الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف النون
[4333] نابلٌ
(1)
، صاحبُ العَباء، ويقالُ: صاحبُ الشِّمالِ
(2)
أيضًا
(3)
حجازيُّ، ذكرَه مسلمٌ
(4)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين
(5)
، وهو يروي عن: أبي هريرة، وابنِ عمرَ، وعائشةَ، وعنه: بكيرُ ابنُ الأشجِّ، وصالحُ بنُ عبيدٍ، وموسى بنُ وردانَ.
قالَ النَّسائيُّ: ليس بالمشهورِ، وفي موضعٍ آخرَ: ثقةٌ، وسئل الدَّارقطنيُّ: أثقةٌ هو؟ فأشار بيده: أنْ لا
(6)
، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(7)
، وهو في "التَّهذيب"
(8)
.
(1)
بالباء، وفي الأصل:"ناتل"، وهو تحريف، وانظر:"الإكمال" 7/ 250، و"إكمال الإكمال" 7/ 325.
(2)
قال العينيُّ: الشِّمالُ: وهي جمعُ شملة. "شرح سنن أبي داود" 4/ 170.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 131، و"الجرح والتعديل" 8/ 507، و"ذيل ميزان الاعتدال"، ص:199.
(4)
"الطبقات" 1/ 247 (849).
(5)
قال ابن حجر: ذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة. "تهذيب التهذيب" 8/ 456.
(6)
"سؤالات البرقاني" الصغير (21).
(7)
"الثقات" 5/ 483.
(8)
"تهذيب الكمال" 29/ 249، و"تهذيب التهذيب" 8/ 456.
[4334] ناجية بنُ الأعجمِ الأسلميُّ
(1)
ذكرَه ابنُ سعدٍ
(2)
في الصَّحابةِ، وأنَّه لا عقِبَ له، وروى أنَّه هو الذي نزلَ في القَليبِ القليلِ الماءِ يوم الحديبيةِ بسهمِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: إنَّه ناجيةُ بنُ جُندبٍ.
وقال العدويُّ
(3)
: عقدَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لأسلمَ لواءَينِ يومَ الفتحِ، أعطى أحدَهما ناجيةَ بنَ الأعجمِ، والآخرَ بُريدةَ بنَ الحُصيبِ.
وقالَ أبو حاتمٍ
(4)
: لا أعرفُه، وقالَ ابنُ شاهين في "الصَّحابةِ": ماتَ بالمدينةِ في آخرِ خلافةِ معاويةَ
(5)
.
[4335] ناجيةُ بنُ جندبِ بنِ كعبٍ الخُزاعيُّ
(6)
صاحبُ بُدْنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ذكرَه مسلمٌ
(7)
في الطَّبقةِ الأولى مِن المَدنيّين، وهو الذي بعده.
(1)
"أسد الغابة" 4/ 518، و"الإصابة" 3/ 541.
(2)
"الطبقات الكبرى" 4/ 314.
(3)
في الأصل: "العلوي"، وهو تحريف.
(4)
"الجرح والتعديل" 8/ 486.
(5)
"أسد الغابة" 4/ 518.
(6)
"الإصابة" 3/ 541.
(7)
"الطبقات" 1/ 157 (141).
[4336] ناجيةُ بنُ كعبِ بنِ جُندبٍ، وقيل: ابنُ جُندبِ بنِ كعبٍ، ويقالُ: ابنُ عميرِ بنِ مَعْمَرٍ، الأسلميُّ، الخُزاعيُّ
(1)
صحابيٌّ، بل هو صاحبُ بُدنِه صلى الله عليه وسلم. روى عنه فيما يصنعُ فيما عطِبَ مِن البُدنِ، وعنه: عروةُ بنُ الزُّبيرِ، ومجزأةُ بنُ زاهر. قالَ أبو حاتمٍ
(2)
: ماتَ بالمدينةِ في زمنِ معاويةَ، وقالَ غيرُه: كانَ اسمُه ذكوانَ، فغيَّرهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، إذ نَجَا من قريش بناجية.
قالَ شيخُنا في "زوائد التَّهذيب": وقولُه -يعني: المِزِّيَّ
(3)
-: الأسلميُّ، الخزاعيُّ عجيبٌ، وقد بيَّنْتُ في "الإصابة"
(4)
أنَّ ناجيةَ بنَ جُندبٍ الأسلميَّ غيرُ ناجيةَ بنِ جندبِ بنِ كعبٍ الخُزاعيِّ، وأنَّ كلًّا منهما وقعَ له استصحابُ البُدنِ، وأنَّ الذي روى عنه عروةُ هو الخزاعيُّ، وقيلَ: الأسلميُّ، وأنَّ الذي روى عنه مجزأة هو الأسلميُّ، بلا خلافٍ. والأسلميُّ قد ذكرَ ابنُ سعدٍ
(5)
أنَّه شهدَ الحديبيةَ، وزعمَ الأزديُّ وأبو صالحٍ المؤذِّن أنَّ عروةَ تفرَّدَ بالرِّواية عن الخزاعيِّ، وأمَّا الأسلميُّ فروى عنه مجزأة، وأبوه زاهرٌ، وعبد الله بنُ عمروٍ الأسلمي أيضا.
(1)
"طبقات خليفة"، ص: 112، و"أسد الغابة" 4/ 518.
(2)
"الجرح والتعديل" 8/ 486.
(3)
"تهذيب الكمال" 29/ 253.
(4)
"الإصابة" 3/ 541، 542.
(5)
"الطبقات الكبرى" 4/ 314.
قلتُ: وفي "تاريخ الذَّهبيّ"
(1)
ناجيةُ بنُ جندبِ بنِ كعبٍ الأسلميّ، صاحبُ بُدنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، له روايةُ أحاديثَ يسيرةٍ، وشهدَ الحديبية.
روى عنه: عروةُ، وغيرُه، وبقيَ إلى زمنِ معاويةَ، ويقالُ: إنَّه خزاعيٌّ، وليس بشيءٍ. وهو في أوَّلِ "الإصابة"
(2)
، وابنِ حِبَّانَ
(3)
، وقالَ: ناجيةُ بنُ جندب الأسلميُّ، مِن بني أسلمَ، كانَ ينزلُ في بني سُليمٍ، ماتَ بالمدينةِ في ولايةِ معاويةَ.
[4337] نافذٌ، أبو مَعبد، مولى ابنِ عبَّاسٍ
(4)
حجازيٌّ، يروي عن: مولاه، وعنه: عمروُ بنُ دينارٍ، -ووصفَه بأنَّه مِن أصدقِ موالي ابنِ عبَّاسٍ،- ويحيى بنُ عبد الله بنِ صيفيٍّ، وأبو الزُّبيرِ، وسليمانُ الأحولُ، والقاسمُ ابنُ أبي بزَّة، وفراتٌ القزَّازُ. قالَ أحمدُ وابنُ مَعينٍ
(5)
وأبو زرعةَ: ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(6)
، وقالَ: عِدادُه في أهلِ المدينةِ، وبها ماتَ سنةَ أربعٍ.
(1)
"تاريخ الإسلام" 4/ 126.
(2)
"الإصابة" 3/ 542.
(3)
"الثقات" 3/ 415.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 132، و"الجرح والتعديل" 8/ 507، و"المقتنى في سرد الكنى" 2/ 87.
(5)
"تاربخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 602.
(6)
"الثقات" 5/ 484.
وقالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: ثقةٌ، كثيرُ الحديثِ. قالَ الواقديُّ: ماتَ بالمدينةِ سنةَ أربعٍ ومئةٍ، وفيها أرَّخَه غيرُ واحدٍ، وهو في "التَّهذيب"
(2)
.
[ ....... ]
نافعُ بنُ أبي أنس
هو: ابنُ مالكٍ، يأتي (4344).
[4338] نافعُ بنُ ثابتِ بنِ عبد الله بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ، أبو عبد الله القُرَشيُّ، الأسديُّ، الزُّبيريُّ، المَدنيُّ
(3)
أخو مصعبٍ (4155)، ووالدُ عبد الله (2129) الماضيينِ، يروي عن: أبيه، وابنِ الزُّبيرِ، وسالمٍ أبي النَّضرِ، وعنه: ابنُه، وابنُ أبي المَوالي، وفضيلُ بنُ سليمان. صالحُ الحديثِ، مُقِلٌّ، وثَّقَه ابنُ حِبَّانَ
(4)
، وحديثُه في "مسند أحمد"
(5)
عن أبي سلمةَ الخُزاعيِّ، حدثنا عبد الرَّحمنِ بنُ أبي الموالي، أخبرني نافعُ بنُ ثابتٍ، عن جدِّه، به مرفوعًا.
(1)
"الطبقات الكبرى" 5/ 294.
(2)
"تهذيب الكمال" 29/ 268.
(3)
"جمهرة نسب قريش"، ص: 92، و"طبقات خليفة"، ص: 366، و"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:422.
(4)
"الثقات" 5/ 471.
(5)
"المسند" 4/ 4، ولفظه:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء أربع ركعات، وأوتر بسجدة .. ".
قالَ ابن أبي حاتم
(1)
: روى عن: أبيه، وسالمٍ أبي النَّضرِ، وقيسِ بنِ عبد الملكِ بنِ قيسِ بنِ مخرمةَ، وعنه: ابنُه، وابنُ المباركِ، وعبد الرَّحمنِ بنُ أبي الموالي، وفضيلُ بنُ سليمانَ، وماتَ بالمدينةِ سنةَ خمسٍ وخمسين ومئةٍ، عن اثنتين وسبعين سنةً، وحينئذٍ يكونُ وُلدَ بعدَ قتلِ جدِّهِ بعشرِ سنين؛ إذ قتلُه كانَ سنةَ ثلاثٍ وسبعين.
[4339] نافعُ بنُ جبيير بنِ مُطعمِ بنِ عَديِّ بنِ نوفلِ ابنِ عبد مَنافٍ، أبو محمَّدٍ، وقيلَ: أبو عبد الله القُرَشيُّ، النوفليُّ، المَدنيُّ
(2)
أخو محمَّدٍ الماضي (3475)، وأبوهما (689)، وأمُّه أمُّ قُتيلة ابنةُ عمروِ ابنِ الأزرقِ. ذكرَه مسلمٌ
(3)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين: يروي عن: أبيه، والعبَّاس، وابنِه عبد الله، والزُّبيرِ، وعليٍّ، وعثمانَ بنَ أبي العاصِ، والمغيرةِ ابنِ شعبةَ، وبشرِ بنِ سُحيمٍ، وجريرِ بنِ عبد الله، ورافعِ بنِ خَديج، وسهلِ ابنِ أبي حَثمة، وأبي شُريحٍ الخُزاعيِّ، ومسعودِ بنِ الحكَم الزُّرَقيِّ، وأبي هريرةَ، وعائشةَ، وأمِّ سلمةَ، وآخرين.
وعنه: عروةُ بنُ الزُّبيرِ، وسعدُ بنُ إبراهيمَ، والزُّهريُّ، وحَبيبُ بنُ أبي ثابت، وصالحُ بنُ كيسانَ، وصفوانُ بنُ سُليمٍ، وعبد الله بنُ الفضلِ
(1)
"الجرح والتعديل" 7/ 457.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 82، و "الجرح والتعديل" 8/ 451، و "الطبقات الكبرى" 5/ 205.
(3)
"الطبقات" 1/ 239 (732).
الهاشميُّ، وأبو الزُّبيرِ، وموسى بنُ عقبةَ، ومحمَّدُ بنُ سوقةَ، وعمروُ بنُ دينارٍ، وخلقٌ. قالَ الواقديُّ: ثقةٌ، أكثرُ حديثًا من أخيه، والعِجليُّ
(1)
: مدنيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ، وأبو زُرعةَ: ثقةٌ، وابنُ خراشٍ: ثقةٌ مشهورٌ، أحدُ الأئمة، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(2)
وقالَ: كانَ مِن خيارِ النَّاسِ، كانَ يحجُّ ماشيًا وناقتُه تُقادُ، وعدَّهُ ابنُ المدينيِّ
(3)
في أصحابِ زيدِ بنِ ثابتٍ الذين كانوا يأخذون عنه، ويفتون بفتواه، وقالَ البلاذريُّ
(4)
: كانَ تائهًا
(5)
، فصيحًا، عظيمَ النَّخوةِ، جهير الكلام، يُفخِّمُ كلامَه، وكانَ يخضبُ بالسَّوادِ، وأسنانُه مربوطةٌ بخُرصان
(6)
الذَّهب. قالَ له الحجَّاجُ وذكرَ ابنَ عمرَ: أهو الذي قالَ لي كذا وكذا؟ ليتني ضربتُ عُنقَه، فقالَ: أرادَ الله بكَ خيرًا ممَّا أردتَ بنفسِكَ، فقد صدقت. ثمَّ قالَ الحجَّاجُ: عمرُ الذي يقولُ: سيكونُ للنَّاسِ نفرةٌ مِن سلطانهم، أعوذُ بالله أنْ يدركَني وإيَّاكم ذلك، أهواءٌ متَّبعةٌ، وما كان على عمر لو أدرك ذلكَ، فقالَ بالسَّيفِ هكذا وهكذا؟ فقالَ: أمَا إنَّه كانَ مِن خيرِ الأمراء، فقالَ الحجّاجُ: صدقتَ
(7)
. ويقالُ: إنَّه غزا الدَّيلمَ زمنَ الحجّاجِ. قالَ غيرُ واحدٍ: ماتَ بالمدينةِ في خلافةِ سليمانَ بنِ عبد الملكِ، وقالَ ابنُ أبي الزِّنادِ: سنةَ تسعٍ وتسعين، وهو في "التَّهذيب"
(8)
.
(1)
"معرفة الثقات" 2/ 308.
(2)
"الثقات" 5/ 466.
(3)
"العلل"، لابن المديني، ص:76.
(4)
"أنساب الأشراف" 9/ 398.
(5)
أي: متكبرًا. قال الجوهريُّ: وتاهَ، أي: تكبر. "الصحاح": تيه.
(6)
الحُرصان جمعُ خُرص، وهو الحلقةُ من الذهب والفضة. "الصحاح": خرص.
(7)
"لمعرفة والتاريخ" 1/ 566، و"تاريخ دمشق" 61/ 408.
(8)
"تهذيب الكمال" 29/ 272، و"تهذيب التهذيب" 8/ 465.
[4340] نافعُ بنُ سليمانَ القُرَشيُّ، المكِّيُّ
(1)
قالَ البخاريُّ
(2)
: المَدنيُّ. روى عن: يعقوبَ بنِ سعدٍ، وروى عن محمَّدِ بنِ أبي صالحٍ، عن أبيه، عن عائشةَ، وعنه: حيوةُ بنُ شُريحٍ، وسعيدُ بنُ أبي أيوبَ. وثَّقَهُ ابنُ مَعينٍ
(3)
، وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ
(4)
: صدوقٌ، يحدِّثُ عن الضُّعفاءِ مثلِ بقيَّةَ، وحديثُه في "مسند أحمد"
(5)
.
[4341] نافعُ بنُ عبد الرَّحمنِ بنِ أبي نُعيمٍ، أبو رُويمٍ، وقيل: أبو عبد الرَّحمنِ، أو أبو الحسنِ، أو أبو محمَّدٍ أو أبو نُعيمٍ، المَدنيُّ، القارئ
(6)
بل قارئُ أهلِ المدينةِ، وأحدُ القُرَّاءِ السَّبعةِ، مولى بني ليثٍ، وقيل: مولى جَعونةَ ابن شَعوب اللَّيثيِّ، حليفِ حمزةَ بنِ عبد المطَّلبِ، وقيل: جعونةَ حليفِ العبَّاسِ، ولذا يقالُ: له حليفُ بني هاشمٍ، وقد يُنسبُ إلى جدِّه، وأصلُه مِن أصبهانَ، ودارُه بالمدينةِ، وكانَ إمامَ أهلِها في القراءات.
(1)
"الثقات" 7/ 532، و "من له رواية في مسند أحمد" 1/ 432، و"تعجيل المنفعة" 2/ 302.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 86.
(3)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي، ص:208.
(4)
"الجرح والتعديل" 8/ 458.
(5)
"المسند" 2/ 352، وسنده حسن.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 87، "وفيات الأعيان" 5/ 368، و "معرفة القراء الكبار" 1/ 107.
يروي عن: فاطمةَ ابنةِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وزيدِ بنِ أسلمَ، وأبي الزِّنادِ، وعامرِ بنِ عبد الله بن الزُّبيرِ، ومحمَّدِ بنِ يحيى بنِ حَبَّانَ، ونافعٍ مولى ابنِ عمرَ، والأعرجِ، وصفوانَ بنِ سُليمٍ، وربيعةَ، وغيرِهم. قالَ موسى بنُ طارقٍ: سمعتُه يقولُ: قرأتُ على سبعينَ من التَّابعين
(1)
، وعنه: إسماعيلُ بنُ جعفرٍ، والأصمعيُّ، وخالدُ بنُ مخلد، وسعيدُ بنُ أبي مريمَ، ومحمَّدُ بنُ مسلمٍ المَدنيُّ، وأبو قُرَّةَ موسى بنُ طارقٍ، وعيسى بنُ مِينا قالونُ، والقَعبنيُّ، وآخرون. قالَ مالكٌ: نافعٌ إمامُ النَّاسِ في القراءةِ
(2)
، وقالَ ابنُ أبي أويسٍ: قالَ لي مالكٌ: قرأتُ على نافعٍ، ورُوينا أنَّ مالكًا قالَ له: لا تؤمَّ النَّاسَ، لأنَّكَ لا تأمنُ الزَّللَ، فيحمله أهلُ الآفاقِ عنك. قالَ أحمدُ: كانَ يؤخذُ عنه القرآنُ، وليسَ في الحديثِ بشيءٍ، مُنكرُ الحديثِ، وقالَ ابنُ مَعينٍ
(3)
: ثقةٌ، والنَّسائيُّ: ليس به بأسٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(4)
، وقالَ ابنُ عَديٍّ
(5)
: لم أر في أحاديثه شيئًا مُنكرًا، وأرجو أنَّه لا بأسَ به. أخذَ القراءةَ عن الأعرجِ، وقالَ أبو قُرَّةَ: سمعتُه يقولُ: قرأتُ على سبعين من التابعين
(6)
، وقالَ اللَّيثُ: أدركتُ أهلَ المدينةِ وهم يقولون: قراءةُ نافعٍ سُنًّةٌ
(7)
، وقال الأصمعيُّ: كان مِن الفقهاءِ القُرَّاءِ، العُبَّادِ.
(1)
"تاريخ الإسلام" 10/ 484.
(2)
"سير أعلام النبلاء" 7/ 35.
(3)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 602.
(4)
"الثقات" 7/ 532.
(5)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 51.
(6)
من قوله: "قال ابن معين
…
" إلى هنا تكرر في المخطوطة.
(7)
"سير أعلام النبلاء" 7/ 35.
وقالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: كانَ ثَبتًا، وقالَ السَّاجيُّ: صدوقٌ، اختلفَ فيه أحمدُ ويحيى. يعني: كما تقدَّمَ. وقالَ أبو حاتمٍ
(2)
: صدوقٌ، صالحُ الحديثِ، وقالَ إسحاقُ المسيَّبيُّ: لمَّا حضرَتْه الوفاةُ قالَ له ابناه: أوصنا. قالَ
(3)
: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} . ويُقالُ: إنَّه كانَ أسودَ، وكانَ طيِّبَ الأخلاقِ، فيه مُزاحٌ. قالَ: وماتَ سنةَ تسعٍ وستين ومئةٍ، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(4)
.
[4342] نافعُ بنُ عتبةَ بنِ أبي وقَّاصٍ مالكِ بنِ وُهيبٍ، أو: أهيبِ بنِ عبد مَنافِ بن زُهرة بنِ كلابِ بنِ مُرَّةَ ابنِ كعبِ بنِ لؤيٍّ، القُرَشيُّ، الزُّهريّ
(5)
ابنُ أخي سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، وأخو هاشمٍ. صحابيٌّ، أسلمَ يومَ فتح مكَّةَ، وكانَ أصابَ دمًا في الجاهلية بمكَّة، فانتقلَ إلى المدينة، وذكرَه مسلمٌ
(6)
في المَدنيّين. روى عنه: جابرُ بنُ سَمُرَةَ، وخرَّج له مسلمٌ
(7)
، وغيرُه، وهو في "التَّهذيب"
(8)
.
(1)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:451.
(2)
"الجرح والتعديل" 8/ 456.
(3)
سورة الأنفال، آية:1.
(4)
"تهذيب الكمال" 29/ 281، و"تهذيب التهذيب" 8/ 467.
(5)
"أسد الغابة" 4/ 528، و"الإصابة" 3/ 545.
(6)
"الطبقات" 1/ 148 (44).
(7)
كتاب الفتن وأشراط الساعة 4/ 2224 (2900).
(8)
"تهذيب الكمال" 29/ 284، و"تهذيب التهذيب" 8/ 469.
[4343] نافعُ بنُ عليِّ بنِ مُطرِّفٍ
الماضي أبوه (2852). له ذِكرٌ في: أحمد التادلي (187).
[4344] نافعُ بنُ مالكِ بنِ أبي عامرٍ، أبو سهيلٍ الأصبحيُّ، المَدنيُّ
(1)
حليفُ بني تَيم، وعمُّ الإمامِ مالكٍ. يروي عن: أبيه، وأكثرَ عنه، وابنِ عمرَ، وسهلِ بنِ سعدٍ، وأنسٍ، وسعيدِ بنِ المسيَّبِ، والقاسمِ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ، وعمرَ بنِ عبد العزيزِ، وغيرِهم، وعنه: الزُّهريُّ، وهو
(2)
من أقرانه، وابنُ أخيه مالكُ بنُ أنسٍ، ومحمَّدٌ وإسماعيلُ ابنا جعفرِ بنِ أبي كثيرٍ، ومحمَّدُ بنُ طلحةَ التَّيميُّ، والدَّراورديُّ، وسليمانُ بنُ بلالٍ، وآخرون. قالَ أحمدُ: من الثِّقات
(3)
، وكذا وثَّقه ابنُ أبي حاتمٍ
(4)
، والنَّسائيُّ
(5)
، ثمَّ ابنُ حِبَّانَ
(6)
، وقالَ ابن خراشٍ: كانَ صدوقًا، وقالَ الواقديُّ: كان تؤخذُ عنه القراءة بالمدينة، ماتَ في أمارة أبي العبَّاس، وهو في "التَّهذيب"
(7)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 86، و"الكاشف" 2/ 315.
(2)
في الأصل: "وعنه"، وهو خطأ، والتصويب من "تهذيب التهذيب".
(3)
"العلل ومعرفة الرجال" 3/ 104.
(4)
"الجرح والتعديل" 8/ 453.
(5)
"السنن الكبرى" 1/ 202.
(6)
"الثقات" 5/ 471.
(7)
"تهذيب الكمال" 29/ 290، و"تهذيب التهذيب" 8/ 470.
[4345] نافعُ بنُ أبي نافعٍ، يقالُ: كنيتُه أبو عبد الله أو: أبو عبد الرَّحمنِ البزَّاز
(1)
مولى أبي
(2)
أحمدَ بنِ جحشٍ أخي زينبَ، وقيل: مولى حمنةَ ابنةِ شجاعٍ، عدادُه في أهلِ المدينة. ذكرَه مسلمٌ
(3)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين، وهو يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: ابنُ أبي ذئبٍ، وثَّقه ابنُ مَعينٍ
(4)
، ولم يذكر عنه البخاريُّ
(5)
راويًا إلَّا ابنَ أبي ذئب، ولذا قالَ ابنُ المدينيِّ: مجهولٌ، انتهى
(6)
. ووقع في "التَّهذيب"
(7)
: إنَّه يروي عن: مَعقلِ بنِ يسارٍ، وعنه: أبو العلاءِ خالدُ بنُ طهمانَ، وبيَّنَ شيخُنا
(8)
أنَّه آخرُ غيرُه.
[ ....... ]
نافعُ بنُ أبي نُعيمٍ القارئُ
هو: ابنُ عبد الرَّحمنِ بنِ أبي نُعيم، الماضي قريبًا (4341).
(1)
"الجرح والتعديل" 8/ 453، و"مشاهير علماء الأمصار"، ص: 128، و"ميزان الاعتدال" 4/ 242.
(2)
في المخطوطة: "بني"، والتصويب من "التاريخ الكبير" 8/ 83، وغيره.
(3)
"الطبقات" 1/ 259 (994).
(4)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 602.
(5)
"التاربخ الكبير" 5/ 468.
(6)
"تهذيب التهذيب" 10/ 411.
(7)
"تهذيب الكمال" 29/ 293.
(8)
"تهذيب التهذيب" 4/ 472.
[4346] نافعٌ، أبو عبد الله المَدنيُّ مولى عبد الله بنِ عمر
(1)
أصابَه في بعضِ مغازيه، بَربريُّ الأصل، أو نيسابوريٌّ، أو كابليٌّ، أو دَيلميٌّ، أو طالقانيٌّ، أقوالٌ أجملَها ابنُ حِبَّانَ
(2)
فإنَّه قالَ: لم يصحَّ عندي في نسبِه شيءٌ فأذكرَه. ذكرَه مسلمٌ
(3)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين. يروي عن: مولاه، وأبي هريرة، وأبي لُبابةَ بنِ عبد المنذرِ، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ، ورافعِ بنِ خَديجٍ، وعائشةَ، وأمِّ سلمةَ، وعبد الله بنِ عبيدِ الله، وسالمٍ وزيدٍ ابني مولاه، وآخرين مِن التَّابعينَ، وغيرِهم. وعنه: بنوه
(4)
: أبو بكرٍ، وعمرُ، وعبد الله، وعبد الله بنُ دينارٍ، وصالحُ بنُ كَيسانَ، وأبو إسحاقَ السَّبيعيُّ، والزُّهريُّ، وموسى بنُ عقبةَ، ومالكٌ، واللَّيثُ، ونافعٌ القارئُ، وخلقٌ كثيرٌ. قالَ ابنُ سعدٍ
(5)
: ثقةٌ، كثيرُ الحديثِ، وكذا وثَّقَه العِجليُّ
(6)
، والنَّسائيُّ
(7)
، وابنُ خِراشٍ، وزادَ: نبيلٌ، وسوَّى أحمدُ وابنُ مَعينٍ بينه وبين سالمٍ، وقالَ البخاريُّ: أصحُّ الأسانيدِ مالكٌ عن نافعٍ، عن ابن عمرَ
(8)
، وقالَ ابنُ عيينةَ: أيُّ حديثٍ أوثقُ مِن حديثِه؟
(9)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 84، و"تاريخ خليفة"، ص: 206، و"سير أعلام النبلاء" 5/ 95.
(2)
"الثقات" 5/ 467.
(3)
"الطبقات" 1/ 258 (984).
(4)
لحقٌ في الهامش، وعليها:"صح".
(5)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:145.
(6)
"معرفة الثقات" 2/ 310.
(7)
في "سننه الكبرى" 4/ 27.
(8)
"تاربخ الإسلام" 7/ 489.
(9)
"الطبقات" الجزء المتمم للتابعين 144، "الجرح والتعديل" 8/ 452.
وقالَ أحمدُ بنُ صالحٍ المِصريّ: كانَ حافظًا، ثَبتًا، له شأنٌ، وهو أكبرُ مِن عِكرمةَ عندَ أهلِ المدينةِ
(1)
، وقالَ الخليليُّ
(2)
: مِن أئمةِ التَّابعين بالمدينةِ، إمامٌ في العِلمِ، متَّفقٌ عليه، صحيحُ الرِّوايةِ، منهم مَنْ يُقدِّمُه على سالمٍ، ومنهم مَنْ يقرنُه معه، ولا نعرفُ له خطأً في جميعِ ما رواه. وقالَ عبيدُ الله ابنُ عمر: لقد منَّ اللهُ علينا بنافعٍ
(3)
، وبعثَه عمرُ بنُ عبد العزيزِ إلى مصرَ؛ ليعلِّمَهم السُّننَ
(4)
، وقالَ لي: دخلتُ مع مولاي على عبد الله ابنِ جعفرٍ، فأعطاه فيَّ اثني عشر ألفًا، فأبى، وأعتقني، أعتقَه الله
(5)
.
وعن زيدِ بنِ أبي أُنيسةَ، عنه قالَ: سافرتُ مع مولاي بضعًا وثلاثين حجَّةً وعمرةً
(6)
، وقالَ مالكٌ: كنتُ آتيه وأنا حدَثُ السِّنِّ ومعي غلامٌ لي، فيقعد ويحدِّثني، وكانَ صغيرَ النَّفس، ولم يكن يفتي في حياةِ سالم ابنِ سيِّدِهِ. وفي روايةٍ عن مالكٍ: كانتْ فيه حِدَّةٌ، ثمَّ حكى أنَّه كانَ يلاطفُه ويُداريه، ويقاُل: إنَّه كانت فيه لُكنةٌ بحيثُ قالَ إسماعيلُ بنُ أميةَ: كنَّا نردُّ عليه اللَّحنَ، فيأبى. قالَ غيرُ واحدٍ: ماتَ سنةَ سبعَ عشرةَ، وقيل: تسعَ عشرةَ، وقيل: عشرين، ولمَّا احتُضرَ بكى، وقالَ لمَنْ سأله عن ذلك: ذكرتُ سعدَ بنَ معاذٍ، وضغطةَ القبرِ، وترجمتُه مبسوطةٌ في "التَّهذيب"
(7)
، وغيره.
(1)
"تاريخ أسماء الثقات"240.
(2)
"الإرشاد في معرفة علماء الحديث" 1/ 205.
(3)
"الجرح والتعديل" 8/ 452.
(4)
"تاريخ أبي زرعة"628.
(5)
"المعارف"461.
(6)
"تاريخ الإسلام" 7/ 287.
(7)
"تهذيب الكمال" 29/ 298، و"تهذيب التهذيب" 8/ 473.
[4347] نافعٌ، أبو محمَّدٍ الغفاريُّ، المَدنيُّ، الأقرعُ
(1)
ذكرَه مسلمٌ
(2)
فىِ ثالثةِ تابعي المَدنيّين، بما سيأتي في الكُنى (4991). وهو يروي عن: أبي قتادةَ الحارثِ بنِ رِبعيٍّ مولاه، وأبي هريرةَ، وعنه: الزُّهريُّ، وسالمٌ أبو النَّضرِ، وسعدُ بنُ إبراهيمَ، وصالحُ بنُ كَيسانَ، وعمرُ بنُ كثيرِ بنِ أفلحَ، وسالمُ بنِ أبي سالمٍ البرَّادُ، وقيل: ولاؤه لعقيلةَ الغِفاريةِ
(3)
.
[4348] نافعٌ مولى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
(4)
روى عنه، وعنه: خالدُ بنُ أبي أميَّةَ.
[4349] نافعٌ، مولى عامرِ بنِ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ
(5)
عن: جابر بنِ سمرةَ، وعنه: مولاه. روى له مسلمٌ
(6)
، ولم يقع له ذِكرٌ في شيء مِن نَسبِ الرِّجالِ. قالَه شيخُنا في "زوائد التَّهذيب"
(7)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 83، و"رجال صحيح البخاري" 2/ 745، و"الكاشف" 2/ 314.
(2)
"الطبقات" 1/ 253 (922).
(3)
"تاريخ الإسلام" 7/ 164.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 82، و "الإصابة" 3/ 547.
(5)
"تقريب التهذيب"، ص:559.
(6)
كتاب الإمارة، باب: الناس تبع لقريش، والخلافة في قريش 3/ 1453 (1822).
(7)
"تهذيب التهذيب" 8/ 475.
[4350] نَبهانُ، أبو صالحٍ الجُمَحيُّ، المَدنيُّ
(1)
والدُ صالحٍ مولى التَّوأمةِ الماضي. ذكرَه مسلمٌ
(2)
، كما سيأتي في الكُنى (4884).
يروي عن: أبي قتادةَ الأنصاريِّ في قصَّةِ الحمارِ الوحشيِّ، وعنه: سالمٌ أبو النَّضر. روى له البخاريُّ
(3)
الحديثَ المشارَ إليه مقرونًا بأبي محمَّدٍ نافعٍ مولى أبي قتادةَ، قاله المزيُّ في "التَّهذيب"
(4)
.
قالَ شيخُنا
(5)
: ولكنَّه لم يُسمِّه إنَّما قالَ: عن نافعٍ مولى أبي قتادة، وأبي صالح مولى التَّوأمةِ قالَ: سمعتُ أبا قتادةَ، ولم يذكرْه البخاريُّ في "التاريخ"، ولا ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات" بل ذكرَه ابنُ أبي حاتم
(6)
، فأغربَ حيث قالَ: هو جدُّ صالحٍ مولى التَّوأمةِ؛ لأنَّ صالحًا مولى التَّوأمةِ هو صالحُ بنُ صالحِ
(7)
بنِ نبهانَ.
(1)
"رجال صحيح البخاري" 2/ 883، و"الأنساب" 1/ 493، و"الكاشف" 2/ 316.
(2)
"الطبقات" 1/ 254 (933).
(3)
كتاب الذبائح والصيد، باب: التصيد على الجبال (5492).
(4)
"تهذيب الكمال" 29/ 311.
(5)
"تهذيب التهذيب" 8/ 477.
(6)
"الجرح والتعديل" 8/ 502.
(7)
فوقها في المخطوطة: "صح".
[4351] نَبهانُ، أبو يحيى المخزوميُّ، المَدنيُّ
(1)
مولى أمِّ سلمةَ ومُكَاتَبُها، روى: عنها، وعنه: الزُّهريُّ، ومحمَّدُ بنُ عبد الرَّحمنِ مولى آل طلحةَ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(2)
، وقالَ: كانت أمُّ سلمةَ قد كاتبَتْه، فأدَّى كتابتَه، وعتَقَ.
[4352] نُبيهُ بنُ وهبِ بنِ عثمانَ بنِ أبي طلحةَ بنِ عبد العُزَّى ابنِ عثمانَ بنِ عبد الدَّارِ بنِ قُصيٍّ، العبدريُّ الحَجَبيُّ، القُرَشيُّ، المَدَنيُّ
(3)
مِن بني عبد الدَّارِ. يروي عن: أبي هريرةَ، ومحمَّدِ بنِ الحنفيةِ، وأبانَ ابنِ عثمانَ، وعنه: نافعٌ مولى ابنِ عمرَ، وهو مِن أقرانِه، بل أقدمُ منه، وأبو أيُّوبَ بنُ موسى، وابنُ إسحاقَ، وآخرون. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "الثقات"
(4)
فكأنَّ روايتَه عن أبي هريرةَ عندَه مُرسَلةٌ، ولم تقعْ له، فلم يذكرها، وقالَ أبو زُرعةَ: حديثُه عن عمرو بن عثمان مرسلٌ
(5)
، وكانَ صدوقًا.
(1)
"الأسماء المفردة"، ص: 106، و "الإكمال" 1/ 530، و"الطبقات الكبرى" 8/ 178.
(2)
"الثقات" 5/ 486.
(3)
"الأسماء المفردة"، ص: 103، و"التاريخ الكبير" 8/ 123، و"الجرح والتعديل" 8/ 491.
(4)
"الثقات" 7/ 545.
(5)
وكذا نقله ابن حجر في "التهذيب" 8/ 480. وفي "تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل"، للعراقي، ص: 326: روايته عن عثمان؛ قال أبو زرعة: مرسل.
خرَّجَ له مسلمٌ
(1)
، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(2)
، وقالَ ابنُ أبي عاصمٍ: كانَ من أشرافِ بني عبد الدَّارِ، معروفَ الدَّارِ، والنَّسبِ بمكَّةَ. وثَّقَه ابنُ سعدٍ
(3)
، وأنَّه قليلُ الحديثِ، أحاديثُه حِسانٌ، توفِّيَ في فتنةِ الوليدِ بنِ يزيدَ، وكانت في سنةِ ستٍّ وعشرين ومئةٍ. قالَ شيخُنا
(4)
: ووجدتُ في نسخةٍ مُعتَمَدةٍ مِن الطَّبقاتِ -يعني لابنِ سعدٍ-: روى نافعٌ عن نُبيهٍ، وليسَ نُبيهٌ بأسنَّ منه، وذكرَ ما تقدَّمَ، وكذا حكى ابنُ عبد البرِّ
(5)
عن ابن مَعينٍ توثيقَه.
[4353] نُبَيهٌ، مولى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم
-
(6)
قالَ ابنُ عبد البَرِّ
(7)
: لا أعرفُه بأكثرَ مِن ذكرِ بعضِهم له في مواليه صلى الله عليه وسلم، اشتراه وأعتقَه، وقيلَ فيه بالألفِ واللام، بضمِّ النُّونِ، وقيلَ بفتحِها.
[4354] نَجيبٌ، سعدُ الدِّينِ الفاخريُّ
أحدُ خُدَّامِ المسجدِ النَّبويِّ. كانَ له اعتقادٌ في الصَّالحين، وحُسنُ ظنٍّ فيهم، -مع سلامةِ باطنٍ، بحيثُ ينخدعُ لمَنْ يتزَيَّا بزِيِّ الفقراءِ،- وحُسنُ
(1)
كتاب النكاح، باب: تحريم نكاح المحرم، وكراهة خطبته 2/ 1030 (1409).
(2)
"تهذيب الكمال" 29/ 320.
(3)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:114.
(4)
"تهذيب التهذيب" 8/ 480.
(5)
"التمهيد" 16/ 26.
(6)
"أسد الغابة" 4/ 536، و"الإصابة" 3/ 552.
(7)
"الاستيعاب" 4/ 56.
خُلقٍ، وكثرةُ خيرٍ وصِلةٍ، وعليه خَفارةٌ
(1)
وحِشمةٌ، ذكرَه ابنُ فَرحونٍ
(2)
، وهو ممَّنْ أدركَه.
[4355] نَجيبٌ، مولى أبي عبد الله محمَّدِ ابنِ محمَّدِ بنِ محمَّدٍ الغرناطيِّ
الماضي فيه (3921)، الظَّاهرُ أنَّه غيرُ الذي قبلَه.
[4356] نجيبٌ، سعدُ الدِّينِ الأشرفيُّ
أحدُ الخُدَّامِ بالحرمِ النَّبويِّ، ممَّنْ سمعَ في سنةِ ثمان وتسعين "الموطأَ" على البرهانِ ابنِ فرحونٍ.
[4357] نَجيبٌ النِّظاميُّ، الطَّواشيُّ
ماتَ وهو ساجدٌ عندَ بابِ الرَّحمةِ، في تراويحِ رمضانَ، ذكرَه ابنُ صالحٍ.
(1)
الخَفارةُ: الحياء، أو شدة الحياء. "تاج العروس": خفر.
(2)
"نصيحة المشاور"، ص:54.
[4358] نَجِيحُ بنُ عبد الرَّحمنِ، أبو مَعشرٍ السِّنديُّ المَدنيُّ، مولى بني هاشمٍ
(1)
ويقالُ: أصلُه مِن حِمير. قالَ الحسنُ بنُ محمَّدِ بنِ أبي معشرٍ: حدَّثني أبي قالَ: كانَ اسمُ أبي قبلَ أنْ يُسرقَ عبد الرَّحمنِ بنَ الوليدِ بنِ هلالٍ، فسُرِقَ، فبِيعَ بالمدينةِ لقومٍ مِن بني أسدٍ، فسُمِّي نَجيحًا، ثمَّ اشتُريَ لأمِّ الهادي موسى بنِ المهديِّ، فأعتقتْه، فصارَ ميراثًا لبني هاشمٍ، وعَقلُه
(2)
على حِمْيَر. قالَ: وكانَ ينسبُ إلى حنظلةَ بنِ مالكٍ، وقيلَ فيه غيرُ ذلكَ.
وعن بعضِهم: كانت مولاتُه مخزوميةً، فأدَّى، فاشترت أمُّ موسى ابنةُ منصورٍ ولاءَه فيما قيلَ. وكانَ مِن أوعيةِ العلمِ والأيام والمغازي. رأى أبا أُمامةَ بنَ سهلِ بنِ حُنيفٍ، وروى عن: سعيدِ بنِ المسيَّبِ، ومحمَّدِ بنِ كعبٍ القُرظيِّ، وسعيدِ بنِ أبي سعيدٍ المقبُريِّ، وأبي بُردةَ بنِ أبي موسى، وهشامِ بنِ عروةَ، وموسى بنِ يسارٍ، وغيرِهم، وعنه: ابنُه محمَّدٌ، وهو خاتمةُ أصحابِه، والثَّوريُّ، وماتَ قبلَه، واللَّيثُ، وعبد الله بنُ إدريسَ، وهشيمٌ، وابنُ مَهديٍّ، وأبو النَّضرِ هاشمُ بنُ القاسمِ، ووكيعٌ، وهَوذةُ بنُ خليفةَ، وعثمانُ بنُ عمرَ، ومحمَّدُ بنُ سواءٍ، والواقديُّ، وأبو ضمرةَ، ومحمَّدُ بنُ بكَّارِ بنِ الرَّبابِ، ومنصورُ بنُ أبي مُزاحمٍ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وعاصمُ بنُ عليٍّ، وأبو الرَّبيعِ الزَّهرانيُّ، وآخرون.
(1)
"الضعفاء الكبير" 4/ 4/ 308، و"الكامل" 7/ 52، و"تاريخ بغداد" 13/ 460، و"ميزان الاعتدال" 4/ 246.
(2)
أي: ديته."الصحاح": عقل.
