الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2667 - عِتبانُ بنُ مالكِ بنِ عَمروِ بنِ العَجلانِ بنِ زيدِ بنِ غانمِ بنِ سالمِ بنِ عوفِ بنِ عمروِ بنِ عوفِ بنِ الخَزرجِ الأنصاريُّ، السَّالميُّ، البدريُّ، المدَنيُّ
(1)
.
ذكرَهُ فِيهم مُسلمٌ
(2)
. روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: أنسٌ، ومحمودُ بنُ الرَّبِيعِ، والحصينُ بنُ مُحمَّدٍ السَّالميُّ، وغيرُهم. ذَكر ابنُ سعدٍ
(3)
: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم آخَى بينَهُ وبينَ عُمرَ بنِ الخطَّابِ. وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ
(4)
: لم يذكرْه ابنُ إسحاقَ في البدريِّينَ، وذَكرهُ غيرُه. وماتَ في خِلافةِ مُعاويةَ. وهوَ في "التهذيب"
(5)
.
2668 - عُتبةُ بنُ جُبيرَةَ بنِ مَحمودِ بنِ أبِي جُبيرةَ الأشهليُّ
(6)
.
يروي عن: التَّابعينَ، وعنهُ: أهلُ المدينةِ.
ماتَ سنةَ أربعٍ وخمسينَ ومئةٍ، قاله ابنُ [حِبَّانَ
(7)
] في ثالثةِ "ثقاته"
(8)
.
2669 - عُتبةُ بنُ رَبيعِ بنِ رافعٍ الخُدريُّ، الأنصاريُّ
(9)
.
(1)
" أسد الغابة" 3/ 558، و"الإصابة" 2/ 452.
(2)
"الطبقات" 1/ 148 (37).
(3)
"الطبقات الكبرى" 3/ 550.
(4)
"الاستيعاب" 3/ 305.
(5)
"تهذيب الكمال" 19/ 296، و"تهذيب التهذيب" 5/ 455.
(6)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:427.
(7)
سقط: حِبَّانَ، في المخطوطة.
(8)
"ثقاته" 7/ 270.
(9)
"أسد الغابة" 3/ 559، و"الإصابة" 2/ 453.
استُشهِدَ بأُحُدٍ.
2670 - عُتبةُ بنُ أبِي سُفيانَ، صَخْرِ بنِ حربِ بنِ أُميَّةَ الأمويُّ
(1)
.
شقِيقُ مُعاويةَ، وُلدَ في حَياةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولَّاهُ عمرُ الطائفَ، وشَهِدَ الجملَ معَ عائشةَ، فذهبتْ عينُهُ، وشَهِدَ صفِّينَ معَ أَخِيهِ، وماتَ بِمِصرَ سنةَ أربعٍ وأربعينَ، وقِيلَ: ثلاثٍ. روى عن: أختِهِ أمِّ حبِيبَةَ أمِّ المؤمنينَ، [وكان]
(2)
خَطيبًا، بليغًا، مُفوَّهًا. وولَّاهُ أخُوهُ مِصرَ بعدَ وَفاةِ عمروِ بنِ العاص، وحجَّ بالنَّاسِ سنةَ إِحدَى وأربَعِينَ والتِي بَعدَها، ثُمَّ سنةَ ستٍّ وسبعٍ.
روى عنه: ابنُهُ الوليدُ. وحدِيثُهُ في "مسند أحمد"
(3)
من طريقِ الأوزاعيِّ، عن حسَّانَ بنِ عَطِيَّةَ قال: لما نزَلَ بِعتبَةَ بنِ أبِي سفيانَ الموتُ اشتَدَّ جزعُهُ فسئِلَ؛ فقَالَ: إنِّي سَمعتُ أمَّ حَبِيبَةَ، فذَكَر حديثَ التَّطوُّعِ بالصَّلاةِ.
قالَ ابنُ عساكرَ
(4)
: وهو غريبٌ مِن حديثِ عُتبةَ، محفوظٌ مِن حَدِيثِ عَنبسَةَ.
وروى عنه أيضا: ابنهُ عمروٌ، ومولاهُ سعدٌ، وماتَ مُرابطًا بإسكندرِيَّةَ.
-
عُتبةُ بنُ أبِي عُتبةَ.
في: ابنِ مُسلمٍ. (2674).
(1)
"الإصابة" 3/ 78.
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: وعنه.
(3)
"المسند" 6/ 426، وإسناده صحيحٌ، رجالُه ثقاتٌ، رجالُ الصحيح.
(4)
"تاريخ دمشق" 38/ 272.
2671 - عُتبةُ بنُ عمروِ بنِ عيَّاشِ بنِ عَلقمَةَ المدَنيُّ
(1)
.
يروي عن: أبي هُريرةَ، وعنه: ابنُ أبِي ذِئبٍ. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(2)
.
2672 - عُتبةُ بنُ غَزْوَانَ، أبو عبدِ الله
(3)
.
وقيل: أبو غزوانَ، حَليفُ بنِي نوفلِ بنِ عبدِ منافٍ. أسلمَ قَدِيمًا، وهَاجرَ إلى الحبشةِ وهو ابنُ أربعِينَ سنةً، ثُمَّ قَدِمَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو بمكَّةَ، وأقَامَ معهُ حتَّى هَاجرَ إلى المدينةِ، ثُمَّ شَهدَ بَدرًا، والمشاهدَ كلَّهَا، وبعثَهُ عمرُ فاستفتَحَ الأُبُلَّة
(4)
، ثُمَّ اختصَرَ. اختطَّ البَصرةَ
(5)
، وخَرجَ مِنهَا حاجًا إلى المدينةِ، فلمْ يعدْ إليهَا حتَّى ماتَ، وكانَ سَألَ
(6)
عمرَ أن يُعفيَهُ منها فأبَى، فقال: اللَّهُمَّ لا تردَّنِي إليهَا، فسقَطَ عن راحِلتِهِ، فماتَ سنةَ سبعَ عشرَةَ بموضِعٍ يقالُ لهُ: معدنُ بنِي سليمٍ، قالهُ ابنُ سعدٍ
(7)
. وقِيل: بالرَّبَذَة
(8)
، وقيل: بالمدينةِ، وقيل: بِغيرِها، وقِيلَ في سنةِ موتِهِ غيرُ ذلكَ، وكان طَويلًا، من الرُّماةِ المذكورِينَ.
(1)
"الجرح والتعديل" 5/ 372، و "التاريخ الكبير" 6/ 523.
(2)
"الثقات" 5/ 250.
(3)
"الإصابة" 2/ 455، و "تهذيب الكمال" 19/ 317.
(4)
الأُبُلَّة: بلدة على شاطئ دجلة. "معجم البلدان" 1/ 77.
(5)
تحرَّفت في الأصل إلى: فاختلط.
(6)
تحرَّفت في الأصل إلى: سلا.
(7)
"الطبقات الكبرى" 3/ 98.
(8)
الرَّبَذَة: قريةٌ من قُرى المدينة على ثلاثةِ أيامٍ قريبةٌ من ذاتِ عِرقٍ، ميقات أهل العراق. "المغانم" 2/ 804.
-
عُتبةُ بنُ مالكِ بنِ أُهَيبٍ.
في: ابنِ أبِي وقَّاصٍ. (2676)
2673 - عُتبةُ بنُ مَسعودٍ الهذليُّ
(1)
.
شقِيقُ عبدُ الله، وقيل: بل لأَبِيهِ، والأوَّلُ أكثرُ، أبو عبدِ الله.
هاجَرَ الثَّانِيَةَ إلى الحبشةِ، وشَهِدَ أُحدًا وما بَعدَهَا، وماتَ قَبلَ أَخِيهِ بالمدينَةِ في خلافةِ عمرَ، وصلَّى عليهِ عمرُ، وكانَ فَقِيهًا صالحًا فاضِلًا.
2674 - عُتْبَةُ بنُ مُسلمٍ، مولىَ بَنِي تَيمٍ
(2)
.
مِن أهلِ المدينةِ، ويقالُ لهُ: عتبةُ بنُ أبي عُتبةَ. يروي عن: عبيدِ بنِ حُنَيْنٍ، وأبِي سَلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، ونافعِ بنِ جُبيرِ بنِ مُطعِمٍ، وعنه: ابنُ إسحقَ، ومسلمٌ الزَّنجيُّ، [وابنُ أبي] يحيى، وإسماعيلُ بنُ جعفرٍ. وهو من الثِّقاتِ. قالَ ابنُ حِبَّانَ
(3)
: روى عنهُ أهلُ المدينةِ، وذُكر في "التهذيب"
(4)
.
2675 - عتبةُ بنُ مُسلمٍ
(5)
.
قالَ: آخرُ خَرْجَةٍ
(6)
خرجَهَا عثمانُ بنُ عفَّانَ يومَ الجمعةِ، فلمَّا استَوَى على المِنبرِ
(1)
"أسد الغابة" 3/ 569، و "الإصابة" 2/ 456.
(2)
"التاريخ الكبير" 6/ 524، و"الجرح والتعديل" 6/ 374.
(3)
"الثقات" 5/ 250.
(4)
"تهذيب الكمال" 19/ 323، و"تهذيب التهذيب" 5/ 464.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 524، و"الجرح والتعديل" 5/ 374، و"ثقات ابن حِبَّانَ" 5/ 250.
(6)
"تاريخ المدينة" لابن شبة 3/ 110، 4/ 1218.
حصَبهُ النَّاسُ، فحِيلَ بينهُ وبينَ الصَّلاةِ، فصَلَّى للنَّاسِ يومئِذٍ أبُو أُمَامَةَ أسعدُ بنُ حُنيفٍ. روى عنه: ابنُ الماجشونَ. يحتَمِلُ أن يكونَ الذِي قبلَهُ.
2676 - عُتبةُ بنُ أبِي وقَّاصٍ مالكِ بنِ أُهيبٍ، الزُّهريُّ، المدنيُّ
(1)
.
أخُو سعدٍ الماضِي. حكَى عنهُ أخُوهُ أنَّهُ عهِدَ إليهِ أنَّ ابنَ أمَةِ زمعةَ منيَ
(2)
، وتمسَّكَ بهذَا ابنُ مندَه في ذِكرهِ له في "الصحابة"، وليسَ فيهِ ما يدلُّ لإسلامِهِ، ولذَا اشتدَّ إنكارُ أبِي نُعيمٍ عليه
(3)
، وذَكرَ ما أخرجَهُ عبدُ الرزَّاقِ في "تفسيره"
(4)
بسندٍ مُنقطعٍ، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دعَا عليهِ أن يموتَ كَافرًا قبلَ أنْ يُحولَ الحولُ، فأُجِيبَ. وذَكرَ الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ أنَّ عُتبةَ أصابَ دَمًا في الجاهليةِ قبلَ الهِجرةِ، فانتقَلَ إلى المدِينَةِ فسَكنَهَا. يعنِي: وماتَ بِهَا في حياةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. وهو في "التهذيب"
(5)
.
2677 - عَتيقُ بنُ عامرِ بنِ عبدِ الله بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ
(6)
.
مِمَّن قُتلَ على يدِ الخارجيِّ أبي حمزَةَ المختارِ بالمدينةِ سنةَ ثلاثِينَ ومئةٍ
(7)
.
(1)
"أسد الغابة" 3/ 571، و"الإصابة" 3/ 161.
(2)
الحديث في البخاري، كتاب البيوع، باب: تفسير المشبهات (2053).
(3)
"معرفة الصحابة" 4/ 2138 (2226).
(4)
"تفسير عبد الرزاق" 1/ 133، و"مصنف عبد الرزاق" 5/ 291 (9649)، وهو مرسلٌ، كما قال الذهبي في "تاريخ الإسلام".
(5)
"تهذيب التهذيب" 5/ 465.
(6)
له ذكر في "وفيات الأعيان" 2/ 434 في ترجمة سليمان بن عبد الملك الذمري.
(7)
"البداية والنهاية" 10/ 446.
2678 - عتيقُ بنُ يَعقوبَ بنِ صديقِ بنِ مُوسَى بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ، أبو بكرٍ، الأسديُّ، الزُّبيريُّ، المدَنيُّ
(1)
.
الفقيهُ الصَّالِحُ. لازمَ مَالكًا، وسَمِعَ "الموطأ"، بل حَفِظَه، وصَحِبَ عبدَ اللهِ بنَ عبدِ العزيزِ
(2)
العمريَّ الزَّاهدَ.
وروى عن: الزُّبيرِ بنِ الخرِّيتِ، والدَّرَاوَرْديِّ، وأُبيِّ بنِ عباسٍ، وعنه: الذُّهْليُّ، وأبو زُرْعةَ، وعليُّ بنُ حربٍ، والعبَّاسُ بنُ أبي طالبٍ، وطائفةٌ. وما زَالَ مِن خيارِ العلماءِ، وذُكر في "اللِّسان"
(3)
. ماتَ سنةَ أربعٍ أو ثمانٍ وعِشرينَ ومئتينِ.
2679 - عَتيكُ بنُ التَّيِّهَانِ.
في: عبيدٍ. (2649)
2680 - عَتيكُ بنُ الحارثِ بنِ عَتيكٍ، الأنصاريُّ المدنيُّ.
مِن أهلِها. يروي عن: جابرِ بنِ عَتيكٍ، وجماعةٍ منَ الصَّحابةِ، وعنه: عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الله بنِ جابرٍ الأنصاريُّ ابنِ عَتيكٍ، يعني: ابنَ ابنتِهِ.
ذكرَهُ ابن حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(4)
، وهو في "التهذيب"
(5)
، وأَوَّلِ "الإصابة"
(6)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 7/ 98، و"الجرح والتعديل" 7/ 46، و"ثقات ابن حِبَّانَ" 8/ 527.
(2)
في الأصل: عبد الله بن الزبير، والمثبت من "الطبقات الكبرى" لابن سعد 5/ 439.
(3)
"لسان الميزان" 5/ 372.
(4)
"الثقات" 5/ 286.
(5)
"تهذيب الكمال" 19/ 333، و"تهذيب التهذيب" 5/ 468.
(6)
"الإصابة" 2/ 458.
2681 - عُثمانُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ يوسفَ، الفخرُ الكَفْر حيويُّ -نسبةً لضَيعةٍ من طرابلسَ، كان أبوهُ فلاحَها
(1)
- الطَّرابلسيُّ، ثُمَّ المدَنيُّ، الحنفيُّ
(2)
.
والدُ يحيى، ويُعرفُ بالطَّرابلسيِّ. وُلدَ تَقريبًا سنةَ عشرين وثمانِ مئةٍ، وحَفِظَ القرآنَ، و"القُدوري"، وأخذَ بالشَّام الفقهَ وأصلَهُ، والعربيةَ وغيرَهما، مِن يوسفَ الرُّوميِّ
(3)
، وعيسَى البغداديِّ
(4)
،
والعلاءِ القَابُونيِّ
(5)
، وقِوامِ الدِّينِ الأَتْقَانيِّ
(6)
، والشَّمسِ الصَّفديِّ في آخرِينَ.
ودخلَ القاهرةَ في سنةِ ثلاثٍ وخمسينَ، فأخذَ عنِ العينيِّ، والأمينِ الأقصرائيِّ، ولازَمَ ابنَ الهُمامِ، بل وسَمِعَ عليهِ بقراءتِيَ "الأربعينَ" التي خرَّجتها لهُ، ثُمَّ لقيَهُ بعدُ في سنةِ ستٍّ وخمسينَ بمَكَّةَ حِينَ قَدِمَهَا للحَجِّ، فحَجَّ ورَجَعَ معهُ، فاستوطَنَ المدينةَ للاشتغالِ، والإِشغالِ.
(1)
في "الضوء اللامع" 5/ 123: كان أبوه من نواحيها.
(2)
"الضوء اللامع" 5/ 123.
(3)
يوسفُ الرُّوميُّ الطوقاتيُّ، السيواسيُّ، نزيلُ دمشقَ، وشيخُ الحنفيةِ، والعالمُ بالعقليات بها، كان صالحًا. مات سنة 864 هـ. "الضوء اللامع" 10/ 340.
(4)
عيسى أبو الرُّوح البغداديُّ، الفلُّوجيُّ، الحنفيُّ، فقيهٌ، فرَضيٌّ، أصوليٌّ، نحويٌّ، سكن دمشقَ، ودرَّس بها العربية والصرف وغيرهما. "الضوء اللامع" 6/ 158.
(5)
عليُّ بنُ مُحمَّدٍ، العلاء أبو الحسن القابونيُّ، الدِّمشقيُّ، الحنفيُّ، شيخُ النُّحاةِ بدمشقَ، ماتَ فِى رجبٍ سنة 858 هـ. "الضوء اللامع" 6/ 31.
(6)
الأَتقَانيّ: نسبة لأتقان، قصبةٍ من قصبات فاراب، وهي ناحية وراء نهر سيحون، في تخوم بلاد الترك، "معجم البلدان" 3/ 133.
وأخذَ عنهُ الفضلاءُ بها الفقه، وغيرَهُ، واستقرَبَهُ خاير بك
(1)
في تدرِيسِ الفقهِ بالمدينةِ، والأشرفُ في مشيخةِ رِباطِهِ، وصارَ شيخَ الحنفيَّةِ بها، معَ أرجحِيَّةِ غيرِهِ عليهِ، فَهمًا وتودُّدًا، والغالبُ [عليهِ] الصَّفاءُ، وسلامةُ الفطرةِ.
ولما كنتُ بِالمدينةِ سَمِعَ منِّي بالرَّوضةِ النَّبويَّةِ أشياءَ: كأماكنَ منَ الكتبِ "السِّتَّةِ"، ومِن "شرح معاني الآثار" للطَّحاويِّ، وغيرِ ذلكَ من تصانِيفِي، كـ "القول البديع" وعِندهُ بِهَا النُّسخةُ التِي وقفتُها هُناكَ أوَّلَ ما صنَّفتُهُ، وكانتْ عندَ أبِي الفتحِ ابنِ إسماعيلَ
(2)
، فكأنَّهُ أخذَهَا بعدَ موتِهِ، مع مُناولةِ هذِهِ الكُتُبِ مِنِّي. ولما استقرَّ شاهِين الجمالي في مَشيخةِ الخُدَّامِ لم يعامِلهُ كالذِي قَبلهُ، بل قَرَّبَ الشَّمسَ ابنَ جلالٍ مع كونِهِ من طلبتِهِ، لتميُّزِهِ عنهُ في الفَضِيلةِ، وعدمِ انجرَارِ هذَا لمجيئِهِ عندَهُ فما قبل، وقد رأيتُ بِخطِّهِ "شرح الهداية" للمَرْغِيْنَانيِّ
(3)
. ماتَ في ذِي القِعدةِ سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ، رحمه الله وإيَّانَا.
2682 - عُثمانُ بنُ إبراهيمَ بنِ مُحمَّدِ بنِ حاطبِ بنِ الحارثِ، القُرشيُّ، الجُمَحيُّ
(4)
.
(1)
خاير بك، ويقال: خير بك، تقدَّمت ترجمته.
(2)
مُحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ، أبو الفتح القاهريُّ، الأزهريُّ، الشافعيُّ، نزيل طيبة. توفي سنة 862 هـ. "الضوء اللامع" 8/ 157.
(3)
عليُّ بنُ أبي بكرٍ المرغينانيُّ الحنفي، العلامة، عالم ما وراء النهر، صاحب كتابي "الهداية"، و"البداية" في المذهب، كان من أوعية العلم رحمه الله، ت 593 هـ. "سير أعلام النبلاء" 21/ 232 وهذه النسبة إلى مرغينان، وهي بلدة من بلاد فرغانة.
(4)
"التاريخ الكبير" 6/ 212، و"لسان الميزان" 5/ 373.
والدُ عبدِ الرَّحمنِ الماضي، مدنيُّ، نزلَ الكُوفةَ.
رأى ابنَ عُمرَ رضي الله عنهما يُحفِي شارِبَهُ، بل وأجلسَهُ في حجرِهِ، وروى عن: جدِّهِ، وأمُّهِ عائشةَ ابنةِ قُدامةَ بنِ مَظعونٍ، وعنه: ابنهُ عبدُ الرَّحمنِ، بِأحاديثَ مُنكرةٍ، كما قالهُ أبو حاتمٍ
(1)
، ويَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، ومروانُ بنُ مُعاويةَ، وابنُ نُمَيرٍ، ومُحمَّدُ بنُ كُناسةَ. وثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(2)
. وقالَ أبو حاتمٍ: يُكتَبُ حدِيثُهُ. وهو في "الميزان"
(3)
، وقال: رأى ابنَ عُمرَ، له ما يُنْكَرُ.
2683 - عُثمانُ بنُ إسحاقَ بنِ خَرَشةَ القُرشيُّ، العامريُّ، المدنيُّ
(4)
.
مِن أهلِها، وقيل: اسمُ جدِّهِ عبدُ الله بنُ أبِي خرَشةَ بنِ عمروٍ.
يروِي عن: قَبيصةَ بنِ ذُؤَيْبٍ، وعنهَ: الزُّهريُّ. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(5)
، وقالَ ابنُ مَعينٍ
(6)
: ثقةٌ، وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ
(7)
: هو معروفُ النَّسبِ، إلَّا أنَّهُ غيرُ مشهورٍ بالرِّوايةِ، وقالَ البُخاريُّ
(8)
: هو ابنُ أختِ أروَى التِي خاصمتْ سعيدَ بنَ
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 144. ووقع في الأصل: ابن حبان أبو حاتم.
(2)
"الثقات" 5/ 154.
(3)
"الميزان" 3/ 30.
(4)
"الجرح والتعديل" 6/ 144، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 209.
(5)
"الثقات" 7/ 190.
(6)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 392.
(7)
"الاستذكار" 5/ 347.
(8)
"التاريخ الكبير" 6/ 212.
زيدٍ في الأرضِ، فدَعَا عليهَا، وذُكرَ في "التهذيب"
(1)
.
2684 - عُثمانُ بنُ أبِي بكرِ بنِ منصورٍ
(2)
.
ماتَ بالمدينةِ، ودُفنَ بالبقيعِ، وهو في "تاريخي الكبير".
2685 - عثمانُ بنُ أبِي بكرٍ، فخرُ الدِّينِ السَّندَبِيْسِي
(3)
، المصريُّ، المقرئُ، المُكتِبُ
(4)
.
نزيلُ طيبةَ. قرأَ على أبِي الفرجِ المراغيِّ "البخاريَّ" في سنةِ اثنتينِ وستِّينَ، وجاورَ بالمدينةِ، وتزوَّجَ سعادَةَ ابنةَ القاضِي أبِي الفتحِ ابنِ صالحٍ بعدَ وفاةِ زوجِهَا الشيخِ أحمدَ الجَرِيرِيِّ
(5)
، وسافرَ بِهَا إلى مَكَّةَ، وتصدَّرَ للتَكتيبِ عليَّ، وكانَ قدْ كتبَ على الزَّينِ ابنِ الصَّائِغِ
(6)
. وماتَ غَرِيبًا.
(1)
"تهذيب الكمال" 19/ 337، و"تهذيب التهذيب" 5/ 470.
(2)
"العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية" ص 155، وفيه: وكانَ من الفقهاء الناسكين، مشهورًا بكثرة الصيام والقيام. توفي سنة 700 هـ.
(3)
السَّندَبِيسي: نسبة إلى سندَبيْسَ، بباءٍ موحَّدةٍ مكسورةٍ، بعد الدال المهلمة المفتوحة، وقبل المثنَّاة التحتية الساكنة، وهي بلدة مصرية بمحافظة القليوبية. ذيول "تذكرة الحفاظ" 1/ 152.
(4)
"الضوء اللامع" 5/ 127.
(5)
أحمدُ بنُ سعيدٍ الجَريريُّ، بفتح الجيم، نسبة لقرية من قرى القيروان، المراديُّ، المالقيُّ، المالكي، مات سنة 849 هـ. "الضوء اللامع" 1/ 305.
(6)
عبدُ الرَّحمنِ بنُ يوسفَ، الزَّينُ القاهريُّ، المُكتبُ، ويُعرفُ بابن الصائغ. ماتَ سنة 845 هـ. "الضوء اللامع" 4/ 161.
2686 - عثمانُ بنُ البهيِّ بنِ أبِي رافعٍ
(1)
.
مولى سعيدِ بنِ العاصِ، أو مولى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ويقالُ: اسمُ البهيِّ عبيدُ الله، مِن أهلِ المدينةِ. يروِي عن: جدِّهِ، وكذَا عن أبِيهِ، ومحرَّرِ بنِ أبي هُريرةَ، وعنه: حمَّادُ بنُ مُوسَى المدنيُّ، ومحمَّدُ بنُ جَعفرِ بنِ أبِي كثيرٍ، والدَّراورديُّ. ذكرهُ ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(2)
، وثالثتِها.
2687 - عُثمانُ بنُ جَبَلَةَ بنِ أبِي رَوَّادٍ العَتَكيُّ، مولاهم المَروزيُّ
(3)
.
مِن أهلِ مروَ، وهوَ والدُ عبْد الله
(4)
، وشاذانَ. وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(5)
: يروِي عن أهلِ المدينةِ، وقالَ غيرُهُ: روَى عن: عمِّهِ عبدِ العزيزِ، وعليِّ بنِ المبَاركِ الهُنائيِّ، وعن شعبةَ، وكانَ شَرِيكًا لهُ ومُضارِبَهُ فيما قيلَ. تفرَّدَ عنهُ بأشياءَ حسنةٍ، وعنه: ابناهُ، وأبو جعفرٍ النُّفَيْليُّ، ومُصعبُ بنُ بشيرٍ المروزيُّ.
وثَّقَهُ أبو حاتمٍ
(6)
وغيرُه، وخرَّجَ له الشَّيخانِ
(7)
، وذُكر في "التهذيب"
(8)
،
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 214، "الجرح والتعديل" 6/ 145.
(2)
"الثقات" 5/ 157.
(3)
"الكاشف" 2/ 5.
(4)
الملقَّب: عبدان.
(5)
"الثقات" 7/ 204.
(6)
"الجرح والتعديل" 6/ 146.
(7)
البخاري في كتاب الهبة، باب: الهبة المقبوضة وغير المقبوضة (2606)، ومسلم في كتاب البر والصلة، باب: المرء مع من أحب 4/ 2033 بلا رقم.
(8)
"تهذيب الكمال" 19/ 344، و"تهذيب التهذيب" 5/ 471.
و"ثقات ابن حِبَّان" وقالَ: إنَّهُ كانَ معَ أبي تُميَلةَ بالكوفةِ في طلبِ الحدِيثِ، فهَاجَ بهِ غمٌّ وكربٌ
(1)
، فوضَعَ رأسهُ في حجرِ أبي تُمَيْلة، فماتَ، فدُفِنَ بالكُوفَةِ، وكذا قالَ النُّفيليُّ
(2)
: كنَّا معهُ بِالكوفَةِ في دربٍ، فدَخَلَ ليبُولَ فأَبطأَ، فنظرنَا فإذَا هُو مَيِّتٌ.
2688 - عُثمانُ بنُ حفصِ بنِ عُمرَ بنِ خَلْدَةَ، الأنصاريُّ، الزُّرقيُّ
(3)
.
روى عن: جدِّهِ عمرَ بنِ خَلْدةَ، ومُعاويةَ، وروى عنه: الزُّهْريُّ، وروَى عنه: مالكٌ كما في "الموطأ"
(4)
، وعبدُ العَزيزِ بنُ أبِي سَلمةَ، وكان رَجُلًا صَالحًا، وليَ قضاءَ المدينةِ في خِلافةِ عبدِ الملكِ، وذكرهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(5)
، وسَيأتي جدُّهُ، وأنَّهُ كان قاضيَ المدِينةِ لعبدِ الملكِ، فيُحرَّرُ مع هذا.
2689 - عُثمانُ بنُ حكيمِ بنِ عَبَّادِ بنِ حنيفٍ
(6)
، أبو سهلٍ، الأنصاريُّ، المدنيُّ
(7)
.
سكنَ الكوفةَ، وهو أخُو حكيمٍ.
يروِي عن: عبدِ اللهِ بنِ سرجسَ، وأبِي أُمامةَ بنِ سهلٍ، وسَعيدِ بنِ
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: ركب، والتصحيحُ من "تهذيب الكمال".
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: البلقيني، والتصحيحُ من "الجرح والتعديل".
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 217، و"الجرح والتعديل" 6/ 148.
(4)
"الموطأ" 2/ 480، كتاب النذور والأيمان، باب: جامع الأيمان.
(5)
"الثقات" 5/ 155.
(6)
في المخطوطة: عبيد، والتصويب من مصادر الترجمة.
(7)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 392، و"الجرح والتعديل" 6/ 146، و"التاريخ الكبير" 6/ 216.
المسيَّبِ، وعِكرمةَ، وزيادِ بنِ عِلاقةَ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي عمرةَ، وعددٍ كثيرٍ، وعنه: الثوريُّ، وشَريكٌ، وهُشَيمٌ، وعليُّ بن مُسْهِرٍ، ويحيى بنُ سعيدٍ الأمويُّ، وعبدُ الله بنُ أبي عمرةَ نميرٍ، وطائفةٌ.
وثَّقهُ العِجليُّ
(1)
، وابنُ نميرٍ، ويعقوبُ بن شيبةَ، وابنُ سعدٍ
(2)
، وغيرُهم، بل كان ثقةً ثبتًا، زاهدًا، عابدًا. ماتَ سنةَ ثمانٍ وثلاثينَ ومئةٍ، كما لابن قانعٍ، وقبلَ الأربعينَ، كما لخليفةَ
(3)
، وذُكر في "التهذيب"
(4)
.
2690 - عثمانُ بنُ حُنَيْفٍ، الأنصاريُّ
(5)
.
أخو سهلٍ الماضي. صحابيٌّ أيضًا، شهدَ بَدرًا فيما قالهُ التِّرمذيُّ، ولكنَّ الجمهورَ على أنَ أوَّلَ مشاهدِهِ أُحدٌ.
ذكرهُ مسلمٌ
(6)
في ساكنِي الكوفةِ، وبعثَهُ عمرُ على مساحةِ الأرضِ بعدَ أنْ فتحتِ الكوفةُ، وقال لهُ ولِعمارٍ: أتخافانِ أن تكونَا حمَّلتما الأرضَ ما لا تطيق، وقالوا: إنَّهُ سكنَ الكوفةَ، وماتَ في خلافةِ معاويةَ.
روى عنه: ابنُ أخِيهِ أبو أمامةَ بنُ سهلٍ، وطائفةٌ، وكان [عليٌّ]
(7)
قد استعملهُ
(1)
"معرفة "الثقات" 2/ 127.
(2)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:299.
(3)
"طبقات خليفة"166.
(4)
"تهذيب الكمال" 19/ 355، و"تهذيب التهذيب" 5/ 476 ..
(5)
"الإصابة" 2/ 459.
(6)
"الطبقات" 1/ 172 (248).
(7)
ما بين معقوفتين ساقطة من الأصل، وانظر:"أسد الغابة" 3/ 577.
على البصرةِ، قبلَ أن يقدَمَ عليهَا، فغلبهُ عليهَا طلحةُ والزُّبيرُ، وكانت القصَّةُ المشهورةُ في وقعةِ الجملِ
(1)
، وهو في "التهذيب"
(2)
.
2691 - عثمانُ بنُ حَيَّانَ بنِ مَعْبَدِ بنِ شدَّادِ بنِ نعمانَ، أبو المَغْراءَ
(3)
المُرِّيُّ
(4)
، الدِّمشقيُّ
(5)
.
مولى أمِّ الدَّرداءَ، ويُقال: مولى عُتبةَ بنِ أبي سفيانَ. يروِي عن: أمِّ الدَّرداءَ، وعنه: هشامُ بنُ سعدٍ، وقالَ: كان رَجلًا مِن أهلِ الخيرِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ يزيدَ بنِ جابرٍ، وغيرُهما.
قالَ ابنُ وهبٍ، عن مالكٍ: بعثَ ابنُ حَيانَ -وهو أميرُ المدينةِ- إلى محمَّدِ
(6)
بنِ المُنكدرِ وأصحابِه، فضربُهم لما كان مِن كلامِهم بالمعروفِ ونهيِهم عنِ المنكرِ.
وعن ابنِ شوذَبَ، أنه قال:[قال] عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ: [الوليدُ بنُ عبدِ الملكِ]
(7)
بالشَّام، والحجَّاجُ بالعراقِ، ومحمَّدُ بنُ يوسفَ باليمنِ، وعثمانُ بنُ حيَّانَ بالمدينةِ، وقُرَّةُ بنُ شَريكٍ بمصرَ، امتلأتْ واللهِ الأرضُ جَورًا.
(1)
"الكامل في التاريخ" لابن الأثير 3/ 99.
(2)
"تهذيب الكمال" 19/ 358، و"تهذيب التهذيب" 5/ 476.
(3)
تحرَّفت في الأصل إلى: المعز.
(4)
تحرَّفت في الأصل إلى: المزني.
(5)
"تاريخ مدينة دمشق" 38/ 338.
(6)
تحرَّفت في الأصل إلى: عمر، والتصحيح من "تهذيب الكمال" 19/ 362.
(7)
ما بين معقوفتين ساقط من الأصل. "تهذيب الكمال" 19/ 360.
وقالَ ابنُ عساكرَ
(1)
: استعملهُ الوليدُ بنُ عبدِ الملكِ على المدينةِ، وكانَ في سيرتِهِ عنفٌ، يعنِي: بعدَ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ سنةَ ثلاثٍ وتِسعينَ.
وقالَ الواقديُّ: إنَّ سُليمانَ بنَ عبدِ الملكِ نزعهُ عَنهَا سنةَ ستٍّ وتِسعينَ، وكانت إِمرتُهُ عليهَا ثلاثَ سِنينَ.
وقالَ خليفةُ
(2)
: إنَّهُ وليَ الصائفةَ
(3)
سنةَ ثلاثٍ ومئةٍ، وغزَا قيصرةَ
(4)
مِن أرضِ الرُّومِ سنةَ أربعٍ، وذكرهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(5)
، وهو في "التهذيب"
(6)
.
2692 - عثمانُ بنُ خالدِ بنِ عُمرَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الوليدِ بنِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ، الأمويُّ، العثمانيُّ
(7)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: مالكٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ أبِي الزِّنادِ، وغيرِهما، وعنه: العراقِيونَ: الحسينُ بنُ أبِي زيدٍ الدَّبَّاغُ، وغيرُه، وابنُهُ أبو مَروانَ محمَّدٌ، وإبراهيمُ بنُ سعيدٍ الجَوْهَريُّ. قالَ ابنُ حبَّانَ في "ضعفائه"
(8)
: لا يجوزُ الاحتجاجُ
(1)
في "تاريخ مدينة دمشق" سنة أربع وتسعين، 38/ 341.
(2)
"تاريخه"330.
(3)
الصائفة: غزوة الروم؛ لأنهم كانوا يغزون صيفًا لمكان البرد والثلج. "تاج العروس": صيف.
(4)
وقيصرة: حصنٌ من حصون الروم، "تهذيب الكمال" 19/ 361.
(5)
"الثقات" 7/ 192.
(6)
"تهذيب الكمال" 19/ 360، و "تهذيب التهذيب" 5/ 477.
(7)
"الجرح والتعديل" 6/ 149، و "ميزان الاعتدال" 3/ 32، و"لسان الميزان" 5/ 380.
(8)
"المجروحين" 2/ 76.
بِخبرِهِ، والبخاريُّ
(1)
: عندَهُ مناكيرَ، والنسائيُّ: ليسَ بِثقةٍ، وابنُ عديٍّ
(2)
: كلُّ أحاديثِهِ غيرُ محفوظةٍ، والعقيليُّ في "ضعفائه"
(3)
: الغالبُ على حديثهِ الوهمُ، وذُكر في "التهذيب"
(4)
.
2693 - عثمانُ بنُ ربيعةَ بنِ عبدِ الله بنِ الهُدَيْرِ التَّيميُّ، المدنيُّ
(5)
.
أخو صالحٍ. يروي عن: شدَّادِ بنِ أوسٍ، وعنه: كثيرُ بنُ زيدٍ الأَسْلَميُّ. ذكرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(6)
، وقال أبو
(7)
حاتِمٍ
(8)
: يروِي المراسيلَ، وهوَ في "التهذيب"
(9)
.
2694 - عُثمانُ بنُ رَبيعةَ بنِ أبِي عبدِ الرَّحمنِ التَّيميُّ
(10)
.
الماضِي أبوهُ. مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيه، وعنه: الدَّرَاوَرْدِيُّ، قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(11)
.
(1)
"تاريخه الصغير" 2/ 204، و"تاريخه الكبير" 6/ 220.
(2)
"الكامل" 6/ 298.
(3)
"الضعفاء الكبير" 3/ 198.
(4)
"تهذيب الكمال" 19/ 363، و "تهذيب التهذيب" 5/ 477.
(5)
و"تقريب التهذيب"، 383 (4465).
(6)
"الثقات" 5/ 156.
(7)
تحرَّفت في الأصل إلى: ابن.
(8)
"الجرح والتعديل" 6/ 149.
(9)
"تهذيب الكمال" 19/ 365، و"تهذيب التهذيب" 5/ 478.
(10)
"التاريخ الكبير" 6/ 221.
(11)
"الثقات" 7/ 197.
2695 - عُثمان بنُ سعيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَمروِ بنِ سليمانَ، وقيلَ: عثمانُ بنُ سعيدِ بنِ عديِّ بنِ مَروانَ بنِ داودَ بنِ سابقٍ، أبو سعيدٍ، أو أبو عمروٍ، أو أبو القاسمِ، -أقوالٌ- القِبطيُّ، المِصريُّ، المقريءُ، إمامُ القرَّاءِ
(1)
.
وأصلهُ من القَيروان، وعدادُهُ في مواليِ آل الزُّبيرِ، ويُلقَّبُ ورشَ، كما سَيأتي في الواو
(2)
مع الإشارةِ إلى شيءٍ من شأنِهِ، وإلا فترجمتُهُ طويلةٌ.
2696 - عُثمانُ بنُ سليمانَ بنِ أبي حَثْمةَ العَدَويُّ، المدنيُّ
(3)
.
أخو أبي بكرٍ الآتي. يروِي عن: أبيهِ وجدَّتِهِ الشِّفاءَ ابنةِ عبدِ الله، وعنه: عبدُ الملكِ بنُ عُمَيرٍ، والزُّهريُّ، والأوزاعيُّ، وداودُ بنُ خالدٍ الليثيُّ، ويوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ الماجشونَ. ذكرهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(4)
، وهو في "التهذيب"
(5)
.
2697 - عثمانُ بنُ سهلِ بنِ رافعِ بنِ خَديجٍ الأنصاريُّ، الحارثيُّ، المدنيُّ
(6)
.
ويقالُ: اسمُهُ عيسى لا عثمانُ، وسَيأتِي.
-
عثمانُ بنُ الشَّريدِ، ويلقَّبُ بشماسٍ.
مضَى في الشين في: شمَّاسٍ. (1636).
(1)
"معرفة القراء الكبار" 1/ 152، و"غاية النهاية" 1/ 502.
(2)
حرف الواو في القسم المفقود من الكتاب.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 223، و"غنية الملتمس بإيضاح الملتبس" 1/ 289.
(4)
"الثقات" 5/ 156.
(5)
"تهذيب الكمال" 19/ 382، و "تهذيب التهذيب" 5/ 484.
(6)
"تهذيب الكمال" 19/ 385.
2698 - عثمانُ بنُ صُهيبِ بنِ سِنان
(1)
.
عِدادهُ في أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيهِ، وعنه: يزيدُ بنُ الهادِ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(2)
، وثالثتِها.
2699 - عُثمانُ بنُ الضَّحَّاكِ بنِ عُثمانَ بنِ عبدِ اللهِ القُرشيُّ، الحِزاميُّ
(3)
.
حجازيٌّ مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيهِ، ومحمَّدِ بنِ يوسفَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سلامٍ، وأبِي حازمٍ، وعنه: المدنيون: أبو مودُودٍ المدنيُّ، وزيادُ بنُ يونسَ.
ذكرهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(4)
، ورابِعتِها
(5)
، وقد فرَّقَ البخاريُّ
(6)
وأبو حاتمٍ
(7)
بينَ عثمانَ بنِ الضَّحاكِ -غيرَ منسوبٍ، روى عن: محمَّدِ بنِ يوسفَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سلامٍ، وعنهُ: أبو مودُودٍ،- وبينَ عُثمانَ بنِ الضَّحاكِ بنِ عثمانَ الحزاميِّ.
ولم يذكرْ ابنُ حِبَّانَ في "ثقاته" إلا الذِي لم يُنسبْ، وأمَّا الحِزاميُّ فقد قالَ الآجريُّ
(8)
: سألتُ أبا داودَ عنِ الضَّحَّاكِ بنِ عُثمانَ الحزاميِّ؟ فقالَ: ثقةٌ، وابنُهُ
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 228.
(2)
"ثقات ابن حبان" 5/ 155، و 7/ 198.
(3)
"الطبقات الكبرى" 5/ 422.
(4)
"الثقات" 7/ 192.
(5)
"الثقات" 8/ 453.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 229.
(7)
"الجرح والتعديل" 6/ 154.
(8)
لم نجده في "سؤالات أبي عبيد الآجري".
عُثمانُ ضعيفٌ، وذُكِرَ في "التهذيب"
(1)
، ومضَى في ابنِهِ الضَّحاكِ له ذكرٌ، وأنَّهُ هوَ وابنُهُ مِن أكبرِ أصحابِ مالكٍ، وأنَّهما أخذَا عنِ الواقديِّ.
2700 - عُثمانُ بنُ طَلحةَ بنِ أبِي طلحةَ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ عثمانَ بنِ عبدِ الدَّارِ بنِ قُصَيٍّ، القُرشيُّ، العَبْدَرِيُّ
(2)
.
هاجرَ في الهُدنةِ
(3)
إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هو وخالدُ بنُ الوليدِ بنِ المُغيرةِ، فلقِيَا عمروَ بنَ العاصِ مُقبلًا مِن عندِ النَّجاشيِّ، يريدُ الهِجرةَ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلقَوهُ بالهَدَّة
(4)
، فاصطَحَبُوا جَميعًا حتَّى قَدِمُوا على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال حِينَ رآهُم:"رَمَتْكُم مكَّةُ بأفلاذِ كبدِها"
(5)
. يقول: إنَّهم وُجوهُ أهلِ مكَّةَ، ودَفعَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إليهِ وإلى شيبةَ مِفتاحَ الكعبةِ، وقالَ:"خذُوهَا يا بنِي طلحةَ خالدةً تالدةً، لا يأخذُها مِنكم إلا ظالمٌ"
(6)
، ثُمَّ نزلَ عثمانُ المدينةَ، وتحوَّلَ مِنهَا بعدَ الوفاةِ النَّبويَّةِ إلى مَكَّةَ، وسكنَهَا حتَّى ماتَ سنةَ اثنتَينِ، وقيلَ: أربعِينَ، وهو عندَ مُسلمٍ في المكيِّين
(7)
.
(1)
"تهذيب الكمال" 19/ 394، و "تهذيب التهذيب" 5/ 487.
(2)
"تهذيب الكمال" 19/ 395، و"الإصابة" 2/ 460.
(3)
هُدنة الحديبية.
(4)
الهَدَّة: بالفتحِ ثمَّ التشديدِ: موضعٌ بين مكة وعسفان على طريق المدينة، انظر:"معجم معالم الحجاز" 9/ 162.
(5)
تقدم في المجلد الثاني، ص 417.
(6)
أخرجه الطبراني في "الأوسط" 1/ 155، وقال الهيثمي في "المجمع" 3/ 285: فيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان في "ثقاته" وقال يخطئ ووثقه ابن معين في رواته وضعفه جماعة.
(7)
"الطبقات" 1/ 163 (193).
2701 - عُثمانُ بنُ طَلحةَ بنِ عمرَ بنِ عُبَيْدِ بنِ مَعْمَرٍ التَّيميُّ
(1)
.
كان مِن أَشرَافِ قريشٍ، ولَّاهُ المهديُّ قضاءَ المدينةِ، فلم يأخذْ على القضاءِ رزقًا، وحُمِدَتْ سِيرتُهُ، ثُمَّ استعفَى. يروي عن: محمَّدِ بنِ المُنْكَدرِ، وابنِ أبِي ذِئْبٍ، وعنه: إبراهيمُ
(2)
بنُ المنذرِ الحِزَاميُّ. قالَ الذَّهبيُّ
(3)
: فإن كانَ أدركَهُ فهوَ مِن طبقةِ هُشَيْمٍ في الموتِ. ووثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(4)
.
2702 - عُثمانُ بنُ عامرِ بنِ عَمروِ بنِ كعبِ بنِ سعدِ بنِ تَيمِ بنِ مُرَّةَ، أبو قُحافةَ، القُرشيُّ، التَّيميُّ
(5)
.
والدُ أبِي بكرٍ الصِّديقِ، وأمُّهُ قَيْلَةُ مِن بنِي عَديٍّ. أسلَمَ يومَ الفتحِ بِمَكَّةَ، ولحِيتُهُ ورأسُهُ كالثَّغامَةِ
(6)
بياضًا؛ فأمرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بتَغيِيرِهِ وتجنِيبِهِ السَّواد
(7)
، فكانَ أوَّلَ مخضوبٍ في الإسلامِ، وأوَّلَ من وَرِثَ خليفةً في الإسلامِ.
وقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لابنِهِ أبي بكرٍ
(8)
: "لو أقررتَ الشيخَ فِي بيتِهِ لأتَيناهُ"، تكرمةً
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 219، و"الجرح والتعديل" 6/ 229.
(2)
في "تاريخ الإسلام": مُسْهِر بنُ المنذر الحزامي.
(3)
"تاريخ الإسلام" حوادث ووفيات 160 - 170 هـ، ص 350 (272).
(4)
"الثقات" 8/ 448.
(5)
"أسد الغابة" 3/ 581، و"الإصابة" 2/ 460.
(6)
الثَّغام: نبتٌ أبيضُ الثَّمر والزَّهر، يُشبَّه بياضُ الشَّيب به. "لسان العرب": ثغم.
(7)
الحديث في "مسلم"، كتاب اللباس والزينة، باب: استحباب خضاب الشيب بصفرة أو حمرة، وتحريمه بالسواد 3/ 1663 (2102).
(8)
أخرجه أحمد في "المسند" 3/ 160، وقال الحافظ: صححه ابن حبان من هذا الوجه. "الإصابة" =
لأبِي بكرٍ.
ماتَ بالمدينةِ في خِلافةِ عُمرَ بعدَ ابنِهِ رضي الله عنهم، سنةَ أربعَ عشرةَ، عنْ سبعٍ وتِسعينَ سنةً، وكانَ قد أخذَ السُّدسَ من مِيراثِ ولدِهِ رضي الله عنه. وهو في أوَّلِ "الإصابة"
(1)
.
2703 - عُثمانُ بنُ عامرِ بنِ زيدِ
(2)
بنِ جاريةَ الأمويُّ، الأنصاريُّ، من بَنِي عمروِ بنِ عوفٍ
(3)
.
عدادُهُ في أهلِ المدينةِ. يروي عن: أنسٍ، وعنه: ابنُ أخِيهِ عاصمُ بنُ سُوَيدِ بنِ عامرٍ الماضِي. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(4)
.
2704 - عثمانُ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ اللهِ بنِ سُراقةَ بنِ المُعْتَمرِ بنِ أنسٍ
(5)
، أبو عبدِ اللهِ القُرشيُّ، العدَويُّ، المدنيُّ
(6)
.
وأمُّه زينبُ ابنةُ عمرَ بنِ الخطَّابِ، أصغرُ بنِي أبِيهَا. يروي عن: أبِي هُريرةَ، وجابرٍ، وخالِهِ ابنِ عُمرَ، ورأى أبا قَتادةَ الأنصاريَّ، ووُلِّيَ إِمْرَةَ مَكَّةَ، وروايتُهُ عن
= 2/ 461.
(1)
"الإصابة" 2/ 460.
(2)
في الأصل: يزيد، و التصويب من مصادر الترجمة.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 242.
(4)
"الثقات" 5/ 158.
(5)
في "تهذيب التهذيب": أنيس 5/ 493.
(6)
"الطبقات الكبرى" 5/ 243، و"الجرح والتعديل" 6/ 155.
جدِّهِ عمرَ رضي الله عنه أخرجَها ابنُ حِبَّانَ في "صحيحه"
(1)
، والحاكمُ في "مستدركه"
(2)
، وذلكَ يقتَضِي أن يكونَ سمِعَ منهُ، وحكَمَ المزِّي
(3)
بِكونِها مُرسلةً، مِن أجلِ قولِ الواقديِّ: إنَّهُ ماتَ وهوَ ابنُ ثلاثٍ وخمسينَ، مما يُنافِيهِ جَزْمُهُ بأنَّهُ رأَى أبَا قتادةَ الذِي [ماتَ] سنةَ أربعٍ وخمسِين أو قبلَهَا، على أنَّ الكلاباذِيَّ
(4)
نقلَ عنِ الواقديِّ: أنَّ صاحبَ التَّرجمةِ عاشَ ثلاثًا وثمانينَ سنةً، وفيه أيضًا نظرٌ، كما حقَّقَ جميعَهُ شيخُنا
(5)
، بل قالَ: إنَّهُ وقعَ التَّصريحُ بِسماعِهِ من جدِّهِ عند أبي جعفرٍ الطَّبريِّ في "تهذيب الآثار" لهُ.
روى عنه: الزُّهريُّ، والوليدُ بنُ أبِي الوليدِ، وابنُ أبِي ذئبٍ، وعبيدُ اللهِ بنُ عمرَ، وأبو المُنِيبِ عبيدُ الله المروزيُّ، وعدَّةٌ.
وثَّقَهُ أبو زُرعةَ، وَالنَّسائيُّ، والدَّارقطنيُّ، وابنُ حِبَّانَ
(6)
.
قالَ الواقديُّ: ماتَ سنةَ ثمانِ عشرةَ ومئةٍ، وذُكر في "التهذيب"
(7)
.
(1)
"صحيح ابن حبان" 4/ 486 (1608)، و 10/ 486 (4628).
(2)
"المستدرك" 2/ 98، وقال: الحديث صحيح الإسناد، وقد احتجَّ البخاريُّ بعثمان بن عبد الله بن سراقة.
(3)
"تهذيب الكمال" 19/ 413، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/ 93 عقب حديثٍ رواه من طريقه: هذا إسنادٌ مرسل.
(4)
"رجال صحيح البخاري" 2/ 519.
(5)
"تهذيب التهذيب" 5/ 493.
(6)
"الثقات" 5/ 154.
(7)
"تهذيب الكمال" 19/ 415، و"تهذيب التهذيب" 5/ 493.
2705 - عُثمانُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مَوْهَبٍ، أبو عبدِ اللهِ القُرشيُّ، التَّيميُّ، مولى [آل] طلحةَ بنِ عبيدِ اللهِ
(1)
.
أصلُهُ مِن المدينةِ، ثُمَّ انتقَلَ إلى العراقِ، وهو الأعرجُ، وقد يُنسبُ إلى جدِّهِ.
ذكرهُ مُسلمٌ
(2)
في رابعةِ تابعِي المدنيين. يروِي عن: أبي هُريرةَ، وأمِّ سلمةَ، وجابرِ بنِ سَمرةَ، وابنِ عُمرَ
(3)
، وعبدِ الله بنِ أبِي قَتادةَ، وعنه: ابنهُ عمروٌ، وشُعبةُ، وأبو حَنيفةَ، والثَّوريُّ، وشيبانُ، وإسرائيلُ، وأبو عوانَةَ.
وثَّقَهُ ابنُ مَعينٍ، وأبو داودَ، والنَّسائيُّ، ويعقوبُ بنُ شيبةَ، والعجليُّ
(4)
؛ وقالَ: تابعيٌّ، وابنُ حِبَّانَ
(5)
؛ وقالَ: ماتَ سنةَ ستين
(6)
ومئةٍ، وفيها أرَّخَهُ ابنُ سعدٍ
(7)
، وخليفةُ بنُ خياطٍ
(8)
، وابنُ قانعٍ، وقالَ الذَّهبيُّ
(9)
: في حدودِ العشرينَ ومئةٍ، ومَن قالَ: سنةَ ستِّينَ ومئةٍ في خلافةِ المهديِّ، فقد وَهِمَ، ولعلَّهُ ظنَّهُ الذِي بعدهُ بِقليلٍ.
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 155، و"تهذيب الكمال" 19/ 423.
(2)
"الطبقات" 1/ 326 (1608).
(3)
تحرَّفت في الأصل إلى: عمير، والصحيح المثبت.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 130.
(5)
"الثقات" 5/ 158.
(6)
في الأصل: ست، وهو تحريف.
(7)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:430.
(8)
"طبقات خليفة"273.
(9)
"سير أعلام النبلاء" 5/ 187.
2706 - عثمانُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمَّدِ بنِ أحمدَ الشُّشتريُّ.
أخُو عبدِ الرَّحمنِ الماضي، هو الآتِي بعدَ الستِّ مئةٍ بالحَبشةِ، ولهُ ولدٌ بالمدينةِ.
2707 - عُثمانُ بنُ عبدِ اللهِ، أبو عمروٍ السِّجستانيُّ.
شيخٌ كبيرٌ عزيزٌ، كان يجاورُ بِمدينةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبِها تُوفِّيَ.
روَى عن: أبي العبَّاسِ أحمدَ بنِ أبِي سعدٍ الإسفرايينيِّ
(1)
، سَمِعَ مِنهُ بقَزْوين
(2)
سنةَ سبعَ عشرةَ وخمسِ مئةٍ. حدَّثَ عنه: أبو القاسِمِ عبدُ اللهِ بنُ حيدرَ
(3)
في "مشيختِهِ".
ذكرهُ الرَّافعيُّ
(4)
في "تاريخ قزوين"
(5)
، وساقَ لهُ حَديثًا.
2708 - عُثمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبانَ بنِ عثمانَ بنِ عفَّانَ
(6)
.
يروي عن: جدِّهِ.
(1)
أحمدُ بنُ أبي سعدٍ، أبو العباسِ الإسفرايينيُّ، عالمٌ مشارك، من أهل القرن السادس. "التدوين في أخبار قزوين" للرافعي 2/ 179.
(2)
قَزْوين: مدينة مشهورة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخًا، وهي مدينة إيرانية، "معجم البلدان" 4/ 342.
(3)
عبدُ اللهِ بنُ حيدرِ بنِ أبي القاسمِ القزوينيُّ، إمام كبير، مشهور بعيد الصيت، قوَّالٌ بالحق. توفي سنة 582 هـ. "التدوين" 3/ 223، و"طبقات الشافعية الكبرى" 7/ 123.
(4)
عبدُ الكريمِ بنُ محمَّدٍ القزويني، أبو القاسم، الإمامُ الفقيهُ، الشافعيُّ، مات سنة 623 هـ. "طبقات السبكي" 5/ 119.
(5)
"التدوين في أخبار قزوين" 3/ 303.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 237.
قالَ أبو حاتمٍ
(1)
: ضعيفُ الحدِيثِ. وذَكرهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(2)
، وقالَ: يروِي عنهُ ابنُ أبِي الزِّنَادِ. وهو في "الميزان"
(3)
.
2709 - عثمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامِ بنِ المغيرةِ، المخزوميُّ، المدنيُّ.
أخو أبِي بكرٍ وإخوتِهِ.
2710 - عثمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ الله بنِ مَوْهبٍ، أبو عبدِ اللهِ القرشيُّ، التَّيميُّ.
مولىً لآلِ الحكمِ بنِ أبي العاصِ، وهو ابنُ أخِي الذِي تقدَّمَ قريبًا.
يروِي عن: جماعةٍ من التَّابعينَ، وعنه: أهلُ المدينةِ.
ماتَ سنةَ ستِّين ومئةٍ، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(4)
.
2711 - عثمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبيدِ اللهِ التَّيميُّ، القُرشيُّ
(5)
.
مِن أهلِ المدينةِ، وهو أخُو معاذٍ. يروي عن: ربيعةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الهُديرِ، وعنه: عبدُ المجيدِ بنُ سهيلِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(6)
.
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 157، و"لسان الميزان" 5/ 400.
(2)
"الثقات" 7/ 199.
(3)
"ميزان الاعتدال" 3/ 46.
(4)
"الثقات" 7/ 194.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 237، و"التقريب"، ص 385 (4492)، وهو الذي بعده، و"الكاشف" 2/ 9.
(6)
"ثقات ابن حبان" 7/ 199.
ويحرَّرُ مع الذِي قبلهُ والذِي بعدهُ.
2712 - عثمانُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ عثمانَ بنِ عبيدِ اللهِ القرشيُّ، التَّيميُّ
(1)
.
لأبِيهِ صُحبةٌ، وجدُّهُ هو أخُو طَلحةَ أحدِ العَشرةِ. يروي عن: أبيهِ، وأخيهِ معاذٍ وأنسٍ، وربيعةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الهُديرِ، وعنه: الضَّحاكُ بنُ عثمانَ، وفليحُ بنُ سليمانَ، وإبراهيمُ بنُ أبي يحيى، وأبو بكرِ ابنُ أبي مُليكةَ، وآخرونَ.
قالَ أبو حاتمٍ
(2)
: [ثقةٌ]. وذكرهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(3)
. وهو في "التهذيب"
(4)
وثانِي "الإصابة"
(5)
.
2713 - عثمانُ بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ عمرَ بنِ سعدِ بنِ أبِي وقَّاصٍ، أبو عمروٍ
(6)
الزُّهريُّ، الوَقَّاصيُّ
(7)
، ويُقالُ: لهُ المالكيُّ، نسبةً لجدِّهِ أبي وقَّاصٍ المدنيِّ
(8)
.
أحدُ الضُّعفاءِ. يروي عن: عمَّةِ أبيهِ عائشةَ ابنةِ سعدٍ، وابنِ أبِي مُلَيكةَ، وسعيدٍ
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 237، و"التقريب"، ص 385 (4492) وهو الذي قبله.
(2)
"الجرح والتعديل" 6/ 156.
(3)
"الثقات" 7/ 199.
(4)
"تهذيب الكمال" 19/ 424، و "تهذيب التهذيب" 5/ 495.
(5)
"الإصابة" 3/ 79، وقال: وله رؤية. مات سنة أربع وسبعين.
(6)
تحرَّفت في الأصل إلى: عمرة.
(7)
"المعرفة والتاريخ" 3/ 36، و"الجرح والتعديل" 6/ 157، و"الضعفاء الصغير"، للبخاري 2 (50).
(8)
ويقال له: المالكي نسبة إلى جدِّه سعد بن مالك. "تهذيب الكمال" 19/ 425.
المقبُريِّ، والزُّهريِّ، وعدَّةٍ، وعنه: يونسُ بن بُكَيرٍ، وإسماعيلُ بنُ عمروٍ البَجَليُّ، وحجَّاجُ بنُ نُصَيرٍ، والهُذيلُ بنُ إبراهيمَ، وغيرُهم. قالَ البخاريُّ
(1)
: تركُوهُ، وابنُ معينٍ
(2)
مرَّةً: ضعيفٌ، ومرَّةً: ليسَ بشيءٍ. والنَّسائيُّ
(3)
وغيرُهُ: متروكُ الحدِيثِ، والترمذيُّ
(4)
: ليسَ بِقويٍّ. وذُكرَ في "التهذيب"
(5)
، و"ضعفاء العقيلي"
(6)
.
-
عثمانُ بنُ عبيدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ.
المذكورُ قريبًا. (2710).
-
عثمانُ بنُ عبيدِ اللهِ بنِ أبِي رافعٍ.
في: ابنِ البهيِّ. (2686)
2714 - عثمانُ بنُ عبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ بنِ الخطَّابِ
(7)
، أبو القلمَّس
(8)
.
كان على شرطتِها للمنصورِ.
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 238.
(2)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 394.
(3)
"الضعفاء والمتروكين"(418).
(4)
"سنن الترمذي"، كتاب الرؤيا، باب: ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الميزان والدلو، بعد حديث (2288).
(5)
"تهذيب الكمال" 19/ 425، و"تهذيب التهذيب" 5/ 496.
(6)
"الضعفاء الكبير" 3/ 206.
(7)
له ذكر فيمَنْ خرجَ مع محمَّدِ بنِ عبدِ الله النَّفسِ الزكية. "تاريخ الطبري" 6/ 189، و"تهذيب الكمال" 23/ 554.
(8)
في الأصل: القملس.
2715 - عثمانُ بنُ عثمانَ بنِ الشَّريدِ بنِ هَرميِّ بنِ عامرِ بنِ مخزومٍ القُرشيُّ، المخزوميُّ
(1)
.
وهو الشَّماسُ، فِيما قالهُ الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ، وكانَ مِنَ المهاجرِينَ، مِن أحسنِ النَّاسِ وَجهًا. قُتِلَ يومَ أُحدٍ شَهيدًا
(2)
، وكانَ يومئِذٍ يقِي رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنفسِهِ، وقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"ما شبَّهتُ عثمانَ إلا بالجُنَّةِ"
(3)
. وأمُّهُ صَفِيَّةُ ابنةُ رَبيعةَ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ منافٍ.
2716 - عُثمانُ بنُ أبي عثمانَ المدنيُّ
(4)
.
يروي عن: القاسمِ بنِ محمَّدٍ، وعنه: ابنُ أبِي ذِئبٍ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(5)
. وفي "اللسان"
(6)
: عثمانُ بنُ أبِي عثمانَ المدنيُّ، عن عليٍّ. قالَ الأزديُّ: مُنكرُ الحديثِ، مجهولٌ، لا أحفظُ لهُ إلَّا حديثَ خارجةَ بنِ مُصعبٍ، عن سلامٍ
(7)
، عنه، قالَ: جاءَ ناسٌ إلى عليٍّ
…
الحديثَ، في قِصَّةِ تحريقِهِ الزَّنادِقَةَ
(8)
.
(1)
"الإصابة" 2/ 155.
(2)
"سيرة ابن هشام" 3/ 87.
(3)
أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 5/ 245، وانظر "الإصابة"، و"فتح الباري" 12/ 370. والجُنَّةُ: مَا يُحْتَمى به، وفي القاموس: كُلُّ ما وَقَى من سلاح أو غيره "القاموس: جنن".
(4)
"التاريخ الكبير" 6/ 243.
(5)
"ثقاته" 7/ 202.
(6)
"لسان الميزان" 5/ 401.
(7)
في الأصل: سلامة.
(8)
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" 1/ 167 (66)، و في إسناده خارجة، كذَّبه ابن معين. وانظر =
2717 - عُثمانُ بنُ عُروةَ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ بنِ خُويلدٍ، القُرشيُّ، الأسديُّ، المدنيُّ
(1)
.
أحدُ خُطباءِ قُريشٍ وعلمائِهم وأشرافِهم مع جمالِ
(2)
الهيئةِ، بِحيثُ كانَ يُقالُ: لم يكن بالمدينةِ أحسنُ مِنهُ، ولم يُعقِّب، وأمُّهُ فاختَةُ ابنةُ أبي الأسودِ بنِ أبي البَخْتَرِيِّ.
وقالَ مصعبٌ
(3)
: أُمُّهُ أمُّ يحيى ابنةُ الحَكَمِ بنِ العاصِ، عمَّةُ عبدِ الملكِ بنِ مَروانَ.
يروي عن: أبيهِ السِّيَر، وعنه: أخوهُ هِشامٌ، وكان أصغرَ مِنهُ، وماتَ قبلهُ، وأسامةُ بنُ زيدٍ
(4)
، وابنُ عُيينةَ، وغيرُهم مِن أهلِ المدينةِ.
قالَ ابنُ سعدٍ
(5)
: كان قليلَ الحديثِ. وذكرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(6)
.
ومِن كلامِهِ: الشُّكرُ وإِن قَلَّ، جَزاءُ كلُّ نائلٍ وإنْ جَلَّ.
مَاتَ قبلَ الأربعينَ ومئةٍ في أوَّلِ خِلافةِ أبي جَعفرٍ، وكانت في ذِي الحِجَّةِ سنةَ ستٍّ وثلاثين، وقد أرَّخَ ابنُ مردويهِ في "أولادِ المحدِّثينَ" وفاته سنةَ سبعٍ وثلاثِينَ.
= "التمهيد" 5/ 317.
(1)
"تاريخ خليفة" 419، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 551.
(2)
في الأصل: جمال.
(3)
"جمهرة نسب قريش" 276، 304.
(4)
تحرَّفت في الأصل إلى: يزيد.
(5)
"طبقات ابن سعد"، القسم المتمم ص:228.
(6)
"الثقات" 7/ 191.
وهو في "التهذيب"
(1)
.
2718 - عُثمانُ بنُ عفَّانَ بنِ أبِي العاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شمسٍ، أميرُ المؤمنينَ، أبو عمروٍ، وأبو عبدِ الله، وأبو ليلى القُرشيُّ، الأمويُّ
(2)
.
أحدُ السَّابِقينَ الأوَّلِيَنَ، الصَّادِقينَ، القائمِينَ، الصَّائِمينَ، المُنفِقِينَ في سَبِيلِ اللهِ، ممن هاجَرَ قبلَهُ صلى الله عليه وسلم، وذو النُّورينِ، وصاحبُ الهجرتَينِ، وزوجُ الاثنتَينِ، ومَن تَستَحِي منهُ الملائكةُ بِدونِ مَين، والجامعُ للأمَّةِ على مُصحفٍ واحدٍ بعدَ الاختلافِ، والذي افتتَحَ نُوَّابُه إقليمَ خراسان وإقليمَ المغربِ بِلا خلافٍ، مَن شَهِدَ له الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم بالجنةِ، وسَعِدَ بما بَيَّنَهُ وسَنَّهُ، كانَ ممَّن جَمعَ بينَ العلمِ والعَملِ، والصِّيامِ، والتَّهجُّدِ، والإنفاقِ، والجهادِ في سبِيلِ الله، وصِلةِ الأرحامِ. وُلد بعدَ الفِيلِ بستِّ سِنينَ، وهو أوَّلُ مَن هاجَرَ إلى أرضِ الحبَشةِ، ولم يشهدْ بدرًا لتخلُّفِهِ على تمريضِ زوجتِهِ رقيةَ ابنةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وقِيلَ: بل كانَ به جُدَريٌّ
(3)
، وهو أحدُ العشرةِ المشهودِ لهم بالجنَّةِ، وأحدُ السِّتَّةِ أصحابِ الشُّورَى الذِينَ أخبرَ عمرُ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم ماتَ وهوَ عنهُم راضٍ.
وقالَ ابنُ مَسعودٍ حين بويعَ: بايعنَا خيرَنا ولم نألُ
(4)
.
(1)
"تهذيب الكمال" 19/ 440، و"تهذيب التهذيب" 5/ 501.
(2)
"أسد الغابة" 3/ 584، و"الإصابة" 2/ 462.
(3)
تحرَّفت في الأصل إلى: جد يري، والصحيح المثبت.
(4)
لم نألُ: لم نقصِّر. "القاموس المحيط": ألا.
وقالَ عليٌّ: كانَ أوصلَنَا للرَّحِمِ، وكانَ مِنَ الذِينَ آمنُوا واتَّقَوْا، واللهُ يحِبُّ المحسِنينَ.
وقالَ قتادةُ: إنَّهُ حملَ في جيشِ العُسرةِ على ألفِ بعيرٍ وسَبعينَ فرسًا.
وقالَ ابنُ سيرينَ: كانَ يُحيِي اللَّيلَ بركعةٍ يقرأُ فِيهَا القرآنَ.
وقالَ ابنُ عمرَ: لقد عتَبُوا عليهِ أشياءَ لو فعلَهَا عمرُ لما عَتَبُوا عليهِ.
وكانَ رَبْعَةً، حسنَ الوجهِ، رقيقَ البشرةِ، عظيمَ اللِّحيةِ، بعيدَ ما بينَ المنكِبَينِ.
بُويِعَ بالخلافةِ بعدَ دَفنِ عمرَ بثلاثةِ أيَّامٍ، وذلكَ غُرَّةَ المُحرَّمِ سنةَ أربعٍ وعِشرين، وقُتِلَ في وسطِ أيَّامِ التَّشرِيقِ سنةَ خمسٍ وثلاثِينَ، وقِيلَ: يومَ التَّرويَّةِ، وقِيلَ غيرُ ذلكَ.
وقالتْ عائشةُ رضي الله عنها: لقد قَتَلُوهُ وإنَّهُ لمنْ أوصَلِهِم
(1)
للرَّحِمِ وأتقَاهُم لربِّهِ.
وقالَ سَعيدُ بنُ زيدٍ: لو أنَّ أحَدًا انقضَّ لمِا فُعلَ بِعثمانَ، لكانَ حَقِيقًا أن يَنْقَضَّ.
وقالَ ابنُ عبَّاس: لو اجتمَعَ النَّاسُ على قتلِ عُثمانَ لرُجِمُوا بالحجارةِ منَ السَّماءِ.
وقالَ عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ: لقد فتحَ النَّاسُ على أنفُسِهِم بقتلِهِ بابَ فتنةٍ لا يُغلقُ عنهُم إلى قيامِ السَّاعةِ.
وعن أبي جعفرٍ الأنصاريِّ قالَ: دخلتُ معَ المصريِّينَ على عُثمانَ، فلمَّا ضربُوهُ
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: واصلهم.
خرجت أَشْتَدُّ حتَّى مَلأتُ فرُّوجِي
(1)
عَدْوًا، فدخلتُ المسجدَ، فإذَا رجلٌ جالسٌ في نحوِ عشرةٍ عليهِ عمامةٌ سوداءُ، فقالَ: وَيحكَ ما ورَاءَكَ؟ قلتُ: قد واللهِ فُرِغَ من الرَّجلِ، فقالَ: تبًّا لكم سائرَ الدَّهرِ، فنظرتُ فإذا هو عليٌّ رضي الله عنه.
ولما قِيلَ لأنسٍ: إنَّ حُبَّ عليٍّ وعثمانَ لا يجتمعانِ في قلبٍ واحدٍ، قال: كَذَبُوا، لقدْ اجتمَعَ حُبُّهما في قُلوبِنا.
وعَن كِنانةَ مولَى صفِيَّةَ قال: شهدتُ مقتلَ عُثمانَ، فأُخرِجَ مِنَ الدَّارِ أمامِي أربعةٌ مِن شبابِ قريشٍ مُضرَّجينَ بالدَّمِ محمولينَ، كانُوا يدرؤُونَ عنهُ، وهم: الحسنُ بنُ عليٍّ، وابنُ الزُّبيرِ، ومحمَّدُ بنُ حاطبٍ، ومروانُ.
قال الرَّاوِي عنهُ محمَّدُ بنُ طَلحةَ بنِ مصرِّفٍ: فقلتُ له: هل بِيدِ محمَّد بنِ أبِي بكرٍ شيءٌ مِن دَمِهِ؟ قالَ: معاذَ اللهِ، دَخلَ عليهِ [فقال له] عثمانُ: يا ابنَ أخِيَ لستَ بِصاحبِي، وكلَّمَهُ بِكلامٍ، فخرَجَ.
وقالَ أبو هريرةَ: كنتُ مَحصُورًا مع عثمانَ في الدَّارِ، فَرُمِيَ رجلٌ مِنَّا، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ الآن
(2)
طابَ الضِّرابُ، قَتلُوا رجلًا مِنَّا، فقالَ: عزمتُ عليكَ يا أبا هُريرةَ إلَّا رميتَ بسيفِكَ، فإنَّمَا تُرادُ نفسِي، وسَأَقِي المؤمنينَ بِنَفسِي اليومَ. قالَ أبو هريرةَ: فرميتُ بِسيفِي، فلا أدرِي أينَ هوَ حتَّى السَّاعةِ.
أمُّه: أروَى ابنةُ كُريزِ بنِ ربيعةَ بنِ حَبِيبِ بنِ عبدِ شمسٍ، وأمُّهَا البيضاءُ أمُّ
(1)
الفرُّوجُ: قَباءٌ شُقَّ من خلفه. "القاموس": فرج.
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: إلا أن.
حَكِيمٍ ابنةُ عبدِ المطَّلِبِ بنِ هاشمٍ.
تزوَّجَ رُقيةَ ابنةَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قبلَ المبعثِ، فولدَت لهُ عبدَ اللهِ، وبهِ كانَ يُكنَى، وبابنِه عمروِ، وهاجرَ بِها إلى الحبشةِ، وخَلَّفَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عَليهَا في غزوةِ بدرٍ ليُمرِّضَهَا، فتوُفِّيتْ بعدَ بدرٍ بليالٍ، وضربَ لهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بسهمِهِ مِنها وأجرِهِ، ثُمَّ زوَّجَهُ بأُختِهَا أمِّ كلثومٍ.
بُويِعَ بالخلافةِ بَعْدُ، وقعدَ عليٌّ والزُّبيرُ وعبدُ الرَّحمنِ وسعدٌ يتشاورُون، فأشارَ عثمانُ على عبدِ الرَّحمنِ بالدُّخولِ في الأمرِ، فأبَى، وقال: إنِّي لستُ بالذِي أنافِسُكُم على هذَا الأمرِ، فإنْ شِئتُم اخترتُ لكمْ منكُم واحدًا، فجعَلُوا ذلكَ إليهِ، فقَامَ النَّاسُ كلُّهُم إليهِ، وأخذَ هُوَ في المشاورةِ تِلك اللَّيالي الثلاثَ، حتَّى كانَ في الليلةِ التِي بايعَ عثمانَ مِن غدِهَا، جاءَ إلى بابِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمةَ بعدَ هَدْءٍ منَ اللَّيلِ، فضربهُ، وقال: أراكَ نائمًا، واللهِ ما كحَّلتُ منذُ اللَّيلةِ بكثيرِ نومٍ، ادعُ لي الزُّبيرَ وسعدًا، فدعَاهما فشاورَهُما، ثَم أرسلهُ إلى عُثمانَ فدعاهُ، فناجاهُ، حتَّى فرَّقَ بينهُما [أذان الصبح]
(1)
، فلما صلَّوا الصُّبحَ اجتمَعُوا، وأرسَلَ عبدُ الرَّحمنِ إلى مَن حضَرَ مِن المهاجِرينَ والأنصارِ وأمراءِ الأجنادِ، ثُمَّ خطبَهُم، فحمِدَ اللهَ وأثنَى عليهِ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بعدُ؛ فإنِّي نظرتُ في أمرِ النَّاسِ، وشاورتُهم، فلم أجدْهُم يعدِلُونَ بعثمانَ، ثُمَّ قال: يا عثمانُ نبايعكَ على سنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم والخلِيفتينِ مِن بعدِهِ؟ قال: نعمْ، فبايَعهُ عبدُ الرَّحمنِ، وبايَعهُ المهاجرونَ والأَنصارُ، وأمراءُ الأجنادِ والمسلمُونَ،
(1)
ما بين معقوفتين ساقطة من الأصل. انظر: "تاريخ مدينة دمشق" 39/ 192.
وذلكَ لغُرَّةِ المحرَّمِ بعدَ دَفنِ عمرَ بثلاثةِ أيَّامٍ، فدامَت خِلافتُهُ اثنتَيْ عشرةَ سنةً.
هاجَت بهِ رؤوسُ الفِتنِ والشَّرِ، وأحاطُوا بهِ وحاصَرُوهُ، ليَخلَعَ نفسَهُ مِنَ الخِلافةِ، وقاتَلُوهُ قاتَلَهُم اللهُ، فصبَرَ وكفَّ نفسَهُ وعَبِيدَهُ، حتَّى ذُبِحَ صبرًا في دَارِهِ والمُصحفُ بين يديهِ، تَسوَّرَ عليهِ أربعةُ أنفسٍ، وزوجتُهُ نائلةُ عندَهُ في عصرِ يومِ الجُمعةِ، ثامنَ عشرَ ذِي الحجَّةِ، سنةَ خمسٍ وثلاثينَ عن اثنتَينِ وثمانينَ سنةً، ففازَ بالشهادةِ، وباؤُوا بالإِثمِ، وصلَّى عليهِ جبيرُ بنُ مُطعِمٍ، ودُفنَ بالبقيعِ بينَ العِشاءينِ في ثيابِهِ بدِمائِهِ، ولم يُغَسَّلْ، وعلى ضَريحِهِ قبةٌ عظيمةٌ
(1)
، وسِيرتُهُ تحتملُ مُجلدًّا، وهيَ مستوفاةٌ أو جُلُّها في "تاريخ دمشق"
(2)
، وهو ثالثُ المدنيينَ الذِينَ في "مسلم"
(3)
.
2719 - عثمانُ بنُ عليٍّ، المعروفُ بالزَّنْجِيليِّ
(4)
.
صاحبُ المدرسةِ بِمَكَّةَ
(5)
. تُرجِمَ -في مكتوبِ وقفِيَّتِهَا- بأميرِ الحرمَينِ، وتاريخُهُ سنةَ تسعٍ وسَبعِين وخمسِ مئةٍ، وكانَ نائبًا بعدنَ، للسُّلطانِ صلاحِ الدِّينِ يوسفَ بنِ أيُّوبَ، فلعلَّهُ فوضَ إليهِ الوِلايةَ عليهِمَا. خرجَ مِنَ اليمنِ فاَرًا مُتخوِّفًا مِنَ
(1)
أزيلت جميعُ القباب للنَّهي الوارد عنها.
(2)
"تاريخ دمشق"، المجلد 39.
(3)
"الطبقات" 1/ 145 (3).
(4)
"البداية والنهاية" 12/ 309، و"تاريخ ابن خلدون" 5/ 96.
(5)
المدرسة الزنجيلية هي المدرسة الزنجارية، أنشأها الأمير عثمان بن علي الزنجيلي المتوفى سنة 626 هـ، وهي المعروفة بدار السلسلة بالجانب الغربي من المسجد الحرام. "الدارس في تاريخ المدارس" 1/ 526.
العزِيزِ طُغْتِكِين
(1)
بنِ أيُّوبَ أخِي صلاحِ الدِّينِ، لما سَمِعَ بإقبالِهِ من الشَّامِ إلى اليمنِ وَاليًا على جَمِيعِهِ، وماتَ سنةَ ثلاثٍ وثمانِينَ وخمسِ مئةٍ. قالَ الفاسيُّ
(2)
: وفِيهِ نظرٌ.
2720 - عثمانُ بنُ عُمرَ بنِ مُوسَى بنِ عُبيدِ اللهِ بنِ مَعمرٍ التَّيميُّ، القاضي
(3)
، المدنيُّ
(4)
.
مِن أهلِها. يروي عن: أبانَ بنِ عُثمانَ، وخارجةَ بنِ زيدٍ، وسالمٍ مولى ابنِ مُطيعٍ، والقاسمِ بنِ محمَّدٍ، والزُّهريِّ، وأبِي الغيثِ، وعامرِ بنِ سعدٍ، وعنه: ابنُهُ عُمرُ، وعبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ، ومحمَّدُ بنُ راشدٍ المَكحُوليُّ، والدَّراورديُّ.
قالَ الزُّبيرُ: وليَ قضاءَ المدينةِ في خِلافةِ مَروانَ بنِ محمَّدٍ، ثُمَّ وَلَّاهُ المنصورُ قضاءَهُ، فكانَ معهُ حتَّى ماتَ بالحِيرة
(5)
قبلَ أن يَبنيَ بغدادَ، وكان صَدوقًا. وثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(6)
، وذُكر في "التهذيب"
(7)
.
(1)
طُغْتِكِين بنُ أيوبَ بنِ شاذي، الملكُ العزيزُ، سيف الإسلام، صاحب اليمن ومكة، مات سنة 593 هـ. "العقد الثمين" 5/ 62، و"النجوم الزاهرة" 6/ 142.
(2)
"العقد الثمين" 6/ 35، وفي "الدارس في تاريخ المدارس" 1/ 526: أنه توفي سنة 626 هـ.
(3)
تحرَّفت في المخطوطة إلى: القاري.
(4)
"تاريخ خليفة" 371، و"القضاة"، لوكيع 1/ 180، و"الجرح والتعديل" 6/ 159.
(5)
الحِيرَة: بالكسر: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له: النَّجَف. "معجم البلدان" 2/ 328.
(6)
"الثقات" 7/ 201.
(7)
"تهذيب الكمال" 19/ 464، و"تهذيب التهذيب" 5/ 510.
-
عثمانُ بنُ عِيسَى بنِ كنانةَ.
قريبًا. (2723)
2721 - عُثمانُ بنُ كعبٍ القُرَظيُّ
(1)
.
أخُو محمَّدٍ، مِن
(2)
أهلِ المدينةِ.
يروي عن: أبيهِ، وعنه:[يزيدُ بن]
(3)
عبدِ اللهِ بنِ الهادِ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(4)
، وذُكرَ في "التهذيب"
(5)
.
2722 - عثمانُ بنُ كِنانةَ، أبو عمروٍ المدنيُّ، الفقيهُ، مولى آلِ عثمانَ
(6)
.
وهو ابنُ عِيسى بنِ كنانةَ، نُسبَ لجدِّهِ. قالَ يحيى بنُ بُكيرٍ: لم يكنْ في حلقةِ مالكٍ أضبطُ ولا أدرسُ منهُ، وكانَ مِمَّن يخصُّهُ بالإذنِ عليهِ عندَ اجتِماعِ النَّاسِ بِبَابِهِ.
وقالَ ابنُ عبدُ البرِّ
(7)
: كانَ مِنَ الفُقهاءِ، وليسَ لهُ في الحديثِ ذكرٌ.
قالَ ابنُ مُفَرِّجٍ القرطبيُّ
(8)
: ماتَ سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ ومئةٍ. وقالَ أبو إسحاق
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 247، و"الجرح والتعديل" 6/ 165، و"الكاشف" 2/ 12.
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: بن.
(3)
ما بين معقوفتين ساقطة من الأصل.
(4)
"الثقات" 7/ 201.
(5)
"تهذيب الكمال" 19/ 477، و"تهذيب التهذيب" 5/ 510.
(6)
"تاريخ الإسلام" حوادث ووفيات 181 - 190 هـ.
(7)
"الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء" لابن عبد البر ص 17.
(8)
محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، أبو عبد الله الأمويُّ، القرطبيُّ، ابن مُفَرِّج، مات سنة 380 هـ. "السير" =
الشيرازيُّ
(1)
: بعدَ مالكٍ بِسنتينِ، أو قال: بسنِينَ. وعن يحيى بنِ بُكَيْر: بعدَهُ بعشرِ سِنينَ بِمَكَّةَ.
2723 - عثمانُ بنُ مُحمَّدِ بنِ الحُسينِ، أبو عمروٍ السَّقلاطونيُّ، المدَنيُّ، ثُمَّ البغداديُّ
(2)
.
سمِعَ: أبا نصرٍ الزَّيْنَبِيَّ
(3)
، ورزقَ اللهِ التَّيميَّ
(4)
، وعنه:[أبو] المعمرِ الأنصاريُّ
(5)
، وعمرُ بنُ طبرزدَ
(6)
، وكانَ صَالحًا دَيِّنًا. ماتَ في المحرَّمِ سنةَ ثلاثِينَ وخمسِ مئةٍ.
= 16/ 390.
(1)
"طبقات الفقهاء" 1/ 146.
والشيرازي هو إبراهيمُ بنُ عليِّ بنِ يوسف، الفقيه الشافعي، شيخ الإسلام علمًا وعملًا، مات سنة 476 هـ. "طبقات الشافعية" للإسنوي 2/ 83.
(2)
"ذيل تاريخ بغداد" 2/ 162.
(3)
محمَّدُ بنُ محمَّدٍ العباسيُّ، البغداديُّ، أبو نصرٍ الزَّينبيُّ، مُسنِدُ العراق، ماتَ سنة 479 هـ. "السير" 18/ 443.
(4)
رزقُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ، المقرئ، رئيسُ الحنابلة، المعمّرُ، الواعظ، توفي سنة 488 هـ. "مناقب الإمام أحمد" ص 525.
(5)
المباركُ بنُ أحمدَ الأنصاريُّ، الأزجيُّ، الإمامُ الحافظُ المفيد، أبو المعمر، مات سنة 549 هـ. "المنتظم" 10/ 160، و"سير أعلام النبلاء" 20/ 260.
(6)
عمرُ بنُ محمدٍ، أبو حفصٍ، مُسند الشاميين، ماتَ سنة 607 هـ، وقد وهَّاه ابنُ النَّجَّارِ مِن قِبلِ دِينه، يسامحه الله. "لسان الميزان" 6/ 142 - 143.
2724 - عثمانُ بنُ مُحمَّدِ بنِ خالدِ بنِ الزُّبيرِ
(1)
.
ولَّاهُ [محمدٌ النَّفسُ الزَّكيةُ]
(2)
إمرةَ المدينةِ.
2725 - عثمانُ بنُ مُحمَّدِ بنِ رَبيعةَ بنِ أبِي عبدِ الرَّحمنِ المدنيُّ
(3)
.
في "الميزان"
(4)
، و"لسانه"
(5)
.
قالَ عبدُ الحقِّ في "أحكامه"
(6)
: الغالبُ على حديثِهِ الوهمُ. وساقَ صاحبُ "التمهيد"
(7)
من طريقِ الحسنِ بنِ سُليمانَ قُبَيْطَة، ثنا عثمانُ بنُ محمَّدٍ، نا الدَّرَاوَرْدِيُّ، [عن عمروِ بنِ يحيى، عن أبِيهِ، عن أبِي سعيدٍ رضي الله عنه "أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عن البتيراءِ أن يصلِّيَ الرَّجلُ الواحدةَ، يوتِر بها". قالَ ابنُ القطانِ
(8)
: هَذا حديثٌ شاذٌّ، لا يُعرَّجُ على رواتِهِ، وبَقِيَّةُ كلامِ ابنِ القطَّانِ: ما لم تُعرفْ عدالتُهُم، وليسَ دونَ الدَّرَاوَرْدِيَّ]
(9)
مَن يُغمضُ عنهُ.
(1)
"تاريخ الطبري" 6/ 189، و"الكامل في التاريخ" 5/ 205.
(2)
في الأصل: ولاه أبو جعفر المنصور، و التصويب من "تاريخ الطبري" 6/ 189، و"الكامل في التاريخ" 5/ 205.
(3)
"الكشف الحثيث" 181، و"تنزيه الشريعة" 1/ 84.
(4)
"ميزان الاعتدال" 3/ 53.
(5)
"لسان الميزان" 5/ 408.
(6)
"الأحكام الوسطى" 2/ 50.
(7)
"التمهيد" لابن عبد البر، 13/ 254.
(8)
"بيان الوهم والإيهام" 3/ 154.
(9)
ما بين المعكوفتين سقط في الأصل، والمثبت من "لسان الميزان".
قالَ شيخُنا
(1)
: يريدُ بِذلكَ عثمانَ وحدَهُ، وإلا فباقِي الإسنادِ ثقاتٌ، مع احتِمالِ أنْ يخفَى على ابنِ القطانِ حالُ بعضِهُم.
وساق الدارقطني في "غرائب مالكٍ" عن قُبَيْطَة أيضًا، ثنا محمَّدُ بنُ عُثمانَ بنِ ربيعةَ بنِ أبي عبدِ الرَّحمنِ، ثنا مالكٌ، وذَكرَ حَدِيثًا، وقالَ: تفرَّدَ بهِ قُبَيْطَةُ، وهو عندِي منكرُ بِهذا الإسنادِ، ومحمَّدُ بنُ عُثمانَ ضعيفٌ، ثُمَّ أخرجَهُ أيضًا مِن طَريقِ قُبَيْطَة ثنا عثمانُ بنُ محمَّدِ بنِ عُثمانَ بنِ رَبِيعةَ، ثنا مالكٌ بهِ.
وأخرجَ الخطيبُ في "الرُّواةِ عن مالكٍ" في ترجمةِ عُثمانَ بنِ محمَّدٍ هذا الحديثَ مِن طريقِ قُبَيْطَةَ، ثُمَّ قالَ: رواهُ أبُو بكرٍ النَّيسابوريُّ. يعنِي: شيخَ الدَّارقطنيِّ، وراويهِ عَن قُبَيْطَةَ، فذكرهُ بالسَّندِ الأوَّلِ، ثُمَّ قالَ: قِيلَ الصَّوابُ -يعنِي:- محمَّدَ بنَ عُثمانَ، لا عثمانَ بنَ محمَّدِ بنِ عُثمانَ، ثُمَّ ساقهُ بسندِهِ إلى أبِي بكرٍ في ترجمةِ محمَّدِ بنِ عُثمانَ.
قالَ شيخنا: ولا يُستبعدُ أن يكونَا
(2)
معًا حدَّثَا بهِ عن مالكٍ.
2726 - عثمانُ بنُ مُحمَّدِ بنِ أبِي سُفيانَ صخرِ بنِ حربِ بنِ أُميَّةَ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ منافٍ الأمويُّ
(3)
.
عامِلُ يزيدَ بنِ مُعاويةَ على المدِينةِ، ووالدُ محمَّدٍ، أخرجَهُ أهلُ المدينَةِ في سنةِ
(1)
"اللسان" 5/ 408.
(2)
في الأصل: يكون.
(3)
"تاريخ الطبري" 7/ 5، و"الكامل" لابن الأثير 4/ 112، و"تاريخ دمشق" 40/ 22.
ثلاثٍ وستِّينَ حِينَ اجتمَعُوا على إِخراجِ بنِي أميَّةَ عَنها، وحذَّرهُم عثمانُ عاقبةَ ذلكَ، فأبَوا وشتَمُوهُ، وشتمُوا يزيدَ وخلعُوهُ، وأتى عثمانُ ابنَ عمرَ يستشيرُهُ في ضمِّ عيالِهِ، فقال: لستُ مِن أمرِكم وأمرِ هؤلاء في شيءٍ، فرجعَ وهوَ يقولُ: قبَّحَ اللهُ هذا أمرًا، وهذَا دِينًا
(1)
، وندِمَ ابنُ عمرَ على قولهِ لعثمانَ، وقال: لو وجدتُ سَبيلًا إلى نصرِ هؤلاءِ لفعلتُ، فقد ظُلِمُوا وبُغي عليهِم، وقال له ابنهُ سالمٌ: لو كلمتَ هؤلاءِ القومَ، فقال: يا بنيَّ إنَّهُم لا ينزعُون عما هُم فيه، وهُم بعينِ الله، إنْ أرادَ أنْ يُغيِّرَ غَيَّر.
وأتَى عثمانُ عليَّ بنَ الحسينِ ليضمَّ أهلهُ وثقلَه، ففعلَ، ووجَّههم وامرأتَهُ أمَّ أبانَ بنِ عثمانَ إلى الطائفِ ومعها ابناهُ عبدُ الله ومحمَّدٌ، فعرضَ لهم حريثٌ رقَّاصةُ، وهو مولى لبنِي بهزٍ مِن سليمٍ، وكان بعضُ عمَّالِ المدينة قَطع رجلَهُ، فكان إذا مشَى كأنه يرقُصُ، بحيثُ لُقِّبَ رقاصَّة في قصةٍ طويلةٍ بحيثُ كان ذلك السَّببَ في وقعةِ الحرَّةِ.
2727 - عثمانُ بنُ محمَّدِ بنِ عبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ، أبو قُدامةَ
(2)
العَدَويُّ
(3)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: عائشةَ ابنةِ سعدٍ، وعنه: خالدُ بنُ مَخْلَد القَطَوانيُّ،
(1)
"الأغاني" 1/ 29 وقعة الحرة. وقد تحرفت في الأصل إلى: دينار.
(2)
في الأصل: أبو قلابة، وهو تحريف، والمثبت من مصادر الترجمة.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 250، و"الجرح والتعديل" 6/ 165.
وهشامُ بنُ عُبيدِ اللهِ الرَازيُّ، وإسماعيلُ بنُ أبِي أُوَيْسٍ، وثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(1)
.
2728 - عُثمانُ بنُ محمَّدِ بنِ عثمانَ، فخرُ الدِّينِ الدَّاوديُّ، الحمويُّ الأصلِ، المصريُّ، الحنفيُّ الصُّوفيُّ.
نزيلُ الحرمِ المدنيِّ، والفرَّاشُ بهِ. سَمِعَ في سنةِ سبعٍ وسِتِّينَ وسبعِ مئةٍ على البدرِ ابنِ فرحونٍ، ووصفَهُ الكاتبُ بالشَّيخِ الصَّالحِ، أعزَّهُ اللهُ تعالى.
2729 - عثمانُ بنُ محمَّدِ بنِ عمروِ بنِ حزمٍ الأنصاريُّ، الخزرجيُّ، النَّجاريُّ، المدنيُّ.
أخو أبِي بكرٍ الفقيهِ الماضِي.
2730 - عُثمانُ بنُ مظعونِ بنِ حبيبِ بنِ وهبِ بنِ حذافةَ بنِ جمحَ، أبو السَّائبِ القُرشيُّ، الجمحيُّ
(2)
.
صحابيٌّ، أسلمَ قَديما بعدَ ثلاثةَ عشرَ نفسًا، وهاجرَ الهجرتينِ، وشهِدَ بَدرًا، وماتَ بعدَ رجوعِهِ مِنها آخرَ سنةِ اثنتينِ منَ الِهجرةِ، وكانَ أوَّلَ مَنْ مَاتَ بالمدينةِ من المهاجِرينَ بعدَ رُجوعِهِم من بدرٍ، وقبرُهُ بالبَقِيعِ، وهو أوَّلُ مَن دُفنَ بهِ، كما أسلفتُهُ في إبراهيمَ ابنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
، وأعلمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قبرَهُ بحجرٍ، وكانَ يزُورُهُ، وكانَ مِن أشدِّ النَّاسِ اجتهادًا في العبادَةِ، وهو مِمَّن حرَّمَ الخمرَ على نفسِهِ في
(1)
"الثقات" 7/ 198.
(2)
"جمهرة أنساب العرب" لابن حزم الأندلسي 161، و"الإصابة" / 464.
(3)
"التحفة" 1/ 176.
الجاهِليَّةِ، وقال: لا أشربُ شرابًا يُذهبُ عقِلي، ويضحكُ بي مَنْ هُو أدنَى مِنِّي.
وروَى عنه: ابنُ عباسٍ حديثَهُ
(1)
في وقتِ نزولِ قولِهِ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}
(2)
. قالَ عثمانُ: فذلكَ حِينَ استقرَّ الإيمانُ في قلبِي، وأحببتُ محمَّدًا، وقبَّلَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو ميِّتٌ
(3)
، ورَثَتْهُ زوجتُهُ أمُّ السَّائبِ بأبياتٍ منها:
يا عينُ جُودِي بدمع غيرِ ممنونِ
…
على رَزِيَّةِ عثمانَ بنِ مظعونِ
(4)
وفي "البخاري"
(5)
أنَّ أمَّ العلاءِ الأنصاريةَ قالت: أُرِيْتُ لعثمانَ في المنامِ عينًا تَجرِي، فجئتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم فذكرتُ لهُ ذلكَ فقالَ:"هوَ عملهُ".
2731 - عثمانُ بنُ المعذورِ المغربيُّ، التِّلِمْسَانيُّ.
رجلٌ كثيرُ الشَّرِّ، له ذكرٌ في أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ أبِي بكرِ بنِ مرزوقٍ، وأنَّهُ كانَ يبالِغ في أذيَّتِهِ، ولم يلبثْ أن مرِضَ شَديدًا، وماتَ في سنةِ تِسعٍ وثلاثِينَ وسبعِ مئةٍ
(6)
.
-
عثمانُ بنُ مَوْهَبٍ.
(1)
أخرجه أحمد في "مسنده" 5/ 87، وقال ابن كثير في "تفسيره" 4/ 516: إسناده جيد متصل حسن.
(2)
سورة النحل، آية:90.
(3)
أخرجه ابن ماجه، كتاب الجنائز، باب: تقبيل الميت (1456).
(4)
"أسد الغابة" 3/ 600، و"حلية الأولياء" 1/ 106.
(5)
كتاب: التعبير، باب: العين الجارية في المنام (7018).
(6)
"نصيحة المشاور" ص 78.
في: ابنِ عبدِ اللهِ بنِ مَوْهَبٍ. (2706)
-
عثمانُ بنُ نِسْطَاس.
هو عُثَيمٌ. (2743)
2732 - عثمانُ بنُ النُّعمانِ بنِ عَجْلَانَ الزُّرَقيُّ، الأنصاريُّ
(1)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبانَ بنِ عثمانَ، وعنه: ابنُ إسحاقَ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(2)
.
2733 - عثمانُ بنُ نَهيكٍ
(3)
.
أصيبَ في محاربةِ [الرَّاوندِيَّةِ]
(4)
في سنةِ إحدَى وأربَعينَ ومئةٍ، وكانَ أميرَ الحرمينِ، فاستعمَلَ المنصورُ مكانَهُ عليهِما أخاهُ عِيسَى، ودُفنَ بالهاشميَّةِ
(5)
.
2734 - عثمانُ بنُ واقدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ زيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ العُمَريُّ
(6)
.
مِن أهلِ المدينةِ، ثُمَّ البصريُّ، المدَنيُّ الأصلِ. يروِي عن: أبِيهِ، وعمِّهِ أبي بكرٍ، وعن نافعِ بنِ جُبيرٍ، وسعيدِ بنِ أبِي سعيدٍ مولى المَهْريِّ، ونافعٍ مولى ابنِ
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 254.
(2)
"ثقاته" 7/ 190.
(3)
"تاريخ الطبري" 7/ 505، 506، و "البداية والنهاية" 10/ 482، 486.
(4)
ما بين معكوفتين ساقط من الأصل، وهو في "تاريخ الطبري" 7/ 506.
(5)
مدينةٌ بالكوفة بناها أبو العباس السفاح، وأتمَّ بناءها أبو جعفر المنصور، "معجم البلدان" 5/ 389.
(6)
"الجرح والتعديل" 6/ 173، و"ميزان الاعتدال" 3/ 3.
عُمرَ، وأهلِ المدينةِ، وعنه: وكيعٌ، وأبو مُعاويةَ، وشعيبُ بنُ حربٍ، وزيدُ بنُ الحُبابِ
(1)
. وثَّقَهُ ابنُ مَعينٍ
(2)
، وابنُ حِبَّانَ
(3)
، وقالَ الدَّارقطنيُّ
(4)
: كوفيٌّ، ليس بهِ بأسٌ، وكذا قالَ أحمدُ
(5)
: لا أرَى بهِ بَأسًا. وضعَّفهُ أبو دَاودَ لزيادتِهِ
(6)
: "من الرِّجالِ والنِّساءِ" في حديثِ: "مَنْ أتى الجُمعةَ فليغتسِلْ".
وذكرَهُ الزُّبيرُ في "أنساب القرشيين"، وأنشدَ لهُ شِعرًا، فلا عِبرةَ بعدَ هذَا بقولِ ابنِ حزمٍ
(7)
: إنه مجهولٌ، وذُكرَ في "التهذيب"
(8)
.
2735 - عثمانُ بنُ وَثّابٍ المدَنيُّ
(9)
.
يروي عن: سعيدِ بنِ المسيَّبِ، وعنه: ابنُ أبِي ذِئْبٍ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(10)
.
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: الحرب، والتصحيح من "تهذيب الكمال".
(2)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدُّوري 2/ 396، ورواية الدارمي (614).
(3)
"الثقات" 7/ 197.
(4)
"سؤالات البرقاني" للدَّارقطنِي (358).
(5)
"علل أحمد" 1/ 391.
(6)
هذه الزيادة أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 188.
(7)
"المحلى" 7/ 365.
(8)
"تهذيب الكمال" 19/ 504، و"تهذيب التهذيب" 5/ 520.
(9)
"التاريخ الكبير" 6/ 255، و"الجرح والتعديل" 6/ 171.
(10)
"الثقات" 7/ 191.
2736 - عثمانُ بنُ الوليدِ، [ويقال]: ابنُ أبِي الوليدِ المدَنيُّ، مولى الأخنسِيِّينَ
(1)
.
يروي عن: عُروةَ بنِ الزُّبيرِ، وعنه: هشامُ بنُ عُروةَ، ومحمَّدُ بنُ عمروِ بنِ علقَمةَ، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(2)
، ويروي عنه أيضًا: بُكَيْرُ ابنُ الأشجِّ، وموسى بنُ عُقبةَ. ذكرهُ ابنُ أبي حَاتمٍ
(3)
ولم يذكرْ فيهِ جَرحًا ولا تعديلًا.
وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
.
2737 - عثمانُ، أبو عمروٍ الزَّوَاويُّ.
الشَّيخُ الصَّالحُ. قالَ ابنُ صالحٍ: كانَ مِن عَربِ المغرِبِ، أهلِ السِّلاحِ والمحاربةِ، فتَابَ، وهاجرَ إلى الحرمينِ قبل العشرِ وسبعِ مئةٍ، وأظنُّهُ مع أبي عبدِ اللهِ القَصْريِّ، فحفِظَ القرآنَ في اللَّوحِ، و"النُّصح الحثيث بما صحَّ من الحديث" تأليفَ القَصْريِّ، بعدَ أن كتَبَهُ لهُ بخطِّهِ، وأَذَّنَ بإشارتِهِ، فكان يشبِهُ صورتَهُ ولغتَهُ، وتزوَّجَ بِمَكَّةَ، ورأَى أكابرَ منَ الصَّالحينَ في الحرمَينِ وغيرِهما، وعاشَ بعدَ شيخِهِ، وماتَ بِمَكَّةَ.
2738 - عثمانُ التَّكْرُورِيُّ، المالكيُّ.
كان مِمَّن صَحبهُ ابنُ فرحونٍ في الله. قال
(5)
: وهوَ منَ الأخيارِ الصَّالحينَ،
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 255، و"الكاشف" 2/ 14.
(2)
"الثقات" 7/ 193، وقال: عثمان بن أبي الوليد.
(3)
"الجرح والتعديل" 6/ 172.
(4)
"تهذيب الكمال" 19/ 506، و"تهذيب التهذيب" 5/ 520.
(5)
"نصيحة المشاور" ص 180.
المشتغلينَ بالعلمِ. خرجَ مِن المدينةِ في أثناءِ السَّنةِ يُريدُ القدسَ هو وجماعةٌ معهُ، فهلكُوا في الطَّرِيقِ عطشًا، وماتَ عن غيرِ عَقِبٍ.
2739 - عثمانُ الجَبَرْتيُّ، المدَنيُّ.
شافعيٌّ قرأَ القُرآنَ، وكانَ ينُوبُ عن رفِيقِهِ معروفٍ في إقراءِ الخُدَّامِ. ماتَ قبلَ الثمانينَ، وتركَ ابنَه عليًا، فكان يقرئُ الخُدَّامَ أيضًا، وماتَ تقريبًا سنة سبعٍ وتِسعينَ عن ولدينِ.
2740 - عُثمانُ العَجميُّ.
المعروفُ وشت خدا، كانَ كثيرَ الخشوعِ والبكاءِ والعبادةِ، مقِيمًا برباطِ الشِّيرازيِّ، ذكرَهُ ابنُ صالحٍ.
-
عثمانُ الغُماريُّ.
هو المجكسيُّ.
2741 - عثمانُ المجكسيُّ، الأندلسيُّ، الغماريُّ
(1)
.
قالَ ابنُ فرحونٍ
(2)
: إنَّهُ كان برباطِ مراغةَ، مِمَّن اشتغَلَ بطرفٍ منَ العِلمِ والحديثِ، ولازَمَ مجالسَ العالمينَ العامِلينَ، فانتفعَ بِهِم، وتجرَّدَ عنِ الدُّنيا، ولزِمَ طريقَةَ السَّلفِ الصَّالحِ، وجَدَّ في العبادةِ حتَّى لم يبقَ مِنهُ إلا العظمُ والجِلدُ، يحسبه
(1)
"الدرر الكامنة" 2/ 453.
الغماري: نسبة لبني غمارة، من البربر. "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" 1/ 128.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 135، 136.
مَن يراهُ أنه قامَ مِن مرضٍ، لصُفرةِ لونهِ وشدَّةِ ضَعفه، ولا يزال مكشوفَ الرَّأسِ، ذا شعرةٍ مسدولةٍ إلى شحمةِ أذُنيهِ، لا يحلقُ رأسَهُ إلا في الحجِّ اتِّباعًا للسَّلفِ، وكانت لهُ أحوالٌ ومكاشفاتٌ صحيحةٌ ظاهرةٌ. وممَّن صحِبهُ ولازمهُ ابنُ أخِي محمَّدُ بنُ محمَّدٍ، فكانَ يحكِي عنهُ أحوالًا جليلةً.
وكانَ خرُوجُه من الأندلسِ ماشيًا حتَّى وصلَ مكَّةَ، فأقامَ بِهَا سنينَ، وسكنَ فيها برباطِ ربيعٍ، وذكرَ أنَّه كانَ يَومًا ينزِفُ الماءَ مِن بئرِهِ، فثقلت بهِ الدَّلوُ، فوقعَ بالبئرِ، وهي مِن أطولِ آبارِ مكَّةَ، فنزلوا إليهِ، فوجدُوه سالمًا صحيحًا، ثمَّ ارتحلَ إلى المدِينَةِ فسكَنَ بالرِّباطِ المذكورِ، وكان بينَهُ وبينَ الشَّيخِ مُوسَى الغراويِّ شنآن وفتنٌ، لكونِ صاحبِ التَّرجمةِ كانَ قد اشتغَلَ بالعلمِ، وصحِبَ شيوخَ المغربِ أهلَ التربيةِ والدِّرايةِ، فكان ينكرُ عليهِ بعضَ أحوالهِ الخارجةِ عن قانونِ الشَّرعِ، بحيثُ يفضي إلى التَّهاجُرِ والشرِّ.
وحكى لي صاحبُ الترجمةِ أنَّ الأسدَ عرضَ له في طريقِهِ في ليلةٍ، وكانَ وحدَهُ، قال: فجلستُ بينَ يديه، فصارَ ساعةً يَصِيحُ ويضرب بذنبهِ، وساعة يَعلُو عليَّ بيديهِ، ثم يرجعُ عني، ويكفُّ يديه، كأنْ مِنْ غِلِّهَا، ولم يزل هذا دأبَهُ معي إلى أن تبلَّجَ الصبَّاحُ، فانصرفَ وتركَنِي.
وكانتْ له كراماتٌ وعجائبُ ومُغرِباتٌ، يكادُ يحكِي بعضَها إذا طابتْ نفسُهُ، وانشرحَ بجلِيسِهِ قلبُهُ، وقد جرَى لي معهُ ما أكَّدَ عندِي وِلايتَهُ.
ماتَ سنةَ أربعٍ وخمسينَ وسبعِ مئةٍ.
وذكرهُ ابنُ صالحٍ، فقال: عثمانُ المراغيُّ، غزَا في الجهادِ بالمغربِ، ورأَى بالمغربِ
علماءَ وصلحاءَ، ثمَّ سكنَ بالحرمينِ على قدمٍ مِنَ العِبادةِ والتِّلاوةِ، إلى أن ماتَ بِالمدينةِ، وكان قد وقَعَ في بئرٍ بِمَكَّةَ، وخرجَ مِنها سالمًا. وهو في "الدرر"
(1)
لشيخِنا.
2742 - عثمانُ ابنُ المريِّ.
وليَ المدينةَ للولِيد، كما سبقَ في: الحسنِ بنِ الحسنِ.
2743 - عُثَيْمٌ، واسَمه: عثمانُ بنُ نِسْطَاسَ الكِنديُّ
(2)
.
لكونه مولى لآلِ كثيرِ بنِ الصَّلتِ، الكنديِّ المدنيِّ، أخو عبيد.
يروي عن: سعيدِ بنِ المسيَّبِ، وعطاءِ بنِ يسارٍ، وسعيدٍ المقبريِّ، وعنه: الثَّوريُّ، والقَعنبيُّ، وسعيدُ بنُ مسلمِ بنِ بانكَ. وثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(3)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
.
2744 - عُثيمٌ.
خاطبَ بها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عثمانَ بنَ عفَّانَ
(5)
.
2745 - عَجْلَانُ بنُ نُعَيْرِ بنِ هبةَ بنِ جَمَّازِ بنِ منصورِ بنِ جَمَّازِ بنِ شِيْحَةَ بنِ هاشمٍ العلويُّ، الحسينيُّ، المنصوريُّ
(6)
.
(1)
" الدرر الكامنة" 2/ 453.
(2)
"الجرح والتعديل" 7/ 7، و"التاريخ الكبير" 7/ 78، و"الإكمال" 6/ 137.
(3)
"الثقات" 7/ 302.
(4)
"تهذيب الكمال" 19/ 514، و"تهذيب التهذيب" 5/ 524.
(5)
في حديثٍ أخرجه أحمد في "المسند" 6/ 250.
(6)
"إنباء الغمر" 8/ 182، و"الضوء اللامع" 5/ 145.
الماضي أخُوهُ ثابتٌ أميرُ المدينةِ، ووالدُ موزةَ، زوجِ الشَّريفِ حسنِ بنِ عَجْلانَ صاحبِ مكَّةَ، ولِذَا لما فُوِّضَ إليهِ أمرُ المدينةِ استدعَى بهِ إلى مَكَّةَ، وفوَّضَهَا إليهِ في آخرِ ربيعٍ الآخرِ سنةَ إِحدَى عشرةَ، وأمدَّهُ بِعسكرٍ معَ ولدِهِ السَّيدِ أحمدَ بنِ حسنٍ، وتوجَّهَ عجلانُ إليهَا بجندِهِ على طريقِ الشَّرقِ، فالتقَى العسكرانِ في النِّصفِ الثَّانِي من جُمادَى الأولى بعدَ خُروجِ جَمَّازِ بنِ هبةَ مِنهَا بأيَّامٍ
(1)
.
وكان مِن خبرِ جمازٍ أنَّهُ لمَّا بلغَهُ عزلُهُ عنِ المدِينَةِ، عمَدَ بعدَ أيَّامٍ قليلةٍ إلى المسجدِ النَّبويِّ وكسرَ القُبَّةَ، وهِي حاصلُ القُبَّةِ، وأخذَ ما فِيهَا من قناديلِ الذَّهبِ والفِضَّةِ، وهو فيما قِيلَ شيءٌ كثيرٌ معَ ثِيابٍ كثيرةٍ معدَّةٍ للأكفانِ، وغيرِ ذلكَ، ثُمَّ فرَّ قبلَ دخولِ المعسكرينَ بأيَّامٍ، وتبِعَهُ طائفةٌ مِنَ العسكرِ فلمْ يدرِكُوهُ، ودامَ مَعزُولًا حتَّى بَيَّتَهُ بعضُ الأعرابِ، وقتَلَهُ في جُمادَى الآخرةِ مِنَ التِي تَلِيهَا.
وكانَ وصلَ لِعجلانَ بأثرِ قدُومِهِ للمَدِينَةِ توقِيعٌ من صاحبِ مصرَ بإِمرَتِهَا بعدَ وفاةِ أخِيهِ ثابتٍ، بشرطِ رِضَى الشَّريفِ حسنِ بنِ عَجلانَ، ثُمَّ لمَّا وَصلَ الحجُّ الشَّامِيُّ للمدينةِ في العشرِ الأخيرِ مِن ذِي القِعدةِ سنةَ اثنتَيْ عشرَةَ، ثَمَّ زالتْ وِلايتُهُ لمحاربِةِ آلِ جمَّازِ بنِ هِبةَ لهُ وهجُومِهُم على المدينةِ، بِحيثُ اختفَى في زِيِّ النِّساءِ، فظفَرُوا بهِ في قلعتِهَا، وسلَّمُوهُ لأمِيرِ الحاجِّ الشَّامِي لمساعدَتِهِ لهم على حربِهِ، بإشَارةِ أميرِ الرَّكبِ المصريِّ بيسقَ، وحُمِلَ لهُ إلى مَكَّةَ فاحتفظَ بهِ، وكادَ أن ينهَزِمَ، ثُمَّ فطِنَ لهُ فاشتَدَّ احتفاظُهُ بهِ، ثُمَّ أطلِقَ باِشارَةِ صاحبِ مَكَّةَ، ثُمَّ أُعيدَ عجلانُ
(1)
"العقد الثمين" 4/ 105، 106، و"إتحاف الورى" 3/ 462 - 465، و"الشذرات" 7/ 187.
بعدَ عزلِ غُرَير، ودخلَهَا في ذِي الحجَّةِ سنةَ تسعَ عشرةَ، ثُمَّ عزلَ بغُرَيرٍ في سنةِ إحدَى وعِشرين، ثُمَّ أُعِيدَ بعدَ القبضِ على غُرَير أيضًا، ودامَ حتَّى عُزِلَ في آخرِ سنةِ تسعٍ وعشرينَ بخَشْرَم، وهجَمَ عجلانُ على المدِينَةِ، وقُبضَ عليهِ في سنةِ إِحدَى وعشرِينَ وثمانِ مئةٍ، فسُجِنَ ببرجٍ في القلعةِ، ثُمَّ أفرجَ عنهُ بمنامٍ رآهُ القاضِي عزُّ الدِّينِ عبدُ العزيزِ بنُ عليٍّ الحنبليُّ
(1)
، فلما قَصَّهُ على المؤيَّدِ
(2)
أمرَ بالإفراجِ عنهُ في ذِي الحِجَّةِ، وقُتلَ بعدَ ذلكَ في سنةِ اثنتينِ وثلاثِينَ وثمانِ مئةٍ.
ترجمَهُ شيخُنا
(3)
، وفي حوادثِ سنةَ اثنتينِ وعشرِين مِن "إنبائه"
(4)
أنَّه في رَبِيعٍ الأولِ مِنها قَدِمَ عجلانُ هذا مِن إمرةِ المدينةِ مَقبوضًا عليهِ. فيُحرَّرُ معَ ما قبلَهُ.
وقد نهبَ عَجلانُ هذَا المدينةَ في سنةِ تسعٍ وعشرينَ واستباحَهَا ثلاثةَ أيَّامٍ.
وفي سنةِ إِحدَى عشرةَ من "تاريخ المقريزي"
(5)
أنَّ حسنَ بنَ عجلانَ لما فُوِّضَ إليهِ أمرُ الحجازِ كلِّهِ استنابَ هذا، وصرفَ أخاهُ ثابتَ بنَ نُعيرٍ، فثارَ أخُوهُما جمازٌ، كما ذُكرَ فِيهِ.
(1)
عبدُ العزيزِ بنُ عليٍّ البغداديُّ الأصل، ثمَّ المقدسيُّ، عزُّ الدِّين، قاضي القضاةِ الحنبليُّ، ماتَ سنةَ 846 هـ. "إنباء الغمر" 9/ 194.
(2)
هو: شيخ بنُ عبدِ الله المحموديُّ ثم الظاهريُّ، السلطانُ الملكُ المؤيَّدُ. تقدم.
(3)
"إنباء الغمر" 8/ 182 وفيات سنة 832 هـ.
(4)
"إنباء الغمر" 7/ 344.
(5)
"السلوك" / 1/ 4/ 75.
2746 - عجلانُ، أبو محمَّدٍ المدنيُّ، مولىَ المُشْمَعِلِّ
(1)
.
ويُقالُ: مولَى حكيمٍ، ويقالُ: مولَى حِماسٍ، ذَكرَهُ مُسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعِي المدنيينَ، وقالَ: مَولى المُشمَعِلِّ. روى عن: أبِي هُريرةَ، وعنه: ابنُ أبِي ذئبٍ.
قالَ النَّسائيُّ: عجلانُ المشمَعلُّ ليسَ بهِ بأسٌ، وقالَ الدَّارقطنيُّ
(3)
: يُعتبرُ بِهِ، وذكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(4)
، وكنَّاهُ أبا مُحمَّدٍ.
وسُئِلَ ابنُ أبِي ذئبٍ: أهو أبُو محمَّدٍ؟ فقال: لا. قالَ أبو حاتمٍ
(5)
: إنَّ ابنَ أبِي ذِئبٍ لم يلقَ عجلانَ والدَ محمَّدٍ. يعنِي الآتي بعدَهُ، وهو في "التهذيب"
(6)
.
2747 - عَجْلانُ المدَنيُّ
(7)
.
عِدَادُهُ في أهلِهَا، وهو مولى فاطمةَ ابنةِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيعةَ القُرشيِّ، والدُ مُحمَّدٍ، ذكرَهُ مسلمٌ
(8)
في ثالثةِ تابعِي المدنيينَ، وقالَ: أبو محمَّدٍ، مولى فاطمةَ ابنةِ عُتبةَ.
(1)
"الطبقات الكبرى" 5/ 306، و "تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 397، و"التاريخ الكبير" 7/ 61.
(2)
"الطبقات" 1/ 257 (966).
(3)
"سؤالات البرقاني" الدارقطني،. (402).
(4)
"الثقات" 5/ 278.
(5)
"الجرح والتعديل" 7/ 18.
(6)
"تهذيب الكمال" 19/ 517، و"تهذيب التهذيب" 5/ 525.
(7)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 397، و"التاريخ الكبير" 7/ 61، و"الجرح والتعديل" 7/ 18، وتسمية من أخرج لهم البخاري 1/ 202.
(8)
"الطبقات" 1/ 253 (917).
يروي عن: مولاتِهِ، وزيدِ بنِ ثابتٍ، وأبي هُريرةَ، وعنه: ابنُهُ محمَّدٌ، وبُكَيْرُ ابنُ الأَشجِّ.
قالَ النَّسائيُّ: لا بأسَ بهِ، ووثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(1)
، وقالَ أبو داودَ: لم يروِ عنهُ غيرُ ابنهِ انتهى. وقد روى عنه: معَ ابنِهِ وبكيرٍ، إسماعيلُ بنُ أبِي حَبِيبةَ إن كانَ محفوظًا، وذُكرَ في "التهذيب"
(2)
.
2748 - العِجْلُ بنُ عَجْلانَ بنِ نُعَيرٍ، الحسينيُّ
(3)
.
الماضِي أبوهُ قَرِيبًا. تَنازعَ بعدَ قتلِ مانعِ بنِ عليٍّ في إِمرةِ المدينةِ، هو وعليُّ بنُ مانعٍ في سنةِ تسعٍ وثلاثِينَ وثمانِ مئةٍ، ولم تحصل لواحدٍ مِنهما، بل استقرَّ بعدَهُ ابنُهُ الآخرُ أُمْيَانُ
(4)
.
2749 - عَجَميُّ بنُ طُفَيلِ بنِ مَنصورٍ
(5)
.
استخْلفَهُ أبوهُ على المدينةِ حينَ توَّجَّهَ لمِصرَ في سنةِ ستٍّ وثلاثينَ وسبعِ مئةٍ.
2750 - عَدِيُّ بنُ أبَيِّ بنِ كعبٍ، أبو معاذٍ.
يروي عن: أبيهِ، وعنه: أهلُ المدينةِ، قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(6)
.
(1)
"الثقات" 5/ 277.
(2)
"تهذيب الكمال" 19/ 516، و"تهذيب التهذيب" 5/ 525.
(3)
"الضوء اللامع" 5/ 145.
(4)
"نزهة النفوس" 3/ 348، و "السلوك" / 2/ 3/ 1157.
(5)
"تاريخ أمراء المدينة المنورة" ص 279.
(6)
"الثقات" 5/ 269.
2751 - عَدِيُّ بنُ دِينارٍ المدَنيُّ، مولى أمِّ قيسِ ابنةِ مِحْصَنٍ
(1)
.
ذكرَهُ مُسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعِي المدنيين. روى عنهَا، [وعن]
(3)
أبِي سُفيانَ بنِ محِصنٍ. وعنه: أبو المِقدامِ ثابتُ بنُ هُرْمُزَ الحَدَّادُ، وصالحٌ مولى التَّوأَمَةِ.
قالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ، وذكرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(4)
، وهوَ في "التهذيب"
(5)
.
2752 - عِراكُ بنُ مالك الغِفَاريُّ، الكِنانيُّ، المدَنيُّ
(6)
.
عِدادُهُ في أهلِهَا. ذكرهُ مُسلمٌ
(7)
في ثالثةِ تابعِي المدنيين.
وقالَ العِجليُّ
(8)
: شاميٌّ ثقةٌ، وقالَ غيرُه: الفقيهُ الصَّالِحُ، مِن جِلَّةِ التَّابِعينَ.
يروي عن: أبي هُريرةَ، وعائشةَ، وابنِ عمرَ، وزينبَ ابنةِ أبِي سلمةَ، وعنه: ابنُهُ خثيمٌ، وبُكَيْرُ ابنُ الأشجِّ، ويزيدُ بنُ أبِي حبيبٍ، ويحيى بنُ سعيد الأنصاريُّ، والزُّهريُّ، وجعفرُ بنُ رَبيعةَ، وآخرونَ.
(1)
"التاريخ الكبير" 7/ 44، و"بيان الوهم والإيهام" 5/ 381.
(2)
"الطبقات" 1/ 255 (953).
(3)
ما بين معقوفتين من "تهذيب الكمال".
(4)
"الثقات" 5/ 270.
(5)
"تهذيب الكمال" 19/ 531، و"تهذيب التهذيب" 5/ 530.
(6)
"طبقات خليفة": 257، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 619، 668، و"تاريخ أبي زرعة الدمشقي"420.
(7)
"الطبقات" 1/ 244 (811).
(8)
"معرفة الثقات" 2/ 133.
وثَّقهُ أبو زُرعةَ، وأبو حاتمٍ
(1)
، والعِجليُّ، وقالَ: شاميٌّ تابعيٌّ من خِيارِ التابعين، وقالَ عبدُ العزيزِ بنُ عمرِ بنِ عبدِ العزيزِ: ما كانَ أبِي يَعْدِلُ بهِ أَحدًا، وفي لفظٍ عن عُمرَ: ما أعلمُ أحدًا أكثرَ صلاةً مِنهُ، وقالَ أبو الغُصْنِ: رأيتُهُ يَصومُ الدَّهرَ.
وعن المنذرِ بنِ عبدِ اللهِ: إنَّهُ كانَ مِن أشدِّ أصحابِ عُمرَ بنِ عبدِ العزيزِ على بنِي مَروانَ في انتزَاعِ ما حَازُوا مَنَ الفَيءِ والمظالِم مِن أيدِيهِم، فلمَّا وَلِيَ يزيدُ بنُ عبدِ الملكِ وَلَّى عبدَ الوَاحِدِ النَّصريَّ على المدينةِ، فَقَرَّبَ عِراكًا، وقالَ: صاحبُ الرَّجلِ الصَّالحِ، وكانَ يجلسُ معهُ على سرِيرِهِ، فبَينَما هو يومًا معهُ إذْ أتاهُ كتابُ يزيدَ أنِ ابعثْ مع عراكٍ حَرَسِيًّا حتَّى يُنزِلَهُ دَهْلَك
(2)
، وخذْ مِن عِراكٍ حمولتَهُ، فقال عبدُ الواحدِ لحرسيٍّ: خذْ بيدِ عراكٍ، فابتعْ مِن مالهِ راحلةً، ثمَّ توجَّهْ إلى دهلكَ حتَّى تُقرَّهُ بها، ففَعلَ الحَرَسِيُّ ذلك، وما تركهُ يصلُ إلى أمِّهِ.
قالَ: وكانَ أبو بكرِ بنُ حزمٍ قد نفى الأحوصَ الشَّاعرَ إلى دهلكَ، فلمَّا وَلِيَ يزيدُ بنُ عبدِ الملكِ، أرسلَ إلى الأحوصِ فأقدَمهُ عليهِ، فمَدَحَهُ الأحوصُ، فأكرمَهُ.
وعن عَقيلِ بنِ خالدٍ: كنتُ بالمدينةِ في الحَرَسِ، فلمَّا صلَّيتُ العصرَ إذَا برجلٍ يتَخطَّى النَّاسَ، حتَّى دنا من عِراكٍ فلطَمَهُ حتَّى وَقعَ، وكان شَيخًا كَبيرًا، ثُمَّ جرَّ رجله، ثمَّ انطلق حتَّى حصَلَ في مركبٍ في البحرِ إلى دَهْلَك، فكانَ أهلُهَا يقولُونَ: جزَى الله عنَّا يزيدَ خيرًا، أخرجَ إلينَا رجلًا علَّمَنا اللهُ الخيرَ على يَديهِ.
(1)
"الجرح والتعديل" 7/ 38.
(2)
دَهْلَك: جزيرة بين بلاد اليمن والحبشة. "معجم البلدان" 2/ 492.
قالَ ابنُ سعدٍ
(1)
وغيرُهُ: ماتَ بالمدينةِ في خلافةِ يزيدَ بنِ عبدِ الملكِ.
قالَ شيخُنا
(2)
: ولم أرَ مَن صرَّحَ بأنَّهُ ماتَ بِالمدينةِ
غيرَ
(3)
ابنِ سعدٍ، بل كلُّهُم قالُوا: ماتَ في زمنِ يزيدَ بنِ عبدِ الملكِ. انتهى.
وعن بعضِهم: أنَّهُ كان يُحرِّضُ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ على انتِزَاعِ ما بِأيدِي بنِي أُميَّةَ من المظالِم، فوَجَدُوا عليهِ، فلمَّا استُخلِفَ يزيدُ بنُ عبدِ الملكِ نفاهُ إلى دهلك، فلمْ يطُل مقامَهُ بها، وانتقلَ إلى الله تعالى في أيام يزيدَ، وهو في "التهذيب"
(4)
.
2753 - العِرْبَاضُ بنُ ساريةَ، أبو نَجِيحٍ، وقيل: أبو الحارثِ الفَزَاريُّ، السُّلَميُّ
(5)
.
أحدُ أصحابِ الصُّفَّةِ بالمسجدِ النَّبويِّ
(6)
، من الصَّحابةِ، والبكَّائِينَ الذِينَ نزَل فِيهِم:{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} . الآية
(7)
.
سكنَ حِمصَ، وروَى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبِي عُبيدَةَ، وعنه: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ،
(1)
"الطبقات الكبرى" 5/ 253.
(2)
"تهذيب التهذيب" 5/ 537.
(3)
تحرَّفت في الأصل إلى: "عن"، والصحيح المثبت.
(4)
"تهذيب الكمال" 19/ 545.
(5)
"طبقات ابن سعد" 4/ 276، و"تاريخ دمشق" 40/ 184، و"سير أعلام النبلاء" 3/ 422.
(6)
"رجحان الكفة"270.
(7)
سورة التوبة الآية 92.
وأبو رُهْمٍ السَّمَاعيُّ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عمروٍ السُّلَميُّ، ويحيَى بنُ أبِي المُطاعِ، وخالدُ بنُ مَعدانَ، والمهاصرُ
(1)
بنُ حبيبٍ، وحُجْرُ بنُ حُجْرٍ، وحبيبُ بنُ عبيدٍ، وآخرونَ.
قال: لولَا أن يُقالَ: فعلَ أبو نجيحٍ -يعني نفسه- لأَلحقتُ مالِي سُبُلَهُ، ثُمَّ لحقتُ واديًا من أوديةِ لبنانَ، فعبدتُ اللهَ حتَّى أموتُ.
وكانَ يدعُو: اللَّهُمَّ كَبِرتْ سِنِّي، ووهَنَ عَظمِي، فاقبِضنِي إليكَ، فبينَا هوَ بِمسجدِ دِمشقَ يصلَّي ويدعُو بِذلكَ، إذا هوَ بفتىً شابٍّ مِن أجملِ النَّاسِ، وعليهِ دُوَّاج
(2)
أخضرُ، فقالَ: ما هَذَا الذِي تَدعُو بهِ؟ فقُلتُ لهُ: فكيفَ أدعُو يا ابنَ أخِي؟ فقالَ: قُلْ اللَّهمَّ حسِّنِ العَملَ، وبلِّغِ الأجلَ، فقُلتُ لهُ: فمنْ أنتَ يرحمُكَ اللهُ؟ فقالَ: أنا رتيابيل الذِي يُسِلي الحزَنَ مِن صُدورِ المؤمنينَ، ثُمَّ الْتفَتُّ فلمْ أرَ أحدًا
(3)
.
ماتَ سنةَ خمسٍ وسَبعين، وهو في "التهذيب"
(4)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(5)
، وغيرِهِما مُطوَّلٌ.
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: المهاجر، والتصحيح من مصادر الترجمة.
(2)
الدُّوَّاج: ضربٌ من الثياب. "لسان العرب": دوج.
(3)
أخرج هذه القصة ابن أبي الدنيا في كتاب "الهواتف". ص 97، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 40/ 181، وفي سنده خالد بن خداش صدوق يخطئ، كما في "التقريب" 187 (1623) وعروة بن رويم وهو صدوق يرسل كثيرا، كما في "التقريب" ص 389 (4560).
(4)
"تهذيب الكمال" 19/ 549، و"تهذيب التهذيب" 5/ 538.
(5)
"الإصابة" 2/ 473.
2754 - عروةُ بنُ أُذَيْنةَ
(1)
.
قالَ: خرجتُ مع جدَّةٍ لي، علَيهَا مشيٌ إلى بيتِ اللهِ، حتَّى إذا كانتْ بِبعضِ الطَّرِيقِ عجزتْ، فسألتُ ابنَ عُمرَ، فقال:"مُرْها فلتركبْ".
روى عنه: مالكٌ. وحديثُهُ في "الموطأ"
(2)
، و"مسند الشافعي"
(3)
.
وهو رجلٌ مشهورٌ مِن أهلِ المدينةِ، له شِعرٌ حسنٌ. وأُذَيْنةُ لقبٌ، واسمُهُ: يحيى بنُ مالكِ بنِ أبِي سعيدِ بنِ الحارثِ بنِ عمروٍ الليثيُّ ثُمَّ اليعمريُّ الشاعرُ.
ذكرهُ البُخاريُّ
(4)
، فقال: مدنيٌّ، روى عنه: مالكٌ، وعبيدُ اللهِ بنُ عُمرَ. انتهى. وذكرهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(5)
.
2755 - عُروةُ بنُ الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلدِ بنِ أَسدٍ، الإمامُ الفقيهُ، أبو عبدِ اللهِ القُرشيُّ، الأسديُّ، المدنيُّ
(6)
.
مِن أهلِهَا، وشقيقُ عبدِ اللهِ، أمُّهُما أسماءُ ابنةُ أبِي بكرٍ. ذكرهُ مُسلمٌ
(7)
في ثالثةِ
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 396، و"تاريخ دمشق" 40/ 192، و"ميزان الاعتدال" 3/ 63.
(2)
"موطأ مالك"، باب ما جاء فيمن نذر مشيًا إلى بيت الله فعجز 1/ 308.
(3)
"مسند الشافعي"، كتاب اختلاف مالك والشافعي رضي الله عنهما 2/ 137.
(4)
"التاريخ الكبير" 7/ 33.
(5)
لم أعثر عليه في "الثقات"، وذكره ابن معين في "التاريخ" 2/ 399 برواية الدوري.
(6)
"طبقات ابن سعد" 5/ 179، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 551، و"تاريخ مدينة دمشق" 40/ 237.
(7)
"الطبقات" 1/ 236 (705).
تابعِي المدنيين. روى عن: أبيهِ، وعليٍّ، وسعيدِ بنِ زيدٍ، وأسامةَ بنِ زيدٍ، وزيدِ بنِ ثابتٍ، وحكيمِ بنِ حزامٍ، وعائشةَ، وأبي هُريرةَ، وابنِ عُمرَ، وابنِ عبَّاسٍ، وطائفةٍ.
وهو أوَّلُ مَن صنَّفَ "المغازي"، وكان فَقِيهًا حافظًا، عالمًا بالسِّيرةِ ثبتًا.
خرَّج له السِّتةُ. وذُكر في "التهذيب"
(1)
وغيرِهِ.
روَى عنه: بنوهُ، هشامٌ، وهو أجَلُّهُم، ويحيى، وعثمانُ، وعبدُ اللهِ، ومُحمَّدٌ، وابنُ أخِيهِ مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ، وحفِيدُهُ عمرُ بنُ عبدِ اللهِ، وأبو الأسودِ يتِيمهُ، وابنُ المُنْكَدِرِ، والزُّهريُّ، وصالحُ بنُ كَيْسَانَ، وأبو الزِّنادِ، وصَفوانُ بنُ سُلَيْمٍ، وخلقٌ.
واختلفَ في مَولدهِ، فقِيلَ: سنةَ تسعٍ وعشرينَ، ويُقوِّيهِ قولُه: أذكرُ أنَّ أبي كانَ يُنَقِّزُني ويقولُ
(2)
:
مُباركٌ مِنْ وَلدِ الصِّدِّيقِ
…
أبيضُ مِن آلِ أبي عَتيقِ
أَلَذُّه كما أَلَذُّ رِيقي
وقيل: سنةَ ثلاثٍ وعِشرينَ، ويؤيِّدُهُ قولُهُ أيضًا: وقفتُ وأنا غلامٌ وقد حصرُوا عثمانَ. وقالَ ابنُ مَعينٍ: إنَّهُ كانَ يومَ الجملِ ابنَ ثلاثَ عشرةَ سنةً، بِحيثُ استصغِرَ ورُدَّ. وهو أحدُ فُقهاءِ المدينةِ، والبحرُ الذِي لا يُكدِّرُهُ الدِّلاءُ.
قالَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ: ما أعلمُ أعلمَ مِنهُ، وما أعلمُهُ يعلمُ شيئًا أجهلُهُ.
وكذا كانَ يقولُ: لقد رأيتُنِي قبلَ موتِ عائشةَ بأربعِ حججٍ وأنا أقولُ:
(1)
"تهذيب الكمال" 20/ 11، و"تهذيب التهذيب" 5/ 545.
(2)
"التاريخ الأوسط" 1/ 174.
لو ماتتِ اليومَ ما ندمتُ على حديثٍ عندها، لأنِّي وَعَيْتُهُ، قالَ: ولقد كانَ يبلغُنِي عن الرَّجلِ من المهاجِرينَ الحديثُ فآتِيهِ، فأجدُهُ قائلًا، فأجلسُ على بابِهِ حتَّى يخرجَ.
وكانَ يقرأُ ربعَ القرآنِ كلَّ يومٍ في المصحفِ نظرًا، ويقومُ بهِ اللَّيلَ، لم يتركْ ذلك إلَّا ليلةَ قُطعتْ رِجلهُ، وكانتْ وقعتْ فِيها الأَكَلةُ فنشرَهَا، وسببُ ذلكَ أنَّهُ خرجَ إلى الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ، فلمَّا كانَ بوادِي القُرى وجدَ بِرجلِهِ شيئًا، فظهرتْ بهِ قُرحةٌ، وترقَّى بهِ الوجعُ، فلمَّا قدِمَ على الولِيدِ قال له: اقطعْها، قال: دونَكَ، فدعَا له الطَّبيبَ، فقال له: اشرَبِ المُرْقِد
(1)
فأبى، فقِيلَ: فإذا دَخَلَ في الصَّلاةِ يَشتدُّ خُشوعُهُ فافعَلُوا، فما تضوَّرَ وجهُه
(2)
، وقالَ الوليدُ: ما رأيتُ شيخًا قطُّ أصبرَ مِنه، ولمَّا رأى رِجلَهُ في الطَّستِ قال: الله أعلمُ أنِّي ما مشيتُ بِها إلى مَعصِيَّةٍ قطُّ، وأنا أعلمُ.
وكانَ أُصِيبَ في تلكَ السَّفرةِ بابنِهِ محمَّدٍ، رَكضتهُ بغلةٌ في اصطَبلِ دوابّ، فلم تُسمَع مِنهُ كلمةٌ في ذلك. نعمْ قالَ وهوَ بوادِي القُرى:{لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}
(3)
، اللَّهمَّ كانَ لي بنونَ سبعةٌ، فأخذتَ مِنهُم واحدًا وأبقيتَ ستَّةً، وكانَ لِي
(1)
في "الإفصاح في فقه اللغة" 1/ 541: المُرْقِد: شيء يشرب فينوم.
وهو في اصطلاحنا: المخدِّر، أو البَنج.
(2)
"شعب الإيمان" 7/ 198، و"تاريخ الإسلام" 6/ 427، وقال: ولهذه الحكاية طرق.
(3)
سورة الكهف، الآية 39.
أطرافٌ أربعةٌ، فأخذتَ طرفًا، وأبقيتَ ثلاثةً، فلئِن ابتلَيتَ فَلقد عَافيتَ، ولئنْ أخذتَ لقد أبقيتَ
(1)
. وكان يَسرُدُ الصَّومَ، وإذا كانَ أوانُ الرُّطبِ يثلمُ حائِطَهُ، ثُمَّ يأذن فيهِ للنَّاسِ، فيدخُلونَ فيأكُلونَ ويحمِلُون.
قالَ ابنُهُ هشامٌ: ما سمعتُ أحدًا مِن أهلِ الأهواءِ يذكرُهُ بِشرٍّ.
وقالَ غيرُه: إنَّه لم يدخلْ في شيءٍ مِن الفِتنِ، بل لما فرَغَ مِن بناءِ قصرِهِ بالعقِيقِ وحفرَ بئارهُ، دعا جماعةً وأطعمهُمْ، وقيل له: جفوتَ مسجدَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: إني رأيتُ مساجدَهُم لاهيةً، وأسواقَهم لاغيةً، والفاحشةَ في فِجاجِهم عاليةً، فكان فيما هنا عمَّا هم فيهِ عافيةٌ.
وكانَ معَ أخِيهِ بمَكَّةَ تسعَ سنين، فلما قُتلَ سارَ بِالأموالِ مِنها، فأودَعَهَا بالمدينةِ، ثُمَّ أسرعَ إلى عبدِ الملكِ، فقدِمَ عليهِ قبلَ وصولِ الخبرِ إليهِ، فأذِنَ له، فلمَّا رآه زالَ عن موضِعِهِ، وجَعلَ يسألُهُ: كيفَ أبو بكرٍ؟ يعني: أخَاه، فقال: قد قُتِل، فنَزَلَ عن سرِيرِهِ وسَجدَ، ثمَّ لما كتَبَ الحجَّاجُ إليهِ أنَّ أخاُه قد خرجَ والأموالُ عنده، كلَّمَهُ في ذلك، فقال: ما تَدَعُون الشَّخصَ حتَّى يأخذَ بسيفِهِ، فيمُوتَ كَريمًا، فلما سَمِعَ ذلك كتبَ إلى الحجَّاجِ أن أعرضْ عن ذلك. ماتَ وهو صائمٌ، وجعلُوا يقولُون له: أفطرْ فيأبى، لكونِهِ كان يسردُ الصَّومَ، في سنةِ ثلاثٍ، أو أربعٍ، أو خمسٍ، أو تسعٍ وتسعينَ، وقيل: سنةَ مئةٍ، وترجمتُهُ محتمِلةٌ للتطوِيلِ، وهو في "التهذيب"
(2)
وغيرِهِ.
(1)
"التعازي والمراثي" للمبرَّد، ص:55.
(2)
"تهذيب الكمال" 20/ 19، و"تهذيب التهذيب" 5/ 545.
2756 -
عروةُ بنُ عبدِ اللهِ
بنِ محمَّدِ بنِ يحيىَ بنِ عُروةَ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ
(1)
.
يروي عن: عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبِي الزِّنَادِ، وعنه: مُحمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ مرزوقٍ الباهليُّ.
قالَ العُقيليُّ
(2)
: مجهولٌ بالنَّقلِ، ولا يتابَعُ على حدِيثِهِ. ماتَ بالمدينةِ سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومئتينِ. وذكرهُ الذَّهبيُّ في "ميزانه"
(3)
، ولم يَسُق
(4)
نَسبَه في أصلِ التَّرجمةِ، بل قَال: عُروةُ بنُ عبدِ اللهِ لا يُعرفُ.
- عُروةُ بنُ عبدِ الله.
هو الذي قبلَهُ.
2757 - عُروةُ بنُ عبيدِ اللهِ بنِ كعبِ بنِ مالكٍ، السَّلميُّ، الأنصاريُّ
(5)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عنَ: الحجازيِّين، وعنه: أهلُ بلدِهِ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاتِهِ"
(6)
. وكتبهُ الهيثميُّ في ابنِ عبدِ الله، بالتَّكبِيرِ.
2758 - عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقفيُّ
(7)
.
والدُ هشامٍ، صحابيٌّ أسلمَ بعدَ وقعةِ الطَّائِفِ، وحسُنَ إسلامُهُ. وفدَ على النَّبِيِّ
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 398، و"المغني في الضعفاء" 2/ 432، و"لسان الميزان" 5/ 426.
(2)
"الضعفاء الكبير" 3/ 365.
(3)
"الميزان" 3/ 64.
(4)
في الأصل: يسبق، والصواب المثبت.
(5)
"التاريخ الكبير" 7/ 33، و"الجرح والتعديل" 6/ 397.
(6)
"الثقات" 7/ 287.
(7)
"أسد الغابة" 4/ 31.
-صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ، ثُمَّ عادَ إلى الطَّائِفِ، ودعَاهُم إلى الإسلامِ، فقتلُوهُ. وهو في أوَّلِ "الإصابة"
(1)
مطوَّلٌ.
-
عُروةُ بنُ يحيىَ بنِ مالكِ بنِ أبي سعيدِ بنِ الحارثِ بنِ عمروٍ الليثيُّ، ثُمَّ اليَعْمُريُّ، المدنيُّ، الشَّاعرُ.
في: ابنِ أُذينةَ قَريبًا (2755).
2759 - عزازٌ.
أحدُ الأشرافِ. كان يقِفُ على بابِ المقصور المُحيطةِ بالحُجرةِ النَّبويَّةِ، ويؤذِّنُ بأعلَى صوتِهِ، من غيرِ خوفٍ ولا فزعٍ، قائلًا: حيَّ على خيرِ العَملِ
(2)
، قاله ابن فرحونٍ في "مقدمة تاريخه"
(3)
.
2760 - عزيزُ الدَّولةِ.
في: العزيزيِّ
(4)
.
2761 - عسَّاف بنُ متروكٍ الزَّراقُ.
استنجدَ بهِ طُفَيلٌ أميرُ المدينةِ في سنةِ تسعٍ وعشرينَ وسبعِ مئةٍ.
(1)
"الإصابة" 2/ 477.
(2)
هذا القول بدأ العمل به في أيام الدولة العبيدية إلى أن قضى عليها السلطان صلاح الدين الأيوبي، وقام بإلغائه، وإعادة الأذان إلى السنة الصحيحة، وعاد مرة أخرى في الفترات التي كان يسيطر فيها الرافضة على الحكم.
(3)
"نصيحة المشاور"، ص 22.
(4)
في الكنى، وهو في القسم المفقود من الكتاب.
2762 - عسكرُ بنُ وُدَيِّ بنِ جَمَّازٍ.
الآتي أبوهُ، وكان أجلَّ منهُ في أوصافِهِ، مولدُهُ في سنةِ تسعٍ وتِسعين وستَّ مئةٍ، وماتَ في حياةِ أبيهِ بالمدينةِ سنةَ اثنتينِ وأربعينَ وسبعِ مئةٍ.
2763 - عصامٌ المزنيُّ
(1)
.
قالَ البخاريُّ
(2)
: لهُ صحبةٌ. ذكرهُ مُسلمٌ
(3)
في الطبقةِ الأولى من المدنِيِّينَ، وابنُ سعدٍ
(4)
في طبقة أهلِ الخَندقِ.
وروى الترمذيُّ
(5)
، عن ابنِ أبِي عُمرَ، عن ابنِ عُيينةَ، عن عبدِ الملكِ بنِ نوفلٍ، عن ابنِ عصامٍ المزنيِّ، عن أبيهِ، وكانت لهُ صُحبةٌ قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ جيشًا قال: "إذا رأيتُم مسجدًا، أو سمعتُم مؤذِّنًا، فلا تقتُلوا أحدًا". هكَذا أورَدَهُ مُختصَرًا. وأخرجَهُ سعيدُ بنُ مَنصورٍ في "سننه"
(6)
، وأبو داودَ عنهُ
(7)
.
وأخرجَهُ النَّسائيُّ في السِّيرِ مِن "سُننِهِ"
(8)
، عن سعيدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، والطبرانيُّ
(1)
"أسد الغابة" 4/ 36، و"تهذيب الكمال" 20/ 61، و"الإصابة" 2/ 480.
(2)
"التاريخ الكبير"، 7/ 70.
(3)
"الطبقات" 1/ 160 (180).
(4)
"الطبقات الكبرى" 2/ 149.
(5)
كتاب السير، باب 2 (1549)، وقال: هذا حديث حسن غريب.
(6)
"سنن سعيد بن منصور" 2/ 148 (2385)، باب: ما يؤمر به الجيوش إذا خرجوا.
(7)
كتاب الجهاد، باب: المكر في الحرب (2628)، وقال الحافظ ابن حجر عن ابن عصام: لا يعرف حاله، أي ابن صاحب الترجمة.
(8)
"السنن الكبرى" 8/ 122 (8787).
في "الكبير"
(1)
مِن طَريقِ أحمدَ بنِ حنبل، وحامدِ بنِ يحيَى البلخيِّ، ثلاثتُهم عنِ ابنِ عُيينةَ بِهذا السَّندِ مثلَهُ، بزيادةِ: "فبعثنَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في سريَّةِ، وأمرَنا بذلك، فخرجْنَا نَسيرُ بأرضِ تِهامة، فأدركْنَا رجلًا يسوقُ ظَعائِنَ، فعرضنَا عليهِ الإسلامَ، فقلتُ: أمسلمٌ أنت؟ قال: وما الإِسلامُ؟ فأخبرنَاهُ، فإذَا هوَ لا يعرِفُهُ، قال: فإنْ لم أفعلْ، فما أنتُم صَانعونَ؟ فقلنَا: نقتُلُكَ، قال: فهلْ أنتُم مُنتظِرون حتَّى أُدرِكَ الظَّعائن
(2)
؟ فقلنا: نعم؛ ونحنُ مُدرِكُوهم، قال: فخرجَ، فإذَا امرأةٌ في هودَجِهَا فقال: اسلَمِي حُبيش، قيلَ انقِطَاعِ العَيشِ، فقالتْ: أسلمُ عشرًا، وتسعًا تترا، ثُمَّ قالتْ:
أتذكرُ إذْ طالعتُكم فوجدتُكم
…
بحَليةَ
(3)
أو أدركتُكم بالخَوانقِ
(4)
ألم يكُ حقًّا أنْ يُنوَّلَ عاشقٌ
…
تكلَّف إدلاجَ السُّرى والودائقِ
فلا ذنبَ لي قد قلتُ إذ أهلُنا معا
…
أثيبي بودٍّ قبلَ إحدى الصَّفائقِ
أثيبي بودٍّ قبلَ أنْ يشحطَ النَّوى
…
وينأى الأميرُ بالحبيبِ المفارقِ
(1)
"المعجم الكبير" 17/ 177 (467).
(2)
في الأصل: الطعام، وهو تحريف، والتصويب من "الإصابة".
(3)
تحرفت في الأصل إلى: محلية.
(4)
تحرَّفت في الأصل إلى: الحوايق، والبيت الأخير فيه تحريف كبير.
حَليةُ: موضع بنواحي الطائف. "معجم البلدان" 2/ 297.
الخوانق: موضع عند طرف أجأ. قريب من حائل. "معجم البلدان" 2/ 399.
والودائق: جمعُ وَديقة، وهي شدة الحر. "القاموس": ودق.
الصفائق: الحوادث. "القاموس": صفق.
ثُمَّ أتانَا، فقالَ: شأنَكُم، فقربنَاهُ فضربْنَا عُنُقَه، فنزلتِ الأخرى مِن هودجِهَا، فحثت عليهِ حتَّى ماتَت. ذكرَه شيخُنا في "الإصابة"
(1)
دون العزوِ لمسلمٍ.
2764 - عِصْمَةُ بنُ محمَّدِ بنِ فَضَالةَ بنِ عُبيدٍ الأنصاريُّ، المدنيُّ
(2)
.
يروي عن: موسى بنِ عُقْبةَ
(3)
، وسهيلِ بنِ أبي صالحٍ، وهشامِ بنِ عُروةَ، ويحيى بنِ سعيدٍ الأنصاريِّ، وجماعةٍ، وعنه: شعيبُ بنُ سلمةَ الأنصاريُّ، ومحمَّدُ بنُ سعدٍ، وعبدُ اللهِ بنُ إبراهيمَ الغفاريُّ، والسَّريُّ بنُ عاصمٍ.
قالَ ابنُ مَعينٍ: كذابٌ، وقالَ العُقيليُّ في "الضعفاء"
(4)
: يحدِّثُ بالبواطِيلِ، يعني كحدِيثِهِ عن موسى بنِ عُقبةَ، عن كُرَيْبٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ رفعَهُ
(5)
: "كلوا التَّمرَ على الرِّيقِ، فإنه يقتُلُ الدُّودَ"، وهذا موضوعٌ.
وقالَ الدَّارقطنيُّ: متروكُ الحديثِ.
2765 - عطاءُ الله الشَّمسيُّ
(6)
، ويُدعى ناصرَ الدِّينِ نصرًا، وعطاءٌ اللهِ لقبُهُ.
مِمَّن سمِعَ على الجَمالِ المطريِّ، وكافورٍ الخُضَريِّ "تاريخ المدينة" لابنِ النَّجارِ في سنةِ ثلاثَ عشرةَ وسبعِ مئةٍ.
(1)
"الإصابة" 2/ 480.
(2)
"الميزان" 3/ 68، و"الكامل في الضعفاء" 5/ 372، و"تاريخ بغداد" 12/ 386.
(3)
في الأصل: موسى بن عقيل، والتصويب من مصادر ترجمته.
(4)
"الضعفاء الكبير" 3/ 240.
(5)
ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"(1392)، وقال: حديثٌ لا يصحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(6)
"الدرر الكامنة" 4/ 393.
قالَ ابنُ فرحونٍ
(1)
: استقرَّ في مَشيخةِ الخُدَّامِ بالمدينةِ بعدَ مختارٍ الأشرفيِّ
(2)
، وكانَ قبلَ ذلكَ مِن إخوانِ المجاوِرين وأحبابِهم، مؤَاخيًا للجمالِ المطريِّ لا يخرجُ عن رأيِهِ ولا مشورَتِهِ، وإنْ كانَ كلُّ الشُّيوخِ معهُ كذلكَ، لكن هذَا كان لهُ أعظمَ، وبه أبرَّ.
وكانَ مِن أحسنِ النَّاسِ صورةً، وأكملِهِم معنًى، يحفظُ القرآنَ، ويُكثِر الصِّيامَ، مُهابًا في جماعتِهِ بدونِ ضربٍ منه ولا تهدِيدٍ، ولا وعدٍ ولا وعيدٍ، وَجدَ الأحوالَ بعدَ الذِي قبلَهُ متمهِّدَةً، فزادَهَا تمهيدًا، وكانَ معَ ذلكَ إذا قَامَ في أمرٍ لا يتحَوَّلُ عنهُ لأحدٍ. أقامَ في المشيخةِ أربعَ سنين، وماتَ سنةَ سبعٍ وعشرِين وسبعِ مئةٍ، واستقرَّ بعدَه فيهَا عزُّ الدِّينِ دينار.
وقد مَضى في شفِيعٍ الكَرْمُونيِّ
(3)
أنَّه ابتَنَى هو وصاحبُ التَّرجمةِ دارَينِ عظِيمَتينِ، غرِمَا عليهِما مالًا عظيمًا، وتعبَا فيهِما كثيرًا، ولم يَسكنَا فيهما، ولم يُمتَّعَا بهمَا حتَّى مَاتَا، عوَّضَهُما اللهُ خيرًا ورحمهمَا.
وذكرهُ المجدُ
(4)
، فقالَ: الشَّيخُ ناصرُ الدِّينِ، وَلِيَ مشيخةَ الخُدَّامِ بالحرمِ الشَّريفِ النَّبويِّ، صلى الله على ساكنِهِ وسلَّمَ، بعدَ وفاةِ ظَهيرِ الدِّينِ مختارٍ الأشرفيِّ.
(1)
"نصيحة المشاور" ص 45.
(2)
شيخُ الخدَّام، قرَّره الناصر قلاوون سنة 719 هـ، نصرَ أهلَ السنة، وقمع الرافضة. "نصيحة المشاور" ص 44، و"الدرر الكامنة" 4/ 345.
(3)
المجلد الثالث، الترجمة (1629).
(4)
"المغانم المطابة" 3/ 1307.
وكانَ ظهيرُ الدِّينِ قد أسَّسَ القواعدَ وأحكمَ المباني، فكانَ ذلكَ نَصِيرًا للنَّصرِ فيما يُعانِي، كانَ في وِلايتِهِ سعيدًا، وجدَ الأمورَ مُمَهَّدَة فزَادَهَا تمهِيدًا.
كانَ يسدّد الأمرَ المعضلَ تَسدِيدًا، ولا يعالِجُ فيهِ وَعدًا ولا وَعِيدًا، ولا يمازِحُ بطشا ولا تسديدًا، ولا يحاججُ إلَّا بِلطفٍ، لا يخلِطُ به ضَربًا ولا تهديدًا. وهوَ مَع ذلك مُوَقَّرٌ مُهابٌ، معظَّمُ الجانِبِ مَحْمِيُّ الجَنابِ، لا يرجِع عن رأيِهِ بكلامِ الأصحابِ، يستعملُ جُهدَه في إتمامِ ما يقومُ فيه، ولا يكتَرِثُ بمخالفِهِ ومُنافِيهِ، ويكمِلُ صاحبهُ حقَّ الصُّحبةِ ويُوفيهِ.
كانَ آيةً في حفظ آيةِ المنصِبِ وسَورتهِ، غايةً في كمالِ معناهُ وحسنِ صورتهِ، وبهيِّ شَورتِهِ
(1)
.
آخَى الشَّيخَ جمالَ الدِّينِ المطريَّ، وكان لا يخرجُ عن رأيِهِ ومشورَتِهِ، بل يعَامِل جميعَ شُيوخِ العلمِ مُعاملتهُ، ويُنزِلهم في ذلك المعنَى منزلتَهُ، لكن كانَ لهُ بهِ مزيةُ خصوصٍ، وطيرانٌ في هواءِ هواهُ إلى محلٍّ جَناحُ الغيرِ دونهُ مقصوصٌ.
وكانَ رحمه الله حَافظًا للقرآنِ، مُحافظًا للأقرانِ، قليلَ الكلامِ، كَثيرَ الصِّيامِ، غزيرَ الإنعامِ، شرحَ اللهُ بهِ صدرَ المجاوِرِين، ولم يتمَّ لهمْ ذلكَ سِوَى أربعِ سِنين، فتُوُفِّيَ رحمه الله بعدَ السَّبعِ مئةٍ في عامِ سبعٍ
(2)
وعِشرين.
2766 - عطاءُ بنُ أبِي السَّائبِ الكنديُّ، ثُمَّ اللَّيثيُّ
(3)
.
(1)
في الأصل: سورته، والمثبت من "المغانم" 3/ 1307، والشَّور: المنظر. "القاموس": شور.
(2)
في الأصل: سبع، والمثبت هو الصواب.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 470، و"الميزان" 2/ 177. وفي "الثقات":(الكناني) بدل (الكندي). وفي =
مِن أهلِ المدينةِ. مسحَ عليٌّ على رأسهِ، وقالَ: باركَ اللهُ عليكَ وعلى ذُرِّيتِكَ مِن بَعدِكَ. وعنه: ابنُهُ محمَّدٌ الذِي سَكنَ الرَّيّ
(1)
، وله ابنٌ يقالُ لهُ: السَّائِبُ، وللسَّائِبِ ابنٌ يقالُ لهُ: عطاءٌ. وعِدَادُهم في أهلِ مرو
(2)
. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في الثانية
(3)
.
-
عطاءُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مُعتبٍ.
في: ابن أبي مروانَ قَرِيبًا. (2768)
2767 - عطاءُ بنُ فَرُّوخَ الحِجازيُّ، مولى قريشٍ
(4)
.
عِدادُهُ في أهلِ المدينةِ، وكان انتقَلَ إلى البَصرةِ. يروي عن: عثمانَ بنِ عفَّانَ
(5)
، وعبدِ اللهِ بنِ عُمرَ، وعنه: عليُّ بنُ زيدِ بنِ جُدعانَ، ويونُسُ بنُ عبيدٍ. وثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(6)
، وذُكِر في "التهذيب"
(7)
.
2768 - عطاءُ بنُ أبِي مَروانَ، أبو مُصعبٍ
(8)
.
= جميع المصادر: عطاء بن السائب.
(1)
الريّ: مدينة مشهورة، قرب نيسابور. "معجم البلدان" 3/ 116.
(2)
مرو: إحدى مدن إيران. انظر: "معجم البلدان" 5/ 112.
(3)
"الثقات" 5/ 201.
(4)
"التاريخ الكبير" 6/ 476، و"الجرح والتعديل" 6/ 335، و"الثقات" 5/ 204.
(5)
قال ابن حجر: وذكر علي بن المديني في "العلل" أنه لم يلق عثمان بن عفان رضي الله عنه، انظر:"تهذيب التهذيب" 5/ 576.
(6)
"الثقات" 5/ 204.
(7)
"تهذيب الكمال" 20/ 99، و"تهذيب التهذيب" 5/ 576.
(8)
"التاريخ الكبير" 6/ 471، و"المقتنى في سرد الكنى" 2/ 79، و"الكاشف" 2/ 23.
واسمُ أبيهِ: عبدُ الرَّحمنِ بنُ مُعَتِّبٍ الأسلميُّ. مدنيٌّ، مِن أهلِها، نزَلَ الكوفةَ. يروي عن: أبيهِ، والمدنيِّين، وعنه: مُوسَى بنُ عُقبةَ، ومِسْعَرٌ، وشعبةُ، وشَريكٌ، وغَيْلانُ بنُ جامعٍ، والثوريُّ. وثَّقَهُ العِجليُّ
(1)
، وابنُ حِبَّانَ
(2)
. وذُكر في "التهذيب"
(3)
. ماتَ في وِلايةِ أبي العباسِ السَّفَّاحِ كما لابنِ حِبَّانَ
(4)
، وخليفةَ
(5)
، وابنِ سعدٍ
(6)
، وزادَ: وكانَ قليلَ الحدِيثِ.
2769 - عطاءُ بنُ مَسعودٍ الكَعْبيُّ
(7)
.
عِدادُهُ في أهلِ المدينةِ. يروِي عن: أبيهِ، وعنه: موسَى بنُ يعقوبَ الزَمْعيُّ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(8)
.
2770 - عطاءُ بنُ مِيناءَ المدَنيُّ، وقِيل: البصريُّ
(9)
.
قالَ ابنُ حِبَّان
(10)
: هو مولى البختريِّ بنِ أبي ذبابٍ، مِن أهلِ المدينةِ، وكذَا قالَ
(1)
"معرفة الثقات" 2/ 137.
(2)
"الثقات" 7/ 253.
(3)
"تهذيب الكمال" 20/ 103، و"تهذيب التهذيب" 5/ 577.
(4)
"الثقات" 7/ 253.
(5)
"طبقات خليفة"266.
(6)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، 279.
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 470، و"الجرح والتعديل" 6/ 336.
(8)
"الثقات" 7/ 252.
(9)
"الطبقات الكبرى" 5/ 77، و"التاريخ الكبير" للبخاري 6/ 336، و"توضيح المشتبه" 4/ 17.
(10)
"الثقات" 5/ 200.
العِجليُّ
(1)
: مدنيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ. ذكرهُ مُسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعِي المدنيين، وقالَ: مَولى ابنُ أبِي ذُبابٍ. وقالَ غيرُهم: كانَ مِن صُلحاءِ النَّاسِ وفُضَلائِهِم.
يروي عن: أبي هريرة، وعنه: أخوهُ سعيدٌ، وسعيدٌ المقبريُّ، وأيُّوبُ بنُ موسى، وعمروُ بنُ دِينارٍ، والحارثُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي ذبابٍ.
وثَّقَهُ العِجليُّ
(3)
، وابنُ حِبَّان
(4)
، وذُكر في "التهذيب"
(5)
.
2771 - عطاءُ بنُ يزيدَ، أبو محمَّدٍ، وأبو زيدٍ اللَّيْثيُّ، الجُنْدَعِيُّ، من بني جُنْدَع بن ليثٍ المدنيُّ
(6)
.
أصلُهُ مِن المدينةِ، ثُمَّ نزلَ الشَّامَ، وحدَّثَ عن: تميمٍ الدَّاري، وأبي هُريرةَ، وأبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، وأبي ثعلبةَ الخُشَنيِّ، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ، وعنه: أبو صالحٍ السَّمَّانُ، وابنُهُ سهيلُ بنُ أبِي صالحٍ، والزُّهريُّ، وأبو عُبيدٍ الحاجبُ، وآخرُون. وكان مِن علماءِ التَّابِعينَ وثقاتِهم. ذُكرَ في "التهذيب"
(7)
.
وعُمِّرَ اثنتَينِ وثمانِين سنةً؛ فمولِدُهُ سنةَ خمسٍ وعِشرينَ، وماتَ سنةَ سبعٍ، وقِيلَ
(1)
"معرفة الثقات" 2/ 137.
(2)
"الطبقات" 1/ 252 (911).
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 138.
(4)
"الثقات" 5/ 200.
(5)
"تهذيب الكمال" 20/ 119، و"تهذيب التهذيب" 5/ 581.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 459، و"الجرح والتعديل" 6/ 338، و"توضيح المشتبه" 2/ 466.
(7)
"تهذيب الكمال" 20/ 123، و "تهذيب التهذيب" 5/ 582.
خمسٍ ومِئةٍ. وقالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: كنانيٌّ من أنفسِهِم، كثيرُ الحديثِ.
2772 - عطاءُ بنُ يزيدَ
(2)
.
مَولىَ سعيدِ بنِ المسَيِّبِ، عنه، وعنه: عبدُ الصَّمدِ بنُ سليمانَ الأزرقُ.
لا يصِحُّ إسنادُهُ. ذكرهُ الذَّهبيُّ في "الميزان"
(3)
.
