المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرفُ الزَّايِ المنقوطةِ ‌ ‌1221 - الزِّبْرِقانُ بنُ عَمروِ بنِ أميَّةَ الضَّمريُّ - التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - ط مركز دراسات المدينة - جـ ٣

[السخاوي]

فهرس الكتاب

‌حرفُ الزَّايِ المنقوطةِ

‌1221 - الزِّبْرِقانُ بنُ عَمروِ بنِ أميَّةَ الضَّمريُّ

(1)

.

أخو جعفرٍ، ذكرَهُ مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعي المدَنيين. وهو

(3)

- الزُّبيرُ بنُ أبي أُسيدٍ.

في: ابنِ مالكِ بنِ ربيعةَ (1234).

‌1222 - الزُّبيرُ بنُ بكَّارِ بنِ عبدِ الله بنِ مصعبِ بنِ ثابتِ بنِ عبدِ الله بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ، أبو عبدِ اللهِ ابنُ أبي بكرٍ، المدَنيُّ، القُرَشيُّ، الأسديُّ، الزُّبيريُّ

(4)

.

أخو هارون، يروي عن: أبيه الماضي، وعمِّه مصعبٍ الآتي، ومالكٍ، وإبراهيمَ

(1)

"التاريخ الكبير" 3/ 433، و"جامع التحصيل" 1/ 167، و "تهذيب الكمال" 9/ 285.

(2)

"الطبقات" 1/ 239 (734).

(3)

بياض في الأصل. قال البخاريُّ: روى عنه ابن أبي ذئبٍ، وقال المزيُّ: روى عن زيدِ بنِ ثابتٍ، وأسامةَ بنِ زيدٍ، ولم يسمعْ منهما، وقال الذهبيُّ في "الكاشف" 1/ 401: روى عن عروةَ، وعدَّةٍ، وعنه: بكرُ بن سَوادةَ، وابنُ أبي ذئب، وثَّقه النَّسائي.

قلتُ: وحديثُه عندَ ابن ماجه، كتاب صلاة الجماعة، باب: التغليظ في التخلُّف عن الجماعة (795).

(4)

"معجم الأدباء" 11/ 165، و"سير أعلام النبلاء" 12/ 311.

ص: 1

بنِ المنذر، وإسماعيلَ بنِ أبي أُويس، وأبي ضمرةَ أنسِ بنِ عياضٍ، وابنِ عُيينة، وآخرين، وروى عنه: ابنُه مصعبٌ، وابنُ ماجه

(1)

، وابنُ أبي الدُّنيا، وأبو حاتمٍ الرَّازيُّ، وأبو القاسمِ البغويُّ، وقال: كانَ عالمًا، ثَبْتًا، ثِقةً، وابنُ صاعدٍ، والقاضي المحامليُّ، وإبراهيمُ بنُ عبدِ الصَّمدِ الهاشميُّ، وغيرُهم، ووثَّقه الدَّارقطنيُّ، والخطيبُ، وقالَ

(2)

: كانَ ثقةً، ثَبْتًا، عالمًا بالنَّسب، عارفًا بأخبارِ المتقدِّمين، ومآثرِ الماضين، وله الكتابُ المصَّنفُ في "نسب قريشٍ وأخبارها"، ووليَ قضاءَ مَكَّةَ، ووردَ بغداد، وحدَّثَ بها، وقال غيرُه نقلًا عنه: أتيتُ الفتحَ بنَ خاقان

(3)

ليستأذنَ لي على المتوكِّلِ في الحجِّ، فوعدَني، فأنشدته

(4)

:

ما أنتَ بالسَّببِ الضَّعيفِ، وإنَّما

نُجْحُ الأمورِ بقوَّةِ الأسبابِ

فاليومَ حاجتُنا إليكَ، وإنَّما

يُدعَى الطبيبُ لساعةِ الأوصابِ

فاستأذنَ لي على المتوكِّل فودَّعتُه، ثمَّ خرجتُ، وخرجَ الفتحُ، فقالَ: جائزتُك تلحقُك، وكتابُ عهدِك بالقضاء على مَكَّةَ لاحقٌ به، فلمَّا صرتُ إلى منزلي إذا

(1)

كتاب الزهد، باب: ذكر الموت والاستعداد له (4259). قال في "مصباح الزجاجة" 4/ 249 (3252): هذا إسناد ضعيفٌ، فروةُ بنُ قيسِ مجهولٌ، وكذا الراوي عنه، وخبره باطل.

(2)

"تاريخ بغداد" 8/ 467.

(3)

الفتحُ بنُ خاقانَ، وزيرُ الخليفة المتوكِّل العباسيِّ، كان شاعرًا مفوَّهًا، ذا سُؤددٍ، طويلَ الباعِ في فنون الأدب، قُتلَ مع المتوكلِ سنة 247 هـ. "تاريخ بغداد" 12/ 389، و"معجم الأدباء" 16/ 174، و"سير أعلام النبلاء" 12/ 82.

(4)

البيتان في "تاريخ بغداد" 4/ 143، والأول في:"لسان الميزان" 1/ 459.

ص: 2

خادمٌ معه ثلاثون ألف درهمٍ، فخرجتُ، فلمَّا وافيتُ مَكَّةَ إذا رسولٌ معه عهدٌ لي، فدخلتُها واليًا عليها. ماتَ بمَكَّةَ في ذي القَعدةِ سنةَ ستٍّ وخمسين ومئتين، عن أربعٍ وثمانين، وقعَ مِن فوفِ سطحِه، فمكثَ يومين لا يتكلَّمُ، وماتَ، وذلكَ بعد الفراغِ مِن قراءةِ "النَّسب" عليه بثلاثةِ أيامٍ، وصلَّى عليه ابنُه مصعبٌ، وأنشد ابنُ أبي طاهرٍ لنفسه فيه

(1)

:

ما قال: لا قطُّ إلا في تشهُّدِه

ولا جرى لفظُه إلا على نَعَمِ

بين الحواريِّ، والصِّدِّيقِ نِسبتُه

وقد جرى ورسولَ اللهِ في رَحِمِ

وهو في "التهذيب"

(2)

، والفاسي

(3)

، والجرحُ فيه مردودٌ، وذكرَ الخطيبُ له في "الرُّواة عن مالك " اعتمدَ فيه على روايةٍ منقطعةٍ، كما قاله شيخُنا

(4)

، قال: ولم يلحق الزُّبيرُ السَّماعَ مِن مالكٍ، فإنَّه ماتَ والزُّبيرُ صغيرٌ، فلعلَّه رآه، وقد طالعتُ كتابَه في "النسب" فلم أرَ له فيه روايةً عن مالكٍ إلا بواسطة، ورأيتُ له رواياتٍ في كتاب "النسب" عن أقرائه، ومِن أطرفهِا: أنَّه أخرجَ في مناقبِ عثمانَ عن زهيرِ بنِ حربٍ، عن قُتيبة، عن الدَّراورديِّ حديثًا، والدَّرَاورديُّ في طبقةِ شيوخِه.

‌1223 - الزُّبيرُ بنُ خُبيبِ بنِ ثابتِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ بنِ العوَّامِ الأسديُّ، المدَنيُّ

(5)

.

(1)

البيتان في "تاريخ بغداد" 8/ 468، و"سير أعلام النبلاء" 13/ 313.

(2)

"تهذيب الكمال" 9/ 293.

(3)

"العقد الثمين" 4/ 427.

(4)

"تهذيب التهذيب" 3/ 137.

(5)

"التاريخ الكبير" 3/ 414، و"الجرح والتعديل" 3/ 584، و"نسب قريش" لمصعب، ص:=

ص: 3

أخو المغيرةِ الآتي، يروي عن: هشامِ بنِ عروةَ، وطبقتِه، كنافعِ، ومحمَّدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ، وغيرِهما، وعنه: معنُ بنُ عيسى، وهو ضعيفٌ مُقِلٌّ، كانَ منقطعًا بقريتِه بوادي القرى، له فضلٌ وتعبُّدٌ، وقد وَفَدَ على الرَّشيدِ، فاحترمَه، وأعطاه أربعةَ آلاف دينار، وكذا وفدَ مع أخيه على المهديِّ، وقد وثَّقَه ابنُ حِبَّان

(1)

، وذكرَه الذَّهبى في "ميزانه"

(2)

.

‌1224 - الزُّبيرُ بنُ سعدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ النِّفطيُّ

(3)

.

ماتَ هو وأخوه طلحةُ بالقاهرةِ في طاعونِ سنةِ سبعٍ وثمانين

(4)

.

‌1225 - الزُّبيرُ بنُ سعيدِ

(5)

بنِ سليمانَ بنِ سعيدِ بنِ نوفلِ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ المطَّلبِ بنِ هاشمٍ، أبو القاسمِ، ويقال: أبو هاشمٍ الهاشميُّ

(6)

.

مِن شيوخِ المدينةِ، وأمُّه حمادةُ ابنة عمِّ أبيه يعقوبَ بنِ سعيدِ، والحارثُ في أعلى نسبهِ هو عمُّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، روى عن: صفوانَ بنِ سُليمٍ، وعبدِ الحميدِ بنِ سالمٍ، والقاسمِ بنِ محمَّدِ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ القاسمِ، وابنِ المُنكدِرِ، وعبدِ اللهِ بنِ عليِّ بن

= 242، و"تاريخ بغداد" 8/ 466.

(1)

"الثقات" 6/ 331.

(2)

"منِران الاعتدال" 2/ 67، وقال: فيه لينٌ.

(3)

"الضوء اللامع" 3/ 233، وقال السخاويُّ عنه: ممَّن سمع مني بالمدينةِ، وأنشد نظمًا لغيره، قاله فيَّ.

(4)

أي: سنة 887 هـ.

(5)

في المخطوطة: سعد؟ وهو خطأ.

(6)

"معرفة الثقات" للعجلي 1/ 367 (493)، و"المقتنى" 2/ 122، و"تاريخ بغداد" 8/ 464.

ص: 4

يزيدَ بنِ رُكانة، وغيرِهم، وعنه: ابنُ المباركِ، وسعيدُ بنُ زكريا المدائنيُّ، وأبو عاصمٍ النَّبيلُ، وجماعةٌ، ومنهم: جريرُ بنُ حازمٍ، مع أنَّه أكبرُ منه، وسكنَ المدائنَ.

قالَ ابنُ مَعينٍ

(1)

: ليس بشيءٍ، وقال مرَّة: ضعيفٌ، وكذا ضعَّفَه النَّسائيُّ

(2)

، وذكرَه ابنُ حِبَّان في "الثِّقات"

(3)

، و"الضُّعفاء"

(4)

معًا، وقال في ثانيهما: إنَّه قليلُ الحديث، منكرُ الرِّوايةِ فيما يرويه، وكذا ذكره العُقيلي في "الضعفاء"

(5)

، وقال الدَّارقطنيُّ

(6)

: يُعتبر به، وقال أبو أحمدَ الحاكمُ: ليسَ بالقويِّ عندَهم، وهو ممَّن خرَّجَ له أبو داود

(7)

، وغيرُه، وذُكرَ في "التهذيب"

(8)

، ماتَ في ولايةِ أبي جعفرٍ، وقال الصَّرِيفينيُّ

(9)

: تُوفيَ سنةَ بضعٍ وخمسين ومئةٍ.

(1)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 171.

(2)

"الضعفاء والمتروكون" للنسائي، ص: 180 (215).

(3)

"الثقات" 6/ 333.

(4)

"المجروحين" 1/ 392.

(5)

"الضعفاء الكبير" 2/ 89.

(6)

"الضعفاء والمتروكون" للدارقطني، وفي عبارة المؤلف قصورٌ، فقد قال الدارقطنيُّ: يُعتبر بما رواه عن عبدِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ يزيدَ بنِ رُكانةَ، فأمَّا ما يرويه عن محمَّدِ بنِ المنكدرِ؛ فإنه يُترك.

(7)

كتاب الطلاق، باب: في البتة (2201).

(8)

"تهذيب الكمال" 9/ 304، و"تهذيب التهذيب" 3/ 139.

(9)

تقيُّ الدِّين، إبراهيمُ بنُ محمَّدٍ الصَّرِيفينيُّ، الحنبليُّ، المحدِّث الرَّحَّالُ، واسع الرِّحلة، مولدُه سنةَ 581، ووفاتُه بدمشقَ سنة 641 هـ. "ذيل طبقات الحنابلة" 2/ 227، و"سير أعلام النبلاء" 23/ 89، و"الوافي" 6/ 141.

ص: 5

‌1226 - الزُّبيرُ بنُ أبي صَعْصَعَةَ، أبو طلحةَ الأُسوانيُّ

(1)

.

نزلَ المدينةَ، أخذ عنه: أبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ أحمدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ مرزوقٍ.

‌1227 - الزُّبيرُ بنُ عبَّادِ بنِ حمزةَ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ، الأسديُّ

(2)

.

يروي عن: المدنيينَ، وعنه: ابنُه يحيى، قالَه ابنُ حِبَّان في ثالثةِ "ثقاته"

(3)

.

‌1228 - الزُّبيرُ بنُ عبدِ الله ابنِ رُهيمةَ.

مِنِ أهلِ المدينة، يروي عنَ: القاسمِ بنِ محمَّدٍ، ونافعٍ، وعنه: العَقَديُّ، وابنُ المباركِ، وهو الذي يروي عن جدَّته رُهيمةَ خادمِ عثمانَ بنِ عفانَ

(4)

، قالَه ابنُ حِبَّان في ثالثة "ثقاته"

(5)

.

‌1229 - الزُّبيرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الزُّبيرِ بنِ باطا القُرَظيُّ، المدَنيُّ

(6)

.

مِن أهلِها، يروي عن: رِفاعةَ بنِ سَموألَ، وله صحبةٌ.

وقيل: عن أبيه، عن رِفاعةَ

(7)

، قال النَّسائيُّ: والصَّوابُ مرسلٌ، روى عنه:

(1)

مِن أهلِ القرنِ الثَّامنِ، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة".

(2)

"التاريخ الكبير" 3/ 414، و"الجرح والتعديل" 3/ 584.

(3)

"الثقات" 6/ 331.

(4)

"الثقات" 4/ 245.

(5)

"التاريخ الكبير" 3/ 414، و"الثقات" 6/ 332.

(6)

"التاريخ الكبير" 3/ 411، و"الجرح" والتعديل" 3/ 581، و" ميزان الاعتدال" 2/ 68، وقال: من أولاد الصحابة.

(7)

حديثه في "الموطأ" 2/ 531 عن رفاعة.=

ص: 6

مِسْوَرُ بنُ رِفاعةَ القُرظيُّ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"

(1)

، وهو في "التَّهذيب"

(2)

، ورابع "الإصابة"

(3)

.

‌1230 - الزُّبيرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ الزُّهريُّ، المدَنيُّ

(4)

.

عن: أبيه، وعنه: أهلُ المدينةِ، قُتلَ يومَ الحَرَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستين، قالَه ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(5)

.

‌1231 - الزُّبيرُ بنُ عثمانَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سُراقةَ بنِ مالكٍ القُرشيُّ، العَدويُّ، السُّراقيُّ، المدَنيُّ

(6)

.

مِن بني كعبٍ، يروي عن: محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثوبانَ، وعنه: موسى بنُ يعقوبَ الزَّمعيُّ، قُتِلَ سنةَ إحدى، أو اثنتين وثلاثين ومئةِ، قالَه ابنُ حِبَّان في ثالثةِ "ثقاته"

(7)

، وهو في "التهذيب"

(8)

.

= وقال البيهقيُّ في "معرفة الآثار" 5/ 535: هكذا رواه في "الموطأ"، ورواه عنه ابنُ وهب، فقال: عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير، عن أبيه. وكذا هو في "السنن الكبرى" للبيهقي 7/ 375، و"المعجم الكبير" للطبراني 5/ 53 (4565) من طريق القعنبى عن مالك.

(1)

"الثقات" 6/ 331.

(2)

"تهذيب الكمال" 9/ 310، و"تهذيب التهذيب" 3/ 141.

(3)

"الإصابة" 1/ 584.

(4)

"مشاهير علماء الأمصار" 1/ 68.

(5)

"الثقات" 4/ 261.

(6)

"التاريخ الكبير" 3/ 413، و"الجرح والتعديل" 3/ 584، و"اللباب في تهذيب الأنساب" 2/ 111.

(7)

"الثقات" 6/ 331.

(8)

"تهذيب الكمال" 9/ 314، و "تهذيب التهذيب" 3/ 141.

ص: 7

- الزُّبيرُ بنُ عروةَ بنِ الزُّبير بنِ العوَّامِ

(1)

.

يأتي قريبًا في: ابنِ هشام بنِ عروةَ (1236)، وذكرَه الذَّهبي في "ميزانه"

(2)

، وقالَ: بيَّضَ له ابنُ أبي حاتمٍ

(3)

، مجهولٌ.

‌1232 - الزُّبيرُ بنُ عليِّ بنِ سيِّدِ الكلِّ بنِ أبي صُفرةَ، ويقال: سيِّدِ الكلِّ بنِ أبي الحسنِ بنِ قاسمِ بنِ عمَّارٍ، الشَّرفُ الأزْديُّ، المهلبيُّ، الأُسوانيُّ، الشَّافعيُّ

(4)

.

نزيلُ المدينةِ، وأخو حسنٍ الماضي، ووالدُ عبدِ اللهِ ومحمَّدٍ، وجدُّ أبي الحسنِ عليِّ بنِ محمَّد بنِ موسى المحليِّ لأمِّه، من بيتِ صلاحٍ، وخيرٍ وعلمٍ، كانَ مثلَ أخيه في الصَّلاحِ والدِّينِ، وسلامةِ الباطن، إمامًا في القراءاتِ، انتفعَ به النَّاسُ فيها، وأسمعَ الحديث، قالَه ابنُ فَرحونٍ

(5)

، وقالَ: سمعْنا عليه " الشِّفاء "، و"دلائلَ النُّبوة" للبيهقيِّ، مع السّراجِ الدَّمنهوريِّ

(6)

وغيرَ ذلك، وكانَ فقيهًا شافعيًا، مِن أعظمِ النَّاسِ ديانة وعِفًّةَ، معَ كثرةِ عيالٍ، يُصلِّي في الرَّوضةِ بجانبِ المنبرِ، ويعزُّ عليه إذا رأى أحدًا في موضعِه، لكثرةِ ملازمتِه له، مُتصدِّيًا للإقراء، وأُصِمَّ في آخرِ

(1)

"التاريخ الكبير" 3/ 414، و"الثقات" 6/ 331، و"الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي 1/ 293، و" لسان الميزان " 3/ 494.

(2)

"ميزان الاعتدال" 2/ 68.

(3)

"الجرح والتعديل" 3/ 582.

(4)

"ذيل التقييد" 1/ 533، و"غاية النهاية" 1/ 293.

(5)

"نصيحة المشاور"، ص:102.

(6)

سراجُ الدِّينِ، عمرُ بنُ محمَّد الدمنهوريُّ، تأتي ترجمته في حرف العين.

ص: 8

عُمرِه، وحكَى لي مَن أثقُ به: أنَّه جاء كتابٌ مِن مَكَّةَ إلى الشَّمسِ صوابٍ المُغيثيِّ، أنْ يعطيَ الزُّبيرَ مئةَ درهمٍ، ولم يعلمْ بما فيه أحدٌ، فحصلَ عندَ الطواشيِّ مِن المئةِ نصفُها، فأرسلَها إليه مع الجمالِ المَطريِّ، وكانَ يفرحُ بخدمةِ الصَّالحين، وإدخالِ المسرَّةِ عليهم، فلمَّا أتاه بالخمسين قال له: قد بقيَ مثلُ ذلك، وردَّها، فرجعَ إلى المُغيثي، وحكى له ما جرى، فقال له: صدقَ الشَّيخُ، هي مئةٌ، ولكنْ لم تتيسَّرْ لي، وأحببتُ تعجيلَ ما تيسَّرَ لينتفعَ به حتَّى يُحصَّلَ الباقي، فرجعَ الجمالُ إليه وأعلمَه، فقال: ألمْ أقلْ لكَ؟ فقالَ له: فمِنْ أينَ علمتَ هذا؟ فقالَ: رأيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنامِ، فشكوتُ له حالي وفاقتي

(1)

، فأعطاني مئةً، فلمَّا أعطيتني خمسين، علمتُ أنَّ الرُّؤيا حقّ، فطلبتُ الباقي، فلا تلُمني.

وذكرَ لي: أنَّه كانَ يومأ على فاقةٍ، فرأى النَّبى صلى الله عليه وسلم، فأعطاه ستةَ عشرَ درهمًا، وقالَ له: خذْ هذهِ فأنفقْها، والأمرُ أقربُ مِن ذلكَ، قال: فانتظرتُ، فلم يأتني شيءٌ، فلمَّا صلَّيتُ الظُّهرَ صلَّى إلى جنبي الشَّيخُ أبو بكرٍ الشِّيرازيُّ

(2)

، فجعلَ تحتَ سجادتي شيئًا، ثمَّ مضى، وكانَ التَّعاملُ يومئذٍ بينَ النَّاسِ بالعلوية، وهي قُطيعاتُ فِضّةٍ مسكوكةٍ باسمِ صاحبِ المدينةِ، كلُّ واحدٍ صَرْفُه سدسُ درهمٍ، ولم تكنْ يومئذٍ فلوسٌ، قال: فكشفتُ السَّجادةَ، فوجدتُ علويةً صَرْفُها تلكَ العِدَّةَ التي

(1)

هذه رؤيا منام، والمنامات لا يؤخذ منها أحكامٌ شرعية، والشكوى في حال اليقظة تكون لله تعالى، كما قال سبحانه حكايةً عن يعقوب عليه السلام:{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} .

(2)

أبو بكرٍ الشيرازيُّ، نزيل المدينة المنورة، عالمٌ صالح، صحبَ أبا العبَّاسَ المرسيَّ، وأخذ عنه أحمدُ التُّستريُّ، توفي سنة 731 هـ. "نصيحة المشاور"، ص: 110، و"المغانم المطابة" 3/ 1167=

ص: 9

أعطانيها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في المنامِ، فحمدتُ الله، وقلتُ: الأمرُ أيسرُ مِن ذلكَ، فما فرغَتْ حتَّى فتحَ اللهُ بغيرها.

وحكى عنه ابنُ صالحٍ: أنَّه سمعَه يقولُ: كانَ والدُنا لا يأتي أُمَّنَا إلا وهو على وضوءٍ، وبعدَ قراءةِ سور الإخلاصِ ثلاثًا، وحملتْ بَنِيها الثلاثةَ، أعني: حسنًا، وحسينًا، والزُّبير بعد ذلك، رحمهم الله.

ووصفَه الإسنويُّ في ترجمة أخيهِ النَّجمِ حسينٍ، مِن "طبقاته"

(1)

هو وأخوه حسنٌ بالصَّلاحِ والعلمِ، وأنَّ هذا قرأ بالسَّبع، وسكنَ المدينةَ، وأنَّ حسنًا ماتَ بالمدينةِ قبلَ أخيهما حسينٍ بنحوِ خمسَ

(2)

عشرةَ سنةً، انتهى.

وقد حدَّثَ الزُّبيرُ هذا بالمدينةِ في سنةِ سبعٍ وثلاثين وسبعِ مئةٍ بـ "الشّفاء"، حملَهُ عنه جماعةٌ، وممَّن أخذَه عنه أبو عبدِ الله ابنُ مرزوقٍ، وكذا سمعَ عليه عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ أبي القاسمِ ابنِ فَرحونٍ اليَعمريُّ

(3)

. وذكرَه شيخُنا في "الدُّرر"

(4)

، فقَال: أبو عبدِ الله المُقري، شرفُ الدين، أخو حسينٍ المتقدِّمِ ذِكرُه، ولدَ سنةَ ستين وستِّ مئةٍ، وسمعَ قطعةً من "المطر"

(5)

لابنِ دريدٍ على العزِّ الحرَّانيِّ

(6)

، وسمعَ "الشِّفاء"

(1)

"طبقات الشافعية" للإسنوي 1/ 85 (151).

(2)

في الأصل: سنة، وهو خطأ.

(3)

صاحب "تاريخ المدينة".

(4)

"الدرر الكامنة" 2/ 113.

(5)

كتابٌ في اللغة، مطبوع.

(6)

عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ المنعم، الملقَّبُ بالعزِّ الحرَّانيّ، مسنِدُ القاهرة، تفرَّدَ في وقته، ورُحِلَ إليه. مولده سنة 594، ووفاته سنة 686 هـ. "تاريخ الإسلام" للذهبي 51/ 270، و"ذيل التقييد" 2/ 128، و"شذرات الذهب" 5/ 396.

ص: 10

مِن ابنِ تامِّتيت

(1)

في ذي الحجَّةِ سنةَ خمسٍ وسبعين

(2)

، وسمعَ أيضًا من الرَّشيدِ أبي بكر محمَّدٍ

(3)

، وأبي الحسنِ

(4)

ابني عبدِ الحقِّ بنِ مكيِّ ابنِ الرَّصَّاصِ، وحدَّثَ.

ذكرَه ابنُ رافعٍ في "معجمه"، وأوردَ عنه بالإجازةِ، وقال: كانَ خيِّرًا صالحًا، متصدِّرًا للإقراءِ بجامعِ عَمروٍ بمصرَ، ثمَّ انتقلَ إلى المدينةِ النَّبوية، وحدَّثَ بها.

قلتُ

(5)

: وحدَّثنا عنه محمَّدُ بنُ علي السَّحوليُّ

(6)

بمَكَّةَ بالسَّماع، وماتَ في صفرَ سنةَ ثمان وأربعين وسبعِ مئةٍ.

‌1233 - الزُّبيرُ بنُ العوَّامِ بنِ خُويلدِ بنِ أسدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصيِّ بنِ كِلابٍ، أبو عبدِ الله، وأبو الطَّاهرِ القُرَشيُّ، الأسديُّ

(7)

.

وأمُّه صفيةُ ابنةُ عبدِ المطَّلبِ، عمَّةُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ابنُ عمَّةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاحبُه وحواريُّه، وأحدُ العشرةِ الذين شهدَ لهم بالجنَّةِ، وتُوفي وهو عنهم راضٍ، وأحدُ الستَّةِ أصحابِ الشُّورى الذين جعلَ عمرُ الخلافةَ في أحدِهم، وسابعُ مَن في المدنيين

(1)

الحسينُ بنُ يحيى بن أحمد بن تامتيت، كما في "ذيل التقيد" 1/ 533.

(2)

في "الدرر الكامنة": خمس وسبع مئة.

(3)

الرَّئيس رشيدُ الدِّين، محمَّدُ بنُ عبدِ الحقِّ بنِ مكيٍّ، أبو بكرِ ابنُ الرَّصاصِ، النّرسيُّ، المِصريُّ، ماتَ ليلة عاشوراء سنة 689 هـ. "تاريخ الإسلام" للذهبي 51/ 385.

(4)

أبو الحسن، عليُّ بنُ عبدِ الحق، ذكرَه الذَّهبيُّ في ترجمةِ أخيه محمَّدٍ، وقال: حدَّثَ عن ابنِ باقا، وأجاز سنة 674 هـ.

(5)

القائل ابن حجر.

(6)

محمَّد بنُ عمرَ بنِ عليٍّ السحوليُّ، تأثي ترجمته في حرف الميم.

(7)

"أسد الغابة" 2/ 97.

ص: 11

لمسلمٍ

(1)

، أسلمَ بعدَ أبي بكرِ الصَّدِّيقِ بيسيرِ، وهاجرَ إلى الحبشةِ والمدينة، وكانَ ممَّنْ دخلَ المدينةَ قبلَه صلى الله عليه وسلم، ولم يتخلَّفْ عن غزاةٍ غزاها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكانَ عليه يومَ بدو عِمامةٌ صفراءُ، وكانَ مُعتجرًا

(2)

بها، فيقالُ: إنَّها كانتْ يومئذِ سِيما الملائكة، وقال له النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

: "ارمِ فِداكَ أبي وأمي ".

وقال ابنُه عبدُ اللهِ: إنَّه لم يلِ إمارةَ قطُّ، ولا جبايةً، ولا خَراجًا، ولا شيئًا، وقال فيه حسَّانُ

(4)

:

فما مثلُه فيهمُ، ولا كانَ قبلَه

وليسَ يكونُ الدَّهرَ -ما دامَ- يذبلُ

ومنها:

وإنَّ امرءًا كانتْ صفيةُ أمَّهُ

ومِنْ أسدٍ في بيتِه لمرفَّلُ

(5)

لهُ مِن رسولِ الله قُربى قريبةٌ

ومن نُصرةِ الإسلامِ مجدٌ مؤثلُ

(6)

وكم كُربةٍ ذَبَّ الزُّبيرُ بسيفِهِ

عن المصطفى واللهُ يُعطي ويُجزِلُ

وكانَ رضي الله عنه كثيرَ أفعالِ الخيرِ والرِّزقِ، أوصى إليه عثمانُ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ،

(1)

"الطبقات" 1/ 145 (6)، بل جعله سادسهم.

(2)

قال الفيروزآباديُّ: الاعتجارُ: لفُّ العِمامة دون التَّلحَّي. "القاموس": عجر.

(3)

أخرجه أبو يعلى في "مسنده" 2/ 35 (673)، ونحوه في البخاري، كتاب المناقب، باب: مناقب الزبير بن العوام (3515).

(4)

"ديوان حسان بن ثابت"، ص:338.

(5)

أي: معظَّم. قال الجوهريُّ: الترفيل: التعظيم. " الصحاح ": رفل.

(6)

أي: أصيلٌ. قال الجوهريُّ: التأثيلُ: التأصيلُ، يقال: مجدٌ مؤثلٌ، وأثيلٌ. " الصحاح ": أثل.

ص: 12

والمِقدادُ، وابنُ مسعودٍ، وابنُ عَمروٍ، وأبو العاصِ ابنُ الرَّبيعِ، فكانَ يحفظ على أولادِهم مالَهم، وينفقُ عليهم مِن مالِه، ولما امتنعَ مِن قَبولِ وصيةِ مطيعِ بنِ الأسودِ قائلًا له: إنَّ في قومِكَ مَن ترضى، قال له مطيعٌ: إنَّكَ دخلتَ على عمرَ وأنا عنده، فلمَّا خرجتَ قال: نِعْمَ وليُّ تَرِكةِ المرءِ المسلم، فقبِلَ حينئذٍ.

وكانَ له ألفُ مملوكٍ يُؤدُّونَ إليه الخَراج، فما يدخلُ بيتَه منها درهمٌ، بل يتصدَّقُ بذلكَ كلّه، وباركَ اللهُ له في تجارته؛ فإنَّه كما قالَ: لم يَسترْ عيبًا، ولم يَرُذَ رِبحًا، بل باركَ اللهُ له في تَرِكته حتَّى قامت بدَينِه، وفضلَ منها فضلٌ كبيرٌ لورثتِه، والقصَّةُ بذلك مشهورةٌ

(1)

، ولم يدعْ دينارًا ولا درهمًا إلا أربعين سهمًا بالغابة، وإحدى عشرةَ دارًا بالمدينة

(2)

، ودارينِ با لبصرة، ودارًا بالكوفة، وأخرى بمصرَ.

وشهدَ يومَ الجملِ، ثمِّ انفصل عن المعركةِ بعدَ قليلٍ إلى موضعٍ يُعرفُ بوادي السِّباعِ قريبًا مِن البصرة، فقُتلَ به يومَ الخميس لعشرٍ خلوْنَ مِن جُمادى الأولى سنةَ ستٍّ وثلاثين، وفي هذا اليوم كانت الوقعةُ، وكانَ سببَ انفصالِه عن المعركةِ: أنَّ عليًّا ناداه وقد قاتلَ ساعةً، وانفردَ به، فذكَّرَه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ له وقد وجدَهما يُضحِكان بعضَهما بعضاً: أمَا إنَّكَ ستقاتلُ علياً وأنت له ظالمٌ، فذَكَرَ الزُّبيرُ ذلك، فانصرفَ عن القتالِ، فاتَّبعَه ابنُ جرموزٍ، فقتلَه، وهي محتملةٌ للبسط،

(1)

"صحيح البخاري" كتاب الخمس، باب: بركة الغازي في ماله حيًا وميتًا (3129)، وتنظر القصة مفصلةً في:"فتح الباري" 6/ 227، و"عمدة القاري" 5/ 47.

(2)

قال ابنُ شبَّةَ في "تاريخ المدينة" 1/ 230: إنَّ الزُّبيرَ بنَ العوَّامِ رضي الله عنه جعلَ دُوره صدقةً على بنيه، لا تباع ولا تورث، وأنَّ للمرءِ دوره من بناته أن تسكن غير مُضِرَّة، ولا مُضَرٍّ بها.

ص: 13

وهي في "الإصابة"

(1)

، و"التهذيب"

(2)

، والفاسيُّ

(3)

.

‌1234 - الزُّبيرُ بنُ مالكِ بنِ ربيعةَ، وهو الزُّبيرُ بنُ أبي أُسيدِ، ويقال: هو الزُّبيرُ بنُ المنذرِ بنِ أبي أُسيدِ

(4)

.

روى عن: أبيه، وعنه: عبدُ الرَّحمنِ بنُ سليمانِ ابنِ الغَسيلِ، روى له البخاريُّ

(5)

مقرونًا بحمزةَ بنِ أبي أسيدٍ حديثًا واحدًا، وفي إسنادِه اختلافٌ

(6)

. وقال الحاكمُ: عن الدَّارقطنيِّ: لا بأسَ به، وذكرَه ابنُ حِبَّان في "الثقات"

(7)

، وهو في "التهذيب"

(8)

.

‌1235 - الزُّبيرُ بنُ المنذرِ بنِ أبي أُسيدِ مالكِ بنِ ربيعةَ، السَّاعديُّ

(9)

.

(1)

" الإصابة" 1/ 545.

(2)

"تهذيب الكمال" 9/ 313، و"تهذيب التهذيب" 3/ 143.

(3)

"العقد الثمين" 4/ 429.

(4)

"التاريخ الكبير" 3/ 410، و"الجرح والتعديل" 3/ 579، و"الكاشف" 1/ 402، وقال المزيُّ: يقال: إنهما اثنان.

(5)

كتاب المغازي، باب: فضل من شهد بدرا (3984).

(6)

قال ابنُ حجرٍ في "فتح الباري" 7/ 306: قوله: عن حمزةَ بنِ أبي أسيدِ، والزُّبيرِ بنِ المنذرِ بنِ أبي أسيدٍ، كذا في هذه الرِّواية، ووقع في التي بعدها: الزُّبيرُ بنُ أبي أسيد، فقيل: هو عمُّه، وقيل: هو هو، لكن نُسبَ إلى جدِّه، والأوَّلُ أصوبُ، وأبعدَ مَن قال: إنَّ الزُّبيرَ هو المنذرُ نفسُه.

(7)

"الثقات" 4/ 261.

(8)

"تهذيب الكمال" 9/ 293، و"تهذيب التهذيب" 3/ 144.

(9)

"الكاشف" 1/ 402.

ص: 14

الآتي أبوه وجدُّه، وقد يُنسبُ إلى جدِّه.

يروي عن: أبيه، عن جدِّه، وعنه: عليُّ بنُ الحسنِ بنِ أبي الحسنِ البرَّاد، وأخوه محمَّدٌ. قالَ المِزِّيُّ

(1)

: وهو ابنُ أخي الزُّبيرِ بنِ أبي أسيدٍ، انتهى.

وقد جعلَهما ابنُ أبي حاتمٍ واحدًا

(2)

، وكذا لم يترجم البخاريُّ

(3)

، وابنُ أبي خيثمةَ، وابنُ عَديٍّ

(4)

، وابنُ سعدٍ

(5)

، وابنُ حِبَّان

(6)

إلا للزُّبيرِ بنِ أبي أُسيدٍ فقط، وهو في "التهذيب"

(7)

، لروايِة ابنٍ ماجه

(8)

له.

‌1236 - الزُّبيرُ بنُ هشامِ بنِ عروةَ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ الأسديُّ، المدَنيُّ

(9)

.

(1)

" تهذيب الكمال" 9/ 329.

(2)

"الجرح والتعديل" 3/ 579.

(3)

"التاريخ الكبير" 3/ 411.

(4)

ليس فيه.

(5)

لم أجده في "الطبقات الكبرى".

(6)

"الثقات" 4/ 261.

(7)

"تهذيب التهذيب" 3/ 114.

(8)

كتاب التجارات، باب: الأسواق ودخولها (2233).

قال في "مصباح الزجاجة" 3/ 57: هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعفِ رواته: إسحاق بن إبراهيم، ومحمَّد بن علي ابني الحسن، وشيخهما الزبير بن أسيد.

(9)

"التاريخ الكبير" 3/ 414، و "الجرح والتعديل" 3/ 584.

وذكر ابن عبدِ البر في "التمهيد" 6/ 275: توفي الزُّبيرُ بنُ هشامِ بنِ عروةَ بالعقيقِ في حياةِ أبيه، فصلَّى عليه بالعقيقِ، ودعا له، وأُرسلَ إلى المدينةِ يُصلى عليه في موضعِ الجنائز، ويدفن بالبقيع.

ص: 15

أخو محمَّدٍ، وقد يُنسبُ إلى جدِّه، فيقال: الزُّبيرُ بنُ عروةَ، يروي عن: أبيه، وعن أهلِ المدينةِ، وعنه: نافعُ بنُ يزيدَ، قالَه ابنُ حِبَّان في ثالثةِ "ثقاته"

(1)

.

‌1237 - زُبيريٌّ -اسمٌ بلفظِ النَّسب- ابنُ قيسِ بنِ ثابتِ بنِ نُعيرِ بنِ منصورٍ الحسينيُّ

(2)

.

أميرُ المدينةِ، وَلِيَها بعدَ ابنِ عمِّهِ أميانَ بنِ مانعٍ سنةَ خمسٍ وخمسين، ثمَّ انفصلَ في آخرِ سنةِ خمسٍ وستين بزهيرِ بنِ سليمانَ بنِ هبةَ بنِ جمَّازِ بنِ منصورٍ، ثمَّ سافرَ إلى مصر طالبًا للإمرة، ففُوِّضَ الأمرُ في المدينةِ، وينبعَ وسائرِ الحجازِ لصاحبِ مَكَّةَ، وكتبَ مع زبيريٍّ إليه صحبةَ شادِّ العمائرِ التي كانت بعدَ الحريقِ، فجاءَ به الشَّريفُ إلى المدينة، واستشارَ أهلَها، فاتَّفقوا على ولايتِه، فولّاَه في ربيعٍ الآخرِ سنةَ سبعٍ وثمانين بعدَ صرفِ قُسيطلِ بنِ زهيرِ بنِ سليمانَ بنِ هبةَ، موافقة لاختيارِ أهلِ السُّنَّةِ، فدامَ أشهرًا، ثمَّ ماتَ في رمضانَ سنةَ ثمانٍ وثمانين، فكاتبَ أهلُ المدينةِ صاحبَ الحجازِ صحبةَ ولدِه، فاستنابه، فاستمرَّ كما سبق، وقد تجرَّأ زبيريٌّ في أوَّلِ ولايتِه سنةَ اثنتين وستين بضربِ شمسِ الدِّين الأزهريِّ حتَى ماتَ؛ لكونِه كانَ جالسًا بالرَّوضةِ النَّبويةِ، داسَ بعضُ الرَّافضةِ سجادتَه، وقالَ له: يا رافضيُّ، فاستغاثَ عندَ الأميرِ، فأمرَ بأخذِه مِن المسجِد، فأُخذَ بعدَ صلاةِ العصرِ، وحُملَ إلى القلعة، وضُربَ حتَى ماتَ.

(1)

"الثقات" 6/ 331.

(2)

"الضوء اللامع" 3/ 232.

ص: 16

‌1238 - زُرارةُ بنُ جَرولِ، أو جروِ، بنِ مالكِ بنِ عَمروِ بنِ عوفِ بنِ مالكِ بنِ أوسٍ الأنصاريُّ

(1)

.

الماضي أبوه، ممَّن هدمَ بسرُ بنُ أرطأةَ دارَه بالمدينةِ لمَّا غزاها مِن قِبَلِ معاوية، في أواخرِ خلافةِ عليٍّ؛ لأنَّه كانَ ممَّن أعانَ على عثمانَ، كما سلفَ في: جَرْول

(2)

.

‌1239 - زُرارةُ بنُ مصعبِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ الزُّهريُّ، المدَنيُّ

(3)

.

جدُّ أبي مصعب أحمدَ بنِ أبي بكرِ بنِ الحارثِ بنِ زُرارةَ.

يروي عن: عمِّه أبي سلمة، وعن المغيرةِ بنِ شعبةَ إنْ صحَّ، والمِسورِ بنِ مخَرمةَ، وغيرِهم، وعنه: مَكحولٌ، والزُّهريُّ، وعبدُ الرَّحمنِ ابنُ أبي بكرٍ المُليكيُّ، وغيرُهم.

وثَّقَه النَّسائيّ، وابنُ حِبَّان

(4)

، وخرَّجَ له الترمذيُّ

(5)

، وذُكر في "التهذيب"

(6)

.

‌1240 - زُرعةُ بنُ عامرِ بنِ مازنِ بنِ ثعلبةَ بنِ هوازنَ بنِ أسلمَ الأسلميُّ

(7)

.

(1)

" نسب معد واليمن الكبير"، لابن الكلبي 1/ 369.

(2)

"التحفة اللطيفة" 2/ 192 (699).

(3)

"التاريخ الكبير" 3/ 439، و"الجرح والتعديل" 3/ 604، و"مشتبه أسامي المحدِّثين" 1/ 139.

(4)

"الثقات" 4/ 267.

(5)

في فضائل القرآن، باب: ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي (2789).

قال أبو عِيسَى: هذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وقد تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ في عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكْرِ بنِ أبي مُلَيْكَةَ المُلَيْكِيِّ من قِبَلِ حِفْظِهِ.

(6)

"تهذيب الكمال" 9/ 343، و"تهذيب التهذيب" 3/ 148.

(7)

"أسد الغابة" 2/ 105.

ص: 17

صحابيٌّ قديم، شهدَ أُحدًا، فكانَ أوَّلَ مَنْ قُتلَ مَن المسلمين بها، قالَه ابنُ الكلبيِّ

(1)

، وتبِعَه شيخُنا في "الإصابة"

(2)

.

‌1241 - زُرعةُ بنُ عبدِ الله، أو: عبدِ الرَّحمنِ، الأنصاريُّ، البَيَاضيُّ، المدَنيُّ

(3)

.

يروي عن: مولىً لمَعمرٍ التَّيميِّ، عن أسماءَ ابنةِ عُميسٍ، وعنه: يزيدُ بنُ أبي زياد القُرَظي، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"

(4)

، وهو في "التهذيب"

(5)

.

‌1242 - زُرعةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ جَرهدِ، ويقال: زُرعةُ بنُ مسلمِ بنِ جَرهدٍ، -ولا يصحُّ- الأسلميُّ، المُزَنيُّ

(6)

.

مِنْ أهلِها، يروي عن: جدِّه جَرهد، وعنه: أبو الزِّنادِ، وسالمٌ أبو النَّضرِ، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"

(7)

، وقال: مَنْ زعمَ أنَّه ابنُ مسلمٍ، فقد وهم، وقالَ النَّسائيّ: ثقةٌ، وهو في "التهذيب"

(8)

.

- زُرعةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الأنصاريُّ، البَياضيُّ.

(1)

في "نسب معد واليمن" 2/ 459.

(2)

"الإصابة" 1/ 549.

(3)

"التاريخ الكبير" 3/ 441، و"خلاصة تهذيب الكمال" 1/ 121.

(4)

"الثقات" 6/ 343.

(5)

"تهذيب الكمال" 9/ 347، و"تهذيب التهذيب" 3/ 151.

(6)

"الجرح والتعديل" 3/ 606، و"بيان الوهم والإيهام" 3/ 339، و"الكاشف" 1/ 404.

(7)

"الثقات" 4/ 268.

(8)

"تهذيب الكمال" 9/ 349، و""تهذيب التهذيب" 3/ 151.

ص: 18

في: ابنِ عبدِ الله، [مضى] قريبًا. (1241).

- زُرعةُ بنُ مسلَمِ بنِ جَرهدٍ.

في: ابنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ جَرهد، [مضى] قريبًا (1242).

‌1243 - زُفَرُ بنُ أوسِ بنِ الحَدَثانِ النَّصريُّ، المدَنيُّ

(1)

.

أخو مالكٍ، روى عن: أبي السَّنابلِ ابنِ بَعككَ قصَّةَ سبُيعةَ

(2)

، وعنه: عبدُ الله بنُ عبدِ الله بنِ عتبةَ، ذكرَه ابنُ مَنده، وأبو نُعيمٍ

(3)

في كتابيهما في الصحابة، وقالَ. يقالُ: أدركً النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولا تُعرفُ له رؤيةٌ ولا صحبةٌ

(4)

، ولم يذكره البخاريُّ، ولا ابنُ أبي حاتم، وهو في "التهذيب"

(5)

.

‌1244 - زُفَرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أردك

(6)

.

مِن أهلِ المدينة، يروي عن: محمَّدِ بنِ سليمانَ بنِ وَالبةَ، روى عنه: ابنُ أبي أويس، قاله ابنُ حِبَّان في رابعةِ "ثقاته"

(7)

.

‌1245 - زُفَرُ بنُ محمَّدٍ الفِهْريُّ، المدَنيُّ

(8)

.

(1)

" الكاشف" 1/ 404، و"تلقيح فهوم أهل الأثر" 1/ 139.

(2)

وحديثها عند النَّسَائِيّ في "السنن الصغرى" باب: عدة الحامل المتوفى عنها زوجها 6/ 156.

(3)

"معرفة الصحابة" 3/ 1239.

(4)

وكذا قال ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 106.

(5)

"تهذيب الكمال" 9/ 352، و"تهذيب التهذيب" 3/ 153.

(6)

"الجرح والتعديل" 3/ 608.

(7)

"الثقات" 8/ 258.

(8)

"المعرفة والتاريخ" 3/ 102، و 194، و"المغني في الضعفاء" 1/ 238، و"لسان الميزان" 3/ 501.

ص: 19

حدَّثَ عنه: عثمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الحرَّانيُّ.

قالَ أبو حاتمٍ

(1)

: يُكتبُ حديثُه، وقالَ الأزديُّ: ليسَ حديثُه بالقائم، ويقالُ فيه: العِجليُّ، انتهى.

والعِجليُّ ذكرَه البخاريُّ

(2)

، فقالَ: زُفَرُ العِجليُّ عن قيسٍ، في الذين يُضَعَّفون عندَ الذِّكرِ، وقد ذكرَ الذَّهبيُّ صاحبَ الترجمةِ في "ميزانه"

(3)

، وقالَ: فيه جهالةٌ.

‌1246 - زكريا بنُ زيدٍ المدَنيُّ

(4)

.

شيخٌ للواقدفيَ مجهولٌ، قاله الذَّهبيُّ في "ميزانه"

(5)

.

‌1247 - زكريا الزَّيلعيُّ.

جاورَ بالمدينةِ حتَى ماتَ، وكانَ شابًا صالحًا، ذكرَه ابنُ صالحٍ.

‌1248 - زَمْعَةُ بنُ أُبيِّ بنِ خَلَفٍ الجُمَحيُّ

(6)

.

صحابيُّ، ذكرَه عمرُ بنُ شبَّةَ فيمَنْ استوطنَ المدينةَ، واتَّخذَ بها دارًا، وأبوه قتلَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بأُحُدٍ، وليس هو ربيعةَ بنَ أميةَ، ذلك ابنُ عمِّه، وهذا زمعةُ لا ربيعة.

‌1249 - زُميلُ بنُ عبَّاسٍ المدَنيُّ، الأسديُّ

(7)

.

(1)

" الجرح والتعديل" 3/ 609.

(2)

"التاريخ الكبير" 3/ 430.

(3)

"ميزان الاعتدال" 2/ 71.

(4)

"الجرح والتعديل" 3/ 595، و"المغني في الضعفاء" 1/ 239، و"لسان الميزان " 3/ 508.

(5)

"ميزان الاعتدال" 3/ 108.

(6)

"الإصابة" 1/ 550.

(7)

قيل: بفتح الزاي، كما في "توضيح المشتبه" 4/ 303، وضبطه ابن ماكولا بالضم، "الإكمال"=

ص: 20

مولى عروةَ بنِ الزُّبيرِ، روى عنه، وعنه: يزيدُ ابنُ الهادِ.

قال البخاريُّ

(1)

: إنَّه لا يُعرفُ سماعُه مِن عروةَ، ولا سماعُ يزيدَ مِن زُميلِ، ولا تقومُ به الحجَّةُ، وحديثُه عند أبي داود

(2)

والنَّسائي

(3)

، وعندَه التَّصريحُ بسماعِ يزيدَ من زُميلٍ، وقالَ ابنُ عَدِيِّ

(4)

: إنَّه معروفٌ بزُميل، وإسنادُه لا بأسَ به، وقالَ النَّسائيّ: ليسَ بالمشهور، وذكرَه ابنُ حِبَّان في "الثقات"

(5)

، وقالَ مُهنَّا عن الإمامِ أحمدَ: لا أدري مَن هو، وقالَ الخطاببُّ

(6)

: مجهولٌ، وهو في "التَّهذيب"

(7)

.

‌1250 - زُهرةُ بنُ مَعبدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ هشامِ بنِ زُهرةَ، أبو عَقِيلٍ القُرَشيُّ، التَّيميُّ، المدَنيُّ

(8)

.

نزيلُ إسكندريةَ، تابعيٌّ، روى عن: جدِّه، وابنِ عمرَ، وابنِ الزُّبير، وسعيدِ بن المسيَّبِ، وغيرِهم، وعنه: حيوةُ بنُ شريحِ، واللَّيثُ، وسعيدُ بنُ أبي أيُّوبَ، وابنُ

= 4/ 93، وكذا الحافظ في "تقريب التهذيب"، ص: 217 (2036).

(1)

"التاريخ الكبير" 3/ 450.

(2)

كتاب الصوم، باب: من رأى عليه القضاء (2449).

(3)

"السنن الكبرى" كتاب الصوم، ما يجب على الصائم المتطوع إذا أفطر 3/ 361 (3277)، وفيه: عن ابنِ الهادِ قال: حدَّثني زميل، فصرَّحَ بالتحديث.

(4)

"الكامل في الضعفاء" 3/ 1089.

(5)

"الثقات" 6/ 347.

(6)

"معالم السنن" 2/ 135.

(7)

"تهذيب الكمال" 9/ 389، و"تهذيب التهذيب" 3/ 166.

(8)

"الإكمال" 6/ 233.

ص: 21

لَهيعةَ، ورِشْدِينُ بنُ سعدٍ، وكانَ خاتمةَ مَن روى عنه، وكانَ عبدًا صالحًا. قالَ الدَّارميُّ

(1)

: زعموا أنَّه مِن الأبدال

(2)

، وقالَ أبو حاتمٍ

(3)

: مستقيمُ الحديث، لا بأسَ به، ووثَّقه أحمد

(4)

، والدَّارقطني، والنَّسائيُّ وقالَ: لجدِّه صحبةٌ، وكذا ذكره ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"

(5)

، وقالَ: إنَّه يُخطِى ويُخطَأ عليه، وقيل: إنَّه مِن التابعين، وهو ممَّن أستخيرُ اللهَ فيه. انتهى.

ويُروى أنَّ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ قال له: أينَ تسكنُ؟ فقال: الفسطاطَ، فقال: أفٍّ، أتسكنُ الخبيثةَ المنتنةَ، وتذرُ الطيبةَ، إسكندرية؟ فإنَّكَ تجمعُ بها دنيا وآخرة، طيبةُ الموْطِأ، وددتُ أنَّ قبري يكونُ بها.

روى له البخاريُّ

(6)

وغيرُه، ماتَ سنةَ خمسٍ، وقيل: سبعٍ وثلاثين ومئةٍ، وقيل: غيرُ ذلكَ بإسكندرية. قالَ ابنُ [يونس

(7)

]

(8)

: والأوَّلُ عندي أصحُّ.

(1)

"سنن الدارمى" 2/ 551 بعد حديث (3426) باب: في فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .

(2)

الأبدال: قومٌ صالحون، كلما مات رجل منهم أبدل الله آخر مكانه، ويتصفون بسخاء الأنفس، وسلامة الصدور، والنصح للمسلمين. قال ابن تيمية: والحديث المروي في أن الأبدال أربعون رجلا حديث ضعيف "مجموع الفتاوى" 27/ 498، وقال السخاوي: حديث الأبدال له طرق عن أنس مرفوعًا بألفاظ مختلفة كلها ضعيفة. "المقاصد الحسنة" ص 43.

(3)

"الجرح والتعديل" 3/ 615.

(4)

"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 166.

(5)

"الثقات" 6/ 344.

(6)

كتاب الشَّرِكة، باب: الشركة في الطعام وغيره (2501).

(7)

"تاريخ الغرباء" لابن يونس 2/ 86.

(8)

ما بين [] ساقطٌ من الأصل، واستدركناه من "تهذيب التهذيب"، ووقع في الأصل: ابن عندي،=

ص: 22

وقالَ أبو حاتمٍ: أدركَ ابنَ عمر، ولا أدري سمعَ منه أم لا، وتعقَّبه شيخُنا

(1)

بأنَ توقُّفَه لا وجهَ له، ففي البخاريِّ ما يدل لسماعِه منه، وكذا تعقَّبَ ابنَ حِبَّان في قوله: يخطئ، بأنَّه لم يقفْ له على خطأ، وهو في "التهذيب"

(2)

.

‌1251 - زهيرُ بنُ سليمانَ بنِ زَيَّانِ بنِ منصورِ بنِ جمَّازِ بنِ شِيحةَ الحسينيُّ، الزَّيَّانيُّ

(3)

.

أبو شقراءَ، والدةِ صاحبِ الحجازِ الجماليِّ محمَّدِ بنِ بركالئ، وأخيه عليٍّ، قُتلَ في حربٍ وقعت بينَه وبينَ أميرٌ

(4)

المدينةِ مانعِ بنِ عليِّ بنِ عطيةَ الآتي، في شهرِ رجبٍ سنةَ ثمانٍ وثلاثين وثمان مئةٍ، وقُتلَ معه جمعٌ مِن بني حسين، منهم: هلمانُ بنُ غرير بن هيازع

(5)

، الذي كان أبوه أميرَ المدينة.

وكان زهيرٌ هذا فاتكًا، يقطعُ -هو وجماعةٌ - الطريقَ، وله مقتلةٌ في سنةِ أربعٍ وثلاثين؛ فإنَّه خرجَ على الرَّكبِ المتوجِّهِ في جمادى الأولى معَ سعدِ الدِّينِ ابنِ المَرَة

(6)

= وهو خطأ وتحريف، وقد يوهم أنه تحريف عن ابن عديٍّ، فليس المترجَم من الضعفاء حتَّى يُذكر في كتاب ابن عدي، وهو ليس فيه كذلك.

(1)

"تهذيب التهذيب" 3/ 168.

(2)

"تهذيب الكمال" 9/ 399.

(3)

"إنباء الغمر" 8/ 362، و"الضوء اللامع" 3/ 239، وستأتي ترجمة جده: زيَّان.

(4)

في الأصل: أمراء، وهو خطأ.

(5)

ذكره المصنف في "الضوء اللامع" 10/ 208 باختصار جدا.

(6)

إبراهيمُ، سعدُ الدِّين القبطيُّ، الناصريُّ، يُعرف بابن المَرَة، كانَ يخدمُ في دواوينِ الأمراء، ويضبط=

ص: 23

المتوجِّهِ لمُكسِ جُدَّةَ في رابغٍ، ومعه نحوُ مئةِ فارسٍ، وأرادوا نهبَه، فصالحوهم على مالٍ بعدَ أنْ وقعت بينهم بها وبينه، وقُتل من الفريقين فيها أُناسٌ قليل.

‌1252 - زهيرُ بنُ سليمانَ بنِ هبَّةَ بنِ جمَّازِ بنِ منصورٍ الحسينيُّ، الجمَّازيُّ

(1)

.

أميرُ المدينة، ووالدُ قُسيطلٍ الآتي، وليَها بعدَ زبيريٍّ في آخرِ سنةِ خمسٍ وستين، فاستمرَّ إلى أن عُزلَ في شوالٍ سنة تسعٍ وستين تقريبًا بضَيغم بنِ خَشرم، فدام نحوَ أربعةِ أشهرٍ، ثمَّ أُعيدَ صاحبُ الترجمةِ إلى أنْ ماتَ في صفرَ سنةَ أربعٍ وسبعين، وأُعيدَ ضَيغمٌ المشارُ إليه، ورأيتُ مَن يُثني على سيرته بالنَظرِ لأهل السُّنةِ، والقمعِ للمبتدعةِ، بحيثُ كانت الرَّافضةُ تكرهه، ومَن عداهم بضدِّه، إلا بعضَ مَنْ هواه معَ آلِ منصور.

‌1253 - زهيرُ بنُ محمَّدٍ، أبو المنذرِ التَّميميُّ، العَنبر فيُ، المروزيُّ، الخِرَقيُّ

(2)

.

نسبةً لقرية مِن قُرى مَروَ تُسمَّى خِرق.

يروي عن: حُميدٍ الطَويلِ، وأبي إسحاق السَّبيعى، وعمروِ بنِ شعيبٍ، وابنِ المنكدرِ، وخلقٍ، وعنه: ابنُ مهديٍّ، وأبو داود الطيالسيُّ، وأبو عامير العَقَديُّ،

=المتحصَّلَ من مَكسِ القُطنِ، كانَ كريمًا محبًّا للخيرِ، ماتَ سنة 844 هـ. "الضوء اللامع" 1/ 184.

(1)

"الضوء اللامع" 3/ 239.

(2)

"التاريخ الكبير" 3/ 427، و"الجرح والتعديل" 3/ 589، و"الكنى والأسماء" 2/ 773، و"مشاهير علماء الأمصار" 1/ 185.

ص: 24

وجماعةٌ.

وثَّقه أحمدُ

(1)

، وابنُ مَعين

(2)

، وغيرُهما، وخرَّجَ له الجماعةُ

(3)

، ماتَ سنةَ اثنتينِ وستين ومئةٍ.

وقالَ صاحبُ "الكمالِ"

(4)

: إنَّه سكنَ مَكَّةَ والمدينةَ، ونحوُه قولُ المزيِّ في "التِّهذيب"

(5)

: سكنَ الحجازَ.

‌1254 - زيادُ بنُ ثوبانَ، ويلقَّب بُضعة

(6)

.

مِن أهلِ المدينةِ.

يروي عن: أبي هريرةَ. وعنه: نافعٌ، وابنُه عمرُ بنُ نافعٍ، قاله ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(7)

.

‌1255 - زيادُ بنُ الحارثِ الصُّدَائيُّ

(8)

.

الصَّحابيُّ، ممن أذَّن للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بعدَ أنْ قدِمَ عليه، وله حديثٌ طويلٌ في قصَّةِ

(1)

"سؤالات أبي داود" 1/ 233.

(2)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 167.

(3)

في الأصل: الجماعات، وهو تحريف.

(4)

هو الحافظ أبو محمَّدِ، عبدُ الغني بنُ عبدِ الواحدِ المقدسيُّ، المتوفى سنة 600 هـ.

(5)

"تهذيب الكمال" 9/ 414.

(6)

"التاريخ الكبير" 3/ 345، و" نزهة الألباب في الألقاب" 1/ 124.

(7)

"الثقات" 4/ 252.

(8)

"أسد الغابة" 2/ 296، و"الأنساب" 3/ 526، و"الإصابة" 1/ 557.

ص: 25

إسلامِه، أخرجَه أحمد

(1)

بطولِه، وروى طرفًا منه أبو داود

(2)

، والترمذيُّ

(3)

، وابنُ ماجه

(4)

، وقالَ ابنُ يونسَ

(5)

: هو رجلٌ معروفٌ، نزلَ مصرَ، وهو في "التهذيب"

(6)

.

‌1256 - زيادُ بنُ راشدٍ، أبو سفيانَ، المدينيُّ

(7)

.

مولى محمَّدِ بنِ مسلمِ بنِ شهابٍ الزُّهريِّ، ويُعرفُ بالكاتب يروي عن: داودَ بنِ فراهيجَ، وعنه: عليُّ ابنُ المديني، وأحمدُ بنُ عبيدِ الله الغُدَاني، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ جبلةَ بنِ عليٍّ، وثَّقَه أبو حاتمٍ

(8)

، وابنُ حِبَّان

(9)

.

‌1257 - زيادُ بنُ رياحٍ -بالتَّحتانية، أو الموحَّدة- أبو قيسٍ القيسيُّ، البصريُّ، ويقال: المدَنيُّ

(10)

.

(1)

في "المسند" 4/ 169 مختصرًا، وليس فيه قصة إسلامه، وإنما ذكرها الطبراني في "المعجم الكبير" 5/ 262 (5285).

(2)

كتاب الزكاة، باب: مَن يُعطى مِن الصدقة، وحدِّ الغنى (1627).

(3)

أبواب الصلاة، باب: مَن أذَن فهو يقيم (199)، وفي سنده عبد الرَّحمنِ بنُ زيادِ بنِ أنعمِ الإفريقيُّ، وهو ضعيفٌ عند أهل الحديث.

(4)

كتاب الأذان والسنة فيها، باب: السنة في الأذان (717)، وفيه الإفريقي.

(5)

"تاريخ ابن يونس" 1/ 192 (507).

(6)

"تهذيب الكمال" 9/ 445، و"تهذيب التهذيب" 3/ 184.

(7)

"التاريخ الكبير" 3/ 353، و"فتح الباب في الكنى والألقاب" 1/ 399، و"الكنى والأسماء" 1/ 388.

(8)

"الجرح والتعديل" 3/ 531.

(9)

"الثقات" 6/ 324.

(10)

"الكاشف" 1/ 410.

ص: 26

وقولُ صاحبِ "الكمال": إنَّه يُكنى أبا رياحٍ شيءٌ انفردَ به، والمكنيُّ بها آخرُ غيرُه

(1)

، كما حقَّقه شيخُنا

(2)

. يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: الحسنُ البصريُّ، وغيلانُ بنُ جريرٍ، وحَكَّامُ بنُ سَلْمٍ الكِنانيُّ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(3)

بروايته عن أبي هريرة، وفي ثالثتها

(4)

بروايته عن الحسنِ.

وقالَ العِجليُّ

(5)

: تابعيٌّ ثقةٌ، وهو في "التهذيب"

(6)

.

‌1258 - زيادُ بنُ أبي زيادٍ ميسرةَ، أو قبسٍ، مولى عبدِ الله بنِ عيَّاشِ بنِ أبي ربيعةَ المخزوميُّ، القرشيُّ، المدَنيُّ

(7)

.

تابعيٌّ مِن أهلِ المدينةِ، ذكرَه مسلمٌ

(8)

في رابعةِ تابعيها، يروي عن: مولاه، وجابرٍ، وأنسٍ، وعِراكِ بنِ مالكٍ، وأبي بَحْرِيةَ عبدِ اللهِ بنِ قيسٍ، ونافعِ بنِ جبير، وجماعةٍ، وعنه: جماعةٌ، منهم: يزيدُ ابنُ الهادِ، وعمروُ بنُ يحيى المازنيُّ، وابنُ إسحاقَ، وعبدُ اللهِ بنُ سعيدِ بنِ أبي هندٍ، ومالك بنُ أنسٍ، وقالَ: كانَ عابدًا معتزلًا، يكونُ وحدَه يدعو

(1)

"مشتبه أسماء المحدثين" 1/ 131.

(2)

"تهذيب التهذيب" 3/ 188.

(3)

"الثقات" 4/ 254.

(4)

"الثقات" 6/ 324.

(5)

"معرفة الثقات" 1/ 373 (507).

(6)

"تهذيب الكمال" 9/ 462، و"تهذيب التهذيب" 3/ 188.

(7)

"التاريخ الكبير" 3/ 354، و" الجرح والتعديل" 3/ 545، و"رجال مسلم" 1/ 221.

(8)

"الطبقات" 1/ 264 (1039).

ص: 27

الله، وكانت فيه لُكنةٌ، يلبسُ الصُّوفَ، ولا يأكل اللَّحمَ

(1)

، وله دريهماتٌ يُعالَج له فيها، وكانَ يمرُّ بي وأنا جالسٌ، فربَّما أفزعني حِسُّه مِن خلفي، فيضعُ يدهُ بين كتفي، فيقول لي: عليكَ بالجِدِّ، فإنْ كانَ مايقول أصحابُكَ هؤلاء مِن الرُّخَصِ حقًّا، لم يضرَّك، وإنْ كانَ الأمرُ على غيرِ ذلك كنتَ قد أخذتَ بالحذر.

وكانَ مملوكًا قد أعانَه النَّاسُ على فِكاكِ رَقبتِه، وأسرعَ إليه في ذلك، ففَضَلَ بعد الذي قُوطعَ عليه مالٌ كثير، فردَّه زيادٌ إلى مَن أعانه بالحِصص، وكتبَهم عنده، فلم يزلْ يدعو اللهَ لهم حتَّى ماتَ، رحمه الله.

قالَ: ودخلَ على عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ يومًا، وكانَ يُكرمُه، وإيَّاه عنَى الفرزدقُ بقوله

(2)

:

يا أيُّها القارئُ المُرخي عِمامتَهُ

هذا زمانُكَ، إني قدْ مَضى زَمني

زاد غيره: أنَّه بينما كانَ عمرُ المذكورُ يتغدَّى، إذ بَصُرَ به، فأمرَ حَرسيًا أنْ يكونَ معه، فلمَّا خرجَ النَّاسُ وبقيَ زيادٌ، قامَ عمرُ حتَّى جلسَ معه، ثمَّ قالَ: يا فاطمةُ، هذا زيادٌ، فاخرجي فسلِّمي عليه، هذا زيادٌ عليه جُبَّةُ صوفٍ، وعمرُ قد وليَ أمر الأمَّة، فجاشت

(3)

نفسُه حتَّى قامَ إلى البيتِ فقضى عبرتَه، ثمَّ خرجَ، فعلَ ذلكَ

(1)

إنَّ لُبسَ الصوف ليس من علاماتِ الزُّهدِ، كما أنَّ عدمَ أكل اللحم إن كان طبيعة للمرء فلا ضير، وأمَّا جعل ذلك دينًا فلا، إذ قد أكل النبي صلى الله عليه وسلم اللحم، كما ثبت ذلك عنه.

(2)

البيت لجرير في "ديوانه"، ص: 651، وليس للفرزدق، كما ذكر المؤلف، وبعده:

أبلِغْ خليفَتَنا إن كنتَ لاقِيَهُ

أني لدى البابِ كالمصفودِ في قَرَنِ

(3)

قال الجوهريُّ: جاشَتْ نفسي، أي: غَثَتْ، فإنْ أردتَ أنها ارتفعت من حزنٍ أو فزعٍ قلتَ:=

ص: 28

ثلاثَ مرَّاتٍ، فقالت فاطمةُ: يا زيادُ هذا أمرُنا وأمرُه، ما فرِحنا به، ولا قرَّتْ أعينُنا منذُ ولي.

وقالَ غيرُه: كانَ صالحًا زاهدًا، كبيرَ القَدر، ممَّن وثقه الجماعةُ، كالنَّسائيِّ، وابنِ حِبَّان

(1)

، وذكرَه في التابعين، ثمَّ في أتباعِهم، وقالَ: كانَ عابدًا زاهدًا.

وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ

(2)

: كانَ أحدَ الفضلاءِ العُبَّادِ الثِّقات، لم يكنْ في عصرِه مولىً أفضلَ منه. وقالَ أبو القاسمِ الجوهريُّ

(3)

في "مسند الموطأ"

(4)

: كانَ أفضلَ أهلِ زمانِه. ويقال: إنَّه كانَ مِن الأبدالِ.

ماتَ سنةَ خسٍ وثلاثين ومئةٍ، وخرَّجَ له مسلمٌ

(5)

وغيره، وهو في "التهذيب"

(6)

، و"تاريخ حلب"

(7)

لابن العديم، وطوَّله، وكانتْ له دارٌ وذرِّيةٌ

=جشَأَتْ. "الصحاح ": جيش.

(1)

"الثقات" 6/ 328.

(2)

"التمهيد" 6/ 37.

(3)

عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ الله، الغافقيُّ، الجوهريُّ، الإمام الحافظ، من أعيان المصريين المالكية. ماتَ في رمضان سنة 381 هـ. "الديباج المذهب" 1/ 470، و"سير أعلام النبلاء" 16/ 435، و"حسن المحاضرة" 1/ 451.

(4)

"مسند الموطأ" ص: 336. قال الذَّهبيُّ في "السير" 16/ 436: وصنَّف "مسند الموطأ" بعلله، واختلاف ألفاظه، وإيضاح لغته، وتراجم رجاله، وتسمية مشيخة مالك، فجوَّده.

(5)

كتاب البر والصلة، باب: فضل الإحسان إلى البنات 4/ 2027 (2630).

(6)

"تهذيب الكمال" 9/ 465، و"تهذيب التهذيب" 3/ 189.

(7)

"بغية الطلب في تاريخ حلب" 7/ 3937.

ص: 29

بدمشقَ، وسيأتي له ذكرٌ في: هشامِ بنِ إسماعيلَ.

‌1259 - زيادُ بنُ سعدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، أبو عبدِ اللهِ الخُراسانيُّ

(1)

.

سكنَ مَكَّةَ ثمَّ تحوَّلَ إلى اليمنِ.

قالَ مالكٌ: وقدمَ علينا المدينةَ، فحدَّثَنا، وله هيبةٌ وصلاحٌ، وكانَ ثقةً، وذكرَه ابنُ حِبَّان في "الثقات"

(2)

، وقالَ: كانَ مِن الحُفَّاظِ المتقنين، وقالَ الخليليُّ

(3)

: ثقةٌ محتجٌّ به، وقالَ ابنُ المدينيِّ: مِن أهلِ البيتِ والعلم، وقالَ العِجليُّ

(4)

: مكيٌّ، ثقةٌ، ووثَّقَه أيضًا جماعةٌ، وزادَ النَّسائيّ: ثَبْتٌ، وقالَ ابنُ عَيينةَ: كانَ عالمًا بحديثِ الزُّهريِّ، وقالَ مرَّةً إنَّه أثبتُ أصحابه، يروي عنه، وعن: ثابتِ بنِ عياضٍ الأحنفِ، وأبي الزِّنادِ، وابنِ عجلانَ، وأبي الزُّبيرِ، وحُميدٍ الطَّويلِ، وآخرين، وعنه: مالكٌ، وابنُ عُيينةَ، -وترجماه بما تقدَّم-، وابنُ جُريجٍ، وكانَ شريكَه، وهمَّامٌ، وآخرون، وذكرتُه هنا حَدْسًا

(5)

.

‌1260 - زيادُ بنُ سعدٍ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(6)

.

(1)

" التاريخ الكبير" 3/ 358، و"الجرح والتعديل" 3/ 533، و"مشاهير علماء الأمصار" 1/ 146.

(2)

"الثقات" 6/ 319.

(3)

"الإرشاد في معرفة علماء الحديث" 1/ 382.

(4)

"معرفة "الثقات" 1/ 373 (509).

(5)

صدقَ حدسُ المصنِّف، فقد ذكرَ الفسويُّ في "المعرفة والتاريخ" 1/ 362 أنَّه قدمَ المدينةَ، وله ترجمة أيضا في "تهذيب الكمال" 9/ 474.

(6)

"التاريخ الكبير" 3/ 357

ص: 30

يروي عن: أبيه، عن ابنِ عمرَ، وعنه: ابنُه سعد، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(1)

.

‌1261 - زيادُ بنُ السَّكنِ بنِ رافعِ بنِ امرئِ القيسِ بنِ زيدِ بنِ عبدِ الأشهلِ الأشهليُّ، الأنصاريُّ

(2)

.

استُشهِدَ بأُحُدٍ.

‌1262 - زيادُ بنُ سُوقةَ المدَنيُّ.

مِن أهلِها، وليس هو بأخٍ لمحمَّدِ بنِ سُوقةِ، ذاكَ كوفيٌّ، وهذا مدنيٌّ. يروي عن: أبي الزُّبيرِ، وعنه: المنذرُ بنُ جهمٍ. قليلُ الحديثِ فيما لا يُتابع عليه. قالَه ابنُ حِبَّان في ثالثةِ "ثقاته"

(3)

.

- زيادُ بنُ صباحٍ.

في: الذي بعده.

‌1263 - زيادُ بنُ صُبيحٍ

(4)

المدَنيُّ

(5)

.

تابعيٌّ، وثقهُ العِجليُّ

(6)

، وابنُ حِبَّان

(7)

، وقال: يروي عن: ابنِ عمرَ، وعنه: سعدُ

(1)

"الثقات" 6/ 323.

(2)

"أسد الغابة" 2/ 118، و "الإصابة" 1/ 557.

(3)

"الثقات" 6/ 329.

(4)

بضمِّ الصاد، وقيل بفتحها. "تقريب التهذيب"، ص: 220 (2083).

(5)

"التاريخ الكبير" 3/ 358، و"الجرح والتعديل" 3/ 535، و"تهذيب الكمال" 9/ 483.

(6)

"معرفة "الثقات" 1/ 373 (510).

(7)

"الثقات" 4/ 255.

ص: 31

بنُ زُرارةَ، وهو الذي يروي عنه يزيدُ بنُ أبي زياد، ويُسمِّي أباه صباحًا.

‌1264 - زيادُ بنُ عبدِ اللهِ الأسوارِ بنِ يزيدَ بنِ معاويةَ بنِ أبي سفيانَ بنِ حربٍ الأمويُّ، أبو محمَّدٍ

(1)

.

سجنَه الوليدُ بنُ عبدِ الملكِ لقيامِه معَ الوليدِ بنِ يزيدَ، فلمَّا استُخلفَ مروانُ أطلقه، ثمَّ حبسَه ثمَّ أطلقه، وقد خرجَ بِقنَّسرين، ودعا إلى نفسه، وتبِعَهُ ألوفٌ من النَّاس، وقالوا: هو السُّفيانيُّ، ثمَّ إنَّه عسكرَ، وحاربَ بني العبَّاسِ في أوَّلِ دولتِهم، فالتقاه عبدُ الله بنُ عليٍّ، فهزمَه عبدُ الله، فانسحبَ، واختفى بالمدينةِ مُدَّةً، ثمَّ قُتلَ في دولةِ المنصوَرِ بالمدينة؛ إمَّا في سنة ثلَاثٍ وثلاثين ومئةٍ، أو في التي بعدها، وذكرَه ابنُ عساكرَ

(2)

وغيرُه، ثمَّ ابنُ العديمِ في " [تاريخ] حلب"

(3)

، وطوَّل ترجمته.

‌1265 - زيادُ بنُ عبدِ الله بنِ زيدِ بن مربعٍ الأنصاريُّ، من بني الحارث

(4)

.

عِدادُه في أهلِ المدينة، وهَو أخو عِلاقةَ، يروي عن: سهلِ بنِ سعدٍ، وعنه: كَثيرُ بنُ جعفرٍ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(5)

، ولم يتحرَّرْ لي اسمُه من النُّسخة، وجعلَه مرَّةً بهاءٍ زائدةٍ، وآخر: زبان، وآخر: زيادة، فيحرَّر

(6)

.

(1)

"تاريخ الطبري" 4/ 358، و"تاريخ الإسلام" للذهبي 9/ 139، و " الوافي في الوافيات " 15/ 8.

(2)

"تاريخ مدينة دمشق" 19/ 153.

(3)

"بغية الطلب في تاريخ حلب" 9/ 3932.

(4)

"التاريخ الكبير" 3/ 449، و"الجرح والتعديل" 3/ 619.

(5)

"الثقات" 4/ 270.

(6)

سمَّاه البخاريُّ في "تاريخه": زيادة، وكذا باقي الكتب التي ترجمت له، فهو اسمه الصحيح.

ص: 32

‌1266 - زيادُ بنُ عبيدِ اللهِ بنِ عبدِ المَدانِ، الحارثيُّ، المكيُّ

(1)

.

أميرُ مَكَّةَ والمدينةِ، والطَّائفِ، مِن أخوالِ أبي العبَّاسِ السفَّاحِ.

وليَ إمرةَ الموسمِ له في سنةِ ثلاثٍ وثلاثين ومئةٍ، ثمَّ إمرةَ الحرمين لأخي السفَّاحِ المنصورِ، وكانَ على ولايته أَزْمُنَاً مجتمعةً ومنفردةً، ثمَّ عُزِلَ في سنةِ أربعين ومئةٍ، ويقال: إنَّه وليَ معَ الثَّلاثةِ اليمامةَ أيضًا.

ويُحكى أنَّ أعرابيًا وقفَ إليه، فقال: إنَّ بقرةً خرجتْ مِن منزلِ جاري، فنطحتْ ابنًا لي فماتَ، فقالَ زيادٌ لكاتبِه: ما ترى؟ قال: يُكتبُ إلى أميرِ المؤمنين الحسن

(2)

، إنْ كانَ الأمرُ كما وصفَ، دُفعتِ البقرةُ إليه بابنِه، قال: فاكتبْ بذلكَ، فكتبَ، فلمَّا أرادَ ختمَ الكتابِ مرَّ ابنُ جُريج

(3)

، فأرسلَ إليه فسأله عنها؟ فقالَ: ليس له شيءٌ، فـ"العَجْماءُ جَرحُها جُبَارٌ"

(4)

، كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال لكاتبِه: فشُقَّ الكتابَ، وقال للأعرابيِّ: انصرف، فقال: سبحانَ الله، تجتمعُ أنت وكاتبُك على شيءٍ، ثمَّ يأتي هذا فيردُّكما؟ فقال: لا تغترَّ بي ولا بكاتبي، فواللهِ ما بين جبليها أجهلُ مني ولا منه، وهذا الفقيهُ يقول: ليسَ لكَ شيءٌ.

(1)

" المنتظم " 8/ 16، و"الكامل"، لابن الأثير 5/ 448 وما بعدها، و"تاريخ مدينة دمشق"، لابن عساكر 19/ 156، و"الوافي" 15/ 9.

(2)

هكذا في الأصل؟ فقد ظنَّ أنَّ الخليفة هو الحسن لجهله.

(3)

عبدُ الملكِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ جُريجٍ، تأتي ترجمته في حرف العين.

(4)

أخرجه البخاريُّ في كتاب: الديات، باب: المعدن جُبار (6912) عن أبي هريرة رفعه.

والجُبار: الهدَر، يقال: ذهبَ دمُه جُبارا. "الصحاح": جبر.

ص: 33

وساق الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ عن مصعبِ بنِ عثمانَ أنَّ أبا حمزةَ الرَّبعي

(1)

دخلَ على زيادٍ والي المدينة هذا، فقال: أصلحَ اللهُ الأميرَ، بلغني أنَّ أميرَ المؤمنين وجَّهَ إليك بمالٍ تقسمُه على القواعدِ، والعُميانِ، والأيتامِ، فأثْبِتْني في القواعدِ، فقال: يرحمُكَ اللهُ، إنَّما القواعدُ: اللاتي قعدْنَ عن الأزواج، وأنت رجلٌ، فقال: ففي العُميانِ، فقال: أمَّا هذا فنَعَمْ، فإنَّ اللهَ تعالى يقول:{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}

(2)

، وأنا أشهدُ أنَّ أبا حمزةَ أعمى، قال: واكتب بَنِىَّ في الأيتام، فقال: يا غلامُ اكتبهم، فمَنْ كانَ أبوه أبا حمزةَ فهو يتيمٌ.

وقالَ الواقديُّ: طلبَ زيادٌ ابنَ أبي ذئبٍ

(3)

ليستعملَه، فأبى، فحلفَ ليَعملنَّ، وحلفَ ابنُ أبي ذئب لا يعمل، فأمرَ زيادٌ بسجنِه، فقالَ: يا ابنَ الفاعلة، وقال ابنُ أبي ذئب: واللهِ ما مِن هيبتِكَ تركتُ الرَّدَّ عليكَ، ولكنْ دته، ثمَّ كلَّموا زيادًا فيه، فاستحيى وندمَ، وأرادَ تطييبَ قلبِه، وأخذَ يتحيَّلُ في رضاه، حتَّى توصَّل إليه، وأهدى له جاريةً على يدِ ابنِ أخيهِ -مِنْ حيثُ لا يشعرُ- محمَّدٍ، فهي أمُّ ولدٍ لابنِ أبي ذئب، ماتَ في عشرِ الخمسين ومئةٍ، وهو عندَ الفاسيِّ

(4)

مطوَّلٌ.

(1)

هو مِن ولدِ ربيعةَ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ المطلب، كما في "المنتظم" 8/ 16.

(2)

سورة الحج، آية:46.

(3)

في الأصل: ذياب، وهو تحريف، وسيأتي فيها على الصواب بعد قليل، وانظر:"تاريخ مدينة دمشق" 19/ 160، وابنُ أبي ذئبٍ اسمُه: محمَّد بن عبد الرحمن، تأتي ترجمته في حرف الميم.

(4)

"العقد الثمين" 4/ 454.

ص: 34

‌1267 - زيادُ بنُ قيسٍ القُرشيُّ، مولاهم، المدَنيُّ

(1)

.

تابعيٌّ، يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: عاصمُ بنُ بَهدلةَ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"

(2)

، وهو في "التهذيب"

(3)

.

- زيادُ بنُ قيسٍ.

في: ابنِ أبي الزِّياد. (1258).

‌1268 - زيادُ بنُ لبيدِ بنِ ثعلبةَ بنِ سنانِ بنِ عامرٍ الأنصاريُّ، البَياضيُّ

(4)

.

ممَّن شهِدَ العَقَبةَ وبدرًا، وكانَ عاملَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم على حضرموتَ، وولّاَه أبو بكرٍ قتالَ أهلِ الرِّدَّة، ولمَّا قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

(5)

: "هذا أوانُ انقطاعِ العلم"، قال هو: كيفَ يذهبُ العلمُ يا رسولَ الله، وقد أُثبتَ ووَعَتْهُ القلوب؟ قال له صلى الله عليه وسلم:"ثكلتكَ أمُّك زيادُ، إنْ كنتُ لأراكَ مِن أفقهِ أهلِ المدينةِ".

(1)

"التاريخ الكبير" 3/ 266، و "الجرح والتعديل" 3/ 542، و"ميزان الاعتدال" 2/ 92.

(2)

"الثقات" 4/ 258.

(3)

"تهذيب الكمال" 9/ 503، و"تهذيب التهذيب" 3/ 201.

(4)

"الاستيعاب" 2/ 533، و"أسد الغابة" 2/ 325، و "الإصابة" 1/ 558، وهو في "تهذيب الكمال" 9/ 506، ولم يُشر لذلك المؤلف.

(5)

أخرجه أحمد في "المسند" 4/ 218، وكذا الطيالسيُّ في "المسند" 1/ 195، وابن ماجه في كتاب الفتن، باب: ذهاب العلم والقرآن (4048)، وقال في "الزوائد": هذا إسنادٌ صحيحٌ، إلا أنه منقطع، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/ 180، وقال: هذا إسناد صحيح، كلهم من طريق سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد به، وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 1/ 558: وسالمٌ لم يلقَ زيادا.

ص: 35

‌1269 - زيادُ بنُ محمَّدِ بنِ زيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ

(1)

.

أخو: واقدٍ، وعمرَ، وعاصمٍ، وأبي بكرٍ، مِن أهلِ المدينة.

يروي عن: أبيهِ، ونافعٍ، وعنه: شُعبةُ، وعمَّارُ بنُ رُزيق، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"

(2)

.

- زيادُ بنُ ميسرةَ.

في: ابنِ أبي زيادٍ. (1258).

‌1270 - زيادُ بنُ مِيناءَ.

ذكره -والحكمَ بنَ مِينا- مسلمٌ

(3)

في ثالثةِ تابعي المدنيينَ، وفي نسخةٍ بدلَ زياد:

بلال، فيحرَّر

(4)

.

‌1271 - زيادُ بنُ نعيمٍ الفِهريُّ

(5)

.

قُتلَ يومَ الدَّارِ، حينَ قُتلَ عثمانُ.

(1)

سماه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 404: زيدًا، وكذا هو في "تهذيب الكمال" 10/ 106، و"خلاصة تهذيب الكمال" 1/ 129.

(2)

"الثقات" 6/ 331.

(3)

"الطبقات" 1/ 246 (839).

(4)

صوابه زيادٌ، لا بلال، وهو في "ميزان الاعتدال" 3/ 141، و"تهذيب التهذيب" 3/ 206، و "خلاصة تهذيب الكمال" 1/ 128.

وقال ابنُ حجر في "التهذيب": روى عن أبي هريرة، وأبي سعدِ بنِ أبي فَضالةَ، وعنه: جعفرُ بنُ عبدِ الله بنِ الحكمِ، والحارثُ بنُ فضيلِ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات". انتهى باختصار.

(5)

في الأصل: العبدي، وهو خطأ، وانظر:"تاريخ الطبري" 2/ 671، و "البداية والنهاية" 5/ 84.

ص: 36

‌1272 - زيادٌ، أبو الأبردِ، المدَنيُّ

(1)

.

مولى بني خَطْمةَ، روى عن: أُسيدِ بنِ ظُهيرٍ، وعنه: عبدُ الحميدِ بنُ جعفرٍ، ذكرَه في "التهذيب"

(2)

.

وقالَ شيخُنا

(3)

: إنَّه تبعَ الترمذيَّ

(4)

، وهو وهمٌ اشتبهَ عليه بأبي الأوبرِ، فاسمه زياد

(5)

، وأمَّا أبو الأبردِ، فلا يُعرفُ اسمُه.

‌1273 - زيادٌ

(6)

، أبو سفيانَ الزُّهريُّ، مولاهم، المدَنيُّ

(7)

.

يروي عن: داودَ بنِ فراهيجَ، وعنه: يعقوبُ بنُ محمَّدٍ الزُّهريُّ، وعليُّ ابنُ المديني، وأحمدُ الغُدَاني، وثَّقه أبو حاتم

(8)

.

‌1274 - زيادٌ مولى عبدِ اللهِ بنِ عيَّاشٍ المخزوميُّ.

(1)

" الكنى والأسماء" 1/ 112، و"فتح الباب في الكنى والألقاب" 1/ 153، و"المقتنى في سرد الكنى" 1/ 80.

(2)

"تهذيب الكمال" 3/ 255 في ترجمة: أسيد بن ظهير.

(3)

في "تهذيب التهذيب" 3/ 209.

(4)

ذكر الترمذيُّ أنَّ اسمه زياد في "سننه"، أبواب الصلاة، باب: ما جاء في الصلاة في مسجد قُباء بعد الحديث (324).

(5)

انظر: "المقتنى في سرد الكنى" 1/ 97.

(6)

في هامش المخطوطة: أظنه ابن راشد المتقدم. قلت: وهو الصواب، وانظر:"الكنى والأسماء" 1/ 388، و"فتح الباب في الكنى والألقاب" 1/ 399.

(7)

"تاريخ الإسلام" للذهبي 12/ 164

(8)

"الجرح والتعديل" 3/ 351.

ص: 37

مدنيٌّ، ثقةٌ، خرَّجَ له مسلمٌ

(1)

، وهو ابنُ أبي زيادٍ ميسرةَ، مضى.

‌1275 - زَّيانُ بنُ منصورِ بنِ جمَّازِ بنِ شيحةَ، أبو حميدٍ الحسينيُّ.

أخو عطيةَ، وجدُّ آل زيَّان المنسوبينَ إليه، بحيثُ يقالُ للواحدِ منهم: الزَّيانيُّ، كانَ هو وأخوه في مقتلةٍ بالمدينةِ سنةَ ستٍّ وثلاثين وسبعِ مئةٍ، ورأيتُ مكتوبَ دارٍ مؤرَّخًا في سنةِ إحدى وثمانين وسبعِ مئةٍ: بايعُها زيَّانُ بنُ منصورِ بنِ جماز، فجوَّزت كونه هذا، وحيمئذٍ فيكون عمِّرَ.

‌1276 - زيدُ بنُ أرقمَ بنِ زيدِ بنِ قيسٍ، أبو عامرٍ الأنصاريُّ

(2)

.

صحابيٌّ، غزا معَ النَّبىِّ صلى الله عليه وسلم سبعَ عشرةَ غزوةً

(3)

، أوَّلهُا فيما قاله ابنُ السَّكن: الخندقُ، وهو الذي أنزلَ اللهُ تصديقَه في سورة المنافقين

(4)

، ونزلَ الكوفةَ، وفيهم ذكرَه مسلمٌ

(5)

، وشهِدَ صِفِّينَ مع عليٍّ، وكانَ مِن خواصِّه، ماتَ بالكوفةِ سنةَ ستٍّ وستين، وقيل: سنةَ ثمان وستين، وقيل: خمس، روى عنه: أنسٌ كتابةً، وأبو

(1)

كتاب البر والصلة، باب: فضل الإحسان إلى البنات (2630).

(2)

"أسد الغابة" 2/ 124، و "الإصابة" 1/ 560.

(3)

أخرج البخاري في كتاب المغازي (3949)، باب: غزوة العشيرة، عن زيد بن أرقم قيل له: كم غزا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من غزوة؟ قال: تسع عشرة. قال: كم غزوت أنتَ معه؟ قال: سبعٍ عشرة.

(4)

أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب:{يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} (4907). وعند الترمذي في كتاب التفسير، باب: ومن سورة المنافقين (3312): فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} فَبَعَثَ إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَرأهَا، ثم قال:"إِنَّ الله قد صَدَّقَكَ ". قال أبو عِيسَى: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

(5)

"الطبقات" 1/ 173 (257).

ص: 38

الطُّفيلِ، والنَّضرُ بنُ أنسٍ، وأبو عثمان النَّهديُّ، وأبو عمروٍ الشَّيبانيُّ، وأبو إسحاقَ السَّبيعيُّ، وطاوسٌ، وآخرون

(1)

.

‌1277 - زيدُ بنُ أسلمَ، أبو عبدِ الله، وأبو أُسامة، العَدَويُّ، المدَنيُّ

(2)

.

مولى عمرَ، تابعيٌّ جليلٌ، مخرَّجٌ له فَي السِّتة، وهو أخو خالدٍ، وذكرَه مسلمٌ

(3)

في رابعةِ تابعي المدنيين، وكنَّاه أبا أُسامةَ، وهو يروي عن: ابنِ عمرَ، وقالَ لأبيه لما وُلِدَ: ما سمَّيتَه؟ فقال: زيدًا، فقال: بأيِّ الزَّيدينِ: ابنِ حارثةَ أو ابنِ ثابت؟ فقال له: بابنِ حارثةَ، وكنَيتُه بكُنيته، فقال: أصبتَ، وعن: سلمةَ بنِ الأكوعِ، وأنسٍ، وأبيه، وعليِّ بنِ الحسين، وعطاءِ بنِ يسارٍ، وبُسرِ بنِ سعيدٍ، وطائفةٍ، وروايتُه عن أبي هريرة في "جامع الترمذي"

(4)

، وعن عائشةَ في "سنن أبي داود"

(5)

، وأظنُّهما غير

(1)

"التاريخ الكبير" 3/ 385، و"تهذيب الكمال" 10/ 9.

(2)

"الثقات" 4/ 246، و" حلية الأولياء " 3/ 224، و"تذكرة الحفاظ" 1/ 132، وله ترجمة موسعة في "تاريخ مدينة دمشق" 19/ 274.

(3)

"الطبقات" 1/ 246 (839).

(4)

كتاب المناقب، باب: مناقب خالد بن الوليد (3846). قال أبو عِيسَى: هذا حَدِيث حسن غَرِيبٌ، ولا نَعْرِفُ لِزَيْدِ بن أسْلَمَ سَمَاعًا من أبي هُرَيْرَةَ، وهو عِنْدِي حَدِيثٌ مُرْسَلٌ. قلتُ: في "سنن الترمذي "، و"سنن أبي داود" أحاديث متعددة برواية زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فالواسطة بينهما أبو صالح.

(5)

كتاب الأدب، باب: في صلاة العتمة (4948) عن زيد بن أسلم، عن عَائِشَةَ عليها السلام قالت: ما سمعت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَنْسِبُ أحَدًا إلا إلى الدِّينِ.

ص: 39

متصلتين، وقالَ ابنُ مَعينٍ

(1)

: إنه لم يسمعْ مِن أبي هريرةَ، ولا مِن جابرٍ. وعن غيرِه: إنَّه لم يسمعْ مِن سعدٍ شيئًا.

وعن ابنِ عبدِ البَرِّ: إنَّه لم يسمعْ مِن محمودِ بنِ لبيدٍ، وذَكرَ في مقدِّمة "تمهيده"

(2)

: ما يدلُّ لأنَّه كانَ يُدلِّس.

روى عنه بنوه -أُسامةُ، وعبدُ الرَّحمنِ، وعبدُ الله -، وابنُ عجلانَ، ومالكٌ، وقالَ: ما هِبتُ أحدًا هيبتَه، لم يكنْ أحدٌ يجترئُ عَلى مسألتِه، إلا أنْ يكونَ هو المبتدئَ، ومعمرٌ، وهمَّامٌ، وابنُ جُريجٍ

(3)

، وأبو غسانَ محمَّدُ بنُ مطرِّفٍ، والسفيانان، وحفصُ بنُ ميسرةَ، وهشامُ بنُ سعدٍ، والدَّرَاورديُّ، ويحيى بنُ محمَّدِ بنِ قيسٍ، وخلقٌ.

وكانتْ له حلقةٌ للعلمِ بالمسجدِ النَّبويِّ، مِن أهلِ الفقه، عالمٌ بالتفسير، وله فيه "كتابٌ ".

قال حمَّادُ بنُ زيدٍ: ورأيتُ أهلَ المدينةِ يتكلَّمون فيه، فقلتُ لعبدِ الله: ما تقولُ في مولاكم؟ قال: ما نعلمُ به بأسًا، إلا أنِّه يُفسِّرُ القرآنَ برأيه.

وكانَ أحدَ مَن أقدمَه الوليدُ بنُ يزيدَ للاستفتاءِ في الطّلاقِ قبلَ النكّاحِ.

(1)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 182.

(2)

"التمهيد" 1/ 23.

(3)

في المخطوطة: ابن جرير، وهو خطأ، والتصويب من "تهذيب التهذيب" 1/ 658، فابن جرير وُلد بعد موت زيد بن أسلم بزمانٍ.

ص: 40

وعن يعقوبَ ابنِ الأشجِّ قال: قلتُ: اللَّهمَّ إنَّكَ تعلمُ آّنه ليس مِن الخلقِ أحدٌ أمنَّ عليَّ مِن زيدٍ، اللَّهمَّ فزدْ في عمره من أعمارِ النّاس، وابدأ بي، فربَّما قالَ لي زيدٌ: طلبُكَ هذالي أو لنفسِكَ؟ فأقول: لنفسي، فيقولُ: فتَمُنُّ عليَّ بشيءٍ طلبتَه لنفسِك؟

وعنه: ما قَالَةُ القدريةِ كما قالَ الله، ولا كما قالتِ الملائكةُ، ولا كما قالَ

النَّبيّون، ولا أهلُ الجنَّةِ، ولا أهلُ النَّارِ، ولا أخوهم إبليسُ. فاللّهُ قال

(1)

:

{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} ، والملائكة قالوا

(2)

: {لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} ،

وشعيبٌ قال

(3)

: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} ، وأهلُ الجنَّةِ

قالوا

(4)

: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} ، وأهلُ النَّارِ

(5)

: {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} ، وآخرُهم إبليسُ قال

(6)

: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي}

ومناقبُه كثيرةٌ تحتملُ كُرَّاساً فأكثرَ، وهي عندَ ابنِ العديم في "تاريخ حلب"

(7)

تقاربُ ذلك، ماتَ في العشرِ الأوَّلِ مِن ذي الحجَّةِ سنةَ ستٍّ وثلاثين ومئةٍ على المعتمد، وهي السَّنةُ التي استُخلفَ فيها أبو جعفرٍ.

(1)

سورة التكوير، آية:29.

(2)

سورة البقرة، آية:32.

(3)

سورة الأعراف، اَ ية:89.

(4)

سورة الأعراف، آية:43.

(5)

سورة المؤمنون، آية:106.

(6)

سورة الحجر، آية:39.

(7)

"بغية الطلب "تاريخ حلب" 9/ 3983.

ص: 41

‌1278 - زيدُ بنُ بَولا، -بالموحَّدة-، أبو يسارٍ مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

-

(1)

.

أصابَه النَّبىُّ صلى الله عليه وسلم في غزوةِ بني ثعلبةَ، فأعتقَه، روى عنه: ابنُه يسارٌ، وله حديثٌ عند أبي داود

(2)

، والترمذيِّ

(3)

، ذكرَه شيخُنا في أوَّلِ "الإصابة"

(4)

بما ذكرناه.

‌1279 - زيدُ بنُ ثابتِ بنِ الضَّحَّاكِ بنِ زيدِ بن لوذانَ بنِ عَمروِ بنِ عبدِ عوفِ بنِ غَنمِ بنِ مالكِ بنِ النَّجَّارِ، أبو سعيدٍ، وأبو خارجةَ، وأبو عبدِ الرَّحمنِ الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ، المدَنيُّ، المقرئ، الفَرَضيُّ

(5)

.

أخو يزيدَ، وكاتبُ الوحيِ، ومِن بني سلمةَ، أحدُ بني الحارثِ بنِ الحارثِ.

وفي نسبه من "ثقات ابن حِبَّان"

(6)

مخالفةٌ لما هنا.

قُتلَ أبوه يومَ بُعاثٍ

(7)

حربٍ كانتْ بينَ الأوسِ والخزرجِ قبلَ الهجرةِ، وقدمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ وهو ابنُ إحدى عشرةَ سنةً، فأسلمَ، وتعلَّمَ الخطَّينِ: العربيَّ والعِبرانيَّ، وجوَّدَ ذلك، فكانَ يكتبُ الوحيَ، وحفظَ القرآنَ وأتقنَه، وأحكمَ

(1)

"أسد الغابة" 2/ 126.

(2)

أخرجه أبو داود في تفريع أبواب الوتر، باب: في الاستغفار (1512).

(3)

في كتاب الدعوات، بابٌ في دعاء الضيف (3577)، وقال أبو عِيسَى: هذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إلا من هذا الوَجْهِ.

(4)

" الإصابة " 1/ 561.

(5)

"معجم الصحابة" لابن قانع 1/ 228.

(6)

تحرَّفت في المخطوطة إلى: تقارب، وانظر:"الثقات" 3/ 135.

(7)

انظر خبر ذلك في في "الكامل"، لابن الأثير 1/ 417.

ص: 42

الفرائضَ، والنَّاسُ على قراءتِه وفَرْضِه، وشهِدَ الخندقَ وما بعدها.

ذكره هو وأخوه في المدنيين مسلمٌ

(1)

، وكانَ فطنًا ذكيًا، إمامًا في القرآن، وفي الفرائضِ، بحيثُ قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

(2)

: "إنَّه أفرضُ أمَّتي "، روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعرضَ عليه القرآنَ، وعن الشَّيخين، وروى عنه: خلقٌ من الصحابةِ والتابعين، كابنِهِ خارجةَ، وابنِ عبَّاسٍ.

وقالَ أبو عَمروٍ الدَّانيُّ

(3)

: إنَّه ممَّن عرضَ عليه القرآنَ، وقالَ غيرُه: إنَّه أخذَ برِكَابِه، فقالَ له: تنحَّ يا ابنَ عمِّ رسولِ الله، فقالَ: إنَّا هكذا أُمرنا أنْ نفعلَ بعلمائِنا وكبرائِنا، وكابنِ عمرَ، وأنسٍ.

وكانَ عمرُ إذا حجَّ يستخلفُه على المدينةِ، وندبَه الصِّدِّيقُ لجمعِ القرآنِ، فتتبَّعَه وتَعِبَ على جمعِه، وكذا ندبَه عثمانُ لكتابةِ المصاحفِ، وُثوقًا بحفظِه ودينِه وأمانتِه وكتابتِه، وهو الذي تولِّى قسمةَ غنائمِ اليرموك، وقالَ الشَّعبيُّ: إنَّه غلبَ النَّاسَ على

(1)

"الطبقات" 1/ 150 (68).

(2)

أخرجه الترمذي في المناقب، باب: مناقب معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت (3790) من حديث أنس، وقال الترمذيُّ: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ من حديث قتَادَةَ إلا من هذا الوَجْهِ.

(3)

"معرفة القراء الكبار" 1/ 37.

وأبو عمرو الدانيُّ هو عثمانُ بنُ سعيدٍ، أحدُ الأئمة في علم القرآن ورواياته، وتفسيره، ومعانيه، فقيه مالكيٌّ، عالمٌ بالحديث، له:"التيسير في القراءات السبع"، و"جامع البيان"، مولده سنة 371، ووفاته سنة 444 هـ. " جذوة المقتبس "، ص: 305، و"الصلة" لابن بشكوال" 2/ 405، و"معجم الأدباء" 12/ 121.

ص: 43

الفرائضِ والقرآنِ، وقالَ ابنُ عمرَ: إنَّه لمَّا فرَّقَ عمرُ الصَّحابةَ في البلدانِ، حبسَه بالمدينةِ ليُفتيَ أهلَها، وعن نافعٍ: أنَّ عمرَ استعمله على القضاءِ، وفرضَ له رِزقًا، وترجمتُه طويلةٌ.

وحديثُه عندَ السِّتةِ، وترجمَ له في "التهذيب"

(1)

، و "الإصابة"

(2)

، ماتَ بالمدينةِ سنةَ خمسٍ وأربعين، وصلَّى عليه مروانُ، وقيل: إحدى أو أربع، أو خمسٍ وخمسين، وجزمَ بعضُهم بإحدى، في ولايةِ معاويةِ، وقالَ أبو هريرة: ماتَ حَبرُ الأمَّةِ، ولعلَّ اللهَ أنْ يجعلَ في ابنِ عبَّاسٍ منه خَلَفًا، وقال ابنُ عبَّاسٍ لمَّا دُلِّي في قبره: مَن سرَّه أنْ يعلمَ كيفَ ذهابُ العلمِ، فهكذا ذَهابُه، وله عَقِبٌ بالمدينةِ، وكانَ قُتِلَ له يومَ الحَرَّة سبعةُ أولادٍ لصُلبِه.

قلتُ: ومِن بنيه: إسماعيلُ، ويحيى، وسعدٌ، فلإسماعيلَ: مصعبٌ والدُ إسماعيل، وليحيى: إبراهيمُ والدُ إدريسَ الماضي، ولسعدٍ: قيسٌ والدُ إسماعيلَ أبي مصعبٍ.

‌1280 - زيدُ بنُ جاريةَ الأنصاريُّ، المدَنيُّ.

هو: يزيدُ، يأتي

(3)

.

‌1281 - زيدُ بنُ جُبيرةَ بنِ محمودِ بنِ أبي جُبيرةَ، أبو جُبيرةَ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(4)

.

(1)

" تهذيب الكمال" 10/ 24، و"تهذيب التهذيب" 3/ 216.

(2)

" الإصابة " 1/ 561.

(3)

حرف الياء في القسم المفقود من الكتاب.

(4)

"فتح الباب في الكنى والألقاب" 1/ 199، و"الكنى والأسماء" 1/ 198، و"الكامل في الضعفاء" 3/ 1058.

ص: 44

يروي عن: أبيهِ، وداودَ بنِ الحُصينِ، وأبي طُوالةَ، وعنه: يحيى بنُ أيوبَ، واللَّيثُ، وسويدُ بنُ عبدِ العزيز، ومحمَّدُ بنُ خُمير.

تركَه أبو حاتمٍ

(1)

، والبخاريُّ

(2)

، وقال: مُنكرُ الحديثِ، وقالَ النَّسائيّ وغيرُه: ليسَ بثقةٍ، وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ

(3)

: أجمعوا على ضَعفِه، وخرَّجَ له الترمذيُّ

(4)

، وغيرُه، وهو في "التهذيب"

(5)

، و"ضعفاء العُقيلي"

(6)

.

‌1282 - زيدُ بنُ حارثةَ بنِ أبي زهيرِ

(7)

بنِ مالكِ بنِ امرئِ القيسِ بنِ ثعلبةَ بنِ كعبِ بنِ الخزرجِ الأنصاريُّ

(8)

.

شهدَ بدرًا، وتوفيَ في زمنِ عثمانَ، وهو الذي يُقال: إنَّه تكلَّمَ بعدَ الموت

(9)

، وأبوه ممَّن شهدَ أُحُدًا، قاله ابنُ حِبَّانَ

(10)

، وكذا هو في "تاريخ البخاري"

(11)

، سوى ذكرِ أبيه،

(1)

"الجرح والتعديل" 3/ 559.

(2)

"التاريخ الأوسط" 2/ 63.

(3)

"المقتنى في سرد الألقاب والكنى" 1/ 142.

(4)

في أبواب الصلاة، باب: ما جاء في كراهية ما يصلي إليه وفيه (346). كما أخرجه ابن ماجه في الصلاة، باب: المواضع التي تكره فيها الصلاة (746).

(5)

"تهذيب الكمال" 10/ 34، و"تهذيب التهذيب" 3/ 217.

(6)

"الضعفاء الكبير" 2/ 71.

(7)

كذا في الأصل، وزاد في "أسد الغابة"، وفي "الإصابة": زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير.

(8)

"أسد الغابة" 2/ 132، و "الإصابة" 1/ 565، و "تهذيب الكمال" 10/ 60.

(9)

أخرج ذلك ابن شبة في "أخبار المدينة" 2/ 184.

(10)

"الثقات" 3/ 138.

(11)

"التاريخ الكبير" 3/ 383، و"التاريخ الأوسط" 1/ 61.

ص: 45

وبنحوِ ذلك ذكرَه أبو عليَّ ابنُ السَّكَنِ، وزاد: وكانَ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ تزوَّجَ أختَه، فولدتْ له أمَّ كلثومٍ، وكذا ذكرَه في البدرينَ وأنَّه المتكلِّمُ بعدَ الموتِ: ابنُ سعدٍ

(1)

، وابنُ أبي حاتم

(2)

، والترمذيُّ

(3)

، ويعقوبُ بنُ سفيانَ

(4)

، والبغويُّ

(5)

، والطبريُّ، وأبو نُعيمٍ

(6)

، وغيرُهم.

‌1283 - زيدُ بنُ حارثةَ بنِ شَراحيلَ بنِ كعبِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ يزيدَ

(7)

بن امرئِ القيس بنِ عامرِ بنِ النُّعمانِ بنِ عامرِ بنِ عبدِوَدِّ بنِ كنانةَ بنِ عوفِ بنِ زيدِ اللاتِ بنِ رُفيدةَ بن كلبٍ، أبو أسامةَ الكلبيُّ

(8)

.

حِبُّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ومولاه، ومِن أوَّلِ النَّاسِ إسلامًا، وهاجرَ قبلَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، واستخلَفَه على المدينةِ في بعضِ أسفارِه، وقُتِلَ في حياتِه صلى الله عليه وسلم يومَ مُؤتهَ، سنةَ ثمانٍ من الهجرة عن خمسٍ وخمسين، ونعاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابِه في اليومِ الذي قُتلَ فيه، وعيناه تذرفان، وكانَ ابنُ عمرَ يقول: ما كنَّا ندعوه إلا زيدَ بنَ محمَّدٍ حتَّى

(1)

"الطبقات الكبرى" 3/ 524.

(2)

"الجرح والتعديل" 3/ 562.

(3)

ليس في الترمذيُّ حديثُه في الكلامِ بعدَ الموت، وإنما فيه حديثه في الصَّلاة على النبيِّ، باب: ما جاء في صفة الصلاة على النبي (483).

(4)

"المعرفة والتاريخ" 3/ 370.

(5)

"معجم الصحابة" 2/ 488.

(6)

"معرفة الصحابة" 3/ 1178، وسماه زيد بن خارجة.

(7)

في "الإصابة" 1/ 31: زيد.

(8)

"الطبقات الكبرى" 3/ 42، و"معجم الصحابة" لابن قانع 1/ 229، و"أسد الغابة" 2/ 129.

ص: 46

نزلت

(1)

: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} .

قال النَّوويُّ

(2)

: قالَ العلماءُ: لم يذكرِ اللهُ في القرآنِ أحدًا باسمِه العَلَمِ مِن أصحابِ نبِّينا وغيرِه مِن الأنبياء عليهم السلام إلا زيدًا، حيثُ قالَ

(3)

: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا} ، ولا يَرِدُ على هذا قولُ مَنْ قالَ: السِّجِلُّ -في قولِه تعالى

(4)

: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} - اسمُ كاتبٍ، فإنَّه ضعيفٌ، أو غلطٌ.

قالَ ابنُ إسحاقَ: وهو أوَّلُ ذَكَرٍ آمنَ بالله، وصلى بعدَ عليٍّ، وقال أبو نُعيمٍ

(5)

: رآه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالبطحاءِ يُنادَى عليه بسبعِ مئةِ درهمٍ، فذكرَه لخديجةَ، فاشتراه مِن مالها، فوهبَتْه خديجةُ له، فتبَّناه وأعتقه. قالَ ابنُ السَّكَن: وكانَ قصيرًا، شديدَ الأُدمة، في أنفِه فَطَسٌ، وهو في أوَّلِ "الإصابة"

(6)

، و" التهذيب"

(7)

، والفاسي

(8)

.

‌1284 - زيدُ بنُ حاطبِ بنِ عَمروِ بنِ أميَّةَ بنِ رافعٍ الأنصاريُّ، الأوسيُّ، ثمَّ الظَّفَريُّ

(9)

.

(1)

سورة الأحزاب، آية:5.

(2)

"تهذيب الأسماء واللغات" 1/ 202 (187).

(3)

سورة الأحزاب، آية:37.

(4)

سورة الأنبياء، آية:104.

(5)

"معرفة الصحابة" 3/ 1136.

(6)

"الإصابة" 1/ 563.

(7)

"تهذيب الكمال" 10/ 35، و"تهذيب التهذيب" 3/ 218.

(8)

"العقد الثمين" 4/ 459.

(9)

"الإصابة" 1/ 564.

ص: 47

قالَ الواقديُّ

(1)

: شهِدَ أُحُدًا وجُرحَ بها، فرجعَ به قومُه إلى أبيه، وكانَ أبوه منافقًا، فجعلَ يقولُ لمَن يبكي عليه: أنتم فعلتم به هذا، أنتم غرَّرتموه حتَّى جُرحَ، انتهى، وكأنَّه أفاقَ مِن جراحتِه، فإنَّه لم يذكرْه فيمَنْ استُشهِدَ بأُحُدٍ، واعتذرَ بعضُ الحفَّاظ عنه بأنه لم يستوعبهم، وسيأتي في: يزيد بن حاطب

(2)

، بزيادةِ ياءٍ في أوَّلِه.

‌1285 - زيدُ بنُ الحسنِ بنِ أسامةَ بنِ زيدِ بنِ حارثةَ الكلبيُّ.

الماضي أبوه، روى عنه، وعنه: ابنُه أبو عقالٍ هلالٌ قصةَ إسلامِ حارثةَ بنِ شَراحيل، والدِ زيدٍ، أخرجَ الحديثَ ابنُ مندهْ في "معرفة الصحابة"، وتمَّامٌ في "فوائده "

(3)

، واستدركَه شيخُنا في " لسانه "

(4)

.

‌1286 - زيدُ بنُ الحسنِ بنِ زيدِ بنِ الحسنِ بنِ عليٍّ.

حفيدُ الآتي بعدَه، يروي عن: أبيه عن جدِّه. روى إسحاقُ بنُ جعفرِ بنِ محمَّدٍ العلويُّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمَّدٍ عنه، ذُكر في "التهذيب"

(5)

للتمييز.

‌1287 - زيدُ بنُ الحسنِ بنِ أميرِ المؤمنين عليِّ بنِ أبي طالبٍ

(6)

.

والدُ أميرِ المدينة الحسنِ أبي السِّتِّ نفيسةَ، وهو شقيقُ يزيدَ، وأمِّ الحسنِ، أمُّهم

(1)

" المغازي للواقدي " 1/ 263، وسمَّاه يزيدًا لا زيدًا.

(2)

حرف الياء في القسم المفقود من الكتاب.

(3)

" الفوائد " لتمام الرازي، 2/ 82، وأخرجه الحاكم في " المستدرك " 3/ 235.

(4)

"لسان الميزان" 3/ 551.

(5)

"تهذيب الكمال" 10/ 56، و"تهذيب التهذيب" 3/ 223.

(6)

"خلاصة تهذيب الكمال" 1/ 127.

ص: 48

أمُّ بشيرِ ابنةُ أبي مسعودٍ عقبةَ بنِ عَمروٍ، تابعيٌّ، سمعَ: أباه وابنَ عبَّاسٍ، وعنه: ابنُه، ويزيدُ بنُ عياضِ بنِ جعديةَ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي المَوالي، وأبو معشرٍ السِّنديُّ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "ثقاته"

(1)

، وكتبَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ في حقِّه: أمَّا بعدُ؛ فإنَّه شريفُ بني هاشمٍ، وذو سنِّهم، فأدُّوا إليه صدقاتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأعِنْه يا هذا على ما استعانك عليه، وعزلَه سليمانُ بنُ عبدِ الملكِ عن صدقاتِ آلِ عليٍّ، وكانَ جَوادًا مُمدَّحًا يَعجَبُ النَّاسُ مِن عِظَمِ خِلقتِه، وللشُّعراءِ فيه مدائحُ، وهو مِن ساداتِ بني هاشمٍ، يتولَّى صدقاتِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ، وله وفادةٌ على الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ.

قالَ بعضُهم: رأيتُه أتى الجُمعةَ مِن ثمانيةِ أميالٍ إلى المدينةِ، وكأنَّه محلُّ سكنِه، فإنَّه ماتَ -يعني عن تسعين سنةً- في حدودِ العشرين ومئةٍ بالبطحاءِ، وبينها وبينَ المدينةِ هذه المسافةُ، وهو في "التهذيب"

(2)

، وثانيةِ "ثقات ابنِ حبَّان ".

ويُروى أنَّ الوليدَ كتبَ إليه أنْ يبايعَ لابنه، ويخلعَ سليمانَ بنَ عبدِ الملكِ مِن ولايةِ العهد، فَفَرِقَ زيدٌ، وأجابَ الوليدَ، فلمَّا استُخلِفَ سليمانُ وجدَ كتابَ زيدٍ بذلك، فكتبَ إلى أبي بكر بنِ عمروِ بنِ حزمٍ -وهو أميرُ المدينةِ-: ادعُ زيدًا فأقرئه هذا الكتابَ، فإنْ عرفَه فاكتبْ إليَّ، وإنْ هو نكلَ فحلِّفه، قال: فخافَ اللهَ واعترفَ، وبذلكَ أشارَ عليه القاسمُ وسالمٌ، فكتبَ ابنُ حزمٍ بذلكَ، فكانَ جوابُ

(1)

"الثقات" 4/ 245.

(2)

"تهذيب الكمال" 10/ 51، و"تهذيب التهذيب" 3/ 222.

ص: 49

سليمانَ أنِ اضربْه مئةَ سوطٍ، ودرِّعه عباءةً، ومشِّه حافيًا، قال: فجلسَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ في عسكرِ سليمان، وقال: حتَى أكلِّمَ أميرَ المؤمنين فيما كتبَ به، ومرِضَ سليمانُ، ثمَّ ماتَ، وحرقَ عمرُ الكتابَ.

‌1288 - زيدُ بنُ خارجةَ بنِ زيدِ بنِ أبي زهيرِ بنِ مالكِ بنِ امرئِ القيسِ بنِ ثعلبةَ بنِ كعبِ بنِ الخزرجِ: من بني الحارثِ بنِ الخزرجِ، من الأنصار، الأنصاريُّ الخزرجيُّ

(1)

.

المتكلِّمُ بعدَ الموت، له صُحبةٌ وروايةٌ، وخرَّجَ له النَّسائيُّ

(2)

، وأمُّه هُزيلةُ ابنةُ عَتيكِ بنِ عامرِ من بني جُشَم بنِ الحارثِ بنِ الخزرجِ، وقُتلَ أبوه يومَ أُحُدٍ، وهو في " التهذيب "

(3)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(4)

.

ويُنظر: زيدُ بنُ حارثةَ الماضي، (1282) ويُحزَرُ الصَّوابُ

(5)

.

‌1289 - زيدُ بنُ خالدٍ، أبو عبدِ الرَّحمنِ، وأبو طلحةَ الجُهنيُّ

(6)

.

صحابيٌّ شهيرٌ، نزلَ الكوفةَ بعدَ المدينةِ، ذكرَه مسلمٌ

(7)

فيهم.

(1)

" أسد الغابة " 2/ 132.

(2)

"السنن الصغرى" سجود القرآن 3/ 48، و"السنن الكبرى" 2/ 75 (1216).

(3)

"تهذيب الكمال" 10/ 60، و"تهذيب التهذيب" 3/ 224.

(4)

" الإصابة " 1/ 565.

(5)

الصواب زيدُ بنُ خارجةَ، وينظر:"تاريخ المدينة" لابن شبَّة 3/ 1106، و"أسد الغابة" 2/ 132، و"كتاب الأسماء المبهمة" 2/ 89.

(6)

"الطبقات الكبرى" 4/ 344، و"أسد الغابة 2/ 284.

(7)

"الطبقات" 1/ 151 (76).

ص: 50

وحدَّثَ عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن عثمانَ، وأبي طلحةَ الأنصاريِّ، وعنه: ابنُه خالدٌ، وبُسرُ بنُ سعيدِ، وعطاءُ بنُ يسارٍ، وأبو سلمةَ، وعطاءُ بنُ أبي رباحٍ، وسعيدُ بنُ يسارٍ، وجماعةٌ، ماتَ بالمدينةِ، كما قالَه ابنُ حِبَّان

(1)

عن خمسٍ وثمانين سنةً، سنةَ ثمانٍ وسبعين. وقال خليفةُ

(2)

: سنةَ ثمانٍ وستين، وقيلَ: إنَّ وفاتَه بالكوفةِ

(3)

، وهو في أوَّلِ "الإصابة"

(4)

، و"التهذيب"

(5)

.

‌1290 - زيدُ بنُ الخطَّابِ، أبو عبدِ الرَّحمنِ

(6)

.

أخو أميرِ المؤمنين عمرَ، صحابيٌّ بدريٌّ، شهدَها وما بعدها، قُتلَ يومَ مُسيلِمةَ شهيدًا، ذكرَه بعضُهم في أهل الصُّفَّةِ

(7)

، ونسبَه للحاكم، ومسلمٌ

(8)

في المدنيين، وهو ممَّن هاجرَ كأخيه قبلَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولمَّا قُتلَ، قال أخوه: سبقَني إلى الحُسنيينِ، وهو في "التهذيب"

(9)

.

(1)

"الثقات" 3/ 139.

(2)

"تاريخ خليفة بن خياط "، ص:277.

(3)

في المخطوطة زيادة، هي:(قال بعض الحفاظ: وكأنه لتضعيفه، لم أر للكوفيين عنه رواية)؟ هكذا في الأصل!؟ ولا معنى لها، والمترجَم صحابيٌّ، فكيف يُضعَّف، ولعل هذه العبارة مقحمة خطأ من مكان آخر، والله أعلم

(4)

" الإصابة " 1/ 565.

(5)

"تهذيب الكمال" 10/ 63، و"تهذيب التهذيب" 3/ 225.

(6)

"أسد الغابة" 2/ 133، و "الإصابة" 1/ 565.

(7)

"حلية الأولياء" 1/ 367، و"رجحان الكفة" ص: 199

(8)

"الطبقات" 1/ 147 (27).

(9)

"تهذيب الكمال" 10/ 65، و"تهذيب التهذيب" 3/ 226.

ص: 51

‌1291 - فلدُ بنُ رباحٍ المدَنيُّ

(1)

.

مِن أهلِها، يروي عن: أبي عبدِ الله الأغرِّ، وعنه: مالكٌ. قُتلَ سنةَ إحدى وأربعين ومئةٍ، وقيل: إحدى وثلاثين، وقيل: سنةَ ثلاثين.

قال أبو حاتمٍ

(2)

: ما أرى بحديثهِ بأسًا، وهو في ثالثة "ثقات ابنِ حِبَّان "

(3)

، و" التهذيب"

(4)

، وخرَّجَ له البخاريُّ

(5)

وغيرُه، ووثَّقه ابنُ البرقيِّ، والدَّارقطنيُّ، وابنُ عبدِ البَرِّ

(6)

، وزادَ: مأمونٌ.

‌1292 - زيدُ بنُ زيدِ بنُ حارثةَ بنِ شَراحيلَ الكلبيُّ

(7)

.

أخو أسامةَ، روى ابنُ سعدٍ

(8)

: أنَّ أمَّ كلثوم ابنةَ عقبة، أقبلتْ مهاجرةً في الهُدنةِ سنةَ ستٍّ، فخُطبت، فأشارَ عليها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بزيدٍ، وقُتلَ بمُؤتةَ سنةَ ثمانٍ، فولدتْ له ابنَه هذا، ورُقيَّةَ، فهلكَ زيدٌ صغيرًا وماتت رُقيَّةُ في حَجرِ عثمان.

‌1293 - زيدُ بنُ السَّائبِ، أبو السَّائبِ المدَنيُّ

(9)

.

(1)

" التاريخ الكبير" 3/ 394، و"الكاشف" 1/ 416.

(2)

"الجرح والتعديل" 3/ 563.

(3)

"الثقات" 6/ 318.

(4)

"تهذيب الكمال" 10/ 67، و"تهذيب التهذيب" 3/ 226.

(5)

كتاب فضل الصلاة، باب: فضل الصلاة في مسجد مَكَّةَ والمدينة (1190).

(6)

"التمهيد" 6/ 15.

(7)

"الإصابة" 1/ 575، القسم الثاني.

(8)

"الطبقات الكبرى" 3/ 45.

(9)

"التاريخ الكبير" 3/ 396، و"فتح الباب في الكنى والألقاب" 1/ 408، و"المقتنى في سرد=

ص: 52

يروي عن: عبدِ الله بنِ محمَّدِ ابنِ الحنفيةِ، وخارجةَ بنِ زيدٍ، وعنه: معنٌ القزَّازُ، وزيدُ بنُ الحُبابِ، وأبوَ جعفرٍ النُّفيليُّ، وغيرُهم.

قال أبو حاتمٍ

(1)

: صدوقٌ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"

(2)

: يروي المقاطيع.

‌1294 - زيدُ بنُ سهلِ بنِ الأسودِ بنِ حَرامِ بنِ عَمروِ بنِ زيدِ مناةَ بنِ عديِّ بنِ عَمروِ بنِ مالكِ بنِ النَّجَّارِ، أبو طلحةَ، الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ، المدَنيُّ

(3)

.

زوجُ أمِّ أنسٍ، شهِدَ بدرًا، والمشاهدَ بعدَها، ذكرَه مسلمٌ

(4)

في المدنيين، وكانَ فارسَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقَتلَ يومَ حنينٍ عشرينَ رجلًا، وأخذَ أسلابَهم.

وهو القائل

(5)

:

أنا أبو طلحةَ، واسمي زيدُ

وكلَّ يوم في سلاحي صيدُ

وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

(6)

: "صوتُ أبي طلحةَ في الجيش خيرٌ مِن فِئةٍ"، وأبلى يومَ أُحُدٍ بلاءً عظيمًا، وكانَ يجثو بينَ يدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وينثرُ كِنانته، ويقول

(7)

:

=الكنى" 1/ 257.

(1)

"الجرح والتعديل" 3/ 564.

(2)

"الثقات" 6/ 317.

(3)

"معجم الصحابة" لابن قانع 1/ 231، و"أسد الغابة" 2/ 137.

(4)

"الطبقات" 1/ 146 (20).

(5)

البيت في "الإصابة" 1/ 567.

(6)

أخرجه الحاكم في " المستدرك " 3/ 397، وفيه: فيُ بنُ زيدِ بنِ جُدعانَ، ضعيفٌ، كما في "تقريب "التهذيب"، ص: 402 (4734).

(7)

أخرجه أبو يعلى في "المسند" 7/ 62 (3983).

ص: 53

وَجهي لوجهِكَ الوِقاءُ

ونفسي لنفسِكَ الفِداءُ

وحلقَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم رأسَه في حجَّةِ الوداعِ، وأعطى شعرَ رأسِه أبا طلحةَ، وقرأ

(1)

: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} فقال: ما أسمعُ اللهَ عذرَ أحدًا، فخرجَ إلى الغزوِ وهو شيخٌ كبيرٌ، وكانَ آدمَ مربوعًا، لا يُغيِّر شَيبَه، ويأكلَ البَرَدَ وهو صائمٌ، ويقولُ: ليس بطعامٍ ولا شرابٍ

(2)

، وسندُه صحيحٌ.

وكانَ أكثرَ الأنصارِ مالًا. روى عنه: ابنُه عبدُ الله، وربيبُه أنس بنُ مالكٍ، وزيدُ بنُ خالدٍ الجُهَنُّي، وابنُ عبَّاسٍ، وغيرُهم.

وسردَ الصَّومَ بعدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وغزا بحرَ الشَّامِ، فماتَ فيه في السِّفينةِ، فلم يجدوا جزيرةَ إلا بعدَ سبعةِ أيامٍ، فدفنوه، ولم يتغيَّرْ، وقيلَ: بل بالمدينةِ، ماتَ سنةَ أربعٍ وثلاثين، وقيل: سنةَ اثنتين، عن سبعين سنةَ، وصلَّى عليه عثمانُ، ويقال: إنَّه عاشَ بعدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أربعين سنةً، وحينئذٍ تكونُ وفاتُه سنةَ إحدى وخمسين، واستَشهدَ شيخُنا ابنُ حجرٍ لكونِه الصَّوابَ: بما ساقَه في "مختصره للتهذيب"

(3)

، وهو في أوَّلِ "الإصابة"

(4)

، و" التهذيب"

(5)

.

(1)

سورة التوبة، آية:41.

(2)

أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 5/ 116.

(3)

"تهذيب التهذيب" 3/ 229.

(4)

" الإصابة " 1/ 566.

(5)

"تهذيب الكمال" 10/ 75.

ص: 54

‌1295 - زيدُ بنُ طلحةَ، أبو يعقوبَ التَّيميُّ، المدَنيُّ

(1)

.

ذكرَه مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعي المدنيين، وهو يروي عن: ابنِ عبَّاس، وعنِ المقبُريِّ، وعنه: ابنُه يعقوبُ، وسعيدٌ المقبُريُّ، والتَّيميُّ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ إسحاقَ، وأبو علقمةَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمَّدٍ الفَرويُّ، وسفيانُ الثَّوريُّ، وثَّقَهُ ابنُ مَعِينٍ، ثمَّ ابنُ حِبَّان

(3)

، وهو في رابعِ "الإصابة"

(4)

.

‌1296 - زيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ القُرَشيُّ، العَدَويُّ، المدَنيُّ

(5)

.

وأمُّه أمُّ ولدٍ، تابعيٌّ، ذكرَه مسلم

(6)

في ثالثةِ تابعي المدنيين، ويروي عن: أبيه، وعنه: نافعٌ، وحفيدُه عمرُ بنُ محمَّدٍ، ذكرَه مسلمٌ

(7)

في الطَّبقةِ الأولى مِن تابعي أهلِ المدينة، وهو عندَ ابنِ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"

(8)

، وذُكرَ في "التهذيب"

(9)

.

‌1297 - زيدُ بنُ عبدِ الحميدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ زيدِ بنِ الخطَّابِ القُرَشيُّ،

(1)

" التاريخ الكبير" 3/ 398، و"الجرح والتعديل" 3/ 565.

(2)

"الطبقات" 1/ 249 (875).

(3)

"الثقات" 4/ 249.

(4)

"الإصابة" 1/ 588.

(5)

"الطبقات الكبرى" 5/ 203، و"الكاشف" 1/ 417.

(6)

"الطبقات" 1/ 237 (711).

(7)

هذا وهم من المؤلف، إذ كيف يكون الحفيد من الطبقة الأولى، والجد من الطبقة الثالثة؟!

وليس هو في "الطبقات" لمسلم، بل هو في "طبقات خليفة"، ص:269.

(8)

"الثقات" 4/ 246.

(9)

"تهذيب الكمال" 10/ 83، و"تهذيب التهذيب" 3/ 230.

ص: 55

العدَويُّ، الخطَّابيُّ، المدَنيُّ

(1)

.

يروي عن: أهلِها، وعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، وعنه: الأوزاعيُّ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"

(2)

، وهو في "التهذيب"

(3)

.

‌1298 - زيدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ زيدِ بنِ أسلمَ المدنيُّ

(4)

.

مولى عمرَ بنِ الخطَّابِ، يروي: عن: أبيه، وعنه: ابنُ أبي أُويسٍ، وإبراهيمُ بنُ المنذرِ الحِزاميُّ. قال البخاريُّ

(5)

: مُنكرُ الحديثِ، وتبِعَه ابنُ حِبَّان في "الضعفاء"

(6)

، ولكنَّه قالَ: لا أدري التَّخليطُ في حديثِه منه، أو مِن أبيه؛ لأنَّ أباه ليسَ بشيءٍ في الحديث، وأكثرُ روايتِه عنه، فمِن هنا جَبُنَّا عن إطلاقِ الجرحِ عليه، انتهى.

وذكره العُقيليُّ، وابنُ الجارودِ، في "الضعفاء"

(7)

، وقالَ أوَّلهما عَقِبَ حديثه: لا يُتابعُ عليه، ولا يُعرفُ إلا به، وهو في "الميزان"

(8)

.

(1)

"ميزان الاعتدال" 2/ 104.

(2)

"الثقات" 6/ 317.

(3)

"تهذيب الكمال" 10/ 84، و"تهذيب التهذيب" 3/ 231.

(4)

"الجرح والتعديل" 3/ 567، و"الضعفاء والمتروكون" للدارقطني، ص: 270 (331)، و"المغني في الضعفاء" 1/ 247.

(5)

"التاريخ الكبير" 3/ 401.

(6)

" المجروحين " 1/ 389.

(7)

"الضعفاء الكبير" 2/ 72.

(8)

"ميزان الاعتدال" 2/ 105.

ص: 56

‌1299 - زيدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي نُعيمٍ المدَنيُّ

(1)

.

أخو نافعٍ القارئ.

يروي عن: الزُّهريِّ، وأوردَ له ابنُ عَدِيٍّ

(2)

في ترجمةِ عبدِ اللهِ بنِ إبراهيمِ الغِفاريِّ حديثين، قالَ: لمْ أسمع بزيدٍ أخي نافعٍ إلا فيهما، ولا أعلمُ روى عنه إلا عبدَ الله بنَ إبراهيمَ.

وقالَ الذَّهبيُّ

(3)

في ترجمة الغِفاريِّ: زيدٌ مجهولٌ، وليس سلفَه في ذلك أبو حاتم، فإنَّ أبا حاتمٍ ليسَ له في زيدٍ كلامٌ أصلًا. قاله شيخُنا في "اللسان"

(4)

.

‌1300 - زيدُ بنُ أبي عبسٍ عبدِ الرَّحمنِ بنِ جَبرٍ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(5)

.

الآتي أبوه. يروي عن: أبيه، وعنه: ابنُه ميمونٌ، قاله ابنُ حِبَّان في "ثقاته"

(6)

.

‌1301 - زيدُ بنُ أبي عتَّابٍ المدَنيُّ، ويقال: زيدُ بنُ عتَّابٍ

(7)

.

مولى أمِّ حبيبةَ، زوجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويقالُ: مولى أخيها معاويةَ.

روى عنه، وعن أبي هريرةَ، وغيرِهما، روى عنه: عبدُ اللهِ بنُ مبشِّرٍ، وسعيدُ بنُ أبي أيُّوبَ، ويحيى أبو سليمانَ المدَنيُّ، وغيرُهم. وثَّقه ابنُ مَعينٍ، وروى له البخاريُّ في

(1)

"ذيل ميزان الاعتدال"، ص:255.

(2)

"الكامل في الضعفاء" 4/ 1536.

(3)

"ميزان الاعتدال" 2/ 389.

(4)

"لسان الميزان " 3/ 558.

(5)

"التاريخ الكبير" 3/ 403.

(6)

"الثقات" 4/ 249.

(7)

"التاريخ الكبير" 3/ 401، و "الجرح والتعديل" 3/ 569، و"الكاشف" 1/ 418.

ص: 57

" الأدب "

(1)

، ومسلمٌ

(2)

، ولم يُسمِّه، وأبو داود

(3)

، والنَّسائي

(4)

، وابنُ ماجه

(5)

، وهو في "التهذيب"

(6)

.

‌1302 - زيدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ

(7)

عليِّ بنِ أبي طالبٍ، أبو الحسينِ الهاشميُّ، العلَويُّ، المدَنيُّ

(8)

.

أخو أبي جعفرٍ محمَّدٍ الباقرِ، وعبدِ الله، وعمرَ، وعليٍّ، والحسينِ، وهو ابنُ أَمَةٍ.

روى عن: أبيه، وأخيهَ أبي جعفرٍ، وعروةَ، وعنه: ابنُه الحسينُ، وابنُ أخيه جعفرُ بنُ محمَّدٍ، وشعبةُ، وفضيلُ بنُ مرزوقٍ، والمطلبُ بنُ زيادٍ، وسعيدُ بنُ خُثيم الهلاليُّ، وعبدُ الرَّحمن ابنُ أبي الزّناد، وخلقٌ سواهم.

وكانَ أحدَ العلماء الصُّلحاءِ، بدت منه هفوةٌ، استُشهد، فكانَ سببًا لرفعِ

(1)

"الأدب المفرد"، باب: خير بيتٍ بيتٌ فيه يتيمٌ يُحسن إليه، ص: 48 (137).

(2)

باب: صلاة الليل 1/ 511 (743).

(3)

تفريع أبواب التطوع وركعات السنة، باب: الاضطجاع بعد صلاة الصبح (1257) الحديث المتقدم عند مسلم.

(4)

"السنن الكبرى"، كتاب الصوم، صوم شعبان 3/ 254 (2921).

(5)

كتاب الأدب، باب: حق اليتيم (3679) الحديث المتقدم في "الأدب المفرد". وقال في "مصباح الزجاجة" 4/ 103 (3821): هذا إسنادٌ ضعيفٌ.

(6)

"تهذيب الكمال" 10/ 85، و"تهذيب التهذيب" 3/ 231، وقال: ويقال: زيدٌ أو عتَّاب.

(7)

في المخطوطة: زيد بن علي بن الحسين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

(8)

"الطبقات الكبرى" 5/ 325 و" المعرفة والتاريخ " 3/ 368، و "الثقات" 4/ 249، و 6/ 313، و"سير أعلام النبلاء" 5/ 389.

ص: 58

درجتِه في الآخرة، وهو الذي رفضَتْهُ الطائفةُ الملقَّبون -بسببِ رَفضِهم له- الرَّافضة، لمَّا خالفهم في التَّبرِّي مِن الشَّيخين، بحيثُ ثبتَ عنه أنَّه قالَ: أنا أتبرَّأُ مِن كلِّ مَن تبرَّأ منهما، وقال مرَّةً: أبو بكرِ إمامُ الشَّاكرين، ثم تلا

(1)

: {وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} .

و [قال مرَّةً] أخرى. البراءةُ مِن أبي بكرِ براءةٌ مِن عليٍّ.

قال عمرو

(2)

بنُ القاسم

(3)

: دخلتُ على جعفرِ بنِ محمَّدٍ، وعنده أناسٌ مِن الرَّافضة، فقلتُ: إنَّ هؤلاء يبرؤن مِن عمِّكَ زيدٍ، فقال: برِئَ اللهُ ممَّن تبرَّأ منه، كانَ واللهِ أقرأَنا لكتابِ الله، وأفقَهنا في دينِ الله، وأوصلَنا للرَّحمِ، ما تركَ فينا مثلَه، وترجمتُه محتملةٌ للبسط، وهو ممَّن خرَّجَ له أبو داود

(4)

وغيرُه، وهو في "التهذيب"

(5)

. قُتل عن اثنتين وأربعين، في صفرَ سنةَ عشرين ومئةٍ، وقيل: يومَ عاشوراء، أو ثاني صفرَ سنةَ اثنتين وعشرين

(6)

، وقالَ مُغيرة

(7)

: كنتُ اكثرُ

(1)

سورة آل عمران، آية:144.

(2)

في المخطوطة: عمر، وهو خطأ.

(3)

عمروُ بنُ القاسمِ التمَّارُ، الكوفيُّ، مِن رواةِ الحديث. وقال ابنُ عديٍّ: وهو مع ضعفه يُكتب حديثه. "الثقات" 7/ 221، و"الكامل"، لابن عدي 5/ 1783، و " ميزان الاعتدال " 3/ 284.

(4)

في كتاب المناسك، باب: الصلاة بجمع (1930)، ورجاله ثقات.

(5)

"تهذيب الكمال" 10/ 95، و"تهذيب التهذيب" 3/ 234.

(6)

قال الذَّهبيُّ في "السير": خرجَ متأولًا، وقُتلَ شهيدًا، وليته لم يخرج.

(7)

المغيرةُ بنُ مِقسَم، الكوفيُّ، من أئمة الحديث الثقات وكان فقيهًا، توفي سنة 133 هـ. "التاريخ الكبير" 4/ 322، و "الجرح والتعديل" 8/ 228، و "سير أعلام النبلاء" 6/ 10.

ص: 59

الضَّحكَ، فما قطعَه عني إلا قتلُه، ورأى جريرُ بنُ حازمٍ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في المنامِ مُتساندًا إلى جِذعِه وهو مصلوبٌ، وهو يقولُ للنَّاسِ: هكذا تفعلون بولدي؟ وإليه تُنسبُ الطَّائفةُ الزَّيديةُ نسبًا ومذهبًا

(1)

، وهو بريءٌ مِنْ بِدَعِهم، رحمه الله.

‌1303 - زيدُ بنُ عمرَ بنِ عثمانَ بنِ عفَّانَ

(2)

.

الآتي أبوه. زوجُ سُكينةَ ابنةِ الحسين، أحلفَتْه أن لا يمنعها سفرًا.

‌1304 - زيدُ بنُ عيَّاشٍ، أبو عيَّاشٍ الزُّرَقيُّ، ويقال: المخزوميُّ، ويقال: مولى بني زُهرةَ، المدَنيُّ

(3)

.

ذكرَه مسلمٌ

(4)

في ثالثةِ تابعي المدنيين، وقالَ: زيدٌ أبو عيَّاشٍ، مولىً لبني زُهرةَ.

يروي عن: سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، وعنه: عبدُ الله بنُ يزيدَ مولى الأسودِ بنِ سفيانَ، وعمرانُ بنُ أبي أنسٍ الأسلميُّ. وثَّقَه ابنُ حَبَّان

(5)

، والدَّارقطنيُّ، وصحَّحَ

(1)

الزيدية فرقةٌ من الشِّيعة، منسوبةٌ لزيدٍ هذا، وهو يفضِّل عليِّ بن أبي طالب على سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتولَّى أبا بكر وعمر، ويرى الخروج على أئمة الجور. "مقالات الإسلاميين"، للأشعري 1/ 137.

(2)

"نسب قريش" لمصعب، ص: 120، وفيه: وأمَّا زيد بن عمر بن عثمان، فانقرض ولده، قُتل منهم ثلاثة نفر كانوا لأمِّ ولدٍ بنهر أبي فُطرس مع من قُتل من بني أمية زمنِ مروانَ بنِ محمَّدٍ، وزيدُ بنُ عمرَ بن عثمان هذا هو الذي كانت عندهُ سكينة بنت حسين، فهلك عنها، فورثته.

(3)

"التاريخ الكبير" 3/ 381، و"المقتنى في سرد الكنى" 1/ 444، و"الإكمال" لابن ماكولا 6/ 70.

(4)

"الطبقات" 1/ 255 (951).

(5)

"الثقات" 4/ 251.

ص: 60

الترمذيُّ وابنُ خزيمةَ، وابنُ حِبَّان حديثَه

(1)

، وهو في "التهذيب"

(2)

. وفرَّق الحاكمُ أبو أحمد بينه وبينَ زيدٍ أبي عياشٍ الصَّحابي

(3)

، ويتأيَّد بقول أبي حنيفة

(4)

، ثمَّ ابنِ حزم

(5)

، وابنِ عبدِ البر

(6)

: إنَّه مجهولٌ؛ وإنْ تعقَّب المقالةَ الخطابيُّ

(7)

.

‌1305 - زيدُ بنُ محمَّدِ بنِ زيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ القُرَشيُّ،

(1)

وحديثه المشار إليه أخرجه الترمذيُّ في البيوع، باب: ما جاء في النهي عن المحاقلة والمزابنة (1225)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه ابن حبان، "الإحسان" 11/ 372 (4997)

(2)

"تهذيب الكمال" 10/ 101، و"تهذيب التهذيب" 3/ 236.

(3)

وهو زيدُ بنُ الصَّامتِ، أبو عياشٍ الزُرَقيُّ، مشهور بكنيته. "الإصابة" 1/ 567.

(4)

في "أخبار أبي حنيفة" 1/ 2: 6 قدم محمَّدُ بنُ واسعٍ إلى خراسان، فقال قَبيصةُ: قد قدم عليكم صاحب الدعوة. قال: فاجتمع عليه قومٌ، فسألوه عن أشياء من الفقه؟ فقال: إنَّ الفقهَ صناعةٌ لشابٍّ بالكوفة يكنى أبا حنيفة، فقالوا له: إنه ليس يعرف الحديث، فقال ابنُ المبارك: كيف تقولون له: لا يعرف؛ لقد سئل عن الرُّطب بالتمر؟ قال: لا بأس به، فقالوا: حديث سعد، فقال: ذاك حديثٌ شاذٌّ، لا يؤخذ برواية زيدٍ أبي عياش، فمَن تكلَّم بهذا، لم يكن يعرف الحديث.

(5)

"المحلى" 8/ 462، وعبارته: لَا يَصِحُّ؛ لأَنَّهُ من رِوَايَةِ زَيْدِ بن أبي عياش، وهو مَجْهُولٌ.

(6)

في "التمهيد" 19/ 172، وعبارته: أمَّا زيدٌ أبو عياش؛ فزعم بعض الفقهاء أنه مجهولٌ لا يُعرف، ولم يأت له ذكرٌ إلا في هذا الحديث، وأنَّه لم يرو عنه إلا عبد الله بن يزيد هذا الحديث فقط، وقال غيره: قد روى عنه أيضا عمران بن أبي أنس، فقال: فهو مولى أبي مخزوم.

(7)

قالَ الخطابيُّ في "معالم السنن" 3/ 78: قد تكلَّم بعضُ الناس في إسناد حديث سعد بن أبي وقاص، وقال: زيدٌ أبو عياشٍ راويه ضعيفٌ، ومثلُ هذا الحديث على أصلٍ للشافعي لا يجوز أن يحتجَّ به.

قالَ الشيخُ -أي: الخطابي-: وليس الأمر على ما توهَّمه، وأبو عيَّاشِ هذا مولى لبني زهرة، وقد ذكره مالك في "الموطأ"، وهو لا يروي عن رجلٍ متروكِ الحديث، وهذا من شأن مالكٍ وعادته معلومٌ.

ص: 61

العدَويُّ، المدَنيُّ

(1)

.

يروي عن: أبيه ونافعٍ، وعنه: أخواه: عاصمٌ، وعمرُ، وشعبةُ.

وثَّقه أبو داود، والنَّسائيُّ، وأبو حاتم

(2)

، وزاد: لا بأسَ به.

وقالَ الدَّارقطنيُّ: مُقِلٌّ فاضلٌ، وهم خمسةُ أخوةٍ كلُّهم ثقاتٌ.

وذكره ابنُ حِبَّان في "الثِّقات"

(3)

، وهو في "التهذيب"

(4)

.

- زيدُ بنُ أبي نُعيمٍ.

مضى قريبًا في: ابنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي نُعيم. (1299).

‌1306 - زيدٌ البربريُّ، مولى أميرِ المؤمنين الرَّشيدِ.

كانت له ثلاثُ سقاياتٍ بالمسجدِ الحرامِ.

‌1307 - زيدٌ، أبو يسارٍ، مولى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

-

(5)

.

روى حديثَه بلالُ بنُ يسارِ بنِ زيد، عن أبيه، عن جدِّه.

قال أبو موسى المدينيُّ: هو ابنُ بولا.

وقالَ ابنُ شاهينٍ: كانَ عبدًا نُوبيًا، أصابه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في غزوةِ بني ثعلبةَ

(6)

،

(1)

"التاريخ الكبير" 3/ 404، و "الكاشف" 1/ 419.

(2)

"الجرح والتعديل" 3/ 572، وفي المخطوطة: وأبو داود، وهو خطأ، والتصويب من "تهذيب الكمال".

(3)

"الثقات" 5/ 46 ذكره في ترجمة أبيه محمدٍ، و 6/ 331 في ترجمة ابنه زياد.

(4)

"تهذيب الكمال" 10/ 106، و"تهذيب التهذيب" 3/ 237.

(5)

"أسد الغابة" 2/ 362، و"الكاشف" 1/ 420، و"الإصابة" 1/ 561.

(6)

وهي غزوة ذات الرقاع، سنة 4 هـ، غزا فيها نجدًا، يريد بني محارب، وبني ثعلبة، من غطفان. انظر:"السيرة النبوية"، لابن هشام 3/ 119.

ص: 62

فأعتقَه، وهو في "التهذيب"

(1)

.

‌1308 - زُبيدٌ -بضمِّ أوَّلِه، وكسرةٍ، ثمَّ تحتانيتين مصغراً- ابنُ الصَّلتِ بنِ معدي كَرِبَ الكِنديُّ

(2)

.

أخو عبدِ الرَّحمنِ، وكثيرٍ الآتي ذِكرُهم، ذكرَه مسلمٌ

(3)

في ثانيةِ تابعي المدنيين، وهو تابعيٌّ، ممن روى عنه مالكٌ. زعم ابنُ الحذَّاء

(4)

: أنَّه قاضي المدينةِ زمنَ هشامِ بنِ عبدِ الملك، واستبعدَه شيخُنا

(5)

، وقالَ: وأظنُّ ذلك والدَه الصلت

(6)

، وكونُ الصَّلتِ هو القاضيَ جزمَ به شيخُه العراقيُّ، كما سيأتي في الصاد. وذكرَ مالكٌ

(7)

عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عنه، فذكرَ القصَّةَ في إعادته الصلاة. قالَ عبدُ الغني بنُ سعيدٍ: وهو والدُ الصَّلتِ الذي روى عنه مالكٌ.

وقالَ ابنُ سعدٍ

(8)

: هاجرَ كثيرٌ وأخواه إلى المدينةِ بعد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فسكنوها، وكانَ اسمُ كثيرٍ: قليلًا، فسمَّاه عمرُ كَثيرًا، وقيل: سمّاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، والأوَّلُ أرجحُ.

(1)

"تهذيب الكمال" 10/ 420، و"تهذيب التهذيب" 3/ 241.

(2)

"الإكمال، لابن ماكولا 4/ 171، و"توضيح المشتبه" 4/ 270.

(3)

"الطبقات" 1/ 230 (640).

(4)

"التعريف بمن ذكر في الموطأ"، ص:53.

(5)

في "تعجيل المنفعة" 1/ 563 (355).

(6)

في المخطوطة بعدها: (وبنو نعيم بن الحذاء)؟!، ولا معنى لها.

(7)

"الموطأ" 1/ 49.

(8)

"الطبقات الكبرى" 5/ 13.

ص: 63

‌حَرْفُ السِّينِ المُهْمَلَةِ

‌1309 - سالمُ بنُ أبي أُميةَ، أبو النَّضْرِ، المدَنيُّ

(1)

.

مِن أهلِها، ومولى عمرَ بنِ عُبيدِ الله بنِ مَعمرٍ القُرَشيِّ، التَّيميِّ، وكاتبُه، ووالدُ إبراهيمَ الذي يقال له: بَرَدان الماضي

(2)

، تابعيٌّ، ذكرَه مسلمٌ

(3)

في رابعةِ تابعي المدنيينَ. يروي عن: أنسٍ، وعن عبد اللهِ بنِ أبي أوفى [كتابةً]

(4)

، وذلكَ في "الصحيحينِ"

(5)

، ثمَّ عن عُبيد بنِ حُنَينٍ، وبُسْرِ بنِ سعيدٍ، وسليمانَ بنِ يَسارٍ، وعُمَيرٍ مولى ابنِ عبَّاسٍ، وعامرِ بنِ سَعْدٍ، وأبي سَلَمةَ. وعنه: مالكٌ، وعَمْروُ بنُ الحارثِ، والليثُ، والسُّفْيانانِ، وفُلَيحٌ، وغيرُهم.

قال أبو حَاتِمٍ

(6)

: صالحٌ ثقةٌ. وكذا قال العِجْلِيُّ

(7)

: مدَنيٌ صالحٌ، ثقةٌ. وَوَثَّقَهُ ابنُ

(1)

"سير أعلام النبلاء" 6/ 6.

(2)

برقم (39).

(3)

"الطبقات" 1/ 264 (1044).

(4)

في الأصل: في كتابه، والتصويب من "تهذيب الكمال" 10/ 128، والمراد: إجازة بالكتابة.

(5)

البخاري في التهجد، باب: مَن تحدَّث بعد الركعتين ولم يضطجع (1161)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد 1/ 539 (781).

(6)

"الجرح والتعديل" 4/ 179.

(7)

عبارة العجلي: مدَنيٌّ ثقةٌ، رجلٌ صالحٌ. "معرفة الثقات" 1/ 384.

ص: 64

حِبَّانَ

(1)

، وقالَ: ماتَ في ولايةِ مروانَ بنِ محمَّدٍ

(2)

. وعَيَّنه بعضُهُم في سنةِ تسعٍ وعشرينَ ومئة، وأبو عبيدٍ بسنةِ ثلاثٍ وثلاثينَ، وهو ممّن خَرَّجوا له، وذُكرَ في "التهذيب"

(3)

.

‌1310 - سالمُ بنُ خَرَّبُوذ، أو: ابنُ سرجٍ [مالك]

(4)

بنِ خَلَفِ بنِ دَارِمِ بنِ أَسْلمَ بنِ أفْصَى، الخُزَاعيُّ

(5)

.

استُشهِدَ هو وأخوه النُّعمانُ يومَ أُحُدٍ، ودُفنا في قبرٍ واحدٍ.

‌1311 - سالمُ بنُ سَرْج

(6)

، وهو: ابن خَرَّبُوذ

(7)

، أبو النُّعمانِ، ويقال: سالمُ بنُ النُّعمانِ، المدَنيُّ

(8)

، مولى أمِّ صُبَيَّة

(9)

.

يَروي عن: مولاتِهِ ولها صُحْبَةٌ. وعنه: أُسامَةُ بنُ زَيدٍ المدَنيُّ، وخارجةُ بنُ الحارثِ بنِ رافعِ بنِ مَكِيثٍ الجُهَنِيُّ.

(1)

"الثقات" 6/ 407.

(2)

كانت ولايته من عام 127 - 132 هـ. "تاريخ خليفة" ص 372، و" البداية والنهاية" 6/ 247.

(3)

"تهذيب الكمال" 10/ 127، و"تهذيب التهذيب" 3/ 243.

(4)

ما بين المعقوفتين من "أسد الغابة" 5/ 22، وفي الأصل: سالم، وهو خطأ.

(5)

" الإصابة " 5/ 720.

(6)

بفتح المهملة وسكون الراء بعدها جيم. "تقريب التهذيب"، ص: 226 (2174).

(7)

بفتح المعجمة ثم راء ثقيلة ثم موحدة مضمومة. "تقريب التهذيب".

(8)

"تهذيب الكمال" 10/ 142.

(9)

تحرَّفت في الأصل إلى حبيبة، وأمُّ صُبَيَّةَ هي: خولةُ بنتُ قيسٍ، جدَّةُ خارجةَ بنِ الحارثِ، صحابية. " الإصابة " 4/ 293، 468.

ص: 65

قالَ ابنُ مَعِينٍ: ثقةٌ شيخٌ مشهورٌ.

وذكرَه

(1)

ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(2)

، وقالَ الدَّارقطنيُّ: سَرجٌ يُعرفُ خَرَّبُوذ.

وقالَ الحاكمُ أبو أحمدَ: مَنْ قالَ: ابنُ سرجٍ فقد عَرَّبَه

(3)

، ومَنْ قال

(4)

: ابنَ خَرَّبُوذ أراد به الإِكاف

(5)

بالفارسيةِ.

وقالَ البخاريُّ

(6)

: قالَ بعضُهُم: ابنُ النُّعمانِ، ولم يصحَّ. وخالفهُ أبو زُرْعَةَ، فرجَّحَ روايةَ مَنْ قال: عن سالمِ بنِ النُّعمانِ، وهي روايةُ الثَّوْرِيِّ وابنِ وَهْبٍ

(7)

عن أُسامَةَ. وقال وَكيعٌ في روايتِهِ عند أبي داودَ

(8)

: عن ابنِ خَرَّبُوذ

(9)

. ولم يُسَمِّهِ، وسماه غيرُهُ عن وكيعٍ: النُّعمانَ بنَ خَرَّبُوذ، حكاه ابنُ أبي حاتِمٍ

(10)

.