قالَ هُشيمٌ: ما رأيتُ مدنيًّا يشبِهُه ولا أكيسَ منه، وقالَ أبو نُعيمٍ الفَضلُ: كانَ كيِّسًا حافظًا، وقالَ يزيدُ بنُ هارونَ: سمعتُ أبا جَزءٍ نصرَ بنَ طريفٍ يقولُ: إنَّه أكذبُ مَنْ في السَّماءِ ومَنْ في الأرضِ. قالَ يزيدُ: فوضعَه اللهُ، ورفع أبا معشرٍ، وقالَ عَمروُ بنُ عليٍّ: كانَ يحيى بنُ سعيدٍ لا يُحدِّثُ عنه، ويُضعِّفُه، ويضحكُ إذا ذكرَه، وكانَ ابنُ مَهديٍّ يحدِّثُ عنه، ويقولُ: تَعرفُ وتُنكرُ، وعن أحمدَ
(1)
: حديثُه عندي مضطربٌ، لا يقيمُ الإسنادَ، ولكنَّ أكثرَ حديثه اعتُبِرَ به؛ فإنَّه صدوقٌ. وكانَ بصيرًا بالمغازي. قالَ أبو حاتمٍ
(2)
: كنتُ أهابُ حديثَه حتَّى رأيتُ أحمدَ يحدِّثُ عن رجلٍ، عنه، فتوسَّعْتُ بعدُ فيه. قيل له: فهو ثقةٌ؟ قالَ: صالحٌ، ليِّنُ الحديثِ، محلُّه الصِّدقُ، وعن ابنِ مَعينٍ
(3)
: أميٌّ ليس بشيءٍ، وفي لفظٍ: ليس بقويٍّ في الحديثِ، ومرَّةً: ضعيفٌ يُكتبُ مِن حديثِه الرّقاقُ، أُمِّيٌّ يتَّقى من حديثه المسند
(4)
، ومرَّةً: هو ريحٌ، وقالَ البخاريُّ
(5)
: مُنكرُ الحديثِ، وقالَ النَّسائيُّ
(6)
وأبو داودَ: ضعيفٌ، وقالَ الترمذيُّ
(7)
: تكلَّمَ بعضُ أهلِ العلمِ فيه مِن قِبَلِ حِفظِه، وعن محمَّدِ بنِ بكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ: إنَّه تغيَّرَ قبلَ موتِه تغيُّرًا شديدًا، حتَّى كانَ يخرجُ منه الرِّيحُ، ولا يشعرُ بها، وذكرَه ابنُ البرقيِّ فيمَنْ
(1)
"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 161.
(2)
"الجرح والتعديل" 8/ 493.
(3)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 603.
(4)
"تاريخ بغداد" 13/ 460.
(5)
"الضعفاء الصغير"، ص: 119 (380).
(6)
"الضعفاء والمتروكون"، ص: 242 (590).
(7)
سنن الترمذي، أبواب الصلاة، باب: ما جاء أنَّ ما بين المشرق والمغرب قبلة 2/ 172 بعد حديث (343).
احتُمِلَتْ روايتُه في القصصِ، ولم يكنْ يُتقنُ الرِّوايةَ، وقالَ الخليليُّ
(1)
: له مكانٌ في العلمِ والتَّاريخِ، وتاريخُه احتجَّ به الأئمةُ، وضعَّفوه في الحديثِ، وقالَ أبو نُعيمٍ الفَضل: إنَّه كانَ ألكنَ، سِنديًا، يقولُ: ثنا محمَّد بن قعب، يعني: ابنَ كعْب. قالَ ابنُ سعدٍ
(2)
: كانَ كثيرَ الحديثِ، ضعيفًا، ماتَ ببغدادَ سنةَ سبعين ومئةٍ. زادَ غيرُه: في رمضانَ، وصلَّى عليه هارونُ الرَّشيدُ في السَّنةِ التي استُخلفَ فيها، ودُفنَ في المقبرةِ الكبرى ببغدادَ، وترجمتُه مبسوطةٌ عن الأئمةِ بما هذا حاصلُه، وهو في "التَّهذيب"
(3)
، و"ضعفاء ابن حِبَّانَ"
(4)
، وقالَ: كانَ ممَّنْ اختلطَ في آخرِ عمرِه، وبقيَ قبلَ أنْ يموتَ سنينَ في تغيُّرٍ شديدٍ، لا يدري ما يحدِّثُ به، فكثُرَت المناكيرُ في روايتِه مِن اختلاطِه، فبطلَ الاحتجاجُ به.
[4359] نَجِيحٌ
(5)
مولىً لكُلثومِ بنِ الهِدْمِ، الذي نزلَ عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكرٍ بِقُباء، وإنَّ مولاه قالَ: يا نَجيحُ، فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
(6)
والتفتَ إلى أبي بكرٍ: "أنجحتَ" أو "أنجحنا".
(1)
"الإرشاد" 1/ 300.
(2)
"الطبقات الكبرى" 5/ 418.
(3)
"تهذيب الكمال" 29/ 322، و"تهذيب التهذيب" 8/ 482.
(4)
"المجروحين" 2/ 404.
(5)
"الإصابة" 3/ 552.
(6)
أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/ 2391، وانظر "الإصابة" 3/ 552.
[4360] نِصاحُ بنُ سَرجسَ
(1)
مولى أمِّ سلمةَ، يروي: عنها، وعنه: ابنُه شيبةُ، إمامُ أهل المدينةِ في القراءةِ، كما مضى. قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(2)
.
[4361] نصرُ بنُ دهرِ بنِ الأخرمِ بنِ مالكٍ الأسلميُّ
(3)
حجازيٌّ، له صحبةٌ. ذكرَه مسلمٌ
(4)
في الأولى من المَدنيّين، وقالَ البغويُّ: سكنَ المدينةَ، يروي عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم حديثين
(5)
، وقالَ غيرُه: قصَّةَ ماعزٍ، وعنه: أبو الهيثم، وقالَ ابنُ عبد البَرِّ
(6)
: له أحاديثُ انفردَ بها عنه ابنُه، ذُكرَ في "التَّهذيب"
(7)
.
[4362] نصرُ بنُ سلَّامٍ، وقيل: مالكُ بنُ سلامٍ المَدنيُّ
(8)
أتى عنْ مالكٍ بمتنِ باطلٍ، وهو:"الخيرُ عندَ حِسانِ الوجه". قالَه الذَّهبيُّ في "الميزان"
(9)
، وسبقَه الخطيبُ، فساقَ في "الرُّواةِ عن مالك"
(1)
"الطبقات الكبرى" 5/ 297، و"الجرح والتعديل" 8/ 508، و"تاريخ الإسلام" 8/ 131.
(2)
"الثقات" 5/ 483.
(3)
"أسد الغابة" 4/ 539، و"الإصابة" 3/ 554
(4)
"الطبقات" 1/ 156 (34).
(5)
"الإصابة" 6/ 337.
(6)
"الاستيعاب" 4/ 58.
(7)
"تهذيب الكمال" 29/ 345، و"تهذيب التهذيب" 8/ 490.
(8)
"تهذيب الكمال" 29/ 346، و"لسان الميزان" 8/ 260، و"تنزيه الشريعة المرفوعة" 1/ 122.
(9)
"ميزان الاعتدال" 4/ 251.
من طريقِ عبَّادِ بنِ عَمرو، عن نصرٍ، عن مالكٍ، عن الثوريِّ، عن طلحةَ ابنِ عمروٍ، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعًا به
(1)
، وقالَ الخطيبُ: رُوي عن ابن مهرانَ بهذا الإسنادِ حديثٌ آخر، إلا أنَّه قالَ: مالكُ بنُ سلامٍ، بدلَ: نصرٍ.
[4363] نصرٌ الشوائطيُّ
أحدُ خَدَمةِ المسجدِ النَّبويِّ، كانَ من الصُّلحاءِ القُدماءِ، المتمرِّنين على العبادةِ، والمتَّصفينَ بصفاتِ أهلِ السَّعادةِ، يجاورُ بالمدينةِ سنةً، وبمكَّة أخرى، ويختارُ سكنى رباط دكالةَ، لم يزلْ فيه ليقربَ مِن صحبةِ المشايخِ الصُّلحاءِ السَّاكنينَ به، ويحرص على صومِ الأشهرِ الثَّلاثةِ، ولا يصحبُ مِن المجاورينَ إلَّا مَنْ له قدَمٌ في العبادةِ، وكانت وفاةُ سيِّدِه فيما يغلبُ على الظَّنِّ سنةَ ستٍّ وثلاثين وسبع مئةٍ، قاله ابنُ فرحونٍ
(2)
، وكذا أثنى عليه ابنُ صالحٍ أيضًا.
[4364] نصرٌ الصَّالحيُّ
أحدُ خدَمةِ المسجدِ النَّبويِّ أيضًا، أثنى عليه ابنُ فَرحونٍ
(3)
.
(1)
"تاريخ بغداد" 13/ 160، وهو بهذا الإسناد في "فوائد تمام الرازي"(1798)، وقال الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" 8/ 195: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3778)، وفيه طلحة ابن عمرو، وهو متروك. وعباد بن عمرو مجهولٌ، ونصر بن سلام متهمٌ بالوضع.
(2)
"نصيحة المشاور"، ص: 60، وفيه: الطواشي نصر.
(3)
"نصيحة المشاور"، ص:63.
[4365]
نصرٌ
المقدَّميُّ، الطَّواشيُّ
مولى الطَّواشيِّ شرفِ الدِّينِ، المتقدِّمِ (4098)، اشترى دارًا قِبالَ الفراش، وعمَّرَ فيها، وماتَ فيها، ذكرَه ابنُ صالحٍ.
[4366] نصرٌ اليَمنيُّ، الطَّواشيُّ
كانَ سليمَ القلبِ، ديِّنًا، مُديمًا للصَّلواتِ في أوَّلِ الوقتِ، ويتلو في مصحفٍ كانَ معه نظرًا، هيِّنًا ليِّنًا، حسنَ الخُلقِ، بَشوشًا، لا شرَّ فيه، عُمِّرَ كثيرًا، ودُفنَ بالبقيعِ، ذكرَه ابنُ صالحٍ.
[ ....... ] نصرٌ
في: عطاء الله (2737).
[4367] نصيرٌ، صاحبُ المصلَّى
وهو مولى المهديِّ، له دارٌ بها.
[4368] نضرةُ بنُ أكثمَ بنِ أبي الجَونِ، الخُزاعيُّ
(1)
صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ
(2)
في المَدنيّين.
(1)
"أسد الغابة" 4/ 543، و"معرفة الصحابة" 5/ 2707.
(2)
"الطبقات" 1/ 157 (144).
وقالَ ابنُ الكلبيِّ: هو أخو معبد، وأمُّهما أمُ معبد بنت
(1)
خالدٍ، التي نزلَ عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لمَّا هاجرَ، وهو غيرُ بصرةَ بنِ أكتمَ، الماضي في الموحَّدَة، وإنْ كانَ ابنُ عبد البَرِّ
(2)
خلطَهما، قالَ شيخُنا في "الإصابة"
(3)
: والذي أظنُّه أنَّ ذاكَ أنصاريٌّ.
[4369] النَّضرُ بنُ سفيانَ الدُّؤليُّ
(4)
ذكرَه مسلمٌ
(5)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّينَ.
[4370] النَّضرُ بنُ سلمةَ، شاذانُ، أبو محمَّدٍ المروزيُّ
(6)
نزلَ المدينةَ. سمعَ سعيدَ بنَ عُفيرٍ، مِن الضُّعفاءِ، وكانَ مِن علماءِ الحديثِ، اتُّهِمَ بالوضعِ، ذكرَه ابنُ عَدِيٍّ
(7)
، وقالَ في "الميزان"
(8)
: يروي عن: سعيدِ بنِ عُفيرٍ، وطبقتِه. قالَ أبو حاتمٍ
(9)
: كان يفتعلُ الحديثَ.
(1)
في المخطوطة: "بن"، وهو خطأ.
(2)
"الاستيعاب" 4/ 86.
(3)
"الإصابة" 3/ 555، والكلام منقول منها.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 87، و"الجرح والتعديل" 8/ 473، و"الثقات" 5/ 474.
(5)
"الطبقات" 1/ 247 (846).
(6)
"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 3/ 161، و"لسان الميزان" 8/ 273.
(7)
"الكامل" 7/ 29.
(8)
"ميزان الاعتدال" 4/ 256.
(9)
"الجرح والتعديل" 8/ 480.
وقالَ ابنُ عَديٍّ: كانَ مقيمًا بمدينةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، يُكنى أبا محمَّدٍ، سُئلَ عبَّاسُ بنُ عبد العظيمِ عنه؟ فأشارَ إلى فمِه، وسمعتُ عبدانَ يقولُ: قلتُ لعبد الرَّحمنِ بنِ خِراشٍ: هذه الأحاديثُ التي يحدِّثُ بها غلامُ خليلٍ مِن حديثِ المدينةِ، من أينَ له؟ [قال]
(1)
: سرقَها مِن عبد الله بنِ شبيبٍ، وابنُ شبيبٍ مِن شاذانَ، ووضعَها شاذانُ، واسمُه النَّضرُ بنُ سلمةَ، وسمعتُ أبا عَروبةَ يُثني على شاذانَ هذا خيرًا، وقالَ: كانَ حافظًا لحديثِ المدينةِ. وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(2)
: سكنَ مكَّةَ، يروي عن: جعفرِ بنِ عونٍ، والعراقيين، وعبد الله بنِ نافعٍ، والمَدنيّينَ، لا تحلُّ الرِّوايةُ عنه إلَّا للاعتبار. سمعتُ أحمدَ بنَ محمَّدِ بنِ عبد الكريمِ الوزَّانَ يقولُ: عرفنا كذبَه في المذاكرةِ، ثمَّ قالَ الذَّهبيُّ
(3)
: وهو الذي حدَّثَ عنه الرَّقِّيُّ في التَّكبير، انتهى. وقالَ الدَّارقطنيُّ: كانَ بالمدينةِ، وكانَ يُتَّهمُ بوضعِ الحديثِ، وذكرَ ابنُ عَدِيًّ أنَّه سمعَ أبا عَروبة يُثني عليه خيرًا، وقالَ: كانَ حافظًا لحديثِ أهلِ المدينةِ.
[4371] النَّضرُ بنُ قيسٍ المَدنيُّ
(4)
عن: يوسفَ بنِ عبد الله بنِ سَلام، وعنه: بقيَّةُ، وغيرُه، وحديثُه في "مسند أحمد"
(5)
.
(1)
ما بين المعكوفتين زيادة من "لسان الميزان" 8/ 274.
(2)
"المجروحين" 2/ 394.
(3)
"ميزان الاعتدال" 4/ 257.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 135، و"الإكمال فيمن له رواية في مسند أحمد"، ص: 435، و"تعجيل المنفعة" 2/ 307. وذكره في "تصحيفات المحدثين"، ص: 963: النَّضير بن قيس، ويقال: النُّضير، مصغَّرًا أيضا.
(5)
"المسند" 6/ 6.
[4372] نَضْلةُ بنُ عبيدٍ، أبو بَرزةَ
(1)
الأسلميُّ، الصحابيُّ
(2)
كانَ مِن ساكني المدينةِ، ثمَّ نزلَ البصرةَ، وهو معروف بكنيته. أسلمَ قديمًا، وشهدَ فتحَ مكَّة، وروي أنَّه الذي قتلَ ابنَ خَطَلٍ. روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعنه: ابنُه المغيرةُ، وحفيدتُه منيةُ ابنةُ عُبيدٍ، وأبو عثمانَ النَّهديُّ، وأبو العاليةِ الرِّياحيُّ، وآخرون. قالَ البخاريُّ
(3)
: نزلَ البصرةَ، وذكرَ له حديثَ:"غزوت مع النَّبيّ صلى الله عليه وسلم سبعَ غزواتٍ"، وقالَ ابنُ سعدٍ
(4)
: كانَ مِن ساكني المدينةِ، ثمَّ البصرةِ، وغزا خراسان. قالَ الخطيبُ
(5)
: بعدَ أنْ شهدَ مع عليٍّ قتالَ الخوارجِ بالنَّهروان، واختُلفَ في محلِّ موتِه أهو خراسان أو نيسابور، أو البصرةُ، أو مفازةٌ بين سجستانَ وهَراةَ، وذلك بعدَ سنةِ أربعٍ وستين، وقيل: في آخرِ خلافةِ معاويةَ، وقيل: إنَّه بقيَ إلى ولايةِ عبد الملك، وبه جزمَ البخاريُّ في "التاريخ الأوسط"
(6)
في فصل
(7)
مَن مات ما بين الستين إلى السبعين، ويتأيد بما في "صحيحه"
(8)
في الفتن: إنَّه عاب على القُرَّاءِ حين قاموا بالبصرة، وعلى مروان حين قام بالشَّامِ، وعلى ابن الزُّبير حين قامَ بمكَّةَ، وقالَ: ما يقاتلون إلا على الدُّنيا، وكانَ ذلكَ بعدَ
(1)
في المخطوطة: "بردة"، وهو تحريف.
(2)
"أسد الغابة" 4/ 545، و"الإصابة" 3/ 556.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 118.
(4)
"الطبقات الكبرى" 7/ 366.
(5)
"تاريخ بغداد" 1/ 132.
(6)
"التاريخ الأوسط" 1/ 249.
(7)
في المخطوطة: "فضل"، وهو تحريف.
(8)
كتاب الفتن، باب: إذا قال عند قوم شيئًا، ثم خرج فقال بخلافه (7112).
موتِ يزيدَ بنِ معاويةَ سنةَ أربعٍ وستين، بل في الصَّحيح أيضا: إنَّه شهدَ قتالَ الخوارج بالأهواز. زاد الإسماعيليُّ: مع المهلَّبِ بنِ أبي صُفرةَ، وكانَ ذلكَ في سنةِ خمسٍ وستين، كما جزمَ به محمَّدُ بنُ قُدامةَ، وغيرُه، وكان عبد الملكِ قد ولي الخلافةَ بالشَّامِ فيها، وقد اختُلفَ في نسبِه، فقالَ خليفةُ بنُ خيَّاطٍ
(1)
: هو نَضلةُ بنُ عبد الله بنِ الحارث، وساقَ نسبَه وقالَ ابنُ البرقيِّ: اسمُه عبيدُ بنُ نَضلةَ، في قولِ بعضِ أهلِ الحديث، وأمَّا أهلُ النَّسبِ فيقولون: نَضلةُ بنُ عبد الله، وساقَ نسبَه، كما قالَ خليفةُ
(2)
.
[4373] نَضلةُ بنُ عَمروِ بنِ أبانَ
(3)
الغِفاريُّ
(4)
صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ
(5)
في المَدنيّين، وله حديثٌ
(6)
عندَ أحمدَ
(7)
، والبغويِّ، وثابتٍ في "الدلائل"، وابنِ قانعٍ
(8)
مِن جهةِ نصرِ بنِ نَضلةَ أنَّ نضلةَ لقي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكر حديث: "المؤمنُ يشربُ في مِعَاء
(9)
واحدٍ". أورده شيخُنا في "الإصابة"
(10)
.
(1)
"طبقات خليفة"، ص:109.
(2)
في المخطوطة: "حقيقة"، وهو تحريف.
(3)
في "الإصابة": أهبان.
(4)
"أسد الغابة" 4/ 546.
(5)
"الطبقات" 1/ 157 (147).
(6)
في الأصل: "حديثه".
(7)
"المسند" 4/ 336، وفي سنده معن بن نضلة، ضعيفٌ لجهالته.
(8)
"معجم الصحابة"، لابن قانع 3/ 157، وذكر الاختلاف في إسناده.
(9)
في المخطوطة: "معاء"، والصواب المثبت.
(10)
"الإصابة" 3/ 557.
[4374] النُّعمانُ بنُ بَشيرِ بنِ سعدِ بنِ ثَعلبةِ بنِ خلَّاسِ
(1)
بنِ زيدِ بنِ مالكِ ابنِ ثعلبةَ بنِ كعبِ بنِ الخزرجِ، أبو عبد الله، وقيل: أبو محمَّدٍ الأنصاريُّ، الخزرجيُّ، المَدنيُّ
(2)
له ولأبويه صحبةٌ، وأمُّه عَمرَةُ ابنةُ رواحةَ. روى عن: النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وعن خالِه عبد الله بنِ رَواحةَ، وعمرَ، وعائشةَ، وعنه: ابنُه محمَّدٌ، ومولاه حبيبُ بنُ سالمٍ، والشَّعبيُّ، وعبيدُ الله بنُ عبد الله بن عتبةَ، وعروةُ بنُ الزُّبيرِ، وأبو إسحاقَ السَّبيعيُّ، وأبو قِلابةَ الجَرميُّ، وحميدُ بنُ عبد الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، وآخرون. قالَ الواقديُّ
(3)
: وُلدَ على رأسِ أربعةَ عشرَ شهرًا مِن الهجرة، وهو أوَّلُ مولودٍ وُلدَ في الأنصارِ بعدَ قدومِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، كما قالَ الأكثرُ: إنَّه وُلدَ هو وابنُ الزُّبيرِ عامَ اثنين من الهجرةِ، وقيلَ غيرُ هذا، وقالَ ابنُ مَعينٍ
(4)
: أهلُ المدينةِ يقولون: إنَّه لم يسمعْ من النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأهلُ العراقِ يُصحِّحون سماعَه، وقالَ أبو نُعيمٍ
(5)
: كانَ أميرًا على الكوفةِ في عهدِ معاويةَ. زادَ غيرُه: سبعةَ أشهرٍ، ثمَّ عزلَه، ثمَّ ولَّاه حمصَ. قالَ سِماكُ بنُ حربٍ: وكانَ مِن أخطبِ مَنْ سمعتُ.
(1)
بالخاء وتشديد اللام، كما في "الإكمال" 3/ 169 لابن ماكولا، وضبطه النووي: الجُلاس، بالجيم المضمومة. في "تهذيب الأسماء واللغات"(633).
(2)
"معجم الصحابة"، لابن قانع 3/ 143، و "أسد الغابة" 4/ 550.
(3)
"الطبقات الكبرى" 6/ 53.
(4)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 607.
(5)
"معرفة الصحابة" 5/ 2658.
وقالَ سعيدُ بنُ عبد العزيزِ: كانَ قاضيَ دمشقَ بعدَ فَضالةَ بنِ عُبيدٍ، وقالَ أبو مُسهرٍ: إنَّه كانَ عاملًا على حمصَ، فبايعَ لابنِ الزُّبيرِ بعدَ موتِ يزيدَ بنِ معاويةَ، فلما تَمَرْوَنَ
(1)
أهل حمص خرج هاربا، فاتَّبعَه خالدُ بنُ خَلّي الكلاعيُّ، فقتله. وقيل: إنَّهم احتزُّوا رأسَه بقريةِ بِيرين
(2)
بعدَ وقعةِ مَرجِ راهطٍ، وذلك فيما قالَه خليفةُ بنُ خيَّاطٍ، وذلكَ أوَّلَ سنةِ خمسٍ وستين، وقيل: سنةَ ستٍّ وسبعين.
ويروى أنَّ أباه أتى به إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وسألَه أنْ يدعوَ له، فقالَ
(3)
: "أما ترضى أنْ يبلغَ ما بلغتَ، ثمَّ يأتيَ الشَّامَ، فيقتلَه منافقٌ مِن أهلِ الشَّامِ".
وكذا ورد أنَّ أعشى همْدان وفدَ عليه وهو أميرُ حمصَ، فقالَ: ما أقدمَكَ؟ قالَ: جئتُ لتصلَني، وتحفظَ قرابتي، وتقضيَ دَيني، فأطرقَ، ثمَّ قالَ: والله ما شيء، ثمَّ قالَ: هَهْ، كأن ذكرَ شيئًا، فقام، فصعدَ المنبرَ، وقالَ: يا أهلَ حمصَ -وهم في الديوان عشرون ألفا-: هذا ابنُ عمِّكم مِن أهلِ العراقِ والشَّرفِ، قدمَ عليكم يسترفدُكم، فما ترون؟ قالوا: أصلحَ اللهُ الأمير، احتكمْ له، فأبى عليهم. قالوا: فإنِّا قد حكمْنا له على أنفسِنا مِن كلِّ رجلٍ في العطاءِ بدينارين دينارين، فعجَّلَها له مِن بيتِ المالِ أربعين ألف دينارٍ، فقبضَها
(4)
.
(1)
أي: صاروا من أنصار مروان بن الحكم.
(2)
قرية من قرى حمص. "معجم البلدان" 1/ 526.
(3)
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 120.
(4)
"تاريخ دمشق" 34/ 480.
وهو في "التَّهذيب"
(1)
، وأوَّل "الإصابة"
(2)
، وابن حِبَّانَ
(3)
، و"تاريخ حلب"
(4)
لابن العديم، والشَّمس الخزرجيِّ
(5)
، وساقَ له العِجليُّ
(6)
حديثًا، وذكرَه مسلمٌ
(7)
فيمَنْ نزل الكوفةَ.
[4375] النُّعمانُ بنُ خلَفِ بنِ دارمِ
(8)
بنِ أسلمَ ابنِ أفصى الخُزَاعيُّ
(9)
كان هو وأخوه سالمٌ -فيما ذكرَ ابنُ سعدٍ
(10)
والبغويُّ
(11)
عنه- طليعتينِ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم يومَ أُحدٍ، فقُتلا شهيدينِ، ودُفنا في قبرٍ واحدٍ، كما في أوَّلِ "الإصابة"
(12)
.
(1)
"تهذيب الكمال" 29/ 411، و"تهذيب التهذيب" 8/ 515.
(2)
"الإصابة" 3/ 559.
(3)
"الثقات" 3/ 409.
(4)
"بغية الطلب " 10/ 4625.
(5)
في المخطوطة: للخزرجي.
وهو في "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال"، للخزرجي، ص:402.
(6)
"معرفة الثقات" 2/ 314.
(7)
"الطبقات" 1/ 173 (258).
(8)
في المخطوطة: "دام"، والتصويب من "الإصابة".
(9)
"أسد الغابة" 4/ 555.
(10)
"الطبقات الكبرى" 4/ 243.
(11)
"معجم الصحابة" 5/ 256.
(12)
"الإصابة" 3/ 561.
[4376] النُّعمانُ بنُ عبد عَمروٍ، وقيل: ابنُ عبيدِ بنِ عَمروٍ، -والأوَّلُ أصحُّ- ابنِ مسعودِ بنِ كعبِ بنِ عبد الأشهلِ بنِ حارثةَ بنِ دينارِ ابنِ النَّجَّارِ، الأنصاريُّ، الخزرجيُّ
(1)
أخو الضَّحَّاكِ الماضي (1707). قالَ ابنُ حِبَّانَ
(2)
: له صحبةٌ، وذكرَه ابنُ إسحاقَ
(3)
فيمَن شهدَ بدرًا واستُشهدَ بأُحُدٍ، وكذا قالَ ابنُ الكلبيِّ
(4)
، كما في أوَّلِ "الإصابة"
(5)
.
[4377] النُّعمانُ بنُ عَمروِ بنِ رِفاعةَ بنِ الحارثِ بنِ سوادِ بنِ غَنمٍ بنِ مالكِ بنِ النَّجَّارِ الأنصاريُّ
(6)
.
ذكرَه ابنُ إسحاقَ
(7)
فيمَن شهدَ بدرًا، وفي "الاشتقاق"
(8)
لابن دريد: إنَّه شهدَ بدرًا واستُشهدَ بأُحُدٍ، لكنَّه ذكرَه بالتَّصغيرِ، بحيثُ ظنَّه بعضُهم النُّعيمانَ صاحبَ المُزاحِ، وليسَ كذلكَ، كما في أوَّلِ "الإصابة"
(9)
.
(1)
"أسد الغابة" 4/ 557.
(2)
"الثقات" 3/ 410.
(3)
"السيرة النبوية"، لابن هشام 2/ 344.
(4)
"نسب معد" 1/ 403.
(5)
"الإصابة" 3/ 562.
(6)
"أسد الغابة" 4/ 561.
(7)
"السيرة النبوية" 2/ 342.
(8)
"الاشتقاق"، ص:450.
(9)
"الإصابة" 3/ 563.
[4378] النُّعمانُ بنُ أبي عيَّاشٍ، أبو سلمةَ الزُّرَقيُّ، الأنصاريُّ، المَدنيُّ
(1)
أخو معاويةَ. ذكرَه مسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين. يروي عن: أبي سعيدٍ الخدري، وابنِ عمرَ، وجابرٍ، وخولةَ ابنة ثامر. وعنه: يحيى بنُ سعيدٍ
(3)
الأنصاريُّ، وسهيلُ بنُ أبي صالحٍ، وأبو حازمٍ سلمةُ بنُ دينار، وأبو الأسودِ محمَّدُ بنُ عبد الرَّحمنِ بنِ نوفل، ومحمَّدُ بنُ عجلانَ، وسُمَيٌّ مولى أبي بكرِ ابنِ عبد الرَّحمنِ، وعبد الله بنُ أبي سلمةَ الماجِشونُ، ومحمَّدُ بنُ أبي حرملةَ، وغيرُهم. وثَّقَه ابنُ مَعينٍ، ثمَّ ابنُ حِبَّانَ
(4)
، وقالَ أبو بكر ابنُ مَنجويه
(5)
: كان سخيا
(6)
خيِّرًا، مِن أفاضلِ أبناءِ الصَّحابةِ، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(7)
.
[4379] النُّعمانُ بنُ قَوقلَ بنِ أصرمَ بنِ فِهرِ بنِ ثَعلبةَ ابنِ غَنمِ بنِ عَمروِ بنِ عوفٍ الأنصاريُّ
(8)
صحابيٌّ، ويقالُ: إنَّ قوقلًا لقبٌ، واسمُه ثعلبُ
(9)
، أو خالدُ بنُ ثعلبةَ،
(1)
"الجرح والتعديل" 8/ 445، و"الطبقات الكبرى" 5/ 277.
(2)
"الطبقات" 1/ 245 (825).
(3)
في المخطوطة: "سعد"، وهو خطأ.
(4)
"الثقات" 5/ 473.
(5)
"رجال مسلم" 2/ 293.
(6)
في "رجال مسلم: شيخا، وكذا في "تهذيب الكمال".
(7)
"تهذيب الكمال" 29/ 454، و"تهذيب التهذيب" 8/ 522.
(8)
"معرفة الصحابة"، لأبي نعيم 5/ 2654، و"أسد الغابة" 4/ 562.
(9)
في "الإصابة": ثعلبة.
وكانَ شهدَ بدرًا، وهو القائلُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إذا صلَّيتُ المكتوبةَ، وحرَّمتُ الحرامَ، وأحللتُ الحلالَ، أأدخلُ الجنّة؟ قالَ
(1)
: "نعم". وقد ساقَه شيخُنا في أوَّلِ "الإصابة" مِن طُرقٍ. قالَ: وله ذِكرٌ في حديثِ أبي هريرةَ عندَ البخاريِّ
(2)
: أتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعدَ أنْ فتحَ خيبرَ، فقلتُ: يا رسولَ الله، أسهِمْ لي، فقالَ أبانُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ: لا تُعطه، فقلتُ: هذا قاتلُ ابنِ قوقلَ، وهو في أوَّلِ "الإصابة"
(3)
؛ قالَ: وقد غايرَ ابنُ عبد البَرِّ
(4)
بينَ هذا، وبينَ الذي يليه، كما سيأتي مع تعقُّبِ
(5)
ابن الأثير
(6)
.
[4380] النُّعمانُ بنُ مالكِ بنِ ثعلبةَ بنِ دعدِ بنِ فِهرِ بنِ ثعلبةَ ابنِ عثمانَ بنِ عَمروِ بنِ عوفِ بنِ الخزرجِ الأنصاريُّ، الخزرجيُّ
(7)
قالَ ابن عبد البَرِّ
(8)
: شهدَ بدرًا وأُحُدًا، وقُتلَ بها في قولِ الواقديِّ
(9)
.
(1)
"أخرجه مسلم" في الإيمان، باب: بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة 1/ 44 (16).
(2)
كتاب الجهاد، باب: الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيُسدد (2827).
(3)
"الإصابة" 3/ 564.
(4)
"الاستيعاب" 4/ 66.
(5)
في المخطوطة: "تقب"، والتصحيح من "الإصابة".
(6)
"أسد الغابة" 4/ 565.
(7)
"معرفة الصحابة"، لأبي نعيم 5/ 2654.
(8)
"الاستيعاب" 4/ 67.
(9)
"المغازي" 1/ 61.
وقالَ ابنُ القدَّاحِ
(1)
: إنَّ ذلك النُّعمانُ الأعرجُ، لا هذا، وذكرَ السُّدِّيُّ
(2)
: أنَّ النُّعمانَ بنَ مالكٍ قالَ لرسولِ الله-صلى الله عليه وسلم في خروجِه إلى أُحُدٍ
(3)
: والله يا رسولَ الله، لأدخلنَّ الجنَّةَ. فقالَ له:"بمَ؟ " قالَ: لأني أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّكَ رسولُ الله، وأني لا أفرُّ مِن الزَّحفِ، فقالَ له:"صدقتَ"، فقُتلَ يومئذٍ. وقد تعقَّبَ ابنُ الأثيرِ
(4)
هذا بأنَّ النُّعمانَ الأعرجَ هو ابنُ قَوقلٍ، وأنَّ مالكَ بنَ ثعلبةَ لقبُه قَوقلٌ. قالَ شيخُنا
(5)
: وما قالَه ابنُ عبد البَرِّ محتملٌ، وقد ترجمَ البخاريُّ
(6)
النُّعمانَ بنَ قوقل، ثمَّ قالَ
(7)
: النُّعمان بن مالك، ولم يَسُقْ له شيئًا، وقالَ الواقديُّ: إنَّ النُّعمانَ بنَ مالكٍ دُفنَ مع عَمروِ بنِ الجَموحِ بِأُحُدٍ.
[4381] النُّعمانُ بنُ مُرَّةَ الأنصاريُّ، الزُّرَقيُّ، المَدنيُّ
(8)
ذكرَه مسلمٌ
(9)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين. عن: عليٍّ، وجريرٍ وأنسٍ، وعنه: يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وأبو جعفرٍ محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ
(1)
عبد الله بنُ محمدِ بنِ عمارةَ، المعروف بابنِ القدَّاح، مدنيٌّ، عالم بالنسب، روى عن مالك، سكن بغداد، وَصنف كتاب "نسب الأوس". تقدمت ترجمته برقم (2081).
(2)
أخرجه الطبري في تاريخه 2/ 60.
(3)
ذكره الواقدي في "المغازي" 1/ 80.
(4)
"أسد الغابة" 4/ 565.
(5)
"الإصابة" 3/ 565.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 76.
(7)
"التاريخ الكبير" 8/ 77.
(8)
"تاريخ ابن معين" 2/ 608، و"تحفة التحصيل"، ص:328.
(9)
"الطبقات" 1/ 245 (825).
ابنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ. قالَ النَّسائي: ثقةٌ، وقالَ أبو حاتمٍ الرَّازيُّ
(1)
: روى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وهو تابعيٌّ وذكرَه مسلمٌ
(2)
في الطبقة الأولى من أهلِ المدينةِ، وابنُ مَنده، وأبو نُعيمٍ
(3)
في "الصَّحابة" وصحَّحا أنَّه تابعيٌّ، لا صحبةَ له، وهو في "التَّهذيب"
(4)
، وقالَ: ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(5)
، فقالَ شيخُنا
(6)
: الظَّاهرُ أنَّه آخرُ غيرُ صاحبِ الترجمةِ؛ فإنَّ ابن حِبَّانَ ذكرَه في أتباع التابعين، وقالَ: يروي عن: سعيدِ بنِ المسيَّبِ، وعنه: محمَّدُ بنُ عليٍّ. انتهى بل لا مانع أن يكون يروي عن الصَّحابةِ والتَّابعين، وعلى هذا مشى شيخُنا في رابعِ "الإصابة"
(7)
فإنَّه قالَ: فكأنَّه -أي: ابنُ حِبَّانَ- لم يقع له روايته عن أحدٍ من الصَّحابةِ.
[4382] النُّعمانُ بنُ مُقرِّنِ بنِ عائذٍ، أبو عَمروٍ أو أبو حكيمٍ المُزَنيُّ
(8)
أخو سويدٍ وإخوتِه. صحابيٌّ، روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: ابنُه معاويةُ، وجماعةٌ. سكنَ البصرةَ، ثمَّ تحوَّلَ إلى الكوفةِ.
(1)
"الجرح والتعديل" 8/ 447.
(2)
ذكره في الطبقة بعد طبقتين من التابعين.
(3)
"معرفة الصحابة" 5/ 2664.
(4)
"تهذيب الكمال" 29/ 457.
(5)
"الثقات" 7/ 530.
(6)
"تهذيب التهذيب" 8/ 253.
(7)
"الإصابة" 3/ 590.
(8)
"أسد الغابة" 4/ 566، و"الإصابة" 3/ 565.
وفيهم ذكرَه مسلمٌ
(1)
، وكان معه لواءُ مُزينةَ يومَ الفتحِ، وله ذِكرٌ كثيرٌ في فتوحِ العراقِ، وهو الذي قدِمَ على عمرَ المدينةَ بشيرًا بفتحِ القادسيةِ، وفتحَ أصبهانَ، واستُشهدَ بِنهاوندَ في خلافةِ عمرَ، سنةَ إحدى وعشرين.
[4383] النُّعمانُ الغِفاريُّ
(2)
عن أبي ذرٍّ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ له: "اعقلها وتوكل"، وعنه: أبو الأسود الغفاريُّ، خرَّجَ له أحمدُ في "مسنده"
(3)
، وذَكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(4)
، وقالَ أبو حاتم
(5)
: مجهولٌ، وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ: يشبه أنْ يكونَ مدنيًا أو بصريا.
[4384] نُعيرُ بنُ منصورِ بنِ جمَّازٍ الحسينيُّ
أخو عطية الماضي (2753). ماتا في سنةِ ثلاثٍ وثمانين وسبع مئةٍ، أرَّخَه شيخُنا
(6)
، وسبقَ في جدِّه جمازٍ (732) ذكرٌ لوفاتِه.
(1)
"الطبقات" 1/ 172 (250).
(2)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي، ص: 243، و"التاريخ الكبير" 8/ 77، و"الإكمال" للحسيني 437، و"تعجيل المنفعة" 2/ 310.
(3)
"المسند" 35/ 450.
(4)
"الثقات" 5/ 473.
(5)
"الجرح والتعديل" 8/ 445.
(6)
"إنباء الغمر" 2/ 73.
[4385] النُّعيمانُ بنُ عَمروِ بنِ رفاعةَ بنِ الحارثِ ابنِ سوادِ بنِ مالكِ بنِ غَنمِ بنِ مالكِ بنِ النَّجَّار الأنصاريُّ، المَدنيُّ
(1)
صحابيٌّ، شهدَ العَقَبةَ الأخيرةَ، وبدرًا، وأُحُدًا، والخندقَ، والمشاهدَ كلَّها، وعاشَ حتَّى توفي في خلافةِ عثمانَ، وله وقائعُ ظريفةٌ فكِهةٌ، منها: ما حكاه الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ: أنَّه كانَ لا يدخلُ المدينةَ طُرفةٌ إلَّا اشترى منها، ثمَّ جاء به
(2)
إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيقول: ها أهديتُه لكَ، فإذا جاءَ صاحبُه يطالبُ نُعيمانَ بثمنِه، أحضرَه إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيقولُ: أعطِ هذا ثمنَ متاعِه، فيقولُ:"أوَ لم تُهدِه لي"؟ فيقولُ: إنَّه والله لم يكنْ عندي ثمنُه، ولقد أحببتُ أنْ تأكلَه، فيضحكُ، ويأمرُ لصاحبِه بثمنِه، وأوردَ شيخُنا في أوَّلِ "الإصابة"
(3)
مِن مَاجَرَيَاتِه جملةً.
[4386] نُعيمُ بنُ عبد الله بنِ أَسيدِ بنِ عَبيدِ بنِ عوفِ بنِ عبيدِ بنِ عُويجِ ابنِ عَديِّ بنِ كعبٍ القُرَشيُّ، العدَوَيُّ، الصَّحابيُّ
(4)
المعروفُ بالنَّحَّامِ. والدُ إبراهيمَ الماضي (124)، وأمُّه فاختةُ ابنةُ حربِ بنِ عبد شمسٍ، وهي عَدَويةٌ أيضًا، مِن رهطِ عُمرَ، وقيلَ له: النَّحَّامُ؛
(1)
"أسد الغابة" 4/ 575.
(2)
كذا في المخطوطة، جاء الضمير للمذكر هنا وما بعده، وجاء قبله بالمؤنث، فيمكن تقدير: به، أي: المشترى.
(3)
"الإصابة" 3/ 569.
(4)
"معرفة الصحابة" 5/ 2666، و"أسد الغابة" 4/ 570.
لأنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ له
(1)
: "دخلتُ الجنَّةَ فسمعتُ نَحمةً مِن نُعيمٍ"، والنَّحمةُ هي السَّعلةُ التي تكونُ بآخرِ النَّحْنَحةِ الممدودُ آخرُها.
وكانَ بيتُ بني عَدِيٍّ بيتَه في الجاهلية، حتَّى تحوَّلَ في الإسلامِ، وكانَ إسلامُه قبلَ عمرَ، ولكنَّه لم يهاجرْ إلا قُبيلَ فتحِ مكَّةَ؛ لأنَّه كانَ يُنفقُ على أراملِ بني عَديٍّ وأيتامِهم، فلمَّا أرادَ الهجرةَ قالَ له قومُه: أقمْ ودِنْ بأيِّ دِينٍ شئتَ، ولذا -كما قالَ الزُّبير بنُ بكَّارٍ- ذكروا أنَّه لمَّا قدمَ المدينةَ قالَ له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
(2)
: "يا نُعيمُ، إنَّ قومَكَ كانوا خيرًا لكَ مِن قومي" قالَ: بل قومُكَ خيرٌ يا رسولَ الله. قالَ: "إنَّ قومي أخرجوني، وإنَّ قومَكَ أقرُّوكَ"، فقالَ نُعيمٌ: يا رسولَ الله، إنَّ قومَكَ أخرجوكَ إلى الهجرةِ، وإنَّ قومي منعوني عنها. وترجمتُه في أوَّل "الإصابة"
(3)
مبسوطةٌ. استُشهدَ بأجنادينَ في خلافةِ عمرَ، في رجبٍ سنةَ خمسَ عشرةَ، ويقالُ: إنَّه قُتلَ يومَ مُؤتةَ في حياةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وحديثُه عند أحمدَ في "مسندِه"
(4)
.
[4387] نُعيمُ بنُ عبد الله، أبو عبد الله المَدنيُّ، مولى آلِ عمرَ
(5)
ويقالُ: اسمُه محمَّدٌ، ويُعرفُ بالمُجْمِرِ؛ لأنَّه كانَ يُجمِرُ المسجدَ النَّبويَّ.
(1)
أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 138، وفي سنده الواقدي، وهو متروك، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/ 259 مرسلًا.
(2)
أخرجه البلاذري في "أنساب الأشراف"(2643)، وفي سنده الواقدي، وهو متروك، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 177.
(3)
"الإصابة" 3/ 567.
(4)
"المسند" 4/ 220.
(5)
"التاريخ الكبير" 8/ 96، "المؤتلف والمختلف" 4/ 98، و"الإكمال"، لابن ماكولا 7/ 175.
وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(1)
: إنَّه لقبٌ لأبيه؛ لأنَّه كانَ يحملُ المِجمرَةَ قُدَّامَ عمرَ في رمضانَ إذا خرجَ إلى الصَّلاةِ. ذكرَه مسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين، وهو يروي عن: أبي هريرة، وقالَ: جالستُه عشرين سنةً، وعن ابنِ عمرَ، وأنسٍ، وجابرٍ، وربيعةَ بنِ كعبٍ، وآخرينَ، وعنه: ابنُه محمَّدٌ، ومحمَّدُ بنُ عجلانَ، ومالكٌ، وفُليحُ بنُ سليمانَ، وعُمارةُ بنُ غَزيةَ، وداودُ بنُ قيسٍ الفرَّاءُ، وجماعةٌ. قالَ ابنُ مَعينٍ
(3)
، وأبو حاتمٍ
(4)
، وابنُ سعدٍ
(5)
: ثقةٌ. زادَ ابنُ سعدٍ: وله أحاديثُ صالحةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(6)
، وبقي إلى حدود العشرين ومئةٍ، وهو في "التَّهذيب"
(7)
.
[4388] نُعيمُ بنُ مسعودِ بنِ عامرِ بنِ أُنيفِ بنِ ثعلبةَ بنِ قُنفذِ ابنِ هلالِ بنِ حلاوةَ بنِ سُبيعِ بنِ بكرِ بنِ أشجعَ أبو سلمةَ، الغَطَفانيُّ، الأشجعيُّ
(8)
صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ
(9)
في المَدنيّين. أسلمَ زمنَ الخندقِ، وهو الذي خذَّلَ يومَ الأحزابِ، فأوقعَ الخُلفَ بينَ الحيِّينِ: قُريظةَ وغَطَفانَ في وقعةِ
(1)
"الثقات" 5/ 476.
(2)
"الطبقات" 1/ 257 (976).
(3)
"تاريخ ابن معين" 2/ 609.
(4)
"الجرح والتعديل" 8/ 460.
(5)
"الطبقات الكبرى" 5/ 309.
(6)
"الثقات" 5/ 476.
(7)
"تهذيب الكمال" 29/ 487، و"تهذيب التهذيب" 8/ 532.
(8)
"معجم الصحابة"، لابن قانع 3/ 147، و"أسد الغابة" 4/ 572.
(9)
"الطبقات" 1/ 149 (54).
الخندقِ، فخالفَ بعضُهم بعضًا، ورحلوا عن المدينةِ، ثمَّ سكنَ المدينةَ، وله عَقِبٌ، وكان في حَجرِ عمرِ بنِ الخطَّابِ. روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في قصَّةِ مُسيلِمةَ الكذَّابِ
(1)
، وعنه: ابنُه سلمةُ الماضي (1490)، وروى إبراهيمُ بنُ هاشمٍ الأشجعيُّ، عن أمِّه زينبَ، عن أبيها نُعيمٍ. قالَ أبو حاتمٍ الرَّازيُّ
(2)
: ماتَ -يعني- بالمدينةِ في آخرِ خلافةِ عثمانَ، وكذا قالَ ابنُ عبد البَرِّ
(3)
: ط تَ في خلافةِ عثمانَ، وقيل: بل قُتلَ يومَ الجملِ قبلَ قدومِ عليٍّ البصرةَ، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(4)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(5)
، وابنِ حِبَّانَ
(6)
.
[4389] نُعيمُ بن هَزَّالٍ الأسلميُّ، المَدَنيُّ
(7)
مختلَفٌ في صحبتِه، وروى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قصَّةَ ماعزٍ
(8)
، وقيل: عن أبيه عنه، وعنه: ابنُه يزيدُ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في الأولى
(9)
، وقالَ: له صحبةٌ، وهو مِن بني مالكِ بنِ أفصى، وكذا هو في الصَّحابة لابن قانعِ
(10)
، والعسكريِّ، وابنِ مَنْدَه، وأوَّلِ "الإصابة"
(11)
لشيخِنا.
(1)
"المسند" 3/ 488.
(2)
"الجرح والتعديل" 8/ 459.
(3)
"الاستيعاب" 4/ 70.
(4)
"تهذيب الكمال" 29/ 491، و"تهذيب التهذيب" 8/ 533.
(5)
"الإصابة" 3/ 568.
(6)
"الثقات" 3/ 415.
(7)
"أسد الغابة" 4/ 573، و"جامع التحصيل"، ص:292.
(8)
أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" 6/ 462 (7235).
(9)
"الثقات" 3/ 414.
(10)
"معجم الصحابة" 3/ 150.
(11)
"الإصابة" 3/ 569.
[4390] نُفيعُ بنُ مَسروحٍ، أو: الحارثِ بنِ كلدةَ ابنِ عَمروٍ، أبو بَكرةَ الثَّقفيُّ
(1)
وهو بكُنيتِه أشهرُ. كانَ يقولُ: أنا مِن إخوانِكم في الدُّنيا، وأنا مولًى لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فإنْ أبى النَّاسُ إلا أنْ ينسبوني، فأنا نُفيعُ بنُ الحارثِ
(2)
، وكذا لمَّا كتبَ الكاتبُ وصيَّتَه وكنَاه اكتنى عند الموتِ، اكتبْ: هذا ما أوصى به نُفيعٌ مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وعدَّهُ غيرُ واحدٍ في الموالي، وعن مِقْسَمٍ، عن ابن عبَّاسٍ قالَ: خرجَ غلامانِ يومَ الطَّائفِ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أحدُهما أبو بكرةَ، فأعتقَهما
(3)
.
[4391] نُفَيعٌ، أبو رافعٍ الصَّائغُ، المدنيُّ
(4)
نزل البصرةَ، وهو مولى ابنِ عمرَ، وقيل: مولى ابنِ العجماءِ. أدركَ الجاهليةَ، وروى عن: أبي بكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وابنِ مسعودٍ، وزيدِ بنِ ثابتٍ، وأُبيِّ بنِ كعبٍ، وأبي موسى الأشعريِّ، وأبي هريرةَ، وأمِّ المؤمنينَ حفصةَ، وكعبِ الأحبارِ، وغيرِهم. وعنه: ابنُه عبد الرَّحمنِ،
(1)
"الطبقات الكبرى" 7/ 15، و "أسد الغابة" 4/ 578، و"الإصابة" 3/ 571.
(2)
أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" 2/ 438.
(3)
أخرجه أحمد في "المسند" 1/ 243، وانظر:"تاريخ دمشق" 62/ 209.
(4)
قوله: المدنيُّ، لَحَقٌ في الهامش، وعليها: صح.
وترجمته في "تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 615، و"الكنى والأسماء" للدولابي 2/ 542، و"فتح الباب في الكنى والألقاب" ص:320.
والحسنُ البصريُّ، وحُميدُ بنُ هلالٍ، وثابتٌ البُنانيُّ، وعطاءُ بنُ أبي ميمونةَ، وقتادةُ، وبكرٌ المُزنيُّ، وسليمانُ التَّيميُّ، وعليُّ بنُ زيدِ بنِ جُدعانَ، وآخرون. ذكرَه ابنُ سعدٍ
(1)
في الطَّبقةِ الأولى مِن أهلِ البصرةِ، وقالَ: خرجَ مِن المدينةِ قديمًا، وكانَ ثقةً، وقالَ أبو حاتمٍ
(2)
: ليسَ به بأسٌ، وقالَ ثابتٌ: إنَّه لمَّا أُعتقَ بكى، وقالَ: كانَ لي أجرانِ، فذهبَ أحدُهما
(3)
، وقالَ الدَّارقطنيُّ
(4)
: قيلَ: إنَّ اسمَه نُفيعٌ، ولا يصحُّ، يعني أنَّ اسمَه كنيتُه، قالَ: وهو ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(5)
، وقالَ: روى عنه البصريون، وقالَ العِجليُّ
(6)
: تابعيٌّ، ثقةٌ، بصريٌّ، رجلٌ صالحٌ، مِن كبارِ التَّابعين، وكانَ عبدًا، فأُعتقَ، وكذا وثَّقه أحمدُ، وقالَ ابنُ عبد البَرِّ في الصَّحابةِ
(7)
: لا أقفُ على نسبِه، وهو مشهورٌ مِن علماءِ التَّابعين، أدركَ الجاهليةَ، وروى إبراهيمُ الحربيُّ في "غريبه"
(8)
مِن طريقِ أبي رافعٍ هذا قالَ: كانَ عمرُ يمازحُني حتَّى يقولَ: أكذبُ النَّاسِ الصَّائغُ، يقولُ اليوم وغدًا، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(9)
في الأسماء، وفي ثالث "الإصابة"
(10)
حوالةً على الكنى.
(1)
"الطبقات الكبرى" 7/ 122.
(2)
"الجرح والتعديل" 8/ 489.
(3)
"المسند" 2/ 344، وسنده صحيح.
(4)
"سؤالات البرقاني للدارقطني"، ص:78.
(5)
"الثقات" 3/ 582.
(6)
"معرفة الثقات" 2/ 319.
(7)
"الاستيعاب" 4/ 219.
(8)
لم أجده في "غريب الحديث" للحربي في القسم المطبوع، وذكره في "الإصابة" 4/ 74، وأن سنده جيد.
(9)
"تهذيب الكمال" 30/ 15، و"تهذيب التهذيب" 8/ 540.
(10)
"الإصابة" 4/ 74.
[4392] نُفيعٌ، مكاتَبُ أمِّ سلمةَ
(1)
يعدُّ في أهلِ الحجازِ. يروي عن: عثمانَ، وزيدِ بنِ ثابتٍ، وعنه: سعيدُ ابنُ المسيَّبِ، وأبو سلمةَ بنُ عبد الرَّحمنِ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(2)
تبعًا للبخاريِّ في "تاريخه"
(3)
، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(4)
.
[4393] نُفيلُ بنُ هشامِ بنِ سعيدِ بنِ زيدِ بنِ عَمروِ ابنِ نُفيلٍ القُرَشيُّ، العَدَويُّ
(5)
يروي عن: المَدنيّين
(6)
، وكانَ راويًا لهشامِ بنِ عروةَ. روى عنه: المباركُ بنُ فَضالةَ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(7)
، وكان يروي عن أبيه، عن جدِّه، وعنه: المسعوديُّ، وغيرُه. ذكرَه البخاريُّ
(8)
، وقالَ: روى عنه وكيعٌ، وقالَ ابنُ مَعينٍ: لا أعرفُه.
(1)
"الجرح والتعديل" 4/ 489، و"تقريب التهذيب"، ص: 565 (7183).
(2)
"الثقات" 5/ 481.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 113.
(4)
"تهذيب الكمال" 30/ 16، و"تهذيب التهذيب" 8/ 540.
(5)
"الجرح والتعديل"8/ 510، و"المؤتلف والمختلف" 4/ 139، و"الإكمال"، لابن ماكولا 7/ 276.
(6)
في الهامش أشار أنه في نسخة: يروي عنه المدنيون.
(7)
"الثقات" 7/ 548.
(8)
"التاريخ الكبير" 8/ 36.
[4394] نَملةُ بنُ أبي نَملةَ الأنصاريُّ، المَدنيُّ
(1)
يروي عن: أبيه، وله صحبةٌ، وعنه: الزُّهريُّ، وعاصمٌ، ويعقوبُ ابنا عمرَ بنِ قتادةَ، وضمرَةُ بنُ سعيدٍ، ومروانُ بنُ أبي سعيدٍ. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(2)
، وأخرجَ حديثَه في "صحيحه"
(3)
، وابنُ سعدٍ
(4)
في الطَّبقةِ الثَّانيةِ مِن أهلِ المدينةِ، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(5)
.
[4395] نهارُ
(6)
بنُ عبد الله العبديُّ، القَيسىُّ مِن عبد القيسِ، المَدَنيُّ
(7)
يروي عن: أبي سعيدٍ الخُدريِّ في إنكارِ المنكر
(8)
، وعنه: أبو طُوالةَ، ومحمَّدُ بنُ يحيى بنِ حَبَّانَ. قالَ ابنُ خراشٍ: مدنيٌّ صدوقٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(9)
وقالَ: يخطئ.
(1)
"الكاشف" 2/ 326، و"ذيل الميزان"، ص: 201، و"الخلاصة"، للخزرجي، ص:406.
(2)
"الثقات" 5/ 485.
(3)
"صحيح ابن حبان" 14/ 151 (6257).
(4)
"الطبقات الكبرى" 8/ 258.
(5)
"تهذيب الكمال" 30/ 21، و"تهذيب التهذيب" 8/ 544.
(6)
في المخطوطة: "بهادر"، وهو خطأ.
(7)
"التاريخ الكبير" 8/ 1 و "الجرح والتعديل" 8/ 501، و"الإكمال" 7/ 282.
(8)
عند ابن حبان في صحيحه 16/ 368 (7368).
(9)
"الثقات" 5/ 481.
وذُكرَ في "التَّهذيب"
(1)
. وفي التَّابعين أيضًا: نهارٌ العبديُّ
(2)
، شاميٌّ، خلطَه بعضُهم بهذا، والصَّوابُ التَّفريقُ بينهما.
[4396] نَهيكُ بنُ التَّيهانِ الأنصاريُّ
(3)
أخو أبي الهيثمِ الآتي في الكنى (5012)، ممَّن شهدَ بدرًا.
[4397] النَّوَّاسُ بنُ سَمعانَ بنِ خالدٍ الكلابيُّ
(4)
وقيل: الأنصاريُّ. صحابيٌّ، سكنَ الشَّامَ. روى عنه: أبو إدريسَ الخولانيُّ، وجبيرُ بنُ نُفيرٍ الحضرميُّ. قالَ ابنُ عبد البَرِّ
(5)
: يقالُ: إنَّ أباه وفدَ على النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، فدعا له. حديثُه في مسلمِ
(6)
، و"الأدب المفرد"
(7)
، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(8)
، وأوَّل "الإصابة"
(9)
.
(1)
"تهذيب الكمال" 30/ 26، و"تهذيب التهذيب" 8/ 547.
(2)
"إكمال الإكمال" 7/ 367، و"تقريب التهذيب"، ص: 566 (7196)، وقال عنه: شامي، قيل: له صحبة.
(3)
"الإصابة" 3/ 575.
(4)
"طبقات خليفة"، ص: 59، و "معجم الصحابة"، لابن قانع 3/ 163، و"أسد الغابة" 4/ 591.
(5)
"الاستيعاب" 4/ 94.
(6)
كتاب البر والصلة والآداب، باب: تفسير البر والإثم 4/ 1980 (2553).
(7)
"الأدب المفرد"، باب: طيب النفس، ص: 88 (303).
(8)
"تهذيب الكمال" 30/ 37، و"تهذيب التهذيب" 8/ 552.
(9)
"الإصابة" 3/ 576.
[4398] نوحُ بنُ أبي بلالٍ الخَيبريُّ
(1)
، المَدنيُّ
(2)
مولى معاويةَ. يروي عن: ابن عمرَ، -وقالَ العُقيليُّ
(3)
: إنَّ روايتَه عنه منقطعةٌ،- وسعيدِ بنِ المسيَّبِ، وأبي سلمةَ بنِ عبد الرَّحمنِ، وعليِّ بنِ الحسينِ، وأبي سعيدٍ المقبُريِّ، وسعدِ ابنِ إسحاقَ بنِ كعبِ بنِ عُجرةَ، وعطاءِ بنِ يسارٍ، وعنه: الثوريُّ، وإسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ نِسطاسَ، وداودُ ابنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ، وعليُّ بنُ ثابتٍ الجَزريُّ، وأبو لُبابةَ يونسُ بنُ يحيى، وزيدُ بنُ الحبابِ، وغيرُهم. قالَ أحمدُ
(4)
وابنُ مَعينٍ، وأبو حاتمٍ
(5)
: ثقةٌ، وكذا ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(6)
، وقالَ: روى عنه الثوريُّ و
(7)
أهلُ المدينةِ، يُعتبرُ حديثُه مِن غيرِ روايةِ سعيدِ بنِ عبد الحميدِ بنِ جعفرٍ عنه، ومُقتضى ذكرِه في الثَّالثةِ يشهدُ للعُقيليِّ، وقالَ أبو زُرعةَ والنَّسائيُّ، ويعقوبُ بنُ سفيانَ
(8)
: لا بأسَ به، وهو في "التَّهذيب"
(9)
.
(1)
في الأصل: "الحميري"، والتصويب من "تهذيب الكمال"، وفي "تهذيب التهذيب": الجسري، وهو تحريف.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 110، و"تاريخ أسماء الثقات"، لابن شاهين، ص: 242، و"الكاشف" 2/ 327.
(3)
"الضعفاء الكبير" 1/ 220، حيث ذكر واسطة بينهما، في ترجمة الحارث بن أفلح.
(4)
"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 116.
(5)
"الجرح والتعديل" 8/ 481.
(6)
"الثقات" 7/ 541.
(7)
قوله: "الثوري و"، لحقٌ في الهامش، وعليها:"صح".
(8)
"المعرفة والتاريخ" 3/ 191.
(9)
"تهذيب الكمال" 30/ 38، و"تهذيب التهذيب" 8/ 553.
[4399] نوفلُ بنُ إياسٍ الهذليُّ، المَدنيُّ
(1)
قالَ: كان عبد الرَّحمنِ بنُ عوفٍ لنا جليسًا، وكانَ نِعمَ الجليسُ
…
الحديثَ
(2)
، وعنه: مسلمُ بنُ جُندبٍ الهذليُّ، ذكره مسلم
(3)
في ثانية تابعي المدنيين، وابن حبان في ثانية "ثقاته"
(4)
، وقال: الحجازيُّ، وقال ابنُ جريرِ في "تهذيب الآثار"
(5)
: غيرُ معروفٍ في نقَلَةِ العلمِ والآثار، وهو في "التَّهذَيب"
(6)
.
[4400] نوفلُ بنُ ثعلبةَ بنِ عبد الله بنِ ثعلبةَ بنِ نَضلةَ بنِ مالكِ ابنِ العجلانِ بنِ زيدِ بنِ غَنمِ بنِ سالمِ بنِ عوفِ بنِ عَمروِ ابنِ عوفِ بنِ الخزرجِ الأنصاريُّ
(7)
هكذا نسبه ابن عبد البَرِّ
(8)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 108، و"الثقات" 5/ 479، و"الطبقات الكبرى" 5/ 59.
(2)
"الاستيعاب" 2/ 386 في ترجمة عبد الرحمن بن عوف، وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(164) القسم المفقود، وسنده ضعيف.
(3)
"الطبقات" 1/ 233 (674).
(4)
"الثقات" 5/ 479.
(5)
"تهذيب الآثار"، القسم المفقود (164).
(6)
"تهذيب الكمال" 30/ 66، و"تهذيب التهذيب" 8/ 562.
(7)
"الإصابة" 1/ 577.
(8)
"الاستيعاب" 4/ 74.
واقتصرَ ابنُ إسحاقَ على اسمِه وأبيه، وأنَّه شهدَ بدرًا
(1)
، واستُشهدَ بأُحُدٍ، ووقعَ عندَ الآقشهريِّ بدونِ ثعلبةَ الأوَّلِ.
[4401] نوفلُ بنُ الحارثِ بنِ عبد المطَّلبِ ابنِ هاشمٍ، أبو الحارثِ
(2)
ابنُ عمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأخو أبي سفيانَ، وهو أسنُّ مَنْ أسلمَ مِن بني هاشمٍ، حتَّى مِن عمَّيه حمزةَ والعبَّاسِ، أُسرَ يومَ بدرٍ، ففداه العبَّاسُ، فلمَّا فداه أسلمَ، وقيلَ: إنَّه هاجرَ أيامَ الخندقِ، وآخى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بينَه وبينَ العبَّاسِ، وكانا شريكينِ في الجاهليةِ متحابَّينِ، وشهدَ الحُديبيةَ، والفتحَ، وأعانَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يومَ حُنينٍ بثلاثةِ آلافِ رُمحٍ، وثبتَ معَه يومئذٍ.
ماتَ في سنةِ خمسَ عشرةَ بخُلفٍ، فقيل: سنةَ أربعَ عشرةَ، وقيلَ: سنةَ عشرين، وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(3)
: لسنتينِ خلتَا مِن خلافةِ عمرَ، وله بالمدينةِ دارٌ في سوقِها، وكذا قالَ الدَّارقطنيُّ في "كتاب الإخوة": إنَّه ماتَ في خلافةِ عمرَ، لسنتينِ مضتَا منها بالمدينةِ، ولم يُسندْ شيئًا.
زادَ غيرُه: وبها ماتَ، وصلَّى عليه عمرُ بعدَ أنْ مشى معه إلى البقيعِ، ووقفَ على قبرِه حتَّى دُفنَ.
(1)
"السيرة النبوية"، لابن هشام 2/ 335.
(2)
"معجم الصحابة"، لابن قانع 3/ 157، و"أسد الغابة" 4/ 593.
(3)
"الثقات" 3/ 416.
وقالَ ابنُ عبد البَرِّ
(1)
: ماتَ في أيامِ عمر، فمشى في جنازته، وقيل: إنَّه توفِّي بعدَ أخيهِ أبي سفيان بأربعةِ أشهرٍ، وبسطَ شيخُنا في أوَّلِ "الإصابةِ"
(2)
ترجمتَه قليلًا.
[ ....... ]
نوفلُ بنُ سهيلٍ
في: ابنِ مسعودٍ، قريبًا (4405).
[4402] نوفلُ بنُ عبادٍ
(3)
ذكرَه مسلمٌ
(4)
في ثانيةِ تابعي المَدنيّين، وهو (
…
)
(5)
.
[ ........ ]
نوفلُ بنُ عبد الله بنِ ثعلبةَ بنِ مالكِ بنِ العَجلانِ
مضى قريبًا، في: ابنِ ثعلبةَ (4400).
(1)
"الاستيعاب" 4/ 75.
(2)
"الإصابة" 1/ 577.
(3)
"تاريخ خليفة"، ص: 249، وفيه: نوفل بن محمد بن عباد بن عُبادة بن الصامت.
(4)
"الطبقات" 1/ 233 (675).
(5)
بياض في الأصل.
[4403] نوفلُ بنُ عمارةَ بنِ الوليدِ بنِ عَدِيِّ بنِ الخيارِ ابنِ عديِّ بنِ نوفلِ بنِ عبد مَنافٍ
يروي عن: هشامٍ بنِ عروةَ، والمَدنيّين، وعنه: يعقوبُ بنُ محمَّدٍ الزُّهريُّ، قالَه ابنُ حِبَّان في ثالثةِ "ثقاته"
(1)
.
[4404] نوفلُ بنُ مُساحقِ بنِ عبد الله، الأكبرُ، أبو سعدٍ ويقالُ: أبو سعيدٍ، ويقالُ: أبو إسحاقَ القُرَشيُّ، العامريُّ، المَدنيُّ
(2)
ذكرَه مسلمٌ
(3)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين. عن: أبيه، وعَمروِ بنِ سعيدِ بنِ زيدٍ، وعثمانَ بنِ حُنيفٍ، وأمِّ سلمةَ، وعنه: ابنُه عبد الملكِ، وسالمٌ أبو النَّضرِ، وعمرُ بن عبد العزيز، وصالحُ بنُ حسانَ، وغيرُهم. ذكرَه ابنُ سعدٍ
(4)
في الطَّبقةِ الثَّانيةِ من المَدنيّين، وقالَ: ولي قضاءَ المدينةِ
(5)
، وقالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ
(6)
.
(1)
"الثقات" 7/ 540.
(2)
"أسد الغابة" 4/ 595، و"تاريخ دمشق" 62/ 293.
(3)
"الطبقات" 1/ 243 (790).
(4)
"الطبقات الكبرى" 5/ 242.
(5)
انظر: "أخبار القضاة" لوكيع 1/ 125.
(6)
"تهذيب الكمال" 30/ 68.
وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(1)
، وقالَ: إنَّه ماتَ في إمْرَةِ عبد الملكِ بنِ مروانَ، سنةَ أربعٍ وستين.
قالَ المِزِّيُّ
(2)
: وفيه نظَرٌ؛ لأنَّ الزُّبير بنَ بكَّارٍ حكى أنَّ الوليدَ بنَ عبد الملكِ قدمَ المدينةَ وهو خليفةٌ، فأجلسَ نوفلًا معه على السَّريرِ. قالَ: وحدثني عمِّي مصعبٌ
(3)
أنَّه كان مِن أشرافِ قريشٍ، وكانت له ناحية مِن الوليدِ، وكانَ الوليدُ يُطيِّرُ الحمامَ، فأدخل
(4)
نوفلًا عليه، وقالَ له: خصصتُكَ بهذا المدخلِ، فقالَ: خسستَني؛ فإنَّ هذه عورةٌ، فغضبَ عليه، وسيَّره إلى المدينةِ، وكانَ يلي المساعيَ
(5)
، ولا يرفعُ إلى الأمراء منها شيئًا، يقسمُها ويطعمُها.
قالَ شيخُنا
(6)
: قد ذكرَ البخاريُّ
(7)
وأبو حاتمٍ الرَّازيُّ
(8)
أنَّ نوفلًا هذا ماتَ في أوَّلِ ولايةِ عبد الملكِ، وهو موافقٌ لما قالَه ابنُ حِبَّانَ؛ لأنَّ ابنَ الزُّبيرِ قُتلَ في أواخرِ سنةِ ثلاثٍ وسبعين، واجتمعَ النَّاسُ إذْ ذاكَ على عبد الملكِ، ولعلَّ الذي اتَّفقَ لنوفلٍ مع الوليدِ قبلَ خلافتِه في حياةِ عبد الملكِ،
(1)
"الثقات" 5/ 478.
(2)
"تهذيب الكمال" 30/ 67.
(3)
"نسب قريش"، ص:427.
(4)
في المخطوطة: "فأدخلا".
(5)
أي: السعي على الصدقات.
(6)
"تهذيب التهذيب" 8/ 563.
(7)
"التاريخ الكبير" 8/ 108
(8)
"الجرح والتعديل" 8/ 488.
ويكونُ في قولِ الزُّبير: في خلافتِه، وهمٌ
(1)
. وزعمَ الواقديُّ أنَّ نوفلًا هذا كانَ على شُرطةِ مسلمِ بنِ عُقبة المرِّيِّ
(2)
في وَقعةِ الحَرَّةِ
(3)
. وفي ترجمةِ مَعْقلِ بنِ سنان الأشجعيِّ (4203) أنَّ نوفلًا هذا قتلَه صبرًا بأمرِ مسلمِ بنِ عُقبةَ، وقالَ غيرُه: إنَّه -أي صاحبَ الترجمة- قتلَ جماعةً مِن الصَّحابةِ يومَ الحَرَّةِ.
[4405] نوفلُ بنُ مسعودٍ السَّهميُّ، المَدنيُّ
(4)
ذكرَه مسلمٌ
(5)
في رابعةِ تابعي المَدنيّين. وقد رأى ابنَ عمرَ، وسمعَ أنسًا، وعنه: حاتمُ بنُ إسماعيلَ، وأبو ضمرَةَ أنسُ بنُ عياضٍ، ويحيى القطَّانُ، وغيرُهم، وثَّقَه النَّسائيُّ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(6)
قالَ: وقيل: نوفلُ بنُ سهيلٍ. قالَ شيخُنا
(7)
: وقد يلتبس بنوفلٍ أبي مسعودٍ الضَّبِّيِّ، لكنَّه متأخِّرُ الطَّبقةِ عن هذا.
(1)
قولُ المِزيِّ أصوبُ من قول الحافظ ابن حجر؛ لأنِّ خليفة بن خياط قال في تاريخه، ص: 80: فاستقضى أبان بنُ عثمان نوفلَ بن مساحق العامري، فلم يزل قاضيًا حتى عُزلَ أبانُ سنة ثلاث وثمانين.
(2)
في آخر سنة 63 هـ.
(3)
"الطبقات الكبرى" 5/ 242.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 109، و"الجرح والتعديل" 8/ 488، و"الإكمال لرجال أحمد"، ص:40.
(5)
"الطبقات" 1/ 265 (1051).
(6)
"الثقات" 5/ 479.
(7)
"تعجيل المنفعة" 2/ 317.
[4406] نوفلُ بنُ معاويةَ بنِ عروةَ، وقيل: عَمروِ بنِ صخرِ بنِ يعمرَ ابنِ نُفاثةَ
(1)
بنِ عَديِّ بنِ الدِّيلِ بنِ بكرِ بنِ عبد مَنافِ ابنِ كنانةَ، أبو معاويةُ الدِّيليُّ
(2)
نزيلُ المدينةِ، ذكرَه مسلمٌ
(3)
في المَدنيّين. صحابيٌّ، روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعنه: ابنُ أختِه عبد الرَّحمنِ بنُ مطيعِ بنِ الأسودِ، وعِراكُ بنُ مالكٍ، وعوفُ بنُ الحارثِ، وأبو بكر بنُ عبد الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامٍ. قالَ الواقديُّ
(4)
: شهدَ بدرًا، والخندقَ مع المشركين، وكانَ له ذِكرٌ ونكايةٌ، ثمَّ أسلمَ، وشهدَ الفتحَ، وحُنينًا، والطَّائفَ، ونزلَ المدينةَ في بني الدِّيلِ، وحجَّ مع أبي بكرٍ سنةَ تسعٍ، ومع النَّبيّ صلى الله عليه وسلم سنةَ عشرٍ، وماتَ بالمدينةِ في خلافةِ معاويةَ. حكاه ابنُ سعدٍ عنه
(5)
، ثمَّ قالَ: أخبرنا أبو بكر بنُ أبي سَبرةَ، عن جُواثةَ بنِ عبيدٍ الدِّيلي أنَّه عُمِّرَ في الجاهليةَ سِتين، وفي الإسلامِ ستين، وللواقديِّ أيضًا: إنَّه ماتَ في خلافةِ يزيدَ بنِ معاويةَ سنةَ اثنتين وستين. زادَ غيرُه: عن مئةِ سنةٍ، وكانَ قد خرجَ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مُنصرَفَه من المدينةِ، ونزلَ بها في بني الدِّيلِ، وحجَّ سنةَ تسعٍ معَ الصِّدِّيقِ، ثمَّ في سنةِ عشرٍ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يزل بالمدينةِ ساكنًا حتَّى ماتَ.
(1)
في المخطوطة: "نعامة"، وهو تحريف، والتصويب من مصادر الترجمة.
(2)
"معجم الصحابة"، لابن قانع 3/ 155، و"أسد الغابة" 4/ 595.
(3)
"الطبقات" 1/ 156 (129).
(4)
"المغازي" 1/ 45.
(5)
لم أجده في "الطبقات الكبرى".
وتابعَ الواقديَّ على تاريخِ وفاتِه أبو حاتمٍ الرَّازيُّ
(1)
، وابنُ حِبَّانَ
(2)
، والقرَّاب، وابنُ شاهين، وابنُ عبد البَرِّ
(3)
، في آخرين، وحديثه في "الصَّحيحين"
(4)
، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(5)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(6)
.
[4407] نِيارُ بنُ عياضِ بنِ أسلمَ الأسلميُّ
(7)
صحابيٌّ، ممَّنْ كلَّمَ عثمان في حصرِه، وناشدَه اللهَ، بحيثُ قتلَه بعضُ أتباعِ عثمانَ. قالوا: وهو أوَّلُ مقتولٍ إذْ ذاكَ، وقد ذكرَ ذلك ابنُ الكلبيِّ في قصَّةِ الشُّورى، فذكر قصَّةَ الحصار.
قالَ: فقامَ نِيارٌ - وكانَ شيخًا كبيرًا، فنادى عثمانَ، فأشرفَ عليه، فبينا هو كذلك إذ رماه بسهمٍ، فنادى النَّاس: أقِدنا بنِيارٍ، فذكرَ القِصَّةَ
(8)
.
(1)
"الجرح والتعديل" 8/ 488.
(2)
"الثقات" 3/ 416.
(3)
"الاستيعاب" 4/ 1513.
(4)
البخاري في المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام (3602)، ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب: نزول الفتن كوقع المطر 4/ 2212 (11).
(5)
"تهذيب الكمال" 30/ 70، و"تهذيب التهذيب" 8/ 564.
(6)
"الإصابة" 3/ 578.
(7)
"المعارف"، ص: 42، و"أخبار المدينة"، لابن شبة 4/ 1308، و"الإصابة" 3/ 578.
(8)
"تاريخ الطبري" 4/ 381.
[4408] نِيارُ بنُ مُكرَمٍ الأسديُّ، المَدَنيُّ
(1)
صحابيُّ، أخرجَ الترمذيُّ
(2)
-ممَّا صحَّحه ابنُ خزيمةَ
(3)
- مِن طريقِ عروةَ بنِ الزُّبيرِ عنه حديثَه في مراهنةِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ مع قريشٍ في غَلبةِ الرُّومِ. وروى عنه: ابنُه عبد الله حديثًا آخرَ، وهو أحدُ الأربعةِ الذينَ دفنوا عثمانَ رضي الله عنه، وأنكرَ ابنُ سعدٍ
(4)
أنْ يكونَ سمعَ مِن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فذكرَه في الطَّبقةِ الأوَلى مِن أهلِ المدينةِ، وقالَ: سمعَ مِن أبي بكرٍ، وكانَ ثقةً، قليلَ الحديثِ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في الصَّحابةِ
(5)
، وفي ثقاتِ التَّابعين
(6)
أيضًا، جَرْيًا على عادتِه في المختلَفِ في صُحبتِه، فقالَ في الأوَلى: له صحبةٌ، حديثُه عندَ أهلِ المدينةِ، وقالَ في الثَّانيةِ: أحدُ الأربعةِ الذين حضروا دفنَ عثمانَ. روى عن: عثمانَ، وعنه: أهلُ المدينةِ، وهو في "التَّهذيب"
(7)
، وأوَّل "الإصابة"
(8)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 128، و"أسد الغابة" 4/ 597، و"إكمال الإكمال" 7/ 437.
(2)
كتاب التفسير، سورة الروم (3194)، وقال: صحيح حسن غريب.
(3)
في كتاب التوحيد، باب: من الأدلة التي تدل على أن القرآن كلام الله الخالق 1/ 404 (237).
(4)
"الطبقات الكبرى" 5/ 8.
(5)
"الثقات" 3/ 422.
(6)
"الثقات" 5/ 482.
(7)
"تهذيب الكمال" 30/ 73، و"تهذيب التهذيب" 8/ 566.
(8)
"الإصابة" 3/ 579.
حرف الهاء
[4409] هارونُ بنُ بكَّارِ بنِ عبد الله بنِ مصعبِ بنِ ثابتِ ابنِ عبد الله بنِ الزُّبير بنِ العوَّامِ
(1)
أخو الزُّبير الماضي (1213).
[4410] هارونُ بنُ سعدٍ، مولى قريشٍ
(2)
حجازيٌّ. عن: المطَّلبِ بنِ عبد الله بنِ حَنْطَبٍ، وعنه: معنُ بنُ عيسى، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(3)
، وقالَ الذَّهبيُّ
(4)
: لا يُدرى مَن هو.
[4411] هارونُ بنُ صالحِ بنِ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ طلحةَ ابنِ عبيدِ الله التَّيميُّ، الطَّلحيُّ، المَدنيُّ
(5)
روى عن: أخيه طلحةَ، وعبد الرَّحمنِ بنِ زيدِ بنِ أسلمَ، وعبد العزيزِ ابنِ أبي حازمٍ، وعبد الله بنِ محمَّدِ بنِ عمرانَ الطَّلحيِّ.
(1)
"جمهرة أنساب العرب"، لابن حزم، ص:123.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 222، و"الجرح والتعديل" 9/ 91، و"تهذيب الكمال" 30/ 89.
(3)
"الثقات" 7/ 580.
(4)
"ميزان الاعتدال" 4/ 284.
(5)
"الكاشف" 2/ 330.
وعنه: يحيى بن موسى، ختٌّ
(1)
، وأبو إسماعيل الترمذيُّ، وأبو حاتمٍ الرَّازيُّ، وقالَ
(2)
: صدوقٌ، سمعتُ منه بالمدينةِ سنةَ ستَّ عشرةَ ومئتين، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(3)
، وقالَ ابنُ حزمٍ
(4)
: لا يُعرفُ، وهو ذهولٌ منه واسترواح، وهو في "التَّهذيب"
(5)
.
[4412] هارونُ بنُ أبي عائشةَ المَدنيُّ
(6)
يروي عن: عَدِيِّ بنِ عَدِيِّ
(7)
، وعنه: ابنُ جُريجٍ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(8)
، وقالَ العِجليُّ
(9)
: ثقةٌ، روى عنه ابنُ جُريجٍ.
[4413] هارونُ بنُ عبد الله بنِ محمَّدٍ الزُّهريُّ، ثمَّ العَوفيُّ
(10)
مِن ذُرِّيةِ عبد الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، مدنيٌّ، تفقَّهَ على أصحابِ مالكٍ.
(1)
خَتٌّ، بفتح المعجمة، وتشديد المثنَّاةِ، لقبُه، وقيل: هو لقب أبيه. "تقريب التهذيب"، ص: 597 (7655).
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 92.
(3)
"الثقات" 9/ 239.
(4)
"المحلى" 7/ 59.
(5)
"تهذيب الكمال" 30/ 94، و"تهذيب التهذيب" 9/ 9.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 220، و"الجرح والتعديل" 9/ 92.
(7)
كتب فوقها في المخطوطة: "صح".
(8)
"الثقات" 7/ 579. قلتُ: وحديثه عنه في "تاريخ دمشق" 21/ 463.
(9)
"معرفة الثقات" 2/ 322.
(10)
"الجرح والتعديل" 9/ 92، و"الولاة وكتاب القضاة"، ص: 448، و"تاريخ بغداد" 14/ 13.
وروى عنه، وعن: ابنِ أبي حازمٍ، وابنِ الماجِشونِ، وابنِ وهبٍ، ونحوِهم، وعنه: هارونُ بنُ سعيدٍ الأَيليُّ، ويونسُ بنُ عبد الأعلى، والوليدُ ابنُ مسافرٍ، وآخرون. أثنى عليه ابنُ يونسَ
(1)
في عِفَّتِه، وعدلِه في الأحكامِ، وكانَ وليَ قضاءَ مصرَ مِن قِبَلِ المأمونِ، سنةَ سبعَ عشرةَ، واستمرَّ في قضائها أكثرَ مِن ثمان سنين، ثمَّ لمَّا وقعت المحنةُ بخلقِ القرآن أُلزِمَ مِن جهةِ الخليفةِ بأنْ لا يقبلَ شهادةَ مَنْ لا يُقِرُّ بذلك فكانَ مَنْ شهدَ عندَه بأنَّ القرآنَ مخلوقٌ قَبِلَه، ومَنْ توقَّفَ ردَّ شهادتَه، ثمَّ صارَ يتسامحُ في ذلك، فصُرِفَ، ووُلِّيَ مكانَه محمَّدُ بنُ أبي اللَّيث
(2)
، فشدَّدَ في ذلك، فحُمِدَ عندَهم ثمَّ أُخذَ بعونِ الله تعالى عليه.
وقالَ الزُّبيرُ: كانَ مِن كبارِ الفقهاءِ، وقالَ أبو إسحاقَ الشِّيرازيُّ في "طبقات الفقهاء"
(3)
: كانَ أعلمَ مَنْ صنَّفَ الكتبَ في مُختلَفِ قولِ مالكٍ، وِكانَ صَرفُه عن القضاءِ في صفرَ سنةَ ستٍّ وعشرين ومئتين، ونابَ بعدَ ذلكَ بِسُرَّ مَنْ رأى إلى أنْ ماتَ في صفرَ سنةَ اثنتين وثلاثين، ذكرَه شيخُنا في "اللسان"
(4)
، وقالَ: ألحقتُه كأنظارِه ممَّنْ قالَ بخلقِ القرآنِ، ولكنْ هذا زاد أنْ دعا إليه، وعاقبَ في تركِه.
قلتُ: وأظنُّه الذي جدُّه محمَّدُ بنُ كثيرِ بنِ مَعنِ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، فيُنظر.
(1)
"تاريخ ابن يونس" 2/ 246.
(2)
في المخطوطة: "الليل"، وهو تحريف، والتصويب من "لسان الميزان" 8/ 308.
(3)
"طبقات الفقهاء"، ص:153.
(4)
"لسان الميزان" 8/ 307.
[4414] هارونُ بنُ عمرَ بنَ الزَّغَبِ
نقل عنه المحبّ الطبري في "الرياض النضرة"
(1)
له ممَّا حكاه له -، قالَ: وكانَ ثقةً، صدوقًا، مشهورًا بالخيرِ، والصَّلاحِ، والعبادةِ- عن أبيه -وكانَ مِن الرِّجالِ الكبارِ- قالَ: كنتُ مجاورًا بالمدينةِ، وشيخُ الخُدَّامِ إذ ذاكَ الشَّمسُ صوابٌ اللَّمطيُّ، وكانَ صالحًا كثيرَ البِرِّ بالفقراءِ، والشَّفقةِ عليهم، ممَّنْ بيني وبينَه أُنسٌ، فقال لي يومًا: أخبرُك بعجيبةٍ، كانَ لي صاحبٌ يجلسُ عندَ الأميرِ، ويأتيني مِن خبرِه بما تمسُّ الحاجةُ إليه، فجاءني يومًا، فقالَ: حدثَ أمرٌ عظيمٌ، فقلتُ: ما هو؟ قالَ: جاءَ قومٌ مِن أهلِ حلبَ، وبذلوا للأميرِ مالًا كثيرًا، وسألوه أنْ يُمكِّنَهم مِن فتحِ الحُجرةِ، وإخراجِ الشَّيخينِ رضي الله عنهما من القبرِ الشَّريفِ، فأجابهم لذلك، فكرِبتُ لهذا سيِّما وجاءني رسولُ الأميرِ، فرُحتُ إليه، فقالَ: إنَّه يدقُّ عليكَ اللَّيلةَ أقوامٌ المسجدَ، فافتحْ لهم، ومكِّنهم ممَّا أرادوا، ولا تُعارضهم، فقلتُ له: سمعًا وطاعةً، وفارقتُه، ومكثتُ يومي أجمعَ خلفَ الحُجرةِ أبكي، لا ترقأُ لي دمعةٌ، ولا يشعرُ أحدٌ بذلك، فلمَّا صلَّينا العشاءَ، وخرجَ النَّاسُ، وغلَّقنا الأبوابَ، دُقَّ البابُ الذي بحذاءِ بابِ الأميرِ -يعني: بابَ السَّلام- قالَ: ففتحتُه، فدخلَ أربعون رجلًا ومعهم المساحي والمكاتلُ، والشُّموعُ، وآلاتُ الهدمِ والحفر، وقصدوا الحجرةَ، فوالله ما وصلنا المنبر حتَّى
(1)
لم أجد هذه القصة في "الرياض النضرة".
