9\3\1411 هـ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه:

تقوم الغرف التجارية الصناعية بالمملكة بدور بناء وجهد مخلص في حل كثير من القضايا والمشاكل التجارية، بالتوفيق بين أطراف النزاع دون اللجوء إلى الجهات القضائية، انطلاقا من القاعدة الشرعية العظيمة (والصلح خير) ، ورغبة في التخفيف على القضاء من الكم الكبير من القضايا التي ترد إليهم، وكذلك رغبة في أن تظل العلاقات التجارية بين رجال الأعمال الوطنيين أو بينهم وبين رجال الأعمال في الخارج قائمة على أسس المحبة والتراضي.

ويحدث في بعض الأحيان أن تقع حوادث تسبب خسائر مالية وأضرارا معنوية للبعض، وقد تكون هذه الحوادث نتيجة

ص: 501

فعل فاعل أو نتيجة إهمال، وقد تكون لأسباب مجهولة أو لأسباب لا يد للإنسان فيها، ولا يمكن توقعها، كغرق سفينة، أو نشوب حريق في مستودع، أو هبوب عاصفة، أو سقوط أمطار تؤدي على تلف البضائع.

وتعرض هذه المشاكل على الغرف أو على بعض جهات الاختصاص للاستئناس برأيها، ويحدث أن يوضع في التقرير أو المشهد عبارة:(إن هذا الفعل قد حدث قضاء وقدرا) على اعتبار أن المشيئة الإلهية فوق كل شيء.

وسؤالي هنا الذي نود من سماحتكم إعطاءنا إجابة شافية له لتكون سندا شرعيا إزاء رفض البعض وضع مثل هذه العبارة التي ذكرناها آنفا هو: هل توضع هذه العبارة (إن هذا الفعل أو الأمر قد حدث قضاء وقدرا) فقط على الأمور التي لا يد للإنسان فيها، أم يكون وضعها في كل الحالات، مع ذكر السبب الظاهر أو الدنيوي بعد ذلك.

وإنا إذ نشكر لسماحتكم غيرتكم الدينية، لنرجو من الله سبحانه وتعالى أن يثيبكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي:

كل شيء بقضاء وقدر، كما قال سبحانه:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}

(1)

(1)

سورة القمر الآية 49

ص: 502

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس

(1)

» رواه مسلم في (صحيحه) . وبناء على ذلك فلا حرج في أن يكتب كلمة: وقع ذلك بقضاء الله وقدره، مع بيان السبب إن كان هناك سبب معلوم من الآدمي أو غيره.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

مالك في (الموطأ) 2\899، وأحمد 2\110، والبخاري في (خلق أفعال العباد)(ص 64) برقم (121) ، ومسلم 4\2045 برقم (2655) ، وعبد الله بن أحمد في (السنة) 2 \417 برقم (913) ، وابن حبان 14\17 برقم (6149) ، والفريابي في (القدر)(ص 189) برقم (299) ، والبغوي 1\134 برقم (73) .

ص: 503

السؤال الرابع من الفتوى رقم (17882)

س 4: إن الإنسان إذا قتل أو مات في حادث أصابه فليس قدرا، أو ضرب مثالا وقال فيه: إذا افترضنا أن إنسانا أجله مكتوب عند الله عز وجل 70 سنة، وأصابه حادث مات على أثره وعمره 30 سنة، فإن هذا لا يعتبر قدرا، وإنما خرق للأجل، وقال: لو كان يعتبر قدرا لما قيل الناس بدية المقتول خطأ أو إقامة الحد على القاتل عمدا، وقال: وإلا ذهبت لأقتل فلانا فإذا

ص: 503

سألوني عن سبب قتلي له قلت لهم: قدر وحتى أريحه من سكرات الموت.

ج 4: الواجب على المسلم الإيمان بالقضاء والقدر، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن جميع الأشياء قد خلقها الله وعلمها وكتبها وشاءها، وأجل الإنسان يمر بمراحل:

أولا: ما كتب في اللوح المحفوظ.

ثانيا: ما يكون في طور النفخ في الروح وهو حمل.

ثالثا: ما يكون في ليلة القدر.

وهو الذي يوافق ما في اللوح المحفوظ، وقول المدرس: إن موت الإنسان بحادث خرق للأجل غير صحيح، وقتل الإنسان خطأ أو عمدا لا ينفي أن يكون مقدرا، وإنما الله جل شأنه هو الذي قدر الأشياء كلها من قتل وغيره، والمقتول مات بأجله، كما قال الله سبحانه:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}

(1)

، وقال سبحانه:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}

(2)

، وقال سبحانه:{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}

(3)

(1)

سورة الحديد الآية 22

(2)

سورة القمر الآية 49

(3)

سورة الحج الآية 70

ص: 504

وفي (الصحيحين) عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «"إن الجنين يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد في بطن أمه

(1)

» ، وفي (صحيح مسلم) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء

(2)

» .