2773 - عطاءُ بنُ يسارٍ، أبو محمَّدٍ المدنيُّ، الفقيهُ، القاصُّ، مولى ميمونةَ أمِّ المؤمنينَ
(4)
.
وهو أخُو سليمانَ، وعبدِ اللهِ، وعبدِ الملكِ. ذكرهُم مُسلمٌ
(5)
في ثالثةِ تابعِي المدنيين. وكان قَاصًّا، واعِظًا، ثقةً جليلَ القدرِ، أرسلَ عن أبيِّ بنِ كعبٍ، وغيرِه.
وقالَ أبو داود: إنَّهُ سَمِعَ مِن ابنِ مَسعودٍ، وحدَّثَ عن أبِي أيُّوبَ، وأبي سَعيدٍ، وزيدِ بنِ ثابتٍ، وأسامَةَ بنِ زيدٍ، ومعاويةَ بنِ الحكمِ، وعائشةَ، وأبِي هُريرةَ، وطائفةٍ، وعنه: زيدُ بنُ أسلمَ، وصفوانُ بنُ سُليمٍ، وعمروُ بنُ دِينارٍ، ومحمَّدُ بنُ عمروِ بنِ عطاءٍ، وهلالُ بنُ أبِي مَيمونةَ: عليٌّ، وشريكُ بنُ أبي نمرٍ. وكانَ ثقةً، وذُكرَ في "التهذيب"
(6)
.
(1)
"الطبقات الكبرى" 5/ 249.
(2)
"الضعفاء الكبير" 3/ 408، و"لسان الميزان" 5/ 444.
(3)
"الميزان" 3/ 77.
(4)
"طبقات ابن سعد" 5/ 174، و"تاريخ مدينة دمشق" 40/ 450.
(5)
"الطبقات" 1/ 250 (887 - 888 - 889).
(6)
"تهذيب الكمال" 20/ 125، و"تهذيب التهذيب" 5/ 582.
وقالَ العِجليُّ
(1)
: مدنيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(2)
: قَدِم الشَّامَ، فَكانُوا يكنُونهُ بأبي عبدِ اللهِ، ومصرَ فكانُوا يكنُونهُ بأبِي يسارٍ، وكان صاحبَ قصصٍ وعبادةٍ وفضلٍ. قالَ أبو حازمٍ: ما رأيتُ رجلًا كانَ ألزمَ لمسجدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم منه، ونحوُهُ قولُ زيدِ بنِ أسلمَ: ما رأيتُ أحدًا أزينَ لمسجدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم منهُ.
وعن عبدِ الرَّحمنِ بنِ زيدِ بنِ أسلمَ: كانَ عطاءٌ يحدِّثنا حتَّى يبَكِينَا، ثُمَّ يحدِّثُنا حتَّى يُضحِكُنا، ويقولُ: مرَّةً [هكذا]
(3)
، ومرَّةً هكذا.
ماتَ بإسكندريَّةَ سنةَ ثلاثٍ ومئةٍ، وقِيل: سنةَ أربعٍ، أو سبعٍ وتِسعينَ، وبها دُفنَ عن أربعٍ وثمانِينَ، فمولِدُه سنةَ تسعَ عشرةَ.
2774 - عطاءُ بنُ يَعقوبَ المدنيُّ
(4)
.
مولى ابنِ سبَاعٍ، وليس بالكَيْخارانيِّ
(5)
. ذكرهُ مُسلمٌ
(6)
في ثالثةِ تابِعي المدنيين. روى عن: أسامةَ بنِ زيدٍ، وعنه: الزُّهريُّ، وأبو الزُّبيرِ.
قالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ، وعنِ اللَّيثِ: أنَّهُ كان لا يرفعُ رأسَهُ إلى السَّماءِ.
قالَ ابنُ مَندهْ في "تاريخه": وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مسحَ بِرأسِهِ، وأورَدَهُ ابنُ موسى في
(1)
"معرفة الثقات" 2/ 138.
(2)
"الثقات" 5/ 199.
(3)
ما بين معقوفتين ساقطة من الأصل. "تاريخ مدينة دمشق" 40/ 450.
(4)
"التاريخ الكبير" 6/ 467، و"الجرح والتعديل" 6/ 339، وعندهما: هو الكخياراني.
(5)
قال البخاري: نسبة إلى محلَّةٍ باليمن.
(6)
"الطبقات" 1/ 252 (912).
"ذيل الصحابة"، وقالَ: لم يذكرْهُ ابنُ مَنده
(1)
، وذكرهُ مسلمٌ في الطَّبقةِ الأولى من التَّابعين، وهو في "التهذيب"
(2)
، وثاني "الإصابة"
(3)
.
2775 - عطاءٌ الخُرَاسَانِيُّ
(4)
.
[قال]: أدركتُ حُجراتِ أمَّهاتِ المؤمنينَ مِن جَريدٍ، على أبوابِها المسوحُ مِن شعرٍ أسودَ، وحضرتُ كتابَ الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ يُقرأُ بأمرِهِ بإدخالهِا في المسجدِ، فما رأيتُ أكثرَ باكيًا مِن ذلك اليومِ، وسمعتُ سعيدَ بنَ المسيِّبِ يقول: والله لودِدتُ أنَّهم تركُوهَا على حالهَا
(5)
.
2776 - عطاءٌ، مولى السَّائبِ بنِ يزيدَ، مولىَ
(6)
النَّمِرِ بنِ قاسطٍ
(7)
.
مدنيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ، قالهُ العِجليُّ
(8)
. يروي عن: مولاهُ، وسلمةَ بنِ الأكوعِ، وعنه: عِكرمةُ بنُ عمارٍ. قاله ابنُ حِبَّانَ في الثانيةِ
(9)
.
(1)
أي: ولم يورده ابن منده في "معرفة الصحابة". انظر: "أسد الغابة" 4/ 42.
(2)
"تهذيب الكمال" 20/ 128، و"تهذيب التهذيب" 5/ 583.
(3)
"الإصابة" 3/ 79.
(4)
"المعرفة والتاريخ" 2/ 219، و"تهذيب التهذيب" 5/ 578.
(5)
"الطبقات الكبرى" 1/ 499، وانظر كتاب "الحجرات الشريفة" لمراجع هذا الكتاب صفوان داوودي.
(6)
في "الثقات" 5/ 202: ابن أخت، بدل مولى.
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 465، و"الجرح والتعديل" 5/ 339، وفيهما: أخو النمر.
(8)
معرفة "الثقات" 2/ 138.
(9)
"الثقات" 5/ 202.
2777 - عطاءٌ المدنيُّ، مولى أمِّ صُبيَّةَ
(1)
الجهنيةِ
(2)
.
عدادُه في أهلِ المدينةِ. ذكرهُ مُسلمٌ
(3)
في ثالثةِ تابِعي المدنيين. يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: أبو سعيدٍ المقبريُّ. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(4)
، وذُكرَ في "التهذيب"
(5)
.
2778 - عطاءٌ المدنيُّ
(6)
.
يروي عن: عثمانَ بنِ عفانَ، وعنه: ابنُهُ حسن.
2779 - عطاءٌ المدنيُّ
(7)
.
يروي عن: أبي هريرةَ، في صلاةِ الجميعِ، وعنه: مطرِّفٌ.
ذكرهما ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(8)
، وثانيهما في "اللسان"
(9)
. وقالَ فيه ابنُ حبَّان
(10)
: لا أدري مَن هوَ، ولا ابنُ مَن هوَ.
(1)
تحرّفت في الأصل إلى: حبيبة، والتصحيح من "تهذيب الكمال".
(2)
"التاريخ الكبير" 6/ 466.
(3)
"الطبقات" 1/ 252 (913).
(4)
"الثقات" 5/ 201.
(5)
"تهذيب الكمال" 20/ 135، و"تهذيب التهذيب" 5/ 586.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 466، و"الجرح والتعديل" 5/ 339، و"ثقات ابن حبان" 5/ 202.
(7)
"الكاشف" 2/ 26.
(8)
"الثقات" 5/ 202، 5/ 207.
(9)
"اللسان" 5/ 447.
(10)
"الثقات" 5/ 207، 202.
2780 - العَطَّافُ بنُ خالدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُثمانَ بنِ العاصِ بنِ وابصةَ بنِ خالدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ مخزومٍ، أبو صفوانَ القرشيُّ، المخزوميُّ، المدنيُّ
(1)
.
مِن أهلِها، وأخو المسورِ، وعبدِ اللهِ. وُلد سنةَ إِحدَى وتِسعين. يروي عن: نافعٍ مولى ابنِ عُمَرَ، وزيدِ بنِ أسلمَ، وأبي حازمٍ الأعرجِ، وجماعةٍ، وعنه: سعيدُ بنُ أبي مَريمَ، وأبو اليمانِ، وآدمُ بنُ إياسٍ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وقتيبةُ، وأبو مصعبٍ، وآخرُون.
قالَ أبو داود: صالحٌ، ليسَ بهِ بأسٌ، وأبو حاتمٍ
(2)
: ليسَ بِذاكَ، ومالكٌ: ليسَ مِن إبلِ القباب
(3)
؛ أوَ يكتَبُ عن مِثلهِ؟، لقد أدركتُ في هذا المسجدِ سَبعينَ شيخًا كلُّهُم خيرٌ منه، ما كتبتُ عن أحدٍ مِنهم، وإنَّما يُكتبُ العلمُ عن قومٍ قد جرَى فِيهِم العلمُ، مثل: عبيدِ اللهِ بنِ عمرَ، وأشباهِهِ، وأحمدُ
(4)
: ثقةٌ، له نحوٌ من مئةِ حديثٍ. ولم يرضهُ ابنُ مهديٍّ.
وثَّقهُ العِجليُّ
(5)
وأبو داود، وقالَ البزَّارُ: حدَّثَ عنهُ جماعةٌ، وهو صالحُ الحدِيثِ وإنْ كانَ قد حدَّثَ بأحاديثَ لم يتابَع عليها، وقالَ الزُّبير: كانَ مِن ذوِي السِّنِّ مِن
(1)
"الأسماء المفردة"، ص: 161، و"تاريخ أبي زرعة الدمشقي" 441، و"الكاشف" 2/ 26.
(2)
"الجرح والتعديل" 7/ 32.
(3)
القبّ: رئيس القوم وسيدهم، ويقال: فلان قبُّ بني فلان، أي: رئيسهم. "لسان العرب": قبب. ومعناه هنا: أنه ليس من رؤوس الناس.
(4)
"العلل ومعرفة الرجال" لأحمد بن حنبل 1/ 31 (235)، و 2/ 247 (1403).
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 140.
قريشٍ، وقالَ ابنُ عديٍّ
(1)
: لم أرَ بِحديثِهِ بأسًا إذا روَى عنهُ ثقةٌ، وقالَ النَّسائيُّ: ليسَ بالقويِّ، وقالَ ابنُ حبَّان
(2)
: يروي عن الثِّقات ما لا يُشبِهُ حديثَهم، لا يجوزُ الاحتجاجُ بهِ إلا فيما يوافقُ فيهِ الثِّقات، وقالَ مرَّةً: مُنكرُ الحديثِ، وكانَ مالكٌ لا يرضاهُ. وذُكر في "التهذيب"
(3)
، و"الضعفاء" للعُقيليِّ
(4)
.
2781 - عطيةُ بنُ منصورِ بنِ جمَّازِ بنِ شيحةَ
(5)
.
وباقي نسبِهِ في جدِّهِ. الأميرُ الكبيرُ، العادلُ الورعُ، الزَّاهدُ، زينُ الدِّينِ، أميرُ المدينةِ، هكذَا وصفهُ ابنُ فرحونٍ
(6)
، وقالَ: إنَّهُ لم يسْلَمْ مِنَ الدُّخولِ في نهبِ الأمراءِ المدينةَ في ذي الحِجَّةِ سنةَ خمسين وسبعِ مئةٍ غيرُه، متَّعَ اللهُ المسلمينَ بِبَقاءِ دَولتِهِ، وأصلحَ لهُ الرَّعيَّةَ، وأصلحَ لهم مِنهُ الطوِيَّةَ.
وقال أيضًا: إنَّهُ أخو زَيّانَ، ونُعَيرٍ، وغيرِهما، اتَّفقُوا عليهِ بعدَ قتلِ [أخيه جَمّازِ بنِ منصورٍ]
(7)
، ووردَ تقليدُه وخِلعتُه على يدِ أخِيهِ نُعَيرٍ في يومِ السَّبتِ ثامنِ ربيعٍ الآخرِ سنةَ سِتِّين وسبعِ مئةٍ، وقُرئَ على دُكَّةِ المؤذِّنين، فكانتْ وِلايتُهُ مِن الله
(1)
"الكامل" 5/ 378.
(2)
"المجروحين" 2/ 193.
(3)
"تهذيب الكمال" 20/ 138، و"تهذيب التهذيب" 5/ 587.
(4)
"الضعفاء الكبير" 3/ 425.
(5)
"المغانم المطابة" 3/ 1255.
(6)
"نصيحة المشاور" ص 260.
(7)
في الأصل: "بعد قتل ابن أخيه هبة بن جماز"، والمثبت من "نصيحة المشاور" ص 260.
كاسمِهِ، ولما انطوتْ عليهِ سريرَتُهُ مِن الخيرِ والصَّلاحِ، والتَّوكُّلِ على الله والزُّهدِ في الدُّنيا، والكراهةِ في الأمرِ والنَّهيِ، وسعيِهِ في مصالحِ دينِهِ، قانتًا لله خائفًا مِنه مُنيبًا إليه، وأوقاتُهُ مقسَّمةٌ في الطاعةِ ما بين خلوةٍ في عبادةٍ، أو نظرٍ في مصالحِ رعِيَّتِهِ، دائمُ الصَّمتِ، كثيرُ الخَشيةِ، يجلسُ في النَّادي فلا يخوضُ معهُم، ولا يضحكُ لضحِكِهم، قد لزِمَ السُّكوتَ وأشغلَ قلبَهُ بذِكرِ معادِهِ، إذا صلى الصُّبحَ جلسَ في مُصلَّاهُ لا يَتَكلَّمُ حتَّى يصلِّيَ الضُّحَى، مع حسنِ توجُّهٍ وإقبالٍ على اللهِ، وانصلحَ بهِ جميعُ قراباتِهِ، ورَدَّ المدينةَ إلى حالةٍ تُغبَطُ أهلُها على سُكنَاهَا منَ العافيةِ والأمنِ العَظِيمِ، وسلامةِ النَّاسِ في أنفسِهِم وأهلِيهِم وأموالهِم.
وكانَ كارهًا للولايةِ لولا ما يخافُ مِن خُروجِهَا عن آل منصورٍ لو تخلى عنها، ولا يزالُ يشكُو من المَكْس
(1)
والعُشُور، وَيمنعُ وزيرَهُ أن يُدخِلَهُ في طَعَامِهِ أو شَرَابِهِ حتَّى طهَّرهُ اللهُ تعالى بِحسنِ نِيَّتِهِ وصلاحِ سَرِيرَتِهِ، وعوَّضَهُ عنه الأشرف
(2)
بإشارةِ أتابكِ
(3)
الدولةِ يَلْبُغا، وسُرَّ بِذلك، ومع هذا فما كأنَّهُ كانَ أَمِيرًا، ولا أقامَ بالمدينةِ سنةً متواليةً منذُ وَلِيهَا، بل يقيمُ فيها إخوتَهُ أو ولدَه كراهيةً مِن مُباشرةِ
(1)
المَكْس جمعه المُكُوس، وهو الْجِبَايَةُ، جباية أموال الناس بغير حق. "لسان العرب": مكس. والآن تسمى الضريبة.
(2)
الأشرفُ شعبانُ بنُ الحسينِ بنِ محمدِ بنِ قلاوونَ، زينُ الدِّين، سلطانُ مصر والشام، قتل في القاهرة سنة 778 هـ. "الدرر الكامنة" 2/ 190.
(3)
الأتابكية: منصبُ القيادةِ العامَّةِ للجيش، أو هو مقدَّمُ العسكرِ في عهدِ المماليك. والأتابك: هو أكبرُ الأمراء المقدَّمين بعد النائب. "صبح الأعشى" 4/ 18، و "ذيل المعاجم العربية"، دوزي.
الأحكامِ وخَوفًا من الوُقوعِ في مظالمِ العِبادِ، ويُوصِي نوَّابَهُ بحسنِ السِّيرةِ.
وكذَا كانَ مِن شأنِهِ التَّورُّعُ عنِ المواريثِ التِي يعلمُ أنَّ أهلَها غُيَّبٌ، ويحفظُها عليهِم، وينفِّذُ وصايَا الأمواتِ الذينَ لا وارثَ لهم، ويُخرجُ الزَّكاةَ مِن مالهِ على المستحِقِّينَ، ويحسنُ إلى أراملِ الشُّرفاءِ وأيتامِهِم مِن صلبِ مالِهِ، ومناقِبُهُ كثيرةٌ، ومحاسِنهُ عديدةٌ. انتهى.
وعُزِل بابنِ أخِيهِ هبةَ بنِ جَمّازِ بنِ منصورٍ في سنةِ ثلاثٍ وسَبعين وسبعِ مئةٍ، ثُمَّ أُعِيدَ في موسمِ سنةِ اثنتينِ وثمانينَ بعدَ مسكِ ابنِ أخِيهِ بمكَّةَ، ودَامَ حتَّى ماتَ، كما أرَّخَ شيخُنَا في "إنبائه"
(1)
وفاتَهُ سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ، وكذا أخُوهُ نُعَيرٌ، وابنُ أخِيهما هبةُ بنُ جَمّازِ بنِ منصورٍ.
واستقرَّ بعدَ عَطِيَّةَ جمازُ بن هبةَ بنِ جَمَّازِ بنِ منصورٍ.
وقالَ المجدُ
(2)
: وهو الأميرُ العَبَّادُ السَجَّادُ، الحائزُ مِن المناقِبِ ما يضيقُ عَن حصرِهِ التَّعدَادُ. وليَ المدينةَ بعدَ أخِيهِ جمازِ بنِ منصورٍ كارهًا غيرَ راضٍ، وقَدَرُ اللهِ في العبدِ ماضٍ، وعليهِ قاضٍ.
وذلكَ أنَّهُ لمَّا قُتل جمَّاز سُئلَ ولدُهُ الأميرُ هِبةُ أن يُقْبِلَ على الوِلاية وَيقبَلَهَا، ويستُرَ على الرَّعيَّةِ بذيلِ مَعْدِلتهِ ويُسْبِلَها، فامتنَع وأبَى، وكَلَّ سيفُ عزمِهِ عن قَبولِ الفضولِ ونَبَا، فأقبلُوا على زَيَّانَ، واجتمَعَ عليهِ الحيَّان، فقالَ: حاشَاي أن أتقدَّمَ
(1)
"إنباء الغمر" 2/ 73، وفيات سنة 783 هـ.
(2)
"المغانم المطابة" 3/ 1255.
على أخِي عَطِيَّةَ، فإنَّ تَقَدُّمِي عليهِ خطأٌ أو خطيَّةٌ، وهو أصلحُنا وأولانَا، وأسْوَدُنا وأعلَانا، وخيرُنا في دِينِنَا ودُنيَانَا، وعليهِ تقعُ قرعةُ الاختيارِ ولا ثُنْيَانَا.
فاتفقتِ الآراءُ على تقدِيمِهِ وتأمِيرهِ، وتسوِيدِهِ في الأشرافِ وتكبِيرهِ. كلُّ ذلكَ وهو غائبٌ في عربِهِ، وليسَ هذا الأمرُ مِن بُغيتهِ ولا مِن أَرَبِهِ.
فكُتِبَ إلى السلطانِ شفاعةٌ في أن يُوليَّ عليهم الأميرَ عطيةَ، وأنه أوفقُ وأصلحُ للمدينة والرَّعية.
وسافرَ نُعيرٌ بالشَّفاعة إلى السلطان، فلما وصلَ مصرَ أمرَ بحبسِه شهرًا من الزَّمان، ثم طُلبَ وخُلع عليه، وكُتبَ تقليدُ الأميرِ عطيةَ بالولاية، وجهزَ صحبتَه إليه، فحضرَ نُعيرٌ في ثامنِ ربيعٍ الآخرِ سنةَ ستين بالخِلعة والتقليد، وحضرَ الأميرُ عطيةُ ولبسها.
وباشرَ الولايةَ بالطَّالعِ السَّعيد، والرَّأي السَّديد، والسَّريرة المحمودة، والسَّيرة الحميدة، فلم يزلْ في ولايته ساعيا في مصالحِ المسلمين، راعيًا للبلادِ بالتَّطمين والتأمين، داعيًا إلى الله بما يجبُ على كلِّ مسلمٍ التَّأمين، سائسًا للمُلك سياسةً مقطوعةَ العيوب، ماشيًا
(1)
بسيرةٍ أَحيتْ بها شيئًا مِن سِيَر ابنِ
(2)
أيوب، شيمتُه العبادة والصَّلاح، وطريقتُه التَّوجُّهُ إلى الله بالغُدُوِّ والرَّواح، والإمساءِ والإصباح،
(1)
في الأصل: مايسا، والمثبت من "المغانم" 3/ 1256.
(2)
في الأصل: بني، والمثبت من "المغانم" 3/ 1256. والمقصود بذلك هو السلطان صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله.
مع الكراهة في النَّهيِ والأمرِ، والنَّزاهة عن القبضِ على الجمر، من تنكيدٍ أو تشويشٍ على زيدٍ وعمرو.
غيرُ راغبٍ في الدُّنيا ولا طالب، وهوَ مع اللهِ بالقلبِ وإنَّما مع النَّاسِ بالقالب.
يجلسُ في النَّادي، ويجتمعُ عندَه الحاضرُ والبادي، ولا يخوضُ معهم فيما خاضوا، ولا يُفيضُ فيما استفاضوا، من أحاديثِ الحوادثِ وفيه أفاضوا.
أخذَ الصَّمتَ والسُّكوتَ عادة، وشغلَ قلبَه بما يُصلح به مُنقَلَبَه ومعادَهُ، سِيمتُه الخشيةُ مِن الله، وعزمٌ في العبادةِ جادُّ غيرُ لاهٍ، مع مراعاةَ النَّظرِ في مصالحِ الرَّعية، وتدبيرِ المُلكِ بما جُبِلَ عليه من الغريزة
(1)
الألمعية
(2)
.
وأَكرهُ شيء إليه مخالطةُ الأمورِ الدُّنيوية، وأحبُّ شيءٍ إليه الزُّهدُ في هذه الدُّنيا الدَّنية، سلكَ من لَوَاحبِ
(3)
العدلِ والبُعد
(4)
لَهِمًّا
(5)
مُوضحًا، وأعدَّ مِن بأسِه لمفارقِ فَرْقِ الطُّغيانِ مِدْعَسًا
(6)
مُرْضِحًا
(7)
، وإذا صلَّى الصُّبح جلسَ في مصلَّاه لا يتكلَّمُ
(1)
في الأصل: الغزيرة، والمثبت من "المغانم" 3/ 1257.
(2)
الألمعي واليلمعي: الذَّكيُّ المتوقِّدُ. "القاموس": لمع.
(3)
اللَّواحب جمع لَحْبٍ، وهو الطريق الواضح. "القاموس": لحب.
(4)
في الأصل: التعبد، والمثبت من "المغانم" 3/ 1256. والبعد: الحزم، يقال: إنه لذو بعدٍ، أي رأيٍ وحزمٍ. "القاموس": بعد.
(5)
في الأصل: لقما، والمثبت من "المغانم" 3/ 125. واللِّهَم: الجواد السابق. "القاموس": لهم.
(6)
المدعس: الرمح. "القاموس": دعس.
(7)
مرضحًا، أي: كاسرًا. "القاموس": رضح.
حتى يصلِّيَ الضُّحى.
فانصلحَ بصلاحِه جميعُ ذوي قرابتِه، وتعجَّبَ الكافَّةُ مِن عجيبِ أمرِه وغرابتِه، وجمعِه بين نَظْمِ أمورِ الملكِ وزهدِهِ وخشوعِه في عبادتِه وإنابته.
ورَدَّ المدينةَ بعدلِه إلى حالةٍ يُغْبَطُ أهلُها على سُكناها، وبلغتْ كلُّ نفسٍ من الخِصب والأمنِ مُناها، وأمِنتِ النَّاسُ على أنفسِهم وأهليهم وأموالهم في مَنَاها
(1)
.
وكانَ عندَه وحشةٌ عظيمةٌ مِن أخذِ العُشُور
(2)
والمُكوس، على أنَّه لم يَدخُل شيءٌ منه في مطعومٍ ومشروبٍ وملبوسٍ، ولم يزلْ يحملُ همَّها، ويَنفي سَمَّها، إلى أنْ طهَّره الله منها بحُسنِ نيته، وخلوصِ طوِّيته، وعوَّضه عنها ما هو خيرٌ منها، ورُتِّبَ له من الحلالِ مالٌ جزيل، عوضًا عما تركَه مِن ذلك الحرامِ القليل.
وكانَ لا يَظهرُ عليه آثارُ الإمرةِ والولاية، ولا له في ترتيبِ الأمورِ المعتادةِ للأمراء اهتمامٌ وعناية.
وحكى لي أبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ سليمانَ الحَكري أحدُ قضاةِ المدينةِ قالَ: بلغَني ضعفُه وانقطاعُه في البيت، فتوجَّهتُ لعيادتِه، ودخلتُ عليه لزيارتِه، فوجدتُ شخصًا على جِلٍّ
(3)
مُلتفًّا بكساءٍ عتيقٍ، فظننتُه بعضَ الخدَمِ أو بعضَ
(1)
أي: قدرها وتقديرها، ويحتمل المَنَى: الموت. يريد أن الناس أمنوا على أموالهم بعد موتهم من السلب والنهب. "القاموس": مني.
(2)
العُشُور: جمع عُشْرٍ، يعني ما كان من أموال اليهود والنصارى للتجارات دون الصدقات، ويؤخذ منهم دون المسلمين. "لسان العرب": عشر.
(3)
الجِلُّ: البساط. "القاموس" جلل.
الرَّقيق، فقصدتُ التَّخطيَ، حتى أُخبرتُ أنَّه المتغطِّي، فأدَّيتُ مِن عيادتِه ما وجبْ، وقضيتُ مِن زهادتِه العجَب. ومعَ ذلكَ لم يُقم بالمدينةِ سنةً كاملةً من حينَ ملكها، إلى أنْ فارقَها وتركَها، وكانَ يبالغُ في وصيةِ مَن استنابَه بحُسنِ السِّيرةِ في الرَّعايا، والعدلِ في الأحكامِ والقضايا، فلذلكَ سارتْ إخوانُه في النَّاسِ أحسنَ سيرة، وتخلَّقوا بالخلائقِ الحميدة، والمكارمِ الأثيرة.
2782 - عفيفُ بنُ عمروِ بنِ المُسَيَّب
(1)
السَّهميُّ
(2)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: رجلٍ من بني أسد، عن أبي أيوبَ، وعنه: مالكٌ.
قالَه ابنُ حِبَّان في ثالثةِ "ثقاته"
(3)
، وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
.
2783 - عقبةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ جابرِ بنِ عبدِ الله الأنصاريُّ
(5)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: جدِّه جابرٍ، وعنه: عَبدُ الحميدِ بنُ يزيدَ السَّقَّا، قاله ابنُ حِبَّان في ثانيةِ "ثقاته"
(6)
. وحديثُه في "مسند الشافعي"
(7)
. وحقَّق شيخُنا
(8)
أنَّه الذي بعده، فقد قالَ المِزيُّ
(9)
في ذلك: إنَّه يروي أيضًا عن جابرٍ، بل أخرجَ
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: السائب.
(2)
"التاريخ الكبير" 7/ 57، و"الجرح والتعديل" 7/ 29.
(3)
"الثقات" 7/ 301.
(4)
"تهذيب الكمال" 20/ 182، و "تهذيب التهذيب" 5/ 602.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 453، و "الجرح والتعديل" 6/ 314، و"ميزان الاعتدال" 3/ 86.
(6)
"ثقات ابن حبان" 5/ 227.
(7)
"ترتيب مسند الشافعي" 1/ 35، نواقض الوضوء.
(8)
"تعجيل المنفعة" 2/ 19.
(9)
"تهذيب الكمال" 20/ 208.
الشَّافعيُّ مِن روايةِ ابن أبي ذئبٍ، عنه، عن ابنِ ثوبانَ، في الوضوء مِن مسِّ الذَّكَرِ، مرسلا. قالَ الشَّافعيُّ: وسمعتُ غيرَ واحدٍ مِن الحفَّاظِ يرويه مرسلًا، لا يذكرون فيه جابرًا.
2784 - عقبةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي مَعْمَر، ويقال: ابنِ مَعمر
(1)
.
مِن أهلِ المدينةِ، وقالَ بعضُهم: حجازيُّ. يروي عن: محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثوبانَ، وعنه: ابنُ أبي ذئبٍ. قالَه ابنُ حِبَّان في ثالثةِ "ثقاته"
(2)
. وقالَ ابنُ المدينيِّ: شيخٌ مجهولٌ، وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ: هو غيرُ مشهورٍ بحملِ العلم، وقيل: هو عقبةُ بنُ أبي معمرٍ، وقيل: ابنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ جابرٍ، وقيل: اسمُ جدِّه هشيم
(3)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
.
2785 - عقبةُ بنُ أبي عتَّابٍ، ويقال: ابنُ أبي غَيّاث، المدنيُّ
(5)
.
يروي عن: أبي هريرة، وعنه: ابنه محمَّدٌ. قالَه ابنُ حِبَّان في ثانيةِ "ثقاته"
(6)
.
2786 - عقبةُ بنُ عمَروِ بنِ ثعلبةَ، أبو مسعودٍ البدريُّ.
الآتي في الكنى
(7)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 435، و"الجرح والتعديل" 6/ 314.
(2)
"الثقات" 7/ 244.
(3)
في الأصل: إبراهيم، وهو تحريف.
(4)
"تهذيب الكمال" 20/ 208، و"تهذيب التهذيب" 5/ 611.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 436، و"الجرح والتعديل" 6/ 315.
(6)
"ثقاته" 5/ 228.
(7)
الكنى في القسم المفقود.
2787 - عقبةُ بنُ أبي يزيدَ القرشيُّ
(1)
.
مِن أهلِ المدينة. يروي عن: زيدِ بنِ أسلمَ، وعنه: العراقيون. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(2)
.
2788 - عَقيلُ بنُ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ، السَّلميُّ
(3)
.
مِن أهلِ المدينة. يروي عن: أبيه، وعنه: صدقةُ بنُ يسارٍ. قالَه ابنُ حِبَّان في ثانيةِ "ثقاته"
(4)
، وذُكرَ في "التهذيب"
(5)
.
2789 - عَقِيلُ بنُ أبي طالبِ بنِ عبدِ المطَّلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كلابٍ، أبو يزيدَ، وقيل: أبو عيسى القُرشيُّ، الهاشميُّ
(6)
.
أخو جعفرٍ، وعليٍّ، وهو أكبرُ الثَّلاثةِ، وشقيقُ عليٍّ. أمُّهما فاطمةُ ابنةُ أسدِ بنِ هاشمٍ، وكانَ أكبرَ منه بعشرين سنةً، وهو وطالبٌ ورِثَا أباهما
(7)
دونَ عليٍّ وجعفرٍ لإسلامهما دونَ الأَوَّلَينِ، وعاشَ بعدَ عليٍّ مدَّةً، وكانَ ممَّنْ أُخْرِجَ من بني هاشمٍ كرهًا إلى بدرٍ، فأُسِرَ يومئذٍ، ولم يكنْ له مالٌ، ففداه العباسُ، ثمَّ هاجرَ في أوَّلِ سنةِ
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 444.
(2)
"الثقات" 7/ 246.
(3)
"التاريخ الكبير" 7/ 52، و"الجرح والتعديل" 6/ 218، و"توضيح المشتبه" 6/ 306.
(4)
"الثقات" 5/ 273.
(5)
"تهذيب الكمال" 20/ 234، و"تهذيب التهذيب" 5/ 620.
(6)
"طبقات ابن سعد" 4/ 144، و"تاريخ دمشق" 41/ 4، و"أسد الغابة" 4/ 63.
(7)
أخرجه البخاري، كتاب: المغازي، باب: أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح (4283).
ثمانٍ وأسلمَ، وشهدَ غزوةَ مُؤتةَ، وعرضَ له مرضٌ بعدَ شهودِها، فلم يُسمعْ له بذكرٍ في الفتحِ، ولا ما بعدها
(1)
، وقد أطعمَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بخيبرَ كلَّ سنةٍ مئةً وأربعين وَسْقا
(2)
. وله عَن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أحاديثُ.
روى عنه: ابنُه محمَّدٌ، وحفيدُه عبدُ الله بنُ محمَّدٍ، وموسى بنُ طلحةَ، والحسنُ البصريُّ، وعطاءُ بنُ أبي رباحٍ، وأبو صالحَ السَّمَّانُ، وكانَ علَّامةً بالنَّسب.
ووفدَ على معاويةَ، فأكرمَه، وأعطاه مئةَ ألفٍ، وقالَ له: اصعدِ المنبرَ فاذكرْ ما أولاكَ عليٌّ، وما أوليتُكَ، فصعِدَ، وقال: أيُّها النَّاسُ، إنِّي أردتُ عليًا على دِينِه، فاختارَ دينَه علَيّ، وأردتُ معاويةَ على دينِه، فاختارني على دِينه، فقالَ معاويةُ: هذا الذي تزعمُ قريشٌ أنَّه أحمق؟!
وترجمتُه تحتملُ البسطَ. وهو في "التهذيب"
(3)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(4)
.
ماتَ بالمدينةِ في خِلافةِ معاويةَ بعدما عَمِيَ، وله دارٌ بالبقيعِ، دُفنَ بها، وقبرُه مشهورٌ عليه قُبَّةٌ أوَّلَ البقيع، وقيلَ: إنَّه تُوفِّي بالشَّامِ.
وكانَ أسنَّ مِن جعفرٍ بعشرِ سنين، وجعفرٌ أسنُّ مِن عليٍّ بذلك، وطالبٌ أسنُّ من عقيلٍ بذلك، وممّا يُحْكى مِن حُسنِ جوابِه: أنَّ معاويةَ قالَ له يومًا: أينَ عمُّكَ
(1)
قال ابن حجر: في هذا نظر، ونقل عن الزبير قال: كان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين: العباس وعلي وعقيل، وسمَّى جماعة. "الإصابة" 2/ 494.
(2)
الوَسَق والوِسْق: ستون صاعًا بصاع النبي صلى الله عليه وسلم. "لسان العرب": وسق.
(3)
"تهذيب الكمال" 20/ 235، و "تهذيب التهذيب" 5/ 621.
(4)
"الإصابة" 2/ 494.
أبو لهب؟، فقالَ: في النَّارِ مُفترشًا عمَّتكَ حمَّالةَ الحطبِ، أو كما قال.
وكانتْ له طِنفسةٌ تُطرحُ له في المسجدِ النَّبويِّ، فيصلي عليها، ويجتمعُ إليه في علمِ النَّسبِ، وأيَّامِ العَربِ، وكانَ أسرعَ النَّاسِ جوابًا، وأحضرَهم مراجعةً في القول، وأبلغَهم في ذلكَ. ويقالُ: إنَّه كانَ أكثرَ مِن غيرِه ذِكرًا لمثالبِ قريشٍ، فعادَتْهُ لذلكَ، وقالوا فيه بالباطلِ، ونسبوه إلى الحُمقِ، رضي الله عنه.
2790 - عُكَّاشةُ بنُ مُصعبِ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ
(1)
.
ابنُ عمِّ هشامِ بنِ عروةَ، وثابتِ بنِ عبد الله، والد مصعب.
2791 - عُكاشةُ بنُ وهبٍ.
أخو جُذامةَ الآتيةِ
(2)
، التي ذكرَها مسلمٌ
(3)
في المدنياتِ. مذكورٌ في الصَّحابةِ، وترجمَه شيخُنا
(4)
فيهم.
2792 - عُكاشة.
شيخٌ، مدنيٌّ. [له ذكرٌ] في: أخيه عماد.
2793 - عِكرمةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامِ بنِ المغيرةِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ مخزومٍ، أبو عبدِ الله القُرشيُّ، المدَنيُّ
(5)
.
(1)
" ثقات ابن حبان" 7/ 303.
(2)
ترجمتها في القسم المفقود من الكتاب.
(3)
"الطبقات" 1/ 213 (535).
(4)
"الإصابة" 2/ 495.
(5)
"التاريخ الكبير" 7/ 50، و"الجرح والتعديل" 7/ 10، و"فتح الباب في الكنى والألقاب" =
أخو أبي بكرٍ، وعمرَ، وعبدِ الله. يأتي ذكرُهم في أخيِهم أبي بكر
(1)
.
وهذا عندَ مسلمٍ
(2)
في ثالثةِ تابعي المدنيينَ. يروي عن: أبيه، وأمِّ سلمةَ، وعبدِ اللهِ بنِ عمروِ بنِ العاصِ، والأعرجِ، وماتَ قبلَه، وعنه: ابناه: عبدُ الله، ومحمَّدٌ، ويحيى بنُ عبدِ الله بنِ صَيْفيٍّ، والزُّهريُّ.
قالَ ابنُ سعدٍ
(3)
: ثقةٌ قليلُ الحديثِ، تُوفي في خلافةِ يزيدَ بنِ عبدِ الملكِ بالمدينة، وقالَّ النَّسائيُّ: ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(4)
، وأنَّه روى عن عمرَ، وغيرِ واحدٍ مِن الصَّحابةِ رضي الله عنهم، وأمُّه فاختةُ
(5)
ابنةُ عتبةَ بنِ سُهَيلِ
(6)
بنِ عمروٍ، ماتَ سنةَ ثلاثٍ ومئةٍ. وقالَ أبو حاتمٍ الرَّازيُّ
(7)
: حديئُه عن عمرَ مرسلٌ. وهو في "التهذيب"
(8)
.
2794 - عِكرمةُ، أبو عبدِ اللهِ البَرْبَرِيُّ، ثُمَّ المدَنيُّ
(9)
.
= 1/ 465.
(1)
في الأصل: أحدهم، وهو تحريف.
(2)
"الطبقات" 1/ 238 (721).
(3)
"الطبقات الكبرى" 5/ 209.
(4)
"الثقات" 5/ 232.
(5)
في الأصل: فاطمة، وهو تحريف.
(6)
تحرَّفت في الأصل إلى: سهل.
(7)
"الجرح والتعديل" 7/ 10.
(8)
"تهذيب الكمال" 20/ 254، و"تهذيب التهذيب" 5/ 627.
(9)
"طبقات ابن سعد" 5/ 287، و"طبقات خليفة" 280، و"الثقات" 5/ 232.
مولى ابنِ عَبَّاسٍ، وأحدُ العلماءِ الرَّبانيينَ. ذكرهُ مُسلمٌ
(1)
في ثالثةِ تابعِي المدنيين.
يروي عن: مولاهُ، وعائشةَ، وعليٍّ، كما في "النَّسائي"
(2)
، وأبي هريرةَ، وعقبةَ بنِ عامرٍ، وابنِ عمروٍ، وابنِ عُمرَ، وأبي سعيدٍ، وعنه: أيُّوبُ
(3)
السَّخْتِيَانيُّ، وثورُ بنُ يزيدَ، وثورُ بنُ زيدٍ الدِّيليُّ، وأبو بشرٍ، وخالدٌ الحذَّاءُ، وداودُ بنُ أبي هِندٍ، وعاصمٌ الأحولُ
(4)
، وعبَّادُ بنُ منصورٍ، وعَقيلُ بنُ خالدٍ، وعبدُ الرَّحمنِ ابنُ الغسيلِ، ويحيى بنُ أبِي كثيرٍ، وخلقٌ.
وأفتَى في حياةِ مولاهُ، وكانَ يقولُ: طلبتُ العلمَ أربعينَ سنةً، وكانَ مولاي يضعُ في رِجلي الكَبْلَ على تعليمِ القرآنِ، والفقه. وخرَّجَ له الأئمةُ، وذُكرَ في "التهذيب"
(5)
، وابنِ حبَّان
(6)
، والعِجليِّ
(7)
، والعُقيلي
(8)
.
وترجمتُه محتملةٌ لكراريسَ، وهي في أوراقٍ من "التهذيب"
(9)
.
(1)
"الطبقات" 1/ 251 (893).
(2)
"سنن النسائي" 2/ 76، وغيرها.
(3)
تحرَّفت في الأصل إلى: أبوه.
(4)
وردت في الأصل: الأحوال، محرفة.
(5)
"تهذيب التهذيب" 5/ 630.
(6)
"الثقات" 5/ 229 - 230.
(7)
"معرفة الثقات" 2/ 145.
(8)
"ضعفاء العقيلي" 3/ 373.
(9)
"تهذيب الكمال" 20/ 264، و"تهذيب التهذيب" 5/ 630.
ونُسبَ للإباضية
(1)
، وماتَ في سنةِ خمسٍ، أو ست، أو سبعٍ ومئةٍ، بالمدينةِ، عن أربعٍ وثمانين سنةً.
ولما ماتَ مولاه ابنُ عبَّاسٍ -وكانَ رقيقًا- باعَه ابنُه عليٌّ مِن خالدِ بن يزيدَ بنِ معاويةَ بأربعةِ آلاف دينارٍ، فقيل له: بعتَ عِلمَ أبيك؟ فاستقالَه عليٌّ مِن خالدٍ، ثمَّ أعتقه. ومِن كلماتِه رحمه الله: البكاءُ على الوالدينِ بعدَ موتِهما يزيدُ في بِرِّهما.
2795 - عِكرمَةُ مولَى ابنِ عَبَّاسٍ
(2)
.
يروِي عن: ابنِ عبَّاسٍ، وعنه: العوَّام بنُ حَوْشَب فقط. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاتِه"
(3)
، وفرَّقَ بينَه وبينَ الذي قبلَه.
2796 - العلاءُ بنُ الحضرمِيِّ
(4)
.
صحابيٌّ، ذكرهُ مسلمٌ
(5)
في المدنيينَ، كانَ عبدُ اللهِ أبوهُ قد سَكنَ مكَّةَ، وحالفَ حربَ بنَ أُميَّةَ، وكانَ للعلاءِ إخوةٌ مِنهم عمروٌ، أوَّلُ قتِيلٍ مِن المشركِين، ومالُهُ أوَّلُ مالٍ خُمِّسَ في المسلمِينَ، وبسبِبِه كانتْ وقعةُ بدرٍ.
واستعمَل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم العلاءَ على البَحرينِ، وأقرَّهُ أبو بكرٍ، ثُمَّ عمرُ. ماتَ سنةَ أربعَ عشرةَ، وقِيل: إحدَى وعشرين.
(1)
وهي من فرق الخوارج، وانظر:"المعرفة والتاريخ" 2/ 7.
(2)
"التاريخ الكبير" 7/ 49، و "الجرح والتعديل" 6/ 9.
(3)
"الثقات" 5/ 230.
(4)
"أسد الغابة" 4/ 74.
(5)
"الطبقات" 1/ 149 (49).
روى عنهُ من الصَّحابةِ: السَّائبُ بنُ يزيدَ، وأبو هريرةَ.
وكانَ يُقالُ: إنَّهُ مجابُ الدَّعوةِ، وخاضَ البحرَ بِكلماتٍ قالهَا
(1)
، ممَّا هو مَشهورٌ في كتبِ الفُتوحٍ، قالَه في "الإصابة"
(2)
.
2797 - العلاءُ بنُ خَارِجَةَ
(3)
.
قالَ ابنُ مَندهْ: مِن أهلِ المدينةِ. روَى البغويُّ
(4)
، والطبرانيُّ
(5)
، وابنُ شاهينٍ، وغيرُهم مِن طريقِ وُهَيبٍ عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ حَرْمَلةَ، عن عبدِ الملكِ بنِ يعلى عنهُ مَرفوعًا:"تعلَّمُوا مِن أنسابِكمْ ما تَصلُون بهِ أرحامَكُم، فإنَّ صِلةَ الرَّحِمِ محبةٌ للأهلِ، مَثراةٌ للمالِ، مَنْسأةٌ في الأجلِ". قالَ البغويُّ: قالَ المخرميُّ: هو خطأٌ، والصَّوابُ: ابنُ العلاءِ بنِ حَارثةَ.
2798 - العلاءُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ يعقوبَ، أبو شِبْلٍ، المدَنيُّ
(6)
.
عِدادهُ في أهلِها، أحدُ المشاهيرِ، ولاؤُهُ للحُرَقَةِ مِن جُهينةَ، وكانَ جدُّهُ مُكاتَبًا لمالكِ بنِ أوسِ بنِ الحدَثانِ النَّصريِّ.
ذكرَه مسلمٌ
(7)
في رابعةِ تابعي المدنيينَ. يروي عن: أبِيهِ، وابنِ عُمرَ، وأنسٍ،
(1)
"المعجم الكبير" 18/ 95 (167).
(2)
"الإصابة" 2/ 498.
(3)
"الإصابة" 2/ 498.
(4)
لم أجده في "معجم الصحابة" له.
(5)
"المعجم الكبير" 18/ 98 (176)، وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 193: ورجاله موثقون.
(6)
"المعرفة والتاريخ" 1/ 306، و"التاريخ الكبير" 6/ 508، و"تاريخ أسماء الثقات"343.
(7)
"الطبقات" 1/ 263 (1036).
وخلقٍ، وعنه: شعبةُ، ومالكٌ، والسُّفيانانِ، وإسماعيلُ بنُ جعفرِ [بن أبي كثيرٍ، وعبدُ العزيزِ بنُ محمَّدٍ]
(1)
الدَّرَاوَرْدِيُّ، وغيرُهِم.
قالَ ابنُ مَعينٍ: لم يزلِ النَّاس يتَّقُون حدِيثَهُ، ومرَّةً: ليس حديثُهُ بِحجَّةٍ، ومرَّةً: ليسَ بالقويِّ، وأحمدُ
(2)
: ثقةٌ، لم نَسمع أحدًا ذكرَهُ بسوءٍ.
وكذا وثَّقَهُ العِجليُّ
(3)
، وابنُ حِبَّانَ
(4)
، وقالَ النَّسائيُّ: ليسَ بهِ بأسٌ، وأبو حاتمٍ
(5)
: وأنا أنكرُ مِن حدِيثِهِ أشياءَ
(6)
، وابنُ عديٍّ
(7)
: ما أَرى بِحدِيثِهِ بأسًا.
وقالَ ابنُ سعدٍ
(8)
: قالَ محمَّدُ بنُ عُمرَ: "صحِيفتُهُ" بالمدينةِ مشهورةٌ، وكان ثقةً كثيرَ الحديثِ ثبتًا، وماتَ في أوَّلِ خِلافةِ أبي جعفرٍ
(9)
.
قالَ عليُّ ابنُ المدِينِيِّ: أُراهُ ماتَ سنةَ اثنتينِ وثلاثِين ومئةٍ، وقالَ غيرُه: سنةَ ثمانٍ وثَلاثِينَ، وقالَ ابنُ الأثيرِ
(10)
: سنةَ تسعٍ وثَلاثِينَ.
(1)
ما بين المعقوفتين من "تهذيب الكمال".
(2)
"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 32 (240).
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 150.
(4)
"الثقات" 5/ 241.
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 357.
(6)
تحرَّفت في الأصل إلى: ما أنكر من حديثه شيئًا، والمثبت من "الجرح والتعديل".
(7)
"الكامل" 6/ 374.
(8)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، 303.
(9)
تحرَّفت في الأصل إلى: خلافة أبي بكر رضي الله عنه.
(10)
"الكامل في التاريخ" 3/ 17.
وقالَ الخليليُّ
(1)
: مدنيٌّ مختلفٌ فِيهِ؛ لأنَّهُ ينفردُ بأحاديثَ لا يُتابَعُ عَليهَا، كَحدِيثِ:"إذا كان النِّصفُ مِن شعبانَ فلَا تَصُومُوا"
(2)
.
وقد أخرجَ مُسلمٌ
(3)
من حديثِهِ المشاهيرَ دون الشَّواذِّ، وقالَ الترمذيُّ
(4)
: هو ثقةٌ عِندَ أهلِ الحَدِيثِ. وهو في "التهذيب"
(5)
.
2799 - عِلاقةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ مِرْبعٍ، من بني حارثَةَ الأنصاريُّ
(6)
.
عِدادُه في أهلِ المدينةِ. يروي عن: سهلِ بنِ سعدٍ السَّاعديِّ، وعنه: كثيرُ بنُ جعفرٍ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(7)
.
2800 - عِلْباءُ
(8)
، بكسرِ العَينِ المُهملةِ وسُكونِ اللَّامِ، بَعدها موحَّدةٌ ممدودةٌ.
عِدادُه في أهلِ المدينةِ، ذكرهُ فِيهم مسلمٌ
(9)
. روى عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حديثَ: "لا تقومُ السَّاعةُ إلَّا على حُثالةِ النَّاسِ"
(10)
، وعنه: جعفرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الحكمِ.
(1)
"الإرشاد" 1/ 218.
(2)
أخرجه أحمد في "المسند" 3/ 442.
(3)
مثل كتاب الإيمان، باب: الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، محمَّدٌ رسول الله 1/ 52 (34)، وقد ذُكر في "صحيح مسلم" / 22/ مرة.
(4)
كتاب الطهارة، باب: ما جاء في إسباغ الوضوء، بعد حديث (52).
(5)
"تهذيب الكمال" 22/ 520، و"تهذيب التهذيب" 6/ 302.
(6)
"التاريخ الكبير" 7/ 91.
(7)
"الثقات" 5/ 286.
(8)
"الجرح والتعديل" 7/ 28، و"الإصابة" 2/ 499، وفيهما: علباء السلميُّ، له صحبة.
(9)
"الطبقات" 1/ 160 (184).
(10)
أخرجه أحمد في "المسند" 3/ 499، ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" 4/ 496، وقال: =
2801 - علقمةُ بنُ أبِي علقمةَ بلالٍ، المدنيُّ
(1)
.
مولى عائشةَ. يروي عن: أمِّهِ مرجانَةَ، وأنسٍ، والأعرجِ، وعنه: مالكٌ، وسليمانُ بنُ بِلالٍ، والدَّراورديُّ، وجماعةٌ.
وثَّقَهُ ابنُ مَعينٍ
(2)
، وأبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ حِبَّانَ
(3)
، وقالَ: عِدادُه في أهلِ المدينةِ، وكان نَحويًا يَتَعاطى الأدبَ، وروَى عن أنسٍ أحرفًا، فلا أَدرِي أدلَّسَهَا؟ أم سمِعَهَا منه، وابنُ عبد البَرِّ
(4)
، وقالَ: كانَ مأمونًا، واسمُ أمِّهِ مَرْجانةُ، وقالَ أبو حاتمٍ
(5)
: صالحُ الحَدِيثِ، لا بأسَ بهِ، وقالَ ابنُ سعدٍ
(6)
: ماتَ في أوَّلِ خلافةِ المنصورِ، وله أحاديثُ صالحةٌ، وكان لهُ كِتَاب، يُعَلِّم النَّحوَ، والعربيَّةَ، والعروضَ.
ماتَ قُبَيل الأربعينَ ومئةٍ، في آخرِ خِلافةِ أبي جعفرٍ. وهو في "التهذيب"
(7)
.
2802 - عَلْقَمَةُ بنُ وَقَّاصِ بنِ مِحْصَنٍ اللَّيثيُّ، العُتْواريُّ، المدَنِيُّ
(8)
.
= صحيح الإسناد.
(1)
"التاريخ الكبير" 7/ 42، و"الكاشف" 2/ 34.
(2)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 415.
(3)
"الثقات" 5/ 211، 7/ 291.
(4)
"التمهيد" 30/ 107.
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 406.
(6)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 342.
(7)
"تهذيب الكمال" 20/ 298، و"تهذيب التهذيب" 5/ 641.
(8)
"أسد الغابة" 4/ 88، و"الإصابة" 3/ 81.
مِن أهلِها. ذكرهُ مسلمٌ
(1)
في ثانية تابِعِيهم، وهو جدُّ محمَّدِ بنِ عَمروِ بنِ عَلقَمَةَ.
سمِعَ: عمرَ، وعائشةَ، وابنَ عباسٍ، وعنه: ابناهُ عمروٌ، وعبدُ اللهِ، ومحمَّدُ بنُ إبراهيمَ التَّيميُّ، والزُّهريُّ، وابنُ أبي مُلَيكَةَ.
وثَّقَهُ العِجليُّ
(2)
، والنَّسائيُّ، وابنُ سعدٍ
(3)
، وقالَ: قليلُ الحديثِ، تُوفِّيَ بالمدينةِ في خلافةِ عبدِ الملكِ بنِ مَروانَ، وله دارٌ بالمدينةِ في بَنِي ليثٍ. وذكرهُ مُسلمٌ في الطَّبقةِ الذينَ وُلدُوا في حياةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكذَا قالَ ابنُ عبدِ البرِّ في "الاستيعاب"
(4)
: إنَّهُ وُلدَ على عَهدِهِ صلى الله عليه وسلم.
وقالَ أبو نُعيمٍ في "الصحابة"
(5)
: ذكرهُ بعضُ المتأخِّرينَ -يعني ابنَ مَندهْ- في "الصحابة"، وذكرهُ القاضِي أبو أحمدَ، والنُّاس في التَّابِعينَ انتهى.
وذكرهُ ابنُ حِبَّانَ في "ثقات التابعين"
(6)
، وأرَّخ وفاتَهُ كابنِ سعدٍ.
وكنَّاهُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ المفضلِ
(7)
الحافظُ: أبا يحيَى، وقِيل غيرَ ذَلكَ. وهو في
(1)
"الطبقات" 1/ 230 (638).
(2)
"معرفة الثقات" 2/ 149.
(3)
"الطبقات الكبرى" 5/ 60.
(4)
"الاستيعاب" 3/ 126.
(5)
"معرفة الصحابة" 4/ 2180.
(6)
"الثقات" 5/ 209.
(7)
عليُّ بن المفضَّل المقدسيُّ، ثم الإسكندرانيُّ، المالكيُّ، من أئمة الحديث، له:"الأربعون في طبقات الحفاظ"، مولده سنة 544 هـ، ووفاته سنة 611 هـ. "وفيات الأعيان" 3/ 290، و"سير أعلام النبلاء" 22/ 66.
"التهذيب"
(1)
.
2803 - عُلوَانُ المغربيُّ.
مِن عَربِ المغرِبِ، جاورَ في الحرمَينِ بعدَ أن تابَ، وصَاحَب الصَّالحِينَ، وكأنَّهُ عادَ إلى بلدِهِ. ذكر ابنُ صالحٍ.
2804 - عليانُ بنُ مَسعودٍ الشَّكيليُّ، الحنفيُّ.
اشتغلَ بالفقهِ، وكانَ ديِّنًا، مُنعزِلًا عنِ النَّاسِ، متسبِّبًا في العطرِ وغيرهِ، على طريقةٍ حسنةٍ. قالَه ابنُ فَرحونٍ
(2)
.
2805 - عليُّ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ غنايمَ، الشَّهيرُ بابنِ عَلْبَكَ
(3)
.
الماضِي أبوهُ. ممَّن سمِعَ في سنةِ سبعٍ وثلاثِينَ على الجمالِ الكَازَرُونيِّ في "الصحيح". وهو أخُو أحمدَ، وأبي الفتحِ محمَّدٍ.
2806 - عليُّ بنُ إِبراهيمَ بنِ محمَّدٍ، السَّيدُ زينُ الدِّينِ، العَجميُّ، الجُوَيْمِيُّ
(4)
.
نسبةً لجُوَيْمٍ
(5)
- بضمِّ الجيمِ، وسُكونِ الواوِ، وكسرِ التَّحتانِيةِ وسكونِ المِيمِ: قصبةٍ من قَصباتِ شيراز
(6)
، الشافعيُّ.
(1)
"تهذيب الكمال" 20/ 313، و"تهذيب التهذيب" 5/ 645.
(2)
"نصيحة المشاور"، 187.
(3)
"الضوء اللامع" 5/ 158.
(4)
"الضوء اللامع" 5/ 158.
(5)
"معجم البلدان" 2/ 192.
(6)
مدينة عظيمة مشهورة بفارس (إيران). "معجم البلدان" 3/ 379.
نزيلُ المدينةِ، وشيخُ باسطِيَّتِها
(1)
، بل يُقالُ: لم يبنِهَا الواقفُ إلَّا لأجلِهِ، وكان ابتداءُ عِمارتهِ لها في سنةِ ثلاثٍ وخَمسينَ حِين حجَّ آخرَ حجَّاتِهِ، ويُدعى نصيًّا.
أقامَ بالمدينةِ على قَدمٍ عظيمٍ في سُلوكِ الصَّلاحِ، والتَّصديِّ لإقراءِ العلومِ، والتكسُّبِ، والتكرُّمِ على أهلِهَا والوارِدين عليهَا، معَ لسانٍ فصِيحٍ، وقُدرةٍ على التَّعبِيرِ، حتَّى كانَ أبو يونسَ المغربيُّ يقولُ: هو جوهرةٌ بينَ البَصلِ، ولم يختلف في تقدُّمِهِ في العلمِ والصَّلاحِ من أهلِها اثنان.
وممَّن لقِيَهُ حسينٌ الفَتْحيُّ فكتبَ عنهُ
(2)
:
إذا شئتَ أنْ تستقرضَ المالَ مُنْفِقًا
…
على شَهواتِ النَّفسِ في زمنِ العُسرِ
فَسَلْ نفسكَ الإنفاقَ مِن كَنزِ صبرِها
…
عليكَ وإرفاقًا إلى زمنِ اليُسرِ
فإن فَعَلَتْ كنتَ الغنيَّ وإن أَبَتْ
…
فكلُّ مَنُوعٍ بعدَها واسعُ العُذرِ
ووصفَهُ بِالمولَى السَّيدِ الإمامِ العلَّامةِ زينِ الدِّينِ، وكذَا لازمَهُ في علومٍ كَثيرةٍ، بل وكتبَ عليهِ البرهانُ ابنُ القطَّانِ، كما قدَّمتُ في تَرجمتِهِ، وكُتُبُهُ عندَهُ، وبعضُها بخطِّهِ. ماتَ وقد أسنَّ سنةَ سِتِّينَ وثماني مئةٍ بالمدينةِ، ودُفِنَ بالبَقِيعِ.
وبَلغنِي أنَّهُ كتبَ سَيرًا على "المنهاج"، وأنَّهُ إمَّا أن يكونَ أخذَ عنِ التَّفتازاني، أو بعضِ تلامذَتِهِ، الشكُّ مِن سامعِ ذلكَ مِنهُ.
(1)
المدرسة الباسطية: أنشأها الزَّينُ عبدُ الباسطِ سنة 853 هـ، بجوار باب السلام بالمدينة، وقرَّرَ عليًا العجميَّ على مشيختها، وقد قيل: لم يبنها إلا له. انظر: "الضوء اللامع" 5/ 159.
(2)
الأبيات في "الضوء اللامع" 5/ 159.
وكان معهُ أخٌ له تُوفِّيَ قبلهُ بالمدينةِ، فلزِمَ الإقامةَ بعدهُ وفاءً بِما التزمَاهُ، رحمه الله وإِيانَا. واستقرَّ بعدهُ في الباسطيَّةِ البرهانُ إبراهيمُ ابنُ القاضِي فتحِ الدِّينِ ابنِ صالحٍ، بُوركَ فيه.
2807 - عليُّ بنُ أحمدَ بنِ إسماعيلَ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ مهدِيٍّ، المحدِّثُ، نورُ الدِّينِ، أبو الحسنِ ابنُ أبِي العبَّاسِ، الكِنانيُّ، المُدْلجِيُّ، المصريُّ، الفُوِّيُّ
(1)
، المدَنِيُّ، الشَّافعيُّ
(2)
.
وُلد تَقريبًا سنةَ سبعَ عشرةَ وسبعِ مئةٍ، وطلبَ الحدِيثَ بِنفسِهِ، فسَمِعَ على ابنِ شاهدِ
(3)
الجيش: "الصحيح".
وعلى النَّجمِ عبدِ العَزِيزِ بنِ عبدِ القادِرِ البغداديِّ
(4)
، والقاضِي ناصر
(5)
الدِّينِ
(1)
نسبة إلى فُوَّة، وهي بليدةُ على شاطئ النِّيل قربَ مدينة رشيدٍ، بينها وبين البحر المتوسط نحو خمسة فراسخ أو ستة. "معجم البلدان" 4/ 280.
(2)
"ذيل التقييد" 2/ 175، و "شذرات الذهب" 6/ 275.
(3)
تحرَّفت في الأصل إلى: شاهين، والمثبت هو الصواب.
وابنُ شاهدِ الجيشِ هو: عبد الرَّحيمِ بنُ عبدِ الله بنِ يوسف، محدِّثٌ. توفي سنة 746 هـ. "وفيات ابن رافع" 1/ 9، و "ذيل التقييد" 2/ 109.
(4)
عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ القادرِ الربعيُّ، نجمُ الدِّين البغداديُّ، المحدِّث، ولد سنة 662 هـ ببغداد، ومات بالقاهرة سنة 748 هـ. "وفيات ابن رافع" 2/ 49، و"الدرر الكامنة" 2/ 375.
(5)
في المخطوطة: نور الدين، والتصويب من "ذيل التقييد" 2/ 175.
وهو القاضي ناصرُ الدِّين محمدُ بنُ محمدٍ التونسيُّ، المالكيُّ، تفرَّد بكثيرٍ من المسموعات. توفي سنة 763 هـ. "وفيات ابن رافع" 2/ 247، و"الدرر الكامنة" 4/ 246.
التُّونسيِّ
(1)
: "السنن" لأبي داودَ، [و]
(2)
على المظفَّرِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ ابنِ العطَّارِ
(3)
، وأبي الحسنِ العُرْضِيِّ
(4)
: "الترمذي"، وعلى أحمدَ بنِ كُشْتُغْدِي
(5)
: "الجمعةَ" للنَّسائيِّ، وعلى أبِي نُعَيْمٍ الإِسْعِرْدِيِّ
(6)
، والمَيْدُوميِّ:"جزء البطاقة"
(7)
، وعلى أبِي حَيَّان، ومحمَّدِ بنِ غالِي
(8)
، والبدرِ الفارقِي
(9)
في آخرِينَ.
وقرأَ على العفيفِ المطريِّ في سنةِ ستٍّ وخمسينَ "الجزءَ" الذي خَرَّجه له الذَّهبيُّ، وكذَا فِيهَا "صحيح البخاري" على قاضِي المدينةِ الشَّمسِ ابنِ سبعٍ.
وارتحَلَ بولدِهِ أبي الطَّيِّبِ إلى البلادِ الشَّامِيَّةِ، فسَمِعَ بدمشقَ من
(1)
لم أجده.
(2)
سقطت في الأصل، والسياق يقتضيها.
(3)
لم أجده.
(4)
عليُّ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ العُرْضِيُّ، الدِّمشقيُّ، التاجرُ، المسند. ماتَ سنة 764 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 20. والعُرْضي: نسبة إلى عُرْضٍ، من نواحي دمشق. "اللباب" لابن الأثير 2/ 132.
(5)
أحمدُ بن كُشْتُغْدِي بن عبد الله من أئمة الحديث، توفي سنة 744 هـ. "الدرر الكامنة" 1/ 238.
(6)
أبو نعيم أحمدُ بنُ عبيدِ بنِ محمدٍ الَإسْعِرْدِيُّ ثم القاهريُّ، المعلِّم، توفي سنة 745 هـ. "الدرر" 1/ 197.
(7)
"جزء البطاقة" لحمزة بن محمد الكناني المصري، المتوفى سنة 348 هـ. طبع بتحقيق عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد، بمكتبة دار السلام في الرياض 1412 هـ/ 1992 م.
(8)
محمَّدُ بنُ غالي بنِ نجمٍ الدمياطيُّ، ابن الشمّاع، شمس الدين، المتوفى سنة 741 هـ. "الدرر الكامنة" 4/ 133.
(9)
محمدُ بنُ أحمدَ بنِ خالدٍ، بدرُ الدِّينِ الفارقيُّ، عالمٌ بالقراءات والحديث، مولده سنة 660 هـ، ووفاته سنة 741 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 315.
أصحابِ الفخرِ ابنِ البخاريُّ، وغيرِهِم، وبحلبَ وحمصَ وحماة، والمَعَرَّة
(1)
وبعلبَكَّ
(2)
، والحرمينِ مِن عدَّةٍ، وحدَّثَ بالإجازَةِ عن الرضيِّ الطَّبريِّ والحجَّارِ.
ومهرَ في الفِقهِ والعربِيَّةِ، ودرَّسَ بِبَغدادَ وبحلبَ، وقطنَهَا مدَّةً.
ولازَمَ الشُّيوخَ وتزَهَّدَ وتصوَّفَ، وحَجَّ وجاوَرَ، وحدَّثَ بالحَرمينِ، ومصرَ، والشَّامَ، وبلادِ العجمِ.
سمِعَ منهُ الفضلاءُ، وعرضَ عليهِ أبو اليُمنِ المراغيُّ، وأخبرَهُ بـ "العُمدةِ" عن ابنِ الخَبّازِ
(3)
[عن] عزّ الدِّينِ أبي العبَّاسِ أحمد
(4)
بنِ أبي الخيرِ سلامةَ الحدَّادِ سَماعًا، بسماعِهِ مِن مؤلِّفِهَا.
واتَّفقَ لهُ بِبِلادِ العَجمِ أنَّهُ اجتَمَعَ بِبعضِ الرُّواةِ بها، فروَى لهُ حَديثًا عن شَخصٍ عنه، فقالَ لهُ: اسمعهُ مِنِّي تَعلُ درجتُكَ، فخَجَل الرَّجلُ، كما وقعَ للجعابيِّ
(5)
مع الطبرانيِّ
(6)
.
(1)
معرَّةُ النعمان: مدينة كبيرة تابعة لحمص، بين حلب وحماة. "معجم البلدان" 5/ 155 - 156.
(2)
بعلبك: مدينةٌ قديمةٌ فيها أبنيةٌ عجيبةٌ، وآثار عظيمةٌ، وقصورٌ على أساطين الرُّخام. "معجم البلدان" 1/ 453. وهي إحدى مدن لبنان.
(3)
محمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنَ إبراهيمَ، مسند الآفاق، توفي سنة 756 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 384.
(4)
أحمد بن أبي الخير سلامة الدمشقيُّ، الحداد، أبو العباس، المتوفى سنة 678 هـ. "العبر" 5/ 319، والوافي 6/ 397.
(5)
أبو بكرٍ محمَّدُ بنُ عمرَ الجِعَابي، التميميُّ، البغداديُّ، أحدُ الحفَّاظ، مولده سنة 284 هـ، ووفاته سنة 355 هـ. "تاريخ بغداد" 3/ 26، و"المنتظم" 7/ 36.
(6)
انظر خبر ذلك في "سير أعلام النبلاء" 16/ 124.
وكان رَجلًا صَالحًا، أمَّارًا بالمعروفِ نَّهاءً عنِ المُنكرِ، مُتقشِّفًا ملازمًا طريقةَ السَّلفِ، لا يُكثر الإقامةَ بِبلدٍ، ولا ينقطعُ في الغالبِ إلى معلومٍ، بِحيثُ إنَّهُ وَلي في وقتٍ مشيخةَ خانقاه
(1)
ببيتِ المقدسِ ثُمَّ تركَهَا.
نعم كانتْ غالبُ إقامتِهِ بالحرمَينِ، واستقرَّ آخرًا بالمدينةِ النَّبويَّةِ، وولِيَ بهَا تدرِيسَ الحديثِ للأشرفِ شعبانَ بنِ حُسينٍ، وجمعَ كِتابًا في "رجالِ الصحيحين"، ثم وَردَ في آخرِ عمرِهِ إلى القاهرةِ، فماتَ بها في يومِ الثُّلاثاءِ خامسِ عشري جمادَى الأُولَى سنةَ اثنتينِ وثمانينَ وسبعِ مئةٍ، وصُلِّيَ عليهِ بجامعِ الحاكمِ
(2)
، ثُمَّ بِمُصلَّى بابِ النَّصرِ، ودُفِنَ بتُربةِ الصُّوفيةِ ظاهرَ القاهرةِ.
وهو ممَّن ذكرهُ شيخُنَا في "درره"
(3)
، و"إنبائه"
(4)
معًا باختصارٍ، والوليُّ العراقيُّ في "وفياته"، والفاسي في "مكة"
(5)
، وابنُ الجزرِي
(6)
في "مشيخةِ الجنيدِ". رحمه الله
(1)
الخانقاه: لفظة فارسية معرَّبة، جمعها خوانق، وأصلها: خانكاه. وهي اسم لمكان الذِّكْر والعبادة المخصَّص للدَّراويش الذين يتبعون شيخًا.
(2)
جامع الحاكم: أسّسه العزيز بالله، ثمَّ أكمله الحاكم بأمر الله، وانتهى من إكماله سنة 393 هـ، ثم جدده بيبرس الجاشنكير، وهو من أكبر جوامع القاهرة. "المواعظ والاعتبار" 4/ 55، و"حسن المحاضرة" 2/ 253.
(3)
"الدرر الكامنة" 3/ 10.
(4)
"إنباء الغمر" 2/ 30.
(5)
"العقد الثمين" 6/ 129.
(6)
محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدٍ، شمسُ الدِّين ابن الجزريِّ، شيخُ القُرَّاء، ومن أعلام المحدِّثين، توفي سنة 833 هـ. "الضوء اللامع" 9/ 255.
وإيانَا.
2808 - عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عُمرَ بنِ عَيّاذٍ الأنصاريُّ، المغربيُّ، ثُمَّ المدنيُّ، المالكيُّ
(1)
.
الماضِي أبوهُ، والآتي عمُّهُ محمَّدٌ.
ممَّن حضَرَ وهو في الثانيةِ سنةَ عِشرينَ مع أبِيهِ ما سيُذكَرُ في عمِّهِ إن شاءَ اللهُ. ماتَ بالشَّامِ في طاعونِ سنةِ بضعٍ وخمسينَ.
2809 - عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ العزِيزِ بنِ القاسمِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، الشَّهيدُ النَّاطقُ ابنُ القاسمِ بنِ عبدِ اللهِ، العلَّامةُ أقضَى القُضاةِ، نورُ الدِّينِ أبو الحسنِ ابنُ الشِّهابِ أبي العبَّاسِ ابنِ الكمالِ أبي محمَّدٍ القرشيُّ الهاشميُّ، العَقِيليُّ، مِن ولدِ عَقيلِ بنِ أبي طالبٍ، النُوْيرِيُّ، المكيُّ، المالكيُّ
(2)
.
وأمُّهُ كماليةُ
(3)
ابنةُ القاضِي النَّجمِ محمَّدِ ابنِ الجمالِ ابنِ المُحِبِّ الطبريِّ.
وُلدَ في شعبانَ سنةَ أربعٍ وعِشرين وسبعِ مئةٍ بمَكَّةَ، وسَمِعَ بِها معَ أخِيهِ القاضِي أبِي الفضلِ على عيسَى الحِجّيِّ "صحيح البخاري".
وعليه، وعلى الزَّينِ الطبريِّ، ومحمَّدِ ابنِ الصفيِّ، وبلالٍ عتيقِ ابنِ العجميِّ، والجمالِ المطريِّ:"جامع الترمذي".
(1)
"الضوء اللامع" 5/ 168.
(2)
"العقد الثمين" 6/ 134، "الدرر الكامنة" 3/ 17، "المجمع المؤسس" 3/ 177.
(3)
كماليةُ بنتُ محمَّدِ بنِ محمَّدٍ، مُسنِدة. "الضوء اللامع" 12/ 121.
وعلى الزَّينِ وحدهُ: "السيرةَ" لجدِّهِ المُحِبِّ، و"صفوةِ القِرَى".
وعلى عِيسَى
(1)
ابن الملوكِ: "سباعيات مُؤْنِسة"، وعلى الصَّلاحِ العَلائيِّ: الأوَّل مِن "مسلسلاتِهِ"، وعلى العزِّ ابنِ جماعةَ:"مسند الموطأ" للغافِقِي، وغيرَ ذلك مِن مسمُوعاتِ أخِيهِ، وغيرِها بمَكَّةَ على جماعةٍ.
وبالمدينةِ مع أخِيهِ أيضًا على الزُّبيرِ الأسوانيِّ "الشفا"، وعلى الجمالِ المطريِّ، وخالصٍ البهائيِّ:"إتحاف الزائر" لابن عساكر.
وعلى علِي بنِ عُمرَ بنِ حَمزةَ الحَجّارِ عدَّةَ "أجزاء"، وعلى أبِي طيبَةَ الآقشَهْرِيِّ:"التيسير" للدَّاني.
وأجازَ لهُ معَ أخِيهِ من مصرَ في سنةِ إِحدَى وأربعينَ وسبعِ مئةٍ البدرانِ الفارقيُّ، وحسنُ بنُ محمَّدِ بنِ السَّدِيدِ الإِرْبليُّ
(2)
، وأبو نُعيمٍ الإسْعِرْدِيُّ، والشِّهابُ أحمدُ بنُ عُمرَ المُشْتُوليُّ
(3)
، والصَّلاحُ يوسفُ بنُ أحمدَ بنِ عبيدٍ المُوقِّعُ
(4)
، وابنُ شاهدِ الجيشِ، وأحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ الإخوةِ
(5)
، والمَيْدوميُّ، وآخرونَ.
(1)
عيسى بنُ عمرَ بن أبي بكرٍ الأيوبي، ابن الملوك، ولد سنة 655 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 208.
(2)
حسنُ بنُ محمَّدٍ، بدرُ الدِّينِ ابنُ السَّدِيد، الإِرْبِلِيُّ، مات سنة 748 هـ. "الدرر الكامنة" 2/ 37.
(3)
الشِّهابُ أحمدُ بنُ عليِّ المُشْتُولي. مات سنة 744 هـ. "الدرر" 1/ 206.
وفي الأصل: أحمد بن عمر المستولي، وهو تحريف. والمُشْتُولي: نسبة إلى مُشْتُول، وهي من قرى مصر. "اللباب" 3/ 215.
(4)
يوسفُ بنُ أحمدَ بنِ عبيدِ اللهِ المُوقِّع، صلاحُ الدِّين، محدِّثٌ، ماتَ سنة 741 هـ. "الدرر الكامنة" 4/ 447.
(5)
شهابُ الدين أحمدُ، المسند، آخر من حدَّث عن الرشيد العطار، توفي بمصر سنة 745 هـ. =
ومن القدسِ: الأديبُ تاجُ الدِّينِ عبدُ الباقِي بنُ عبدِ المجيدِ الحماقيُّ
(1)
، وآخرُون.
ومن دمشقَ: مسنِدُها أحمدُ بنُ عليٍّ الجَزَرِيُّ
(2)
والحافظانِ المِزيُّ، والذَّهبيُّ، وعبدُ الرَّحِيمِ بنُ إبراهيمَ بنِ أبِي اليَسَرِ، وعليُّ ابنُ العزِّ عمرَ المقدسيُّ
(3)
، وعليُّ بنُ عبدِ المؤمِنِ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدٍ الحارثيِّ
(4)
، والشَّمسُ محمَّدُ بنُ عُمرَ السَّلَّاويُّ، وابنُ الخبازِ، وعمَّتُهُ نفيسةُ
(5)
ابنةُ إبراهيمَ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ مَنَّاعٍ التَّكْرِيتيُّ
(6)
، وأحمدُ بنُ عُمرَ بنِ عَفَافٍ المُوسويُّ
(7)
، وآخرون.
= "وفيات ابن رافع" 1/ 493.
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: الحماني، والمثبت من "العقد الثمين" 6/ 133، وقد تقدمت ترجمته.
(2)
أحمدُ بنُ عليِّ بنِ الحسنِ، أبو العباس الجَزَرِيُّ، ثمَّ الصَّالحيُّ. مات سنة 743 هـ. "الدرر" 1/ 207.
(3)
عليُّ بن عمرَ بنِ أحمدَ الأنصاريُّ، المقدسيُّ، بهاء الدين أبو الحسن. مات سنة 749 هـ. "وفيات ابن رافع" 2/ 62، و"الدرر الكامنة" 3/ 88.
(4)
عليُّ بنُ عبدِ المؤمنِ الحارثيُّ، الدِّمشقيُّ، عالمٌ مشاركٌ بالحديث، ماتَ سنة 743 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 78.
(5)
نفيسةُ بنتُ إبراهيمَ الأنصاريةُ، أمُّ محمَّدٍ، أختُ إسماعيل ابن الخباز، محدِّثة، توفيت سنة 749 هـ "معجم الذهبي" 2/ 356.
(6)
عبدُ الرَّحمنِ بنُ عليٍّ التكريتيُّ، ثمَّ الصالحيُّ، التاجر، المسنِد، مات سنة 745 هـ. "الدرر" 2/ 335.
(7)
أحمدُ بنُ عمرَ بنِ عفافٍ الدِّمشقيُّ، العطَّارُ، توفي سنة 744 هـ. "الدرر الكامنة" 1/ 227.
وحدَّثَ بالحرمينِ. سَمِعَ مِنهُ: التَّقيُّ ابنُ فهدٍ، وآخرون.
ووليَ الإمامةَ بمقامِ المالكيَّةِ بالمسجدِ الحرامِ بعدَ وفاةِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ المالكيِّ، ابنِ أخِي الشَّيخِ خليلٍ المالكيِّ، في آخرِ سنةِ سِتِّينَ، واستمرَّ إلى أن ماتَ، وذلك ثلاثةٌ وثلاثونَ سنةً وأشهرٌ.
ونالَ بسببِ ذلكَ من التَّكارِرَة والمغاربةِ دنيا كثيرةً
(1)
، ومُعظمها من التَّكارِرَةِ، فإنَّهُ كان ينالُهُ مِن قِبل سُلطانِهم نحوُ ألفِ مثقالٍ ذَهبًا في كثيرٍ مِن السِّنين، غيرَ ما ينالُهُ من شَيخِ رَكْبِ التَّكارِرَةِ، وممَّن فيهِ مِن أعيانِهم.
وربَّمَا يحصلُ لهُ مِن الذينَ في الرَّكبِ نحوُ ما يحصلُ لهُ مِن قِبَلِ السُّلطانِ، وتجَمَّل بذلكَ حالُهُ كثيرًا في أمرِ دُنياهُ وعيالِهِ، بحيثُ كان يُعينُ خالَهُ القاضي شهابَ الدِّينِ الطبريَّ في أمرِ دُنياهُ، وغيرِ ذلكَ مِن مصالحِهِ.
واكتَسَبَ في حياتِهِ جَانبًا مِن الدُّنيا، وكان يقولُ: إنَّما اكتسبَ الدُّنيا قَبل أن يليَ الإمامةَ مِن تركَةِ زوجِ أمِّهِ ابنةِ الشَّيخِ خليلٍ المالكيِّ.
وقد تزوَّجَ من بناتِ خالهِ: أمَّ الحسينِ، ثُمَّ زينبَ، ثُمَّ خديجةَ، ورُزِقَ مِن الأُوليَينِ أولادًا.
ونابَ في الحكمِ عن أخِيهِ القاضِي أبي الفضلِ في غالبِ ولايَتِهِ.
وسُئِلَ في إخراجِ مرسومٍ من صَاحِبِ مِصرَ بولايتِهِ الحُكمَ بِمَكَّةَ، فامتَنَعَ رعايةً لخاطرِ أَخِيهِ، ولم ينُب للشِّهابِ ابنِ ظَهِيرَةَ، فلمَّا عُزِلَ ابنُ ظهيرةَ بابنِ أخيهِ المُحبِّ
(1)
في الأصل: كثيرا، والمثبت من "العقد الثمين".
ابنِ القاضي أبِي الفضلِ ناب لهُ، حتَّى في حضورِ حاصلِ الزيتِ وشمعِهِ، وتولَّى محاسبةَ مَن يقبضُ ذلكَ حتَّى ماتَ. ولعلَّهُ كان يباشرُ أيضًا في حياةِ أخِيهِ.
وولِيَ تدريسَ الحديثِ بالمنصوريةِ
(1)
، ودَرَّسَ الفقهَ للأشرفِ صاحبِ مِصرَ، وغيرِهما، وكان يشبهُ جدَّهُ القاضِي نجمَ الدِّينِ الطَّبريَّ في شكلِهِ، طَويلًا غَلِيظًا، أبيضَ مُنورَ الشيبَةِ، ذا مرُوءَةٍ وعصبِيَّةٍ لمن ينتمِي إليهِ، وخِبرةٍ بأمرِ دُنياهُ، ومذاكرةٍ بأشياءَ حسنةٍ.
وهوَ ممَّن جاورَ بالمدينةِ مُدَّةً، وسَمِعَ بها، وأسمَعَ، ولذا أثبتُّهُ هنا.
ماتَ في يومِ الجُمعةِ ثامنِ جمادَى الآخرةِ سنةَ ثمانٍ وتِسعينَ وسبعِ مئةٍ بِمَكَّةَ، ودُفِنَ بعدَ العصرِ بالمعلاةِ، على أمهِ. رحمهما الله.
2810 - عليُّ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ ابنِ الجلالِ أحمدَ الخُجَنْديُّ، المدَنيُّ الأصلِ، المكِّيُّ، الحنَفيُّ.
الماضِي أبوهُ، والآتي شقِيقُهُ أبو البقاءِ محمَّدٌ، وأخوهُ لأبِيهِ أبو الوفاءِ محمَّدٌ، وصاحبُ التَّرجمَةِ أصغرُهم، ذكرهُ المؤلِّفُ.
وُلدَ في سادسَ عشرَ رمضانَ سنةَ إِحدَى وثمانِينَ وثمانِ مئةٍ بِمَكَّةَ، واشتَغَلَ بِهَا، وحفِظَ "الكنز"، وحضَرَ دُروسَ الحنفيِّ فِيهَا، وقرأَ عليَّ "أربعي النووي" وسمِعَ
(1)
المنصورية: من أعظمِ المباني الملوكية وأجلِّها قدرًا، بناها السلطان الملوكيُّ المنصور قلاوون مع مارستان، وقبَّةٍ بمصرَ سنة 682 هـ. "النجوم الزاهرة" 7/ 325، و"عصر سلاطين المماليك" 3/ 43.
غيرَها في شوالٍ سنةَ 97 بمَكَّةَ، وأجزتُ لهُ بينَهُم.
[أقولُ
(1)
: وتردَّدَ إلى المدينةِ، وانقَطَعَ بِها بعدَ موتِ المؤلِّفِ في سنةِ إِحدَى وتِسعِ مئةٍ.
واشتَغَلَ بِهَا في الفقهِ والنَّحوِ وغيرِهِما، وفَضُلَ، وأَمَّ بمقَامِ الحنفيِّ شريكًا لأَخِيهِ الشَّمسِ محمَّدٍ.
ثُمَّ اشتغَلَ بِها بعدَ موتِهِ لصغَرِ أولادِهِ، وكونِهِ وَصِيًّا عليهِم وخالتِهم
(2)
، ثُمَّ لما كَبِرُوا باشرُوا حِصَّتَهُم، وهو باشرَ حِصَّتَهُ.
ودرَّسَ وأفتَى، ونابَ في القضاءِ عن قريبِهِ الشَّمسِ ابنِ جلالٍ وهو القاضِي، وحصَّلَ الدُّورَ والأصايِلَ، ثُمَّ عمَّرَهَا، وعاملَ فيهَا مع نخلِهِ وإمساكِهِ.
ورُزِقَ ولدَهُ ثمامةَ في كبرِه، فاغتُبط بهِ، وجاورَ بأمِّهِ في مَكَّةَ عامَ ثمانٍ وثلاثِينَ وتسعِ مئةٍ.
وتوجَّهَ لبلدِهِ، وتوعَّكَ أيَّامًا، وماتَ في صُبحِ يومِ الأحدِ ثالثَ عشرَ جُمادى الأولى، عامَ أربعينَ وتِسعِ مئةٍ، وهو على مَنحَى عالٍ بالمدينةِ الشَّريفَةِ، ودُفِنَ بالبقيعِ بتُربةِ سَلفِهِ. رحمه الله وإيَّانَا.
وخلَّفَ زوجَتَهُ ماتتْ بعدَه في شهرٍ، وصَارَ ولدُه يتِيمًا].
(1)
ما بين المعكوفتين من الناسخ.
(2)
بعدها طمس بمقدار كلمة في الأصل.
2811 - عليُّ بنُ أيبَكَ، المنصورُ نورُ الدِّينِ ابنُ المعزِّ عزِّ الدِّينِ، الصَّالحيُّ، النَّجميُّ
(1)
.
كانَ المُجهِّزَ للآلاتِ الواصلةِ مِن مصرَ لعمارةِ المسجدِ النَّبويِّ بعدَ الحريقِ الكائنِ في سنةِ أربعٍ وخمسينَ وستِّ مئةٍ، ولم يَلْبثْ أنْ خُلعَ بمملوكِ أبيهِ السَّيفِ قطز
(2)
المعزيِّ، واسمُهُ محمودُ بنُ ممدودٍ، وذلك في ذِي القِعدةِ سنةَ سبعٍ وخمَسينَ
(3)
.
2812 - عليُّ بنُ بدرٍ.
صاحبُ رأي وأصايِلَ، ولهُ منزلةٌ عندَ أمراءِ المدينةِ. قالهُ ابنُ صالحٍ.
2813 - عليُّ بنُ أبِي بكرِ بنِ سُليمانَ بنِ أبِي بكرِ بنِ عُمرَ بنِ صالحٍ، الحافظُ النُّورُ، أبو الحسنِ الهيثميُّ، القاهريُّ، الشَّافعيُّ
(4)
.
رفيقُ الزَّينِ عبدِ الرَّحيمِ العراقيِّ، وصِهرُه وخادِمهُ. رحلَ معهُ جميعَ رحلاتِهِ، وحجَّ معهُ جميعَ حَجَّاتِهِ، ولم يكنْ يفارِقُهُ حَضرًا ولا سفرًا. قالهُ شَيخُنا
(5)
، ولِذَا أثبتُّهُ هُنا
(6)
.
(1)
"البداية والنهاية" 13/ 252، 263.
(2)
سيفُ الدِّينِ، قُطزُ، الملكُ المظفَّرُ، محمودُ بنُ ممدودٍ، انتصر على التتار في عين جالوت سنة 658 هـ، وقُتل في نفسِ السَّنة على يد الظَّاهرِ بيبرسَ. "البداية والنهاية" 13/ 263، و"النجوم الزاهرة" 7/ 72 - 89.
(3)
بعدها في الأصل فراغٌ بمقدار سطرين.
(4)
"الضوء اللامع" 5/ 200.
(5)
"إنباء الغمر" 5/ 256.
(6)
بعدها في الأصل فراغ بمقدار أربعة أسطر.
2814 - عليُّ بنُ الحسنِ بنِ الحسنِ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أبِي طالبٍ، العلَويُّ، الملقَّبُ بالسَجَّادِ
(1)
.
لفضلهِ واجتِهادِهِ وتعبُّدِهِ، وهوَ والدُ حسينٍ المقتولِ بفَخٍّ
(2)
وإخوتِهِ. وكانَ يقالُ: ليسَ بالمدينةِ زوجانِ أعبدَ منهُ ومن زوجتِهِ، وهي ابنةُ عمِّهِ زينبُ ابنةُ عبدِ اللهِ بنِ حسنٍ، ماتَ في سجنِ المنصورِ سنةَ خمسٍ وأربعِينَ ومئةٍ.
2815 - عليُّ بنُ الحسنِ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ الهاشميُّ
(3)
.
يروِي عن: أهلِ المدينةِ، وعنه: عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبِي المَوالِ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(4)
.
2816 - عليُّ بنُ الحسنِ بنِ أبِي الحسنِ البَرَّاد، المدَنِيُّ
(5)
.
روى عن: الزُّبيرِ بنِ المنذِرِ بنِ أبِي أُسيْدٍ السَّاعديِّ، وقيل: عن أبيهِ عنِ الزُّبَيرِ، وعن يزيدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ قُسَيْطٍ. روى عنه: صفوانُ بنُ سُلَيْمٍ، والدَّراورديُّ وغيرُهما. وهو في "التهذيب"
(6)
.
2817 - عليُّ بنُ الحسنِ بنِ سبختَ بنِ الحسنِ بنِ طالوتَ بنِ سليمانَ بنِ الحسنِ
(1)
" تاريخ دمشق" 53/ 391.
(2)
فَخٌ: وادٍ بمكَّةَ. "معجم البلدان" 4/ 237.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 269.
(4)
"الثقات" 7/ 205.
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 179، و"الكاشف" 2/ 37.
(6)
"تهذيب الكمال" 20/ 368، و"تهذيب التهذيب" 5/ 662.
بنِ سليمانَ بنِ الحسنِ بنِ سُليمانَ بنِ الحسنِ بنِ سليمانَ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ سبخت بنِ يشجبَ بنِ يعربَ بنِ مُرَّةَ بنِ قحطانٍ، الفقيهُ الصَّالحُ، نورُ الدِّينِ أبو الحسنِ
(1)
.
وُلد في جُمادى الأولى سنةَ ثمانٍ وثلاثِينَ وسبعِ مئةٍ، وهم مِن بيتِ سَلطنةٍ ورئاسةٍ
(2)
، مِن بلادِ المقدِسِ، ماتَ أبوهُ في ربيع الأوَّلِ سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ.
وجاورَ هوَ وأخُوه الفقيهُ محمَّدٌ بالمدينة النَّبويَّةِ مِن سنةِ إحدَى وسبعِينَ، ثُمَّ في ذِي القَعدةِ مِنهَا، وصلَ أخُوهُما العفيفُ سُليمانُ في طَريقِ المشيانِ، خرجَ هَاربًا مِن بِلادِهِ خَوفًا من خالِهِ السُّلطانِ حسنٍ المتولي بعدَ والدِهم، ولم يلبَث حسنٌ أن ماتَ، واستقرَّ بعدَهُ عمُّهُم طالوتُ. ذكرهُ أبو حامدِ ابنُ المطريِّ.
2818 - عليُّ بنُ الحسينِ بنِ [عليِّ] بنِ إسماعيلَ
(3)
.
عاملُ المدينةِ. تَوارَى حينَ طرقَهَا الشَّريفُ إسماعيلُ بنُ يوسفَ بنِ إبراهيمَ الحسنيُّ الماضِي، في سنةِ إحدَى وخمسِينَ ومئتينِ، كما تقدَّمَ في إسماعيلَ. (456).
2819 - عليُّ بنُ الحسينِ بنِ جعفرِ بنِ مُوسَى بنِ جعفرِ بنِ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبِي طالبٍ
(4)
.
(1)
لم أجده.
(2)
بعدها كلمة غير واضحة.
(3)
"البداية والنهاية" 11/ 13.
(4)
"الكامل في التاريخ" 6/ 57، و"البداية والنهاية" 11/ 57.
الآتي أخوهُ محمَّدٌ، وأنَّهما أقامَا في المدِينةِ سنةَ إِحدَى وسبعِينَ ومئتينِ، كما سَيأتِي.
2820 - عليُّ بنُ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبِي طالبِ بنِ عبدِ المطَّلِبِ بنِ هاشمٍ، زينُ العابدينَ، أبوُ الحسنِ
(1)
، أو أبو الحسينِ، أو أبو محمَّدٍ، أو أبو عبدِ اللهِ الهاشميُّ، المدَنِيُّ
(2)
.
وأمُّهُ أمُّ وَلَدٍ اسمُها غزالةُ، وقِيلَ: سُلافةُ ابنةُ يَزْدَجُرْدَ آخرِ ملوكِ فارس.
ذكرَهُ مسلمٌ
(3)
في ثالثةِ تابعي المدنيين. يروي عن: أبيهِ، وعمِّهِ الحسنِ، وابنِ عبَّاسٍ، وعائشةَ، وأبي هُريرةَ، وجابرٍ، والمِسْوَرِ بنِ مَخْرمَةَ، وأمِّ سلمةَ، وصَفِيَّةَ أُمَّي المؤمنينَ، وسعيدِ بنِ المسيِّبِ، ومَروانَ، وغيرِهم، وعنه: بنُوهُ محمَّدٌ الباقرُ، وزيدٌ، وعمرُ، وعبدُ الله، وعاصمُ بنُ عُمرَ بنِ قتادَةَ، والحكمُ بنُ عُتَيْبةَ، وهشامُ بنُ عُروةَ، ومسلمٌ البَطِينُ، والزُّهريُّ، وزيدُ بنُ أسلمَ، وأبُو الزِّنادِ، ويحيَى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وعبدُ الله بنُ مسلمِ بنِ هُرمزَ.
وحضرَ مصرعَ وَالدِهِ الشَّهيدِ بِكَرْبَلاءَ، وكانَ حِينئذٍ ابنَ ثلاثٍ وعشرِينَ سنةً، وقدِمَ إلى دِمشقَ، ومسجدُه بِها معروفٌ من الجامعِ، وكانَ مِن أفاضلِ بنِي هاشمٍ، وفقهاءِ أهلِ المدينةِ وعبَّادِهم، بل كانَ يقالُ بالمدينةِ: إنَّهُ في ذلكَ الزَّمانِ سيِّدُ العابدينَ، وقالَ الزُّهريُّ: ما رأيتُ هاشِميًّا أفضلَ مِنهُ.
(1)
في الأصل: أبو الحسن، وهو خطأ.
(2)
"المعرفة والتاريخ" 3/ 335، و"تاريخ دمشق" 41/ 360، و"تهذيب الكمال" 20/ 382.
(3)
"الطبقات" 1/ 236 (706).
وهو أبو الحُسينيينِ كلِّهم، ليسَ للحسينِ عقبٌ إلَّا مِنهُ. ماتَ سنةَ اثنتَينِ، وقِيل: ثلاثٍ، وقِيل: أربعٍ، وقِيلَ: خمسٍ وتِسعينَ، والثَّالثُ أكثرُ وأصحُّ، في ربيعٍ الأوَّلِ، عن ثمانٍ وخَمسِينَ سنةً، ودُفنَ بالبقيعِ، وترجمتُهُ تحتَمِلُ البَسطَ.
2821 - عليُّ بنُ الحُسينِ بنِ محمَّدِ بنِ الحسنِ، النُّورُ ابنُ البدرِ العليّ، العدنانيُّ، المكيُّ، الشَّافعيُّ
(1)
.
نزيلُ المدينةِ، وشقيقُ أحمدَ الماضي، ويُعرفُ كسلفِهِ بابنِ العُليفِ.
وُلِدَ في المحرَّمِ سنةَ ستٍّ وأربعِينَ وثمانِ مئةٍ بِمَكَّةَ، ونَشأَ بِهَا، وحَفظَ "الأربعينَ"، و"الألفية"، وغيرَهما، وشرعَ في "المنهاج"، واشتغلَ بالفقهِ والعربيةِ وغيرِهما يَسيرًا عندَ النُّورِ الفاكِهِيِّ
(2)
، وغيرِه، بل حضَرَ دروسَ القاضِي عبدِ القادرِ في العربيَّةِ وغيرِها، ورَافقَ أبا اللَّيثِ في الأخذِ في العربيةِ عن أحمدَ بنِ يونسَ، وسمِعَ الزَّينَ الأُمْيُوطيَّ، والتقيَّ ابنَ فهدٍ، وأبا الفتحِ المراغيَّ، في آخرِين، وقدِمَ القاهرةَ غيرَ مَرةٍ، فأخذَ عنِّي بِها، وكذَا بالحرمينِ، وقَطنَ المدِينَةَ دونَ عِشرينَ سنةً، وتزوَّجَ بِها ابنةَ أبِي الفتحِ بنِ عَلْبَك، وتأخَّرَ بعدهُ لهُ مِنها ابنة، وتولَّعَ بالنَّظمِ، وامتدحَنِي بأبياتٍ.
وراقَ نظمُهُ في العربيَّةِ وإن كانَ في بعضِهِ لحنٌ.
(1)
"الضوء اللامع" 5/ 215.
(2)
عليُ بنُ محمَّدِ بنِ عليٍّ، نورُ الدِّين الفاكهيُّ، فقيه شافعيٌّ، مشاركٌ في العلوم، توفي سنة 880 هـ. "الضوء اللامع" 5/ 324.
ماتَ بالقاهرةِ بالطَّاعونِ في شَعبانَ سنةَ سبعٍ وتِسعينَ. عوَّضهُ اللهُ الجنَّةَ.
2822 - عليُّ بنُ خالدٍ الدُّؤَليُّ، المدَنيُّ
(1)
.
يروي عن: أبِي هُريرةَ، وأبِي أُمامةَ، والنَّضْرِ بنِ سُفيانَ الدُّؤليِّ.
وعنه: الضَّحاكُ بنُ عُثمانَ، وسعيدُ بنُ أبِي هلالٍ، وبُكيرُ بنُ عبدِ الله ابنِ الأشجِّ، ذكرهُ ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(2)
، ثُمَّ في ثالثَتِها
(3)
بِروايتِهِ عنِ النَّضَرِ، عن أبي هريرةَ. وقالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ، والدَّارقطنيُّ
(4)
: شيخٌ يُعتبر [به].
وفرَّق بينَ الذِي يروِي عن: أبِي أُمامةَ، وعنه: سعيدُ بنُ أبِي هِلالٍ، وبينَ الآخرِ: البخاريُّ
(5)
، وابنُ أبِي حاتمٍ
(6)
، وأمَّا ابنُ حِبَّانَ فلم يذكرِ الرَّاوِي عن أبِي أُمامةَ، وذكرَ الرَّاوِي عن أبي هريرةَ في التَّابِعينَ، ثمَّ أعادَهُ بِروايتِهِ عن النَّضرِ في أتباعِ التَّابِعينَ. وذُكر في "التهذيب"
(7)
.
2823 - عليُّ بنُ سالمِ بنِ سَلمانَ.
أخو حُسينٍ، وعِيسى، وقاسمٍ، ومحمدٍ، ووافِي، ويوسفَ، والرَّابعُ أكبرُ. كانَ
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 273.
(2)
"الثقات" 5/ 162.
(3)
"الثقات" 7/ 207.
(4)
"سؤالات البرقاني" للدارقطني (365).
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 272.
(6)
"الجرح والتعديل" 6/ 184.
(7)
"تهذيب الكمال" 20/ 419، و"تهذيب التهذيب" 5/ 679.
هذا تاجرًا بالمدينةِ. ذكرهُ ابنُ صالحٍ.
2824 - عليُّ بنُ سعيدِ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ بنِ عليِّ بنِ يوسفَ، النُّورُ ابنُ الجمالِ ابنِ فتحِ الدِّينِ، الأنصاريُّ الزَّرَنديُّ، المدَنيُّ، الحنفيُّ
(1)
.
قاضِي المدينةِ كأبِيهِ. وُلِدَ بعدَ الأربعِينَ وثمانِ مئةٍ بالمدينةِ، وحَفِظَ "أربعي النَّووي"، و"الشَّاطبيةَ"، و"ألفيةَ العراقي"، و"الكنزَ"، و"أصولَ الشاشي"، و"مختصرَ التفتازاني" في أصول الكلامِ، و"ألفيةَ ابنِ مالك"، و"التوضيحَ" لابن هشام، و"الشافيةَ" في الصَّرف، و"إيساغوجي" في المنطق.
وعرضَ على غيرِ واحدٍ مِنهُم -مِن القادمِينَ عليهِم- الزَّينُ قاسمٌ الحنفيُّ، وقرأَ على الفقِيهِ
(2)
في الفقهِ وغيرِه، وفي الفقهِ فقط على حميدِ الدِّينِ العجميِّ
(3)
، وفي العربيَّةِ والمنطقِ على الشِّهابِ الإِبْشِيطيِّ، وكذا على السَّيدِ عليٍّ شيخِ الباسطيَّةِ، وأحمدَ بنِ يونسَ، ومحمَّدِ بنِ مُباركٍ فيهما، وفي الصَّرفِ، وعلى السَّيِّدِ معير الدِّينِ الإيجِي
(4)
، وملَّا محمَّدٍ سلطانٍ في العربيةِ. وأخذَ عنِ الأمينِ الأَقْصَرَائيِّ حينَ قُدومِهِ عليهِم المدينةَ، وسَمِعَ على أبَوي الفرجِ المراغيِّ والكَازَرُونيِّ بقراءَتِهِ وقراءَةِ غيرِهِ، وممَّا قرأَهُ على أولِّهما في "البخارِي".
(1)
"الضوء اللامع" 5/ 224.
(2)
كذا في الأصل، ولم يسمه.
(3)
لم أجده.
(4)
مُعينُ الدِّينِ بن صفيِّ الدِّينِ الإيجيُّ، الشيرازيُّ، الشافعيُّ، صاحب "التفسير"، توفي سنة 906 هـ. "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة" 1/ 307.
وتلا القرآنَ على الشَّمسِ الشُّشْتَريِّ، وعُمرَ النَّجارِ، وكذا على السَّيدِ الطباطبيِّ، لِنافعٍ وأبي عمروٍ، ثُمَّ جمعَ للسَّبعِ إلى براءةَ عليهِ.
واستقرَّ في القضاءِ والحِسبةِ بعدَ موتِ أبيهِ بِمكَّةَ سنةَ أربعٍ وسبعين، وأسعَفهُ البرهانيُّ ابنُ ظَهيرَةَ بكتابةِ محضرٍ بتأهُّلِهِ لهما، ثُمَّ انفصَلَ عنِ الحِسبةِ فقط يَسيرًا بقَرِيبِهم النُّورِ عليِّ بنِ يوسفَ الزّرَنْديِّ الآتي، ثُمَّ أُعِيدَ إليهَا إلى أن أُضِيفت لشيخِ الخدَّامِ المقرِّ الشجاعيِّ شاهينِ الجماليِّ، وفوَّضَها بعدُ لأبِي الفتحِ أخِي صاحبِ التَّرجمةِ، مع مشاركتِهِ في بعضِ الأمورِ.
وحلَّقَ بالمسجدِ في الفقهِ والحديثِ، وقرأَ عليهِ أخُوهُ أبو الفتحِ:"البخاريَّ". وركِبَ البحرَ في سنةِ ثلاثٍ وسَبعين للقاهرةِ، فبلغَهُ الطَّاعونُ، فعادَ، ثُمَّ كان دخولُهُ لها في سنةِ سبعٍ وتِسعين مع باقِي القضاةِ حِينَ المرافعةِ في بَعضِهم، فحفَّهُم اللُّطفُ، وأسرعُوا الرُّجوعَ للطَّاعُونِ أَيضًا.
[أقوُل: وبعدَ المؤلِّفِ سافرَ للقاهرةِ مرَّةً أخرى بَحرًا، في سنةِ تِسع وتسعِ مئةٍ، فوجَدَ الطَّاعونَ بها، فماتَ فيهِ سنةَ عشرٍ وتسعِ مئةٍ، وتولَّى بعدَهُ القضاءَ أخُوهُ أبو الفتحِ محمَّدٌ الآتي]
(1)
.
2825 - عليُّ بنُ سُليمانَ بنِ عبدِ الواحدِ القاهريُّ، نزيلُ المدينةِ، ويُعرفُ بابنِ الطَّحانِ
(2)
.
(1)
زيادة من الناسخ.
(2)
لم أجده.
ممَّن قدِمَها وهو يتكسَّبُ، فسلكَ طريقةَ رِفاقه ابنِ بقسماطةَ ونحوِهِ في التِّجارةِ بالينبعِ، وسيَّرَ الجلابِ في البحرِ، ونحو ذلك.
وسمعَ بها في سنةِ سبعٍ وثلاثِينَ على الجمالِ الكَازَرُونيِّ، وتزوَّجَ برحمةَ ابنةِ عبدِ القادِرِ، فولدَتْ لهُ محمَّدًا في سنةِ أربعِينَ تقريبًا، وتُوُفِّيَ أبوهُ سنةَ خمسِين بعدَ أن عُدِيَ على ما كان بِيدِهِ، ونشأَ ابنُهُ على طريقةِ أبيهِ في التَّكسُّبِ بِدُرْبَةٍ، فأثرَى.
وقيلَ: إنَّهُ اشتغلَ في "المختارِ" للحنفية، بل حَفِظَه، وعرضَهُ على القاضِي سعيدٍ، وحضرَ عندَهُ، وسمِعَ الحدِيثَ على أبي الفرجِ العثمانيِّ، المراغيِّ، ثُمَّ ولدِهِ.
وتزوَّجَ خديجةَ ابنةَ عمرَ بنِ حسنِ بنِ محمَّدٍ الدُّخّيِّ، وأولدَها عِدَّةً: أكبرُهم محمدٌ زوجُ أمِّ الحسينِ ابنةِ عطيةَ بنِ فهدٍ، تزوَّجَها بعدَ نزيلِ الكرامِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، وله منها أيضًا أولادٌ، تأخَّرَ منهم: أبو السُّعودِ، وإبراهيمُ.
ويُذكَرُ بثروةٍ ومَزيدِ حِرصٍ، معَ نخلٍ ودُورٍ، وتكرَّرَ دخولُه لمصرَ.
وماتَ وقد جازَ الستِّينَ في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ اثنتين وتسعِ مئةٍ.
وابنُه عليٌّ ممَّنْ اشتغلَ أيضًا حنفيًّا، وقرأَ على ابنِ جلالٍ في "الهداية"، و"المنار"، وفي مصرَ على نظامٍ، والطَّرابلسيِّ، ودخلَ دمشقَ، وتكرَّرَ دخولُه كأبيه لمصرَ، وسمعَ عَلَيَّ، وتزوَّجَ ستَّ الجميعِ ابنةَ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الزَّرَنديِّ.
وأشقَّاؤُه ناصرُ الدّينِ أبو الفَرجِ، ثمَّ عبدُ اللَّطيفِ -المتوفَّى بالشَّامِ بعد رجوعِه مِن الرُّوم في سنةِ إحدى وتسعِ مئةٍ-، ثمَّ عبدُ القادرِ.
2826 - عليُّ بنُ سِنانِ بنِ عبدِ الوهَّابِ بنِ نُمَيْلةَ.
أحدُ حكَّامِ الإماميةِ بالمدينةِ، والماضي أبوه. لم يكنْ أحدٌ مِن أهلِ السُّنَّةِ يجسرُ
على عقدِ نكاحٍ، ولا يفصلُ خصومةً إلَّا إنْ علمَ بها، وأُعطيَ ما جرَتْ عادتُه به، حتَّى كانَ يكتبُ لأبي عبدِ الله ابنِ فرحونٍ -والدِ البدرِ المؤرِّخِ-: يا أبا عبدِ اللهِ، اعقدْ نكاحَ فلانٍ على فلانة، أَو أصلِحْ بينَ فلانٍ وفلانٍ. حَكاهُ ابنُ فَرحونٍ
(1)
.
وقد مضى أبوهُ، وأسماءُ مَن لِصاحبِ التَّرجمةِ مِن الإخوَةِ.
2827 - عليُّ بنُ صالحِ بنِ إسماعيلَ، الكِنانيُّ، المدنيُّ، الشَّافعيُّ.
أخو محمدٍ الآتي. كانَ صالحًا كأبِيهِ، يخدُمُ مشهدَ سيدِنا حمزةَ رضي الله عنه، أثنَى على صلاحِهِ أبو عبدِ الله القصريُّ، كما في أخِيهِ.
2828 - عليُّ بنُ صالحٍ المدَنيُّ
(2)
.
يروِي عن: عامرِ بنِ صالحٍ الزُّبَيْرِيِّ، وعبدِ اللهِ بنِ مُصعبٍ الزُّبَيْريِّ، ويعقوبَ بنِ محمَّدٍ الزُّهريِّ، وعنه: الزُّبَيْرُ بنُ بكارٍ، والمفضَلُ بنُ غسَّانَ الغلابيُّ، وجماعةٌ آخرونَ. وهو في "التهذيب" للتَّميِيزِ
(3)
.
2829 - عليُّ بنُ الصفيِّ، نورُ الدِّينِ.
فقيهُ الإماميَّةِ في وقتِهِ، ورئِيسُهم. كان جَارًا لعبدِ اللهِ بنِ حجاجٍ المغربيِّ المكشوفِ الرَّأسِ، وبينَهُما مؤانسةٌ ومودَّةٌ، فأسندَ عبدُ اللهِ وصيَّتَهُ إليهِ، فوضَعَ يدَهُ على كُتبِهِ، وهي كثيرةٌ جِدًا، كما مضَى في ترجمتِهِ، حتَّى تَلِفَتْ وأكَلتْها الأَرَضَةُ،
(1)
"نصيحة المشاور" ص 212.
(2)
"تقريب التهذيب"(4752).
(3)
"تهذيب الكمال" 20/ 471، و"تهذيب التهذيب" 5/ 697.
وذهبَ خيارُها، ووقعَ عَليهَا المطرُ، ثُمَّ كبِرَ الأولادُ، فتسلَّمُوها مِنه، وبِيعتْ، فامتلأَتِ المدينةُ حتَّى صارَ في كلِّ بَيتٍ مِنها جَانبٌ من علومٍ لا يعرفُها أحدٌ مِن أهلِ زَمانِنَا، ولا يَفهمُها إلَّا مَن عالجَ أصولهَا، وأدركَ شيُوخَها، ولقد بِيع مِنها نحوُ أربعةَ عشرَ مُجلدًا، كلُّ كتابٍ بدِرهمٍ من النُّسخِ المليحةِ الصحِيحَةِ. قاله ابنُ فرحونٍ
(1)
. قالَ: وكانَ مِن رؤساءِ أهلِ المدينةِ وخِيارِهم، ممَّن يوالِي المجاوِرين ويخدِمُهم في قضاءِ حوائِجِهم، معَ جلالةِ قدرِهِ، وعلوِّ كلمتِهِ، ومحبَّةِ الأمراءِ له، ولذا أسنَدَ المذكورُ أولًا وصيَّتهُ إليهِ.
2830 - عليُّ بنُ طاهرِ بنِ مُعوّضةَ ابنِ تاجِ الدِّينِ، الشَّيخُ شمسُ الدِّينِ، أبو الحسنِ
(2)
.
مَلِكُ اليمنِ في عَصرنا، ويُعرف بابنِ طاهرٍ. جاورَ قبلَ تملُّكِهِ بالمدينةِ، وتزوَّجَ ابنةَ أبِي الفتحِ ابنِ عَلْبَك، وعائشةَ القطانِيَّةَ، واحدةً بعدَ الأُخرَى.
وكانَ مُديمًا للتِّلاوَةِ والاستغَاثةِ، بحيثُ كانَ لما تحرَّكَ لليمنِ صارَ يتوسَّلُ بذلكَ إلى أن استولَى على مملكةِ اليمنِ، مملكةِ بنِي رسولٍ بالسَّيفِ، وكانَ تملُّكُهُ عدنَ في سنةِ ثمانٍ وخمسين، وزَبِيْد في التي تلِيهَا، وتَعِزّ
(3)
فيما بينَهُما، وملكَ حِصنَ حبٍّ، وهو حصنُ الملكِ ذُو رُعَين
(4)
مِن مُلوكِ حِمْيَر، المعقلُ الذِي ليسَ في اليمنِ مثلُهُ
(1)
"نصيحة المشاور" ص 162.
(2)
"الضوء اللامع" 5/ 233.
(3)
تَعِزُّ: قلعة عظيمة من قلاع اليمن المشهورات. "معجم البلدان" 2/ 40.
(4)
ذو رُعَين: أحد ملوك اليمن، اسمه: يريم بن زيد. "إكمال الكمال" 4/ 187.
حَصانةً ومَنَعَةً، بعد محاصرتِهِ إيَّاهُ سبعَ سِنينَ.
ودوَّخَ العربَ، وضبطَ اليمنَ، وأمِنَتِ الطُّرقاتُ، وأحيَا البلادَ بعدَ خَرابِهَا، وأحبَّهُ الكافَّةُ، وكانَ مَلكًا عادِلًا، شُجَاعًا عَاقلًا، وللمعروفِ باذلًا، وعلى الفُقراءِ ونحوِهِم غَيثًا هَاملًا، صدقاتُهُ ومبرَّاتُهُ ومعرُوفُهُ فوقَ الوَصفِ.
أنشأَ مدرسةً بتَعِزّ، وأخرَى ببلدِهِ، وجَدَّدَ أشياءَ، ويقالُ: إنَّهُ وقفَ جميعَ ما في مُلكِهِ مِن عقارٍ [على] المسلمين، وجعلَ النَّظرَ في ذلكَ للمتولِّي مِن أولادِ أخِيهِ.
ماتَ في ربيعٍ الثَّاني سنةَ ثلاثٍ وثمانِين وثمانِ مئةٍ، عن أربعٍ وسبعينَ، فإنَّهُ وُلدَ في سنةِ تسعٍ.
2831 - عليُّ بنُ أبِي طالبِ [بنِ] عبدِ منافِ بنِ عبدِ المطَّلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ منافٍ، أميرُ المؤمنين، أبو الحسنِ الهاشميُّ، ابنُ عمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
(1)
.
ورابعٌ في المدنيينَ لمسلمٍ
(2)
، وأوَّلُ مَن ذكرَهُ فيمَن سكنَ الكوفةَ، وأمُّهُ فاطمةُ ابنةُ أسدِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ منافٍ الهاشميَّةُ، وهي ابنةُ عمِّ أبِي طالبٍ، وكانت مِنَ المُهاجراتِ، وتُوُفِّيتْ في حياةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ
(3)
.
ترجمتُهُ أفردَهَا غيرُ واحدٍ كالذهبيِّ
(4)
، كلٌّ مِنهم في مجلدٍ.
(1)
"أسد الغابة" 4/ 91، و"الإصابة" 2/ 507.
(2)
"الطبقات" 1/ 172 (240).
(3)
بياض في الأصل بمقدار ثلاثة عشر سطرًا.
(4)
"تاريخ دمشق" مجلد 42 كاملا، و"تاريخ الإسلام""عهد الخلفاء الراشدين"621.
وكان إمامًا عالمًا متحرِّيًا في الأخذِ، بِحيثُ إنَّهُ يستحلفُ مَن يحدِّثُهُ بالحديثِ سوى أبي بكرٍ
(1)
.
وكانَ قتلُهُ بالكوفةِ على يدِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مُلجمٍ الشَّقيِّ، في رمضانَ سنةَ أربعين، عن سِتِّين سنةً فأكثر بسنةٍ أو سنتينِ أو أقلَّ، وصلَّى عليهِ ابنهُ الحسنُ، ودُفنَ بالكوفةِ عندَ قصرِ الإمارةِ، وعُمِّي قبرهُ لئلا يَنبِشَهُ الخوارج، وقيلَ: إنَّ الحسنَ نقلهُ إلى المدينة، بِحيثُ قالَ المبرِّدُ
(2)
عن محمَّدِ بنِ حبيبٍ
(3)
: إنَّهُ أوَّلُ مَن حُوِّلَ مِن قبرٍ إلى قبرٍ، وذلكَ كما قال غيرُهُ: صُبِّر في صندوقٍ، وكثَّرُوا عليهِ منَ الكافورِ، وحُمل على بَعيرٍ يريدون بهِ المدينةَ، فدُفِن بالبقيعِ عندَ زوجتِهِ فاطمةَ الزَّهراءِ.
وكان يقولُ: بُليتُ بأربعةٍ: أطوع النَّاسِ في الناسِ عائشةَ، وأشدّ النَّاسِ الزُّبيرِ، وأعبدِ النَّاسِ محمَّدِ بنِ طلحةِ بنِ عبيدِ الله، وأسخَى النَّاسِ يَعْلَى بنُ مُنْيَةَ
(4)
؛ كان يعطِي الرَّجلَ ثلاثينَ دِينَارًا وفرسًا يقولُ: اخرج قاتِل عليًّا، وقُتِل محمَّدٌ يومَ الجمَلِ، وكانَ عليٌّ يقولُ: ما قتلهُ إلَّا طاعةُ أبِيهِ. قتلهُ مروانُ بنُ الحكمِ، وكذَا قُتِل
(1)
جزءٌ من حديثٍ أخرجه أبو داود في تفريع أبواب الوتر، باب: في الاستغفار (1516).
(2)
"تاريخ بغداد" 1/ 148.
والمبرِّد هو محمدُ بنُ يزيدَ البصريُّ، شيخُ النحو، وصاحب "الكامل في الأدب"، مولده سنة 210، ووفاته سنة 285 هـ. "بغية الوعاة" 1/ 222.
(3)
أبو جعفرٍ محمَّدُ بنُ حبيبٍ البغداديُّ، المؤرِّخُ، الأديبُ توفي سنة 245 هـ. "تاريخ بغداد" 2/ 277، و"معجم الأدباء" 6/ 473.
(4)
مُنية أمُّه، واسمُ أبيه أمَّيةُ. وانظر قولَ عليٍّ في "معرفة الثقات" 2/ 155.
الزُّبيرُ، قَتلهُ ابنُ جرمُوزٍ وهو مُنصرِفٌ.
2832 - عليُّ بنُ عبدِ الله بنِ أحمدَ بنِ أبِي الحسنِ عليِّ بنِ عِيسَى بنِ محمَّدِ بنِ عيسَى بنِ أبي عبدِ الله محمَّدِ ابن شرفِ الدِّينِ ابنِ الرُّوحِ عِيسى ابنِ أبي عبدِ الله محمَّدِ ابنِ الرُّوحِ عيسَى ابنِ جلالِ الدِّينِ ابنِ العلاءِ ابنِ أبِي الفضلِ جعفرِ بنِ عليِّ بنِ محمَّدِ بنِ حسنِ بنِ محمَّدِ بنِ إسحاقَ بنِ محمَّدِ بنِ سُليمانَ بنِ داودَ بنِ الحسن المُثَنَّى بنِ الحسنِ الأكبرِ بنِ عليِّ بنِ أبِي طالبٍ، النُّورُ أبو الحسنِ ابنُ الجمالِ، الحسنيُّ، السَّمهوديُّ، القاهريُّ، الشَّافعيُّ، نزيلُ الحرمينِ، وعالمُ طَيبةَ، ويعرفُ بالشَّريفِ السَّمْهُوديِّ
(1)
.
وُلدَ سنةَ أربعٍ وأربعِين وثماني مئةٍ بسَمْهُودَ
(2)
، ونشأ بها، فحفظَ القرآنَ، و"المِنهاجَ"، ولازَم والدَهُ حتَّى قرأهُ عليهِ بَحثًا مع شرحِهِ لـ "المحلِّي" و"شرح البهجة"، لكنَّ النِّصفَ الثَّاني مِنه سماعًا، و"جمع الجوامع"، وغالب "ألفية ابن مالك"، بل سمع عليه جُلَّ "البخاري"، و"مختصر مسلم" للمنذريِّ، وغيرَ ذلك.
وقدِمَ القاهرةَ معهُ، وبمفردِهِ غيرَ مرةٍ، أوَّلُها سنةَ ثمانٍ وخَمسينَ، ولازم أوَّلًا الشمسَ الجَوْجَرِيَّ في الفقهِ وأصولِهِ والعربِيَّةِ، فكانَّ ممَّا قرأَ عليهِ: جميعُ "التوضيحِ" لابن هشامٍ، و"الخزرجية" مع "الحواشي الإِبْشِيطِية"، و"شرحِهِ للشذورِ"، والرُّبعَ الأوَّلَ من شرحِ "البهجة" للوليِّ
(3)
، و"شرحِ شيخِهِ المحلِّي
(1)
"الضوء اللامع" 5/ 245، و"شذرات الذهب" 8/ 50، و"النور السافر" ص 58.
(2)
سَمْهُود: قرية كبيرة على شاطئ النيل بالصعيد. "معجم البلدان" 3/ 289.
(3)
"البهجة الوردية" في الفقه الشافعي، لعمرَ ابنِ الورديِّ، ت 749 هـ. وشرحها لولي الدين العراقي.
للمنهاج" قراءةً لأكثرِهِ، وسَماعًا لِسائِرِه، مع سماعِ غالبِ شرحِ شيخهِ أيضًا لـ "جمع الجوامع"، بل قرأَ بعضَهما على مؤلِّفِهِما، مع سماعِ دروسٍ من "الروضة" عليهِ بالمؤيَّديَّةِ، وأكثرَ مِن ملازمةِ المناوِيِّ
(1)
، وكان مِمَّا أخذهُ عنه: تقسيمُ "المنهاج" مرَّتينِ بفوتِ مجلسٍ أو مجلِسَين في كلٍّ مِنهما، لكنَّهُ تلفَّقَ لهُ مِنهما مَعًا، و"التنبيه"، و"الحاوي"، و"البهجة" بفوتٍ يسيرٍ في كلٍّ منهما، وجانبًا من شرح "البهجة"، ومن شرحِ "جمع الجوامع"، كِلاهُما لشيخِهِ، وقِطعةٌ من حاشيتِهِ على أوَّلِهمَا، ومِمَّا كتبَهُ على "مختصر المُزَنِّي" في درسِ الشَّافِعِيِّ، وعلى "المنهاجِ" في درسِ الصَّالحِيَّة
(2)
، وممَّا قرأهُ عليهِ بحثًا قطعةٌ من "شرح ألفية العراقي"، ومن "بستان العارفين" للنَّوويِّ، وبِجامعِ عمروٍ
(3)
جميعَ "الرسالة" للقُشَيْرِيِّ
(4)
، وسمِعَ عليهِ "المُسلسل" بشرطِهِ، و"البخاريَّ" مِرارًا بأفواتٍ، وقطعةً من "مسلم"، ومن "مختصرِ جامع الأصول" للبَارِزِيّ، ومن آخرِ "تفسير البيضاويِّ".
وألبَسَهُ خِرْقَةَ التَّصوُّفِ
(5)
، وقرأَ على النَّجمِ ابنِ قاضي عَجْلُوْنٍ
(6)
بعضَ
(1)
"أحمدُ بنُ عثمانَ بنِ محمَّدٍ المناويُّ، الشافعيُّ، المشارك بالعلوم، المتوفى سنة 825 هـ. "الضوء اللامع" 1/ 380.
(2)
المدرسة الصالحية: بناها الملكُ الصَّالحُ نجمُ الدِّينِ أيوُب سنة 639 هـ في القاهرة، ورتَّبَ فيها دروسًا للمذاهب الأربعة. "خطط المقريزي" 4/ 209.
(3)
أوَّلُ مسجدٍ بني في مصر، بناه عمروُ بنُ العاصِ رضي الله عنه.
(4)
عبدُ الكريمِ بنُ هوازنَ، عالمٌ صوفيٌّ، توفي سنة 465 هـ. "سير أعلام النبلاء" 18/ 232.
(5)
انظر التعليق عليها في المجلد الأول، ص 275.
(6)
محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ الدِّمشقيُّ، المعروف بابن قاضي عجلون، نجمُ الدِّين، ماتَ سنة 876 هـ. =
"تَصحيحِ المنهاجِ"، وعلى الشَّمسِ البامِي
(1)
قطعةً من "شرح البهجة" مع حضور تقاسيمِهِ في "المنهاج"، وعلى الزَّينِ زكريا "شرح المنهاج الأصلي" للإسْنَائِي، وشرحه على "منظومة ابن الهَائِم" في الفرائض، وعلى الشَّمسِ الشُّروانيِّ "شرحَ عقائدِ النَّسفيِّ" للتَّفتازانيِّ بل سمعَهُ عليهِ ثانيةً، وغالبَ "شرح الطوالع" للأصفهانيِّ، وسَمِعَ عليهِ الإلهياتِ بَحثًا بمَكَّةَ، وقطعةً من "الكشاف"، وغالبَ "مختصرِ سعدِ الدِّينِ" على "التلخيص"، وشيئًا من "المطوَّل"، ومن "العضد شرح ابن الحاجب"
(2)
، ومن "شرح المنهاج الأصلي" للسيد العِبْريِّ
(3)
وغير ذلك.
وحضرَ عِندَ العلمِ البُلْقِينيِّ مِن دروسه في "قطعة الإسنائي"، وعند الكمال إمامِ الكامليَّةِ دروسًا، وألبسَهُ الخِرقةَ، ولقّنَه الذِّكر.
وقرأَ في سنةِ إحدَى وستين "عمدة الأحكام" بحثًا على السَّعدِ ابنِ الدَّيْرِيِّ، وأذِنَ لهُ في التَّدرِيسِ هو والبَامِيُّ، والجَوْجَرِيُّ، وفيهِ وفي الإفتاءِ الشِّهابُ الشَّارِمساحيُّ
(4)
بعد امتحانِهِ له في مسائلَ ومذاكرتِهِ معهُ، وفيهما أيضًا زكريا، وكذا
= "الضوء اللامع" 8/ 96.
(1)
محمَّدُ بنُ أحمدَ الباميُّ، شمسُ الدِّين، مات سنة 885 هـ. "الضوء اللامع" 7/ 48.
(2)
جمالُ الدِّين، أبو عمرو عثمانُ بنُ عمرَ الكرديُّ، ثمَّ المصريُّ، الفقيه المالكيُّ، الأصولي، النَّحويُّ، ولد سنة 570 هـ، توفي بالإسكندرية سنة 646 هـ. "بغية الوعاة" 2/ 159.
(3)
عبيدُ الله بنُ محمَّدٍ، الشريفُ الفرغانيُّ، المعروف بالعبريُّ، قاضي تبريز، توفي سنة 743 هـ، له "شرح مَنهاج الوصول" للبيضاوي في الأصول. "الدرر الكامنة" 2/ 433.
(4)
أحمدُ بنُ عليِّ بنِ أبي بكرِ، الشَّافعيُّ، القاهريُّ، الشارمساحيُّ، نسبة إلى شارمساح: بلدةٍ تابعةٍ =
المحلِّيُّ، والمناوِيُّ، وعظُمَ اختصاصُهُ بِهما، وتزايَدَ معَ ثانِيهما، بحيث خطبَهُ لتزوِيجِ سِبطتِهِ الشَّريفةِ ابنةِ أحمدَ المصريِّ الصفَّارِ.
وقرَّرهُ مُعيدًا في الحديثِ بجامعِ ابنِ طُولون
(1)
، وفي الفقهِ بالصَّالحيَّةِ، وفي غيرِهما مِن الوظائِفِ والمرتَّباتِ، وأسكنَهُ قاعةَ القضاءِ بها، وعرضَ عليهِ النِّيابةَ فأبَى، ثُمَّ فُوِّضَ إليهِ عندَ رُجوعِهِ مَرَّة إلى بلدِةِ مع القضاءِ
(2)
النَّظرُّ في أمرِ النُّوابِ بالصَّعِيدِ، وصَرفُ غيرِ المتأهلِ منهم، فما عملَ بجَمِيعِهِ.
وأخذَ عن: العزِّ عبدِ العزيزِ الوفائيِّ
(3)
في الميقات، وغيرِهِ، وكانَ يجيءُ إليهِ للخلوةِ التِي ينزلُ فيها بالمؤيديَّةِ للقراءَةِ.
ثُمَّ إنَّهُ استوطنَ القاهرةَ مع توجُّهِهِ لزِيارةِ أهلِهِ أحيَانًا، ووقَعَ في خاطِرِهِ الإعراضُ عن تِلكَ الجِهاتِ التِي تقرَّرَ فيها بشيءٍ قامَ في نفسِهِ، وأنَّهُ لا يلجئُهُ إليهِ إلا الزَّوجةُ فيفارِقُها. هذا معَ كونِه كانَ قد تكرَّرَ مِن شيخِهِ بنفسِهِ، وبالشَّمسِ الجَوْجَرِيِّ عرضُ تزوُّجِهِ بِها، وأخَّرَ الإجابةَ لاستيدانٍ بهِ، وقُدِّر أنَّهُ سافرَ إليهِ، وكلَّمَهُ فيهِ فلمْ يعد، ولا صرَّحَ بالمنعِ، وسافرَ على ذلكَ، فما وصلَ حتَّى جاءهُ
= لمحافظة دمياط بدلتا النيل، مات سنة 855 هـ. "الضوء اللامع" 2/ 16.
(1)
جامع ابن طولون: بناه الأمير أحمد بن طولون، أبو العباس، مؤسس الدولة الطولونية، المتوفى سنة 270 هـ. وفرغ من بنائه سنة 266 هـ. "حسن المحاضرة" 1/ 246.
(2)
في الأصل بزيادة: حيث حل.
(3)
عبدُ العزيزِ بنُ محمَّدٍ الوفائيُّ، الميقاتيُّ، القاهريُّ، الشَّافعيُّ نزيلُ المؤيَّديةِ، وُلدَ 811 هـ بالقاهرة، وماتَ سنة 896 هـ. "الضوء اللامع" 4/ 232.
العِلمُ بِوفاتِهِ، فرَجعَ فضَمَّ ما حصَلَ لهُ مِن ميراثِهِ، وهو مئةٌ وخمسونَ دِينارًا سِوى الكتبِ وغيرِها، فلمَّا عادَ أخذَ الجَوْجَرِيُّ في التَّكلُّمِ معهُ، وهو يبالِغُ في الاعتذارِ والعجزِ إلى أن أذعنَ ودَفع له ثُلثَ الميراثِ، وقامَ القاضِي بالوليمةِ، فكانَ مصرُوفُها زيادةً على مئةٍ، ودخلَ بِها، ولم يرَ إلَّا خيرًا. بل كانَ القاضِي يحضُّهُ على عدمِ الاتِّساعِ. هذا معَ أنَّهُ كان يريدُ ما تأخَّرَ مِن الميراثِ، فيربحُ فيهِ ما يوازِي كلفتَهُ، فأكثرَ من غيرِ قطعٍ بذلكَ عنِ التَّوجُّهِ للعلمِ، وله في ذلكَ عنايةٌ ربانيةٌ.
ولمَّا حضرَ لشيخِهِ بعد مَا وقعَ في خاطِرِهِ، قال لهُ يومًا: يا فلانُ، الشَّخصُ إذا أقبلَ على الله يُقبلُ النَّاسُ عليهِ أوَّلًا، ثُمَّ ينحرفُونَ عنهُ ويؤذُونَه، لأنَّ سنَّةَ الله في عَبادِهِ قد جرتْ بابتلائِهِم واختبارِهِم، تطهيرًا لهم مِن السُّكونِ إلى القلقِ، وتخليصًا لهمْ من الالتجاءِ لغيرِ الحقِّ. قال تعالى:{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
(1)
.
ثُمَّ حكَى أنَّ شَيخَهُ السَّيدَ الطَّباطبِيَّ كانَ بخلوتِهِ في جامعِ عمروٍ، فتسلَّطَ عليهِ قُرُقماسُ الشَّعبانيُّ
(2)
الناظرُ لهُ، وأخرجهُ مِنها، فلمَّا أصبحَ السَّيدُ جاءهُ شخصٌ، وقالَ له: رأيتُكَ اللَّيلةَ في المنامِ جالسًا بين يَدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يُنشدُكَ:
(1)
سورة العنكبوت: آية 1 - 3.
(2)
قُرُقْماسُ الشَعبانيُّ، الظاهريُّ برقوق، ثمَّ النَّاصريُّ، الأمير الكبير، الدِّوادار، أميرُ مكة، كانَ متكبرًا، قُتلَ بالإسكندرية سنة 842 هـ. "الإنباء" 9/ 52، و"الضوء" 6/ 219.
يا بَني الزَّهراء والنُّورِ الذي
…
ظنَّ موسى أنَّها نارُ قبَسْ
لا أُوالي الدَّهرَ مَنْ عَاداكمُ
…
إنَّه آخرُ شطْرٍ مِن عَبَسْ
يُشير إلى: {أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}
(1)
، ثُمَّ أخذَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عذَبةً بِسوطٍ في يدهِ، فعقَدهَا ثلاثَ عَقدَاتٍ.
قالَ القاضي: وكانَ مِن تقدِيرِ اللهِ أن ضُربَ رأسُ قُرُقْماس، فلمْ يَزُلْ إلَّا بثلاثِ ضرباتٍ، بحيثُ كانَ ذلكَ الصَّوتُ من قَبِيلِ:{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}
(2)
ثُمَّ قالَ القاضِي: يا فلانُ، إذَا أقامَ الفقِيرُ بِخَلوةٍ فأُخرِجَ مِنها، فجلسَ في مَوضعٍ قَيَّضَ الله لهُ عِمارتَهُ، ولو كانَ مَزبلةً.
قالَ السَّيدُ: فعلمتُ أنَّ شَيخَنَا يعنِينِي بجُملةِ كلامهِ الأوَّلِ، ولم أعلم أنَّهُ يَعنِينِي بالجُملةِ الأخِيرةِ، ولا حكمةَ عطفِهَا على مَا قَبلَهَا إلَّا بَعدَ مُضِيِّ نحوِ سبعَ عشرةَ سنةً، فإنِّي فارقتُهُ عقِبَ ذِكرِهِ لذَلكَ سنةَ سبعينَ، وسافرتُ -وقد تركتُ الزَّوجةَ والوظائِفَ- ومَعِي
(3)
والدتِي إلى الحِجازِ للحَجِّ بَحرًا في ذِي القِعدةِ، وكدتُّ أدركُ الحجَّ فلم يُمكِن، وتألَّمتُ لذَلِكَ شَديدًا، وحصلَ لِي كسرٌ عظيمٌ، فنظرتُ "شرحَ الأسماءِ" للقُشَيْري، وأنَّهُ حكَى عَن بعضِهم ممَّن حجَّ سَبعينَ حجَّةً: وأنَّهُ رأَى في مُنصَرفِهِ مِن آخرها شَخصًا باكيًا، لفواتِ إدراكِهِ الوقوفَ، فقالَ لهُ: هبْ عليَّ
(1)
سورة عبس، آية:42.
(2)
سورة الفجر، آية:13.
(3)
في الأصل: ومع.
انكسارِك، وأهبَ لكَ جميعَ حَجَّاتِي. قال: فسُرِّيَ عَنِّي.
وجاورتُ بِمَكَّةَ كلًا من سَنتينِ، وفي أثناءِ الأولى منهما جاءَنِي العِلمُ بوفاةِ شيخِنا الشَّمسِ الشُّروانيِّ في رجُوعِهِ للقاهرةِ، فتكلَّمَ لِي في خلوةٍ مع كوثرٍ أحدِ الخدَّامِ وأعلمَهُ بحَالِي، فأرسلَ إلى شيخِهِم بعد انفصالِ الموسمِ بمفتاحِ خلوةٍ دَاخلَ مؤخَّرِ المسجدِ بجانبِ المنارةِ الغربيةِ الشَّماليةِ، ولا سَقف لهَا.
وكانَ قد اتُّفقَ أنَّ البرهاني ابنَ ظَهِيرةَ قاضِي مَكَّةَ كتبَ لقاضِي المدينةِ الزَّكويِّ بما ينفعُهُ عندَ الله، فصارَ يتردَّدُ إليَّ، بحيثُ توسَّلَ بِي عندَهُ بعضُ المعتبَرين في بعضِ مآربِهِ، بل أحضَرَ صالحٌ سقفَ الخلوةِ وغيرَه، ولم يلبثْ أن سافرَ إلى الرُّومِ، فصارَ أخُوهُ الصَّلاحيُّ يقرأُ عليَّ، فاتَّفقتِ المرافعةُ فيهِ من الصَّلاحِ وغيرِه، فألقَى الشَّيطانُ في مخيِّلَتِهِ كونَ ذلكَ بتحرِيكِي، فبادرَ إلى تحريكِ أحدِ شيوخِ الخدَّامِ بِحيثُ رأيتُ ما وصفَ شيخُنا من إقبالِ النَّاسِ، ثُمَّ ما أشارَ إليهِ من الانحرافِ ممَّا أعظمُ أسبابِهِ إجابةُ المستفتِينَ عن المسائلِ العلميَّةِ، فأغرَى المستقرَّ حِينئذٍ في مشيخةِ الحرمِ، وكانَ لا يَعرفُنِي، وذلكَ قَبلَ وُصولِهِ لمحلِّ وِلايتِهِ، واستكتَبَهُ كِتابًا يتضمَّنُ الأمرَ بإخلاءِ الخَلوة التي كنتُ بها، ويوضَعُ زيتُ المسجدِ بِهَا.
فرأيتُ ليلةَ مَجِيءِ كتابِهِ والدِي بالمنامِ جَالسًا بالمصلَّى النَّبويِّ من الرَّوضَةِ الشَّريفةِ، وأنا خلفَهُ بِها، وهو في غايةِ الحزنِ والكآبةِ، فسألتُهُ عن سببِ ذلكَ؟ فقال: البِسَسُ في مؤخَّرِ الحَرمِ خَرْبَشُوني، فقلتُ له: يا سيدي، خَربشةُ البِسَسِ مِن الأمورِ السَّهلةِ، فاستبشرَ، وأشرقَ وَجهُهُ، وزالَ ذلكَ الحزنُ.
والعَجبُ أنَّنِي كنتُ أُصلِّي خلفَ المصلَّى النبويِّ بالمحلِّ الذِي رأيتُ أنِّي معَ
والدِي بهِ يومَ مجَيءِ الكتابِ، فجَاءَنِي مَن أعلمَنِي بمضمُونِهِ، فشقَّ عليَّ، ثُمَّ تذكَّرتُ الرُّؤيا، فقلتُ: هذا ما أخبرَ بهِ الوالدُ من خربشةِ البِسَسِ، واستسْهالي لها، فسُريَّ عني، وما كانَ بأسرعَ من مجَيء الشَّيخِ، محمَّدِ ابنِ الزَّينِ المراغي إليَّ، واستخبرني عنِ المقتضي للرَّغبةِ في الخلوةِ؟ فقلتُ لهُ: للقربِ والاعتكافِ ونحوِ ذلكَ، فأشارَ عليَّ بمكانٍ بجانبِ المسجدِ يحصلُ بهِ القرْبُ ونحوُه، فتحوَّلتُ لدارٍ ببابِ الرَّحمةِ مشهورةٍ بدارِ تميمٍ الدَّاري، فاكتَريتُها، ونقلتُ كتُبِي إليها، وكانتْ مُتشعثَةً خَرابًا، فأقمتُ بِها مُدَّةً، ولم يخطرْ بِبَالي قطُّ [أن] أملِكَها، ولا أنْ أعمرَ دارًا، ولا أضعَ لبِنةً على لبنةٍ، ولا أنْ أملكَ بالمدينةِ أبدًا دارًا، ثُمَّ بعدَ أن تحوَّلتُ قدِمَ شيخُ الحرمِ المشارُ إليهِ، وعلمَ بالمقاصدِ السَّيئةِ التي لم تُنهَ إليهِ على وجهِها في أمرِ الخلوةِ، أمرَ بردِّ مفتاحِها إليَّ بحيثُ كان ذلك سببًا لإنشاءِ قصيدةٍ في المدِيحِ النَّبويِّ تَزِيدُ على سِتِّين بيتًا، توسَّلتُ فيهَا بهِ
(1)
في دفعِ كيدِ الأعداءِ وبَغيِهم، ورأيتُ عَقِبها في منامِي ما يُؤذِنُ بالنَّصرِ مما شاهدتُهُ يقظةً.
وسافرتُ قبلَ الحريقِ الكائنِ في سنةِ ستٍّ وثمانينَ لمكَّةَ، ووردَ علينَا ونحنُ بِهَا أمرُهُ، فسافرتُ بعدَ الحجِّ لزيارةِ الوالدةِ، وكنتُ قد أرسلتُهَا السَّنةَ الثانيةَ من إِقامتِي بالمدينةِ لأجل الإخوةِ، فأدركتُ من حياتِها عشرةَ أيامٍ، ثُمَّ ماتت بِبلدنا سَمْهُودَ غروبَ شمسِ العاشرِ.
ثُمَّ رجعتُ لمصرَ، فأنعم الله بإلهامِ الأشرفِ بدفع مالٍ عندَ سفرِي آخرَ التي
(1)
راجع التعليق على ذلك في المجلد الأول ص 8.
تَليهَا، فاشتريتُ الدَّارَ المشارَ إليها، ثُمَّ أنعمَ اللهُ بأسبابِ عِمارتِها، ولزمتُ سُكناها، وحينئذٍ حضرتُ -ما لوَّحَ بهِ شيخُنا على وجههِ- الكشفَ. انتهى.
وقد صحبتهُ مِن سنةِ بضعٍ وسِتِّين، ثُمَّ كثرتْ خُلطَتِي بهِ في سنةِ إِحدَى وسَبعين بمَكَّةَ، وكتَبَ بخطِّهِ مصنَّفِي "الابتهاج"، وسمِعَهُ مِنِّي، وكذَا سَمِعَ مِنِّي غيرَهُ مِن تصانِيفِي. وكانَ على خيرٍ وعبادةٍ، وسكونٍ وفتوَّةٍ
(1)
، وفارقتُهُ بِمَكَّةَ بعدَ أن حجَجْنَا، ثُمَّ توجَّهَ مِنها إلى طَيبةَ كما تقدَّم فقطَنها، ولازَمَ وهو فيهَا الشِّهابَ الإِبْشِيطيَّ، وحضرَ درُوسَهُ في "المنهاج" وغيرِه.
وسمِعَ عليهِ جَانبًا من "تفسير البيضاوي"، ومن "شرح البهجة" للوليِّ، وبحثَ عليهِ "توضيح ابن هشام". بل قرأ عليه من تصانيفِهِ:"شرحه لخطبة المنهاج"، و"حاشيتَه على الخزرجية"، وأذِنَ له في التَّدرِيسِ، وأكثرَ مِن السَّماعِ هناكَ على أبِي الفرجِ المراغيِّ، بل قرأَ بعدَ الثَّمانِينَ على العفيفِ عبدِ الله ابنِ القاضِي ناصرِ الدّينِ ابنِ صالحٍ أشياءَ بالأجايز، وألبسهُ خِرقةَ التَّصوُّفِ، بلباسهِ لها مِن عمرَ الأعرابيِّ
(2)
.
وكذا كانَ سَمِعَ بمَكَّةَ على: كماليةَ ابنةِ محمَّدِ بنِ أبِي بكرٍ المرجانيِّ، وشَقِيقِهَا الكمالِ أبي الفضلِ محمَّدٍ، وزينبَ الشَّوبكيَّةِ
(3)
، والنَّجمِ عمرَ بنِ فهدٍ في آخرِين.
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: فتوم.
(2)
كذا ذكره، وستأتي ترجمته، وأنه العرَابي.
(3)
هي: زينبُ بنتُ أحمدَ بنِ محمَّدِ، أمُّ حبيبةَ الشَّوبكيةُ، المكيَّةُ، ماتت سنة 886 هـ بمكة. "الضوء =
وبالقاهرةِ على سِوى مَن تقدَّمَ "ختم البخاري" مع "ثلاثياته" بقراءة الدِّيَمِي على مَن اجتَمعَ مِن الشُّيوخِ بالكامِليةِ. بل قرأَ على النَّجمِ ابنِ عبدِ الوَارِثِ
(1)
في سنةِ خمسٍ وسِتِّينَ بمُنيةِ ابنِ خصيبٍ
(2)
شيئًا من "الموطأ"، ومن "الشِّفا". وأجازَ لهُ جماعةٌ، ولم يُكثِرْ مِن ذلك.
وصاهرَ في المدينةِ النَّبويَّةِ بيتَ الزَّرَنْدي، فتزوَّجَ أختَ الشَّمسِ محمَّدِ بنِ عمرَ بنِ المحبِّ، ولها مَحْرَميَّةٌ بالنَّجمِ
(3)
ابنِ يعقوبَ المالكيِّ ابنِ أخِي زوجِها، ثُمَّ فارقَهَا، وتزوَّجَ أختَ الشَّيخِ محمَّدٍ المراغيِّ ابنةِ شيخهِ أبي الفرجِ، وفارقَهَا بعدَ مدَّةٍ بعدَ موتِ أخِيها، وكذا تزوَّجَ غيرَهما سِرًّا وجهرًا، ثمَّ اقتصرَ على التَّسرِيِّ، ومع هذا كلِّهِ عقيمٌ. وجلَسَ في غُضونِ ذلكَ للإقراءِ، وأخذَ عنهُ جماعةٌ من الطَّلبةِ في الحرمينِ.
ومِن أجلِّ مَن أخذَ عنه مِن الشافعيَّةِ: الشَّمسُ المِسكين
(4)
والدُ الجماعةِ، والزَّينُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبِي الهُدى، والشَّمسُ محمَّدُ بنُ زينِ الدِّينِ القطَّانُ، ومِن الحنفيَّةِ: الشَّمسُ ابنُ جلالٍ، ومِن المالكيَّةِ: النَّجمُ المشارُ إليهِ، ومسعودٌ المغربيُّ
(5)
.
= اللامع" 12/ 39 - 40.
(1)
عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ الوارثِ القرشيُّ، البكريُّ، المالكي، عالمٌ مشاركٌ، مولده سنة 783 هـ، ووفاته 860 هـ. "الضوء اللامع" 4/ 90.
(2)
مدينةٌ كبيرة الساحة، متَّسعة المساحة، مبنية على شاطئ النيل. "الروض المعطار"548.
(3)
محمدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ بنِ محمَّدٍ المالكيُّ، قاضي مكَّة. تقدَّمت ترجمته.
(4)
محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الله، المسكينُ، شمسُ الدِّين.
(5)
مسعودُ بنُ عليِّ بنَ أحمدَ الَركراكيُّ، المصمويُّ، المغربيُّ. "الضوء اللامع" 10/ 156.
وصنَّفَ في "مسألةِ فرشِ البُسطِ المنقوشةِ" رَدَّ بهِ على مَن نازعَهُ أخذَ ثمان نُسخٍ وانهملا
(1)
بتصنِيفِهما، فقرَّضَهُما غيرُ واحدٍ.
فكانَ مِمَّن قرَّضَ لهذَا شيخُهُ الجَوْجَريُّ، والبقاعيُّ، وأحضرهُ إليَّ أولهُما بعدَ إِرسالِ الأمِينِي الأقصرائيِّ إليَّ بالمؤلَّفِ الآخرِ رَاغبًا مِنِّي ذلكَ أيضًا، فما سمَحتْ نَفسِي بهِ لهُ، بل كتبتُ لِهذَا تقريظًا، ثُمَّ أعرضتُ عنهُ.
وكذا عمِلَ للمدينةِ بالنِّسبةِ لمعالِمها وأماكِنِها ونحوِ ذلكَ مع التَّعرُّضِ للفضائِلِ وشِبْهِها "تاريخًا" تعبَ فيه، قرَّضْتُهُ والبرهانُ ابنُ ظهيرةَ له، بل حصَّلهُ كلٌّ مِنَّا، وقُرئَ عليهِ بعضُهُ بِمَكَّةَ، واقتَصَرَ على العزوِ في جُلِّ ما يُورِدُهُ مِن الأحاديثِ ونحوِها من "تاريخ عمر بن شبَّة" وغيرِه من الكتبِ المسندةِ وغيرِها، من غيرِ بيانٍ لصحةٍ ولا غيرِها، لكونِهِ في الفضَائِلِ غالبًا، ولغيرِ ذلكَ.
بل ألَّفَ غيرَ ما ذُكرَ جملةً، ومِن ذلكَ: الكتابةُ على "إيضاحِ النووي في المناسك"، أفادَ فِيهِ.
والتَمَسَ من صَاحِبِنَا النَّجمِ ابنِ فهدٍ تخريجَ شيءٍ مِمَّا تقدَّمَ، ففعَلَ بعدَ إِرسالِهِ إليَّ في تراجِمِ أكثرِهِم. كما استمدَّ هُو مِنِّي بعضَهُ، وعظَّمَهُ في الخُطبَةِ، حيثُ قالَ: سألنِي مَنْ لا أَستطِيعُ ردَّهُ -ولا يمكنُنِي صدُّهُ، لحقوقٍ واجبةٍ منهُ عليَّ، وإحسانٍ قد أسدَاهُ إليَّ، فكيفَ وقد حوَى مِن العلومِ والفضائلِ، ما لم يحوِهِ غيرُه من العلماءِ الأماثِلِ.
(1)
كذا في الأصل، والعبارة غير واضحة.
وقد جمَعَ بالحرمِ النَّبويِّ بين الفتوى والتَّدرِيسِ، على مذهبِ الإمامِ الشَّافعيِّ المطَّلِبيِّ محمَّدِ بنِ إِدريسَ، وهجرَ الأهلَ والإخوانَ والأوطانَ، وهاجرَ إلى الحرمينِ الشَّريفينِ طالبًا فيهما ما يقرِّبُهُ إلى الجِنان، وهو سيِّدُنا العبدُ الفقيرُ إلى الله تعالى، السَّيدُ الشريفُ، الحسيبُ النَّسيبُ، الشَّيخُ الإمامُ العلَّامةُ، الأوحدُ القدوةُ الفَهّامةُ، الجامعُ بينَ أشتاتِ الفضائِلِ، والحاوِي لأنواعِ الكمالاتِ ومحاسنِ المسائلِ، بدرُ الأنجُمِ الزَّاهِرَةِ، سلالةُ العترةِ الطاهرةِ، مفتِي المسلمينَ، عمدةُ العلماءِ العامِلينَ، نورُ الدِّينِ أبو الحسنِ، وساقَ نسبَهُ، نزِيلُ المدينةِ الشَّريفةِ على الحالِّ بها أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، أدامَ اللهُ بَقاءَهُ وأمتَعَ بهِ آمين. -أنْ أجمعَ له "فَهرسًا" إلى آخرِ ما قالَ.
وماتَ قبلَ إِكمالِه، فبَيَّضَهُ ولدهُ العِزيُّ مُتَمِّمًا لما أمكنه فيه
(1)
، وقدِمَ مِن المدينةِ إلى مَكَّةَ في رمضانَ سنةَ ستٍّ وثمانِينَ رفيقًا لصاحبِنَا الشَّمسِ ابنِ العمادِ قبلَ وُقوعِ
(2)
الحريقِ بالمدينةِ، فسلِمَ مِن هذِهِ الحادثةِ، ولكن احترقَ جميعُ كتُبِهِ، وهِي شيءٌ كثير مِمَّا حَصلَهُ في إقامتِهِ بِها مِن وقفٍ وغيرِه، مع ما كانَ في حوزِتهِ قبلُ مِنها ومِن غيرِه، وانتهزَ حينئِذٍ الفرصةَ، فسافرَ إلى القاهرةِ في مَوسِمِها رفيقًا للمشارِ إليه أيضًا فدخلَاها، ولقيَ السُّلطانَ، فأحسنَ إليهِ بمُرتَّبٍ على الذَّخِيرةِ وغيرِه، بل ووقفَ هو وغيرُه على المدينةِ كتبًا بتوسُّطِهِ بِنفسِهِ وبغيرِه في ذلكَ، ورُسِم بسِعَايتِهِ
(1)
طمس في الأصل بمقدار كلمة، والمثبت من "الضوء اللامع" 5/ 247.
(2)
في الأصل: وقوعه، والمثبت من "الضوء اللامع" 5/ 247.
بسَدِّ السِّردابِ الذِي كان مُواجِهًا للحُجرَةِ النَّبويَّةِ، والمتوصِّلِ بهِ لدورِ العشرةِ، لما كانَ يحصلُ فيهِ مِن الفسادِ، ممَّا كانت المصلحةُ في سدِّهِ مع المعارضةِ فيهِ.
وشهِدَ موتَ رفيقِهِ ابنِ العمادِ
(1)
بمرورِه معهُ على اختصارِه "تفسير البيضاوي"، ثمَّ سافرَ لزيارَةِ أمِّهِ، فما كان بأسرعَ مِن موتِها بعدَ لقائِهِ لهَا، ثُمَّ رجعَ فزارَ بيتَ المقدِس، وعادَ إلى القاهرةِ، ثُمَّ إلى المدينةِ، ثُمَّ إلى مَكَّةَ، فحجَّ، ثُمَّ رجعَ إلى المدِينَةِ مستَوطِنَها، وابتنى له بيتًا مناولةً من ابنَي أبي الفرجِ المراغيِّ، وكان الشَّمسيُّ أحدهما
(2)
كهفًا لهُ بالمدينة، بل هو أعظمُ قائمٍ معهُ في مآربِهِ بِها، مع تجمُّلهِ بِأختِهِ في حالِ تزوُّجِهِ بِها، وكونِهَا هي الموصِّلَةَ لهُ للبيتِ المشارِ إليهِ، ولكنْ لعدَمِ صبرِهَا على السَّرارِي، حصلت الرَّغبةُ في المفارقةِ، وكنتُ أحبُّ إذ وقفَ البيتَ المشارَ إليهِ أن يجعلَ لها نَصيبًا فيهِ ولو بالنَّظرِ.
وهو مِمَّن اجتمعَ بِي في القَاهِرَةِ عندَ شَيخِهِ المناويِّ وغيرِهِ غيرَ مرَّةٍ، ثُمَّ بالحرمَينِ كذلكَ، وغبطَتِهِ على استِيطَانِهِ المدينةَ، ورسُوخِ قدَمِهِ فِيهَا، بِحيثُ صارَ شيخَهَا، قلَّ أن لا يأخُذَ عنهُ أحدٌ مِن أهلِهَا، وهم معَ هذَا يحسُدُونَهُ، وطالَ ما كانَ الفاضلُ الشَّمسُ ابنُ الخَطِيبِ
(3)
الريِّسُ يتظلَّمُ مِمَّا كان يذكُرُ أنَّ سبَبَهُ تقريرُ
(1)
أحمدُ بنُ عمادِ بنِ يوسفَ، الشِّهابُ أبو العبَّاسِ الآقفهسيُّ، ثمَّ القاهريُّ، الشَّافعيُّ، أحدُ أئمةِ الفقهاء الشافعية، مات سنة 808 هـ. "الضوء اللامع" 2/ 47.
(2)
كذا في الأصل.
(3)
شمسُ الدِّينِ ابنُ الخطيبِ، رئيسُ المؤذِّنين، ماتَ في الحريقِ الذي اندلعَ في المسجدِ النَّبويِّ، بسبب صاعقةٍ سنة 886 هـ، وهو يؤذِّنُ بالمنارةِ الرَّئيسية.
الأمِيرِ خير بك له مُدرِّسَ الشَّافِعيةِ بالمدينةِ بمدرَستِهِ، وكانَ بينَهُما ما بالغَ ذاكَ فيهِ بحيثُ عوجِلَ، وكذا لعدِمِ إغضَائِهِ عما يقَعُ من الفضلاءِ الوارِدينَ على المدِينةِ، وشدَّةِ مُنازعتِهِ لهُم، وقوَّةِ نفسهِ في الردِّ. كان أكثرَهم في حنقٍ مِنهُ.
وأمَّا الخواجَا ابنُ الزّمِنِ فبارَزَهُ في أشياءَ مِنها المحمودُ وغيرُهُ، ثُمَّ كانَ بينَهُ وبينَ الخَطِيبِ الوزيريِّ
(1)
وأنا هُناكَ ما شرحتُهُ في محلٍّ آخرَ، وردَّ عليهِ السَّيدُ في مؤلفٍ مَتِينٍ قرَّضَهُ له الشَّافِعيُّ وابنُ أبي شريفٍ
(2)
وأخُوهُ
(3)
وغيرُهم، وهو عِندِي.
ولزِمَ مِن هذِه المنازعاتِ تركُ السَّيدِ الصَّلاةَ في الرَّوضةِ، مكتفيًا لشيخِهِ الإبشيطِي في الجملةِ، بل وتركَ الإقراءَ في المسجِدِ، بل حدَّثَ نفسَهُ بالانتقالِ لِمكَّةَ، ولمتُه في هذَا كلِّهِ، فأبدَى لي ما لم أنهض لمخالفتِهِ فيهِ، ولكنَّهُ على كلٍّ خيرٍ مانعٌ، وحُفَّتِ الجنَّةُ بالمكارهِ.
وبالجملةِ، فهوَ جمالٌ لأهلِ المدينةِ، عالِمٌ متفنِّنٌ متميِّزٌ في الفقهِ والأصلين، مع نظمٍ ونثرٍ، متوجِّهٌ للعبادةِ، وإرخاءِ العَذَبَة
(4)
، مُديمٌ للمطالعةِ والاستفادةِ
(1)
شمسُ الدِّين الخطيبُ الوزيريُّ، المالكيُّ، كان مجاورًا بمكة سنة 882 هـ. "إتحاف الورى بأخبار أم القرى" 4/ 615.
(2)
إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الشافعي، قاضي القضاة، برهانُ الدِّين، ابن أبي شريف. وُلد سنة 836 هـ، وتوفي سنة 913 هـ. "الضوء اللامع" 1/ 134، و"الكواكب السائرة" 1/ 102.
(3)
محمَّدٌ، كمالُ الدِّين ابنُ أبي شريف الشَّافعيُّ، عالم بالأصول، مِن فقهاء الشافعية. مات سنة 906 هـ. "الأنس الجليل" 2/ 706، و "شذرات الذهب" 8/ 29.
(4)
عَذَبَة كلِّ شيء: طَرَفُه، يريد: طرف العِمامة. "لسان العرب": عذب.
والكتابةِ، بِحيثُ ارتقَى عمَّا كانَ يُعهَدُ مِنه، وأمرهُ في ازديادٍ، وتآليفُهُ كثيرةُ التِّعدَادِ، وللمباحَثَةِ والمناظَرةِ قويُّ الجلادَةِ على ذلكَ، طلقُ العبارةِ فيه، مُغرمٌ بِهِ، مع قوَّةِ نفسٍ وتكلُّفٍ فيما يظهرُ لهُ.
ولا زالتْ كتُبُهُ ترِدُ عليَّ
(1)
بالسَّلامِ، وطيبِ الكلامِ، بل يشافهُ بما هو أعلَى كما كانَ يسمعُهُ من شيخَيهِ المحليِّ والمناوِي، ويستمِدُّ مما لعلَّهُ يقفُ عليهِ مِن تصانِيفِي "كالقولِ البديع"، و"ارتقاءِ الغُرف"، و"مناقب العباس"، و"المقاصد الحسنة"، و"شرح الألفية". ولكنَّ الحقَّ أولَى بِالاتِّباعِ، وإنَّهُ لو أعرضَ عن كثيرٍ من المعارضَاتِ لِشيخِنَا كانَ أوفقَ، وقد استقرَبَهُ الأشرفُ مُضافًا لما عَمِلهُ لهُ في الذخِيرةِ بعنايةِ البدريِّ أبِي البقاءِ ابنِ الجيعانِ
(2)
في النَّظرِ على المجمَّعِ بمدرستِهِ، وما بهِ مِن الكتُبِ التي وقَفَها فِيهِ.
ولما قدمَ ابنُ قريبةَ المحليُّ
(3)
على عمارةِ المدرسةِ الزَّينِيَّةِ المزهِريَّةِ
(4)
كان مِن المعيِّنِينِ لهُ بتدرِيبِهِ، والإحسانِ إليهِ لتَقرِيرِهِ عِندَه أنَّهُ هو المختارُ لمَشيَختِها وغيرَ ذلكَ مِن أمورِهَا، فما كانَ أسرعَ مِن موتِ الوَاقِفِ، ولم يزِد على أن صَارَ هو المتكلِّمَ في
(1)
في الأصل: عليه، وهو خطأ.
(2)
محمَّدُ بنُ يحيى بنِ شاكرٍ، أبو البقاء، قتل سنة 902 هـ. "بدائع الزهور" 3/ 363.
(3)
عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدٍ، المعروفُ ابن قُريبةَ، المحلِّي، فقيه شافعيٌّ، مشارك بالعلوم، مولده سنة 850 هـ، ووفاته في أول القرن العاشر. "الضوء اللامع" 6/ 18.
(4)
أوقفها زينُ الدينِ أبو بكر بنُ مُزهرٍ الدِّمشقيُّ، الأنصاريُّ، كاتبُ السِّرِّ بالدِّيار المصرية، ماتَ سنةَ 893 هـ. "بدائع الزهور" 3/ 255.
مصارِفِها، وكذَا كانَ الأميرُ داود
(1)
بنُ عِيسَى بنِ عمرَ، شيخُ هوَّارَةَ
(2)
، مِمَّن يُعلمُ جَلالتُهُم في ناحِيَتِهم، واتَّفَقَ حجُّهُ فتلقَّاهُ السَّيدُ بالإكرامِ، بِحيثُ كانَ مُعينًا لهُ في انقيادهِ معهُ في صدقَاتِهِ لأهلِ المدينةِ وغيرِها حينَ حجَّ، ووقَفَ كُتبًا كـ "فتحِ البارِي"، وجَعلَ مردَّهَا إليهِ، إلى غيرِ هذَا مِن انقيادِ ابنِ جبرٍ
(3)
وغيرِه له في أشياءَ لذلكَ اعتمادًا مِنهُم على عِلمِهِ ودِيَانتِهِ، فترقَّى بهذَا كلَّهِ، سِيما وقد صارَ يوسِّع على كثيرٍ مِن أهلِ الحَرمينِ ومجاورتيهما بما يصلُ إليهِ مِن ذلكَ، وقد اجتهدَ في أنْ يَصرفَ لهُ من الصَّدقاتِ الرُّومِيَّةِ، كالقضاةِ وهو مئةُ دينارٍ غالبًا.
وداخلَ مِن بكوكِ
(4)
شيخِ الحرمِ سِيمَا الأميرُ شاهينُ الجماليُّ، ولانَ معهُ حتَّى بلغَنِي وصفُ الأميرِ لهُ بِخبرةِ دُنياهُ وعلمِهِ أو كمَا قالَ، ولكنَّهُ لم يسلَمْ مِن بسبَستِهِ ودنْدَنتِهِ، سِيما مع مشاركةِ كثِيرِينَ لهُ حَسدًا، والمعطِي الله، ولم يكنْ جميعُ هذا مانعًا لهُ عنِ التَّكسُّبِ بنفسِهِ ومندوبِهِ، وربَّمَا عاملَ الشَّريفَ أميرَ المدينةِ معَ قِلَّةِ مصرفِهِ، وكونِهِ ليسَ عِندَه غَالبًا سِوى سرارِي مقتصرًا عليهِنَّ.