‌1312 - سالمُ بنُ صَالحِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ عَوْفٍ، الزُهْريُّ، القُرَشِيُّ

(11)

.

(1)

في الأصل: "وذكر" بدون هاء.

(2)

"الثقات" 4/ 306.

(3)

في الأصل: " غربه ". بالغين المعجمة، وهو تصحيف، وما أثبته من "تهذيب الكمال" 10/ 143.

(4)

في الأصل: أراد، والتصويب من "تهذيب الكمال" 10/ 143.

(5)

الإكاف: بَرذعةُ الحمار. "القاموس المحيط ": أكف.

(6)

"التاريخ الكبير" 4/ 113.

(7)

عند البيهقي، في "السنن الكبرى"، الطهارة، باب: فضل المحدِث 1/ 190.

(8)

كتاب الطهارة، باب: الوضوء بفضل وَضوء المرأة (79).

(9)

في الأصل: خربود بالدال المهملة، وهو تصحيف.

(10)

"الجرح والتعديل" 4/ 187

(11)

"التاريخ الكبير" 4/ 118، و"الجرح والتعديل" 4/ 183، و "ميزان الاعتدال" 2/ 111.

ص: 66

مِن أهلِ المدينةِ. يَرْوي عن: أبيه، وعنه: إبْراهيمُ بنُ سَعْدٍ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثِقاتِهِ" ورابِعتها

(1)

، وهو في " اللسان "

(2)

.

‌1313 - سَالمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخطّابِ، أبو عُمَرَ، وقيل: أبو عَبدِ اللهِ، القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ، المَدَنيُّ

(3)

.

أَحَدُ الأعْلامِ المُكْثِرِينَ، والفُقَهاءِ الذين يصدرُ عنهم أهلُها قضاءً وفُتيا. تابعيٌّ، ذكره مُسْلِمٌ

(4)

في ثالثةِ تابعيِّ المدنيينَ، أمُّهُ أمُّ ولدٍ.

سَمِعَ أباه، وعائشةَ، ورافعَ بنَ خَديجٍ، وأبا هريرةَ، وسَفِينةَ

(5)

، ثمَّ سعيدَ بنَ المُسيِّبِ -وقال: إنَّ أباه قال له: إنَّه سَمّاه باسمِ سالمٍ مولى أبي حُذَيفةَ- وغيرَهم. وعنه: خَلْقٌ كثيرون، منهم: عَمروُ بنُ دينارٍ، والزُّهريُّ، وصالحُ بنُ كَيْسانَ، وموسى بنُ عُقْبَهَ، وعُبَيدُ الله بنُ عُمَرَ، وحَنْظَلَةُ بنُ أبي سُفيانَ، وذكرَه في "التهذيب"

(6)

لروايةِ الجماعَةِ له. وقَدِمَ الشَّامَ وافدًا على عبدِ الملكِ بِبَيْعَةِ والدهِ له، ثمَّ على الوليدِ، وعلى عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ، وكان يُشْبِهُ أباه في السَّمْتِ

(7)

والهَدْيِ، بل

(1)

"الثقات" 6/ 409، و 8/ 294.

(2)

" لسان الميزان" 4/ 9.

(3)

"الثقات" 4/ 305، و"تاريخ دمشق" 20/ 57.

(4)

"الطبقات" 1/ 237 (709)، وقال: يكنى أبا عمر.

(5)

سفينة مولى أم سلمة. "الثقات" 4/ 348، و"تهذيب الكمال" 10/ 146.

(6)

"تهذيب الكمال" 10/ 145، و"تهذيب التهذيب" 3/ 248.

(7)

السَّمْتُ: الطريقُ، وهيئة أهل الخير، وحسن النحو. " القاموس ": سمت.

ص: 67

كان أَشْبَهَ وَلَدِ عُمَرَ به، وأبوه كان يُشْبِه أباه.

قالَ مَالكٌ: ولم يكن أَحَدٌ في زَمانِهِ أشْبَهَ بمَنْ مضى من الصَّالحينَ في الزُّهْدِ والقَصْدِ والعَيْشِ منه، كانَ يَلْبَسُ الثَّوبَ بِدِرْهَمَينِ، ويَشْتَري الثيابَ يَحْمِلُها.

زاد غيرُه: إنَّ سُليمانَ بنَ عبدِ الملكِ [قال له]

(1)

-وقد رآه حَسَنَ السِّحْنَةِ-: أيُّ شيءٍ تَأْكُلْ؟ قال: الخبزَ والزَّيتَ، وإذا وَجَدْتُ اللَّحْمَ أَكَلْتُه.

وكانَ لا يأكلُ إلا ومعه مِسْكينٌ، ويَخْضِبُ بالحِنَّاءِ، وله حِمَارٌ هَرِمٌ، فنهاه بَنُوهُ عن رُكوبهِ فأبى، فَجَدَعُوا أَنْفَهُ، فأبى أَيْضاً، فَقَطَعُوا أُذنيه فأبى، وكان يَرْكَبهُ أَجْدَعَ الأذنين، مقطوعَ الأنفِ والأذنِ.

ورآه هشامُ بنُ عبدِ الملكِ يطوفُ بالكعبةِ فقال له: سَلْنِي حاجَةً. فقال: إني أَسْتَحْيِي مِنَ الله أن أَسْأَل في بَيْتهِ غَيرَهُ حاجةً، فلما خرجَ لحِقَهُ وقال له: الآنَ خَرَجْتَ. فقال. واللهِ ما سَألتُ الدُّنيا مَنْ يَمْلكُها، فكيف أَسْألهُا مَن لا يَمْلِكُها.

وكان أبوه يُقَبِّلُهُ ويقول: شَيْخٌ يُقَبِّلُ شَيْخًا، ويقول: إني أُحِبُّكَ حُبَّينِ: حُبَّ الإسلامِ وحُبَّ القَرابةِ. وإذا ليمَ في حُبِّهِ يقول

(2)

:

يَلُومونَنِي في سالمٍ وألومُهمْ

وجِلْدَةُ ما بَيْنَ العَيْنِ وَالأنفِ سَالِمُ

(1)

ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وما أثبتُّه من "تهذيب الكمال" 10/ 149، و"تذكرة الحفاظ " 1/ 89.

(2)

البيت في " ديوان الأدب "، للفارابي 1/ 360، و" الصحاح "، و" التكملة والذيل ": سلم.

قالَ الفارابيُّ: وقال بعضهم: يقال للجلدة التي بين العين والأنف: سالم، وكذا نقله عنه الجوهريُّ.

قالَ الصاغانيُّ مستدركا عليه: وهذا غلطٌ، وقد تبع خاله الفارابيَّ في أخذه اللُّغة من معنى الشعر.

ص: 68

قالَ أبو الزِّنَادِ: كانَ أهلُ المَدِينةِ يَكْرَهُونَ اتِّخاذَ الإماءِ حتىّ نَشَأَ فيهم عَليُّ بنُ الحُسينِ والقاسِمُ

(1)

وسالمٌ فقهاءَ، ففاقوا أهلَ المدينةِ عِلمًا وتقىً وعبادةً وَوَرَعًا، فرغبوا حينئذٍ في السَّراري. وقالَ ابنُ رَاهويهْ: أَصَحُّ الأسانِيدِ كُلِّها الزُّهْريُّ عن سالمٍ عن أبيهِ. وتَرْجَمَتُهُ طَويلَةٌ، فهي عندَ ابنِ العَدِيمِ

(2)

في كراريسَ، وفي "التهذيب"

(3)

، وغيرهِما.

ماتَ أوَّلَ سنةِ سبعٍ، والجمهورُ سنةَ ستٍّ ومئةٍ، وهشامُ بنُ عبدِ الملكِ يومئذٍ بالمدينةِ، وكانَ حجَّ فيها ولم يحجَّ في ولايتِهِ غَيْرَها، فوافقَ موتَه فَصُلِّيَ عليه بالبقيعِ لِكَثْرَةِ النَّاسِ، فلمّا رأى هِشَامٌ كَثْرَتهم قالَ لإبراهيمَ بنِ هشامٍ المخزوميِّ: اضربْ على أَهْلِ المدينةِ بعثَ أربعةِ آلافٍ. فكانَ النَّاسُ إذا دخلوا الصائفةَ خرجَ أربعةُ آلافٍ مِن أهلِها إلى السَواحلِ، فكانوا هناكَ إلى قُفولِ الناسِ ومجَيئِهم من الصَّائفة. ويقال: إنَّ جماعةً منهم لم يَرجِعوا، فتَشَاءَمَ أهلُ المدينةِ بهشامٍ، فقالوا: عانَ

(4)

فقيهَنا، وعانَ أهل بلدِنا. رحمه الله وإيّانا.

‌1314 - سالمُ بنُ عبدِ الله، المدَنيُّ

(5)

.

مَوْلَى محمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظَيِّ، كان عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ قد واخاه في الله، وحَضَرَ عندَه حين استُخلفَ فَوَعَظَهُ، وأظنُّه كان مع مولاه بِخُناصرة

(6)

عند عُمَرَ. ذكره

(1)

القاسم بنُ محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، تأتي ترجمته.

(2)

"بغية الطلب" 9/ 4113.

(3)

"تهذيب الكمال" 10/ 145، و"تهذيب التهذيب" 3/ 248.

(4)

أي: أصابه بالعين. " القاموس": عين.

(5)

"تاريخ مدينة دمشق" لابن عساكر 20/ 78.

(6)

خُناصرة: بليدةٌ من أعمال حلب، تُحاذي قِنَّسرين نحو البادية. "معجم البلدان" 2/ 390.

ص: 69

ابنُ العَدِيمِ في حَلَبٍ

(1)

.

‌1315 - سالمُ بنُ عبدِ اللهِ، أبو عبدِ الله، النَّصريُّ، مولاهم

(2)

.

فإنّه مَوْلى مالكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ النَّصْريِّ، المدنيِّ. تابعيٌّ ثِقَةٌ، وهو سَالمٌ سَبَلانُ

(3)

، وسالمٌ مولى المَهْرِيِّ، وسالمٌ الدَّوْسِيُّ

(4)

مولاهم، وسالمٌ مولى أوسِ بنِ الحَدَثانِ النَّصريُّ، وسالمٌ مولى شدَّادِ بنِ الهادِ، وذكرَه مسلمٌ

(5)

في ثالثةِ تابعيٌّ المدنيينَ فقال: سالمٌ مولى دَوْسٍ، ويقال له: سالمٌ سَبَلانُ، عُمِّرَ دهرًا. ويروي عن: سعدِ بنِ أبي وقّاصِ، وعائشةَ، وأبي هريرةَ، وجماعةٍ، وعنه: سعيدٌ المَقْبُريُّ، وأبو الأسودِ يتيمُ عُرْوَةَ، ومحمَّدُ بنُ عمروِ، ومحمَّدُ بنُ إسحاقَ، ونُعَيْمٌ المُجْمِرُ، وبُكَيرُ ابنُ الأَشَجِّ، وآخرونَ، مِمَّن احتجَّ به مسلمٌ

(6)

وغيرُه، ذَكَرَ ابنُ أبي عاصمِ أنه ماتَ سنةَ عشرٍ ومئة. وذُكر في "التهذيب"

(7)

.

‌1316 - سالمُ بنُ عُبَيْدٍ، الأشجعيُّ

(8)

.

(1)

" بغية الطلب " 9/ 4142.

(2)

"تاريخ الإسلام" للذهبي (وفيات 101 - 120) ص: 88.

(3)

قال في "الإكمال" 4/ 250: لقِّبَ سبلان لطولِ كان في لحيته.

(4)

في الأصل: السدوسي، وكذا في "تاريخ الإسلام"، والمثبت هو الصواب.

(5)

"الطبقات" 1/ 255 (942)، وأعاده 1/ 256 (955) فقال: أبو عبد الله مولى شدَّاد بن الهاد.

(6)

كتاب الطهارة، باب: وجوب غسل الرجلين بكمالهما 1/ 213 (240)، وغيره من المواضع.

(7)

"تهذيب الكمال" 10/ 154، و "تهذيب التهذيب" 3/ 378.

(8)

"الاستيعاب" 2/ 72، و"الإصابة" 3/ 10.

ص: 70

صحابيٌّ من أهلِ الصُّفَّةِ

(1)

، ثمّ نَزَلَ الكوفةَ، روى له أصحابُ السُّنَنِ بإسنادٍ صحيحٍ في العُطَاسِ

(2)

، وله روايةٌ عَنْ: عُمَرَ، فيما قاله عُمَرُ وصَنَعَهُ عندَ وَفَاةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكلامُ أبي بكرٍ في ذلكَ، أخرجهُ يونُسُ بنُ بُكَيرٍ في "زياداته"

(3)

، روى عنه: هِلالُ بنُ يِسَافٍ، ونُبَيطُ بنُ شَرِيطٍ عنه -وكان من أهل الصُّفَّةِ- أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لما اشتَدَّ مَرَضُهُ أُغْمِيَ عليهِ، فلما أَفَاقَ قال

(4)

: "مُرُوا بِلالًا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ .. " الحديثَ.

‌1317 - سَالِمُ بنُ عُتْبَةَ بن عُوَيمِ بنِ سَاعِدةَ -ويقال: سالمُ بنُ عبدِ اللهِ، ويقال: ابنُ عبدِ الرَّحمنِ- الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(5)

.

(1)

" حلية الأولياء" 1/ 371، و"رجحان الكفة"، ص:201.

(2)

أبو داود في كتاب الأدب. باب: ما جاء في تشميت العاطس (4992)، والنسائيُّ في "السنن الكبرى" في كتاب عمل اليوم والليلة، باب: ما يقول العاطس إذا شمت 9/ 95 (9982)، والترمذي في باب: ما جاء كيف تشميت العاطس (2745)، وقال: هذا حديث اختلفوا في روايته عن منصور، وقد أدخلوا بينَ هلالِ بنِ يساف وسالمٍ رجلا، وابن ماجه في باب: تشميت العاطس (3715)، لكن من غير طريق سالم بن عبيد. والحديث ضعيف من هذه الطريق، صحيح بمجموع طرقه.

(3)

ليونس بن بكرٍ زيادات على "مغازي ابن إسحاق". انظر " الإصابة، 3/ 440، ترجمة صفوان بن المعطل، و "معجم المصنفات الواردة في فتح الباري" 1/ 212، 402، برقم (612، 1296).

(4)

أخرجه ابن ماجه في كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه (1224)، والترمذي في "الشمائل"، باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ص 337، وهو صحيح.

(5)

"الكاشف" 1/ 423 (1979).

ص: 71

رَوَى حَدِيثَهُ محمَّدُ بنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، عن عبدِ الرَّحمن بنِ سَالِمٍ، عن أبيه عن جَدِّهِ، رَفَعَهُ: "عَلَيْكُمْ بِالأَبْكَارِ

" الحديثَ

(1)

.

وَلِكَوْنِ الطَّبَرانيِّ

(2)

جَعَلَ الضَّمِيرَ في جَدِّهِ على سالمٍ لا على عبدِ الرَّحمن قال: إنَّه لا يُرْوَى عن عُوَيمِ بنِ ساعدةَ إلا بهذا الإسنادِ. وهو مِنْ رِجَالِ "التهذيب"

(3)

.

‌1318 - سَالِمُ بنُ عُمَيرٍ

(4)

.

ذَكَرَهُ بَعْضُهُم في أهلِ الصُّفَةِ

(5)

، تَبَعًا للحاكمِ

(6)

.

قالَ أبو نُعَيْمٍ

(7)

: وقد شَهِدَ بَدْرًا وهو مِنَ الأَوْسِ مِنَ بَنِي ثَعْلَبَةَ بنِ عَمْروِ بنِ عَوْفِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ زَيْدٍ، وكان أَحَدَ البَكَّائينَ الذينَ نَزَلَ فيهم:{تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا}

(8)

.

(1)

أخرجه ابن ماجه في النكاح، باب: تزويج الأبكار (1851): قَال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَليْكُمْ بِالأَبْكَارِ فَإِنَّهُن أَعْذَبُ أَفْوَاهًا، وَأَنْتَقُ ارْحَامًا، وَأَرْضَى بِاليَسِيرِ". والحديثُ ضعيفٌ من هذه الطَّريقِ لوجود مجهولين، حسنٌ بمجموعِ طرقه.

(2)

"المعجم الكبير" للطبراني 17/ 140 (350).

(3)

"تهذيب الكمال" 10/ 163، و "تهذيب التهذيب" 3/ 382.

(4)

"أسد الغابة" 2/ 311.

(5)

"رجحان الكفة"، ص:203.

(6)

"المستدرك" 3/ 17.

(7)

"حلية الأولياء" 1/ 371

(8)

سورة التوبة: 92.

ص: 72

وهو عندَ شَيْخِنَا في "الإصابة"

(1)

. وحكى في أبيه عَمْرًا.

وقالَ ابنُ عبدِ البرِ

(2)

: شَهِدَ العقبةَ وبدرًا وما بعدَها، وماتَ في خِلافةِ مُعاويةَ، ورَوى ابنُ جُرَيجٍ من طريقِ أبي معشرٍ عن محمَّدِ بنِ كَعْبٍ وغيرِهِ في تَسْمِيةِ البَكَّائين: سالمَ بنَ عُمَيْرٍ من بني واقِف.

قالَ شيخُنا: فَيَحْتَمِلُ أن يكون آخَرَ غيرَ صاحِبِ الترجمة، والله أعلم.

‌1319 - سالِمُ بنُ قاسمٍ، الحسينيُّ

(3)

.

صاحبُ المدينةِ. كان بينهُ وبين أبي عزيزٍ قتادةَ

(4)

صاحبِ مكّةَ حربٌ سنةَ إحدى وست مئة

(5)

، فَأُسِرَ النَّجْمُ سليمانُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الحسَنِ الرَّيْحَانِيُّ

(6)

فيه

(7)

، فَأَطْلَقَهُ سالمٌ هذا، وقالَ له: مَن كان يُدَبِّرُ رأيَ قتادةَ وهذه صورتُه -فإنَّه كان أسودَ اللَّوْنِ، ضَخْمَ الجُثَّةِ، قبيحَ الصُور- يَجِبُ أن لا يَحْبِسَه خَصْمُهُ عنه متى حَصَلَ في يدهِ، فاذهبْ إلى صاحبِكَ، قالَ النَّجْمُ: فقلتُ له: فقد ضاعَ الشكرُ أيَّها الأميرُ بحُسْنِ البادِرَةِ، فقال: وَتَوْرِيَتُكَ أَحْسَنُ مِنْهَا. ثم أَحْسنَ إليَّ وخَلَّى سَبِيلي؛ فلما

(1)

" الإصابة " 3/ 10

(2)

"الاستيعاب" 2/ 70.

(3)

أمير المدينة المنورة من سنة 583 - 612 هـ. " الوافي بالوفيات " 15/ 96، وانظر:"مآثر الإنافة" 2/ 41.

(4)

قتادةُ بنُ إدريسَ، ستأتي ترجمته في حرف القاف.

(5)

"ذيل الروضتين "، ص: 89، و " البداية والنهاية" 13/ 41.

(6)

وكان وزيرًا لأبي عزيز، قتادة، صاحب مكة.، توفي سنة 642 هـ. "العقد الثمين" 4/ 607،

(7)

كذا في الأصل، أي: في الحرب. والحربُ مؤنَّثةٌ، وقد تُذكَر. " القاموس ": حرب.

ص: 73

عُدْتُ إلى أميري حُرتُ فيما أُجاوِبه به إنْ سألني عن إحسانِ عدوِّه؛ فقال لي: ما كان مِنْ فِعْلِ سالمٍ معك؟ فقلت يا أميرَ المؤمنينَ: الفاطميون يُحْسِنُون إلى الناسِ، ويُسِيءُ بعضهُم إلى بعضٍ، قال: فما رأيتُه طَرِبَ لكلامٍ مِثْل طَرَبِهِ لما اسْتَمَعَهُ، وجَعَلَ يُعيد ما قلتُ، ويَظْهَرُ لي أنِّي وُفِّقْتُ فيه للصَّواب.

‌1320 - سالمُ ابنُ أبي مَرْيَمَ

(1)

.

مِن أَهْلِ المدينةِ، يروي عن: عَقِيصى

(2)

دينارٍ

(3)

، وعنه: عليُّ بنُ جَبَلَةَ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاتِه "

(4)

.

‌1321 - سالمُ بنُ مُهَنَّا بنِ حُسَيْنِ بنِ مُهَنَّا، الحسينيُّ

(5)

.

أخو قاسِمٍ -الآتي- له ذكرٌ فيه، وفي: مَنْصُورِ بنِ جَمَّازِ بنِ شيْحَةَ، وأنَّه ماتَ في طريقِ الشَّامِ إلى المدينةِ سَنَةَ تِسْعَ عَشَرَةَ وسِتِّ مئةٍ، وكان دَخَلَ دِمَشْقَ مع المعظَّم

(6)

لمَّا حجَّ.

(1)

ترجمته في "التاريخ الكبير" 4/ 119.

(2)

قال الفيروزآباديُّ في " القاموس " عقص: عَقِيصى مقصورا، لقبُ أبي سعيد التيمي التابعي.

(3)

دينارٌ، أبو سعيدِ التيميُّ، مِن أهل الكوفة، تابعي، ضعيف. "الثقات" لابن حبان 5/ 286، و"لسان الميزان " 3/ 426.

(4)

"الثقات" 6/ 409.

(5)

له ذكر في "الدرر الكامنة" 4/ 362، لابن حجر. فال: وأوَّلُ مَن عُرف من أمراء هذا البيت قاسم بن مهنا بن حسين .... كان في أيام السلطان صلاح الدين، ومات أخوه سالم في طريق الشام إلى المدينة سنة 619، وكان دخل دمشق مع المعظم لما حج.

(6)

الملك المعظَّم عيسى بن العادل أبي بكر، الأيوبي، صاحب دمشق، فقيه حنفيٌّ، وكان حجَّهُ سنة 611 هـ. توفي سنة 624 هـ. "ذيل الروضتين "، ص: 89، و"سير أعلام النبلاء" 22/ 120.

ص: 74

- سالمُ بنُ النُّعْمانِ.

هو ابنُ سَرْجٍ. (1311).

‌1322 - سالمٌ، أبو الغَيثِ، مولى عبدِ اللهِ بنِ مُطيعٍ، العدَويُّ، المدَنيُّ

(1)

.

ذكرَه مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعيِّ المدنيينَ، وهو يروي عن: أبي هريرةَ فقط، وعنه: سعيدٌ المَقْبُرِيُّ، وثَورُ بنُ زيدٍ، وصَفْوانُ بنُ سليمٍ، وعُثمانُ بنُ عُمَرَ التيميُّ، وآخرونَ. قالَ أحمدُ: لا أَعْلَمُ رَوى عنه إلا ثورًا، وأحاديثُهُ مُتقارِبةٌ. ولكن ذَكَرَ ابنُ شاهين أنَّ كلامَ أحمدَ اختُلف فيه، وثَّقه ابنُ مَعِينٍ

(3)

، وقالَ: يُكتَبُ حَدِيثُه. وكذا وثَّقه ابنُ سَعْدٍ

(4)

، وزاد: حسنُ الحديثِ. وابنُ حِبَّانَ، وقالَ

(5)

: عِدادُهُ في أهلِ المدينةِ. وذُكرَ في "التهذيب"

(6)

.

- سالمٌ، أبو النَّضر.

في: ابنِ أبي أُمَيةَ. (1309)

‌1323 - سالمٌ، مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

-.

يأتي في: سلمى.

(1)

"التاريخ الكبير" للبخاري 4/ 108.

(2)

"الطبقات" 1/ 253 (920).

(3)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 148.

(4)

"الطبقات الكبرى " 5/ 301.

(5)

"الثقات" 4/ 306.

(6)

"تهذيب الكمال" 10/ 179، و "تهذيب التهذيب" 3/ 385

ص: 75

‌1324 - سالمٌ، -مولى أبي حُذَيفةَ- ابنُ عُبَيدِ بنِ رَبِيعةَ بنِ عُتْبةَ بنِ عبدِ شَمْسٍ

(1)

.

أحدُ السابقينَ الأوَّلينَ من الصَّحابةِ، ذُكِرَ في أَهْلِ الصُّفَّةِ

(2)

، واستُشهدَ باليَمامةِ، أَخَذَ اللِّواءَ بِيَمينِهِ فَقُطِعَتْ، ثمّ بِشِمالهِ فَقُطِعَتْ، ثمَّ اعْتَنَقَ اللِّواءَ، وَجَعَلَ يَقْرَأُ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ

}

(3)

الآيةَ. إلى أن قُتِل.

ذَكره أبو نُعَيْمٍ

(4)

، وساق من طريقِ الوليدِ بنِ مُسْلِمٍ عن حَنْظَلَةَ بنِ أبي سُفيانَ، عن عبدِ الرَّحمن بنِ سابطٍ، عن عائشةَ قالت: اسْتَبْطَأَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ لَيْلةٍ؛ فلما جِئْتُ قال

(5)

: "أَيْنَ كُنْتِ؟ " قلتُ: سَمِعْتُ قِراءةَ رَجُلٍ في المسجَدِ، ما سَمِعْتُ مِثْلَهُ قَطُّ؛ قال: فقامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَتَبِعْتُهُ؛ فقال: "ما تَدْرِينَ مَنْ هُوَ؟ " قلتُ: لا. قال: هُوَ سالِمٌ مولى أبي حُذَيفةَ. ثم قال: "الحمْدُ لله الذي جَعَلَ في أُمَّتِي مِثْلَ هذا".

قال: ورواهُ ابنُ المُبارَكِ عن حَنْظلةَ نَحْوَهُ. انتهى.

وحديثُ ابنِ المُبارَكِ في "الجهادِ"

(6)

له بلفظ: عن ابنِ سابِطٍ أنَّ عائشةَ احْتُبِسَتْ،

(1)

"الاستيعاب" 2/ 70.

(2)

"رجحان الكفة" ص: 204.

(3)

سورة آل عمران: 144.

(4)

"حلية الأولياء" 1/ 371.

(5)

أخرجه ابن ماجه في كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها. باب: في حسن الصوت بالقرآن (1337)، والحاكم في " المستدرك " 3/ 250 وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الحافظ في "الإصابة" 3/ 15: رجالُه ثقاتٌ.

(6)

" الجهاد"، ص:99.

ص: 76

وذكره مُرْسلًا. والذي قَبْلَهُ مُتَّصِلٌ بقولِهِ: عن عائشةَ، ورَواهُ ابنُ نُمَيْرٍ عن حَنْظَلَةَ، أَخْرَجَهُ أحمدُ عنه

(1)

، وابنُ المباركِ أحفظُ من الوليدِ، ولكنْ له شاهِدٌ؛ أخرجهُ البَزَّارُ من حديثِ ابنِ جُرَيجٍ عن ابنِ أبي مُلَيكةَ عن عائشةَ بالَمتْنِ دونَ القِصَّةِ، ورجالهُ ثقاتٌ

(2)

، وتَرْجَمتُه مبْسُوطَةٌ في "الإصابةِ"

(3)

.

‌1325 - سالمٌ، مولى قُدَامةَ بنِ مَظْعُونٍ

(4)

.

قال له عُمَرُ: إذا رأيتَ مَنْ يَقْطَعُ مِنْ شَجَرِ المدينةِ

(5)

شَيْئًا -يعني بالمدينةِ- فَخُذْ فَأْسَهُ، قال: وَثَوْبَهُ يا أميرَ المُؤْمِنينَ؟ قال: لا. نَقَلَهُ ابنُ عبدِ البَرِّ في "التمهيدِ"

(6)

عن عبدِ الملكِ ابنِ المَاجِشُون قال: بَلَغَنَا أنَّ عُمَرَ، فذكره.

قالَ شيخُنا في ثالث "الإصابة"

(7)

: وله -يعني: بمقتضى هذا- إدراكٌ.

‌1326 - سالمٌ العَلَوِيُّ، الحُسَيْنِيُّ

(8)

.

صاحبُ المدينةِ. ماتَ سنةَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ وستِّ مئةٍ.

(1)

"مسند الإمام أحمد" 6/ 165 (25355).

(2)

لكن فيه ابن جُريجٍ، وهو مدلِّسٌ، وقد عنعن.

(3)

"الإصابة" 3/ 15.

(4)

"الإصابة" 3/ 108.

(5)

الذي في "الإصابة" 3/ 108: "إذا رأيت مَن يقطعُ من السَّمُرِ شيئًا". يعني بالمدينة.

(6)

"التمهيد" 20/ 180.

(7)

"الإصابة" 3/ 247.

(8)

تقدَّمت ترجمته في: سالم بن قاسم.

ص: 77

‌1327 - السَّائِبُ بنُ أبي حُبَيشِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ أَسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ، القُرَشيُّ، الأسديُّ

(1)

.

أخو فاطمةَ المُسْتَحاضَةِ، مَعدودٌ في أهلِ المدينةِ، والصَّحيحُ أنَّه الذي قال فيه عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه: لا أعلمُ فيه عَيْبًا، وما أَحَدٌ بَعْدَ رسولِ اللهِ إلا وأنا أَقْدِرُ أَنْ أَعِيبَهُ. وقيل: إنَّ المَقُولَ فيه ابنُهُ عبدُ اللهِ، لا هذا.

روى عن: عُمَرَ قولَهُ في الحَجِّ، وعنه: سليمانُ بنُ يسارٍ، [وكان له سنٌّ]

(2)

عالِيَةٌ، وله دارٌ بالمدينةِ، وهو في "التهذيب"

(3)

، وسَمَّى أباه حُبَيْشًا، والصوابُ ما تقدَّم. وذَكرَه الفَاسِيُّ في مكّةَ

(4)

.

وقالَ ابنُ سَعْدٍ

(5)

في الطبقةِ الرَّابعةِ: ممّن أَسْلمَ يومَ الفَتْحِ، أمُّهُ [أُمُ جَمِيلٍ]

(6)

ابنةُ الفاكهِ بنِ المغير المخزوميِّ، وتزوَّجَ عاتِكةَ ابنةَ الأَسْوَدِ [بنِ]

(7)

المُطلِب، فوُلِدَ لهُ منها عبدُ اللهِ وَرُقَيَّةُ، وأَسْلَمَ يوْمَ الفَتْحِ، وأَطْعَمَهُ رسولُ الله بخَيْبَرَ ثلاثينَ وَسْقًا، ولا أَعْلَمُه روى عن النَبى صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، وكانتْ له سِنٌّ عاليةٌ، وله بالمدينةِ دارٌ كبيرةٌ،

(1)

"الاستيعاب" 2/ 102، و"الإصابة" 3/ 18.

(2)

ما بين المعقوفتين من "الإصابة" 3/ 18، وفي الأصل: وكانت ذا سن.

(3)

"تهذيب الكمال" 10/ 184، و "تهذيب التهذيب" 3/ 387.

(4)

"العقد الثمين" 4/ 497.

(5)

"الطبقات الكبرى" 3/ 18.

(6)

ما بين المعقوفتين من "الإصابة" وفي الأصل: أمه جميلة ابنة الفاكه.

(7)

في الأصل ابنة، والمثبت من "الإصابة" 3/ 18.

ص: 78

وماتَ في زمنِ مُعاويةَ بالمدينةِ. وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ

(1)

: هو الذي قالَ فيه عُمَرُ: ذاك رجل لا أعلم فيه عَيْبًا بخلافِ غيرِهِ. ويقال: إنَّ عُمَرَ إنَّما قال ذلكَ في وَلدِه عبدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ.

‌1328 - السَّائِبُ بنُ حَزْنِ بنِ أبي وَهْبِ بنِ عَمْروِ بنِ عائذِ

(2)

بنِ عِمْرانَ بنِ مَخْزومٍ المَخْزُومِيُّ

(3)

.

الماضي أبوه، والآتي ابنُ أخيه سَعِيدُ بنُ المُسيَّبِ، وللمُسيَّبِ والسَّائِبِ إخوةٌ: عبدُ الرَّحمن، وأبو مَعْبَدٍ، وحَكيمٌ وأَدركَ السَّائبُ -فيما قاله ابنُ عبدِ البرِّ

(4)

- النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَوْلِده.

‌1329 - السَّائِبُ بنُ خَبَّابٍ، أبو مُسْلِمٍ، المدَنيُّ

(5)

.

صاحِبُ المَقْصورَةِ، صَحابِيٌّ، ذَكَرَه مُسلمٌ

(6)

في الطَّبقةِ الأُولى مِنَ المَدَنِيّين، يُقال: هو مَولى فاطمةَ ابنةِ عُتْبةَ بنِ رَبيعةَ

(7)

، قال أبو حَاتِمٍ

(8)

: روى عنه: محمَّدُ بنُ عمروِ بنِ عطاء، وإسحاقُ بنُ سالِمٍ، وصَرَّحَ أولهُما بقوله: رَأَيتُ السَّائبَ بنَ خَبَّابٍ. وكذا

(1)

"الاستيعاب" 2/ 102.

(2)

في الأصل: عابد، والمثبت من "الإصابة"، و"الثقات" 4/ 273، ترجمة سعيد بن المسيب وغيرها.

(3)

"الإصابة" 3/ 19.

(4)

"الاستيعاب" 2/ 104 - 105.

(5)

"الطبقات الكبرى" 5/ 88، و"تجريد أسماء الصحابة" 1/ 205.

(6)

"الطبقات" 1/ 160 (178).

(7)

قالَ ابن حجر: والصواب أنه غيره.

(8)

"الجرح والتعديل" 4/ 220.

ص: 79

قال غيرُه.

ورَوى عُمَرُ بنُ شَبَّةَ في "أخْبارِ المدينةِ"

(1)

: أنَّ عُثْمانَ استَعملَ السَّائبَ بنَ خَبَّابٍ على المقصورة، ورَزَقَهُ دينارين في كل شَهْرٍ؛ فَتُوُفِّيَ عن ثلاثةِ رِجال: مُسْلِمٍ، وبُكَيْرٍ، وعبدِ الرَّحمنِ. وهو في "التهذيب"

(2)

، وأَوَّلِ "الإصابة"

(3)

.

‌1330 - السَّائِبُ بنُ خَلّادِ بنِ سُويْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَمروِ بنِ حارِثَةَ بنِ امْرِئِ القَيْسِ، أبو سَهْلةَ، الخَزْرَجيُّ، المَدَنِيُّ

(4)

.

ذَكَرَه مسلمٌ

(5)

فيهم. روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: ابنُهُ خَلّادٌ، وقيل: لم يَرْوِ عنه غيرُه. ماتَ سنةَ إحدى وسَبْعينَ. وقال أبو عُبَيْدٍ: شَهِدَ بَدْرًا، وَوَلِيَ اليَمَنَ لمِعاويةَ.

وقالَ البخاريُّ

(6)

: السَّائبُ بنُ خَلّادٍ، أبو سَهْلَةَ، مِن بَلْحارث بنِ الخَزْرَجِ، قالهُ مالكٌ وابنُ جُرَيْجٍ، وابنُ عُيَيْنَةَ، عن عبدِ الملكِ بنِ أبي بَكْرٍ، عن خَلّادٍ عن أبيه، وفُرِّقَ بَيْنَهُ وبينَ السَّائِبِ الجُهَنِيِّ، روى عنه أيضًا ابنه خَلّادٌ، وكذا فَرَّقَ بينهما جماعة من المُصنِّفين.

‌1331 - السَّائِبُ بنُ خَلّادٍ، أبو سَهْلَةَ

(7)

.

(1)

" أخبار المدينة" لابن شبة 1/ 7.

(2)

"تهذيب الكمال" 10/ 184، و"تهذيب التهذيب" 3/ 257.

(3)

" الأصابة " 3/ 20.

(4)

"تهذيب الكمال" 10/ 186، و "الإصابة" 3/ 21.

(5)

"الطبقات" 1/ 153 (100).

(6)

"التاريخ الكبير" 4/ 150.

(7)

" الاستيعاب " 2/ 104، و "الإصابة" 3/ 21، و "تهذيب الكمال" 33/ 390.

ص: 80

صَحَابِيٌّ له حديثٌ في أبي داودَ

(1)

، وابنِ حِبَّانَ

(2)

في البُصَاقِ في القِبلة.

‌1332 - السَّائِبُ بنُ سُويدٍ

(3)

.

مَدِينِيٌّ، روى ابنُ أبي عاصِمٍ

(4)

، والبَغَوِيُّ

(5)

من طريقِ محمَّدِ بنِ كَعْبٍ عنه رَفْعَهُ: "ما مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ زَرْعَ

(6)

أَحَدِكُمْ مِنَ العَوافِي

(7)

إلا كَتَبَ اللهُ له بها أجرًا". قال البغويُّ: لا اعلمُ له غيرَه. قاله شيخُنا في "الإصابة"

(8)

.

‌1333 - السَّائِبُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ السَّائِب، القاضي، أبو الغَمْرِ -بغينٍ مُعْجَمةٍ، وَراء مُهْمَلَةٍ- الأنصاريُّ، الخزرجيُّ، الطَّنْجيُّ، نَزيلُ الحَرَمين.

سَمِعَ بمكةَ من الصَفِيِّ والرِّضيِّ الطَّبِرَّييْنِ، مع الآقْشَهْري، بقراءةِ الواديآشي.

(1)

كتاب الصلاة، باب: في كراهية البزاق في المسجد (483).

(2)

"صحيح ابن حبان" كتاب الصلاة، باب: ذكر إيذاء الله جلَّ وعلا بمَن بصق في قبلة المسجد 4/ 515 (1636).

(3)

"الاستيعاب" 2/ 105، و"الإصابة" 3/ 21.

(4)

"الآحاد والمثاني" 4/ 173 (2154)، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" 7/ 144 (6639). قال الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" 4/ 68: فيه عبد الله بن موسى التيمي، وهو ثقة، لكنه كثير الخطأ، وبقيةُ رجالِه ثقاتٌ.

قلت: الحديثُ من هذه الطرق ضعيفٌ، لكن له شاهدٌ في الصَّحيح عن أنسٍ يتقوى به.

(5)

"معجم الصحابة" 3/ 185 (1105).

(6)

في المخطوطة: من زرع، وهو خطأ.

(7)

العوافي جمع: العافية والعافي: كلُّ طالبِ رزقٍ من إنسانٍ أو بهيمة أو طائر. "النهاية" 3/ 266.

(8)

"الإصابة" 2/ 10.

ص: 81

وقالَ فيه ابنُ فرحونٍ

(1)

ما مُلَخّصُه: إنَّه أقام بالمدينةِ مدّةً طويلة، ولسَكن الحُجرةَ التي هي مَسكنُ الأولياءِ والأَخْيارِ برباط دَكَّالة

(2)

، وكانَ مِن كبارِ الأولياءِ المُتَحَلِّين بالعلمِ والعملِ والزهدِ، وذَكرَ أنه قرأَ عليه الفرائضَ والحساب، ثم انتَقَلَ إلى مكةَ، فأقامَ بها على عبادةٍ وكثرةِ طوافٍ، حتَّى إنَّه لا يَكادُ يوجد إلا فيه. يعني: الطواف.

وذُكر أنّه طاف يومًا ثمّ خَرَجَ من الطَّوافِ، ودَخَلَ دِهْليزَ الفقيهِ خَليلي -يعني المالكيَّ- عند بابِ إبراهيمَ، ثم دَعَا بفِراشٍ، واستقْبَلَ القبلةَ ثمَّ قَفَى، وذلك في رمضانَ سنةَ ثمان عشرةَ وسَبْعِ مئة، وصلَّى عليه القاضي نجمُ الدِّين

(3)

، وكانت جنازتُه حافِلة جدًا لم يُرَ مثلُ ما اجتمعَ فيها، ورُؤي نَعْشُهُ وهو محمولٌ على رؤوسِ الأصابعِ، والكَفَنُ قد اسودَّ من كثرةِ لمسِ النَّاسِ له بأيديهم. ذكرَه الفاسيُّ

(4)

.

‌1334 - السَّائبُ بنُ عُبَيدِ بنِ عبدِ يزيدَ بنِ هاشمِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عبدِ مَنافٍ، المطَّلبيُّ

(5)

.

جَدُّ الإمامِ الشافعيِّ، وابنُه شافعٌ وكانا صحابيين

(6)

، والسَّائِبُ كان ممّن يُشَبَّهُ

(1)

"نصيحة المشاور" ص 126.

(2)

بفتح أوَّله وتشديد ثانيه، وهو يُنسب إلى بلدٍ بالمغرب يسكنه البربر. "معجم البلدان" 2/ 459.

(3)

محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ أحمدَ الطَّبريُّ، المكيُّ، أحدُ الفقهاء الفضلاء، وليَ قضاءَ مكَّةَ مدَّةً تزيد على خمسة وثلاثين عامًا، توفي سنة 730 هـ. "العقد الثمين" 2/ 271.

(4)

"العقد الثمين" 4/ 503.

(5)

" الاستيعاب " 2/ 141، و"الإصابة" 3/ 23.

(6)

في المخطوطة: وكان صحابيان، وهو خطأ.

ص: 82

بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

روى الحاكمُ في "مناقِب الشافعيِّ ": أنَّه اشتكى، فقال عُمَرُ: اذهبوا بنا نعوده

(1)

؛ فإنه من مُصَاصَة

(2)

قُرَيشٍ. قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حين أُتِيَ به وبعمِّه العباسِ: "هذا أخي "، وأمُّه الشِّفاءُ ابنةُ الأرقمِ بنِ هاشمٍ، وأمُّ الشِّفاءِ خالدةُ ابنةُ أسدِ بنِ هاشمٍ خالةُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ وإخوتِه، ذكرَه شيخُنا في "الإصابة"

(3)

‌1335 - السَّائِبُ بنُ عثمانَ بنِ مظعونِ بنِ حبيبِ بنِ وَهْبِ بنِ حُذافةَ بنِ جُمَحَ، القرشيُّ، الجُمَحِيُّ

(4)

.

هاجرَ مع أبيه وعَمَّيْهِ قُدامةَ وعبدِ اللهِ إلى أرضِ الحبشةَ الهجرةَ الثانيةَ، وشَهِدَ بَدْرًا والمشاهِدَ، وقُتِلَ عن بِضْعِ وثلاثينَ يَوْمَ اليَمامَةِ شَهيدًا. وكانَ -فيما قيلَ- قد استَخْلَفه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على المدينةِ لمَّا خَرَجَ منها في غزوة بُوَاطٍ. وقيل: المُسْتَخْلَفُ سَعْدُ بنُ مُعاذٍ. والأول يُعْزى لابنِ عبدِ البرِّ

(5)

، وكان من الرُّمَاة المذكورين، قاله الذَّهبيُّ

(6)

، وهو في "الإصابة"

(7)

و "الفاسي"

(8)

.

(1)

كذا في الأصل، والأولى: نَعُدْه.

(2)

يعني: من أخلصهم نسبًا. "اللسان": مصص.

(3)

"الإصابة" 2/ 11.

(4)

"الطبقات الكبرى" 2/ 8، و"الاستيعاب" 2/ 142.

(5)

"الدرر في اختصار المغازي والسير" لابن عبد البر، ص 97.

(6)

"تجريد أسماء الصحابة" 1/ 206.

(7)

"الإصابة" 2/ 11.

(8)

"العقد الثمين" 4/ 505.

ص: 83

‌1336 - السَّائِبُ بنُ أبي لُبابةَ بنِ عبدِ المُنْذِرِ، أبو عبدِ الرَّحمنِ الأنصاريُّ

(1)

.

مِن أهلِ المدينة، يقال: إنَّه وُلِدَ في عهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويَرْوي عن: عُمَرَ.

ماتَ في خلافةِ يزيدَ بنِ عبدِ المَلِكِ

(2)

. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاتهِ"

(3)

.

‌1337 - السَّائبُ بنُ مظعونِ بنِ حبيبِ بن وهبِ بنِ حذافةَ بنِ جُمَحَ الجمحيُّ

(4)

.

شقيقُ عثمانَ، وعَمُّ وَلَد السَّائِب، الماضي قبله، مِن المهاجرينَ الأوّلينَ إلى أرضِ الحبشةَ، وشَهِدَ بَدْرًا. قالَ الذَّهَبِي

(5)

: إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم استخلفَه على المدينةِ.

‌1338 - السَّائِبُ بنُ يَزيدَ بنِ سَعيدِ بنِ ثُمامةَ بنِ الأَسْودِ بنِ عبدِ الله

(6)

.

وزاد ابنُ حِبَّانَ

(7)

في نسبه: عبد الله بين يَزيدَ وسعيدٍ، أبو يَزيدَ، الكَنْدِيُّ، المدَنيُّ، الصحابيُّ، ابنُ أُخْتِ نَمِرِ بنِ قاسِطٍ، يُعْرَفون بذلك، وجَدُّه سعيدٌ حليفُ بني عبدِ شَمْسٍ.

حجَّ بالسَّائِبُ أبوه مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ سَبْعِ سنينَ

(8)

، وخَرَجَ مع الصِبْيان إلى ثَنِيَّةِ الوداعِ

(9)

يَتَلَقَوْنَ رسولَ اللهِ مِنْ غَزْوَةِ تَبوكٍ، وذَهَبَتْ بِهِ خالتُه إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

"الإصابة" 2/ 105 القسم الثاني.

(2)

توفي يزيد سنة 105 هـ. "الكامل" 4/ 190.

(3)

"الثقات" 4/ 325.

(4)

" الاستيعاب " 2/ 143، و" الإصابة " 3/ 25.

(5)

"تجريد أسماء الصحابة" 1/ 222.

(6)

"تاريخ خليفة" 280، و "أسد الغابة" 2/ 257.

(7)

"الثقات" 3/ 172.

(8)

أخرجه البخاري في كتاب جزاء الصيد، باب: حج الصبيان (1859).

(9)

أخرجه البخاري في، كتاب الجهاد والسير باب: استقبال الغزاة (3083).

ص: 84

فقالت: إنَّه وَجِعٌ. فَمَسَحَ رأسَهُ ودعا له، ورأى خاتَمَ النُّبُوَّةِ بين كَتِفَيْهِ

(1)

، حسبما رُوي كلُّ هذا عنه.

وروى أيضًا عن: عمرَ، وعثمانَ، وخالِهِ العلاءِ بنِ الحَضْرَمِيِّ، وطلحةَ، وحُويطِبِ بنِ عبدِ العُزَّى، وجماعةٍ. روى عنه: ابنُه عبدُ اللهِ، وإبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ قارِظٍ، والزُّهْريُّ، والجُعَيدُ بنُ عبدِ الرَّحمن، ويحيى بنُ سعيدٍ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ حُمَيدِ بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ عَوفٍ، ويزيدُ بنُ عبدِ اللهِ، وعمرُ بنُ عطاءِ بنِ أبي الخُوارِ، وآخرون.

وكان أَسْوَدَ مِنْ هامَتِهِ إلى مُقَدَّم رأسه، وسائرُ رأسهِ -مؤخرُه وعارِضُه ولِحْيَتُه- أبيضَ، فقيل له؟ فقال: مَرَّ بي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وأنا ألعبُ، فَمَسَحَ يَدَهُ على رَأْسي، وقال

(2)

: "باركَ اللهُ فيكَ ". فَمَوْضِعُ كَفِّهِ لا يَشيبُ أبدًا.

وكانَ عليه مِطْرفُ

(3)

خَزٍّ، وجُبَّةُ خَزٍّ، وعِمامَةُ خَزٍّ. قال الزُّهريُّ: ما اتّخذ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قاضيًا، ولا أبو بَكْرٍ، ولا عُمَرُ، حتى قال عُمَرُ للسَّائبِ: لو رَوَّحْتَ عنِّي بعضَ الأمرِ. حتى كان عثمانُ. وفي "ثقات ابنِ حِبَّانَ"

(4)

: إنَّه كان على السُّوق أيّامَ عُمَرَ،

=ثنية الوداع الشامية، تقع في الشمال الغربي من المسجد النبوي بنحو ميل أو يزيد قليلًا، بالقرب من مجمع وقف الداودية الآن. انظر:"المعالم الأثيرة" ص: 80.

(1)

أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب: استعمال فضل وضوء الناس (187)، ومسلم، باب إثبات خاتم النبوة 4/ 1823 (110).

(2)

أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " 1/ 249، ورجاله ثقات، كما في "مجمع الزوائد" 9/ 409.

(3)

المِطْرَف: رداء مربع له أعلام. "لسان العرب ": طرف.

(4)

"الثقات" 3/ 172.

ص: 85

وكذا قالَ ابنُ عبد البرِّ

(1)

.

وسَبَقَهُما مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ، فقال

(2)

: استعْمَلَه عُمَرُ على سوقِ المدينةِ هو وسليمانَ بنَ أبي حَثمةَ، وعبدَ الله بنَ عتبةَ بنِ مسعودٍ.

مات سنةَ ثمانينَ فيما قالَه الهيثَمُ بنُ عَدِيٍّ وغيرُه، أو اثنتينِ وثمانينَ، أو إحدى وتسعينَ، كما للواقديِّ مُصرِّحًا بالمدينة، وأبي مُسهير، وجماعةٍ عن ثمانٍ، أو سبعٍ وثمانين، وعن الجُعَيْدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ: أنّه تُوفي سنةَ أربعٍ وتسعين، وذكرَه البخاريُّ

(3)

في فصلِ: مَن ماتَ ما بين التِسعينَ إلى المئة

(4)

. قال ابنُ أبي داودَ: وهو آخرُ مَن ماتَ بالمدينة من الصَّحابة، وهو في "التهذيب"

(5)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(6)

.

‌1339 - السَّائِبُ. رجلٌ مِن أهلٍ المدينةِ.

عن: أبي سعيدٍ الخُدريِّ، وعنه: أسماءُ بنُ عُبيدٍ، وهو في "التهذيب"

(7)

، وقالَ:

و المحفوظ

(8)

أنّه أبو السَّائِبِ مَولى هِشامِ بنِ زُهْرَةَ، وسيأتي.

(1)

"الاستيعاب" 2/ 144.

(2)

"نسب قريش"، ص:374.

(3)

في الأصل: ذكره الذهبي، وهو خطأ، والتصويب من "تهذيب التهذيب".

(4)

"التاريخ الأوسط" 1/ 353.

(5)

"تهذيب الكمال" 10/ 195، و"تهذيب التهذيب" 3/ 261.

(6)

" الإصابة " 3/ 26.

(7)

"تهذيب الكمال" 10/ 198، و "تهذيب التهذيب" 3/ 262.

(8)

في المخطوطة: في المحفوظ، والتصويب من "تهذيب الكمال".

ص: 86

‌1340 - سَبَأُ بنُ شُعَيْبٍ، اليَمَنِيُّ.

مُفْتي الحرَمَيْن، أَفْتى بحُضْرَةِ أحمدَ بنِ عُجَيلٍ

(1)

بجوازِ تَقديمِ طوافِ الوداعِ يَوْمَ النَّحرِ معَ طوافِ الإفاضةِ لمن عَزَمَ على النَّفْرِ من مِنى، وعَزَمَ على الذي أفتاه به على النَّفْرِ من مِنى مع أصحابه، مات بالمَهْجَمِ من اليَمَنِ سنةَ خمسٍ وستينَ وسِتِّ مئةٍ، وذكره الفاسيُّ بأطولَ

(2)

.

‌1341 - سِبَاعُ بنُ عُرْفُطةَ، الغِفاريُّ

(3)

.

صحابيٌّ، وَلّاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ حين خَرَجَ إلى خَيْبَرَ، قاله ابنُ حِبَّانَ في الأُولى

(4)

.

وهو في أوّلِ "الإصابةِ"

(5)

. ورَوى ابنُ خزيمة

(6)

، والبخاريُّ في "تاريخه الصغير"

(7)

، والطحاويُّ

(8)

من طريقِ خُثَيمِ بنِ عِراكٍ، عن أبيهِ، عن أبي هريرةَ قال: "قدِمتُ المدينةَ والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بخيبرَ وقد استَخلف على المدينة سِبَاعًا، فشهدنا معه الصُّبْحَ، وجَهَّزَنا، فأتينا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بخيبرَ. قالَ البخاريُّ

(9)

: ورواه وهيبٌ عن أبيه عن نَفَرٍ من قومِه قالوا:

(1)

لم أقف له على ترجمته.

(2)

"العقد الثمين" 4/ 510.

(3)

"الاستيعاب" 2/ 127.

(4)

"الثقات" 2/ 10.

(5)

"الإصابة" 2/ 13.

(6)

"صحيح ابن خزيمة" 2/ 120 (1038).

(7)

"التاريخ الصغير"، ص:43.

(8)

"شرح معاني الآثار" 1/ 183.

(9)

"التاريخ الأوسط" 1/ 18.

ص: 87

قَدِمَ أبو هريرةَ فذكر نحوَه. وقد وَصَلَهُ البيهقي في "الدلائلِ"

(1)

من طريقِ وُهيبٍ، وقالَ أبو حَاتِمٍ

(2)

: استَعمله النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على المدينةِ في غزو خيبرَ، وفي غزوة دُوْمَةِ الجَنْدَلِ.

‌1342 - سَبرَةُ بنُ مَعْبَدٍ، أو ابنُ عَوْسَجَةَ بنِ حَرْملةَ، الجُهنيُّ، المدنيُّ

(3)

.

صحابيٌّ، خَرَّجَ له مسلمٌ

(4)

وغيرُه، وكان رسولَ عليٍّ إلى معاويةَ من المدينةِ بعد مَقْتلِ عثمانَ، وذَكَرَهُ ابنُ سَعْدٍ

(5)

فيمن شَهِدَ الخَنْدَقَ فما بعدها.

رَوى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن عَمْروِ بنِ مُرَّةَ الجُهَنيِّ، على اختلافٍ فيه. وعنه: ابنُه الرَّبيعُ. وكان يَنْزِلُ [ذا] المَرْوَةِ

(6)

، مات في خلافة معاويةَ. في "التهذيب"

(7)

، وأَوّلِ "الإصابة"

(8)

، ولكن قد فَرَّقَ ابنُ حِبَّانَ

(9)

بين والدِ الرَّبيعِ، وبين سَبْرَةَ بنِ عَوْسَجَةَ النَّازِلِ في ذي المروة.

(1)

"دلائل النبوة" 4/ 198.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 312.

(3)

" الاستيعاب " 2/ 146.

(4)

كتاب النكاح، باب: نكاح المتعة، وبيان أنه أبيح ثم نسخ 2/ 1032 (1406).

(5)

"الطبقات الكبرى" 4/ 348.

(6)

ذو المروةِ: قريةٌ بوادي القُرَى. "معجم البلدان" 5/ 136.

(7)

"تهذيب الكمال" 10/ 203، و"تهذيب التهذيب" 3/ 264.

(8)

"الإصابة" 2/ 14.

(9)

"الثقات" 3/ 176.

ص: 88

‌1343 - سُبَيعُ بنُ حَاطِبِ بنِ [قَيْسِ]

(1)

بنِ هَيْشَةَ بنِ الحارِثِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ مُعاويةَ بنِ مالكِ بنِ عَوْفِ بنِ عَمْروِ بنِ عَوْفِ، الأنصارِيُّ، الأَوْسِيُّ

(2)

.

ذَكَرَهُ مُوسى بنُ عُقْبَةَ، وابنُ إسْحاقَ

(3)

فيمن شَهِدَ أُحدًا، واستُشهِد بها

(4)

، لكن عند موسى: سَبيق، بِقَافٍ بَدَلَ العِينِ، وحكى ابنُ هِشَامٍ فيه سُوَيبق، بالتصغير، وهو في "الرَوْضةِ الفِرْدَوْسِية": سَبْعٌ، بالتكبير، وقال: ماتَ بالمدينة.

‌1344 - سُبَيعُ بنُ مُهَنَّا الأكبرِ بنِ داودَ بنِ القاسِمِ بنِ عُبَيدِ الله، نَقِيبُ المدينةِ، الحسينيُّ

(5)

.

أخو حُسَيْنٍ أوّلِ امراءِ المدينةِ، كان سَيِّدًا عالمًا، فاضِلًا كامِلًا، شاعِرًا فَصيحًا، كذا رأيتُه في شجرةٍ لبَنِي حُسَيْن.

‌1345 - سُبيعُ بنُ نَصْرٍ، المُزَنِيُّ

(6)

.

صَحَابِيٌّ، قال عبدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ فيما رواه عُمَرُ بنُ شَبَّةَ

(7)

: لما قَدِمَ النَّاسُ المدينةَ وكثُروا بها قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللهُ رَجُلًا كفانا قَوْمَهُ ". فقامَ سَبِيعٌ فقال: مَنْ

(1)

ما بين المعقوفتين زيادة من "الإصابة"، و"الاستيعاب".

(2)

" الاستيعاب " 2/ 146، و"الإصابة" 2/ 15.

(3)

"سيرة ابن هشام" 3/ 88.

(4)

"أنساب الأشراف" للبلاذري 1/ 402.

(5)

لم أقف على ترجمته.

(6)

"الإصابة" 2/ 15.

(7)

في الأصل: عتبة، وما أثبته من "الإصابة". و الحديث غير موجود في القسم المطبوع من "أخبار المدينة"، لابن شبَّة.

ص: 89

كانَ هاهنا مِنْ مُزَيْنَةَ فَلْيَقُمْ. فقامت حتَى خفَّت المجالسُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"رَحِمَ اللهُ مُزَيْنَةَ". ثلاثَ مَرَاتِ.

- سَبيق.

مضى قريبًا في: سُبيع (1343).

‌1346 - سجِلٌّ.

كاتبُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قاله ابنُ عباسٍ فيما رَواه أبو داودَ

(1)

، والنسائيُّ

(2)

، وابنُ مَرْدَوَيْه، من طريقِ أبي الجَوْزاءِ عنه، وللنسائى

(3)

من وَجْهٍ آخرَ عن أبي الجَوْزاءِ عن ابنِ عباسِ في قوله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ}

(4)

قال: السِّجِلُّ هو الرَّجل. زاد ابنُ مَرْدَوَيْه: بالحبشية.

وعنده وكذا ابنُ مَنْدَه من طريق حَمْدانَ بنِ سعيدٍ -هو البغداديُّ- عن ابنِ نُمَيْرٍ عن نافعٍ عن ابنِ عُمَرَ قال: كانَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم كاتِبٌ يُقال له: السِّجِل؛ فأنزلَ اللهُ: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ} الآية. وهو حديث صحيحٌ، وغَفَلَ مَنْ زَعَمَ وَضْعَهُ

(5)

.

(1)

كتاب الخراج والأمارة، باب: في اتخاذ الكاتب (2928).

(2)

"السنن الكبرى" كتاب التفسير 11/ 187 (11272).

(3)

"السنن الكبرى" 11/ 187 (11273).

(4)

سورة الأنبياء: الآية 104.

(5)

هو الإمام ابن تيمية، كما نقله عنه ابن القيم في "حاشيتة على سنن أي داود" 8/ 110، والحافظ المزي، كما نقله عنه ابن كثير في "تفسيره" 3/ 174.

ص: 90

نَعَمْ وَرَدَ ما يخَالِفُهُ

(1)

، كما أوضَحَهُ شيخُنا في "الإصابة"

(2)

.

‌1347 - سَحْبَلٌ، واسمه: عبدُ الله بنُ محمَّد بنِ أبي يحيى: سَمْعان الأسلميُّ، المدنيُّ

(3)

.

أخو إبراهيمَ شيخِ الشَّافعيِّ، وهذا أسنُّ، وأوثَق، وطال عُمُره، ولكنَّه مُقِلٌّ، وخَرَّجَ له أبو داود

(4)

.

روى عن: أبي صالحٍ السَّمَّانِ، وسعيدِ بنِ أبي هِنْدٍ، وبُكَيرِ ابنِ الأَشَجّ، وأبي الأسودِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمن، وعدَّةٍ، وعنه: القَعْنَبِيُّ، وقُتَيبةُ، والواقِدِيُّ، وسفيانُ بنُ وَكِيعٍ، وغيرُهم. وَوَثَّقَهُ أحمدُ

(5)

، وابنُ مَعِينٍ

(6)

، وسيأتي في العبادلة.

‌1348 - سُحَيْمٌ، المَدَنِيُّ، مولى بَني زُهْرَةَ، القرَشيُّ

(7)

.

تابِعِيٌّ، يَروي عن: أبي هُرَيْرَةَ. وعنه: الزُّهريُّ، قاله ابنُ حِبَّانَ

(8)

في الثانيةِ. وذَكَرَ ابنُ شاهين في "الثقات

(9)

" أنَّ ابنَ عَمَّارٍ وَثَّقَهُ. وهو في "التهذيب"

(10)

، وفي

(1)

قال الطبري في "تفسيره" 17/ 100: وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال: السجل في هذا الموضع الصحيفة؛ لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب، ولا يُعرف لنبينا صلى الله عليه وسلم كاتب كان اسمه السجل، ولا في الملائكة ملك ذلك اسمه.

(2)

"الإصابة" 2/ 15.

(3)

"التاريخ الكبير" 5/ 188، و "تهذيب الكمال" 16/ 100.

(4)

شيخ أبي داود، وخرَّج له حديثً واحدًا في الصوم، باب: القول عند الإفطار (2349).

(5)

"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 203.

(6)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 189.

(7)

"التاريخ الكبير" 4/ 192، و" المعرفة والتاريخ " 1/ 417.

(8)

"الثقات" 4/ 343.

(9)

"تاريخ أسماء الثقات" 1/ 108.

(10)

"تهذيب الكمال" 10/ 207، و "تهذيب التهذيب" 3/ 266.

ص: 91

ثانيةِ ابن حِبَّانَ أيضًا.

‌1349 - سُحَيْمٌ، مولى أبي هُرَيرةَ

(1)

.

عن: أبي أيوبَ، وعنه: محمَّد بنُ أيوبَ، وأظنُّه هذا.

‌1350 - سُدَيْفُ بنُ مَيمونٍ، المكيُّ، الشَّاعرُ

(2)

.

حَدَّثَ عن: محمَّد بنِ عليٍّ البَاقِرِ، وعنه، حَنَانُ

(3)

بنُ سُدَيرٍ. كان غاليًا في [الرَّفْضِ]

(4)

، خَرَجَ مع محمَّد بنِ عبدِ الله بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنِ بنِ عَليًّ حينَ خَرَجَ بالمدينةِ، فَظَفَرَ به المنصورُ فَقَتَلَهُ، كما سيأَتي في محمَّدٍ. وكان سُدَيْفٌ قُبَيْلَ دَوْلةِ بني العبّاسِ، مائِلًا إليهم، ويُقرِّب دَوْلتَهم، ونَالَ بسببِ ذلك بلاءً شديدًا؛ مِنْ ضَرْبٍ وَسِجْنٍ بِفِعْلِ الوَليد بنِ عُرْوَةَ السَّعْدِيِّ

(5)

عامِلِ مَكَّةَ لمَرْوانَ؛ فلما قَدِمَ داودُ بنُ عَلِيٍّ عليها لابنِ أخيه أبي العبّاسِ السفّاحِ أَطْلقَه، وخَطَبَ سُدَيْفٌ بين يديهِ خُطْبَةً مَدَحَ فيها بَنِي العبّاسِ، ولكن قتلَهُ المَنْصورُ في سنةِ سبعٍ أو ثمانٍ، أو تسعٍ وأربعينَ ومئة، لقوله فيه

(6)

:

(1)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 189، و"التاريخ الكبير" 4/ 192.

(2)

"الضعفاء الكبير" للعقيلي 2/ 180، و "الوافي" 15/ 125، و"لسان الميزان" 4/ 18.

(3)

في الأصل: حبان، و ما أثبتُّه هو الصواب، كما في "الميزان "، وغيره.

(4)

ما بين المعقوفتين من "لسان الميزان "، وفي الأصل: الغرض، وهو تحريف.

(5)

انظر طرفًا من أخباره في "تاريخ مدينة دمشق" 63/ 216.

(6)

البيت في "الضعفاء الكبير" 2/ 181، و"تاريخ دمشق" 20/ 151:

أسرفتَ في قتلِ البريَّةِ جاهدا

فاكففْ يديكَ أظلَّها مَهْدِيُّها

وبعده: فلتأتينَّكَ غارةً حَسَنِيةً

جرَّارةً يَحْتَثُّها حسَنيُّها

ص: 92

أَسرَفتَ في قَتْلِ الرَّعِية ظالمًا

فاكفْفْ يديك إِخالها مَهْدِيُّها

طَوَّلَه الفاسيُّ في "مكَّةَ"

(1)

، وهو في "الميزان"

(2)

وغيرِه.

‌1351 - سُراقةُ بنُ مالكِ بنِ جُعْشُمٍ، أبو سُفْيانَ، الكِنَانِيُّ، المُدْلجيُّ، المَكيُّ، الصَّحابيُّ

(3)

.

صاحبُ القِصَّةِ التي في الهِجرة، وخَرَّجَ له البخاريُّ

(4)

وغيرُه، وكان يَسْكن قُدَيدًا

(5)

، ويقال: إنه تُوُفِّيَ بعد مَقْتَلِ عُثْمانَ بعامَيْن، أو في سنةِ أربعٍ وعشرينَ.

قالَ ابنُ عبد البرِّ

(6)

: كان يَنْزِلُ قُدَيْدًا، يُعدُّ في أَهْلِ المدينةِ، ويُقال: إنه سَكَنَ مَكّةَ. وذَكَرَهُ في المَكِّيينَ مُسلمٌ

(7)

.

روى عنه: مِن الصحابةِ ابنُ عبّاسٍ، وجابِرٌ، ثم ابنُه محمَّد، وسعيدُ بنُ المُسيِّبِ، وهو في "التهذيب"

(8)

، و"الإصابة"

(9)

، والفاسي

(10)

مُطَوَّلٌ.

(1)

"العقد الثمين" 4/ 513 - 522.

(2)

"ميزان الاعتدال" 2/ 115.

(3)

"طبقات خليفة" 34، و" المعرفة والتاريخ " 1/ 240.

(4)

أبواب العمرة، باب: عمرة التنعيم (1785).

(5)

قُديد: وادٍ كبيرٌ بين خُليص وعسفان، يقطع طريق مكة المدينة القديم، يبعد عن مكة مسافة 150 كم، لا يزال معروفًا بهذا الاسم. "معجم معالم الحجاز" 6/ 96.

(6)

"الاستيعاب" 2/ 148.

(7)

"الطبقات" 1/ 165 (218).

(8)

"تهذيب الكمال" 10/ 214، و "تهذيب التهذيب" 3/ 268.

(9)

"الإصابة" 2/ 19.

(10)

"العقد الثمين" 4/ 523 - 526.

ص: 93

‌1352 - سُرُورٌ طَربَاي

(1)

.

ورأيت مَنْ كَتَبَهُ: تمرباي. من إخوةِ جوهرٍ القنقبائي الرُّوميِّ. وَلِيَ مَشْيَخَةَ الخدَّامِ بالمدينةِ بعدَ عَزْلِ فارِسٍ الأشْرفيِّ، في سنةِ أربعٍ وخمسينَ، واستمرَّ فيها مدَّةً حتَّى ماتَ بها في صفرَ سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ، ودُفِنَ بها، وكان محمودَ السِّيرةِ، فيه كَرَمٌ وخَيْرٌ، وتَرْبِيَةٌ للأيتامِ، مع سُهولةٍ ورِفْقٍ، واستَقرَّ بعده مَرْجَان التَّقوي.

‌1353 - سُرُورٌ الخَالِصِيُّ.

له ذِكرٌ في سَيِّدِه: خالِص البهائي.

‌1354 - سُرُورٌ الشِّبْلِيُّ.

أحدُ الخُدّامِ، شَهِدَ في سنةِ إحدى وثمانينَ وسبعِ مئةٍ.

‌1355 - سُرُورٌ العَزيزيُّ.

مُعْتَقُ دينارٍ، مُعْتَقُ عَزِيزِ الدِّينِ رَيْحانَ العزيزيِّ. ذكرهُ ابنُ صالِح.

‌1356 - السَّريُّ بنُ عبدِ الرَّحمن، المدَنيُّ

(2)

.

يَروي عن: عَبّادِ بنِ حمزةَ بنِ عبدِ الله بنِ الزُّبير بنِ العَوَّامِ.

‌1357 - السَرِيُّ بنُ مِسكينٍ، المدَنيُّ

(3)

.

(1)

" الضوء اللامع" 3/ 246، و" بدائع الزهور" 3/ 21، و "تاريخ أمراء المدينة المنورة "ص 311.

(2)

"التاريخ الكبير" 4/ 175.

(3)

"الكاشف" 1/ 427 (1813).

ص: 94

مِن أهلها. يَرْوي عن: ابنِ أبي ذِئْبٍ، وعنه: الزُّبيرُ بنُ بَكَّارِ. مُسْتقيمُ الحديثِ، قاله ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاتهِ"

(1)

.

ومِن شيوخهِ أيضًا: ذوَّادُ بنُ عُلْبَةَ، وابنُ أبي حَازِمٍ.

ومِنْ الرواة عنه: إسحاقُ بنُ موسى الأنصاريُّ، وجعفرُ بنُ مُسَافرٍ، وهو في "التهذيب"

(2)

.

‌1358 - سَعادَةُ المغربيُّ

(3)

.

قال ابنُ فرحونٍ

(4)

: هو شيخٌ لنا عظيمُ القَدْرِ، كاشفٌ لأسرارِ

(5)

الحقيقةِ

(6)

، كانت إقامتُه بالحَرَمينِ يترددُّ عليهما، واشتُهرَ في زمانِهِ بين إخوانهِ أنّه من أربابِ الخطوة، وممّن تُطْوى له الأرضُ

(7)

، وأنّه كان يَتَأَهَّبُ لصلاةِ الجُمعةِ بمكَّة؛

(1)

"الثقات" 8/ 301.

(2)

"تهذيب الكمال" 10/ 231، و"تهذيب التهذيب" 3/ 272.

(3)

"العقد الثمين" 4/ 530.

(4)

"نصيحة المشاور" ص 107.

(5)

في المخطوطة: الأسرار.

(6)

لقد جعل الله الدينَ حجةً على الخلق جميعًا، والسنة مبينة وموضحة لكتاب الله عز وجل، وليس في الدين أسرارٌ يختَصُّ بها بعض الناس دون غيرهم.

(7)

مصطلح أهل الخطوة مصطلح صوفي، حيث يرى بعضهم أن في مقدور الولي الطيران في الهواء، والمشي على الماء، وقطع المسافات الشاسعة في وقت وجيز. وأمَّا طيُّ الأرض ليلًا، ففي "سنن أبي داود"، و "المستدرك" عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالدُّلجة؛ فإنَّ الأرض تُطوى بالليل للمسافر "، واختلف في وصله و إرساله.

ص: 95

فيُرى في المدينةِ يُصَلِّيها، ثم يرجِعُ فربما أدركَ الصلاةَ، ورُبما يوافِقُ دخولُه المسجدَ خُروجَ النَّاسِ مِنَ الصّلاةِ، فيُقال له: يا سَيّدي فاتتْك الجُمُعةُ، فيقول: نُصَلِّيها إنْ شاء الله. يُريد الجمعةَ المُستقبَلَة. وخَرَجَ معه خادِمُه مرَّة، فقال له لما قرُبا من المدينة: يا سَيّدي لو سألني بعضُ الفُقراءِ عن مدَّةِ سَفَرِنا، فما يكون جوابي؟ فقال له: اكتُم ما رَأَيْتَ ولا تَقُلْ إلا حَقًا. فلما دَخَلا المدينةَ سَلَّمَ عليهِما الفُقراء، وقالوا للخادِم: متى خرجْتم من مكّةَ؟ قال: يومُ الجُمعة. وتخلَّصَ منهم بذلك، فَكَتَمَ الحالَ وصَدَقَ في المَقال. وله حِكاياتٌ غريبةٌ في خُروجِه من بَلَد المَغْرِبِ وَوُصوله إلى الحرمينِ مِنْ هذا النَّوْعِ شاهَدَها مَنْ لا يُتَّهَم، وحكاها عنه مَن له في المُجاهَدة قَدَمٌ، وحالٌ، وكذا حِكاياتُهُ مَشْهورَة عندَ أَهْلِ مَكّة، وكانت أَكْثَرُ إقامتِهِ فيها بِرِباطِ المُوَفَّقِ، وإذا قَدِمَ المدينةَ احتَفَلَ الجماعةُ به، وتَبَرَّكُوا بِدُعائِهِ وَبِكَلامِهِ، ماتَ بِمَكّةَ سَنَةَ ثَلاثينَ وَسَبْعِ مئة، وَتَبِعَهُ الفاسِيُّ في "مكّة"

(1)

.

وذَكَره ابنُ صالِحٍ، فقالَ: كانَ صالحًا مُتعَبِّدًا مَشهورًا، من المَغَارِبَةِ المُتَرَدِّدينَ بَيْن الحَرمين، وَنَقَلَ عنه حِكَايَةً عن أبي عبدِ اللهِ القَصْرِيِّ.

‌1359 - سَعْدَانُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ جابِرٍ، مَوْلى بَني عَامِرِ بنِ لُؤَيٍّ

(2)

.

تابِعِيٌ مِنْ أَهْلِ المدينة، يَرْوي عن: أَنَسٍ. وعنه: ابنُه محمَّد، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثِقاته"

(3)

.

(1)

العقد الثمين" 4/ 531.

(2)

"التاريخ الكبير" 4/ 196.

(3)

"الثقات" 4/ 344.

ص: 96

‌1360 - سَعْدُ الله بنُ عُمَرَ بنِ محمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ محمَّدٍ، سَعْدُ الدِّينِ، أبو السَّعاداتِ، الإسْفَرايَينيُّ، الشَّافعيُّ

(1)

.

ممّن جاورَ بالمدينةِ دُون خَمْسِ سِنينَ كما سيأتي.

وكان قد سَمِعَ "الشِّفاءَ" على أبي الرَّبيعِ سُلَيْمانَ بنِ عبدِ الحكيمِ بنِ عبدِ الحليمِ بنِ يوسفَ، الغُماريِّ، المالكيِّ، في رمضانَ سنةَ ستٍّ وأربعينَ وسَبعِ مئة بدِمَشْقَ، وكذا سَمِعَ "ابنَ ماجَه" على الزَّيتاويِّ

(2)

، و"أبا داودَ" على البَدْرِ أبي العبّاسِ ابنِ الزَّقَّاق

(3)

، وإبراهيمَ بنِ محمَّد بنِ يونُسَ بنِ مَنْصورٍ القَوّاسِ

(4)

، وبَعْضَه على ابنِ أُمَيْلَةَ، قالوا: أَنَا

(5)

بهِ الفَخْرُ

(6)

، فَقَرَأَ عليه بالمدينة "الشِّفاءَ" النُّورُ عليُّ بنُ محمَّد بنِ موسى، المَحَلِّيُّ، سِبْطُ الزُّبَيْرِ، في جُمادى الآخرةِ سنةَ إحدى وثمانينَ وسبع مئة بدارِ

(1)

"ذيل التقييد" 2/ 4، و"العقد الثمين" 4/ 531، وقال: بلغني أنه مات سنة 786، بمكة.

(2)

هو: برهانُ الدِّين، إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ، أبو العباس، الزَّيتاويُّ، النابلسيُّ، المتوفى سنة 772 هـ. "الذيل على العبر" 2/ 321، و"وفيات ابن رافع" 2/ 376.

(3)

أحمدُ بنُ محمَّد بنِ أحمدَ، المعروفُ بابنِ الزقَّاق، وبابن الجُوخي، عالمٌ بالحديث، سمع على زينب بنت مكي، وغيرها، توفي سنة 764 بدمشق. " ذيل التقييد" 1/ 372، و"الدرر الكامنة" 1/ 265.

(4)

إبراهيمُ القوَّاسُ، برهانُ الدِّينِ الدِّمشقيُّ، عالم بالحديث، قرأ على الفخر ابن البخاري، مات بدمشق سنة 761 هـ. "الوفيات" لابن رافع 2/ 233، و"الدرر الكامنة" 1/ 72.

(5)

أنا مختصر: أخبرنا.

(6)

الفخر عليُّ بنُ أحمدَ، ابنُ البخاريِّ، الصالحيُّ، مسند الدنيا، توفي سنة 690 هـ. "معجم الشيوخ" للذهبي 2/ 13، و"الدليل الشافي" 1/ 449، و"ذيل التقييد" 2/ 178.

ص: 97

عثمانَ بنِ عَفانَ المشهورة برباطِ دكالةَ، وبها بَعْدَ ذلك سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ "ابنَ ماجه" الجمالُ الكازَرُونيُّ، وبها قَبْلَهما "أبا داودَ" في سنةِ تسعٍ وسبعينَ غيرُهما، وسَمِعَه الكازَرُونيُّ، فهذه نَحْوُ خَمْسِ سِنينَ بالمدينة، والظاهرُ تَوَالِيها، وله:"زُبْدَةُ الأعمالِ وخُلاصَةُ الأَفْعال في فَضْلِ الحَرَمين الشَّريفين"

(1)

. قَرَأَهُ عليه سِبْطُ الزُّبَيرِ.

‌1361 - سَعْدُ بنُ إبراهيمَ بنِ سَعْدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ عَوْفٍ، أبو إسحاقَ، الزُّهْريُّ

(2)

.

أخو يعقوبَ

(3)

الآتي، وهذا أَسَنُّ. روى عن: أبيه، وابنِ أبي ذِئْبٍ، وغيرِهما. وعنه: ابْناه عبدُ الله، وعُبَيدُ اللهِ، وأحمدُ بنُ حنبل، وخَلَفُ بنُ سالِمٍ، وآخرون.

قالَ أحمدُ

(4)

: لم يَكن به بَأْسٌ، وكان يعقوبُ أَقْرَأَ للكتبِ منه، وعند سَعْدٍ شَيْءٌ لم يَسْمَعْهُ يَعْقُوبُ.

وقالَ ابنُ مَعِينٍ

(5)

: ثِقةٌ ولم أَسْمَع منه شيئًا. وقالَ العِجْلِيُّ

(6)

: لا بأسَ به، كان على قضاءِ واسِط. وكذا قالَ ابْنُ سَعْدٍ

(7)

: وَلِيَ قَضاءَ واسِط في خلافةِ هارونَ، ثمَّ قضاءَ

(1)

وقد طبع مؤخرًا.

(2)

ترجمته في: "تاريخ بغداد" 9/ 123، و "سير أعلام النبلاء" 5/ 418.

(3)

ترجمته في القسم المفقود من الكتاب.

(4)

" العلل ومعرفة الرجال " 1/ 297، 2/ 287.

(5)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 190.

(6)

"معرفة الثقات" 1/ 388.

(7)

"الطبقات الكبرى" 7/ 343

ص: 98

عَسْكَرِ المَهْدِيِّ في خلافةِ المأمونِ، ثمّ قضاءَ عَسْكَرِ الحسَنِ بنِ سَهْلٍ بفم الصلح، وَتُوُفِّيَ بالمُباركِ

(1)

سنةَ إحدى ومائتينِ عن ثلاثٍ وستينَ، وكان ثقةً، وله أحاديث. وقالَ الذُّهليُّ

(2)

: مات قَبْل أن يَكْتُبَ عنه كبيرُ أحد.

وقالَ العُقَيْلي [في]

(3)

أحمدَ بنِ سَعْدِ بنِ إبْراهيمَ هذا: مِنْ ثِقاتِ المسلمينَ، وأبوه وأَهْلُ بيتِه كُلُّهم ثِقاتٌ. وهو في "التهذيب"

(4)

.

‌1362 - سَعْدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ عَوْفٍ، أبو إسحاقَ، وأبو إبراهيمَ، الزُّهريُّ، القُرَشيُّ، المدَنيُّ

(5)

.

قاضيها زَمَنَ القاسِمِ بنِ محمَّد التّابِعِيِّ، وأُمُّهُ أُمُّ كلثومٍ ابنةُ سَعْدِ بنِ أبي وَقّاصٍ، ذَكَرَهُ مُسلمٌ

(6)

في رابعةِ تابعيِّ المدنيينَ، يَرْوِي عن: أبيه وخالَيْهِ إبراهيمَ وعامِرٍ ابْنَيْ سَعْدٍ، وعَمَّيْهِ حُمَيْدٍ وأبي سَلَمَةَ، وعبدِ اللهِ بنِ جَعْفَرَ، وأَنَسِ بنِ مالِكٍ، وعبدِ اللهِ بنِ شَدّادِ بنِ الهادِ، وأبي أمامةَ بنِ سَهْلٍ، وحَفْصِ بنِ عاصِمٍ.

(1)

نهر بالبصرة. "معجم البلدان" 1/ 60.

(2)

محمَّد بنُ يحيى الذُّهليُّ، الحافظ، من أئمة المحدثين، جمعَ علمَ الزُّهريِّ، وصنَّفه، وجوَّده، توفي سنة 258 هـ، وصلى عليه أميرُ خراسان محمَّد بن طاهر. "تاريخ بغداد" 3/ 415، و "سير أعلام النبلاء" 12/ 273.

(3)

ما بين المعقوفتين من "تهذيب التهذيب" 3/ 274، وفي الأصل: و.

ولم أجده في "الضعفاء الكبير"، للعقيلي.

(4)

"تهذيب الكمال" 10/ 238، و"تهذيب التهذيب" 3/ 274.

(5)

"تاريخ خليفة" 334، و"التاريخ الصغير" 1/ 117، 185.

(6)

"الطبقات" 1/ 262 (1012).

ص: 99

وبروايتِه عن ابنِ جَعْفَرٍ المُخَرَّجة في "الصحيحينِ"

(1)

، وعن أنسٍ وغيرِهما مِنَ الصّحابةِ يُتَعَقَّبُ قَوْلُ ابنِ المَدِينِيِّ: لَمْ يَلْقَ أَحَدًا مِنَ الصَّحابة، وَصَحَّ أَنَّهُ رَأَى ابنَ عُمَرَ. وعنه: ابنُهُ إبْراهيمُ، وشُعْبَةُ، ومِسْعَرٌ، وَالسُّفْيانان، وأبو عَوَانةَ، وابنُ عَجْلان، وطائِفةٌ. ولَمْ يَكُنْ -كما قال ابنُ المَدِينِيِّ- يحدِّثُ بالمدينة، كأنّه ورعًا؛ فلذا لم يَكْتُبْ عنه مالكٌ، وسَماعُ شُعْبَةَ والثَّوريِّ منه بواسطة، وابنِ عُيَيْنَةَ بمكّة. وكان يقول: يا أهلَ مكّةَ إنّكم تُحِلُّون الزِّنا. يعني: عارِيَةَ الفَرْجِ والمُتْعَةَ.

قالَ ابنُه إبراهيمُ

(2)

: أدركتُ أبي وله عمائم لا أَحْفَظُ عَدَدَها، وكان يَعْتَمُّ ويُعَمِّمُني وأنا صَغيرٌ، وَسَرَدَ الصَوْمَ أَرْبَعين سَنَة

(3)

.

وقالَ غيرُه: إنَّه كان من قُضاةِ العَدْلِ يَقْضي في المسجد، ويصومُ الدَّهْرَ، ويَخْتِمُ القُرآن كلَّ يوْمٍ ولَيْلةٍ أو لَيْلتَين

(4)

، ولا تَأْخُذُه في اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، ويقول: لا ويُحَدِّثُ

(1)

أخرجه البخاري في الأطعمة، باب: الرطب بالقثاء (5440)، ومسلم في كتاب الأشربة، باب: أكل القثاء بالرطب 3/ 1616 (2043).

(2)

"طبقات ابن سعد" 1/ 205.

(3)

سرد الصوم أربعين سنة ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقد صح عنه قوله: "أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ". رواه البخاري، وفيه أيضًا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"صُمْ يَومًا وَأفْطِرْ يَومًا، فَذلِكَ صِيَامُ دَاوُد صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ أعْدَلُ الصيام ".

(4)

ختمُ القرآن كلَّ يوم وليلة أو ليلتين خلافُ ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم، وفي "المسند" لأحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرأ القرآن في كل شهر، اقرأه في خمس وعشرين، اقرأه في عشرين، اقرأه في خمس عشرة، اقرأه في سبعٍ، لا يفقهه مَن يقرؤه في أقل من ثلاث ".

ص: 100

عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إلا الثقات. وقال الساجِيُّ: ثقةٌ أَجْمَعَ أهلُ العِلْمِ على صِدْقهِ والرِّوايةِ عنه إلا مالكًا، وقد رَوى مالكٌ عن عبدِ الله بنِ إدْريسَ عن شُعْبَةَ عنه؛ فصَحَّ باتّفاقهم أنّه حُجَّةٌ، ويقال: إن سَعْدًا وَعَظً مالِكًا، فَوَجَدَ عليه فلم يَرْوِ عنه، حدّثني أحمدُ بنُ محمَّدٍ: سَمِعتُ أحمدَ بنَ حنبل يقول: سَعْدٌ ثقةٌ؛ فقيل له: إنَّ مالكًا لا يُحدّث عنه. فقال: مَنْ يَلْتَفِتْ إلى هذا؟ سَعْدٌ ثقةٌ رجلٌ صالحٌ.

وثنا أحمدُ بنُ محمَّدٍ سَمِعت المُعَيْطِيَّ يقول لابنِ مَعِينٍ: كان مالكٌ يَتكلَّمُ في سَعْدٍ سيدٍ مِنْ ساداتِ قُرَيْشٍ، ويَرْوي عن ثَوْرٍ وداودَ بنِ الحُصينِ خارِجِيَّيْن خَبِيثَيْن؟.

قالَ الساجِيُّ: ومالكٌ إنما تَرَكَ الرِّوايةَ عنه، فأمّا أن يكون تَكَلَّم فيه فلا أَحْفَظُه، وقد رَوى عنه الثقات والأئمةُ، وكان دَيِّنًا عَفيفًا.

وقالَ أحمدُ ابنُ البرقيِّ: سألتُ يحيى عن قولِ بعضِ النَّاسِ في سَعْدٍ: إنه كان يَرى القَدَرَ، وتَرَكَ مالكٌ الروايةَ عنه؛ فقال: إنّه لم يكن يَرَى القَدَرَ، وإنما تَرك مالكٌ الروايةَ عنه؛ لأنّه تَكَلَّم في نسبِ مالكٍ، فكان مالكٌ لا يَرْوي عنه، وهو ثَبْتٌ لا شكَّ فيه، مات سنةَ خمسٍ أو ستٍ أو سبعٍ وعشرينَ ومئة عن اثنتين وسبعين سنة. وهو في " التهذيب"

(1)

.

‌1363 - سَعْدُ بنُ إسحاقَ بنِ كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ، السَّالميُّ، الأنصاريُّ

(2)

.

حليفُ بَني سالمٍ مِنَ الأنصار، المدنَيُّ، مِن أهلها، والآتي عَمّه عبدُ المَلِكِ، يَرْوي

(1)

"تهذيب الكمال" 10/ 240، و"تهذيب التهذيب" 3/ 275.

(2)

" المعرفة والتاريخ " 1/ 388، و "تاريخ خليفة"419.

ص: 101

عن: أبيه، وعمَّته زينب، وعن عَمِّه عبدِ الملكِ، وأنسِ بنِ مالكِ، وأبي سعيدٍ المَقْبُرِيِّ. وعنه: الثَّوريُّ، وشُعْبَةُ، ومالكٌ، ويحيى القطَّانُ، وأبو ضَمْرَةَ، وآخرون. وَثَّقه ابنُ مَعِينٍ، والنَّسائيُّ، والدَّارَقُطْنِيُّ، وابنُ سَعْدٍ

(1)

، وصالحٌ جَزرةُ، وابنُ حِبَّانَ

(2)

، وقالَ أبو حَاتِمٍ

(3)

: صالحٌ. وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ

(4)

: ثقةٌ لا يُخْتَلَفُ فيه، وقد مضى في إسحاقَ بنِ سَعْدِ بنِ كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ ما يجيء هنا، وماتَ قبلَ خروجِ محمَّد بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ، قيل: في سنةِ أربعينَ ومئة. وَأَرَّخَه ابنُ سَعْدٍ بعد سنةِ أربعين، وهو في "التهذيب"

(5)

.

‌1364 - سَعْدُ بنُ ثابِتِ بنِ جَمّازِ بنِ شِيحَةَ -وباقي نَسَبُهُ في جَدِّهِ- الحُسَيْنِيُّ

(6)

.

أحدُ أُمراءِ المدينةِ

(7)

، وَلِيَها في سنةِ خمسينَ وسبعِ مئةٍ بعد طُفَيلِ بنِ مَنْصورٍ الآتي، ودخلَها في ذي الحجَّةِ منها، وبدأَ بِمَنع آلِ سِنان ونحوِهم

(8)

من التَّعَرُّضِ للأحكامِ وعَقْدِ الأَنْكِحَةِ، وغيرِها، وَرَدَّ الأمرَ جَميعَه لأهلِ السُّنّةِ تَقَرُّبًا لقلوبِ

(1)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:362.

(2)

"الثقات" 6/ 375.

(3)

"الجرح والتعديل" 4/ 80.

(4)

"التمهيد" 21/ 26.

(5)

"تهذيب الكمال" 10/ 248، و"تهذيب التهذيب" 3/ 277.

(6)

"الدرر الكامنة" 2/ 134.

(7)

على الهامش في المخطوط تعليق غير واضح.

(8)

كانوا من الشيعة الإمامية. "المغانم" 3/ 1209.

ص: 102

السَّلْطَنَةِ بإظهارِها وإخمادِ البِدَعِ، وأَمَرَ بالنِّداءِ بالمدينةِ في ثامن عشرَ ذي الحجةِ منها أن لا يَحْكُمَ مع القاضي شَمْسِ الدِّينِ ابنِ السَبْعِ غيرُه، ومَنْ تَعَرَّضَ لذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نفسَه، فَمِن يومئذٍ انقطعَ أمرُهم ونَهيُهم بالكلّية، وظهر أمرُ السُّنةِ، واجْتَمعت الكلمةُ، وَوَجَدْنا على الحقِّ أعواناً.

ثُمَّ إنَّ الأميرَ مَنَعَ أيضًا أن يدخلوا معه الحُجرةَ إذا أرادَ الزِّيارةَ، وأقام مُقامَهم الفقيهَ بُرْهانَ الدِّينِ إبراهيمَ بنَ عبدِ الله المُؤَذِّن، وصاروا كما قال الله:{فَوَقَعَ الْحَقُّ}

(1)

الآية. وابتدأَ في عَمَلِ الجنْدَقِ الذَي حَولَ سُورَ المدينة، ولَمْ يَلْبَثْ أن مات بعد سَنَةٍ ونحوِ أربعةِ أشهرٍ من جُرْحٍ أصابه في معركةٍ ثامنَ عشرَ ربيع الآخِرِ سنةَ اثنتين قَبْلَ إكمالِ السّورِ، فأكمله ابنُ عَمّهِ فَضْلُ بنُ قاسمِ بنِ جَمّازٍ المُسْتَقِرُّ بَعْدَه. وكان في دولتهِ من أحسنِ الأمراءِ سيرَةً، شُجاعًا وافرَ الحِشْمَة، ناصرًا للسُّنَّة، قامِعًا للبِدْعَة، مُتَخَلَّقًا بذلك، مُسْتَجْلِبًا به رضى السَّلْطَنَةِ. قاله ابنُ فَرْحون

(2)

.

وذكره المَجْدُ

(3)

، فقال: كانَ أميرًا كبيرَ الشَان، عَظيمَ الاعْتِشانِ

(4)

، وقد صانَ الله شَأْنَه عما شانَ، وهو أوّلُ مَنْ قَمَعَ اللهُ به البِدعةَ وأَرْكانَها، وَرَفَعَ به قواعدَ السُّنَّةِ وبُنْيانَها، ولما اسْتَقَرَّ في الولايةِ بَدَأَ أوّلاً بمنعِ آلِ سِنان وغيرِهم مِنَ الإماميةِ مِنْ التَّعَرُّضِ للأحكامِ الشَّرْعيةِ، وعُقودِ أَنْكِحةِ الرَّعِيَّةِ، وَرَدَّ الأمرَ بِأَسْرِهِ إلى أهلِ

(1)

سورة الأعراف: 118.

(2)

"نصيحة المشاور" ص 258.

(3)

"المغانم المطابة " 3/ 1208.

(4)

اعتشن: قال برأيه. "القاموس": عشن.

ص: 103

السُّنَّةِ، وأزالَ بِبَأْسِهِ عن مخُالفيهِ المَنَّ والمُنَّة

(1)

، وأَخْمَدَ نارَ الشِّيعَةِ وَأَطْفَأَها، وقَلَبَ قدرَ قِدرِهِم على مَسْكَنَةِ

(2)

الذِّلّةِ وأَكْفَأَها، ونادى في المدينة وأسْواقِها جِهارًا نَهارًا، أن لا يَحْكُمَ في المدينة إلا القاضي الشافعيّ، ومَنْ فَعَلَ فقد وَطِئَ جُرُفًا مُنْهارًا، فَبَطَلَ بالكُلِّيةِ أَمْرُهم ونَهيهُم، وظَهَرَ على الكُلِّيةِ وَهْنُهم. وَوَهْيُهم، ثمَّ إنَه مَنَعَ قُضَاةَ الشَّيعَةِ أنْ يَدْخُلوا معه الحُجْرَةَ الشَّريفَةَ، وعَين إبراهيمَ بنَ عبدِ الله المُؤَذِّنَ في هذه الوَظيفةِ، فكان يَدْخُلُ أَمامَه ويُوَاصِلُ أَنْغَامَه، ويُبَلِّغُ خَيْرَ العالمِين صَلاتَه وسلامَه، ثمَّ يَأتي بالشَّريفِ ومَنْ معه إلى الشَّريفينِ المقَدَّمَين، والسَّيِّدَين المعَظَّمَين، مُزْدَلفين إليهما مُسلِّمَينِ عليهما، وإبراهيمُ رافعٌ عَقِيرَتَه بالتَّسْليم، والشَّريفُ وَرَاءه في وَقَارٍ وخُشُوعٍ عَظيمٍ. وهو في "الدُّرَرِ" لِشَيْخِنا

(3)

.

- سَعْدُ بنُ أبي حُميدٍ.

في: ابنِ المُنْذِرِ بنِ أبي حُميد. (1394)

‌1365 - سَعْدُ بنُ خَارِجَةَ بنِ سَعْدِ بنِ أبي زُهيرٍ، الأَنْصارِيُّ

(4)

.

أخو زيدٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدِ هو وأبوه؛ فَرَوَى ابنُ مَنْدَه من طَرِيقِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ قال: كان شاب مِنْ سَراةِ شَبَابِ الأنْصارِ وخِيارِهِم يُقال له: زَيْدُ بنُ خارِجَةَ، وكان أبوه وأخوه سَعْدُ بنُ خارِجَةَ أُصِيبَا يَوْمَ أُحُد، وأنّه تَكَلَّمَ بعد مَوْتِهِ، فَذَكَرَ

(1)

المُنَّة: القوَّةُ. "القاموس": منن.

(2)

غير واضحة في الأصل.

(3)

"الدرر الكامنة " 2/ 134.

(4)

"أسد الغابة" 2/ 343.

ص: 104

القِصَّةَ. وَرَواه أبو نُعَيْمٍ بِطولِهِ

(1)

، وفيها قال: يا عبدَ اللهِ بنَ رَوَاحَةَ

(2)

هل أَحْسَسْتَ

(3)

لي خارِجَةَ وَسَعْدًا. وكذا رُويناها مُطَوَّلَة في الحادي عَشَرَ مِنْ "أَمَالِي المحَامليِّ الأَصْبَهَانِيَة"، وفي غَيْرِها

(4)

، وَذَكَرَه شَيْخُنَا في "الإصابة"

(5)

، وقد مضى أبوه خارِجةُ.

‌1366 - سَعْدُ بنُ خَوْليٍّ الكَلْبِيُّ

(6)

.

مَوْلَى حاطِبِ بنِ أبي بَلْتَعَةَ، صحابيٌّ شَهِدَ بَدْراَ مع مولاه، واستُشهِد بأُحُدٍ.

قاله الكَلْبِيُّ

(7)

والبلاذريُّ

(8)

.

وقيل: إنَّه من المهاجرين، وبه جَزَمَ أبو نُعَيْمٍ

(9)

، وفَرَّقَ بينهما غيرُه، وأَيَّدَ شيخُنا في أوَّلَ "الإصابة"

(10)

.

‌1367 - سَعْدُ بنُ خَيْثَمَةَ بنِ الحارِثِ بنِ مالك بنِ كَعْبِ بنِ النَّحاطِ -بالنون

(1)

" معرفة الصحابة" 3/ 1269.

(2)

في الأصل: حوالة، وفي المطبوع من "الإصابة" خولة، وما أثبته من "معرفة الصحابة" لأبي نعيم.

(3)

في الأصل: احتسبت، والمثبت من معرفة الصحابة.

(4)

كابن أبي الدنيا في كتابه: "من عاش بعد الموت "، ص 14.

(5)

"الإصابة" 2/ 24.

(6)

"الطبقات الكبرى" لابن سعد 3/ 115.

(7)

ذكره في "نسب معد" 2/ 617، ولم يذكر استشهاده في أحد.

(8)

" أنساب الأشراف" 1/ 230. 405.

(9)

"معرفة الصحابة" 3/ 1281.

(10)

"الإصابة" 3/ 54.

ص: 105

والمهملة- ابنِ كعْبِ بنِ حارِثةَ، أبو خَيْثَمَةَ الأنْصاريُّ، الأَوْسِيُّ

(1)

.

أَحَدُ الصّحابةِ والنُّقباءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ، والماضي أبوه. قالَ ابنُ إسحاقَ في "المغازي"

(2)

: نَزَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقُباءَ على كلثومِ بنِ الِهدمِ، وكان إذا خَرَجَ منه جَلَسَ للنّاسِ في بَيْتِ سعْدِ بنِ خَيْثَمَةَ، وكان يقال له: بَيْتُ العُزَّابِ. قال: واستُشهِد سَعْدٌ يومَ بَدْرٍ

(3)

.

‌1368 - سَعْدُ بنُ أبي رافِعٍ

(4)

.

صحابيٌّ، عادَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال له

(5)

: "إنك مَفْؤودٌ

(6)

. ائْت الحارثَ بنَ كَلدَةَ". ذَكَرَه شيخُنا في زوائدِ "التهذيب"

(7)

.

‌1369 - سَعْدُ بنُ الرَّبيعِ بنِ عَمْروِ بنِ أبي زُهَيْرِ بنِ مالكِ بنِ امرئِ القَيْسِ بنِ مالكٍ الأَغَرِّ بنِ ثَعْلَتةَ بنِ كَعْبِ بنِ الخَزْرَجِ، الأنصاريُّ، الخَزْرَجِيُّ

(8)

.

(1)

" الاستيعاب" 2/ 155، و"الإصابة" 2/ 25.

(2)

"السيرة النبوية" لابن هشام 3/ 20، و "المعجم الكبير" للطبراني 6/ 30.

(3)

"أنساب الأشراف" 1/ 354.

(4)

"الإصابة" 2/ 26.

(5)

أخرجه أبو داود في الطب، باب: تمرة العجوة (3871)، ورجاله ثقات، والطبراني في "المعجم الكبير" 6/ 50 (5479)، وقال في "مجمع الزوائد" 5/ 88: وفيه يونس بن الحجاج الثقفي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

(6)

غير واضحة في الأصل، والمفؤود: من أصابه مرض في فؤاده. " لسان العرب ": فاد.

(7)

"تقريب التهذيب"، ص: 231 (2235)، و"تهذيب التهذيب" 3/ 280.

(8)

"الاستيعاب" 2/ 589.

ص: 106

أَحَدُ نُقَباءِ الأنصارِ، صحابيٌّ، عَقَبِيٌّ، بَدْرِيٌّ، قُتِلَ يَوْمَ أُحِدٍ شهيدًا باتِّفاقٍ

(1)

، وكانت تحته عَمْرَةُ ابْنَةُ حَزْمٍ، وَتركَ منها ابنةً، فَأَتَتْ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تَطْلُبُ ميراثَ ابنَتِها، فَنزلَتْ {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ}

(2)

الآية.

وذَكَرَ مُقاتِل في "تفسيره"

(3)

: أنّه نزلتْ فيه {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}

(4)

الآية، وَوَصفَهُ بأنَّه من نُقَبَاءِ الأنْصارِ، وسمّاه بعضُهم أَسْعَدَ، بزيادةِ أَلِفٍ، وهو تحريفٌ، قاله شيخُنا في "الإصابة"

(5)

، وَطَوَّلَه.

‌1370 - سَعْدُ بنُ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ، الأنصاريُّ

(6)

.

مِنْ أهلِ المدينةِ، ذَكَره مسلمٌ

(7)

في ثالثةِ تابعيِّ المدنيينَ.

يَرْوي عن: عُمَرَ، وعنه: ابنُه قَيْسٌ، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاتهِ"

(8)

، وهو أَخُو خارجةَ وسليمانَ، وغيرِهما.

‌1371 - سَعْدُ بنُ زيدِ بنِ مالكِ بنِ عبدِ كَعْبِ بنِ الأَشْهَلِ، الأنصاريُّ،

(1)

" أنساب الأشراف" 1/ 403.

(2)

سورة النساء: آية 127. والحديث أخرجه الترمذي في الفرائض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب: ما جاء في ميراث البنات (2018)، وقال: هذا حدِيثٌ حسنٌ صحِيحٌ.

(3)

"تفسير مقاتل" 1/ 227.

(4)

سورة النساء، آية:34.

(5)

"الإصابة" 2/ 26

(6)

"طبقات خليفة" 251، و "الطبقات الكبرى" 5/ 263.

(7)

"الطبقات" 1/ 237 (717).

(8)

"الثقات" 4/ 294.

ص: 107

الأشهليُّ

(1)

.

صحابيٌّ، شَهِدَ بَدْرًا، بل العَقَبَةَ. وهو في "الإصابة"

(2)

بِأَطْوَلَ.

‌1372 - سَعْدُ بنُ سَعيدِ بنِ أبي سَعِيدٍ كَيْسَانَ، أبو سَهْلٍ المَقْبُريُّ، المدَنيُّ

(3)

.

مولى بَني لَيْثٍ، لمْ يُدْرِك أباه؛ فَرَوَى عن: أخيه عبدِ الله، وجَعْفَرِ بنِ إبراهيمَ الجعْفَرِيِّ، روى عنه: الحُمَيْديُّ، وإبراهيمُ بنُ المُنْذِرِ، وإسحاقُ بنُ موسى، والزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، وهِشامُ بنُ عَمَّار، وغيرُهم.

عِدادُه في الضُّعفاءِ مع رَمْيِهِ بالقَدَرِ، وروى له ابنُ ماجه

(4)

، وهو في "التهذيب"

(5)

، و"ضُعَفاءِ العُقَمليِّ"

(6)

، وابنِ حِبَّانَ

(7)

، وقال: له عن أبيه عن جدِّه "صَحِيفَةٌ" لا تُشْبِهُ حديثَ أبي هريرةَ، يتخايلُ لسامعها أنها موضوعةٌ أو مقلوبةٌ أو مَوْهومةٌ، لا يَحِلُّ الاحتجاجُ بخبرِه.

وقالَ أبو حَاتِمٍ

(8)

: هو في نفسِه مستقيمٌ، وَبَلِيّتهُ أنه ويحدِّث عن أخيه، والأخُ ضعيفٌ، ولا يحدِّثُ عن غيره. وقالَ ابنُ عَدِيٍّ

(9)

: عامةُ ما يَرْويهِ عنه [غير]

(1)

"الطبقات الكبرى" 3/ 439، و "الاستيعاب" 2/ 158.

(2)

"الإصابة" 2/ 28.

(3)

"تاريخ دمشق" 21/ 277.

(4)

كتاب الحدود، باب: لا يقطع في ثمر ولا كثر (2593) حديثًا واحدًا.

(5)

"تهذيب الكمال" 10/ 261، و، تهذيب التهذيب" 3/ 280.

(6)

"الضعفاء الكبير" 2/ 117

(7)

"المجروحين" 1/ 454.

(8)

"الجرح والتعديل" 4/ 85.

(9)

"الكامل في ضعفاء الرجال" 3/ 354.

ص: 108

محفوظٌ. وقالَ البزّارُ

(1)

: عبدُ الله وَسَعْدٌ فيهما لِينٌ.

وصَحَّحَ له الحاكمُ حديثًا،

(2)

وكأنه سَقَطَ عبدُ الله من سنده.

‌1373 - سَعْدُ بنُ سَعيدِ بنِ قَيْسِ بنِ قَهْدٍ

(3)

الأنصَاريُّ، المدَنيُّ

(4)

.

أخو يحيى وعبدِ ربِّهِ، الآتِيَيْن

(5)

. ذَكَرَهُ مسلمٌ

(6)

في رابعةِ تابعيِّ المدنيينَ.

رَوى عن: أَنسٍ، والقاسِمِ بنِ محمَّد، وسعيدِ بنِ مَرجَانةَ، وعُمَر بنِ ثابتٍ. وعنه: أخوه يحيى، وابنُ المبارَكِ، وإسماعيلُ بنُ جَعْفَرٍ، وابنُ عُيَيْنَةَ، وابنُ نُمَيرٍ، وأبو أسامةَ، وآخرون. قالَ النَّسائيّ

(7)

: ليس بالقويِّ. وقالَ أحمدُ

(8)

: ضعيفُ الحديثِ. وَوَثَّقَه ابنُ عَمَّارٍ

(9)

، والعِجْليُّ

(10)

، وابنُ حِبَّانَ

(11)

، وقال: يُخْطِئُ، ولم

(1)

"مسند البزار" 1/ 61.

(2)

أخرج الحاكم من طريقه حديثين: الأول: 1/ 689 (1876)، وصححه، والثاني: 3/ 3 (4314)، وقال ابنُ حجرْ: سعدٌ ضعيف.

(3)

وقيل: عمرو، بدل قهد.

(4)

"طبقات خليفة" 270، و"التاريخ الكبير" 4/ 56.

(5)

ستأتي ترجمة: عبد ربه، وأمَّا يحيى فترجمته في القسم المفقود من الكتاب.

(6)

"الطبقات" 1/ 262 (1021).

(7)

"الضعفاء والمتروكين" ص 53.

(8)

"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 513.

(9)

أبو عليٍّ أحمدُ بنُ محمَّد بنِ عمارٍ، الكوفيُّ، عالم الشيعة، توفي سنة 346 هـ. "سير أعلام النبلاء" 15/ 566.

(10)

"معرفة الثقات" ص 389

(11)

"الثقات" 6/ 379، و 4/ 298 وقال: كان يخطئ.

ص: 109

يَفْحُشْ خَطَؤهُ؛ فلذا سَلَكْنا به مَسْلَكَ العُدُول. ماتَ سنةَ إحدى وأربعينَ ومئة، وذَكَره العُقَيْليُّ في "الضعفاءِ"

(1)

. وقالَ التِّرمذيُّ

(2)

: تَكلَّموا فيه من قِبَلِ حِفْظِهِ، وخَرَّجَ له مسلمٌ

(3)

وغيرُه، وهو في "التهذيب"

(4)

.

‌1374 - سَعْدُ بنُ سُوَيدِ بنِ قَيْسِ بنِ الأَبْجرِ بنِ خُدْرَة بنِ عَوْفِ بنِ الحارِثِ بنِ الخَزْرَجِ، الأنصاريُّ، الخُدْرِيُّ

(5)

.

صحابيٌّ، من بَنِي خُدْرَةَ، استُشهد بأُحُدٍ

(6)

، فيما ذَكَره ابنُ شِهاب، وسَمّى جَدَّهُ عبيدًا، وذكره موسى بنُ عُقْبَةَ، وابنُ إسحاقَ في البَدْرِيينَ

(7)

، وذَكَرَهُ شيخُنا في "الإصابة"

(8)

.

‌1375 - سَعْدُ بنُ طَريفٍ.

هو أبو غَطَفانَ، في الكنى

(9)

.

‌1376 - سَعْدُ بنُ عائِذٍ، ويُقال: ابنُ عبدِ الرَّحمن، الأنصاريُّ، المُؤَذِّنُ

(10)

.

(1)

" الضعفاء الكبير" 2/ 117.

(2)

"سنن الترمذي" 3/ 124 بعد حديث (759).

(3)

كتاب صلاة المسافرين، باب: الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل 1/ 522 (171).

(4)

"تهذيب الكمال" 10/ 262، و"تهذيب التهذيب" 3/ 281.

(5)

"الاستيعاب" 2/ 159.

(6)

"أنساب الأشراف" 1/ 403.

(7)

"السيرة النبوية" 4/ 82.

(8)

"الإصابة" 2/ 28.

(9)

الكنى في القسم المفقود من الكتاب.

(10)

"الاستيعاب" 2/ 160، و"أصد الغابة" 2/ 355.

ص: 110

مَوْلى عَمّارِ بنِ ياسِرِ، ويُعْرَفُ بِسَعْدٍ القَرَظ، صحابيٌّ، مذكورٌ في "التهذيب"

(1)

، وأوّلِ الإصابة"

(2)

، وقيل: إنّه كان يُؤَذّنُ على عهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بأهلِ

(3)

قباءَ حتى نَقَلَه عُمَرُ في خلافتهِ، فأَذَّنَ له بالمدينة في المسجدِ النبويِّ. وقالَ العَسْكَرِيُّ: بَقِيَ إلى زَمَنِ الحَجَّاجِ، قالَ ابنُ حِبَّانَ

(4)

: وَوَلَدُهُ في المسجدِ النبويِّ إلى اليومِ.

قلتُ: مِنْهُم سَعْدُ بنُ عَمَّارِ بنِ سَعْدٍ القَرظ، وسيأتي، وهو في "التهذيب"

(5)

، وقيل: إنَّ الذي نَقَله عن قُباءَ أبو بكرٍ. ذَكَره شيخُنا في "الإصابة".

‌1377 - سَعْدُ بنُ عُبَادةَ بنِ دُلَيمِ بنِ حارِثَةَ بنِ أبي حزيمَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ طَريفِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ ساعِدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ الخَزْرَجِ، أبو ثابِتٍ، أو أبو قَيْسٍ، أو أبو حُبَابٍ، الأنصاريُّ، السَّاعِدِيُّ

(6)

.

سَيِّدُ الخَزْرَجِ، وأَحَدُ النُّقبَاءِ لَيلَةَ العَقَبَةِ، وقد اجتَمَعَت عليه الأنصارُ يَوْمَ السَّقيفةِ، وأرادوا مُبايَعتِه بالخلافة، لم يَذكر أهلُ المَغازِي أنه شَهِدَ بَدْرًا، وذَكَرَه البُخارِيُّ

(7)

، وأبو حَاتِمِ

(8)

.

(1)

"تهذيب الكمال" 10/ 275، و"تهذيب التهذيب" 3/ 285.

(2)

"الإصابة" 2/ 29.

(3)

في الأصل: وأهل، والمثبت من مصادر الترجمة.

(4)

"الثقات" 3/ 153.

(5)

"تهذيب الكمال" 10/ 293.

(6)

"طبقات ابن سعد" 3/ 613.

(7)

لم يذكره البخاري في "صحيحه" منهم في كتاب المغازي، باب: تسمية من سمي من أهل بدر في الجامع. وذكره من أهل بدر في "التاريخ الكبير" 4/ 44.

(8)

"الجرح والتعديل" 4/ 88.

ص: 111

وَشَهِدَ أُحُدًا وَالمَشاهِدَ، وكان سَيِّدًا جَوَادًا، كان يُنادي على أُطُمِه

(1)

: مَنْ أَحَبَّ شَحْمًا ولحمًا فَلْيَأْتِهِ، بَلْ كان يَبْعَثُ كُلَّ يَوْمٍ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لما قَدِمَ المَدِينَةَ بَجَفْنَة، وله ذِكْرٌ في حَديثِ الإفْكِ

(2)

، وأُمُّهُ عَمْرَةُ ابنةُ مَسْعودِ بنِ قَيْسِ بنِ [عَمْروِ]

(3)

بنِ [زَيْدِ مَناة]

(4)

بنِ عَدِيِّ بنِ عَمْروِ بنِ مالكِ بنِ النَّجَّارِ.

وَذَكرَهُ مُسْلِمٌ

(5)

في المَدَنِيينَ، حَدَّثَ عنه: بَنُوهُ قَيْسٌ وسَعيدٌ وإسحاقُ، وكذا ابنُ عبّاسٍ، وأبو أُمَامةَ ابنُ سَهْلٍ، وآخرون. وَيُرْوى أنَّ أبا بكرٍ بَعَثَ إليه لِيُبَايعَ، فقال: لا والله حتى أُراميكم بما في كِنَانَتي، وأُقاتِلَكم بِمَنْ مَعِي، فَتَرَكَه لاستِقامةِ الأمرِ بِدونه، فلما وَلِيَ عُمَرُ لَقِيَهُ ذاتَ يَوْمٍ فقال: إيه يا سَعْد. فقال: إيه يا عُمَر، فقال عُمَرُ: أَنْتَ صاحبُ ما أنت صاحبه؟ قال: نَعَم، وقد أَفضى إليكَ الأمرُ، وكان صاحبُك والله أحبَّ إلينا مِنْك، وقدْ أصبحتُ واللهِ كارهًا لجِوارِك، فقال عُمَرُ: إنَّه مَنْ كَرِهَ جِوارَ جارِهِ تحَوَّلَ عنه، فقال سَعْدٌ: أما إنّي غَيْرُ مُسْتَسِرٍّ بذلك، وأنا مُتحَوِّلٌ إلى جِوارِ مَنْ هو خَيْرٌ مِنك، فلم يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ مُهاجرًا إلى الشام، فمات بِحَوْرَانَ

(6)

.

(1)

الأُطُم: كلُّ حصنٍ مبني بحجارة. "القاموس": أطم.

(2)

أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب: حديث الإفك (4141)، ومسلم في كتاب التوبة، باب: في حديث الإفك 4/ 2129 (2770).

(3)

في الأصل: عمر، والمثبت من "الثقات" 3/ 149، و"الإصابة".

(4)

في الأصل: عبد مناة، والمثبت من "الثقات" 3/ 149، و"الإصابة".

(5)

"الطبقات" 1/ 147 (26).

(6)

حوران: منطقة واسعة من أعمال دمشق. "معجم البلدان" 2/ 317. قلتُ: هي جنوب دمشق، تبعد عنها حوالي 90 كلم.

ص: 112

وعن سعيدِ بنِ عبدِ العزيزِ

(1)

: أوّلُ مدينةٍ فُتِحَتْ بالشَّام بُصْرَى، وفيها مات سَعْدٌ، وذاك لسَنَتَيْن ونِصْفٍ مِنْ خِلافةِ عُمَرَ، وما عُلِمَ بِمَوْتِه بالمدينة حتى سُمِعَ غِلْمانٌ في بئر مُنبِّه

(2)

أو بِئْرِ سكن وهم يَقْتَحِمون نِصْفَ النّهار قائلًا من البئر

(3)

:

نَحْنُ قَتَلْنا سَيِّدَ الخَزْ

رَجِ سَعْدَ بنَ عُبادَةَ

رَمَيناه بِسَهْمَيْـ

ـنِ فلَمْ تُخْطِئ فُؤادَه

فذُعِرَ الغِلْمانُ، وضبِطَ ذلك اليومُ، فكان يومَ موتِه، وأنَّه جَلَسَ يَبُول في نَفَقٍ فاغتَسَلَ، فمات، مِنْ ساعته، وَجَدوه قد اخْضَرَّ جِلْدُهُ، وقيل: إنّه بال قائمًا؛ فلما رَجَعَ قال لأصحابه: إنِّي لأَجِدُ دَبيبًا، فمات فَسَمِعُوا الجِنَّ تقول ما تَقَدَّم، ومُقْتضى مَوتِه أن يكون مَوْتُه في سَنَةِ خَمْسِ عَشَرَةَ، وبِه جَزَمَ ابنُ حِبَّانَ

(4)

، ولكنْ قيل: إنّه في سنةِ ثلاثَ عَشَرَةَ، وشَهِدَ له قَولُ أبي صالحٍ السَمَّانِ، وابنُ سيرينَ، وغيرُهما: إنّه قَسَّمَ مالَه وخَرَجَ إلى الشَّامِ فمات.

ووُلدَ له بعد موتِه؛ فجاء أبو بكرٍ

(5)

، وعُمَرُ إلى ابنِه قَيْسٍ؛ فقالا: إنَّ سَعْدًا

(1)

سعيدُ بنُ عبدِ العزيزِ الدِّمشقيُّ. كان لأهل الشَّام كمالك لأهل المدينة في التقدُّمِ والفقه والأمانة، روى عن مكحول والزهري، توفي سنة 167 هـ. "طبقات خليفة" 316، و"سير أعلام النبلاء" 8/ 32.

(2)

غير واضحة في الأصل.

(3)

في هامش المخطوطة: هذا البيت استشهد به العرضيون، وبقية الكلام غير واضح.

(4)

"الثقات" 3/ 149.

(5)

كذا في الأصل، وهو غريبٌ، فسعدٌ توفي في خلافةِ عمر بعد أبي بكر؟! ولعلَّ المؤلّف أدخل ترجمة بأخرى.

ص: 113

رحمه الله- تُوُفِّيَ، وإنا نرى أن تَرُدُّوا على هذا الولدِ. فقال: ما أنا بِمُغَيَرٍ شَيْئًا صَنَعَه سَعْدٌ، ولكنَّ نَصيبي له.

وترجمتُه طويلةٌ، وهي في "التهذيب"

(1)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(2)

، وسيأتي ابنُه قَيْسٌ.

‌1378 - سَعْدُ بنُ عُبَادةَ، ويقال: ابنُ عمروِ بنِ عُبَادةَ، ويقال: أبو عَبَّادِ ابنُ عمروِ بنِ سَعْدِ بنِ عُبَادةَ الزُّرَقيُّ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(3)

.

روى عن: أبيه، وله صُحبةٌ.

وعنه: عبد اللهُ بنُ لاحقٍ المَكِّيُّ. ذَكَرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاتِهِ"

(4)

؛ فقال: سَعْدُ بنُ عُبادةَ الزُّرَقِيُّ، يَرْوي عن: أبيه عن عُمَرَ وعثمانَ، وعنه: ابنُ لاحقٍ. وهو في "التهذيب"

(5)

.

‌1379 - سَعْدُ ابنُ الجَمَالِ عبدِ الله بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ، ويُعْرَفُ بابنِ النِّفطيِّ

(6)

.

والدُ طَلْحَةَ والزُّبَيْرِ المذكورَينِ في محلَّيهما بمَّنْ حَفِظَ القرآنَ، و"المِنْهاجَ "، و"الحاوي" الفَرْعِيَيْنِ، وغيرَهما، وسَمِعَ بالمدينة على الجمالِ الكازَرُونِي، وبالقاهرةِ

(1)

"تهذيب الكمال" 10/ 277، و"تهذيب التهذيب" 3/ 285.

(2)

"الإصابة" 2/ 30.

(3)

"التاريخ الكبير" 4/ 61، و"الجرح والتعديل" 4/ 91.

(4)

"الثقات" 6/ 375.

(5)

"تهذيب الكمال" 10/ 282، و "تهذيب التهذيب" 3/ 286.

(6)

"الضوء اللامع" 3/ 247.

ص: 114

في سَنَةِ أربعٍ وأربعين وثمان مئة على الزَّينِ الزَرْكَشِيِّ في "مسلمٍ"، و"الشِّفاءِ"، وَوُصِفَ بالفقيه، وكانَ كأبيه شيخَ المُؤَذِّنين بالمدينة في المِئْذَنَةِ السِّنجاريةِ، وينوب عن الزَّينِ عبدِ الغَنِي بنِ أحمدَ في الرِّئاسةِ والأذانِ، ومن رُؤوسِ الفَرَّاشين ممّن يَمْدَحُ ويَقْرَأُ المواليدَ بصَوْتٍ حُلْوٍ

(1)

، ورَأَيتُ مَن وَصَفَه بالفَضْلِ والوَرَعِ، ووالدَه بالعِلْمِ، ماتَ تقريبًا سنةَ بِضْعٍ وسِتينَ، أو قَبْلها، وقد قاربَ الأربعينَ، ويُقال: إنَّه رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وقال له: أَنْتَ مُؤَذنِي.

ورأيتُ أبا الفَرَجِ المَراغِيَّ أَثْبَتَه في سامِعِي "البُخارِيِّ " على الجمالِ الكَازَرُونِيِّ سنةَ سَبع وثلاثينَ، وَوَصَفَه بالوَلِدِ المُبارَكِ سَعْدِ بنِ بَدْرِ الدِّين.

‌1380 - سَعْدُ ابنُ العَفيفِ عبدِ اللهِ ابنِ الجَمالِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ خَلَفٍ المَطْرِيُّ

(2)

.

(1)

قراءةُ المدائحِ إنْ خلَتْ مِن المخالفةِ العَقدية و الغلوِّ، من غير إسراف في الأمر، ودون أنْ يُجعل لذلك يوم محدد، فلا يظهر فيها ضيرٌ، وأمَّا اتخاذُ الموالد فهو من البدعِ المُحدثة، وكثيرٌ مماُ يقرأ فيها لا يخلو من الغلوِّ المنهى عنه، بل منه ما يُوصل إلى الشِّرك، كما في قصيلة البردة للبوصيريِّ، فتنبَّه، حفظك الله.

(2)

هذه الترجمة لا تصحُّ، ولا يوجد رجلٌ يسمَّى بهذا الاسم، وقد أوردها المؤلِّفُ بناءً على ما فهمه من كلام ابن فرحون ص 154 في معرض حديثه عن محنة الشَّيخِ عفيفِ الذين المطريِّ، ثمَّ قال ابنُ فرحون معلِّقًا: وأخبر محمَّدُ بنُ يعقوب وزيرُ الأمير أنَّ الحاصل الذي جمعه من بيت العفيف، مع حاصل آخر كان له، وحاصلٌ آخرُ كانَ لزوجةِ ولده سعدٍ؛ خرجَ به الأميرُ المذكور، فظنَّ السخاويُّ أنَّ الضمير في قوله:(ولده سعد) يرجع إلى العفيف، مع أنَّ سياقَ العبارة واضحٌ في أنَّ الضمير يرجع للأمير. وقد نصَّ ابنُ فرحونٍ في نهاية ترجمة الشيخ أنه رحمه الله مات عن غير عقب في سنة 765 هـ، وقد ترجم الفيروزابادي في "المغانم" 3/ 1232 للشيخ عفيف الدين، وعبارته صريحة في أن الضمير في قوله:(ولده) يرجع للأمير، والله أعلم.

ص: 115

تَزَوَّجَ في حياةِ أبيه، وعادَ على الزَّوجةِ ضَرَرُ محِنةِ والِدِ زَوْجِها بِأَخْذِ حاصِل لها، وذلك في سنةِ اثنتين وأربعين وسبعِ مئةٍ. ومات في حياة أبيه. قاله ابنُ فَرحون

(1)

.

‌1381 - سَعْدُ بنُ عبدِ الحَميدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحَكَمِ بنِ رافعِ بنِ سِنَان، أبو مُعاذٍ، الأنصاريُّ، الحَكَمِيُّ، المدَنيُّ

(2)

.

نَزيلُ بغدادَ، سَمِعَ مالكًا، وفُلَيحَ بنَ سُليمانَ، وعبدَ الرَّحمن بنَ أبي الزِّنادِ. وعنه: عباسٌ الذُوْرِيُّ، وسَمُّويه، وأحمدُ بنُ مُلاعِبٍ، وإبراهيمُ الحَرْبِيُّ، وطائفةٌ.

قالَ ابنُ مَعِينٍ

(3)

وغيرُه: ليس به بأسٌ. وقالَ ابنُ أبي خَيْثَمَةَ: سألتُ أحمدَ، وابنَ مَعِينٍ، وأبي عنه؟ فقالوا: كان هاهنا في رَبَضِ الأنصارِ، يَدَّعي أنّه سَمِعَ عَرْضَ كُتُبِ مالكٍ. قالَ أحمدُ: والنَّاسُ يُنْكِرون عليه ذلك. وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(4)

: كانَ ممَّن يروي المناكيرَ عن المشاهيرِ، وهو ممَّنْ فَحُشَ وَهْمُهُ حتى حَسُنَ التَّنَكُّبُ

(5)

عن الاحتجاجِ به. وقالَ صالحٌ جَزَرمةُ

(6)

: لا بأس به، ومرّة: هو أثبَتُ من أبيه، قيل: إنَّه مات سنةَ تِسْعَ عَشَرَةَ ومئتين.

(1)

"نصيحة المشاور"، ص 154.

(2)

"الطبقات الكبرى" 7/ 346، و"تاريخ بغداد" 9/ 124.

(3)

"سؤالات ابن الجنيد" ص: 426

(4)

"المجروحين" 1/ 454.

(5)

تحرَّفت في الأصل إلى: السكت". والتصويب من "المجروحين" ص 357.

(6)

صالحُ بنُ محمَّد، الملقَّبُ جَزَرَةُ، محدِّث المشرق، أخذ عن محمَّد بن يحيى الذُّهليِّ، وعنه: الإمام مسلم، توفي سنة 293 هـ. "تاريخ بغداد" 9/ 322، و "سير أعلام النبلاء" 14/ 23.

ص: 116

وخَرَّجَ له التِّرمذيُّ

(1)

، والنَّسائيُّ

(2)

، وابنُ ماجه

(3)

، وترجمتُه في "التهذيب"

(4)

.

‌1382 - سَعْدُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ أبي أيوبَ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(5)

.

تابِعيٌّ، يَروي عن: جدَّتِه لأبيه ابنةِ سَعْدِ بنِ الرَّبيعِ الصَّحابيَّةِ، زَوْجِ زيدِ بنِ ثابِتٍ، وعنه: ابنُ إسحاقَ، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(6)

.

‌1383 - سَعْدُ بنُ عُبَيدِ بنِ النُّعْمانِ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْروِ بنِ زَيْدِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ زَيْدِ بنِ مالكِ بنِ عَوْفِ بنِ عمروِ بنِ عَوْفٍ، أبو زيدٍ الأنصاريُّ، الأوسيُّ، المدَنيُّ

(7)

.

الصحابيُّ، القارِئُ، الذي جَمَعَ القرآنَ على عَهْدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويقال: إنَّه والدُ عُمَيْرٍ

الزَّاهدِ أميرِ حِمْصَ لِعُمَرَ، شَهِدَ بَدْرًا وغيرَها، وكانَ يقال له: سَعْد القارِئُ، واستُشهِد بِوَقْعَةِ القادِسِيَّةِ -وكانت سنةَ سِتَّ عَشَرَةَ.

وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(8)

: خَمْسَ عَشَرَةَ -عن أربعٍ وستّين سَنَة بعد أن خَطَبَهُم قائِلًا: إنَّا لاقو العَدُو غَدًا، وإنا مُستشهِدون غدًا فلا تَغْسِلوا عنَّا دَمًا، ولا نُكَفَّن إلا في

(1)

أبواب الطهارة، باب: ما جاء في تخليل الأصابع (39)، قال: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.

(2)

"السنن الكبرى"، كتاب: عمل اليوم والليلة 9/ 201 (10313).

(3)

في الباب السابق (447).

(4)

"تهذيب الكمال" 10/ 285، و "تهذيب التهذيب" 3/ 287.

(5)

" التاريخ الكبير " 4/ 59.

(6)

"الثقات" لابن حبان 4/ 296.

(7)

"الاستيعاب" 2/ 41.

(8)

الذي في "الثقات" 3/ 147 (ست عشرة) وليس (خمس عشرة).

ص: 117

ثوبٍ كان علينا. وهو في أوّلِ "الإصابة"

(1)

، وابنِ حِبَّانَ

(2)

.

ورَوَى الزُّبَيرُ بنُ بَكَارِ في "أخبارِ المدينةِ" عن عُتْبةَ بنِ عُوَيمِ بنِ ساعِدَةَ أن سَعْدَ بنَ عُبَيدٍ

(3)

هذا كان يَؤُمُّ في مسجد قباءَ، في زمن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبي بكرٍ، وعُمَرَ، وتُوُفِّيَ في زمنه، فأمرَ عُمَرُ مُجَمّعَ بنَ جاريةَ أن يُصلِّي بهم.

‌1384 - سَعْدُ بنُ عُبيدٍ، أبو عُبيدٍ، الزُّهرِيُّ، مولاهم، فهو مولى عبدِ الرَّحمن بنِ أزهرَ القُرشيّ الماضي

(4)

.

يَروي عن: عُمَرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعنه: الزُّهريُّ، والنَّاسُّ

(5)

، وسعيدُ بنُ خالدٍ القارظيُّ.

وكان فقيهًا مُقْرِئًا ثقةً نبيلًا، أَحَدَ فقهاءِ المدينةِ، ومُفْتيها، ماتَ بالمدينة سنةَ ثمانٍ وتسعينَ.

وقالَ ابنُ البرقيِّ في "رجالِ الموطّأ"

(6)

: أدركَ النَّبى صلى الله عليه وسلم ولم يَثْبُت له عنه رواية، خَرَّجَ له السِّتَّةُ، وهو في "التهذيب"

(7)

.

(1)

"الإصابة" 2/ 31.

(2)

"الثقات" 3/ 147.

(3)

في الأصل: عبيدة، وهو خطأ.

(4)

"التاريخ الكبير" 4/ 60، و "الجرح والتعديل" 4/ 90.

(5)

في الأصل اليأس، وهو تحريف.

(6)

نقله في "التهذيب".

(7)

"تهذيب الكمال" 10/ 288، و"تهذيب التهذيب" 3/ 288.

ص: 118

وقالَ ابنُ حِبَّانَ في الثانية

(1)

: يَرْوي عن: جماعةٍ من الصَّحابةِ، عِدادُه في أهلِ المدينة، روى عنه: أهلُها، وَوَثقَه ابنُ مَعِينٍ

(2)

، وابنُ سَعْدٍ

(3)

، ومسلمٌ،

(4)

وقالَ الطَّبَرِيُّ

(5)

: مُجْمَعٌ على ثقته.

‌1385 - سَعْدُ بنُ عُثمانَ بنِ خَلْدَةَ بنِ مَخْلَدِ بنِ عامرِ بنِ زُريقٍ، أبو عُبادَةَ، الأنصاريُّ، الخزرجيُّ، الزُّرَقِيُّ

(6)

.

- الآتي وَلَدُهُ- ذَكَرَهُ موسى بنُ عُقْبَةَ، وغيرُه في البَدْرِيِّينَ

(7)

، ورَوى الزُّبَيْرُ بنُ بَكارٍ في "أخبارِ المدينةِ" مِنْ طَريقِ محمَّد بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ سَعْدٍ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أتى بِئْرَ إهابٍ بالحرَّةِ ظاهرَ المدينةِ، وهي يومئذٍ لسَعْدٍ هذا، وَتَرَكَ ابنَهُ عُبادَةَ يَسْتَقِي عليها، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، ثمَّ جاء سَعْدٌ فَوَصفَهُ له، فقال: ذاك رسولُ الله، الحقْ به، فَلَحِقَهُ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ ودعا له. قالَ: فماتَ وهو ابنُ ثمانينَ سنةٍ، وما شَاب، ذَكَرَه شيخُنا في "الإصابة"

(8)

.

(1)

عبارة ابن حبان: كان من فقهاء أهل المدينة ومفتيهم يروي عن عمر وعثمان وعلي، روى عنه لزهري والناس. "الثقات" 4/ 295.

(2)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 192.

(3)

"الطبقات الكبرى" 5/ 86.

(4)

"الكنى والأسماء" له 1/ 593.

(5)

"تاريخ الطبري" 3/ 84.

(6)

"الاستيعاب" 2/ 46.

(7)

"سيرة ابن هشام" 2/ 340.

(8)

"الإصابة" 2/ 31.

ص: 119

‌1386 - سَعْدُ بنُ عَمَّارِ بنِ سَعْدِ القَرَظِ، المدَنيُّ

(1)

.

الماضي جدُّه في: ابنِ عائذٍ. يَروي عن: أبيه عن جَدِّه "نُسْخَةً"، وعن أمِّ عَمَّارٍ حاضِنَةِ عَمّارِ بنِ ياسرٍ. [و] عنه: ابنُه عبدُ الرَّحمن، وعبدُ الكريمِ بنُ أبي المُخارِقِ.

قالَ ابنُ القطَّانِ

(2)

: لا يُعْرَفُ حالُه، ولا حالُ أبيه. وهو في "التهذيب"

(3)

.

وفي الثالثةِ من "ثقاتِ ابنِ حِبَّانَ"

(4)

: سَعْدُ بنُ عمَّارٍ، عن ابنِ المُسيِّبِ، وعُرْوَةَ، وابانَ بنِ عُثْمانَ. وعنه: بُكَيْرُ ابنُ الأشَجِّ. وأظنُه هذا.

- سَعْدُ بنُ عمروِ بنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ.

يأتي في: سَعيدٍ. (1436)

- سَعْدُ بنُ عمروِ بنِ عُبَادَةَ.

في: سَعْدِ بنِ عُبادةَ. (1378)

‌1387 - سَعْدُ بنُ كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ السَّالميُّ.

تابِعيٌّ. عِدادُه في أهلِ المدينةِ.

يَرْوِي عن: أبيه، وعنه: أبو إسحاقَ، كأنّه انتَقلَ إلى الكوفة، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاتهِ "

(5)

.

(1)

"الجرح والتعديل" 4/ 90، و"الكاشف" 1/ 430 (1839).

(2)

"بيان الوهم والإيهام" 3/ 347.

(3)

"تهذيب الكمال" 10/ 292، و" تهذيب التهذيب" 3/ 289.

(4)

"الثقات" 6/ 376.

(5)

"الثقات" 4/ 295.

ص: 120

- سَعْدُ بنُ مالكِ بنِ أُهَيْبٍ. ويقال: وُهَيْب.

يأتي في: ابنِ أبي وَقَّاصٍ. (1395)

‌1388 - سَعْدُ بنُ مالكِ بنِ خالدِ بنِ ثَعْلَبَّةَ بنِ حارِثَةَ بنِ عمروِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ سا عِدَةَ، الأنصاريُّ، السَّاعِديُّ

(1)

.

والدُ سَهْلٍ، صحابيٌّ تجَهَّزَ ليَخْرُجَ لبدرٍ، فماتَ، فَمَوْضِعُ قَبْرهِ عندَ بابِ بيتِه بالبقيعِ؛ فَضَرَبَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَهْمِهِ وأَجْرِه

(2)

.

‌1389 - سَعْدُ بنُ مالكِ بنِ سِنانِ بنِ عُبَيدِ بنِ الأَبجرِ بنِ ثَعْلَبَّةَ

(3)

بنِ عُبَيْدٍ

(4)

، أبو سَعيدٍ، الأنصاريُّ، الخَزْرَجِيُّ، الخُدْرِيُّ، المدَنيُّ

(5)

.

ذَكَرَه مسلمٌ

(6)

فيهم. رَوى الكثيرَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بَكْير، وعُمَرَ، وأخيه لأمِّه قتادةَ بنِ النُّعمانِ. وعنه: زيدُ بنُ ثابتٍ، وابنُ عبَّاسٍ، وجابرٌ، وسعيدُ بنُ المُسيَّبِ، وطارقُ بنُ شهابٍ، وسعيدُ بنُ جُبَيْرٍ، وأبو صالحٍ السمّان، وعطاءُ بنُ يسارٍ، والحسنُ، وأبو الوَدَّاكِ،

(7)

وعَمْروُ بنُ سُليْمٍ الزُّرقيُّ، وأبو سلمةَ، ونافعٌ

(1)

"الإصابة" 2/ 34.

(2)

ذكره الواقدي في "المغازي" 1/ 168، والذي في "سيرة ابن هشام" 3/ 89 أنه استشهد بأحد.

(3)

في "الإصابة" اختلافٌ في ذكر نسبه.

(4)

في الأصل: (عباد)، والمثبت من "الإصابة" وغيره.

(5)

"الاستيعاب" 2/ 47، و"الإصابة" 2/ 35.

(6)

"الطبقات" 1/ 151 (72).

(7)

اسمه جبر بن نوف. "تهذيب الكمال" 10/ 296.

ص: 121

مولى ابنِ عُمَرَ، وشهِدَ الخندقَ وما بعدها من المشاهِد، وقالَ: عُرِضْتُ يومَ أُحدٍ على النَبيّ صلى الله عليه وسلم وأنا ابنُ ثلاثَ عَشَرَةَ؛ فَجَعَلَ أبي يأْخُذُ بِيَدِي، فيقول: يا رسولَ الله إنَه عَبْلُ

(1)

العظام، وجعلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصعِّدُ فِيَّ النَّظَرَ ويُصوِّبُه، ثمَّ قالَ

(2)

. "رُدَّه" فَرَدَّني.

وقالَ حَنْظَلَةُ بنُ أبي سُفْيانَ عن أشياخِه: لم يكن أحدٌ من أحداثِ الصَّحابةِ أعلمَ منه. وقالَ أبو نضرةَ: سمِعْتُه يقولُ: إنَّه دَخَلَ يومَ الحرَّةِ غارًا، فَدَخَلَ عليه فيه رَجُلٌ، ثم خَرَجَ، فقال له -لرجلٍ من أهل الشام-: أَدُلُّكَ على رجلٍ تَقْتُلُهُ، فلما انتهى الشاميُّ إلى بابِ الغارِ قال لأبي سعيدٍ -وفي عُنُقِ أبي سعيدٍ السَّيْفَ-: اخْرُج إليَّ. قال: لا أَخْرُج، وإِنْ تَدْخُلْ عليَّ أَقْتُلكَ، فَدَخَلَ الشاميُّ عليه؛ فَوَضَعَ أبو سعيدٍ السَّيْفَ، وقالَ: بُؤْ بإثْمِي وإثْمِكَ، وكُنْ مِنْ أصحابِ النَّارِ. قال: أبو سَعيدٍ أنتَ؟ قال: نَعَمْ. قال: فاسْتَغْفِرْ لي غَفَرَ اللهُ لَك.

وكان يَلْبَسُ الخَزَّ، ويُحْفِي شَارِبَهُ كأخي الحَلْق، ولا يَخْضِبُ. كانت لحيَتُهُ بَيْضَاءَ خضلاءَ

(3)

. وترجمتُه ومَناقِبُهُ تَحْتَمِلُ التَّطْويلَ، وقد عُزِيَ لأبي عُبَيْدٍ القاسِمِ بنِ سَلامٍ عَدُّهُ في أهلِ الصُّفَّةِ؛ فقال أبو نُعَيْمٍ

(4)

: وحالُه قريبٌ من حالِ أهلِها، وإِنْ

(1)

أي: ضخم. "القاموس": عبل.

(2)

"الاستيعاب" 4/ 89.

(3)

أي: صافية، يعني: بيضاء بياضًا خالصًا. "أساس البلاغة"، خضل.

(4)

"حلية الأولياء" 1/ 369.

ص: 122

كان أنصاريَّ؛ الدّارِ لإيثارهِ الصَّبْرَ واختيارِه الفَقْرَ والتَّعَفُّفَ، وساقَ الحديثَ الشاهِدَ لذلك. مات سنةَ أربعٍ وسبعينَ بالمدينة عن أربعٍ وتِسعينَ، ودُفِنَ بالبقيعِ، وقيل: سنةَ ثلاثٍ، أو أربعٍ، أو خَمْسٍ. كُلُّها بَعْدَ السِّتين، والأوَّلُ أكثرُ، قال به الواقديُّ، وابنُ نُمَيْرٍ، وابنُ بُكَيرٍ.

‌1390 - سَعْدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ بنِ عليِّ بنِ يوسفَ، القاضي سَعْدُ الدِّينِ ابنُ فَتْحِ الدّينِ أبي الفتحِ، الأنصاريُّ، الزَّرنديُّ، المدَنيُّ

(1)

.

قاضيها الحنفيُّ. وُلِدَ بالمدينة، واشْتَغَلَ، وسَمِعَ على أبي الفَتْحِ المَرَاغيِّ، وفي سنةِ سبعٍ وثلاثينَ على الجَمَالِ الكازَرُونِيِّ في "البُخاري "، وَوَلِيَ قَضَاءَ الحنفيةِ بالمدينةِ مع حِسْبَتها؛ مع كونِه عاريًا من الفضائل، ولكن بعنايةِ الأمينيِّ الأَقْصُرَائيِّ، وَرُسِمَ بنيابةِ أخيه سعيدٍ -الآتي- عنه لكونِه كان إذ ذاك بالعَجَمِ؛ فسدَّ أخوه الوظيفةَ حتى جاء، وقَدِمَ القاهرةَ غيرَ مَرَّةٍ، وهو قاضٍ في أيامِ الظَّاهرِ جقْمقَ، وشكا إليه دَيْنَه وأنّه ألفُ دينارٍ؛ فأَنْعَمَ عليه بها بعد أن حاقَقَه عن سببِ تحَمُّلِهِ لدَينه، ومات عن بضعٍ وستينَ في ربيعٍ الثاني سنةَ ثمانٍ وستينَ بالمدينةِ، ولم يُعَقبْ سوى زينبَ أُمَّ أبي الفَرَجِ ابنِ عليِّ بنِ يوسفَ، ماتتْ في سنةِ بضعٍ وثمانينَ، واستقرَّ عوضه أخوه المشارُ إليه.

‌1391 - سَعْدُ بنُ مُحيَّصَةَ بنِ مَسْعودٍ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(2)

.

(1)

" الضوء اللامع" 3/ 253.

(2)

"الإصابة" 2/ 36.

ص: 123

روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، يقال: مُرسلًا، وعن: أبيه. وعنه: ابنُه حرامٌ. وهو في "التهذيب"

(1)

.

‌1392 - سَعْدُ بنُ مَسْعودٍ، الأنصاريُّ

(2)

.

روى الطبرانيُّ

(3)

وابنُ أبي عاصمٍ من طريقِ محمَّد بنِ عُثمانَ، عن محمَّد بنِ عَمْروٍ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ: أنَّ الحارثَ الغَطَفَانِيِّ جاء إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فقال له: يا محمَّدُ، شاطِرْنا تَمْرَ المدينةِ -وذلك في وقعةِ الأحزابِ- فقال:"حتَّى أَسْتَأمر السُّعودَ"؛ فبعثَ إلى سَعْدِ بنِ مُعاذٍ، وسَعْدِ بنِ خَيْثَمَةَ، وسَعْدِ بنِ عُبَادةَ، وسَعْدِ بنِ مَسْعودٍ -يعني صاحبَ الترجمةِ-

الحديث.

قالَ ابنُ الأَثيرِ

(4)

: وفي ذكر سَعْدِ بنِ خَيْثَمَةَ نظرٌ؛ لأنّه استُشهدَ بِبَدْرٍ، والخَنْدَقُ كانت بعدها بثلاثِ سنينَ. انتهى. ولا يَلْزَمُ -كما قال شيخُنا في "الإصابة"

(5)

- من الغَلَطِ في سَعْدِ بنِ خَيْثَمَةَ الغَلَطُ فيمَن عداه؛ فإن ثَبَت الخبرُ فهو من كبارِ الأنصارِ، بِحَيْثُ كان يُسْتَشَارُ في ذلك الوقتِ.

(1)

من الغريب أنَّ المزي لم يذكره في "تهذيب الكمال"، وذكره الحافظ في "تهذيب التهذيب" 3/ 290.

(2)

ترجمته في: "الإصابة" 2/ 36.

(3)

"المعجم الكبير" 6/ 28، وفيه: محمَّد بن عمرو، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات. "مجمع الزوائد" 6/ 132.

(4)

"أسد الغابة" 2/ 372.

(5)

"الإصابة 2/ 36.

ص: 124

1393 -

سَعْدُ بنُ مُعاذِ بنِ النُّعْمانِ بنِ امرئِ القَيْسِ بنِ زَيْدِ بنِ عبدِ الأَشْهَلِ بنِ جُشَمَ بنِ الحارِثِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ عَمْروِ بنِ مالكِ بنِ أوسِ بنِ حارِثةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَمْروِ بنِ عامر بنِ ثَعْلَبةَ بنِ امرئِ القَيْسِ بنِ ثَعْلَبَّةَ بنِ مازنِ بنِ الأَسَدِ بنِ الغَوْثِ، أبو عمرٍو، الأَوْسِيُّ، الأنصاريُّ

(1)

.

سَيِّدُ الأَوْسِ. قيل: إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ستَخْلَفَهُ على المدينةِ حين خَرَجَ إلى غزوةِ بُواط

(2)

. وقيل: السَّائِبَ بنَ عثمانَ بنِ مَظْعونٍ

(3)

.

قالَ الزُّهريُّ عن ابنِ المُسيِّبِ عن ابنِ عبَّاسٍ: قالَ سَعْد بنُ معاذٍ: ثلاثٌ أنا فيهنَّ رجل، وما سواها فأنا من النَّاسِ، ما سمعتُ من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حديثًا إلا علمتُ أنَّه حقٌ مِن الله، ولا كنتُ قط في صلاةٍ فَشَغَلْتُ نفسي بغيرِها حتى أَقْضِيَها، ولا كنتُ في جنازةٍ قطُّ فَحَدَّثْتُ نفسي بغيرِ ما تقولُ ويُقالُ لها حتى أَنْصَرِفَ عنها. قالَ ابنُ المُسيِّبِ: فهذه الخصالُ ما كنت أَحْسِبُها إلا في نبيٍّ

(4)

.

(1)

"الاستيعاب" 2/ 167.

(2)

"الطبقات الكبرى" 2/ 8.

غزوةُ بُواطٍ وقعت في السنة الثانية من الهجرة، وبُوَاط: وادٍ يقع في منازل جهينة في الجهة الجنوبية من المدينة المنورة، بناحية رضوى (ينبع). "معجم البلدان" 1/ 503، و" المعالم الأثيرة"، ص:54.

(3)

"الإصابة" 3/ 24.

(4)

أخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 233، في ترجمة زافر بن سليمان من طريقه، وهو ضعيف. والبيهقى في "شعب الإيمان من طريقين: 3/ 149 (3163، و 3164) وهو ضعيف من كلا الطريقين، ففي الأول انقطاع، وفي الثاني ضعف.

ص: 125

مات سَعْدٌ بالمدينةِ في عهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بعدَ قُرَيْظَةَ سنةَ خَمْسٍ من الهِجْرَةِ، وصلَّى عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ودُفِنَ بالبَقيعِ، وقالَ فيه

(1)

: "إنَّه اهتزَّ له العَرْشُ ".

ولا قال المنافقون: ما أخفَّ جنازتَه قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

(2)

: "إنَّ الملائكة حَمَلَتْهُ ".

وهو في "التهذيب"

(3)

، وأوّلِ "الإصابة"

(4)

.

‌1394 - سَعْدُ بنُ المنذِرِ بنِ أبي حُمَيْدٍ، السَّاعديُّ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(5)

.

وقد يُنْسَبُ إلى جَدِّهِ، يَرْوِي عن: أبيه، وحَمْزَةَ بنِ أبي أُسَيْدٍ، وعنه: محمَّدُ بنُ عَمْروِ بنِ عَلْقَمَةَ، وأهلُ المدينةِ. مذكور في "التهذيب"

(6)

، وأَوَّلِ "الإصابة"

(7)

، وثانيةِ ابنِ حِبَّانَ وثالِثَتِها

(8)

.

‌1395 - سَعْدُ بنُ أبي وقَّاصٍ مالكِ بنِ أُهَيبٍ، أو: وُهَيْبِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ زُهرَةَ بنِ كِلابِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبِ بنِ فِهْرِ بنِ مالكِ بنِ النَّضْرِ،

(1)

أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب: مناقب سعد بن معاذ (3803)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل سعد بن معاذ 4/ 1915 (2466).

(2)

أخرجه الترمذي في المناقب، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه (3849). وقال: حديث حسن صحيح غريب.

(3)

"تهذيب الكمال" 10/ 300 و"تهذيب التهذيب" 3/ 291.

(4)

"الإصابة" 2/ 37.

(5)

"الاستيعاب" 2/ 49.

(6)

"تهذيب الكمال" 10/ 306، و "تهذيب التهذيب" 3/ 292.

(7)

"الإصابة" 2/ 37.

(8)

"الثقات" 4/ 294، و 6/ 378.

ص: 126

أبو إسحاقَ، الزُّهريُّ

(1)

.

أَحَدُ الصَّحابةِ العَشَرَةِ المَشهودِ لهم بالجنَّةِ، وأَحَدُ السَّابقينَ الأوّلينَ، وثامنُ

(2)

مَنْ في المدنيينَ لمسلمٍ

(3)

، واقتَصَرَ على وُهَيْب.

أسلمَ وهو ابنُ تسع أو سَبعَ عَشَرَةَ سنةً، وقال: مَكَثْتُ سَبْعَ ليالٍ، وإني لثُلث الإسلامِ

(4)

. كان يقال له: فارِسُ الإسلامِ، وهو أوّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ في سَبِيلِ الله

(5)

، وهو القائل

(6)

:

أَلا هل أتى رسولَ اللهِ أَنِّي

حَمَيتُ صَحَابتي بصُدُورِ نَبْلي

فما يَعْتَدُّ رامٍ مِن مَعَدٍّ

بسهمٍ يا رسولَ اللهِ قَبْلي

وكان مقدَّمَ الجُيوشِ في فَتْحِ العِراقِ، مجُابَ الدَّعْوَةِ، كَثيرَ المَنَاقِبِ، مِمَّن جَمَعَ له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم[بين أبويه]

(7)

، هاجَرَ إلى المدينةِ قَبْلَ مَقْدَمِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وشَهِدَ بَدْرًا، وافْتَتَحَ القادسيةَ، واخْتَطَّ الكوفةَ، وكان أميرًا عليها، وَجَعَلَهُ عُمَرُ أَحَدَ السِّتَّةِ أَهْلِ الشورى، وقالَ: إنْ أَصابت الخِلافَةُ سَعْدًا، وإلا فَلْيَسْتَعِنْ به الخليفةُ بَعْدي؛ فإنّي لم

(1)

"الاستيعاب" 2/ 18.

(2)

بل هو سابعهم فيه.

(3)

"الطبقات" 1/ 45 (7).

(4)

أخرجه البخاري في فضائل الصحابة، باب: مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري (3727).

(5)

أخرجه البخاري في الحديث السابق.

(6)

البيتان في "سيرة ابن هشام" 1/ 594، و"الاستيعاب" 2/ 20 مع بعض الاختلاف.

(7)

أخرجه البخاري في الباب السابق، (3725).

ص: 127

أَعْزِلْهُ مِنْ ضَعْفٍ ولا مِنْ خِيانة.

وكان ممَّن اعتَزل عليًّا ومعاويةَ، بل اعتَزَلَ [في آخر عُمُرِه]

(1)

في قَصْرٍ بناه بِطَرَفِ حَمْراء الأَسَدِ

(2)

، وترجمتُه تَحْتَمِلُ كراريسَ.

وأُمُّهُ حَمْنَةُ ابنةُ سُفْيانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شَمْسٍ، وأحاديثُه في السِّتَّةِ وغيرِها.

روى عنه: بنوه عامرٌ، ومُصْعَبٌ، وإبراهيمُ، وعُمَرُ،

(3)

ومحمَّد، وعائشةُ، وكذا بُسْرُ بنُ سَعيدٍ، وسعيدُ بنُ المُسيَّبِ، وأبو عثمانَ النَّهْديُّ

(4)

، وعلقمةُ بنُ قَيْسٍ، وعُرْوةُ بنُ الزُّبَيرِ، وأبو صالحٍ السَّمانُّ، وآخرون.

وكان مُكْثِرًا، أَرْسلَ لمِرْوانَ بِزكاةِ عَيْنِ مالِهِ خَمْسَةَ آلافٍ، وخلَّفَ يَوْمَ مات مئتيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ وخمسينَ ألفِ دِرْهمٍ، وطافَ

(5)

على تِسْعِ جَوَارٍ في لَيْلَةٍ، ثُمَّ أَيْقَظَ العاشرِةَ؛ فَغَلَبَهُ النَّوْمُ؛ فاسْتَحْيَتْ أنْ تُوقِظَهُ.

ماتَ عن أربعٍ وسَبْعينَ في سَنَةِ خَمْسٍ، وقيلْ سَبْعٍ. وليسَ بشيءٍ. وقيل: ثمانٍ وخمسينَ في قَصْرِهِ بالعَقيقِ على سَبْعَةِ أميالٍ، أو عَشَرَةٍ، أو ثلاثةٍ -والأوَّلُ أَصَحُّ- من المدينة، وحُمل على رِقابِ الرِّجالِ إليها، فَصَلَّى عليه مَرْوَانُ بنُ الحكَمِ، ودُفِنَ

(1)

في الأصل (بآخره)، والمثبت من "سير أعلام النبلاء" 1/ 123.

(2)

حمراء الأسد: جبل أحمر جنوب المدينة، على بعد عشرين كيلًا، من طريق بدر. "المعالم الأثيرة"، ص:103.

(3)

في الأصل: عمرو، و المثبت هو الصواب.

(4)

في المخطوطة: الهندي، وهو تحريف.

(5)

في الأصل زيادة هكذا: وطاف في ليلة على .... إلخ.

ص: 128

بالبقيعِ، وسيأتي أخوه عُتْبَةُ.

طَوَّلَ الفاسيُّ

(1)

ترجمتَه، وهو في "التهذيب"

(2)

، و"الإصابة"

(3)

، وغيرِهما.

‌1396 - سَعْدُ بنُ نَوْفَلٍ، أبو عبدِ الله الجَارِيُّ

(4)

.