وقد نقل هذه القصة السمهودي في "وفا الوفا" 2/ 653، عن المحب الطبري، والمقريزي في "إمتاع الأسماع" 14/ 626.
ابتلعَتهم الأرضُ بأجمعِهم، وبما معهم مِن الآلاتِ، فلم يبقَ لهم أثرٌ، واستبطأَ الأميرُ خبرَهم، فدعاني، وسألني عنهم، فأخبرتُه بما وقع لهم، فقام، فلم يرَ لهم أثرًا، فقالَ: متى ظهرَ منكَ هذا قطعتُ رأسَك.
ثمَّ قالَ المحبُّ الطَّبريُّ: فحكيتُها لجماعةٍ مِن الأصحاب فيهم مَنْ أثقُ به وبحديثِه، فقالَ: وأنا كنتُ حاضرًا في بعضِ الأيامِ عندَ الشَّيخِ أبي عبد الله القرطبي بالمدينةِ، وصوابٌ يحكيها له، فسمعتُها منه، انتهى.
وذكرَها أيضًا أبو محمَّدٍ عبد الله بنُ أبي عبد الله بنِ أبي محمَّدٍ المرجانيُّ (1985) في "تاريخ المدينة"
(1)
له باختصارٍ، وقالَ: سمعتُها مِن أبي، وهو سمعَها مِن أبيه، وهو مِن خادمِ الحُجرةِ. قالَ أبو عبد الله المرجانيُّ: ثمَّ سمعتُها أنا مِن خادمِ الحُجرةِ، يعني: بدون واسطة، إلَّا أنَّه عدَّهم خمسةَ عشر، أو عشرين، ولم يسمِّ الخادمَ.
[4415] هارونُ بنُ قَزَعةَ المَدنيُّ
(2)
عن: رجلٍ مِن آلِ الخطَّابِ في زيارةِ قبرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بلفظِ
(3)
: "مَنْ زارني مُتعمِّدًا كانَ في جِواري يومَ القيامةِ، ومَنْ ماتَ في أحدِ الحرمينِ، بعثَه اللهُ
(1)
"بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة المختار"، ص:397.
(2)
"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 3/ 169، و"ديوان الضعفاء"، ص: 416، و"لسان الميزان" 8/ 309.
(3)
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" 3/ 488، وله طريق آخر عند الطيالسي في "مسنده" 1/ 49 (65)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 128 وهو حديث ضعيف، كما ذكر الحافظ في "لسان الميزان" 8/ 309، وانظر:"وفا الوفا" 4/ 41.
يومَ القيامةِ مِن الآمنين". رواه عنه: سوارُ بنُ ميمونٍ، مِن روايةِ شُعبةَ عن سوارٍ، وقالَ البخاريُّ: لا يتابَعُ عليه، انتهى.
ورواه خالدُ بنُ أبي خالدٍ، عن الشَّعبيِّ والأسودِ بنِ ميمونٍ، عن هارونَ بنِ أبي قزعةَ -رجلٍ مِن آلِ حاطبٍ- عن حاطبٍ، أشارَ إلى ذلك الذَّهبيُّ في "ميزانه"
(1)
، وقالَ الأزديُّ: هارونُ أبو قزعةَ متروكٌ، فكأنَّه عنى هذا
(2)
، ويتأيَّد بقولِ ابنِ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(3)
: هارونُ أبو قزعةَ يروي عن رجلٍ مِن آلِ حاطبٍ المراسيلَ، انتهى. ويمكنُ أن يكونَ كُني باسمِ أبيه، وعلى كلِّ حالٍ؛ فقد ضعَّفَه يعقوبُ بنُ شيبةَ، وذكرَه العُقيليُّ، والسَّاجيُّ، وابنُ الجارودِ في الضُّعفاء، وأوردَ العُقيليُّ
(4)
حديثَه مِن طريقِ شعبةَ.
[4416] هارونُ بنُ محمَّدِ بنِ إسحاقَ بنِ موسى بنِ عيسى ابنِ موسى بنِ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ عبد الله ابنِ عبَّاسٍ، أبو موسى الهاشميُّ
(5)
أميرُ مكَّةَ والمدينةِ فيما قالَه ابنُ حزمٍ في "الجمهرة"
(6)
، وإنَّه حجَّ بالنَّاسِ مِن سنةِ ثلاثٍ وستين إلى سنةِ ثمان وسبعين وِلاءً، ثمَّ هربَ مِن
(1)
"ميزان الاعتدال" 4/ 285.
(2)
في المخطوطة: "بهذا"، والتصويب من "لسان الميزان"، فقد نقله المؤلف عنه.
(3)
"الثقات" 7/ 580.
(4)
"الضعفاء الكبير" 4/ 362، وقال: والرواية في هذا ليِّنة.
(5)
"تاريخ الإسلام" 21/ 318.
(6)
"جمهرة أنساب العرب"، ص:33.
مكَّةَ عندَ الفتنةِ، فنزلَ مصرَ، وماتَ بها، وألَّفَ "نسب العباسيين"، وغيرَ ذلك
(1)
.
وقالَ ابنُ كثيرٍ
(2)
بعدَ أنْ وصفَهُ بأميرِ الحرمينِ والطَّائفِ: ماتَ سنةَ ثمان وثمانين ومئتين بمصرَ، وقد سمعَ [و] حدَّث، وقالَ الذَّهبيُّ
(3)
: كانَ شريفًا نبيلًا، ثقةً، سمعَ مِن طبقةِ أبي كريبٍ
(4)
.
[4417] هارونُ بنُ محمَّدِ بنِ عبد الله بنِ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ عبد الله ابنِ عبَّاسٍ ابنِ عبد المطَّلبِ، أبو جعفرٍ الرَّشيدُ ابنُ أبي عبد الله المهديِّ بنِ أبي جعفرٍ المنصورِ ابنِ أبي إبراهيمَ الهاشميُّ، العباسيُّ
(5)
له ذكرٌ في أبي البَختري وهبٍ (4507)، مِن الواوِ، فيُنظرُ، ويترجمُ، وهو الذَي أحدثَ الأستارَ لصحنِ المسجدِ النَّبويِّ، ولم يكنْ يُسترُ في زمانِ بني أميَّة
(6)
.
(1)
"شفاء الغرام" 2/ 227.
(2)
"البداية والنهاية" 14/ 696.
(3)
"تاريخ الإسلام" 21/ 318
(4)
يروي عن عبد الله بن عيسى الأموي، كما في "تاريخ بغداد" 10/ 54.
(5)
هو هارون الرشيد، الخليفة العباسيُّ، المشهور، مولده سنة 148 هـ، ووفاته سنة 193 هـ. ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 9/ 286.
(6)
بعدها في المخطوطة بياضٌ بمقدار سبعة أسطر، ولعلَّ المؤلف أراد أن يعود ليكتب له ترجمة، ثم لم يفعل.
[4418] هارونُ بنُ محمَّدٍ المَدنيُّ
(1)
شيخُ البخاريِّ. هكذا رأيتُه بخطِّه، وما عرفتُ كيف هذا.
[4419] هارونُ بنُ المسيَّبِ
(2)
والي المدينةِ قريبًا من سنةِ مئتين، مضى له ذِكرٌ في: محمَّدِ بنِ جعفرٍ الصَّادقِ (3482)، بل وُصفَ بأنَّه والي الحرمين، وفي "مقاتل الطالبيين"
(3)
فيما رواه أنَّ هارون هذا قدمَ مكَّة واليًا على الحرمينِ، بعدَ صرفِ الجلوديِّ
(4)
، فبدأ بمكَّةَ، وحجَّ، ثمَّ انصرفَ إلى المدينةِ، فأقامَ سنةً.
[4420] هارونُ بنُ موسى بنِ أبي علقمةَ عبد الله بن محمَّدِ بنِ عبد الله ابنِ أبي فَروةَ، أبو موسى الفَرويُّ، المَدنيُّ
(5)
مولى آلِ عثمانَ. يروي عن: أبيه، وجدِّه، وأخيه عمرانَ، وأبي ضمرَةَ
(1)
نقل عنه في "التاريخ الصغير"، ص: 270، 294، 312، وغيرها، قال: حدثنا هارون بن محمد، وهو يروي عن عبد الملك ابن الماجشون، وعلي بن جعفر بن محمد.
(2)
"المعارف"، ص: 289، و"الكامل"، لابن الأثير 6/ 313، و"تاريخ الإسلام" 13/ 79.
(3)
"مقاتل الطالبيين"، ص:541.
(4)
عيسى بن يزيد الجلودي، والي مكة سنة مئتين، هزم العلويين، ثم خرج إلى العراق، وسيره المأمون لمحاربة الزُّط. "جمهرة أنساب العرب"، 1/ 143. و"المعرفة والتاريخ"، ص: 59 - 61، و"العقد الثمين" 6/ 472.
(5)
"مشتبه أسامي المحدثين"، للهروي، ص: 250، و"الكاشف" 2/ 331، و"توضيح المشتبه" 7/ 50.
اللَّيثيِّ، وعبد الله بنِ معاذٍ الصَّنعانيِّ، وعبد الله بنِ نافعٍ الصَّائغِ، وعبد الله ابنِ نافعٍ الزُّبيريِّ، ومحمَّدِ بنِ فُليحٍ، وابنِ أبي فُديكٍ، وعبد الملكِ ابنِ الماجِشونِ، في آخرين، وعنه: ابنه أبو علقمةَ عبيدُ الله، والترمذيُّ، والنَّسائيُّ
(1)
، وأبو حاتمٍ
(2)
، وقالا: لا بأسَ به، والعبَّاس بنُ أحمدَ البرْتيُّ، وابنُ أبي عاصمٍ، وابنُ أبي الدُّنيا، وعبدانُ الأهوازيُّ، والمفضَّل الجنديُّ، ويحيى بنُ صاعدٍ، وغيرُهم.
قالَ مَسلمةُ والدَّارقطنيُّ
(3)
: ثقةٌ. زادَ الدَّارقطنيُّ: هو وأبوه، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(4)
. قالَ ابنُ عساكرَ: ماتَ سنةَ اثنتين، وقيل: ثلاث وخمسين ومئتين.
قالَ ابنُ مَندَهْ: ومولدُه سنةَ أربعٍ وسبعين ومئةٍ، وهو في "التَّهذيب"
(5)
.
قالَ المرُّوذيُّ: قلتُ لأبي مَعْمَرٍ إسماعيلَ بنِ شجاعٍ: سلْ لي أهلَ الحرمينِ عن مسألةِ اللَّفظِ، وجِئني بالجوابِ، فقالَ: سألتُ أبا موسى ابنَ أبي علقمةَ الفَرويَّ بالمدينةِ، فقلتُ: قد ظهرَ قومٌ زعموا أنَّ ألفاظَهم وأصواتَهم التي يقرؤون بها القرآنَ غيرُ مخلوقةٍ، فاكتبْ لي جوابَ هذه المسألة، فقالَ لي: اكتبْ: المِراءُ في القرآنِ كفرٌ، وكلُّ مَن تكلَّفَ في هذا كلامًا، أو ألحدَ فيه بشيءٍ غيرِ الوجهِ الذي كانَ عليه النَّاسُ، فهو كافرٌ
(1)
"مشيخة النسائي"، ص:103.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 95، وفيه: قال أبو حاتم: هو شيخ.
(3)
"سؤالات السلمي للدارقطني" رقم: 405.
(4)
"الثقات" 9/ 241.
(5)
"تهذيب الكمال" 30/ 113، و"تهذيب التهذيب" 9/ 15.
مبتدعٌ، والصَّمتُ عن هذا كلِّه والتَّسليمُ لِمَا كان عليه النَّاسُ هي السُّنةُ والجماعةُ، ولولا أنَّ العلماءَ إذا علَتْ البدعةُ لا بدَّ لهم مِن دفعِها لمَا رأيتُ أنْ أتكلَّمَ فيها، وذكرَ أشياءَ، إلى أنْ قالَ: والله لقد شابَ عارضي
(1)
، وما سمعتُ مَن ذكرَ القرآنَ، حتَّى كانَ سنةَ تسعٍ ومئتين، فسمعتُ الكلامَ فيه، وكانَ الماجِشونُ يقولُ: لو أخذتُ المرِّيسيَّ
(2)
لضربتُ عنقَه، وكانَ أصحابُنا جميعًا يُكفِّرون مَنْ قالَ: القرآنُ مخلوقٌ
(3)
.
[4421] هارونُ بنَ هارونَ
(4)
بنِ عبد الله بنِ مُحرزِ
(5)
بنِ الهُديرِ أبو مُحرزٍ، ويقال: أبو عبد الله التَّيميُّ، المَدنيُّ
(6)
أخو مُحرزٍ (3347). يروي عن: الأعرجِ، ومجاهدٍ، وابنِ المنكدرِ،
(1)
العارضُ: جانب الوجه. "القاموس": عرض، يريد: الشعر النابت عليه، وانظر:"تاج العروس": عرض.
(2)
بشر بن غياث المرِيسيُّ، فقيه، متكلم، زعيم الجهمية في زمانه، والداعي إلى القول بخلق القرآن، كان أبوه يهوديًا، مات سنة 218 هـ. "تاريخ بغداد" 7/ 56، و"سير أعلام النبلاء" 10/ 199.
(3)
النص بكامله في "تاريخ الإسلام"، للذهبي 19/ 361.
(4)
كتب فوقها في المخطوطة: "صح".
(5)
في الأصل: "محرز"، براءٍ، ثم زاي، لكن قال ابن حجر: بمهملتين، بوزن محمَّد. "تبصير المنتبه" 4/ 1262.
وقال المزيُّ في "التهذيب" 30/ 119: ذكره البخاري فيمن اسمه محرَّر، بالرَّاء المكررة، وذكره ابن أبي حاتم وغيره فمن اسمه محرز، بالراء والزاي. وذكر الاختلاف فيه صاحب "إكمال الإكمال" 7/ 214.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 226، و"المؤتلف والمختلف" للدارقطني 4/ 84، و"المغني في الضعفاء" 2/ 706.
وأبي حازمٍ، وعنه: ذؤيبُ بنُ عمامةَ السَّهميُّ، وعبد الله بنُ إبراهيمَ بنِ أبي عَمروٍ الغِفاريُّ، ومحمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ أبي فُديكٍ ومحمَّدُ بنُ شعيبِ بنِ شابور. قالَ البخاريُّ
(1)
: ليسَ بذاكَ، ومرَّةً: لا يُتابع على حديثه، وكذا قالَ أبو حاتمٍ
(2)
: لا يُتابعُ في حديثِه، مُنكرُ الحديثِ، ليس بالقويِّ، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ
(3)
: أحاديثُه ممَّا لا يُتابعه عليها الثِّقاتُ، وقالَ النَّسائيُّ والدَّارقطنيُّ: ضعيفٌ
(4)
، وقالَ السَّاجيُّ: ليس بذاكَ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(5)
: يروي الموضوعاتِ عن الثِّقات، لا يجوزُ الاحتجاجُ به، ولا الرِّواية عنه إلَّا على سبيلِ الاعتبارِ لأهلِ الصِّناعةِ فقط، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(6)
.
[4422] هارونُ بنُ يحى القُرَشيُّ، الأسديُّ الزُّبيريُّ
(7)
، المَدنيُّ
(8)
ذكرَهُ ابنُ عَدِيٍّ وحدَه في "شيوخ البخاري"
(9)
، والذي في الوصايا من "صحيحه"
(10)
: ثنا هارونُ -غير منسوب- ثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ،
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 226، و"الضعفاء الصغير"، ص: 123 (391).
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 98.
(3)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 125.
(4)
"الضعفاء والمتروكون"، ص: 389 (568).
(5)
"المجروحين" 2/ 442.
(6)
"تهذيب الكمال" 30/ 119، و"تهذيب التهذيب" 9/ 16.
(7)
في المخطوطة: "الزهري"، وهو تحريف، وهو من ولد الزبير بن العوام.
(8)
"تهذيب الكمال" 30/ 121.
(9)
"من روى عنهم البخاري من مشايخه في جامعه الصحيح"، لابن عدي، ص:222.
(10)
كتاب الوصايا، باب: وما للوصي أن يعمل في مال اليتيم وما يأكل منه بقدر عمالته (2764).
ولكنَّه وقعَ في أكثرِ الأصولِ من "البخاري" تسمية أبيه بالأشعثِ، وهو البخاريُّ، كوفيُّ الأصلِ، وقد ذكرَه في "شيوخ البخاري"
(1)
أبو نصرٍ الكَلاباذي، وآخرون، وهو المعتمد
(2)
.
[4423] هارونُ السَّاويُّ، الصُّوفيُّ
(3)
نزلَ معَ مَن اختيرَ للكشفِ عن الرَّائحةِ التي شُمَّت في الحُجرةِ؛ لبذلِه لأميرِ المدينةِ قاسمِ بن مهنَّا مالًا، حتَّى رضي بنزولِه، وذلك في سنةِ أربعٍ وخمسين وخمس مئةٍ، كما في بيان (620).
[4424] هاشمُ بنُ أبي بكرِ بنِ عبد الله بنِ عبد الرَّحمنِ ابنِ أبي بكرٍ، أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، القُرَشيُّ البكريُّ، المَدنيُّ، الفقيهُ، القاضي
(4)
قاضي الدِّيارِ المصريةِ بعدَ القاضي العُمريِّ
(5)
، فقدِمَها في جمادى الآخرةِ، سنةَ أربعٍ وتسعين ومئةٍ، بعدَ انفصاله. ولَّاه الأمينُ، فلم تطلْ
(1)
"رجال صحيح البخاري"، للكلاذ آبادي 2/ 774، ذكر هارون بن الأشعث، وأنه روى عنه في كتاب الوصايا.
(2)
الكلام منقول من "تهذيب التهذيب" 9/ 17.
(3)
"الدرة الثمينة في أخبار المدينة"، لابن النجار، ص: 420، وفيه: هارون الشادي، وهو تحريف.
(4)
"أخبار القضاة"، ص: 239، و"القضاة"، للكندي، ص: 411
(5)
اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن العمري، وكان تولى القضاء من سنة 185 إلى سنة 194 هـ. "القضاة"، للكندي، ص: 394 - 411، و"تاريخ ابن يونس" 2/ 123، و"رفع الإصر عن قضاة مصر"217.
ولايتُه، وماتَ بعدَ سنةٍ ونصفٍ بمصرَ، وهو على قضائِها، في سنةِ ستٍّ وتسعين، وكانَ قد تتبَّعَ أصحابَ العُمريِّ، وسجنَهم، بل سجنَ العُمريَّ، وقيَّدَه، وطالبَه بما صارَ إليه من أموالِ الأوقافِ، وغيرِها، وهربَ العُمريُّ مِن السِّجنِ ليلًا، فقالَ يحيى الخولانيُّ
(1)
:
هرَبَ الخائنُ ليلًا فجَمَحْ
…
وأتى أمرًا قبيحًا فافتُضِحْ
وكانَ مِن سُكَّانِ الكوفةِ مدَّةً، وتفقَّهَ على مذهبِ أبي حنيفةَ، وممَّن يشربُ النَّبيذَ المختلَفَ فيه، ذكرَه ابنُ يونسَ في "تاريخه"
(2)
، وقالَ: كتبَ عنه، ماتَ بمصرَ.
ونقلَ الطحاويُّ في "تاريخه الكبير" عن يحيى بنِ عثمانَ [عن]
(3)
البكريّ أنَّه كانَ يقولُ: دخلتُ مصرَ وأنا مُقِلٌّ، فزرعتُ زرعًا، فانكسر عليَّ خَراجُه بآفةٍ لحقتْه، فطولبتُ بخَراجِه، وشُدِّدَ عليَّ فيه، فقالَ بعضُ الحاضرين: سبحان الله
(4)
ابنُ صاحبِ نبِّيكم، والذي
(5)
قامَ في مقامِه بعدَه يطالبُ بمثلِ هذه المطالبة!؟ ما كانَ عليه فهو عليَّ، وهو له في كلِّ سنةٍ، وتَبِعَه صاحبُ "طبقات الحنفية"
(6)
.
(1)
البيت في "الجواهر المضيِّة" 3/ 565.
(2)
"تاريخ ابن يونس" 2/ 246.
(3)
انظر: "الجواهر المضية" 3/ 565.
(4)
في المخطوطة: "الذي"، وهو خطأ، والتصويب من "الجواهر المضية".
(5)
في المخطوطة: "والدي"، وهو تحريف.
(6)
"الجواهر المضية في طبقات الحنفية" 3/ 564.
[4425] هاشمُ بنُ عتبةَ بنِ أبي وقَّاصِ، أبو عمرَ ابنُ أخي سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ
(1)
صحابيٌ، ترجمتُه طويلةٌ في أوَّل "الإصابة"
(2)
، وهو الشُّجاعُ المشهورُ، المعروفُ بالمِرْقالِ، لُقِّبَ بذلك؛ لأنَّه كانَ يُرْقِلُ في الحربِ، أي: يسرعُ، مِن الإرقالَ
(3)
، وهو ضَربٌ من العَدْوِ، ووهِمَ بعضُهم، فسمَّاه هشامًا. أسلمَ يومَ الفتحِ، وحضر مع عمِّه
(4)
حربَ الفُرسِ بالقادسية، وله بها آثارٌ مذكورةٌ، ولما جاءَ قتلُ عثمانَ إلى الكوفةِ، قالَ لأبي موسى الأشعريِّ: بايعْ لخيرِ هذه الأمَّةِ عليٍّ، فقالَ له: لا تعجلْ، فوضعَ هاشمٌ يدَه على الأخرى، فقالَ: هذه لعليٍّ، وهذه لي، وقد بايعتُ عليًّا، ثمَّ أنشد
(5)
:
أبايعُ -غيرَ مُكترثٍ- عليًّا
…
ولا أخشى أميرًا أشعريَّا
أبايعُه وأعلمُ أنْ سأرضي
…
بذاكَ اللهَ حقًّا والنَّبيّا
ثمَّ إنَّه شهدَ صِفِّين معَ عليٍّ، فأخذَ في وادٍ، فقُتلَ فيه، وكانت له أبياتٌ بالمدينةِ مِن جملةِ ما زيدَ في المسجدِ النَّبويِّ أيامَ الوليدِ بنِ عبد الملكِ.
(1)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص: 169، "أسد الغابة" 4/ 601.
(2)
"الإصابة" 3/ 593.
(3)
"الصحاح": رقل.
(4)
سعد بن أبي وقاص.
(5)
البيتان في "الإصابة".
[4426] هاشمُ بنُ عليِّ بنِ سِنانٍ
قُتلَ في معركةٍ بـ"ذروان"
(1)
في صفرَ سنةَ سبعٍ وعشرين وسبع مئةٍ، وكان حَمِيَّةً لطُفيلِ بنِ منصورٍ أميرِ المدينةِ، وقد مضى عليٌّ (2798)، ومُهنَّا، وذكرنا هناك أنَّ هاشمًا أخوهما
(2)
، وكلُّهم مِن قُضاهِ الشِّيعةِ، فيُحرَّرُ أصاحبُ الترجمةِ شخصٌ آخرُ أم هو الأخُ المشارُ إليه، وحينئذٍ فهو أخو سنانٍ، لا ابنُه.
[ ....... ]
هاشمُ بنُ هاشمِ
(3)
بنِ عتبةَ
في الذي بعده.
[4427] هاشمُ بنُ فُليتةَ بنِ قاسمِ بنِ محمَّدِ ابنِ جعفرٍ، أبو القاسمِ الحسنيُّ
(4)
أميرُ مكَّةَ، بل وُصفَ بأميرِ الحرمين، وكذا وُصفَ ابنُه قاسمٌ، ماتَ في موسمِ سنةِ تسعٍ وأربعين وخمسِ مئةٍ.
(1)
في بني زريق في المدينة المنورة. "وفاء الوفا" 4/ 19، 77.
(2)
في المخطوطة: "أخاهما".
(3)
كتب فوقها في المخطوطة: "صح".
(4)
"تاريخ الإسلام" 37/ 386، و"سمط النجوم العوالي" 4/ 219، و"العقد الثمين" 7/ 361.
[4428] هاشمُ بنُ هاشمِ بنِ هاشمِ
(1)
بنِ عتبةَ بنِ أبي وقَّاصِ ابنِ أُهيبِ بنِ زُهرةَ بنِ عبد مَنافٍ الزُّهريّ، المَدنيُّ
(2)
سمع سعيدَ بنَ المسيَّبِ، وعامرًا وعائشةَ ابني سعدٍ، وعبيدَ بنَ نِسطاس، وعبد الله بنَ وهبِ بنِ زمعةَ، وعنه: مالكٌ، والدَّراوَرديُّ، ومروانُ بنُ معاويةَ، وابنُ نميرٍ، وأبو أسامةَ، ومكِّيُّ بنُ إبراهيمَ، وابنُ أبي زائدةَ، وجماعةٌ مِن أهلِ الحجازِ والعراقِ. وثَّقَه ابنُ مَعِينٍ، والنَّسائيُّ، وابنُ حِبَّانَ
(3)
، والعِجليُّ
(4)
، وقال أحمدُ: ليسَ به بأسٌ. ماتَ قبل الخمسين ومئةٍ؛ فإنَّه حدَّثَ سنةَ سبعٍ وأربعين ومئةٍ، سمعَ منه فيها مكِّيٌّ فيما نقلَه أحمدُ عنه، ولكن الذي نقلَه البخاريُّ
(5)
عن مكِّيٍّ سنةَ أربعٍ، وهو الموافقُ لقولِ ابن حِبَّانَ: مات سنةَ أربع. قالَ ابنُ سعدٍ
(6)
في الطَّبقةِ الخامسةِ مِن أهلِ المدينةِ: هاشمُ بنُ هاشمِ بنِ عتبةَ، أمُّه أمُّ ولدٍ، فولد هاشم بن هاشم هاشمًا، وأمُّه أمُّ عَمرو بنتُ سعدٍ، وقد روى هاشمٌ عن: عامرِ بنِ سعدٍ، وغيرِه، وروى عنه: ابنُ نُميرٍ، وأبو ضمرَةَ، انتهى.
(1)
كُتب فوقها في المخطوطة: "صح".
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 103، و"رجال صحيح البخاري" 2/ 779، و"الخلاصة"، للخزرجي، ص:408.
(3)
"الثقات" 7/ 584.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 324.
(5)
"التاريخ الكبير" 8/ 233.
(6)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:371.
وكلامُه محتملٌ لأنْ يكونَ الرَّاوي هو هاشمَ بنَ هاشمٍ، أو ابنه هاشم، وحينئذٍ يترجَّحُ ما ظنَّه المِزيُّ، حيثُ قالَ
(1)
: هاشمُ بنُ هاشمِ
(2)
بنِ عتبةَ ابنِ أبي وقَّاصٍ المَدنيُّ، ويقالُ: هاشمُ بنُ هاشمِ بنِ هاشمٍ
(3)
، وهو أصحُّ؛ لأنَّ هاشمَ بنَ عتبةَ قُتلَ بصِفين سنةَ سبعٍ وثلاثين، فيبعدُ أنْ يكونَ صاحبُ التَّرجمةِ ابنَه، لبُعدِ ما بينَ وفاتيهما، وقالَ العِجليُّ: هاشمُ بنُ هاشمِ بنِ عتبةَ، مدَنيٌّ، ثقةٌ، وقالَ البزَّارُ
(4)
: ليسَ به بأسٌ.
[4429] هالةُ بنُ أبي هالةَ هندِ بنِ إلياسَ، وقيل: مالكِ بنِ النّبَّاشِ وقيل: زُرارةَ التَّميميُّ، ابنُ أمَّ المؤمنين خديجةَ
(5)
صحابيٌّ، دخلَ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو راقدٌ، فاستيقظَ وضمَّه إلى صدره، وقالَ
(6)
: "هالةُ، هالةُ هالةُ"، وعنه بهذا: ابنه زيدٌ، وهو مرويٌّ بنحوِه عن عائشةَ أيضًا، ولكن الصَّوابَ في حديثِ عائشةَ هالةُ أختُ خديجةَ، لا ولدُها، كما في الصَّحيحِ
(7)
، وترجمَ له شيخُنا في أوَّلِ "الإصابة"
(8)
.
(1)
"تهذيب الكمال" 30/ 137.
(2)
كتب فوقها في المخطوطة: "صح".
(3)
كتب فوقها في المخطوطة: "3".
(4)
"مسند البزار" 3/ 288.
(5)
"الثقات" 3/ 437، و"أسد الغابة" 4/ 602.
(6)
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" 4/ 476 (3806).
(7)
في البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب: تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها (3821)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب: فضل خديجة أم المؤمنين 4/ 1889 (2437).
(8)
"الإصابة" 3/ 594.
[ ....... ]
هانئ بنُ نِيارِ بنِ عَمروٍ
هو أبو بردةَ، في الكُنى (4747).
[4430] هانئ، مولى عليِّ بنِ أبي طالبٍ
(1)
ذكرَه مسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين.
[4431] هبَّارُ بنُ الأسودِ بنِ المطَّلبِ بنِ أسدِ بنِ عبد العزَّى ابنِ قُصَّيٍّ القُرَشيُّ، الأسديُ
(3)
وأمُّه فاختةُ ابنةُ عامرِ بنِ قُرطٍ
(4)
القُشيريةُّ، صحابيٌّ، أسلمَ بالجِعرانةِ. قالَ الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ: إنَّه لمَّا أسلمَ، وقدِمَ المدينةَ، جعلوا يسبُّونه، فذكرَ ذلك لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالَ
(5)
: "سُبَّ مَنْ سبَّكَ" فانتهوا عنه.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 229، و"الجرح والتعديل" 9/ 100، و"الثقات" 5/ 509.
(2)
"الطبقات" 1/ 253 (923).
(3)
"الطبقات الكبرى" 1/ 140، و"معجم الصحابة" 5/ 2767.
(4)
في الأصل: "قرطة"، وهو خطأ، والتصويب من "نسب قريش"، ص: 346، و"أسد الغابة" 4/ 608.
(5)
أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 140، وفي سنده الواقدي، وهو متروك مع سعة علمه، كما في "تقريب التهذيب"، ص: 498 (6175).
وللبخاري في "التَّاريخِ"
(1)
مِن حديثِ موسى بنِ عقبةِ، عن سليمانَ ابنِ يسارٍ أنَّه حدثه أنَّه فاتَه الحجُّ، فقالَ له عمرُ: طُفْ بالبيتِ، وبينَ الصَّفا والمروة. هكذا أخرجَه البيهقيُّ
(2)
مِن هذا الوجهِ، بل هو في "الموطأ"
(3)
عن نافعٍ، عن سليمانَ أنَّ هبَّارًا حجَّ مِن الشَّامِ، وهكذا أخرجَه سعيدُ بنُ أبي عَروبةَ في "المناسك"
(4)
عن أيوب، عن نافعٍ، فذكرَه مطوَّلًا. ومِن إنشادِه يخاطبُ توُيت بنَ حبيبِ بنِ أسدِ بنِ عبد العزَّى في الجاهليةِ
(5)
:
تويتُ، ألمْ تعلمْ وعلمُكَ ضايرٌ
…
بانكَ عبد لِلَّئامِ خَدينِ
وأنَّكَ إذ ترجو صلاحي ورجعتي
…
إليك لساهي العينِ جدُّ غبينِ
أترجو مُساماتي بأبياتكَ
(6)
التي
…
جعلتُ أراها دونَ كلِّ قرينِ
وترجمته في أوَّل "الإصابة"
(7)
مبسوطة.
[4432] هبةُ بنُ جمَّازِ بنِ منصورِ بنِ جمَّازِ ابنِ شيحةَ الحُسينيُّ
والدُ هيازعَ وإخوتِه. صبرَ بعدَ قتلِ أبيه، وكفَّ النَّاسَ هو وعمُّه زيَّانُ ابنُ منصورٍ عن الفتنةِ، ونادى فيهم بالأمانِ، ولذا اجتمعَ النَّاسُ عليه،
(1)
لم أجده في "التاريخ الكبير".
(2)
"السنن الكبرى" 5/ 174.
(3)
"الموطأ" 1/ 283.
(4)
لم أجده في القسم المطبوع من "المناسك".
(5)
الأبيات في "الإصابة" 3/ 599.
(6)
في "معجم الشعراء"، ص: 490: بأتياسكَ.
(7)
"الإصابة" 3/ 597.
وامتنع هو مِن ذلك، وقالَ: بل أجلسُ في القلعةِ لحفظِ المدينةِ وأهلِها، ووفَى بذلك، وكذا امتنعَ عمُّه المذكورُ، وأشارَ بأخيهِ عطيَّةَ، فاستقرَّ، وجاءَ تقليدُه في ربيعٍ الثَّاني سنةَ ستين وسبع مئةٍ، قالَه ابنُ فَرحون
(1)
.
وذكرَه المجدُ، فقالَ
(2)
: الحسينيُّ، الشَّافعيُّ، الأميرُ، بدرُ الدِّين، أبو سليمانَ، ذو المناقبِ الحميدةِ، والمآثرِ العَدِيدة، والخلائقِ السَّديدةِ، والفضائلِ العتيدةِ، والمفاخرِ السَّنيةِ السَّعيدةِ، كانَ سببَ ولايتِه انتقالُه مِن مذهبِ الإماميةِ، إلى مذهبِ الشَّافعيِّ، فلمَّا علمَت
(3)
الدَّولةُ المِصريةُ بذلك، سلكتْ في تقديمِه وتعظيمِه أحسنَ المسالك، واختاروه للولايةِ والتَّأميرِ، واصطفَوه على كلِّ شريفٍ وأمير، وأحمدوه في نقلِ مذهبِه ووُرودِه المنهلَ العَذبَ النَّمير
(4)
، فخلعَ السُّلطانُ عليه خِلعةً مُنيفةً، وقلَّدهُ إمارةَ المدينةِ الشَّريفة، وجلَّله
(5)
مِن عواطفِه وعوارفِه بكلِّ طَريفة، فلمَّا باشرَ الولايةَ، نشرَ أعلامَ السُّنةِ النَّبويةِ نشرًا جميلًا، وبلغَ المجاورون أمانيَّهم فيما كانوا يرومونَه تأميلًا، وحسنَ ما مهَّدَه ابنُ عمِّه مِن المعَدلة
(6)
برفعِ قواعدِ السُّنَّةِ تتميمًا وتكميلًا، وطمسَ تُرَّهاتِ
(7)
مسالكِ المبتدعةِ
(1)
"نصيحة المشاور"، ص:260.
(2)
"المغانم المطابة" 3/ 1311.
(3)
في الأصل: "علم"، والمثبت من "المغانم المطابة".
(4)
قال الجوهريُّ: وماءٌ نميرٌ، أي: ناجعٌ، عذبًا كان أو غير عذب. "الصحاح": نمر.
(5)
في المخطوطة: "وخلده"، والمثبت من "المغانم".
(6)
المَعدلةُ: العدلُ. "القاموس": عدل.
(7)
التُّرَّهاتُ: جمعُ تُرَّهةٍ، وهي الباطل. "القاموس": تره.
وبُنيِّاتِ طُرقِهم مَيلًا جميلًا، فأصبحَ بينَ الأشرافِ بازًا أشهبًا
(1)
، وعلى مناكبِ المناقبِ، ومراتبِ المناصبِ طِرازًا ذهَبًا، واهتزَّتْ أرجاءُ المدينةِ الشَّريفةِ بظهورِ السُّنَّةِ الغَرَّاءِ فرحًا وطرَبًا، وهربَ مِن عدلِه الحائتُ
(2)
حُوتَ بدعة المُحَايت
(3)
، واتَّخذَ سبيلَه في البحرِ سربًا، ظَفِرت السُّنَّةُ مِن البِدعةِ بالانتصار، وحَسُنَ الزَّمانُ به إلى أنْ صارَ كما في عصرِ الأنصار، فالسُّلطانُ شافعيٌّ، والقاضي شافعيٌّ، وشيخُ خُدَّامِ الحَرمِ شافعيٌّ، وهذا ممَّا لم يُعهدْ في عصرٍ مِن الأعصار، وهو سلَّمَه الله كانَ قبلَ ذلك لمَّا استُشهدَ والدُه سئلَ أنْ يقبلَ الولايةَ فامتنعَ وأبى، واتَّخذَ لنفسِه مِن الفَراغِ والانعزالِ أحسنَ خِبا
(4)
، وقالَ: لا أتعرَّضُ للولايةِ وحملِها، وإنَّما أجلسُ في القلعةِ لحفظِ المدينةِ وأهلِها، وأقومُ في هذه الأيام لحمايةِ الحاج، وأمَّا الولايةُ فانظروا لها غيري؛ فإنِّي لستُ إليها بمُحتاج، فَوُلِّيَ عمُّه عطيَّةُ، كما ذكرناه في ترجمتِه (2753)، واستقرَّ بالأمرِ إلى أنْ ساقَهُ اللهُ إلى هِبَتِه
(5)
مِن عطيتِه، فكانَ ولايةً كاسمِه، هبةً مِن الله للمسلمين، وهيبةً في قلوبِ المخالفين، وقد أقرَّ اللهُ عينَه بِبَنين غُرٍّ أنجاب، كأنَّهم أُسودٌ في أثواب، ليوثٌ في رِحاب، غيوث للبُعداء والأصحاب.
(1)
البازي: الصقر، والأشهب: المخلوط بياضه بسواد. "القاموس": بزى، شهب.
(2)
الحائتُ: اسم فاعلٍ مِن: حاتَ. يقال: حاتَ الطائرُ على الشيء، يحوتُ، أي: حامَ حوله. "لسان العرب": حوت.
(3)
المحايت: المراوغ. يقال: حاوتَكَ فلانٌ: إذا رواغك. "لسان العرب": حوت.
والمعنى: هربَ مِن عدله الحائمُ حولَ البِدعةِ، والمُرواغُ لأجلها.
(4)
في "المغانم": جنى، وما ها هنا أصوب، وأوفق للسجعة.
(5)
كتب فوقها في الأصل: "كذا".
وثارَتْ فِتنٌ بينَهم وبينَ بني عمِّهم، في عامِ تسعٍ وسبعين، وبلغَ التَّحريشُ مِن الشَّيطانِ اللَّعين البِلَغين
(1)
، وكم مرَّةً أقامَ الحربَ بينهم على ساق، ودارَت كؤوسها بينَ حَاسٍ
(2)
وساق، والتهبَتْ لظَى القتالِ في أيَّامِ المواسم، وتصادُمِ المحامل، واغتصاصِ المدينةِ وظواهرِها بالزَّواملِ واليَعامِل
(3)
، فخاضوا في غمارِ الحربِ للجِلادِ مُستَقْتِلين، واندفعوا في تيَّارِ الطَّعنِ والضَّربِ بالمنايا مُستبسلين، واتَّصلت بينهم الحَملات، وتوالَت منهم الضَّربات، وهبةُ وأوَلادُه لم يبلغوا العشرين، وعطيَّةُ وأحفادُه مُنيفين على السِّتين، فازدحموا عليهم إلى أنْ كادوا يأخذونهم
(4)
مِن فوقُ ومِن قُدَّام، والرِّماحُ تَنقدُهم
(5)
ما بينَ لحومٍ وعظام، فودَّعوا الرَّاحات، واستودعوا الجِراحات، ويبسِت على مقابضِ السِّلاحِ الرَّاحات، وأنزلَ الله إذ ذاكَ نصرَه، وشيَّدت مواهبُ الله بتأييدِ هبةَ قَصرهَ
(6)
، وحملَ
(7)
عليهم بعزمتِه المُبيرة
(8)
، وهِمَّتِه الأثيرة، وأسمعَهم منادي النُّصرةِ:{كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً} [البقرة: 249]، وكمْ مرَّةً حشدوا العربَ، وجمعوا الجموع، ونزلوا على المدينةِ واستغزروا العيونَ بالدُّموع،
(1)
يقال: بلغَ البِلَغين للأمر الذي بلغ كلَّ مبلغٍ لشدَّته. "القاموس": بلغ.
(2)
أي: شارب. حسا: شرب. "القاموس": حسا.
(3)
اليَعامل: جمعُ يَعْمَلة، وهي النَّاقةُ النَّجيبةُ، المطبوعةُ على العمل. "الصحاح": عمل. ووقع في "المغانم" المطبوعة: البغال، وهو تحريف.
(4)
في المخطوطة: "يأخذوهم"، وهو خطأ.
(5)
أي: تمييزهم، والنقدُ: تمييز الدراهم وغيرها. "القاموس": نقد.
(6)
كذا في المخطوطة، وفي مطبوعة "المغانم":"في صرمه"، وكأنها أصحُّ.
(7)
في الأصل: "وهزم"، وصوبت في الهامش إلى:"وحمل".
(8)
المُبير: المُهلك. أباره اللهُ: أهلكه. "لسان العرب": بور.
وأكلوا الزُّروع، وجدُّوا
(1)
النَّخيل، وأنكوا السَّخيّ وأبكوا البخيل، وهم: جماز، وهيازع، وجعفر، وغنية
(2)
، وبيشة
(3)
، وسليمان، وزبالة، ومنصور، ومحمَّد، وإخوته. ذُكرَ في ترجمةِ والده (734)، انتهى. ماتَ هو وعمَّاه عطيةُ ونُعيرٌ ابنا منصورٍ في سنةِ ثلاثٍ وثمانين وسبع مئةٍ
(4)
.
[4433] هُدْبةُ الشَّاعرُ
له ذِكرٌ في: عُبَيد بنِ أمِّ كلاب.
[4434] هدمٌ المُخَنِّثُ
له ذِكرٌ في: هيت (4461).
[4435] الهِرْماسُ بنُ زيادِ بنِ مالكِ بن عبد العزَّى بنِ عامرِ ابنِ ثعلبةَ بنِ غَنْمِ بنِ مالكِ بنِ أعصرَ، أبو حُدَيرٍ الباهليُّ، مِن قيسِ عَيلانَ
(5)
صحابيٌّ، عِدادُه في أهلِ المدينة. رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يخطبُ على ناقتِه. روى عنه: ابنُه القَعقاعُ، وعِكرمةُ بنُ عمَّارٍ، وحِسْلُ بنُ عبد الله.
(1)
أي: قطعوا. "القاموس": جدد.
(2)
كذا في المخطوطة، وفي "المغانم":"عتبة".
(3)
كذا في "المغانم"، وهي غير منقوطة في المخطوطة.
(4)
"إنباء الغمر" 2/ 73.
(5)
"الطبقات الكبرى" 5/ 553، و"معرفة الصحابة" 5/ 2761.