وعلى كلِّ حالٍ فهوَ شيخُ أهلِ المدينةِ عِلمًا ونسبًا وعبادةً، وعليه انطبَقَ ما كانَ
(1)
داودُ بنُ عيسى بنِ عمر، شيخُ هوَّارة، ممن حجَّ سنة 893 هـ، وأحسن لفقراء الحرمين وغيرِهم. "الضوء اللامع" 3/ 214.
(2)
الهوَّارة: من قبائل مصرَ، تنتسب إلى عرب الحجاز، وتقيم في مديرية البحيرة. "معجم قبائل العرب" 3/ 1230.
(3)
أجودُ بنُ زاملٍ الجبريُّ، رئيسُ أهلِ نجدٍ، سلطان البحرين والقطيف. "وفاء الوفا" 2/ 20.
(4)
كلمة غير واضحة في الأصل.
شيخُهُ المناويُّ يقولهُ مِمَّا لا يحتاجُ إليهِ لبرهانِ أصحابِنا، يقومُ بِكُلِّ واحدٍ مِنهُم قريبه لعدمِ انفرادِ أحدٍ مِنهم سواهُ في بلدٍ كانَ، باركَ الله تعالى في حياتِهِ، وصرفَ عنهُ ما يعادِيهِ وسائرَ أسبابِ تكدُّرَاتِهِ، وقدْ وقفتُ لهُ على عدَّةِ تصانِيفَ، مِنها:"جواهرُ العقدينِ في فضلِ الشرفينِ شرفِ العلم والنَّسبِ"
(1)
حكى فيهِ من كراماتِ شُيوخِهِ المناويِّ والإبشيطيِّ ومكاشفاتِهما الكثيرَ.
وتصانِيفُهُ حسبَما كتبَهُ لِي بخطِّهِ: "اقتفاء الوفا بأخبارِ دارِ المصطفى"، احترقَ قبلَ إكمالِهِ، ومختصرُهُ "الوفا"، ومختصرُهُ "خلاصة الوفا"، و"الوفا بما يجب لحضرة المصطفى" في تنظيفِ الحُجرةِ مِن هدمِ الحريقِ القديمِ، و"نصيحة اللبيب فيمن أتى الحبيب"، و"ورود السكينة على بُسُط المدينة"، و"الانتصار لبُسطِ روضة المختار"، وأصلُهما احترق، "مصابيح القيام في شهر الصيام" مختصره، لم يتمّ. "الأقوال المسفرة عن دلائل المغفرة"، و"الموارد الهنية في مورد
(2)
خير البرية"، "الأربعون في فضل الرمي بالسهام" التقطها من مصنَّفِي "طيب الكلام بفوائد السلام"، "الحكم العشرة في مقابلة شمِّ الطيب بسؤال المغفرة"، "العَقد الفريد في أحكام التقليد"، "مواهب الكريم الفتاح في المسبوق المشتغل بالاستفتاح"، "شفاء الأشواق لحكمِ ما يكثرُ بيعه في الأسواق"، "فتح الرَّبِّ الواهب بإكمال المواهب"، "كشف الجِلباب والحِجاب عن القدوة في الشُّبَّاك والرحاب"، "المواهب الرَّبانية في وقف العثمانية"، مختصره "خلاصة المواهب"، "تحرير العبارة في بيان موجب
(1)
الكتاب مطبوع بدار الكتب العلمية سنة 1415 هـ.
(2)
هكذا في الأصل، ولعلها: مولد.
الطهارة"، "حواشي على الدَّمِيرِي" لم تجرَّد، وعلى "شرح جمع الجوامع" للمحلِّي "كشف اللَّبس عن المسائل الخمس"، "الفوائد الجمَّة في المسائل الثلاثة المهمة". "المحرَّر من الآراء في تعليق الطَّلاق بالإبراء"، "شرح أمهات الأولاد من المنهاج" مع شرح مواضع منه، "ختم البخاري ومسلم"
(1)
، "شرح الباب الأخير مِن ابن ماجه"، "كشف المغطَّا في ختم الموطا"، "الإفصاح بنكت المناسك الإيضاح"، "حاشية شرح العقائد" احترقتْ قبلَ إكمالها، "جواهر العقدين في فضل الشَّرفين"، "درر السُّموط فيما للوضوء من الشُّروط"، مسوَّدَة، "شرح الورقات" احترق، "النَّصيحة الواجبة القَبول في بيان وضعِ مِنبر الرَّسول"، "زاد المسير لزيارة البشير"، "أمنية المعتنين بروضة الطَّالبين" مشتغلٌ فيه، "أجوبة الفتاوى التحلية والسواكنية واليمانية"، ترتِيب ما كتبَ عليهِ من الفتاوَى، "قصائد نبويات" انتهى.
[أقول: وبعدَ المؤلِّفِ زادَت جلالتُهُ وعظمتُهُ ووجاهتُهُ، وصارَ أهلُ البلدِ يرجِعُون إليهِ، ويُعَوِّلُونَ في أمورِهم عليهِ مع ملازَمتِهِ لنفعِهِم، والذَّبِّ عنهُم، واستمرَّ على ذلك حتَّى مرِضَ ثلاثةَ أيَّامٍ.
وماتَ في يومِ الخميس ثامنِ عشرِي ذي القِعدةِ عامَ إحدَى عشرَةَ وتسعِ مئةٍ، وصُلِّيَ عليهِ بالرَّوضةِ الشَّريفَةِ بعدَ صلاةِ العصرِ، ووُقِف بجنازَتِهِ عندَ وجهِ جدِّهِ المصطفَى صلى الله عليه وسلم، ودُفنَ بالبَقيعِ خلفَ قبَّةِ الإمامِ مالكٍ رضي الله عنه[بالقُربِ مِن شيخِهِ]
(2)
شهابِ الدِّينِ أحمدَ الإبشيطيِّ بوصيةٍ منه، رحمهُ الله تعالى، ورضي عنهُ.
(1)
بعدها في الأصل كلمة غير واضحة.
(2)
بياض في الأصل، والمثبت من "وفاء الوفا". تحقيق د قاسم السامرائي 2/ 23.
ولم يُخلِّفْ بعدَه مثلَهُ، نفعَ الله بهِ، وما رُزقَ ذرِّيَةً، بل ورثَهُ أولادُ أخِيهِ عبدِ الكرِيمِ، وكانَ استدعاهُم مِن بلدِهِم للمدينةِ الشَّريفةِ، أوَّلُهم: عبدُ الرَّحِيمِ، ثُمَّ عبدُ الله أكبرُهم، ثمَّ محمَّدٌ، وعبدُ الرَّحمنِ بأمِّهِم.
ووليَ قضاءَ المدينةِ أكبرُهُم والخطابةَ والإمامةَ مدَّةً، وصارَ مَرجَعًا ومعوَّلًا عليهِ. زادَهُ اللهُ خَيرًا].
2833 - عليُّ بنُ عبدِ الله بنِ بَعجةَ بنِ عبدِ الله بنِ بدرٍ الجُهنيُّ
(1)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيهِ عن جدِّهِ، وعنه: إبراهيمُ بنُ عليٍّ الرافقيُّ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(2)
.
2834 - عليُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ جعفرِ بنِ نَجيحٍ، مولى عُروةَ بنِ عَطِيَّةَ السَّعديِّ، الإمامُ أبُو الحسنِ البصريُّ، ابنُ المدينيِّ
(3)
.
لكونِ أصلِهِ مِن المدينةِ، أحدُ الأعلامِ، وصاحبُ التصانيفِ التي قالَ النَّوويُّ
(4)
: إنَّهَا نحوُ مئتينِ.
وُلدَ سنةَ إِحدى وسِتِّينَ ومئةٍ بالبصرةِ، وسَمِعَ: أباهُ، وحمَّادَ بنَ زيدٍ، وهُشيمًا، وابنَ عُيينَةَ، والدَّراورديَّ، وعبدَ العزيزِ بنَ عبدِ الصَّمدِ العمِّيَّ، وجعفرَ بنَ سليمانَ
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 193.
(2)
"الثقات" 8/ 459.
(3)
"الطبقات الكبرى" 7/ 308، و"تاريخ أبي زرعة الدمشقي"، 161، و"سير أعلام النبلاء" 11/ 40.
(4)
"تهذيب الأسماء واللغات" 1/ 350.
الضُّبَعِيَّ، وجريرَ بنَ عبدِ الحميدِ، وابنَ وهبٍ، وعبدَ العزيزِ بنَ أبي حازمٍ، وعبدَ الوَارثِ، والوليدَ بنَ مسلمٍ، وغُندرًا، ويحيىَ القطانَ، وابنَ مهدِيٍّ، وابنَ عُلَيَّةَ، وعبدَ الرَّزاقِ، وخَلقًا سواهُم.
وعنه: البخاريُّ
(1)
، وأبو داودَ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، والذُّهليُّ، وهلالُ بنُ العلاءِ، وحميدُ بنُ زَنْجويه، وإسماعيلُ القاضي، وصالحٌ جَزرةُ، وعليُّ بنُ غالبٍ البَتْلَهيُّ
(2)
، وأبو خليفةَ الجُمحيُّ، وأبو يَعلَى الموصليُّ، ومحمَّدُ بنُ جعفرِ ابنُ الإمامِ الدِّمياطيُّ، ومحمَّدُ بنُ محمَّدٍ الباغنديُّ، وعبدُ الله البغويُّ، وخلقٌ آخرُهم وفاةً عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ أيُّوبَ الكاتبُ، وأقدمُهم وفاةً شَيخُهُ ابنُ عُيينَةَ. قالَ الخطيبُ
(3)
: وبين وفَاتَيهِما مئةٌ وثمانٌ وعشرونَ سنةً. وكانَ مِن أعلمِ أهلِ زمانِهِ بالعلَلِ، مِمَّن رَحلَ وجمعَ، وكتبَ وصنَّف، وحفِظَ وذَاكَرَ.
قالَ أبو حاتمٍ
(4)
: كانَ عَلمًا في النَّاسِ في معرفةِ الحدِيثِ والعِللِ، وما سمعتُ أحَدًا سمَّاهُ قط، إنَّمَا كان يَكنِيهِ تَبجِيلًا لهُ.
وقالَ البخاريُّ
(5)
: ما استصغرتُ نَفسِي عندَ أَحدٍ إلَّا عِندَهُ.
والكلامُ في الثَّناءِ عليهِ مُنتشرٌ جِدًا، وترجمتُهُ مطوَّلَةٌ في "تاريخ الخطيب"
(6)
، ثُمَّ
(1)
في الأصل: القاري، وهو تحريف.
(2)
نسبة إلى بيت لهيا، وهي قرية من أعمال دمشق بالغوطة. "اللباب" 1/ 119.
(3)
"السابق واللاحق"، ص 277.
(4)
"الجرح والتعديل" 6/ 193.
(5)
"الكامل لابن عدي" 1/ 120.
(6)
"تاريخ بغداد" 11/ 446.
في "التهذيب"
(1)
، وذكرهُ ابنُ السُّبكيِّ في "أصحاب الشافعي"
(2)
.
وهوَ مِمَّن أجابَ في المِحنةِ، وظهرَ بِذلكَ تفرُّسُ يحيىَ القطَّانِ بقولِهِ: ويحكَ أراكَ تَتبَّعُ الحديثَ تتبُّعًا، لا أحسِبُكَ تَموتُ حتَّى تبتَلَى.
ولكنْ قدْ ثبتَ عنهُ قولُهُ: ما في قَلبِي مِمَّا قلتُ شيئًا، ولكنِّي خِفتُ أن أُقتَلَ، ولو ضُربتُ سَوطًا وَاحدًا لِمتُّ، ولذَا عذَرَهُ ابنُ مَعينٍ، وقالَ: رجلٌ خافَ.
وعن غيرِهِ أنَّهُ قالَ قبلَ أن يمُوتَ بشَهرينِ: القرآنُ كلامُ الله غيرُ مَخلوقٍ، ومن قالَ: مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن زَعمَ أن الله لا يُرى فهو كافرٌ، ومن زَعم أنَّ الله لم يكلِّمْ موسَى على الحقيقةِ، فهو كافرٌ.
وقوُل العقيليِّ
(3)
: إنَّهُ جنحَ إلى ابنِ أبِي دؤادَ والجهميَّةِ، وهو في الحديثِ مستقيمٌ إن شاءَ الله، وإن كانَ كذلكَ يُجابُ عليهِ بِما تقدَّمَ.
ثُمَّ ماتَ بسامُرَّا في ذي القعدَةِ سنةَ أربعٍ وثلاثِينَ ومئتينِ، ودُفِن بالعسكرِ، ومولدُهُ سنةَ إحدَى وسِتِّينَ ومئةٍ.
قالَ النَّوويُّ نقلًا عن "جامعِ الخَطِيبِ"
(4)
: صنَّفَ في الحديثِ مئتَي مُصنَّفٍ.
2835 - عليُّ بنُ عبدِ الله بنِ رِفاعةَ القُرَظيُّ
(5)
.
(1)
" تهذيب الكمال" 21/ 5، و"تهذيب التهذيب" 5/ 710.
(2)
"طبقات الشافعية الكبرى" 2/ 145.
(3)
"الضعفاء الكبير" 3/ 235.
(4)
"الجامع في آداب الراوي والسامع" 2/ 465، وعدَّد بعضَ مصنفاته.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 283.
مِن أهلِ المدينةِ. يروِي عن: الرَّبيعِ بنِ معبدٍ، وعنه: يحيَى بنُ سَعيدٍ الأنصاريُّ. قاله ابنُ حبانَ في ثالثة "ثقاته"
(1)
.
2836 - عليُّ بنُ عبدِ الله بنِ عبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلِبِ، أبو محمَّدٍ، وقيل: أَبُو عبدِ الله الهاشميُّ، المدَنيُّ
(2)
.
وَالدُ محمَّدٍ، وعِيسى، وداودَ، وسليمانَ، وإسماعيلَ، وعبدِ الصَّمدِ، وصالحٍ، وعبدِ الله، وهو جدُّ الخلفاءِ، ويُلقَّبُ السَّجَّادَ. ذكرهُ مسلمٌ
(3)
في ثالثةِ تابِعي المدنيين. وُلِدَ أيَّامَ قتلِ عليٍّ رضي الله عنه، فسُمِّيَ باسمِهِ، وأمُّهُ هِي زرعةُ ابنةُ أحدِ الملوكِ الأربعةِ مشرَّح بن علي الكندي. يروى عن: أبيهِ، وأبِي هُريرةَ، وأبي سعيدٍ الخدرِيِّ، وابنِ عُمرَ، وجماعةٍ، وعنهُ: بنوهُ: عيسَى، وداودُ، وسليمانُ، وعبدُ الصَّمدِ، والزُّهريُّ، وسعدُ بنُ إِبراهيمَ، ومنصورُ بنُ المعتمِرِ، وعليُّ بن أبِي حمَلةَ، وآخرونَ. ثقةٌ. خرَّجَ لهُ مُسلمٌ
(4)
، وذُكر في "التهذيب"
(5)
.
وكانَ جَميلًا وسِيمًا، طَويلًا إلى الغايةِ، جَميلًا مَهيبًا، ذا لحِيةٍ مَليحةٍ، يَخْضِبُ بالوَسْمةِ
(6)
، يُطلبُ لهُ الخفُّ والنَّعلُ فما يوجدُ حتَّى يستعملَه لكبرَ رجلِيهِ
(7)
.
(1)
"الثقات" 7/ 205.
(2)
"الطبقات الكبرى" 5/ 312، و"الثقات" 5/ 160، و"تاريخ دمشق" 43/ 38.
(3)
"الطبقات" 1/ 237 (707).
(4)
كتاب الطهارة، باب: نسخ الوضوء مما مست النار 1/ 273 بلا رقم.
(5)
"تهذيب الكمال" 21/ 35، و"تهذيب التهذيب" 5/ 716.
(6)
الوَسْمَةُ: نباتٌ يُخضبُ بوَرَقِه. "القاموس": خضب.
(7)
"سير أعلام النبلاء" 5/ 285.
يسجُدُ كلَّ يومٍ ألفَ سَجدةٍ، وكان لهُ خمس مئةِ شجرةٍ، يُصلِّي كلَّ يومٍ عند كلِّ شجرةٍ ركعتين. قالَ له عبدُ الملكِ بنُ مروان: لا أحتملُ لك الاسمَ والكُنيةَ جميعًا، فغيَّرهُ، وكناه بأبِي محمَّدٍ. ماتَ سنةَ ثمانِي عشرةَ ومئةٍ بالشَّامِ.
2837 - عليُّ بنُ عبدِ الله بنِ محمَّدِ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ إِسحاقَ بنِ سلَّامِ بنِ عبدِ الوهَّابِ بنِ الحسنِ بنِ سلَّامٍ، العلاءُ، أبو الحسنِ الدِّمشقيُّ، الشَّافعيُّ، ويُعرفُ بابنِ سلَّامٍ
(1)
.
وُلدَ سنةَ خمسٍ، أو سِتٍّ وخمسينَ وسبعِ مئةٍ، وحَفِظَ القرآنَ، و"التنبيه"، و"ألفيةَ ابن مالك"، و"مختصرَ ابن الحاجب الأصلي"، وتفقَّه بالعلاءِ [ابن] حِجيِّ، وابنِ قاضِي شُهْبَةَ
(2)
، والحُسْبَانيِّ، وابنِ الزُّهريِّ
(3)
وغيرِهم.
وأخذَ الأصولَ عنِ: الضِّياءِ القرْمِيِّ
(4)
، وارتَحَلَ إلى القاهرةِ، فقَرأَ "المختصرَ" على الرَّكْرَاكِيِّ
(5)
، وكان يطرِيهِ بِحيثُ يَقولُ: إنَّهُ يعرفُهُ أكثرَ مِن مؤلِّفِهِ، فاشتهَرَ
(1)
"إنباء الغمر" 8/ 114، و"الضوء اللامع" 5/ 251.
(2)
محمَّدُ بنُ عمرَ بنِ محمَّدٍ، شمسُ الدِّينِ ابنُ قاضي شُهبة، الدِّمشقيُّ، الفقيه الشَّافعيُّ، أبو عبد الله، توفي سنة 782 هـ. "الدرر الكامنة" 4/ 110، و "شذرات الذهب" 6/ 276.
(3)
أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ البقاعيُّ، ثمَّ الدِّمشقيُّ، الشَّافعيُّ، المعروفُ بابنِ الزُّهريِّ، ماتَ سنةَ 878 هـ. "الضوء اللامع" 1/ 192.
(4)
عبيدُ الله بنُ سعدِ الله بنِ محمَّدٍ القِرْمِيّ، القزوينيُّ، الفقيهُ الشَّافعيُّ، كان إمامًا في المعقولات. توفي 780 هـ. "الدرر الكامنة" 2/ 209، و"حسن المحاضرة" 1/ 546.
(5)
محمَّدُ بنُ يوسفَ، شمسُ الدِّين الرَّكراكيُّ، المغربيُّ، المالكيُّ، قاضي الدِّيار المصرية، ماتَ في حمص =
وتميز ومهَرَ، وكان يبحَثُ في حلقةِ ابنِ خطيبِ يَبْرُودٍ
(1)
، فينتشِر البحثُ بينَ الطَّلبةِ لكثرةِ تفنُّنِهِ وإشكالاتِهِ. وأصيبَ في الفتنةِ الكُبرَى في مالِهِ، بل وفي يديهِ بالحريقِ، وأسروهُ، فصارَ معهم إلى مَارِدِين
(2)
، ثم انفلتَ مِنهم.
وقرَّره النَّجمُ ابنُ حِجِّي في الظاهريَّةِ البَرَّانيةِ
(3)
بعد وفاةِ أخيهِ، ونَزلَ لهُ التَّاجُ الزُّهريُّ عن العَذْرَاويةِ
(4)
بمساعدَةِ ابنِ حِجيِّ، ودَرَّسَ بالرُّكْنيَّة
(5)
بعدَ ابنِ خطيبِ عذرًا
(6)
.
= سنة 793 هـ. "إنباء الغمر" 3/ 102.
(1)
محمَّدُ بنُ أحمدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الجعبريُّ، ثمَّ الدِّمشقيُّ، الشهيرُ بابنِ خطيب يبرودَ الشَّافعيُّ، العلامة القاضي، توفي سنة 777 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 322.
يَبرُود: بلدة بين حمص وبعلبك. "معجم البلدان" 5/ 427.
(2)
مَارِدِين مدينة صغيرة في تركيا إلى الجنوب الشرقي من ديار بكر. "الدليل الأزرق"، تركيا:510.
(3)
الظاهرية البرانية: بناها الملك الظاهري غازي ابن الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب، بمدينة دمشق. "الدارس في تاريخ المدارس" 1/ 340.
(4)
المدرسة العذراوية: أنشأتها الست عذارء بنت أخي صلاح الدين يوسف بن أيوب، سنة 580 هـ بدمشق، وجعلتها وقفًا على الشافعية والحنفية. "الدارس في تاريخ المدارس" 1/ 371.
(5)
هي: الخانقاه البيبرسية، أو الركنية، دار للصوفية في القاهرة، قرب باب النصر، بناها المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير سنة 709 هـ. "النجوم الزاهرة" 12/ 130.
(6)
برهانُ الدِّينِ، إبراهيمُ بنُ محمَّدِ العجلونيُّ، الدمشقيُّ، الشافعيُّ، عالم بعدة علوم، مولده 752 هـ ووفاته 825 هـ. "الضوء اللامع" 1/ 156، و"الدارس في تاريخ المدارس" 1/ 258.
وكان يحفَظُ كثيرًا من "الرَّافعيِّ"، وإشكالاتٍ عليهِ وأسئلةٍ حسنةٍ، ويُقرِئُ في الفقهِ إقراءًا حسنًا، وكذَا "المختصر"، وله يدٌ في النَّظمِ والنَّثرِ والأدَبِ، ومع ذلكَ كلِّهِ فكانَ بحثُهُ أقوَى مِن تقرِيرِهِ، معَ الاقتصادِ في ملبَسِهِ وغيرهِ، وشرفِ النَّفْسِ، وحُسنِ المحاضَرةِ، ويُطلقُ لسانَهُ في جماعةٍ مِن الكبارِ، ويُنسِب لنُصرةِ مقالةِ ابنِ العربيِّ
(1)
ويتمحَّلُ لها تأويلاتٍ، فإذَا حوقِقَ في أمرِهِ تبرَّأَ مِن تلكَ المقالاتِ، والله أعلمُ بغيبهِ.
واتفقَ أنَّهُ حَجَّ، فلمَّا انتهَى من الحجِّ والزِّيارةِ ماتَ في وَادِي بنِي سالمٍ
(2)
، وذلكَ في آخرِ ذِي الحِجَّةِ سنةَ تسعٍ وعشرِينَ وثمانِي مئةٍ، فحُملَ إلى المدينةِ، ودُفِنَ بالبقيعِ، وقد شاخَ، وغُبطَ على ذلكَ.
قالَ شيخُنا
(3)
: وقد لقِيتُهُ قديمًا بدمشقَ، وسمعتُ مِن فوائِدِهِ. رحمه الله.
2838 - عليُّ ابنُ الزَّينِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حسينٍ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ.
(4)
أخو إبراهيمَ الماضِي لأبِيهِ، ويُعرفُ بالقطَّانِ، وهو أفضلُ بنِي أبيهِ، وأكبرُهم محمَّدٌ، ثُمَّ صاحبُ التَّرجمةِ، ثُمَّ البرهانُ، ثُمَّ صلاحُ الدِّينِ ماتَ مُراهقًا، وأنجَبَ محمَّدٌ أولادًا مِنهُم: عبدُ الله والدُ الزَّينِ عبدِ الرَّحمنِ، أبي الشَّمسِ مُحمَّدٍ.
(1)
محمَّدُ بنُ عليٍّ، محيي الدِّين، أبو بكر الحاتميُّ، الطائيُّ، الأندلسيُّ، الفيلسوفُ المتصوِّفُ، صاحب التصانيف. مات بدمشق سنة 638 هـ. "الشذرات" 5/ 190.
(2)
وادي بني سالم: هو الوادي الذي بَفَجِّ الرَّوْحاء، بين مكة والمدينة. "المغانم المطابة" 3/ 1138.
(3)
"إنباء الغمر" 8/ 115.
(4)
"الضوء اللامع" 5/ 235.
سمِعَ على: الزَّينِ المراغيِّ في سنةِ خمسَ عشرةَ وثَمانِي مئةٍ، ثُمَّ قرأَ على والِدِهِ "صحيح مسلم" في رمضانَ سنةَ سبعٍ وعِشرين، ووصفَهُ بالفقِيهِ الفاضلِ الكامِلِ، ثُمَّ على المحبِّ المطريِّ "الشِّفا" في الأشهرِ الثَّلاثَةِ مِن سنةِ تِسعٍ وثلاثِينَ، ثُمَّ "صحيح مسلم" في الأشهرِ الثَّلاثَةِ من سنةِ إِحدى وأربعينَ، ثُمَّ "البخاري" في سنةِ سبعٍ وأربعِينَ، ووصفَهُ بالفقيهِ الصَّالِحِ العالمِ العامِلِ.
ولازَمَ النَّجمَ الواسطيَّ ابنَ السَّكَاكِينيِّ، حتى قرأَ عليهِ مِن أوَّلِ "المنهاج" إلى الجراحِ قراءةَ بحثٍ وإتقانٍ، وتدقيقِ معنًى وإمعانٍ، سائلًا عمَّا فيهِ مِن المشكِلَاتِ والمسائِلِ الغوامِضِ، مع سماعِهِ كَذلكَ مِن النِّكاحِ مِنه إلى آخرِ الكِتابِ، ومِن أوَّلِهِ إلى الزَّكاةِ، وجميعِ "المُلحَة"
(1)
في النَّحوِ، و"تحفةِ الطَّالبِ" فيهِ من تصانيفِ النَّجمِ.
وكتَبَ له بذَلكَ إجازةً، صدَّرَها بجوهرةِ العلماءِ السَّادةِ، ودُرَّةِ الفضلاءِ القادةِ، مع وصفِ قراءتِهِ بما تقدَّمَ، وأنَّ لهُ إلى دركِ الحقائقِ مُسارعةً، كالسَّيلِ الجارِي، في فسيحِ المجارِي، أو كالكوكبِ السَّارِي، في فَلكِ البارِي، ثُمَّ أذنَ له بالإقراءَ لمَا قرأهُ وسمِعَهُ من الفقهِ والنَّحوِ، لما علمَ مِن جَودةِ فهمِهِ وصدقِ أمانتِهِ، وأجازَ لهُ سائرَ مَرويَّاتِهِ ومصنَّفاتِهِ، وما لهُ مِن نظمٍ ونثرٍ: كـ "تخمِيسِ البُردةِ"، و"بانت سعاد"، وأرَّخَ ذلكَ بذي القَعدةِ سنةَ سبعٍ وثلاثِينَ، وقرأَ عليهِ قبلُ بخمسِ سِنينَ "الكافية النحوية" لابن الحاجِب قراءةَ بحثٍ وإتقانٍ، ومعنًى وإمعانٍ، مع السؤالِ عمَّا فيهَا
(1)
"مُلحَة الأعْراب في صناعة الإعراب" منظومة في النحو، للحريريِّ أبي محمدٍ القاسمِ بنِ عليٍّ، المتوفى سنة 516 هـ. "بغية الوعاة" 2/ 263. طبعت عدة طبعات.
من المشكِلاتِ، والفهمِ كما هو الواجبُ، ومطلوبُ كلِّ طالبٍ، ووصفَهُ مع ما تقدَّمَ بالعالمِ الفاضِلِ، ومِن محافِيظِهِ "المنهاجَان"، و"ألفية النحو".
ودخلَ مِصرَ غيرَ مرَّةٍ، ولزِمَ الاشتغالَ معَ سُلوكِهِ التقشُّفَ، والتَّقنُّعَ والعِبادةَ، ودرَّسَ بدرسِ مختَصٍّ النقاشي بعد أبِيهِ، واستمَّرَ بعدهُ حتَّى ماتَ، فأخذَهُ أخُوهُ، وكذَا دَرَّسَ الطَّلبةَ وأفادَ.
وماتَ في سَنةِ أربعِ وخمسِين، عن بضعٍ وسِتِّينَ بالمدينةِ، وتركَ أَولادًا مِنهم: حسنٌ، وكانَ فَاضِلًا، وزينبُ تزوَّجَهَا ابنُ عمِّهَا الزَّينُ عبدُ الرَّحمنِ المشارُ إليهِ.
2839 - عليُّ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مشكورٍ، نورُ الدِّينِ القُرشيُّ، المكِّيُّ الأصلِ، المدَنيُّ الشَّافعيُّ.
أخُو أحمدَ، وحسنِ، وعبدِ الرَّحمنِ، وقد يُنسبُ إلى جدِّهِ.
قالَ ابنُ فرحونٍ
(1)
: إنَّه حازَ مِن المناصبِ أجلَّها، وليَ شهادةَ الحرمِ، ووزارةَ أميرِ المدينة، وكانَ مِن فُضلاء الشَّافعيَّةِ، كاتبًا نِحريرًا، فقيهًا، فهِمًا، فطِنًا، تبتَّلَ في آخر عُمرِه، وأقبلَ على العبادةِ والورعِ، حتَّى ماتَ في سنةِ أربعٍ وأربعينَ وسبعِ مئةٍ، وخلَّفَ أولادًا نجباءَ، منهم عبدُ الرَّحمن، ويوسفُ.
2840 - عليُّ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ محمَّدٍ، أبو القاسِمِ الأنصاريُّ، المطَريُّ، المدَنيُّ.
أخُو أبي حامدٍ محمِّدِ الآتي. سمِعَ بقراءَتِهِ على الزَّينِ العراقيِّ في سنةِ تِسعٍ وثمانِينَ وسبعِ مئةٍ "جزء قصِّ الشَّارب" بتصنِيفِهِ.
(1)
"نصيحة المشاور" ص 185، 186.
2841 - عليُّ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، المُعاويُّ، الأنصاريُّ، المدنيُّ
(1)
.
مِن أهلِها. ذكرهُ مسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابِعي المدنِيين. يروي عن: ابنِ عُمرَ، وعنه: مكىُّ بنُ إِبراهيمَ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(3)
.
ووثَّقَهُ أبو زُرعةَ، والنَّسائيُّ، ويروي أيضًا عن: جابرٍ، وعنه: مسلمُ بنُ أبي مَريمَ، والزُّهريُّ. وهو في "التهذيب"
(4)
.
2842 - عليُّ بنُ عُبيدِ الله بنِ أبِي رافعٍ الهاشميُّ.
والدُ عونٍ، وجدُّ إسماعيلَ بنِ عونٍ الماضِي.
2843 - عليُّ بنُ عُبيدِ الله بنِ محمَّدِ بنِ عُمرَ بنِ عليِّ بنِ أبِي طالبٍ، الهاشميُّ، العَلويُّ، المدَنيُّ، الطبيبُ.
قالَ أبو حاتمٍ الرِّازيُّ
(5)
: سمِعتُ داودَ بنَ عبدِ الله الجعفريَّ يقولُ: قَالَ لِي عليٌّ. يعنِي: هذَا، وكانَ أبصرَ النَّاسِ بالطِّبِّ، وذَكرَ حكايةً.
2844 - عليُّ بنُ عبيدٍ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ، مولَى أبِي أُسَيْدٍ السَّاعديِّ
(6)
.
(1)
" الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 133، و"الجمع بين رجال الصحيحين" 1/ 360، و"الكاشف" 2/ 44.
(2)
"الطبقات" 1/ 245 (822).
(3)
"الثقات" 5/ 166.
(4)
"تهذيب الكمال" 21/ 53، و"تهذيب التهذيب" 5/ 720.
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 194.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 286، و"الجرح والتعديل" 6/ 195، و"ميزان الاعتدال" 3/ 144.
يروي عنه، وعنه: ابنُهُ أسيدٌ. قالهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(1)
. وذُكِر في "التهذيب"
(2)
.
2845 - عليُّ بنُ عبيدٍ، المدَنيُّ.
في أخيه: محمَّدٍ.
2846 - عليُّ بنُ عُثمانَ بنِ عُمرَ، زينُ الدِّينِ، المدَنيُّ.
سمِعَ في رجبٍ سنةَ ستٍّ وسبعِ مئةٍ بجامِعِ دِمشقَ على مجاهدِ الدِّينِ سُليمانَ بنِ لاحقِ بنِ سُليمانَ الخباز بِقراءَةِ البِرْزَاليِّ "جزءَ ابنِ زَبْرٍ" الكبيرَ، بسماعِهِ لهُ مِن عبدِ الوَهَّابِ بنِ روَّاجٍ، بسندِهِ.
2847 - عليُّ بنُ عُثمانَ الجَبرتيُّ.
في: أبيه. (2740).
2848 - عليُّ بنُ عَطيَّةَ بنِ منصورِ بنِ جَمَّازِ بنِ شِيحَةَ.
أخو محمَّدٍ الآتِي. حاربَ جَمَّازًا المستقرَّ في الإمرةِ بعدَ محمَّدٍ أخي صاحبِ التَّرجمةِ. وله ذكرٌ في: ابنِ مانعٍ.
2849 - عليُّ بنُ عَنانٍ.
شيخُ الحارةِ المعروفةِ وراءَ المسجدِ. ذكرهُ ابنُ صالحٍ.
2850 - عليُّ بنُ أبِي عليٍّ القرشيُّ، اللَّهَبيُّ
(3)
.
(1)
" الثقات" 5/ 166.
(2)
"تهذيب الكمال" 21/ 56، و"تهذيب التهذيب" 5/ 722.
(3)
"العلل" لابن أبي حاتم 1/ 155، و"الضعفاء الكبير" 3/ 240، و"لسان الميزان" 5/ 566.
مِن ذرِّيةِ أبِي لهبٍ. يروِي عن: محمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وجعفرِ بنِ محمَّدٍ، وابنِ عَجْلانَ، وابنِ جُرَيجٍ، وغيرِهم، وعنه: بقيَّةُ، وابنُ أبِي فُديكٍ، وعبدُ العَزِيزِ الأُوَيسِيُّ، وأبو مُصعبٍ، وعليُّ بنُ بحرٍ القطَّانُ، ومحمَّدُ بنُ عبَّادٍ المكيُّ، وغيرُهم.
قالَ البخاريُّ
(1)
: مُنكرُ الحدِيثِ، وقالَ النَّسائِيُّ
(2)
: متروكُ الحدِيثِ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(3)
: يروِي عن الثِّقاتِ الموضوعاتِ، وقال الحاكمُ: يروِي عنِ ابنِ المُنكدِرِ أحاديثَ موضوعةَ يرويِها عنهُ الثِّقاتُ. وهو في "الميزان"
(4)
، و"ضعفاء ابن حِبَّان"
(5)
، وضَعَّفَه النقَّاشُ، وابنُ الجارودِ، والسّاجيُّ، والخطيبُ، وابنُ السَّمعانيِ
(6)
. وقالَ أبو نُعيمٍ
(7)
: روى عنِ ابنِ المنكدِرِ مناكيرَ، ولم يرضهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ.
2851 - عليُّ بنُ عُمرَ بنِ حمزَةَ، الشَّيخُ المسنِدُ، المحدِّثُ، نورُ الدِّينِ أبو الحسنِ، القُرشيُّ، العُمَريُّ، الحرَّانيُّ، ثُمَّ المدنيُّ، الحنبليُّ، الفرَّاشُ
(8)
.
(1)
" التاريخ الكبير" 6/ 288.
(2)
"الضعفاء والمتروكون"، ص: 216 (429).
(3)
"المجروحين" 2/ 107.
(4)
"الميزان" 3/ 147.
(5)
"المجروحين والضعفاء والمتروكين" 2/ 107.
(6)
"الأنساب" 5/ 149.
(7)
"الضعفاء" لأبي نعيم، ص:117.
(8)
"الوفيات لابن رافع" 1/ 340.
والدُ مُحمَّدٍ الآتي. سمِعَ على: عبيدِ بنِ محمَّدِ بنِ عبَّاسٍ الإسْعِرْدِيِّ، وكذَا على مؤنِسَةَ خاتونٍ "سباعياتِها"، وحدَّثَ بِهَا عنه: حفيدُهُ عبدُ القادِرِ بنُ محمَّدٍ الماضِي، بل روَى عنه: الأمينُ الآقشهريُّ، ووصَفَهُ ابنُ سكَّر بالشَّيخِ المسندِ المعمَّرِ المرحومِ.
ومِمَّن سَمِعَ منه: المحمدانِ الملقَّبُ كلٌّ مِنهما بالضِّياءِ ابنِ محمَّدِ بنِ سالمٍ الحضرميِّ، وابنِ مُحمَّدِ بنِ سَعيدٍ الهنديِّ، الحنفيِّ. ونقلَ القطبُ الحلبيُّ في "تاريخه" عن كتابِهِ إِليهِ وفاةَ المحبِّ الطبريِّ، كما تقدَّمَ.
2852 - عليُّ بنُ عُمرَ بنِ مُحمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ مُحمَّدِ بنِ محمودِ بنِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ رُوْزَبةَ، النُّورُ ابنُ السِّراجِ ابنِ الجمالِ، الكازَرُونيُّ الأصلِ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ
(1)
.
الآتي أبوهُ. وُلدَ تقريبًا في سنةِ خمسٍ وستِّينَ وثمانِي مئةٍ بالمدينةِ، وكانَ ابنَ نصفِ سنةٍ حينَ موتِ أبيهِ، فنشأَ يَتيمًا. وسمِعَ عَليَّ في سنةِ سَبعٍ وثمانينَ بالمدينةِ أشياءَ، ولم يلبثْ أنْ ماتَ في شوَّالٍ، أو ذي القِعدة سنةَ ثمانٍ وثمانينَ.
قالَ بعضُ أقربائِهِ: عن أربعٍ وعشرِين سنةً، بعدَ أنْ مَرِض أيامًا بذاتِ الجَنبِ، وكانَ قد لازمَ التِّلاوةَ قبلَ موتهِ إلى حينَ ماتَ عن خاتمةٍ حميدةٍ، رحمه الله.
2853 - عليُّ بنُ عُمرَ بنِ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ قُنانٍ، الشَّيخُ نورُ الدِّين الأسديُّ، القُرشيُّ، الزُّبيريُّ، الرَّسعنيُّ
(2)
-نسبةً لرأسِ العينِ- المدَنيُّ، الشَّافعيُّ
(3)
.
(1)
" الضوء اللامع" 5/ 270. ولم يذكر في نسبه: إبراهيم بن أحمد بن روزبة.
(2)
في الأصل: العيني، والتصويب من "الضوء اللامع" 5/ 271.
(3)
"ذيل معجم الشيوخ" لابن فهد، ص 273، و"الدُّر الكمين بذيل العقد الثمين" 2/ 1043، و"الضوء =
وَالِدُ: عمرَ، ومُحمَّدٍ، وأحمدَ، وخديجةَ، وعائشةَ، ويُعرَف بابنِ قُنَانٍ، بضمِّ القافِ. وُلِدَ في يومِ الجُمعةِ منتصفِ ذي الحجَّةِ سنة ستٍّ وسبعين وسبعِ مئةٍ برأسِ العين
(1)
.
وذَكر أَنَّهُ سمِعَ من لفظِ البُرهانِ إبراهيمَ بنِ داودَ الآمِدِيِّ
(2)
: "الكتبَ السِّتةَ"، و"مسندَ أحمدَ"، و"الدارميِّ"، و"الموطأَ" روايةَ يحيى بنِ يحيى بسماعِهِ لذلكَ مِن لفظِ التقيِّ ابنِ تيميَّةَ، وأنَّهُ تلَا بالسَّبعِ على: مُحمَّدِ بنِ السَّلار
(3)
الدِّمشقيِّ
(4)
، وأبي المعالِي ابن اللَّبَّانِ، والشَّمسِ العسقلانيِّ، وأبي سعيدٍ محمودِ بنِ أيوبَ التَّبريزيِّ
(5)
، والكمالِ ابنِ عمرَ التبريزيِّ
(6)
.
= اللامع" 5/ 271. وفيها: قِنان، بكسر القاف.
(1)
رأس العين: كانت مدينة كبيرة من مدن الجزيرة، بين حَرَّان ونصيبين، فيها عيون كثيرة، تجتمع في موضع وتصير نهر الخابور. "معجم البلدان" 3/ 14.
(2)
إبراهيمُ بنُ داود بن عبد الله الآمِدِيُّ، الدِّمشقيُّ، نزيل القاهرة، برهان الدِّين، محدِّثٌ، ماتَ سنة 797 هـ. "الدرر الكامنة" 1/ 25، و"المجمع المؤسس" 1/ 206 (5).
(3)
في "الضوء اللامع" 5/ 271: سالار.
(4)
أبو محمَّدٍ، عبدُ الوهابِ بنُ يوسفَ، المعروف بابن السلار، من أئمة القراءات، مولده سنة 698 هـ ووفاته سنة 782 هـ. "غاية النهاية" 1/ 482.
(5)
محمودُ بنُ أيوبَ بنِ محمودٍ، أبو سعيدٍ التبريزيُّ، المقرئ، قرأ بالسبع على الأخلاطيٍّ، توفي سنة 792 هـ، "غاية النهاية" 2/ 298.
(6)
كمالُ بنُ عمرَ التبريزيُّ، المعروف بالشيخ كمال الدين، شيخ تبريز، برع في القراءات والطب و، ولم يؤرخ ابن الجزري وفاته. "غاية النهاية" 2/ 32.
وأمَّا أنا فرأيتُ قراءتَهُ على ابنِ الجَزَرِيِّ في سنةِ ثمان مئةٍ ببُرْصَا
(1)
من الرُّومِ، وأجازَ له، وقدم مكَّةَ في سنةِ سبعٍ وثمان مية، وجاورَ بها، وتردَّدَ مِنها إلى المدينةِ الشَّريفةِ، ورأيتُ سماعَه بها على الزَّين أبي بكر المراغيِّ، بقراءةِ ابنهِ أبي الفتح في سنةِ اثنتي عشرةَ، ووصفَهُ القارئُ بالشَّيخِ المقرئِ.
ثمَّ انقطعَ بها أخيرًا، واشترى بها أملاكًا، وصارَ يتردَّدُ بينهما، فقُدِّرتْ وفاتُهُ بِمَكَّةَ في صبيحةِ يومِ الجمعةِ ثاني عشرَ ذِي الحجَّةِ سنة تسعٍ وثلاثين وثماني مئةٍ، وصُلِّي عليهِ بعدَ الجمعةِ، ودُفنَ بالمَعْلاةِ.
2854 - عليُّ بنُ عِيسَى بنِ مسعودِ بنِ منصورِ بنِ يحيى بنِ يونسَ، نورُ الدِّين ابنُ شارحِ "مسلمٍ" القاضي الشَّرفِ أبي الرُّوحِ، الحِميريُّ، الزَّواويُّ
(2)
، ثمَّ القاهريُّ، المالكيُّ
(3)
.
تفقَّهَ بأبيهِ
(4)
، وبالبرهانِ السَّفَاقسِيِّ
(5)
، وأخذَ عنِ البرهانِ الرَّشيديِّ
(6)
في عدَّةِ
(1)
برصا، أو بورصا: مدينة كبيرة في تركيا، تقع جنوب استانبول. "الدليل الأزرق": تركيا: 198.
(2)
نسبة إلى زواوة، وهي بليدةٌ بين إفريقية (تونس) والمغرب. "معجم البلدان" 3/ 155.
(3)
"الدرر الكامنة" 3/ 93.
(4)
عيسى بنُ مسعودِ بنِ منصورٍ، شارحُ "مسلم، القاضي، شرف الدِّين، أبو الرُّوح المالكيُّ، ماتَ سنة 743 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 210 - 211.
(5)
إبراهيمُ بنُ مُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ السَّفاقسيُّ، المالكيُّ، ولدَ في حدود سنة 697 هـ، ومات سنة 742 هـ "الدرر الكامنة" 1/ 55.
(6)
إبراهيمُ بنُ لاجينَ بنِ عبدِ اللهِ، برهانُ الدِّينِ الرَّشيديُّ، إمامٌ، علَّامة، مقرئٌ، نحويٌّ، بارع في =
علومٍ، وسَمِعَ أبا حيَّان، والتَّقيَّ الدِّلَاصِيَّ
(1)
، وابنَ القمَّاحِ، وغيرَهم. وارتحلَ إلى دمشقَ؛ فلقي الحُفَّاظَ بها: المِزِّيَّ، والبِرْزَاليَّ، والذَّهبيَّ. وسمعَ على: الحجَّارِ، وزينبَ ابنةِ الكمالِ. ولما حجَّ أبوه في سنةِ اثنتينِ وثلاثين، نَزَلَ له عن تدرِيس زاويةِ المالكيَّةِ بِمصرَ، وصَار مُعيدًا عندَه فيها حتَّى مَات
(2)
، ثمَّ غلبَ عليهِ محبَّةُ التَّصوُّفِ، وارتحلَ لزيارةِ الصَّالحينَ، فلقِيَ منهم جمعًا، وظهرَ عليهِ سِرُّهُم، وتكلَّمَ على طريقهِم
(3)
، وظهرتْ فضائلُه، وجاورَ بالمدينةِ النَّبويَّةِ سنةَ اثنتينِ وخمسِين، وقَبلَها مِرارًا.
ورأى عبدُ السَّلامِ بنُ سعيدِ بنِ غالبٍ الماضي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يقولُ لهُ
(4)
: قلْ لابن الزَّواويِّ يَتكلمْ غدًا، فتكلَّمَ يومَ الجُمعةِ في الرَّوضةِ بعدَ العصرِ، وحضرَ مجلسَهُ العلماءُ، والصلحاءُ. وعادَ إلى مصرَ، فماتَ بِهَا سنةَ تِسعٍ وستِّينَ وسبعِ مئةٍ.
= العلوم، توفي سنة 749 هـ. "الدرر الكامنة" 1/ 75.
(1)
الدَّلاصي: بكسر الدال المهملة، وبعدها اللام ألف، وفي آخرها الصاد المهملة، نسبة إلى دلاص، وهي قرية من سواد صعيد مصر. "الأنساب" 2/ 519.
(2)
انظر "الدرر الكامنة" 3/ 211.
(3)
إن كان المقصود ما يقومون به مما قد لا يطلع عليه كثير من الناس مما هو مشروع فلا ضير، وأما طريقة القرآن وهدي خير الأنام فلا أسرار فيها ولا رموز، بل القرآن الكريم بيان للناس الذين منهم العالمون والجاهلون ومنهم الأميون والكاتبون والقارئون، وقد جعله الله بيانًا لهم جميعًا ميسرًا؛ ليعبد كل امرئ ربه على بصيرة، وليس في الشرع أسرار.
(4)
رؤيا المنام لا يؤخذ منها أحكام، وليست ملزمة لرائيها.
ذكرهُ شَيخُنا في "درره"
(1)
، قال: وهو والدُ شمسِ الدِّين ناظرِ الأوقافِ بِمصرَ.
2855 - عليُّ بن فُرغوصَ، أبو الحسنِ التِّلمسانيُّ، المغربيُّ.
قالَ ابنُ فرحونٍ
(2)
: كانَ مِن أجلَّاءِ مشايخِ الغَربِ المُجَوِّلِينَ المسافرِين، له حالٌ جليلٌ، ومقامٌ عظيمٌ، ورحلةٌ طافَ فيها كثيرًا من بلادِ المشرقِ والمغربِ، واستفادَ علومًا جليلةً من علمِ الحرف، وأسرارِ الطلاسمِ
(3)
والتربيعاتِ، وعلمِ
السِّيميا
(4)
، والكيمياءِ
(5)
، والرُّوحانياتِ، وجميعُ ما تأخذُ معهُ فيه
(6)
تجدُ عِنده منهُ طرفًا جيدًا، وكانَ يحكِي في مجالسِهِ غرائبَ ونوادرَ.
انعطفَ عليهِ المجاورون، وجميعُ أهلِ المدينةِ، وكبارُ الدَّولةِ ووُزَرَاؤُها، [وكذلك]
(7)
أهلُ مكَّةَ بأجمعِهَا.
(1)
"الدرر الكامنة" 3/ 93.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 165.
(3)
الطلاسم من علوم السحر، وكان للكلدانيين والسريانيين عناية به، ولا زال موجودًا إلى أيامنا، وانظر تاريخ ابن خلدون 1/ 479.
(4)
علم السِّيمياء: يطلق على ما هو غيرُ حقيقيٍّ من السحر، وحاصله: إحداثُ مثالات خيالية في الجوِّ، لا وجود لها في الحسِّ. "كشف الظنون"" 2/ 1020 باختصار.
(5)
علمٌ يُعرف به طرقُ سلب الخواص من الجواهر المعدنية، وجلب خاصة جديدة. "كشف الظنون" 2/ 1526.
(6)
تحرَّفت في الأصل إلى: معرفته، والمثبت من "النصيحة" ص 165.
(7)
ما بين المعكوفتين من "نصيحة المشاور" ص 165، وفي الأصل بياض.
وكانَ يمشِي في طريقِ الماشي مع جماعةٍ، فلا يقطعُها إلا في شهرٍ؛ لأنَّ العربَ كلَّها صارتْ تعرفُهُ وتحبُّهُ، وتعزمُ عليه، فكانَ يجعلُ سفرَه سِياحةً.
وله مناقبُ جليلةٌ، ومحاسنُ جميلةٌ، لا يسعُ هذا المحلَّ ذِكرُها.
وذكرهُ ابنُ صالحٍ، فقالَ: نزيلُ الحرمينِ الشَّريفينِ، وقديمُ الهجرةِ فِيهما، لازمَ لُبْسَ المرقَّعاتِ في وسطهِ وعلى أكتافه، وكانَ سَاكنًا بمَكَّةَ، ووليَ مشيخةَ الرِّباطِ الذي بباب إبراهيمَ فيها، ويستخلفُ فيه صاحبَه عبدَ الله الهوَّاريَّ.
وفي كلِّ سنةٍ يجيءُ من طريقِ الماشي للزِّيارةٍ، فيقيمُ أشهرًا، ثمَّ يرجعُ في عامهِ.
وكانَ ذا فضائلَ من علمٍ وطبٍّ، رأَى أخيارًا من الصَّالحينَ، وكِبارًا من العلماءِ.
2856 - عليُّ بن قانمٍ، العلاءُ، أبو الحسنِ ابنُ شيخِ الخدَّامِ بالمدينةِ، المُحمَّديُّ، المالكيُّ، الظاهريُّ
(1)
.
ممَّن اشتغلَ وفَهِم، وقرأَ عليَّ بالمدينةِ "الشِّفا"، والكثيرَ من بالرَّوضةِ النَّبويَّةِ.
وسَمِعَ عليَّ جملةً من "البخاري"، و"الشمائل"، و"الدلائل"، بل سَمِعَ مِن لفظي "المسلسل"، و"حديثَ زهير"، وجملةً من "القول البديع"، وأماكنَ من "الستَّةِ" و"الموطأ"، و"مسند الشَّافعيِّ"، و"الطحاوي".
وكتبتُ لهُ إجازةً وصفتُهُ فيها بالمُجلِّي الكريمِيِّ، الفاضِلي البارعِيِّ، الأوحدِيِّ المحصِّليِّ الأصِيليِّ، عَينِ أقرانِهِ، وزَينِ إخوانه، المشتغلِ بأنواعِ القُرُباتِ، والمقبِلِ على الفضائِلِ التي للخيراتِ جالبات، وقراءتَهُ بأنَّها قراءةٌ حسنةٌ، فصيحةٌ بيِّنةٌ،
(1)
"الضوء اللامع" 5/ 275.
جرى فيها مجرَى السَّيلِ، ومالَ عنِ الخطأِ والتَّحريفِ كلَّ الميلِ، وأعربَ عن فخرهِ، واستغربَ كلُّ مَن شهِدَ ذلكَ، ونوَّهَ بهِ في إشادةِ ذكرِهِ، وكيفَ لا؟ وقد رُبِّيَ في حِجْرِ السَّعادةِ، وتوجَّهَ للاشتغالِ والعبادةِ، وتهذَّب وتأدَّبَ. زادَه اللهُ مِن فضلهِ، وجمعَ شملَهُ بأهلِهِ، وهو في سبعٍ وثمانينَ لم يبلغ الثَّلاثينَ.
ولمَّا رجعتُ إلى القاهرةِ وقدِمَها هو بعد موتِ أبيه، كانَ يتردَّدُ لِي أحيانًا، وبلغَنِي تلفُّتُه لمشيخةِ الخُدَّامِ، وتحرُّكه للبذلِ فيها.
2857 - عليُّ بنُ ماجدٍ.
كانَ ذَا نخلٍ كثيرٍ، تركهُ لأولادِهِ يوسفَ، وغيرِهِ ذكرهُ ابنُ صالحٍ.
2858 - عليُّ بنُ مانعِ بنِ عَطيَّةَ بنِ منصورِ بنِ جمَّازِ بنِ شيحةَ الحسينيُّ
(1)
.
وقد يُنسبُ لجدِّ أبيهِ عَطية، له ذِكرٌ في: العجلِ بنِ عجلانَ.
2859 - عليُّ بن مباركٍ الحزاميُّ
(2)
.
وزيرُ طفيلَ بنِ منصورٍ. كانَ حيًّا سنةَ ستٍ وثلاثين وسبعِ مِئةٍ.
2860 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ ابنِ العلَّامةِ جلالِ الدِّين أحمدَ بنِ مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدٍ، نورُ الدِّين
(3)
، أبو الحسنِ الخُجَندِيُّ، المدَنيُّ، الحنفيُّ
(4)
.
(1)
" الضوء اللامع" 5/ 277.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 254، وفيه: الحسامي بدل الحزامي.
(3)
في الأصل: أبو النور، والمثبت من "الضوء اللامع".
(4)
"الضوء اللامع" 5/ 277.
أخو إبراهيمَ، وأحمدَ، وغيرِهِما، ويُعرفُ بالخُجَندِيِّ.
وُلدَ في ليلةِ الجُمعةِ منتصَفِ رجبٍ، سنةَ اثنتينِ وأربعينَ وثمانِي مِئةٍ بالمدينةِ، ونَشأَ بها، فحفظَ القرآنَ، و"الكنزَ"، و"ألفية النحو"، وغيرَها.
وعرضَ على المحبِّ المطريِّ، وفتحِ الدِّين ابنِ صالحٍ وغيرِهما، واشتغلَ على سميِّه السيدِ شيخِ الباسطيةِ، والشِّهابِ الإِبشيطيِّ.
وارتحلَ إلى القاهرة؛ فقرأ على الشَّمسِ الشُّروانيِّ "المطوَّلَ"، وعلى الكافياجي، والتقيِّ الحصنيِّ في آخرين، ولازم الأمينَ الأقصرائيَّ، وبرعَ في العربية، والمعاني، والبيان، وكانَ غايةً في الذَّكاء، له النَّثرُ الحسن، والنَّظمُ الكثير الجيِّد.
ماتَ بدمشقَ في صفرَ سنة إحدى وسبعين وثماني مئةٍ بعد أبيه بسنةٍ، وكانَ لمَّا بلغتْهُ وفاتَهُ كَتَبَ إلى أهله في مطالعةٍ:
إنْ ماتَ والدِيَ الشَّفيقُ فإنَّ لي
…
دَمْعًا يسيلُ عليه في الوَجَناتِ
ولرُبَّما كفَّ الحَزينُ دُموعَهُ
…
صونًا لهِمَّتِهِ عن الهَفَواتِ
خِيْفَ الوقيعةِ قبل فَوتَ وقوعِها
…
فإذا استقرَّتْ خِيفَ ما هُوَ آتِ
واجتمعَ هو وسميُّه الفاضلُ الفريدُ ابنُ بَرْدِ بك
(1)
مع شيخِهما التَّقيِّ الحِصْنِيِّ ببولاقَ
(2)
، فلمَّا شاهدوا ما على البحرِ مِن الغَمامِ والظِّلِّ، التمسَ شيخُهما
(1)
عليُّ بنُ بردِ بك الفخريُّ، القاهريُّ، الحنفيُّ، مولده سنة 838 هـ، ووفاته سنة 872 هـ. "الضوء اللامع" 5/ 196.
(2)
أحد أحياء القاهرة.
النَّظمَ في ذلك، فقال صاحبُ الترجمة بديهةً:
انظرْ إلى الظِّلِّ وقدْ ألبَسَ الْـ
…
ـــبَحْرَ شِعَارًا سَائِغًا مَعْ دِثَارِهْ
كأنَّما حِيْتَانُهُ هَيَّجَتْ
…
حَرْبًا، وهذا الظِّلُّ من
(1)
غُبَارِهْ
وقالَ الآخر:
بعثَ اللهُ نيلَ مصرَ إلينا
…
وعلى بَعثِهِ تدلُّ عَلامَهْ
حينَ وافى عَلا عليهِ ضبابٌ
…
كرَسولٍ قد ظَلَّلَتْهُ غَمامهْ
ولما بلغَ ذلك والدَ صاحبِ الترجمةِ -وهو بالمدينة- قالَ:
انظرْ إلى البحرِ عليهِ الضَّبابْ
…
كأنَّه البدرُ تحت السَّحابْ
لمَّا رأى عُشَّاقَه يُفتَنُوا
…
بحسنِهِ الفائقِ أرخَى الحِجابْ
وممَّا اتَّفَقَ أنَّ ابن بَرْدِ بك قالَ لصاحب الترجمة: قد عملتُ أحدَ عشر بيتًا، وعرضتُها على جماعةٍ من شعراءِ مصرَ؛ ليزيدوا عليها بيتًا فعَجَزُوا؛ لالتزامي رَدَّ العَجُزِ على
(2)
الصَّدرِ المتجانسين، فسأله إنشادَها ففعلَ، فكانَ الحادي عشرَ منها:
ما آل قلبيَ جُهدًا عن محبَّتِهِ
…
حتى ألاقيه في يوم المآلِ لَهُ
وقد ردَّ العَجُزَ وهو المآل، على الصدر وهو ما آل، مع تجانسهما، فقال هذا بديهةً:
إنْ كانَ سافَ
(3)
لهُ قلبي قِلىً أبدا
…
فقَطَّعَ اللهُ فيهِ منهُ سافِلَهُ
(1)
في الأصل: منه، وهو غير مستقيم.
(2)
في الأصل: عن، والصواب المثبت.
(3)
ساف: ضمَّ. "القاموس": سوف.
فاستحسن ابن بَرْدِ بك ذلك، وقال: هؤلاء عَرَبٌ، ونظمُهُم طَبَعٌ، ونظمُنَا تكلُّفٌ
(1)
، فلمَّا بلغَ ذلك أيضًا والدَهُ قال:
لو رامَ قلبي سُلُوًّا عنه جادَلَهُ
…
مني الغرامُ ولو دَمْعًا لجادَ لَهُ
ومِن نظمِ صاحبِ الترجمةِ في مِصرَ:
إنَّما مصرُ بلدةٌ ذاتُ حُسنٍ
…
كلُّ قَلْبٍ بِحُبِّها مَشغُوفُ
وعجيبٌ يَهوى الكفيفُ قَناها
…
كيفَ يَهْوى وطرفُهُ مَكفُوفُ
ومنه مخاطبًا للمناويِّ
(2)
:
هُنِّيْتَ يا مَولايَ بالمَنْصِبِ
…
وفُزْتَ مِن عَيْشِكَ بالأطيَبِ
وأصبحتْ تأتِيْكَ مِن مَشْرِقٍ
…
مآرِبُ النَّفسِ ومن مَغْرِبِ
ومثله ممَّا كتبه من اليُنبوعِ بعد توجُّهِهِ من المدينة لأبيه:
بايعتُ أيامي على كلِّ ما
…
تَجُرُّ لهُ
(3)
بيعةَ الرِّضوانِ
يا ليتني استثنيتُ في بيعتي
…
فُرْقةَ أحبابي وإخوانِي
ومنه قصيدة:
يا أُهَيلَ العقيقِ إنَّ فؤادي
…
كلَّ يومٍ يطوفُ بالشَّوقِ سَبْعا
(1)
في الأصل: تكلفًا وهو خطأ، والصواب المثبت.
(2)
أحمدُ بنُ عثمانَ بنِ مُحمَّدٍ، البهاءُ، أبو الفتوح، المناويُّ، المتوفى سنة 825 هـ. "الضوء اللامع" 1/ 380.
(3)
في الأصل الكلمة غير واضحة، ولعلها ما أثبتناه.
ما حكى عارضُ القرافةِ عندي
…
أُحُدًا، لا ولا المُقَطَّمُ سَلْعا
إنْ عطفتُمْ على المُحِبِّ بِوَصْلٍ
…
ظلَّ يمشي على المواضعِ يَسْعى
أقعدَتْنِي يدُ الحوادثِ عنكُمْ
…
سوفَ تَفْنى أيدِ الحوادث فَدْعا
جمعَ الله شَمْلَ كُلِّ غريبٍ
…
وحبيبٍ معَ الأحبَّة جَمعا
2861 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ طُغجَ، أبو الحسن ابنُ الإخشيدِ
(1)
.
يأتي في أبيه.
2862 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مُحمَّدِ بنِ مجاهدٍ، نورُ الدِّين الدَّمَاصيُّ، ثمَّ القاهريُّ، الشَّافعيُّ، الخطيبُ بالأزهر وغيره، ويُعرفُ بالدَّمَاصيِّ
(2)
.
وُلدَ في سنة خمسٍ وعشرين وثماني مئةٍ تقريبًا بدَماصٍ، ونشأ بها، فحفظَ القرآن، وخطبَ، ثمَّ قدمَ القاهرةَ قريبًا مِن سنة ستٍ وستين، وأثبتَ عدالتَه عندَ أبي البركاتِ الغرَّاقيِّ
(3)
، ولكنَّه لم يجلسْ لذلك، بل تصدَّى لتعليمِ الأبناءِ والتَّأذينِ بجامعِ العُمريِّ
(4)
، بل دامَ به في بعضِ الأحيان، وخطبَ بشُبرا الخيمةِ
(5)
وقتًا،
(1)
"تاريخ دمشق" 43/ 179، وفيه:"مات علي بن الإخشيد بطرسوس يوم الخميس لتسع بقين من ذي القعدة سنة ست وثمانين ومائتين".
(2)
"الضوء اللامع" 5/ 314. نسبة إلى دَماصٍ: بلدةٍ بمصرَ.
(3)
محمَّدُ بنُ محمدٍ، أبو البركات الغرَّاقيُّ، القاهريُّ، الشافعيُّ، له مشاركة في العلوم، ولد سنة 795 هـ، وتوفي سنة 858 هـ. "الضوء اللامع" 9/ 253. نسبة إلى الغرَّاقة: قريةٍ مِن قُرى الوجه البحري، من الشرقية، بمصر.
(4)
هو: جامع عمرو بن العاص. تقدَّم التعريف به.
(5)
أحد أحياء القاهرة، يقع شمالها.
وكذا بجامعِ الأزهرِ، وحُمِدَتْ خطابته؛ لتحرِّيهِ تصحِيحَها على الزَّينيِّ الأبْناسِيِّ وكاتبِهِ، وكانَ يُكثرُ مراجعتَه لي في ما يُؤدِّيه فيها من الأحاديثِ إلى أن اشتُهِرَ بذلك، بل وقرأ عليَّ وعلى سِبطِ شيخِنا في "البخاريِّ"، وربَّما حضرَ بعضَ الدُّروسِ، ولم يترقَّ في غير الخطابة.
ونَزَّله ابنُ مُزهرٍ
(1)
في صوفيَّته بمدَّةٍ، ثمَّ حجَّ هو وزوجتُه لقضاءِ الفرضِ مع الموسمِ، ورجعا إلى المدينةِ النَّبويةِ للزِّيارة، فانقطعا بها في سبعِ خير بك، ولم يلبثْ أنْ توعَّكَ، واستمرَّ إلى أنْ ماتَ في عِشري شوَّالٍ سنةَ أربعٍ وثمانين، ودُفنَ بالبقيعِ، رحمه الله. فقد كانَ خيِّرًا مُتودِّدًا، مُغرَمًا بالخطابة، بحيث رامَ الخطابة في المسجِدَينِ
(2)
أو أحدِهما، فلم يُجَبْ.
2863 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ ابنِ العَفيفِ عبدِ السَّلام بنِ مَزروعٍ.
ابنُ أخي يحيى
(3)
الآتي، وأخو طاهر. كانَ أحدَ القرَّاءِ بسُبْعِ ابن سَلْعُوس. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
2864 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ عبدِ الوَهَّابِ، الإسكندرانيُّ، ثمَّ المدَنيُّ.
وُلِدَ بمصرَ، وقدمَ معَ عمرَ [بن] عبدِ الباسطِ المدينةَ، فنشأ بها، وحفظَ القرآنَ.
وسمعَ في "البخاري" على الجمال الكَازَرُونيِّ في سنةِ سبعٍ وثلاثينَ، وتزوَّجَ
(1)
في الأصل: زهر، والتصويب من "الضوء اللامع" 5/ 314.
(2)
أي: المسجد الحرام، والمسجد النبوي.
(3)
ترجمته في القسم المفقود.
خديجةَ ابنةَ عمرَ بنِ زينِ الدِّين الأنصاريِّ، أختَ البدرِ حسنٍ الماضي، وأولدَها عدَّةً، المتأخِّرُ منهم مُحمَّدٌ، والشِّهابُ أحمدُ. ماتَ سنةَ ستين وثماني مئةٍ عن نحوِ الثَّمانين.
2865 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ سُليمانَ، المدَنيُّ، الحَنفيُّ.
الآتي أبوه، والماضي جدُّه، ويُعرف بابنِ الطحَّانِ، له ذِكرٌ في جَدِّهِ. ممَّن سمعَ عليَّ بالمدينة، ويحضرُ عندَ قاضيها، وتردَّدَ إلى القاهرةِ مرارًا، وهو الآنَ في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ اثنتينِ وتسعِ مئةٍ بالمدينةِ.
2866 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ أبي منصورٍ، الجلالُ أبو الحسنِ ابنُ الجوادِ
(1)
.
الآتي أبوه. كانَ مِن الفضلاءِ، البُلغاءِ الكُرماء. جمعَ المجدُ المباركُ ابنُ الأثير
(2)
صاحبُ "جامع الأصول" -وكانَ في أوَّلِ أمرِه
(3)
كاتبًا بين يديه- "ديوانَ رسائله"، وسمّاه:"الجواهرَ واللآلي من الإملاء المولويِّ الفريديِّ الجلاليِّ"
(4)
، وبالغَ في أوَّلِه في وصفِه وتقريظِه، وتفضيلِه على مَنْ تقدَّمَهُ مِن الفُصحاء.
وذكرَ أنَّه كانَ بينه وبين الحَيْصَ بَيْصَ
(5)
الشَّاعرِ مكاتباتٌ، وممَّا كتبَ إليه
(1)
"الوافي بالوفيات" 22/ 65.
(2)
المباركُ بنُ مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدِ، مجد الدِّين أبو السعادات ابن الأثير الجزري الشيباني، محدِّثٌ، مشاركٌ في العلوم، مات سنة 606 هـ. ""سير أعلام النبلاء"" 21/ 488.
(3)
في الأصل: مرة، والتصويب من "الوافي بالوفيات" 22/ 65.
(4)
"كشف الظنون" 1/ 618. وفي الأصل: الجوهر، بدل: الجواهر.
(5)
سعدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ سعدٍ التَّميميُّ،، أبو الفوارس، الشاعر المشهور، الفقيه الشَّافعيّ، مات سنة =
الحَيْصَ بَيْصَ على يدِ رجلٍ عليه دَينٌ رسالةً مختصرةً، وهي: الكرمُ غامرٌ، والذِّكرُ سائرٌ، والعونُ على الخطوب أكرمُ ناصرٍ، وإغاثةُ الملهوفِ من أعظمِ الذَّخائرِ، والسَّلامُ. وكانَ الجلالُ وزيرَ سيفِ الدِّين غازي
(1)
ابنِ قطبِ الدِّين.
وتوفي سنةَ أربعٍ وسبعين وخمس مئة بدُنَيْسِر
(2)
، وحُملَ إلى الموصل، ثمَّ نُقل إلى المدينة، ودُفِنَ بها في تربةِ والدِه.
2867 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ يوسفَ بنِ الحسنِ بن محمودِ بنِ الحسنِ، القاضي نورُ الدِّين، أبو الحسنِ ابنُ القاضي فتحِ الدِّين أبي الفتحِ الأنصاريُّ، الزَّرنديُّ، المدَنيُّ، الحنفيُّ
(3)
.
أخو حسنٍ، ويوسفَ
(4)
. وُلِدَ تقريبًا سنةَ خمسٍ وسبعين وسبعِ مئةٍ، وماتَ أبوهُ، وهو صغيرٌ، فنشأ في حِجْرِ عَمِّه القاضي الزِّينِ عبدِ الرَّحمنِ، وسمعَ عليه، واشتغلَ بالعلمِ على الجلالِ الخُجَنديِّ، ولازمَه كثيرًا، وسمعَ عليه في سنةِ سبعٍ وتسعين
= 574 هـ ببغداد. ولقِّب بالحَيْص بَيْص؛ لأنَّه رأى النَّاسَ يومًا في حركةٍ مزعجةٍ، وأمرٍ شديد فقال: ما للناس في حَيْص بَيْص، فبقي عليه هذا اللقب. "وفيات الأعيان" 2/ 362، و"طبقات الشَّافعيّة" للسبكي 4/ 221.
(1)
غازي بنُ قطبِ الدِّين مودودِ بنِ عماد الدِّين زنكيٍّ، صاحب الموصل، تولَّى بعدَ وفاةِ أبيه، إلى أن ماتَ سنةَ 576 هـ. "وفيات الأعيان" 4/ 4، و"شذرات الذهب" 4/ 257.
(2)
دُنَيْسِر: بلدةٌ مشهورةٌ من نواحي الجزيرة شرقي سوريا. "معجم البلدان" 2/ 478.
(3)
"الضوء اللامع" 5/ 327.
(4)
ترجمته في القسم المفقود.
جزءًا من "حديث العلائيِّ" بقراءةِ أبي الفتح المراغيِّ، ووصفَه بالفقيهِ البارعِ، وكذا قرأَ عليه "البخاريَّ"، وبالنَّحوِ على المحبِّ ابنِ هشامٍ
(1)
، وغيرِه، وسمِعَ على الزَّينِ المراغيِّ، وهو وأخواه على العَلمِ سليمانَ بنِ أحمدَ السَّقَّا "الشِّفا" في سنةِ خمسٍ وثمانين، وقرأَ على ابن الجزريِّ "مشيخة الفخر"
(2)
.
وكانَ إمامًا عالمًا، بارعًا ديِّنًا، شهمًا بَشوشًا، جميلَ الهيئة، بارعًا في العربية والتَّفسير. وَلِيَ قضاءَ المدينةِ بعدَ موتِ عمِّه عبدِ الرَّحمنِ في سنةِ سبعَ عشرةَ وثماني مئة، واستمرَّ حتَّى ماتَ في ليلةِ السَّبتِ ثالثَ عشرَ ربيعٍ الثَّاني سنةَ ثلاثٍ وعشرين؛ بِعِلَّةِ ذاتِ الجَنْبِ عن خمسين سنةً، أو نحوِها، ودُفِنَ بالبقيعِ.
وممَّن أخذَ عنه: أخوه، وكذا لازمَه أبو الفرجِ ابنُ المراغيِّ في تفسيرِ القرآنِ وإعرابِه، وفي قطعةٍ مِن مباحثِ "الألفية"، و"الحاجبية"، بلْ قرأَ عليه بحثًا قطعةً كبيرةً من "الجُمَل" للزَّجَّاجيِّ
(3)
، وأجازَ له، وعرضَ عليه الشَّمسُ مُحمَّدُ بنُ عبدِ العزيزِ الكَازَرُونيُّ.
بل أخذَ عنه النحوَ والصَّرفَ، والمعانيَ والبيانَ، وإعرابَ القرآنِ بقراءته وقراءَةِ غيره، والعربيةَ: القاضي فتحُ الدِّين أبو الفتحِ ابنُ صالحٍ، وأيوبُ بنُ سليمانَ المغراويُّ، وآخرون. وأجازَ للتقيِّ ابن فهدٍ، وأبيه، وبيَّضَا له في "معجميهما".
(1)
هو: العلامة محبُّ الدِّينِ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الله، ابن العلامة جمال الدِّين، النحوي، مات سنة 799 هـ. "إنباء الغمر" 1/ 540.
(2)
"مشيخة الفخر البخاري"، مطبوعة قديما، ومنها نسخة في مكتبة الحرم المدني.
(3)
"الجمل في النحو" لأبي القاسم الزَّجَّاجيِّ، المتوفى سنة 337 هـ، مطبوع، وكذا شرحه.
قالَ الفاسيُّ في "ذيل النبلاء": وقد سمعَ معَنا على بعضِ شيوخِنا، وكانَ محمودًا عندَ النَّاسِ.
2868 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ عليٍّ، الزَّينُ الأنصاريُّ، الزَّرنديُّ، المدَنيُّ، الحنفيُّ
(1)
.
وُلِدَ سنةَ أربعٍ وسبعين وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ، وأخذَ الفنونَ عن الجَلالِ الخُجَنديِّ، وسمعَ على الجمال الأُمْيُوطيِّ، وحَدّثَ ودَرَّسَ، وماتَ في سادسَ عشرَ ذي الحجَّةِ سنة تسعَ عشرةَ وثماني مئةٍ
(2)
، ويحرَّرُ مع الذي قبلَه.
2869 - عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ أبي القاسمِ فرحونِ بن مُحمَّدِ بنِ فرحونٍ، الإمامُ المحدِّثُ، النُّورُ أبو الحسنِ، اليَعمريُّ لأبيه، الحَسَنِيُّ لأمِّه، التُّونسيُّ الأصلِ، المدَنيُّ، المالكيُّ
(3)
.
والدُ القاضي البرهانِ إبراهيمَ الماضي. ذكرَه ابنُه في "طبقات المالكية"
(4)
، فقالَ: إنَّه وُلِدَ في ليلةِ الجمعةِ العشرين مِن ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ سبعٍ وتسعين
(5)
وستِّ مئةٍ، وقرأ بالمدينةِ القرآنَ على أبي عبدِ اللهِ القَصْريِّ، وسمعَ بها على: أبي عبد الله ابن حُرَيْثٍ خطيب تِلِمْسَانَ
(6)
، والعزِّ يوسفَ بنِ حسنٍ الزَّرنديِّ
(7)
، والجمالِ المطريِّ،
(1)
"الضوء اللامع" 5/ 327.
(2)
في "الضوء اللامع" 5/ 327: ماتَ في سنةِ ثلاث وعشرين.
(3)
"الوافي بالوفيات" 22/ 72، و"نصيحة المشاور"، ص 268، و"جذوة الاقتباس"(488).
(4)
"الديباج المذهب" ص 214.
(5)
في "نصيحة المشاور" ص 270: أنَّ مولده سنة 698.
(6)
مدينة بالجزائر.
(7)
عزُّ الدين، يوسفُ بنُ الحسنِ الزَّرنديُّ، له مشاركةٌ في العلوم، مولده سنة 664 هـ، ووفاته سنة =
وأبي عبد الله بن جابرٍ الوادي آشيِّ، والزَّينِ الطبريِّ، والشَّرفِ الزُّبيرِ الأُسْوانيِّ، والسِّراجِ الدَّمنهوريِّ، وأخذَ الفقهَ والعربيةَ عن والدِه، وسمعَ عليه الحديثِ.
وببيتِ المقدسِ على: القاضي شرفِ الدِّين الخشنيِّ، والعلائيِّ.
وبدمشق على: المزيِّ، والذهبيِّ، وداودَ ابن العطَّارِ
(1)
، وابن الخبَّازِ، والصَّدرِ أبي الرَّبيع ابنِ عبد الحليم
(2)
الغماريِّ المالكيِّ
(3)
، والشَّمس مُحمَّدِ بن عرب شاه الهمدانيِّ
(4)
، والكمالِ
(5)
ابن الفُوَيْرةِ الحنفيِّ، ومَنْ يَطول تَعدادُهُ.
وكذا أخذَ بمصرَ عن جماعة، وبتونسَ عن: أبي عليٍّ عمرَ بنِ عليِّ بن قداح الهواريِّ
(6)
، ولقي بها القاضيَ أبا إسحاقَ ابنَ عبدِ الرَّفيع
(7)
، وبفاسٍ
= 712 هـ. "الدرر الكامنة" 4/ 452.
(1)
داودُ بنُ إبراهيمَ، العطَّارُ، الدِّمشقيُّ، عالمٌ بالحديث وغيره، مولده سنة 665 هـ، ووفاته سنة 752 هـ. "معجم الشيوخ"، للذهبي 1/ 236، و"الدرر الكامنة" 2/ 95.
(2)
في الأصل: الحكم، وهو تحريف.
(3)
صدرُ الدِّينِ سليمانُ بنُ عبدِ الحكيمِ، فقيه مالكيٌّ، شيخ الدرسة التنكزية بعد الذَّهبيِّ، مولده سنة 673 هـ، ووفاته سنة 749 هـ. "ذيول العبر" 4/ 152، و"الوافي" 15/ 397.
(4)
محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عرب شاه، الهمدانيُّ، الدمشقيُّ، له مشاركة في الحديث، مولده سنة 664 هـ، ووفاته سنة 741 هـ. "الدرر الكامنة" 4/ 198.
(5)
تصحَّف في الأصل إلى: الجمال، والصواب ما أثبتناه.
(6)
عمرُ بنُ عليٍّ الهواريُّ، التونسيُّ، فقيهٌ مالكيٌّ كبير، تولَّى القضاء، وُلد قبل سنة 650 هـ، وتوفي سنة 736 هـ. "الدِّيباج المذهب" ص 95، و"الدرر الكامنة" 3/ 179.
(7)
إبراهيمُ بنُ حسنٍ الرَّبعيُّ المالكيُّ، القاضي بتونس، ولد سنة 636 هـ، وتوفي سنة 734 هـ، له =
عن غير واحدٍ.
بل أخذَ عنه بالمغربِ جماعةٌ منهم: أبو العبَّاس القبَّاب
(1)
.
وكانَ محدِّثًا متقِنًا، ضابطًا عارفًا، يضبطُ الحديثَ وأسماءَ رجالِه، ولغتَهُ، فاضلًا في الفقهِ والأصلينِ، والعربيةِ، والمعاني والبيانِ، مستبحرًا في اللغةِ والآدابِ، مشاركًا في الجدلِ والمنطقِ، أقبلَ في آخرِ عمره على الاشتغالِ في كتبِ التَّصوُّفِ، ولزمَ الاشتغالَ بالفقهِ والعربيةِ في المسجدِ النبويِّ، مع وجاهةٍ عظيمةٍ عند أمراءِ المدينة، بحيث يُقصَدُ بالشَّفاعةِ عندَهم، ولا يردُّونَهُ غالبًا.
وله تآليفُ مفيدةٌ، منها:"نزهة النَّظَرِ ونُخبَةُ الفِكَرِ في شرح لاميَّةِ العَجَمِ"
(2)
و"ذيلُها" له، اشتملَ على لغةٍ كثيرةٍ، وصناعةٍ بديعةٍ، و"شرحُ قصيدة عمرو الجِنِّيِّ"
(3)
، المشتملةِ على المديحِ النَّبويِّ، و"الجوابُ الهادي عن أسئلةِ الشَّيخ أبي الهادي"، أحدِ شيوخ القيروان
(4)
في الطَّريقة، وهي في القرآنِ والسُّنة، و"تحفةُ
= "السهل البديع" في الفقه. "الوافي بالوفيات" 2/ 150، و"الدرر الكامنة" 1/ 23.
(1)
أحمدُ بنُ قاسمٍ القبَّاب، فقيه مالكيٌّ، تولى القضاء، توفي سنة 779 هـ. "الديباج المذهب"، ص 41، و"الدرر الكامنة" 1/ 236. و"نيل الابتهاج" 1/ 102.
(2)
"لامية العجم" للحسينِ بنِ عليٍّ، فخرِ الكُتَّاب، العميدِ الطُّغَرائي المتوفى سنة 514 هـ، لها شروح كثيرة. انظر "كشف الظنون" 2/ 1537.
(3)
وهي قصيدة مشتملة على مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وعمرو بن طلق الجني ويقال عمرو بن طارق، صحابي، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه وصلى خلفه. "الإصابة" 4/ 650، 4/ 701.
(4)
القيروان: مدينة عظيمة بإفريقية، وهي بتونس اليوم. "معجم البلدان" 4/ 420.
الرَّاغبين في اختصار منازل السَّائرين"، و"شرحُ حديثِ أمِّ زَرْعٍ"، و"قصيدةِ كعبِ بن زهيرٍ مع تخميسه لها"، و"حواشٍ على شرحِ ابن الحاجبِ لابن عبد السلام"، تكلَّم فيها على ما لم يتكلَّم عليه الشَّارحُ مِن المتنِ، مع تعقُّبٍ على الشَّارحِ في أماكنَ كثيرةٍ، انتهى فيه إلى الحج. وله في العربيةِ تقاييدُ مختصرةٌ، وشعرٌ كثيرٌ في غاية الجَودةِ. ماتَ في يومِ الجمعةِ ثالثَ عِشري جُمادى الثَّانيةِ سنةَ ستٍ وأربعين وسبعِ مئةٍ. وهو ممَّن في "الدُّرر"
(1)
لشيخِنا.
وقرأ "الدلائلَ" للبيهقيِّ في رمضانَ سنة خمسٍ وأربعين على السِّراج الدمنهوريِّ بالرَّوضةِ، و"الصَّحيحين" على الجمالِ مُحمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ خَلَفٍ المطريِّ، وأبي عبد الله مُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ المؤذِّنِ، وبقراءتِه سمعَهما أبو عبدِ اللهِ ابنُ مرزوقٍ، وكذا سَمِعَ ابنُ مرزوقٍ بقراءته أيضًا على العَلَمِ القاسمِ البِرزاليِّ حين قدومِه المدينةَ أجزاءً.
وُصِفَ -في إجازةٍ لولدِه من ابنِ جابرٍ الأندلسيِّ فيما كتبَه رفيقُه أبو جعفرٍ الرُّعَيْنِيُّ عنه:- بالشَّيخِ العالمِ العَلَمِ، الإمامِ الأديبِ البارعِ اللغويِّ، مجموعِ الفضائل.
وذكرَه أخوهُ البدرُ، فكنَّاه أبا القاسم، وجعلَ سنةَ مولدِه سنةَ ثمانٍ، وقالَ
(2)
: كانَ على كنيتِه واسمِه من العلوِّ والدِّين، معَ ما حوى من عِلمي الفقهِ والأصولِ،
(1)
"الدرر الكامنة" 3/ 115.
(2)
"نصيحة المشاور"، ص 268 - 270.
والعربيةِ والحديثِ، واللُّغةِ والمعاني، والبيانِ والآدابِ، والمشاركةِ العظيمةِ في سائرِ العلومِ، قد بلغَ في العلومِ الأدبيَّةِ النِّهايةَ.
إنْ قلتَ: لم يكنْ في زمانِه بالمدينةِ والحجازِ مَنْ بَرَعَ براعتَهُ ولا سادَ سِيادَتَهُ، فشهادةُ حَقٍّ، عَلِمَها كلُّ الخَلق، ممَّن جلَّ ودقَّ.
كانَ يُلقي درسَ الفقهِ في "مختصر ابن الحاجب" فيحضرُه الشَّيخانِ حسنٌ الحاحائيُّ، وعبدُ السَّلامِ بنُ غَلّابٍ
(1)
الماضي ذِكرُهما، وهما مِن الفقهِ بمكانٍ لم يلحقْهما في عِلْمهما وعَمَلِهما مثلُهما، فكانا يدقِّقَان البحثَ المتين معه، فيظهرُ عليهما بذهنٍ ثاقبٍ، وحفظٍ متين.
وله تواليفُ مفيدةٌ في العربيةِ، والحديثِ، واللُّغةِ، والتَّصوُّف، و"ديوانٌ" كبيرٌ في مدحِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومدحِ غيره، و"تذكرةٍ" في مجلداتٍ مشتملةٍ على فوائدَ وغرائبَ.
وكانَ السِّراجُ الدَّمنهوريُّ يقولُ للطَّلبةِ: إذا حضرَ الفقيهُ نورُ الدِّين، فأَحضروا معكم الدَّواةَ والورقَ حتى تُقيِّدوا مِن فوائدِه، ومِن أشعارِه واستشهاداتِه، فكانَ كذلك، وناهيكَ بهذا مِن السِّراجِ.
وكانَ له ميعادُ وعظٍ، يقرؤُهُ في كلِّ جمعةٍ بعدَ الصَّلاةِ على كرسيٍّ عالٍ بالرَّوضةِ بصوتٍ حسنٍ، وأداءٍ حسنٍ، بحيث لا يَمَلُّ السَّامعُ مِن قراءته، بل يتلذَّذُ بإطالته، ووعظُه مِن كلامِ ابنِ الجوزيِّ في "التبصرة"
(2)
، فكانَ بعضُ النَّاسِ يقول: عاشَ
(1)
في "نصيحة المشاور" ص 269: غلام بدل غلاب، وهو تصحيف.
(2)
الكتاب مطبوع في مجلدين.
ابنُ الجوزيّ للنَّاس.
وكانَ هو أوَّلَ مَن اتَّعظ بغيرِه، وانتفعَ بوعظِه، فإنَّه صارَ يلازمُ الصِّيامَ ويسرُدُه، ويقومُ مِن اللَّيلِ أكثرَه، ورقَّتْ نفسه، ودرَّتْ دمعتُهُ، كأنَّه عَلِمَ بقُرْبِ الأجل، فبادرَ للعمل، حتَّى كانَ يقولُ: والله نَدِمتُ على ما أفنيتُ فيه عمري مِن الاشتغالِ بعلمِ الأدبِ، يا ليتَه كانَ في الكتابِ والسُّنَّةِ.
قالَ
(1)
: وكانَ يرى لي
(2)
فوقَ ما يرى الولدُ الوالدَ في التَّعظيمِ والحياءِ والإكرام، وأمَّا الغيرةُ عليَّ والانتصارُ لي واهتمامُهُ بحالي وما يعرِضُ لي من عَدُوٍّ يشنَأُني، فلا يوصَفُ قدرُهُ، فلله دَرُّه، وبلَّ بالرَّحمةِ قبرَهُ.
وأرَّخَهُ الحُسَينيُّ
(3)
في "ذيل العبر"
(4)
[في] رجبٍ، وكأنَّه ببلوغِ الخبر، فقد اتفق أخوه وأبوه على جمادى الثَّانية، وهو أمسُّ
(5)
.
ووصفَه الحسينيُّ بالمحدِّثِ المفيدِ الزاهدِ، وتبعه في توريخه برجبٍ الزَّينُ العراقيُّ في "وفياته"، وقالَ: كانَ أحدَ فضلاءِ المدينةِ، قرأَ الحديثَ، وكتبَ الطِّباقَ، وسمعَ على الرضيِّ الطَّبريِّ في آخرين، وحدَّثَ.
(1)
أي البدر ابن فرحون في "تاريخه" ص 270.
(2)
في الأصل: يراني، والتصويب من "نصيحة المشاور".
(3)
أبو المحاسن، شمسُ الدِّينِ، محمَّدُ بنُ عليٍّ الحسينيُّ، الدمشقيُّ، محدِّثٌ مؤرِّخٌ، مولده سنة 715 هـ، ووفاته سنة 765 هـ. "لحظ الألحاظ"، لابن فهد، ص 150، و"الدرر الكامنة" 4/ 61.
(4)
"ذيل العبر"، ص:252.
(5)
هكذا في الأصل.
وقالَ المجدُ
(1)
: سبقَ الأقرانَ في علومِ العربيةِ، والفنونِ الأدبيةِ،
وبَذَّ
(2)
كلَّ مجتهدٍ في العلمِ مُعَاني، وسبقَهم في اللُّغةِ والنَّحوِ، والبيانِ والمعاني، معَ ما حوى مِن علم الفقهِ والأصول، وروى مِن السُّنن وأحاديثِ الرَّسول، فصنَّفَ وأفادَ، وألَّفَ وأجادَ.
ووضعَ في الحديثِ والتَّصوُّف واللُّغةِ جملةً من الكتبِ الجيادِ، وله "ديوان شِعر" أكثرُه في مدحِ سيِّدِ المُرسلين صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وصحبِه الأكرمين.
كانَ يحضرُ درسَهُ أكابرُ الفقهاءِ المالكية، فَيُثنون على درسِه بالثَّناء الجميلِ، وكلٌّ منهم إلى معاودتِهِ وحضور درسِهِ يرغبُ ويميلُ.
وله ميعادُ وعظٍ بعد صلاةِ الجمعةِ، يقعُدُ في الرَّوضة الشَّريفةِ على كرسيٍّ عالٍ، ويعظُ بأداءٍ غريبٍ، وصوتٍ مُطربٍ لا يهتدي إلى سامعه المَلالُ، وإنْ أطنبَ وأطالَ، بل كلَّما زاد إطنابًا، زاد إطرابًا، وكلَّما أكثرَ إغرابًا، ازدادَ الحاضرون إعرابًا، حسُنَ حالُه، وكَلِفَ به كلُّ قلبٍ وأحبَّه، وأصبحَ كلُّ نفسٍ تَهوى وعظه صَبَّةً، حتَّى كأنَّه سلبَ ابنَ الجوزيِّ لُبَّه.
وكانَ رحمه الله أوَّلَ من اتَّعظ بمقالهِ، فصارَ يجتهدُ في إسراعِ مِرْقَالِهِ
(3)
، يسردُ الصِّيامَ، ويقومُ اللَّيلَ والنَّاسُ نيامٌ، ويتحسَّرُ على ما أذهبَه في علمِ الأدبِ مِن
(1)
"المغانم المطابة" 3/ 1249.
(2)
بذَّ: غلب. "القاموس": بذذ.
(3)
يقال: ناقة مرقال: مسرعة. "القاموس": رقل.
الأيام، ويقولُ: يا ليتَه صَرَفَ العُمْرَ أجمعَ في الكتابِ والسُّنَّة وأخبارِ الصَّحابةِ الكرامِ
(1)
.
ورأيتُ بخطِّه "الاكتفاء" للكلاعيِّ فَرَغَهُ في شوَّالٍ سنةَ تسعٍ وثلاثين.
ومِن نظمِه الذي جعلَه مفتتحًا لقصيدةِ أيدمر
(2)
بنِ عبد الله الصاحبيِّ المحيويِّ التركيِّ في الخلفاءِ الأربعةِ:
شرفُ الرَّسولِ ومدحُهُ لا ينفَدُ
…
ولو انَّ كلَّ الخَلقِ فيهم مسعدُ
الوهمُ قصَّرعن بلوغِ صِفاتهِ
…
وكذا اللِّسانُ وإنْ علا فمُقَيَّدُ
واللهِ لا يُحصي فضائِلَهُ امرؤٌ
…
ولو انَّهُ أبدًا لأحمدَ يَحْمَدُ
كلُّ الوُجودِ إذا تحقَّقَ
(3)
ناطِقٌ
…
بأنَّ خيرَ العالمينَ مُحمَّدُ
يا رحمةً للعالمينَ عظيمةً
…
فيها على جبريلَ كانَ لكَ اليَدُ
وأوَّلها:
كلٌّ مِن الخلفاءِ غيرُ مُحَلَّئٍ
(4)
…
عن مَوردِ الشَّرَفِ الذي لا يُورَدُ
وختمها بأبياتٍ، أوَّلُها:
(1)
زاد في "المغانم المطابة" 3/ 1250: وتوفي رحمه الله سنة ستٍّ وأربعين وسبعِ مئةٍ.
(2)
أيدمرُ بنُ عبدِ اللهِ التركيُّ، الأديبُ الشاعرُ، له قصائدُ وموشَّحاتٌ جيِّدةُ السبك، من الموالي. مات سنة 674 هـ. "فوات الوفيات" 1/ 76.
(3)
في الأصل: تحنق، أي: غضب.
(4)
محلَّئ: ممنوع. "القاموس": حلأ.
يا أيُّها الخلفاءُ حُبُّكمُ لنا
…
دِينٌ، وعَقْدُ وَلائِكمْ مُسْتَحْصَدُ
إنِّي لأرجوكمْ لِنَفْعِ عاجلٍ
…
ولآجلٍ يومَ القيامة يُسْعِدُ
(1)
فعليكمُ منِّي السَّلامُ ورحمةٌ
…
ما اهتَزَّ غصنٌ ناعِمٌ يَتَأَوَّدُ
2870 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ مُحمَّدٍ، النُّورُ أبو الحسنِ ابنُ الشَّيخِ ناصرِ الدِّين أبي الفَرجِ ابنِ الجمالِ، الكَازَرُونيُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ
(2)
.
أخو عبدِ السَّلام الماضي، وذاكَ أكبرُ.
وُلدَ في سنةِ خمسٍ وستين وثماني مئة، أو التي قبلَها، ونشأَ فحفظَ القرآنَ وكُتُبًا، واشتغلَ عند السيِّدِ السَّمهوديِّ، والشَّمس البُلبِيسيِّ وغيرِهما، وسمعَ على أبي الفَرجِ المراغيِّ، وغيرِه. ولازمَني في المجاورةِ الأولى بطيبةَ في إسماعِ أشياءَ درايةً وروايةً، بل قرأَ عليَّ "المقاصدَ الحسنة" مِن نسخةٍ كتبَها بخطِّه، وكذا كتبَه لغيرِه، وممَّا سمعَه مني:"القولُ البديع"، وعليَّ:"مسندُ الشَّافعيِّ"، وهو يَقِظٌ متمَيِّزٌ، حَسَنُ التقييد، جيِّدُ الكتابة، مع تُؤَدَةٍ وعَقْلٍ.
وصفتُهُ في إجازةٍ -بعدَ أنْ قلتُ: إنّي جمعتُ له ما سمعه منِّي وعَلَيَّ، وقرأه بالقلم، وشفعتُ ما ضبطَه من نفسِه لذلك ليصيرَ به كالعَلَم- بالشَّيخِ الفاضلِ الكامل،
(1)
إن حبَّ الصحابة ولا سيما الخلفاءَ الأربعةَ رضي الله عنهم جميعًا دينٌ وقربةٌ إلى الله عز وجل، كما أن التوسل إلى الله بحبهم في جلب المنافع الدنيوية ورجاء السعادة الأخروية مشروعٌ لكونه توسلًا بالأعمال الصالحة.
(2)
"الضوء اللامع" 6/ 8.
الأوحد المسدَّدِ، الأصيلِ النَّبيلِ، المشتغلِ المحصِّلِ، البارعِ الفارعِ، كنزِ المدرِّسينَ، حِرزِ المُوسَّمِين، بقيَّةِ السَّلفِ الصالحينَ، والعلماءِ المعتمدينَ، فائقِ أقرانِهِ، وسابقِ المقصِّرِ ببيانهِ، ومجيدِ المسطِّرِ ببنانِهِ.
وبعد مفارقتي له صارَ يُكاتبني، حتَّى ماتَ في يومِ الخميس رابعِ شعبانَ سنةَ اثنتين وتسعين، عوَّضَه اللهُ الجنَّةَ.
2871 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدٍ تقيِّ ابنِ عبدِ السَّلامِ ابنِ الشَّيخ رُوزَبةَ، النُّورُ ابنُ الشَّمسِ ابنِ فتحِ الدِّين أبي الفتح، الكَازَرُونيُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ
(1)
.
أخو أحمدَ ومُحمَّدٍ
(2)
المقبول، وهم أسباطُ فاطمةَ
(3)
ابنةِ أبي اليُمنِ المراغيِّ، ويُلقَّبُ هذا بالمذكورِ، ويُعرفُ كسلَفِه بابنِ تَقِيٍّ.
ممَّن سمعَ على جدَّتِهِ فاطمةَ، وماتَ عن بضعَ عشرةَ سنةً [سنةَ] اثنتين وثمانين وثماني مئةٍ.
2872 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ يحيى بنِ سالمٍ، النُّورُ أبو الحسنِ الخَشَبِيُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ
(4)
.
(1)
" الضوء اللامع" 6/ 20.
(2)
ترجمته في القسم المفقود، وستأتي في القسم المتمم.
(3)
فاطمةُ ابنةُ الجمالِ أبي اليمنِ مُحمَّدِ ابنِ الزَّينِ أبي بكرِ، أمُّ الحسينِ المراغيُّ، توفيت سنة 878 هـ. "الضوء اللامع" 12/ 102.
(4)
"الضوء اللامع" 6/ 22. وهو نفسه صاحب الترجمة التي تليه، ذكره وترجمَ لغيره.
أخو غانمٍ الآتي، وعبدِ السَّلام الماضي. (قال أبو حامد المطريُّ: تُوُفِّيَ صاحبُنا ورفيقُنا في الطَّلبِ الفقيهُ الفاضلُ الصَّالحُ الزَّينُ -وأشار إليه- في سَحَرِ ليلةِ الاثنين ثالثَ عِشري جُمادى الأولى سنةَ خمس وسبعين وسبعِ مئةٍ بذات الجَنْبِ، شهيدًا مبطونًا، ودُفنَ مِن الغدِ بالبقيعِ، وكانَ من عبادِ الله الصَّالحين)
(1)
.
2873 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بن يحيى بن سالمٍ، الخَشَبِيُّ، المدنيُّ
(2)
.
وُلِدَ في جمادى الآخرةِ سنةَ إحدى وثمانين وسبعِ مئةٍ.
ورأيتُ عليَّ بن محُمَّدٍ الخشبيَّ قرأ في "البخاري" في سنةِ سبعٍ وتسعين [على] المُحمَّدين: ابنِ عبدِ الله البَهْنَسِيِّ
(3)
، وابنِ أبي البقاء السُّبكيِّ
(4)
، وابنِ إسحاق الأَبَرْقُوهِيِّ
(5)
، وابنِ أبي بكرٍ البَكْريِّ
(6)
، وسعدِ بنِ يوسفَ النَّوويِّ
(7)
، وغيرهم.
(1)
كلام أبي حامد المطري ليس له علاقة بصاحب هذه الترجمة، فلعله لترجمة أخرى.
(2)
"الضوء اللامع" 6/ 22.
(3)
مُحمَّد بنُ عبدِ اللهِ، البدرُ ابنُ القطبِ القرشيُّ، البهنسيُّ، المهلبيُّ، الشَّافعيُّ، توفي سنة 805 هـ. "الضوء اللامع" 8/ 85. البَهْنَسي: نسبة لبهنسا إحدى مدن الصعيد بمصر. "الضوء اللامع" 11/ 193.
(4)
مُحمَّدُ بنُ محمَّدٍ السُّبكيُّ، المصريُّ، قاضي القضاة بهاء الدِّين، توفي سنة 803 هـ. "الضوء اللامع" 9/ 88.
(5)
مُحمَّد بنُ إسحقَ الأَبَرْقوهيُّ، الشِّيرازيُّ، المكيُّ، كانَ بارعًا في الطب، مات سنة 805 هـ. "الضوء اللامع" 7/ 132. وأَبَرْقُوه، بفتح أوله وثانيه، وسكون الراء: بليدة في نواحي أصفهان. "معجم البلدان" 1/ 38.
(6)
في الأصل: البكريتي، والتصويب من "الضوء". وهو: مُحمَّدُ بنُ أبى بكر بن سليمان البكريُّ، المصريُّ الشَافعيّ. "الضوء اللامع" 7/ 169.
(7)
في الأصل: سعيد، والتصويب من "الضوء". وهو: سعدُ بنُ يوسفَ بنِ إسماعيلَ النَّوويُّ، ثمَّ =
أجازَ للتقيِّ ابنِ فهدٍ وبنيه، وماتَ بالقاهرةِ في طاعونِ سنةِ ثلاثٍ وثلاثين وثماني مئةٍ. ويحرَّرُ مع الذي قبلَه
(1)
.
2874 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ موسى بنِ منصورٍ، نورُ الدِّين أبو الحسنِ المحلِّيُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ
(2)
.
سِبط الزُّبير الأُسْوانيِّ، ووالد أحمدَ الماضيينِ.
وُلِدَ في جُمادى الأولى سنةَ أربعٍ وخمسين وسبعِ مئةٍ بمصرَ فيما وُجِدَ بخطِّه، ونشأ بالمدينةِ، فسمعَ بها على سعدِ الله الإسفرايينيِّ:"الشفا"، و"الأربعين" للنووي، وعِدَّةً مِن تصانيفِه.
وعلى الشَّمس الشُّشْتَريِّ: "الشفا"، و"السِّيرة" للمحبِّ الطبريِّ.
وعلى مُحمَّدِ بنِ صالحِ بنِ إسماعيلِ الكنانيِّ جدِّ بيت ابن صالح: "المجالسَ المكيَّةَ" للمَيَانشِيِّ، وغيرِهما.
وعلى الزَّينِ أبي بكرِ بنِ الحسينِ المراغيِّ في سنةِ تسعٍ وسبعين: "تاريخَ المدينة" له.
وعلى الجمالِ الأُميوطيِّ: "صحيحَ مسلم" بفوتٍ، و"الترمذيَّ"، و"بُلدانياتِ
= الخليليُّ، الشَّافعيُّ، توفي سنة 805 هـ. "الضوء اللامع" 3/ 254.
(1)
هو الذي قبله.
(2)
"إنباء الغمر" 8/ 365، و"الضوء اللامع" 6/ 24، و"شذرات الذهب" 7/ 228.
السِّلَفِيِّ"، و"مجلسَ البطاقة"، و"معجمَ المنذريِّ"
(1)
.
وعلى البهاءِ ابن التقيِّ السُّبْكِيِّ
(2)
: "شفاءَ السِّقام"
(3)
لأبيه، خلا مِن البابِ السَّادسِ إلى الفصل الخامس.
وبمكةَ على الكمالِ ابن حبيبٍ: "مسندَ الطيالسي"، و"معجمَ ابن قانع"، و"أسبابَ النزول" للواحديِّ
(4)
، و"مسند الشَّافعيِّ" خلا مِن أوَّلِه إلى كتابِ الجمعة، كما كتبه بخطِّه، و"سننَ ابن ماجهْ"، وغيرَها.
وعلى الجمالِ ابنِ عبدِ المعطي: بعضَ "صحيحِ ابن حِبَّانَ"، والتاسع والعاشر من "الثَّقَفِيَّاتِ"، و"مشيخةَ القاضي أبي بكر الأنصاري"
(5)
، وغيرَها.
وعلى القاضي أبي الفضلِ النُّوَيرِيِّ: "الاكتفاءَ" للكلَاعيِّ.
وعلى الأمينِ ابنِ الشَّمَّاع "الشِّفا".
(1)
معجم المنذري في الحديث، ويسمى "المعجم المترجم للزكي المنذري". المعجم الفهرس 82/ ب.
(2)
أحمدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الكافي، السُّبْكِيّ الشَّافعيّ، قاضي القضاة، بهاء الدِّين أبو حامد، توفي سنة 763 هـ بمكة. "الوافي" 7/ 246، و"وفيات ابن رافع" 2/ 388.
(3)
"شفاء السقام في زيارة خير الأنام" لتقي الدِّين السُّبكيِّ، مطبوع. معجم المطبوعات العربية 1/ 1007.
(4)
مطبوع عدة طبعات.
(5)
هو: أبو بكرٍ مُحمَّد بنُ عبدِ الباقي بنِ مُحمَّدٍ الأنصاريُّ، البزَّازُ، قاضي المارستان، توفي سنة 535 هـ، له مشيختان صغرى وكبرى. "تذكرة الحفاظ" 4/ 1281.
ودخلَ القاهرةَ، فسمعَ بها على البهاءِ ابنِ خليلٍ:"اختلافَ الحديث" للشافعيِّ، و"السفينةَ الجرائديةَ"، والثاني من "أمالي المَحامليِّ"، و"فضلَ الرَّمْيِ" للقَرَّاب
(1)
، و"جزءَ هلالٍ الحفَّارِ"
(2)
، و"المئةَ الشُرَيْحِيَّةَ"
(3)
، و"جزء المُخَرِّمِيِّ"
(4)
، و"المَرْوَزِيِّ"
(5)
، و"جزء القزَّازِ"
(6)
، و"المجالسَ المكيةَ" للميانشيِّ، و"مسلسلاتِ ابن أبي عُصرونٍ"
(7)
، و"جزءَ مُحمَّد بنِ عاصمٍ"
(8)
، و"جزءَ مُحمَّدِ بنِ
(1)
تحرَّفت في الأصل: للقرايب.
والقَرَّاب هو: إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ مُحمَّدٍ السَّرخسيُّ، ثمَّ الهرويُّ، المحدِّثُ، المؤرِّخُ، الفقيهُ الشَّافعيُّ، توفي سنة 429 هـ. "سير أعلام النبلاء" 17/ 570. واسم كتابه "فضائل الرمي في سبيل الله"، وهو مطبوع.
(2)
هلالُ بنُ مُحمَّدِ بنِ جعفرٍ الحفَّارُ، أبو الفتح، توفي سنة 414 هـ. "تذكرة الحفاظ" 3/ 1057. وجزؤه ذُكر في "كشف الظنون" 1/ 590.
(3)
"المئة الشُرَيْحيَّة" لعبدِ الرَّحمنِ بنِ أحمدَ بنِ مُحمَّدِ بنِ أبي شُرَيْحِ الأنصاريِّ، ت 392 هـ. "سير أعلام النبلاء" 16/ 526. ذكرها ابن حجر في "المعجم المفهرس" 152/ ب.
(4)
عبدُ الله بنُ مُحمَّدِ بنِ أيوبَ المُخَرِّمِي، أبو مُحمَّدٍ البغداديُّ، توفي سنة 265 هـ. تاريخ بغداد 10/ 81. و"جزؤه" ذكره الحافظ في "المعجم المفهرس" 155/ أ، بعنوان "جزء المخرمي".
(5)
زكريا بنُ يحيى بنِ أسدٍ، أبو يحيى، توفي سنة 270 هـ. "تاريخ بغداد" 8/ 460. وجزؤه ذكره الحافظ في "المعجم المفهرس" 155/ أ بعنوان: جزء المروزي.
(6)
مُحمَّدُ بنُ سنان، توفي سنة 271 هـ. "تذكرة الحفاظ" 2/ 579. و"جزؤه" ذكره الحافظ في "المعجم المفهرس" ق 148/ ب.
(7)
أبو سعدٍ عبدُ اللهِ بنُ مُحمَّدٍ، المعروف بابن أبي عُصرون، الموصليّ، الفقيه الشَّافعيُّ، من أعيان الفقهاء وفضلاء عصره، توفي بدمشق سنة 585 هـ، له مسلسلات في الحديث. "العبر" 4/ 256، و"وفيات الأعيان" 3/ 53.
(8)
أبو جعفر مُحمَّدُ بنُ عاصمِ بنِ عبدِ اللهِ الثَّقفيُّ، الأصبهانيُّ، توفي سنة 262 هـ. "طبقات المحدثين =
يعقوبَ الأصمِّ"
(1)
، و"نسخةَ وكيعٍ"، وغيرَها.
[و]
(2)
مِن الحراويِّ
(3)
: قطعةً من "المعجم الأوسط" للطبرانيِّ، و"فضلَ الخيل"
(4)
للدِّمياطيِّ، وغيرَهما.
ومِن أبي الفرجِ ابنِ القارئِ: بعضَ "الدارميِّ"، و"جزءَ ابنِ الطّلَّاية"
(5)
، وثاني "سعدان"، و"الصمتَ" لابن أبي الدنيا، وغيرَها.
ومِن الجمالِ عبدِ الله الباجيِّ
(6)
: بعض "البخاريِّ"، وقطعةً من "المعجم الكبير" للطبرانيِّ، و"جزءَ عليِّ
(7)
بنِ حربٍ"، وتاسعَ "الثقفيات"، وأولَ "مشيخةِ ابن
= بأصبهان" 2/ 265. و"جزؤه" في الحديث طبع بتحقيق مفيد خالد عيد، وصدر عن دار العاصمة، 1419 هـ.
(1)
مُحمَّد بنُ يعقوبَ الأصمُّ، أبو العباس، توفي سنة 346 هـ. "تذكرة الحفاظ" 3/ 860.
(2)
ما بين القوسين سقط في الأصل، والسياق يقتضيها، أي: وسمع.
(3)
مُحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ الحَرّاوي، ناصر الدِّين، توفي سنة 781 هـ. "السلوك" 3/ 1/ 376.
(4)
مخطوط، منه نسختان بمكتبة عارف حكمت بالمدينة النبوية (52 حديثًا) بتاريخ 688 هـ، و 815 هـ. "فهرس مخطوطات المدينة" لكحالة 12.
(5)
أحمدُ بنُ أبي غالبِ بن أحمد الكاغديُّ، أبو العبَّاسِ البغداديُّ، توفي سنة 548 هـ. "سير أعلام النبلاء" 20/ 260.
(6)
عبُد اللهِ بنُ عليٍّ، جمالُ الدِّين الباجيُّ، توفي سنة 788 هـ "إنباء الغمر" 2/ 236، و "الدرر الكامنة" 2/ 278.
(7)
عليُّ بنُ حربِ بنِ مُحمَّدٍ الطَّائيُّ، الموصليُّ، محدِّثٌ، توفي سنة 265 هـ. "تاريخ بغداد" 11/ 419. وحديثه رواه عن ابن عيينة وغيره، ذكره الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس" 115/ ب.
النَّعَّال"، وغيرها.
ومِن الشَّمسِ ابنِ الخشَّابِ: بعضَ "البخاريِّ"، و"مجلسَ البطاقة".
ومن الشِّهابِ أحمدَ بنِ الحسنِ الرَّهاويِّ
(1)
: "المئة الشريحية"، و"مشيخةَ إبراهيمَ بن خليلٍ"
(2)
، و"جزءَ طلحة"، و"فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" لإسماعيلَ القاضي
(3)
، وغيرها.
ومن جُويرية الهَكَّارِيِّةَ: بعضَ "مسند الحُمَيْدِيِّ"، وبعض "الدارميِّ"، وغيرِهما.
ومن خليل بن طُرُنْطاي
(4)
: "الصحيحين"، ومن التقيِّ البغداديِّ: بعضَ "البخاريِّ".
ومن العراقيِّ، والهيثمَيِّ، والحلاويِّ، والتقيِّ ابنِ حاتم، ومُحمَّدِ بنِ أحمدَ بن صفيٍّ الغزوليِّ
(5)
، وأبي البقاء السُبْكِيِّ، وعبدِ الله بنِ عَليِّ بنِ المعينِ
(6)
، ومُحمَّدِ بن
(1)
لم أعثر له على ترجمة.
(2)
إبراهيمُ بنُ خليلٍ، أبو إسحاق الأدَميُّ، توفي سنة 658 هـ. "العبر" 5/ 227، والنجوم الزاهرة 7/ 91.
(3)
طبع بتحقيق ناصر الدِّين الألباني بدمشق 1383 هـ.
(4)
خليلُ بنُ طرنطاي العادلي، ابن الحسام، صلاحُ الدِّين، محدِّثٌ، ولد سنة 704 هـ. ومات سنةَ بضع وسبعين وسبع مائة. "الدرر الكامنة" 2/ 89، و"ذيل التقييد" 1/ 524.
(5)
مُحمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ صفيٍّ الغَزُوليُّ، المصريُّ، الصُّوفيُّ، شمس الدِّين، توفي سنة 777 هـ "الدرر الكامنة" 3/ 319.
(6)
لم أعثر له على ترجمة.
حَسَبِ الله بنِ خَليلٍ
(1)
، والشَّرفِ ابن الكُوَيْكِ في آخرين.
وقرأ على البدرِ الزَّرْكَشيِّ
(2)
في مجالسَ آخرُها: ثاني شوَّالٍ سنةَ ثلاثٍ وثمانين وسبعِ مئةٍ، مُصنَّفَهُ "الإجابةَ لإيرادِ ما استدركته عائشةُ على الصحابةِ".
ووصفَه: بالشَّيخِ الإمامِ الفاضلِ، المحصِّل الأصيلِ، الرَّحَّال، أبي الحسن.
وأجازَ له: الشِّهابُ الأَذْرَعِيُّ، وابنُ كثير، وابنُ الهَبَل، وابنُ أُمَيْلةَ، والصَّلاحُ ابن أبي عمر، وحسينُ بنُ حبيبٍ
(3)
، ومُحمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الباقي
(4)
، ومُحمَّدُ بن عبد الله الصَّفَويُّ، ومُحمَّدُ بنُ عمرَ ابنِ قاضي شُهْبَةَ، وغيرُهم، يجمعهم "مشيخته" لصاحبِنا النَّجمِ ابن فهدٍ، وقالَ: إنَّه لم يخلِّفْ ببلد الحجازِ أسندَ منه.
وحدَّثَ، سمعَ منه الأئمةُ، وممَّن سمعَ منه: أبو الفتحِ المراغيُّ، والتقيُّ ابنُ فهدٍ، وأولادُهُ. ورأيتُ بخطِّهَ أشياءَ مِن مجاميعَ وغيرِها.
وماتَ في ثالثِ شوَّالٍ سنةَ ثمانٍ وثلاثين وثماني مئةٍ بالمدينةِ النَّبويةِ، وصُلِّيَ عليه
(1)
مُحمَّدُ بنُ حسبِ اللهِ بنِ خليلٍ الخثعميُّ، الحنبليُّ، وُلدَ سنةَ 699 هـ، وماتَ قبل 790 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 418.
(2)
مُحمَّدُ بنُ بَهَادُر التركيُّ، المصريُّ، الزَّرْكَشيُّ، فقيه شافعيٌّ، أصوليٌّ، توفي سنة 794 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 397.
(3)
الحسينُ بنُ عمرَ بنِ الحسنِ بنِ حبيبٍ الحلبيُّ، شرف الدِّين، توفي سنة 777 هـ. "المجمع المؤسس" 2/ 613.
(4)
مُحمَّد بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الباقي الحلبيُّ، شمس الدِّين، توفي سنة 776 هـ. "المجمع المؤسس" 2/ 646.
بالرَّوضةِ، ودُفنَ بالبقيعِ. رحمه الله. وهو في "إنباء"
(1)
شيخنا باختصارٍ.
2875 - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ يحيى، البَعْدانيُّ
(2)
، اليمانيُّ
(3)
.
نزيلُ مكَّةَ، ومَنْ زادَتْ إقامتُه بها على أربعينَ سنةً. أجازَ له في سنةِ ثماني مئةٍ: إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الهادي
(4)
، والأحمدون: ابنُ آقبرص، وابنُ عليِّ بنِ عبد الحقِّ
(5)
، وابنُ مُحمَّدِ بنِ عبدِ الغالبِ المَاكِسيْنيُّ، والعُمَرَان: ابنُ مُحمَّدِ البَالِسيُّ
(6)
، وابنُ مُحمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الهادي
(7)
، والمحبُّ ابنُ منيعٍ
(8)
، وآخرون.
(1)
"إنباء الغمر": 8/ 365.
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: البغدادي.
(3)
"إتحاف الورى" 4/ 28، و"الضوء اللامع" 6/ 26.
(4)
إبراهيمُ بنُ أحمدَ، المقدسيُّ، ثمَّ الصالحيُّ، برهان الدِّين، توفي سنة 800 هـ. "المجمع المؤسس" 1/ 201.
(5)
أحمدُ بن عليُّ بنُ محمَّدٍ، الكمال أبو العباس، المعروف بابن عبد الحق، مات سنة 802 هـ. "الضوء اللامع" 2/ 33.
(6)
عمرُ بنُ مُحمَّدِ بنِ أحمدَ، أبوحفصٍ البالسيُّ، ثمَّ الدمشقي، توفي سنة 803 هـ. "الضوء اللامع" 6/ 116.
البالسيُّ: بفتح الباء المنقوطة بواحدةٍ، وكسرِ اللام والسين المهملة، هذه النسبة إلى بالس، وهي مدينة مشهورة بين الرَّقَّةِ وحلب على عشرين فرسخا من حلب. "الأنساب" 1/ 267.
(7)
عمرُ بنُ مُحمَّد بنِ أحمدَ بن عبد الهادي، زينُ الدِّين ابنُ الحافظ الشمس المقدسي، توفي سنة 803 هـ. "الضوء اللامع" 6/ 115.
(8)
لم أعثر له على ترجمة.
وكانَ صالحًا مُجمَعًا على محبَّتِهِ، لمزيد تودُّدِهِ وإنصافِه، وإيناسِه وسخائِه، معَ كثرةِ العبادةِ مِن الصِّيامِ والقيامِ والتلاوةِ، ومداومةِ الاعتمارِ في الأشهرِ الثلاثةِ كلَّ يوم مرَّتين، ونهايةِ الورعِ والاحتمالِ، ومزيدِ إكرامِهِ لأهلِ الحرمين، بحيثُ يكون يومُ دخولِه لهم كالعيد.
وأوَّلُ زيارتِه كانتْ صُحبةَ الشَّيخ عمرَ العرابي مِن طريقِ الماشي، وما كانَ قُوتُهما إلا ورقَ الشَّجر، وكانَ كثيرَ الإحسان إلى الشَّيخِ عمرَ، بل هو السَّببُ في نُقلتِه مِن اليمنِ إلى مكَّةَ، وصُحبتُهما مِن حينِ الشُّبوبيةِ، وندبَه الشَّيخُ عمرُ لشراءِ رباطٍ التُمِسَ منه ففعلَ، وصارَ مشتهرًا به. إلى غيرِ ذلكَ ممَّا قامَ به من الفتوحات، كعمارةِ ما انهدمَ مِن مسجدِ الخَيف، وبناءِ بئرٍ في طريقِ الماشي كانت انهدمت.
ولم يزلْ في ارتقاءٍ بحيثُ تزايدَ اعتقادُ ملوكِ اليمنِ وشرفاءِ صنعاءَ ومكَّةَ، بل أمراء مصرَ، وصاحبِ المغرب أبي فارس
(1)
، بحيثُ كانَ يرسلُ له كلَّ عامٍ مبلغًا للبَيْمَارِسْتَان
(2)
. وكانَ صاحبُ مكَّةَ الشريفُ حسنُ بنُ عجلانَ زائدَ الإجلالِ له ويقولُ: ما رأيتُ في المشايخِ أعرفَ بأحوالِ الطوائف على اختلافِ طبقاتِهم [منه]
(3)
. ماتَ في شوَّالٍ سنةَ إحدى وثلاثين وثماني مئةٍ بمكَّةَ، ودُفنَ
(1)
عبدُ العزيزِ بنُ أحمدَ الحفصيُّ، الهنتاتيُّ، أبو فارسٍ، ملكُ المغربِ، وصاحب تونس، كانَ موفَّقًا حازما، فيه بأسٌ ورفق، ودِيانةٌ وجُودٌ، ماتَ سنة 837 هـ. "الضوء اللامع" 4/ 214.
(2)
البيمارستان، أو المارَسْتانُ، بفتح الرَّاء: دارُ المرضى، وهو معرب. "لسان العرب": مرس.
(3)
ما بين القوسين من "الضوء اللامع" 6/ 27.
بالشُّبَيْكَةِ
(1)
، بوصيةٍ منه.
2876 - عليُّ بنُ مُحمَّدٍ، أبو الحسن، الحجَّارُ
(2)
.
الفرَّاشُ الوقَّادُ بالحرَمِ النَّبويُ. أخذ عنه: أبو عبدِ الله مُحمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ مرزوقٍ. ذكرَه في "مشيخته"، فقال: معمَّرٌ صالحٌ، سمعَ من غازي الحلاويِّ "الغيلانيات".
2877 - عليُّ بنُ مُحمَّدٍ الخشبيُّ.
مضى فيمَن جدُّه مُحمَّدُ بنُ يحيى بنِ سالمٍ.
2878 - عليُّ بن مُحمَّدٍ القطَّانُ.
أظنُّه مِن البيتِ الشَّهيرِ بالمدينةِ، فقد رأيتُه فيمَنْ سمعَ سنةَ تسعٍ وتسعين وسبعِ مئةٍ مِن "الموطأ" على البرهانِ ابنِ فَرحونٍ.
2879 - عليُّ بنُ مردوايجَ بنِ اسفهسلارَ، أبو الحسنِ الطَّبريُّ.
كانَ حسنَ السِّيرةِ والهَدْي، له وقوفٌ على الأخلاقِ والآدابِ الجميلةِ، وتخلُّقٌ بها، ورافقَ الإمامَ مُحمَّدَ بنَ أبي سعدٍ الوزَّانَ
(3)
مدَّةً، ولازمَه سفرًا وحضرًا.
وحجَّ كثيرًا، وجاوَرَ بمكةَ والمدينةِ، وسمعَ الحديثَ بقزوين والرَّيِّ وغيرِهما.
(1)
الشُّبَيْكَة: موضعٌ بين مكَّةَ والزاهر على طريق التنعيم. "معجم البلدان" 3/ 324. وهو من أحياء مكة اليوم.
(2)
"الدرر الكامنة" 3/ 123.
(3)
محمّدُ بنُ عبدِ الكريمِ، التميميُّ، فقيهٌ شافعيٌّ، مشاركٌ بالعلوم، توفي سنة 598 هـ. "التدوين في تاريخ قزوين" 1/ 324.
وسُمِعَ منه في آخرِ عمرِه.
وكانت قد مرَّتْ عليه رياضاتٌ ومجاهداتٌ، وانفتحَ عليه في خلالها الكلمات الدَّقيقةُ، ثمَّ ذهبَتْ عنه. ذكرَه الرَّافعيُّ هكذا في "تاريخ قزوين"
(1)
.
2880 - عليُّ بنُ مُسيعيدٍ، أبو سعدٍ.
ذكرَه ابنُ صالحٍ فيمَنْ رآهُ مِن الشُّرفاءِ الشُّعوبِ عندَ المدرسةِ الشِّهابية.
-
عليُّ بنُ مشكورٍ.
هو ابنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مشكورٍ، مضى (2840)، ذكرَه ابنُ فرحونٍ
(2)
مجرَّدًا.
2881 - عليُّ بنُ مطرِّفٍ، نورُ الدِّين، شيخ العُمَرِيِّين
(3)
.
كانَ يجلسُ وعن يمينِه ويسارِه أكابرُ العُمَرَيِّينَ وشيوخُهم.
قُتِلَ شهيدًا مخنوقًا في سنةِ ثمان وعشرين وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ، في قصَّةٍ طويلةٍ، ودُفنَ بالبقيعِ.
ذكرَه ابنُ فرحونٍ
(4)
، وقالَ: إنَّه كانَ بالمدينةِ جماعةٌ مِن العُمريينَ ينتسبون لعمرَ بن الخطَّاب، ومنهم جماعةٌ كثيرونَ، لهم شَوكةٌ وحُرمةٌ، وكلمةٌ نافذةٌ، وهم أهلُ حِشمةٍ وخيلٍ، وعبيدٍ وأتباعٍ، وأملاكٍ عظيمةٍ بالمدينة، وكانوا نصرةً لأهل السُّنَّةِ،
(1)
"التدوين في تاريخ قزوين" 3/ 422، وهو من أهل القرن السابع.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 185.
(3)
"الدرر الكامنة" 3/ 129.
(4)
"نصيحة المشاور"، ص:187.
مختلطين بالمجاورين والخُدَّام، حسنةَ زمانهم، وزينةَ وقتِهم، وكانَ الجمالُ المطريُّ بهم خصيصًا. وله ذكرٌ في أحمد التَّادليِّ
(1)
..
2882 - عليُّ بنُ مَعبدٍ المِصريُّ، ثمَّ المدَنيُّ، ويُعرف بالقدسيِّ، المؤذِّنُ.
خالُ مُحمَّدِ بنِ يوسفَ المصريِّ الآتي
(2)
، وجدُّ أولادِه لأمِّهم.
قالَ ابنُ فَرحونٍ
(3)
: كانَ ملازمًا لوظيفتي الأذان والإقامة، شتاءً وصيفًا، لا يغيبُ لا في الموسمِ ولا في غيرِه؛ وإنْ غابَ النَّاس، بل كانَ لا يُفارقُ ذكرَ الإقامة مدَّةَ حياتهِ، فإنْ حضرَ أصحابُ النَّوبةِ وإلا قامَ عنهم، ويبيتُ ليلةَ نوبتِه بالمدرسةِ الشِّهابيةِ، وفي أيَّامِ الصَّيفِ لا يخرجُ معَ عيالِه إلى نخلِهم، بل يُقيمُ هو في المدينةِ رغبةً في الجماعةِ.
كلُّ ذلكَ معَ حُسن الخُلقِ، والدِّيانةِ والصِّيانةِ، وقلَّةِ الكلامِ في أعراضِ النَّاس، وهو في ذلكَ في الذِّروَةِ العليا والمقامِ الأسنى، ورُزقَ أولادًا ذكورًا وإناثًا، مباركين مؤدَّبين، ولكنَّه لم يكن مُهتبلًا
(4)
بحالهم، ولا يهمُّهُ أمرُهم، بل هو مشتغلٌ بنفسِه وبالقيامِ بوظائفِه، مع التقشُّفِ في ملبسِه، وحاله كلِّهِ.
وكانَ قدومُهُ المدينةَ سنة إحدى وعشرين وسبعِ مئةٍ، ورغَّبَهُ ابنُ أخته مُحمَّدُ بنُ
(1)
التادلي: نسبة إلى تادلة، بلدةٍ بين فاس ومراكش. انظر:"الموسوعة المغربية" 4/ 303.
(2)
ترجمته في القسم المفقود من الكتاب.
(3)
"نصيحة المشاور" ص 158.
(4)
أي: مهتمًا. الهبَّال: الكاسب. "القاموس": هبل.
يوسفَ في الإقامة بها، وزَّينَ له ذلك، فأقامَ معه، وسعى له في الأذانِ، فَأُذِنَ له فكانَ يؤذِّنُ احتسابًا، ثمَّ شَغَرتْ وظيفة ابن الحسينيِّ، فتولَّى مكانَه.
وكانَ صاحبُ الترجمة قديمَ الهجرةِ في المدينةِ، مِن قدماءِ المجاورين، صحبَ جماعةً من الصَّالحين الأخيار، وخدمَهم ونالَ مِن بركاتِهم، وكانَ يحكي مِن أخبارِهم وأحوالهم، ما يَتَأسَّى به وينتفِعُ به مَن اختلَّ عليه حالُهُ وصدِئَ من الغفلة قلبُهُ. ماتَ في سنةَ اثنتين
(1)
وستين وسبعِ مئةٍ، وقد قاربَ الثَّمانين.
2883 - عليُّ بن مُعَلَّى القُرشيُّ، العُمَريُّ
(2)
.
ولدُ أحمدُ الماضي، كانَ حسنَ الهيئةِ، ذا شيبةٍ. قالَه ابنُ صالحٍ.
2884 - عليُّ بنُ مُقَدَّمِ بنِ فَرجٍ، أبو الحسنِ المدَنيُّ.
سمعَ عليه العفيفُ المطريُّ "جزءَ الذَّهبيِّ" في سنة سبعٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ بدار الحديثِ النُّوريةِ
(3)
من دمشقَ.
2885 - عليُّ بنُ موسى بنِ جعفرِ بنِ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، أبو الحسنِ الهاشميُّ، الرِّضَا
(4)
.
(1)
في الأصل: اثنين، وهو خطأ.
(2)
"الضوء اللامع" 6/ 39. وفيه: علي بن المعلى، رأيتُ خطَّه في سنةِ ستٍّ وعشرين لبعض مَن عرض عليه.
(3)
بناها نورُ الدِّين الشهيدُ محمودٌ بدمشق، مات سنة 569 هـ. "الدارس في تاريخ المدارس" 1/ 74.
(4)
"المعرفة والتاريخ" 1/ 192، و"أنساب القرشيين"، ص 110، و"وفيات الأعيان" 3/ 269.
روى عن: أبيه وعمومته: إسماعيلَ، وعبدِ الله، وإسحاقَ، وعليٍّ بني جعفرٍ، وعبيد الله بن أرطأةَ بنِ المنذرِ، وعبدِ الرَّحمن بنِ أبي المَوالي.
وعنه: ابنُه مُحمَّدٌ، وآدمُ بنُ أبي إياس، ونصرُ بنُ عليٍّ الجَهضميُّ، ومُحمَّدُ بنُ رافعٍ القشيريُّ، وأبو عثمانَ المازنيُّ النَّحويُّ، وأبو الصَّلْتِ عبدُ السلامِ بنُ صالحٍ الهرويُّ، والمأمونُ ابنُ الرَّشيدِ، وآخرون.
عقدَ له المأمونُ وليَ عهدٍ، ولبسَ النَّاسُ الخضرةَ قي أيامه، وسُئِلَ: يُكِلِّفُ اللهُ العبادَ ما لا يطيقون؟ قالَ: هو أعدلُ من ذلك. قالَ: يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون؟ قالَ: هم أعجزُ من ذلك.
وقالَ الحاكمُ في "تاريخ نيسابور": أشخصَهُ المأمونُ مِن المدينةِ إلى البصرةِ، ثمَّ إلى الأهواز، ثمَّ إلى فارس، ثمَّ إلى نيسابورَ، إلى أنْ أخرجَه إليه إلى مَروَ، وكانَ ما كانَ مِن قصَّةِ استخلافِه، إلى أن قالَ: وكانَ يُفتي في مسجدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ نيِّفٍ وعشرين سنة، واستُشهد بسدَّ آبادَ مِن طوسَ
(1)
، لتسعٍ بقينَ مِن رمضانَ سنةَ ثلاثٍ ومائتين عن تسعٍ وأربعين سنةً وستةِ أشهرٍ، وقيل: في صفر.
وحُكِيَ أنَّ إمام الأئمةِ أبا بكرِ ابنَ خزيمةَ، وعديلَه أبا عليٍّ الثقفيَّ في جماعةٍ من المشايخ توجَّهوا لزيارةِ قبرِه بطوس، فكانَ مِن تعظيم ابنِ خزيمةَ لتلكَ البقعةِ وتواضعِهِ لها وتضرُّعِهِ عندها ما تحيَّرنا منه
(2)
.
(1)
في الأصل: طرسوس، وهو تحريف.
(2)
لا ندري صحة هذه الحكاية عن الإمام ابن خزيمة رحمه الله، بل لقد ذكر الخبر بصيغة التمريض =
وقالَ أبو سعدِ ابنُ السَّمعانيِّ
(1)
: قالَ ابنُ حِبَّانَ
(2)
: يروي عن أبيه العجائب، كأنَّه كانَ يخطئ ويَهِمُ، وماتَ في آخرِ يومٍ مِن صفرَ، وقد سُمَّ في ماءِ الرُّمَّان وسُقِيَ. وأورد له ابن حِبَّانَ عدَّةَ آحاديثَ من نسخةٍ مفردةٍ.
وقالَ النَّباتيُّ
(3)
: حقٌّ لمن يروي مثلَها أن يُترَكَ ويحذَرَ. ثمَّ قالَ السَّمعانيُّ: والخللُ فيها مِن رواتها، فإنَّه ما روى عنه إلا متروكٌ
(4)
. وكانَ الرِّضَا من أهلِ العلمِ والفضلِ، مع شرفِ النَّسَبِ. وهو في "التهذيب"
(5)
.
2886 - عليُّ بنُ ميمونٍ العُجيليُّ
(6)
، الفرَّاشُ.
والدُ يوسف. كانَ ولدُه على طريقتِه، وسلامةِ باطنِه، وقلَّةِ شرِّهِ. قالَه ابنُ فرحون
(7)
.
= (وحكي) المشعرة بعدم الثبوت للخبر، ومثل هذا ينزه عنه الأئمة لأن تعظيم القبور والتضرع عندها ليس بمشروع.
(1)
"الأنساب" 3/ 74، باب: الرضا.
(2)
"المجروحين" 2/ 81.
(3)
أحمدُ بنُ محمَّدٍ الإشبيليُّ، كان بصيرًا بالحديث ورجاله، وبمعرفة النباتات والحشائش، مولده سنة 561 هـ، ووفاته سنة 637 هـ، له "ذيل الكامل"، لابن عدي. "تكملة الإكمال" 7/ 93، و"سير أعلام النبلاء" 23/ 58.
(4)
ونحوه في "ميزان الاعتدال" 3/ 158.
(5)
"تهذيب الكمال" 35/ 43، و"تهذيب التهذيب" 5/ 745.
(6)
في الأصل: الحنبلي، والتصويب من "نصيحة المشاور".
(7)
"نصيحة المشاور" ص 197.
2887 - عليُّ بنُ ميمونٍ المدَنيُّ
(1)
.
عن: القاسمِ بن مُحمَّدٍ، روى أحاديثَ موضوعةً. قاله في "الميزان"
(2)
.
2888 - عليُّ بنُ أبي النَّضرِ، الوزيرُ لِوُدَيٍّ
(3)
.
قالَ ابنُ صالحٍ: كانَ أخي في القراءةِ على أبي عبدِ الله القصريِّ، وحذَّره هو وغيرُه من طَلَبَتِهِ عن الولاياتِ، فكأنَّه كانَ إشارةً لدخوله فيها، وكانَ بعدَ دخوله يندَمُ.
2889 - عليُّ بن وُدَيِّ بنِ جَمَّازٍ
(4)
.
قُتِلَ في معركةٍ سنةَ تسعٍ وعشرين وسبع مئةٍ.
2890 - عليُّ بنُ يحيى بنِ خَلّادِ بنِ رَافعٍ، أبو الحسنِ الأنصاريُّ، الزُّرَقيُّ، المدنيُّ
(5)
.
مِن أهلِها. يروي عن: أبيه، وعمِّ أبيه رفاعةَ بنِ رافعٍ، وعنه: ابنُه يحيى، وابنُ إسحاق، وابنُ عجلانَ، وسليمانُ بنُ بلالٍ، وإسماعيلُ بنُ جعفرٍ، ومُحمَّدُ بنُ عمرِو بنِ علقمةَ، وداودُ بنُ قيسٍ الفرَّاءُ، ونعيمٌ المُجْمِرُ، وهو أكبرُ منه.
(1)
"المغني في الضعفاء" 3/ 158، و"لسان الميزان" 6/ 34.
(2)
"الميزان" 3/ 158.
(3)
وُدَيُّ بنُ جمَّازٍ، ويقال: أُديٌّ، أمير المدينة. تقدم.
(4)
"نصيحة المشاور" ص 253.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 300، و"الجرح والتعديل" 9/ 175.
وثَّقَه ابنُ مَعينٍ
(1)
، والنَّسائيُّ، وابنُ البرقيِّ، والدَّارقطنيُّ، وابنُ حِبَّانَ في "ثقاته"
(2)
وقالَ: ماتَ سنةَ تسعٍ وعشرين ومئة، وهو في "التهذيب"
(3)
.
2891 - عليُّ بنُ النُّعمانِ بنِ مُحمَّدِ بنِ منصورِ بنِ أحمدَ بنِ حَيُّونَ، أبو الحسن ابنُ أبي حنيفة، المغربيُّ، القيروانيُّ، الإسماعيليُّ
(4)
.
نزيلُ القاهرةِ، وقاضي الحرمين وغيرِهما، مِن الإمامية، سيأتي ذِكرُه في أخيه مُحمَّد. وأنَّه ولي الدِّيارَ المصريةَ، والشَّاميةَ، والحرمين، وغيرَهما، حتَّى ماتَ في رجبٍ سنةَ أربعٍ وسبعين وثلاثِ مئةٍ، ودُفنَ في دارِه بالحمراء
(5)
، وهو في "رفع الإصر"
(6)
.
ومولدُه في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ تسعٍ وعشرين وثلاثِ مئةٍ بالمغرب، وكانَ مفتيًا في عدَّةِ علومٍ، منها: علمُ القضاء -والقيامُ به بوَقارٍ وسَكينة- وعلمُ الفقه، والعربيةِ، والأدبيةِ، والشِّعر، وأيَّامِ الناس. [كان] شاعرًا مجيدًا في الطبقة العليا.
ومِن نظمه
(7)
:
(1)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي 1/ 145.
(2)
"الثقات" 7/ 205.
(3)
"تهذيب الكمال" 21/ 173، و"تهذيب التهذيب" 5/ 752.
(4)
"وفيات الأعيان" 5/ 417، و"سير أعلام النبلاء" 6/ 367، و"شذرات الذهب" 3/ 84.
(5)
الحمراء: محلَّةٌ بمصر. "معجم البلدان" 2/ 301.
(6)
"رفع الإصر" ص 147.
(7)
الأبيات في "وفيات الأعيان" 5/ 418.
ربَّ خَودٍ
(1)
عرفتُ في عَرَفَاتي
…
سلبتْنِي بحُسنِها حَسَناتي
حَرَّمَتْ حين أَحْرَمَتْ نومَ عيني
…
واستباحَتْ حشايَ باللَّحَظَاتِ
وأفاضتْ مع الحجيجِ ففاضَتْ
…
مِن دموعي سوابقُ العَبَراتِ
ولقد أضرمتْ على القلبِ جَمرًا
…
مُحرِقًا إذ مشَتْ إلى الجَمَراتِ
لم أنلْ من مِنى مُنى النَّفس حتى
…
خِفْتُ بالخَيْف أنْ تكونَ وفاتي
أشركَ العزيزُ العبيديُّ بينه وبين أبي طاهر مُحمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ عبد الله الذُّهْليِّ
(2)
قاضي مصرَ في الحكم، فلمَّا تعطَّلَ سفرُ أبي طاهرٍ، فوَّض له المعزُّ القضاءَ مستقلًا في صفرَ سنةَ ستٍّ وستين وثلاثِ مئةٍ.
وكانَ في سجِّله القضاءُ بالدِّيارِ المصرية والشَّامية، والحرمين والمغرب، وجميعِ مملكة العزِّ، والخطابةُ والإمامةُ، والعيارُ في الذَّهب والفضَّة، والموازين والمكاييل، واستمرَّ على أحكامه، وافرَ الحُرمةِ عندَ العزيز حتَّى ماتَ، وصلَّى عليه العزيزُ. وأقامَتْ مصرُ ثمانيةَ عشر يومًا بدون قاضٍ، لأنَّ أخاه مُحمَّدَ بنَ نعمان
(3)
كانَ مريضًا.
(1)
الخَوْدُ: الشابة، أو الناعمة. "القاموس": خود.
(2)
مُحمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبد الله الذهلي، أبو طاهر، القاضي البغداديُّ، كانَ مالكيَّ المذهب، توفي سنة 367 هـ. "شذرات الذهب" 3/ 60.
(3)
مُحمَّدُ بنُ النُّعمانِ بنِ مُحمَّدٍ، الشيعيُّ، الباطني، قاضي القضاة، توفي سنة 389 هـ. "شذرات الذهب" 3/ 132.
2892 - عليُّ بنُ المحيويِّ يحيى ابنِ الشَّمسِ مُحمَّدِ ابنِ تقيٍّ الكازرونيُّ، المدَنيُّ.
أخو أحمدَ الماضي، والآتي أبوهما
(1)
، له ذِكرٌ فيهما.
2893 - عليُّ بنُ يحيى، نورُ الدِّين
(2)
.
صاحبُ الرِّباطِ الشَّهير، والسِّقايةِ التي على بابِ السَّلام، وله عليها من النَّخلِ أوقافٌ، وكانَ يتحبَّبُ إلى المجاورين والخُدَّام، فيخدمهم، ويقضي حوائجَهم.
وحكى لي الجمالُ المطريُّ: أنَّ الشُّرفاءَ لمَّا اقتسموا المدينةَ في زعمِهم لينهبوها، وأرجفوا بالنَّاسِ، وأشاعوا أنَّهم يُغلقونَ أبوابَ الحرمِ بعدَ صلاةِ الصُّبحِ على النَّاسِ، ويُعقِبُونهم على بيوتهم، فينتهبُونها، وأنَّهم يقتلون [مَنْ]
(3)
بالحرمِ مِن النَّاس، فاستعدَّ المجاورون
(4)
والخُدَّامُ لذلك، فقامَ صاحبُ الترجمةِ يومًا بعدَ صلاةِ الصُّبحِ، وصاحَ بأعلى صوتِه: أيُّها النَّاسُ، الفتنةُ خامدةٌ، لعنَ الله مُثيرَها. كرَّرَ ذلك مِرارًا، واستمرَّ يسكِّنُ الفتنة، وساعدَه أشياخٌ مثلُه في حلمِه وعقلِه حتَّى سكنت.
وكانَ وزيرًا للأمير منصورٍ
(5)
لا يخرجُ عن رأيِه، وربَّما استخلفَه على المدينةِ لوُثوقٍ بعقله، وحُسنِ رأيه وسياستِهِ للأمور. ماتَ في سنةِ سبعٍ وعشرين وسبعِ
(1)
ترجمته في القسم المفقود.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 201.
(3)
ما بين القوسين من "نصيحة المشاور"، ص 201.
(4)
في الأصل: المجاورين، وهو خطأ.
(5)
منصور بن جماز، أمير المدينة.
مئةٍ. قالَه ابنُ فَرحونٍ
(1)
.
2894 - عليُّ بنُ يوسفَ بنِ إبراهيمَ البَنَّا.
شهدَ في سنةِ إحدى وثمانين وسبعِ مئةٍ.
2895 - عليُّ بنُ يوسفَ بنِ الحسنِ بنِ مُحمَّدِ بنِ محمودِ بنِ الحسنِ أبي عبد الله، القاضي نورُ الدِّين، أبو الحسن ابنُ العِّزِّ أبي المظفَّر
(2)
، الأنصاريُّ، الزَّرنديُّ، الحنفيُّ
(3)
.
أخو محُمَّدٍ، وأحمدَ. وُلدَ بالمدينةِ في شهورِ سنةِ ثلاثٍ وسبعِ مئةٍ.
وقالَ شيخُنا في "درره"
(4)
: إنَّه وُلدَ سنةَ عشرٍ أو قبلَها، وقيَّدَه بعضُهم سنةَ ثمان.
وسمعَ بها من: أبي عبدِ الله ابنِ حُرَيثٍ، وأبي عبد الله مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ يحيى الغرناطيِّ، والزُّبيرِ بنِ عليِّ الأسوانيِّ، وأبي عبدِ الله الوادي آشيِّ، وممَّا سمعَه عليه "الموطأ"، والجمالِ مُحمَّدِ بن أحمدَ المطريِّ، وكافورٍ الخضريِّ، سمعَ عليهما في سنةِ ثلاث عشرة وسبعِ مئةٍ "تاريخ المدينة" لابنِ النَّجَّار، وإسماعيلَ التَّفْلِيسِيِّ
(5)
، وابنِ شاهدِ الجيش.
(1)
"نصيحة المشاور" ص 201 - 202.
(2)
في الأصل طمس بمقدار كلمة.
(3)
"نصيحة المشاور" ص 106، 142.
(4)
"الدرر الكامنة" 3/ 142.
(5)
إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بن أبي بكرٍ التَفْلِيسِيُّ، نجمُ الدِّين، توفي سنة 746 هـ. "الدرر =
وكانَ قد حفظَ ربعَ "الوجيز" في الفقهِ على مذهبِ الشَّافعيِّ، ثمَّ تحوَّل حنفيًا، وتفقَّهَ على مذهبِ الحنفيةِ، ونظرَ في الآدابِ، وشاركَ في الفضائلِ، وطلبَ الحديثَ. وسمعَ بدمشقَ، والقاهرةِ، وبغدادَ، ودخل خُوارَزْمَ، وغيرها، وشاركَ في الفضائل.
ورأيتُه صحَّحَ نسخةً "بالبخاريِّ" في سنةِ ثمان وستين وسبعِ مئة، ونقَّحَ حواشيها. ووَلِيَ قضاءَ الحنفية، والتَّدريسَ بها، والحِسبةَ في سنة ستٍّ وستين أيَّامَ النَّاصرِ حسن بنِ النَّاصرِ مُحمَّدِ بنِ المنصور، وامتدحَه بقصيدةٍ أوَّلُها:
سَلا مَنْ سَلاني والفؤادُ له سَكَنْ
…
عسى يقرِنُ الحَسَنِيْ إلى وجهه الحَسَنْ
وكانَ سيفًا لأهل السُّنَّة، قامعًا البدعة، وهو أوَّلُ قضاةِ الحنفيةِ بالمدينة.
قالَ ابنُ حبيبٍ: حدَّث بحلبَ "بالشِّفا" عن الزُّبير. وله مقامةٌ بديعة في المفاخرة بين مكةَ والمدينةِ. قُرِئَتْ عليه بحلبَ في رجبٍ سنةَ وفاتِهِ.
قلتُ: وسماها "المرورَ بين العَلَمَينِ في مفاخَرَةِ الحرمين"
(1)
، قرَّظها الأكابرُ من أئمة الأدبِ والعلماءِ، وهم: البرهانُ القيراطيُّ
(2)
، والشرفُ ابن قاضي الجبلِ
(3)
،
= الكامنة" 1/ 362.
التفليسي نسبة إلى تَفْلِيس آخر بلدة من أذربيجان، وقيل: بلد بأرمينية. "معجم البلدان" 2/ 35.
(1)
مطبوعة بدار التراث بالمدينة المنورة.
(2)
إبراهيمُ بنُ عبدِ الله، القيراطيُّ، الشَّافعيّ، برهان الدِّين أبو إسحاق، أديب العصر، توفي سنة 781 هـ. "الدرر الكامنة" 1/ 31.
(3)
أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ عبدِ الله، ابنُ قاضي الجبل، جمالُ الإسلام شرف الدِّين، توفي سنة 771 هـ. =
والشهابُ ابن أبي حَجَلة
(1)
، والشهابُ أبو جعفرٍ الرُّعَيْنيُّ، والإمامُ شيخُ القرَّاء أسعدُ
(2)
بنُ مُحمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ مُحمَّدِ بن محمودِ ابن الحاجِّ مُحمَّدٍ الشيرازيُّ الملقب جلالٌ، والبدرُ الحسنُ بنُ عمرَ بنِ حبيبٍ، والشرفُ الحسينُ
(3)
بنُ سليمانَ ابنِ الرَّيَّانِ الطائيُّ، والشِّهابُ الحسينُ
(4)
بنُ مُحمَّدِ بنِ الحسينِ بنِ مُحمَّدِ بنِ الحسينِ، أبو الرَّكبِ الموسويُّ الحسينيُّ، والبهاءُ عبدُ الله
(5)
بنُ عبد الرحمنِ بنِ عقيلٍ النَّحويُّ، والسِّراجان: الهنديُّ، والبُلْقِيِنيُّ، وأبو عبد الله مُحمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ جابرٍ الأندلسيُّ، والشمسُ أبو الفضائلِ مُحمَّدُ بنُ عليِّ بن مُحمَّدٍ الإربليُّ ابنُ الخطيب، والجمالُ مُحمَّدُ بنُ مُحمَّدِ بن مُحمَّدِ بن نُباتَةَ، والمجدُ اللغويُّ، وناصرُ الدِّين مُحمَّدُ ابنُ الشَّرفِ يعقوبَ، صاحبُ ديوان الإنشاء، والشَّمسُ الكِرمانيُّ
(6)
الشَّارحُ، والشَّمسُ ابنُ الصائغِ الحنفيُّ
(7)
، وأودعتُ تقاريظَهم في "تاريخي الكبير".
= "الدرر الكامنة" 1/ 120.
(1)
أحمدُ بنُ يحيى، شهابُ الدِّين أبو العباس المغربيُّ، المصريُّ، الحنفي، الشهير بابن أبي حجلة. كانَ إمامًا بارعًا، عالمًا فقيهًا، أديبًا شاعرًا، مات سنة 776 هـ. "الدرر الكامنة" 1/ 329.
(2)
مات سنة 803 هـ. انظر ترجمته في "الضوء اللامع" 2/ 279، وفيه: أسد بدل أسعد.
(3)
الحسينُ بنُ سليمانَ بنِ أبي الحسن، شرف الدِّين أبو عبد الله بن ريّان، ولد بحلب سنة 702 هـ، ومات في سنة 770 هـ. "الدرر الكامنة" 2/ 55.
(4)
الشريف شهاب الدِّين أبو عبد الله الأَرْمَوِي، توفي سنة 762 هـ. "الدرر الكامنة" 2/ 66.
(5)
بهاء الدِّين، توفي سنة 769 هـ. "طبقات الشَّافعيّة" للإسنوي 2/ 239.
(6)
مُحمَّد بنُ يوسفَ بنِ عليٍّ الكَرْمانيُّ، ثمَّ البغدادي، شمس الدِّين، توفي سنة 786 هـ. "الدرر الكامنة" 4/ 310.
(7)
مُحمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمن ابن الصائغ المقريزيُّ، فقيهٌ حنفيٌّ، نحويٌّ، توفي سنة 776 هـ. =
وماتَ بالمدينةِ في سابعِ أو ثامنِ ذي الحَّجةِ سنةَ اثنتين وسبعين وسبعِ مئة، وجزمَ بعضُهم بيومِ الأحدِ ثامنِ ذي الحجَّة بالمدينةِ، ودُفنَ بالبقيعِ.
بل أرَّخه أبو حامد ابنُ المطريِّ، وغيرُه، في ظهرِ يومِ الجمعةِ سادسِ ذي الحجةِ. ووصفَه بالشَّيخِ الإمامِ العلَّامةِ، المحدِّثِ، قاضي قضاةِ الحنفية.
وهو ممَّن ذكرَه شيخُنا في "دُرره"
(1)
ببعضِ ما تقدَّم، والوليُّ العراقيُّ في "وفياته"، وغيرُهما.
وقالَ التَّقيُّ الكرمانيُّ فيما قرأتُه بخطِّه: قدمَ علينا سنةَ نيفٍ وسبعين، فأقامَ سنةً، وسمعْنا عليه -: يعني في سنةِ اثنتين وسبعين سنةَ وفاتِهِ بقراءة أسعدَبنِ مُحمَّدٍ الحنفيِّ- الحديثَ، وكانَ يحضر مجلسَ والدي، ثمَّ رجعَ إلى المدينةِ، ولم يزلْ مقيمًا بها حتَّى ماتَ، وأظنُّه جازَ السَّبعين، وكانَ شيخَ الحديثِ واللُّغةِ، وأنجبَ أولادًا وُلُّوا قضاءَ الحنفية بالمدينة. انتهى.
وسمعَها منه الكمالُ أبو البركاتِ مُحمَّدُ بنُ أبي السُّعودِ مُحمَّدِ بنِ حسينِ بنِ ظهيرةَ، وخالُهُ الخطيبُ الكمالُ أبو الفضلِ مُحمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ ظهيرةَ، وغيرُهما.
وقرأها عليه: الشَّمسُ مُحمَّدُ بنُ الصائغِ البخاريُّ بمصرَ، وأسعدُ بنُ مُحمَّدٍ الحنفيُّ ببغدادَ، وسمعَ عليه بقراءاته التَّقيُّ الكرمانيُّ.
وممن أخذ عنه: الجلالُ الخُجَنْديُّ، سمع عليه:"مسند الطيالسيِّ"، وبعض
= "الدرر الكامنة" 3/ 499.
(1)
"الدرر الكامنة" 3/ 142.
"الصحيحين"، و"الترمذي"، و"ابن ماجه"، ومن لفظه جميع "مكارم الأخلاق" للطبراني، و"مفاخرة الحرمين" له، وقال: إنَّه أدرك المشايخ بالحجازِ، وممرَ، والشَّامِ، والعراقِ، وخراسانَ، وخُوارَزْمَ.
وزوَّجَه الشَّيخُ ابنتَهُ عائشةَ، واستولدها.
وكذا سمع عليه الجمالُ الكَازَرُونيُّ: المجلس الأخير من "ابن ماجه" في سنة إحدى وسبعين بروايته له عن العفيف مُحمَّدٍ أبي عبد الله مُحمَّدِ بنِ عبدِ المحسن ابن الدواليبيِّ
(1)
، إجازة عن عجيبةَ الباقداريةِ
(2)
، عن أبي زرعة.
وروى عنه بالإجازة أبو الحسن ابنُ سلامةَ.
ومِن نظمِه البديعِ قصيدةٌ طويلةٌ يتشوَّقُ فيها إلى المدينةِ حينَ خرجَ إلى اليمنِ، أوَّلُها
(3)
:
هبَّ إذا هبَّ شَمالٌ وصَبا
…
مِنْ كَراهُ الصَبُّ شوقًا وصَبَا
(4)
صَبَّ دمعًا فَرَجَا في صَبِّه
…
فَرَجًا فازدادَ منه وَصَبا
(5)
(1)
المتوفى سنة 728 هـ. "الدرر الكامنة" 4/ 27 - 28.
(2)
عجيبةُ بنتُ أبي بكرِ بنِ مُحمَّدِ بنِ أبي غالبٍ الباقداريِّ، ضوءُ الصَّباحِ، أمُّ مُحمَّدٍ، ماتت سنة 647 هـ. السير 23/ 232.
(3)
انظر الأبيات في "المغانم" 3/ 1262.
(4)
الشَّمال والصَّبا من أسماء الريح، "القاموس": شمل، صبو. والصَّبُّ: المشتاق. "القاموس": صبب، والكَرى: النَّومُ والنُّعاسُ. "القاموس": كرا.
(5)
الوَصَبُ: المرض. "القاموس": وصب.
شاقَه ذكرى ليالٍ سَلَفَتْ
…
بلذيذِ العيش أيَّامَ الصِّبا
يا رعَى اللهُ لُيَيْلاتٍ مضَتْ
…
مَعَ مَنْ نهوى ودهرًا أَخْصَبَا
حينَ لا نخشى مِن الواشي وقد
…
غَفِلَتْ عنا عيونُ الرُّقَبا
مَنْ لِمَنْ قد بانَ عنه إلْفُهُ
…
وعن الأحبابِ رَغْمًا غُيِّبَا
شرَّقَتْ
(1)
أحبابُهُ إذ غَرَّبا
…
أين مَنْ شَرَّقَ مِمَّنْ غَرَّبا
مِن أبياته ممَّا كتبه في مُحمَّد بنِ عثمانَ بنِ خضرٍ، إمَّا من "التاريخ الكبير" أو غيره.
وقالَ ابنُ فرحونٍ
(2)
: إنَّه حازَ من العلومِ ما لم يحزه أخواه، وانفردَ اليومَ باللُّغة، والحديثِ ورجالهِ، ووَلِيَ الحكم والحِسْبَةَ بدون سعيٍ ولا طلب، بل ساقَهما اللهُ إليه، لما علمَ مِن حاجةِ الخلق إليه، فقامَ بهما أحسنَ قيامٍ، ونرجو له مِن الله الزِّيادةَ والتَّمام، فإنَّه سيفٌ لأهل السُّنَّةِ، دامغٌ للبدعةِ، وقُرِئ مرسوماه بَالوظيفتين في يومٍ واحدٍ على دُكَّةِ المؤذِّنينَ بعدَ صلاةِ الجُمعةِ، وذاكَ أوَّلَ سنةِ سبعٍ وستين.
وله التَّصانيفُ الحسنةُ، والدُّروسُ المفيدةُ. متَّعَ اللهُ المسلمين ببقائِه.
وطوَّل المجدُ ترجمته، فقالَ
(3)
: كانَ مِن أفاضلِ الدَّهر، وأماثلِ العصر،
(1)
في الأصل: يرق.
(2)
"نصيحة المشاور"، ص 106.
(3)
"المغانم المطابة" 3/ 1259.
وأوحدِ
(1)
الزَّمان، وفريدِ الأقران، الرَّاقي مراقي الأعلامِ، بالبَنان
(2)
واللِّسان والأقلام، مع القريحةِ الوقَّادةِ، والبصيرة النَّقَّادةِ، والسَّريرة التي بها سادَ القادَةَ، وقادَ السَّادَةَ.
تفقَّهَ على مذهبِ الإمامِ أبي حنيفةَ، وحوى مِن فنونِ العلمِ كلَّ نخبةٍ طريفةٍ، وألقى بالآخرِ شَرَاشِره
(3)
على علومِ الأحاديثِ الشريفةِ، وفَرَعَ بها من فنون
(4)
المعالي كل قُنَّةٍ
(5)
مُنيفةٍ، معَ نظمٍ يخترَع في ارتجاله الأفكار، وتُفتَرَعُ
(6)
في حِجاله
(7)
الأبكارُ، ويطلُعُ في غِياضِهِ
(8)
الأنوارُ، ويُبتدَعُ في رياضِهِ الأزهارُ، ويفسُرُ
(9)
فضلُه بالفضائل حال، ونجمُه في أُفقِ المعالي عالِ، ومصنفاتٍ تروقُ الطالبين إتقانًا، ومؤلفاتٍ تشوق المستفيدين إيقانًا، ودروسٍ أحيتْ علمَ النُّعمان
(10)
بعد ما دَرَسَ، وفوائدَ سقى
(1)
في "المغانم المطابة" 3/ 1259: واحد.
(2)
في "المغانم المطابة" 3/ 1259: بالبيان.
(3)
في الأصل غير واضحة، والمثبت من "المغانم المطابة" 3/ 1259. وشراشره، أي: أثقاله ونفسه. "القاموس": شرر.
(4)
في "المغانم المطابة" 3/ 1259: قُلَل.
(5)
القُنَّةُ: أعلى الجبل. "القاموس": قنن.
(6)
يقال: افترع البِكرَ: افتضها. "القاموس": فرع.
(7)
الحِجَالُ: جمع حَجَلة، وهي موضع يُزيَّن بالثياب والسُّتور للعروس. "القاموس": حجل.
(8)
الغِياضُ: جمع غَيْضَة وهي مجتمع الشجر في مغيض ماء. "القاموس": غيض.
(9)
في الأصل: ينشر.
(10)
النعمان بن ثابت، هو الإمام أبو حنيفة.
بنَميرِها
(1)
ما في قلوبِ الطلابِ مِن العلمِ ما غَرَسَ.
وَلي عام سبعٍ وستين وسبعِ مئةٍ وظيفتي الحُكم والحِسْبة، ولمّا كانَ أنصاريًا، قام بنصرِ سنَّةِ المصطفى صلى الله عليه وسلم قيامًا صحَّحَ به النِّسبَةَ.
دفعَ بسيفِ بأسِه البدعةَ وأهلَها، وأُيِّد ببركةِ سَمِيِّهِ المرتضى
(2)
، قَدِمت خلائقُ الخلائق
(3)
حَزْنُها وسَهْلُها، وإن لم يكن سَمِيَّ الملة
(4)
الحنفية فمَنْ لها؟.
وكانَ له إلى الدِّيارِ المصرية تَرْدَاد، ووفادةٌ كلَّما تكرَّرت جعلت موادَّ وِدادِنا
(5)
يزداد. واتَّفقَ له في عامِ أحدٍ وسبعين دخولُ العراق، وأقامَ مدَّةً ببغدادَ، وأحيا بإسماعِ الحديثِ ما دثرَ مِن معالمه وباد، وأفادَ وأجاد، وأبدأ وأعاد، ورفعَ أركانَ السُّنَّةِ وأشاد، وتُلُقِّيَ بالإكرام والإمجاد، وحسنِ الإصدارِ والإيرادِ، وبعدَ إكمالِ عامِه، رجعَ إلى وطنِه ومقامِه.
وفي الحجَّةِ عامَ ثلاثٍ وسبعين عقبَ صدورِه مِن مصرَ أدركَه الأجلُ المحتوم، وظهر له الأمَدُ المكتوم، وأعقبَ أولادًا كرامًا، كلٌّ منهم بلغ مِن الفضل مَرامًا.
(1)
النَّميرُ: الماءُ العذب. "القاموس": نمر.
(2)
هو: عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه، فالمؤلف سَمِيُّه، أي: موافقه في الاسم.
(3)
خلائق الأولى المراد بها: الطبيعة التي يُخلقُ المرء بها، والثانية: الخَلق. "القاموس": خلق.
(4)
في "المغانم المطابة" 3/ 1260: سَمِيّ عليّ للملَّة.
(5)
في "المغانم المطابة" 3/ 1260: ودارتنا تزداد.
أنشدني رحمه الله مِن شعرِه مِن قصيدةٍ طويلةٍ
(1)
:
أشتاقُ قُرْبَكَ واللَّيالي تُبْعِدُ
…
وأَرومُ عَطْفَك والزَّمانُ يُنكِّدُ
ما غَيَّرَ الهجرُ المقيمُ ولا الجَفا
(2)
…
ما كنتَ مِن حسنِ المودة تَعْهَدُ
إن كانَ في تَلَفِي رضاك فإنَّني
…
أهوى هواكَ وأبتغي ما تقصدُ
أعلمتَ أنَّ السُّقْمَ بَعدَك لم يدعْ
…
لي ......................
(3)
ومن العجائبِ أنَّني لك سائلٌ
…
والدَّمعُ مني سائلٌ مُتَبَدِّدُ
2896 - عليُّ بنُ يوسفَ بنِ عزيزٍ، المدَنيُّ، الإماميُّ.
أوردَ عنه الآقشهريُّ كيفيةً في السَّلام على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ووصفَه بالقاضي المشاوَر، صفيِّ الأشراف، صفيِّ الدِّين، وقالَ: أصلحَ اللهُ سريرتَه، كما أصلحَ علانيتَهُ، وإنَّه أملاها عليه بالحرمِ الشَّريفِ المدَنيِّ من لفظه.
وذكرَه ابنُ صالحٍ، فقالَ: كانَ فقيهًا، ذا جاهٍ ومالٍ ودُربة، حسنَ الملتقى والهيئة، بشوشًا قاضيًا لحاجة سائلِهِ من أهل السُّنَّة، معظَّمًا عند أهل المدينة المجاورين وغيرِهم، حاكمًا يَرجع إليه الوالي في الصُّلحِ بين النَّاس.