عاملُ عُمَرَ على الجارِ

(5)

، ساحلِ المدَينةِ النَّبويةِ، حديثُه في "مُسْنَدِ الشافعيِّ "

(6)

من جِهَة عبدِ الله بنِ دِينارٍ عن سَعْدٍ الفلج، أو ابنِ سَعْدٍ الفلج، أو الفلجةِ

(7)

، مولى عُمَرَ عن عُمَرَ في نصارى العَرَبِ: ما هم أهلُ الكِتابِ. روى عنه: عبدُ الله بنُ دينار، وأَسْنَدَ الخطيبُ في "الرُّواةِ عن مالكٍ" من طريقِ أحمدَ بنِ جَميل

(8)

، عن ابنِ المُبارَكِ، عن مالكِ، عن عبدِ الله بنِ دينارِ، عن سَعْدٍ الجاري مولى عُمَرَ، قال: دَخَلَ عُمَرُ على بِنْتِ علي، وكانت تَحْتَهُ، وهي تَبْكِي، فقال: ما يُبْكيكِ؟ فَذَكَرَتْ قِصَّةً لكَعْبِ الأَحْبارِ مع عُمَرَ

(9)

. ورواه الدارَقُطْنِيُّ في "غرائبِ مالكٍ " من

(1)

"العقد الثمين" 3/ 537 ..

(2)

"تهذيب الكمال" 10/ 309، و"تهذيب التهذيب" 3/ 293.

(3)

"الإصابة" 2/ 33.

(4)

"الثقات" 4/ 297، و "الإصابة" 2/ 112، القسم الثالث.

(5)

الجار: ميناء المدينة، يقع على ساحل البحر الأحمر، على بعد 200 كم من المدينة، ويطلق عليه البريكة. "معجم معالم الحجاز" 1/ 214، 2/ 104.

(6)

"مسند الشافعي"، ص 209 - 340. وفيه إبراهيم بن محمَّد، وهو متروك.

(7)

في "مسند الشافعي" ص 340: عن سعد الفلجة مولى عمر، أو ابن سعد الفلجة، وليس فيه سعد الفلج.

(8)

في الأصل: أحمد بن حنبل بن جميل، والمثبت من "تعجيل المنفعة" ص 150.

(9)

"تعجيل المنفعة" ص 150، وساق ابن سعد في "الطبقات" 3/ 332 الرواية بإسناد مغاير، وذكر القصة كاملة.

ص: 129

طريقِ عبدِ الوهّابِ بنِ موسى الزُّهريِّ عن مالكٍ، وقال: هذا صحيحٌ عن مالكٍ. وعند ابنِ السَّمْعانيِّ

(1)

: أنَّه روى عنه ابنُهُ عبدُ الله، وأنَ ابنَه عُمَرَ بنَ سَعْدٍ مولى عُمَرَ يَرْوِي عن ابنِ عُمَرَ، وعنه: زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ.

‌1397 - سَعْدٌ الزَّاهِرِيُّ الضَّريرُ.

الخادِمُ، بل شَيْخُ الخُدَّامِ بالحرَمِ الشَّريفِ، ويُلَقَّبُ سَعْدُ الدِّينِ، يأتي في الألقابِ

(2)

.

- سَعْدٌ القَرَظُ.

في: ابنِ عائِذٍ. (1376)

‌1398 - سَعْدٌ مولى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

-.

أو: عُبَيْدٌ. في "الإصابة"

(3)

.

‌1399 - سَعْدٌ مولى أبي بَكْرٍ

(4)

، وقيل: سَعيدٌ.

والأوَّلُ أَشْهَرُ، بل الثَّاني خَطَأٌ؛ لإطْباقِ أَئِمَّةِ النَّقْلِ على أنَّه بإسكانِ العِينِ.

كان يَخْدُمُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وعنه: الحسنُ البَصْرِيُّ، وَذَكَرَ مُسلِمٌ في

(1)

"الأنساب" 2/ 10، وعبارته: روى عنه ابنه عبد الله بن سعد. ثم قال: وعمر بن سعد الجاري مولى عمر يروي عن ابن عمر.

(2)

الألقاب في القسم المفقود من الكتاب.

(3)

"الإصابة" 2/ 40، وحديثه في "مسند أحمد" 5/ 430.

(4)

"التاريخ الكبير" 4/ 47، و "الجرح والتعديل" 4/ 97.

ص: 130

"الوحدان"

(1)

أنَّه تَفَرَّدَ بالروايةِ عنه، وكذا ذَكَرَ العِجلِيُّ

(2)

، وهو في "الإصابة"

(3)

، و"التهذيب"

(4)

.

‌1400 - سَعْدٌ، مولى ثابِتِ بنِ قَيْسِ الأنصاريِّ.

أَعْتَقَهُ أبو بكرٍ الصدّيقُ، تَنْفيذًا لوصيةِ مولاه؛ إذ رآه في المنامِ، ذَكَرَ ذلك الواقِدِيُّ في "الرِّدَّةِ" بإسنادِه، قاله شيخُنا في "الإصابة"

(5)

.

- سَعْدٌ، مولى حَاطِبِ بنِ أبي بَلْتَعَةَ.

هو ابنُ خَوْلي. تَقَدَّمَ. (1366)

‌1401 - سَعيدُ بنُ أَبَانَ بنِ سَعيدِ بنِ العاصِ بنِ يسعيدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ، الأُمَوِيُّ

(6)

.

يَرْوي عن: مُعَاوِيَةَ بنِ إسحاقَ، وموسى وسَيْفِ ابْنَيْ الجُلَنْدَى، وَعُمَرَ بنَ عبدِ العزيزِ، وكان صَديقَه، وعنه: ابناه عبدُ الله ويحيى، وعمروُ بنُ عبدِ الغَفّارِ الفُقَيْميُّ، وغيرُهم، قالَ أبو أحمدَ الزُّبَيْرِيُّ: كانَ مِنْ خِيارِ النّاسِ.

(1)

لم أجده في: "المنفردات والوحدان ".

(2)

"معرفة الثقات" 1/ 393.

(3)

"الإصابة" 2/ 39.

(4)

"تهذيب الكمال" 10/ 314، و"تهذيب التهذيب" 3/ 294.

(5)

"الإصابة" 2/ 40.

(6)

"التاريخ الكبير" 3/ 455، و"تاريخ دمشق" 7/ 26.

ص: 131

وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(1)

، وقالَ: كان مِنْ خِيارِ عِبادِ الله، مِنْ أَفْضلِ أَهْلِ بَيْيهِ. ذَكَرَهُ شَيْخُنا في مُخْتصَرِ "التهذيب"

(2)

للتّمييز.

‌1402 - سَعيدُ بنُ أحمدَ بنِ يونسَ بنِ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ النَّصْرِ، اليَمانِيُّ الأَصْلِ، المَدَنيُّ، الشَّافعيُّ

(3)

.

سِبْطُ أبي الفَتْحِ ابنِ إبراهيمَ بنِ عَلْبَك، وَيُسَمَّى أحمدَ أيضًا، وُلِدَ سَنَةَ تُوُفِّيَ أبوه بالقاهرَة، وذلك تقريبًا سَنَةَ أربعٍ وسبعينَ بالمدينة، وَنَشَأَ بها، فَقَرَأَ القرآنَ والبَعْضَ من "الإرشادِ"، و"المِنْهاجِ "، وغيرَهما، وحَضَرَ عندَ الشَّمْسَيْنِ البلبيسيِّ وابنِ زينِ الدِّينِ القطّانِ، ولازمني في سنةِ ثَمانٍ وتسْعينَ في سَماعِ أشياءَ، وكَتَبَ "القَوْلَ البَديعَ "، وغَيْرَهُ، ولم يَخْرُجْ لِغَيْرِ الحَجِّ، وهو ساكِنٌ، كان يَحْلِقُ رَأْسِي في إقامَتِي بالمدينةِ.

‌1403 - سعيدُ بنُ إياسِ بنِ سَلَمَةَ بنِ الأكوَعِ

(4)

.

‌1404 - سَعيدُ بنُ أبي بَكْرِ بنِ محمَّدِ بنِ عليّ بنِ محمَّدِ بنِ صالحِ بنِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ صالحٍ، المَدنِيُّ، الشَّافعيُّ

(5)

.

(1)

" الثقات" 6/ 348.

(2)

"تهذيب التهذيب" 3/ 298.

(3)

لم أقف على مصادر لترجمته.

(4)

هكذا ساقه دون ترجمة، وكأنه لم يقف له على ترجمة، ذكره المزي في "التهذيب" 3/ 403 في ترجمة أبيه، وأورد له ابن عساكر 22/ 102 حديثًا عن أبيه، ولم أجد من ترجمه مستقلًا.

(5)

"الضوء اللامع" 3/ 255.

ص: 132

الآتي أخوه محمَّدٌ. وعمُّهما عُمَرُ بنُ محمَّد بنِ صالِحٍ، وابنُ أخيه عُمَرُ بنُ محمَّد بنِ أبي بكرٍ، وقد قَرَأَ صاحبُ التَّرْجَمةِ على محمَّد بنِ مُبارَكٍ "الشِّفاءَ" في لسَنَةِ ستٍ وستّينَ وثمان مئة، وَحَفَرَ دُروسَ الأُبْشيطيّ، وغيرِه، وَقَدِمَ القاهرَةَ، ومات لسَنَةَ سَبْعٍ وثمانينَ وثمان مئة، وله من الأولادِ محمَّدٌ وأحمدُ.

‌1405 - سَعيدُ بنُ الحارثِ بنِ أبي سَعيدِ بنِ المُعلَّى، أو أبي المُعَلَّى، الأنصاريُّ، المدنيُّ

(1)

.

قاضيها. ذَكَرَهُ مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعيِّ المدنيينَ. وهو يَروي عن: أبي هُرَيرةَ، وأبي سعيدٍ، وجابرٍ، وابنِ عُمَرَ، وغيرِهم، وعنه: زيدُ بنُ أبي أُنيْسةَ، وعمرُو بنُ الحارثِ، وعُمارةُ بنُ غَزِيَّةَ، ومحمَّدُ بنُ عمروٍ، وفُلَيحُ بنُ سُلَيمانَ، وآخرون.

قالَ ابنُ مَعِينٍ

(3)

: مَشْهورٌ. وقالَ يَعْقوبُ بنُ سُفْيانَ

(4)

: ثِقَةٌ. قالَ ابنُ حِبَّانَ

(5)

: وَأَهْلُ المدينةِ. ماتَ في حدودِ عِشرينَ ومئة، وخَرَّجَ له الأئمةُ السِّتَّة. وَذُكِرَ في "التهذيب"

(6)

، وَذَكَرَ ابنُ سَعْدٍ

(7)

: أنَّه سَعيدُ بنُ أبي سَعيدٍ الحارِثِ بنِ أَوْسِ بنِ

(1)

ترجمته في: "الثقات" 4/ 282.

(2)

"الطبقات" 1/ 257 (969).

(3)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 198.

(4)

"المعرفة والتاريخ " 3/ 55.

(5)

"الثقات" 4/ 282.

(6)

"تهذيب الكمال" 10/ 379، و "تهذيب التهذيب" 3/ 308.

(7)

نقله في "التهذيب" عن ابن سعد، ولم أقف عليه في "الطبقات".

ص: 133

المُعلى، وَصَوَّبَهُ الدِّمْياطيُّ؛ فالله أعلم.

‌1406 - سَعيدُ بنُ حُريثِ بنِ عمروِ بنِ عُثمانَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُثمانَ بنِ مَخزومٍ، القُرَشيُّ، المَخْزوميُّ، المدَنيُّ

(1)

.

صحابيٌّ، وأخو عمروِ، وسعيدٌ أكبرُ فيما قاله أبو حَاتِمٍ الرازِيُّ

(2)

.

روى عنه: عبدُ الملكِ بنُ عُمَيرٍ، وقيل: عن عبدِ الملكِ عن [عمروِ]

(3)

بنِ حُرَيْثٍ عن أخيه سعيدٍ. قالَ الواقِدِيُّ

(4)

: يقولون: إنه شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ وهو ابنُ خَمْسَ عَشَرَة سنةً. ماتَ بالكوفة. وقالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكّارٍ: قُتِلَ بِظَهْرِ الحرَّةِ.

وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(5)

: هو وأبو بُرْزَةَ الأسْلَمِيُّ قَتَلا ابنَ خَطَلٍ. بمَّن ذُكِرَ في "التهذيب"

(6)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(7)

.

‌1407 - سَعيدُ بنُ خالِدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ قارظٍ، القَارظيُّ، الكِنانِيُّ، الزُّهْرِيُّ

(8)

.

أخو المِسْوَرِ، مِن أهلِ المدينة.

(1)

"الطبقات الكبرى" 6/ 23، و"طبقات خليفة"20.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 12.

(3)

في الأصل عمير، وهو خطأ.

(4)

"الطبقات الكبرى" 6/ 23.

(5)

"الثقات" 3/ 156.

(6)

"تهذيب الكمال" 10/ 381، و "تهذيب التهذيب" 3/ 309.

(7)

"الإصابة" 2/ 45.

(8)

"التاريخ الكبير" 3/ 469.

ص: 134

يروي عن: عَمِّه إبراهيمَ، وربيعةَ بنِ عِباد الصحابيّ، وسَعيدِ بنِ المُسيَّبِ، وأبي سلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمن، وعنه: ابنُ أبي ذِئْبٍ، والزُهْرِيُّ، وابنُ إسحاقَ.

قالَ النَّسائِيُّ

(1)

: ضعيفٌ. ويُنْظَرُ، فقد قالَ النَّسائِيُّ في "الجرح والتعديل"

(2)

: إنه ثِقَة. وقالَ الدَّارَقُطْنيُّ: مَدَنِيٌّ يُحتَجُّ به.

وفي النِّكاحِ من "صحيح البُخارِيِّ"

(3)

: وقال عبدُ الرَّحمن بنُ عَوْفٍ لأُمّ حكيمٍ ابنةِ قارِظٍ: أَتَجْعَلِينَ أَمْرَكِ إليَّ؟ فَذَكَرَ القِصَّةَ. وهي مَوْصولَةٌ في "طبقات ابن سعد"

(4)

مِنْ طَريقِ ابنِ أبي ذِئْبٍ عن سَعيدِ بنِ خالدٍ هذا، وقارِظِ بنِ شَيْبَةَ كلاهما عن عبدِ الرَّحمن بنِ عَوْفٍ. مات في آخرِ وِلايَةِ بني أُمَيَّةَ، وهو في "التهذيب"

(5)

، و"ثقاتِ ابنِ حِبَّانَ"

(6)

‌1408 - سَعيدُ بنُ خالِدِ بنِ عَمْروِ بنِ عُثْمانَ بنِ عَفانَ، أبو خالدٍ، وقيل: أبو عثمانَ، الأُمَوِيُّ، المدَنيُّ

(7)

.

سَكَنَ دِمَشْقَ، روى عن: عُروةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وقَبيصَةَ بِن ذُؤَيْبٍ، وعنه: الزُّهْرِيُّ،

(1)

لم أجده في "الضعفاء"، للنسائي.

(2)

كذا قاله الحافظ في "التهذيب" 3/ 314، مشيرًا لتضعيف القول المنسوب للنسائي بتضعيفه.

(3)

كتاب النكاح، باب: إذا كان الولي هو الخاطب، ذكره معلَّقًا.

(4)

"الطبقات الكبرى" 8/ 472.

(5)

"تهذيب الكمال" 15/ 405، و"تهذيب التهذيب" 3/ 312.

(6)

"الثقات" 6/ 357.

(7)

"الجرح والتعديل" 4/ 15، و"تاريخ دمشق" 21/ 53.

ص: 135

ومحمَّدُ بنُ مَعْنِ بنِ نَضْلَةَ، وابنُه مَعْنٌ. وَثَّقَهُ النَّسائِى، والعِجلي

(1)

، ثم ابنُ حِبَّانَ

(2)

، وخَرَّجَ له مُسْلِمٌ

(3)

، وَذُكَرَ في "التهذيب"

(4)

، وله ذِكْرٌ في أسماءِ ابنِةِ الحُسَيْنِ

(5)

.

‌1409 - سَعيدُ بنُ خالِدٍ، الخُزاعِيُّ، المدَنيُّ

(6)

.

يَرْوِي عن: عبدِ الله بنِ الفَضْلِ الهاشِمِيِّ، وعبدِ الله بنِ محمَّد بنِ عَقيلٍ، وابنِ المُنكَدِرِ، وأبي حازِمِ ابنَ دينارٍ، وعنه: يعقوبُ بنُ إسحَاقَ الحضْرَمِيُّ، وأبو بَكْرٍ

(7)

البَكراويُّ، وحَسَّانُ بنُ إبراهيمَ الكَرْمانيُّ، وعبدُ المَلِكِ بنُ إبراهيمَ الجُدِّيُّ، وغيرُهم. قالَ البُخارِيُّ

(8)

: فيه نَظَرٌ. وقالَ أبو داودَ وأبو حَاتِمٍ

(9)

: ضعيفٌ.

وقالَ ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"

(10)

: كانَ ممّن يُخْطِئُ حتى فَحُشَ خَطَؤُهُ، لا يُعْجِبُنِي الاحتِجاجُ بِخَبَرِه إذا انْفَرَدَ. ورَوى يعقوبُ بنُ إسحاقَ الحضْرَمِي، عن سعيدِ بنِ خالدٍ قال: وليس هو بِسَعِيدِ بنِ خالِدٍ الذي يَرْوي عنه ابنُ أبي ذِئْبٍ. ذاك ثِقَةٌ.

(1)

"معرفة الثقات" ص 396.

(2)

"الثقات" 6/ 349.

(3)

كتاب الحيض، باب: في الوضوء مما مست النار 1/ 273 (353).

(4)

"تهذيب الكمال" 10/ 408، و "تهذيب التهذيب" 3/ 314.

(5)

ترجمة النساء في القسم المفقود من الكتاب.

(6)

"الجرح والتعديل" 4/ 16، و"التاريخ الكبير" 3/ 469.

(7)

في المخطوطة: أبو بكر الكراوي، والتصويب من مصادر الترجمة.

(8)

"التاريخ الأوسط " 2/ 150.

(9)

"الجرح والتعديل" 4/ 16.

(10)

"المجروحين" 1/ 324 وعبارته: يخطئ حتى لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.

ص: 136

وقالَ الدَّارَقُطْنِيُّ

(1)

: ليس بالقَوِيِّ. وَذَكَرَهُ البُخَارِيُّ

(2)

في فَضْلِ مَنْ مات مِنَ الخَمْسينَ إلى الستِّينَ ومئة. وهو في "التهذيب"

(3)

.

‌1410 - سَعيدُ بنُ داودَ بنِ سَعيدِ بنِ أبي زَنْبَرَ، أبو عثمانَ الزَّنْبَرِيُّ، المدَنيُّ

(4)

.

نَزيلُ بغدادَ. سَمِعَ مالكًا، وأبا شهابٍ الحنَّاطَ وغيرَهما.

وعنه: البخاريُّ في "الأَدَبِ المُفْرَدِ"

(5)

، وأبو حَاتِمٍ، وقال

(6)

: إنّه ليس بالقويِّ. وإبراهيمُ الحرْبِيُّ، والحَسَنُ بنُ الصباح البَزَّارُ، وقال: كان مِنْ خِيارِ النَّاسِ. والحارِثُ التَّمِيمِيُّ، وآخرون. تَفَرَّدَ عن مالكٍ بِمَناكِير، وكان أبوه وِصِيَّ مالكٍ. وقالَ ابنُ مَعِينٍ

(7)

: ما كان عندي بثقة. وقالَ أبو زُرْعَةَ

(8)

: ضعيفٌ.

وقالَ أحمدُ: أخاف أن يكون قد خلط على نفسه. وذكره ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"

(9)

، وكذا العُقَيليُّ وهَّاه

(10)

، وفي "التهذيب"

(11)

: والجمُّ الغفيرُ على ضَعْفِهِ، لكن قالَ أبو

(1)

"العلل للدارقطني" 4/ 22.

(2)

"التاريخ الأوسط" 2/ 150.

(3)

"تهذيب الكمال" 10/ 410، و"تهذيب التهذيب" 3/ 314.

(4)

"التاريخ الكبير" 3/ 470، و"تاريخ بغداد" 9/ 81. وفي الأصل: زبير، والزبيري، وهو تحريف.

(5)

"الأدب المفرد" 1/ 157.

(6)

"الجرح والتعديل" 4/ 18.

(7)

"سؤالات ابن الجنيد" ص: 339 (279).

(8)

"تاريخ أبي زرعة"، ص 342.

(9)

"المجروحين" 1/ 409.

(10)

"الضعفاء الكبير" 2/ 103

(11)

"تهذيب الكمال" 10/ 417، و"تهذيب التهذيب" 3/ 316.

ص: 137

إسماعيلَ الهَرَوِيُّ

(1)

: مدنيٌّ، مِنْ خِيارِهم. كانَ عند مالكٍ حَظِيًّا، خَصَّهُ بأشياءَ من حديثِه.

‌1411 - سَعيدُ بنُ رُقيشِ بنِ ثابِتٍ، الأسدي أَسَدُ خُزَيْمَةَ بنُ رقيشٍ

(2)

.

أخو زيدٍ، مِنَ المُهاجرينَ الأوّلينَ إلى المدينةِ.

وقيل في أبيه

(3)

: وقيشٌ، بالوَاوِ أوَّله.

‌1412 - سَعيدُ بنُ زيادٍ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(4)

.

عن: جابرٍ، وأبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحمن، وعنه: سعيدُ بنُ [أبي]

(5)

هِلالٍ.

قالَ المِزِّيُّ

(6)

: جَعَلَهُ ابنُ أبي حاتِمٍ اثْنَيْن، فقال في الأنصارِيِّ: مجهولٌ

(7)

، وفي سعيدِ بنِ زيادٍ عن جابرٍ: ضعيفٌ

(8)

.

وَسَبقَهُ لذلك البُخاريُّ في "تاريخه"

(9)

، وَجَعَلَهُما غيرُهما واحدًا، وهو الصَّوابُ.

(1)

أبو إسماعيل الأنصاريُّ، الهرويُّ، شيخ الإسلام، توفي سنة 481 هـ. "سير أعلام النبلاء" 18/ 515.

(2)

"معرفة الصحابة" 3/ 1302، و "الإصابة" 2/ 46.

(3)

في المخطوطة: ابنه، وهو خطأ.

(4)

"تهذيب التهذيب" 3/ 323.

(5)

ما بين المعقوفتين زيادة من "تهذيب الكمال".

(6)

"تهذيب الكمال" 10/ 440.

(7)

"الجرح والتعديل" 4/ 22.

(8)

"الجرح والتعديل" 4/ 32.

(9)

"التاريخ الكبير" 3472 - 473. قال المعلمي في تعليقه: ولم أر في نسختنا إلا واحدًا، فالله أعلم.

ص: 138

وقد ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثِقاتِهِ"

(1)

، فقال: رَوى عن: جابرِ بنِ زَيْدٍ، وعنه: سعيدُ بنُ أبي هِلالٍ. انتهى. وجابِرٌ في "سُنَنِ أبي داودَ"، وفي "اليَوْمِ واللَّيْلَةِ" للنَّسائِيِّ غَيْرُ مَنْسوبٍ

(2)

. وفي "الميزان"

(3)

: عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ

(4)

.

‌1413 - سَعيدُ بنُ زياب المُكْتِبُ، مَوْلى بَني زَهْرَةَ، أو جُهَيْنَةَ

(5)

.

مِنْ أَهْلِ المدينةِ. يَرْوِي عن: سُلَيْمانَ بنِ يَسَارٍ، وَعُثْمانَ بنِ عبدِ الرَّحمن التَّيْمِيِّ، وغيرِهما، وعنه: زيادُ بنُ يونسَ، وخالدُ بنُ مَخْلَدٍ. وَثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ

(6)

، وهو في "التهذيب"

(7)

لتخريجِ أبي داودَ

(8)

له.

‌1414 - سَعيدُ بنُ زيدِ بنِ عَمْروِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِياحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ قُرطِ بنِ رَزَاحِ بنِ عَديِّ بنِ كعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبِ بنِ فِهْرِ بنِ مالكِ بنِ النَّضْرِ بنِ كِنانَةَ، أبو الأَعْوَرِ، القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ

(9)

.

(1)

" الثقات" 6/ 357.

(2)

بل هو منسوب فيهما. "سنن أبي داود"، أبواب النوم، باب: في الديك والبهائم (5063)، و"السنن الكبرى"، عمل اليوم والليلة، ما يقال إذا سمع نباح الكلب 9/ 344 (10712).

(3)

"ميزان الاعتدال" 2/ 138.

(4)

وفي "الثقات" 6/ 357: جابر بن زيد.

(5)

"التاريخ الكبير" 3/ 473، و"الجرح والتعديل" 4/ 91. وفي "التهذيب": مولى جهينة بن زهرة.

(6)

"الثقات" 6/ 356.

(7)

"تهذيب الكمال" 10/ 441، و "تهذيب التهذيب" 3/ 323.

(8)

كتاب الطهارة، باب: صفة وضوء النبي عليه السلام (109).

(9)

"الطبقات الكبرى" 3/ 379، و"الاستيعاب" 2/ 2.

ص: 139

أَحَدُ الصحابةِ العَشَرَة المَشْهودِ لهم بالجنّةِ، وكان إسلامُه قَبْلَ دُخولِهِ دارَ الأَرْقَمِ، وَضَرَبَ له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حينَ قُدومِهِ مِنَ الشامِ بُعَيدَ بَدْرٍ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ.

وهو تاسِعُ مَنْ في مُسْلِمٍ

(1)

مِنَ المَدَنِيينَ، وكان أميرًا على رُبْعِ المُهاجِرِينَ، وَوَلِيَ دِمَشْقَ نِيابَةً لأبي عُبَيْدَةَ، وَشَهِدَ فَتْحَها. روى عنه: ابنُ عُمَرَ، وأبو الطُّفَيْلِ، وعَمْروُ بنُ حُرَيْثٍ، وزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ، وحُمَيْدُ بنُ عبدِ الرَّحمن، وَقَيْسُ بنُ أبي حازِمٍ، وعُروَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وجماعةٌ.

وأُمُّهُ فاطِمَةُ ابنَةُ بَعْجَةَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ خُوَيلدِ بنِ خالدٍ، مِنْ خُزاعَةَ.

وكان مُزَوَّجًا بفاطِمَةَ أُخْتِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ، وهي ابنَةُ عَمّ أَبيهِ. وَمَنَاقِبُهُ شَهيرَةٌ، وَذُكِرَ بإجابَةِ الدَّعْوَةِ.

وعن مُعاوِيَةَ أنَّه كَتَبَ إلى مَرْوانَ بالمدينةِ يُباجُ لابْنِهِ يَزيدَ، فقال رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: ما يَحْبِسُكَ؟ قال: حتى يَجِيءَ سَعيدٌ فَيُبايعَ؛ فإنّه سَيّدُ أَهْلِ البَلَدِ، إذا بايَعَ بايَعَ النَّاسُ.

مات أَيَّامَ مُعاوِيَةَ بالعَقِيقِ سَنَةَ إحدى وخمسينَ عن بِضْعٍ وسَبْعِينَ سَنَة، وَقُبِرَ بالبَقِيعِ، وَنَزَلَ في قَبْرِهِ سَعْدُ بنُ أبي وَقّاصٍ، بل هو الذي غَسَلَهُ وَكَفّنَهُ وَخَرَجَ مَعَهُ. وكذا نَزَلَ في قَبرهِ ابنُ عُمَرَ، بل لما سَمِعَ بموْتِهِ ذَهَبَ إليه وَترَكَ الجُمُعَةَ. وَشَذَّ مَنْ عَيَّنَ وَفَاتَهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، بَلْ غَلِطَ مَنْ قال: إنَّها بالكوفة.

(1)

بل ثامنهم. "الطبقات" 1/ 145 (8).

ص: 140

وهو في "التهذيب"

(1)

، وأَوَّلِ "الإصابة"

(2)

، والفاسيِّ

(3)

.

‌1415 - سَعيدُ بنُ سَعْدِ بنِ عُبادَةَ، الأنصاريُّ

(4)

.

ذَكَرَهُ مسلمٌ

(5)

في الطَّبَقَةِ الأُولى مِنْ تابِعِيِّ المدنيينَ.

- سَعيدُ بنُ أبي سعيدٍ الحارثِ بن أَوْسِ بنِ المُعَلَّى، الأنصاريُّ.

مَضَى في: سَعيدِ بنِ الحارِثِ بنِ أبي المُعَلّى. (1405).

‌1416 - سَعيدُ بنُ أب سَعيدٍ، الأَنْصارِيُّ، المدَنيُّ.

مَوْلى أبي بَكْرِ بنِ محمَّد بنِ عَمْروِ بنِ حَزْمٍ

(6)

.

رَوَى عن: أَدْرَعَ السُّلَمِيِّ، وأبي رافِعٍ مَوْلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. وعنه: موسى بنُ عُبيد الرَّبَذِيُّ. ذَكَرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(7)

.

‌1417 - سَعيدُ بنُ أبي سَعيدٍ الخُدْرِيُّ

(8)

.

عِدادُه في أهلِ المدينةِ، رَوَى عن: أبيه، وعنه: أهلُها. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ

(1)

"تهذيب الكمال" 15/ 446، و "تهذيب التهذيب" 3/ 325.

(2)

"الإصابة" 2/ 46.

(3)

"العقد الثمين" 3/ 559.

(4)

"الثقات" 4/ 277، و"تهذيب الكمال" 10/ 461، و"تهذيب التهذيب" 3/ 328.

(5)

"الطبقات" 1/ 228 (617).

(6)

"تهذيب الكمال" 10/ 464، و"تهذيب التهذيب" 3/ 338.

(7)

"الثقات" 4/ 285.

(8)

"التاريخ الكبير" 3/ 474، و"الثقات" 4/ 278، و"خلاصة تذهيب تهذيب الكمال" 1/ 140.

ص: 141

"ثقاتِهِ"

(1)

. وَحَديثُهُ عندَ أحمدَ

(2)

عن موسى بنِ داودَ، عن اللَّيثِ، عن عمرانَ بنِ أبي أَنَسٍ، عن سَعيدٍ في المسجدِ الذي أُسِّس على التَّقْوى. وأخرَجه ابنُ مَرْدَوَيْه من طريقِ أبي عبدِ الرَّحمن المُقْرِئِ عن اللَّيْثِ. وأخرجه أحمدُ

(3)

أيضًا عن إسحاقَ بنِ عيسى عن اللَّيْثِ، فقال: عن ابنِ أبي سعيدٍ لم يُسَمِّه، وكذا أخرجَه

(4)

عن قتيْبَةَ عن اللَّيْثِ. ورواه التِّرمذيُّ

(5)

والنَّسائيُّ

(6)

عن قُتيْبَةَ بهذا السَّنَدِ إلى عِمْرانَ، فقال: عن عبدِ الرَّحمن بنِ أبي سَعيدٍ عن أبيه. وهو المَحْفوظُ. وكذا قال أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عامِرٍ الأَسْلَمِيُّ، عن عِمْرانَ. وقال الأَسْلَمِيُّ: عن عِمْرانَ عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ. وصَحَّحَه ابنُ حِبَّانَ

(7)

.

وهو عند مُسْلمٍ

(8)

من طريقِ أبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحمن أنَّه سَأَل عبدَ الرَّحمن بنَ أبي سَعيدٍ: كَيْفَ سَمِعْتَ أباكَ في المسجدِ الذي أُسِّسَ على التّقوى؟ فَذَكَرَ الحديثَ. قال أبو سَلَمَةَ: هكذا سَمِعْتَ أباك؟.

(1)

"الثقات" 4/ 278.

(2)

"المسند" 89/ 3.

(3)

"المسند" 8/ 3.

(4)

المرجع السابق 3/ 89.

(5)

كتاب التفسير، باب ومن سورة التوبة (3099).

(6)

كتاب المساجد، باب: ذكر المسجد الذي أسس على التقوى (697).

(7)

"صحيح ابن حبان" 4/ 483، (1606).

(8)

كتاب الحج، باب: بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة 2/ 1015 (1398).

ص: 142

نَعَمْ عندَ أحمدَ

(1)

مِنْ طَريقٍ أُخْرَى عن سَعيدِ بنِ أبي سَعيدٍ هذا عن أبيه حديثٌ آخر، أخرَجَهُ مِنْ روايةِ عَمْروِ بنِ [الحارِثِ]

(2)

عنه في الأَمْرِ بالصَّبْر.

- سَعيدُ بنُ أبي سَعيدٍ، المَقْبُرِيُّ

(3)

.

ذَكَرَهُ مُسلمٌ

(4)

في ثالثةِ تاَبِعِيِّ المَدَنيينَ، وَسَيَأْتي في: ابنِ كَيْسانَ. (1441).

‌1418 - سَعيدُ بنُ سُفيانَ، الأَسْلَمِى، مَوْلاهم المَدَنِيُّ

(5)

.

يَرْوِي عن: جَعْفَرٍ الصادِقِ، وسَدِيرِ بنِ حَكيمٍ الصَّيْرَفِيِّ، وعنه: ابنُ أبي فُدَيكٍ، وعبدُ الله بنُ إبراهيمَ الغِفارِيُّ. ذَكَرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(6)

، وقالَ الذَّهَبِيُّ في "ميزانِه"

(7)

: لا يَكادُ يُعْرَفُ. وهو في "التهذيب"

(8)

.

‌1419 - سَعيدُ بنُ سَلَمَةَ ابنِ أبي الحُسَامِ، أبو عَمْروٍ، العَدَوِيُّ مولاهم، أي مَوْلى آلِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، المَدَنِيُّ

(9)

.

(1)

" المسند" 3/ 42.

(2)

ما بين المعقوفتين من "تعجيل المنفعة" لابن حجر ص 151، والنقل منه.

(3)

"التاريخ الكبير" 3/ 474، و "الكنى والأسماء" للدولابي 1/ 176.

(4)

"الطبقات" 1/ 257 (970).

(5)

"التاريخ الكبير" 3/ 475، و"الجرح والتعديل" 4/ 27.

(6)

"الثقات" 8/ 261.

(7)

"ميزان الاعتدال" 2/ 141.

(8)

"تهذيب الكمال" 10/ 475، و "تهذيب التهذيب" 3/ 331.

(9)

"التاريخ الكبير" 3/ 479، و"تهذيب الكمال" 10/ 477، "تهذيب التهذيب" 3/ 332.

ص: 143

مِنْ أَهْلِها. يَرْوي عن: أبيه، ومحمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وصالحِ بنِ كَيْسانَ، وعَمْروِ بنِ أبي عَمْروٍ، وجَماعَة. وعنه: عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوارِثِ، وعَبْدُ اللهِ بنُ رَجاء، والتَّبوذكيُّ، ومحمَّدُ بنُ أبي بكرٍ المقدَّمِيُّ، وغيرُهم.

قالَ أبو سلمةَ التَّبوذكيُّ: ما رأيتُ كتابًا أصحَّ مِنْ كِتابِه. واعْتَمَدَه مسلمٌ في "صحيحِه"

(1)

. وَوَثقَه ابنُ حِبَّانَ

(2)

لكن قالَ النَّسائِى في "سُنَنِه"

(3)

: إنّه ضعيفٌ. ولم يَذْكُرْه في " ضُعَفَائِهِ ".

وقالَ أبو عامِرٍ العَقَدِيُّ

(4)

: ثنا أبو عَمرو السُّدوسِيُّ المدنيُّ، فَيَحْتَمِلُ أن يكونَ هو هذا، وَيَحْتَمِلُ غيرَه.

قالَ شيخُنا

(5)

: وسيأتي في ابنِ عَمْروٍ المَدِينِيِّ مِنَ الكُنى

(6)

ما يُقَرِّرُ

(7)

أنهما واحدٌ. وهو في "التهذيب"

(8)

.

‌1420 - سَعيدُ بنُ سُلَيمانَ بنِ زيدِ بنِ ثابِتٍ، أبو عبدِ اللهِ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(9)

.

(1)

كتاب فضائل الصحابة، باب: ذكر حديث أم زرع 4/ 1902 بلا رقم.

(2)

"الثقات" 6/ 358.

(3)

كتاب الاستعاذة، باب: الاستعاذة من الحزن (5453).

(4)

أخرجه أبو داود في الطلاق، باب: الخلع (2223).

(5)

"تهذيب التهذيب" 3/ 333.

(6)

الكنى في القسم المفقود من الكتاب.

(7)

في الأصل: ما يقرب، والتصويب من "تهذيب التهذيب".

(8)

"تهذيب الكمال" 10/ 477.

(9)

"الثقات" 6/ 350.

ص: 144

قاضيها. قالَ مالكٌ: كان فاضِلًا عابِدًا، أُريدَ على القضاءِ فامْتَنَعَ، فكلَّمَه إخوانُه مِنَ الفُقهاءِ، وقالوا: القَضِيَّةُ تَقْضيها بِحَقٍ أَفْضَلُ من كذا وكذا مِنَ التَّطَوُّعِ. فلم يُجِبْ، فَأُكْرِهَ، وَوَلاه إبراهيمُ بنُ هِشامِ بنِ إسماعيلَ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ قَضَى به على الأميرِ عبدِ الواحِدِ النَّصْرِيِّ مُتَوَلِّي المدينة

(1)

. أَخْرَجَ مِنْ يَدِهِ مالًا عَظِيمًا للفُقَرَاءِ فَقَسَّمَه، وبذلك السَّبَبِ عُزِلَ عَبَدُ الواحِدِ كما سيأتي. وقال له أصحابُه: قَضِيَّتُكَ هذه خَيْرٌ لَكَ مِنْ مالٍ عظيمٍ لو تَصَدَّقْتَ به.

وقالَ ابنُ سَعْدٍ

(2)

: وَلِيَ قَضَاءَ المدينةِ لإبراهيمَ بنِ هِشامٍ المَخْزُوميِّ.

وكان يَروي عن: أبيه وعَمَّهِ خَارِجَةَ، وعنه: الزُّهْرِيُّ، وهو أكبرُ منه، وعقيلٌ، ومالكٌ، وغيرُهم. وَثَّقَهُ النَّسائِيُّ، والعِجْليُّ

(3)

، وماتَ كَهْلًا في سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وثلاثينِ ومئة. وهو في "التهذيب"

(4)

.

‌1421 - سَعيدُ بنُ سُليمانَ بنِ نَوْفَلِ بنِ مُساحِقِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَخْرَمَةَ بنِ عبدِ العُزَّى، القُرَشِيُّ، العامِرِيُّ، المَدَنِيُّ

(5)

.

قاضيها، ووالدُ عبدِ الجبَّارِ الآتي. ذَكَرَهُ الزُّبَيْرُ بنُ بَكّارٍ

(6)

، وَرَوَى عنه، كما سيأتي

(1)

القصة في "أخبار القضاة" لوكيع 1/ 167.

(2)

"الطبقات الكبرى" القسم المتمم، ص 285.

(3)

"معرفة الثقات" 1/ 399.

(4)

"تهذيب الكمال" 10/ 482، و "تهذيب التهذيب" 3/ 333.

(5)

"أخبار القضاة" 1/ 232، و "تاريخ بغداد" 9/ 65، و "ترتيب المدارك" 2/ 113 - 114.

(6)

"نسب قريش "، لمصعب الزبيري، ص:427.

ص: 145

في ابنِه.

‌1422 - سَعيدُ بنُ سَمْعانَ، الزُّرَقِيُّ، مَوْلى الأنصاريِّ، المَدَنِيُّ

(1)

.

عِدادُهُ في أَهْلِها، وهو أخو مُسْلِمٍ الآتي. ذَكَرَهُ مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابِعِيِّ المَدَنيينَ.

ثِقَةٌ، يَرْوِي عن: أبي هريرةَ، وعنه: سابِقُ بنُ عبدِ الله الرَّقِّيُّ، وابنُ أبي ذِئْبٍ.

حَديثُه يَعْلُو في "مُسْنَدِ الطيالسِيِّ"

(3)

، وَخَرَّجَ لَه أبو داودَ

(4)

والتِّرمذيُّ

(5)

والنَّسائيُّ

(6)

، وَوَثَّقَه، وكذا العِجليُّ

(7)

، والدَّارَقُطْنِيُّ، وابنُ حِبَّانَ

(8)

، ولكنه قال: الأنصاريُّ مَوْلى الزُّرَقِيِّينَ. وقالَ الحاكمُ: تابِعيٌّ مَعْروفٌ. وقالَ الأزْدِيُّ

(9)

: ضعيفٌ. وهو في "التهذيب"

(10)

.

‌1423 - سَعيدُ بنُ سُويدِ بنِ قَيْسِ بنِ عامِرِ بنِ عَبّادِ بنِ الأبجرِ، وهو خدرةُ،

(1)

" التاريخ الكبير" 3/ 479.

(2)

"الطبقات" 1/ 259 (998).

(3)

"مسند الطيالسي "، ص 313.

(4)

أبواب تفريع استفتاح الصلاة، باب: من لم يذكر الرفع عند الركوع (753).

(5)

أبواب الصلاة، باب: ما جاء في نشر الأصابع عند التكبير (239)، وقال: حسنٌ.

(6)

كتاب الافتتاح، باب: رفع اليدين مدًا (883).

(7)

"معرفة الثقات" 1/ 399.

(8)

"الثقات" 4/ 278.

(9)

قال في "التقريب" 237 (2331): لم يصب الأزدي في تضعيفه.

(10)

"تهذيب الكمال" 10/ 490، و "تهذيب التهذيب" 3/ 335.

ص: 146

الأنصاريُّ، الخُدْرِيُّ

(1)

.

أخو سَمُرَةَ بنِ جُنْدُبٍ لِأُمّهِ، ذَكَرَه ابنُ إسحاقَ

(2)

فيمَن استُشهِد بأُحُدٍ. قاله في "الإصابة"

(3)

.

‌1424 - سَعيدُ بنُ العَاصِ بنِ سَعيدِ بنِ العاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ عبدِ مَنافي، أبو عُثْمانَ، وقيل: أبو عبدِ الرَّحمن، القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ

(4)

.

والدُ عَمْروٍ الأَشْدَقِ، ويَحْيَى، وخالِدٍ، وإسحاقَ. صَحابِيٌّ صَغيرٌ قُتِلَ أبوه يَوْمَ بَدْرٍ مُشْرِكًا وخلَّفه، ومات النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وله تِسْعُ سِنِينَ أو نحوُها، فهو يَرْوِي عن: عُمَرَ وَعائشةَ. رَوَى عنه: بنوه، وعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وسالمُ بنُ عبدِ الله، وَخَرَّجَ له مُسْلِمٌ

(5)

وغيرُه. وكانَ أَحَدَ الأشْرافِ الأَجْوادِ المُمدَّحِينَ، والحُكَمَاءِ العُقَلاءِ، أَشْبَهَهُمْ لَهْجَةً برَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَلِيَ الكوفَةَ لِعُثْمانَ، وَلَمْ يَزَلْ في ناحِيَةِ عُثْمانَ لقَرَابَتِهِ منه حتى اسْتَعْمَلَه على الكوفة لمَّا عَزَلَ عنها الوَليدَ بنَ عُقْبَةَ، فَقَدِمَها شابًا مُتْرَفًا، فلم يُوافِقْهُم، وَقَدِمَ عليه الزُّبَيْرُ فَبَعَثَ إليه بِسَبع مئة أَلْفٍ فَقَبِلَها، واسْتَمَرَّ عليها خَمْسَ سِنينَ إلا شَهْرًا، وَغَزَا طَبَرِسْتانَ في إمْرَتِه عليها فافْتَتَحَها، ثمَّ قامَ عليه أَهْلُ الكوفَةِ وَطَرَدوهُ، وأمَّرُوا عليهم أبا موسى الأَشْعَرِيَّ، فأبى عليهم، وَجَدَّدَ البَيْعَةَ

(1)

"الاستيعاب" 2/ 13.

(2)

"السيرة النبوية" 4/ 82.

(3)

"الإصابة" 2/ 47.

(4)

"أسد الغابة" 2/ 390، و "تهذيب الكمال" 10/ 501.

(5)

في كتاب فضائل الصحابة، باب: ومن فضائل عثمان بن عفان 4/ 1866 (2402).

ص: 147

في رِقابِهم لعُثْمانَ، وَكَتَبَ إليه فاسْتَعْمَلَه عليهم، وكان سَعيدٌ يَوْمَ الدّارِ مع عُثْمانَ يُقاتِلُ عنه، وَضَرَبَهُ رَجُلٌ ضَرْبَةً مَأْمُومَةً

(1)

، ولما خَرَجَ طَلْحَةٌ والزُبَيْرُ نَحْوَ البَصْرَةِ خَرَجَ معهم سَعيدٌ وَمَرْوانُ والمُغيرَةُ بنُ شُعْبَةَ، فلما نَزَلُوا مَرَّ الظَّهْرانِ قام سَعيدٌ خَطيبًا، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ:

أمَّا بعدُ؛ فإنَّ عُثْمانَ عاش حَميدًا، وَخَرَجَ فُقِتَلَ شَهيدًا، فَضاعَفَ اللهُ له حَسَناتِه، وَقَدْ زَعَمْتُم أنَّكُم خَرَجْتُم تَطْلُبونَ بِدَمِهِ، فإنْ كُنْتُم تُريدون ذلك؛ فإنَّ قتلَةَ عُثْمانَ على صُدورِ هذه المَطِيِّ وَأَعْجازِها، فَمِيلُوا عليهم بِأَسْيَافِكُم.

فقال مَرْوانُ: لا، بل نَضْرِبُ بَعْضَهُم بِبَعْضِ، فَمَنْ قُتِلَ ظَفَرْنا به، وَيَبْقَى الباقِي فَنَطْلُبُه وَقَدْ وَهَى

(2)

.

وقام المغيرةُ فقال: الرَّأْيُ ما رَأَى سَعيدٌ، وَذَهَبَ إلى الطَّائِفِ، وَرَجَعَ سَعيدٌ بِمَنْ اتَّبَعَه، فلم يَزَلْ بِمَكَّةَ حتى مَضَتْ صِفِّينُ وَالجَمَلُ، واعْتَزَلَ عليًا وَمُعاوِيَةَ مِنْ عَقْلِهِ، فلمّا صَفَا الأَمْرُ لمُعاوِيَةَ وَفَدَ إليه، فَأَمَرَ له بِجائِزة عظيمةٍ، وَوَلَّاه إِمْرَةَ المدينةِ غَيْرَ مَرَّةٍ. وقيل لمُعاويةَ: مَنْ تَرَى لهذا الأَمْرِ بعدَك؟ قال: أمَّا كَريمَةُ قُرَيشٍ فَسَعيدٌ، وأمَّا فُلانٌ وَذَكَرَ جَمَاعَةً. وكان مَرْوانُ أَميرَ المدينَةِ سِتَّ سِنينَ، فَكانَ يَسُبُّ عَلِيًّا في الجُمَعِ، فلمَّا عُزِلَ واستُعمِلَ هذا كَفَّ عن ذلك. وفيه يقول الفَرَزْدَقُ

(3)

:

(1)

شجَّةٌ مأمومةٌ: بلغت أُمَّ الرَّأس. "القاموس": أمم.

(2)

"تاريخ دمشق" 21/ 112.

(3)

البيتان في "ديوانه" 2/ 122 - 123، والجَحاجح: جمع جَحْجَحِ، وهو السيد السمح الكريم.

ص: 148

ترَى الغُرَّ الجَحَاجِحَ من قُرَيْشٍ

إذا ما الأَمْرُ ذو الحَدَثانِ عالا

قِيامًا ينظرون إلى سَعيدٍ

كانهمُ يَرَوْنَ به هِلالا

وَمنْ أَخْبارِهِ: أنَّ ابنَ عُمَرَ أَرْسَلَ إليه بِعَبْدٍ له سرَقَ وهو آبِقٌ؛ لِتقْطَعَه فأبى، وقال: إنَّ السارِقَ الآبِقَ لا يُقْطَعُ. أَخْرَجَا مالِكٌ في "المُوَطَّأِ"

(1)

.

وَخَطَبَ أُمَّ كلثومٍ ابنَةَ عَليٍّ بَعْدَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَبَعَثَ إليها بمئة أَلْفٍ، فَدَخَلَ عليها أَخوها الحُسَيْنُ، فقال: لا تُزَوَّجيهِ، فَأَرْسَلَتْ إلى الحَسَنِ فقال: أنا أُزَوِّجُه، واتَّعَدُوا لذلك، وَحَضَرَ الحَسَنُ، وَأَتاهم سَعيدٌ وَمَنْ مَعَه، فقال سَعيدٌ: أَيْنَ أبو عبدِ الله؟ قال الحَسَنُ: سَأَكْفيكَ. قال: فَلَعَلَّ أبا عبدِ الله كَرِهَ هذا؟ فَقِيل: نَعَمْ. قال: لا أَدْخُلُ في شَيْءٍ يَكْرَهُهُ، وقام ولم يَعْرِضْ في المالِ ولَا أَخَذَ منه شيئًا.

وكانَ إذا سُئِلَ فَلَمْ يَكُنْ عنده شَيْءٌ يقول للسائلِ: اكْتُبْ عَلَيَّ بِمَسْأَلتِكَ سِجِلًّا إلى أَيَّامِ مَيْسَرَتِي. بَلْ كان يدعو إخوانَه وجيرانَه كُلَّ جُمُعَةٍ، فَيصْنَعُ لهم الطَّعامَ، وَيَخْلَعُ عليهم الثيابَ الفاخِرَةَ، ويَأْمُرُ لهم بالجوائزِ الواسِعَة.

واسْتَسْقى مَرَّةً مِنْ دارٍ [في]

(2)

المدينةِ، فَسَقَوْهُ، ثمَّ إنَّ صاحِبَ الدَّارِ عَرَضَها للبَيْعِ لأربعةِ آلافِ دينارٍ كانت عليه. فقال سَعيدٌ: إنَّ له علينا ذِمامًا، وأدَّاها عنه.

وأَطْعَمَ النّاسَ في سَنَةٍ جَدْبَةٍ، حتى أَنفَقَ ما في بَيْتِ المالِ وادَّان، فَعَزَلَه مُعاويةُ لذلك.

(1)

"الموطأ". كتاب: الحدود. باب: ما جاء في قطع الآبق والسارق 2/ 833 (26).

(2)

ما بين المعقوفتين زيادة لازمة.

ص: 149

وَيُرْوى أنَّه تُوُفِّيَ وعليه ثمانون ألفَ دِرهمٍ، وتَرْجَمَتُه طويلةٌ، وله حادِثَة في الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ. مات في [قَصْرِهِ]

(1)

بالعَرصةِ على ثلاثةِ أَمْيالٍ مِنَ المدينةِ، وَحُمِلَ إلى البَقيعِ، وذلك في سَنَةِ تِسْعٍ وخَمْسينَ. وقيل: سَنَةَ ثمانٍ أو سَبْع.

وَأَوْصى إلى ابنِهِ عَمْروٍ، وَأَمَرَه أن يَدْفَنَه بالبقيعِ، وقال: إن قليلًا لي عند قَوْمِي في بِرِّي أن يَحْمِلوني على رِقابِهم من العرصة إلى البقيعِ، فَفَعَلُوا.

وكذا أَمَرَ ابنَه أن يَرْكَبَ بعدَ دَفْنِه إلى مُعاوِيَةَ، فَيَنْعَاه، ويَبِيعَه مَنْزِلَه بالعرصةِ، وكان مَنْزِلًا اتخذَه، وَغَرَسَ فيه النَّخْلَ، وَزَرَعَ وَبَنَى فيه قَصْرًا مُعْجِبا، وَذَكَرَ الحِكايَةَ، وأنَّه رَكِبَ إلى مُعاوِيَةَ، فَبَاعَه مَنْزِلَه وَبُسْتانَه المُشارَ إليهما بِثلاث مئة أَلْف دِرْهَم. وقيل: بألفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وفي هذا المَكانِ يقول عَمْروُ بنُ الوُليدِ بنِ عُقْبِةَ

(2)

:

الَقصْرُ ذو النَّخْلِ وَالجماءُ فَوْقَهُما

أَشْهَى إلى النَّفْسِ مِنْ أَبْوابِ جَيرون

طَوَّلَ في "الإصابة"

(3)

، وغيرِها كالفاسِيِّ

(4)

تَرْجمتَه.

‌1425 - سَعيدُ بنُ عامِرِ بنِ حِذْيَمِ بنِ سَلامانَ بنِ رَبيعَةَ بنِ سَعْدِ بنِ جُمَح،

(1)

في الأصل: فرصة، والتصويب من:"سير أعلام النبلاء" 3/ 447.

(2)

البيت في "تاريخ ابن شبة" 1/ 298، و "معجم البلدان" 2/ 158، و"تاريخ دمشق" 21/ 140.

جيرون: أحد أبواب دمشق. "معجم البلدان" 2/ 231، و"القاموس": جير.

(3)

"الإصابة" 3/ 107.

(4)

"العقد الثمين" 3/ 571.

ص: 150

القُرَشيُّ، الجُمَحِيُّ

(1)

.

مِنْ كِبارِ الصَّحابةِ وفُضَلائِهم، وَأُمُّهُ أَرْوَى ابنَةُ أبي مُعَيطٍ.

أَسْلَمَ قَبْلَ خَيْبَرَ، وَهاجَرَ فَشَهِدَها وما بعدَها، وَوَلّاه عُمَرُ حِمْصَ، وكان مشهورًا بالخيرِ والزُّهدِ. روى عنه: عبدُ الرَّحمن بنُ سابِطٍ الجُمَحِيُّ، وَأَرْسَلَ عنه شَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ وغيرُه. قالَ ابنُ سَعْدٍ في الطَّبَقةِ الثانيةِ

(2)

: ماتَ سَنَةَ عِشرينَ وهو وَالٍ على بَعْضِ الشَّامِ لِعُمَرَ. وَرَوَى البُخَارِيُّ

(3)

مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ أنّه ماتَ في زَمَنِ عُمَرَ. وقيل: إنَّه مات سَنَةَ تِسْعَ عَشَرَةَ بقَيسَارِيَّة

(4)

. وقيل: سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرين. وَتَرْجَمَتُهُ في "الإصابة"

(5)

أَطْوَلُ. وَذَكَرَهُ بَعْضُهم في أَهْلِ الصُّفَّةِ

(6)

.

- سَعيدُ بنُ عبدِ الله.

في: ابنِ مرجانَةَ. (1450).

‌1426 - سَعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ حَسَّانَ بنِ ثابِتٍ، أبو عبدِ الرَّحمن، الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(7)

.

(1)

" الاستيعاب" 2/ 12.

(2)

"الطبقات الكبرى" 7/ 398.

(3)

"التاريخ الكبير" 3/ 453.

(4)

قيسارية: بلد على ساحل بحر الشام، من أعمال فلسطين، بينها وبين طبرية ثلاثة أيام. "معجم البلدان" 4/ 421.

(5)

"الإصابة" 2/ 48.

(6)

"حلية الأولياء" 1/ 368، و"رجحان الكفة"، ص:212.

(7)

"التاريخ الأوسط" ص 67، و "تاريخ دمشق" 21/ 177، و "تاريخ الإسلام" للذهبي 8/ 113 وفيات 121 - 130، وكان السخاوي نقل الترجمة بنصها منه.

ص: 151

الشَّاعِرُ هو وأبوهُ وَجَدُّه، تابِعِيٌّ، يَرْوِي عن: أبيه، وابنِ عُمَرَ، وجابِرٍ، وعنه:[أبو]

(1)

عبدِ الرَّحمن العَجْلانِيُّ، وابنُ إسْحاقَ، ومُعاذُ بنُ فلانٍ

(2)

. [ذَكَرَه]

(3)

ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاتِه"

(4)

، وقالَ: رَوَى عنه أَهْلُ المدينةِ. زاد غيرُه: وهو مُقِلٌّ مِنَ الحديثِ، وله وِفادَةٌ على هِشامِ بنِ عبدِ الملِكِ. وَمِنْ شِعْرِهِ

(5)

:

وإنَّ امْرَأً لاحَى الرِّجالَ على الغِنَى

ولم يَسْألِ اللهَ الغنَى لحَسُودُ

- سَعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ رُقيشٍ، المدَنيُّ.

سيأتي فيمن اسمُ جَدِّهِ: يَزيدُ. (1430).

‌1427 - سَعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ أبي سَعيدٍ، الأنصاريُّ، الخُدْرِيُّ، المدَنيُّ

(6)

.

وَلَقَبُهُ -كما لابنِ سَعْدٍ

(7)

- ربيحٌ.

يرْوِي عن: أبيه، وعنه: الوليدُ بنُ كَثيرٍ، وابنُ إسحاقَ، وسُهيلُ بنُ أبي صالحٍ. ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(8)

، وَخَرَّجَ له مُسلمٌ

(9)

، وهو في

(1)

في الأصل: ابنه، وما أثبته من "تاريخ مدينة دمشق".

(2)

كذا في الأصل، وعند ابن عساكر: معاذ بن النجارين، ولم أقف عليه.

(3)

في الأصل: قال، والمثبت هو المتبادر من سياق النص.

(4)

"الثقات" 6/ 349.

(5)

"تاريخ مدينة دمشق" 21/ 181.

(6)

"التاريخ الكبير" 3/ 490، و "الجرح والتعديل" 4/ 42.

(7)

"الطبقات الكبرى" 5/ 267. قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 3/ 346: ذكر ابن سعد أن سعيدًا هذا لقبُه ربيح، والأرجح أنهما أخوان.

(8)

"الثقات" 4/ 278.

(9)

كتاب الحج، باب: الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها 2/ 1003 (478).

ص: 152

"التهذيب"

(1)

.

‌1428 - سَعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ عبدِ اللهِ بنِ جَمِيْل، أبو عبدِ اللهِ، القُرَشِيُّ، الجُمَحِيُّ، المدَنيُّ

(2)

.

قاضي بَغْدادَ للرَّشيدِ، وَأَحَدُ جِلَّةِ العُلماءِ، ممّن تَقَدَّمَ على رَبيعَة الرَّأْيِ ظنًّا.

رَوَى عن: عبدِ الرَّحمن بنِ القاسمِ، وسُهَيلِ بنِ أبي صالحٍ، وهِشامِ بنِ عُرْوَةَ، وعبيدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وطائفةٍ، وعنه: سَعيدُ بنُ أبي مَرْيمَ، وعبدُ العَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وعليُّ بنُ حُجْرٍ، ومحمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، ويحيى بنُ أيوبَ المَقابريُّ، وأحمدُ بنُ إبراهيمَ المَوْصِليُّ، وعدةٌ. بل رَوَى عنه اللَّيْثُ مع كَوْنِه أكبرَ منه. وَثَّقَه ابنُ مَعِينٍ

(3)

، وخرَّج له مسلمٌ

(4)

وغيرُه. وقالَ أحمدُ: ليس به بأسٌ. وَلَيّنه الفَسَوِيُّ

(5)

. وَأَسْرَفَ ابنُ حِبَّانَ في شَأْنِهِ

(6)

، وقالَ: أَصْلُهُ مِنَ المدينةِ، وَلِيَ القَضَاَء بِبغدادَ.

وَخطب ابن حِبَّانَ على عادتِه. وهو في "التهذيب"

(7)

. ماتَ سَنَةَ سِتٍّ وسَبْعينَ

(1)

"تهذيب الكمال" 10/ 527، و "تهذيب التهذيب" 3/ 345.

(2)

"التاريخ الكبير" 3/ 494، و"الجرح والتعديل" 4/ 41.

(3)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 203.

(4)

كتاب الصلاة، باب: جواز أذان الأعمى إذا كان معه بصير 1/ 288.

(5)

"المعرفة والتاريخ" 3/ 138.

(6)

"المجروحين" لابن حبان 1/ 323، ومما قاله فيه: يروي عن عبيد الله بن عمر وغيره من "الثقات" أشياء موضوعة، يتخايل إلى مَن سمعها أنَّه كان المتعمَّدَ لها.

قال الذَّهبيُّ: وأمَّا ابن حبان فإنه خساف قصاب. "الميزان" 2/ 148 (3227).

(7)

"تهذيب الكمال" 10/ 528، و"تهذيب التهذيب" 3/ 346.

ص: 153

ومئة عن اثْنَتينِ وَسَبْعينَ سَنَة، وَرَثاهُ بَعْضُ الشُّعَراءِ بِقَوْلِه

(1)

:

ثَلْمَةٌ في الاسْلامِ موتُ سَعيدِ

شَمِلتْ كلَّ مُخْلصِ التَّوحيدِ

ذاك أَنِّي رأيتُهُ لا يُبَالي

في تُقَى اللهِ لَومَ أَهْل الوعيدِ

‌1429 - سَعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ مُكْمِلٍ، الأَعْشَى، الزُّهْرِيُّ، المَدَنِيُّ

(2)

.

مِنْ أهلِها. يَرْوِي عن: أيوبَ بنِ بَشِير، وعنه: سُهيلُ بنُ أبي صالِحٍ، وشَريكُ بنُ أبي نَمِر

(3)

. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثِقاتِه"

(4)

، وهو في "التهذيب"

(5)

.

‌1430 - سَعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يَزيدَ بنٍ رُقَيشٍ، الأَسَدِيُّ، أَسَدُ خُزيمَةَ، المَدَنِيُّ

(6)

.

حَلِيفُ بَنِي عبدِ شَمْسٍ. ذَكَرَهُ مسلمٌ

(7)

في رابعةِ تابِعِيِّ المَدَنيينَ.

وهو يَرْوي عن: خالِه عبدِ اللهِ بنِ أبي أحمدَ بنِ جَحْشٍ، وَأنسٍ، وأبي الأَسْوَدِ الدِّيلي، [وشُيوخٍ]

(8)

من بني عَمْروِ

(9)

بنِ عَوْفٍ، وعنه: مالكٌ، وفُلَيحٌ،

(1)

البيت في "تاريخ بغداد" 9/ 68، و "تهذيب الكمال" 10/ 531.

(2)

"التاريخ الكبير" 3/ 491، و "الجرح والتعديل" 4/ 40.

(3)

وفي الأصل: نمير، وهو خطأ.

(4)

"الثقات" 6/ 351.

(5)

"تهذيب الكمال" 10/ 536، و "تهذيب التهذيب" 3/ 348.

(6)

"الطبقات الكبرى" القسم المتمم، ص: 280، و"التاريخ الكبير" 3/ 491.

(7)

"الطبقات" 1/ 264 (1042).

(8)

ما بين المعقوفتين زيادة لازمة من "تهذيب الكمال" و"تهذيب التهذيب".

(9)

في الأصل: عمر، والمثبت من "تهذيب الكمال".

ص: 154

والدَّرَاوَرْديُّ، ومحمَّد بنُ شُعَيْبِ بنِ شابور، وخالِدُ بنُ سَعيدٍ، ويحيى بنُ سَعيدٍ الأنصاريُّ. قالَ ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاتِه"

(1)

مع اقْتِصارِه عليه: وَأَهُلُ المدينةِ. قالَ أبو زُرعةَ: شَيْخٌ مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ. وكذا وَثَّقَه النَّسائِيُّ، وَخَرَّجَ له أبو داودَ

(2)

، وهو في "التهذيب"

(3)

.

‌1431 - سَعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمن، المَدَنِيُّ.

رَوَى عنه: إسحاقُ بنُ سُلَيْمانَ قولَه: كانَ رافعٌ وأسلمُ خادمينِ

(4)

للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. ويُشْبِهُ أن يكون الأوَّلَ، فَيُحَرَّر.

‌1432 - سَعيدُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ بنِ الحَكَمِ، الأميرُ، أبو محمَّدٍ الأُمَوِيُّ

(5)

.

أخو سُلَيمانَ، ويزيدَ، والوَلِيدِ وهِشابم. وَيُلَقَّبُ بِسَعيدٍ الخَيْرِ.

روى عن: أبيه، وَقَبيصةَ بنِ ذُؤَيب، وَعُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ، وعنه: يحيى بنُ سَعيدٍ الأنصاريُّ، ورَجَاءُ بنُ أبي سَلَمَةَ، وغيرُهما.

قالَ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاتهِ"

(6)

: يَرْوِي عن المَدَنِيّينَ، وعنه: هشامُ بنُ عُرْوةَ،

(1)

"الثقات" 4/ 282.

(2)

كتاب الوصايا، باب: ما جاء متى ينقطع اليتم (2865).

(3)

"تهذيب الكمال" 10/ 536، و"تهذيب التهذيب" 3/ 348.

(4)

في الأصل حاديين، وفي "الإصابة" 1/ 62: ذكرهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله:

وكن رفيقَ رافعٍ وأسلما

واخدُم الأقوام كيما تخدما

(5)

"التاريخ الكبير" 3/ 497، و "تاريخ مدينة دمشق" 21/ 213.

(6)

"الثقات" 6/ 369.

ص: 155

وأهلُ المدينةِ، ولم يَسْلك مَسْلَكَ إخْوَتِه فيما كانا فيه.

زاد غيرُه: وكان دَيِّنًا مُتَأَلهّأ، وَلِيَ الغَزْوَ زَمَنَ أخيه هِشامٌ، وله بالمَوْصِلِ مَسْجِدٌ ودارٌ. ماتَ في حدودِ سَنَةِ لِست وعشرين ومئة

(1)

.

‌1433 - سَعيدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ السِّبَّاقِ، الثَّقَفِيُّ، المدَنيُّ

(2)

.

مِن أَهْلِها، يَرْوِي عن: أبيه، ومحمَّد بنِ أُسامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَأَرْسَلَ عن أبي هريرةَ، ولكن ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثِقاتِه"

(3)

، وقالَ: يَرْوي عن: أبي هريرةَ، والسَّائِبِ بنِ يزيدَ. ثُمَّ ذَكَرَه في التي تَليها

(4)

مُقْتَصِرًا على روايتهِ عن أبيه. وعنه: الزُّهرِيُّ، ومحمَّد بنُ إسحاقَ، وفُلَيْحُ بنُ سُليمانَ، وآخرونَ. وَثَّقَهُ النَّسائِيُّ وَغَيْرُه، وَخَرَّجَ له أبو داودَ

(5)

والتِّرمذيُّ

(6)

وابنُ ماجه

(7)

، وهو في "التهذيب"

(8)

.

‌1434 - سَعيدُ بنُ عُثمانَ بنِ عَفَّانَ بنِ أبي العاصِ

(9)

.

(1)

في "تاريخ دمشق" 21/ 13: قيل: إنه بقي إلى سنة 132.

(2)

"التاريخ الكبير" 3/ 496، و"مشاهير علماء الأمصار" ص:75.

(3)

"الثقات" 4/ 286.

(4)

"الثقات" 6/ 353.

(5)

كتاب الطهارة، باب: في المذي (212).

(6)

أبواب الطهارة، باب: ما جاء في المذي يصيب الثوب (115)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

(7)

باب: الوضوء من المذي (506).

(8)

"تهذيب الكمال" 10/ 546، و "تهذيب التهذيب" 3/ 351.

(9)

هكذا ساقه المؤلف دون ترجمة، وانظر ترجمته في:"الطبقات الكبرى" لابن سعد 5/ 153، و "تاريخ دمشق" 21/ 220.

ص: 156

‌1435 - سَعيدُ بنُ عَمْروٍ الأَشْدَقِ بنِ سَعيدِ بنِ العاصِ، الأُمَوِيُّ، القُرَشِيُّ، المدَنيُّ

(1)

.

نَزِيلُ الكوفةِ، وَعَمُّ موسى بنِ أَيوبَ، والماضي جَدُّه قرِيبًا.

كان مع أبيه إذ غُلِبَ على دِمَشقَ، وَذَبَحَه عبدُ المَلِكِ، ثمَّ سارَ وهو كبيرٌ مع أَهْلِهِ إلى المدينةِ. تابِعِيٌّ يَرْوِي عن: أبيه، وأبي هريرةَ، وابنِ عُمَرَ، وابنِ عَمْروٍ، وابنِ عَبّاس، وعائشةَ، وأُمِّ خالِدٍ ابْنَةِ خالِدٍ، وعنه: بَنُوه خالِدٌ، وإسحاقُ، وعَمْروٌ، وحَفِيدُه عَمْروُ بنُ يحيى بنِ سَعيدٍ، وَشُعْبَةُ وغيرُهم.

وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(2)

: روى عنه: أهلُ العراقِ. وَثَّقَه النَّسائِيُّ وغيرُه.

وكان مع ثِقَتِه نَبيلًا مِنْ كِبارِ الأَشْرَافِ. خَرَّجَ له الشَيْخانِ

(3)

، وَطالَ عُمُرُه، حتى وَفَدَ على الوَليدِ بنِ يَزيدَ في خِلافتِه. وهو في "التهذيب"

(4)

.

‌1436 - سَعيدُ بنُ عَمْروِ بنِ سُلَيْمِ بنِ عَمْروِ بنِ خَلْدَةَ بنِ عامرِ بنِ مَخْلَدِ بنِ عامِرِ بنِ زُريْقٍ، الزُّرَقِيُّ، الأنصاريُّ

(5)

.

(1)

" الثقات" 8/ 260.

(2)

"الثقات" 6/ 353.

(3)

البخاري في العيدين، باب: ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم (967)، ومسلم في الطهارة، باب: فضل الوضوء والصلاة عقبه 1/ 256 (228).

(4)

"تهذيب الكمال" 11/ 19، و "تهذيب التهذيب" 3/ 357.

(5)

"الثقات" 6/ 349، و"مشاهير علماء الأمصار، 1/ 128، و"تعجيل المنفعة" 1/ 154.

ص: 157

مِنْ أهلِ المدينةِ. وَأُمُّهُ عُمارَةُ ابنَةُ أبي عُبادَةَ

(1)

سَعْدِ

(2)

بنِ عُثمانَ بنِ خَلْدَةَ.

يَرْوِي عن: أبيه والقاسمِ بنِ محمَّد، وعنه: عُبَيْدُ الله بنُ عُمَرَ، ومالِكٌ، وعبدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ. وَثَّقَه أبو حَاتِمٍ

(3)

وغيرُه. ومات سَنَةً أَرْبَعٍ وثلاثينَ ومئة، ومنهم مَنْ يُسَمِّيهِ سَعْدًا.

‌1437 - سَعيدُ بنُ عَمْروِ بنِ شُرَحْبيلَ بنِ سَعيدِ بنِ سَعْدِ بنِ عُبادَةَ، الأنصاريُّ، الخَررَجِيُّ

(4)

.

مِنْ أَهْلِ المدينةِ. يَرْوِي الوجاداتِ

(5)

. وعنه: ابنُ أبي أُوَيْسٍ، وعبدُ العزيزِ بنُ المُطَّلِبِ، قاله ابنُ حِبَّانَ في رابعة "ثقاتِه"

(6)

. وهو في "التهذيب"

(7)

، وَوَثَّقَه النَّسائِيُّ.

‌1438 - سَعِيدُ بنُ عَمْروٍ، الزُّبَيرِيُّ

(8)

.

(1)

في الأصل: عمار، وما أثبته من "الثقات" 6/ 350، و"الطبقات الكبرى" 5/ 279، وغيرهما.

(2)

في الأصل: سعيد، وما أثبته من "الطبقات الكبرى" 5/ 279، و"الإصابة" 3/ 69، وغيرهما.

(3)

"الجرح والتعديل" 4/ 50، و"تعجيل المنفعة" ص 153.

(4)

"التاريخ الكبير" 3/ 468، و "الجرح والتعديل" 4/ 49.

(5)

جمع الوجادة، وهي: أن يَقِف على كتاب بخطّ شخصٍ فيه أحاديث يرويها ذلك الشخص، ولم يسمعها منه الواجد، ولا له منه إجازة أو نحوها، فله أن يقول: وجدتُ بخط فلان، أو قرأت، وما أشبهه، وعلى هذا العمل. "المنهل الروي" 1/ 91. وانظر "مقدمة ابن الصلاح" ص 157.

(6)

"الثقات" 8/ 265.

(7)

"تهذيب الكمال" 11/ 22، و "تهذيب التهذيب" 3/ 358.

(8)

"أخبار القضاة" 1/ 253، وذكر أنَّ أبا البختري أراد أن يوليه الشرطة، فابى وامتنع، و "تاريخ الإسلام "، للذهبي 3/ 1461.

ص: 158

مِنْ أَهْلِ المدينةِ. يَرْوِي عن: عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي الزِّنادِ، وعنه: ابنُ أخيه محمَّدُ بنُ الوَليدِ، وأحمدُ بنُ عَبْدَةَ الضَّبّيُّ، وإبراهيمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامي، والزُبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ. قاله ابنُ أبي حَاتِمٍ،

(1)

وهو في رابعةِ "ثقاتِ ابنِ حِبَّانَ"

(2)

.

‌1439 - سَعيدُ بنُ عُمَيْرِ، الحارِثِيُّ، الأنصاريُّ

(3)

.

مِنْ أَهْلِ المدينةِ. ذَكَرَه مسلمٌ

(4)

في ثالثةِ تابِعِيِّ المَدَنِيّينَ. يَرْوِي عن: ابنِ عُمَرَ، وأبي سَعيدٍ، وعنه: جَعْفَرُ بنُ عبدِ الله. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثِقاتِه"

(5)

. قال: وَأَحْسِبُ أنَّه المُسَمَّى جَدُّه عُبَيْدًا. وَذَكَرَه فيها

(6)

أيضًا. يَرْوِي عن: أبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، وعنه: وائلُ بنُ داودَ الثَّوْرِيُّ

(7)

.

‌1440 - سعيدُ بنُ كَعْبِ بنِ مالِكٍ الأنصارِيُّ، المَدَنِيُّ

(8)

.

أخو عبدِ اللهِ، وعبدِ الرَّحمن، وعُبَيْدِ اللهِ، وَمَعْبِدٍ.

(1)

"الجرح والتعديل" 4/ 50.

(2)

"الثقات" 8/ 264.

(3)

"تهذيب الكمال" 11/ 25، و "تهذيب التهذيب" 3/ 359.

(4)

"الطبقات" 1/ 248 (860).

(5)

"الثقات" 4/ 287.

(6)

أي: في ثانية ثقاته.

(7)

في "تهذيب الكمال" 30/ 420: التيمي.

(8)

لم أقف على ترجمته، بل كل من ترجم لعبد الله بن كعب بن مالك وذكر إخوته لم يذكر من بينهم أخًا يسمى سعيدًا، فلمِنظر.

ص: 159

‌1441 - سَعِيدُ بنُ أبي سَعيدٍ، كَيْسانَ، الإمامُ أبو سَعيدٍ

(1)

، اللَّيْثيُّ، مَوْلاهُم؛ فإنَّه كان مُكاتَبًا لامرَأَةٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، المَدَنِيُّ

(2)

.

عِدادُه في أهلِها، المَقْبُريُّ؛ لِنُزولِه مَقَبْرَةَ البَقيعِ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(3)

: لمِقْبَرَةٍ سَكَنَ بالقُرْبِ منها. تابِعِيٌّ حَدَّثَ عن: أبيه، وعائشةَ، وَسَعْدٍ، وأبي هريرةَ، وأُمِّ سَلَمَةَ، وأبي شُرَيحٍ الخُزَاعِيِّ، وابنِ عُمَرَ، وأبي سعيدٍ، وَعِدَّةٍ. وكانَ أَسْنَدَ مَنْ بَقِيَ في زمانه بالمدينةِ. رَوَى عنه: أَوْلادُهُ، وَشُعْبَةُ، وابنُ أبي ذِئْبٍ، ومالِكٌ، واللَّيْثُ، وإسماعيلُ بنُ أُمَيَّةَ، وإبراهيمُ بنُ طَهْمانَ، وعُبَيْدُ الله بنُ عُمَرَ، وآخرون.

قالَ أبو حَاتِمٍ

(4)

: صَدوق. وقالَ عبدُ الرَّحمن بنُ خِرَاشٍ

(5)

: ثِقَةٌ جَلِيلٌ، أثبَتُ النَّاسِ فيه اللَّيْثُ. وكذا وَثَّقَهُ العِجليُّ

(6)

، وابنُ حِبَّانَ، وابنُ سَعْدٍ

(7)

، وقالَ: اخْتَلَطَ قَبْلَ

(1)

في الأصل: سعد.

(2)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 205، و"التاريخ الكبير" 3/ 474، و، تاريخ أبي زرعة الدمشقي" 524، 581.

(3)

"الثقات" 4/ 284.

(4)

"الجرح والتعديل" 4/ 57.

(5)

عبدُ الرَّحمنِ بنُ يوسفَ المروزيُّ، أحدُ الأئمة الحفَّاظ، وفيه تشيُّع، روى عن خالد بن يوسف السمتيِّ، ويعقوب الدورقيِّ، وروى عنه ابنُ عُقدة، وبكرٌ الصيرفي، تو في سنة 283 هـ. "الكامل"، لابن عدي 4/ 1629، و"تاريخ بغداد" 10/ 280، و"سير أعلام النبلاء" 13/ 508.

(6)

"معرفة الثقات" ص 399،

(7)

"الطبقات الكبرى" 5/ 85.

ص: 160

مَوْتِه بأربعِ سِنينَ. زادَ غَيْرُه: وكأنَّه لم يَرْوِ فيه شيئًا، أو تميز، وإلا فقد احْتَجَّ به الأَئِمَّةُ السِّتَّةُ. وتُرجِم في "التهذيب"

(1)

في السِّين مِنَ الآباءِ. مات سَنَةَ ثلاثٍ أو لِست أو خَمْسٍ، -وهو الأَكْثَرُ- وَعِشْرين ومئة.

‌1442 - سَعيدُ بنُ مُبارَكِ بنِ إبراهيمِ الزَّيْلَعِيُّ، الشَّافعيُّ.

ممَّن دَخَلَ دِمَشْقَ والمدينةَ وأقام بها، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ "شَرْحَ الحاوِي" للقَنَوِيِّ

(2)

، وأرَّخَ كِتابَتَه في بَعْضِه بها سَنَةَ إحدى وأربعينَ وسَبْعِ مئة، وصَيَّرَه وَقْفًا بالمدرسةِ الشَّهابِيةِ.

‌1443 - سَعيدُ بنُ محمَّد بنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ القُرَشِيُّ، النَّوْفَليُّ

(3)

.

عِدادُه في المَدَنِيّينَ، وهو أخو عُمَرَ وَجُبَيْرٍ، يَرْوِي عن: أبيه، وَجَدِّه، وأبي هريرةَ. وعنه: عثمانُ بنُ أبي سُليمانَ، وعبدُ اللهِ بنُ مَوهَبٍ، وابنُ أبي ذِئْبٍ، وعبدُ اللهِ بنُ جَعْفْرٍ المَخْزُومِيُّ. ما أَعْلَمُ به بَأْسًا، وَوَثَّقَه ابنُ حِبَّانَ

(4)

، وهو في "التهذيب"

(5)

.

‌1444 - سَعيدُ بنُ محمَّدِ بنِ خالِدِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ.

ممَّن قُتِلَ بالمدينةِ سَنَةَ ثلاثينَ

(6)

على يَدِ أبي حَمْزَةَ المُخْتَارِ الخارِجِي.

(1)

"تهذيب الكمال" 10/ 466، و"تهذيب التهذيب" 3/ 329.

(2)

هو: علىُّ بنُ إسماعيلَ القنوي المتوفى سنة 729 هـ. انظر "كشف الظنون" 1/ 625.

(3)

"التاريخ الكبير" 3/ 514، و "الجرح والتعديل" 4/ 57.

(4)

"الثقات" 4/ 295.

(5)

"تهذيب الكمال" 11/ 43، و"تهذيب التهذيب" 3/ 365.

(6)

ومئة. "تاريخ خليفة" بن خياط ص 392.

ص: 161

‌1445 - سَعيدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الوَهَّابِ بنِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، القاهِرِيُّ الأَصْلِ، المَدَنِيُّ

(1)

.

سِبْطُ أبي الفَتْحِ ابنِ صالِحٍ قاضيها، وَشَقِيقُ أبي السَّعاداتِ الآتي، وَيُعْرَفُ كُلٌّ منهما كَسَلَفِهِ بابنِ زبالَةَ، قضاةِ الينبع، شابٌّ سَمِعَ عَليَّ في لسَنَةِ ثمانٍ وثمانينَ بالمدينةِ، وكذا في المُجاوَرَةِ قَبْلَها.

‌1446 - سَعيدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الوَهَّابِ بنِ عَليِّ بنِ يويسفَ، القاضي جَمَالُ الدِّينِ ابنُ القاضي فَتْحِ الدِّينِ، الأنصاريُّ، الزَّرَنْدِيُّ، المَدَنيُّ، الحنفيُّ

(2)

.

أخو سَعْدٍ

(3)

الماضي، وهذا أَصْغَرُهما، وَوَالدُ عَلِيٍّ، وأبي الفَتْحِ محمَّدٍ الآتِيَيْنِ.

بَلَغَنِي أنَّه حَفِظَ "الهِدايَةَ"، واشْتَغَلَ عندَ أبي التقاءِ ابنِ الضِّياءِ، أو أخيه أبي حامدٍ، وَسَمِعَ في سَنَةِ سَبْعٍ وثلاثينَ على الجَمَالِ الكازَرَونِيِّ في "البُخارِيِّ "، وَقَرَأَهُ على طاهِرٍ الحنفيِّ

(4)

فيها، وَبَرَعَ في استِحْضارِ المذهبِ

(5)

، ودَرَّسَ الطَّلَبَةَ، وكان جَيِّدَ الإِلْقاءِ، وَسَمِعَ على أبي الفَتْحِ المراغِيِّ وغَير، وَوِلِيَ القضاءَ والحِسْبَةَ بعدَ أخيه، بل باشَرَ بعدَ أبيه سَدَّ الوظيفةِ لِغَيْبَةِ أخيه المُسْتَقِرّ في بلاد العَجَمِ، وماتَ عن بضع وسِتينَ في جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ أَرْبَع وَسَبْعينَ وثمان مئة بِمَكَّةَ، بعدَ أنْ أُصيبَ

(1)

"الضوء اللامع" 3/ 255.

(2)

"الضوء اللامع" 3/ 256.

(3)

في المخطوطة: سعيد.

(4)

في المخطوطة أقرب إلى: الخشبي؟؟

(5)

في الأصل: المذاهب، والتصويب من "الضوء اللامع".

ص: 162

بِخَلْطٍ، وَدُفِنَ بالمعلاةِ بِجِوَارِ أبي الفَتْحِ المَرَاغِيِّ، بِالقُرْبِ مِنَ الفُضَيْلِ بنِ عِياضٍ، فاسْتَقَرَّ بعدَه وَلَدُهُ عَليٌّ بِعِنَايَةِ البُرْهانِيِّ ابنِ ظَهيرَةَ حيثُ اسْتكتَبَ له مَحْضَرًا.

‌1447 - سَعيدُ بنُ محمَّدِ بنِ [أبي]

(1)

موسى، أبو عثمانَ، المَدَنِيُّ.

يَرْوِي عن: محمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وعنه: أَهْلُ الحِجازِ والغُرَباءُ. ذَكَرَه ابنُ حِبَّانَ في "الضُّعَفَاءِ"

(2)

، وفي "الميزانِ"

(3)

.

‌1448 - سَعيدُ بنُ محمَّد، المدنيُّ

(4)

.

عن: محمَّد بنِ المُنْكَدِرِ. وعنه: ابنُ كاسِبٍ، وإبراهيمُ بنُ المُنْذِرِ. قالَ أبو حَاتِمٍ

(5)

: لَيْسَ حديثُه بِشَيْءٍ. وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(6)

: لا يَجوزُ أن يُحْتَجَّ بِهِ. يُكنى أبا عثمانَ، وكأنَّه هو

(7)

.

‌1449 - سَعيدُ بنُ محمودِ بنِ أبي بَكْرٍ الكُورانيُّ

(8)

.

(1)

ما بين المعقوفتين زيادة من "المجروحين"، و"الضعفاء والمتروكين" 1/ 325.

(2)

"المجروحين" لابن حبان 1/ 326.

(3)

"ميزان الاعتدال" 2/ 156.

(4)

"التاريخ الكبير" 3/ 515، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 1/ 325، و"لسان الميزان" 4/ 72.

(5)

"الجرح والتعديل" 4/ 57

(6)

"المجروحين" 1/ 326.

(7)

أي الذي قبله.

(8)

"الضوء اللامع" 3/ 256.

ص: 163

نَزيلُ مَكَّةَ، دَلَّالُ الكُتُبِ بِها، وَيُعْرَفُ بِالكُرْدِيِّ. ماتَ في نِصْفِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَثَمانِ مئة بالمدينةِ النَّبَوِيَةِ، وكان قَدْ تَزَوَّجَ بها، وَوُلِدَ لَهُ محمَّدٌ وغيرُه، واشْتَرَى بها دارًا باقِيَة مع مَنْ تَأَخَّرَ مِنْ ذُريَّتِهِ، واتُّفِقَ أني قلتُ له: -وأنا وإيَّاه في الطَّوَافِ- بِباطِنِي رِيحٌ، فادْعُ اللهَ لِي. فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقالَ:"اللَّهُمَّ اجْعَلْها رِياحًا وَلا تَجْعَلْها رِيحًا"

(1)

. فانْزَعَجْتُ مِنْ كلامِهِ.

‌1450 - سَعيدُ بنُ مَرجانةَ، أبو عُثْمانَ، مَوْلَى عامِرِ بنِ لُؤَيٍّ

(2)

.

وقالَ ابن حِبَّانَ

(3)

: مَوْلَى قُرَيْشٍ. وَمَرجانةُ هي أُمُّهُ، واسْمُ أبيهِ: عبدُ الله القُرَشِيُّ العامِرِيُّ، مِنْ أَهْلِ الحِجازِ. ذَكَرَهُ مسلمٌ

(4)

في ثالثةِ تابِعِيِّ المَدَنِيّينَ قالَ: ومَرجانةُ هي أُمُّهُ، نُسِبَ إليها فيما بَلَغَنَا، تَابِعِيٌّ مِنْ عُلَماءِ المدينةِ. قالَ ابنُ حِبَّانَ: كان مِنْ أفاضلِ أَهْلِ المدينةِ.

حَدَّثَ عن: أبي هُرَيرةَ، وابنِ عباسٍ، وابنِ عُمَرَ، وعنه: إسماعيلُ بنُ أبي حَكيمٍ، وَزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ، وعِليُّ بنُ الحُسَيْنِ، مع جَلالَتِهِ وَقِدَمِهِ، وابناهُ أبو جَعْفَرٍ الباقِرُ وعُمَرُ، وَوَاقِدُ بنُ محمَّد العُمَرِيُّ، وَمحمَّد بنُ إبْراهيمَ. قالَ ابنُ حِبَّانَ: وَأَهْلُ المدينةِ،

(1)

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 9/ 414، وهو ضعيفٌ جدًا، في سنده أبو علي الرَّحبيُّ، الحسين بنُ قيسٍ، متروكٌ، كما في "تقريب التهذيب"، ص 168 (1342).

(2)

"التاريخ الكبير" 3/ 490.

(3)

"الثقات" 4/ 293.

(4)

"الطبقات" 1/ 254 (934).

ص: 164

وغيرُهم. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وابْنُ سَعْدٍ

(1)

.

ماتَ في سَنَةِ سَبْعٍ وتِسْعينَ بالمدينةِ عن سَبْعٍ وَسَبْعينَ سَنَة، فَمَوْلِدُهُ في خِلافَةِ عُمَرَ، وهو مخرج لَهُ في "الصَّحِيحَيْنِ"

(2)

، وَذُكَرَ في "التهذيب"

(3)

، وفي ثانيةِ ابنِ حِبَّانَ ثمّ ثالثِتها

(4)

، وأنَّه لم يَسْمَعْ مِنْ أبي هريرةَ شيئًا، وأنَّه مات سَنَةَ عِشْرِينَ ومئة. وَقَدْ ثَبَتَ تَصْرِيحُهُ بِسَمَاعِهِ من أبي هريرةَ في "الصَّحيحينِ"، فَفِي "البخارِيِّ"

(5)

: قال لي أبو هُرَيرةَ. وفي "مسلمٍ"

(6)

: سَمِعْتُ هذا الحديث. وكذا وَقَعَ التَّصْريحُ في غيرهِما

(7)

.

‌1451 - سَعيدُ بنُ مَرْزوقٍ.

هو: ابنُ أبي هِلَالٍ. (1460).

‌1452 - سَعِيدُ بنُ سَلَمَةَ

(8)

بنِ أبي الحُسامِ، أبو عمروٍ، مَوْلَى آلِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ

(9)

.

(1)

" الطبقات الكبرى" 5/ 285.

(2)

أخرج له البخاري في العتق، باب: في العتق وفضله (2517)، ومسلم في صلاة المسافرين 1/ 522 (171).

(3)

"تهذيب الكمال" 50/ 11، و "تهذيب التهذيب" 3/ 366.

(4)

"الثقات" 6/ 362.

(5)

في البخاري تقدَّم قريبا.

(6)

"صحيح مسلم" باب: فضل العتق 2/ 1148 (24).

(7)

"السنن الكبرى" للنسائي، باب: فضل العتق 3/ 168.

(8)

في الأصل: مسلمة، والمثبت من مصادر الترجمة.

(9)

"التاريخ الكبير" 3/ 479.

ص: 165

مِنْ أَهْلِ المدينةِ، يَرْوِي عن: ابنِ المُنْكَدِرِ، وَهِشامِ بنِ عُرْوَةَ، وعنه: موسى بنُ إسماعيلَ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاتِه"

(1)

.

‌1453 - سَعيدُ بنُ مُسلمِ بنِ بانَك، أبو مُصْعَبٍ، المدَنيُّ

(2)

.

مِنْ أَهْلِها، يَرْوِي عن: عِكْرِمَةَ، وسالمٍ، وَعَمْرَةَ، وَعامِرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وغيرِهم، وعنه: أبو عامرٍ العَقَدِيُّ، وَخالِدُ بنُ مَخْلَدٍ القَطَوانِيُّ، وَالقَعْنَبِيُّ، وعبدُ العزيزِ الأُوَيْسِيُّ، وآخرونَ. وَثقَه أحمدُ، وَابنُ مَعِينٍ

(3)

، وأبو حَاتِمٍ

(4)

، وابنُ حِبَّانَ

(5)

، وغيرُهم. وقالَ النَّسَائِيُّ: ليسَ به بأسٌ. وَرَوَى له هو

(6)

، وابنُ ماجه

(7)

، وهو في "التهذيب"

(8)

.

‌1454 - سعيدُ بنُ المُسيَّبِ بنِ حَزْنِ بنِ أبي وَهْبِ بنِ عَمْروِ بنِ عائِذِ بنِ عبدِ الله بنِ عِمْرانَ بنِ مَخْزومِ بنِ يَقَظَةَ. الإمامُ، عالمُ أَهْلِ المدينةِ بلا مُدافِعٍ، أبو محمَّدٍ، القُرَشِيُّ، المَخْزوميُّ، المدَنيُّ

(9)

، التَّابعيُّ

(10)

.

(1)

" الثقات" 6/ 358.

(2)

"الطبقات الكبرى" 2/ 279، و "المعرفة والتاريخ" 2/ 782، و"التاريخ الكبير" 3/ 510.

(3)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي 1/ 123.

(4)

"الجرح والتعديل" 4/ 64.

(5)

"الثقات" 6/ 357.

(6)

لم أقف على رواية النَّسَائِيّ له.

(7)

كتاب الزهد، باب: ذكر الذنوب (4243)، وسنده صحيح.

(8)

"تهذيب الكمال" 11/ 62، و "تهذيب التهذيب" 3/ 370.

(9)

"الطبقات" الكبرى 5/ 126، و "التاريخ الكبير" 3/ 510، و "تاريخ دمشق" 67/ 373.

(10)

في المخطوطة: الشافعي، وهو تحريف.

ص: 166

ذَكَرَه مسلمٌ

(1)

في الثالثةِ مِنْ تابِعِيِّ المَدَنِيّينَ، وقال: أَدْرَكَ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ ثَمانِي سِنينَ، انتهى. وُلِدَ في خِلافَةِ عُمَرَ لأربَعٍ مَضَيْنَ منها، وقيل: لاثْنَتَيْنِ، وَرَآه، وَسَمِعَ عُثْمانَ، وَعَلِيًّا، وَزَيْدَ بنَ ثابِتٍ، وَسَعْدَ بنَ أبي وَقّاصٍ، وَعائِشَةَ، وأبا موسى الأَشْعَرِيَّ، وأبا هريرةَ، وجُبَيْرَ بنَ مُطْعِمٍ، وَعبدَ الله بنَ زيدٍ المازِنِيَّ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَطائِفَةً مِنَ الصَّحابةِ. وَكانَ مُلازِمًا لأبي هُرَيْرَةَ؛ لكوَبه زَوْجَ ابْنَتِهِ.

وعنه: الزُّهْرِيُّ، وَقَتادَةُ، وَعَمْروُ بنُ دِينارٍ، وَيَحْيىَ بنُ سَعيدٍ، وبُكَيرُ ابنُ الأَشَجِّ، وشَرِيكُ بنُ أبي نَمِرٍ، وَداودُ بنُ أبي هِنْدٍ، وآخرون.

قالَ قَتَادَةُ

(2)

وغَيْرُ واحِدٍ: ما رَأَيْنَا أَعْلَمَ مِنْه. وَنَحْوُهُ قَوْلُ مَكْحولٍ: طُفْتُ الأَرْضَ كُلَّها في طَلَبِ العِلْمِ، فما لَقِيتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْه. وكذا قالَ ابنُ المَدِينِيِّ: لا أَعْلَمُ في التّابِعِينَ أَوْسَعَ عِلْمًا مِنْه، وَهُوَ عِنْدِي أَجَلُّهُم.

وعن مالكٍ: بَلَغَنِي أنَّه قال: إنْ كُنْتُ لَأَسيرُ الأيَّامَ وَاللَّيالِيَ في طَلَبِ الحَدِيثِ الواحِدِ.

وقالَ ابنُ عُمَرَ: هو والله أَحَدُ المُفتيينَ

(3)

. بَلْ كان يُرْسِلُ إليه يَسْأله.

وقالَ القاسمُ بنُ محمَّدٍ: إنَّه سَيِّدُنا وعالِمُنا. وقالَ أحمدُ وغيرُه

(4)

: مَرَاسِيلُهُ صَحيحَةٌ. وقالَ غيرُه: إنَّه كان يَسْردُ الصَّوْمَ، ويقول: ما شيءٌ عِنْدِي أَخْوَفَ مِنَ

(1)

"الطبقات" 1/ 235 (685).

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 60.

(3)

في المخطوطة: المقيمين، والتصحيح من "تهذيب الكمال".

(4)

"جامع التحصيل" 1/ 89.

ص: 167

النّساءِ. وما فاتَتْهُ التَّكبيرَةُ الأُولى مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَة، وَلَمْ يَنْظُرْ فيها لِقَفَا رَجُلٍ. يَعْنِي: لمُحافَظَتِهِ على الصفِّ الأَوَّلِ، وَلَمْ يَأْخُذْ العَطاءَ، بَلْ كانت له أَرْبَعُ مئة دِينارٍ يَتَّجِرُ بِها في الزَّيْتِ، وكذا كان أبوه يَتَّجِرُ فيه.

وَدَعاهُ هِشامُ بنُ إسماعيلَ المَخْزُومِيُّ عاملُ المدينةِ إلى بَيْعَةِ الوَلِيدِ؛ إِذْ عَقَدَ له أبوه عبدُ المَلِكِ بالخلافةِ، فَأَبَى وقال: أَنْظُرُ ما يَصْنَعُ النَّاسُ، فَضَرَبَهُ سِتِّينَ سَوْطًا، وَطُوِّفَ بِهِ في تُبَّانٍ

(1)

مِنْ شَعَرٍ حتى بَلَغَ رَأْسَ الثَّنِيَّةِ، فَلَمَّا كَرُّوا بِهِ قال: إلى أَيْنَ؟ قالوا

(2)

: السِّجْن. فقال: والله لولا أنّي ظَنَنْتُ أنَّه الصَّلْبُ ما لَبِسْتُ هذا التُّبَّانَ أَبَدًا. فَرَدُّوهُ إلى السِّجْنِ، فَأَنْكَرَ عبدُ المَلِكِ ذلك ولم يَرْضَهُ، وقال: والله إنَّه كان أَحْوَجَ إلى أَنْ تَصِلَ رَحِمهُ مِنْ أَنْ تَضْرِبَهُ، وإنَّا لَنَعْلَمُ أنَّ ما عِنْدَه شِقاقٌ وَلَا خِلافٌ، ثمَّ أَطْلَقَهُ هِشامٌ بَعْدُ، وَخَلَّى سَبِيلَهُ.

وَدَخَلَ بَعْضُهُم عليه السِّجْنَ، فإذا هو قَدْ ذُبِحَتْ له شاةٌ، وَجَعَلَ الإهابَ على ظَهْرِهِ، ثُمَّ جَعَلُوا له بعدَ ذلك قَصبًا رَطْبًا، وكان كُلَّما نَظَرَ إلى عَضُدَيْه قال: اللَّهم انْصُرْنِي مِنْ هِشامٍ.

وقال لأبي بَكْرِ بنِ عبدِ الرَّحمن: -وَقَدْ دَخَلَ عليه السِّجْنَ وقال له: إنَّك أَخْرَقْتَ بِه ولم تَرْفُقْ-: يا أبا بَكْير، اتَّقِ اللهَ، وآثِرْهُ على ما سِوَاه. وأبو بكرٍ يقول: إنَّكَ أَخْرَقْتَ بِه. فقال: واللهِ إنَك أَعْمَى البَصَرِ وَالقَلْبِ.

(1)

التُّبَّان: سراويلُ صغير يَسْتر العورة المغلَّظة فقط. "النهاية" 1/ 181.

(2)

في المخطوطة: قال.

ص: 168

وكان لا يَخافُ في الله لَوْمَةَ لائِمٍ، ويقولُ: واللهِ لا يسلِّمُنِي الله ما أخذتُ بِحُقُوقِهِ. ولقد قال بعضُهَم: أرى نفَسه كانت

(1)

أهونَ عليه في اللهِ مِنْ نَفْسِ ذُبابٍ.

وَتَرْجَمَتُهُ تَحْتَمِلُ كراريسَ. وهو في "التهذيب"

(2)

.

وَمِنْ قولِه

(3)

: مَنْ أَكَلَ الفِجْلَ فَسَرَّهُ أَنْ لا يوجدَ مِنْهُ رِيحَهُ، فَلْيَذْكُرْ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَوَّلِ قَضْمَةٍ.

وَمنْ مُفْرَدَاتِهِ: أَنَّ المُطَلَّقَةَ ثَلاثًا تَحِلُّ لِلأَوَّلِ بِمُجَرَّدْ عَقْدِ الثانِي مِنْ غَيْرِ وَطْءٍ.

وقال عن أبي هُريرةَ: كان مُعاوِيَةُ إذا أَعْطاهُ سَكَتَ، وإذا أَمْسَكَ عنه تَكَلَّمَ.

مات سَنَةَ إحدى أو اثْنَتَيْنِ أو ثَلاثٍ أو أَرْبَعٍ، وهو أَكْثَرُ، وتِسْعين. وقيل: تِسْع وثمانينَ. وقيل: خَمْسٍ ومئة. والصَّحيحُ أَرْبَعٌ وتِسْعونَ. وكان يُقال لهذه السَّنَةِ: سَنهُ الفُقَهَاءِ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ مات فيها مِنْهُم.

وله عَقِبٌ، وكان أَعْوَرَ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ عُثْمانَ بنِ حَكيمِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ جارِيَةِ بنِ الأَوْقَصِ بنِ مُرَّةَ بنِ هلالِ بنِ فالجِ بنِ ذَكْوانٍ السُّلَمِيِّ.

قالَ ابنُ حِبَّانَ

(4)

: كانَ مِنْ ساداتِ التّابِعينَ فِقْهًا ودِينًا، وَوَرَعًا وَعِلْمًا، وَعِبادَة وَفَضْلًا، بل هو سَيِّدُ التابِعينَ، وَأَفْقَهُ أَهْلِ الحِجازِ، وَأَعْبَرُ النَّاسِ للرُّؤْيا، ما نُودِيَ

(1)

في المخطوطة: كان، والتصويب من "الطبقات الكبرى" 5/ 127.

(2)

"تهذيب الكمال" 11/ 66، و "تهذيب التهذيب" 3/ 370.

(3)

ذكره الديلمي في " الفردوس بمأثور الخطاب " 1/ 274، وهو في " تذكرة الموضوعات " ص 149.

(4)

"الثقات" 4/ 274.

ص: 169

بالصَّلاةِ أَرْبَعِينَ سَنَة إلا وَهُوَ في المَسْجِدِ يَنتظِرُها، ويُقال: إنَّه أَصْلَحَ بَيْنَ عُثْمانَ وَعَليٍّ

(1)

.

وَأَبى مُبَايَعَةَ عبدِ المَلِكِ للوَليدِ، ثُمَّ لِسُلَيْمانَ بَعْدَهُ، فقالَ له عبدُ الرَّحمن بنُ عبدٍ القارِيُّ: إنَّكَ تُصَلِّي بِحَيْثُ يَرَاكَ هِشامٌ، فَلَوْ غَيَّرْتَ مَقامَكَ حتى لا يَرَاكَ، فقال: لم أكنْ أُغَيِّرَ مَقَامًا قُمْتُهُ مُنْذُ أَرْبَعينَ سَنَة. قال: فتخْرُجَ مُعْتَمِرًا. قال: لا أُجْهِدُ نَفْسِي وَأَنْفِقُ مَالِي في شَيْءٍ لَيْسِ فيه نِيَّة. قال: فَبَايعْ إِذَنْ. قال: أَرَأَيْتَ إنْ كانَ اللهُ أَعْمَى قَلْبَكَ، كَمَا أَعْمَى بَصَرَكَ فما عَلي. ثمَّ ذَكَرَ نَحْوَ ما تَقَدَّمَ.

‌1455 - سَعِيدُ بنُ مُطرفِ، أبو كَثيرٍ.

شَيْخٌ، يَرْوِي عن أَهْلِ المدينةِ، مُسْتَقيمُ الحدِيثِ، حَدَّثَنا عنه أبو يَعْلَى. قالَهُ ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثِقاتِه"

(2)

.

‌1456 - سعيدُ بنُ مِيْناءَ.

مَوْلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. رَوَى عُمَرُ بنُ قَيْسِ الماصِرِ، عن عَطاءَ عنه سَمِعْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول

(3)

: "فِرَّ مِنَ المَجْذومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ". أَخْرَجَهُ الخَطِيبُ في "المُتَّفقِ"

(4)

، ثمَّ

(1)

قال ابنُ مَعِين: وهذا باطل. "تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 208.

(2)

"الثقات" 8/ 271.

(3)

أخرجه من هذه الطريق أبو الشيخ الأصبهاني في (أمثال الحديث) 1/ 205، وذكره البخاري معلَّقًا في الطب، باب: الجذام (5707).

(4)

"المتفق والمفترق" 1/ 159 من الكمبيوتر.

ص: 170

شَيْخُنا في "الإصابة"

(1)

.

‌1457 - سَعِيدُ بنُ مِيْناءَ، أبو الوَلِيدِ، مَوْلَى البَخْترِيِّ، المَكِّيُّ، وَيُقالُ: المدَنِيُّ

(2)

.

يَرْوِي عن: أبي هُرَيرةَ، وابنِ عُمَرَ، وابنِ الزُّبَيْرِ، وجابِرٍ، وعنه: أَيوبُ السَّخْتِيانِيُّ، وحَنْظلةُ بنُ أبي سُفْيانَ، وسُلَيمُ بنُ حَيَّانٍ أبو إسحاقَ. وَثَّقَهُ غَيْرُ واحِدٍ، وَخَرَّجَ له اتجماعَةُ إلا النَّسَائِيَّ، وهو في "التهذيب"

(3)

.

وَذَكَرَهُ مسلمٌ

(4)

في طبقاتِ الرُواةِ المَكيّينَ، وقالَ الأَزْرُقِيُّ في "تاريخه"

(5)

: إنَّه كان على سوقِ مَكّةَ لابنِ الزُّبيرِ.

‌1458 - سَعِيدُ بنُ نافِعٍ، الأنصاريُّ

(6)

قالَ ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثِقاتِه"

(7)

: عِدادُهُ في المَدَنِيينَ، يَرْوِي عن: ابنِ عُمَرَ، وابنِ عبّاسٍ، وعنه: بُكَيرُ ابنُ الأَشَجِّ.

زاد غيرُه

(8)

: أنَّه يَرْوِي عن: أبي بَشِيرٍ الأنصاريِّ، وعنه: غَيْرُ بُكَيْرٍ.

(1)

"الإصابة" 2/ 51.

(2)

"الطبقات الكبرى" 5/ 311، و "سير أعلام النبلاء" 5/ 245.

(3)

"تهذيب الكمال" 11/ 84، و "تهذيب التهذيب" 3/ 378.

(4)

"الطبقات" 1/ 274 (1130).

(5)

"أخبار مكة" للأزرقي 1/ 215.

(6)

"التاريخ الكبير" 3/ 516.

(7)

"الثقات" 4/ 291.

(8)

"تعجيل المنفعة" ص 155.

ص: 171

‌1459 - سَعِيدُ بنُ أبي هِنْدٍ، المَدَنِيُّ، مَوْلَى سَمُرَةَ

(1)

.

تَابِعِيٌّ، يَرْوِي عن: أبي موسى الأَشْعَرِيِّ، وأبي هُرَيرَةَ، وابنِ عباسٍ، وعَبِيدَةَ السَّلْمانِيِّ، ومُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ.

وعنه: ابنُه عبدُ اللهِ، ويَزيدُ بنُ أبي حَبِيب، وَمحمَّدُ بنُ إسحاقَ، ونافِعُ بنُ عُمَرَ الجُمَحِيُّ، وآخرون. وكان ثِقَةً فاضِلًا.

قالَ ابنُ سَعْدٍ

(2)

: ماتَ في أوَّلِ خِلافَةِ هِشامِ بنِ عبدِ المَلِكِ. وَخَرَّجَ له الجَمَاعَةُ. وَذُكِرَ في "التهذيب"

(3)

.

‌1460 - سَعيدُ بنُ أبي هِلالٍ، أبو العَلاءِ اللَّيْثيُّ، مَوْلاهُم المِصْرِيُّ

(4)

.

أَحَدُ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، أفادَ مَسْعودٌ الحارِثيُّ -فيما نَقَلَهُ السُّبْكِيُّ عنه- أنَّ اسْمَ والدِه مَرْزوقٌ. وكان يقول: هو مِنْ خَبايا الزَّوايا، انتهى.

قالَ ابنُ حِبَّانَ

(5)

: مِنْ أَهْلِ المدينةِ. وقالَ غيرُه: يُقال: أَصْلُهُ مِنْ المدينةِ.

يَرْوِي عن: سَعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَزيدِ بنِ أَسْلَمَ، ونافِعٍ. زاد غيرُه: وعُمارةَ بنِ غَزِيّة، ونُعَيمٍ المُجْمِرِ، وعَوْنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، والقاسِمِ بنِ أبي بَزَةَ، وقَتادَةَ، والزُّهْرِيِّ، وأبي بكرٍ بنِ حَزْمٍ، وخَلْقٍ سِواهُم، وَأَرْسَلَ عن جابِرٍ وغيرِه.

(1)

"المعرفة والتاريخ" 1/ 347، و "التاريخ الكبير" 3/ 518.

(2)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم 1/ 151.

(3)

"تهذيب الكمال" 11/ 93، و "تهذيب التهذيب" 3/ 380.

(4)

"ميزان الاعتدال" 3/ 236، و "تهذيب الكمال" 11/ 94.

(5)

"الثقات" 6/ 374، و"مشاهير علماء الأمصار" 1/ 190.

ص: 172

رَوَى عنه: فيما قاله ابنُ حِبَّانَ: المَدَنِيُّونَ، وَأَهْلُ مِصْرَ: سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، وعبدُ الرَّحمن بنُ حَرْمَلَةَ، وَيَزيدُ بنُ أبي حَبِيبٍ، وغيرُهُم. زاد غيرُه: خالِدَ بنَ يَزيدَ، وعَمْروَ بنَ الحارِثِ، وهِشامَ بنَ سَعْدٍ، واللَّيْثَ. قالَ أبو حَاتِمٍ

(1)

: لا بَأْسَ بِه.

وقالَ أبو سَعيدِ ابنُ يوُنسَ:

(2)

وُلِدَ بِمِصْرَ سَنَةَ سَبْعين، وَنَشَأَ بالمدينةِ، ثمَّ رَجَعَ إلى مِصْرَ في خِلافَةِ هِشامٍ. قال: وَيُقالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمئة. وَقالَ غَيْرُه: سَنَةَ ثَلاثٍ وثلاثينَ. وقيل: سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثينَ. وقيل: سَنَةَ تِسْعٍ وأربعينَ.

وقالَ ابنُ سَعْدٍ

(3)

: ثِقَةٌ إنْ شاءَ اللهُ. وقالَ السَّاجِيُّ: صَدُوقٌ. وقالَ العِجليُّ

(4)

: مِصْرِيٌّ ثِقَةٌ. وَوَثَّقَهُ ابنُ خُزَيْمَةَ، والدَّارَقُطْنِيُّ

(5)

، والبَيْهَقِيُّ

(6)

، والجطيبُ

(7)

، وابنُ عبدِ البرِّ، وغيرُهم.

وقالَ ابنُ حَزْمٍ

(8)

: لَيْسَ بالقَوِيِّ. ولَعَلَّهُ اعْتَمَدَ قَوْلَ أَحْمَدَ فيه: ما أَدْرِي أيُّ شَيْءٍ حَدِيثُهُ؟ يَخْلِطُ في الأحاديثِ.

(1)

"الجرح والتعديل" 4/ 71.

(2)

"تاريخ ابن يونس" 1/ 212.

(3)

"الطبقات الكبرى" 7/ 514.

(4)

"معرفة الثقات" 1/ 405.

(5)

"سنن الدارقطني" 1/ 305.

(6)

"السنن الكبرى" 2/ 46.

(7)

"المتفق والمفترق" 2/ 117.

(8)

"المحلَّى" 2/ 269. وقالَ ابنُ حجرِ في "التقريب" ص: 292: لم أرَ لابن حزمِ في تضعيفه سَلَفًا.

ص: 173

‌1461 - سَعِيدُ بنُ وَدِيعَةَ

(1)

.

ذَكَرَهُ مُسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابِعِيِّ المَدَنِيينَ. وَهُو ....

(3)

وسَيَأْتِي يَزيدُ بنُ وَدِيعَةَ بنِ خِذَامٍ من عند مُسْلِمٍ

(4)

أيضًا.

‌1462 - سَعِيدُ بنُ وَضَّاحٍ المُقْرِي

(5)

.

هُوَ الذي صَلَّى على سُكِينَةَ ابْنَةِ الحُسَيْنِ.

‌1463 - سعِيدُ بنُ يَرْبوعِ بنِ عَنْكَثَةَ بنِ عامِرِ بنِ مَخْزومٍ، أبو عبدِ اللهِ، وعبدِ الرَّحمن، القُرَشِيُ، المَخْزوميُّ، الملقَبُ بالصُّرمِ

(6)

.

ذَكَرَ مسْلِمٌ

(7)

في المَدَنَيّينَ. قال: وَهُوَ سَعيدٌ الصُّرمُ.

صَحَابِيُّ أَسْلَمَ قَبْلَ الفَتْحِ وَشَهِدَهُ، وقيل: إنَّه مِنْ مُسْلِمَتِه، وَأَدْرَجَهُ بَعْضُهُم في المُؤَلَّفَةِ

(8)

، وَكانَ عُمَرُ نَدَبَهُ لِتَجْدِيدِ أَنْصابِ الحرَمِ لمِعْرِفَتِهِ، وكان يُجَدِّدُها في كُلِّ

(1)

تصحَّفَ الاسمُ على المؤلف، وأخطأ فيه، فصوابُه: سعدُ بنُ وديعةَ، كما ذكرَه مسلم في "الطبقات" 1/ 244 (814)، وهو تابعي قدِمَ العراقَ في خِلافةِ عمرَ بنِ الخطَّابِ. "الطبقات الكبرى" 3/ 543، و "تاريخ بغداد" 9/ 122.

(2)

ذكره باسم: سعد بن وديعة. انظر "الطبقات" 1/ 244 (814).

(3)

فراغ في الأصل بمقدار أربع كلمات.

(4)

"الطبقات" 1/ 244 (813).

(5)

لم أقف على ترجمته، ولعله وقع هنا لَبس، فالمقرئ الذي صلى على سكينة بنت الحسين هو: شيبة بن نصاح، كما نصَّ على ذلك ابن سعد 8/ 475، وابن عساكر في "تاريخه" 69/ 218.

(6)

"تاريخ دمشق" 21/ 337، و "تهذيب الكمال" 11/ 111، و "الإصابة" 2/ 51.

(7)

"الطبقات" 1/ 149 (55).

(8)

قال ابنُ حِبَّان: كان فيمن أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المؤلَّفة يوم حنين."الثقات" 3/ 155.

ص: 174

سَنَةٍ. حتى عَمِيَ في خِلافَةِ عُمَرَ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ بالمدينةِ. وقيل: بِمَكَّةَ. وَصَحَّحَ ابنُ الجوْزِيِّ في "المُنتظِمِ"

(1)

مَوْتَهُ بالمدينةِ، ولم يَحْكِ خِلافَهُ. وكانَتْ له الدَّارُ بالبَلاطِ مِنَ المدينةِ. وعاشَ مئةً وعِشرينَ، وقيل: مئةً وأربعةً وعشرين.

‌1464 - سَعيدُ بنُ يَسارٍ، أبو الحُبَابِ، المَدَنِيُّ

(2)

.

أخو عبدِ الرَّحمن بنِ أبي مُزَرِّدٍ، مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنين مَيْمونَةَ، وقيل: مَوْلَى شُقرانَ مَوْلَى رَسولِ الله، وقيل: مَوْلَى الحسَنِ بنِ عَليٍّ، وقيل: مَوْلَى بَنِي النَّجَّارِ. ذَكَرَه مُسلمٌ

(3)

في ثالثةِ تابِعِيّ المَدَنِيينَ، وقال: مَوْلَى الحسَنِ بنِ عِليٍّ.

تابِعِيٌّ مِنْ العُلَماءِ الأثْبَاتِ، يَرْوِي عن: أبي هريرةَ، وابنِ عبّاسٍ، وابنِ عُمَرَ، وزَيْدِ بنِ خالِدٍ الجُهَنِيِّ. وعنه: ابنُ أخيهِ مُعاوِيَةُ بنُ أبي مُزَرّدٍ، وسَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، وأبو طُوالةَ، وسُهَيلُ بنُ أبي صالِحٍ، وابنُ عَجْلانٍ، ويحيى بنُ سَعيدٍ الأنصارِيُّ، وابنُ إسحاقَ وآخرون، وقيل: إنّه أخو أبي مُدِله الآتي في الكُنَى

(4)

.

وَثَّقَه ابنُ مَعِينٍ

(5)

، وأبو زُرْعَةَ، والنَّسائِيُّ، والعِجليُّ

(6)

، وقالَ: مَدَنِيٌّ. وابنُ سَعْدٍ

(7)

وقال: كَثِيرُ الحَدِيثِ. وقالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ

(8)

: لا يَخْتَلِفونَ في تَوْثِيقِهِ. مات

(1)

"المنتظم" 5/ 275.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 72، و"الثقات" 4/ 279،

(3)

"الطبقات" 1/ 254 (933).

(4)

الكنى في القسم المفقود من الكتاب.

(5)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 210.

(6)

"معرفة الثقات" 1/ 407.

(7)

"الطبقات الكبرى" 5/ 284

(8)

"التمهيد" 17/ 428.

ص: 175

بالمدينةِ سَنَةَ سِتَ عَشَرَةَ، أو سَبْعَ عَشَرَةَ ومئة، عن ثَمانينَ، وَخَرَّجَ له الجماعَةُ، وهو في "التهذيب"

(1)

.

‌1465 - سَعِيدُ بنُ يوسُفَ، أبو محمَّدٍ، الرِّفاعِيُّ

(2)

.

الصُّوفيُّ، أَحَدُ فَرَّاشِيِّ الحرَمِ النَّبوِيِّ، ويُعْرَفُ بالهِنْدِي، سَمِعَ في محُرَّمِ سَنَةِ ثلاثينَ وسَبْعِ مئة بِعقَبةِ أَيلةَ

(3)

على العَفِيفِ المَطْرِيِّ "الجُزْءَ" الذي خَرَّجَهُ الذَّهَبِيُّ.

‌1466 - سَعِيدٌ التَّاجِيُّ

(4)

.

أَحَدُ فَرَّاشِيِّ الحرَمِ. لَمْ يُعَقِّبْ ذُزيَّةً. قاله ابنُ فَرْحونٍ

(5)

.

‌1467 - سَعِيدٌ الرَّاكوشِيُّ، المَغْرِبِيُّ.

كان مُتَعَبِّدًا، كَثِيرَ الصَّمْتِ، على خَيْرٍ وَعِفَّةٍ، هاجَرَ إلى المدينةِ قَبْلَ العِشْرينَ وَسَبْعِ مئةٍ، وَمَعَهُ امْرَأَتُه، وكانَتْ صالِحَةً، إلى أنْ مَاتَا بها. ذَكَرَه ابنُ صالِحٍ.

- سَعيدٌ الصُّرمُ

(6)

.

هو ابنُ يربوعٍ. (1463).

‌1468 - سَعيدٌ، عتيقُ شَيْخُ الخُدَّامِ، ظَهِيرِ الدِّينِ، ويُدْعَى بالحاجِّ.

(1)

" تهذيب الكمال" 11/ 120، و "تهذيب التهذيب" 3/ 387.

(2)

لم أقف على مصادر أخرى لترجمته.

(3)

مدينة مشهورة، على شاطئ البحر الأحمر، تعرف اليوم بإيلات.

(4)

في المطبوع من "نصيحة المشاور": الباجي، بالباء.

(5)

"نصيحة المشاور" ص 198.

(6)

تحرَّفت في المخطوطة إلى: الصوم.

ص: 176

كانَ دَيِّنًا يُصَلِّي في الصَفِّ الأَوَّلِ. ذَكَرَ ابنُ صالِحِ.

‌1469 - سَعيدٌ، عتيقُ الشَّمْس المُغِيثِيُّ.

ذكرَه ابنُ صالِحٍ.

‌1470 - سَعِيدٌ مَوْلَى محمَّدٍ البلاسيِّ.

أَعْتَقَهُ، وَجَعَلَهُ فَرَّاشًا بالحرَمِ، ومات سَنَةَ ثمانٍ وثلاثينَ وَسَبْعِ مئة بَعْدَ أن أَنْجَبَ محمَّدًا الآتي.

‌1471 - سَعِيدٌ الهِنْدِيُّ.

أَحَدُ الفَرَّاشِينَ، كان شَيْخًا حَسَنًا، على طَرِيقَةٍ عَظيمَةٍ مِنَ الدِّيانَةِ وَمُلازَمَةِ الرَوْضَةِ. قاله ابنُ فَرْحونٍ

(1)

.

‌1472 - سَعيدٌ.

أَحَدُ الأَعْيانِ، مِمَّن كان يَخْدُمُ عبدَ اللهِ البَسْكريَّ

(2)

، وعبدَ الواحِدِ الجُزولِيَّ، بحيثُ كانوا على أخلاقِ شُيوخِهِم وطَرِيقَتِهم، وصاروا مِنَ الأَعْيانِ، ذَكَرَه ابنُ فَرْحونٍ

(3)

، وَلَقَّبَه مع هذا بالشَّيْخِ.

‌1473 - سَعيدٌ.

بَوَّابُ المَدْرَسَةِ الشِّهابِيَّةِ، بل كانَ قَيِّمًا بها في عَهْدِ القاضي سرَاجِ الدِّينِ، وَأَحَدَ

(1)

"نصيحة المشاور" ص 197.

(2)

البسكري: بكسر الباء الموحدة، وقيل: بفتحها وسكون السين المهملة: نسبة إلى بسكرة، وهي بلدة من بلاد المغرب .. "اللباب في تهذيب الأنساب" 1/ 154.

(3)

"نصيحة المشاور" ص 71.

ص: 177

القُرَّاءِ بِسُبْعٍ ابنِ سلعوسٍ. ذَكَرَ ابنُ صالِحٍ.

- سَعِيدٌ الجارِيُّ.

هو: سَعْدٌ. مَضَى. (1396)

‌1474 - سَعيدٌ المدنِيُّ

(1)

.

عن: أبي هُريرَةَ، وعنه: عُبَيْدُ اللهِ بنُ العَيزارِ. قاله ابنُ حِبَّانَ

(2)

في الثَّانيةِ.

- سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ.

في: ابنِ كَيْسان. (1441).

‌1475 - سَفرُ

(3)

بنُ حَبِيبٍ العَنَزِيُّ

(4)

.

عن: المَدَنِيّينَ، وعُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ، وعنه: الحجَّاجُ بنُ حَسَّانٍ، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاتِهِ"

(5)

.

‌1476 - سُفْيانُ بنُ حَمْزَةَ بنِ سُفْيانَ بنِ فَرْوَةَ، أبو طَلْحَةَ، الأَسْلَمِيُّ، المَدَنِيُّ

(6)

.

(1)

" التاريخ الكبير" 3/ 522.

(2)

"الثقات" 4/ 292.

(3)

كذا في الأصل، وهو تصحيف، وصوابه: سقر، بالقاف. "تبصير المنتبه" 2/ 683. وعلى هذا فحقه التأخير.

(4)

قال في "الإكمال" 4/ 305: وأما سقر، بقاف ساكنة فهو: سقر بن حبيب الغنوي، وقيل: العنزي. وانظر: "الجرح والتعديل" 4/ 310.

(5)

"الثقات" 6/ 434.

(6)

"التاريخ الكبير" 4/ 90، و "الكنى" للدولابي 2/ 17.

ص: 178

مِنْ أَهْلِها، وهو عَمُّ حَمْزَةَ بنِ مالِكٍ، يَرْوِي عن: عُرْوَةَ بنِ سُفْيانَ، وكَثِيرِ بنِ زيدٍ، وعنه: إبراهيمُ بنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، وإبراهيمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَمِيُّ، وجماعةٌ. قالَ أبو حَاتِمٍ

(1)

: صالحُ الحدِيثِ. وقالَ أبو زُرْعَةَ: صدوقٌ.

وَوَثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ

(2)

، وهو في "التهذيب"

(3)

لِتَخْرِيجِ ابنِ ماجَه

(4)

له.

‌1477 - سُفْيانُ بنُ أبي زُهَيْرٍ، وفي اسمِه خُلْفٌ، الأَزْدِيُّ، الشَّنَئِيُّ

(5)

.

مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، ويقال فيه: النُّمَيْرِيُّ. صَحَابِيٌّ نَزَلَ المدينةَ، وَذكَرَهُ مسلمٌ

(6)

فيهم، وحديثُه في "البُخارِيِّ"

(7)

مِنْ رِوايةِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وكذا مِنْ طَرِيقِ السَّائِبِ بنِ يَزِيدَ كلاهما عنه.

‌1478 - سُفْيانُ بنُ عبدِ الله، الثَّقَفِيُّ، الطَّائِفِيُّ

(8)

.

صحابِيٌّ قَدِمَ على عُمَرَ والمَسجِدُ غَيْرُ مَحْصوبٍ؛ فقال: أَمَا لَكُمْ وادٍ؟ فقال عُمَرُ:

(1)

"الجرح والتعديل" 4/ 230.

(2)

"الثقات" 8/ 288.

(3)

"تهذيب الكمال" 11/ 142، و "تهذيب التهذيب" 3/ 395.

(4)

كتاب: الطهارة وسننها، باب: ما جاء في إسباغ الوضوء (428).

(5)

"التاريخ الكبير" 4/ 86، و"تهذيب الكمال" 11/ 145، و"الإصابة" 2/ 54.

قال السمعاني في "الأنساب" 1/ 120: الشَنَئِي: بفتح الشين المعجمة والنون، والهمزة المكسورة بعدها، هذه النسبة إلى أزد شنوءة .... والمشهور بالنسبة إليه: سفيان بن أبي زهير الشنئي.

(6)

"الطبقات" 1/ 153 (104)، وفيه: الشيباني، وهو خطأ.

(7)

كتاب المزارعة، باب: اقتناء الكلب للحرث (4476).

(8)

"الاستيعاب" 2/ 190، و"تهذيب الكمال" 11/ 170، و"تهذيب التهذيب" 3/ 401.

ص: 179

بلى. قال: فَاحْصِبوهُ منه. فَأَمَرَ عُمَرُ بِأَنْ يُحصبْ مِنَ الوادِي المُبَارَكِ العَقِيقِ. أَخْرَجَهُ ابنُ زَبَالَةَ

(1)

عن عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ قالَ: قَدِمَ سُفْيانُ، وَذَكَرَهُ، وَسَيَأْتِي في: عبدِ الحمِيدِ بنِ عبدِ الرَّحمن القُرَشِيِّ نَحْوُه.

‌1479 - سُفْيانُ بنُ أبي العَوْجاءِ

(2)

.

ذَكَرَهُ مسلمٌ

(3)

في ثالثةِ تابِعِيِّ المَدَنِيّينَ.

‌1480 - سُفْيانُ بنُ فَرْوَةَ، الأَسْلَمِيُّ

(4)

.

الماضي ابنُه بُريدَةُ، وَقَوْلُ أحمدَ بنِ صالِحٍ في الأبِ: له شَأْنٌ، مِنْ تابِعِيِّ أَهْلِ المدينةِ.

‌1481 - سَفِينهُ مَوْلَى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أبو عبدِ الرَّحمن، وأبو البَخْتريِّ

(5)

.

ذَكَرَهُ مسلمٌ

(6)

في المَدَنِيّينَ مُقْتَصِرًا على الكُنْيَةِ الأُوْلَى، وفي اسْمِه أقوالٌ

(7)

.

كان عَبْدًا لأمِّ سَلَمَةَ؛ فَأَعْتَقَتْهُ، وَشَرَطَتْ عليهِ أَنْ يَخْدُمَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم.

وَرَوَى عنه، وعن: عَلِيٍّ، وأُمِّ سَلَمَةَ، وعنه: ابْنَاهُ عبدُ الرَّحمن، وعُمَرُ، وسَعِيدُ

(1)

"أخبار المدينة"، لابن زبالة، هـ:123.

(2)

"التاريخ الكبير" 4/ 88، و"معرفة الثقات" 1/ 416، و "تهذيب الكمال" 11/ 176.

(3)

"الطبقات" 1/ 246 (840).

(4)

"التاريخ الكبير" 4/ 96، و"الجرح والتعديل" 4/ 219، و"الثقات" 4/ 319.

(5)

"الاستيعاب" 2/ 243.

(6)

"الطبقات" 1/ 156 (130)، و"الكنى والأسماء" لمسلم 1/ 512.

(7)

ذُكر في اسمه واحد وعشرون قولًا. "تهذيب الكمال" 11/ 204.

ص: 180

بنُ جُمْهان، وأبو رَيْحانَةَ، وسالمُ بنُ عبدِ الله بنِ عُمَرَ، والحَسَنُ البَصْرِيُّ، وغيرُهم.

قالَ سَعيدُ بنُ جمهانَ عنه: كنَّا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فَكانَ إذا أَعْيا بَعْضُ القَوْمِ أَلْقَى عَلَيَّ سَيْفَهُ، ألقَى عَلَيَّ تُرْسَه، حتَّى حَمَلْتُ مِنْ ذلك شَيْئاً كَثِيراً. فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

"أَنْتَ سَفِينَةٌ". ذَكَرَ في "التهذيب"

(2)

، و"الإصابة"

(3)

.

‌1482 - السَّكْرانُ بنُ عَمْروِ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبدِ وُدِّ بنِ نَصْرِ بنِ مالِكِ بنِ حسلِ بنِ عامِرِ بنِ لُؤَيٍّ، القُرَشِيُّ، العامِرِيُّ

(4)

.

أخو سَهْلٍ وَسُهَيْل، تُوُفِّيَ بالمدينةِ

(5)

، ولا عَقِبَ له. إنَّما العَقِبُ لأخيه.

‌1483 - سَكَبَةُ

(6)

بنُ الحارِثِ، الأَسْلَمِيُّ

(7)

.

صَحابِيٌّ مِنْ خُزَاعَةَ.

رَوَى ابنُ شَبَّةَ في "أخبارِ المدينةِ"

(8)

مِنْ طَرِيقِ جَرِيرٍ، عن الأَعْمَشِ، عن أبي

(1)

أخرجه أحمد في "المسند" 5/ 220، والبزار في "مسنده" 9/ 282 (3830).

(2)

"تهذيب الكمال" 11/ 204، و"تهذيب التهذيب" 3/ 409.

(3)

"الإصابة" 2/ 58.

(4)

"الطبقات الكبرى" 4/ 204، و"الاستيعاب" 2/ 244، و "الإصابة" 2/ 59.

(5)

قالَ موسى بنُ عقبة وأبو معشرٍ: مات السكران بأرض الحبشة. وقالَ محمَّدُ بنُ إسحاقَ ومحمَّدُ بن عمر الواقديُّ: رجع السكران إلى مكة فمات بها قبل الهجرة إلى المدينة. "الطبقات الكبرى" 4/ 204.

(6)

تحرَّفت في الأصل إلى: سكينة، والمثبت من "الإصابة" و"تاريخ ابن شبة"، ومن حق هذه الترجمة أن تقدَّم على التي قبلها في الترتيب.

(7)

"الإصابة" 2/ 58.

(8)

"أخبار المدينة" لابن شبة 1/ 166.

ص: 181

بِشْرٍ

(1)

، عن عبدِ الله بنِ شَقِيقٍ العُقَيْليِّ أنَّ عِمْرانَ بنَ حُصَيْنٍ دَخَلَ المَسْجِدَ، فإذا بُرَيْدَةُ جالِسٌ وسَكَبَةُ قائِمٌ يُصَلِّي الضُّحَى؛ فقال: يا بُرَيْدَةَ أَلَا تُصلِّي كما يُصَلِّي سَكَبَةُ

(2)

؟ فَسَكَتَ ثمَّ مَضَى، فقال: إنّي لأَمْشِي مع رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاسْتَقْبَلَنَا أُحدٌ، فَأَشْرَفَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على المدينةِ فقال:"يا وَيْحَها قَرْيَة". ثمَّ نَزَلَ، فلمَّا بَلَغَ بابَ المَسْجِدِ إذا رَجُلٌ يُصَلِّي فقال:"مَنْ هذا؟ " قلتُ: هذا مِنْ أَمْرِهُ كذا وكذا. فقال

(3)

: "خَيْرُ دِينِكُم أَيْسَرُهُ". أو كما قال، ثم أَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عن أبي بِشْرٍ

(4)

، عن عبدِ الله بنِ شَقِيقٍ، عن رَجاءَ بنِ أبي رَجاء الباهِليِّ قال: دَخَلَ محجَنٌ المَسْجِدَ، فَرَأى بُرَيْدَةَ فَقال: مالَكَ لا تُصَلِّي كما يُصَلِّي سَكَبَةُ

(5)

؛ رَجُلٌ مِنْ خُزاعَةَ؛ فقال: إنَّ رسولَ الله أَخَذَ بِيَدِي، فَذَكَرَ الحديثَ، إلى غَيْرِ هذه مِنْ الطُّرُقِ التي أَوْضَحَ شَيْخُنا في "الإصابة"

(6)

ما فيها من الاختلافِ.

‌1484 - سَلَّارُ، نائِبُ السَّلْطَنةِ في أيَّامِ الناصِرِيَّةِ

(7)

.

(1)

في الأصل: عن أبي كثير، وهي محرفة عن بشر، والمراد به: جعفر بن إياس اليشكري. انظر "أخبار المدينة" لابن شبة 1/ 166.

(2)

في الأصل: سكينة، وهو تحريف كما تقدَّم.

(3)

ساق المؤلف الرواية بطريق المعنى؛ إذ هي في ابن شبة بألفاظ مختلفة. وأخرجها كذلك أحمد 5/ 32، ورجاله رجال الصحيح، كما في "مجمع الزوائد" 1/ 61.

(4)

في الأصل: بشير، والمثبت من "الإصابة" و"تاريخ ابن شبة".

(5)

في الأصل سكينة، وهو تحريف كما تقدَّم.

(6)

"الإصابة" 2/ 59.

(7)

"الدرر الكامنة" 3/ 179، و"الدليل الشافي" 1/ 314.

ص: 182

وَمَنْ ارتَقَى وَعَظُمَ قَدْر أَوَّلَ القَرْنِ الثَّامِنِ، ولمَّا حَجَّ هُوَ وَبِيبْرَسُ الجاشنكيرُ

(1)

، كَلَّمَهُمَا شَيْخُ الخُدَّامِ شِبْلُ الدَّوْلَةِ كافورٌ المظفرِيُّ المَعْروفُ بالحرِيرِيِّ في بِناءِ المَنار التي ببابِ السَّلامِ الآنَ، فأجابا، فَصَرَفَ عليها مِنْ قَنادِيلِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَعَمَّ النَّفْعُ بها، بل لما وَقَعَتْ الزَّلْزَلَةُ في سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِ مئة أَوْفَى سَلارٌ دُيونَ غالِبِ المَكِّيينَ، وَأَعْطَى كُلًّا مِنْهُم قُوتَ سَنَةٍ، وكذا فَعَلَ بالمدينةِ النَّبَوِيَّةِ، وكذا لما حَجَّ رَفِيقُهُ المَقْرونُ معه في التي تَلِيها ضاهَى في ذلك، كما سَيَأْتِي في كافورٍ.

- سَلَامٌ، -بالتَّخْفِيفِ- ابنُ أُخْتِ عبدِ الله بنِ سَلامٍ.

يَأْتِي في: سَلَمَةَ بنِ أخي عبدِ الله بنِ سَلَامٍ.

‌1485 - سُلْطانُ بنُ عامِرٍ، التُّربَيُّ، السُّوارِقِيُّ

(2)

.

شَهِدَ في نَحْوِ الأَرْبَعينَ وَسَبعِ مئة.

‌1486 - سُلْطانُ بنُ مُحَارِدٍ.

ذَكَرَهُ ابنُ صالِحٍ فيمَنْ رَآهُ مِنِ الوَحَاحِدَةِ الشُّرَفَاءِ، وَهُمْ مَنْسوبُونَ إلى عبدِ الواحدِ بنِ مالِكِ بنِ حُسَيْنِ بنِ المُهَنَّا الأَكْبَرِ بنِ داودَ.

‌1487 - سَلْمَانُ الخَيْرِ، أبو عبدِ اللهِ، ابنُ الإسْلامِ، الفَارِسِيُّ

(3)

.

(1)

الجاشنكير: هو الذي يتصدَّى لذوق الطعام والشراب قبل السلطان خوفًا مِنْ أن يُدسَّ عليه فيه سمٌّ ونحوه. صبح الأعشى 5/ 460.

(2)

السوارقي: نسبة إلى السوارقية -بفتح السين وضمها- ويقال: السويرقية بلفظ التصغير، وهي قرية بين مكة والمدينة. "معجم البلدان" 3/ 276.

(3)

"الثقات" 3/ 157، و"الإصابة" 2/ 62.

ص: 183

أَصْلُهُ مِنْ أَصْبَهانَ، وقيل: مِنْ رامَهَرْمُز

(1)

. وَأَسْلَمَ عِنْدَ قُدُومِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ، وَأَوَّلُ مَشاهِدِهِ الخَنْدَقُ. أُفْرِدَتْ قِصَّةُ إِسْلامِهِ بالتَّصْنِيفِ، وَذَكَرَهُ مُسْلِمٌ

(2)

في ساكِنِيِّ الكوفَةَ. رَوَى عنه: أُبَيٌّ، وَكَعْبُ بنُ عُجْرَةَ، وابنُ عبَّاسٍ، وأبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ، وأبو الطُّفَيْلِ، وجماعةٌ مِنَ الصَّحابةِ والتابِعِينَ. قال صلى الله عليه وسلم

(3)

: "إنَّ اللهَ يُحِبُ مِنْ أَصْحابِي أَرْبَعَةً"، فَذَكَرَهُ فِيهِمْ، وآخى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ أبي الدَّرْداءِ، مَاتَ بالمَدَائِنِ في خِلافَةِ عُثْمانَ في سَنَةِ ثَلاثٍ، أو سِتٍّ، أو سَبْعٍ وثلاثينَ، والأَوَّلُ أَشْبَهُ، عن سِنٍّ عالِيَةٍ، أَكْثَرُهُ ثلاثُ مئة وَخَمْسونَ. قالَ الذَّهَبِيُّ

(4)

: وما أَظُنُّهُ جاوَزَ الثمانينَ. ولم يُبَيِّنْ مُسْتَنَدَهُ، وهو في "التهذيب"

(5)

.

- سَلْماَنُ بنُ صَخْرٍ.

هُوَ: سَلَمَةُ. (1498).

‌1488 - سَلْمانُ، أبو عبدِ اللهِ، الأَغَرُّ، المَدَنيُّ

(6)

.

(1)

رامهرمز: معنى رام بالفارسية: المراد والمقصود، وهرمز: أحد الأكاسرة. معناها: مقصود هرمز، وهي مدينة مشهورة بنواحي خوزستان. "معجم البلدان" 3/ 17.

(2)

"الطبقات" 1/ 172 (245).

(3)

أخرجه الترمذي في المناقب، بابٌ (3718) 36، وابن ماجه، في المقدمة، باب: فضل سلمان وأبي ذر والمقداد (149). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك. ا. هـ. وشريك ضعيف. "التقريب" هـ 266 (2787).

(4)

"سير أعلام النبلاء" 1/ 555.

(5)

"تهذيب الكمال" 11/ 245، و "تهذيب التهذيب" 3/ 423.

(6)

"الثقات" 4/ 333، و"طبقات المحدثين"، للذهبي 1/ 38.

ص: 184

القاضي بها، مَوْلَى جُهَيْنَةَ، وَأَصْلُهُ مِنْ أَصْبَهَان، ذَكَرَهُ مُسلمٌ

(1)

في ثالثةِ تابِعِيِّ المَدَنِيّينَ، وقال: مَوْلَى زَيْدِ بنِ زَبَّانَ الجُهَنِيِّ.

يَرْوِي عن: أبي هُرَيْرَةَ، وأبي سَعِيدٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عَمْروِ بنِ العاصِ، وعنه: ابنَاهُ عبدُ اللهِ وعُبَيْدُ الله، وبُكَيْرُ ابنُ الأَشَجِّ، وَصَفْوانُ بنُ سُلَيْمٍ، وَزَيْدُ بنُ رَبَاحٍ، وَمحمَّد بنُ عَمْروِ بنِ عَلْقمَةَ، والزُّهْرِيُّ. وَثَّقَهُ العِجْليُّ

(2)

، وقال: مَدَنِيٌّ، تابِعِيٌّ ثِقَةٌ. وابنُ حِبَّانَ

(3)

.

وقالَ شُعْبةُ: كان الأَغَرُّ قاضِيًا مِنْ أَهْلِ المدينةِ رِضًى. وهو في "التهذيب"

(4)

في الأَسْمَاءِ.

‌1489 - سَلْمانُ، أبو شَدَّادٍ

(5)

.

مَوْلَى المَدَنِيّينَ، عن: أُمِّ سَلَمَةَ، وعنه: عُبَيْدٌ أبو الوَسِيمِ. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثِقاتِه"

(6)

.

‌1490 - سَلَمَةُ بنُ الأَزْرَقِ

(7)

.

(1)

" الطبقات" 1/ 253 (921).

(2)

"معرفة الثقات" 1/ 422

(3)

"الثقات" 4/ 333.

(4)

"تهذيب الكمال" 11/ 256، و "تهذيب التهذيب" 3/ 424.

(5)

"التاريخ الكبير" 4/ 138، و"الجرح والتعديل" 4/ 298.

(6)

"الثقات" 4/ 333.

(7)

"تهذيب الكمال" 11/ 263، و "تهذيب التهذيب" 3/ 427.

ص: 185

ذَكَرَ مسلمٌ

(1)

في ثالثةِ تابِعِيِّ المَدَنِيّينَ.

‌1491 - سَلَمَةُ بنُ الأكْوَعِ

(2)

.

وَهُوَ سَلَمَةُ بنُ عَمْروِ بنِ سِنانٍ، المُلَقَّبِ بالأَكْوَعِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ قُشَيْرٍ، أبو مُسْلِمٍ، أو أبو عامِرٍ، أو أبو إياس، الأَسْلَمِيُّ، المَدَنِيُّ.

مَعْدودٌ في أَهْلِهَا كما لمُسْلِمٍ

(3)

وغيرِه. صحابيٌّ مِمَّن بايَعَ تحتَ الشَجَرَةِ، وَغَزَا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وله اليَدُ البَيْضاءُ، وَأَرْدَفَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، وَمَسَحَ على وَجْهِهِ واسْتَغْفَرَ له، ثمَّ كان أَحَدَ مَنْ كان يُفْتِي بالمَدِينَةِ مِنَ الصحابَةِ، وَيُحَدِّثونَ مِنْ وَفَاةِ عُثْمانَ حتى ماتَ.

رَوَى عنه: ابنُهُ إياسٌ، وَمَوْلاهُ يَزِيدُ بنُ أبي عُبَيْدٍ، وَيَزيدُ بنُ خُصَيْفَةَ، وعبدُ الرَّحمن بنُ عبدِ الله بنِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ، وأبو سَلَمَةَ بنُ عبدِ الرَّحمن، والحَسَنُ بنُ محمَّد ابنِ الحنَفِيَّةِ، ولما ظَهَرَ نَجْدَةُ

(4)

وَجَبَى الصَّدَقاتِ قيل له: ألا تَبَاعدُ مِنْهُم؟ فقال: والله لا أَتَبَاعِدُ ولا أُبَايِعُهُ، وَدَفَعَ صَدَقَتَهُ إليهم، وَأَجَازَهُ الحَجَّاجُ بجائِزَةٍ فَقَبِلَهَا، ولَما قُتِلَ عُثْمانُ خَرَجَ إلى الرَّبَذَةِ، وَتَزَوَّجَ هُنَاكَ، وَجاءَهُ أَوْلادُهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِها إلى قُبَيْلِ مَوْتِهِ بِلَيالٍ؛ فَنَزَلَ المدينةَ، وماتَ بها سَنَةَ أَرْبَعٍ

(1)

"الطبقات" 1/ 243 (794).

(2)

"الاستيعاب" 2/ 87.

(3)

"الطبقات" 1/ 152 (84).

(4)

نجدةُ بنُ عامرٍ، الحنفيُّ، الحروريُّ، من رؤوساء الخوارج. قتل سنة 69 هـ. "تاريخ الإسلام" سنة 69 هـ.

ص: 186

وسَبْعِينَ، ولم يُصِبْ مَنْ قال: إنَّه تُوُفِّيَ بالرَّبَذَةِ. وقال له الحَجَّاجُ: ارْتَدَدْتَ على عَقِبَيْكَ؟ قال: لا، ولكنْ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لي في البَدْوِ. أخرجه مسلمٌ

(1)

وغيرُه. وَتَرْجَمَتُهُ أَطْوَلُ ممَّا هنا، وهو في "التهَذيب"

(2)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(3)

.

‌1492 - سَلَمَةُ بنُ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، الجُمَحِيُّ.

أخو رَبِيعَةَ، ذَكَرَهُ خَلِيفَةُ بنُ خَياطٍ

(4)

فيمن سَكَنَ مَكَّةَ من الصَّحابةِ.

وَرَوَى ابنُ شَبَّةَ في "أخبارِ المدينةِ"

(5)

من طريقِ سِماكِ بنِ حَرْبٍ، عن رجلٍ أنَّ سَلَمَةَ هذا تَزَوَّجَ مَوْلاةً له بِشهادةِ أُمِّها وأُخْتِها؛ فَرُفِعَ ذلك إلى عُمَرَ؛ فقال: أَبِجَهْلٍ فَعَلْتَ ذلك؟ قال: نَعَمْ. قال: فَأَشْهِدْ ذَوَيْ عَدْلٍ، وإلا فَرَّقْتُ بَيْنكُمَا.

قالَ ابنُ شَبَّةَ

(6)

: واسْتَمْتَعَ سَلَمَةُ مِنْ سلْمَى مَوْلاةِ حَكِيمِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ الأَوْقَصِ الأَسْلَمِيِّ، فَوَلَدَتْ له فَجَحَدَ وَلَدَها. وكذا ذَكَرَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ، وزاد: فَبَلَغَ ذلك عُمَرَ، فَنَهَى عَنْ المُتْعَةِ.

وَرُوِيَ أيضًا أنَّ سَلَمَةَ اسْتَمْتَعَ بامْرَأَةٍ، فَبَلَغَ عُمَرَ، فَتَوَعَّدَهُ

(7)

، ولذا قالَ ابنُ حَزْمٍ

(1)

أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب: التعرُّب في الفتنة (6560)، ومسلم في كتاب: الإمارة، باب: تحريم رجوع المهاجر إلى استيطان وطنه 3/ 1486 (1862).

(2)

"تهذيب الكمال" 11/ 300، و"تهذيب التهذيب" 3/ 437.

(3)

"الإصابة" 2/ 66 - 67.

(4)

"الطبقات" لابن خياط، ص 278.

(5)

"أخبار المدينة" لابن شبة 1/ 381.

(6)

"أخبار المدينة" 1/ 381.

(7)

"مصنف عبد الرزاق" 7/ 498 (14024).

ص: 187

في "المُحَلّى"

(1)

: إنّه ثَبَتَ على تَحْلِيلِ المُتعَةِ بَعْدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّحابةِ، فَذَكَرَ جَماعَةً مِنْهُم رَبِيعَة وأخوه. وهو في "الإصابة"

(2)

.

‌1493 - سَلَمَةُ بنُ أبي بَكْرِ بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ الحارِثِ بنِ هِشامِ بنِ المُغيرَةِ بنِ عبدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزومٍ، القُرَشِيُّ، المَدَنِيُّ

(3)

.

أخوَ عبدِ الله، وعبدِ المَلِكِ، وَعُمَرَ. رَوَى عن: أبيه، وعنه:[شَيْبَةُ بنُ نصاحٍ]

(4)

.

‌1494 - سَلَمَةُ بنُ ثابِتِ بنِ وَقْشِ بنِ زُغْبَةَ بنِ زَعُورَاءَ بنِ عبدِ الأَشْهَلِ، الأنصارِيُّ، الأَشْهَلِيُّ

(5)

.

قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهيدًا، فيما قاله ابنُ إسحاقَ

(6)

، وابنُ الكَلْبِيِّ

(7)

. وإنّه بَدْرِيٌّ. قاله شيخُنا في "الإصابة"

(8)

.

- سَلَمَةُ بنُ حارِثَةَ.

في: سَهْلِ بنِ حارِثَةَ. (1572)

(1)

"المحلى" 9/ 519.

(2)

"الإصابة" 2/ 63.

(3)

"الكنى والأسماء" لمسلم، ص 385، و"المقتنى في سرد الكنى"، للذهبي، ص 287.

(4)

ما بين المعقوفتين من "الكنى والأسماء" وغيره. وفي الأصل فراغ بمقدار أربع كلمات.

(5)

"الاستيعاب" 2/ 86.

(6)

"سيرة ابن هشام" 4/ 78.

(7)

"نسب معد" 1/ 378.

(8)

"الإصابة" 2/ 64.

ص: 188

‌1495 - سَلَمَةُ بنُ دينارٍ، أبو حازِمٍ، الأَعْرَجُ، اللَّيْثِيُّ

(1)

.

مَوْلَى بَنِي لَيْثِ بنِ بَكْرِ بنِ عبدِ مَنَاةٍ، وقالَ البُخَارِيُّ

(2)

: مَوْلَى الأَسْوَدِ بنِ سُفْيانَ المَخْزومِيِّ. المَدَنِيُّ مِنْ أَهْلِها.

ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ

(3)

في رابِعةِ تابِعِيِّ المَدَنِيّينَ، التَّمارُ القاصُّ، الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ، وَشَيْخُ الإسْلامِ، تابِعِيٌّ، فارِسِيُّ الأَصْلِ، أُمُّهُ رُومِيَّةٌ.

سَمِعَ: سَهْلَ بنَ سَعْدٍ، وَسَعيدَ بنَ المُسيَّبِ، والنُّعْمانَ بنَ أبي عَيَّاشٍ، وأبا صالِحٍ السَّمَّانَ، وأبا إدْرِيسَ الخَوْلانِيَّ، وأبا سَلَمَةَ، وعَطاءَ بنَ يَسَارٍ، وخَلْقًا، وعنه: ابنُه عبدُ العَزِيزِ، والزُّهْرِيُّ، ومَعْمَرٌ، ومالِكٌ، وابنُ إسحاقَ، والحَمَّادانِ، والسُّفْيانانِ، وأبو مَعْشَرٍ، وأبو ضَمْرةَ أَنَسُ بنُ عِياضٍ، وآخرون.

قالَ ابنُ خُزَيْمَةَ: ثِقَةٌ لم يَكُنْ في زَمانِهِ مِثْلُهُ. وقالَ عبدُ الرَّحمن بنُ زيدِ بنِ أَسْلَمَ: ما رَأَيْتُ أَحَدًا الحِكْمَةُ أَقْرَبُ إلى فِيهِ مِنْهُ. وفيه قال: إنِّي لَأَعِظُ وما أَرَى مَوْضِعًا، ما أُرِيدُ إلا نَفْسِي، وانْظُرْ الذي تُحِبُّ أن يكون مَعَكَ في الآخِرَةِ، فَقَدِّمْهُ اليَوْمَ، والذي تَكْرَهُ أن يكون مَعَكَ فَاتْرُكْهُ اليَوْمَ.

- وَنَحْنُ لا نُرْيدُ أن نَمُوتَ حتّى نَتُوبَ، ونحنُ لا نَتُوبُ حتّى نَمُوتَ.

- وَمِنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ، وَمَنْ اسْتَغْنَى بِعَقْلِهِ زَلَّ.

(1)

"الجرح والتعديل" 4/ 159، و"سير أعلام النبلاء" 6/ 96.

(2)

"التاريخ الكبير" 4/ 78.

(3)

"الطبقات" 1/ 264 (1038).

ص: 189

- ولا تَكُنْ مُعْجَبًا بِعَمَلِكَ، فلا تَدْرِي شَقِيٌّ أَنْتَ أَمْ سَعِيدٌ.

- أَخْفِ حَسَنَاتِكَ كما تُخْفِي سَيِّئاتِكَ، والنَّظَرُ في العَوَاقِبِ تَلْقِيحُ العُقُولِ.

- وَلا تَأْخُذَنَ شَيْئًا إلا مِنْ حِلِّهِ، ولا تَضعْهُ إلا في حَقِّهِ.

- وَكُلُّ عَمَلٍ تَكْرَهُ المَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ فَاتْرُكْهُ، ثمّ لا يَضُرُّكَ متى مِتَّ.

- ولا يُحسِنُ عبدٌ فيما بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله إلا أَحْسَنَ اللهُ ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ العِبادِ، ولا يُعَوِّرُ فيما بَيْنَهُ وبَيْنَ الله إلّا عَوَّرًا للهُ فيما بَيْنَهُ وبَيْنَ العِبَادِ.

- ولَمُصَانَعَةُ وَجْهٍ واحِدٍ أَيْسَرُ مِنْ مُصانَعَةِ الوُجوهِ كُلِّها، إنَّكَ إذا صانَعْتَهُ مالَتْ الوُجُوهُ كُلُّهَا إليْكَ، وإذا اسْتَفْسَدْتَ بَيْنَهُ شَنَأَتْكَ الوُجُوهُ كُلُّهَا.

- وَمَنْ عَرَفَ الدُّنْيا لَمْ يَفْرَحْ فيها بِرَخَاءٍ، وَلَمْ يَحْزَنْ على بَلْوَى.

- وإذا رَأَيْتَ رَبَّكَ يُتَاجُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ.

- وإذا أَحْبَبْتَ أخًا في الله فَأَقِلَّ مُخَالَطتَهُ في دُنْياهُ، إلى غَيْرِ ذلك مِنَ الكَلِماتِ البَلِيغَةِ والمَواعِظِ المُفِيدَةِ.

قالَ ابنُ حِبَّانَ:

(1)

كان أَحْوَلَ، قاصَّ أَهْلِ المدينَةِ، مِنْ عُبَّادِهِمْ وَزُهَّادِهِمْ، بَعَثَ إليه سُلَيْمانُ بنُ عبدِ المَلِكِ بِالزُّهْرِيِّ أَن ائْتِنِي؛ فقال: مالِي إليه حاجةٌ، فإنْ كانَتْ له حاجَةٌ فَلْيَأْتِنِي.

وعن بَعْضِهِم مما نَقَلَهُ ابنُ العَدِيمِ في "تاريخِ حَلَب"

(2)

: أنّه قَدِمَ على عُمَرَ بنِ

(1)

"الثقات" لابن حبان 4/ 316.

(2)

"بغية الطلب في تاريخ حلب" 4/ 304.

ص: 190

عبدِ العَزِيزِ خُناصرة

(1)

، ماتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وقيل: سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثينَ ومئة.