قالَ العسكريُّ -بعدَ سياقِ نسبهِ-: وهو وأبوه مِن ساكني اليمامةِ. قالَ أبو زكريا ابنُ مَندَهْ: وكانَ آخرَ مَنْ ماتَ بها مِن الصَّحابةِ، وقالَ عكرمةُ بنُ عمَّارٍ: لقيتُه سنةَ اثنتين ومئةٍ، وهو في "التَّهذيب"
(1)
وأوَّل "الإصابة"
(2)
.
[4436] هَرَميُّ بنُ عبد الله، ويقالُ: ابنُ عتبةَ، ويقالُ: ابنُ عَمروٍ وقيل: عبد الله بنُ هرميٍّ الأنصاريُّ، الواقفيُّ ويقالُ: الخَطْميُّ، المَدنيُّ
(3)
مختلَفٌ في صُحبتِه. له حديثٌ واحدٌ عن خزيمةَ بنِ ثابتٍ في النَّهي عن إتيانِ النِّساءِ في أدبارِهنَّ
(4)
، وفي إسنادِه اضطرابٌ كثيرٌ. وذكرَه مسلمٌ
(5)
في الطَّبقةِ الأوَّلى مِن تابعي المَدنيّين، وسمَّاه هَرِمًا. روى عنه: ثُمامةُ بنُ قيسٍ، وحُميدٌ الأعرجُ، وعبد الملكِ بنُ عَمروِ بنِ قيسٍ، وعبد الله بنُ عليِّ بنِ السائب، وعَمروُ بنُ شعيبٍ، ويزيدُ ابنُ الهادِ، على خلافٍ في ذلكِ، وغيرُهم، قالَ ابنُ سعدٍ
(6)
: هَرَميُّ بنُ عبد الله بنِ رِفاعةَ بنِ بُجرةَ
(7)
بنِ مجدعةَ بنِ عَدِيٍّ بنِ نُميرِ بنِ واقفٍ، كانَ قديمَ الإسلامِ، وهو مِن البكَّائينَ
(1)
"تهذيب الكمال" 30/ 163، و "تهذيب التهذيب" 9/ 35.
(2)
"الإصابة" 3/ 600.
(3)
"معرفة الصحابة" 5/ 2770، و"إكمال الإكمال" 4/ 155.
(4)
أخرجه أحمد في "المسند" 5/ 213، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 2/ 590 (2087)، وقال: وله طرقٌ عن خزيمة، وأخرجه غيرُهما.
(5)
"الطبقات" 1/ 228 (621).
(6)
لم أجده في "الطبقات الكبرى".
(7)
في المخطوطة: "بحرة"، وفي "أسد الغابة" 4/ 618: نجدة.
الذينَ استحملوا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في غزوةِ تبوكَ، وقالَ ابنُ ماكولا
(1)
نحوَه، وزادَ: وقيل: هرميُّ بنُ عتبةَ، وقد روى عن خزيمةَ أيضًا، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثقاتِ التَّابعين
(2)
، وفرَّقَ شيخُنا في "مختصرِه للتهذيب"
(3)
، فقالَ: الذي يظهرُ لي أنَّ هرميَّ بنَ عبد الله الواقفيَّ صحابيٌّ كبيرٌ غيرُ هرميِّ بنِ عبد الله الخَطميِّ، أو الواقفيِّ أيضًا الرَّاوي عن خُزيمةَ، وقد روى ابنُ إسحاقَ عن ثُمامةَ بنِ قيسِ بنِ رفاعةَ عن هرميِّ بنِ عبد الله الخَطميِّ، رجلٍ كانَ مِن قومِه، كانَ وُلدَ في عهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأدركَ الصَّحابةَ متوافرين، قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(4)
: "مَنْ سمعَ الأذانَ بالجُمعةِ، ولم يأتِها كانَ في التي بعدَها أشغلَ" رواه إبراهيمُ بنُ سعدٍ، وعبد الرَّحمنِ بنُ مَغراء، عن ابنِ إسحاقَ هكذا، فهَرميُّ بنُ عبد الله هذا هو الذي روى عن خزيمةَ، وأمَّا الذي شهدَ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بعضَ مشاهدِه، وكانَ في غزوةِ تبوكَ ممَّنْ استحملَه، فلا يُوصفُ بكونِه وُلدَ في عهدِه، واللهُ أعلمُ. قالَ: وقد فرَّقَ بينهما ابنُ ماكولا في باب الهاء مِن "إكماله"
(5)
، ونصَّ البخاريُّ
(6)
على أنَّ قولَ مَنْ قالَ فيه: عبد الله بنُ هرميٍّ غيرُ صحيحٍ، وأنَّ الصَّوابَ هرميُّ بنُ عبد الله، وترجمَ شيخُنا أوَّل "الإصابة"
(7)
: هَرِمٌ، أو هرميُّ بنُ عبد الله الأنصاريُّ،
(1)
"الإكمال" 4/ 155.
(2)
"الثقات" 5/ 516.
(3)
"تهذيب التهذيب" 9/ 36.
(4)
أخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة"، كما ذكره ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 4/ 59، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 619، وفيه أثقل بدل: أشغل، وهو ضعيف.
(5)
"الإكمال" 4/ 155.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 257.
(7)
"الإصابة" 3/ 601.
وفي ثانيها
(1)
: هرميُّ بنُ عبد الله، ويقالُ: ابنُ عتبةَ، ويقالُ: ابنُ عَمروٍ الأنصاريُّ، الخَطميُّ، ويقالُ: الواقفيُّ، ومشى على ما تقدَّمِ.
[4437] هُرَيرُ بنُ عبد الرَّحمنِ بنِ رافعِ ابنِ خَديجٍ الأنصاريُّ، المَدنيُّ
(2)
عن: أبيه وجدِّه، عن بعضِ محمَّدِ بنِ مسلمةَ، وعنه: ابناهُ رِفاعةُ وعبيدُ الله، ومحمَّدُ بنُ سهلِ بنِ أبي حَثمةَ، وموسى بنُ عُبيدةَ الرَّبذيُّ، وعبد المجيدِ بنُ أبي عبسٍ، وإبراهيمُ بنُ إسماعيلَ بنِ مجمِّعٍ. وثَّقه ابنُ مَعِينٍ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(3)
، وقالَ الأزديُّ
(4)
: يتكلَّمون في حديثِه، وقالَ الدَّارقطنيُّ: روى عن عائشةَ، ولم يسمعْ منها، وهو في "التَّهذيب"
(5)
.
[4438] هَزَّالٌ الأسلميُّ
(6)
صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ
(7)
في المَدنيّين، وهو: ابنُ يزيدَ بنِ ذئابِ
(8)
بنِ كُليبِ بنِ عامرِ بنِ جَذيمةَ بِن مازنٍ.
(1)
"الإصابة" 3/ 615.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 252، "الجرح والتعديل" 9/ 121، و "الإكمال" 7/ 314.
(3)
"الثقات" 7/ 589.
(4)
"المغني في الضعفاء" 2/ 709.
(5)
"تهذيب الكمال" 30/ 167، و"تهذيب التهذيب" 9/ 37.
(6)
"أسد الغابة" 4/ 620.
(7)
"الطبقات" 1/ 156 (136).
(8)
في المخطوطة: "داب"، والتصويب من "الإصابة".
حديثُه عندَ النَّسائيِّ
(1)
، والحاكمِ في "مستدركه"
(2)
مِن طريقِ نُعيمٍ ابنِه أنَّ هزَّالًا كانت له جاريةٌ، وأنَّ ماعزًا وقعَ عليها، وأنَّه صلى الله عليه وسلم قالَ:"يا هزَّالُ، لو سترتَه بثوبِكَ لكانَ خيرًا لك"، وهو في "الإصابة"
(3)
، و"التَّهذيب"
(4)
.
[4439] هشامُ بنُ إسحاقَ بنِ عبد الله بنِ الحارثِ بنِ كنانةَ وقيل: بدونِ الحارثِ، أبو عبد الرَّحمنِ، المَدَنيُّ
(5)
يروي عن: أبيه، وعنه
(6)
: حفيدُه إسماعيلُ بنُ ربيعةَ، والثَّوريُّ، وحاتمُ بنُ إسماعيلَ.
قالَ أبو حاتمٍ
(7)
: شيخٌ، وقالَ البخاريُّ
(8)
: سهميٌّ، وذكرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(9)
، وقالَ: السَّهميُّ، القُرَشيُّ، وهو في "التَّهذيب"
(10)
.
(1)
"السنن الكبرى" 6/ 462 (7236).
(2)
"المستدرك" 4/ 403، وصححه، ووافقه الذهبي.
(3)
"الإصابة" 3/ 602.
(4)
"تهذيب الكمال" 30/ 171، و"تهذيب التهذيب" 9/ 39.
(5)
"الكاشف" 2/ 335، و"الخلاصة"، للخزرجي، ص:409.
(6)
ملحقة بالهامش، وعليها:"صح".
(7)
"الجرح والتعديل" 9/ 53.
(8)
"التاريخ الكبير" 8/ 196، وليس فيه: سهميٌّ.
(9)
"الثقات" 7/ 568.
(10)
"تهذيب الكمال" 30/ 174، و"تهذيب التهذيب" 9/ 40.
[4440] هشامُ بنُ إسماعيلَ بنِ هشامِ بنِ الوليدِ بنِ المغيرةِ ابنِ عبد الله بنِ عمرَ بنِ مخزومٍ، أبو الوليدِ المخزوميُّ، القُرَشيُّ، المكِّيُّ
(1)
أميرُ المدينةِ لعبد الملكِ بنِ مروانَ، وكانَ حما
(2)
عبد الملكِ، وجدَّ هشامِ بنِ عبد الملكِ لأمِّه، ووالدَ الذي ذكرَه البخاريُّ في الحجِّ مِن "صحيحه"
(3)
حيثُ نقلَ عن ابن جُريجٍ أنَّ ابنَ هشام منعَ النِّساءَ مِن الطَّوافِ معَ الرِّجالِ. أرسلَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن أبي الدَّرداءِ
(4)
، وروى عن: معاوية، وعنه: محمَّدُ بنُ إبراهيمَ التَّيميُّ، ومحمَّدُ بنُ يحيى بنِ حَبَّانَ، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وعبد الله بنُ أبي بكرِ بنِ حزمٍ، وغيرُهم. قالَ البخاريُّ
(5)
: كانَ واليَ المدينةِ، يعني: لعبد الملكِ، وهو خالُ هشامِ بنِ عبد الملكِ. ذكرَ مالكٌ في "الموطأ"
(6)
عن عبد الله بنِ أبي بكرٍ أنَّ أبانَ بنَ عثمانَ، وهشامَ بنَ إسماعيلَ كانا يذكران في خُطبهِم عُهدةَ الرَّقيق، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "الثِّقات"
(7)
، وقالَ: إنَّه الذي ضربَ سعيدَ بنَ المسيَّبِ بالسِّياطِ، انتهى.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 192، و"الطبقات الكبرى" 5/ 244، و"أنساب الأشراف" 10/ 206.
(2)
في المخطوطة: "حمو"، وهو خطأ. قال الجوهريُّ: وكلُّ شيءٍ من قِبَل الزوج، مثل الأب، والأخ، فهم الأحماء. "الصحاح": حمو.
(3)
كتاب الحج، باب: طواف النساء مع الرجال (1618).
(4)
"المراسيل"، لابن أبي حاتم، ص:230.
(5)
"التاريخ الكبير" 8/ 192.
(6)
"الموطأ"، كتاب البيوع، باب: العُهدة 2/ 612.
(7)
"الثقات" 5/ 501.
وسببُ ذلك: أنَّ عبد الملكِ كتبَ إلى أمراءِ الآفاقِ أن يبايعوا بالخلافةِ بعدَه للوليد ثمَّ سليمانَ وَلَدَيْهِ، فامتنعَ، ورأى عدمَ جوازِه، وقالَ: أنظرُ ما يصنعُ النَّاسُ، فضربَه ستين سوطًا، وطوَّفَ به، وسجنَه، فبعثَ عبد الملكِ إلى هشامٍ يُعنِّفُه ويلومُه.
قالَ أبو المِقدامِ: مَرُّوا علينا بسعيدٍ ونحنُ في الكُتَّابِ وقد ضُربَ مئةَ سَوطٍ، وعليه تُبَّانُ شَعرٍ، وأوهموه أنَّهم يصلبونه، وقالَ الواقديُّ: حدَّثني ابنُ أبي سبرةَ عن سالمٍ مولى أبي جعفرٍ قالَ: كان هشامٌ يؤذي عليَّ بنَ الحسينِ وأهلَ بيتِه، يخطبُ بذلكَ على المنبرِ، وينالُ مِن عليٍّ
(1)
، فلمَّا وَلِيَ الوليدُ عزلَه، وأمرَ بأنْ يُوقفَ للنَّاسِ، فقالَ سعيدُ بنُ المسيَّبِ لولدِه محمَّدٍ: لا تؤذهِ، فإنِّي أَدَعُه لله، وللرَّحمِ.
ومرَّ عليه عليُّ بنُ الحسينِ، فسلَّم عليه، فقالَ هشامٌ:{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124]
(2)
، وقد كانَ سليمانُ بنُ عبد الملكِ شفعَ فيه إلى الوليدِ، حتَّى خلَّاه، وعفا عنه، ولأجلِ فعلِه معَ سعيدٍ وغيرِه كتبَ بعضُ أهلِ العلمِ في هامشِ ترجمتِه من كتابِ ابنِ أبي حاتمٍ: لا تحلُّ الرِّوايةُ عن هذا.
وذكرَ الزُّبير بنُ بكَّارٍ أنَّ عبد الملكِ أوصى ولدَه الوليدَ بهشامٍ، فلم يبدأ بأوَّلَ مِن عزلِه، ولمَّا عزلَه استعملَ بدلَه عمرَ بنَ عبد العزيزِ
(3)
.
(1)
"جمهرة نسب قريش"، ص: 83، و "نسب قريش"، لمصعب، ص:47.
(2)
وهي قراءةُ جميع القرَّاء إلا ابنَ كثير، وحفصًا. "إتحاف فضلاء البشر"، ص:273.
(3)
"نسب قريش"، ص:329.
وفي "مسند أحمد"
(1)
عن زيادِ بنِ أبي زيادٍ قالَ: انصرفتُ من الظُّهرِ حينَ صلَّاها هشامُ بنُ إسماعيلَ بالنَّاسِ إذْ كانَ على المدينةِ، فدخلنا على أنسٍ، فأتتْهُ الجاريةُ بصلاةِ العصرِ .. الحديثَ، وقدِمَ دمشقَ، ويقالُ: إنَّه أوَّلُ مَنْ أحدثَ دراسةَ القرآنِ في جامعِها في السُّبْعِ
(2)
، ولمَّا عزلَه الوليدُ بنُ عبد الملكِ عن المدينةِ في سنةِ ستٍّ وثمانين استقرَّ بعدَه عمرُ بنُ عبد العزيزِ، كما مضى فيه.
[4441] هشامُ بنُ حكيمِ بنِ حِزامِ بنِ خويلدِ بنِ أسدِ بنِ عبد العزَّى ابنِ قُصَيِّ بنِ كِلابٍ القُرَشيُّ، الأسديُّ
(3)
حديثُه في المدينةِ، وذكرَه مسلمٌ
(4)
فيهم، وأمُّه زينبُ ابنةُ العوَّامِ، أختُ الزُّبير. كان هو وأبوه مِن مُسلمةِ الفتحِ، ذكرَه ابنُ سعدٍ فيهم، وقالَ
(5)
: كانَ رجلًا مَهيبًا، روى عن: النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: جُبَيرُ بنُ نُفيرٍ، وعروةُ بنُ الزُّبيرِ، وقتادةُ السَّلميُّ، وهو الذي صارعَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وصرعَهُ
(6)
. وقالَ الزُّهريُّ: كانَ يأمرُ بالمعروفِ، وينهى عن المنكرِ، في رجالٍ معه، وكانَ عمرُ إذا رأى منكرًا قالَ: أمَّا ما عشتُ أنا وهشامٌ، فلا يكون هذا
(7)
.
(1)
"المسند" 3/ 237 بسند حسن.
(2)
"تاريخ دمشق"، لابن عساكر 2/ 283.
(3)
"جمهرة نسب قريش وأخبارها"، ص: 377، و"أسد الغابة" 4/ 622.
(4)
"الطبقات" 1/ 151 (75).
(5)
"الطبقات الكبرى" 1/ 131.
(6)
"تاريخ الإسلام" 3/ 663.
(7)
"الطبقات الكبرى" الجزء المتمم للصحابة 1/ 236.
وقالَ مالكٌ: كانَ كالسَّايحِ، ما يتَّخذُ أهلًا، ولا ولدًا، ونحوُه قولُ العِجليِّ
(1)
: كانَ مُتَبتِّلًا، وقالَ مصعبٌ الزُّبيريّ
(2)
: كانَ له فضلٌ، وماتَ قبلَ أبيهِ، وخلطَ أبو نُعيمٍ الأصبهانيُّ في قوله
(3)
: استُشهدَ بأجنادين، أفادَه شيخُنا
(4)
، وبرهَنَ على تأخُّرِه بعدَها، وكذا قالَ الذَّهبيُّ
(5)
، وقيل: إنَّه قُتلَ بأجنادين، ولا يصحُّ، وهو في "التَّهذيب"
(6)
، وأوَّلِ "الإصابة"
(7)
، وابن حِبَّانَ
(8)
، وقالَ: حديثُه عندَ أهلِ المدينةِ والشَّامِ.
[4442] هشامُ بنُ سعدٍ، أبو عبَّاد
(9)
، وقيل: أبو سعيدٍ القُرَشيُّ، مولًى لأبي لهبٍ، المَدَنيُّ
(10)
يروي عن: زيدِ بنِ أسلمَ، ونافعٍ مولى ابنِ عمرَ، وعَمروِ بنِ شُعيبٍ، وأبي الزُّبيرِ، وسعيدٍ المقبُريِّ، وأبي حازمِ بنِ دينار
(11)
، ونُعيمٍ المُجمِرِ،
(1)
"معرفة الثقات" 2/ 328.
(2)
في المخطوطة: "الزبير"، وهو خطأ. وانظر:"نسب قريش"، ص:231.
(3)
"معرفة الصحابة" 5/ 2739.
(4)
"تهذيب التهذيب" 9/ 45.
(5)
"تاريخ الإسلام" 3/ 663
(6)
"تهذيب الكمال" 30/ 194.
(7)
"الإصابة" 4/ 603.
(8)
"الثقات" 3/ 424.
(9)
في الأصل: "عبادة"، والتصويب من "المقتنى في سرد الكنى"، للذهبي 1/ 261، و"الأسماء والكنى"، لأبي أحمد الحاكم 4/ 265.
(10)
"التاريخ الكبير" 8/ 200، و"الضعفاء الكبير" 4/ 341، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 3/ 174، و"تهذيب الكمال" 30/ 204.
(11)
في المخطوطة: "يسار"، وهو تصحيف، والتصويب من "التهذيب"، ومختصره.
وعطاءٍ الخُراسانيِّ، والزُّهريِّ، وغيرِهم، وعنه: اللَّيثُ، والثَّوريُّ، ووكيعٌ، وابنُ أبي فُديكٍ، وابنُ وهبٍ، وابنُ مَهديٍّ، وجعفرُ بنُ عونٍ، وأبو نُعيمٍ، والقَعنبيُّ، وغيرُهم.
قالَ أحمدُ
(1)
: لم يكنْ بالحافظِ، ومرَّةً: ليس هو محكم الحديث، وكانَ يحيى بنُ سعيدٍ لا يروي عنه، وقالَ ابنُ مَعِينٍ
(2)
: ضعيفٌ، ومرَّةً: ليسَ بشيءٍ، ومرَّةً: ليسَ بمتروكٍ، وقالَ العِجليُّ
(3)
: جائزُ الحديثِ، حسنُ الحديثِ، وقالَ أبو زُرعةَ: شيخٌ، محلُّه الصِّدقُ، وقالَ أبو حاتمٍ
(4)
: يُكتَبُ حديثُه، ولا يُحتجُّ به، ومرَّةً: هو وابنُ إسحاقَ عندي واحدٌ، وقالَ أبو داود: ثقةٌ، أثبتُ النَّاسِ في زيدِ بنِ أسلمَ، وقالَ النَّسائيُّ
(5)
: ضعيفٌ، ومرَّةً: ليسَ بالقويِّ، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ
(6)
: مع تضعُّفه
(7)
يُكتبُ حديثُه، وقالَ ابنُ سعدٍ
(8)
: كانَ كثيرَ الحديثِ، يُستضعفُ، وكانَ مُتشيِّعًا، وقالَ ابنُ المدينيِّ: صالحٌ، وليسَ بالقويِّ، وقالَ السَّاجيُّ: صدوقٌ، وذكرَ [هُ]، ابنُ البَرقيِّ في باب: مَنْ نُسبَ إلى الضَّعف ممَّنْ يُكتبُ حديثُه، وذكرَ [هُ] يعقوبُ بنُ سفيانَ في
(1)
"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 45، وفيه: يحكم الحديث.
(2)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 617، و"تاريخ ابن أبي خيثمة" 2/ 335.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 328.
(4)
"الجرح والتعديل" 9/ 61، وقال أبو زرعة في "الضعفاء" 2/ 391: واهي الحديث ولا يحتج به.
(5)
"الضعفاء والمتروكون"، ص: 245 (611).
(6)
"الكامل" 7/ 110.
(7)
في المخطوطة: "تعففه"، وهو تحريف.
(8)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:144.
"الضُّعفاءِ"، وكذا ابنُ حِبَّان
(1)
، وقال الحاكم
(2)
: أخرج له مسَلمٌ
(3)
في الشواهد
(4)
، وقالَ غيرُه: استشهدَ به البخاريُّ
(5)
، واحتجَّ به مسلمٌ، وأفرطَ ابنُ حزمٍ، فقالَ في "المحلَّى"
(6)
: أساءَ القولَ فيه أحمدُ جِدًّا، واطَّرَحه، ولم يُجزِ الرِّوايةَ عنه يحيى بنُ سعيدٍ، ولا ابنُ مَعِينٍ، ولا غيرُهما. كذا قالَ. وقالَ ابنُ قانعٍ: ماتَ سنةَ تسعٍ وخمسين ومئةٍ، ونحوُه القولُ بأنَّه ماتَ في أوائلِ خِلافةِ المَهديِّ، وقيلَ: سنةَ ستين.
[4443] هشامُ بنُ عبد الله بنِ عكرمةَ ابنِ عبد الرَّحمنِ المخزوميُّ
(7)
مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: هشامِ بنِ عروةَ، وعنه: مصعبٌ الزُّبيريُّ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(8)
، وقالَ: ينفردُ عن هشامٍ بما لا أصلَ له مِن حديثه، كأنَّه هشامٌ آخرُ، لا يعجبُني الاحتجاجُ بخبرِه إذا انفردَ،
(1)
"المجروحين" 2/ 437.
(2)
"المستدرك" 1/ 99، وقال: احتج مسلم بهشام بن سعد، وقال في 4/ 203: وقد احتج مسلم في غير موضع بهشام بن سعد.
(3)
كتاب الزكاة، باب: إثم مانع الزكاة 2/ 682 (25).
(4)
من قوله: "وكذا ابن حبان" إلى هنا، لحَقٌ في الهامش، وعليها:"صح".
(5)
في المعلقات.
(6)
"المحلى" 6/ 181، 7/ 372.
(7)
"الطبقات الكبرى" 5/ 422، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 3/ 175، و"المغني في الضعفاء" 2/ 711.
(8)
"المجروحين" 2/ 439.
والذَّهبيُّ في "ميزانِه"
(1)
قالَ: وقد وَلِيَ قضاءَ المدينةِ، وهذا نقلَه شيخُنا
(2)
عن عبد الملكِ بنِ حبيبٍ أنَّ مُطرِّفًا صاحبَ مالكٍ قالَ له: إنَّه كانَ قاضيَ المدينةِ، وكانَ مِن صالحي أهلِها.
[4444] هشامُ بنُ عروةَ بنِ الزُّبيرٍ بنِ العوَّامِ بنِ خويلدٍ، أبو المنذرِ وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو بكرٍ القُرَشيُّ الأسديُّ، الزُّبيريُّ، المَدنيُّ
(3)
أحدُ الأئمةِ الأعلامِ. رأى ابنَ عُمرَ ومسحَ رأسَه، ودعا له، وسهلَ بنَ سعدٍ، وجابرًا، وأنسًا، وروى عن: أبيه، وعمِّه عبد الله، وأخويهِ: عبد الله وعثمانَ، وابنِ عمِّه عبَّادِ بنِ عبد الله، وابنِه يحيى بنِ عبَّادٍ، وحفيدِ عمِّه عبَّادِ بنِ حمزةَ بنِ عبد الله وامرأتِه فاطمةَ ابنةِ المنذرِ بنِ الزُّبيرِ، وأبي سلمةَ ابنِ عبد الرَّحمنِ، وابنِ المنكدرِ، ووهبِ بنِ كَيسانَ، ومحمَّدِ بنِ إبراهيمَ ابنِ الحارثِ التَّيميِّ، في آخرين، وعنه: أيوبُ السَّختيانيُّ، وماتَ قبلَه، وعبيدُ الله بنُ عمرَ، ومَعْمَرٌ، وابنُ جُريجٍ، وابنُ إسحاقَ، وابنُ عَجلانَ، وشُعبةُ، واللَّيثُ، وفُليحُ بنُ سليمانَ، ومالكٌ، والسُّفيانانِ، والحمَّادانِ، وحفصُ بنُ غياثٍ، وشَريكٌ، وابنُ أبي الزِّنادِ، والدَّرَاوَرديُّ، ووكيعٌ، وأبو معاويةَ، وعبيدُ الله بنُ موسى، وخلقٌ.
(1)
"ميزان الاعتدال" 4/ 300.
(2)
"لسان الميزان" 8/ 335.
(3)
"وفيات الأعيان" 6/ 80، و"سير أعلام النبلاء" 6/ 34، و"تهذيب الكمال" 30/ 232.
قالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: ثقةٌ، ثبتٌ، كثيرُ الحديثِ، حجَّةٌ، وقالَ أبو حاتم
(2)
: ثقةٌ، إمامٌ في الحديثِ، وقالَ العِجليُّ
(3)
: ثقةٌ، ولم يكنْ يحسنُ يقرأُ كتبَه، ولم يروِ عن ابن سيرين شيئًا، إنَّما يُرسلُ عنه، وقالَ يعقوبُ بنُ شيبةَ: ثقةٌ، ثبتٌ، لا يُنكرُ عليه شيءٌ إلا بعدَ ما صارَ إلى العراقِ؛ فإنَّه انبسطَ في الرِّوايةِ عن أبيه، فأنكرَ ذلك أهلُ بلدِه، والذي نرى أنَّه تسهَّلَ لأهلِها، فأرسلَ عن أبيه ممَّا كانَ يسمعُه مِن غيرِ أبيه، عن أبيه، وأوهمَ أنَّه لم يحدِّثْ عن أبيه إلَّا بما سمعَه منه، وقالَ ابنُ خِراشٍ: كانَ مالكٌ لا يرضاه، وكانَ هشامٌ صدوقًا، تدخلُ أخبارُه في الصَّحيحِ. بلغَني أنَّ مالكًا نقمَ عليه حديثَه لأهلَ العراقِ، يشيرُ لما تقدَّم.
وعن يحيى بنِ سعيدٍ: رأيتُ مالكًا في النَّومِ، فسألتُه عنه؟ فقالَ: أمَّا ما حدَّثَ به وهو عندنا فهو، أي: كأنَّه يُصحِّحُه، وما حدَّثَ به بعدَ ما خرجَ من عندنا، فكأنَّه يوهِّنُه، وقالَ عبد الله بنُ مصعبٍ عنه
(4)
: وضعَ محمَّدُ بنُ عليٍّ والدُ المنصورِ وصيتَه عندي، وقالَ الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ
(5)
عن عثمانَ بنِ عبد الرَّحمنِ قالَ المنصورُ لهشامٍ: يا أبا المنذر، تذكرُ يومَ دخلنا عليك، فقالَ لنا أبي: اعرفوا لهذا الشَّيخِ حقَّه؛ فإنَّه لا يزالُ في قومِكم بقيَّةٌ ما بقي؟
(1)
"الطبقات الكبرى" 7/ 321.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 63.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 332، وقوله: لم يكن يحسن يقرأ كتبه ذكرها العجلي في ترجمة شيخه الذي بعده.
(4)
"جمهرة نسب قريش" ص: 291.
(5)
"جمهرة نسب قريش"، ص:292.
فقالَ: لا أذكرُ، فعوتبَ، فقالَ: لم يُعوِّدْني الله في الصِّدقِ إلا خيرًا، وقالَ عمرُ بنُ عليٍّ المقدَّميُّ عنه: إنَّه دخلَ على المنصورِ، فقالَ له: يا أميرَ المؤمنين، اقضِ عني دَيني. قالَ؟ وكم دَينُكَ؟ قالَ: مئةُ ألفٍ. قالَ: وأنتَ في فِقهكَ وفضلِكَ تأخذُ دَينًا مئةَ ألفٍ، ليسَ عندَكَ قضاؤُها؟ فقالَ: يا أميرَ المؤمنين، شَبَّ فتيانٌ مِن فِتيانِنا، فأحببتُ أنْ أُبوِّئَهم، وخشيتُ أنْ يُنشرَ عليَّ مِن أمرِهم ما أكرهُ، فبوَّأتُهم، واتَّخذتُ لهم منازلَ، وأوَلمتُ عنهم؛ ثقةً بالله، وبأميرِ المؤمنين. قالَ: فردَّدَ عليهم: مئةَ ألفٍ؛ استعظامًا لها، ثمَّ قالَ: قد أمرنا لك بعشرةِ آلافٍ، فقالَ: يا أميرَ المؤمنين، فأعطني ما أعطيتَ وأنتَ طيِّبُ النَّفسِ، فإنِّي سمعتُ أبي يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ
(1)
: "مَنْ أعطى عطيَّةً وهو بها طيِّبُ النَّفسِ، بوركَ للمُعطي والمُعطَى". قالَ: فإنِّي بها طيِّبُ النَّفسِ، وهذا مرسلٌ.
ويُروى أنَّه أهوى ليدِ المنصورِ يقبِّلُها، فمنعَه، وقالَ: يا ابنَ عروةَ، إنَّا نُكرمُكَ عنها، ونُكرمُها عن غيرِكَ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(2)
، وقالَ: كان مُتقنًا، ورعًا، فاضلًا، حافظًا، وقالَ ابنُ إسحاقَ: حدَّثني الزُّهريُّ وهشامٌ، وما أرى إلا أنَّ هشامًا كانَ أحفظَهما للزومِه. يعني: لأبيه، وسوَّى ابنُ مَعِينٍ بينهما، فلم يُفضِّلِ، وقالَ وُهَيبٌ: إنَّه قدمَ علينا، فكانَ مِثلَ الحسنِ وابنِ سيرين، وكانَ مولدُه سنةَ إحدى وستين، وماتَ ببغدادَ سنةَ
(1)
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 40، وقال الذهبي في "السير" 6/ 45: هذا حديثٌ مرسل.
(2)
"الثقات" 5/ 502.
ستٍّ، أو سبعٍ، أو خمسٍ، أو أربعٍ وأربعين ومئةٍ، وقالَ أبو حاتمٍ: يقالُ: إنَّه توفي بعدَ الهزيمةِ
(1)
، وكانت سنةَ خمسٍ، أو ستٍّ عن سبعٍ وثمانين سنةً، وصلَّى عليه المنصورُ.
[4445] هشامُ بنُ هارونَ الأنصاريُّ، المَدنيُّ
(2)
عن: معاذِ بنِ رفاعةَ بنِ رافعٍ الزُّرَقيِّ، عن أبيه في الدُّعاءِ للأنصارِ
(3)
، وعنه: زيدُ بنُ الحُبابِ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(4)
، وقالَ: يروي عن الشَّاميين، ومعاذٍ، وقالَ ابنُ المدينيِّ في هذا الحديثِ: ليس هو بالمنكرِ، إلَّا أنَّ هشامًا شيخٌ، لا أعلمُ أحدًا روى عنه غيرُ زيدٍ، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(5)
.
[4446] هشامُ بنُ يحيى بنِ العاصِ بنِ هشامِ بنِ المغيرةِ ابنِ عبد الله بنِ عمرَ بنِ مخزومٍ المخزوميُّ
(6)
وأمُّه فاطمةُ ابنةُ أبي حبيبِ بنِ أميةَ بنِ أبي حذيفةِ بنِ المغيرةِ. عدادُه في أهلِ المدينة.
(1)
يشير إلى هزيمة محمد ذي النفس الزكية وقتله في المدينة المنورة.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 198، و"الجرح والتعديل" 9/ 69، و"ميزان الاعتدال" 4/ 305.
(3)
أخرجه ابن حبان في "صحيحه" 16/ 272 (7283).
(4)
"الثقات" 7/ 569.
(5)
"تهذيب الكمال" 30/ 261، و"تهذيب التهذيب" 9/ 62.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 192، و"الجرح والتعديل" 9/ 70، و"الطبقات الكبرى" 5/ 475.
يروي عن: قريبِه أبي بكرِ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامٍ، وعن أبي هريرةَ
(1)
، وعكرمةَ بنِ سلمةَ بنِ ربيعةَ، وعنه: عمرو بنُ دينارٍ، ومحمَّدُ بنُ راشدٍ. قالَ المزيُّ
(2)
: وفيه نظرٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(3)
.
[4447] هشامٌ، أبو جعفرٍ الأنصاريُّ، المَدنيُّ
جدُّ أبي الحسنِ محمَّدِ بنِ جعفرِ بنِ هشامِ بنِ السقَّا. قالَ الذَّهبيُّ
(4)
في ترجمة حفيدِه أبي الحسن: وأبو جعفرٍ أنصاريٌّ، مِن أهلِ المدينةِ.
[4448] هشامٌ، مولى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
(5)
روى أبو الزُّبير عنه قالَ: جاء رجلٌ إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: "يا رسولَ الله، إنَّ امرأتي لا تردُّ يدَ لامسٍ
…
" الحديثَ
(6)
.
(1)
"العلل"، للدارقطني 11/ 173.
(2)
"تهذيب الكمال" 30/ 264.
(3)
"الثقات" 5/ 500.
(4)
"تاريخ الإسلام" 25/ 477.
(5)
"أسد الغابة" 4/ 624، و"الإصابة" 3/ 606.
(6)
وتتمته، فقال صلى الله عليه وسلم:"طلَّقها". قال: إنها تعجبني. قال: "تمتَّع بها". أخرجه من طريق هشامٍ المذكور ابنُ قانعٍ في "معجم الصحابة" 3/ 195، وقال ابن الأثير: وفيه اختلاف.
[ ....... ]
هلاُل بنُ أسامةَ
هو الذي بعدَه.
[4449] هلالُ بنُ عليِّ بنِ أسامةَ، ويقالُ: هلالُ بنُ أبي ميمونةَ وهلالُ بنُ أبي هلالٍ، العامريُّ، مولاهم المَدنيُّ
(1)
وبعضُهم نسبَه إلى جدِّه، فقالَ: هلالُ بنُ أسامةَ، مولى آلِ عامرِ بنِ لؤيٍّ، مِن الثِّقاتِ المشاهيرِ، يروي عن: أنسٍ، وعبد الرَّحمنِ بنِ أبي عمرَةَ، وأبي سلمةَ بنِ عبد الرَّحمنِ، وعطاءِ بنِ يسارٍ، وعنه: يحيى بنُ أبي كثيرٍ، وزيادُ بن سعدٍ، ومالكٌ، وفُليحٌ؛ -وهو القائلُ فيه: هلالُ بنُ عليٍّ-، وسعيدُ بنُ أبي هلالٍ، وعبد العزيزِ ابن
(2)
الماجشون. قالَ أبو حاتمٍ
(3)
: شيخٌ يُكتبُ حديثُه، وقالَ النَّسائيُّ: ليسَ به بأسٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(4)
، وقالَ الدَّارقطنيُّ: هلالُ بنُ عليٍّ ثقةٌ، يُحتجُّ به. وقالَ مسلمةُ
(5)
في "الصلة": ثقةٌ قديمٌ.
(1)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 2/ 624، و"التاريخ الكبير" 8/ 204، و"الكنى والأسماء" للدولابي 2/ 1085.
(2)
كلمة "ابن" ملحقة في الهامش، وعليها:"صح".
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 76.
(4)
"الثقات" 5/ 505.
(5)
مسلمةُ بنُ قاسمٍ القرطبيُّ، أحدُ المكثرين من الرِّواية والحديث، توفي سنة 353 هـ، له:"التاريخ الكبير"، وشرطَ فيه ألا يذكر إلا من أغفله البخاري في "تاريخه"، و"صلته". "سير أعلام النبلاء" 16/ 110، و "لسان الميزان" 8/ 61.
قالَ الواقديُّ: ماتَ في آخرِ خلافةِ هشامِ ابنِ عبد الملكِ، وهو في "التَّهذيب"
(1)
.
[4450] هلالُ بنُ عليِّ بنِ أسامةَ الفِهريُّ
(2)
آخرُ، مدَنيٌّ، يروي عن: ابن عمر، وعنه: أسامةُ بنُ زيدٍ اللَّيثيُّ، وقد خلطَه بعضُهم بالذي قبلَه، والصَّوابُ التَّفريقُ، قالَه المِزيُّ
(3)
.
[4451] هلالُ بنُ عليٍّ
غيرُ منسوبٍ، هو الذي جدُّه أسامةُ.
[4452] هلالُ بنُ أبي ميمونةَ
هو: ابنُ عليِّ بنِ أسامةَ (4450)، فأبو ميمونةَ لعلَّها كُنيةُ عليٍّ، ويقالُ: إنَّها كُنية أسامةَ.
[ ....... ]
هلالُ بنُ أبي هلالٍ العامريُّ
هو: ابنُ عليِّ بنِ أسامةَ.
(1)
"تهذيب الكمال" 30/ 343، و"تهذيب التهذيب" 9/ 92.
(2)
"تهذيب التهذيب" 9/ 92، و"الخلاصة"، للخزرجي، ص:412.
(3)
"تهذيب الكمال" 30/ 345.
[4453] هلالُ بنُ أبي هلالٍ، المَدنيُّ، مولى بني كعبٍ ويقالُ: المَذْحِجيُّ، حليفُ بني جُمحَ
(1)
يروي عن: أبيه، وأبي هريرةَ، وميمونةَ ابنةِ سعدٍ خادمِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: ابنُه محمَّدٌ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(2)
، وقالَ الخطيبُ في "المتفق"
(3)
: إنَّه يروي عنه أيضًا خالدُ بنُ سعيدِ بنِ أبي مريمَ، وساقَ مِن طريقِه حديثًا عنه، وقالَ في وصفِه: مولى أبي كعبٍ المَذْحِجيُّ، وهو في "التَّهذيب"
(4)
.
[4454] هلالٌ، أبو محمَّدٍ
(5)
ذكرَه مسلمٌ
(6)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين.
[4455] هلالٌ، مولى عمرَ بنِ عبد العزيزِ
(7)
يروي عن: المَدنيّين، وعنه: عبد الملكِ بنُ عُميرٍ، ذكرَه ابن حِبَّانَ في "ثقاته"
(8)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 203، و"الجرح والتعديل" 9/ 73، و"ميزان الاعتدال" 4/ 317.
(2)
"الثقات" 5/ 503.
(3)
"المتفق والمفترق" 3/ 340.
(4)
"تهذيب الكمال" 30/ 352، و"تهذيب التهذيب" 9/ 95.
(5)
"الثقات" 7/ 575.
(6)
"الطبقات" 1/ (981).
(7)
"التاريخ الكبير" 8/ 209، و"الجرح والتعديل" 9/ 77، و"تهذيب الكمال" 33/ 438.
(8)
"الثقات" 7/ 575.
[4456] هلمانُ بنُ غُريرِ بنِ هيازعَ ابنِ هبةَ الحسينيُّ
(1)
قُتلَ -كما ذُكرَ في زهيرِ بنِ سليمان (1242) - في رجبَ سنةَ ثمان وثلاثين وثماني مئةٍ.
[4457] هندُ بنُ حارثةَ الأسلميُّ، المَدنيُّ
(2)
أخو أسماء، ووالدُ يحيى. قالَ الواقديُّ: قالَ أبو هريرة: ما كنتُ أُراهما -يعني الأخوين- إلَّا خادمينِ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم مِن طولِ لزومِهما بابَه، وخدمتِهما إيَّاه، وقالَ غيرُه: كانا مِن أهلِ الصُّفَّةِ، ولهما إخوةٌ، تُوفي هندُ بالمدينةِ في خلافةِ معاويةَ، وهو في "الإصابة"
(3)
، وابن حِبَّانَ
(4)
.
[4458] هُنَيٌّ، مولى عمرَ، وعاملُه على الحِمى
(5)
ذكرَه مسلمٌ
(6)
في ثانيةِ تابعي المَدنيّين، وهو يروي عن: أبي بكرٍ، وعمرَ، ومعاويةَ، وعَمرو بنِ العاصِ.
(1)
"الضوء اللامع" 10/ 208.
(2)
"معرفة الصحابة" 5/ 2759، و"أسد الغابة" 4/ 639.
(3)
"الإصابة" 3/ 611.
(4)
"الثقات" 3/ 438.
(5)
"التاريخ الكبير" 8/ 245، و"الإكمال" 7/ 319، و"تهذيب التهذيب" 9/ 82.
(6)
"الطبقات" 1/ 232 (660).
وعنه: ابنُه عُميرٌ، وأبو جعفرٍ محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ، وقيل: إنَّه الرَّاوي عن عمرو، [و]
(1)
عنه أبو جعفر مولى لعَمرو بنِ العاص لا هذا، قاله المزيُّ
(2)
. نعم لهُنيٍّ ذِكرٌ في "صحيح البخاري"
(3)
في حديثِ أسلمَ أنَّ عمرَ استعملَ مولىً له، يُدعى هُنَيًّا على الحِمى .. الحديثَ.