2897 - عليُّ بنُ يوسفَ بنِ مُحمَّدِ بنِ عَليٍّ، النُّورُ الأنصاريُّ، الزَّرنديُّ، المدَنيُّ، الحنفيُّ
(4)
.
(1)
الأبيات في "المغانم" 3/ 1261.
(2)
في الأصل: الخفا.
(3)
بياض في الأصل، وفوقه كُتب: كذا.
(4)
"الضوء اللامع" 6/ 53.
والد أبي الفرجِ مُحمَّد، وأخو
(1)
. وُلِدَ في جُمادى الثَّانيةِ سنةَ تسعٍ وعشرين وثماني مئةٍ بالمدينةِ، ونشأَ بها، وسمعَ على أبي الفتح المراغيِّ، ودخلَ مصرَ غيرَ مرَّةٍ، وكانَ ينزلُ عندِ الأمينِ الأقصرائيِّ، ويحضر دروسه.
وولي حِسبةَ المدينةِ بسعايةِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ بدرٍ السابقيِّ
(2)
كاتبِ الحرمِ، عوضًا عن قريبِه قاضي الحنفيةِ عليِّ بنِ سعيدٍ الماضي، ثمَّ صُرِفَ عن قُربٍ به.
وكانَ ذا حديقتينِ شعويتين
(3)
واحدةٍ تسمَّى العُليقة بقُبا، والأخرى تسمَّى البقع بالعوالي، اشترى نصفَها إبراهيمُ الخُجَنْديُّ إمام الحنفية، وصهرُه إبراهيمُ الرَّيِّس، ثمَّ صارَ ما لثانيهما -وهو الرُّبعُ مضافًا للنِّصف الثَّاني- لشيخِ الخُدَّامِ شاهينٍ الجمالي. وماتَ في سنةِ اثنتين وتسعين.
2898 - عليُّ بنُ يونسَ اللَّيثيُّ، المدَنيُّ.
عن: مالكٍ. روى سعيدُ بنُ إسحاقَ
(4)
عنه قولَه: كنتُ جالسًا عندَ مالكٍ إذ جاء ابنُ عيينةَ، فذكرَ حكايةً باطلةً
(5)
، وليسَ في سندِها مَن يُنظر في أمرِه سواه، والرَّاوي عنه سعيدُ بنُ إسحاقَ هو صاحب سُحنونَ
(6)
. كما رويناه منسوبًا في
(1)
بعدها بياض في الأصل بمقدار كلمة.
(2)
نسبة لسابقِ الدِّينِ أحدِ خُدَّام المدينة، ويعرفُ بابنِ بدرٍ، سجنه الأشرفُ قايتباي مرَّةً بعد أخرى، مات سنة 897 هـ. "الضوء اللامع" 6/ 93.
(3)
متفرقتين، ومنتشرتي الأغصان. "القاموس": شعا.
(4)
سعيد بن إسحاق، مجهول. قالَ أبو زرعة: لا أعرفه. "الجرح والتعديل" 4/ 5.
(5)
ذكرها الحافظ في "اللسان" 6/ 40.
(6)
سحنون بفتح السين وبضمها، لقب عبد السلامِ بنِ حبيبٍ المغربيُّ، القيروانيُّ، المالكي، =
"مشيخة أبي الغنايم النَّرْسي"
(1)
، وأمَّا مِن ابنِ عُيينة فصاعدًا، فعلى شرط الصحيح. قالَه شيخُنا في "لسانه"
(2)
، وأصل الترجمة في "الميزان"
(3)
.
2899 - عليٌّ، نورُ الدِّين ابنُ الطحَّانِ.
ممَّن سمعَ على الجمالِ الكَازَرُونيِّ سنةَ سبعٍ وثلاثين وثماني مئةٍ في "البخاري".
2900 - عليٌّ، أبو الحسنِ السَّلاويُّ، المالكيُّ.
أخو مُحمَّدٍ، ونزيلُ المدينةِ. قالَ ابنُ فَرحونٍ
(4)
: كانا على قدمٍ عظيمٍ في العِفَّةِ والدِّيانةِ، والانقطاعِ عن النَّاس، ولهما عَقِبٌ صالحٌ، وكانَ هذا مشتغلًا بالعِلم، وله محفوظاتٌ في فنونٍ من العلم. قاله ابنُ فرحون
(5)
.
وقالَ ابنُ صالحٍ: الشَّيخُ الفقيهُ، كانَ ديِّنًا، هاجرَ إلى المدينةِ، وتزوَّجَ، ولحِقَه أبوه معَ إخوتِه، فماتَ أبوه بالمدينةِ، وتزوَّجَ الأخُ الصَّغيرُ أختَ امرأةِ أخيه، وماتا بالبقيع، ودُفنا عند أبيهما فيه.
= قاضي القيروان، وصاحب "المدونة"، يوصف بالفطنة والتحرز، مات سنة 240 هـ. ""سير أعلام النبلاء"" 12/ 63.
(1)
مُحمَّدُ بنُ عليٍّ النَّرْسيُّ، الكوفيُّ، المقرئ، توفي سنةَ 510 هـ. "تذكرة الحفاظ" 4/ 1260. ومشيخته ذكرها ابن حجر في "المعجم المفهرس" 84/ ب.
(2)
"لسان الميزان" 6/ 40.
(3)
"ميزان الاعتدال" 3/ 163.
(4)
"نصيحة المشاور"، ص 181.
(5)
كذا كرِّر في الأصل.
2901 - عليٌّ، أبو الحسنِ القَفصيُّ.
قالَ ابنُ صالحٍ: شابٌّ صالحٌ، هاجرَ إلى المدينةِ قبلَ السِّتين، على قدمِ العبادة والاجتهاد في الخير، وحصَّلَ القراءاتِ السبعَ، وحفظَ فيها كتابَ أبي عبدِ الله القصريِّ، ورجعَ إلى بلدِه
(1)
، ونفعَ النَّاسَ هناكَ، واشتاقَ إلى الحرمين، فحجَّ سنةَ أربعٍ وستين، وجاورَ بمكَّةَ التي تليها، ثمَّ رجعَ إلى بلدِه. كانَ اللهُ له.
2902 - عليٌّ، أبو الحسنِ المدنيُّ، ابنُ العجميِّ، ويُعرف بالشّويكيِّ.
سمع على البدرِ عبدِ الله بنِ مُحمَّدِ بنِ فرحونٍ في سنةَ اثنتين وستين وسبعِ مئةٍ "البخاريَّ".
2903 - عليٌّ، أبو مُحمَّدٍ اليمنيُّ
(2)
.
قالَ ابنُ صالحٍ: كانَ مِن خيارِ المجاورين، كثيرَ الشَّفقةِ على المساكينِ، مُديمًا للتِّلاوة، ارتحلَ في شيبتِه إلى بلادِ العَجم، ودخلَ أصبهانَ، ثمَّ رجعَ إلى اليمن، وتزوجَ سُتيتَ ابنة يحيى بنِ مزروعٍ، فكانت معينةً له على الخير، وكانَ حيًا في سنة أربعٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ.
2904 - عليٌّ، نورُ الدِّين، الهويُّ، التَّاجر
(3)
.
(1)
بلدُه قَفصةُ، وهي مدينة بتونس، وانظر "معجم البلدان" 4/ 382.
(2)
لم أعثر له على ترجمة.
(3)
"الضوء اللامع" 6/ 59.
تموَّلَ جدًا، [و] توسَّل حتَّى اتَّصلَ بابنةِ البرهاني ابنِ عُلَيْبَةَ
(1)
على كُرهٍ منه ومن ولديه
(2)
لذلك، لعدمِ سلوكِه مسالك
(3)
الاحتشام، وذكره في معاملاته بما لا يحسُنُ، وآلَ أمرُهم معه إلى افتدائِها منه بخمسِ مئةٍ دينار فأكثر.
وسافرَ إلى المدينةِ النَّبويةِ، فكانت مَنِيَّتُهُ بها في سادسِ عِشري رجبٍ سنة خمسٍ وسبعين وثماني مئةٍ، بعدَ أنْ أوصى بثلثِ ما كانَ معه فيها لجهاتٍ معيَّنةٍ وغيرها، كعمارة بعض الرُّبُط، وعَيَّن له الشيخَ مُحمَّدًا المراغيَّ، وبثلث ما يخلُفُ عنه بالقاهرة أيضًا، ومِن ذلك زيادةٌ على مائتي دينار لأربطةِ المدينة على يَدِ ابنِ الزَّمِنِ، وعسى أنْ ينتفعَ بذلك. سامحَه الله.
2905 - عليٌّ، العلاءُ، المعروفُ بالقائد
(4)
.
أصلُه مِن بلادِ الشَّامِ، مِن جبالِ عاملةَ
(5)
فيما قيل.
وولي الشُّرطةَ بالمدينةِ النبويَّةِ في إمارة ثابتِ بنِ نُعيرٍ سنينَ، ثمَّ أعرضَ عن ذلك، فصارَ أخوه عزُّ الدِّين واليَها، وعانى العلاءُ التِّجارةَ فحصَّل دنيا، ولاءَمَ غيرَ واحد من التُّجَّار، ومِن أصحاب المؤيَّدِ
(6)
، فأعطاه المؤيَّدُ مالًا، قيل: ألفي مثقالٍ
(1)
إبراهيمُ بنُ حسنٍ، برهانُ الدِّين المناويُّ، ثمَّ القاهريُّ التاجرُ، المعروف بابن عليبة، كان خيرًا، صالحًا، محبًا للفقراء، مات بمكة سنة 875 هـ. "الضوء اللامع" 1/ 41.
(2)
هما: البدر حسن، والمحيوي عبد القادر.
(3)
في الأصل: مسائل.
(4)
انظر بعض أخباره في "إتحاف الورى" 3/ 560 - 561، وفيه: علاء الدِّين علي بن مُحمَّد القائد.
(5)
جبال عاملة: مطلة على حمص بالشام، وهي من جبال لبنان. "معجم البلدان" 3/ 412.
(6)
شيخُ بنُ عبدِ اللهِ المحموديُّ، المؤيَّد، السلطانُ المملوكيُّ، ولي السلطنة سنةَ 815 هـ، وماتَ سنة =
لعَمارَةِ عين حُنينٍ
(1)
لمكةَ، فَعَمَرها في سنةِ إحدى وعشرين، ثمَّ صارَ يتعاهَدُ عَمارتها بعد ذلك، ثمَّ تغيَّر عليه المؤيَّدُ، ولاءم بعده الظاهرَ ططر
(2)
، فأرسلَ معه هديةً لصاحب اليَمَن، ودخلَ بها إلى اليمنِ في تجارةٍ سنةَ خمسٍ وعشرين بعد موت ططر. وأقامَ باليمن إلى ذي القعدة سنةَ سبعٍ وعشرين، وحجَّ فيها، ثمَّ توجَّه في البحرِ إلى القاهرةِ بهدايا وتُحَفٍ، فأدركَه أجلُه بعَيْنونا
(3)
جزيرةٍ بقرب عيونِ القَصَبِ
(4)
في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ ثمانٍ وعشرين، واستولت الدَّولةُ على تركتِه، وكانَ يُنْسَبُ للتشيُّع.
وسكنَ مكَّةَ بأهلِه سنينَ بعدَ سكناه بالمدينة، ولاءَمَ الدَّولةَ بمكَّة، وتَغْرِي بَرْمَش
(5)
، والبدر الأقصرائي
(6)
، فاشتهرَ ذكرُهُ.
= 824 هـ. "شذرات الذهب" 7/ 164.
(1)
انظر خبر عمارته عين حنين وغيرها في "إتحاف الورى" 3/ 560 - 561.
(2)
ططر الظاهريُّ، ترقَّى في المناصب، حتَّى صار ملك مصر والشام، توفي سنة 804 هـ. "الضوء اللامع" 4/ 7.
(3)
عَيْنونا: من قرى بيت المقدس، وقيل: هي عين أُنا، وهي بين الصلا ومدين على الساحل. وقيل: قرية يطؤها المصريون إذا حجوا. "معجم البلدان" 4/ 180.
(4)
منزلة في طريق الحج المصري ببلاد الحجاز، وهي اليوم في خليج إيلات عند العقبة، بينها وبين المُوَيْلح. حاشية "المجمع المؤسس" 1/ 247.
(5)
تَغْرِي بَرْمشَ بنُ يوسفَ بنِ عبدِ الله التركمانيُّ، الحنفيُّ، زينُ الدِّين، توفي سنة 823 هـ. "ذيل الدرر الكامنة" ص 277، و"الضوء اللامع" 3/ 21.
(6)
محمودُ بنُ مُحمَّدٍ الأَقْصَرائي، بدر الدِّين، عالم مشاركٌ، توفي سنة 825 هـ. ذيل "الدرر الكامنة" =
قاله الفاسيُّ في "ذيل النبلاء".
2906 - عليٌّ الحجّارُ.
الفرَّاشُ بالمدينةِ، ووالدُ زوجةِ الشَّيخِ مُحمَّدٍ البغداديِّ الخرَّازِ الآتي، وأحدُ المقدَّمين بها في البناء. كانَ رفيقًا لإبراهيم البنَّا في بناءِ منارة بابِ السَّلامِ في سنة ستٍّ وسبع مئة.
قالَ فيه ابنُ فرحونٍ
(1)
: كانَ مِن الفقراءِ الجيادِ المجرَّدين، له روايةٌ وسماعٌ قديم، وخدمةٌ للمشايخ الكبار، وقد حضرَ واقعة عَكَّا
(2)
، فأبلى فيها بلاءً حسنًا، وكانَ يحكي عنها عجبًا، وحدَّث بالكثير، وكانَ فيه من الأنس والحكايات المعجبات، وأخبار الصالحين ما لا مزيدَ عليه، وكانَ يحاول النِّجارة والبناية والحجارة، وكلُّ شيءٍ دخلَ فيه أتقنَه وأحكمَه، ولم أُدرِكْ في الفراشين مثلَهُ. ماتَ في سنةِ أربعين وسبعِ مئةٍ، وأنجبَ ذريةً صالحين أقرأهم وأولادَهم من بعدهم، وفيهم مَنْ هو مشتغلٌ بالعلم على مذهب أحمدَ، مع الدِّيانةِ العظيمة، والورع والتَّصوُّف، وكلُّ نسائهم ومَنْ توالدَ منهم على خيرٍ وصلاحٍ وسذاجةٍ.
= ص 288، "الضوء اللامع" 10/ 143.
(1)
"نصيحة المشاور" ص 197.
(2)
وذلك في سنة 693 هـ، حيث استردَّ الملكُ النَّاصرُ محمَّدُ بنُ قلاوون عكَّا من الفرنج. "البداية والنهاية" 13/ 395.
2907 - عليٌّ الخرَّازُ.
له ذِكرٌ هو وأخوه مُحمَّدٌ في: أبي الحسن الخرَّازِ.
2908 - عليٌّ الدَّومراني
(1)
.
أكبرُ خُدَّامِ الشَّيخِ عبدِ الله الغماريِّ، أحدُ أصحابِ أبي العبَّاسِ البصير
(2)
.
نشأ بناحية دَوْمَرِية
(3)
مِنَ أعمالِ
(4)
، فأقام بأَبْناس
(5)
مدَّةً لا يضعُ جنبَهُ بالأرض لا ليلًا ولا نهارًا، وإنما ينامُ وهو جالسٌ، بل أقام سبعَ سنينَ لا يشربُ ماءً
(6)
، وجاورَ بالمدينةِ النَّبويَّة اثنتي عشرةَ سنةً، وماتَ بفرجوط من بلادِ الصعيدِ سنةَ عشرٍ وسبعِ مئةٍ، وله بها زاويةٌ خَلَفَهُ فيها ابنه السِّراجُ عُمر.
وكانَ له من الخُدَّام عبدُ النبيِّ الكبير، وعبد النبيِّ الصغير
(7)
، ونور الدِّين عليُّ
(1)
"الدرر الكامنة" 76، 77. وذكر وفاته سنة 710 هـ.
(2)
أبو العباس البصير، الخزرجيُّ، الأندلسيُّ، البلنسيُّ، من الأولياء الصالحين، خلفه عبد الله الغماري، مات بالقاهرة، ودفن بالقرافة. "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" ص 349.
(3)
دَوْمَرِيّةُ: جزيرة في وسط نيل مصر، فيها قريةٌ غنَّاءُ، جهة الصعيد. "معجم البلدان" 2/ 489.
(4)
بعدها في الأصل بياض بمقداركلمة.
(5)
أبناس: قرية صغيرة بالوجه البحري من مصر. "الضوء اللامع" 1/ 172.
(6)
هذا يخالف هدي النبي، إذ كان صلى الله عليه وسلم يصلي ويرقد، كما أن الامتناع عن شرب الماء ليس من القُرَبِ، بل فيه من الضرر الصحي على الجسم كثير.
(7)
إضافة العبودية لا تصح إلا لله عز وجل، وقد قال تعالى {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} [النساء: 172] ولذا التسمية بعبد النبي وعبد الرسول وأمثالهما مما أضيف إلى غير الله مما لا =
بنُ عربٍ المتوفَّى بالقرافةِ
(1)
. ذكره الأبناسيُّ في ترجمة البصير.
2909 - عليٌّ البُرَعِيُّ.
شيخٌ صالحٌ، من أصحاب عمرَ العَرَابيِّ.
كانَ في طولِ عمرِهِ يتردَّدُ بين الحرمين يصلي الجمعة بمكةَ، ثمَّ خرجَ زائرًا في دربِ الماشي، فيصلِّي الجمعةَ الأخرى بالمدينةِ، ثمَّ يعودُ إلى مكَّة، دامَ هكذا نحو أربعينَ سنةً.
وله في طريق الماشي عجائبُ وغرائبُ وكراماتٌ، منها:
أنَّه كانَ له قَدَحٌ يكلِّمُه إذا نام، ويخبرُهُ بما يَتَّفِقُ له
(2)
، وفُقِدَ قبلَ موتِ العَرَابيِّ بأعوامٍ بين وادي مَرٍّ
(3)
ومكَّةَ، فخرجَ الفقراءُ مِن مكّةَ طلبًا للماءِ والزَّادِ ثلاثةَ أيام، وهم يدورون عليه في تلك الأوديةِ والشِّعاب، فلم يقفوا له على خبرٍ
(4)
.
2910 - عليٌّ الفرَّاشُ، الحجَّارُ.
كانَ يتشبَّهُ بالصُّوفية، وله روايةٌ يُقصَدُ لها، وقد عُمِّرَ، وماتَ وتركَ بها ولدين
= يجوز شرعًا ومما أجمع العلماء عليه.
(1)
القرافةُ: مقبرةٌ قديمةٌ في القاهرة، مكانها اليومَ أرضٌ فضاءٌ لا بناءَ فيها ولا تراب بين مصر القديمة وجبَّانة الإمام الليث، ولعله بُني فيها. "النجوم الزاهرة" 8/ 38.
(2)
هذا من المبالغات والشطحات، والله أعلم.
(3)
وادي مَرّ: مَرُّ الظَّهْرَانِ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ، يَمُرُّ شَمَالَ مَكَّةَ عَلَى 22 كَيْلًا، وَيَصُبُّ فِي الْبَحْرِ جَنُوبَ جَدَّةَ بِقَرَابَةِ عِشْرِينَ كَيْلًا. "معجم المعالم الجغرافية الواردة في السيرة" ص 288.
(4)
بعدها طمسٌ بمقدار كلمتين.
مُحمَّدًا وعبدَ الله. ذكرَه ابنُ صالحٍ. وينظر مع الذي تقدَّم، وكذا ينظر: عليُّ بنُ مُحمَّدٍ الماضي.
2911 - عليٌّ القدسيُّ، المؤذِّنُ.
أقامَ بالحرمِ متطوِّعًا بالأذان سنينَ، ثمَّ استقرَّ، وماتَ عن أولادٍ خلفوه فيه. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
2912 - عليٌّ الهلاليُّ المغربيُّ.
سكنَ المدينةَ، وكانَ يتأنَّسُ بمُدافعٍ
(1)
الآتي. على قدمِ عبادةٍ وتلاوةٍ، وخشوعٍ في المواعظِ، وبكاءٍ كثيرٍ، وصبرٍ على التَّقلُّل والفاقة، وارتحلَ إلى مكةَ، وصارَ يتردَّدُ منها إلى الزِّيارة، وماتَ بمكَّةَ. قالَه ابنُ صالحٍ.
2913 - عليٌّ الواسطيُّ
(2)
.
كانَ مِن الأولياءِ الملازمين الصومَ، والتَّاركين النَّومَ
(3)
، وكانَ يقيمُ بالمدينة أو بمكَّةَ، حتَّى إذا اشتاقَ إلى وطنِه، أخذ رِكوتَهُ
(4)
، وخرجَ حتَّى يأتيَ أرضَ العراق، فلا يتعرَّضُهُ أحدٌ مِن الأعراب، بل مَنْ وجده أكرمه، وبَلَّغَه إلى حيث يأمَنُ، وقد عرَفَتْهُ العربُ، واعتقدَهُ آل مُهَنَّا اعتقادًا عظيمًا، حتَّى كانوا يصدُرُون عن رأيه،
(1)
ترجمته في القسم المفقود.
(2)
"الدرر الكامنة" 3/ 37.
(3)
لقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم القيام مع النوم إذ (ولجسدك عليك حقًّا).
(4)
الرِّكوةُ: إناءٌ مِن جلدٍ للماء. القاموس: "ركا".
ويتبرَّكون بعصاه وثوبِه
(1)
.
كانَ إذا جاءَ المدينة سكنَ إحدى المدرستين الشِّهابيةِ أو الأزكَجِيَّةِ
(2)
، ويخدِمُهُ الجمالُ المطريُّ، ويقومُ به ويقتصرُ الشَّيخُ عليه، لا يكادُ أحدٌ يدنو منه لهيبتهِ في النُّفوس.
وحكى ليَ الجمالُ المذكور: أنَّه بعثَ إلى النَّاصرِ يقولُ له: أنا أضمنُ لكَ على الله قضاءَ ثلاثِ حوائجَ إنْ قضيتَ لي واحدةً
(3)
، وهي إزالةُ هذا الشُّبَّاك الذي على الحُجرة الشَّريفة
(4)
، فبلغَه ذلك فتوقَّفَ ولم يفعل، وليتَهُ فعلَ، فإنَّ في الشُّباكِ المشارِ إليه قطعَ جانبٍ من المسجد، وتحجيرَ كثيرٍ من الرَّوضَةِ، وفي كلِّ زمان يجدَّدُ ويعمَّرُ بما يتقوَّى به ويتأبَّدُ، وأُدْخِلَ فيه قطعةٌ كبيرةٌ لما أزيلت المقصورةُ.
وله أنواعٌ من الكراماتِ لحقَ بها أهلَ الولاياتِ. ماتَ في حدودِ الثَّلاثين وسبعِ مئةٍ. قالَه ابنُ فَرحونٍ
(5)
.
(1)
التبرك هذا مما لا دليل عليه من القرآن ولا السنة ولا عمل السلف.
(2)
بنيت في القرن السابع الهجري ولا يعرف من أنشأها، لها ذكرٌ "نصيحة المشاور"، ص 80.
(3)
هذا مما لا علم للمرء به من نص شرعي يضمن ذلك فكيف يضمنه القائل؟ بل يخشى أن يكون هذا من التألي على الله، ففي صحيح مسلم (6847) عن جُنْدَب أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ "أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَىَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّى قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأحْبَطْتُ عَمَلَكَ".
(4)
انظر خبر الدرابزين في: "التعريف" 39، و"تحقيق النصرة"83.
(5)
"نصيحة المشاور"، ص:80.
وقالَ المجدُ
(1)
: كانَ مِن أكابرالصالحين، وأخايرِ الأولياء المتَّقِينَ، مُديمَ الصوم، عَدِيم النَّوم، مقيمًا على طريقةِ القوم، وكانَ جبل
(2)
الوقار والسَّكينة، مشغوفًا بجوارِ مكَّة والمدينة، زين ملبسه واسطه، ونسبٌ من الشَّرف الباذخ
(3)
بواسطه
(4)
.
وكانَ مِن دَيدنِه في التَّجرُّدِ، وهِجِّيرِهِ في التوكُّلِ والتفرُّدِ: أنَّه إذا اشتاقَ إلى وطنه وأُذن له قصدَ حبسه
(5)
وسكنه، أخذ عصاه ورِكْوَتَهُ
(6)
، ودخلَ الباديةَ جاعلًا التوكُّلَ عُمدتَهُ وقدوتَهُ، ولا نظرَ ضعفَه وقُوَّتَهُ، وكانَ لا يعترضه أحدٌ من الأعرابِ، ولا يقابلونه إلا بالطَّعامِ والشرابِ، والإكرامِ والتِّرحابِ.
وكانَ طوائفُ العربِ يعرفونَهُ، ويأنسونَ بحضوره ورؤيتِهِ ويألفونه، ويتألمون لِفُرقتِه، ويتبرَّكون بعصاه وخِرقَتِهِ.
وله أنواعٌ من الكراماتِ والولاياتِ، وانجماعٌ إلى أرباب الخصوصِ والعناياتِ.
ووصفَه ابنُ صالحٍ بالشَّيخِ الصَّالحِ الكبير، وقالَ: كانَ مجتهدًا في العبادة، عظيمَ العزلة، بحيثُ يقومُ مِن الصَّلاة بمجرَّدِ التسليمِ قبلَ الدُّعاءِ، ويذهبُ إلى بيته. وماتَ وهو حاجٌّ معَ الرَّكبِ، ودُفنَ في بدرٍ عندَ الشُّهداء.
(1)
"المغانم المطابة" 3/ 1247.
(2)
في "المغانم المطابة" 3/ 1248: وكانَ معه، بدل: وكانَ جبل.
(3)
شرف باذخ، عالٍ. "القاموس": بذخ.
(4)
هكذا في الأصل، وفي "المغانم المطابة" مطموس.
(5)
في "المغانم المطابة" 3/ 1248: جهته، بدل حبسه.
(6)
الرَّكوة: إناء للماء من جلدٍ خاصة. "الصحاح": ركا.
2914 - عمادٌ.
مِن شيوخِ أهلِ المدينة، كانَ هو وأخوه عُكاشهُ معتبرَيْنِ محتَرَمَينِ، أصحابَ أصايل، ولهما ذِكرٌ. ذكرَهما ابنُ صالحٍ.
2915 - عُمارَةُ بنُ أُكيْمَةَ، أبو الوليدِ اللَّيثيُّ، ثمَّ الجُنْدَعِيُّ، من أنفسِهم، المدَنيُّ
(1)
.
ذكرَه مسلمٌ
(2)
في: ابن أُكَيْمَة، بدونِ تسميةٍ في ثالثةِ تابعي المدنيين، وقيل: اسمُه عمَّارٌ، أو عمرُ، أو عامرٌ. قالَ الذَّهبيُّ: والمحفوظُ عندنا عمَّارٌ، وهو جدُّ عمرِو بنِ مسلمٍ الذي روى عنه مالكٌ، ومُحمَّدُ بنُ عمرِو بنِ علقمةَ، وسيأتي.
وكذا قالَ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(3)
: يشبه أن يكونَ المحفوظَ أن اسمه عمَّارٌ.
روى صاحبُ الترجمة عن: أبي هريرةَ، وعن ابن أخي أبي رُهْمٍ الغفاريِّ، وعنه: الزُّهريُّ. قالَ أبو حاتم
(4)
: صحيحُ الحديث مقبولٌ. وقالَ ابنُ سعدٍ
(5)
: توفي في سنهِ إحدى ومئةٍ عن تسعٍ وسبعين سنةٍ، ومنهم مَن لا يحتجُّ بحديثه، ويقول: هو مجهولٌ. وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"، وقالَ ابنُ مَعينٍ
(6)
: عمرو بنُ أُكَيمةَ ثقةٌ، وقالَ يعقوبُ بنُ شيبةَ: هو مِن مشاهيرِ التَّابعين بالمدينة، وقالَ البَزَّارُ: ليسَ مشهورًا بالنَّقل، لم يحدِّثْ عنه إلا الزُّهريُّ، وقالَ الحُميديُّ: مجهولٌ، وكذا قالَ
(1)
"تهذيب الكمال" 21/ 185، و"تهذيب التهذيب" 6/ 15.
(2)
"الطبقات" 1/ 247 (848).
(3)
"الثقات" 5/ 242.
(4)
"الجرح والتعديل" 6/ 263.
(5)
"الطبقات الكبرى" 5/ 249.
(6)
"تاريخ ابن معين، برواية الدوري" 2/ 130.
البيهقيُّ
(1)
، وقالَ: اختلفوا في اسمه فقمْيل: عُمارةُ، وقيل: عَمَّار.
وقالَ ابنُ سعدٍ
(2)
: منهم مَن لا يحتجُّ به، يقول: شيخٌ مجهولٌ، وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ
(3)
: إصغاءُ سعيدِ بنِ المسيِّبِ إلى حديثه دليلٌ على جلالتِه عندهم، وكأنه تلقَّى ذلك مِن قولِ ابن مَعينٍ: كفاك قولُ الزُّهريِّ: سمعتُ ابنَ أُكيمةَ يحدِّثُ سعيدَ بنَ المسيَّبِ.
2916 - عُمارةُ بنُ أبي حسنٍ الأنصاريُّ، المازنيُّ، المدَنيُّ
(4)
.
روى عن: أبيه، وعن عمِّه، وعنه: ابنُه يحيى، والزُّهريُّ.
قالَ ابنُ إسحاقَ: واسمُ أبي حسنٍ تميمُ بنُ عُمَرَ، واستعمله عليٌّ على المدينةِ حين خرجَ إلى العراقِ. وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ
(5)
: عُمارةُ له صحبةٌ، وأبوه كانَ عَقَبِيًّا بدريًّا، انتهى. وذكرَه ابنُ مَندهْ في "الصَّحابة"، وروي عن أبي أحمد أنَّه قالَ: له صحبةٌ، عَقَبِيٌّ بدريٌّ. قالَ شيخُنا
(6)
: وذلكَ أنَّه جعلَ اسمَ أبي حسنٍ عُمارةَ، وكذا فعل أبو
(1)
"السنن الكبرى" 2/ 158.
(2)
"الطبقات الكبرى" 5/ 249.
(3)
"التمهيد" 11/ 22.
(4)
"تهذيب الكمال" 21/ 238.
(5)
"لاستيعاب" 3/ 20.
(6)
"الإصابة" 2/ 514.
القاسم البغويُّ، وابنُ حِبَّانَ
(1)
، وهو وَهَمٌ، إنما هو عُمارةُ بنُ أبي حسنٍ، فأبوه [أبو] حَسَنٍ هو الذي شهدَ العقبةَ، وغيرَها، وابنه عُمارةُ يحتمل أن يكونَ له رؤيةٌ
(2)
.
وقالَ أبو نُعيمٍ في "الصحابة"
(3)
: في صحبته نظرٌ.
وكلُّ مَن ذكرَه في الصَّحابة أوردَ له حديثًا من رواية عمرِو بنِ يحيى بنِ عُمارةَ بنِ أبي حسنٍ، عن أبيهِ، عن جدِّهِ، فالضَّميرُ في جدِّهِ يعود على يحيى، فيكونُ الحديثُ مِن رواية يحيى بنِ عُمارةَ عن جَدِّه أبي حسنٍ، ويكونُ من مسندِ أبي حسنٍ لا من مسندِ عُمارةَ، وكذا أعادَه ابنُ مندهْ في ترجمةِ أبي حسنٍ على الصَّواب، واللهُ أعلمُ.
2917 - عُمارَةُ بنُ حَفْصِ بنِ عمرَ بنِ سعدِ القَرَظِ بنِ عائذٍ
(4)
.
مولى بني مخزومٍ، مِن أهلِ المدينةِ، وأخو عُمرَ.
يروي عن: أبيه، وعنه: عبدُ الرَّحمنِ بنُ سعيدٍ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(5)
.
وهو في "الميزان"
(6)
، وقال: قالَ البخاريُّ
(7)
: لا يصحُّ حديثُه.
(1)
"الثقات" 3/ 294.
(2)
"تهذيب التهذيب" 6/ 19.
(3)
"معرفة الصحابة" 4/ 2082.
(4)
"طبقات ابن سعد" 5/ 71، و"تهذيب التهذيب" 7/ 416.
(5)
"الثقات" 5/ 240.
(6)
"ميزان الاعتدال" 3/ 176.
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 504.
قلتُ: وسيأتي عَمَّارُ بن حفصٍ، فما أدري أهو أخٌ له؟ أو أحدُهما تحريفٌ؟.
2918 - عُمارةُ بنُ حمزةَ بنِ مصعبِ بنِ الزُّبير بنِ العوَّامِ
(1)
.
الماضي أبوه، قُتِلا بالمدينةِ مع مَنْ قُتلَ مِن أهلها على يدِ الخارجيِّ أبي حمزةَ المختارِ.
2919 - عُمَارةُ بنُ خُزيمةَ بنِ ثابتٍ، أبو عبدِ اللهِ، أو أبو مُحمَّدٍ، الأنصاريُّ، الأَوْسيُ
(2)
.
مِن أهلِ المدينةِ، من بَلْحارثِ ابنِ كعبٍ. يروي عن: أبيه ذي الشَّهادَتَينِ، وعمِّهِ، وعثمانَ بنِ حُنَيْفٍ، وعمروِ بن العاصِي، وابنِ عباسٍ، وعنه: الزُّهريُّ، ويزيدُ بن الهادِ، وعمرُو
(3)
بنُ خُزَيمة المُزَنيُّ، وأبو جعفرٍ عميرُ بنُ يزيدَ المُزنيُّ، والزهريُّ
(4)
. وثَّقه النَّسائيُّ، والعِجليُّ
(5)
، وابنُ حِبَّانَ
(6)
، وقالَ: ماتَ سنةَ خمسٍ ومئةٍ عن خمسٍ
(7)
وسبعين. وذكر في "التهذيب"
(8)
.
(1)
تقدم في ترجمة أبيه فيمن اسمه حمزة.
(2)
"الطبقات الكبرى" 5/ 71، و"طبقات خليفة"، 248، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 380.
(3)
تحرَّفت في الأصل إلى: عمر، والتصويب من "تهذيب الكمال".
(4)
هكذا في الأصل مكررة.
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 162.
(6)
"الثقات" 5/ 240.
(7)
في الأصل: خمسة، والصواب المثبت.
(8)
"تهذيب الكمال" 21/ 241، و"تهذيب التهذيب" 6/ 20.
2920 - عُمارةُ بنُ زيادِ بنِ السَّكَنِ الأنصاريُّ، الأشهليُّ
(1)
.
استُشهد بأُحُدٍ.
2921 - عُمارةُ بنُ عبدِ الله بنِ صَيَّاد، أبو أيُّوب الأنصاريُّ، المدَنيُّ
(2)
.
مِن بني النجَّار، أخو الوليدِ الآتي
(3)
، وأبوهما هو المختلف في كونه الدَّجَّالَ
(4)
، يروي عن: جابرٍ، وسعيدِ بنِ المسيَّبِ، وعطاءِ بنِ يسارٍ، والمدنيينَ، وعنه: مالكٌ، والضَّحَاكُ بنُ عثمانَ، ومُحمَّدُ بنُ مَعْنٍ الغِفاريُّ، ومُحمَّدُ بنُ يحيى بنِ حَبَّانَ.
قالَ ابنُ سعدٍ
(5)
: ثقةٌ قليلُ الحديثِ، وكانَ مالكٌ لا يُقَدِّمُ عليه في الفضلِ أحدًا. ماتَ في ولايةِ مروانَ بنِ مُحمَّدٍ. وثَّقَهُ أيضًا ابن حِبَّانَ
(6)
، وذُكر في "التهذيب"
(7)
.
2922 - عُمارةُ بنُ عبدِ الله بنِ طُعمةَ المدَنيُّ
(8)
.
يروي عن: سعيدِ بنِ المسيَّبِ، وعطاءِ بنِ يسارٍ، وعنه: مالكٌ، وابنُ إسحاقَ،
(1)
"معرفة الصحابة" لأبي نعيم 4/ 2080، و"الإصابة" 2/ 515.
(2)
"الجرح والتعديل" 6/ 367، و"التاريخ الكبير" 6/ 503.
(3)
ترجمة الوليد في القسم المفقود من الكتاب.
(4)
"صحيح البخاري"، كتاب الجنائز، باب: إذا أسلم الصبي (1354).
(5)
"الطبقات الكبرى" 1/ 302.
(6)
"الثقات" 7/ 260.
(7)
"تهذيب الكمال" 21/ 249، و"تهذيب التهذيب" 6/ 23.
(8)
"الجرح والتعديل" 6/ 368، و"التاريخ الكبير" 6/ 502.
ومُحمَّدُ بنُ يزيدَ، ويزيدُ بنُ أبي حبيبٍ. وثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(1)
، وذُكرَ في "التهذيب"
(2)
.
2923 - عُمارةُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ
(3)
.
أحدُ بني دينارِ بنِ النَّجَّار، مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: عمارِ بنِ مهاجرٍ، وعنه: يعقوبُ بن مُحمَّدٍ الزُّهريُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعة "ثقاته"
(4)
.
2924 - عُمارةُ بنُ عثمانَ بنِ حُنَيفٍ، الأنصاريُّ، الأوسيُّ، المدَنيُّ
(5)
.
يروي عن: خزيمةَ بنِ ثابتٍ، وغيرِه، وعنه: أبو جعفرٍ الخَطْمِيُّ. قالَ الذَّهبيُّ في "الميزان"
(6)
: لا يعرَفُ، يعني حالَهُ، وقالَ شيخُنا
(7)
: هو معروف النَّسَبِ، لكن لم أَرَ فيه توثيقًا، وهو في "التهذيب"
(8)
.
2925 - عُمارةُ بنُ عمرِو بنِ حَزْمِ بنِ زيدِ بن لَوذانَ، النّجَّاريُّ، الأنصاريُّ
(9)
.
مدنيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ، أبو مُحمَّدٍ. يروي عن: أبيه، وعنه: يحيي بنُ عبدِ الله بنِ
(1)
"الثقات" 7/ 260.
(2)
"تهذيب الكمال" 21/ 251، و"تهذيب التهذيب" 6/ 24.
(3)
"الجرح والتعديل" 6/ 367، و"التاريخ الكبير" 6/ 501.
(4)
"الثقات" 8/ 515.
(5)
"تقريب التهذيب" ص 409 (4854).
(6)
"ميزان الاعتدال" 3/ 177.
(7)
"تهذيب التهذيب" 6/ 25.
(8)
"تهذيب الكمال" 21/ 254.
(9)
"الجرح والتعديل" 6/ 366، و"التاريخ الكبير" 6/ 497.
عبدِ الرحمنِ بنِ سعدٍ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(1)
، وذُكر في "التهذيب"
(2)
.
وهو يروي أيضا عن: أُبيِّ بنِ كعبٍ، وعبدِ الله بنِ عمرِو بنِ العاصِ، وعنه: أبو حازمٍ سلمةُ
(3)
بنُ دينارٍ، [وعُمرُ]
(4)
بنُ كثيرِ بنِ أفلحَ.
ذكرَه خليفةُ
(5)
في تسميةِ مَن قُتِل بالحَرَّة سنةَ ثلاثٍ وستين، وقالَ يعقوبُ بنُ مُحمَّدٍ: قُتلَ معَ ابنِ الزُّبيرِ، يعني: سنةَ ثلاثٍ وسبعين.
2926 - عُمارةُ بنُ غَزِيَّةَ بنِ الحارثِ بنِ عمروِ بنِ غَزِيّةَ بنِ عمروِ بنِ ثعلبةَ بنِ خنساءِ بنِ مَبْذُولٍ الأنصاريُّ
(6)
.
مِن بني مازنِ بنِ النَّجَّار، مِن أهلِ المدينةِ، وأمُّه أمُّ إسماعيلَ ابنةُ أبي حَبَّةَ بنِ غَزِيَّةَ بن عَمروٍ.
يروي عن: أبيه، وأبي صالحٍ السَّمَّانِ، والشَّعبيِّ، والرَّبيعِ بنِ سَبْرَةَ الجُهنيِّ، ومُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ التيميِّ، وعمروِ بنِ شعيبٍ، والزُّهريِّ، وغيرِهم، وعنه: بكرُ بنُ مُضَرَ، وابنُ لَهيعةَ، وسليمانُ بنُ بلالٍ، وإسماعيلُ بنُ جعفرٍ، والدَّراورْديُّ، وبشرُ بنُ المفضَّلِ، وأهلُ الشَّام، ومصرَ.
(1)
"الثقات" 5/ 241.
(2)
"تهذيب الكمال" 21/ 254، و"تهذيب التهذيب" 6/ 25.
(3)
تحرَّفت في الأصل إلى: سليمان، والتصويب من "تهذيب الكمال".
(4)
ما بين المعكوفتين من "تهذيب الكمال".
(5)
"تاريخ خليفة"، ص 248.
(6)
"الجرح والتعديل" 6/ 368، و"التاريخ الكبير" 6/ 503.
قالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: ثقةٌ كثيرُ الحديث، ووثَّقه أيضًا أحمدُ
(2)
، والعِجليُّ
(3)
، والدَّارقطنيُّ؛ وقالَ: لم يلحَقْ أنسًا، ونحوُه قولُ التِّرمذيِّ
(4)
: لم يلقَهُ، وابنِ حِبَّانَ
(5)
، وهو عندَه في أتباعِ التَّابعين، وقالَ: ماتَ سنةَ أربعين ومئةٍ، وقالَ ابنُ مَعينٍ
(6)
: صالحٌ، وابنُ حِبَّانَ
(7)
: ما بحديثِه بأسٌ، كانَ صدوقًا، والنَّسائيُّ: ليس به بأسٌ، وجازفَ ابنُ حزمٍ
(8)
بضعفِه وشذَّ، بحيثُ قالَ الذَّهبيُّ
(9)
: ما علمتُ أحدًا ضعَّفه غيرَهُ.
قلتُ: والعُقيليُّ وإنْ ذكرَه في "الضعفاء"
(10)
، فلم يذكرْ شيئًا يدلُّ على وهنِه، إنَّما قالَ عن ابنِ عُيينةَ: جالستُهُ كم مِنْ مرَّةٍ، فلم أحفظْ عنه شيئًا، ولذا قالَ عبدُ الحقِّ: ضعَّفه بعضُ المتأخِّرين، ولم يقل العقيليُّ فيه شيئًا سوى قولِ ابنِ عيينةَ، وهذا تغفُّلٌ منهُ؛ إذ ظنَّ هذه العبارةَ تليينًا، لا والله.
(1)
"الطبقات الكبرى" 1/ 295.
(2)
"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 474.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 163.
(4)
"سنن الترمذي" كتاب الصلاة، باب: ما جاء في فضل التكبيرة الأولى (241).
(5)
"الثقات" 7/ 260.
(6)
"تاريخ ابن معين"، "برواية الدارمي"163.
(7)
"الثقات" 5/ 244.
(8)
"المحلى" 5/ 213.
(9)
"سير أعلام النبلاء" 6/ 139، وقال الذَّهبيُّ: وأمَّا ابنُ حزم فضعَّفه، ولم يُصب.
(10)
"الضعفاء الكبير" 3/ 315.
استشهدَ به البخاريُّ
(1)
، وخرَّجَ له مسلمٌ
(2)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(3)
.
2927 - عُمار بن فَيْروزَ المدَنيُّ
(4)
.
يروي عن: ابنِ عمرَ، لا يُتابع على حديثِه. قالَه العُقيليُّ
(5)
.
وهو في "الميزان"
(6)
، وقالَ: لا يُعرَفُ مَن هو.
2928 - عَمَّارُ بنُ إسحاقَ بنِ يسارٍ المخزوميُّ، المدنيُّ
(7)
.
أخو مُحمَّدٍ. قالَ العُقيليُّ
(8)
: ليسَ بمشهورٍ بالنَّقل، ولا يُتابَعُ على حديثِه.
وهو في "الميزان"
(9)
، قالَ: روى عن ابنِ المنكدرِ، تُكُلِّم فيه.
قالَ شيخُنا
(10)
: وقوله: المخزوميُّ، صوابه المَخْرَمِيُّ نسبة إلى مَخْرَمَةَ مولاه، وقد وُجِدَ في نسخة من "الميزان" على الصَّواب.
(1)
كتاب الزكاة، باب: خرص التمر، حديث (1481).
(2)
كتاب الطهارة، باب: استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء 1/ 216 (246).
(3)
"تهذيب الكمال" 21/ 258، و"تهذيب التهذيب" 6/ 27.
(4)
"المغني في الضعفاء" 2/ 461، و"لسان الميزان" 6/ 59.
(5)
"الضعفاء الكبير" 3/ 316.
(6)
"الميزان" 3/ 178.
(7)
"ديوان الضعفاء"، 287.
(8)
"الضعفاء الكبير" 3/ 326.
(9)
"الميزان" 3/ 164.
(10)
"لسان الميزان" 6/ 44.
وفي "ثقات ابنِ حِبَّانَ"
(1)
: عمرُ بنُ إسحاقَ، أخو مُحمَّدٍ. يروي عن المدنيين، وعنه: الدَّرَاوَرْديُّ. ماتَ سنةَ أربعٍ وخمسين ومئة
(2)
، وسيأتي.
-
عَمَّارُ بن أُكَيْمَة.
في: عُمارة (2915).
2929 - عَمَّارُ بنُ حفصِ بنِ عمرَ بن سعدِ القَرَظِ، المؤذِّنُ
(3)
.
عن: آبائه. قالَ ابنُ مَعِينٍ
(4)
: ليسَ بشيءٍ، وقالَه
(5)
الذَّهبيُّ في "ميزانه"
(6)
، وذكرَه ابن حِبَّانَ في "الثقات"
(7)
، وقد سبف [في] عُمارَة (2917).
وقالَ شيخُنا
(8)
: فما أدري أهو أخوه، أو أحدُهما تحريفٌ.
2930 - عمَّارُ بنُ أبي فَروةَ، أبو عمرَ القُرشيُّ
(9)
.
مولى عثمانَ بنِ عفَّانَ، مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: الزُّهريِّ، وعنه: يزيدُ بنُ أبي
(1)
"الثقات" 7/ 167.
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى مائتين، والمثبت هو الصواب.
(3)
"التاريخ الكبير" 7/ 30، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 2/ 201.
(4)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي، 169.
(5)
في الأصل: قال، والصواب المثبت.
(6)
"الميزان" 3/ 164.
(7)
"الثقات" 8/ 516.
(8)
"اللسان" 6/ 44.
(9)
"المعرفة والتاريخ" 1/ 433، و"الكاشف" 2/ 51.
حبيبٍ. قالَ البخاريُّ
(1)
: لا يتابَعُ على حديثه، وقالَ ابنُ عَديٍّ
(2)
: ما أقلَّ ما لَه من الحديث ومقدارَ ما يرويه، لا أعرفُ له شيئا منكرًا، وذكرَه العُقيلي
(3)
، وابنُ الجارود في "الضعفاء"، ووثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(4)
، وذُكر في "التهذيب"
(5)
.
2931 - عمَّارُ بنُ مُحمَّدِ بنِ سعدٍ المدَنيُّ
(6)
.
حدَّثَ عن أبي عبيدةَ بنِ مُحمَّدِ بنِ عمارٍ، تُكُلِّمَ فيه.
وقالَ ابنُ معين
(7)
: ليس بشيءٍ، وقالَ البخاريُّ
(8)
: لا يتابَعُ عليه، يعني على حديثٍ له، قاله في "الميزان"
(9)
.
2932 - عمَّارُ بنُ ياسرِ بنِ عامرِ بنِ مالكِ بنِ كنانةَ بنِ مالكِ بنِ قيسِ بنِ الحُصَين، أبو اليقظانِ المَذْحَجِيُّ، العَنْسِيُّ
(10)
.
مولى بني مخزومٍ، مِن نُجباءِ الصَّحابةِ، شهِدَ بدرًا، والمشاهدَ كلَّها.
(1)
"الضعفاء الكبير"16.
(2)
"الكامل" 5/ 74.
(3)
"الضعفاء الكبير" 3/ 320.
(4)
"الثقات" 7/ 285.
(5)
"تهذيب الكمال" 21/ 201، و"تهذيب التهذيب" 6/ 9.
(6)
"لسان الميزان" 6/ 50، وانظر لزامًا تعليقة المحقق.
(7)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي، ص 169.
(8)
"التاريخ الكبير" 7/ 27.
(9)
"الميزان" 3/ 168.
(10)
"أسد الغابة" 4/ 129.
وروى عنه: ابنُ عباسٍ، وجابرٌ، ومُحمَّدُ بنُ الحنفيَّةِ، وزِرُّ
(1)
بنُ حُبيشٍ، وهمَّامُ بنُ الحارثِ، وآخرون. وقُتِلَ بصِفِّينَ مع عليٍّ سنةَ سبعٍ وثلاثين.
ويُروى عن أبي غاديةَ الجُهنيِّ بأنَّه سمعَه بالمدينةِ يقعُ في عثمان قالَ: فتوعَّدْتُهُ بالقتلِ، فلمَّا كانَ يومُ صفينَ جعلَ يحملُ على النَّاسِ، فحملتُ عليه فطعنتُهُ في ركبته، فوقع، فقتلتُهُ.
وأوصى أن يُدفَنَ في ثيابه، وقالَ: إنه رجلٌ مخاصِمٌ، وكانَ قد قُطِعَتْ أذنُهُ يومَ اليمامةِ، وعاشَ ثلاثًا وتسعينَ سنة، وكانَ لا يركبُ على سَرْجٍ، بل على راحلتِه من الكِبَرِ، وأمُّه سُمَيَّةُ أولُ شهيدةٍ في الإسلام، طعنَها أبو جهلٍ في قُبُلِها بحَرْبَةٍ.
ومناقبُهُ كثيرةٌ، وهو ممن أُخِذَتْ دارُهُ بالمدينة في جملةِ ما أُخِذَ لزيادةِ المسجد، وذُكِرَ في "التهذيب"
(2)
، وأَوَّلِ "الإصابةِ"
(3)
، وفي ساكني الكوفة لمسلم
(4)
.
2933 - عمَّارٌ، مولى الشَّريدِ.
مدَنيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ. قاله العِجليُّ
(5)
. وينظر: عمروٌ مولى الشَّريدِ.
2934 - عِمْرَانُ بنُ ثابتٍ، القُرشيُّ، الفِهْرِيُّ
(6)
.
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: رز.
(2)
"تهذيب الكمال" 21/ 215، و "تهذيب التهذيب" 6/ 12.
(3)
"الإصابة" 2/ 512.
(4)
"الطبقات" 1/ 172 (242).
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 161.
(6)
قاضي مكة نحو سبع وعشرين سنة، توفي سنة 673 هـ. "العقد الثمين" 6/ 419.
قاضي الحرمين، له ذِكرٌ في: عبد الكريمِ بنِ يحيى بنِ عبدِ الرَّحمنِ.
2935 - عمرانُ بنُ أبي ثابتٍ
(1)
.
مدنيٌ. حَدَّثَ عنه ابنُهُ عبدُ العزيز، تَكَلَّمَ فيه أبو حاتمٍ الرازيُّ
(2)
، قالَه الذَّهبيُّ في "ميزانه"
(3)
، وأعاده في عِمرانَ بنِ عبدِ العزيز
(4)
على الصواب.
وعبد العزيزُ أبوه لا ابنُهُ
(5)
، وأبو ثابتٍ كنيتُهُ، لا كنيةُ أبيه. قالَه شيخنا
(6)
.
2936 - عمرانُ بنُ حصينِ بنِ عبيدِ
(7)
بنِ خَلَفٍ، أبو نُجيدٍ الخُزاعيُّ
(8)
.
صحابيُّ، كأبيه، وله غزواتٌ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وكانَ يكون ببلادِ قومه ويتردَّدُ إلى المدينة، ولي قضاءَ البصرةِ، وبعثَه إليهم عمرُ ليفقِّهَهُم، وكانَ الحسنُ البصريُّ يحلفُ ما قَدِمَها عليهم خيرٌ منه.
وماتَ بها في ولاية معاويةَ
(9)
سنةَ اثنتين وخمسين، وأوصى لأمهاتِ أولادِه
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 427، و"الضعفاء الكبير" 3/ 300.
(2)
"الجرح والتعديل" 6/ 295.
(3)
"الميزان" 3/ 235.
(4)
"الميزان" 3/ 239.
(5)
بل هو اسم أبيه وابنه معًا، كما سبق في ترجمة الابن.
(6)
"لسان الميزان" 6/ 169.
(7)
تحرَّفت في الأصل إلى: نجيد، والتصويب من "أسد الغابة" 4/ 281، وغيرها.
(8)
"الإصابة" 3/ 26، و"تهذيب الكمال" 22/ 321.
(9)
في الأصل: عمر، وهو خطأ، والتصويب من "الاستيعاب".
بوصايا، وقالَ: أيمُّا امرأةٍ منهنَّ صرختْ عليَّ فلا وصيةَ لها، ومناقبُهُ شهيرةٌ، وهو ممَّن اعتزلَ الفتنةَ، وذَمّها.
2937 - عمرانُ بن زيدٍ المدَنيُّ
(1)
.
عن: أبيه، عن عائشةَ، وعنه: أهلُ البصرةِ. وثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(2)
، وذُكر في "الميزان"
(3)
.
2938 - عِمْرانُ بنُ طَلْحةَ بنِ عبيدِ الله بنِ عثمانَ بنِ كعبٍ، التَّيميُّ، القُرشيُّ، المدنيُّ
(4)
.
أخو إسحاقَ، وعيسى، ومُحمَّدٍ، وموسى، ويحيى، وأمُّه حمنةُ ابنةُ جَحشٍ، ويقال: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هو سمَّاه. ذكرَه مسلمٌ
(5)
في ثالثةِ تابعي المدنيين.
يروي عن: أبويه، وعليٍّ، وعنه: أبناءُ أخيه إبراهيمُ بنُ محُمَّدٍ، ومعاويةُ بنُ إسحاقَ، وسعدُ بنُ طريفٍ، وله وِفادةٌ إلى معاويةَ. قالَ العِجليُّ
(6)
: تابعيٌّ ثقةٌ، وكذا وثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(7)
، وقالَ ابنُ سعدٍ
(8)
: قد انقرضَ ولدُه.
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 424، و"الجرح والتعديل" 6/ 298، و"لسان الميزان" 6/ 172.
(2)
"الثقات" 7/ 244.
(3)
"الميزان" 3/ 238.
(4)
"طبقات خليفة"، ص: 244، و"التاريخ الكبير" 6/ 416، و"تجريد أسماء الصحابة" 1/ 454.
(5)
"الطبقات" 1/ 236 (704).
(6)
"معرفة الثقات" 2/ 190.
(7)
"الثقات" 5/ 216.
(8)
"الطبقات الكبرى" 5/ 166.
وذُكر في "التهذيب"
(1)
، وثاني "الإصابة"
(2)
.
2939 - عمرانُ بنُ عبد الخالقِ السُّكَّريُّ.
شيخٌ صالحٌ، متعبِّدٌ، أمينٌ متورِّعٌ. كانَ يتعيَّشُ في السُّوق لعيالِه، ذا شفقةٍ على الفقراءِ والمساكينِ. ذكرَه ابنُ صالحٍ، قالَ: وكانَ له أخٌ سكنَ معه بالمدينةِ سنةً، ثمَّ رحلَ إلى وطنِه بالشَّامِ في دارٍ له هناك.
2940 - عمرانُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ عُمَرَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ، أبو ثابتٍ الزُّهْرِيُّ
(3)
.
وليس هو بعمرانَ بنِ أبي ثابتٍ، كما تقدَّم. يروي عن: أبي عبيدةَ بنِ مُحمَّدِ بنِ عَمَّارٍ، وعنه: يعقوبُ بنُ مُحمَّدٍ الزُّهرِيُّ، وأبو مصعبٍ. قالَ أبو أحمدَ الحاكمُ: حديثُهُ ليس بالقائم، وقالَ أبو حاتمٍ
(4)
: ليسَ هو عندي بالمتين
(5)
، وذكرَه السّاجيُّ، والعُقيليُّ
(6)
، وابنُ الجارود في "الضعفاء".
وقالَ ابنُ عديٍّ
(7)
: له أحاديثُ، وليست بالكثيرة، ولا يروي عنه مِن أهلِ
(1)
"تهذيب الكمال" 22/ 333، و"تهذيب التهذيب" 6/ 241.
(2)
"الإصابة" 3/ 82.
(3)
"المقتنى في الكنى" 1/ 136، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 2/ 221، و"لسان الميزان" 6/ 175.
(4)
"الجرح والتعديل" 6/ 301.
(5)
تحرَّفت في الأصل إلى: بالمدينة، والمثبت هو الصواب.
(6)
"الضعفاء الكبير" 3/ 300.
(7)
"الكامل في الضعفاء" 5/ 94.
المدينةِ إلا نفرٌ يسيرٌ. وهو في "الميزان"
(1)
.
2941 - عِمرانُ بنُ مُحمَّدِ بنِ سعيدِ بنِ المسيَّبِ المخزوميُّ، القُرَشيُّ
(2)
.
عدادُهُ في أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيه، وعنه: مَعْنٌ، وأبو سلمةَ التَّبُوذَكِيُّ، ويونسُ بنُ مُحمَّدٍ، وإبراهيمُ بنُ حمَّادٍ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "ثقاته"
(3)
، وقالَ: يُعتبرُ حديثُه إذا روى عن الثِّقاتِ؛ لأنَّ في رواية الضُّعفاءِ عنه مناكيرَ كثيرةً، وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
.
2942 - عمرانُ الأنصاريُّ، أبو مُحمَّدٍ
(5)
.
ذكرَه مسلمٌ
(6)
في ثالثةِ تابعي المدنيين.
2943 - عَمرُو بنُ أَبَانَ بنِ عثمانَ بنِ عفَّانَ، القُرَشيُّ، الأُمويُّ، المدَنيُّ
(7)
.
يروي عن: جابرٍ، ولا أدري أسمع منه أم لا؟، وعنه: الزُّهريُّ، وأهلُ المدينة.
ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "ثقاته"
(8)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(9)
.
(1)
"الميزان" 3/ 239.
(2)
"الميزان" 3/ 241.
(3)
"الثقات" 8/ 497.
(4)
"تهذيب الكمال" 22/ 348، و"تهذيب التهذيب" 6/ 245.
(5)
"تهذيب الكمال" 22/ 365.
(6)
"الطبقات" 1/ 249 (871).
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 315، و"الجرح والتعديل" 6/ 220.
(8)
"الثقات" 5/ 169، 7/ 216.
(9)
"تهذيب الكمال" 21/ 537، و"تهذيب التهذيب" 6/ 115.
ويروي أيضًا عن أبي غَطَفَانَ ابنِ طَريفٍ المُرِّيِّ، وعنه: عبيدُ الله بنُ عليِّ بنِ أبي رافعٍ، الملقَّب عَبَادِلُ. ذكرَه الزُّبيرُ بنُ بكارٍ في أولادِ أبانَ؛ وقالَ: أمُّه أمُّ سعيدِ ابنةُ عبدِ الرحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامٍ.
2944 - عِمرانُ بنُ أحيحةَ بنِ الجُلَاحِ بنِ الحُرَيشِ
(1)
بنِ جَحْجَبا، الأنصاريُّ، الأَوْسيُّ، المدَنيُّ
(2)
.
قيل: إنَّهُ عمُّ عبدِ الرحمن بنِ أبي ليلى. روى عن: خزيمةَ بنِ ثابتٍ، وعنه: عبدُ الله بنُ عليِّ بنِ السَّائبِ، وفي إسنادِ حديثِه اختلافٌ.
قَالَ ابنُ عبدِ البَرِّ في "الاستيعاب"
(3)
: ذكرَهُ ابنُ أبي حاتم
(4)
فيمَنْ روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: وسمعَ من خزيمةَ. قالَ ابنُ عبدِ البرِّ: وهذا لا أدري ما هو؛ لأنَّ أحيحةَ تزوَّجَ سلمى ابنةَ زيدِ بن هاشمِ بنِ عبد منافٍ، فولدت له عَمْرًا، فهو أخو [عبد]
(5)
المطِّلِبِ لأمِّه، هذا قولُ أهل النَّسَبِ، وإليهم يُرْجَعُ في مثل هذا، ومن المُحالِ أن يروي عن خزيمةَ من كانَ في هذا السِّنِّ والزمنِ الذي وضعَتْهُ، وعساه أنْ يكون حفيدًا لعمرو بنِ أحيحةَ يسمَّى عمرًا، فنُسِبَ إلى جَدِّه، انتهى.
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: الحويش.
(2)
"أسد الغابة" 4/ 189.
(3)
"الاستيعاب" 2/ 496.
(4)
"الجرح والتعديل" 6/ 230.
(5)
ما بين معقوفتين من "تهذيب الكمال".
قالَ شيخُنا
(1)
: لم ينسِبْهُ ابن أبي حاتمٍ، وإنما قالَ: عمرُ بنُ أحيحةَ بنِ الجُلاحِ الأنصاريُّ، فلم يتعيَّنُ كونُه ولدَ أُحَيْحَةَ المشهورِ، بل يحتملُ أنْ يكونَ آخرَ، فقد وقعت لذلك نظائرُ، وقد ذكرَ المرزبانيُّ في "معجم الشعراء"
(2)
عمرَو بنَ أُحَيْحَةَ، وقالَ: إنَّه مخضرمٌ، وذكرَ له شعرًا في الحسنِ بنِ عليٍّ لما خطبَ عند معاويةَ
(3)
، وإذا ثبت كونُهُ أدركَ الجاهليَّةَ والإسلام تعيَّنَ كونُهُ صحابيًا، إذ لم يمتِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وفي الأنصارِ أحدٌ لا يُظهرُ الإسلام، فيخرجُ من ذلك أنَّه صحابيٌّ، وهو في "التهذيب"
(4)
.
-
عَمروُ بنُ أُكَيْمَة.
في: عُمارةَ (2915).
2945 - عَمْرُو بنُ أُميَّةَ بنِ خُوَيلدِ بنِ عبدِ الله بنِ إياسٍ، أبو أميَّةَ الضَّمْريُّ
(5)
.
صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ
(6)
في المدنيين.
روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: بنوه: جعفرٌ، وعبدُ الله، والفضلُ ابنُ أخيه
(1)
"الإصابة" 2/ 522.
(2)
"معجم الشعراء"، ص:49.
(3)
تحرَّفت في الأصل إلى: معمر، والصحيح المثبت، انظر: المصادر السابقة، وذلك أنَّ الحسن بن علي خطب عند صلحه مع معاوية رضي الله عنهما.
(4)
"تهذيب الكمال" 21/ 540، و"تهذيب التهذيب" 6/ 116.
(5)
"الإصابة" 2/ 524، و"تهذيب الكمال" 21/ 545.
(6)
"الطبقات" 1/ 150 (65).
الزِّبْرِقانِ، والشَّعبيُّ، وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، وغيرُهم.
قالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: أسلمَ حينَ انصرفَ المشركون عن أُحُدٍ، وكانَ شجاعًا له إقدام.
قالَ مُحمَّدُ بنُ عمرَ: كانَ أوَّلَ مشهدٍ شَهِدَهُ مسلمًا ببئر معونةَ، فأَسَرَتْهُ بنو عامر يومئذ، فجزَّ عامرُ بنُ الطُّفيلِ ناصيته، وأطلقَهُ، وماتَ بالمدينةِ في خلافةِ معاويةَ، زادَ غيرُه: وله بها دارٌ عندَ الحكَّاكين
(2)
.
وقالَ أبو نُعيمٍ
(3)
: إنَّه ماتَ قبلَ
(4)
الستين، قالَ: وقد بعثَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عَيْنًا وحده، فحملَ خُبيبًا من خَشَبته.
وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ
(5)
: كانَ مِن رجالِ العَربِ نجدةً وجُرْأَةً، وكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يبعثُهُ في أموره.
-
عمرُو بنُ أمِّ مكتومٍ.
يأتي في الميم من الآباء (2981، 2987).
2946 - عمرُو بنُ إياسٍ الأنصاريُّ
(6)
.
(1)
" الطبقات الكبرى" 4/ 248.
(2)
الحكاكين يعني: الخرَّاطين. انظر: "تاريخ دمشق" 45/ 421.
(3)
"معرفة الصحابة" 4/ 1993.
(4)
تحرَّفت في الأصل إلى: بعد، والصحيح المثبت، كما في "معرفة الصحابة".
(5)
"الاستيعاب" 2/ 497.
(6)
"أسد الغابة" 4/ 197، و"الإصابة" 2/ 525.
مِن بني سالمِ بنِ عوفٍ، استُشهد بأُحُدٍ.
2947 - عمرُو بنُ ثابتِ بنِ وقيشٍ
(1)
الأنصاريُّ، الأشهليُّ
(2)
.
أخو عمرَ، وابنُ أخت حذيفةَ بنِ اليمانِ، أمُّه ليلى.
استُشهد بأُحُدٍ.
2948 - عَمرُو بنُ ثابتِ العُتْوارِيُّ
(3)
.
ذكرَه مسلمٌ في ثالثةِ تابعي المدنيين
(4)
، وهو
(5)
.
2949 - عمرُو بنُ الجَمُوحِ بنِ زيدِ بنِ حَرامِ بنِ غَنْمِ بنِ سلَمَةَ، الأَنْصَاريُّ، السَّلَميُّ
(6)
.
شهِدَ العَقبةَ، ويقالُ: إنَّه شهِدَ بدرًا، وكانَ آخرَ الأنصار إسلامًا، ولمَّا أرادَ الخروجَ إلى أُحُدٍ استقبلَ القبلةَ، وقالَ: اللَّهمَّ ارزقني الشَّهادةَ، ولا ترُدَّني إلى أهلي خائفًا، فاستشهدَ يومئذٍ.
وقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
(7)
: "وَالذي نفسِي بيدِه، إنَّ مِنكم مَنْ لو أقسمَ على الله لأبرَّهُ،
(1)
في الأصل: وقش.
(2)
"أسد الغابة" 4/ 202، و"الإصابة" 2/ 526.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 318، و"الثقات" 5/ 172.
(4)
"الطبقات" 1/ 244 (810).
(5)
في الأصل بياض بمقدار كلمتين، وفي "التاريخ الكبير": سمع أبا سعيد، وابن عمر.
(6)
"أسد الغابة" 4/ 206.
(7)
أخرجه ابن حِبَّانَ في "صحيحه" 15/ 493.
منهم عَمروُ بنُ الجَموحِ، ولقد رأيتُهُ يَطَأُ بعَرجتِهِ في الجنَّةِ".
ودُفِنَ هو وعبدُ الله بنُ عمرِو بنِ حرامٍ والدُ جابرٍ، وكانا صِهْرينِ، في قبرٍ واحدٍ.
قالَ الواقديُّ
(1)
: وكانَ زوجَ هندِ ابنةِ عمروٍ عمَّةِ جابرِ بنِ عبد الله.
ولابنِ مَندهْ مِن حديثِ أبي قتادةَ: إنَّ عمرًا أتى فقالَ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إنْ قاتلتُ في سبيلِ الله حتَّى أُقتلَ، أَمشي برِجلي هذه العرجاءِ في الجنَّةِ؟، قال:"نعم" قال: فقُتلَ يومَ أُحُدٍ.
وذكرَ مقاتلُ بنُ سليمانَ في "تفسيره"
(2)
، أنَّه هو الذي سألَ عن النَّفقة، فنزلتْ {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ}
(3)
، ووصفَه في هذه القصَّةِ بأنه كانَ شيخًا كبيرًا.
وحديثُه عند أحمدَ
(4)
في الأوَّلِ مِن مسندِ المكيين، والمدنيين، مِن طريق أبي منصور، مولى الأنصار عنه، رفعه:"لا يحقُّ العبدُ حَقَّ صريحِ الإيمان حتَّى يحبَّ للّه ويبغضَ للّه"، ولأبي نعيمٍ في "المعرفة"
(5)
من حديث حجَّاجٍ الصوَّافِ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَن سَيِّدُكم .. " الحديثَ، وفيه: "بل سيِّدُكُم
(1)
ذكره الواقدي فيمن استشهد بأحد من المسلمين، "المغازي" 1/ 306.
(2)
"تفسير مقاتل" 1/ 112.
(3)
سورة البقرة، آية:215.
(4)
"المسند" 3/ 430، وفي سنده رشدينُ بنُ سعدٍ، ضعيفٌ، كما في "تقريب التهذيب"، ص 209 (1942).
(5)
"معرفة الصحابة" 4/ 1986 (4985).
عمرُو بن الجَموحِ".
وهو عند خليفةَ، والسِّراجِ في "تاريخهما"، وأبي الشَّيخ في "الأمثال"
(1)
، كلُّهم من هذا الوجه. ورواه الوليدُ بنُ أبانَ في "السُّنَّة"، و"الجودِ" له من طريق عمرَ بنِ دينارٍ، عن جابرٍ. وفي روايةٍ لأبي نُعيمٍ
(2)
من طريق رشيد
(3)
، عن ثابتٍ، عن أنسٍ:"بل سيِّدُكُم الأبيضُ الجعدُ عمرٌو". ولأبي نعيمٍ من طريقِ عبدِ الملك بنِ جابرِ بنِ عَتِيكٍ، عن جابرٍ مثلُهُ. ورواه أبو نعيمٍ
(4)
في سفيانَ بنِ عيينةَ من الجاهليةِ من حديثِ ابنِ المنكدرِ، عن جابرٍ نحوَهُ، وله طرُقٌ كثيرةٌ، وفي بعضها شعرٌ لبعضِ الأنصار فى بعضِهِ:
فسُوِّدَ عمرُو بنُ الجموحِ لجودِهِ
…
وحُقَّ لعمرٍو بالنَّدَى أن يُسَوَّدَا
(5)
2950 - عمرُو بنُ الحارثِ بنِ أبي ضرارِ بنِ المُصْطَلِقِ المُصْطَلِقِيُّ
(6)
.
أخو أمِّ المؤمنين جُويريةَ، له صحبةٌ وروايةٌ. نزلَ الكوفةَ.
وروى أيضا عن: ابن مسعود، وزوجتِهِ
(7)
زينبَ، وعنه: مولاه دينارٌ، وأبو
(1)
"الأمثال في الحديث"، ص 133، ورجاله ثقات.
(2)
"معرفة الصحابة" 4/ 1986 (4985).
(3)
في الأصل: عريبة، وهو تحريف، وهو رشيد الذريري، له ترجمة في "التاريخ الكبير" 3/ 334.
(4)
"حلية الأولياء" 3/ 304، و"معرفة الصحابة" 4/ 1986 (4986).
(5)
"الاستيعاب" 2/ 504 - 505.
(6)
"أسد الغابة" 4/ 211.
(7)
أي: زوجة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وائلٍ، وأبو عبيدةَ بنُ عبدِ الله بنِ مسعودٍ، وهو صهرُهُ، وأبو إسحاقَ السَّبيعيُّ. ذُكر في "التهذيب"
(1)
، و"الإصابة"
(2)
.
2951 - عَمرُو بنُ الحارثِ بنِ يعقوبَ بنِ عبدِ الله، أبو أميةَ الأنصاريُّ
(3)
.
مولى قيسِ بنِ سعدٍ المصريِّ، أصله مدَنيٌّ. روى عن: أبيه، وسالمٍ أبي النَّضْرِ، والزُّهريِّ، وعبدِ ربِّهِ، ويحيى ابني سعيدٍ الأنصاريِّ، وأبي الأسودِ يتيمِ عروةَ، وهشامِ بنِ عُروةَ، وعمروِ بنِ شعيبٍ، وأبي الزُّبيرِ، وغيرِهم، وعنه: مجاهدٌ، وصالحُ بنُ كيسانَ، وهما أكبرُ منه، وقتادَةُ، وبكيرُ ابنُ الأشَجِّ، وهما من شيوخِهِ، وأسامةُ بنُ زيدٍ الليثيُّ، وأبو وَهْبٍ، وآخرونَ.
قالَ ابنُ سعدٍ
(4)
: ثقةٌ إنْ شاءَ الله، وقالَ أحمدُ: ليسَ فيهم أصحُّ حديثًا من اللَّيْثِ، وعمروٌ يقارِبُهُ.
ووثَّقه ابنُ مَعينٍ، وجماعةٌ، وقال النَّسائيُّ: يُشبهُ أنْ يكونَ المشارَ إليه بقولِ مالكٍ: الثِّقةُ، بل قالَ ابنُ وهبٍ: سمعتُ مِن ثلاثِ مئةٍ وسبعين شيخًا، فما رأيتُ أحفظَ منه، وقالَ ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(5)
: كانَ مِن الحفَّاظِ المتقنين، ومِن أهلِ الورعِ في الدِّين، وقالَ السَّاجيُّ: صدوقٌ ثقة.
(1)
"تهذيب الكمال" 21/ 569، و"تهذيب التهذيب" 6/ 127.
(2)
"الإصابة" 2/ 530.
(3)
"المعرفة والتاريخ" 1/ 133، و"الجرح والتعديل" 6/ 225.
(4)
"الطبقات الكبرى" 7/ 515.
(5)
"الثقات" 7/ 228.
وقالَ الذَّهبيُّ
(1)
: كانَ عالمَ الدِّيارِ المصرية، ومحدِّثَها، ومفتيَها مع اللَّيثِ.
وقالَ الخطيبُ: كانَ قارئًا، فقيهًا، مفتيًا، ثقةً.
قالَ ابنُ صالحٍ: يقولون: إنَّه وُلد سنةَ تسعين
(2)
، وقيل: بعد ذلك.
واختُلفَ في وفاته فقيل: سنة سبعٍ، أو ثمان، أو تسع وأربعين ومئة، زاد بعضُهم: عن ثمان وخمسين، وقولُ الذَّهبيِّ
(3)
: مات كَهْلًا، ليس بجيِّدٍ، وهو في "التهذيب"
(4)
.
2952 - عمرُو بنُ حُرَيْثِ بنِ عُمارةَ، مِن بني عُذْرَةَ
(5)
.
عدادُهُ في أهلِ المدينة. يروي عن: أبيه، وعنه: سعيدٌ المَقْبُريُّ، ويزيدُ بنُ عبد الله الهُذَلِيُّ، وهو والد أبي مُحمَّدٍ، وليس بعمرِو بنِ حُرَيْثٍ المخزوميِّ الصحابيِّ، ولكنَّ الظاهرَ أنه عمرُو بنُ حُرَيْثٍ المخزوميُّ المدنيُّ، الراوي عن ابنِ عباسٍ، وأبي هريرةَ. وعنه مع سعيدٍ المقبرِيِّ أهلُ مصرَ. قالَه ابن حِبَّانَ في ثانية "ثقات"
(6)
.
2953 - عمرُو بنُ حُرَيْثِ بنِ عمرِو بنِ عثمانَ بنِ عبدِ الله بنِ عمرَ بنِ مخزومٍ، أبو سعيدٍ، القُرشيُّ، المخزوميُّ
(7)
.
(1)
" ميزان الاعتدال" 3/ 252.
(2)
"تهذيب الكمال" 21/ 576.
(3)
"سير أعلام النبلاء" 6/ 350.
(4)
"تهذيب الكمال" 21/ 570، و"تهذيب التهذيب" 6/ 127.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 321.
(6)
"الثقات" 5/ 179.
(7)
"طبقات ابن سعد" 6/ 23، و"أسد الغابة" 4/ 213.
أخو سعيدٍ. رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ومسحَ برأسه، ودعَا له بالبركةِ في صَفْقتِهِ وبيعه، وخَطَّ له دارًا بالمدينة، وكانَ ابن اثنتي عشرةَ سنةً حين قُبِضَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فيما قيل.
ثمَّ نزلَ الكوفةَ، وابتنى بها دارًا، وسكنَها، ووُلدَ له بها، فكانَ أوَّلَ قرشيٍّ اتَّخذَ بالكوفة دارًا، وكانَ له فيها قدرٌ وشرفٌ، وولي إمارتَها لبني أميَّةَ، وكانَ مِن أغنى أهلِها، وبها ماتَ سنةَ خمس وثمانين، وهو ممَّن شهدَ القادسية، وأبلى فيها، وله أحاديثُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكرٍ الصدِّيقِ، وعمرَ، وعليٍّ، وغيرِهم من الصحابة. وعنه: ابنه جعفرٌ، والحسنُ البصريُّ. خرَّجَ له الجماعة، وهو في "التهذيب"
(1)
، ثمَّ الفاسي
(2)
. وحديثُه عندَ أبي داود
(3)
مِن جهةِ خليفةَ المخزوميِّ الكوفيِّ، عن مولاه عمروٍ صاحبِ الترجمة، قال: خَطَّ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دارًا بالمدينة. وقالَ الذَّهبيُّ
(4)
: إنَّه حديثٌ منكرٌ، فعمرو يَصْغُرُ عن ذلك، ماتَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ عشر سنين، أو نحوِها.
قالَ شيخُنا
(5)
: وهذا تلقَّنَهُ الذهبيُّ من أبي الحسنِ ابنِ القطَّانِ، فإنَّه ضعَّفَ هذا الحديث تهيؤا
(6)
لما تعقَّبه على عبد الحقِّ
(7)
، وأعلَّهُ بأن خليفةَ مجهولُ الحال.
(1)
"تهذيب الكمال" 21/ 581، و"تهذيب التهذيب" 6/ 211.
(2)
"العقد الثمين" 6/ 368.
(3)
كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب: ما جاء في إقطاع الأرضين (3055).
(4)
"ميزان الاعتدال" 1/ 666.
(5)
"تهذيب التهذيب" 3/ 582.
(6)
في "تهذيب التهذيب": بها، وفيها إشكال.
(7)
"بيان الوهم والإيهام" 5/ 754.
-
عمرو بنُ حُرَيْثٍ، المخزوميُّ، المدَنيُّ.
في الذي قبلَه.
2954 - عمرو بنُ حزمِ بنِ زيدِ بنِ لَوذانَ، أبو الضَّحَّاكِ
(1)
وأبو مُحمَّدٍ، الخزرجيُّ الأنصاريُّ
(2)
.
ذكرَه مسلمٌ
(3)
في المدنيين، وقد روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. وعنه: ابنه مُحمَّدٌ، وامرأتُهُ سودةُ ابنة حارثةَ، وزيادُ بنُ نُعيمٍ الحضرميُّ، وآخرون.
شهدَ الخندقَ وهو ابنُ خمسَ عشرةَ سنةً، واستعمله النبيُّ صلى الله عليه وسلم على نجرانَ
(4)
وهو ابنُ سبعَ عشرةَ سنةً. ماتَ سنة إحدى، أو اثنتين، أو ثلاث، أو أربعٍ وخمسين.
قالَ أبو نُعيم
(5)
: في خلافةِ عمرَ بالمدينةِ. وهو في "التهذيب"
(6)
.
2955 - عمرُو بنُ خُزَيْمَةَ، أبو خُزيمةَ
(7)
.
(1)
" بيان الوهم والإيهام" 4/ 424.
(2)
"الإصابة" 2/ 532.
(3)
"الطبقات" 1/ 147 (31).
(4)
نجران: مدينة جنوب المملكة العربية السعودية.
(5)
"معرفة الصحابة" 4/ 1980، ذكر القول الأول في وفاته، ثمَّ قال: وقيل: إنه توفي في خلافة عمر.
(6)
"تهذيب الكمال" 21/ 585، و"تهذيب التهذيب" 6/ 132.
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 327، و"الجرح والتعديل" 6/ 229.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: عُمارةَ بنِ خُزيمةَ، وعنه: هِشامُ بنُ عُروةَ.
قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(1)
. وهو في "التهذيب"
(2)
.
2956 - عمرُو بنُ رافعٍ، القُرشيُّ، العَدَويُّ
(3)
.
مولى عمرَ، مدنيٌّ. يروي عن: حفصةِ ابنة عمرَ، وعنه: أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وزيدُ بنُ أسلمَ. قالَه ابن حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(4)
، ووثَّقه هو والعِجليُّ
(5)
. وذُكر في "التهذيب"
(6)
.
2957 - عمرُو بنُ رافعٍ
(7)
.
مولى أمِّ المؤمنين حفصةَ. ذكرَه مسلمٌ
(8)
في ثالثة تابعي المدنيين
(9)
.
-
عمرُو بنُ زائدةَ.
في: ابنِ أمِّ مكتوم (2987).
(1)
"الثقات" 7/ 220.
(2)
"تهذيب الكمال" 21/ 608، و"تهذيب التهذيب" 6/ 140.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 330، و"الجرح والتعديل" 6/ 232.
(4)
"الثقات" 5/ 176.
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 176.
(6)
"تهذيب الكمال" 22/ 22، و"تهذيب التهذيب" 6/ 144.
(7)
"الطبقات الكبرى" 5/ 229.
(8)
"الطبقات" 1/ 251 (901).
(9)
في الأصل: المؤمنين، وهو تحريف.
2958 - عمرُو بنُ الزُّبير بنِ العوَّامِ بنِ خويلدِ بنِ أسدِ بنِ عبدِ العزَّى بنِ قصُيِّ بنِ كلابٍ، القُرشيُّ، الأسديُّ
(1)
.
وأمُّهُ أمُّ خالدِ ابنةُ خالدِ بنِ سعيدِ بنِ العاصِ الأمويَّةُ، وهو أخو عبدِ الله.
سمع أباهُ، وأخاهُ، ولا نعلمُ له روايةً، وله وِفادةٌ على معاويةَ وابنِهِ.
وكانت بينه وبين أخيه خصومةٌ، بحيثُ إنَّ يزيدَ لما كتب إلى عمرِو بنِ سعيدٍ أنْ يوجِّه إلى أخيه جُندًا، سأل: مَن أعدى النَّاس له؟ فقيل: أخوه هذا، فولَّاه شرطةَ المدينةِ، فضربَ ناسًا مِن قريش والأنصارٍ بالسِّياط، وقالَ: هؤلاء شيعتُهُ، يعني أخاه.
ثمَّ توجَّهَ في ألفٍ مِن أهلِ الشَّامِ إلى قِتالِه، ونزل بذي طُوى
(2)
، فأتاه النَّاسُ يسلِّمُون عليه، فقالَ: جئتُ لأنْ يعطيَ أخي الطَّاعةَ ليزيدَ، ويَبَرَّ قسَمَهُ، فإنْ أبى قاتلتُهُ، في قصَّةٍ طويلةٍ، فيها: أنَّ عبد الله اقتَصَّ منه مِن بعضِ مَنْ آذاهُ بالمدينة، وكانَ ممَّن جلدَه مئةً مصعبُ بنِ عبد الرَّحمن، فأمرَ به عبدُ الله فاقتَصَّ منه، فكانَ سببَ موته، وطُرِحَ في شِعبِ الخَيْفِ، وهو الموضع الذي صُلِبَ فيه عبدُ الله بعدُ.
ولما ولَّى يزيدُ بنُ معاويةَ المدينةَ عمرَو بنَ سعيدٍ الأَشْدَقَ، استعمل عمرًا هذا على شُرطَتِهِ، لكونه مبغَّضًا في أخي نفسه عبدِ الله؛ فأرسلَ عمرٌو إلى نفرٍ مِن أهلِ
(1)
"نسب قريش" ص 236، و"طبقات ابن سعد" 5/ 185، و"العقد الثمين" 6/ 378.
(2)
ذُو طُوًى: وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ مَكَّةَ، يَسِيلُ فِي سُفُوحِ جَبَلِ أَذَاخِرَ وَالْحَجُونِ مِنْ الْغَرْبِ، يَصُب فِي المُسْفَلَةِ. "معجم المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية" ص 189.
المدينةِ فضربَهم ضربًا شديدًا لهواهم في أخيه عبدِ الله، منهم: أخوه المنذرُ بنُ الزُّبير، وابنُه مُحمَّدُ بن المنذر، وعبدُ الرحمن بنُ الأسودِ بنِ عبدِ يغوثَ، وغَنْمُ بنُ عبدِ الله بن حكيمِ بن عبدِ الله بنِ حَرامٍ، ومُحمَّدُ بنُ عمَّارِ بن ياسر، وغيرُهم، فضربَهم الأربعين إلى الخمسين إلى السِّتين، فاستشارَ عمرُو
(1)
بنُ سعيدٍ عمرًا هذا فيمَن يرسله إلى أخيه، فقالَ: لا توجِّهُ له رجلًا أنكى له منِّي، فجهَّزَ معه النَّاسَ، وفيهم: أُنَيسُ بنُ عمرٍو الأسلميُّ في سبع مئة
(2)
.
وقالَ ابنُ الأثير
(3)
: قالَ: وقيل: إنَّ يزيدَ كتبَ إلى عمرِو بن سعيدٍ ليرسِلَ عمرًا هذا ففعلَ، وأرسله ومعهم جيشٌ نحوُ ألفي رجلٍ، فنزلَ أُنيسٌ بذي طُوى، ونزلَ عمرو بالأبطحِ
(4)
، فأرسلَ عمروٌ إلى أخيه: بَرَّ يمينَ يزيدَ، وكانَ حَلَفَ ألا يقبل بيعتَهُ إلا أن يُؤتى به في جامعةٍ
(5)
، فتعالَ حتى أجعلَ في عُنُقِكَ جامعةً مِن فِضةٍ لا تُرى، ولا يُضرَبُ النَّاسُ بعضهم ببعض، فإنَّكَ في بلدٍ حرامٍ.
وذكرَ القِصَّةَ بطولهِا، وأنَّ عبدَ الله أقادَ مِن أخيه عمروٍ لكلِّ مَن آذاه بالمدينةِ مِن ضربٍ ونتفٍ، فقام مصعبُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ، فقالَ: إنَّه جلدَني مئةَ جلدةٍ، فأمرَ به فضُربَ مئةً، فماتَ، وأمرَ به عبدُ الله فصُلِبَ، ثمَّ طُرح في شِعب الخيف، وهو
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: عمر.
(2)
"البداية والنهاية" 8/ 544.
(3)
"الكامل في التاريخ" 3/ 266.
(4)
الأَبْطَح: هو المُحَصَّب وهو خيف بني كنانة، في مِنى. "معجم البلدان" 1/ 74.
(5)
الجامعة: الغُلُّ والقيد. "القاموس": جمع.
الموضعُ الذي صُلبَ فيه عبدُ الله بعد، ولم يقابِلْ عبدُ الله أخاه بحقِّهِ، إنَّما قابلَه بحقوقِ النَّاسِ.
-
عمرُو بنُ سعدِ بنِ معاذٍ.
في: ابن معاذِ بنِ سعيدِ بنِ معاذٍ (2985).
2959 - عمرُو بنُ أبي سَرْحِ بنِ ربيعةَ بنِ هلالِ بنِ وهبِ بنِ مُنَبِّهِ بنِ الحارثِ بنِ فهرِ بنِ مالكٍ، أبو سعيدٍ، القُرشيُّ، الفِهريُّ
(1)
.
أخو وَهْبٍ.
شهد بدرًا، وهما من مهاجرة الحَبَشَةِ، وقيل: اسمه مَعْمَرٌ، ماتَ بالمدينةِ في خلافةِ عثمانَ، سنةَ ثلاثين.
2960 - عمرُو بنُ سعيدِ بنِ العاصِ بنِ أُميَّةَ بنِ عبدِ شمسٍ، أبو أميَّةَ الأمويُّ
(2)
.
أخو أبانَ، وخالدٍ.
صحابيٌّ، لحقَ بأخيه خالدٍ بالحبشةِ، وقدمَ معه أيام خيبرَ، وشهد فتحَ مكَّةَ، واستُشهد يومَ أجنادينَ
(3)
. وأمُّه هندُ ابنةُ المغيرةِ بنِ عبدِ الله بنِ عُمرَ بنِ مخزومٍ، وذُكر في أوَّلِ "الإصابة"
(4)
.
2961 - عمرُو بنُ سعيدِ بنِ العاصِ بنِ سعيدِ بنِ العاصِ بنِ أُميَّةَ بنِ
(1)
" أسد الغابة" 4/ 228، و"الإصابة" 2/ 537.
(2)
"أسد الغابة" 4/ 230.
(3)
وكانت في السنة الخامسة عشرة للهجرة. انظر: "البداية والنهاية" 7/ 59.
(4)
"الإصابة" 2/ 539.
عبدِ شمسِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كلابٍ، أبو أُميَّةَ الأمويُّ، القُرشيُّ
(1)
.
أخو عَنْبَسَةَ، والمعروف بالأشْدَقِ، وأمُّهُ أمُّ البنين ابنةُ الحكمِ، أختُ مروانَ.
ولِيَ المدينةَ لمعاويةَ، وليزيدَ بنِ معاويةَ بعد عزلِ الوليدِ بنِ عتبةَ، فقدِمَها في رمضانَ فدخل عليه أهلُ المدينة، وكانَ عظيم الكِبْرِ، واستعملَ على شُرطته عمرَو بنَ الزُّبيرِ لما كانَ بينَه وبين أخيهِ عبدِ الله من البغضاءِ، كما في ترجمة عمرِو بنِ الزُّبيرِ. ثمَّ سكنَ دمشقَ، وكانَ أحدَ الأشرافِ من بني أُميَّةَ، وقد رامَ الخلافةَ، وغلب على دمشقَ، وادَّعى أنَّ مروانَ جعلَه وليَّ العهدِ بعدَ عبدِ الملك.
حدَّثَ عن: عمرَ، وعثمانَ، وعائشةَ، وغيرِهم، وعنه: بنوه: موسى، وأميةُ، وسعيدٌ، وخُثَيْمُ بن مروان، وهو ممَّنْ خرَّجَ له مسلمٌ
(2)
. وذُكر في "التهذيب"
(3)
، ورابعِ "الإصابة"
(4)
، وترجمته طويلةٌ.
وله ذِكرٌ في أبي رافعٍ من الكنى
(5)
، وأرسلَ عن النبي صلى الله عليه وسلم. قُتلَ في سنةِ تسعٍ وستين، قتلَه عبدُ الملكِ بنُ مروانَ.
وكانَ قد رأى رجلٌ
(6)
عندَ موته في المنامِ قائلًا يقولُ:
(1)
"تاريخ دمشق" 49/ 317، و"سير أعلام النبلاء" 3/ 449.
(2)
كتاب الطهارة، باب: فضل الوضوء والصلاة عقبه 1/ 206 (228).
(3)
"تهذيب الكمال" 22/ 36، و"تهذيب التهذيب" 6/ 148.
(4)
"الإصابة" 3/ 175.
(5)
الكنى في القسم المفقود من الكتاب.
(6)
تحرَّفت في الأصل إلى: رجلًا، والصحيح المثبت لأنه فاعل.
ألا يا لَقَومِي للسَّفاهَةِ والوَهْنِ
(1)
…
وللعاجزِ الموهونِ والرَّأي ذي الأَفْنِ
(2)
ولابنِ سعيدٍ بينما هو قائمٌ
…
على قدميه خَرَّ للوجه والبَطْنِ
رأى الحصنَ منجاةً مِن الموتِ فالتجى
…
إليهِ فزارتْهُ المنيةُ في الحِصْنِ
(3)
فقَصَّ
(4)
رؤياه على عبد الملك، فأمرَه بكتمِها حتَّى كانَ مِنْ قِبَلِهِ ما كانَ.
ومِن أخبارِه المحمودةِ: ما رواه عبدُ الملك بنُ عبيدٍ، عن أبيه قالَ: لمَّا حضرت سعيدَ بنَ العاصِ -يعني والدَهُ- الوفاةُ جمعَ بنيه، وقالَ: أيُّكم يكفُلُ دَيْني؟ فسكتوا، فقالَ ابنُه عمروٌ الأشدقُ -وكانَ عظيم الشِّدْقِ-: كم دَيْنُك يا أبتِ؟ قال: ثلاثونَ ألفَ دينار، قالَ: فيما استدنتَها؟ قال: في كريمٍ سددْتُ فاقتَهُ، وفي لئيمٍ فديتُ عرضي منه، قال: هي عليَّ يا أبتِ، قالَ: بناتي لا تزوجْهُنَّ إلا مِن الأكفاءِ ولو بعِلْقِ
(5)
الخبزِ الشَّعير، قال: وأفعلُ يا أبتِ، فقالَ: إخواني إنْ فقدوا وجهي، فلا يفقدوا معروفي، فقالَ: أفعلُ أيضًا، قالَ سعيدٌ: أمَا واللّه، لئنْ قلتَ، لقد عرفتُ ذلكَ في حماليقِ
(6)
وجهِكَ وأنتَ في مهدِكَ.
ومِن أخبارِه المذمومةِ: ما حكاه السُّهيليُّ
(7)
- بعد قوله:
(1)
الوهن: الضعف. "القاموس": وهن.
(2)
الأفن: ضعف الرأي والعقل. "القاموس": أفن.
(3)
الأبيات موجودة في المراجع السابقة، و"العقد الثمين" 6/ 393.
(4)
بياض في الأصل.
(5)
العِلق: الجراب. "القاموس": علق.
(6)
الحماليق: جمع حِملاق العين، وهو باطن أجفانها. "القاموس": حملق.
(7)
"الروض الأنف" 4/ 115.
لا
(1)
، إنَّه الذي كانَ يسمَّى لَطْمَ الشَّيطان، وكانَ جبَّارًا شديدَ البأس، حتَّى خافَه عبدُ الملكِ على مُلكِه، وقتلَهُ بحيلةٍ - ما نَصُّه: وهو الذي خطبَ على منبرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَرَعَفَ حتَّى سالَ الدَّمُ إلى أسفله، فعُرِف بذلكَ معنى قوله صلى الله عليه وسلم
(2)
: "كأني بجَبَّارٍ مِن بني أميةَ يَرْعُفُ على مِنبري هذا حتَّى يسيلَ الدَّمُ إلى أسفله"، أو كما قالَ صلى الله عليه وسلم، فكانَ الخبرُ منطبقًا عليه.
2962 - عمرُو بنُ أبي سفيانَ بنِ أسيدِ بنِ جاريةَ الثَّقفيُّ
(3)
.
حليفُ بني زُهرةَ، عدادُهُ في أهلِ المدينة. ذكرَه مسلمٌ
(4)
في ثالثة تابعي المدنيين.
يروي عن: أبي هريرة، وأبي موسى، وعنه: الزُّهريُّ، والحجَّاجُ بنُ فُرَافِصةَ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(5)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(6)
، ورابع "الإصابة"
(7)
.
وقد يُنسَبُ إلى جَدِّهِ، ويقال: اسمه عُمرُ. يروي أيضا عن: عُمَرَ، وعنه: ابنُ أخيه عبدُ الملك بنُ عبدِ الله بنِ أبي سفيانَ.
(1)
ليست في "الروض الأنف".
(2)
أخرجه أحمد في "المسند" 2/ 522، وفي سنده علي بن زيد، ضعيف، كما في "تقريب التهذيب"، ص 401 (4734).
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 336، و"الجمع بين رجال الصحيحين" 1/ 370.
(4)
"الطبقات" 1/ 244 (808).
(5)
"الثقات" 5/ 180.
(6)
"تهذيب الكمال" 22/ 44، و"تهذيب التهذيب" 6/ 152.
(7)
"الإصابة" 3/ 175.
2963 - عَمرُو بنُ سُلَيْمِ بنِ خَلْدَةَ بنِ مَخْلَدِ بنِ عامرِ بنِ زُرَيْقٍ، الزُّرَقيُّ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ
(1)
.
مِن أهلِها. ويقال له: ابنُ خَلْدَةَ. يروي عن: أبي حميدٍ الأنصاريِّ، وأبي قتادَةَ، وأبي هريرة، وأبي سعيدٍ، وعنه: سعيدٌ المَقْبُريُّ، وبُكيرُ ابنُ الأشَجِّ، وعامرُ بنُ عبدِ الله بنِ الزُّبيرِ، والزُّهريُّ، ومُحمَّدُ بنُ يحيى بنِ حَبَّانَ. وثقه النَّسائي، وابنُ حِبَّانَ، وقَال
(2)
: قيل: إنَّه راهَقَ الحُلُمَ يومَ قُتلَ عمرُ، وابنُ سعدٍ، وقالَ
(3)
: قليلُ الحديث، وابنُ خِراشٍ وقالَ: في حديثه اختلاطٌ
(4)
، والعِجليُّ، وقالَ
(5)
: مدنيٌّ تابعيٌّ، وقالَ الواقديُّ: كانَ قد راهقَ الحلمَ في زمن عُمَرَ. وقالَ الفَلَّاسُ: ماتَ سنةَ أربعٍ ومئةٍ.
2964 - عمرُو بنُ شُرَحبيلَ بنِ سعيدِ بنِ سعدِ بنِ عُبادةَ الأنصاريُّ، الخزرجيُّ، المدَنيُّ
(6)
.
يروي عن: أبيه، وعنه: ابناه سعيدٌ، وعبدُ الرحمن، وعبدُ الله بنُ مُحمَّدِ بنِ عقيلِ بنِ أبي طالبٍ، ومُحمَّدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ سعدِ بنِ زُرَارةَ. ذكرَه ابن حِبَّانَ في ثالثةِ
(1)
"تهذيب الكمال" 22/ 55، و"تهذيب التهذيب" 6/ 155.
(2)
"الثقات" 5/ 167.
(3)
"الطبقات الكبرى" 5/ 72.
(4)
"ميزان الاعتدال" 3/ 263.
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 177.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 341، و"الجرح والتعديل" 6/ 238.
"ثقاته"
(1)
. وهو في "التهذيب"
(2)
.
2965 - عمروُ بنُ شرحبيلَ.
في: ابن أمِّ مكتومٍ، كذا سمَّى الواقديُّ أباه، فيما ذكرَه الخطيب
(3)
مِن طريقِ ابن الغلابيِّ عنه.
2966 - عمرُو بنُ شُعيبِ بنِ مُحمَّدِ بنِ عبدِ الله بنِ عمروِ بنِ العاصِ، أبو إبراهيمَ، القُرشيُّ، السَّهميُّ، المدَنيُّ، المكيُّ، الطَّائفيُّ
(4)
.
أكثرَ عن أبيه، وروى عن: مجاهدٍ، وطاوسٍ، وسعيدِ بنِ المسيَّبِ، وسليمانَ بنِ يسارٍ، وطائفةٍ، وعن الرُّبيِّعِ ابنةِ معوِّذٍ، وزينبَ ابنةِ أبي سلمةَ، وهو تابعيٌّ، وأرسلَ عن أمِّ كُرْزٍ الخزاعيَّةِ. روى عنه: عمرُو بنُ دينارٍ، وقتادَةُ، وعطاءٌ، والزُّهريُّ، ومكحولٌ، وثابتٌ، وأيوبُ السَّختيانيُّ، وخلقٌ.
روى له أصحابُ السُّنن، ووثَّقه الدَّارميُّ، وأحمدُ [و]
(5)
العجليُّ
(6)
، والنَّسائيُّ، وغيرهم. وقالَ يحيى القطَّانُ: إذا روى عنه الثِّقاتُ فهو ثقةٌ يُحتجُّ به.
(1)
"الثقات" 7/ 225.
(2)
"تهذيب الكمال" 22/ 59، و"تهذيب التهذيب" 6/ 157.
(3)
"المتفق والمفترق" 3/ 159.
(4)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 445، و"الجرح والتعديل" 6/ 238، و "سير أعلام النبلاء" 5/ 165.
(5)
سقطت في الأصل.
(6)
"معرفة الثقات" 2/ 178.
قالَ أبو زُرعةَ: روى عنه الثِّقاتُ، وإنَّما أنكروا عليه كثيرَ روايتِه عن أبيه، عن جدِّهِ، وإنَّما سمعَ أحاديثَ يسيرةً، وأخذ صحيفةً كانتْ عندَهم، فرواها ممَّا روى عن أبيه عن جدِّهِ. ولكن قالَ البخاريُّ
(1)
، وأحمدُ، وابنُ المدينيِّ، وإسحاقُ بنُ راهَوَيه، وأبو عُبيدٍ: وعامَّةُ أصحابِنا يحتجُّون به، فمَن النَّاسُ بعدهم؟. وقالَ الذَّهبيُّ
(2)
: حَسَنُ الحديث. انتهى.
ماتَ سنةَ ثماني عشرةَ ومئةٍ بالطَّائفِ. وهو في "التهذيب" مطوَّلٌ
(3)
.
2967 - عمروُ بنُ العاصِ
(4)
.
جدُّ الذي قبلَه، له دارٌ بالمدينةِ ......
(5)
.
2968 - عَمروُ بنُ عامرٍ الأنصاريُّ.
ذكرَه مسلمٌ
(6)
في ثالثةِ تابعي المدنيين. وفي نسخةٍ: عُمَرُ، بدون واوٍ.
2969 - عمرُو بنُ عبدِ الله بنِ كعبِ بنِ مالكٍ، السَّلَميُّ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ
(7)
.
مِن أهلِها. ذكرَه مسلمٌ
(8)
في ثالثةِ تابعي المدنيين. يروي عن: نافعِ بنِ جبيرٍ،
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 343.
(2)
"الميزان" 3/ 268.
(3)
"تهذيب الكمال" 22/ 64، و"تهذيب التهذيب" 6/ 159.
(4)
"الإصابة" 3/ 2.
(5)
بياض بمقدار ستة أسطر.
(6)
"الطبقات" 1/ 248 (859).
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 346، و"الجرح والتعديل" 6/ 243.
(8)
"الطبقات" 1/ 245 (827).
وعنه: يزيدُ بنُ خُصَيفةَ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(1)
، ووثَّقه النَّسائيُّ، ويعقوبُ بنُ سفيانَ، وسمَّاه عُمرَ. وقالَ الذَّهبيُّ
(2)
: تفرَّدَ عنه بالرِّواية يزيدُ. وذُكرَ في "التهذيب"
(3)
.
2970 - عمرُو بنُ عَبَسَةَ بنِ عامرِ بنِ خالدٍ، أبو نَجيحٍ، السُّلَميُّ
(4)
.
نزيل حمصَ، وأخو أبي ذرٍّ لأمِّهِ، وأحدُ السابقين الأوَّلين.
قدِمَ على النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بمكَّةَ. فكانَ رابعَ مَن أسلمَ، ورجعَ، ثمَّ هاجرَ فيما بعدُ إلى المدينةِ. وله عدَّةُ أحاديثَ، وكانَ أحدَ الأمراءِ يومَ اليرموكِ
(5)
، وماتَ في خِلافةِ معاويةَ، أو في خلافةِ يزيدَ. خرَّجَ له مسلمٌ
(6)
، وذُكرَ في "التّهذيب"
(7)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(8)
.
2971 - عَمرو بنُ عبيدِ
(9)
الله الحضرميُّ، أو الأنصاريُّ
(10)
.
(1)
" الثقات" 7/ 225.
(2)
"ميزان الاعتدال" 3/ 270.
(3)
"تهذيب الكمال" 22/ 114، و"تهذيب التهذيب" 6/ 175.
(4)
"أسد الغابة" 4/ 251، و"تاريخ دمشق" 46/ 249.
(5)
وكانت وقعة اليرموك سنة 13 هـ. "البداية والنهاية" 7/ 7.
(6)
كتاب صلاة المسافرين، باب: إسلام عمرو بن عبسة 1/ 569 (832).
(7)
"تهذيب الكمال" 22/ 118، و"تهذيب التهذيب" 6/ 177.
(8)
"الإصابة" 3/ 5.
(9)
في الأصل: عبد، وهو خطأ.
(10)
"أسد الغابة" 4/ 252، و"الإصابة" 3/ 6.
حديثُهُ في "المسند"
(1)
، و"تاريخ البخاريِّ"
(2)
، و"كتابِ ابن السكن"
(3)
وحكاه ابنُ عديٍّ
(4)
، وقالَ ابنُ خزيمةَ: لا أدري، هو مِن أهلِ المدينةِ أم لا؟.
وأخرجه أحمدُ
(5)
، والبغويُّ
(6)
، والطحاويُّ
(7)
، والطبريُّ، وابنُ السَّكنِ، والباورديُّ، وابنُ مَندهْ بعُلُوٍّ، كلُّهم من طريق الحسنِ بنِ عبيدِ الله أنَّ عمرَو بنَ عبيدِ الله الحضرميَّ، صاحبَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حدَّثَهُ قال:"رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أكل كَتِفًا، فقامَ فتمضمضَ، وصَلَّى ولم يتوضَّأ".
ووقع في "الاستيعاب"
(8)
: عمرُو بنُ عبدِ الله الأنصاريُّ، فذكر الحديثَ؛ وقالَ: لا أعرفُه بغيرِ هذا، وفيه نظرٌ، ضعَّفَ البخاريُّ إسنادَه، فخالفَ في اسم أبيه، فقاله في التكبير، وفي نسبه فقال: الأنصاريُّ
(9)
، فاستدركَ ابنُ فتحون عمرَو بنَ عبيدِ الله الحضرميَّ لظنِّهِ أَنَّه غيرُ الذي في "الاستيعاب"، وليس بجيِّدٍ، بل هو مِن شرط
(1)
"المسند" 4/ 347 (19262).
(2)
"التاريخ الكبير" 6/ 212.
(3)
زيادة موجودة في هامش الأصل غير واضحة بمقدار ثلاثة أسطر في لوحة.
(4)
"الكامل في الضعفاء" 6/ 244.
(5)
"المسند" 4/ 347.
(6)
لا يوجد في "معجم الصحابة" المطبوع.
(7)
"شرح معاني الآثار" 1/ 105.
(8)
"الاستيعاب" 2/ 541.
(9)
بل إن البخاري ذكر نسبه فقال: عمرو بن عبيد الله الحضرمي، انظر:"التاريخ الكبير" 6/ 212.
كتابِهِ الذي جمعَه في أوهام "الاستيعاب".
وقالَ ابنُ الأثيرِ
(1)
: يقدَّمُ هذا المتن في عمرِو بن عبيد الله الأنصاريِّ، فلعلَّه كانَ حضرميًا، وحِلْفُه في الأنصار.
ووقع في "التجريد"
(2)
: الثقفيُّ بدلَ الأنصاريِّ، وما أدري ما وجهُه؟. انتهى ما في "الإصابة"
(3)
.
2972 - عمرُو بنُ أبي عبيدٍ
(4)
.
مولى
(5)
أهلِ المدينة، مِن أهلِها. يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وابنُ أبي ذِئبٍ. قالَه ابن حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(6)
، وأعاده في ثالثتها
(7)
، فقالَ: يروي عن الحجازيين.
2973 - عمرُو بنُ عَتيقِ بنِ عامرِ بنِ عبدِ الله بنِ الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ
(8)
.
ممَّن قُتلَ هو وأبوه سنةَ ثلاثين ومئةٍ، على يدِ الخارجيِّ أبي حمزةَ المختارِ.
(1)
"أسد الغابة" 4/ 252.
(2)
"التجريد" 1/ 412.
(3)
"الإصابة" 3/ 7.
(4)
"التاريخ الكبير" 6/ 353، و"الجرح والتعديل" 6/ 247.
(5)
تحرفت في الأصل إلى: والي.
(6)
"الثقات" 5/ 176.
(7)
"الثقات" 7/ 226.
(8)
"تاريخ خليفة"، ص 315.
2974 - عمرُو بنُ عثمانَ بنِ عفانَ بنِ أبي العاصِ بن أميةَ، الأمويُّ، القرشيُّ
(1)
.
أخو عمرَ الآتي. مِن أهلِ المدينةِ، وشفيقُ أبانَ، وخالدٍ، وعمرَ، وأمُّهم أسماءُ ابنةُ عمرِو بنِ حَمَمَةَ الدَّوسيةُ، وقيل: بل أمُّ عمرٍو، أمُّ النُّجوم، ابنةُ جُندُبِ بنِ عمرٍو.
وكانَ زوجَ رملةَ ابنةِ معاويةَ، وله أخٌ اسمه سعيدٌ. يروي عن: أبيه، وأسامةَ بنِ زيدٍ، وهو قليلُ الحديثِ، وعنه: ابنه عبدُ الله، وعليُّ بنُ الحسينِ، وسعيدُ بنُ المسيِّبِ، وأبو الزِّنادِ.
وقالَ الزُّبيرُ بنُ بكَّار: كانَ أكبرَ ولدِ عثمانَ الذين أعقبوا، وإنَّ معاويةَ زوَّجه لما ولي الخلافةَ ابنتَهُ رَمْلَةَ. وقد وثَّقه العِجليُّ
(2)
، وقالَ: مدنيُّ، مِن كبارِ التَّابعين، وابنُ حِبَّانَ
(3)
، وابنُ سعدٍ
(4)
؛ وقالَ: له أحاديث. وذُكر في "التهذيب"
(5)
. ماتَ في حدودِ الثَّمانين.
2975 - عمرو بنُ عثمانَ بنِ هاني المدَنيُّ
(6)
.
مولى عثمانَ بنِ عفَّانَ. يروي عن: القاسمِ بنِ مُحمَّدِ بنِ أبي بكرٍ، وعمرَ بنِ
(1)
"نسب قريش"، لمصعب، ص 104، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 472، و"سير أعلام النبلاء" 4/ 353.
(2)
"معرفة الثقات" 2/ 181.
(3)
"الثقات" 5/ 168.
(4)
"الطبقات الكبرى" 5/ 150.
(5)
"تهذيب الكمال" 22/ 153، و"تهذيب التهذيب" 6/ 185.
(6)
"الكاشف" 2/ 83.
عبدِ العزيزِ، ووهبِ بنِ كيسانَ، وعاصمِ بنِ عمرِو بنِ عثمان، وعنه: هشامُ بنُ سعدٍ، وابنُ أبي فُدِيكٍ، والواقديُّ. وثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(1)
.
وذكره ابنُ سعدٍ
(2)
في الطبقةِ الخامسةِ مِن أهلِ المدينةِ، وقالَ: روى عنه الكوفيون. ولم يذكره البخاريُّ في "تاريخه"، ولا ابنُ أبي حاتمٍ.
وذكرَه الأحوصُ عن
(3)
المفضَّل الغَلابيِّ في موالي عثمان، وقالَ الذَّهبيُّ
(4)
: كانَ صدوقًا، وهو في "التهذيب"
(5)
.
2976 - عمرُو بنُ علقمةَ بنِ وقَّاصٍ، اللَّيثيُّ، المدَنيُّ
(6)
.
والد مُحمَّدٍ، وأخو عبدِ الله. ذكرهما مسلمٌ
(7)
في ثالثة تابعي المدنيين.
يروي عن: بلالِ بنِ الحارثِ المزنيِّ، وعنه: ابنُه. قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(8)
، وذُكر في "التهذيب"
(9)
.
(1)
"الثقات" 8/ 478.
(2)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم، ص 411.
(3)
تحرفت في الأصل إلى: بن، والتصويب من "تهذيب التهذيب".
(4)
"تاريخ الإسلام" 6/ 260.
(5)
"تهذيب الكمال" 22/ 157، و "تهذيب التهذيب" 6/ 186.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 355، و"الجرح والتعديل" 6/ 251.
(7)
"الطبقات" 1/ 242 (780 - 781).
(8)
"الثقات" 5/ 174.
(9)
"تهذيب الكمال" 22/ 160، و"تهذيب التهذيب" 6/ 187.
وصحَّحَ التِّرمذيُّ
(1)
، وابنُ حِبَّانَ
(2)
حديثَهُ، وكذا صحَّحَ له ابنُ خزيمةَ آخرَ.
2977 - عمرُو بنُ أبي عَمروٍ، مولى المطَّلِبِ بنِ عبدِ الله بنِ حَنْطَبٍ، أبو عثمانَ، المخزوميُّ، المدَنيُّ
(3)
.
واسم أبيه مَيْسَرَةُ. ذكرَه مسلمٌ
(4)
في رابعةِ تابعي المدنيين. وهو يروي عن: أنسٍ، وسعيدِ بنِ جبيرٍ، وأبي سعيدٍ المَقْبُريِّ، والأعرجِ، وعكرمةَ، وعنه: مالكٌ، ومُحمَّدٌ، وإسماعيلُ ابنا جعفرٍ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي الزِّنادِ، والدَّرَاوَردِيُّ، وآخرون.
قال أبو حاتمٍ
(5)
: لا بأسَ به، وأحمدٌ
(6)
: ما به بأسٌ، وأبو داود: ليسَ بذلك.
وابنُ مَعِينٍ
(7)
: ليس بحجَّةٍ، وابنُ حِبَّانَ
(8)
: ربَّما أخطأ، يُعتبر بحديثِه مِن رواية الثِّقات عنه، ماتَ في ولايةِ أبي جعفرٍ. زاد ابنُ سعدٍ
(9)
: وزيادُ بنُ عبيدِ الله على المدينةِ، وقالَ: كانَ كثيرَ الحديثِ، صاحبَ مراسيلَ.
(1)
كتاب الزهد، باب: قلة الكلام، (2319)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(2)
"صحيح ابن حِبَّانَ بترتيب ابن بلبان" 1/ 514 (280).
(3)
"طبقات خليفة"، 266، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 246، و"موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 285.
(4)
"الطبقات" 2/ 706 (1045).
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 253.
(6)
"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 229.
(7)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 450 - 451.
(8)
"الثقات" 5/ 185.
(9)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 341.
وقالَ العِجليُّ
(1)
: ثقةٌ، ينكَرُ عليه حديثُ البهيمةِ، وقالَ السَّاجيُّ: صدوقٌ إلا أنه يَهِمُ، وكذا قالَ الأزديُّ، وقالَ الطحاويُّ: تُكُلِّمَ في روايتِهِ بغير إسقاط.
وقالَ عثمانُ الدارميُّ في حديثٍ رواه في الأطعمة: فيه ضعفٌ من أجل عمروٍ.
وقالَ الذَّهبيُّ
(2)
: حديثُه حَسَنٌ، مُنحَطٌّ عن الرُّتبة العُليا من الصَّحيح.
قالَ شيخُنا
(3)
: كذا قالَ، وحقُّ العبارةِ أنْ يحذفَ العُليا، وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
.
2978 - عمرُو بنُ عوفِ بنِ زيدِ بن مِلْحَةَ، أبو عبدِ الله المُزَنيُّ
(5)
.
جدُّ كَثيرِ بنِ عبدِ الله. قديمُ الصحبةِ، وأحدُ البكَّائينَ في توبةِ تبوكَ، شهدَ الخندقَ، وسكنَ المدينةَ. ذكرَه مسلمٌ
(6)
فيهم، وقالَ الواقديُّ: استعمله النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على حرم المدينةِ، وقالَ البخاريُّ في "التاريخ"
(7)
: قالَ لنا ابنُ أبي أُويسٍ: حدَّثنا كَثيرُ بنُ عبدِ الله، عن أبيه، عن جَدِّه قال:"كنّا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حين قَدِمَ المدينةَ، فصَلَّى نحوَ بيتِ المقدسِ سبعةَ عشرَ شهرًا".
وروى ابنُ سعدٍ
(8)
عنه: أنَّ أوَّلَ غزوةٍ غزاها الأبواءُ.
(1)
"معرفة الثقات" 2/ 181.
(2)
"ميزان الاعتدال" 3/ 282.
(3)
"تهذيب التهذيب" 6/ 190.
(4)
"تهذيب الكمال" 22/ 168، و"تهذيب التهذيب" 6/ 189.
(5)
"أسد الغابة" 4/ 259.
(6)
"الطبقات" 1/ 160 (185).
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 307.
(8)
"الطبقات الكبرى" 3/ 407.
وذُكر في "التَّهذيب"
(1)
. وأوَّلِ "الإصابة"
(2)
.
وقالَ الآقشهريُّ: يقال: إنه قَدِمَ معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ، وله منزلٌ فيها، وماتَ بها في آخرِ خلافةِ معاويةَ.
2979 - عمرُو بنُ عوفٍ الأنصاريُّ، حليفُ بني عامرِ بنِ لؤيٍّ
(3)
.
له صحبةٌ، ممن شَهِد بدرًا. وذكرَه مسلمٌ
(4)
في المدنيين.
قالَ ابنُ سعدٍ
(5)
: هو مولى سهيلِ بنِ عمرٍو، يُكْنَى: أبا عمرٍو، وكانَ من مُولَّدِي مكة. كانَ موسى بنُ عقبةَ وغيره يقولون: عُميرٌ، وابنُ إسحاقَ يقول: عمرٌو.
ذكرَه ابنُ حِبَّانَ
(6)
في عُميرٍ مِن الصَّحابة.
وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ
(7)
: عُميرُ
(8)
بنُ عوفٍ، لم يختلفوا أَنَّهُ مِنْ مُوَلَّدِي مكةَ، شَهِدَ بدرًا وما بعدَها، وماتَ في خلافةِ عمرَ، وصلى عليه عمرُ.
وقالَ قبلَ ذلك: عمرُو بنُ عوفٍ الأنصاريُّ حليفٌ من بني عامرِ بنِ لؤيٍّ،
(1)
تهذيب الكمال 22/ 173، و"تهذيب التهذيب" 6/ 192.
(2)
"الإصابة" 3/ 9.
(3)
"أسد الغابة" 4/ 258.
(4)
"الطبقات" 1/ 148 (36).
(5)
"الطبقات الكبرى" 3/ 407.
(6)
"الثقات" 3/ 301.
(7)
"الاستيعاب" 2/ 483.
(8)
تحرفت في الأصل إلى: عميرة.
يقال له: عميرٌ، سكنَ المدينةَ، لا عَقِبَ له.
روى عنه: المِسوَرُ حديثًا واحدًا.
وكذا فرَّقَ العسكريُّ بين الأنصاريِّ، وبين حليفِ بني عامرِ بن لؤيٍّ، فالله أعلمُ.
وهو في "التهذيب"
(1)
.
2980 - عمرو بنُ قيسِ بنِ زيادٍ، الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ
(2)
.
استُشهد بأُحُدٍ.
2981 - عمرو بنُ قيسِ بنِ زائدةَ، القُرشيُّ، العامريُّ ابنُ أمِّ مكتومٍ الأعمى
(3)
.
ماتَ بالمدينة بعدَ رجوعِه مِن القادسية.
ويأتي قريبا في: ابن أمِّ مكتومٍ (2987).
2982 - عَمرو بنُ قيسِ بنِ مالكِ بنِ كعبِ بنِ عبدِ الأشهلِ بنِ حارثةَ بنِ ذيبانَ بنِ النَّجَّارِ، أبو حمام
(4)
.
استُشهد بأُحُدٍ.
(1)
"تهذيب الكمال" 22/ 174، و "تهذيب التهذيب" 6/ 192.
(2)
"السيرة النبوية" 3/ 87.
(3)
"الإصابة" 2/ 289.
(4)
"أسد الغابة" 4/ 265، و"الإصابة" 22/ 240.
2983 - عمرو بنُ مساحِقٍ المدَنيُّ
(1)
.
روى عنه: النَّضْرُ بن عبدِ الله السّلميُّ.
2984 - عمرو بنُ مسلمِ بنِ عُمارةَ بنِ أُكَيْمةَ، أبو أُكيمةَ اللَّيثيُّ، الخَوْلانيُّ، المدَنيُّ.
وقيل: عُمرُ
(2)
. يروي عن: سعيد بنِ المسيِّبِ، وعنه: سعيدُ بنُ أبي هلالٍ، ومالكٌ، ومُحمَّدُ بنُ عمرٍو، والزُّهريُّ. وثَّقه ابنُ مَعينٍ
(3)
، وغيره.
وأسندَ الخطيبُ في "الموضح"
(4)
عن ابن مَعِينٍ أنه قيل فيه: عمَّار، وعَمروٌ، وعُمَرُ، يختلفون فيه، وادَّعَى ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(5)
أنَّ الصَّحيحَ الذي روى عنه الزُّهريُّ اسمه: عمرُو بنُ مسلمِ بنِ أُكيمةَ، والذي روى عنه مالكٌ وغيرُه: أخوه عُمَرُ. ولم يوافقه أحدٌ علمْتُهُ على ذلك، قالَه شيخُنا
(6)
.
وخرَّجَ له مسلمٌ
(7)
. وذُكر في "التهذيب"
(8)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 371، و"الجرح والتعديل" 6/ 261، و"الثقات" 5/ 184.
(2)
"الجمع بين رجال الصحيحين" 1/ 374.
(3)
"تاريخ ابن معين برواية الدوري" 2/ 451.
(4)
"موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 321.
(5)
"الثقات" 5/ 169.
(6)
"تهذيب التهذيب" 6/ 211.
(7)
كتاب الأضاحي، باب: نهي مَن دخل عليه عشر ذي الحجة وهو مريد التضحية أن يأخذ من شعره وأظفاره شيئا 3/ 1567 (41).
(8)
"تهذيب الكمال" 22/ 240.
2985 - عمرُو بنُ معاذِ بنِ سعيدِ بنِ معاذِ بنِ النُّعمانِ، أبو مُحمَّدٍ الأنصاريُّ، الأشهليُّ، المدنيُّ
(1)
.
ويقال: ابنُ سعدِ بن معاذ. يروي عن جدَّتِهِ، ولها صحبة، وعنه: زيدُ بنُ أسلمَ، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(2)
. وذُكر في "التهذيب"
(3)
، وعن بعضهم: معاذُ بنُ عمرٍو، وهو وَهَمٌ، وحكى ابن الحذَّاء
(4)
أنَّ روايةَ أكثرِ أصحابِ مالكٍ عن عمرِو بنِ معاذِ
(5)
بنِ عمرِو بنِ النُّعمانِ، وصحًّح الأوَّلَ، وحَكى فيه أيضا: عُمرَ، بضمِّ العين، وحكى عن رواية يحيى بنِ يحيى الليثيِّ، عن مالكٍ
(6)
، عن زيدٍ عن عمروِ بن سعدِ بنِ معاذٍ.
وقال البخاريُّ في "تاريخه"
(7)
: أُرى أنَّ مالكا قالَ: عمرَو بنَ سعدِ بنِ معاذٍ.
2986 - عَمرو بنُ معاذِ بنِ النُّعمانِ، الأنصاريُّ، الأشهليُّ
(8)
.
أخو سعدٍ، استُشهد بأُحُدٍ، وهو الذي قبلَه.
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 260.
(2)
"الثقات" 5/ 182.
(3)
"تهذيب الكمال" 22/ 246، و"تهذيب التهذيب" 6/ 213.
(4)
"التعريف برجال الموطأ"، ص 447.
(5)
زيدَ في الأصل: بن معاذ، والتصحيح من "تهذيب التهذيب" 6/ 213.
(6)
"الموطأ" 2/ 931، باب: جامع ما جاء في الطعام.
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 369.
(8)
"الإصابة" 3/ 17.
2987 - عَمرو بنُ أمِّ مكتومٍ، الضَّريرُ
(1)
.
مؤذِّنُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، استخلفَه على المدينةِ -في غير غزوةٍ - ثلاثَ عشرةَ مرَّةً، وقيلَ: إنَّهُ كانَ معه اللِّواءُ
(2)
يومَ القادسيةِ، واستُشهد يومئذٍ؛ لكنْ قالَ ابنُ سعدٍ: إنَّه رجعَ إلى المدينةِ بعدَها، ولم نسمعْ له بذكرٍ بعدَ عُمرَ.
وطوَّلَ ابنُ سعدٍ
(3)
ترجمتَه، وقالَ الواقديُّ: إنَّه رجعَ مِن القادسيةِ إلى المدينةِ، فماتَ بها، ولم نسمعْ له بذكرٍ بعدَ عمرَ بنِ الخطَّابِ.
ذكرَه ابنُ حِبَّانَ
(4)
في العبادلةِ في الصَّحابةِ؛ وقالَ: كانَ اسمُه الحُصينَ، فسمَّاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عبدَ الله، ومنهم مَنْ زعمَ أنَّ اسمَه عَمروٌ، وَمنْ قالَ: هو عبدُ الله بنُ زائدةَ، فقد نسبَه إلى جدِّه، وقالَ ابنُ سعدٍ: أمَّا أهلُ المدينةِ فيقولون: اسمُه عَبدُ الله، وأمَّا أهلُ العراقِ والكلبيُّ فيقولون: اسمُه عَمروٌ، ثمَّ اتفقوا على نسبِه فقالوا: ابنُ قيسِ بنِ زائدةَ.
وكانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يستخلفُه على المدينةِ يصلِّي بالنَّاسِ في عامَّةِ غزواتِه.
وقالَ أبو أحمدَ الحاكمُ: إنَّه قُتِلَ شهيدًا يومَ القادسيةِ، وقالَه الزُّبيرُ، وقالَ غيرُ الزُّبيرِ: ماتَ بالمدينةِ بعدَ رجوعِه مِن القادسيةِ.
(1)
"أسد الغابة" 4/ 223.
(2)
في الأصل: باللواء.
(3)
"الطبقات الكبرى" 4/ 212.
(4)
"الثقات" 3/ 214.
روى عنه: عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي ليلى، وأبو رَزينٍ الأسديُّ. وذُكرَ في "التهذيب"
(1)
في: ابن زائدةَ، وفي أوَّلِ "الإصابة"
(2)
في أوائل عَمروٍ.
وهو في المدنيينَ لمسلمٍ
(3)
، قالَ: عمروُ بنُ أمِّ مكتومٍ، ويقالَ له: عبدُ الله بنُ أمِّ مكتومٍ، وهو -على ما قالَ الزُّبيرُ بنُ بَكَّارٍ، وعمُّه مصعبٌ- ابنُ خالِ أمِّ المؤمنين خديجةَ. قدمَ المدينةَ مع مصعبِ بنِ عُميرٍ قبلَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقيلَ: إنَّما قدِمَها بعدَ بدرٍ بيسيرٍ، واستخلفَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على المدينةِ ثلاثَ عشرةَ
(4)
مَرَّةً في غزواته، وفي خروجِه إلى حَجَّةِ الوداعِ، وشهدَ فتحَ القادسيةِ، وكانَ معه اللِّواءُ يومئذٍ، وقُتلَ بها شهيدًا، وقالَ الواقديُّ: إنَّه رجعَ مِن القادسيةِ إلى المدينةِ، فماتَ بها، ولم نسمعْ له بذكرٍ بعدَ عُمرَ
(5)
.
2988 - عَمرو بنُ مَوهبٍ.
مدَنيُّ، تابعيٌّ، ثقةٌ، قالَه العِجليُّ
(6)
. ويحرَّرُ.
-
عَمرو بنُ مَيْسرةَ
(7)
.
(1)
" تهذيب الكمال" 22/ 26، و "تهذيب التهذيب" 6/ 145.
(2)
"الإصابة" 2/ 523.
(3)
"الطبقات" 1/ 147 (34).
(4)
في المخطوطة: ثلاثة عشر، والصواب المثبت.
(5)
تقدَّم هذا الكلام.
(6)
"معرفة الثقات" 2/ 186 (1411).
(7)
"ميزان الاعتدال" 3/ 290، و"لسان الميزان" 6/ 229، وقد تقدَّم.
[هو] ابنُ أبي عمروٍ (2977).
2989 - عَمرو بن وَاقِدٍ، أبو حفصٍ النَّضْرِيُّ
(1)
.
مولى بني أُميَّةَ، مِن أهلِ دمشقَ.
يروي عن: الزُّهريِّ، وأهلِ المدينة، وعنه: هشامُ بنُ عمَّارٍ، والشَّاميُّون. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(2)
، وقالَ: كانَ أبو مُسْهِرٍ سيِّءَ الرَّأيِ فيه، ردَّ الدَّارقطنيُّ القولَ بأنَّه يروي عن الزُّهريِّ، وقالَ
(3)
: إنَّما يحدِّثُ عن عمَرو بنِ يزيدَ البصريِّ، عن الزُّهريِّ. وهو في "الميزان"
(4)
، و"التهذيب"
(5)
.
2990 - عَمرو بنُ يَثْربيٍّ الضَّمْريُّ
(6)
.
صحابيٌّ، يُعدُّ في أهلِ الحجازِ، قالَه البخاريُّ
(7)
. وهو عندَ مسلمٍ
(8)
في الطَّبقةِ الأولى من المدَنيينَ. أسلمَ عامَ الفتحِ، وحديثُه عندَ "أحمد"
(9)
، والطَّبرانيِّ في
(1)
"المعرفة والتاريخ" 1/ 200، و"التاريخ الكبير" 6/ 379، و"الجرح والتعديل" 6/ 267.
(2)
"المجروحين" 2/ 7.
(3)
ذكره الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين"، ص 305 (394).
(4)
"الميزان" 3/ 291.
(5)
"تهذيب الكمال" 22/ 286، و "تهذيب التهذيب" 6/ 223.
(6)
"أسد الغابة" 4/ 278.
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 497.
(8)
"الطبقات" 1/ 158 (152).
(9)
"المسند" 3/ 423، ورجاله ثقات.
"الأوسط"
(1)
، من طريق عُمارةَ بنِ حارثةَ الضَّمْرِيِّ، عنه قالَ: شهدتُ خُطبةَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بمِنىً، وكانَ فيما خطبَ به أنْ قالَ:"لا يحلُّ لامرئٍ مِن مالِ أخيهِ إلا ما طابتْ به نفسُه" فقلتُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ لو لَقِيتُ غَنَمِ ابنِ عَمِّي، فاجتزرْتُ منها شاةً؛ هل عليَّ في ذلكَ شيء؟، قالَ:"إنْ لقيتَها تَحمِلُ شفرةً وزِنادًا فلا تَهِجْها".
ويُروى له عن العبَّاسِ آخرُ واهي. وهو في "الإصابة"
(2)
.
2991 - عَمرو بنُ يحيى بنِ عُمارةَ ابنِ أبي حَسَنٍ الأنصاريُّ، المازنيُّ، المدَنيُّ
(3)
.
الآتي أبوه
(4)
. مِن أهلِ المدينةِ، وقيل: غيرِها. وأمَّا كونُه ابنَ ابنةِ عبدِ الله بنِ زيدِ بنِ عاصم فغَلَطٌ، وأمُّه النُّعمى ابنةُ أبي حيَّةَ بنِ عابدِ بنِ عمرِو بنِ قيسٍ.
يروي عن: أبيه، وعبَّادِ بنِ تميمٍ، وعلقمةَ بنِ وقَّاصٍ، وسعيدِ بنِ يسارٍ، وأبي عبدِ الله دينارٍ القَرَّاظِ، وعنه: مالكٌ، وإبراهيمُ بنُ طَهمانَ، والحمَّادانِ، والسُّفيانانِ، وإسماعَيلُ بنُ جعفرٍ، وعبدُ العزيزِ بنُ محمَّدٍ، وغيرُهم.
قالَ أبو حاتمٍ
(5)
: ثقةٌ صالحٌ، والنَّسائيُّ، وابنُ سعدٍ
(6)
، والعِجليُّ
(7)
، وابنُ
(1)
لم أجده في "المعجم الأوسط" ولم أجد حديثًا لعمارة بن حارثة.
(2)
"الإصابة" 3/ 22.
(3)
"طبقات خليفة"، ص 267، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 260، و"تاريخ أبي زرعة الدمشقي"، ص 163، 232.
(4)
ترجمة أبيه يحيى في القسم المفقود من الكتاب ..
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 269.
(6)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 292.
(7)
"معرفة الثقات" 2/ 188.
نُميرٍ، وابنُ مَعِينٍ
(1)
: ثقةٌ؛ زادَ ابنُ سعدٍ: كثيرُ الحديثِ، وابنُ مَعِينٍ: إلا أَنَّه اختُلفَ عنه في حديثين، وقالَ مرَّةً: صُويْلِحٌ، وليسَ بقويٍّ، ووثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(2)
.
يقالُ: تُوُفِّي سنةَ بضعٍ وثمانينَ ومئةٍ، وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ
(3)
: ماتَ سنةَ أربعينَ ومئةٍ، ويحرَّرُ ذلك، وهو في "التهذيب"
(4)
.
2992 - عَمرو بنُ يزيدَ بنِ السَّكَنِ
(5)
.
أخو عامرٍ، وأسماءَ. قُتِلَ يومَ الحرَّةِ، كما سيأتي في أبيهم
(6)
.
2993 - عَمرو بنُ يوسُفَ
(7)
.
مولى عثمانَ، مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: سعيدِ بن المسيِّبِ، وعنه: عمرُ بنُ أبي حمزة. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(8)
، وهو في "الميزان"
(9)
.
2994 - عَمروٌ، أبو عامرٍ المدَنيُّ
(10)
.
(1)
" تاريخ ابن معين" برواية الدارمي، ص:138.
(2)
"الثقات" 7/ 215.
(3)
"التمهيد" 20/ 113.
(4)
"تهذيب الكمال" 22/ 295، و"تهذيب التهذيب" 6/ 227.
(5)
"الإصابة" 4/ 698.
(6)
ترجمة أبيهم في القسم المفقود من الكتاب.
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 383، و"الجرح والتعديل" 6/ 383، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 2/ 234.
(8)
"الثقات" 7/ 230.
(9)
"الميزان" 3/ 294.
(10)
"الجرح والتعديل" 6/ 271.
مِن أهلِ بُخارى. يروي عن: الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ، وعنه: الثَّوريُّ، وقالَ: رأيتُه ببُخارى. قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(1)
.
2995 - عُمَرُ بنُ أبانَ بنِ عثمانَ بنِ عَفَّانَ
(2)
.
عن أبيه، عن ابنِ عمرَ، بحديثٍ رواه أبو معشرٍ البَرَّاءُ، عن إبراهيمَ بنِ عمرَ، عن أبيهِ، عن جَدِّه، قالَ البخاريُّ
(3)
: فيه نظرٌ. وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(4)
، فقالَ: يروي عن عمروِ بنِ عثمانَ. وقالَ ابنُ عديٍّ
(5)
: روى أبو معشرٍ البرَّاءُ، عن إبراهيمَ بنِ عمرَ بنِ أبانَ بنِ عثمانَ، عن أبيه أحاديثَ كُلُّها غيرُ محفوظةٍ.
2996 - عُمَرُ بنُ أبانَ بنِ مَعْقلٍ
(6)
المدَنيُّ
(7)
.
عن: أنسٍ بحديثٍ في صفةِ الوضوءِ، وعنه: سبطُهُ جعفرُ بنُ حميدِ بنِ عبدِ الكريمِ شيخٍ للطَّبَرانِيِّ، وقالَ: إنه لم يروِ عن أنسٍ حديثًا غيرَه.
ووثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(8)
، والحديثُ من عُشَارِيَّاتي، وذكرَه الذَّهبيُّ في جعفرٍ من
(1)
"الثقات" 8/ 478.
(2)
"الضعفاء الكبير" 3/ 147، و"ميزان الاعتدال" 3/ 181، و"لسان الميزان" 6/ 64.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 142.
(4)
"الثقات" 7/ 171.
(5)
"الكامل" 5/ 57.
(6)
في الأصل: مفضل، وهو تحريف، والتصويب من "لسان الميزان" 6/ 65.
(7)
"الميزان" 3/ 181، 1/ 405.
(8)
لم أجده في "الثقات".
"ميزانه"
(1)
، وساق الحديثَ المُشارَ إليه، وقالَ: عمرُ لا يُدرى مَن هو، والحديثُ من ثُمانياتي
(2)
على ضعفِه.
2997 - عمرُ بنُ أحمدَ بنِ الخَضِرِ بنِ ظافرِ بنِ طِرادِ بنِ أبي الفتوحِ، القاضي سِراجُ الدِّين، الأنصاريُّ، الخَزرجيُّ، الدَّمَنْهُوريُّ، السُّويداويُّ، الشَّافعيُّ
(3)
.
وُلدَ سنةَ خمسٍ أو ستٍّ وثلاثين وستِّ مئةٍ.
ذكرَه الإسنويُّ في "طبقاته"
(4)
، وقالَ: السُّويداويُّ، كانَ فقيهًا فاضلًا صالحًا، تفقَّهَ بالقاهرةِ على العزِّ ابنِ عبدِ السَّلامِ مُدَّةً قليلةً، ثم على السَّديد التِّزمَنْتِيِّ
(5)
، والنَّصيرِ
(6)
ابنِ الطَّباخِ، وخطبَ بالمدينةِ الشَّريفةِ أربعين سنةً، وتأذَّى مِن الرَّافضةِ كثيرًا؛ لأنَّ الخطابةَ والقضاءَ كانَ فيهم، فأُخرِجَتِ الخطابةُ عنهم له، ثمَّ أُضيفَ له قضاؤُها، ثمَّ حصلَ له مَرَضٌ، فسافرَ إلى مصرَ ليتداوى، فأدركَه أجلُه قبلَ دخولِه
(1)
الميزان 1/ 405.
(2)
تحرَّفت ثمانياتي في "الميزان" إلى: إنما دلنا، وذكر المحقق في الحاشية أنه في خ: ثماني لنا على ضعفه.
(3)
"المغانم المطابة" 3/ 1235.
(4)
"طبقات الشافعية" 1/ 348.
(5)
تصحَّف في الأصل إلى: السريد الترمنتي. وهو: عثمانُ بنُ عبدِ الكريمِ، من الفقهاء الشافعية، توفي سنة 664 هـ. "طبقات الشافعية" للإسنوي 1/ 153.
والتِّزْمنتي نسبة إلى تِزْمنت من صعيد مصر الأدنى. "معجم البلدان " 2/ 29.
(6)
تصحف في الأصل إلى البصير. وهو: المباركُ بنُ يحيى، أبو البركات، الفقيه، توفي سنة 767 هـ. "طبقات الشافعية الكبرى" 8/ 367.
لمصرِ بنحوِ يومين بالسُّويسِ
(1)
سنةَ ستٍّ وعشرين وسبعِ مئةٍ. وهو في "الدُّرر"
(2)
لشيخِنا.
قد نابَ عنه في قضائِها الشِّهابُ أحمدُ الصَّنعانيُّ اليمانيُّ، وسمعَ عليه عبدُ اللهِ بنُ محمَّد بنِ أبي القاسمِ فرحونٍ، وحضرَ عنده النَّجْمُ الطُّوفيُّ الحنبليُّ
(3)
، فتكلَّمَ معه في العلمِ، فلم يُنْصِفْهُ السِّراجُ، ثم قَدِمَ الطُّوفيُّ مكةَ، فحضرَ عندَ قاضيها النَّجمِ محمَّد ابنِ الجمالِ محمَّد ابنِ المحبِّ أحمدَ بنِ عبدِ الله الطَّبريِّ، وتكلَّمَ معه في العلمِ، فأنصفَه وأكرمَه، فقالَ فيهما:
سراجٌ بالمدينةِ ثمَّ نجمٌ
…
بمكَّةَ أصبحا متناقِضَينِ
فهذا ما علمْتُ له بزينٍ
…
وهذا ما علمتُ له بشَينِ
فأطفأهُ المهيمنُ مِن سِراجٍ
…
وأبقى النَّجمَ نورَ المشرقينِ
قالَ ابنُ فَرحونٍ
(4)
: هو الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ، أوَّلُ من أدركتُهُ مِن قُضاتِنا وأئمَّتِنا، وكانَ فقيهًا مُجيدًا، أصوليًا نحويًا، متفنِّنًا
(5)
في علومٍ جمَّةٍ.
(1)
السويس: مِن أهم المدن والموانئ المصرية، تقع على البحر الأحمر.
(2)
"الدرر الكامنة" 3/ 149.
(3)
سليمانُ بنُ عبدِ القويِّ الطُّوفيُّ، الحنبليُّ، كانَ رافضيا، صاحب "شرح الروضة" في الأصول، مولده سنة 657 هـ، ووفاته سنة 716 هـ. "الدرر الكامنة" 2/ 154.
(4)
"نصيحة المشاور" ص 208.
(5)
في الأصل: متفنن والصواب المثبت.
حدَّثَ عن الرَّشيدِ العَطَّارِ، وأجاز له الشَّرَفُ المُرسِيُّ
(1)
، والمنذريُّ، وتفقه بالعزِّ ابنِ عبدِ السَّلام قليلًا، ثم بالسَّديدِ التِّزمَنْتيِّ والنَّصيرِ ابن الطَّباخِ، وأئمَّةِ وقته.
وقدمَ المدينةَ سنةَ اثنتين وثمانين وستِّ مئةٍ مُتولِّيًا للخطابةِ، وكانت بأيدي آل سنانِ بنِ عبد الوهابِ بنِ نُميلةَ الشَّريفِ الحسينيِّ، وكذا كانَ الحكمُ أيضًا راجعًا إليهم، لم يكنْ لأهل السُّنَّةِ خطيبٌ، ولا حاكمٌ منهم، والظاهرُ أنَّ ذلك منذُ استولى العُبيديُّونَ على مصرَ والحجاز، فإنَّ الخُطبةَ في المدينةِ كانت باسمهم
(2)
.
فلمَّا كانَ في سنةِ اثنتين وستين، وقعَ قحطٌ بمصرَ ووباءٌ لم يُسمعْ في الدُّهور مثلُهُ، وكادَ الخرابُ يستولي على وادي مصرَ، حتَّى ذُكِرَ أنَّ امرأةً خرجتْ وبيدها مُدُّ جوهرٍ لمن يأخذه بمُدِّ بُرٍّ، فلم يلتَفِتْ إليها أحدٌ، فألقتْهُ، وقالتْ: لا أريدُ شيئًا لا ينفعُني وقتَ الحاجةِ، فلم يلتفتْ إليه أحدٌ
(3)
.
واشتغل العبيديُّونَ بما أصابَهم مِن ذلك، فحينئذٍ تغلَّبَ الخلفاءُ العباسيُّون على الحجازِ، وأُقيمتِ الخُطبةُ لهم مِن ذلك العهدِ إلى يومنِا، وكانَ أخذَ الخطابةَ مِن آل سنانٍ في سنةِ اثنتين وثمانين كما تقدَّمَ، واستمروا حكَّامًا على حالهِم.
(1)
محمَّدُ بن عبدِ اللهِ بنِ محمَّدٍ الأندلسيُّ، النَّحويُّ، المحدِّثُ، المفسِّر، توفي سنة 655 هـ. "الوافي" 3/ 354.
(2)
كانَ بدء الخطبة لهم بمصر سنة 362 هـ. انظر "البداية والنهاية" 11/ 329، 341.
(3)
"المنتظم" 8/ 256، و "مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان" أحداث سنة 462 هـ، و"سير أعلام النبلاء" 18/ 315.
وكانَ لأهلِ السُّنَّةِ إمامٌ يصلِّي بهم الصَّلواتِ فقط، وكانَ السلطانُ بعدَ ذلك يبعثُ مع الحاجِّ شخصًا يقيمُ لأهل السُّنَّةِ الخطابةَ والإمامةِ إلى نصفِ السَّنَةِ، ثمَّ يأتي غيرُه مع الرَّجَبِيَّةِ إلى ينبعَ، ثُمَّ إلى المدينةِ، وكلُّ مَن جاء لا يقدرُ على الإقامة نصفَ سنةٍ إلا بكُلفةٍ ومشقَّةٍ؛ لتسلُّطِ الإماميَّةِ من الأشرافِ وغيرِهم عليه، ثمَّ خطبَ مِن بعدِ السِّراجِ شخصٌ يقالَ له: شمسُ الدِّين الحَلَبِيُّ
(1)
، ثُمَّ شَرفُ الدِّين السِّنْجارْيُّ
(2)
، ثمَّ عادَ السِّراجُ فخطبَ بالمدينةِ أربعينَ سنةً، ثمَّ سافرَ لمصرَ ليتداوى، فأدركَهُ الموتُ بالسُّويس مُتوجِّهًا إلى مصرِ، وذلكَ في سنةِ ستٍ وعشرينَ.
وكانَ لمَّا استقرَّ في الخطابةِ عَمِلَ معه الإماميةُ من الأذى ما لا يصبرُ عليه غيرُه، فصبر واحتسبَ، حتَّى إنَّهم كانوا يرجُمُونه بالحَصباءِ وهو يخطبُ على المنبر، فلمَّا كَثُرَ ذلك منهم تقدَّمَ الخُدَّامُ وجلسوا بينَ يديه، فذلكَ هو السَّببُ في إقامة صَفِّ الخدَّامِ يومَ الجمعةِ قُبالَةَ الخطيبِ، وخلفَهُم غِلمانُهم وعبيدُهم خدمةً وحمايةً للقضاة، وتكثيرًا للقلَّةِ ونصرًا للشَّريعةِ، وكانَ يصبحُ فيجدُ بابَهُ ملطَّخًا بالقاذوراتِ، ويتَّبِعُونه بكل أذىً وهو صابرٌ، وربَّما عَذَرَهُم لاحتراقِهم على خروج المنصبِ من أيديهم بعد تَوَارُثِهِم له.
(1)
محمَّد بنُ إسماعيل. ستأتي ترجمته للمصنِّف.
(2)
في الأصل: السخاوي، وهو تحريف، وسيأتي.
ثمَّ إنَّ السِّراجَ تزوَّجَ ابنةَ القِيشانيِّ، رئيسِ الإماميةِ وفقيهِهَا، بل قيل: إنَّه
(1)
لم يكن بالمدينة مَنْ يعرفُ مذهبَ الإماميَّةِ حتَّى جاءها القيشانيُّونَ من العراق، وذلك أنَّه كانَ لهم مالٌ كثيرٌ، فصاروا يؤلِّفُون به ضَعَفَةَ النَّاسِ، ويعلِّمُونهم قواعدَ مذهبهم، ولم يزالوا على ذلك حتَّى ظَهَرَ مذهبُهم، وكَثُرَ المشتغلون به، وعَضَدَه الأشرافُ إذ ذاك، ولم يكنْ أحدٌ يجسُرُ على كفِّهِم، فلمَّا صاهَرَهُمُ السِّراجُ انكفَّ عنه الأذى قليلًا، وصارَ يخطبُ ويصلِّي من غير حُكْمٍ ولا أمرٍ ولا نهيٍ، ثمَّ أُضيفَ إليه القضاءُ.
وجاءه تقليدُ النَّاصرِ محمَّد بنِ قَلاوونَ بذلك، مع خِلْعَةٍ وألفِ درهمٍ، وكانت فيه معرفةٌ ومدارةٌ، فقال: أنا لا أتولَّى حتَّى يحضرَ الأميرُ منصورُ بنُ جمَّازٍ، فأحضروه، فقالَ له السِّراجُ: جاءني مرسومٌ بكذا، وأنا لا أقبلُ حتَّى تكونَ أنت المولِّيَ لي؛ فإنَّكَ إنْ لم تكنْ معي لم يَتِمَّ أمري ولا ينفذُ حكمي، فقالَ له: قد رضيتُ وأَذِنْتُ، فاحكُم ولا تغيِّرْ شيئًا مِن أحكامِنا ولا حُكَّامِنا.
فاستمرَّ الحالُ على ذلكَ، يحكمُ بينَ المجاورين وأهلِ السُّنَّةِ، وآلُ سنانٍ يحكمون في بلادِهم على جماعتِهم، ومَن دُعِيَ مِن أهلِ السُّنَّةِ إليهم، ولا يقدرُ أحدٌ يتكلَّمُ في ذلك، بل التَّقدُّمُ في الأمورِ لهم، وأمرُ الحبسِ راجعٌ إليهم، والأعوانُ تختصُّ بهم، والإسجالاتُ تثبتُ عليهم، والسِّراجُ يستعينُ بأعوانِهم وبحبسِهم. واستمرَّ الحالُ كذلك حتَّى ماتَ السِّراجُ.
(1)
في الأصل: إن.
وكانَ السِّراجُ يواسي الضُّعفاء، ويتفقَّدُ الأراملَ والأيتامَ ببرِّهِ وزكاتِهِ، ويقصدُهُم بنفسِه في بيوتِهم، ولا يرُدُّ طالبَ قَرضٍ إذا جاءَ يقترض
(1)
، وكانَ فيه صبرٌ عظيمٌ واحتمالٌ كثيرٌ، حتَّى إنَّ رجلًا إماميًا في أيَّامِه مِن حَلَبَ كانَ يسكنُ في دارِ تميمٍ الداريِّ له ثروةٌ ورئاسةٌ، كانَ يجلسُ على طريقِ السِّراجِ عندَ بابِ الرَّحمة، فإذا دنَا منه يقولُ له:{نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}
(2)
، هكذا أبدًا، وهو لا يجاوبه، ولا يَعْدُو الكلامَ له، حتَّى انتقمَ اللهُ له منه، وذلكَ أنَّه كانت له جاريةٌ، كأنَّه نقمَ عليها شيئًا، فعاقبَها حتَّى قتلَها، فبلغَ ذلكَ الأميرَ منصورًا فأمسَكَهُ، ودخلَ بيتَه، وأخذَ منه ألفَ دينارٍ.
وكانَ قبلَ ولايتِهِ الحكمَ طَوعًا للمعاصِرِين له مِن أهل الصَّلاح، يُصلِّي كما يشتهون من تطويلٍ وتقصيرٍ، وتكميلٍ للسُّورةِ في الرَّكعةِ، وملازمًا الطَّيلسانَ
(3)
، ومَسْحَ جميعِ رأسهِ، وكانَ إذا جلسَ للدَّرسِ ينتظرُ كبارَ أصحابِهِ، حتَّى كانَ مرارًا يبعثُ إلى الوالدِ وهو في بيته بأنَّ الجماعةَ ينتظرونَهُ، فيتوضَّأ ويُصلِّي الصُّبحَ، ثمَّ يخرجُ إليه، فيجدُهُ جالسًا مع الجماعةِ لم يشرَعْ في الدَّرس.
فلمَّا وَلِي الحكمَ تنكَّرَتْ عليهم أخلاقُهُ، وصارَ يرمي عليهم كلماتٍ يَغيظهم بها؛
(1)
في الأصل: بقرض.
(2)
سورة العلق، آية:16.
(3)
الطَّيْلِسان: ضَربٌ من الأكسية يُلبس على الكتف، أو يحيط بالبدن، خالٍ عن التفصيل والخياطة. وهو فارسيٌّ مُعرَّبٌ. "لسان العرب": طلس.
وإنْ لم يكنْ تحتَها طائلٌ، فنَفَرَتْ أنفسُهُمْ منه، وتفرَّقُوا عنه.
وممَّن كانَ يحضرُ درسَه غيرُ والدي: الجمالُ المطريُّ، وجماعةُ المالكيَّةِ، والشَّيخُ أبو عبدِ الله النَّحْوِيُّ، والعزُّ يوسفُ الزَّرَنْدِيُّ، والأديبُ أبو البركاتِ، فما منهم أحدٌ إلا نَفَرَ عنه وفارَقَ درسَهُ، لمِا يُسْمَعُ منه، فجلسَ يومًا في درسِه، فلم يَرَ منهم إلا مَن لا يُؤبَهُ له، فقالَ: أينَ أصحابُ اليمين؟ أينَ أصحابُ الشِّمال؟ أصحابُنا ضدُّ الأنصار، يكثرُونَ عند الطَّمَعِ، ويقِلُّونَ عند الفَزَعِ.
وقالَ له
(1)
بعضُ الطَّلَبَةِ: قالَ الشَّيخُ أبو إسحاقَ في هذه المسألةِ كذا، فقال: قَلقَلَ الله أنيابَهُ، فقيلَ له في ذلك، فقالَ: تَقَلْقَلَتْ منذُ زمانٍ.
وإذا قيل له: قالَ النَّوويُّ: كذا، يقولُ: يَعلُكُ النَّوى.
ويقولُ للمالكيَّةِ: أنتم تقولون: الكلبُ حيوانٌ ذو صُوفٍ، فلحمُه لحمُ الخروفِ، فيتأذَّونَ مِن ذلك. وكانَ يحضرُ درسَهُ أيضًا الفقيهُ الفاضلُ أبو العبَّاسِ أحمدُ الفاسيُّ، فجلسَ يومًا قريبًا منه، وكانَ يتجاهلُهُ، فقالَ: مَن هذا؟ فقال: أنا أحمدُ الفاسيُّ، فقالَ له: مِنْ: فَسَا يفْسُو فُسَاءً، فهو فاسٍ.
ولقِيَهُ أبو البركاتِ المشارُ إليه بعدَ تركِه درسَه، وخروجِه مِن المدرسةِ، وسكناه رباطَ دُكَّالةَ، فقالَ له السِّراجُ: مَنْ هذا؟ وكانَ يُظهِرُ التَّعاميَ وقِلَّةَ السَّمْعِ، وما هُمَا به، فقالَ: أنا أبو البركاتِ، فقال: أبو الهلكات. وأجابَه بقوله: {طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ}
(2)
وافترقَا. ولقيه أيضًا يومًا في الطَّريقِ، فقالَ له: أنتَ أبو البركات؟، قال: نعم،
(1)
في الأصل: وقاله، والمثبت من "النصيحة" ص 214.
(2)
{قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} سورة يس، آية:19.
فقالَ له: أوحشتَنا، أوحشنا أنسُكَ. فقالَ له أبو البركات:
إذا ترَحَّلْتَ عن قومٍ وقد قَدَروا
…
أنْ لا تفارِقَهُم فالرَّاحلونَ هُمُ
(1)
فقالَ له السِّراجُ: فالرَّاحلون أنتَ، فافترقا.
وكانَ يستندُ في المسجِدِ النبويِّ بِحَجَرٍ، جُعِلَ علامةً لمجلسِ القضاةِ ونحوِهم، وكذا كانَ يصلِّي إمامًا للجماعة في الرَّوْضَةِ النَّبَويَّةِ صلاةَ الرَّغائِبِ التي تُصلى ليلةَ أوَّلِ جمعةٍ من شهرِ رجبٍ، المنصوصِ على كونِها بِدْعةً
(2)
، لِوَهائنَ في حديثِها ومعارضَتِهِ بحديثِ
(3)
: "لا تخصُّوا ليلةَ الجمعةِ بِقِيامٍ" اقتداءً بكثيرٍ من المتصوِّفَةِ في الأخذِ بها.
وكانوا في أيَّامِهِ إلى أيَّامِ الشَّرَفِ الأُمْيُوطِيِّ يرفعونَ مقامَ الإمامِ بالروضَةِ النبويَّةِ بشيءٍ من الرَّمْلِ، حتَّى يزولَ الكراهةُ، أو المنعُ من ارتفاعِ المأمومِ على الإمامِ، ثمَّ رامَ الشَّرَفُ المذكورُ إزالةَ الخشَبِ وما حولَه، وطَمْسَ المقام أو رَفْعَهُ، فما تَمَكَّنَ مِن ذلك.
وله ذِكرٌ في: سليمانَ الغماريِّ.
(1)
هذا البيت من قصيدةٍ طويلة للمتنبي يمدح سيف الدولة، وهو في "ديوانه" بشرح البرقوقي (4/ 89).
(2)
هذه الصلاة مبتدعة وليس لها أصل في الشرع، وقد نص العلماء على أن الأحاديث التي فيها موضوعة مكذوبة، انظر "المنار المنيف" لابن القيم، و"الأثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" للكنوي ص 58.
(3)
أخرجه مسلم كتاب الصيام، باب: كراهية صيام يوم الجمعة منفردا 2/ 801 (148).
2998 - عمرُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ أحمدَ النَّفطيُّ
(1)
.
أحدُ الإخوةِ: عبدِ الله، وعبدِ الرَّحمنِ، وعبدِ الوَهَّابِ. مِمَّنْ سَمِعَ على الجَمَالِ الكَازَرُونيِّ، وهو أحدُ شهودِ الحَرَمِ
(2)
، وقُدَمَاءِ أهلِهِ.
وُلِدَ تقريبًا سنةَ اثنتين وثماني مئةٍ، وسَمِعَ وقرأ، وكانَ يُسافِرُ وكيلًا لأميرِ المدينةِ سليمانَ بنِ غُرَيرٍ، وأميرِ اليُنبوعِ صَخْرَةَ بنِ هِجَارٍ
(3)
، وكَثُرَ اختصاصُهُ بإبراهيمَ بن الجِيعانِ، بحيثُ قَرَّرَ له أشياءَ، وكانَ ضابطًا، اعتمدَهُ السيِّدُ السَّمْهودِيُّ في كثيرٍ ممَّا شاهَدَ أو تلقَّاهُ عمَّن يُوثَقُ، كما اعتمدَ المراغيُّ
(4)
.
ماتَ بعدَ أبي الفرجِ المراغيِّ في سنةِ إحدى وثمانين
(5)
قبلَ إكمالِ الثَّمانينَ بعدَ أنْ كُفَّ مِن سنين، وهو راضٍ حامدٌ.
2999 - عمرُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّد بنِ أحمدَ بنِ عمرَ بنِ عليِّ بنِ عمرَ، أخي الشَّيخِ مدينَ، التونسيُّ، المالكيُّ، ويُعرف بابنِ قليلِ الهَمِّ.
كانَ بالمدينةِ سنةَ ستٍّ وعشرينَ، وقرأ بها على الجمال الكَازَرُونيِّ:"البخاريَّ"،
(1)
"الضوء اللامع" 6/ 73، والنَّفطي: بالفتح نسبة للنفط. "الضوء اللامع" 11/ 231، والأشهر الكسر. "القاموس": نفط.
(2)
الشَّهادة: وظيفةٌ يقومُ عليها الشُّهود، وهم أناسٌ عدولٌ لهم حوانيتُ مخصوصة يُعيِّنهم القضاة للشهادة على الأملاك والحاصلات والدُّور والغلات. انظر حاشية "ذيل الدرر الكامنة" ص 70.
(3)
لم أعثر له على ترجمة.
(4)
بياض في الأصل كتب فوقه: كذا.
(5)
في "الضوء اللامع" 6/ 73 ذكر أنَّ وفاتَه سنة خمسٍ وثمانين.
و"الشِّفَا"، قراءَةَ استفادةٍ وتحقيقٍ، ولم أعلمَ أقام أكثرَ مِن سنةٍ أم لا.
3000 - عمرُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، السِّراجُ المغربيُّ، المدَنيُّ، النَّفطيُّ
(1)
.
أخو عبدِ الرَّحمنِ، وعبدِ اللهِ، وعبدِ الوهَّابِ، الماضينَ.
وُلِدَ تقريبًا سنة اثنتين وثماني مئةٍ. ممَّن سمعَ على الزَّين أبي بكرٍ المراغيِّ: بعض "البخاريِّ" في سنةِ خمسَ عشرةَ، وعلى المحبِّ المطريِّ:"مسندَ الشافعيِّ"، وعلى الجمال الكَازَرُونيِّ، بل و"الشِّفا" على طاهرِ ابنِ جلالٍ الخُجَنْديِّ بالمسجدِ النَّبويِّ سنةَ إحدى وثلاثين.
وكانَ وجيهًا، مرجوعًا إليه في العوائدِ ونحوِها، لكِبَرِ سِنِّه، وهو مِن فرَّاشي الحرَمِ وشهودِهِ، بل هو أمينُ الحكمِ.
وفي أوَّلِ أمره كانَ يتوجَّهُ قاصدًا لقبضِ إقطاعِ أميرِ المدينةِ سليمانَ بنِ غُريرٍ، وله خطٌّ متوسِّطٌ، واختصاصٌ بإبراهيمَ ابنِ الجيعانِ، بحيثُ قرَّرَ له أشياءَ، واعتمدَهُ السيِّدُ السمهوديُّ في كثيرٍ مما شاهده أو تلقَّاه عمَّنْ يُوثَقُ به. ماتَ بعدَ أنْ عَمِيَ في سنةِ خمسٍ وثمانين وثمان مئةٍ.
3001 - عمرُ بنُ أحمدَ، الشَّيخُ الخطيبُ، سِراجُ الدِّينِ، أبو حفصٍ، الخَزرجيُّ، الصيدفاوي
(2)
.
ممَّنْ نزلَ المدينةَ النَّبويةَ، وخطبَ على مِنبرِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم بها، وروى عن أبي
(1)
"الضوء اللامع" 6/ 73.
(2)
غير واضحة في الأصل.
اليُمْنِ عبدِ الصَّمَدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَسَاكِرَ. قرأ عليه الآقْشَهْرِيُّ بالمدينةِ النَّبويةِ.
3002 - عمرُ بنُ أحمدَ، القاضي أبو حفصٍ، السّواريُّ.
قرأ عليهِ بالمدينةِ العفيفُ عبدُ الله بنُ محمَّد بنِ أحمدَ المطريُّ.
3003 - عمرُ بنُ إسحاقَ بنِ عبدِ الله بنِ أبي طلحةَ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ
(1)
.
عن: أمِّه، عن أبيها، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في تشميتِ العاطسِ
(2)
، وعنه: أبو خالدٍ يزيدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الدَّالانيُّ، وقالَ: إنه تفرَّد عنه، وهو في "التهذيب"
(3)
.
3004 - عمرُ بنُ إسحاقَ بنِ يَسَارٍ، أبو حفصٍ المَخْرَميُّ مولاهم
(4)
.
لأنَّه مولى قيسِ بنِ مخَرمةَ المدنيِّ، أخو محمَّدٍ صاحبِ "السِّيرَةِ" وهذا أسنُّهما.
يروي عن: عطاءِ بنِ يسارٍ، والقاسمِ بنِ محمَّد، وسالمٍ، ونافعِ بنِ جبيرٍ، وعمرَ بنِ الحَكَمِ، وعنه: محمَّدُ بنُ فُلَيحٍ، وأبو بكرٍ الحنفيُّ، والدَّرَاوَرْدِيُّ، والواقديُّ، وقالَ: كانَ عندَه أحاديثُ وعِلْمٌ.
وثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(5)
، وقالَ: يروي عن [المدنيين]
(6)
، ماتَ سنةَ أربعٍ
(1)
"ميزان الاعتدال" 3/ 182، و "الكاشف" 2/ 55.
(2)
أخرجه الترمذيُّ في كتاب الأدب، باب: ما جاء كم يُشمَّتُ العاطس (2744)، وقال: هذا حديثٌ غريبٌ، وإسناده مجهولٌ.
(3)
"تهذيب الكمال" 21/ 272، و"تهذيب التهذيب" 5/ 32.