وَتَرْجَمَتُهُ طَوِيلَةٌ، وَحَدِيثُهُ عندَ الجَمَاعَةِ، وَتَرْجَمَهُ في "التهذيب"

(2)

.

وَروينا في الجُزْءِ الأخيرِ مِنَ "المُجالَسَةِ"

(3)

لِلدِّيْنَوَرِيِّ أنَّ سُلَيْمانَ بنَ عبدِ المَلِكِ دَخَلَ المدينةَ وأقامَ بها، وَالْتَمَسَ رَجُلًا مِمَّن أَدْرَكَ الصّحَابَةَ؛ فَجِيءَ إليه بأبِي حازِمٍ؛ فقال له: يا أبا حازِمٍ ما هذا الجفَاءُ؟ فقال: وَأَيُّ جَفَاءٍ رَأَيْتَ مِنِّي؟ فقال: أَتَانِي وُجُوهُ أَهْلِ المدينةِ كُلُّهُم، ولم تَاْتِنِي، فقال له: أُعِيذُكَ بالله أَنْ تَقُولَ ما لم يَكُنْ، ما جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَكَ معرفةٌ آتِيكَ بها. فقال له: صَدَقْتَ. ثمَّ سَأَلهُ عن أَشْياءَ، فَوَعَظَهُ وَحَذَّرَه. يحسُنُ إيرادُ القِصَّةِ

(4)

.

‌1496 - سَلَمَةُ بنُ ذَكْوان.

يُقال: إنَّه ابنُ الأدرعِ. رَوَى ابنُ مَنْدَه مِنْ طَرِيقِ هِشامِ بنِ سَعْدٍ، عن زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ عنه: كُنْتُ أَحْرُسُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجَ لحاجَتِهِ، فانْطَلَقْتُ معه، فَمَرَّ بِرَجُلٍ في المَسْجِدِ يُصَلِّي رافِعًا صَوْتَهُ .... الحديث

(5)

.

(1)

خناصرة: بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية. "معجم البلدان" 2/ 390.

وتعرف اليوم بالقناصر.

(2)

"تهذيب الكمال" 11/ 272، و"تهذيب التهذيب" 3/ 429.

(3)

"المجالسة" 1/ 731.

(4)

القصة بطولها في "تاريخ دمشق" 22/ 32.

(5)

أخرجه أحمد في "مسنده" 4/ 337. وقالَ الهيثميُّ في "المجمع" 9/ 369 ورجاله رجال الصحيح.

ص: 191

وكذا أَخْرَجَهُ أبو يَعْلَى

(1)

في [أثناءِ مُسْنَدِ]

(2)

سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ مِنْ جِهَةِ داودَ بنِ قَيْسٍ عن زَيْدٍ، فَلَمْ يَنْسُبْ سَلَمَةَ؛ فكَأنَّه ظَنَّهُ ابنَ الأَكْوَعِ، ولم يَقِفْ على رِوايَةِ هِشامٍ المُصَرَّحِ فيها باله ابنُ الأدرعِ. أفادَه شيخُنا في "الإصابة"

(3)

.

‌1497 - سَلَمَةُ بنُ سلامةَ بنِ وَقْشِ بنِ زُغْبهَ بنِ زَعُوراءَ بنِ عبدِ الأَشْهَلِ، أبو عَوْفِ، الأَشْهَليُّ، الأنصاريُّ

(4)

.

أخو أبي نائِلَةَ سَلَكَان، وَأُمُّهُ ابنَةُ عُبَيْدِ

(5)

بنِ عبدِ بنِ زَعُوراءَ.

صحابِيٌّ مِنْ أَهْلِ المدينةِ، ذَكَرَهُ فيهم مسلمٌ

(6)

مِمَّن شَهِدَ بَدْرًا والعَقَبَتَيْنِ.

وحَديثُهُ في "مُسْنَدِ أحمدَ"

(7)

مِنْ طَريقِ محمودِ بنِ لَبِيدٍ عنه قال: كانَ لنا جارٌ يَهودِيٌّ .... فَذَكَرَ حدِيثًا طَوِيلًا في علاماتِ النُّبُوَّةِ.

وَرَوَى ابنُ أبي شَيْبَةَ

(8)

مِنْ طريقِ أبي سُفْيانَ مَوْلى ابنِ أبي أحمدَ: أنّه كان يَؤُمُّ بَنِي

(1)

لم أقف عليه في "مسنده". ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ 22 في ترجمة سلمة بن الأكوع من طريق أبي يعلى.

(2)

ما بين المعقوفتين من "الإصابة"، وفي الأصل كلمة غير واضحة.

(3)

"الإصابة" 2/ 64.

(4)

"الثقات" 3/ 163.

(5)

قال في "الاستيعاب" 2/ 76: وأمه سلمى بنت سلمة بن خالد بن عدي أنصارية حارثية.

(6)

"الطبقات" 1/ 147 (25). وانظر "المعجم الكبير" للطبراني 7/ 41.

(7)

"مسند الإمام أحمد" 3/ 467، وإسناده حسن.

(8)

"المصنف" 4/ 319 (6161). وفي إسناده إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري، وهو ضعيف. "التقريب" ص 87 (146).

ص: 192

عبدِ الأَشْهَلِ، وهو مُكاتَبٌ، وَفِيهم محمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، وَسَلَمَةُ بنُ سَلامةَ بنِ وَقشٍ. وعاش سَبْعين سَنَةً، وقيل: ماتَ عن أَرْبَعٍ وسَبْعينَ، وماتَ بالمدينةِ في سَنَةِ خَمْسٍ وأربَعين في وِلايَةِ مُعاوِيَةَ، وقيل: أربَعٍ وثلاثينَ، وانْقَرَضَ عن

(1)

عَقِبهِ، وهو في أوَّلِ "الإصابة"

(2)

.

- سَلَمَةُ بنُ أبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الأَسَدِ، المَخْزوميُّ.

يَأْتِي قريبًا في: ابنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الأَسَدِ. (1500).

‌1498 - سَلَمَةُ بنُ صَخْرِ بنِ سَلْمانَ بنِ الصِّمةِ بنِ حاوِثَةَ بنِ الحارِثِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ، الأنصاريُّ، الخَزْرَجِيُّ، المَدَنِيُّ

(3)

.

ذَكَرَهُ مسلمٌ

(4)

فيهم، وقيل: سَلْمانُ، وَسَلَمَةٌ أَصَحُّ، وَدِعْوَتُهُمْ

(5)

في بَنِي بَياضَةَ؛ فلذلك يقال له: البَياضِيُّ، وهو الذي ظاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ. رَوَى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: سَعِيدُ بنُ المُسيِّبِ، وأبو سَلَمَةَ بنُ عبدِ الرَّحمن، وَسُلَيْمانُ بنُ يَسارٍ، وغيرُهم. وَذُكِرَ في "التهذيب"

(6)

.

(1)

كذا في الأصل، وكأنَّ (عن) زائدة.

(2)

"الإصابة" 2/ 65.

(3)

"التاريخ الكبير" 4/ 72، و "الثقات" 3/ 165، و"الإصابة" 2/ 66.

(4)

"الطبقات" 1/ 152 (87).

(5)

الدِّعوة، بالكسر: الادِّعاء في النسب. "القاموس": دعا.

(6)

"تهذيب الكمال" 11/ 288، و"تهذيب التهذيب" 3/ 434.

ص: 193

‌1499 - سَلَمَةُ بنُ صَفْوانَ بنِ سَلَمَةَ، الأنصارِيُّ، الزُّرَقِيُّ، المَدَنيُّ

(1)

.

يَرْوِي عن: أبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحمن، وَيَزِيدَ بنِ طَلْحَةَ، وعنه: مالِكٌ، وابنُ إسحاقَ، وفُلَيحُ بنُ سُلَيْمانَ. وَثَّقَه ابنُ حِبَّانَ

(2)

، وهو في "التهذيب"

(3)

.

‌1500 - سَلَمَةُ بنُ عبدِ اللهِ أبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الأَسَدِ، المَخْزوميُّ

(4)

.

رَبِيبُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ابنُ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، له رُؤْيَةٌ، ولا يُحْفَظُ له روايةٌ.

قالَ ابنُ سَعْدٍ:

(5)

زَوَّجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم سَلَمَةَ

(6)

بنَ أبي سَلَمَةَ أُمَامَةَ ابْنَةَ حَمْزَةَ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، وقال لِأُمِّهِ: هَلْ جَزَيْتُ سَلَمَةَ؟. يَعْنِي لِأَنَّ سَلَمَةَ هو الذي زَوَّجَ رَسولَ اللهِ أُمَّهُ، فَرَأَى صلى الله عليه وسلم أنَّه قد جَزاهُ بِما صَنَعَ.

ثمَّ قال: تُوُفِّيَ بالمدينةِ في خِلافَةِ عبدِ الملكِ بنِ مَرْوانَ. يَعْنِي: حينَ كان أَبانُ بنُ عُثْمانَ عليها. وهو في أوَّلِ "الإصابة"

(7)

.

‌1501 - سَلَمَةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ ابنِ أبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الأَسَدِ المَخْزوميُّ

(8)

.

(1)

" التاريخ الكبير" 4/ 79، و"الجرح والتعديل" 4/ 165.

(2)

"الثقات" 6/ 396.

(3)

"تهذيب الكمال" 11/ 290، و"تهذيب التهذيب" 3/ 434.

(4)

"الاستيعاب" 2/ 201.

(5)

"الطبقات الكبرى" 3/ 8.

(6)

في الأصل: بسلمة.

(7)

"الإصابة" 2/ 66.

(8)

"التاريخ الكبير" 4/ 80.

ص: 194

يَرْوِي عن: جَدِّهِ، وَجَدَّةِ أبيه أُمِّ سَلَمَةَ عن المَدَنِيّينَ، وعنه: محمَّدُ بنُ عَمْروِ

(1)

بنِ عَلْقَمَةَ، وعَطاءُ بنُ أبي رَباح، وَنَسَبَهُ إلى جَدِّ أبيهِ، وعَمْروُ بنُ دِينارٍ، وَنَسَبَهُ إلى جَدِّهِ، ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاتِه"

(2)

، وَرَوَى له التِّرْمذِيُّ

(3)

، ولم يُسَمِّهِ؛ فقالَ: عن رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ عن أُمِّ سَلَمَةَ. ولذا ذُكِرَ في "التهذيب"

(4)

.

‌1502 - سَلَمَةُ بنُ عبدِ اللهِ، أو عُبَيْدِ اللهِ بنِ محْصِنٍ، الأنصاريُّ، الخَطْمِيُّ، المَدَنِيُّ

(5)

.

يَرْوِي عن: أبيه، وعنه: عبدُ الرَّحمن بنُ أبي شُمَيْلَةَ. قالَ أحمدُ: لا أَعْرِفُهُ. وقالَ العُقَيْليُّ في "الضُّعَفَاءِ"

(6)

: مَجْهُولٌ بالنَّقْلِ لا يُتابَعُ على حَدِيثه مِنْ وَجهٍ. وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثِقاتِه"

(7)

. وهو في "التهذيب"

(8)

.

‌1503 - سَلَمَةُ بنُ محمَّد بنِ عمَّارِ بنِ ياسِرٍ، العَنْسِيُّ، المَدَنِيُّ

(9)

.

(1)

في الأصل: عمر، وهو تحريف.

(2)

"الثقات" 6/ 399.

(3)

كتاب تفسير القرآن. باب: ومن سورة النساء (2949).

(4)

لم يذكره في "تهذيب الكمال"، وهو في "تهذيب التهذيب" 3/ 435.

(5)

"التاريخ الكبير" 4/ 80، و"الجرح والتعديل" 4/ 166.

(6)

"الضعفاء الكبير" 2/ 146، وعبارته: مجهول في النقل، ولا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به.

(7)

"الثقات" 6/ 398.

(8)

"تهذيب الكمال" 11/ 295، و "تهذيب التهذيب" 3/ 435.

(9)

"ميزان الاعتدال" 2/ 192.

ص: 195

أخو أبي عبيدةَ الآتي؛ بل قيل: إنَّه هو

(1)

. وبه قالَ أبو حَاتِمٍ

(2)

.

وقالَ البُخَارِيُّ

(3)

: أُراه أخا أبي عبيدةَ.

ونَحْوُهُ قَوْلُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ حَنْبَلْ أبو عبيدةَ ثِقَةٌ، وأخوه سَلَمَةُ لم يَرْوِ عنه إلا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، ولا يُعْرَفُ حالُهُ.

وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(4)

: لا يُحْتَجُّ به. [وهو] في "التهذيب"

(5)

.

‌1504 - سَلَمَةُ بنُ نُعَيْمِ بنِ مَسْعودِ بنِ عامِرِ بنِ أنيفٍ، الغَطَفَانِيُّ، الأَشْجَعِيُّ، المَدَنيُّ

(6)

.

الآتي أبوه، يَرْوِي عنه

(7)

.

‌1505 - سَلَمَةُ بنُ هشامِ بن المغيرةِ بنِ عبدِ الله بن عمرَ بن مخزومٍ المَخْزوميُّ

(8)

.

أَسْلَمَ قَدِيمًا، وهاجرَ إلى الحَبَشَةِ، ثمَّ قَدِمَ مَكَّةَ، فاحْتُبِسَ بها عن الهِجْرَةِ إلى المدينةِ، وعُذِّبَ في اللهِ، وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يدْعُو له وَلمن مَعَهُ مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ، ولم

(1)

انظر: "تهذيب الكمال" 34/ 61.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 172

(3)

"التاريخ الكبير" 4/ 77.

(4)

"المجروحين" لابن حبان 1/ 337.

(5)

"تهذيب الكمال" 11/ 319، و"تهذيب التهذيب" 3/ 443.

(6)

"تهذيب الكمال" 11/ 322.

(7)

له ولأبيه صحبة. "الإصابة" 3/ 154.

(8)

"الاستيعاب" 2/ 85، و"الإصابة" 2/ 68.

ص: 196

يَشْهَدُ بَدْرًا وَشَهِدَ مُؤْتَةَ، وكان لحِقَ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الخَنْدَقِ، وأقامَ بالمدينةِ حتى تُوُفِّيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثمّ خَرَجَ إلى الشامِ غازِيًا؛ فَقُتِلَ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ

(1)

في المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعِ عَشَرَةَ. وقيل: بأَجْنَادَيْن

(2)

في التي قَبْلَها قَبْلَ مَوْتِ الصِّدِيقِ، وكان مِنْ خِيارِ الصّحابَةِ وفُضَلائِهم.

‌1506 - سَلَمَةُ بنُ وَرْدان، أبو يَعْلى، الجُنْدَعيُّ، مَوْلاهُم

(3)

.

وقالَ ابنُ حِبَّانَ:

(4)

مَوْلَى بني لَيْثِ، المَدَنِيُّ، تابِعِيٌّ، سَكَنَ المدينةَ، وأخوه عبدُ الرَّحمن مَكَّةَ. يَرْوِي عن: أَنَسِ، وأبي سَعيدِ بنِ [أبي]

(5)

المُعَلَّى، ومالِكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ. وعنه: الثَّوْرِيُّ، وابنُ مُبارَكِ، وابنُ وَهْبٍ، وأبو نُعَيْمٍ، والقَعْنَبِيُّ، والوَاقِدِيُّ، وإسماعيلُ بنُ أبي أُويْسٍ، وَعِدَّةٌ.

ضَعَّفَهُ الدارَقَطْنِيُّ

(6)

، والعِجليُّ

(7)

، وأبو داودَ، وَشَيْخُهُ أحمدُ، وقال مَرَّةَ

(8)

: مُنْكَرُ

(1)

سهل واسع على بعد 37 كم عن دمشق جنوبًا، شرق قرية شقحب. "معجم البلدان" 3/ 413. "المعالم الجغرافية الواردة في السيرة" ص 289.

(2)

أجنادين: بلفظ التثنية أْو الجمع: موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين. "معجم البلدان" 1/ 103.

(3)

"تاريخ خليفة" 272، و"التاريخ الكبير" 4/ 77.

(4)

"المجروحين" لابن حبان 1/ 336.

(5)

ما بين المعقوفتين زيادة من "تهذيب الكمال" وغيره.

(6)

"الضعفاء والمتروكون" ص: 223 (244).

(7)

"معرفة الثقات" للعجلي 1/ 422.

(8)

"العلل" 1/ 216.

ص: 197

الحَديثِ، وقالَ ابنُ مَعِينٍ

(1)

: ليس بِشَيْءٍ. ومَرَّةً: حَدِيثُهُ ليس بذلك. وقالَ أبو حَاتِمٍ

(2)

: ليسَ بِقَوِيٍّ، عامّةُ ما عنده عن أَنَسٍ مُنْكَرٌ. وقالَ أحمدُ بنُ صالِحٍ: هو عندي ثِقَةٌ، حَسَنُ الحَدِيثِ. مات في آخِرِ خِلافَةِ المَنْصورِ سَنَةَ سِتٍّ وخَمْسِينَ ومئة. وهو في "التهذيب"

(3)

، و"ضُعَفَاءِ ابنِ حِبَّانَ"

(4)

، والعُقَيْليِّ

(5)

.

‌1507 - سَلَمَةُ بنُ أبي يَزيدَ، المَدَنِيُّ

(6)

.

عن: جابِرٍ، وعنه: ابنُه عُمَرُ، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثِقاتِه"

(7)

. وقد مَضَى في الحارثِ بنِ يَزيدَ (812).

وقالَ البخاريُّ

(8)

: إنّه لا يَصِحُّ سَلَمَةُ، وسَيَأْتِي له ذِكْرٌ في وَلَدِهِ عُمَرَ.

‌1508 - سَلَمَةُ اللَّيْثيُّ، مَوْلاهُم، المَدَنِيُّ

(9)

.

والِدُ يَعْقُوبَ، تابِعِيٌّ، يَرْوِي عن: أبي هريرةَ، وعنه: ابنُه يَعْقوبُ.

قالَ ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثِقاتِه"

(10)

: رُبَّما أَخْطَأَ.

(1)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 227، ورواية الدارمي 1/ 127.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 174.

(3)

"تهذيب الكمال" 11/ 324، و"تهذيب التهذيب" 3/ 445.

(4)

"المجروحين" لابن حبان 1/ 336.

(5)

"الضعفاء الكبير" للعقيلي 2/ 147.

(6)

"التاريخ الكبير" 4/ 76، و"الإكمال لرجال أحمد" 1/ 175.

(7)

"الثقات" 4/ 318.

(8)

"التاريخ الكبير" 2/ 285.

(9)

"الجرح والتعديل" 4/ 177، و"ميزان الاعتدال" 2/ 194.

(10)

"الثقات" 4/ 317.

ص: 198

وقالَ البخاريُّ

(1)

: لا يُعْرَفُ له سَماعٌ مِنْ أبي هريرةَ، ولا لِيَعْقوبَ مِنْ أبيه. وهو في "التهذيب"

(2)

.

‌1509 - سَلْمُ بنُ يَسارٍ، مَوْلَى الحارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ أبي ذُبابٍ، المَدَنِيُّ

(3)

.

عن: المَدَنِيّينَ، وعنه: سَعِيدُ بنُ مُسلِمٍ بنِ بَانَك

(4)

، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثِقاتِه"

(5)

.

‌1510 - سَلِيطُ بنُ أيوبَ بنِ الحَكَمِ، الأنصاريُّ، المَدَنِيُّ

(6)

.

مِنْ أَهْلِها. يَرْوِي عن: القاسِمِ بنِ محمَّد، وعنه: ابنُ إسحاقَ، ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "ثِقاتِه"،

(7)

وهو في "التهذيب"

(8)

.

‌1511 - سَلِيطُ بنُ ثابِتِ بنِ وَقْشٍ، الأنصاريُّ.

ذَكَرَهُ الطَبَرَانِيُّ،

(9)

وعنه مِنْ طَرِيقِ أبي الأَسْوَدِ عن عُرْوَةَ أنَّه شَهِدَ أُحُدًا، واسْتُشْهِدَ بها. قاله شَيْخُنا في "الإصابة"

(10)

.

(1)

"التاريخ الكبير" 4/ 76.

(2)

"تهذيب الكمال" 11/ 332، و "تهذيب التهذيب" 3/ 447.

(3)

"التاريخ الكبير" 4/ 156، و "الجرح والتعديل" 4/ 263.

(4)

قال البخاري في "التاريخ الكبير": منقطع. يعني أنَّ بينهما راويًا.

(5)

"الثقات" 6/ 419.

(6)

"الجرح والتعديل" 4/ 287.

(7)

"الثقات" 6/ 430.

(8)

"تهذيب الكمال" 11/ 335، و"تهذيب التهذيب" 3/ 450.

(9)

"المعجم الكبير" 7/ 106.

(10)

"الإصابة" 2/ 71.

ص: 199

‌1512 - سُلَيْمانُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ العَزِيزِ، عَلَمُ الدِّينِ، أبو الرَّبيعِ، ابنُ الشَّيْخِ شِهابِ الدِّينِ الهِلالِيُّ، المَغْرِبِيُّ الأَصْلِ، المدَنِيُّ

(1)

. الماضِي أبوهُ، وَيُعْرَفُ بابنِ السَّقَّاءِ.

وُلِدَ بَعْدَ سَنَةِ عِشْرِينَ وَسَبْعِ مئة بِقَلِيلٍ، وَرَأَيْتُ بِخَطِّ الشَّرَفِ أبي الفَتْحِ المَرَاغِيِّ تَعْيينَهُ بِسَنَةِ سِتٍّ أو سَبْعٍ وَعِشْرينَ.

وَسَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ عبدِ الرَّحمن ابنِ عبدِ الهادِي

(2)

"صَحِيحَ مُسْلِمٍ"، وَمنْ الشِّهابِ أحمدَ بنِ عَليٍّ الجَزْرِيِّ

(3)

"جُزْءَ آدَمَ بنِ أبي إيَّاسٍ"، وَ"جُزْءَ محمَّد بنِ حُمَيْدٍ الحورانِيِّ"، وَ"جُزْءَ ابنِ فيل"

(4)

، وَ"مَشْيَخَةَ ابنَ شاذان" الصُغْرَى، وَمِنْ أبي عبدِ الله محمَّدِ بنِ إسماعيلَ ابنِ الخَبَّازِ

(5)

"جُزْءَ أبي قاسِمٍ الكُوفيِّ"، وَمِنْهُ وَداودَ بنِ إبراهيمً ابنِ العَطَّارِ "سُنَنَ ابنِ ماجَه"، وَمِنْ فاطِمَةَ ابنَةِ العِزِّ إبراهيمَ

(6)

بنِ أبي عُمَرَ

(7)

(1)

"ذيل التقييد" 2/ 379، و"إنباء الغمر" 4/ 163، و"الضوء اللامع" 3/ 260.

(2)

عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الحميدِ بنِ عبدِ الهادي، الصالحيُّ، الحنبليُّ، محدِّثٌ، مولده سنة 657 تقريبا، ووفاته سنة 749 هـ. " الوفيات" لابن رافع 2/ 110، و"الدرر الكامنة" 2/ 450.

(3)

أحمدُ بنُ عليً الجزَرِيُّ، الحمويُّ، الهكَّاريُّ، مولده سنة 749، ووفاته سنة 743. "الوفيات" 1/ 432، و"الدرر الكامنة" 1/ 220 ..

(4)

أبو طاهرِ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ فيلٍ البالسيُّ، توفي سنة بضع عشرة وثلاث مئة. "سير أعلام النبلاء" 14/ 526.

(5)

محُمَّدُ بنُ إسماعيلَ، الدِّمشقيُّ، محدِّثٌ، مولده سنة 667، ووفاته سنة 756 هـ. "الوفيات" 2/ 188، و" الدرر الكامنة" 4/ 4.

(6)

هي: أمُّ عبدِ الله، فاطمةُ ابنهُ العزِّ إبراهيمَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي عُمرَ المقدسيةُ، الصالحيةُ، توفيت عام 747 هـ. "الوفيات" 2/ 36.

(7)

في الأصل: عمرو، والمثبت من "الوفيات" 2/ 36، و"الضوء اللامع" 3/ 360.

ص: 200

"نُسْخَةَ أبي مُسْهِرٍ"، وَمِنْ التاجِ ابنِ أبي اليَسَرِ

(1)

وابنِ نباتةَ

(2)

"السُنَنَ الصُغْرَى" للنَّسَائِيِّ، إما بِكَمَالهِا أو مجالِسَ مِنْها على ما يحرَّر، أوَمِنْ أَوَّلهِا، وأبي الخَطَّابِ السَّبْتِي

(3)

وإبراهيمَ بنِ إسحاقَ ابنِ الكحَّالِ

(4)

"الجامِعَ" للتِّرْمذِيِّ، وَمِنْ محمَّد بنِ أبي بَكْرِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الدايِمِ

(5)

"عَوَالِيَ الفَرَاوِي" في آخرين.

وَقَطَنَ المَدينَةَ، وكان يُباشِرُ الصَّدَقَاتِ بها، فَحُمِدَتْ سِيرَتُهُ، وَكَثُرَتْ الغَلَّةُ في مُبَاشَرَتِهِ، ثمّ أُضِرَّ قُبَيْلَ مَوْتِهِ بِسِنِينَ وانْقَطَعَ، وَحَدَّثَ، سَمِعَ مِنْه الفُضَلاءُ.

قَرَأَ عليه شَيْخُنا أبو الفَتْحِ المَرَاغِي "صَحِيحَ مُسْلِمٍ"، و"التِّرْمِذِيَّ"، و"ابنَ ماجَه"، و"الأَرْبَعينَ المُخْتارَةَ" لابنِ مَسْدِيِّ، وَ"جُزْءَ ابنِ فيل"، وَسَمِعَ عليه "نُسْخَةَ أبي مُسْهِرٍ" وما معها، و"المئة الفُراوِيَّةَ"، و"جُزْءَ آدمَ"، والحورانيِّ، والكوفِيِّ، وَبَعْضَ "النَّسائِيِّ"، وكذا سَمِعَ عليه المُحِبُّ المَطَرِيُّ، وَمِنْ قَبْلِهِما الفاسِيُّ، ماتَ في ثامِن عَشَرَ رَمَضانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِ مئة وَقَدْ جازَ الثَّمانينَ.

(1)

هو: تاجُ الدِّينِ، أبو الفضل، عبدُ الرَّحيمِ بنُ إبراهيمَ بنِ إسماعيلَ بنِ أبي اليَسرِ، التَّنوخيُّ، الدِّمشقيُّ، توفي سنة 749 هـ "الوفيات" لابن رافع 2/ 72، و"الدرر الكامنة" 2/ 351.

(2)

محمَّدُ بنُ محمَّدِ ابنُ نباتةَ، الفارقيُّ، الدمشقيُّ، الأديبُ البارع، جمالُ الدِّين، توفي سنة 768 هـ. "ذيل التقييد" 1/ 250.

(3)

هو: محمَّدُ بنُ عيسى الأنصاريُّ، مجدُّ الدِّينِ، أبو الخطَّابِ، السَّبتيُّ، توفي سنة 745 هـ ذيل "تذكرة الحفاظ" 1/ 11.

(4)

إبراهيمُ بنُ جعفرِ بنِ إسماعيلَ، العباديُّ، الكحَّالُ، الدِّمشقيُّ، أبو إسحاق، المتوفى ستة 744 هـ. "الوفيات" 1/ 452، و"ذيل التقييد" 1/ 423.

(5)

توفي سنة 743 هـ. "الوفيات" 2/ 36.

ص: 201

قالَ ابنُ فَرْحونٍ

(1)

: إنَّه رَأْسَ بَيْنَ إخْوَانِهِ، [كان] قارِئًا، خَدُومًا للإخْوانِ، وَتَوَكَّ نَظَرَ الرُّبطِ وَالأَوْقافِ مِنْ النَّخيلِ وغيرِها؛ فَلَمْ يُرَ أَحْسَنُ مِنْه قيامًا بها مِنَ العِفَّةِ وَالنُّصْحِ، وَعَمَّرَ رُبَطًا كَثيرَةً كانَتْ قَدْ أَشْرَفَتْ على الخَرَابِ، وَقَلَّ أَنْ يُشْبِهَهُ أَحَدٌ مِنْ أَبْناءِ جِنْسِهِ في حُسْنِ طَرِيقَتِهِ، أعانَه اللهُ.

‌1513 - سُلَيمانُ بنُ بِلالٍ، أبو أيوبَ، أو أبو محمَّدٍ، المَدَنِيُّ

(2)

.

الحافِظُ، مُفْتِي أَهْلِها، وَأَحَدُ الأَئِمَّةِ، مِنْ مَوالِي ابنِ أبي عَتيقِ بنِ أبي بَكْرٍ الصِّديقِ، يَرْوِي عن: زيدِ بنِ أَسْلمَ، وعبدِ الله بنِ دِينارٍ، وأبي طُوَالَةَ، وخُثَيمِ بنِ عِراكٍ، وأبي حازِمٍ الأَعْرَجِ، ويحيى بنِ سَعيدٍ الأنصارِيِّ، ورَبيعَةَ الرَّأْيِ، وسُهَيلِ بنِ أبي صالِحٍ، وعُمارةَ بنِ غَزِيَّةَ، ومحمَّد بنِ المُنْكَدِرِ، وطَبَقَتِهِم، وعنه: القَعْنَبِيُّ، وخالِدُ بنُ مَخْلَدٍ القَطَوَانِيُّ، وعبدُ الحَمِيدِ بنُ أبي أُوَيْسٍ، وَسَعِيدُ بنُ أبي مَرْيَمَ، وَسَعِيدُ بنُ عُفَيرٍ، وَلُوَين، ويَحيى الوُحَاظيُّ

(3)

، ويحيى بنُ يَحيى، وَعَدَدٌ كثيرون. بل رَوَى

(4)

مالِكٌ عنه في كتابِ "مَكَّةَ" للفاكِهِي. قالَ ابنُ مَعِينٍ:

(5)

ثِقَةٌ صالِحٌ. وَوَثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ

(6)

.

(1)

"نصيحة المشاور" ص 184، 185.

(2)

"التاريخ الكبير" 4/ 4، و "تهذيب الكمال" 11/ 372، و"تهذيب التهذيب" 3/ 462.

(3)

في الأصل: الوحايظي، وهو تصحيف.

(4)

في الأصل: رواه.

(5)

"تاريخ ابن معين" 3/ 165، وفيه (ثقة) فقط.

(6)

"الثقات" 6/ 388.

ص: 202

وقالَ ابنُ سَعْدٍ

(1)

: كان بَرْبَرِيًّا جَمِيلًا، حَسَنَ الهَيْئةِ، ثِقَةً عاقِلًا، يُفْتِي بالبَلَدِ، وَوَلِيَ خَرَاجَ المدينةِ. وقالَ غيرُه: يُقال إنَّه كان محُتسِبَهَا. وقالَ ابنُ الجُنَيْدِ

(2)

عن ابنِ مَعِينٍ: إنما وَضْعُهُ عندَ أَهْلِ الحدِيثِ أنَّه كان على السُّوقِ، وكان أَرْوَى النّاسِ عن يَحيى بنِ سَعِيدٍ.

وقالَ ابنُ مَهْدِي

(3)

: نَدِمْتُ أن لا أكون أَكْثَرْتُ عنهُ،

وقالَ عثمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ: لا بَأْسَ بِهِ، وَلَيْسَ ممّن يُعْتَمَدُ على حَدِيثِه.

وقالَ ابنُ عَدِي

(4)

: ثِقَةٌ. مات سَنَةَ اثْنتَيْن، وقيل: سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمئة.

‌1514 - سُلَيْمانُ بنُ الحارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ

(5)

.

صَحابِيٌّ، شَهِدَ بَدْرًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهيدًا.

‌1515 - سُلَيْمانُ بنُ أبي حَثْمَةَ عبدِ اللهِ بنِ حُذَيْفَةَ، وقيل: عَديِّ بنِ كَعْبِ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ غانِمِ بنِ عامِرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُويجِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ، العَدَوِيُّ، المدَنِيُّ

(6)

.

(1)

" الطبقات الكبرى" لابن سعد 5/ 420.

(2)

"سؤالات ابن الجنيد"، ص: 356 (337).

(3)

"سؤالات ابن الجنيد"، ص: 356 (338)،

(4)

"الكامل" 4/ 482، ذكره في ترجمة سفيان بن محمد الفزاري.

(5)

صوابه سليم، كما في "الاستيعاب" 2/ 646، و "الطبقات الكبرى" 3/ 521، و "الإصابة" 3/ 167، فهذا يعني أنه تحرف على المؤلف.

(6)

"الطبقات الكبرى" 5/ 26، و "الإصابة" 3/ 242.

ص: 203

والِدُ أبي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وأُمُّهُ الشِّفاءُ التي أَقْطَعَهَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم دارًا عِنْدَ الحكَّاكِين بالمدينةِ، تَرَكَتْها مع ابنِها هذا. رَوَى عنه: ابناهُ، وَهُوَ الذي بَعْدَهُ.

‌1516 - سُلَيْمانُ بنُ أبي حَثْمَةَ، المَدَنِيُّ.

رَوَى عن: أبيهِ عن عُمَرَ، وعنه: ابنُه عُثْمانُ. قالَ ابنُ حِبَّانَ في ثالثَةِ "ثِقاتِه"

(1)

: وَسَبَقَ في السَّائِبِ بنِ يَزِيدَ اسْتِعمال عُمَرَ لَهُ، ولَعَبْدِ الله بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعودٍ على سُوقِ المَدِينَةِ. وَقالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ

(2)

فيما حَكاهُ عنه الزُّبَيْرُ بنُ بَكارٍ، وَتَبِعَهُما ابنُ عبدِ البَرِّ

(3)

فقالَ: إنّه رَحَلَ مع أُمِّهِ إلى المدينةِ، وكان مِنْ فُضَلاءِ المُسْلِمينَ وَصالحِيهم، واسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ على السُّوقِ، وَجَمَعَ النّاسَ عليه في قِيامِ رَمَضَانَ.

وقالَ ابنُ سَعْدٍ

(4)

في الطَّبَقَةِ الأُولَى مِنْ تابِعِي أَهْلِ المَدينَةِ: وُلِدَ على عَهْدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. وقالَ أيضًا: إنّه رآه، ولم يَحْفَظْ عنه. وَذَكَرَ أباهُ في مُسْلِمَةِ الفَتْحِ.

وَذَكَرَه

(5)

خَلِيفَةُ

(6)

في الطَّبَقَةِ الأُولَى مِنَ التَّابِعينَ.

وَرَوَى مالِكٌ في "المُوَطَّأِ"

(7)

عن ابنِ شِهابٍ عن أبي بَكْرِ بنِ سُلَيْمانَ بنِ أبي حَثْمَةَ

(1)

"الثقات" 5/ 26.

(2)

"نسب قريش"، ص:374.

(3)

"الاستيعاب" 2/ 210.

(4)

"الطبقات الكبرى" 5/ 26.

(5)

في الأصل: وذكر، بدون هاء، وما أثبته من "الإصابة" 3/ 242.

(6)

نقله من "الإصابة" 3/ 242، ولم أقف عليه في "طبقات خليفة".

(7)

"الموطأ" باب: ما جاء في العتمة والصبح 1/ 131.

ص: 204

أنَّ عُمَرَ فَقَدَ سُلَيْمانَ في صَلاةِ الصُّبْحِ، فَغَدَا على مَسْكَنِهِ، فَمَرَّ على الشِّفاءِ، يَعْنِي: أُمَّهُ، فقال: مالِي لم أَرَ أبا حَثْمَةَ، زَوْجَها، وابنَه سُلَيْمانَ؟ فقالتْ: لم يَزَالَا يُصَلِّيانِ حتى أَصْبَحَا، فَصَلَّيَا الصُّبْحَ وَنَامَا. فقال: لأنْ أَشْهَدَ الصُّبْحَ في جَماعَةٍ أَحَبُّ إليَّ مِنْ قِيامِ لَيْلَةٍ.

ذَكَرَهُ في "الإصابة"

(1)

بأَطْوَلَ، وهو الذي قَبْلَهُ.

‌1517 - سُلَيْمانُ بنُ الحَجَّاجِ، الطَّائِفِيُّ

(2)

.

يروي عن: المَدَنِيّينَ، وَقَدْ رَأَى محمَّد بنَ عبدِ الله بنِ عَمْروِ بنِ عُثْمانَ بنِ عَفّان، وعنه: ابنُ المُبارَكِ، قاله ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثِقاتِه"

(3)

.

وقالَ العُقَيْليُّ في "الضعفاء"

(4)

: الغالِبُ على حَدِيثه الوَهْمُ. وفي "الميزان"

(5)

: سُلَيْمانُ بنُ حَجَّاجٍ، شَيْخُ الدَّرَاوَرْدِيِّ.

‌1518 - سُلَيمانُ بنُ حَسَنِ بنِ سبخت.

[له] ذِكْرٌ في أخيه: عَلِيٍّ.

‌1519 - سُلَيْمانُ بنُ خارِجَةَ بنِ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ، الأنصارِيُّ، المَدَنِيُّ

(6)

.

(1)

" الإصابة" 2/ 106.

(2)

"التاريخ الكبير" 4/ 7، و"الجرح والتعديل" 3/ 106.

(3)

"الثقات" 8/ 273.

(4)

"الضعفاء الكبير" 2/ 123.

(5)

"ميزان الاعتدال" 2/ 198.

(6)

"التاريخ الكبير" 4/ 9، و"ميزان الاعتدال" 2/ 200.

ص: 205

مِنْ أَهْلِها، وأخو عبدِ اللهِ، يَرْوِي عن: أبيه، وعنه: الوَليدُ بنُ أبي الوَلِيدِ. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثِقاتِه"

(1)

. وهو في "التهذيب"

(2)

.

‌1520 - سُلَيْمانُ بنُ أبي خالِدٍ، المَدَنِيُّ، البَزَّازُ

(3)

.

شَيْخٌ للقَعْنَبِيِّ. رَوَى عن: أبيه، قاله ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثِقاتِه"

(4)

، وقالَ أحمدُ

(5)

: لا أَعْرِفُهُ. وكذا قالَ أبو حَاتِمٍ،

(6)

وقالَ ابنُ عَدِيٍّ:

(7)

ليس بالمَعْرُوفِ، وللقَعْنَبِيِّ شُيوخٌ مِنْ أَهْلِ المدينةِ لا يُعْرَفُونَ، وهو في "الميزان"

(8)

.

‌1521 - سُلَيْمانُ بنُ خَرَّبُوذَ

(9)

.

رَوَى عن: شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ المدينةِ عن عبدِ الرَّحمن بنِ عَوْفٍ: عَمَّمَنِي النَّبيُّ فَسَدَلَها مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي

(10)

. وعنه: عُثْمانُ بنُ عُثْمانَ الغَطَفَانِيُّ.

(1)

"الثقات" 6/ 388.

(2)

"تهذيب الكمال" 11/ 398، و "تهذيب التهذيب" 3/ 468.

(3)

"التاريخ الكبير" 4/ 9، و"المغني في الضعفاء" 1/ 278، و "لسان الميزان" 4/ 140.

(4)

"الثقات" 8/ 274.

(5)

"العلل" لأحمد بن حنبل 1/ 183.

(6)

" الجرح والتعديل " 4/ 109.

(7)

"الكامل في الضعفاء" 3/ 292.

(8)

"ميزان الاعتدال" 2/ 200.

(9)

"الكاشف" 1/ 458.

(10)

أخرجه أبو داود في اللباس، باب: في العمائم (4076). وهو ضعيف فيه مجهولان سليمان، وشيخ من أهل المدينة. وله شاهد عن ابن عمر، وهو حسن. أخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 540.

ص: 206

في "التهذيب"

(1)

.

‌1522 - سُلَيْمانُ بنُ خَلِيلِ بنِ إبراهيمَ بنِ يحيى بنِ سُلَيْمانَ بنِ فارِسِ بنِ أبي عبدِ اللهِ، النَّجْمُ، أبو داودَ، وأبو الرَّبِيعِ، الكِنَانِيُّ، العَسْقَلانِيُّ، المَكِّيُّ، الشَّافِعِيُّ

(2)

.

سِبْطُ أبي حَفْصٍ المَيَانِشِيِّ

(3)

. إمامُ المقامِ، وَخَطِيبُ المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمُفْتِيهِ، بَلْ الفَقِيهُ الإِمامُ المُحَدِّثُ، مُفْتِي الحَرَمَيْنِ كما وَصَفَهُ بِهِ المَيُورْفِيُّ،

(4)

وأبو عبدِ اللهِ ابنُ عبدِ العزيزِ المَهْدِيُّ.

وَاشْتَغَلَ في "التَّنْبِيهِ" شافِعِيًّا، بَعْدَ أنْ كان أبوه حَنْبَلِيًّا، وَلَمْ يَزَلْ مُثَابِرًا على خِدْمَةِ العِلْمِ وَأَهْلِهِ إلى أنْ عطَّلَ دُكَّانُهُ بِالعَطَّارِين، وَجَلَسَ للتَّدْرِيسِ وَالفَتْوَى، وَوَلِيَ بأخَرَةٍ إمامَةَ المَقامِ، وَمُشَارَفَةِ المَسْجِدِ الحَرَامِ.

وُلِدَ قَبْلَ الثمانينَ وَخَمْسِ مئة، وَأَرَّخَهُ بَعْضُهُم سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمانينَ وَخَمْسِ مئة، وَتَلَا لِحَفْصٍ عن عاصِمٍ على جوبكار، وَسَمِعَ يُونُسَ الهاشِمِيَّ

(5)

، وزاهِرَ بنَ

(1)

"تهذيب الكمال" 11/ 400، و"تهذيب التهذيب" 3/ 468.

(2)

"تذكرة الحفاظ" 4/ 1453، و"ذيل التقييد" 2/ 8، و"مرآة الجنان" 4/ 159.

(3)

نسبة إلى مَيانِش: قرية صغيرة من قرى المهدية بإفريقية. "معجم البلدان" 5/ 239.

(4)

أبو العباس أحمدُ بنُ محمَّدٍ الميورقيُّ، العبدريُّ، محدَّثٌ، توفي سنة 647 هـ. "ذيل الروضتين" 283، و"تاريخ الإسلام" للذهبي، سنة 646، 647، هـ: 306، 336.

(5)

يونسُ بنُ يحيى البغداديُّ، نزيل مكة، مولده سنة 538، ووفاته سنة 608 بمكة. "التكملة"، للمنذري 2/ 228، و"سير أعلام النبلاء" 22/ 12.

ص: 207

رُسْتُم

(1)

، وأبا الفُتوحِ الحُصْريَّ

(2)

، وعَليَّ ابنَ البنَّا

(3)

، والنَّجِيبَ أبا بَكْرِ ابنَ أبي الفتحِ

(4)

السِّجْزِيَّ الحَنَفِيَّ

(5)

، وَيحيى بنَ ياقوتَ الفَرَّاشَ

(6)

، وغيرَهم، وَحَدَّثَ بالكَثِيرِ، وَدَرَّسَ، وَأَفْتَى، وَأَلَّفَ في "المناسِكِ" كِتَابًا مُفِيدًا في مُجَلَّدَيْنِ

(7)

، أَثْنَى عليه غيرُ واحِدٍ، وَأَفْتَى بأنَّ مَنْ نَفَرَ يَوْمَ النَحْرِ عليه دَمٌ، وَقَدْ مات في المُحَرَّمِ سَنَةَ إحدى وَسِتينَ وَسِتِّ مئةٍ بَعْدَ أنْ كُفَّ بَصَرُهُ، وَطِيفَ به أُسْبُوعًا

(8)

، ثمَّ صُلِّيَ عليه. دُفِنَ بِالحَجُونِ. تَرْجَمَهُ الفاسِيُّ بِأَطْوَلَ

(9)

.

‌1523 - سُلَيْمانُ بنُ داودَ بنِ عِيسى بنِ محمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ،

(1)

زاهرُ بنُ رستمَ الأصبهانيِّ البغداديُّ، نزيل مكة، مقرئ، محدِّث، توفي سنة 609 هـ. "التكملة لوفيات النقلة" 2/ 260، و"سير أعلام النبلاء" 22/ 17.

(2)

نصرُ بنُ محمَّدٍ، البغداديُّ، الحنبليُّ، نزيلُ مكَّةَ، قارئ، توفي سنة 619 هـ. "سير أعلام النبلاء" 22/ 163، و "غاية النهاية" 2/ 338.

(3)

عليُّ بنُ نصرٍ، البغداديُّ، ثم المكيُّ، مُسنِدٌ، مات بمكة سنة 622 هـ. "سير أعلام النبلاء" 22/ 247.

(4)

في الأصل: الفتوح.

(5)

أبو بكرِ ابنُ أبي الفتحِ السِّجزيُّ، إمام الحنفية بالمسجد الحرام، محدِّث، من أهل القرن السابع. "العقد الثمين" 8/ 18.

(6)

يحيى بنُ ياقوتٍ، سْيخُ الحرم، وكان مِعمارًا، مولده في حدود 525 هـ، ووفاته سنة 612 هـ. "العقد الثمين" 7/ 451.

(7)

"كشف الظنون" 2/ 1832.

(8)

أي: سبع مرات.

(9)

"العقد الثمين" 4/ 603.

ص: 208

الهاشِمِيُّ، العبّاسِيُّ

(1)

.

الماضِي أبوه، والآتي أخوه محمَّدٌ، له ذِكْرٌ في أبيه، وأنَّه كان عامِلَه على المدينةِ.

‌1524 - سُلَيْمانُ بنُ داودَ بنِ قَيْسٍ، الصَّنْعَانِيُّ، المَدَنِيُّ، الفَرَّاءُ

(2)

.

يَرْوِي عن: أبيهِ، وعبدِ اللهِ بنِ يَزِيدَ بنِ هُرْمُزَ، وموسى بنِ عُقْبَةَ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، ويحيى بنِ سَعِيدٍ الصَّنْعَانِيِّ، وَتحرَّرُ رِوَايَتُهُ عنه، فالذي في رابِعَةِ "ثِقاتِ ابنِ حِبَّانَ"

(3)

إنْ كانَت النُّسْخَةُ مُعْتَمَدَةً: رَوَى عن: أبيه عن يحيى، وعنه: ابنُ وَهْبٍ، ومحمَّدُ بنُ إسحاقَ المُسَيِّبِيُّ، وإسماعيلُ بنُ أبي أُوَيْسٍ، وغيرُهم.

قالَ أبو حَاتِمٍ

(4)

: لا أَفْهَمُهُ كما يَنْبَغِي.

وقالَ الأَزْدِيُّ: تُكُلِّمَ فيه، ذَكَرَهُ صَاحِبُ "الميزان"

(5)

.

وقالَ شيخُنا

(6)

: إنَّه خَلَطَ تَرْجَمَتَهُ بِتَرْجَمَةِ أبيه.

فالذي يَرْوِي عن يحيى هو أبوه

(7)

، كما حَكَيْتُهُ عن "ثقاتِ ابنِ حِبَّانَ"، وهو يَدُلُّ على أنه

(8)

لا يَرْوِي عن يحيى وَطَبَقَتِهِ إلا بِواسِطَةِ أبيه، وأمَّا ابنُ وَهْبٍ وابنُ أبي

(1)

ورد ذكره في "تاريخ الطبري" 8/ 533 - 538.

(2)

"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي/ 19.

(3)

"الثقات" لابن حبان 8/ 275.

(4)

"الجرح والتعديل" 4/ 111.

(5)

"ميزان الاعتدال" 2/ 206.

(6)

"لسان الميزان" 4/ 149.

(7)

في الأصل: هو وأبوه، والمثبت هو الصواب.

(8)

في الأصل: لأنَّه.

ص: 209

أُوَيْسٍ فإنهما يَرْوِيانِ عن أبيه.

- سُلَيْمانُ بنُ داودَ بنِ مِخرَاق.

في: إسماعيلَ بنِ داودَ بنِ عبدِ الله بن مِخْرَاق. (420)

‌1525 - سُلَيْمانُ بنُ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ، الأنصاريُّ، المَدَنِيُّ

(1)

.

عِدادُهُ في أَهْلِها، تابِعِيٌّ ذَكَرَهُ مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابِعِي المَدَنِيّينَ. يَرْوِي عن: أبيه، وعنه: الزُّهْرِيُّ، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاتِه"

(3)

. وهو في "التهذيب"

(4)

. وقد رَوَى عنه: ابنُه سَعِيدٌ، وَعَبَّاسُ بنُ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، وإسماعيلُ بنُ يَعْقوبَ بنِ إسماعيلَ بنِ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ.

‌1526 - سُلَيْمانُ بنُ سالمٍ، أبو أيوبَ، مَوْلَى عبدِ الرَّحمنِ بنِ حُمَيْدِ بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ عَوْفٍ

(5)

.

مِنْ أَهْلِ المدينةِ. يَرْوِي عن: مَوْلاهُ، وعنه: إبراهيمُ بنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، قاله ابنُ حِبَّانَ في رابعة "ثقاتِه"

(6)

تَبَعًا للبخاريِّ

(7)

. وفي "تاريخِ الذَّهَبِيِّ":

(8)

سُلَيْمانُ بنُ

(1)

"طبقات خليفة" 251، و "التاريخ الكبير" 4/ 14.

(2)

"الطبقات" 1/ 137 (716).

(3)

"الثقات" 4/ 315.

(4)

"تهذيب الكمال" 11/ 430، و "تهذيب التهذيب" 3/ 478.

(5)

"الكنى والأسماء" 1/ 68، و "الجرح والتعديل" 4/ 119.

(6)

"الثقات" 8/ 273.

(7)

"التاريخ الكبير" 4/ 18.

(8)

"تاريخ الإسلام" للذهبي 12/ 175، وتقدم في 11/ 148.

ص: 210

سالِمٍ، أبو داودَ، وأبو أيوبَ القُرَشِيُّ، مَوْلَى عبدِ الرَّحمن بنِ حُمَيْدٍ المَدَنِيُّ القَطَّانُ، شَيْخٌ قَلِيلُ الحدِيثِ، رَوَى عن: الزُّهْرِيِّ، وَعِليِّ بنِ جُدْعانَ، وعبدِ الرَّحمن بنِ حُمَيْدِ بنِ عبدِ الرَّحمن العَوْفيِّ، وعنه: يَعْقوبُ بنُ حُمَيْدِ بنِ كاسِبٍ، وأبو مُصْعَبٍ، وإسحاقُ بنُ راهَوَيْه، وإبراهيمُ بنُ المُنْذِرِ. قالَ ابنُ عَدِيٍّ

(1)

: ما أَرَى بِمِقْدارِ ما رَوَى بَأْسًا.

وقالَ أبو حَاتِمٍ

(2)

: شَيْخٌ. وقالَ البُخَارِيُّ

(3)

: أَتَى بِخَبَرٍ لا يُتَابَعُ عليه، يُعَدُّ في البَصْرِيّينَ. وهو هذا لكنَّه أَعَادَهُ، وَنَسَبَهُ بَصْرِيًّا، وَلَمْ يَقُلْ: المَدَنِيُّ. وقالَ

(4)

: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَذَكَرَ في شُيوخِهِ: لُبابَةَ [مولاةَ]

(5)

بَنِي خَلَفٍ، وفي الرُّوَاةِ عنه: موسى بنَ إسماعيلَ، وإسحاقَ بنَ أبي إسرائيلَ.

وَسَبقَهُ ابنُ حِبَّانَ وقالَ

(6)

: مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ، عن: لُبابَةَ عن عائشةَ، وعنه: موسى. وكذا فَرَّقَ بينهما البخاريُّ، ثمَّ ابنُ حِبَّانَ، وَيُؤَيِّدُ التَّفْرقَةَ أنَّ الطَّبَرَانِيّ

(7)

أَخْرَجَ لِسُلَيْمانَ بنِ سالِمٍ هذا حَدِيثًا مِنْ رِوايَةِ عبدِ العزيزِ الأُوَيْسِيِّ عنه؛ فقال: ثنا

(1)

"الكامل في الضعفاء" 3/ 270.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 119.

(3)

"التاريخ الكبير" 4/ 18.

(4)

أي: الذهبي في "تاريخه" 11/ 148.

(5)

ما بين المعقوفتين من "التاريخ الكبير" وفي الأصل (مولى).

(6)

"الثقات" 6/ 389.

(7)

"المعجم الكبير" 19/ 144 ح 316.

ص: 211

سُلَيْمانُ بنُ سالِمٍ، مَوْلَى آلِ جَحْشٍ. قالَ شيخُنا

(1)

: وما أَدْرِي كَيْفَ خَفِيَ هذا على الذَّهَبِيِّ مع نَقْدِهِ.

‌1527 - سُلَيمانُ بنُ سُحَيْمٍ، أبو أيوبَ، الهاشِمِيُّ، المَدَنيُّ

(2)

.

مَوْلَى آلِ عَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، ويُقال: مَوْلَى آلِ حُنَيْنٍ. عِدادُهُ كما لابنِ حِبَّانَ

(3)

في أَهْلِ الحِجازِ.

يَرْوِي عن: سَعِيدِ بنِ المُسيَّبِ، وأُمَيَّةَ

(4)

بِنْتِ أبي الصَّلْتِ، وإبراهيمَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَعْبَدِ بنِ عَبَّاسٍ، وطاوسٍ، وعنه: ابنُ عُيَيْنَةَ، وإسماعيلُ بنُ جَعْفَر، والدَّراوَرْديُّ، وابنُ إسحاقَ، والماجِشُون.

قالَ أحمدُ

(5)

: ليسَ به بَأْسٌ.

وقالَ أحمدُ بنُ صالِحٍ: له شَأْنٌ، ثَبْتٌ. وَوَثَّقَهُ ابنُ نُمَيْر، وابنُ مَعِينٍ

(6)

، والنَّسَائِيُّ، ثمَّ ابنُ حِبَّانَ

(7)

وَفَرَّقَ بينه وبين مَوْلَى خُزاعَةَ، وبين مَوْلَى آل حُنَيْنٍ. قالَ شيخُنا

(8)

:

(1)

"لسان الميزان" 4/ 155.

(2)

"تاريخ خليفة" 417، و الجرح والتعديل 4/ 119.

(3)

"الثقات" 4/ 310، 6/ 383.

(4)

"الكاشف" 2/ 530: و "اللسان" 9/ 497: أمية ويقال آمنة. ا. هـ باختصار.

(5)

العلل 1/ 398.

(6)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 231.

(7)

"الثقات" 6/ 383.

(8)

"تهذيب التهذيب" 3/ 479.

ص: 212

والظَّاهِرُ أنَّه وَهِمَ في ذلك، وقالَ ابنُ سَعْدٍ

(1)

: تُوُفِّيَ في خِلافَةِ أبي جَعْفَرٍ المَنْصورِ، وكان ثِقَةً، له أحاديثُ. وَخَرَّجَ له مسلمٌ

(2)

وغيُره، وهو في "التهذيب"

(3)

.

‌1528 - سُلَيْمانُ بنُ سُحَيْمٍ أبو أيوبَ، مَوْلًى لِخُزَاعَةَ

(4)

.

عن: جماعةٍ مِنَ الصَّحابةِ، وعنه: أَهْلُ المدينةِ. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاتِه"

(5)

، وإنَّه ماتَ في أوَّل ولايةِ أبي جعفرٍ. وَفَرّقَ بينه وبين الذي قَبْلَه.

‌1529 - سُلَيمانُ بنُ سُفْيانَ التَّيمِيُّ، أبو سُفْيانَ، المَدَنِيُّ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ

(6)

اللهِ

(7)

.

يَرْوِي عن: عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، وَبِلالِ بنِ يحيى بنِ طَلْحَةَ الماضي، وعنه: سُلَيْمانُ التَّيْمِيُّ -وهو أَكْبَرُ منه- ومُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمانَ، وأبو عامِرٍ العَقَدِيُّ، وأبو داودَ الطَّيَالِسِيُّ.

قالَ ابنُ مَعِينٍ

(8)

والنَّسائِيُّ والدُّولابِيُّ: ليس بِثِقَةٍ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ في

(1)

"الطبقات الكبرى" 1/ 331.

(2)

كتاب الصلاة، باب: النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود 1/ 348 (479).

(3)

"تهذيب الكمال" 11/ 433.

(4)

هذا هو الذي قبله، لكنَّ المؤلَّف فرَّقَ بينهما تبعًا لابن حبان.

(5)

"الثقات" 4/ 310، 6/ 383.

(6)

في الأصل: عبد، والتصويب من "تهذيب الكمال".

(7)

"الجرح والتعديل" 4/ 119، و"ميزان الاعتدال" 2/ 209.

(8)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 231.

ص: 213

"الثقات"

(1)

: يُخْطِئُ. وَضَعَّفَه أبو حَاتِمٍ

(2)

والدَّارَقُطْنِيُّ

(3)

وغيرُهما.

وقالَ البخاريُّ

(4)

وأبو زُرْعَةَ

(5)

: مُنْكَرُ الحدِيثِ. وهو في "التهذيب"

(6)

؛ لِتَخْرِيجِ التِّرْمذِيِّ

(7)

له.

‌1530 - سُلَيْمانُ بنُ سِنانٍ، المُزَنِيُّ

(8)

، وَيُقالُ: المَدَنيُّ

(9)

.

تابِعِيٌّ يَرْوِي عن: أبي هريرةَ، وابنِ عبَّاسٍ وغيرِهما، وعنه: يَزِيدُ بنُ أبي حَبيبٍ، وَجَعْفَرُ بنُ رَبِيعَةَ. ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(10)

.

وقالَ العِجْليُّ

(11)

: مِصْرِيٌّ، تابِعِيٌّ ثِقَةٌ. وقالَ ابنُ يونُسَ

(12)

: المُزَنيُّ. يُقالُ: إنَّه مِنْ مَوَالِيهِم. وهو في "التهذيب"

(13)

.

(1)

"الثقات" لابن حبان 6/ 384.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 119.

(3)

"الضعفاء والمتروكون" ص: 227 (254).

(4)

"التاريخ الكبير" 4/ 17

(5)

"الضعفاء"، لأبي زرعة الرازي 512.

(6)

"تهذيب الكمال" 11/ 436، و"تهذيب التهذيب" 3/ 480.

(7)

كتاب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ما يقول عند رؤية الهلال (3451).

(8)

"التاريخ الكبير" 4/ 17، و"الجرح والتعديل" 4/ 119.

(9)

لم ينسبه أحد من المتقدمين إلى المدينة، لذلك خطَّأ مغلطاي من نسبه إليها.

(10)

"الثقات" 4/ 313.

(11)

"معرفة الثقات" 1/ 429.

(12)

"تاريخ ابن يونس" 1/ 221.

(13)

"تهذيب الكمال" 11/ 449، و"تهذيب التهذيب" 3/ 484.

ص: 214

‌1531 - سُلَيْمانُ بنُ عبدِ الله بنِ الحارِثِ، الهاشِمِيُّ

(1)

.

أخو إسْحاقَ، وعبدِ اللهِ، وَالصَّلْتِ. يَرْوِي عن: جَدِّهِ، والمَدَنِيّينَ، وعنه: الزُّبَيْرُ بنُ سَعيدٍ. ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثِقاتِه"

(2)

. وهو في "التهذيب"

(3)

.

- سُلَيْمانُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حُذَيْفَةَ.

في: سُلَيْمانَ بنِ أبي حثمةَ. (1515)

‌1532 - سُلَيْمانُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيْمانَ بنِ عَليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبَاسٍ، الهاشِمِيُّ، العَبَاسِيُّ، الأَمِيرُ

(4)

.

والِدُ محمَّدٍ الآتِي، وَلِيَ المدينةَ لِلْمَأْمونِ، ثمّ اليَمَنَ وَمَكَّةَ، وَحَجَّ بالنَّاسِ، ثمّ عَزَلَهُ المُعْتَصِمُ. ماتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثلاثينَ ومئتينِ.

وقالَ يَعْقوبُ بنُ سُفْيانَ

(5)

: إنَّه وَلِيَ مَكَّةَ والمدينةَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ ومِئَتَين، وكان يَتَدَاوَلُ العَمَلَ عليها هو وابنُه محمَّدٌ، وكان ابنُه على مَكَّةَ في خِلافَةِ المَأْمُونِ سَنَةَ سِتَّ عَشَرَةَ ومِئَتَين.

‌1533 - سُلَيْمانُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ ثَوْبانَ، العامِرِيُّ، مَوْلاهُم المَدَنِيُّ

(6)

.

(1)

"التاريخ الكبير" 4/ 22.

(2)

"الثقات" لابن حبان 6/ 383.

(3)

"تهذيب الكمال" 12/ 15، و "تهذيب التهذيب" 3/ 488.

(4)

تاريخ دمشق 22/ 333، و "العقد الثمين" 4/ 611.

(5)

"المعرفة والتاريخ" 1/ 199.

(6)

"التاريخ الكبير" 4/ 24، و"الجرح والتعديل" 4/ 128.

ص: 215

يَرْوِي عن: أخيه محمَّدٍ عن أبي هريرةَ في الصَّائِمِ يُصْبحُ جُنُبًا

(1)

، وعنه: ابنُ أبي ذِئْب، ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(2)

، وهو في "التهذيب"

(3)

.

‌1534 - سُلَيْمانُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ

(4)

.

قيل له في تَحْويلِ المِنْبَرِ النَّبوِيِّ؛ فقال: لاها الله، أخذنا الدُّنْيَا، وَنَعْمِدُ إلى عَلَمٍ مِنْ أَعْلامِ الإِسْلامِ نُرِيدُ تَحْويلَهُ؟! ذاكَ شَيْءٌ لا أَفْعَلُهُ، وما كُنْتُ أُحِبُّ أنْ نَذْكُرَ هذا عن عبدِ المَلِكِ، ولا عن الوَلِيدِ، مالَنَا ولهِذا.

بلْ لمَّا حَجَّ أَذَّنَ المُؤَذِّنُ، فَأَطَلَّ على مَنْزِلِهِ، فَأَمَرَ بتلك المَنَارَةِ فَهُدِّمَتْ. له ذِكْرٌ في: أبي حازِمٍ سَلَمَةَ بنِ دينارٍ

(5)

.

‌1535 - سُلَيْمانُ بنُ عَليِّ بنِ سُلَيْمانَ بنِ وَهْبانَ، المَدَنِيُّ، المالِكِيُّ

(6)

.

والِدُ أبي الفرجِ، وابنُ أخي محمَّدِ بنِ سُلَيْمانَ الآتي، قَرَأَ "الشِّفاءَ" على الشِّهابِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ الصَّبِيبِيِّ في رَمَضانَ سَنَةَ سَبْع وأَرْبَعِينَ وَثَمانِ مئة، ثمَّ "المُوَطَّأَ" على التَّاجِ عبدِ الوَهَّابِ بنِ محمَّدِ بنِ صالِحِ في سَنَةِ خَمْسِين، وفي الظَّنِ أنَّه مات قَبْلَ السِّتِّين.

(1)

أخرجه النَّسَائِيّ في "السنن الكبرى"، كتاب الصيام 3/ 261 (2940).

(2)

"الثقات" 6/ 385.

(3)

"تهذيب الكمال" 12/ 24، و "تهذيب التهذيب" 3/ 491.

(4)

"التاريخ الكبير" 4/ 25، و"تاريخ مدينة دمشق" 22/ 38.

يوجد في الأصل بعد قوله (مروان) فراغ بمقدار نصف سطر.

(5)

يوجد في الأصل بعد قوله: دينار، فراغ بمقدار سطرين.

(6)

"الضوء اللامع" 3/ 267.

ص: 216

‌1536 - سُلَيْمانُ بنُ عَليِّ بنِ عبدِ الله بنِ عبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ

(1)

.

أبو أيوبَ، وقيل: أبو محمَّدٍ، الهاشِمَيُّ المَدَنِيُّ، البَصْرِيُّ، عَمُّ المَنْصورِ، وَوَالِدُ إسحاقَ الماضي، رَوَى عن: أبيه، وأبي بُرْدَةَ بنِ أبي موسى، وَعِكْرِمَةَ، وعنه: بَنُوه جَعْفَر، ومحمَّد، وَزَيْنَبُ، وابنُ أخيه عبدُ المَلِكِ بنُ صالِحِ بنِ عَليٍّ، والأَصْمَعِيُّ، وآخرون. ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(2)

، وقالَ يحيى بنُ سَعيدِ الأُمَوِيُّ: أَوْصَى إليه أبوه، وفي وَلَدِ وَلَدِه محمَّد مَنْ هو أَسَنُّ مِنْهُ، وكان سُلَيْمانُ مِنْ خِيارِهِم.

وقالَ ابنُ عَساكِرَ

(3)

: كان كَرِيمًا جَوَادًا، وَبَلَغَنِي أنَّه كان مُقَدَّمًا عندَ السَّفَّاحِ والمَنْصورِ، وَوَلي البَصْرَةَ وَالأَهْوازَ والبَحْرَيْن. وقالَ ابنُ القَطَّانِ

(4)

: هو مع شَرَفِهِ في قَوْمِهِ لا يُعْرَفُ حالُهُ في الحدِيثِ. قالَ محمَّدُ بنُ سَعْدٍ

(5)

: ماتَ بالبَصرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وأربعينَ ومئةٍ عن تِسْعٍ وخَمْسينَ سَنَةً.

- سُلَيْمانُ بنُ عَمْروِ بنِ حديدةَ.

في: سُلَيْم

(6)

. (1555)

(1)

"التاريخ الكبير" 4/ 25، و"تهذيب الكمال" 12/ 44، و"تهذيب التهذيب" 3/ 496.

(2)

"الثقات" 6/ 381.

(3)

"مختصر تاريخ دمشق" 3/ 406.

(4)

"بيان الوهم والإيهام" 3/ 183.

(5)

"الطبقات الكبرى" لابن سعد 1/ 246.

(6)

قالَ ابنُ عبدِ البرِّ: وقد ذكرناه في باب سليم، وذلك الأصحُّ فيه إن شاء الله تعالى. "الاستيعاب" 2/ 211.

ص: 217

‌1537 - سُلَيْمانُ بنُ عَمْروِ بنِ عَبْدٍ، العُتْوارِيُّ

(1)

.

وهو أبو الهَيْثَمِ، وكان في حَجرِ أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، ذَكَرَهُ مسلمٌ

(2)

هكذا في ثالثةِ تابِعِي المَدَنِيّين.

‌1538 - سُلَيْمانُ بنُ غُرَيْرِ

(3)

بنِ هيازعَ بنِ هِبَةَ بنِ جَمازِ بنِ مَنْصورٍ، الحُسَيْنِيُّ

(4)

.

أميرُ المدينةِ، وَليَها بعدَ عَزْلِ أُمْيَانَ بنِ مانِعِ بنِ عَطِيَّةَ، في أواخِرِ سَنِةِ اثْنتَيْن وأربَعين، وَأَوَّلِ التي تَلِيها، واسْتَمَّرَ إلى أن ماتَ في رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وأربَعين، واسْتَمَرَّ عَقِبَهُ نائِبُهُ حَيْدَرَةُ بنُ دُوغانَ بنِ هِبَةَ، وَسَبَقَ له ذِكْر في: أُمْيانَ، وكذا يأتي له ذِكْرٌ في: أبي الفَضْلِ محمَّدِ بنِ أبي بَكْرِ بنِ الحُسَيْنِ المَراغِيِّ.

- سُلَيْمانُ بنُ كعْبِ بنِ عُجْرَةَ.

هو الذي بَعْدَه، نُسِبَ لِجَدِّهِ

(5)

.

‌1539 - سُلَيْمانُ بنُ محمَّدِ بنِ كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ

(6)

.

عن: عَمَّتِهِ زَيْنَبَ ابنَةِ كَعْبٍ، عن أبي سَعِيدٍ في مَنَاقِبِ عَليٍّ، [وعنه]

(7)

: أبو طُوالَةَ

(1)

"التاريخ الكبير" 4/ 27، و "الجرح والتعديل" 4/ 131، و"تهذيب الكمال" 12/ 50.

(2)

"الطبقات" 1/ 244 (809).

(3)

في الأصل: عزير، وهو تصحيف، وانظر ترجمة: سليمان بن هبة بن جماز.

(4)

"الضوء اللامع" 3/ 268، وفيه: عزيز، بدل غرير، والصواب ما أثبته.

(5)

"لسان الميزان" 4/ 171.

(6)

"التاريخ الكبير" 4/ 35، "الجرح والتعديل" 4/ 138، وقد ساق المؤلف الترجمة بنصها من "تعجيل المنفعة" هـ 167.

(7)

ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

ص: 218

عبدُ الله بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ مَعْمَرٍ، ومحمَّدُ بنُ يحيى بنِ حَبَّانَ. قالَ ابنُ أبي حَاتِمٍ

(1)

: سُئِلَ عنَه أبو زُرْعَةَ؟ فقال: مَدَنِيٌ ثِقَةٌ. وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"،

(2)

وَحَدِيثُهُ في "مُسْنَدِ أحمدَ"

(3)

، وَنُسِبَ في سِياقِ السَّنَدِ

(4)

لِجَدِّهِ.

‌1540 - سُلَيْمانُ بنُ محمَّدِ بنِ مَحْمودِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمَّد بنِ مَسْلَمَةَ، الأنصاريُّ، الحارِثِيُّ

(5)

.

مِنْ أَهْلِ المدينةِ، وَمِنْهُم مَنْ أَسْقَطَ عبدَ الله مِنْ نَسَبِهِ. يَرْوِي عن: عَمِّهِ جَعْفَرٍ، وسَعِيدِ بنِ زيدٍ الأَشْهَليِّ، وعنه: ابنُ عَمِّهِ إبرَاهيمُ بنُ جَعْفَرٍ، وسَعْدُ بنُ سَعِيدٍ الأنصاريُّ. ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثِقاتِه"

(6)

، وهو في "التهذيب"

(7)

.

‌1541 - سُلَيْمانُ بنُ محمَّدِ بنِ يحيى بنِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، القُرَشِيُّ، الأَسَدِيُّ، المَدَنِيُّ

(8)

.

رَوَى عن: أبيه، وعن عبدِ الله بنِ عبدِ العَزِيزِ العُمَرِيِّ، في بَعْثِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا إلى اليَمَنِ. وعنه: محمَّدُ بنُ المُغِيرَةِ المَخْزومِيُّ، ويحيى بنُ إبراهيمَ بنِ أبي قُتيلَةَ،

(1)

"الجرح والتعديل" 4/ 138.

(2)

"الثقات" 6/ 391.

(3)

"المسند" 3/ 86.

(4)

هكذا نقل السخاوي عن الحافظ في "تعجيل المنفعة"، والنسخ التي بين أيدينا من "المسند" تبين أنه نسبه إلى أبيه، وليس إلى جده.

(5)

"التاريخ الكبير" 4/ 35، و"الجرح والتعديل" 4/ 139.

(6)

"الثقات" 6/ 393.

(7)

"تهذيب الكمال" 12/ 61، و "تهذيب التهذيب" 3/ 502.

(8)

"المعرفة والتاريخ" 2/ 826، وميزان الاعتدال 2/ 222.

ص: 219

[وهو]

(1)

في "التهذيب"

(2)

.

‌1542 - سُلَيْمانُ بنُ مُسَاحِقٍ، المَدَنِيُّ

(3)

.

عن: نافِعٍ. قالَ الذَّهَبِيُّ في "الميزانِ"

(4)

: مَجْهولٌ. وَذَكَرَهُ ابنُ المَدِينِيِّ في الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ مِنْ أصحابِ نافِعٍ، قَرَنَهُ بالأَوْزَاعِيِّ، واللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، وقد مَضَى سَعِيدُ بنُ سُلَيمانَ بنِ نَوْفَلِ بنِ مُساحِقٍ.

‌1543 - سُلَيْمانُ بنُ مسلمِ بنِ جَمَّازٍ، الزُّهْرِيُّ، المدَنِيُّ، المُقْرِيُّ

(5)

.

أَخَذَ القِرَاءَةَ عن أبي جَعْفَرٍ، وَشَيْبَةَ بنِ نصاحٍ، وَعَرَضَ أيضًا على نافِعِ بنِ أبي نُعَيْمِ، قَرَأَ عليه: إسماعيلُ بنُ جَعْفَرٍ، وَقُتَيْبَةُ بنُ مِهْرانَ.

‌1544 - سُلَيْمانُ بنُ هِبَةَ بنِ جَمّازِ بنِ مَنْصورٍ

(6)

.

أخو جَمّازٍ الماضي، اسْتَقَربَه صاحِبُ مَكَّةَ حَسَنُ بنُ عَجْلانَ في إِمْرَةِ المدينةِ بعد عَجْلانَ بنِ نُعَيْرٍ، إلى أن قُبِضَ عليه بعد الحَجِّ بالمدينةِ -لسُوءِ سِيرَتهِ- في العَشْرِ الأخيرِ مِنْ ذي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشَرَةَ وَثَمانِ مئةٍ، وَقَرَّرَ يلبغا المظْفَرِيُّ أَمِيرُ الحاجِّ المِصْرِيُّ عوضَه ابنَ أخيهِ غُرَيْر -بِمُعْجَمَة ثمَّ مُهْمَلتَيْنِ مُصَغَّرٌ- بن هيازع به هبة،

(1)

ما بين [] ساقط من الأصل.

(2)

"تهذيب الكمال" 12/ 61، و "تهذيب التهذيب" 3/ 502.

(3)

"الجرح والتعديل" 4/ 147، و"لسان الميزان" 4/ 175.

(4)

"ميزان الاعتدال" 2/ 223.

(5)

"الجرح والتعديل" 4/ 142، و "اللباب في تهذيب الأنساب" 1/ 290.

(6)

"الضوء اللامع" 3/ 270.

ص: 220

وحُمِلَ صاحِبُ التَّرْجَمَةِ وأخوه إلى مِصْرَ، فَسُجِنا بها حتى ماتَ صاحِبُ التَّرْجَمَةِ مَسْجونًا في سَنَةِ سَبْعَ عَشَرَةَ.

‌1545 - سُلَيْمانُ بنُ وَهبانَ بنِ محمَّدِ بنِ غانِمِ بنِ حضينِ بنِ حُسَيْن، التربيُّ، السُّوارقيُّ، المَدَنِيُّ

(1)

.

ممّن سَمِعَ على الزَّينِ العِراقِيِّ سَنَةَ تِسْعٍ وثمانينَ وَسَبْعِ مئةٍ جُزْءَ "قَصِّ الشَّارِبِ" له، وَرَأَيْتُ خَطَّهُ المُؤَرَّخَ بِسَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعينَ.

‌1546 - سُلَيْمانُ بنُ يَزِيدَ بنِ قُنْفُذ، أبو المثنَّى، الكَعْبِيُّ، الخُزاعِيُّ، المَدَنِيُّ

(2)

.

مِنْ أَهْلِهَا. يَرْوِي عن: أَنَسٍ، وقيل: إنَّه لَمْ يَسْمَعْ منه، ورِوايَتُهُ عنه في "القُبورِ" لابنِ أبي الدُّنْيَا، وعن سَعِيدٍ المَقْبُريِّ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ، ويحيى بنِ سَعِيدٍ الأنصاريِّ، وهِشامِ بنِ عُرْوَةَ، وعُمرَ بنِ طَلْحة، وعِدَّةٍ، وعنه: ابنُ أبي فُدَيْك، وابنُ أبي مُلَيْكَةَ، ويحيى بنُ حَسَّانٍ

(3)

التِّنِّيسِيُّ، وابنُ وَهْبٍ، وعبدُ اللهِ بنُ نافِعٍ الصائِغُ، وغيرُهم.

قالَ أبو حَاتِمٍ

(4)

: مُنكرُ الحدِيثِ، ليس بِقَوِيٍ. وَوَثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ

(5)

. وقالَ في "الضُّعَفَاءِ"

(6)

أيضًا: أبو المُثَتَّى شَيْخٌ يُخَالِفُ الثقات في الرِّواياتِ، لا يجوز الاحْتِجَاجُ

(1)

لم أقف على ترجمته.

(2)

"التاريخ الكبير" 4/ 42، و "الجرح والتعديل" 4/ 149.

(3)

في الأصل: غسان، وهو تحريف.

(4)

"الجرح والتعديل" 4/ 149.

(5)

"الثقات" لابن حبان 6/ 395.

(6)

"المجروحين" 2/ 505.

ص: 221

به، ولا الرِّوايَةُ عنه إلا للاعْتِبَارِ.

وَتَعَقَّبَه الدَّارَقُطْنيُّ في حَوَاشِيهِ؛ فقال

(1)

: أبو المُثَنَّى هو سُلَيْمانُ بنُ يَزِيدَ الكَعْبِيُّ، مَدِينِيٌّ. وقالَ في "العِلَلِ"

(2)

: سُلَيْمانُ بنُ يَزِيدَ ضَعِيفٌ. وهو في "التهذيب

(3)

في الكنى.

‌1547 - سُلَيْمانُ بنُ يَسَارٍ، أبو أيوبَ، أو أبو عبدِ اللهِ، أو أبو عبدِ الرَّحمن، المَدَنِيُّ

(4)

.

أخو عَطاء، وعبدِ الله، وعبدِ المَلِكِ، ذَكَرَهُ مُسلمٌ

(5)

في ثالثةِ تابِعِي المَدَنِيِّينَ، تابِعِيٌّ كان أبوه فارِسِيًّا، رَوَى عن: مَوْلاتِهِ، وعائِشَةَ، وأبي هُرَيْرَةَ، ومَيمُونَةَ، وَزَيْدِ بنِ ثابِتٍ، وأبي رافِعٍ، والمِقْدَادِ بنِ الأَسْوَدِ، وابنِ عبَّاسٍ، ورافِعِ بنِ خَدِيجٍ، وطائِفَةٍ. وعنه: الزُّهْرِيُّ، وعَمْروُ بنُ دينارٍ، وسالمٌ أبو النَّضْرِ، وصالِحُ بنُ كَيْسَانَ، ويحيى بنُ سَعِيدٍ الأنصاريُّ، وَأُسامَةُ بنُ زيدٍ اللَّيْثيُّ، وآخرُون. وَخَرَّجَ له السِّتَّةُ، وَذُكِرَ في "التهذيب"

(6)

. وكان فَقِيهًا مُقْرِئًا، إمامًا مجُتهِدًا، كَثيرَ الحدِيثِ، رَفيعَ الذِّكْرِ، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، بِحَيْثُ دَخَلَتْ عليه امْرَأَةٌ، فَرَاوَدَتْهُ، فامْتَنَعَ، فقالَتْ: إذًا أَفْضَحُكَ. فَتَرَكَهَا في مَنْزِلِهِ وَهَرَبَ. فحَكَى أنّه رَأَى يُوسُفَ الصِّدِّيقَ في النَّوْمِ

(1)

انظر حواشي "المجروحين" 1/ 131.

(2)

"العلل المتناهية" 1/ 122.

(3)

"تهذيب الكمال" 34/ 253، و"تهذيب التهذيب" 3/ 512.

(4)

"التاريخ الكبير" 4/ 41، و"سير أعلام النبلاء" 4/ 444.

(5)

"الطبقات" 1/ 250 (888). وانظر "الكنى والأسماء" 1/ 65.

(6)

"تهذيب الكمال" 12/ 100، و "تهذيب التهذيب" 4/ 199.

ص: 222

يقول: أنا يُوسُفُ الذي هَمَمْتُ، وَأَنْتَ سُلَيْمانُ الذي لَمْ يَهُمَّ.

وكانَ الحَسَنُ بنُ محمَّدِ بنِ الحَنَفَيَّةِ يقولُ

(1)

: هو أَفْقَهُ عِنْدَنَا مِنْ سَعِيدِ بنِ المُسيَّبِ. بِحَيْثُ كان سَعِيدٌ يُحِيلُ في المَسَائِلِ عليه، ويقول: إنَّه أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ.

وعن قَتَادَةَ: قَدِمْتُ المَدِينَةَ، فَسَأَلْتُ عن أَعْلَمِ أَهْلِهَا بالطَّلَاقِ؟ فقيل: سُلَيْمانُ.

وقالَ مالِكٌ: كان مِنْ عُلَماءِ النَّاسِ بعد ابنِ المُسيَّب.

وقالَ ابنُ سَعْدٍ

(2)

: كان ثِقَةً عالِمًا، رَفِيعًا فَقِيهًا، كَثِيرَ الحَدِيثِ.

وقالَ أبو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، فاضِلٌ عابِدٌ.

وقالَ العِجْلِيُّ

(3)

: مَدَنِيٌّ تابِعِيٌّ، ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، فاضِلٌ عابِدٌ.

وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(4)

: كان مِنْ فُقَهَاءِ المدينةِ وَقُرَّائِهِم.

وَقَدْ وَلِيَ سَوقَ المَدينةِ لأَمِيرِهَا عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ، وكان يَصُومُ الدَّهْرَ، وَعَطاءٌ أَخُوهُ يَصومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، مات وهو ابنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعينَ، في عشْرِ الثَّمَانِينَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَيسْعِينَ، وَهُوَ غَلَطٌ، أو سَنَةَ أَرْبَعٍ أو سَبْعٍ وَمئة، وَسَبْعٌ أَصَحُّ وأَكْثَرُ. وصَحَّحَ ابنُ حِبَّانَ سَنَةَ عَشْرٍ. قالَ: وكان مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعِشْرِينَ. والإِخْوَةُ الأَرْبَعَةُ مِمَّنْ حُمِلَ عنهم العِلْمَ. قالَ ابنُ حِبَّانَ: وهو مَوْلَى مَيْمُونَةَ ابنَةِ الحارِثِ، وَوَهَبَتْ وَلَاءَهُ

(1)

"التاريخ الكبير" 4/ 41 بلفظ: عن الحسن بن محمَّد قال: سليمان بن يسار أقيس عندنا من سعيد بن المسيب، ولم يقل: أعلم ولا أفقه.

(2)

"الطبقات الكبرى" لابن سعد 5/ 174.

(3)

"معرفة الثقات" 1/ 435.

(4)

"الثقات" 4/ 301.

ص: 223

لابنِ عَبَّاسٍ. وبه جَزَمَ غيرُ واحِدٍ، ويُقال: إنَّه كان مُكاتَبًا لِأُمِّ سَلَمَةَ.

‌1548 - سُلَيْمانُ، أبو الرَّبِيعِ، الغُمَارِيُّ، المالِكِيُّ.

كان مِنْ شَأْنِهِ التَّجَرُّدُ، وَالتَّقَلُّلُ مِنَ الدُّنْيَا والتَّعَبُّدُ، بِحَيْثُ يَأْخُذُ في المَوْسِمِ قُوتَهُ كفَافًا، وَيَتَصَدَّقُ بما زادَ، وكان الشَّيْخُ عُمَرُ الخَرَّازُ يَشْتَرِي له إدامَهُ، ويُحاوِلُ هو ذلك بِنَفْسِهِ، ولَمْ يَزَلْ كذلك حتى كُفَّ بَصَرُهُ، فَعُرِضَ عليه القِيَامُ بما يَحْتَاجُ مِنَ الإدامِ فأبَى، وكان يَضَعُ القِدْرَ على كانونِ فَحْمٍ، وَيَضَعُ فيها ما تَيَسَّرَ، فإذا طابَتْ أَكَلَ ما وَجَدَهُ فيها على أيِّ وَجْهٍ كان، وَيَنْزُلُ إلى البِئْرِ فَيَمْلَأُ الإبْرِيقَ بِنَفْسِهِ؛ فيقولُ له القَيِّمُ أو غيرُه مِمَّن يَعْتَقِدُهُ: يا سَيِّدِي أنا أَكْفِيكَ ذلك. فَيَأْبَى، وَلم يَزَلْ على طَرِيقَتِهِ حتى ماتَ. قاله ابنُ فَرْحون

(1)

.

قالَ: وَأَخْبَرَنِي الجَمالُ المَطَرِيُّ أنَّ السَّنَةَ التي جاء فيها التَّتَرُ إلى أَطْرافِ الشَّامِ، وتحَرَّكَ عليهم فيها المَلِكُ النَّاصِرُ؛ أَيْقَنَ النَّاسُ أنَّه لا يكون في تِلْكَ السَّنَةِ حاجٌّ، وأنَّ المُسْلِمينَ اشْتَغَلُوا بِأَنْفُسِهم، فَهَمَّ الأَشْرافُ بالمُجَاوِرِينَ والخُدّامِ، وقالوا: نَغْتَالهم وَنَقْتُلُهُم، وَتُطَيَّبُ المدينةُ مِنْهُم. وجالَ الكلامُ بين النَّاسِ حتى أَرجَفُوا بالمُجَاوِرِينَ والخُدَّامِ، قالَ الجَمالُ: فَجِئْتُهُ وهو في الحَرَمِ، فَقُلْتُ له: يا سَيِّدِي ما تَرَى ما النَّاسُ فيه مِنَ الوَعِيدِ والتَّهْدِيدِ؟ فقال لي: ما يقولون؟ فقلتُ: كذا كذا. فقال: إنَّهم يَكْذِبونَ؛ بل هذه السَّنَةُ آمَنُ السِّنِينَ، والسُّلْطانُ طَيِّبٌ، وَسَيَحُجُّ في هذه السَّنَةِ. وكانت سَنَةَ اثْنتَيْ عَشَرَةَ وَسَبْع مئة، قال: فَلَمْ يَلْبَثْ إلا

(1)

"نصيحة المشاور" ص 81.

ص: 224

قَلِيلًا إذ جاءَ الخَبَرُ بِحَجِّ السُّلْطانِ مِنَ الشَّامِ، وجاءَتْ الإقاماتُ، وَتهَدَّمَتْ الإرْجافاتُ، وَقَوِيَ حالُ أَهْلِ السُّنَةِ والجماعَةِ بعد تِلْكَ المَخَافَةِ.

وأَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ سالمٍ المَكِّيُّ: أنَّه كان ساكِنًا في المَدْرَسَةِ الشِّهابِيَّةِ في بَيْتٍ بإزاءِ بَيْتِ صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ، قال: فكنْتُ أَدرسُ "التَّنْبِيهَ"، فَأَرْفَعُ صَوْتِي لِكَوْنِي جَهُورِيَّه، لا أُحْسِنُ أَقْرَأُ إلا كذلِك، ولا أَحْفَظُ إلا إنْ رَفَعْتُ صَوْتِي. قال: فَتَشَوَّشَ الشَّيْخُ مِنْ رَفْعِ صَوْتي؛ فقال لي: يا محمَّدُ اخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ. قالَ: فقلتُ له: يا سَيِّدِي ما أَقْدِرُ أَقْرَأُ إلا هكذا. فقالَ لي: فاخْفِضْ قَلِيلًا. فلم أَفْعَلْ؛ فأصابَنِي عارِضٌ في نَزْلَةٍ مَنَعَتْنِي أن أَتَكَلَّمْ؛ فَمَرَّ عِليَّ، فقال: يا محمَّدٍ، ما تَرْفَعُ صَوْتَكَ؟ فقلتُ بالإشارَةِ: يا سَيِّدِي أنا تائبٌ إلى الله. فَفَرَّجَ الله عَنِّي في الحينِ.

وكان صاحِبُ التَّرْجَمَةِ فَقِيهَ المدينةِ

(1)

وَمُفْتِيَها على مَذْهَبِ مالِكٍ، وكانَ إذا سُئِلَ عن المسألةِ يقول للسائلِ: هل سَأَلْتَ الشَّيْخَ أبا عبدِ الله ابنَ فَرْحونٍ؟ يعني: والِدِي، فإنْ قال: لا، يقول له: اذْهَب واسْأَلْهُ وأَخْبِرْنِي بَما يقولُ لَكَ، وإن قال: سَأَلْتُهُ. يقول: فماذا قال لَكَ؟ فإذا أَخْبَرَهُ نَظَرَ؛ فإنْ كان مما اتّفَقَا عليه أَمرَ السَّائِلَ به، وإن كان مخالفة ما قالَ لَهُ: اذْهبْ حتى أَجْتَمعَ بِهِ، فَيَجْتَمِعانِ وَيُحرِّرانِ المَسْأَلةَ، ثمَّ يَأْمُرَانِ جَمِيعًا السَّائِلَ بما يَتَّفِقانِ عليه، ولَمْ يزَالَا كذلِكَ حتى تُوُفِّيَ الشَّيْخُ قَبلَ وَالِدِي بِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ، وجاءَتْ إلى السِّرَاجِ وَظِيفَةُ

(1)

في الأصل: بالمدينة، ولا تستقيم العبارة، والمثبت من ابن فرحون.

ص: 225

التَّدْرِيسِ بِدَرْسِ سَلار، فَنَكَّبَ

(1)

عن وَالِدِي، وَطَلَعَ إلى صاحِبِ التَّرْجَمَةِ، وقال له: خُذْ هذه الوَظِيفَة فَدَرِّسْ فيها. فقال له: يا سرِاجَ الدِّينِ، وَأَينَ أَنْتَ عن الشَّيْخِ أبي عبدِ الله ابنِ فَرْحونٍ، والله إنَّه أَعْلَمُ وَأَحَقُّ بها مِنِّي. وامْتَنَعَ منها حتى رَجَعَ السِّرَاجُ يَطلُبُ لها والدِي، وكَانَ ذلكَ منه لشَيْءٍ خَشِيَ

(2)

منْ وُقُوعِهِ، فَوَقَعَ ما تَوَقَّعَ، واللهُ غالِبٌ على أَمْرِهِ.

وَأَخْبَرَنِي الشَّيْخُ عُمَرُ الخَرَّازُ: أنّه حَضَرَ مَوْتَهُ، فكانَ يَقْرَأُ القُرْآنَ، فلمَّا فاضَتْ رُوحُهُ كانَ يَقْرَأُ آيَةً في سورةِ يوسُفَ، انْتَهَتْ قِرَاءَتُهُ إليْها، وهي قولُه تعالى:{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}

(3)

. وكان لي منه نَصِيبٌ وافِرٌ، وَدُعاءٌ كَثِيرٌ، أَرْجُو مِنَ اللهِ أنْ يُحَقِّقَ لي قَبُولَهُ.

وَذَكَرَهُ المَجدُ

(4)

، فقالَ: كان مِنْ العُبَّادِ المُتَكَلِّمِينَ، والزُّهادِ المتَقَلّلِين، والأَوْلِياءِ المُحَقِّقِينَ، والأَسْخِياءِ المُتَصَدِّقَينَ، أُضِرَّ في أَوَاخِرِ عُمُرِهِ؛ فَعُرِضَ عليه الخِدْمَةُ والقِيَامُ بِنَحْوِ الطَّعَامِ والإدامِ، وما لا بدَّ منه للضَّرِيرِ مِنْ طَبْخٍ، أو مَلْءِ إِبْرِيقٍ مِنَ البِئْرِ؛ فَامْتَنَعَ وأبى كُلَّ الإِبَاءِ، وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله سَبَبًا، باشَرَ بِنَفْسِهِ خِدْمَةَ نَفْسِهِ؛ فَثَبَّتَ اللهُ لذلك قَدَمَه، وَحَفِظَه عن اخْتِلالِ أَعْمالِ العُميانِ، وَعَصَمَه،

(1)

في الأصل: فكتب، وهو تحريف، والمثبت من "نصيحة المشاور".

(2)

في الأصل: حسن، والمثبت من "نصيحة المشاور".

(3)

سورة يوسف، آية:101.

(4)

"المغانم المطابة" 3/ 1209.

ص: 226

وسَلَكَ في طريقَتِه أَحْسَنَ المَسَالِكِ، وكان إليه مَرجِعُ الفُتْيا على مَذْهَبِ مالِكٍ، ويَسْتَنِيرُ بِأَنْوارِ كَرَاماتِه دَيَاجِيرُ

(1)

الحَوَالِكِ. وَذَكَرَه ابنُ صالِحٍ في "تاريخه"، وأنَّه مات بالمدينةِ، وَدُفِنَ بالبَقِيعِ، وأنَّه كان بالمدرسةِ الشِّهابِيَّةِ.

‌1549 - سُلَيْمانُ، أبو الرَّبِيعِ، الوَنْشَرِيسِيُّ

(2)

.

قالَ ابنُ فَرْحونٍ

(3)

: إنَّه خَلَفَ إبراهيمَ العُرْيانَ بالمدرسةِ الشِّيرازِيَّةِ، وكان من أصحابِنا الكِبارِ، له مجُاهَدَةٌ وتَوَجُّهٌ عَظِيمٌ، وَمُكاشَفَةٌ في كُلِّ حينٍ

(4)

، ومتى شُكِيَ إليه مِنْ شِدَّةٍ أو خَوْفٍ اشْتَغَلَ خاطِرُهُ بِتَفْرِيجِها

(5)

، وأَطْلَعَهُ اللهُ في المَنَامِ على عاقِبَتِها؛ فلا يَمْضِي يَوْمٌ حتى يُخْبرَ بما يكونُ من أَمْرِها، وذلك شَيْءٌ كان منه دائمًا لإخوانِه ومُعْتَقِدِيهِ. وكان مُكِبًّا على الصِّيامِ والقِيامِ، لا يَزَالُ رَطْبَ اللسان بِذِكْرِ الله والتِّلَاوَةِ، ولا يَتْلُو كَتِلاوَةِ النَّاسِ اليَوْمَ، بل يَرْفَعُ بها صَوْتَهُ، ويُرَتِّلُها تَرْتيلًا عًجِيبًا، مع تَدَبُّرٍ وَتَأَمُّلٍ، حتى يَغِيبَ عن حَوَاسِهِ، وكانت تِلَاوَتُهُ نَظَرًا ليَتَقَوَّى بذلك على التَّدَبُّرِ، ولِأَفْضَلِيَتِها على الغائِبِ، وله شَيْءٌ من التَّصْنِيفِ، ذَكَرَ فيه أَحْوالَ القَوْمِ وطَرِيقَتَهُم، وَفَضْلَهُ، بِمَوَاعِظَ وَتَقْرِيباتٍ يَنتفِعُ بها مَنْ وَقَفَ

(1)

جمع ديجور، وهو الظلام. "القاموس المحيط": دجر.

(2)

"الدرر الكامنة" 2/ 169.

(3)

"نصيحة المشاور" ص 118.

(4)

هذا من الغلوِّ والمبالغاتِ في مشايخ القوم، وهذه اعتقاداتٌ لها محاذيرُ شرعيةُ خطيرة، فعلِّقْ قلبك بربِّك، وسله تفريجَ الكُرباتِ، تكنْ من الفائزين.

(5)

الله وحده سبحانه، مفرِّج الكروب.

ص: 227

عليها.

ذَكَرَ لِي رحمه الله أنَّه لمّا قَدِمَ المدينةَ سَكَنَ في رِباطِ السَّبِيلِ وهو على قِلَّةٍ وفَاقَةٍ؛ فكان يَطْوِي الأَيّامَ لا يَجِدُ شَيْئًا، ولا يُفْطَنُ له لِتَعَفُّفِهِ وتَكفُّفِهِ، حتى سَقَطتْ قُوَّتُهُ وخَشِيَ على نَفْسِهِ.

قال: وكان بِجِوارِي رَجُلٌ صالِحٌ يَذْهَبُ كُلَّ يَوْمٍ إلى البَرِّ، فيأتي بحُزْمَةِ حَطَبٍ يَبيعُها وَيَتَقَوَّتُ بها، وهو شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَكُنْتُ أُشْفِقُ عليه لمِا أَرى مِنْ ضَعْفِهِ، وكنتُ أَقْرَأُ على الشَّيْخِ عبدِ الحميدِ

(1)

القُرْآنَ تَجْوِيدًا مع جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ، ولا يَعْلَمُ أَحَدٌ بِحالِي، ولا ما أُقَاسِي مِنَ الجُوعِ والقِلَّةِ.

قال: فَجَلَسْتُ يَوْمًا في القِبْلَةِ في المَسْجِدِ، فَجَاءَنِي إنْسانٌ مِنْ وَرَائِي، وَرَمَى في حَجْري رَغِيفًا، وَذَهَبَ فَلَمْ أَعْلَمْه، ولا عَرَفْتُ مَكانَه. قال: فَأَخَذْتُ الرَّغِيفَ فَأَكَلْتُه؛ فَوَقَعَ في فَمِي شَيْءٌ، فَأَخْرَجْتُه، فَوَجَدْتُه دينارًا مَغْرِبِيًا؛ فَأَخَذْتُه وذهبتُ به إلى السُّوقِ في الوَقْتِ، وأخذتُ به طعامًا، وتَقَوَّتُّ به أيامًا، ثمَّ عُدْتُ إلى ما كنتُ عليه من الفَاقَةِ، فعادَ كصنيعِه الأوَّل، ثمّ عُدْتُ فعاد، وصِرْتُ أَتَعَجَّبُ من مَعْرِفَتِه بحالِي، بحيث ظَنَنْتُه مَلَكًا أو وَلِيًّا، ولما فَرَغَ ما كان عندي في المَرَّةِ الثالثةِ ارْتَقَبْتُه؛ فلما جاءَ حَقَّقْتُ فيه النَّظَرَ، فَعَرِفْتُه وأنَّه جارِي الحطَّابُ. فقلتُ: هذا هو الحقُّ؛ لأنَّه يعلمُ مِنْ حالي ما لا يَعْلَمُه غبرُه، فإنَّ بابي ببابِه قال: فمالتْ إليه نَفْسِي

(1)

عبد الحميد بن علي الموغاني، ترجم له في مكانه.

ص: 228

وَوَانَسْتُه، فانْعَطَفَ عَلَيَّ

(1)

مع كَراهَتِه ظُهورَ إحْسانِه إليَّ، ثمّ تَخَيَّلْتُ أنّه يُنْفِقُ مِنَ

الغَيْبِ، أو معه عِلْمٌ مِنَ الصَّنْعةِ؛ لأنَّ مَنْ ظَفِرَ بإحدى الخَصْلتيْنِ زَهدَ في الدُّنيا،

وطَلَبَها بِتَعَبِ النَّفْسِ؛ ليكونَ ذلك من شُكْرِ الله الذي مَلَّكَهُ ما لم يُمَلِّكْهُ غيرَه. قال: فأَنِسْتُ به حتى سَأَلْتُه عن سَبَبِ تَكَلُّفِه نَقْلَ الحَطَبِ مع السَّعَةِ. وقلتُ له: هذا غيرُ نَظَرٍ مِنْكَ لك. فقال: أردْتُ أشياءَ يا مِسْكين؛ منها التَّسَتُّرُ عن الخَلْقِ، وذُلُّ النَّفْسِ، وتَهْذِيبُها؛ فإنها إذا مَلَكَتْ طاشَتْ وطَغَتْ. ولم أَزَلْ به حتى أَخْبَرَنِي أنه عِلْمٌ وَرِثَه وانْفَرَدَ به

(2)

. فسَألتُه أن يُعَلمَنِيه لأَذْكُرَه به، وأَسْتَعِين به على حالي. فقال لي: إنْ صَحِبْتَني إلى بلادي عَلَّمْتُكَ، وإلا هنا فلا. فأقام إلى المَوْسِمِ ثمّ سافَرَ، ولم يَقْطَع اللهُ بِي. انتهى.

وما مات حتى تَزَوَّجَ زَوْجَةً صالِحةً كان يقول: إنَّه في بَرَكَتِها. واتَّسَعَ حالُه، واشْتُهرَ ذِكْرُه، وكان يَاْمُرُ بالمَعْروفِ، ويَنْهَى عن المُنْكَرِ، وزَوْجَتُه مَيمونَةُ على قدَمٍ في العبادةِ والخَيْرِ. ماتَ عَقِبَ الحجِّ، فإنَّه حَجَّ ماشِيًا من طَرِيقِ الماشِي، فلما كَمُلَ حَجُّهُ اجْتَمَعَ بِي في مِنًى، وقال لي: قد عَجِزتُ عن الرُّجوعِ ماشِيًا. فاكْتَرَيْتُ له واسْتَصْحَبْتُه إلى المدينة؛ فلم يُقمْ بعد المَوْسِمِ إلا قَلِيلًا، ثم ماتَ في أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍ وخَمْسِين وسَبْعِ مئة.

(1)

في الأصل: عليه، وما أثبته من "نصيحة المشاور" ص 119.

(2)

هذا ليس بعلمٍ محمودٍ حتى يُحرَصَ على تعلُّمه، وهذه الطريقةُ ليست من سبلِ تهذيب النفس المشروعة، وخيرُ الهديِ هَديُ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

ص: 229

وقالَ ابنُ صالِحٍ: إنَّه كان بمَدْرَسَةِ السّراجِ، عَرَضَ القرآنَ على العِزِّ الواسِطِيِّ

(1)

، ولَبِسَ منه الخِرْقَةَ

(2)

، وَخَرَجَ عن بَعْضِ وَظائِفِهِ، واشْتَغَلَ بالعبادَةِ والتِّلاوَةِ، وجاوَرَ بمَكَّةَ، ورَجَعَ إلى المدينةِ، ومات بها عَقِبَ حَجَّةٍ حَجَّها، وتَرَكَ امرَأةً صالحِةً كانت في عِصْمَتِه رحمه الله وهو في "دُرَرِ" شيخِنا

(3)

.

‌1550 - سُلَيْمانُ، البَوَّابُ بِبابِ السَّلامِ

(4)

.

أَحَدِ أبوابِ المَسْجِدِ النَّبوِيِّ. قالَ ابنُ صالِحٍ: كان سَلِيمَ القَلْبِ، بَعِيدًا مِنَ الشَّرِّ، فيه خَوْفٌ مِنَ الله، وخُشوعٌ وشَفَقَةٌ على الضُّعَفاءِ.

‌1551 - سُلَيْمَانُ، التِّلمسَانِيُّ

(5)

.

(1)

الشيخ المقرئ، أبو الفرج، محمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي العزَّ، الواسطيُّ، شيخٌ معمَّر، توفي سنة 618 هـ، وله مئة سنة وسنة. "سير أعلام النبلاء" 22/ 159.

(2)

لبسُ الخِرقةِ لم يثبت، وقد نقل السخاويُّ في حديث: لبس الخرقة الصوفية، وكونِ الحسنِ البصريِّ لبسها من عليٍّ رضي الله عنه، قولَ ابن دحيةَ وابنِ الصَّلاحِ: إنَّه باطلٌ، وأنَّ الحافظ ابن حجرٍ قال: إنّه ليس في شيءٍ مِن طرقِها ما يثبت، ولم يردْ في خبرٍ صحيحٍ ولا حسنٍ ولا ضعيفٍ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ألبسَ الخرقةَ على الصورة المتعارفة بين الصوفية لأحد من أصحابه، ولا أمر أحدًا من أصحابه بفعل ذلك، وكلُّ ما يروى في ذلك صريحًا فباطلٌ. "المقاصد الحسنة"(1 - 176).

(3)

"الدرر الكامنة" 2/ 169.

(4)

لم أقف على ترجمته.

(5)

نسبة إلى تلمسان، وهي: بكسرتين وسكون الميم وسين مهملة. مدينة في شمال الجزائر حاليا. "معجم البلدان" 2/ 44.

ص: 230

اثنانِ

(1)

مِنْ أصْحَابِ أبي مَدْيَنَ شُعَيْبٍ

(2)

المدفون بِبَلَدِهما، حَجَّا جَمِيعًا في سَنَةِ خَمْسٍ وسِتِّين وسَبْعِ مئةٍ، وهما صالحِان، جاوَرَا على خَيرٍ وعِبادَةٍ وتَعَفُّفٍ، وترَكَا أَهْلَهُمَا وأَوْلادَهُما، وَنِيّنِتُهُما الرُّجُوعُ. قاله ابنُ صالِحٍ. قال: وَرَأَى أَحَدُهُما النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ستٍّ وسِتِّين في مجُاوَرَتِهما قد أعطاه ثِيابَه وَدِيعَةً عنده.

‌1552 - سُلَيْمانُ القُسنْطِينِيُّ

(3)

.

الشَّيْخُ الصَّالِحُ. قالَ ابنُ صالِح: جاوَرَ بِمَكَّةَ، وكان يَتَرَدَّدُ منها كثيرًا للزِّيارَةِ في طَريقِ الماشِي، وهو حَسَنُ الهَيْئَةِ، يَحْفَظُ في "عَقيدَةٍ في أُصولِ الدِّينِ" للعِزِّ ابنِ عبدِ السَّلامِ، وهو ممّن أَدْرَكَ أبا عبدِ الله القصرِيَّ في مجُاوَرَيه بالمدينةِ، ومات بِمَكَّةَ ظَنًّا.

‌1553 - سُلَيْمانُ المَقْدِشِيُّ.

بِالمُعْجَمَةِ. جاوَرَ بمَكَّةَ نَحْوَ عِشْرِينَ سَنَة، وتَزَوَّجَ فيها بالشَّريفَةِ مَنْصورَةَ ابنَةِ عَلِيٍّ الفاسِيِّ، ومات عنها، وترَدَّدَ إلى المدينة، وحَصَلَتْ له شُهْرَةٌ بالحرَمَيْنِ وإسْكَنْدَرِيَّةَ، وعَظَّمَه الخاصُّ والعامُّ، وكان من الأَوْلياءِ له كَراماتٌ، ولما وَرَدَ إلى مَكَّةَ كان معه مالٌ لِيَقْسِمَه؛ فَفَرَّقَه على النَّاسِ، مات في عَشْرِ السَّبْعينَ وسَبْعِ مئة

(1)

في المخطوطة: ابنان.

(2)

أبو مدين، شعيبُ بنُ الحسين، التلمسانيُّ، شيخ أهل المغرب، توفي سنة 594 هـ. "سير أعلام النبلاء" 21/ 219، و"الوفيات"، لابن قنفذ، ص:297.

(3)

لم أقف على ترجمته. ضبطه المؤلف بضمتين، ثم نون ساكنة. "الضوء اللامع" 11/ 220.

ص: 231

بالقُدْسِ. ذَكَرَه الفاسِيُّ

(1)

.

‌1554 - سُلَيمُ بنُ جُبَيْرٍ أبو يونُسَ، الدَّوسِيُّ، مَوْلَى أبي هريرةَ

(2)

.

تابِعِيٌّ مِنْ أَهْلِ المدينةِ، سَكَنَ مِصْرَ.

رَوَى عن: مَوْلاهُ، وأبي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ. وعنه: عَمْروُ بنُ الحارِثِ، وحَرْمَلةُ بنُ عِمْرانَ، وحَيْوةُ بنُ شُرَيْحٍ، واللَّيْثُ، وابنُ لَهيعَةَ، وغيرُهم. وَثَّقَه النَّسَائِيُّ، ثمَّ ابنُ حِبَّانَ

(3)

، وخَرَّجَ له مسلمٌ

(4)

وغيرُه، وهو في "التهذيب"

(5)

، مات سَنَةَ ثلاثٍ وعِشرين ومئة.

‌1555 - سُلَيمُ بنُ عُشٍّ

(6)

، العُذْرِيُّ

(7)

.

رَوَى ابنُ السَّكَنِ والباوَرْدِيُّ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمِ بنِ مُطيرٍ، عن أبيه، عنه قال: صَلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في المَسْجِدِ الذي في صَعِيدِ الفُرْعِ؛ فأَعْلَمْنَا

(8)

مُصلَّاهُ بحِجارَةٍ،

(1)

"العقد الثمين 4/ 613.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 213، و"تاريخ ابن يونس" 1/ 218.

(3)

"الثقات" 4/ 330.

(4)

كتاب الإيمان، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب 1/ 198 (217).

(5)

"تهذيب الكمال" 11/ 343، و"تهذيب التهذيب" 3/ 452.

(6)

"الإكمال" لابن ماكولا 6/ 107.

(7)

في الأصل: العدوي، وما أثبته من "الإصابة" وغيره.

(8)

في الأصل: فأعلمناه.

ص: 232

فهو الذي يُجْمِّعُ فيه أَهْلُ الوادِي. وقالَ ابنُ السَّكَنِ: إسنادٌ مَجهولٌ.

وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ من طَرِيقِ سُلَيْمِ بنِ مُطَيرٍ بهذا السَّنَدِ خَبَرًا. ذَكَرَه شَيْخُنا في "الإصابة"

(1)

. قال: واسْتَدْرَكَه ابنُ الدَّباغِ وابنُ فَتْحونٍ.

‌1556 - سُلَيمُ بنُ عَمْروِ بنِ حديدَةَ بنِ عَمْروِ بنِ سَوادِ بنِ غنمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلِمَةَ، الأنصاريُّ، السَّلِمِيُّ

(2)

.

ويُقال له: سُلَيْمانُ. ويُقال في أبيه: عامِرٌ. قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شهيدًا مع مَوْلاهُ عَنْتَرَةَ

(3)

، وهو مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ والعَقَبَةِ، وذَكَرَه شيخُنا في "الإصابة"

(4)

.

‌1557 - سُلَيمٌ الأنصاريُّ السَّلِمِيُّ.

مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، يُعَدُّ في أهلِ المَدِينَةِ، شَهِدَ بَدْرًا وأُحُدًا، وهو أَوّلُ مَنْ اسْتُشهِد بها. يَرْوِي عنه: مُعَاذ بنُ رِفاعةَ الأنصاريُّ. وقد قيل: سُليمُ بنُ الحارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ كَعْبِ بنِ عبدِ الأَشْهَلِ الأنصاريُّ، فقد جَعَلَهما ابنُ مَنْدَه وأبو نُعَيْمٍ

(5)

وغيرُهما واحِدًا، وفَرَّقَ ابنُ عبدِ البَرِّ

(6)

بينهما، وهو الصَّوابُ، وحديثُ الأوَّلِ عند أحمدَ

(7)

، والطَّحاوِيِّ

(8)

،

(1)

"الإصابة" 2/ 74.

(2)

"الطبقات الكبرى" 3/ 580، و"الاستيعاب" 2/ 208.

(3)

في الأصل: عنزة، والتصويب من "الإصابة" وغيره.

(4)

"الإصابة" 5/ 74.

(5)

"معرفة الصحابة" 3/ 1367.

(6)

"الاستيعاب" 2/ 209.

(7)

"المسند" 5/ 74.

(8)

"شرح معاني الآثار" 1/ 409.

ص: 233

والبَغَوِيِّ

(1)

، والطَّبَرانِيِّ

(2)

من طريق وُهَيْبِ بنِ خالِدٍ وغيرِه، عن عمروِ بنِ يحيى المازِنِيِّ، عن معاذِ بنِ رِفاعَةَ، عن رَجُلٍ من بني سَلِمَةَ يُقال له: سُلَيمٌ أنه أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، إنَّ مُعاذَ بنَ جَبَلٍ يأتِينا بعدما يَنامُ، ونكونُ في أعمالِنا بالنَّهارِ؛ فيُنادي بالصَّلاةِ، فَنَخْرُج إليه، فَيُطَوِّلُ بنا .... الحديثَ.

ومنهم مَن قال: عن مُعاذِ بنِ رِفاعَةَ أنَّ رجلًا من بني سَلِمَةَ جاء

فَذَكَرَه، وهو الأكْثَرُ في الرِّواياتِ، وصُورَتُه مُرْسَلٌ، وقد ذَكَرَه شيخُنا في "الإصابة"

(3)

.

‌1558 - سُلِيمٌ، مَوْلَى عَمْروِ بنِ الجَمُوحِ

(4)

.

له ذِكْرٌ في كِتابِ "الجِهادِ"

(5)

لابنِ المُبارَكِ، من حديثِ ابنِ عبَّاسٍ قال: كان عَمرُو بنُ الجَمُوحِ شَيْخًا كبيرًا أَعْرَجَ

(6)

فَذَكَرَ الحديثَ في شُهودِه أُحُدًا.

قالَ: وكان معه غُلامٌ له يُقال له: سُلَيمٌ، فقال سُلَيمٌ: ارجِعْ إلى أَهْلِكَ؛ فقال: وما عليك أن اصِيبَ مَعَكَ اليَوْمَ خَيْرًا، فتَقَدَّمَ العَبْدُ، فقاتَلَ حتّى قُتِلَ. أَخْرَجَه أبو موسى، ورَواه الحاكِمُ في "الإكليل" من حديثِ ابنِ المُبَارَكِ، مُطَوَّلًا، وظاهِرُ سِياقِه

(1)

"معجم الصحابة" 3/ 178.

(2)

"المعجم الكبير" 7/ 67 (6391).

(3)

"الإصابة" 2/ 75. وقد أطال ابن رجب في "شرح البخاري" في التعليق على هذا الحديث والجواب عن إشكالاته 5/ 126 فما بعدها.

(4)

"الإصابة" 2/ 75.

(5)

الجهاد 1/ 69 (78).

(6)

في الأصل: عرج.

ص: 234

أنّه مُرْسَلٌ. قاله شيخُنا في "الإصابة"

(1)

.

‌1559 - سَمُرَةُ بنُ جُنْدُبِ بنِ هِلالٍ، أبو سُلَيمانَ، الفَزارِيُّ

(2)

.

صَحابِيٌّ شَهيرٌ، كان من حُلَفاءِ الأنصارِ، قَدِمَتْ به أُمُّه بعد مَوْتِ أبيه؛ فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ أنصاريٌّ، وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ غِلْمانَ الأنصارِ، فَمَرَّ به

(3)

غُلامٌ، فأجازَه في البَعْثِ، ثمَّ سَمُرَةُ فرَدَّه؛ فقال: يا رسول الله أَجَزْتَ هذا ورَدَدْتَنِي، ولو

(4)

صارَعْتُه لصَرَعْتُه. قال: "فَدُوَنَكَه فصارِعْه". فَصَرَعَه سَمُرَةُ، فأجازَه. قاله ابنُ إسحاقَ

(5)

. وعن عبدِ اللهِ بنِ بُرَيدَةَ عن سَمُرَةَ: كنتُ غُلامًا على عَهْدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فكنتُ أحْفَظُ عنه. وَنَزَلَ سَمُرَةُ البَصْرَةَ؛ فكان زِيادٌ يَسْتَخْلِفُه عليها إذا سارً إلى الكوفَةِ، وكان شَدِيدًا على الخوارِجِ؛ فكانوا يَطْعَنونُ عليه، وكان الحَسَنُ وابنُ سِيرِينَ يُثْنِيانِ

(6)

عليه.

قالَ ابنُ سِرينَ: في رِسالَةِ سَمُرَةَ إلى بَنِيهِ عِلْمٌ كَثِيرٌ.

رَوَى عنه: أبو رَجاءٍ العُطَاردِيُّ، والشَّعْبِيُّ، وابنُ أبي لَيْلَى، ومُطَرِّفُ بنُ الشِّخِّيرِ وآخرون. ولعُبَيْدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ عنه "نُسْخَةٌ". مات قَبْلَ سَنَةِ سِتِّين. قيل: سَنَةَ

(1)

"الإصابة" 2/ 75.

(2)

"الإصابة" 2/ 78.

(3)

بعد قوله: به، فراغٌ في الأصل بمقدار كلمة.

(4)

بعد قوله: ولو فراغ في الأصل بمقدار كلمة.

(5)

"السيرة النبوية" 4/ 12، ورواه الطبراني في "الكبير" 7/ 177 (6749).

(6)

في الأصل: عينان، وما أثبته من "الإصابة".

ص: 235

ثَمانٍ، وقيل: تِسْعٍ [وخَمْسين]

(1)

، بل قيل: في أوَّلِ سَنَةِ سِتِّين.

قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ: سَقَطَ في قِدْرٍ مَملوءَةٍ ماءً حارًا، وكان ذلك تَصْدِيقًا لقَوْلِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم له

(2)

ولأبي هريرةَ وأبي مَحْذورَةَ: "آخِرُكُم مَوْتًا في النَّارِ". قاله شيخُنا في "الإصابةِ"

(3)

.

‌1560 - سَمْعانُ، أبو يحيى، الأَسْلَمِيُّ

(4)

.

مَوْلَى أَسْلَمَ، المَدَنِيُّ، تابِعِيٌّ.

يَرْوِي عن: أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وأبي هريرةَ. وعنه: ابناه محمَّدٌ، وأُنَيسٌ، وموسى بنُ عُثْمانَ، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثِقاتِه"

(5)

، وقال في "صَحيحِه"

(6)

: أبو يحيى مِنْ جِلَّةِ التَّابِعينَ.

وقالَ النَّسائِيُّ: ليس به بَأْسٌ.

‌1561 - سُمَيٌّ، أبو عبدِ اللهِ، مَوْلَى أبي بكرِ بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ،

(1)

ما بين المعقوفتين من "الإصابة".

(2)

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 7/ 177 (6748)، و"الأوسط" 6/ 208 (6206).

وقال الهيثمي في "المجمع" 8/ 290: رواه الطبراني، وأوس بن خالد لم يرو عنه غير علي بن زيد، وفيهما كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح.

(3)

"الإصابة" 2/ 78.

(4)

"الجرح والتعديل" 4/ 316، و "تهذيب الكمال" 12/ 137، "تهذيب التهذيب" 3/ 521.

(5)

"الثقات" 7/ 372.

(6)

"صحيح ابن حبان" 4/ 551 (1666) ذكر مغفرة الله جل وعلا للمؤذن مدى صوته بأذانه.

ص: 236

المَخْزوميُّ، القُرَشِيُّ، المَدَنِيُّ

(1)

.

من أَهْلِها. سَمِعَ مِنْ: مَوْلاه، وسَعِيدِ بنِ المُسيَّبِ، وأبي صالِحٍ ذَكْوانَ، والقَعْقاعِ بنِ حَكيمٍ، وغيرِهم، وعنه: ابنُ عَجْلانَ، والسُّفْيانانِ، ومالِكٌ، وقد قالَ ابنُ حِبَّانَ

(2)

: وأَهْلُ المدينةِ.

وَثَّقَهُ أحمدُ

(3)

، وأبو حَاتِمٍ

(4)

، والنَّسائِيُّ، وابنُ حِبَّانَ

(5)

. وقالَ ابنُ مَعِينٍ:

(6)

هو خَيْرٌ مِنْ سُهَيلِ بنِ أبي صالِحٍ. يَعْنِي: في أبيه. وقالَ يحيى بنُ سَعِيدٍ: القَعْقاعُ أَحَبُّ إليَّ منه. فَقَتَلَهُ الحَرورِيَّةُ فيما قاله ابنُ عُيَيْنَةَ يَوْمَ وَقْعَةِ قُدَيْدٍ

(7)

في سَنَةِ إحدى وثلاثينَ ومئة. وقالَ البخاريُّ

(8)

: وقال لنا عبدُ الملِكِ بنُ شَيْبَةَ: قُتِلَ سَنَةَ ثلاثين. وتَبِعَه ابنُ حِبَّانَ

(9)

، وهو في "التهذيب"

(10)

لتَخْرِيجِ السِّتَّةِ له.

(1)

"تاريخ خليفة" 393، و"سير أعلام النبلاء" 5/ 462.

(2)

"الثقات" 6/ 434.

(3)

"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 164، 165.

(4)

" الجرح والتعديل " 4/ 315.

(5)

"الثقات" 6/ 434.

(6)

"تاريخ ابن معين" برواية الدارمي 1/ 262.

(7)

قديد: اسم موضع قرب مكة. "معجم البلدان" 4/ 313. ولا يزال معروفًا حتى اليوم.

(8)

"التاريخ الكبير" 4/ 203، وفيه: قال لي عبد الرحمن بن شيبة: قتل سنة إحدى وثلاثين ومئة. والصواب المثبت.

(9)

"الثقات" 6/ 434.

(10)

"تهذيب الكمال" 12/ 141، و "تهذيب التهذيب" 3/ 524.

ص: 237

‌1562 - سِنَانُ بنُ أبي سِنَانٍ يَزِيدَ، ويقال: رَبيعَةَ بنِ أُمَيَّةَ الدِّيليُّ، حُلَفاءُ بَنِي الدِّيلِ، المَدَنِيُّ

(1)

.

أخو الهَيْثَمِ الآتي

(2)

، وأبوهما ذَكَرَه مسلمٌ

(3)

في ثالثةِ تابِعي المدنيينَ. تابِعيٌّ يَرْوِي عن: أبي هريرةَ، وأبي واقِدٍ اللَّيْثيِّ، وجابِرٍ، وعنه: الزُهْرِيُّ، وزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ. وَثَّقَه العِجينُ

(4)

، وابنُ حِبَّانَ

(5)

، وخَرَّجَ له الشَّيْخان

(6)

.

وهو في "التهذيب"

(7)

. ماتَ سَنَةَ خَمْسٍ ومئةٍ، عن اثْنتَيْنِ وثمانينَ، فَمَوْلِدُه سَنَةَ ثلاثٍ وعشرينَ.

‌1563 - سِنَانُ بنُ سَنّةَ، الأَسْلَمِيُّ، المدَنِيُّ

(8)

.

صَحابِيٌّ. ذَكَرَه مسلمٌ

(9)

في المدنيينَ. يقال: إنه عَمُّ والِدِ عبدِ الله بنِ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيِّ، وإنّه تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنتينِ وثَلاثِينَ في خِلافَةِ عُثْمانَ. رَوَى عنَ: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم،

(1)

"الطبقات الكبرى 5/ 249، و"تاريخ خليفة" 336.

(2)

ترجمة الهيثم في القسم المفقود من الكتاب.

(3)

"الطبقات" 1/ 244 (806).

(4)

"معرفة الثقات" 1/ 438.

(5)

"الثقات" 4/ 336

(6)

أخرج له البخاري في كتاب الجهاد، باب: تفرُّق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر (2913)، ومسلم في كتاب السلام، باب: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر 4/ 1743 (103).

(7)

"تهذيب الكمال" 12/ 151، و "تهذيب التهذيب" 3/ 528.

(8)

"الطبقات الكبرى" 4/ 317، و"طبقات خليفة"112.

(9)

"الطبقات" 1/ 156 (135).

ص: 238

وعنه: حَفِيدُهُ حَرْمَلَةُ بنُ عُمَرَ، وحَكِيمُ بنُ أبي حُرَّةَ، ويحيى بنُ هِنْدِ بنِ حارِثَةَ الأَسْلَمِيُّ، وَثقَه ابنُ حِبَّانَ

(1)

، وهو في أوَّل "الإصابةِ"

(2)

، و"التهذيب"

(3)

.

‌1564 - سِنَانُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ بنِ نُمَيْلَةَ بنِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الوَهَّابِ بنِ مهنَّا الأَكْبَرِ، والِدِ حُسَيْن

(4)

.

أَوَّلُ أُمَراءِ المدينةِ، وباقي نَسَبُه في حُسَيْن. القاضِي شَمْسُ الدِّينِ أبو هاشِمٍ الحُسَيْنِيُّ الوَحادِيُّ، نِسْبَةٌ لعبدِ الواحِدِ المَدَنِيِّ، قاضيها وابنِ قُضَاتِها الذي لم يُعَقِّبْ منهم غيرَ صاحِبِ التَّرْجَمةِ، كَتَبَ إلى دِمَشْقَ رسالةً بِكائِنَةِ النَّارِ التي

(5)

خَرَجَتْ شَرْقِيَّ المدينةِ في لَيْلَةِ الأرْبِعاءِ ثالِثِ جُمادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أرْبَعٍ وخمسينَ وسِتِّ مئة، أَوْدَعَها عنه أبو شامَةَ في "أخبارِ الدَّوْلتيْنِ"

(6)

، ثمَّ ابنُ فَرْحونَ

(7)

بِرُمَّتِها، وكان يَخْطُبُ على المِنْبَرِ ويَتَرَضَّى عن الصَّحابَةِ، ثمّ يَذْهَبُ إلى بَيْتِه، فَيُكَفِّرُ عن ذلك بِكَبْشٍ يَذْبَحُه ويَتَصَدَّقُ به، يَفْعَلُ ذلك كلَّ جُمُعَةٍ عَقِبَ الصَّلاةِ

(8)

وهذا لكونِه مِنَ الشِّيعَةِ، فالحُكْمُ كان بأَيْدِي سِنانٍ، ثمَّ آلِه، ثمَّ السِّراجِ عُمَرَ بنِ أحمدَ بنِ الخِضِرِ أَحَدِ

(1)

"الثقات" لابن حبان 3/ 178.

(2)

"الإصابة" 2/ 82.

(3)

"تهذيب الكمال" 12/ 152، و"تهذيب التهذيب" 3/ 528.

(4)

في الأصل: حسن، والصواب ما أثبتناه.

(5)

بعد قوله: التي، فراغ في الأصل بمقدار كلمة.

(6)

"ذيل الروضتين في أخبار الدولتين" ص 190 فما بعدها.

(7)

"نصيحة المشاور" ص 189.

(8)

في الأصل هنا فراغ بمقدار ثلاث كلمات. وانظر الخبر في "نصيحة المشاور" ص 211.

ص: 239

أَئمَّةِ السُّنَّةِ، وبه زالَت تلك الشِّيعَةُ -كما سيأتي- وقد رأيتُ من ذُرِّيَّةِ سِنانَ هذا بالمدينةِ شَخْصًا غَلَسَ الهَيْئَةِ يُقال له: سرداح بنُ مقيبل

(1)

، وأمَّا صاحِبُ التَّرْجَمَةِ فله من الوَلَدِ عَلِيٌّ، وعيسى، وقاسِمٌ، والنَّجْمُ مهنا، وهاشِمٌ ويَعْقوبُ، فلهاشِمٍ حَسَنٌ ويوسُفُ.

- سِنانُ بنُ يَزِيدَ.

مضى قريبًا في: ابن سنان. (1562)

‌1565 - سَنجرُ، عَلَمُ الدِّينِ العزيُّ.

مَوْلَى عِزِّ الدِّينِ مُنِيفِ بنِ شيْحَةَ، أَمِيرِ المدينةِ. قالَ الجَمَالُ المَطَرِيُّ

(2)

: إنَّه أَخْبَرَهُ أنَّ أَمِيرَ المدينةِ مُنِيفَ بنَ شيْحَةَ بَعَثَهُ لمّا خَرَجَت النّارُ شَرْقِيَّ المدينةِ لِيَكْشِفَ خَبَرَها؛ فَقَرُبَ منها؛ فلم يَجِدْ لها حَرًّا ولا أَلَمًا، ورَآها تَأْكُلُ الحَجَرَ دون الشَّجَرِ، إلى آخر ما حَكَى، ممّا أَوْرَدَه ابنُ فَرْحونٍ

(3)

وغيرُه.

‌1566 - سنجرُ، تركيٌّ [لـ] أَمِير المدينةِ جماز.

له ذِكْرٌ في: عبدِ اللهِ البسكرِيِّ.

‌1567 - السَّنْدَيُّ بنُ عَبْدَوَيْه، أبو الهَيْثَمِ الكَلْبِيُّ الدَّهَكيُّ

(4)

الرَّازِيُّ، مِنْ أهلِ

(1)

لم أقف له على ترجمة.

(2)

"التعريف" للمطري ص 169.

(3)

"نصيحة المشاور" ص 191، و"المغانم المطابة" 2/ 473.

(4)

في المخطوطة: الدهلكي، وهو تحريف. والدَّهَكي، بفتح الدال والهاء، كما في "الأنساب" 5/ 424، وضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" 3/ 404 بكسر الهاء.

ص: 240

الرَّيِّ، قاضي قَزْوِينَ وهَمَذانَ، واسْمُه: سُهَيْلُ بنُ عبدِ الرَّحمن، ويُقال: سَهْلُ بنُ عَبْدَوَيْه

(1)

.

قالَ ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثِقاتِه"

(2)

: إنَّه يَرْوِي عن: ابنِ أبي أُوَيْسٍ، وأهلِ المدينةِ، وأهلِ العراقِ، وذَكَرَ غيرُه، مِنْ شُيوخهِ: إبراهيمَ بنَ طَهمانَ، وأبا بكرٍ النَهْشَيَّ، وجَرِيرَ بنَ حازِمٍ، وعمرَو بنَ أبي قَيْسٍ.

رَوَى عنه: أحمدُ بنُ الفُراتِ، ومحمَّدُ بنُ حمّادٍ الطَّهْرانِيُّ، ومحمَّدُ بنُ عمّارٍ، ورَآه

(3)

أبو حَاتِمٍ وسَمِعَ كلامَه، وَرَوَى أنَّ أبا الوَليدِ الطَّيَالِسِيَّ قال: ما رأيتُ بالرَّيِّ أعلم منه ومن يحيى ابنِ الضُّريسِ. وهو في "اللسان"

(4)

، وكَتَبْتُه هنا لظَنِّ أنَّه أقامَ بالمدينةِ مع احْتِمالِ عَدَمِه.

‌1568 - سَنَدُ بنُ رُمَيثَةَ ابنِ أبي نُمَيٍّ محمَّدِ بنِ أبي سَعْدٍ حَسَنِ بنِ عَليِّ بنِ قَتادَةَ، الحَسَنِيُّ، المَكِيُّ، أميرُها

(5)

.

فَرَّ مِنْ أخيهِ عَجْلانَ ووَالِدِه أحمدَ إلى وادي نَخْلَةَ، ثمَّ إلى الطائِفِ، ثمَّ إلى الشَّرْقِ، ثمَّ إلى المدينةِ النَّبويةِ، ثمَّ إلى اليُنْبعِ، ثمَّ لم يَنْجَحْ له أَمْرٌ سِيما وقد نهبَ إثرَ

(1)

"الجرح والتعديل" 4/ 318، و "المقتنى في الكنى" 2/ 131.

(2)

"الثقات" لابن حبان 8/ 304.

(3)

في الأصل: ورواه، وما أثبته هو الموافق لسياق النص. وانظر "التدوين في أخبار قزوين" 3/ 62.

(4)

"لسان الميزان" 4/ 195.

(5)

"العقد الثمين" 4/ 617، و"الدليل الشافي" 1/ 326.

ص: 241

ذلك من سنة ثلاثٍ وسِتينَ جَلْبَةً

(1)

فيها مالٌ جزيلٌ لتاجِرٍ مَكِّيٍ، يُقال له: ابنُ عَرَفَةَ، ولم يَلْبَثْ أن عَرَضَ له مَرَضٌ ماتَ به في السَّنَةِ المَذْكورَةِ بالجديد

(2)

، واسْتَوْلَى ابنُ أخيه عِنانُ بنُ مُغامِسٍ على مَخْلَفِهِ

(3)

، وذَهَبَ به إلى اليَمَنِ. ذَكَرْتُه تَخْمِينًا.

‌1569 - سُنْقُرُ، الزَّينُ أبو السَّعاداتِ، الرُّومِيُّ، الجَمالِيُّ

(4)

.

ناظِرُ

(5)

الخاصِّ يوسُفَ بنِ كاتِب جكم، شَقِيقُ شاهِينَ الآتي، وهذا أكبرُهما.

وُلِدَ تَقْرِيبًا في سَنَةِ خَمْسٍ وثلاثينَ وثمانِ مئة، وبينما هو وأخوه وهما صَغيران بحِذاءِ أُمِّهِما وهي تَخْبُزُ؛ فَمَدَّ هذا يَدَهُ ليَتَناوَلَ شَيْئًا مِنْ ذلك، فَضَرَبَتْهُ بِعُودٍ، فتأَلَّمَ وَبَكَى، وقال: إنْ شاءَ اللهُ يَأْخُذُنا المسلمون.

فما كان إلا شَهْرٌ إذ أُسِرا وأُمُّهُما حتى جِيءَ بهم إلى أَنْطاكِيَةَ، فاشتراهم بَعْضُ التُجارِ، وجَلَبَهُم إلى حَلَب، ثمَّ إلى مِصْرَ، وصارا إلى الجمال في سَنَةِ ثلاثٍ وخمسينَ، فتشاهَد، وَتَعَلَّمَ الكِتابَةَ، وقَرَأَ وَفَهِمَ واخْتَصَّ بِمَوْلاهُ، ولا زال يَتَرَقَّى حتى عَمِلَ بعدَ مَوْتِ أُسْتاذِه الشَّادِّية

(6)

سَنَةَ ثمانٍ وثمانينَ على عَمائِرِ السُّلْطانِ بِمَكَّةَ، ثمَّ في

(1)

جلبة: واحدة الجلاب، نوع من السفن التجارية في البحر الأحمر. "معجم الألفاظ التاريخية" ص:53.

(2)

الجديد ضد العتيق: اسم نهر أحدثه مروان بن أبي حفصة الشاعر باليمامة. "معجم البلدان" 2/ 115.

(3)

أي: ما تركه من أموال، كالخيل والسلاح.

(4)

"الضوء اللامع" 3/ 273.

(5)

في الأصل: ناضر، والتصويب من "الضوء اللامع".

(6)

الشادية: وظيفة تعني الناظر، أو المدير. "معجم الألفاظ التاريخية" ص 95.

ص: 242

أثنائِها أُضِيفَتْ له الحِسْبَةُ بها، وقَبْلَ ذلك كان يُشارِفُ مع أخيه لصلاحِ طَرِيقِ مَجْرَى الماءِ لِعَرَفَةَ وبازانَ

(1)

، مع عِمارَةِ مَسْجِدَيْ نَمِرَةَ والخيفِ وغَيْرِ ذلك، ثمّ لما حَصَلَ الحرِيقُ بالمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ رُسِمَ بِتَوَجُّهِهِ واسْتِصْحابِ مَنْ شاءَ

(2)

مِنَ العُمَّالِ معه، فَدَخَلَها في مَوْسِمِ سَنَةِ ستٍّ وثمانينَ، وشَرَعَ في ذلك، إلى أن وَرَدَ النَّاظِرُ على العَمائِرِ بالحرَمَيْنِ الشَّمْسِيُّ ابنُ الزَّمنِ بَرًّا في أثناءِ التي بعدَها، ومعه من الخَلْقِ الصُنَّاعُ والمُؤَنُ وغَيْرُ ذلك ممّا يُحتاجُ إليه، سِوَى ما جَهَّزَه في البَحْرِ، ثمّ عادَ هذا بعد انْقضاءِ جُلِّ الأَمْرِ لمَكَّةَ على الشادّيَة بالمَدْرَسَةِ وغيرِها والحِسْبَةِ، بحيث رَسَخَتْ قَدَمُه، ومَلَكَ بها وبِمِنَى الدُّورَ، ونَمَّى، وأَنْشَأَ بُسْتانًا بِأَسْفَلِ حِرَاءَ، وَتُرْبَةً بالمَعْلاةِ، وصارَتْ له دُرْبَةٌ وَخِبْرَةٌ بالعَمائِرِ، بَلْ وباشَرَ الحِسْئةَ بالدِّيارِ المِصْرِيَةِ نِيابَةً عن خجداشةَ

(3)

يشبك الجماليِّ، كلُّ ذلك مع عَقْلٍ وأَدَب، وتَأَنٍّ وتَواضُعٍ، وتَوَدُّدٍ ومُداراةٍ واحْتِمالٍ، بحيث أَكْثَرَ مِنَ التَّرَدُّدِ إليَّ بِمَكَّةَ وغيرِها، وسَمِعَ مِنِّي المُسَلْسَلَ، و"حَدِيثَ زُهَيْرٍ العشارِيِّ"، ووَصَفْتُه في "ثَبَتَ وَلَدِهِ محمَّدٍ" بالأميريِّ، الكَبِيرِيِّ،

(1)

قال في "القاموس المحيط": بزن: والأبزن: حوض يغتسل فيه، وقد يتخذ من نحاس، معرب، وأهل مكة يقولون: بازان للأبزن الذي يأتي إليه ماء العين عند الصفا.

ورأيت بعض العلماء العصريين أثبت وصحح في بعض كتبه هذا اللحن، فقال: وعين بازان من عيون مكة. فنبهته فتنبه. وانظر "تاج العروس": بزن، ففيه توضيح.

(2)

في المخطوطة: من شاء الله.

(3)

الخشداش: فارسي معناه: الزميل في الخدمة، والخشداشية: أمراء نشأوا مماليك عند سيد واحد، فنبتت بينهم رابطة الزمالة. "معجم الألفاظ التاريخية" ص 68.

ص: 243

المُشِيرِيِّ، الفاضِليِّ، الكامليِّ، الأوحَدِيِّ، الأمْجَدِيِّ، حَبِيبِ العلماءِ والصالحينَ، ونَسِيبِ الأَجِلَّاءِ المُعْتَمَدِينَ، الفائِقِ بِتَدَبُّرِهِ وتَعَقُّلِهِ، والرائِقِ بِتَوَدُّدِهِ وتَوَسُّلِهِ، مَنْ نُدِبَ في الأيّامِ الأَشْرَفِيَّةِ لخِدْمَةِ الحرمين، وانتَصَبَ لِما تَقَرُّ به من أَحِبَّائِه العَيْنُ.

ومع عَقْلِه فلم يَعْدَم مَنْ يُفْسِدُ عليه مالًا كبيرًا بحُجَّةِ الكِيمْيَا، وصارَ مَقْصودًا منهم بذلك، ولم يَحْصل منه على طائِلٍ، ولما حَجَّ السُّلْطانُ أَنْعَمَ عليه بمئتيْ دينارٍ وإقْطاعٍ، ومع ذلك فهو مُتَوَسِّطٌ في مَعيشَتِه، مائِلٌ إلى التَّقَنُّعِ وعَدَمِ الهَرَجِ مع الخِبْرَةِ، واستَمَرَّ على طريقَتِه حتَّى مات في ليلةِ الخميسِ سادسِ جُمادى الثانية سَنَةَ اثنتينِ وتِسْع مئة، وكَثُرَ الأَسَفُ عليه والثناءُ، وخَلَّفَ وَلَدًا، باذل صرد

(1)

، وعُمْرُه نحوَ ثمانية عشرة سَنَةً، وابنةً، رحمه الله وعفا عنه.

‌1570 - سُنَين، بالتصغير، أبو جَمِيلَةَ، السّلميُّ، ويقال: الضَّمْرِيُّ

(2)

.

قيل: اسم أبيه واقِدٌ. حكاه ابنُ حِبَّانَ

(3)

. وقيل: فرقد.

ورَوَى البخاريُّ

(4)

من طريقِ الزُّهْرِيِّ عن أبي جَميلَةَ أنّه حَجَّ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وفي "صَحيحِ البخاريّ"

(5)

تَعْلِيقًا أنَّه شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ، وذَكَرَ قِصَّتَه مع عُمَرَ في

(1)

الصُّرد: الخالصُ من كل شيء. "القاموس": صرد.

(2)

"المؤتلف والمختلف"، للدارقطني 3/ 1259، و"الإكمال" 2/ 3777، و "توضيح المشتبه" 2/ 161.

(3)

"الثقات" 3/ 178.

(4)

كتاب المغازي، باب: من شهد الفتح، 4/ 1564.

(5)

الموضع السابق.

ص: 244

المَنْبوذِ، وأنَّ عريفَهُ شَهِدَ عند عُمَرَ أنَّه رَجُلٌ صالِحٌ. وَوَصَلَهُ مالِكٌ

(1)

.

وله رِوايَةٌ أيضًا عن أبي بَكْرٍ وعُمَرَ. وعنه: الزُّهْرِيُ. وذَكَرَه مسلمٌ

(2)

في الطبقةِ الأُولَى مِنْ تابِعِي المَدَنِيِّينَ، وكذا ذَكَرَه ابنُ سَعْدٍ

(3)

في الطبقةِ الأُولَى من التَّابِعينَ، وقال: له أحاديثُ. وقالَ العِجليُّ

(4)

: تابِعِيٌّ ثِقَةٌ. وهو في "الإصابةِ"

(5)

.

‌1571 - سَهْلُ بنُ أبي أُمامَةَ أَسْعدَ بنِ سَهْلِ بنِ حُنَيف، الأنصاريُّ، الأَوْسِيُّ، المَدَنِيُّ

(6)

.

أَحَدُ التَّابِعينَ، وأخوه محمَّدٌ الآتي. ذَكَرَه مسلمٌ

(7)

في رابعةِ تابِعِي المَدَنِيِّينَ، وهو يَرْوِي عن: أبيه، وأَنَسٍ، وعنه: عبدُ الرَّحمن بنُ شُرَيح الإسْكَنْدَرَانِيُّ، وسَعِيدُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ أبي العَمْياءِ، وخالِدُ بنُ حُميدٍ المَهْرِيُّ، وعيسى بنُ عُمَرَ القاريّ، ويَزِيدُ

(8)

بنُ أبي حَبِيبٍ. وَوَثَّقَه ابنُ مَعِينٍ

(9)

، والعِجْليُّ

(10)

، وابنُ حِبَّانَ

(11)

،

(1)

"الموطأ" 2/ 738.

(2)

"الطبقات" 1/ 228 (622).

(3)

"الطبقات الكبرى" 5/ 63.

(4)

"معرفة الثقات" 2/ 438.

(5)

"الإصابة" 2/ 85.

(6)

"تاريخ خليفة" 247، و"تهذيب الكمال" 12/ 171، و"تهذيب التهذيب" 3/ 534.

(7)

"الطبقات" 1/ 263 (1028).

(8)

في الأصل: زيد، والمثبت من مصادر الترجمة.

(9)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 144.

(10)

"معرفة الثقات" 2/ 439.

(11)

"الثقات" 4/ 320.

ص: 245

وآخرونَ، وخَرَجَّ له مسلمٌ

(1)

وغيرُه. مات بإسْكَنْدَرِيَّةَ في حُدُودِ العِشْرِينَ ومئة.

‌1572 - سَهْلُ بنُ بَيْضاءَ

(2)

.

وهي أُمُّه، واسمُها: دَعْدُ ابنةُ جَحْدَمَ بنِ عَمْروِ بنِ عابِدٍ، الفِهْرِيَّةُ، واسمُ أبيه: وَهْبُ

(3)

بنُ رَبِيعَةَ بنِ هِلالِ بنِ مالِكِ بنِ ضَبَّةَ بنِ الحارِثِ بنِ فِهْرٍ، القُرَشِيٌّ، الفِهْرِيُّ. ماتَ هو وأخوه سُهَيْلٌ بالمدينةِ، وصلَّى عليهما النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في المَسْجِدِ، ويُقال: إنَّ سَهْلًا إنما ماتَ بعدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. وقيل: سَنَةَ ثَمانٍ وثلاثينَ. والمُعْتَمَدُ الأوَّلُ، وأنّه تُوُفِّيَ مَرْجعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ تَبوكَ. في "الإصابةِ"

(4)

، و" الفاسِيِّ"

(5)

.

‌1573 - سَهْلُ بنُ حارِثَةَ بنِ سَهْلٍ، الأنصاريُّ، المَدَنيُّ

(6)

.

يَرْوِي المراسِيلَ، وعنه: سَعْدُ بنُ إسحاقَ بنِ كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثِقاتِه"

(7)

، وهو في أوَّل "الإصابةِ"

(8)

، فقال: ذَكَرَه ابنُ أبي عاصِمٍ في "الآحادِ"

(9)

، ورَوَى مِنْ طريقِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عن سَعْدِ بنِ إسحاقَ بنِ كَعْبِ بنِ

(1)

كتاب الإمارة، باب: استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى 3/ 1517 (1909).

(2)

"الاستيعاب" 2/ 92.

(3)

في الأصل: وهيب، والمثبت من مصادر الترجمة.

(4)

"الإصابة" 2/ 85.

(5)

"العقد الثمين" 4/ 623.

(6)

"الاستيعاب" 2/ 97.

(7)

"الثقات" 4/ 321.

(8)

"الإصابة" 2/ 85.

(9)

"الآحاد والمثاني" 4/ 179 (641).

ص: 246

عُجْرَةَ، عنه قال: شَكَى قَوْمٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنهم سكنوا دارًا وهم ذوو عدد، فقلُّوا. فقال:"فهلا تركتموها ذميمة". قَالَ ابنُ مَندهْ: لا تصحُّ صحبته، وعدادُه في التابعين. وكذا ذكرَه في التَّابعين ابنُ حِبَّانَ

(1)

، ونقل ابنُ الأثير

(2)

عن أبي عليٍّ الغسَّانيِّ، عن ابن القدَّاحِ أنَّ حارثة بن سهلِ والدَ هذا شهد أُحدًا والمشاهد، وكذا ولدُه سهلٌ. وقال نحوَه ابنُ ماكولا

(3)

، وزاد: ولسهلٍ عقبٌ بالمدينةِ وبغدادَ.

وأخرجَ الحديث المذكورَ أبو نُعَيْمٍ

(4)

مِن طريق أبي ضمرة، عن سعد بن إسحاق

(5)

، فقال فيه: سلمة بن جارية. فاختلف في اسمه على سعد.

‌1574 - سَهْلُ بنُ أبي حَثْمَة بنِ ساعدةَ بنِ عامرِ بنِ لُؤَيِّ بنِ عَدِيِّ بنِ جُشَمَ بن مَجْدَعةَ بنِ حارثةَ بنِ الحارثِ بنِ الخزرجِ، أبو عبدِ الرَّحمن، وأبو محمَّدٍ، وأبو يحيى، الحارثيُّ، النَّجَّاريُّ، الأنصاريُّ، الخزرجيُّ، المدَنيُّ

(6)

.

معدودٌ في أهلِها، واسمُ أبيه عبدُ الله، وقيل: عامر. وأمُّه أمُّ الرَّبيعِ ابنةُ أسلمَ بنِ حُرَيش، صحابيٌّ. قالَ أبو حَاتِمٍ

(7)

: كان دليلَ النَّبي صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُحدٍ، وشهدَ المشاهدَ كلَّها سوى بدرٍ، حدَّثني بذلك رجلٌ من ولده.

(1)

"الثقات" 4/ 321.

(2)

"أسد الغابة" 2/ 467.

(3)

"الإكمال" 2/ 7.

(4)

"معرفة الصحابة" 3/ 1318 (1193)، وفيه: سهل بن جارية.

(5)

قال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 100: أبو ضمرة عن سعد بن إسحاق، مرسلٌ.

(6)

"الإصابة" 2/ 86.

(7)

"الجرح والتعديل" 4/ 200.

ص: 247

وأمَّا الواقديُّ فقال: توفي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وله ثماني سنين. والأوَّلُ غلط، ولذا قالَ ابنُ مَندهْ: قولُ الواقديِّ أصحُّ. وبه جزمَ ابنُ حِبَّانَ

(1)

، وأبو جعفرٍ الطَّبريُّ

(2)

، وابنُ السَّكن، وأبو أحمدَ الحاكمُ وغيرهم.

ومنهم مَن عيَّنَ مولدَه سنةَ ثلاثٍ من الهجرة، والذي كانَ الدَّليلَ إلى أُحُدٍ أبوه. روى عنه: من الصَّحابة: محمَّدُ بنُ مَسْلَمة، وأبو ليلى الأنصاريان، وابنه محمَّدٌ، وابنُ أخيه محمَّدُ بنُ سُلَيمان، وصالحُ بنُ خَوَّاتٍ، وبُشَير بن يَسَار، وعُروة بن الزُبير، ونافع بن جُبَير، وآخرون، وخرَّج له الستة، وذُكر في "التهذيب"

(3)

، وتوفي ظنًّا. في خلافة معاوية بالمدينة، وروايةُ الزُّهريِّ عنه مُرسَلةٌ.

‌1575 - سَهْلُ بنُ حُنَيفِ بنِ واهبِ بنِ عُكَيمِ بنِ ثعلبةَ بنِ الحارثِ بنِ مَجْدعةَ بنِ عمروِ بنِ عوفِ بنِ مالكِ بنِ عمروِ بنِ مالكِ بن عمروِ بنِ مالكِ بنِ أوسِ

(4)

، أبو سعيدٍ، الأنصاريُّ، الأوسيُّ

(5)

.

والدُ أبي أمامةَ، وأخو عثمانَ، له عقبٌ بالمدينة، لكنَّه ممَّن سكنَ الكوفة، وذكرَه مسلمٌ

(6)

فيهم، وماتَ فيها بعدَ صِفِّين سنةَ ثمانٍ وثلاثين، وصلَّى عليه عليٌّ، فإنَّه

(1)

"الثقات" 3/ 169.

(2)

"تاريخ الطبري" 2/ 401، و 3/ 153.

(3)

"تهذيب الكمال" 12/ 177، و "تهذيب التهذيب" 3/ 536.

(4)

يوجد اختلاف كبير بين المصادر في نسب سهل بن حنيف.

(5)

"الثقات" 3/ 169.

(6)

"الطبقات" 1/ 172 (247).

ص: 248

كان معه، وكبَّر عليه أربعًا أو ستًا

(1)

، وقال لمن أنكر عليه كونها ستًا: إنَّه بدريٌّ.

وكان عليٌّ لمَّا خرجَ يريد العراق استخلفَه على المدينة، ثمَّ عزله، واستجلبه إلى نفسه، وقد كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين عليٍّ، وثبتَ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ أُحُدٍ، وبايعه على الموتِ، وجعلَ ينضحُ يومئذٍ بالنَّبلِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله

(2)

: "أنبلوا سهلًا فإنه سهل". وقد خرَّجَ له الجماعة، وهو في "التهذيب"

(3)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(4)

.

وقالَ يومَ صِفِّينٍ

(5)

: أيُّها النَّاسُ، اتَّهموا رأيَكم؛ فإنَّا واللهِ ما وضعْنا سيوفَنا على عواتقِنا معَ رسولِ اللهِ لأمرٍ يُفظعنا إلا أسهلنَ بنا إلى أمرٍ نعرفُه إلا أمرَنا هذا.

‌1576 - سَهْلُ بنُ رُوميِّ بنِ وَقشِ بنِ زُغبةَ، الأنصاريُّ، الأشهليُّ.

قُتلَ يومَ أُحُدٍ شهيدًا. ذكره الواقديُّ

(6)

ثمَّ ابنُ عبدِ البرِّ

(7)

، وشيخُنا في

(1)

مصنف ابن أبي شيبة 7/ 264 (11553) عن عبد الله بن معقل بن مقرن، و"مصنف عبد الرزاق" 3/ 481 (6403).

(2)

"المستدرك على الصحيحين"، ذكر مناقب سهل بن حنيف، 3/ 462.

(3)

"تهذيب الكمال" 12/ 184، و "تهذيب التهذيب" 3/ 538.

(4)

"الإصابة" 2/ 87.

(5)

أخرجه البخاري في المغازي، باب: غزوة الحديبية (4189)، ومسلم في كتاب الجهاد والسير، باب: صلح الحديبية 3/ 1412 (95).

(6)

نقله عنه في "التمهيد" و"الإصابة"، ولم أقف عليه في المغازي.

(7)

"التمهيد" 2/ 664.

ص: 249

"الإصابة"

(1)

.

‌1577 - سَهْلُ بنُ سعدِ بنِ مالكِ بنِ خالدِ بنِ ثعلبةَ بنِ حارثةَ بنِ عمروِ بنِ الخزرجِ بنِ ساعدةَ بنِ كعبِ بنِ الخزرجِ، أبو العبَّاسِ، السَّاعديُّ، الأنصاريُّ

(2)

.

صحابيٌّ ابنُ صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ

(3)

في المدنيين، وكانَ اسمه حَزْنًا، فغيَّره النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بسهلٍ، روى عن: النَّبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أُبيِّ بنِ كعبٍ، وغيره، وعنه: ابنُه عبَّاس

(4)

، والزُهريُّ، وأبو حازمٍ الأعرجُ، وآخرون. ماتَ بالمدينةِ سنةَ إحدى وتسعين كما للجمهور، وقيل: ثمان وثمانين. وكانَ آخرَ الصَّحابةِ بها موتًا، وقد قارب المئة، فإنَّه شهدَ المتلاعنينِ عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وله خمسَ عشرةَ سنةً، وتزوَّجَ خمسَ عشرةَ امرأةً، بل رُوي أنَّه حضرَ وليمةً فيها تسعةٌ مِن مُطلَّقاتِه، فلمَّا خرجَ وقفن له، وقُلْن: كيف أنت يا أبا العباس؟. وخرَّج له الستة، وذُكر في "التهذيب"

(5)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(6)

.

- سهلُ بنُ عبيدِ بنِ قيسٍ، الأنصاريُّ.

يأتي قريبًا في: سهلِ بنِ مالكٍ. (1584)

(1)

"الإصابة" 2/ 87.

(2)

"تاريخ خليفة" 303، والتاريخ الكبير" 4/ 97.

(3)

"طبقات مسلم" 1/ 155 (118).

(4)

في المخطوطة: ابن عباس.

(5)

"تهذيب الكمال" 12/ 188، و "تهذيب التهذيب" 3/ 539.

(6)

"الإصابة" 2/ 88.

ص: 250

‌1578 - سهلُ بنُ عَدِيِّ بنِ زيدِ بنِ عامرِ بنِ عَمروِ بنِ [جُشَمَ]

(1)

بنِ الحارثِ بنِ الخزرجِ، الأنصاريُّ

(2)

.

قُتلَ يومَ أُحُدٍ شهيدًا. قالَه ابنُ عبدِ البَرِّ

(3)

.

‌1579 - سَهْلُ بنُ عَمروِ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ وَدٍّ، العامريُّ

(4)

.

أخو سهيلٍ الآتي، والسَّكرانِ الماضي، مِن مُسلمةِ الفتحِ، ماتَ في خلافةِ أبي بكرٍ، أو صدرِ خلافةِ عمرَ. وقالَ الكاشْغَريُّ

(5)

: في آخرها، وله عقبٌ بالمدينةِ ودارٌ. ذكرَه في "الإصابة"

(6)

، والفاسيُّ

(7)

، وزوجتُه صفيةُ ابنةُ عمرٍو.

‌1580 - سَهْلُ بنُ عَمْرو، الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ.

له ذِكرٌ في حديثِ الهجرةِ. قالَ ابنُ إسحاقَ

(8)

: وبركَتِ النَّاقةُ على بابِ المسجد، وهو يومئذٍ مِرْبَد

(9)

لغلامين يتيمين من بني النَّجَّارِ، يقال لهما: سهلُ وسُهيلٌ ابنا

(1)

في الأصل: جثيم.