[4459] هيَّاجُ بنُ عبيدٍ، بلا إضافةٍ، أو: عبيدِ الله ابنِ الحسينِ، أبو محمَّدٍ الحِطِّينيُّ
(4)
فقيهُ الحرمِ، وزاهدُ ومُفتي أهلِ مكَّةَ، ممَّنْ كانَ يزورُ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم معَ أهلِ مكَّةَ في كلِّ سنةٍ ماشيًا حافيًا، سمعَ أبا الحسنِ عليَّ بنَ موسى السِّمسارَ، وعبد الرَّحمنِ بنَ عبد العزيزِ بنِ الطُّبيز
(5)
، ومحمَّدَ بنَ عوفٍ المَدنيَّ، وجماعةً بدمشقَ، وعبد العزيزِ الأزجيَّ ببغدادَ، وأبا ذرٍّ الهرويَّ بمكَّةَ، في آخرينَ بمصرَ وغيرِها، وحدَّثَ. روى عنه جماعةٌ، منهم: هبةُ الله الشِّيرازيُّ،
(1)
في الأصل: "الراوي عن عمر وعنه أبو جعفر"، وما بين المعكوفتين والتصويب من "تهذيب الكمال".
(2)
"تهذيب الكمال" 30/ 319.
(3)
كتاب الجهاد، باب: إذا أسلم قوم في دار الحرب، ولهم مال وأرضون فهي لهم (3059).
(4)
"معجم السفر"، ص: 216، و"سير أعلام النبلاء" 18/ 393، و"تكملة الإكمال" 2/ 349.
(5)
في المخطوطة: "الطبر"، وهو تحريف.
وهو أبو القاسمِ عبد الرَّحمنِ بنُ عبد العزيزِ، ابنُ الطُّبيز، الحلبيُّ، ثمَّ الدمشقيُّ، مات في حدود سنة 430 هـ، أخذ عنه الفقيه نصر المقدسي. "تبصير المنتبه" 3/ 864، و"إكمال الإكمال" 5/ 257.
وقالَ: ما رأتْ عينايَ مثلَه قي الزُّهدِ والورعِ، وابنُ طاهرٍ، وقالَ: فقيهُ الحرمِ، كانَ يصومُ ثلاثةَ أيامٍ، ويواصلُ
(1)
، ولا يُفطرُ إلَّا على ماءِ زمزمَ، وإذا كانَ آخرُ اليومِ الثَّالثِ مَنْ أتاه بشيءٍ أكلَه، ولا يسألُ عنه، ويعتمرُ في كلِّ يومٍ ثلاثَ مرَّاتٍ ماشيًا حافيًا، ويدرِّسُ عد دروسٍ لأصحابِه، ويزورُ ابنَ عبَّاسٍ بالطَّائفِ كلَّ سنةٍ مرَّةً، يأكلُ أَكلةً بمكَّةَ، وأخرى بالطَّائفِ، رُزقَ الشَّهادةَ في سنةِ اثنتين وسبعين وأربعِ مئةٍ
(2)
، وقد نيَّفَ على الثَّمانينَ، والثَّناءُ عليه كثيرٌ
(3)
.
[4460] هيازعُ بنُ هبةَ بنِ جمَّازِ بنِ منصورٍ الحسينيُّ
الماضي أبوه (4432)، وأخوه جماز (735). ماتَ في سنةِ ثمانٍ وثمانينَ وسبعِ مئةٍ
(4)
.
[4461] هِيتٌ المُخَنَّثُ
(5)
في أوَّل "الإصابة"
(6)
، وقالَ: وقع ذكرُه في "صحيح البخاري"
(7)
(1)
المواصلة في الصوم منهي عنها بالأحاديث الصحيحة.
(2)
انظر: "المؤتلف والمختلف" لابن القيسراني 56.
(3)
ينظر: "الوافي في الوفيات" 21/ 267.
(4)
"إنباء الغمر" 2/ 247.
(5)
"أسد الغابة" 4/ 647، و"الإكمال" 7/ 321، و"توضيح المشتبه" 8/ 43.
وهيِتٌ، ضبطه في "القاموس" بكسر الهاء.
(6)
"الإصابة" 3/ 614.
(7)
كتاب المغازي، باب: غزوة الطائف (4324).
من طريق ابن عينية، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيهِ، عن زينبَ ابنةِ أبي سلمةَ، عن أمِّها أمِّ سلمةَ قالت: دخلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وعندي مخنَّثٌ
…
الحديثَ.
قالَ سفيانُ: قالَ ابنُ جُريج: اسمُه هيتٌ، وكذا وقعَ مسمَّى في غيرِ روايتِه.
ويروى أنَّه صلى الله عليه وسلم نفاه لكلمتين تكلَّمَ بهما تشبُهُ كلامَ النِّساء لمَّا قدِمَ المدينةَ، إلى جبلٍ يقالُ له: عَيرٌ، عندَ ذي الحُليفة، وكانَ كذلكَ إلى زمانِ عمرَ، فجَهِدَ، فرخَّصَ له أنْ يدخلَ المدينةَ يومَ الجمعةِ؛ ليُتصدَّقَ عليه، بل قيل: إنَّه شفعَ له ناسٌ عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إنَّه يموتُ جوعًا، فأذنَ له في الدُّخولِ كلَّ جمعةٍ يستطعمُ، ثمَّ يلحقُ بمكانِه، فلم يزلْ هناك حتَّى ماتَ، وقد قالَ أبو عبيدٍ البكريُّ في "شرح أمالي القالي"
(1)
: كانَ بالمدينةِ ثلاثةٌ مِن المخنَّثين، يدخلون على النِّساءِ، فلا يحجبُهم: هِيتٌ، وهدمٌ، وماتع
(2)
.
[4462] الهيثمُ بنُ سنانٍ
(3)
ذكرَه مسلمٌ
(4)
تلوَ الذي بعدَه في ثالثةِ تابعي المَدنيّينَ.
(1)
"سمط اللآلي شرح أمالي القالي" 1/ 421.
(2)
قال ابن الأثير: وقيل: اسم هيت ماتع. "أسد الغابة" 4/ 647.
(3)
"تهذيب الكمال" 30/ 386.
(4)
"الطبقات" 1/ 246 (844).
[4463] الهيثمُ بنُ أبي سنانٍ يزيدَ، ويقالُ: ربيعةَ بنِ أميةَ الدِّيليُّ، حلفاءُ بني الدِّيلِ، المَدنيُّ
(1)
أخو سنانٍ الماضي (1548)، ذكرَه مسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين، يروي عن: أبي هريرةَ، وابن عُمرَ، وعنه: الزُّهريُّ، وبُكيرُ بنُ عبد الله ابنِ الأشجِّ.
قالَ أبو حاتم
(3)
: صالحُ الحديثِ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(4)
وهو في "التَّهذيب"
(5)
.
[4464] الهيثمُ بنُ نصرِ بنِ دَهرٍ الأسلميُّ
(6)
ذكرَه مسلمٌ
(7)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين، ووقعَ في نسخةٍ أبو الهيثمِ لا الهيثمُ، والأوَّلُ أصحُّ.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 212، و"المؤتلف والمختلف" 2/ 27.
(2)
"الطبقات" 1/ 246 (843).
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 79.
(4)
"الثقات" 5/ 507.
(5)
"تهذيب الكمال" 30/ 386، و"تهذيب التهذيب" 9/ 108.
(6)
"أسد الغابة" 4/ 647، و"الإصابة" 3/ 615، وفيهما: الهيثم. وترجمه المزي في "الكنى" أبو الهيثم 34/ 383.
(7)
"الطبقات" 1/ 247 (845)، وفيه: أبو الهيثم.
وقد ذكرَه الواقديُّ
(1)
فيمَنْ خدمَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأوردَ بسندٍ له عنه قالَ: خدمتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولزمتُ بابَه في قومٍ محاويجَ، فكنتُ آتيه بالماءِ مِن بئرِ أبي الهيثمِ ابن التَّيهانِ حمايم
(2)
، وكانَ ماؤُها طيِّبًا، ولقد دخلَ يومًا صائفًا على أبي الهيثمِ ومعه أبو بكرٍ، فذكرَ قصَّةً
(3)
.
* * *
(1)
نقله عنه في "أنساب الأشراف" 2/ 199.
(2)
انظر "الإصابة"، بتحقيق د. التركي 11/ 266 في ذكر الاختلاف في هذه اللفظة، و"المعالم الأثيرة"، ص:67.
(3)
ذكرها المقريزي في "إمتاع الأسماع" 7/ 349.
حرف الواو
[4465] واثلةُ بنُ الأسقعِ بنِ عبد الله بنِ عبد ياليل بنِ ناشبِ بنِ غِيَرةَ ابنِ سعدِ بنِ ليثٍ، وقيلَ: غيرُ ذلكَ، أبو الخطَّاب، أو: أبو قِرصافةَ، أو: أبو محمَّدٍ، أو: أبو الأسقعِ، أو: أبو شدَّادٍ. أقوالٌ، اللَّيثيُّ
(1)
مِن فقراءِ أهلِ الصُّفَّةِ، أسلمَ والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يتجهَّزُ لتبوكَ، فشهدَها معهم، وله أحاديثُ عندَ الشَّاميين، وغيرِهم، وروى أيضًا عن أبي مَرثدٍ الغَنويِّ، وأبي هريرةَ، وعنه: مكحولٌ، وربيعةُ بنُ يزيدَ، وشدَّادُّ أبو عمَّارٍ، ويُسيرُ بنُ عبيدِ الله، وعبد الواحدِ النَّصريُّ
(2)
، ويونسُ بنُ مَيسرةَ، وإبراهيمُ بنُ أبي عَبلةَ، وآخرون، آخرُهم وفاةً معروفٌ الخيَّاطُ، شيخُ دُحيمٍ، وغيرِه. وشهدَ فتحَ دمشقَ، وسكنَها، ومسجدُه معروفٌ بها إلى جانبِ حبسِ بابِ الصَّغيرِ، ودارُه إلى جانبِ دارِ ابنِ البقَّال.
قالَ أبو حاتمٍ الرَّازيُّ
(3)
: إنَّهُ سكنَ البلاطَ
(4)
، خارجَ دمشقَ، على ثلاثةِ فراسخَ، بل فرسخٍ واحدٍ مِن دمشقَ، القريةَ التي كانَ يسكنُها يَسَرةُ بنُ صفوانَ، ثمَّ تحوَّلَ، ونزلَ بيتَ المقدسِ، وبها ماتَ سنةَ بضعٍ وثمانين، قيل:
(1)
"أسد الغابة" 4/ 652، و"الإصابة" 3/ 626.
(2)
في المخطوطة: "النضري"، بالضاد، وهو تحريف، وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" 6/ 22.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 47.
(4)
قرية صغيرةٌ من قرى غوطة دمشق، ما زالت باقية إلى يومنا هذا باسمها نفسه.
ثلاث، وقيل: خمس، عن ثمانٍ وتسعين، وقيل: إنَّه زادَ على المئةِ، وهو آخرُ الصَّحابةِ موتًا بدمشقَ
(1)
.
[4466] الوازعُ بنُ نافعٍ العُقيليُّ، الجَزرَيُّ
(2)
أصلُه مِن المدينةِ، سكنَ الجزيرةَ، يروي عن: سالمٍ، وأبي سلمةَ بنِ عبد الرَّحمنِ، وعنه: عليُّ بنُ ثابتٍ، وبقيَّةُ، وجماعةٌ مِن أهلِ الجزيرةِ. قالَ أحمدُ
(3)
وابنُ مَعِينٍ
(4)
وأبو داودَ: ليسَ بثقةٍ، وقالَ البخاريُّ
(5)
: منكرُ الحديثِ، وذكرَه الدولابيُّ، والعُقيليُّ
(6)
، والسَّاجيُّ، وابنُ الجارودِ، وابنُ السَّكَنِ، وجماعةٌ في الضعفاء، وقالَ أبو حاتمٍ
(7)
: لا يُعتمدُ على روايتِه؛ لأنَّه متروكُ الحديثِ، وقالَ مرَّةً: ضعيفُ الحديثِ جِدًا، ليسَ بشيءٍ، وقالَ لابنِه: اضربْ على أحاديثِه؛ فإنَّها منكرةٌ، ولم يقرأها، وقالَ البغويُّ: ضعيفٌ جِدًّا
(8)
، وقالَ الحاكمُ
(9)
وغيره: روى أحاديثَ موضوعةً.
(1)
"تاريخ الإسلام" 6/ 218.
(2)
"أحوال الرجال"، ص: 88، و"الضعفاء"، لأبي نعيم، ص: 158، و"لسان الميزان" 8/ 367.
(3)
"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 116، وفي رواية المروذي رقم: 65: لا أدري كيف هو، كأنه ضعفه.
(4)
"تاريخ ابن معين" 2/ 627، وفي رواية ابن طهمان رقم: 325: ليس بشيء.
(5)
"التاريخ الكبير" 8/ 183.
(6)
"الضعفاء الكبير" 4/ 330.
(7)
"الجرح والتعديل" 9/ 39.
(8)
"الطبقات الكبرى" 5/ 242.
(9)
"لسان الميزان" 6/ 213.
وقالَ ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(1)
: كانَ ممَّنْ يروي الموضوعاتِ عن الثِّقات على قِلَّةِ روايتِه، ويُشبهُ أنه لم يكن
(2)
المتعمِّدَ لذلكَ، بل وقعَ ذلكَ في روايتِه لكثرةِ وهمِه، فبطلَ الاحتجاجُ به؛ لمَّا انفردَ عن الثِّقات بما ليسَ مِن أحاديثِهم، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ
(3)
: عامَّةُ ما يرويهِ غيرُ محفوظٍ، وهو عندَ الذَّهبيِّ في "الميزان"
(4)
، وأوردَ له أحاديثَ.
[4467] واسعُ بنُ حَبَّانَ بنِ منقذِ بنِ عَمروِ بنِ مالكِ بنِ خنساء ابنِ مبذولِ بنِ عَمرو بنِ غَنمِ بنِ مازنِ بنِ النَّجَّارِ الأنصاريُّ، المازنيُّ، المَدنيُّ
(5)
ذكرَه -هو وأخوه يحيى- مسلمٌ
(6)
في ثالثةِ تابعي المدينةِ، وأمُّهُ هندُ ابنةُ ربيعةَ بنِ الحارثِ بنِ عبد المطَّلبِ. يروي عن: رافعِ بنِ خَديجٍ، وعبد الله بنِ زيدِ بنِ عاصمٍ المازنيِّ، وابنِ عمرَ، وأبي سعيدٍ، وجابرٍ، وعنه: ابنُه حَبَّانَ، وابنُ أخيه محمَّدُ بنُ يحيى بنِ حَبَّانَ. قالَ أبو زُرعةَ: مدنيٌّ ثقةٌ
(7)
.
(1)
"المجروحين" 2/ 429.
(2)
في الأصل: "ويشبه أن يكون المتعمد لذلك"، والتصويب من "المجروحين".
(3)
"الكامل" 7/ 94.
(4)
"ميزان الاعتدال" 4/ 327.
(5)
"التاريخ الكبير" 8/ 190، و"المؤتلف والمختلف" 1/ 98، و"الإكمال" 2/ 303.
(6)
"الطبقات" 1/ 240 (758).
(7)
"تهذيب التهذيب" 11/ 102.
وكذا قالَ العِجليُّ
(1)
، وزادَ: تابعيٌّ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ
(2)
في ثقاتِ التَّابعين، والبغويُّ في "الصَّحابةِ"، وقالَ: في صحبتِه مقالٌ، وزعمَ العَدَويُّ أنَّه شهدَ بيعةَ الرِّضوانِ، والمشاهدَ بعدَها، وقُتلَ يومَ الحَرَّةِ، ولكنْ قالَ شيخُنا
(3)
: وهذا غيرُ الرَّاوي فيما أظنُّ؛ لأنَّه مشهورٌ في التَّابعينَ، وحديثُه في "صحيحِ مسلمٍ"
(4)
، وقد فرقَ بينَهما ابنُ فَتحونٍ في "ذيل الاستيعاب".
[4468] واصلُ بنُ أبي سعيدٍ
(5)
مِن أهلِ المدينةِ، يروي عن: محمَّدِ بنِ جبيرٍ، وعنه: عبد الله المَخْرَميُّ
(6)
، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(7)
.
[4469] واصلُ بنُ سيفٍ
(8)
يروي عن: أبي سفيان المَدنيِّ، وعنه: يحيى بنُ اليمانِ، وليسَ بواصلِ ابنِ السَّائبِ، ذاكَ رقاشيٌّ ضعيفٌ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(9)
.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 48، و"معرفة الثقات" 2/ 338.
(2)
"الثقات" 5/ 498.
(3)
"الإصابة" 3/ 627.
(4)
كتاب الطهارة، باب: الاستطابة 1/ 225 (266).
(5)
"التاريخ الكبير" 8/ 172، و"الجرح والتعديل" 9/ 30، و"تعجيل المنفعة" 2/ 339.
(6)
في الأصل: "المخزومي"، وهو تحريف، وهو عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة، كما في "تعجيل المنفعة".
(7)
"الثقات" 7/ 559.
(8)
"التاريخ الكبير" 8/ 173.
(9)
"الثقات" 9/ 231.
[4470] واصلُ بنُ عطاءٍ، أبو حذيفةَ البصريُّ، الغزَّالُ مولى بني مخزومٍ، وقيل: مولى بني ضَبَّةَ
(1)
قيل: وإنَّما قيلَ له: الغزَّالُ؛ لأنَّه كانَ يدورُ في سوقِ الغزلِ، فيتصدَّقُ على النِّساء. وُلدَ سنةَ ثمانين بالمدينةِ، وسمعَ مِن الحسنِ البصريِّ، وغيرِه، وكانَ أحدَ البلغاءِ المُفوَّهينَ، لكنَّه يلثغُ بالرَّاءِ، يُبدلُها غينًا، وكانَ لاقتدارِه على العربيةِ، وتوسُّعِه في الكلامِ يتجنَّبُ الرَّاءَ في خطابِه، حتَّى قيلَ فيه
(2)
:
ويجعلُ البُرَّ قَمحًا في تصرُّفِه
…
وخالفَ الرَّاء حتَّى احتالَ للشَّعَرِ
ولم يُطقْ مطرًا والقولُ يُعجلُه
…
فعاذَ بالغيثِ إشفاقًا مِن المطَرِ
وما أملحَ قولَ بعضِ الشُّعراءِ
(3)
:
وجعلتَ وصلي الرَّاءَ لم تنطقْ به
…
وقطعتَني حتَّى كأنَّكَ واصلُ
وبالغَ في ذلك، حتَّى قيل له، اقرأ أوَّل سورة براءة، فقالَ على البديه
(4)
: عهدٌ مِن الله ونبيِّه إلى الذين عاهدتُهم مِن الفاسقين، فسيحوا في البسيطةِ هلالينِ وهلالينِ
(5)
، وكانَ يُجيزُ القراءةَ بالمعنى، وهذه جُرأةٌ على الكتابِ العزيزِ.
(1)
"البيان والتبيين" 1/ 16، و 21 - 33، و"وفيات الأعيان" 6/ 7، و"سير أعلام النبلاء" 5/ 464.
(2)
البيتان في "معجم الأدباء" 19/ 246، و"لسان الميزان" 8/ 370.
(3)
البيت في "تاريخ الإسلام" 8/ 558.
(4)
يريد قوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} ، وهذا تلاعبٌ بكتاب الله تعالى، وهو كفرٌ محض.
(5)
"الوافي"، للصفدي 27/ 245.
وهو مِن رؤوسِ المعتزلةِ، بل معلِّمُهم الأوَّلُ، والخوارجُ لمَّا كَفَّرتْ بالكبائرِ، قالَ واصلٌ: بل الفاسقُ لا مؤمنٌ ولا كافرٌ، بل هو منزلةٌ بينَ المنزلتين، فطرده لذلكَ الحسنُ من مجلسِه، فجلسَ إليه عَمروُ بنُ عبيدٍ، واعتزلا حلقةَ الحسنِ، ثمَّ قيل لهم: المعتزلةُ لذلك
(1)
.
ومن مقالاتِه: أنَّه كانَ يشكُّ في عدالةِ مَنْ حضرَ وقعةَ الجمَل، فقالَ: إحدى الفئتين مخطئةٌ في نفسِ الأمرِ، فلو شهدَ عندي عليٌّ وطلحةُ وعائشةُ على باقةِ بقلٍ لم أحكمْ بشهادتِهم؛ لأنَّ أحدَهم فاسقٌ لا بعينِه، بل عندَه أنَّ الفاسق إذا لم يتبْ مخلَّدٌ في النَّارِ. نسألُ اللهَ العافيةَ
(2)
.
ويقالُ: إنَّ له تآليفَ، منها في "أصناف المرجئةِ"، وكتاب "التوبة"، وكتاب "معاني القرآن"، يقالُ: إنَّه تُوفي سنةَ إحدى وثلاثين ومئةٍ، وهو في "الميزان"
(3)
.
[4471] واقدُ بنُ عَمروِ بنِ سعدِ بنِ معاذِ بنِ النُّعمانِ أبو عبد الله الأنصاريُّ، الأشهليُّ، المَدنيُّ
(4)
ذكرَه مسلمٌ
(5)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين. عن: أنسٍ، وجابرٍ، وأفلحَ مولى أبي أيُّوبَ، ونافعِ بنِ جبيرِ بنِ مُطعمٍ، وعنه: يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ،
(1)
"سير أعلام النبلاء" 5/ 464.
(2)
"تاريخ الإسلام" 8/ 377.
(3)
"ميزان الاعتدال" 4/ 329.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 174، و"الجرح والتعديل" 9/ 32، و"رجال مسلم" 2/ 303.
(5)
"الطبقات" 1/ 242 (784).
ومحمَّدُ بنُ عَمروِ بنِ علقمةَ، -وقالَ: كانَ مِن أحسن
(1)
النَّاسِ، وأعلمِهم، وأطولهِم،- وسعدُ بنُ إسحاقَ بنِ كعبِ بنِ عُجرةَ، وداودُ بنُ الحصينِ، ومحمَّدُ بنُ زيادٍ، ومالكٌ
(2)
، وغيرُهم. قالَ أبو زُرعةَ: ثقةٌ، وكذا قالَ ابنُ سعدٍ
(3)
، قالَ: وله أحاديثُ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(4)
خرَّجَ له مسلمٌ
(5)
، ذُكرَ في "التَّهذيب"
(6)
، ماتَ سنةَ عشرين ومئةٍ.
[4472] واقدُ بنُ محمَّدِ بنِ زيدِ بنِ عبد الله بنِ عمرَ ابنِ الخطَّابِ، العدَوَيُّ المَدنيُّ
(7)
أخو عمرَ، وزيد، وعاصمٍ، وأبي بكرٍ، وغيرِهم، ووالدُ عثمانَ، يروي عن: أبيه، وسعيدِ ابنِ مرجانةَ، ونافعٍ، وابنِ أبي مُليكةَ، وابنِ المنكدرِ، وصفوانَ بنِ سليمٍ
(8)
، وغيرِهم، وعنه: أخوه عاصمٌ، وابنُه عثمانُ، وشعبةُ، وغيرُهم. قالَ ابنُ مَعِينٍ
(9)
: ثقةٌ، ومرَّةً: صالحُ الحديثِ.
(1)
في المخطوطة: "أحب"، ولا معنى لها، والتصويب من "تهذيب الكمال".
(2)
ملحقة في الهامش، وعليها:"صح".
(3)
"الضعفاء" لأبي زرعة 3/ 949، و"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:121.
(4)
"الثقات" 7/ 560.
(5)
كتاب الجنائز، باب: نسخ القيام للجنازة 2/ 661 (962).
(6)
"تهذيب الكمال" 30/ 412، و"تهذيب التهذيب" 9/ 120.
(7)
"رجال مسلم" 2/ 303، و"تهذيب الكمال" 30/ 414، و"تهذيب التهذيب" 9/ 120.
(8)
في المخطوطة: "سليمان"، وهو خطأ.
(9)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي، ص:221.
وقالَ أبو حاتمٍ
(1)
: لا بأسَ به، ثقةٌ يُحتجُّ بحديثِه، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(2)
.
[4473] واقدُ، مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
-
(3)
ذكرَه الحسنُ بنُ سفيانَ في "مسندِه"، والطبرانيُّ في "معجمه"
(4)
، وأخرجا مِن طريقِ زاذانَ
(5)
عنه: "مَن أطاعَ اللهَ، فقد ذكرَ اللهَ، وإنْ قلَّتْ صلاتُه وصيامُه
…
" الحديثَ.
[4474] وائلُ بنُ حُجْرٍ، -بضمِّ المهملةِ، وسكونِ الجيمِ- ابنِ ربيعةَ بنِ وائلِ بنِ يَعمرَ الحضرميُّ
(6)
وقيلَ في نسبِه غيرُ ذلكَ. كانَ أبوه من أقيالِ
(7)
اليمن، ووفدَ هو على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأصعدَه إليه على المنبرِ وبشَّرَ به قبلَ قدومِه، وأقطعَه أرضًا،
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 33.
(2)
"الثقات" 7/ 560.
(3)
"أسد الغابة" 4/ 656، و"الإصابة" 3/ 628.
(4)
"المعجم الكبير" 22/ 154 (413)، وقال الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" 2/ 258: وفيه الهيثم ابن جماز، وهو متروك.
(5)
في المخطوطة: "ابن زاذن"، والتصويب من "المعجم الكبير"، و"الإصابة".
(6)
"أسد الغابة" 4/ 659، و"الإصابة" 4/ 628.
(7)
أقيال: جمع قَيلٍ، وهو الملك من ملوك حِمير، يتقيَّلُ مَنْ قبله من ملوكهم، يشبهه. "لسان العرب": قيل.
وكتبَ له عهدًا، وقالَ
(1)
: "هذا سيِّدُ الأقيال"، وبعثَ له معاويةَ، فقالَ له: أردفني، فقالَ: لستَ مِن أردافِ الملوكِ، فلمَّا استُخلفَ معاويةُ قصدَه، فتلقَّاه وأكرمَه. قالَ وائلٌ: وَدِدتُ لو كنتُ حملتُه بينَ يديَّ، ثمَّ نزلَ الكوفةَ، وعَقِبُه بها، وفيهم ذكرَه مسلمٌ
(2)
.
روى عنه: ابناه: علقمةُ وعبد الجبَّارِ، وزوجتُه أمُّ يحيى، ومولًى لهم، وكُليبُ بنُ شهابٍ، وحجرُ بنُ عنبس، وآخرون، وماتَ في خلافةِ معاويةَ.
[4475] وثيقٌ الزَّنْجيُّ
(3)
أمَّرَه السُّودانُ بالمدينةِ عليها حينَ وثبوا على عيسى بنِ موسى، كما سيأتي في: أبي بكرِ بنِ عبد الله بنِ محمَّدِ بنِ أبي سَبْرةَ (4769).
[4476] وَداعةُ بنُ أبي زيدٍ الأنصاريُّ
(4)
قالَ الآقشهريُّ: ماتَ بالمدينةِ، وقالَ شيخُنا في أوَّل "الإصابة"
(5)
: ذكرَه ابنُ الكلبيِّ فيمَنْ شهدَ صِفِّين، وقالَ: إنَّ
(6)
أباه قُتلَ يومَ أُحُدٍ.
(1)
"معجم الصحابة" 5/ 2711.
(2)
"الطبقات" 1/ 173 (259).
(3)
ذكره في "سير أعلام النبلاء" 7/ 332، في ترجمة عبد الله بن جعفر بن نجيح.
(4)
"أسد الغابة" 4/ 666.
(5)
"الإصابة" 3/ 631.
(6)
ملحقة بالهامش، وعليها:"صح".
[4477] وُدَيٌّ -بضمِّ الواوِ، وفتحِ الدَّالِ المُهملةِ، تصغيرُ وَدِيٍّ: لصغارِ النَّخلِ التي تُغرسُ، أو تصغيرُ وَدًى، كفَتًى، وهو الهلاكُ، كأنَّه هلاكٌ للأعداءِ، أو تصغيرُ وَدْيٍ، كَظَبْيٍ، وهو الماءُ القليلُ، والأوَّلُ أولى؛ لأنَّ كُنيتَه أبا مزروعٍ، قالَه المجدُ
(1)
- ابنُ جمَّازِ بنِ شِيحةَ بنِ هاشمِ بنِ قاسمٍ
(2)
وباقي نسبِه في أبيه وجدِّه. كانَ قبلَ إمرتِه ينوبُ فيها عن أخيه جمَّاز.
أبو مزروعٍ، ويُلقَّبُ بدرَ الدِّينِ، أميرُ المدينةِ النَّبويةِ. أخو مُقبلٍ وثابتٍ، وأقامَ في الحبسِ نحوَ أربعِ سنين، ثمَّ أُفرجَ عنه في رمضانَ، سنةَ إحدى وثلاثين وسبعِ مئةٍ، واستقرَّ بعدَ ذلكَ في شوَّالٍ، سنةَ ستٍّ وثلاثين في إمرَةِ المدينةِ، ووصلَها في ذي القَعدةِ، وقرئَ منشورُه على دُكَّةِ المؤذِّنينَ العليا، وأقامَ إلى سنةِ ثلاثٍ وأربعين، وكانَ توجَّهَ بعدَ موتِ النَّاصرِ، في ذي الحجَّةِ سنةَ إحدى وأربعينَ إلى مِصر، فقُرِّرَ على ولايتِه، واستناب جُخيدبًا
(3)
وقلاون، وكانت مدَّةُ ولايتِه سبعَ سنين وشهرًا، وأربعةَ أيَّامٍ، وأقامَ بعدَ انفصالِه عندَ أهلِه وأقاربِه، إلى أنْ ماتَ في رجبَ سنةَ خمسٍ وأربعين، وكان أميرًا، رئيسًا، مُحتشمًا، مَهِيبًا، مُعظَّمًا، ذا عقلٍ ورأيٍ، ودَهاءٍ، وشجاعةٍ. قالَه ابنُ فَرحونٍ
(4)
.
(1)
"المغانم المطابة" 3/ 1309.
(2)
"المنهل الصافي" 4/ 196.
(3)
تقدم في: 2/ 216.
(4)
"نصيحة المشاور"، ص: 254 - 255.
وهو والدُ أبي رقية عسكرٍ
(1)
، ولم يلِ.
وقالَ المجدُ
(2)
عَقِبَ ما صدَّرتُ به أوَّلًا: كان أميرًا خيِّرًا، صعِدَ مِن الاحتشامِ أعلى مرقَى، وتمسَّكَ مِن سديدِ الرَّأيِ وحميدِ العقلِ بالعُروة الوثقى، واحتمى مِن المهابةِ العظيمةِ الزَّائدةِ بها بالمِجَنِّ الأوقى، وتدرَّعَ مِن الشَّجاعةِ بما خلَّدَ
(3)
به ذِكرَه على وجهِ الدَّهرِ وأبقى، وَليَ أمارةَ المدينةِ في عامِ ستٍّ وثلاثين وسبعِ مئةٍ، فإنَّه وردَ في ذي القَعدةِ مثالٌ شريفٌ ناصريٌّ إلى القاضي شرفِ الدِّينِ، مضمونُه: أنَّا قد فوَّضنا أمارةَ المدينةِ إلى الأميرِ أبي مزروعٍ، وُدَيِّ بنِ جمازٍ، وقد كتبنا له بذلكَ تقليدًا، فَتُمَكَّنُ نُوَّابُه مِن المدينةِ، وتَمنعُ آلَ منصورٍ أنْ يتعرَّضوا لأذيةِ النَّاس، وأنْ يُمسكوا شيئًا مِن جمالِ السَّواني
(4)
للارتحالِ عليها.
فخرجَ آلُ منصورٍ مِن المدينةِ إلى الباديةِ، ولم يتعرَّضوا لشيءٍ مِن جمالِ السَّانيةِ، فجهَّزَ الوزيرُ ما كانَ عندَهم من الأحمالِ والأوقارِ
(5)
، وحملَ ذلك، وسارَ بأهلِه وأولادِه على أبقارٍ، ثمَّ وصلَ وُدَيٌّ عَقِبَ ذلك، وقُرئَ منشورُه، واستقامتْ أمورُه، إلى أنْ تُوفيَ الملكُ النَّاصرُ، في شهرِ ذي الحجّةِ، سنةَ إحدى وأربعين، فتوجَّهَ إلى مِصرَ لاختلافِ الدَّولةِ، وتكدُّرِ
(1)
قال ابن فرحون: وكان ولده عسكرٌ أعظم منه في هذه الأوصاف كلها، توفي رحمه الله في حياة والده بالمدينة المشرفة، في سنة اثنتين وأربعين، وسبع مئة. "نصيحة المشاور"، ص:256.
(2)
"المغانم المطابة" 3/ 1309.
(3)
في المخطوطة: "خلا"، وهو تحريف، والتصويب من "المغانم".
(4)
السَّواني: جمعُ سانيةٍ، وهي الإبلُ التي يسقى عليها. القاموس: سني.
(5)
الأوقارُ: جمعُ وِقرٍ، وهو الحِملُ الثقيل. القاموس: وقر.
مائِها المَعِينِ، فرُسمَ بإكرامِه ورعايتِه، وتقريرِه على أمارتِهِ وولايتِهِ، فتجهَّزَ للسَّفرِ مُعجِّلًا، وعادَ إلى المدينةِ مُكرَّمًا مُبجَّلًا، واستمرَّ حاكمًا إلى سنةِ ثلاثٍ وأربعين، فهجمَ طفيلٌ على المدينةِ، ودخلَها، وقبضَ على نُوَّابِ وُدَيٍّ، وتعرَّقَ أعظُمَهم
(1)
وخَلْخَلَها، ورسمَ بحبسِ جُخيدب وقلاون، وبعدَ قليلٍ أُصيبا بداءٍ يقفُ دونَها المُدَاوون، ومكثَ الأميرُ وُدَيٌّ في عَرَبِه وأقاربِه، إلى أنْ حملَهُ رُبَّانُ المنون إلى ساحلِ البرزخِ
(2)
في قاربِه.
قالَ: وقد تقدَّمَ في طفيلٍ (1738) شيءٌ مِن ترجمتِه، فلينظُرْ مَنْ أرادَ النَّظرَ في كمالِ خبرِهِ وتتمتِهِ. وذكرَهُ شيخُنا في "دُرَرِهِ"
(3)
، فقالَ: ذكرَهُ الشِّهابُ ابنُ فضلِ الله، وأنشدَ له شِعرًا مقبولًا، كتبَ به إليه وهو في الحبسِ، سنةَ تسعٍ وعشرين أوَّله:
يا ابنَ الكرامِ الطَّيبينَ بني عُمَرْ
…
ومَنْ بهم في الجَدْبِ يُستنزَلُ المطرْ
ومَنْ لهم في فضلِهم ولجدِّهم
…
ضجيعِ النَّبيِّ المصطفى حَسَنُ السِّيَرْ
وقالَ في وصفِه: سيِّدُ الوادي، وسندُ النَّادي، مُقيمُ السُّنَّةِ ومُعْليها، ورافضُ الرَّافضةِ ومُقصيها، كانَ السُّلطانُ قبضَ عليه، ثمَّ أطلقَه بعدَ مدَّةٍ، وقُيِّضَ له وزيرُ صِدقٍ، وهو محمَّدُ بنُ عبد الله بنِ مطرفٍ العُمريُّ، فلم يزلْ يحسِّنُ له المساعي، ويحسمُ لأعدائه الدَّواعي، حتَّى انحلَّت عُقدَة شِدَّته، وتجلَّت غَمامةُ سعده.
(1)
تعرَّق العظمَ: أكل ما عليه من اللحم، وفيه كناية عن الشدة التي أصابته.
(2)
في المخطوطة: "البروج"، وهو تحريف.
(3)
"الدرر الكامنة" 4/ 406.
[4478] وُدَيُّ بنُ هبةَ بنِ جمَّازِ بنِ منصورِ بنِ جمَّازِ ابنِ شيحةَ الحسينيُّ، الهاشميُّ
(1)
قريبُ الذي قبلَه، وباقي نسبِه في جدِّه جمَّازٍ، مِن آلِ بيتِ أمراءِ المدينةِ، كانَ خارجًا عنها، فأَنِفَ مِن طُولِ الغُربةِ، فجمعَ قومًا، وهجمَ المدينةَ في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ سبعٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ، بعدَ أنْ حاصرَها أسبوعًا، وأحرقَ البابَ، ففرَّ طفيلٌ أميرُها، وصادرَ النَّاسَ حتَّى اشتدَّ الغلاءُ بالمدينةِ، وافتقرَ جماعةٌ مِن المياسيرِ، فأخذَ طُفيلٌ عسكرًا مِن مصرَ، وقدِمَ به، ففرَّ وُدَيٌّ، ثمَّ حضرَ إلى القاهرةِ، وترافعَ هو وطفيلٌ إلى النَّاصرِ، ثمَّ سُجنَ وُدَيٌّ، وأُعيدَ طفيلٌ إلى المدينةِ ومعه بعضُ الأمراءِ، ثمَّ أفرجَ عنه في رمضانَ، سنةَ إحدى وثلاثين، ورُتِّبَ له راتبٌ، ثمَّ أضيفَ إلى طفيلٍ في إِمرةِ المدينةِ، ثمَّ أُفردَ بها سنةَ ستٍّ وثلاثين، ثمَّ عُزلَ بسعدِ بنِ ثابتٍ، في سنةِ خمسين، فجمعَ جموعًا، وهجمَ المدينةَ، وأخذَ أموالَ الخُدَّامِ، ونهبوا المدينةَ حتَّى لم يبقَ بها أحدٌ إلا اجتاحَه، وخرجَ هاربًا، ثمَّ قُبضَ عليه، وسُجِنَ سنةَ اثنتين وخمسين، فماتَ بالسِّجنِ، ذكرَه شيخُنا في "الدُّرر"
(2)
، وفيها ما يُحتاجُ إلى مغايرتِه لما في الذي قبلَه إنْ لم يكنْ وقعَ لهما معًا في آنٍ واحدٍ، على أنِّي لم أرَ هذه التَّرجمةَ في النُّسخةِ التي بخطِّي بمكَّةَ، فيُحرَّرُ.
(1)
لعلَّه المتقدم.
(2)
لم أجده في "الدرر"، كما لم يجده المؤلف في النسخة التي بخطه.
[4479] وَردانُ، أبو خالدٍ المدينيُّ
(1)
عِدادُهُ في أهلِ المدينةِ، يروي عن: أبانَ بنِ عثمانَ، وعنه: ابنُه خالدٌ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في موضعين من ثالثةِ "ثقاته"
(2)
، قالَ في ثانيهما: يروي المقاطيعَ، روى عنه: عوفٌ الأعرابيُّ.
[4480] وَردانُ، مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
-
(3)
ذكرَه أبو نُعيمٍ الأصبهانيُّ في "الصحابة"
(4)
، وأنَّه الذي وقعَ مِن عِذقِ نخلةٍ، فماتَ، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(5)
: "انظروا رجلًا مِن أرضِه فأعطوه ميراثَه"
(6)
فوجدوا رجلًا فأعطوه، ولم يُسمَّ في هذه الرِّوايةِ، ولكنْ هكذا قالَ أبو نُعيمٍ، أفادَه شيخُنا في أوَّلِ "الإصابة"
(7)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 180.
(2)
"الثقات" 7/ 564.
(3)
"أسد الغابة" 4/ 669.
(4)
"معرفة الصحابة" 5/ 2735.
(5)
أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/ 2735 من حديث ابن عباس، وفي سنده الحسن بن عمارة، وهو متروك، كما في "التقريب"، ص: 162 (1264)، وأخرجه أبو داود في كتاب الفرائض، باب: في ميراث ذوي الأرحام (2894) من حديث عائشة.
(6)
في المخطوطة: "ميزانه"، وهو تحريف.
(7)
"الإصابة" 3/ 633.
[4481] ورشٌ المقرئ
(1)
ارتحلَ إلى المدينةِ في سنةِ خمسٍ وخمسين ومئةٍ، وتلا على مُقرئِها نافعِ ابنِ أبي نُعيمٍ ختماتٍ كثيرةً، وصارَ عالمًا بقراءةِ أهلِها، صاحبَ اختيارٍ ودرايةٍ، وشيخُه نافعٌ هو المُلقِّبُ له بورشٍ؛ لشدَّةِ بياضِه، والوَرشُ: شيءٌ يُصنعُ مِن اللَّبنِ، وقيل: بل لقَّبه وَرَشانَ، باسمِ طائرٍ معروفٍ، وكانَ يعجبُه هذا اللَّقبُ، ويقولُ: أستاذي نافعٌ سمَّاني به، ويفتخرُ بذلك، ويقالُ له: الرَّاشُ
(2)
أيضًا.
واسمُه عثمانُ بنُ سعيدٍ، قِبطيٌّ، مِصريٌّ، وأصلُه مِن القيروانِ، وعِدادُه في مولى آل الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ، وهو ثَبْتٌ حُجَّةٌ في القراءةِ، ماتَ بمصر سنةَ سبعٍ وتسعين ومئةٍ، قالَ الذَّهبيُّ: ولا أعلمُه روى حديثًا.
[4482] الوزيرُ بنُ عبد الله الخَولانيُّ
(3)
يروي عن: أهلِ المدينةِ، وعنه: بقيَّةُ، والوضَّاحُ بنُ حسَّانَ. قالَ ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(4)
: منكرُ الحديثِ.
(1)
"الإكمال" 7/ 301، و"معرفة القراء الكبار" 1/ 152 (63)، و"غاية النهاية" 1/ 502.
(2)
في "تاريخ الإسلام" 13/ 437: الرأس.
(3)
"أحوال الرجال"، ص: 176 (315)، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 3/ 182، و"المغني في الضعفاء" 2/ 720.
(4)
"المجروحين" 2/ 431.
وفي "الميزان"
(1)
: وزيرُ بنُ عبد الله الخَولانيُّ، عن الزُّبيديِّ؛ قالَ ابنُ حزمٍ: مُنكرُ الحديثِ، فقالَ شيخُنا
(2)
: يظهر لي أنَّه الذي بعدَه. يعني: الوزيرَ بنَ عبد الرَّحمنِ الجزريِّ، وقد قالَ في "الميزان" أيضًا: يروي عنه بقيَّةُ، ضعَّفَه أبو زُرعةَ، وقالَ ابنُ مَعِينٍ: ليسَ بشيءٍ، يحدِّثُ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أعطى معاويةَ سهمًا، ثمَّ قالَ -أعني الذَّهبيَّ-: وضَّاحُ بنُ حسَّانَ، ثنا وزيرُ ابنُ عبد الرَّحمنِ الجزريُّ، عن غالبِ بنِ عبيدِ الله، عن عطاءٍ، عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ناولَ معاويةَ سهمًا، فقالَ:"خذْ هذا السَّهمَ حتَّى تلقاني به في الجنَّةِ"
(3)
. انتهى ما في "الميزان".