(4)
"التاريخ الكبير" 6/ 141، و"الثقات" 7/ 167، و"لسان الميزان" 6/ 69.
(5)
"الثقات" 7/ 167.
(6)
في الأصل مطموسة، والمثبت من "ثقات ابن حِبَّانَ" 7/ 167.
وخمسين ومئةٍ. وهو في "الميزان"
(1)
، وقالَ: روى عنه: أبو بكرٍ الحنفيُّ، وقالَ الدَّارقطنيُّ: ليسَ بقويٍّ. انتهى.
هذا مع قولَ الذَّهبيِّ
(2)
في غير "الميزان": ما علمتُ به بأسًا.
وقالَ عبدُ
(3)
اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ: سألتُ أبي عنه فسكتَ، وحديثُه عند أحمد في "مسنده"
(4)
. وقد مضى عَمَّارُ بنُ إسحاقَ، وكأنَّهُ هذا، أو أخٌ له.
3005 - عمرُ بنُ إسحاقَ المدَنيُّ
(5)
.
مولى زائدِةَ، حِجازِيٌّ. يروي عن: أبيه، عن أبي هريرةَ، وعنه: أبو صخرٍ حُمَيدُ بنُ زيادٍ
(6)
. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(7)
. وروى عنه أيضًا: أسامةُ بنُ زيدٍ الليثيُّ. قالَ العِجليُّ
(8)
: مدَنيٌّ ثقةٌ. وذُكرَ في "التهذيب"
(9)
.
3006 - عمرُ بنُ أيوبَ بنِ عَمرِو بنِ أبي عمرِو بنِ نعيمٍ، الغِفاريُّ، المدَنيُّ
(10)
.
(1)
" الميزان" 3/ 182.
(2)
"تاريخ الإسلام" حوادث ووفيات سنة 154 هـ.
(3)
في الأصل: عبيد.
(4)
"المسند" 6/ 333.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 141، و"الجرح والتعديل" 6/ 98، و "رجال مسلم" 2/ 33.
(6)
في الأصل: بن صخر، والتصويب من "التاريخ الكبير" 2/ 350.
(7)
"الثقات" 7/ 167.
(8)
"معرفة الثقات" 2/ 164.
(9)
"تهذيب الكمال" 21/ 273، و "تهذيب التهذيب" 6/ 32.
(10)
"التاريخ الكبير" 6/ 142، و"الميزان" 3/ 183، و"لسان الميزان" 6/ 70.
ومَن قالَ: المُزَنيُّ، فقد صَحَّفَ.
روى عن: عبدِ الله بنِ نافعٍ الصَّائغِ، ومحمَّد بنِ إسماعيلَ بنِ أبي فُديكٍ، وأبي ضَمْرَة أنسِ بنِ عِيَاضٍ، وغيرِهم، وعنه: عليُّ بنُ عبدِ الصَّمَدِ علّانُ، وإسماعيلُ بنُ صالحِ بنِ عُمرَ الحُلوانِيُّ، والحسنُ بنُ سَهلٍ السطويُّ، وغيرُهم.
قالَ الدَّارقطنيُّ في "غرائب مالك": كانَ يضعُ، ومرَّةً: ليس بثقةٍ، ومرَّةً: ضعيفٌ، ومرَّةً -وقد أوردَ مِن طريقِه حديثًا-: إنَّه باطلٌ وهو المتَّهَمُ به، وينسِبُه في كلِّه غِفاريًا، وزاد في بعضِها: المدنيُّ.
وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(1)
، فقالَ: المدنيُّ، شيخٌ، يروي المقلوباتِ عن أبي ضَمْرَة ونحوِه، وعن غيرِه الملزقاتِ، لا يحلُّ الاحتجاجُ به بحالٍ، قالَ: حدَّثنا
(2)
علّان بنسخةٍ عنده عن أبي ضَمْرَة عن مالكٍ، أكثرُها مقلوبةٌ.
ذكرَه شيخُنا في زوائدِ "التهذيب"، وقالَ: فرّقَ الذَّهبيُّ بين أيوبَ بنِ عمرَ الغِفاريِّ، وعمرَ بنِ أيوبَ المزنيِّ، بالزَّاي والنُّونِ، والصَّواب أنَّه واحدٌ، غِفاريُّ النَّسَبِ، مدَنيُّ البَلَدِ.
وقد ذكرَه في "الضعفاء" الحاكمُ، وأبو سعيدٍ النَّقَّاشُ، وأبو نُعيمٍ الأصبهانيُّ
(3)
، فقالوا: المدنيُّ، بالدَّال. وقالوا: روى عن مالكٍ، وأنسِ بنِ عِياضٍ، وابنِ نافعٍ،
(1)
"المجروحين" 2/ 92.
(2)
في الأصل: وجدت، وهو خطأ، والتصويب من "المجروحين".
(3)
"الضعفاء"، لأبي نعيم، ص:114.
أحاديثَ موضوعةً، وروايتُهُ عن مالك، إنَّما هي بواسطة أبي ضَمْرَةَ.
3007 - عمرُ ابنُ الفخرِ أبي بكرِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، الشَّاميُّ الأصلِ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ.
قرأ "البخاريَّ" بها في سنةِ اثنتي
(1)
عشرةَ وثمانِ مئةٍ على المحبِّ المطرِيِّ، وقبل ذلك على غانمٍ الخشبيِّ سنةَ عشرٍ، وسمعَ مع أبيه "الشِّفا" على البرهانِ ابنِ فرحونٍ المالكيِّ.
3008 - عمرُ بنُ أبي بكرِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامٍ، المخزوميُّ، القُرَشيُّ، المدَنيُّ
(2)
.
أخو عبدِ الله، وعبدِ الملك، والحارثِ. يروي عن: أبيه، والأعرجِ، وعنه: موسى بنُ يعقوبَ الزَّمعيُّ، وسعيدٌ المَقبريُّ، ومحمَّد بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي ذِئبٍ، وغيرُهم. وأمُّه هندُ ابنةُ عبدِ الله بن زمعةَ بنِ الأسودِ بنِ المُطَّلِبِ بن أَسَدٍ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(3)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
.
3009 - عمرُ بنُ أبي بكرٍ، الموصليُّ، المدَنيُّ
(5)
.
(1)
في الأصل: اثني.
(2)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص: 207، و "التاريخ الكبير" 6/ 144، و"الجرح والتعديل" 6/ 100.
(3)
"الثقات" 7/ 167.
(4)
"تهذيب الكمال" 21/ 281، و "تهذيب التهذيب" 6/ 35.
(5)
"تهذيب الكمال" 21/ 283.
سبقَ له ذِكرٌ في العبَّاسِ ابنِ أبي شَمْلةَ، فيُنظرُ إنْ كانَ هو الذي قبلَهُ أو غيرَهُ.
3010 - عمرُ بنُ ثابتِ بنِ الحارثِ -ويقال: [ابنُ]
(1)
الحجَّاجِ- الأنصاريُّ، الخَزرجيُّ، المدَنيُّ
(2)
.
سبقَ له ذِكرٌ في العبَّاس. ذكرَه مسلمٌ
(3)
في ثالثةِ تابعي المدنيين.
يروي عن: أبي أيوبَ الأنصاريِّ، وعنه: الزُّهريُّ، وصفوانُ بنُ سليمٍ، وسعدُ بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، ومالكٌ، وآخرون.
وثَّقَهُ النَّسائيُّ، والعِجليُّ
(4)
، وابنُ حِبَّانَ
(5)
، وخرَّجَ له مسلمٌ
(6)
. وقيل أيضًا: عن محمَّد بنِ المنكدرِ، عن أبي أيوبَ؛ وعن بعضِ الصحابةِ، وعن عائشةَ، وعنه: سعدٌ، وعبدُ رَبِّهِ، ويحيى، أولادُ سعيدٍ الأنصاريِّ، وصالحُ بنُ كَيْسانَ، ومحمَّدُ بنُ عمرِو بنِ علقمةَ، وغيرُهم. وثَّقَهُ النَّسائيُّ، والعِجليُّ
(7)
، وقالَ: مدَنيٌّ تابعيٌّ، وكذا قالَ
(1)
ما بين معقوفتين ساقطة من الأصل.
(2)
"الطبقات الكبرى" 5/ 280، و"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 425، و "المعرفة والتاريخ" 1/ 383.
(3)
"الطبقات" 1/ 243 (795).
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 164.
(5)
"الثقات" 5/ 149.
(6)
كتاب الصوم، باب: استحباب صوم ستة أيامٍ من شوال 2/ 822 (1164).
(7)
كذا في الأصل مكررة.
السَّمعانيُّ: هو مِن ثقاتِ التابعين، قالَ ابنُ مَندهْ: يقالُ: إنَّه وُلدَ في عهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو في "التهذيب"
(1)
.
3011 - عمرُ بنُ ثابتِ بنِ وَقْشٍ
(2)
.
أخو عمرٍو، استُشهد بأُحُدٍ
(3)
.
3012 - عمرُ بنُ جامعٍ، السِّراجُ، السّلاميُّ، الدِّمشقيُّ.
جاورَ بالمدينةِ مِرارًا، وكانَ على خيرٍ وإيثارٍ. ماتَ بدمشقَ. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3013 - عمرُ بنُ حسينِ بنِ عبدِ الله، أبو قُدامةَ الجُمَحيُّ، المكِّيُّ
(4)
.
قاضي المدينةِ، ومولى حاطبٍ. يروي عن: مولاته عائشةَ ابنةِ قدامةِ بنِ مظعونٍ، ونافعٍ، وعبدِ الله بنِ أبي سلمةَ الماجشونِ، وابنِ عمرَ، وعنه: عبد العزيزُ بنُ المُطَّلَبِ بنِ حَنْطَبٍ، ومالكٌ، وابنُ أبي فُديكٍ، وابنُ إسحاقَ، وعبدُ العزيزِ بنُ أبي سلمةَ، وعبدُ الملكِ بنُ قُدامةَ، وإبراهيمُ بنُ محمَّد بنِ حاطبٍ، وابنُ أبي ذِئبٍ.
قالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(5)
، وعدَّهُ يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ في فقهاءِ المدينةِ، حكاه البخاريُّ في "التاريخ"
(6)
.
(1)
"تهذيب الكمال" 21/ 283، و"تهذيب التهذيب" 6/ 35.
(2)
ويقال: وقيش. "أسد الغابة" 4/ 202، و"الإصابة" 3/ 171.
(3)
"السيرة النبوية" 2/ 122.
(4)
"المعرفة والتاريخ" 1/ 272، و"الجرح والتعديل" 6/ 104، و"رجال مسلم" 2/ 35.
(5)
"الثقات" 7/ 170.
(6)
"التاريخ الصغير" 1/ 322.
وروى ابنُ وهبٍ عن مالكٍ أنَّه كانَ مِن أهلِ الفضلِ، والفقهِ، والمشورةِ في الأمورِ، والعبادةِ، وكانَ أشدَّ شيءٍ ابتذالًا لنفسِهِ
(1)
.
قالَ مالكٌ: وأخبرني بعضُ مَن حضرَه عندَ الموتِ فسمعَه يقولُ: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ}
(2)
.
وروى ابنُ القاسمِ، عن مالكٍ أنَّه كانَ عابدًا، أخبرني رجلٌ أنَّه سمعَه يقرأُ القرآنَ كلَّ يومٍ إذا راحَ، فقيلَ له: كانَ يختمُ كلَّ يومٍ وليلةٍ؟، قال: نعم. انتهى. وهو في "التهذيب"
(3)
.
3014 - عمرُ بنُ الحسينِ النَّسَويُّ.
وُجِدَ بحَجَرِ قبرِهِ بالمعْلَاة وَصْفُهُ: بالشَّيخِ الزَّاهدِ، العابدِ الشَّهيدِ، الغريبِ، شيخِ الشُّيوخ، وأنه تُوُفِّيَ في مستهلِّ المحرَّمِ سنةَ إحدى وسبعين وخمسِ مئةٍ
(4)
. قالَه الفاسيُّ في مكَّة
(5)
.
وجَوَّز أنْ يكونَ صاحبَ القصَّةِ التي في "الدُّرَّةِ الثمينة في تاريخ المدينة"
(6)
لابن النجَّار، ونصُّها: أنَّه في سنةِ ثمانٍ وأربعين وخمسِ مئةٍ سمعوا صوتَ هَدَّةٍ في
(1)
"تاريخ أبي زرعة"، ص 429.
(2)
سورة الصافات، آية:61.
(3)
"تهذيب الكمال" 21/ 298، و "تهذيب التهذيب" 6/ 39.
(4)
في الأصل: وسبعمئة، والتصويب من "العقد الثمين".
(5)
"العقد الثمين" 6/ 291.
(6)
الدرة الثمينة، ص 419.
الحُجرةِ النَّبوية، والأميرُ إذ ذاكَ قاسمُ بنُ مهنَّا، فأخبروه، فقالَ: ينبغي أنْ ينزلَ شخصٌ إلى هناك، فلم يروا هناكَ صالحًا لهذا الأمرِ إلا عمرَ النَّسائي شيخَ شيوخِ الصُّوفيةِ بالموصلِ، وكانَ إذ ذاك مجاورًا بالمدينة، فكلَّمُوه في ذلك، فذكرَ أنَّ به فتقًا، والرِّيحُ والبولُ يحوجُه إلى دخولٍ الغائط مِرارًا، فألزموه، فاستمهلَهم حتَّى يُروِّضَ نفسَهُ. ويقالُ: إنَّه امتنعَ مِن الأكلِ والشُّربِ، وسألَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم إمساكَ المرضِ عنه
(1)
بقدرِ ما يبصرُ ويخرجُ، ثمَّ إنَّهم أنزلوه بالحِبالِ من الخُوخَةِ إلى الحفير الذي بناه عمر
(2)
، ودخلَ منه إلى الحُجرَةِ، ومعه شمعةٌ يَستضيءُ بها، فرأى شيئًا من طينِ السَّقْفِ قد وقعَ على القبورِ، فأزاله، وكَنَسَ الترابَ بِلِحْيَتِهِ.
وقيلَ: إنَّه كانَ مليحَ الشَّيبةِ، وأمسكَ اللهُ عنه الدَّاءَ بقدرِ ما خرجَ من الموضعِ، وعادَ إليه.
3015 - عمرُ بنُ حفصِ بنِ ثابتٍ، أبو سعيدٍ الأنصاريُّ
(3)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيه، وعنه: داودُ بنُ رُشَيْدٍ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعة "ثقاته"
(4)
.
(1)
ووقع في نسخة من "الدرة الثمينة": بجاه النبيِّ، وهذا خلاف ما عليه سلف هذه الأمة، ومنهم أبو حنيفة وصاحباه، فقد ذكر ابن مودود الحنفيُّ في كتابه "الاختيار لتعليل المختار" 4/ 164 عن أبي حنيفة رحمه الله وصاحبيه:(ويُكره أن يدعوَ الله إلا به)، ثمَّ شرحَ ذلك بقوله:(فلا يقول: أسألك بفلانٍ، أو بملائكتِكَ، أو بأنبيائك، ونحو ذلك؛ لأنَّه لا حقَّ للمخلوق على الخالق).
(2)
أي: عمر بن عبد العزيز، بناه حين كانَ أمير المدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 149، وفيه: أبو سعد، و"الجرح والتعديل" 6/ 102.
(4)
"الثقات" 8/ 439 - 440، لكن قال: مِن أهل الكوفة.
3016 - عمرُ بنُ حفصِ بنِ عاصمِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ
(1)
.
والدُ عبيدِ الله، مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيه، عن زيدِ بنِ ثابتٍ، وعنه: ابنُه. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(2)
. ووثَّقه العِجليُّ
(3)
أيضًا، ولكن حذفَ اسمَ جَدِّهِ.
-
عمرُ بنُ حفص بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ.
هو الذي قبلَه.
3017 - عمرُ بنُ حفصِ بنِ عمرَ بنِ سعدِ بنِ عائذٍ
(4)
، أبو حفصٍ، المدَنيُّ
(5)
.
مِن أهلِها، المؤذِّنُ، أخو عُمارَةَ، ويعرف جَدُّهُ بسَعدٍ القَرَظِ. يروي عن: أبيه
(6)
، وعنه: عبدُ الرَّحمنِ بنُ سعدِ بنِ عَمَّارٍ في الأذان. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(7)
. ويروي أيضًا عن: جدِّه عمرَ، وعمرِو بنِ شَمِرَ
(8)
، وعنه: ابنُ جُريجٍ، وماتَ قبلَه، وإسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ. قالَ ابنُ مَعِينٍ: ليسَ بشيءٍ. وذُكِرَ في "التهذيب"
(9)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 149.
(2)
"الثقات" 7/ 165.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 164.
(4)
تحرَّفت في الأصل إلى: عابد، والتصويب من مصادر التر جمة.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 159، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 281، و"ميزان الاعتدال" 3/ 190.
(6)
في الأصل: أباه، والصواب المثبت.
(7)
"الثقات" 7/ 170.
(8)
تحرَّفت في الأصل إلى: سهيرة، والتصويب من "تهذيب الكمال" 21/ 303.
(9)
"تهذيب الكمال" 21/ 302، و "تهذيب التهذيب" 6/ 40.
3018 - عمرُ بنُ حفصٍ المدنيُّ
(1)
.
عدادُهُ في أهلِ الحجازِ. يروي عن: عطاءِ بنِ أبي رَبَاحٍ، وعثمانَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الوَقَّاصيِّ، وعامرِ بنِ عبدِ الله بنِ الزُّبيرِ، وعنه: ابنُ جريجٍ، وابنُ أبي فُديكٍ، ويعقوبُ بنُ إسحاقَ الحضرميُّ، وغيرُهم. صالحُ الحديثِ، ووثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(2)
، وذُكرَ في "التهذيب"
(3)
.
3019 - عمرُ بنُ حفصٍ المدَنيُّ.
وقالَ
(4)
: يروي عن: عثمانَ بنِ عبد الرَّحمنِ الوَقَّاصِيّ، منكرُ الحديث. قالَه الأزديُّ. وقالَ أبو حاتمٍ
(5)
: مجهولٌ. انتهى. وهو الذي قبله.
3020 - عمرُ بنُ الحكمِ بنِ ثَوْبَانَ
(6)
.
ويقالَ لابنِ أبي الحكم: ثوبانُ، أبو حفصٍ المدَنيُّ، حليفُ الأوسِ، ومِن أهلِ الحجازِ. ذكرَه مسلمٌ
(7)
في ثالثةِ تابعي المدنيينَ.
(1)
"العلل"، لابن أبي حاتم 2/ 239، و"ميزان الاعتدال" 3/ 191، و"لسان الميزان" 6/ 92.
(2)
"الثقات" 7/ 169.
(3)
"تهذيب الكمال" 21/ 306، و"تهذيب التهذيب" 6/ 41.
(4)
كذا في الأصل.
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 102.
(6)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 426، و"الجرح والتعديل" 6/ 101، و"رجال مسلم" 2/ 34.
(7)
"الطبقات" 1/ 244 (803).
قالَ ابنُ مَعِينٍ: هو وعمرُ بنُ الحكمِ بنِ رافعٍ
(1)
واحدٌ. يروي عن: أسامةَ بنِ زيدٍ، وسعدِ بنِ أبي وقاصٍ، وكعبِ بنِ مالكٍ، وأبي هريرةَ، وأبي سعيدٍ، وابنِ عمرٍو، وجماعةٍ. وعنه: يحيى بنُ أبي كثيرٍ، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، ومحمَّدُ بنُ عمرٍو، وموسى بنُ عبيدةَ، وآخرونَ.
قالَ البخاريُّ
(2)
: ذاهبُ الحديث، ووثَّقه العِجليُّ
(3)
، وابنُ حِبَّانَ
(4)
، وقالَ: مِن جِلَّةِ أهلِ المدينة، وهو عمرُ بنُ الحكمِ بنِ أبي الحَكَمِ ثوبانَ مِنْ وَلَدِ فطيونَ
(5)
ملكِ يثربَ، حليفِ الأوس، وقالَ ابنُ سعدٍ
(6)
: عمرُ بنُ الحَكَمِ بنِ أبي الحَكَمِ، وهو من بني عَمْرو بن عامرٍ، مِن ولد الفطيون، وَهُمْ حلفاءُ الأوسِ، يكنَّى أبا حَفْصٍ، وكانَ ثقةً، وله أحاديثُ صالحةٌ، وقالَ هو ويحيى بنُ بكيرٍ: ماتَ سنةَ سبعَ عشرةَ ومئةٍ، عن ثمانين سنةً، واتِّفاقُهُما على وفاتِه وسنِّه، وكذا قولُ ابنِ مَعِينٍ، يدلُّ على أنَّه هو والذي بعدَه واحدٌ.
وقالَ عليُّ ابنُ المدينيِّ: عمرُ بنُ الحكمِ لم يسمعْ مِن أسامةَ بنِ زيدٍ ولم يدرِكْهُ، انتهى.
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: نافع، والتصويب من "تهذيب الكمال" 21/ 309.
(2)
"التاريخ الكبير" 6/ 146.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 165.
(4)
"الثقات" 5/ 147.
(5)
"جمهرة النسب" لابن الكلبي، ص 620، و "النسب"، لأبي عبيد، ص 269.
(6)
"الطبقات الكبرى" 5/ 281.
وإذا لم يدركْ أسامةَ، فهو لم يُدركْ سعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ، ولا كعبَ بنَ مالكٍ أيضًا، وذُكر في "التهذيب"
(1)
.
3021 -
عمرُ بنُ الحَكَمِ بنِ رافعِ
بنِ سنانٍ، أبو حفصٍ الأنصاريُّ
(2)
.
عدادُهُ في أهل المدينةِ. يروي عن: أبي اليَسَرِ كعبِ بنِ عمرٍو، وأبي هريرةَ، وابنِ عمرٍو، وجابرٍ، وعنه: سعيدُ بنُ أبب هلالٍ، وعمرانُ بنُ أبي أنسٍ، وحفيدُ أخيه عبدُ الحميدِ بنُ جعفرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحَكَمِ، وغيرُهم. وثَّقَهُ أبو زُرعةَ، وابنُ حِبَّانَ
(3)
.
وقالَ أبو حاتمٍ
(4)
: ليس هو، يعني الذي قبلَهُ، وكلامُ ابنُ مَعِينٍ -كما قلنا- يدلُّ على أنَّهما واحدٌ. وذُكرَ في "التهذيب"
(5)
.
- عمرُ بنُ الحكمِ بنِ رافعٍ
(6)
فيمن: جدُّه ثوبانُ، قريبًا.
3022 - عمرُ بنُ حمزةَ بنِ عبدِ الله بنِ عمرَ بن الخطابِ، العُمريُّ، المدَنيُّ
(7)
.
(1)
" تهذيب الكمال" 21/ 308، و"تهذيب التهذيب" 6/ 42.
(2)
"رجال مسلم" 2/ 35، و"الكاشف" 2/ 58.
(3)
"الثقات" 5/ 148.
(4)
"الجرح والتعديل" 6/ 101.
(5)
"تهذيب الكمال" 21/ 309، و"تهذيب التهذيب" 6/ 42.
(6)
تحرفت في الأصل إلى: نافع.
(7)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 391، و"طبقات خليفة" 262، و"ميزان الاعتدال" 3/ 192.
نزيلُ الكوفةِ. يروي عن: عمِّه سالمٍ، ومحمَّدِ بنِ كعبٍ القُرظيِّ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ سعدٍ، وعنه: مروانُ بنُ معاويةَ، وأحمدُ بنُ بشيرٍ، وأبو أسامةَ.
صالحُ الحديثِ، احتجَّ به مسلم
(1)
، ووثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(2)
؛ ولكنَّه قالَ: كانَ ممَّنْ يخطِئُ. وضعَّفه النَّسائيُّ
(3)
، وكذا نقلَ عثمانُ بنُ سعيدٍ، عن يحيى
(4)
، تضعيفَهُ، وقالَ أحمدُ: أحاديثُهُ مناكيرُ. وذُكرَ في "التهذيب"
(5)
.
3023 - عمرُ بنُ الخطَّابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ ربَاحِ بنِ قُرْطِ بنِ رَزَاحِ بنِ عديِّ بنِ كعبِ بنِ لؤيٍّ، أميرُ المؤمنين، أبو حفصٍ، القُرَشيُّ، العَدَويُّ
(6)
.
أمُّه حَنتمةُ ابنةُ هشامٍ
(7)
المخزوميةُ، أختُ أبي جهلٍ.
وهاجرَ إلى المدينةِ قبلَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاحبِهِ، واستُشهدَ في أواخرِ ذي الحجَّة سنةَ ثلاثٍ وعشرين، وسِنُّه على الأرجحِ ثلاثٌ وستونَ. وهو ثاني مَن ذكرَه مسلمٌ
(8)
(1)
كتاب النكاح، باب: تحريم إفشاء سرِّ المرأة 2/ 1060 (1437).
(2)
"الثقات" 7/ 168.
(3)
"الضعفاء والمتروكين"، للنسائي (470).
(4)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي، ص 142.
(5)
"تهذيب الكمال" 21/ 311، و "تهذيب التهذيب" 6/ 43.
(6)
"أسد الغابة" 4/ 145، و"الإصابة" 2/ 518، و "الاستيعاب" 2/ 458.
(7)
كذا في الأصل: هشام، والصواب: المثبت، وهاشم أخو هشام بن المغيرة، فتكون أمه ابنة عم أبي جهل لا أخته. انظر:"نسب قريش" ص 347، و"محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب" لابن عبد الهادي 1/ 133.
(8)
"الطبقات" 1/ 145 (2).
في المدنيين.
وهو الفاروقُ، الفيصلُ بينَ المسلمِ والرَّافضيِّ، ما نقَّصَهُ إلا جاهل دايص
(1)
، أو رافضيٌّ مُنائص
(2)
.
وزيرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ أيَّدَ الله به الإسلامَ، وفتحَ به الأمصارَ، وهو الصَّادقُ، المحدَّثُ المُلْهَمُ، الآتي عن المصطفى قولُه
(3)
: "لو كانَ بعدي نبيٌّ لكانَ عمرَ".
والذي فرَّ منه الشَّيطانُ
(4)
، وأُعِليَ به الإيمانُ، وأعلنَ الأذانَ، وثاني المفضَّلِ بعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ما دارَ الفَلَكُ على مثلِ شكلِهِ، وكانت خِلافتُهُ عشرَ سنين ونصفًا، وناحتْ عليه الجنُّ قبلَ أنْ يُقتلَ بثلاثٍ -كما رُوِيَ عن عُبادةَ- بهذه الأبيات
(5)
:
(1)
دايص: زائغ، "القاموس" داص.
(2)
غير واضحة في الأصل. المُنائص: المستخِفُّ. قالَ الفيروز آبادي: الاستناصةُ: أنْ تَستخفَّ الرَّجلَ، فتذهبَ به في حاجتك. "القاموس": نوص.
(3)
أخرجه الترمذيُّ في كتاب المناقب، باب: في مناقب عمر بن الخطاب (3686)، وقال: حديث حسن غريب، والحاكم في "المستدرك" 3/ 85، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.
(4)
ورد ذاك في حديثٍ أخرجه الترمذي في الباب السابق (3691)، وقال: هذا حديثٌ حسنٌ، صحيحٌ، غريبٌ من هذا الوجه.
(5)
اختلف في نسبة الأبيات، فقيل: للجن، وقيل: للشمَّاخ بن ضرار، شاعر إسلامي، له صحبة، وهي في "ديوانه"، ص 448، و "شرح ديوان الحماسة"، لأبي تمام 1/ 453، وقيل: لمزرِّد أخي الشماخ.
أبعدَ قتيلٍ بالمدينةِ أظلمَتْ
…
له الأرضُ تهتزُّ العِضاهُ
(1)
بأسْؤُقِ
(2)
جزَى اللهُ خيرًا مِن إمامٍ وباركَتْ
…
يدُ اللهِ في ذاكِ الأديمِ المُمزَّقِ
فمَنْ يسعَ أو يركبْ جَناحَي نَعامةٍ
…
ليُدرِكَ ما قدَّمتَ بالأمسِ
(3)
يُسبَقِ
قضيتَ أمورًا ثمَّ غادرتَ بعدَها
…
بوائجَ
(4)
مِن أكمامِها لم تُفَتَّقِ
وما كنتُ أخشى أنْ تكونَ وفاتُه
…
[بكفَّي] سَبْنَتى
(5)
أزرقِ العينِ مُطرِقِ
وما أحسنَ قولَ ابنِ مسعودٍ: لو وُضِعَ علمُ أحياءِ العرب في كِفَّةٍ، وعلمُ عمرَ في الأخرى لرجحَ علمُهُ، ولقد كانَ ذهبَ بتسعةِ أعشارِ العلم، ولمَجلسٌ كنتُ أجلسُهُ معه أوثقُ في نفسي مِن عملِ سنةٍ.
وقالَ عليٌّ حينَ وُضِعَ على سريره بعدَ موتِه: والله ما خلَّفتَ أحدًا أحبَّ أنْ ألقى الله عز وجل بمثلِ عملِه منكَ. وترجمتُه تحتملُ مجلَّدًا ضخمًا، وممَّن أفردَها
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى الغطاة، والعِضاهُ جمعُ عضاهة، وهي أعظم الشجر.:"لسان العرب": عضه.
(2)
في الأصل: بالأسؤق. وبها ينكسر البيت.
وأسؤق: جمع ساق. "اللسان": سوق. يريد: تهز عظام الشجر من سيقانها، وهذا كناية عن الخطب الشديد.
(3)
تحرفت في الأصل: بالأمر، والتصويب من "الديوان".
(4)
في الأصل: بوائق، والتصويب من "الديوان". والبوائج: جمع بائجة، وهي الداهية. "القاموس": بوج.
(5)
السَّبنتى: الجريء. "القاموس": سبت.
الذَّهبيُّ في "نِعمَ السَّمر في سيرة عمرَ".
وقد أطاعَتْه العناصرُ الأربعُ: الماءُ؛ فإنَّه كتبَ لنيلِ مصرَ وقد بلغَهُ أنَّ عادَتَهُ أن لا يُوفيَ إلا ببنتٍ تُلقى فيه، فقطعَ الله [بـ]
(1)
كتابهِ هذه العادَةَ المذمومة
(2)
، والهواءُ: حيثُ بلغَ صوتُهُ
(3)
إلى ساريةَ
(4)
، والتَّرابُ: حيث زُلزِلَتِ الأرضُ، فضربَها بالدِّرَّةِ فَسَكَنَتْ، والنَّارُ: حيثُ قالَ لشخصٍ: أدركْ بيتَكَ فقد احترقَ
(5)
.
3024 - عمرُ بنُ خَلْدَةَ -ويقالَ: ابنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ خَلْدة- أبو حفصٍ، الزُّرَقيُّ، الأنصاريُّ
(6)
.
قاضي المدينةِ في خلافةِ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ، لأميرِها هشامِ بنِ إسماعيلَ المخزوميِّ. يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: الزُّهريُّ، وربيعةُ، وغيرُهما.
قالَ الواقديُّ: كانَ ثقةً قليلَ الحديثِ، وكانَ مَهيبًا صارِمًا، وَرِعًا عفيفًا، لم يرتزق على القضاءِ شيئًا. قالَ ربيعةُ الرَّأيِ: إنَّه كانَ يقضي في المسجِدِ، وقالَ مالكٌ: ابنُ خَلْد قاضي عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ وغيرُهُ يقضُون في المسجدِ، وكانَ ابنُ خلدةَ يجلسُ مع خارجةَ بنِ زيدٍ، وربيعةَ، فكانا يقولانِ له: آذيتَنَا وأبرمْتَنَا، فيقول: لا
(1)
ما بين معقوفتين ساقطة من الأصل، والسياق يقتضيها.
(2)
"تاريخ دمشق"، لابن عساكر 44/ 336.
(3)
تحرَّفت في الأصل إلى: صورته.
(4)
أخرج ذلك ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 20/ 24 - 25.
(5)
أخرج ذلك مالك في "الموطأ" 2/ 973، باب: ما يكره من الأسماء.
(6)
"طبقات ابن سعد" 5/ 279.
تقيموني
(1)
مِن عندكما، دعاني أتحدَّثْ معكما، فإذا جاء الخصمانِ تحوَّلَ إليهما، ثمَّ عاد. وقالَ ابنُ أبي ذِئبٍ: حضرتُهُ يقولُ لخصمٍ: اذهبْ يا خبيثُ، فاسجن نفسَكَ، فذهبَ وليس معه حَرَسِيٌّ، حتَّى أتى السجَّانَ، فسجنَ نفسَهُ.
وفي "مسند الشافعي
(2)
" مِن طريقِ [ابن] عمرو بنِ رافعٍ، عن ابنِ خلدَةَ قالَ: جئنا أبا هريرةَ في صاحبٍ لنا أفلسَ، فقالَ: هذا الذي قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أيَّما رَجُلٍ ماتَ وأفلسَ فصاحبُ المتاعِ أحقُّ إذا وجدَهُ بعينِهِ".
ووثَّقَهُ النَّسَائيُّ، وعمرُو بنُ عليٍّ، وغيرُهما، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقاتِ"
(3)
. وكانَ يعقوبُ بنُ سفيانَ
(4)
بإسناده عن ربيعةَ قال: قالَ ابنُ خلدةَ -وكانَ نِعْمَ القاضي- إذا جاءك الرَّجلُ يسألُكَ، فلا تكن همَّتُكَ أن تُخرجَهُ مما وقع فيه، ولتكن همَّتُكَ أن تتخلَّصَ ممَّا سألك عنه. وذُكرَ في "التهذيب"
(5)
.
3025 - عمرُ بنُ راشدٍ، أبو حفصٍ المدَنيُّ، الجاريُّ
(6)
.
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: لا تقيمان، والتصحيح من "تاريخ الإسلام"(وفيات 101 - 120 هـ) ص 186.
(2)
"مسند الشافعي" ص 329 (1527).
(3)
"الثقات" 5/ 148.
(4)
المعرفة والتاريخ 1/ 556.
(5)
"تهذيب الكمال" 21/ 328، و"تهذيب التهذيب" 6/ 48.
(6)
"الميزان" 3/ 195، و "المجروحين" 2/ 93، و"لسان الميزان" 6/ 97.
عن: ابنِ عجلانَ، ومالكٍ، ويزيدَ بنِ عبد الملك النَّوفَلِيِّ. قالَ أبو حاتم
(1)
: وجدتُ حديثَهُ كَذِبًا وزورًا. وقالَ العُقيليُّ
(2)
: منكرُ الحديث، وتكلَّمَ فيه ابنُ عديٍّ، وكانَ ينزلُ الجارَ
(3)
، وكانَ يكونُ بمصر. روى عنه: مُطَرِّفُ بنُ عبدِ الله، وأبو مصعبٍ المدنيُّ، ويعقوبُ الفَسَويُّ.
وساقَ له ابنُ عديٍّ
(4)
حديثًا مِن جهةِ أحمدَ بنِ عبد المؤمنِ، عنه، عن هشامِ بنِ عروةَ. وآخرَ مِن حديثه عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ حَرْمَلة. وقال: كلُّ أحاديثِه مَّما لا يُتابِعُه عليها الثِّقات، ومِن حديثه
(5)
عن محمَّد بنِ صالحٍ مولى التَّوأمَةِ آخر.
وقالَ الدَّارقطنيُّ
(6)
والخطيبُ
(7)
: ضعيفٌ. زاد الخطيبُ: روى المناكيرَ عن الثِّقاتِ. وقالَ الحاكمُ
(8)
وأبو نُعيم
(9)
: روى عن مالكٍ أحاديثَ موضوعةً.
وقالَ أبو داود: ضعيفٌ.
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 108.
(2)
"الضعفاء الكبير" 3/ 158.
(3)
الجار: قريةٌ قربَ المدينة النبوية. "معجم البلدان" 2/ 93.
(4)
"الكامل" 5/ 17.
(5)
"الكامل" 5/ 19.
(6)
"سؤالات البرقاني" للدارقطني، ص 50.
(7)
"المتفق والمفترق" 3/ 107.
(8)
"المدخل إلى الصحيح"، ص 164.
(9)
"الضعفاء" لأبي نعيم، ص:114.
وقالَ أبو حاتم
(1)
: العجبُ مِن يعقوبَ بنِ سفيانَ كيفَ روى عنه
(2)
؛ لأني في ذلك الوقتِ وأنا شابٌّ علمتُ أنَّ تلك الأحاديثَ موضوعةٌ، فلم تَطِبْ نفسي أنْ أسمعَها، فكيفَ يخفى ذلكَ على يعقوبَ؟.
وله ابنٌ ذُكِرَ في ترجمةِ أحمدَ بنِ طاهرِ بنِ حَرْمَلةَ من "الميزان"، أو "لسانه"
(3)
.
3026 - عمرُ بنُ الزغبِ.
له ذِكرٌ في: ولدِه هارون
(4)
.
3027 - عمرُ بنُ زيادٍ المدَنيُّ
(5)
.
يروي المقاطيعَ، وعنه: يعقوبُ بنُ حُميدِ بنِ كاسبٍ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعة "ثقاته"
(6)
. وهو في "الميزان"
(7)
، وقالَ: لا يُدْرَى مَنْ هو.
3028 - عمرُ بنُ سالمِ بنِ بدرٍ، السِّراجُ، أبو حفصِ ابنُ أبي النَّجا، الوَارقليُّ
(8)
المغربيُّ.
(1)
" الجرح والتعديل" 6/ 108.
(2)
"المعرفة والتاريخ" 2/ 453.
(3)
لم يذكر ابنه في الموضع المذكور من "الميزان" و لا "اللسان".
(4)
ترجمة ولده هارون في القسم المفقود من الكتاب.
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 109، و "التاريخ الكبير" 6/ 156، و"لسان الميزان" 6/ 105.
(6)
"الثقات" 8/ 442.
(7)
"الميزان" 3/ 198.
(8)
كذا في الأصل، وفي "الدرر الكامنة" 3/ 166: الداريلي، ولم يعرف المحقق صوابها.
نزيلُ الحرمِ المدنيّ، والمؤدِّبُ. سمع بدمشقَ من المزيِّ، وعمرَ بنِ بَلْبانَ الجوزيِّ
(1)
، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ تَيْمِيَّةَ
(2)
، وسعيدِ بنِ سالمٍ، وغيرِهم، وحَجَّ، فأقامَ بالحرمينِ دهرًا طويلًا حتَّى ماتَ، وكانَ صالحًا زاهدًا. روى عنه بالإجازة الجمالُ ابنُ ظهيرةَ.
وقالَ الأقفهسيُّ في "معجم الجمال": إنَّه جاورَ بالحرمينِ مدَّةً، وسكنَ المدينة بأخَرةٍ، وكانَ صالحًا زاهدًا. وذكرَه شيخُنا في "دُرره"
(3)
.
وقد سمعَ في سنة سبعٍ وستين وسبعِ مئةٍ على البدرِ عبدِ الله بنِ فرحونٍ في "الأنباءِ المبينة"، ووصفَه كاتبُ الطَّبقة بالشَّيخِ العالمِ الصالحِ، أعادَ الله تعالى مِن بركته. وظاهرُ كلامِه أنَّه تركَ التَّأديب، فإنَّه قالَ: المؤدِّبُ كانَ
(4)
.
3029 - عمرُ، وقيل: عمرُو بنُ سالمٍ، أبو عثمانَ الأنصاريُّ، المدَنيُّ
(5)
.
والمنتقلُ إلى خراسانَ، وكانَ على قضاء مروَ. رأى ابن عباسٍ، وسمعَ من القاسمِ بنِ محمَّد، وغيرِه، وعنه: مُطَرِّفُ بنُ طَرِيفٍ، وليثُ بنُ أبي سُلَيمٍ، ومهديُّ
(1)
في الأصل: الجزري، وهو تحريف. وهو عمرُ بنُ بَلبانَ بنِ عبدِ الله الجوزي، مولى سبط ابن الجوزي، إمام فاضل أديب، ولد سنة 658 هـ، ومات سنة 742 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 157.
(2)
عبد الرَّحمنِ بنُ عبدِ الحليمِ بنِ عبدِ السَّلام ابن تَيْمِيَّة، زينُ الدِّين أبو الفرج، توفي سنة 747 هـ. "الدرر الكامنة" 2/ 329.
(3)
"الدرر الكامنة" 3/ 166.
(4)
بعدها بياض في الأصل.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 161، و"الجرح والتعديل" 6/ 113.
بنُ ميمونَ، والربيعُ بنُ مسلمٍ، وغيرُهُم. وثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(1)
، وذُكرَ في الكنى من "التهذيب"
(2)
.
3030 - عمرُ بنُ السَّائبِ بنِ أبي راشدٍ، أبو عمروٍ، المِصريُّ الفقيهُ
(3)
.
يروي عن: القاسمِ بن قُزمانَ، وابنٍ لعمرِو بنِ أميةَ الضَّمْريِّ، وعنه: الليثُ، وعمرُو بنُ الحارثِ، وبَكرُ بنُ مُضَرَ، وابنُ لهيعةَ. وثَّقه ابنُ حِبَّانَ، وقالَ
(4)
: يروي عن المدنيينَ. وذُكرَ في "التهذيب"
(5)
. قالَ ابنُ يونسَ
(6)
: ماتَ سنة أربعٍ وثلاثين ومئةٍ.
3031 - عمرُ بنُ سعدِ بنِ عائذٍ القَرَظِ
(7)
.
المؤذِّنُ، أخو عمَّارٍ، ومولى بني مخزومٍ، وقيلَ: إنَّه مِن موالي عمَّارِ بنِ ياسرٍ، عدادُهُ في أهلِ المدينةِ. يروي عن: عمرَ، وعنه: حفيده عمرُ
(8)
بنُ عاصمٍ، وقد مضى قريبًا حفيدُهُ الآخرُ عمرُ بنُ حفصٍ.
(1)
"الثقات" 7/ 176.
(2)
"تهذيب الكمال" 34/ 69، و "تهذيب التهذيب" 10/ 186.
(3)
"تاريخ الإسلام" 8/ 503.
(4)
"الثقات" 7/ 175.
(5)
"تهذيب الكمال" 21/ 353، و"تهذيب التهذيب" 6/ 55.
(6)
"تاريخ ابن يونس" 1/ 365.
(7)
"تهذيب الكمال" 21/ 355، و"تهذيب التهذيب" 6/ 55.
(8)
تحرَّفت في الأصل إلى: عمرو، والتصحيح من "تهذيب الكمال".
3032 - عمرُ بنُ سعدِ بنِ أبي وقاصٍ، أبو حفصٍ القُرَشيُّ، الزُّهريُّ، المدَنيُّ
(1)
.
نزيلُ الكوفةِ، وأخو عمرٍو
(2)
، وعميرٌ، المقتولَيْنِ يومَ الحَرَّةِ، ومصعبٍ، وعامرٍ، المتوفَّينَ بعد المِئَةِ، وإبراهيمَ، وإسماعيلَ، وعبدِ الرَّحمنِ، ويحيى، ومحمَّدٍ المقتولِ يوم دَيرِ الجماجم. يروي عن: أبيه، وعنه: ابنُهُ ابراهيمُ، وحفيدُهُ أبو بكرِ بنُ حفصٍ، والعيزارُ بنُ حريثٍ، وأبو إسحاقَ السَّبيعيُّ، وأرسلَ عنه قتادَةُ، والزُهريُّ، ويزيدُ بن أبي حبيبٍ. وشهِدَ مع أبيه دومةَ الجندلِ
(3)
.
وأتى أباه وهو في إبلِه وغنمِه، فلمَّا رآه أبوه قالَ: أعوذُ بالله من شرِّ هذا الرَّاكب، فلمَّا انتهى إليه قال: يا أبتِ، أرضيتَ أنْ تكونَ أعرابيًا في إبلِكَ، والنَّاسُ يتنازعون في الملك، فضربَ صدرَه بيده وقالَ: اسكتْ، سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ
(4)
: "إنَّ الله يحبُّ العبدَ التَّقيَّ الخَفيَّ الغنيَّ".
وقالَ للحسينِ رضي الله عنه: إنَّ قومًا مِن السُّفهاء يزعمون أني قاتلُك، فقالَ: إنَّهم ليسوا سفهاءَ ولكنهم حُلَماء، ثمَ قالَ: والله إنه ليقرُّ بعيني أنَّكَ لا تأكل بُرَّ العراقِ بعدي إلا قليلًا، فكانَ كذلك، ضُرِبَتْ عُنُقُهُ مع ولديه، وعُلِّقُوا على
(1)
"طبقات ابن سعد" 5/ 168، و"الجرح والتعديل" 6/ 111، و"سير أعلام النبلاء" 4/ 350.
(2)
تحرفت في الأصل إلى: عمر، والصحيح المثبت.
(3)
وكانَ فيها لقاء الحكمين بدومة الجندل، في رمضان سنة 38، انظر:"تاريخ الإسلام"(عهد الخلفاء) ص 550.
(4)
أخرجه مسلم في الزهد 4/ 2277 (2965).
الخشبِ، وأُلهبتْ فيه النَّار، وقَتَلَ المختارُ عمرَ بالحسين، وحَفصًا
(1)
بابنه عليِّ بن الحسين، يعني: أخا زينِ العابدين، وكانَ أكبرَ منه، ولا سواءَ.
ويقالُ: إنَّه كانَ أميرَ الجيش، ولم يباشر قتلَ الحسينِ
(2)
.
وقالَ له عليٌّ: كيفَ أنتَ إذا قمتَ مقامًا تُخيَّر فيه بينَ الجنَّةِ والنَّار، فتختارُ النَّارَ؟. وكانَ قتلُهُ على فراشِه سنةَ ستٍّ وستين، وقيل: سبعٍ.
وسيأتي في: عمرَ بنِ عبيدِ الله بنِ معمرٍ أنَّه وُلدَ في السَّنةِ التي قُتل فيها عمرُ بنُ الخطَّاب، وترجمتُه محتملةٌ للإطالةِ. وهو في "التهذيب"
(3)
، ورابعِ "الإصابة"
(4)
.
3033 - عمرُ بنُ سعدٍ الجَاريُّ
(5)
.
مولى عمرَ. يروي عن: ابنِ عمرَ، وعنه: زيدُ بنُ أسلمَ. مضى له ذِكرٌ في والده سعدٍ، وقد مضى قريبًا: عمرُ بنُ راشدِ الجاريُّ، أبو حفصٍ.
3034 - عمرُ بنُ سعيدِ بن سُرَيْجٍ
(6)
.
مِن أهلِ المدينةِ، ومولى عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ. يروي عن
(7)
:
(1)
في الأصل: وحفص، وفوقها: كذا.
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: الجيش.
(3)
"تهذيب الكمال" 21/ 356، و"تهذيب التهذيب" 6/ 56.
(4)
"الإصابة" 3/ 172.
(5)
"الثقات" 5/ 178، و"إكمال الكمال" 2/ 256، و "تعجيل المنفعة" 1/ 150.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 159، و"الجرح والتعديل" 6/ 111 و"لسان الميزان" 4/ 309.
(7)
في الأصل تكررت ترجمة عمر بن سعد الجاري، والسطر الأول من ترجمة عمر بن سعيد.
الزُهريِّ، وعبد الرَّحمنِ بنِ حميدٍ، وعنه: عبدُ الرَّحمنِ بنُ إسحاقَ، وفضيلُ بنُ سليمانَ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(1)
، وقالَ: يُعتبرُ بحديثِه مِن غيرِ الضُّعفاءِ عنه. وكذا قالَ العُقيليُّ
(2)
: في حديثِه خطأٌ واضطرابٌ. وهو في "الميزان"
(3)
.
3035 - عمرُ بنُ سفينةَ مولى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
(4)
.
مدنيٌّ تابعيٌّ، ثقةٌ، قالَه العِجليُّ
(5)
. يروي عن: أبيه، وعنه: ابنُه بُرَيهٌ
(6)
. قالَ العُقيليُّ في "الضعفاء"
(7)
: حديثُه غيرُ محفوظٍ، ولا يُعرفُ إلا به.
وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(8)
: يخطئ. وذُكرَ في "التهذيب"
(9)
.
3036 - عمرُ بنُ سلَّامٍ، مولى آل عمرَ
(10)
.
له قضيةٌ في: الحسينِ بنِ عليِّ بنِ الحسنِ
(11)
(927).
(1)
"الثقات" 7/ 175.
(2)
"الضعفاء الكبير" 3/ 163.
(3)
"ميزان الاعتدال" 3/ 200.
(4)
"التاريخ الكبير" 6/ 160، و"الجرح والتعديل" 6/ 113، و"الإكمال" 1/ 231.
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 167.
(6)
تحرَّفت في الأصل إلى: بريد، و انظر:"تهذيب الكمال" 21/ 369.
(7)
"الضعفاء الكبير" 3/ 168.
(8)
"الثقات" 5/ 149.
(9)
"تهذيب الكمال" 21/ 369، و "تهذيب التهذيب" 6/ 60.
(10)
"تهذيب التهذيب" 6/ 65.
(11)
تحرفت في الأصل إلى: الحسين.
3037 - عمرُ بنُ سلمةَ بنِ أبي يزيدَ المدَنيُّ
(1)
.
يروي عن: أبيه عن جابرٍ، وعنه: عبدُ الله بنُ مباركٍ. وحديثُهُ عند أحمدَ في "مسنده"
(2)
عن عليِّ بنِ إسحاقَ، عن ابنِ المبارَكِ. وذكرَه البخاريُّ
(3)
في ترجمة أبيه سلمةَ، فقالَ: حدَّثني أبي، قالَ: قالَ لي جابرٌ، في قصَّة دَينِ أبيه. ولم يذكر فيهما جرحًا.
3038 - عمرُ بنُ أبي سلمةَ، واسمُه عبدُ الله بنُ عبدِ الأسدِ بنِ هلالِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ مخزومٍ، أبو حفصٍ، المخزوميُّ، المدَنيُّ
(4)
.
الصَّحابيُّ، ربيبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. أمُّه أمُّ المؤمنين أمُّ سلمةَ ابنةُ أبي أميَّةَ زادِ الرَّاكبِ. ذكرَه مسلمٌ
(5)
في المدنيين.
وُلدَ بأرضِ الحبشةِ، وقالَ له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
(6)
: "اُدْنُ، فكُلْ بيمينكَ، وكُلْ ممَّا يليكَ"، وماتَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ تسعٍ.
وروى عن: أمِّهِ، وعنه: ابنُه محمَّدٌ، وعروةُ، وابنُ المسيِّبِ، ووهبُ بنُ كيسانَ،
(1)
"تعجيل المنفعة" 1/ 298، و "الإكمال فيمن له رواية في المسند" 1/ 306.
(2)
"المسند" 3/ 396، في مسند أبي سعيدٍ الخدري.
(3)
"التاريخ الكبير" 4/ 76.
(4)
"أسد الغابة" 4/ 183.
(5)
"الطبقات" 1/ 155 (116).
(6)
أخرجه البخاري في كتاب الأطعمة، باب: التسمية على الطعام والأكل باليمين (5376)، ومسلم في كتاب الأشربة، باب: آداب الطعام والشراب وأحكامهما 3/ 1599 (2022).
وقُدامةُ بنُ إبراهيمَ، وثابتٌ البُنانيُّ، وأبو وَجزَةَ السَّعديُّ: يزيدُ بنُ عُبيدٍ.
وكانَ مع عليٍّ يومَ الجمَلِ، فاستعمَله على فارس، وعلى البحرين، وماتَ بالمدينةِ في إمارةِ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ، سنة ثلاثٍ وثمانين، وكانَ آخرَ مَن ماتَ مِن الصَّحابةِ مِن بني مخزومٍ. وحديثُهُ في السِّتَّةِ
(1)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(2)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(3)
.
3039 - عمرُ بنُ أبي سَلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ الزُّهريُّ
(4)
.
يروي عن: أبيه، وعنه: مِسْعَرٌ، وأبو عَوانةَ، وهُشيمٌ؛ كتبَ عنه بو اسطةٍ حين قدِمَها، وغيرُهم. قالَ أبو حاتمٍ
(5)
: هو عندي صالحٌ. وكذا قالَ أحمدُ
(6)
: صالحٌ، ثقةٌ إنْ شاء الله. وقالَ العِجليُّ
(7)
: مدنيٌّ لا بأس به. وقالَ ابنُ عديٍّ
(8)
: حسنُ الحديث لا بأسَ به. ووثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(9)
. وكانَ شُعبةُ يضعِّفُهُ.
وقالَ النَّسائيُّ
(10)
: ليس بالقويِّ، وابنُ خزيمةَ: لا يحتجُّ بحديثه، وكذا لم يحتجَّ
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: السنة.
(2)
"تهذيب الكمال" 21/ 375، و"تهذيب التهذيب" 6/ 61.
(3)
"الإصابة" 2/ 519.
(4)
"طبقات خليفة" 262، و "التاريخ الكبير" 6/ 166، و"أحوال الرجال" ص:143.
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 117.
(6)
"العلل" لأحمد 1/ 136.
(7)
"معرفة الثقات" 2/ 168.
(8)
"الكامل" 6/ 78.
(9)
"الثقات" 7/ 164.
(10)
"الضعفاء والمتروكين"(468).
البخاريُّ به بل استشهدَ به
(1)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(2)
.
قالَ ابنُ سعدٍ
(3)
: قتلَه عبدُ اللهِ بنُ عليٍّ مع أختٍ له مِن بني أميةَ بالشَّامِ، سنةَ اثنتين وثلاثين ومئةٍ، وقيل: سنة ثلاثٍ، وكانَ -فيما قالَه ابنُ حِبَّانَ
(4)
- على قضاءِ المدينة.
3040 - عمرُ بنُ سليمانَ بنِ عاصمِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ القُرَشيُّ، العدَويُّ، المدَنيُّ
(5)
.
عِدادُه في أهلِها. يروي عن: عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبانَ بنِ عثمانَ، وعنه: شعبةُ، وجَهْضَمُ بنُ عبدِ الله، وابنُ عُلَيَّةَ. وثَّقَهُ ابنُ مَعِينٍ، والنَّسائيُّ، وابنُ حِبَّانَ
(6)
. وقالَ أبو حاتمٍ
(7)
: صالحٌ. وذُكرَ في "التهذيب"
(8)
.
3041 - عمرُ بنُ شَبَّةَ، أبو زيدٍ النُّميريُّ، البصريُّ
(9)
.
(1)
في كتاب الاستئذان، باب: بمَن يُبدأ في الكتاب (6261).
(2)
"تهذيب الكمال" 21/ 375، و "تهذيب التهذيب" 6/ 62.
(3)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم، ص 234.
(4)
"الثقات" 7/ 164.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 160.
(6)
"الثقات" 7/ 173.
(7)
"الجرح والتعديل" 6/ 112.
(8)
"تهذيب الكمال" 21/ 380، و"تهذيب التهذيب" 6/ 63.
(9)
"تاريخ بغداد" 11/ 208، و "سير أعلام النبلاء" 12/ 369، و"تهذيب الكمال" 21/ 386، وكانت وفاته سنة 262 هـ.
كتبتُهُ هنا حَدْسًا، جمعَ في أخبارِ المدينةِ كتابًا حافلًا
(1)
.
قالَ شيخُنا -وقد كتبَ منه بخطِّه نسخةً- قالَ: إنه يُقطَعُ مِن أواخر الأوراق شيءٌ كثيرٌ، بيَّضَ له في نسخته، ونقل منها صاحبُنا النجمُ ابنُ فهدٍ، نسخة ما نصُّه: ولم أر أكثر جمعًا في هذا الباب منه، رواه عنه: أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عبد العزيزِ الجوهريُ.
ويروي فيه عن: أبي غسانَ محمَّد بنِ يحيى بنِ عليِّ بنِ عبدِ الحميدِ، ومحمَّدِ بنِ يحيى، وأبي داودَ، وأبي عاصمٍ، ويزيدَ بنِ هارونَ، ومحمَّدِ بنِ مصعبٍ، وعمرَ بنِ سعيدٍ الدِّمشقيِّ، ومحمَّدِ بنِ حُميدٍ، وأحمدَ بنِ خبَّابٍ، وهارونَ بنِ معروفٍ، وأيوبَ بنِ محمَّدٍ الرَّقيِّ، وموسى بنِ مروانَ الرَّقيِّ، وموسى بنِ إسماعيلَ، وعبدِ الوهابِ بنِ عبدِ المجيدِ الثَّقفيِّ، وعليِّ بنِ أبي هاشمٍ، وبشرِ بنِ عمرَ، وأحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ يونسَ، والحكمِ بنِ موسى، وعبدِ الصَّمدِ بنِ عبدِ الوارثِ، ويحيى بنِ سعيدٍ، وزهيرِ بنِ حربٍ، والقَعنبيِّ، وأحمدَ بنِ عيسى، وغُنْدَرَ، وخلّادِ بنِ يزيدَ، وعبدِ الله بنِ بكرٍ، ومعاويةَ بنِ عمروٍ، وعفَّانَ، ومحمَّدِ بنِ حاتمٍ، وإسحاقَ بنِ إدريسَ، وأبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ، وأبي نُعيمٍ، وأبي أحمدَ، ومحمَّدِ بنِ سنانٍ، وعبدِ الله بنِ رجاءٍ، وعَمرو بنِ مرزوقٍ، وعبدِ الله بنِ يزيدَ، ومؤمَّلِ بنِ إسماعيلَ، وأحمدَ بنِ معاويةَ، وسعيدِ بنِ سليمانَ، وعبدِ الملكِ بنِ عَمرو، وأبي أيوبَ سليمانَ بنِ داودَ، وهارونَ بنِ معروفٍ، وعثمانَ بنِ عمرَ، وسويدِ بنِ سعيدٍ، ومحمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ، وعبدِ اللهِ بنِ
(1)
"أخبار المدينة" لابن شبة، مطبوع في أربعة مجلدات.
نافعٍ الزُّبيريِّ، وأبي حذيفةَ موسى بنِ مسعودٍ النَّهديِّ، وفليحِ بنِ محمَّدٍ اليماميِّ، وإبراهيمَ بنِ المنذرِ، وخلقٍ يطولُ ذكرُهُمْ. وابتدأَ المصنِّفُ بفهرست ما اشتمل عليه الكتابُ، وقد وقفتُ على النُّسخةِ المشارِ إليها، وفيه الشِّفا لإيضاحِ الأمورِ أتمَّ إيضاحٍ، معَ كونِه مِن الأئمةِ الثِّقاتِ.
3042 - عمرُ بن شيبةَ بنِ أبي كثيرٍ
(1)
، مولى أشجعَ
(2)
.
مِن أهلِ المدينة، يروي المقاطيع. وعنه: أبو أُويسٍ المدَنيُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعة "ثقاته"
(3)
. وفي "الميزان"
(4)
: عمرُ بنُ شيبةَ، عن: سعيدٍ المَقْبُريِّ، ونُعيمٍ المُجْمِرِ.
قالَ أبو حاتم
(5)
: مجهولٌ. قالَ شيخُنا
(6)
: فيحتملُ أنْ يكونَ هو، قالَ: ثمَّ رأيتُ المنذريَّ جزمَ بأنَّه هو، لكنَّه نقلَ أنَّ أبا حاتمٍ وثَّقه. فاللهُ أعلمُ.
3043 - عمرُ بنُ صالحِ بنِ عمرَ، الفقيهُ، السِّراجُ الحاجانيُّ، المغربيُّ، ثُمَّ المدَنيُّ، المالكيُّ.
(1)
" الطبقات الكبرى" القسم المتمم، ص 139، و "الجرح والتعديل" 6/ 115، و "التاريخ الكبير" 6/ 164.
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: النخع.
(3)
"الثقات" 8/ 438.
(4)
"الميزان" 3/ 205
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 115.
(6)
"لسان الميزان" 6/ 114.
الماضي أبوه، وأخوه عبدُ الرَّحمنِ. اشتغلَ بالفِقهِ والحديثِ، وتلا للسَّبعِ على محمَّدِ بنِ صالحٍ الآتي، وانتفعَ به، ولزمَ الخيرَ وأهلَه. قالَه ابنُ فرحونٍ
(1)
.
وقرأَ بالمدينةِ على عبدِ الواحدِ بنِ عمرَ بنِ عيَّاذٍ
(2)
مؤلَّفَهُ اختصارَ "المغني" في سنةِ سبعٍ وستين وسبعِ مِئَةٍ، شريكًا ليحيى بنِ محمَّدٍ التِّلمسانيِّ
(3)
، وفي "البخاريِّ" على القاضي تقيِّ الدِّينِ أبي الحرَمِ المطريِّ في التي تليها. قالَ أبو حامدِ ابنُ المطريِّ: تُوُفِّيَ صاحبُنا الفقيهُ الفاضلُ، المحدِّثُ، السِّراجُ الرَّبَّانيُّ، سَحَرَ ليلةِ الأحدِ عاشرِ ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ ثلاثٍ وسبعين.
3044 - عمرُ بنُ صالحٍ
(4)
.
مدنيٌّ، عن: عبدِ الله بن عمرَ العُمَريِّ. قالَ العُقيليُّ
(5)
: مجهولٌ بالنَّقلِ، لا يتابَعُ على حديثِه مِن جهةٍ تثبتُ، وهو في "الميزان"
(6)
.
3045 - عمرُ بنُ صُهْبَانَ، أو ابنُ محمَّدِ بنِ صُهبانَ، أبو جعفرٍ الأسلميُّ
(7)
.
(1)
" نصيحة المشاور" ص 180.
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: عباد.
(3)
يحيى بنُ محمَّدِ الأصْبَحيُّ، التَّلِمْسَانيُّ، المالكيُّ، مات بالمدينة سنة 809 هـ. "ذيل الدرر الكامنة"، ص 180 (269).
(4)
"لسان الميزان" 6/ 117، وصوَّب الشيخ أبو غدة أنَّه عمرو بن صالح، المترجم في "اللسان" 6/ 213.
(5)
"الضعفاء الكبير" 3/ 173.
(6)
"الميزان" 3/ 206.
(7)
"تاريخ خليفة"، 428، و"الجرح والتعديل" 6/ 116، و"الكامل" لابن عدي 5/ 13.
شيخٌ مِن أهلِ المدينةِ، وخالُ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ أبي يحيى.
يروي عن: ثابتٍ البُنانيِّ، ونافعٍ مولى ابنِ عمرَ، وزيدِ بنِ أسلمَ، والزُّهريِّ، وأبي طُوالةَ، وعنه: عبيدُ الله بنُ موسى، ومحمَّدُ بنُ بكرٍ، وأبو قتادَةَ عبدُ الله بنُ واقدٍ الحرَّانيُّ، ومُعَلَّى بنُ أسدٍ، وغيرُهم من العراقيين، وأهلِ الشَّام.
قالَ أحمدُ: أدركتُهُ ولم أسمعْ منه، وقالَ البخاريُّ
(1)
: منكرُ الحديثِ، وقالَ ابنُ مَعِينٍ
(2)
: مدنيٌّ، حديثُهُ ليسَ بذاكَ، ومرَّة: لا يساوي فَلسا، وقالَ النَّسائيُّ
(3)
: متروكُ الحديث. وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
، و"ضعفاء" العقيلي
(5)
، وابنِ حِبَّانَ
(6)
، وقالَ: يجبُ التَّنكُّبُ عن روايتِه. وقالَ ابنُ شاهينَ في "الضعفاء": قالَ أبو نُعيمٍ
(7)
: كانَ ضعيفًا، وقالَ في "الثقات"
(8)
: قالَ أحمدُ بنُ صالحٍ: ثقةٌ، ما علمتُ إلا خيرًا، ما رأيتُ أحدًا يتكلَّم فيه. وقالَ أبو عليٍّ الحنفيُّ: حدَّثنا أبو حفصٍ، خالُ ابنِ أبي يحيى، وكانَ أرضى أهلِ المدينةِ يومئذٍ، أهلُ المدينةِ له حامدون، حدَّثنا صفوانُ بنُ
(1)
"الضعفاء الصغير"(246).
(2)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 430.
(3)
الضعفاء والمتروكين، (469).
(4)
"تهذيب الكمال" 21/ 398، و"تهذيب التهذيب" 6/ 70.
(5)
"الضعفاء الكبير" 3/ 173.
(6)
"المجروحين" 2/ 52.
(7)
"الضعفاء" لأبي نعيم، ص 111 (147).
(8)
"تاريخ أسماء الثقات"، لابن شاهين (355).
سليمٍ، فذكرَ حديثًا. وقالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: كانَ قليلَ الحديثِ.
ماتَ سنةَ سبعِ وخمسين ومئةٍ، وفيها أرَّخَهُ غيرُ واحدٍ.
3046 - عمرُ بنُ طلحةَ بنِ عبيدِ اللهِ القُرشيُّ، التَّيميُّ، المدَنيُّ
(2)
.
عن: أمَّ حبيبةَ، وعنه: إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ طلحةَ، وقيل: عن إبراهيمَ، عن عَمِّهِ عمرانَ بنِ طلحةَ، والأوَّل المحفوظُ؛ وإنْ قالَ المزِّيُّ
(3)
: إنَّ الثاني هو المحفوظُ، وقد قالَ ابنُ حزمٍ
(4)
: [لا يُعرَفُ]
(5)
لطلحةَ ابنٌ اسمُه عمرُ، وذُكرَ في "التهذيب"
(6)
.
3047 - عمرُ بنُ طلحةَ بنِ علقمةَ بنِ وَقَاصٍ، اللَّيثيُّ، المدَنيُّ
(7)
.
مِن أهلِها. يروي عن: عمِّهِ عبدِ الله بنِ علقمَةَ، وسعيدٍ المقبريِّ، وأبي سهيلٍ نافعِ بنِ مالكٍ، وعنه: عبدُ الله بنُ عبدِ الحكمِ المصريُّ، وعنه
(8)
: ابنُ المدينيِّ، وأبو مصعبٍ الزُهريُّ، وأبو ثابتٍ محمَّدُ بنُ عبيدِ الله، وعِدَّةٌ.
(1)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 428.
(2)
"الكاشف" 2/ 63.
(3)
"تهذيب الكمال" 21/ 402.
(4)
"المحلى" 2/ 195.
(5)
ما بين معقوفتين ساقطة من الأصل، وهي من "تهذيب التهذيب".
(6)
"تهذيب التهذيب" 6/ 71.
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 165.
(8)
في الأصل: عن، والمثبت هو الصواب.
قالَ أبو زرعةَ: ليس بقويٍّ، وأبو حاتمٍ
(1)
: محلُّه الصِّدْقُ، ووثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(2)
، وروى له البخاريُّ في "الأدب المفرد"
(3)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
.
3048 - عمرُ بنُ عاصمِ بنِ عمرَ بنِ سعدِ بنِ عائذٍ القَرَظِ
(5)
.
المؤذِّنُ، مولى بني مخزومٍ، ومِن أهلِ المدينةِ، والماضي جدُّه. يروي عن: جدِّه، وعمِّه، وعنه: ابنُ عجلانَ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(6)
.
3049 - عمرُ بنُ أبي عائشةَ المدَنيُّ
(7)
.
في "الميزان"
(8)
: وإنَّ يحيى بن قَزَعَة روى عنه، عن بُكَير بن مِسمارٍ، وساقَ حديثًا، وقالَ: إنَّه مُنكرٌ.
3050 - عمرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الأرقمِ بنِ عبدِ يَغُوثَ بنِ وَهْبِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ زُهرةَ، الزُّهريُّ، المدَنيُّ
(9)
.
(1)
" الجرح والتعديل" 6/ 631.
(2)
"الثقات" 8/ 440.
(3)
"الأدب المفرد"، باب: إطفاء المصباح ص 419 (1222).
(4)
"تهذيب الكمال" 21/ 402، و "تهذيب التهذيب" 6/ 71.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 181، و "الجرح والتعديل" 6/ 127.
(6)
"الثقات" 7/ 180.
(7)
"الجرح والتعديل" 3/ 209، و "لسان الميزان" 6/ 119.
(8)
"الميزان" 3/ 209.
(9)
"الجمع بين رجال الصحيحين" 1/ 341، و "الكاشف" 2/ 64.
عن: سُبَيْعةَ الأسلميةِ، وعنه: عبدُ
(1)
اللهِ بنُ عتبةَ بنِ مسعودٍ، وابنه عبيدُ الله فيما كتبَه إليهما. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(2)
. وهو في "التهذيب"
(3)
.
3051 - عمرُ بنُ عبدِ اللهِ ابنِ الأشجِّ، المدَنيُّ
(4)
.
أخو بُكَيْرٍ، ويعقوبَ
(5)
، له ذكرٌ في ثانيهما.
3052 - عمرُ بنُ عبدِ الله بنِ أبي ربيعةَ عمروٍ، وقيل: حُذيفةَ بنِ المغيرةِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ مخزومِ بنِ يَقَظَةَ بنِ مُرّةَ، القُرشيُّ، المخزوميُّ، المدَنيُّ، المكيُّ
(6)
.
الشَّاعرُ المشهورُ. وُلدَ في ذي الحِجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وعشرين مِن الهجرةِ، في اللَّيلةِ التي قُتِلَ فيها عمرُ، بحيث كانَ الحسنُ يقول: أَيُّ حَقٍّ رُفعَ، وأيُّ باطلٍ وُضِعَ.
واجتمعَ معَ الخليفةِ سليمانَ بنِ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ أيامَ الحَجِّ إذ حَجَّ سنةَ سبعٍ وتسعين، وخاطبَهُ بأميرِ المؤمنين، ولذا انتُقِدَ قولُ ابن خَلِّكانَ
(7)
: إنَّه ماتَ في حدودِ سنة ثلاثٍ وتسعين.
ولم يكن في قريشٍ أشعرُ منه، كثيرُ الغزلِ والنَّوادرِ والوقائع والمُجونِ والخلاعةِ،
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: عبيد.
(2)
"الثقات" 5/ 149.
(3)
"تهذيب الكمال" 21/ 407، و "تهذيب التهذيب" 6/ 73.
(4)
"التاريخ الكبير" 6/ 141، و"الثقات" 7/ 172.
(5)
ترجمته في القسم المفقود من الكتاب.
(6)
"الأغاني" 1/ 61، و "العقد الثمين" 6/ 311، "وفيات الأعيان" 3/ 436.
(7)
"وفيات الأعيان" 3/ 439.
وكانت الثُّرَيَّا
(1)
ابنةُ عبدِ الله بنِ الحارثِ بن أميةَ الأصغرِ ابنِ عبدِ شمسِ بنِ عبد منافٍ موصوفةً بالجمالِ، فتزوَّجها سهيلُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، ونقلها لمصر، فقالَ عمرُ في زواجِها يضربُ المثل بالثُّريا وسهيلٍ النَّجمين
(2)
:
أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيلًا
…
عَمْرَكَ الله كيف يجتمعانِ
(3)
هي شَامِيَّةٌ إذا ما اسْتَقَلَّتْ
…
وسُهَيْلٌ إذا اسْتَقَلَّ يَمَانِ
وبينما هو طائفٌ بالبيتِ إذا امرأةٌ طائفةٌ فأعجبَتْه، فسألَ عنها، فإذا هي بَصْرِيَّةٌ، فدنا منها وكلَّمها، فلم تلتفتْ إليه، وكرَّرَ ذلَك في اللَّيلةِ الثَّانيةِ، بحيثُ قالتْ له: أمَا تستحي، إنَّكَ في حَرَمِ الله، موضعٍ عظيمِ الحُرمَةِ! فلم ينفكَّ عنها، ومنعَها من الطَّواف، فأتت مَحْرَمًا لها فقالتْ له: تعالَ معي، أَرِني المناسكَ؛ فإنِّي لا أعرفُها، فأقبلتْ وهو معها، وعمرُ جالسٌ في طريقِها، فلمَّا رآها عَدَلَ عنها، فتمثَّلَتْ بشعرِ الزِّبْرِقانِ بنِ بدرٍ السَّعْدِيِّ
(4)
:
تَعْدُو الكلابُ على مَن لا كِلَابَ له
…
وتَتَّقِي مَرْبِضَ المُسْتَأْسِدِ الحامي
فبلغَ ذلكَ المنصورَ، فقال: ودِدْتُ أنَّه لم تبقَ فتاةٌ مِن قريشٍ في خِدرِها إلا
(1)
الثُّريا بنتُ عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ القرشية العبشمية المكية، كانَ يشبب بها عمر بن أبي ربيعة "تاريخ دمشق" 69/ 81.
(2)
البيتان في "ديوانه"، ص 463.
(3)
كتب فوقها في الأصل: يلتقيان. قلت: وهي الرواية الأشهر.
(4)
"ديوانه" ص 52، و"حماسة البحتري" ص 464.
سمعتْ هذا الحديثَ.
ويُروى أنَّ يزيدَ بنَ معاويةَ لمَّا أرادَ أنْ يُوجِّهَ مسلمَ بنِ عقبةَ إلى المدينةِ، اعترضَ الناسَ، فمرَّ به رجلٌ مِن أهلِ الشَّام معه تُرْسٌ قبيحٌ، فقالَ: يا أخا الشَّامِ، مجِنُّ
(1)
ابنِ أبي ربيعةَ أحسنُ مِن مجِنِّكَ، يشيرُ إلى قولِ ابنِ أبي ربيعةَ في قصيدةٍ
(2)
:
فكانَ مجِنِّي دونَ مَنْ كنتُ أَتَّقي
…
ثلاثُ شُخُوصٍ كَاعِبَانِ ومُعْصِرُ
طوَّل الفاسيُّ
(3)
بأخباره.
3053 - عمرُ بنُ عبدِ الله بنِ أبي طلحةَ، الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ، المدَنيُّ
(4)
.
أخو إسحاقَ الماضي. روى عنه ابنُ أخيه يحيى بنُ إسحاقَ.
3054 - عمرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عروةَ بنِ الزُّبيرِ، القُرشيُّ، الأسديُّ
(5)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيه، وجدِّه، والقاسمِ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ، وغيرِهم، وعنهُ: ابنُ جريجٍ، وابنُ إسحاقَ، وآخرونَ، وكانَ ثقةً خيارًا، ماتَ شابًّا.
ذكرَه ابنُ سعدٍ
(6)
في الطَّبقةِ الرَّابعةِ مِن أهلِ المدينة، وقالَ: أمُّه أمُّ حكيمِ ابنةُ عبدِ
(1)
المِجَنُّ: الوِشاحُ والتُّرْسُ، "لسان العرب": جنن.
(2)
"ديوانه" ص 126، والكاعب: الجارية أول إدراكها، والمُعْصِرُ: المرأة البالغَةُ الشَّابَّةُ "الديوان".
(3)
"العقد الثمين" 6/ 311 - 329.
(4)
"الجرح والتعديل" 6/ 119، و"تعجيل المنفعة" ص 446.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 167، و "الجرح والتعديل" 6/ 117.
(6)
"طبقات ابن سعد"، القسم المتمم، ص 233.
الله بن الزُّبير، قالَ: وكانَ كبيرًا، قليلَ الحديثِ ولم يعقِّبْ. وكذا ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في أتباع التابعين مِن أهل الثقات
(1)
، وهو في "التهذيب"
(2)
.
3055 - عمرُ بنُ عبدِ الله العَبْسِيُّ
(3)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: عبدِ الرَّحمنِ بن حَرْمَلة، عن سعيدِ بن المسيِّبِ، وعنه: سعيدُ بنُ أبي أيوبَ. قاله ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(4)
.
3056 - عمرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حفصٍ، المدَنيُّ، مولى غُفْرَةَ
(5)
.
وابنُ خالةِ ربيعةِ الرَّأيِ، أدركَ ابنَ عباسٍ، بل حدَّثَ عنه، ولكن ما يُدرى: سماعٌ أم لا، سيَّما وقالَ له عيسى بنُ يونسَ: أسمعتَ منه؟ قال: أدركتُ زمانه.
وعن: أنسٍ، وثعلبةَ بنِ أبي مالكٍ، وسعيدِ بن المسيِّبِ، وأبي الأسودِ الديليِّ، ومحمَّدِ بنِ كعبٍ، وجماعةٍ، وعنه: ابنُ لهيعةَ، وبشرُ بنُ المفضلِ، وعيسى بنُ يونسَ، وعليُّ بن غرابٍ، ومحمَّدُ بنُ شعيبِ بنِ شابورَ، وجماعةٌ. قالَ أحمدُ: ليس به بأس، ولكنَّ أكثرَ حديثه مراسيلُ. وقالَ ابنُ سعدٍ
(6)
: كثيرُ الحديث، ثقةٌ لا يكاد يسند. وقالَ البزارُ: لم يكن به بأس، وأحاديثُهُ عن ابن عباسٍ مرسلةٌ، وكذا قالَ
(1)
"الثقات" 7/ 166.
(2)
"تهذيب الكمال" 21/ 413، و"تهذيب التهذيب" 6/ 75.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 169، و"الجرح والتعديل" 6/ 119.
(4)
"الثقات" 8/ 438.
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 119، و "الضعفاء الكبير" 3/ 178، و "الكامل" 5/ 36.
(6)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 343.
أبو حاتمٍ
(1)
: لم يلقَ أنسًا، وحديثُهُ عن ابنِ عبَّاسٍ مرسلٌ، وعن ابنِ مَعِين: لم يكن به بأس، وقالَ السَّاجيُّ: تركَه مالكٌ، وقالَ العِجليُّ
(2)
: مدَنيٌّ ثقةٌ، رجلٌ صالح.
وقالَ ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(3)
: لا يجوزُ الاحتجاجُ به. وضعَّفه ابنُ مَعِينٍ وغيرُه. ماتَ سنةَ خمسٍ وأربعين ومئةٍ. وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
.
3057 - عمرُ بنُ عبدِ الحميد، الزَّينُ المدَنيُّ
(5)
.
سمع على ابنِ الجزريِّ "الشِّفَا" في سنةِ ثلاثٍ وعشرين وثمان مئةٍ، وضَبَطَ الأسماءَ، وأظنه الحنبليَّ الذي شهدِ في مكتوبٍ سنة أربعٍ وعشرين، وخطُّهُ حَسَنٌ.
3058 - عمرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامِ بنِ المغيرةِ، القُرشيُّ، المخزوميُّ، المدَنيُّ
(6)
.
أخو أبي بكر، وعكرمةَ، وعبدِ الله، ولهم ذكرُ في أبي بكر
(7)
.
ذكرَه مسلمٌ
(8)
في ثالثة تابعي المدنيين. يروي عن: جماعةٍ من الصَّحابةِ، وعنه:
(1)
المراسيل 138.
(2)
"معرفة الثقات" 2/ 169، ووهم السخاوي في نقله، فعبارته المذكورة هي في: عمر بن عبد الله، وأمَّا عمرُ مولى غُفرة، فقال فيه: يُكتب حديثه، وليس بالقوي.
(3)
"المجروحين" 2/ 51.
(4)
"تهذيب الكمال" 21/ 420، و"تهذيب التهذيب" 6/ 77.
(5)
"الضوء اللامع" 6/ 90.
(6)
"تهذيب الكمال" 21/ 424.
(7)
ترجمة أبي بكر في الكنى، وهو في القسم المفقود من الكتاب.
(8)
"الطبقات" 1/ 238 (720).
الشَّعبيُّ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(1)
. يقالُ: إنَّه وُلدَ في سنةِ موتِ عمرَ بنِ الخطَّابِ
(2)
.
وقد روى عن: أبي هريرةَ، وأبي بصرةَ الغفاريِّ، وعائشةَ، وجماعةٍ من الصحابة، وعن أخيه أبي بكرٍ، وعنه: عبدُ الملك بنُ عميرٍ، وحمزةُ بنُ عمروٍ العائذيُّ.
قالَ ابنُ خِراشٍ: أبو بكرٍ، وعمرُ، وعكرمةُ، وعبدُ الله، بنو عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ، كلُّهم أَجِلَّةٌ ثقاتٌ، يُضرَبُ بهم المثلُ، وقد روى الَزُّهريُّ عنهم كلِّهم إلا عمرَ، انتهى.
وكانَ تزوُّجُ أبيهم بأمِّهم في خلافةِ عمرَ، فولدتْ له أبا بكرٍ، وهو الأكبرُ، ثمَّ عمرَ هذا، وعاشا إلى أن كَبِرا وحدَّثا.
وقد ذكرَ البلاذريُّ
(3)
أنَّ ابنَ الزُّبيرِ استعملَ هذا على الكوفةِ، فخدعَه المختارُ فانصرفَ عنه؛ ثمَّ صارَ مع الحَجَّاجِ، وماتَ بالعراقِ، وهذا يدلُّ على أنَّه تأخَّرَ إلى حدودِ السَّبعين، وأنَّ الصَّوابَ أنَّه وُلدَ يومَ ماتَ عمرُ، لا أنَّه سنةَ ماتَ.
وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
. وسيأتي له ذِكرٌ في: عمرَ بنِ عبيدِ الله بنِ معمرٍ.
(1)
"الثقات" 5/ 147.
(2)
"تهذيب التهذيب" 6/ 78، وهو قول ابن حجر.
(3)
"أنساب الأشراف" 2/ 361.
(4)
"تهذيب الكمال" 21/ 424، و "تهذيب التهذيب" 6/ 78.
3059 - عمرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عطيةَ بنِ دَلَافٍ، المُزَنيُّ، المدَنيُّ
(1)
.
وقد يُسقط عطيةُ مِن نسبِه.
روى عن: أبيه، وأبي أُمامةَ في خروجِ الدَّابَّةِ
(2)
. وأخرجَ مالكٌ في "الموطأ"
(3)
عنه، عن أبيه قصَّةَ عمرَ مِع أُسَيْفِعِ جهينةَ، وغيرَ ذلك.
ومِن الرُّواة عن مالكٍ مَن لم يقلْ في روايته: عن أبيه، قالَ ابنُ الحذَّاء
(4)
: والصَّوابُ إثباتُهُ، انتهى. وقد روى عنه أيضًا: عبيدُ الله العُمريُّ، وعبدُ العزيز بنُ أبي سلَمَةَ، وقريشُ بنُ حَيَّانَ، وغيرُهم. وذكرَه البخاريُّ
(5)
، فلم يذكرْ فيه جَرحًا.
3060 - عمرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، أبو حفصٍ القُرشيُّ، الزُّهريُّ، المدَنيُّ
(6)
.
يروي عن: جماعةٍ من الصَّحابةِ، وعنه: ابنه حفصٌ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(7)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(8)
، وأنَّه روى عن: أبيه، وسهلِ بنِ حُنيفٍ
(9)
، ورجالٍ من الصَّحابةِ، وعنه: ابناه حفصٌ، وعبدُ العزيزِ، وعمرُو بنُ وُحَيَّةَ.
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 121، و "الثقات" 5/ 152.
(2)
أخرجه أحمد في "المسند" 5/ 368، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 173.
(3)
"الموطأ" 2/ 770، باب: جامع القضاء وكراهيته.
(4)
"التعريف برجال الموطأ"، ص 443.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 172.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 171، و"الجرح والتعديل" 6/ 120.
(7)
"الثقات" 5/ 146.
(8)
"تهذيب الكمال" 21/ 425، و "تهذيب التهذيب" 6/ 79.
(9)
تحرَّفت في الأصل إلى حفص، والتصحيح من مصادر الترجمة.
وقالَ الزُّبيرُ بنُ بكارٍ: أمُّه سهلةُ
(1)
الصُّغرى ابنةُ عاصمِ بنِ عَدِيٍّ العجلانيِّ.
3061 - عمرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ قيسٍ
(2)
.
مِن أهلِ المدينةِ، ويقالَ له: العسقلانيُّ. يروي عن: أبي هريرةَ. وعنه: داودُ بنُ قيسٍ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(3)
.
3062 - عمرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ المدَنيُّ
(4)
.
يروي عن: أبي سلمةَ، وعنه: الثوريُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(5)
.
3063 - عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الله، المؤذِّنُ.
سمعَ سنةَ ثمانٍ وتسعين على البُرهانِ ابنِ فرحونٍ "الموطأَ"، ووصفَ القارئُ -وهو أبو الفتح المراغي- أباه: بالفقيه عِزِّ الدين، وجدَّهُ: بالإمامِ العالمِ.
3064 - عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ بَدْرٍ، السِّراجُ، السَّابِقِيُّ
(6)
.
نسبةً لمولى أبيه، أحدُ خُدَّامِ الحَرَمِ النَّبَويِّ، كاتبُ الحرم، وابنُ كاتِبِه، ووالدُ محمَّد، وعبدِ الله، والماضي أبوه. قرأ القرآنَ، واشتغلَ في حفظِ "المنهاج"، وغيره.
وسمعَ على أبي الفرجِ المراغيِّ، وحضرَ دروسَ الشِّهابِ الإِبْشِيطيِّ، والسيِّدِ
(1)
في الأصل: سهيلة، والتصويب من مصادر الترجمة، و"الإصابة" 4/ 337.
(2)
"التاريخ الكبير" 6/ 171، و"الجرح والتعديل" 6/ 120.
(3)
"الثقات" 5/ 151.
(4)
"التاريخ الكبير" 6/ 173.
(5)
"الثقات" 7/ 179.
(6)
"الضوء اللامع" 6/ 93.
الطباطبيِّ، وكانَ يقرأ في سُبْعِهِ، وتدرَّبَ بعبدِ القادر بنِ محمَّد بنِ يعقوبَ، واختَصَّ بمشايخِ الحرم سيَّما مرجانَ التَقَويِّ
(1)
، فإنَّه زادَ احتواؤُه عليه.
ونُسِبَ إليه إحداثُ مراسيمَ بما يريده، مع اتِّهامِهِ باختلاسِ مالٍ لياقوتَ الجلبانيِّ الحبشيِّ أحدِ الخُدَّام، وبالتمالي على قتلِ الزَّكويِّ القاضي، وبغيرِ ذلك، فسجنَه الأشرفُ قايتباي مرَّة بعدَ أخرى، إحداهما في المقشرةِ
(2)
، ودامَ فيها نصفَ سنةٍ، بعدَ ضربِه بالمقارعِ، وذلكَ في سنةِ ستٍ وثمانين وثمانِ مئةٍ وقبلَها، ثمَّ خلصَ بعدُ، وشُرِطَ عليه عدمُ السَّفرِ إلا بإذنٍ، إلى أنْ دخلَ المدينةَ صحبةَ البدريِّ أبي البقاءِ ابنِ الجيعانِ وبعنايتِه، سنةَ تسعٍ وثمانين، فدامَ بها سنةً، ولم يَرَ مِن شيخِنا ما يعجِبُهُ، فرجعَ إلى القاهرةِ، ثمَّ عادَ في آخرِ سنةِ إحدى وتسعين معَ شيخِها الأميرِ شاهينَ، وكانَ الحلُّ والرَّبطُ بيدِه إلى انقضاءِ عُمْرِ إياسٍ، فرافعَ فيه صندلُ الخَشَقْدَمِيُّ الخازندارُ بالحرمِ في أوَّلِ سنةِ سبعٍ، فبرزَ المرسومُ بالقبضِ عليه، فاختفى وتوجَّهَ سِرًّا ليدخلَ القاهرةَ أو غيرَها، فبلغَه الطاعونُ، فعادَ إلى مكَّةَ، فأقامَ بها إلى موسمِها، وكانَ يحضرُ بمكَّةَ عندي، بل تردَّدَ إليَّ بالقاهرةِ غيرَ مرَّةٍ، ثمَّ رجعَ به شاهينُ الجماليُّ لكونِه توصَّلَ به إلى أشياءَ، فماتَ ثاني يومِ دخولِه المدينةَ
(1)
مرجان التقوي الظاهري، ولي مشيخة الخدَّام سنة 874 هـ إلى سنة 888 هـ. "الضوء اللامع" 10/ 153.
(2)
المقشرةُ: سجنٌ بمصر، كانَ يُقشر فيه القمح، فجُعل لسجن أرباب الجرائم، وهو من أشنع السجون وأضيقها. انظر "المواعظ والاعتبار" 2/ 374 باب السجون، المقشرة.
حادي عشر ذي الحجَّةِ منها، عن اثنتين وخمسين أو نحوِها تقريبًا.
وكانَ ذا همَّةٍ وإقدامٍ، وعدمِ مَهابةٍ، وصبرٍ، وتجلُّدٍ، وتخشُّعٍ مع التُّؤدةِ، وحسنِ السِّفارة، والتوصُّلِ إلى مقاصدِه على أيِّ وجهٍ كانَ، ومساعدة مَن يستنزلُ به من عدوٍّ أو صديقٍ، كثيرَ المعاملةِ لأمراءِ المدينة ومُداخَلَتِهم، وطَواعيتِه فيما يتوجَّهُ إليه، بانقيادِ الحكَّامِ له فضلًا عمَّن دونَهم، وله دارٌ وسَّعها وجدَّدها شرقيَّ المسجد، ونخلٌ وأراضٍ، وغيرُ ذلك، عفا اللهُ عنه وإيانا.
3065 - عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الله بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطابِ، القُرَشيُّ، العُمريُّ.
أخو عبدِ اللهِ الماضي. كانَ واليًا على كَرْمانَ للمهديِّ، ثمَّ استعمله موسى بنُ عليٍّ على المدينةِ، ومضتْ له قضيةٌ في الحسينِ بنِ عليِّ بنِ الحسنِ بنِ الحسنِ.
3066 - عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ السَّلامِ بنِ أبي الفَرَج، الزَّرَنديُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ
(1)
.
الماضي أبوه. وُلدَ بعدَ موتِ أبيه في رمضانَ سنةَ ثلاثٍ وستين وثمانِ مئةٍ بالمدينةِ، ونشأَ بها يتيمًا، فحفظَ القرآنَ، و"أربعي النَّوويِّ"، وبعضَ "منهاجه"، وسمع على أبي الفرجِ المراغيِّ، وولدِه، وحضرَ دروسَ عبدِ الحقِّ السُّنباطيِّ، والسيدِ السَّمهوديِّ، والشَّمسِ البُلبيسيِّ، وابنِ قُريبةَ
(2)
في الفقه،
(1)
"الضوء اللامع" 6/ 94.
(2)
عليُّ بنُ محمَّدٍ، النُّور أبو الحسنِ المحلِّيُّ، ثمَّ القاهريُّ، الشافعيُّ، ويعرف بابن قُريبة، ولد سنة =
والعربيةِ. وملازمتي في المجاورةِ الأولى بالمدينةِ، وحصَّلَ نسخةً بـ "ـالمقاصد الحسنة"، وسمعَه في الثَّانية قليلا. وخالطَ الحنبليَّ، وشاهينَ، وغيرَهما.
بل حضرَ دروسًا في "تفسير البيضاوي" على الشِّهاب الإِبْشِيطيِّ بقراءةِ حسينٍ الفتحيِّ معَ سماعِه على القاري أيضًا، وكذا سمعَ على الإبشيطيِّ غيرَ ذلك.
وتدرَّبَ في رمي النُّشَّابِ العربيِّ
(1)
بالأسطى محمَّدِ بنِ عليِّ السكندريِّ
(2)
، حينَ قدومِه عليهم المدينةَ في سنةِ خمس وثمانين، وأَذِنَ له.
وتزوَّجَ ابنةَ خيري الدِّين مالكيِّ المدينةِ، وله منها أولادٌ، ولا بأسَ بعقلِه، وفَهمِه.
3067 - عمرُ ابنُ الزَّينِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عمرَ بنِ عيَّاذٍ، الأنصاريُّ، المغربيُّ الأصل، المدَنيُّ، المالكيُّ
(3)
.
والدُ حسنٍ، وعبدِ الباسطِ، وعبدِ الله، الماضين. ممَّنْ سمعَ على الجمال الكازرونيِّ في سنةِ أربعٍ وثلاثين، ثمَّ في سنةِ سبعٍ وثلاثين في "البخاريِّ"، وعلى أَبي الفتح المراغيِّ، وبلغَني أنَّه حفظَ "الرِّسالةَ"، وكانَ يتلو القرآنَ، وباسمه فِرِاشةٌ في المسجدِ النَّبويِّ. ماتَ سنةَ سبعٍ وخمسين.
= 850 هـ. "الضوء اللامع" 6/ 18، 11/ 266.
(1)
النُّشَّابُ النَّبْلُ، الواحِدَةُ بهاءٍ."القاموس المحيط": نشب.
(2)
لم أجده.
(3)
"الضوء اللامع" 6/ 94.
3068 - عمرُ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ مروانَ بنِ الحكمِ بنِ أبي العاصِ بنِ أُميَّةَ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كلابٍ، أبو حفصٍ، القُرَشيُّ، الأمويُّ، المدَنيُّ، الدِّمشقيُّ
(1)
.
أميرُ المؤمنين، الإمامُ العادلُ، والدُ عبدِ الله وعبدِ العزيزِ، وأخو زبَّانَ، وابنُ عَمِّ مَسلمةَ بنِ عبدِ الملك، كلُّهم ممَّن روى عنه.
وُلدَ بالمدينةِ سنةَ ستينَ، عامَ توفِّي معاويةُ، أو بعده بسنةٍ، أو عامَ إحدى وستين مقتلَ الحسينِ.
قلتُ: قالَ ابنُ سعدٍ
(2)
: قالوا: وُلدَ سنةَ ثلاث وستِّين، وكانَ ثقةً، مأمونًا، له فقهٌ، وعلمٌ، وورعٌ، وروى حديثًا كثيرًا، وكانَ إمامًا عادلًا، وأمُّه أمُّ عاصمِ ابنةُ عاصمِ بنِ عمرَ بنِ الخطابِ.
يروي عن: أبيه، وأنسٍ، وعبدِ الله بنِ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ، وابنِ قارظٍ
(3)
، وكذا عن عامرِ بنِ سعدٍ، ويوسفَ بنِ عبدِ الله بنِ سلامٍ، وسعيدِ بنِ المسيَّبِ، وعروةَ بنِ الزُّبيرِ، وأبي بكرِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، والرَّبيعِ بنِ سَبْرَة، وطائفةٍ، وعنه: ابناه، وأخوه، وابنُ عمِّه المذكورون، وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ أحدُ شيوخه، ومحمَّدُ بنُ المنكدرِ، والزُّهريُّ، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، ورجاءُ بنُ حَيْوَةَ،
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 174، و"تاريخ دمشق" 45/ 126، و"سير أعلام النبلاء" 5/ 144.
(2)
الطبقات الكبرى 5/ 330.
(3)
في الأصل: قارض.
وعبدُ الله بنُ العلاءِ بنِ زبرٍ، ويعقوبُ بنُ عتبةَ، وخلقٌ.
واستعَملَه الوليدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ على المدينةِ بعدَ عزلِه لهشامِ بنِ إسماعيلَ المخزوميِّ سنةَ ستٍّ وثمانينَ مِن الهجرةِ، إلى سنةِ ثلاثٍ وتسعين فصُرِفَ؛ لأنَّه كتبَ إلى الوليدِ يُخبره بعَسْفِ الحجَّاجِ بالعراقِ، واعتدائِه عليهم، وطلبِه لهم بغيرِ حَقٍّ ولا جنايةٍ، فبلغَ ذلك الحجَّاجَ، وكتبَ إلى الوليدِ: أنَّ مَنْ قِبَلي مِنْ أهلِ العراقِ وأهلِ الشِّقاقِ قد لجؤوا إلى المدينةِ ومكَّةَ، وأنَّ ذلكَ وَهَنٌ، فكتب إليه: فأشرْ عليَّ برجلينِ، فأشار بعثمانَ بنِ خالدٍ، وخالدِ بنِ عبدِ الله القسْريِّ، فولى أوَّلهما المدينةَ، والآخرَ مكةَ، فخرجَ عمرُ منها وأقامَ بالسُّوَيداء
(1)
، وكثيرًا ما كانت إمرةُ مكةَ مضافةً لإمرةِ المدينةِ معَ إقامتِه بالمدينةِ لقربِها مِن الشَّامِ محلِّ الخلافةِ حينئذٍ.
وهو خامسُ الخلفاءِ الرَّاشدين المهديِّينَ، الذي أحيا اللهُ به ما أُمِيتَ قبلَهُ من السُّننِ، وسلكَ مسالكَ مَن تقدَّمَ قبلَه مِن الخلفاءِ الأربعةِ، وهي بعهدٍ مِن ابنِ عمِّهِ سليمانَ بنِ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ على كُرْهٍ منه، وكانتْ خلافتُهُ تسعةً
(2)
وعشرين شهرًا كأبي بكرٍ الصَّدِيقِ، وماتَ في رجبٍ سنةَ إحدى ومئةٍ بدَيرِ سمعانَ مِن أهل حمصَ، عن تسعٍ وثلاثين، وصلى عليه يزيدُ بنُ عبدِ الملكِ.
(1)
السُّويداء: مدينة جنوب دمشق، تبعد عنها حوالي 100 كلم.
(2)
في الأصل: تسعا، والصواب المثبت.
وكانَ أبيضَ جميلًا، نحيفَ الجسمِ، حَسَنَ اللحية. قد وَخَطَهُ الشَّيْبُ بجبهتِه إثرَ حافرِ فرسٍ شجَّهُ وهو صغيرٌ، بحيث يقالَ له: أشجُّ بني أميةَ.
قالَ أبو عليٍّ ثروانُ مولاهُ: إنَّه دخلَ إسطبلَ أبيهِ وهو غلامٌ فضربَه فرسٌ، فشجَّهُ؛ فجعلَ أبوه يمسحُ عنه الدَّمَ، ويقولُ: إنْ كنتَ أشجَّ بني أميةَ، إنَّكَ لسعيدٌ.
وعن الضَّحَّاكِ بنِ عثمانَ: أنَّ أباه ضمَّه إلى صالحِ بنِ كيسانَ، فلمَّا حَجَّ أتاه
(1)
فسأله عنه؟ فقال: ما خبرْتُ أحدًا اللهُ أعظمُ في صدرِه مِن هذا الغلامِ.
وعن داودَ بنِ أبي هندٍ قالَ: دخلَ علينا عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ مِن هذا الباب، فقالَ رجلٌ مِن القومِ: بَعَثَ إلينا الفاسقُ بابنِهِ هذا يتعلَّمُ الفرائضَ والسُّننَ، ويزعمُ أنَّه لن يموتَ حتَّى يكونَ خليفةً، ويسيرَ بسيرةِ عمرَ بنِ الخطابِ، قالَ داودُ: فواللهِ، ما ماتَ حتَّى رأينا ذلكَ فيه.
وخرجَ إلى الصَّلاةِ يتوكَّأُ على يده شيخٌ، فسُئِلَ عنه، فقالَ: إنَّهُ الخَضِرُ
(2)
، وقد أعلمَني أنِّي سأَلِي أمرَ هذه الأمَّةِ، وأني سأعدِلُ فيها.
قالَ مالكٌ: لم يكنْ سعيدُ بنُ المسيِّبِ يأتي أحدًا مِن الأمراءِ غيرَه. وعن ميمونِ بنِ مِهرانَ: ما كانتِ العلماءُ عندَهُ إلا تلامذةً. وعن أيوبَ السَّختِيانيِّ: لا نعلمُ أحدًا ممَّن أدركنا كانَ آخذَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم منه
(3)
. وقالَ أنسٌ: ما رأيتُ أحدًا أشبهَ صلاةً
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: أباه.
(2)
راجع: "الإصابة" 1/ 429، فله فيه ترجمة كبيرة جدًا، حيث ذكر الخلاف في حياة الخضر ووفاته، والراجح وفاته.
(3)
في الأصل: أخذ عن النبي أعلم منه وهي غير مستقيمة، والتصويب من "التاريخ الكبير" 6/ 175، و =
برسولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ هذا الفتى. وقالَ محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ قالَ: لكلِّ قومٍ نَجِيبةٌ، وإنَّه نجيبةُ بني أُميةَ، وإنَّه يُبعثُ يومَ القيامةِ أمَّةً وحدَهُ.
ولمَّا حفظَ القرآنَ في صغرِه، بعثَ به أبوه مِن مصرَ إلى المدينةِ، فتفقَّهَ بها حتَّى بلغَ رتبة الاجتهاد، وفضائلُهُ ومناقبُه كثيرةٌ جدًا، وسيرتُه في مجلَّدٍ ضخمٍ، أفردَها غيرُ واحد
(1)
. وهو في "التهذيب"
(2)
.
3069 - عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ، المدَنيُّ، الحَنفيُّ، المؤذِّنُ.
سمع على البرهانِ ابنِ فرحونٍ القاضي.
3070 - عمرُ بنُ عبدِ المجيدِ بنِ عمرَ بنِ حسينِ بنِ محمَّد بنِ أحمدَ، التَّقيُّ، أبو حفصٍ القُرَشيُّ، العبْدَريُّ، ويُعرف بالمَيَانَشِيِّ -نسبة لميانشَ قريةٍ مِن المهديةِ
(3)
- المالكيُّ
(4)
.
نزيلُ مكَّةَ، وشيخُها وخطيبُها. وصفَه عبدُ اللهِ بنُ خليلٍ المكيُّ بقاضي الحرمين. ووُصِفَ بقاضي مكةَ في سنةِ تسعٍ وسبعين وخمسِ مئةٍ. قالَ الذَّهبيُّ فيه
= "تهذيب الكمال" 21/ 440.
(1)
منهم: الآجري في كتابه "أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز"، وابن الجوزي في كتاب "سيرة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز"، وعمر الملاء: كتاب "الجامع لسيرة عمر بن عبد العزيز"، وابن عبد الحكم في كتابه:"سيرة عمر بن عبد العزيز".
(2)
"تهذيب الكمال" 21/ 432، و "تهذيب التهذيب" 6/ 81.
(3)
المهديّة: بلدة بإفريقية (تونس)، بينها وبين القيروان مرحلتان، "معجم البلدان" 5/ 230.
(4)
"العبر" 3/ 83، و"العقد الثمين" 6/ 334.
(1)
: شيخُ الحرمِ، كانَ محدِّثًا مُتقِنًا صالحًا. وقالَ غيرُه: كانَ عالمًا، ورعًا ثقةً. أخذَ عنه العلمَ خلقٌ كثيرون. وتناولَ من أبي عبدِ الله الدارميِّ "سداسياتِهِ" بإسكندريةَ.
وسمعَ من أبي عبدِ الله المازَرِيِّ
(2)
: "الُمَعلِمَ"، وبمكةَ من أبي العبَّاس الأُقْلِيشيِّ
(3)
: "النَّجم"، و"الكواكب"، كلاهما له، ومن الكَرُوخيِّ
(4)
: "الترمذيَّ"، ومِن أبي المظفَّرِ محمَّدِ بنِ عليٍّ الشيبانيِّ الطَّبريِّ
(5)
قاضي مكةَ.
وقرأَ بها في سنةِ أربعٍ وأربعين وخمسِ مئةٍ على أبي الماضي بقيةَ بنِ عبدِ اللهِ الفِهريِّ
(6)
: "المبتدأَ" لأبي حذيفةَ.
(1)
"تاريخ الإسلام" وفيات 581 هـ، حرف العين.
(2)
محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ عمر، فقيهٌ مالكيٌّ، محدِّث، له "المُعْلِم بفوائد مسلم"، مولده سنة 453 هـ، ووفاته سنة 536 هـ. "سير أعلام النبلاء" 20/ 104، و"الديباج المذهب"، ص 281.
(3)
أحمدُ بنُ معدّ، فقيه مالكيٌّ، عالمٌ باللغة، مات بعد 550 هـ." إنباء الرواة" للقفطي 1/ 136، و"سير أعلام النبلاء" 20/ 358. والأُقليشي: نسبة إلى: أُقليش، وهي بلدةٌ من أعمال طُليطلة بالأندلس. "معجم البلدان" 1/ 237. وكتابه:"النجم من كلام سيد العرب والعجم" مطبوع، وكتابه "الكوكب الدري المستخرج من كلام النبي صلى الله عليه وسلم" غير مطبوع.
(4)
في الأصل: الكروجي وهو تصحيف، وكَرُوخ: بالفتح، وضمِّ الرَّاء: بلدةٌ على يومٍ مِن هراة. "معجم البلدان" 5/ 458، وهو أبو الفتح، عبدُ الملكِ بنُ عبدِ الله الكَرُوخيُّ، محدِّثٌ مشهور، وُلدَ سنةَ 462 هـ، ومات سنة 548 هـ. "الأنساب" 10/ 409، و"سير أعلام النبلاء" 20/ 273.
(5)
في المخطوط: المطري، وهو تصحيف.
(6)
لم أجده.
وحدَّثَ بمصرَ، ومكةَ. سمع منه: ابنُهُ أبو عليٍّ الحسنُ، وابنُ أبي الصَّيفِ
(1)
، وابن أبي حَرَميٍّ
(2)
، والصدرُ البكريُّ
(3)
، وهو خاتمةُ أصحابِه.
وله "المجالسُ المكيَّةُ"، و"إيضاحُ ما لا يسعُ المحدِّثَ جهلُهُ"، و"الروضة في الرَّقائق"، وله في "المجالس المكية" أحاديثُ باطلةٌ، وكأنَّ سكوتَهُ عنها لشُهرةِ رُواتِها بالكذبِ. ماتَ بمكَّةِ في ليلةِ عاشوراءَ سنةَ ثلاثٍ وثمانين وخمسِ مئةٍ
(4)
، ومَن قالَ غيرَهُ، فقد أخطأ. ومِن نظمِه:
سَألتُ طبيبي عن دَوَائي فقالَ لي:
…
تَموتُ فتَنجُو أو تَعيشُ فتَسْلَمَا
فإنْ مُتَّ مِنْ وَجْدِي ظَفِرْتَ بجَنَّتي
…
وإنْ عِشْتَ مَحزونًا كتبْتُكَ محسنا
كذا سيرتي في أهلِ وُدِّي وصفوتي
…
فإنْ كنت تَعْشَقْنا تَأَهَّبْ لقُرْبِنا
فقلتُ: مَلِيكي ليس لي ما أُرِيدُهُ
…
فجُدْ لي بعفوٍ منْك يا غايَةَ المُنى
3071 - عمرُ بنُ عبيدِ الله
(5)
بنِ مَعمرِ بنِ عثمانَ بنِ عَمرِو بنِ كعبِ بنِ سعدِ
(1)
محمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ عليٍّ، أبو عبدِ الله ابنُ أبي الصَّيفِ، فقيهٌ شافعيٌّ، يمنيٌّ، له علمٌ بالحديثِ. ماتَ بمكَّةَ سنة 609 هـ. "طبقات الخواص" 141، و"طبقات الشافعية" 5:19.
(2)
عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي حَرَمِيّ فُتوحٍ، المكيُّ، مُسند مكة، مات سنة 645 هـ. "سير أعلام النبلاء" 23/ 269، و "العقد الثمين" 5/ 398.
(3)
الحسنُ بنُ محمَّدِ البكريُّ، صدرُ الدِّينِ النَّيسابوريُّ، ثمَّ الدِّمشقيُّ، المحدِّثُ، الصوفي، توفي سنة 656 هـ. "تذكرة الحفاظ" 4/ 1444.
(4)
"العبر" 3/ 83، وذكر وفاته في سنة 581 هـ.
(5)
في الأصل: عبد الله، والتصويب من مصادر الترجمة.
بنِ تيمِ بنِ مُرَّةَ، ابنُ عمِّ أبي قُحافةَ والدِ أبي بكرٍ، القُرَشيُّ، التَّيميُّ، المدَنيُّ
(1)
.
قالَ المدائنيُّ: إنَّه وُلِدَ هو وعمرُ بنُ سعدِ بن أبي وقاصٍ، وعمرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامٍ، عامَ قتلِ عمرَ بنِ الخطَّاب، فسُمِّيَ كلٌّ منهم عمرَ.
وفدَ على عبدِ الملكِ بنِ مروانَ سنةَ اثنتين وثمانين، فماتَ فيها بدمشقَ، وهو الذي أرسلَ إلى أبانَ بنِ عثمانَ -حين رَمِدَتْ عينه وهو مُحرمٌ- نُبَيهَ بنَ وهبٍ
(2)
، يسألُه عن المحرمِ وهو أمير الموسم يكحُلُ عينَهُ، وبماذا يكحُلُها؟ فأرسل إليه: يُضمِّدُها بالصَّبِرِ
(3)
. وكذا أرسل نُبيهًا إلى أبانَ حينَ أرادَ أن يُنكحَ ابنةَ شيبةَ بنِ عثمانَ
(4)
.
وقد ذكرَه البخاريُّ
(5)
فقالَ: أُراه أخا معاذٍ التيميِّ. وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ
(6)
عن أبيه: روى عن أبانَ بنِ عثمانَ. وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(7)
، وقالَ: يُكنى أبا حفصٍ، يروي عن العراقيين، وعنه: عبدُ الله بنُ عونٍ. وقالَ ابنُ عساكر
(8)
: روى
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 175، و "تاريخ دمشق" 45/ 286 - 296.
(2)
نُبيه بنُ وهبٍ الحَجَبيُّ، القُرشيُّ، من بني عبد الدار، يروي عن أبان، وعنه نافع."التاريخ الكبير" 8/ 122، و"الثقات" 7/ 545.
(3)
أخرج ذلك مسلم في كتاب الحج، باب: جواز مداواة المحرم عينيه 2/ 863 (1204).
(4)
أخرجه مسلم في النكاح، باب: تحريم نكاح المحرم، وكراهة خطبته 2/ 1030 (1409).
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 175.
(6)
"الجرح والتعديل" 6/ 120.
(7)
"الثقات" 7/ 177.
(8)
"تاريخ دمشق" 45/ 286 - 296.
أيضًا عن ابن عمرَ، وجابرٍ، وذَكرَ في الرُّواةِ عنه أيضًا عطاءَ بنَ أبي رباحٍ.
وكانَ ابنُ الزُّبيرِ ولَّاه البصرةَ، ثمَّ قتالَ الأزارقةِ
(1)
لمَّا وَلَّى مصعبَ بنَ الزُّبيرِ على العراقِ، وولي إمرةَ فارسٍ أيضًا، وتزوَّجَ عائشةَ ابنةَ طلحةَ بعد مصعبِ بنِ الزُّبيرِ، وكانَ أحدَ قريشٍ وأشرافَها، جوادًا ممدَّحًا وشجاعًا، بعثَ معَ سليمانَ بنِ قَتَّةَ
(2)
إلى ابنِ عمرَ بألفِ دينارٍ فقبضَها منه، وقالَ: وُصْلَةُ رَحِمٍ، وقامَ رجلٌ إلى المهلَّبِ
(3)
فقال: أخبِرْنا عن شجعانِ العَرب
(4)
، فذكرَه فيهم.
وروى الزُّبيرُ بنُ بكارٍ
(5)
في "الموفَّقيات"
(6)
:
أنَّ مَدَنيًا كانت له جاريةٌ يحبُّها، فأملقَ، فباعَها، فاشتراها عمرُ هذا، فقالتِ الجاريةُ حينَ فارقَها سيُّدها أبياتًا، منها:
(1)
فرقةٌ مِن فرق الخوارجِ، تُنسب لزعيمهم نافع بن الأزرق. "الفَرق بين الفِرق" ص:54.
(2)
سليمانُ بنُ قَتَّةَ، مولى بني تميم، من أهل البصرة، من فحول الشعراء، عرض القرآنَ ثلاث عرضات على ابن عباس رضي الله عنهما. "التاريخ الكبير" 4/ 33، و"سير أعلام النبلاء" 4/ 596.
قَتَّة: بفتحِ القاف، ومُثنَّاةٍ مِن فوقُ مشدَّدة. وهي أمُّه. "تبصير المنتبه" 3/ 1122.
(3)
المهلَّبُ بنُ أبي صُفرة العتكيُّ، الأزديُّ، أمير خراسان، بطلٌ شجاع، قاتلَ الخوارج، مات سنة 82 هـ. "سير أعلام النبلاء" 4/ 383.
(4)
"الموفقيات"، ص 450.
(5)
انظر القصة في "تاريخ دمشق" 45/ 295، 294.
(6)
لم أجد القصة في "الموفقيات"، فالمطبوع اعتمد على نسختين ناقصتين، ولابن معمر ذكرٌ فيه، ص 303، و 404.
هنيئًا لكَ المالُ الذي قد قبضْتَهُ
(1)
…
ولم يبقَ في كفيَّ إلا تفكُّري
فأجابَها بأبياتٍ منها:
عليكِ سلامٌ لا زيارةَ بينَنَا
…
ولا وَصْلَ إلا أنْ يشاءَ ابنُ مَعمرِ
فقالَ ابنُ معمرٍ: قد شئتُ، خُذها ولك ثَمَنُها.
وأخبارُه في الجودِ والسَّخاءِ شهيرةٌ، وكانَ سالمٌ أبو النَّضْرِ كاتبَهُ ومولاهُ.
3072 - عمرُ بنُ عَبيدةَ بنِ سفيانَ، الحضرميُّ
(2)
.
مِن أهلِ المدينة. يروي عن أبيه، وعنه: الحجازيون. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(3)
.
3073 - عمرُ بنُ عثمانَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سعيدِ بنِ يَربوعٍ، المخزوميُّ، القُرشيُّ
(4)
مِن أهلِ المدينةِ، وأخو محمَّدٍ. يروي عن: أبيه، عن جدِّهِ الصحابيِّ، وعنه: زيدُ بنُ الحُبَابِ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(5)
. ويُنظر: عمرُو بنُ عثمانَ
(6)
.
(1)
في الأصل: لك المال صنته. والتصويب من "الأغاني" 15/ 379. والبيتان في "المنتظم" 2/ 93.
(2)
"التاريخ الكبير" 6/ 178.
(3)
"الثقات" 7/ 177.
(4)
"التاريخ الكبير" 6/ 178.
(5)
"الثقات" 7/ 179.
(6)
كتب فوقها في المخطوطة: الذي تقدم.
3074 - عمرُ بنُ عثمانَ بنِ عفَّانَ، القُرشيُّ، الأمويُّ، المدَنيُّ
(1)
.
أخو عمرٍو. ذكرَه مسلمٌ
(2)
في ثانية تابعي المدنيين.
وهو يروي عن: أبيه، وعنه: عمرُو بنُ أبانَ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(3)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
.
وقالَ ابنُ سعدٍ
(5)
: كانَ قليلَ الحديثِ، ووثَّقَ أخاه، وقالَ: له أحاديث. وأدرجَه الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ في وَرَثَةِ أبيه.
3075 - عمرُ بنُ عثمانَ بنِ عمرَ بنِ موسى بنِ عبيدِ اللهِ بنِ مَعمرٍ، أبو حفصٍ، التَّيميُّ
(6)
.
مِن أهلِها. يروي عن: أبيه، وإسحاقَ بنِ يحيى بنِ طلحةَ بنِ عبيدِ الله، وعبيدِ الله بنِ عمرَ، ويونسَ بنِ يزيدَ، وعنه: محمَّدُ بنُ الحسنِ بنِ زَبَالةَ، وإبراهيمُ بنُ المنذِرِ الحِزاميُّ، والزُّبيرُ بنُ بكارٍ، [وقال]: كانَ مِن وجوهِ قريشٍ، وبُلَغَائِها، وفُصَحَائِها، وعلمائِها، وأهلِ الحُكْمِ منها، ولّاه الرَّشيدُ القضاءَ بالبصرةِ، فخرجَ حاجًّا، وأقامَ بالمدينة، فلم يزلْ حتَّى ماتَ.
(1)
"الطبقات الكبرى" 5/ 151، و"التاريخ الكبير" 6/ 178، و"ميزان الاعتدال" 3/ 213.
(2)
"الطبقات" 1/ 230 (646).
(3)
"الثقات" 5/ 146.
(4)
"تهذيب الكمال" 21/ 458، و"تهذيب التهذيب" 6/ 87.
(5)
"الطبقات الكبرى" 5/ 151.
(6)
"تهذيب الكمال" 21/ 460.
قالَ: وأمُّه أمُّ رومانَ
(1)
ابنةُ طلحةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بكرٍ، وقيل: إنَّ الذي ولَّاه المهديُّ، قالَ: والأوَّلُ أرجحُ، وزادَ ابنُ شبَّةَ
(2)
: أنَّ ذلكَ كانَ سنةَ ستٍّ وسبعين بعدَ عزلِ عُبيدِ الله بنِ الحسنِ العنبريِّ.
3076 - عمرُ بنُ عثمانَ بنِ الهُديرِ، القُرشيُّ، المدَنيُّ
(3)
.
يروي عن: عروةَ بنِ الزُّبيرِ، وعنه: عبدُ الحميدِ بنُ سليمانَ؛ قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(4)
.
3077 - عمرُ بنُ العلاءِ بنِ جاريةَ، الثَّقَفِيُّ، المدَنيُّ
(5)
.
أخو الأسودِ الماضي. يروي عن: أبيه، وعنه: فُليحُ بنُ سليمانَ، بحديث "لا يدخلُ مكةَ والمدينةَ الطاعونُ ولا الدجَّالُ". وحديثُهُ في "مسند أحمد"
(6)
.
وذكره البخاريُّ
(7)
وقالَ: حديثُهُ في المدنيين، إنْ لم يكن أخا الأسودِ بنِ العلاءِ، فلا أدري. وتبعِه ابنُ أبي حاتمٍ
(8)
، فقالَ: قلتُ لأبي: أهو أخو الأسودِ؟ فقال: لا
(1)
تحرّفت في الأصل إلى: رمضان، والتصحيح من "تهذيب التهذيب".
(2)
لم أجده في "أخبار المدينة"، لابن شبة.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 178.
(4)
"الثقات" 7/ 179.
(5)
"تعجيل المنفعة" 1/ 202.
(6)
"المسند" 2/ 483، وقال في "مجمع الزوائد" 3/ 309: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 181.
(8)
"الجرح والتعديل" 6/ 125، وفيه: هو شيخ مديني.
أدري، هو شيخٌ مدَنيٌّ.
وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(1)
بحاصلِ ما سبقَ إلا الشَّكَّ في أنَّه أخو الأسودِ.
3078 - عمرُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، الهاشميُّ، المدَنيُّ، الأصغرُ
(2)
.
أرسلَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. وروى عن: أبيه، وسعيدِ بنِ مرجانةَ، وعنه: ابناه محمَّدٌ، وعليٌّ، وابنُ أخيه حسينُ بنُ زيدٍ، ويزيدُ ابنُ الهادِ، وابنُ إسحاقَ، وفضيلُ بنُ مرزوقٍ. وكانَ سيِّدًا، كثيرَ العبادةِ والاجتهادِ، له فضلٌ وعلمٌ، وكانَ أخوه أبو جعفرٍ يكرِمُهُ، ويرفعُ مِن منزلتِه. وثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(3)
، وقالَ: يُخطِئُ.
وقالَ مصعبٌ
(4)
: إنَّه قيلَ له: هل
(5)
فيكم -أهلَ بيتٍ- إنسانٌ مُفترَضةٌ طاعتُهُ؟ قال: لا واللهِ. وذُكرَ في "التهذيب"
(6)
.
3079 - عمرُ بنُ عليِّ بنِ عمرَ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ
(7)
.
(1)
" الثقات" 7/ 173.
(2)
"طبقات ابن سعد" 5/ 325، و"طبقات خليفة"، 258، و"تاريخ واسط"217.
(3)
"الثقات" 7/ 180.
(4)
"نسب قريش " ص 61.
(5)
تحرَّفت في الأصل إلى: هلم.
(6)
"تهذيب الكمال" 21/ 466، و"تهذيب التهذيب" 6/ 90.
(7)
انظر "تاريخ دمشق" 42/ 50، له حديث فيه.
حفيدُ الذي قبله.
3080 - عمرُ بنُ عليِّ بنِ عمرَ بنِ محمَّدِ بنِ قُنَانٍ
(1)
، الرَّسْعَنِيُّ، الدِّمشقيُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ
(2)
.
سمعَ مع أبيهِ وأخيهِ، على الزَّينِ أبي بكرٍ المَراغيِّ في سنةِ اثنتي عشرةَ وثمانِ مئةٍ.
واعتنى بالتِّجارةِ، وكانَ يتردَّدُ بينَ الحرمين، وغيرِهما فيها، وماتَ غريقًا ببحرِ الهندِ
(3)
إمَّا في آخرِ سنةِ خمسٍ وأربعين وثمانِ مئةٍ، أو أوَّلِ التي تليها.
3081 - عمرُ بنُ عمرَ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عمرَ بنِ عيَّاذٍ، المغربيُّ، المدَنيُّ، المالكيُّ.
ويقالَ له: عمرُ ابنُ زينِ الدِّين. ممَّن سَمِعَ على العراقيِّ والهيثميِّ البعضَ مِن أوَّلِ "المصابيح"، ومن آخره، وناولاه إياه معَ الإجازة.
ويُنظر عمرُ بنُ عبدُ العزيزِ بنِ عبدِ الواحدِ (3067).
3082 - عمرُ بنُ عيَّاذٍ، الأنصاريُّ، الخرَّازُ.
والدُ عبدِ الله، وعبدِ الواحدِ، أحدُ أَخْتَانِ أبي الحسنِ الخرَّازِ وجماعتِهِ. له ذِكرٌ في مختارٍ المولَّهِ
(4)
.
(1)
في "الضوء اللامع" 5/ 271 قالَ: بكسر أوَّله، قِنان. وضبطه المؤلف بضمِّ القاف، انظر الترجمة (2852).
(2)
"الضوء اللامع" 6/ 107.
(3)
بحر الهند هو المحيط الهندي.
(4)
مختارٌ المعروف بالمولَّه، كانَ له كرمٌ واعتقادٌ حسن، وكانَ من الخدَّام الذين لهم أخباز، توفي سنة 741 هـ، "نصيحة المشاور" ص 60.
قالَ ابنُ فرحونٍ
(1)
: إنَّ بلدَه الأندلسَ مِن أعمالِ الجزيرةِ الخضراءِ
(2)
، وله معَ الفرنجِ وقائعُ ومواطنُ عجيبةٌ، وكانَ أبوه شيخَ بلده، فلمَّا ضَعُفَ أهلُ تلك النَّاحيةِ وغلبَ عليه الفِرنجُ، خَرجوا مِن تلكَ البلادِ، وتوجَّهَ هذا هو وأخوه إلى الحجازِ، فماتَ أخوه بنواحي الشَّامِ، ووصلَ هذا إلى المدينةِ، فأقامَ بها، وصحبَ أبا محمَّدٍ البَسْكَرِيَّ، وجماعتَهُ.
وكانَ على قَدَمٍ عظيمِ في الصَّلاحِ والخيرِ، ومحبَّةِ الصَّالحينَ، وقضاءِ حوائِجِهم، وعدمِ الاكتراثِ بالدُّنيا في المأكلِ والملبسِ.
قالَ
(3)
: وكانتْ له عليَّ تربيةٌ وشفقةٌ؛ فإنَّه كانَ يحملُني في صِغري، ويُفْكِهُ أصحابه بي، ولما حجَّ أبي بأمِّي وكنتُ مُرضَعًا كانَ يقوم عن أمِّي بتربيتي، حتَّى إنَّه كانَ يتنجَّسُ مرارًا فلا يتقذَّرُ، ولا يتسخَّطُ، فله عليَّ حقٌّ يستوجبُ الدُّعاءَ مني، وكانَ له مِن الخُدَّامِ أَخَوانِ صالحان، ولمَّا بنى دارَه ساعدَه فيها إخوانه، فخفَّتْ عليه مؤنتها.
ماتَ سنةَ إحدى وأربعين وسبعِ مئةٍ. وله أولادٌ صلحاءُ، وذريَّةٌ فقهاءُ، انتفعَ بهم أهلُ زمانِهم.
وذكرَه ابنُ صالحٍ، وقالَ: إنَّه تزوَّجَ، ورُزقَ أولادًا، بقي منهم عبدُ اللهِ،
(1)
"نصيحة المشاور" ص 117 بتصرف.
(2)
الجزيرة الخضراء: مدينة مشهورة، بينها وبين قرطبة 55 فرسخًا. "معجم البلدان" 2/ 136.
(3)
أي ابن فرحون.
وعبدُ الواحدِ، وكانت له -كرفيقيه- عليَّ شفقةٌ، ويقولُ لي هو وجدُّهما: كانَ أبوكَ مِن الأولياءِ، وكانَ يسألُ اللهَ في ولدٍ ذَكَرٍ يحفظُ القرآنَ. انتهى.
وقالَ غيره
(1)
: إنَّه كانَ مِن إخوان مختارٍ المُولَّه أحدِ الخُدَّامِ، فكانَ يأخذُ الدَّينَ الكثيرَ لأجلِ عيالِه، فيأتي الموسمُ وعليه فوقَ ثلاثةِ آلافِ درهمٍ، فيقضيها مختارٌ المذكورُ، وربَّما يقولُ له: خذْ مِن خبزِي بغيرِ ميزانٍ، فيحفِنُ له حفناتٍ تقضي دَينَه، وتُعينُه على وقته. وله ذِكرٌ في: سليمان الغماريِّ، وهو في "درر" شيخِنا
(2)
.
3083 - عمرُ بنُ قَتادَةَ بنِ النُّعمانِ، الظَّفَريُّ، الأنصاريُّ
(3)
.
مِن أهلِ المدينة، والدُ عاصمٍ. ذكرَه مسلمٌ
(4)
في ثالثةِ تابعي المدنيينَ.
يروي عن: أبيَه، وعنه: ابنُهُ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(5)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(6)
.
3084 - عمرُ بنُ كَثيرِ بنِ أفلحَ، مولى أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ
(7)
.
مِن أهلِ المدينة.
(1)
"نصيحة المشاور" ص 60.
(2)
"الدرر الكامنة" 3/ 182، وفيه: عمر بن عياض الأنصاري الأندلسي الجزار، وهو تحريف.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 187، و "الجرح والتعديل" 6/ 130.
(4)
"الطبقات" 1/ 243 (787).
(5)
"الثقات" 5/ 146.
(6)
"تهذيب الكمال" 21/ 483، و"تهذيب التهذيب" 6/ 95.
(7)
"طبقات خليفة" 265، و"الجمع بين رجال الصحيحين" 1/ 341، و"الكاشف" 2/ 68.
يروي عن: ابنِ عمرَ، وسفينةَ، وابنِ سفينةَ، ونافعٍ مولى أبي قتادةَ، وعُبيدٍ سَنُوطا، وعنه: يحيى، وسعدٌ، ابنا سعيدٍ الأنصاريِّ، وابنُ عونٍ.
وثَّقه النَّسائيُّ، وابنُ المدينيِّ، والعِجليُّ
(1)
، وابنُ سعدٍ
(2)
، وابنُ حِبَّانَ
(3)
، وكأنَّه لم يصحَّ عنده لُقِيُّهُ للصَّحابة، فإنَّه ذُكِرَ في أتباعِ التَّابعين، وخرَّجَ له الشَّيخانِ
(4)
، وذُكرَ في "التهذيب"
(5)
.
3085 - عمرُ بنُ كَثيرِ بنِ المطَّلَبِ بنِ أبي وَدَاعةَ، السَّهميُّ، القُرشيُّ
(6)
.
أخو كَثيرٍ. يروي عن: المدنيين، وعنه: عبيدُ الله بنُ عمرَ العمريُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(7)
.
3086 - عمرُ بنُ محمَّد بنِ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ رُوزَبَةَ، السِّراحُ ابنُ الجَمالِ ابنِ الصَّفيِّ، الكازرونيُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ
(8)
.
(1)
" معرفة الثقات" 2/ 171.
(2)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم، ص 307.
(3)
"الثقات" 7/ 166.
(4)
البخاري في المغازي، باب: قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} (4314)، ومسلم في كتاب الجنائز، باب: ما يقال عند المصيبة 2/ 631 (918).
(5)
"تهذيب الكمال" 21/ 491، و"تهذيب التهذيب" 6/ 98.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 188، و"الجرح والتعديل" 6/ 130.
(7)
"الثقات" 7/ 180.
(8)
"الضوء اللامع" 6/ 117.
أخو ناصرِ الدِّين أبي الفَرجِ محمَّدٍ، وغيرِه، ووالدُ عليٍّ الماضي. وُلدَ سنةَ ثلاثٍ وتسعين وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ.
وسمعَ بها في المسجدِ النَّبويِّ "الشِّفا"، و"الموطأ"، رواية يحيى بن يحيى على أبي إسحاقَ إبراهيمَ بنِ عليِّ بنِ فرحونٍ، في سنةِ ثمان وتسعين بقراءة أبي الفتحِ المراغيِّ. وعلى ابنِ صِدِّيقٍ "البخاريَّ"، وغيرَه، وعلى الزَّينِ المراغيِّ في سنةِ اثنتين وثمان مئةٍ في "تاريخه للمدينة". وكذا سمعَ على أبيه، ودخلَ القاهرةَ غيرَ مرَّةٍ، ولقيتُه بأَخَرةٍ في سعيدِ السُّعداء
(1)
منها، فقرأتُ عليه "ثلاثيات البخاريِّ"، ورجعَ عن قُربٍ، فماتَ فجأةً بالمدينةِ سنةَ خمسٍ وستين.
3087 - عمرُ بنُ محمَّد بنِ أحمدَ بنِ منصورٍ، البهاءُ، القمطريُّ، الهنديُّ، الحنفيُّ.
نزيلُ المدينةِ النَّبويةِ، كانَ عالمًا بالفقهِ، والأصولِ، والعربيةِ، مع حِلمٍ، وأدبٍ، وعقلٍ راجحٍ، وحُسن خُلقٍ.
جاورَ بالمدينةِ مدَّةً، وحجَّ في سنةِ ثمانٍ وخمسين وسبعِ مئةٍ، فسقطَ عن مركوبِه إلى الأرضِ، فيَبِسَتْ أعضاؤُه وبَطَلتْ حركتُهُ، وحُملَ إلى مكَّةَ، وتأخَّرَ عن الحجِّ، ولم يقم بعدَه إلا قليلًا، وانتقلَ إلى رحمةِ الله.
ذكرَه ابنُ فرحونٍ في "تاريخه"
(2)
، وتبعَه الفاسيُّ
(3)
في مكَّة.
(1)
هي: الخانقاه الصلاحية بالقاهرة، أوقفها صلاح الدين على الصوفية سنة 569 هـ. "حسن المحاضرة" 2/ 260.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 175.
(3)
"العقد الثمين" 6/ 354.
وقرأتُ في "تاريخ ابن فرحون": هو الفقيهُ الأجلُّ، العالمُ العاملُ، المتقنُ، بهاءُ الدِّينِ، كانَ مِن إخواننِا الكبار، وأصحابنِا الأخيار، انقطعَ في الحرمِ الشَّريفِ غالبَ نهارِهِ للتدريسِ والإفادة، مع محبَّته في الطَّلبة، والحرصِ على إفادتهم، حتَّى إنَّه إذا تأخَّرَ مجيء الطالبِ يجيئُهُ إلى بيته، وقرأ عليه بعضُ الطلبة جميعَ "الكافيةِ" لابن الحاجبِ بحثًا في بيته ليلًا، وكانَ في الأصلينِ والفقهِ والعربيةِ إمامِ زَمَنِهِ، مع حلمٍ وأدبٍ وعقلٍ راجحٍ وحُسنِ خُلقٍ، وربَّما لحقتْهُ حِدَّةٌ في البحثِ، ثمِّ يرجعُ، ويستغفرُ، وينصفُ
(1)
في المجلس، وكثيرًا ما كانَ يقولُ لي: بالله لا تأخذْ عليِّ في البحثِ، فما أُراجعُكَ إلا طلبًا للاستفادة، وكانَ عفيفًا عن كلِّ مَا يدنِّسُ
(2)
العِرضَ، ولم أَرَ أوفى منه في حفظِ أصحابِه غيبةً وحضورًا، خرجَ إلى مكَّةَ حاجًّا في سنةِ ثمان وخمسين وسبعِ مئةٍ، فرماه بعيرُهُ في المحاطبِ، قريبًا مِن مضيقِ المنحنى، فيَبِسَتْ أعضاؤُهُ، وبَطَلَتْ أكثرُ حركاتِهِ، فحُملَ إلى مكَّةَ، وتأخَّرَ عن الحجِّ، ودَّعناه عندَ توجُّهِنا إلى المدينةِ، فأوصانا بولديه: صدرِ الدِّينِ، وأبي عبدِ اللهِ، ثمَّ لم يقمْ بعدَ ذلكَ إلا قليلًا، وماتَ رحمه الله.
3088 - عمرُ بنُ محمَّدِ بنِ جُبَيرِ بنِ مُطْعَمِ بنِ عَديِّ بنِ نَوْفلِ بنِ عبدِ مَنافٍ، القُرشيُّ، النَّوفليُّ، المدَنيُّ
(3)
.
(1)
في الأصل: ويتصف، والمثبت من "نصيحة المشاور".
(2)
في الأصل: يدلس، والمثبت من "نصيحة المشاور".
(3)
"الميزان" 3/ 220.
أخو سعيدٍ، وجبيرٍ، وغيرِهما. يروي عن: أبيه، وعنه: الزُّهريُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(1)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(2)
.
3089 - عمرُ بنُ محمَّدِ بنِ زيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ، العدَويُّ، العُمريُّ، المدَنيُّ
(3)
.
نزيلُ عسقلانَ
(4)
، وأخو أبي بكرٍ، وعاصمٍ، وزيدٍ، وواقدٍ. وأمُّه -هو وأبو بكرٍ- قُرَّةُ العينِ، مِن بني ضَبَّةَ.
يروي عن: جَدِّه، وحفصِ بنِ عاصمٍ، وسالمٍ، ونافعٍ، وجماعةٍ، وعنه: شعبةُ، والسُّفيانان، وابنُ وهبٍ، وعمرُ بنُ عبدِ الواحدِ الدِّمشقيُّ، وأبو عاصمٍ، ومالكٌ، ومحمَّد بنُ شعيبِ بنِ شابورَ، وابنُ عمِّ جَدِّهِ أبو بكرِ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الله بنِ زيدٍ، وآخرونَ. وثَّقه ابنُ سعدٍ
(5)
، والعِجليُّ
(6)
، وغيرُهما. وروى له الشَّيخان
(7)
.
(1)
"الثقات" 7/ 166.
(2)
"تهذيب الكمال" 21/ 495، و"تهذيب التهذيب" 6/ 100.
(3)
"تاريخ الدوري" 2/ 434، و "الثقات" 7/ 165، و"تاريخ بغداد" 11/ 181.
(4)
عسقلان: مدينة بالشام من أعمال فلسطين، على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين ويقالَ لها عروس الشام، انظر:"معجم البلدان" 4/ 122.
(5)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 369.
(6)
"معرفة الثقات" 2/ 171.
(7)
"البخاري" في أبواب تقصير الصلاة، باب: من لم يتطوع في السفر دبر الصلاة وقبلها (1101)، و"مسلم" في كتاب صلاة المسافرين، باب: صلاة المسافرين وقصرها 1/ 480 (9).
وذُكرَ في "التهذيب"
(1)
. ولم يعقِّبْ، وكانَ زائدَ الطُّولِ، مِن أفضلِ أهلِ زمانِه، له قدرٌ وجلالةٌ. قدمَ بغدادَ، والكوفةَ، وحدَّثَ. ماتَ سنةَ خمسين ومئةٍ بعدَ شقيقه أبي بكرٍ.
-
عمرُ بنُ محمَّد بنِ صُهبانَ.
في: ابن صُهبانَ (3045).
3090 - عمرُ بنُ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ فَتُّوحٍ، السِّراجُ، أبو حفصٍ، الدَّمَنْهوريُّ، الشَّافعيُّ، المقرئُ
(2)
.
نزيلُ مكَّةَ. وُلدَ بعدَ الثَّمانين وستِّ مئةٍ، وتفقَّهَ بالنُّور عليِّ ابنِ يعقوبَ البكريِّ
(3)
، وأَذِنَ له غيرُ واحدٍ بالإفتاءِ، آخرُهم الشَّمسُ الأصبهانيُّ
(4)
.
وقرأ على العلاء القونويِّ
(5)
: "مختصر ابن الحاجب"، وعلى الجلال القزوينيِّ:
(1)
"تهذيب الكمال" 21/ 499، و "تهذيب التهذيب" 6/ 101.
(2)
"العقد الثمين" 6/ 356، و"طبقات القراء" لابن الجزري 1/ 597، و"الدرر الكامنة" 3/ 188، وفيه (الدينوري) بدل (الدمنهوري).
(3)
عليُّ بنُ يعقوبَ البكريُّ، أبو الحسن المصريُّ، الشَّافعيُّ، الفقيه، ولد سنة 673 هـ، وتوفي سنة 724 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 139.
(4)
محمودُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، شمسُ الدِّين، أبو الثَّناء الأصبهانيُّ، الفقيه الشافعي، الأصوليُّ، توفي سنة 749 هـ. "طبقات الشافعية" للسبكي 6/ 247، و"الدرر الكامنة" 4/ 327.
(5)
في الأصل: القابوني، وهو تحريف. وهو عليُّ بنُ إسماعيلَ القُونويُّ، نسبة لقونية من بلاد الروم. عالمٌ مشاركٌ،، توفي سنة 729 هـ، "الدرر الكامنة" 3/ 24.
مؤلَّفَهُ "تلخيص المفتاح"، وصحِبَه مُدَّةً، واستفادَ منه وعَظُمَ به.
وأخذَ العربيةَ عن الشَّرفِ محمَّدِ بنِ عليٍّ الحسنيِّ الشاذليِّ
(1)
، وقرأ القراءاتِ على الشَّمسِ ابنِ الشَّوَّاءِ
(2)
، والتَّقيِّ ابنِ الصائغِ، وغيرهما، وسمعَ من الشَّريفِ موسى بنِ عليٍّ الموسويِّ
(3)
"الموطأ" ليحيي بنِ بُكَيرٍ، ومن الحجَّارِ ووزيرةَ "الصحيحَ".
ومِن حسنِ بنِ عمرَ الكُرديِّ
(4)
"مسند الدارمي"، ومِن آخرينَ بالقاهرةِ.
ومِنَ النَّجمِ محمَّدِ بنِ محمَّد بنِ عبدِ القاهرِ العسقلانيِّ
(5)
"الموطأ" لأبي مصعبٍ في الآخرين بدمشقَ، ومِنَ الرضيِّ الطبريِّ "صحيحَ ابنِ حِبَّانَ" بمكةَ، وحدَّث، ودرَّس، وأفتى، وأقرأَ، وانتفعَ به جماعةٌ.
وقالَ الذَّهبيُّ
(6)
في "ذيل طبقات القرَّاء"، ممَّا أظنُّ أنَّه مِن إملاء العَفيفِ المطريِّ
(1)
لم أجده.
(2)
محمد بن النصير الإسكندري، مقرئ متقن، من أهل القرن الثامن، ذكره ابن الجزري في "غاية النهاية" 2/ 192، ولم يذكر وفاته.
(3)
موسى بنُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ العلويُّ، الحسينيُّ، أبو القاسم الموسويُّ، مات وهم يسمعون عليه "صحيح مسلم" في ذي الحجة سنة 715 هـ."الدرر الكامنة" 4/ 379.
(4)
حسنُ بنُ عمرَ الكرديُّ، نزيل الجيزة بمصر، بقية المسندين والمُكثرين ببلاده، ولد سنة 630 هـ بدمشق، وتوفي في ربيع الآخر سنة 720 بالجيزة. "الدرر الكامنة" 2/ 31.
(5)
محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الله الدَّمشقيُّ، العسقلانيُّ، نجمُ الدِّين، له رواية للحديث، توفي سنة 730 هـ، "الدرر الكامنة" 4/ 191.
(6)
"طبقات القراء" 1/ 597.
له: إنَّهُ أقرأَ القراءاتِ بالحرمينِ، وأفادَ، وكانَ ضنينًا بعلمِه، وخلَّفَ جملةً مِن الكتبِ والدُّنيا، ولم يعملْ فيها خيرًا، بل هلكتْ بعدَه، ولم يُنتفعْ به ولا بها.
وقالَ الزَّينُ العراقيُّ: إنَّه برعَ في النَّحوِ والقراءاتِ، والحديثِ والفقهِ، وكانَ جامعًا لعلومٍ، وقرأتُ عليه عشرَ خَتْمات لأبي عمروٍ، وابنِ كثيرٍ، ونافعٍ، وعنه أخذتُ. زاد غيره: وقرأَ عليه أبو بكرِ بنُ قاسمِ بنِ عبدِ المعطي خَتْماتٍ لهؤلاء، ولابن عامرِ. وحَدَّثَ عنه أبو اليُمْنِ الطبريُّ.
وتزوَّجَ رُقيَّةَ ابنةَ الإمامِ الشِّهاب الحنفيِّ، واستولى الضِّياءُ على تركتِه بوصيةٍ منه. وقد جاورَ بمكةَ مُدَّةً، وتأهَّلَ فَيها، حتَّى ماتَ في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ اثنتين وخمسين وسبع مئةٍ، ودُفنَ بالمعلاةِ قريبًا مِن الفُضيلِ بنِ عياضٍ، وقيلَ: سنة إحدى، وقيلَ: ثلاث، والأوَّلُ أصحُّ.
وتحوَّلُ ما في السِّراجِ الدَّمنهوريِّ مِن الألقابِ إلى هنا.
3091 - عمرُ بنُ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ أبي بكرِ بنِ محمَّدٍ، السراجُ، أبو حفصِ ابنُ الشَّمسِ، الحلبيُّ الأصل، الدِّمشقيُّ
(1)
.
الخواجا ابنُ الخواجا، ويُعرف بابن المُزَلِّق، بضمِّ الميم، وفتحِ الزَّايِ، وكسرِ اللام المشدَّدة. لمَّا خربتْ عينُ المدينةِ النبويةِ
(2)
، وسُئِلَ الظاهرُّ طَطَر في عمارتِها، أرسل صاحبَ التَّرجمةِ بخمس مئةِ دينارِ لعمارتها، ومدحَهُ الزَّينُ ابنُ عَيَّاشٍ مقرئُ
(1)
"الضوء اللامع" 6/ 120.
(2)
هي العين الزرقاء.
الحرمين بما سبقَ في ترجمتِه.
ومولدُ هذا سنةَ ستٍّ وثمانين وسبعِ مئةٍ تقريبًا بدمشق، ونشأَ بها في رفاهيةٍ ونعمةٍ، فحفظَ القرآنَ، وسمعَ على الحافظِ الزَّينِ ابنِ رجبٍ "مجلسَ البطاقة"، وسمعَ على غيره، وحدَّثَ، سمعَ منه الفضلاءُ. وكانَ خيِّرًا، سالكًا طريقَ أبيه في تعاني التِّجارةِ، بل رأيتُ وصفَه بالجَنابِ العالي، الخواجكيِّ، ملجأِ الفقراء والمساكين. ماتَ في الطَّاعونِ سنةَ إحدى وأربعينَ بدمشقَ.
3092 - عمرُ، السِّراجُ ابنُ المحبِّ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ يوسفَ بنِ الحسنِ، الأنصاريُّ، الزَّرَنديُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ
(1)
.
أخو عبدِ الوهابِ، ومحمَّدٍ. أُحضرَ في الرَّابعةِ على الجمالِ الأُميوطيِّ، ثمَّ سمعَ على الزَّينِ أبي بكرٍ المراغيِّ، وتاريخُ بعضِ ذلكَ سنةَ اثنتين وثمانِ مئةٍ، ورأيتُ فيمَنْ سمعَ على الجَمالِ الكازرونيِّ في "البخاريِّ" سنةَ سبعٍ وثلاثين: الفقيهَ الفاضلَ سراجَ الدِّينِ عمرَ ابنِ القاضي محبِّ الدين الزَّرَنْدِيَّ، فهو هذا.
3093 - عمرُ بنُ محمَّدِ بنِ عمرَ المدَنيُّ، المؤذِّنُ، البنَّا.
سمعَ على الزَّين المراغيِّ، والعلَمِ سليمانَ السَّقَّا، في سنةِ سبعٍ وتسعين وسبعِ مئةٍ.
3094 - عمرُ بنُ محمَّدٍ كمالِ بنِ محمَّدِ بنِ عمرَ، التَّكرُوريُّ الأصلِ، المدَنيُّ.
(1)
" الضوء اللامع" 6/ 122.
الآتي أخواه محمَّدٌ، وأبو الفتحِ
(1)
. كانَ مُثْرِيًا، يكثر السَّفَرَ لمصرَ، وغيرها.
وماتَ بالمدينةِ في المحرَّمِ سنةَ إحدى وثمانين قبلَ إكمالِ الخمسين، وترك ابنةً.
3095 - عمرُ بنُ أبي السُّعودِ محمَّدِ ابنِ أبي البركاتِ محمَّدِ ابنِ أبي السعودِ محمَّدِ بنِ حسينِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ عطيةَ بنِ ظَهيرةَ، القُرشيُّ، المكيُّ
(2)
.
وُلِدَ بالمدينةِ في المحرَّمِ سنةَ ثلاثٍ وخمسين
(3)
وثمان مئةٍ، وقدمَ معَ أبيه إلى مكَّةَ.
حفظَ القرآنَ، وصلَّى به هو وشقيقُهُ أبو بكرٍ تناوبًا في رمضانَ على العادة، وربَّما حفظَ غيرَه، وسمعَ من الشِّهابِ أحمدَ بنِ عليٍّ المحليِّ، وأجازَ له في سنةِ أربعٍ وخمسين فما بعدَها أبو جعفرِ ابنُ العجميِّ
(4)
، وآخرون.
وتكرَّرَ قدومُهُ للقاهرةِ، وكانَ قد أعلى خالَه القاضي عبدَ القادرِ في النَّحو، ويطالع له درسَه.
3096 - عمرُ بنُ محمَّدِ بنِ مسعودِ بنِ إبراهيمَ، الشّاوِرِيُّ
(5)
، اليمنيُّ
(6)
.
(1)
ترجمة أبي الفتح في الكنى، وهو في القسم المفقود من الكتاب.
(2)
"الضوء اللامع" 6/ 126.
(3)
في الأصل بزيادة: إحدى وثمانين، قبل ثلاث وخمسين.
(4)
محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ العَجَمي، الحلبيُّ، شهابُ الدِّين، توفي سنة 857 هـ. "المجمع المؤسس" 3/ 271، و"الضوء اللامع" 7/ 30.
(5)
في "العقد الثمين": النَّشاوري.
(6)
"الضوء اللامع" 6/ 131، و"العقد الثمين" 6/ 360.
نزيلُ مكَّةَ، ويُعرف بالعَرَابيِّ بالتَّخفيف والإهمال.
ممَّن جاورَ بمكَّةَ قريبَ عشرينَ سنةً، أوَّلهُا سنةَ إحدى عشرةَ، ومضى منها زائرًا للمدينةِ النَّبويةِ غيرَ مرَّةٍ، آخرُها سنةَ ستٍّ وعشرين، وسافرَ قبلُ في سنةِ تسعَ عشرةَ إلى اليمنِ، ثمَّ عادَ إلى مكَّةَ.
وأخذَ باليمنِ عن جماعةٍ، منهم: أحمدُ الحَرَضِيُّ
(1)
المقيم بأبيات حسينٍ
(2)
ونواحيها، ولبس منه الخِرقَةَ، فكانَ مِن جِلّةِ أصحابِه.
وكانَ ذا حظٍّ جيدٍ مِن الصَّلاحِ والخير، مُنوَّرَ الوجهِ، حسنَ الأخلاق والمعاشرة، وللنَّاسِ فيه اعتقادٌ، بحيث يُقصدُ بالزِّيارةِ والفتوحِ مِن الأماكنِ البعيدةِ، وممَّنْ كانَ يعتقدُه ويزورُه ويرجعُ إلى أوامرِه: الشَّريفُ حسنُ بن عجلانَ صاحبُ مكَّةِ. بل تحكَّمَ
(3)
على يديه مِن الخلائقِ ما يزيد على مئةِ ألفٍ مِن أهل الجبال، وتهامة، وغيرِها.
وابتنى قبلَ موتِه بسنينٍ له منزلًا على المروةِ، وبه ماتَ قبلَ غروبِ ليلةِ سابعِ عِشري رمضانَ، سنةَ سبعٍ وعشرين وثمانِ مئةٍ، ودُفنَ مِن الغدِ بعدَ الصَّلاةِ عليه خلفِ المقامِ، والخروجِ به مِن بابِ الجنائزِ بوصيةٍ منه، وازدحموا على نعشِه.
(1)
لم أجده.
(2)
قرية من نواحي زبيد، برز منها مجموعة من الفقهاء والعلماء. "العقود اللؤلؤية" 2/ 101.
(3)
"الضوء اللامع" 6/ 132: تاب على يديه.
وكذا له زاوية بأحدِ الأَوَاوينِ
(1)
مِن سفلِ مدرسةٍ مِلكِهِ.
3097 - عمرُ بنُ محمَّد بنِ المنكدرِ، التَّيْميُّ، القُرشيُّ
(2)
.
مِن أهلِ المدينة. يروي عن: أبيه، وسُمَيٍّ مولى أبي بكرٍ، وعنه: وهَيْبُ بنُ الوردِ، ويحيى بن سُلَيمٍ الطائفيُّ، وعبدُ الله بنُ رجاءِ المكيُّ، وسعدُ بنُ الصَّلْتِ، وآخرونَ. وكانَ لا بأسَ به. قالَ النَّسائي في "التمييز": ثقةٌ.
وقالَ الأزديُّ: في القلبِ منه شيء
(3)
. بل قالَ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(4)
: وإنَّه مِن العُبَّاد، ماتَ في قراءةِ قرآنٍ قرئ عليه. خرَّجَ له مسلمٌ
(5)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(6)
.
-
عمرُ بنُ محمَّدٍ، الهنديُّ، الحنفيُّ.
مضى قريبًا فيمن جدُّهُ أحمدُ بنُ منصورٍ (3086).
3098 - عمرُ بنُ أبي مسلمٍ
(7)
.
(1)
جمع إيوان وهو الصُّفَّةُ العظيمة، أو بيت شِبْهُ أَزَجٍ غير مسْدود الوجه، وهو أَعجمي. "لسان العرب": أون.
(2)
"مشاهير علماء الأمصار" 138، و"رجال مسلم" 2/ 41، و"الكاشف" 2/ 278.
(3)
"الميزان" 3/ 222، وقالَ الذَّهبيُّ بعده: احتجَّ به مسلمٌ، فليسكن قلبك.
(4)
"الثقات" 7/ 185.
(5)
كتاب الإمارة، باب: ذمِّ من مات ولم يغزُ ولم يحدِّث نفسه بالغزو 3/ 1517 (1910).
(6)
"تهذيب الكمال" 21/ 505، و "تهذيب التهذيب" 6/ 103.
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 198.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: عروةَ بنِ الزبيرِ، وعنه: عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي المَوالي، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(1)
.
3099 - عمرُ بنُ مصعبِ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ
(2)
.
الآتي أبوه. روى روحُ بنُ غطيفٍ عنه، عن عروةَ خبرًا باطلًا
(3)
، وروى عنه أيضًا: العلاءُ بنُ جَريرٍ. وقالَ العُقيليُّ
(4)
: لا يُتابع على حديثِه، ولا يُعرف إلا به.
وذكره ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(5)
، وقالَ: يروي عن ابنِ الزُّبيرِ، وعنه: سعيدُ بنُ زيدٍ، وأبو هلالٍ الرَّاسبيُّ. وهو في "الميزان"
(6)
.
3100 - عمرُ بن مُعَتِّبٍ، ويقالُ: ابنُ أبي معتِّبٍ المدَنيُّ
(7)
.
روى عن: أبي الحسنِ مولى بني نوفلٍ، وعنه: يحيى بنُ أبي كثيرٍ.
قالَ أحمد، وأبو حاتم
(8)
: لا أعرفُه، والنَّسائيُّ
(9)
: ليس بالقويِّ، وابنُ عديٍّ
(10)
:
(1)
"الثقات" 7/ 182.
(2)
"التاريخ الكبير" 6/ 196، و"الجرح والتعديل" 6/ 134، و"لسان الميزان" 6/ 146.
(3)
هو في "المجروحين" 1/ 299.
(4)
"الضعفاء الكبير" 3/ 189.
(5)
"الثقات" 5/ 146.
(6)
"الميزان" 3/ 224.
(7)
"التاريخ الكبير" 6/ 192، و"ديوان الضعفاء"(3108).
(8)
"الجرح والتعديل" 6/ 132.
(9)
"الضعفاء"، للنسائي (464).
(10)
"الكامل في الضعفاء" 6/ 94.
قليلُ الحديث. وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(1)
، والعُقيليُّ
(2)
، وغيرُهُ في "الضعفاء"، وقالَ عليُّ بنُ المدينيِّ: منكرُ الحديثِ. وذُكرَ في "التهذيب"
(3)
.
3101 - عمرُ بنُ مغيثٍ.
مِن أهلِ المدينة. يروي عن: أبي حسنٍ مولى بني نوفل، وعنه: عليُّ بنُ أبي كثيرٍ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(4)
، ويحرَّر
(5)
.
3102 - عمرُ بنُ المُنْكَدِرِ بنِ عبدِ الله بنِ الهُديرِ، القُرشيُّ، التَّيميُّ، المدَنيُّ
(6)
.
العابدُ الخاشعُ، أخو محمَّدٍ وأبي بكرٍ
(7)
الآتيين. ذكرَه مسلمٌ
(8)
في رابعةِ تابعي المدنيين، له طبقةٌ وأخبارٌ في الكتب.
قالَ نافعُ بنُ عمرَ الجُمَحِيُّ
(9)
: قالت والدة عمرَ له: إني لأحبُّ أن تنامَ، فقالَ:
(1)
"الثقات" 3/ 180.
(2)
"الضعفاء الكبير" 2/ 192.
(3)
"تهذيب الكمال" 21/ 508، و"تهذيب التهذيب" 7/ 438.
(4)
"الثقات" 3/ 180.
(5)
هو عمرُ بنُ معتبٍ المتقدم، قالَه العقيليُّ عن ابن المديني في "الضعفاء الكبير" 2/ 192.
(6)
"سير أعلام النبلاء" 5/ 361.
(7)
ترجمة أبي بكر في القسم المفقود من الكتاب.
(8)
"الطبقات" 1/ 261 (1008).
(9)
نافعُ بنُ عمرَ الجُمحيُّ، ثقةٌ، قليلُ الحديث، فيه شيء، مات بمكة سنة 169 هـ. "الطبقات الكبرى" 5/ 494.
يا أمَّهْ، إنِّي لأستقبلُ اللَّيل فيَهُولني، فيدركني الصُّبحُ وما قضيتُ حاجتي
(1)
.
ويقالُ: إنَّه خالفَها في شيءٍ، وكانَ الحقُّ معه، فقالَ: يا أمَّه، أحبُّ أنْ تضعي قدمكِ على خدِّي، فقالتْ له: يا بنيَّ، وما الذي قلت! فلم يزلْ بها حتَّى فعلت.
وجزِعَ عندَ الموت، فعادَه أبو حازمٍ، وكلَّمَه، فقالَ: إنِّي أخافُ أنْ يبدوَ لي مِن الله ما لم أكنْ أحتسبُ، رحمه الله.
3103 - عمرُ بن ميسرةَ المدَنيُّ
(2)
.
يروي عن: سعدِ
(3)
بنِ أبي وقَّاصٍ، وعنه: محمَّدُ بنُ عثمانَ بنِ سعيدٍ اليربوعيُّ المخزوميُّ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(4)
.
3104 - عمرُ بنُ نافعٍ، العَدَويُّ، المدَنيُّ
(5)
.
مولى ابنِ عمرَ، وأخو أبي بكرٍ، وعبدِ الله، وأبو بكرٍ أوثقُ منهما كما سيأتي فيه
(6)
. روى عن: أبيه، والقاسمِ بنِ محمَّد بنِ أبي بكرٍ، وعنه: مالكٌ، وزيدُ بنُ أبي أُنيسةَ، وعبيدُ الله بنُ عمرَ، وزُهيرُ بنُ معاويةَ، والدَّراورديُّ، وإسماعيلُ بنُ جعفرٍ، وغيرُهم.
(1)
"تاريخ الإسلام" أحداث 121 - 140 هـ ص 185.
(2)
"التاريخ الكبير" 6/ 199.
(3)
تحرفَّت في الأصل إلى: سعيد.
(4)
"الثقات" 5/ 152.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 199، و"الكامل" 6/ 93، و"ميزان الاعتدال" 3/ 226.
(6)
ترجمة أبي بكر في الكنى، في القسم المفقود من الكتاب.
قالَ أحمدُ: هو عندي مثلُ العمريِّ، وقالَ أبو داودَ: هو عندي فوقَه، وعن أحمدَ أيضا: مِن أوثقِ ولدِ نافعٍ، وقالَ ابنُ عيينةَ: قالَ لي زيادُ بنُ سعدٍ: هو أحفظُ ولدِ نافعٍ، وحديثُه عن نافعٍ صحيحٌ، وقالَ ابنُ مَعِينٍ، وأبو حاتمٍ
(1)
: ليس به بأس، وقالَ ابنُ سعد
(2)
: كانَ
(3)
قليلَ الحديث، ولا يحتجُّون بحديثه، وقالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ. وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(4)
. وهو في "التهذيب"
(5)
.
3105 - عمرُ بنُ نُبيهٍ، الكَعبيُّ، الخُزاعيُّ
(6)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبي عبد الله القرَّاظ، وجُمهانَ الأسلميُّ، وعنه: إسماعيلُ بنُ جعفرٍ، وحاتمُ بنُ إسماعيلَ، ويحيى بنُ سعيدٍ القطانُ، وأبو ضَمرةَ، وشَريكُ بنُ أبي نَمِرِ. قالَ القطَّانُ: لم يكن به بأس. ووثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(7)
.
وخرَّجَ له مسلمٌ
(8)
وذُكرَ في "التهذيب"
(9)
.
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 138.
(2)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم، ص 408.
(3)
في الأصل: كان ثبتا، وليست في "الطبقات" وهي تناقض قوله: لا يحتجون بحديثه.
(4)
"الثقات" 7/ 171.
(5)
"تهذيب الكمال" 21/ 512، و"تهذيب التهذيب" 6/ 105.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 201، و"الجرح والتعديل" 6/ 138.
(7)
"الثقات" 7/ 185.
(8)
كتاب الحج، باب: مَن أراد أهل المدينة بسوءٍ أذابه الله 2/ 1008 (1387).
(9)
"تهذيب الكمال" 21/ 518، و"تهذيب التهذيب" 6/ 108.
3106 - عمرُ بنُ هارونَ، الزُّرَقيُّ، الأنصاريُّ
(1)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: يحيى بنُ حمزةَ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(2)
.
3107 - عمرُ بنُ وهيبةَ، مِن: آل مِرَى.
استنجد به طفيلٌ أميرُ المدينة في سنةِ تسعٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ.
3108 - عمرُ بنُ يحيى بنِ عمرَ بنِ أبي سلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ
(3)
.
عن: مالكٍ، وعنه: موسى بنُ معاذٍ ابنُ أخي ياسينَ المكيِّ. ضعَّفه الدَّارقطنيُّ، وساقَ له عن مالكٍ أحاديثَ، وقالَ: لا تصحُّ عن مالك، ومَنْ دونه فيها ضعيفٌ. وفي "الميزان"
(4)
: عمرُ بنُ يحيى، عن شعبةَ، بخبرٍ شبهِ الموضوعِ.
قالَ شيخُنا
(5)
: وأظنُّه هذا.
3109 - عمرُ بنُ يَحيى المدَنيُّ
(6)
.
المؤذِّنُ بالحرِم النَّبويِّ. ويُعرف بابنِ الأعمى، والدُ فاطمةَ
(7)
الآتيةِ، المتوفاةِ
(1)
"التاريخ الكبير" 6/ 204، و "الجرح والتعديل" 6/ 140.
(2)
"الثقات" 5/ 153.
(3)
"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 2/ 219، و "المغني في الضعفاء" 2/ 476، و "الكشف الحثيث"199.
(4)
"الميزان" 3/ 230.
(5)
"لسان الميزان" 6/ 157.
(6)
أظنه عمر بن الأعمى الآتي قريبًا.
(7)
ترجمة فاطمة في القسم المفقود من الكتاب.
بُعيدَ التِّسعين وسبعِ مئةٍ.
3110 - عمرُ ابنُ الغرَّافِ، السِّراجُ، اليمانيُّ.
قالَ ابنُ صالحٍ: هو الشَّيخُ الصَّالحُ، الإمامُ العالمُ، المقدَّمُ في التدريس والفضيلةِ، حجَّ مِرارًا، وجاورَ بالمدينةِ مع أمِّهِ، ثمَّ مرَّةً بعدَ ذلكَ في سنةِ خمسٍ وثلاثين وسبعِ مئةٍ، وكانَ اتَّفقَ أنَّه أخذَ فألًا في المصحفِ
(1)
وهو في بلدِه بسببِ سفرِه إلى الحرمينِ، فخرجَ له قولُه تعالى:{وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}
(2)
، قالَ: فحملتُ الجميعَ وأتيتُ بهم، وذلكَ في ولايةِ الشَّرف الأُميوطيِّ، واجتمعَ به، وأثنى على فضلِه وفضيلته، وأشارَ عليَّ بصحبته والقراءةِ عليه في الفقهِ، فلزمتُهُ، حتَّى قرأتُ عليه جميع "المغني" بحثًا، واستفتحَ هو نسخةً مِن المصحفِ العثمانيِّ الذي بقُبَّةِ الحرم على سطوره وكيفيته، ورحلَ بها إلى اليمنِ. وقالَ لي: إنَّه حفظَ من "المهذَّبِ" إلى التيمُّمِ، ولو تمكَّنتُ مِن الدَّرس في العلومِ لفعلتُ. وكانَ مستحضرًا للمذهبِ، ولفضائلَ كثيرةٍ مِن علومٍ شتَّى، مِن حديثٍ وتفسيرٍ، وأصول، وغرائبَ من النظم والآداب، والحكاياتِ النَّافعةِ. حتَّى إنَّ الملكَ
(1)
استفتاح الفأل في المصحف لم ينقل عن السلف فيه شيء، وقد تنازع فيه المتأخرون، وجمهور العلماء على تحريمه، وقال الطرطوشي: لأنه من باب الاستقسام بالأزلام، لأن المستقسم يطلب قسمه من الغيب، وكذلك من أخذ الفأل من المصحف أو غيره إنما يعتقد هذا المقصد، إن خرج جيِّدًا اتَّبَعَهُ، أو رَدِيًّا اجتنبه، فهو عينُ الاستقسامِ بالأزلام الذي ورد القرآن بتحريمه فيحرم. انظر "مجموع الفتاوى" لابن تيمية 23/ 66، و"الموسوعة الفقهية الكويتية" 4/ 56.