(2)

"الإصابة" 2/ 89.

(3)

"الاستيعاب" 2/ 94.

(4)

"الإصابة" 2/ 89.

(5)

إبراهيمُ بنُ عثمانَ الكاشغريُّ، الحنفيُّ، مسند العراق، درَّس بالمسنصرية ببغداد، طال عمره، وتكاثرت عليه الطلبة، وكان يحدِّث بالأجرة، توفي سنة 645 هـ. "سير أعلام النبلاء" 23/ 148، و"الوافي" 6/ 55.

(6)

"الإصابة" 2/ 89.

(7)

"العقد الثمين" 4/ 622.

(8)

"السيرة النبوية" لابن هشام 3/ 23.

(9)

المربد: الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم. "النهاية في غريب الأثر" 2/ 182.

ص: 251

عمرو، في حَجْرِ معاذِ بنِ عفراءِ. وقالَ موسى بنُ عُقبةَ عن ابنِ شهابٍ: في حَجرِ أسعدَ بنِ زُرارةَ. فلعلَّهما كانا تحتَ حَجرهما معًا. ووقع في "الصحيح"

(1)

قولُه صلى الله عليه وسلم: "يا بني النَّجَّارِ ثامنوني". ذكرَه في "الإصابة"

(2)

.

‌1581 - سهلُ بنُ عَمرو

(3)

، أبو يزيدَ

(4)

.

ماتَ بالمدينة

(5)

.

‌1582 - سَهْلُ بنُ قيسِ بنِ أبي كعبِ

(6)

بنِ القَينِ بنِ كعبِ بنِ سوادِ بنِ كعبِ بنِ سَلِمةَ، الأنصاريُّ، الخزرجيُّ، السَّلِميُّ.

بدريٌّ، ذكرَه ابنُ إسحاق

(7)

فيمن استُشهدَ بأُحُدٍ، وهو صاحبُ القبرِ المعروفِ به، وأمُّه نائلةُ ابنةُ سلامةَ بنِ وَقشٍ، الأشهلية. قالَ ابنُ سعدٍ

(8)

: وبقيَ مِن عقبِه رجلٌ وامرأةٌ. ذكرَه في "الإصابة"

(9)

.

(1)

"صحيح البخاري" كتاب: مناقب الأنصار، باب: مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة (3932)، ومسلم، باب ابتناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، 1/ 373 (524).

(2)

"الإصابة" 2/ 89.

(3)

بعد قوله: عمرو فراغٌ بمقدار ثلاث كلمات، وكلمة كذا.

(4)

بعد قوله زيد فراغٌ بمقدار كلمة، وكلمة: كذا.

(5)

لم أقف على ترجمته.

(6)

في الأصل: بن أبي بن كعب، والمثبت من مصادر الترجمة.

(7)

"السيرة النبوية" 4/ 83.

(8)

"الطبقات الكبرى" 3/ 581.

(9)

"الإصابة" 2/ 90.

ص: 252

‌1583 - سهلُ بنُ قيسٍ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ.

استُشهدَ يومَ أُحُدٍ، فكانَ ضجيعَ حمزةَ بنِ عبدِ المطَّلبِ

(1)

، وهو جدُّ طالبِ بنِ حبيبِ بنِ عمروِ بنِ سهلٍ الآتي، الذي يقالُ له لذلك: طالبُ ابنُ الضَّجيع. وهو في "الإصابة"

(2)

حوالةً على عمروِ بنِ سهلِ

(3)

بنِ قَيسٍ، بل قال: وأظنُّه الذي قبلَه.

‌1584 - سَهْلُ بنُ مالكِ بنِ عُبَيدِ بنِ قيسٍ، الأنصاريُّ، ويقال: بدون مالكٍ.

ذكرَه ابنُ عبدِ البرِّ

(4)

، وقال: لا يصحُّ واحدٌ منهما.

قال: ويقال: إنَّه حجازيٌّ، سكنَ المدينةَ، ومدارُ حديثِه على خالدِ بنِ عمروٍ، وهو متروكٌ. حكى هذا شيخُنا في سهلِ بنِ مالكِ بنِ أبي كعبِ بنِ القينِ الأنصاريِّ، أخي كعبٍ الشَّاعرِ، وأطال في حكايةِ الخلافِ والإشارةِ لما وقعَ فيه مِن الغلطِ، بما يُراجع من "الإصابة"

(5)

.

- سهلُ بنُ وهبِ بنِ ربيعةَ.

مضى في: سهلِ بنِ بيضاءَ. (1572)

‌1585 - سَهْلٌ، أبو حَرِيزٍ، المدَنيُّ، مولى المغيرةِ بنِ أبي الغيثِ بنِ حُمَيدِ بنِ عبدِ

(1)

" أخبار المدينة" لابن شبة 1/ 120.

(2)

"الإصابة" 2/ 90.

(3)

في "الإصابة": سهيل.

(4)

"الاستيعاب" 2/ 98.

(5)

"الإصابة" 2/ 90.

ص: 253

الرَّحمنِ بنِ عوفٍ. ويُقَال له أيضًا: مولى الزُّهريِّ

(1)

.

يروي عن: الزُّهريِّ العجائبَ، وعليِّ بنِ زيدِ بنِ جُدْعانَ، ومحمَّدِ بن عمروِ بنِ علقمةَ، وآخرين، وعنه: عبدُ الغفَّارِ بنُ داودَ الحرَّانيُّ، والعبَّاسُ بنُ طالبٍ، وحسَّانُ بنُ غالبٍ، وسعيدُ بنُ عُفَير، ويحيى بن بُكَير، ومُؤَمَّلُ بنُ عبد الرَّحمنِ الثَّقفيُّ، وغيرُهم. وفيه ضعفٌ، وهو في "الميزان"

(2)

.

‌1586 - سهلُ بنُ فلانِ بنِ عُبادةَ، الأنصاريُّ، الخَزرجيُّ، ابنُ أخي سعدِ بنِ عُبادةَ.

منعَ عمَّه سعدَ بنَ عُبادةَ لمَّا قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

(3)

: "خيرُ دورِ الأنصارِ بنو النَّجَّارِ". من معارضةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في مقالِه. ذكرَه شيخُنا في "الإصابة"

(4)

.

‌1587 - سهلٌ الأنصاريُّ.

روى ابنُ شبَّةَ في "أخبار المدينة"

(5)

من طريقِ الوليدِ [بنِ]

(6)

أبي سندرٍ الأسلميِّ

(1)

"المجروحين" 1/ 442، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 2/ 27، و "لسان الميزان" 4/ 208.

(2)

"ميزان الاعتدال" 2/ 241.

(3)

أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب: فضل دور الأنصار (3789)، ومسلم في كتاب الفضائل، باب: معجزات النبيِّ صلى الله عليه وسلم 4/ 1785 (1392).

(4)

"الإصابة" 2/ 91.

(5)

"أخبار المدينة" 1/ 37.

(6)

ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

ص: 254

عن يحيى بن سهل الأنصاري، عن أبيه أنَّ هذه الآيةَ نزلتْ في أهلِ قُباء؛ كانوا يغسلون أدبارَهم مِن الغائطِ {فِيهِ رِجَالٌ} الآية

(1)

. ذكرَه في "الإصابة"

(2)

.

‌1588 - سهمُ بنُ يزيدَ، الحمراويُّ، المِصريُّ

(3)

.

يروي عن: المدنيين، وعمرَ بنِ عبدِ العزيز، وعنه: حيوةُ بنُ شُريحٍ. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"

(4)

، وكتبتُه تخمينًا.

- سهلُ بنُ بيضاءَ. (1571).

في: ابن وهب قريبًا، وكذا ابنُ دعدِ هو ابنُ بيضاء، والبيضاءُ لقبٌ لها.

‌1589 - سُهيلُ بنُ أبي صالحٍ ذكوانَ، أبو يزيدَ، المدَنيُّ

(5)

.

مِن أهلها، ويُعْرَف بالسَّمَّان، أخو صالحٍ، ومحمَّدِ، وعبدِ الله، وعبَّاد.

وهو مولى جويريةَ ابنةِ الأَحْمَسِ الغطفانيةِ. سمعَ: أباه، والحارثَ بنَ مُخَلَّد، وعبدَ اللهِ بنَ دِينار، والزُّهريَّ، وسعيدَ بنَ يسارِ، والنُّعْمَانَ بنَ أبي عَيَّاشٍ، وعطاءَ بنَ يزيد، وجماعةَ، كابنِ المُسيَّبِ. وعنه: ابنُ جُرَيجِ، والسُّفيانان، ومالكٌ، وفُلَيحٌ، والدَّرَاوَرْدِيُّ، وأبو عَوَانة، وأبو معاوية، وابنُ إدريس، وخالدُ بنُ عبد الله، وخلقٌ.

(1)

سورة التوبة: 108.

(2)

"الإصابة" 2/ 91.

(3)

"التاريخ الكبير" 4/ 194، و"الجرح والتعديل" 4/ 291.

(4)

"الثقات" 6/ 430.

(5)

"الطبقات الكبرى" 6/ 226، و"التاريخ الكبير" 4/ 104، و"الميزان" 2/ 242.

ص: 255

وهو صدوقٌ، احتجَّ به مسلمٌ

(1)

، وروى له البخاريُّ مقرونًا

(2)

.

وقالَ النَّسائيُّ: هو خيرٌ مِن كلٍّ مِن فُلَيحٍ، وحُسَينٍ المُعَلِّم، وابنِ اليَمَان، وإسماعيلَ بنِ أبي أُوَيسٍ، ويحيى بن بُكَير. وقالَ أحمدُ

(3)

: ما أصلحَ حديثَه! هو أثبتُ مِن محمَّدِ بنِ عمروٍ. ولكن قالَ يحيى القطَّانُ: محمَّدٌ أحبُّ إلينا منه. وقالَ النَّسائيّ وغيره: ليس به بأس. ووثَّقه العِجليُّ

(4)

وغيره. وقالَ أبو حَاتِمٍ وابنُ مَعِينٍ

(5)

: لا يحتج به. وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(6)

: يخطئ.

وذكره العُقيليُّ في "الضعفاء"

(7)

، وقالَ بعضُ الحفَّاظِ: ما نقموا منه إلا أنَّه مرضَ، ونسيَ بعضَ حديثه. ماتَ سنةَ أربعين ومئةٍ، أو قبلها بيسيرٍ، في ولاية أبي جعفر. وهو في "التهذيب"

(8)

.

‌1590 - سُهَيلُ بنُ [أبي]

(9)

سُهَيلٍ، المدَنيُّ، العابدُ

(10)

.

(1)

كتاب الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها 1/ 175 (188)، وغيره.

(2)

كتاب العلم، باب: هل يُجعل لنساء يومٌ على حدة في العلم (101)، وقرنه بأب حازم.

(3)

"العلل" 2/ 500.

(4)

"معرفة الثقات" ص 440.

(5)

"تاريخ ابن معين"، رواية الدوري 1/ 135.

(6)

"الثقات" 6/ 417.

(7)

"الضعفاء" 2/ 154.

(8)

"تهذيب الكمال" 12/ 223 و"تهذيب التهذيب" 3/ 549.

(9)

ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

(10)

"الجرح والتعديل" 4/ 199.

ص: 256

عن: أبيه عن عائشة. وعنه: عمروُ بنُ الحارث. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"

(1)

.

- سهيلُ بنُ أبي صالحٍ.

في: ابن ذكوان قريبًا. (1589)

‌1591 - سهيلُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، الزُّهريُّ، المدَنيُّ

(2)

.

أخو إبراهيم ومصعب.

‌1592 - سهيلُ بنُ عَمروِ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عَبْدِ وُدِّ بنِ نصرِ بنِ مالكِ بنِ حِسْلِ بنِ عامرِ بنِ لُؤَيٍّ، أبو يزيدَ، القرشيُّ

(3)

.

والدُ أبي جندلٍ، وأمُّه حُبَّى

(4)

ابنةُ قيسِ بن ضَبِيْس

(5)

بنِ ثعلبةِ بنِ خُزَاعة.

مكيٌّ، انتقلَ إلى المدينةِ، وخرجَ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى حُنينٍ وهو مشركٌ، وهو الذي مشى في صلحِ الحُديبية، ثمَّ أسلمَ بالجِعِرّانة، وكانَ من المؤلَّفةِ قلوبُهم، حَسُنَ إسلامُه، وقامَ خطيبًا بمكَّةَ عندَ الوفاةِ النَّبويَّةِ بنحوِ خطبةِ أبي بكرٍ الصِّدِّيق، فسَكَّنَهم، وكانَ خطيبَ قريشٍ، وخرجَ إلى الشَّامِ في خلافةِ عمرَ غازيًا، وماتَ بها

(1)

"الثقات" 6/ 419.

(2)

لم أقف له على ترجمة مستقلة، وله ذكر في ابنه الحسن وعبد المجيد.

(3)

"الثقات" 3/ 171، و"الاستيعاب" 2/ 108.

(4)

في الأصل: لبنا، والمثبت من "الطبقات" الكبرى 4/ 204، و"الثقات" 3/ 171، و"العقد الثمين" للفاسي 4/ 624.

(5)

في الأصل (حبيس) والمثبت من المراجع السابقة.

ص: 257

في طاعونِ عَمْواس

(1)

سنةَ ثمان عشرة. وقيل: بل استُشهدَ يومَ اليرموك، وإنَّه كان أميرًا على كُرْدُوسٍ

(2)

يومَ اليرموك. وقيل: إنَّه ماتَ سنةَ خمسَ عشرةَ. وكانَ سَمحًا جوادًا فصيحًا، كثيرَ الصَّلاةِ والصَّومِ والصَّدقة، كثيرَ البكاء عندَ قراءةِ القرآن، ويقال: إنَّه صامَ وقامَ حتَّى شحبَ وتغيَّر، وطوَّل في "الإصابة"

(3)

ترجمته.

‌1593 - سهيلُ بنُ عَمروٍ، صاحبُ المِرْبد.

مضى مع أخيه سهل. وزعمَ ابنُ الكلبيِّ أنَّ هذا قُتلَ بصِفِّين معَ عليٍّ. قاله في "الإصابة"

(4)

.

‌1594 - سهيلُ بنُ قيسِ بنِ أبي كعبٍ، الأنصاريُّ

(5)

.

ابنُ عمِّ كعبٍ. ذكرَ ابنُ الكلبيِّ

(6)

أئه شهدَ بدرًا. وقد مضى سهلٌ بالتكبير؛ فيحتملُ أنْ يكونَ أحدُهما تحرَّفَ، أو هما أخوان.

‌1595 - سُهَيلُ بنُ وَهْبِ بنِ ربيعةَ بنِ هلالِ بنِ مالكِ بنِ ضَبَّة بنِ الحارثِ

بن

(1)

قال في "العباب الزاخر": عمواس -بسكون الميم- كورة من فلسطين، وأصحاب الحديث يحركون الميم، وإليها ينسب الطاعون

وضبطها في المغرب و"معجم ما استعجم" 3/ 971 بفتح الميم.

(2)

الكُردوس: الخيل العظيمة، وقيل: القطعة من الخيل العظيمة. والكراديس: الفرق منهم.

"لسان العرب": كردس.

(3)

"الإصابة" 2/ 93.

(4)

"الإصابة" 2/ 93.

(5)

"الإصابة" 2/ 94.

(6)

"نسب معد" 1/ 431.

ص: 258

فِهْرِ، القُرشيُّ، الفِهريُّ، ويقالُ له: سُهيلُ بنُ بيضاء

(1)

.

والبيضاءُ أمُّه، وهو لقبٌ لها، واسمها دعدٌ. صحابيٌّ، وهو أخو سهلٍ الماضي. ووقعَ في بعض طرقِ حديثِه عند أحمد

(2)

أنَّه عبدريٌّ. وفي "المسند"

(3)

أيضًا مِن رواية محمَّدِ بنِ إبراهيمِ التَّيميِّ، عن سهيلِ بنِ بيضاءَ قال: نادى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا رديفُه: "يا سهلُ بنَ بيضاءَ، إنَّه مَنْ قال: لا إلهَ إلا الله أوجبَ اللهُ له بها الجنَّةَ، وأعتقَه من النَّار". وفي روايةٍ أُدْخلَ بين محمَّدِ بنِ إبراهيمِ وسهيلٍ

(4)

سعيدُ بنُ الصَّلتِ.

أسلمَ قديمًا، وهاجرَ إلى الحبشة، ثمَّ رجعَ فهاجرَ مِن مكةَ إلى المدينةِ، وشهدَ بدرًا، وغيرَها، ماتَ في عهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ سنةَ تسع، فصلَّى عليه في المسجد.

قالَ أنسٌ

(5)

: كانَ مِن أسنِّ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، وسهيلُ بنُ بيضاء. روى عنه: سعيدُ بن المُسيِّبِ مرسلًا. وله ذكرٌ في حديثِ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ. وهو في "الإصابة"

(6)

، والفاسيِّ

(7)

.

(1)

"الإصابة" 2/ 91.

(2)

"المسند" 3/ 467.

(3)

"المسند" 3/ 466، ح 15877.

(4)

يوجد في الأصل في قوله (سهيل) كلمة (بن) وهي مقحمة هنا.

(5)

ذكره في "الاستيعاب" 2/ 668.

(6)

"الإصابة" 2/ 91.

(7)

"العقد الثمين" 4/ 630.

ص: 259

‌1596 - سَوادُ بنُ غَزِيَّةَ الأنصاريُّ

(1)

.

مِن بني عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ، وقيل: سَوادةُ. وقيل: إنَّه بَلَويٌّ، حليفُ الأنصار. والمشهورُ فيه التَّخفيفُ، وحَكى السُّهيليُّ التَّشديد

(2)

. شهدَ بدرًا، وأمَّره النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على خيبر، فقدمَ عليه بتمرٍ جَنِيبٍ. الحديثَ

(3)

. وهو في "الصحيحين"

(4)

غيرُ مسمَّى، ذكرَه شيخنا في "الإصابة"

(5)

.

‌1597 - سُودُون، المحمَّديُّ

(6)

.

رأيتُ مَن وصفَه بناظرِ الحرمينِ، وما علمتُ مستنَدهُ في المدينةِ خاصَّةً.

‌1598 - سُوَيبقُ بنُ حاطبِ بنِ الحارثِ بنِ حاطبِ بنِ هَيشةَ، الأنصاريُّ.

قُتلَ يومَ أُحُدٍ

(7)

، ذكرَه ابنُ عبدِ البَرِّ

(8)

، ثمَّ شيخُنا

(9)

، وقال: هو سبيعٌ الماضي

(1)

"الاستيعاب" 2/ 122

(2)

قال السهيلي في "الروض الأنف" 3/ 67: سواد هذا بتخفيف الواو، وكلُّ سَوادٍ في العرب فكذلك، بتخفيف الواو.

(3)

أخرجه الدارقطني في "السنن"، كتاب البيوع 3/ 17.

(4)

أخرجه البخاري في البيوع، باب: إذا أراد بيع تمرٍ بتمرٍ خيرِ منه (2201)، ومسلم في المساقاة، باب: بيع الطعام مثلا بمثل 3/ 1214 (1592).

(5)

"الإصابة" 3/ 217.

(6)

"الدليل الشافي" 1/ 329، وقال: ولي نيابة قلعة دمشق، وبها توفي سنة خمسين وثمان مئة في صفر، بعد أن ولي نظر مكة وعمارتها سنين.

(7)

"سيرة ابن هشام" 3/ 88.

(8)

"الاستيعاب" 2/ 691.

(9)

"الإصابة" 2/ 98.

ص: 260

(1343).

1599 -

سُويدُ بنُ عامرِ بنِ يزيدَ بنِ جاريةَ، الأنصاريُّ.

مِن أهلِ المدينةِ، يروي المراسيلَ، وقد سمعَ الشَّموسَ ابنةَ النُّعمانِ، ولها

(1)

صحبةٌ. روى عنه: ابنُه عاصمٌ، ومجمِّعُ بنُ يحيى الأنصاريان. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(2)

، وهو في رابع "الإصابة"

(3)

.

‌1600 - سُوَيدُ بنُ مُقَرِّنِ بنِ عائذٍ

(4)

، أبو عَدِيٍّ، المُزَنيُّ

(5)

.

أخو النُّعمانِ وإخوتِه، صحابيٌّ، روى حديثَه مسلمٌ، وأصحابُ السنن، ذكرَه مسلمٌ

(6)

فيمَن نزلَ الكوفةَ. روى عنه: ابنُه معاوية، ومولاه أبو شُعْبةَ، وهلالُ بنُ يَسَاف، وغيرهم. وهو في "الإصابة"

(7)

، و"التهذيب"

(8)

.

‌1601 - سُوَيدُ بنُ النُّعمانِ بنِ مالكِ بنِ عامرِ بنِ مَجْدَعةَ، أبو عُقْبةَ، الأوسيُّ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(9)

.

(1)

في الأصل: ولهما، وما أثبته من "الثقات"، ولعله الصحيح إذ لم أقف على أنَّ لأبيها صحبة، كما أن المترجم له غير صحابي.

(2)

"الثقات" 4/ 324.

(3)

"الإصابة" 2/ 134.

(4)

في الأصل: عايد، بالدال غير معجمة، والمثبت من "الإصابة" وغيرها.

(5)

"الاستيعاب" 2/ 113.

(6)

"الطبقات" 1/ 172 (251).

(7)

"الإصابة" 2/ 100.

(8)

"تهذيب الكمال" 12/ 271، و "تهذيب التهذيب" 3/ 566.

(9)

"الإصابة" 2/ 100.

ص: 261

صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ

(1)

في المدنيين. بايعَ تحتَ الشَّجرةِ، وشهدَ -فيما جزمَ بهِ ابنُ سعدٍ

(2)

وغيرُ واحدٍ- أُحُدًا وما بعدَها، روى عن: النَّبي صلى الله عليه وسلم في المضمضة من السَّويق

(3)

، وعنه: بُشَيرُ بنُ يَسَار. يقال

(4)

: إنَّه استُشهدَ يومَ القادسية. قالَ شيخُنا

(5)

: وفيه نظز. وهو في "التهذيب"

(6)

.

‌1602 - سُوَيد، أبو عُقْبة، الأنصاري، حليفٌ لهم، ويقال: الجُهَنيُّ. ويقال: المُزنيُّ

(7)

.

عِدَادُه في أهلِ المدينةِ، له صحبةٌ وروايةٌ. قال:[لما] قفَلْنَا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم[مِنْ] غزوة خيبر

(8)

يروي عنه: ابنُه عقبة، كذلك هو في "مسند أحمد"

(9)

من طريق الزُّهريِّ أخبرني عقبةُ بنُ سويدٍ أنَّ أباه حدَّثه، فذكرَه.

ولكن أخرجه البغويُّ

(10)

وغيره من وجهٍ آخرَ عن الزُّهريِّ، فقلبه، قال: عن

(1)

"الطبقات" 1/ 153 (95).

(2)

نقله في "الإصابة"، ولم أقف عليه في "الطبقات الكبرى".

(3)

أخرجه البخاري في الوضوء، باب: من مضمض من السويق ولم يتوضأ (202).

(4)

هكذا في الأَصل، ولعل في الكلام سقطًا، قال الحافظ في "الإصابة" 3/ 229: وذكر العسكري أنه استشهد بالقادسية. وفيه نظر؛ لأن بشير بن يسار سمع منه، وهو لم يلحق ذلك الزمان.

(5)

"الإصابة" 3/ 229.

(6)

"تهذيب الكمال" 12/ 274، و "تهذيب التهذيب" 3/ 567.

(7)

"الإصابة" 2/ 101.

(8)

أخرجه البغوي في "معجم الصحابة" 3/ 224.

(9)

"المسند" 3/ 443.

(10)

"معرفة الصحابة" 3/ 225.

ص: 262

سويدِ بنِ عقبةَ، عن أبيه. وسيأتي.

‌1603 - سويدٌ

(1)

. غير منسوب.

ذكره ابنُ قانعٍ في "معجم الصحابة"

(2)

.

‌1604 - سَلَّام بن سَلْم، أو سُلَيم، أو سليمان، والصوابُ: سَلْم، أو سليمان. وقيل: أبو أيُّوبَ، أو أبو عبد الله، وهو: سَلَّامٌ الطَّويلُ المدَنيُّ، خراسانيُّ الأصل

(3)

.

يروي عن: حُمَيدٍ الطَّويل، وثَورِ بن يزيد، ومنصورِ بنِ زَاذان، وزيدٍ العَميِّ، وأكثرُ روايته عنه في آخرين، وعنه: عبدُ الرَّحمنِ بنُ ثابتِ بنِ ثَوبان، وهو أكبرُ منه، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ محمَّدٍ المُحَاربيُّ، وقَبِيصةُ بن عُقبة، وعليُّ بنُ الجَعْد، وأبو الرَّبيع الزَّهرانيُّ، وجماعةٌ. قالَ أحمدُ: روى أحاديثَ مناكير. ونحوُه عن ابنِ مَعِينٍ

(4)

.

وقالَ ابنُ المديني وغيره: ضعيف. زاد البغويُّ: جدًا. وابنُ عمَّارٍ

(5)

: ليس بحجَّةٍ. والجُوزجانيُّ

(6)

: ليس بثقة، والبخاريُّ

(7)

: تركوه. ومرَّةً: يتكلمون فيه، وأبو حَاتِمٍ

(8)

: ضعيفُ الحديث، تركوه، والنَّسائيُّ: متروكٌ. ومرَّةً: ليسَ بثقةٍ، ولا

(1)

"الإصابة" 2/ 102.

(2)

"معجم الصحابة" 1/ 292.

(3)

"الجرح والتعديل" 4/ 260، و"الكاشف" 1/ 474.

(4)

"سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين"، ص: 475 (826).

(5)

أحمدُ بنُ محمَّدِ، عالمُ الشِّيعة بالكوفة، له:"أخبار آباء النبي صلى الله عليه وسلم "، توفي سنة 346 هـ. "سير أعلام النبلاء" 15/ 566.

(6)

"أحوال الرجال"، ص 196.

(7)

"التاريخ الكبير" 4/ 133.

(8)

"الجرح والتعديل" 4/ 260.

ص: 263

يُكتب حديثُه، وابنُ خراشٍ: كذابٌ. ومرَّةً: متروكٌ، وابنُ حِبَّانَ

(1)

: روى عن الثقات الموضوعات، كأنّه المُتَعَمِّد لها، والحاكمُ: روى أحاديثَ موضوعة. وأبو نُعَيْمٍ في ترجمة الشَّعبي: سلامُ بنُ سليمٍ الخراسانيُّ متروكٌ باتفاق.

وقالَ إسحاقُ بنُ عيسى: ثنا سلَّامٌ الطَّويلُ وكان ثقةً. قالَ الذَّهبيُّ

(2)

: قيل: إنَّه ماتَ في حدودِ سنةِ سبعٍ وتسعين ومئةٍ. وهو في "التهذيب"

(3)

.

‌1605 - سيفُ بنُ مالكِ بنِ أبي الأَسْحَم

(4)

.

أخو أبي تميمٍ عبدِ الله الجَيْشَاني. يأتي في أخيه من الكنى

(5)

.

(1)

"المجروحين" 1/ 426.

(2)

"ميزان الاعتدال" 2/ 275.

(3)

"تهذيب الكمال" 12/ 277، و "تهذيب التهذيب" 3/ 568

(4)

ترجمته مع أخيه في: "تهذيب الكمال" 15/ 503 - 504.

(5)

الكنى في القسم المفقود من الكتاب.

ص: 264

‌حَرْفُ الشِّينِ المُعْجَمَةِ

‌1606 - شَامةُ

(1)

.

أميرٌ منْ أُمراءِ الشَّامِ، كانت لهُ في المسجِدِ بِركةٌ كبيرةٌ، يأتِي إِلَيها الماءُ مِنَ العَينِ، ولا تُملأُ إلَّا في أيامِ الموْسمِ، أشارَ إليهَا ابنُ النَّجَّارِ

(2)

.

‌1607 - شَاهُ شُجَاعُ بنُ محمَّد بنِ المُظفَّرِ، جَلَالُ الدِّينِ، أبو الفَوارِسِ اليَزدِيُّ

(3)

.

سلطانُ بِلادِ فارس، لهُ كتبٌ موقُوفةٌ بالحرمِ النَّبويِّ.

ماتَ في سنةِ سبعٍ وثمانين وسبعِ مئةٍ بعدَ أنْ ملكَ فارسَ.

قَالَ المَجْدُ

(4)

: شاهُ شجاعُ، الملكُ المطاعُ، والسُّلطانُ الرَّوَّاعُ، والخَاقانُ

(5)

القَنَّاعُ

(6)

: جلالُ الدِّينِ، أبو الفَوارسِ ابنُ الملكِ المؤيَّدِ، والسُّلطانِ المُسدَّدِ،

(1)

عزُّ الدِّينُ شامةُ، أميرٌ من أمراءِ الشَّامِ، في أواخرِ القرنِ السَّادسِ الهجريِّ، وفي سنة 593 أخذت الفرنج بيروت، وهرب هو إلى صيدا. انظر "البداية والنهاية" 7/ 13، و"شذرات الذهب" 4/ 311.

(2)

"الدرة الثمينة" لابن النجار، ص 226.

(3)

"العقد الثمين" 5/ 3، و"الدرر الكامنة" 2/ 187. وكان قد ملك في حياة والده شيراز وكرمان، ثمَّ اجتمع هو وأخوه محمودٌ على خلع أبيهما، فخلعاه. "المهل الصافي" 6/ 204.

(4)

"المغانم المطابة" 3/ 1214.

(5)

من أسماء الملوك عند الترك. "القاموس": خقن.

(6)

القنَّاع: صيغةُ مبالغة من القنوع، والقناعة: الرِّضى باليسير. في إشارةِ إلى أنَّ المترجَم له كان متعفِّفا. ينظر "لسان العرب": قنع.

ص: 265

والصِّنديدِ

(1)

الأصيَدِ

(2)

، مبارزِ الدِّينِ محمَّدِ ابنِ المُظفَّرِ، ومَنْ نصِيبُهِ مِنْ جمِيعِ الفَضائِلِ مُوفَى موفَّر، وصَنادِيدُ الأرضِ في انفِساحاتِ ساحاتِهِ تفتَخِرُ بالعُنُقِ الخاضِعِ والخدِّ المُعَفَّرِ.

أحيَا اللهُ تعالى بهِ دولةً زهتْ بملكهَا على الأيَّامِ

(3)

، وتاهتْ بمَحاسنِهِ المجتمِعَةِ فيهِ على مُلوكِ الأنامِ

(4)

، وباهَتْ بِمَا أُوتيَتْهُ مِنْ حكمٍ

(5)

كأنما استَلبَهُ

(6)

الورى، فهُم لديهِ بلا أحلامٍ

(7)

، ملَّكَهُ اللهُ في البَسيطةِ أزِمَّة البَسْط والقَبضِ، والإعلاءِ

(8)

والخفضِ، والإبرامِ والنَّقضِ، فهو عَينُ الأنامِ، بل نورُ إنسانِها، وزينةُ الأيَّامِ، ومعدنُ إحسَانِها، ومدَبِّر فَلَكِهَا

(9)

، ومنِيرُ حَلَكِها، وكَوكبُ سَعدِها، وشَمسُ ضحَاهَا، والشِّهابُ الثَّاقبُ لضِدِّها، بل بَدْرُ دُجاها.

كَمْ لهُ مِنْ موقفٍ تَشيبُ لهُ الوِلدانُ، وثَباتٍ في مواقفَ فَرِقَها مَن عجزَ عَن

(1)

الصِّنْديد: السيد الشجاع. "القاموس": صند.

(2)

الأصيد: الملك. "القاموس": صيد.

(3)

في "المغانم" 3/ 1214: الأنام.

(4)

في "المغانم" 3/ 1214: الأيام.

(5)

في "المغانم": حلمٍ.

(6)

في الأصل: كما استلبه، والتصويب من "المغانم".

(7)

الأحلام جمع: حُلم، وهو العقل. "القاموس": حلم.

(8)

في المخطوطة: الاء علام، والتصويب من "المغانم".

(9)

في عبارة المؤلف مبالغةٌ زائدة، فالمدبِّر للأفلاكِ هو الله سبحانه وتعالى وحده.

ص: 266

نِطاحهِ الفَرقدان

(1)

، فشَرُفتْ فيهِ بسيطةُ الثَّرَى، وافتخرتْ سَجاياهُ على ملوكِ الوَرَى، وتمكَّنَتْ محبتُهُ منَ القُلوبِ؛ فكانتْ أحلَى في القلوبِ منْ نيلِ المنى، وألذَّ في الأجْفانِ مِن سِنَة الكرَى، وصحّتْ أسانيدُ المدحِ إلى صِفاتهِ الزَّكيةِ، فلمْ يكنْ حديثًا يُفترَى، ووطِئَ قَواعدَ المجدِ في الممالك، وخَصَّ بهِ الحرمينِ الشَّريفينِ طَيبةَ وأمَّ القُرى، وانتشرَ فيهما مِنْ جميلِ آثارِهِ وأخْبارِهِ ما أشْبهَ الرَّوضَ الأُنُفَ

(2)

منظرًا ومخبرًا، جمعَ بينَ شرفِ الملوكِ وشرفِ العُلماءِ، فكادتْ أسرةُ الملكِ تُشترَى لموطئِهِ وهي وَرِيْقَةٌ

(3)

بقطرِ الماءِ. وكمْ لهُ منْ سعي أجملَ فيهِ لله رَواحًا وغُدوًّا، وكمْ أغْنَى وأقْنَى

(4)

بِسيْبِهِ وسيفِهِ في طَوريِّ الميعادِ والإيعادِ وَلِيًّا وعَدُوًّا.

شرَّف

(5)

الله بهِ ممالكَ طالمَا شرفتْ بأسلافِهِ، وعلَّم أهلَهَا كيفَ يُستخرجُ

(6)

الدرُّ منْ أصدَافِهِ، وشَاهدُوا مِنْ عزَّتِهِ نضرةَ النَّعيمِ، وكادُوا يقولونَ عِندَ رُؤيتِهِ:{مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ}

(7)

، لهُ في الحرمِ المدنيِّ آثارٌ أبرزَ بهَا خَوَافِيَ المحامِدِ، وآثارٌ

(1)

الفَرقدان، تثنية فرقد، وهو النجم الذي يُهتدى به. "القاموس": فرقد.

(2)

يقال: وطئت الإبل كلأ أُنفا، أي: مرعى لم يسبق فيه الرَّعي، ومنه الرُّوضُ الأُنُف: الذي لم يستفاد منه. "اللسان": أنف.

(3)

الوريقة: كثيرة الورق، والمراد النضوج والنضارة: ينظر: "القاموس" ورق.

(4)

في الأصل: وأفنى، والصواب ما أثبتناه من "المغانم". وأقنى: أكسبَ. "القاموس": قنا.

(5)

في الأصل: أشرق، والصواب ما أثبتناه من "الغانم".

(6)

في الأصل: تستخرج، والصواب ما أثبتناه من "المغانم".

(7)

سورة يوسف الآية 31.

ص: 267

منها: الخزانةُ الشَّريفةُ المشتملةُ على محاسنِ الكتبِ ومفاخرِهَا، فما مِنْ طالبٍ مقْتَبِسٍ إلّا وهوَ يستمدُّ مِنْ جواهِرِ زَوَاخِرِهَا.

ومنها: التُّربةُ التي أمرَ بإنْشائِهَا في صدرِ البقِيعِ؛ فافتخرَتْ بها على آخرِها، أخلصَ نياتِهِ قاصِدًا أنْ تكونَ مدفنَهُ بعدَ عمرٍ طويلٍ، ويأوِي إليهِ لنيلِ شرفِ الجوارِ إذا نُودِيَ بالرَّحِيلِ، وللمنقطعِينَ بالمدينَةِ مِنْ عوارِفِهِ رزقٌ دارٌّ، وعيشٌ قارٌّ

(1)

، وقلبٌ سارٌّ، وأملُهُم في مضاعفتِهِ بجَمِيلِ عاطفتِهِ حقيقٌ مديدٌ

(2)

، وحبلُ رجائِهِمْ في مرادفَتِهِ ومكانَفَتِهِ

(3)

وثيقٌ شديدٌ، ولهُ بمكَّةَ رِباطٌ بذكرِ الله مَعمورٌ، ولوقوعِهِ في لصقِ أمنِ الله وسِجاحِ

(4)

نهيِ الله بالنُّورِ مغمورٌ، ولهُ سجايَا ملوكيةٌ تتَّصِلُ بي أخبارُها، لكنْ أضرعُ إلى الله في تيسَيرِ النظرِ إلى محيَّاهُ؛ لتغمرني أنوارُها؛ فأثبتُ حينئذٍ جملةً صالحةً بأستةِ البنانِ، وأُخبرُ عنِ النَّظرِ، فإنَّ البَون كبيرٌ بين الخُبرِ والعِيانِ. توفي في شعبانَ سنةَ ست وثمانين وسبعِ مئةٍ بشيرازَ. هكذا ترجمَهُ المجدُ

(5)

.

‌1608 - شَاهِينُ، الأميرُ شجاعُ الدِّينِ الرُّوميُّ، ثُمَّ القَاهِرِيُّ، الجَماليُّ، الحَنَفِيُّ

(6)

.

(1)

في "المغانم": عيش تار.

(2)

في المخطوطة: مدير.

(3)

الكنَف: الجانب والظل. "القاموس": كنف.

(4)

كذا العبارة في الأصل. السِّجَاح: اللطف واللين، "القاموس": سَجَحَ.

(5)

"المغانم المطابة في معالم طابة" 3/ 1214.

(6)

"إنباء الغمر" حوادث سنة 841 هـ، 9/ 2، و"الضوء اللامع" 3/ 293.

ص: 268

أحدُ أمراءِ العشراتِ. الماضِي شقِيقُهُ سُنقرُ.

وُلدَ تقريبًا في سنةِ ثمانٍ وثلاثينَ، وملَكَهُ الجماليُّ

(1)

كما تقدِّم في سنةِ ثلاثٍ وخمسينَ، وقدْ بلَغَ، فتعلَّمَ الكِتابةَ وأجادَهَا، وحجَّ في سنةِ اثنتينِ وستينَ، وفهمَ، وتطلَّعَ إلى التَّرقي.

فأخبرَنِي أنّهُ قرأَ على: الزَّينِ قاسمِ بن قُطْلوبُغَا

(2)

"شرحهُ لمختصرِ المنارِ" في أصولِهم

(3)

، وعليهِ وعلى: الصَّلاحِ الطَّرابُلسِيِّ

(4)

: "القُدُوريِّ"، وعلى النَّجمِ ابنِ قاضِي عجلُون

(5)

في: الصَّرفِ والعربِيَّةِ، وكذا على البدرِ ابنِ خطيبِ الفخريَّةِ

(6)

فيها، وعلى البدرِ الماردَانِيِّ في الفرائضِ والحسابِ.

(1)

الجمالي: أحد أمراء الألوف للسلطنة، وكثير منهم لقبوا بهذا اللقب.

(2)

قاسمُ بنُ قُطلوبغا بنِ عبدِ اللهِ، الجمالُ المصريُّ، الحنفيُّ، فقيهٌ، محدِّث، توفي سنة 879 هـ.

"الضوء اللامع" 6/ 184، و"شذرات الذهب" 4/ 326.

(3)

"منار الأنوار" للنسفي، ت 710 هـ. متن في أصول الفقه الحنفي، شرحه قاسمٌ، وسماه:"شرح درر البحار". "كشف الظنون" 2/: 1825

(4)

محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ يوسفَ، اْبو عبدِ الله الطرابلسيُّ، الحنفيُّ، مولده سنة 833، ووفاته بعد 900 هـ. "الضوء اللامع" 10/ 29.

(5)

نجم الدين، محمَّد بنُ عبدِ اللهِ قاضي عجلون الزُّرعيُّ، الشافعيُّ، توفي سنة 876 هـ. "الضوء اللامع" 8/ 96، و"القبس الحاوي" 2/ 243.

(6)

محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ أحمدَ، القاهريُّ، الشَّافعيُّ، ويعرف بابن خطيب الفخرية. ت 893 هـ. "الضوء اللامع" 9/ 24.

ص: 269

وتردَّدَ إليهِ كثيرونَ مِنْ فضلاءِ المذاهِبِ، كالشيدِ شيخِ القجماسيةِ

(1)

، وعباسٍ المغربيِّ، وغيرهما، فكانَ يتدَّرَبُ بمُذاكرتِهِمْ.

بلْ قرأَ على الفخرِ الدِّيَمِي: "البُخاريَّ"، وكذا:"الشفاءَ" غير مرة، وغير ذلك. وتميَّز، وشارك في الفضائل، وظهرت براعته، وعمل شاديّة

(2)

جدّة سنين، بلْ ندبَهُ السُّلطانُ للوقوفِ على عِمارتِهِ في: البنْدقانيين والخشَّابين

(3)

، وقبلَ ذلكَ في مكَّةَ ونوَاحِيهَا، كإجراءِ عينِ عرفةَ، وعمارةِ مسجدَيْ نَمِرَةَ، والخَيفِ

(4)

؛ فشُكِر، وكانتْ لهُ في كلِّهِ اليدُ البيضاءُ، وحُمِدت مُباشرتُهُ بالنِّسبةِ لغيرِهِ؛ لعقلِهِ، ورِفقِهِ، وفهمِهِ، وعدمِ هرجِهِ، وسكُونِهِ، وهو في كلِّ ذلك راغبٌ في لقاءِ الفُضلاءِ، محبٌّ في الاستكثارِ مِنَ الفَضَائِلِ، إلى أنْ استقرِّ بهِ [الأمرُ] في مَشيخةِ الخُدَّامِ بالمَدِينةِ النَّبوِيِّةِ سنةَ إحدَى وتِسعينَ عقبَ شُغورِهَا بموتِ قانمٍ قليلا. وأرسل

(1)

القاجماسية السجناء: باللغة التركية، فلعله شيخ السجن أو السجاء، وقد ورد هذا اللفظ في "شذرات الذهب" 8/ 202 وصف به الشمسي بن رمضان. وينظر:"أوقاف الحرمين الشريفين في العصر المملوكي" 188

(2)

لعله: المفتش لدولة المماليك في مدينة جدة آنذاك، وينظر:"معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي" محمَّد دهمان: 95

(3)

والبندقانيين سوق العبيد، وقد عرف بالقاهرة.

والخشابين جمع خشَّاب: صانع الخشب. ينظر: "تاريخ دمشق" 44/ 221، و"شذرات الذهب" حوادث سنة 913، و"إنباء الغمر" حوادث سنة 810 هـ

(4)

مسجد نمرة بعرفات، ومسجد الخيف بمنى.

ص: 270

مملوكَهُ جان بلاط نائبًا عنه، حتَّى ورَدَ هوَ في آخِرِ السَّنَةِ مع الرَّكبِ، فبَاشرهَا، وقامَ بإعَادَةِ المنارةِ الرَّئِيسيَّةِ بعدَ نقضِهَا حتى بَلغ الماءَ لميَلانٍ كانَ بهَا، ونقضَ علوَّ القُبَّةِ الشَّرِيفَةِ؛ لشقوقٍ كانَ بها، وإعَادتِها معَ قُربِ عِمَارتِها، بلْ أضَافَ لضرِيحِ السَّيدِ حمزةَ مِنْ جهتِهِ اليُمنى رِحابًا واسِعةً بها، وأدْخلَ البِئرَ.

وكذَا رَمَّمَ حِصنَ أَمِيرِ المَدِينَةِ، وبعضَ السُّورِ المُحيطِ؛ للاحْتِياجِ لِذلكَ، وبعدَ انتهاءِ هذهِ المآثرِ والقُرَبِ؛ رُسمَ بتوجِيهِهِ لنِيَابَةِ جُدَّةَ، وأضَافَ لَذلكَ في ثانيَ سِنِيِّهَا عمارةً بالمسجِدِ المكِّيِّ كعلوِّ بئرِ زَمزمَ، ورَفرفِ المقام الحنفيِّ، ثُمَّ سِقايةِ العبَّاسِ، وساعدَهُ فيها أخُوهُ، واجْتهَدَ بعدُ في إجراءِ عينِ حُنينٍ، ورَاسَلَ سنةَ خمسٍ في الاستعفاءِ منْ جُدّة، أنَفَةً مِنَ الجمعِ بينَ الأمرَيْنِ المتنَافِرَيْنِ، فصرفَ عنهُمَا معًا، ففي جدَّة بقانم

(1)

.

ورسمَ لهُ بتدريبِهِ في مُبَاشَرَتِهَا، وفي المَشْيَخَةِ بالطَّوَاشيِّ: إياسٍ الأشرفيِّ الأبيضِ، وقدِمَ، فبَاشَرَ، ولمْ يلبثْ أنْ ماتَ بالمدينَةِ في رجَبٍ سنةَ ستٍّ وتسعينَ.

وأُعيدَ صَاحبُ التَّرجمةِ بعدَ شغورِهَا قليلًا إلى أنْ عُيِّنَ لإمرَةِ الرَّكْبِ الأوِّلِ في السَّنَةِ المشَارِ إليْهَا، وتَعِبَ كثيرًا ممَّنْ كانَ مَعَهُ، ثُمَّ رَجَعَ بالرَّكبِ، وتركَ مملُوكَهُ بالمدينَةِ، فبَاشَرَ سنةَ سبْعٍ إلى أنْ وَردَ مَولاهُ معَ الرَّكبِ في آخرِهَا، فبَاشَرَ على عَادَتِهِ، ورسَخَتْ قدَمُهُ، وابتَنَى بها دارًا بلصقِ المدرسةِ الشهابيَّةِ، المقاربةِ لبابِ

(1)

في النسخة: بتنم، والصواب ما أثبتناه.

ص: 271

جبريلَ -أحدِ أبوابِ المسجِدِ النَّبويِّ-، ثُمَّ رغبَ عنهَا لصَاحبِ الحِجازِ، ثُمَّ عوضَ عنها بقُربِهَا دارًا لسُكناهُ، وجَعلهَا متَّصلَةً بدارِ المَشيخةِ القَدِيمَةِ.

وفي سنةِ ثمانٍ وتسعين حَصلتْ صاعقةٌ، رمتْ جِانبًا مِنْ المنارةِ الرَّئِيسيَّةِ، فسقَطَ على سطحِ المسجِدِ بعضُ أحجَارِهَا، بحيثُ خسفَ بعضُ المباني

(1)

التي عُلْوَ

(2)

موقف الزَّائرينَ، فبَادرَ لتنظِيفِهَا، مباشرًا ذلك بِنفسِهِ، وأصْلحَ بعضَهُ، ثُمَّ رسمَ بإصلاحِ المنارةِ، فأصلَحَ ما أمْكَنَهُ مِنْ ذلكَ، وتركَ البَاقي إلى مجَيء مُهندسِهَا أو غيرِهِ، وأصلَحَ بعلو سطحِ مسجدِ قباءَ ساترَ الكُرسيِّ [الذي] جدَّدَهُ ابنُ الزّمِنِ، [و]

(3)

كان قدْ تداعَى للسُّقُوطِ، وكذا جدَّدَ سَقفَ مسجدِ القِبلتَينِ، والمسجِدَ الذي جمَّعَ فيه صلى الله عليه وسلم، ومحلَّ عتبانَ بنِ مالكٍ، ومسجِدَ بنِي قُريظةَ مِنَ العَوالي.

وفي سنة اثنتينِ وتِسعينَ -حِينَ جاءَ على وِلايةِ المشْيخَةِ- عيَّنَ في مدرسةِ السُّلطانِ غالبَ صُوفيتِهَا، وفُوِّضَ إليهِ فيهَا النَّظَرُ في القبَّةِ التي على الحجرَةِ النَّبَوِيَّةِ حينَ تشقَّقَّتْ مِن أَعاليهَا، وفي المَنَارةِ الرَّئِيسِيَّةِ، فأحكَمَ الأمرَ في ذلك. ونمَتْ أموالُهُ بحدَائِقَ اشترَاهَا، كبئرِ بُضاعةَ أَحَدِ الآبار النَّبويَّةِ، وجَلَّ بها النَّفعُ سِوَى ما يَستأْجِرُهُ مِنْهَا، ومَا هوَ تحتَ نظرِهِ، وتفرَّسَ في هذا ونحوِهِ بعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، كاتبِ الحرمِ.

(1)

في المخطوطة: المقالي، والصواب ما أثبتناه.

(2)

كذا في الأصل.

(3)

زيادة يقتضيها السياق.

ص: 272

وعظُمَ شأنُهُ بالأقطَارِ الحِجازَّيةِ عندَ أمَرائِها وأشْرَافِهَا، وقُضاتِهَا وعَرَبِهَا وقَبائِلِهَا، بحيثُ كاد الانفِراد بذلك معَ إِمساكِهِ، ولكنَّهُ في الجُملةِ أبسَطُ من أخِيهِ، وصارَ يَعمَلُ المولدَ

(1)

في ليلتِهِ بالروضةِ النَّبويةِ بينَ العِشائين، ثُمَّ بمنزِله بعدَ العشاءِ، ويقرأُ الشَّمسُ المسكينُ بينَ يديهِ مِنْ محلِّ جلُوسِهِ بصحنِ المسجِدِ الشَّريفِ في السِّيَر والحدِيثِ والتَّفسِيرِ، ونحوِ ذلك، ويحضرُ ذلك مَن شاءَ الله مِنَ القضاةِ وغيرِهِم، ولا يَخْلُو غالبُ أوقاتِهِ عنْ تِلاوَةٍ أو مُطالعةِ، معَ سُبُعٍ يقْرؤُهُ كلَّ ليلةٍ في جماعَةٍ، بعدَ صلاةِ العِشاءِ.

وكانَ قبْلَ ذلك يتذاكَرُ في "شرحِ الهدَايةِ" مع الشَّمسِيِّ ابنِ جلالٍ، وقبلَهُ قليلًا مع عثمانَ الطَّرابلسِيِّ، ويجوِّدُ القرآنَ قبلهُ، وبعدَهُ مع الشَّمسِ البَسْكريِّ، ويَتخاصمُ -بِمجلسِهِ أو بِحضرتِهِ- الطَّلبةُ بالكلماتِ الفاحشةِ المنكَرةِ، والمشافهاتِ القبيحةِ، ولا يُنكِرُ عليهمْ.

ولما كنتُ بالحضرةِ الشَّريفةِ تكرَّرَ بينَ الخطيبِ الوزيريِّ، والشَّريفِ السَّمهوديِّ مِنْ ذلك ما لو لم يكنْ يرضِيهِ ما جسرَ الخطيبُ عليهِ.

وكان يُرغّبنِي في الزِّيارةِ النَّبويَّةِ، ويُفهمُ تلقُّنه للأخذِ، فلمَّا قدمتُها في أثناءِ سنةِ ثمانٍ وتسعينَ، كانتْ معاملةُ قانمٍ معي أحسنَ، بل لا نسبةَ لهذا بهِ. نعم عندهُ مِنْ تصانِيفِي أشياء. واللهُ يحسنُ العاقبةَ.

وتزوَّجَ ابنةَ أستان بعدَ موتِ زَوجِهَا الأميرِ خيرِ بك الظاهريِّ خشقدم، ثُمَّ

(1)

تقدم الكلام على ذلك في 1/ 274.

ص: 273

فارقهَا بعدَ أنْ أوْلدَهَا مَا أثكلاهُ، وبعدَ مدةٍ تزوَّجَ ابنَةَ أخِيهَا الكَماليِّ بعدَ موتِ والدِهَا، وكذَا زَوَّجَ ابنتَهُ من مُستولَدةٍ له بمملوكِهِ جام بلاط، وكَانَ العقدُ في ثامن شعبانَ سنةَ ثمانٍ وتسعينَ بسكنِ أبيهَا.

[أَقولُ

(1)

: " وذكرَه المؤلفُ في "تاريخه"

(2)

باختصارٍ ممَّا تَقَدَّمَ معَ عظمتِهِ، وذكرَ وظائفَهُ وعَمائرَهُ بالحرمَينِ الشَّريفَينِ، وهوَ كفؤٌ في كلِّ ما [كان]

(3)

يُفوَّضُ إليهِ، حَسنُ النَّظَرِ والتَّأمُّلِ، وإنفاذِ أوقاتِهِ بالعِبادةِ والتِّلاوةِ، وسَماعِ الحدِيثِ والمُطالعَةِ، والتَّطلُّعِ إلى التَّرقِّي في الفضائِلِ، وعِندَهُ مِنْ تصانِيفِي

(4)

عدَّةٌ [مضافةً] لِما حواهُ مِنْ كتبِ العلمِ، وبالجملةِ فهو نادرةٌ في أبناءِ جِنسهِ، حَسنةٌ من حسناتِ الدَّهرِ، ومحُاضَرَتُهُ جيِّدَةٌ، وأدبُهُ كثِيرٌ، وعَقْلُهُ شَهيرٌ، وأهلُ طيبةَ مسْرُورُونَ بهِ]. انتهى.

وقدْ عاشَ بعدَ المؤلِّفِ نحوَ عشرينَ سنةً حتَّى جَاوزَ عمرُهُ ثمانِينَ سنةً، وضَعُفَتْ بِنيتُهُ، وقلَّتْ حركتُهُ، ومعهَا كانَ يحُجُّ في كلِّ عَامٍ، ويباشِرُ وظِيفتَهُ مع جميعِ الإنْعَامِ، حتَّى عُزلَ عنهَا في موسمِ سنةِ ثلاثَ عشرةَ

(5)

وتسعِ مئةٍ بقانصوه القيم الجاركسيِّ ونوبِهِ

(6)

، في موسمِهِ بالقاهرةِ.

(1)

ما بين المعكوفتين زيادة من الناسخ.

(2)

بياض في الأصل بمقدار ثلاث كلمات تقريبا، "الضوء اللامع" 3/ 239 - 294.

(3)

في الأصل: في كل ما يفوض، والتصويب من المصدر السابق.

(4)

في الأصل: من مصانيفي، والتصويب من المصدر السابق.

(5)

في المخطوطة: سنة ثلاثة عشر، وهو خطأ.

(6)

كذا ورد في المخطوطة.

ص: 274

‌1609 - شَاهِينٌ المَنْصُورِيُّ

(1)

.

شَيخُ الخُدَّامِ الكِرَامِ بالحرمِ النَّبويِّ، ويُلقَبُ فارسَ الدِّينِ، سَمِعَ على ابنِ الجَزَرِيِّ:"الشفاء"، وتَمَّ في ربيعِ الآخرِ سنةَ ثلاثٍ وعِشرينَ وثمانِ مئةِ بالرَّوضةِ، بل قَرأهُ بنفسِهِ تامًا أيضًا على طاهرِ ابنِ جلالٍ الخُجنديِّ الحنفيِّ، ورأيتُ فيمَنْ سَمِعَ على الزَّينِ المراغي سنةَ خمسَ عشرةَ: شاهين المنصوريَّ، ووصفَهُ بشيخِ الخدّامِ، والظَّاهرُ أنَّه هَذَا.

‌1610 - شَبَث، أو شَبيب -وهو الصحيح- ابنُ رِبْعيِّ بنِ حُصَينٍ التَّمِيمِيُّ، اليَرْبُوعِيُّ، من بني يربوعِ بنِ حنظلةَ الكُوفيُّ

(2)

.

تابعيٌّ، أحدُ الأشرافِ، يَروِي عنْ: عليٍّ، وحذيفةَ، وعنه: أنسُ بنُ مالكٍ، ومحمَّدُ بنُ كعبٍ القُرَظِي، وسليمانُ التَّيمِيُّ، وكانَ مِنْ كِبَارِ الحرورَّيةِ، بلْ هوَ أولُ مَنْ حرَّر الحرورَيَّةَ، وأولُ مَنْ أعَانَ على قَتلِ عُثمانَ، وكذَا على قَتْلِ الحُسَينِ بنِ عليٍّ.

قَامَ رجلٌ مِنْ مُرادٍ لما قُتلَ عليٌّ، فقالَ: هذَا الرَّجلُ الذِي قَتلَ أَميرَ المُؤمنينَ يَنْبغي أنْ يُقتلَ هُوَ، وسبَّهُ وأَهلَ بَيْتِهِ، فأخبرُوهُ أنَّهُ مِنْ مُراد، فَقَالَ: قدَّرَ الله تَعالى أنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ، وكَانَ مِمَّن خَرجَ على عليٍّ، ثُمَّ إِنَّهُ أَنَابَ

(1)

في الأصل: المنصور. "الضوء اللامع" 3/ 296.

(2)

"التاريخ الكبير" 4/ 266، و "الجرح والتعديل" 4/ 388، و"سير أعلام النبلاء" 4/ 150.

ص: 275

وتَابَ، ورَجعَ.

قالَ حفصُ بنُ غِياثٍ: سَمِعْتُ الأَعمشَ يقولُ: شَهِدْتُ جنازةَ شَبيب، فأقامُوا العبيدَ على حِدة، والجَواري على حدة، والخيلَ على حِدة، والجِمال على حِدة، وذَكَرَ الأصنافَ، ورأيتُهُم يَنُوحُون عليهِ يلتدمون

(1)

.

ذَكَرَهُ ابنُ سعدٍ

(2)

، وكذا ابنُ حِبَّان في "الثقات"

(3)

، وكذا العِجلِيُّ

(4)

، وهُو في "التهذيب"

(5)

لِتخريجِ أبي دَاودَ

(6)

لهُ، وفي ثَالثِ "الإصابة"

(7)

.

‌1611 - شِبلُ الدَّولَةِ.

ثلاثةٌ كلٌّ مِنْهُمْ اسمُهُ كافور

(8)

.

‌1612 - شِبلُ بنُ العلاءِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يعقوبَ

(9)

.

(1)

اللَّدْمُ: الضَّرْبُ واللَّطمُ. "لسان العرب" لدم.

(2)

"الطبقات الكبرى" 6/ 216.

(3)

"الثقات" 4/ 371.

(4)

"معرفة الثقات" للعجلي 1/ 214.

(5)

"تهذيب الكمال" 12/ 351، و"تهذيب التهذيب" 3/ 592.

(6)

كتاب الأدب، أبواب النوم، باب: التسبيح عند النوم (5025).

(7)

"الإصابة" 2/ 163.

(8)

ذكر الذهبي في "معجم الشيوخ" 1/ 56: كافور بن عبد الله الخضري المتوفى بعد 670 هـ، والثاني: كافور المظفري: ينظر: "نصيحة المشاور" 42، والثالث هو: كافور الجلدكي: ذكره ابن فرحون في "نصيحة المشاور"63.

(9)

"التاريخ الكبير" 4/ 257، و "لسان الميزان" 4/ 230.

ص: 276

الآتي أبوهُ، وجدُّهُ. يروِي عَنْ: أبِيهِ عنْ جدِّهِ.

قَالَ ابنُ عَدِيٍّ

(1)

: [رَوَى] أحاديثَ منَاكيرَ ليستْ بِمحفوظَة، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّان في "الثقات"

(2)

، وقالَ: رَوَى عنهُ: ابنُ أبي فُديك "نُسخةً" مُستقيمةً، حدَّثنا بِهَا الفضلُ بنُ محمَّدٍ العطارُ بأنطاكيةَ، ثنا أحمدُ بنُ الوليدِ بنِ بردٍ [عنهُ]. كنيتُهُ أبُو المفضَّلِ. انتهى.

ورَوَى عنهُ أيضًا: عبدُ العَزِيزِ بنُ عمرانَ المدني، وهو في "الميزان"

(3)

.

- شَبِيب بنُ رِبعي بنِ حُصين.

ذُكرَ قريبًا في: شَبث (1610)

‌1613 - شُجاعٌ، أبو العبَّاسِ التَّوزَرِيُّ

(4)

.

قَالَ ابنُ صالحٍ: الشَّيخُ الصَّالحُ، هَاجَرَ إلى المَدِينَةِ، وتَرَكَ أَموَالَهُ ووَلَدَ، وهوَ فاضلٌ يُفيدُ هناك، وانقَطَعَ بها، وذلكَ قبلَ السِّتينَ وسبعِ مئةٍ، واستمرَّ بِهَا.

‌1614 - شَدّادُ بنُ أَسِيد -بفتحِ أوَّلِهِ على الأشهَرِ، وحُكيَ ضمُّه- أبُو سُليمانَ السُّلَمِيُّ

(5)

.

(1)

" الكامل في ضعفاء الرجال" 5/ 73.

(2)

"الثقات" 8/ 312.

(3)

"ميزان الاعتدال" 2/ 261.

(4)

في "لب الألباب إلى تحرير الأنساب" 1/ 180: التَوزري بفتحِ أوَّله، والزَّاي، ثمَّ راءٍ: نسبة إلى توزر مدينة بأفريقية. قلتُ: هي اليوم في تونس.

(5)

"أسد الغابة" 2/ 415

ص: 277

صحابيٌّ، ذكرهُ مسلمٌ

(1)

في الطَّبقةِ الأولى مِنَ المَدَنِيِّينَ، وكذَا قَالَ ابنُ السَّكن: معدودٌ في المَدَنِيِّينَ، وقالَ البَغويُّ

(2)

: سكنَ البَادِيَةَ، وقَالَ أبُو حَاتِمٍ

(3)

، وابنُ مَاكُولا

(4)

: لهُ صُحبةٌ، ورَوَى البَزَّارُ، والبغويُّ، والبخاريُّ في "التاريخ"

(5)

، والطبرانيُّ

(6)

، وابنُ قانعٍ

(7)

مِنْ طريقِ عمروِ بنِ قَيظِي بنِ عامرٍ بنِ شدَّاد بن أسيد السلمي: حدَّثني أبي، عن جدِّه شداد أنَّه قدم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فاشتكى، فقال له:"مالك يا شدّاد؟ " قال: اشتكيتُ، ولو شربتُ من ماء بطاح

(8)

؛ لبرئتُ، قال:"فما يمنعُكَ؟ " قال: هجرتي، قال:"فاذهبْ فأنتَ مهاجر حيثما كنتَ". قالَ أبو عمر

(9)

: تفرَّدَ به زيدُ بنُ الحُباب.

ووقعَ في رواية ابن منده: عن عمرو بن قيظي: حدَّثني جدي، عن أبيه، قَلَبَه.

ووقع عند ابن قانع

(10)

: عن أبيه، عن جدِّه، عن شدَّادٍ، زاد فيه: عن، قبلَ

(1)

"الطبقات" 1/ 161 (188).

(2)

"معجم الصحابة" للبغوي 3/ 290.

(3)

"الجرح والتعديل" 4/ 328.

(4)

"الإكمال" 1/ 58.

(5)

"التاريخ الكبير" 4/ 225.

(6)

"المعجم الكبير" 7/ 327، وقال الهيثمي في "المجمع" 5/ 254: فيه جماعة لم أعرفهم.

(7)

"معجم الصحابة"، لابن قانع 1/ 333.

(8)

في الأصل: بُطحان، وهو خطأ، والتصحيح من "تهذيب الكمال"، وهو ماءٌ في ديار بني أسد بن خزيمة. ينظر:"الأماكن" للحافظ الحازمي 128، وأمَّا وبطحانُ: فأحدُ أوديةِ المدينةِ المنورةِ، فالذهاب إليه لا يمنع الهجرة.

(9)

"الاستيعاب" 2/ 251.

(10)

عنده: حدثنا أبي. عن جدِّي عن جدِّه شداد، 1/ 333.

ص: 278

شذَاد، وهو وهَمٌ.

وعند ابنِ أبي حاتم روى عنه: [ابنُ] ابنِهِ قيظِى بنِ عمروِ بنِ شَدَّادٍ. كذا قال. ذكرَه شيخُنا في "الإصابة"

(1)

دون كونه في "طبقات مسلم".

‌1615 - شَدُّادُ بنُ أوسِ بنِ ثابتٍ، أبو يَعلى، وقيل: أبو عبدِ الرَّحمنِ الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ، المدنيُّ

(2)

.

ذكره فيهم مسلمٌ

(3)

، روى عن: النَّبي صلى الله عليه وسلم، وكعب الأحبار، وعنه: ابناه يعلى، ومحمَّدٌ

(4)

، وبُشيرُ بنُ كعبٍ العدويُّ، ومحمودُ بنُ الرَّبيعِ، ومحمودُ بنُ لبيدٍ، وأبو أسماء الرَّحبيُّ، وجماعةٌ.

قالَ عبادةُ بنُ الصَّامت: هو من الذين أوتوا العلم والحلم. مات ببغدادَ سنةَ أربعٍ وستين، وقيل: بالشَّامِ سنةَ ثمان وخمسين عن خمسٍ وسبعين، وقيل: سنة إحدى وأربعين. قالَ ابنُ حِبَّان

(5)

: قبرُه ببيت المقدس.

وقالَ أبو نُعيمٍ في "الصحابة"

(6)

: توفي بفلسطين أيام معاوية، وعَقِبُهُ ببيت المقدس. وذكر غيرُه أنَّ أبا طلحة تصدَّق بماله، فدفعه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأقاربه أُبيِّ بنِ

(1)

"الإصابة" 2/ 139.

(2)

"الإصابة" 2/ 139.

(3)

"الطبقات" 1/ 190 (397).

(4)

في المخطوطة تداخل واضطراب وتقديم وتأخير في الأسماء.

(5)

"الثقات" 3/ 185

(6)

"معرفة الصحابة" 3/ 1459.

ص: 279

كعبِ، وحسّانَ بنِ ثابتِ، وشدَّادِ بنِ أوسِ بنِ ثابتِ، أو ابنِه أوسٍ، ونبُيطِ بنِ جابرٍ

(1)

، فتقاوموه، فصار لحسّانَ، فباعه لمعاوية، وهو في "التهذيب"

(2)

.

‌1616 - شدَّادُ بنُ أبي عمروِ بنِ حِماسِ بنِ عمروٍ الليثيُّ، المدَنيُّ

(3)

يروي عن: أبيه، وعنه: أبو اليمان الرَّحَّالُ المدَنيُّ، قاله ابنُ حِبَّان في ثالثة "ثقاته"

(4)

.

وقالَ الدَّارقطنيُّ في "العلل ": لا يُعرف فيمن يروي الحديث، وأبوه معروف.

وقالَ الذَّهبي

(5)

: لا يُعرف هو، ولا الرَّاوي عنه، وهو في "التهذيب"

(6)

.

‌1617 - شدَّادُ بنُ الهادِ اللَّيثيُّ، المدَنيُّ

(7)

.

يقال: اسمُه أسامةُ، وشدَّادٌ لقبٌ [له]، واسمُ أبيه عمرو.

وقالَ خليفة

(8)

: بل أسامة بنُ عمروِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ جابرِ بنِ بشرِ بنِ عتوارة بنِ عامرِ بنِ مالكِ بنِ ليثِ بنِ بكرٍ. روى عن: النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن

(1)

في المخطوطة: بن فائد، وهو خطأ. انظر:"الإصابة" 3/ 551.

(2)

"تهذيب الكمال" 12/ 483، و"تهذيب التهذيب" 3/ 604.

(3)

"التاريخ الكبير" 4/ 227، و "الجرح والتعديل" 4/ 330.

(4)

"الثقات" 6/ 441.

(5)

"ميزان الاعتدال" 2/ 265.

(6)

"تهذيب الكمال" 12/ 401، و "تهذيب التهذيب" 3/ 607.

(7)

"المعرفة والتاريخ" 3/ 311، و "ثقات ابن حِبَّان" 3/ 186.

(8)

"طبقات خليفة"256.

ص: 280

ابن مسعود، وعنه: ابنُه عبدُ الله، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ الله بنِ أبي عمَّارٍ، وإبراهيمُ بنُ محمَّد بنِ طلحةَ.

قالَ أبو داود: قد روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وما أدري، وجزم البخاريُّ

(1)

بصُحبته، و [ذكره] ابنُ سعدٍ فيمن شهدَ الخندق.

وقالَ غيرُه: كان سِلْفًا

(2)

لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكرٍ، كانتْ تحتَه سلمى ابنةُ عُميس

(3)

، وهي أختُ ميمونةَ ابنةِ الحارثِ لأمِّها، سكنَ المدينةَ، ثمَّ تحوَّلَ إلى الكوفةِ، وهو في "التهذيب"

(4)

.

‌1618 - شُرَحْبيلُ بنُ حَسَنةَ

(5)

.

كانت له دارٌ بالمدينة، وهبتْها له أمُّ حبيبةَ إحدى أمَّهاتِ المؤمنين، ولم تزل لبنيه حتَّى باعوا صدرَها للمهديِّ، فزادَها حينَ زادَ في المسجدِ سنةَ إحدى وستين ومئةٍ، بل هو ممَّن أرسلَه أبو بكرٍ معَ خالدِ بنِ الوليدِ في قتالِ أهلِ الرَّدَّةِ، ونحوِهم

(6)

.

(1)

"التاريخ الكبير" 4/ 224.

(2)

السِّلْف من الرجل: زوج أخت امرأته. "القاموس": سلف.

(3)

"الطبقات الكبرى" 8/ 285.

(4)

"تهذيب الكمال" 12/ 405، و"تهذيب التهذيب" 3/ 608.

(5)

"الطبقات الكبرى" 4/ 212، و"الإصابة" 2/ 141.

(6)

شاركَ في فتوحِ الشَّامِ زمنَ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وكانَ أحَدَ أمراءِ الجنودِ آنذاك. "تهذيب الكمال" 7/ 391.

ص: 281

‌1619 - شُرَحْبِيلُ بنُ سعدِ بنِ أبي وقاصٍ.

يروي عن: أبيه، وعنه: أهل المدينة، وعِدادُه في أهلها. قالَه ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(1)

.

‌1620 - شُرَحْبِيلُ بنُ سعدٍ، أبو سعدٍ الخَطْميُّ، المدَنيُّ، مولى الأنصار

(2)

.

تابعي، يروي عن: زيدِ بنِ ثابتٍ، وأبي هريرةَ، وابنِ عبَّاسٍ، وأبي سعيدٍ الخُدْريِّ، وجابرٍ، وعنه: زيدُ بنُ أبي أُنيسةَ، وابنُ إسحاقَ، وفِطرُ بنُ خليفةَ، والضَّحَّاكُ بنُ عثمانَ، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وعاصمٌ الأحولُ

(3)

، وموسى بنُ عقبةَ، وابنُ أبي ذئبٍ، -وقالَ: كان متَّهمًا،- و عبدُ الرَّحمنِ ابنُ الغَسيلِ، ومالكٌ، بل قيل: إنّه لم يروِ عنه شيئا، وقيل: إنَّه كنّى عن اسمِه، وهو الذي يروي عنه يزيدُ بنُ عبدِ الله الهلالن. قالَ ابنُ عُيينةَ: إنَّه كانَ يُفتي، ولم يكنْ أحدٌ أعلمَ بالمغازي منه، ثمَّ احتاج، فكأنَّهم اتهَموه، وكانوا يخافون إذا جاءَ إلى الرَّجلِ يطلبُ منه، فلم يعطه أنْ يقولَ له: لم يشهدْ أبوكَ بدرًا. رواه ابنُ المدينيِّ عن ابنِ عُيينة.

ولفظُه عند العُقيلي

(4)

: لم يكنْ بالمدينة أحدٌ أعلمَ بالتدريسِ منه، وأصابته حاجة، فكانوا يخافون إذا جاءَ الرَّجلُ يطلبُ منه شيئًا، فلم يُعطه أن يقولَ: لم

(1)

"الثقات" 4/ 363.

(2)

"الطبقات الكبرى" 5/ 310، و"التاريخ الكبير" 4/ 251.

(3)

تحرفت في المخطوطة إلى: الأحوال.

(4)

"الضعفاء الكبير" 2/ 187.

ص: 282

يشهد أبوه بدرًا، وضعَّفه أبو حاتمٍ

(1)

. وقالَ الدَّارقطنيُّ: يُعتبرُ به، وقالَ ابنُ عديٍّ

(2)

: هو إلى الضَّعفِ أقربُ، وذكرَه ابنُ حِبَّان في "الثِّقات"

(3)

. وخرَّجَ له أبو داود

(4)

، والترمذيُّ

(5)

، وابنُ ماجه

(6)

، وهو في "التهذيب"

(7)

، و"ضعفاء العقيلي"

(8)

، وأورد: أنَّ رجلًا جاءَ إلى القاسمِ بنِ محمَّدٍ، فقال: أخبرني عن طرائف العلم، فقال: عليكم بشُرَحْبيل وأصحابِه. ماتَ سنةَ ثلاثِ وعشرين ومئةٍ.

‌1621 - شُرَحْبيِلُ بنُ سعيدِ بنِ سعدِ بنِ عُبادةَ الأنصاريُّ، الخَزرجيُّ

(9)

.

مِن أهلِ المدينة، ذكرَه مسلمٌ

(10)

في ثالثةِ تابعي المدنيين، وقالَ ابنُ سعدٍ

(11)

: أبو سعيدٍ يروي عن أبيه عن جدِّه، وعنه: ابنُه عمروٌ، وعبدُ اللهِ بنُ محمَّد بنِ عقيلٍ.

(1)

"الجرح والتعديل" 4/ 338.

(2)

"الكامل في ضعفاء الرجال" 5/ 66.

(3)

"الثقات" 4/ 364.

(4)

كتاب الوصايا، باب: في كراهية الإضرار في الوصية (2858)، وهو ضعيف.

(5)

لم يخرِّج له الترمذيُّ شيئا،

(6)

كتاب الطهارة، باب: في الجنب يأكل ويشرب (592).

(7)

"تهذيب الكمال" 12/ 413، و "تهذيب التهذيب" 3/ 610.

(8)

تقدَّم.

(9)

"الجرح والتعديل" 4/ 339.

(10)

الذي عند مسلم هو شرحبيل بن سعد، أبو سعد 1/ 257 (972) المترجم قبله لا هذا.

(11)

"الطبقات الكبرى" 5/ 210.

ص: 283

ذكرَه ابنُ حِبَّان في الثانية والثالثة معا

(1)

، وهو في "التهذيب"

(2)

.

‌1622 - شَريكُ بنُ سَحْماءَ

(3)

.

المذكورُ في "الصحيحين"

(4)

من حديثِ ابنِ عبَّاسٍ أنَّ هلالَ بنَ أُميَّةَ قذفَ امرآله بشريكِ بنِ سحماءَ، وهي أمُّه، واسمُ أبيه: عبدةُ بنُ مغيثِ بنِ الجدِّ بنِ عجلانَ البلويُّ، العجلانيُّ.

قيل: إن أبا بكرٍ أرسلَه إلى خالدِ بنِ الوليدِ، وهو باليمامة. بل قيل: إنَّه شهدَ مع أبيه أُحُدًا، وهو في "الإصابة"

(5)

مطولًا.

‌1623 - شريكُ بنُ أبي نَمِرٍ، وهو ابنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي نَمِير، أبو عبدِ اللهِ القُرَشيُّ، المدَنيُّ

(6)

.

مِن أهلِها، ذكره مسلمٌ

(7)

في رابعةِ تابعي المدنيين، وهو ممَّن شهِدَ جدُّه بدرًا، ولكن قد ذكرَه ابنُ سعدٍ

(8)

في مُسلِمة الفتح، يروي عن: أنسٍ، وسعيدِ بنِ المسَيَّبِ،

(1)

"الثقات" 4/ 364، و 6/ 448.

(2)

"تهذيب الكمال" 12/ 417، و "تهذيب التهذيب" 3/ 612.

(3)

"أسد الغابة" 2/ 522.

(4)

البخاري في التفسير، سورة النور (4747)، ومسلم في اللعان 2/ 1134 (1496).

(5)

"الإصابة" 2/ 150.

(6)

"تهذيب الكمال" 12/ 475.

(7)

"الطبقات" 1/ 263 (1035).

(8)

"الطبقات الكبرى" 5/ 239.

ص: 284

وكُرَيبِ، وعطاءِ بنِ يسارٍ، وعدَّةِ، وعنه: مالكٌ، وسليمانُ بنُ بلالٍ، والدَّراورديُّ، وإسماعيلُ بنُ جعفرٍ، وغيرُهم، وخرَّج له الشَّيخان

(1)

.

وقالَ ابنُ مَعِينِ

(2)

والنَّسائيُّ وابنُ الجارودِ: ليسَ به بأسٌ، وفي روايةٍ عنهم: ليس بالقويِّ، ووثَّقه أبو داود، والعجليُّ

(3)

، وابنُ حِبَّان

(4)

، وقال: ربَّما أخطأ. انتهى.

وكان يحيى بنُ سعيدٍ لا يحدِّثُ عنه، وقالَ السَّاجيُّ: كانَ يرى القَدَر، وهو راوي حديثِ المعراج، وانفردَ فيه بألفاظٍ غريبةِ، بحيثُ بالغَ ابنُ حزمِ، فاتَّهمَه بالوضع، ورُدَّ عليه بتخريجِ الشيخين

(5)

له، وروايةُ سعيدٍ المقبُريِّ عنه في "البخاري"، وهي من راويةِ الأكابر عن الأصاغر، وبالجملةِ فغيرُه أوثقُ منه، ويقال: إنَّه صحبَ أبا حنيفةَ، وأخذَ عنه، و [كانَ] يقولُ: إنَّه كبيرُ العقلِ. ماتَ بعدَ الأربعين ومئة، وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ

(6)

: سنةَ أربع وأربعين.

(1)

البخاري في فضائل الصحابة، بابٌ (3674)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه 1/ 530 (190).

(2)

"تاريخ ابن مَعِين "، برواية الدوري 2/ 251.

(3)

"معرفة الثقات" 1/ 453.

(4)

"الثقات" 4/ 360.

(5)

البخاري في كتاب المناقب، باب: كان النبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه (3570)، ومسلم في الإيمان، باب: الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات 1/ 148 (262).

(6)

"التمهيد" 22/ 61.

ص: 285

‌1624 - شعبانُ بنُ حسينِ ابنِ النَّاصرِ محمَّدِ بنِ قَلاوونَ، الأشرفُ الصَّالحيُّ، النَّجميُّ

(1)

.

صاحبُ الدِّيارِ المِصريةِ والشَّاميةِ، وغيرِها مِن البلادِ الإسلاميةِ، وَليَها بعدَ خلعِ ابنِ عمَّه المنصورِ محمَّد ابنِ المظفَّرِ حاجي ابنِ النَّاصرِ في شعبانَ سنةَ أربعٍ وستين وسبع مئةٍ، وولَّى لصِغَرِه تدبيرَ الدولة يَلبُغا الخاسكِيّ

(2)

إلى ربيعٍ الآخرِ سنةَ ثمان وستين؛ لثورانِ مماليكه عليه، وانتموا إلى الأشرف، وتمكَّنَ الأشرفُ، إلى أن خُلعَ، وهو غائبٌ؛ فإنَّه توجَّهَ للحجِّ في ذي القَعدةِ سنةَ ثمان وسبعين وسبع مئةٍ بولدِه عليٍّ الملقَّبِ بالمنصور، وكانَ ثارَ عليه جماعةٌ، وهو بالعَقبةِ، فعادَ إلى القاهرةِ، فوجدَ الأمرَ كذلك، فاختفى بها إلى أنْ قُبِضَ عليه، وآلَ أمرُه إلى أنْ خُنِقَ في هذا الشَّهر، وكانَ قد فعلَ بالحرمينِ مآثرَ حسنةً، فقرَّرَ دروسًا في المذاهبِ الأربعة، ودرسًا في الحديث، وتصادير

(3)

، وقُرَّاء ومؤذّنين، وغيرَهم، ومكتبًا للأيتامِ بإشارةِ كبيرِ دولته يَلبُغا المشار إليه.

ذكرَه الفاسيُّ

(4)

مطوَّلًا، وأحكمَ القُبَّةَ التي على الضَّريحِ النَّبويِّ في سنةِ خمسٍ

(1)

المنهل الصافي 6/ 233، و"الدرر الكامنة" 2/ 190، و" النجوم الزاهرة" 11/ 24.

(2)

يلبغا بنُ عبدِ الله الخاصكُّي، -بالسين والصاد- الأمير الكبير. قتل سنة 768 هـ. "الدرر الكامنة" 4/ 438.

(3)

التصادير جمع تصدير، وهي وظيفة كانت في الدولة.

(4)

"العقد الثمين" 5/ 7.

ص: 286

وستين وسبعِ مئة، وجُدِّدتْ في أيَّامِه سنةَ سبعٍ وستين للمسجدِ شُرُفاتٌ.

‌1625 - شُعبةُ بنُ دينارٍ، أبو عبدِ الله، أو أبو يحيى الهاشميُّ، المدَنيُّ، مولى ابنِ عبَّاسٍ

(1)

.

ذكرَه مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعي المدنيين، وهو يروي عن: مولاه، وعنه: ابنُ أبي ذئبٍ، وبُكيرُ ابنُ الأشَجِّ، وداودُ بنُ الحُصين، وغيرُهم. قالَ أحمدُ: ما أرى به بأسًا، وقالَ ابنُ مَعِينٍ

(3)

: ليس به بأسٌ، هو أحبُّ إليَّ مِن صالحٍ مَولى التَّوأمةِ.

وكانَ مالكٌ

(4)

يقول فيه: ليس مِن القُرَّاءِ، وعن ابنِ مَعِينٍ أيضا: لا يُكتبُ حديثُه، وعن مالكٍ: ليسَ بثقةٍ، وقالَ البخاريُّ

(5)

: تكلَّمَ فيه مالكٌ، ويُحْتَمل منه.

يعني من شعبة، كما قاله أبو الحسن ابنُ القطَّانِ

(6)

، وليسَ هو ممَّن يُتركُ حديثُه.

قال: ومالكٌ لم يُضعِّفْه، وإنَّما شحَّ عليه بلفظِ ثقةٍ.

قالَ شيخُنا

(7)

: وهذا التَّأويلُ غيرُ سائغٍ، بل لفظة: ليس بثقةٍ في الاصطلاح

(1)

"تهذيب الكمال" 12/ 497.

(2)

"الطبقات" 1/ 259 (995).

(3)

"تاريخ ابن مَعِينِ"، برواية الدوي 2/ 257.

(4)

"الطبقات الكبرى" لابن سعد 5/ 294.

(5)

"التاريخ الكبير" 4/ 243.

(6)

" بيان الوهم والإيهام " 5/ 325.

(7)

"تهذيب التهذيب" 3/ 633.

ص: 287

توجبُ الضَّعفَ الشَّديد، وقد قالَ ابنُ حِبَّان

(1)

: روى عن ابنِ عبَّاسٍ ما لا أصلَ له، حتَّى كأنَّه ابنُ عبَّاس آخر. انتهى.

وعن الجُوزجانيِّ

(2)

والنَّسائيِّ

(3)

وأبي حاتم

(4)

: ليس بقويٍّ.

وقالَ ابنُ سعدٍ

(5)

: لا يُحتبجُّ به، وقالَ أبو زُرعةَ والسَّاجية ضعيفٌ، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ

(6)

: أرجو أنَّه لا بأسَ به، وقالَ العجليُّ

(7)

: جائزُ الحديث.

‌1626 - شعبةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ المدَنيُّ

(8)

،

[يروي] عن: سعيدِ بنِ المسيِّبِ، وعنه: سعيدُ بنُ أبي أيُّوبَ، واللَّيثُ. قاله ابنُ حِبَّان في ثالثة "ثقاته"

(9)

.

‌1627 - شعيبُ بنُ طلحةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ التَيميُّ، المدَنيُّ

(10)

.

(1)

" المجروحين" 1/ 458.

(2)

"أحوال الرجال"(223).

(3)

"الضعفاء والمتروكون"، للنسائي 306.

(4)

"الجرح والتعديل" 4/ 367.

(5)

"الطبقات الكبرى" 5/ 294.

(6)

"الكامل" 5/ 39.

(7)

"معرفة الثقات" 1/ 457.

(8)

"الجرح والتعديل" 4/ 369.

(9)

"الثقات" 6/ 446.

(10)

"الطبقات الكبرى" القسم المتمم 460، و"التاريخ الكبير" 4/ 222.

ص: 288

أخو محمَّدٍ الآتي أبوهما. يروي عن: أبيه، والقاسمِ بنِ محمَّدٍ، وعنه: معنُ بنُ عيسى، وأبو مصعبٍ الزُّهريُّ. قالَ ابنُ مَعِينٍ

(1)

: لا أعرفه، وقالَ أبو حاتمٍ

(2)

: لا أعرفه، وقالَ الضِّياءُ: هو الذي قالَ فيه الدَّارقطنيُّ: متروكٌ.

وذكرَه ابنُ حِبَّان في "الثِّقات"

(3)

، وهو في "الميزان"

(4)

.

‌1628 - شُفَيٌّ الهُذَليُّ

(5)

.

والدُ النَّضِر. قالَ ابنُ عبدِ البرِّ

(6)

: يُعدُّ في أهل المدينة، وذكرَه بعضهم في الصحابة، ولا يصحُّ. انتهى.

ومالَ شيخُنا لكونِه صحابيا. أورده في "الإصابة"

(7)

.

‌1629 - شفيعٌ الطَّواشيُ، شمسُ الدِّينِ الكرمونيُّ.

أحدُ الخدَّامِ، كانَ مِن أحسنِهم شِكالةً وطولًا، وأعدلهِم بِنيةً، ومِن أقدرِهم على مخالطةِ النَّاسِ، وله صَولةٌ عظيمةٌ في المسجدِ على مَن يُرى منه أدنى مخالفة، خُصوصًا مَن يراه يخالطُ أهلَ الشَّرِّ، وكانَ قد بنى هو والشَّيخُ عطاءُ الله نمر

(1)

"تاريخ ابن مَعِينٍ"، برواية الدارمي (132).

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 349.

(3)

"الثقات" 6/ 439.

(4)

"ميزان الاعتدال" 2/ 277.

(5)

"أسد الغابة" 2/ 526.

(6)

الاستيعاب" 2/ 266.

(7)

"الإصابة" 2/ 153.

ص: 289

دارين عظيمتين، غَرِما عليهما مالًا عظيما، وتعِبا فيهما تعَبًا كثيرًا، فلم يسكنا فيهما، ولم يتمتعا بهما، حتَّى ماتا. قاله ابنُ فرحونٍ

(1)

.

وقالَ: إنَّه كانَ عظيمَ الموالاةِ والخدمةِ للشيخ محمَّد العُصيَّاتي، كما سيأتي.

وله ذِكرٌ أيضًا في محمَّدٍ السَّبتيّ، وأثنى عليه ابنُ صالحٍ.

وذكرَه المجدُ، فقال

(2)

: كانَ خادمًا شَكِلًا

(3)

طُوالًا أعظمَ أبناءِ جِلدتِه هَيبة وصِيالًا، يسطو على كلِّ مَن رأى منه أدنى مخالفة، ويبطشُ ببأسِه مَن خالطَ أحدًا من المبتدعة وآلَفَه، كانَ قد بنى دارًا رفيعةً جليلة، وغرِمَ عليها أموالًا جزيلة، فلمَّا بناها وسوَّاها، انتقلَ إلى الآخرةِ قبلَ سُكناها.

‌1630 - شُقْرانُ، مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

-

(4)

.

قالَ البخاريُّ

(5)

، وابنُ أبي داود، وغيرُهما: إنَّه لقبٌ، وقيل: اسمُه صالحُ بنُ عديٍّ، ذكرَه مسلمٌ

(6)

في المدنيين، روى عن: النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: عبيدُ اللهِ بنُ أبي رافعٍ، ويحيى بنُ عمارةَ المزنيُّ، وأبو جعفرٍ محمَّدُ بنُ عليٍّ.

قالَ مصعبٌ الزُّبيريُّ: كانَ عبدًا حبشيًا لعبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، فوهبَه لرسولِ

(1)

"نصيحة المشاور"56.

(2)

"المغانم" 3/ 1218.

(3)

الشَّكِلُ: الحسنُ الشَّكْل. "القاموس ": شكل.

(4)

"الاستيعاب" 2/ 266، و"الإصابة" 2/ 153.

(5)

"التاريخ الكبير" 4/ 268.

(6)

"الطبقات" 1/ 156 (131).

ص: 290

الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: اشتراه [رسولُ اللهِ]، فأعتقه.

وقالَ عبدُ اللهِ الخُريبيُّ وغيرُه: كانَ [رسولُ اللهِ] قد وَرِثَه مَن أبيه، فأعتقهُ يومَ بدرٍ، وبه جزمَ ابنُ قتيبةَ

(1)

وغيرُه.

وقالَ أبو معشرٍ المدَنيُّ: إنَه شهدَ بدرًا، وهو عبدٌ، فلم يُسهمْ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

وقالَ أبو حاتمٍ

(2)

: يقالُ: إنَّه كانَ على الأسرى يومَ بدرٍ.

وقالَ أبو القاسمِ البغويُّ

(3)

: إنَّه سكنَ المدينةَ.

قالَ خليفةُ

(4)

: لا أدري دخلَ البصرة، أو أين مات، وهو في "التهذيب"

(5)

.

‌1631 - شكرُ بنُ أبي الفتوحِ محمَّدِ بنِ الحسنِ بنِ جعفرِ بنِ محمَّد بنِ الحسنِ بنِ محمَّدِ بنِ موسى بنِ عبدِ الله بنِ موسى بنِ عبدِ الله بنِ الحسنِ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، أبو هاشمٍ الحَسنيُّ

(6)

.

أميرُ مكَّةَ، وليها بعدَ أبيه، وجرتْ له معَ أهلِ المدينةِ حروبٌ، ملكَ في بعضِها المدينةَ الشَريفةَ، وجمُعَ له بين الحرمين، وماتَ في رمضانَ سنةَ ثلاثٍ وخمسين وأربعِ مئة، ومن نظمِه:

(1)

"المعارف"، لابن قتيبة، ص 32.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 388.

(3)

"معجم الصحابة" 3/ 311.

(4)

"طبقات خليفة"7.

(5)

"تهذيب الكمال" 12/ 544، و"تهذيب التهذيب" 3/ 648.

(6)

"الوافي بالوفيات" 16/ 175، و"غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام" 1/ 497.

ص: 291

وصلَتْني الهمومُ وَصلَ هَواكِ

وجَفَاني الزُقَادُ مثلَ جَفاكِ

وحكى لي الرَّسولُ أنَّكِ غَضبى

يا كفى اللهُ شرَّ ما هوَ حَاكِي

أنشدهما الباخرزيُّ في "الدُّمية"

(1)

، والعمادُ الكاتبُ في "الخريدة"

(2)

.

وكانَ أبو جعفرٍ محمَّدُ بنُ أبي هاشمٍ الحسنيُّ، أميرُ مكَّةَ صهرَه على ابنتِه. ذكره الفاسيُّ بأطول

(3)

.

‌1632 - شَكَلٌ.

مِن أهلِ السوايفة. كانَ مِن الكبارِ المعتبرين، وخلَّفَ أولادًا أكبرُهم منصور، الآتي

(4)

. ذكرَه ابنُ صالحٍ.

‌1633 - شَّماسٌ، واسمُه: عثمانُ بنُ الشَّريدِ بنِ سُويدِ بنِ هرميِّ بنِ عامرِ بنِ مخزومٍ القُرَشيُّ، المخزوميُّ

(5)

.

وشمّاسٌ لقبُه؛ لأنَّه مِن الشَّمامسة

(6)

. هاجرَ إلى الحبشة، وشهدَ بدرًا وأُحُدًا،

(1)

"دمية القصر" ص: 13.

(2)

" خريدة القصر " 3/ 19.

(3)

"العقد الثمين" 5/ 14.

(4)

ترجمته في القسم المفقود من الكتاب.

(5)

"الطبقات الكبرى" 3/ 179، و "الاستيعاب" 2/ 267.

(6)

وتعليل ذلك ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 155 في ترجمة عثمان بن عثمان. لشمامسة جمع الشماس وهو: رأس النصارى الذي يحلق وسط رأسه لازما للبيعة. "القاموس المحيط": شمس.

ص: 292

وأبلى فيهما بلاءً حسنا، وبالغَ في الذَّبِّ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بحيثُ رمى بنفسِه دونَه حين غُشيَ عليه حتَّى اُرْتُثَّ

(1)

، فحُمِلَ وبه رَمقٌ إلَى المدينةِ، فماتَ بعدَ يومٍ وليلةٍ إلَّا أنَّه لم يأكل، ولم يشربْ، فأمرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُردَّ إلى أُحُدٍ، فدُفِنَ هناكَ في ثيابِه، ولم يُغسَّلْ ولم يُصلَّ عليه، وله أربعٌ وثلاثون.

والقولُ بأنَّ اسمَه عثمانُ، وشمّاسٌ لقبُه قالَه ابنُ إسحاقَ، وأمَّا ابنُ هشامٍ

(2)

فقال: شماسُ بنُ عثمانَ، وقالَه الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ، ونسبَه إلى ابنِ هشامٍ وغيرِه.

‌1634 - شَمْعُون.

وقيل: إنَّه بالمهملةِ أوَّله

(3)

، وقيل: بإعجامِ ثالثته أيضا. قالَ ابنُ يونسَ

(4)

: وهو أصحُّ عندي، ابنُ زيدِ بنِ خُنافَةَ

(5)

، أبو رَيحانة الأَزديُّ، حليفُ الأنصار، ويقال له: مولى رسول الله

(6)

صلى الله عليه وسلم.

له صحبةٌ، وشهدَ فتحَ دمشقَ، وكانَ يُرابطُ بعسقلانَ، ويقال: إنَّه والدُ رَيحانةَ سُرِّيَّةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقيل: اسمُه عبدُ الله بنُ النَّضرِ، والأوَّلُ أصحُّ، وهو حليفُ حضرموت، وقالَ ابنُ عبدِ البر

(7)

: كانَ من بني قريظة. انتهى.

(1)

اُرتُثَّ: حُمل من المعركة رثيثًا، أي: جريحا. " القاموس ": رثث.

(2)

"السيرة النبوية " 1/ 339، و 2/ 378، 724.

(3)

أي: سمعون.

(4)

"تاريخ ابن يونس" 1/ 239.

(5)

في المخطوطة: حذافة، وهو خطأ.

(6)

"الإصابة" 2/ 156، و "تهذيب الكمال" 12/ 561.

(7)

"الاستيعاب" 2/ 268.

ص: 293

وهو بكنيته أشهر، روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه: أبو الحُصين الهيثمُ بنُ شُفَيٍّ الحجْريُّ، ومجاهدُ بنُ جبرٍ، وشهرُ بنُ حوشب، وغيرُهم.

وقالَ ابنُ البرقيِّ: كانَ يسكنُ بيتَ المقدس، وذكرَه ابنُ يونسَ فيمَنْ قدمَ مصر، وقالَ ضمرةُ بنُ ربيعةَ عن فروةَ الأعمى، مولى سعدِ بنِ أُميَّةَ: ركبَ أبو ريحانةَ البحرَ، وكان يخيطُ فيه بإبرةِ، فسقطتْ إبرتُه فيه؛ فقالَ: عزمتُ عليكَ يا ربِّ إلا رددتَ عليَّ إبرتي، فظهرتْ حتَّى أخذَها.

قالَ: واشتدَّ عليهم البحرُ ذاتَ يومِ وهاجَ، فقالَ: اسكنْ أيُّها البحرُ، فإنَّما أنتَ عبدٌ حبشيٌّ، قالَ: فسكنَ حتَى صارَ كالزَّيتِ.

‌1635 - شَندُ الأسودُ

(1)

.

أحدُ الخُدَّامِ الطَّواشيةِ بالمدينة، ومِن جملةِ بوَّابي الحُجرةِ، بل خازندار

(2)

نائب الحرمِ، أُصيبَ في الحريقِ الكائنِ بالمدينةِ، في رمضانَ سنةَ ستٍّ وثمانين وثمان مئة.

‌1636 - شَوْذَبُ المدَنيُّ

(3)

.

مولى زيدِ بنِ ثابت. عن: زيدِ، وعنه: قُدامةُ بنُ موسى، قالَه ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(4)

.

(1)

"الضوء اللامع" 3/ 307.

(2)

الخازندار: من الوظائف كان يسمى بها القائم على الخزانة بيت المال.

(3)

"الجرح والتعديل" 4/ 377، و"التاريخ الكبير" 4/ 261.

(4)

"الثقات" 4/ 369.

ص: 294

‌1637 - شَيْبةُ بنُ نِصاحِ بنِ سَرْجِسَ بنِ يعقوبَ القارئ

(1)

.

مِن أهلِ المدينة، وأبوه كما سيأتي

(2)

، مولى أمِّ المؤمنين أمِّ سلمةَ، وأحدُ مشيخةِ نافعٍ في القراءات، ذكرَ بعضُ القُرَّاءِ أنَّه تلا على أبي هريرةِ، وابنِ عبَّاسِ، واستبعدَ الذَّهبيُّ

(3)

ذلك، وقالَ: لا يُعلمُ له روايةُ حديثٍ عن أبي هريرةَ، ولا عن ابنِ عبَّاسٍ، ولو أخذَ القرآنَ عنهما لكانَ بالأولى أنْ يسمعَ منهما، لكنْ قد مسحتْ أمُّ سلمةَ برأسِه، ودعَتْ له. ويقال: إنَّه سمعَ منها، وكذا أدركَ عائشةَ، وأخذ القراءةَ عرضًا عن عبدِ اللهِ بنِ أبي ربيعةَ، كما قاله الدَّانيُّ

(4)

، وروى عن: أبيه.

قالَ ابنُ حِبَّان

(5)

: ولا نعلمُ مَن روى عنه غيرَه، و [روى] عن: خالدِ بنِ مُغيمق، والقاسمِ بنِ محمَّدٍ، وأبي بكرِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، وأبي جعفير الباقرِ، وسعيدِ بنِ المسيِّبِ. روى عنه: ابنُ جُريجٍ، وابنُ إسحاقَ، وإسماعيلُ بنُ جعفير، ويحيى بنُ محمَّدِ بنِ قيسٍ، وأبو ضَمْرةَ أنسُ بنُ عِياضٍ، وآخرون منهم: ابنُ أبي المَوالِ.

وقالَ قالونُ: كانَ نافعٌ أكثرَ اتِّباعًا لشيبةَ منه لأبي جعفرٍ.

(1)

"تاريخ خليفة" 405، و "غاية النهاية" 1/ 329.

(2)

ترجمة أبيه في القسم المفقود من الكتاب.

(3)

"معرفة القرَّاء الكبار" 1/ 79.

(4)

"التيسير"، ص:8.

(5)

"الثقات" 5/ 483.

ص: 295

وقد خرَّجَ له النَسائيُّ

(1)

حديثًا واحدًا، ووثقه. ذُكِرَ في "التهذيب"

(2)

.

وقالَ العِجليُّ

(3)

: إنَّه أسنُّ مِن نافع، وعدَدُ الآيِ لأهلِ المدينةِ عن شيبةَ، ولأهلِ البصرةِ عن عاصمٍ، ولأهلِ الكوفةِ عن عليٍّ.

وقالَ ابنُ حِبَّان

(4)

: روى عنه: أهلُ المدينةِ، وكانَ قاضيًا بها، إمامَ أهلها في القراءاتِ، ماتَ سنةَ ثلاثين ومئةٍ، في ولايةِ مروانَ بنِ محمَّدٍ.

‌1638 - شيبةُ الكاتبُ

(5)

.

[يروي] عن: المدنيين، وعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، وعنه: إياسُ بنُ دغفلَ. قاله ابنُ حِئان في ثالثة "ثقاته"

(6)

.

‌1639 - شِيحةُ بنُ هاشمِ بنِ قاسمِ بنِ مهنَّا الأعرجِ بنِ حسينِ بنِ مُهنَّا الأكبرِ، أبو عيسى الحسينيُّ

(7)

.

والدُ جَمَّازٍ الماضي مع سياقِ نسبه، وله مِن الولد: عيسى المكُنَّى به، ومنيفٌ، وهما أميران، وهاشمٌ، وبرجسُ، ومحمَّدٌ، وسالمٌ.

(1)

كتاب الطهارة. باب: صفة الوضوء 1/ 69 (95).

(2)

"تهذيب الكمال" 12/ 608، و"تهذيب التهذيب" 3/ 663.

(3)

"معرفة الثقات" 1/ 462.

(4)

"الثقات" 4/ 368.

(5)

"الجرح والتعديل" 4/ 336، و"التاريخ الكبير" 4/ 243.

(6)

"الثقات" 6/ 454.

(7)

"غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام" 1/ 626.

ص: 296

ثمَّ إنَّه وُلِدَ لعيسى -وهو جدُّ العياسا

(1)

-: مسهر، ومخدم، وحسن، وحسين، وتوبة، وشدَّادٌ، ومنصورٌ، وماجدٌ، وقاسمٌ، وغيرُهم.

[و] لمنيفِ: حسينٌ المكنى به، وأبو هاشمِ مالكٌ أميرٌ، ومُنيفٌ باسمه، وقاسم، وحديثةُ. ولهاشمٍ: حجي، وعميرٌ، وهو جل. ولبرجس: إدريسُ. ولمحمَّدِ: أبو كعيب، وخليفة، وأبو مغامس. ولسالمٍ: أبو رديني، وسالمٌ باسمه، وماجدٌ، ثمَّ إنَّ لماجدٍ سالمًا. وجمعتُ هذا هنا للفائدة، وأكثرُهم لم يُترجم.

وشيحةُ صاحبُ التَّرجمةِ ممَّنْ وَلِيَ إمرةَ المدينةِ، انتزعها من الجمامزةِ في سنةِ أربعِ وعشرين وستّ مئةِ، وطريقُ وصولِه إليها: أنَّ صاحبَ المدينةِ المتولِّي لها في أيَّامِ المستضيء بالله ابنِ المستنجدِ بالله العباسيِّ هو: الأميرُ عزُّ الدِّينِ، أبو فُليتةَ قاسمٌ جدُّه، ثمَّ ابنُه جمّازٌ جدُّ الجمامزة، ثمَّ ابنُه قاسمُ بنُ جمَّازِ إلى أنْ قتلَه بنو لامِ، وكانَ صاحبُ التَّرجمةِ نازلًا في عزبةٍ قريبًا منه، فلمَّا بلغه قتلُه توجَّهَ مُسرعًا إلى المدينةِ حتَّى دخلَها وملكَها، وذلك في السَّنةِ المذكورة، ولم يتمكنِ الجمامزةُ من نزعِها منه، ولا مِن ذُرِّيتِه إلى الآنَ.

وأقامَ شيحةُ في الولايةِ مدَّةً طويلةَ، وكانَ يستنيبُ في غيبتِه ابنَه عيسى المكنى به، وقُدِّرَ أنَّه توجَّهَ إلى العراقِ، فظفرَ به بنو لامٍ أيضا فقتلوه، فطمعَ الجمامزةُ في المدينةِ معَ كونِ عيسى بها، وجاءَ منهم جماعةٌ على حينِ غَفلةٍ للاستيلاءِ عليها، ففطنَ بهم عيسى، فقبضَ عليهم،

(1)

لعله أراد المنسوبين إلى عيسى.

ص: 297

ويقال: إنَّه قتلَهم، فاللهُ أعلمُ.

ذكرَه ابنُ فَرحونِ

(1)

، وتعقَّبه الفاسيُّ

(2)

بأنَّ الذي في "ذيل المنتظم" لابن البُزورفيَ

(3)

أنَّ عميرَ بنَ قاسمِ بنِ جمَّازِ انضمَّ إليه في صفرَ سنةَ تسعٍ وثلاثين جمعٌ عديدٌ، وأخرجوا شيحةَ من المدينة، ولم يزلْ هاربًا حتَّى تحضَنَ في بعضِ التِّلالِ، أو الجبالِ، ثمَّ عادَ لإمرةِ المدينة، ولم أدرِ متَى كانَ عودُه، وتوفي سنةَ سبعٍ وأربعين وستِّ مئةِ، كما ذكرَه ابنُ البزوريِّ في "تاريخه" قتلًا مِن بني لامٍ.

وقالَ الفاسيُّ

(4)

: إنَّه وجدَ في "تاريخِ بعضِ العصريين" أنَّ الملكَ الكاملَ صاحبَ مصرَ أمرَه أنْ يكونَ معَ العسكرِ الذي جهَّزَه لمكَةَ لإخراجِ راجحِ بنِ قتادة الحسنى، وعسكرِ المنصورِ صاحبِ اليمنِ في سنةِ تسعٍ وعشرين وستِّ مئةٍ.

وذكر أيضًا أنَّه وصلَ إلى مكَّةَ في ألفِ فارسٍ، جهَّزَهم الصَّالحُ ابنُ الكاملِ صاحبُ مصرَ في سنةِ سبعٍ وثلاثين وستّ مئةٍ، وأخذَها من نُوَّابِ صاحبِ اليمنِ، ولزمَهم شيحةُ ونهبَهم، ولم يقتلْ منهم أحدًا، ولزمَ وزيرَ ابنِ التَّعزي، ثمَّ خرجوا منها لمَّا سمعوا بوصولِ العسكرِ الذي جهَّزَه صاحبُ اليمنِ معَ راجحِ بنِ قتادةَ، وابن النُّصيري، ولا أدري هل كانَ شيحةُ في سنةِ تسعٍ وثلاثين أميرًا

(1)

"نصيحة المشاور" ص: 233.

(2)

"العقد الثمين" 5/ 22.

(3)

أبو بكرِ محفوظُ بنُ معتوق ابنِ البزوري. "الإعلان بالتوبيخ "، ص: 146، و"شذرات الذهب" 5/ 427.

(4)

"العقد الثمين" 5/ 22.

ص: 298

على مكَّةَ مع العسكر أو مُؤازِرًا لهم فقط؟.

وكانت ولايتُه للمدينةِ بعدَ قتلِ قاسمِ بنِ جمَّازِ بنِ مهنَّا الحسينيِّ، جدِّ الجمامزة.

وقالَ المجدُ

(1)

: ولي الأميرُ شيحةُ المدينةَ سنةَ أربعٍ وعشرين وستِّ مئةٍ، انتزعها من الجمامزة ببأسِه وسطوته، وحدَّةِ شوكته، وذلك أنَّ الأميرَ قاسمَ بنَ مهنَّا كانَ منفردًا بولايةِ المدينةِ مِن غيرِ مُشارِكٍ ولا مُنازع، فلمَّا تُوفي تولَّى مكانَه أكبرُ أولاده جمَّازٌ جدُّ الجمامزة، واستمرَّ في ولايتِه إلى أنْ تُوفِّي، ثمَّ استقرَّ في موضعه ولدُه قاسمُ بنُ جمَّازِ بنِ مهنَّا، واستقرَّ فيه إلى أنْ قتلَه بنو لام، وركِبُوا مِن قبلِه صهوةَ الملام، وكانَ الأميرُ شيحةُ نازلًا في عزبة قريبًا منه، فلمَّا بلغَه قتلُ قاسمٍ افترَّ من محُيَّا شأنه المباسم، فركبَ سيلَ الفرصةِ وسلكَها، ولم يزلْ مسرعًا حتَّى دخلَ المدينةَ وملكَها، وذلك في سنةِ أربعٍ وعشرين وستّ مئةٍ، فاستقرَّ فيها استقرار العَانِ

(2)

، الشامخ الأعيان، ولم يتمكن الجمامزةُ من نزعِها منه ومن ذريته إلى الآن.

وأقامَ الأميرُ شيحةُ في ولاييه مدَّةً طويلة، وبُرهةً من الزَّمان حَفيلة، وكانَ مِن عادتِه إذا غابَ أنْ يستنيبَ ولدَه عيسى في المدينة، وكانَ مجُتباه وحِبَّه، وعلى الملكِ أمينه، فقُدِّرَ أنَّ شيحةَ سافرَ إلى العراق، وصفَا لأعاديه من بني لامٍ الوقتُ وَرَاق، وعارضوه في الطَّريق وختلوه، فظفِرُوا به في بعض الأماكن وقتلوه.

(1)

"المغانم" 3/ 1211.

(2)

العانى: المهتمُّ، قال في "القاموس": عنى: عناه الأمرُ: أهمَه.

ص: 299

‌1640 - شيخٌ المؤَيَّدُ

(1)

.

صاحبُ مصرَ. أرسلَ مِنبرًا سنةَ اثنتين وعشرين وثمان مئة، صُنِعَ بالشَامِ ليكونَ لمدرستِه [بالقاهرة]، فوُجِدَ قد عُملَ لها غيرُه، فجهَّزَه للمدينة، وأُزيلَ مِنبرُ الظَّاهرِ برقوق.

‌1641 - شِيرَكوه بنُ شادي بنِ مروانَ، الملكُ أسدُ الدِّين

(2)

.

أخو النَّجمِ أيُّوبَ أبي الملكِ النَّاصرِ صلاحِ الدِّينِ يوسفَ بنِ أيوبِ، وإخوتِه، فهو عمُّ الصَّلاحِ يوسفَ، ماتَ صاحبُ الترجمة أولًا

(3)

، فدُفِنَ في بيتٍ بالدَّارِ السلطانية، ثمَّ ماتَ أخوه في ليلةِ الثّلاثاءِ سابعَ عشر ذي الحجَّةِ سنةَ ثمان وستين وخمس مئيةٍ، فدُفِنَ بجانبه، ثمَّ نُقلا بعد مدَّةٍ إلى المدينةِ النَّبوية، فدُفِنا في دارٍ قِبالةَ الشُّبَّاكِ مِن المسجدِ النَّبويِّ شرقيَّ حُجرتِه الشَّريفةِ، قبالةَ رِجلي ضَجِيعَيه رضي الله عنهما، إلى جانبِ الوزيرِ جمالِ الدِّينِ الجوادِ الأصبهانيِّ، في دايى شُريتْ لهما في سنةِ ستٍّ وسبعين وخمس مئةٍ رحمهما الله، ومَن قال: إنَّهما دُفِنا بالبقيع كالذَّهبيِّ

(4)

؛ فقد وهِمَ.

(1)

وهو رابع ملوك الجراكسة، والثامن والعشرون من ملوك الترك. توفي سنة 824 هـ. "المنهل الصافي" 6/ 263، و"إنباء الغمر" 2/ 256، و"الضوء اللامع" 3/ 308.

(2)

"الوافي بالوفيات" 16/ 216.

(3)

توفي سنة 564 هـ. ينظر "تاريخ دمشق" 25/ 192.

(4)

"سير أعلام النبلاء" 15/ 272.

ص: 300

‌حَرْفُ الصَّادِ المُهْمَلَةِ

‌1642 - صالحُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، وأبو عمرانَ، الزُّهريُّ، القُرَشيُّ، المدَنيُّ

(1)

.

أخو سعدٍ، وأمُّه كلثومُ ابنةُ سعدِ بن أبي وقَاصٍ، تابعى، وثَّقه العِجليُّ

(2)

وغيرُه. روى عن: أبيه، وأخيه سعدٍ، وأنسٍ.

قالَ ابنُ حِبَّان

(3)

: [روى عن: أنسٍ] إنْ كان سمع منه

(4)

، ومحمودِ بنِ لبيدٍ الأشهليِّ، والأعرجِ، وعنه: ابناه سالمٌ وصالحٌ، وعَمروُ بنُ دينارٍ، والزُّهريُّ، وهما أكبرُ منه، وابنُ إسحاقَ، ويوسفُ ابنُ الماجِشون.

وخرَّجَ له الشيخان

(5)

. ماتَ وعلى المدينةِ إبراهيمُ بنُ هشامِ بنِ إسماعيلَ المخزوميُّ.

وقالَ ابن قانعٍ: ماتَ سعدٌ سنةَ سبعٍ وعشرين ومئةٍ، وماتَ أخوه

(1)

"طبقات خليفة" 260، و "التاريخ الكبير" 4/ 273، و" المعرفة والتاريخ" 3/ 276.

(2)

"معرفة الثقات" 1/ 463.

(3)

"الثقات" 4/ 373.

(4)

ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" أنه سمع منه.

(5)

البخاري في فرض الخمس، باب: من لم يخمس الأسلاب، ومن قتل قتيلا فله سلبه من غير أن يخمس (3141)، ومسلم في الجهاد والسير، باب: استحقاق القاتل سلب القتيل 3/ 1372 (1752).

ص: 301

صالحٌ قبلَه، وقال حسنُ بنُ زيدِ بنِ حسنِ بنِ عليٍّ: كانَ أفضلَ النَّاس.

وذكرَ الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ في ترجمةِ جدِّه عبدِ الرَّحمنِ قصَّة، فيها: أنَّه كانَ كثيرَ الصَّلاةِ باللَّيلِ والنَّهار، وكانَ مُنقطعًا في مالٍ له، وذكرَ عنه فضلًا كثيرًا، وهو في "التهذيب"

(1)

، وثانية "ثقات ابن حِبَّان"

(2)

وثالثتها.

‌1643 - صالحُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ التَّيمىُّ، القُرَشيُّ

(3)

.

مِن أهلِ المدينة. يروي عن: أبيه عن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، وعنه: طلحةُ بنُ صالع. ذكرَه ابن حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"

(4)

. وقالَ يحيى

(5)

: ليس بشيءٍ. قاله في "الميزان"

(6)

، وما قيل من أنَّ يحيى لم يقله إلّا في صالحِ بنِ موسى مردودٌ، فقد قاله في كل منهما، أفاده شيخُنا

(7)

.

‌1644 - صالحُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ الكِنانيُّ، المدنيُّ، والدُ بيتِ ابنِ صالحٍ.

(1)

" تهذيب الكمال" 6/ 13، و"تهذيب التهذيب" 3/ 4.

(2)

"الثقات" 4/ 373، 6/ 454.

(3)

"التاريخ الكبير" 4/ 273، و"الجرح والتعديل" 4/ 393.

(4)

"الثقات" 6/ 454.

(5)

هو ابن مَعِينٍ، كما في "اللسان ".

(6)

"ميزان الاعتدال" 2/ 287.

(7)

"لسان الميزان" 4/ 277.

ص: 302

قالَ فيه ابنُ فرحون

(1)

: إنَّه كانَ كاسمِه، وممَّن شهِدَ له بالصَّلاحِ أيضًا أبو عبد الله القصريُّ، كما سيأتي في ولده الشَّمسِ محمَّدِ. قالَ ابنُ فرحونٍ: وكانَ صانعًا مُبيِّضًا، متقنا ناصحا، يشتغلُ بالتبييضِ في الحرَمِ الشَّريفِ، وذكرَ ولدُه أنَّه حجَّ ثماني عشرةَ حجَّة، وأنَّه أعتقَ نحوَ ثلاثين مملوكًا، وأنَّه سألَ اللهَ يومًا أنْ يرزقَه ولدًا صالحًا قارئًا لكتاب الله، ثمَّ تزوَّجَ، فرُزِقَ ولديه، وأُعطيَ فوقَ ما سألَه في محمَّدٍ، وماتَ في سنةِ سبعٍ وسبع مئةٍ، وقد قاربَ السَّبعين، رحمه الله وإيَّانا.

‌1645 - صالحُ بنُ أبي أُمامةَ، واسمُه عبدُ الرَّحمن

(2)

.

عِدادُه في أهلِ المدينة. يروي عن: أنسِ، وعنه: ابنُ إسحقَ. قالَه ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(3)

.

‌1646 - صالحُ بنُ جمَيلٍ المدينيُّ، الزَّيَّاتُ

(4)

.

روى عن: سعدِ

(5)

بنِ سعيدٍ، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه

(6)

: "ما

(1)

"نصيحة المشاور" ص: 89.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 394

(3)

"الثقات" 4/ 375.

(4)

"لسان الميزان" 4/ 283. وذكر الخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 182 أنَّ هارونَ بن عيسى، المعروف بابنِ بُريه حدَّثَ عن صالحِ بنِ جميلِ الزَّيَّات.

(5)

في المخطوطة: بشير، وهو خطأ، والتصويب من "الكامل"، لابن عدي، و"لسان الميزان".

(6)

قال ابنُ عديٍّ: هذا الحديثٌ منكر.

ص: 303

جاءَ مِن الله فهو حقٌّ، وما جاءَ منِّي فَسُنَّةٌ، وما جاءَ مِن أصحابي فَسَعةٌ"

(1)

.

قالَ ابنُ عديٍّ

(2)

: ثنا به ابنُ ناجية، ثَنا صالحٌ به، وصالحٌ ليس بالمعروف.

ذكرَ ذلك في ترجمة الحسنِ بنِ عليِّ العدويِّ، وذكرَه الذَّهبيُّ في "الميزان"

(3)

، والظاهرُ أنَّ المدينيَّ نسبةٌ إلى المدينة، وأنَّ سعدًا

(4)

هو: ابنُ سعيدٍ المقبرُيُّ، وأخوه هو

(5)

.

‌1647 - صالحُ بنُ حبيبِ بنِ صالحٍ السَّوَّاقُ، المدينيُّ

(6)

.

يروي عن أبيه، وعنه: إسماعيلُ بنُ أبي أويسِ، وهارونُ بنُ عبدِ الله الحمَّالُ، ومحمَّدُ بنُ عوفِ الطَّائيُّ، وهم مدنيون، وأبوه يروي عن: جَناح. قالَ أبو حَاتمٍ

(7)

: وهو وأبوه [عن] جناح مجهولون، وأعاد بعضَ ذلك في: صالحِ بنِ حسينِ بنِ صالحِ السَّوَّاق، وتبعَه الذهبيُّ في "الميزان"

(8)

، ويشبه أنْ يكونَ تَحرَّفَ.

‌1648 - صالحُ بنُ حديثةَ.

(1)

في المخطوطة: فسنة، وهو خطأ.

(2)

"الكامل" 3/ 198.

(3)

ليس المترجم في "ميزان الاعتدال"، وإنما فيه ترجمة الحسن بن علي العدوي 1/ 506.

(4)

في المخطوطة: بشيرا.

(5)

كذا في الأصل.

(6)

"ذيل الميزان" 283، و "لسان الميزان" 4/ 283.

(7)

"الجرح والتعديل" 3/ 104، وعبارته: روى عن أبيه، وأبوه عن جناح، وكلهم مجهولون.

(8)

"ميزان الاعتدال" 2/ 292.

ص: 304

مِن آل فضلٍ، استنجدَ به طُفيلٌ -أميرُ المدينة- في نصرتِه سنةَ تسع وعشرين وسبعِ مئة

(1)

.

‌1649 - صالحُ بنُ حسَّانَ، أبو الحارثِ الأنصاريُّ، النَّضْريُّ

(2)

.

مِن أهلِها، ونزلَ العراق. يروي عن: سعيدِ بنِ المسيَّب، وأبي سلمةَ، وعروةَ، ومحمَّدِ بنِ كعبٍ، وغيرِهم، وعنه: أبو حمزةَ، وأبو عاصمٍ، والهيثمُ بنُ عديٍّ، وأبو داودَ الحفَريُّ، وبكيرُ ابنُ الأشَجِّ، ويزيدُ بنُ أبي حبيبٍ، وكانَ شريفًا نبيلًا، لكنَّه كان صاحبَ قِيانٍ

(3)

وسماعٍ؛ ولذا ضُعِّف، فقالَ أبو حاتمٍ

(4)

: ضعيفُ الحديث، وقالَ البخاريُّ

(5)

: منكرُ الحديث، وقالَ ابنُ مَعِينٍ

(6)

: ليسَ حديثُه بشيءٍ، وقيل: إنَّه بقي إلى خلافةِ المَهديِّ، خرَّجَ له الترمذيُّ

(7)

، وابنُ ماجه

(8)

، وهو في "التهذيب"

(9)

،

(1)

ذكر هذه الحادثة المجد في "المغانم" 3/ 1223، وصالح هذا هو: صالحُ بنُ حديثة بن سيف، أمير آل فضل. ينظر:"إنباء الغمر بأبناء العمر": حوادث سنة 820 هـ.

(2)

"الطبقات الكبرى" 2/ 527، و"ميزان الاعتدال" 2/ 291.

(3)

القِيان جمعُ قَينة، وهو المغنِّيَة. "القاموس": قنا.

(4)

"الجرح والتعديل" 4/ 397.

(5)

"التاريخ الكبير" 4/ 275.

(6)

"تاريخ ابن مَعِينٍ" برواية الدوري 2/ 262، ورواية الدارمي 1/ 135.

(7)

كتاب اللباس، باب: ما جاء في ترقيع الثوب (1780)، وقال: هذا حديث غريب، وقال: صالحُ بنُ حسانَ منكرُ الحديث.

(8)

كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: من رفع يديه في الدعاء ومسح بهما وجهه (1181)، وصالحٌ ضعيف.

(9)

"تهذيب الكمال" 13/ 28، و "تهذيب التهذيب" 4/ 8.

ص: 305

و"الضعفاء" لابن حِبَّان

(1)

، وقالَ: روى عنه: أهلُ المدينة، يروي الموضوعاتِ عن الأثباتِ.

‌1650 - صالحُ بنُ أبي حسَّانَ المدَنيُّ

(2)

.

يروي عن: عبدِ الله بنِ حنظلةَ الغَسيلِ، وسعيدِ بنِ المسيَّب، وأبي سلمةَ، وعنه: خالدُ بنُ إياسٍ، وبُكيَرُ ابنُ الأشَجّ، وابنُ أبي ذئبٍ. وثَّقه البخاريُّ

(3)

، وقالَ النَّسائى: مجهولٌ، ومرة: ثقةٌ، مستقيمُ الحديث، وأبو حاتمٍ

(4)

: ضعيفُ الحديث، وذكرَه ابنُ حِبَّان في "الثقات"

(5)

، وخرَّجَ له الترمذيُّ

(6)

، والنَّسائيُّ

(7)

، وجرى ذكرُه في مقدِّمة "مسلمِ"

(8)

، وذُكر في "التهذيب"

(9)

. ماتَ بعدَ سنةِ خمسين ومئة.

‌1651 - صالحُ بنُ حصينِ بنِ صالح المدَنيُّ

(10)

.

(1)

" كتاب المجروحين" 1/ 467.

(2)

"ميزان الاعتدال" 2/ 292.

(3)

"التاريخ الكبير" 4/ 275

(4)

"الجرح والتعديل" 4/ 399.

(5)

"الثقات" 6/ 456.

(6)

كتاب الأدب، باب: ما جاء في النظافة (2799)، وقال: هذا حديث غريب، وخالد بن إلياس يضعف.

(7)

"السنن الكبرى"، كتاب الصيام، القبلة للصائمين، والاختلاف على ابن أبي ذئب 3/ 296 (3047).

(8)

مقدمة مسلم، ص:32.

(9)

"تهذيب الكمال" 13/ 32، و"تهذيب التهذيب" 4/ 9.

(10)

"لسان الميزان" 4/ 284.

ص: 306

عن: أبيه، وعنه: إسماعيلُ بنُ أبي أويسٍ قاله ابنُ حِبَّان في ثالثة "ثقاته"

(1)

، وذكرَه الذَّهبيُّ في "الميزان"

(2)

، وسمَّى والده حسينا لا حصينا، وأحدهما تصحيفٌ، بل أجوِّزُ أنْ يكونَ هو ابنَ حبيبٍ الماضي قريبًا

(3)

(1647).

‌1652 - صالحُ بنُ خُبيبٍ، أبو موسى المدَنيُّ.

سكنَ الشَّامَ، يروي عن: رجلٍ من الصَّحابة، وعنه: لقمانُ بنُ عامرٍ. قالَه ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(4)

‌1653 - صالحُ بنُ خَوَّاتِ بنِ جُبيرِ بنِ النُّعمانِ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(5)

.

[يروي] عن: أبيه، وخالِه عمرَ، وسهلِ بنِ أبي حَثْمةَ، وعنه: ابنُه خَوَّاتٌ، والقاسمُ، ويزيدُ بنُ رُومانَ، وعامرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبر، وثَّقه النَّسائيّ، ثمَّ ابنُ حِبَّان

(6)

، وقالَ ابنُ سعدٍ

(7)

: قليلُ الحديث، وخرَّجَ له السِّتةُ [حديثَ صلاة الخوف]

(8)

، وذُكرَ في "التهذيب"

(9)

.

(1)

"الثقات" 6/ 208.

(2)

" ميزان الاعتدال " 2/ 284.

(3)

وكذا ذكره العراقي في "ذيل الميزان" 283، وعند الذهبي وابن حجر: سمَّيا والده حسينا.

(4)

"الثقات" 4/ 378.

(5)

"طبقات خليفة" 250، و"التاريخ الكبير" 4/ 276، و"الجرح والتعديل" 4/ 399.

(6)

"الثقات" 8/ 316.

(7)

"الطبقات الكبرى" 5/ 259.

(8)

الحديث رواه البخاري، باب: غزوة ذات الرقاع (4131)، ومسلم 1/ 575 (841)، وأبو داود (1232)، و (1239) والترمذي (566)، والنسائي: 3/ 170، 178.

(9)

"التاريخ الكبير" 4/ 276، و "الجرح والتعديل" 4/ 399.

ص: 307

‌1654 - صالحُ بنُ خَوَّاتِ بنِ صالحِ بنِ خوَّاتِ بنِ جبيرٍ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(1)

.

مِن أهلِها، حفيدُ الذي قبلَه. يروي عن: أبيه، وشعبةَ مولى ابنِ عبَّاس، وأبي طُوالةَ، ويزيدَ بنِ رُومانَ، وعنه: ابنُ المباركِ، وفُضيلُ بنُ سليمانَ، والواقديُّ.

روى له البخاريُّ [في] كتابه "الأدب"

(2)

، ووثقه ابنُ حِبَّان

(3)

، وهو في "التهذيب"

(4)

، وقالَ الذَّهبيُّ

(5)

: ما علمتُ به بأسًا.

‌1655 - صالحُ بنُ دينارٍ التَّمَّارُ، المدَنيُّ، مولى الأنصارِ

(6)

.

ووالدُ داودَ.

ذكرَه مسلمٌ

(7)

في ثالثةِ تابعي المدنيين. يروي عن: أبي سعيدٍ الخدريِّ، وعنه: ابنُه. قاله ابن حِبَّان في ثانيةِ "ثقاته"

(8)

، ووثقه النَّسائيّ أيضًا، وهو

(1)

"تهذيب الكمال" 13/ 36.

(2)

"الأدب المفرد "، باب: حسن الخلق إذا فقهوا، ص 431.

(3)

"الثقات" 4/ 372.

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 35، و "تهذيب التهذيب" 4/ 10.

(5)

"تاريخ الإسلام"، ص: 435، وفيات 141 - 160.

(6)

"التاريخ الكبير 4/ 291، و"الجرح والتعديل" 4/ 400.

(7)

"الطبقات" 1/ 249 (868).

(8)

"الثقات" 4/ 374.

ص: 308

في "التهذيب"

(1)

.

- صالحُ بنُ ذكوانَ.

في: ابنِ أبي صالحٍ، [يأتي] قريبا. (1658)

‌1656 - صالحُ بنُ ربيعةَ بنِ الهُديرِ القُرَشيُّ، التَّيميُّ، المدَنيُّ

(2)

.

أخو عثمان الآتي. ذكرَه مسلمٌ

(3)

في ثالثةِ تابعي المدنيين. وهو يروي عن: عائشةَ، وعنه: هشامُ بنُ عروةَ، قالَه ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(4)

. وهو في "التهذيب"

(5)

.

‌1657 - صالحُ بنُ سعيدٍ

(6)

.

حجازيٌّ، صدوقٌ. يروي عن المدنيين، وعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، ونافعِ بنِ جبيرِ بنِ مُطعبم، وسليمانَ بنِ يسارٍ، وعنه: سعيدُ بنُ السَّائبِ الطَّائفيُّ، وابنُ جُريج، وعبيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ وهبٍ. وثقه ابنُ حِبَّان

(7)

، وخرَّجَ له النَّسائي

(8)

، وهو في

(1)

"تهذيب الكمال" 3/ 341، و"تهذيب التهذيب" 4/ 12.

(2)

"التاريخ الكبير" 4/ 280، و"الجرح والتعديل" 4/ 402.

(3)

"الطبقات" 1/ 248 (857).

(4)

"الثقات" 4/ 376.

(5)

تهذيب الكمال" 13/ 43، و"تهذيب التهذيب" 4/ 12.

(6)

"التاريخ الكبير" 4/ 281، و"إكمال الإكمال" 4/ 304.

(7)

"الثقات" 6/ 459.

(8)

"السنن الكبرى"، عمل اليوم والليلة، أفضل الذكر وأفضل الدعاء 9/ 306 (10600).

ص: 309

"التهذيب"

(1)

.

‌1658 - صالحُ بنُ أبي صالحِ ذكوانَ، أبو عبدِ الرَّحمنِ المدَنيُّ، السَّمَّانُ، مولى جويريةَ ابنة الأحمسِ الغطفانيّ

(2)

.

وأخو سُهيلٍ وعبَّاب. سمع: أباه -وموتُهما متقارب-، وأنسًا، وعنه: هشامُ بنُ عُروةَ، وبُكيرُ ابنُ الأشجِّ، وعبدُ اللهِ بنُ سعيدِ بنِ أبي هندٍ، وابنُ أبي ذئبٍ، وثَّقه ابنُ مَعِينٍ

(3)

، والبزّار، وابنُ حِبَّان

(4)

، وخرَّجَ له مسلمٌ

(5)

، وغيرُه، وهو مُقِلٌّ، استغربَ الترمذيُّ حديثه، وحسَّنه

(6)

. ذُكرَ في "التهذيب"

(7)

.

- صالحُ بنُ أبي صالحِ نبهانَ، مولى التَّوْأَمةِ.

هو: ابن نبهان، يأتي. (1671).

‌1659 - صالحُ بنُ عبدِ الله بنِ صالحٍ العامريُّ، مولاهم المدَنيُّ

(8)

.

عن: يعقوبَ بنِ يحيى بنِ عَبَّادِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبير، وعنه: إبراهيمُ بنُ المنذرِ

(1)

"تهذيب الكمال" 13/ 52، و "تهذيب التهذيب" 4/ 16.

(2)

"تاريخ واسط" 193، و "الكاشف" 1/ 496.

(3)

"تاريخ ابن مَعِينٍ" برواية الدوري 2/ 158.

(4)

"الثقات" 6/ 460.

(5)

كتاب الحج، باب: الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها 2/ 1005.

(6)

كتاب المناقب، باب: في فضل المدينة (3914)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

(7)

"تهذيب الكمال" 13/ 57، و "تهذيب التهذيب" 4/ 17.

(8)

"تاريخ أبي زرعة الرازي" 627، و "ميزان الاعتدال" 2/ 296.

ص: 310

الحِزاميُّ. قالَ البخاريُّ

(1)

فيما نقلَه ابنُ عدِيٍّ

(2)

: مُنكرُ الحديثِ، [وهو] في "التهذيب"

(3)

.

‌1660 - صالحُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عروةَ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ

(4)

.

ممَّن قُتلَ بالمدينةِ سنةَ ثلاثين في جماعةٍ من بني أسدِ بنِ عبدِ العزَّى، على يد الخارجيِّ أي حمزة المختار

(5)

.

‌1661 - صالحُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي فروةَ، أبو عروةَ، وأبو عفراءَ، القُرشيُّ، الأُمويُ، مولى عثمان

(6)

.

مِن أهلِ المدينةِ، وأخو عبدِ الأعلى، وعبدِ الكريمِ، وعمار، وإسحاق.

يروي عن: عامرِ بنِ سعدِ بنِ أبي وقَاصٍ، وعنه: الزُّهريُّ. قالَ ابنُ مَعِينٍ

(7)

: هو وإخوتُه إلّا إسحاقَ ثقاتٌ، ووثَّقه ابنُ حِبَّان

(8)

. وقالَ: ماتَ سنةَ أربعٍ وعشرين ومئةٍ.

(1)

"التاريخ الكبير" 4/ 285.

(2)

"الكامل في الضعفاء" 5/ 104.

(3)

"تهذيب الكمال" 13/ 64، و"تهذيب التهذيب" 4/ 19.

(4)

المذكور في كتب التراجم ابنه عامر بن صالح. ينظر: "تهذيب الكمال" 8/ 290.

(5)

ذكرت هذه الحادثة في "البداية والنهاية" 5/ 35، في حوادث سنة 130 هـ.

(6)

"التاريخ الكبير" 4/ 285، و"الكاشف" 1/ 497.

(7)

"تاريخ ابن مَعِينٍ"، برواية الدوري 2/ 27.

(8)

"الثقات" 6/ 462.

ص: 311

وقالَ أبو جعفرٍ الطبريُّ في "تهذيبه": ليس بمعروفٍ في أهلِ النَّقلِ عندَهم، وهو في "التهذيب"

(1)

.

‌1662 - صالحُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ المِسْوَرِ المدَنيُّ

(2)

.

عن: عائشةَ ابنةِ سعدٍ، وعنه: مزاحمُ بنُ زُفَرَ. قاله ابن حِبَّان في ثالثة "ثقاته"

(3)

.

- صالحُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ.

في: ابنِ أبي أُمامةَ. (1645).

‌1663 - صالحُ بنُ عليٍّ.

قتلَ عبدَ الواحدِ بنَ سليمانَ، الآتي في سنةِ اثنتين وثلاثين ومئةِ.

‌1664 - صالحُ بنُ عمرَ الحَاجانيُّ، المغربيُّ، المالكيُّ.

قالَ ابنُ فرحونٍ

(4)

: إنَّه كانَ من إخوانِنا وأصحابِنا القدماءِ، ممَّن توسَّط حالُه بين التَّصرُّفِ في أمورِ الدُّنيا والآخرة، وكانَ سعيُه في معيشتِه بتعفُّفٍ وديانةٍ، مِن أحسنِ النَّاس خُلقًا، وأرعاهم صحبةً، كثيرَ التِّلاوةِ، تُوفي -عن عقبٍ صالحين منهم: عبدُ الرَّحمنِ، وعمرُ- في طريقِ مكَّةَ مُحْرِمًا بالحجِّ، في المفازةِ التي بين بدرٍ ورابغٍ، سنةَ أربعٍ وأربعين وسبعِ مئةٍ.

(1)

"تهذيب الكمال" 13/ 65، و"تهذيب التهذيب" 4/ 20.

(2)

"التاريخ الكبير 4 "/ 285.

(3)

"ثقات ابن حِبَّان" 6/ 462.

(4)

"نصيحة الشاور"180.

ص: 312

‌1665 - صالحُ بنُ قُدامةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ حاطبٍ الجُمَحيُّ، القُرشيُّ، المدَنيُّ

(1)

.

أخو عبدِ الملك. صدوقٌ، وثقه ابنُ حِبَّان

(2)

. وقالَ النَّسائيّ: ليس به بأسٌ. وقالَ الأزديُّ: فيه لين، انتهى. والأزديُّ لا عبرةَ بقوله إذا انفرد، وهو في "التهذيب"

(3)

.

روى عن: أبيه، وعبد الله بنِ دينارٍ، وعنه: يعقوبُ بنُ محمَّدٍ الزُّهريُّ، والحُميديُّ، وإسحاقُ بنُ راهويَه، وابنُ كاسٍ، ونُعيمُ بنُ حمَّادٍ وأبو مصعبٍ.

‌1666 - صالحُ بنُ كيسان، أبو محمَّدٍ، وأبو الحارثِ المدَنيُّ

(4)

.

مِن أهلِها. المؤدِّبُ، مولى بني غِفار، أو دوسٍ ذكرَه مسلمٌ

(5)

في رابعة تابعي المدنيين، وقد أدَّب أولادَ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ زمانَ إِمرتِه على المدينة. تابعيٌّ، رأى ابنَ عمر، وسمعَ منه كما لابنِ مَعِينٍ

(6)

.

وقولُ ابنِ حِبَّان

(7)

: ما أُرى ذلك بمحفوظٍ، فيه نظر.

(1)

"الجرح والتعديل" 4/ 410، والتاريخ الكبير" 4/ 288.

(2)

"الثقات" 6/ 462.

(3)

"تهذيب الكمال" 13/ 77، و"تهذيب التهذيب" 4/ 22.

(4)

"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص:328، و"طبقات خليفة" 263، و "سير أعلام النبلاء" 5/ 454.

(5)

"الطبقات" 1/ 261 (1009).

(6)

"تاريخ ابن مَعِينٍ "، برواية الدوري 2/ 264، و"سؤالات ابن الجنيد"، ص 290 (70).

(7)

"الثقات" 6/ 454.

ص: 313

وسمعَ: عروةَ، وعبيدَ اللهِ بنَ عبدِ اللهِ بنِ عتبةَ، ونافعَ بنَ جبيرٍ، وسالمًا، ونافعًا، ونافعا مولى أبي قتادة، والأعرجَ، والزُّهريَّ، وطائفةً، وعنه: ابنُ جُريجٍ، ومَعمرٌ، وعمروُ بنُ دينارٍ، وحمَّادُ بنُ زيدٍ، وأنسُ بنُ عِياضٍ، ومالكٌ، وسليمانُ بنُ بلالٍ، وإبراهيمُ بنُ سعدٍ، وابنُ عُيينةَ، وخَلقٌ، وكانَ أسنَّ مِن الزُّهريِّ، بل كانَ مؤدِّبَه بحيثُ كانَ يقولُ له إذا ردَّ عليه: تُكلِّمني؛ وأنا أقمتُ أَوَدَ

(1)

لسانك؟!.

وعن بعضهم أنَّه تلقَّنَ من الزُّهري العلمَ، وهو ابنُ تِسعين. ماتَ بعدَ الأربعين ومئة. ويقالُ: إنَّه عاشَ مئةَ سنةٍ، وإنَّما طلبَ العلمَ كهلًا.

قالَ فيه أحمدُ: بخٍ بخٍ

(2)

. وقالَ مصعبٌ الزُّبيريُّ: كانَ جامعًا بين الفقه والحديثِ والمروءة، وتبِعَه ابنُ حِبَّان فقالَ: كانَ مِن فقهاءِ أهلِ المدينةِ والجمَّاعين للحديث والفقه، من ذوي الهيئة والمروءة. روى عنه: أهلُ المدينة.

قلتُ: ودلَّ عمروُ بنُ دينارٍ سفيانَ بنَ عُيينةَ وغيرَه مِن أصحابِه المكيين على السَّماعِ مِن صالحٍ هذا حين قدِمَها عليهم، كما وقعت الإشارةُ لذلك في الحجِّ من "صحيح البخاري"

(3)

. هذا بعد لُقِيِّ عمروٍ لصالحٍ، وأخذهِ عنه، مع كونِ عمرو أقدمَ منه، فكانَ فيه دلالةٌ على استحبابِ الإعلامِ بمن يؤخذُ عنه، كما بيَّناه في علوم الحديث

(4)

.

(1)

أي: اعوجاج. "القاموس": أود.

(2)

كلمةٌ تقالُ عندَ الرِّضى والإعجابِ بالشيءِ. " القاموس المحيط ": بخخ.

(3)

كتاب الحج، باب: لا يعين المحرم الحلال في قتل الصيد.

(4)

" فتح المغيث "، آداب طالب الحديث 3/ 292، عند قول الحافظ العراقي:

............... واجتنبِ

كتمَ السماعِ فهو لؤمٌ واكتبِ

ص: 314

وقالَ يعقوبُ بنُ شيبةَ: ثقةٌ ثَبْت، وهو في "التهذيب"

(1)

، وثالثِ "الإصابة"

(2)

.

‌1667 - صالحُ بنُ محمَّدِ بنِ زائدةَ، أبو واقدٍ اللَّيثيُّ، المدَنيُّ

(3)

.

مِن أهلِها، ذكرَه مسلمٌ

(4)

في رابعة تابعي المدنيين، وهو يروي عن: أنسٍ، وأبي أروى الدَّوسيِّ، وسعيدِ بنِ المسيَّب، وأبي سلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، وعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، وسالمٍ، و [عامر] بنِ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، وجماعةٍ، وعنه: أبو إسحاقَ الفَزاريُّ، وسعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الجُمَحيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ دينارٍ مع تقدُّمِه، ووُهيبُ بنُ خالدٍ، وحاتمُ بنُ إسماعيلَ، والدِّراورديُّ.

قالَ النَّسائيّ والعِجليُّ

(5)

: ليس بالقويِّ. وقالَ ابنُ مَعِينٍ

(6)

: ضعيفٌ، وقالَ البخاريُّ

(7)

: مُنكرُ الحديث، تركَه سليمانُ بنُ حرب. وقال أحمدُ

(8)

: ما أرى به بأسًا.

وخرَّج له أبو داود

(9)

، والترمذيُّ

(10)

، وابنُ ماجه

(11)

.

(1)

"تهذيب الكمال" 13/ 79، و"تهذيب التهذيب" 4/ 23.

(2)

"الإصابة" 2/ 198.

(3)

"المعرفة والتاريخ" 1/ 426، و"الضعفاء والمتروكون "، للنسائي (297).

(4)

"الطبقات" 1/ 265 (1050).

(5)

"معرفة الثقات" 1/ 465.

(6)

تاريخ ابن مَعِينٍ "، برواية الدوري 1/ 134.

(7)

"التاريخ الكبير" 4/ 291.

(8)

"العلل" 2/ 34.

(9)

كتاب الجهاد، باب: في عقوبة الغالّ (2706).

(10)

كتاب الحدود، باب: ما جاء في الغالِّ ما يصنع به (1461)، وقال: روى هذا صالحُ بُن محمَّدِ بنِ زائدة، وهو أبو واقدٍ اللَّيثيُّ، وهو منكر الحديث.

(11)

كتاب الجهاد، باب: فضل الحرس والتكبير في سبيل الله (2769)، وهو ضعيف.

ص: 315

وذُكرَ في "التهذيب"

(1)

، و"ثقات العجلي"

(2)

، و"ضعفاء العقيلي"

(3)

، وابن حِبَّان. قيل: مات سنة خمس وأربعين ومئة.

‌1668 - صالحُ بنُ محمَّدِ بنِ موسى بنِ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عليِّ بنِ عبدِ الجبَّارِبنِ تميمِ بنِ هرمةَ بنِ حاتمِ بنِ قصيِّ بنِ يوسفَ بنِ يوشعَ، المجدُ أبو محمَّدٍ الحسنيُّ، المغربيُّ، الزَّواويُّ الأصل، ثمَّ القاهريُّ، المالكيُّ

(4)

.

وُلِدَ في أوَّلِ عشرِ السَّبعين وسبعِ مئةٍ، وحجَّ، وجاورَ بالمدينةِ مدَّةً، وسمعَ بها من الزَّينِ أبي بكرٍ المَراغيِّ، ورُقيَّةَ ابنةِ يحيى بنِ مزروعٍ، ثمَّ قدمَ القاهرةَ، وسكنَ تربةَ الظَّاهرِ بالصَّحراءِ، وسمعَ بها مِن الشَّرفِ ابنِ الكُويكِ

(5)

، والنُّور الفوّي

(6)

، وأبي هريرة ابنِ النَّقَّاش

(7)

، والشَّمسِ محمد

(1)

"تهذيب الكمال" 13/ 84، و"تهذيب التهذيب" 4/ 24.

(2)

"معرفة الثقات" 1/ 465.

(3)

"الضعفاء" 2/ 202.

(4)

""الضوء اللامع" 3/ 315 - 316.

(5)

شرفُ الدِّينِ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّطيفِ، عالمٌ بالحديث، مولده سنة 737، ووفاته سنة 821 هـ. "إنباءالغمر" 7/ 341، و"الضوء اللامع" 9/ 111.

(6)

نورُ الدِّينِ علىُّ بنُ أحمدَ، تأتي ترجمته.

(7)

عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمَّدِ، ابن النَّقَّاشِ، عالمٌ، واعظٌ، مولده سنة 747، ووفاته سنة 819 هـ. "النجوم الزاهرة" 14/ 144، و"الضوء اللامع" 4/ 140.

ص: 316

بن قاسم السِّيوطيِّ

(1)

، والجمالِ عبدِ الله بنِ عليٍّ الكِنانيِّ

(2)

، وغيرِهم، ولبسَ الخِرقةَ الصوفية مِن: الزَّينِ أبي بكرٍ ابن السَّطي

(3)

، وجماعةٍ، وينزِلُ في المحدِّثين بالمؤيَّدية

(4)

، ورُتِّبَ له في الجَوالي

(5)

، وحَسُنَ ظنُّ كثيرين فيه، ودخلَ في وصايا كثيرةٍ، ولم يُسمع عنه فيها إلّا الخيرُ، وكانَ يصلُ إليه بِرُّه مِن سلطانِ المغربِ كلَّ سنةٍ، وحصلَتْ له جَذْبةٌ

(6)

.

وكانَ ذاكرًا لكثيرٍ مِن الفقه، مُلازمًا لحضورِ مجالسِ العلمِ، شهمًا يقومُ في الحقِّ عند الظَّلَمَة، ولا يبالي بهم. أجازَ لجماعةٍ، وكانَ مِن أخصَّاء شيخِنا الزَّينِ رضوانَ المستملي

(7)

، أثنى عليه شيخُنا في "إنبائه"

(8)

، وغيرِه،

(1)

الشمَّسُ محمَّدُ بنُ قاسمِ السُّيوطيُّ، عالمٌ بالحديث، توفي سنة 824 هـ. ""الضوء اللامع" 8/ 287.

(2)

جمالُ الدِّينِ، عبدُ الله بنُ عليٍّ الكنانيُّ، العسقلانيُّ، الحنبليُّ، عالم بالحديث، مولده سنة 751، ووفاته سنة 819 هـ. "درر العقود الفريدة" 2/ 358، و""الضوء اللامع" 5/ 34.

(3)

لم يعثر على ترجمة له.

(4)

أنشأها الملك المؤيد بالقاهرة تحت القلعة المؤيدية سنة 820 هـ. ينظر: "الدارس في تاريخ المدارس" 3/ 370.

(5)

هي الضَّرائب التي كانت تفرض على أهل الذِّمَّة. "العين": باب الجيم واللام.

(6)

الجَذْبَةُ: حالةٌ عند بعضِ أهل التَّصوُّف تجعلُ صاحبَها يفقد الإحساس بما حوله جزئيًا أو كليًا، وتجعله يرتكب أفعالًا تخالف الشَّرع والآداب، ويزعمون أنه انجذاب الرُّوح عن المخلوق إلى الخالق و هو عندهم كمالُ المحبة والانجذاب إلى الله، والله المستعان.

(7)

رضوانُ بنٌ محمَّدٍ العُقبي، مقرئٌ، محدِّثٌ، مولده سنة 769، وتوفي سنة 852 هـ. "درر العقود الفريدة" 2/ 87، و ""الضوء اللامع" 3/ 228.

(8)

"إنباء الغمر بأبناء العمر" 8/ 397.

ص: 317

ماتَ في يومِ الثَّلاثاءِ سادسَ عشرِ رجبٍ سنةَ تسعٍ وثلاثين وثمان مئةٍ بالقاهرة، ودُفِنَ مِن الغدِ بجوارِ الزَّيقِ العراقيِّ من الصَّحراءِ خارجَ باِب البرقية

(1)

مِن القاهرةِ، رحمه الله، ونفعَنا به.

‌1669 - صالحُ بنُ مسعودٍ بنِ محمَّدٍ، التَّقيُّ ابنُ الشَّيخِ سعدِ الدِّين التميميُّ، العتميُّ، الشَّافعيُّ.

المؤدِّبُ بالمدينةِ، سمعَ في سنة سبعٍ وستين وسبعِ مئة على: البدرِ ابنِ فرحون، ووصفَه بالفقيهِ.

‌1670 - صالحُ بنُ موسى بنِ عبدِ اللهِ بنِ إسحاقَ

(2)

بنِ طلحةَ بنِ عبيدِ اللهِ التَّيميُّ، الطَّلحيُّ، الكوفيُّ

(3)

.

عِدادُه في أهلِ المدينة. يروي عن: عبدِ العزيزِ بنِ رُفيعٍ، وسهيلِ بنِ أبي صالحٍ، ومعاويةَ بنِ إسحاقَ، وهشامِ بنِ عروةَ، وعاصمِ بنِ بهدلةَ، ومنصورٍ، وعبدِ الملكِ بنِ عميرٍ، وعِدَّةٍ، وعنه: سعيدُ بنُ منصورٍ، وقُتيبةُ، وسويدُ بنُ سعيدٍ، ومحمَّدُ بنُ محبيدٍ المُحاربي، ومِنْجابُ بنُ الحارثِ، وداودُ بنُ عمرو الضَّبيُّ، وطائفة.

(1)

باب من أبواب القاهرة بناه الضرغام بن سوار سنة 585 هـ. ينظر: "المواعظ والاعتبار" 2/ 425.

(2)

في المخطوطة: صالحُ بنُ موسى بن عبد الله بن إسحاق، والتصويب من مصادر الترجمة.

(3)

"المعرفة والتاريخ" 3/ 42، و"تاريخ أبي زرعة الدمشقي" 476، و"ميزان الاعتدال" 2/ 301.

ص: 318

خرَّجَ له الترمذيُّ

(1)

، وابنُ ماجهْ

(2)

، وذُكِرَ في "التهذيب"

(3)

، وهو ضعيف.

قالَ البخاريُّ

(4)

: مُنكرُ الحديث. وقالَ ابنُ مَعِينٍ

(5)

: ليس بشيءٍ، وقالَ الجُوزجانيُّ

(6)

: ضعيفُ الحديثِ على حُسْنِه، وقالَ ابنُ حِبَّان في "الضعفاء"

(7)

: عدادُه في أهل المدينة، روى عنه: أهلُها.

‌1671 - صالحُ بنُ نبهانَ، أبو محمَّدِ ابنُ أبي صالحٍ المدَنيُّ

(8)

.

عِدادُه في أهلِها، وهو مولى التَّوْأَمة، والتَّوْأَمَةُ ابنةُ أميَّةَ بنِ خَلفٍ القُرَشيُّ. تابعيٌّ يأتي أبوه

(9)

.

ذكرَهما مسلمٌ

(10)

في ثالثة تابعي المدنيين. وهو يروي عن: أبي هريرةَ، وابنِ عبَّاسٍ، وعائشةَ، وزيدِ بنِ خالد، وأنسٍ، وعنه: موسى بنُ عُقبةَ، والسُّفيانان، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي الزِّنادِ، وآخرون مِن أكابر أهل المدينة.

(1)

كتاب المناقب، باب: مناقب طلحة بن عبيد الله (3739)، وفيه ضعف.

(2)

كتاب الزهد، باب: البغي (4212)، وهو ضعيف.

(3)

"تهذيب الكمال" 13/ 95، و"تهذيب التهذيب" 4/ 28.

(4)

"التاريخ الكبير" 4/ 291.

(5)

"سؤالات بن الجنيد" 142، وتاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 266.

(6)

"أحوال الرجال"(91).

(7)

"كتاب المجروحين" 1/ 469.

(8)

"تاريخ خليفة" 362، و" المعرفة والتاريخ" 3/ 33، و"الجرح والتعديل" 4/ 416.

(9)

ترجمة أبيه نبهان في القسم المفقود من الكتاب.

(10)

"الطبقات" 1/ 254 (932).

ص: 319

ضُعِّفَ؛ لاختلاطه، ومشَّاه ابنُ عدِي

(1)

، بل وثقه العِجليُّ

(2)

وقالَ ابنُ عُيينةَ: سمعتُ منه، ولُعابُه يسيلُ من الكِبَر، وقد لقيه الثَّوريُّ بعدي.

فَمِمَّنْ سمعَ منه قبل أنْ يخرَفَ: ابنُ أبي ذِئبٍ، وخرَّجَ له أبو داود

(3)

، والترمذيُّ

(4)

، وابنُ ماجه

(5)

، وذُكرَ في "التهذيب"

(6)

، و"ضعفاء ابن حِبَّان"

(7)

، والعُقيلي

(8)

. وروى عن: ابن عيينةَ أنَّه لقِيَه سنةَ خمسٍ أو ستٍّ وعشرين ومئةٍ، أو نحوها، وقد تغيَّرَ، فلقيه الثوريُّ بعدي.

وأرَّخَ بعضُهم وفاتَه سنةَ خمسٍ وعشرين ومئةٍ.

- صالحٌ، أبو داودَ التَّمَّارُ.

في: ابن دينار. (1655)

‌1672 - صالحٌ، أبو عبدِ اللهِ، مولى الجُنْدَعِيين

(9)

.

(1)

قالَ ابنُ عديٍّ: لا بأس برواياته وأحاديثه. ينظر: "الكامل في ضعفاء الرجال" 5/ 89.

(2)

"معرفة الثقات" 1/ 466.

(3)

كتاب الجنائز، باب: الصلاة على الجنازة في المسجد (3184)، وهو ضعيف.

(4)

أبواب الطهارة، باب: ما جاء في تخليل الأصابع (39)، وقال: هذا حديث حسن غريب.

(5)

كتاب الطهارة، باب: تخليل الأصابع (447).

(6)

"تهذيب الكمال" 13/ 99، و"تهذيب التهذيب" 4/ 29.

(7)

" كتاب المجروحين " 1/ 464.

(8)

"الضعفاء الكبير" 2/ 204

(9)

"الجرح والتعديل" 9/ 400.

ص: 320

مِن أهلِ المدينة، يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: أبو الأسودِ محمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ نوفلٍ، وسعيدُ بنُ أبي هلالٍ، قاله ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(1)

.

‌1673 - صالحٌ القِبطيُّ

(2)

.

روى أبو نعيمٍ في ترجمة مارية من "المعرفة"

(3)

مِن طريقِ مجاشعِ بنِ عمرٍو، عن اللَّيثِ، عن الزُّهريِّ: حدَّثني أنسٌ: أنَّ صالحًا خرجَ معَ ماريةَ. يعني: مِن مصرَ إلى المدينةِ، ولم يُهدِهِ المقوقسُ، وإنَّما كانَ اتَّبعَها من قريتِها، وذكرَه ابنُ الأثير

(4)

لذلك في الصَّحابة، وكتبتُه هنا؛ لتجويزِ إقامته بها.