والآيات والأحاديث في إثبات القدر كثيرة جدا، وقد أجمع على معناها أهل السنة والجماعة، وإنما خالف فيها المعتزلة، ومنهم الرافضة عاملهم الله بما يستحقون.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

عضو

الرئيس

بكر أبو زيد

عبد العزيز آل الشيخ

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح البخاري التوحيد (7454) ، صحيح مسلم القدر (2643) ، سنن الترمذي القدر (2137) ، سنن أبي داود السنة (4708) ، مسند أحمد (1/382) .

(2)

أحمد 2\ 169، ومسلم 4\ 2044 برقم (2653) ، والترمذي 4\ 458 برقم (2156) ، وابن حبان 14\5 برقم (6138) ، والبيهقي في (الأسماء والصفات) 2\233، 234 برقم (798، 799) .

ص: 505

السؤال الأول من الفتوى رقم (19359)

س 1: هل يعتبر قول المرأة العاملة أو اعتقادها: (أنها تعمل من أجل أن تؤمن مستقبلها ومستقبل أبنائها فيما لو طلقت أو

ص: 505

توفي زوجها، فهي لا تدري ما تأتي به الأيام من أمور) هل يعتبر هذا من القدح في عقيدة القضاء والقدر لدى المسلم؟

ج 1: المسلم يؤمن بقضاء الله وقدره، وأن الله كتب رزقه عند نفخ الروح فيه وهو في بطن أمه، وأن رزقه آتيه لا محالة؛ لما ثبت عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه. إلى قوله: ثم يبعث الله ملكا بأربع كلمات، فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد

(1)

» الحديث. ولما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم

(2)

» رواه ابن ماجه في (سننه ج 2 ص 725) ، ورواه ابن حبان في (صحيحه) .

واعتقاد ذلك والإيمان به لا ينافي أن يسعى الإنسان في طلب

(1)

أحمد 2\ 169، ومسلم 4\ 2044 برقم (2653) ، والترمذي 4\ 458 برقم (2156) ، وابن حبان 14\5 برقم (6138) ، والبيهقي في (الأسماء والصفات) 2\233، 234 برقم (798، 799) .

(2)

ابن ماجه 2 \425 برقم (2144) ، وابن حبان 8\32، 33- 34 برقم (3239، 3241) ، والحاكم 2\4، وأبو نعيم في (الحلية) 3\156 -157، والبيهقي 5\264- 265.

ص: 506

الرزق وبذل الأسباب المشروعة في ذلك، مع عدم الاعتماد عليها والاعتقاد بأن الرازق والنافع والضار هو الله وحده سبحانه.

وما يجري على ألسن بعض الناس من قوله: أؤمن مستقبلي أو مستقبل أولادي، فهذه الألفاظ التي يستعملها من يغلو في الاعتماد على النفس والمناصب والماديات وحدها.

فينبغي للمسلم أن يبتعد عن مثل هذه الألفاظ التي تقدح في كمال توكله على الله، وفي كمال رجائه لله وخوفه منه، وأن يلجأ إلى الله سبحانه ويتضرع بين يديه في الشدة والرخاء، مع الأخذ بالأسباب المشروعة، كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 507

السؤال الأول من الفتوى رقم (20109)

س 1: ابتليت بمرض منذ عام أو أكثر تقريبا، كنت بين أهلي وأسرتي، ولكنني نقلت برغبة مني من بلدتي التي أعيش فيها إلى العاصمة (القاهرة) ، حيث أعمل مدرس ابتدائي، ولكنني هناك مرضت بمرض (حمى التيفود) فأدخلوني مستشفى تابع للتأمين الصحي التابع لعملي، والذي أهمل علاجي فأصبت بجلطة بالساق اليسرى، وجاء أهلي إلى القاهرة فأخذوني إلى بلدتي، وعندما وصلت إلى بلدتي قابلني معظم الناس بكلام وهو (أنني

ص: 507

تسببت في إيذاء نفسي، وأنني لو مكثت في بيتي ولم أنقل نفسي إلى القاهرة لما حدث لي هذا) فأصبحت في حيرة من أمري، ولكني أؤمن بقضاء الله وقدره. ولكن أرجو توضيح الأمر لي، وهل فعلا أن الإنسان يكون سببا في إيذاء نفسه عندما يقدم على عمل شيء، أم أنه مكتوب له ذلك، وماذا أقول لهؤلاء الناس الذين يجادلون بأنني السبب فيما حدث لي؟

ج: ما حدث لك هو بقضاء الله وقدره، والواجب عليك الصبر وعدم الضجر، فهذه الأمراض والمصائب خير للمؤمن، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له

(1)

» رواه مسلم.