(2)
سورة يوسف، آية:93.
المجاهدَ
(1)
قدَّمَهُ للتدريسِ في مدرستِه
(2)
.
ولمَّا رجعَ إلى بلدِه، استقرَّ في نظرِ بعضِ المدارسِ، إمَّا الخانقاه
(3)
المظفَّرية
(4)
، أو المنصورية
(5)
، ثمَّ انقطعَ عن النَّاسِ، وأحبَّ العزلةَ.
3111 - عمرُ ابنُ الأعمى.
والدُ محمَّدِ، وإخوتِه. قالَ ابنُ فرحونٍ
(6)
: هو الفقيهُ الذَّكيُّ النَّبيلُ، سراجُ الدِّين، كانَ مِن المؤذِّنين مِن الذين سادوا بينَ إخوانهم، وشَرُفوا بعقولهم وآدابهم،
(1)
الملك المجاهد عليُّ بنُ داودَ، صاحبُ اليمن، له مآثرُ كثيرةٌ في اليمن، وله عدة مؤلفات، مات سنة 764 هـ."العقود اللؤلؤية" 2/ 1، 126.
(2)
هي المدرسة المجاهدية، أنشأها في سنة 739 هـ، بالجانب الجنوبي من المسجد الحرام، وأوقفها على الشافعية، وجعل لها أوقافًا من أملاكه الخاصة. "العقد الثمين" 1/ 117، و"شفاء الغرام" 1/ 328.
(3)
الخانَقاه: بُقْعَةٌ يَسْكُنُها أَهْلُ الصَّلاةِ والخَيْرِ والصُّوفِيَّةُ، والنونُ مفتوح، قالَ المَقْرِيزِيُّ: وقد حَدَثَتْ في الإسلام في حُدودِ الأرْبَعِ مئة، وجُعِلَتْ لمُتَخَلِّي الصوفيَّة فِيها لعِبادَةِ اللهّ تَعالى. "تاج العروس": خنق.
(4)
المظفرية نسبة إلى الملك المظَفَّر شمسِ الدين يوسفَ بنِ المنصورِ، صاحبِ اليمن، كانَ محبًا للعلم، مشتغلًا به، له مؤلفات كثيرة، توفي سنة 694 هـ. "الحياة العلمية في الحجاز خلال العصر المملوكي" ص 130.
(5)
الخانقاه المنصورية: نسبة إلى المنصور عمر بن علي بن رسول، نور الدين، صاحب اليمن، توفي سنة 647 هـ.
(6)
"نصيحة المشاور" ص 159.
وكانَ خليطًا فَكِهًا، حسنَ القراءَةِ والصوتِ، أديبًا، مؤدّبًا مجيدًا، مليحَ الخطِّ، جوَّدَ عليه أكثرُ أولادِ المجاورين، وكَثُرتْ مساعدتُه للإخوانِ عندَ الشُّرفاءِ والأمراء، وقضاء الحوائج عندهم لنفسِه ولغيره، وكانَ محبَّبًا إليهم، مُكرمًا لديهم، يجسرُ على الأمراء بالكلام، ويقول الجدَّ في صورةِ المزاح.
ماتَ سنةَ أربعٍ وثلائين وسبعِ مئةٍ، وتركَ أولادًا أكبرُهم المشارُ إليه، كما سيأتي.
وقالَ ابنُ صالحٍ: أخذ الأذانَ بعدَ ابنِ خالي محمَّد بنِ عبدِ الرَّحمنِ، واستمرَّ فيه حتَّى ماتَ، فخلَفَهُ فيه أولادُه، ثمَّ حفيدُهُ أحمدُ.
وقالَ المَجْدُ
(1)
: مِن المنعوتين بالفَطانة واللَّباقَةِ، الموصوفينَ بالكياسة والحذاقة، لا ينملُّ
(2)
الجليسُ من جميلِ عِشرته ومجاورته، ولا يملُّ الخليطُ مِن حُسنِ خُلطته ومحاورته
(3)
، يتغنَّى في القرآنِ بصوتٍ يهزُّ الجمادَ، ويُنَغِّمُ فيه بنغمةٍ تحزُّ في الصُّمِّ الصِّلاد
(4)
، ويكتبُ خطًّا تخالُ الوشيَ
(5)
الحبيرَ، ويضاهي في جنَّةِ الرَّوض النضير، كتَّب أكثرَ أولادِ المجاورين، وسوَّر أياديَهم مِن براءة
(6)
براعتِه بالأساور والزَّين،
(1)
"المغانم المطابة" 3/ 1248.
(2)
ينملُّ: ينسلّ. "القاموس": ملل.
(3)
في الأصل: ومجاورته.
(4)
حجر صلد وصلود: صلبٌ أملسُ."اللسان": صلد.
(5)
الوشي: النقش. "القاموس": وشى.
(6)
"المغانم" 3/ 1248: غرابة.
قرَّبَهُ الأشرافُ منهم وأكرموه، وفخَّموا قدرَه وعظَّمُوهُ، وعُرفَ باعتبارِ القولِ عندهم، وقبولِ الشَّفاعة، فكثَّرَ الله للمسلمين نفاعَهُ
(1)
، قضى جُملًا جليلة من حاجاتِ الإخوان، ودفعَ عن المجاورين شرورَ السّعاة الخُوَّانِ، وتركَ أولادًا نجباء مؤذِّنِينَ، وتوفِّي في عام أربعٍ وثلاثين.
3112 - عمرُ، أبو حفصٍ الزَّواويُّ.
قالَ ابنُ صالحٍ: الفقيهُ المباركُ، الصَّالحُ العابدُ، هاجرَ مِن المغربِ، وسكنَ المشاهدَ الثَّلاثة
(2)
، وكانَ في المدينةِ ساكنًا برباط دكَّالةَ، ويُقرئ الأبناءَ على قدَمِ التَّجرُّدِ، والصَّبر والقناعةِ، مع الدِّيانةِ والعبادةِ. وماتَ بالمدينةِ، ودُفنَ بالبقيعِ، رحمه الله وإيَّانا.
3113 - عمرُ الجواشنيُّ، الخيَّاطُ، المِصريُّ.
نزيلُ المدينةِ. ماتَ في يومِ السَّبتِ سادسِ ذي القَعدةِ سنةَ إحدى وسبعين وسبعِ مئةٍ. أرَّخَه أبو حامدٍ المطريُّ، ووصفَه بالشَّيخِ الصَّالحِ. قالَ: وتُوفِّيَتْ زوجتُه قبلَه بنحوِ سنةٍ وأربعين يومًا. رحمَهما اللهُ.
-
عمرُ الخرَّازُ.
في: ابن عيَّاذٍ (3081).
3114 - عمرُ الزَّيلعيُّ.
(1)
في الأصل: فكتب الله المسلمين بقاعه، والمثبت من "المغانم" 3/ 1249.
(2)
مكة، والمدينة، وبيت المقدس.
كانَ خيِّرًا ديِّنًا، مُعلِّمًا للقرآنِ، على حالٍ جميلٍ، قديمَ الهجرةِ والمجاورةِ في المدينةِ. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3115 - عمرُ الفرَّاشُ.
كانَ يقرأ القرآن، مِن ألطَفِ النَّاسِ بِنيةً وحديثًا وخِدمة. قالَه ابنُ فَرحونٍ
(1)
.
3116 - عمرُ الكازرونيُّ.
أثنى عليه ابنُ فَرحونٍ
(2)
، وأنَّه ممَّنْ كانَ يسكنُ الرِّباط الشُّشتريَّ
(3)
، مِن الخيارِ.
3117 - عمرُ المداسُ.
له ذِكرٌ في: أبي حسنٍ الخرَّازِ.
3118 - عمرُ النجَّارُ.
أدركَه ابنُ صالحٍ في الصَّالحين.
-
عمرُ النَّسائيُّ.
في: ابن الحسين النَّسويِّ (3014).
3119 - عُمَيْر بنُ إسحاقَ، أبو محمَّدٍ القُرشيُّ
(4)
.
(1)
" نصيحة المشاور" ص 198.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 112.
(3)
"طبقات خليفة" 255، و"التاريخ الكبير" 6/ 534.
(4)
"تهذيب الكمال" 22/ 369.
مولى بني هاشمٍ، مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبي هريرةَ، وعَمرِو بنِ العاصِ، ورأى الحسنَ بنَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وعنه: عبدُ الله بنُ عونٍ.
قالَ أبو حاتمٍ
(1)
والنَّسائيُّ
(2)
: لا نعلمُ روى عنه غيرَه. قالَ مالكٌ لمَنْ سألَه عنه: لا أدري، إلا أنَّه روى عنه رجلٌ لا نستطيعُ أنْ نقولَ فيه شيئًا، يعني: ابنَ عونٍ.
وقالَ عبَّاسٌ
(3)
: سمعتُ يحيى يقولُ: إنَّه لا يساوي شيئًا، ولكنْ يُكتب حديثُه.
وفي روايةٍ عن ابنِ مَعِينٍ: أنَّه ثقةٌ. وقالَ النَّسائيُّ: ليسَ به بأسٌ. وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(4)
، والعُقيلي في "الضعفاء"
(5)
، وأنَّه لم يروِ عنه غيرُ واحدٍ.
وكذا قالَ ابنُ عديٍّ
(6)
: لم يروِ عنه غيرُ ابنُ عونٍ، وله مِن الحديث شيءٌ يسيرٌ، ويُكتبُ حديثُه. وهو في "التهذيب"
(7)
.
3120 - عميرُ بنُ حبيبِ بنِ خُماشةَ، الأنصاريُّ، الخَطْميُّ
(8)
.
جدُّ أبي جعفرٍ الخَطميِّ. عِدادُه في أهلِ المدينةِ، ومِن أصحابِ الشَّجرةِ. قالَه
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 375.
(2)
"الضعفاء والمتروكين" للنسائي ص 119.
(3)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 456.
(4)
"الثقات" 5/ 254.
(5)
"الضعفاء الكبير" 3/ 317.
(6)
"الكامل" 6/ 133.
(7)
"تهذيب الكمال" 22/ 369، و"تهذيب التهذيب" 6/ 253.
(8)
"معرفة الصحابة" 4/ 2087، و"أسد الغابة" 49/ 289.
ابنُ حِبَّانَ في الأولى
(1)
، ثمَّ أعادَه في الثَّانية
(2)
، وأنَّه يروي عن: جماعةٍ مِن الصَّحابةِ. وعنه: أبو جعفرٍ. وكانَ مِن العُبَّادِ الخُشَّنِ، ممَّنَ صامَ في النَّهار، وقامَ اللَّيلَ، وحثَّ النَّاسَ على التَّهجد الكثير. وهو في أوَّلِ "الإصابة"
(3)
.
3121 - عميرُ بنُ سَلَمةَ الضَّمْريُّ
(4)
.
عِدادُه في أهلِ المدينةِ. يروي عن: البهزيِّ، وعنه: أهلُ المدينةِ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(5)
. يروي عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقيل: عن البَهزيِّ عنه، قصةَ الظَّبْيِ الحاقِفِ
(6)
، وعنه: عيسى بنُ طلحةَ بنِ عُبيدِ الله.
قالَ ابنُ عبدِ البرِّ
(7)
: لم يختلفوا في صحبته، وفيه نظرٌ؛ فقد قالَ ابنُ مندهْ: مختلفٌ في صُحبته، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثقاتِ التابعين، بعدَ أنْ ذكرَه في الصَّحابة
(8)
. وهو في "التهذيب"
(9)
، و "الإصابة"
(10)
.
(1)
"الثقات" 3/ 299.
(2)
"الثقات" 5/ 255.
(3)
"الإصابة" 3/ 30.
(4)
"أسد الغابة" 4/ 295.
(5)
"الثقات" 3/ 301.
(6)
أخرجه أحمد في "المسند" 3/ 418.
(7)
"الاستيعاب" 2/ 493.
(8)
ذكره أولًا في الصحابة، انظر:"الثقات" 3/ 301، ثمَّ في "أتباع التابعين" 5/ 253.
(9)
"تهذيب التهذيب" 6/ 256.
(10)
"الإصابة" 3/ 32.
3122 - عميرُ بنُ عبدِ الله، أبو عبدِ الله الهلاليُّ
(1)
.
مولى أمِّ الفضلِ ابنةِ الحارثِ بنِ حَزنٍ الهلاليةِ، أو ابنِها عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ، ووالدُ عبدِ اللهِ. عدادُهُ في أهلِ المدينةِ. يروي عن: أمِّ الفضلِ، وابنِ عبَّاسٍ، وأسامةَ بنِ زيدٍ، وأبي جُهَيمِ بنِ الحارثِ بنِ الصِّمَّةِ، وعنه: سالمٌ أبو النَّضْرِ، وعبدُ الرَّحمنِ الأعرَجُ، وقالَ: كانَ ثقةٌ، وإسماعيلُ بنُ رجاءَ الزُّبيديُّ. وثَّقَهُ النَّسائيُّ، ثمَّ ابنُ حِبَّانَ
(2)
.
قالَ ابنُ سعدٍ
(3)
وغيرُه: ماتَ بالمدينةِ سنةَ أربعٍ ومئةٍ، ثمَّ ماتَ ابنُه في سنةِ عشرٍ. وهو في "التهذيب"
(4)
.
3123 - عميرُ بنُ عوفٍ، أبو عَمروٍ، مولى سهيلِ بنِ عمروٍ
(5)
.
ماتَ بالمدينةِ. وقد مضى في: عمرو بنِ عوفٍ (2978).
3124 - عميرُ بنُ قاسمِ بنِ جمَّازٍ.
له ذِكرٌ في: شِيحةَ ابنِ هاشمٍ.
3125 - عميرُ بنُ هلالٍ، الصيَّاحُ، التُّربيُّ.
أحدُ فرَّاشي الحرَمِ، كانَ في حدودِ الأربعين وسبعِ مئةٍ.
(1)
"طبقات خليفة" 248، و"الجمع بين رجال الصحيحين" 1/ 391.
(2)
"الثقات" 5/ 256.
(3)
"طبقات ابن سعد" 5/ 286.
(4)
"تهذيب الكمال" 22/ 381، و"تهذيب التهذيب" 6/ 257.
(5)
"الإصابة" 4/ 601.
3126 - عميرُ بنُ يزيدَ بنِ عميرِ بنِ حبيبِ بنِ خماشةَ، أبو جعفرٍ، الأنصاريُّ، الخَطميُّ
(1)
.
الماضي جدُّه قريبًا، مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيه، وخالِه عبدِ الرَّحمنِ بنِ عُقبةَ بنِ الفاكِهِ، وعُمارةَ بنِ خزيمةَ بنِ ثابتٍ، وسعيدِ بنِ المسيِّبِ، وعنه: شعبةُ، وحمادُ بنُ سلمةَ، ويوسفُ السَّمْتِيُّ، ويحيى القطَّانُ. وثَّقَه ابنُ مَعِينٍ
(2)
، والنَّسائيُّ، وابنُ نُميرٍ، والعِجليُّ
(3)
فيما نقله ابن خُلفونٍ، والطبرانيُّ في "الأوسط"
(4)
، وابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(5)
.
وقالَ ابنُ مَهديٍّ: هو وأبوه وجدُّه قومٌ يتوارثون الصِّدقَ بعضُهم عن بعضٍ. وقالَ أبو الحسنِ ابنُ المدينيِّ: مدنيٌّ قدمَ البصرةَ، وليس لأهلِ الحديث أثرٌ، ولا يعرفونه. وهو في "التهذيب"
(6)
في الأسماء.
3127 - عميرٌ، مولى آبي اللَّحْمِ
(7)
.
صحابيٌّ، شهدَ مع مولاه خيبرَ.
(1)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 457، و"التاريخ الكبير" 6/ 541.
(2)
"الجرح والتعديل" 6/ 379.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 193.
(4)
"المعجم الأوسط" 6/ 320 (6517)، باب: الميم.
(5)
"الثقات" 7/ 272.
(6)
"تهذيب الكمال" 22/ 391، و"تهذيب التهذيب" 6/ 260.
(7)
"أسد الغابة" 4/ 284.
وعدَّهُ مسلمٌ
(1)
في المدنيين، وحديثُه عند "أحمد"
(2)
، وأصحابِ السُّنن
(3)
.
روى عنه: محمَّدُ بنُ زيدِ بنِ المهاجِرِ، ومحمَّدُ بنُ إبراهيمَ التيميُّ. وهو في "التهذيب"
(4)
. و"الإصابة"
(5)
.
3128 - عميرٌ، مولى ابنِ عبَّاسٍ
(6)
.
ويقالَ له أيضا: عميرٌ مولى أمِّ الفضلِ. ذكرَه مسلمٌ
(7)
في ثالثةِ تابعي المدنيين.
3129 - عميرٌ، مولى عمرَ بنِ الخطَّابِ
(8)
.
ذكرَه مسلمٌ
(9)
في ثانية تابعي المدنيين وهو: عميرٌ، مولى أمِّ الفضل، تقدَّمَ قريبًا.
3130 - عميرٌ السُّوَارِقيُّ.
بمُهملةٍ وقافٍ، نسبةً لقريةٍ بين الحرمين
(10)
.
قالَ ابنُ فَرحونٍ
(11)
: إنَّه مِن قُدَماء الفرَّاشين، ودخلَ فيها رغبةً في التَّقرُّب
(1)
"الطبقات" 1/ 158 (154).
(2)
"المسند" 5/ 223.
(3)
بل له عند مسلم في كتاب الزكاة، باب: ما أنفق العبد من مال مولاه 2/ 711 (1025).
(4)
"تهذيب الكمال" 22/ 393، و"تهذيب التهذيب" 6/ 260.
(5)
"الإصابة" 3/ 38.
(6)
"تهذيب الكمال" 22/ 381، وهو عمير بن عبد الله، أبو عبد الله الهلالي، المتقدم.
(7)
"الطبقات" 1/ 250 (891).
(8)
"تهذيب الكمال" 22/ 395.
(9)
"الطبقات" 1/ 232 (661).
(10)
السُّوارقيّة: بفتح أوله وضمه، قرية بين مكة والمدينة. "معجم البلدان" 3/ 276.
(11)
"نصيحة المشاور" ص 197، و ذكر أنَّ وفاته سنة ست وستين وسبعِ مئة.
بالخدمةِ لا للدُّنيا، وكانتْ له حسناتٌ كثيرةٌ، وأوقافٌ عديدةٌ، وعتقاءُ وأولادٌ مباركون، وقد صحبتُه إلى مكَّةَ في طريقِ الماشي، فكانَ محُافظًا على دِينِه. ماتَ بعدَ السِّتين وسبعِ مئةٍ انتهى. ومِن ذرِيتِه الشَّيخُ محمَّدُ بنُ عميرٍ، وكانَ أيضًا موصوفًا بالصَّلاحِ.
3131 - عنبرٌ، شجاعُ الدِّين الشُّجاعيُّ.
صاحبُ الحديقةِ. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3132 - عنبرٌ، شجاعُ الدِّينِ العزيُّ، الطَّواشي.
أحدُ خُدَّامِ الحرمِ النَّبويِّ. سمعَ سنةَ ثمانٍ وتسعينَ "الموطأ" على البرهانِ ابنِ فرحونٍ، وعلى الزَّينِ أبي بكرٍ المراغيِّ، والعَلَمِ سليمانَ السَّقَّا في سنةَ إحدى وثمانِ مئةٍ.
3133 - عنبرٌ، شجاعُ الدِّين، الطَّواشيُّ.
لالا
(1)
الملكِ النَّاصر. حجَّ وأتى بملابسَ مفضَّلةٍ مِن خيارِ الثِّيابِ، وأحسنَ بهم للخدَّامِ المقيمينَ بالمدينةِ، وألبسَهم إياها عندَ قدومه، وكانَ شيخًا صالحًا ساكنًا، قليلَ الشَّرِّ والكلام، متواضعًا. ماتَ بالقاهرةِ. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3134 - عنبرٌ، شجاعُ الدِّينِ، اللَّالا.
أحدُ خدَّامِ الحرَمِ النَّبويِّ. ممَّنْ سمعَ على الزَّينِ المراغيِّ في سنةِ اثنتين وثمانِ مئةٍ.
3135 - عنبرُ بنُ عبدِ اللَّطيفِ الحَبَشِيُّ، القَجاقجيُّ.
(1)
اللالا: مربي أولاد الملوك. "وفيات الأعيان" 1/ 365.
مِن خُدَّامِ الحرَمِ النَّبويِّ، ثمَّ ارتقى لنيابةِ المشيخةِ، فدامَ دهرًا، وهو الآنَ في سنةِ ثمان وتسعين متلبِّسٌ بها، وقد أهانَه قانمٌ الفقيهُ أحدُ المشايخِ، مع عقلٍ وتُؤدَةٍ، وحفظٍ للقرآنِ، وكَثرةِ تلاوةٍ له، بحيثُ يَرجِعُ إليه سائرُ الخدَّامِ.
واستمرَّ نائبًا حتَّى ماتَ في سنةِ إحدى وتسعِ مئةٍ، فخلَفَه صندلُ الأشرفيُّ.
وكانَ قد تزوَّجَ بنضرةَ، بعدَ فراقِ شيخِ الخدَّامِ مرجانٍ التقويِّ لها، حينَ مفارقتِه للمدينة.
3136 - عنبرٌ البَسِيريُّ، الطَّواشيُّ.
كانَ بشوشًا خيِّرًا. أدركَ الحريريَّ، وكانَ يدخلُ عليه وهو زَمِنٌ، ويتردَّدُ إليه.
وصحبَ خديجةَ ابنةَ بدرٍ بعَقدٍ، وربَّى أيتامها، وكانَ يسكنُ معَهم في نخلِهم بقُربِ المليكيِّ. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3137 - عنبرٌ الصَّرخَدِيُّ
(1)
.
أحدُ الفرَّاشين. كانَ مِن أتباع العزِّ شيخِ الخُدَّامِ، بحيثُ يُظنُّ أنَّه مِن عتقائِه؛ لمخالطتِه عيالَه. لمَّا ماتَ تركَ أولادًا صغارًا، فكفَلَهم العِزُّ، وأقرأَهم القرآنَ، بل وكفلَ أولادَهم مِن بعدِهم حتَّى انقرضوا.
3138 - عنبز الصَّلخْدِيُّ، الطَّواشيُّ.
كانَ شجاعًا، مَزوحًا بشوشًا، مقرَّبًا عندَ العزِّ شيخِ الخُدَّامِ، مثلَ ولدِه، يخدمُه وينصحُه، ويقومُ في مصالحِ الشَّيخِ جهدَه، وسافرَ معه إلى مصرَ، فكانتْ منيَّتُه بها،
(1)
"نصيحة المشاور" ص 198.
وحزِنَ عليه كثيرًا. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3139 - عنبرٌ الفارقيُّ.
أحدُ الخُدَّامِ بالمسجدِ النَّبويِّ، أثنى عليه ابنُ فَرحونٍ
(1)
.
3140 - عنبرٌ الكافوريُّ.
مولى كافورٍ الحريريِّ.
أدخلَه سيِّدُهُ المكتبَ بالمدينةِ، فلمَّا ماتَ نُقلَ إلى مصرَ في أيَّامِ النَّاصرِ، فأقامَ بها سنين كثيرةً، وصارت لهم ثَمَّ منزلةٌ وخدمةٌ. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3141 - عنبرٌ المخلصيُّ.
أحدُ الخُدَّامِ بالمسجدِ النَّبويِّ، أثنى عليه ابنُ فَرحونٍ
(2)
.
3142 - عنبرٌ الموصليُّ
(3)
.
أحدُ الخُدَّامِ أيضًا، كانَ مِن قدمائِهم، خدمَ الشَّيخَ محمَّدًا الأعمى
(4)
، فاكتسبَ من أخلاقِه الحسنةِ، ورياضتِه مدَّةَ حياتِه ما حصَّلَ به خيرَ الدَّارينِ، وقد ابتنى دارًا قِبالةَ دارِ العشرة، وَوَقَفَها، قالَه ابنُ فَرحونٍ
(5)
.
وذكرَه ابنُ صالحٍ، وقالَ: سمعتُ عليه القرآنَ عِدَّةَ خَتْماتٍ غيبًا.
(1)
"نصيحة المشاور" ص 63.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 63.
(3)
"نصيحة المشاور" ص 61.
(4)
ستأتي ترجمته في موضعها.
(5)
"نصيحة المشاور" ص 61.
3143 - عنبسةُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ بنِ سعيدِ بنِ العاصِ بنِ أميةَ، أبو أميةَ، وأبو خالدٍ، الأمويُّ، المدَنيُّ
(1)
.
أخو عمرٍو الأشدقِ، وعبدِ الله، ويحيى، لمَّا قتلَ عبدُ الملكِ بنُ مروانَ عَمرًا أخذَهم سيَرَّهم إلى المدينةِ.
روى عن: أبي هريرةَ، وأنسٍ، وعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ قولَه [في القسامة]
(2)
، وعنه: أبو قِلابةَ، والزُّهريُّ. وثَّقه ابنُ مَعِينٍ
(3)
، وأبو داودَ
(4)
، والنَّسائيُّ، والدَّارقطنيُّ
(5)
؛ وقالَ: كانَ جليسَ الحجَّاجِ، ويعقوبُ بنُ سفيانَ
(6)
.
وابنُ حِبَّانَ
(7)
، وقالَ أبو حاتمٍ
(8)
: لا بأسَ به، قالَ الزُّبيرُ: كانَ انقطاعه إلى الحجَّاج، ويحكي عنه: أنَّه بعدَ موتِ أبيه دعا مروانَ بنَ الحكمِ في وليمةِ عرسِه، ورأى بَزَّةً حسنةً، فسأله: أعليكَ دَينٌ؟ قال: نعم، قال: لِمَ لا جعلتَ هذه البَزَّةَ في وفائه؟ قال: فاهتممتُ بذلك حتَّى قضيتُ ديني، واقتنيتُ المال بعدُ.
(1)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 457، و "الكاشف" 2/ 99.
(2)
ما بين معكوفتين من "تهذيب الكمال" 22/ 409.
(3)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 457.
(4)
"سؤالات الآجري" 1/ 332.
(5)
"سؤالات البرقاني"(337).
(6)
"المعرفة والتاريخ" 1/ 576، 613.
(7)
"الثقات" 5/ 268.
(8)
"الجرح والتعديل" 6/ 398.
وهو في "التهذيب"
(1)
.
3144 - عَنبسةُ بنُ أبي سفيانَ صخرِ بنِ حربِ بنِ أُميةَ بنِ عبدِ شمسٍ، أبو الوليدِ، أو أبو عثمانَ، أو أبو عامرٍ، المدَنيُّ
(2)
.
وأمُّهُ عاتكةُ ابنةُ أبي أزهرَ الأزديَّةُ. روى عن: أختِهِ أمِّ حبيبةَ، وشدَّادِ بنِ أوسٍ. وعنه: أبو أُمامةَ الباهليُّ، ويَعلى بنُ أميَّةَ التَّميميُّ، ومكحولٌ الشَّاميُّ، وعطاءُ بنُ أبي رَباحٍ، وآخرونَ.
قالَ أبو نُعيمٍ
(3)
: أدركَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولا يصحُّ له صحبةٌ ولا رؤيةٌ. ذكرَه بعضُ المتأخِّرين، واتَّفق متقدِّمو أئمِّتِنا على أنَّه مِن التابعين.
وذكرَه أبو زُرعةَ الدمشقيُّ
(4)
في الطَّبقةِ الأولى مِن التَّابعين، وابنُ حِبَّانَ
(5)
في ثقات التابعين. وذكرَ اللَّيثُ وغيرُه: أنَّه حَجَّ بالنَّاسِ سنةَ ستٍّ وأربعين والتي تليها. وكذا ذكرَ خليفةُ
(6)
؛ وزاد: أنَّ معاويةَ ولّاه مكَّةَ، فكانَ إذا شخصَ إلى الطَّائفِ استخلفَ طارقَ بنَ المرقَّعِ، وقالَ الواقديُّ: استعملَه أخوه على الصَّائفةِ
(7)
(1)
"تهذيب الكمال" 22/ 408، و"تهذيب التهذيب" 6/ 266.
(2)
"الإصابة" 3/ 82.
(3)
"معرفة الصحابة" 4/ 2234.
(4)
"تاريخ أبي زرعة الدمشقي"، 328.
(5)
"الثقات" 5/ 268.
(6)
"تاريخ خليفة" 205 - 208، وفيه: أنَّه حجَّ بالناس سنة اثنتين وأربعين، وسنة سبعٍ وأربعين.
(7)
في الأصل: الطائفة، وهو تحريف.
سنةَ اثنتين وأربعين. وللخطيبِ بسندٍ فيه ضعفٌ إلى القاسمِ، عن أبي أُمامةَ قال: مرضَ عنبسةُ، فدخلَ عليه أناسٌ يعودونه وهو يبكي، فقالوا: أمَا كانت لك سابقةٌ، وسلفَ لك خيرٌ؟ قالَ: ومالي لا أبكي مِن هولِ المطلع، وما ليَ مِن عملٍ ألقى به. وهو في "التهذيب"
(1)
.
3145 - عَنْبَسَةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عَنْبَسَةَ بنِ سعيدٍ الماضي
(2)
.
وقيلَ: ابنُ أبي عبدِ الرَّحمنِ، وهو الماضي جدُّهُ. روى عن: زيدِ بنِ أسلمَ، وعبدِ الله بنِ نافعٍ مولى ابنِ عمرَ، ومحمَّدِ بنِ المنكدرِ، وموسى بنِ عُقبةَ، وهِشامِ بنِ عُروةَ، وغيرِهم، وعنه: الوليدُ بنُ مسلمٍ، وعبدُ الله بنُ الحارِثِ المخزوميُّ، وجماعةٌ.
قالَ ابنُ مَعِينٍ
(3)
: لا شيءَ، وأبو زُرعةَ
(4)
: واهي الحديثِ، مُنكرُ الحديثِ، وأبو حاتمٍ
(5)
: متروكُ الحديثِ، كان يَضَعُ، والبخاريُّ
(6)
: تركوه، والأزديُّ: كذَّابٌ، وابنُ حِبَّانَ
(7)
: هو صاحبُ أشياءَ موضوعةٍ، لا يحلُّ الاحتجاجُ به.
(1)
"تهذيب الكمال" 22/ 414، و"تهذيب التهذيب" 6/ 269.
(2)
"الضعفاء الصغير"(287)، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 2/ 235.
(3)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 4/ 414.
(4)
"أسامي الضعفاء" لأبي زرعة، (647).
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 402.
(6)
"التاريخ الكبير" 7/ 39.
(7)
"المجروحين" 2/ 178.
وهو في "التهذيب"
(1)
.
3146 - عَنترَةُ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الذَّكوانيُّ
(2)
.
استُشهدَ بأُحُدٍ.
3147 - العوَّامُ بنُ سليمانَ المُرِّيُّ
(3)
.
ورأيته مجوَّدًا في "ثقات" ابن حِبَّانَ
(4)
: المدَنيُّ، وقال: يروي عن أبيه، وعنه: العبَّاسُ بنُ إسماعيلَ الغريقُ.
3148 - عوفُ بنُ أُثاثَةَ -بضمِّ الهمزة ومُثلَّثَتَينِ- ابنِ عبَّادِ بنِ المطَّلبِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كلابٍ، أبو عبدِ الله، أو أبو عُبادةَ، القُرَشيُّ، المطَّلبيُّ
(5)
.
ويُعرف بمِسْطَحٍ، بكسرِ أَوَّلِه، وسيأتي فيه
(6)
.
3149 - عوفُ بنُ الحارِثِ بنِ الطُّفيلِ بنِ سَخبرةَ بنِ جُرثومةَ، الأزديُّ، المدَنِيُّ
(7)
.
وجدُّه الطفيلُ أخو عائشةَ لأمِّها مِن الرَّضاعة، كما في "ثقات ابن حِبَّانَ"
(8)
، بل
(1)
"تهذيب الكمال" 22/ 416، و"تهذيب التهذيب" 6/ 270.
(2)
"أسد الغابة" 4/ 205، و"الإصابة" 3/ 40، وضبطه: عنِيَرة.
(3)
"الجرح والتعديل" 7/ 23، و"ميزان الاعتدال" 3/ 304، و "لسان الميزان" 6/ 246، وفيه مجهول.
(4)
"الثقات" 8/ 524.
(5)
"الإصابة" 3/ 41.
(6)
مِسطح، في القسم المفقود من الكتاب.
(7)
"مشاهير علماء الأمصار"، ص 121، و"الجرح والتعديل" 7/ 14.
(8)
"الثقات" 5/ 275.
قالَ الذَّهبيُّ
(1)
: رضيعُ عائشةَ وابنُ أخيها
(2)
لأمِّها. روى عنها، وعن: أختِهِ رُميثةَ، وأبي هريرةَ، وأمِّ سلمةَ، وعنه: الزُّهريُّ، وعامرُ بنُ عبدِ الله بنِ الزُّبير، وبُكيرُ ابنِ الأشجِّ، وهِشامُ بنِ عُروةَ. وخرَّجَ له البخاريُّ
(3)
، ووثَّقه ابَن حِبَّانَ
(4)
. وذُكِرَ في "التهذيب"
(5)
.
3150 - عونُ بنُ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ الهاشميُّ
(6)
.
شقيقُ عبدِ اللهِ، ومحمَّدٍ. وُلِدَ على عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأمُّهم أسماءُ ابنة عُمَيسٍ، استُشهد بتُسترَ
(7)
، ولا عقبِ له
(8)
، ولمَّا جاء نَعْيُ أبيه إلى المدينة، دخلَ [رسولُ الله]، على بنيه، فدعا الحالقَ فحلقَ رؤوسهم؛ وقالَ
(9)
: "أنا وليُّهم في الدُّنيا والآخرة".
3151 - عونُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بنِ نوفلٍ.
(1)
" تاريخ الإسلام"، حوادث ووفيات 81 هـ - 100 هـ ص 444، وفيه: ابن أختها.
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى "أختها"، والصحيح أنه "أخيها".
(3)
كتاب الأدب، باب: الهجرة، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يحلُّ لرجلٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث"(6073).
(4)
"الثقات" 5/ 275.
(5)
"تهذيب الكمال" 22/ 441، و"تهذيب التهذيب" 6/ 280.
(6)
"أسد الغابة" 4/ 314، و"الإصابة" 3/ 44.
(7)
تُسْتُر: أعظم مدينة بخوزستان. انظر: "معجم البلدان" 2/ 29.
(8)
تحرَّفت في الأصل إلى "وله عقب"، والصحيح المثبت. انظر "أسد الغابة" 4/ 314، و"الإصابة".
(9)
أخرجه أحمد في "المسند" 1/ 204، وقال الحافظ في "الاصابة" 3/ 44: هذا سند صحيح.
الماضي أخوه عبدُ الله. روى عنه.
3152 - عونُ بنُ عبدِ الله بنِ عبيدِ اللهِ بنِ أبي رافعٍ
(1)
.
عِدادُهُ في أهل المدينة. يروي عن: أبيه، وعنه: موسى بنُ يعقوبَ الزَّمْعِيُّ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعة "ثقاته"
(2)
. ورأيتُه في موضعٍ بدونِ عبدِ الله، بل لهم إسماعيلُ بنُ عوفِ بنِ عليِّ بنِ عُبيدِ الله، فيحرَّرُ هذا كلُّهُ.
3153 - عُويمرُ بنُ أشقرَ بنِ عديِّ بنِ خَنساءَ بنِ مبذولِ بنِ عمرِو بنِ عثمانَ بنِ مازنٍ، الأنصاريُّ، المازنيُّ
(3)
.
نسبَه ابنُ البَرقيِّ. وذكرَه خليفةُ
(4)
فيمن لم يُتحقَّقْ نسبُهُ من الأنصار.
وأبو أحمدَ العسكريُّ في بني الحارثِ بنِ الخزرجِ بنِ عمرِو بنِ مالكِ بنِ الأوسِ، وسبقَهُ لذلك ابنُ أبي خَيثمةَ. صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ
(5)
في المدنِيِّينَ.
وله حديثٌ في الأضاحي من روايةِ عبَّادِ بنِ تميمٍ، عنه، عندَ ابنِ ماجه
(6)
، وغيرِهِ.
وهو عندَ الخطيبِ في ترجمةِ يحيى بنِ أبي كثيرٍ الأنصاريِّ: مِن بني النَّجارِ من
(1)
"الثقات" 8/ 515، وفيه: عونُ بنُ عليِّ بنِ عبيدِ اللهِ بنِ أبي رافع، و"التاريخ الكبير" 7/ 15.
(2)
"الثقات" 8/ 515.
(3)
"أسد الغابة" 4/ 317.
(4)
"طبقات خليفة"105.
(5)
"الطبقات" 1/ 154 (112).
(6)
كتاب الأضاحي، باب: النهي عن ذبح الأضحية قبل الصلاة (3153).
"المتَّفَق"
(1)
مِن حديثِ عمرِو بنِ يحيى المازنيِّ عنه، ووقعَ في بعضِ طُرُقِ حديثهِ أَنَّه بدريٌّ. وذكرَ ابنُ مَعِينٍ بأنَّ عبَّادًا لم يسمعْ منه، فالله أعلمُ.
قالَه شيخُنا في "الإصابة"
(2)
. وهو في "التهذيب"
(3)
.
3154 - عويمرٌ، أبو الدَّرداءِ، الأنصاريُّ، الخزرجيُّ
(4)
.
واختُلِفَ في اسمِ أبيه؛ فقيل: مالكٌ، وقيل: زيدٌ؛ قاله البخاريُّ
(5)
، وصحَّحَهُ ابن الحذَّاء
(6)
، ونُقِلَ عن بعضِ ولدِه، بل قيلَ في اسمه هو: عامرٌ، وأنَّهم كانوا يقولون له: عويمرٌ.
روى عن النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، وعن عائشةَ، وزيدِ بنِ ثابتٍ، وعنه: ابنُهُ هلالٌ، وزوجتُهُ أمُّ الدَّرداءِ، وفَضالةُ بنُ عُبيدِ، وآخرونَ مِن الصَّحابة، فمَن يليهم.
أسلمَ يوم بدرٍ، وشَهِدَ أُحُدًا، وأبلى فيها، وقالَ لهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومئذٍ
(7)
: "نِعمَ الفارسُ عُويمرٌ"، بل قالَ
(8)
: "هو حكيمُ أُمَّتي".
(1)
"المتفق والمفترق" 3/ 353.
(2)
"الإصابة" 3/ 45.
(3)
"تهذيب الكمال" 22/ 468، و"تهذيب التهذيب" 6/ 289.
(4)
"تاريخ دمشق" 47/ 93، و"تهذيب الكمال" 22/ 469، و"الإصابة" 3/ 45.
(5)
"التاريخ الكبير" 7/ 76.
(6)
"التعريف برجال الموطأ"، ص 516.
(7)
أخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/ 380، والطبراني في "مسند الشاميين" 2/ 88، وهو منقطع.
(8)
هو تتمة الحديث السابق.
وكانَ قبلَ البَعثةِ تاجرًا، فرَامَ -كما قال- الجمعَ بينها وبينَ العبادة، فلم يجتمعا، فتركَ التِّجارةَ، وآخى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بينَهُ وبينَ عوفِ بنِ مالكٍ.
ومناقبُهُ كثيرةٌ جدًا، وولَّاه معاويةُ قضاءَ دمشقَ بأمرِ عمرَ بنِ الخطابِ.
ماتَ في خلافةِ عثمانَ لسنتينِ بَقِيَتَا من خلافتِهِ، وقيل: قبل قتلِهِ بسنةٍ، وقيل: بعد صِفِّينَ. قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ
(1)
: والأصحُّ عندَ أهلِ الحديثِ أنَّه في خِلافةَ عثمانَ.
3155 - عويمُ بنُ ساعدةَ بنِ عابسِ بنِ عبسٍ، أبو عبدِ الرَّحمنِ، الأنصاريُّ، أحدُ بني عمروِ بن عَوفٍ، المدَنِيُّ
(2)
.
ذكرَه فيهم مسلمٌ
(3)
. وهو بدريٌّ مشهورٌ، وقيل: هو مِن يَليٍّ، له حِلفٌ في بني أميةَ ابنِ مالكِ بنِ عوفِ بنِ عمروِ بنِ عوفٍ، وقد شهد العَقَبَةَ أيضًا.
قالَ ابنُ عبدِ البرِّ
(4)
: توفِّي حياةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقيل: بل في خلافةِ عمرَ -وهو الصحيحُ- بالمدينةِ عن خمسٍ وستينَ سنةً. وهو في "التهذيب"
(5)
.
3156 - عيَّاشُ بنُ سليمانَ
(6)
.
يروي عن: المدَنيِّينَ، وعمرَ بنِ عبدِ العزيز، وعنه: إسحاقُ بنُ حازمٍ، قالَه ابن
(1)
"الاستيعاب" 3/ 17.
(2)
"أسد الغابة" 4/ 315، و"الإصابة" 3/ 44.
(3)
"الطبقات" 1/ 148 (39).
(4)
"الاستيعاب" 3/ 173.
(5)
"تهذيب الكمال" 22/ 466، و"تهذيب التهذيب" 6/ 288.
(6)
"التاريخ الكبير" 7/ 50، و"الجرح والتعديل" 7/ 6.
حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(1)
.
3157 - عيَّاشُ بنُ المغيرةِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ الله بنِ عيَّاشِ بنِ أبي ربيعةَ المخزومِيُّ.
يروي عن: أبيه الآتي
(2)
.
3158 - عِياضُ بنُ أبي مسلمٍ
(3)
.
يروي عن: ابن عُمرَ، وعنه: محمَّدُ بنُ موسى المدَنِيُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(4)
.
3159 - عياضُ بنُ حُربيةَ، وقيل: ابن خُزَيمةَ الكَلْبيُّ
(5)
.
عدادُهُ في أهل مصر. يروي عن: المدَنيِّينَ، وعمرَ بنِ عبدِ العزيز، وعنه: الليثُ، وعمرُو بنُ الحارثِ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(6)
.
3160 - عياضُ بنُ دينارٍ اللَّيثيُّ
(7)
.
مِنْ أهلِ المدينةِ. ذكرَه مسلمٌ
(8)
في ثالثةِ تابعي المدنِيِّينَ.
(1)
"الثقات" 7/ 293.
(2)
ترجمة أبيه المغيرةِ في القسم المفقود من الكتاب.
(3)
"التاريخ الكبير" 7/ 22، و "الجرح والتعديل" 6/ 409.
(4)
"الثقات" 5/ 265.
(5)
"التاريخ الكبير" 7/ 23.
(6)
"الثقات" 7/ 283.
(7)
"التاريخ الكبير" 7/ 22.
(8)
"الطبقات" 1/ 245 (819).
يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: ابنُ إسحاقَ، قالَه ابن حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(1)
.
وحديثُه عند أحمدَ
(2)
مِن روايةِ ابنِ إسحاقَ عنه، عن أبيه، عن أبي هريرة، حديث:"لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يُقبضَ العِلمُ" .. الحديثَ، وفيه:"إنَّ أوَّلَ زُمرةٍ تدخلُ الجنَّةَ مِن أمَّتي على صورةِ البدرِ، والتي تليها على أشدِّ نجمٍ إضاءةً"، "وفي الجمعةِ ساعةٌ .. "
(3)
.
3161 - عِياض بن صِيْرِي الكَلْبيُّ، ابنُ عمِّ أسامةَ بنِ زيدٍ
(4)
.
ذكرَه مسلمٌ
(5)
هكذا في ثالثةِ تابعي المدنِيِّينَ.
3162 - عياضُ بنُ عبدِ الله بنِ سعدِ بنِ أبي سَرْحٍ
(6)
، العَامريُّ، الحجازيُّ، القُرَشيُّ، المكيُّ
(7)
.
ذكرَه مسلمٌ
(8)
في ثالثةِ تابعي المدنِيِّينَ. كانَ أبوه أميرَ الدِّيارِ المِصريةِ لعثمانَ، فنشأَ بها، وحدَّثَ بمصرَ والحجازِ عن: أبي هريرةَ، وأبي سعيدٍ، وابنِ عمرَ، وعنه: بُكيرُ
(1)
"الثقات" 5/ 267.
(2)
"المسند" 2/ 257 (7480).
(3)
الموضع السابق في "المسند".
(4)
"التاريخ الكبير" 7/ 20، و"الجرح والتعديل" 6/ 408، و"الثقات" 5/ 265.
(5)
"الطبقات" 1/ 245 (818).
(6)
تحرَّفت في الأصل إلى "شرح"، والصحيح المثبت، انظر "تهذيب الكمال" 22/ 567.
(7)
"تهذيب الكمال" 22/ 567.
(8)
"الطبقات" 1/ 244 (816).
ابنُ الأشَجِّ، وزيدُ بنُ أسلمَ، وسعيدُ المقبريُّ، وهو مِن أقرانه، وابنُ عجلانَ، وإسماعيلُ بنُ أميةَ، وداودُ بنُ قيسٍ، وعبيدُ الله بنُ عمرَ، وآخرونَ. ثقةٌ حُجَّةٌ.
قالَ العِجليُّ
(1)
: مدنِيٌّ تابعيٌّ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(2)
: عدادُهُ في أهلِ المدينةِ.
وقالَ ابنُ يونسَ
(3)
: وُلدَ بمكَّةَ، ثمَّ قدمَ مصرَ معَ أبيه، ثمَّ رجعَ إلى مكَّةَ، فلم يزلْ بها حتَّى ماتَ. وذُكِرَ في "التهذيب"
(4)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(5)
.
3163 - عياضُ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مَعمرٍ، القُرَشيُّ، الفِهريُّ
(6)
.
مدَنيٌّ، انتقل إلى مصرَ. يروي عن: الزُّهريِّ، وسعيدٍ المقبريِّ، ومَخْرمةَ بنِ سليمانَ، وأبي الزُّبيرِ، وإبراهيمَ بنِ عبيدِ بنِ رفاعةَ، وعنه: ابنُه مَعْمَرٌ، واللَّيثُ، وابنُ لَهيعةَ، وابنُ وهبٍ. قالَ البخاريُّ
(7)
: مُنكرُ الحديثِ، وقال أبو حاتمٍ
(8)
: ليسَ بالقويِّ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(9)
.
(1)
"معرفة الثقات" 2/ 198.
(2)
"الثقات" 5/ 264.
(3)
"تاريخ ابن يونس" 1/ 386.
(4)
"تهذيب الكمال" 22/ 569، و"تهذيب التهذيب" 6/ 318.
(5)
"الإصابة" 3/ 183.
(6)
"الضعفاء الكبير" 3/ 350، و"تاريخ أسماء الثقات"، ص 180 (1097).
(7)
"التاريخ الكبير" 7/ 22.
(8)
"الجرح والتعديل" 6/ 409.
(9)
"الثقات" 8/ 524.
وقالَ ابنُ شاهين في "الثقات"
(1)
: قالَ أحمدُ بنُ صالحٍ: ثَبْتٌ، له بالمدينةِ شأنٌ كبيرٌ، وفي حديثِهِ شيءٌ. وخرَّجَ له مسلمٌ
(2)
، وذُكِرَ في "التهذيب"
(3)
، و"ضعفاء" العُقيلي
(4)
.
3164 - عياضُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الحَجَبيُّ
(5)
.
يروي عن: ابنِ أبي مُلَيْكةَ، وعنه: عبدُ الله بنُ جعفرٍ المدَنيُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاتِه"
(6)
.
3165 - عِياضُ بنُ مُسافِعٍ
(7)
.
ذكرَه مسلمٌ
(8)
في ثالثةِ تابعي المدنِيِّينَ.
3166 - عياضُ بنُ أبي مُسلمٍ
(9)
.
ذكرَه مسلمٌ
(10)
في ثالثةِ تابعي المدنِيِّينَ.
(1)
"تاريخ أسماء الثقات"(1097).
(2)
كتاب الحيض، باب: نسخ: الماء من الماء 1/ 272 (350).
(3)
"تهذيب الكمال" 22/ 569، و "تهذيب التهذيب" 6/ 318.
(4)
"الضعفاء الكبير" 3/ 350.
(5)
"التاريخ الكبير" 7/ 21، و"الجرح والتعديل" 6/ 408.
(6)
"الثقات" 7/ 283.
(7)
"تعجيل المنفعة"327.
(8)
"الطبقات" 1/ 245 (817).
(9)
"التاريخ الكبير" 7/ 22.
(10)
"الطبقات" 1/ 245 (820).
3167 - عيسى بنُ جاريةَ الأنصاريُّ
(1)
.
مِنْ أهلِ المدينةِ. يروي عن: جريرٍ البَجَلِيِّ، وجابرٍ، وشريكٍ. صحابيٍّ لا أعرفُه، وسعيدِ بنِ المسيِّبِ، وعنه: زيدُ بنُ أبي أُنيسةَ، وعَنبَسَةُ بنُ سعيدٍ الرَّازيُّ، ويعقوبُ القُمِّيُّ
(2)
، وأبو صخرٍ: حُميدُ بنُ زيادٍ، وهو مُقِلٌّ مختلَفٌ في توثيقه.
قالَ ابن مَعِينٍ
(3)
: ليس بذاك، عندَه مناكيرُ، وقالَ أبو زُرعةَ: لا بأسَ به، وقالَ أبو داودَ: منكرُ الحديثِ. وذُكِرَ في "التهذيب"
(4)
، و"ضعفاء" العقيليِّ
(5)
، ووثَّقه ابنُ حِبَّانَ
(6)
.
3168 - عيسى بنُ حفصِ بنِ عاصمِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ، أبو زيادٍ، والملقَّبُ: رباحٌ، العدَويُّ، العُمَريُّ، المدَنيُّ
(7)
.
أخو عمرَ، وعمُّ عبيدِ الله بنِ عمرَ، وأمُّهُ ميمونةُ ابنةُ داودَ بنِ كُليبِ بنِ إسافٍ.
يروي عن: أبيه، وسعيدِ بنِ المسيَّبِ، ونافعٍ، وعبيدِ الله بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، وعنه: يحيى القَطَّانُ، ووكيعٌ، والقَعْنَبِيُّ، والواقديُّ، وآخرَون.
(1)
"التاريخ الكبير" 3/ 385، و"ميزان الاعتدال" 3/ 310.
(2)
في الأصل: العمي.
(3)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 462.
(4)
"تهذيب الكمال" 22/ 588، و"تهذيب التهذيب" 6/ 325.
(5)
"الضعفاء الكبير" 3/ 383.
(6)
"الثقات" 5/ 214.
(7)
"الثقات" 7/ 231، و"رجال البخاري"، للباجي، 144.
وثَّقه أحمدُ، وابنُ مَعِينٍ، وغيرُهما، كالعجليِّ
(1)
؛ وقالَ: مدَنيٌّ، وقالَ ابنُ سعدٍ
(2)
: كانَ قليلَ الحديثِ. وذُكِرَ في "التهذيب"
(3)
.
ماتَ سنةَ سبعٍ فيما قالَه جماعةٌ، منهم الواقديُّ، وقالَ: في خلافةِ أبي جعفرٍ المتوفَّى سنة ثمانٍ، وقيل: في وفاةِ صاحبِ الترجمة: تسع وخمسين ومئةٍ، عن ثمانين سنةً
(4)
.
-
عيسى بنُ دابٍ.
في: ابنِ يزيدَ بنِ دابٍ (3197).
3169 - عيسى بنُ أبي رَقَبَةَ
(5)
المدَنيُّ
(6)
.
يروي عن: ابن عمرَ، وعنهُ: عطاءُ بنُ السائِبِ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(7)
.
3170 - عيسى بنُ ميسرةَ
(8)
بنِ حِبَّانَ
(9)
.
(1)
" معرفة الثقات" 2/ 199.
(2)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم، 365.
(3)
"تهذيب الكمال" 22/ 592، و"تهذيب التهذيب" 6/ 327.
(4)
قاله الواقدي فيما ذكره المزي عنه. انظر: "تهذيب الكمال" 22/ 593.
(5)
في "التاريخ الكبير"، و"الجرح والتعديل": أبي زيد.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 398، و"الجرح والتعديل" 6/ 276.
(7)
"الثقات" 5/ 215.
(8)
في الأصل: عيسى بن سبرة بن حباب، وهو تحريف.
(9)
"التاريخ الكبير" 6/ 405.
مِنْ أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبي الزِّنادِ، وعنه: خالدُ بنُ مَخْلدٍ القَطوانيُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ ثقاته
(1)
.
3171 - عيسى بنُ سليمانَ بنِ وَهبانَ التُّرَبيُّ.
ممَّن سمعَ في "البخاريِّ" على الجَمالِ الكازرونيِّ سنةَ سبعٍ وثلاثين، وكأنَّه عمُّ أبي الفرج بن عليِّ بنِ سليمانَ الآتي.
3172 - عيسى بنُ سهلِ بنِ رافعِ بنِ خَديجٍ، الأنصاريُّ
(2)
.
مِنْ أهلِ المدينةِ، ونزلَ إسكندريةَ. يروي عن: جدِّه رافعٍ، وعنه: أبو شجاعٍ سعيدُ بنُ يزيدَ القِتبانيُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(3)
. وذُكِرَ في "التهذيب"
(4)
.
روى عنه أيضًا: أبو شُريحٍ الإسكندرانيُّ، وموسى بنُ عُبيدةَ، ويقال: اسمُه عثمانُ بنُ سهلٍ، وهو وَهَمٌ.
3173 - عيسى بنُ سنانِ بنِ عبد الوهَّابِ بنِ نُميلةَ.
قاضي الشِّيعةِ، الماضي اسمُه في أبيه.
3174 - عيسى بنُ شُعَيْبِ بنِ ثَوْبانَ، مولى بني الدِّيلِ
(5)
.
مِنْ أهلِ المدينةِ. يروي عن: فُلَيْحِ بنِ سليمانَ، وعنه: إبراهيمُ بنُ المنذرِ
(1)
"الثقات" 8/ 490.
(2)
"التاريخ الكبير" 6/ 389، و"الجرح والتعديل" 6/ 277.
(3)
"الثقات" 5/ 213.
(4)
"تهذيب الكمال" 22/ 609، و"تهذيب التهذيب" 8/ 212.
(5)
"تهذيب الكمال" 22/ 614.
الحزاميُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعة "ثقاته"
(1)
، وكأنَّه لم يقع له روايةٌ عن السَّائبِ بنِ يزيدَ أحدِ الصَّحابةِ؛ إذ لو كانَ رآها لذكرَه في الثَّانيةِ. وذُكِرَ في "التهذيب"
(2)
، و"ضعفاء العقيليِّ"
(3)
؛ وقالَ: مدنيٌّ، لا يتابعُ على حديثِه. يعني: الذي أوردَه. فروايتُهُ
(4)
يعني: عبيدَ بنَ أبي عبيدٍ، مجهولٌ بالنَّقلِ.
3175 - عيسى بنُ شيحةَ بنِ هاشمِ بنِ قاسمٍ، الحسينيُّ
(5)
.
الماضي نسبه في جمَّازٍ، وهو جدُّ العباسِيِّ. كانَ ينوبُ عن أبيه في إِمرةِ المدينة، فلما قتلَ بنو لامٍ أباه استقلَّ بها، وحاولَ الجمامزةُ أخذَها منه فقبَضَ عليهم، بل يقالُ: إنَّه قتلَهم. وأقامَ في الولايةِ مُدَّةً، ثمَّ أظهرَ لأخويه منيفٍ وجمَّازٍ الكراهيةَ لإقامتِهما معه في المدينةِ، فاحتالا -كما في مُنيفٍ- إلى أنْ استقرَّ منيفٌ في سنةِ سبعٍ وخمسين وستِّ مئةٍ أو التي قبلَها، وعالشَ الأميرُ عيسى حتَّى ماتَ في إِمرةِ أخيه الآخرِ جمَّازٍ في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ ثلاثٍ وثمانين وستِّ مئةٍ، وأمُّه مريمُ ابنةُ جمَّازِ بنِ قاسمِ بنِ مهنَّا الأعرَجِ.
3176 - عيسى بنُ طلحةَ بنِ عبيدِ الله، أبو محمَّدٍ، القُرَشيُّ، التَّيميُّ، المدَنيُّ
(6)
.
(1)
" الثقات" 8/ 492.
(2)
"تهذيب التهذيب" 6/ 333.
(3)
"الضعفاء الكبير" 3/ 380.
(4)
في الأصل: فرويه، وهو تحريف.
(5)
"التاريخ الشامل" 2/ 221، و"تاريخ أمراء المدينة المنورة" ص 262.
(6)
"رجال مسلم" 2/ 113 (1286).
ذكرَه مسلمٌ
(1)
في ثالثةِ تابعي المدنِيِّينَ. يروي عن: أبيه، وأبي هريرةَ، وعبدِ الله بنِ عمرٍو
(2)
، ومعاويةَ، وعنه: محمَّدُ بنُ إبراهيمَ التيميُّ، وطلحةُ بنُ يحيى، والزُّهريُّ، وغيرُهم، وكانَ مِن حُلَماءِ قريشٍ، وأشرافهم. وَفَدَ على معاويةَ، ووثَّقَه ابن مَعِينٍ
(3)
، والعِجليُّ
(4)
، وابنُ حِبَّانَ
(5)
؛ وقالَ: كانَ مِن أفاضلِ أهلِ المدينةِ، وعقلائِهم، وأسخيائِهم، وأمُّه سعدى ابنةُ عوفِ بنِ خارجةَ
(6)
بنِ سنانٍ المُرِّيِّ، وذُكِرَ في "التهذيب"
(7)
. ماتَ في حدودِ سنةِ مئةٍ.
3177 - عيسى بنُ عبدِ الله بنِ مالكِ الدَّارِ
(8)
.
وهو مالكُ بنُ عياضٍ، مولى عمرَ بنِ الخطابِ وأخو محمَّدٍ، ويحيى.
مِنْ أهلِ المدينةِ. يروي عن: محمَّدِ بنِ عمرِو ابنِ عطاءٍ، وعنه: ابنُ إسحاقَ.
قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(9)
، وذُكِرَ في "التهذيب"
(10)
.
(1)
"الطبقات" 1/ 236 (701).
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: عبيد، والتصحيح من "تهذيب الكمال".
(3)
"سؤالات ابن الجنيد لابن مَعِينٍ"33.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 199.
(5)
"الثقات" لابن حبان 5/ 212.
(6)
في الأصل: جارية.
(7)
"تهذيب الكمال" 22/ 615، و"تهذيب التهذيب" 6/ 334.
(8)
"الكاشف" 2/ 110.
(9)
"الثقات" 7/ 231.
(10)
"تهذيب الكمال" 22/ 623، و"تهذيب التهذيب" 6/ 326.
3178 - عيسى بنُ عبدِ الله، الملقَّبُ بطوَيْسٍ المغنِّي
(1)
.
كانَ مِن المبرِّزينَ في الغناءِ، طوَّلَ صاحبُ "الأغاني"
(2)
ترجمته.
وهو الذي يُضرَبُ به المثَلُ في الشُّؤمِ، فيقالُ: أشأمُ مِن طُوَيسٍ؛ لأنَّه وُلدَ في يومِ قُبضَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفُطِمَ في يومِ ماتَ أبو بكرٍ، وخُتِنَ في يومِ قتلِ عمرَ، وبلغَ الحُلُمَ في ذلك اليوم، وتزوَّجَ في يومِ قَتْلِ عثمانَ، ووُلِدَ له في يومِ قَتْلِ عليٍّ، وهذا مِن عجائبِ الاتَّفاقياتِ، فلذا تشاءموا به.
ماتَ سنةَ اثنتين وستين مِن الهجرةِ بالسُّوَيْداء
(3)
على مرحلتين مِن المدينةِ، وكانَ انتقلَ إليها مِن المدينةِ.
3179 - عيسى بنُ عبدِ الله الكُرديُّ.
قالَ ابنُ السَّمعانيِّ
(4)
: كانَ يَسكنُ الموصلَ، مِن أهلِ التَّجريدِ والتَّوكُّلِ
(5)
، له في قطعِ الباديةِ والمقامِ بمكةَ أحوالٌ ومقاماتٌ، كثيرُ المجاهداتِ، والصَّبرِ على الشدائدِ، ومقاساةِ الجوعِ، وإخفاءِ ذلكَ مِن نفسِه، وسرِّ حالِه.
وكانَ لأهلِ الموصلِ فيه زائدُ الاعتقادِ، معَ عدمِ مخالطتِه لهم، وكانَ أكثرُ مُقامِه بالحجازِ، ووردَ بغدادَ غيرَ مرَّةٍ.
(1)
"وفيات الأعيان" 3/ 506، و "سير أعلام النبلاء" 4/ 364.
(2)
"الأغاني" 2/ 170.
(3)
السُّوَيْداء: موضع على ليلتين من المدينة على طريق الشام، "معجم البلدان" 3/ 286.
(4)
لم أجده في "التحبير في المعجم الكبير"، ولا في "الأنساب"، للسمعاني.
(5)
هذا خلاف الشرع، فالإنسان يأخذ بالأسباب، ويتوكل على الله تعالى.
وأوَّلَ ما لقيتُهُ بالمدينةِ، وكنتُ مدَّةً في طلبِه إلى أنْ سهَّلَ الله رؤيتَه بحضرةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وجوارِه، وكانَ يجلسُ في أكثرِ الأوقاتِ في الصفِّ الأخيرِ.
وجاورَ في تلكَ السَّنةِ بالمدينةِ، لعمارةِ المسجدِ النَّبويِّ بمالٍ مِن جهةِ بعضِهم، فكانَ هو ينقلُ الحجارةَ والطِّينَ معهم احتسابًا. وأطال ابنُ السَّمعانيِّ في حكايةِ ذلكَ، وأنَّه رآه بعدَ ذلكَ. ثمَّ نقلَ عن أبي الفضلِ مسعودِ بنِ محمَّدٍ الطرازيِّ أنَّه ماتَ بطريقِ الحجازِ قريبَ الأربعيِن وخمس مئةٍ، ودُفنَ بذاتِ عِرقٍ
(1)
، على رأسِ وادي المحرَّمِ، وقبرُه ظاهرٌ يزارُ
(2)
، رحمه الله.
3180 - عيسى بنُ عبدِ الأعلى بنِ عبدِ الله بنِ أبي فَرْوَةَ، الأمويُّ، مولاهم
(3)
.
ابنُ أخي إسحاقَ بنِ أبي فَروةَ الماضي. روى عن: أبي يحيى عبيدِ الله بنِ عبدِ الله بنِ مَوهبٍ، وإسحاقَ بنِ عبدِ الله بنِ أبي طلحةَ، وعنه: الوليدُ بنُ مسلم.
قالَ الذَّهبيُّ
(4)
: لا يكادُ يُعرفُ، والخبرُ الذي رواه منكرٌ. وقالَ ابنُ القطَّانِ
(5)
: لا أعرفُه في شيءٍ مِن الكُتب، ولا في غيرِ هذا الحديث. وهو في "التهذيب"
(6)
(1)
ذاتُ عِرقٍ: ميقات أهل العراق، منه إلى مكة ستة وأربعون ميلًا. "الروض المعطار" 1/ 256.
(2)
زيارة القبور مشروعة مستحبة دون شد الرحال إليها، كما سبق التنبيه على ذلك مرارًا.
(3)
"الإكمال" 1/ 433.
(4)
"ميزان الاعتدال" 3/ 315.
(5)
"بيان الوهم والإيهام" 5/ 145.
(6)
"تهذيب الكمال" 22/ 625، و"تهذيب التهذيب" 6/ 337.
3181 - عيسى بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ فروةَ، ويقالُ:[ابن]
(1)
سَبْرَةَ الأنصاريُّ، الزُّرَقيُّ، المدَنيُّ
(2)
.
يروي عن: الزُّهريِّ، وزيدِ بنِ أسلمَ، وعنه: ابنُ لهيعةَ، وأبو داودَ الطيالسيُّ، ومحمَّدُ بنِ شعيبٍ، ومعنٌ القزَّازُ. تركَه النَّسائيُّ
(3)
. وقال البخاريُّ
(4)
: مُنكرُ الحديث، وفي لفظٍ: حديثُهُ مقلوبٌ. وهو في "التهذيب"
(5)
. وضعفاء ابن حِبَّانَ
(6)
.
3182 - عيسى بنُ عليِّ بنِ عبدِ الله بنِ عباسٍ، أبو العباسِ، أو أبو موسى، الهاشميُّ، المدَنيُّ، ثمَّ البغداديُّ
(7)
.
وإليه يُنسبُ نهرُ عيسى ببغداد. روى عن: أبيه، وأخيه محمَّدٍ، وعنه: ابناه: داودُ وإسحاقُ، وابنُ أخيه جعفرُ بنُ سليمانَ بنِ عليٍّ، ونافلةُ
(8)
أخيه هارونُ الرَّشيدُ، -وقالَ: كانَ راهبَنَا وعالمَنَا- وشيبانُ النحويُّ، وغيرُهم.
(1)
ما بين معكوفتين ساقطة من الأصل، والمثبت من "تهذيب الكمال".
(2)
"الضعفاء الكبير" 3/ 381.
(3)
"الضعفاء والمتروكون"، للنسائي (422).
(4)
"التاريخ الكبير" 6/ 391.
(5)
"تهذيب الكمال" 22/ 627، و"تهذيب التهذيب" 6/ 337.
(6)
"المجروحين" 2/ 119.
(7)
"تاريخ بغداد" 11/ 148.
(8)
كذا في الأصل.
قالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: كانَ مِن أهلِ السَّلامةِ، لم يَلِ لأهلِ بيتِه عملًا حتَّى ماتَ في خلافةِ المهديِّ.
وعن ابنِ مَعِينٍ: لم يكنْ به بأسٌ، كانَ له مذهبٌ جميلٌ، معتزلًا للسلطانِ، وليس بقديمِ الموتِ، ماتَ في السَّنةِ التي ماتَ فيها شُعبةُ. وقد اختُلَف في موتِه؛ فقيلَ: سنةَ ثلاثٍ، وقيل: أربع، وقيلَ: خمس وستين ومئةٍ، والأوَّلُ أكثرُ، ومولدُه سنةَ إحدى، أو ثلاثٍ وثمانين. وهو في "التهذيب"
(2)
.
3183 - عيسى بنُ عليِّ بنِ عبيدِ الله بن عثمانَ بنِ عَمرِو بنِ كعبِ بنِ سعدِ بنِ تَيمِ بنِ مُرَّةَ، القُرَشيُّ، المدَنيُّ
(3)
.
في "التهذيب"
(4)
لبيان صوابه.
3184 - عيسى بنُ أبي عيسى، واسمُهُ ميسرةُ الحنَّاطُ، أبو محمَّدٍ، أو أبو مُوسى، الغِفَاريُّ، المدَنيُّ
(5)
.
أخو موسى الطحَّانِ الآتي
(6)
، وهو مولى قريشٍ، نزلَ الكوفةَ، والذي في ابنِ
(1)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم، ص 245 - 246.
(2)
"تهذيب الكمال" 23/ 5، و"تهذيب التهذيب" 6/ 341.
(3)
"تهذيب الكمال" 23/ 9.
(4)
وصوابه: عيسى بنُ طلحةَ بنِ عبدِ الله. "تهذيب الكمال" 23/ 9، و"تهذيب التهذيب" 6/ 334.
(5)
"الميزان" 3/ 320.
(6)
ترجمة موسى في القسم المفقود من الكتاب.
حِبَّانَ: أصلُهُ مِن الكوفةِ، وانتقلَ إلى المدينةِ. يروي عن: أنسٍ، والشَّعبيِّ، وعمرِو بنِ شعيبٍ، ونافعٍ، وغيرِهم، وعنه: ابنُ أبي فُديكٍ، ووكيعٌ، وصفوانُ بنُ عيسى، وعمرُ بنُ شبيبٍ المسليُّ، وعبيدُ الله ابنُ موسى، وجماعةٌ. ضعَّفَه أحمدُ، وقالَ الفلَّاسُ والدَّارقطنيُّ: متروكُ الحديث. قالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: كانَ يقولُ: أنا خياطٌ، وحنَّاطٌ، وخبَّاطٌ، كلًّا قد عالجتُ. قالَ: وقدمَ الكوفة تاجرًا، فلقِيَ الشَّعبيَّ.
وعن ابنِ مَعِينٍ: كانَ كوفيًّا، فانتقلَ إلى المدينةِ، ماتَ سنةَ إحدى وخمسين ومئةٍ. وذُكِرَ في "التهذيب"
(2)
، و"ضعفاء العُقيلي"
(3)
، وقالَ: ابنُ أبي عيسى، مرَّةً لم يرضه ابنُ مَعِينٍ، وذكرَ حِفظًا سيِّئًا، وعنه: أنَّه مدَنيٌّ، ليسَ حديثُه بشيءٍ، وقال حمَّادُ بنُ يونسَ: لو شئتُ أنْ يحدِّثَني بكلِّ ما يصنعُ أهلُ المدينةِ حدَّثَني به، وقالَ أحمدُ: ليس يسوى شيئًا، وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(4)
: كانَ سيِّءَ الحفظِ والفهمِ، كثيرَ الزَّللِ، فاحشَ الخطأ، استحقَّ التَّركَ لكثرتِه، ماتَ سنةَ إحدى وخمسين ومئةٍ.
3185 - عيسى بنُ فُلَيْتَةَ بنِ قاسمِ بنِ محمَّدِ بنِ جعفرٍ، الحسنيُّ، المكيُّ
(5)
، المعروف بابن أبي هاشم
(6)
.
(1)
" الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 424.
(2)
"تهذيب الكمال" 23/ 15، و"تهذيب التهذيب" 6/ 344.
(3)
"الضعفاء الكبير" 3/ 392.
(4)
"المجروحين" 2/ 98.
(5)
"العقد الثمين" 6/ 465، و"الكامل" لابن الأثير 9/ 77، و"إتحاف الورى" 2/ 523.
(6)
في الأصل: بابن أبي هشام، والمثبت من "العقد الثمين" 6/ 465.
والدُ مُكثرٍ، وأخو مالكٍ جدِّ يوسفَ بنِ عليٍّ. كانَ أميرَ الحرمينِ في سنة أربعٍ وستين وخمسِ مئةٍ.
3186 - عيسى بنُ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ
(1)
.
استعملَه أخوه المنصورُ على الحرمينِ بعدَ قتلِ عثمانِ بنِ نَهيكٍ، سنةَ اثنتين وأربعين ومئةٍ.
3187 - عيسى بنُ محمَّدٍ التربيُّ.
كانَ في حدودِ الأربعين وسبعِ مئةٍ.
-
عيسى بنُ مسرَّةَ.
هو الذي قبلَه (3187).
3188 - عيسى بنُ المنكدرِ بنِ محمَّدِ بنِ المنكدرِ، القاضي، أبو الفضل، التَّيميُّ، المدَنيُّ الأصل، المصريُّ
(2)
.
ممَّن روى عن أبيه، وغيره. وله بمصرَ دارٌ كبيرةٌ، بل وليَ قضاءَها سنةَ إحدى عشرةَ ومئتين، وكانَ يتنكَّرُ باللَّيلِ، ويكشفُ أخبارَ الشُّهود، وعزلَه المعتصمُ
(3)
في سنةِ أربعَ عشرةَ، وأقامَه للنَّاسِ، وأخرجَه معه إلى بغدادَ، فماتَ بها في السِّجنِ.
(1)
"تاريخ أمراء المدينة المنورة" ص 119. وفي "جمهرة أنساب العرب"، ص 20: ولما قتل عثمان بن نهيك، ولي بدلًا عنه أخوه عيسى بن نهيك، وليس عيسى بن محمَّد بن علي.
(2)
"رفع الإصر عن قضاة مصر" 1/ 130.
(3)
المعتصم باللّه العباسي، تقدَّم.
3189 - عيسى بنُ موسى بنِ محمَّدِ بنِ إياسِ بنِ البكير
(1)
.
يروي عن: أسامةَ بنِ زيدٍ، والمدنِيِّينَ، وصفوانَ بنِ سُليمٍ، وعنه: عَيَّاشُ بنُ عبَّاسٍ، واللَّيثُ، ويحيى بنُ أيُّوبَ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(2)
وثالثتها
(3)
.
3190 - عيسى بنُ موسى بنِ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ، العباسيُّ
(4)
.
وليَ عهدَ المنصورِ. له ذُكِرَ في: أبي بكرِ بنِ عبدِ الله بنِ محمَّدِ بنِ أبي صخرةَ، وأمُّه ابنةُ الحسينِ بنِ عبدِ الله. وفي: محمَّدِ بنِ عبدِ الله بنِ حسنِ بنِ حَسَنٍ أنَّ أبا جعفرٍ المنصورَ أرسلَه في سنةِ خمسٍ وأربعين ومئةٍ، فقَتلَه وأخاه إبراهيمَ بالمدينةِ
(5)
، وكانَ المنصورُ حينَ أرسلَ عيسى قال: لا أبالي أيُّهُما قتلَ الآخر، إن قتلَ عيسى محمَّدًا فبها ونِعمت، وإنْ قتل محمَّدٌ عيسى استراحَ منه ليعهدَ إلى ابنِه المهديِّ، فصارَ عيسى في أربعةِ آلافِ فارسٍ، فكانَ الظَّفَرُ له.
3191 - عيسى بنُ موسى التُّربيُّ.
كانَ في حدودِ الأربعينَ وسبعِ مئةٍ. وتقدَّمَ في: ابنِ محمَّدٍ: عيسى بنُ مسرةَ (3187).
(1)
في الأصل: البكر، وهو خطأ. "التاريخ الكبير" 6/ 392، و"الجرح والتعديل" 6/ 285.
(2)
"الثقات" 5/ 216.
(3)
"الثقات" 7/ 234.
(4)
"سير أعلام النبلاء" 7/ 434، و"شذرات الذهب" 1/ 266.
(5)
"البداية والنهاية" 10/ 505.
3192 - عيسى بنُ ميمونٍ المدَنيُّ، المعروف بالواسطيِّ
(1)
.
يروي عن: مولاه القاسمِ بنِ محمَّدٍ، وسالمِ بنِ عبدِ الله، ومحمَّد بنِ كعبٍ، وعنه: عبدُ الصَّمدِ بنُ النعمانِ، وآدمُ بنُ أبي إياسٍ، وسعدويه، وشيبانُ بن فَرُّوخٍ، ويحيى بنُ سعيدٍ العَطَّارُ. قالَ أبو حاتمٍ
(2)
وغيرُه: متروكُ الحديثِ. وقالَ البخاريُّ
(3)
وغيرُه: مُنكرُ الحديثِ. وقالَ ابنُ مَعِينٍ
(4)
: ليسَ حديثُه بشي؟.
فأمَّا عيسى بنُ ميمونٍ المكيُّ
(5)
الذي روى عنه: أبو عاصمٍ "التفسير" فمتقدِّمٌ. وقالَ فيه ابنُ مَعِينٍ
(6)
: ليسَ به بأسٌ.
وقالَ ابنُ مَهديٍّ: الواسطيُّ استعديتُ عنه، وقلتُ: ما هذه المنكراتُ التي ترويها عن القاسم؟، فقالَ: لا أعود.
وهو في "التهذيب"
(7)
، و"الضعفاء" لابنِ حِبَّانَ
(8)
، فقالَ: القُرَشيُّ، مولى القاسمِ، ومِنْ أهلِ المدينةِ. يروي عنه أهلُها، مُنكرُ الحديثِ جدًّا، وكذا ذكرَه
(1)
"الضعفاء الصغير"، للبخاري، ص 90، و"ميزان الاعتدال" 3/ 325.
(2)
"الجرح والتعديل" 6/ 287.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 401.
(4)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 466، و"سؤالات ابن الجنيد"10.
(5)
تحرفت في الأصل إلى المدَنيُّ، والتصحيح من "تهذيب الكمال" 23/ 46.
(6)
"تاريخ الدورى" 2/ 465 و "تهذيب التهذيب" 6/ 355.
(7)
"تهذيب الكمال" 23/ 48.
(8)
"المجروحين" 2/ 118.
العُقيليُّ في "الضعفاء"
(1)
، ونقلَ عن ابن مَعِينٍ
(2)
: أنَّه ليسَ حديثُه بشيءٍ.
3193 - عيسى بنُ مِينا، أبو موسى، قالونُ
(3)
.
يأتي في الألقاب
(4)
.
3194 - عيسى بنُ النُّعمانِ بنِ معاذِ بنِ رفاعةَ بنِ رافعٍ، الزُّرَقيُّ، الأنصاريُّ
(5)
.
عِدادُه في أهلِ المدينةِ، وهو حفيدُ معاذٍ الآتي. يروي عن: خَوْلَةَ، وعنه: ابنُه محمَّدٌ، وأحسِبه الذي روى عنه زيدُ بنُ الحُبابِ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ ثقاته
(6)
وليس فيه: معاذٌ.
3195 - عيسى بنُ وردانَ، أبو الحارثِ، المدَنيُّ
(7)
.
الحذَّاءُ، المُقرئُ، المجوِّدُ. قرأ على أبي جعفرٍ يزيدَ بنَ القعقاعِ، وشيبةَ بنِ نِصَاحٍ، ثمَّ عَرَضَ على نافعٍ، وهو مِن قدماءِ أصحابِهِ، قرأ عليه إسماعيلُ بنُ جعفرٍ، والواقديُّ، وقالونُ، وغيرُهم.
3196 - عيسى بنُ يزيدَ بنِ دابٍ، اللَّيثيُّ، المدَنيُّ
(8)
.
(1)
" الضعفاء الكبير" 3/ 387.
(2)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 466.
(3)
"الجرح والتعديل" 6/ 290، و"الثقات" 8/ 493، و"سير أعلام النبلاء" 10/ 326.
(4)
الألقاب في القسم المفقود من الكتاب.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 405، و"الجرح والتعديل" 6/ 290.
(6)
"الثقات" 5/ 215.
(7)
"غاية النهاية" 1/ 616.
(8)
"الثقات" 7/ 236، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 2/ 243، و "معجم الأدباء" =
أخباريٌّ، علَّامةٌ، نسابةٌ، لكنَّ حديثَهُ واهٍ. ذكرَه الذَّهبيُّ في "ميزانه"
(1)
، وقالَ: يروي عن: هشامِ بنِ عروةَ، [و]
(2)
ابنِ أبي ذئبٍ، وصالحِ بنِ كيسانَ، وعنه: شَبَابةُ، ومحمَّدُ بنُ سلامٍ الجُمَحيُّ، وحَوْثَرةُ بنُ أشرسَ، وغيرُهُم.
قالَ خلفٌ الأحمرُ: كانَ يضعُ الحديثَ. قالَ البخاريُّ
(3)
، وأبو حاتمٍ
(4)
: منكرُ الحديثِ. وقيلَ: إنَّه كانَ ذا حَظوةٍ زائدةٍ عندَ المهديِّ والهاديِّ، انتهى بحيثُ إنَّه أعطاه مرةً ثلاثينَ ألفِ درهمٍ.
وقالَ العُقيليُّ
(5)
: ما لا يتابعُ عليه مِن حديثه
(6)
أكثرُ ممَّا يتابعُ عليه.
وقالَ عبدُ الواحدِ بنُ عليٍّ
(7)
في "مراتبِ النَّحويينَ"
(8)
: كانَ يضعُ الشِّعرَ وأحاديثَ السَّمَرِ، كلامًا ينسبُه للعرب، فسقطَ علمُه، وجُفيت روايتُه، وكانَ
= 16/ 152.
(1)
"الميزان" 3/ 327.
(2)
ما بين المعكوفتين ساقطة في الأصل.
(3)
"التاريخ الكبير" 6/ 402.
(4)
"الجرح والتعديل" 6/ 291.
(5)
"الضعفاء الكبير" 3/ 391.
(6)
في الأصل: حديث.
(7)
أبو الطيِّبِ عبدُ الواحدِ بنُ عليٍّ اللُّغويُّ، الحلبيُّ، أحدُ الحذَّاق بالعربية، توفي سنة 351 هـ. "الوافي" 19/ 173، و"بغية الوعاة" 2/ 120.
(8)
"مراتب النحويين"، ص 99.
شاعرًا، وعِلمُهُ بالأخبارِ أكبرُ.
وقالَ الخطيبُ
(1)
: كانَ راويةً عن العربِ، وافرَ الأدب، عالمًا بالنَّسَبِ، عارفًا بأيامِ النَّاسِ، حافظًا للسِّير.
وقالَ إبراهيمُ بنُ عرفةَ
(2)
: كانَ أكثرَ أهلِ الحجازِ أدبًا، وأعذَبَهم ألفاظًا، وكانَ قد حَظِيَ عندَ المهديِّ.
وقالَ الآجرّيُّ
(3)
عن أبي داود: سمعتُ أبا حاتمٍ عن الأصمعيِّ قالَ: قالَ لي خلفٌ الأحمرُ: آفتُنا، بينَ المشرقِ والمغربِ ابنُ دابٍ يضعُ الحديثَ بالمدينةِ، وابنُ شَوكرَ يضعُ الحديثَ بالسِّندِ. وهو المعنيُّ بقولِ الشَّاعرِ
(4)
:
خذُوا عن مالكٍ وعنِ ابنِ عونٍ
…
ولا تروُوا أحاديثَ ابنِ دَابِ
وقالَ البخاريُّ في "التاريخ "
(5)
: قالَ الأويسيُّ عن سليمانَ، عن عيسى بنِ يزيدَ، عن عمرانَ بنِ أبي حفصٍ قالَ:"كنتُ معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم .. " بحديثٍ طويلٍ مُنكرٍ.
وقالَ الزُّبير في "الموفقيات"
(6)
: حدَّثَني عمِّي مصعبُ بنُ عبدِ الله، حدَّثني
(1)
"تاريخ بغداد" 11/ 148.
(2)
إبراهيمُ بنُ عرفةَ، المعروفُ بنفطويه، من أئمة اللغة والأدب، توفي سنة 323 هـ. "سير أعلام النبلاء" 15/ 75.
(3)
"سؤالات الآجري" 2/ 304 (1930).
(4)
البيت في "لسان الميزان" 6/ 289، بلا نسبة.
(5)
"التاريخ الكبير" 6/ 402.
(6)
"الموفقيات" في الأصل: الوفيات، وهو تحريف. والقصة غير موجودة في القسم المطبوع من =
موسى بنُ صالحٍ قالَ: كانَ عيسى بنُ دابٍ كثيرَ الأدب، عَذْبَ
(1)
الألفاظ، وكانَ قد حَظِيَ عندَ الهادي، حتَّى كانَ يَتَّكِئُ في مجلسِه بإذنِه، ولم يطمعْ في ذلكَ أَحدٌ مِن الخلقِ غيرُه، وكانَ لذيذَ المفاكهةِ، طيِّبَ المسامرةِ، طيِّبَ الشعر، حسنَ الانتزاعِ له، حتَّى إنَّ الهاديَ أمرَ له يومًا بمالٍ كثيرٍ جِدًّا.
وذكرَ ابنُ دريدٍ
(2)
عن أبي حاتمٍ أنَّ خلفًا الأحمرَ أنكرَ على ابنِ دابٍ أنَّه أنشدَ للأعشى قطعةً فيها:
مَن دعا لي غُزَيِّلي
…
أربح الله تجارتُهْ
(3)
وقالَ: لا يروجُ هذا على مَن يعقلُ.
وكانَ أبوه عالمًا شاعرًا ناسبًا، وله ولدٌ آخر يقالُ له: يحيى بنُ يزيدَ بنِ دأبٍ.
قالَ شيخُنا
(4)
-بعدَ حكايةِ شيءٍ ممَّا أنشدَهُ-: وهذا يدلُّ على عدمِ معرفتِه بالوزنِ، فإنَّ كلًّا مِن البيتين فيهما مِن بحرين. انتهى.
= "الموفقيات".
(1)
في الأصل: يكذب، والمثبت من "اللسان".
(2)
"الأغاني" 6/ 65.
(3)
قال الأصمعيُّ: سبحان الله، يحذفُ الألفَ التي قبل الهاءِ في اسم الله عز وجل، ويُسكِّنُ الهاءَ، ويرفعُ تجارتهُ، ثمَّ يُجوِّزُ هذ عنه، ويروي عن مثله؟! ثمَّ قال: ومع هذا إنَّ: (مَن دعا لي) محالٌ، إنما يقالُ: مَن دعا لغُزَيِّلٍ.
والبيت في "ديوان أعشى همدان"، ص 92، وهو مع القصة في "الموشح"، ص 249.
(4)
"اللسان" 6/ 290.
قالَ الذَّهبيُّ في "ميزانه"
(1)
: فقيل: إنَّه تُوفِّي قبلَ مالكٍ
3197 - عيسى بنُ يزيدَ
(2)
.
أقامَ بمكَّةَ وهي مستقيمةٌ له، والمدينةِ حتَّى قَدِمَ هارونُ بنُ المسيِّبِ واليًا على الحرمين، فبدأَ بمكَّةَ، فصَرَفَ الجُلُوديَّ عنها، وحجَّ، وانصرفَ إلى المدينةِ، فأقامَ سنةً. وذكرَ الذَّهبيُّ
(3)
ما يقتضي أنَّه وَلِيَ مكَّةَ في سنةِ مئتين، ذكرَه الفاسيُّ
(4)
بأطولَ.
3198 - عيسى الهسكوريُّ.
صهرُ البدرِ عبدِ الله بنِ محمَّد بنِ فرحونٍ المؤرِّخِ.
قالَ فيه
(5)
: إنَّه كانَ مَن الأولياءِ الكبار، له مناقبُ جليلةٌ، وأحوالٌ جليَّةٌ، وطريقةٌ عليَّةٌ، وكان أحدَ شيوخِ الهساكرةِ، هو وأبوه وعمُّه وبنو عمِّهِ لهم الدُّنيا العريضةُ، والأتباعُ الذين لا يُحصَونَ كثرةً، والخيولُ المسوَّمةُ، والكلمةُ العاليةُ، فخرجَ عن ذلكَ كلِّه في نَضَار شبابه، وعلوِّ قدرِهِ بينَ أقرانِه وعشيرتِهِ، وتجرَّدَ، وصحب الشُّيوخَ على طريقةٍ عظيمةٍ.
ولزمَ الشَّيخَ عمرَ المغربيَّ صاحبَ الشَّيخِ عبدِ المؤمنِ شيخِ المغربِ في وقتِه، وقَدِمَ معه إلى مصرَ، وكانَ مِن أكبرِ أصحابِه، ويؤمُّ بالفقراءِ في الصَّلواتِ، وأقامَ
(1)
"الميزان" 3/ 327.
(2)
"العقد الثمين" 6/ 472، و"تاريخ الإسلام" 10/ 97.
(3)
"تاريخ الإسلام" 10/ 97.
(4)
"العقد الثمين" 6/ 472.
(5)
"نصيحة المشاور" ص 140.
معهم في زاويتِهِ التي بمصرَ في الحجَّارينَ، وصحِبَه إلى القُدسِ، فماتَ الشَّيخُ عمرُ فيه بعد أن عَمَّرَ زاويةً للفقراء، ثمَّ ارتحلَ صاحبُ التَّرجمةِ إلى المدينةِ، وتردَّدَ بينَ الحرمينِ زمنًا طويلًا، ثمَّ استوطَنَ بالمدينة، وتزوَّجَ بملوكِ ابنةِ البدرِ عبدِ الله بنِ فرحونٍ، وصحِبَها صحبةً جميلةً، وتأدَّبَتْ بآدابِه، واكتسبتْ مِن أخلاقِه، ثمَّ سافرَ إلى مصرَ بعدَ أنْ أولدَها ثلاثَ بناتٍ، فقُتلَ بعدِ خروجِه مِن القُدس، وهو متوجِّهٌ إلى دمشقَ مِن قُطَّاعِ الطَّريقِ شهيدًا، في سنةِ ثلاثٍ وستين وسبعِ مئةٍ.
3199 - عيسى الخرّازُ، المغربيُّ.
كانَ مُتعبِّدًا على خيرٍ وتعفُّفٍ وديانةٍ. ماتَ بالمدينةِ بعدَ مجاورتِهِ بها مُدَّةً، ووُلدَ له فيها عِدَّةُ أولادٍ، ودُفنَ بالبقيعِ. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3200 - عيسى الشَّريفُ الحسينيُّ
(1)
.
الملقَّبُ بالحَرونِ، أميرُ المدينة، وفارسُ بني حسينٍ في زمانه.
له ذِكرٌ في: أبي نميٍّ محمَّدِ بنِ أسعدَ الحسنيِّ بنِ عليِّ بنِ قتادَةَ الآتي. وأظنُّه عيسى بنَ شِيحةَ الماضي، فيحرَّرُ.
3201 - عيسى سيلان
(2)
.
مِنْ أهلِ المدينةِ. يروي عن: كعبٍ، وعنه: عبدُ الله بنُ الوليدِ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ ثقاته
(3)
، وهو ابن [سيلان]
(4)
.
(1)
عيسى بن شيحة. تقدَّمت ترجمته
(2)
"التاريخ الكبير" 6/ 387.
(3)
"الثقات" 7/ 231.
(4)
ما بين المعكوفتين من "الثقات"، وبعدها فراغ بمقدار سطر ونصف السطر في الأصل.
3202 - عيسى بنُ أبي بكرِ بنِ أيوبَ بنِ شاذي، المظفَّرُ، شهابُ الدِّين ابنُ العادلِ
(1)
.
اشترى عَرصةَ دارِ أبي أيوبَ، وبناها مدرسةً للمذاهبِ الأربعةِ، ووقفَ عليها أوقافًا بميّافارقينَ
(2)
دارَ مملكتِهِ، وبدمشقَ لها وقفٌ آخرُ، سوى ما بالمدينةِ مِن النَّخلِ وغيرِها.
وكانَ بها كُتُبٌ كثيرةٌ نفيسةٌ تفرَّقَتْ، بل آلَ حالُ المدرسِة إلى التَّعطيلِ، فسكنَها بعضُ نُظَّارها، فتشاءمتْ على عيالِه، واتَّصلَ بسلطانِ مصرَ، فما وسِعَه إلا الخروجُ.
ولها قاعتان: كبرى وصغرى، وفي إيوانِ الصُّغرى الغربيِّ خِزانةٌ صغيرةٌ جِدًّا، ممَّا يلي القِبلة فيها محِرابٌ، قيلَ: إنَّه مبرَكُ ناقةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
* * *
(1)
"النجوم الزاهرة" 6/ 267، 268، و "الدارس في تاريخ المدارس" 1/ 579 - 581، و "حسن المحاضرة" 1/ 256.
(2)
ميّا فارقين: أشهر مدينة بديار بكر، في تركيا حاليا. "معجم البلدان" 5/ 235.
حرفُ الغَيْنِ
3203 - غانمُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ يحيى بنِ منصورِ بنِ سالمِ بنِ عبدِ الله، جلالُ الدِّينِ، أبو البركاتِ ابنُ العلَّامةِ الشَّمسِ، الخَشبيُّ، المدَنيُّ، الحنفيُّ
(1)
.
المؤذِّنُ بالحرمِ النَّبويِّ، وأخو عبدِ السَّلامِ، ووالدُ محمَّدٍ أبي الجلال أبي السَّعاداتِ، وخديجةَ، وآمنةَ. وُلدَ سنةَ إحدى وأربعين وسبعِ مئةٍ، وسَمِعَ على العِزِّ ابنِ جماعةَ:"منسكه الكبير" وغيرَه، ومن محمَّدِ بنِ يوسَفَ الغرافيِّ
(2)
"نغبة الظمآن" لأبي
(3)
حَيَّانَ، ومِن عبدِ الرَّحمنِ بنِ يعقوبَ الكالدينيِّ:"عوارفَ المعارف" للسُّهْرَورديِّ. [و] مِن الزَّينِ العِراقيِّ، والهيثميِّ، وآخرين
(4)
.
وسمعَ بدمشقِ على ابنِ أُمَيْلةَ، ونحوه.
ووصفَه أبو الفتح المراغيُّ بالإمامِ العالمِ، ووالدَه بالعلَّامةِ.
وقرأ هو "البخاريَّ" في سنةِ ثلاثٍ وثمانين وسبعِ مئةٍ، وكتبَ الخطَّ الجيِّدَ.
(1)
"الضوء اللامع" 6/ 159.
(2)
لم أجده.
(3)
في الأصل: ابن، وهو خطأ.
(4)
في الأصل: وآخرون.
قرأ عليه عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ النَّفْطيُّ المالكيُّ "الموطأَ"، وروى عنه بالإجازَةِ التقيُّ ابنُ فهدٍ، وبنوه، وكانت له نباهةٌ. ماتَ سنةَ تسعٍ وعشرين وثمانِ مئةٍ بالقاهرةِ. وفيها ذكرَه شيخُنا في "إنبائه"
(1)
3204 - غانم بنُ مسعودٍ التربيُّ.
كانَ في حدودِ الأربعين وسبعِ مئةٍ.
3205 - غُرَيرٌ -بمُعجمة مصغرًا- ابنُ هيازعَ بنِ هبَّةَ بنِ جمَّازِ بنِ منصورِ بنِ جمَّازِ بنِ شِيحةَ، الحسينيُّ، الجمَّازيُّ
(2)
.
أميرُ المدينةِ، وينبعَ. كانت مدَّةُ إمرتِهِ على المدينةِ ثماني سنين، ووقعَ بينَه وبينَ ابنِ عمِّه عجلانَ بنِ نُعيرٍ أخي ثابتٍ اختلافٌ، كما كانَ بينَ أحلافِهما، فهجمَ غُرَيرٌ
(3)
على حاصلِ
(4)
المسجدِ النَّبويِّ، فأخذَ منه مالًا جزيلًا، فأمرَ السلطانُ أميرَ الرَّكبِ بالقبضِ عليه، ففعلَ، وذلكَ في ذي الحجَّةِ سنةَ أربعٍ وعشرين، وأحضرَه بصحبةِ الرَّكبِ إلى مصرَ، فاعتُقلَ بالقلعةِ، فماتَ بعدَ ثمانيةَ عشرَ يومًا، وذلكَ في صفرَ سنةَ خمسٍ وعشرين.
وكانَ خالُه مُقبلُ بنُ نخبارٍ
(5)
أميرُ الينبوعِ جهَّزَ قدرَ المالِ المنسوب إليه، أخذَه
(1)
هذا وهمٌ من المؤلف، بل ذكره في وفيات سنة 819 هـ. "إنباء الغمر" 7/ 238.
(2)
"العقد الثمين" 3/ 440، و "الضوء اللامع" 6/ 161.
(3)
تحرفت في الأصل إلى: غير.
(4)
أي: الإيرادات وما يدخر لمصالح الحرم النبوي من القناديل وغيرها. وقد تقدم التعريف به.
(5)
في "الإنباء": بختيار. =
مع قُصَّاده إلى السُّلطانِ، فلمَّا بلغَهم موتُه رجعَ بعضُهم إلى مُرسلِه بما معه مِن المالِ، واختفى بعضُهم بالقاهرةِ.
وقد ذكرَه الفاسيُّ في "ذيل النبلاء"، فقال: وَلِيَ إمرةَ المدينةِ النَّبويةِ مرَّتينِ، الأولى: في أوائلِ العشر الأخير من ذي الحجَّةِ، سنةَ خمسَ عشرةَ بعدَ القبضِ على عمِّهِ سليمانَ بنِ هبةَ بالمدينةِ في هذا التَّاريخِ، واستمرَّ حتَّى عُزلَ في العشرِ الأخيرِ مِن ذي الحجَّةِ سنة تسع عشرة، وولي عِوضَهُ عجلانُ بنُ نعيرِ بنِ منصورٍ.
والثَّانية: بعد عزل عجلانَ في العشرِ الأخيرِ من ذي الحجَّةِ سنةَ أربعٍ وعشرين، وقُبضَ عليه في هذا التَّاريخِ، وهو بالمدينةِ النَّبويَّة، وساروا به بعدَ الحوطةِ إلى مصرَ، وسُجِنَ بقلعة الجبل، وسببُ عزلِه والقبضِ عليه، أَخْذُه في سنةِ أربعٍ وعشرين شيئًا مما هو مدَّخَرٌ لمصالحِ الحرَمِ النَّبويِّ مِن القناديل، وبلغَ هذا الخبرُ الدَّولةَ بمصرَ، فرُسمَ بعزلِه، والقبضِ عليه، ففعلوا ذلك.
وسُعِيَ له وهو في القلعةِ مسجونًا في خلاصِه على أنْ يلتزم برَدِّ ما أخذَ، ويكتبَ به خطَّه، فأُجيبَ سعيُهُ، فاتَّفقَ أنْ ماتَ عقِبَ تقريرِ هذا الأمرِ في صفرَ ظنًّا سنةَ خمسٍ وعشرين بالقلعةِ مسجونًا.
وكانَ يُظهرُ عدلًا وإكرامًا لأهلِ السُّنَّةِ، وكانَ خالُه مقبلُ بنُ نخبارٍ أميرَ ينبعَ
= وهو: مقبلُ بنُ نخبار بن مقبلٍ الحسنيُّ، الينبعيُّ، ولي إمرة الينبع مدة، ثمَّ قبض عليه وحبس بالإسكندرية إلى أن مات بها سنة 803 هـ. مات بها سنة 833 هـ. "السلوك لمعرفة دول الملوك" 4/ 2 / 678، و 846، و"الضوء اللامع" 15/ 167.
يُعينُهُ في أمرِ ولايتِه، ويبذلُ عليه لأجلِها مالًا، ولهذا كانَ مقبلٌ نافذَ الأمرِ بالمدينةِ.
3206 - غسَّانُ بنُ عبدِ الحميدِ بنِ عبيدِ بنِ يسارٍ، الكِنانيُّ
(1)
.
مِنْ أهلِ المدينةِ. يروي عن: ابنِ إسحاقَ، وعنه: ابنُ أخيه.
3207 - غنمُ ابنُ عبدِ الله بنِ حكيمِ بنِ عبدِ الله بنِ حرامٍ.
ممَّنْ ضرَبَهُ عمرُوبنُ الزُّبيرِ في جماعةٍ مَنْ هواهُم معَ أخيه عبدِ الله. كما في: عمروٍ
(2)
.
-
غياثُ الدِّينِ ابنُ طاهرٍ.
يأتي في: محمدٍ.
* * *
(1)
"التاريخ الكبير" 7/ 107، و"الجرح والتعديل" 7/ 51، و"الثقات" 9/ 2.
(2)
الترجمة في حاشية المخطوطة.
حرفُ الفاءِ
3208 - فارسُ بنُ شامانَ بنِ زهيرِ بنِ سليمانَ بنِ زيَّانِ بنِ منصورٍ، الزَّيَّانيُّ
(1)
.
الآتي جدُّهُ منصورٌ
(2)
، وأنَّه وَلِيَ إِمرتَها، وفيه يجتمعُ آلُ منصورٍ وآلُ زيَّانَ، وغيرُهُم. الشَّريفُ الحسينيُّ، الزَّيانيُّ، ابنُ خالِ صاحبِ الحجازِ، وزوجُ ابنتِهِ حُزَيمةَ -بحاءٍ مهملةٍ مضمومةٍ، ثمَّ معجمةٍ مفتوحةٍ-.
استنابَه الشَّريفُ محمَّدٌ في إِمرةِ المدينةِ بعدَ تجرُّؤِ نائبِهِ حسنِ بنِ زبيري على قُبَّتِها، فوصلَها في رجبٍ سنةَ إحدى وتسعِ مئةٍ، فأحسنَ السِّيرةَ، وقمعَ الرَّافضةَ بعدَ أنْ استخلصَ مِن الأموالِ المأخوذةِ جُملةً، وتأدَّبَ معَ أهلِ السُّنَّة، وقالَ لي: إنَّه وُلدَ تقريبًا في سنة تسعٍ وخمسين.
[أقول
(3)
: بعدَ المؤلِّفِ استمرَّ بالمدينةِ مُتولِّيًا إلى آخرِ سنةِ ثلاثٍ وتسع مئةٍ، فوليَ عِوضَه ثابتُ بنُ ضُغَيمِ بنِ خَشرمٍ الحسينيُّ، ثمَّ قطنَ مكَّةَ، ولازمَ بها السَّيِّدَ بركاتٍ أخي زوجتِهِ في أيَّامِ الفتنِ مع إخوانِه، فلمَّا كانَ في سنةِ ثلاثَ عشرةَ وتسعِ
(1)
"غاية المرام" 3/ 73، و"الضوء اللامع" 6/ 162.
(2)
ترجمة منصور في القسم المفقود من الكتاب.
(3)
ما بين المعكوفتين زيادة من الناسخ.
مئةٍ أعادَهُ للمدينةِ عَقِبَ وفاةِ ابنِ عمِّهِ محمَّد بنِ قُسيطلِ ابنِ زهيرٍ الحسينيِّ، واستمرَّ ذلك حتَّى ماتَ بها في يومِ السَّبتِ حادي عشرَ شعبانَ سنةَ عشرٍ وتسعِ مئةٍ، ودُفِنَ في البقيعِ عندَ قُبَّةِ السيِّد العبَّاسِ رضي الله عنه بالمدينة، وتولَّى بعده ولدُه السَّيِّدُ ......
(1)
خاله.
3209 - فارسٌ الرُّوميُّ، الأشرفيُّ
(2)
.
أحدُ الخُدَّامِ مِن الطَّواشيةِ، استقرَّ في مشيخةِ الخُدَّامِ بالمدينةِ في سنةِ اثنتين وأربعين وثمانِ مئةٍ عوضًا عن الوليِّ ابنِ قاسمٍ
(3)
، وتوجَّهَ مِن جهةِ البحرِ إلى الينبوع؛ ليسيرَ منها إلى محلِّ ولايتِهِ، فوصلَ المدينةَ فيها، أو في التي تليها، ودامَ حتَّى عُزِلَ في سنةِ خمسٍ وأربعين بفيروزَ الرُّكنيِّ، ثمَّ أعيدَ ....... كذا.
(4)
ثم صُرفَ في سنةِ أربعٍ وخمسين بسرورٍ تمرباي، وفي أوَّلِ ولايتِهِ رسمَ الظَّاهرُ جَقمقُ بمنعِ إدخالِ جنائزِ الشَّيعةِ في المسجدِ إلا الأشرافَ العلويين، وجرَى الأمرُ على ذلكَ إلى الآن.
3210 - فايدٌ، مولى عبادلَ، المدَنيُّ
(5)
.
يروي عن: مولاه عبادلَ عبيدِ الله بنِ عليِّ بنِ أبي رافعٍ الماضي، وسكينةَ ابنةِ
(1)
كلمتان غير واضحتين في الأصل.
(2)
"إنباء الغمر" 8/ 34، و"الضوء اللامع" 6/ 163.
(3)
في "الضوء اللامع" 6/ 163: الولوي.
(4)
في المخطوط بياض بمقدار كلمتين.
(5)
"الكاشف" 2/ 119.
الحسينِ، وعنه: زيدُ بنُ الحُبابِ، ومعنُ بنُ عيسى، والقَعْنَبيُّ، والواقديُّ، وعِدَّةٌ. وثَّقَه ابنُ مَعِينٍ
(1)
ثمَّ ابنُ حِبَّانَ
(2)
.
وقالَ أبو حاتمٍ
(3)
: لا بأسَ به، وذُكِرَ في "التهذيب"
(4)
.
3211 - الفَرَافِصَةُ بنُ عُمَيْرٍ، الحَنَفِيُّ، اليماميُّ
(5)
.
ذكرَه مسلمٌ
(6)
في ثانيةِ تابعي المدَنيين. قالَ البخاريُّ
(7)
: روى عن: عثمانَ، وعنه: القاسمُ بنُ محمَّدٍ، وعبدُ الله بنُ أبي بكرٍ. يُعَدُّ في أهلِ المدينةِ. انتهى.
وروي [أنه] قالَ: ما أخذَتُ سورةَ يوسفَ إلا مِن قراءة عثمانَ.
وعنه أيضًا: يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وربيعةُ بنُ أبي عبدِ الرَّحمنِ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(8)
، وزادَ في شيوخِه عمرَ بنَ الخطابِ. وله روايةٌ عن الزُّبيرِ بنِ العوامِ. وفي "ثقات العجلي"
(9)
: الفَرَافِصَةُ مدنيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ.
(1)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 471.
(2)
في الأصل: ابن معين، مكررة. "الثقات" 7/ 323.
(3)
"الجرح والتعديل" 7/ 84.
(4)
"تهذيب الكمال" 23/ 142، و"تهذيب التهذيب" 6/ 379.
(5)
"الطبقات الكبرى" 5/ 176، و"الجرح والتعديل" 6/ 91.
(6)
"الطبقات" 1/ 231 (651).
(7)
"التاريخ الكبير" 7/ 141.
(8)
"الثقات" 5/ 299.
(9)
"معرفة الثقات" 2/ 204.
وفي "الموطأ"
(1)
عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن القاسمِ، أخبرني الفَرَافِصَةُ أنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ يُغَطِّي وَجْهَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ.
وحقَّقَ شيخُنا
(2)
أنَّ الفَرافصةَ الحنفيَّ شخصٌ آخرُ غيرُ صاحبِ الترجمةِ.
3212 - فَرجٌ، أبو مسلمٍ الخصبيُّ، مولى أميرِ المؤمنين.
كانتْ له دارٌ هي الآن رباطُ مراغةَ
(3)
…
(4)
الباجة القديم. كانَ يسكنُ عندَ بابِ الرَّحمةِ، مُتعبِّدًا ساكنًا، ملازمًا الصفَّ الأوَّلِ. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3213 - فَروةُ بنُ زبيدٍ، المدَنيُّ
(5)
.
يروي عن: أبيه، عن جَدِّهِ، عن ابنِ عمرَ، وعنه: أبو بكرٍ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(6)
.
3214 - فَروةُ بنُ عَمروٍ.
مِن بني بَياضةَ، صحابيٌّ
(7)
، ممَّن عرضَ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم -حينَ هجرتِه للمدينةِ- النُّزولَ فيهم.
(1)
"الموطأ"، كتاب الحج، باب تخمير المحرم وجهه 2/ (13)327.
(2)
"الإصابة" 3/ 302.
(3)
يقع في قبلة الجنائز. انظر: "وفاء الوفا" 3/ 64.
(4)
بياض بمقدار كلمة.
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 83.
(6)
"الثقات" 9/ 11، وفيه: أبو بكر الحنفي.
(7)
"أسد الغابة" 4/ 157.
3215 - فَضَالَةُ بنُ عُبَيدٍ
(1)
.
صحابيٌّ، لهُ أحاديثُ، منها
(2)
: كنَّا نُصلِّي معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيخِرُّ قومٌ مِن قامتِهم مِن الخَصاصةِ
(3)
، حتَّى يقولَ الأعرابيُّ: مجانين
(4)
، وهم أهلُ الصُّفَّة، فذكر خبرًا.
-
الفضلُ بنُ أُميَّة الضَّمرِيُّ.
هو الذي بعدَه.
3216 - الفَضلُ بنُ الحسنِ بنِ عَمروِ بنِ أميةَ، الضَّمْريُّ، المدَنيُّ
(5)
.
نزيلُ مصرَ، ووالد الحسنِ الماضي، ذكرَه مسلمٌ في ثالثةِ تابعي المدنِيِّينَ
(6)
، فقالَ: الفضلُ بنُ أميةَ الضَّمْرِيُّ، وقيل: ابنُ الحسنِ بنِ عمرٍو.
روى عن: عمِّهِ بُكَيْرٍ
(7)
، وأبي هريرةَ، وابنِ عمرَ، وغيرِهم، وأرسل عن: عمرَ، وعنه: ابنُهُ، وجعفرُ بنُ ربيعةَ، ويزيدُ بنُ أبي حبيبٍ، وابنُ إسحاقَ، وغيرُهم. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(8)
، وقالَ العِجليُّ
(9)
: مصريٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ.
(1)
"حلية الأولياء" 2/ 17.
(2)
كلمتان غير واضحتين في الأصل.
(3)
الخَصاصة: الفقر. "القاموس": خصص.
(4)
أخرجه الترمذي في الزهد، باب: ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (2368)، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ.
(5)
"الجرح والتعديل" 7/ 60، و"الكاشف" 2/ 478.
(6)
"الطبقات" 1/ 250 (881).
(7)
في الأصل: بكر.
(8)
"الثقات" 5/ 296.
(9)
"معرفة الثقات" 2/ 205.
وقالَ ابنُ يونسَ
(1)
: يقال: تُوفي بإسكندريةَ، وهو في "التهذيب"
(2)
.
3217 - الفضلُ بنُ العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ بنِ هاشمِ بنِ عَبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كلابٍ، أبو عبد الله، أو أبو محمَّدٍ، أو أبو العبَّاس، الهاشميُّ، المدَنيُّ
(3)
.
ابنُ عمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، والماضي أبوه، والحادي عشر من المدَنيّين لمسلم
(4)
.
شهدَ فتحَ مكةَ، وحنينًا، وثبتَ معَه يومَها حينَ انهزمَ عنه النَّاسُ، ثمَّ حجَّةَ الوداعِ، وأردفَه صلى الله عليه وسلم معه من جَمعٍ إلى مِنى. يروي عنه أحاديثَ، وعنه: أخوه عبدُ الله، وأبو هريرةَ، وربيعَةُ بنُ الحارثِ، وغيرُهم. روى له الجماعة.
وهو ممَّن شهدَ غُسلَهُ صلى الله عليه وسلم. ماتَ بالشَّامِ في طاعونِ عَمَواسَ، وقيلَ: يومَ أجنادينَ سنةَ ثلاثَ عشرةَ، وقيل: يومَ اليرموك، وكانَ جميلًا، وأمُّه أمُّ الفَضلِ: لبابةُ ابنةُ الحارثِ الهلاليَّةُ. وهو في "التهذيب"
(5)
.
3218 - الفضلُ بنُ عُبيد الله بنِ أبي رافعٍ المدَنيُّ
(6)
.
يروي عن: أبي رافع، وعنه. ابنه العبَّاسُ، وعبَّاسُ بنُ أبي خِداشٍ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(7)
. وذُكِرَ في "التهذيب"
(8)
.
(1)
"تاريخ ابن يونس" الغرباء 2/ 168.
(2)
"تهذيب الكمال" 23/ 194، و"تهذيب التهذيب" 6/ 397.
(3)
"أسد الغابة" 4/ 366، و"الإصابة" 3/ 208.
(4)
بل العاشر. "الطبقات" 1/ 145 (10).
(5)
"تهذيب الكمال" 23/ 231، و"تهذيب التهذيب" 6/ 405.
(6)
"التاريخ الكبير" 7/ 4، و"الجرح والتعديل" 7/ 63.
(7)
"الثقات" 5/ 295.
(8)
"تهذيب الكمال" 23/ 234، و"تهذيب التهذيب" 6/ 406.
3219 - الفَضلُ بنُ الفضلِ المدَنيُّ
(1)
.
عن: الأعرجِ، وسعيدِ بنِ المسيِّبِ، وعنه: هشامُ بنُ عروةَ، وأسامةُ بنُ زيدٍ اللَّيثيُّ، ذكرَه ابن حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(2)
. وذُكِرَ في "التهذيب"
(3)
.
3220 - الفضلُ بن قاسمِ بنِ جمَّازِ بنِ شِيحةَ بنِ هاشمِ بنِ قاسمِ بنِ مهنَّا بنِ حسينِ بنِ مهنا، الحسينيُّ.
وباقي نسبه في: جَمَّازٍ. اجتمعَ آلُ جمَّازٍ بعدَ موتِ سعدِ بنِ ثابتِ بنِ جمَّازٍ، وأجمعوا على تقديمِه، وحلفوا له على الطَّاعةِ والنُّصرةِ، وخُطِبَ له، وتوجَّهَ مانعُ بنُ عليٍّ إلى السُّلطانِ يستنجزُ له مرسومًا، فأُجيبَ، ووَصَلَ بالخِلعةِ والتَّقليدِ في جُمادى الآخرةِ، وقُرِئَ منشورُهُ على دِكَّةِ المؤذِّنين.
واستمرَّ إلى أنْ مرضَ مَرضًا شديدًا، وماتَ في سادس عِشري ذي القَعدةِ سنةَ أربعٍ وخمسين وسبعِ مئةٍ، ودُفنَ في قُبَّةِ الحسنِ والعبَّاسِ.
وكانَ شهمًا شجاعًا، مِقدامًا، مَهيبًا سائسًا، ذا رأي صليبٍ، وغَورٍ ودهاءٍ، ومعرفةٍ بالأمور، وهو الذي أكملَ الخندقَ الذي كانَ ابتدأَ بعملِه سعدٌ المذكورُ حولَ السُّورِ، واستقرَّ بعدَه مانعٌ المذكورُ، قالَه ابنُ فَرحونٍ
(4)
.
(1)
"الجرح والتعديل" 7/ 66، و"ميزان الاعتدال" 3/ 357.
(2)
"الثقات" 7/ 398.
(3)
"تهذيب الكمال" 23/ 248، و"تهذيب التهذيب" 6/ 410.
(4)
"نصيحة المشاور" ص 258.
وقالَ المجدُ
(1)
: كانَ أميرًا كَمِيًّا
(2)
، ومَزِيرًا
(3)
جَرِيًّا
(4)
، وصِنْدِيدًا
(5)
سَرِيًّا
(6)
، وعميدًا عبقريًا
(7)
، وسندريًا
(8)
، بالزَّعامة حَرِيًّا، وذا دهاءٍ في الأمور، حُوَلِيًّا قُلَّبِيًّا
(9)
.
وَلِيَ إمارةَ المدينةِ بعدَ وفاةِ سعدِ بنِ ثابتٍ، في شهرِ ربيعٍ الآخرِ عامَ اثنين وخمسين وسبعِ مئةٍ. اجتمعَ آل جمَّازٍ، وأجمعوا على تقديمِه، واتَّفقوا على رئاستِه لحديثهِ وقديمِه، وحالفوه على النُّصرةِ والطَّاعةِ، وعاقدوه على تنفيذ أوامرِه المُطاعةِ، وخَطَبَ على المنبرِ باسمِه الخطيبُ، ونشرَ مِن عدلِه على الرَّعيةِ أطيبَ طِيبٍ، وتوجَّهَ مانعُ بنُ عليٍّ إلى السُّلطانِ، لاستنجازِ مرسومٍ يتضمَّنُ إمضاءَ هذا الشَّان، فلمَّا دخلَ مصرَ ودخلَ بالخبرِ إلى القلعةِ، ورُسمَ له بالتَّقليدِ والخِلْعةِ، ووصلَ بهما في جُمادى الآخرة، فتضاعفَ في ولايتِه مفاخرُهُ الفاخرةُ.
(1)
"المغانم المطابة" 3/ 1263.
(2)
الكَمِيُّ: الشجاع. "القاموس" كَمَىَ.
(3)
المزير: الشديد القلب النافذ. "لسان العرب": مزر.
(4)
جريًا: جريئًا. "القاموس": جرأ.
(5)
الصنديد: السيد الشجاع. "القاموس": صند.
(6)
السَّريُّ: الرئيس. "لسان العرب": سري.
(7)
العبقريُّ: الكاملُ من كلِّ شيئ، والسيد. "القاموس": عبقر.
(8)
السندري: الجريء الشديد. "القاموس": سندر.
(9)
الحُوَليُّ: شديد الاحتيال، والقُلَّبيُّ: البصير بتقلُّب الأمور. "القاموس": حول، قلب.
واستمرَّ في ولايتِه إلى آخرِ عامِ أربعةٍ وخمسين، فمرضَ مرضًا شديدًا، ثمَّ لقي منه البُرَحَينِ
(1)
، وتُوفي في ذي القَعدةِ بعدَ مُضيِّ ستةٍ وعشرين، ودُفنَ بقُبَّة الحسن والعباس، وفقدَ مِن أخلاقِه النَّاس، ما أزرى على الورد والآس. وهو في "درر" شيخنا
(2)
.
3221 - الفضلُ بنُ مُبَشِّرٍ، أبو بكرٍ، الأنصاريُّ، المدنيُّ
(3)
.
من أهلِها. وهو بكنيتِهِ أشهرُ. ذكر مسلِمٌ
(4)
في ثالثةِ تابعي المدنيينَ.
يروي عن: جابرٍ، وعن سالمِ بنِ عبدِ الله، وعنه: زيادٌ البَكَّائيُّ، ومروانُ بنُ معاويةَ، وعبدُ الرحمنِ بنُ مَغراءَ، ويَعلى بنُ عبيدٍ، وغيرُهم. ضعَّفَهُ ابنُ معينٍ
(5)
، ووثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ
(6)
، وقالَ أبو حاتمٍ
(7)
وغيرُه: ليس بالقوي، وذُكِرَ في "التهذيب"
(8)
وقد ذكره ابنُ حبانَ أيضا في "الضعفاء"
(9)
ولكن سمَّاه مفضَّلًا -بميمٍ
(1)
يقال: لقي منه البُرَحِين، أي: الدواهي والشدائد. "القاموس": برح.
(2)
"الدرر الكامنة" 3/ 232.
(3)
"التاريخ الكبير" 7/ 114، و"الكامل" لابن عدي 6/ 17، و"وديوان الضعفاء"(3378). وهذه الترجمة في حاشية المخطوطة ملحقة.
(4)
"الطبقات" 1/ 259 (1002)
(5)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 475.
(6)
"الثقات" 5/ 296.
(7)
"الجرح والتعديل" 6/ 66.
(8)
"تهذيب الكمال" 23/ 251، و"تهذيب التهذيب" 6/ 410.
(9)
"المجروحين" 2/ 356.
أولِهِ-، وقالَ: يروي عن المدنيين، وعنه مروان بن معاوية في أحاديثه أشياء مستقيمة، تشبه حديث الثقات، وفيها أشياءُ مقلوبةٌ لا تشبهُ حديثَ الأثبات، كأنَّه كانَ يجيب فيما يسأل، فمِن هنا وقعت المناكير في روايته، فلما كَثُرَ ذلك منه بطلَ الاحتجاجُ به، ثمَّ ساقَ عن ابنِ مَعينٍ أنَّه قالَ: لا شيء. وتعقَّبَ الدارقطنيُّ
(1)
ابنَ حِبَّانَ بأنَّ المترجَمَ إنَّما هو الفضل، وهو المكني أبا بكر، روى عنه مروانُ، وابنُ مَغراء، ويعلى، وقوله: مفضلٌ خَطَأٌ، ذَكَرَهُ
…
(2)
3222 - الفُضَيْلُ بنُ أبي عبدِ الله المدَنيُّ، مولى المَهريِّ
(3)
.
يروي عن: القاسمِ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ، وعنه: بُكيرُ ابنُ الأشجِّ، ومالكٌ، قالَه ابن حِبَّانَ في ثالثة
(4)
"ثقاته". وهو في "التهذيب"
(5)
. يروي أيضًا عن: عبدِ الله بنِ نِيارٍ
(6)
الأسلميِّ، وعنه: أبو بكرِ بنُ أبي سبرةِ. قالَ أبو حاتمٍ
(7)
: لا بأسَ به.
3223 - فُلَيْتةُ بنُ القاسمِ بنِ أبي هاشمٍ محمَّدِ بنِ جعفرِ بنِ أبي هاشمٍ محمَّدِ بنِ الحسنِ بنِ محمَّدِ بنِ موسى بنِ عبدِ اللهِ بنِ موسى بنِ عبدِ الله بنِ الحسنِ بنِ الحسنِ
(1)
" التعليقات" للدارقطني ص 293.
(2)
غير واضحة في الأصل.
(3)
"التاريخ الكبير" 7/ 120، و"الجمع بين رجال الصحيحين" 2/ 415.
(4)
"الثقات" 7/ 314.
(5)
"تهذيب الكمال" 23/ 275، و"تهذيب التهذيب" 6/ 419.
(6)
في الأصل: دينار، والتصويب من "التهذيب" 6/ 419.
(7)
"الجرح والتعديل" 7/ 74.
بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، الحسنيُّ، المكيُّ، أميرُ الحرمين
(1)
.
كانَ قريبًا مِن سنةِ خمسين وخمسِ مئةٍ.
3224 - فُلَيحُ بنُ سليمانَ بنِ أبي المغيرةِ بنِ حسينٍ، أبو يحيى الخُزاعيُّ، الأسلميُّ، المدَنيُّ
(2)
.
وأبو المغيرةِ: جدُّه، هو: أخو عبيدِ بنِ حسينٍ، مولى آل زيدِ بنِ الخطابِ العدَويِّ. ويقال: اسمُه عبدُ الملكِ، وغَلب عليه فُليحٌ.
كانَ مِن علماء عصرِه. يروي عن: نُعَيْمٍ المُجْمِرِ، ونافعٍ مولى ابنِ عمرَ، والزُّهريِّ، وعبَّاسِ بنِ سهلِ السَّاعديِّ، وعَبْدَةَ بنِ أبي لبابةَ، وسعيدِ بنِ الحارثِ الأنصاريِّ، وطبقتِهم، وعنه: ابنُهُ محمَّدٌ، وأبو د اودَ الطَّيالسيُّ، وسُرَيجُ
(3)
بنُ النعمانِ، ويحيى بنُ صالحٍ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وأبو الرَّبيعِ الزَّهرانيُّ، ومحمَّدُ بنُ جعفرٍ الوَركانيُّ، وعددٌ كثيرٌ، كابنِ المباركِ، وابنِ وهبٍ، وغيرُهُ أوثَقُ منه مع احتجاجِ الشَّيخينِ به، وذُكِرَ في "التهذيب"
(4)
، و"ثقات" ابن حِبَّانَ
(5)
، و"ضعفاء"
(1)
"تاريخ ابن الأثير" 8/ 314، و"العقد الثمين" 7/ 20، وقال: خَلَف أباه فأحسن السياسة، اْسقط المكس عن أهل مكة، وذكرا وفاته في الحادي والعشرين من شعبان سنة 527 هـ.
(2)
"الطبقات الكبرى" 5/ 415، و"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 477، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 146، 305.
(3)
تحرَّفت في الأصل إلى: شريح، والتصحيح من "تهذيب الكمال" 23/ 319.
(4)
"تهذيب الكمال" 23/ 317، و"تهذيب التهذيب" 6/ 431.
(5)
"الثقات" 7/ 324.
العُقيلي
(1)
. ماتَ سنةَ ثمانٍ وستين ومئةٍ
(2)
.
3225 - فُلَيْحُ بنُ محمَّدِ بنِ المنذرِ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ، الأسديُّ
(3)
.
مدنيٌّ، يروي عن: أبيه، وعنه: ابنُ المبارك، مرسلٌ، قالَه البخاريُّ
(4)
.
وفي "المسند"
(5)
عن طريقِ ابنِ المبارك: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بنُ محمَّدٍ، عن المُنْذِرِ بنِ الزُّبَيْرِ، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ أَعْطَى الزُّبَيْرَ سَهْمًا، وَأُمَّهُ سَهْمًا، وَفَرَسَهُ سَهْمَيْنِ. فلم يصرِّح بأنِّ المنذرَ جَدُّ فليحٍ، ولكنَّ ابن حِبَّانَ ذكرَ فُليحًا في رابعةِ الثقات
(6)
، وساقَ نسبَهُ كما هنا، لكنَّه قال: روى عن أبيه، فلو كانَ عندَه أنَّه روى عن أبيه عن جَدِّهِ، لذكرَه في الثَّالثةِ.
3226 - فُورانُ الشَّريفُ.
صاحبُ الدَّارِ القريبةِ مِن دارِ المطريِّ، وهو المُنشئُ لها. قالَه ابنُ صالحٍ.
3227 - فيروزُ الرُّكنيُّ
(7)
.
استقرَّ في مشيخةِ الخُدَّامِ بعدَ صرفِ فارسٍ الأشرفيِّ الماضي، حتَّى ماتَ سنةَ ثمانٍ وأربعين وثمانِ مئةٍ.
(1)
"الضعفاء الكبير" 3/ 466.
(2)
"التاريخ الصغير" 2/ 176، قاله البخاري عن سعيد بن منصور.
(3)
"الجرح والتعديل" 6/ 85.
(4)
"التاريخ الكبير" 7/ 243.
(5)
"المسند" 1/ 166.
(6)
"الثقات" 9/ 11.
(7)
"الضوء اللامع" 6/ 176، وطوَّل ترجمته.
حرفُ القَافِ
3228 - قارِظُ بنُ شَيْبَةَ بنِ قارظٍ، اللَّيثيُّ، المدَنيُّ
(1)
.
حليفُ بني زُهْرَة. يروي عن: سعيدِ بنِ المسيَّبِ، وأبي غَطَفانَ بنِ طريفٍ المُرِّي، وعنه: أخوه عمرٌو، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي ذِئبٍ.
قالَ النَّسائيُّ: ليسَ به بأسٌ. وقالَ ابنُ سعدٍ
(2)
: تُوفي بالمدينةِ في خلافةِ سليمانَ بنِ عبدِ الملكِ، وكانَ قليلَ الحديث. وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات
(3)
"؛ وقالَ: ماتَ في خلافةِ سليمان، وكذا أرَّخَ وفاتَه خليفةُ في "الطبقات"
(4)
، وأبو حاتمٍ
(5)
وغيرُهما.
ويقالُ: إنَّه ماتَ في وقعةِ قُديدٍ
(6)
سنةَ ثلاثين ومئةٍ، في خلافةِ مروانَ بنِ محمَّدِ بنِ مروانَ، حكاه البخاريُّ في "تاريخه"
(7)
، والقرَّابُ وغيرُ واحدٍ.
(1)
"التاريخ الصغير" 2/ 17، و"الكاشف" 2/ 127.
(2)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم، ص 138.
(3)
"الثقات" 5/ 327.
(4)
"طبقاته"257.
(5)
"الجرح والتعديل" 7/ 148.
(6)
قُدَيْد: موضع بين الحرمين، يبعد عن مكة حوالي 105 كلم، وانظر:"المغانم المطابة" 3/ 1037.
(7)
"التاريخ الأوسط" 2/ 15، ولم يذكر ذلك في "التاريخ الكبير".
وحكايةُ المِزِّيِّ
(1)
عن ابنِ سعدِ أنه تُوُفِّيَ في خلافةِ [عبدِ الملكِ]
(2)
الذي في "الطبقات" ما حكيناه، فكأنَّ لفظةَ (سليمانَ بن) سقطتْ من النُّسخةِ التي وقفَ عليها.
3229 - قاسمُ بنُ جَمَّازِ بنِ قاسمِ بنِ مُهنَّا
(3)
.
استقرَّ في إِمرةِ المدينةِ بعدَ أبيه، فدامَ خمسًا وعشرين سنةً، إلى أنْ قتلَه بنو لامٍ في سنةِ أربعٍ وعشرينَ وستِّ مئةٍ. وكانَ الأميرُ شِيحةُ بنُ هاشمِ بنِ قاسمِ بنِ مُهَنَّا نازلًا في عَرَبِهِ قريبًا منه، فلمَّا بلغَه قَتْلُهُ، توجَّهَ إلى المدينة مُسرعًا حتَّى دخلَها وملكَها.
3230 - قاسمُ بنُ حميدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، المدَنيُّ.
أخو عبدِ الرَّحمنِ. يروي عن: أبيه، عن جَدّهِ، وعنه: عتيقُ بنُ يعقوبَ الزُبيريُّ، قالَه ابن حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(4)
.
3231 - قاسمُ بنُ سنانِ بنِ عبدِ الوهَّابِ
(5)
.
أحدُ قضاةِ الشِّيعة أبوه، حسبما سلفَ، ومَن يقسم من الإخوة.
3232 - قاسمُ بنُ عبَّاسِ بنِ محمَّدِ بنِ مُعتِّبِ بنِ أبي لهَبٍ عبدِ العزَّى بنِ عبدِ
(1)
" تهذيب الكمال" 23/ 333.
(2)
ساقطة من الأصل.
(3)
"نصيحة المشاور" ص 247.
(4)
"الثقات" لابن حبان 7/ 331.
(5)
له ذِكرٌ في ترجمة أبيه.
المطَّلبِ بنِ هاشمٍ، أبو العبَّاسِ، وأبو محمَّدٍ، القُرَشيُّ، الهاشميُّ، المدَنيُّ
(1)
.
مِن أهلِها، ابنُ عَمِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأمُّه أمُّ ولد. يروي عن: عبدِ الله بن عُميرٍ مولى ابن عباسٍ، ونافعِ ابنِ جبيرٍ، وعنه: ابنُهُ عباسٌ، وبكيرُ ابنُ الأشَجِّ، وهو من أقرانِهِ، وابنُ أبي ذِئبٍ. وثَّقه ابنُ مَعِينٍ
(2)
. ثمَّ ابنُ حِبَّانَ
(3)
؛ وقال: قُتلَ سنةَ إحدى وثلاثين ومئةٍ، وقيلَ: إنَّه ماتَ أيامِ الحروريةِ بالمدينةِ.
وقالَ: إنَّه ماتَ يومَ قُدَيْد سنةَ ثلاثين
(4)
، الآتي شيءٌ مِن شأنِه في أبي حمزةَ المختارِ. وخرَّجَ له مسلمٌ
(5)
، وذُكِرَ في "التهذيب"
(6)
.
3233 - قاسمُ بنُ عبدِ الله بنِ عمرَ بنِ حفصِ بنِ عاصمِ بنِ عُمرَ، العدَويُّ، العمريُّ، المدَنيُّ
(7)
.
أخو عبدِ الرَّحمنِ. يروي عن: عمِّهِ عبيدِ الله بنِ عمرَ، وعمرِو بنِ شعيبٍ، وعبدِ الله بنِ دينارٍ، ومحمَّد بنِ المنكدرِ، وأبي طوالةَ، وعنه: سعيدُ بنُ مريمَ، وعبدُ الله بنُ الجرَّاحِ القُهُسْتَانيُّ، وقُتَيبةُ، وهشامُ بنُ عمَّارٍ، وجماعةٌ.
(1)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 267، و"تاريخ أبي زرعة الدمشقي"، ص 442، و"رجال مسلم" 2/ 139.
(2)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 481، رواية الدارمي (706).
(3)
"الثقات" 7/ 335.
(4)
ومئة.
(5)
كتاب الصيام، باب: أيُّ يومٍ يصام في عاشوراء 2/ 798 (134).
(6)
"تهذيب الكمال" 23/ 372، و"تهذيب التهذيب" 6/ 449.
(7)
"الطبقات الكبرى" 5/ 423، و"طبقات خليفة"، 272، و"المعرفة والتاريخ" 2/ 185، 435.
كذَّبَهُ أحمدُ
(1)
. وقالَ البخاريُّ
(2)
: سكتوا عنه.
وقالَ ابنُ مَعِينٍ
(3)
: ليس بشيء، بل قالوا: إنه كذَّابٌ خبيث، وقالَ العُقيليُّ
(4)
: كثيرُ الوهمِ في حفظِه. وذُكِرَ في "التهذيب"
(5)
، و"ضعفاء العُقيلي"، وابنِ حِبَّانَ
(6)
.
وذكرَه البخاريُّ
(7)
فيمَن ماتَ ما بينَ الخمسين إلى الستين ومئةٍ.
3234 - قاسمُ بنُ عبدِ الوهابِ بنِ أحمدَ بنِ محمَّد بنِ زَبَالةَ
(8)
.
قاضي الينبوعِ بعدَ أخيه لأبيه الشَّمسِ محمَّدٍ الآتي، وإنَّ هذا وُلدَ في سنةِ ثلاثين وثمان مئةٍ.
3235 - قاسمُ بنُ عبيدِ الله بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ، أبو محمَّدٍ، المدَنيُّ
(9)
.
يروي عن: أبيه وعمِّهِ سالمٍ، وعنه: عمرُ، وعاصمٌ ابنا محمَّد بنِ زيدِ بنِ عبدِ الله بنِ عمرَ، وأبو عقيلٍ يحيى بنُ المتوكِّلِ.
(1)
انظر "العلل ومعرفة الرجال" 2/ 198.
(2)
"التاريخ الكبير" 7/ 173.
(3)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 481.
(4)
"الضعفاء الكبير" 3/ 472.
(5)
"تهذيب الكمال" 23/ 375، و"تهذيب التهذيب" 6/ 449.
(6)
"المجروحين" 2/ 212.
(7)
"التاريخ الأوسط" 2/ 108.
(8)
"الضوء اللامع" 6/ 183.
(9)
"تاريخ الإسلام"(حوادث 121 - 140) ص 536 - 537.
ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(1)
؛ وقالَ: روى عن جدِّهِ عبدِ الله، وعنه: الزُّهريُّ. روى له مسلمٌ
(2)
في "مقدمة صحيحه" قولَهُ مخاطبًا ليحيى بنِ سعيدٍ لما قال له: إنه يقبُحُ على مثلِك وأنتَ ابنُ إمَامَي هدىً: أبي بكر، وعمر، أنْ تُسألَ عن شيءٍ مِن أمر هذا الدِّينِ، فلا يوجدُ عندَك منه علمٌ؛ فقالَ: أقبحُ مِن ذلكَ أنْ أتكلَّمَ بغيرِ علمٍ، أو آخذَ عن غيرِ ثقةٍ. وقالَ ابنُ سعدٍ
(3)
: أمُّه أمُّ عبدِ الله ابنةِ القاسمِ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ، تُوُفِّي في خلافةِ مروانَ بنِ محمَّدٍ، وكان قليلَ الحديث.
وقالَ ابنُ حزمٍ
(4)
: متفقٌ على سقوطِه. وهو في "التهذيب"
(5)
.
3236 - قاسمُ بنُ الخواجةِ شيخِ عليِّ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ الكريم الكيلانيُّ
(6)
.
وُلدَ في سنةِ عشرينَ وثمانِ مئةٍ بالمدينةِ النَّبويةِ، وانتقلَ منها إلى مكَّةَ في أثناءِ السَّنةِ، فأقامَ بها، وسافرَ إلى كنبايا مِن الهند في سنةِ اثنتين وخمسين وثمانِ مئةٍ، ففُقِدَ في البحر، رحمه الله، وغفرَ له.
3237 - القاسمُ بنُ غَنَّامٍ، الأنصاريُّ، البَياضيُّ، المدَنيُّ
(7)
.
(1)
" الثقات" 5/ 302.
(2)
مقدمة "صحيح مسلم"12.
(3)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 220.
(4)
"المحلى" 11/ 383.
(5)
"تهذيب الكمال" 23/ 396، و"تهذيب التهذيب" 6/ 455.
(6)
"الضوء اللامع" 6/ 183.
(7)
"التاريخ الكبير" 7/ 171، و"الجرح والتعديل" 7/ 116، و"ميزان الاعتدال" 3/ 377.
روى عن: عمَّتِهِ أمِّ فَرْوَةَ، وقيل: عن بعضِ أمَّهاتِه عنها، وقيل: غير ذلك، وعنه: الضَّحَّاكُ بنُ عثمانَ الحِزَاميُّ، وعبيدُ الله [وعبد الله]
(1)
أبناءُ عمرَ العمريُّ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(2)
. وقالَ الترمذيُّ
(3)
: اضطربوا في هذا الحديث، يعني الذي رواه. وكذا ذكرَه العُقيليُّ في "الضعفاء"
(4)
؛ وقالَ: في حديثِه اضطرابٌ. وهو في "التهذيب"
(5)
.
3238 - القاسمُ بنُ قاسمِ بنِ جمَّازِ بنِ شِيحةَ
(6)
.
قُتِلَ هو وأخوه جوشنٌ وعمُّهما ابنُ مقبلٍ في معركةٍ بالمدينةِ سنةَ تسعٍ وسبعٍ مئةٍ، وله ذِكْرٌ في: محمَّد بنِ غصنٍ القصريِّ (3844).
3239 - القاسمُ [بنُ] محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ عبدِ الله بنِ عثمانَ بنِ عامرِ بنِ عمرِو بنِ كعبِ بنِ سعدِ بنِ تيمِ بنِ مرةَ، أبو محمَّدٍ، أو أبو عبدِ الرَّحمنِ، القُرَشيُّ، التَّيميُّ، المدَنيُّ
(7)
.
(1)
ما بين معقوفتين ساقطة من الأصل، وانظر "تهذيب الكمال".
(2)
"الثقات" 7/ 336.
(3)
كتاب أبواب الصلاة، باب: ما جاء في الوقت الأول من الفضل بعد حديث (170).
(4)
"الضعفاء الكبير" 3/ 475.
(5)
"تهذيب الكمال" 23/ 408، و"تهذيب التهذيب" 6/ 457.
(6)
"نصيحة المشاور"249.
(7)
"طبقات ابن سعد" 5/ 194، و"سير أعلام النبلاء" 5/ 60.
الفقيهُ، أحدُ الأعلامِ. ذكرَه مسلمٌ
(1)
في ثالثةِ تابعي المدنِيِّينَ.
وُلدَ في خلافةِ عثمانَ، ونشأَ بعدَ قتلِ أبيه -وكانَ خيرًا منه بكثيرٍ- في حَجرِ عمَّتِهِ أمِّ المؤمنين، فسمعَ منها، ومِن ابنِ عبَّاسٍ، وابنِ عمرَ، ومعاويةَ، وصالحِ بنِ خوَّاتٍ، وفاطمةَ ابنةِ قيسٍ، وطائفةٍ. روى عنه: ابنُهُ عبدُ الرَّحمنِ، والزُّهريُّ، وربيعةُ، وابنُ المنكدرِ، وجعفرُ بنُ محمَّدٍ، وابنُ عونٍ، وأفلحُ بنُ حميدٍ، وأيوبُ السَّختِيانيُّ، وآخرونَ.
وكانَ فقيهًا، إمامًا، مجتهدًا، ورعًا، عابدًا، ثقةً، حجَّةً، مِن أعلمِ النَّاسِ بحديثِ عائشةَ، وأحدَ الفقهاء السَّبعةِ المأخوذِ بقولهم، والمرجوع إليهم، بل قالَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ: لو كانَ لي مِن الأمرِ شيءٌ لولَّيتُهُ الخلافةَ، ولمَّا بلغَه ذلك قالَ: إنَّ القاسمَ ليضعُفُ عن أهليهِ، فكيفَ بأمرِ الأمَّة؟.
قال يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ: ما أدركنا بالمدينة من نفضِّلُهُ عليه.
وكانَ يقولُ: لأنْ يعيشَ الرَّجلُ جاهلاً بعدَ أنْ يعلمَ حقَّ الله خيرٌ له مِنْ أنْ يقولَ ما لا يعلمُ.
وقالَ أيوبُ السَّختِيانيُّ: ما رأيتُ أفضلَ منه، لقد تركَ مئةَ ألفٍ هي له حلالٌ، ورأيتُ عليه قلنسوةَ خزٍّ
(2)
.
وعن غيرِه: أنَّ عِمامتَه كانت مسدولةً خلفَه أكثرَ مِن شِبرِ، وقالَ ابنُ عُيينةَ: ثنا
(1)
"الطبقات" 1/ 237 (708).
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: خربة، والتصحيح من "حلية الأولياء" 2/ 185، و"السير" 5/ 60.
عبد الرَّحمنِ بنُ القاسمِ -وكانَ أفضلَ أهلِ زمانِه- أنَّه سمعَ أباه، وكانَ أفضلَ أهلِ زمانِه، فذكرَ حديثًا
(1)
.
وترجمتُه محتملةٌ للبسطِ. خرَّجَ له الأئمةٌ. وذُكِرَ في "التهذيب"
(2)
، و"ثقات العجليِّ"
(3)
. وابنِ حِبَّانَ
(4)
، وقالَ: مِن ساداتِ التَّابعين، ومِن أفضلِ أهلِ زمانِه علمًا وأدبًا، وعقلًا وفقهًا، وكانَ صموتًا لا يتكلَّم، فلمَّا وَلي عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ، قالَ أهلُ المدينةِ: اليومَ تنطقُ العذراءُ مِن خِدرها. أرادوا: القاسمَ.
قالَ الواقديُّ: وكانَ ثقةً رفيقًا، عالمًا إمامًا، فقيهًا ورعًا، كثيرَ الحديث.
وعن يعقوبَ بنِ سفيانَ
(5)
: كانَ قليلَ الحديثِ والفُتيا، ماتَ بقُدَيْدٍ، ودُفن بالسبيلِ وبينهما ثلاثةُ أميالٍ، سنةَ ستٍّ، أو سبعٍ، أو ثمانٍ، أو اثنتين، أو إحدى ومئة، والثَّالثُ أكثر، والقولُ باثنتي عشر سادَ بعدَ أن ذهبَ بصرُه، وقالَ: كفِّنوني في ثيابي التي كنتُ أُصلِّي فيها: قميصي وإزاري وردائي، هكذا كُفِّنَ أبو بكرٍ، والحيُّ أحوجُ إلى الجديدِ، ولا تبنُوا على قبري.
وكانتْ وفاتُه عن اثنتين وسبعين سنةً بعدَ عمرَ بنِ عبدِ العزيز بسنةٍ، في ولايةِ يزيدَ بنِ عبدِ الملك، وأمُّه أمُّ ولدٍ.
(1)
أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب: الطيب بعد رمي الجمار والحلق قبل الإفاضة (1754).
(2)
"تهذيب الكمال" 23/ 427، و"تهذيب التهذيب" 6/ 462.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 211.
(4)
"الثقات" 5/ 302.
(5)
"المعرفة والتاريخ" 1/ 545.
3240 - القاسمُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامِ بنِ المغيرةِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ مخزومٍ، القُرَشيُّ، المخزوميُّ، المدَنيُّ
(1)
.
يروي عن: عمِّهِ أبي بكر بنِ عبدِ الرَّحمنِ الآتي، وعبيدِ الله بنِ عبدِ الله بنِ عُتْبَةَ.
وعنه: حبيبُ بنُ أبي ثابتٍ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(2)
.
3241 - القاسمُ بنُ منصورِ بنِ جمَّازِ بنِ شِيحةَ الحسينيُّ
(3)
.
أخو طفيلٍ، وليَ إمرةَ المدينةِ، وقُتلَ في شعبانَ سنةَ ثمانٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ، واستقرَّ بعده أخوه.
3242 - القاسمُ بنُ مهنَّا بنِ حسينِ بنِ مهنَّا بنِ داودَ بنِ أبي أحمدَ القاسمِ بنِ أبي عبدِ الله بنِ أبي القاسمِ طاهرِ بنِ يحيى النَّسابةِ بنِ الحسينِ بنِ جعفرَ بنِ عبدِ الله بنِ الحسينِ الأصغرِ بنِ زينِ العابدينَ عليّ بنِ الحسينِ بنِ علي بنِ أبي طالبٍ، أبو فليَتةَ، الحسينيُّ، المدَنيُّ
(4)
.
أميرُها، جدُّ شيحةَ والدِ جمَّازٍ، الماضي كلٌّ منهما مع نسبِه.
كانَ أميرَ المدينةِ في أيامِ الخليفةِ المستضيءِ بأمرِ الله ابنِ المستنجدِ بالله العباسيِّ
(5)
. وكانَ السُّلطانُ صلاحُ الدِّين يوسفُ بنُ أيوبَ -كما قالَ أبو شامة
(6)
(1)
"تهذيب الكمال" 23/ 441.
(2)
"الثقات" 7/ 331.
(3)
"تاريخ أمراء المدينة المنورة" ص 277.
(4)
"الكامل" لابن الأثير 12/ 20، و"نصيحة المشاور" ص 247.
(5)
كانت خلافته من سنة 566 هـ وإلى سنة 575 هـ.
(6)
عبدُ الرَّحمنِ بنُ إسماعيل، أبو شامةَ الدَّمشقيُّ، العلامة ذو الفنون، توفي سنة 665 هـ. "فوات =
في "الروضتين"
(1)
- محبًّا فيه يستصحبُه معه في غزواته وفتوحاته، حتَّى حضرَ معه أكثرَ فتوحاتِه، ويجلسُهُ على يمينِه، ويستوحشُ له إذا غابَ، ويستأنسُ بشيبتِهِ، ويعتقدُ بركةَ نسبِهِ الطَّاهرِ، ويُكرِمُهُ ويُتحفه بأجلِّ الكراماتِ.
قالَ: وما حضرَ معه حِصارَ بَلَدٍ أو حصنٍ إلا فتحه الله على المسلمين، فعظُمَ اعتقادُه فيه، وانفردَ بولايةِ المدينةِ بدونِ مشاركٍ، ولا منازعٍ خمسًا وعشرين سنة.
وبخطِّ بعضِ المكيين
(2)
إنَّه قدمَ مكَّةَ في موسمِ سنةِ إحدى وسبعين وخمسِ مئةٍ مع الحاجِّ، فسلَّمها له أميرُها ثلاثةَ أيامٍ، ثمَّ سلَّمتْ بعدَ ذلك لداودَ بنِ عيسى بنِ فُليتةَ.
ولمَّا تُوفي صاحبُ التَّرجمةِ، استقرَّ عوضَه جمَّازٌ أكبرُ أولادِه، وهو جدُّ الجمامزةِ إلى أنْ ماتَ. وله ذِكْرٌ في حادثةٍ كانتْ سنةَ ثمانٍ وأربعين وخمسِ مئةٍ، سلفت في عمرَ بنِ الحسينِ النسويِّ
(3)
.
وقالَ المجدُ
(4)
: كانَ جميلَ النَّقيبة، وسيمَ المُحيَّا، قَيِّمَ الوجهَ، أسحجَ أبلجَ، منظرانيًا بهيًّا، وضَّاحًا غسانيًا، ذا رأي سديدٍ، وشأوٍ
(5)
بعيدٍ.
= الوفيات" 2/ 269، و "شذرات الذهب" 4/ 250.
(1)
"الروضتين" 2/ 134.
(2)
"العقد الثمين" 7/ 32.
(3)
"التحفة اللطيفة" ترجمة رقم (2924).
(4)
"المغانم المطابة" 3/ 1265.
(5)
النقيبة: النفس. "القاموس": نقب. المُحَيَّا: الوجه. "القاموس": حيي. =
قالَ العِمادُ الأصفهانيُّ
(1)
رحمه الله في فصلٍ يذكرُ السُّلطانَ الملكَ العادلَ صلاحَ الدِّينِ يوسفَ بنَ أيُّوبَ، قال: وكانَ أميرُ المدينةِ النَّبوية صلواتُ الله على ساكنِها في موكبِه، فكأنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سيَّر الفقير إلى نُصْرَته مَن يَثْري
(2)
به مِنْ يَثْرِبِهِ.
وهذا الأميرُ عزُّ الدِّين أبو فُلَيْتَة، قد وفدَ في تلكَ السَّنةِ أَوَانَ عودِ الحاجِّ، وهو ذو شيبةٍ تَقِدُ كالسِّراج، وما بَرَحَ مع السُّلطانُ مأثورَ المآثر، مذكورَ المفاخر، ميمونَ الصُّحبة، مأمونَ المحبَّة، مُباركَ الطلعة، مشاركًا في الوقعة، فما تمَّ فتحٌ في تلكَ السِّنين إلا بحضورِه، ولا أشرقَ مَطلعٌ من النَّصر إلا بنوره، فرأيتُه ذلكَ اليومَ للسُّلطان مسايرًا، ورأيتُ السُّلطانَ له مُشاورًا محاورًا، وأنا أسيرُ معهما، وقد دنوتُ منهما، ليسمعاني وأسمعَهما.
وقالَ أبو شامةَ
(3)
: كانَ السُّلطانُ صلاحُ الدِّينِ محبًّا في الأميرِ قاسمِ بنِ مُهَّنا، يستصحبُه في غزواتِه، ويستنصرُ ببركاتِه في فتوحاتِه، حضرَ معه أكثرَ الفتوحاتِ في تلكَ السِّنين، وكانَ السُّلطانُ يُجلسُه منه على اليمينِ، ويستوحشُ بغَيبته،
= قيم: مستقيم حسن. "اللسان": قوم. أسحج: ليِّن التسريح على فروة الرأس. "القاموس": سحج.
أبلج: مشرق الوجه. "القاموس": بلج. منظرانيًا: حسن المنظر. "القاموس": نظر.
غسانيًا: في جدّة الشباب، "القاموس": غسن. الشأو: السبق. "القاموس": شأو.
(1)
العمادُ الأصفهانيُّ محمَّدُ بنُ محمَّدٍ المؤرخ، الأديب، الفقيه، الشافعي، له تاريخ "البرق الشامي" وغيره، توفي سنة 597 هـ. "وفيات الأعيان" 5/ 147.
(2)
يثري: يكثر. "القاموس": ثري.
(3)
"الروضتين" 2/ 134.
ويستأنسُ بشيبتِه، وما حضرَ معَ السُّلطانِ حصارَ بَلَدٍ أو حصنٍ إلا فتحَه الله على المسلمين، وكانَ السُّلطانُ يعتقدُ بركةَ نسبِه الطَّاهرِ، ويُتحفُه ويُكرمُه بالمكارم البواهر.
وَلِيَ إمارةَ المدينةِ في أيامِ أميرِ المؤمنينَ المستضيءِ بالله ابنِ المستنجِدِ بالله.
قالَ شيخُنا -في منصورِ بنِ جمَّازِ بنِ شِيحةَ بنِ هاشمِ بنِ قاسمٍ هذا مِن "درره"
(1)
كما سيأتي:- إنَّ صاحبِ التَرجمةِ أوَّلُ مَن عُرفَ مِن أمراءِ هذا البيتِ للمدينةِ.
3243 - القاسمُ بنُ نافعٍ، المدَنيُّ، السُّوارِقِيُّ
(2)
.
[نسبة] إلى السُّوَارِقيَّة، قريةٍ من قرى المدينة. روى عن: الحجَّاجِ بنِ أرطاةَ، وحسنِ بنِ فَرْقَدٍ القَصَّابِ، وهشامِ بنِ سعدِ، ومالكٍ، وعنه: محمَّدُ بنُ الحسنِ بنُ زَبَالةَ، ويعقوبُ بنُ حُمَيْدِ بنِ كاسبٍ. ذُكِرَ في "التهذيب"
(3)
3244 - القاسمُ بنُ هاشمِ بنِ فُلَيْتَةَ بنِ قاسمِ بنِ محمَّدِ بنِ جعفرٍ، الحسنيُّ
(4)
.
أميرُ مكَّةَ، بل وُصفَ بأميرِ الحرمين ويُعرف بابنِ أبي هاشمٍ.
استقرَّ بعدَ أبيه المتوفَّى سنةَ تسعٍ وأربعين وخمس مئةٍ، [وقيل]
(5)
: في المحرَّمِ سنةَ إحدى وخمسين. وقُتلَ في جُمادى الأولى سنةَ ستِّ وخمسين، بعدَ أنْ صادرَ
(1)
"الدرر الكامنة" 4/ 362.
(2)
"الجرح والتعديل" 7/ 122، و"ميزان الاعتدال" 3/ 381.
(3)
"تهذيب الكمال" 23/ 456، و "تهذيب التهذيب" 6/ 470.
(4)
"العقد الثمين" 7/ 32، و"تاريخ أمراء المدينة المنورة"245.
(5)
زيادة يقتضيها السياق.
المجاورين، وأعيانَ أهل مكة، وأخذَ كثيرًا مِن أموالهم، ثمَّ هربَ خوفًا مِن أميرِ الحاجِّ، فلمَّا قدمَ أميرُ الحاجِّ، استقرَّ بعمِّهِ عيسى بنِ فُليتَةَ، فدامَ إلى رمضانَ، ثمَّ جمعَ ابنُ أخيهِ قاسمٍ جمعًا مِن العربِ، وسارَ به إلى مكَّةَ، ففارقَها عمُّهُ، ودخلَها قاسمٌ فأقام بها أيامًا، ثمَّ هربَ، وصعِدَ جبلَ أبي قبيس
(1)
، فسقطَ عن فرسِه، فأخذَه أصحابُ عمِّهِ عيسى، فقتلوه، وعظُمَ ذلك على عمِّهِ، وأخذه وغسَّلَه، ودفنَه عندَ أبيه من المَعلاةِ، واستقرَّ الأمرُ لعيسى.
3245 - القاسمُ بنُ يزيدَ بنِ عبدِ الله بنِ قُسَيْطٍ، اللَّيثيُّ
(2)
.
مِنْ أهلِ المدينةِ، يروي عن: أبيه، وَعنه: الحارثُ بنُ عبدِ الملكِ.
ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في الرَّابعة
(3)
، والعقيليُّ
(4)
في "الضعفاء"، وهو في "الميزان"
(5)
.
3246 - القاسمُ التَّكرُوريُّ.
قالَ ابنُ فرحونٍ
(6)
: كانَ في رباطِ مراغةَ، وهو مِن الرِّجالِ الكبارِ، المنقطعين عن هذه الدَّار، الملازمين للسِّياحةِ في الجبالِ والبرارِي
(7)
، لا يأتي إلا يومَ الجُمعةِ،
(1)
جبلُ أبي قبيسٍ، وهو في جهةِ الجنوبِ والشَّرقِ مِن مكَّة حرسها الله، وهو أحدُ الأخشبين، وأدنى الجبالِ مِن مكَّة شرفها الله.
(2)
"المغني في الضعفاء" 2/ 522، و"لسان الميزان" 6/ 384.
(3)
"الثقات" 9/ 15.
(4)
"الضعفاء الكبير" 3/ 481.
(5)
"الميزان" 3/ 381، وقال: حديثه منكر.
(6)
"نصيحة المشاور" ص 134.
(7)
لم يكن هديُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم هكذا.
ويقتاتُ بالبقول، ويتتبعُ مجتمعاتِ الماءِ التي يُربَّى فيها الحوت، كفحل والسُّدِّ
(1)
وغيرهما، فيصيدُ منه شيئًا يقتاتُ به، وشيئًا يهديه لأصحابِه وأحبابِه. وبلغَ مِن قوَّةِ عزيمته في دِينِه أَنْ جعلَ في عنقِه غِلًّا ثقيلًا يتذكَّرُ به حالَ الآخرة، ونُهي عن ذلك فأبى، حتَّى قيلَ له: إنَّك به خالفتَ السُّنَّة، وارتكبتَ البِدعةَ، فتركَه بعدَ شِدَّةٍ.
وكانَ يسرُدُ الصَّومَ أبدًا حتَّى العيدين، فقيلَ له أيضًا في ذلكَ، فقالَ: إنْ أكلتُ شيئًا مرضتُ، فقيل له: فكُلْ؛ ولو مثلَ حبةٍ مِن الطَّعام، وإلا تأثمُ بالإجماع، فكأنَّه فعلَ. ماتَ في خُلَيْصٍ
(2)
مُتوجِّهاً إلى مكَّةَ، سنةَ تسعٍ وأربعين وسبعِ مئةٍ، رحمه الله.
وقالَ المجدُ
(3)
: مِن المنقطعينَ عن هذه الدَّار، ملازمًا للسِّياحةِ في الجبالِ والبَرار، لا يدخلُ المدينةَ إلا مِن جُمعةٍ إلى جمعةٍ، ويقتاتُ بالبقول، ويتتبع مساكات
(4)
المياه والأنهار التي بين الجبال، كغُدْرَانِ ورِقَان، ونعمان
(5)
والسُّد وغيرها، فيصيد منها ما تيسَّرَ مِن الحُوت، ويُهيِّئ لنفسِه منه بعضَ القوت، وما فضلَ منه يهديه إلى أحبابِه، ويُفَرِّقه على أصحابِه.
(1)
في "نصيحة المشاور" ص 134: كنفج والسَّدّ.
والسُّد: ماء سماءٍ، جبل شوران مُطِلٌّ عليه، ومن السُّدّ قناة إلى قباء. "المغانم المطابة" 2/ 836.
(2)
خُلَيْص: حصن بين مكة والمدينة. "معجم البلدان" 2/ 387.
(3)
"المغانم المطابة" 3/ 1267.
(4)
المسَّاكات: جمع مساك، وهو الموضع يمسك الماء. "القاموس": مسك.
(5)
في الأصل غير واضحة والمثبت من "المغانم" 3/ 1267، ونَعمانُ: اسمُ وادٍ بجانب أُحدٍ. "عمدة الأخبار" ص 432.
وكانَ وضعَ في عُنقه غُلًّا عظيمًا، يتذكَّرُ به أحوالَ الآخرةِ وأهوالهَا، حتَّى قيل: إنَّه مخالفةٌ للسُّنَّة، وابتداعٌ في الشَّريعة، فأخرجَها وأزالهَا، وكانَ يسردُ الصِّيامَ، ويجتزئ بيسيرٍ مما تيسَّرَ مِن الطَّعامَ، وماتَ بطريقِ مكَّة مُحرمًا، عام سبعةٍ وسبعين وسبعِ مئة. وهو في "درر" شيخِنا
(1)
.
3247 - القاسمُ السَّلاويُّ، المغربيُّ، المالكيُّ.
قالَ ابنُ فرحونٍ
(2)
: إنَّه كانَ مِن إخوانِنا الفضلاء، العلماءِ الأكياس، ممَّن كانَ يحضرُ الدَّرسَ عندَ والدي، نَجيبًا متفنِّنًا، ماهرًا في الفرائض، نقَّالًا للفروع، وهو من الزُّعماء الذين تركوا شهامتَهم، وقوَّةَ بطشِهم في بلادِهم، وهاجرَ إلى الله ورسولِه، وكانَ فقيرًا ضيِّقَ الحال.
3248 - قالونُ، لقبٌ لعيسى بنِ مينا بنِ وردانَ بنِ عيسى، أبو عيسى الزُّرقيُّ، مولى الزُّهريّينَ، المدَنيُّ
(3)
.
مِن أهلِها، الإمامُ المُقرِئُ، النَّحويُّ، معلِّمُ العربيةِ، وربيبُ شيخِهِ نافعِ بنِ أبي نُعيمٍ فيما قيل، وهو الملقِّبُ له؛ لجَودةِ قراءته بقالونَ، وهي لفظةٌ روميةٌ، معناه: جيِّدٌ.
(1)
"الدرر الكامنة" 3/ 241، وفيه: مات في ذي الحجَّةِ سنة 747 هـ، وفي "النصيحة": سنة 749 هـ، وفي "المغانم المطابة" 3/ 1268: سنة 777 هـ.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 178.
(3)
"الجرح والتعديل" 6/ 290، و"سير أعلام النبلاء" 10/ 326.
وقالَ الدَّانيُّ
(1)
: إنَّه عرضَ أيضًا على عيسى بنِ وردانَ الحذَّاء.
حدَّثَ عن: شيخِهِ، وعن محمَّدِ بنِ جعفرِ بنِ أبي كثيرٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي الزِّنادِ، وغيرِهم، وعنه: البخاريُّ، وأبو زرعةَ الرازيُّ، وإبراهيمُ بنُ ديزيلَ، وإسماعيلُ القاضي، وموسى بنُ إسحاقَ القاضي، وجماعةٌ، وقرأ عليه القرآنَ طائفةٌ كثيرةٌ، منهم: ابناه أحمدُ وإبراهيمُ، وأحمدُ بنُ يزيدَ الحُلْوانيُّ، وأبو نَشِيطٍ محمَّدُ بنُ هارونَ، وأحمدُ بنُ صالحٍ المصريُّ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الحكمِ القطريُّ، وعثمانُ بنُ خُرَّزادَ. ونقلَ عنه أنَّ شيخَه نافعًا قالَ له: إلى كم تقرأ، اجلسْ إلى أسطوانةٍ حتَّى أُرسلَ إليك. وانتهت إليه رئاسةُ الإقراءِ في زمانِه بالحجازِ، ورحلَ إليه النَّاسُ، وطالَ عمرُه، وبَعُدَ صيتُه.
وكانَ فيما قاله عليُّ بنُ الحسنِ الهسنجانيُّ
(2)
-كما سمعَه ابنُ أبي حاتمٍ منه-
(3)
شديدَ الصَّمم، بحيثُ لو رفعَ القارئُ صوتَه إلى الغايةِ لا يسمع، وكانَ ينظرُ إلى شَفتي القارئِ، فيردُّ عليه اللَّحنَ والخطأَ.
ماتَ سنةَ عشرين ومئتين، وغَلِطَ مَن قالَ: سنةٍ خمس، وهو ابنُ نيِّفٍ وثمانين سنة. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ ثقاته
(4)
. وهو في "الميزان"
(5)
، وقالَ: هو في القراءةِ
(1)
"تهذيب الكمال" 23/ 48.
(2)
عليُّ بنُ الحسنِ الهسنجانيُّ، أخو عبد الله بن الحسن، ثقة صدوق. "الجرح والتعديل" 3/ 290.
(3)
"الجرح والتعديل" 3/ 290.
(4)
"الثقات" 8/ 493.
(5)
"الميزان" 3/ 327.
ثَبْتٌ، وأمَّا في الحديثِ، فيُكتبُ حديثُهُ في الجُملةِ.
3249 - قانمٌ، أبو عليٍّ، المحمَّديُّ، الظَّاهريُّ، جَقمقُ
(1)
.
وُلدَ تقريبًا سنةَ إحدى وثلاثين وثمانِ مئةٍ، وحفظَ القرآنَ، وتلا به للسَّبعِ إلى "الضحى" على أحدِ قرَّاءِ السَّبعِ دمرداس
(2)
، وإلى "يس" على عبد الغنيِّ بيطار
(3)
، وإلى:{أَتَأْمُرُونَ}
(4)
في "البقرة" على قانمِ بنِ خضرٍ الحمويِّ
(5)
. ثمَّ لازمَ التاجَ السَّكندريَّ
(6)
نحو ستِّ سنين، فتلا عليه زيادةً على ثلاثينَ ختمةً بعضُها تجويدًا، ولأبي عمروٍ، وابنِ كثيرٍ، ونافعٍ، إفرادًا وجمعًا لها إلى النساء.