‌1674 - صامتٌ الأنصاريُّ.

ذكرَه مسلمٌ

(5)

في الطَّبقةِ الأولى مِن المدنيين، وهو في "الإصابة"

(6)

لشيخِنا بما نصُّه: صامتٌ مولى حبيبِ بنِ خراشٍ، حليفُ الأنصار. زعمَ ابنُ الكلبيِّ أنَّه شهدَ بدرًا هو ومولاه، استدركَه ابنُ فتحونٍ، وابنُ

(7)

الأثير. انتهى.

‌1675 - صباحٌ، مولى العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلب

(8)

.

(1)

" الثقات" 4/ 374.

(2)

"الإصابة" 2/ 174.

(3)

لم أجده في ترجمة مارية في "معرفة الصحابة" 6/ 3540.

(4)

"أسد الغابة" 3/ 6، وفيه: صالح القرظي، وذكر ابن حجر أنه خطأ.

(5)

"الطبقات" 1/ 160 (181).

(6)

"الإصابة" 3/ 326، وفيها: صائب، وهو خطأ مطبعي.

(7)

"أسد الغابة" 3/ 7.

(8)

"الطبقات الكبرى" 3/ 326.

ص: 321

روى عمرُ بنُ شبَّةَ من طريقِ صالحِ بنِ أبي الأخضر، عن: عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم استعمله، وأعطاه عُمالته

(1)

، وذكرَ غيرُه عن عمرَ أيضا: أنَّه هو الذي عملَ المنبر. ذكرَه شيخُنا في "الإصابة"

(2)

.

‌1676 - صُبيحُ بنُ العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ الهاشميُّ

(3)

.

معدودٌ في بنيه. وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ: لكلِّهم صحبةٌ، وهو في ثاني "الإصابة"

(4)

.

‌1677 - صُبيحٌ مولى أُسيدٍ.

ذكرَ يعقوبُ بنُ شيبةَ في "مسنده"، من طريقِ ابنِ جريجٍ عن: عكرمةَ أنَّه أحدُ مَن نزل فيهم آية: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ}

(5)

.

وكذا أخرجه سنيد

(6)

بن داود

(7)

في "تفسيره" عن حجاج، عن ابن جُريج، وفيه: أنَّهم ثلاثةٌ: عمَّارُ بنُ ياسير، وسالمٌ مولى أبي حذيفة، وصُبيحٌ. ذكرَه في

(1)

العُمالة: أجر العمل. "القاموس المحيط": عمل.

(2)

" الإصابة " 2/ 175.

(3)

ذكر ابن الكلبي في "جمهرة نسب قريش "، ص: 31 أولادَ العبَّاسِ كلَّهم، وليس فيهم من اسمه صبيح.

(4)

في "الإصابة" 2/ 197: صباح.

(5)

سورة الأنعام، الآية 52.

(6)

تحرَّفت في المخطوطة و"الإصابة" إلى: سعد.

(7)

سُنيدُ بنُ داودَ المصيصيُّ، محدثُ الثغر، له "التفسير الكبير"، قال الذهبيُّ: مشَّاه الناس، وحملوا عنه، وما هو بالمتقن، توفي سنة 226 هـ. "تاريخ بغداد" 8/ 42، و"سير أعلام النيلاء" 10/ 627.

ص: 322

"الإصابة"

(1)

.

‌1678 - صُبيحٌ العلائيُّ، الطواشيُّ.

من المباركين الأخيار، ذكرَه ابنُ صالحٍ.

‌1679 - صَبيحٌ، أبو المليحِ المدَنيُّ

(2)

.

عن: أبي صالح، وعنه: مروانُ بنُ معاويةَ، وأبو صالحٍ، قاله ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(3)

، وسيأتي في الكنى.

‌1680 - صخرُ بنُ حربِ بنِ أُميَّةَ بن عبدِ شمسِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كِلابٍ، أبو سفيانَ القُرشيُّ، الأمويُّ، المكيُّ

(4)

.

وهو بكنيتِه أشهرُ. ذكرَه مسلمٌ

(5)

في المدنيين. أسلمَ يومَ فتحِ مكَّةَ، وآمَنَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مَن في خلَ دارَه يومه، وشهِدَ معَه الطائفَ وحُنينًا، وأعطاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من غنائمِها مئةَ بعيرٍ، وأربعين أوقية، واستعملَه فيما قيل على نجرانَ، فلمَّا ماتَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم رجعَ إلى مكَّة وسكنها، ثمَّ عادَ إلى المدينة، وبها ماتَ لتسعٍ مضينَ مِن خلافةِ عثمانَ بعدَ أن كُفَّ أبصرُه". قيل: سنةَ إحدى وثلاثين، وقيل: اثنتين، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع، وهو ابن ثمان وثمانين. وقيل: بضعٍ وسبعين، ودُفنَ بالبقيع

(1)

"الإصابة" 2/ 176.

(2)

"تهذيب الكمال" 13/ 112.

(3)

"الثقات" 6/ 475.

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 119، و"الإصابة" 2/ 178.

(5)

"الطبقات" 1/ 151 (78).

ص: 323

بعدَ أن صلَّى عليه ابنه، وقيل: عثمانُ [في] موضعِ الجنائز.

ومولدُه يومَ الفيل، وكانَ رَبْعةً، دحداحًا

(1)

، ذا هامةٍ عظيمة، وفُقِئتْ عينُه يومَ الطَّائف، والأخرى يومَ اليرموك، فعَمِيَ، وكانَ من أشرافِ قريشٍ في الجاهلية، ومِن أجودِها رأيًا، فلمَّا جاءَ الإسلامُ انحلَّ رأيُه.

روى عنه: ابنُه معاويةُ، وابنُ عبَّاسٍ، وقيسُ بنُ أبي حازمٍ، والمسيَّب بنُ حَزْن، وترجمتُه تحتملُ التَّطويل.

‌1681 - صَدَقةُ بنُ بَشير، أبو محمَّدٍ المدَنيُّ، مولى العُمَريّين، وقيل: مولى ابنِ عمرَ

(2)

.

يروي عن: قُدامةَ بنِ إبراهيمَ الجُمحيِّ، عن ابنِ عمرَ في الحمدِ

(3)

، وعنه: إبراهيمُ بنُ المنذر، وإبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ عَرعَرةَ، وكنَّاه، وإسماعيلُ بنُ أبي أويسٍ، وغيرُهم، وهو في "التهذيب"

(4)

.

‌1682 - صَدَقَةُ بنُ يَسارٍ الجَزريُّ

(5)

.

سكنَ مكَّةَ. يروي عن: ابنِ عمرَ، والقاسمِ بنِ محمَّدٍ، والمغيرةِ بنِ حكيمٍ

(1)

الرَّبعة: الرَّجل بين الطول والقِصَر. "القاموس": ربع.

الدَّحْدَاحُ: القصير، "القاموس": دحح.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 435، و"الكاشف" 1/ 501.

(3)

أخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب: باب فضل الحامدين 2/ 1249 (3801).

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 127، و"تهذيب التهذيب" 4/ 39.

(5)

"طبقات خليفة" 282، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 437، و "تاريخ أبي زرعة الدمشقي"511.

ص: 324

الصَّنعانيِّ، ومالكِ بنِ أوسِ بنِ الحدَثانِ، وسعيدِ بنِ جبيرٍ، وطاووسٍ، والزُّهريِّ، وهو مِن أقرانه، وغيرهم، وعنه: شُعبةُ، وابنُ جريجٍ، ومالكٌ، وابنُ إسحاق، ومَعْمَرٌ، والسُّفيانان، وعِدَّةٌ. قالَ أحمدُ

(1)

: ثقةٌ من الثِّقات، وكذا وثَّقة ابنُ مَعِينٍ

(2)

، وأبو داود، والنَّسائيُّ، ويعقوبُ بنُ سفيان، وقالَ أبو حاتمٍ

(3)

: صالحٌ، وقالَ أبو داود: قيل له: أمِن أهلِ مكَّةَ؛ إنّه مِن أهلِ الجزيرةِ، سكنَ مكَّةَ.

قال له سفيانُ: بلغَني أنَّكَ من الخوارجِ!! قال: كنتُ منهم؛ فعافاني الله.

قالَ أبو داود: وكانَ متوحِّشًا يصلِّي بمكَّةَ جمعةً، وبالمدينة جمعةً.

وقالَ ابنُ سعد

(4)

: توفي في أوَّلِ خلافةِ بني العبَّاسِ. يعني السَّفَّاح، وكانَ ثقةً، قليلَ الحديث، وذكرَه ابنُ حِبَّان في "الثقات"

(5)

، وقالَ بعضُهم: إنَّه عمُّ محمَّدِ بنِ إسحاقَ بنِ يسارٍ، وهو وهمٌ. وهو في "التهذيب"

(6)

، والفاسي

(7)

.

‌1683 - صِدِّيقُ بنُ محمَّدِ بنِ خليفةَ بنِ المنتصرِ بنِ محمَّدٍ المدَنيُّ.

الآتي أبوه، والماضي أخوه أحمد، ممَّن سمعَ على الزَّينِ المراغي في سنةِ اثنتين

(1)

"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 223.

(2)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 269.

(3)

"الجرح والتعديل" 4/ 293.

(4)

"الطبقات الكبرى" 5/ 485.

(5)

"الثقات" 4/ 378.

(6)

"تهذيب الكمال" في 13/ 155، و"تهذيب التهذيب" 4/ 43.

(7)

"العقد الثمين" 5/ 37.

ص: 325

وثمان مئة، وسمع معَ أبيه:"الموطأ" على البرهان ابنِ فرحونٍ سنةَ ثمان وتسعين وسبعِ مئةٍ.

‌1684 - صدِّيقُ بنُ موسى بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ الأسديُّ، الزُّبيريُّ، المدَنيُّ

(1)

.

يروي عن رجلٍ صحابيُّ، وعن المدنيين، وعنه: حفيدُه: عتيقُ بنُ يعقوبَ، وعثمانُ بنُ أبي سليمان. قالَه ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(2)

، وهو في "الميزان"

(3)

، وقال: حدَّثَ عنه ابنُ جُريجٍ، وليس بالحجَّةِ. قالَ ابنُ عُيينةَ: كانَ شريفًا هاهنا

(4)

، وساقَ قولَ ابنِ حِبَّان بلفظه، روى عنه: الوليدُ بنُ أبي سليمان، لا عثمان، فيحرَّرُ، زاد غيرُه في الرُّواةِ عنه حفصَ بنَ ميسرةَ، ولم يذكرْ فيه ابنُ أبي حاتمٍ

(5)

جرحا.

‌1685 - صِرْمَةُ بنُ أنسٍ، وقيل: ابنُ أبي أنسٍ، وقيل: غير ذلك، أبو قيسٍ الأوسيُّ الخزرجيُّ

(6)

.

مشهورٌ بكنيته. أسلمَ حينَ قدمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكانَ مُعظّمًا في قومه، له شِعرٌ حسن، و [كان] لا يدخلُ بيتًا فيه جُنبٌ، ولا حائضٌ، وعُمِّرَ نحوَ مئةٍ وعشرين

(1)

"الطبقات الكبرى" 6/ 27، و"لسان الميزان" 4/ 318.

(2)

"الثقات" 4/ 385.

(3)

"ميزان الاعتدال" 2/ 314.

(4)

تحرَّفت في الأصل إلى مهنأ. ووقع في "التاريخ الكبير" 4/ 330: كان شُوَيبًّا ها هنا، تصغير شابٍّ.

(5)

"الجرح والتعديل" 4/ 455.

(6)

"أسد الغابة" 3/ 17، و"معرفة الصحابة" 3/ 1524.

ص: 326

سنة، ومن نظمِه:

يقولُ أبو قيسٍ وأصبحَ غاديا

(1)

ألا ما استطعْتُم مِن زمانيَ فافعلوا

أوصيكمُ بالخيرِ والبِرِّ والتُّقى

وإنْ كنتمُ أهلَ الرِّياسةِ فاعدلوا

وإنْ أنتمُ أمعرْتُمُ

(2)

فتعفَّفُوا

وإنْ كانَ فضلُ الخير

(3)

فيكم فافعلوا

وهو في "الإصابة" مطوَّلٌ

(4)

.

‌1686 - صَعْصَعةُ بنُ مالكٍ

(5)

.

ذكرَه مسلمٌ

(6)

في ثالثةِ تابعي المدنيين.

‌1687 - صفوانُ بنُ سُليمٍ، أبو عبدِ الله، أو أبو الحارثِ المدَنيُّ

(7)

.

مِن أهلِها، التَّابعيُّ، مولى حُميدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ الزُّهريِّ، وأحدُ الفقهاءِ. يروي عن: مولاه، وابنِ عمرَ، وجابرٍ، وأنسٍ، وسعيدِ بنِ المسيَّب، وعطاءِ بنِ يسارٍ، ونافعِ بنِ جبيرٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ غَنْمٍ، وطائفةٍ، وعنه: ابنُ جُريجٍ، ومالكٌ والسفيانان، والإبراهيمان: ابنُ طَهْمَان، وابنُ سعدٍ، والدَّرَاورْديُّ،

(1)

في المخطوطة: غازيا والتصويب من "الإصابة".

(2)

في المخطوطة: ذا معرتم، وفوقها: كذا. أَمْعَرَ: افتقر، وفني زادُه. "القاموس": معر.

(3)

في المخطوطة: وإن كان فضل لكم فيكم فافعلوا. والتصويب من "الإصابة".

(4)

"الإصابة" 2/ 182.

(5)

"تهذيب الكمال" 13/ 169.

(6)

"الطبقات" 1/ 244 (815).

(7)

"تاريخ خليفة" 404، و" المعرفة والتاريخ" 1/ 410، و"حلية الأولياء" 3/ 158.

ص: 327

وأنسُ بنُ عِياضٍ، وخَلقٌ. وكانَ رأسًا في العلمِ والعملِ، يصلِّي في الشِّتاءِ بالسَّطحِ، وفي الصَّيفِ ببطنِ البيتِ، يتيقَّظُ بالحرِّ والبردِ حتَّى يُصبحَ، ويأتي المقابر، فيجلس [عندها]، ويبكي حتى يرحمَه مَن يراه، وحلفَ أن لا يضعَ جنبَه على الأرضِ حتَّى يلقى اللهَ، فمكثَ على ذلك أكثرَ مِن ثلاثين عامًا حتَّى ماتَ، وإنَّه لجالسٌ.

ويقولُ أهلُ المدينةِ: إنَّه نَقِبت جبهتُه مِن كثرةِ السُّجودِ، ولو قيل له: السَّاعةُ غدًا ما كانَ عندَه مزيدُ عملٍ. قالَ أحمدُ

(1)

: ثقةٌ مِن خيارِ عبادِ الله، يُستنزلُ بذكرِه القَطرُ، وقالَ غيرُه: إذا رأيتَه علمتَ أنَّه يخشى اللهَ، خرَّج له السِّتةُ، وهو في "التهذيب"

(2)

، و"ثقات العجلي"

(3)

، و"ابن حِبَّان"

(4)

، وقالَ: مِن عُبَّادِ أهلِ المدينةِ وزُهَّادِهم. ماتَ سنةَ اثنتين وثلاثين ومئة.

‌1688 - صَفْوانُ بنُ قُدامةَ التَّميميُّ، المرئيُّ

(5)

.

والدُ عبدِ الرَّحمنِ، وعبدِ اللهِ، صحابةٌ، هاجر وهما معه، فقال نصر

(6)

:

(1)

"العلل" 1/ 328.

(2)

"تهذيب الكمال" 13/ 184، و"تهذيب التهذيب" 4/ 50.

(3)

"معرفة الثقات" 1/ 467.

(4)

"الثقات" 6/ 468.

(5)

ووقع في المخطوطة: المزني، وهو تحريف، انظر:"معرفة الصحابة" 3/ 1502، فالمرئي نسبة لامرئ القيس.

(6)

نصرُ بنُ نصرِ بنِ قدامةَ، ابنُ أخي المترجم له. ينظر "الإصابة" 3/ 349.

ص: 328

تحمَّلَ صفوانٌ فأصبحَ غاديا

بأبنائِه عَمدًا وخلَّى الموَالِيا

فيا ليتَني يومَ الحنينِ اتَّبَعْتُهم

قضى اللهُ في الأشياءِ ما كانَ قاضيا

فأجابه صفوان:

مَنْ مُبلِغٌ نصرًا رسالةَ عاتبٍ

بأنَّكَ بالتَّقصيرِ أصبحتَ راضيا

وأقامَ بالمدينةِ حتَّى ماتَ، فرثاه ابنُه عبدُ الرَّحمنِ بأبياتٍ منها:

وأنا ابنُ صفوانَ الذي سبقتْ له

عندَ النَّبيِّ سوابقُ الإسلامِ

ذكره في "الإصابة" بأطولَ

(1)

.

‌1689 - صفوانُ بنُ المُعطَّلِ السُّلَميُّ، ثمَّ الذَّكوانيُّ

(2)

.

صحابيٌّ، جرى ذكرُه في حديث الإفكِ في "الصَّحيحين "، وفيه يقولُ النبيُّ

(3)

صلى الله عليه وسلم: "ما علمتُ عليه إلّا خيرًا".

قالَ البغويُّ

(4)

: سكنَ المدينةَ، وترجمتُه طويلةٌ في "الإصابة"

(5)

وغيرها.

قُتلَ في خلافةِ عمرَ في غزو أرمينيةَ شهيدًا، في سنة: تسع عشرة، وقيل: غير ذلك.

(1)

"الإصابة" 2/ 189.

(2)

"معرفة الصحابة" 3/ 1499.

(3)

البخاري في كتاب التفسير، سورة المؤمنون (4750)، ومسلم في كتاب التوبة، باب: في حديث الإفك 4/ 2314 (2770).

(4)

"معجم الصحابة" 3/ 337.

(5)

"الإصابة" 2/ 190.

ص: 329

‌1690 - صفوانُ بنُ وَهبٍ، أو: وُهيبٍ، أبو عمرَ القُرَشيُّ، الفِهريُّ

(1)

.

صحابيٌّ، أخو سهلٍ وسهيلٍ الماضيينِ. أمُّهم بيضاءُ. قيل: إنَّه الأخُ المشارُ إليه في حديث عائشة

(2)

: ما صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على سهيلِ بنِ بيضاءَ وأخيه إلّا في المسجد. ولكن قيل: إنَّه استُشهدَ ببدرٍ. بل قيل: إنَّه بقي إلى عامِ الفتح، فاللهُ أعلمُ.

‌1691 - صَفوانُ بنُ أبي يزيدَ، وقيل: ابنُ يزيدَ، ويقال: ابنُ سُليمٍ المدَنيُّ

(3)

.

تابعيٌّ. وثقه ابنُ حِبَّان

(4)

، وخرَّج له البخاري في "الأدب المفرد"

(5)

، والنسائيُّ

(6)

، وذُكر في "التهذيب"

(7)

. يروي عن: أبي سعيدٍ الخُدريِّ، وابنِ اللَّجلاجِ المختلفِ في اسمه

(8)

، وعنه: سهيلُ بنُ أبي صالحٍ، وعبيدُ الله بنُ أبي جعفرٍ المصريُّ، ومحمَّدُ بنُ عَمروِ بنِ علقمةَ، وصفوانُ بنُ سُليمٍ.

(1)

"الاستيعاب" 2/ 278، و "الإصابة" 2/ 191.

(2)

أخرجه مسلم في الجنائز، باب: الصلاة على الجنازة في المسجد 2/ 669 (101).

(3)

"التاريخ الكبير" 4/ 307، و"الكاشف" 1/ 504.

(4)

"الثقات" 6/ 470.

(5)

"الأدب المفرد"، باب: الشح، ص: 427 (288).

(6)

كتاب الصوم، باب: ثواب من صام يوما في سبيل الله عز وجل 4/ 173 (2247).

(7)

"تهذيب الكمال" 13/ 216، و"تهذيب التهذيب" 4/ 57.

(8)

اختلف في اسم أبي اللجلاج، فقيل: هو حصين وقيل: بل خالد، وقيل: إنما هو القعقاع، وقيل: أبو العلاء، ينظر:"تهذيب الكمال" 13/ 216.

ص: 330

‌1692 - الصَّلْتُ بنُ زُيَيْدٍ، بضمِّ أوَّلِه، وكسرِه، ثمَّ مثَّناتين تحتانيتين، ابنِ الصَّلتِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ الكِنديُّ

(1)

.

مِن أهلِ المدينة، يروي عن: سليمانَ بنِ يسارٍ، وعنه: عبدُ العزيزِ بنُ أبي سلمةَ الماجِشون. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"

(2)

.

وقالَ غيرُه: إنَّه كانَ قاضيَ المدينةِ، ووَهِمَ ابنُ الحَذّاءِ

(3)

حيثُ زعمَ أنَّ القاضيَ هو أبوه، وذلكَ في زمنِ هشامِ بنِ عبدِ الملكِ، ولذا قالَ شيخُنا

(4)

: إنَّه بعيدٌ، وأظنُّ ذلكَ ولدَه. يعني هذا، وجزمَ شيخُه العراقيُّ بتوهُّمِ ابنِ الحذَّاءِ في ذلك، وبكونِ الصلت هو القاضي.

‌1693 - الصَّلتُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ نوفلِ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ المطَّلبِ بنِ هاشمٍ الهاشميُّ

(5)

.

أخو إسحاقَ، وابنُ عمِّ عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بَبَّةَ. يروي عن: أبيه، وابنِ عبَّاسٍ، وعنه: الزُّهريُّ، وابنُ إسحاقَ، ويوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ حاطبٍ. وثَّقه ابنُ حِبَّان

(6)

.

(1)

"أسد الغابة" 2/ 32، و"الإكمال" 1/ 326، و"توضيح المشتبه" 4/ 155.

(2)

"الثقات" لابن حِبَّان 6/ 472.

(3)

"التعريف بمن ذكر في الموطأ " ص: 53.

(4)

"تعجيل المنفعة" 1/ 144.

(5)

"الطبقات الكبرى" 5/ 317.

(6)

"الثقات" 4/ 379.

ص: 331

وخرّجَ له أبو داود

(1)

، والترمذيُّ

(2)

، وذُكرَ في "التهذيب"

(3)

.

وقالَ الزُّبيرُ: كانَ فقيهًا عابدًا، وَلِيَ أبوهُ -وكانَ يُشبَّهُ بالنَّبي صلى الله عليه وسلم قضاءَ المدينةِ زمنَ معاويةَ.

وفي الثانية من "ثقات ابن حِبَّان"

(4)

:

‌1694 - الصَّلتُ بنُ عبدِ الله المخزوميُّ

(5)

.

عن: ابن عمرَ، وعنه: الأوزَاعيُّ، وكأنَّه هذا.

‌1695 - الصَّلتُ بنُ مَخرمةَ بنِ المطَّلبِ بنِ عبدِ مَنافٍ، أبو قيسٍ المطَّلبيُّ

(6)

.

ذكرَه ابنُ إسحاقَ فيمَنْ أطعمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن خيبر.

‌1696 - الصَّلتُ بنُ مَعدِ يكَرِبَ بنِ معاويةَ الكِنديُّ.

والد كثيرٍ، وزُييدٍ

(7)

، وعبدِ الرَّحمنِ، استعملَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على الخَرْصِ، وهاجرَ بنوه إلى المدينة، فسكنوها. طوَّله شيخُنا في "الإصابة"

(8)

.

(1)

كتاب الخاتم، باب: في التختم في اليمين واليسار (4226).

(2)

كتاب اللباس، باب: ما جاء في لبس الخاتم في اليمين (1742)، وقال: حديث حسن صحيح.

ووقع في المخطوطة: النَّسَائِيّ، بدل الترمذي، وهو خطأ.

(3)

"تهذيب الكمال" 13/ 226، و"تهذيب التهذيب" 4/ 61.

(4)

"الثقات" 6/ 470.

(5)

في "ثقات ابن حِبَّان" 6/ 186 الحكم بن أبي الصلت المخزومي، وذكر بأنه يروي عن أبيه.

(6)

"الإصابة" 2/ 192.

(7)

بيائين، كما ضبطه في "الإصابة"، وترجمته في "الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص:279.

(8)

"الإصابة" 2/ 192.

ص: 332

‌1697 - صَندلُ، بهاءُ الدِّينِ الطَّواشيُّ

(1)

.

كانَ خيَّرًا، شفوقًا على المساكين، يجمعهم في رمضان، ويُفطرُ معهم. ذكره ابن صالح.

‌1698 - صَندلُ البغداديُّ.

أحدُ الخُدَّامِ بالمسجدِ النَّبويِّ. أثنى عليه ابنُ فَرحونٍ.

‌1699 - صَنْدَلُ الهنديُّ، الخَشقدميُّ

(2)

.

أحدُ الطَّواشيةِ الذين أرسل لهم مولاهم خشقدمُ الزِّمامُ

(3)

؛ ليكونوا خَدَمةً بالمسجد النَّبويِّ، فترقَّى هذا إلى الخازندارية. وفيه عقل وأدب، مع حُسنِ خَطٍّ ومباشرة، باشرَ الخازنداريةَ إلى أنْ صرفَ برفيقه أحد الأربعة أيدمر

(4)

الرومي.

‌1700 - صَندلُ الهنديُّ، الأشرفيُّ قايتباي ابن شاهين.

أرسل به الأشرفُ هو وابن أخته هلال صحبةَ أبي البقاءِ سنةَ تسعٍ وثمانين، ليكون هو شادًّا

(5)

على مدرسته، وجعل لهما خبزًا كالخُدّام، ثمَّ توجَّهَ في سنةِ إحدى وتسع مئة، وعادَ في آخرها، وقد استقرَّ في نيابة المشيخةِ بعدَ وفاةِ

(1)

الطَّواشيُّ: الخصيُّ. "المعجم الوسيط" 2/ 570.

(2)

"الضوء اللامع" 3/ 322.

(3)

المتوفى سنة 839 هـ. "المنهل الصافي" 5/ 207.

والزِّمام، لَقبٌ يطلق على الذي يتحدث على باب ستارة السلطان أو الأمير، وعادةَ يكون من الخدَّام الخصيان."صبح الأعشى" 5/ 459.

(4)

في المخطوطة: أيدٍ الرومي.

(5)

وظيفة الشادّ تكون لأميرٍ من أكابر أمراء المئين. "صبح الأعشى" 4/ 10، والمراد مُشْرِفًا.

ص: 333

مُتولِّيها، ولمولاه الأصليِّ به مماراةٌ

(1)

لفجوره وإقدامه. وبينه وبين الذي قبلَه بَونٌ كبيرٌ.

‌1701 - صَندلُ.

أحدُ خَدَمةِ المسجدِ النَّبويِّ، كانَ من الأكابرِ القدماء، الرُّؤساءِ المتعفِّفين الدَّيِّنين، كثيرَ الصَّدقةِ والبِرِّ والخير، وقفَ وأعتق، وآثرَ آثارًا حسنةً، مع كونِه مِن أحسنِ النَّاسِ خَلْقًا وخُلُقًا، ومحبَّةً في المجاورين، وشفقةً على أولادهم، وسلامة النَّاسِ من يدِه ولسانِه. قاله ابنُ فرحون

(2)

.

‌1702 - صُهيبُ بنُ سنانِ بنِ مالكِ بنِ عبدِ عمروٍ، أبو يحيى الرُّوميُّ

(3)

.

سَبَتْهُ الرُّومُ من نِينوى بالموصل، وكانَ أبوه أو عمُّه عاملًا بها لكسرى، وأمُّه سلمى ابنةُ مَعبدٍ، وهو مِن النَّمرِ بنِ قاسطٍ، جُلبَ إلى مكةَّ، فاشتراه عبدُ الله بنُ جُدعانَ التَّيميُّ. وقيل: بل هربَ مِن الرُّومِ، فقدمَ مكَّةَ، وحالفَ ابنَ جُدعَان، وصارَ مِن السَّابقينَ الأوَّلينَ، وهاجرَ قبلَه صلى الله عليه وسلم

(4)

. شهدَ بدرًا، والمشاهدَ [كلَّها].

وقَال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

(5)

: "صهيبٌ سابقُ الرُّوم ". وقيل: فيه نزلَتْ: {وَمِنَ النَّاسِ

(1)

في المخطوطة: مساراة.

(2)

"نصيحة المشاور" 62، والذي يبدو أنه هو نفسه صندل الطواشي الذي تقدم.

(3)

"معجم الصحابة" 3/ 343.

(4)

قال المزيُّ: هاجر إلى المدينة، وأدرك رسول الله بقباء قبل أن يدخل المدينة. "تهذيب الكمال" 13/ 238.

(5)

أخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 438، وفيه ضعف.

ص: 334

مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}

(1)

.

روى عنه مِن أولادِه: حبيبٌ، وزيادٌ، وحمزةُ، وسعيدُ بنُ المسيَّب، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي ليلى، وكعبٌ الأحبارُ، وغيرُهم من الصَّحابةِ والتَّابعين.

ومِن مناقبِه أنَّه حينَ رامَ الهجرةَ إلى المدينةِ، قالَ له أهلُ مكَّةَ: أتيتنا صُعلوكًا

(2)

حقيرًا، فتنطلقُ بنفسِكَ ومالك!؟ والله لا يكونُ ذلكَ أبدًا. قال: أرأيتُم إنْ تركتُ [لكم] مالي، أَمُخَلُّون أنتم سبيلي؟ قالوا. نعم فتركَ لهم مالَه أجمعَ، ولما بلغَ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال

(3)

: "ربحَ صهيبٌ، ربحَ صهيبٌ! "

ورُويَ أنَّهم أدركوه؛ وقد سارَ عن مكَّة، فأطلقَ لهم مالَه، ولحِقَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو بعدُ بِقباءَ. قال: فلمَّا رآني قال: "ربحَ البيعُ أبا يحيى"، قالها ثلاثا؛ فقلتُ: يا رسول الله، ما أخبركَ إلّا جبريل!.

واستخلفَه عمرُ على الصَّلاةِ، حتَّى يتَّفقَ أهلُ الشُّورى على خليفةٍ، وصلَّى على عموَ، ماتَ بالمدينةِ في شوَّالٍ سنةَ ثمان وثلاثين في خلافةِ في عن سبعين، أو ثلاث وسبعين، وقيل: ابن أربعٍ وثمانين، كما ليعقوب بن سفيان، وصلَّى عليه سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، ودُفِنَ بالبقيع، وذكرَه مسلمٌ

(4)

في أهلِها.

(1)

سورة البقرة: الآية 207.

(2)

الصُّعلوكُ: الفقير. "القاموس": صعلك.

(3)

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 8/ 37 (7308)، وهو ضعيف.

(4)

"الطبقات" 1/ 146 (14).

ص: 335

ومن أولادِه أيضًا: عمارة

(1)

، وحديثه في الكتب، وذُكرَ في "التهذيب"

(2)

، وأوَّل "الإصابة"

(3)

، والفاسي

(4)

.

‌1703 - صُهيبٌ، أبو الصَّهباءِ البَكريُّ، البصريُّ، ويقال: المدَنيُّ، مولى ابنِ عبَّاسٍ

(5)

.

روى عنه، وعن: ابنِ مسعودٍ، وفي، وعنه: سعيدُ بنُ جبيرٍ، ويحيى ابنُ الجزَّارِ، وطاوسٌ، وغيرُهم. قالَ أبو زُرعةَ: ثقةٌ، ووثَّقَه ابنُ حِبَّان

(6)

، وقالَ النَّسائيُّ: بصريٌّ ضعيفٌ، وله ذِكرٌ في "صحيح مسلم"

(7)

في حديثِ داودَ عن أبي نَضْرةَ، عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه في الصَّرف، وفي ثالثةِ تابعي المدنيين لمسلمٍ

(8)

: صُهيبٌ [مولى]

(9)

العباس، وهو -فيما يظهرُ- هذا.

(1)

كذا ورد في النسخة، والمعروف من أبنائه: صالح وصيفي، وعباد، وعثمان، محمَّد، وسعد، وحبيب وحمزة. ينظر:"تهذيب الكمال" 3/ 238 - 239.

(2)

"تهذيب الكمال" 13/ 237، و"تهذيب التهذيب" 4/ 66.

(3)

"الإصابة" 2/ 195.

(4)

"العقد الثمين" 5/ 45.

(5)

"تهذيب الكمال" 13/ 241.

(6)

"الثقات" 4/ 381.

(7)

كتاب المساقاة، باب: بيع الطعام مثلا بمثل 3/ 1217 (100).

(8)

"الطبقات" 1/ 252 (907).

(9)

ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل، وهو من "الطبقات" لمسلم.

ص: 336

‌1704 - صُهيبٌ، مولى العُتْواريين

(1)

.

مِن أهلِ المدينةِ. ذكرَه مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعي المدنيين، وقالَ: مولى العُتْوَارِي. يروي عن: أبي هريرةَ، وأبي سعيدٍ الخُدْريِّ، وعنه: نُعيمُ بنُ عبدِ اللهِ المُجْمِر. قالَه ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(3)

، وهو في "التَّهذيب"

(4)

.

‌1705 - صوابٌ الافتخاريُّ.

مِن خيارِ الطَّواشيةِ. ذكرَه ابنُ صالحٍ.

‌1706 - صوابٌ الأبكي.

أحدُ الخُدَّامِ بالمسجدِ النَّبويِّ، أثنى عليه ابنُ فَرحونٍ

(5)

.

‌1707 - صوابٌ الشَّمسُ الجمداريُّ

(6)

.

أحدُ خَدَمَةِ المسجدِ النَّبويِّ، كانَ مِن أجاويدِهم، وذوي الرَّأيِ منهم، ممَّن يُعظِّمُ الشَّرعَ وأهلَه، عليه سَكينةٌ ووَقارٌ، وحلاوةُ أخلاق، وبشاشةٌ عندَ التَّلاق، معَ رئاسةٍ وحِشمةٍ، وإطعامٍ للكِسرة، وكانَ نائبًا للعزِّ دينارٍ، وله عتقاءُ، منهم خادمٌ رئيسٌ، قليلَ الخلطةِ بالنَّاس، وبنى دارًا حسنةً، وأوقفها، وكذا اشترى في

(1)

"التاريخ الكبير" 4/ 316، و"الجرح والتعديل" 4/ 444.

(2)

"الطبقات" 1/ 255 (950).

(3)

"الثقات" 4/ 381.

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 245، و "تهذيب التهذيب" 4/ 67.

(5)

"نصيحة المشاور"63.

(6)

شمسُ الدِّينِ، المعروف بصواب الجمداري. "نصيحة المشاور"58.

ص: 337

آخرِ عمرِه نخلًا جيدًا، وأوقفه، إلى غير ذلك من الأوقاف.

وكانَ ذا حَياءٍ، لا تكادُ تراه يمزحُ، ولا يضحكُ، ولا يجلسُ إلا في وقتِ ضروريه، وأيامِ نوبته. ماتَ في سنةِ ثمان وخمسين وسبعِ مئةٍ، قاله ابنُ فَرحونٍ.

وذكرَه المجدُ، فقال

(1)

: كانَ مِن أجاويدِ الخُدَّامِ الأخيار، إذا شاهدَتْه رأيتَ جُمَلًا من الحِشمة والوقار. وأمَّا البَشاشةُ والهَشاشةُ فبالأَحمالِ والأوقار، وكانَ يتفقَّدُ بِكِسرتِه المحتاجين وأربابِ الافتقار، وأمَّا تعظيمُه للمثرعِ وأهلِه فِهِجِّيرُه

(2)

الذي كانَ يفتخرُ به غايةَ الافتخار، ولم يُذكرْ عنه أنَّه تعرَّضَ لأحدٍ مِن أهلِ العلمِ بنوع ازدراءٍ واحتقار. نابَ [عن] الشَّيخِ عزِّ الدِّينِ في المشيخة، فأرضى الصِّغارَ والكِبار، وأعتقَ العبيدَ والإماءَ، ووقفَ النَّخيلَ والدِّيارَ، فرحمةُ اللهِ تُصيبُ وجهَه المِدْرَار.

‌1708 - صوابٌ، الشَّمسُ الحُساميُّ.

أحدُ الخُدَّامِ بالحرمِ النَّبويِّ، ممَّن سمعَ على خلفٍ القبتَوْرِيِّ "الشفاءَ" سنةَ اثنتين وسبعِ مئةٍ.

‌1709 - صوابٌ، الشَّمسُ الحَمَويُّ، النَّاصريُّ

(3)

.

أحدُ خُدَّامِ المسجدِ النَّبويِّ، كانَ مِن شيوخِهم ورؤسائِهم، قليلَ الكلامِ، لا

(1)

"المغانم المطابة" 3/ 1220.

(2)

الِهجِّير: الدَّأبُ والشَّأن. "القاموس": هجر.

(3)

"الدرر الكامنة" 2/ 208، و"المغانم" 3/ 1221.

ص: 338

تراه إلا مشتغلًا بنفسِه، إذا جلسَ إلى الشَّيخِ أمرَ بمعروفٍ، ونهى عن منكرٍ، وله رأي صائمب، وحسناتٌ خَفِيَّات، وهو مُعتِقُ مفيدٍ

(1)

الآتي، ماتَ سنةَ تسعَ عشرةَ وسبعِ مئةٍ. ذكوَه ابنُ فَرحونٍ

(2)

.

وقد سمعَ على الجمالِ المطريِّ، وكافورٍ المظفَّريِّ

(3)

في سنةِ ثلاثَ عشرةَ وسبعِ مئةٍ "تاريخَ المدينة" لابن النجار.

وذكرَه المجدُ، فقال

(4)

: كانَ مِن رؤساء الخُدَّام، وكُبرائِهم الأعلام، مبادرًا عند اللِّقاءِ إلى السَّلام، محُاذرًا ما لا يعني مِن الكلام، وإذا جلس إلى الشَّيخِ أمرَ بالمعروف ونهى عن المنكرِ على الدَّوام، وقامَ في ذلكَ على الشَّيخِ أشدَّ القيام، ويغتنمُ الشَّيخُ موافقتَه فيما يقولُه غايةَ الاغتنام، وكانَ ذا رأيٍ صائب، وفِكرٍ ثاقب، وجملةٍ صالحةٍ من المفاخرِ والمناقب، له كثيرُ حسناتٍ اجتهدَ في إخفائها حتَّى خفي، وحُفِظَ مِن شرِّ الرِّياءِ والسُّمعةِ فيها وكُفِي، ثمَّ أرادَ اللهُ إظهارَ ذلكَ فظهرَ بعدَ أن توفي، وغرسَ في الحرَمِ غرسًا صالحا، وأعتقَ خادمًا دَيِّنَا فالحًا، وكانَ لقبُه أمينا كاسمه مفيدا.

‌1710 - صوابٌ، الشَّمسُ اللَّمطيُّ.

(1)

ترجمته في القسم المفقود من الكتاب.

(2)

"نصيحة المشاور"54.

(3)

في النسخة: القصري، والتصويب من "نصيحة المشاور"42.

(4)

"المغانم" 3/ 1221.

ص: 339

شيخُ الخُدَّامِ، سيأتي له حكاية معَ الثَّناءِ عليه في: هارونَ بنِ عمرِ بنِ الزغب

(1)

.

‌1711 - صوابٌ، الشَّمسُ المُغِيثيُّ

(2)

.

أحدُ خُدَّامِ المسجدِ النَّبويِّ، كانَ فائقًا في دينِه ووَرَعِه، ولذا كانَ أوَّلَ مَنْ يأخذ المحطَ

(3)

مِن خَدَمة المسجدِ ويُعلِّقُ قناديلَه، وأوَّلُ مَن يشقُّ [طريقَهُ] إلى المسجدِ مِن المُصلِّين، ولزمَ أسطوانةَ المهاجرين، وهي الثَّالثةُ مِن أسطوانةِ التَّوبةِ عندَ المحقِّقين، حتَّى عُرِفَ بها، وكانَ إذا جاءتْ نوبتُه في الخدمةِ يصنعُ الأطعمةَ الكثيرةَ والألوانَ الفاخرةَ، ويدعو لها مَن عرفه، ومَن لم يعرِفْه، وكذلكَ كانَ يفعلُ جميعُ الخدَّام خلا أنَّهم يتفاضلون بحسبِ السَّخاءِ، يريدون بذلكَ وجهَ الله تعالى.

ذكرَه ابنُ فرحونِ

(4)

، وأنَّه قامَ معهم بعدَ وفاةِ والدهم في تحريضِ شيخِ الخُدَّامِ: ظهيرِ الدّين

(5)

على كفِّ منصورِ الأميرِ بالبلدِ عن ميلِه معَ مَن سعى عندَه في وظائفِهم كسُبع سيده بالمال، وقال: والله لا يصلُ هذا اللعينُ إلى وظيفتنا، ولا يقرأ فيها أبدًا إلّا أنْ يُفعلَ بي كذا وَكذا، فكفَّ،

(1)

ترجمة هارون في القسم المفقود من الكتاب.

(2)

"نصيحة المشاور" 56، و"المغانم" 3/ 1219.

(3)

تمحيطُ الوَتَرِ: أن يُمرَّ عليه الأصابع لتصلحه. "القاموس": محطَ.

(4)

"نصيحة المشاور"54.

(5)

ظهيرُ الدِّينِ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ منعةَ البغداديُّ، ت 807 هـ. "شذرات الذهب" 6/ 17.

ص: 340

واتَّفقَ أنْ دارتِ الدَّوائرُ على ذلك الرَّجلِ حتَّى أُخرجَ مِن جميعِ وظائفِه المتعلِّقةِ بالحرم، وكانت وفاةُ صاحبِ الترجمةِ في سنةِ أربعٍ وثلاثين وسبعِ مئةٍ، ظنًّا، ودُفنَ أمامَ بابِ قُبَّةِ سيدي إبراهيمَ عليه السلام.

وذكره المجد

(1)

، فقالَ: كانَ مِن الخدَّامِ الموصوفين بالدِّينِ المتين، والورعِ المكين، والسَّابقينَ إلى الخيراتِ الفاخرة، واللاحقين بالسَّالفينَ مِن أولئك الفِئةِ الزَّاهرة، كانَ مجتهدًا في البِدارِ إلى مباشرةِ الخدمةِ الشَّريفة، مُعتنيًا على الاستباقِ إلى تعليق القناديل، وما تعلَّقَ بها مِن وظيفة، وكانَ مِن أوَّلِ الدَّاخلينَ إلى المسجدِ للصَّلاة، والحائزينَ بها مِن مواهبِ الله أجزلَ الصِّلات.

لزمَ أُسَطوانةَ المهاجرين، وإليها أَلِف، وواظبَ على الصَّلاةِ إليها حتَّى بها عُرِف، بذلَ في طاعةِ الله الأيام، فليلَهُ قامَ، ونهارَه صامَ، وقويَ له بحبلِ الله الاعتصامُ، ولاقى أربابَ الدَّولةِ بصولةٍ أمضى من حدِّ الصَّمصام

(2)

، وأمَّا في إطعامِ الطَّعام، وإكرامِ الأقوام؛ فقد فاقَ جميعَ أقرانِه من الخُدَّام، وتقدَّمَ عليهم في معازلِ المعارفِ بأقدام الإقدام، إذا جاءتْ نوبتُه أدهشَ الحاضرين بمفاخرِ الطعامِ والإدام، وغرائب الأطعمةِ التي لا توجد إلّا على خِوان

(3)

الملوكِ العظام، فبقي اسمُه على

(1)

"المغانم" 3/ 1220.

(2)

الصَّمصَام: السيفُ لا ينثني. "القاموس": صمم.

(3)

الخِوَان: ما يؤكل عليه الطعام. "القاموس": خون. يريد: السُّفْرَة.

ص: 341

ممرِّ الأعوام ودام، وثبتَ وَسْمُه على مكرِّ الأيامِ واستدام، على أنَّ جميعَ الخُدَّامِ في تلكَ الأزمان كانوا بالمكارمِ يتفاضلون، وبالبذلِ والسَّخاءِ في ميدانِ الإخاءِ يتناضلون، لكنْ بعضٌ منهم على بعضٍ يزيد، وكلٌّ بذلكَ وجهَ الله يقصِدُ ويريدُ.

وممَّا يُحكى مِن شهامتِه، ويُذكر مِن شدَّةِ صَرامتِه: أنَّ بعضَ مشايخِ العلمِ تُوفي إلى رحمةِ الله تعالى، وخلَّفَ أيتامًا ووظائف، فسعى بعضُ المفسدين

(1)

عندَ الأميرِ؛ وهو مِن الله غيرُ خائف، وبذلَ على ذلكَ جملةً من المال، وأصغى إليه الشَّريفُ وإلى الباطلِ مَاليَ ورسمَ بانتزاعِها منهم على كلِّ حال، ولم يبقَ إلا أنْ يحضرَ ويباشر المفسدُ المحتالُ، فقامَ حينئذٍ المغيثيُّ واستغاث، وعلمَ أنَّ الذِّئبَ قد استولى على الغنم وعاث، وقالَ للشَّيخِ: قم بهمَّتِكَ معنا في دفع هذا الأذى، فإنَّه والله لا يصلُ هذا اللَّعينُ إلى هذه الوظيفة، إلا أنْ يُفعلَ بي كذا وكذا، فبلغَ الأميرَ خبرُهَ فأعرضَ عن السَّعي وعن المال، واستقرَّ أولادُ الشَّيخِ في وظائفِهم على أجملِ حال.

‌1712 - صوابُ بنُ عبدِ اللهِ، الشَّمسي المحموديُّ.

أحدُ خُدَّامِ المسجدِ النَّبويِّ. سمعَ من الجمالِ المَطريِّ، وخالصٍ البهائيِّ كتاب "إتحاف الزِّائر" لابن عساكر. سمع منه: الحافظانِ العراقيُّ والهيثمى، وحدَّثَ عنه الجمالُ ابنُ ظَهيرةَ بالإجازةِ، ذكرَه شيخُنا في "درره"

(2)

.

(1)

في "المغانم": المفيدين.

(2)

"الدرر الكامنة" 2/ 208.

ص: 342

‌1713 - صوابٌ الشِّهابيُّ، السَّعيديُّ.

عتيقٌ لرشيدٍ الماضي، كانَ مِن الصَّالحين الخاشعين، أهلِ القرآنِ والدِّين. ماتَ في حياةِ سيِّده، ودُفنَ بالبقيع. ذكرَه ابنُ صالحٍ.

‌1714 - صوابٌ، دُرَّابةُ الطوائفيُّ.

أحدُ دَرَسَةِ القرآن. كانَ أمينًا على البيمارستان، في أيامِ أمينِ الدين، ينفقه على الفقراءِ وحدَه بدون مُشاركٍ، منطويًا على كرمٍ وخيرٍ.

‌1715 - صَيفيُّ بنُ زيادٍ، أبو زيادٍ مولى [ابن] أفلحَ، مولى أبي أيوبَ الأنصاريِّ

(1)

.

عِدادُه في أهلِ المدينة، تابعيٌّ، يروي عن: أبي اليسَرِ كعبِ بنِ عمرو، وأبي سعيدٍ الخُدْريِّ، وأبي السَّائبِ مولى هشامِ بنِ زُهرة، وعنه: عبدُ اللهِ بنُ سعيدِ بنِ أبي هندٍ، ومحمَّدُ بنُ عَجلانَ، وابنُ أبي ذِئبٍ، ومالكٌ، وآخرون، وخرَّجَ له مسلمٌ

(2)

وغيرُه، وجعلَهما النَّسائيّ اثنين، فقال: صَيْفِيٌّ، يروي عنه ابنُ عجلان، ثقةٌ، وصيفيٌّ مولى أفلح، روى عنه ابنُ أبي ذئبٍ

(3)

، ليس به بأسٌ.

وكذا صنعَ ابنُ حِبَّان؛ فقال في الثانية

(4)

: صيفيٌّ أبو زيادٍ، مولى أفلحَ مولى أبي

(1)

"تهذيب الكمال" 13/ 249.

(2)

كتاب السلام، باب: قتل الحيات وغيرها 4/ 1756 (2236)، وقال: صيفيُّ هو عندنا مولى ابن أفلح.

(3)

في المخطوطة: ابن أبي أفلح، وهو خطأ.

(4)

"الثقات" 4/ 384.

ص: 343

أيوبَ، عِدادُه في أهلِ المدينةِ، عن: أبي سعيدٍ، وأبي اليسر، وعنه: عبدُ الله بنُ سعيدِ. ثمَّ قال فيها أيضًا: صيفيٌّ، شيخٌ يروي عن: أبي اليسَر، وعنه: عبدُ اللهَ بنُ سعيدِ بنِ أبي هندٍ، إن لم يكنِ الأوَّلَ؛ فلا أدري مَن هو؟ ولا ابنُ مَن هو؟ ثمَّ قَال في الثالثة

(1)

: صيفيُّ، أبو شعيبٍ مولى الأنصارِ، وهو صيفيٌّ مولى أفلحَ، مِن أهلِ المدينةِ، عن: أبي السَّائبِ مولى هشامِ بنِ زُهرةَ، وعنه: ابنُ عجلانَ، ومالكٌ.

وصوَّبَ الذَّهبيُّ

(2)

تفرقةَ النَّسائيِّ بينهما، وأنَّهما كبيرٌ وصغيرٌ فالكبيرُ يروي عن: أبي اليَسَر: كعبِ بنِ عمروٍ، وعنه: ابنُ عجلانَ، والصَّغيرُ يروي عن: أبي السَّائبِ، وعنه: مالكٌ.

‌1716 - صيفِيُّ بنُ قَيظيِّ بنِ عَمروٍ، ابن الصَّعبةِ أختِ أبي الهيثمِ ابنِ التَّيهانِ.

صحابيُّ، استُشهِدَ بأُحُدٍ، فيما قاله أبو حاتمِ، وابنُ إسحاق

(3)

، وسُمِّي قاتله، وهو في "الإصابة"

(4)

.

‌1717 - الصَّيقلُ

(5)

.

شخصٌ من الرَّافضةِ؛ أقامَهُ ثابتُ بنُ عزيزِ بنِ هبةَ قاضيًا، وكانَ يرسلُ إليه بغالبِ الأحكامِ، كما سبقَ في ترجمته.

(1)

"الثقات" 6/ 476. ووقع في المخطوطة: الثانية، وهو خطأ.

(2)

"تاريخ الإسلام"، حوادث سنة 120 هـ. ص:383.

(3)

"سيرة ابن هشام" 3/ 87.

(4)

"الإصابة" 2/ 197.

(5)

"إنباء الغمر" حوادث سنة 829 هـ، 8/ 108.

ص: 344

‌حَرْفُ الضَّادِ المُعْجَمَةِ

‌1718 - الضَّحَّاكُ بنُ خليفةَ بنِ ثعلبةَ بنِ عدِيِّ بنِ كعبِ بنِ عبدِ الأشهلِ الأنصاريُّ، الأشهليُّ

(1)

.

صحابيٌّ في "الإصابة"

(2)

. قيل: إنَّه هو الذي اشترى نفسَه مِن ربِّه، بمالِه الذي يُدعى مالَ الضَّحَّاكِ بالمدينة، وإنَّه الذي قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه

(3)

: "يطلعُ عليكم رجلٌ من أهلِ الجنَّةِ، ذو مَسحةٍ مِن جمالٍ، زِنتُه يومَ القيامةِ زِنةُ أُحُدٍ".

ويقال: إنَّه كانَ مع مَن اجتمعَ من المنافقين في تثبيطِ النَّاسِ عن الغزوِ، بحيثُ أمرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم طلحةَ أنْ يحرقَ عليهم البيتَ، ففعل، وإنَّه اقتحمَ مِن ظهرِ البيتِ، فانكسرتْ رِجلُه، وأفلَتَ، وقالَ في ذلك:

كادَتْ -وبيتِ الله- نارُ محمَّدٍ

يسقطُ بها الضَّحَّاكُ وابنُ أُبيرقِ

سلامٌ عليكم لا أَعودُ لمثلِها

أخافُ ومَن يشملْ به الريحُ يحرق

(4)

(1)

"الاستيعاب" 2/ 294.

(2)

"الإصابة" 2/ 205.

(3)

ذكره في "الإصابة".

(4)

في المخطوطة: يغرق.

ص: 345

وحينئذٍ فقولُ ابنِ سعدٍ

(1)

: إنَّه كانَ مغموصًا عليه

(2)

يمكنُ أنْ يكونَ صحيحا، وإنَّه تابَ بعدُ وأصلح.

‌1719 - الضَّحَّاكُ بنُ سفيانَ الكِلابيُّ

(3)

.

صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ

(4)

في المدنيين، وهو أبو سعيدٍ.

قالَ أبو عبيدٍ: صحبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وعقدَ له لواءً، وقالَ الواقديُّ

(5)

: كان على صدقات قومِه، وكانَ من الشُّجعان، يعدُّ بمئةِ فارس، وبعثَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على سريةٍ، وفيه يقول العبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ:

إنَّ الذينَ وفَوا بما عاهدْتَهم

جيشٌ بعثتَ عليهمُ الضَّحَّاكا

وقالَ ابنُ سعدٍ: كانَ ينزلُ نجدًا في موالى ضَرِيَّةَ، وكانَ واليًا على مَن أسلمَ هناك من قومِه.

وروى سعيدُ بنُ المسيِّبِ عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كتب إليه أنْ يُورِّثَ امرأةَ أشيمَ الضِّبابيِّ مِن ديةِ زوجِها. أخرجَه أصحابُ السُّنن

(6)

.

(1)

"الطبقات الكبرى" 8/ 335.

(2)

يقال: رجل مغموص عليه، أي: مطعون عليه. "لسان العرب": غمص.

(3)

"الاستيعاب" 2/ 295.

(4)

"الطبقات" 1/ 156 (126).

(5)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 440.

(6)

أخرجه أبو داود في الفرائض، باب: في المرأة ترث من دية زوجها (2919)، والترمذيُّ في كتاب لديات، باب: ما جاء في المرأة هل ترث من دية زوجها (1415)، وقال: هذا حديث حسن=

ص: 346

وروى عنه: الحسنُ البصريُّ حديثًا آخرَ، وابنُ قانعٍ

(1)

.

و [روى] البغويُّ

(2)

أيضًا من طريقِ مُوَلَّه بنِ كُثيفٍ

(3)

أنَّ الضَّحَّاكَ هذا كانَ سيّافًا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قائمًا على رأسه متوشِّحًا بسيفِه، وهو في "الإصابة"

(4)

، و"التهذيب"

(5)

.

‌1720 - الضَّحَّاكُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ خالدِ بنِ حِزامٍ

(6)

.

ذكرَه مسلمٌ

(7)

في ثالثةِ تابعي المدنيين.

‌1721 - الضَّحَّاكُ بنُ عبدِ عمروِ بنِ مسعودِ بنِ كعبِ بنِ عبدِ الأشهلِ بنِ حارثةَ بنِ دينارِ بنِ النَّجَّارِ الأنصاريُّ، الخزرجيُّ

(8)

.

أخو النُّعمان الآتي، شهدَ بدرًا

(9)

، وذكرَه بعضُهم في المدنيين لكونِه استُشهدَ

= صحيح، والنسائي في "الكبرى" في الفرائض، باب توريث المرأة من دية زوجها 6/ 119 (6329)، وابن ماجه في الديات، باب: الميراث من الدية (2642).

(1)

"معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 29.

(2)

"معجم الصحابة" 3/ 389.

(3)

"الإكمال" 2/ 49، ويُعرف بذي اللسانين، له صحبة. "أسد الغابة" 5/ 283.

(4)

"الإصابة" 2/ 206.

(5)

"تهذيب الكمال" 13/ 261، و"تهذيب التهذيب" 4/ 73.

(6)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص: 121، و "ميزان الاعتدال" 2/ 324.

(7)

"الطبقات" 1/ 245 (828).

(8)

"معجم الصحابة"، للبغوي 3/ 394، و"أسد الغابة" 2/ 430.

(9)

"سيرة ابن هشام" 2/ 344.

ص: 347

بأُحُدٍ، وهو في أوَّلِ "الإصابة"

(1)

.

‌1722 - الضَّحَّاكُ بنُ عثمانَ بنِ الضَّحَّاكِ بنِ عثمانَ بنِ عبدِ الله بنِ خالدِ بنِ حزامِ بنِ خويلدِ بنِ أسدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصيِّ بنِ كلابٍ القُرَشيُّ، الأَسديُّ، الحزاميُّ الصغيرُ

(2)

.

حفيدُ الآتي، مدَنيٌّ، كانَ نسَّابةَ قريشٍ بالمدينة، عارفًا بأخبارِها، وأشعارِها، وأيامِها، وأشعارِ العربِ، وأيَّامِها، وأحاديثِ النَّاسِ، مِن أكبرِ أصحاب مالكٍ، هو وأبوه. يروي عن: جدِّه، ومالكٍ، وعنه: ابنُه محمَّدٌ، وإبراهيمُ بنُ المنذرِ الحزامى، وغيرُهما. ذُكِرَ في "التهذيب"

(3)

للتمييز.

قالَ الزُّبيرُ

(4)

: وأخبرني بعضُ القُرشيين أنَّ أحمدَ بنَ محمَّدِ بنِ الضَّحَّاكِ جالسَ الواقديِّ يأخذُ عنه العلم، فقالَ الواقديُّ: هذا الفتى خامسُ خمسةٍ جالستُهم وجالسوني على طلبِ العلمِ، كما ترون هو، وأبوه محمَّدٌ، وجدُّه الضَّحَّاكُ، وأبوه عثمان، وأبوه الضَّحَّاكُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ خالدٍ.

وكانَ عبدُ الله بنُ مصعبِ بنِ ثابتِ بنِ عبدِ الله بنِ الزُّبيرِ حيَن استعملَه أميرُ المؤمنين هارونُ عَلى اليمنِ، وجَّهَ الضَّحاكَ بنَ عثمَان مِن المدينةِ خليفةً له عليها،

(1)

"الإصابة" 2/ 207.

(2)

"الطبقات الكبرى" 5/ 422، و"ميزان الاعتدال" 2/ 325.

(3)

"تهذيب الكمال" 13/ 275، و"تهذيب التهذيب" 4/ 76.

(4)

"جمهرة النسب"، ص:402.

ص: 348

وأعطاه ورقة فيها ألفُ دينارٍ في كلِّ شهرٍ، إلى أن يقدمَ عليه، وكلَّمَ له أميرَ المؤمنين، فأعانه على سفرِه بأربعينَ ألف درهمِ، وكانَ محمودَ السِّيرةِ، وقال باليمنِ:

أقولُ لصاحبِي إنْ عِيلَ صَبري

وحنَّ إلى الحجازِ بناتُ صدري

لعمُركَ لَلعقيقُ وما يليه

أحبُّ إليَّ من ضِلَع وصَهرِ

وصَهْرٌ موضعٌ

(1)

.

قال عمِّي مصعبٌ: أحسبُ أحدَ البيتين له، والآخرَ لغيرِه، ورواهما جميعًا غيرُ عمي له، وماتَ الضَّحَّاكُ بنُ عثمانَ بمكَّةَ مُنصرفَه من اليمنِ يومَ التَّرويةِ سنةَ ثمانين ومئةٍ بعدَ إقامتِه باليمنِ عاملًا لعبدِ الله بنِ مصعبٍ على عملٍ مِن أعمالها.

‌1723 - الضَّحَّاكُ بنُ عثمانَ بنِ عبدِ اللهِ، أَبو عثمانَ القُرَشيُّ، الحزاميُّ، الكبير

(2)

.

جدُّ الذي قبلَه، مِن أهلِ المدينةِ، وأمُّه مِن بني عامرٍ، يروي عن: سعيدٍ المقبُريِّ، وصدقةَ بنِ يسارٍ، وبكيرِ ابنِ الأشجّ، وزيدِ بنِ أسلمَ، ونافع، وشُرَحْبيلِ بنِ سعدٍ، وسالمٍ أبي النَّضر، وعنه: ابنُه محمدٌ، والثَّوريُّ، ووكيعٌ، وابنُ وهبٍ، وابنُ أبي فُديكٍ، والواقديُّ، وزيدُ بنُ الحُبابِ، ومحمَّدُ بنُ فُليحٍ، ويحيى القطَّانُ، وخلقٌ.

(1)

صَهرٌ، بفتح الصاد: مدينة باليمن. "معجم البلدان" 3/ 495. وضِلَعٌ: جبلٌ في حمى ضَرِية. "معجم البلدان" 3/ 523.

(2)

"تاريخ خليفة" 426، و"جمهرة نسب قريش"، للزبير بن بكار، ص 401، و"التاريخ الكبير" 4/ 334.

ص: 349

وثقَه ابنُ المديني، وأبو داود، وابنُ بُكيرٍ، وقال: مدَنيُّ، والعِجليُّ، وقال

(1)

: جائزُ الحديثِ، وابنُ حِبَّان

(2)

، وخرَّجَ له مسلمٌ

(3)

وغيرُه، وذُكرَ في "التهذيب"

(4)

.

وكانَ مِن علماءِ المدينةِ وأشرافِها. وليَّنه يحيى القطَّانُ.

وقالَ يعقوبُ بنُ شيبةَ: صدوقٌ، في حديثه ضَعفٌ، وقالَ ابنُ نُميرٍ: لا بأسَ به، جائزُ الحديث. وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ

(5)

: كانَ كثيرَ الخطأ، ليسَ بحجَّةٍ، وقالَ ابنُ سعدٍ

(6)

: كانَ ثقةً ثبتًا، كثيرَ الحديث، ماتَ بالمدينةِ سنةَ ثلاثٍ وخمسين ومئةٍ.

‌1724 - الضَّحَّاكُ بنُ المنذرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ المنذرِ بنِ المغيرةِ القُرشيُّ، الأسديُّ، الحزاميُّ، المدَنيُّ.

الآتي أبوه، والماضي أخوه إبراهيم.

‌1725 - ضُغَيمُ بنُ خَشرمَ بنِ نِجادِ بنِ ثابتِ بنِ نُعيرِ [بنِ جمَّازِ] بنِ منصورٍ الحسينيُّ، أميرُ المدينة

(7)

.

وَليها في شوَّالٍ سنةَ تسعٍ وستين وثمان مئةٍ، فأقامَ نحوَ أربعةِ أشهرٍ، ثمَّ انفصلَ

(1)

"معرفة الثقات" 1/ 471.

(2)

"الثقات" 6/ 482.

(3)

كتاب الصيام، باب: فضل ليلة القدر والحث على طلبها 2/ 827 (1168).

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 272، و"تهذيب التهذيب" 4/ 75.

(5)

"التمهيد" 16/ 124.

(6)

"لطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:397.

(7)

"الضوء اللامع" 4/ 2.

ص: 350

بزهيرِ بنِ سليمانَ، ورامَ اقتحامَ المدينةِ، فجاءَ في سنةِ سبعٍ وستين بعسكرٍ كثيرٍ من الأشرافِ والعُربانِ، وتسوَّروا مِن سورِها ليلا، وأمرَ بعضَ صبيانِه بالجلوسِ على أبوابِ القضاةِ وأعيانِ الفقهاءِ، وكلُّ مَن خرجَ منهم لصلاةِ الصُّبحِ يُمسكونه، فحبسَهم اللهُ تعالى بمطرٍ غزيرٍ جِدًّا، بحيثُ سالتِ السُّيولُ، فلم يتمكَّنوا معه ممَّا راموه، فراحوا إلى الدَّربِ الصَّغيرِ، وكسروا القفلَ، ورموا الدِّرباسَ

(1)

في بئرٍ عندَه، وأصبحوا داخلَ المدينةِ تحتَ القلعةِ، ونهبوا بعضَ بيوتها، وكان بها أخٌ لمتولِّيها زهيرٍ، يقال له: إبراهيمُ، ومعه ابنُ عمِّه؛ فحاربوا جماعةَ ضُغيمٍ، وقتلوا منهم شريفًا بالسُّوقِ، وانجلى الأمر.

فلمَّا كانَ في سنةِ سبعين أُعيدَ ضُغيمٌ للإمرةِ دونَ ثلاثةِ أشهرٍ، وقيل: إنَّه حَسُنتْ سيرتُه، ثمَّ انفصلَ بزهيرٍ بعنايةِ صاحبِ الحجاز، فدامَ إلى سنةِ ثلاثٍ وسبعين، فراسلَ بعضُهم المصريينَ معَ بعضِ الفقهاءِ بالانتفاضِ عليه، فأُعيدَ ضُغيمٌ في أثنائِها بعدَ موتِ زهيرٍ في سنةِ أربعٍ وسبعين، فلما كانَ في سنةِ ثمان وسبعين جاءَ الشَّريفُ شامانُ أبو فارسٍ إلى المدينة، ونزلَ تحتَ جبلِ سَلعٍ

(2)

بخيلِه ورَجِلِه

(3)

، ويقال: إنَّ عددَ خيلِه زيادةٌ على خمس مئةٍ، يطالب بإقطاعه أميرَ المدينة؛ لكونِ ضُغيمٍ له سنين لم يُعطهِ شيئًا، فلم يلبثْ أن جاءه أمرُ صاحبِ

(1)

الدِّرباس: هو القفل.

(2)

من جبال المدينة التاريخية المعروفة. ينظر: "المغانم" 2/ 846

(3)

الرَّجِلُ: من لم يكن له ظهرٌ يركبه. "القاموس": رجل.

ص: 351

الحجاز بالارتحالِ عن المدينة، فامتثل، ولم يُحدثْ بها شيئًا، فاستمرَّ إلى رمضانَ سنةَ ثلاثٍ وثمانين، فانفصلَ بقُسيْطِلِ بنِ زهير بنِ سليمانَ بنِ هبةَ

(1)

، وذلكَ أنَّه لمَّا قتلَ الزَّكويُّ ابنُ صالح القاضي في أواخرِ سنةِ اثنتين وثمانين بسببَ أخذِ دارِ الأشراف العباسيين

(2)

لم يواجه ضغيمٌ أميرَ الحاجِّ المِصريِّ، فلمَّا كانَ في أثناءِ التي تليها وردَ الجماليُّ ابنُ بركاتٍ صاحبُ الحجازِ بعسكرٍ في طلبِه، فوجدَه بالبادية، فراسله في الحضور، فأبى، فتوجَّه الجماليُّ، وتركَ بالمدينةِ عسكرًا فيه السيِّدُ مجولُ بنُ صخرةَ الحسنيُّ، الينبعيُّ، والشريفُ قُسيطلٌ، وأقاربُه مِن آلِ جمَّازٍ، وكاتبَ المصريين بهذا، فرسمَ باستقرارِ قُسيطل، واستمرَّ ضُغيمٌ معزولًا، مقيمًا بالبادية، إلى أنِ انفصل قُسيطلٌ، ووُليَ حسنٌ، فكانَ يدخلُ المدينةَ لاتِّفاقِه معه، وكونِه قريبًا له، وبنو حسينٍ يرجعون لرأيهِ، ويستمدُّون بمشاورته معَ مزيدِ حذرِه، وكثرةِ تحيُّلِه بحيثُ إنَّه لم يكنْ يجتمعُ مع الشَّريفِ صاحبِ الحجازِ حينَ قدومِه للزِّيارةِ ولا في غيره، ولكن بلغني أنَّه اجتمعَ به الآنَ بالمسجدِ في سنةِ ثمانٍ وتسعين.

‌1726 - ضَمْرةُ بنُ سعيدِ بنِ أبي حنّةَ -بالنُّون، وقيل: بالموحَّدة

(3)

-، واسمُه: عَمروُ بنُ غُزَيَّةَ بنِ عمروِ بنِ عطيةَ بنِ خنساءَ بنِ مبذولِ بنِ غَنمِ بنِ مازنِ بنِ

(1)

أمير المدينة سنة 883 هـ. ينظر: "تاريخ أمراء المدينة"315.

(2)

في المخطوطة: العباسا.

(3)

أي: الباء.

ص: 352

النَّجَّارِ الأنصاريُّ، المازنيُّ، المدَنيُّ

(1)

.

مِن أهلِها، تابعيٌّ. يروي عن: عمِّه الحجَّاجِ بنِ عمروٍ، وله صحبةٌ، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ، وأنسٍ، وعبيدِ الله بنِ عبدِ الله بنِ عتبةَ. وعنه: مالكٌ، وفُلَيحٌ، وابنُ عيينةَ، وغيرُهم. وثَّقه أحمدُ

(2)

، وابَنُ مَعِينٍ، وَأبو حاتمٍ

(3)

، وابنُ حِبَّان

(4)

، والنَّسائيُّ، والعِجليُّ

(5)

. وخرَّجَ له مسلمٌ

(6)

، وغيرُه، وهو في "التهذيب"

(7)

.

‌1727 - ضَمْرةُ بنُ عَمروٍ، أو بشرٍ [حليفُ] الأنصارِ، الجُهنيُّ

(8)

.

أخو بشرٍ، ممَّن شهِدَ بدرًا، واستُشهدَ كما لابنِ إسحاقَ بأُحُدٍ

(9)

، وذكرَه في "الإصابة"

(10)

.

‌1728 - ضُميرةُ بنُ أبي ضُميرةَ، ويقال: اسمُه سعدٌ

(11)

الحِميَريُّ، اللَّيثيُّ،

(1)

" الطبقات الكبرى"، القسم المتمم ص: 294، و"التاريخ الكبير" 4/ 337.

(2)

"العلل" 1/ 34.

(3)

"الجرح والتعديل" 4/ 466.

(4)

"الثقات" 4/ 388.

(5)

"معرفة الثقات" 1/ 474.

(6)

كتاب الجمعة، باب: ما يقرأ في صلاة الجمعة 2/ 598 (63).

(7)

"تهذيب الكمال" 13/ 321، و"تهذيب التهذيب" 4/ 89.

(8)

"معجم الصحابة"، للبغوي 3/ 406، وفيه: ضمرةُ بنُ كعبِ بنِ عمرو.

(9)

"سيرة ابن هشام" 3/ 89.

(10)

"الإصابة" 2/ 212.

(11)

في الأصل: سعيد، والتصويب من "الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 334، و"معجم الصحابة" 3/ 403.

ص: 353

الضُّميريُّ

(1)

.

جدُّ حسينِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ ضُميرةَ، قيل: هو ابنُ سعيدٍ، مِن أهلِ المدينةِ، له صحبةٌ، وكانَ مِن أهلِ بيتٍ مِن العربِ، ممَّن أفاءَ اللهُ على رسولِه، فخيَّر أبا ضميرةَ بين اللَّحاقِ بقومِه، أو يمكثُ معه صلى الله عليه وسلم، فيكونُ مِن أهلِ بيته، فاختارَ اللهَ ورسولَه، ودخلَ في الإسلامِ، وقالَ [رسوُل اللهُ صلى الله عليه وسلم]

(2)

: "مَن لَقِيهم منَ المسلمين، فليستوصِ بهم خيرًا".

وفي "العمدة"

(3)

للحافظِ عبدِ الغنيِّ المقدسيِّ أنَّ ضُميرةَ هذا هو اليتيمُ الذين صلَّى معَ أنسٍ لمَّا صلى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في بيتهم، قال [أنسٌ]

(4)

: فقمتُ أنا واليتيمُ وراءَه، والعجوزُ من ورائِنا.

‌1729 - ضَيغمُ بنُ خَشرمِ بنِ نِجادِ بنِ ثابتِ بنِ نُعيرِ بنِ منصورٍ

(5)

.

أخو ضُغيمٍ

(6)

الماضي. استقرَّ في إِمرةِ المدينةِ بعدَ موسى بنِ كُبيشِ بنِ جِمَّازٍ في المحرَّمِ سنةَ سبعٍ وأربعين، ثمَّ صُرِفَ في أواخرِ المحرَّمِ سنةِ خمسين بأميان

(7)

.

(1)

"معجم الصحابة" لابن قانع 2/ 34، و"أسد الغابة" 3/ 64.

(2)

"الإصابة" 2/ 214.

(3)

"عمدة الأحكام"، ص 56، بعد حديث (80).

(4)

أخرجه البخاري في الصلاة، باب: الصلاة على الحصير (380)، و مسلم في المساجد ومواضع لصلاة، باب: جواز الجماعة في النافلة الصلاة على حصير 1/ 457 (658).

(5)

"الضوء اللامع" 4/ 2.

(6)

في المخطوطة: ضيغم، وهو خطأ.

(7)

أميانُ بنُ مانعِ بنِ ثابتِ بنِ نُعيرٍ. تقدَّمَ.

ص: 354

‌حَرْفُ الطَّاءِ المُهْمَلَةِ

‌1730 - طارقُ بنُ شهابٍ

(1)

.

أتى عمرَ برجلٍ في المسجدِ، وقد أخدَ في شيءٍ، فقال: أخرجاه من المسجد، فاضرباه، أو اضربوه.

‌1731 - طارقُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ القاسمِ القُرَشيُّ

(2)

.

حجازيٌّ، يروي عن: ميمونةَ، وعنه: عكرمةُ بنُ عمَّارٍ. قالَ العِجليُّ

(3)

: مدَنيٌّ ثقةٌ. وهو في ثانية "ثقاتِ ابن حِبَّان"

(4)

، و"التهذيب"

(5)

.

‌1732 - طارقُ بنُ عمرو الأُمويُّ، المكيُّ، قاضي مكَّة، ويقال: قاضي المدينةِ، مولى عثمانَ بنِ عفانَ

(6)

.

(1)

طارقُ بنُ شهابِ الأحمسيُّ، له صحبةٌ. رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه. "معجم الصحابة" 3/ 421، و"تاريخ دمشق" 24/ 420، و"الإصابة" 2/ 220.

(2)

"تاريخ ابن معين، برواية الدوري 2/ 275، و"التاريخ الكبير" 4/ 353، و"الجرح والتعديل" 4/ 486.

(3)

"معرفة الثقات" 1/ 475.

(4)

"الثقات" 4/ 395.

(5)

"تهذيب الكمال" 13/ 344، و"تهذيب التهذيب" 4/ 95.

(6)

"العقد الثمين" 5/ 54.

ص: 355

سمع مِن جابرٍ حديثَ

(1)

: "العُمرى للوارث"، وعنه: حميدُ بنُ قيسٍ الأعرجُ، وحكى عنه سليمانُ بنُ يسارٍ وغيرُه.

قالَ أبو زُرعةَ: ثقةٌ، وذكرَ ابنُ سعدٍ عن الواقديِّ

(2)

: أنَّ عبدَ الملكِ بن مروان ولّاَه المدينةَ في سنةِ ثلاثٍ وسبعين، فولَيَها خمسةَ أشهرٍ.

وذكرَ خليفةُ

(3)

أنَّ طارقًا غلبَ على المدينة في آخر سنة اثنتين وسبعين، [ثمَّ عزله] بالحجَّاجِ بنِ يوسفَ، وهو في "التهذيب"

(4)

.

وفي "مسند الإمام الشافعي"

(5)

من طريقِ سليمانَ بنِ يسارِ أنَّ طارقًا قَضَى في المدينة بالعُمْرى، عن قول جابرٍ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

‌1733 - طارقُ بنُ مُخاشنٍ، ويقال: ابنُ أبي مخُاشنٍ، الأسلميُّ

(6)

.

حجازيٌّ، ذكرَه مسلمٌ

(7)

في ثانيةِ تابعي المدنيين، وهو يروي عن: أبي ذرٍّ، وعنه: الزُّهريُّ. قالَ العِجليُّ

(8)

: مدَنيٌّ، تابعيٌّ ثقةٌ، وهو في ثانية "ثقات ابن حِبَّان"

(9)

،

(1)

أخرجه مسلم في كتاب الهبات، باب: العمرى 3/ 1247 (28).

(2)

"الطبقات الكبرى" 5/ 228.

(3)

"تاريخ خليفة": 268.

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 348، و "تهذيب التهذيب" 4/ 96.

(5)

"مسند الشافعي" 2/ 436 (990).

(6)

"الطبقات الكبرى" 5/ 248، و "المعرفة والتاريخ" 1/ 412، و"الإكمال" 7/ 225.

(7)

"الطبقات" 1/ 247 (847).

(8)

"معرفة الثقات" 1/ 476.

(9)

"الثقات" 4/ 395.

ص: 356

و"التهذيب"

(1)

، وصحَّحَ الذَّهبيُّ أنَّه ابنُ مخُاشن.

‌1734 - طارقُ بنُ [عمرو]

(2)

.

أميرُ المدينةِ، كما في "الموطأ"

(3)

في الصَّلاة على الجنازةِ بعدَ الصُّبحِ والمغربِ. أظنُّه ابنَ عمروٍ، فيُحرَّرُ

(4)

.

‌1735 - طاشْتكينُ، مُجيرُ الدِّين المُقتفَويُّ

(5)

.

أميرُ الحرمينِ والحاجِّ، حجَّ ستًّا وعشرين حجَّةً على طريق الملوك، وكانَ الوزيرُ ابنُ يونسَ

(6)

يُؤذيه، فقالَ للخليفةِ: إنَّه يكاتبُ صلاحَ الدِّين، وزوَّرَ عليه كتابًا؛ فحبسَه مُدَّةً، ثمَّ بانَ له أنَّه بريءٌ، فأطلقَه، وأعطاه خوزستان، وكانت الحِلّةُ

(7)

إقطاعَه، وكانَ شجاعًا جوادًا سمَحًا، قليلَ الكلامِ، يمضي عليه الأسبوعُ لا يتكلَّمُ، وكانَ حليمًا.

(1)

"تهذيب الكمال" 13/ 349، و"تهذيب التهذيب" 4/ 97.

(2)

في الأصل بياض، وهو طارقُ بنُ عمروِ، مولى عثمانَ بنِ عفانَ -رضي الله عن -، أميرُ المدينةٍ سنة 72 هـ في عهد عبدِ الملكِ بنِ مروانَ، المتقدمة ترجمته. "الكامل في التاريخ" 2/ 271 ..

(3)

"الموطأ" 1/ 229.

(4)

في الأصل وردت كلمة (هم)، وهي زائدة لا معنى لها.

(5)

"النجوم الزاهرة" 6/ 190.

(6)

عبيدُ اللهِ بنُ يونس، الحنبليُّ، وزيرُ الخليفةِ العباسيُّ، النَّاصرُ لدينِ الله، توفي سنة 593 هـ. "النجوم الزاهرة" 6/ 142.

(7)

الحِلَّة: بين واسطِ والبصرة، بالعراق. "معجم البلدان" 2/ 295.

ص: 357

استغاثَ إليه رجلٌ مِن نُوَّابِه، فلم يُجبه؛ فقال له: أحمارٌ أنتَ!؟ فقال: لا.

ماتَ في سنةِ اثنتين وستِّ مئةٍ بِتُستُرَ، وحُملَ في تابوتِه إلى مشهدِ عليٍّ، فدُفِنَ به تنفيذًا لوصيته، أرَّخَه أبو شامةَ

(1)

، وبيبرس الدَّوَادَار

(2)

، وترجمَه بأميرِ الحرمين والحاجِّ. مجيرِ الدِّين، ذكرَه الفاسيُّ

(3)

بأطولَ.

‌1736 - طالبُ بنُ بشيرٍ

(4)

.

مدنيٌّ، مجهولٌ، قاله في "الميزان"

(5)

.

‌1737 - طالبُ بنُ حبيبِ بنِ عمروِ بنِ سهلِ بنِ قيسٍ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(6)

.

ويقال له: طالبُ ابنُ الضجيع؛ لأنَّ جدَّه سهلَ بنَ قيسٍ استُشهدَ يومَ أُحُدٍ، فكان ضجيعَ حمزةَ بنِ عبدِ المطَّلبِ. روى عن: محمَّدٍ، وعبدِ الرَّحمنِ ابني جابرٍ، وعنه: أبو داودَ الطيالسيُّ، ويونسُ بنُ محمَّدٍ، وأبو سلمةَ.

قالَ البخاريُّ

(7)

: فيه نظرٌ.

(1)

"ذيل الروضتين ": 53.

(2)

في تاريخه المعروف بـ "زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة"، مفقود. وبيبرس هو بن عبد الله الخطائي الدوادار، أحد الأمراء، كان عاقلًا فاضلًا، تو في بالقاهرة سنة 725 هـ. "المنهل الصافي" 3/ 477، و"النجوم الزاهرة" 9/ 263.

(3)

"العقد الثمين" 5/ 57.

(4)

"الجرح والتعديل" 4/ 496، و"لسان الميزان" 4/ 345.

(5)

"ميزان الاعتدال" 2/ 333.

(6)

"الضعفاء الكبير"، للعقيلي 2/ 231، و"الكاشف" 1/ 512.

(7)

"التاريخ الكبير" 4/ 360.

ص: 358

وقالَ ابنُ عدِيٍّ

(1)

: أرجو أنَّه لا بأسَ به، وذكرَه ابنُ حِبَّان في "الثقات"

(2)

، وهو في "التهذيب"

(3)

.

‌1738 - طاهرُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدٍ، الإمامُ عزُّ الدِّينِ، ويُلقَّبُ أيضًا بالزَّينِ، وبالمحبِّ، وبالشَّمسِ، وبالبدرِ، أبو المعالي ابنُ العلامة الجلالِ أبي الطَّاهرِ ابنِ الشَّمسِ أبي عبدِ الله ابنِ الجلالِ أبي محمَّدِ ابنِ الجمالِ أبي محَمَّدٍ الخُجَنْديُّ، المدَنيُّ، الحنفيُّ

(4)

.

أخو إبراهيمَ الماضي، ويسمَّى: محمَّدًا أيضا. وُلِدَ -كما قرآتُه بخطِّه- وقتَ الاستواءِ مِن يومِ الاثنين العشرين مِن جُمادى الأولى سنةَ سبعين وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ، وأُحضرَ بها في الثَّانية على أبي الحسنِ عليِّ بنِ يوسفَ الزَّرنديِّ في رمضانَ سنةَ إحدى وسبعين المجلسَ الأخيرَ من "مسند الطيالسي" أو جميعه، وسمعَ في سنةِ سبعٍ وتسعين على: أبيه بقراءةِ الإمامِ نورِ الدِّينِ عليّ بنِ محمَّدٍ الزَّرَنْديِّ "البخاريَّ"، وبقراءةِ الشَّرفِ أبي الفتح المراغي" مسند الطيالسي "، وفي "تاريخه"، بقراءة ثانيهما على أبيه الزَّينِ أبي بكرٍ المراغيِّ "السنن للدَّارقطنيِّ "، وأجازَ له في سنةِ سبعٍ وتسعين وسبعِ مئةٍ أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ مرزوقٍ، بل

(1)

"الكامل في الضعفاء" 5/ 192.

(2)

"الثقات" 6/ 492.

(3)

"تهذيب الكمال" 13/ 352، و"تهذيب التهذيب" 4/ 99.

(4)

"درر العقود الفريدة" 2/ 200، و"الضوء اللامع" 4/ 23، و"القبس الحاوي" 1/ 305.

ص: 359

أجازَ له في سنةِ مولدِه فما بعدَها الكمالُ ابنُ حبيبٍ، وأحمدُ بنُ سالمٍ المكَيُّ المؤذَنُ، وزينبُ ابنةُ أحمدَ بنِ ميمونٍ التَّونسيِّ، وفاطمةُ ابنةُ أحمدَ بنِ قاسمٍ الحرازيَّ، والحلاويُّ، والسُّويداويُّ، وابنُ أبي المجدِ، والشَّمسُ محمَّدُ بنُ أحمدَ العسقلانيُّ، والتَّنوخي، والعراقيُّ، والبُلقينيُّ، والمجدُ إسماعيلُ الحنفي، وآخرون.

وتفقَّهَ بوالدِه، وسمعَ عليه أشياءَ مِن مروياتِه، وكانَ إمامًا علَّامةً، طارحًا للتكفُفِ جِدًّا، مُقبلًا على الآخرة، كثيرَ الاستغراقِ والفِكرة

(1)

، وهو أوَّلُ مَن وليَ مشيخةَ الكلبرجية ببابِ الرَّحمةِ بشرطِ واقفِها، وجعلَها لذرِّيتِه أيضا، وقد حدَّث ودرَّسَ، قرأ عليه التَّقيُّ ابنُ فهدٍ في منزلِه بالمدينةِ في ربيعٍ الآخرِ مِن سنةِ عشرين مِن أوَّل "مسند الطيالسي" إلى قوله: أحاديث عمر، ومن قوله: مَن سمعَ مِن أبي هريرة ولم يُسمَّ، إلى آخر المسند، وسمع معه: ابناه، وكذا قرأَ عليه عمرُ بنُ [أحمد بن] محمَّد النفطى

(2)

في سنةِ إحدى وثلاثين "الشفاء"، وعرضَ عليه أبو الفرَجِ المراغيُّ، وأجازَ له، وقرأ عليه سعيدُ بنُ أبي الفتحِ الزَّرنديُّ الحنفى سنةَ سبعٍ وثلاثين "الصحيح"، وماتَ في ضُحى يومِ الاثنين ثاني شهرِ رجبٍ سنةَ إحدى وأربعين وثماني مئةٍ بالمدينةِ النَّبويةِ، وصُلِّيَ عليه بعدَ صلاةِ الظُّهرِ بالرَّوضةِ، ودُفِنَ بالبقيع، وكانتْ جنازتُه

(1)

في المخطوطة: وهو الفكرة.

(2)

في "الضوء اللامع" عمر بن أحمد: 4/ 3، وهو عمرُ بنُ أحمدَ بنِ محمَدِ بنِ أحمدَ النِّفطيُّ، يأتي ذكره في حرف العين.

ص: 360

حافلةً، رحمه الله.

‌1739 - طاهرُ بنُ محمَّدِ ابنِ العفيفِ عبدِ السَّلامِ بنِ مزروعٍ.

أخو عليٍّ الآتي، جرى ذِكرُه مجرَّدًا في "تاريخ ابن صالح ".

‌1740 - طاهرُ بنُ مسلمٍ

(1)

.

أميرُ المدينةِ في سنةِ ستٍّ وستين وثلاث مئةٍ، فإنَّه فيها جاءتْ جيوشُ العزيزِ صاحبِ مصرَ لمكَّةَ والمدينةِ، وضيَّقوا عليهم بسببِ الخُطبةِ وحاصروهم، حتَّى خطبَ للعزيز بمكَّةَ؛ وأميرُها إذ ذاكَ عيسى بنُ جعفرِ بنِ محمَّدِ بنِ الحسنِ بنِ محمَّدٍ الحسنيُّ، وأميرُ المدينةِ طاهرٌ هذا.

‌1741 - طاهرُ بنُ يحيى بنِ الحسينِ، أبو القاسمِ الحسينيُّ، الهاشميُّ، العَلَويُّ، المدَنيُّ.

الآتي أبوه

(2)

. يروي عن: أبيه مؤرِّخِ المدينةِ، وعنه: ابنه يعقوبُ، وأبو بكرِ ابنُ المقري، ماتَ سنةَ أربعَ عشرةَ وثلاث مئةٍ.

‌1742 - طِخْفة، ويقال: طِهْفة، وقيل: غير ذلك، والدُ يعيشَ

(3)

.

صحابيٌّ، مِن أصحابِ الصُفَّة

(4)

، وكانَ يسكنُ غَيْقةَ

(5)

مِن الصفراء، طوَّلَه في

(1)

"صبح الأعشى" 4/ 298، و"العقد الثمين" 6/ 458.

(2)

ترجمه أبيه في القسم المفقود من الكتاب.

(3)

طخفة الغفاري، "معجم الصحابة" 3/ 438، و"أسد الغابة" 2/ 480.

(4)

"حلية الأولياء" 1/ 373، و "رجحان الكفة"، ص:222.

(5)

غَيْقةُ: بين مكة والمدينة. "معجم البلدان" 4/ 222.

ص: 361

"الإصابة"

(1)

.

‌1743 - طُحَيلةُ الدِّيليُّ

(2)

.

ذكره البغويُّ

(3)

في الصَّحابة، فقالَ: رأيتُه في كتابِ البخاريِّ، وقال: إنَّه سكنَ المدينةَ، روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا.

‌1744 - طرادُ بنُ عامرٍ التّربيُّ، السُّوارقيُّ.

والدُ راجحٍ الماضي

(4)

.

‌1745 - طَرْنَطاي الرُّوميُّ، الطَّواشيُّ.

ذكرَه ابنُ صالحٍ مجرَّدًا.

‌1746 - طَريفُ بنُ مُورِّقٍ، مولى بني سليم

(5)

.

خادمُ إسحاقَ بنِ يحيى المدَنيِّ، يروي المقاطيعَ، وعنه: إبراهيمُ بنُ المنذرِ الحزاميُّ. قاله ابن حِبَّان في رابعة "ثقاته"

(6)

.

‌1747 - طَريفٌ البرَّاد

(7)

.

(1)

" الإصابة" 2/ 235.

(2)

"الإصابة" 2/ 222.

(3)

"معجم الصحابة" 3/ 437.

(4)

في المخطوطة: الآتي.

(5)

"الجرح والتعديل" 4/ 494.

(6)

"الثقات" 8/ 327.

(7)

"التاريخ الكبير" 4/ 356، و"توضيح المشتبه" 2/ 242.

ص: 362

ذكرَه مسلمٌ

(1)

في ثالثةِ تابعي المدنيين.

‌1748 - الطُّفيلُ بنُ أُبيِّ بنِ كعبٍ، أبو بطنٍ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(2)

.

كُني بذلكَ لعِظَمِ بطنِه، ذكرَه مسلمٌ

(3)

في ثالثةِ تابعي المدنيين.

يروي عن: أبيه، وبه كانَ يُكنى، وعن عبدِ الله

(4)

بنِ عمرَ، وكانَ صديقًا له، وعنه: عبدُ اللهِ بنُ محمَّدِ بنِ عقيلٍ، وإسحاقُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ، وغيرُهما.

قالَ ابنُ سعدٍ

(5)

: ثقةٌ قليلُ الحديثِ، صالحُ الحديثِ، وقالَ العِجليُّ

(6)

: مدَنيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(7)

، وقال: أمُّه ابنةُ الطُّفيلِ ابنِ عمروٍ. وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ في "الاستيعاب"

(8)

: قالَ الواقديُّ: وُلدَ على عهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وذكرَه في الصحابةِ أيضًا الجعابي

(9)

، وأبو موسى

(10)

، وغيرُهما، وحديثُه في

(1)

"الطبقات" 1/ 249 (70).

(2)

"طبقات خليفة" 237، و"أسد الغابة" 3/ 52.

(3)

"الطبقات" 1/ 238 (725).

(4)

في المخطوطة: عمرو بن عمرو، والتصويب من "تهذيب الكمال".

(5)

"الطبقات الكبرى" 5/ 77.

(6)

"معرفة الثقات " 1/ 477.

(7)

"الثقات" 4/ 397.

(8)

"الاستيعاب" 2/ 359.

(9)

أبو بكرِ محمَّدُ بنُ عمرَ الجعابيُّ، البغداديُّ، قاضي الموصل. كان إمامًا في معرفة العلل والرجال وتواريخهم، عنده تشيُّعٌ. توفي سنة 355 هـ. "تاريخ بغداد" 3/ 26، و"سير أعلام النبلاء" 16/ 88.

(10)

أبو موسى المدينيُّ الأصفهانيُّ، تقدَّمت ترجمته.

ص: 363

التِّرمذيِّ

(1)

، وابنِ ماجهْ

(2)

، وذُكرَ في "التهذيب"

(3)

، وثاني "الإصابة"

(4)

.

‌1749 - الطُّفيلُ بنُ سَخْبَرةَ، ويقال: ابنُ عبدِ الله بنِ الحارثِ

(5)

.

صحابيُّ، ذكرَه مسلمٌ

(6)

في المدنيين، وهو أخو عَائشةَ وعبدِ الرَّحمنِ ابنا الصِّدِّيقِ لأمِّهما، فالصَّدِّيقُ خلفَ أباه

(7)

على أمِّ رُومانَ.

‌1750 - الطُّفيلُ بنُ عمروِ بنِ طريفِ، أبو عمرٍو الدَّوسيُّ، الأزديُّ

(8)

.

صحابيٌّ، كانَ يسمَّى ذا النُّورِ

(9)

، وقيل: إنَّه ابنُ عبدِ عمروٍ، وإنَّ جدَّه حُمَمَةَ. أسلمَ بمكَّةَ، ورجعَ إلى بلادِ قومِه، ثمَّ وافى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في عمرةِ القضية، وفي الفتح، و قدِمَ إلى المدينةِ في خلافةِ أبي بكرٍ، وغزا اليمامةَ، فاستُشهِدَ هو وابنه

(10)

.

(1)

كتاب صفة القيامة، بابٌ (2457)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

(2)

كتاب الزهد، باب: ذكر الشفاعة (4314).

(3)

"تهذيب الكمال" 13/ 387، و"تهذيب التهذيب" 4/ 106.

(4)

"الإصابة" 2/ 237.

(5)

"تهذيب الكمال، 13/ 389.

(6)

"الطبقات" 1/ 148 (35).

(7)

كان أبوه عبد الله زوجَ أمِّ رومان، فتوفي عنها وقد ولدت له الطفيل هذا، ثمَّ تزوجها أبو بكرٍ بعده.

(8)

"معجم الصحابة" 3/ 432، و"أسد الغابة" 2/ 460.

(9)

في المخطوطة: الطفيتين.

(10)

ذكر في "الإصابة" أنَّ ابنه لم يستشهد باليمامة، وهو من تمامِ رؤياه.

ص: 364

وظهرَ صدقُ تأويلِه لمنامٍ رآه حينَ خرجَ هو وابنُه عمروٌ لمُسيلِمةَ في الرِّدَّةِ، فإنَّه رأى كانَ رأسَه حُلِقَ، وخرجَ من فمِه طائرٌ، وكانَ امرأةً أدخلتْه في فرجِها، فقال: حلقُ رأسي قطعُه، والطَّائرُ: رُوحي، والمرأةُ: الأرضُ أُدفنُ فيها.

وكانَ شريفًا شاعرًا لبيبًا. طوَّلَ ابنُ عبدِ البَرِّ ترجمته

(1)

، وهو في أوَّل "الإصابة"

(2)

.

‌1751 - الطُّفيلُ بنُ مالكِ بنِ خنساءَ بنِ سِنانِ بنِ عُبيدِبنِ عَدِيِّ بنِ تميمِ بنِ كعبٍ الأنصاريُّ

(3)

.

عَقَبيٌّ، شهدَ بدرًا، واستُشهِدَ بالخندقِ.

‌1752 - الطُّفيلُ بنُ منصورِ بنِ جمّازِ بنِ شِيحةَ الحُسينيُّ

(4)

.

وباقي نسبِه في جَدِّه، استقرَّ في إِمرةِ المدينةِ بعدَ قتلِ أخيه كُبيشٍ في رجبٍ سنةَ ثمان وعشرين وسبعِ مئةٍ، وتوجَّهَ مِن القاهرةِ إليها، فوصلَها في حادي عشر شوَّالها، فأقام حاكمًا بها ثمان سنين وثلاثة عشرَ يومًا، وعسكرُ وُدَيِّ بنِ خمَّازٍ وأولادُ مُقبلٍ يشنُّونَ الغارةَ على المدينةِ. بل وليَها، وجاءَ الخبرُ بولايتِه في شوَّالٍ

(1)

"الاستيعاب" 2/ 311.

(2)

"الإصابة" 2/ 225.

(3)

"معجم الصحابة" 3/ 435، و "الإصابة" 2/ 226.

(4)

"الدرر الكامنة" 2/ 223.

ص: 365

سنةَ ستٍّ وثلاثين، فدامَ إلى سنةِ ثلاثٍ وأربعين، فملكَ طُفيلٌ المدينةَ عَنوةً، واستمرَّ على الإِمرةِ حتَّى عُزلَ في سنةِ خمسين بسعدِ بنِ ثابتِ بنِ جمّازٍ، وكانَ دخولُه المدينةَ في ثاني عشري ذي الحجَّةِ منها، فخرجَ الطُّفيلُ منها بعدَ أنْ نهبَها أصحابُه في ذي الحجَّةِ، قبلَ دخولِ المتولِّي، ثمَّ قصدَ مصرَ، فاعتُقلَ فيها، حتَّى ماتَ سنةَ اثنتين وخمسين وسبعِ مئةٍ.

وإلى هذهِ الحادثةِ أشارَ ابنُ فَرحونٍ، فقال

(1)

: ووَلِيَ طُفيلٌ مرَّةً أخرى، واستمرَّ حاكمًا على طريقةٍ حسنةٍ، ومآثرَ مُستحسنة، إلى سنةِ خمسين، فصدرَتْ منه أشياءُ عن تدبيرِ بعضِ الوزراءِ لا تليقُ بمثلِه، فعُزِلَ بابنِ عمّه سعدِ بنِ ثابتٍ، وحُبسَ هذا حتَّى ماتَ في شوَّالٍ سنةَ اثنتين وخمسين وسبعِ مئةٍ، وكانَ خليقًا للمُلك، سلطانًا مَهيبًا مُعظَّمًا، محُبَّبًا إلى الرَّعيةِ، عاليَ الِهمَّةِ، كاملَ السُّؤْدد، جمَّ المناقبِ، يوالي المجدُ ورين، ويُحسنُ إليهم، ويَقبلُ شفاعتهم .... انتهى.

وذكرَه المجدُ، فقالَ

(2)

: كانَ أميرًا كبيرًا، كاملَ السُّؤدد، عاليَ الِهمَّة، مَهيبًا، مُعظَّمًا في النُّفوسِ، محُبَّبًا إلى الرَّئيس والمرؤوس، جمعَ مفاخرَ المناقب، وفرعَ

(3)

من المآثرِ أعالي المراتب، هِجّيرُه الإحسان لا سيّما إلى المجاورين، وسَجِيَّته السَّماحةُ خصوصًا للوافدين الزَّائرين، شفاعاتُ المجاورينَ عندَه مَقبولة، وطينتُه الكريمةُ

(1)

"نصيحة المشاور" 257 - 258.

(2)

"المغانم" 1222 - 1224.

(3)

أي: طال وعلا. "القاموس": فرع.

ص: 366

بماءِ مُوالاتِهم وممالأتِهم مجبولة.

وكانَ ينوبُ عن أخيهِ كُبيشِ، في تلكَ الأيامِ القليلةِ التي لم يَصْفُ له فيها عيش، ثمَّ إنَّه لمَّا هجمَ وُديٌّ على المدينةِ بما معه من رَجِلِ وخيل، واستولى عليها، وأُخرجَ منها بعدَ المقاتلةِ طفيل، سارَ طفيلٌ على قدمِه إلى الدِّيارِ المصرية، وأخبرَ السُّلطانَ بما اتَّفقَ من هجومِ تلك السَّرية، وأقامَ ببابِه مُكرمًا، والسُّلطانُ يُسدِي إليه بعد الغمِّ أنعمًا، فطمعَ وُديٌّ في مرسومِ السُّلطان، وإقرارِه على ما كان منه مِن انتزاعِ الملكِ مِن الأقران، فجهَّزَ هديةَ سَنمِة، وتوجَّهَ بنفسِه إلى الأبوابِ العلية، فلمَّا وصلَ إلى مصرَ في أثناءِ شهرِ رمضان، ودخلَ على السُّلطانِ قَبِلَ هَدِيته، وأجزلَ عَطِيَّته، وأمهلَه إلى انسلاخِ الشَّهرِ السَّعيد، فلمَّا كانَ ليلةُ العيد، برزَ له المرسومُ بالحبسِ والتَّقييد، ورجعَ طُفيلٌ إلى كبيشٍ بالباديةِ عندَ العُربان، وجهَّزَ مِن عندِهم هدية حفيلةً ورجعَ بها إلى السُّلطان، ووصلَ بها في الثَّاني عشرَ مِن شهرِ شعبان.

فلمَّا كانَ بعدَ أيامِ وصلَ الخبرُ إلى مصرَ بأنَّ أولادَ مُقبلِ بنِ جمَّازٍ، قتلوا كُبيشًا بالحجاز، فخلعَ السُّلطانُ على طفيلِ بنِ منصور، وولّاَه المدينةَ بتقليدِ ومنشور، فدخلَ المدينةَ في الحادي عشرَ مِن شوَّالِ مِن العامِ المذكور، وطارَ مَنْ كانَ بها مِن آلِ وُدَيٍّ طيرانَ الصُّقورِ مِن الوُكور

(1)

.

واستمرَّ طُفيلٌ في المدينةِ حاكمًا، والعدوُّ خارجًا عليه مُتراكمًا، يشنُّون على المدينةِ

(1)

الوُكور: جمعُ وَكْرٍ، وهو عشُّ الطائر. "القاموس": وكر.

ص: 367

الغارات، ويطلبونَ بها الثَّارات، ويَرْعَون الزُّروع، وينهبون الضُّروع، ويحرقون النَّخيلَ والأشجار، ويجِدُّونَ ما أينعَ مِن الثِّمار.

فلمَّا اشتدَّ الحال، وامتدَّ الأعوال

(1)

، وتواترَ الصِّيال

(2)

، خرجَ إليهم القاضي شرفُ الدِّينِ الأُميوطي، وشيخُ الخُدَّامِ وأعيانُهم، وصالحوهم على خمسةَ عشرَ ألف درهم، وعلى ثمرةِ أملاكهم، وأملاكِ مَن يلوذُ بهم، فلمَّا تمَّ الصُّلحُ بينهم، وقضى كلُّ فئةٍ من النِّزاعِ بينَهم، استنجدَ طُفيل بصالحِ بنِ حُديثةَ من آلِ فضلٍ، وبعمروِ بنِ وهيبةَ مِن آلِ مِرا، وبعسَّافِ بنِ متروكٍ الزَّرّاق، فجاؤوه في جموعٍ كالجبال، وعسكرٍ عن القتالِ غيرِ مُبالِ.

فساروا بجمعِهم الكثير، وجمِّهم الغَفير، على عسكرِ ابنِ وُدَيٍّ، وعددُه النَّزرُ اليسير، يقال: إنَّهم كانوا خمسةَ عشرَ فارسًا، أو نحوَ خمسةٍ وعشرين، فركبوا عليهم وكسروهم، وضربوهم، وبلغوا منهم البِلغين

(3)

، وخلَصوا منهم سالمين، وحيثُ غدروا بهم بعدَ الصُّلحِ لم يُفلحوا، ولا عاقبةَ للظالمين

وهي طويلة.

‌1753 - الطُّفيلُ بنُ النُّعمانِ بنِ خنساءَ بنِ سنانٍ الأنصاريُّ

(4)

.

ابنُ عمِّ الماضي، شهدَ العقَبةَ، وبدرًا، واستُشهِدَ بالخندقِ

(5)

أيضًا.

(1)

الأعوال: جمعُ عَولٍ، وهو كلُّ ما عالكَ، وقوتُ العِيال. "القاموس المحيط": عول.

(2)

يقال: صالَ عليه صَولًا، وصالَةَ: وَثَبَ. "القاموس": صول.

(3)

أي: بلغوا منهم كلَّ مبلغ. "القاموس": بلغ.

(4)

"أسد الغابة" 3/ 83.

(5)

"سيرة ابن هشام" 3/ 202.

ص: 368

‌1754 - طلحةُ بنُ البراءِ بنِ عميرٍ البلَويُّ، حليفُ بني عَمروِ بنِ عوفٍ الأنصاريِّ

(1)

.

عادَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم. وقالَ

(2)

: "إني لا أُراه إلا حدثَ به الموت، فآذنوني به، وعجِّلُوا؛ فإنَّه لا ينبغي لـ[جيفةِ] مسليم أنْ تُحبسَ بينَ ظهراني أهله ".

فتوفي ليلًا، فقال لهم: ادفنوني، وألحقوني بربِّي، ولا تدْعُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ فإني أخافُ عليه اليهودَ، وأن يصابَ في سببي، فأُخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك حين أصبحَ، فجاءَ حتَّى وقفَ على قبرِه، وصفَّ النَّاسَ معه، ثمَّ رفعَ يديه، [وقال]

(3)

: "اللَّهمَّ اِلْقَ طلحةَ وأنتَ تضحكُ إليه، وهو يضحكُ إليك ".

وفي أوَّلِه أنَّه لمَّا لَقِيَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم جعلَ يدنو منه ويَلْصَقُ به ويُقبِّلُ قدميه، وقال: يا رسولَ الله، مُرْني بما أحببتَ، لا أعصي لكَ أمرأ، فعجبَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لذلك، وهو غلام، فقال له:"اذهبْ، فاقتل أباك "، فذهبَ ليفعلَ، فدعاه، فقال له:"أَقبِلْ؛ فإنِّي لم أُبعثْ بقطيعةِ رَحِيم "، قال: فمرضَ طلحةُ بعدَ ذلكَ، فذكرَ الحديثَ. طوَّله في "الإصابة"

(4)

.

1755 -

طَلحةُ بنُ خِراشِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ خِراشِ بنِ الصِّمَّةِ السُّلميُّ،

(1)

" الإصابة" 2/ 226.

(2)

أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب: التعجيل بالجنازة (3151).

(3)

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 4/ 28 (3554)، وفيه عروة بن سعيد الأنصاري، وأبوه مجهولان.

(4)

"الإصابة" 2/ 226.

ص: 369

الأنصاريُّ

(1)

.

مِن أهلِ المدينةِ، ذكرَه مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعي المدنيين، وهو أخو موسى الآتي

(3)

. يروي عن: جابرٍ، وعبدِ الملكِ بنِ جابرِ بنِ عَتيكٍ، وعنه: يحيى بنُ عبدِ اللهِ بنِ يزيدَ بنِ عبدِ الله بنِ أنيسٍ، وموسى بنُ إبراهيمَ الحرَاميُّ، والدَّراوَرْديُّ.

قالَ النَّسائيُّ: صَالحٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"

(4)

. وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ: هو وأخوه مدنيُّ ثقةٌ. وقالَ الأزديُّ: روى عن: جابرٍ مناكيرَ.

وذكره أبو موسى في "ذيل معرفة الصحابة" وبيَّن أنَّ حديثَه مُرسَلٌ.

وفي "سنن ابنِ ماجه"

(5)

مِن طريقِ موسى بن إبراهيمَ بنِ كثير الحَراميِّ المدَنيُّ: سمعتُ طلحةَ بنَ خِراشٍ، سمعتُ جابرًا، فذكر الحديثَ في فضائل أبي جابرٍ. توفي في حدودِ الثَّلاثين ومئة، وهو في "التهذيب"

(6)

، وأوَلِ "الإصابة"

(7)

.

‌1756 - طلحةُ بنُ جعفرِ بنِ محمَّدِ بنِ هارونَ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ

(1)

" التاريخ الكبير" 4/ 347، و "الجرح والتعديل" 4/ 474، و"الكاشف" 1/ 513.

(2)

"الطبقات" 1/ 259 (1000).

(3)

ترجمة أخيه موسى في القسم المفقود من الكتاب.

(4)

"الثقات" 4/ 393.

(5)

كتاب الجهاد، باب: فضل الشهادة في سبيل الله (2800).

(6)

"تهذيب الكمال" 13/ 392، و"تهذيب التهذيب" 4/ 108.

(7)

"الإصابة" 2/ 228.

ص: 370

محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، الموفَّقُ، أبو أحمدَ ابنُ المتوكِّلِ ابنِ المعتصمِ ابنِ الرَّشيدِ ابنِ المهديِّ ابنِ المنصورِ، الهاشميُّ، العبَّاسيُّ

(1)

.

أميرُ الحرمينِ، عقدَ له عليهما أخوه المعتمدُ في صفَرٍ سنةَ سبعٍ وخمسين ومئتين مع زيادةٍ عليهما مقرونًا بهما وبعدهما، وكانَ ملكًا مُطاعًا، وبطلًا شجاعًا، ذا بأسٍ وأَيْد، ورأيٍ وحَزم، حاربَ الزَّنجَ حتَّى أبادَهم، وقتلَ طاغيتَهم، وكانَ جميعُ أمرِ الجيشِ إليه، محُبَّبًا إلى الخلق، أشبهَ المنصورَ في حزمِه ودهائِه ورأيهِ، وجميعُ الخلفاءِ مِن بعدِ المعتمِدِ إلى اليومِ مِن ذُرِّييه، ماتَ في صفرَ سنةَ ثمانٍ وستين ومئتين، عن تسع وأربعين، بعدَ أنِ اعتراه نِقْرِسٌ

(2)

برَّحَ

(3)

به، وأصابَ رِجلَه داءُ الفِيل، قاله الذَّهبيُّ

(4)

، وتبِعَه الفاسيُّ

(5)

.

‌1757 - طلحةُ بنُ أبي حَدْرَدٍ سلامةَ الأسلميُّ

(6)

.

قالَ ابنُ السَّكَنِ: حديثُه في أهلِ المدينة، يقال: له صُحبةٌ، وهو عندَ ابنِ

(1)

"تاريخ بغداد" 2/ 127، و "المنتظم" 5/ 121.

(2)

النِّقْرِسُ، بالكسر: ورَمٌ ووجعٌ في مفاصل الكعبين، وأصابع الرِّجلين. "القاموس": نقرس.

(3)

أي: اشتدَّ به. البَرْحُ: الشدَّة. "القاموس": برح.

(4)

"سير أعلام النبلاء" 13/ 169.

(5)

"العقد الثمين" 5/ 67.

(6)

"التاريخ الكبير" 4/ 345.

ص: 371

حِبَّانَ

(1)

في التابعين. وقالَ: يروي المراسيل، وهو في "الإصابة"

(2)

.

‌1758 - طلحةُ بنُ سعدِ بنِ عبدِ الله بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، سيفُ الدِّين، أبو الوفا ابنُ سعدِ الدِّينِ ابنِ بدرِ الدينِ المدَنيُّ

(3)

.

المؤذِّنُ، والفرَّاشُ بها، الماضي أخوه الزُّبيرُ، وأبوهما، ويُعرفُ بالنِّفطيِّ.

حفظَ القرآنَ، و"أربعي النووي"، و"المنهاجين"، و"الألفيتين"، و"الشاطبية"، وعرض على جماعةٍ كالأبشيطي، وأبي الفَرَجِ المراغي، وأبي الفتحِ ابنِ تقيٍّ، وقدمَ القاهرةَ في سنة اثنتين وثمانين، فعرضَ عليَّ، وعلى غيري، بل قرأ عليَّ وعلى الدِّيَميِّ روايةً ["البخاريَّ "]، وكتبتُ له. ماتَ بها بالطاعون في سنة تسعٍ وثمانين.

‌1759 - طلحةُ بنُ أبي سعيدٍ، أبو عبدِ الملكِ الإسكندرانيُّ، مولى قريشٍ

(4)

.

قيل: أصلُه مِن المدينةِ. يروي عن: أبي سعيدٍ المقبُريِّ، وبُكير ابنِ الأشجِّ، وغيرُهما، وعنه: حيوةُ بنُ شريحٍ، واللَّيثُ، وابنُ المباركِ، وابنُ وهبٍ، وغيرُهم.

قالَ أحمدُ

(5)

: ما أرى به بأسًا، وابنُ المدينيِّ: معروفٌ، وأبو زرعةَ: ثقةٌ،

(1)

"الثقات" 4/ 392.

(2)

"الإصابة" 2/ 227.

(3)

"الضوء اللامع" 4/ 9.

(4)

"أسماء الثقات "، لابن شاهين، ص: 122، و"التاريخ الكبير" 4/ 350، و"الكاشف" 1/ 514.

(5)

"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 56.

ص: 372

وكذا وثَّقَه ابنُ حِبَّان

(1)

، وأبو حاتمٍ

(2)

: صالحٌ، وأبو داود

(3)

: روى عنه اللَّيثُ، وقال فيه خيرًا، وهو في "التهذيب"

(4)

.

‌1760 - طلحةُ بنُ صالحِ بنِ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ طلحةَ بنِ عبيدِ اللهِ التَّيميُّ، الطَّلحيُّ

(5)

، المدَنيُّ

(6)

.

أخو هارون الآتي

(7)

. يروي عنه: أخوه.

‌1761 - طلحةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ التَّيميُّ، المدَنيُّ

(8)

.

وأمُّه عائشةُ ابنةُ طلحةَ، يروي عن: أبويه، وعائشةَ، وأسماءَ، ومعاويةَ بنِ جاهمةَ السُّلميِّ، وعُفيرِ بنِ أبي عفيرٍ، ولهما صحبةٌ، وعنه: ابناه محمَّدٌ، وشعيبٌ، وعثمانُ بنُ أبي سليمانَ، وعطّافُ بنُ خالدٍ. وكانَ مِن أشرافِ أهلِ المدينةِ.

(1)

"الثقات" 6/ 489.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 476.

(3)

"سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود" 2/ 166 (1494).

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 398، و"تهذيب التهذيب" 4/ 109.

(5)

"ثقات ابن حِبَّان" 8/ 326.

(6)

"التاريخ الكبير" 4/ 351، و"الجرح والتعديل" 4/ 481.

(7)

ترجمة هارون في القسم المفقود من الكتاب.

(8)

"المعرفة والتاريخ" 1/ 241، و"الجرح والتعديل" 4/ 475، و"التاريخ الكبير" 3/ 345.

ص: 373

قالَ يعقوبُ بنُ شيبةَ: [في حديثٍ مِن حديثه: ورجالُ إسناده معروفون و] لا علم لي به.

وحكى الزُّبيرُ أنَّ عروةَ بنَ الزُّبيرِ أودعَه وغيرَه مالكٌ لمَّا سافرَ إلى الشَّامِ، فلمَّا رجعَ جحَده بعضُهم، ووفى له طلحةُ، فقال فيه:

فما استخبأتَ في رجل خَبيئًا

كدِينِ الصِّدقِ أو نسبٍ عَتيقِ

ذوو الأحسابِ أكرمُ ما تراهُ

وأصبرُ عندَ نائبةِ الحقوقِ

خرَّجَ له النَّسائيُّ

(1)

، وابنُ ماجهْ

(2)

، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(3)

، و"التهذيب"

(4)

.

‌1762 - طلحةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عثمانَ بنِ عبيدِ اللهِ بنِ مَعمرٍ القُرشيُّ، التَّيميُّ، المدَنيُّ

(5)

.

ذكرَه مسلمٌ

(6)

في ثالثةِ تابعي المدنيين. يروي عن: عائشة، وعنه: أبو عمرانَ الجَونيُّ، وسعدُ بنُ إبراهيمَ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(7)

.

(1)

كتاب الجهاد، باب: الرخصة في التخلف لمن له والدة 6/ 11 (3104).

(2)

كتاب الجهاد، باب: الرجل يغزو وله أبوان (2781).

(3)

"الثقات" 4/ 392.

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 403، و"تهذيب التهذيب" 4/ 110.

(5)

"تهذيب الكمال" 13/ 405.

(6)

"الطبقات" 1/ 249 (873).

(7)

"الثقات" 4/ 392.

ص: 374

‌1763 - طلحةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عوفٍ، أبو عبدِ الله القُرشيُّ، الزُّهريُّ، المدَنيُّ

(1)

.

ابنُ أخي عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، وقاضي المدينةَ في أيامِ يزيدَ بنِ معاوية، ويقال له: طلحةُ النَّدَى؛ لجودِه، وهو أحدُ الطَّلَحاتِ الموصوفينَ بالكَرمِ، وأمُّه: فاطمةُ ابنةُ مطيعِ بنِ الأسودِ.

ذكرَه مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعي أهلِ المدينةِ. يروي عن: عمِّه، وأبي هريرةَ، وعثمانَ بنِ عفَّانَ، وسعيدِ بنِ زيدٍ، وابنِ عبَّاسٍ، وغيرِهم، وعنه: الزُّهريُّ، وسعدُ بنُ إبراهيمَ، وأبو الزِّنادِ، وأبو عبيدةَ بنُ محمَّدِ بنِ عمّارِ بنِ ياسر. وثَّقه جماعةٌ، وخرَّجَ له البخاريُّ

(3)

، وغيرُه، وهو في "التهذيب"

(4)

، وثاني "الإصابة"

(5)

.

وقالَ العِجليُّ

(6)

: مدَنيٌّ، تابعيٌّ ثقةٌ، وكانَ فقيهًا نبيلًا، عالمًا جَوادًا، مُمدَّحًا. زادَ ابنُ حِبَّان

(7)

: يكتبُ الوثائقَ بالمدينة، وقالَ ابنُ أبي خَيثمةَ عن مصعبِ بنِ عبدِ الله

(8)

: كانَ هو وخارجةُ بنُ زيدٍ في زمانِهما يُستفتيان، وينتهي النَّاسُ إلى قولهما، ويَقسمان المواريث، ويكتبان الوثائق. وكذا ذكرَ الزُّبيرُ، وذكر عنه أخبارًا في

(1)

"طبقات خليفة" 242، و "المعرفة والتاريخ" 1/ 225، 368، و "أخبار القضاة" 1/ 120.

(2)

"الطبقات" 1/ 235 (690).

(3)

كتاب الجنائز، باب: قراءة فاتحة الكتاب على الجنائز (1335).

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 408، و"تهذيب التهذيب" 4/ 112.

(5)

"الإصابة" 2/ 237.

(6)

"معرفة الثقات" 1/ 478.

(7)

"الثقات" 4/ 392.

(8)

"نسب قريش "، ص:273.

ص: 375

الكرم حسنة. وقالَ ابنُ سعدٍ

(1)

: كانَ سعيدُ بنُ المسيِّبِ يقول: ما وَلِيَنا مثلُه. وعدَّه ابنُ المَدينيِّ

(2)

في أتباعِ زيدِ بنِ ثابتٍ، وقال: لم يثبتْ عندي لُقِيُّ طلحةَ لزيدٍ. ماتَ سنةَ سبعٍ وتسعين بالمدينةِ، عن اثنتين وسبعين.

‌1764 - طلحةُ بنُ عُبيدِ الله بنِ عثمانَ بنِ عمروِ بنِ كعبِ بنِ سعدِ بنِ تَيمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كعبِ بنِ لُؤيِّ بنِ غَالبٍ، أبو محمَّدٍ القُرشيُّ، التَّيميُّ، المدَنيُّ

(3)

.

أحدُ العشرةِ، وأحدُ السَّابقينَ، ومَنْ هاجرَ قبلَه صلى الله عليه وسلم، وأحدُ السِّتةِ أصحابِ الشُّورى، وسادسُ مَن في المدنيين لمسلمٍ

(4)

. وأمُّهُ: الصَّعبةُ أختُ العلاءِ بنِ الحضرميِّ، مِن المهاجراتِ، وآخى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بمكَةَ قبلَ الهجرةِ بينَه وبينَ الزُّبيرِ، ثمَّ بالمدينةِ بينَه وبينَ أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، غابَ عن بدرٍ، فضربَ له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بسهمِه وأجرِه، وشهدَ أُحُدًا وما بعدها.

وكانَ أبو بكرٍ إذا ذكرَ أُحُدًا قال: ذاكَ يومٌ كلُّه لطلحةَ. روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكرٍ، وعمر، وعنه: بنوه: محمَّدٌ، وموسى، ويحيى، وعمرانُ، وعيسى، وإسحاقُ، وعائشةُ، وابنُ أخيه عبدُ الرَّحمنِ بنُ عثمانَ، وجابر، والسَّائبُ بنُ يزيدَ، وقيسُ بنُ أبي حازمٍ، وقالَ

(5)

: رأيتُ يدَه شلَّاءَ وقَى بها عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومالكُ بن أوسِ بنِ الحَدَثانِ، وأبو عثمانَ النهديُّ، ومالكُ بنُ أبي عامرٍ الأصبحيُّ، وربيعةُ

(1)

"الطبقات الكبرى" 5/ 161.

(2)

"العلل"، لابن المديني، ص:76.

(3)

"معجم الصحابة" 3/ 407، و "الإصابة" 2/ 229.

(4)

"الطبقات" 1/ 145 (5)، وجعله خامسا.

(5)

أخرجه البخاري في فضائل الصحابة، باب: ذكر طلحة بن عبيد الله (3724).

ص: 376

بنُ عبدِ اللهِ بنِ الهُديرِ، وعبدُ اللهِ بنُ شدَّادِ بنِ الهاد، وغيرُهم.

قالَ قَبيصةُ بنُ جابرٍ: صحبتُه فما رأيتُ رجلًا أعطى لجزيلِ مالٍ مِن غيرِ مسألةٍ منه. وقالَ خليفةُ بنُ خيَّاطٍ

(1)

: أصابَه سهمُ غَرْبٍ

(2)

يومَ الجملِ في جُمادى الآخرةِ سنةَ ستٍّ وثلاثين، [فماتَ] عن ستين، وقيل: ثلاثٍ وستين، وقيل: غير ذلك.

قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ

(3)

: لا يختلفُ العلماءُ في أنَّ مروانَ قتلَه، ومناقبُه شهيرةٌ، وترجمتُه تحتمل البسط. وهو في "التهذيب"

(4)

.

‌1765 - طلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ بنِ كَرِيزٍ الكَعبيُّ، الخُزاعيُّ

(5)

.

عِدادُه في أهلِ المدينة.

يروي عن: ابنِ عمرَ، وأمَّ الدَّرداءِ، وأرسلَ عن عائشةَ، وأبي الدَّرداءِ، وعنه: محمَّدُ بنُ سُوقةَ، ومالكٌ، وحمَّادُ بنُ سلمةَ.

وثَّقَه أحمدُ، والنَّسائيُّ، وابن حِبَّان

(6)

، وهو في "التهذيب"

(7)

.

(1)

"تاريخ خليفة"، ص:135.

(2)

قال في "القاموس": غرب: وسهمُ غَربٍ، وسهمٌ غَربٌ: لا يُدرى راميه.

(3)

"الاستيعاب" 2/ 318، وقاتله هو مروان بن الحكم.

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 412، و"تهذيب التهذيب" 4/ 113.

(5)

"الطبقات الكبرى" 7/ 228، و"التاريخ الكبير" 4/ 347، و"الجرح والتعديل" 4/ 474.

(6)

"الثقات" 4/ 393.

(7)

"تهذيب الكمال" 13/ 424، و"تهذيب التهذيب" 4/ 114.

ص: 377

‌1766 - طلحةُ بنُ عَمرٍو النَّصريُّ

(1)

.

صحابيٌّ، قيل: إنَّه مِن أهلِ الصُّفة

(2)

، ذكرَه في "الإصابة"

(3)

مُطوَّلًا.

‌1767 - طلحةُ بنُ محمَّدِ بنِ سعيدِ بنِ المسيِّبِ المدَنيُّ

(4)

.

الآتي أبوه وأمه

(5)

. روى عن: جدِّه، وعنه: الأصمعيُّ. قالَ أبو حاتمٍ

(6)

: لا أعرفُه. استدركه شيخنا في "لسانه"

(7)

.

‌1768 - طلحةُ بنُ هلالٍ

(8)

.

ذكرَه مسلمٌ

(9)

في ثالثةِ تابعي المدنيين.

‌1769 - طلحةُ بنُ يحيى بنِ طلحةَ بنِ عبيدِ اللهِ التَّيميُّ، المدَنيُّ، نزيلُ الكوفة

(10)

.

يروي عن: أبيه، وأعمامه وابني عمِّه: إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ طلحَةَ، ومعاويةَ بنِ إسحاقَ بنِ طلحةَ، ومجاهدِ بنِ جَبرٍ، وأبي بُردةَ بنِ أبي موسى،

(1)

"معجم الصحابة" 3/ 413، و"أسد الغابة" 2/ 472.

(2)

"حلية الأولياء" 1/ 374، و "رجحان الكفة"، ص:225.

(3)

"الإصابة" 2/ 231.

(4)

"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 2/ 66.

(5)

ترجمة أمه في القسم المفقود من الكتاب.

(6)

"الجرح والتعديل" 4/ 476.

(7)

"لسان الميزان" 4/ 357.

(8)

هو العامري، ترجمته في:"التاريخ الكبير" 4/ 346، و"ثقات ابن حِبَّان" 4/ 392.

(9)

"الطبقات" 1/ 249 (874).

(10)

"الطبقات الكبرى" 6/ 361، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 267، 413.

ص: 378

وغيرِهم، وعنه: السُّفيانانِ، وعبدُ الله بنُ إدريسَ، وشَريكٌ، وأبو أسامةَ، ويحيى القطَّانُ ووَكيعٌ، وأبو نُعيمٍ، وغيرُهم، قالَ يحيى القطَّانُ: لم يكنْ بالقويِّ. وقالَ أحمدُ

(1)

، وأبو حاتمٍ

(2)

: صالحُ الحديث، وأبو زُرعةَ، والنَّسائيُّ: صالحٌ، ووثَّقه ابنُ مَعِينٍ

(3)

، ويعقوبُ بنُ شيبةَ، والعِجليُّ

(4)

، والدَّارقطنيُّ، وآخرون. وقالَ البخاريُّ

(5)

: مُنكرُ الحديث، وقالَ أبو داودَ

(6)

: ليس به بأسٌ، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ

(7)

: روى عنه الثِّقاتُ، وما بروايتِه بأسٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(8)

، وقال: يخطئ. ماتَ سنةَ ثمان وأربعين ومئةٍ، وقيل: ستٍّ، ومولدُه سنةَ إحدى وستين. وأمُّه أمُّ أبان

(9)

ابنةُ أبي موسى الأشعريّ، وهو في "التهذيب"

(10)

.

‌1770 - طلحةُ بنُ يحيى بنِ النُّعمانِ بنِ أبي عيَّاشٍ الزُّرَقيُّ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(11)

.

(1)

" العلل" لأحمد 1/ 42، 210.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 477.

(3)

"سؤالات بن الجنيد"146.

(4)

"معرفة الثقات" 1/ 483.

(5)

"التاريخ الكبير" 6/ 58.

(6)

"سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود" 1/ 160 (37).

(7)

"الكامل في ضعفاء الرجال" 5/ 180.

(8)

"الثقات" 6/ 487.

(9)

"تاريخ دمشق" 25/ 136.

(10)

"تهذيب الكمال" 13/ 441، و"تهذيب التهذيب" 4/ 120.

(11)

"الطبقات الكبرى" 7/ 328، و"الكاشف" 1/ 515.

ص: 379

مِن أهل الكوفةِ، شيخٌ صدوقٌ مُعمَرٌ، وثَّقه ابنُ مَعِينٍ

(1)

، ثَمَّ ابنُ حِبَّان

(2)

، وخرَّجَ له الشَّيخانِ

(3)

، وغيرُهما، وذُكرَ في "التهذيب"

(4)

. حدَّثَ ببغدادَ عن محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الثَّقفيِّ، وعبدِ الله بنِ سعيدِ بنِ أبي هندٍ، ويونسَ بنِ يزيدَ الأيليِّ، وعنه: ابنُ أبي فُديكٍ، وعثمانُ بنُ أبيَ شيبةَ، ومحمَّدُ بنُ عبَّادٍ المكيُّ، وعبَّادُ بنُ موسى الختليُّ، والحسينُ بنُ الضَّحَّاكِ النَّيسابوريُّ. وقالَ أحمدُ

(5)

: مُقارِبُ الحديث، وقالَ أبو حاتمٍ

(6)

: ليس بقويٍّ، ونقلَ الخطيبُ

(7)

عن عبدِ اللهِ بنِ محمَّدِ بنِ عمارةَ القدَّاحِ أنَّه ماتَ بالمدينةِ.

‌1771 - طَلْقُ بنُ عليٍّ، أبو عليٍّ الحنفيُّ، السُّحيميُّ

(8)

.

صحابيٌّ، بنى في المسجدِ النَّبويِّ، وقال صلى الله عليه وسلم

(9)

: "قرِّبوا له الطين؛ فإنه أعرف". وذكرَه في "الإصابة"

(10)

.

(1)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 280.

(2)

"الثقات" 8/ 325.

(3)

البخاري في الحج، باب: إذا رمى الجمرتين يقوم ويُسهل (1751)، ومسلم في كتاب الصلاة، باب: فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه 1/ 290 (387).

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 444، و"تهذيب التهذيب" 4/ 121.

(5)

"العلل" 2/ 56.

(6)

"الجرح والتعديل" 4/ 482.

(7)

"تاريخ بغداد" 9/ 490.

(8)

"معجم الصحابة" 3/ 429، و"أسد الغابة" 2/ 475.

(9)

"أخرجه ابن حبان في "صحيحه" 5/ 242 (1129).

(10)

"الإصابة" 2/ 233.

ص: 380

- طِهْفَة.

في: طِخْفَة. (1742)

‌1772 - طَهمان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

-

(1)

.

في: ذكوان مِن "الإصابة"

(2)

، وكذا: طَهمان مولى آلِ سعيدِ بنِ العاصِ

(3)

.

‌1773 - طُوغانُ، شيخُ الأحمديِّ

(4)

.

رامَ في سنةِ ثلاثٍ وسبعين وثمان مئةٍ أنْ يزيدَ في النَّخلِ التي كانتْ بصحنِ المسجدِ، فأُنكِرَ عليه، فامتنعَ، وكذا سعى في إحداثِ محرابٍ للحنفيّةِ في ايَّامِ الأشرفِ أينال، فمنعَه أهلُ المدينةِ، وساعدَهم ناظرُ الخاصّ الجماليُّ، ثمَّ بعدَ وفاتِه اجتهدَ طوغانُ حتَّى عملَ [المحرابَ] سنةَ إحدى وستين، وساعدَه الأمينُ الأقصرائيُّ، ووليَ نَظَرَ المسجدِ الحرامِ المكِّيِّ، وإمرة الرّاَكزِ بمكَّةَ مدَّةً، وتكرَّرَ صحبتُه لذلكَ إلى أنْ صُرفَ، وتوجَّهَ إلى المدينةِ، وأظنُّه أميراً على التُّركِ بها، وأظهرَ مؤلَّفاً أُعِينَ فيه، عارضَ فيه السيِّدَ السَّمهوديَّ في امتهانِ البُسُطِ المكتوبِ عليها، وعدمِ احترامها. كتبَ له عليه جماعةٌ، وكانَ يتفقَّهُ، ويزاحمُ الفقهاءَ، معَ بَلادةٍ وعدمِ معرفةٍ، وماتَ بالقاهرةِ في ذي الحجَّةِ سنةَ إحدى وثمانين وثمان مئةٍ.

(1)

"معجم الصحابة"، للبغوي 3/ 443، و"الثقات" 3/ 206.

(2)

"الإصابة، 1/ 483، و 2/ 235.

(3)

"الاستيعاب" 2/ 325.

(4)

ترجمته مبتورة في "الضوء اللامع" 4/ 10.

ص: 381

‌حَرْفُ الظَّاءِ المُشَالَةِ بِنُقْطَةٍ

‌1774 - ظُهَيرٌ - بالتَّصغير - بنُ رافعِ بنِ عَديِّ بنِ زيدِ بنِ جُشمَ بنِ حارثةَ الأنصاري، الأوسيُّ، الحارثيُّ، المدَنيُّ

(1)

.

أخو مُظَهَّرٍ، شهدَ بدراً، وذكرَه موسى بنُ عقبةَ، وابنُ إسحاقَ

(2)

فيمن شهدَ العقَبةَ، وهو في "التهذيب"

(3)

.

* * *

(1)

"معجم الصحابة" 3/ 444، و"الإصابة" 2/ 241.

(2)

"سيرة ابن هشام" 2/ 100.

(3)

"تهذيب الكمال" 13/ 469، و"تهذيب التهذيب" 4/ 129.

ص: 382

‌حَرْفُ العينِ المُهملَة

‌1775 - عادلُ بنُ مسعودٍ

(1)

.

أصلُ بيتِ ابن عادلٍ، وأوَّلُ مَنْ سكنَ المدينةَ منهم

(2)

.

‌1776 - عاصمُ بنُ سفيانَ، أبو بِشرٍ

(3)

.

ووَهِمَ مَن كَنَاه أبا قيسٍ

(4)

، وكذا مَن نسبَهُ ثقفياً، صحابيٌّ. قالَ ابنُ السَّكَن: سكنَ المدينةَ، روى عنه ابنُه

(5)

. طوَّلَه في "الإصابة"

(6)

.

(1)

عادلُ بنُ مسعودِ بنِ يعقوبَ بنِ إسحاقَ، الحسينى، كما ذكرَ نسبه السخاويُّ في ترجمة حفيدِه عبدِ اللهِ بن أبي السعادات. "الضوء اللامع" 5/ 19.

والمترجَمُ مِن أهلِ القرنِ الثَّامنِ الهجريِّ، كما يُستنتجُ مِن ترجمةِ أحفادِه، كما سنذكره.

(2)

ترجم المؤلفُ لعددِ مِن أحفادِ المترجَمِ في "الضوء اللامع"، منهم: أبو الفَرجِ محمَّدٌ، ومحمَّد، وأبو السَّعاداتِ محمَّدٌ بنو محمودِ بنِ عادلِ، وهم حنفيون. "الضوء اللامع" 11/ 257.

وأبو السَّعاداتِ توفي سنة 877 هـ، كما في "الضوء اللامع" 11/ 113، ومحمَّدٌ توفي سنة 872 هـ، كما في "الضوء اللامع" 10/ 43.

(3)

"أسد الغابة" 3/ 9.

(4)

الذي كناه أبا قيس هو ابنُ عبد البرِّ في "الاستيعاب" 2/ 331.

(5)

اسمه بشر، كما في "أسد الغابة".

(6)

"الإصابة" 2/ 246.

ص: 383

‌1777 - عاصمُ بنُ سُويدِ بنِ عامرِ بنِ يزيدَ بنِ جاريةَ الأَوسيُّ

(1)

، الأنصاريُّ، القُبائيُّ

(2)

.

مِنْ أهلِ المدينةِ، وإمامُ مسجدِ قُباءَ. عنْ: أبيهِ وعمِّهِ عثمانَ

(3)

، وجدِّهِ لأمِّهِ معاويةَ بنِ مَعبدٍ، وابنَيْ عمِّهِ: داودَ ومحمَّد ابنيْ إسماعيلَ، ومجمِّع ويَعقوبَ ابنيْ مجمِّع بن يزيدَ بنِ جاريةَ، ويحيى بنِ سعيدٍ الأنصاريِّ، ومحمَّد بنِ سليمانَ القُبائيِّ، وشاركَهُ في بعضِ شيوخِهِ، وعنهُ: عليُّ بنُ حُجر، وأبو مُصعبٍ

(4)

، ومحمَّد بنُ الصَّبَّاحِ الجرجرائيُّ، ويعقوبُ بنُ حُميدٍ، وعبدُ الصَّمدِ بنُ عبدِ الوارثِ، وجماعةٌ.

قالَ أبو حَاتمٍ

(5)

: شيخٌ، محلُّهُ الصِّدق، روى حديثينِ مُنكرينِ.

وقالَ ابنُ مَعينٍ

(6)

: لا أعرفُه.

قالَ ابنُ عَدِيٍّ

(7)

: لقلَّةِ روايتهِ جدَّاً، فلعلَّه لمْ يروِ غيرَ خمسةِ أحاديثَ،

(1)

في المخطوطة: حارثة، والتصويب م مصادر الترجمة.

(2)

"التاريخ الكبير" 6/ 489، و"الثقات" 7/ 259، وسمَّى جدَّه الأعلى: يزيدَ بنَ جاريةَ، وهو لصَّواب، وله صحبةٌ، انظر:"الإصابة" 4/ 653.

(3)

"التاريخ الكبير" 6/ 242، و "الجرح والتعديل" 6/ 161.

(4)

أحمدُ بنُ أبي بكرٍ الزُهريُّ، كما في "تهذيب الكمال".

(5)

"الجرح والتعديل" 6/ 344.

(6)

"تاريخ ابن معين" برواية الدارمي 1/ 165.

(7)

وقع في الأصل: ابن معين، وهو خطأ، وانظر:"الكامل في ضعفاء الرجال" 5/ 1880.

ص: 384

ووثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ

(1)

، وخرَّجَ لهُ النَّسائيُّ

(2)

، وذكرهُ ابنُ زَبالةَ

(3)

في علماءِ المدينةِ، وذُكرَ في "التهذيبِ"

(4)

.

وممَّا رواهُ عنْ عَمِّهِ قولُه: جاءنَا أنسٌ بقُباءَ، وعليهِ جُبَّةُ أفوافٍ

(5)

، وسَراويلُ أفوافٍ، فتنحَّى، فبالَ، ثمَّ قامَ إلى الِجدارِ، فنثرَ ذَكَرَهُ مرَّتينِ، أو ثلاثاً، ثمَّ أُتيَ بِتَورٍ

(6)

من مَاءٍ، فتوضَّأَ، ومسحَ على الخُفَّينِ، ثمَّ دخلَ المسجدَ، فصلَّى.

‌1778 - عاصمُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ عاصمٍ، أبو عبدِ الرَّحمنِ، أو أبو عبدِ العَزيزِ الأشْجعيُّ، المدَنيُّ

(7)

.

مِنْ أهلِها. يروِي عنْ: الحارثِ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ أبي ذُبابٍ، وهشامِ بنِ عروةَ، وسعدِ بن إسحاقَ، وعنه: إبراهيمُ بنُ المنذرِ، وإسحاقُ بنُ موسى الخطْميُّ، ومحمَّد

(1)

"الثقات" 7/ 259.

(2)

في "السنن الكبرى"، كتاب المناقب، ذكر خيرِ دور الأنصار رضي الله عنهم 7/ 385 (8287).

(3)

محمَّد بنُ الحسنِ، صاحبُ "تاريخ المدينة"، تأتي ترجمته في حرف الميم.

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 491، و"تهذيب التهذيب" 4/ 136.

(5)

الأفواف: جمعُ: فُوفٍ، وهو القطن، يقال: بُردُ أفوافٍ، وحُلَّةُ أفوافٍ، بالإضافة، وهىِ ضربٌ من برود اليمن، وبُردٌ مُفوَّفٌ: فيه خطوطُ بياضِ. "النهاية في غريب الحديث" 3/ 479، وانظر:"الغريب المصنف" 1/ 78، و 197.

(6)

قال الجوهريُّ: التَّورُ: إناءٌ يُشرب فيه. "الصحاح": تور.

(7)

"الكاشف" 1/ 520.

ص: 385

بنُ المثنَّى، ووثَّقَهُ [مَعنُ بنُ عِيسى]

(1)

، وكَذا ابنُ حِبَّانَ

(2)

، وأعادهُ في "الضعفاءِ"

(3)

، وقال: روَى عنهُ العراقيون، وأهلُ المدينةِ، يُخطئُ كثيراً، وقالَ النَّسائيّ والدَّارقطنُّيُّ: ليس بقويٍّ، والبخاريُّ

(4)

: فيهِ نظرٌ، وخرَّجَ لهُ التِّرمذيُّ، وابنُ ماجَه

(5)

، وهو في "التهذيب"

(6)

، و"ضعفاء العُقيلي"

(7)

.

‌1779 - عاصمُ بنُ عبيدِ اللهِ بنِ عاصمِ بنِ عمرَ بنِ الخطَابِ القُرشيُّ، العَدَويُّ، العُمريُّ، المدَنيُّ

(8)

.

عدادُه في أهلِها. ذكرهُ مُسلمٌ

(9)

في رابعةِ تابعِي المدَنيينَ.

وهو يروِي عن: ابنِ عمرَ، وجابرٍ، وعليِّ بن الحسين، وغيرهم، وعنه: شعبةُ، وكذا مالكٌ حَديثاً وَاحداً

(10)

، وهو مَّمَن اتَّفقَ شعبةُ ومالكٌ على الرِّوايةِ عنهُ معَ

(1)

زيادة من "تهذيب الكمال".

(2)

"الثقات" 8/ 505.

(3)

"كتاب المجروحين" 2/ 111.

(4)

"التاريخ الكبير" 6/ 493.

(5)

الترمذيُّ في الزَّكاة، باب: ماجاء في الصدقة فيما يُسقى بالأنهار وغيره (639)، وابن ماجه، باب: صدقة الزُّروع والثَّمار (1816).

(6)

"تهذيب الكمال" 13/ 499، و"تهذيب التهذيب" 4/ 138.

(7)

"الضعفاء الكبير" 3/ 338.

(8)

الطبقات الكبرى، القسم المتمم، ص: 225، و "تاريخ خليفة"409.

(9)

"الطبقات" 1/ 262 (1014)، وذكره في الطبقة الثانية، لا الرابعة.

(10)

ليس حديثه في "الموطأ"، وإنما أخرجه البيهقيُّ في "السنن الكبرى" 9/ 280 من طريق مالك.

ص: 386

ضعفِهِ، بلْ ضعَّفَهُ مالكٌ، وثَبتَ إنكارُهُ على شُعبةَ الرِّواية عنهُ، مع قولِ شعبةَ: إنَّه لو قِيل: مَنْ بنَى مسجدَ البَصرةِ؟ يقولُ: حدَّثني فُلانٌ عن فلانٍ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَناه، والسُّفيانانِ، وشَريكٌ، وغيرُهم، وكذا ضَعَّفه يحيَى القطَّان، وابنُ مَعِين

(1)

، وقالَ: إنَّهُ أدركَ أمرَ بني هَاشمٍ، [ومَاتَ]

(2)

في أوَّل خلافة أبي العباس، وكانَ قد وفدَ إليه. وقالَ البخاريُّ

(3)

: مُنكرُ الحديث.

وقالَ ابنُ حِبَّان

(4)

: سيِّءُ الحفظ، كثيرُ الوهم، فاحشُ الخطأ، متروكٌ مِن أجلِ كَثرةِ خَطئِه، سمعتُ ابنَ خُزيمةَ يقول: سمعتُ محمَّد بنَ يحيى يقولُ: ليس عليه قياسٌ. يقال: إنَّه تُوفِّيَ في أوَّلِ خلافةِ السَّفَّاحِ، وكانتْ في سنةِ اثنتين وثلاثين ومئةٍ.

وقالَ العِجليُّ

(5)

: مدَنيٌّ لا بأس به.

وقالَ السَّاجيُّ: مضطربُ الحديث، وحكى عن هشام بن عبد الملك بن مروان قوله: لا يخرج الدَّجَّال وواحدٌ

(6)

ممن سمَّاهم

(7)

هو فيهم حيٌّ.

(1)

"تاريخ ابن معين" 2/ 243، 283، برواية الدوري.

(2)

ما بين المعكوفتين من "تهذيب الكمال".

(3)

"الضعفاء الصغير"، ص: 94 (281).

(4)

"كتاب المجروحين" 2/ 109.

(5)

"معرفة الثقات" 2/ 9.

(6)

في الأصل: وواهم، وهو تحريفٌ، والتَّصويب من "تهذيب التهذيب" ويُنظر:"المنفَّق"، لابن حبيب، ص:503.

(7)

الذين سمَّاهم هم: أيوبُ بنُ سلمةَ، وعاصمُ بنُ عبيدِ اللهِ، وعبدُ الملكِ بنِ عَنبسةَ، وإبراهيمُ بنِ عبدِ الله. "تهذيب التهذيب" 4/ 140.

ص: 387

خرَّج له أبو داود

(1)

، والترمذيُّ

(2)

، وابن ماجه

(3)

، وذُكرَ في "التهذيب"

(4)

، و"ضعفاء العُقيليُّ"

(5)

، وابنِ حِبَّانَ.

‌1780 - عاصمُ بنُ عَديِّ بنِ الجَدِّ بنِ العَجلانِ بنِ حارثةَ بنِ ضُبيعةَ، أبو عبدِ اللهِ، أو أبو عمرو العجلانيُّ، القُضاعيُّ، أخُو مَعنٍ، حَليفُ الأنصارِ

(6)

.

ممَّن شهِدَ أُحداً، وكانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم استعملَه على أهلِ قُباءٍ وأهلِ العالية، فلم يشهدْ بدراً، فضربَ له بسهمِه

(7)

، وهو الذي أمرَه عويمرٌ العجلانيُّ أنْ يسألَ له عنِ الرَّجلِ يجدُ معَ امرأتِه رجلا

(8)

. روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: ابنُه أبو البدَّاحِ، وسهلُ بنُ سعدٍ، وعامرٌ الشَّعبيُّ. قالَ ابنُ حِبَّان

(9)

: ماتَ في ولايةِ معاويةَ عن مئةٍ وخمسَ عشرةَ سنةً، وقيل: وعشرين.

(1)

في كتاب الصوم، باب: السواك للصائم (2364)، وهو ضعيف.

(2)

كتاب الصيام، باب: ما جاء في السواك للصائم (725).

(3)

كتاب إقامة الصلاة، باب: الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم (907). وقال في "الزوائد": إسناده ضعيف.

(4)

"تهذيب الكمال" 13/ 500.

(5)

"الضعفاء الكبير" 3/ 333.

(6)

"الطبقات الكبرى" 3/ 466.

(7)

"السيرة النبوية"، لابن هشام 2/ 240، و"أسد الغابة" 3/ 10.

(8)

وحديثه أخرجه البخاري في كتاب التفسير، سورة النور، باب:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ} (4745).

(9)

"الثقات" 3/ 386.

ص: 388

وقالَ غيرُه: إنَّه لمَّا حضرَتْه الوفاةُ بكى أهلُه عليه، فقالَ: لا تبكوا عليَّ؛ فإني إنَّما فنيتُ فناءً. وذكرَ الطَّبريُّ أنَّه كانَ قصيرَ القامةِ، وهو في "الإصابة"

(1)

وفي كلامِ ابنِ عبدِ البَرِّ

(2)

ما يشيرُ إلى أنَّه تُوفِّيَ بالمدينةِ، وذكرَه مسلمٌ

(3)

في الطَّبقةِ الأولى مِن المدَنيين.

‌1781 - عاصمُ بنُ عُمارةَ

(4)

.

مدنيٌّ. روى عن: هشامِ بنِ عروة، وعنه: إسماعيلُ بنُ الحسنِ بنِ عمارةَ.

قالَ ابنُ السَّكَنِ: مجهولٌ، وأوردَ له عن هشامٍ، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي ابنِ سلولَ حديثاً، وقال: عروةُ لم يلق عبدَ الله.

قالَ شيخنُا

(5)

: لم ينفردْ به عاصمٌ، فقد رواه أيضاً عن هشام نصرُ بنُ طريفٍ، وأُبَين

(6)

بنُ سفيان، وغياثُ بنُ إبراهيم؛ أمَّا الأوَّل فزاد فيه: عن عائشة، عن عبدِ اللهِ، وأمَّا الآخرُ فقال: عن هشامٍ، عن أبيه: إنَّ عبدَ الله، فذكره مرسلاً

(7)

، لم يقل:

(1)

"الإصابة" 3/ 246.

(2)

لم أجد في كلامه في "الاستيعاب" 2/ 332 ما يشير إلى ذلك.

(3)

"الطبقات" 1/ 150 (62).

(4)

"لسان الميزان" 4/ 373.

(5)

في "لسان الميزان" 4/ 373، وفي النقل تصرُّفٌ.

(6)

ويقال أيضا: أبان، وهو ضعيف. "ميزان الاعتدال" 1/ 7.

(7)

ذكر حديثَ هذا الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" 1/ 7، ونقل عن ابنِ حبَّانَ أنَّه حديثٌ موضوعٌ، واعترضَ الذهبيُّ عليه.

ص: 389

عن عبدِ الله، ولا ذكرَ عائشة، وهو في "اللسان".

‌1782 - عاصمُ بنُ عَمروٍ، ويقال: عُمرَ

(1)

.

حجازيٌ مدنيٌّ، مِنْ أهلِها، عن: في، وعنه: عمرو بن سليم الزُّرَقيُّ.

قالَ ابنُ خراشٍ: لم يرو عنه غيرُه، وقالَ ابنُ المدينيِّ: ليس بمعروفٍ، لا أعرفُه إلا في أهلِ المدينةِ.

وقالَ النَّسائيّ: عاصمُ بنُ عمروِ ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(2)

، وهو في "التهذيب"

(3)

.

‌1783 - عاصمُ بنُ عمرَبنِ حفصِ بنِ عاصمِ بنِ عُمرَ بنِ الخطَّابِ، أبو عُمرَ العدويُّ، العُمريُّ، المدَنيُّ

(4)

.

أخو عبيدِ الله، وعبدِ الله، وأبي بكرٍ. يروي عن: عبدِ الله بنِ دينار، وسُهيلِ بنِ أبي صالحِ، وعاصمِ بنِ عبيدِ الله، ونافعٍ، وعنه: ابنُ وهبٍ، وعبدُ الله بنُ نافعٍ الصَّائغُ، ومحمَّد بنُ فُليحٍ، وإسماعيلُ بنُ أبي أويسٍ وجماعةٌ، ضَعَّفه أحمدُ، وابنُ مَعين

(5)

، وزاد: ليسَ بشيءٍ وقالَ ابنُ حِبَّان في

(1)

"الجرح والتعديل" 6/ 349، و"ميزان الاعتدال" 2/ 356.

(2)

"الثقات" 5/ 235.

(3)

"تهذيب الكمال" 15/ 532، و"تهذيب التهذيب" 4/ 146.

(4)

"طبقات خليفة" 1/ 269.

(5)

"تاريخ ابن معين" 2/ 283، برواية الدوري.

ص: 390

"الثقات"

(1)

: يخطئ، ويخالف، وقالَ في "الضعفاء"

(2)

: روى عنه أهلُ الحديث، منكرُ الحديثٍ جدَّاً، يروي عن الثِّقاتِ ما لا يُشبهُ حديثَ الأثباتِ، لا يجوزُ الاحتجاجُ به إلا فيما يوافقُ الثِّقاتِ. وخرَّج له الترمذيُّ

(3)

، وابنُ ماجه

(4)

، وذُكر في "التهذيب"

(5)

، و"ضعفاء العُقيلي"

(6)

، وانتقدَ النَّسائيّ

(7)

إدراجَ أحمدَ بنِ صالحٍ له مع إخوتِه بقوله: أربعةُ إخوةٍ ثقاتٌ.

‌1784 - عاصمُ بنُ عمرَ بنِ الخطَّابِ، أبو عُمرَ العدَويُّ

(8)

.

وُلدَ في الحياة النَّبويَّة، إمَّا في السَّنة السَّادسةِ من الهجرةِ، أو قبلَ موتِه بسنتين، وذكرَه مسلمٌ

(9)

في ثالثةِ

(10)

تابعي المدَنيين، وأمُّه هي: جميلةُ ابنةُ

(1)

"الثقات" 7/ 259.

(2)

"كتاب المجروحين" 2/ 109.

(3)

كتاب الحدود، باب: ما جاء في حدِّ اللوطي (1456)، وقال أبو عيسى: هذا حديثٌ في إسناده مقالٌ، ولا نعرفُ أحداً رواه عن سهيلِ بنِ أبي صالحِ غيرَ عاصمِ بنِ عمرَ العمريِّ، وعاصمُ بنُ عمر يُضعَّف في الحديث من قبل حفظه.

(4)

كتاب المناسك، باب: الظلال للمحرم (2925).

قال في "الزوائد": إسنادُه ضعيف؛ لضعفِ عاصمِ بنِ عبيدِ اللهِ، وعاصمِ بنِ عمرَ بنِ حفصِ.

(5)

"تهذيب الكمال" 13/ 517، وتهذيب التهذيب 4/ 143.

(6)

"الضعفاء الكبير" 3/ 335.

(7)

قال عنه النسائيُّ في "الضعفاء والمتروكين"، ص: 218 (438): متروك الحديث.

(8)

"أسد الغابة" 3/ 11.

(9)

"الطبقات" 1/ 238 (723).

(10)

كما ذكره في الثانية، "الطبقات" 1/ 229 (628)، وذكر المؤلّف ذلك في آخر الترجمة.

ص: 391

ثابتِ بنِ أبي الأفلحِ الأنصاريةُ التي غيَّرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم[اسمَها]

(1)

وكانت عاصيةً. روى عن: أبيه، وعنه: ابناه حفصٌ، وعبيدُ الله، وعروةُ بنُ الزُّبيرِ. قالَ ابنُ حِبَّان

(2)

: وأهلُ المدينةِ، وهو جدُّ عمرَ بنِ عبدِ العزيز لأمِّه، وكانَ خيِّراً، فاضلاً، فىَ ديِّناً، شاعراً، مُفوَّهاً، فصيحاً، طويلاً، جسيماً. يقال: إنَّ ذراعَه كان ذراعاً ونحوَ شِبرٍ.

قالَ العِجليُّ

(3)

: مدنيٌّ، تابعيٌّ ثقةٌ، مِن كبارِ التَّابعين، لم تكنْ له صحبةٌ، وقد ذكرَه جماعةٌ ئمَن ألَّفَ في الصَّحابة، وفي "تاريخ البخاري"

(4)

: أنَّ أمَّه خاصمتْ أباه إلى أبي بكرْ، وله ثمان سنين، وماتَ بالرَّبَذة سنةَ سبعين. ورثاه أخوه عبدُ الله بقولِه

(5)

:

فليتَ المنايَا كنَّ خلَّفْنَ عاصما

فعِشْنا جميعاً أو ذهبْنَ بنا معا

وهو في "التهذيب

(6)

، و"ثاني الإصابة"

(7)

وثانية تابعي المدَنيين من مسلم.

(1)

ما بين المعكوفتين ساقطٌ من الأصل.

(2)

"الثقات" 5/ 234.

(3)

"معرفة الثقات" 2/ 9.

(4)

"التاريخ الكبير" 6/ 477.

(5)

البيت في "أسد الغابة" 3/ 11، و"الإصابة" 3/ 56، وهو لمتمِّمِ بنِ نُويرةَ في رثاءِ أخيه مالكِ، وتمثَّل به عبد الله بن عمر.