وقال عليه الصلاة والسلام: «ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه

(2)

» رواه البخاري ومسلم.

وعليك الأخذ بأسباب الشفاء المباحة، مع تعلق القلب بالله سبحانه، وكثرة دعائه واللجوء إليه. نسأل الله لك العافية والأجر على ما أصابك.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1)

صحيح مسلم الزهد والرقائق (2999) ، مسند أحمد (4/333) ، باقي مسند الأنصار (6/16) ، سنن الدارمي الرقاق (2777) .

(2)

صحيح البخاري المرضى (5642) ، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2573) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3038) ، الجنائز (966) ، مسند أحمد (3/48) .

ص: 508

السؤال الأول من الفتوى رقم (18959)

س 1: يقول النبي صلى الله عليه وسلم مجيبا لجبريل عليه الصلاة والسلام، حيث سأله عن الإيمان: «الإيمان أن تؤمن بالله. . . وتؤمن بالقدر خيره وشره

(1)

» رواه مسلم، وثبت في (الصحيحين) : «احتج آدم وموسى، -وفي لفظ-: تحاج آدم وموسى

يا آدم أنت أبونا خيبتنا، وأخرجتنا من الجنة. فقال له آدم: أنت موسى اصطفاك الله بكلامه، وخط لك التوراة بيده، أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فحج آدم موسى ثلاثا

(2)

» وعند أحمد: "فحجه آدم".

كيف نوفق بين العبارتين: الأولى وهي: «وتؤمن بالقدر خيره وشره

(3)

» ، وبين العبارة الثانية وهي: «أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة

(4)

» ، واحتجاج آدم بالقدر في قوله: «أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة

(5)

» .

وظاهر الحديث عدم التسليم لقدر الله تعالى من جهة موسى عليه الصلاة والسلام وهذا ممتنع عليه، نريد توضيحا وبيانا، بارك الله فيكم.

ج 1: موسى عليه السلام لام آدم عليه السلام على المصيبة التي حصلت له ولذريته، وهى: إخراجهم من الجنة بسبب الذنب الذي ارتكبه ولم يلمه على الذنب نفسه، لأنه قد تاب منه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فاحتج آدم عليه السلام بالقدر السابق على حصول هذه المصيبة، والاحتجاج بالقدر على المصائب مشروع من

(1)

صحيح مسلم الإيمان (8) ، سنن الترمذي الإيمان (2610) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4990) ، سنن أبي داود السنة (4695) ، سنن ابن ماجه المقدمة (63) ، مسند أحمد (2/107) .

(2)

صحيح البخاري القدر (6614) ، صحيح مسلم القدر (2652) ، سنن أبي داود السنة (4701) ، سنن ابن ماجه المقدمة (80) ، مسند أحمد (2/248) .

(3)

صحيح مسلم الإيمان (8) ، سنن الترمذي الإيمان (2610) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4990) ، سنن أبي داود السنة (4695) ، سنن ابن ماجه المقدمة (63) ، مسند أحمد (2/107) .

(4)

صحيح البخاري القدر (6614) ، صحيح مسلم القدر (2652) ، سنن أبي داود السنة (4701) ، سنن ابن ماجه المقدمة (80) ، مسند أحمد (2/248) .

(5)

صحيح البخاري القدر (6614) ، صحيح مسلم القدر (2652) ، سنن أبي داود السنة (4701) ، سنن ابن ماجه المقدمة (80) ، مسند أحمد (2/248) .

ص: 509

أجل أن يمنع الجزع والتسخط، قال تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}

(1)

{لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}

(2)

، وقال تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}

(3)

قال علقمة: (هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان

(4)

» أخرجه مسلم في (صحيحه) .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

تم- بحمد الله- المجلد الثاني من (المجموعة الثانية)

من فتاوى اللجنة، ويليه- بإذنه سبحانه- المجلد (الثالث)

وأوله (التفسير، وعلوم القرآن، والسنة)

(1)

سورة الحديد الآية 22

(2)

سورة الحديد الآية 23

(3)

سورة التغابن الآية 11

(4)

صحيح مسلم القدر (2664) ، سنن ابن ماجه الزهد (4168) ، المقدمة (79) ، مسند أحمد (2/370) .

ص: 510