وسافرَ سنةَ ثمانٍ وستين للحجِّ، فقُدِّرت وماتَ التَّاجُ في غَيبتِه، فلمَّا رجعَ لازمَ الشِّهابَ ابنَ أسدٍ في ذلك، ثمَّ إمامَ جامعِ قانم بالكبش
(7)
عمرَ النَّشّار
(8)
.
(1)
"الضوء اللامع" 6/ 200.
(2)
لم أجده.
(3)
لم أجده.
(4)
سورة البقرة، آية:44.
(5)
لم أجده.
(6)
يحيى بنُ إبرهيمَ، التَّاجُ السَّكندريُّ، الخطيب بجامعها الكبير الشَّافعيُّ، ناب في قضاء بلده، وحج وجاور، مات في سنة 887 هـ. "الضوء اللامع" 10/ 214.
(7)
الكبش: منطقة جبلية بجوار حي السيدة زينب بالقاهرة.
(8)
السراج عمر النشار إمام مدرسة قانم بالكبش. انظر "الضوء اللامع" 5/ 256 ترجمة علي بن عبد المحسن.
وكذا قرأَ على الإمامِ ناصرِ الدِّين الإخميميِّ
(1)
، وجدَّ، بل اشتغلَ بالعلمِ قبلَ هذا كلِّه، فقرأَ على حسنٍ الرُّوميِّ
(2)
: "مقدِّمةَ أبي الليثِ"
(3)
، و"تحفةَ الملوك"، و"مقدمة الغزنويِّ"
(4)
، وعلى عليٍّ الرُّوميِّ
(5)
: "ربعَ القُدُوريِّ" في سنةِ ثلاثٍ وخمسين.
وبالقاهرةِ على الشَّمسِ المحليِّ
(6)
: "تفسير النسفي" قراءةً ومقابلةً مع شيءٍ من الفقه، وعلى الصَّلاح الطرابلسيِّ "صحيحَ البخاري"، و"القُدُوريَّ" بكاملهما، وفي "الجَرُّوميَّةِ".
وكانَ قبلَ هذا كلِّه حجَّ في سنةِ ثلاثٍ وخمسين، فوصلَ مكَةَ في جُمادى الأولى
(1)
محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، القاضي ناصرُ الدين الإخميمي الأصل، القاهريُّ، الحنفيُّ، سنة 837 هـ بالقاهرة. "الضوء اللامع" 7/ 51 - 53.
الإخميمي: نسبة إلى إخميم، على شاطئ النيل بصعيد مصر من محافظة سوهاج.
(2)
لم أجده.
(3)
أبو الليث نصرُ بنُ محمَّدِ السمرقنديُّ، الحنفيُّ. توفي سنة 373 هـ. "الجواهر المضيئة" 2/ 196. ومقدمته في الفقه. مطبوعة.
(4)
أحمدُ بنُ محمَّدٍ، القاضي جمال الدين الغزنوي الحنفي، أصولي، فقيه، مات في حلب سنة 593 هـ. "الجواهر المضيئة" 1/ 120. له:"المقدمة الغزنوية في الفقه" مخطوطة في الزيتونة. "الأعلام" للزركلي 1/ 217.
(5)
عليُّ الرُّومي. مات بمكة في صفر سنة 856 هـ. "الضوء اللامع" 6/ 61.
(6)
محمَّدُ بنُ عليٍّ، الشَّمسُ المحليُّ، ثمَّ القاهريُّ، الشَافعيُّ، الشَّاعرُ، مات بالشام سنة 865 هـ. "الضوء اللامع" 8/ 181. والمحلي: نسبة إلى المحلة الكبرى من محافظة الغربية بمصر.
منها، وبها مِن المجاورين مملوكٌ اسمه غليبةُ، له بها سنين، فرأى في منامِه كأنَّه يقولُ له: أنتَ كلَّ ها هنا سنين، ولم تزرِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟ فاعزمْ بنا لزيارتِه الشَّريفة، فوافقه، وخرجَا إلى التَّنعيم، فأحرما منه، ومشيا إلى المدينةِ بإزاري الإحرامِ، حتَّى وصلا لبابِ السَّلامِ، فالتفتَ فلم يرَ صاحبَه، معَ كونِه كانَ معَه إلى بابِ السَّلامِ، فبقي وحدَه مُتحيِّرًا، ثمَّ دخلَ مِن الباب، وهو يقولُ في خاطرِه: أنا غريبٌ، ما أعرفُ محلَّ القبرِ الشَّريفِ، وإذا بشخصٍ، فسألَه فأشارَ بأصبعِه، وقال: هو هذا الجالسُ على الكرسيِّ، فرآه وحولَه جماعةٌ محيطون به، فتقدَّمَ إليه مِن ورائهم، فانحلَّ إزارُه التَّحتانيُّ، فاشتغلَ بربطِه بحيثُ تعوَّقَ قليلًا، فرأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كأنَّه مختمشٌ منه، فظنَّ أنَّه ما قُبِلَ، وتشوَّشَ لذلكَ، وصارَ في حَيرةٍ وتفكُّرٍ في سببِ الإعراضِ، مع كونِه تغرَّبَ مِن بلادٍ بعيدةٍ، وأرادَ العودةَ بدونِ أَرَبٍ، وإذا بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يشيرُ بيدِه الكريمةِ إليه. قالَ لمَنْ حولَه: اطلبوه، فأقبل إليه، وقبَّلَ رُكبته، وقالَ: يا رسولَ الله، جئتُ أطلبُ منكَ الشَّفاعةَ والدُّعاءَ. فقالَ له: اقرأ الفاتحةَ بكمالهِا، ففعلَ إلى أن انتهى إلى آمين، ثمَّ استيقظ.
وظهرَ تأثيرُ هذه الرُّؤيا بحفظِ القرآنِ والاشتغالِ به، وبالعلمِ والقراءةِ، بمشهدِ الليث في الجَوق
(1)
رئاسةً، والكتابة الحسبة. وفاضتْ عليه البركاتُ، إلى أن استقرَّ في مشيخةِ الخُدَّامِ بالحرَمِ النَّبويِّ بعدَ موتِ إينال الإسحاقيِّ.
ولزمَ التَّخلُّقَ بالخيرِ مِن التَّلاوةِ، والقراءة في الجوق رياسة وغيرها، وحضور
(1)
الجَوق: الجماعة. "القاموس": جوق.
مجالسِ العلمِ معَ التَّواضعِ، ولِينِ الجانبِ.
بل كانَ يقرأُ في "شرح القُدُوريِّ" على الفخرِ عثمانَ الطرابلسيِّ، ويجتمعُ عندَه علماءُ الحنفيةِ، وغيرُهم.
ولمَّا كنتُ بالمدينةِ أخذَ عني شيئًا مِن الكُتب السِّتة، وغيرِها، كـ "شرح معاني الآثار" للطحاويِّ، وحصَّل "القول البديع"، و"الرَّمي بالنُشَّاب"، وغيرهما من تأليفي، وكتبتُ له إجازةً حافلةً، أودعتُها "التاريخ الكبير".
وصارَ يحجُّ منها كلَّ سنةٍ، حتَّى ماتَ بها في عصرِ يومِ الأحدِ سادس عشرَ ذي الحجَّةِ سنةَ تسعين وثمان مئةٍ. ونِعمَ الرَّجلُ، رحمه الله، وإيَّانا.
3250 - قايتباي الجَرْكَسَيُّ، المحموديُّ الأشرفيُّ، ثمَّ الظاهريُّ
(1)
.
مَلِكُ الدِّيارِ المصريةِ. ممَّن كانت له عنايةٌ بالحرمينِ الشَّريفين، ومشاعرِهما، سيَّما المدينةِ النَّبويَّةِ، فإنَّه أنشأَ بها مدرسةً
(2)
بهيةً عندَ بابَ السَّلامِ، وما حُمدت شبابيبُكها المُطلَّةُ على المسجدِ، ولكنَّ العمدةَ على المفتين، وقرَّرَ بها صوفية، وقراءةَ "البخاري"، وغيرَ ذلك، وفيها رباطٌ وخلاوي للفقراءِ، وخزانةُ كتبٍ، وسبيلٌ، ومكتبٌ للأيتام، وغير ذلك.
(1)
مولده سنة ثمان مئة وبضع وعشرين، ووفاته سنة 901 هـ. "الضوء اللامع" 6/ 201 - 211، و"شذرات الذهب" 8/ 6.
(2)
وهي المدرسة الأشرفية، تقع ما بين باب الرحمة وباب السلام، بنيت بعد حريق المسجد النبوي سنة 886 هـ. "وفاء الوفا" 2/ 426.
بلْ بنى في سنةِ تسعٍ وسبعين بمشارفةِ الشَّمسِ ابنِ الزَّمنِ ما احتاجَ إليه سقوفُ المسجدِ، وما اقتضاه رأيهُم مِن الأساطينِ، والمنارةَ السِّنجارية
(1)
، وغيرِ ذلك ممَّا اتفق فيها.
وفي سنةِ إحدى وثمانين
(2)
ثَمَّ احترقَ ذلك كلُّه في جملةِ حريقِ المسجدِ، فأُعيدَ، وجَدّدَ منبرَه ومحرابَه، والحجرةَ، والمحرابَ العثمانيَّ، والمنارَةَ الرَّئيسيةَ عودًا على بدء، وجَدَّدَ حمَّامًا وطاحونًا، وفُرنًا ورَحًا، وكالةً، ومطبخًا للدَّشيشة
(3)
، وأشياء، بل رتَّبَ لأهلِ السُّنَّةِ مِن أهلِها والواردينَ عليها مِن كبيرٍ وصغيرٍ، وغنيٍّ وفقيرٍ، ورضيعٍ وفطيمٍ، وخادمٍ وخديمٍ، ما يكفيه من البُرِّ، والدَّشيشةِ والخبز، ما شُكِرَ بسببه. وحبَّسَ على ذلك أماكنَ وجهاتِ، يُتحصَّل منها من الحبِّ نحوُ سبعةِ آلافِ إردبٍّ
(4)
وخمسِ مئةٍ، تحملُ كلَّ سنةٍ إلا ما يقعُ التَّقصيرُ فيه مِن المباشرِ له.
وكانَ مصروفُ العِمارةِ بالمسجدِ والمدرسةِ وتوابعِهما نقدًا وأتمار آلاف
(5)
، وغير
(1)
المنارة السنجارية: هي المئذنة الشمالية الشرقية. انظر: "وفاء الوفا" 2/ 381.
(2)
كذا في المخطوطة، والصحيح أنَّ الحريق حدث في رمضان سنة 886 هـ. انظر "التحفة اللطيفة " 1/ 103، و "وفا الوفا" 2/ 413.
(3)
الدَّشيشة: طعامٌ رقيقٌ من قمح مدقوق. "القاموس" المحيط: دشش.
(4)
الإردبُّ: مكيالٌ يساوي 24 صاعًا، والصاع يساوي 2172 غ، فالإردب يساوي 128، 25 كلغ.
وانظر: "صبح الأعشى" للقلقشندي 3/ 441، 4/ 181.
(5)
بعدها كلمة غير واضحة في الأصل.
وغير ذلك مئة وعشرون ألف دينارٍ، فأزيدَ فيما قيل.
وسدَّ الطاقَ الذي كان بينَ الحُجرةِ الشَّريفةِ والجدارِ القبليِّ، وينشأ عنه مفاسدُ شاهدتُ بعضَها أول حَجَّاتي، ورتَبَ لمن كانَ يتولَّى فتحَه في الموسمِ ونحوِها على الذَّخيرة خمسة عشر دينارًا، حتَّى تشكَّى.
وكذا أبطلَ كثيرًا مِن المُكوس
(1)
التي كانت لأمراءِ المدينةِ ونحوِهم، وعوَّضَهُم عنها.
بل حجَّ في طائفةٍ قليلةٍ سنةَ أربعٍ وثمانين، تأسيًا بمَنْ قبلَه مِن الملوكِ، كالظَّاهرِ بيبرس، والنَّاصرِ محمَّد بنِ قلاوونَ، وتكرَّر لثانيهما، وذلكَ سنةَ عشرٍ، ثمَّ سنةَ عشرين، ثمَّ سنةَ اثنتين وثلاثين، كلُّها من القرنِ الثَّامن.
وبدأ بالزِّيارةِ النَّبويَّةِ، وكانَ قدومُه لها فجرَ يومِ الجُمعةِ ثاني عشري ذي القَعدةِ منها على هيئةِ الهيبةِ والخضوعِ، بحيث ترجَّلَ عندَ بابِ سورِها عن فرسِه، ومشى على قدميه، وامتنعَ مِن دخولِ الحُجرةِ الشَّريفةِ تأدُّبًا، ثمَّ صلَّى الصُّبحَ بالرَّوضةِ عندَ أسطوانةِ المهاجرينَ، خلفَ الإمام، ثمَّ برزَ ماشيًا حتَّى خرجَ مِن بابِ المدينةِ، وسلكَ ذلكَ مدَّةِ إقامتِه بها، وزارَ المشاهدَ، كحمزةَ، وقباءَ، وفرَّقَ ما نَيَّفَ على ستةِ آلافِ دينارٍ، وسافرَ لمكَّةَ في رابعِ عشريه، ولم يسبقْهُ بمجموعِ ما عملَه بالمدينةِ النَّبويَّة فيما علمناه [أحد]، حتَّى إنَّه بلغَني أنَّه قيلَ له: أمَا تتركُ لمن بعدَك شيئًا يُذكَرُ به؟
(1)
المُكُوس جمع المْكْس، وهو الضَّريبةُ التي يأْخذها الماكِسُ. "لسان العرب": مكس.
3251 - قَبِيْصةُ بنُ ذُؤيبِ بنِ حَلْحَلَة بنِ عَمروِ بنِ كُليبِ بنِ أصرمَ
(1)
.
أبو سعيدٍ، وكناه ابنُ سعدٍ
(2)
: أبا إسحاقَ الخزاعيَّ، الكعبيَّ، المدَنيَّ، الفقيهَ.
أحدُ التَّابعين، بل يقالُ: إنَّه وُلِدَ عامَ الفتحِ، وجِيءَ به إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بعدَ موتِ أبيه -أحدِ مَنْ شَهِدَ الفتحَ، وسكن قُدَيْدًا- ليدعوَ له، وجزمَ ابنُ حِبَّانَ
(3)
بأنَّ مولدَه عامَ الفتحِ، وأمُّه عاتكةُ ابنةُ المرتحلِ ابنِ عبدِ العُزَّى.
روى عن: الشَّيخين، وأبي الدَّرداءِ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، وبلالٍ، وزيدِ بنِ ثابتٍ، وعُبادةَ بنِ الصامتِ، وتميمٍ الداريِّ، وغيرِهم. روى عنه: ابنُ إسحاقَ، ومكحولٌ، ورجاءُ بنُ حيوةَ، وأبو الشَّعثاءِ جابرُ بنُ زيدٍ، وأبو قِلابةَ الجَرميُّ، وإسماعيلُ بنُ أبي المهاجرِ، والزُّهريُّ، وهارونُ بنُ رئابٍ، وآخرونَ.
وكانَ على الخاتمِ والبريدِ لعبدِ الملكِ بنِ مروانَ، وكانَ آثَرَ النَّاسِ عندَه، وكانَ يقرأُ الكتبَ إذا وردتْ، ثمَّ يدخُلُ بها على الخليفةِ.
وأُصيبتْ عينُه يوم الحَرّةِ، وسكنَ دمشقَ، وله دارٌ ببابِ البريدِ منها. وكانَ ثقةً مأمونًا كثيرَ الحديث؛ قالَه ابنُ سعدٍ. وذُكِرَ في "التهذيب"
(4)
، وثاني "الإصابة"
(5)
.
(1)
"طبقات خليفة" 309، و"تاريخ دمشق" 49/ 252، و"سير أعلام النبلاء" 4/ 282.
(2)
"الطبقات الكبرى" 5/ 176. وتحرَّفت في الأصل إلى: أبو سعيد، والتصحيحُ من مصادر الترجمة.
(3)
"الثقات" 5/ 317.
(4)
"تهذيب الكمال" 23/ 476، و"تهذيب التهذيب" 6/ 477.
(5)
"الإصابة" 3/ 266.
وقالَ مكحولٌ: ما رأيتُ أعلمَ منه.
وقالَ الشَّعبيُّ: كانَ أعلمَ النَّاسِ بقضاءِ زيدِ بنِ ثابتٍ
وقالَ ابنُ شهابٍ: كانَ مِن علماء الأمَّة، وقالَ ابنُ حِبَّانَ: كانَ مِن فقهاءِ أهلِ المدينةِ، وصالحيهم، مُعلِّمَ كتَّابٍ، انتقلَ إلى الشَّامِ، وماتَ بها سنةَ ستٍّ وثمانين، وبه جزمَ غيرُ واحدٍ، وقيلَ: سبعٍ، أو ثمانٍ، أو تسعٍ، عن ستِّ وثمانين، ولا عقبَ له. وقالَ أبو الزِّنادِ: فقهاءُ المدينةِ أربعةٌ: سعيدُ بنُ المسيِّبِ، وقَبيصةُ، وعُروةُ بنُ الزُّبيرِ، وعبدُ الملكِ بنُ مروانَ.
3252 - قَتَادَةُ بنُ إدريسَ بنِ مُطاعنِ بنِ عبدِ الكريمِ، أبو عزيزٍ الحسينيُّ
(1)
.
صاحبُ الينبوعِ، بل ومكَّةَ وغيرهِما مِن الحجازِ، وكانتْ بينَه وبينَ سالمِ بنِ قاسمٍ الحسينيِّ أميرِ المدينةِ حربٌ، أشيرَ إليه في: سالمٍ. وله ذُكِرَ في: مُقبل بنِ جمَّازٍ.
وقد طوَّلَ الفاسيُّ
(2)
ترجمتَه.
3253 - قَتَادَةُ بنُ عبدِ الله بنِ أبي قتادَةَ
(3)
.
مِنْ أهلِ المدينةِ. يروي عن: أبيه، وعنه: الحجَّاجُ بنُ أرطاةَ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(4)
.
(1)
"شفاء الغرام" 2/ 198.
(2)
"العقد الثمين" 7/ 39 - 61.
(3)
"التاريخ الكبير" 7/ 187.
(4)
"الثقات" 7/ 341.
3254 - قَتَادَةُ بنُ النُّعمانِ بنِ زيدِ بنِ عامرِ بنِ سوادِ بنِ كعب، واسمه ظَفَرُ بنُ الخزرجِ بنِ عمرِو بنِ مالكِ بنِ الأوسِ، أبو عبدِ اللهِ، وقيل: أبو عمرَ الأنصاريُّ الظَّفَريُّ
(1)
.
أخو أبي سعيدٍ الخدريِّ لأمِّهِ، وقتادَةُ الأكبرُ، أمُّهما ابنةُ أبي سَليطِ بنِ عمرِو بنِ قيسٍ. ذكرَه مسلمٌ
(2)
في المدنِيِّينَ. وقد شهدَ بدرًا؛ وأصيبتْ عينُهُ، ووقعتْ على خدِّهِ يومَ أُحُدٍ؛ فأتَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فغَمَزَ حدقتَه، وردَّها إلى موضعِها؛ فكانتْ أصحَّ عينيه
(3)
. وكانَ على مقدِّمةَ عمرَ في مَقدمِهِ إلى الشَّام. وهو مِن الرُّماةِ المذكورينَ.
وله أحاديثُ منها
(4)
: "إذا أحبَّ الله عبدًا حماه الدُّنيا".
روى عنه: أخوه أبو سعيدٍ، وابنُه عمرُ بنُ قتادَةَ، ومحمودُ بنُ لبيدٍ، وغيرهم.
ماتَ على الصَّحيحِ سنةَ ثلاثٍ وعشرين بالمدينةِ؛ عن خمسٍ وستين [سنةً]، وصلَّى عليه عمرُ، ونزلَ قبرَه أبو سعيدٍ، ومحمَّدُ بنُ مسلمةَ، والحارثُ بنُ صرمةَ.
وهو في "التهذيب"
(5)
، وأوَّل "الإصابةِ"
(6)
، وابنِ حِبَّانَ
(7)
، وغيرِها.
(1)
"أسد الغابة" 4/ 289.
(2)
"الطبقات" 1/ 147 (30).
(3)
أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 453.
(4)
وتتمته: "كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء" رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 184، ورجاله ثقات.
(5)
"تهذيب الكمال" 23/ 521، و"تهذيب التهذيب" 6/ 487.
(6)
"الإصابة" 3/ 225.
(7)
"الثقات" 3/ 344.
3255 - قُثَمُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلِبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ مَنافٍ
(1)
.
ابنُ عَمِّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأميرُ مكةَ، وأمُّهُ لبابةُ ابنةُ الحارثِ الهلاليَّةُ، أوَّلُ امرأةٍ أسلمتْ بعدَ خديجةَ.
له صحبةٌ وروايةٌ. مَّمنْ أردفَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم خلفه
(2)
، ثمَّ كانَ آخرَ منَ خرجَ مِن لحدِهِ صلى الله عليه وسلم وكان مشبَّهًا به صلى الله عليه وسلم. واستعملَه عليٌّ على مكَّةَ؛ فلم يزلْ عليها حتَّى استُشهِدَ عليٌّ؛ قالَه خليفةُ
(3)
. وقالَ الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ: استعملَه على المدينةِ، ثمَّ إنَّه سارَ أيامَ معاويةَ مع سعيدِ بنِ عثمانَ بنِ عفانٍ في فتحِ ما وراء النَّهر، فاستُشهد بسمرقندَ
(4)
، ولم يعقِّب. وقد روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم -وكانَ يُشبَّهَ به- وعن أخيه الفضلِ. وعنه: أبو إسحاقَ السَّبيعيُّ. قالَ الحاكم
(5)
: كانَ أخَ الحسنِ بنِ عليٍّ من الرَّضاعة، وكانَ آخرَ النَّاسِ عهدًا بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم. وهو في "التهذيب"
(6)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(7)
، وابن حِبَّانَ
(8)
.
(1)
"أسد الغابة" 4/ 392.
(2)
أخرج ذلك البخاريُّ في كتاب الحج، باب: الركوب والارتداف في الحج (1544).
(3)
"تاريخ خليفة"، 198 - 201، و"طبقاته" ص 230.
(4)
سَمَرْقَنْد: تقع حاليا في بلاد أوزبكستان.
(5)
في الأصل: قاله الحاكم، والصواب المثبت.
(6)
"تهذيب الكمال" 23/ 538، و"تهذيب التهذيب" 6/ 491.
(7)
"الإصابة" 3/ 226.
(8)
"الثقات" 3/ 337.
وقالَ الزُّبيرُ في الشعر الذي أوَّلُهُ
(1)
:
هذا الذي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ
…
والبَيْتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ
قالَه بعضُ شعراءِ المدينةِ في قُثمَ، وزادَ أبياتًا منها
(2)
:
كم صَارِخٍ بِكَ مَكْرُوبٍ وصَارِخَةٍ
…
يَدْعُوكَ يَا قُثمَ الخَيراتِ يا قُثمُ
3256 - قُدامةُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ حاطبٍ، الجُمَحيُّ، القُرَشيُّ، المدَنيُّ
(3)
.
وقد يُنسب إلى جدِّه. تابعيٌّ يروي عن: ابنِ عمرَ، وأنسٍ، وسَهْلِ بنِ سعدٍ، وعمرَ بنِ أبي سلمةَ المخزوميِّ، وعنه: ابناه عبدُ الملكِ، وصالحٌ، والثَّوريُّ، وجريرُ بنُ عبدِ الحميدِ، وقُرَّةُ بنُ خالدٍ، وآخرون. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ
(4)
"ثقاته" وثالثتِها
(5)
، وفي "التهذيب"
(6)
، وهو صويلحٌ.
3257 - قُدامةُ بنُ حماطةُ، الضَّبيُّ، الكوفيُّ
(7)
.
يروي عن: المدنِيِّينَ، وعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، وأبي بردةَ ابنِ أبي موسى، وعنه: جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ، وسفيانَ الثوريُّ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ
(1)
المعروف أنَّ البيت للفرزدق في عليٍّ زين العابدين. "ديوان الفرزدق"، ص 511.
(2)
ليس في "ديوان الفرزدق"، وهو في "العقد الثمين" 7/ 66.
(3)
"الجرح والتعديل" 7/ 129، و"الكاشف" 2/ 134.
(4)
"الثقات" 5/ 319.
(5)
"الثقات" 7/ 340.
(6)
"تهذيب الكمال" 23/ 542، و"تهذيب التهذيب" 6/ 493.
(7)
"التاريخ الكبير" 7/ 178.
"ثقاته"
(1)
.
3258 - قُدامةُ بنُ محمَّدِ بنِ قُدامةَ بنِ خَشرمٍ، الأشجعيُّ، الخَشرميُّ، المدَنيُّ
(2)
.
مِن أهلِها. يروي عن: أبيه -وأبوه مجهول- وعن مخرمةَ بنِ بُكيرٍ، وإسماعيلَ بنِ شيبةَ الطائفيِّ، وداودَ بنِ المغيرةِ، وعنه: عبدُ الله بنُ هارونَ بنِ موسى الفَرَويُّ، وسعدُ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الحكمِ، وابنُ نُمَيْرٍ، وابنُ شيبةَ الحِزاميُّ، وأحمدُ بنُ صالع الحافظُ، وسَلمةُ بنُ شبيبٍ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الوهابِ الفرَّاءُ، ومحمَّدُ بنُ سعدٍ العوفيُّ، وأهلُ المدينةِ.
قالَ أبو حاتمٍ
(3)
: ليسَ به بأسٌ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(4)
: يروي المقلوباتِ التي لا يُشارَك فيها، لا يجوزُ الاحتجاجُ به. وذُكِرَ في "التهذيب"
(5)
.
3259 - قُدَامةُ بنُ موسى بنِ عمرَ بنِ قُدَامةَ بنِ مَظْعونِ بنِ حبيبٍ، الجُمَحِيُّ، المكيُّ
(6)
.
يروي عن: أبيه، وابنِ عمرَ، وأنسٍ، وأبي صالحٍ السَّمَّانِ، وغيرِهم، وعنه: ابنُهُ
(1)
"الثقات" 7/ 341.
(2)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي، ص 194 (711)، و"التاريخ الكبير" 7/ 178، و"ميزان الاعتدال" 3/ 386.
(3)
"الجرح والتعديل" 7/ 129.
(4)
"المجروحين" 2/ 219.
(5)
"تهذيب الكمال" 23/ 551، و"تهذيب التهذيب" 6/ 495.
(6)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 389، و"تاريخ أبي زرعة الدمشقي"، 430، و"المجمع بين رجال الصحيحين" 2/ 427.
إبراهيمُ، والدَّرَاورديُّ، وجعفرُ بنُ عَوْنٍ، وآخرون. خرَّجَ له مسلمٌ
(1)
وغيرُه.
ووثَّقه ابنُ مَعِين
(2)
، وأبو زُرعة، ثمَّ ابنُ حِبَّانَ
(3)
، وقالَ: كانَ إمامَ مسجدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ماتَ سنةَ ثلاثٍ وخمسين [و] مئةٍ.
وتوقَّفَ شيخُنا
(4)
في صحَّةِ سماعِه مِن ابنِ عمرَ، فقد أخرجَ له التِّرمذيُّ
(5)
حديثًا؛ فأدخلَ بينَه وبينَ ابنَ عمرَ ثلاثةَ أنفسٍ. وقالَ الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ: إنه عُمِّر، وكانَ فيها.
ويُحكى عنه أنَّ مَلِكَ الرّومِ أرسلَ للوليدِ بنِ عبدِ الملكِ في زيادةِ المسجدِ النبويّ بعُمّالٍ أربعينَ مِن الرُّومِ وأربعينَ مِنَ القِبطِ، وبأربعينَ ألفَ مثقالٍ ذهبٍ فيما قيل
(6)
، وقيلَ: غير ذلك أيضًا. وهو في "التهذيب"
(7)
.
3260 - قُرَّةُ بنُ زُبيدٍ
(8)
.
(1)
كتاب الذِّكر والدعاء، باب: التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل 4/ 2087 (2720).
(2)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 486.
(3)
"الثقات" 7/ 340 - 341.
(4)
"تهذيب التهذيب" 6/ 496.
(5)
في أبواب الصلاة، باب: ما جاء لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتين (419).
(6)
ذكره الطبري في "تاريخه" 6/ 436 من طريق الواقدي، وهو متروك، و ابن الأثير في "الكامل"، 4/ 246، في أحداث سنة 88 هـ، وغيرهم.
(7)
"تهذيب الكمال" 23/ 553، و "تهذيب التهذيب" 6/ 496.
(8)
"لسان الميزان" 6/ 392. في الأصل: زيد، وهو تحريف.
مدَنيٌّ. قالَ الأزديُّ: منكرُ الحديث. ذكرَه الذَّهبيُّ في "ميزانه"
(1)
، فلم يَزِدْ.
3261 - قُرَّةُ بنُ عُقْبَةَ بنِ قُرَّةِ، الأنصاريُّ، الأشهليُّ
(2)
.
حليفٌ لهم، قُتِلَ يومَ أُحدٍ شهيدًا.
3262 - قريشُ بنُ سُبَيعِ بنِ مُهنَّا بنِ سُبيعٍ، الشَّريفُ، أبو محمَّدٍ، العلويُّ، الحسنيُّ، المدَنيُّ
(3)
.
نزيلُ بغدادَ. وُلِدَ بالمدينةِ على رأسِ الأربعين وخمسِ مئةٍ، وفدَ بغدادَ، وطلبَ وسمع الكثيرَ، وحصَّل، وعُنيَ بالحديث.
وسمعَ من أبي الفتحِ ابنِ البَطِّيِّ
(4)
، وأبي زُرْعَةَ، وأبي بكرٍ ابنِ النَّقورِ
(5)
، والمباركِ بن خُضَيْرٍ
(6)
، وطبقَتِهم. روى عنه: الدُّبَيْثيُّ
(7)
، وابنُ النَّجَّارِ، وأهلُ
(1)
"الميزان" 3/ 387.
(2)
"الإصابة" 2/ 223.
(3)
"مختصر تاريخ بغداد" للدبيثي 1/ 322، و "تاريخ الإسلام" 10/ 36.
(4)
محمَّدُ بنُ عبدِ الباقي، محدِّثُ بغداد، توفي سنة 564 هـ. "العبر" 4/ 188، و"المستفاد من ذيل تاريخ بغداد" 1/ 16، و "الوافي بالوفيات" 3/ 209.
البَطِّي: نسبة إلى البطة، وهو لقبٌ لبعض اْجداد المنتسب إليه، وإلى بيع البط. "الأنساب" 1/ 338.
(5)
عبدُ الله بنُ محمَّدِ، عالم بالحديثِ، توفي سنة 565 هـ. "العبر" 4/ 190.
(6)
المباركُ بنُ عليٍّ، أبو طالب البغداديُّ، المحدِّث، توفي سنة 562 هـ. "السير" 20/ 487.
(7)
محمَّدُ بنُ سعيدِ، أبو عبدِ الله الواسطيُّ، الدُّبَيْثيُّ، شيخُ القرَّاء، مؤرِّخُ، محدَّثٌ، توفي سنة 637 هـ. "سير أعلام النبلاء" 23/ 68.
بغدادَ، وغيُرهم. ماتَ في ذي الحجَّةِ سنةَ عشرين وستِّ مئةٍ.
3263 - قُزمانُ بنُ الحارثِ
(1)
.
مِن بني عَبْسٍ، ماتَ بالمدينةِ.
3264 - قُسَيْطلُ بنُ زُهيرِ بنِ سُليمانَ بنِ هِبَةَ بنِ جَمَّازٍ، الحسينيُّ، الجمَّازيُّ
(2)
.
أميرُ المدينةِ، وَليَها بعدَ انفصالِ ضَيْغَمٍ في سنةِ ثلاثٍ وثمانين، بمعاونةِ السيِّدِ محمَّدِ ابنِ بَرَكاتٍ، فدامَ إلى أثناءِ سنةِ سبعٍ وثمانينَ، فانفصلَ بزُبَيرِيِّ النُّعيريِّ، بتفويضِ صاحبِ مكَّةَ المشارِ إليه له، لإضافةِ صاحبِ مصرَ أمرَ المدينةِ إليهِ أيضًا، ويُذكَرُ بالميلِ لأهلِ السُّنَّةِ كآلِ جَمَّازٍ، واستشرفَ نفسهِ العَودةَ حينَ اقتحمَ حسنُ بنُ زُبيريٍّ القبةَ، فلم يتَّفِقْ لعجزِهِ عن القيامِ بذلك.
3265 - قُطْلُبك بنُ عبدِ الله، الحُساميُّ، المَنْجَكِيُّ
(3)
.
كانَ أحدَ الأمراءِ بالقاهرةِ، وتردَّدَ إلى الحرمينِ لتفرِقَةِ صدقَةِ القَمْحِ الذي ينفذُهُ الظَّاهرُ
(4)
، كان فيه خيرٌ، وعندَه قُوَّةٌ زائدةٌ، ماتَ بيَنْبُعَ، وهو راجعٌ مِن الحجِّ لمِصرَ في أوَّلِ سنةِ اثنتين وثمانِ مئةٍ، وكانَ في التي قبلها عَمَّرَ مسجدَ الرَّايةِ
(5)
الذي بأعلى مكَّةَ.
(1)
"الإصابة" 3/ 235. كانَ من المنافقين، شهِدَ أُحُدًا مع المسلمين وقُتلَ فيها.
(2)
"إتحاف الورى" 4/ 335، و "غاية المرام" 2/ 531.
(3)
"الضوء اللامع" 6/ 224.
(4)
الظاهر برقوق، تقدَّم.
(5)
مسجد الراية قرب شارع غزة حاليا. "تاريخ مكة المكرمة قديما وحديثا"، ص 135.
3266 - قطنُ بنُ وهبِ بنِ عُويمِرِ بنِ الأجدعِ، أبو الحسنِ اللَّيثيُّ، ويقالُ: الخُزَاعيُّ، المدَنيُّ
(1)
.
يروي عن: عمِّهِ، وعُبيدِ بنِ عُميرٍ، ويحنَّسَ مولى آل الزُّبير ما رواه له عن ابن عمرَ في فضلِ المدينة، وعنه: الضَّحَّاكُ بنُ عثمانَ، وعبيدُ الله بنُ عمرَ، ومالكٌ، وذُكِرَ في "التهذيب"
(2)
، و"ثقاتِ" ابنِ حِبَّانَ
(3)
، وقالَ أبو حاتمٍ
(4)
: صالحُ الحديثِ، وقالَ النَّسائي
(5)
: ليسَ به بأسٌ.
3267 - القَعْقَاعُ بنُ حَكيمٍ، الكِنَانيُّ، المدَنيُّ
(6)
.
مِن أهلِها. يروي عن: عائشةَ، وابنِ عمرَ، وجابرٍ، وعليِّ بنِ الحسينِ، وأبي صالحٍ السَّمانِ، وجماعةٍ، وعنه: سُمَيٌّ، وسهيلُ بنُ أبي صالحٍ، ويزيدُ بنُ أسلمَ، وسعيد المقبريُّ، وابنُ عجلانَ، وأهلُ المدينةِ.
وثَّقهُ أحمدُ، وابنُ مَعِينٍ
(7)
، وابنُ حِبَّانَ
(8)
، وقالَ أبو حاتمٍ
(9)
: ليسَ بحديثهِ
(1)
"التاريخ الكبير" 7/ 190، و"الكاشف" 2/ 138.
(2)
"تهذيب الكمال" 23/ 621، و"تهذيب التهذيب" 6/ 516.
(3)
"الثقات" 7/ 344.
(4)
"الجرح والتعديل" 7/ 138.
(5)
في الأصل: النسئي.
(6)
"طبقات خليفة"، 249، و"المعرفة والتاريخ" 2/ 706، و"رجال مسلم" 2/ 148.
(7)
"تاريخ الدارمي"(709).
(8)
"الثقات" 5/ 323.
(9)
"الجرح والتعديل" 7/ 136.
بأسٌ. وذُكِرَ في "التهذيب"
(1)
.
3268 - قَهْطَمٌ.
مِن سكُّانِها.
3269 - قُهيدٌ.
ذكرَهُ ابنُ صالحٍ، فيمَن رآهُ من الشُّرفاءِ الشعوبِ عند المدرسةِ الشِّهابيَّةِ.
3270 - قلاونُ بنُ حسنِ بنِ مُقبلٍ
(2)
.
أشركَه وُدَيٌّ مع جُخيدبٍ
(3)
في نيابتِهِ بالمدينةِ، قُتلا خَنقًا بعد الأربعين وسبعِ مئةٍ.
3271 - قلاونُ الصَّالحيُّ، الملكُ المنصورُ
(4)
.
والدُ النَّاصرِ محمَّدٍ الآتي.
في سنةِ ثمان وسبعين وستِّ مبة مِن أيامِه بُنيتْ قُبَّةٌ على الحُجرةِ الشَّريفةِ، ولم يكن قبلَ ذلك عليها قبَّة ولا بناءٌ مُرتفعٌ، وإنَّما كانَ حولَ الحُجرةِ الشَّريفةِ فوقَ سطحِ المسجدِ حظير مبنيٌّ بالآجُرِّ، مقدارَ نصفَ قامةٍ، بحيثُ يتميَّزُ سطحُها عن سطحِ المسجد، فعُمِلَتْ هذه وهي أخشابٌ أقيمتْ، وسُمِّرَ عليها ألواحٌ من
(1)
"تهذيب الكمال" 23/ 623، و"تهذيب التهذيب" 6/ 518.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 255، و"تاريخ أمراء المدينة المنورة" ص 279.
(3)
جخيدب بن منيف. تقدم.
(4)
"السلوك" 1/ 3/ 663، و"النجوم الزاهرة" 7/ 292، و "بدائع الزهور" 1/ 1/ 347.
خشبٍ، وعلى الألواحِ ألواحٌ من رَصاصٍ
(1)
، ولم نَقِفْ على تعيينِ مَنْ عَمِلَها، ولكنْ سَبَقَ في أحمدَ بنِ عبدِ القويِّ لها ذكرٌ. وكذا أنشأ عندَ بابِ السَّلامِ سنةَ ستٍّ وثمانين وستِّ مئةٍ ميضأةً هائلةً.
3272 - قَيْسُ بنُ ثابتٍ بنِ قيسِ بنِ شَمَّاسٍ، الأنصاريُّ، الخَزْرجيُّ، المدَنيُّ
(2)
.
يروي عن: أبيه، وعنه: ابنُهُ عبدُ الخبيرِ. وهو في "التهذيب"
(3)
.
وكانَ أبوه قُتِلَ يومَ اليَمامةِ بعدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بقليلٍ، فروايةُ قيسٍ عنهُ منقطعةٌ، ولا يلزمُ أنْ يكونَ لقيسٍ إدراكٌ؛ قالَه شيخُنا
(4)
.
وقد سَلَفَ يعني في "التهذيب" في: إسماعيلَ بنِ محمَّدِ بنِ ثابتٍ، أنَّ الدمياطيَّ جزمَ بأنَّه والدُ [عبد] الخبيرِ
(5)
، فالله أعلمُ.
3273 - قيسُ بنُ ثعلبةَ
(6)
.
(1)
" تحقيق النصرة" ص 126، و "عمدة الأخبار" ص 126.
(2)
"الكاشف" 2/ 138.
(3)
"تهذيب الكمال" 24/ 6.
(4)
"تهذيب التهذيب" 6/ 521.
(5)
لم يذُكِرَ في إسماعيل بن محمَّد بن ثابت، انظر:"تهذيب التهذيب" 1/ 337، بل ذُكِرَ في عبد الخبير بن قيس بن ثابت. انظر:"تهذيب التهذيب" 5/ 35.
وقد ذكر الحافظ في ترجمة قيس بن ثابت -صاحب الترجمة- بأن الدمياطي جزم بأنه والد عبد الله، فالخبير أعلم، "تهذيب التهذيب" 6/ 521، ولعلها محرَّفة.
(6)
اختلف في اسمه. "التاريخ الكبير" 6/ 315، و"الثقات" 5/ 171، و"تقريب التهذيب"، ص 334 (3780).
هو اسمُ أبي عياضٍ المدَنيِّ، ذكرَه شيخُنا في زوائد "التهذيب"، وقالَ: روى عن: عبدِ الله بنِ عمرٍو
(1)
، وعنه: مجاهِدٌ. ترجمَ له أبو نصبر الكَلاباذيُّ
(2)
هكذا في "رجال البخاريِّ"
(3)
، ثمَّ قالَ: وقيل: هو عمرُو بنُ الأسودِ. انتهى. وقد مضى في: عمرو.
3274 - قيسُ بنُ الحارثِ بنِ عَدِيِّ بنِ جُشَمَ
(4)
.
عمُّ البراءُ بنُ عازبٍ. تُوُفِّي بالمدينة شهيدًا بأحُدٍ، ذكرَه ابنُ شاهينَ، وذكر أبو عمرَ
(5)
أنه استُشهدَ يومَ اليمامةِ.
3275 - قيسُ بنُ أبي حذيفةَ
(6)
.
ذكرَه مسلمٌ
(7)
في ثالثةِ تابعي المدنِيِّينَ.
3276 - قيسُ بنُ ذريحِ بنِ الحُباب بنِ سنة
(8)
بنِ حذافةَ
(9)
.
(1)
في "الثقات" 5/ 171: روى عن عمرو، ومعاوية.
(2)
أبو نصرٍ أحمدُ بنُ محمَّدٍ، الكلاباذي -نسبة لكلاباذ، وهي محلَّةٌ مِن بخارى- حافظٌ، محِّدثٌ، مات سنة 398 هـ. "تاريخ بغداد" 4/ 434، و"الأنساب" 10/ 506، و "سير أعلام النبلاء 17/ 95.
(3)
"رجال البخاري" 2/ 614.
(4)
"أسد الغابة" 4/ 416، و"الإصابة" 3/ 43.
(5)
"الاستيعاب" 3/ 347، ووقع في الأصل: ابن عمر، وهو خطأ.
(6)
"التاريخ الكبير" 7/ 151، و "الجرح والتعديل" 6/ 95، وفيهما: قيس بنُ حذيفة.
(7)
"الطبقات" 1/ 248 (866).
(8)
غير واضحة بالأصل، والتصويب من "الأغاني".
(9)
أحدُ عشَّاق العرب المشهورين. "الشعر والشعراء" ص 417، و"الأغاني" 8/ 107، و "سير =
كانَ رضيعَ الحسنِ بنِ عليٍّ، أرضعتهُ أمُّ القيسِ، وكانَ ينزلُ قومُه ظاهرَ المدينةِ. وذكرَ قصَّة تزوُّجِه لُبْنى ابنةِ الحُبابِ الكعبيَّةَ.
3277 - قيسُ بنُ رافعٍ، أبو رافعٍ، أو أبو عمروٍ، القيسيُّ، الأشجعيُّ، المِصريُّ، المدَنيُّ الأصل
(1)
.
روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرسلًا، وعن ابنِ عمرَ، وابنِ عَمرٍو، وأبي هريرةَ، وشُفيِّ بنِ ماتعٍ، وعنه: الحسنُ بنُ ثوبانَ، ويزيدُ بنُ أبي حبيبٍ، وإبراهيمُ بنُ نشيطٍ، والحارثُ بنُ يعقوبَ، وابنُ لهيعةَ، وغيرُهم.
ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(2)
، والبغويُّ في "الصحابة"، وقالَ
(3)
: يقالُ: إنَّه جاهليٌّ، وأبو موسى في "الذيل"، وقالَ: أوردَه عبدانُ في الصَّحابة، قالَ: وأظنُّ حديثَهُ ليس بمسندٍ، إلا أنِّي رأيتُ بعضَ أهلِ الحديثِ وضعهُ في المسندِ، فذكرتُهُ ليُعرَفَ. وقالَ الحسنُ بنُ ثوبانَ: دخلتُ عليه، وكانَ من أهلِ العلمِ والسِّترِ، فذكرَ خبرًا أورده ابنُ يونسَ في "تاريخه"
(4)
. وهو في "التهذيب"
(5)
.
= أعلام النبلاء" 8/ 41.
(1)
"التاريخ الكبير" 7/ 152، و"الجرح والتعديل" 7/ 96.
(2)
"الثقات" 5/ 315.
(3)
"معجم الصحابة" 5/ 19.
(4)
لم يُذكر في "تاريخ ابن يونس" المطبوع، المجموع جمعا من الكتب.
(5)
"تهذيب الكمال" 24/ 24، و"تهذيب التهذيب" 6/ 526.
3278 - قيسُ بنُ سالمٍ، أبو حَرْزَةَ.
في الكنى
(1)
.
3279 - قيسُ بنُ سعدِ بنِ عُبادةَ بنِ دُلَيْمِ بنِ الأسدِ بنِ الحارثِ بنِ الخزرجِ، أبو القاسمِ، أو أبو عبدِ الله، أو أبو عبدِ الملكِ، أو أبو الفضلِ الأنصاريُّ، الخَزرجيُّ، المدَنيُّ
(2)
.
خَدَمَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين مِن وقتِ قدومِه المدينةَ إلى أنْ قُبضَ، وكانَ منه بمنزلةِ صاحبِ الشُّرطةِ مِن الأميرِ، وله عنه عدَّةُ أحاديثَ.
ثمَّ كان على مقدِّمةِ [عليٍّ] يومِ صفِّينَ، ثمَّ هربَ مِن معاويةَ سنةَ ثمان وخمسين، وسكنَ تفليسَ
(3)
، وبها ماتَ في سنةِ خمسٍ وسبعين أيامَ عبدَ الملكِ بنِ مروانَ، وقيل: بل ماتَ في آخر ولايةِ معاويةَ.
وعن بعضِهم: أنَّه لزمَ المدينةَ مُقبلًا على العبادةِ حتَّى ماتَ بها، وممَّنْ جزمَ بموتِهِ في المدينة خليفةُ
(4)
وغيرُه، وأنَّه في آخرِ خلافةِ معاويةَ.
وكانَ ضخمًا جسيمًا، صغيرَ الرَّأسِ، ليستْ له لحيةٌ، طويلًا جِدًّا؛ إذا ركبَ
(1)
الكنى في القسم المفقود من الكتاب.
(2)
"الطبقات الكبرى" 6/ 52، و"أسد الغابة" 4/ 424.
(3)
تِفليس: بلد بأرمينية. "معجم البلدان" 2/ 35 - 36.
(4)
"طبقات خليفة" 98، وهو قول الواقدي فيما قاله ابن سعد، انظر:"طبقات ابن سعد" 6/ 53، و"تهذيب الكمال" 24/ 46.
وقال ابن حجر: وقول خليفة ومن وافقه هو الصواب. "الإصابة" 3/ 249.
الحمارَ خطَّتْ رجلاهُ الأرضَ، ولمَّا بعثَ قيصرُ إلى معاويةَ أنِ ابعثْ إليَّ سراويلَ أطولِ رجلٍ مِن العربِ، أرسل بسراويلِ قيسٍ إليه؛ بعد أْن أمر أطولَ رجلٍ في الجيش
(1)
، فوضعها على أنفِه؛ فوقعتْ على الأرضِ.
[كان] سيِّدًا مُطاعًا، كثيرَ المال، جَوادًا كريمًا، وقفتْ عليه عجوزٌ، فقالت: أشكو إليك قِلَّةَ الجُرذانِ، فقالَ: ما أحسنَ هذه الكنايةَ، املأوا بيتَها خُبزًا ولحمًا، وسمنًا وتمرًا. يُعَدُّ مِن دُهاةِ العربِ، بحيث يُروى عنه أنَّه قالَ: لولا أنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول
(2)
: "المكرُ والخديعةُ في النَّار" لكنتُ مِن أمكرِ هذهِ الأمَّةِ.
وفي لفظٍ: لولا الإسلامُ لمكرتُ مَكْرًا لا تطيقُهُ العربُ. وترجمتُهُ محتملةٌ البسطَ. وهو في "التهذيب"
(3)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(4)
. وقد مضى أبوه.
3280 - قيسُ بنُ السَّكنِ بنِ قيسِ بنِ زَعوراءَ بنِ حَرامِ بنِ جُندبِ بنِ عامرِ بنِ غَنمِ بنِ عديِّ بنِ النَّجَّارِ، أبو زيدٍ، الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ
(5)
.
أحدُ مَنْ جَمَعَ القرآنَ على عهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فيما قالَه أنسٌ، إذ فسَّر قولَه: أحدُ عمومتي
(6)
، بقيسٍ رجلٍ منَّا مِن بني عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ، ولم يكنْ له عَقِبٌ، نحن
(1)
تحرفت في الأصل إلى: الحبس، والتصويب من "تهذيب الكمال".
(2)
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" 5/ 367، بسند صحيح.
(3)
"تهذيب الكمال" 24/ 40، و"تهذيب التهذيب" 6/ 531.
(4)
"الإصابة" 3/ 249.
(5)
"أسد الغابة" 4/ 427.
(6)
أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب: مناقب زيد بن ثابت (3810).
ورثناه. لا شَكَّ أنهما يجتمعان في حَرامٍ. وكان مشهورًا بكُنيتِهِ.
شَهِدَ بدرًا، واستُشهدَ يومَ جسرِ أبي عبيدٍ
(1)
فيما قاله موسى بنُ عقبةَ. وقالَ غيرُه: ماتَ بالمدينةِ في خلافةِ عمرَ، ووقف عمرُ على قبره. وهو في "الإصابة"
(2)
.
3281 - قَيْسُ بنُ عُبَادٍ، أبو عبدِ الله، اليَشْكُرِيُّ، القَيْسِيُّ
(3)
.
مِن ولدِ قيسِ بنِ ثعلبةَ الضُّبَعِيِّ، البصريّ. مِن كبارِ التَّابعين. يروي عن: عمرَ، وعليٍّ، وأبي ذَرٍّ، وعمَّارٍ، وجماعةٍ، وعنه: الحسنُ، وابنُ سيرينَ، وأبو مِجْلَزٍ لاحقُ بنُ حميدٍ، وأبو نضرةَ: المنذرُ بنُ مالكٍ، وغيرُهُم، وقد رحلَ إلى المدينة في خلافةِ عمرَ، وصلَّى معهُ، وكانَ كثيرَ العبادةِ والغزوِ، ولكنَّه شيعيٌّ.
قالَ ابنُ سعدٍ
(4)
: ثقةٌ قليلُ الحديثِ، والعِجليُّ
(5)
: ثقةٌ مِن كبارِ الصَّالحين. والنَّسائيُّ وابنُ خِراشٍ: ثقةٌ، وكانتْ له مناقبُ وحلِمٌ وعبادةٌ.
وذكرَه أبو مِخْنَف عن شيوخه فيمَنْ قتلَه الحجَّاجُ ممَّنْ خرجَ معَ ابنِ الأشعثِ
(6)
.
(1)
سنة ثلاث عشرة، وكانت الوقعة بين الحيرة والقادسية، انظر:"تاريخ الإسلام" عهد الخلفاء ص 126 - 127.
(2)
"الإصابة" 3/ 250.
(3)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 491، و "طبقات خليفة"، 198، و "المعرفة والتاريخ" 1/ 445.
(4)
"الطبقات الكبرى" 7/ 131.
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 222.
(6)
"تاريخ الطبري" 5/ 280 - 281.
وابنُ قانعٍ في "معجم الصحابة"
(1)
، وأورد له حديثًا مرسلًا. وذُكِرَ في "التهذيب"
(2)
. وثالثِ "الإصابة"، ورابعها
(3)
، و"ثقاتِ" ابن حِبَّانَ
(4)
في التَّابعين؛ وقالَ: إنَّه يَشْكُريٌّ.
3282 - قيسُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي صَعْصَعَة
(5)
.
أخو عبدِ الله، وعبدِ الرَّحمنِ. مِنْ أهلِ المدينةِ. يروي عن: أهلِها، وكانَ راويًا لسعدِ بنِ إبراهيَمَ. روى عنه: أهلُ بلده، وموسى بنُ عبيدةَ الرَّبَذِيُّ.
ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ ثقاته، ورابعتها
(6)
، والعُقيليُّ في "ضعفائه"
(7)
.
3283 - قيسُ بنُ عَمرِو بنِ سهلِ بنِ ثعلبةَ بنِ الحارثِ بنِ زيدِ بنِ ثَعلبةَ بنِ غَنْمِ بنِ مالكِ بنِ النَّجَّار الأنصاريُّ، المدَنيُّ
(8)
.
جدُّ يحيى بنِ سعيدٍ وإخوتِه. وزعمٌ مصعب الزُّبَيْريُّ: أنَّ اسمَ جَدِّ يحيى قيسُ بنُ قهدٍ، وغلَّطَهُ ابنُ أبي خيثمةَ في ذلك، وقال: هما اثنان.
(1)
"معجم الصحابة" 2/ 354.
(2)
"تهذيب الكمال" 24/ 64، و"تهذيب التهذيب" 6/ 535.
(3)
"الإصابة" 3/ 273، 284.
(4)
"الثقات" 5/ 308.
(5)
"الجرح والتعديل" 6/ 101.
(6)
"الثقات" 7/ 327، و 9/ 15.
(7)
"الضعفاء الكبير" 3/ 467.
(8)
"أسد الغابة" 4/ 438، 440، و"الإصابة" 3/ 225.
روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: ابنُهُ سعيدٌ، وقيل: لم يسمَعْ منه، وقيسُ بنُ أبي حازمٍ، ومحمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحارثِ التيميُّ. وقالَ الترمذيُّ
(1)
: إنَّه لم يسمعْ منه.
وزعم ابنُ حِبَّانَ
(2)
أنَّ قيسَ بنَ عمرٍو هو
قيسُ بنُ قَهدٍ،
وأنَّ قهدًا لقبُ عمرٍو، وكأنَّهُ أخذَه مِن قولِ البخاريِّ
(3)
: قيسُ بنُ عمر [وٍ] جَدُّ يحيى بنِ سعيدٍ، له صحبةٌ، قالَ: وقالَ بعضُهم: قيسُ بنُ قهدٍ.
وقالَ أبو نُعيم في "الصحابة"
(4)
: قيسُ بنُ عمرِو بنِ قهدِ بنِ ثعلبةَ، ثمَّ قالَ: وقيل: قيسُ بنُ سهلٍ، واللهُ أعلم. وهو في "التهذيب"
(5)
.
3284 - قيسُ بنُ عَمرِو بنِ قيسٍ الأنصاريُّ
(6)
.
استُشْهِدَ بأُحُدٍ.
- قيسُ بنُ قهدٍ.
في: ابن عمرِو بنِ سهلٍ، قريبًا.
3285 - قيسُ بنُ مَخْلَدِ بنِ ثعلبةَ الأنصاريُّ
(7)
.
(1)
" سنن الترمذي" 2/ 286، بعد حديث (422).
(2)
"الثقات" 3/ 339.
(3)
"التاريخ الكبير" 7/ 142.
(4)
"معرفة الصحابة" 4/ 2312.
(5)
"تهذيب الكمال" 24/ 72، و"تهذيب التهذيب" 6/ 537.
(6)
"أسد الغابة" 4/ 437، و"الإصابة" 3/ 256.
(7)
"أسد الغابة" 4/ 445.
شَهِدَ بدرًا، واستُشْهِدَ بأحُدٍ. وهو في أوَّلِ "الإصابة"
(1)
.
3286 - قيسٌ الحاجِبُ
(2)
.
يروي عن: أبي حفصٍ المدَنيِّ
(3)
، وعنه: عمرُو بنُ الحارثِ
(4)
. قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(5)
.
3287 - قيسٌ المدَنيُّ
(6)
.
والدُ محمَّدٍ. روى عن: زيدِ بنِ ثابتٍ، وعنه: ابنُه محمَّدٌ قاصٌ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ. قالَ الذَّهبيُّ
(7)
: ما روى عنه غيرُه. وهو في "التهذيب"
(8)
.
* * *
(1)
"الإصابة" 3/ 260.
(2)
في الأصل: الحاسب، وهو تحريف."التاريخ الكبير" 7/ 155.
(3)
هكذا في الأصل، و"التاريخ الكبير" 7/ 155، وفي "الثقات" 9/ 14: أبو جعفر المدَنيُّ.
(4)
تحرَّف في الأصل إلى: عمر بن الخطاب، والمثبت من "الثقات" 9/ 14.
(5)
"الثقات" 9/ 14.
(6)
"الخلاصة"، للخزرجي 2/ 454.
(7)
"الميزان" 3/ 398.
(8)
"تهذيب الكمال" 24/ 93، و"تهذيب التهذيب" 6/ 544.
[حرفُ الكافِ]
3288 - كافورُ بنُ عبدِ الله الطَّواشيُّ، شِبلُ الدَّولةِ الدَّردمِيُّ.
قالَ الذَّهبيُّ في "معجمه"
(1)
: حُدِّثتُ أنَّه سمعَ جملةً مِن ابنِ خليل، ولكنْ لم أظفرْ بشيءٍ مِن مروِيَّاته، وقد أجازَ لنا مِن المدينة النبويَّةِ في سنةِ ثلاثٍ وسبعين وستِّ مئةٍ. انتهى
وأظنُّهُ كافورًا الخُضَرِيَّ الذي حَدَّثَ بـ "أخبار المدينة" لابن النَّجَّارِ، رفيقًا للجمالِ المطريِّ عن أبي اليُمْنِ ابنِ عساكرَ إجازةً بقراءة الأمين الآقْشَهْريِّ في سنةِ ثلاثٍ وثمانين. وقالَ بعضُهم: ماتَ قبلَ السَّبعِ مئةٍ.
وكنَّاه ابنُ فرحونٍ: أبا عبدِ الله، ونسبَه خُضريًّا كذلكَ، وقالَ
(2)
: كانَ فيه مِن الخيرِ والدِّينِ والبِرِّ ما لا مزيدَ له؛ بحيثُ أخبرني مَن أَثِقُ به أنَّه كانَ يضعُ معلومَه في غُلْفِ
(3)
أباليجِ
(4)
السُّكَّرِ مِن بيتِه بدون غَلَقٍ، زُهدًا في الدُّنيا، وقلَّةَ حرصٍ
(1)
"معجم الشيوخ" للذهبي 2/ 120.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 53.
(3)
الغُلْف: جمع غلاف. "القاموس": غلف.
(4)
الأباليج: جمع أُبلوج، بالضم السُّكر. "القاموس": بلج.
عليها، وفي كلَّ يومٍ يملأُ كيسَه منها، ويجعلُه في جيبِه لأجلِ مَنْ يقفُ عليه مِن السُّؤَّالِ، أو مِن الخَدَمِ والأيتامِ.
قالَ: وكذلكَ رأيتُه لا تزالُ يدُه تنفقُ سرًّا وعلانيةً، وربَّى أيتامًا كثيرين، وأعتقَ غيرَ واحدٍ من الأرقَّاء. وقد سَمِعَ الحديثَ على جماعةٍ، وصارَ شيخًا في الرِّواية، وكانَ هو والعمادُ مُتَجاوِرَينِ في المسكنِ، متعاوِنَينِ على البِرِّ والخيرِ.
وقالَ المجدُ
(1)
: كانَ مِن الخُدَّامِ المقدَّمين في فعلِ الخيرِ، والمبادرةِ إلى المبرَّاتِ، والمثابرةِ على الحسناتِ، والمواظبةِ على الأعمالِ الصَّالحاتِ، ومِنَ المشهورين بعلوِّ الرِّوايات، والمذكورينَ فيمن سَمِعَ على جماعةٍ مِن أصحاب المسانيدِ العالياتِ.
شهِدَ له بذلكَ خطوطُ الضَّابطينَ في الطّبَقَاتِ القديماتِ، باسطًا كفَّيْهِ مِن الغُدُوات إلى العشيَّاتِ، بإنفاق الدُّرَيْهِمات، وإخراجِ الحسنات
(2)
.
أعتقَ جماعةً مِن العبيدِ الخَيِّرينَ، والإماءِ الخيِّراتِ، وكانَ مِن جملتِهم الشَّيخُ عبدُ الله الخُضَريُّ، الذي قلَّما تسمحُ بمثلِه الأزمانُ والأوقاتُ.
يُحكى عن شِبل الدَّولةِ أنَّه كانَ يضعُ معلومَه في غُلْفِ أباليج السُّكَّر، محطوطًا فب أطرافِ البيتِ، لا عليه قُفْلٌ مُغلقٌ، ولا بابٌ مُسَكَّرٌ، وإنَّما يملأُ منه كلَّ يومٍ كيساً يجعلُهُ في جيبِه لا تفتُرُ عنه يده، نهارُه كالسَّحابِ الصَّيِّب بسَيْبِه
(3)
، يُعطيه
(1)
"المغانم المطابة" 3/ 1273 - 1274.
(2)
في الأصل: وأفراح الخبيات، والمثبت من "المغانم" 3/ 1274.
(3)
السَّيب: العطاء. "القاموس": سيب.
علانيةً وسرًا، ويُنفقُه خُفيةً وجهرًا، ويتَّخذُهُ عندَ الله الكريمِ ذُخرًا.
وكانَ الخُضَريُّ والعادليُّ في السُّكنى متعادِلَينِ مُتَجاوِرَينِ، وعلى فِعلِ الحسنى متعاوِنَينِ مُتوازِرَينِ. تُوفِّي رحمه الله قبلَ السَّبعِ مئةٍ
(1)
.
3289 - كافورٌ الجلدكِيُّ.
شِبلُ الدَّولةِ، أحدُ الخُدَّامِ بالمسجدِ النبويِّ. أثنى عليه ابنُ فَرحونٍ
(2)
.
3290 - كافورٌ، شبلُ الدَّولةِ المُظَفَّرِيُّ.
شيخُ الخُدَّامِ بعدَ عزيزِ الدَّولةِ، ويُعرف بالحريريِّ.
قالَ ابنُ فرحونٍ
(3)
: كانَ مِن أحسنِ النَّاسِ شَكالةً، وأتمِّهم كمالًا، مُهابًا، قد ملأَ قلوبَ الشُّرفاء رُعْباً، وإذا انكسرَ قنديلٌ، أو وقعَ تجصيصٌ يصيحُ حينَ وقعتِه صيحة يُغلبُ عليها، يرتجفُ أهلُ المسجدِ مِن قوَّتِها وعظَمِ مبلغِها.
وكانَ يقولُ: إنه توأم، ماتُ أخوه بعدَ أن ولدتهُما أمُّهما، وكانَ له على الأميرين سلّارٍ، وبيبرسَ الجاشنكير إدلالُ تربيةٍ، حتَّى إنَّهما لما حَجَّا والَوه أحسنَ الموالاةِ، فكلَّمهما في بناءِ المنارةِ التي ببابِ السَّلامِ اليوم، فأنعَما، ثمَّ إنَّه خشيَ أنَّهما يشتغلان بِمُلكِهما عن ذلك، أو يستثقلانِ النَّفَقَةَ على عمارتِها، فقالَ: أنا لا أطلبُ منكما مالًا، عندي مِن القناديلِ الذَّهبِ والفضَّةِ ما يقومُ بها وزيادة، فأنعَما له بإرسالِ الصُّنَّاع،
(1)
تحرَّفت في الأصل إلى: التسعمائة.
(2)
"نصيحة المشاور" ص 63.
(3)
"نصيحة المشاور" ص 42 - 44، بتصرُّف.
وشرعَ هو في تحصيلِ الحَجَرِ والمؤونةِ، فما أتى الحاجُّ حتَّى اجتمعَ مِن أنواعِ الحجرِ كلِّها كالجبالِ في ما بينَ بابي الرَّحمةِ والسَّلام، وأمرَ بالحفرِ لها في مكانِها اليومَ، فلم ينزلوا إلا قليلًا إذ وجدوا بابَ مروانَ بنِ الحكمِ أسفلَ مِن أرضِ المسجدِ بقدرِ قامة، ثمَّ وجدوا برنيةَ فخَّارٍ مُرمَّمةً، ملأى بدراهمَ مُظفَّرِيَّةٍ، قد استحالتْ صفتُها مِن طولِ مُكثِها، ثمَّ وجدوا تحصيبَ المسجدِ عامرًا في سائرِ المسجدِ القديم.
وكانَ الحريريُّ يباشرُ ذلك كلَّه بنفسِه ومالِه وخدَّامِهِ باجتهادٍ تامٍّ، وانتفعَ النَّاسُ بها جدًّا، معَ أنَّ المقدَّمَ في الهندسةِ كانَ منعَ مِن بنائِها إلا بعدَ هدمِها، بنَوه بغيرِ مشورتِه، فلم يلتفتْ الشَّيخُ لذلك، وما ظهرَ لقولِ المهندسِ أثرٌ.
وللحريريِّ مِن الآثارِ الحسنةِ تبطيلُ الطَّوافِ بالشَّعلِ مِن جريدِ النَّخلِ، وإبدالهُا بالفوانيسِ التي يطوفونَ بها اليومَ، كلَّ ليلةٍ بعد صلاةِ العشاءِ الآخرةِ، بلْ كانَ يُوالي المجاورين، ويُحسنُ إليهم، ويقضي حوائِجَهُم.
ومناقبُهُ كثيرةٌ، وحسناتُهُ عديدةٌ، ودارُ الشُّبَّاكِ التي كانتْ ببابِ الرَّحمةِ، هو الذي جدَّدَ لها الشُبَّاكَ الذي صارتْ معروفةً بِهِ؛ لكونِهِ ليسَ حولَ المسجدِ دارٌ لها شُبَّاكٌ في جدارِ المسجدِ غيرُها، بحيثُ كانَ ذلك مِن جملةِ الأسبابِ التي طرقتْهم الشَّبابيكُ في وقتنا لمدرسةِ الأشرفِ مع التَّظاهرِ بالإفتاء. ماتَ سنةَ إحدى عشرةَ وسبعِ مئةٍ. وخلفَه في المسجدِ سعدُ الدِّينِ الزَّاهريُّ.
وقالَ المجدُ
(1)
: تولَّى المشيخةَ في عامِ سبع مئةٍ، بعدَ موتِ عزيز الدَّولةِ العزيزيِّ،
(1)
"المغانم" 3/ 1269 - 1273.
ربَّاه الملوكُ، وربَّى الملوكَ، وسلكَ في المشيخةِ أحسنَ سلوكٍ، أخرجَ لطِيبِه طيِّبَ محاسنِ الشِّيَمِ مِن عَيْبَتِه
(1)
، وأرعبَ قلوبَ الأشرافِ والوُلاة بصلابتِهِ وهيبَتِهِ، ذو كرمٍ يُلقِحُ آمالَ الرجالِ بلواقحِ رياحهِ، ويملأ أطرافَ الحرمِ بشوامخِ صياحِهِ.
كانَ إذا سمع هَدَّة أو صوتًا مُزعجًا مِن انكسارِ قنديل، أو انحسار طربيلٍ
(2)
، قابلَه بصيحةٍ أخفت جَرْسَهُ، وأعدمتْ حِسَّه، وسكَّنت رَجَّتَهُ، وضيَّقت بزعزعتِهِ نَحْبَهُ.
ومن غريبِ ما يُذكر عنه أنَّه عَطَسَ مرَّة مِن المرِار، فوقعَ لهيبتِه المؤذِّنُ مِن أعلى المنارةِ.
وله في الحَرمِ الشَّريف آثارٌ حسنةٌ، ربطَ بها في سِجلِّ السَّعادة رَسَنَهُ، ومِن أظهرِها وأشهرِها، وأعلاها وأفخرِها؛ بناءُ المنارةِ التي أنشأها ببابِ السَّلامِ، وشهدَ بحسنِها ولياقتِها لسانُ الإجماعِ على رؤوسِ الأعلامِ
…
في تسجيعٍ طويلٍ.
ومنها، تعطيلُ الطَّواف
(3)
بالسَّعفِ والجريدِ اليابس، وتبديلُها بالشموعِ المغروزةِ في الفوانيسِ
…
في كلامٍ طويلٍ، إلى أنْ قال: وكانَ رحمه الله مِن أحسنِ الخُدَّامِ منظرًا وقَدًّا، وأسمحِهم وَجْهًا، وأجملِهم صورةً وشَكلًا، وأعظمِهم صوتًا وأُكْلًا.
(1)
العَيْبَة: وعاء من جلد. "القاموس": عيب.
(2)
طربيل: حديدة المحراث التي يدق بها ما يحصد. "المعجم الوسيط" 2/ 553، 962.
(3)
في الأصل: الطوف، وهو تحريف، والتصويب من:"المغانم المطابة".
وكانَ يقولُ: إنَّه توأمٌ، ماتَ أخوه بعدَ أن ولدَتْهما أمُّهما، يعقِلُ ذلك عقلًا.
لم يزلْ في منصبِ المشيخةِ مِن يومَ تولَّاها إلى أنْ تُوُفِّي في عامِ أحدَ عشرَ وسبعِ مئةٍ، رحمه الله. وهو في "درر" شيخِنا
(1)
.
3291 - كافورٌ شِبلُ الدولةِ، أبو المسكِ، الخُضَريُّ الطواشيُّ، الأجلُّ
(2)
.
روى عن: أبي اليُمْنِ ابنِ عساكرَ، وعنه:[الأمينُ] الآقشهرِيُّ.
ويُنظرُ الأوَّل مِن هؤلاء.
3292 - كافورٌ الخصيُّ الأخشيديُّ
(3)
.
مولى محمَّدِ بنِ طُغجٍ الآتي. كانَ هو المستبدَّ بالتكلُّم في أيامِ ابني سيِّدهِ أبي القاسمِ محمَّدٍ وأبي الحسن عليٍّ
(4)
في إمرةِ الحرمين والدِّيارِ المصريَّةِ، ثمَّ استقلَّ بعدَ ثانيهما حتَّى ماتَ مسمومًا في جُمادى الأولى سنةَ سبعٍ وخمسين وثلاثِ مئةٍ، عن خمسٍ وستين سنةً، ودُعِيَ له على المنابرِ بمكَّةَ والحجازِ الشَّريف.
3293 - كافورٌ التَّكريتيُّ.
أحدُ الخُدَّامِ بالمسجدِ النَّبويِّ. أثنى عليه ابنُ فَرحونٍ
(5)
.
(1)
"الدرر الكامنة" 3/ 261.
(2)
تقدَّمت ترجمته قبل ترجمتين.
(3)
"سير أعلام النبلاء" 16/ 190، و"غاية المرام" 1/ 478، و"النجوم الزاهرة" 4/ 1 - 10.
(4)
عليُّ بنُ الأخشيد محمَّدٍ، أبو الحسن، أمير مصر والحرمين في سنة 349 - 355 هـ فخريًا، والمدبرُ للمملكة والحكمِ كافورٌ الأخشيدي، توفي سنة 355 هـ. "النجوم الزاهرة" 3/ 325 - 343.
(5)
"نصيحة المشاور" ص 63.
3294 - كافورٌ الطواشيُّ.
خادمُ التَّكريتيِّ الإسكندريِّ. خلفَه في الحرمِ خادمًا.
وقد ذكرَه ابنُ صالحٍ، وقالَ: إنَّهُ مِن الأخيارِ، وكانَ يقولُ عن سيِّده: له صائمٌ ثلاثونَ سنةً.
3295 - كافورٌ المحسنيُّ.
نائبُ مشيخةِ الخُدَّامِ بالمسجدِ النبويِّ، أثنى عليه ابنُ فَرحونٍ
(1)
.
3296 - كافورٌ البنويُّ الصَّلاحيُّ
(2)
.
قالَ العِمادُ الكاتبُ: سيِّدٌ، أسودُ، شاعرٌ مُجَوِّدٌ، قرأتُ في "تاريخِ ابنِ السمعاني"، أنَّه كانَ أسودَ طويلًا، لا لحيةَ له، خَصِيًّا. ومِن شِعرِه:
حتَّامَ همُّكَ في حطٍّ وتِرْحَالِ
…
تبغي العُلا والمعالي مَهرُها غالي
يا طالبَ المجدِدونَ المجدِ مَلحمةٌ
…
في طَيِّها تَلَفٌ للنَّفْسِ والمالِ
ولليالي صُروفٌ قَلَّما انجذبَتْ
…
إلى مرادِ امرئٍ يسعى بآمالِ
3297 - كبشُ بنُ منصورِبنِ جَمَّازِ بنِ شِيحةَ بنِ هاشمِ بنِ قاسمٍ.
أخو كُبيشٍ الآتي، له ذُكِرَ في: عَمِّه مُقبلِ بنِ جَمَّازٍ.
3298 - كُبَيْشٌ
(3)
، بالتَّصغيرِ.
(1)
" نصيحة المشاور" ص 63.
(2)
"المغانم المطابة" 3/ 1274.
(3)
"النجوم الزاهرة" 9/ 273، و"الدرر الكامنة" 3/ 262.
أخو الذي قبلَه. وَلِيَ إمرةَ المدينةِ -بعدَ قتلِ أبيه- في رمضانَ سنةَ خمسٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ، فأقامَ سنةً ونحوَ خمسةِ أشهرٍ، ولم تَصفُ له تلكَ الأيَّامُ، واستنابَ أخاه طفيلًا، وقُتلَ على يدِ أولادِ عَمِّه مُقبلِ بنِ جَمَّازٍ في يومِ الجمعةِ سلخِ
(1)
رجبٍ سنةَ ثمانٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ، واستقلَّ طفيلٌ بعدَه بالإمرَةِ، وكان هذا ينوبُ عن أبيه في الإمرة. وله ذِكرٌ في: محمَّدِ بنِ غُصنٍ القَصْرِيِّ.
3299 - كبيشُ بنُ هبةَ بنِ جَمَّازٍ، الحسينيُّ
(2)
.
قصدَ القاهرةَ ساعيًا في تولِّي إمرةِ المدينةِ، فظفرَ به قومٌ لهم عليه ثأرٌ، فقتلوه قبلَ أن يدخلَها، وذلكَ في سنةِ تسعٍ وثلاثينَ وثمانِ مئةٍ.
3300 - كَتْبُغَا العادلُ، زينُ الدِّينِ
(3)
.
عملَ للدَّرَابزينِ الذي حولَ الحُجرةِ الشَّريفةِ في سنةِ أربعٍ وتسعين وستِّ مئةٍ شُبَّاكًا دائرًا عليها، ورفعَهُ حتَّى وصلَهُ بسقفِ المسجد
(4)
.
3301 - كثيرُ بنُ أفلحَ المدَنيُّ، مولى أبي أيوبَ الأنصاريُّ، أبو محمَّدٍ، وقيل: أبو عبد الرَّحمنِ
(5)
.
(1)
السَّلْخُ: آخرُ الشهر."القاموس": سلخ.
(2)
"الضوء اللامع" 6/ 226.
(3)
"الوافي بالوفيات" 24/ 240، و"الدرر الكامنة" 3/ 348. وفيها: كان موصوفًا بالديانة والخير، والرفق بالرعية، مات سنة 702 هـ، ودفن بسفح قاسيون بدمشق.
(4)
في الأصل فراغ بمقدار سطرين.
(5)
"التاريخ الكبير" 7/ 207، و"الجرح والتعديل" 7/ 149.
أحدُ كُتَّابِ المصاحفِ التي أرسلَها عثمانُ إلى الأمصار، وأخو عبد الرَّحمنِ.
تابعيٌّ. ذكرَه مسلمٌ
(1)
في ثالثةِ تابعي المدنِيِّينَ. وهو أخو عبدِ الرَّحمنِ ومحمَّدٍ.
يروي عن: عثمانَ، وأُبيٍّ، وزيدِ بنِ ثابتٍ، وابنِ عمرَ، وأبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، وعنه: ابنُهُ محمَّدٌ، ومحمَّدُ بنُ سيرينَ، وكذا الزُّهريُّ، وقالَ النَّسائيُّ: إنها مرسلةٌ لم يلحقه، فإنَّ كَثيرًا أُصيبَ يومَ الحرَّةِ، يعني: معَ أبيه سنةَ ثلاثٍ وستين. وقد خرَّجَ له النَّسائيُّ
(2)
. وذُكِرَ في "التهذيب"
(3)
، و"ثقات" ابن حِبَّانَ
(4)
، والعِجليُّ
(5)
.
وكناه أبو أحمدَ الحاكمُ في "الكنى": أبا يحيى، ويقالُ: أبو محمَّدٍ، ويقالُ: أبو عبدِ الرَّحمنِ، وكانَ أبوه مِن سبيِ عينِ التَّمرِ
(6)
، وقد مضَى في الهمزةِ.
3302 - كثيرُ بنُ جعفرِ بنِ أبي جعفرٍ
(7)
.
أخو إسماعيلَ ومحمَّدٍ، مِنْ أهلِ المدينةِ. يروي عن: عِلاقةَ، وزيادَ ابني عبدِ الله بنِ مربعٍ، عن سهلِ بنِ سعدٍ، وعنه: إبراهيمُ بنُ المنذِرِ الحزاميُّ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في
(1)
"الطبقات" 1/ 251 (903).
(2)
"السنن الكبرى" 9/ 69.
(3)
"تهذيب الكمال" 24/ 105، و"تهذيب التهذيب" 6/ 548.
(4)
"الثقات" 5/ 330.
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 224.
(6)
عينُ التَّمر: بلدةٌ قريبةٌ مِن الأنبارِ، غربي الكوفة، وكانت وقعةٌ بها سنة 12 هـ. "تاريخ الإسلام" عهد الخلفاء 77 - 78.
(7)
"التاريخ الكبير" 7/ 217، و"الجرح والتعديل" 6/ 150، وفيهما: أبي كثير بدل أبي جعفر.
ثالثة "ثقاته"
(1)
، وأعادَه في رابعتها
(2)
، بدون: سَهْلٍ.
3303 - كَثْيرُ بنُ حُبَيْشٍ
(3)
.
ذكرَه مسلمٌ
(4)
في رابعة تابعي المدنِيِّينَ.
3304 - كثيرُ بنُ زيدِ بنِ كثيرٍ.
ابنُ أخي طُليبِ بنِ كثيرٍ، له ذِكرٌ فيه.
3305 - كثيرُ بنُ زيدٍ، أبو محمَّدٍ الأسلميُّ، المدَنيُّ
(5)
.
عن: سالمٍ، ونافعٍ، وسعيدِ المقبريِّ، وعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ كعبِ بنِ مالكٍ، وعنه: مالكٌ، والدَّرَاورديُّ، وابنُ أبي فُدَيكٍ، وزيدُ بنُ الحُبابِ، وأبو أحمدَ الزُّبيريُّ، والواقديُّ، وآخرونَ. قالَ أحمدُ
(6)
: ما أرى به بأسًا، وقالَ أبو زُرعةَ: ليس بالقويٍّ. وضعَّفه النَّسائيُّ
(7)
، وسئلَ ابنُ مَعِينٍ عنه؟ فقالَ: ليسَ بذاك القويِّ، وكأنَّه قالَ: لا شيءَ، ثمَّ ضربَ عليه. وخرَّجَ له أبو داود
(8)
وغيرُه. وذكرَه
(1)
"الثقات" 7/ 354.
(2)
"الثقات" 9/ 25.
(3)
"الثقات" 5/ 332، و "التاريخ الكبير" 7/ 209، وفيهما: خنيس بدل حبيش.
(4)
"الطبقات" 1/ 264 (1049). وفيه خنيس، وقال في الحاشية: في نسخة (ب): حبيش.
(5)
"الجرح والتعديل" 7/ 150.
(6)
"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 352.
(7)
"الضعفاء" للنسائي (505).
(8)
كتاب الجنائز، بابٌ: في جمع الموتى في قبر، والقبر يعلَّم (3198).
في "التهذيب"
(1)
.
تُوفي في خلافةِ أبي جعفرٍ، قالَه ابنُ سعدٌ
(2)
؛ وقالَ: كان كثيرَ الحديثِ.
وقالَ خليفةُ
(3)
: في أواخرها، وكانت وفاةُ أبي جعفرٍ سنة ثمان وخمسين ومئة، وجزمَ ابنُ حِبَّانَ
(4)
بوفاتِه فيها. وقالَ ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(5)
: إنَّه هو الذي يقالُ له: كثيرٌ أبو النَّضرِ. وتعقَّبَه الدَّارقطنيُّ، وفرَّقَ بينهم، وإنَّ هذا أسلميٌّ، مِنْ أهلِ المدينةِ، يروي عن أهلِ الحجاز: سعيدِ المقبريِّ، والوليدِ بنِ رباحٍ، والمطَّلِبِ بنِ حنطبٍ، ومسلمِ بنِ أبي مريمٍ، وينظرُ أيُّهم مِنْ أهلِ المدينةِ.
3306 - كثيرُ بنُ الصَّلْتِ بنِ معدي كَرِبَ، أبو عبدِ الله، الكِنْدِيُّ، المدَنيُّ
(6)
.
قَدِمها في خلافةِ الصِّدِّيقِ، وذكرَه مسلمٌ
(7)
في ثانيةِ تابعي المدنِيِّينَ.
وروى: عنه، وعن: عمرَ، وعثمانَ، وزيدِ بنِ ثابتٍ، وعنه: يونُسُ بنُ جُبيرٍ، وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وأبو علقمةَ مولى ابنِ عونٍ.
ذكرَه ابنُ سعدٍ
(8)
في الطَّبقةِ الأولى مِن تابعي أهلِ المدينةِ؛ وساقَ مِن حديثِ
(1)
"تهذيب الكمال" 24/ 113، و"تهذيب التهذيب" 6/ 551.
(2)
تحرفت في الأصل إلى سعيد. "الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص 424.
(3)
"طبقاته"272.
(4)
"الثقات" 7/ 354.
(5)
"المجروحين" 2/ 227.
(6)
"الاستيعاب" 3/ 318، و"تاريخ دمشق" 50/ 34.
(7)
"الطبقات" 1/ 230 (639).
(8)
"الطبقات الكبرى" 5/ 14.
نافعٍ مولى ابنِ عمرَ أنَّ اسمَهُ كانَ قليلًا، فسمَّاه عمرُ كثيرًا، وبسندٍ آخرَ إلى نافعٍ عنِ ابنِ عمرَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هو الذي غيَّرَهُ.
وقال ابنُ سعدٍ
(1)
: وفدَ عمومتُهُ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ورجعوا، ثمَّ ارتدُّوا، فقُتِلُوا يومَ النُّجير
(2)
، وهاجرَ كَثيرٌ، وزييدٌ، وعبدُ الرَّحمنِ في عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكانَ له شرفٌ وحالٌ جميلةٌ، وقالَ العِجليُّ
(3)
: مدَنيٌّ، تابعيٌّ ثقةٌ.
وكذا ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(4)
؛ وقاَل: أخو زييدٍ، مِن أهلِ الحجازِ، يقالُ: إنَّه وُلِدَ في العهدِ النَّبَوِيِّ. وقالَ غيرُه: كانتْ له دارٌ كبيرةٌ بالمصلَّى.
وكانَ كاتبًا لعبدِ الملكِ بنِ مروانَ على الرَّسائل. وذُكِرَ في "التهذيب"
(5)
. وثاني "الإصابة"
(6)
.
3307 - كثيرُ بنُ العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلِبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كِلابٍ، أبو تمَّامٍ، القُرَشيُّ، الهاشميُّ، المدَنيُّ
(7)
.
(1)
" طبقات ابن سعد" 5/ 13.
(2)
النجير: حصنٌ باليمنِ قرب حضرموت، منيع الجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر رضي الله عنه، "معجم البلدان" 5/ 272، و"تاريخ الإسلام"(عهد الخلفاء ص 74).
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 225.
(4)
"الثقات" 5/ 330.
(5)
"تهذيب الكمال" 24/ 127، و"تهذيب التهذيب" 6/ 556.
(6)
"الإصابة" 3/ 310.
(7)
"أسد الغابة" 4/ 460.
شقيق تمّامٍ، أمُّهما أمُّ ولدٍ، وابنُ عَمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. يروي عن: أبيه، وأخيهِ عبدِ الله، وعمرَ، وعثمانَ. ويقال: إنه وُلِدَ في العهدِ النَّبويِّ، وعنه: الأعرجُ، والزُّهريُّ، وأبو الأصبعِ مولى بني سُليمٍ.
قالَ مصعبُ بنُ عبدِ اللهِ
(1)
: كانَ فقيهًا، فاضلًا، لا عَقِبَ له.
ووردَ أنَّه كانَ مِن أعبدِ النَّاسِ. وقال ابنُ أبي زنادٍ: كانَ يسكنُ بقريةٍ على فرسخٍ مِن المدينة، ونحوَهُ قال غيُرهُ: كانَ ينزلُ قريتي
(2)
مالكٍ على اثنين وعشرين ميلًا مِن المدينةِ، وكانَ ينزلُ إلى المدينةِ كلَّ جمعةٍ، فينزل دارَ أبيه عبَّاسٍ التي عندَ مجزرةِ ابنِ عبَّاسٍ.
وقالَ يعقوبُ بنُ شيبةَ: يعدُّ في الطَّبقةِ الأولى مِنْ أهلِ المدينةِ، ممَّنْ وُلِدَ على عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وقالَ مصعبٌ الزُّبيريُّ: كانَ فقيهًا فاضلًا، لا عَقِبَ له
(3)
.
وذكرَه ابنُ سعدٍ
(4)
في الطَّبقةِ الرَّابعةِ مِن الصَّحابةِ؛ وقال: لم يبلُغْنا أنَّهُ روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكانَ رجلًا صالحًا، فقيهًا، ثقةً قليلَ الحديثِ.
وروى له ابنُ مَندهْ، وابنُ قانعٍ في "معجم الصحابة"
(5)
حديثًا يدلُّ على صحبته، لكنْ في إسناده يزيدُ بنُ أبي زيادٍ، وقد اختُلِفَ عليه فيه.
(1)
"نسب قريش"27.
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: فرش، والتصحيح من "تهذيب الكمال".
(3)
تقدم.
(4)
لم أجده في "الطبقات الكبرى".
(5)
"معجم الصحابة"، لابن قانع 2/ 388.
وقالَ البغويُّ
(1)
: ثنا داودُ بنُ عمرَ، ثنا جريرٌ، عن يزيدَ بنِ أبي زيادٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ، قالَ: كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يصفُّ عبدَ اللهِ، وعُبيدَ اللهِ، وكثيرَ أبناءِ العبَّاسِ، ويقول:"مَنْ سبقَ فله كذا" .... الحديثَ، وهو مرسلٌ جَيِّدُ الإسنادِ.
وقد رواهُ أحمدُ في "مسنده"
(2)
عن جريرٍ مثلَهُ.
وقالَّ الدَّارقطنيُّ في كتابِ "الإخوةِ"
(3)
: روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مراسيلَ.
وقالَ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(4)
: كانَ رجلًا صالحًا، فاضلًا، فقيهًا، ماتَ بالمدينةِ
(5)
، وذُكِرَ في "التهذيب"
(6)
، وثاني "الإصابة"
(7)
.
3308 - كَثيرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ عوفِ بنِ زيدٍ، المزنيُّ، المدَنيُّ
(8)
.
عن: أبيه عن جدِّهِ بنسخةٍ، وعن: نافغ، ومحمَّدِ بنِ كعبٍ القُرظِيِّ، وعنه: ابنُ وهبٍ، ومعنُ بنُ عيسى، وعبدُ اللهِ بنُ نافعٍ، والقَعْنَبِيُّ، وإسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ،
(1)
لم أجده "معجم الصحابة"، للبغوي، ولا في "شرح السنة" للبغوي الآخر.
(2)
"المسند" 1/ 214، وهو مرسل.
(3)
"تهذيب التهذيب" 6/ 558.
(4)
"الثقات" 5/ 329.
(5)
في الأصل زيادة: فقال كثير، ولا موضع لها.
(6)
"تهذيب الكمال" 24/ 131، و"تهذيب التهذيب" 6/ 557.
(7)
"الإصابة" 3/ 310.
(8)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 494، و"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 211، و"الجرح والتعديل" 7/ 154.
وخَلْقٌ. اتَّفَقُوا على ضَعفِهِ، بل قالَ الشَّافعيُّ: هو ركنٌ مِن أركان الكَذِبِ.
وعن مُطَرِّف بنِ عبدِ الله قالَ: رأيتُ [كثيرَ بنَ عبدِ الله بنِ عمرِو بنِ عوفٍ المزنيَّ، وكانَ كثيرَ]
(1)
الخصوَمةِ، ولم يكنْ أحدٌ مِن أصحابِنَا يأخذُ عنه، بل قالَ له ابنُ عمرانَ القاضي: يا كثيرُ، أنتَ رجلٌ بطَّالٌ، تخاصِمُ فيما لا تَعْرِفُ، وتدَّعي ما ليسَ لك، وليسَ عندَكَ على ما تطلُبُهُ بيِّنةٌ، فلا تقرَبْنِي إلا أنْ تراني تفرَّغتُ لأهلِ البَطَالَةِ، وذكرَ الحكايةَ. وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ
(2)
: مجمعٌ على ضعفِهِ.
وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(3)
: روى عن أبيه عن جدِّهِ نسخةً موضوعةً، لا يحلُّ ذكرُها في الكتب، ولا الرِّوايةُ عنه إلا على جهة التَّعَجُّبِ. وقالَ ابنُ عديٍّ
(4)
: عامةُ ما يرويهِ لا يتابَعُ عليه. وذكرَه البخاريُّ في "الأوسط"
(5)
في فصل: مَن ماتِ بين الخمسين ومئة إلى الستين. وعن غيرِه: ماتَ سنةَ ثلاثٍ وستين ومئةٍ. وذُكِرَ في "التهذيب"
(6)
، و"الضُّعفاء للعُقيليِّ"
(7)
، وابنِ حِبَّانَ
(8)
.
(1)
ما بين معكوفتين ساقطة من الأصل، والمثبت من "تهذيب الكمال".
(2)
"التمهيد" 3/ 237.
(3)
"المجروحين" 2/ 226.
(4)
"الكامل" 6/ 63.
(5)
"التاريخ الأوسط" 2/ 114 - 115.
(6)
"تهذيب الكمال" 24/ 136، و"تهذيب التهذيب" 6/ 558.
(7)
"الضعفاء الكبير" 4/ 4.
(8)
"المجروحين" 2/ 226.
3309 - كثيرُ بنُ فَرْقَد
(1)
.
مدَنيٌّ سكنَ مِصرَ. يروي عن: نافعٍ، وأبي بكرِ بنِ حزمٍ، وغيرهما، وعنه: مالكٌ، واللَّيثُ، وابنُ لهيعةَ، وعمرُو بنُ الحارثِ. وثَّقهُ ابنُ مَعِينٍ
(2)
، وغيرُهُ كابنِ حِبَّانَ
(3)
. وقالَ أبو حاتمٍ
(4)
: صالحٌ، كان من أقران اللَّيثِ، وكان ثَبْتًا.
وقال الآجُرِّيُّ، عن أبي داودَ، قالَ مالكٌ: كان يوطد
(5)
لهذا الأمرِ بعدَ ربيعةَ أربعةٌ، فذكرَه فيهم. وقال غيرُهُ: ماتَ شابًّا. وهو في "التهذيب"
(6)
.
3310 - كُثيِّرُ عَزَّةَ، وهو أبو صخرٍ ابنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الأسودِ، الخُزَاعيُّ، المدَنيُّ
(7)
.
الشَّاعرُ الشهيرُ، أحدُ عُشَّاقِ العَرَبِ المشهورينَ، وله معَ محبوبتِهِ حكاياتٌ ونوادرُ، وأمورٌ مشهورةٌ، وأكثرُ شعرِهِ فيها. وترجمتُهُ طويلةٌ.
وكتبتُه هنا لأنَّ فيها أنَّه كانَ له غلامٌ عطَّارٌ بالمدينة، وربَّما باعَ بالنسيئةِ، فذكرَ
(1)
"المعرفة والتاريخ" 1/ 146، 683، و"التاريخ الكبير" 7/ 214، و"الجمع بين رجال الصحيحين" 2/ 429.
(2)
"تاريخ ابن مَعِينٍ"، برواية الدوري 2/ 494.
(3)
"الثقات" 7/ 351.
(4)
"الجرح والتعديل" 7/ 155.
(5)
في الأصل: نقطة، والتصويب من "تهذيب الكمال".
(6)
"تهذيب الكمال" 24/ 144، و"تهذيب التهذيب" 6/ 561.
(7)
"الأغاني" 15/ 224، و"الشعر والشعراء" ص 510، و"سير أعلام النبلاء" 5/ 152.
حكايةً، وفيها أيضًا: أنَّه كان بمصرَ، وعزَّةُ بالمدينة، فاشتاقَ إليها، فسافرَ للاجتماع بها. وقَدِمَ الشَّام، ومدحَ عبدَ الملكِ بنَ مروانَ، وغيرَهُ.
وكانَ شيعيًّا، يقولُ بتناسخِ الأرواحِ، ويقرأ {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}
(1)
وكان
(2)
يؤمن بالرَّجعةِ، يعني: رجعةَ عليٍّ إلى الدنيا، ونُسِبَ لعَزَّةَ لحبِّهِ لها، وتغزُّلِهِ فيها. وقالَ عبدُ اللهِ بنُ أبي إسحاقٍ: إنَّه كانَ أشعرَ أهلَ الإسلامِ.
زادَ غيرُه: وكانَ فيه خَطَلٌ وعُجْبٌ، وله عندَ قريشٍ منزلةٌ وقَدْرٌ.
وكانَ قصيرًا دميمًا، فلقيِتْهُ امرأةٌ، فقالتْ: مَن أنت؟ فقالَ: كثيِّرُ عَزَّةَ، فقالتْ: تَسْمُع بالمُعَيْدِيَّ خيرٌ مِنْ أنْ تَرَاهُ
(3)
، فقالَ: أنا الذي أقولُ
(4)
:
فإنْ أكُ معروقَ العِظامِ فإنَّني
…
إذا ما وَزَنْتُ القومَ بالقومِ وَازِنُ
قالتْ: وكيف تكونُ بالقومِ وازنًا، وأنت لا تُعرفُ إلا بِعَزَّةَ، قالَ: واللهِ لئنْ قلتِ ذلكَ لقد رفعَ الله بها قدري، وزيَّنَ بها شِعْري، وإنَّها لكما قلتُ
(5)
:
وما روضةٌ بالحَزْنِ
(6)
ظاهرةُ الثَّرى
…
يمجُّ النَّدى جَثجاثُها وعَرارُها
(7)
(1)
الانفطار: 8.
(2)
بعدها كلمة غير واضحة في الأصل.
(3)
المثلُ يُضرب لمَن خبرُه خيرٌ من مَرْآه. "فصل المقال": 121، و"مجمع الأمثال"، الميداني 1/ 86.
(4)
"ديوان كثير"، ص 385.
(5)
الأبيات في "ديوانه"، ص 429، و "الأغاني" 15/ 273.
(6)
في الأصل: بالحسن، وهو تحريف. والحَزْن: ما غلظ من الأرض. "القاموس": حزن.
(7)
في الأصل: ومنارها. ويقال: شَعَرٌ جَثْجاثٌ: كثير. "لسان العرب": جثث. =
بأطيبَ مِنْ أردانِ عَزَّة مَوْهِنًا
…
وقد وقِدَتْ بالمَنْدَلِ الرَّطْبِ نارُها
(1)
مِن الخفِراتِ البِيضِ لم تلقَ شِقوةً
…
وفي الحَسَبِ المكنونِ صافٍ نِجارُها
(2)
فإنْ برزتْ كانتْ لعينيكَ قُرَّةً
…
وإنْ غبتَ عنها لم يُعَمِّمْك عارُها
ماتَ في سنةِ خمسٍ ومئة، هو وعكرمةُ في يومٍ واحدٍ، فلم يوجدْ لعكرمةَ مَن يحملُهُ، واختلفتْ قريشٌ في جنازةِ كُثيِّرٍ، وقيلَ: ماتَ سنةَ سبعٍ.
3311 - كَرْدَمُ بنُ أبي السَّنابلِ الأنصاريُّ، ويقالُ: الثَّقفيُّ
(3)
.
له صحبةٌ، سكنَ المدينةَ، ومخرجُ حديثهِ عن أهلِ الكوفةِ.
3312 - كرزُ بنُ علقمةَ الخُزَاعيُّ
(4)
.
صحابيٌّ، له حديثٌ عند أحمدَ
(5)
من طريقِ عروةَ بنِ الزُّبيرِ عنه، وصححَّه ابنُ حِبَّانَ
(6)
، والحاكم
(7)
، وآخرُ عندَ ابنِ عديٍّ
(8)
مِن جهة عروةَ أيضًا، غريبُ المتن.
= والعرارُ: شجرٌ له ورق أصفر. "كتاب العين" 1/ 86.
(1)
الأردان جمعُ رُدن، والمَنْدَل: هو العود الطيب الرائحة. "معجم لغة الفقهاء أو تحرير ألفاظ التنبيه" 1/ 463.
(2)
النِّجَار: أصلُ الحسب، والمنبتُ مِن كلِّ كريمٍ أو لئيمٍ. "العين" 6/ 107.
(3)
"أسد الغابة" 4/ 464، و"الإصابة" 3/ 289.
(4)
"أسد الغابة" 4/ 469.
(5)
"المسند" 3/ 477.
(6)
"صحيح ابن حبان"، بترتيب ابن بلبان 13/ 287 (5956).
(7)
"المستدرك" 1/ 89، وقال: هذا حديث صحيحٌ، وليس له علة.
(8)
"الكامل" 1/ 252، وسماه كرز بن خنيس، والصواب: حبيش، والحديث:(إن هذا العلم دينٌ) =
وذكرَه مسلمٌ
(1)
في الأولى من المدنِيِّينَ. وقالَ البغويُّ
(2)
: سكنها.
وقالَ ابنُ شاهينَ: إنه كان ينزلُ عسقلانَ، ويقالُ: إنَّه ابنُ حبيشٍ. حكاه ابن السَّكَنِ تبَعًا للبخاريِّ
(3)
، ووقع في رواية أحمدَ
(4)
كذلكَ.
وقالَ ابنُ السَّكَنِ: إنَّه أسلمَ يومَ الفتحِ، وعُمِّرَ طويلًا، وعَمِيَ في آخرِ عمرِه، وكانَ مِمَّنْ جدَّد أنصابِ الحَرَمِ في زمن معاويةَ، وهو الذي نظرَ إلى أَثَرِ قدمِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم هذا القدمُ مِن تلكَ القدمِ التي في المقام، وهو الذي قفا أثرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين دَخَلا الغارَ، فذكر أبو سعيدٍ في "شَرَفِ المصطفى" أنَّ المشركين كانوا استأجروه لما خرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينةِ مهاجرًا، فاقتفى أثره حتَّى انتهى إلى غارِ ثورٍ، فرأى نسجَ العنكبوت على بابه، فقالَ: إلى هنا انتهى أثرُه، ثمَّ لا أدري أخذَ يمينًا أو شمالًا، أو صعِدَ الجبلَ، طوَّلَه في "الإصابة"
(5)
.
3313 - كُرَيْبُ بنُ أبرهةَ بنِ الصبَّاحِ الأصْبَحيُّ
(6)
.
مدينيٌّ. عن: حذيفةَ، وأبي الدَّرداءِ، وكعبٍ، وغيرِهم، وعنه: شعبةُ بنُ
=، وقال: منكر بهذا الإسناد.
(1)
"الطبقات" 1/ 157 (140).
(2)
"معجم الصحابة" 5/ 137.
(3)
"التاريخ الكبير" 7/ 238.
(4)
"المسند" 3/ 477.
(5)
"الإصابة" 3/ 292.
(6)
"الإصابة" 3/ 313، في القسم الثالث.
سليطٍ
(1)
، وثوبانُ بنُ شهرٍ، وآخرونَ. وثَّقهُ ابنُ حِبَّانَ
(2)
، وليسَ هذا بمدينيٍّ؛ وإنْ وقعَ في كتابِ ابنِ أبي حاتمٍ، إنَّما هو مصريٌّ، وممَّن صرَّحَ بذلك ابنُ يونسَ
(3)
، والعِجليُّ
(4)
، وغيرُهما. وذكرَه صاحب "الكمال"، ولم يترجم له، ولذا حذفه المزِّيُّ، وألحقَه شيخنا في "تهذيبه"
(5)
، وبيَّضَ لترجمته.
3314 - كُرَيْبٌ، مولى ابنِ عبَّاسِ، يكنى بأبي رِشْدين
(6)
.
ذكرَه مسلم
(7)
في ثالثةِ تابعي المدنِيِّينَ.
3315 - كعبُ بنُ زيدِ بنِ قيسٍ الأنصاريُّ
(8)
.
استُشهِدَ يومَ الخندقِ.
3316 - كعبُ بنُ سليمانَ القُرَظيُّ
(9)
.
مِنْ أهلِ المدينةِ. يروي عن: عليٍّ، وعنه: ابنُه محمَّدٌ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(10)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 7/ 231، وفيه: وشعبة والد سليط.
(2)
"الثقات" 3/ 357.
(3)
"تاريخ ابن يونس" 1/ 408.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 226.
(5)
"تهذيب التهذيب" 8/ 388.
(6)
"التاريخ الكبير" 7/ 231، و"الثقات" 5/ 339، وتوفي سنة 98 هـ.
(7)
"الطبقات" 1/ 251 (894).
(8)
"أسد الغابة" 4/ 477، و"الإصابة" 3/ 296.
(9)
"التاريخ الكبير" 7/ 223، وفيه: سليم، بدل سليمان.
(10)
"الثقات" 5/ 334.
3317 - كعبُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ كعبِ بنِ مالكٍ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ
(1)
.
أخو عبدِ الله الماضي.
3318 - كعَبُ بنُ عُجْرَةَ بنِ أُميَّةَ، أبو محمَّدٍ، وقيل: أبو عبدِ اللهِ، وأبو إسحاقَ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ
(2)
.
صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ
(3)
في المدنيينَ، شهدَ بيعةَ الرِّضوان، ولهُ أحاديثُ في الصَّحيحينِ
(4)
، وغيرِهما. وذُكرَ في "التهذيب"
(5)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(6)
، وابنِ حِبَّانَ
(7)
. روى عنه: بنوه: سعدٌ ومحمَّدٌ، وعبدُ الملكِ، والرَّبيعُ، وأبو وائلٍ، وطارقُ بنُ شهابٍ، وعبدُ اللهِ بنُ معقلِ، ومحمَّدُ بنُ سيرينَ، وأبو عبيدةَ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، وآخرون.
قالَ الواقديُّ: كانَ استأخرَ إسلامُهُ، ثمَّ أسلمَ، وشهِدَ المشاهدَ، وهو الذي نزلَتْ
(1)
"تهذيب الكمال" 24/ 179، و"الإصابة" 3/ 297.
(2)
"الثقات" 3/ 351.
(3)
"الطبقات" 1/ 150 (61).
(4)
له في البخاري في كتاب جزاء الصيد، باب: قول الله تعالى {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (1814)، ومسلم في كتاب الحج، باب: جواز حلق الرأس للمحرم إذا كان به أذى 2/ 859 (1201).
(5)
"تهذيب الكمال" 24/ 182، و"تهذيب التهذيب" 6/ 576.
(6)
"الإصابة" 3/ 297.
(7)
"الثقات" 3/ 351.
فيه بالحُديبيةِ الرُّخصةُ في حلقِ رأسِ المُحرمِ، والفِديةُ.
قالَ خليفة
(1)
: ماتَ سنةَ إحدى وخمسين، والواقديُّ وآخرون: سنةَ اثنتين.
قالَ بعضُهم: عن خمسٍ، وقيل: سبعٍ وسبعينَ، بالمدينةِ.
3319 - كعبُ بنُ عَمرِو بنِ عَبَّادِ بنِ عَمرِو بنِ غُزيَّةَ، أبو اليَسَرِ، الأنصاريُّ، الخَزرجيُّ، السَّلَميُّ
(2)
.
ذكرَه مسلمٌ
(3)
في المدنيين. صحابيٌّ من أعيان الأنصار، شَهِدَ العقبةَ وله عشرون سنةً، وهو الذي أسرَ العبَّاسَ يومَ بدرٍ، وانتزعَ رايةَ المشركين، وشهد صفِّينَ مع عليٍّ. روى عنه: صيفيٌّ مولى أبي أيوبَ الأنصاريِّ، وعبادةُ بنُ الوليدِ، وموسى بنُ طلحةَ بنِ عبيدِ الله، وحنظلةُ بنُ قيسٍ الزُّرَقيُّ، وغيرُهم.
وذكرَ العسكريُّ: أنَّه شهدَ مع عَليٍّ مشاهدَه، وأنَّه ماتَ وله عشرون ومئةُ سنةٍ. وكانَ دَحْداحًا
(4)
قصيرًا، ذا بطنٍ. ماتَ بالمدينةِ سنةَ خمسٍ وخمسين.
قالَ ابنُ إسحاقَ
(5)
: وهو آخرُ البدريِّين مِن الأنصارِ موتًا.
وفي "المسند"
(6)
مِن حديثِه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعثَه في حاجةٍ، فرآه مُوَلِّيًا، فقال: "اللَّهمَّ
(1)
"طبقات خليفة" 136، و"تاريخه"213.
(2)
"أسد الغابة" 4/ 484، و "طبقات ابن سعد" 3/ 581.
(3)
"الطبقات" 1/ 146 (24).
(4)
رجلٌ دَحْدَاحُ، ودَحَادِح: قصيرٌ، غليظ البطن. "لسان العرب": دحدح.
(5)
"السيرة النَّبويّة"2/ 335.
(6)
"المسند" 3/ 427، وهو ضعيف، في سنده مبهمٌ.
أمتعْنا به".
وكان آخرَ الصَّحابةِ موتًا، وكانَ إذا حدَّث بهذا الحديثِ بكى، وقالَ: أمتعُوا بي، لعَمري حتَّى كنتُ مِن آخرِهم. وهو في الأسماء مِن "التهذيب"
(1)
، وفي الكُنى مِن أوَّلِ "الإصابة"
(2)
.
3320 - كعبُ بنُ مالكِ بنِ أبي مالكٍ، واسمُه عَمرو بنُ القَيْنِ، أبو عبدِ الله، وقيل: أبو عبدِ الرَّحمنِ، الأنصاريُّ، الخَزرجيُّ، السَّلَميُّ، المدَنيُّ
(3)
.
ذكرَه مسلمٌ
(4)
فيهم. شاعرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأحدُ الثَّلاثةِ الذين تِيبَ عليهم، وأحدُ السَّبعهِ الذين شهدوا العَقبةَ. شهدَ العقبةَ وأُحدًا، وثبتَ عنه قوله: تخلَّفْتُ عن بدرٍ
(5)
، وحديثُه في تخلُّفِه عن غزو تبوكَ في الصحيحين
(6)
. وذُكرَ في "التهذيب"
(7)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(8)
، وابنِ حِبَّانَ
(9)
.
(1)
"تهذيب الكمال" 24/ 185، و"تهذيب التهذيب" 6/ 577.
(2)
"الإصابة" 3/ 300، 4/ 221.
(3)
"أسد الغابة" 4/ 487.
(4)
"الطبقات" 1/ 147 (33).
(5)
في حديث تخلُّفِه عن تبوك المذكور.
(6)
البخاري في المغازي، باب: حديث كعب بن مالك (4418)، ومسلم في كتاب التوبة، باب: حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه 4/ 2120 (2769).
(7)
"تهذيب الكمال" 24/ 193، و "تهذيب التهذيب" 6/ 580.
(8)
"الإصابة" 3/ 302.
(9)
"الثقات" 3/ 350.
روى عنه: بنوه عبدُ الرَّحمنِ، وعبدُ الله، وعبيدُ اللهِ، ومحمَّدٌ، وحفيدُهُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ الله، وابنُ عباسٍ، وعمرُ بنُ الحكَمِ، وعمرُ بنُ كثيرِ بنِ أفلحَ.
وقالَ ابنُ عونٍ، عن ابن سيرينَ: كانَ ثلاثةٌ من الأنصار يُهاجونَ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: حسَّانُ، وابنُ رواحةَ، وكعبٌ. انتهى.
وآخى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بينَه وبينَ طلحةَ، ولذا قامَ له وهنَّأهُ، وقيل: بل وآخى بينَه وبينَ الزُّبيرِ. تُوفِّي أيامَ قتلِ عليٍّ. وقيلَ: سنةَ خمسين. وقيل: إحدى.
وقالَ ابنُ البَرقيِّ: ماتَ قبلَ الأربعين. قالَ غيرُه: عن سبعٍ وسبعين.
3321 - كعبُ بنُ ماتعٍ الحِمْيَريُّ، أبو إِسْحَاقَ، المعروفُ بكعبِ الأحبارِ
(1)
.
أدرك النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأسلمَ في خلافةِ الصدِّيقِ، ويقال: في خلافة عمرَ، ويقال: أدركَ الجاهلية.
روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وعن: عمرَ بنِ الخطابِ، وصهيبٍ، وعائشةَ، وماتَ قبلَها، [و] عنه: خلقٌ، منهم: أبو هريرةَ، ومعاويةُ، وعبدُ الله بنُ عباس، وعبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطابِ، ومالكُ بنُ أبي عامرٍ الأَصْبَحيُّ، وعطاءُ بنُ أبي رباحٍ.
وبثَّ كثيرًا من الإسرائيلياتِ. قالَ ابنُ سعدِ
(2)
: أسلمَ، وقدمَ المدينةَ، ثمَّ خرجَ إلى الشَّامِ، فسكنَ حمصَ، حتَّى تُوفِّيَ في سنةِ اثنتين وثلاثينَ، في خِلافة عثمانَ بنِ
(1)
"أسد الغابة" 4/ 487، و"تاريخ دمشق" 50/ 151.
(2)
"طبقات ابن سعد" 7/ 445.
عفَّانٍ. وقيل: غيرُ ذلكَ.
وحكى مالكٌ عنه أنَّه كانَ يقولُ عندَ بنيانِ عثمانَ المسجدَ: لوددتُ أنَّ هذا المسجدَ لا يُنجزُ؛ فإنَّه [إنْ] فُرغَ مِن بُنيانه قُتِلَ، قالَ مالكٌ: وكانَ كذلك
(1)
.
وهو مِن حديثِ الأعمشِ عن أبي صالحٍ. قالَ: قالَ كعبٌ، فطوَّلَ.
وذُكرَ في "التهذيب"
(2)
، وفي القسمِ الثَّاني في المخضرَمِينَ مِن "الإصابة"
(3)
.
3322 - كعبٌ المدائنيُّ
(4)
.
عن: أبي هريرةَ، وعنه: ليثُ بنُ أبي سُليمٍ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في الثِّقات
(5)
؛ وقالَ: كنيتُه أبو عامرٍ. وحديثُه عندَ التِّرمذيِّ
(6)
؛ وقالَ: غريبٌ، ولا نعلمُ أحدًا روى عنه غيرَ ليثٍ. وهو في "التهذيب"
(7)
. وقالَ المِزيُّ في "الأطراف"
(8)
: كعبٌ المدَنيُّ، أحدُ المجاهيلِ.
3323 - كعبٌ، مولى سعيدِ بنِ العاصِ
(9)
.
(1)
كيف ذلك وقد ماتَ كعبٌ قبلَ مقتلِ عثمان بعامٍ على الأرجح؟؟.
(2)
"تهذيب الكمال" 24/ 189، و"تهذيب التهذيب" 6/ 578.
(3)
"الإصابة" 3/ 315.
(4)
"التاريخ الكبير" 7/ 442، و"الجرح والتعديل" 7/ 161، و"ميزان الاعتدال" 3/ 412.
(5)
"الثقات" 5/ 334.
(6)
كتاب المناقب، باب: في فضل النبي (3612).
(7)
"تهذيب الكمال" 24/ 197، و"تهذيب التهذيب" 6/ 581.
(8)
"تحفة الأشراف" 10/ 299.
(9)
"تهذيب الكمال" 24/ 199.
ذكرَه مسلمٌ
(1)
في ثالثةِ تابعي المدنيينَ.
3324 - كِلابُ بنُ تَليدٍ المدَنيُّ
(2)
.
أحدُ بني سعدِ بنِ ليثٍ. يروي عن: أسماءَ ابنةِ عُمَيسٍ
(3)
: "لا يصبرُ على لأواءِ المدينةِ، وشدَّتِها أحدٌ، إلا كنتُ له شفيعًا". وعنه: عبدُ الله بنُ مسلمٍ الطويلُ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(4)
.
وقالَ ابنُ أبي حاتم
(5)
، عن أبيه، وأبي زُرعةَ: إنَّما هو تليدُ بنُ كلابٍ. يعني: أنَّه انقَلَبَ على الرَّاوي. وقالَ الذَّهبيُّ
(6)
: تفرَّدَ عنه الطَّويلُ، وهو في "التهذيب"
(7)
.
3325 - كلابٌ، مولى العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ.
هو عَمِلَ منبرَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم درجتينِ ومَقْعَدةً، وهو في "الإصابة"
(8)
.
3326 - كُلثومُ بنُ الحُصينِ بنِ خالدِ بنِ المُعَيْسِير بنِ زيدِ بنِ أَحْمَسَ بنِ غِفارٍ، أبو رُهْمٍ الغِفاريُّ
(9)
.
(1)
" الطبقات" 1/ 254 (931).
(2)
"الكاشف" 2/ 150.
(3)
"السنن الكبرى" باب فضل المدينة 2/ 487 (4282).
(4)
"الثقات" 5/ 338.
(5)
"الجرح والتعديل" 7/ 172. وردت في الأصل: (أمّا) محرفة، والصحيح المثبت.
(6)
"الميزان" 3/ 414.
(7)
"تهذيب الكمال" 24/ 235، و "تهذيب التهذيب" 6/ 595.
(8)
"الإصابة" 3/ 304.
(9)
"أسد الغابة" 4/ 493.
مشهورٌ باسمه وكُنيتِهِ معًا. ذكرَه مسلمٌ
(1)
في المدنيين. وهو مِن أصحابِ الشَّجرةِ. وقيلَ غيرُ ذلكَ في نَسَبِهِ.
أسلمَ قديمًا، وشهدَ أُحُدًا، واستخلفَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على المدينةِ في غزوةِ الفتحِ.
وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ
(2)
: استخلفَهُ مرَّتينِ، إحداهما في عمرةِ القضاء.
وقالَ ابنُ سعدٍ
(3)
: بعثَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حينَ أرادَ الخروجَ إلى تبوكَ يستنفِرُ قومَهُ.
روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حديثًا طويلًا في قصَّةِ غزوةِ تبوكَ
(4)
، وربَّما اختُصِرَ.
وعنه: ابنُ أخيه غيرُ مسمَّىً، ومولاهُ أبو حازمٍ التمَّارُ. وذكرَ أبو عَروبة الحرَّانيُّ أنَّه رُمِيَ بسهمٍ في نحرِه يومَ أحُدٍ، فبصقَ فيه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فبرأ. ذكرَه شيخُنا في الكُنى من "الإصابة"
(5)
، وهو في "التهذيب"
(6)
.
3327 - كُلثُومُ بنُ الهِدْمِ الأنصاريُّ
(7)
.
ماتَ بالمدينةِ، وهو أوَّلُ مَنْ ماتَ بها مِن الصَّحابةِ بعدَ قدومِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بأيَّامٍ، وعليه نزلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقُباءَ، وأخذ مِربدَهُ، فأسَّسَهُ مسجدًا.
(1)
"الطبقات" 1/ 153 (97).
(2)
"الاستيعاب" 3/ 69، والثانية عام الفتح.
(3)
"طبقات ابن سعد" 4/ 244 - 245.
(4)
ذكرها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 244 - 245 مختصرة، وابن هشام كاملة في "السيرة" النَّبويّة 4/ 169 - 170.
(5)
"الإصابة" 4/ 70.
(6)
"تهذيب الكمال" 24/ 203، و "تهذيب التهذيب" 6/ 583.
(7)
"أسد الغابة" 4/ 495، و"الإصابة" 3/ 305.
3328 - كُليْبُ بنُ وائلِ بنِ سحمانَ، التَّيْميُّ، البَكْريُّ، المدَنيُّ
(1)
.
نزيلُ الكوفةِ. يروي عن: ابنِ عمرَ
(2)
، وزينبَ ابنةِ أبي سلمةَ، وهانئِ بنِ قيسٍ، وعنه: زائدةُ، وعبدُ الواحدِ بنِ زيادٍ، وأبو إسحاقَ الفَزَاريُّ، وحفصُ بنُ غياثٍ، وآخرون كالثوريِّ، وجعفرِ بنِ عونٍ، والكوفيين، وحبيبِ بنِ أبي مُليكةَ.
قالَ أبو داود: ليسَ به بأس، وكذا قالَ يعقوبُ بنُ سفيانَ
(3)
، وابنُ مَعِينٍ، بل قالَ مرَّة: ثقةٌ
(4)
، وكذا وثَّقه الدَّارقطنيُّ، وابنُ حِبَّانَ
(5)
، وضعَّفهُ أبو حاتم
(6)
، وأبو زرعةَ. وقالَ العِجليُّ
(7)
: يُكتَبُ حديثُهُ، وهو في "التهذيب"
(8)
.
3329 - كُلَيْبٌ
(9)
.
صحابيٌّ. قتلَه أبو لُؤلؤةَ قاتلُ عمرَ يومَ قتلِهِ.
3330 - كِنانةُ بنُ عَدِيِّ بنِ رَبيعةَ بنِ عبد العُزَّى بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ مَنافِ
(1)
" الطبقات الكبرى" 6/ 323، و"طبقات خليفة"، 165، و"تاريخ أسماء الثقات"(1181).
(2)
تحرَّفت في الأصل إلى: عمرو، والصحيح المثبت.
(3)
"المعرفة والتاريخ" 2/ 816، و 3/ 101.
(4)
"الجرح والتعديل" 7/ 167، و"تهذيب الكمال" 24/ 215.
(5)
"الثقات" 5/ 337.
(6)
"الجرح والتعديل" 7/ 167.
(7)
"معرفة الثقات" 2/ 228.
(8)
"تهذيب الكمال" 24/ 214، و "تهذيب التهذيب" 6/ 587.
(9)
"الاستيعاب" 3/ 312.
بنِ قُصيِّ بنِ كلابٍ، القُرشيُّ، العَبشميُّ
(1)
.
أخرجَ زينبَ ابنةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مِن مكَّةَ إلى أبيها بالمدينةِ.
3331 - كِنانةُ، مولى أمِّ المؤمنينَ صفيةَ
(2)
.
مدنيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ. أدرك خلافةَ عثمانَ، وشهد قتلَهُ، وعُمِّر دهرًا، وحدَّثَ عن: مولاته، وأبي هريرةَ. روى عنه: زُهيرٌ، وحُديجٌ ابنا معاويةَ، وسعدانُ بنُ بشرٍ الجُهنيُّ، وهاشمُ بنُ سعيدٍ، ويزيدُ بنُ مغلِّسٍ الباهليُّ، وسمَّى أباه نُبَيهًا.
وذكرَه الأزديُّ في "الضُّعفاءِ"؛ وقالَ: لا يقومُ إسناد حديثه، وكذا قالَ الترمذيُّ
(3)
: ليسَ إسناده بذاك، ومرَّةً: ليس إسنادُهُ بمعروفٍ. وهو في "التهذيب"
(4)
، و"ثقات ابنِ حِبَّانَ"
(5)
. والعِجليِّ
(6)
.
3332 - كَيسانُ
(7)
.
صحابيٌّ، روى عنه ابنُه عبدُ الرَّحمنِ. يقال: هو مولى خالدِ بنِ أسيدٍ. سكنَ مكَّةَ
(1)
"الاستيعاب" 3/ 320، و"الإصابة"(3/ 308).
(2)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 497، و"التاريخ الكبير" 7/ 237، و"الجرح والتعديل" 7/ 169.
(3)
كتاب الدعوات، بابٌ (104)، رقم (3554).
(4)
"تهذيب الكمال" 24/ 230، و"تهذيب التهذيب" 6/ 592.
(5)
"الثقات" 5/ 339.
(6)
"معرفة الثقات" 2/ 229.
(7)
"أسد الغابة" 4/ 504، و"الإصابة" 31/ 308.
والمدينةَ. وعنه: ابنُه عبدُ الرَّجمنِ، وسمَّى في "التهذيب"
(1)
والدَهُ، فقال: كيسانُ بنُ جريرٍ، أبو عبدِ الرَّحمنِ القُرشيُّ، الأمويُّ، المدَنيُّ. عدادُهُ في الصحابة، وهو عند مسلمٍ
(2)
في المكِّيين منهم.
3333 - كَيسانُ، مولى الجُندعيين
(3)
، لمولاته أمِّ شريكٍ، مِن بني جُندعِ بنِ ليثِ بنِ بكرٍ، أبو سعيدٍ، المَقْبُريُّ
(4)
.
لكونه كانَ ينزلُ بالقُربِ مِن المقابرِ بالمدينةِ، عِدادُهُ في أهلِها، وهو مِن كبارِ التَّابعين، وثقاتِهم، وماتَ بها في إمارةِ الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ سنةَ مئةٍ، وقيلَ: إنَّه ماتَ في خلافةِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ. رأى عمرَ، وعليًّا.
يروي عن: أبي هريرةَ، وعبدِ الله بنِ سلامٍ، وعقبةَ بنِ عامرٍ، وعبدِ الله بنِ وديعةَ، وغيرِهم، وعنه: ابنُه سعيدٌ، وحفيدُهُ عبدُ الله بنُ سعيدٍ، وأبو صخرٍ حميدُ بنُ زيادٍ، وعمرُو بنُ أبي عمرِو مولى المطَّلَبِ. وكانت مولاتُهُ كاتبَتْهُ على أربعينَ ألف درهمٍ، وشاةً عند كلِّ أضحى، فأدَّاها، وعُتِقَ. وذكرَه ابنُ سعدٍ
(5)
في الطَّبقةِ الأولى مِن أهلِ المدينةِ. وقالَ الواقديُّ: كانَ ثقةً، كثيرَ الحديث.
تُوُفّيَ سنةَ مئةٍ، وقولُ الطحاويِّ في "بيان المشكل"
(6)
: إنَّه ماتَ في سنةِ خمسٍ
(1)
"تهذيب الكمال" 24/ 238، و"تهذيب التهذيب" 6/ 597.
(2)
"الطبقات" 1/ 166 (220).
(3)
محرفة في الأصل، وغير واضحة.
(4)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 497، و "تهذيب الكمال" 24/ 240.
(5)
"الطبقات الكبرى" 7/ 270.
(6)
"شرح مشكل الآثار" 12/ 392.
وعشرين ومئة، رَدَّهُ شيخُنا
(1)
.
وقالَ النَّسائيُّ: لا بأسَ به، وقالَ إبراهيمُ الحربيُّ: كانَ ينزلُ المقابرَ، فسُمِّيَ بذلك، وقيل: لأنَّ عمرَ جعلهُ على حفرِ القبورِ، فَسُمِّيَ المقبريَّ، وجعلَ نُعيمًا على إجمارِ المسجد، فسُمِّي المُجْمِرَ. قالَ شيخُنا
(2)
: وهو بعيدٌ من الصَّوابِ، وما أظنُّ نُعيمًا أدركَ عمرَ.
وقالَ البخاريُّ في "صحيحه": قالَ إسماعيلُ بنُ أبي أويسٍ إنما سمِّي المقبريَّ؛ لأنه كان ينزلُ ناحيةَ المقابرِ، وفرَّقَ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(3)
بين كيسانِ صاحب العبا، روى عن عمر، وعنه: أبو صخر، وبين كيسانَ مولى أمِّ شَريك. يعني: أبا سعيد، وهو المعروفُ بالمقبريِّ.
3334 - كيسان الأنصاريُّ
(4)
.
استُشهدَ بأُحُدٍ.
* * *
(1)
"تهذيب التهذيب" 6/ 598.
(2)
المرجع السابق.
(3)
"الثقات" 7/ 358.
(4)
"الإصابة" 3/ 310.
حرفُ اللام
3335 - لقيطُ بنُ الرَّبيعِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ عبدِ شمسٍ، أبو العاصِ
(1)
.
خَتَنُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم على ابنتهِ زينبَ، وأمُّه هالةُ ابنةُ خويلدِ بنِ أسدِ بنِ عبدِ العُزَّى. أسلمَ قبلَ الحديبيَّة بخمسةِ أشهرٍ.
وكانَ يسمَّى جروَ البطحاءِ، وأثنى عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في مصاهرَتِهِ
(2)
. ماتَ بمكَةَ في ذي الحجَّةِ سنة اثنتي عشرةَ في عهدِ أبي بكرٍ. وسيأتي في الكنى، فهو بها أشهر
(3)
.
* * *
(1)
"الاستيعاب" 3/ 324، و"أسد الغابة" 4/ 522، و"الإصابة" 3/ 329.
(2)
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم 4/ 1903 (95).
(3)
الكنى في القسم المفقود من الكتاب.
حرفُ الميم
3336 - ماجدُ بنُ مُقْبلِ بنِ جَمَّازِ بنِ شِيحةَ
(1)
.
قُتلَ في معركةٍ بالمدينةِ في جُمادى الأولى سنةَ سبعَ عشرةَ وسبعِ مئةٍ، كما سيأتي في أبيه.
3337 - ماعزُ بنُ مالكٍ الأَسْلميُّ
(2)
.
المرجومُ حينَ اعترافِه حتَّى قُتلَ. معدودٌ في المدنيين، وقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لقد رأيتُه يتحضحضُ في أنهارِ الجنَّةِ"
(3)
.
وهو في أوِّلِ "الإصابة"
(4)
. وروى قفَحتَه في اعترافِه جماعةٌ مِن الصَّحابةِ، فنقلوا عنه إقرارَه ومراجعتَه النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، منهم: أبو هريرة، وروى زيدُ بنُ خالدٍ الجهنيُّ، ونُعيم
(5)
وجابر، وقالَ في حديثه: إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ بعدَ رجمِهِ
(6)
: "لقدْ تابَ توبةً لَوْ تابها جمعٌ مِنْ
(1)
"نصيحة المشاور"، ص 250.
(2)
"أُسد الغابة" 5/ 8.
(3)
أخرجه أبو داود أبي داود كتاب الحدود، باب: رجم ماعز بن مالك (4419).
(4)
"الإصابة" 3/ 337.
(5)
نُعَيْم بن هزَّال، الأسلمي. صحابي.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحدود، باب: من اعترف على نفسه بالزنى 3/ 1322 (1695).
وعند ابن سعد 4/ 324. "لقد تاب توبة لو تابها طائفة من أمتي لأجزأت عنهم".
أمِّتي لأجزأتْ عنهم"، وحديث بُرَيْدَة أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ
(1)
: "استغفروا لماعز".
3338 - مالكُ بنُ أنسِ بنِ مالكِ بنِ أبي عامرٍ الإمامُ العلَمُ، نجمُ السُّننِ، وعالمُ المدينةِ، أبو عبد اللهِ الأصبحيُّ، المدَنيُّ
(2)
.
وُلِدَ على الصَّحيحِ سنةَ ثلاثٍ وتسعين، سنةَ ماتَ أنسٌ خادمُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأمُّه العاليةُ ابنةُ شَريكِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ شَريكٍ الأزديَّةُ، ويقالُ: إنَّها مكثتْ حاملًا به ثلاثَ سنين، يروي عن: الزُّهريِّ، ونافعٍ، وعبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، وخلقٍ. قلَّ مَنْ هو مِن غيرِ المدينةِ منهم، وكانَ أوَّلَ مَن انتقَى الرِّجالَ مِن الفقهاءِ بالمدينةِ، وأعرضَ عمَّن ليسَ بثقةٍ في الحديثِ، فلم يكنْ يروي إلا ما صحَّ، ولا يحدِّثُ إلا عن ثقةٍ، معَ الفقه، والدِّينِ، والفضلِ، والنُّسكِ.
روى عنه: السُّفيانانِ، والحمَّادانِ، وشعبةُ، والأوزاعيُّ، واللَّيث، وبه تخَرَّجَ إمامُنا الشَافعيُّ رحمهما الله، وإيَّاه كانَ ينصر، ومذهبَه ينتحلُ حيثُ كانَ بالعراقِ قديما قبلَ دخولِه مصرَ، ثمَّ اجتهدَ، وصارَ إمامًا مُتَّبعًا، وكانَ يقولُ: لولا مالكٌ وابنُ عُيينةَ لذهبَ علمُ الحجازِ، وما في الأرضِ كتابٌ في العلمِ أكثرُ صوابًا [مِن "الموطأ"]
(3)
.
وآخرُ الرُّواةِ عنه وفاةً أحمدُ
(4)
بنُ إسماعيلَ السَّهميُّ، ولِفُتياه في يمينِ المُكرَهِ بعدمِ
(1)
أخرجه مسلم في الباب السابق (1695).
(2)
"تهذيب الكمال" 27/ 91، و "سير أعلام النبلاء" 8/ 48.
(3)
في الأصل تكرار لقوله: لولا مالك .. الخ.
(4)
أحمدُ بنُ إسماعيلَ السَّهمي، القُرشيُّ، المدَنيُّ، نزيلُ بغدادَ، وعاش مئة عام توفي سنة 259 هـ، قالَ الخطيب: ضعيف الحديث، كان مغفَّلًا، ولم يكن ممن يتعمد الباطل. "سير أعلام =
الوقوعِ تعرَّضَ له جعفرُ بنُ سليمانَ بنِ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، وضربَه سبعين سوطًا، يُرجى أنْ يرفعَه بعددِها درجاتٍ في الجنَّةِ، فمسحَ مالكٌ الدَّمَ، ودخلَ المسجدَ فصلَّى، وقالَ: لما ضُرِبَ سعيدُ بنُ المسيِّبِ فَعلَ ذلك.
وقالَ مالكٌ: ما ارتفعَ عني سوطٌ إلا حاللتُه به إكرامًا للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، أو كما قال.
قالَ البخاريُّ: أصحُّ الأسانيدِ مالكٌ عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، وقالَ ابنُ عُيينةَ: ما كانَ أشدَّ انتقادَه للرِّجال، وأعلمَهم بشأنهم.
وقالَ ابنُ المدينيِّ: لا أعلمُه ترك إنسانًا إلا في حديثِه شيءٌ.
وعن ابن مَعِينٍ: كلُّ مَنْ روى عنه فهو ثقةٌ إلا عبدَ الكريم
(1)
.
وكانَ ابنُ مَهديٍّ لا يقدِّمُ عليه أحدًا، وقالَ مرَّةً: ما رأيتُ أعقلَ منه.
وقيلَ لأبي الأسودِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ في سنةِ ستٍّ وثلاثين: مَنْ بالمدينةِ يُفتي؟ فقال: ما ثَمَّ مثلُ فتىً من ذي أصبحَ، يقالُ له: مالكٌ.
وعن الشَّافعيِّ: إذا جاءَ الأثرُ فمالكٌ النَّجمُ، وهو وابنُ عيينة القرينان، وهو حجَّةُ الله على خلقِه بعدَ التَّابعين، وقدَّمه على محمَّدِ بن الحسنِ.
وقالَ أبو مصعبٍ عنه: ما أفتيتُ حتَّى شهدَ لي سبعون أنِّي أهلٌ لذلك.
وقالَ معنُ بنُ عيسى
(2)
سمعتُه يقولُ: إنَّما أنا بشرٌ، أُخطئ وأُصيب، فانظروا في
= النبلاء، 12/ 24.
(1)
عبدُ الكريمِ بنُ أبي المخارقِ، أبو أميَّةَ البصريُّ، المعلِّمُ. قالَ النَسائيُّ: متروك الحديث. "الضعفاء والمتروكين" للنسائي، ص 160 (401).
(2)
معنُ بنُ عيسى القزَّازُ، من أصحابِ مالكٍ، ثقةٌ ثبْتٌ، ماتَ 198 هـ. "تهذيب الكمال" =
رأيي، فما وافقَ السُّنَّةَ فخذوا به.
وقالَ النَّسائيُّ: ما عندي بعدَ التَّابعين أنبلُ منه، ولا أجلُّ، ولا أوثقُ، ولا آمنُ على الحديثِ، ولا أقلُّ روايةً عن الضُّعفاء؛ ما علمناه حدَّثَ عن متروكٍ إلا عبدَ الكريمِ.
وقالَ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(1)
كانَ أوَّلَ مَن انتقَى الرِّجالَ مِن الفقهاءِ بالمدينةِ، وأعرضَ عمَّنْ ليسَ بثقةٍ في الحديثِ، ولم يكن يروِي إلا ما صحِّ، ولا يحدِّثُ إلا عن ثقةٍ، معَ العفَّةِ والدِّينِ، والفضلِ والنُّسُكِ، وبه تخرَّجَ الشَّافعيُّ.
وروى ابنُ خزيمةَ في "صحيحه" عن ابنِ عُيينةَ قالَ: إنَّما كنَّا نتّبعُ آثارَ مالكٍ، وننظرُ إلى الشَّيخِ إنْ كتبَ عنه، وإلا تركناه، وما مَثَلي ومَثَلُ مالكٍ إلا كما قالَ الشَّاعرُ:
وابنُ اللِّبون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ
…
لم يستطعْ صَولةَ البُزْلِ القناعيس
(2)
وقالَ أبو جعفرٍ الطَّبريُّ
(3)
: كانَ ثقةً، صدوقًا، عَلَمًا، مقدَّمًا في بلدِه، وماتَ في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ تسعٍ وسبعين ومئةٍ عن خمسٍ وثمانين، وقيل: تسعين، ودُفنَ بالبقيعِ، وعلى
= 28/ 336.
(1)
"ثقات ابنُ حِبَّانَ" 7/ 459.
(2)
البيت لجرير في "ديوانه"، ص 231.
وابن اللبون: ما أوفى على ثلاث سنين. "القاموس المحيط": لبن. لُزَّ: رُبِطَ. القاموس": لزز.
القَرَنُ" الحبلُ. "القاموس": قرن. البُزْل: جمع بازل: وهو البعير الذي دخل في التاسعة. "القاموس": بزل.
(3)
"المنتخب من ذيل المذيل" للطبري 106 - 107.
قبرِه قبَّةٌ عظيمةٌ
(1)
، وترجمتُه تحتملُ مجلَّدًا ضخمًا، فقد أتيتُ منها في أوَّلِ (طبقات المالكية)
(2)
بما لا يكادُ يوجدُ مجتمعًا.
وكانَ عظيمَ الجلالةِ، زائد الوقار، ثِقةً، ثبتًا، حخةً، عالمًا، ورعًا، وهو -على المعتمدِ- المشارُ إليه بحديثِ
(3)
: "ليضرِبَنَّ النَّاسُ أكبادَ الإبلِ في طلبِ العلمِ، فلا يجدون أحدًا عالمًا أعلمَ من عالم المدينة".
وقد كانَ مالكٌ رحمه الله ممَّنْ خالطَ النَّاسَ أوَّلًا، ثمَّ اعتزلَ آخرَ عمرِه، بحيثُ قيلَ: إنَّه أقامَ ثمانَ عَشْرَةَ سنةً لم يخرجْ إلى المسجدِ، فقيلَ له في ذلكَ؟ فقالَ: ليسَ كلُّ أحدٍ يُمكنُه أنْ يُخبرَ بعذرِه.
واختُلفَ في عذرِه، فقيل: خوفًا مِن رؤيةِ المناكيرِ، وقيل: حتَّى لا يمشيَ إلى السُّلطانِ، وقيلَ: إنَّه كانت به إِبردة
(4)
وكانَ يرى تنزيهَ المسجدِ عنها، ذكرَه القاضي أبو بكرِ ابنُ العربيِّ
(5)
في "سراجِ المريدينَ" له.
3339 - مالِكُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَدَثانِ، أبو سعيدٍ البصريُّ، المدَنيُّ
(6)
.
(1)
جميعُ القباب قد أزيلت من البقيع منذ زمان، والحمد لله.
(2)
"طبقات المالكية" للمؤلف غير مطبوعٍ.
(3)
أخرجه أحمد في "المسند" 2/ 299، والترمذي في كتاب العلم باب: ما جاء في عالم المدينة (2680)، وقال: هذا حديثٌ حسنٌ.
(4)
إِبْردة: بالكسر: بردٌ في الجوف. "القاموس المحيط": برد.
(5)
محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ الأندلسيُّ، الإشبيليُّ، المالكيُّ، صاحب التصانيف، ولدَ سنةَ 468 هـ،، وتوفي بفاس سنة 543 هـ. "وفيات الأعيان" 4/ 296، و"سير أعلام النبلاء" 20/ 197.
(6)
"أسد الغابة" 5/ 11، و "سير أعلام النبلاء" 4/ 171.
ذكرَه مسلمٌ
(1)
في ثانيةِ تابعيهم، وقد أدركَ الجاهليةَ، ورأى أبا بكرٍ، وقيل: له صحبةٌ حيثُ ذكرَه ابنُ خزيمة، وأحمدُ بنُ صالحٍ المِصريُّ، ولكن لم يصحَّ، بل القولُ به -كما قالَ ابنُ حِبَّانَ
(2)
- وَهَمٌ.
روى عن: عمرَ، وعليٍّ، وعثمانَ، وطلحةَ، والعبَّاس، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، والزُّبيرِ، وجماعةٍ، وعنه: عكرمةُ بنُ خالدٍ، ومحمَّدُ بنُ جبيرِ بنِ مطعِمٍ، وابنُ المنكدرِ، والزُّهريُّ، وأبو الزُبيرِ، ومحمَّدُ بنُ عَمروِ بنِ عطاءٍ، ومحمَّدُ بنُ عمروِ بنِ حلحلةَ، وآخرون.
ونقلَ الواقديُّ أنَّه ركبَ الخيلَ في الجاهليةِ. قالَ غيرُه: وحضرَ الجابيةَ، وبيتَ المقدسِ مع عمرَ، وكانَ زمنَه عريفًا على قومِه، مِن أفصحِ العربِ. ماتَ سنةَ إحدى، أو اثنتين، أو أربعٍ وتسعين بالمدينة، وذُكرَ في "التهذيب"، وأوَّلِ "الإصابة"
(3)
، وثاني ابنِ حِبَّانَ
(4)
.
3340 - مالِكُ بنُ إياسٍ الأنصاريُّ، الخزرجيُّ
(5)
.
استُشهِدَ بأُحُدٍ
(6)
.
(1)
"الطبقات" 1/ 613 (633).
(2)
"الثقات" 5/ 382.
(3)
"الإصابة" 3/ 339.
(4)
"ثقات ابنُ حِبَّانَ" 5/ 382.
(5)
"الاستيعاب" 3/ 403، و "الإصابة" 3/ 340.
(6)
"السيرة النَّبويّة" لابن هشام 2/ 126.
3341 - مالِكُ بنُ التَّيِّهانِ بنِ مالِكِ بنُ عُبيدٍ، أبو الهيثمِ، البلويُّ، ثُمَّ الأنصاريُّ، البدريُّ
(1)
.
أحدُ النُّقباءِ، مشهورٌ بكُنيتِه، وسيأتي في الكنى
(2)
.
-
مالِكُ بنُ ثابتٍ المزنيُّ
(3)
.
في: ابنِ نُميلةَ.
3342 - مالِكُ بنُ حمزةَ بنِ أبي أُسَيْدٍ السَّاعِديُّ، الأنصاريُّ، المدَنيُّ
(4)
.
الآتي جدُّه قريبًا، والماضي أبوه. يروي عن: أبيه عن جدِّه، وعنه: عبدُ اللهِ بنُ عثمانَ بنِ إسحاقَ بنِ سعدِ بنِ أبي وقَاصٍ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ سليمانَ ابنِ الغسيلِ. في ثالثةِ ابنِ حِبَّانَ
(5)
، وفي ثانيته
(6)
، وفيها: أنَّه روى عن: أبي أُسيْدٍ، وهو في "التهذيب"
(7)
.
3343 - مالكُ بنُ خلفِ بنِ عَمروٍ
(8)
.
أخو النُّعمانُ، استُشهِدَ هو وأخوه بأُحُدٍ
(9)
.
(1)
"الاستيعاب" 3/ 404، و "الإصابة" 3/ 341.
(2)
الكنى في القسم المفقود من الكتاب.
(3)
"معرفة الصحابة" 5/ 2477، و "الإصابة" 3/ 357.
(4)
"ميزان الاعتدال" 3/ 425.
(5)
"الثقات" 5/ 386.
(6)
"الثقات" 7/ 461.
(7)
"تهذيب الكمال" 27/ 131، و"تهذيب التهذيب" 8/ 13.
(8)
"الإصابة" 3/ 343.
(9)
"سيرة ابن هشام" 3/ 27، وينسب إلى جدِّهِ.
3344 - مالكُ بنُ الدَّارِ
(1)
.
ذكرَه مسلمٌ
(2)
في ثانيةِ تابعي المدنيين، وهو
…
(3)
.
3345 - مالكُ بنُ ربيعةَ بنِ البَدَنِ بنِ عامرٍ، أبو أُسَيْدٍ الأنصاريُّ، السَّاعديُّ
(4)
.
ذكرَه مسلمٌ
(5)
في المدنيينَ مقتصرا على كنيته، وهو مِن كبارِ الصَّحابةِ، مِن بني ساعدةَ، أمُّه ابنةُ الحارثِ بنِ جميلٍ، مِن بني ساعدةَ أيضًا. شهدَ بدرًا، والمشاهدَ كلَّها، وكانت معه رايةُ بني ساعدةَ يومَ الفتحِ، وهو آخرُ البدريينَ موتًا، مشهورٌ بكنيتِه، وله عِدَّةُ أحاديثَ، يروي عنه: بنوه المنذرُ والزُّبير، وحمزةُ، وأنسٌ، وعبَّاسُ بنُ سهلِ بنِ سعدٍ، وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وعينُ بنُ عبيدٍ السَّاعديُّ مولاه. ماتَ بالمدينةِ فيما قالَه خليفة
(6)
وغيرُه سنةَ أربعينَ، وهو الصَّحيحُ، وقيل: سنةَ ستين، وقيل: خمسٍ وستين، وقيل: ثلاثين. وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ: هذا اختلافٌ
(7)
متباينٌ جِدًّا، وقد كُفَّ في آخرِ عمرِه، عن ثمانٍ وسبعين سنةً، وله عقِبٌ بالمدينةِ، وببغداد. وقد تقدَّمَ حفيدُه قريبًا.
قالَ ابنُ سعدٍ
(8)
: أخبرني الواقديُّ، حدَّثني أُبيّ بنُ عبَّاسِ بنِ سهلٍ، عن أبيه قالَ:
(1)
"الطبقات الكبرى" 5/ 12، و"طبقات خليفة"، ص 235، و"التاريخ الكبير" 7/ 304.
(2)
"الطبقات" 1/ 628 (669).
(3)
بياض بمقدار خمس كلمات.
(4)
"معرفة الصحابة" لأبي نعيم 5/ 2450.
(5)
"الطبقات" 1/ 147 (29).
(6)
"طبقات خليفة"(97).
(7)
"الاستيعاب" 3/ 407.
(8)
"الطبقات الكبرى" 3/ 558.
رأيتُ أبا أسيدٍ بعدَ أنْ ذهبَ بصرُه قصيرًا دَحْدَاحًا
(1)
، أبيضَ الرَّأسِ واللِّحيةِ.
وقالَ عبيدُ اللهِ بنُ أبي رافعٍ: رأيتُه يُحفِي
(2)
شاربَه كأخي الحلقِ، وقالَ عثمانُ بنُ عبيدِ اللهِ: رأيتُه وأبا هريرةَ، وأبا قتادةَ، وابنَ عمرَ يمرُّون بنا ونحن في الكُتَّابِ، فنجدُ منهم ريحَ العنبرِ، وهو الخَلوق
(3)
يصفِّرون به لحُاهم، وقالَ عبدُ الرَّحمنِ ابنُ الغسيلِ عن حمزةَ بنِ أبي أسيدٍ، والزُّبيرِ بنِ المنذرِ بنِ أبي أسيدٍ إنِّهما نزعَا مِن يدِ أبي أسيدٍ خاتمًا مِن ذهبٍ حينَ مات
(4)
، وهو في "التهذيب"
(5)
، وأوَّل "الإصابة"
(6)
، وابنِ حِبَّانَ
(7)
، والعجلي
(8)
.
3346 - مالكُ بنُ أبي الرِّجالِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ
(9)
.
أخو حارثةَ، وعبدِ الرَّحمنِ الماضيينِ.
3347 - مالكُ بنُ سنانِ بنِ عبيدٍ، والدُ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ
(10)
.
صحابيٌّ، استُشهِدَ بأُحُدٍ
(11)
، وجاءَ بابنِه إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعرضَه عليه وهو ابنُ ثلاثَ
(1)
الدحداح: القصير. "القاموس المحيط": دحدح.
(2)
يحفي شاربه: يقتلعه من منبته. "القاموس المحيط": حفا.
(3)
الخلوق: الطيب. "القاموس المحيط": خلقَ.
(4)
"طبقات ابن سعد" 3/ 558.
(5)
"تهذيب الكمال" 27/ 138، و"تهذيب التهذيب" 8/ 16.
(6)
"الإصابة" 3/ 344.
(7)
"الثقات" 3/ 375.
(8)
"معرفة الثقات" 2/ 260.
(9)
"تهذيب الكمال" 3/ 124.
(10)
"الإصابة" 3/ 345.
(11)
"سيرة ابن هشام" 2/ 125.
عشرةَ سنةً، فردَّه.
3348 - مالكُ بنُ أبي عامرٍ، أبو أنسٍ، الأصبحيُّ، المدَنيُّ
(1)
.
جدُّ الإمامِ مالكِ بنِ أنسٍ، وحليفُ عثمانَ بنِ عبدِ اللهِ القُرشيُّ، التَّيميُّ.
ذكرَه مسلمٌ
(2)
في ثانيةِ تابعي المدنيين. يروي عن: عمرَ، وعثمانَ، وطلحةَ، وعائشةَ، وأبي هريرةَ، وكعبٍ الحَبْرِ، وعنه: ابناهُ أنسٌ، وأبو سهيلٍ نافعٌ، وسالمٌ أبو النَّضرِ، ومحمَّدُ بنُ إبراهيمَ التَّيميُّ، وسليمانُ بنُ يسارٍ، وغيرُهم، وهو ممَّنْ فرضَ له عثمانُ، وكانَ ثقةً فاضلًا. ماتَ سنةَ أربعٍ وسبعين؛ قالَ ابنُه الرَّبيعُ: حينَ اجتمعَ النَّاسُ على عبدِ الملِك.
وذكرَه البخاريُّ في "الأوسط"
(3)
، في فصلِ: مَنْ ماتَ ما بين السَّبعينَ إلى الثَّمانين، وذُكرَ في "التهذيب"
(4)
، وثقات ابنِ حِبَّانَ
(5)
، والعِجلي
(6)
.
3349 - مالكُ بنُ عمرِو بنِ عَتيكٍ النَّجَّاريُّ
(7)
.
ماتَ والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم خارجٌ إلى أُحُدٍ يومَ الجمعةِ.
3350 - مالكُ بنُ عِياضٍ المدَنيُّ، ويُعرفُ بمالكِ الدَّار.
(1)
" الطبقات الكبرى" 5/ 63، و"التاريخ الكبير" 7/ 305، و"الجرح والتعديل" 8/ 214.
(2)
"الطبقات" 1/ 231 (650).
(3)
"التاريخ الأوسط" 1/ 301.
(4)
"تهذيب الكمال" 27/ 148، و"تهذيب التهذيب" 8/ 19.
(5)
"الثقات" 5/ 383.
(6)
"معرفة الثقات" 2/ 261.
(7)
"الإصابة" 3/ 349.
وكانَ أصلُه مِن جَيْلان
(1)
، مولىً لعمرَ، وخازنًا له. سمعَ أبا بكرٍ، وعمرَ، ومعاذَ بنَ جبلٍ، وعنه: ابناهُ عونٌ، وعبدُ اللهِ، وأبو صالحٍ السَّمَّانُ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ سعيدِ بنِ يربوعٍ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ
(2)
في الثَّالثةِ، وهو في ثالث "الإصابة"
(3)
.
3351 - مالكُ بنُ محمَّدٍ الهِزميريُّ
(4)
.
سِبطُ التَّقيِّ صالحِ بنِ إسماعيلَ المدَنيِّ، له ذِكرٌ في: أبيه.
3352 - مالكُ بنُ مُنيفِ بنِ شِيحةَ بنِ هاشمِ بنِ قاسمٍ الحسينيُّ
(5)
.
الماضي نسبُه في عمِّه جمَّازٍ. انتزعَ إمرةَ المدينةِ مِن عمِّه المذكورِ، في سنةِ ستٍّ وستين وستِّ مئةٍ، واستعانَ عليه بصاحبِ مكَّةَ، وبغيرِه مِن العربانِ، فلم [يقدروا على إخراجه]، فحينئذٍ سلَّمَها لعمِّه طوعًا، كما سلفَ في ترجمتِه، وكانَ منصورُ بنُ جمَّازٍ زوجًا لزينبَ ابنةِ مالكٍ هذا، وهي أمُّ كبيشٍ، وكبشٍ، وطفيلٍ، وغيرِهم من البناتِ، وغيرِها.
3353 - مالكُ بنُ المؤمَّلِ
(6)
.
(1)
جَيْلانُ، بالفتح: قومٌ مِن أبناءِ فارس، انتقلوا من نواحي اصطخرَ، فنزلوا بطرفٍ مِن البحرين. "معجم البلدان" 3/ 201.
(2)
"الثقات" 5/ 384.
(3)
"الإصابة" 3/ 484.
(4)
توفي بوادي الصفراء، سنة 738. "نصيحة المشاور"، ص 166.
(5)
"نصيحة المشاور"، ص 248.
(6)
"الجرح والتعديل" 8/ 216.
مِن أهلِ المدينةِ، يروي عن: بكرِ بنِ سوادةَ، وعنه: ابنُ عجلانَ. قالَه ابنُ حِبَّانَ في الثَّالثة
(1)
.
3354 - مالكُ بنُ نُميلة
(2)
.
وهي أمُّه، واسمُ أبيه ثابتٌ المُزنيُّ. استُشهِدَ بأُحُدٍ
(3)
.
3355 - مانعُ بنُ عليِّ بنِ عطيَّةَ بنِ منصورِ بن جمَّازٍ الحسينيُّ
(4)
.
أميرُ المدينةِ، وَلِيَها في سنةِ إحدى وثلاثينَ، بعدَ خَشرمِ بنِ دوغانَ، فدامَ إلى أنْ قُتلَ في عاشرِ جمُادى الآخرةِ، سنةَ تسعٍ وثلاثين وثمان مئةٍ، فإنَّهُ خرجَ يتصيَّدُ خارجَ المدينةِ، فوثبَ عليه حيدرُ بنُ دوغانَ بنِ جعفرِ بنِ هبةَ بنِ جمَّازِ بنِ منصورٍ، فقتلَه بدمِ أخيه خشرمٍ الذي استقرَّ صاحبُ التَّرجمةِ بعدَه، وكانَ مشكورَ السِّيرةِ، واستقرَّ بعدَه ابنُه أميانُ، وله ذِكرٌ في: زهيرِ بنِ سليمانَ.
3356 - مانعُ بنُ عليِّ بنِ مسعودِ بنِ جمَّازٍ
(5)
.
لمَّا ماتَ فضلُ بنُ قاسمٍ، أجمعَ رأيُ آلِ جمَّازٍ على تقديمِه، وحلفوا له على الطِّاعةِ، وتوجَّهَ بذلكَ محمَّدُ بنُ مُقبلِ بنِ جمَّازٍ، وسافرَ معَه محمَّدُ بنُ مباركِ بنِ جمَّازٍ، ويقالَ: إنِّه قصدَ السِّعيَ لنفسِه، فأُجيبَ مانعٌ، وبُعِثَ له بالتَّقليدِ والخِلعةِ معَ ابنِ مقبلٍ المذكورِ،
(1)
"الثقات" 7/ 461.
(2)
"الإصابة" 3/ 357.
(3)
"سيرة ابن هشام" 2/ 126.
(4)
"الضوء اللامع" 6/ 236، و"تاريخ المدينة الشَّامل" 2/ 294.
(5)
"نصيحة المشاور"، ص:258.
وكانَ قبلَ ولايتِه مُتعبِّدًا مُتدِّينًا، سليمَ الباطنِ، فلمَّا وليَ الإِمرةَ ضعُفَ رأيُه عن تدبيرِها، بحيثُ كثُرتِ الفتنُ في أيَّامِه، وتتابعتِ الغاراتُ على المدينةِ مِن آلِ منصورٍ، وضعُفَ عن دفعِهم، فكانَ يستعينُ عليهم ببني لامٍ، ويُجزِلُ لهم العطاءَ، حتَّى نفِدَ ما بيده، ثمَّ طلبَ المساعدةَ مِن أهلِ المدينةِ، ثمَّ مِن الخدَّامِ والمجاورينَ غيرَ مرَّةٍ، وهم يجيبونه، ثمَّ جارَ على المجاورين، وأهلِ المدينةِ، فبلغَ ذلك السُّلطانَ، فاستقرَّ بجمَّازِ بنِ منصورٍ، وذلكَ في حادي عشرَ ربيعٍ الأوَّلِ، سنة تسعٍ وخمسينَ وسبعِ مئةٍ.
3357 - مانعٌ الفاسيُّ
(1)
.
والدُ يعقوبَ. مِن كبارِ أهلِ المدينةِ وتُجَّارِها، بحيثُ كانت له أصايلُ، وبقرٌ. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3358 - مباركُ بنُ شَكَلٍ.
أخو منصورٍ، ربَّاه أخوه، وكانَ يليه. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3359 - مباركُ بنُ مسعودٍ الشَّكيليُّ.
كانَ زرَّاعًا على حديقةِ جدِّه. قالَه ابنُ فَرحونٍ
(2)
.
وقالَ ابنُ صالحٍ: إنَّه ورثَ التِّجارةَ عن أبيه.
3360 - مباركُ بنُ مُقبلِ بنِ جمَّازِ بنِ شيِحةَ.
له ذِكرٌ في: أبيه.
(1)
كأنها: المناسي، في المخطوطة.
(2)
"تاريخ المدينة"، ص 187.
3361 - مباركٌ الهنديُّ.
أقامَ بمكَّةَ، وتزوَّجَ فيها، وكذا جاورَ بالمدينةِ، وكانَ يتكسَّبُ فيهما بالنَّسخِ. أثنى عليه ابنُ صالحٍ.
3362 - مباركٌ، عتيقُ أبي محمَّدٍ المرجانيِّ التُّونسيِّ، الشَّهيرِ
(1)
.
وأحدُ الفرَّاشينَ، شيخٌ قديمٌ، يُدعى الحاجَّ. ماتَ، واستقرَّ بعدَه في فراشتِه عميرٌ السُّوارقيُّ
(2)
بوصيةٍ منه. ذكرَه ابنُ صالحٍ.
3363 - مباركُ جوهرٍ، غلام الصفي
(3)
، جوهر اللالا
(4)
.
ويقالَ له: الحاج، ذكره ابنُ صالح.
3364 - مبشِّرُ بنُ عبدِ المنذرِ الأنصاريُّ
(5)
.
أخو رِفاعةَ أبي لبابة، صحابيانِ. شهد بدرًا، واستشهد بها، ذُكرَ في أوَّلِ "الإصابة"
(6)
.
3365 - المثنَّى بنُ الصَّبَّاحِ، أبو عبدِ الله، أو أبو يحيى اليمانيُّ، الأبناويُّ، المكِّيُّ
(7)
.
(1)
" تاريخ المدينة" لابن فرحون ص 65، و"الوفيات" لابن قنفذ 1/ 12.
(2)
"تاريخ المدينة"، ص 197.
(3)
"الضوء اللامع" 3/ 81، و"النجوم الزاهرة" 16/ 347.
(4)
اللالا: الذي يربي أولاد الملوك. "وفيات الأعيان" 1/ 365.
(5)
"معرفة الصحابة" 5/ 2631.
(6)
"الإصابة" 3/ 360.
(7)
"الطبقات الكبرى" 5/ 491، و "تهذيب الكمال" 27/ 203.
نزيلُ المدينةِ، يروي عن: عطاء، وعمر، وابنِ شُعيبٍ، وعنه: العراقيون، وسائرُ الغرباءِ، ماتَ آخرَ سنةِ تسعٍ وأربعينَ ومئةٍ، قالَه البخاريُّ
(1)
عن يحيى بنِ بُكيرٍ، وكذا أرَّخَه الواقديُّ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(2)
في "الضعفاء": في أواخرِ سنةِ سبعٍ بعد ما اختلط، بحيثُ كانَ يحيى وعبدُ الرَّحمنِ لا يحدِّثان عنه.
بل ضعَّفَه ابنُ مَعِينٍ
(3)
، وقالَ مرَّةً: يُكتبُ حديثُه ولا يُتركُ، ومرَّةً: ثقةٌ، وقالَ أبو حاتمٍ
(4)
وأبو زُرعةَ: ليِّنُ الحديثِ. زاد أوَّلُههما: يروي عن عطاء ما لم يروِه عنه غيرُه، وهو ضعيفُ الحديثِ. وقالَ ابنُ عَدِيٍّ
(5)
: له حديثٌ صالحٌ عن عَمروِ بنِ شُعيبٍ، وقد ضعَّفَه الأئمةُ المتقدِّمون، والضَّعفُ
(6)
على حديثِه بيِّنٌ.
وعن داودَ العطَّارِ: لم أدركْ عندَ المسجدِ أَعبَدَ منه، وقرنَ به آخرَ، ونحوُه قولُ عبدِ الرَّزاقِ: أدركتُه شيخًا كبيرًا، بينَ اثنينِ يطوفُ اللَّيلَ أجمعَ.
وقالَ السَّاجيُّ: ضعيفُ الحديثِ جِدًّا، حدَّثَ بمناكيرَ يطولُ ذِكرُها، وكانَ عابدًا يَهِمُ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الضُّعفاء"
(7)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 7/ 419.
(2)
"المجروحين" لابن حِبَّانَ 2/ 354.
(3)
"تاريخ ابن مَعِينٍ"، برواية الدوري 2/ 549.
(4)
"الجرح والتعديل" 8/ 324.
(5)
"الكامل" لابن عدي 6/ 423.
(6)
في الأصل: وضعف، والتصحيح من "تهذيب الكمال".
(7)
"المجروحين" 2/ 354.
3366 - مجاهدُ بنُ وردانَ المدَنيُّ
(1)
.
عن: عروةَ بنِ الزُّبيرِ، وعنه: جعفرُ بنُ ربيعةَ، وعبدُ الرَّحمنِ ابنُ الأصبهانيِّ، يخطئ.
قالَه ابنُ حِبَّانَ في "ثقاته"
(2)
. ويروي عنه أيضًا: شعبةُ، وداودُ بنُ صالحٍ التمَّارُ.
قالَ ابنُ مَعِينٍ: لا أعرفُه، وقالَ أبو حاتمٍ
(3)
: ثقةٌ، وقالَ شُعبةُ: حدَّثنا ابنُ الأصبهانيِّ عن مجاهدِ بنِ وردانَ، وأثنى عليه خيرًا، وهو في "التهذيب"
(4)
.
3367 - مجاهدٌ الأندلسيُّ، الأعمى.
كانَ قويَّ الحفظِ للقرآنِ، يستحضرُ شيئًا مِن القصائدِ والمواعظِ، ويُسمعُ النَّاسَ ذلك. كتبتُ منه بعضَ القصائد، وهو ممَّن جاورَ بالمدينةِ بعدَ الثَّلاثينَ وسبعِ مئةٍ. قاله [ابنُ صالح].
3368 - المُجذَّر بنُ زيادٍ البَلَويُّ
(5)
.
شهِدَ بدرًا، واستُشهِدَ بأُحُدٍ
(6)
.
3369 - مُجَمِّعُ بنُ جاريةَ بنِ عامرِ بنِ مجمِّعٍ الأنصاريُّ، المدَنيُّ
(7)
.
(1)
" التاريخ الكبير" 7/ 412، و"الجرح والتعديل" 8/ 320.
(2)
"الثقات" 7/ 499.
(3)
"الجرح والتعديل" 8/ 320.
(4)
"تهذيب الكمال" 27/ 239، و"تهذيب التهذيب" 8/ 51.
(5)
"الإصابة" 3/ 363.
(6)
"سيرة ابن هشام" 2/ 88.
(7)
"معرفة الصحابة" 5/ 2544.
أخو يزيدَ
(1)
. ذكرَه مسلمٌ
(2)
في المدنيين، وهو مِن بني عَمرِو بنِ عوفٍ، له صحبةٌ، وروايةٌ، وحديثُه في "البخاريِّ"
(3)
، وغيرِه، وذُكِرَ في "التهذيب"
(4)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(5)
، وابنِ حِبَّانَ
(6)
، بل روى أيضًا عن: خنساءَ بنتِ خِذامٍ، وعنه: ابنُه يعقوبُ، وابنُ أخيه عبدُ الرَّحمنِ بنُ زيد بن جارية، وأبو الطُّفيلِ عامرُ بنُ واثلةَ، وقرأَ القرآنَ في صِباه.
قالَ الشَّعبيُّ: تُوفي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وبقي عليه سورتان، وقالَ ابنُ إسحاقَ: كانَ أبوه ممَّن اتَّخذَ مسجدَ الضِّرارِ، وكانَ ابنُه هذا يُصلِّي بهم فيه، ثمَّ إنَّه خرَّبَه، فلمَّا كانَ زمنُ عمرَ كُلِّمَ في مجمِّعٍ يُصلِّي بهم، فقال: أوليسَ بإمامِ المنافقين؟ فقالَ: واللهِ الذي لا إلهَ إلا هوَ، ما علمتُ بشيءٍ مِن أمرِهم، فيقالُ: إنَّه تركَه يُصلِّي.