(6)

"تهذيب الكمال" 13/ 520، و"تهذيب التهذيب" 4/ 144.

(7)

"الإصابة" 3/ 56.

ص: 392

‌1785 - عاصمُ بنُ عمرَ بنِ قتادةَ بنِ النُّعمانِ بنِ زيدِ

(1)

بنِ عامر

(2)

بنِ سَوادِ

(3)

بنِ كعبٍ، أبو عَمروٍ، أو عمير، أو محمَّدٍ، الأنصاريُّ، الظَّفَريُّ، المدَنيُّ

(4)

.

روى عن: أبيه وجدَّتِه رُميثةَ، ولها صحبةٌ

(5)

، وجابرٍ، ومحمودِ بنِ لبيدٍ في آخرين، وعنه: ابنُه الفضلُ، وبُكير ابنُ الأشجِّ، وزيدُ بنُ أسلمَ، وابنُ إسحاقَ، ويعقوبُ بنُ أبي سلمةَ الماجِشون، وغيرُهم. وثَّقه ابنُ مَعينٍ

(6)

، وأبو زُرعةَ، والنَّسائيُّ، وابنُ سعد

(7)

، وقالَ: كان كثير [الحديث]

(8)

، عالماً راويةً للعلمِ، وله عِلمٌ بالمغازي والسِّيرة، أمرَه عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ بالجلوسِ في مسجدِ دمشقَ يحدِّثُ النَّاسَ بالمغازي، ومناقبِ الصَّحابةِ.

وقالَ البزَّارُ

(9)

: ثقةٌ مشهورٌ، وقالَ أبو الحسنِ ابنُ القطَّان

(10)

: لا أعرفُ أحداً

(1)

في الأصل: يزيد، وهو خطأ، والتصويب من "أسد الغابة" 4/ 89، و"الإصابة" 4/ 225، كما في ترجمة جده: قتادة بن النعمان، ولكن فيهما: زيد بن عامر، كما صوَّبنا.

(2)

في الأصل: عاصمٌ، وهو خطأ، والتصويب من "الطبقات الكبرى"، و"تهذيب الكمال".

(3)

في الأصل: سوادة، والصواب: ما أثبتُّه، كما في مصادر الترجمة.

(4)

"التاريخ الكبير" 6/ 478.

(5)

رُميثةُ بنت عمروِ بنِ هاشمِ. "أسد الغابة" 6/ 119.

(6)

"تاريخ ابن معين" 1/ 170 برواية الدارمي.

(7)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:128.

(8)

ما بين المعكوفتين ساقطٌ من الأصل، وهو من "الطبقات الكبرى"، و"تهذيب الكمال" 13/ 529.

(9)

حديثه في "مسند البزار" 6/ 463

(10)

"بيان الوهم والإيهام" 5/ 335.

ص: 393

ضعَّفه، ولا ذكرَه في الضُّعفاء، قالَه ردَّاَ على ما أشعرَ به كلامُ عبدِ الحقِّ في "الأحكام"

(1)

. وذكرَه ابنُ حِبَّان في "الثِّقات"

(2)

، وقالَ: تُوفِّيَ سنةَ تسعَ عشرةَ، وقيل: سنةَ ست، وقيل: سبع، وقيل: تسع وعشرين، وهو في "التهذيب"

(3)

.

- عاصمُ بنُ عمرَ.

حجازيٌّ مدنيٌّ، مضى قريبا في: ابن عَمروِ (1782).

‌1786 - عاصمُ بنُ محمَّدِ بنِ زيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ، العدَويُّ، العُمريُّ، المدَنيُّ

(4)

.

أخو أبي بكرٍ، وعمرَ، وزيدٍ، وواقدٍ. روى عن: أبيه وإخوتِه: واقدٍ، وعمرَ، ومحمَّدِ بنِ كعبٍ القُرَظيِّ، وعنه: أبو نُعيمِ، وأبو الوليدِ، وإسماعيلُ بنُ أبي أويسٍ، وأحمدُ بنُ يونسَ، وعليُّ بنُ الجعدِ، وعدَّةٌ.

وثَّقَه أبو حاتم

(5)

، وقالَ: لا بأسَ به، وقالَ النَّسائيّ: ليس به بأسٌ، ووثَّقَه أيضاً أحمدُ

(6)

، وابنُ مَعينٍ، وأبو داودَ، والعِجليّ

(7)

، وابنُ حِبَّان

(8)

.

(1)

"الأحكام الوسطى" 1/ 265.

(2)

"الثقات" 5/ 243.

(3)

"تهذيب الكمال" 13/ 528، وتهذيب التهذيب 4/ 145.

(4)

"الجمع بين رجال الصحيحين" 1/ 383، و"رجال صحيح مسلم" 2/ 98.

(5)

"الجرح والتعديل" 6/ 350.

(6)

"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 295.

(7)

"معرفة الثقات" 2/ 10.

(8)

"الثقات" 7/ 256.

ص: 394

وقالَ أبو زُرعةَ: صدوقٌ في الحديث، وقالَ البزَّارُ: صالحُ الحديثِ، وخرَّج له السِّتةُ، وذُكرَ في "التهذيب"

(1)

. قالَ الذَّهبيُّ

(2)

: وما علمتُ فيه تلييناً بوجهٍ، فأينَ قولُ القائلِ: كلُّ مَن اسمُه عاصمٌ فيه ضعفٌ؟!

‌1787 - عاصمُ بنُ المنذرِ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ، الأسديُّ، المدَنيُّ

(3)

.

عن: جدَّته أسماءَ ابنةِ أبي بكر، وعمَّيه: عبدِ الله، وعروةَ ابني الزُّبير، وعبيدِ الله بنِ عبدِ الله بنِ عمرَ، وعنه: ابنُ عمِّه هشامُ بنُ عروةَ، والحمَّادان، وإسماعيَلُ ابنُ عُليًّةَ، وغيرُهم. وثَّقَه أبو زُرعةَ، وابنُ حِبَّان

(4)

، وقالَ أبو حاتمٍ

(5)

: صالحُ الحديثِ، وهو في "التهذيب"

(6)

.

- عامرُ بنُ أُكيمةَ.

في: عُمارة.

‌1788 - عامرُ بنُ أميَّةَ بنِ زيدِ بنِ الحَسحاسِ - بمُهملاتٍ - الأنصاريُّ، الزُرَقيُّ

(7)

.

(1)

" تهذيب الكمال" 13/ 542، و"تهذيب التهذيب" 4/ 148.

(2)

في "تاريخ الإسلام" 6/ 447، والقائلُ: إنَّ كلَّ مَن اسمُه عاصمٌ مُضعَّفٌ، هو يحيى بنُ القطَّان، كما في "ميزان الاعتدال" 2/ 357.

(3)

"تاريخ ابن معين" 2/ 284، و"التاريخ الكبير" 6/ 492، و"الكاشف" 1/ 521.

(4)

"الثقات"/ 256.

(5)

"الجرح والتعديل" 6/ 350.

(6)

"تهذيب الكمال" 13/ 544، و"تهذيب التهذيب" 4/ 149.

(7)

"الإصابة" 2/ 248.

ص: 395

والدُ هشامٍ، استُشهِدَ بأُحدٍ، ففي "صحيح مسلم"

(1)

عن سعد بن هشام، أنَّ عائشة

(2)

قالت: نِعمَ المرءُ - كان - عامرٌ، أُصيبَ يومَ أُحدٍ.

و "لأبي داود"

(3)

، و"النَّسائي"

(4)

من طُرقٍ مِن حديثِ هشامٍ المذكورِ، قالَ: جاءتِ الأنصارُ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ أُحدٍ، فقال:"احفروا وأعمقوا .. " الحديثَ.

وفيه: وأُصيبَ يومئذٍ أبي عامر، فدُفِنَ بينَ اثنين.

‌1789 - عامرُ بنُ أبي أُميَّةَ - واسمُه حذيفةُ، وبقالُ: سهيلٌ - بنِ المغيرةِ بنِ عبدِ الله بنِ عُمرَ بنِ مخزوم القُرَشيُّ

(5)

.

أخو أمِّ سلمةَ أمِّ المؤمنين، أسلمَ عامَ الفتحِ، وذكرَه مسلمٌ

(6)

في ثانيةِ تابعي المدَنيين، وروى عن: أختِه، وعنه: سعيدُ بنُ المسيَّبِ.

قالَ ابنُ عبدِ البر

(7)

: لا أحفظُ له عن النَّبيِّ رواية، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "ثقات التابعين"

(8)

، وكذا ابنُ [أبي] خَيثمةَ، ويعقوبُ بنُ سفيانَ، وغيرُهما، وقد أدركَ

(1)

كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: جامع صلاة الليل، ومَن نام عنها أو مَرِضَ 1/ 514.

(2)

في الأصل: وعائشة؟

(3)

كتاب الجنائز، باب: في تعميق القبر (3207 - 3208).

(4)

كتاب الجنائز، باب: ما يستحب من إعماق القبر 4/ 80 (2010).

(5)

"الإصابة" 2/ 248.

(6)

"الطبقات" 1/ 230 (641).

(7)

"الاستيعاب" 2/ 337.

(8)

"الثقات" 5/ 187.

ص: 396

النبيَّ صلى الله عليه وسلم بلا شكٍّ، فابوه ماتَ قبلَ الهجرةِ قطعاً، وحينئذٍ يكونُ عمرُه عندَ الوفاةِ النَّبويَّةِ بضعَ عشرةَ سنةً، وهو القُرشيُّ، معروفٌ، ولم يبقَ في الفتحِ أحدٌ مِن قريشٍ غيرُ مسلم، وهو في "التهذيب"

(1)

.

‌1790 - عامرُ بنُ ربيعةَ بنِ كعبِ بنِ مالكِ بنِ ربيعةَ بنِ عامرٍ، أبو عبدِ اللهِ العَنْزيُّ: عَنْزُ بنُ وائلٍ، كانَ حليفَ آل الخطَّابِ، ويقال: حليفَ مطيعِ بنِ الأسودِ [بن]

(2)

المطلبِ الذي كانَ حليفاً لبني عديٍّ، العدَويُّ

(3)

.

أسلمَ قبلَ عمرَ، وهاجرَ الهجرتين، وهو ثاني المهاجرينَ قدوماً المدينةَ فيما قاله ابنُ إسحاق

(4)

، والثالثَ عشرَ من المدَنيين في مسلمٍ

(5)

، وشهدَ بدراً، وله عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، والشَّيخين، وعنه: ابنُه عبدُ الله، وابنُ الزُّبيرِ، وابنُ عمرَ، وأبو

(6)

أمامةَ بنُ سهلٍ، وكانَ الخطَّابُ قد تبنَّاه، ولذا كانَ معه لواءُ عمرَ لمَّا قدمَ الجابيةَ

(7)

، واستخلفَه عثمانُ على المدينةِ لمَّا حجَّ. قالَ الواقديُّ

(8)

: وكانَ موتُه بعدَ قتلِ عثمانَ

(1)

"تهذيب الكمال" 14/ 12، و"تهذيب التهذيب" 4/ 153.

(2)

ما بين المعكوفتين سقطت من المخطوطة، وانظر:"الإصابة" 2/ 371 في ذكر عبدِ اللهِ بنِ مطيعِ بنِ الأسود.

(3)

"أسد الغابة" 3/ 17.

(4)

"السيرة النبوية" لابن هشام 2/ 82.

(5)

"الطبقات" 1/ 145 (12).

(6)

في الأصل: وأبوه، وهو خطأ.

(7)

الجابية: حيٌّ من أحياءِ دمشقَ اليوم.

(8)

"الطبقات الكبرى" 3/ 387.

ص: 397

بأيَّام، ولم يشعرِ النَّاسُ إلا بجنازتِه قد أُخرجتْ؛ فإنَّه لزِمَ بيتَه في الفتنةِ؛ لرؤيتِه أنَّ أباه جاءَه في المنامٍ حينَ طعنُوا على عثمانَ، فقيل له: قُمْ، فسلِ اللهَ أن يُعيذَكَ مِن الفتنةِ، وقيل: تُوفِّيَ قبلَ مقتلِه بيسيرٍ.

قالَ مصعبٌ الزبيريُّ وغيرُه: سنةَ اثنتين وثلاثين، وذكرَهِ أبو عبيدة

(1)

فيمَن ماتَ سنةَ اثنتين ثمَّ سنةَ سبعٍ، قالَ: وأظنُّه أثبتَ. وحكى ابنُ زيدٍ عن المدائنيِّ

(2)

أنَّه: ماتَ سنةَ ثلاث وثلاثين، ثمَّ ذكرَه فيمَنْ ماتَ سنةَ ستٍّ وثلاثين في المحرَّمِ، وكأنه تلقَّاه مِن قولِ الواقديِّ: كانَ موتُه بعدَ قتلِ عثمانَ بأيَّام، وورَّخَه ابنُ قانعٍ

(3)

سنةَ أربعٍ، وخرَّجَ له السِّتةُ، وذُكرَ في "التهذيب"

(4)

، و"الإصابة"

(5)

.

(1)

في الأصل: أبو عبيد، والتصويب من "الإصابة" 2/ 249، ولعلَّه ذكره في كتابه:"مقتل عثمان"، وكذا نقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 25/ 329. وأبو عبيدةَ هو مَعْمَرُ بنُ المثنَى التَّيميُّ، فارسيُّ الأصل، أحدُ أئمة اللُّغة الكبار، أسندَ الحديث عن هشام بن عروة، روى عنه القاسم بن سلّاَم، وأبو عثمان المازني، له: "مجاز القرآن"، و"كتاب الخيل"، مطبوعان، ولد سنة 114، وتوفي سنة 210 هـ. "الفهرست"، ص: 79، و"وفيات الأعيان" 2/ 23، و"إنباه الرواة" 3/ 276.

(2)

أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمَّد، الأخباريُّ، كان عجباً في معرفة السِّير والمغازي، والأنساب، وأيام العرب، مصدَّقاً فيما ينقلُه، له:"أخبار قريش"، توفي سنة 224 هـ وقد قارب المئة. "تاريخ بغداد" 12/ 54، و"معجم الأدباء" 14/ 124، و"سير أعلام النبلاء" 10/ 400.

(3)

ليس له ذكر في "معجم الصحابة"، لابن قانع، المطبوع، لكن الظاهر أنَّ في الكتاب يسَقَطاً، كما أشار المحقق لذلك.

(4)

"تهذيب الكمال" 14/ 17، و"تهذيب التهذيب" 4/ 154.

(5)

"الإصابة" 2/ 249.

ص: 398

‌1791 - عامرُ بنُ ساعدةَ الأنصاريُّ

(1)

.

يقال: هو أبو حثمةَ، والدُ سهلٍ، الماضي، يأتي في الكُنى

(2)

.

‌1792 - عامرُ بنُ سُحيمٍ المُزنيُّ.

صحابيٌّ، سكنَ المدينةَ، وروى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، في أوَّلِ "الإصابة"

(3)

.

‌1793 - عامرُ بنُ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، الزُّهريُّ، القُرشيُّ، المدَنيُّ

(4)

.

أخو مصعب، ومحمَّدٍ، ويحيى، وعمرَ، وإبراهيمَ، وعائشةَ، وغيرِهم.

ذكرَه مسلمٌ

(5)

في ثالثةِ تابعي المدَنيين، سمعَ أباه، وأسامةَ بنَ زيدٍ، وأبا هريرةَ، وعائشةَ، وجابرَ بنَ سمُرةَ، وعنه: ابنُه داودُ، وابنا أخويه

(6)

، والزُّهريُّ، وعَمروُ بنُ دينارٍ، وموسى بنُ عُقبةَ، وآخرون، وكانَ ثقةً، شريفاً، كثيرَ الحديثِ.

وقالَ العِجليُّ

(7)

: مدَنيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ.

ماتَ سنةَ أربع ومئةٍ، قاله الواقديُّ

(8)

، وابنُ نُميرٍ، وابنُ المديني، وعمروُ بنُ

(1)

"الإصابة" 2/ 249.

(2)

الكنى في القسم المفقود من الكتاب.

(3)

"الإصابة" 2/ 249.

(4)

"التاريخ الكبير" 6/ 449.

(5)

"الطبقات" 1/ 236 (692).

(6)

إسماعيلُ بنُ محمَّد بنِ سعدِ بنِ أبي وقَاصٍ، وأشعثُ بنُ إسحاقَ بنِ سعدِ بنِ أبي وقَّاصِ. "تهذيب تلكمال" 14/ 21.

(7)

"معرفة الثقات" 2/ 11.

(8)

"الطبقات الكبرى" 5/ 167.

ص: 399

علي، وابنُ حِبَّان

(1)

.

وقالَ غيرُه: في خلافةِ الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ بالمدينةِ، وكذا قالَه الهيثمُ بنُ عديٍّ، وهو في "التهذيب"

(2)

.

‌1794 - عامرُ بنُ السَّكَنِ الأنصاريُّ

(3)

.

ذكرَ الثَّعلبيُّ

(4)

في "تفسيره"

(5)

: أنَّه أحدُ مَن وجَّههم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لهدمِ مسجدِ الضِّرار، وهو غيرُ عامرِ بنِ يزيدَ بنِ السَّكَن الآتي

(6)

.

(1)

أي: كلُّهم ذكرَ أنَّ وفاتَه سنة 104 هـ، كما قاله الواقدي، وُينظر:"الثقات"، لابن حبان 5/ 186.

(2)

"تهذيب الكمال" 14/ 21، و"تهذيب التهذيب" 4/ 155.

(3)

"الإصابة" 2/ 250. وذِكرُ عامرِ بنِ السَّكَن مِن الذين اتخذوا مسجد الضَّرار انفرد به الثعلبيُّ، ولم أجده لغيره، وانفراداتُه فيها نظر، فقد ذُكر أن الذين اتخذوه اثنا عشر رجلا، ولم يُذكر عامرٌ معهم، فليُتَنبَّهْ له، وذكر الثعلبيُّ منهم أربعة فقط، وانظر: "تفسير مبهمات القرآن"، للبلنسي 1/ 564.

(4)

أبو إسحاق، أحمدُ بنُ محمَّدِ النيسابوريُّ، من أئمة المفسرين، له:"الكشف والبيان في تفسير القرآن" كبيرٌ، مخطوط، قالَ ابنُ تيميةَ: والثعلبي هو في نفسِه كان فيه خيرٌ ودِينٌ، ولكنه كانَ حاطبَ ليلِ، ينقلُ ما وجد في كتبِ التفسير من صحيحِ وضعيفٍ وموضوع. توفي سنة 427 هـ. "سير أعلام النبلاء" 17/ 435، و"مقدمة في أصول التفسير"، ص:76.

(5)

"تفسير الثعلبي الكشف والبيان"، المجلد 6، ورقة 147.

(6)

فإنَّه استُشهدَ بأُحدٍ، ومسجدُ الضِّرارِ كانَ بعدَ ذلكَ بمدَّةٍ، كما في "الإصابة" 2/ 250.

قلتُ: ذكرَ ابنُ إسحاقَ أنَّ هدمَ مسجدِ الضِّرارِ كانَ بعدَ غزوةِ تبوكَ، سنة تسعِ. "السيرة النبوية"، لابن هشام 4/ 128.

ص: 400

‌1795 - عامرُ بنُ صالحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عروةَ بنِ الزُّبير الأسديُّ، المدَنيُّ

(1)

.

نزيلُ بغدادَ، حدَّثَ عن: عمِّه سالمِ بنِ عبدِ اللهِ، وعمِّ أبيه هشامِ بنِ عروةَ، وابنِ أبي ذئب، ومالكٍ، ويونسَ بنِ يزيدَ، وعنه: أحمدُ، والصَّلتُ الجحدريُّ، ويعقوبُ الدَّوْرَقيُّ، ومحمَّد بنُ حاتم الزِّمّيُّ، وكانَ فقيهاً، إخبارياً، علّاَمةً، لكنه واهٍ بحيثُ اتُّهمَ بالكَذبِ.

وقالَ الدَّارقطنيُّ: أساءَ ابنُ مَعينٍ

(2)

القولَ فيه، ولم يَبنْ أمرُه عندَ أحمدَ، وهو: مدنيٌّ يُتركُ عندي، وقالَ الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ

(3)

: كانَ عالماً بالفقهِ، والعلمِ، والحديثِ، والنَّسبِ، وأيامِ العربِ، وأشعارِها، توفِّيَ ببغدادَ في أوَّلِ

(4)

خلافةِ الرَّشيدِ، وكذا قالَ ابنُ سعدٍ

(5)

، وزادَ: كانَ شاعراً، عالماً بأمورِ النَّاسِ، وقالَ ابنُ مَرْدَوَيْهِ: ماتَ سنةَ اثنتين وثمانين ومئةٍ. وخرَّجَ له التِّرمذيُّ

(6)

، وذُكرَ في "التهذيب"

(7)

، و"ضعفاء

(1)

"تاريخ بغداد" 12/ 235.

(2)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 388.

(3)

"جمهرة نسب قريش وأخبارها"، ص:274.

(4)

كذا في الأصل، وعند ابن سعد 5/ 435، و"تهذيب التهذيب" 4/ 161: في آخر خلافة هارون الرشيد، وهو أصح، وخلافة الرشيد كانت من سنة 170 إلى سنة 193 هـ. انظر:"مروج الذهب" 3/ 347، و"تاريخ الخلفاء"، ص: 283، 296.

(5)

"الطبقات الكبرى" 5/ 435.

(6)

في أبواب الصلاة، باب: ما ذُكر في تطييب المساجد (594). ورجاله ثقات، ما عدا عامرَ بن صالح؛ فإنه متروك الحديث، كما ذكره الحافظ في "تقريب التهذيب"، ص: 287 (3096).

(7)

"تهذيب الكمال" 14/ 45، و"تهذيب التهذيب" 4/ 161.

ص: 401

العُقيلي"

(1)

، وابن حِبَّان

(2)

قال: وإنَّه هو الذي يقالُ له: عامرُ بنُ أبي عامرٍ الخزَّاز. وتعقَّبه الدَّارقطنيُّ بأنَّ عامرَ بنَ أبي عامرٍ هو ابنُ صالحِ بنِ رُستمَ، بصريٌّ، وعامرَ بنَ صالحٍ الزُّبيريَّ، مدَنيٌّ، وبين ذلك.

‌1796 - عامرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الجرَّاح بنِ هلالٍ، أبو عبيدةَ

(3)

ابنُ الجرَّاحِ القُرشيُّ

(4)

.

أمينُ الأمَّة

(5)

، وأحدُ العشرةِ، أدركتْ أمُّه أُميمةُ ابنةُ غَنْمِ بنِ جابرٍ الإسلامَ، وأسلمَتْ، وأسلمَ هو قديماً، وشهِدَ بدراً، والمشاهدَ كلَّها معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكانَ أبو بكرٍ أحبَّ أصحابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إليه، ثمَّ عمرُ، ثمَّ أبو عبيدة.

روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: جابرٌ، وسَمرةُ بنُ جُندبٍ، وأبو أمامةَ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ غَنمٍ الأشعريُّ، والعِرباضُ بنُ ساريةَ، وأبو ثعلبةَ الخُشَنيُّ، وخلقٌ مِن الصَّحابةِ، فمَن بعدَهم، وآخى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بينَه، وبينَ سعدِ بنِ معاذٍ، ودعا أبو بكر يومَ توفِّيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في سقيفةِ بني ساعدةَ إلى البيعةِ لعمرَ، أو لأبي عبيدةَ، وولّاَه عمرُ الشَّامَ، وفتحَ اللهُ عليه اليرموكَ، والجابية

(6)

، ومناقبُه كثيرةٌ، ماتَ سنةَ ثمانَ

(1)

"الضعفاء الكبير" 3/ 309.

(2)

"كتاب المجروحين" 2/ 179.

(3)

في الأصل: أبو عبيد، وهو خطأ.

(4)

معرفة الصحابة"، لأبي نعيم 4/ 2049.

(5)

تحرَّفت في الأصل إلى: أمير المؤمنين.

(6)

الجابيةُ: قريةٌ من أعمال دمشق، وباب الجابية بدمشق. "معجم البلدان" 2/ 91. قلتُ: وهو من احياءِ دمشقَ القديمةِ، ولازالَ موجوداً إلى يومِنا هذا.

ص: 402

عشرةَ بطاعونِ عَمواس

(1)

، وقيل: التي قبلَها عن ثمانٍ وخمسين سنة، وهو في "التهذيب"

(2)

، وأوَّل "الإصابة"

(3)

.

‌1797 - عامرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ بنِ العَوَّام، أبو الحارثِ، الأسديُّ، المدَنيُّ

(4)

.

مِنْ أهلِها، ذكرَه مسلمٌ

(5)

في رابعةِ تابعي المدَنيين.

وهو: القانتُ، العابدُ، أخو خُبَيبٍ، ومحمَّدٍ، وأبي بكبر، وهاشمٍ، وعبَّادٍ، وثابتٍ، وحمزةَ، وأمُّه حَنْتمةُ ابنةُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامِ بنِ المغيرة، يروي عن: أبيه، وعمروِ بنِ سُليمٍ، وعنه: عبدُ اللهِ بنُ سعيدِ بنِ أبي هندٍ، وأبو صخرةَ جامعُ بنُ شدَّادٍ، وابنُ عجلانَ، وابن جُريج، ومالكٌ، وجماعةٌ.

قالَ ابنُ عُيينةَ: إنَّه اشترى نفسَه مِن الله ستَّ مرَّاتٍ، يعني: يتصدَّقُ كلَّ مرَّةٍ بدِيَتِه، بلْ كانَ أبوه حينَ يرى تبتُّلَه يقول: قد رأيتُ أبا بكرٍ وعمرَ، ولم يكونا كذلك.

ويحكى: أنَّه سمعَ - وهو يجودُ بنفسِه - الأذانَ، فقالَ: خذوا بيدي، فقيلَ له: إنَّكَ عليلٌ، فقالَ: أسمعُ داعيَ اللهِ فلا أُجيبه؟!، فأخذوا بيدِه، فدخلَ، فركعَ معَ الإمامِ ركعةً مِن المغربِ، ثمَّ ماتَ. والثَّناءُ عليه بهذا المعنى كثيرٌ، معَ الإجماع على

(1)

"الكامل في التاريخ" 2/ 558.

(2)

"تهذيب الكمال" 14/ 52، و"تهذيب التهذيب" 4/ 163.

(3)

"الإصابة" 2/ 252.

(4)

"التاريخ الكبير" 6/ 448، و"الجرح والتعديل" 6/ 325.

(5)

"الطبقات" 1/ 261 (1003).

ص: 403

ثقتِه، بل قالَ أحمدُ

(1)

: مِن أوثقِ النَّاسِ. قالَ العِجليُّ

(2)

: مدَنيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(3)

: كانَ عالماً، فاضلاً، وقالَ ابنُ سعدٍ

(4)

: كانَ عابداً، فاضلاً، ثقةً، مأموناً، وقالَ الخليليُّ

(5)

: أحاديثُه كلُّها يُحتجُّ بها، وقالَ مالكٌ

(6)

: كانَ يغتسلُ كلَّ يومٍ، ويواصلُ يومَ سبعَ عشرةَ يومين وليلةً. ماتَ سنةَ إحدى وعشرين ومئةٍ، فيما قالَه ابنُ حِبَّان، وقالَ الواقديُّ: ماتَ قبلَ هشامٍ، أو بعدَه بقليلٍ، انتهى. وكانَ موتُ هشامٍ سنةَ خمسٍ وثلاثين

(7)

ومئة، وهو في "التهذيب"

(8)

.

‌1798 - عامرُ بنُ عبدِ الله بنِ نسطاسٍ

(9)

.

مِن أهلِ المدينةِ، عن: الحَجازيين، وعنه: عبدُ الله بنُ يزيدَ بنِ هُرمزَ، قالَه ابنُ حِبَّان في ثالثة "ثقاته"

(10)

.

(1)

"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 37.

(2)

"معرفة الثقات" 2/ 14.

(3)

"الثقات" 5/ 186.

(4)

"الطبقات الكبرى" القسم المتمم، ص:112.

(5)

"الإرشاد في معرفة علماء الحديث" 1/ 46.

(6)

"المعرفة والتاريخ" 1/ 666.

(7)

كذا في الأصل؟!، وهو خطأ، والصَّوابُ أنَّ وفاتَه كانت سنةَ 125 هـ. انظر:"تاريخ خليفة"، ص: 282، و"مروج الذهب" 3/ 224.

(8)

"تهذيب الكمال" 14/ 57، و"تهذيب التهذيب" 4/ 163.

(9)

" التاريخ الكبير" 6/ 449، و "الجرح والتعديل" 6/ 326.

(10)

"الثقات" 7/ 249.

ص: 404

‌1799 - عامرُ بنُ عبدِ عَمروٍ

(1)

.

ويقال: هو اسمُ أبي حبَّةَ البدريَّ، الآتي في الكنى

(2)

، استُشهِدَ بأُحُدٍ.

‌1800 - عامرُ بنُ فُهيرةَ التَّيميُّ

(3)

.

مولى أبي بكبر الصِّدِّيقِ، وأحدُ السَّابقينَ. كانَ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وسيِّدِه حينَ هاجرَ إلى المدينةِ، قالَه ابنُ حِبَّان في الأولى

(4)

، وكانَ ممَّنْ يُعذَّب لأجلِ إسلامِه، روتْ عائشةُ كلامَه لمَّا دخلوا المدينةَ، فأصابتهم الحُمَّى

(5)

، وشهدَ بدراً، وأُحُداً، واستُشهِدَ ببئرِ مَعونةَ، وهو في أوَّلِ "الإصابة"

(6)

، و"التهذيب"

(7)

.

‌1801 - عامرُ بنُ مالكِ بنِ أُهَيبِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ زُهرةَ بنِ كِلابٍ الزُّهريُّ، أبو عمرو ابنُ أبي وقَّاصٍ

(8)

.

صحابيٌّ، هاجرَ الهجرةَ الثَّانيةَ إلى الحبشةِ، وكانَ إسلامُه بعدَ عشرةِ رجالٍ، وهو أخو سعدٍ، أحدِ العشرةِ، ترجمتُه مطوَّلة في "الإصابة"

(9)

.

(1)

"معرفة الصحابة" 4/ 2058، و"الإصابة" 2/ 254، و 4/ 41.

(2)

الكنى في القسم المفقود من الكتاب.

(3)

"أسد الغابة" 3/ 32.

(4)

"الثقات" 3/ 292.

(5)

"صحيح البخاري"، كتاب مناقب الأنصار، باب: مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة (3926).

(6)

"الإصابة" 2/ 256.

(7)

"تهذيب الكمال" 33/ 88، و"تهذيب التهذيب" 4/ 169.

(8)

"الطبقات الكبرى" 4/ 123.

(9)

"الإصابة" 2/ 257.

ص: 405

قالَ عمرُ بنُ شبَّةَ في "أخبار المدينة"

(1)

: إنَّه اتَّخذَ دارَه التي في زُقاقِ حُلوةَ بينَ دارِ حُويطبٍ، ودارِ آمنةَ ابنةِ سعدِ بنِ أبي سرحٍ. ماتَ بالشَّامِ في خلافةِ عُمرَ.

‌1802 - عامرُ بنُ مَخْرَمةَ بنِ نوفلٍ، القُرَشيُّ، الزُّهريُّ

(2)

.

أخو المِسْوَرِ الآتي، روى عنه: الأعرجُ مقطوعاً

(3)

، هكذا ذكرَه ابنُ مَنْدَهْ، وهو وطلحةُ، وأزهرُ بنُ عبدِ عويٍ، الذين شهدوا أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، دفعَ السِّقايةَ للعبَّاسِ يومَ الفتحِ، وذلكَ حينَ خاصمَه فيٌ فيها

(4)

. ذَكَرَه في "الإصابة"

(5)

.

‌1803 - عامرُ بنُ مخْلَدِ بنِ الحارثِ بنِ سَوادِ بنِ مالكِ بنِ غَنْمِ بنِ مالكِ بنِ النجَّارِ، الأنصاريُّ، الخَزرجيُّ

(6)

.

ذكرَه موسى بنُ عُقبةَ، وابنُ إسحاقَ

(7)

، فيمَنْ شهدَ بدراً، واستُشهِدَ بأُحُدٍ، قالَه في "الإصابة"

(8)

.

(1)

"تاريخ المدينة" لابن شبة 1/ 240.

(2)

"أسد الغابة" 3/ 38.

(3)

المقطوع: ما جاء عن التابعين موقوفاً عليهم من أقوالهم، أو أفعالهم. "مقدمة ابن الصلاح"، (4) ص:23.

(4)

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" 8/ 165 (8285)، وقال: تفرَّد به الواقديُّ، وهو متروك.

(5)

"الإصابة" 2/ 259.

(6)

"أسد الغابة" 3/ 38.

(7)

"سيرة ابن هشام" 2/ 248.

(8)

"الإصابة" 2/ 259.

ص: 406

‌1804 - عامرُ بنُ مسعودٍ، أبو سعيدٍ الزُّرَقيُّ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(1)

.

نحتلَفٌ في صحبتِه لروايتِه المراسيلَ.

قالَ ابنُ حِبَّانَ

(2)

: ومَن زعمَها بلا دليل فقد وَهِمَ، ويقالُ: إنَّه كانَ زوجَ أسماءَ ابنةِ يزيدَ بنِ السَّكَن. يروي عن: عائشةَ، وعنه: يونسُ بنُ مَيسرةَ بنِ حَلْبَسَ، ومكحولٌ، وعبدُ العزيزِ بنُ رُفيع، ونُميرُ بنُ عريبٍ، وهو في "التهذيب"

(3)

، وسيأتي في الكُنى

(4)

.

- عامرُ بنُ أبي وقَّاصٍ.

في: ابن مالكِ بنِ أُهَيب، قريباً. (1801).

‌1805 - عامرُ بنُ يزيدَ بنِ السَّكَنِ بنِ رافعِ بنِ امرئِ القيسِ بنِ زيدِ بنِ عبدِ الأشهلِ، الأنصاريُّ، الأشهليُّ

(5)

.

أخو عمروٍ، وأسماءَ إحدى المبايعات، والآتي أبوهم

(6)

، استُشهِدَ معَ أبيه بأُحُدٍ، وهو غيرُ عامرِ بنِ السَّكَنِ الماضي، أحدِ مَن وَجَّهه [النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم] لهدمِ مسجدِ الضِّرار ليقدمَ هو على هدمِه.

(1)

"الإصابة" 4/ 88، وذكر الاختلاف في اسمه، وفي صحبته.

(2)

"الثقات" 5/ 190.

(3)

"تهذيب الكمال" 33/ 356، ذكره في الكنى، و"تهذيب الهذيب" 4/ 171.

(4)

الكنى في القسم المفقود من الكتاب.

(5)

"الإصابة" 2/ 261.

(6)

ترجمة أبيهم في القسم المفقود من الكتاب.

ص: 407

‌1806 - عامرٌ.

رجلٌ ذكرَه ابنُ صالحٍ، فقالَ: جاورَ بالمدينةِ، وكانَ فاضلاً، صالحاً، مُدرِّساً، زاهداً، ورجعَ إلى بلادِه بعدَ مجاورته، فماتَ بها.

‌1807 - عائذٌ البَلَويُّ

(1)

.

يروي عن: أهلِ المدينة، وعنه: عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الملكِ، قاله ابنُ حِبَّان في ثالثة "ثقاته"

(2)

.

- عُبَادةُ، وقيل: عبَّادُ بنُ أبي سعيدٍ المَقْبُريِّ.

يأتي في: عبَّادٍ قريباً. (1821).

‌1808 - عُبَادةُ، ويقال: عبَّادُ بنُ الخَشخاشِ، ويقال: الحسحاسِ بنِ عمروِ بنِ زمزمةَ الأنصاريُّ

(3)

.

استُشهِدَ بأُحدٍ

(4)

، ودُفنَ هو والمجذَّرُ، والنُّعمانُ بنُ مالكٍ في قبرٍ [واحد]

(5)

.

‌1809 - عُبادَةُ بنُ سعدِ بنِ عثمانَ بنِ خَلدةَ بنِ مَخْلَدِ بنِ عامرِ بنِ زُريقٍ، الأنصاريُّ، الزُّرَقيُّ، المدَنيُّ

(6)

.

(1)

" التاريخ الكبير" 7/ 60.

(2)

"الثقات" 7/ 297.

(3)

"الإصابة" 2/ 268.

(4)

"سيرة ابن هشام" 3/ 89.

(5)

ما بين المعكوفتين من "الإصابة".

(6)

"الإصابة" 2/ 270.

ص: 408

صحابيٌّ، مضى له ذِكرٌ في والده.

‌1810 - عُبادَةُ بنُ الصَّامتِ بنِ قيسِ بنِ أصرمَ، أبو الوليدِ الأنصاريُّ، الخَررَجيُّ

(1)

.

أخو أوسٍ، وأمُّهُ: قرَّةُ العينِ

(2)

ابنةُ عبادةَ بنِ نَضلةَ بنِ مالكِ بنِ العجلانِ، أختُ عبَّاسٍ

(3)

. أحدُ النُّقباءِ ليلةَ العقَبةِ، شهدَ بدراً، والمشاهدَ، وهو ممَّنْ جمعَ القرآنَ في الزَّمنِ النبويِّ، وقالَ

(4)

: بايعْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على السَّمعِ والطَّاعةِ، وأنْ نقومَ بالحقِّ حيثما كنَّا، لا نخافُ في الله لومةَ لائمٍ.

ووليَ قضاءَ الشَّامِ، وسكنَ فلسطيَنَ.

روى عنه: أبو أُمامةَ، وأنسٌ، وجبيرُ بنُ نفير، وحِطَّانُ بنُ عبدِ الله الرَّقاشيُّ، وأبو الأشعثِ شَراحيلُ الصَّنعانيُّ، وأبو إدريسَ عائذُ الّه الخولانيُّ، وخلقٌ سواهم، وكانَ - فيما بلغَنَا - رجلاً طُوالاً، جسيماً، جميلاً، أرسلَ به عمرُ معَ غيرِه إلى أهلِ الشَّامِ ليعلِّمَهم القرآنَ، ويُفقِّهَهم، فأنكرَ على معاويةَ شيئاً

(5)

، فقالَ: لا

(1)

"أسد الغابة" 3/ 56.

(2)

لها صحبة. "الإصابة" 4/ 390.

(3)

عباس بن عبادة، صحابيٌّ، ستأتي ترجمته في موضعها.

(4)

أخرجه البخارىُّ في كتاب الأحكام، باب: كيف يبايع الإمام الناس (7199)، ومسلم في الأمارة، باب: وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية 3/ 1470 (1709).

(5)

أخرجه مسلم في المساقاة، باب: الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا 3/ 1210 (1587)، وابن ماجه في المقدمة، باب: تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على مَن عارضه 1/ 8 (18)، واللفظ له.

ص: 409

أُساكنُكَ بأرضٍ، ورحلَ إلى المدينةِ، فقالَ له عمرُ: ما الذي أقدمَكَ؟ فأخبرَه، فقالَ له: ارحلْ إلى مكانِكَ، فقبَّحَ اللهُ أرضاً لستَ فيها [أنت]

(1)

ولا أمثالُكَ، فلا إِمرةَ [له] عليك.

ثمَّ كتبَ معاويةُ إلى عثمانَ: إنَه قد أفسدَ عليَّ الشَّامَ وأهلَه، فإمَّا أنْ يكفَّ؛ وإمَّا أنْ أخلِّي بينَه وبينها، فكتبَ إليه: أن رحِّلْ عُبادةَ حتَى تردَّه إلينا، قال: فدخلَ على عثمانَ، فلم يفجأْه إلا به، وهو معه في الدَّارِ، فالتفتَ إليه، فقالَ: يا عبادةَ ما لنَا ولكَ؟ فقامَ عُبادةُ بين ظَهري النَّاسِ، فقالَ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول

(2)

: "سيلي أمورَكم بعدَي رجالٌ يُعرِّفونكم ما تُنكرون، ويُنكرونَ عليكمَ ما تعرفون، فلا طاعةَ لمنْ عصى [الله تبارك وتعالى]

(3)

، ولا تَعتلُّوا

(4)

بربِّكم".

وترجمتُه طويلةٌ، وحديثُه منتشرٌ، وذُكِرَ في "التهذيب"

(5)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(6)

.

(1)

ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل.

(2)

أخرجه أحمد في "المسند" 5/ 325 بسندٍ ضعيف، ففيه إسماعيل بن عياش الحمصي، صدوقٌ في روايته عن أهل بلده، مخلِّط في غيرهم، كما في "التقريب"، ص: 109 (473)، وقد روى هذا الحديث عن عبد الله بن عثمان بن خثيم المكيِّ، فروايته عنه ضعيفة.

(3)

ما بين المعكوفتين زيادة من "المسند".

(4)

في الأصل: تضلوا،! وهو تحريف.

وقالَ الجوهريُّ: واعتلَّ عليه بعلَّةٍ، واعتلَّه: إذا اعتاقَه عن أمرٍ. "الصحاح": علل.

(5)

"تهذيب الكمال" 14/ 183، و"تهذيب التهذيب" 4/ 201.

(6)

"الإصابة" 2/ 268.

ص: 410

وهو أحدُ القَواقلِ

(1)

الذينَ كانوا في الجاهليةِ إذا نزلَ بهم ضيفٌ، قالوا له: قَوْقِلْ حيثُ شئتَ. يريدون: اذهبْ حيثُ شئتَ، وقلْ ما شئتَ، فإنَّ لك الأمانَ؛ لانَّك في ذمَّتي. ماتَ سنةَ خمسٍ وأربعين، وهو شاذٌّ، والصَّحيحُ سنةَ أربعٍ وثلاثينَ بالرَّملةِ، ويقالُ: ببيتِ المقدسِ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(2)

: ماتَ بالرَّملةِ، ودُفنَ ببيتِ المقدسِ عن اثنتين وسبعين سنةً في خلافةِ عثمانَ، وكانَ عزَلَه عن القضاءِ بها، وهو أوَّلُ مَنْ وليَ قضاءَ فلسطين، وهو في "التهذيب"، و"الإصابة".

‌1811 - عبادةُ بنُ الوليدِ بنِ عبادةَ بنِ الصَّامتِ، أبو الصَّامتِ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(3)

.

أخو يحيى، ووالدُ الوليد الآتيين

(4)

، وحفيدُ الذي قبلَه، ذكرَه مسلمٌ

(5)

في ثالثة تابعي المدَنيين، وهو ير وي عن: جدِّه

(6)

، وعن أبيه، وعائشة، وأبي أيوب، والرُّبِّيع

(1)

القَواقلُ نسبة إلى قَوْقَل، وهو لقبُ غَنمِ بنِ عوفِ بنِ عمروِ بن عوف بن الخزرج، كما قاله ابن الكلبي في "نسب معد" 1/ 415. وقالَ ابنُ دريدٍ: ومنهم - أي: الخزرج -: بنو قوقل، واسمه غَنم، وهم القواقل، والقَوْقَلةُ: التَّغلغل في الشَّيء والدُّخول فيه، يقال: قَوْقَلَ، يُقَوْقِلُ، قَوْقَلةً. "الاشتقاق"، لابن دريد، ص:456.

(2)

"الثقات" 3/ 303.

(3)

"التاريخ الكبير" 6/ 94، و"الجرح والتعديل" 6/ 96.

والغريب أنَّ هذه الترجمة كلَّها سقطت من المطبوعة؟!

(4)

الوليد ويحيى ترجمتهما في القسم المفقود من الكتاب.

(5)

"الطبقات" 1/ 245 (826).

(6)

تحرَّفت في المخطوطة إلى: خلف، وهو تحريف قبيح غريب، والتصويب من "تهذيب الكمال".

ص: 411

ابنة مُعِّوذ، وعنه: أبو حَزْرةَ يعقوبُ بنُ مجاهدٍ، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وعبيدُ اللهِ بنُ عمرَ، وابنُ إسحاقَ، وآخرون. وثَّقَه أبو زُرعةَ، والنَّسائيُّ، وابنُ حِبَّانَ

(1)

، وخرَّجَ له مَن عدا الترمذيّ، وذُكر في "التهذيب"

(2)

.

‌1812 - عُبادةُ الزُّرَقيُّ

(3)

.

صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ

(4)

في الطَّبقةِ الأولى مِن المدَنيين، وجزمَ بصحبتِه أبو حاتمٍ

(5)

، وابنُ حِبَّان

(6)

، وموسى بنُ هارونَ، وقال: مَنْ زعمَ أنَّه عُبادةُ بنُ الصَّامتِ؛ فقد وَهِمَ.

وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ

(7)

: لا ندفعُ صُحبتَه، وقالَ ابنُ السَّكَن: يقالُ له صُحبةٌ، وليسَ له غيرُ حديثٍ واحدٍ، وساقَه مِن طريقِ عبدِ الله بنِ عُبادةَ الزُّرقيِّ أنَّه كانَ يصيدُ العصافيرَ، فرآني أبي عبادةُ، وقد أخذتُ عصفوَراً فنزعَه مني، وقال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حرَّمَ ما بينَ لابتيها، وهو عند البخاريِّ في "تاريخه"

(8)

وموسى بن

(1)

"الثقات" 5/ 144.

(2)

"تهذيب الكمال" 14/ 198، و"تهذيب التهذيب" 4/ 203.

(3)

"تهذيب الكمال" 14/ 200.

(4)

"الطبقات" 1/ 160 (177).

(5)

"الجرح والتعديل" 6/ 95.

(6)

"الثقات" 3/ 304.

(7)

"الاستيعاب" 2/ 357.

(8)

"التاريخ الكبير" 6/ 93.

ص: 412

هارون، وأبي نُعيم

(1)

، لكنْ قالَ ابنُ مَندهْ: إنَّ دُحيماً وغيرَه رووه، فقالوا: عباد، وهكذا هو في "مسند أحمد"

(2)

، ثمَّ إنَّ ما أشار إليه موسى بنُ هارون وقع في "المسند" أيضاً، ورجَّحَ شيخُنا في "إصابته"

(3)

الأوَّلَ بروايةٍ عندَ ابنِ السَّكَنِ، وبأنَّ لسعدِ بنِ عثمانَ الزُّرقيِّ ابناً يقال له: عُبادة صحابيٌّ

(4)

، ذكرَ ابنُ سعدٍ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم مسحَ رأسَه، فهو هذا

(5)

، وأوضحَ شيخُنا ذلكَ.

‌1813 - عَبادلُ بنُ عبيدِ

(6)

اللهِ بنِ أبي رافعٍ مولى النَّبي صلى الله عليه وسلم

-

(7)

.

عن: جدَّته امرأةِ أبي رافع، وعنه: المدَنيون، وكذا يروي عن أبي غطفان المُرِّي عن جدِّه، وعنه: ابن عجلان. قاله ابنُ حِبَّان في ثالثة "ثقاته"

(8)

.

‌1814 - عبَّادُ بنُ أنيس

(9)

.

(1)

" معرفة الصحابة" 4/ 1925 (1976).

(2)

"المسند" 5/ 317، 329، والمتن صحيح بطرفه.

(3)

"الإصابة" 2/ 270.

(4)

قيل: عباد. "معرفة الصحابة" 4/ 1925.

(5)

"الطبقات الكبرى" 3/ 592 وفيه ذكر عبادة في ترجمة أبيه، لكن لم يذكر مسح النبي لرأسه.

(6)

وقع في الأصل: عبد الله، والتصويب من مصادر الترجمة.

(7)

"التاريخ الكبير" 6/ 135، و"الجرح والتعديل" 6/ 97.

وقالَ ابنُ حجرٍ: عبيدُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ أبي رافع المدَنيِّ، مولى النّبيِّ صلى الله عليه وسلم، يقال له: عبادل. "تهذيب التهذيب" 5/ 398 وسماه عبيد الله بن علي، وراجع "تهذيب الكمال" 19/ 120.

(8)

"الثقات" 7/ 141.

(9)

أشار له البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 466.

ص: 413

مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: منصورُ بنُ المعتمرِ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"

(1)

.

‌1815 - عبَّادُ بنُ أوسٍ المدَنيُّ

(2)

.

عن: سعيدِ بنِ المسيِّبِ، وعنه: عاصمٌ

(3)

شيخُ شعبةَ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"

(4)

.

‌1816 - عبَّادُ بنُ بشرِ بنِ وَقْشٍ، أبو بِشرٍ، أو أبو الرَّبيع الأشهليُّ، الأنصاريُّ

(5)

.

وروى عنه أنسٌ فيما قاله أبو نُعيمٍ في "المعرفة"

(6)

، وآخى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بينَه وبينَ أبي حذيفةَ بنِ عُتبةَ، فيما قالَه ابنُ سعدٍ

(7)

.

وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ

(8)

: لا يختلفون أنَّه أسلمَ بالمدينةِ على يدي مصعبِ بنِ عُميرٍ، وذلكَ قبلَ إسلامِ سعدِ بنِ معاذٍ، وشهدَ بدراً والمشاهدَ، وكانَ

(9)

فيمَنْ قَتلَ كعبَ بنَ الأشرفِ، ومِن فضلاءِ الصَّحابةِ.

وعن ابنِ شهابٍ الزّهريِّ: أَنه استُشهِدَ باليمامةِ عن خمسٍ وأربعين، وكانَ له

(1)

"الثقات" 5/ 141.

(2)

"الجرح والتعديل" 6/ 77، وحديثه في "العلل للدارقطني" 9/ 28.

(3)

هو عاصم مولى قُريبةَ بنتِ محمَّد بنِ أبي بكرِ الصِّدِّيق، وترجمته في "التاريخ الكبير" 6/ 487.

(4)

"الثقات" 7/ 158.

(5)

"الإصابة" 2/ 263.

(6)

"معرفة الصحابة" 4/ 1927 (1980).

(7)

"الطبقات الكبرى" 3/ 440.

(8)

"الاستيعاب" 2/ 452.

(9)

في الأصل: ولان؟ وهو تحريف.

ص: 414

بلاءٌ وغَناءٌ، وهو في "التهذيب"

(1)

.

‌1817 - عبَّادُ بنُ تميمِ بنِ غَزِيَّةَ بنِ عمروِ بنِ عطيةَ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(2)

.

مِنْ أهلِها، وُلدَ في الحياةِ النَّبويَّةِ. قالَ موسى بنُ عقبةَ عنه: كنتُ يومَ الخندقِ ابنَ خمسٍ، وأمُّه أمُّ ولد. يروي عن: عمِّه عبدِ الله بنِ زيدٍ، وأبي بشيرٍ قيسِ بنِ عبيدٍ الأنصاريِّ، وجماعةٍ، وعنه: عبدُ اللهِ، ومحمَّدٌ ابنا أَبي بكرِ بنِ محمَّد بنِ عمروِ بنِ حزمٍ، والزُّهريُّ، ويحيى بنُ سعيدٍ، ومحمَّد بنُ يحيى بنِ حَبَّان. قالَ ابنُ حِبَّانَ

(3)

: وأهلُ المدينة. وقالَ العِجليُّ

(4)

: مدَنيُّ، تابعيٌّ ثقةٌ، وكذا وثَّقَه ابنُ إسحاقَ، والنَّسائيُّ، خرَّجَ له الجماعةُ، وذُكرَ في "التهذيب"

(5)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(6)

.

‌1818 - عبَّادُ بنُ تميمٍ المدَنيُّ

(7)

.

تابعيٌّ، ثقةٌ، قاله العِجلي

(8)

، وذكرَه مسلمٌ

(9)

في ثالثة تابعي المدَنيين، وقال:

(1)

"تهذيب الكمال" 14/ 104، و"تهذيب التهذيب" 4/ 180.

(2)

الطبقات الكبرى 5/ 81، و"طبقات خليفة"249.

(3)

"الثقات" 5/ 141.

(4)

"معرفة الثقات" 2/ 16.

(5)

"تهذيب الكمال" 14/ 107، و"تهذيب التهذيب" 4/ 180.

(6)

"الإصابة" 2/ 264.

(7)

الكاشف 1/ 529.

(8)

هو نفس الذي قبله، فلم يذكر العجليُّ إلا واحداً بهذا الاسم، والمؤلف نسب الاثنين للعجلي، وكذا لم يذكر المزيُّ إلا واحداً.

(9)

"الطبقات" 1/ 243 (796).

ص: 415

المازنيُّ

(1)

، وهو في "التهذيب"

(2)

أيضاً.

‌1819 - عبَّادُ بنُ حمزةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ الأسديُّ، القُرَشيُّ، المدَنيُّ

(3)

.

أخو عبدِ الملكِ، يروي عن: جدَّةِ أبيه أسماءَ، وأختِها عائشةَ ابنتي الصَدَّيقِ، وجابرٍ، وعنه: هشامُ بنُ عروةَ، والسَّريُّ بنُ عبدِ الرَّحمنِ المدَنيُّ.

قالَ الزُّبير في "النسب"

(4)

: كانَ سَرِيَّاً، سخياً، حُلواً، يُضربُ المثَلُ بحُسنِه.

قالَ الأحوصُ

(5)

يصفُ امرأةً

(6)

:

لها حُسْنُ عَبَّادٍ وجسمُ ابنِ واقدٍ

ورِيحُ أبي حفصٍ ودِينُ ابنِ نَوفلِ

يعني بابنِ واقدٍ: عثمانَ

(7)

بنَ واقدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، وبأبي حفصٍ: عمرَ بنَ

(1)

وكذا ذكر ابن حِبَّان في "الثقات" 5/ 141 في نسبه: المازني، وهما واحدٌ عنده.

(2)

"تهذيب الكمال" 14/ 108، و"تهذيب التهذيب" 4/ 181.

(3)

"التاريخ الكبير" 6/ 31، و"الثقات" 5/ 141، و"الجرح والتعديل" 3/ 584.

(4)

"جمهرة نسب قريش"، ص:51.

(5)

الأحوصُ هو عبدُ اللهِ بنُ محمَّدٍ الأنصاريُّ، شاعر أمويٌّ، كان يُشبِّب بنساء أهل المدينة، فنفاه عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ إلى اليمنِ، ماتَ في أواخرِ خلافةِ يزيدَ بنِ عبدِ الملكِ. "الشعر والشعراء"، ص: 345، و"طبقات فحول الشعراء" 2/ 655، و"الأغاني" 4/ 40.

(6)

"ديوان الأحوص"، ص:129.

(7)

ليس في ولد واقد بن عمر بن الخطاب مَن يسمى عثمان، وإنما هو عبد الله. "المعارف"، لابن قتيبة، ص: 187، و"نسب قريش"، لمصعب، ص: 360، ويوجد عثمان بن واقد بن محمَّد بن =

ص: 416

عبدِ العزيزِ، وبابنِ نوفلٍ: أبانَ

(1)

، كانَ بالمدينةِ.

وهو ممَّن خرَّجَ له مسلمٌ

(2)

وغيرُه، وذُكرَ في "التهذيب"

(3)

.

- عَبَّادُ بنُ الخَشْخَاشِ.

في: عُبادة. (1808).

- عَبَّادُ بنُ أبي سعيدٍ المقبُريُّ.

في: ابنِ كيسانَ. (1821).

- عبَّادُ بنُ أبي صالحٍ.

هو عبدُ الله بنُ ذكوانَ، يأتي. (1899).

‌1820 - عبًّادُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ الأسديُّ، القُرَشيُّ، المدَنيُّ

(4)

.

والدُ يحيى

(5)

الآتي، وأخو حمزةَ، وخُبيبٍ، وهاشمٍ.

= زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وينظر:"طبقات خليفة"، ص: 446، و"الجرح والتعديل" 6/ 172، و"الثقات" 7/ 197.

(1)

في الأصل: إنساناً؟ وهو تحريفٌ، والتصويب من "جمهرة نسب قريش".

ووقع في "تاريخ الإسلام" للذهبي 6/ 397: وابنُ نوفلٍ إنسانٌ كانَ بالمدينة، وصوّبه المحقِّقُ، وكذا في "تهذيب الكمال" 914/ 114، وما ها هنا مُثبَتٌ أصحُّ عندي، والله أعلم، والخطب يسير.

(2)

كتاب الزكاة، باب: الحث في الإنفاق، و"كراهة الإحصاء" 2/ 713 بلا رقمٍ.

(3)

"تهذيب الكمال" 14/ 113، و"تهذيب التهذيب" 4/ 181.

(4)

"التاريخ الكبير" 6/ 32.

(5)

ترجمة يحيى في القسم المفقود من الكتاب.

ص: 417

ذكرَهم مسلمٌ

(1)

في ثالثةِ تابعي المدَنيين. كانَ عظيمَ القَدرِ عندَ والدِه، بحيثُ استعملَه على القضاءِ، وغيرِ ذلك، بل كانوا يظنُون أن أباه يَعهَدُ له بالخلافةِ، صادقَ اللَّهجةِ.

يروي عن: أبيهِ، وجدَّتِه أسماءَ، وأختِها عائشةَ، وعنه: ابنُه يحيى، وابنُ عمَّه: هشامُ بنُ عروةَ، وابنُ أخيه: عبدُ الواحدِ بنُ حمزةَ، وابنُ عمّهِ: محمَّدُ بنُ جعفرِ بنِ الزُّبيرِ، وابنُ أبي مُليكةَ، وآخرون، وأمُّه: تمُاضرُ ابنةُ منظورِ بنِ زبَّانَ بنِ سيَّارٍ

(2)

.

وثَّقه النَّسائيّ، والدَّارقطنيُّ، وابنُ سعدٍ

(3)

، وابنُ حِبَّان

(4)

، وقالَ: كثيرُ الحديثِ، والعِجلُّي

(5)

، وقالَ: مدنيٌّ، تابعيٌّ، وقالَ الزُّبيرُ

(6)

: كانَ عظيمَ القدرِ عندَ أبيه، وكانَ على قضائِه بمكَّةَ، ويستخلفُه إذا حجَّ، أصدقَ النَّاسِ لهجةً، ووصفَه مصعبٌ الزُبيريُّ

(7)

بالوقَّاد، وقد خرَّجَ له الستة، وذُكِرَ في "التهذيب"

(8)

.

(1)

"الطبقات" 1/ 241 (770).

(2)

تحرَّفت في المخطوطة إلى: سنان، والتصويب من "جمهرة نسب قريش"، ص: 6، و"تهذيب اللكمال".

(3)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:106.

(4)

"الثقات" 5/ 140.

(5)

"معرفة الثقات" 2/ 17.

(6)

"جمهرة نسب قريش"، ص:70.

(7)

"نسب قريش"، ص: 242، وليس فيه هذه العبارة.

(8)

"تهذيب الكمال" 14/ 136، و"تهذيب التهذيب" 4/ 188.

ص: 418

‌1821 - عبَّادُ بنُ كيسانَ المقبُريُّ، أخو سعيدٍ، وهو ابنُ أبي سعيدٍ، المدَنيُّ

(1)

.

أحدُ التَّابعينِ الثِّقاتِ.

ذكرَه مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعي المدَنيين، فقال: عُبادةُ، وقيل: عبَّادٌ أخو سعيدٍ. وهو يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: أخوه سعيدٌ. قالَ ابنُ خَلْفُون

(3)

: وثَّقه محمَّد بنُ عبدِالرَّحيمِ التَّبانُ

(4)

، وهو في "التهذيب"

(5)

.

‌1822 - العبَّاسُ بنُ الحسنِ بنِ عبيدِ اللهِ بنِ عبَّاسِ بنِ عليّ بنِ أبي طالبٍ، أبو الفضلِ الهاشميُّ، العلويُّ، المدَنيُّ.

نزيلُ بغدادَ، قدمَها في دولةِ الرَّشيدِ، وبقيَ في صحبتِه، ثمَّ صحبَ بعدَه ابنَه المأمونَ، وكانَ شاعراً، بليغاً، مُفوَّهاً، حتَى قيل: إنَّه أشعرُ آلِ أبي طالبٍ كلِّهم، وترجمَه الخطيب

(6)

.

(1)

"التاريخ الكبير" 6/ 36.

(2)

"الطبقات" 1/ 257 (971).

(3)

أبو بكرِ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ، الأندلسيُّ، محدِّثٌ، كانَ بصيراً بصناعة الحديث، حافظاً للرجال. له:"المعلم في شيوخ البخاري ومسلم"، مطبوع، مولده سنة 555، ووفاته سنة 636 هـ. "تكملة الصلة" 2/ 643، و"سير أعلام النبلاء" 23/ 71.

(4)

له ذكر في "الكامل" لابن الأثير 6/ 114، في حوادث سنة 171 هـ.

(5)

"تهذيب الكمال" 14/ 124، و"تهذيب التهذيب" 4/ 185.

(6)

"تاريخ بغداد" 12/ 126، وذكر من بديع كلامه: اعلم أنَّ رأيَك لا يتَّسع لكلِّ شيءٍ، ففرِّغه للمهمِّ، وأنَّ مالَكَ لا يُغني النَّاسَ كلَّهم، فخُصَّ به أهلَ الحقِّ، وأن كرامتك لا تُطيق العامَّة، فتَوَخَّ بها أهلَ الفضل .. الخ.

ص: 419

‌1823 - العبَّاسُ بنِ سهلِ بنِ سعدٍ الأنصاريُّ، السَّاعديُّ، المدَنيُّ

(1)

.

ذكرَه مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعيها. يروي عن: أبيهِ، وسعيدِ بنِ زيدٍ، وأبي حُميدٍ السَّاعديِّ، وأبي هريرةَ، وجماعةٍ، وأدركَ عثمانَ حينَ قُتلَ وهو ابنُ خمسَ عشرةَ سنةً.

روى عنه ابناه: أُبَيٌّ، وعبدُ المهيمنِ، والعلاءُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وابنُ إسحاقَ، وفُليحُ بنُ سليمانَ، وابنُ الغسيلِ.

وثَّقه ابنُ مَعينٍ

(3)

، والنَّسائيُّ، وابنُ سعد

(4)

، وقالَ: قليلُ الحديث، وابنُ حِبَّان

(5)

، وخرَّجَ له مَنْ عدا النَّسائي، وذُكِرَ في "التهذيب"

(6)

، وقد آذاه الحَجَّاجُ وضربَه؛ لكونِه مِن أصحابِ ابن الزُّبير، فأتاه أبوه فقالَ: ألا تحفظُ فينا وصيةَ النبىِّ صلى الله عليه وسلم

(7)

: "اقبلوا مِن محُسنِهم، وتجاوزوا عن مُسيئهم"؟ فأطلقَه.

ماتَ بالمدينةِ زمنَ الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ، فيما قالَه الهيثمُ بنُ عدِيٍّ، وابنُ سعدٍ

(1)

"المعرفة والتاريخ" ليعقوب 1/ 280.

(2)

"الطبقات" 1/ 241 (764).

(3)

"تاريخ ابن معين" برواية الدارمي 1/ 138.

(4)

"الطبقات الكبرى" 5/ 271.

(5)

"الثقات" 5/ 258.

(6)

"تهذيب الكمال" 14/ 212، و"تهذيب التهذيب" 4/ 208.

(7)

أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب: قول النبي: "اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم"(3799) من حديث أنس بن مالك.

ص: 420

عن شيخِه الواقديِّ، وغيرُه، وخليفةُ بنُ خياطٍ

(1)

، ويعقوُب بنُ سفيانَ

(2)

، وابنُ حِبَّانَ، وزاد: سنةَ خمسٍ وتسعين، وزادَ ابنُ سعدٍ: أنَّه وُلِدَ في عهدِ عمرَ، وقُتلَ عثمانُ وهو ابنُ خمسَ عشرة سنةً، وكان منقطعاً إلى ابن الزُّبيرِ.

وتعقَّبَ المِزيُّ الهيثمَ في قوله: إنَّه تُوفِّيَ زمنَ الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ، وقالَ: الأشبهُ أنْ يكونَ الوليدَ بنَ يزيدَ بنِ عبدِ الملكِ، وذلكَ قريبٌ مِن سنةِ عشرين [ومئة]

(3)

، كذا! مُتعقَّبُّ بما تقدَّم.

‌1824 - العبَّاسُ بنُ أبي شَمْلةَ، أبو الفضلِ، مولى طلحةَ بنِ عمرَ بنِ عبدِ الله بنِ مَعْمَبر التَّيميُّ

(4)

.

مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: موسى بنِ يعقوبَ الزَّمعيِّ، ومالكٍ، وعنه: إبراهيمُ بنُ المنذرِ الحِزاميُّ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"

(5)

، ولكنْ قالَ ابنُ أبي حاتمٍ

(6)

: سألتُ أبي عن محمَّد بنِ الحسنِ بنِ زَبالة؟ فقالَ: ما أشبَه حديثَه بحديثِ عمرَ بنِ أبي بكير المؤمَّليِّ

(7)

، والواقديِّ، ويعقوبَ، والعبَّاسِ بنِ أبي شملةَ، وعبدِ

(1)

"طبقات خليفة" 1/ 248، و"تاريخ خليفة" 1/ 83.

(2)

"المعرفة والتاريخ" 1/ 315.

(3)

ما بين المعكوفتين زيادة من "تهذيب الكمال".

(4)

"التاريخ الكبير" 7/ 8.

(5)

"الثقات" 8/ 509.

(6)

"الجرح والتعديل" 7/ 228.

(7)

في الأصل: الموصلي، وهو تحريف، وانظر:"المغني في الضعفاء" 2/ 36، تحقيق د. عتر، وقد ترجم له المؤلِّف في حرف العين، وتحرَّف هناك إلى: الموصلي أيضا.

ص: 421

العزيزِ بنِ عمرانَ الزُّهريِّ، وهم ضعفاءُ مشايخِ أهلِ المدينةِ.

‌1825 - العبَّاسُ بنُ عُبادةَ بنِ نَضْلةَ بنِ مالكِ بنِ العجلانِ، الأنصاريُّ، الخزرَجيُّ

(1)

.

شهدَ البيعتينِ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وممَّنْ خرجَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وهو في أوَّلِ "الإصابة"

(2)

.

‌1826 - العبَّاسُ بنُ عبيدِ

(3)

اللهِ بنِ عبَّاسِ بنِ عبدِ المطلبِ، الهاشميُّ

(4)

.

يروي عن: عمِّه الفضلِ، ولم يُدركه، فهو مرسلٌ، وخالدِ بنِ يزيدَ بنِ معاويةَ، ومحمَّد بنِ مسلمةَ، صاحبِ أبي هريرةَ، وعنه: محمَّدُ بنُ عمرَ بنِ عليٍّ، وابنُ جُريجٍ، وأيوبُ السَّختِيانيُّ، وغيرُهم. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(5)

.

وقالَ ابنُ القطَّان

(6)

: لا يُعرفُ حالُه، وهو في "التهذيب"

(7)

.

‌1827 - العبَّاسُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مَعبدِ بنِ العبَّاسِ بنِ عبدِ المطلب، الهاشميُّ، المدَنيِّ

(8)

.

(1)

" الثقات" 3/ 288، و"أسد الغابة" 3/ 59.

(2)

"الإصابة" 2/ 271.

(3)

في الأصل: عبد الله، وهو خطأ.

(4)

"الطبقات الكبرى" 5/ 315.

(5)

"الثقات" 5/ 258.

(6)

"بيان الوهم والايهام" 3/ 354.

(7)

"تهذيب الكمال" 14/ 231، و"تهذيب التهذيب" 4/ 213.

(8)

"التاريخ الكبير" 7/ 8، و"الكاشف" 1/ 535.

ص: 422

مِنْ أهلِها، كانَ أحدَ الصُّلحاءِ.

يروي عن: أبيهِ، وأخيهِ إبراهيم الماضي، وعكرمةَ، وعنه: ابنُ إسحاقَ، ووُهيبُ بنُ خالدٍ، وسليمانُ بنُ بلالٍ، وابنُ عيينةَ، والدَّرَاورديُّ، وابنُ جُريجٍ، وابنُ العجلانِ. وثَّقَه ابنُ مَعينٍ

(1)

، ثمَّ ابنُ حِبَّان

(2)

، وقالَ أحمدُ

(3)

: ليسَ به بأسٌ.

وقالَ ابنُ عُيينةَ: كانَ رجلاً صالحاً، وكذا حكى صاحبُ "العتبية"

(4)

عن مالكٍ قال: رأيتُه، وكانَ رجلاً صالحاً، مِن أهلِ الفضلِ والفقه. وخرَّجَ له أبو داود

(5)

، وتُرجِمَ في "التهذيب"

(6)

.

‌1828 - العبَّاسُ بنُ عبدِ المطَّلبِ بنِ هاشمٍ، أبو الفضلِ الهاشميُّ

(7)

.

عاشرُ مَن في المدَنيين لمسلمٍ

(8)

، وعمُّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وُلدَ قبلَه بسنتين أو ثلاثٍ، وقال قائلٌ: قبلَ الفيلِ بثلاثِ سنين، وحضرَ بدراً، فأسرَه المسلمون، ثمَّ أسلمَ بعدَ

(1)

لم أجده في "تاريخ ابن معين".

(2)

"الثقات" 7/ 274.

(3)

"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 157.

(4)

"العتبية" - كتاب فقه مالكي، وصاحبه هو أبو عبدِ الله، محمَد بنُ أحمدَ العُتبيُّ، القرطبيُّ، فقيه الأندلس، روى عن يحيى الليثي، وأصبغ بن الفرج، لهَ رحلة في طلب العلم، توفي سنة 255 هـ. "تاريخ علماء الأندلس" 2/ 6، و"الوافي" 2/ 30، و"سير أعلام النبلاء" 12/ 335.

(5)

في تفريع أبواب الوتر، باب: الدعاء (1484).

(6)

"تهذيب الكمال" 14/ 219، و"تهذيب التهذيب" 4/ 210.

(7)

"الإصابة" 2/ 271.

(8)

"الطبقات" 1/ 145 (9). بل التاسع فيها.

ص: 423

أنْ فدَى نفسَه، وقدِمَ مكَّةَ.

وله أحاديثُ أوردتُها مع مناقبِه وترجمتِه في "مجلدٍ" ضخمٍ لم أُسبقْ إليه، وفيه استيفاءُ مَن علمتُه من الرُّواةِ عنه، وفيهم: بنوه عبدُ الله، وعبيدٌ اللهِ، وأمُّ كلثومٍ، والأحنفُ بنُ قيسٍ، وعامرُ بنُ سعدٍ، ومالكُ بنُ أوسِ بنِ الحدَثَانِ، ونافعُ بنُ جبيرِ بنِ مُطعمٍ، وعبدُ الله بنُ الحارثِ بنِ نوفلٍ، وماتَ في رجبٍ سنةَ ثلابٍ أو اثنتين وثلاثينَ في خلافةِ عَثمانَ عن ثمانٍ وثمانين سنةً، بعدَ أنْ أعتقَ عندَ موتِه سبعينَ مملوكاً، وصلَّى عليه عثمانُ، ودُفنَ بالبقيعِ، وعلى قبرِه قُبَّةٌ

(1)

رضي الله عنه، وقد قُرئَ مُصنَّفي المشارُ إليه بها غيرَ مرَّةٍ.

وكانَ إذا مرَّ بعمرَ، أو بعثمانَ، وهما راكبان نزلا حتّى يجاوزَهما إجلالاً له، وأقبلَا على يدِه ورجلِه، وقالا

(2)

: أرض يا عمِّ عني.

بل قالتْ عائشةُ: ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُجِلُّ أحداً ما يُجِلُّه أو يُكرمُه.

واستسقى به عمرُ، وقال

(3)

: "اللَّهمَّ إنَّا كنَّا إذا قحَطْنَا نتوسَّلُ إليكَ بنبيِّكَ

(1)

بناءُ القبابِ على قبورِ المشاهيرِ من البدعِ المستحدثة، التي عمَّت أكثرَ الدولِ الإسلامية، وقد أُزيلت جمعُ هذه القبابِ من البقيعِ منذ زمنِ، ولم يبقَ منها شيء، ورجعت القبورُ إلى وضعِها الطبيعيِّ، والحمد لله.

(2)

في الأصل: وأقبل على يده ورجله، ووقع في "الاستيعاب" 3/ 97: ويقولان: عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم، وليس فيه ذكر: يده ورِجله.

(3)

أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء، باب: سؤال الناسِ الإمامَ الاستسقاءَ إذا قحطوا (1010).

ص: 424

محمَّدٍ فتسقينا، وإنَّا نتوسَّلُ إليكَ بعمِّ نبيِّنا، فاسقنا، فيُسقَون"، وذلك عامَ الرَّمادة

(1)

، طفقَ النَّاسُ يتمسَّحون به، وقيل له: هنَاكَ ساقي الحرمينِ

(2)

.

وقالَ بعضُ بني هاشمٍ

(3)

:

بعمِّي سقى اللهُ الحجازَ وأهلَه

عشيةَ يستسقي بِشَيبَتِه عُمرْ

وقالَ سعيدُ بنُ المسيِّب: هو خيرُ هذهِ الأمَّةِ، وارثُ النَّبي صلى الله عليه وسلم وعمُّه، ولا بدَّ مِن تأويلِه

(4)

، وإنْ شذَّ بعضُهم، وقالَ بظاهرِه.

وكانَ يكونُ له الحاجةُ إلى غلمانِه، وهم بالغابةِ مِن تسعةِ أميالٍ، فيقفُ على سلعٍ في آخرِ اللَّيلِ، فيناديهم فيُسمعهم.

‌1829 - العبَّاسُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ حسينِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ عطيةَ بنِ ظَهيرةَ، الكمالُ أبو الفضلِ ابنُ الجمالِ أبي المكارمِ ابنِ الكمال، أبي البركاتِ ابنِ الجمالِ أبي السُّعودِ القُرَشيُّ، المكيُّ، الشَّافعيُّ

(5)

.

(1)

وذلك سنة 18 هـ، حيث أصابَ الناسَ مجاعةٌ شديدةٌ، وجدبٌ وقحط، وكانت الريحُ تسفي تراباً كالرَّماد، فسمِّي عامَ الرَّمادة. "الكامل في التاريخ" 2/ 555.

(2)

الخبر في "أسد الغابة" 3/ 63، وفيه: هنيئًا لك، ساقي الحرمين.

(3)

القائل هو عباسُ بنُ عتبةَ بن أبي لهب، كما خبر ذلك في "تاريخ دمشق"، لابن عساكر 26/ 361، وعزاه ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 98 للفضلِ بنِ عباسِ بنِ عتبةَ بنِ أبي لهبٍ، وكذا ابن الأثير في "الكامل" 2/ 557، وهو أصحُّ.

(4)

لأنَّه صلى الله عليه وسلم لا يُورث.

(5)

"إتحاف الورى" 4/ 413، و"الضوء اللامع" 4/ 20، و"القبس الحاوي" 1/ 311.

ص: 425

والدُ العفيفِ عبدِ الله، ويُعرفُ كسلفِه بابنِ ظَهيرةَ.

وُلدَ في ثاني ربيع الأوَّلِ سنةَ خمسَ عشرةَ وثمان مئةٍ بالقاهرةِ، وأمُّه غزالُ الحبشيةُ فتاةُ أبيه، وحملَه إلى مكَّةَ، فنشأَ بها.

وسمعَ مِن ابنِ سلامةَ

(1)

بعض "أبي داود"، ومِن الجمالِ محمَّد بنِ عليٍّ النُّويريِّ بعضَ "ابن ماجه"، ومِن ابنِ الجزريِّ "الشمائل"

(2)

للترمذيِّ، و"أحاسن المنن"

(3)

، و"التعريف"

(4)

كلاهما له، وغيرَ ذلكَ، ومِن عمه أبي السَّعاداتِ، وأحمدَ بنِ إبراهيمَ المرشديِّ

(5)

، وأخيه الجمالِ محمَّدٍ

(6)

، ومحمَّدِ بنِ أبي بكرٍ المرشديِّ

(7)

، والتَّقيِّ

(1)

الحسنُ بنُ أحمدَ السُّلَميُّ، الشَّافعيُّ، المكيُّ، المعروفُ بابن سلامة، من علماء الحديث، أخذ عن أبي البقاء السبكي، والبهاء ابن خليل، أخذ عنه التقي ابن فهد، مولده سنة 751 هـ، ووفاته سنة 827 هـ بمكة. "العقد الثمين" 4/ 66، و"الضوء اللامع" 3/ 94، و"العقد الثمين" 4/ 66.

(2)

"الشمائل المحمَّدية"، مطبوع عدة طبعات.

(3)

"أحاسن المنن في الخلق الحسن". انظر "الضوء اللامع" 9/ 110.

(4)

"التعريف بالمولد الشريف". انظر "الضوء اللامع" 9/ 257.

(5)

أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ المرشديُّ، المكيُّ، الشَّافعيُّ، فقيهٌ، محدِّثٌ، أخذ عن المحب الصامت، واليافعي، سمع منه التقي ابن فهد، والبرهان ابن ظهيرة، مولده سنة 763 هـ ووفاته سنة 832 هـ. "درر العقود الفريدة" 1/ 384، و"إنباء الغمر" 8/ 180، و"الضوء اللامع" 1/ 191.

(6)

محمَّدُ بنُ إبراهيمَ المرشديُّ، الفُوِّيُّ، المكيُّ، الحنفيُّ، عالمٌ متفننٌ، طوَّف في البلاد، ولازم المجد الفيروزآبادي، وقرأ على الزين العراقي، أخذ عنه النجم ابن فهد، وتدبّج مع الحافظ ابن حجر، مولده سنة 770 هـ ووفاته سنة 839 هـ بمكة. "درر العقود الفريدة" 3/ 414، و"المجمع المؤسس" 3/ 281، و"الضوء اللامع" 6/ 241.

(7)

ترجم له المؤلف في حرف الميم.

ص: 426

ابنِ فهدٍ، وأبي الفتحِ المَراغيِّ، وغيرِهم.

وأجازَ له محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّد بنِ مرزوقٍ، والتَّقيُّ الفاسيُّ.

ومِن المدينةِ النَّبويةِ: الجمالُ الكازرونيُّ، والنُّورُ المحلِّيُّ، وطاهرٌ الخُجَنديُّ، والمحِبُّ المطريُّ، وآخرون.

ودخلَ القاهرةَ مراراً، ونابَ في قضاءِ جُدَّةَ وغيرِها، عن عمِّه

(1)

في سنةِ خمسين، ثمَّ استقلَّ

(2)

بها في سنةِ سبعٍ وخمسين عوضاً عن ابنِ عمِّه الكمالِ أبي البركاتِ ابنِ عليٍّ، ثمَّ عُزِلَ في أوائلِ التي بعدَها، وسافرَ إلى المدينةِ النَّبويةِ للزِّيارةِ، فأقامَ بها يسيراً، ثمَّ ماتَ بها في يومِ الأحدِ خامسِ رجبٍ سنةَ أربعٍ وستين وثمان مئةٍ، وصُلِّي عليه ضُحى يومِ الاثنين بالرَّوضةِ الشَّريفةِ، ثمَّ دُفنَ بالبقيعِ بالقربِ مِن قبةِ السيِّدِ عثمانَ رضي الله عنه، واتَّفق موتُ زوجتِه بعدَ سنينَ حينَ قدومِها للزِّيارةِ بالمدينةِ، كما سيأتي في ترجمتِها

(3)

.

(1)

أبو السعاداتِ محمَّدُ بنُ محمَّدٍ، فقيهٌ شافعيٌّ، وخطيبُ الحرم المكي، قرأ على غياث الدِّين الكيلاني، والشَّمسِ ابن الجزري، أخذ عنه السخاوي، وغالب علماء مكة، له:"ذيل على طبقات الشافعية"، للسبكي، مولده سنة 795 هـ، ووفاته سنة 861 هـ. "درر العقود الفريدة" 3/ 187، و"الضوء اللامع" 9/ 214.

(2)

في الأصل: انتقل، وهو تحريف، والتصويب من "الضوء اللامع".

(3)

ترجمتها في قسم النساء، آخر الكتاب، في القسم المفقود من المخطوطة، واسمها: أمُّ هانئ ابنة عليٍّ، كما في "الضوء اللامع".

ص: 427

‌1830 - العبَّاسُ بنُ أبي مَرْحَبٍ

(1)

.

عن: عُبيدِ اللهِ بنِ عُبيدِ بنِ عُميرٍ، والمدَنيين، وعنه: عبدُ اللهِ بنُ رجاءٍ المكيُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(2)

.

‌1831 - العبَّاسُ بنُ مِرْدَاسِ بنِ أبي عامرِ بنِ حارثةَ بنِ عبدِ قيسِ بنِ رفاعةَ، أبو الهيثمِ السُّلَميُّ

(3)

.

صحابيٌّ، شهِدَ الفتحَ، وحُنيناً. بل قالَ ابنُ سعدٍ

(4)

: إنَّه لقيَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بالمُشلَّل

(5)

، وهو مُتوجَّهٌ إلى فتحِ مكَّةَ، ومعه سبعُ مئةٍ

(6)

مِن قومِه، فشهِدَ بهم الفتحَ.

وذكرَ ابنُ إسحاق

(7)

أنَّ سببَ إسلامِه رؤيا رآها في صنمِه ضِمار

(8)

، وهو القائلُ - لمَّا أعطى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الأقرعَ بنَ حابس، وعُيينةَ بنَ حِصنٍ مِن غنائمِ حُنينٍ أكثرَ مما أعطاه-:

أتجعلُ نَهْبي ونَهْب العُبـ

ــــــــــيدِ بينَ عُيينةَ والأقرع

(1)

"التاريخ الكبير" 7/ 8.

(2)

"الثقات" 7/ 275.

(3)

"أسد الغابة" 3/ 64.

(4)

"الطبقات الكبرى" 4/ 271،

(5)

المشلَّلُ: جبلٌ يُهبط منه إلى قُديدٍ من ناحية البحر. "معجم البلدان" 5/ 136.

(6)

هكذا في الأصل، وفي "الطبقات الكبرى": تسع مئة.

(7)

"السيرة النبوية"، لابن هشام 2/ 52.

(8)

وقع في الأصل: ضماد، بالدال، وهو تحريف، والتصحيح من "السيرة النبوية"، وقالَ الصاغانيُّ في (9) "التكملة والذيل": وضِمار: صنمٌ كانَ يعبده العباسُ بنُ مرداسٍ ورهطُه.

ص: 428

وما كانَ حِصنٌ ولا حابسٌ

يفوقانِ مِرْداسَ في مَجمعِ

(1)

الأبياتَ. والعُبيد بالتَّصغير: اسمُ فرسِه

(2)

.

وذكرَه مسلمٌ

(3)

في الطَّبقةِ الأولى مِن المدَنيين، وقالَ غيرُه: إنَه كانَ ينزلُ الباديةَ بناحيةَ البصرةِ، وإنَّه مَّمَن حرَّمَ الخمرَ في الجاهليةِ، وزعمَ أبو عبيدةَ أنَّ الخنساءَ الشاعرةَ المشهورةَ أمُّه، وسألَ عبدُ الملكِ بنُ مروانَ جلساءَه: مَنْ أشجعُ النَّاس في شعرِه؟ فتكلَّموا في ذلك، فقال: العبَّاسُ في قوله

(4)

:

أَكُرُّ على الكتيبةِ لا أُبالى

أَحَتْفِى كانَ فيها أمْ سِواها

وهو في "الإصابة"

(5)

دون ذكرِ مُسلمٍ له.

‌1832 - العبَّاسُ بنُ مصعبِ بنِ عبدِ الله بنِ مُصعبِ بنِ ثابتِ بنِ عبدِ اللَّه بنِ الزُّبير بنِ العوَّامِ

(6)

.

(1)

البيتان في "أنساب الخيل"، لابن الكلبي، ص: 71، و "الطبقات الكبرى" 4/ 273، و "الشعر والشعراء"، ص:184.

(2)

"أسماء خيل العرب وأنسابها"، للغندجاني، ص:164.

(3)

"الطبقات" 1/ 161 (178).

(4)

البيت في "الاصتيعاب" 3/ 102.

(5)

"الإصابة" 3/ 272.

(6)

هكذا ذكره المؤلف، ولم يترجم له، ولم أجد مَن ترجم له، وأبوه مصعبُ بنُ عبد الله هو عمُّ الزبير بن بكار، وقد توفي سنة 236 هـ فيكون ولده عباس المذكورُ من أهل القرن الثالث الهجري. انظر:"جمهرة نسب قريش وأخبارها"، ص: 216، 203، 221.

ص: 429

‌1833 - عبَّاسُ بنُ نَضْلَةَ بنِ العجلانِ

(1)

.

صحابيٌّ، عرضَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم حينَ قدمَ المدينةَ - النُّزولَ فيهم، على ما يحرَّر.

‌1834 - عَبايةُ بنُ رِفاعةَ بنِ رافعِ بنِ خَديجٍ، أبو رِفاعةَ الأنصاريُّ، الزُّرَقيُّ، المدَنيُّ

(2)

.

ذكرَه مسلمٌ

(3)

في ثالثةِ تابعيهم. يروي عن: جدِّه، وأبي عبسِ ابنِ جَبْرٍ الأنصاريِّ، وابنِ عمر، وعنه: إسماعيلُ بنُ مسلمٍ المكيُّ، ويزيدُ بنُ أبي مريمَ، وأبو حيَّانَ يحيى بنُ سعيد التيمي، وسعيدُ بنُ مسروقٍ الثوريُّ، وغيرُهم.

وثَّقهُ ابنُ مَعينٍ، والنَّسائيُّ، وابنُ حِبَّان

(4)

، وخرَّجَ له السِّتةُ، وذُكرَ في "التهذيب"

(5)

.

‌1835 - عبه الله بنُ إبراهيمَ ابنِ العلّاَمةِ الجلالِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ الخُجَنديُّ، المدَنيُّ، الحنفىُّ

(6)

.

أخو محمَّدٍ والدِ إبراهيمَ المذكورينِ، ومحمَّدٌ أكبرُهما. اشتغلَ على أبيه، وشاركَ

(1)

"أسد الغابة" 3/ 59، و في "الإصابة" 3/ 271: أنه العباس بن عبادة بن نضلة، من أصحاب لعقَبة، واستُشهدَ بأُحدٍ.

(2)

"التاريخ الكبير" 7/ 73، و"الجرح والتعديل" 7/ 29، و"الكاشف" 1/ 537.

(3)

"الطبقات" 1/ 240 (754).

(4)

"الثقات" 5/ 281

(5)

"تهذيب الكمال" 14/ 268، و"تهذيب التهذيب" 4/ 224.

(6)

"الضوء اللامع" 5/ 2.

ص: 430

في الفضيلةِ، وجوَّدَ الخطَّ على أبيه، والسيدِ عليٍّ شيخِ الباسطية

(1)

، وكتبَ به أشياءَ، ودخل القاهرةَ فأقامَ بها، وبإسكندريةَ حتَّى كانت وفاتُه هو وابنٌ له بإسكندريةَ في الطَّاعونِ سنةَ ثلاثٍ وستين وثمان مئةٍ، رحمه الله.

‌1836 - عبدُ الله بنُ إبراهيمَ بنِ أبما عمروٍ، أبو محمَّدٍ الغِفاريُّ، المدَنيُّ.

يقالُ: إنَّه مِن ولَدِ أبي ذرٍّ.

يروي عن: أبيه، وإسحاقَ بنِ محمَّدٍ الأنصاريِّ، ومالكٍ، والمنكدرِ بنِ محمَّدٍ، وجماعةٍ، وعنه: سلمةُ بنُ شبيبٍ، والحسنُ بنُ عرفةَ، وأبو قِلابةَ الرَّقاشيُّ، ويحيى بنُ زكريا بنِ شيبانَ، والكديميُّ، وجماعةٌ.

قالَ أبو داود

(2)

وغيرُه: منكرُ الحديثِ. ونحوُه قولُ ابنِ عديٍّ

(3)

: عامَّةُ ما يرويه لا يُتابَع عليه، وقالَ العُقيليُّ في "ضعفائه"

(4)

: كادَ أن يغلبَ على حديثه الوهمُ، بل نسبَه ابنُ حِبَّان إلى الوضع، وقالَ في "الضعفاء"

(5)

: عبدُ اللهَ بنُ أبي عمروٍ، واسمُ أبيه إبراهيمُ، ونحوُه قولُ الحاكمِ

(6)

: روى عن جماعةٍ من الضُعفاء أحاديثَ

(1)

عليُّ بنُ إبراهيمَ الشيرازيُّ، شيخ الباسطية بالمدينة النبوية، تأتي ترجمته، وانظر "الضوء اللامع" 5/ 158.

(2)

"سنن أبي داود" بعد حديث (4846)، طبعة دار ابن حزم.

(3)

"الكامل" 4/ 1508.

(4)

"الضعفاء الكبير" 2/ 233.

(5)

"كتاب المجروحين من المحدثين" 1/ 530.

(6)

في: "المدخل إلى الصحيح"، ص:151.

ص: 431

موضوعةً لا يرويها غيرُه، وخرَّجَ له أبو داود

(1)

، والترمذيُّ

(2)

، وهو في "التهذيب"

(3)

.

‌1837 - عبدُ اللهِ بنُ إبراهيمَ بنِ قارظٍ الزُّهريُّ

(4)

.

مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: الزُّهريُّ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"

(5)

، ومضى في إبراهيمَ بنِ عبدِ الله بنِ قارظٍ.

‌1838 - عبدُالله بنُ إبراهيمَ بنِ محمَّدٍ البدرُ أبو محمَّدِ ابنُ أبي إسحاقَ المِكناسيُّ أبوه، المدَنيُّ هو، المالَكيُّ.

سمع على البدرِ ابنِ فرحونٍ في سنةِ سبعٍ وستين وسبعِ مئةٍ بعض "الأنباء المبُيِنة"، ووصفَه كاتبُ الطَّبقةِ: بالشَّيخِ الفقيهِ، العالمِ، العاملِ، الصَّالحِ، ووالدَه: بالشَّيخِ الصَّالحِ. وعلى ابن السَّبعِ

(6)

قاضي المدينةِ في سنة ستٍّ وسبعِ مئةٍ في "البخاري". وقالَ ابنُ فرحونٍ

(7)

: إنَّه كانَ فقيهاً، له ورعٌ وديانةٌ، واشتغالٌ بالعلمِ.

(1)

كتاب الأدب، باب: جلوس الرجل (4813). وهو ضعيف.

(2)

كتاب صفة القيامة، والرقاق، بابٌ (2494)، وقال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وأبو بكرِ بنُ المنكدرِ هو أخو محمَّد بنِ المنكدر.

(3)

"تهذيب الكمال" 14/ 274، و"تهذيب التهذيب" 4/ 226.

(4)

"تهذيب الكمال" 2/ 126، و 14/ 276.

(5)

"الثقات" 5/ 11.

(6)

محمَّد بنُ عبدِ المعطي، خطيبُ وإمامُ الحرمِ النَّبويِّ، تأتي ترجمته في الكتاب.

(7)

"نصيحة المشاور"، ص:181.

ص: 432

‌1839 - عبدُ اللهِ بنُ أُبيِّ بنِ كعبٍ

(1)

.

أخو الطُّفيلِ الماضي، ومحمَّدٍ الآتي، بنو أُبيِّ بنِ كعبِ بنِ قيسٍ.

‌1840 - عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ المغربيُّ، المدَنيُّ

(2)

.

أخو عبدِ الرَّحمن وغيرِه، ووالدُ

(3)

سَعدٍ المدَّاحِ

(4)

، ويُعرفُ: بالنِّفطيِّ.

كانَ يعتني بالوَفياتِ وشبهِها معَ فضيلةٍ، وصاهرَه على ابنته الشَّمسُ محمَّد بنُ إبراهيمَ الخُجَنديُّ، واستولدَها أحمدَ، ومحمَّداً المذكورينِ.

‌1841 - عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللَّطيفِ بنِ محمَّدِ بنِ يوسفَ الأنصاريُّ، الزَرَنْديُّ، المدَنيُّ

(5)

.

أخو محمَّدٍ الآتي، ممَّن سمعَ على الزَّينِ الراغيِّ.

‌1842 - عبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ محمَّد بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ محمَّد بنِ أبي بكرِ بنِ محمَّد بنِ إبراهيمَ، العَفيفُ أبو محمَّد ابنُ الزَّينِ الجمالِ ابنَ الحافظِ المحبِّ أبي محمَّد ابنِ أبي الطاهرِ، الطَّبريُّ، ثمَّ المكيُّ

(6)

.

(1)

تابعيٌّ، ذكره الحافظ في:"تهذيب التهذيب" 2/ 298، وذكره المزيُّ في ترجمه أبيه. "تهذيب الكمال" 2/ 263.

(2)

مِن أهل القرن التاسع، ولم يترجم له السخاوي في "الضوء اللامع" 3/ 247، بل ذكرَ في ترجمة ولده سعدٍ أَّنَّه كان شيخَ المؤذينن والفرَّاشين بالمدينةِ النَّبويةِ.

(3)

في المخطوطة: وولد، وهو خطأ.

(4)

سعدٌ المدَّاحُ؛ قال السخاويُّ عنه: شيخُ المؤذِّنين والفرَّاشين بالمدينة النبوية، كأبيه. "الضوء اللامع" 3/ 247.

(5)

"الضوء اللامع" 5/ 7.

(6)

"شذرات الذهب" 6/ 297.

ص: 433

الماضي أبوه. وُلِد في المحرَّمِ سنةَ ثلاثٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ بمكَّةَ، وسمعَ مِن والدِه، وعيسى الحَجِّي

(1)

، والأمينِ الآقشهريِّ، والوادي آشي، والزُّبيرِ بنِ عليٍّ، والجَمَالِ المطريِّ في آخرينَ، وأجازَ له الدَّبوسي

(2)

، والحجَّار

(3)

، وغيرُهما، وطلبَ بنفسِه، وكتبَ عن الشِّهابِ ابنِ فضلِ الله

(4)

مِن شعرِه، وقرأَ على القطبِ ابنِ مُكرَّمٍ

(5)

، والجمالِ محمَّد بنِ سالمٍ

(6)

، وغيرهما.

(1)

عيسى بنُ عبدِ الله النَّخليُّ، المكيُّ، المعروف بالحَجيِّ، عالمٌ بالحديث، معَّمرٌ، صالحٌ، سمع من محمَّدِ بن أبي البركات الهمذاني، سمع منه أبو عبد الله محمَّد البعلي، مولده سنة 641 هـ، ووفاته سنة 740 هـ "وفيات ابن رافع" 1/ 295، و"العقد الثمين" 6/ 459، و"الدرر الكامنة" 3/ 205.

(2)

يونسُ بنُ إبراهيمَ الكنانيُّ، الدَّبوسيُّ، ويقال: الدبابيسي، محدِّثٌ، مُسنِدٌ، عالي السند، أخذ عن أبي الحسن ابن المقيِّر، وابن الجُمَّيزي، سمع منه الحافظ المزي، والتاج السبكي، مولده سنة 635 هـ، ووفاته سنة 729 هـ. "معجم الشيوخ"، للسبكي، ص: 523، و"الدرر الكامنة" 4/ 484.

(3)

أحمد بن أبي طالب الحجَّار، مسند عصره، تقدَّم مراراً.

(4)

أحمدُ بنُ يحيى ابنِ فضل الله، القاضي، الأديبُ، الجغرافيُّ، وكاتب الإنشاء في دمشق ومصر، قرأ على كمال الدَّين ابن قاضي شُهبة، وابن تيمية، له:"مسالك الأبصار في ممالك الأمصار"، في عشرين مجلدا، مولده سنة 697 هـ، ووفاته 749 هـ. "الوافي" 8/ 252،

و"الدرر الكامنة" 1/ 331، و"المنهل الصافي" 2/ 261.

(5)

قطبُ الدِّينِ، أبو بكرِ بنُ محمَّدِ بنِ مُكرَّم، عالمٌ بالحديث، متعبِّدٌ، عمل في ديوان الإنشاء، مولده سنة 670 هـ، ووفاته سنة 752 هـ. "الدرر الكامنة" 1/ 465.

(6)

محمَّدُ بنُ سالمٍ اليمنيُّ، المكيُّ، محدَّثٌ، وعالمٌ بالقراءات، كان يتكسب بالتجارة، سمع الحديث من الشريف يحيى الطبري، والفخر التَّوْزَرِي، وأخذ القراءات عن أبي محمَّدِ الدلاصي، مولده سنة 686 هـ ووفاته سنة 762 هـ. "العقد الثمين" 2/ 19، و"الدرر الكامنة" 3/ 442.

ص: 434

ودخلَ الهند، فحدَّثَ بها، ودرّسَ في الفقه، وخطبَ، ثَمَّ رجعَ، ووليَ قضاءَ بَجِيلة، وما حولهَا مدَّةً، وماتَ بالمدينةِ سنةَ سبعٍ وثمانين وسبعِ مئةٍ.

ترجمَه شيخُنا في "إنبائه"

(1)

، وكذا في "درره"

(2)

، وقال بعدَ بعض ما تقدَّم: وحَدَّثَ عنه أبو حامدِ ابنُ ظهيرةَ. وذكرَه الفاسيُّ

(3)

، فقالَ: كانَ له اشتغالٌ كبيرٌ، ومعرفةٌ بالرَّمَل

(4)

، وهو خالُ والدي، سمعَ بالمدينة على الزُّبيرِ الأُسوانيِّ، والمطريِّ، وخالصٍ البهائي، وعليِّ بنِ عمرَ بنِ حمزةَ الحجَّارِ، وسمعَ منه ابنُ مكيٍّ، وغيرُه، وإنَّه سافرَ إلى الهندِ، ثمَّ عادَ، وانقطع بقريةٍ

(5)

مِن بلادِ الحجازِ بضعَ عشرةَ سنةً، ثمَّ عادَ لمكَّةَ، وأقامَ بها، ثمَّ توجَّهَ إلى المدينةِ زائراً، وأدركَه الأجلُ في أحد الجُمادين

(6)

، ودُفنَ بالبقيعِ بقربِ إبراهيمَ ابنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم. وقالَ ابنُ الجزريِّ: كانَ من أئمةِ الدِّين، وعبادِ الله الصَّالحين، والفقهاءِ المُجيدين.

‌1843 - عبدُ اَللهِ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ المدَنيُّ

(7)

.

(1)

" إنباء الغمر" 2/ 202.

(2)

"الدرر الكامنة" 2/ 245.

(3)

"العقد الثمين" 5/ 100.

(4)

قال حاجي خليفة: علم الرَّمَل: وهو علمٌ يُعرفُ به الاستدلالُ على أحوالِ المسألةِ حينَ السُّؤالِ باشكال الرَّمل، وهي اثنا عشر شكلاً على عددِ البروج، وأكثرُ مسائلِ هذا الفنِّ أمورٌ تخمينيةٌ، مبنيةٌ على التَّجارِب، فليسَ بتامِّ الكفاية. "كشف الظنون" 1/ 912.

(5)

في "العقد الثمين": بتربة، ولم يترجَّح عندي شيء.

(6)

تحرَّفت في الأصل إلى: الجماوين.

(7)

"الضوء اللامع" 5/ 12، وذكر أنَّه يُعرف بابن الرّيِّس؛ لكون رياسة المدينة النبوية معهم.

ص: 435

أحدُ رؤساءِ المؤذِّنينَ بها، وأخو محمَّدٍ، وإبراهيمَ، وهو أصغرُهما، ويُعرفون: ببني الخطيبِ، وأمُّه مستولدةٌ لأبيه، وحفظَ "المنهاج". ماتَ في جمادى الثَّانية سنةَ إحدى وتسعين وثمان مئةٍ بالمدينةِ عن دونِ الأربعينَ، وتركَ عِدَّةَ بناتٍ، كفلَهنَّ أخوه إبراهيم.

‌1844 - عبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، أبو بكرٍ النِّينوائيُّ، السُّلاميُّ.

يأتي في الكنى

(1)

.

‌1845 - عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ يوسفَ بنِ الحسنِ، الجلالُ أبو اليُمن الزَّرَنْديُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ

(2)

.

حفظ القرآن، و"العمدة"، و"الشاطبية"، و"التقريب في علوم الحديث" للنووي، و"التنبيه"، و"الحاوي"، و"بانت سعاد"، وتخميسها، و"عقيدة الشيخ أبي إسحاق"

(3)

، و"الدُّرة المضيئة"

(4)

، و"الرسالة القدْسية"

(5)

للغزالي، و"المنهاج"

(1)

الكنى في القسم المفقود من الكتاب.

(2)

"الدرر الكامنة" 2/ 247، وفي هامشه بخط السخاوي: يحرَّر مذهبه؛ فإنَّ الزرنديةَ بيت حنفية، والمؤلِّفُ في الغالبِ لا يصرِّح بالحنفية ما لم تلُحْ له نكتة.

(3)

"عقيدة الشيخ أبي إسحاق" إبراهيم بن محمَّد الشيرازي. "كشف الظنون" 2/ 1158، لم تطبع.

(4)

في القراءات الثلاث المتممة للعشر، لابن الجزري، وهي منظومة، طبعت عدة طبعات في قراءة أبي جعفر، ويعقوب، وخلف.

(5)

"الرسالة القدسية بأدلتها البرهانية" في علم الكلام، للغزالي، وهي الرسالة التي كتبها لأهل القدس مفردة، ثمَّ أودعها في كتاب "قواعد العقائد"، وهو الثاني من كتب "إحياء علوم الدين". "كشف الظنون" 1/ 881.

ص: 436

الأصلي، و"الفصيح في اللغة"، و"المقصورة" لابن دريد، و"المقامات" للحريري، و"الحاجبية"

(1)

في النحو والتصريف، و"العروض" لابن الحاجب، و"تلخيص المفتاح"

(2)

، و"الفصول"

(3)

للنسفي، و"الجُمل"

(4)

للخُونجي، وعرضَها في سنةِ ثمان وثلاثين وسبعِ مئةٍ على عبدِ المؤمنِ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ محمَّد بنِ عمرِ الحلبي، ابنِ العجميِّ

(5)

، وكتبَ له الإجازةَ بخطٍّ حسنٍ، وأجازَ له، وألبسَه خِرقة التصوُّفِ، كما لبسَها من أبيه

(6)

، وهو مِن النِّظامِ يحيى بنِ محمَّد

(7)

، وهو مِن جدِّه الشِّهابِ السُّهرورديِّ

(8)

سيده.

(1)

"الكافية في النحو"، و"الشافية في الصرف"، مطبوعتان عدة طبعات، مع شروحهما.

(2)

"تلخيص المفتاح" لجلالِ الذِّينِ القُزوينيِّ، المتوفى سنة 739، اختصر فيه "المفتاح في علوم البلاغة"، للسكاكي، المتوفى سنة 626 هـ. وهو مطبوع، "كشف الظنون" 1/ 473، و 2/ 1764.

(3)

"الفصول في علم الجدل"، لبرهان الدينِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّد النسفيِّ، الحنفيِّ، وشرحها برهانُ الدين البلغاريِّ، وشمس الدين السمرقندي. "كشف الظنون" 2/ 1272.

(4)

"الجمل في مختصر نهاية الأمل" في المنطق، لأفضلِ الدَّين محمَّد بنِ عبدِ الملكِ الخُونجيِّ، الشَّافعى، المتوفى سنة 624 هـ. "كشف الظنون" 1/ 602.

(5)

عبدُ المؤمنِ الحلبيُّ، عزُّ الدِّين الكاتب، عالمٌ تاجرٌ، اشتُهر بحسُنِ خطِّه، سمع من الكمال النصيبي، وسمع منه الحافظ البرزالي، مولده سنة 674 هـ، ووفاته سنة 741 هـ. "الدرر الكامنة" 2/ 419.

(6)

عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمَّد، قطبُ الدين العجميُّ، عالمٌ من بيتٍ كبير بحلب، درَّس بالشَّرَفية، وتولى نظارة الأوقاف، مولده سنة 646 هـ، ووفاته سنة 716 هـ. "الدرر الكامنة" 2/ 345.

(7)

لم أجده.

(8)

شهابُ الدَّين، أبو حفصٍ عمرُ بن محمَّد السهرورديُّ، شيخ الصوفية ببغداد، محدِّث، كان من سادات الصالحين، اْخذ عن عمه أبي النجيب السهروردي، وعنه: الحافظ ابن نقطة، وابن =

ص: 437

قالَ ابنُ فرحونِ

(1)

: وقرأ كلَّ العلومِ المتداولةِ بينَ النَّاس، وحفظَ اثني عشرَ كتاباً في فنونٍ متعدِّدةٍ، وسافرَ به والدُه إلى دمشقَ، فرَأَسَ وبرعَ، واشتهرَ، ووليَ الوظائفَ الجليلةَ، ثمَّ ماتا جميعاً في الطَّاعونِ سنةَ تسعٍ وأربعين وسبعِ مئةٍ.

‌1846 - عبدُ الله بنُ أبي أحمدَ بنِ جحشِ بنِ ريابِ الأسديُّ

(2)

.

وُلدَ في حياةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولذا ذكرَه جماعةٌ في الصَّحابةِ

(3)

، وجزمَ العسكريُّ

بقولِه: حديثُه مرسَلٌ. يروي عن: أبيه، وعليٍّ، وابنِ عبِّاسٍ، وكعبٍ الأحبارِ، وعنه: ابنُه بكرٌ أو بكيرٌ، وابنُ أخته سعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمن بن رُقيش، وحسينُ بنُ السَّائبِ، وغيرُهم. قالَ العِجليُّ

(4)

: هو مِن كبارِ التَّابعين، مدَنيٌّ، لقي عمرَ، وهو في "التهذيب"

(5)

.

- عبدُ اللهِ بنُ أبي أُحيحةَ.

في: ابنِ سعيدِ بنِ العاصىِ. (1925).

‌1847 - عبدُ اللهِ بنُ الأرقمِ بنِ أبي الأرقمِ عبدِ يغوثَ بنِ وَهبِ بنِ عبدِ مَنافِ

= النجار، له:"عوارف المعارف"، مطبوع، ولد سنة 539 هـ، وتوفي سنة 632 هـ. "وفيات الأعيان " 3/ 446، و"البداية والنهاية" 13/ 138، و"سير أعلام النبلاء" 22/ 373.

(1)

"نصيحة المشاور، ص:106.

(2)

"الطبقات الكبرى" 5/ 62، وجعله من الطبقة الأولى من أهل المدينة من التابعين.

(3)

منهم ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 67، وابن حجر في "الإصابة" 3/ 57، في القسم الثاني.

(4)

"معرفة الثقات" 2/ 20.

(5)

"تهذيب الكمال" 14/ 292، و"تهذيب التهذيب" 4/ 231.

ص: 438

بنِ زُهرةَ بن كِلابٍ، القُرَشيُّ، الزُّهريُّ

(1)

.

صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ

(2)

في المدَنيين، فقال: عبدُ الله بنُ الأرقمِ، كاتبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. زادَ غيرُه

(3)

: وكانَ يجيبُ عنه الملوكَ، بل بلغَ مِن أَمانتِه عندَه أنَّه كانَ يأمرُه أنْ يكتبَ إلى بعضِ الملوك، فيكتبُ، ويختمُ مِن غيرِ أنْ يقرأَه، ولذا جعلَه عمرُ على بيتِ المالِ.

قالَ البخاريُّ

(4)

: وعبدُ يغوثَ جدُّه، إنَّه أسلمَ يومَ الفتحِ، وكتبَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكرٍ وعمرَ، وكانَ على بيتِ المالِ إيَّامَ عمرَ، وكانَ أثيراً عندَه لمِا شاهدَه مِن ائتمانِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم له، حتى إنَّ حفصةَ حكتْ عن أبيها أنَّه قالَ لها: لولا أنْ يُنكِرَ عليَّ قومُكِ لاستخلفتُه.

وعند البغويِّ

(5)

مِن طريقِ ابنِ عُيينةَ عن عَمروِ بنِ دينارٍ أنَّ عثمانَ استعملَه على بيتِ المالِ، فأعطاه عُمالةً ثلاثَ مئةِ ألف

(6)

، فابى أن يقبلَها، وقالَ: إنما عملتُ لله، وكذا قالَ مالكٌ: بلغني أنَّ عثمانَ أجازَه بثلاثين ألفاً، وذكره. قالَ البخاريُّ: وعبدُ يغوثَ جدُّه، كانَ خالَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقالَ السَّائبُ بنُ يزيدَ: ما رأيتُ أخشى لله منه.

(1)

"الإصابة" 2/ 273.

(2)

"الطبقات" 1/ 148 (46).

(3)

"معرفة الصحابة"، لأبي نعيم 3/ 1582.

(4)

"التاريخ الكبير" 5/ 32.

(5)

"معجم الصحابة" 3/ 528

(6)

ثلاث مئة ألف، أي: درهما، وهي تساوي ثلاثين ألف، أي: ديناراً، فيكون الرقمان متساويين.

ص: 439

روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: عبدُ الله بنُ عتبةَ بنِ مسعودٍ، وأسلمُ مولى عمرَ، وزيدُ

(1)

بنُ قتادةَ، وعروةُ، وتوفيَ في خلافةِ عثمانَ، كما قالَه ابنُ السَّكَنِ، وهو مقتضى صنيعِ البخاري في "تاريخه الصغير"

(2)

. وما وقعَ في " ثقات ابن حِبَّان"

(3)

مِن أنَّه تُوفيَ سنةَ أربعٍ وستين

(4)

وَهَمٌ.

‌1848 - عبدُ اللهِ بنُ أرقمَ الخُزَاعيُّ.

كذا في نسخةٍ من "طبقات مسلم"

(5)

، وصوابُه: ابنُ أقرمَ.

‌1849 - عبدُ الله بنُ أزهرَ الزُّهريُّ

(6)

.

صحابيٌّ، ذكرَه مَسلم

(7)

في المدَنيين.

(1)

كذا في الأصل، وصوابه: يزيد، كما في "تهذيب الكمال"، ومختصره:"تهذيب التهذيب" 4/ 234.

(2)

"التاريخ الصغير" 1/ 68، و"التاريخ الكبير" 5/ 32.

(3)

"الثقات" 3/ 218.

(4)

وقع في "الإصابة" 2/ 273: أربع وأربعين، وهو خطأ، فليصحح ثَمَّ، والصواب كما هنا، وهو كذلك على الصواب في "الثقات"، وفي "تهذيب التهذيب".

(5)

في "الطبقات" 1/ 157 (143): بن أقرم الخزاعي.

(6)

عبدُ الله بنُ المطَّلبِ بنِ أزهر، وُلد في الحبشةِ، له ترجمة في "أسد الغابة" 3/ 288، و "الإصابة" 2/ 371.

وقيل: هو عبدُ الرَّحمنِ بنُ أزهرَ، لا عبد الله، وهو وهمٌ من الإمام مسلم، كما وقع في هامش مخطوطة "الطبقات" لمسلم، كما ذكره محققه، وهو صحابيُّ، ابن أخي عبد الرَّحمن بن عوف، مات أيام الحرَّة، وترجمته في "الإصابة" 2/ 389.

(7)

ذكره في "الطبقات" 1/ 263 (1030)، عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر، لكن ذكره في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وله ترجمة في "الطبقات الكبرى" 5/ 240، و"الثقات" 5/ 17.

ص: 440

‌1850 - عبدُ الله بنُ أسعدَ بنِ عليِّ بنِ سليمانَ بنِ فَلاحٍ، العفيفُ أبو محمَّدٍ، وأبو السّيادةِ، وأبو عبدِ الرَّحمنِ، اليَافعيُّ، ثمَّ المكيُّ، الشَّافعيُّ

(1)

.

أحدُ السَّاداتِ، ونزيلُ الحرمين، وُلدَ سنةَ ثمانٍ وتسعين وستِّ مئةٍ تقريباً، وحفظَ القرآنَ بِعَدَنَ، وأخذ عن أبي عبدِ الله محمَّد بنِ أحمدِ الدِّهنيِّ، ابنِ البصَّالِ

(2)

، والشَّرفِ أحمدَ بنِ عليٍّ الحرازيِّ

(3)

قاضي عدنَ ومفتيها، وحجًّ، وقد بلغَ في سنة اثنتي عشرة وسبع مئةٍ، ثمَّ عادَ إلى اليمنِ، وصحبَ أبا الحسنِ عليَّاً

(4)

المعروفَ بالطواشي

(5)

، فانتفعَ به، وسلكَ على يديه، وحبَّبَ اللهُ إليه الخلوةَ والانقطاعَ، ورجعَ منها إلى مكَّةَ في سنةِ ثمانَ عشرةَ، وسمعَ بها بقراءتِه عالياً على الرَّضي الطبري

(6)

الكثيرَ جِدَّا، وعلى النَّجم الطبري، وبحث عليه "الحاوي"

(1)

"الوفيات" لابن رافع 2/ 313، و "الدرر الكامنة" 2/ 247، و"ذيل طبقات الحفاظ"، ص: 152، و"العقد الثمين" 5/ 104.

(2)

محمَّدُ بنُ أحمدَ، المعروفُ بالبصَّال، من العُبَّاد، قال عنه الإسنويُّ: كانَ صاحبَ كشفِ ومشاهدات، ماتَ بعدنَ سنة 745 هـ. "طبقات الخواص"، للشرجي، ص: 130، و"طبقات الشافعية" 2/ 330.

(3)

أبو العباسِ الحرازيُّ، اليمنيُّ، كان عالماً بالفقه والقراءات، تولى قضاء عدن، ومات بها سنة 718 هـ."طبقات الإسنوي" 2/ 327.

(4)

في المخطوطة: علي، وهو خطأ.

(5)

عليُّ بنُ عبد الله الطواشيُّ اليمنيُّ، ذو الأحوال السنية، والمقامات العلية، كان يعرف بصاحب حَلى، وهي مدَينة باليمن، توفي سنة 741 هـ. "طبقات الخواص"، ص: 81، و"شذرات الذهب" 6/ 130.

(6)

إبراهيم بن محمَّد، تقدَّمت ترجمته.

ص: 441

و"التنبيه"، وكانَ يقولُ في حالِ قراءتِه عليه "للحاوي": استفدتُ معك أكثرَ مما استفدتَ معي.

وقد أقرائُه مِراراً ما فهمتُه مثلَ هذه المرَّةِ، ولما فرغَه

(1)

قالَ لمن حضرَ: اشهدوا عليَّ أنَّه شيخي فيه، وجاء إلى مكانه في ابتداء قراءته فخطبه

(2)

لقراءتِه عليه.

كلُّ ذلكَ من التَّواضعِ، وحسنِ الاعتقادِ، والمحبَّةِ في اللهِ، والودادِ. كلُّ هذا بإخبارِ العفيف.

وكانَ عارفاً بالفقهِ والأصلينِ، والعربيةِ، والفرائضِ، والحسابِ، وغرِها من فنونِ العلم، مع نظمٍ كثيرٍ، دؤَن منه نحوَ عشرةِ كراريسَ كبارٍ، وتواليفَ في فنونِ العلمِ، منها:"المرهم في أصول الدِّين"

(3)

، و"قصيدة" نحوُ ثلاثةِ آلافِ بيتٍ في العربيةِ، وغيرها، وقالَ: إنَّها تشتملُ على قريبِ عشرينَ علماً، بعضُها متداخلٌ، كالتَّصريفِ مع النَّحوِ، والقوافي مع العَروضِ، ونحوِها، و"تاريخٌ" ابتدأه من أوَّلِ الهجرةِ

(4)

، و "روض الرَّياحين في أخبار الصالحين"

(5)

و"الذيل" عليه، و"الإرشاد والتطريز"

(6)

، و"الدُّرَّة المستحسنة في تكرير العمرة في السنة" وغيرها.

(1)

هكذا في الأصل؟ وفي "العقد الثمين" 5/ 105: ولما فرغتُ من قراءته ظن، وهو الصواب.

(2)

هكذا في الأصل؟.

(3)

اسمه: "مرهم العلل المعضلة، في دفع الشُّبَه والرَّدِّ على المعتزلة، بالبراهين والأدلة المفضَّلة، مختومٌ بعقيدة أهل السُّنَّة المفضَّلة" طبع في كلكتا بالهند سنة 1910 م.

(4)

هو "مِرْآة الجنان، وعبرة اليقظان، في معرفة حوادث الزمان"، طبع في الهند.

(5)

مطبوع.

(6)

"الإرشاد والتطريز في فضل ذكر الله، وتلاوة كتابه العزيز"، مخطوط، لم يطبع.

ص: 442

وكانَ كثيرَ العبادةِ والورع، وافرَ الصَّلاحِ، والعُزلةِ، والإيثارِ للفقراء، والانقباضِ عن بني الدُّنيا مع إنكارِه عليهم، ولذا نالته ألسنتهم، ونسبوه إلى حبِّ الظُّهورِ، وتطرَّقوا للكلامِ فيه بسببِ مقالةٍ قالها، وهي قولُه من قصيدةٍ

(1)

:

ويا ليلةً فيها السَّعادةُ والمنُى

لقد صغُرَتْ في جنيها ليلةُ القَدْرِ

حتى إنَّ الضياءَ الحمويَّ

(2)

كفَّرَه به، وأبى ذلكَ غيرُ واحدٍ مِن علماءِ عصرِه، وأبدَوا له وجهاً، وكذا أُخذَ عليه في كلماتٍ وقعت منه تقتضي تعظيمَه لأمرِه.

ورحلَ إلى الشَّامِ في سنةِ أربعٍ وثلاثينَ، وزارَ القدسَ، والخليلَ، ودخلَ مصرَ مخُتفياً، وزارَ الشافعيَّ، وغيرَه، والصَّعيدَ، كلُّ هذا على قدَمِ التَّجريدِ، ولم تفتْه حجةٌ في تلكَ السِّنين، ثمَّ عادَ لمكَّةَ. وأنشأ لسانُ الحال

(3)

:

فألقتْ عصَاها واستقرَّ بها النَّوى

كما قرَّ عَيناً بالإياب المسافرُ

وتصدَّى للتَّصنيف، والإقراءِ، والإسماعِ، وكانت أوقاتُه مصروفةً في وجوهِ البر، وأكثرُها العلمُ، وممَّن أخذَ عنه الزَّينُ العراقيُّ، والجمالُ ابنُ ظهيرةَ، وأثنى

(1)

البيت في "العقد الثمين" 5/ 106.

(2)

إسماعيلُ بنُ عمرَ، ضياءُ الدِّين الدِّمشقيُّ، المعروف بابن الحموي، عالمٌ بالحديث، كثير العبادة، مولده سنة 635 هـ، ووفاته سنة 727 هـ. "المعجم المختص بالمحدِّثين"، ص: 115، و"البداية والنهاية" 14/ 135، و"الدرر الكامنة" 1/ 374.

(3)

البيت لعبد ربَّه السلمي، وكان سيَرَّ امرأته من اليمامة إلى الكوفة، وقيل: هو لمعقِّر بن حمارٍ البارقي. "ألسان العرب": عصا. يقال: ألقى المسافر عصاه: إذا بلغ موضعه وأقام، ويُضرب هذا مثلاً لكلِّ مَن وافقه شيءٌ فأقام عليه.

ص: 443

عليه البدرُ ابنُ حبيب

(1)

في "تاريخه"، والإسنويُّ في "طبقاته"

(2)

، وقالَ: إنَّه جاورَ بالمدينةِ مِراراً، مرَّةً منها مدَّةَ، وماتتْ فيها زوجتان له، وهما زينب، وخديجةُ الاثنتان

(3)

في سنةِ ستِّ وستين وسبعِ مئةٍ، والخزرجيُّ

(4)

في "تاريخ اليمن".

قالَ ابنُ فرحونٍ

(5)

: الشَّيخُ، العالمُ العاملُ، قطبُ زمانِه، كانَ قبلَ توطُّنِه بمكَّةَ، وزواجِه فيها، أقامَ بالمدينةِ على قدمِ التَّجرُّد، والوَحدةِ، والسِّياحاتِ، ثمَّ تزوَّجَ بالمدينةِ في سنةِ تسعِ وثلاثين وسبعِ مئةٍ الحرَّةَ الصَّالحةَ العابدةَ، سُتيتَ أمَّ محمَّد ابنةَ عليٍّ اليماني، ثمَّ فارقها، وارتحلَ إلى مكَّةَ، ولم يزل يتردَّدُ إلى المدينةِ، ويجاورُ بها.

ومناقبُه، وكراماتُه، وأحوالُه، وعلومُه، ومصنَّفاتُه، ومجاهداتُه لا يحصرُها حدٌّ، ولا تنتهي بالعدِّ كما قيل:

يفنى الكلامُ ولا يُحيطُ بوصفِه

حَسْبُ المُبالِغ أن يكون مُقصِّرا

وكثيرٌ من الصَّالحين، يشيرُ إلى أنَّه قطبُ مكَّةَ، وهو جديرٌ بذلك.

(1)

الحسنُ بنُ عمرَ، بدرُ الدِّين الدمشقي الأصل، الحلبي، محدِّثٌ ومؤرِّخٌ، أخذ عن ابن نباتة، وأخذ عنه ابنُ عشائرَ، له:"تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه" مولده سنة 710 هـ، ووفاته سنة 779 هـ. "الوافي بالوفيات" 12/ 195، و"الدرر الكامنة" 2/ 29.

(2)

"طبقات الشافعية" 2/ 330.

(3)

في الأصل: الاثنتين، وهو خطأ ظاهر.

(4)

أبو الحسن، عليُّ بنُ الحسنِ الخزرجيُّ، النسَّابة، مؤرخٌ أديبٌ، أجاز لابن حجر. توفى سنة 812 هـ، وقد جاوز السبعين جمع تاريخاً على السنين، وآخر على الأسماء. "إنباء الغمر" 6/ 190، و"الضوء اللامع" 5/ 210 و"شذرات الذهب" 7/ 97.

(5)

"تاريخ المدينة"، ص:139.

ص: 444

واتَّفقَ في سنةِ ستٍّ وستين وسبعِ مئةٍ مجيئُه معَ القافلةِ للزِّيارةِ، فجاءَ بزوجتيه ابنةِ القاضي نجمِ الدِّين، وأمِّ أولاده الشِّهابِ، الإمام، فتُوفيتِ الأولى في أواخرِ شعبانَ، ثمَّ الثانيةُ في أوَّلِ ليلةٍ من رمضان، ودُفنتا في قِبلة قُبَّةِ إبراهيمَ ابنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا كانَ بعدَ العيدِ خطبَ إليَّ ابنتي ملوكَ التي كانتْ زوجَ عيسى الهسكوري

(1)

، فزوَّجتُها منه رجاءَ بركتِه. انتهى.

كانت وفاتُه في جُمادى الثَّانيةِ سنةَ ثمان وستين وسبعِ مئةٍ بمكَّةَ، ودُفنَ بجوارِ الفُضَيلِ بنِ عياضٍ مِن المَعلاةِ، وبيعتْ حوائجُه الحقيرةُ بأغلى الأثمانِ، بحيثُ بيعَ له مِئزرٌ عتيقٌ بثلاثِ مئةِ درهمٍ، وطاقيةٌ بمئةٍ، ومِن نظمِه

(2)

:

ألا أيُّها المغرورُ جهلاً بعزلتي

عن النَّاسِ ظنًّا أنَّ ذاكَ صلاحُ

تيقَّنْ بأنِّي حارسُ شرِّ كلبةٍ

عَقورٍ لها في المسلمين نُباحُ

ونادى منادي القويم باللَّوم مُعلناً

على يافعيٍّ: ما عليكَ جناحُ

وقوله

(3)

:

يا غائباً وهو في قلبي يُشاهدُه

ما غابَ مَنْ لم يزلْ في القلبِ مشهودا

إنْ فاتَ عينيَّ مِن رُؤياكَ حظهُما

فالقلبُ قد نالَ حظَّاً منكَ محمودا

وقالَ شيخي في "درره"

(4)

: نشأ على خيرٍ وصلاحٍ، وانقطاعٍ، ولم يكنْ

(1)

عيسى الهسكوري، تأتي ترجمته.

(2)

الأبيات في "طبقات الإسنوي" 2/ 332، و"العقد الثمين" 5/ 110.

(3)

البيت في "العقد الثمين" 5/ 111.

(4)

"الدرر الكامنة" 2/ 247.

ص: 445

في صباه يشتغلُ بشيءٍ غيرِ القرآنِ والعلمِ، ودخلَ مصرَ وزارَ الشافعيَّ، وأقامَ بالقرافةِ، وحضرَ عندَ حسينٍ الجاكي

(1)

، والشيخِ عبد الله المنوفي

(2)

، وزارَ الشيخ محمَّداً المرشديَّ

(3)

، وذكرَ أنه بشَّرَه بأمور، وكانَ يتعضَّبُ للأشعريِّ

(4)

، وله كلامٌ في ذمِّ ابنِ تيمية

(5)

، ولذلكَ غمزَه بعضُ مَنْ يتعصَّب لابن تيميةَ من الحنابلة وغيرِهم، وكاَن منقطعَ القرينِ في الزُّهد.

(1)

حسينُ الجاكيُّ المصريُّ، إمامُ مسجد الجاكي بالقاهرة، وواعظه، صالحٌ، عاميٌّ، عُزل عن الوعظ ثمَّ أعيد لقصةِ جرت له مع السلطان، أخذ عن أيوب الكنَّاس، وتوفي سنة 730 هـ. "الطبقات الكبرى"، للشعراني 2/ 2.

(2)

عبدُ الله بنُ محمَّدِ، المغربيُّ الأصل، المنوفيُّ، أحدُ الصالحين، والفقهاء المالكية، أخذ عن سليمان التنوخيَ الشاذلي، وركن الدين ابن القَوبع، مولده سنة 686 هـ ووفاته سنة 749 هـ. "الدرر الكامنة" 2/ 313، و"النجوم الزاهرة" 10/ 206، و"نيل الابتهاج" 1/ 219.

(3)

محمَّدُ بنُ عبدِ الله المرشديُّ، فقيه شافعيٌّ، من الزاهدين، كان عظيم الشأن في زمانه، قرأ على الضياء ابن عبد الرحيم، وتلا للسبع على التقي الصائغ، مات سنة 737 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 462، و"الطبقات الكبرى"، للشعراني 2/ 2، و"شذرات الذهب" 7/ 116.

(4)

كان الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله على مذهب المعتزلة، ثم انتقل إلى مذهب أهل السنة في الرؤية وإثبات ما ورد في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة من أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، على الوجه الذي يليق بالله سبحانه، من غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ ومن غير تكييفٍ ولا تمثيلٍ، وغير ذلك من اعتقاد السلف، وهذا هو الذي صرح به الأشعري نفسه في كتبه المشهورة كالمقالات والإبانة.

(5)

شيخ الإسلام أحمدُ بنُ عبدِ الحليم ابن تيمية رحمه الله إمامٌ مجدِّدٌ، عُنيَ بنصرة عقيدة السلف، والرد على أهل البدع والأهواء بالحجة والبيان من كتاب الله وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 446

أخبرني شيخي أبو الفضل العراقيُّ: إنه قالَ لهم في كلامٍ ذُكَر فيه الخَضِرُ

(1)

إن لم تقولوا: إنه حيُّ، وإلا غضبتُ عليكم، وحُفِظَ عنه تعظيمُ ابنِ عربي

(2)

، والمبالغةُ في ذلك.

‌1851 - عبدُ الله بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ الشِّيرازيُ الأصل، المدَنيُّ، ثمَّ نزيلُ مكَّة

(3)

، ويُعرفُ: بالعَفيفِ المدَنيِّ.

وُلدَ بالمدينةِ، ونشأَ بها، وسمعَ بها مِن ابنِ صِدَّيقٍ في سنةِ سبع وتسعين وسبعِ مئةٍ بعضَ "صحيح البخاري"، ثمَّ سكنَ مكَّةَ، وسمعَ بها في سنةِ أربعٍ وأربعين وثمانِ مئةٍ على التَّقيِّ ابنِ فهدٍ، والشَّمسِ أبي المعالي محمَّد بنِ عليِّ بنِ عثمانَ الصَّالحيِّ بعضَ "رياض الصالحين"، ودخلَ هرموز

(4)

، بل العجمَ، وكانَ مُثرياً، ذا دُورٍ، وماتَ بمكَةَ في عصرِ يومِ الثلاثاءِ خامسَ عشرَ شوَّالٍ سنةَ ثلاثٍ وخمسين وثمانِ مئةٍ، وصُلِّي عليه بعدَ صلاةَ العصرِ عندَ بابِ الكعبةِ، ودُفنَ بالمَعلاةِ بجانبِ قبرِ سيدي الشَّيخِ عليِّ بن أبي بكرٍ

(1)

راجع: كتاب "الإصابة" 1/ 429، فله فيه ترجمة كبيرة جداً، حيث ذكر الخلاف في حياة الخضر ووفاته، والراجح وفاته.

(2)

أبو حاتم ابن عربي الطائي، صاحب كتاب "الفتوحات المكية" أنكر العلماء عليه، وغلظوا قوله بوحدة الوجود.

(3)

"إتحاف الورى" 3/ 24، و 292، و"الضوء اللامع" 5/ 13.

(4)

هرموز، أو: هُرمز في إيران حالياً، على الخليج العربي، وانظر:"الروض المعطار" 1/ 595.

ص: 447

الزَّيلعي

(1)

ممَّا يلي القِبلةَ.

‌1852 - عَبدُ الله بنُ أقرمَ بنِ زيدِ [بن]

(2)

مَعبدٍ الخُزَاعيُّ، المدَنيُّ

(3)

.

له صحبةٌ وروايَةٌ. عنه: ابنُه عبيدُ الله، وهو كما قالَ ابنُ عبدِ البرِّ

(4)

: معدودٌ في أهلِ المدينةِ، ذكرَه الفاسيُّ

(5)

. وفي عدَّةِ نسخٍ من "الطبقات"

(6)

لمسلمٍ في المدَنيين مِن الأولى: عبدُ الله بنُ أرقمَ الخُزاعيُّ، وهو ابنُ أقرمَ هذا، وإنْ تقدَّمَ عبدُ اللهِ بنُ أرقمَ، فهو زُهريٌّ لا خُزاعيٌّ.

‌1853 - عبدُ اللهِ بنُ أبي أُمامةَ بنِ ثعلبةَ، أبو رملةَ الأنصاريُّ، الحارثيُّ، البلويُّ، المدَنيُّ

(7)

.

مِنْ أهلِها، ذكرَه مسلمٌ

(8)

في ثالثةِ تابعيها. يروي عن: أبيه الآتي في الكنى

(9)

، وعبدِ اللهِ بنِ كعبٍ، وعنه: صالحُ بنُ كيسانَ، وابنُ، إسحاقَ، وأسامةُ بنُ

(1)

الفقيه العابد، المتوفى سنة 728 هـ. ترجم له في:"العقد الثمين" 6/ 144، و "طبقات الخواص"، للشرجي، ص:85.

(2)

ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل.

(3)

"معرفة الصحابة" 1/ 1583، و"الإصابة" 2/ 276.

(4)

"الاستيعاب" 2/ 264.

(5)

"العقد الثمين" 5/ 115.

(6)

"الطبقات" 1/ 157 (143).

(7)

"الجرح والتعديل" 5/ 10، وفرَّق بين الأنصاري والبلوي.

(8)

"الطبقات" 1/ 241 (763).

(9)

الكنى في القسم المفقود من الكتاب.

ص: 448

زيدٍ اللَّيثيُّ، ومحمَّدُ بنُ زيدِ بنِ مهاجرٍ، وثَّقَه ابنُ حِبَّان

(1)

، وفرَّق البخاريُّ بينَ الأنصاريِّ، والبلويِّ

(2)

، وهو الصَّوابُ فيما قالَه شيخُنا

(3)

، وخرَّجَ له أبو داود وابنُ ماجه

(4)

، وهو في "التهذيب"

(5)

، وثاني "الإصابة"

(6)

.

- عبدُ اللهِ بنُ أمِّ مَكتومٍ.

في: عمروِ بنِ شُرحبيل

(7)

. (2963، 2985).

‌1854 - عبدُ اللهِ بنُ إنسانَ الثَّقفيُّ، الطَّائفيُّ، ثمَّ المدَنيُّ

(8)

.

مِنْ أهلِها، عن: عروةَ بنِ الزُّبيرِ.

وعنه: ابنُه محمَّدٌ، كانَ يخطئُ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"

(9)

.

وقال البخاريُّ

(10)

: لم يصحَّ حديثُه.

(1)

"الثقات" 7/ 18.

(2)

"التاريخ الكبير" 5/ 45.

(3)

في "الإصابة".

(4)

أخرجا له حديث: "البذاذة من الإيمان"، وهو عند أبي داود في كتاب الترجل (4158)، و"سنن ابن ماجه"، كتاب الزهد 2/ 1379 (4118). والبذاذة: التَّقشُّف.

(5)

"تهذيب الكمال" 14/ 311، و"تهذيب التهذيب" 4/ 236.

(6)

"الإصابة" 3/ 58.

(7)

في الأصل: بن عمرو بن شريح، والصواب المثبت.

(8)

"الكاشف" 1/ 539.

(9)

"الثقات" 7/ 17.

(10)

"التاريخ الكبير" 5/ 45.

ص: 449

وتعقَّبَ الذَّهبيُّ

(1)

قولَ ابنِ حبَّان فيمَن لم يروِ إلا حديثاً واحدا

(2)

: يخطئ، وقالَ: إنْ كانَ أخطأَ فيه، فما هو الذي ضبطَه؟، وهو في "التهذيب"

(3)

.

‌1855 - عبدُ الله بنُ أُنيسِ بنِ أسعدَ

(4)

بنِ حَرامِ بنِ حبيبِ بنِ مالكِ بنِ كعبٍ، أبو يحيى، أو أبو فاطَمة الجُهَنيُّ، الأنصاريُّ

(5)

.

حليفٌ لبني دينارِ بنِ النَّخَّارِ، ممَّن شهدَ العقَبةَ، وأُحداً.

بل شذَّ خليفةُ بنُ خياط

(6)

، فقال: شهدَ بدراً

(7)

، وبعثه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بسريةٍ إلى خالد بنِ نُبيحٍ العَنَزيُّ

(8)

، فقتله.

(1)

في "ميزان الاعتدال" 2/ 393، ونذكر عبارته ليتَّضح كلام المؤلِّف، قال الذَّهبيُّ: قال ابنُ حِبَّان: يخطئ وهذا لا يستقيمُ أنْ يقولَه الحافظ إلا فيمن روى عدَّةَ أحاديث، فأمَّا عبدُ الله هذا، فهذا الحديثُ أوَّلُ ما عندَه وآخرُه، فإنْ كانَ أخطأَ، فحديثُه مردودٌ على قاعدةِ ابنِ حِبَّان.

(2)

والحديث الذي رواه أخرجه أحمد في "المسند" 1/ 165، وأبو داود في المناسك، باب: في مال الكعبة (2025)، وسنده ضعيف، وينظر:"الجوهر النقي" 5/ 200.

(3)

"تهذيب الكمال" 14/ 312، و"تهذيب التهذيب" 4/ 237.

(4)

تحرَّفت في الأصل إلى: سعيد، والتصويب من "أسد الغابة"، و"الإصابة".

(5)

وكذا قال ابن الأثير في "أسد الغابة"، وهو في "معرفة الصحابة" 3/ 1585.

(6)

"طبقات خليفة" 1/ 118.

(7)

"تهذيب الكمال" 14/ 312.

(8)

كذا في الأصل تبعاً لـ "لإصابة"، وتحتمل أن تكون في المخطوطة: العنبري، تبعاً، لـ "تهذيب الكمال"، وصوابه: خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي، كما في "السيرة النبوية"، لابن هشام 4/ 196، وكما أخرجه أبو داود في صلاة الخوف، باب: صلاة الطالب (1243)، وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 437: إسناده حسن.

ص: 450

روى عنه: ابنُه ضمرةُ، وجابرٌ، ورحلَ إليه، وبُسرُ بنُ سعيدٍ، وعبدُ اللهِ، وعبدُ الرَّحمنِ ابنا كعبِ بنِ مالكٍ، وآخرون، وحديثُه عندَ أهلِ الشَّامِ، ومصرَ، خرَّجَ له مسلمٌ

(1)

وغيرُه، وذُكِر في "التهذيب"

(2)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(3)

.

ماتَ بالمدينةِ في ولايةِ معاويةَ بنِ أبي سفيانَ سنةَ أربعٍ وخمسين، وكانَ منزلُه على بريدٍ

(4)

منها بموضعٍ معروفٍ بالمخراف

(5)

، وهو صاحب المِخْصَرة

(6)

.

قلتُ: لم أرَ مَنْ صرَّحَ بالمدينةِ غيرَ الآقشهري، بل بعضُهم قالَ: بالشَّامِ، وبعضُهم أطلقَ خلافة معاويةَ. نعم ذكرَه مسلمٌ

(7)

في الأولى من المدَنيين.

‌1856 - عبدُ اللهِ بنُ الأهتمِ

(8)

.

عن: المدَنيين، وعمرَ بنِ عبدِ العزيز، وعنه: أهلُ الشَّام، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية

(1)

كتاب الصيام، باب: فضل ليلة القدر، والحث على طلبها 2/ 827 (1168).

(2)

"تهذيب الكمال" 14/ 312، و"تهذيب التهذيب" 4/ 237.

(3)

"الإصابة" 2/ 278.

(4)

البريد=20 كم.

(5)

في "معجم البلدان" 5/ 71: المِخراف: حائطٌ، أي: بستان لسعدٍ.

وهو الذي تصدَّق به سعدُ بنُ عبادةَ عن أمِّه بعدَ وفاتها. انظر: "الطبقات الكبرى" 3/ 615.

(6)

المخصرة: العصا والسوط، كما في "الصحاح": خصر.

وخبرها في "السيرة النبوية"، لابن هشام 4/ 197، و"معجم الصحابة" للبغوي 4/ 69.

(7)

"الطبقات" 1/ 150 (63)، وذُكر في "وفيات الأعيان" 6/ 298 في توليةِ يزيدَ بنِ المهلب خراسانَ، وكانَ أرسلَ على البريد بذلك.

(8)

تحرَّفت في الأصل إلى: الأهيم، وانظر:"التاريخ الكبير" 5/ 47، و"تاريخ دمشق" 27/ 107، و"تهذيب الكمال" 6/ 117.

ص: 451

"ثقاته"

(1)

.

- عبدُ الله بنُ بُحَينةَ.

وهي أمُّهَ، وهو: ابنُ مالكِ ابنُ بُحينةَ، يأتي. (2073).

‌1857 - عبدُ الله بنُ بدرِ بنِ بَعجةَ بنِ معاويةَ بنِ خِشَّانَ

(2)

، أبو بعجةَ الجُهَنيُّ

(3)

.

والدُ معاويةَ الآتي، نزلَ المدينةَ، وله بها دارٌ، وفيها ماتَ زمنَ معاويةَ.

وكانَ اسمُه عبدَ العُزَّى، فسمَّاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عبدَ الله. روى عنه، وعن: أبي بكرٍ، وعنه: ابنُه بَعجةُ، ومعاذُ بنُ عبدِ الله بنِ خُبيبٍ.

قالَ ابنُ حِبَّانَ

(4)

: كانَ يحملُ لواءَ جُهينةَ يومَ الفتحِ، وكانَ ينزلُ الباديةَ بالقَبَليةِ مِن بلادِ جُهينةَ، ماتَ في ولايةِ معاويةَ، وقد أخرجَ ابنُ شاهين

(5)

مِن طريقِ ابنِ الكلبيِّ عن أبي عبدِ الرَّحمنِ المدَنيِّ، عن عليِّ بنِ عبدِ الله بنِ بعجةِ الجُهنيِّ، قال: لمَّا قدمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ، وفدَ إليه عبدُ العزَّى بنُ بدرٍ، ومَعه أخوه لأمِّه يقال له: أبو سَروعة

(6)

، وهو ابنُ عمِّه، فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما اسمُكَ"؟ قال: عبدُ العزَّى،

(1)

"الثقات" 7/ 13.

(2)

كذا ضبطها بخاءٍ وشين الحافظُ ابن حجرٍ في "الإصابة" 2/ 280، وتحرَّفت في الأصل إلى: حسان.

(3)

"معرفة الصحابة"، لأبي نعيم 3/ 1596.

(4)

"الثقات" 3/ 239.

(5)

الحديث ضعيف؛ بسبب ابن الكلبي، واسمه هشامُ بنُ محمَدِ بنِ السَّائب، قال عنه الدارقطنيُّ متروك، وقال الذَّهبيُّ: لا يوثق به. "ميزان الاعتدال" 4/ 304.

(6)

ينظر: "تصحيفات المحدثين" للعسكري 2/ 881.

ص: 452

قال: "أنت عبدُ الله"، ثمَّ قالَ له:"ممَّن أنت"؟ قال: من بني غَيَّان، قال:"بل أنتم بنو رشدان"، وكان اسمُ واديهم غوى، فسمَّاه: رشدا، وقال لأبي سَروعة:"رُعتَ العدوَّ إنْ شاء الله تعالى"، وأعطي اللِّواءَ عبدَ الله يومَ الفتحِ، وكانَ شهدَ معه أُحُداً، وخطَّ له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ، وهو أوَّلُ مَنْ خطَّ مسَجداً بها. وقالَ ابنُ سعدٍ

(1)

: ماتَ في خلافةِ معاويةَ.

‌1858 - عبدُ الله بنُ بكرِ بنِ المثنَّى، أبو العبَّاسِ السَّهميُّ، المدَنيُّ

(2)

.

روى عن: أبي بكَرٍ الآجُريِّ، وعبدِ اللهِ بنِ الوردِ، والحسنِ بنِ رشيقٍ. وكانَ رجلاً صالحاً، ذا روايةٍ واسعيةٍ، قدمَ الأندلسَ معَ والدِه تاجراً، وحدَّثَ بها في سنةِ ستَ عشرةَ وأربعِ مئةٍ.

‌1859 - عبدُ الله بنُ أبي بكرِ

(3)

بنِ حفصِ بنِ عمرَ بنِ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ.

عن: معاويةَ - إَنْ كانَ سمعَ منه - أنَّه صلَّى بالنَّاسِ بالمدينةِ، فلم يقرأْ بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فقالوا: يا معاويةُ، أسرقتَ الصَّلاةَ أم نسيتَ؟ فلم يَعُدْ معاوية لذلك بعد

(4)

.

(1)

"الطبقات الكبرى" 4/ 347.

(2)

النقل من "تاريخ الإسلام"، للذهبي، الطبقة الثانية والأربعون، سنة 416 هـ، ص:402.

(3)

واسم أبي بكر عبد الله. "تهذيب الكمال" 14/ 423.

(4)

الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" 2/ 92، والحاكم في "المستدرك" 1/ 232، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، وضعَّفه الزَّيلعي في "نصب الراية" 1/ 353 بعبد الله بن عثمان بن خثيم، وهو من رجال مسلم؟.

ص: 453

روى عنه: عبدُ الله بنُ عثمانَ بنِ خُثيمٍ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(1)

.

‌1860 - عبدُ الله بنُ أبي بكرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي أحمدَ ابنِ جَحشٍ

(2)

.

عِدادُه في أهلِ المَدينةِ. يروي عن: أنسٍ، وعنه: مجمِّعُ بنُ يعقوبَ. قُتلَ

(3)

سنة ثلاثين ومئة، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(4)

.

‌1861 - عبدُ اللهِ بنُ أبي بكرِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامٍ، المخزوميُّ، المدَنيُ

(5)

.

أخو سلمةَ الماضي، وعبدِ الملكِ، وعمرَ الآتيين، وأبوهم - وهو أشهر بني أبيه - ابنُ عمِّ مهاجرِ بنِ عكرمة. روى عن: أبيه، وعنه: ابنُ عمِّه مهاجرٌ، وكانَ شيخَ ابنِ إسحاقَ في المغازي، سمَّاه ابنُ سعدٍ

(6)

- لمَّا عدَّ أولادَ أبيه - عبدَ الرَّحمن، وقالَ ابن خلفون: وثَّقه ابنُ عبدِ الرَّحيمِ

(7)

. وذكرَه ابنُ عديٍّ

(8)

، ونقلَ عن البخاريِّ

(9)

:

(1)

"الثقات" 5/ 50.

(2)

"التاريخ الكبير" 5/ 54، و"الجرح والتعديل" 5/ 18.

(3)

تحرَّفت في المخطوطة إلى: قبل؟

(4)

"الثقات" 5/ 17.

(5)

"الكاشف" 1/ 541.

(6)

"الطبقات الكبرى" 5/ 207.

(7)

هو محمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحيم الزُّهريُّ، المعروف بابن البَرقي. تقدم.

(8)

"الكامل" 4/ 1546.

(9)

"التاريخ الكبير" 5/ 239.

ص: 454

أنَّه لا يصحُّ حديثُه، وهو في "التهذيب"

(1)

.

‌1862 - عبدُ الله بنُ أبي بكرٍ الصِّدِّيق ابنِ أبي قُحافةَ

(2)

.

واسمُ أبي بكرٍ: عَبدُ الله، وأبي قُحافةَ: عثمانُ بنُ عامرِ بنِ كعبِ بنِ سعدِ بنِ تَيمِ بنِ مُرَّةَ القُرشيُّ التَّيميُّ. قالَ الزُّبير بنُ بكَّارٍ: قُتِلَ يومَ الطَّائفِ شهيداً، أصابَه سهمٌ فماطله حتَّى ماتَ بالمدينةِ بعدَ وفاةِ النَّبي صلى الله عليه وسلم في خلافةِ أبيه في شوَّالٍ سنةَ إحدى عشرةَ، وهو الذي كانَ يأتي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وأباه وهما في الغارِ بزادِهما وأخبارِ مكة إذا أمسى، وأسلم قديماً. قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ

(3)

: ولم يُسمع له بمشهدٍ إلا شهودُه الفتحَ، وحُنيناً، والطائفَ، ورُمي فيه بسهمٍ، واندملَ جرحُه، ثمَّ انتقضَ فماتَ منه في أوَّلِ خلافةِ أبيه، وكانَ اشترى الحُلَّةَ التي أرادوا تكفينَ النَّبي صلى الله عليه وسلم فيها بتسعةِ دنانيرَ ليكفَّنَ فيها، ثمَّ رغبَ عنها، وقالَ: لو كانَ فيها خيرٌ؛ لكُفِّنَ فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم.

وكان تزوَّجَ عاتكةَ ابنةَ زيدِ بنِ عمروِ بنِ نُفيل، وله معها قصِّة

(4)

.

(1)

"تهذيب الكمال" 14/ 346، و"تهذيب التهذيب" 4/ 249.

(2)

"الإصابة" 2/ 283.

(3)

"الاستيعاب" 2/ 258.

(4)

وخبره: أنه تزوَّج عاتكة، وكان بها معجباً، فشغلته عن أموره، فقال له أبوه: طلِّقها، فطلَّقها، ثمَّ ندم، فقال:

أعاتكُ لا أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ

وما لاحَ نجمٌ في السَّماء محلِّقُ

لها خُلقٌ جزلٌ، ورأيٌ ومنصبٌ

وخَلْقٌ سَوِىٌّ في الحياء مصدَّقٌ

ولم أرَ مثلي طلَّق اليومَ مثلها

ولا مثلها في غير شيءُ تطلقُ

فرقَ له أبو بكر، فأمره بمراجعتها، ومات وهي عنده. "الإصابة" 2/ 283.

ص: 455

‌1863 - عبدُ اللهِ بنُ أبي بكرِ بنِ محمَّدِ بنِ عَمروِ بنِ حزمٍ، أبو محمَّدٍ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(1)

.

أحدُ علمائِها، والآتي أبوه وعمُّه عثمانُ، وأخوه محمَّدٌ.

ذكرَه مسلمٌ

(2)

في رابعة تابعي المدَنيين. يروي عن: أنسٍ، وعبَّادِ بنِ تميمٍ، وعروةَ بنِ الزُّبير، وعَمرةَ، وحُميدِ بنِ نافعٍ، وجماعةٍ، وعنه جماعةٌ: ابنُ جُريجٍ، وابنُ إسحقَ، والزُّهريُّ مع تقدُّمه، والسُّفيانان

(3)

، وفُليحٌ، ومالكٌ، وقالَ: كانَ رجلَ صِدقٍ، كثيرَ الحديثِ. وكذا قالَ ابنُ سعدٍ

(4)

: كانَ ثقةً عالماً، كثيرَ الحديث، وقالَ أحمدُ

(5)

: حديثُه شفاءٌ.

وثقه ابنُ مَعينٍ، وأبو حاتمٍ

(6)

، والنَّسائيُّ، وزاد: ثبتٌ، والعِجليُّ

(7)

؛ وزاد: مدنيٌّ تابعيٌّ، وابنُ حِبَّان

(8)

؛ وقالَ ابنُ عبدِ البَر

(9)

: كانَ مِن أهلِ [العلم]

(10)

، ثقةً، فقيهاً،

(1)

"تاريخ خليفة" 411، و"الكاشف" 1/ 541.

(2)

"الطبقات" 1/ 264 (1543).

(3)

سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة.

(4)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:283.

(5)

"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 238.

(6)

"الجرح والتعديل" 5/ 17.

(7)

"معرفة الثقات" 2/ 22.

(8)

"الثقات" 5/ 16.

(9)

التمهيد 17/ 155.

(10)

ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل.

ص: 456

محدِّثاً، مأموناً، حافظاً، وهو حجَّةٌ فيما نقلَ وحملَ.

وفي "العتبية" عن ابنِ القاسمِ، عن مالكٍ أخبرني ابنُ حنزابة قالَ لي ابنُ شهابٍ: مَن بالمدينة يُفتي؟ فأجابَه، فقال ابنُ شهابٍ: ما ثَمَّ مثلُ عبدِ الله بن أبي بكرٍ، ولكنَّه يمنعُه أنْ يرتفعَ ذكرُه مكانُ أبيه أنه حيٌّ. وقالَ مالكٌ: كانَ مِن أهلِ العلمِ والبصيرة.

وقد خرَّجَ له السِّتةُ، وذُكرَ في "التهذيب"

(1)

. ماتَ سنةَ خمسٍ وثلاثين ومئةٍ عن سبعين سنةً، وقيل: ماتَ سنةَ ثلاثين، وليسَ له عَقِبٌ.

‌1864 - عبدُ الله بنُ ثابتٍ الأنصاريُّ

(2)

.

يحتملُ أنْ يكونَ الذي بعدَه. قالَ الآقشهريُّ: توفيَ بالمدينةِ.

‌1865 - عبدُ الله بنُ ثابتٍ

(3)

.

خادمُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. روى عنه: الشَّعبيُّ. قال: جاءَ عمرُ بصحيفةٍ فيها التَّوراةُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم. يأتي في: أبي أُسيدِ بنِ ثابتٍ الأنصاريِّ

(4)

.

‌1866 - عبدُ الله بنُ ثَعلبةَ بنِ صُعَيرٍ، أبو محمَّدٍ العُذْريُّ، المدَنيُّ

(5)

حليفُ بني زُهرَةَ، أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ومسحَ على رأسِه، ووعى ذلك، بل قيلَ:

(1)

"تهذيب الكمال" 14/ 349، و "تهذيب التهذيب" 4/ 250.

(2)

"الإصابة" 2/ 284.

(3)

"الإصابة" 2/ 285.

(4)

في الكنى، وهو الجزء المفقود من الكتاب.

(5)

"معرفة الصحابة" 1/ 1602، و"معجم الصحابة" للبغوي 4/ 36.

ص: 457

إنَّه وُلدَ عامَ الفتحِ، وشهدَ الجابيةَ، وقيل: قبلَ الهجرةِ.

وحدَّثَ عن: أبيه، وسعدِ بنِ أبي وقَاصٍ، وأبي هريرةَ، وجابرٍ، وعنه: الزُّهريُّ، وعبدُ الله أخو الزُّهريِّ، وعبدُ الله بنُ الحارثِ بنِ زُهرةَ، وسعدُ بنُ إبراهيمَ الزُّهريُّ، وعبدُ الحَميدِ بنُ جعفرٍ، وكانَ شَاعراً نسَّابةً، بحيثُ كانَ الزُّهريُّ يجالسُه، ويتعلَّمُ منه الأنسابَ وغيرها، واتَّفقَ أنَّه سألَه عن مسألةٍ من الفقهِ، فأرشدَه لسعيدِ بنِ المسيِّبِ. روى له البخاريُّ

(1)

وغيرُه، وهو في "التهذيب"

(2)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(3)

.

ماتَ سنةَ سبعٍ، وقيل: تسعٍ وثمانين عن ثلاثٍ وثمانين، وقيل: عن ثلاثٍ وتسعين، وقيل غيرُ ذلك في تاريخِ وفاتِه، ومبلغِ سِنِّه.

‌1867 - عبدُ اللهِ بنُ جابرِ بنِ عبدِ الله بنِ حَرامٍ الأنصاريُّ، السَلَميُّ

(4)

.

مِنْ أهلِ المدينةِ، وأخو محمَّدٍ وعبدِ الرَّحمنِ.

يروي عن: أبيه، وعنه: سعيدٌ المقبُري. قاله ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(5)

.

‌1868 - عبدُ اللهِ بنُ جابر الأنصاريُّ، البَياضيُّ

(6)

.

(1)

في كتاب الدعوات، باب: الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم (6356).

(2)

"تهذيب الكمال" 14/ 353، و"تهذيب التهذيب" 4/ 252.

(3)

"الإصابة" 2/ 285.

(4)

"التاريخ الكبير" 5/ 60، و"الجرح والتعديل" 5/ 26.

(5)

"الثقات" 5/ 18.

(6)

"معرفة الصحابة" 3/ 1610.