وذكرَه العُقيليُّ في "الضعفاء"
(4)
، وأوردَ له هذا الحديثَ مِن جهةِ وضَّاحٍ، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ
(5)
: ليسَ بالمعروفِ، وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ
(6)
عن أبيه: مجهولٌ، وعن أبي زُرعةَ: ضعيفُ الحديثِ. قالَ: وامتنعَ أنْ يُحدِّثَ بحديثٍ رواه بقيَّةُ عنه، وقالَ: إنَّه باطلٌ لا أصلَ له، هو مِن وزيرٍ، وهذا اتِّهامٌ منه له
(7)
، وضعَّفَه يعقوبُ بنُ شيبةَ، والسَّاجيُّ، وقالَ السَّعَدِيُّ: حديثُه مُعْضَلٌ.
(1)
"ميزان الاعتدال" 4/ 333.
(2)
"لسان الميزان" 8/ 376.
(3)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 629.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" 4/ 332 من طريق وضاح، وقال: حديثه ليس بشيء.
(4)
"الضعفاء الكبير" 4/ 331.
(5)
"الكامل" 7/ 88.
(6)
"الجرح والتعديل" 9/ 44، و"الضعفاء" لأبي زرعة 3/ 833.
(7)
في المخطوطة: "منزله"، بدل:"منه له"، وهو تحريف، والتصويب من "لسان الميزان".
وذكرَه أبو العرب في "الضعفاء"، لكن قالَ: وزيرُ بنُ عبد الله؛ قالَ البخاريُّ
(1)
: عِدادُه في الشَّاميين، روى عنه الشَّاميون. قالَ: وقالَ السَّعَدِيُّ
(2)
: روى عن الزُّبيديِّ حديثًا مُعضَلًا: "مَنْ منحَهُ المشركون أرضًا"
(3)
، وقالَ الدُّوريُّ: قالَ ابنُ مَعِينٍ: وزيرٌ المَدنيُّ الذي
(4)
يحدِّثُ بحديثِ معاويةَ في السَّهمِ، ليسَ بشيءٍ.
[4483] الوليدُ بنُ أبي أُميَّةَ المخزوميُّ
(5)
أخو أمِّ المؤمنينَ أمِّ سلمةَ. صحابيٌّ؛ دخلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عليها وهو عندَها، فقالَ
(6)
: "مَنْ هذا؟ " قالت: أخي، قدِمَ مهاجرًا، فقالَ:"هذا المهاجرُ"، وفيه: أنَّها أعادَتْ اسمَه، فقالَ: "إنَّكم تريدون أنْ تتَّخذوا الوليدَ
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 182.
(2)
"أحوال الرجال" للجوزجاني، رقم:315.
(3)
وتتمته: "فلا أرض له" ذكره ابن حبان في "المجروحين" 2/ 431.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(4011) ووزيرٌ ضعيف.
(4)
ألحقت في الحاشية، وعليها:"صح".
(5)
"الإصابة" 3/ 636.
(6)
أخرجه أحمد في "المسند" 1/ 181، وفيه انقطاع.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 63/ 324، عن حماد بن سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو معضل، وله طريقٌ متصلٌ، فقال الحافظ ابن حجر في "القول المسدد" 15: أخرجه إبراهيم الحربي في غريبه بإسنادٍ حسنٍ، وله شاهد عند الطبراني في "المعجم الكبير" 22/ 153، لكن قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 652: فيه عبد العزيز بن عمران، وهو متروك، وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 46.
حنانًا، إنَّه يكونُ في أمِّتي فرعونُ، يقالُ له: الوليدُ". قالَ ابنُ عبد البَرِّ
(1)
: ولمَّا أسلمَ غيَّرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم اسمَه.
[4484] الوليدُ بنُ أبي خُبزة
(2)
المَدنيُّ
(3)
يروي عن: ابن عجلانَ، وعنه: ابنُه إسماعيلُ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(4)
.
[4485] الوليدُ بنُ داودَ الأنصاريُّ
(5)
مِن ولدِ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ، مِن أهلِ المدينةِ. يروي عن: ابنِ عمِّه عُبَادةَ
(6)
بنِ الوليدِ
(7)
، وعنه: إسماعيلُ بنُ أبي أويسٍ، وأهلُ العراقِ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(8)
.
(1)
"الاستيعاب" 4/ 1452.
(2)
كذا ضبطت في المخطوطة.
(3)
"تهذيب مستمر الأوهام"، لابن ماكولا، ص:151.
(4)
"الثقات" 9/ 225، وفيه ابن خيرة.
وفي "أمالي القالي" 2/ 306 قال: شتم رجلٌ الوليد بن أبي خيرة، فقال الوليد: هي صحيفتك، فأملَّ فيها ما شئت.
(5)
"الكنى والأسماء"، للدولابي 2/ 1063، و"جمهرة أنساب العرب"، لابن حزم 2/ 354، و"إسعاف المبطأ"، ص:15.
(6)
في المخطوطة: "عباد"، والتصويب من مصادر الترجمة.
(7)
وحديثه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 2/ 359.
(8)
"الثقات" 9/ 224.
[4486] الوليدُ بنُ رباحِ بنِ عاصمِ بنِ عليٍّ أبو البَدَّاحِ، المَدنيُّ
(1)
مولى ابنِ أبي ذئبٍ، ذكرَه مسلمٌ
(2)
في ثالثة تابعي المَدنيّين، وقالَ: مولى ابنِ أبي ذبابٍ الدَّوسيُّ. يروي عن: أبي هريرةَ، وابن عمرَ، وابنِ عبَّاسٍ، وسهلِ بن حُنيف، وسلمانَ الأغرِّ، وعنه: ابناه: محمَّدٌ ومسلمٌ، وكَثيرُ بنُ يزيدَ الأسلميُّ. قالَ أبو حاتم
(3)
: صالحٌ، وقالَ البخاريُّ
(4)
: حسنُ الحديثِ، وذكرَ [هـ] ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(5)
، وقالَ: روى عنه: أهلُ المدينةِ، ماتَ سنةَ سبعَ عشرةَ ومئةٍ، ومولدُه سنةَ ثلاثٍ وثلاثين، وهو في "التَّهذيب"
(6)
.
[4487] الوليدُ بنُ رفاعةَ الفَهميُّ، الأميرُ
(7)
والي إقليمِ مصرَ لهشامٍ، ممَّنْ حدَّث، روى عنه: اللَّيثُ.
(1)
"العلل الكبير"، للترمذي 1/ 89، و"مشاهير علماء الأمصار"، ص: 121، و"الكاشف" 2/ 351.
(2)
"الطبقات" 1/ 255 (946).
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 4.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 153.
(5)
"الثقات" 5/ 493.
(6)
"تهذيب الكمال" 31/ 11، و"تهذيب التهذيب" 9/ 148.
(7)
"التاريخ الكبير" 8/ 143، و"الجرح والتعديل" 9/ 4، و"القضاة والولاة"، للكندي، ص: 66، 75.
وقالَ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(1)
: يروي عن: المَدنيّين، وهشامِ بنِ عبد الملكِ، وعنه: اللَّيثُ، مات سنةَ ثماني عشرة ومئةٍ.
[4488] الوليدُ بنُ زيادٍ، مولى عثمانَ بنِ عفَّانَ
(2)
وهو الذي يقالُ له: الوليدُ بنُ أبي الوليدِ، مِن أهلِ البصرةِ، يروي عن: نافعٍ مولى ابنِ عمرَ، وأهلِ المدينةِ، وعنه: أخوه هشامٌ، وسَوَّارُ بنُ عبد الله العنبريُّ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(3)
.
[ ...... ]
الوليدُ بنُ زيادٍ القُرَشيُّ
يأتي في: ابنِ أبي هشامٍ (4498).
[4489] الوليدُ بنُ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ، أبو عُبادةَ الأنصاريُّ، المَدنيُّ
(4)
وُلدَ في حياةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وذكرَه مسلمٌ
(5)
في الطَّبقةِ الأوَّلى مِن تابعي المَدنيّين.
(1)
"الثقات" 7/ 550.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 156، و"الجرح والتعديل" 9/ 5.
(3)
"الثقات" 7/ 551.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 148، و"الجرح والتعديل" 9/ 8، و"تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم" 1/ 249.
(5)
"الطبقات" 1/ 228 (618).
يروي عن: أبيه، وعنه: ابنُه عُبادةُ، وعطاءُ بنُ أبي رباحٍ، ومحمَّدُ بنُ يحيى بنِ حَبَّانَ، وعطاءُ بنُ السَّائبِ، وسُليمُ بنُ أبي المخارقِ، وعمارةُ ابنُ عميرٍ، ويزيدُ بنُ أبي حبيبٍ، وغيرُهم. قالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: توفي في خلافةِ عبد الملكِ بنِ مروانَ، وكانَ ثقةً، قليلَ الحديثِ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(2)
، وقالا
(3)
: وُلدَ في آخرِ عهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقالَ العِجليُّ
(4)
: شاميٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ.
[4490] الوليدُ بنُ عبد الله بنِ صيَّادٍ المَدنيُّ
(5)
أخو عبادةَ الماضي
(6)
، روى عن: المطَّلبِ بنِ عبد الله بنِ حَنطب أنَّه أخبره أنَّ رجلًا سألَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ما الغِيبةُ؟ فقالَ: "أنْ تذكرَ مِن المرءِ ما يكرهُ أنْ يسمعَ" الحديثَ، وعنه: مالكٌ في "الموطأ"
(7)
. وهذا الحديثُ وصله العلاءُ بنُ عبد الرَّحمنِ بنِ يعقوبَ، عن أبيه، عن أبي هريرة، أخرجه مسلمٌ
(8)
، وصحَّحه الترمذيُّ
(9)
، والمطَّلبُ كانَ كثيرَ الإرسالِ، ولم
(1)
"الطبقات الكبرى" 5/ 80.
(2)
"الثقات" 5/ 490.
(3)
كتب فوقها: صح. يريد ابن سعد وابن حبان، فكلاهما قال ذلك.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 342.
(5)
"تعجيل المنفعة" 2/ 344، والترجمة منقولة منه، و"إسعاف المُبطَّأ"، ص:29.
(6)
في الهامش: "الماضي عمارة، لا عبادة، وصوابها عمارة، كما تقدم، والله أعلم". قلتُ: تقدمت ترجمة عمارة برقم (2892).
(7)
"الموطأ" 2/ 987.
(8)
كتاب البر والصلة والآداب، باب: تحريم الغيبة 4/ 2001 (2589).
(9)
كتاب البر والصلة، باب: ما جاء في الغيبة (1934)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
يصحَّ سماعُه مِن أبي هريرةَ، فلعلَّه أخذه عن عبد الرَّحمنِ بنِ يعقوبَ، ولم يُترجمْ ابنُ عبد البَرِّ للوليدِ هذا
(1)
الذي روى عنه مالكٌ. أمَّا ابنُ الحذَّاءِ فقالَ في "رجال الموطأ"
(2)
: هو أخو عمارةَ، يعني: الماضي، انتهى.
وليس هذا الرَّجلُ في "تاريخ البخاريِّ"، ولا في "كتاب ابن أبي حاتمٍ". نعمْ هو في ثالثةِ "ثقات ابن حِبَّانَ"
(3)
، لم يزدْ على ما في "الموطأ" مِن روايتِه عن المطَّلبِ، وروايةِ مالكٍ عنه، وكأنَّه أصغرُ مِن عمارةَ؛ فإنَّ عمارةَ مذكورٌ في التَّابعين، له سماعٌ من جابرٍ، وحديثُه عندَ الترمذيِّ، وغيرِه، وعنه: محمَّدُ بنُ يحيى بنِ حَبَّانَ.
[4491] الوليدُ بنُ عبد الملكِ بنِ مروانَ بنِ الحكمِ بنِ أبي العاصِ ابنِ أميَّةَ بنِ عبد شمسِ بنِ عبد مَنافِ بنِ قُصَيٍّ أبو العبَّاسِ، القُرَشيُّ، الأمويُّ، الخليفةُ
(4)
كانَ وليَّ عهدِ أبيهِ، ووليَ الخلافةَ بعدَه حتَّى ماتَ، فكانت مدَّتُها عشرَ سنين إلا أربعةَ أشهرٍ، وله مآثرُ حسنةٌ بالحرمينِ، فمنها بالمدينةِ: أنَّه وسَّعَ المسجدَ النَّبويَّ، وزخرَفَه على يدِ عاملِه عليها ابنِ عمِّه عمرَ بنِ عبد العزيزِ بنِ مروانَ، وكانَ يختمُ القرآنَ في ثلاثٍ، وفي رمضانَ سبعَ عشرَةَ
(1)
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 8/ 561: لا أعلم أحدًا روى عنه غير مالك.
(2)
"التعريف بمن ذكر في الموطأ" 3/ 623.
(3)
"الثقات" 7/ 549.
(4)
"الفخري"، لابن طباطبا، ص: 127، و"تاريخ دمشق"، 63/ 46، و"سير أعلام النبلاء" 4/ 347.
مرَّةً، ويُفرِّقُ أكياسَ الدَّراهمِ في الصَّالحين، ويُحكى أنَّه كانَ يقول: لولا أنَّ الله ذكرَ اللِّواطَ في كتابِه، ما ظننتُ أنَّ أحدًا يفعلُه، ماتَ في جمادى الآخرةِ، سنةَ ستٍّ وتسعينَ، عن خمسين سنةً، وتركَ أربعةَ عشرَ ولدًا، وكانَ ذميمًا
(1)
، سائلَ الأنفِ، يختالُ في مِشيتِه، قليلَ العِلم
(2)
.
[4492] الوليدُ بنُ عتبةَ بنِ أبي سفيانَ صخرِ بنِ حَربِ ابنِ أميَّةَ بنِ عبد شمسِ بنِ عبد مَنافِ بنِ قُصيِّ ابنِ كلابٍ، القُرَشيُّ، الأمويُّ
(3)
ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(4)
، وقالَ: يروي عن: ابن عبَّاسٍ، وعنه: محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحارثِ التَّيميُّ، انتهى.
وقد ولَّاه عمُّه معاويةُ المدينةَ، وجاءه نَعيُه إليها وهو عليها وَالٍ، وكانَ جوادًا، حليمًا، فيه دِينٌ وخيرٌ. قالَ يحيى بنُ بُكيرٍ: كانَ معاويةُ يولِّي المدينةَ مرَّةً مروان ومرَّةً الوليد، وكانَ ولَّاه يزيدُ عليها مرَّتين، وأقامَ الموسمَ غيرَ مرَّةٍ، آخرُها سنةَ اثنتين وستين. قالَ الزُّبير بنُ بكَّارٍ: كانَ الوليدُ رجلَ بني عُتبةَ، وعزلَه يزيدُ عن المدينةِ، في سنةِ ستين، واستعمل عليها عَمروَ بن سعيدٍ الأشدقَ، فقدِمَها في رمضانَ، وكانَ حليمًا
(1)
في "السير": دميمًا، بالدال.
(2)
قال ابن أبي عبلة: رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد، افتتح الهند والأندلس، كان يعطي قصاع الفضة أقسِمُها على القرَّاء "سير أعلام النبلاء" 4/ 348.
(3)
"تاريخ خليفة"، ص: 58، و"تاريخ دمشق" 63/ 206.
(4)
"الثقات" 5/ 491.
كريمًا. تُوفي معاويةُ، فقدمَ عليه رسولُ يزيدَ بأخذِ البيعةِ على الحسينِ، وابنِ الزُّبير، فأرسلَ إليهما سِرًّا، فقالا: نُصبحُ ويجتمعُ النَّاسُ، فقالَ له مروانُ: إنْ خرجَا مِن عندِكَ لم ترَهما، فنافرَه ابنُ الزُّبيرِ، وتغالظا، حتى تواثبَا، وقامَ الوليدُ يحجزُ بينَهما، فأخذَ ابنُ الزُّبيرِ بيدِ الحسينِ، وقالَ: امضِ بنا، وخرجا وتمثَّلَ ابنُ الزُّبيرِ
(1)
:
لا تحسبَّنِّي يا مسافرُ شحمةً
…
تعجَّلَها مِن جانبِ القِدرِ جائعُ
فأقبلَ مروانُ على الوليدِ يلومُه، فقالَ: إنِّي أعلمُ ما تريدُ، ما كنتُ لأسفكَ دمائهما، ولا لأقطِّعَ أرحامَهُمَا، وقالَ المدائنيُّ عن خالدِ بنِ يزيدِ ابنِ بشرٍ، عن أبيهِ وعبد الله بنِ نِجادٍ، وغيرِهما: إنَّه لمَّا ماتَ معاويةُ بنُ يزيدَ ابنِ معاويةَ أرادوا الوليد على الخلافةِ، فأبى، وماتَ تلكَ اللَّيالي، وكذا قالَ يعقوبُ الفسويُّ: أرادَه أهلُ الشَّامِ على الخلافةِ، فطُعِنَ، فماتَ بعدَ معاويةَ، بل قالَ بعضُهم ممَّا لا يصحُّ: إنَّه قُدِّمَ للصَّلاةِ طى معاويةَ، فأصابَه الطَّاعونُ وهو في صلاتِه عليه، فلم يُرفعْ إلا وهو ميتٌ، ويقالُ: إنَّه الذي صلَّى على أبي هريرةَ، كما سيجيء فيه، وجزمَ الذَّهبيُّ في "العبرِ"
(2)
بوفاتِه سنةَ أربعٍ وستين مطعونًا، وقالَ: كانَ جوادًا ممدَّحًا، ديِّنًا.
[ ....... ]
الوليدُ بنُ عثمانَ
في: ابنِ أبي الوليدِ (4500).
(1)
البيت مع القصة في "نسب قريش"، لمصعب، ص: 133، و"تاريخ الإسلام" 5/ 267.
(2)
"العبر في خبر من غبر" 1/ 53.
[4493] الوليدُ بنُ عروةَ بنِ محمَّدِ بنِ عطيةَ ابنِ عروةَ السَّعدِيُّ
(1)
كانَ على مكَّةَ والمدينةِ والطائفِ مِن قِبلِ عمِّهِ
(2)
عبد الملك، وحجَّ بالنَّاس في سنةِ إحدى وثلاثين ومئةٍ، ثمَّ
(3)
كان على مكَّةَ إلى أنْ صارت الخلافةُ لأبي العبَّاسِ السَّفَّاحِ، وقدم عمُّه داودُ بنُ عليٍّ إلى مكَّة، فخافَ منه هذا، وهربَ منه إلى اليمن،.
[4494] الوليدُ بنُ عقبةَ بنِ أبي مُعَيْطٍ أبانَ بنِ أبي عمروِ بنِ أُميَّةَ ابنِ عبد شمسِ بنِ عبد مَنافِ بنِ قُصيٍّ أبو وهبٍ، القُرَشيُّ، الأمويُّ
(4)
أخو عثمانَ لأمِّه. قتلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أباه ببدرٍ صبرًا، ثمَّ أسلمَ هو يومَ الفتحِ، وبعثَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على صدقاتِ بني المصطلقِ، وروى عنه، ويقالُ: إنَّه أُتيَ به إليهِ يومَ الفتحِ وهو مطيَّبٌ بالخَلوقِ، فلم يمسحْ رأسه، وكانَ يمسحُ رؤوسَ الصِّبيانِ إذا أُتيَ بهم
(5)
.
(1)
"المحبر"، ص: 263، و"تاريخ خليفة"، ص: 120، و"تاريخ دمشق" 63/ 216.
(2)
ملحقة في الهامش، وعليها:"صح".
(3)
من هنا إلى قوله: "اليمن"، ملحقة بالهامش، وعليها:"صح".
(4)
"أسد الغابة" 4/ 675، و"معرفة الصحابة" 5/ 2727.
(5)
أخرجه أبو داود في كتاب الترجل، باب: الخلوق للرجال (4178).
روى عنه: عامرٌ الشَّعبيُّ، وأبو موسى الهمدانيُّ، وحارثةُ بنُ مضرِّبٍ، وغيرُهم، وولَّاه عمرُ صدقاتِ بني تغلبَ، وعثمانُ الكوفةَ في سنةِ خمس وعشرين بعدَ سعدٍ، ثمَّ عزلَه في سنةِ تسعٍ، وولَّاها سعيدَ بنَ العاص، وفي سنةِ ثمانٍ وعشرين غُزيت أذربيجان وهو الأميرُ، وبعد عزلِه قدمَ المدينةَ، فلم يزلْ بها حتَّى بويعَ عليٌّ بعدَ قتلِ عثمانَ، فتحوَّلَ إلى الرَّقَّةِ، فنزلها، واعتزلَ عليًّا ومعاويةَ، حتَّى ماتَ، وقالَ ابنُ عبد البَرِّ
(1)
: سكنَ المدينةَ، ثمَّ نزلَ الكوفةَ، وبنى فيها دارًا، فلمَّا قُتلَ عثمانُ نزلَ البصرةَ، ثمَّ خرجَ إلى الرَّقَّةِ، فنزلَ بها، واعتزلَ عليًا ومعاويةَ، وماتَ بها وقبرُه بالرَّقَّة.
قالَ مصعبٌ الزُّبيريُّ
(2)
: كانَ مِن رجالِ قريشٍ وشعرائهم، وكذا قالَ غيرُه: كانَ مِن رجالِ قريشٍ ظَرفًا، وعلمًا، وشجاعةً، وأدبًا، شاعرًا، شرِّيبًا. قالَ أبو عَروبةَ: الحرَّانيُّ: ماتَ بالرَّقَّةِ في أيامِ معاويةَ. زادَ غيرُه
(3)
: وقبرُه بعينِ الرُّوميةِ على بريدٍ من الرَّقَّة، وولدُه بالرَّقَّةِ إلى اليومِ.
وطوَّلَ المِزيُّ في "تهذيبه"
(4)
ترجمتَه بما لا طائلَ فيها، مِن كتابِ ابنِ عبد البَرِّ، وفيها حطٌّ، وشناعةٌ، وهو فقد ثبتت صحبتُه، وله ذنوبٌ، أَمرُها إلى الله، والصَّوابُ السُّكوتُ، قالَه شيخُنا، وهو في أوَّل "الإصابة"
(5)
، وطوَّله الفاسيُّ
(6)
.
(1)
"الاستيعاب" 4/ 114.
(2)
"نسب قريش"، ص:138.
(3)
هو ابن سعد في "الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:80.
(4)
"تهذيب الكمال" 31/ 53.
(5)
"الإصابة" 3/ 637.
(6)
"العقد الثمين" 7/ 398.
وأوردَ الطَّحاويُّ في الاستسقاء مِن "شرحِ معاني الآثار"
(1)
، من طريقِ [إسحاق بن]
(2)
عبد الله بنِ كنانةَ، مِن بني مالكِ بنِ حِسلٍ قالَ: حدَّثني أبي، قالَ: أرسلني الوليدُ بنُ عقبةَ أسألُ له عن صلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء؟ فأتيتُ ابنَ عبَّاسٍ، فقلت: إنَّا تمارينا في المسجدِ في صلاةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء. قال: ولكن أرسلكَ ابنُ أخيكَ الوليدُ، وهو أميرُ المدينةِ، ولو أنَّه أرسل فسأل، ما كانَ بذلك بأسٌ، ثمَّ قالَ ابنُ عبَّاسٍ: خرجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم متواضعًا، فذكرَ حديثَ الاستسقاء
(3)
. قلتُ: وينظرُ في هذا
(4)
.
[4495] الوليدُ بنُ عَمروِ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ مُسافعٍ القُرَشيُّ، العامريُّ، المَدنيُّ
(5)
مِن بني غامرِ بنِ لؤيٍّ، يروي عن: سعيدِ بنِ المسيَّبِ، وعامرِ بنِ عبد الله بنِ الزُّبيرِ، وعروةَ بنِ الزُّبيرِ، ويعقوبَ بنِ عتبةَ، ورجاءَ بنِ حيوةَ، وعنه: موسى بنُ هاشمٍ، والدَّراورديُّ، وعبد الرَّحمنِ بنُ أبي الزِّناد، وآخرون. ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(6)
.
(1)
"شرح معاني الآثار" 1/ 324.
(2)
ما بين المعكوفتين من "شرح معاني الآثار".
(3)
وأخرجه الترمذيُّ أيضا في أبواب الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الاستسقاء (558)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(4)
إسحاقُ بنُ عبد اللهِ بنِ كنانةَ، ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 24، وقال ابن حجر في "التقريب"، ص: 101 (366): صدوق.
(5)
"التاريخ الكبير" 8/ 149، و"الجرح والتعديل" 9/ 10.
(6)
"الثقات" 7/ 553.
[4496] الوليدُ بنُ كَثيرِ بنِ سنانٍ، أبو سعيدٍ المُزنيُّ، المَدنيُّ
(1)
هكذا جمعَ بينهما الذَّهبيُّ
(2)
، تبَعًا للمِزِّيِّ
(3)
-الرَّاذانيُّ
(4)
. سكنَ الكوفةَ، وروى عن: ربيعة الرَّأيِ، والضَّحَّاكِ بنِ عثمانَ، وعبيدِ الله بنِ عمرَ، وعنه: يوسفُ وزكريا ابنا عَدِيٍّ، وأبو سعيدٍ الأشجُّ، ومحمَّدُ بنُ عبد الله بنِ عمَّارٍ. قالَ أبو حاتمٍ
(5)
: شيخٌ، يُكتبُ حديثُه، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(6)
، وهو في "التَّهذيب"
(7)
.
[4497] الوليدُ بنُ كثيرٍ، أبو محمَّدٍ المخزوميُّ مولاهم المَدنيُّ
(8)
سكنَ الكوفةَ. يروي عن: سعيدِ بنِ أبي هندٍ، وسعيدٍ المقبُريِّ، ومحمَّدِ بنِ كعبٍ القُرظيِّ، والأعرجِ، ومعبد ومحمَّدٍ ابني كعبِ بنِ مالكٍ،
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 152، و"المتفق والمفترق" 2/ 339، و"تقريب التهذيب"، ص: 583 (7451).
(2)
في "الميزان" 4/ 345.
(3)
"تهذيب الكمال" 31/ 71.
(4)
قالَ ابنُ ناصرِ الدِّينِ: رَاذانُ، بذالٍ معجمة بينَ الألفين، وأوله راءٌ: موضعٌ بالمدينة. "توضيح المشتبه" 4/ 55، و"الأنساب" 3/ 21.
(5)
"الجرح والتعديل" 9/ 14.
(6)
"الثقات" 9/ 222.
(7)
"تهذيب الكمال" 31/ 71، و"تهذيب التهذيب" 9/ 163.
(8)
"الجرح والتعديل" 9/ 14، و"التعديل والجرح" 2/ 1357.
ومحمَّدِ بنِ جعفرِ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ، ومحمَّدِ بنِ عَمروِ بنِ عطاءٍ، ومحمَّدِ بنِ عَمروِ بنِ حَلحلةَ، ومحمَّدِ بنِ عبادِ بنِ جعفرٍ، وعبيدِ الله بنِ عبد الله بنِ عمر، وسعيدِ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ أبي سعيدٍ، وإبراهيمَ بنِ عبد الله بنِ حُنينٍ، وعَمروِ بنِ شعيبٍ، والزُّهريِّ، ونافعٍ مولى ابن عمرَ، ووَهبِ بنِ كيسانَ، ومحمَّدِ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ أبي صَعصعةَ، وأبي
(1)
أسامةَ، والواقديِّ
(2)
، وآخرين
(3)
، وعنه: إبراهيمُ بنُ سعدٍ، -وقالَ: كانَ ثقهً، مُتَّبِعًا للمغازي، حريصًا على علمِها- وعيسى بنُ يونسَ، -وقالَ: ثقةٌ، مُتثبتٌ في الحديثِ-، وابنُ عُينيةَ، -وقالَ: كانَ صدوقًا، كنتُ أعرفُه ههنا-، وأبو أسامةَ، والواقديُّ، وغيرُهم، وكذا وثَّقه ابنُ مَعِينٍ
(4)
، وأبو داود، وزادَ: إنَّه إباضيٌّ، وقالَ ابن مَعِينٍ مرَّةً: ثقةٌ ثقهٌ
(5)
، لا بأس به، وقالَ ابنُ سعدٍ
(6)
: كانَ له علمٌ بالسِّيرةِ والمغازي، وله أحاديثُ، وليسَ بذلك، وقالَ السَّاجيُّ: صدوقٌ، ثَبْتٌ، يُحتجُّ بحديثِه، لم يُضعِّفْه أحدٌ، إنَّما عابوا عليه الرَّأيَ، كانَ إباضيًا.
(1)
في المخطوطة: "وأبو"، وهو خطأ.
(2)
ما بين المعكوفين ثابت في المخطوطة، لكنه خطأ، فأبو أسامة والواقدي، من الرواة عنه لا من شيوخه، كما ذكرهم بعد، وكما هو في "التهذيب"، ومختصره، ولعل هذا السبب هو ذكره في صيغة الرفع: أبو أسامة، وآخرون، يريد: عنه، فأدخلهما هنا سهوًا.
(3)
في المخطوطة: "وآخرون"، وهو خطأ.
(4)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 633.
(5)
كتب فوقها في المخطوطة: "صح".
(6)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:298.
وكذا قالَ العُقيليُّ
(1)
، قالَ سفيانُ -يعني: ابنَ عينيةَ-: كانَ إباضيًا، ولكنَّه كانَ صدوقًا، وقالَ عبيدُ بنُ ميمونٍ التَّبَّانُ: كانَ قدَريًا، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "الثِّقات"
(2)
، وكانَ إخباريًا، ثَبْتًا، عارفًا بالمغازي والسِّيَرِ، ماتَ بالكوفةِ سنةَ إحدى وخمسين ومئةٍ، وهو في "التَّهذيب"
(3)
.
[4498] الوليدُ بنُ أبي هشامٍ، القُرَشيُّ، مولاهم، أخو أبي المِقدامِ هشامٍ، البصريُّ، وقيل: المَدنيُّ
(4)
واسمُ أبي هشامٍ زيادٌ. يروي عن: الحسنِ البصريِّ، ومسلمِ بنِ أبي مريمَ، ونافعٍ مولى ابنِ عمرَ، وأبي بكرِ بنِ محمَّدِ بنِ عَمروِ بنِ حزمٍ، وغيرِهم، وعنه: أخوه، ووهيبُ بنُ خالدٍ، ويزيدُ ابنُ الهادِ، وسوارُ بنُ عبد الله العنبريُّ، وجويريةُ بنُ أسماءَ، وإسماعيلُ ابنُ عليَّة، وغيرُهم.
قالَ أحمد: ثقةُ الحديثِ جِدًّا، وقالَ ابنُ مَعِينٍ
(5)
وأبو داود
(6)
، وأبو حاتمٍ
(7)
: ثقةٌ. زاد أبو حاتمٍ: لا بأسَ به، أوثقُ من أخيه.
(1)
"الضعفاء الكبير" 4/ 320.
(2)
"الثقات" 7/ 548.
(3)
"تهذيب الكمال" 31/ 72، و"تهذيب التهذيب" 9/ 163.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 157، و"تاريخ أسماء الثقات"، ص: 245، و"رجال مسلم" 2/ 303.
(5)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 634.
(6)
"سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود"، ص:275.
(7)
"الجرح والتعديل" 9/ 5.
وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(1)
، والعُقيليُّ في "الضعفاء"
(2)
، وقالَ: ضُعِّفَ مِن أجلِ أخيه، وهو في "التَّهذيب"
(3)
.
[4499] الوليدُ بنُ الوليدِ
(4)
بنِ المغيرةِ بنِ عبد الله بنِ عمرَ ابنِ مخزومٍ، القُرَشيُّ، المخزوميُّ
(5)
أخو خالدٍ. وهو الذي كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت
(6)
: "اللَّهمَّ أنجِ الوليدَ بنَ الوليدِ، والمستضعفينَ مِن المؤمنين".
وكانَ لمَّا أسلمَ حبسَه أخوالُه، ثمَّ أفلتَ من أسرِهم، ولحقَ بالنَّبيّ صلى الله عليه وسلم في عمرَةِ القضيةِ مشيًا على رِجليه، ويقالُ: إنَّه ماتَ ببئر أبي عنبةَ قبلَ أنْ يدخلَ المدينةَ، وهي على ميلٍ منها.
وترجمتُه في أوَّلِ "الإصابة"
(7)
طويلةٌ.
(1)
"الثقات" 7/ 550.
(2)
"الضعفاء الكبير" 4/ 316.
(3)
"تهذيب الكمال" 31/ 105، و"تهذيب التهذيب" 9/ 172.
(4)
كتب فوقها في المخطوطة: "صح".
(5)
"معرفة الصحابة" 5/ 2726، و"أسد الغابة" 4/ 678.
(6)
أخرجه البخاري في الأذان، باب: يهوي بالتكبير حين يسجد (804)، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة 1/ 467 (675).
(7)
"الإصابة" 3/ 639.
[4500] الوليدُ بنُ أبي الوليدِ، ويقالُ: الوليدُ بنُ الوليدِ، وهو وهمٌ أبو عثمانَ، القُرَشيُّ، مولى عمرَ، وقيل: مولى عثمانَ واسمُ أبي الوليدِ عثمانُ، المَدنيُّ
(1)
يروي عن: جابرٍ، وابنِ عمرَ -ورآهما يخضبان- وعن سعيدِ بنِ المسيَّبِ، وأبانَ بنِ عثمانَ، وعروةَ، وعقبةَ بنِ مسلمٍ التُّجيبيِّ، وابنِ المنكدرِ، وعبد الله بنِ دينارٍ، وسليمانَ بنِ خارجةَ بنِ زيدِ بنِ ثابتٍ، وغيرِهم، وعنه: يزيدُ ابنُ الهادِ، وأبو عبيدةَ بنُ محمَّدِ بنِ عمَّارِ بنِ ياسرٍ، وحيوةُ بنُ شريحٍ، وابنُ لهيعةَ، واللَّيثُ، ويحيى بنُ أيوبَ، وآخرون. قالَ الآجريُّ
(2)
: سألتُ أبا داودَ عنه؟ فقالَ فيه خيرًا، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(3)
، وقالَ: ربَّما خالفَ على قِلَّةِ روايتِه، وقالَ: إنَّه مولى عبد الله ابنِ عُمرَ، ويروي عنه، وقالَ ابنُ جريرٍ في "تهذيب الآثار": لا يُعتمدُ على نقلِه، كذا قالَ، وقد أسندَ الخطيبُ
(4)
عن ابنِ مَعِينٍ
(5)
قالَ: لم يروِ عنه إلَّا المصريون، وليس به بأسٌ، وتعقَّبه الخطيبُ بروايةِ أبي عبيدةَ عنه، وهو مدنيٌّ. زادَ شيخُنا
(6)
: وكذا يزيدُ ابنُ الهادِ، فيُحملُ قولُ ابنِ مَعِينٍ على الأكثرِ.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 156، و"الجرح والتعديل" 9/ 19، و"الطبقات الكبرى" 5/ 177، و"تهذيب الكمال" 31/ 107.
(2)
"سؤالات أبي عبيد الآجري"، 2/ 184، رقم الترجمة:1544.
(3)
"الثقات" 5/ 494، و 7/ 552.
(4)
"موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 175.
(5)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 634.
(6)
"تهذيب التهذيب" 9/ 147.
[ ....... ]
الوليدُ بنُ أبي الوليدِ، مولى عثمانَ بنِ عفَّانَ
هو: الوليدُ بنُ زيادٍ (4488).
[4501] وهبانُ بنُ محمَّدِ بنِ غانمِ بنِ حَضينِ ابنِ حسينٍ، التربيُّ، السُّوارقيُّ
والدُ سليمانَ الماضي (1531). رأيتُه شهدَ قريبَ الأربعين وسبعِ مئةٍ
[4502] وهبُ بنُ حذيفةَ بنِ عبادِ بنِ خلادٍ الغِفاريُّ ويقالُ: المزنيُّ، ويقالُ: الثَّقفيُّ
(1)
حجازيٌّ، يُعدُّ في أهلِ المدينةِ، له صحبةٌ، ذكرَه ابنُ سعدٍ
(2)
في طبقةِ مَنْ شهدَ الخندقَ. روى عن: النَّبيّ صلى الله عليه وسلم
(3)
: "إذا قامَ الرَّجلُ مِن مجلسِه، فهو أحقُّ بهِ إذا رجعَ إليه"، وعنه: واسعُ بنُ حَبَّانَ، وقالَ الواقديُّ: الغِفاريُّ، مِن أهلِ الصُّفَّةِ، وبقيَ إلى أنْ ماتَ في خلافةِ معاويةَ، وهو في أوَّلِ "الإصابة"
(4)
، و"التَّهذيب"
(5)
.
(1)
"معرفة الصحابة" 5/ 2717، و"أسد الغابة" 4/ 680.
(2)
لم أجده في "الطبقات الكبرى".
(3)
أخرجه الترمذي في كتاب الأدب، باب: ما جاء إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع إليه (2751)، وقال: حديث حسن صحيح غريب.
(4)
"الإصابة" 3/ 641.
(5)
"تهذيب الكمال" 31/ 125، و"تهذيب التهذيب" 9/ 178.
[4503] وهبُ بنُ عثمانَ بنِ بشرِ بنِ المحيفز المخزوميُّ، المَدنيُّ
(1)
عن: موسى بنِ عقبةَ، وأبي حازمِ ابنِ دينارٍ الأعرجِ، وعنه: إبراهيمُ بنُ حمزةَ الزُّبيريُّ، وإبراهيمُ بنُ المنذرِ، ويعقوبُ بنُ حميدِ بنِ كاسبٍ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(2)
، وقالَ البخاريُّ في "صحيحه"
(3)
عقبَ حديثِ عبيدِ الله بنِ عمرَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ:"إذا وُضعَ العَشاءُ": رواه إبراهيمُ ابنُ المنذرِ، عن وهبٍ، يعني: عن موسى بنِ عقبةَ، عن نافعٍ، فقالَ: ووهبٌ مدينيٌّ، انتهى، وابنُ المنذرِ مِن شيوخِ البخاريِّ
(4)
، وحينئذٍ فهو موصولٌ، كما مشى عليه ابنُ الصَّلاح، ولكنَّه علَّمَ له المِزيُّ في "تهذيبه"
(5)
علامةَ التَّعليق. وقالَ الذَّهبيُّ
(6)
: إنَّه مُقِلٌّ صدوقٌ، استشهدَ به البخاريُّ.
[4504] وهبُ بنُ قابوسٍ، أو: قابسٍ المزنيُّ
(7)
عمُّ الحارثِ بنِ عقبةَ بنِ قابوسٍ الماضي (794). ذكرَه ابنُ السَّكَنِ في الصَّحابةِ، وساقَ مِن طريقِ محمَّدِ بنِ طلحةَ، عن محمَّدِ بنِ الحصينِ بنِ
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 170، و"الجرح والتعديل" 9/ 28، و"الكاشف" 2/ 357.
(2)
"الثقات" 7/ 557.
(3)
كتاب الأذان، باب: إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة (674).
(4)
"رجال صحيح البخاري" 1/ 58.
(5)
"تهذيب الكمال" 31/ 134.
(6)
"تاريخ الإسلام" 13/ 461.
(7)
"أسد الغابة" 4/ 686.
عَمروِ بنِ سعدِ بنِ معاذٍ، عن أبيه، عن جدِّه قالَ: لقيَ رجلٌ مِن مزينة، -يقال له: وهبُ بنُ قابسٍ- النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بالعَرجِ
(1)
، فأسلمَ، وتابعَه، ثمَّ أقامَ في أهلِه، حتَّى إذا كانَ يومُ أُحُدٍ، خرجَ بحبلٍ فيه غنمٌ، حتَّى قدمَ المدينةَ، فوجدها خِلوًا، فسألَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقيل له: يقاتلُ قريبًا بأُحدٍ، فرمى بحبلِه، وتوجَّه إليه بأُحُدٍ، فطلعت الخيلُ، فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ يُوزِّعُ عنَّا الخيلَ، جعلَه اللهُ رفيقي في الجنَّة؟ " فتقدَّمَ وهبٌ، فضربَ بسيفِه حتَّى ردَّها، صنعَ ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ قُتلَ، فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"دعوه حتَّى نفرُغَ له" فلمَّا فرغَ التُمسَ، فلم يوجدْ، فقالَ عمرُ: ما مِن النَّاسِ أحدٌ أحبُّ إليَّ أنْ ألقى اللهَ بعملٍ مِن وهبِ بنِ قابسٍ
(2)
. وذكرَه الواقديُّ
(3)
بمعناه، وفي لفظٍ: إنَّ أحبَّ هذه الأمَّةِ إليَّ أنْ ألقى اللهَ بصحيفتِه لَلْمُزنيُّ وهبُ بنُ قابسٍ. حكاه شيخُنا في أوَّلِ "الإصابة"
(4)
عن كتابِ "الفصوص"، لصاعدٍ اللُّغويِّ
(5)
.
[4505] وهبُ بنُ كَيسانَ، أبو نُعيمٍ، القُرَشيُّ
(6)
مولى آلِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ، المَدَنيُّ، المؤدِّب.
(1)
العرج: واد فحل من أودية الحجاز التهامية، جنوب المدينة على 113 كيلا. "معجم المعالم الجغرافية"203.
(2)
"الطبقات الكبرى" 4/ 247.
(3)
"مغازي الواقدي" 1/ 275.
(4)
"الإصابة" 3/ 643.
(5)
صاعدُ بنُ الحسنَ الرَّبعيُّ، البغداديُّ، كان عالما باللغة، والآداب والأخبار، لكنَّه كان يُتَّهمُ بالكذب، توفي سنة 417 هـ. وكتابه الفصوص كأمالي القالي. "بغية الوعاة" 2/ 7. والكتاب طبع.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 163، و"الجرح والتعديل" 3/ 1361، و"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:210.
ذكرَه مسلمٌ
(1)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين، وقالَ: مولى الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ، وهو يروي عن: أسماءَ ابنةِ أبي بكرٍ، وابنِ عباسٍ، وابنِ عمرَ، وابنِ الزُّبيرِ، وجابرٍ، وأنسٍ، وعمرَ بنِ أبي سلمهً، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ، وعبيدِ بنِ عميرٍ، وعروةَ بنِ الزُّبيرِ، وغيرهم، ورأى أبا هريرةَ، وعنه: هشامُ بنُ عروةَ، وأيوبُ، وعبيدُ الله بنُ عمرَ، وابنُ إسحاقَ، ومالكٌ، وعبد العزيزِ ابنُ الماجِشون، وآخرون. قالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(2)
، وقالَ الواقديُّ: لم يكن له فتوى، وكانَ محدِّثًا ثقةً، وقالَ العِجليُّ
(3)
: مدَنيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ، وكذا وثَّقَه ابنُ مَعِينٍ
(4)
، وأحمدُ
(5)
، ماتَ سنةَ سبعِ وعشرين ومئةٍ، وقيل: تسعٍ، والأوَّلُ أشهرُ وأكثرُ، وهو في "التَّهذيب"
(6)
.