ماتَ في ولايةِ معاويةَ، ومضى في: سعدِ بنِ عبيدِ بن النُّعمانِ أنَّ عمرَ أمرَ مجُمِّعًا أنْ يؤمَّ مسجدَ قُباءَ بعدَ وفاةِ سعدٍ.
3370 - مُجمِّعُ بنُ يزيدَ بنِ جاريةَ الأنصاريُّ، المدَنيُّ
(7)
.
(1)
ترجمة يزيد في القسم المفقود من الكتاب.
(2)
"الطبقات" 1/ 149 (51).
(3)
لم يخرج له البخاري، بل خرَّج له أصحاب السنن. "تهذيب الكمال" 27/ 244، و"الإصابة" 3/ 366.
(4)
"تهذيب الكمال" 27/ 244، و"تهذيب التهذيب" 8/ 54.
(5)
"الإصابة" 3/ 366.
(6)
"الثقات" 3/ 385.
(7)
"معرفة الصحابة" 5/ 2545.
ابنُ أخي الذي قبلَه، وقيل: هما واحدٌ، يُنسبُ تارةً إلى أبيه، وتارةً إلى جدِّه.
وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(1)
: محمَّدُ بنُ يزيدَ بنِ جاريةَ له صحبةٌ. قالَ المزيُّ
(2)
: روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن الخنساءِ بنتِ خِدامٍ، وعتبةَ بنِ عُويمِ بنِ ساعدةَ، وعنه: ابنه يعقوبُ، والقاسمُ بنُ محمَّدٍ، وعكرمةُ [بنُ خالدِ] بنِ سلمة، وهو في "التهذيب"
(3)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(4)
، وابن حِبَّانَ، وعندَ مسلمٍ
(5)
في المدنيين.
3371 - مُجَمِّعُ بنُ يعقوبَ بنِ مُجمِّعِ بنِ يزيدَ بنِ جاريةَ، أبو عبدِ اللهِ الأنصاريُّ، المدَنيُّ، القُبائي
(6)
.
مِن أهلِ قُباء، وهو عمُّ إبراهيمَ بنِ إسماعيلَ بنِ مجمِّعٍ، وحفيدُ الذي قبلَه.
يروي عن: أبيه، وربيعةَ الرَّأيِ، وغيرِهما، وروى عنه: أهلُ المدينةِ، وكذا روى عنه قتيبة، وبه يُردُّ على مَنْ أرَّخَ وفاتَه، -كابنِ سعدٍ، وابنِ حِبَّانَ- سَنة ستين ومئةٍ؛ فإنَّ رحلةَ قتيبة كانتْ بعدَ السَّبعينَ ومئةٍ؛ قال شيخُنا
(7)
: قد أرَّخه في سنةِ ستين، أيضًا خليفةُ بنُ خيَّاطٍ
(8)
، وابن قانع، فينظرُ في رواية قتيبة عنه.
(1)
"الثقات" 3/ 386.
(2)
"تهذيب الكمال" 27/ 244.
(3)
"تهذيب الكمال" 27/ 244، و"تهذيب التهذيب" 8/ 55.
(4)
"الإصابة" 3/ 366.
(5)
"الطبقات" 1/ 157 (150).
(6)
"تاريخ البخاري" 7/ 410، و"الجرح والتعديل" 8/ 296.
(7)
"تهذيب التهذيب" 8/ 55.
(8)
"تاريخ خليفة"، ص 467.
وقد خرَّجَ له أبو داودَ
(1)
، والنَّسائيُّ
(2)
، وذُكرَ في "التهذيب"
(3)
، وثالثةِ "ثقاتِ
(4)
ابنِ حِبَّانَ".
3372 - مِجْوَلُ بنُ صخرِ بنِ مُقبلٍ الحسنيُّ، الينبعيُّ.
أقامَه صاحبُ الحجازِ في جملةِ عسكرٍ بالمدينةِ حينَ غُيِّبَ أميرُها ضُغيمٌ سنةَ ثلاثٍ وثمانين وثمان مئة، إلى أنِ استقلَّ قسيطلُ بنُ زهيرٍ.
3373 - مِحْبَرُ بنُ هارونَ الكوفيُّ
(5)
.
يروي عن: أبي يزيدَ المدَنيِّ، وعنه: أبو عاصمٍ العبَادانيُّ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(6)
.
3374 - مِحْجَنُ بن الأَدْرَعِ الأسلميُّ
(7)
.
صحابيٌّ ذكرَه مسلمٌ
(8)
في الأولى مِن المدنيين، ووقعَ عندَ أبي أحمدَ العسكريِّ أنَّه سلميٌّ، وتعقَّبوه، وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ
(9)
: كانَ قديمَ الإسلامِ، وسكنَ البصرةَ، وهو الذي
(1)
كتاب الجهاد، باب: فيمن أسهم له سهما (2730)، وفي سنده مجمع بن يعقوب، مقبول، كما في "تقريب التهذيب"، ص 608 (7832).
(2)
كتاب المساجد باب: فضل مسجد قباء والصلاة فيه (699) بسند صحيح.
(3)
"تهذيب الكمال" 27/ 251، و"تهذيب التهذيب" 8/ 55.
(4)
"الثقات" 7/ 498.
(5)
"الجرح والتعديل" 8/ 419.
(6)
"الثقات" 7/ 498.
(7)
"معرفة الصحابة" 5/ 2571.
(8)
"الطبقات" 1/ 156 (132).
(9)
"الاستيعاب" 3/ 419.
اختطَّ مسجدَها، وعُمِّرَ طويلًا. روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: حنظلةُ بنُ عليٍّ الأسلميُّ، ورجاءُ بنُ أبي رجاء، وعبدُ الله بنُ شقيقٍ، وحديثُه عندَ البخاريِّ في "الأدب المفرد"
(1)
، و"السنن" لأبي داود
(2)
، والنَّسائيِّ
(3)
، وصحَّحه ابنُ خزيمةَ
(4)
مِن جهةِ حنظلةَ بنِ عليٍّ عنه، قال: دخلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المسجدَ، فإذا هو برجلٍ قد قضى صلاتَه، وهو يتشهَّدُ
…
الحديثَ. وفي "الصِّحيحِ"
(5)
مِن حديثِ سلمةَ بنِ الأكوعِ: ارموا وأنا معَ ابنِ الأدرع.
وفي روايةٍ أنَّ الفريقَ الآخر توقفَّوا في الرمي، وقالوا: مَنْ تكونُ معَه لا يُغلبُ، فقالَ: ارموا وأنا معكَم كلِّكم، وإنَّهم ترامَوا، فلم ينزعْ أحدٌ منهم.
قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ
(6)
: يقالُ: إنَّه ماتَ في آخرِ خلافةِ معاوية، وهو في "الإصابة"
(7)
و"التهذيب"
(8)
.
3375 - مِحْجَنُ بنُ أبي محْجَنٍ الدِّيليُّ
(9)
.
صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ
(10)
في الطَّبقةِ الأولى مِن المدنيين.
(1)
"الأدب المفرد"، باب: يحثى في وجوه المدَّاحين (341).
(2)
كتاب الصلاة، باب: ما يقول بعد التشهد (977).
(3)
كتاب السهو، باب: الدعاء بعد الذكر (1301).
(4)
"صحيح ابن خزيمة"، باب: الاستغفار بعد التشهد وقبل السلام 1/ 358 (724).
(5)
"صحيح البخاري"، كتاب الجهاد والسير، باب: التحريض على الرمي (2899).
(6)
"الاستيعاب" 3/ 419.
(7)
"الإصابة" 3/ 366.
(8)
"تهذيب الكمال" 27/ 267، و"تهذيب التهذيب" 8/ 64.
(9)
"أسد الغابة" 4/ 293.
(10)
"الطبقات" 1/ 159 (168).
وقالَ أبو عمرَ ابنُ عبدِ البرِّ
(1)
: معدودٌ فيهم. روى عنه: ابنه بُسْرٌ، بضمِّ الموحَّدةِ، وسكونِ المهملةِ، للأكثر، وحديثُه عندَ مالكٍ في "الموطأ"
(2)
، والبخاريِّ في "الأدب المفرد"
(3)
، والنَّسائيِّ
(4)
، وابنِ خزيمةَ
(5)
، والحاكمِ
(6)
، مِن طريقِ مالكٍ أنَّه كانَ جالسًا معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأذَّنَ بالصَّلاةِ، فقامَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثمَّ رجعَ، ومحِجنٌ في مجلسِه
…
الحديثَ.
ويقالُ: إنَّه كانَ في سريةِ زيدِ بنِ حارثةَ إلى حِسْمى
(7)
في جُمادى الأولى سنةَ ستٍّ مِن الهجرةِ، وجزمَ بذلكَ ابنُ الحذَّاءِ في "رجال الموطأ"
(8)
. قالَه شيخُنا في "الإصابة"
(9)
.
3376 - مِحْجَنُ الأُمَويُّ، مولى عثمانَ بنِ عفَّان
(10)
.
يروي عنه، وعن: أهلِ المدينةِ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(11)
، وقد روى عنه: أبو هشامٍ زيادُ بنُ أبي زياد. قالَ ابنُ عديٍّ
(12)
: تبعًا للبخاريِّ
(13)
: لم يصحَّ حديثُهُ، انتهى،
(1)
"الاستيعاب" 3/ 419.
(2)
"الموطأ"، باب: إعادة الصلاة مع الإمام 1/ 124 (8).
(3)
"الأدب المفرد"، باب: يحثى في وجوه المداحين (341).
(4)
كتاب القِبلة، باب: إعادة الصلاة مع الجماعة بعد صلاة الرجل لنفسه (859).
(5)
"صحيح ابن خزيمة"، باب: الاستغفار بعد الصلاة 1/ 358 (958).
(6)
"المستدرك" 1/ 371.
(7)
حِسْمى: أرض ببادية الشَّام، وهي غرب تبوك. "معجم البلدان" / 258.
(8)
"التعريف برجال الموطأ"، ص 264.
(9)
"الإصابة" 3/ 366.
(10)
"الجرح والتعديل" 8/ 376، و "المغني في الضعفاء" 2/ 543، و"لسان الميزان" 6/ 467.
(11)
"الثقات" 5/ 448.
(12)
"الكامل في الضعفاء" 6/ 443.
(13)
"التاريخ الكبير" 8/ 4.
والرَّاوي عنه ضعيفٌ، ولم يذكرا عنه راويًا غيرَهُ، وهو في "الميزان"
(1)
.
3377 - مُحَرَّرُ بنُ أبي هريرةَ الدَّوسيُّ
(2)
.
أخو عبدِ الرَّحمنِ الماضي، ذكرَهُما مسلمٌ
(3)
في ثالثةِ تابعي المدنيينَ.
يروي عن: أبيه، وعمرَ، يقالُ: مرسلٌ، وغيرِهما، وعنه: ابنُهُ مسلمٌ، والزُّهريُّ، والشَّعبيُّ، والمثنَّى بنُ الصَّباحِ، وآخرون. قالَ ابنُ سعدٍ
(4)
: تُوُفِّي بالمدينةِ في خلافةِ عمرَ بنِ عبد العزيزِ، وكانَ قليلَ الحديثِ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"
(5)
، وهو في "التهذيب"
(6)
.
3378 - مُحْرِزُ بنُ عامرِ بنِ مالكٍ الأنصاريُّ
(7)
.
استُشهِدَ بأحدٍ
(8)
.
3379 - مُحْرِزُ بنُ هارونَ بنِ عبدِ الله بنِ محمَّدِ بنِ أبي الهُديرِ، القُرَشيُّ، التَّيميُّ
(9)
.
مِن أهلِ المدينةِ، أخو هارونَ
(10)
الآتي. يروي عن: الأعرجِ، وعنه: أبو مصعبٍ
(1)
"ميزان الاعتدال" 3/ 443.
(2)
"طبقات خليفة"، 249، و"الجرح والتعديل" 8/ 408.
(3)
"الطبقات" 1/ 240 (749).
(4)
"الطبقات الكبرى" لابن سعد 5/ 254.
(5)
"الثقات" 5/ 460.
(6)
"تهذيب الكمال" 27/ 275، و"تهذيب التهذيب" 8/ 66.
(7)
"معرفة الصحابة" 5/ 2591.
(8)
"السيرة النبوية" لابن كثير 2/ 504.
(9)
"التاريخ الكبير" 8/ 22، وفيه: محرر، برائين، و"الجرح والتعديل" 8/ 345.
(10)
ترجمة هارون في القسم المفقود من الكتاب.
الزُّهريُّ، والمدنيون. قالَ ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(1)
: كانَ مِمَّنْ يروي عن الأعمشِ ما ليسَ من حديثهِ، وعن عِدَّةٍ من الثِّقاتِ ما ليسَ مِن حديثِ الأثباتِ، لا تحلُّ الرِّوايةُ عنه، ولا الاحتجاجُ به، وهو مِمَّنْ خرَّجَ له الترمذيُّ
(2)
وحَسَّنَ له، وذُكِرَ في "التهذيب"
(3)
في مُحرزٍ، وقيل: إنه مُحرَّرٌ بالإهمال والتَّشديد، وعنده عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ ثلاثةُ أحاديثَ، وروى عنه: ابنُ أبي فُدَيْكٍ، ويعقوبُ بنُ محمَّدٍ الزُّهريُّ. قالَ البخاريُّ
(4)
: مُنكر الحديثِ، وكذا وهَّاهُ غيرُه، والجمهورُ على تضعيفه، ولعلَّ تحسين الترمذيِّ للشَّواهدِ.
3380 - مُحَسِّنُ بنُ عليِّ بنِ أبي طالبِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ الهاشميُّ.
سبطُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وشقيقُ الحسينِ، أمُّهمْ فاطمةُ الزِّهراءُ، ماتَ بالمدينةِ وهو صغيرٌ، وهو في ثاني "الإصابة"
(5)
.
3381 - مُحْسِنٌ، جمالُ الدِّينِ الإِخْميميُّ، النَّاصرِيُّ
(6)
.
أحدُ الخُدَّامِ للمسجدِ النَّبويِّ، بل رأسَ حتَّى عُيِّنَ للمشيخةِ، لكن أدركتْهُ المنيَّةُ، وكانَ أكثرَهم حِشمةً، وأبعدَهُم عن الشَّرِّ وأهلِهِ، لَيِّنَ الجانبِ، كثيرَ الأدبِ، حسنَ الخُلُقِ، وبنى دارًا حسنةً وأوقَفَها، وهو مِمَّنْ سمع على العفيفِ المطريِّ "مسند الشَّافعي" في سنةِ ثلاثٍ وخمسين وسبعِ مئةٍ بالرَّوضةِ النَّبويّةِ، ولم يلبثْ أنْ ماتَ سنةَ خمسٍ
(1)
"المجروحين" 2/ 353.
(2)
كتاب الزهد، باب: ما جاء في المبادرة بالعمل (2306)، وقال: حديثٌ حسنٌ غريب. (2311)
(3)
"تهذيب الكمال" 27/ 272، و"تهذيب التهذيب" 8/ 65.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 22، لكن قاله في: محرر بن هارون بن عبد الله بن محرز.
(5)
"الإصابة" 3/ 471.
(6)
"نصيحة المشاور"، ص 59، و"المغانم المطابة" 3/ 1276.
وخمسين قبلَ سُكناها رحمه الله.
3382 - مُحْسِنٌ، جمالُ الدِّينِ الصَّالحِيُّ، النَّجميُّ، الطَّواشِيُّ.
شيخُ الخُدَّامِ بالمسجدِ النَّبويّ، ماتَ في سنةِ ثمانٍ وستينَ وستِّ مئةٍ، وكانَ قد قَدِمَ الشَّامَ على السُّلطانِ في التي قَبْلَها، فأكرَمَهُ، وسافرَ صُحبةَ القاضي شمسِ الدِّينِ الآتي بالجِمالِ والرِّجالِ، والآلاتِ التي أرسلَ بها الظَّاهرُ بِيبَرسُ
(1)
البُنْدقْدَاريُّ معَ الرَّكبِ الشَّاميِّ لعمارةِ المسجدِ بعدَ الحريقِ.
3383 - مُحْصِنُ بنُ عليٍّ الفِهريُّ، مولى بني ليثٍ
(2)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي المراسيل، وعنه: عَمرو بنُ أبي عمر، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في الثَّانيةِ، ويروي أيضًا عن: عوفِ بنِ الحارثِ، وعونِ بنِ عتبةَ بنِ عبدِ الله، وعنه أيضًا: سعيدُ بنُ أبي أيُّوبَ، ومحمَّدُ بنُ طحلاءَ.
قالَ أبو الحسنِ ابنُ القطَّانِ الفاسيُّ
(3)
: مجهولُ الحال، وهو في "التهذيب"
(4)
.
* * *
(1)
في الأصل: تدرس، وهو تحريف.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 46، و"الجرح والتعديل" 8/ 432، و"الثقات" 5/ 458.
(3)
في الأصل: الفارسي. "بيان الوهم والإيهام" 4/ 143.
(4)
"تهذيب الكمال" 25/ 408، و"تهذيب التهذيب" 8/ 71.
ذِكرُ مَن اسمُه محمَّدٌ
3384 - محمَّدُ بنُ أبانَ الأنصاريُّ
(1)
.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: القاسمِ بنِ محمَّدٍ، وعروةَ، وعنه: يحيى بنُ أبي كثيرٍ، ومنصورٌ، ومَنْ زَعَمَ أنه سَمِعَ عائشةَ، فقد وَهِمَ، وليس هو بابنِ أبانٍ الجُعفيِّ، ذاكَ كوفيٌّ ضعيفٌ، وذا مدنيٌّ ثَبْتٌ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في "ثقاته"
(2)
.
3385 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ رَجَبٍ، الزُّهريُّ.
أخو الشِّهابِ الزُّهرِيِّ، الأعرجُ القاضي، مِمَّنْ جاورَ بالمدينة، واتَّفَقَ بوعدِه
(3)
الرَّافضيّ أساءَ الأدبَ معه، وهدَّده بالشَّكوى إذا جاءَ أميرُ الحاجِّ، فبادرَ وأعلمَ أميرَ المدينةِ، فأخذوه في الحِصنِ، فضُرِبَ حتَّى ماتَ، وذلكَ في سنةِ خمسٍ وستين وثمانِ مئةٍ، وراحَ دمُهُ هَدَرًا، ويقالُ: إنَّ المتسبِّبَ في قتلِه عبدُ الوهابِ بنُ جعفرٍ كبيرُ الرَّافضةِ الماضي، ولذا لم يلبثْ أنْ قُتِلَ بسيفِ الشَّرْعِ.
3386 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ غَنَّامٍ، أبو الفتحِ ابنُ عَلْبكَ
(4)
.
(1)
" التاريخ الكبير" 1/ 32.
(2)
"الثقات" 7/ 392.
(3)
كذا في الأصل.
(4)
"الضوء اللامع" 11/ 121.
في الكنى
(1)
.
3387 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدٍ، الشَّمسُ، والجَمالُ، والمحبُّ، أبو الفتحِ ابنُ البرهانِ ابنِ العَلَّامَةِ الجلالِ، الخُجَنديُّ الأصلِ، المدَنيُّ، الحنفيُّ
(2)
.
الماضي أبوه وجدُّهُ مع زيادَةٍ في نَسَبِهِ، وبنوهُ: أحمدُ، وإبراهيمُ، وعليٌّ.
وُلدَ في ليلةِ الجمعةِ عاشرِ ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ عشرٍ وثمانِ مئةٍ بالمدينةِ، ونشأَ بها فحفظَ القرآنَ، و"أربعي النووي"، و"الكنزَ"، و"أصولَ الشَّاشيِّ"، و"ألفيةَ ابنِ مالكٍ"، وعرضَ على الجمالِ الكَازَرونيِّ وغيرِه، بل قرأ "الأربعين" بتمامها في مجلسٍ واحدٍ على ابنِ الجزريِّ في ربيعٍ الآخرِ سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ بالحَرمِ النَّبويِّ، وسمعَ على الجمالِ الكازرونيِّ في سنةِ سبعٍ وثلاثينَ في "البخاري"، واشتغلَ اعلى أبيهِ وعَمِّهِ، وممَّا قرأَهُ على أبيه "البخاريُّ" في سنةِ سبعٍ وأربعين، وحضرَ دروسَ ابنِ الهُمامِ حينَ مجاورتِهِ في المدينةِ، وسمعَ على المحبِّ الأقصرائيِّ "الشِّفا" في رمضانَ سنةَ إحدى وخمسين بالرَّوضةِ، وقبلَ ذلكَ سَمِعَ على الزَّينِ أبي بكرٍ المراغيِّ في سنةِ خمسَ عشرةَ، ثمَّ على ولده الشَّرَفِ أبي الفتحِ في سنةِ أربعٍ وثلاثين "المسلسلَ"، بل قرأ عليه فيها "الشمائلَ النَّبويّةَ" للترمذيِّ، ووصفَه: بالفقيهِ الفاضلِ الأصيل، ووالدَه بالفقيهِ العالمِ، ودخلَ مصرَ غيرَ مرَّةٍ، منها في سنةِ خمسٍ وثلاثينَ، وأخذَ عن شيخِنا بعضَ تصنيفِه "الخصال المكفِّرةَ" وغيرِها.
(1)
الكنى في القسم المفقود من الكتاب.
(2)
"الضوء اللامع" 6/ 245.
وكذا دخلَ حلبَ في التي يليها، وسمعَ بها على حافظِها البرهانِ
(1)
اليسيرَ مِن شرحِه على "البخاري"، وأجازَ له، والشَّامَ، وجزيرةَ ابنِ عمرَ
(2)
وجالَ، ولمَّا قامَ الأمينُ الأقصرائيُّ بتحريكِ طوغانَ الشَّيخِ له سنةَ إحدى وستينَ وثمانِ مئةٍ في إحداثِ إمامٍ للحنفيَّةِ بالمدينةِ، كانَ هو المقرَّرَ في الإمامةِ شِركةً لمحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ محمَّدِ بنِ عليٍّ الزَّرنديِّ، ولكنْ لم يباشِرْها إلا صاحبُ التَّرجمةِ، ثمَّ إنَّه استقلَّ بها حتَّى ماتَ، واستمرَّتْ في ذُرِّيَّتِهِ، وقد جمعَ "جزءًا" بليغا، نظمًا ونثرًا في سرقةِ قناديلِ المدينةِ سنةَ ستين وثمان مئةٍ، سماه "عجائبَ القدرةِ فيمَنْ تَهَجَّمَ على قناديلِ الحجرةِ".
ماتَ في ليلةِ الجمعةِ عاشرَ ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ سبعينَ وثمان مئةٍ، عن ستينَ سنةً، لاتِّفاقِ ليلتيْ مولدِه ووفاتِه وشهرِهما، ومِن نظمِه:
أملٌ يطولُ وفي آجالِنا قِصرُ
…
والدَّهرُ يُنْكي، وفي الأيام مُعْتَبرُ
والنَّفسُ في غفلةٍ عمَّا يُرادُ بها
…
والقلبُ من قَسْوَةٍ كأنَّه حَجَرُ
وقوله:
أُضامُ وأوفى العالمينَ بذمَّةٍ
…
خَفيرٌ
(3)
، وحاشى أنْ يُضامَ له جَارُ
فيا مصطفى يا ابنَ الذَّبيحينِ غارةً
…
إليكَ منيعَ الجارِ مِن معشر جاروا
(4)
(1)
البرهان الشامي إبراهيم بن أحمد، تقدم.
(2)
جزيرة ابن عمر: بلدة فوق الموصل، ويحيط نهر الدجلة بها إلا من ناحية واحدة شبه الهلال. "معجم البلدان" 2/ 138.
(3)
الخفر: المجير. "القاموس": خفر. وفي هذا استغاثة بالنبي، وهو غير جائز، كما تقدم.
(4)
"الضوء اللامع" 6/ 246. وهذه استغاثة بغير الله، وقد مضى التنبيه في الترجمة رقم (3416) أن الدعاء لا يقصد به إلا الله تعالى، لقوله عز وجل {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18] =
وقوله:
عَرفتُكِ يا دُنيا فلا تَتَزَيَّني
…
فلستُ بمغرورِ بعاجِلِكِ الدَّني
أبى اللهُ إلا أَنْ أراكِ خَسيسةً
…
فإنْ شئتِ تزهو لي وإنْ شئتِ هُوني
سرُوركِ حُزنٌ والعطا تَسلُبِينَه
…
سريعًا، وهذا إن تأمَّلْتُ يَكفِني
كأنِّي بصفوِ العيش منكِ مُكدَّرٌ
…
كأنِّي بما زيَّنْتِ مِن زُخرفٍ فَنِي
فَسِلْمُكِ حربٌ واجتماعُكِ فُرقةٌ
…
وأمنُكِ خوفٌ، بِئْسَ أنتِ لمقتني
ولمَّا كانَ الجلالُ أبو السَّعاداتِ ابنُ ظهيرةَ قاضي مكَّةَ عندَهم بالأمرِ، أنشده قصيدةً طنانةً أولُها:
ظمِئتْ لرؤيتِكَ السَّعيدةِ مكَّةٌ
…
واهتزَّ مِن شوقٍ إليكَ المنبرُ
واستوحشَ الحَرمُ الشَّريفُ وأهلُه
…
والبيتُ كادَ مِن الجَوى يتفطَّرُ
والحِجْرُ والحَجَرُ الشَّريفُ وزمزمٌ
…
وكذا المقامُ معَ الصَّفا مُتكدِّرُ
ومنها:
لكَ في الخروجِ إلى المدينةِ أسوةٌ
…
فابشرْ فمذ هاجرتَ أنتَ مُظَفَّرُ
3388 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ، أبو عبدِ اللهِ البُسْتيُّ
(1)
.
الصُّوفيُّ العارفُ، ممَّن قدمَ بغدادَ خبرُه، وحجَّ منها مِرارًا ماشيًا وراكبا، وجاورَ بالحرمينِ مُدَّةً، ولقيهُ بمكَّةَ الدُّبيثيّ، وإنَّه قالَ له: لي أتردَّدُ إلى ها هنا -يعني الحجَّ- خمسينَ سنةً، وأثنى عليه بقوله: صاحبُ رياضةٍ ومجاهدةٍ، وأسفارٍ وتجريد، وله تصنيفٌ
(1)
"تاريخ الإسلام" للذهبي، وفيات 584 هـ، ص 191 - 192.
في الطَّريقةِ، وأظنُّه قُرئَ عليه بعضُ تصانيفِه، ولنا منه إجازةٌ، واستوطنَ آخرَ عمرِه هَمَذان
(1)
، وسكنَ بَرُوْجِرْد
(2)
منها حتَّى ماتَ بها في رمضانَ سنةَ أربعٍ وثمانين وخمس مئةٍ عن نيِّفٍ وثمانين سنةً، فإنَّه ذكرَ لي ما يدلُّ على أنَّ مولدَه سنةَ خمس مئةٍ.
3389 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحارثِ بنِ خالدِ بنِ صخرٍ، أبو عبدِ اللهِ التَّيميُّ، القُرَشيُّ
(3)
.
تابعيٌّ مِن أهلِ المدينة، كانَ جدُّه الحارثُ مِن المهاجرينَ الأوَّلينَ، وهو ابنُ عمِّ أبي بكرٍ الصِّدِّيق. يروي عن: أسامةَ بن زيدٍ، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ، وجابرٍ، وابنِ عمرَ، ورأى أنسًا، وسعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ، وغيرَهما، ثمَّ روى عن: علقمةَ بنِ وقَّاصٍ، ومعاذِ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ عثمانَ التَّيميِّ، وعيسى بنِ طَلْحَةَ بنِ عبيدِ الله، وطائفةٍ مِن قدماءِ التَّابعين، كأبي سلمةَ، وعطاءِ بنِ يسارٍ، وأكثرُ روايته عنهم، وروى عنه: ابنُهُ موسى
(4)
الآتي، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وهشامُ بنُ عروةَ، ومحمَّدُ بنُ عجلانَ، ويزيدُ بنُ عبد الله أبنِ الهادِ، ويحيى بنُ أبي كثير، ومحمَّدُ بنُ عمروٍ، والأوزاعيُّ، وابنُ إسحاقَ، والزُّهريُّ، وعمارةُ بنُ غزيَّةَ، وعبدُ اللهِ بنُ طاووسٍ، وعبيدُ الله بنُ عمرَ،
(1)
هَمَذان: مدينة حاليا بإيران.
(2)
في المخطوطة: برودراورد، وهو تحريف.
بَرُوجِرْد: بالفتح، ثمَّ الضَّمِ، ثمَّ السُّكونِ، وكسرِ الجيمِ، وسكونِ الرَّاء، ودال. بلدةٌ بينَ همذَان وبين الكَرْج. "معجم البلدان" 1/ 404.
(3)
"الضعفاء الكبير" للعقيلي 4/ 20.
(4)
ترجمة موسى في القسم المفقود من الكتاب.
وآخرون.
وكانَ أحدَ الفقهاءِ الثِّقاتِ، عريفَ بني تيمٍ.
قالَ: لما قرأتُ القرآنَ وأنا فتى لزمتُ المسجدَ، فكنتُ أصلِّي عندَ طريق آلِ عمرَ بنِ الخطابِ إلى المسجد، وكنتُ أرى ابنَ عمرَ يخرجُ إذا زالتِ الشَّمسُ، فيصلِّي ثنتي عشرةَ ركعةً، ثمَّ يقعُدُ، فجئتُهُ يومًا، فسألَني: مَن أنا؟ فانتسبتُ له، فقالَ: جَدُّكَ مِن مهاجرةِ الحبشة، فأثنى القومُ عليَّ خيرًا فنهاهم. أوردها البخاريُّ في "تاريخه".
على أنَّ ابنَ أبي حاتمٍ قالَ: إنَّ روايتَه عن ابنِ عمرَ وابنِ عباسٍ مرسلةٌ، وإنَّه روى عن أنسٍ، والغِفاريِّ الصحابي.
خرَّجَ له الأئمةُ، وذُكرَ في "التهذيب"
(1)
، وابن عساكر
(2)
، و"ثقاتِ ابنِ حِبَّانَ"
(3)
والعِجليِّ
(4)
، و"تاريخ البخاريِّ"
(5)
، وابنِ أبي حاتم
(6)
.
وأمُّهُ ابنةُ أبي يحيى بنِ سعدِ العشيرةِ.
قالَ ابنُ مَعِينٍ، وأبو حاتمٍ، والنَّسائيُّ، وابنُ خِراشٍ ويعقوب بن شيبةَ، وكذا قالَ الواقدي، وزاد: كثيرُ الحديث، يكنى أبا عبدِ الله، تُوفي سنةَ عشرين ومئةٍ.
(1)
"تهذيب الكمال" 24/ 301، و"تهذيب التهذيب" 7/ 6.
(2)
"تاريخ دمشق" 51/ 191.
(3)
"الثقات" 5/ 381.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 232.
(5)
"التاريخ الكبير" 1/ 22.
(6)
"الجرح والتعديل" 7/ 184.
وقالَ أحمدُ: في حديثهِ شيءٌ، يروي أحاديثَ مناكيرَ، أو منكرةً. ماتَ سنةَ تسعَ عشرةَ ومئةٍ، أو عشرين، وهو أرجحُ، أو التي بعدَها، واقتصرَ عليه ابنُ حِبَّانَ، وفيها أرَّخَهُ خليفةُ
(1)
.
3390 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ حُرَيْثٍ، الفقيهُ الصَّالحُ، أبو عبد اللهِ العبدريُّ
(2)
.
روى "الشِّفا" عن عبدِ الله بنِ أحمد القُرشيِّ الإشبيليِّ
(3)
، وعنه: أبو عبدِ الله الآقشهريُّ بالمدينةِ، وأظنه المنسوبَ لجدِّهِ الآتي في: محمَّدِ بنِ حُرَيْثٍ.
3391 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ دينارٍ، أبو عبدِ الله المدَنيُّ
(4)
.
الفقيهُ، صاحبُ مالكٍ، ومولى جُهينةَ، فهو الجهنيُّ.
يروي عن: يزيدَ بنِ أبي عبيدٍ، وموسى بنِ عقبةَ، وابنِ أبي ذِئبٍ، وعبدِ العزيزِ بنِ المطَّلبِ وعِدَّةٍ، وعنه: ابنُ وَهْبٍ ويعقوبُ بنُ محمَّدٍ الزُّهريُّ، وذُؤْيبُ بنُ عمامةَ، وأبو مصعبٍ، وآخرونَ، وكانَ يُفتي في حياةِ مالكٍ، ولذا قالَ ابنُ عبد البَرِّ: كانَ مفتيَ أهلِ المدينة مع مالكٍ، وفي لفظٍ: كانَ مدارُ الفتيا في آخر زمانِ مالك على المغيرةِ بنِ عبد الرَّحمنِ، ومحمَّدٍ هذا. وفي موضعٍ آخرَ: كانَ فقيهًا فاضلًا، له بالعلمِ روايةٌ وعناية.
(1)
"طبقات خليفة"، ص 256.
(2)
"تاريخ المدينة" لابن فرحون، ص 84، وذكر وفاته سنة 722 بمكَّةَ، و"العقد الثمين" 2/ 336، و "الدرر الكامنة" 4/ 199.
(3)
عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ القُرشيُّ، الأمويُّ، الإشبيلي أبو الحسين، توفي سنة 688 هـ. "شذرات الذهب" 3/ 352.
(4)
"تاريخ الإسلام" 11/ 338.
وقالَ الدَّارقطنيُّ: ثقةٌ، وقالَ أشهبُ: ما رأيتُ في أصحابِ مالكٍ أفقَهَ منه.
ووثَّقَهُ ابنُ مَعِينٍ، وقالَ أبو حاتمٍ
(1)
: ثقةٌ، مِن فقهاءِ أهلِ المدينةِ نحو مالكٍ، وقالَ البخاريُّ في "تاريخه"
(2)
: معروفُ الحديثِ، بل خَرَّجَ له في "صحيحه"
(3)
حديثًا واحدًا، وذُكِرَ في "التهذيب"
(4)
، و"ثقاتِ" ابنِ حِبَّانَ
(5)
، ونقلَ البخاريُّ
(6)
عن يعقوبَ بنِ محمَّدٍ الزُّهريِّ أنَّه مِن وَلدِ دينارِ بنِ النَّجَارِ الأنصاريِّ، ويقالَ: إنَّه يلقَّبُ بصَنْدَلَ، قالَ القاضي عياضٌ
(7)
: ماتَ سنةَ اثنتين وثمانين ومئةٍ.
3392 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَعبدِ بن عبَّاسِ، الهاشميُّ، القُرَشيُّ
(8)
.
عدادُهُ في أهلِ المدينةِ، سَمِعَ منه: إسماعيلُ بنُ أبي أويسٍ، وأخوهُ. يروي عن: حرامِ بنِ عثمانَ، ولم يثبت حديثُ حرامٍ، وكذا يروي عن: أبيه، وعبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ كعبِ بنِ مالكٍ. قالَ أبو حاتمٍ
(9)
: مجهولٌ، وتبعَه الذَّهبِيُّ في "الميزان"
(10)
،
(1)
"الجرح والتعديل" 7/ 184.
(2)
"التاريخ الكبير" 1/ 25.
(3)
كتاب العلم، باب: حفظ العلم (119).
(4)
"تهذيب الكمال" 24/ 306، و"تهذيب التهذيب" 7/ 7.
(5)
"الثقات" 9/ 39.
(6)
"التاريخ الكبير" 1/ 25.
(7)
"ترتيب المدارك وتقريب المسالك" 9/ 8.
(8)
"التاريخ الكبير" 1/ 26.
(9)
"الجرح والتعديل" 7/ 185.
(10)
"ميزان الاعتدال" 3/ 445.
ولكن ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في رابعة "ثقاته"
(1)
.
3393 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حُسينٍ، الشَّمسُ ابنُ القَطَّانِ
(2)
.
ماتَ بالمدينةِ سنةَ إحدى وتسعين وثماني مئة، وقد جازَ الثَّلاثين، وكانَ قد حفظَ "المنهاج"، وبحثَه على الشَّمسِ البُلبيسيِّ، وأخذ عن أبيهِ، وغيرِهِ، ودخلَ مصرَ مع أبيه، والشَّامَ بمفردِه.
3394 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ -أخو الذي قبله- صلاحُ الدِّينِ ابنُ القَطَّانِ
(3)
.
وُلدَ سنةَ إحدى وسبعين وثماني مئةٍ تقريبًا، وحفظَ "الأربعينَ"، و"المنهاجَ"، و"الجروميَّةَ"، وعرض على الأُبشيطيِّ، والشَّمسِ السَّخاويِّ المالكيِّ، وذكره ابن صالح، وأخذَ في الفقهِ بقراءَتِهِ على البُلبيسيِّ، وسماعًا على السيِّد، وقرأ على الفخرِ عثمانَ الدِّيَمِيِّ بعضَ "البخاريِّ"، وعليَّ "صحيحَ مسلمٍ"، وأخذَ في العربيةِ عن النُّور البحيريِّ، وفيها وِفي الفقهِ عن عبد القادر الذرويِّ، وحضرَ دروسَ عبدِ الحقِّ السُّنباطيِّ، ودخلَ الشَّامَ والقدسَ وغيرَهما، وأخذَ بالمدينةِ عن أبي الفضلِ ابنِ الإمام الدِّمشقيِّ، وغيرِه.
3395 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ الحميدِ بنِ عليٍّ، التِّقيُّ، المُوغانيُّ الأصلِ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ
(4)
.
(1)
" الثقات" 9/ 38.
(2)
"الضوء اللامع" 6/ 253.
(3)
"الضوء اللامع" 6/ 253.
(4)
"الضوء اللامع" 6/ 253.
نزيلُ مكَّةَ
(1)
. بقيةُ أكابرِ بلدِه، باركَ اللهُ في حياتِه، ويُعرف بابنِ عبدِ الحميدِ.
اشتغلَ بالعلمِ معَ ذكاءٍ مُفرطٍ، بحيثُ صارَ ذا نباهةٍ في الأدبِ وغيرِه، حتَّى إنَّه لمَّا حصلَ له صممٌ كانَ يُكتب له في الهواء، ثمَّ في يده، وعلى الأرضِ ليلًا ونهارًا، فيدرِكُ جميعَ ما يُرادُ منه، كأنَّما يحدَّثُ وهو يسمع، ولا يفوتُه فهمُ شيءٍ منه
(2)
غالبًا، وذلكَ لما عندَه مِن الذَّكاءِ المُفرطِ حيثُ إنَّ كلَّ مَنْ رأى ذلكَ منه يتعَّجبُ.
قالَ شيخُنا في "إنبائه"
(3)
: وقد حاكاه في ذلكَ صاحبُنا عبدُ الرَّحمنِ بنُ عليٍّ
(4)
الحلبيُّ الأصل، سِبطُ الشَّيخِ أبي أُمامةَ ابنِ النَّقَّاشِ
(5)
، يعني: الذي رأيتُه، وكتبتُ عنه مرثيةً له
(1)
بعدها في المخطوطة: [أقول: وبعد المؤلف عادَ إلى القاهرةِ، ودخلَ إلى الرُّومِ، وأكرَمه سلطانُها بايزيدُ عثمانَ عام .... ، ثمَّ ولي قضاءَ الشَّافعيةِ ببلدِهِ في سنةِ تاريخه، وأقامَ بها سنةً بعدَ ما عُزِلَ بالقاضي شمسِ الدِّين محمَّدِ بنِ أحمدَ السهري الذي أخذَ عنه، واستمرَّ مفصولًا وهو منجمِعٌ عن النَّاسِ، مشهورٌ بالملأ، مع السيح، والتَّجمُّل باللِّباسِ، وملك الروم والأصايل، وفي بعضها بئر أريس بقبا، ورزق أولادًا وأحفادًا. ولما اجتمعتُ به في سنةِ تسعٍ وثلاثين أكرمني مع التنزل، وحضرَ سماعَ الحديثِ بقراءتي تُجاهَ الحُجرةِ الشَّريفةِ، واستجزتُهُ لي، فأجاز لنا مع طلبِ الإجازة مِنِّي، ثمَّ بعدها قدمَ مكَّةَ في شعبانَ سنةَ ثمانٍ وثلاثين، فأنزلتُه عندي بمكَةَ، .... ]. ولا محل لها ها هنا، فأدخل ترجمة في أخرى.
(2)
في الأصل تكررت: (منه).
(3)
"إنباء الغمر" 7/ 139.
(4)
عبدُ الرَّحمنِ بنُ عليٍّ الحلبيُّ، ثمَّ الدمشقيُّ، قاضي الحنفية بدمشق، توفي سنة 840 هـ. "إنباء الغمر" 8/ 399، و"الضوء اللامع" 4/ 103.
(5)
أبو أمامةُ ابنُ النَّقَّاشِ، شمسُ الدِّينِ محمَّدُ بنُ عليٍّ المغربيُّ، الدَّكَّاليُّ، ثمَّ المصريُّ (ت 763 هـ). =
في شيخنا وغيرِه، وكانَ أعجوبةً في هذا المعنى.
وقد سمعَ صاحبِ الترجمةِ بالقاهرةِ من البهاء ابن خليلٍ المجلس الأخير من .... الشافعيِّ، ومن محمَّدِ بنِ يوسفَ بنِ عبدِ الكريم بن .... في "نغبة الظمآن من فوائد أبي حيان" بسماعِه منه، ومن جويريةَ بنتِ الهكَّاريِّ، والجمالِ الباجيِّ، وغيرِه.
وبدمشقَ فيما ذَكرَ مِن الصَّلاحِ ابنِ أبي عمرَ، وابنِ أُميلةَ، وأجازَ له الشِّهابُ الحنفيُّ، وسالمُ ابنُ الياقوتِ المؤذِّنُ، وخليلٌ المالكيُّ، وخلقٌ، وحدَّثَ فسمع منه الطلبة، وروى عنه التَّقيُّ ابنُ فهدٍ بالإجازة.
بل قالَ الفاسيُّ في "تاريخه"
(1)
: ترافقْنَا مرَّةً إلى الطَّائفِ فسمعتُ مِن لفظِه بالسّلامة
(2)
حديثًا وحكاياتٍ، وكانتْ له مكانةٌ بالمدينةِ النَّبويَّةِ عندَ أميرِها ثابتِ بنِ نُعيرِ بنِ جمَّازِ بنِ شِيحةَ الحسينيُّ، ثمَّ مكَّةَ عندَ صاحبِها الشَّريفِ حسنِ بنِ عجلانَ، وأعيانِ دولتِه، وكتبَ عندَ كلٍّ منهما إلى مصرِ وغيرها سنين، وله بستانٌ بالمدينةِ فيه بئرُ أريسٍ، بلْ كانَ له إلى مكَّةَ تردادٌ كبيرٌ من قبلِ ولايتِه، ودخلَ اليمنَ، فنالَ فيها خيرًا.
ماتَ بمكَّةَ في أوَّلِ يومِ الأحدِ حادي عشري المحرم سنةَ ستَّ عشرةَ وثمانِ مئةٍ، عن سبعين سنةً، أو قريبِها، ودُفنَ بالمعلاةِ، وشيَّعَه خلقٌ، منهم صاحبُ مكَّةَ المشارُ إليه، وشهدَ التَّقيُّ الفاسيُّ الصَّلاةَ عليه، ودفنَه.
= "شذرات الذهب" 6/ 368.
(1)
"العقد الثمين" 1/ 400.
(2)
السلامةُ: من وادي الطائف. "العقد الثمين" 1/ 140.
3396 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عليِّ بنِ محمَّدِ ابنِ أبي القاسمِ فَرحونِ بنِ محمَّدِ بنِ فَرحونٍ
(1)
.
وهو والدُ إبراهيمَ، ومحمَّدٍ. سمعَا على الزَّين أبي بكرٍ المراغيِّ، وقد رأيتُ خطَّ صاحبِ الترجمةِ، وخطَّ أبيهِ في سنةِ تسعينِ وسبعِ مئةٍ قبلَ ولايةِ أبيه القضاءَ.
وهو ممَّن سمعَ على عمِّ والدِه البدرِ عبدِ اللهِ بنِ محمَّدِ بنِ فرحون، في سنةِ سبعٍ وستين وسبعِ مئةٍ بعضَ "الأنباء المبينة"، ووصفَه كاتبُ الطَّبقةِ بالولدِ النَّجيبِ.
في "طبقاته للمالكية" بأنَّه أخذَ عن أحمدَ بنِ عمرَ
(2)
بنِ هلالٍ الرُّبيعيِّ، الإسكندريِّ، وكبر ولده أبو اليمن.
3397 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أبي فَضالةَ بنِ ثابتِ بنِ قيسِ بنِ الشَّمَّاسِ الأنصاريُّ.
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: عبدِ الرَّحمنِ بنِ عثمانَ بنِ الأرقمِ بنِ أبي الأرقمِ المخزوميِّ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في السُّحورِ، مرسلٌ، وسمع منه: إسحاقُ بنُ سليمانَ الرَّازيُّ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ
(3)
في "ثقاته"، ومِن قبلِه البخاريُّ
(4)
، وأبو حاتم
(5)
.
3398 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثوبانَ القُرَشيُّ، العامريُّ
(6)
.
(1)
" الضوء اللامع" 6/ 264، وذكر وفاته سنة 814 هـ، و"نيل الابتهاج" 2/ 531.
(2)
أحمدُ بنُ عمرَ بنِ هلالٍ الإسكندرانيُّ، ثمَّ الدِّمشقيُّ، الفقيهُ المالكيُّ، توفي سنة 795 هـ. "شذرات الذهب" 6/ 338.
(3)
"الثقات" 7/ 373.
(4)
"التاريخ الكبير" 1/ 24.
(5)
"الجرح والتعديل" 7/ 186.
(6)
"طبقات خليفة"، 256، و"المعرفة والتاريخ" 1/ 261، 285، و"تاريخ أسماء الثقات" =
مولاهم المدَنيِّ. عن: مسلمِ بنِ أبي مريمَ، مرسلٌ، وعنه: ابنُ المباركِ، قالَه أبو حاتمٍ
(1)
، وذُكرَ في "التهذيب"
(2)
.
3399 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بن عبيدِ بنِ مشكورٍ.
الماضي جدُّ أبيه. قرأَ "البخاريَّ" بالمدينةِ سنةَ إحدى وثمانينَ وسبعِ مئةٍ.
3400 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ ابنِ المرتضى، الجمالُ أبو عبدِ اللهِ الكِنانيُّ، المصريُّ، ثمَّ المدَنيُّ
(3)
.
والدُ عبدِ اللهِ الماضي. وُلِدَ سنةَ إحدى وعشرينَ وستِّ مئةٍ بالقاهرة، وسمعَ أبا اليُمنِ ابنَ عساكرَ، وأبا عبدِ الله محمَّدَ بنَ النُّعمانِ
(4)
وغيرَهما، وحدَّثَ بالصحيحِ عن أوَّلهِما، وكانَ شيخًا صالحا، خيِّرًا فاضلًا، مُقرئًا فصيحًا، ماتَ في صفرَ سنةَ تسعٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ، ودُفِنَ بالبقيعِ.
ذكرَه القطبُ الحلبيُّ في "تاريخِ مصرِ"، ولقبَّه غيرُه أيضًا شمسَ الدِّينِ، وقالَ: الكِنانيُّ، العسقلانيُّ المَحْتِد
(5)
، ثمَّ المصريُّ، المدَنيُّ، رئيسُ المؤذِّنينَ به هو وأبوه. روى عنه: الآقشهريُّ، ووصفَه بصاحبِنا الفاضلِ الشَّيخِ جمالِ الدِّينِ، وأنّه قالَ: وُجدَ مكتوبًا
= (1293).
(1)
"الجرح والتعديل" 7/ 185.
(2)
"تهذيب الكمال" 24/ 301، و"تهذيب التهذيب" 7/ 14.
(3)
"تاريخ ابن فرحون"، ص 154.
(4)
محمَّدُ بنُ موسى بنِ النُّعمانِ التِّلمسانيُّ، أبو عبد الله، توفي سنة 683 هـ. "شذرات الذهب" 5/ 384.
(5)
المَحْتِدُ: الأصل. "القاموس": حتد.
في بعضِ جدرانِ الحرم الشَّريفِ في الحريقِ
(1)
:
لم يحترقْ حرَمُ النَّبيِّ لريبةٍ
…
تُخشى عليه وما به مِن عارِ
لكنَّه أيدي الرَّوافض لامسَتْ
…
تلكَ الرُّسومَ فطُهِّرَتْ بالنَّارِ
ووصفَه مرَّةً أخرى بصاحبِنا الشَّيخِ الصَّالحِ، العدلِ الرِّئيسِ في الحَرمِ الشَّريفِ بالمدينةِ المشرَّفةِ، شمسِ الدِّينِ، أبي عبدِ اللهِ ابنِ الشَّيخِ الصَّالحِ، الرَّئيسِ بالحرمِ الشَّريفِ المرحومِ أبي إسحاقَ، وساقَ مِن روايتِه عن أبي عبدِ اللهِ ابنِ النُّعمانِ حديثًا.
وقالَ أبو عبدِ اللهِ ابنُ مرزوقٍ فيما قرآتُه بخطِّه: إنَّه سمعَ عليه رفيقًا للجمالِ محمَّدِ بنِ أحمدَ المطريِّ، والطَّواشيِّ المُغيثيِّ "تحفة الزائر" لأبي اليُمنِ ابنِ عساكرَ بقراءةِ العلَمِ البِرزاليِّ، وعلى الأوَّلينِ فقط بقراءةِ الإمامِ نورِ الدِّينِ عليِّ بنِ محمَّدِ بنِ فرحونٍ "الصحيحين"، وله ذِكرٌ في: الجمَالِ المطريِّ.
بل سيأتي في المبهمات
(2)
حكايتُه عن رجلٍ حفَّارٍ حادثةٌ.
وذكرَه ابنُ فرحونٍ
(3)
، فقالَ: محمَّدُ بنُ إبراهيمَ المِصريُّ، المدَنيُّ، النَّجَّارُ، المؤذِّنُ، أحدُ رؤساءِ المؤذِّنينَ، كانَ مِن أدينِ النَّاسِ وألينِهم عريكةً، وأحسنِهم مخالطةً، لو دعاه أصغرُ النَّاسِ لبيتِه أو نخلِه ذهبَ معه، ولا يزالُ مبتسمًا، ويحبُّ الفقراءَ ويخدمُهم، ويقضي حوائجَهم، كلُّ ذلكَ معَ امتهانِ نفسِه في لباسِه وحركاتِه، وكانَ إذا جلسَ
(1)
البيتان في "تحقيق النصرة" للمراغي ص 68، و"تاريخ المدينة" لابن فرحون، ص 194.
(2)
المبهمات في القسم المفقود من الكتاب.
(3)
"نصيحة المشاور" لابن فرحون، ص 154.
مجلسًا عمَرَه بالذِّكرِ والمدحِ، وعلى كلامِه في المنارةِ روحٌ، وقد باشرَ أمانةَ الحكمِ في أيامِ القاضي سراجِ الدِّين.
ونقلَ عنه ابنُ فرحونٍ في "تاريخه"
(1)
أنَّه قالَ: لو تُركتْ لي منارةُ بابِ السَّلامِ لكفيتُ أهلَ المدينةِ بها. قال: وهو الحقُّ؛ فإنَّ المدينةَ مِن جهةِ الشِّمالِ قليلةُ العَرضِ، وإنَّما امتدادُها وقوَّةُ عمارتِها، وكَثرةُ أبياتِها مِن جهةِ الغَرب.
وقالَ ابنُ صالحٍ: كانَ حسنَ الصَّوتِ، قديمَ الهجرةِ، سافرَ ورأى صالحين وأخيارًا وعلماء، وروى، وتميَّزَ بالوصفِ بالمؤذِّنِ مِن دونِ سائرِهم، وإنَّه ورثَ الأذانَ مِن آبائِه، وكانَ يُنشدُ مدحَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عقبَ ميعادِه الذي كانَ يقرأه بالرَّوضةِ تفسيرًا، وحديثًا، ورقائق، وانتفعَ النَّاسُ بميعادِه، وكذا كانَ يمدحُ في المنارةِ بصوتٍ حسنٍ بديعٍ مُطربٍ، قويٍّ، غريبٍ، وماتَ عن قريبِ السَّبعينَ.
وقالَ المجدُ
(2)
: محمَّدُ بنُ إبراهيمَ، المؤذِّنُ، المِصريُّ، النَّجَّارُ، المدَنيُّ الدَّار.
قدِمَ والدُه مِن مصر لما أُنْهي إلى الأبوابِ العالية أنَّه ليسَ بالمدينةِ مَنْ يُوثقُ به في معرفةِ الأوقات وتحريرِها، فإنَّهم أرسلوا لها إذ ذاكَ ثلاثةً مِن المؤذِّنينَ رؤساء، أحدُهم: أحمدُ بنُ خلَفٍ المطريُّ، والدُ الشَّيخِ جمالِ الدِّينِ.
والثَّاني: عزُّ الدِّين المؤذِّنُ.
والثَّالثُ: الشَّيخُ إبراهيم.
(1)
تقدم ذكر ذلك.
(2)
"المغانم المطابة" 3/ 1295.
وكانَ أحمدُ وإبراهيمُ في حُسنِ الأداءِ، وطِيبِ الخُلُقِ، وحُسنِ الصَّوتِ، ورِقَّةِ الأنفاسِ فرسينِ، فجاءَ الفقيهُ محمَّدُ بنُ إبراهيمَ على شنشنة
(1)
والده وخِيمِهِ
(2)
، إذا تكلَّمَ على المئذنةِ طرِبَ كلُّ أحدٍ لكلمِه، وكانَ مِن الفقهاء النُّبهاء، وعلى نفسِه وحسِّه روحٌ ونقاء، شارحٌ صدرَه بخدمةِ الفقراءِ وقضاءِ حاجتِهم، طارحٌ للتَّكلُّفِ بسلوكِ سبيلِ المتبذِّلينَ في لباسِهم ومنهاجِهم
(3)
، مِن أحسنِ النَّاسِ صُحبةً وعِشرةً، غيرُ مانعٍ مِن أحدٍ لُطفَه وبِرَّه وبِشرَه، لو كلَّمهَ فقيرٌ في حبيرِه الجديدِ لوهَب، ولو دعاهُ صغيرٌ إلى حصيرهِ البعيدِ لذهَب، وكانَ أمينَ الحكمِ في أيامِ سراجِ الدِّينِ القاضي، ففارقَ الدُّنيا وكلُّ أحدٍ عن حُسنِ طريقتِه راضي، وأعقبَ ولدَه أبا عبدِ اللهِ محمَّدًا، وتُوفي سنةَ تسعٍ وعشرين وسبعِ مئة.
-
محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مرتضى
-
ومحمَّدُ بنُ إبراهيمَ.
غيرُ منسوبٍ. هما الأوَّلُ (3400).
3401 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مباركِ بنِ مسعودٍ، شمسُ الدِّينِ، الشَّكيليُّ، المدَنيُّ
(4)
.
ممَّنْ سمعَ على الزَّينِ المراغيِّ في سنةِ اثنتينِ وثمانِ مئةٍ في تاريخه، وكانَ مِن مؤذِّني
(1)
الشَّنْشَنَةُ: الطبيعةُ والعادة. "القاموس": شنن.
(2)
الخِيمُ: السّجيةُ، والطبيعة. "القاموس": خيم.
(3)
إنَّ الله سبحانه يحبُّ أن يرى أثرَ نعمته على عبده، وليس هذا التبذلُ بممدوحٍ.
(4)
"نصيحة المشاور"، ص 186.
المسجدِ الشَّريفِ، ممَّنْ قرأَ القرآنَ، ودخلَ مصرَ مرافقًا للجمالِ الكازرونيِّ، وغيرِه.
وكانَ يقولُ لبنيهِ -كأنَّه لتحريضهم على عدمِ دخولهِا- بعتُ قُبَّعتي
(1)
حتَّى أكلتُ به، وأنجبَ الشِّهابَ أحمدَ، وأبا الفتحِ محمَّدًا، وغيرَهما مِن الإناثِ، وماتَ في سنةِ تسعٍ وأربعينَ وثمانِ مئةٍ، عن اثنتينِ وستين سنةً، ورأيتُه فيمَنْ سمعَ هو وابناه في "البخاريِّ" على الجمالِ الكازرونيِّ سنةَ سبعٍ وثلاثينَ.
3402 -
محمَّدُ بنُ إبراهيمَ
بنِ المطَّلبِ بنِ السَّائبِ بنِ أبي وَداعةَ بنِ ميسرةَ، أبو عبدِ اللهِ السَّهميُّ المدَنيُّ
(2)
.
خالُ إبراهيمَ بنِ المنذرِ الحِزاميِّ، عن: أبيه، وموسى بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي أُميَّةَ المخزوميِّ، وغيرِهما، وعنه: إبراهيمُ بنُ المنذرِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ الملكِ بنِ شيبةَ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(3)
، وهو في "التهذيب"
(4)
.
- محمَّدُ بنُ إبراهيمَ.
يأتي في: ابن أبي حُمَيْدٍ.
3403 - محمَّدُ بنُ إبراهيمَ.
له ذِكرٌ في: أبي الحسن الخرَّازِ.
(1)
القُبَّعةُ: خرقةٌ كالبُرنس، وضربٌ من القلانس، يقي الرأس من الشمس والمطر. "القاموس المحيط": قبع، و"المعجم الوسيط" 2/ 711.
(2)
"التاريخ الكبير" 1/ 25، و"الجرح والتعديل" 7/ 185.
(3)
"الثقات" 9/ 62.
(4)
"تهذيب الكمال" 24/ 334، و"تهذيب التهذيب" 7/ 16.
3404 - محمَّدُ بنُ أُبَيِّ بنِ كعبِ بنِ معاذٍ الأنصاريُّ
(1)
.
مِن بني عَمروِ بنِ مالكِ بنِ النَّجَّارِ. مِن أهلِ المدينةِ.
وُلدَ في حياةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأمُّه أمُّ الطُّفيل. ذكرَه مسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعي المدنيين.
وحدَّثَ عن: أبيه، وعمر، وعنه: الحضرميُّ بنُ لاحقٍ، وبُسْرُ بنُ سعيدٍ، وحديثُه عنه في الصَّرف، وكانَ ثقةً، قليلَ الحديثِ. قالَه ابنُ سعدٍ
(3)
، وإنَّه وُلدَ في عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكذا ذكرَه أبو بكرٍ الجعابيِّ، وأبو نُعيم
(4)
وغيرُهما في الصَّحابة لإدراكه.
وقالَ خليفةُ
(5)
: في الطَّبقة الأولى مِن أهلِ المدينةِ، كانَ شقيقَ الطُّفيلِ، قُتلَ بالحرَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستين. ذُكرَ في "التهذيب"
(6)
، وثاني "الإصابة"
(7)
، و"تاريخ البخاري"
(8)
، وابن أبي حاتم
(9)
، وثانيةِ ابنِ حِبَّانَ
(10)
.
3405 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ أمينِ بنِ معاذِ بنِ سعادِ بنِ إبراهيمَ بنِ يوسفَ
(1)
" أسد الغابة" 4/ 310.
(2)
"الطبقات" 1/ 238 (726).
(3)
"طبقات ابن سعد" 5/ 276.
(4)
"معرفة الصحابة" 2/ 116.
(5)
"تاريخ خليفة"، ص 248، و"طبقاته"، ص 237.
(6)
"تهذيب الكمال" 24/ 340، و"تهذيب التهذيب" 7/ 18.
(7)
"الإصابة" 3/ 471.
(8)
"التاريخ الكبير" 1/ 27.
(9)
"الجرح والتعديل" 7/ 208.
(10)
"الثقات" 5/ 357.
بنِ الجمال، والأمين والجلال، أبو عبدِ الله، وأبو طيبةَ، الآقشهريُّ، ثمَّ القُونويُّ، الخِلاطيُّ
(1)
المحتِدِ
(2)
.
نزيلُ المدينةِ. وُلدَ بآقشهرَ: بلدٍ بقونيةَ
(3)
تخمينًا، في سنةِ خمسٍ وستينَ وستِّ مئةٍ، وارتحلَ إلى مصرِ والمغرب، فسمعَ بالأندلسِ مِن أبي جعفرِ ابنِ الزُّبير وغيرِه، وبمصرَ مِن بعضِ شيوخِها، وانقطعَ بالمدينةِ النَّبويّة حتَّى ماتَ في سنةِ تسعٍ وثلاثين وسبعِ مئةٍ، ولقيَه القطبُ الحلبيُّ بها، وترجمَه في تاريخه، وناولَه تصنيفًا له فيمَنْ دُفنَ بأشرفِ البقاعِ سماه "الرَّوضة". وذكرَه شيخُنا في "درره"
(4)
بدونِ سعادٍ.
وعندي توقُّفٌ في الجمعِ بينَهما وبينَ معاذٍ، بل أظنُّ الصَّوابَ أحدهما فقط.
قالَ شيخُنا
(5)
: وجمعَ رحلتَه إلى المشرقِ والمغربِ في عدَّةِ أسفارٍ، قالَ: وجمعَ كتابًا فيه أسماءُ مَنْ دُفنَ بالبقيعِ، وهو المسمَّى "بالرَّوضة"، وحدَّثَ عنه أبو الفضلِ النُّويري، قاضي مكَّةَ.
قلتُ: وروى عنه بالإجازةِ أبو الطَّيِّبُ محمَّدُ بنُ عمرَ بنِ عليِّ بنِ أسعدَ السَّحُوليُّ، المكيُّ.
(1)
خِلاط: مدينةٌ كبيرةٌ مشهورةٌ، قصبةُ بلاد أرمينية. "معجم البلدان" 2/ 380.
(2)
"العقد الثمين" 1/ 286.
(3)
قونية: مدينة في تركيا، حاليًا.
(4)
"الدرر الكامنة" 3/ 309.
(5)
الموضع السابق.
وأثبتَ التَّقيُّ الفاسيُّ
(1)
في نسبِه سعاد، وقالَ فيه: جلالُ الدِّينِ، أبو عبدِ الله، وأبو طيبةَ، وقالَ: إنَّه سمعَ الكثيرَ بالحرمينِ على الصَّفيِّ، والرَّضيِّ، وجماعةٍ تأخَّرَ بعضُهم عنه، وخرَّجَ لبعضهم.
قلتُ: وممَّنْ سمعَ منه بالمدينةِ أبو حفصٍ عمرُ بنُ أحمدَ الخزرجيُّ الصَّندفانيُّ، وأبو الحسنِ عليُّ بنُ أيُّوبَ بنِ منصورٍ المقدسيُّ، تلميذُ النَّوويِّ، وإمامُ الصُّوفيةِ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ الحسنِ العراقيُّ
(2)
، لقِيَه بالمدينةِ، وقرأ على الشِّهابِ أحمدَ الصَّنعانيِّ اليمانيِّ الشَّافعيِّ نائبِ السِّراج الدَّمنهوريِّ في قضاءِ المدينةِ "المصابيحَ"، وسمعَه بقراءتِه عليه أبو عبدِ اللهِ ابنُ مرزوقٍ، وكذا أخذَ عن الجمالِ أبي عبدِ اللهِ محمَّدِ بنِ أحمدَ الأنصاريِّ المدَنيِّ بها.
وبمكَّةَ: [عن] الرَّضيِّ إبراهيمَ الطَّبريِّ، والفخرِ عثمانَ بنِ محمَّدٍ القسطلانيِّ
(3)
، وعبدِ الله بنِ عبدِ الحقِّ المخزوميِّ
(4)
، وبالمغربِ ناصرِ الدِّينِ أبي عليٍّ منصورِ بنَ أحمدَ الزَّواويًّ، ثمَّ المَشَداليِّ
(5)
، وأبي عبدِ اللهِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحكيمِ اللَّخميِّ،
(1)
"العقد الثمين" للفاسي 1/ 286.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
لم أجد له ترجمة.
(4)
عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الحقِّ المخزوميُّ، عفيفُ الدِّين الدّلاصيُّ، مقرئ مكة، توفي سنة 721 هـ. "معرفة القراء الكبار" 2/ 7178، و "العقد الثمين" 5/ 196.
(5)
منصورُ بنُ أحمدَ الزَّواويُّ، ثمَّ المَشَدالِّي: عالم بلاد إفريقيا والمغرب، توفي سنة 731 هـ، عن مئة سنة. =
الأندلسيِّ الرَّنديِّ
(1)
الوزيرِ، وكذا سمعَ على المجدِ أبي الفداء إسماعيلَ بنِ محمَّدٍ القُرشيِّ الحنفيِّ
(2)
، والوزيرِ أبي بكرٍ محمَّدِ بنِ أبي عبدِ اللهِ محمَّدِ بنِ عيسى بنِ منتصر المومناتي
(3)
، سمعَ منه بفاسٍ، وأبي القاسمِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ السلميِّ، وكلاهما يروي عن ابنِ الصَّلاحِ،
وأبي عبدِ اللهِ محمَّدِ بنِ محمَّدٍ الغزمونيِّ الخطيبِ
(4)
، وأبي جعفرِ ابنِ الزُّبيرِ الحافظ، وبإسكندريةَ: مِن عبدِ الرَّحمنِ بن مخلوفِ بنِ جماعةَ الرَّبعيِّ
(5)
، وسمعَ أيضًا مِن الحجَّارِ، والنَّجمِ سليمانَ بنِ عبدِ القويِّ الطُّوفيِّ الحنبليِّ، والعزِّ أحمدَ بنِ عمرَ بنِ فرجٍ الفاروثيِّ
(6)
العراقيِّ، والمحبِّ محمَّدِ بنِ عمرَ بنِ محمَّدٍ الفِهريِّ
(7)
.
= "ذيل التقييد" 2/ 284، و"الدرر الكامنة" 4/ 361.
(1)
محمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحكيم اللخميُّ، الأندلسيُّ، الرَّنديُّ، ذو الوزارتين. توفي سنة 708 هـ. "نفح الطيب" 2/ 618.
(2)
لم أجد له ترجمة.
(3)
أبو بكر محمَّدُ بنُ محمَّدٍ المؤمناتي، الفاسيُّ، مولده سنة 622 هـ، ووفاته سنة 706 هـ. "الدرر الكامنة" 4/ 239.
(4)
أبو عبد الله محمَّدُ بنُ محمَّدٍ، الخطيب الغزموني. "نفح الطيب" 5/ 243.
(5)
عبدُ الرَّحمنِ بنُ مخلوف بن جماعة الربعي الإسكندري المالكيُّ، توفي سنة 722 هـ. "معجم الذهبي" 1/ 382، و"الدرر الكامنة" 2/ 347.
(6)
عزُ الدِّينِ أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عمرَ، الفاروثيُّ، الواسطيُّ، توفي سنة 694 هـ. "البداية والنهاية" 13/ 393.
(7)
محمَّدُ بنُ عمرَ بنِ محمَّدٍ، أبو عبدِ الله الفِهريُّ، السَّبتيُّ، توفي سنة 721 هـ. "الدرر الكامنة" =
وكتبَ عن الخطيبِ البهاءِ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ الطَّبريِّ
(1)
مِن نظمِه. وأجازَ له مِن بغدادَ محمَّدُ بنُ عبدِ المحسنِ ابنِ الدَّواليبيِّ
(2)
.
قال: وكانَ ذا عنايةٍ كبيرةٍ بهذا الشَّانِ، غيرَ أنَّه لم يكنْ فيه نَجيبًا، لأنَّ له تعاليقَ مشتملةً على أوهامٍ فاحشةٍ، وله مجامعُ كثيرةٌ، وإلمامٌ بالأدبِ، وحظٌّ وافرٌ مِن الخيرِ، وقد حدَّثنا عنه غيرُ واحدٍ مِن شيوخِنا، وجاورَ سنينَ كثيرةً بالحرمينِ وبالمدينةِ ماتَ، وهو في اثني عشر الثَّمانين؛ لأنَّه وُلدَ سنةَ أربعٍ وستين، كما قرأته بخطِّ الذَّهبيِّ، وترجمَه بنزيلِ مكَّةَ، انتهى.
وحينئذٍ فصحَّ قولُ القطب: تخمينًا، وإثباتُ سعادَ ممَّنْ أثبتَه في نسبِه.
وكذا ذكرَه ابنُ خطيبِ النَّاصريةِ في آخرين، وقالَ بعضُهم: إنَّ مولدَه بآقشهر قونيةَ في حادي عشر جُمادى الأولى سنةَ ستٍّ وستينَ وستِّ مئةٍ.
وقالَ ابنُ فرحونٍ
(3)
: إنَّه كانَ مِن شيوخِ الوقتِ، والأئمةِ الكبارِ في العلمِ والعملِ، ومعرفةِ الحديثِ والرِّجال، ارتحلَ إلى المغربِ في حالِ شبيبتِه، وأدركَ رجالًا مِن أعيانِ المغاربةِ والأندلسيين وعلمائهم، فأخذَ عنهم، واشتغلَ عليهم، وطالتْ إقامتُه
= 4/ 111.
(1)
محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ، بهاء الدين، ولد سنة 678 هـ، ولم تذكر وفاته. "الدرر الكامنة" 3/ 466.
(2)
محمَّدُ بنُ عبدِ المحسنِ ابنِ الدواليبي، المتوفى سنة 728 هـ. "الدرر الكامنة" 4/ 27 - 28.
(3)
"تاريخ ابن فرحون"، ص 107.
فيهم، حتَّى كانَ الذي يجتمعُ به لا يشكُّ أنَّه مغربيُّ الأصلِ؛ لملابستِه إيَّاهم، وكانَ قد يسَّرَ اللهُ عليه تدوينَ الحديثِ والعلمِ، فلا تسألُه عن شيءٍ مِن علمِ الحديثِ ورجالِه إلا وجدتَ عندَه منه طَرَفًا جيِّدًا، وحِفظاً حسنًا، صنَّفَ تصانيفَ كثيرةً، واختصرَ مطوَّلاتٍ كثيرةً، وتردَّدَ إلى مكَّةَ والمدينةِ، ثمَّ أقامَ في المدينةِ في آخرِ مدَّتِه، وتزوَّجَ بها يمانيةً، فولدتْ له اثنتين سمَّاهما طابةَ وطيبةَ، وسُرَّ بهما في آخرِ عمرِه، ثمَّ إنَّهما تُوفِّيتا، فحزِنَ لفقدِهما حتَّى كادَ يفنى لفنائهما.
وقالَ المجدُ
(1)
: الشَّيخُ أبو عبدِ الله الآقشهريُّ، ثمَّ الأخلاطيُّ، الشَّيخُ أمينُ الدِّين، ارتحلَ مِن بلادِ الرُّومِ إلى بلادِ المغربِ في شبابِه، وتجرَّدَ لالتماسِ العلمِ وتِطلابِه، وطلبِ الفضلِ والأدبِ مِن أبوابِه، وطافَ في أقطارِ الأندلسِ وجال، ولقيَ مِن أهلِ العلمِ فُحولَ الرِّجال، واقتبسَ مِن أنفاسِهم، وأَنِسَ مِن ناموسِ نبراسِهم، وتعلَّمِ مِن تبيانهم، وتكلَّمَ بلِبانِهم، وتأسَّن
(2)
بأَنْسَائهم
(3)
، فتحَ اللهُ عليه في خِدمةِ الحديثِ بابًا، سهُلَ عليه مَدخلُه، فعلمُ الحديثِ وتدوينُه محطُّهُ ومَرحَلُهُ، صنَّف فيه تصانيف وجمعَ، وألَّفَ فيه تآليفَ ونفَع، وكانَ متردِّدًا بينَ الحرمين، رافعًا مِن شرفِ جوارِهما عَلَمين، ثمَّ إنَّه اختارَ بالآخرةِ مجاورةَ المدينة، ورزقَه اللهُ بها مِن التَّمنِّياتِ حَليلةً مَدَنِيَّة، فأحبَّت الشَّيخ واختارَت على الدُّنيا جَنابه، وأتتْ منه ببنتينِ، فسمَّاهما طيبةَ وطابة،
(1)
"المغانم المطابة" 3/ 1281.
(2)
تَأسَّن أباه: أخذ أخلاقه. "القاموس المحيط": أسن.
(3)
الأنساءُ جمعُ نَسْءٍ، وهو اللَّبن الرقيق الممذوق بالماء. "لسان العرب": نسأ.
فأحبَّهما غايةَ الحبابة، واسترغدَ بهما العيشَ واستطابَه، ثمَّ إنَّهما تُوفيتا في حياتِه، وسلبتاه ضوءَ إِيَاتِه
(1)
، وصفاءَ ساعاتِه، وحزنَ لفقدِهما إلى أقصى غاياته. تُوفيَ عامَ تسعةٍ وثلاثينَ وسبعِ مئةٍ، انتهى.
والرَّوضةُ المشارُ إليها هي "الرَّوضةُ الفِردوسيةُ والحظيرةُ القدسية" فيها تعيينُ من دُفنَ بأشرفِ البقاع، وسفحِ البقيعِ مِن المدينةِ وما حولها، مِن السَّابقينَ الأوَّلين، والشُّهدأءِ والصَّالحين، وهي على أبواب خمسة.
الأوَّلُ: في حكمِ الزِّيارة، وكيفيتها، ومعناها، وفيه فصول: الأوَّلُ: في زيارةِ قبرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، والثاني: في كيفيةِ الصَّلاةِ والسَّلامِ عليه وعليهم، والثَّالثُ: في زيارةَ أهلِ بيتِه وأولادِه وأقربائِه، والشُّهداء من الصحابة.
الثَّاني: في ذكرِه صلى الله عليه وسلم، وأبنائه، وبناته، وجدَّاتِه، وآبائه، وأزواجه، ومواليه، وأقربائه، مع الخلفاءِ الرَّاشدين.
الثَّالثُ: في ذكرِ الوقائعِ، كأُحُدٍ، والأحزابِ، وقصَّةِ الحَرَّةِ، التي كانت سببًا لوفاة الفضلاءِ بالمدينة النَّبويّة، مِن الصَّحابةِ، ونحوِهم.
البابُ الرَّابعُ: في ذكرِ الصَّحابةِ المشهورين.
البابُ الخامسُ: في ذِكرِ مَن عُرِفَت وفاتُه بالمدينة، مِن غيرِ الصَّحابةِ مِن العلماء والصلحاء.
وقالَ: إنَّ البابَ الثانيَ اشتَملَ على إحدى وخمسينَ نَفْسًا، والرابعَ على مئتينِ
(1)
أصل الإياة: ضوء الشمس. "اللسان": أيا. يريد: أذهبت نور حياته.
وأربعينَ صحابِيًّا، وجملةُ مَنْ شَهِدَ الحَرَّةَ مُعَيَّنًا وغيرَهُ ستُّ مِئَةٍ، وفي روايةٍ عن الزُّهرِيِّ أنَّه قال: مِنْ وجوهِ النَّاسِ مِنْ قُريشٍ والأنصارِ والمهاجرينَ، ووجوهِ الموالي سبعُ مئةٍ، ومِمَّنْ لا يُعْرَفُ مِنْ عبدٍ وحُرٍّ وامرأةٍ عَشَرَةُ آلافِ نَفَرٍ، وكانتْ في سنةِ ثلاثٍ وسِتِّينَ لثلاثٍ بقينَ من ذي الحِجَّةِ، وانتهبوا المدينةَ ثلاثةَ أيامٍ، وولدتْ ألفُ امرأةٍ بعدَ الحَرَّةِ من غيرِ زوجٍ
(1)
.
وانتهى مِن تأليفِها في سنةِ ثماني عشرةَ وسبع مئةٍ، وقد حدَّثَ بها في المدينةِ النَّبويَّةِ، ثمَّ قرأها هو عِن لَفْظِهِ بمكَّةَ، في سنةِ ثلاثٍ وثلاثينَ، وقد استوفيناه نظرًا، ومن نَظْمِهِ لما بَلَغَهُ قول الصَرْصَريِّ
(2)
في حريقِ المدينةِ:
أتينا أحاديثَ الحجازِ عشيةً
…
وإذ الزَّخاريفُ التي فيه تحرَقُ
شهِدْتُ بأنَّ اللهَ لا رَبَّ غيرُهُ
…
وأنَّ الذي قالَ الرسوُل مُصَدَّقُ
روينا صحيحًا أنَّه قالَ بعدَهُ
…
يُزخرَفُ بيتُ الله ثمَّ يُزَوَّقُ
وأنَّ بيوتَ الله تُرْفَعُ أرضُها
…
إلى جَنَّةِ المأوى وفيها تُخَلَّقُ
وأنَّ الذي حَقٌّ يدومُ بقاؤُهُ
…
وأنَّ الذي زُورٌ فبالنِّارِ يُحرَقُ
وكذا منه تخميسُ: يا خيرَ مَنْ دُفِنَتْ بالقاعِ أعظمُهُ
فقال: في سنةِ ثلاثَ عشرةَ وهو بمكَّةَ:
(1)
تقدَّم الكلام على ذلك، وأنَّ فيها مبالغة كبيرة.
(2)
الصَرْصَريُّ: يحيى بنُ يوسفَ بنِ يحيى الصرصريُّ الأصل، نسبة إلى صرصر بفتح الصادين المهملتين قرية على فرسخين من بغداد، قُتِلَ في بغداد من قبل التتار سنة 656 هـ. "شذرات الذهب" 5/ 285.
خيرُ المَزارِ لدينا وهو أعظَمُه
…
وخيرُ مَنْ سَرَّ عرشَ الربِّ مقدَمُهُ
ناديتُهُ بِمَقُولٍ وهو أقوَمُهُ
…
يا خيرَ مَنْ دُفِنَتْ بالقاع أعظُمُهُ
وطابَ مِنْ طييهِنَّ القاعُ والأَكَمُ
طوبى لجاركمُ طَابَتْ مَسَاكِنِهُ
…
جارٌ يُجارُ، وجارُ الرَّبع آمِنُهُ
قولٌ إذا قُلْتُ يشفيني محاسِنُهُ
…
نفسي الفداءُ لقَبْرٍ أنتَ ساكِنُهُ
فيه العفافُ وفيهِ الجودُ والكَرَمُ
وقد ترجم شيخُنا في "لسانه"
(1)
لجُبيرِ بنِ الحارثِ، وقالَ: قرأتُ في "رحلة أمين الدِّين محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ أمينٍ الآقشهريِّ" نزيلِ المدينة النَّبويّةِ، وقد أجازَ لبعض مشايخي، قالَ: أخبرني الأديبُ الفاضلُ محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الرزاقِ بنِ حَمَّادٍ الجزوليِّ: أنَّ أباه أخبرَهُ وصافَحَهُ، وساقَ بِسَنَدٍ فيه لُقِيُّ النَّاصرِ أبي العباسِ أحمدَ ابنِ المستضيءِ
(2)
في سنة ثلاثٍ وسبعينَ وخمس مئةٍ لجبيرٍ هذا، وأنَّه صحابيٌّ.
قالَ شيخُنا: وحَدَّثَ بهذه القِصَّةِ شيخُنا أبو عبد الله السَّلاوِيُّ، عن عليِّ بنِ حسنِ بنِ حمزَةَ، بِسَنَدٍ له إلى آخره، قلتُ: وهو باطلٌ بالسِّنينَ، وآخرُ الصَّحابةِ أبو الطفيلِ عامرُ بنُ واثلةَ.
3406 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ بالغٍ، الشَّمسُ ابنُ الشِّهابِ، المِصريُّ الأصلِ، المدَنيُّ
(3)
.
(1)
" لسان الميزان" 2/ 421.
(2)
النَّاصرُ أحمدُ ابنُ المُستضيءِ العبَّاسيُّ، أطولُ بني العبَّاسِ خلافةً، كانَ يتشيَّعُ ويميلُ إلى مذهبِ الإمامية، توفي سنة 622 هـ. "النجوم الزاهرة" 6/ 261، و"شذرات الذهب" 5/ 97.
(3)
"نصيحة المشاور" ص 183.
الماضي أبوه، خلَّفَ له أبوه ما لم ينتفع به، وسافرَ إلى البلادِ، ففتحَ اللهُ عليه، وتزوَّجَ، ووُلدَ له الأولادُ، وكانَ مِن أعقلِ النِّاسِ، وأحسنِهم خَلْقًا وخُلُقًا، وأجملِهم صحبةً، قارئًا حسنَ الصَّوتِ. ماتَ سنةَ إحدى وخمسينَ وسبعِ مئةٍ.
3407 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي بكرٍ الحَرَّانيُّ.
كانَ شيخًا، حَسَنًا، كثيرَ التِّلاوَةِ والحَجِّ، سَمِعَ الكثيرَ، وحَدَّثَ، وماتَ بالمدينةِ قبلَ أنْ يَصِلَ إلى الحَجِّ في آخرِ سنةِ خمسٍ، أو أوائلَ سنةَ سِتٍّ وسبع مئةٍ، قالَه شيخُنا في "درره"
(1)
.
3408 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ الحَسَنِ، أبو عبدِ اللهِ السِّجْزِيُّ، المقرِئُ، ويعرَفُ بجَوبَكَارَ.
روى عن: أبي موسى المدينيِّ، وغيرِهِ، كأبي الفتحِ محمَّدِ بنِ الحَسَنِ الخُوارَزْمِيِّ، ووردَ بغدادَ حاجًّا، فسَمِعَ على الحسينِ الهمذانيِّ الصوفيِّ
(2)
، سمع منه: ابنُ أبي الصَّيفِ، وأبو المفاخرِ البيهقيُّ إمامُ الرَّوضةِ الشَّريفةِ، وتلا عليه سليمانُ بنُ خليلٍ العسقلانيُّ
(3)
لحفصٍ عن عاصمٍ، وحدّثَ بالحرمينِ، وجاورَ حتَّى ماتَ بمكَّةَ.
وهو معدودٌ في مشيخةِ الحرمِ بها، وفيها ماتَ.
قالَ ابنُ الدَّبيثِيِّ في "ذيله لتاريخِ بغدادَ": أظنُّه أجازَ لنا، وكانَ حيًّا في سنةِ تسعينَ
(1)
"الدرر الكامنة" 3/ 354.
(2)
الحسينُ بن أحمدَ، أبو حفصٍ الهمدانيُّ، الصُّوفيُّ، الورَّاقُ، ذُكرَ عرضًا في. "مختصر تاريخ دمشق" 1/ 2505.
(3)
سليمانُ بنُ خليلٍ العسقلانيُّ، الفقيهُ الشَّافعيُّ، تُوفي سنة 661 هـ. "شذرات الذهب" 5/ 305.
وخمس مئةٍ.
قالَ الفاسيُّ في مكَّةَ
(1)
: وجدتُ على حَجَرٍ بالمعلاةِ: هذا قبرُ الشَّيخِ الصَّالحِ الإمامِ فخرِ الدِّينِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ حسينٍ، ويعرَفُ بِجُوبَكَارَ السِّجْزِيُّ، فهو هذا، وتسميةُ جَدِّهِ مخالفةٌ لما سَبَقَ، فاللهُ أعلمُ، وقد ذكرَهُ كلٌّ من الدَّبيثِيِّ وابنِ النَّجارِ في "ذيلهما"، وقالَ ثانيهِما: إنَّه سافرَ البلادَ، وحَجَّ وأقامَ بِمكَّةَ والمدينةِ، مجاورًا إلى حينِ وفاتِهِ، وكانَ من أعيانِ مشايخِ الصُّوفيةِ، وأحدَ عبادِ الله الصالحينَ، حَدَّثَ بشيءٍ يسيرٍ عن الحافظِ أبي موسى المدينيِّ، سَمِعَ منه جماعةٌ مِن الأئمَّةِ، ورَوَوا عنهُ.
3409 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ خَلَفِ بنِ عيسى بنِ عسَّاسِ بنِ يوسفَ بدرِ بنِ عليِّ بنِ عُثمانَ، الحافظُ الجمالُ، أبو عبدِ الله الأنصاريُّ، الخَزْرجيُّ، العبَّاديُّ، السَّاعديُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ، المؤذِّنُ بالحَرمِ النَّبويِّ، ووالدُ الحافظِ العفيفِ عبدِ الله، ويُعرَفُ بالمطريِّ
(2)
.
كانَ جدُّهُ خَلَفًا مِن الطُّورِ، فانتقلَ منها إلى المَطَرِيَّةِ، فوُلِدَ له أحمدُ، وانتقلَ إلما المدينةِ ثالثَ ثلاثةٍ لخلوِّها حينئذٍ مِن عارفٍ بالميقاتِ، فعُرفَ بالمَطَرِيِّ، ووُلدَ له صاحبُ الترجمةِ بها، سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ وستِّ مئةٍ، كما جَزَمَ به ابنُ فرحونٍ
(3)
، وفي سنةِ إحدى وسبعينَ وستِّ مئةٍ، كما جَزَمَ به جماعةٌ، منهم: البدرُ ابنُ فرحونٍ، ثمَّ شيخُنا في "درره"
(4)
غير
(1)
"العقد الثمين" 1/ 290 - 291.
(2)
"لحظ الألحاظ"، ص 110، و"ذيل التقييد" 1/ 43.
(3)
"نصيحة المشاور" لابن فرحون، ص 151.
(4)
"الدرر الكامنة" 3/ 315.
مقتصرٍ عليه، بل ذكرَ في آخرِ التَّرجمةِ: أنَّه سنةَ ستٍّ وسبعينَ، وهو الصوابُ، لوجودِهِ كذلك بِخَطِّ وَلَدِهِ، ووصفِهم له في طبقَةٍ تاريخُها سنة ثمانٍ وسبعين بالحضور.
وأُحْضِرَ بها على أبي اليُمنِ ابنِ عساكرَ مصنِّفِ "إتحافِ الزائرِ"، ثمَّ سَمِعَ منه، ومِن غيرِه، كَخَلَفِ بنِ عبدِ العزيز القَبْتوريِّ، سَمِعَ عليه "الشِّفا"، بل قَدِمَ مصرَ مِرارًا، وسمعَ بها مِن الدِّمياطيِّ، ولازمه كثيرًا، والشِّهابَ الأَبَرْقُوهيِّ في آخرين، وحدَّثَ.
وسمعَ عليه "إتحافَ الزائر" محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ يحيى الخشبيُّ، وعبدُ الله، وعليٌ ابنا محمَّدِ بنِ أبي القاسم بنِ فرحون، وخلفَ والدَهُ في رِئاسةِ المؤذِّنينَ بالمسجِدِ النَّبويِّ، وكانَ مِنْ أحسَنِ الناس صوتًا، ونابَ في الحكمِ والخطابةِ هناك، وكانَ إمامًا عالمًا، مشاركًا في العلوم، عارفًا بأنسابِ العربِ، له يَدٌ في ذلك مع زُهدٍ وعِبادَةٍ، وشعرٍ رائقٍ، وفضائلَ جمَّةٍ. صَنَفَ للمدينةِ "تاريخًا" مفيدًا
(1)
.
وممَّنْ لقِيَه بالمدينةِ وسمَّى جَدَّهُ خلَفًا بالتكبيرِ: أبو عبدِ اللهِ ابنُ مرزوقٍ، وقالَ: قرأتُ عليه الكثيرَ، ووصفَهُ بشيخَنا الإمامِ، جمالِ الدِّينِ. قالَ: وكانَ أحسنَ رجالِ الكمالاتِ في وقتِهِ، وإنَّه سمعَ بقراءةِ العَلَمِ البرزاليِّ عليه، وعلى محمَّدِ بنِ إبراهيمَ المؤذِّنِ، والطَّواشيِّ المغيثيِّ "تحفةَ الزائر"، وعلى الأوَّلَينِ فقط بقراءَةِ الإمامِ نورِ الدِّينِ عليِّ بنِ محمَّدِ بنِ فرحونٍ "الصحيحين".
ماتَ في سابعَ عِشري ربيعٍ الثَّاني، سنةَ إحدى وأربعينِ وسبعِ مئةٍ.
وممَّنْ تَرجَمَهُ: القطبُ الحلبيُّ، ثمَّ شيخُنا، وابنُ صالحٍ، وقالَ: كانَ يُطرَبُ بصوته في
(1)
اسمه "التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة" مطبوع.
المئذنَةِ وفي الأسحارِ، قديمُ الهجرةِ، سَمِعَ وروى، وسافرَ ورحلَ، ورأى علماءَ ومشايِخَ وأخيارًا، ودَرَّسَ الحديث بمدرسةِ ابنِ القَلانِسِيِّ، أخذَها بعدَ الشِّهابِ الصَّنْعَانِيِّ.
وكذا ابنُ فرحونٍ، وقال: الشَّيخُ الإمامُ، العلَّامةُ، أقضى القضاةِ، شيخُنا، كانَ إمامًا من أئمَّةِ الحديثِ والتَّاريخِ، والفقهِ، والمشاركةِ في العلومِ، وَلِيَ نيابةَ الحكمِ والخطابةَ والإمامةَ عن القاضي الشَّرَفِ الأُميوطِيِّ، وكانَ رحمه الله جمالًا للمنصبِ، مُتخلِّقًا بأخلاقِ كلِّ مَنْ ذكرتُهُ مِنَ الصَّالحين، ليسَ منهم شيخٌ ولا كبيرُ قدرٍ إلا وهو معه في حوائجِهِ، ويساعدُهُ في قليلِهِ وكثيرِهِ، لم نجد بعدَ والدِنا مثلَهُ في الإحسانِ إلينا، والشَّفَقَةِ علينا، وَلِيَ تربِيتَنا وتعلِيمَنَا، والسَّعْي في مصالحِنا كأبينا، وكانَ لكلِّ قادِمٍ إلى المدينةِ كالأهلِ في الإسكانِ والكِسوةِ، والتَّعريفِ، وتربيتهِ عندَ الشيخ والخُدَّام، حَسَنَ المحاضرةِ إذا جلستَ إليه لم تحبَّ مفارقتَهُ، لم يأتِ بعدَهُ مثلُهُ، ولا علمتُ فيمَنْ كانَ بعصرِنا مَنْ له فضلُهُ. كانَ جامِعًا للمحاسِنِ والفضائلِ، صَدْرًا مِنْ صدورِ الأفاضلِ، وقد تخلَّلَ ذكرنا مع مَنْ ذَكَرْنا من الشُّيوخِ العاملين، والأولياءِ الصَّالحين، لم نسمَعْ أحسنَ مِنْ صوتِهِ في المنارَةِ، كان يُفضَّلُ على صاحبِهِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ إلا أنَّه كانَ لا يبذُلُ عملَه كما كانَ ذاك، فكانَ في عِزَّةِ نفسِهِ، والمحافَظَةِ على مروءَتِهِ في أعلا المقاماتِ، وأسنى التَّنزُّهاتِ.
وقد عَرَضَتْ لي حكايةٌ عنه، فيها تسليكٌ لِمَنْ ذاتُهُ عَلِيَّةٌ، وتعزِيَةٌ لِمَنْ نفسُهُ خَسيسَةٌ رَدِيَّةٌ، وذلكَ أنَّه كانَ في بدايةِ شأنِهِ، وعُنفُوانِ شبابِهِ محُبًّا إلى أترابِه وإخوانه، لا يخرجون إلى زيارةٍ، ولا يجتمعونَ في منتَزَهٍ إلا أخذُوه مَعَهُم، وكانَ قد شَرَكَهُ في المِئذَنَةِ والرِّئاسَةِ بها الشَّيخُ عِزُّ الدِّين المؤذِّنُ، لأنَّ المدينةَ لمّا لم يكنْ فيها مَنْ يُوثَقُ به في
معرفةِ الأوقاتِ وتحريرِها، بعثوا لها مِن مصرَ ثلاثةَ رؤساءَ، أحدُهم: والدُ صاحبِ التَّرجمة، والثَّاني: إبراهيمُ والدُ محمَّدٍ، والثَّالثُ: عِزّ الدِّينِ، فتُوُفِّي مَنْ عدا الثالثِ، وكانا النِّهايةَ في معرفةِ الوقتِ وحُسْنِ الصوتِ، وبَقِيَ عزُّ الدِّينِ، فطالت مُدَّتُهُ حتَّى أسَّنَّ وعَجَزَ، وكانَ حَسَنَ الهيئةِ، ذا لحيةٍ طويلةٍ ورئاسة مليحةٍ.
واتَّفَقَ أنْ خَرَجَ صاحبُ التَّرجَمَةِ يومًا مع أصحابه، فباتوا قي مسجدِ قُباءَ، وقالَ لعِزِّ الدِّين: قُمْ عَنِّي في نَوبَتِي، فأخلَفَهُ عِزُّ الدِّينِ، فلم يَقُم، وبقيت المئذَنَةُ شاغرةً مِن الرَّئيسِ، فلمَّا جاءَ صاحبُ التَّرجمةِ تكلَّمَ عليه الشَّيخُ عزيزُ الدَّولةِ وأغلظَ، فقالَ له: ما غبتُ حتَّى استنبتُ، ولكن غَرَّني عِزُّ الدِّين، فلم يقبلْ عذرَهُ، وكَثُرَ عليه الكلامُ، فقالَ له الجمالُ: ألكَ عندي غيرُ هذه المئذنةِ؟ الطَّلاقُ الثَّلاثُ يلزمُنِي إنْ أذَّنْتُ فيها حتَّى يموتَ عِزُّ الدِّين وعزيزُ الدَّولة، فتركَه الشَّيخُ، وتركَ الكلامَ معه، وصارَ إذا كانَ الوقتُ يؤذِّنُ على بابِ جبريلَ في الأوقاتِ كلِّها، وأصحابُهُ يَقْتسِمُون عليه الجامِكِيَّةَ
(1)
، وهي يومئذٍ قليلةٌ، فلما طالَ عُمر عزِّ الدِّين قالَ له النَّاسُ: اعملْ ما عَمِلَهُ غيرُكَ [مِنْ] تركِ الزَّوجةِ بطلقةِ مخالعةٍ، ثمَّ ارجع إلى مئذنَتِكَ، ثمَّ راجعْ زوجَتَك، فقال: لا أفعلُ هذا ولا يُسْمَعُ عنِّي ذلك، ولو كانَ في المئذنةِ ما عسى أنْ يكونَ، ثمَّ إنَّ عزيزَ الدَّولةِ ماتَ، فقيل: إنَّما غضبُكَ مِنْ كلامِهِ وقد ماتَ، فافعلْ ما يفعلُهُ النَّاسُ، فامتنعَ وصبرَ فلما بُنَيِتِ المئذَنَةُ الجديدةُ قيلَ له: إنَّ هذه لم تكنْ موجودةً حينَ يمينِكَ، فاستَقِلَّ بها، فلم يفعلْ، واستمرَّ كذلك حتَّى أرادَ الله تعالى، فجاءَ عِزُّ الدِّينِ
(1)
بمعنى التعويض، أو الراتب، وهي كلمة تركية. "معجم تركي إنكليزي"، ص 213.
ليلةً وقد مضى مِن اللَّيلِ نصفُهُ، فدَقَّ بابَ الحرمِ ودخلَ، وقد لحقَه اختلالٌ، فطلعَ المئذنةَ الجديدةَ، تكلَّمَ على عادته، فأنكرَ النَّاسُ قيامَهُ، ثمَّ سكتَ ولم ينزلْ، فطلعوا إليه فوجدُوه ميِّتًا، وذلك في سنة عشرٍ وسبعِ مئةٍ رحمه الله، وفيها تُوُفِّيَ عزيزُ الدَّولةِ أيضًا، فانحلَّتِ اليمينُ، وطلعَ المئذنةَ في أيامِ الحريريِّ، وكانَ مِن أكبرِ أحبابِهِ، فانظرْ إلى هذه النَّفْسِ الأبيَّةِ والِهمَّةِ العَلَيَّةِ.
وقالَ ابنُ فرحونٍ أيضًا في مقدِّمةِ "تاريخه"
(1)
: حكى لي الشَّيخُ الإمامُ العلامةُ أقضى القضاة جمالُ الدِّينِ هذا: أنَّه كانَ في المدينةِ رجلٌ صالحٌ، عظيمُ القدرِ، مِن أربابِ القلوبِ يقالُ له: الزَّجَّاجُ، وهو مِن جملةِ شيوخِهِ، وشيوخِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ المؤذِّنِ، وكانا بعدَ موتِ والديهما مؤذِّنَينِ مُتَواخِيينِ في رئاسةِ الأذانِ، يتعاقبونَ في الوقتِ، قالَ الجمالُ: فكنَّا نجيءُ لبابِ المسجد في السَّحَرِ للدُّخولِ لأجلِ الأذان، فنجدُ الشَّيخَ الزَّجَّاجَ قاعدًا على الباب يذكُرُ ويقرَأُ، قال: فأدُقُّ البابَ، فيقولُ لي صاحبُ النَّوبةِ: مَنْ هذا؟ فأقول له: محمَّدٌ، فيفتحُ لي، ثمَّ يجيءُ صاحبي فيفعلُ معه كذلك، ثمَّ كذلكَ لثلاثتِنا، وكانَ اسمُه عبدَ الرَّحمنِ خالَ محمَّدِ بنِ صالحٍ نائبِ الإمامةِ والخطابةِ، قالَ: فخلا الشَّيخُ بي، وقالَ لي: يا محمَّدُ، أنتَ تتصوَّرُ ما أنا وأنتَ فيه في كلِّ ليلةٍ، فقلتُ له: لا علمَ لي، [قال:] صدقتَ لو علمتَ لظهرَ عليك أثرُهُ، ثمَّ قالَ: أحضرْ عقلَكَ، وانظرْ إليَّ كيفَ أبقى بعدَك محجوبًا عن الدُّخولِ، وأنت مأذونٌ لك فيه دوني، فتدخلُ وتجتمع بمحبوبكَ، وذكرَ حكايةً.
(1)
"نصيحة المشاور" ص 154.
3410 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ طاهرِ بنِ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ، الشَّمسُ ابنُ جلالِ الدِّين، المدعوُّ جلالُ ابنُ الزَّينِ ابنِ العلَّامةِ جلالِ الدِّين، الخُجَنديُّ الأصلِ، المدَنيُّ، الحنفيُّ، ويُعرف بابنِ جلالٍ
(1)
.
وُلِدَ في صفرَ سنةَ إحدى وخمسين وثمان مئةٍ بطيبةَ، ونشأ بها، فحَفِظَ القرآنَ وغيرَهُ، وأقبلَ على التَّحصيلِ، فأخذَ ببلدِه عن محمَّدِ بنِ مباركٍ المغربيِّ العربيةَ، ولازمَ أحمدَ بنَ يونسَ المغربيِّ أيضًا فيها، وفي المنطقِ والمعاني والبيانِ والحسابِ، وكذا أخذَ العربيةَ معَ الصَّرفِ عن الشِّهاب الإبشيطيِّ، والفقهَ في الابتداءِ عن عثمانَ الطرابلسيِّ، والأصلينَ عن السيِّدِ السَّمهوديِّ، قرأ عليه "شرح جمع الجوامع" لشيخه المحلِّيِّ، و"شرح العقائد"، وممَّا أخذ عنه في العربيةِ وغيرها، وسمعَ على أبي الفرجِ المراغيِّ، وخالِهِ الشَّمسِ حفيدِ الجلال الخُجنديِّ، كلُّ ذلك بطيبةَ، بل دَخَلَ مكَّةَ غيرَ مَرَّةٍ وأخذَ بها الفَلَكَ والفرائِضَ عن النُّور الزَّمزميِّ
(2)
، ولقيَ بها الشَّمْسَ ابنَ أميرِ حاج
(3)
، فقرأ عليه غالب "المسايرةِ" لشيخِهِ ابنِ الهُمامِ، وارتحلَ في أثناءِ ذلك وبعدَهُ إلى القاهرَةِ غيرَ مَرَّةٍ، أوَّلها: في سنةِ أربعٍ وسبعينَ، وأخذ عن الأمينِ الأقصرائيِّ، والزَّينِ قاسمٍ الفقهَ وغيرَهُ من الأصلين والعربيةِ وغيرها، وعن التقيِّ الحصنيِّ في عِدَّةِ فنونٍ، بل قرأ عليه "القطبَ"، وعن
(1)
"الضوء اللامع" 6/ 314.
(2)
إبراهيمُ بنُ عليِّ بنِ داودَ، توفي سنة 864 هـ. "الضوء اللامع" 1/ 86.
(3)
محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ الحسنِ، فقيه حنفيٌّ، أصوليٌّ، توفي سنة 868 هـ في حلب. "الضوء اللامع" 9/ 72.
الشَّمسِ الجوجريِّ في الأصولِ، في آخرين كالعلاءِ الحصنيِّ
(1)
قرأ عليه في "القطبِ مع الحاشية عليهِ للسيِّد"، والزَّينِ زكريا، والسَّمهوديِّ، قرأ على كلٍّ منهما في "التسهيل"، و"نظام ابن الجيبغا"
(2)
، ولازمه في أشياءَ، وسمع على الأمينيِّ، والشِّهابِ النَّشاويِّ
(3)
والفخر الدِّيَمِيِّ، وغيرهم، وكذا لازمني حتَّى قرأ عليَّ "ألفية الحديث" بحثًا، وغيرها مِن الكتبِ روايةً، حتَّى في مجاورتي الأولى بالمدينةِ، ثمَّ قرأ عليَّ في سنة أربعٍ وتسعين بمكَّةَ قطعةً مِنْ "شرحي على الألفية"، ووقفتُ نسخةً منه هناك تحت نَظَرِه، وتميَّزَ في غالبِ الفنون، وكتبتُ له إجازةً حافلةً، بل أَذِنَ له جَمْعٌ ممن تَقَدَّمَ في الإفتاءِ والتدريسِ، وولي مشيخةَ الزَّماميةِ بمكَّةَ وقتًا، ثمَّ أعرضَ عنها لعدمِ رغبته في الإقامةِ بغيرِ بلده، كما أعرضَ عن دخولِ مصرَ لعدمِ الفائدة فيها، وتقنَّعَ باليسيرِ، وكان شيخُ الخدامِ قانمٌ مِمَّنْ يستفيدُ منه، ثمَّ تزايد اغتباطُ شاهينِ الجماليِّ به، وإقبالُهِ على الاستفادَةِ منه وعيّنه، حتَّى سافر في موسمِ سنة سبعٍ وتسعين إلى الرُّومِ في استخلاص أوقافِ الحرمين، ثمَّ عادَ في موسمِ سنةِ التي تليها، وقد استقرَّ عن ملكها في تدريسِ الحنفيةِ، واتَّفقَ له وما ناله مِن هناك
(4)
، سيما وكان قد شرعَ في بناءِ بيتٍ بالمدينةِ، رَكِبَهُ الدَّينُ
(1)
العلاء الحصني: العلاء عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ حسينٍ، توفي سنة 888 هـ. "الضوء اللامع" 5/ 299.
(2)
محمَّدُ ابن الجيبغا، نظامُ الدِّينِ، أبو اليسر الحنفيُّ، توفي سنة 892 هـ. "الضوء اللامع" 7/ 145.
(3)
أحمدُ بنُ عبدِ القادرِ النشاويُّ، الحنفيُّ، توفي سنة 884 هـ. "المجمع المؤسس" 3/ 187، و"الضوء اللامع" 1/ 354.
(4)
كذا في الأصل، والعبارة غير واضحة.
بسببه، وأقرأني سنةَ وفاته بعضَ العجم، و"الحبرت شرح البابية"
(1)
، ولم يكمله، و"البردةَ" وغيرَ ذلك.
وبالجملةِ فهو فاضلٌ، علامةٌ، ذكيٌّ، بارعٌ، مُتقِنٌ، سريعُ الفَهم والحركة، طارحٌ للتكلُّفِ، كثيرُ الأدب، زائدُ الاغتباطِ بتصانيفي، وليسَ بالمدينةِ حنفيٌّ مثله، دَرَّسَ وأفادَ بالمسجد النَّبويِّ وغيره، في الفقهِ والعربيةِ وغيرِهما، وتأسفْتُ حين مجاورتي الثَّانية بالمدينة على غيبتِهِ عنها، ولمَّا جاءَ تكرَّرَ اجتماعُهُ معي بمكَّةَ، وفارقني في أيامِ الثمان في سنةِ تسعٍ وتسعين راجعًا لبلدِه بعدّ الحجِّ، فماتَ حينَ وصولِه إليها في أواخرِ ذي الحجَّةِ سنةَ تسعٍ، وتركَ أولادًا أربعةً مِن ابنةِ البرهان الششتريِّ، رحمه الله وإيانا، ومِن نظمِه:
ركبتُ الخطايا ثمَّ جئتُك تائبًا
…
وفي توبتي ما قد علمتَ مِنَ النَّقْص
وإني لأرجو العفوَ عما جنيتُهُ
…
لأنِّي رأيتُ الفَضلَ يشمُل مَنْ يعصى
وقوله:
حملتُ ذنوبًا أثقلَ الظَّهرَ حَملُها
…
وهذا كتابي للقبائح جامعُ
ووالله ما لي صالحٌ قد عَمِلْتُهُ
…
ولكنَّنِي في رحمةِ الله طامعُ
وقوله:
إذا ضاقَ صدري أو تَبَلَّدَ خاطري
…
وأصبَح فكري بالهموم يُوزَّعُ
أُفوِّضُ أمري كلَّهُ لمُدَبِّري
…
وأسلِمُهُ نفسي فما شاءَ يَصنَعُ
وكتب إليّ بخطه عِدَّةَ قصائدَ، وغيرَها من نظمِهِ.
(1)
كذا في الأصل.
3411 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ النَّفطيُّ.
أخو عبدِ الله، وعبدِ الرَّحمنِ، وعبدِ الوهابِ، وعمرَ.
3412 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الله، الشِّمسُ القزوينيُّ، ثمَّ المصريُّ، الصُّوفيُّ
(1)
.
سمعَ على المظفَّرِ العطَّارِ
(2)
وغيرِهِ، وسَمِعَ منه شيخُنا أحاديثَ بخُليصَ، وقالَ في "إنبائه"
(3)
: إنَّه كانَ على طريقةِ الشَّيخِ يوسفَ الكورانيِّ العجميِّ، لكنَّه حَسَنُ المعتقَدِ، كثيرُ الإنكارِ على مبتدِعَةِ الصُّوفيةِ، وكانَ كثيرَ الحَجِّ والمجاورةِ بالحرمينِ، ماتَ بمكَّةَ في شعبانَ سنةَ إحدى عشرة وثمان مئةٍ.
3413 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سليمانَ
(4)
، الشَّمسُ أبو عبدِ الله، القُرشيُّ، الجَعبريُّ، ثمَّ الدِّمشقيُّ، الشَّافعيُّ، ويُعرف بابنِ خطيبِ يَبرُودَ
(5)
.
وُلدَ سنةَ إحدى وسبع مئةٍ، وسمعَ من الحجَّارِ، وروى بالإجازةِ عن القاضي سليمانَ بنِ حمزةَ وغيره، وأخذ الفقهَ عن البرهانِ ابنِ الفركاحِ
(6)
، والمحيوي ابنِ جَهْبَلٍ
(7)
،
(1)
"الضوء اللامع" 7/ 105، و"شذرات الذهب" 7/ 93.
(2)
المظفر محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ يحيى العطَّارُ، ويقال له: ابن النحاس، مولده سة 680 هـ، ووفاته سنة 761 هـ. "الدرر الكامنة" 4/ 242.
(3)
"إنباء الغمر" 6/ 127.
(4)
"الدرر الكامنة" 3/ 322، و "إنباء الغمر" 1/ 179.
(5)
في الأصل: حطب جرود، وهو تحريف. "شذرات الذهب" 6/ 253.
(6)
برهانُ الدِّينِ إبراهيمُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، ابن الفركاح، أبو إسحاق الفزاري، الشافعيُّ، توفي 729 هـ. "الدرر الكامنة" 1/ 34.
(7)
محيي الدِّين، إسماعيلُ بنُ يحيى، المعروف بابن جهبل، توفي سة 740 هـ. "الدرر الكامنة" =
والأصولَ عن الشَّمسِ الأصفهانيِّ
(1)
، وبرعَ فيه وفي العربيةِ مع معرفةٍ بالأدَبِ، وأفتى ودرَّس في أماكنَ ببلادِ مصرَ والشَّام، وولي القضاءَ والخطابةَ بالمدينةِ النَّبويَّةِ، وتفقَّهَ به جماعةٌ، وكانَ مِنْ أعيانِ الشَّافعيَّةِ، ماتَ سنةَ سبعٍ وسبعينَ وسبع مئةٍ، ترجمَه شيخُنا في "درره"، وطوَّله في "الإنباءِ"
(2)
، بما يراجع.
وقالَ الفاسيُّ
(3)
في مكَّةَ: سَمِعَ على ما ذَكرَ مِن الحجَّاِر، ووزيرةَ "البخاريَّ"، وكانت له يدٌ طولى في الأصولِ، مع معرفةٍ جَيِّدَةٍ بالفقه والأدب، أفتى ودرَّسَ بمشهد الشَّافعيِّ من القرافةِ، وبجامعِ الحاكم بعدَ الشَّمسِ ابنِ اللَّبَّانِ، ثمَّ تركَ ذلكِ للبهاءِ ابن التقيِّ السبكيِّ، وعوَّضه عنه أخوه حسينُ ابنُ التقيِّ
(4)
تدريسَ الشَّاميَّةِ البَرَّانِيَّةِ ظاهرَ دمشقَ، فباشرَها سنينَ ثمَّ تركها، وتوجَّهَ للحجازِ في موسمِ سنةِ ستين، وجاورَ بمكَّةَ نحوَ ثلاثِ سنين، كما أخبرني به بعضُ أقربائه، وكانَ جاوَرَ بها قبلي في سنةِ ثلاثٍ وخمسين، ثمَّ توجَّهَ لمصرَ، ثمَّ عاد لمكَّةَ وجاوَرَ بها ثمَّ لمصرَ، ثمَّ بمكَّةَ، وولي قَضَاءَ المدينةِ بعد الحكريِّ سنينَ، ثمَّ عادَ لمصرَ بَعْدَ الحَجِّ من سنة ثمانٍ أو تسعٍ وستينَ،
= 1/ 383.
(1)
شمس الدين، محمودُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الأصبهانيُّ، فقيهٌ شافعيٌّ، أصوليٌّ، توفي سنة 749 هـ. "طبقات الشَّافعية للسبكي" 10/ 383، و"الدرر الكامنة" 4/ 327.
(2)
"إنباء الغمر" 1/ 179.
(3)
"العقد الثمين" 1/ 298.
(4)
الحسينُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الكافي، جمالُ الدِّينِ السُّبكيُّ، توفي سنة 755 هـ. "الدرر الكامنة" 2/ 61.
وولي بها تدريسَ مدرسةِ أمِّ الأشرَفِ صاحبِ مصرَ سنة سبعين، ثمَّ إلى دمشقَ في سنة إحدى وسبعينَ، وعاد في آخرها إلى تدريسِ الشَّاميَّةِ البَرَّانيَّةِ بعد موت التاج السُّبكيِّ، واستمرَّتْ معه حتَّى ماتَ بعدَ أن سُئِلَ في الرَّغبةِ عنها لمَن فيه أهليةٌ بِعِوَضٍ، فتوقَّفَ تورُّعًا، وماتَ في سادسِ عشرَ شوالٍ، ودُفِنَ ببابِ الصغيرِ.
3414 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، الجمالُ، أبو الفضلِ ابنُ الشَّاميِّ، الشَّافعيُّ
(1)
.
نزيلُ بالمدينةِ، تفقَّه بالعمادِ إسماعيلَ بنِ خليفةَ الحُسْبَانيِّ بدمشقَ، وأذِنَ له في الإفتاء والتَّدريسِ، وأخذَ عن أبي العبَّاسِ العنَّابي
(2)
، والتَّقيِّ ابنِ رافعٍ، وسمعَ مِن ابنِ أُميلةَ، وجُويريةَ، وغيرِهما بدمشقَ ومصرَ وغيرِهما، بل تخرَّجَ مِن المدينةِ بالعفيفِ المطريِّ، وسمعَ منه، واعتنى بهذا الشَّانِ، وكتبَ الطِّباقَ، وكانَ فاضلًا في فنونِه، ذا خطٍّ حسنٍ وحدَّثَ باليسيرِ، وكانَ قد ترافقَ هو وعبد السَّلامِ الكازرونيُّ إلى مكَّةَ، فيقالُ عنهما: دُسَّ عليهما سمٌّ بسببٍ مِن الأسبابِ، فماتا منه، هذا في صفرَ سنةَ تسعٍ وسبعين وسبعِ مئةٍ، ولم يُكملِ الأربعينَ، ودُفنَ بالمعلاةِ، ثمَّ الآخرُ بعدَه بأيامٍ. ترجمَه شيخُنا في "إنبائه"
(3)
وأغفلَه مِن "درره".
وترجمَه الوليُّ ابنُ العراقيِّ في "وفياته"، والفاسي
(4)
في "تاريخ مكَّةَ"، وقالَ:
(1)
"إنباء الغمر" 1/ 256.
(2)
أحمدُ بنُ محمَّدٍ العنابيُّ، نحويٌّ، مقرئ، وفاته سنة 776 هـ. "غاية النهاية" 1/ 125، و"الدرر الكامنة" 1/ 298.
(3)
"إنباء الغمر" 1/ 256.
(4)
"العقد الثمين" 1/ 299.
الدِّمشقيُّ الأصلِ، المدَنيُّ المولدِ والدَّارِ، وكناه أبا الفضائل، وأنَّ العمادَ الحسبانيَّ أذنَ له في الإفتاءِ والتَّدريسِ، وكانَ فاضلًا في فنونٍ، ذا خطٍّ حسنٍ.
وقالَ الوليُّ أبو زُرعةَ: الجمالُ ابنُ الشَّاميِّ، اشتغلَ بالحديثِ والفقهِ، والعربيةِ، وبرعَ فيها وسادَ وسعِدَ، ولازمَ ابنَ رافعٍ بدمشقَ، وقدمَ القاهرةَ في أواخرِ عمرِه لأمرٍ حصلَ بينَه وبينَ قاضي المدينةِ، وجاورَ بمكَّةَ، فماتَ بها مسمومًا فيما قيل.
وقد رأيتُ عرضَ أبي اليُمنِ ابنِ المراغيِّ عليه بالمدينةِ سنةَ خمسٍ وسبعينَ وما بعدها حتَّى سنةِ سبعٍ وسبعين، وأخبرَه بروايتِه "للألفيةِ" عن جماعةٍ، منهم: التَّقيُّ ابنُ رافعٍ سماعًا عليه بدمشقَ، أنا
(1)
بها الشِّهابُ أبو الثَّناءِ محمودُ بنُ سلمانَ بنِ فهدٍ الحلبيُّ
(2)
، أنا ناظمُها.
3415 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ القاسمِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ القاسمِ بنِ عبدِ الله، قاضي مكَّةَ، وخطيبُها، وعالمُها، الكمالُ أبو الفضلِ الهاشميُّ، العُقيليُّ، النُّويريُّ، المكيُّ، الشَّافعيُّ
(3)
.
والدُ القاضي محبِّ الدِّينِ الآتي. وُلدَ بمكَّةَ في ليلةِ الأحدِ مُستَهلِّ شعبانَ سنةَ اثنتين وعشرين وسبعِ مئةٍ، وسمعَ بها مِن جدِّه لأمِّه القاضي نجمِ الدِّينِ الطَّبريِّ، وعيسى
(1)
(أنا) اختصار للفظة أخبرنا عند المحدثين.
(2)
محمودُ بنُ سلمانَ بنِ فهدٍ الحلبيُّ، ثمَّ الدمشقيُّ، قاضي الحنابلة، الأديب، توفي سنة 725 هـ "الدرر الكامنة" 4/ 324، والتصحيح منه.
(3)
"شذرات الذهب" 6/ 292.
بنِ عبد الله الحِجِّيِّ، وأبي عبدِ اللهِ الوادي آشي، وعيسى ابن الملوك، وآخرين.
وبالمدينةِ مِن: الجمالِ المطريِّ، والزُّبيرِ الأُسوانيِّ.
وبدمشقَ مِن: المِزِّيِّ، والشِّهابِ أحمدَ بنِ عليٍّ الجزريِّ
(1)
، وتفقَّه بالشَّمسِ ابنِ النَّقيبِ، والتَّقيِّ السُّبكيِّ، والعربية بمكَّةَ عن ابنِ هشامٍ، وأخذ عن الوليِّ المنفلوطيِّ فنونًا من العلم، وانتفعَ به في ذلكَ كلِّه، وبالتَّاجِ المُرَّاكشيِّ حيثُ لقِيَه بدمشقَ، وحصَّلَ مِن العلمِ على أوفرِ نصيبٍ، وصارَ المنظورَ إليه ببلدِه، بل بالحجازِ كلِّه، واشتُهرَ ذِكرُه، وبَعُدَ صِيتُه، وانتهت إليه رئاسةُ الفقهاءِ الشَّافعيةِ بالأقطارِ الحجازيةِ، ويقالَ: إنَّه كانَ يستحضرُ "شرحَ مسلمٍ" للنَّوويِّ، ونابَ في الحكمِ عن خالِه الشِّهابِ الطَّبريِّ، ثمَّ استقلَّ به بعدَ صرفِ التَّقيِّ الحَرازيِّ
(2)
حتَّى ماتَ، قُدِّرَ فيه نحوًا مَن ثلاثٍ وعشرين سنةً.
ووليَ معَ ذلكَ خطابةَ الحرمِ، ونظرَه، وحِسبةَ مكَّةَ، وتدريسَ المدارسِ الثَّلاثِ التي لملوك اليمنِ، وهي المنصورية، والمجاهدية، والأفضلية، وكانَ أوَّلَ مَنْ درَّسَ بالأخيرةِ وسكنَها، وإليه نظرُ جميعِها، ووليَ تدريسَ درسِ بشيرٍ الجمدار مشافهةً منه، ودرَّسَ الحديثَ لوزيرِ بغدادَ، والفقهَ للأشرفِ شعبانَ صاحبِ مصرَ، ولم يجتمعْ ذلك لأحدِ قبلَه مِن قُضاةِ مكَّةَ، بل بعضُها لم يكنْ إلا في زمنِه، واستمرَّ على ذلكَ
(1)
أحمدُ بنُ عليِّ بن الحسن الجزريُّ، توفي سنة 743 هـ. "الدرر الكامنة" 1/ 207.
(2)
تقي الدين: محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ قاسم الحرازيُّ، قاضي مكة، وخطيبها، مولده سنة 706 هـ، ووفاته سنة 765 هـ. "العقد الثمين" 1/ 367.
كلِّه حتَّى ماتَ. نعمْ، صُرفَ عن المدارسِ قبيلَ وفاتِه، ولكنْ لم يصلِ الخبرُ به إلا بعدَ موتِه، ممَّا كانَ عَظُمَ بسببِه منعُه الزَّكيَّ الخروبي مِن تحصيبِ المسجدِ الحرامِ، وقولِه له: إنَّه لا يكونُ إلا مِن مالِ صاحبِ مصرَ، إلى غيرِه مِن معارضاتِه له.
وكان أوَّلُ ما سُعي له في خطابةِ مكَّةَ كُتبَ له محضرٌ؛ ليقفَ عليه أربابُ الحَلِّ والعقد، فيعرفون به أهليته، كتبَ فيه شمسُ الدِّين
(1)
ابنُ النقيب، والإسنويُّ، والبهاءُ السُّبكيُّ، وهو المحرِّكُ لهذا، بحيثُ كانَ سببًا لدخولِه في الوظائفِ كلِّها.
وحدَّثَ بكثيرٍ مِن مسموعاتِه.
روى عنه: الجمالُ ابنُ ظهيرةَ، وبه تفقَّه، وكانَ يُطريه ويُثني عليه، وكذا درَّسَ وأفتى، وناظرَ، وانتفعَ النَّاسُ به دهرًا، وكانَ ذا يدٍ طولى في فنونٍ مِن العلمِ مع الذَّكاءِ المُفرطِ والفصاحةِ، والإجادةِ في التَّدريسِ والإفتاءِ والخطبة، ووفورِ العقلِ، والجلالةِ عندَ الخاصَّةِ والعامَّةِ، معَ كثرةِ التَّواضعِ معَ الفقراءِ والصَّالحين، وإكرامِهم، حتَّى عادت بركةُ ذلكَ كلِّه عليه، وعلى أولاده، وكثرةِ المروءةِ، والمكارمِ، والبِرِّ بأهلِه وأقاربِه، وزارَ الطَّائفَ والمدينةَ غيرَ مرَّةٍ، وكانَ يقومُ بكثيرٍ مِن الكُلفِ عن رفقائه، واَخرُ قدماتِه المدينةَ في موسمِ سنةِ ثمانين، فجاورَ بها إلى أثناءِ التي تليها، وخطبَ في بعضِ هذه الأيامِ بها، وأمَّ النَّاسَ نيابةً عن ولدِه القاضي محبِّ الدِّين قاضيها وخطيبِها وإمامِها حينئذٍ.
(1)
في الأصل: الشهاب، والتصحيح من "الدرر الكامنة" 3/ 326، و "شذرات الذهب" 6/ 292.
وطَوَّلَ سِبطُه التَّقيُّ الفاسيُّ
(1)
ترجمته، وأنَّه لم يتيسَّرْ اجتماعُ ما تقدَّمَ لأحدٍ قبلَه.
قالَ شيخُنا
(2)
: سمعتُ خُطبتَه مرارًا، لكنْ لم أسمعْ عليه شيئًا، وكذا قالَ في "معجمه"
(3)
: رأيتُه وسمعتُ خُطبتَه مِرارًا، وذلكَ في سنةِ خمسٍ وثمانين، وكانَ يسردُ فيها عدَّةَ أحاديثَ، وما أدري هل أجازَ لي أم لا، فإنَّني أظنُّ أنَّه حضرَ ختمَ "الصَّحيحِ" في رمضانَ، وأجازَ للسَّامَعِينَ، وكنتُ منهم، وماتَ في رجبٍ. يعني: يومَ الثَّلاثاءِ ثالثَ عشرةَ مِن السَّنةِ التي بعدَها.
قلتُ: وذلكَ بقُربِ مكَّةَ في رجوعِه من الطَّائفِ، ودُفنَ بالمَعلاةِ.
3416 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ العزيزِ الجَبَرتيُّ الأصل، الحجازيُّ، المدَنيُّ، الشَّهيرُ بجدّه.
وَلِيَ نظرَ الحرمِ النَّبويّ، وكانَ مشكورَ السِّيرةِ، ماتَ سنةَ خمسٍ وستينَ وسبعِ مئةٍ، ذكرَه شيخُنا في "درره"
(4)
، والوليُّ ابنُ العراقيِّ في "وفياته".
3417 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللَّطيفِ بنِ محمَّدِ بنِ يوسفَ الأنصاريُّ، الزَّرنديُّ
(5)
، المدَنيُّ
(6)
.
(1)
" العقد الثمين" 1/ 300.
(2)
"الدرر الكامنة" 3/ 326.
(3)
"المجمع المؤسس" 3/ 266.
(4)
"الدرر الكامنة" 3/ 326.
(5)
في الأصل: الرندي، وهو تحريف.
(6)
"الضوء اللامع" 6/ 322.
أخو عبدِ اللهِ الماضي، سمعَ على الزَّينِ المراغيِّ، ومِن ذلكَ في سنةِ اثنتين وثمانِ مئةٍ في تاريخه للمدينةِ.
3418 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللَّطيفِ، الجمالُ، أبو عبدِ اللهِ التَّكريتيُّ الأصلِ، الدِّمشقيُّ، التَّاجرُ، الكارميُّ، نزيلُ مصرَ، ويُعرفُ بالرّنديِّ
(1)
.
كانتْ له مكارمُ، وفيه مروءةٌ، وكانَ يحكي أنَّه توجَّهَ للحجِّ، فحصلَ له في الطَّريقِ خِلطٌ أقعده، بحيثُ لم يكنْ يستطيعُ الحركةَ، بل صارَ يُحملُ في محَفَّة
(2)
، فلمَّا دخلَ مكَّةَ تحلَّلَ الخلطُ قليلًا، ثمَّ خفَّ في السَّعي، ثمَّ في التَّوجُّهِ إلى عرفةَ، ثمَّ في الوقوفِ بها، ثمَّ بمِنى، ولم يبقَ منه شيءٌ، فلمَّا عادَ مِن مكَّةَ عادَ له ذلك، فلمَّا وصلَ المدينةَ النَّبويّة وسلَّمَ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، استغاثَ به
(3)
وتشفَّع، وهمَّ بالقيامِ، فقامَ وخرجَ، كأنْ لم يكنْ به وجعٌ قطُّ، ماتَ في ذي القعدةِ سنةَ ثلاثٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ، ذكرَه القطبُ
(1)
في الأصل: بالرند، والتصحيح من "الدرر الكامنة".
(2)
المِحَفِّة، بالكسر: مركبُ النِّساء، كالهودجِ إلا أنها لا تُقَبَّب. "القاموس المحيط": حفف.
(3)
هذا مما لا شكَّ في عدم مشروعيته، وقد قال الله تعالى:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18] وقال عز وجل: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)} [يونس:106 - 107] وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} "يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الله لَا أُغْنِى عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا بَنِى عَبْدِ المُطَّلِبِ لَا أُغْنِى عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ لَا أُغْنِى عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ لَا أُغْنِى عَنكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ سَلِينِى بِمَا شِئْتِ لَا أُغْنِى عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا".
الحلبيُّ، ثمَّ شيخُنا
(1)
باختصارِ، وذكرتُه ليتُأسَّى به في التَّوسُّلِ بالمصطفى صلى الله عليه وسلم
(2)
.
3419 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ محمَّدِ ابنِ الشَّيخِ عبدِ السَّلامِ، الشَّمسُ، أبو عبدِ اللهِ ابنُ أبي العبَّاسٍ القليبيُّ
(3)
.
مِن بيتِ مشيخةٍ وجلالةٍ، كتبَ عنه شيخُنا أبو النّعيم العُقبيُّ، في سنةِ تسعٍ وثمان مئةٍ بحضرةِ الشَّيخِ يوسفَ الصَّفيِّ وجماعةٍ ما أنشده، مِن نظمِه تُجاهَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، بالحُجرةِ الشَّريفةِ:
يا خِيرَة الله مِنْ كل الأنام وَمَنْ
…
لَهُ على الرُسل والأملاكِ مقدارُ
روحي الفداءُ لأرض قد ثوَيتَ بها
…
بطيب مثواكَ طابَ الكونُ والدارُ
إنّي ظلومٌ لنفسي في اتباع هوى
…
وقد تَعَاظَمني ذنبٌ وأوزارُ
في أبياتٍ، وذكرتُه هنا مع إخلالِ الشَّرطِ فيه.
3420 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ بنِ عبدِ الغني، الشَّمسُ، أبو عبدِ الله الشُّشْتَريُّ
(4)
-ويقالَ له: التُّسْتَريُّ أيضًا- الأصلِ، المدَنيُّ.
وُلدَ في ثاني عشرَ ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ عشرٍ وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ النَّبويّة، وسمعَ من
(1)
"الدرر الكامنة" 3/ 327.
(2)
ما حكاه يُعَدُّ استغاثة صريحة بغير الله فلا يتأسى به، بل تسميته توسلا من تسمية الشيء بغير اسمه، وقد مضى في التعليق السابق بيان خطر الاستغاثة بغير الله.
(3)
"الضوء اللامع" 6/ 330.
(4)
"نصيحة المشاور" ص 111.
الأديبِ أبي محمَّدٍ عبدِ اللهِ بنِ عمرانَ البَسكريِّ قصيدتَه الشَّهيرةَ التي أوَّلهُا:
دارُ الحبيبِ أحقُّ أنْ تهواها
ومن أبي زكريا يحيى بنِ زكريا الحورانيِّ
(1)
السِّيرةَ المسمَّاةَ "الخلاصة" للمحبِّ الطَّبريِّ، خلا المجلسَ الثَّانيَ، ولم يُعيَّنْ، ومِن أبي عبدِ اللهِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ إبراهيمَ بنِ حُرَيْثٍ القُرشيِّ العبدريِّ "الشفا"، إلا المجلسَ الخامسَ، ولم يُعيَّنْ أيضًا، وهو خاتمةُ أصحابِه، ومِن الجمالِ المطريِّ الحافظِ، وغيرِه.
وأجازَ له الوانيُّ، والدَّبوسيُّ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ مخلوفٍ، وعمرُ العتبيُّ، وزينبُ ابنةُ شكرَ
(2)
، وجماعةٌ، كالرَّضيِّ الطَّبريِّ، فإنَّه حدَّثَ بالخلاصةِ المشارِ إليها عن ذاك سماعًا، كما عيِّن، وعن الرَّضيِّ إجازةً كلاهما عن المؤلِّفِ سماعًا لأوَّلهِما، وقراءةً للآخر، سمعَها عليه الزَّينُ أبو بكرٍ المراغيُّ، وقرأ عليه "الشِّفا" محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عمرَ البَسكريُّ المدَنيُّ في آخرينَ بالحرمينِ، وغيرُهما مِن الأعيانِ، كالجمالِ الكازرونيِّ، والبرهانِ الحلبيِّ الحافظِ، وشيخِنا أبي عبدِ اللهِ ابن المصري
(3)
، وكانَ صالحًا، خيِّرًا.
(1)
يحيى بنُ زكريا الحوراني، الشافعيُّ، توفي سنة 721 هـ. "نصيحة المشاور" ص 94، و"العقد الثمين" 7/ 435، وجاء باسم محيي الدين الحوراني.
(2)
زينبُ بنتُ أحمدَ بنِ عمرَ بنِ شكر المقدسية. "الدرر الكامنة" 2/ 112، و"شذرات الذهب" 6/ 56.
(3)
جمالُ الدِّينِ المصريُّ، محمَّدُ بنُ أبي بكرِ بنِ عليٍّ، توفي سنة 820 هـ "المجمع المؤسس" 3/ 298 و"الضوء اللامع" 7/ 181.
والقائل: شيخنا، هو ابن حجر، لا المؤلف، كما توهمه العبارة.
ترجمَه شيخُنا في "درره"
(1)
، و"إنبائه"
(2)
معًا، وماتَ بعدَ العشاءِ مِن ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ سنةَ خمسٍ وثمانين وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ النَّبويّة، ودُفنَ بالبقيعِ بجانبِ السَّيِّدِ إبراهيمَ ابنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، رحمه الله وإيانا.
وقالَ ابنُ فَرحونٍ
(3)
: الشَّمسُ محمَّدُ بنُ أحمدَ الشُّشتريُّ، الماضي أبوه. صحبَ مع أبيه أبا بكرٍ الشِّيرازيَّ، وقامَا بخدمتِه، فاكتسبا مِن آدابه، وتخلَّقا بأخلاقِه، وكانَ على خيرٍ وعِفَّةٍ، وصلاحٍ، واشتغالٍ بالعلمِ وسماعِ الحديث، سافرَ وارتحل، وله بالمدينةِ آثارٌ حسنةٌ، ومعالمُ مُستحسنة، ومِن ذلكَ: رِباطٌ بالقربِ مِن المسجدِ الشَّريفِ، هو عشُّ الصَّالحين. نفعَ اللهُ به. انتهى، وأظنُّه هذا.
3421 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ بنِ عمرَ، الشَّمسُ، أبو عبدِ اللهِ التُّونسيُّ، المالكيُّ، نزيلُ الحرمينِ، ويعرف بالوَانُّوغيِّ
(4)
.
وُلدَ في سنةِ تسعٍ وخمسين وسبعِ مئةٍ بتونسَ، قيل: ظنًّا، ونشأَ بها، وسمعَ مِن مُسندِها أبي الحسنِ بنِ أبي العبَّاسِ البطرنيِّ
(5)
خاتمةِ أصحابِ أبي جعفرِ ابنِ الزُّبيرِ، ومِن عالمِها أبي عبدِ اللهِ ابنِ عرفةَ، وعنه أخذَ الفقهَ، والتَّفسيرَ، والأصلينِ، والمنطقِ، بل سمعَ
(1)
"الدرر الكامنة" 3/ 338.
(2)
"إنباء الغمر" 2/ 150.
(3)
"نصيحة المشاور" ص 112.
(4)
الوانُّوغي: بتشديد النون المضمومة وسكون الواو بعدها معجمة. "الضوء اللامع" 7/ 3.
(5)
"المعجم المؤسس" 2/ 577.
عليه أكثرَ تآليفِه في الفقه، وأخذَ عن أبي العبَّاسِ القصَّارِ
(1)
عدَّةَ كتبٍ في النَّحوِ، وعن غيرِه النَّحوَ أيضًا، وقدمَ القاهرةَ، فأخذَ عن القاضي وليِّ الدِّينِ ابنِ خَلدونٍ الأصلينِ، والمنطقَ، وعلومَ الحسابِ والهندسة، في آخرين.
ثمَّ حجَّ سنةَ ثمانِ مئةٍ، وزارَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وعادَ إلى مصرَ، ثمَّ رجعَ إليها قبيلَ رمضانَ، سنةَ إحدى، فجاورَ، وحجَّ فيها، وسارَ إلى المدينةِ، وتوجَّهَ منها إلى مصرَ بعدَ الحاجِّ بمدَّةٍ، في سنةِ اثنتينِ، ثمَّ رجع إلى مكَّةَ، فحجَّ، ومضى إلى المدينةِ أيضًا، فاستوطنَها، وصارَ يتردَّدُ إلى مكَّةَ في كثيرٍ مِن السِّنين، ثمَّ قدِمَها بأهلِه في سنةِ خمسَ عشرةَ، فجاورَ بها نحوَ أربعةِ أشهرٍ قبلَ الموسم، وقَبِلَ فيها ما يقبلُه الحجازيون مِن القُنوعِ
(2)
لضيقِ حالِه، ومضى بعدَ الحجِّ إلى المدينةِ، وتركَ أهلَه، وصارَ يتردَّدُ مِن المدينةِ إليها مما يعرضُ له مِن الجوعِ، إلى أنْ أدركَه الأجلُ بمكَّةَ، وكانَ له بالعلمِ أتمُّ عنايةٍ، وبرعَ في فنونٍ منها: التَّفسيرُ، والأصلانِ، والمنطقُ، والعربيةُ، والفرائضُ، والحسابُ، والجبر والمقابلة.
وأمَّا الفقهُ فمعرفتُه دونَها فيها، وكانَ إذا رأى شيئًا وعاهُ وقرَّره، وإنْ لم تكنْ له به عنايةٌ لشدَّةِ ذكائِه، وسرعةِ فهمِه، وله تأليفٌ على "قواعدِ العزِّ ابنِ عبدِ السَّلامِ"، ذكرَ أنَّه زادَ عليه فيما أصَّله فوائدَ كثيرة، وزادَ
(3)
عليه كثيرًا ممَّا قاله، وكذا له أسئلةٌ عشرون في
(1)
أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ التونسيُّ، الشَّهيرُ بابن القصار، فقيهٌ، أصوليٌّ، توفي بعد سنة 790 هـ "توشيح الديباج" ص 75، و"المجمع المؤسس" 3/ 264.
(2)
القُنوع، بالضم: السؤال والتذلل، والرضى بالقِسْم. "القاموس المحيط": قنع.
(3)
في الأصل: وردَّ، والتصحيح من "الضوء اللامع" 7/ 4.
فنونٍ من العلمِ تشهدُ بفضلِه، بعث بها مِن المدينةِ يتعرَّفُ أجوبةَ علماءِ الدِّيارِ المصريةِ عنها، فتصدَّى للجوابِ عنها الجلالُ ابنُ البُلقينيِّ، وردَّ عليه كثيرًا ممَّا قالَه، ووصلَ إليه ذلك، فردَّ عليه ما ذكرَه، وكذا له أيضًا فتاوى كثيرةٌ مفرَّقةٌ، لم يتشدَّدْ في كثيرٍ منها لمخالفتِه فيه المنقولَ ومقتضى القواعد، وعليه في بعضها تناقضٌ ظاهرٌ؛ لاختلافِ جوابِه في الواقعةِ الواحدةِ، ممَّا يُقالُ: إنَّه كانَ يقصدُ به مراعاةَ خواطرِ السَّائلينَ، بحيثُ عِيبَ به.
بل عِيبَ أيضًا بكثرةِ إطالةِ لسانِه، بالوقيعةِ في أعيانِ العلماءِ مِن المتقدِّمينَ، بل كانَ لا يُثبت لشيخِه ابنِ عرفةَ في أكثرِ الفنونِ لشيء يعرفُه، ويَعيبُ تواليفه.
ويتعرَّضُ للتقي السُّبكيِّ، ومَنْ هو أعلى كالنَّوويِّ، بل لكثرةِ عُجبِه بنفسِه كانَ يَرى أنَّه لو لقيَ مالكًا وغيرَه مِن الأئمةِ لحاجَّهم، ويقولُ: إنَّه له الإفتاءُ بالشَّيءِ وضدِّه، ولا يُسألُ عن ذلكَ؛ لزعمهِ البلوغَ لرُتبةِ الاجتهاد، ولم يكنْ لأهلِ عصرِه بكبيرِ فضلٍ معترفًا، ولا كانَ في البحثِ مُنصفًا، لحرصِه على ترويجِ حجَّتِه، وإعلاءِ رتبته، وسارعَ لدعوى اتَّفاقِ مذهبِه، بل لدعوى الإجماعِ ممِّا لا يخلو في كلِّه مِن النِّزاعِ.
ولو أعرضَ عن جميعِ هذهِ الأمورِ، وعن إدخالِ نفسِه فيما للنَّاسِ مِن الشُّرورِ، وكذا عمَّا يُنسبُ إليه مِن اتِّباعِ الهوى في الفتنِ، لكانَ الثَّناءُ عليه أكثرَ وأجملَ، ولكنْ لعلَّ بخدمتِه للعلمِ يُكفَّرُ عنه كلُّ ذلكَ.
وكانَ حافظًا للنُّكتِ المستظرفة، والأشعارِ البديعةِ اللَّطيفةِ، ويُنشدُها بصوتٍ حسنٍ، ونغمةٍ مُطربة، كلُّ ذلكَ معَ المروءةِ ولُطفِ العِشرة، وقد حوى كتبًا كثيرةً، ونالَ دنيا واسعةً بالنِّسبةِ إلى مثلِه بعدَ ضِيقِ معيشةٍ، فأذهبَها بتسليفِها بالحرمين لمَنْ لا يتيسَّرُ منه
كبيرُ خلاصٍ لفقرِه. هذا مع معرفتِه لحاله، ولكنَّ الحاصلَ له على ذلكَ التزامُهم له بالرِّبحِ الكثيرِ الذي لا يحصلُ له منه إلا اليسيرُ، ثمَّ يتَّفقُ له في المطالبةِ بما لا يليقُ بأهلِ العلمِ، مِن كثرةِ التَّردُّدِ لبابِه، وإعراضِ بعضِهم عنه في حالِ طلبِه، واللهُ تعالى يغفرُ لنا وله. وقد حدَّثَ، ودرَّسَ بالحرمينِ الشَّريفينِ في النَّحوِ، والأصولِ، والتَّفسيرِ، وغيرِها.
وممَّنْ أخذَ عنه بالمدينةِ: الشَّمسُ محمَّدُ [بنُ] عبد العزيزِ الكازرونيُّ، وبمكَّة: الجلالُ أبو السَّعاداتِ ابنُ ظَهيرةَ، وعرضَ عليه في سنةِ تسعٍ وثمانِ مئةٍ الحسين حفيدُ أبو اليُمنِ المراغيِّ، وأجازَ للتَّقيِّ ابنِ فهدٍ وغيرِه ممَّنْ أخذنا عنهم، وانتفعَ به فضلاءُ العصر، وأفتى بهما كثيرًا، واشتُهرَ ذِكرُه، وكانَ حسنَ الإيرادِ للدَّرسِ، والكتابةِ على كثيرٍ مِن الفتاوى، وعلى كثيرٍ مِن الكلامِ، ماتَ بعدَ علَّةٍ طويلةٍ في سحرِ يومِ الجمعةِ، تاسعَ عشرَ ربيعٍ الثَّاني سنةَ تسعَ عشرةَ وثمان مئةٍ بمكَّةَ، وصلّي عليه عندَ بابِ الكعبةِ، ودُفنَ ضُحىً بالمَعلاةِ قريبًا مِن قبرِ الشَّيخِ أبي الحسن الشولي
(1)
، رحمه الله وإيَّانا.
وممَّنْ ترجمَه شيخُنا في "إنبائه"
(2)
، والفاسيُّ في "تاريخه"
(3)
، وطوَّلَ، وهو ممَّنْ أخذَ عنه، وله أجوبةٌ عن مسائلَ عندَ صاحبِنا النَّجمِ ابنِ فهدٍ، وترجمتُه في معجم أبيه، وغيره رحمَهما اللهُ وإيَّانا.
(1)
أبو الحسن، عليُّ بنُ أبي الكرمِ الشّوليُّ، من الصالحين، توفي سنة 644 هـ. "العقد الثمين" 6/ 223.
(2)
"إنباء الغمر" 7/ 239.
(3)
"العقد الثمين" 1/ 308.
وقد أخبرني غيرُ واحدٍ، كالتَّقيِّ السِّكندريِّ عنه-، عن الإمام أبي عبدِ الله ابنِ عرفةَ قاضي الجماعةِ، وأبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ عبدِ السَّلامِ الهوَّاريُّ
(1)
، وقرأتُ بعلَوٍّ على أبي إسحاقَ البيضاوي، نا
(2)
أبو إسحاق الفقيه، أنا أبو عبدِ اللهِ ابنُ جابرٍ قالا: أنا أبو محمَّدِ ابنُ هارون.
3422 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ جابرٍ، الشَّمسُ، أبو عبدِ الله، الهواريُّ نسبًا، الأندلسيُّ مولدًا ومنشأً، المالكيُّ، الضَّريرُ
(3)
.
وُلدَ -كما سيأتي- في سنةِ ثمان وسبعِ مئة بالمريَّة
(4)
.
قَالَ ابنُ فرحونٍ
(5)
: صاحبُنا، وأخونا في اللهِ، الشَّيخُ، الإمامُ، العلَّامة، وحيدُ دهرِه، وفريدُ عصرِه، لسانُ الأدبِ، حجَّةُ العربِ، مجمعُ شتاتِ الفضائل، صاحبُ القصيدةِ الغرَّاءِ الطَّويلةِ المشملةِ على علمِ البديعِ، التي أوَّلُها:
بطيبَةَ انزلْ ويَمِّمْ سيِّدَ الأمم
(6)
…
وانْشُرْ لَهُ المدحَ وانثُرْ أطيبَ الكلم
(1)
محمَّدُ بنُ عبدُ السَّلامِ الهواريُّ، المنستيريُّ، التونسيُّ، المالكيُّ، توفي سنة 749 هـ. "وفيات ابن رافع" 2/ 69، و"المجمع المؤسس" 2/ 461.
(2)
(نا) مختصر لكلمة: حدَّثنا، عند المحدثين.
(3)
"شذرات الذهب" 6/ 268.
(4)
المَرِيَّة: بالفتح ثمَّ الكسر، وتشديد الياء وهي مدينة كبيرة من كورة إلبيرة من أعمال الأندلس. "معجم البلدان" 5/ 119.
(5)
"نصيحة المشاور" ص 130.
(6)
قالَ ابن تيمية: وَشَدُّ الرَّحْلِ إلَى مَسْجِدِهِ مَشْرُوعٌ بِاتِّفَاقِ المُسْلِمِينَ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المُسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمسْجِدِ الْأَقْصَى وَمَسْجِدِي هَذَا". =
وقد قرأهَا علينا رفيقُه وأخوه في الله، الشَّيخُ الإمامُ، العالمُ العاملُ، رُحلةُ زمانِه، ونادرةُ إخوانِه، أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ مالكٍ الرُّعينيُّ الغرناطيُّ، بحضرتِه في الرَّوضةِ النَّبويّة سنةَ ستٍّ وستين وسبعِ مئةٍ، وكانا قد سألاني أنْ يسمعا عليَّ "صحيح البخاري" فأجبتُهما لذلكَ اغتنامًا لمجالستِهما، واقتباسًا مِن فوائدهما، فكانَ أبو جعفرٍ هو القارئَ، وإذا فرغَ مِن المجلسِ أنشدَ بيتًا مِن "ديوانِ" رفيقِه، وهو ديوانٌ عظيمٌ في مجلدين، لتيسيرِ اللهِ تعالى النَّظمَ عليه، بحيثُ ذَكرَ عنه أنَّه قال: أقدرُ أنظمُ في اليومِ الواحدِ بلا كلفةٍ ثلاث مئةِ بيتٍ، بل كانت تُقترحُ عليه وهو على السِّماط
(1)
الأشياءُ، فيُملي فيها على الكاتب الأبياتَ المتعددِّةَ، بلا تكلُّفٍ، كلُّ هذا مع البلاغةِ والفصاحةِ، ودقَّةِ المعنى، وغالبُ تصانيفِه منظومةٌ، وكذا لرفيقِه أبي جعفرٍ نظمٌ حسنٌ بديعٌ.
وقد سبقتْ لهما مجاورةٌ بالمدينةِ أيضًا سنةَ ستٍّ وخمسين، وانتفعَ الطَّلبةُ بهما في هاتين المجاورتين، وقُرئَ عليهما كتبٌ متعدِّدةٌ في العربيةِ، والأصلينِ، واللُّغة، والعَروضِ، والبديعِ، وغيرِها، وسُمِعَ عليهما الحديثُ، وفي المجاورةِ الأولى شَرَحَ صاحبُ التَّرجمةِ "ألفيةَ ابنِ مالكٍ" شرحَه المفيدَ، الذي عمَّ به النَّفعُ، واشتُهر اشتهارًا عظيمًا، ولهما معًا تصانيفُ كثيرةٌ، وأوضاعُ مفيدةٌ، ولو رُمنا ذكرَها، ووصفَ محاسنِها، لخرجنَا عن
= وَأَمَّا إذَا كَانَ قَصْدُهُ بِالسَّفَرِ زِيارَةَ قَبْرِ النَّبِيِّ دُونَ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِهِ فَهَذِهِ المُسْأَلةُ فِيهَا خِلَافٌ. فَاَلَّذِي عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ وَأَكْثر الْعُلَمَاءِ أَنَّ هَذَا غَيْرُ مَشْرُوعٍ وَلَا مَأْمُورٍ بِهِ. "مجموع الفتاوي" 27/ 26، وينظر كلام الذهبي في:"سير أعلام النبلاء" 4/ 484.
(1)
السِّماط: ما يمدُّ عليه الطعام. "القاموس المحيط": سَمَطَ.
المقصود، وكذا قُرئ عليَّ بحضرتِهما تأليفي "العدَّةُ في إعرابِ العمدةِ"، قراءةَ بحثٍ وتفهُّمٍ، وحصلَ بذلكَ خيرٌ كثيرٌ، فإنِّي وضعتُه على مثالٍ لم أُسبقْ إليه، وحَبَرْتُه على منوالٍ لم يُنسج عليه، فصوَّبا -والحمدُ للهِ- ما وضعتُ، وشَكرا إليَّ ما صنعتُ، جزاهما اللهُ خيرًا، وكانَ القارئُ التَّاجَ عبدَ الواحدِ بنَ عمرَ بنَ عيَّاذٍ الماضي وأخوه.
هذان الشيخان واتِّحادُهما، واتِّفاقُهما في الأخلاقِ، والأقوالِ، والأفعال، لم أرَ مثلهما، ولم أسمعْ بذلكَ، لا يملكُ أحدُهما دونَ أخيه شيئًا، ولا يتخصَّصُ عنه بشيءٍ مِن أمورِ الدُّنيا، قلَّ أو جلَّ، ولا يلبسُ أحدُهما غيرَ ملبسِ الآخرِ، لكلِّ واحدٍ منهما مثلُ ما لصاحبِه.
إنْ فصَّلا ثيابًا فمِن نوعٍ واحدٍ، ولونٍ واحدٍ، وكذا في العمائمِ، والفُوَط، والدَّلوق
(1)
، وثيابِ التَّجمُّلِ، وثيابِ المهنةِ، ولباسِ الشِّتاءِ والصَّيفِ، وكذا الفرشُ والأوطية
(2)
، والأنطاع
(3)
والوسائدُ، والنِّعالُ وغيرها، وإذا لبِسا لبِسا لونًا واحدًا، بياضًا كانَ أو غيرَه، لا يمكنُ أنْ يُغيِّرَ أحدُهما لباسَه دونَ الآخر، ويأكلان جميعا، ويرقدانِ جميعًا في بيتٍ واحدٍ، وأعرضَا معًا عن التَّزوُّجِ والتَّسرِّي، رغبةً في دوامِ الصُّحبةِ، وخوفًا مِن أسبابِ الفُرقة، وكانَ معهما مملوكٌ لهما يخدمُهما.
وكانَ صاحبُ التَّرجمةِ ضريرًا، بسببِ جُدَريٍّ عرضَ له في صغرِه، بعدَ
(1)
الدَّلوق: الفرو. "المعجم الوسيط" 1/ 294.
(2)
الأوطية: جمعُ الوِطاء، خلافُ الغطاء. "القاموس المحيط": وطأ.
(3)
النِّطع: بالكسر وبالفتح وبالتحريك: بساطٌ من الأديم. "القاموس المحيط": نطع.
دخولِه المكتبَ في أواخرِ السَّنةِ الخامسةِ مِن عمرِه، فكانَ يعتمدُ على رفيقِه في خروجِهما إلى المسجدِ ورجوعِهما، وفي بلادِهما كانا كذلكَ لا يفترقان أصلا، ولا يعتمدُ على مملوكِه إلا في النَّادرِ إذا حصلَ لرفيقِه عذرٌ عظيمٌ، وإذا دخلَ الإنسانُ بينَهما لم يفرِّقْ بينَ مجلسيهما إلا بالكُتبِ لقربِهما، من أبي جعفرٍ لتساوي القراءتين
(1)
، وجميع ما ينطق بهما من الأغطية والأوطية.
ومِن أعجبِ الأشياءِ أنَّهما يمرضانِ جميعا، ويصحَّانِ جميعًا، كما شاهدتُه منهما في المجاورةِ الثَّانية، مرضَ أبو جعفرٍ في يومٍ، وأبو عبدِ اللهِ في اليومِ الثَّاني، وتمادَى بينهما المرضُ مدَّةً طويلةً، وكانَ المرضُ واحدًا، وكذا كانَ مولدُهما في سنةٍ واحدةٍ، وهي ثمان وسبعُ مئةٍ، فصاحبُ الترجمةِ بالمَرِيَّة، والآخرُ بغرناطة، ثمَّ اجتمعَا في شبوبيتِهما في مجالسِ العلمِ، فأَلِفَ أحدُهما الآخرَ، فاصطحبَا، ولم يفترقا، لا فرَّقَ اللهُ بينهما بسوءٍ، ثمَّ ارتحلا مِن بلادِ الأندلسِ، ودخلا غالبَ بلادِ المغربِ، ورويا الحديث، وأخذا العلمَ عن الشُّيوخِ، ولهما "تأليفٌ" فيمَنْ اجتمعَا به في رحلتِهما، ثمَّ قدِما المشرقَ بعلمٍ كثيرٍ، وكانَا في سنةِ إحدى وأربعينَ مقيمينِ بدمشقَ، في دارِ الحديثِ، واجتمعَ بهما أخي عليٌّ في تلكَ السَّنةِ بها، ثمَّ ارتحلا إلى حلبَ، فأوطناها إلى الآن، ورتَّبَ لهما السُّلطانُ في البيرةِ
(2)
مِن أعمالهِا ما يكفيهما، واشتُهرَ ذِكرُهما وفضلُهما، وخدمَهما رؤساءُ البلادِ، وسَراةُ النَّاسِ، ومدحَهما الأدباءُ وكتَّابُ الإنشاء، وتَخرَّجَ بهما الطَّلبةُ، وهما اليومَ في تلكَ البلادِ
(1)
كذا في الأصل، غير واضحة.
(2)
البيرة: بلد قرب حلب. "معجم البلدان" 1/ 526.
البلادِ ملاذًا للغرباءِ، وملجأً للمظلومين، شفاعتُهما مقبولةٌ، وكلمتُهما عاليةٌ.
وقالَ ابنُ صالحٍ: كانا أخوينِ متصاحبينِ، في المسكنِ والمأكل، متلازمينِ، مِن أهلِ العلمِ والفضلِ، هاجرا سنةَ أربعين، ثمَّ حجَّا، وسكنا الشَّامَ بالبيرة، وصارَ لهما فيها رزقًا ووطنًا، وجاورا بالمدينةِ، ورجعَا إلى مسكنِهما بالشَّام، ثمَّ حجَّا في سنةِ خمسٍ وستين فجاورا أيضا. انتهى. وقد ترجمَه شيخُنا
(1)
.
3423 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ عمرَ الإسنويُّ
(2)
.
ابنُ عمِّ الجمالِ عبدِ الرَّحيمِ بنِ الحسنِ بنِ عليٍّ، اشتغلَ قديمًا ببلدِه إسنا
(3)
وبغيرِها، وأقامَ بإسنا مدَّةً، ثمَّ بمكَّةَ والمدينةِ، وكانَ بارعًا، عالمًا، عاملًا، ممَّنْ يُعظِّمُه العفيفُ اليافعيُّ جِدًّا، وقد شرحَ "مختصرَ مسلمٍ"، و"الألفيةَ"، واختصرَ "الشِّفا"، وماتَ في ذي الحجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستين وسبعِ مئةٍ.
ذكرَه شيخُنا في "الدرر"
(4)
، وكذا الوليُّ ابنُ العراقيِّ في "وفياته" مقتصرًا على اسمِه واسمِ أبيه، ولقبِه نجمِ الدِّينِ، وقالَ: ذكرَ لي القاضي التَّقيُّ عبدُ اللَّطيفِ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ الإسنويُّ
(5)
: أنَّه كانَ أحدَ العلماءِ والعابدين، وأنَّه اختصرَ "الشِّفا"، وشرح
(1)
"الدرر الكامنة" 3/ 339.
(2)
"شذرات الذهب" 6/ 198.
(3)
إِسنا: بالكسر ثمَّ بالسكون، مدينة بأقصى صعيد مصر. "معجم البلدان" 1/ 189.
(4)
"الدرر الكامنة" 3/ 342.
(5)
عبدُ اللطيف بنُ أحمدَ بنِ عمرَ، توفي سنة 803 هـ. "إنباء الغمر" 4/ 292، و"الضوء اللامع" 4/ 323.
"مختصر مسلم"، و"ألفية ابن مالك"، وأنَّه اشتغلَ قديمًا، ثمَّ أقام ببلدِه إسنا، ثمَّ صارَ يجاورُ سنةً بمكَّةَ، وسنةً بالمدينةِ حتَّى ماتَ بمكَّةَ، بعدَ الحجِّ سنةَ ثلاثٍ وستين، وإنَّ العفيفَ اليافعيَّ قالَ له: إنه قطبُ الوقتِ في العلمِ والعملِ
(1)
.
3424 - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ غديرٍ، الشَّمسُ، أبو عبدِ اللهِ الواسطيُّ، المقرئُ
(2)
.
وُلدَ في حدودِ سنةِ سبعين وستِّ مئةٍ، أو بعدَها بواسطٍ، وحجَّ، وجاورَ بالمدينةِ سنةً في صحبةِ العزِّ الفاروثيِّ
(3)
، فتلا عليه للعشرِ، وقدمَ معه دمشقَ، فقرأ بها القراءاتِ على الفاضلي
(4)
، فلم يُكملْها، وأكملَها على الشَّمسِ [ابن] الدِّمياطيِّ
(5)
، والإسكندرانيِّ
(6)
،
(1)
لعلَّ المراد هنا ما له من مكانة في العلم والعمل والله أعلم، وأمَّا مصطلح الأقطاب فهو مصطلح صوفي خطير، يزعم أصحابه فيه أنَّ للأقطاب يدًا في تدبير تصاريف الكون ومقادير الخلق، وكيف يصحُّ ذلك، وقد أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بأن يقول:{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} [الأنعام: 50].
(2)
"حسن المحاضرة" 1/ 506.
(3)
أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عمرَ الفاروثيُّ، الواسطيُّ، الشَّافعيُّ، المقرئ، توفي سنة 691 هـ. "العبر" 3/ 281، و"البداية والنهاية" 12/ 293.
(4)
إبراهيمُ بنُ داودَ الفاضليُّ، العسقلانيُّ، ثمَّ الدمشقيُّ، الشَّافعيُّ، إمام بالقراءة، حاذق مشهور، توفي سنة 692 هـ. "غاية النهاية" 1/ 149.
(5)
شمس الدين، محمَّدُ بنُ عبدِ العزيز الدمشقيُّ، المعروف بابن الدمياطيِّ، مقرئٌ، ثقةٌ، ولد في حدود 620 هـ، وتوفي سنة 693 هـ. "معرفة القراء الكبار" 2/ 707، و"غاية النهاية" 2/ 173.
(6)
محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ يزيدَ الإسكندرانيُّ، المتوفى سنة 298 هـ. "غاية النهاية" 2/ 232.
والحاضريِّ
(1)
، وغيرِه، وسمعَ مِن أبي حفصٍ القوَّاسِ
(2)
، وابنِ الواسطيِّ
(3)
، وجماعةٍ، وحدَّثَ بالقاهرةِ، وكانَ إمامًا في القراءاتِ، مشهورًا بها في مصرَ والشَّامِ، تصدَّرَ بجامعِ الحاكمِ، وانتفعَ به الطَّلبةُ مع فضيلةٍ في النَّحوِ.
ووصفَه الذَّهبيُّ برفيقِنا
(4)
، وقالَ: إنَّه عُنيَ بهذا الشَّان. يعني: القراءات، حتَّى تقدَّمَ فيه، وكانَ فصيحَ القراءةِ، جيِّدَ المعرفةِ، مِن كبارِ المقرئين، على مزاحٍ فيه، ثمَّ طعنَ فيه، وأنَّه لا يُعتمدُ على قولِه في دعواه: أنَّه قرأ على الشَّريفِ الداعي
(5)
. قال: وبالجهدِ أنْ يكونَ وُلدَ عامَ موتِه، فإنِّي أعرفُه مِن سنةِ تسعين، وما بقلَ
(6)
وجهُه، والداعي ماتَ سنةَ ثمانٍ وستين وقال في "معجمه"
(7)
: إنَّه عُنيَ بالأداءِ، كانَ ينقلُ الشَّواذَّ، تحوَّلَ إلى مصرَ، وتصدَّرَ بها للإقراءِ على لعبٍ فيه وصُراخٍ. زاد شيخُنا فيما نقلَه عن الذَّهبيِّ:
(1)
محمَّدُ بنُ منصورِ بنِ موسى، شمسُ الدِّينِ الحاضريُّ، الحلبيُّ، مقرئٌ كامل، توفي سنة 700 هـ. "غاية النهاية" 2/ 266.
(2)
عمرُ بنُ عبدِ المنعمِ القَوَّاسُ، الدِّمشقيُّ، المتوفى سنة 698 هـ. "معجم الشيوخ الذهبي" 2/ 74، "المجمع المؤسس" 1/ 77، و "النجوم الزاهرة" 8/ 189.
(3)
إبراهيمُ بنُ عليِّ بنِ أحمد بن فضل الواسطيُّ، المتوفى سنة 692 هـ. "الدارس في تاريخ المدارس" 1/ 357.
(4)
"معرفة القراء الكبار" 2/ 750.
(5)
محمدُ بنُ عمر الداعيُّ، الواسطيُّ، شيخ القرَّاء بالعراق، وُلد سنة 577 هـ وتوفي سنة 668. "معرفة القراء الكبار" 2/ 649، و "غاية النهاية" 2/ 218.
(6)
بقلَ وجهُ الغلام: خرجَ شعره. "القاموس": بقل.
(7)
"معجم الشيوخ" للذهبي 2/ 149.
وبلغني عنه سوءُ سيرةٍ.
وحكى شيخُنا في "الدُّرر"
(1)
عنه: أنَّه حضرَ عندَه طالبٌ ليقرأَ، فقرُبَ منه، فزجرَه، وقالَ: أتقعدُ مني مقعدَ القابلةِ؟!، هلَّا جلستَ مَزْجرَ الكلب؟
وقالَ ابنُ رافعٍ
(2)
: إنَّه أخبرَني أنَّه دخلَ بغدادَ، وقرأ فيها على الوجوهي، والتَّكريتيِّ، وماتَ في المحرَّمِ سنةَ تسعٍ وثلاثين وسبعِ مئةٍ بالمارستان المنصوريِّ، مِن القاهرةِ، ودُفنَ بمقبرةِ بابِ النَّصرِ.
وممَّن قرأَ عليه ابنُ الحسَامِ المصريُّ
(3)
شيخُ القُرَّاءِ، ومحمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ اللَّبَّان.
وترجمَه ابنُ الجزريِّ
(4)
بأنَّه إمامٌ، مقرئٌ، محقِّقٌ، ناقلٌ، بارعٌ، مجوِّدٌ، وعيَّنَ مكَّةَ لمجاورتِه معَ الفاروثيِّ، وسنةَ تسعٍ وأربعين لوفاتِه، وحرَّرَ أحمدَ في نسبِه، واللهُ أعلمُ بهذا كلِّه.
(1)
"الدرر الكامنة" 3/ 343.
(2)
"الوفيات" لابن رافع 1/ 239.
(3)
حسنٌ المعروف بالحسام المصري؛ لأنه دخل مصر، أصله من قسطمونية، بتركيا، قارئ مشهور، توفي سنة 765 هـ. "غاية النهاية في طبقات القراء" 1/ 236.
(4)
"غاية النهاية" 2/ 51.