ص: 458

عِدادُه في أهلِ المدينة، وله صحبةٌ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في الأولى

(1)

، وكذا هو في أوَّلِ "الإصابة"

(2)

. وحديثُه عند أحمدَ

(3)

، والطبراني

(4)

، وابنِ السَّكنِ مِن جهةِ عُقبةَ بنِ أبي عائشة

(5)

، عنه في وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وله عند أحمد

(6)

حديثٌ آخرُ من طريق عبدِ اللهِ بنِ محمَّد بنِ عَقيلٍ، عنه.

‌1869 - عبدُ اللهِ بنُ جَبرِ بنِ عَتيكٍ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(7)

.

والدُ عبدِ الله. روى حديثَه أبو العُمَيس، عن عبدِ الله بنِ عبدِ اللهِ بنِ جبرٍ، عن أبيه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عادَ جبراً

الحديثَ

(8)

، وبعضُهم زادَ: عن جدِّه.

(1)

"الثقات" 3/ 232.

(2)

"الإصابة" 1/ 286.

(3)

"المسند" 4/ 177.

(4)

لم أجد حديثه في "المعجم الكبير"، وقال الهيثمى في "مجمع الزوائد" 2/ 105: وإسناده حسن، قلت: وهو عند ابن حبَّان في "الثقات" 5/ 228.

(5)

خلط المؤلف بين الحديثين، فالذي عند أحمد في "المسند" 4/ 177 من طريق عبدِ اللهِ بنِ محمَّد بنِ عقيلٍ، عن ابن جابرٍ قال: انتهيتُ إلى رسول الله وقد أهراق الماء

الحديثَ.

وليس هذا الحديثُ عند أحمدَ من طريق عقبة بن أبي عائشة ولا غيره، وإنما حديثُ ابن أبي عائشة أخرجه الطبراني، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 4/ 254. ورواه ابن السكن من هذا الوجه، فقال: عن جده. يعني: عقبة بن أبي عائشة، فذكره. انظر "الإصابة" 2/ 286.

(6)

"المسند" 4/ 117.

(7)

"أسماء الثقات" لابن شاهين، ص:193.

(8)

أخرجه النَّسَائِيّ في الجنائز، النهي عن البكاء على الميت 6/ 51، وابن ماجه في الجهاد، باب: ما يرجى فيه الشهادة 2/ 937 (2803).

ص: 459

وأمَّا مالكٌ

(1)

فقال: عن عبدِ الله بنِ عبدِ الله بنِ جابرِ بنِ عتيكٍ، عن عتيكِ بنِ الحارثِ بنِ عتيكٍ، عن جابرِ بنِ عتَيكٍ أنَّه أخَبره أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عادَ عبدَ الله بنَ ثابتٍ. ورجَّحوا هذه الرِّوايةَ، ومالَ إليها شيخُنا، وقالَ

(2)

: ولم أرَ لصاحبِ الترجمةِ ذِكراً عندَ أحدٍ ممَّن صنَّف في الرَّجال، وهو في "التهذيب"

(3)

، ورابعِ "الإصابة"

(4)

.

‌1870 - عبدُ اللهِ بنُ جُبيرِ بنِ النُّعمانِ بنِ أُميَّةَ بنِ امرئِ القيسِ الأنصاريُّ

(5)

.

أخو خوَّاتِ بنِ جُبيرٍ. حديثُه في أهلِ المدينةِ، شهدَ العقبةَ وبدراً، وكانَ أميرَ الرُّماةِ بأُحدٍ، ولمَّا انهزمَ المشركون يومئدٍ ذهبَ الرُّماةُ ليأخذوا مِن الغنيمةِ، فنهاهم، فمضَوا وتركوه، فاستُشهِدَ يومئذٍ.

‌1871 - عبدُ اللهِ بنُ جحشٍ، ويقال له: المجدَّعُ

(6)

، أبو محمَّدٍ الأسديُّ، الخُزاعيُّ

(7)

.

حليفٌ لبني عبدِ شمسٍ، أو للحارثِ بنِ أميَّةَ، وهو أخو أمِّ المؤمنين زينبَ وإخوتها، وسيأتي ابنُه محمَّدٌ. يُعَدُّ في الكوفيين، أسلمَ قديماً، وهاجرَ إلى الحبشةِ، ثمَّ

(1)

"الموطأ" كتاب الجنائز، باب: النهي عن البكاء على الميت 2/ 233.

(2)

في "الإصابة" 3/ 129.

(3)

"تهذيب الكمال" 14/ 357، و"تهذيب التهذيب" 4/ 153.

(4)

"الإصابة" 3/ 129.

(5)

"الطبقات الكبرى" 3/ 475، و"أسد الغابة" 3/ 90، و"الإصابة" 2/ 286.

(6)

قالَ الجوهريُّ: الجَدْعُ: قطعُ الأنف، وقطعُ الأذن أيضاً، وقطع اليد والشفة. "الصحاح": جدع. قلت: وكان رحمه الله قُطعَ أنفُه وأذنُه يومَ أُحد.

(7)

"الطبقات الكبرى" 4/ 102، و"أسد الغابة" 3/ 90، و"الإصابة" 2/ 286.

ص: 460

إلى المدينةِ، وشهدَ بدراً، واستُشهدَ بأُحُدٍ، ودُفِنَ هو وخالُه حمزةُ بنُ عبدِ المطَّلبِ في قبرٍ واحد.

وجُدِعَ يومئذٍ، وكانَ يسألُ الله في ذلك، ووليَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تَرِكَتِه، واشترى لولدِه مالاً بخيبر. روى عنه: سعدُ بنُ أبي وقاصٍ، وأرسل عنه: سعيدُ بنُ المسيِّبِ.

وروى أحمدُ

(1)

مِن طريقِ أبي كثير مولى الهذليين، عن محمَّد بنِ عبدِ اللهِ بنِ جحشٍ، عن أبيه حديثاً، وقيل: عن أبي كثير، عن محمَّد بنِ عبدِ اللهِ بنِ جحشٍ، ليس فيه: عن أبيه.

وهو أوَّلُ مَنْ سُمِّي أميرَ المؤمنين؛ لأنَّه كانَ أوَّلَ مَنْ أمَّرَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على سرية. وقد أخرجَ السِّراجُ من طريقِ زِرِّ بنُ حبيش قالَ: أوَّلُ رايةٍ عُقدِتْ في الإسلامِ لعبدِ اللهِ بنِ جحش، وروى البغويُّ

(2)

من طريقِ زيادِ بنِ علقمةَ، عن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ قالَ: بعثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سريةٍ، فقال:"لأبعثَنَّ عليكم رجلأ أصبرَكم على الجوعِ والعطش"، فبعثَ علينا عبدَ الله بنَ جحشٍ، وكانَ أوَّلَ أمير في الإسلام. وقالَ الزُّبير: كانَ يقال لَه: المجدَّعُ في الله. قال: وقتلَه أبو الحكمِ ابنُ الأخنسِ وله نيِّفٌ وأربعون سنةً.

وقد مضى عبدُ اللهِ بنُ أبي أحمدِ بنِ جحشٍ، وكأنَّ أبا أحمدَ اسمُه عبدُ الله.

‌1872 - عبدُ اللهِ بنُ جَعفرِ بنِ أبي طالبِ بنِ عَبدِ المطَّلبِ بنِ هاشمٍ، أبو جعفرٍ،

(1)

" المسند" 4/ 139.

(2)

في "معجم الصحابة" 3/ 525.

ص: 461

وأبو حفصٍ القُرَشيُّ، الهاشميُّ

(1)

.

الجَوادُ بنُ الجَواد. بل قيل: إنَّه لم يكنْ في الإسلامِ أسخى منه، له صحبةٌ ورِوايةٌ. ذكرَ مسلمٌ

(2)

في المدَنيين. وُلِدَ بالحبشةِ، فكانَ أوَّلَ مَنْ وُلِدَ بها مِن المسلمين باتَفاقِ العلماءِ، كما قالَه النَّوويُّ

(3)

، وهاجرَ به أبوه إلى المدينةِ معَ المهاجرين وغيرِهم ممَّن دخلَ في الإسلام، فوصلوا إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر وقد فتحَها، فقال

(4)

: "ما أدري أنا أَسرُّ بفتح خيبر أو بقدوم جعفر".

وأمُّه أسماءُ ابنةُ عُميسٍ، وكانَ ابنَ عشرٍ حينَ موتِه صلى الله عليه وسلم، وهو آخرُ مَن رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم مِن بني هاشيم، سكنَ المدينةَ، ووفدَ على معاويةَ وابنِه، وعبدِ الملكِ.

وله روايةٌ أيضا عن: أبويه، وعمِّه عليٍّ. روى عنه: بنوه: إسماعيلُ، وإسحاقُ، ومعاويةُ، وابنُ أبي مُليكةَ، وسعدُ بنُ إبراهيمَ، وعبَّاسُ بنُ سهلِ بنِ سعدٍ، وعبدُ اللهِ بنُ محمَّد بنِ عقيل، والقاسمُ بنُ محمَّدٍ، وآخرون.

وترجمتُه طويلةٌ، وأخبارُه في السَّخاء جليلةٌ.

منها: أنَّ أعرابياً وقفَ في الموسمِ على مروانَ بالمدينةِ، فسألَه، فقال: ما عندنا ما نَصِلُكَ، ولكن عليكَ بابنِ جعفرٍ، فأتاه فإذا ثَقَلُه قد سارَ، وراحلةٌ بالبابِ عليها

(1)

"أسد الغابة" 3/ 94.

(2)

"الطبقات" 1/ 155 (119).

(3)

"تهذيب الأسماء واللغات" 1/ 196.

(4)

"السيرة النبوية"، لابن هشام 3/ 232.

ص: 462

متاعُه، وسيفٌ معلَّق، فخرج عبدُ الله، فأنشأ الأعرابيُّ يقول

(1)

:

أبا جعفرٍ مِنْ أهلِ بيتِ نُبَوَّةٍ

صلاتُهمُ للمسلمينَ طُهورُ

أبا جَعفرٍ ضَنَّ الأميرُ بمالِهِ

وأنتَ على ما في يديكَ أميرُ

أبا جعفرٍ يا ابنَ الشَّهيدِ الذي له

جناحانِ في أعلى الجِنَانِ يَطيرُ

أبا جَعفرٍ ما مِثلَكَ اليومَ أرتجي

فلا تتركَنِّي بالفَلاةِ أدورُ

فقال: يا أعرابيُّ، سار الثَّقَلُ

(2)

فعليكَ بالرَّاحلةِ بما عليها، وإياكَ أنْ تُخدعَ عن السَّيفِ فأنا أخذتُه بألفِ دينارٍ، وحديثُه في الستة، وذُكِرَ في "التهذيب"

(3)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(4)

.

ماتَ بالمدينةِ سنةَ ثمانين، وقيل: أربعٍ، أو خمسٍ بعدَها، وقيل: سنةَ تسعين، وهو ابنُ ثمانين، أو تسعين، وصلَّى عليه أبانُ بنُ عثمان والي المدينةِ، بل حضرَ غسلَه وكفنَه، وحملَه معَ النَّاسِ بينَ العمودين، ولم يفارقْه حتَّى وُضعَ بالبقيعِ ودموعُه تسيلُ على خدِّه، ويقولُ: كنتَ واللهِ خيرًا لا شرَّ فيك، وكنتَ واللهِ شريفاً واصلاً

(5)

وبَرَّاً، وازدحموا على حملِ سريرِه.

‌1873 - عَبدُ اللهِ بنُ جَعفرِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمةَ بنِ نَوفلٍ

(1)

الأبيات مع القصة في "تاريخ دمشق"، لابن عساكر 17/ 69.

(2)

قال الجوهريُّ: الثَّقَلُ، بالتحريك: متاعُ المسافر وحشمُه. "الصحاح": ثقل.

(3)

"تهذيب الكمال" 14/ 367، و"تهذيب التهذيب" 4/ 256.

(4)

"الإصابة" 2/ 289.

(5)

تحرَّفت في المخطوطة إلى: أصيلا، والتصويب من "أسد الغابة" 3/ 96.

ص: 463

الزُّهريُّ، المَخْرَميُّ، المدَنيُّ

(1)

.

مِنْ أهلِها، الفقيهُ الإمامُ، حدَّث عن: أبيه، وسعدِ بنِ إبراهيمَ، وعمَّةِ والدِه أمِّ بكرِ ابنةِ المِسْوَر، وإسماعيلَ بنِ محمَّد بنِ سهيلِ، وسهيلِ بنِ أبي صالحٍ، وسعيدٍ المقبُري، وعنه: ابنُ مهديٍّ، والواقديُّ، وخالدُ بنُ مَخْلَد، ويحيى بنُ يحيى التَّميميُّ، ويحيى الحِمَّاني، وجماعةٌ. قالَ ابنُ حِبَّان

(2)

: والعراقيون وأهلُ المدينة.

وكانَ مُفتياً عارفاً بالمغازي، وثَّقه أحمدُ

(3)

، والعِجليُّ

(4)

، وغيرُهما، بل كانَ أحمدُ يُرجِّحُه على ابنِ أبي ذئبٍ لفضلِة ومروءته وإتقانه.

وقالَ ابنُ مَعينٍ

(5)

: صدوقٌ وليس بثَبْتٍ، وبالغَ ابنُ حِبَّان في توهينه، وقد كانَ قدمَ مع بني عبدِ الله بنِ حسنٍ، واعتقدَ أنَّ محمَّد بنَ عبدِ اللهِ بنِ حسنٍ هو المهديُ الواردُ في الحديثِ، ثَمَّ ندمَ، وقال: لا غرَّني أحدٌ بعدَه، وكان قصيراً جِدَّاً، خرَّجَ له مسلمٌ

(6)

وغيره، وذُكِرَ في "التهذيب"

(7)

، ماتَ بالمدينةِ سنةَ سبعين ومئةٍ عن بضعٍ وسبعين سنةً.

(1)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص: 454، و"أسماء الثقات" لابن شاهين، ص:192.

(2)

"كتاب المجروحين" 1/ 521.

(3)

"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 359.

(4)

"معرفة الثقات" 2/ 24.

(5)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي 1/ 164.

(6)

في كتاب الجنائز، باب: في اللحد ونصب اللَّبِن على الميت 2/ 665 (966).

(7)

"تهذيب الكمال" 14/ 372، و"تهذيب التهذيب" 4/ 257.

ص: 464

‌1874 - عبدُ اللهِ بنُ جعفرِ بنِ نَجيحٍ، أبو جعفرٍ السَّعديُّ، مولاهم المدينيُّ، ثمَّ البصريُّ

(1)

.

والدُ عليٍّ

(2)

الآتي، والماضي أبوه جعفرٌ. يروي عن: عبدِ الله بنِ دينارٍ، والعلاءِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، وأبي حازمٍ، وأبي الزِّنادِ، وزيدِ بنِ أسلمَ، وسهَيلِ بنِ أبي صالحٍ، وموسى بنِ عُقبةَ، وابنِ عجلانَ، وآخرين

(3)

، وعنه: ابنُه عليٌّ وعليُّ بنُ الجعدِ، وعليُّ بنُ حُجير، وقتيبةُ بنُ سعيدٍ، وأبو كامل الجَحدريُّ، وغيرُهم. ضعَّفه وكيعٌ وأحمد

(4)

، وخلقٌ، وقالَ ابنُ مَعينٍ: ليس بشيءٍ.

ونقلَ السَّاجيُّ عن ابن مَعينٍ أنَّه كانَ مِن أهلِ الحديثِ، ولكنه بُليَ في آخرِ عمرِه. وقالَ أبو حاتمٍ

(5)

: منكرُ الحديثِ جِدًّا، وقالَ الجُوزجانيُّ

(6)

: واهي الحديثِ، كان - فيما يقولون - مائلاً عن الطريق.

وقالَ سعيدُ بنُ منصورٍ: قدمَ علينا البصرةَ، وكانَ حافظاً، قلَّما رأيتُ مِن أهلِ المعرفةِ أحفظَ منه، وكانَ ابنُ مهديٍّ يتكلَّم فيه، ويقولُ: لو صلَحَ لنا لم نحتجْ إلى حديثِ مالكٍ، وقالَ ابنُ حِبَّان

(7)

: كانَ ممَّن يَهِمُ في الأخبارِ، حتَّى يأتيَ بها مقلوبةَ،

(1)

"الضعفاء"، للبخاري، ص:(183)، و"الكامل" 4/ 1493، و"الضعفاء الكبير" 2/ 239.

(2)

هو عليُّ ابن المديني.

(3)

في المخطوطة: وآخرون، وهو خطأ.

(4)

"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 54 (366).

(5)

"الجرح والتعديل" 5/ 22.

(6)

"أحوال الرجال"، ص: 110 (175).

(7)

"كتاب المجروحين" 1/ 507.

ص: 465

ويخطئُ في الآثارِ كأنَها معمولة، وقد سُئل عليٌّ عن أبيه؟ فقال: سلوا غيري، فأعادوا، فأطرقَ، ثمَّ رفعَ رأسَه، فقال: هو الدِّينُ. [أبي ضعيفٌ]

(1)

. انتهى.

وفي "تاريخ بخارى" لغُنجار

(2)

عن صالحِ بنِ محمَّدٍ: سمعتُ عليَّ ابنَ المدينيِّ يقولُ: أبي صدوقٌ، وهو أحبُّ إلي من الدَّرَاورديَّ. وقالَ أحمدُ بنُ المقدامِ

(3)

: حدَّثنا وكانَ خيراً من أبيه جعفرٍ إن شاء الله. قالَ ابنُ أبي عاصمٍ وغيرُه: ماتَ سنةَ ثمانٍ وسبعين ومئةٍ، وهو في "التهذيب"

(4)

.

‌1875 - عبدُ اللهِ بنُ الحارثِ بنِ رِبعيٍّ، أبو إبراهيم، أو أبو يحيى

(5)

.

ابنُ فارسِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أبي قتادةَ الأنصاريِّ، السَّلِميِّ. أخو ثابتٍ الماضي.

عِدادُه في أهلِ المدينةِ، يروي عن: أبيه، وعنه: ابنُه قتادة، ويحيى بنُ كثير، وأبو حازمٍ الأعرجُ، وزيدُ بنُ أسلمَ، وحُصين بنُ عبدِ الرحَّمنِ، وإسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ.

وكانَ مِن علماءِ المدينةِ وثقاتِهم، وثقَه النَّسائيُّ وابنُ سعدٍ

(6)

، وقالَ: كانَ قليلَ

(1)

ما بين المعكوفين زيادة من "كتاب المجروحين".

(2)

اسمه: محمَّدُ بنُ أحمدَ البخاريُّ، محدِّث ومؤرِّخ. له:"تاريخ بخارى"، و"فضائل الصحابة الأربعة"، توفي سنة 412 هـ. "الوافي بالوفيات" 2/ 60، و"معجم الأدباء" 17/ 213، و"سير أعلام النبلاء" 17/ 304.

(3)

أحمدُ بنُ المقدامِ العجليُّ، البصريُّ، أحدُ أئمة الحديث، حدَّث عنه البخاريُّ، والترمذيُّ، توفي سنة 253 هـ. "الجرح والتعديل" 2/ 78، و"تاريخ بغداد" 5/ 162، و"تهذيب الكمال" 1/ 488.

(4)

"تهذيب الكمال" 14/ 379، و"تهذيب التهذيب" 4/ 259.

(5)

"التاريخ الكبير" 5/ 175، و "الجرح والتعديل" 5/ 33.

(6)

"الطبقات الكبرى" 5/ 274.

ص: 466

الحديث، تُوفي في خلافةِ الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ، وكذا قالَ الهيثمُ بنُ عديِّ في وفاتِه.

وذكرَه ابنُ حِبَّان في "الثقات"

(1)

، وقالَ: ماتَ بالمدينةِ سنةَ خمسٍ وتسعين، وقالَ غيرُه: وسبعين، بتقديمِ السِّين، قالَ المِزيُّ

(2)

: وهو وهمٌ ظاهرٌ.

‌1876 - عبدُ اللهِ بنُ الحارثِ بنِ الفُضيلِ

(3)

الخَطْميُّ، الأنصاريُّ

(4)

.

مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيه، وعنه: ابنُ مَهديٍّ، وقُتيبةُ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في الثَّالثة

(5)

.

- عبدُ اللهِ بنُ الحارثِ بنِ محمَّد بنِ حاطبٍ.

هو الذي بعدَه.

‌1877 - عبدُ الله بنُ الحارثِ بنِ محمَّدِ بنِ عُمر

(6)

بنِ محمَّدِ بنِ حاطبٍ، أبو الحارثِ، أو أبو بكرٍ الجُمَحيُّ، الحاطبيُّ، المدَنيُّ

(7)

.

مِنْ أهلِها، المكفوفُ.

يروي عن: زيدِ بنِ أسلمَ، وسُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، وهشامِ بنِ عروةَ، وعنه:

(1)

"الثقات" 5/ 20.

(2)

"تهذيب الكمال" 15/ 442.

(3)

في الأصل: الفضل، وهو خطأ.

(4)

"الطبقات الكبرى" 5/ 410، و"مشاهير علماء الأمصار" 1/ 137.

(5)

"الثقات" 7/ 31.

(6)

في الأصل: عمرو، وهو خطأ.

(7)

"التاريخ الكبير" 5/ 67.

ص: 467

إبراهيمُ بنُ موسى، ومحمَّد بنُ مِهرانَ الجَّمَالُ، ونُعيمُ بنُ حمَّادٍ، وهشامُ بنُ عمارٍ، ووكيعٌ.

قالَ أبو حاتمٍ

(1)

: صالحُ الحديثِ، محلُّه الصِّدقُ.

ووثَّقَه ابنُ حِبَّان

(2)

، وهو في "التهذيب"

(3)

. ولم يذكر البخاريُّ، ولا ابنُ أبي حاتمٍ ومَن تبِعَهما في نسبه: محمَّد بنَ عمرو، ويؤيّده ما في "الطبراني الكبير"

(4)

مِن طريقه عن أبيه، عن جدِّه محمَّدِ بنِ حاطب قال: لمَّا قدمتْ بي أمِّي مِن الحبشةِ حينَ ماتَ حاطب، فذكرَ حديثاً.

‌1878 - عبدُ الله بنُ الحارثِ بنِ نوفلِ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ المطَّلبِ بنِ هاشمٍ، أبو محمَّدٍ الهاشميُّ، النَّوفليُّ، المدَنيُّ

(5)

.

نزيلُ البصرةِ، ويلقَب بِبَبَّه؛ لكونِ أمِّه هندٍ أختِ معاويةِ بنِ أبي سفيان

(6)

كانت تُنَقَزُه

(7)

وتقول:

يا ببَّهْ يا ببَّةْ

لأُنكِحنَّ ببَّة

(1)

"الجرح والتعديل" 5/ 33.

(2)

"الثقات" 8/ 330.

(3)

"تهذيب الكمال" 14/ 379، وتهذيب التهذيب 4/ 265.

(4)

"المعجم الكبير" 19/ 239.

(5)

"الطبقات الكبرى" 5/ 24، و"التاريخ الكبير" 5/ 63، و"تهذيب الكمال" 14/ 396.

(6)

صحابية، ترجمتها في "الإصابة" 4/ 424.

(7)

زاد في المطبوعة: [وتُرقِّصه]، وهي ليست في الأصل.

ص: 468

جارية خِدَبَّة

تسودُ أهلَ الكعبةْ

(1)

اصطلحَ أهلُ البصرةِ على تأميرِه عليهم عندَ هربِ عبيدِ الله بنِ زيادٍ إلى الَّشامِ، وكتبوا إلى ابنِ الزُّبيرِ بالبيعةِ له، فاستعملَه عليهمَ، ثمَّ خرجَ هارباً منها إلى عُمانَ من الحجَّاجِ عندَ فتنةِ ابنِ الأشعث، فماتَ بعُمانَ سنةَ أربعٍ، أو ثلاثٍ وثمانين.

يروي عن: عمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وأُبيِّ بنِ كعبٍ، والعبَّاسِ، وأبيه، وحكيمِ بنِ حزامٍ، وصفوانَ بنِ أميةَ، وأمِّ هانئِ ابنةِ أبي طالبٍ، وميمونةَ، وكعبِ الأحبار، وجماعةٍ، وأرسلَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، بل ذكرَ ابنُ سعدٍ

(2)

أَنَّه تابعيٌّ ثقةٌ، أتتْ به أمُّه إلى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذ دخلَ عليها، فتفلَ في فيه، ودعا له.

وقالَ العِجليُّ

(3)

: مدنيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ. وشهدَ الجابية.

روى عنه ابناه: إسحاقُ وعبدُ الله، وأبو التّيَّاحِ يزيدُ بنُ حميدٍ، والزُّهريُّ، وعبدُ الملكِ بنُ عُميرٍ، ويزيدُ بنُ أبي زيادٍ، وهو مولاه، وعمرُ بنُ عبدِ العزيزِ، وأبو

(1)

في الأصل: لا تُنكحن بَبَّهْ

جاريةً خِدَبَّة.

وهو غير صحيح، والصواب ما أثبتُّه.

وفي رواية: مُكْرَمة مُحَبَّة

تَجبُّ أهلَ الكعبة

والخِدَبَّة: الضخمة الخَلق. تجبُّ: تغلب نساء قريش في حسنها. انظر: "الصحاح": ببَّ، و"لسان العرب": بب، خدب.

(2)

"الطبقات الكبرى" 5/ 24.

(3)

"معرفة الثقات" 2/ 25.

ص: 469

إسحاق، وآخرون، ثقةٌ.

قالَ الواقديُّ: كثيرُ الحديث، بل قالَ يعقوبُ بنُ شيبة: ثقةٌ ثقةٌ، ظاهرُ الصَّلاحِ، وله رِضىً في العامَّةِ.

وقالَ ابنُ حِبَّان

(1)

: هو مِن فقهاءِ أهلِ المدينةِ.

وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ في "الاستيعاب"

(2)

: أجمعوا على أَنَّه ثقةٌ.

قالَ ابنُ حِبَّانَ: تُوفي سنةَ تسعٍ وسبعين، فقتلته السَّمومُ

(3)

، ودُفنَ بالأبواء

(4)

بعدَ أن صلَّى عليه سليمانُ بنُ عبدِ الملكِ. قال: وقيل: إنَّه ماتَ بعمان، يعني كما تقدَّم.

قالَ شيخُنا

(5)

: وهو المعتمدُ، والذي ماتَ بالسَّمومَ ولدُه عبدُ الملك، كما سيأتي.

‌1879 - عبدُ اللهِ بنُ الحارثِ الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ.

مِن أهلِ المدينة. يروي عن: رافعِ بنِ خَديجٍ، وعنه: ابنُه يحيى

(6)

، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(7)

.

(1)

"الثقات" 5/ 9.

(2)

"الاستيعاب" 2/ 282.

(3)

السَّموم: الريحُ الحارَّةُ. "الصحاح": سمم.

(4)

قال ياقوت: والأبواءُ قريةٌ من أعمال الفُرع من المدينة، بينها وبين الجُحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً. "معجم البلدان" 1/ 79.

(5)

"تهذيب التهذيب" 4/ 266.

(6)

"الجرح والتعديل" 9/ 163.

(7)

"الثقات" 5/ 19، وجعل اسم أبيه: الحسن؟.

ص: 470

‌1880 - عبدُ الله بنُ أبي الحارث

(1)

.

شيخٌ مدَنيٌّ، لَا أعرفُه. قاله الذَّهبيُّ في "ميزانه"

(2)

، وساقَ له من جهةِ حاتمِ بنِ إسماعيلَ عنه، عن عمروِ بنِ أبي عمروٍ، عن أنسٍ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم استعملَ عتَّابَ بنَ أسيدٍ على مكَّةَ، وكانَ يقولُ: واللهِ لا أعلمُ متُخلَّفاً يتخلَّفُ عن هذه الصَّلاةِ في جماعةٍ إلا ضربتُ عنقه؛ فإنه لا يتخلَّفُ عنها إلا منافقٌ، فقالَ أهلُ مكَّةَ: يا رسولَ الله، استعملتَ على أهلِ الله أعرابياً جافيا؟ فقال: "إني رأيتُ في المنامِ كأَنَّه أتىَ بابَ الجنَّةِ، فأخذَ بحلقةِ البابِ، فقَلْقَلَها

(3)

حتى فُتحَ له، فدخلَ".

‌1881 - عبدُ الله بنُ حَبيبٍ.

هو: أبو عبدِ الرَّحَمنِ السُّلَميُّ، في الكُنى

(4)

.

‌1882 - عبدُ الله بنُ [أبي]

(5)

حبيبةَ المدَنيُّ

(6)

.

ذكرَه فيهم مسلَمٌ

(7)

، وهو مولى الزُّبيرِ بنِ العوَّام.

(1)

"لسان الميزان" 4/ 452.

(2)

"ميزان الاعتدال" 2/ 406.

(3)

قالَ الجوهريُّ: وقَلْقَلَهُ قَلْقَلةً، وقَلْقالاً، فتَقَلْقَلَ، أي: حرَّكه، فتحرَّك واضطرب. "الصحاح": قلقل.

(4)

الكنى في القسم المفقود من الكتاب.

(5)

ما بين المعكوفتين ساقطٌ من الأصل.

(6)

"تاريخ خليفة" 86، و"تعجيل المنفعة" 1/ 731.

(7)

"الطبقات" 1/ 155 (122).

ص: 471

عنه

(1)

: ابنُ الأشجِّ، ومالكٌ. قالَ ابنُ الحذَّاء

(2)

: هو من الرِّجالِ الذين اُكتفيَ في معرفتِهم بروايةِ مالكٍ

(3)

عنهم. وقد قالَ ابنُ أبي حاتمٍ

(4)

: إنَّ مالكاً روى عنه، عن سعيدِ بنِ المسيِّبِ.

وفي "تاريخ البخاري"

(5)

في عبدِ الله بنِ مبشِّرٍ

(6)

: قالَ وكيعٌ عن سفيانَ عنه، عن شيخٍ لهم رأى عثمانَ، فذكرَ شيئاً موقوفًا

(7)

، ثمَّ قالَ: قالَ ابنُ مهديٍّ عن سفيانَ: حدَّثني شيخٌ مِن أهلِ المدينةِ قالَ: حدَّثني عبدُ اللهِ بن أبي حبيبةِ عن عثمانَ بنِ عفَّانَ.

وفي "مسند أبي حنيفة"

(8)

أنَّه روى عن عبدِ الله بنِ أبي حبيبةَ حديثاً قال فيه: سمعتُ أبا الدَّرداءِ في فضلِ مَنْ قالَ: لا إلهَ إلا اللهُ، وفيه:"وإنْ زنا وإنْ سرقَ"، وسيأتي في: محمَّد بنِ إسماعيلَ بنِ مجمِّعٍ أنَّ عبدَ الله هذا جدُّه لأمِّه.

‌1883 - عبدُ اللهِ بنُ حجَّاج، أبو محمَّدٍ المغرَبيُّ، الشَّهيرُ بمكشوفِ الرَّأس

؛

(1)

في الأصل: ويحتمل أن يكون ابن الأشج ومالك؟ وهو خطأ، أو هناك سقط.

(2)

"التعريف بمن ذكر في الموطأ"، ص:125.

(3)

في "الموطأ" برواية يحيى 2/ 473.

(4)

"الجرح والتعديل" 5/ 42.

(5)

"التاريخ الكبير" 5/ 75.

(6)

تحرفت في الأصل إلى: ميسر.

(7)

في "التاريخ الكبير" 5/ 208، بسنده: عن شيخٍ لهم رأى عثمان صلى الله عليه وسلم فأمر فكبَّرْتُ.

(8)

"شرح مسند أبي حنيفة"، ص: 311، وفيه: عبد الله بن حبيب؟

ص: 472

لكونِه لم يزل كذلك.

قالَ ابنُ فرحونٍ

(1)

: إنَّه كانَ من الشُّيوخِ المعدودين في زمانِهم، من العلماءِ الحكماءِ المُجدِّين، المُطَّلِعين على علومِ الأوَّلين، مِن حكمةٍ، ومنطقٍ، وهندسةٍ، وفلسفةٍ، خيِّراً

(2)

، مُنقطعاً للمجاورةِ، مشغولاً بنفسِه، جمعَ مِن الكتبِ الجليلةِ ما لم يجمعْه أحدٌ من جنسِه، أتى بها من بلادِه، مشتملةً على أصولٍ وأمهاتٍ، ودواوينَ من تفسيرٍ، وفقهٍ، وحديثٍ، وتاريخ، وطبٍّ، ومنطقٍ، وحِكمةٍ، وعلومٍ شتَّى لا يعرفُها أهلُ زماننا، ولا يفهمُها إلا مَنْ عالجَ أصولهَا، وأدركَ شيوخَها، وقلَّ مَنْ يفهمُها مِن أهلِ المدينةِ، وكانَ فيها مِن كلِّ فنٍّ تصانيفُ عِدَّةٌ.

واجتمعَ عندَه عيالٌ وأولادٌ، فكانَ إذا أرادَ الحجَّ أدخلَ عليهم ما يحتاجون إليه من طعامٍ وماءٍ وإدامٍ، وسدَّ البابَ عليهم بالبناء، حتَّى لا يصلَ أحدٌ إلما بيته، ولا يطَّلعَ على حالِه، ولا يزالُ البيتُ كذلك حتَّى يأتيَ من مكَّة، فيفتحَ هو عليهم. ماتَ في سنة إحدى وسبعِ مئةٍ، وتركَ أولاداً صغاراً، فوصَّى عليهم وعلى مالِه وكتبِه نورَ الدِّين ابنَ الصَّفيِّ

(3)

فقيهَ الإمامية، فلمَّا كبِرَ الأولادُ سافروا إلى مصر، وبعثوا مع القاضي فخرِ الدِّين السنجاري

(4)

وكالة بتسلُّمِها وبيعِها، فبيعت، كما

(1)

"نصيحة المشاور"، ص:161.

(2)

في "نصيحة المشاور": حبراً، وما هنا أصوبُ.

(3)

عليّ ابنُ الصَّفيَّ، تأتي ترجمته في حرف العين.

(4)

أبو بكر بنُ أحمدَ، فقيه حنفيٌّ، رحل من مصر إلى المدينة، وأذَّن فيها، وتولى القضاء، كان معظَّماً عند الناس يقضي حوائجهم، ويلبي دعواتهم، وكان يقال له: سمسار الخير، مولده سنة 666 هـ، ووفاته سنة 739 هـ. "نصيحة المشاور"، ص: 156، و"الدرر الكامنة" 1/ 439.

ص: 473

سيأتي في ابنِ الصَّفي.

وذكرَه المجدُ

(1)

فقال: أبو محمَّدٍ المغربيُّ، الفلسفيُّ، المنطقيُّ، الحكيمُ، المكشوفُ الرَّأس؛ لانَّه كان كذلك صيفاً وشتاءً

(2)

، كانَ من أكابرِ العلماء المطَّلعين

(3)

على العلومِ اليونانية، وأكابرِ الفضلاءِ المتضلِّعين بالعلومِ الإيمانية، انقطعَ إلى المجاورةِ بالمدينةِ، وانجمعَ

(4)

إلى نفسه وعبادتِه في سكونٍ وسكينة، جمعَ مِن غرائبِ الكتبِ ونفائسِها أحمالا، وصرفَ في تحصيلِها وتصحيحِها أعماراً وأموالا، وحازَ من الأصولِ الفاخرةِ صناديقَ وسِلَالا، وجلُّها كتبُ الحديثِ والفقه، والتاريخِ والطِّبِّ، والمنطقِ والحكمة، وعلومٍ أخرى شتَّى، لم ينهضْ لمعرفتِها في عصرِنا هِمٌّ ولا هِمَّةٌ

(5)

، وأكثرُها بالخطوطِ الفائقةِ المليحة، وأصولٌ متقنةٌ مضبوطةٌ صحيحة، وكانَ مِن عادتِه إذا حجَّ إلى بيتِ الله الحرامِ أنْ يُهيئَ ما يحتاجَ إليه أهلِه وعيالِه، من الماءِ والطعامِ والإدام، ويجمعَ العيالَ والزَّادَ في منزلِه، ويسدَّ عليهم البابَ بالبناءِ الموثوق، ولا يطَّلعُ على شيءٍ من أحوالهِم مخلوق، ولا يزالُ البيتُ كذلك حتَّى يرجعَ إليهم، ويفتحَ البابَ بيدِه عليهم.

(1)

"المغانم المطابة" 3/ 1230.

(2)

إن غطاء الرأس أدب من آداب الإسلام، وهو حري بأهل العلم وطلابه، ولعل صاحب الترجمة كان له وجهة أو عذر بذلك، والله أعلم.

(3)

في المخطوطة: المتضلعين، وهو تحريف.

(4)

في المخطوطة: واجتمع.

(5)

الهِمُّ: الشَّيخُ الفاني. "القاموس": همم.

ص: 474

وكانَ له جارٌ يُدعى بالنُّورِ ابن الصَّفيِّ فقيهِ الإماميةِ وإمامِهم في زمانه، وكانَ مِن جملةِ [أحباب]

(1)

أبي محمَّد وخواصِّ إخوانه، فلمَّا أدركَه الأجلُ أوصى إلى النُّورِ الجار، وكانَ له أولادٌ صغار، فدخلَ الكتبُ في حبسِ الانحصار، وأكلتْها الأرَضةُ

(2)

والنَّار، وبلَّلتْها الأنداءُ

(3)

والأمطار، وذهبَ منها النُّقاوةُ والخِيار، وما بقيَ منها بيعتْ كلُّ عشرينَ بدينار، وامتلأتِ المدينةُ مِن بقاياها بفوائدَ غيرِ مألوفة، وحصلتْ في بيتِ كلِّ طالبٍ جملةٌ من علومٍ غيرِ معروفةٍ.

‌1884 - عبدُ الله بنُ أبي حَدْرَدٍ الأسلميُّ

(4)

.

صحابيٌّ، ذكرَه مَسلمٌ

(5)

في المدَنيين، وهو أبو محمَّدٍ، الآتي أبوه في الكُنى

(6)

.

أثبت البخاريُّ

(7)

وابنُ أبي حاتمٍ

(8)

وابنُ حِبَّانَ صحبتَه.

وقالَ ابنُ مَندهْ: لا خلافَ فيها، وقالَ ابنُ سعدٍ

(9)

: أوَّلُ مشاهدِه الحديبيةُ، ثُمَّ

(1)

ما بين المعكوفتين ساقطٌ من الأصل، وهو من "المغانم المطابة" 3/ 1231.

(2)

الأرَضةُ: دويبةٌ تأكل الخشب. "الصحاح": أرض.

(3)

النَّدى: المطرُ والبلل، وجمعه: أنداء. "الصحاح": ندى.

(4)

"معرفة الصحابة"، لأبي نعيم 3/ 1624، و"أسد الغابة" 3/ 106.

(5)

"الطبقات" 1/ 153 (98).

(6)

الكنى في القسم المفقود من الكتاب.

(7)

"التاريخ الكبير" 5/ 75.

(8)

"الجرح والتعديل" 3/ 303 ذكره في ترجمة حفيده حمل بن بشير بن أبي حدرد.

(9)

"الطبقات الكبرى" 4/ 309.

ص: 475

خيبرُ. وقالَ ابنُ عساكرَ

(1)

: روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعن عمرِ. زادَ غيرُه: وعن أبيه

(2)

، وأبي بكرٍ.

روى عنه: ابنُه القَعقاعُ، ويزيدُ بنُ عبدِ الله بنِ قُسيطٍ، وأبو بكرِ بنُ محمَّدِ بنِ عَمروِ بنِ حَزمٍ، وشهدَ الجابيةَ معَ عمرَ. وقَالَ ابنُ البَرْقيِّ: جاءتْ عنه أربعةُ أحاديثَ. وفي "الصحيح"

(3)

عن الزُّهريِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ كعبِ بنِ مالكٍ عن أبيه أنَّه تقاضى ابنَ أبي حَدْرَدٍ دَيناً كانَ له عليه، فارتفعتْ أصواتُهما في المسجدِ، فسمعَهما النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم.

أرَّخ غيرُ واحدٍ وفاتَه سنةَ إحدى وتسعين، عن إحدى وثمانين، وطوَّلَ في "الإصابة"

(4)

ترجمتَه بما يحسنُ تحقيقُه.

‌1885 - عبدُ اللهِ بنُ حُذافةَ بنِ قَيسِ بنِ عَديِّ بنِ سعدِ

(5)

بنِ سهمِ بنِ عَمروِ بنِ هُصيصِ بنِ كعبِ بنِ لؤيِّ بنِ غالبٍ، أبو حُذافةَ القُرشيُّ، السَّمهميُّ

(6)

.

ذكرَه مسلمٌ

(7)

في المدَنيين، وهو مِن المهاجرينَ الأوَّلينَ، هاجرَ معَ أخيه قيسٍ إلى

(1)

"تاريخ دمشق" 7/ 332.

(2)

واسم أبيه عمير بن أبي سلامة، وقيل غير ذلك، وله صحبة. "الإصابة" 2/ 294.

(3)

"صحيح البخاري"، كتاب الصلاة، باب التقاضي والملازمة في المسجد (457).

(4)

"الإصابة" 2/ 294.

(5)

في المخطوطة: سعدي، وهو خطأ.

(6)

"معرفة الصحابة" 3/ 1615، و"أسد الغابة" 3/ 107.

(7)

"الطبقات" 1/ 152 (82).

ص: 476

الحبشةِ، وأمُّه تميمة

(1)

ابنة حُرثانَ، مِن بني الحارثِ بنِ عَبدِ مَناةَ. وكانَ [رسولَ]

(2)

رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى كسرى

(3)

، وأمرَه أنْ يُناديَ: "أيامُ [مِنى]

(4)

أيامُ أكلٍ وشُربٍ"

(5)

. وله حديثٌ عندَ النَّسائيِّ

(6)

، وذُكِرَ في "التهذيب"

(7)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(8)

. روى عنه: أبو وائلٍ، وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وسليمانُ بنُ يسارٍ، ولم يُدركاه. وكانتْ فيه دُعابةٌ، وقد أسرَه الرُّومُ زمنَ عمرَ، فأرادوه على الكفرِ، فأبى عليهم، فقالَ له مَلِكُهم: قبِّلْ رأسي حتَّى أُطلقَكَ. قال: لا. قالَ: قبّل رأسي وأُطلِقُكَ ومَن معكَ، ففعلَ فأطلقَه وثمانين أسيراً، فلمَّا قَدِمَ قال له عمرُ: حقٌّ على كلِّ مسلمٍ أن يُقبِّلَ رأسك، وأنا أبدأ، ثمَّ قام فقبَّل رأسَه. ماتَ بمصرَ في خلافةِ عثمانَ.

(1)

في الأصل: كتابية، والتصويب من:"الطبقات الكبرى" 4/ 189.

(2)

ما بين المعكوفتين ليست في الأصل.

(3)

أخرج ذلك البخاريُّ في كتاب الجهاد والسير، باب: دعوة اليهود والنصارى، وعلى ما يقاتلون (3939) من حديث ابن عباس.

(4)

ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل.

(5)

أخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 376، وهو صحيح، وأخرجه أحمدُ من طريقٍ آخر في "المسند" 2/ 535، وفيه ضعف.

(6)

"السنن الكبرى" في الحج، باب: النهي عن صوم أيام التشريق.

(7)

"تهذيب الكمال" 14/ 411، و"تهذيب التهذيب" 4/ 270.

(8)

"الإصابة" 2/ 296.

ص: 477

‌1886 - عبد الله بنِ الحسن بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ

(1)

.

أبو محمَّدٍ وإبراهيمَ الخارجينِ على المنصورِ، الهاشميُّ، العلويُّ، المدَنيُّ. وأخو إبراهيمَ والحسنِ الماضيينِ، وأمُّهم فاطمةُ ابنةُ الحسينِ الشَّهيدِ.

يروي عن: أبويه، وعمِّه لأمِّه إبراهيمَ بنِ محمَّد بنِ طلحةَ، وعبدِ الله بنِ جعفرٍ الماضي، والأعرجِ، وعِكرمةَ، وعنه: الثّوريُّ، ورَوحُ بنُ القاسم، وابنُ عُليَّةَ، وأبو خالدٍ الأحمرُ، ومالك، وآخرون.

قالَ الواقديُّ

(2)

: وكانَ مِن العُبَّادِ، لهٌ شرفٌ وعارضةٌ

(3)

، وهيبةٌ، ولسانٌ شديدٌ، وفدَ على السفَّاحِ بالأنبارِ.

وقالَ محمَّد بنُ سلامٍ الجُمَحيُّ: كانَ ذا منزلةٍ مِن عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ في خلافتِه، ثمَّ أكرمَه السَّفَّاحُ، ووهبَ له ألفَ ألفِ درهمٍ. وقالَ غيرُه: إنَّه دعا بِسَفَطِ

(4)

جوهرٍ فأعطاه نصفَه، وقالَ: إنَّ هذا وصل إليَّ من بني أميةَ.

قالَ أبو حاتمٍ

(5)

والنَّسائيُّ والعِجليُّ

(6)

وغيرُهم: ثقةٌ.

(1)

"طبقات خليفة" 1/ 258، و"تاريخ بغداد" 9/ 431.

(2)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:252.

(3)

قال الجوهريُّ: وفلانٌ ذو عارضةٍ، أي: ذو جلَدٍ وصرامةِ، وقدرةٍ على الكلام. "الصحاح": عرض.

(4)

السَّفَطُ: الذي يُعبَّى فيه الطَّيب، وما أشبهه، من أدوات النساء. "لسان العرب": سفط.

(5)

"الجرح والتعديل" 5/ 33.

(6)

لم يذكره في "معرفة الثقات".

ص: 478

خرَّجَ له أصحابُ السُّننِ الأربعةِ، وذُكِرَ في "التهذيب"

(1)

، وماتَ في أواخرِ سنةِ أربعٍ وأربعين ومئةٍ، عن اثنتين وسبعينَ سنةً، وقالَ الحاكمُ: إنَّه سُمَّ ببابِ القادسيةِ، ودُفِنَ بها، وله فيها آياتٌ تُذكرُ. وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(2)

: إنَّه ماتَ في حبسِ أبي جعفرٍ المنصورِ بالقادسيةِ قبلَ ابنِه بأشهرٍ، وكانَ قتلُ محمَّدٍ في رمضانَ سنةَ خمسٍ وأربعين ومئةٍ. ونحوُه قولُ غيرِه: إنَّ المنصورَ آذاه وسجنَه مِن أجلِ ولديه.

‌1887 - عبدُ الله بنُ الحسينِ بنِ عطاءِ بنِ يسارٍ المدَنيُّ، مولى أمِّ المؤمنينَ ميمونةَ

(3)

.

يروي عن: صَفوانَ بنِ سُلَيمٍ، وسُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، وشَرِيكِ بنِ أبي نَمِرِ، وعنه: حاتمُ بنُ إسماعيلَ، ومحمَّدُ بنُ فُلَيحٍ، وإسماعيلُ بنُ عبدِ الله.

قالَ أبو زُرعةَ

(4)

: ضعيفٌ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(5)

: لا يُقبل مِن حدَيثه إلا ما وافقَ فيه الثِّقاتِ. وقالَ البخاريُّ

(6)

: فيه نظرٌ، وخرَّجَ له ابنُ ماجهْ

(7)

، وذُكِرَ في "التَّهذيب"

(8)

.

(1)

"تهذيب الكمال" 14/ 114، و"تهذيب التهذيب" 4/ 271.

(2)

"الثقات" 7/ 363.

(3)

"الجرح والتعديل" 5/ 35، و"الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي 2/ 118، و"ميزان الاعتدال" 2/ 408.

(4)

"كتاب الضعفاء، وأجوبته على أسئلة البرذعي" 2/ 537.

(5)

"كتاب المجروحين" 1/ 509.

(6)

" التاريخ الكبير" 5/ 72.

(7)

كتاب الدعاء، باب: ما يدعو به الرجل إذا خرج من بيته (3884). قال في "الزَّوائد": في إسناده عبدُ الله بنُ حسين، ضعَّفه أبو زرعةَ، والبخاريُّ، وابنُ حِبَّان. وللحديثِ شواهدُ، ولذا حسَّنه الحافظُ ابنُ حجرِ في "نتائج الأفكار" 1/ 165.

(8)

"تهذيب الكمال" 14/ 419.

ص: 479

‌1888 - عبدُ الله بنُ حفصِ بنِ عمرَ بنِ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ.

سيأتي إنْ شاءَ اللَّه في: أبي بكرٍ، مِن الكُنى

(1)

.

‌1889 - عبدُ اللهِ بنُ حمزةَ القُرَشيُّ، العُمَريُّ.

الفرَّاشُ، شهدَ في مكتوب سنةَ أربعٍ وعشرين وثمان مئةٍ.

‌1890 - عبدُ اللهِ بنُ حمزةَ الزُّبيريُّ

(2)

.

أخو إبراهيمَ، مدنيٌّ ليسَ بالمشهورِ، سمعَ عبدَ الله بنَ نافعٍ الصَّائغَ، وموسى بنَ إبراهيمَ الحرَاميَّ، وغيرَهما، وعنه: محمَّدُ بنُ إسحاقَ بنِ راهوية. ماتَ بالمدينةِ سنةَ خمسٍ وخمسين ومئتين. قال ابنُ أبي حاتمٍ

(3)

: قبلَ قدومِنا لها بأشهرٍ.

‌1891 - عبدُ الله بنُ حنظلةَ بنِ أبي عامر عبدِ عَمروِ بنِ صَيفيِّ بنِ النُّعمانِ

(4)

، أبو عبدِ الله، وقيل: أبوَ عبدِ الرَّحمنِ، وقيل: أبو بكرٍ الأنصاريُّ، الأوسيُّ، المدَنيُّ، وهو ابنُ الغسَيلِ غَسيلِ الملائكةِ يومَ أُحُدٍ، وابنُ الرَّاهبِ؛ لأنَّ جدَّه يُعرفُ بالرَّاهبِ.

وأمُّه جميلةُ ابنةُ عبدِ الله بنِ أُبي ابن سَلولَ، ولدَتْه بعدَ منتلِ أبيه.

صحابيٌّ صغيرٌ ماتَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وله سبعُ سنين، وقالَ [عبدُ الله]

(5)

: إنَّه رآه

(1)

الكُنى في القسم المفقود من الكتاب.

(2)

الترجمة منقولة حرفيًا من "تاريخ الإسلام" للذهبي 19/ 176 (276)، ومن الغريب أنَّ الزبير بن بكار لم يذكره في أولاد حمزة بن عبد الله بن الزبير في كتابه:"جمهرة نسب قريش".

(3)

"الجرح والتعديل" 5/ 39.

(4)

"الطبقات الكبرى" 5/ 65، و"أسد الغابة" 3/ 114.

(5)

ما بين المعكوفتين ليس في الأصل.

ص: 480

يطوفُ بالبيتِ على ناقةٍ، وله روايةٌ عن عمرَ بنِ الخطَّاب

(1)

، وكعبِ الأحبار.

روى عنه: عبدُ الله بنُ يزيدَ الخَطميُّ، وابنُ أبي مُليكةَ، وضَمضمُ بنُ جوسٍ، وأسماءُ ابنةُ زيدِ بنِ الخَطَّابِ، وكانَ رأسَ أهلِ المدينةِ يومَ الحرَّةِ، ولَّته الأوسُ أمرَها، وأُصيبَ يومئذٍ، وذلكَ في ذي الحجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستين، وثَّقَه أحمدُ وغيرُه، وحديثُه في "أبي داود"

(2)

، وذُكِرَ في "التهذيب"

(3)

وأوَّلِ "الإصابة"

(4)

، وفي المدَنيين لمسلم

(5)

. وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(6)

: إنَّ أمَّه أمُّ جميل ابنةُ المنذرِ بنِ عَمرو بنِ حَرامٍ، فاللهُ أعلمُ.

- عبدُ اللهُ ابنُ الحنفيةِ.

هو: ابنُ محمَّد بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، يأتي.

‌1892 - عبدُ اللهِ بنُ حُفين، المدَنيُّ، مولى العبَّاسِ، أو عليٍّ

(7)

.

ووالدُ إبراهيمَ الماضي، ذكرَه مسلمٌ

(8)

في ثالثةِ تابعي المدَنيين، وقال: مولى آلِ

(1)

في الأصل: محمَّد.

(2)

كتاب الطهارة، باب: السواك (49).

(3)

"تهذيب الكمال" 14/ 436، و"تهذيب التهذيب" 4/ 277.

(4)

"الإصابة" 2/ 299.

(5)

"الطبقات" 1/ 149 (56).

(6)

"الثقات" 7/ 363.

(7)

"التاريخ الكبير" 5/ 69، و"الجرح والتعديل" 5/ 40، و"الكاشف" 1/ 547.

(8)

"الطبقات" 1/ 250 (884).

ص: 481

عبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ. يروي عن: عليٍّ، وأبي أيوبَ، وابنِ عبَّاسٍ، والمِسْوَرِ بنِ مَخْرَمة، وعنه: ابنُه إبراهيمُ، ومحمَّدُ بنُ المنكدرِ، وشَريكُ بنُ أبي نَمِير، وأسامةُ بنُ زيدٍ، وآخرون، وثَّقه العِجليُّ

(1)

وقالَ: مدنيٌّ تابعيٌّ، وابنُ حِبَّان، وقالَ

(2)

: والصَّحيحُ أنَّه مولى مِثقبٍ، ومِثقبٌ

(3)

مولى مِسْحَلٍ مولى شمَّاسٍ، وشمَّاسٌ مولى العبَّاسِ، ولذلك قيلَ له: مولى العبَّاسِ، وحديثُه في الستة، وذُكِرَ في "التهذيب

(4)

". ماتَ في ولايةِ يزيدَ بنِ عبدِ الملك

(5)

.

‌1893 - عبدُ اللهِ بنُ خالدِ بنِ سعيدِ بنِ أبي مريمَ، أبو شاكرٍ المدَنيُّ، مولى ابنِ جُدعانَ

(6)

.

يروي عن: أبيه، وعنه: ابنُه إسماعيلُ، ويحيى بنُ محمَّد الجاري، ومحمَّدُ بنُ يحيى بنِ عبدِ الحميدِ الكنانيُّ. قالَ أحمدُ بنُ صالحٍ: ثقةٌ مِن أهلِ المدينةِ، وقالَ الأزديُّ: لا يُكتبُ حديثه. وقالَ ابنُ القطَّانِ

(7)

: مجهولُ الحالِ، وهو في "التهذيب"

(8)

.

(1)

"معرفة الثقات" 2/ 26.

(2)

"الثقات" 5/ 8.

(3)

تحرَّفت في الأصل في الموضعين إلى: متعب، وانظر "الثقات" 5/ 8.

(4)

"تهذيب الكمال" 14/ 439، و"تهذيب التهذيب" 4/ 278.

(5)

كانت ولايته من سنة 101 إلى 105 هـ. "تاريخ الخلفاء"، ص:246.

(6)

"الثقات" 7/ 363، و"تاريخ أسماء الثقات" 1/ 128، و"ميزان الاعتدال" 2/ 412.

(7)

"بيان الوهم والإيهام" 3/ 537.

(8)

"تهذيب الكمال" 14/ 445، و"تهذيب التهذيب" 4/ 280.

ص: 482

‌1894 - عبدُ اللهِ بنُ خَبَّابِ بنِ الأرَتِّ المدَنيُّ

(1)

.

حَليفُ بني زُهرةَ.

قالَ العِجليُّ

(2)

: ثقةٌ مِن كبارِ التَّابعين، قتلَتْه الحروريةُ، أرسلَه عليٌّ إليهم فقتلوه، فأرسلَ إليهم: أَقِيدونا بعبدِ الله بنِ خبَّاب، فقالوا: كيفَ نُفيدكَ به وكلُّنا قتله، فنَهَدَ

(3)

إليهم فقاتلهم، وكذا ذكَرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"

(4)

.

يروي عن: أبيهِ، وأُبيِّ بنِ كعب، وعنه: عبدُ الله بنُ عبدِ الله بنِ الحارثِ بنِ نوفلٍ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ أبزى الصَّحابيُّ، وعبدُ الله بَنُ أبي الهذيلِ، وقالَ أبو نُعيمٍ

(5)

: أدركَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، مختلَفٌ في صحبةٌ، له رؤيةٌ، ولأَبيهِ صحبةٌ، وقالَ الغَلَابي

(6)

: قُتلَ سنةَ سبعٍ وثلاثين، وكانَ مِن ساداتِ المسلمين، وهو في "التهذيب"

(7)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(8)

.

(1)

"التاريخ الكبير" 5/ 78.

(2)

نَهَدَ الرَّجلُ لعدوِّه: صمدَ لهم. "القاموس": نهد.

(3)

"التاريخ الكبير" 5/ 78.

(4)

"الثقات" 5/ 11.

(5)

"معرفة الصحابة" 3/ 1632.

(6)

أبو جعفرٍ، محمَّدُ بنُ زكريا الغَلابيُّ، الأخباريُّ، روى عن عبدِ اللهِ بنِ رجاء الغُدَاني، وأبي زيدٍ الأنصاريِّ، وروى عنه أبو القاسم الطبرانيُّ، وهو ضعيف، توفي سنة 290 هـ. "الثقات"، لابن حبان 9/ 154، و"الوافي بالوفيات" 3/ 77، و"لسان الميزان" 7/ 139.

(7)

"تهذيب الكمال" 14/ 449، و"تهذيب التهذيب" 4/ 280.

(8)

"الإصابة" 2/ 302.

ص: 483

‌1895 - عبدُ اللهِ بنُ خَبَّابٍ الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ

(1)

.

مولى بني عديِّ بنِ النَّجَّار، عِدادُه في أهلِها. ذكرَه مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعي المدَنيين، وقالَ: صاحبُ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، وهو يروي عنه، وعن أُبيِّ بنِ كعبٍ، وعنه: القاسمُ بنُ محمَّدٍ، ويزيدُ ابنُ الهادِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ أَبزى.

ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"

(3)

، وكذا وثَّقَه أبو حاتمٍ

(4)

، والنَّسائيُّ، وقالَ ابنُ عديٍّ

(5)

: حدًثَ عنه أئمةُ النَّاسِ، وهو صدوقٌ لا بأسَ به، وقالَ البخاريُّ

(6)

: روى عنه إسحاقُ بنُ يسارٍ، وسمعَ منه ابنُ إسحاقَ في خلافةِ عمرِ بنِ عبدِ العزيزِ، وقالَ الجُوزَجانيُّ

(7)

: سألتُهم عنه؟ فلم أرَهم يقفونَ على حدِّهِ ومعرفتِه، وهو في "التهذيب"

(8)

.

‌1896 - عبدُ اللهِ بنُ خُبَيب الجُهنيُّ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(9)

.

له صحبةٌ، روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن عُقبةَ بنِ عامرٍ، وعمِّهِ على خلافٍ في

(1)

"الكاشف" 1/ 548.

(2)

"الطبقات" 1/ 244 (812).

(3)

"الثِّقات" 5/ 37.

(4)

"الجرح والتعديل" 5/ 43.

(5)

"الكامل في الضعفاء" 4/ 1551.

(6)

"التاريخ الكبير" 5/ 79.

(7)

لم يُذكر في كتابه: "أحوال الرجال" المطبوع.

(8)

"تهذيب الكمال" 14/ 449، و"تهذيب التهذيب" 4/ 281.

(9)

"التاريخ الكبير" 5/ 21، و"معرفة الصحابة" 3/ 1630، و"الثقات" 3/ 232.

ص: 484

ذلك، وعنه: ابناه عبدُ الله، ومعاذٌ. قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ

(1)

: إنَّه جُهَنيٌّ حالفَ الأنصارَ، وهو عندَ مسلمٍ

(2)

فيَ الطَّبقةِ الأولى من المدَنيين، وفي "التهذيب"

(3)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(4)

.

‌1897 - عبدُ الله بنُ دينار، أبو عبدِ الرَّحمنِ العُمَريُّ.

مولى ابنِ عمرَ، اَلمدَنيُّ، عِدادُه في أهلِها. ذكرَه مسلمٌ

(5)

في رابعةِ تابعي المدَنيين.

وهوَ أحدُ الثِّقاتِ، سمعَ ابنَ عمرَ، وأنسًا، وسليمانَ بنَ يسارٍ، وأبا صالحٍ السَّمَّانَ، وعنه: ابنُه عبدُ الرَّحمنِ، وشُعبةُ، ومالكٌ، ووَرقاءُ، والسُّفيانانِ، وإسماعيلُ بنُ جعفرٍ، وسليمانُ بنُ

(6)

بلالٍ، وخلقٌ سواهم.

وثَّقَه النَّاسُ كالعِجليِّ

(7)

، وابنِ مَعينٍ

(8)

، وأبي زُرعةَ، وأبي حاتمٍ

(9)

، وابنِ سعدٍ

(10)

، وزادَ: كثيرُ الحديثِ، والنَّسائيِّ، وابنِ حِبَّان

(11)

، وقالَ أحمدُ: ثقةٌ، مستقيمُ

(1)

"الاستيعاب" 2/ 292.

(2)

"الطبقات" 1/ 158 (161).

(3)

"تهذيب الكمال" 14/ 450، و"تهذيب التهذيب" 4/ 281.

(4)

"الإصابة" 2/ 302.

(5)

"الطبقات" 1/ 261 (1004).

(6)

سقطت من الأصل.

(7)

"معرفة الثقات" 2/ 26.

(8)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي 1/ 150.

(9)

"الجرح والتعديل" 5/ 46.

(10)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:305.

(11)

"الثقات" 5/ 10.

ص: 485

الحديثِ. وقالَ السَّاجيُّ: سُئلَ عنه أحمدُ؟ فقال: نافعٌ أكبرُ منه، وهو ثَبْتٌ في نفسه، ولكنْ نافعٌ أقوى منه، وقال العُقيليُّ

(1)

: في روايةِ المشايخِ عنه اضطرابٌ وقالَ ابنُ عُيينةَ: لم يكنْ بذلكَ ثمَّ صار، وقالَ ربيعةُ: مِن صالحي التِّابعين، صدوقٌ، دَيِّنٌ. ماتَ سنةَ سبعٍ وعشرين ومئةٍ، وقد انفردَ بحديثه عن ابنِ عمرَ في النَّهي عن بيعِ الوَلاء وهِبَتِه

(2)

، وذُكِرَ في "التهذيب"

(3)

.

- عبدُ الله بنُ دينارٍ.

في: ابنِ أَبي سلمةَ الماجِشون. (1934).

‌1898 - عبدُ اللهِ بنُ ذَكوانَ، أبو الزِّنادِ، وأبو عبدِ الرَّحمنِ، الفقيهُ المدَنيُّ، القُرَشيُّ، مولى رملةَ ابنةِ ربيعةَ زوجِ عثمانَ

(4)

، ويقال: إنَّه ابنُ أخي أبي لؤلؤةَ قاتلِ عُمرَ

(5)

.

(1)

" الضعفاء الكبير" 2/ 247. وقال الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" 2/ 417: عبد الله بنُ دينارٍ، مولى ابن عمر، أحدُ الأئمة الأثبات، انفردَ بحديث الولاء، فذكره العقيليُّ في "الضعفاء"، وقال: في رواية المشايخ عنه اضطراب، ثمَّ ساق له حديثين مضطربي الإسناد، وإنما الاضطراب من غيره، فلا يلتفت إلى فعل العُقيلي؛ فإنَّ عبدَ الله حجةٌ بالإجماع.

(2)

الحديث أخرجه مسلمٌ في كتاب العتق، باب: النهي عن بيع الولاء وهبته 2/ 1145 (1506)، وقال: الناسُ كلهم عيالٌ على عبد الله بن دينارٍ في هذا الحديث.

(3)

"تهذيب الكمال" 14/ 471، و"تهذيب التهذيب" 4/ 286.

(4)

قال ابن سعدٍ: وكانَ ذكوانُ مولى رملةَ بنتِ شيبةَ بنِ ربيعةَ بنِ عبدِ شمسٍ، وكانتْ رملةُ بنتُ شيبةَ امرأةَ عثمانَ بنِ عفَّانَ. "الطبقات الكبرى" 5/ 415.

(5)

"طبقات خليفة" 1/ 259، و"الطبقات الكبرى" 5/ 415، و"تاريخ أبي زرعة الدمشقي" 1/ 406. وقال ابنُ حِبَّان: وكانَ ذكوانُ أخا أبي لؤلؤة. "الثقات" 7/ 6.

ص: 486

ذكرَه مسلمٌ

(1)

في رابعةِ تابعي المدَنيين، وقد سمعَ أنسًا، وأبا أُمامةَ بنَ سهلٍ، وعبدَ اللّه بنَ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ، وسعيدَ بنَ المسيَّب، والأعرجَ، فأكثرَ عنه، وعنه: ابنهُ عبدُ اَلرَّحمنِ، ومالكٌ، وشُعيبُ بنُ أبي حمزةَ، واللَّيثُ، والسُّفيانان، وخلقٌ.

وكانَ أحدَ الأئمةِ الأعلامِ، وقال اللَّيثُ: رأيتُ خلفَه ثلاثَ مئةِ طالبٍ تابعٍ، من طالبِ فِقهٍ، وطالبِ شِعرٍ، وصنوفٍ، ثمَّ لم يلبثْ أنْ صارَ وحدَه، وأقبلوا على ربيعةَ، مع قولِ أبي حنيفةَ: إنَّه أفقهُ، وقولِ أحمدَ: إنَّهُ أعلمُ.

فحكى أبو يوسفَ عن أبي حنيفةَ: قدمتُ المدينةَ فأتيتُ أبا الزِّنادِ، ورأيتُ ربيعةَ، فإذا النَّاسُ على ربيعةَ، وأبو الزِّنادِ أفقهُ الرَّجلين، فقلتُ له: أنتَ أفقهُ، والعملُ على ربيعةَ؟ فقالَ: ويحكَ، كفٌّ مِن حظٍّ خيرٌ من جِرابٍ مِن علمِ.

ونحوُه قولُ غيرِه

(2)

: رأيتُه دخلَ المسجدَ النَّبويَّ ومعه مثلُ ما معَ السُّلطانِ من الأتباعِ، فمِن سائلٍ عن فريضةٍ، وعن الحسابِ، أو عن الشِّعرٍ، أو عن الحديثِ، أو عن مُعضلةٍ. وكانَ الثوريُّ يُسمِّيه أميرَ المؤمنينَ في الحديثِ، وما رأيتُ بالمدينةِ غيرَه، وغيرُه فقيهُ أهل المدينةِ، صاحبُ كتابٍ وحسابٍ.

وفدَ على هشامِ

(3)

بحسابِ ديوانِ المدينةِ، ويقالُ: إنِّه كانَ يعاندُ ربيعةَ، بحيثُ كانَ السَّببَ في جَلدِه، ومعَ هذا فلمَّا وليَ بعدَ ذلكَ فلانٌ التيميٌّ، وطيَّنَ على أبي

(1)

"الطبقات" 1/ 262 (1024).

(2)

هو عبدُ ربِّه بنُ سعيدٍ، نقله عنه الليث. "تهذيب الكمال" 14/ 480.

(3)

هشام بن عبد الملك، الخليفة الأموي، تقدم.

ص: 487

الزِّناد بيته، فشفَعَ فيه

(1)

، ولكن حكى العُقيليُّ

(2)

أنَّ مالكًا لم يكن يرضاه، كأنَّه إكرامًا لربيعةَ، سيِّما وقد أنكرَ عليه تحديثَه بحديثِ

(3)

: "إنَّ اللّهَ خلقَ آدمَ على صورته"

(4)

.

وقالَ: إنَّه لم يزلْ عاملًا لنا حتَى ماتَ، وكانَ صاحبَ عمَّالٍ يتبعهم.

وقد خرَّجَ له الأئمةُ، ووثَّقه النَّسائيّ، والعِجليُّ

(5)

، والسَّاجيُّ، وأبو جعفرٍ الطَّبريُّ، وابنُ حِبَّان

(6)

، وقالَ: كانَ فقيهًا، صاحبَ كتابٍ، وقالَ ابنُ عَديٍّ

(7)

: أحاديثُه كلُّها مستقيمةٌ، وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ

(8)

عن أبيه: روى عن: أنسٍ مرسلًا، وعن ابنِ عمرَ، ولم يره، وذُكرَ في "التهذيب"

(9)

. ماتَ سنةَ إحدى وثلاثين ومئةٍ،

(1)

انظر "سير أعلام النبلاء" 5/ 448.

(2)

"الضعفاء الكبير" 2/ 251.

(3)

أخرجه البخاري في كتاب الاستئذان، باب: بدء السلام (6227)، ومسلم في كتاب البر والصلة والآباب، باب: النهي عن ضرب الوجه 4/ 2016 (115).

(4)

قال الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" 2/ 420: وأبو الزِّناد، فعمدةٌ في الدِّين. أمَّا معنى حديث الصورة، فنردُّ علمَه إلى الله ورسولِه، ونسكتُ كما سكت السَّلف، مع الجزمِ بأنَّ اللهَ ليس كمثله شيء.

(5)

"معرفة الثقات" 2/ 76.

(6)

"الثقات" 7/ 6.

(7)

"الكامل" 4/ 1450.

(8)

"الجرح والتعديل" 5/ 49.

(9)

"تهذيب الكمال" 14/ 376، و"تهذيب التهذيب" 4/ 287.

ص: 488

أو اثنتين، أو في رمضانَ سنةَ ثلاثين عن ستٍّ وستين.

‌1899 - عبدُّ اللهِ بنُ ذكوانَ أبي صالحٍ السَّمَّانُ، المدَنيُّ

(1)

.

ويقالُ له: عبَّادُ رقبةَ، يروي عن: أبيه، وسعيدِ بنِ جُبير، وعنه: ابنُ جُريجٍ، وهُشيمٌ

(2)

، وابنُ أبي ذئبٍ، وعبدُ اللهِ بنُ الوليدِ المزنيُّ، وموسى بنُ يعقوبَ الزَّمعيُّ، وغيرُهم.

وثَّقه ابنُ مَعين

(3)

، وقالَ السَّاجيُّ وتبِعَه الأزديُّ: ثقةٌ، إلا أنَّه يروي عن أبيه ما لم يُتابع عليه، وقالَ ابنُ المدينيِّ: ليس بشيءٍ، وقالَ البخاريُّ في "تاريخه الصغير"

(4)

: مُنكرُ الحديث، وهو في "التهذيب"

(5)

.

‌1900 - عبدُ اللهِ بنُ رافعِ بنِ خَديجٍ، أبو محمَّدٍ الأنصاريُّ

(6)

.

مِن أهلِ المدينةِ، أخو عبدِ الرَّحمنِ الآتي. ذكرَهما مسلمٌ

(7)

في ثالثةِ تابعي المدَنيين.

يروي عن أبيهِ، وعنه: عبدُ العزيزِ بنُ عقبةَ بنِ سلمةَ. ماتَ سنةَ إحدى عشرةَ

(1)

"الجرح والتعديل" 5/ 50، و"معرفة الثقات" 2/ 37، و"كتاب المجروحين" 2/ 153، و"ميزان الاعتدال" 2/ 367.

(2)

في الأصل: وابن هشيم، وهو خطأ.

(3)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 291.

(4)

"التاريخ الصغير"، ص 253.

(5)

"تهذيب الكمال" 15/ 116، و"تهذيب التهذيب" 4/ 344.

(6)

"التاريخ الكبير" 5/ 88، و"الجرح والتعديل" 5/ 52، و"ميزان الاعتدال" 2/ 421.

(7)

"الطبقات" 1/ 240 (753).

ص: 489

ومئةٍ، عن خمس وثمانين. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"

(1)

.

‌1901 - عبدُ الله بنُ رافعِ بنِ أبي رافعٍ المدَنيُّ.

مِنْ أهلِها، ومولَى أمِّ سلمةَ رضي الله عنها عِتاقةً. ذكرَه مسلمٌ

(2)

في ثالثةِ تابعي المدَنيين. يروي عنها، وعن: أبي هريرةَ، وأنسٍ، وعنه: سعيدٌ المقبُريُّ، وأفلحُ بنُ سعيدٍ، وموسى بنُ عَبيدةَ، وأسامةُ بنُ زيدٍ اللَّيثيُّ، وابنُ إسحاقَ، وأيوبُ بنُ خالدٍ، وخلقٌ.

وثَّقه أبو زُرعةَ، والعِجليُّ

(3)

، والنَّسائيُّ، وابنُ حِبَّانَ

(4)

، وخرَّجَ له مسلمٌ

(5)

، وذُكِرَ في "التهذيب"

(6)

.

‌1902 - عبدُ اللهِ بنُ رَباحٍ، أبو خالدٍ الأنصاريُّ، المدَنيُّ

(7)

.

نزيلُ البصرةِ، يروي عن: أُبيِّ بنِ كعب، وعمارِ بنِ ياسرٍ، وعمرانَ بنِ حُصينٍ، وأبي قتادةَ الأنصاريِّ، وكعبِ الأحبارِ، وعنه: ثابتٌ البُنانيُّ، وأبو عمران الجَونيُّ،

(1)

"الثقات" 5/ 22.

(2)

"الطبقات" 1/ 251 (900).

(3)

"معرفة الثقات" 2/ 27.

(4)

"الثقات" 5/ 30.

(5)

في كتاب الطهارة، باب: نسخ: الماء من الماء، ووجوب الغسل من التقاء الختانين 1/ 271 (348).

(6)

"تهذيب الكمال" 14/ 485، و"تهذيب التهذيب" 4/ 290.

(7)

"الطبقات الكبرى" 7/ 212، و"التاريخ الكبير" 5/ 84، و"الجرح والتعديل" 5/ 52.

ص: 490

وقتادةُ، وخالدٌ الحذَّاءُ، وخالدُ بنُ سُميرٍ، وهو ثقةٌ جليلُ القدْرِ، خرَّجَ له مسلمٌ

(1)

، وذُكرَ في "التهذيب"

(2)

، وقالَ ابنُ حِبَّان

(3)

: كانتْ الأنصارُ تفقِّهه.

‌1903 - عبدُ الله بنُ الرَّبيعِ الحارثيُّ

(4)

.

له ذكرٌ في: أبي بكرَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمَّدِ بنِ أبي سبرةَ، وفي جعفرِ بنِ سليمانَ بنِ عليٍّ.

‌1904 - عَبدُ اللهِ بنُ ربيعةَ بنِ عبدِ الله بنِ الهُديرِ التَّيميُّ، القُرَشيُّ

(5)

.

مِن أهلِ المدينةِ، يروي عن: عمِّه المنكَدرِ والدِ محمَّدٍ، وعنه: محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحارثِ التيميُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"

(6)

.

‌1905 - عبدُ الله بنُ أبي ربيعةَ المخزوميُّ

(7)

.

صحابيٌّ، ذكرَه مَسلمٌ

(8)

في المدَنيين، وأبو ربيعةَ اسمه: عَمروٌ، وقيلَ: حذيفةُ.

ويُلقَّب ذا الرُّمحينِ، ابن عبدِ الله بنِ عمرَ بنِ مخزومٍ، ويكنى أبا عبدِ الرَّحمنِ، وكانَ اسمُه بُجيرًا، بالموحَّدة، والجيمِ مُصغَّرًا، فغيَّره النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، وهو أخو عياشٍ

(1)

له "في" صحيح مسلم" تسعة أحاديث، منها ما في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: قضاء لصلاة الفائتة، واستحباب تعجيل قضائها 1/ 476 (683).

(2)

"تهذيب الكمال" 14/ 487، و"تهذيب التهذيب" 4/ 291.

(3)

"الثقات" 5/ 27.

(4)

له ذكر في "تاريخ بغداد" 1/ 86، و 14/ 368، و"تاريخ دمشق"، لابن عساكر 7/ 305.

(5)

"التاريخ الكبير" 5/ 85، و"الجرح والتعديل" 5/ 51، و"مشاهير علماء الأمصار" 1/ 131.

(6)

"الثقات" 7/ 30.

(7)

"الطبقات الكبرى" 5/ 444.

(8)

"الطبقات" 1/ 152 (83).

ص: 491

لأبويه. أمُّهما أسماءُ ابنةُ مخَرمةَ، ووالدُ عمرَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي ربيعةَ الشَّاعرِ المشهورِ.

وَلِيَ عبدُ الله الجندَ لعمرَ، واستمرَّ إلى أنْ جاءَ لينصرَ عثمانَ، فسقطَ عن راحلتِه بقربِ مكِّةِ، فماتَ، ويقال: إنَّ عمرَ قالَ لأهلِ الشُّورى: لا تختلفوا، فإنَّكم إنِ اختلفتُم جاءَكم معاويةُ من الشَّامِ، وعبدُ الله بنُ أبي ربيعةَ مِن اليمنِ، فلا يريانِ لكم فضلًا لسابقتِكم، وإنَّ هذا الأمرَ لا يَصلحُ للطُّلقاءِ، ولا بالطُّلقاءِ، فهذا يقتضي أنْ يكونَ عبدُ الله من مُسلمةِ الفتحِ، وقد جاءَ ذلكَ صريحًا، فروى البخاريُّ

(1)

مِن طريقِ إسمَاعيلَ بنِ إبراهيمَ، عن أبيهِ، عن جدِّهِ عبدِ الله بنِ أبي ربيعةَ أنَّ رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم استسلفَه مالًا بضعةَ عشرَ ألفًا. يعني: لمِّا فتحَ مكَّةَ، فلَّما رجعَ يومَ حُنينٍ قال: ادعوا لي ابنَ أبي ربيعةَ، فقال له:"خذْ ما أسلفتَ، باركَ الله في مالكَ وولدِكَ، إنما جزاءُ السَّلفِ الحمدُ والوفاءُ".

[قالَ]: لا أدري سمعَ مِن أبيه أو لا؟ انتهى.

وأخرجَ هذا الحديثَ النَّسائيّ

(2)

، والبغويُّ

(3)

، وقالَ أبو حاتمٍ: إنَّه مرسلٌ. يعني: بينَ إبراهيمَ وأبيه. قالَ شيخُنا

(4)

: وفي الجزمِ بذلكَ نظرٌ.

(1)

في "التاريخ الكبير" 5/ 9.

(2)

كتاب البيوع، باب: الاستقراض 7/ 314 (4683)، وعنده:"أربعين ألفًا"، بدل:"بضعة عشر ألفا"، وحسَّنه العراقي في "تخريج أحاديث الأحياء".

(3)

في "معجم الصحابة" 4/ 4.

(4)

"الإصابة" 2/ 305.

ص: 492

قالَ البخاريُّ: وعبدُ الله هو الذي بعثَتْه قريشٌ معَ عمروِ بنِ العاصِ إلى الحبشةِ، وهو أخو أبي جهلٍ لأمِّه، انتهى.

ويقالُ: إنَّه هو الذي أجارَتْه أمُّ هانئ، وفي عبدِ الله يقولُ ابنُ الزِّبَعْرَى

(1)

:

بُجيرُ ابنُ ذي الرُّمحينِ قرَّبَ مجلسي

وراحَ عليَنا فضلُه غيرُ عاتمِ

وذكرَه في "الإصابة"

(2)

.

‌1906 - عبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ بنِ ثَعلبةَ بنِ امرئِ القيسِ بنِ عَمروِ بنِ امرئِ القيسِ بنِ مالكِ بنِ كعبِ بنِ الخزرجِ بنِ الحارثِ بنِ الخزرجِ، أبو محمَّدٍ، أو أبو رواحةَ، أو أبو عَمروٍ، الأنصاريُّ، الخَزرجيُّ، المدَنيُّ

(3)

.

وقيل في نسبِه غيرُ ما سلفَ. شهدَ بدرًا، والعقَبةَ، وهو أحدُ النُّقباءِ، وأحدُ الأمراءِ في غزو مُؤْتة

(4)

، وبها قُتلَ في جُمادى الأولى سنةَ ثمانٍ، وقيل: في سنةِ سبعٍ.

روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن بلالٍ المؤذِّن، وعنه: ابنُ أختِه النُّعمانُ بنُ بشيرٍ، وأبو هريرة، وابنُ عباسٍ، وأنسٌ في آخرين، وهو في "التهذيب"

(5)

.

(1)

البيت في "نسب قريش"، ص: 317، و "أسد الغابة" 3/ 128.

وقوله: غير عاتم، أي: غير بطيء. قال الجوهري: العَتْمُ: الإبطاءُ. "الصحاح": عتم.

وابنُ الزِّبَعْرَى؛ اسمه عبدُ الله، صحابيٌّ أسلم يوم فتح مكة. "أسد الغابة" 3/ 135.

(2)

"الإصابة" 2/ 305.

(3)

"معرفة الصحابة" 3/ 1638، و"معجم الصحابة" 4/ 54، و"الإصابة" 2/ 306.

(4)

تحرَّفت في الأصل إلى: معوية.

(5)

"تهذيب الكمال" 14/ 506، و"تهذيب التهذيب" 4/ 296.

ص: 493

‌1907 - عبدُ الله بنُ رُومانَ

(1)

.

أخو يزيدَ، مِن أهَلِ المدينةِ، عن: عروةَ بنِ الزُّبيرِ، وعنه: ابنُ إسحاقَ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"

(2)

.

‌1908 - عبدُ اللهِ بنُ الزُّبيرِ بنِ عليِّ بنِ سيِّدِ الكُلِّ، البدرُ ابنُ الشَّرفِ، الأزديُّ، المهلبيُّ، الأُسوانيُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ

(3)

.

الماضي أبوه. أقامَ عندَه بالمدينةِ مساعدًا له على وقتِه، مع اشتغالِه بالعلمِ، ومشاركتِه في فنونٍ، ثمَّ بعدَ أبيه ضمَّ شملَ عيالِه، وأضافَهم لعيالِه، وارتكبَ بسببِ كثرتِهم وقلَّةِ شفقتِهم عليه ديونًا عظيمةً، بحيثُ عزمَ على التَّوجُّهِ لمصرَ لِثقلِ ديونِه، فمرضَ قبلَ السَّفرِ بيومٍ، وأقامَ متمرِّضًا أيامًا يسيرةً، ثمَّ ماتَ، وذلكَ في سنةِ اثنتين وستين وسبعِ مئةٍ، وبحُسنِ نيِّته رزقَه الله

(4)

مَن قضى دينَه بالمصالحةِ لأربابِها، وهو الشَّيخُ أبو بكرِ بنُ قرنيعَ مِن تجَّارِ اليَمنِ، ذوي المعروفِ، مِن غيرِ سبق معرفةٍ بينهما.

بل أخبرَنا العلَّامةُ الشَّمسُ الخوارزميُّ -وكانَ عندَنا مجاورًا- أنَّه رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في النَّومِ وقد جمعَ غرماءَ عبدِ اللهِ، وصارَ يتعطَّفُهم، ويأمرُهم بالإسقاطِ عنه،

(1)

"تاريخ دمشق" 28/ 134.

(2)

"الثقات" 7/ 44.

(3)

"غاية النهاية" 1/ 419.

(4)

تحرَّفت في المطبوعة تحرفًا عجيبا، فالعبارة فيها: وتحسن بيته إذ رزقه الله من قضى دينه!؟

ص: 494

والصَّبرِ عليه، وابنُ الزُّبيرِ حاضرٌ بينَ يديه، والجماعةُ يجيبون النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى ما سألهم، وهو عليه السلام مسرورٌ بذلك منهم، فصحَّت الرُّؤيا، وظهرتْ عنايتُه صلى الله عليه وسلم به، رحمه الله. قالَه ابنُ فرحونٍ

(1)

.

وقالَ ابنُ صالح: إنَّه قدمَ المدينةَ بعدَ مجاورةِ أبيه، وبنيَ في صحبته مدَّةً، ورُتِّبَ في الأذانِ، وكانَ حسنَ الصَّوتِ قراءةً ومدحًا، وانتفعَ به النَّاسُ، ولمَّا ماتَ دُفنَ بالبقيعِ قريبًا من أبيهِ، وهو في "درر"

(2)

شيخِنا.

‌1909 - عبدُ الله بنُ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ بنِ خُويلدِ بنِ أسدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصيِّ بنِ كِلابٍ، أبو بكرٍ، وَأبو خُبيب، وبهما كناه مسلمٌ، القُرَشيُّ، الأسديُّ، المدَنيُّ، الصَّحابيُّ

(3)

.

ممَّن له روايةٌ كأمِّه أسماءَ، وأبيها الصِّدِّيقِ أفضلِ الخلقِ بعدَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، وأبيه أبي قُحافةَ، وهو أوَّلُ مولودٍ وُلِدَ في الإسلامِ بالمدينةِ سنةَ اثنتين

(4)

مِن الهجرةِ بقُباء، وسُرَّ المسلمون بولادتِه، وكبَّروا حتَّى ارتجَّت المدينةُ؛ لكونِهم لمَّا قَدِمَ المهاجرون أقاموا لا يُولَدُ لهم، فقالوا: سحرتْنا يهودُ، حتى كثرتْ في ذلكَ القالةُ، وأمرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم جدَّه أبا بكرٍ فأذَّنَ في أُذنيه بالصَّلاةِ، وحنَّكَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بنمرةٍ مضغَها، فكانَ أوَّلَ شيءٍ دخلَ جوفَه الرِّيقُ المباركُ، ثمَّ دعا له، وبرَّكَ عليه، وتُوفي صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ ثمانِ سنين وأربعةِ أشهرٍ.

(1)

"نصيحة المشاور"، ص:103.

(2)

"الدرر الكامنة" 2/ 260.

(3)

"معرفة الصحابة" 3/ 1647، و"الإصابة" 2/ 308.

(4)

الصحيح المشهور أنَّ مولده في السنة الأولى من الهجرة، وانظر "فتح الباري" 7/ 248.

ص: 495

[روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن خالتِه أمِّ المؤمنينَ عائشة]

(1)

، وكذا روى عن: أبيه، والشَّيخين

(2)

، وعثمانَ، وعنه: ابناه: عامرٌ، وعبَّادٌ، وأخوه عروةُ، وابنُه محمَّد، وخلقٌ.

وشهِدَ وقعةَ اليرموكِ، وغزا القسطنطينيةَ والمغربَ، وله مواقفُ مشهودةٌ.

وكانَ فارسَ قريشٍ في زمانِه، وقالَ نوفٌ البِكاليُّ

(3)

: إني لأجدُ في كتابِ الله المُنزلِ أنَّه فارسُ الخلفاءِ، بلْ لم يكنْ يُنازَعُ في ثلاث: الشَّجاعةِ، والعبادةِ، والبلاغةِ.

وبويعَ بالخلافةِ في سنةِ أربع وستين، وحكمَ على الحجازِ، واليمنِ، ومصرَ، والعراقِ، وخراسانَ، وأكثرِ الشَّامِ، وكانَ معاويةُ يلقاه فيقولُ: مرحبًا بابنِ عمَّهِ رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم وابنِ حواريه

(4)

، ويأمرُ له بمئةِ ألفٍ.

وقالَ ابنُ عبَّاسٍ: إنَّه قارئٌ لكتابِ اللهِ، عفيفٌ في الإسلام، أبوه الزُّبيرُ، وأمُّه أسماءُ، وجَدُّه أبو بكرٍ، وعمَّتُه خديجةُ، وخالتُه عائشةُ، وجدَّتُه صفيةُ، واللهِ لأحاسبنَّ له نفسي محاسبةً لم أحاسبْ بها لأبي بكرْ وعمرَ

(5)

.

(1)

ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل.

(2)

الشيخان هما أبو بكر وعمر.

(3)

نَوفُ بنُ فَضالة الحِميريُّ، البِكَالي، ابنُ امرأةِ كعب الأحبار، من التابعين، شاميٌّ، مستور. كان كثير الرواية عن أهل الكتاب، مات بعد 190 هـ. "الجرح والتعديل" 8/ 505، و"الثقات" 5/ 483، و"تهذيب الكمال" 30/ 65.

(4)

الحواريُّ: الناصر. "الصحاح": حور.

(5)

"معجم الصحابة" 3/ 516.

ص: 496

وقالَ غيرُه: إنه قوَّامٌ باللَّيلِ، صوَّامٌ بالنَّهار، يسمَّى حمامةَ الحرم، وإذا كانَ في الصَّلاةِ كأنِّه خشبةٌ منصوبةٌ لا يتحرَّكٌ، وما كانَ بابٌ مِن العبادةِ يعجزُ النَّاسُ عنه إلا تكلَّفَه.

ولقد جاءَ سيلٌ طبَّق البيتَ، فجعلَ يطوفُ سباحةً، ولم يزلْ بالمدينةِ في خلافةِ معاويةَ، ثمَّ خرجَ إلى مكَّةَ، ولزمَ الحِجْرَ، وحرَّضَ على بني أُميَّةَ، وعاذَ بالبيتِ، فكتبَ يزيدُ بن معاويةَ لوالي المدينةِ عمروِ بنِ سعيدٍ أن يُوجِّهَ إليه جندًا، فبعثَ لقتالِه أخاه عَمرًا في ألفٍ، فظفرَ ابنُ الزُّبير بأخيه، وعاقبه، ونحَّى الحارثَ بنَ يزيد عن الصَّلاةِ بمكَّةَ، وجعلَ مصعبَ بنَ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ يُصلِّي بالنَّاسِ.

والتفَّتْ على ابنِ الزُّبيرِ خلقٌ، وحجَّ بالنَّاسِ عشرَ سنين، آخرُها سنةَ إحدى وسبعين، ودعا لنفسِه، فبُويعَ، وولَّى على المدينةِ أخاه مصعبًا، وولَّى آخرينَ على غيرِها مِن الجهاتِ، واستمرَّ إلى أن خذلَه مَنْ كانَ معه، وصاروا يخرجون إلى الحجَّاجِ بنِ يوسفَ حتَّى قتلَه، وصلبَه في ولايةِ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ في جُمادى الآخرةِ سنةَ اثنتين وسبعين، ومرَّ به ابنُ عمرَ وهو مصلوبٌ على جِذعٍ مُنكَّسًا، فبكى، وقالَ: يرحمُكَ اللّهُ أبا خُبيبٍ، ما علمتُك [إلا]

(1)

صوَّامًا قوَّامًا، وإنَّ قومًا أنت شرُّهم لخيارٌ.

وقيل: إنَّ ابنَ أبي حازمٍ غسَّلَ رأسَه، وحنَّطه، وكفَّنه، وصلَّى عليه، وبعثَ به إلى أهلِه بالمدينةِ، فدفنوه بها. وترجمتُه ومناقبُه وأخبارُه تحتملُ مجُيلِدًا، وهو في

(1)

سقطت من الأصل.

ص: 497

"التهذيب"

(1)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(2)

، وغيرِهما كالفاسيِّ

(3)

في نصف كرَّاسٍ.

وذكرَه مسلمٌ

(4)

قيمن عُدَّ في المكيين.

وخلافتُه بلا شكٍّ صحيحةٌ، خرجَ عليه مروانُ بعدَ أنْ بويعَ لي في الآفاقِ كلِّها إلا بعضَ قرى الشَّامِ، فغلبَ مروانُ على دمشقَ، ثمَّ غزا مصرَ فملكَها، وماتَ بعدَ ذلكَ، فغزا بعدَ مدَّةٍ عبدُ الملكِ بنُ مروانَ العراقَ، فقتلَ مصعبَ بنَ الزُّبير، ثمَ غزا الحَجَّاجُ مكةَ، فقتلَ عبدَ الله، وقد كانَ عبدُ اللهِ أوَّلًا امتنعَ مِن بيعةِ يزيدَ بنِ معاويةَ، وسمَّى نفسَه عائذَ البيتِ، وامتنعَ بالكعبةِ، فأغزى يزيدُ جيشًا عظيمًا، فعلوا بالمدينة في وقعة الحَرَّة ما اشتُهرَ، ثمَّ ساروا مِن المدينةِ إلى مكَّةَ، فحاصروا ابنَ الزُّبير، ورموا البيتَ بالمنَجنيقِ، وأحرقوه، فجاءَ نَعْيُ يزيدَ وهم على ذلكَ، فرجعوا إلى الشَّام، فلمَّا غزا الحَجَّاجُ مكةَ فعلَ كما فعل أسلافُه، ورمى البيتَ بالمنَجنيقِ، وارتكبَ أمرًا عظيمًا، فظهرَتْ حينئذٍ شجاعةُ ابنِ الزُّبيرِ، فحمَى المسجدَ وحدَه وهو في عشرِ الثمانين، بعدَ أنْ خذلَه عامَّةُ أصحابِه، حتَّى قُتلَ صابرًا محتسبًا، مُقْبِلا غيرَ مُدْبرٍ، رضي الله عنه ورحمه.

‌1910 - عبدُ اللّه بنُ الزُّبيرِ المِصريُّ، ثمَّ المدَنيُّ، الشَّافعيُّ.

وُلِدَ بالمدينةِ، ونشَأ بها، وتفقَّه بالكازروني، فبرعَ، وماتَ في حدودِ السَّبعين.

(1)

"تهذيب الكمال" 14/ 508، و"تهذيب التهذيب" 4/ 297.

(2)

"الإصابة" 2/ 308.

(3)

"العقد الثمين" 5/ 140.

(4)

"الطبقات" 1/ 165 (211).

ص: 498

كذا في "الدرر"

(1)

لشيخِنا، وقال: كذا ذكرَه العثمانيُّ

(2)

قاضي صفد في "طبقات الفقهاء".

‌1911 - عبدُ الله بنُ زَمعةَ بنِ الأسودِ بنِ عبدِ المطَّلبِ بنِ أسدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصيِّ بنِ كِلاب القرَشيُّ، الأسديُّ

(3)

.

ابنُ قُريبةَ أختِ أمِّ سلمةَ أمِّ المؤمنين. صحابيٌّ معدودٌ في أهلِ المدينةِ، وذكرَه مسلمٌ

(4)

في أهلِها. مِن أشرافِ قريشٍ، وله روايةٌ عن النبيِّ، بل كانَ يأذنُ عليه، وهو الذي أمرَ عمرَ بالصَّلاةِ حين أمرَ النَّبىُّ صلى الله عليه وسلم أبا بكرٍ أن يُصلِّيَ ولم يجده.

روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأمِّ سلمة، وعنه: ابنُه أبو عبيدةَ، وعبيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عتبةَ، وعروةُ، وأبو بكرِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامٍ.

قُتلَ يومَ الحَرَّةِ مع عِدَّةِ بنين له، ولكنْ قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ

(5)

: إنَّ المقتولَ بالحرَّةِ ابنُه

(1)

"الدرر الكامنة" 2/ 260.

(2)

محمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحسينِ العثمانيُّ، الدِّمشقيُّ، أخذ عن محمَّد بن عبد الحق الحصريِّ، له:"طبقات الفقهاء الشافعية" المحشوة بالأوهام، كما قال ابن قاضي شهبة، وله:"تاريخ صفد". من أهل القرن الثامن. "طبقات الشافعية"، لابن قاضي شهبة 3/ 37، 59، و"هدية العارفين" 2/ 170.

(3)

"الإصابة" 2/ 311.

(4)

"الطبقات" 1/ 148 (45).

(5)

"الاستيعاب" 2/ 308.

ص: 499

يزيد، وأمَّا هذا؛ فقالَ أبو حسَّانَ الزِّياديُّ

(1)

: إنَّه قُتلَ يومَ الدَّار، وهو في "التهذيب"

(2)

.

‌1912 - عبدُ اللهِ بنُ زيادِ بنِ سليمانَ بنِ سمعانَ، أبو عبدِ الرَّحمنِ المخزوميُّ، المدَنيُّ

(3)

.

مِنْ أهلِها، مولى أمِّ سلمة. يروي عن: الأعرجِ، ومجاهدٍ، ومحمَّد بنِ كعبٍ، ونافعٍ، والزُّهريِّ، وسليمانَ بنِ حبيب المحاربيِّ، وغيرِهم، وعنه: مُفضَّلُ بنُ فَضالةَ، ورَوحُ بنُ القاسمِ، وابنُ وهبٍ، والدَّرَاورديُّ، وبقيةُ، وعليُّ بنُ الجَعْدِ، وآخرون. قالَ أبو داودَ: وليَ قضاءَ المدينةِ، وكذَّبَه مالكٌ وابنُ مَعينٍ

(4)

.

وقالَ أحمدُ

(5)

: متروكُ الحديثِ، إنما كان يُعرفُ بالصَّلاة، ولم يكنْ يُعرفُ بالحديثِ. وقالَ أبو حاتمٍ

(6)

: ضعيفُ الحديثِ، سبيلُه التَّرك، وقالَ الجُوزجانيُّ

(7)

:

(1)

الحسنُ بنُ عثمان البغداديُّ، مؤرِّخٌ كبيرٌ، جوادٌ، تولى القضاءَ للخليفة المتوكل. مولده في حدود سنة 160 هـ، ووفاته سنة 242 هـ: تاريخٌ حسن. "تاريخ بغداد" 7/ 356، و"معجم الأدباء" 7/ 18، و"سير أعلام النبلاء" 11/ 496.

(2)

"تهذيب الكمال" 14/ 525، و"تهذيب التهذيب" 4/ 301.

(3)

"تاريخ بغداد" 9/ 458، و"تاريخ أسماء الضعفاء" لابن شاهين، ص: 119، و"كتاب الضعفاء"، لأبي زرعة 1/ 411، و"ميزان الاعتدال" 2/ 423.

(4)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 308.

(5)

"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 136.

(6)

"الجرح والتعديل" 5/ 279.

(7)

"أحوال الرجال"، ص:142.

ص: 500

كانَ كذَّابًا وضَّاعًا، وقالَ النَّسائيّ

(1)

: ضعيفٌ جِدًّا، وقالَ ابنُ حِبَّانَ

(2)

: كان يروي عمَّن لم يره، ويحدِّثُ بما لم يسمعْ، وقد أخرجَ له ابنُ ماجه

(3)

، وهو في "التهذيب"

(4)

، و"ضعفاء العُقيلي"

(5)

، وابن حِبَّان.

‌1913 - عبدُ اللّهِ بنُ زيدِ بنِ أسلمَ، أبو محمَّدٍ العُمريُّ، مولى عمرَ بنِ الخطَّابِ، المدَنيُّ

(6)

.

مِنْ أهلِها، وأحدُ الأخوةِ: أسامةَ، وعبدِ اللّه، وعبدِ الرَّحمنِ.

روى عن: أبيهِ فقط، وعنه: ابنُ المباركِ، وابَنُ مَهديٍّ، والقَعنبيُّ، وقُتيبةُ، وأبو الجُماهرِ محمَّد بنُ عثمانَ، والوليدُ بنُ مسلمٍ. وثَّقَه أحمدُ

(7)

، ومعنُ بنُ عيسى، وضعَّفه ابنُ مَعينٍ

(8)

. وقالَ النَّسائيّ

(9)

: ليس بالقويِّ. زاد غيرُه: وهو

(1)

"الضعفاء والمتروكون" للنسائي، ص 202 (339)، وفيه: متروك الحديث.

(2)

"كتاب المجروحين" 1/ 500.

(3)

في الجنائز، باب: النهي عن كسر عظام الميت 1/ 516 (1617).

(4)

"تهذيب الكمال" 14/ 526، و"تهذيب التهذيب" 4/ 302.

(5)

"الضعفاء الكبير" 2/ 254.

(6)

"التاريخ الكبير" 5/ 94، و"الجرح والتعديل" 5/ 59، و"ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه" لابن شاهين، ص:65.

(7)

في "العلل ومعرفة الرجال" 1/ 132: قلتُ له: أيُّما أوثقُ ولدِ زيدِ بنِ أسلمَ؟ فقال: عبد اللّه بنُ زيد بن أسلم هو أوثقهم.

وقال في 1/ 286: عبد الله بن زيد ثقةٌ.

(8)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 3/ 157.

(9)

"الضعفاء والمتروكون"، ص: 202 (340).

ص: 501

أصلحُ حالًا مِن إخوته، وكلُّهم ليس حديثُهم بشيءٍ، وكذا قالَ ابنُ سعد

(1)

: كانَ عبدُ اللهِ أثبتَ ولدِ زيدٍ، وتُوفي بالمدينةِ في أوَّلِ خلافةِ المهديِّ، وكذا قالَ الساجيُّ: بنو زيد ثلاثةٌ: أرفعُهم عبدُ الله. وهو في "التهذيب"

(2)

، و"ضعفاء العقيلي"

(3)

، وابنِ حِبَّان

(4)

، وقالَ: ماتَ سنةَ اثنتين وثمانين ومئةٍ، وقال ابنُ قانعٍ: ماتَ سنةَ أربعٍ وستين ومئةٍ.

- عبدُ الله بنُ زيدِ بنِ ثَعلبةَ.

يأتي قريبًا. (1915).

- عبدُ اللهِ بنُ زيدِ بنِ سهلٍ.

في: ابنِ أبي طلحةَ. (1945).

‌1914 - عبدُ اللّه بنُ زيدِ بنِ عاصمِ بنِ عَمروِ بنِ كعبٍ الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ، من بني ذبيانَ بنِ النَّجَّارِ، المدَنيُّ

(5)

.

أخو خُبيبٍ الذي قطعه مُسيلِمةُ الكذَّابُ، وعمُّ عبَّادِ بنِ تميمٍ، وجَدُّ عمرو بنِ يحيى المازني الذي روى عنه عبَّادُ بنُ تميمٍ، وهو راوي الوضوءِ

(6)

.

(1)

"الطبقات الكبرى" 5/ 413.

(2)

"تهذيب الكمال" 14/ 535، و"تهذيب التهذيب" 4/ 305.

(3)

"الضعفاء الكبير" 2/ 331، ذكره في ترجمة أخيه: عبد الرحمن.

(4)

"كتاب المجروحين" 1/ 503.

(5)

"التاريخ الكبير" 5/ 12، و"معرفة الصحابة" 3/ 1655.

(6)

أخرجه البخاري في الطهارة، باب: لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن (137).

ص: 502

ذكرَه مسلمٌ

(1)

في المدَنيين، له ولأبيه صحبةٌ، وأمُّه أمُّ عمارةَ ابنةُ عمروِ بنِ عوفٍ.

ويقالُ: إنَّه اشتركَ معَ وحشيٍّ في قتلِ مُسيلِمةَ أخذًا بثأرِ أخيه.

روى عنه: ابنُ أخيه عبَّادٌ، وسعيدُ بنُ المسيَّب، وواسعُ بنُ حَبَّان وغيرُهم.

واستُشهدَ يومَ الحرَّةِ في ذي الحجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستين عن ثلاثٍ وسبعينَ، وذلكَ أنَّ يزيدَ بنَ معاويةَ بعثَ جيشَه يريدُ المدينةَ، وعليه صخرُ بنُ أبي الجهمِ، فتُوفِّي قبلَ سيرِ الجيشِ إليها، فاستعملَ عليه يزيدُ مُسلمَ بنَ عُقبة المُرِّيَّ، فسارَ به حتَّى نزلهَا، فقاتلَهم حتَّى هزمَهم، وأباحَها ثلاثةَ أيامٍ، وقد خرَّجَ لصاحبِ الترجمةِ السِّتةُ، وهو في "التهذيب"

(2)

، وأوَّلِ "الإصابة"

(3)

.

‌1915 - عبدُ اللّه بنُ زيدِ بنِ عبدِ ربِّهِ بنِ ثعلبةَ، أبو محمَّدٍ الأنصاريُّ، الخزرجيُّ، من محاربِ بنِ الخزَرَجِ، المدَنيُّ

(4)

.

وجعلَ ابنُ حِبَّان

(5)

جدَّه ثعلبةَ بنَ عبدِ ربِّه بنِ زيدِ بنِ الحارثِ بنِ الخزرجِ بنِ جُشمَ بنِ الحارثِ بنِ الخزرجِ، وكذا سمَّى شيخنُّا جدَّه ثعلبةَ في أوَّل "الإصابة"

(6)

، والآقشهريُّ، وقيل: إنَّ ذكرَ ثعلبةَ في نسبِه خطأٌ، وهو راوي الأذان.

(1)

"الطبقات" 1/ 149 (48).

(2)

"تهذيب الكمال" 14/ 538، و"تهذيب التهذيب" 4/ 306.

(3)

"الإصابة" 2/ 312.

(4)

"معرفة الصحابة" 3/ 1653.

(5)

"الثقات" 1/ 94 و 3/ 223.

(6)

"الإصابة" 2/ 312، وقال: كذا نسبه أبو عمر، فزاد في نسبه: ثعلبة، والمعروف إسقاطه.

ص: 503

ذكرَه مسلمٌ

(1)

في المدَنيين، وسمَّى جدَّه عبدَ ربِّه، شهِدَ بدرًا والعَقَبةَ.

روى عنه: ابنُه محمَّدٌ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي ليلى، وسعيدُ بنُ المسيَّب، وآخرون.

ماتَ بالمدينةِ سنةَ [اثنتين]

(2)

وثلاثين عن أربعٍ وستين، وصلَّى عليه عثمانُ، خرَّجَ له أصحابُ السُّنن، وذُكرَ في "التهذيب"

(3)

.

‌1916 - عبدُ الله بنُ زينبَ ابنةِ سليمانَ العباسيَّةُ.

هو: ابنُ محمَّدِ بَنِ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، يأتي. (2076).

‌1917 - عبدُ اللهِ بنُ ساعدةَ، أبو محمَّدٍ الهُذَليُّ، المدَنيُّ

(4)

.

يروي عن: عمرَ، وعنه: أهلُ المدينةِ

(5)

.

ماتَ سنةَ مئةٍ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية" ثقاته"

(6)

، وهو في ثالثِ "الإصابة"

(7)

.

‌1918 - عبدُ اللهِ بنُ سالمِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ العُمريُّ، المدَنيُّ.

له ذِكرٌ في ولدِه يحيى الآتي

(8)

.

(1)

"الطبقات" 1/ 148 (47).

(2)

ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل.

(3)

"تهذيب الكمال" 14/ 540، و"تهذيب التهذيب" 4/ 307.

(4)

"الطبقات الكبرى" 5/ 60، و"طبقات خليفة بن خياط" 1/ 236.

(5)

كذا في الأصل، لكن الذي في "الثقات": روى عنه أهل الشام.

(6)

"الثقات" 5/ 59.

(7)

"الإصابة" 3/ 90.

(8)

ترجمة ولده: يحيى، في حرف الياء، وهو في القسم المفقود من الكتاب.

ص: 504

‌1919 - عبدُ اللّه بنُ السَّائبِ بنِ [أبي]

(1)

حُبيشِ بنِ المُطَّلبِ بنِ أسدِ بنِ عبدِ العُزَّى القُرَشيُّ، الأسَديُّ

(2)

.

الماضي أبوه، وأمُّه عاتكةُ عمَّةُ النبي صلى الله عليه وسلم. كانَ شريفًا وسيطًا، وتعقَّبَ شيخُنا مَن استبعدَ صحبتَه بأنَّ أمَّه عاتكةَ قديمةُ الموتِ، فكيفَ لا يكونُ لولدِها صحبةٌ.

وقد ذكرَه فيهم بدونِ التَّردُّدِ العسكريُّ، وكذا قالَ أبو موسى المديني، ذكرَه بعضُ مشايخِنا فيهم. قالَ فيه عمر: لا أعلمُ فيه عيبًا، وقيل: -وهو الأكثر- إنَّ هذه المقالةَ في ابنه.

‌1920 - عبدُ اللّهِ بنُ السَّائبِ بنِ يزيدَ، أبو محمَّدٍ الكِنديُّ، المدَنيُّ

(3)

.

ابنُ أختِ نمرٍ. روى عن: أبيهِ عن جدِّه. وعنه: ابنُ أبي ذئبٍ.

وثَّقه النَّسائيّ، وابنُ حِبَّانَ

(4)

، وابنُ سعدٍ

(5)

، وقالَ: إنَّه قليلُ الحديثِ، ماتَ سنةَ ستٍّ وعشرين ومئةٍ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ: روى عنه أهلُ المدينةِ. فإنْ كانَ أرادَ بهذا الإطلاقِ ابنَ أبي ذئبٍ، فهو محتملٌ، وإنْ كانَ مرادُه ظاهرَ اللَّفظِ فشاذٌّ. قالَه شيخنا

(6)

، وهو في "التهذيب"

(7)

.

(1)

ما بين المعكوفتين ساقطٌ من الأصل.

(2)

"الإصابة" 2/ 304.

(3)

"التاريخ الكبير" 5/ 103، و"الجرح والتعديل" 5/ 65.

(4)

"الثقات" 5/ 32.

(5)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:273.

(6)

"تهذيب التهذيب" 4/ 312.

(7)

"تهذيب الكمال" 14/ 555.

ص: 505

‌1922 -

[*]

عبدُ اللهِ بنُ سعدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سعدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ المدَنيُّ

(1)

.

الماضي أبوه. سكنَ بغدادَ، وأخذ عنه: البخاريُّ، وعبدُ اللّه بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، وإبراهيمُ بنُ أسباطٍ، وغيرُهم، وروى هو عن: أبيه، وعمِّه يعقوبَ بنِ إبراهيمَ، وجعفرِ بنِ عونٍ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(2)

، وقالَ الخطيبُ

(3)

: ثقةٌ، ماتَ سنةَ ثمانٍ وثلاثين ومئتين بالمَصِّيصَة

(4)

، وله أخوان: عبيدُ اللهِ، وأبو إبراهيمَ أحمدُ، وهو في "التهذيب"

(5)

.

‌1923 - عبدُ الله بنُ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، الزُّهريُّ، القُّرشيُّ.

عِدادُه في أهلِ المَدينةِ. يروي عن: أبي أيوبَ، وعنه: خارجةُ بنُ عبدِ اللّهِ. قالَه ابنُ حِبَّان في ثانية" ثقاته"

(6)

، وهو أخو عامرٍ، وسعدٍ، ومصعبٍ، وعمرَ، ويحيى، وإبراهيمَ، ومحمَّدٍ.

- عبدُ الله بنُ سعدٍ.

في: عبدِ العزيزِ بنِ سليمانَ بنِ يحيى.

(1)

"الجرح والتعديل" 5/ 64.

(2)

"الثقات" 8/ 366.

(3)

"تاريخ بغداد" 9/ 472.

(4)

مدينة بين أنطاكية وبلاد الروم، تقارب طرسوس. "معجم البلدان" 5/ 145.

(5)

"تهذيب الكمال" 15/ 17، و"تهذيب التهذيب" 4/ 316.

(6)

"الثقات" 5/ 8.

[*](تعليق الشاملة): كذا في المطبوع، بقفز رقم عن السابق

ص: 506

‌1924 - عبدُ اللّهِ بنُ سعيدِ بن أبي سعيدٍ كيسانَ، أبو عُبادةَ اللَّيثيُّ، المقبُريُّ، المدَنيُّ

(1)

.

يروي عن: أبيهِ وجدِّه، وعنه: أخوه سعدٌ، وهُشيمٌ، وحفصُ بنُ غياثٍ، وأبو معاويةَ، وأبو ضمرةَ، وصفوانُ بنُ عيسى، وآخرون كالثوريِّ، والكوفيين. متَّفقٌ على ضعفه. قالَ البخاريُّ

(2)

: تركوه، وابنُ عديٍّ

(3)

: لا يُكتبُ حديثُه، وخرَّجَ له التِّرمذيُّ

(4)

، وابنُ ماجه

(5)

. وذُكِر في "التهذيب"

(6)

، و"ضعفاء العُقيلي"

(7)

، وابن حِبَّان

(8)

.

‌1925 - عبدُ اللّه بنُ سعيدِ بنِ العاصِ بنِ أُميَّةَ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كِلابٍ، القُرَشيُّ، الأُمويُّ

(9)

.

ابنُ أبي أُحيحةَ، وأُحيحةُ اسمُ أمِّه أيضًا، وكانَ اسمُه هو الحكمَ، فغيَّره النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى عبدِ اللّهِ، وكانَ كاتبًا فأمرَه أنْ يُعلِّمَ الكتابةَ بالمدينةِ، وقُتلَ يومَ اليمامةِ

(1)

"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 310، و"التاريخ الكبير" 5/ 105، و"تاريخ أسماء الضعفاء" لابن شاهين، ص:116.

(2)

"الضعفاء الصغير"، ص:68 (186).

(3)

"الكامل" 4/ 1479.

(4)

في أبواب الصلاة، باب: ما جاء مِن كم تؤتى الجمعة (502). وهو حديث ضعيف.

(5)

"سنن ابن ماجه" كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: ما جاء في أين توضع النعل إذا خُلعت في الصلاة 1/ 460 (1432). وهو حديث ضعيف.

(6)

"تهذيب الكمال" 15/ 31، و"تهذيب التهذيب" 4/ 319.

(7)

"الضعفاء الكبير" 2/ 258.

(8)

"كتاب المجروحين" 1/ 501 (526)،

(9)

"الاستيعاب" 2/ 374، و"الإصابة" 1/ 345، 2/ 319.

ص: 507

شهيدًا، وقيلَ: يومَ مؤتة

(1)

، وقالَ الذَّهبيُّ

(2)

: إنَّه الأكثر.

‌1926 - عبدُ اللّه بنُ سعيدِ بنِ العاصي بنِ سعيدِ بنِ العاصي، الأمويُّ، المدَنيُّ.

أخو عمروٍ الأشَدق، وعنبسةَ، ويحيى، لمَّا قتلَ عبدُ الملكِ بنُ مروانَ عمرًا

(3)

أخاهم سيَّرهم إلى المدينةِ.

‌1927 - عبدُ اللّه بنُ سعيدِ بنِ قيسِ بنِ قَهدٍ.

مدَنيٌّ ثقةٌ. قاله الَعِجليُّ في "ثقاته"

(4)

.

- عبدُ اللّه بنُ سعيدِ بنِ كيْسانَ.

مضى قريَبًا. (1924).

‌1928 - عبدُ اللّهِ بنُ سعيدِ بنِ أبي هندٍ، أبو بكرٍ الفَزاريُّ

(5)

.

مولاهم، فهو مولى بني سهم

(6)

.

يروي عن: أبيه، وسعيدِ بنِ المسيَّب، وأبي أُمامةَ بنِ سهلٍ، والأعرجِ، وجماعةٍ، وعنه: إسماعيلُ بنُ جعفرٍ، وابنُ المباركِ، وغُنْدَرٌ، ويحيى القطَّانُ، ومكيُّ بنُ إبراهيمَ، وعبدُ الرَّزَّاق، وآخرون.

(1)

"التاريخ الصغير" 1/ 52.

(2)

ذكره في "تاريخ الإسلام" ص 376 فيمن استشهد يوم اليمامة.

(3)

انظر: "تهذيب الكمال" 22/ 37.

(4)

"معرفة الثقات" 2/ 31.

(5)

"التاريخ الكبير" 5/ 104.

(6)

كذا في المخطوطة، وهو موافق لما في "ثقات ابن حِبَّان"، وعند المزي وغيره: بني شمخ.

ص: 508

وثَّقَه أحمدُ

(1)

، وابنُ مَعينٍ

(2)

، وأبو داود، وغيرُهم كابنِ سعدٍ

(3)

، وقالَ: كثيرُ الحديثِ، والعِجليِّ

(4)

، ويعقوبَ بنِ سفيانَ

(5)

، وقالا: مدَّنيٌّ.

وقالَ يحيى القطَّانُ: صالحُ الحديثِ، تَعرفُ وتُنكر.

وقالَ النَّسائيُّ: ليس به بأسٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(6)

وقال: يخطئ، وضعَّفه أبو حاتمٍ

(7)

، والعملُ على الاحتجاجِ به.

ماتَ نحوًا مِن سنةِ سبعٍ وأربعين ومئةٍ، وهو في "التهذيب"

(8)

.

‌1929 - عبدُ اللهِ بنُ أبي سعيدٍ، أبو زيدٍ المدَنيُّ

(9)

.

عن: حفصةَ ابنةِ عمرَ، وعنه: أبو يعفور، وعثمانُ أو يزيدُ أبو خالدٍ

(10)

.

حديثُه عندَ أحمدَ في "مسنده"

(11)

من طريقِ ابن جُريجٍ، عن أبي خالدٍ، ومِن

(1)

"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 157.

(2)

"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 310، وبراوية الدارمي 1/ 142.

(3)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:362.

(4)

"معرفة الثقات" 2/ 32.

(5)

"المعرفة والتاريخ" 1/ 86.

(6)

"الثقات" 7/ 12.

(7)

"الجرح والتعديل" 5/ 71.

(8)

"تهذيب الكمال" 15/ 37، و"تهذيب التهذيب" 4/ 321.

(9)

"الجرح والتعديل" 5/ 73، و"الكنى"، للدولابي 1/ 180، و"تعجيل المنفعة" 1/ 740.

(10)

ترجمته في "الكنى"، للدولابي 1/ 162، و"الإكمال"، ص: 505، و"تعجيل المنفعة" 2/ 446.

(11)

في "المسند" 6/ 288. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 83: إسناده حسن.

ص: 509

طريقِ شَيبانِ عن أبي يعفور

(1)

كلاهما عن حفصةَ في فضلِ عثمانَ.

وهو عندَ البخاريِّ في "التاريخ"

(2)

مِن طريق ابنِ جريجٍ به، ومِن طريقِ أبي حمزةَ السُّكري عن أبي يعفور، وقالَ أبو أحمدَ الحاكمُ في "الكنى"

(3)

: أبو يعفورٍ الراوي عنه أُراه عبدَ الرَّحمنِ بنَ عبيدٍ. يعني: أبا يعفور الأصغر

(4)

.

وتلخَّصَ مِن هذا أنَّ لصاحبِ الترجمة راويين، ولم يُجرَّحْ، ولم يأتِ بخبر مُنكر، فهو على قاعدةِ ثقاتِ ابنِ حِبَّان، ولكنْ لم أره في النُّسخةِ التي بخطِّ البكريِّ من "ثقاته"

(5)

، وبهذا يُردُّ على القائل: إنَّه لا يُدرَى مَن هو.

‌1930 - عبدُ اللّهِ بنُ سُفيانَ بنِ عُقبةَ بنِ أبي عائشةَ، أبو سفيانَ اللَّيثيُّ، مولاهم المدَنيُّ

(6)

.

روى عن: جدِّه، وعمِّه إبراهيمَ، وأبي طُوالةَ، وغُنيمِ بنِ نِسطاس، وعنه: إبراهيمُ بنُ المنذرِ الحِزاميُّ، وأبو مصعبٍ، وإسحاقُ بنُ موسى.

قالَ أبو حاتمٍ

(7)

: ليس به بأسٌ، ووثَّقه ابنُ حِبَّان

(8)

.

(1)

في الأصل: يعقوب، وكذا في مطبوعة "التاريخ الكبير"، وهو تحريف.

(2)

"التاريخ الكبير" 5/ 104.

(3)

"الكنى" خ 2/ 143.

(4)

لكن الذي ذكره المزي في ترجمة أبي يعفور الكبير أنه روى عن عبد الله بن أبي سعيد المدني. "تهذيب الكمال" 30/ 461.

(5)

وليس هو في نسخة "الثقات" المطبوعة.

(6)

"التاريخ الكبير" 5/ 101.

(7)

"الجرح والتعديل" 5/ 66.

(8)

"الثقات" 8/ 338.

ص: 510

‌1931 - عبدُ اللّهِ بنُ سَلَامِ بنِ الحارثِ، أبو يوسفَ الإسرائيليُّ النَّسب، الخَزَرجيُّ

(1)

.

حليفُ الأنصارِ، من بني قَيْنُقاع، وقيل: إنَّه من ذريَّة يوسفَ عليه السلام، وحِلْفه في القواقل

(2)

. أسلمَ عندَ مَقْدَمِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ، وكانَ اسمُه الحصينَ، فسمَّاه عبدَ اللّه، وشهدَ له بالجنَّةِ، وله عنه أحاديثُ. روى عنه: ابناه يوسفُ ومحمَّدٌ، وحفيدُه حمزةُ بنُ يوسفُ، وأبو هريرةَ، وأنسٌ، وزُرارةُ بنُ أوفى قاضي البصرة، وأبو سعيدٍ المقبُري، وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وأبو بُردةَ بنُ أبي موسى، وجماعةٌ من الصَّحابةِ والتَّابعين. ذكرَه ابنُ سعدٍ

(3)

في الطَّبقةِ الثَّالثةِ، ممَّن شهدَ الخندقَ فما بعدها. بل ذكرَه أبو عَروبةَ وحدَه في البدريين، ومسلمٌ

(4)

في المدنيين، وقالَ: وهو رجلٌ مِن بني إسرائيل. وشهدَ فتحَ بيتِ المقدسِ معَ عمرَ، وكانَ مِن الأحبارِ.

شهِدَ له اليهودُ بأنَّه عالمُهم وابنُ عالمهم، ونزلت فيه

(5)

: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} ، {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}

(6)

.

(1)

"التاريخ الكبير" 5/ 104، و"معرفة الصحابة" 3/ 1665.

(2)

تقدم تفسيرها.

(3)

"الطبقات الكبرى" 2/ 352.

(4)

"الطبقات" 1/ 151 (80).

(5)

سورة الأحقاف، آية: 10، وانظر:"تفسير الطبري" 10/ 26، و"معجم الصحابة" للبغوي 4/ 103.

(6)

سورة الرعد، آية:43.

ص: 511

وقالَ له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

: "تموتُ وأنتَ مُستمسِكٌ بالعُروةِ الوُثقى". ومناقبُه جمَّةٌ. اتَّفقوا على أنَّه ماتَ سنةَ ثلاثٍ وأربعين في خلافةِ معاوية، وذلكَ بالمدينةِ، وسيأتي ابنُه محمَّدٌ.

‌1932 - عبدُ الله بنُ سلمانَ، الأغرُّ، المدَنيُّ

(2)

.

مِنْ أهلِها، مولىَ جُهينةَ، وأخو عبيدِ اللّه، وسلمانَ. يروي عن: أبيه، وعنه: صفوانُ بنُ سُليمٍ، وعبدُ الله بنُ عثمانَ بنِ خُثيمٍ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"

(3)

، وذُكِرَ في "التهذيب"

(4)

.

‌1933 - عبدُ اللّه بنُ سَلِمةَ بنِ مالكِ بنِ الحارثِ البلويُّ، الأنصاريُّ بالحِلْف

(5)

.

أبو محمَّدٍ، أمُّه أُنيَسةُ بنتُ عديٍّ. شهِدَ بدرًا، واستُشهد بأُحُدٍ، واستأذنت أمُّه النَّبىَّ صلى الله عليه وسلم في نقلِه إليها لتأنسَ به، فأذِنَ لها، فنقلته، وهو في أوَّلِ "الإصابة"

(6)

.

‌1934 - عبدُ اللّهِ بنُ أبي سلمةَ دينارٍ، أو ميمونٍ، الماجِشُون -ومعناه: المورَّدُ الوَجنتين- المدَنيُّ، مولى آلِ المنكدر

(7)

.

(1)

أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب: مناقب عبد الله بن سلام (3813)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل عبد الله بن سلام 4/ 1930 (2484).

(2)

"طبقات خليفة" 1/ 265، و"التاريخ الكبير" 5/ 109، و"الجرح والتعديل" 5/ 69.

(3)

"الثقات" 5/ 7.

(4)

"تهذيب الكمال" 15/ 49، و"تهذيب التهذيب" 4/ 324.

(5)

"معرفة الصحابة" 3/ 1675.

(6)

"الإصابة" 2/ 321.

(7)

"الطبقات الكبرى" القسم المتمم، ص: 153، و"التاريخ الكبير" 5/ 100، و"مشاهير علماء الأمصار"، ص:153.

ص: 512

ووالدُ عبدِ العزيز، وأخو يعقوب. أرسلَ عن: عائشةَ، وأمِّ سلمةَ، ولعلَّه أدركها، وابنِ عمرَ، وقيل: إنَّه لم يلقهم، والنُّعمانِ بنِ أبي عيَّاشٍ، وعمروِ بن أبي قيسٍ الزُّرَقيين، وعروةَ، وعبدِ اللّه بنِ عبدِ اللّهِ بنِ عمر، وعنه: ابنُه، وبُكيرُ ابنُ الأشجِّ، وعمروُ بنُ الحارث، وابنُ إسحاقَ، وآخرون كحكيمِ بنِ عبد اللّه بنِ قيس، ويحيى بنِ سعيدٍ الأنصاريُّ.

وخرَّجَ له مسلمٌ

(1)

وغيره، ووثَّقه النَّسائيّ، ثمَّ ابنُ حِبَّان

(2)

، وذكرَه في التابعين بروايتِه عن أسماءِ ابنةِ أبي بكرٍ، وفي أتباعهم بمحمَّد بنِ عبدِ الرَّحمنِ، وابنِ أبي عياشٍ. وهو في "التهذيب"

(3)

، وقال حفيدُه عبدُ الملكِ بنُ عبدِ العزيزِ: تُوفِّيَ جَدِّي سنةَ ستٍّ ومئةٍ.

‌1935 - عبدُ الله بنُ سليمانَ بنِ زيدِ بنِ ثابتٍ الخزَرجيُّ، الأنصاريُّ

(4)

.

أخو سعيدٍ. عِداَدُه في أهلِ المدينةِ. يروي عن: أنسٍ، وعنه: خارجةُ بنُ عبدِ الله

(5)

. قاله ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(6)

، وهو مخرَّجٌ له في "المسند"

(7)

لأحمدَ.

(1)

في الحج 2/ 933 (1284).

(2)

"الثقات" 5/ 59

(3)

"تهذيب الكمال" 15/ 55، و"تهذيب التهذيب" 4/ 325.

(4)

"الجرح والتعديل" 5/ 74، و"الإكمال"، ص: 236، و"تعجيل المنفعة" 1/ 742.

(5)

وهو ابنه.

(6)

"الثقات" 5/ 8.

(7)

"المسند" 3/ 214.

ص: 513

‌1936 - عبدُ الله بنُ سليمانَ بنِ أبي سلمةَ الأسلميُّ، المدَنيُّ، القُبائيُّ

(1)

.

يروي عن: سالمِ بنِ عبدِ اللّه، ومعاذِ بنِ عبدِ اللّه بنِ خُبيب، وعنه: خالدُ بنُ مَخْلدٍ القَطَوَانيُّ، ومعنُ بنُ عيسى، وأبو عامر العَقَديُّ، وَالقَعنبيُّ، ومُطرِّفُ بنُ عبدِ اللّهِ اليساريُّ، وعبدُ العزيزِ الأويسيُّ.

قالَ أبو حاتمٍ

(2)

: لا بأسَ به، وابنُ حِبَّان

(3)

: يخطئ، وقالَ: شيخٌ مِن أهلِ المدينة لا بأسَ به، وذكرَ ابنُ عديٍّ

(4)

أَنَّه مِن جملةِ [المدنيين] المجهولين الذينَ روى عنهم القَعنبى، وخرَّجَ له الترمذيُّ

(5)

، وابنُ ماجهْ

(6)

، وذُكِرَ في "التهذيب"

(7)

.

- عبدُ اللهِ بنُ سمعانَ.

هو: ابنُ زيادِ بنِ سليمانَ بنِ سمعانَ، نُسِبَ لجدِّ أبيه. (1912).

‌1937 - عبدُ اللّهِ بنُ سهلِ بنِ زيدٍ الأنصاريُّ

(8)

.

ماتَ بالمدينةِ.

(1)

"التاريخ الكبير" 5/ 108.

(2)

"الجرح والتعديل" 5/ 75.

(3)

"الثقات" 7/ 18.

(4)

"الكامل" 4/ 1574.

(5)

هذا وهمٌ من المؤلف، فلم يخرج له الترمذيُّ، وإنما خرَّج له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي، وابن ماجه. انظر:"تقريب التهذيب" ص: 306 (3371).

(6)

كتاب التجارات، باب: الحث على المكاسب 2/ 724 (2141).

وقال في "الزوائد": إسناده صحيح، ورجاله ثقات.

(7)

"تهذيب الكمال" 15/ 61، و"تهذيب التهذيب" 4/ 328.

(8)

هو الذي بعده.

ص: 514

‌1938 - عبدُ اللّه بنُ سهلِ بنِ زيدٍ الأنصاريُّ، الحارثيُّ

(1)

.

خرجَ معَ أصحابِه إلى خيبرَ يمتارون

(2)

تمرًا، فوُجِدَ في عينٍ قد كُسرت عنقُه، ثمَّ طُرحَ فيها، وهو في أوَّل "الإصابة"

(3)

، ولعلَّه الذي قبلَه.

‌1939 - عبدُ اللّهِ بنُ سُويدٍ الأنصاريُّ الخَطْميُّ

(4)

.

منِ أهلِ المدينة. يروي عن: عمَّتِه أُمِّ حُميدٍ امرأةِ أبي حُميدٍ السَّاعديِّ، وأبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، وعنه: داودُ بنُ قيسٍ الفرَّاءُ، ومحمَّد بنُ ثابتِ بنِ شُرَحْبيل.

ذكرَه ابنُ حِبَّان في ثانية "ثقاته"

(5)

وثالثتها، وقالَ: إنَّ مَنْ قال فيه: ابنُ شريكٍ - يعني: بدلَ سويدٍ -، فقد وهِمَ.

‌1940 - عبدُ اللّه بنُ شَبيبِ بنِ خالدٍ، أبو سعيدٍ الرَّبَعيُّ

(6)

.

مولاهم المدَنيُّ الأَخباريُّ، العلَّامةُ، مِن أهلِ البصرةِ. يروي عن: عبدِ العزيزِ الأويسيِّ، وإسحاقَ الفَرَويِّ، وأبي جابرٍ محمَّدِ بنِ عبدِ الملكِ، وإسماعيلَ بنِ أبي أويسٍ، وأيوبَ بنِ سليمانَ بنِ بلالٍ، وغيرِهم، وعنه: الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ، وهو أكبرُ منه، وأبو زُرعةَ، وإبراهيمُ الحربيُّ، وهما مِن أقرانه، وابنُ صاعدٍ، ومحمَّدُ بنُ مَخْلَد،

(1)

"أسد الغابة" 3/ 265.

(2)

المِيرَةُ: الطعامُ يمتاره الإنسان. "الصحاح": مير.

(3)

"الإصابة" 2/ 322.

(4)

"التاريخ الكبير" 5/ 109، و"الجرح والتعديل" 5/ 66.

(5)

"الثِّقات" 5/ 47، 59، و 7/ 42.

(6)

"الجرح والتعديل" 5/ 83، و"الكامل في الضعفاء" 4/ 1574، و"تاريخ بغداد" 9/ 474.

ص: 515

والمحامليُّ، وجماعةٌ آخرُهم موتًا أبو رَوقٍ الهِزَّاني

(1)

، وهو ممَّن حدَّثَ ببغدادَ، وماتَ بمكَّةَ، وكانَ غيرَ ثقةٍ.

قالَ فَضْلكُ الرَّازيُّ

(2)

: يحلُّ ضربُ عُنقه، وقالَ أبو أحمدَ الحاكمُ: ذاهبُ الحديثِ، وهو في "الميزان"

(3)

، و"ضعفاء ابن حِبَّان"

(4)

، وقال: يروي عن أهلِ المدينةِ، حدَّثنا عنه شيوخُنا، لا يجوزُ الاحتجاجُ به.

‌1941 - عبدُ الله بنُ شدَّادِ بنِ الهادِ، أبو الوليدِ اللَّيثيُّ، المدَنيُّ

(5)

.

مِن كبارِ التَّابعيَن. أمُّه سُلمى ابنةُ عُميس، أختُ أسماءَ، تزوَّبها أبوه بعد أنِ استُشهدَ حمزةُ بنُ عبدِ المطَّلبِ. يروي عن: أبيه، وعمرَ، وطلحةَ بنِ عبيدِ اللّه، ومعاذٍ، وعليٍّ، وابنِ مسعودٍ، وعائشةَ، وأمِّ سلمةَ، وجماعةٍ، وعنه: الحكمُ بنُ عُتيبةَ، وعبدُ اللّهِ بنُ شُبْرُمة، ومنصورٌ، وأبو إسحاقَ الشَّيبانيُّ، وسعدُ بنُ إبراهيمَ الزُّهري، ومعاويةُ بنُ عمَّارٍ الدُّهنيُّ، وذرٌّ الهَمْدانيُّ، والشَّعبيُّ، وموسى بنُ أبي عائشةَ.

وكانَ يأتي الكوفةَ كثيرًا، فينزلها، فعدَّه خليفةُ (1) في تابعي أهلِها.

(1)

أحمدُ بنُ محمَّد بنِ بكرٍ الهِزَّانيُّ، صدوقٌ، توفي سنة 523. "لسان الميزان" 1/ 592.

(2)

وقد بالغ في قوله هذا. وفضلك الرازي اسمه: الفضلُ بنُ العباس، أحدُ أئمةِ الحديثِ الكبار، توفي سنة 270 هـ. "الجرح والتعديل" 7/ 66، و"تاريخ بغداد" 12/ 367، و"سير أعلام النبلاء" 12/ 630.

(3)

"ميزان الاعتدال" 2/ 438.

(4)

"كتاب المجروحين" 2/ 11.

(5)

"التاريخ الكبير" 5/ 115، و"الجرح والتعديل" 5/ 80.

ص: 516

وقالَ ابنُ حِبَّانَ: في ثانية "ثقاته"

(2)

: عِدادُه في أهلِها، وابنُ سعدٍ

(3)

في الطَّبقةِ الأولى مِن تابعي أهلِ المدينةِ، وكانَ ثقةً، قليلَ الحديثِ، شيعيًا.

قالَ: وَدِدتُ أني قمتُ على المنبرِ مِن غدوةٍ إلى الظُّهر، فأذكرُ فضائلَ عليٍّ، ثمَّ أنزلُ فَتُضرب عنقي. خرَّجَ له أصحابُ السُّننِ، وذُكر في "التهذيب"

(4)

وثاني "الإصابة"

(5)

، وقالَ الواقديُّ: إنَّه خرجَ معَ ابنِ الأشعث، فقُتلَ ليلةَ دُجيلٍ سنةَ اثنتين وثلاثين، وقالَ ابنُ حِبَّانَ: غَرِقَ بدُجيلٍ سنةَ ثلاثٍ وثلاثين في الجماجمِ.

وقالَ العِجليُّ

(6)

: فُقِدَ هو وعبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي ليلى في الجمَاجم، اقتحمَ بهما فرساهما الفراتَ، فذهبا.

والجماجمُ: جيشٌ بعثَه عبدُ الملكِ بنُ مروانَ، فأَكره فيه بعضَ العلماءِ، وبعثَهم.

‌1942 - عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ الشَّيبانيُّ.

أخو جارِ الله الماضي.

- عبدُ اللهِ بنُ أبي صالحٍ.

= (1)"تاريخ خليفة" 1/ 76.

(2)

"الثقات" 5/ 20.

(3)

"الطبقات الكبرى" 5/ 61.

(4)

"تهذيب الكمال" 15/ 81، و"تهذيب التهذيب" 4/ 333.

(5)

"الإصابة" 3/ 60.

(6)

"معرفة الثقات" 2/ 36.

ص: 517

في: ابن ذكوانَ. (1899).

‌1943 - عبدُ اللهِ بنُ صِدِّيقِ بنِ محمَّدٍ الغُلَيس.

بمعجمةٍ مضمومة، ثمَّ لامٍ، وآخره مُهملة، مُصغَّرٌ، نسبةً لزاويةٍ بالقربِ مِن أبياتِ الفقيهِ ابنِ عُجيلٍ، ممَّن يُكثِرُ -معَ عامِّيته وتجرُّدِه- المجيءَ للمدينةِ مِن دربِ الماشي بكُتُبٍ من مكَّةَ إليها، وكنتُ ممَّن حملَ له الكتبَ ذهابًا وإيابًا، وزعمَ أنَّه جاءَ أزيدَ مِن ثمانينَ مرَّةً، فاللهُ أعلمُ

(1)

.

‌1944 - عبدُ الله بنُ طلحةَ الخُزاعيُّ

(2)

.

عن: أبي يزيدَ المَدنيِّ، وعنه: هُشيمٌ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"

(3)

.

‌1945 - عبدُ اللهِ بنُ أبي طلحةَ زيدِ بنِ سهلِ بنِ الأسودِ بنِ حَرامٍ الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ

(4)

.

والدُ الفقيهِ إسحاقَ وغيرِه، وأخو أنسٍ لأمِّه أمِّ سُلَيم.

وُلِدَ في حياةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فحنَّكَه بتمراتٍ مضغَها، وسمَّاه عبدَ اللّهِ، وكانتْ حملتْ به ليلةَ ماتَ ابنُها الذي قيل: إنَّه أبو عميرٍ الذي مازحَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

لم يذكره المصنِّف في "الضوء اللامع".

(2)

"التاريخ الكبير" 5/ 124، و"الجرح والتعديل" 5/ 88.

(3)

"الثقات" 7/ 12.

(4)

"أسد الغابة" 3/ 180.

ص: 518

لأبي طلحةَ صبيحتها

(1)

: "أعرَّستُم اللَّيلةَ؟ باركَ اللّهُ لكم فيها".

فكانَ لعبدِ الله عشرةُ أولادٍ كلُّهم قرأَ القرآن، وروى أكثرُهم العلمَ، واشتهر منهم إسحاقُ وعَبدُ الله، رويا عنه، وكذا روى عنه: أبو طُوالةَ، وسليمانُ مولى الحسنِ بنِ عليٍّ، وله هو روايةٌ عن أبيه، وأخيه لأمِّه أنسٍ.

وقالَ عبدُ الرِّزاق

(2)

: أخبرنا معمرٌ عن ثابتٍ، عن أنسٍ قالَ: كانَ لأبي طلحةَ مِن أمَّ سُليمٍ ولدٌ فماتَ، فذكرَ القصَّةَ، وفي آخرِها: فولدتْ غلامًا اسمُه عبدُ الله، فكانَ مِن خيرِ أهلِ زمانِه. وخرَّجَ له مسلمٌ

(3)

وغيرُه، وذُكِرَ في "التهذيب"

(4)

، وثاني "الإصابة"

(5)

.

ماتَ بالمدينةِ في إمارة الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ، فيما حكاه أبو نُعيم في "معرفة الصحابة

(6)

"عن غيرِه بعدَ جزمِه بأنَّه استُشهدَ بفارس.

وأرَّخَه الدِّمياطيُّ سنةَ أربعٍ وثمانين، وقالَ ابنُ سعدٍ

(7)

: كانت أمُّه حاملًا به يومَ

(1)

أخرجه البخاري في العقيقة، باب: تسمية المولود غداة يولد لمن لم يُعقَّ عنه، وتحنيكه (5470)، ومسلم في الآداب، باب: استحباب تحنيك المولود عند ولادته 3/ 1690 (23).

(2)

"المصنف" 11/ 139.

(3)

كتاب السلام، باب: يسلم الراكب على الماشي، والقليل على الكثير 4/ 1703 (2161).

(4)

"تهذيب الكمال" 15/ 133، و"تهذيب التهذيب" 4/ 349.

(5)

"الإصابة" 3/ 60.

(6)

"معرفة الصحابة" 3/ 1656.

(7)

"الطبقات الكبرى" 5/ 74.

ص: 519

بدر، ثمَّ لم يزلْ بالمدينةِ في دارِ أبي طلحة، وكانَ ثقةً قليلَ الحديثِ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"

(1)

.

‌1946 - عبدُ الله بنُ أبي طَلحةَ.

مدَفيٌّ، تابعىٌّ ثِقةٌ. قاله العِجليُّ

(2)

، وكأنَّه غيرُ الأوَّل.

‌1947 - عبدُ الله بنُ عاصمِ بنِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ سليمانَ

(3)

.

وليَ بناءَ المسجدَ حينَ أمرَ المهديُّ جعفرَ بنَ سليمان بالزِّيادةِ فيه سنةَ إحدى وستين ومئةٍ، فلم يلبثْ أنْ ماتَ عبدُ اللّه، فولي عبدُ اللّه بنُ موسى الحمصيُّ مكانَه.

‌1948 - عبدُ الله بنُ عامرِ بنِ ربيعةَ، أبو محمَّدٍ العَنْزَيُّ

(4)

.

وعنزٌ أخو بكرَ بنِ وائلٍ، حيٌّ من اليمن، المدَنيُّ، حليفُ ابنِ عديِّ بن كعبٍ، ولذا نُسبَ العدويَّ، وكانَ أبوه من كبارِ الصَّحابةِ.

واستُشهِدَ أخوه وسَمِيُّه عبدُ اللّه يومَ الطَّائف، وهما شفيقان، وذاكَ أكبرُ، استشهد يومَ الطائف، ومولدُ هذا سنَةَ ستٍّ مِن الهجرةِ، وأتاهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في بيتِهم وهو غلامٌ، وأمُّهما أمُّ عبدِ اللّهِ

(5)

ابنةِ أبي حَثْمةَ بنِ غانمِ بنِ عامرِ بنِ عبدِ اللّه.

وأرسل عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وروى عن: أبيه، وعمرَ، وعثمانَ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ

(1)

"الثقات" 5/ 31.

(2)

"معرفة الثقات" 2/ 39.

(3)

"التحفة اللطيفة" 1/ 77.

(4)

"معرفة الصحابة" 3/ 1730، و"أسد الغابة" 3/ 182.

(5)

اسمها ليلى، كما في "الطبقات الكبرى" 3/ 387.

ص: 520

عوفٍ، وعائشةَ، لم يسمعْ من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فيما قالَه ابنُ مَعينٍ

(1)

.

وقالَ التِّرمذيُّ في الصَّحابة: رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، و [ما] روى عنه حرفا، وإنَّما روايتُه عن أصحابَه، وقالَ ابنُ سعد

(2)

عن الواقديِّ: ما أرى هذا الحديثَ محفوظًا. يعني: الحديث الذي رواه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخلَ بيتَهم، فقالتْ له أمُّه: يا عبدَ اللّه، تعال أعطكَ. الحديث

(3)

. كذا قالَ، ويحتمل أنْ تكونَ أمُّه أخبرتْه بذلك، فأرسلَه هو. وقالَ أبو حاتمٍ

(4)

: رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا دخلَ على أمِّه وهو صغيرٌ.

وقالَ ابنُ حِبَّانَ في الصَّحابةِ

(5)

: أتاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم في بيتِهم وهو غلامٌ، وروايتُه عن الصَّحابةِ، وأخرجَه ابنُ سعدٍ بسندٍ حسنٍ، وقالَ أبو زُرعةَ: مدنيٌّ ثقةٌ، أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وقالَ العِجليُّ

(6)

: مدنيٌّ، ثقةٌ مِن كبارِ التَّابعين.

روى عنه: عاصمُ بنُ عبيدِ اللّهِ، وأبو بكرِ بنُ حفصٍ الوقاصيُّ، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، والزُّهريُّ، وغيرهم.

قالَ ابنُ حِبَّانَ والطَّبريُّ في "الذَّيل": ماتَ سنةَ خمسٍ وثمانين.

زاد ابنُ حِبَّانَ: وقيلَ: تسع وثمانين، وبه جزمَ التِّرمذيُّ.

(1)

"التاريخ" 2/ 315، برواية الدوري.

(2)

"الطبقات الكبرى" 5/ 9.

(3)

ورواه أبو داود في الأدب، باب: في النهي عن الكذب (4952)، وفيه راوٍ لم يسمَّ.

(4)

"الجرح والتعديل" 5/ 122.

(5)

"الثقات" 3/ 219.

(6)

"معرفة الثقات" 2/ 39.

ص: 521

وقالَ ابنُ مَنْدَهُ: أدركَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وماتَ- يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم - وهو ابنُ خمسِ، وقيل: أربعٍ، وكأنَّ مستنَدَه قولُ الواقدي: كانَ ابنَ خمس، وهو في "التهذيب"

(1)

، وأوَّل "الإصابة"

(2)

، وذكرَه مسلمٌ

(3)

في أوَّلِ طباقِ التابعين، وعِدادُه في المدنيين فيمَن وُلِدَ في العهدِ النِّبويِّ.

‌1949 - عبدُ اللّه بنُ عامرِ بنِ كُرَيزٍ -بالتصغير- ابنِ ربيعةَ بنِ حَبيبِ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبد منافٍ، القرشيُّ، العَبْشميُّ

(4)

.

ابنُ خالِ عثمانَ، فأمُّ عثمانَ هي أروى ابنةُ كُريزٍ، وأمُّ عبدِ اللّه صاحبِ الترجمة دجاجةُ ابنةُ أسماءَ ابنةِ الصَّلتِ السَّلميةُ التي فارقها عُميرُ بنُ قتادةَ اللَّيثيُّ حينَ قولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم له لمَّا فتحَ مكَّةَ، ووجدَ تحتَه خمسَ نسوةٍ، فقالَ له:"اخترْ منهنَّ أربعا"

(5)

، وتزوَّجَها بعدَه عامرٌ، فولدتْ له عبدَ الله، وعلى هذا فكانَ له عندَ الوفاةِ النَّبويةِ دون السنتين، فقولُ ابنِ مَندهْ في "الصِّحاَبة": ماتَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وله ثلاثَ عشرةَ سنة غلطٌ. حقَّقه شيخنُا

(6)

، وقد أثبتَ له ابنُ حِبَّانَ الرُّؤيةَ

(7)

.

(1)

"تهذيب الكمال" 15/ 140، و"تهذيب التهذيب" 4/ 351.

(2)

"الإصابة" 2/ 329.

(3)

"الطبقات" 1/ 227 (614).

(4)

"أسد الغابة" 3/ 184، والعبشمي نسبة إلى عبد شمس.

(5)

أخرجه ابن شبَّة في "أخبار البصرة"، كما في "تهذيب التهذيب".

(6)

في "تهذيب التهذيب" 4/ 353.

(7)

"الثقات" 5/ 8.

ص: 522

وقالَ غيرُ واحدٍ: إنَّه أتى به النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

: "إنَّه لمُسقىً"، فكانَ لا يعالجُ أرضًا إلا ظهرَ له الماءُ

(2)

، وهو صاحبُ نهرِ ابنِ عامرٍ، وكان جَوادًا شجاعًا، ولّاَه عثمانُ البصرةَ بعدَ أبي موسى الأشعريِّ سنةَ تسعٍ وعشرين، وضمَّ إليه فارسَ بعدَ عثمانَ بنِ أبي العاصِ، فافتتحَ في إمارتِه خراسانَ كلَّها، وسجستانَ، وكَرمانَ، حتَّى بلغَ طرفَ غزنة

(3)

، وفي إمارتِه قُتلَ يزدجردُ آخرُ ملوكِ الفرسِ.

وأحرمَ ابنُ عامرٍ مِن خراسانَ، فقدمَ على عثمانَ فلامَهُ، وقال: غرَّرتَ بنفسك، وإلى ذلك أشار البخاريُّ في "صحيحه"

(4)

بقوله: وكرهَ عثمانُ أن يُحرمَ مِن خراسانَ وكرمانَ.

قالَ شيخُنا

(5)

: وذكرتُ في "تغليق التعليق"

(6)

أنَّ سعيدَ بنَ منصورٍ، وابنَ أبي شيبة

(7)

أخرجا من طريق الحسن، وعبدَ الرَّزَّاق

(8)

مِن طريقِ ابن سيرين جميعًا أنَّ

(1)

أخرجه الحاكم في "المستدرك" وسكت عنه هو والذهبيُّ 3/ 639.

وفيه عبدُ اللّهِ بنُ مصعبِ، ضعيف، وأبوه مصعبُ بنُ ثابتٍ، ليِّن الحديث، كما في التقريب، ص: 533 (6686).

(2)

"أسد الغابة" 3/ 184.

(3)

وهي حاليًا في بلاد أفغانستان.

(4)

كتاب الحج، باب: قول الله تعالى: "الحجُّ أشهرٌ معلوماتٌ".

(5)

"تهذيب التهذيب" 4/ 353.

(6)

"تغليق التعليق" 3/ 61.

(7)

"مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 34 (12814).

(8)

لم أجده في مصنفه.

ص: 523

عبدَ اللّه بنَ عامرٍ أحرمَ من خراسان، فلمَّا قدمَ على عثمانَ لامَهُ فيما صنعَ وكرهه.

زادَ ابنُ سيرين، وقال له: غرَّرتَ بنفسك، وأخرجَ البيهقيُّ

(1)

[حديثَه] من طريقِ داودَ بنِ أبي هندٍ: لما فتحَ خراسانَ قالَ: لأجعلنَّ شُكريَ أنْ أُحرِمَ مِن موضعي، فأَحرمَ من نيسابور، فلمَّا قدمَ على عثمانَ لامه.

قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ

(2)

: وقدِمَ بأموالٍ عظيمةٍ، ففرَّقها في قريشٍ والأنصارِ.

قال: وهو أوَّلُ مَن اتَّخذَ الحياضَ بعرفَةَ، وأجرى إلى عرفةَ العينَ.

وشهِدَ الجملَ معَ عائشةَ، ثمَّ اعتزلَ الحربَ بصفِّينَ، ثمَّ ولّاَه معاويةُ البصرةَ، ثمَّ صرفَه بعدَ ثلاثِ سنين، فتحوَّلَ إلى المدينةِ [وسكنها] حتَّى ماتَ بها سنةَ سبعٍ، أو ثمانٍ وخمسين. ترجَمه شيخُنا مِن زياداتِه في "مختصر التهذيب"

(3)

للتمييز؛ لكونِ البخاريِّ أشارَ إلى قصَّته.

‌1950 - عبدُ اللهِ بنُ عامرٍ، أبو عامرٍ الأسلميُّ، المدَنيُّ

(4)

.

مِنْ أهلِها، القارئُ، كان يصلِّي بالنَّاسِ في المسجدِ النَّبويِّ في رمضانَ.

يروي عن: عَمروِ بنِ شُعيب، ونافعٍ، وسعيدٍ المقبُريِّ، وابنِ شهابٍ، وسُهيلِ بن أبي صالحٍ، وعنه: سليمانُ بنُ بلال، وابنُ وهبٍ، وحبيبٌ كاتبُ مالك،

(1)

"السنن الكبرى" 5/ 31، وهو منقطع؛ لأن داود بن أبي هند لم يدرك القصة، ولم يسندها، ولكن قد اعتضد بمجيئه من وجه آخر. "تغليق التعليق" 3/ 61.

(2)

"الاستيعاب" 2/ 360.

(3)

"تهذيب التهذيب" 4/ 352.

(4)

"أحوال الرجال"، ص: 140، و"تاريخ أسماء الضعفاء" لابن شاهين، ص:117.

ص: 524

وأبو نُعيمٍ، والواقديُّ، وغيرُهم.

ضعَّفَه أحمدُ، وأبو زُرعةَ، وأبو حاتمٍ

(1)

، وزاد: متروكٌ، وأبو داود، والنَّسائيُّ

(2)

والدَّارقطني

(3)

. وقالَ ابنُ مَعينٍ

(4)

: ليس بشيءٍ، ضعيفٌ. وقالَ أبو أحمدَ الحاكمُ: ليس بالقويِّ عندهم. وقالَ ابنُ حِبَّان

(5)

: كانَ يقلبُ الأسانيدَ والمتون، ويرفع المراسيل. وقالَ البخاريُّ

(6)

: يتكلَّمونَ في حفظِه، ومرَّةً: ذاهبُ الحديثِ.

وقالَ ابنُ عَديٍّ

(7)

: عزيزُ الحديثِ، لا يُتابعُ في بعضِ حديثِه، وهو ممَّن يُكتبُ حديثِه. وقالَ ابنُ سعدٍ

(8)

: كانَ قارئًا للقرآنِ، وكانَ يقومُ بأهلِ المدينةِ في رمضانَ، وكانَ كثيرَ الحديثِ، يُستضعفُ، وماتَ بالمدينةِ سنةَ خمسين ومئة في شهرِ رمضانَ.

وحديثُه في ابنِ ماجه

(9)

، وذُكرَ في "التهذيب"

(10)

، و"ضعفاء العُقيلي"(1)، وابن

(1)

"الجرح والتعديل" 5/ 123.

(2)

"الضعفاء والمتروكون"، ص: 199 (323).

(3)

"الضعفاء والمتروكون"، ص: 415، حيث ذكر تضعيفه في ترجمة الوليد بن مسلم.

(4)

"التاريخ"، برواية الدوري 2/ 315.

(5)

"كتاب المجروحين" 1/ 521.

(6)

"التاريخ الصغير" 2/ 138، و"التاريخ الكبير" 5/ 156.

(7)

"الكامل" 4/ 1473.

(8)

"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:410.

(9)

كتاب الأدب، باب: القصص 2/ 1235 (3753). قال في "الزوائد": في إسناده عبد بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف.

(10)

"تهذيب الكمال" 15/ 150، و"تهذيب التهذيب" 4/ 355.

ص: 525

حبَّان، وقالَ: روى عنه: أهلُ المدينةِ، والعراقيون.

‌1951 - عبدُ الله بنُ أبي عامرٍ القُرَشيُّ، المدَنيُّ

(2)

.

في "الميزان"

(3)

: ضَعَّفه أحمدُ، وقالَ يحيى: يسرقُ الحديثَ.

‌1952 - عبدُ اللهِ بنُ عبَّادٍ الزُّرَقيُّ

(4)

.

ذكرَه مسلمٌ

(5)

في ثالثةِ تابعي المدنيين.

= (1)"الضعفاء" 2/ 283.

(2)

"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 2/ 129، و"المغني" 1/ 343، و"لسان الميزان" 4/ 505.

(3)

"ميزان الاعتدال" 2/ 450.

(4)

"التاريخ الكبير" 5/ 140، و"الجرح والتعديل" 5/ 106، و"تعجيل المنفعة" 1/ 745، وقال عنه: مجهولٌ.

(5)

"الطبقات" 1/ 248 (858).

ص: 526