[4506] وهبُ بنُ مُنبِّهِ بنِ حزن
(7)
الأنصاريُّ
(8)
مِن أهلِ المدينةِ، وليسَ بوهبِ بنِ مُنبِّهٍ الشَّهيرِ، فجدُ ذاكَ كاملٌ. يروي عن: عبد الله بنِ أنيس الصَّحابيِّ، وعنه: ابنُ سحاقَ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(9)
.
(1)
"الطبقات" 1/ 258 (988).
(2)
"الثقات" 5/ 490.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 344.
(4)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 636.
(5)
"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 49.
(6)
"تهذيب الكمال" 31/ 137، و"تهذيب التهذيب" 9/ 182.
(7)
في المخطوطة: "جزل"، والتصويب من "الثقات".
(8)
"تهذيب الكمال" 31/ 137.
(9)
"الثقات" 5/ 487.
[4507] وهبُ بنُ وهبِ بنِ وهبِ
(1)
بنِ كبيرِ
(2)
بنِ عبد الله بنِ زَمعةَ ابنِ الأسودِ بنِ المطَّلبِ بنِ أسدِ بنِ عبد العزَّى بنِ قُصَيٍّ القاضي، أبو البَختريِّ، القُرَشيُّ، المَدنيُّ
(3)
قاضيها الفقيه، يروي عن: هشامِ بنِ عروةَ، وجعفرِ بنِ محمَّدٍ، وعبيدِ الله بنِ عمرَ، وجعفرِ بنِ محمَّدٍ وجماعةٍ.
وعنه: المسيَّبُ بنُ واضحٍ، والرَّبيعُ بنُ ثعلبٍ، ورجاءُ بنُ سهلٍ الصَّنعانيُّ، ونوحُ بنُ هيثمٍ، والمعافى بنُ سليمانَ، وعبد الله بنُ محمَّدٍ الأذرحيُّ، وغيرُهم.
سكنَ بغدادَ، وولَّاه هارونُ الرَّشيدُ القضاءَ بعسكرِ المهديِّ، ثمَّ عزلَه، ثمَّ ولَّاه قضاءَ المدينةِ وإمرتَها، وحربَها، وصلاتِها.
قالَ ابنُ سعدٍ
(4)
: تحوَّلَ مِن المدينةِ إلى الشَّامِ، ثمَّ قدمَ بغدادَ، فولي القضاءَ بعسكرِ المهديِّ، ثمَّ وُلِّيَ المدينة بعدَ والدِ الزُّبيرِ بنِ بكَّارٍ، ثمَّ عُزلَ، فقدمَ بغدادَ، فسكنَها حتَّى ماتَ، وكانَ كريمًا، جوادًا، مُمدَّحًا، مدحَه شاعرٌ مرَّةً، فوصلَه بخمس مئةِ دينارٍ.
(1)
كتب فوقها: 3.
(2)
في المخطوطة: "كثير"، وهو تحريف، والصواب بالباء، كما في "الإكمال" 7/ 161.
(3)
"الضعفاء الكبير" 4/ 324، و"الكشف الحثيث"، ص: 276، و"الكامل في الضعفاء" 7/ 63.
(4)
"الطبقات الكبرى" 7/ 332.
وقالَ المبرِّدُ: روي لنا أنَّ رجلًا باذَّ
(1)
الهيئةِ دخلَ على قومٍ يشربون، فحطُّوا مرتبتَه في الشَّرابِ، فقال
(2)
:
نبيذانِ
(3)
في مجلسٍ واحدٍ
…
لإيثارِ مُثْرٍ على مُقْترِ
ولو كنتَ تفعلُ ذا في الطَّعامِ
…
لزمت قياسَك في المُسكرِ
ولو كنتَ تفعلُ فعلَ الكرام
…
سلكتَ سبيلَ أبي البَختري
تتبَّعَ أصحابَه في البلاد
…
فأغنى المقلَّ عن المُكثرِ
قالَ: فبعثَ إليه أبو البختريِّ بألفِ دينارٍ.
لكنَّه متَّهمٌ في الحديثِ. قالَ ابنُ مَعِينٍ: كانَ عدوُّ الله يكذبُ، وقالَ عثمانُ بنُ أبي شيبةَ: أرى أنْ يُبعثَ يومَ القيامةِ دجَّالًا.
وقالَ أحمدُ: كانَ يضعُ الحديثَ وضعًا فيما يرى، ومرَّةً: هو أكذبُ النَّاس، وكذا قالَ إسحاقُ بنُ راهويه، وكانَ وكيعٌ
(4)
يرميه بالكذبِ، وكذَّبه حفصُ بنُ غياثٍ، وقالَ شعيبُ بنُ إسحاقَ: كذَّابا هذه الأمَّة: أبو البَختريِّ، وذكرَ آخرَ، واتَّهمه مالكٌ، وقالَ البخاريُّ
(5)
: سكتوا عنه.
(1)
في المخطوطة: "ناد"، وهو تحريف، والتصويب من "تاريخ دمشق" 63/ 410.
في "القاموس": بذذ: باذُّ الهيئة، وبذُّها: رثُّها.
(2)
الأبيات مع القصة في "وفيات الأعيان" 6/ 38، و"تاريخ الإسلام" 13/ 493.
(3)
مراده بالنبيذين: الأول: الشرابُ المسمى نبيذًا، والثاني: الشخص المنبوذ، يريد الشاعرُ نفسَه.
(4)
ملحقة بالهامش، وعليها:"صح".
(5)
"التاريخ الكبير" 8/ 170، و"الأوسط" 4/ 938.
وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ
(1)
: ذكرتُ لأبي زُرعة شيئًا مِن حديثِه، فقالَ: لا تجعلْ في حوصلتِكَ مِن حديثِه شيئًا، وقالَ النَّسائيُّ في "التمييز": ليسَ بثقةٍ، ولا يُكتبُ حديثُه، كذَّابٌ خبيثٌ، انتهى. وهو -فيما قيلَ- الذي زادَ في حديثِ
(2)
: "لا سبقَ إلَّا في خُفٍّ، أو حافر"، فقالَ:"أو جناحٍ" ليسرَّ بذلك الخليفةَ. ولمَّا قدمَ الرَّشيدُ المدينةَ أعظمَ أنْ يرقى مِنبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في قَباءٍ أسود ومِنْطَقةٍ، فقالَ أبو البَختريُّ
(3)
: ثنا جعفرُ بنُ محمَّدٍ، عن أبيه قالَ: نزلَ جبريلُ على النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في قَباءٍ أسودَ، ومِنطَقةٍ مُحتجزًا فيها بخنجرٍ، فقالَ المعافى
(4)
التَّميميُّ
(5)
:
ويلٌ وعَولٌ لأبي البختري
…
إذا توافى النَّاسُ للمحشرِ
مِن قولِه الزُّورَ وإعلانِه
…
بالكذْبِ في النَّاسِ على جعفرِ
والله ما جالستُه ساعةً
…
للفقهِ في بَدْوٍ ولا مَحضرِ.
يزعمُ أنَّ المصطفى أحمد
…
جاءه جبريلُ التَّقيُّ البَري
عليه خفٌّ وقَباءٌ أسودُ
…
مُمنطَقًا في الحِقوِ بالخَنجرِ
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 25.
(2)
أخرجه الترمذي في الجهاد، باب: ما جاء في الرهان والسبق (1700)، ولفظه:"لا سبق إلا في نصلٍ، أو خفٍّ، أو حافرٍ"، وقال: حديث حسن.
(3)
"أخبار القضاة"، لوكيع، 1/ 248.
(4)
في المخطوطة: "المعاذي".
(5)
الأبيات في "تاريخ بغداد" 13/ 452، و"تاريخ دمشق" 63/ 411، و"الصارم المنكي في الرد على السبكي"، ص:222.
ووقع في الأصل: "التيمي"، والصواب المثبت، وانظر:"لسان الميزان" 8/ 402، و"الأعلام"، للزركلي 8/ 126.
ماتَ سنةَ مئتين، ولما بلغَ موتَه ابنُ مَهديٍّ قالَ: الحمدُ لله الذي أراحَ المسلمين منه. وترجمتُه مِن أقبحِ التراجم. قالَ شيخُنا
(1)
: ومِن أشنعِ ما رأيتُه مِن صنيعه في الحُكمِ ما ذكرَه ابنُ الجوزيِّ في حوادثِ سنةِ ستٍّ وسبعين مِن "المنتظم"
(2)
أنَّ يحيى بنَ عبد الله بنِ الحسن لمَّا خرجَ على الرَّشيد، وأرسلَ إليه الفضلُ بنُ يحيى بالأمانِ، فأحضره بحضرةِ أبي البختريِّ، ومحمد بن الحسنِ، وغيرِهما، فقالَ لمحمَّدٍ: ما تقولُ في هذا الأمانِ؟ قالَ: صحيحٌ، فحاجَّه فيه، فقالَ له: لو كانَ محاربًا ثمَّ ولَّى كانَ آمنًا، فأمرَ أبا البَختريِّ أنْ ينظرَ في كتابِ الأمانِ، فقالَ: منقوضٌ مِن كذا وكذا، فقالَ: أنت قاضي القضاةِ، وأنت أعلمُ بذلكَ، ومزَّقَ الكتاب.
وهو في "الميزان"
(3)
، وقالَ الرَّافعيُّ في "تاريخ قزوين"
(4)
: ذكرَه الخليليُّ
(5)
فيمَنْ وردَها مِن القضاةِ، وكانَ جَوادًا، وفيه قيل:
هلا فعلتَ هداكَ
(6)
المليكْ
…
فينا كفعلِ أبي البختري
تتبَّعَ إخوانَه في البلاد
…
فأغنى المُقلَّ عن المُكثرِ
قالَ: لكنَّه ضعيفٌ في الحديثِ باتّفاقِ أهلِه، وحكى الاختلافَ في وفاتِه، قيل: سنةَ مئتين، أو تسعٍ وتسعين، أو ثمانٍ، وكانت له بالمسجدِ عدَّةُ سقاياتٍ، وغيرُ ذلكَ.
(1)
"لسان الميزان" 8/ 402.
(2)
"المنتظم" 9/ 17.
(3)
"ميزان الاعتدال" 4/ 353.
(4)
"تاريخ قزوين" 4/ 204، وفيه: وهين بن وهين، وهو تحريفٌ غريبٌ، والطبعة سقيمة جدًا.
(5)
"الإرشاد" 2/ 589.
(6)
في المخطوطة: "هلال"، وهو تحريف.
حرف الياء
[4508] يازكوج
(1)
أحدُ أمراءِ الشَّامِ، له مدرسةٌ للحنفيَّة، وبها مشهدٌ، نُقلَ إليه مِن الشَّامِ، فدُفِنَ به، وذلكَ بطريقِ البقيعِ، وله بطرقِ سوقِ أميرِ الجيوشِ للحنفيةِ مدرسةٌ، يقالُ لها: الأزكسيةُ، ترجمَ القطبُ الحلبيُّ بعضَ أئمتِها؛ بأنَّه ماتَ سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ وستِّ مئةٍ.
[4509] ياقوتٌ، افتخارُ الدِّين، أبو الدُّرِّ، العزيُّ
خادمُ الضَّريحِ النَّبويِّ، روى عن: محمَّدِ بنِ أنجبَ البغداديِّ
(2)
، وغيرِه سماعًا بمصرِ، وغيرها، وعنه: عبد السَّلامِ بنُ مزروعٍ، وعبيدُ بنُ محمَّد الإسعرديُّ
(3)
.
(1)
الأمير سيفُ الدِّينِ يازكوشُ الأسديُّ، ويقال: أيازكوج، أحدُ أمراءِ السُّلطانِ صلاحِ الدِّين الأيوبي، وليَ قلعةَ حلب، وبنى مدرسةً في القاهرة، وأخرى في المدينة، توفي سنة 599 هـ. "ذيل الروضتين"، ص: 34، و"وفيات الأعيان" 7/ 170، و"تاريخ الإسلام" 42/ 421.
(2)
أبو الحسن، محمدُ بنُ أنجبَ البغداديُّ، النَّعَّال، عالمٌ بالحديث، خرَّج له الحافظُ المنذري مشيخة، مولده سنة 557 هـ، ووفاته سنة 659 هـ. "ذيل مرآة الزمان" 1/ 471، و"سير أعلام النبلاء" 23/ 343.
(3)
أبو القاسمِ عبيدُ بنُ محمَّدٍ الإسعرديُّ، محدِّثُ، نزيل القاهرة، سمع من أصحاب السِّلفي، أخذ عنه الذهبيُّ، وتوفي سنة 592 هـ. "تذكرة الحفاظ" 4/ 1476، و"ذيل التقييد" 2/ 162، و"شذرات الذهب" 5/ 421.
وممَّا أنشدَه أوَّلهُما عنه، عن الفاضلِ أبي المفاخرِ تُرْكَانْشَاه بنِ عمرَ
(1)
الشَّافعيِّ قولُه:
هي المدينةُ لا شيءٌ يُشاكلُها
…
مِن البقاعِ على كلِّ التَّقاديرِ
أرضٌ تُنقِّي الفتى مِن كلِّ مَأْثمةٍ
…
كما يُنَقَّى الحديدُ الصُّلبُ في الكِيرِ
وعن أبي الثَّناءِ محمودِ بنِ عابدِ بن حسينِ بنِ محمَّدٍ التَّميميِّ
(2)
الحنفيِّ
(3)
أبياتًا.
[4510] ياقوتٌ، افتخارُ الدِّينِ الخازنْدَارُ، الرَّسوليُّ
(4)
شيخُ الخُدَّامِ بالمدينةِ النَّبويةِ، وَلِيَها بعدَ العزِّ دينارٍ، في سنةِ ثمانٍ وخمسين وسبعِ مئةٍ، وبالغَ في إكرامِه كما ذُكرَ في ترجمتِه، وكانَ مِن الرُّؤساءِ مِن أكملِ النَّاسِ عَقلًا وأعظمِهم حُرمةً معَ تديُّنٍ، وعبادةٍ، وورعٍ، ولم يقمْ أحدٌ بحُرمةِ المَنْصِبِ مثلُه، ولِوَرعِه ذُكرَ أنَّهَ خدمَ الملوكَ بالدِّيارِ المِصريةِ مدَّةَ خمسٍ وعشرين سنةً، فلم يتناوَلْ جامكيتَه إلَّا مِن الجِزيةِ تورُّعًا عن
(1)
تركانْشاه بنُ عمرَ الأسديُّ، المحدِّثُ، الأديبُ، ويسمى منكبًا، له شعر حسن، توفي بالصعيد سنة 676 هـ. "تاريخ الإسلام" 50/ 220.
(2)
في المخطوطة: "التيمي"، وهو خطأ.
(3)
محمودُ بنُ عابدٍ، التميميُّ، الصَّرخديُّ، فقيهٌ حنفيٌّ، نحويٌّ، شاعرٌ، ولد سنة 589 هـ، وتوفي سنة 674 هـ. "الجواهر المضية" 3/ 441، و"تاريخ الإسلام" 50/ 168، و"بغية الوعاة" 2/ 278.
(4)
"إنباء الغمر" 1/ 325، و"النجوم الزاهرة" 11/ 202.
أموالِ النَّاسِ، ولذا كانَ القضاةُ لا يتوقَّفونَ في قَبولِ شهادتِه، وكذا لم يكنْ يتناوَلُ ما شُرطَ له في الأوقافِ على النَّظرِ، بخلافِ سائرِ الشُّيوخِ، مع اجتهادٍ زائدٍ، ومُثابرةٍ على سماعِ الحديثِ، وكُتبِ العلمِ، والرَّقائقِ، وحرصٍ على الصَّلواتِ في الصفِّ الأوَّلِ، وهيبةٍ على أصحابِه، بحيثُ انصلحَ به كثيرٌ مِن شأنِهم، وتأدَّبَ به كَثيرٌ من شُبَّانِهم وصبيانِهم، وصارتْ له هَيبةٌ في النَّاسِ، وخفارةٌ، وحفِظَ الحرمَ حِفظًا حسنًا، وصادفَ وقتًا سيِّئًا، جرى فيه على الشَّدِّ، وزادَ على الحدِّ، حتَّى ضاقتْ عليه الأنفسُ مِن غيرِ جماعتِه، وسعَوا في حَلِّ ولايتِه، وإنَّما أُتيَ مِن قوَّةِ نفسِه، واستبدادِه برأيِه، وكأنَّه لم يسمعْ قولَ القائلِ:
ولنْ يهلكَ الإنسانُ إلا إذا أتى
…
مِن الأمرِ ما لم يَرضهُ
(1)
نُصحاؤُه
ماتَ في ليلةِ سابعَ عشرَ مِن رمضانَ، سنةَ إحدى وثمانين وسبعِ مئةٍ، قالَه ابنُ فرحونٍ
(2)
، ومنه لخَّصَ شيخُنا في "دُرَرِهِ"
(3)
ترجمتَه، واستقرَّ بعدَه في المشيخةِ مُقبلٌ الشِّهابيُّ، وقالَ المجدُ
(4)
: إنَّه وَلِيَ المشيخةَ في السَّنةِ المشارِ إليها بحكمِ انقطاعِ العزِّ دينارٍ إلى العُزلةِ والعبادة، وضعفِه عن
(1)
في الأصل: "ما لا يرضى"، وهو غير موزون.
وهو للمنتصر بن بلال في "روضة العقلاء"، ص: 50، و"لباب الآداب"، ص: 28 بلا نسبة، وقيل: هو لصالح بن عبد القدوس، كما في "تاريخ دمشق" 23/ 354، وبعدَه:
وأقللْ إذا ما قلتَ قولًا فإنَّه
…
إذا قلَّ قولُ المرءِ قلَّ خطاؤه
(2)
"نصيحة المشاور"، ص:49.
(3)
"الدرر الكامنة" 4/ 408.
(4)
"المغانم المطابة" 3/ 1315.
المباشرةِ، ومُراعاةِ الأمورِ المعتادةِ، فقامَ بحُرمةِ المنصبِ أحسنَ قيامٍ، وأَقعدَ بهَيبتِه عن الحراكِ طوائفَ اللِّئام، واستغرقَ في حفظِ الحرمِ وخفارتِه
(1)
اللَّياليَ والأيَّام، ويرجعُ إلى عِفَّةٍ ودينٍ، وورعٍ وصلاةٍ وصيامٍ، لم يتركْ صومَ الاثنين والخميسِ منذُ أعوام، وخدمَ الملوكَ خمسًا
(2)
وعشرين سنةً، فلم يتناولْ في جامكيتِه
(3)
ما فيه شبهةُ حرامٍ، وإنَّما يتناولُ مِن جِزيةٍ لا يشكُّ في حِلِّها إمام، وكانَ مُعدَّلًا، مقبولَ الشَّهادةِ عندَ القُضاةِ والحُكَّام، فلمَّا وَلِيَ المشيخةَ بالغَ في بسطِ الهيبة، وأفرطَ في ضبطِ العَيبة
(4)
، حتَّى ذكرَ كلُّ أحدٍ عَيبَه، وشانوا شأنه بالاستبدادِ والاستقلال، وتركِ مراجعةِ الأصحابِ في أكثرِ الأحوال، ولم يكترثْ بجماعتِه ولا يخطِرون منه ببال، بل يركبُ الأمورُ تقدَمِيَّةً بلا معاودةِ أحدٍ ولا سؤال، فاستنتجَ مِن ذلك الاعتلالَ والاختلال، ونفرَ منه بعضُ الخواطر وعنه مال، وتكرَّرَ في ذلكَ مِن النَّاسِ المقال، فعُزلَ ووُلِّي مكانَه السَّاقي إقبال، فلم يُقابَلْ بقَبولٍ يُمكِّنُه مِن الاهتبالِ
(5)
في الاقتبال، فلم يكنْ إلَّا كَلَا وَلَا وقد جاءَ عزلُه وإعادةُ ياقوتٍ إلى ما كانَ عليه مِن الحال، واستمرَّ فيه إلى أنْ جاءَ أمرُ الله بالارتحال، فتُوفِّيَ في التَّاريخِ المذكور، ولم يُفطر.
(1)
أي: منعه وإجارته. "القاموس": خفر.
(2)
في المخطوطة: "خمسة"، وهو خطأ.
(3)
الجامكيَّة: المُرتَّبُ. "المعجم الذهبي"(فارسي عربي)، ص:198.
(4)
أصلُ العَيبةِ: ما يُجعل فيه الثياب. اللسان: عيب. والمراد هنا: حفظُ الغلَّات.
(5)
الاهتبال: الاغتنام. "الصحاح": هبل.
[4511] ياقوتٌ، حسامُ الدِّينِ، الملكيُّ، المسعوديُّ
أميرُ الحاجِّ والحرمينِ، كانَ موجودًا بمكَّةَ في سنةِ خمسٍ وعشرين وستِّ مئةٍ.
[4512] ياقوتٌ البطاويُّ، الطواشيُّ
كانَ شابًّا صالحًا، يحفظُ القرآنَ حِفظًا جيدًا مليحًا، وماتَ في سنِّ الشَّبابِ، ودُفنَ بالبقيعِ، ذكرَه ابنُ صالحِ.
[4513] ياقوتٌ البغداديُّ
صاحبُ العفيفِ المطريِّ، ذكرَه ابنُ صالحٍ.
[4514] ياقوتٌ، الحبشيُّ، المَدنيُّ
(1)
مولى ناصرِ الدِّينِ أبي الفرجِ الكازرونيِّ، ممَّن سمعَ منِّي بالمدينةِ.
[4515] ياقوتٌ المارادنيُّ، الطَّواشيُّ
صاحبُ الرّباطِ بقربِ بابِ البقيعِ، ذكرَه ابنُ صالحٍ.
(1)
"الضوء اللامع" 10/ 213.
[4516] يُحَنّسُ بنُ أبي موسى، ويقال: ابن عبد الله، أبو موسى الأسديُّ، المَدنيُّ، مولى مصعبِ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ وقيل: مولى ضُباعةَ ابنةِ الزُّبيرِ بنِ عبد المطَّلبِ
(1)
ذكرَه مسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين، وقالَ: مولى الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ. يروي عن: عمرَ، والزُّبيرِ؛ قيل: مرسلٌ، وعن أبي هريرةَ، وأبي سعيدٍ، وعائشةَ، وابنِ عُمرَ، وأنسٍ، وعنه: يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وقطَنُ بنُ وهبٍ، ومحمَّدُ بنُ إبراهيمَ التَّيميُّ، ووهبُ بنُ كيسانَ، ويزيدُ ابنُ الهاد. قالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(3)
، وقالَ: كانَ رافضيًا. خرَّجَ له مسلمٌ
(4)
، وهو في "التَّهذيب"
(5)
.
[4517] يحيى بنُ إبراهيمَ بنِ عثمانَ بنَ داودَ بنِ أبي قتيلةَ أبو إبراهيمَ السُّلميُّ، المَدنيُّ
(6)
يروي عن: مالكٍ، والدَّرَاورديِّ، وعبد العزيز وعبد الخالقِ ابني أبي حازمٍ، وأسامةَ بنِ حفصٍ المَدنيِّ، وعمرَ بنِ طلحةَ بنِ علقمةَ بنِ وقَّاصٍ،
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 427، و"رجال مسلم" 2/ 380، و"الكاشف" 2/ 360.
(2)
"الطبقات" 1/ 253 (927).
(3)
"الثقات" 5/ 559.
(4)
كتاب الحج، بالترغيب في سكنى المدينة 2/ 1004 (483).
(5)
"تهذيب الكمال" 31/ 184، و"تهذيب التهذيب" 9/ 193.
(6)
"ميزان الاعتدال" 4/ 360، و"الخلاصة"، للخزرجي، ص:420.
والمغير بنِ عبد الرَّحمنِ المخزومِيِّ، وعبد الله بنِ موسى التَّيميِّ، ومحمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ دينارٍ، وغيرِهم، وعنه: إبراهيمُ بنُ أبي داودُ البُرلسيُّ، والزُّبيرُ وهارونُ ابنا بكَّارٍ، وأبو إسماعيلَ السّلميُّ، ومحمَّدُ ابنُ نصرٍ النَّيسابوريُّ الفراء، والنَّضرُ بنُ سلمةَ شاذان، وعبد الله بنُ شبيبٍ الرّبعيُّ، وغيرُهم. قالَ أبو حاتم
(1)
: ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(2)
، وقالَ: يروي عنه: الحجازيّون، والغرباءُ، ربَّما وَهِمَ وخالفَ، وهو في "التَّهذيب"
(3)
.
[4518] يحيى بنُ أحمدَ بنِ يحيى الزَّندونيُّ، ويقالُ: الزَّنداويُّ، المغربيُّ، المالكيُّ
(4)
نزيلُ المدينةِ النَّبويَّةِ، وُلد قبيلَ سنةِ عشرين وثماني مئةٍ، وماتَ أبوه فيها، ونشأَ يتيمًا، فقرأَ القرآنَ، وسافرَ إلى الحجِّ، فحجَّ في سنةِ اثنتين وأربعين، وجاورَ، ثمَّ رجعَ، وزارَ بيتَ المقدسِ، وأقرأَ في بعضِ نواحيهِ الأبناءَ دونَ سنةٍ، وسافرَ إلى القاهرةِ، وأقامَ بالأزهرِ يسيرًا، ثمَّ حجَّ أيضًا في سنةِ خمسٍ وأربعين، وكانت الوَقفةُ الجمعةَ، فجاورَ أيضًا، ثمَّ قدمَ المدينةَ النَّبويةَ، فقطنَها وتصدَّى فيها لإقراءِ الأولادِ أيضًا فقرأ عليه طبقةٌ
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 127.
(2)
"الثقات" 9/ 258.
(3)
"تهذيب الكمال" 31/ 186، و"تهذيب التهذيب" 9/ 194.
(4)
"الضوء اللامع" 10/ 220.
بعدَ طبقةٍ، وانتُفعَ به في ذلكَ، وتلا على السَّيِّد الطِّباطبي تجويدًا، وصحبَ الشَّمسَ الزُّعَيفرينيَّ، وحُكي لي عنه أنَّه كانَ يقولُ: مَنْ قالَ لك: جعلَني الله في بَركتِكَ، فقل: نعم، ويقول أيضًا: اختُصَّ أهلُ المدينةِ بآياتٍ: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} [الحشر: 9]، {فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58]، {وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ
(1)
} [الأحزاب: 60]، ولكنَّ المرادَ بالآيتين الأخيرتينِ أهلُ النِّفاقِ، وقد لقيتُه بالمدينةِ، ثمَّ قصدَني نحن وإيَّاه سائرون
(2)
إلى مكَّةَ بالصَّفراءِ، وبالغَ في الاستئناسِ بي، وأهلُ المدينةِ متَّفقون على صلاحِه. ماتَ في سنةِ خمسٍ وتسعين بالمدينةِ، رحمه الله وإيَّانا.
[4519] يحيىُ بنُ إسحاقَ بنِ عبد الله بنِ أبي طلحةَ الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ، المَدنيُّ
(3)
وأمُّه حميدةُ ابنةُ عبيدٍ، يروي عن: جدِّه، وعمِّه عمر
(4)
، وزيدِ بنِ أسلمَ، وسعيدِ بنِ أبي مريمَ، وعنه: عكرمةُ بنُ عمَّارٍ، وعمرُ بن ذرٍّ، وأبو خالدٍ الدَّالانيُّ. قالَ ابنُ مَعينٍ: ثقةٌ، وكذا قالَ العِجليُّ
(5)
: مدَنيٌّ، ثقةٌ،
(1)
في المخطوطة: "بالمدينة"، وهو خطأ.
(2)
في المخطوطة: "سائرين"، وهو خطأ.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 259، و"الجرح والتعديل" 9/ 125، و"تهذيب الكمال" 31/ 194.
(4)
في المخطوطة: "وعمر عمر"، وهو تحريف، والتصويب من "تهذيب الكمال".
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 347، ووقع فيه: بن أبي إسحاق، وهو خطأ.
وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "الثِّقات"
(1)
، وقالَ: يروي عن: سعيدِ بنِ أبي مريمَ، وأهلِ المدينةِ، وعنه: عكرمةُ، وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ، عن أبيه
(2)
: لم يدرك يحيى ولا أبوه البراءَ بنَ عازبٍ، وحديثُهما عنه مرسلٌ
(3)
.
[4520] يحيى بنُ أبي إسحاقَ
مدَنيٌّ، ثقةٌ، قاله العِجليُّ
(4)
، وأظنُّ أداةَ الكُنيةِ زائدةً، وهو الذي قبلَه.
[ ....... ]
يحيى بنُ إسحاقَ بنِ زُرارةَ
هو: ابنُ أبي أمامةَ، الذي بعدَه.
[4521] يحيى بنُ أبي أمامةَ أسعدَ بنِ زُرارةَ الأنصاريُّ، المَدنيُّ
(5)
قالَ ابنُ مَنده وأبو نُعيمٍ
(6)
: مخُتلَفٌ في صحبتِه: قالَ شيخُنا
(7)
: إنْ كانَ ابنَ أسعدَ لصُلبِه فلا ريبَ في صحبتِه؛ لأنَّ أباه ماتَ في السَّنةِ الأوَّلى مِن
(1)
"الثقات" 7/ 593.
(2)
"علل الحديث"، لابن أبي حاتم 2/ 225 (1136).
(3)
"تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل"، ص: 341، و"جامع التحصيل"، ص:296.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 347.
(5)
"أسد الغابة" 4/ 693، و"ميزان الاعتدال" 4/ 361، و"تحفة التحصيل"، ص:341.
(6)
"معرفة الصحابة" 5/ 2817.
(7)
"تهذيب التهذيب" 9/ 198.
الهجرةِ، وقد جزمَ بصحبتِه ابنُ حِبَّانَ
(1)
، وكذا ذكرَه في الصَّحابةِ البغويُّ، وابن أبي عاصمٍ
(2)
، والباورديُّ، وآخرون. روى عنه: ابنُ أختِه محمَّدُ بنُ عبد الرَّحمنِ بنِ أسعدَ الماضي (3658)، وقالَ: ما رأينا رجلًا منَّا يُشبهُه، وهو في أوَّلِ "الإصابة"
(3)
، وابن حِبَّانَ و"التَّهذيب"
(4)
.
[4522] يحيى بنُ بشيرِ بنِ خلَّادٍ الأنصاريُّ، المَدنيُّ
(5)
يروي عن: أمِّه أمَةِ
(6)
الواحدِ ابنةِ يامين، وعنه: محمَّدُ بنُ إسماعيلَ ابنِ أبي فُديكٍ، وإبراهيمُ بنُ المنذرِ الحزاميُّ. قالَ ابنُ القطَّانِ
(7)
: مجهولُ الحالِ، وهو في "التَّهذيب"
(8)
.
[4523] يحيى بنُ جعفرِ بنِ أبي كثيرٍ
(9)
مِن أهلِ المدينةِ، يروي عن: محمَّدِ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ أبي لَبيبةَ، وعنه: شريكُ بنُ أبي نَمِرٍ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(10)
.
(1)
"الثقات" 3/ 447.
(2)
"الآحاد والمثاني" 4/ 51.
(3)
"الإصابة" 3/ 649.
(4)
"تهذيب الكمال" 31/ 202.
(5)
"ميزان الاعتدال" 4/ 367، و"الخلاصة"، للخزرجي، ص:421.
(6)
في المخطوطة: "أم"، وهو خطأ.
(7)
"بيان الوهم والإيهام" 3/ 350.
(8)
"تهذيب الكمال" 31/ 245، و "تهذيب التهذيب" 9/ 208.
(9)
"التاريخ الكبير" 8/ 265، و "الجرح والتعديل" 9/ 134.
(10)
"الثقات" 7/ 596.
[4524] يحيى بنُ حَبَّانَ الأنصاريُّ
(1)
أخو واسعٍ، ذكرَهما مسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين، وقد مضى أخوه (4467)، وهذا هو.
[4525] يحيى بنُ الحسنِ بنِ جعفرِ بنِ عُبيدِ الله بنِ الحُسينِ الأصغرِ ابنِ زينِ العابدينِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ أبو الحسينِ، الحسينيُّ، الهاشميُّ
(3)
مؤلِّفُ "تاريخ المدينة"، رواه عنه حفيدُه أبو محمَّدٍ الحسنُ بنُ محمَّدِ ابنِ يحيى، وروى هو فيه عن: جعفرِ بنِ محمَّدٍ، وسلمةَ بنِ شبيبٍ، وأبي مصعبٍ، والزُّبيرِ بنِ بكَّارٍ، وبكرِ بنِ عبد الوهَّابِ، ويحيى بنِ المغيرةِ، وهارونَ بنِ موسى، وخلقٍ. وقالَ فيه المقريزيُّ: كانَ فقيهًا، محدِّثًا، نسَّابةً، له أيضًا "كتابُ نسب آل أبي طالب"، وهو الذي أصلحَ بينَ بني جعفرٍ وبينَ [بني] عليٍّ
(4)
، ومضى في ذلكَ إلى والي المدينةِ يومئذٍ، وهو أحمدُ ابنُ يعقوبَ الهاشميُّ، فأذِنَ له فيه، فسارَ إليهم إلى وادي القرى، وأصلحَ بينَهم، وماتَ سنةَ سبعٍ وسبعين ومئتين، عن ثلاثٍ وستين سنةً.
(1)
"الإكمال" 2/ 303، و"تبصير المنتبه" 1/ 281.
(2)
"الطبقات" 1/ 240 (757، 758).
(3)
"الإعلان بالتوبيخ"، ص: 245، و"الأعلام" 8/ 140.
(4)
كان منشأ الخلاف سنة 266 هـ. "تاريخ ابن جرير" 9/ 552.
وجدُّه جعفرٌ يلقَّبُ حجَّة الله، وهو أصلُ بيتِ بني مهنَّا أمراءِ المدينةِ النَّبويةِ، وسادَ ولدُه أبو القاسمِ طاهرُ بنُ يحيى بنِ الحسن، وقد ذكرتُ أخبارَ بني حسينٍ هؤلاءِ في موضعِه مِن تصانيفي، انتهى.
[4526] يحيى بنُ الحسنِ بنِ عثمانَ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ عوفٍ أبو إبراهيمَ، الزُّهريُّ، القُرَشيُّ، المَدنيُّ
(1)
عن: أشعثَ ابنِ إسحاقَ بنِ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، وعنه: موسى بنُ يعقوب الزَّمعيُّ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(2)
.
وقالَ الذَّهبيُّ في "الميزان"
(3)
: لا يكادُ يُعرفُ حالُه، تفرَّدَ عنه موسى، وهو في "التَّهذيب"
(4)
.
[4527] يحيى بنُ حسينِ بنِ زيدِ بنِ عليِّ
كانَ له دارٌ بالمدينةِ
(5)
.
(1)
"تقريب التهذيب"، ص: 589 (7531)، و"الخلاصة"، ص:422.
(2)
"الثقات" 9/ 249.
(3)
"ميزان الاعتدال" 4/ 268.
(4)
"تهذيب الكمال" 31/ 270.
(5)
"تاريخ المدينة"، لابن شبة 1/ 260.
[4528] يحيى بنُ الحسينِ بنِ القاسمِ بنِ إبراهيمَ بنِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ ابنِ الحسنِ بنِ الحسنِ
(1)
بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ أبو الحسينِ الحسنيُّ، الرَّسيُّ
(2)
ويلقَّبُ بالهادي. وُلدَ بالمدينةِ في سنةِ خمسٍ وأربعين ومئتين، وكانَ عالمًا، عاملًا، له مصنَّفاتٌ، كـ "الأحكام"، و"المنتخب"، و"الفنون"، و"التوحيد"، و"المسترشد"، و"الرَّدِّ على أهل الزَّيغ"، و"الإرادة والمشيئة"، و"بوار القرامطة"، و"الرَّدِّ على الإمامية"، و"تفسير خطايا الأنبياء"، و"معاني القرآن"، وعليها مدارُ تصانيف الزَّيديةِ، ماتَ بصعدةَ
(3)
في ذي الحجَّةِ، سنةَ ثمانٍ وتسعين ومئتين، عن ثلاثٍ وخمسين، ذكرَه الخزرجيُّ في "اليمن"
(4)
، مُطوَّلًا.
[4529] يحيى بنُ الحكمِ بنِ أبي العاصِ بنِ أُميَّةَ
(5)
ابنُ عمِّ عثمانَ، وأخو مروانَ. أمُّه ملكةُ ابنةُ أوفى بنِ خارجةَ بنِ سنانٍ المزنيُّ، فيما قالَه الزُّبيرُ بنُ بكارٍ. ولَّاه ابنُ أخيه عبد الملكِ بنُ مروانَ في خلافتِه إمرَةَ المَدينةِ، سنةَ ثلاثٍ وسبعين، ثمَّ إمْرَةَ حمصَ، وسكنَ دمشقَ،
(1)
كتب فوقها في المخطوطة: "صح".
(2)
"تاريخ الإسلام" 22/ 321، و"تاريخ ابن خلدون" 4/ 10.
(3)
صعدة: إحدى نواحي اليمن المهمة، تقع شمال صنعاء. "معجم البلدان" 3/ 406.
(4)
"العقد الفاخر الحسن في طبقات أكابر أهل اليمن" 4/ 2250.
(5)
"الطبقات الكبرى" 5/ 152، و"تاريخ دمشق" 64/ 119.
وقالَ جُنادةُ بنُ مروانَ: قدمَ عبد الملكِ حمصَ، فقامَ إليه رجلٌ، فقالَ: يا أميرَ المؤمنين، اعزل عنا سفيهَكَ يحيى، وإلَّا بعثنا إليكَ بأكثرِه سفَهًا، فقالَ له عبد الملكِ: يا يحيى، قد سمعتَ، فارتحلْ عن القومِ، وكانَ له نظمٌ جيِّدٌ في الغزلِ، ورثى أهلَ البيتِ لمَّا قُتلوا بالطَّفِّ
(1)
، وقالَ أبو زُرعةَ الدِّمشقيُّ في "كتاب الإخوة": إنَّه حدَّثَ عن معاذِ بنِ جبلٍ، وقالَ غيرُه: إنَّه لم يدركْه؛ لأنَّ وفاتَه قديمةٌ، وذكرَ يعقوبُ بنُ سفيانَ أنَّ يحيى غزا بالنَّاسِ الرُّومَ في سنةِ سبعٍ وسبعين، وقالَ ابنُ عائذٍ
(2)
: غزا سنةَ ثمانٍ، وقد وقعَ له ذِكرٌ في "الصَّحيحِ"
(3)
، روى عن: معاذٍ، وروى عنه: سلمةُ بنُ أسامةَ، ماتَ سنةَ بضعٍ وسبعين.
[4530] يحيى بنُ حمزةَ بنِ أبي أُسيدٍ مالكِ ابنِ ربيعةَ السَّاعديُّ
(4)
أخو مالك الماضي (3310)، وأبوهما (974)، وجدُّهما (3313)، يروي عن: أبيه.
(1)
الطفُّ: أرضٌ من ضاحية الكوفة، فيها كان مقتل الحسين بن عليٍّ رضي الله عنه. "معجم البلدان" 4/ 36.
(2)
محمدُ بن عائذٍ القرشيُّ، الدمشقيُّ، الكاتبُ، عالم بالحديث، والتاريخ، ولي خراج غوطة دمشق في أيام المأمون، له: المغازي، والفتوح، مولده سنة 150 هـ، ووفاته سنة 223 هـ. "تاريخ دمشق" 53/ 288.
(3)
الذي وقع ذكره هو أبوه الحكم بن أبي العاص في "صحيح البخاري"، رقم:5888.
(4)
"الجرح والتعديل" 9/ 136.
[4531] يحيى بنُ خالدِ بنِ برمكَ البرمكيُّ
(1)
والدُ جعفرٍ، له دارٌ بالمدينةِ
(2)
، دخلَت فيما زادَه المهديُّ في المسجدِ، ودخلت في الحشِّ
(3)
حشِّ طلحةَ
(4)
.
[4532] يحيى بنُ خُفافِ بنِ أَيماءَ بنِ رَحَضةَ
(5)
الغِفاريُّ
(6)
مِن أهلِ المدينةِ، يروي عن: أبي هريرةَ، وعنه: بُكيرُ بنُ عبد الله ابنِ الأشجِّ، وهو الذي زعمَ أنَّه مولى خُفافِ بنِ أَيماء، قاله ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(7)
.
[4533] يحيى بنُ خلَّادِ بنِ رافعِ بنِ مالكِ بن العجلانِ بنِ عمرَ ابنِ عامرِ بنِ زُريقٍ، الأنصاريُّ، الزُّرَقيُّ، المَدنيُّ
(8)
ثقةٌ، مُقِلٌّ، ذكرَه مسلمٌ
(9)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين.
(1)
"تاريخ بغداد" 14/ 128، و"وفيات الأعيان" 6/ 219، و"سير أعلام النبلاء" 9/ 89.
(2)
"تاريخ المدينة"، لابن شبة 1/ 152.
(3)
الحُشُّ: البستان، "الصحاح": حشش.
(4)
بعده في المخطوطة فراغ بمقدار ثلاثة أسطر.
(5)
بضم الراء، وفتح الحاء، وبفتحهما. "مشارق الأنوار" 1/ 306، و"تاج العروس": رحض.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 270، و"الجرح والتعديل" 9/ 200، و"المنفردات والوحدان"، ص:162.
(7)
"الثقات" 5/ 522.
(8)
"التاريخ الكبير" 8/ 269، و"الجرح والتعديل" 9/ 129، و"الإصابة" 3/ 671.
(9)
"الطبقات" 1/ 238 (730).
قيل: إنَّه وُلدَ على عهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، يروي عن: عمِّه رِفاعةَ، وعمرَ بنِ الخطَّابِ، وعنه: ابناه عليٌّ وعامرٌ، وحفيدُه يحيى بنُ عليٍّ الآتي (4569) إنْ كانَ محفوظًا، وإسحاقُ بنُ عبد الله بنِ أبي طلحةَ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "الثِّقات"
(1)
، وقد انتقلَ نظرُ المِزيِّ
(2)
مِن حفيدِه يحيى بنِ عليِّ بنِ يحيى، فجعلَ وفاتَه لهذا، كما نبَّه عليه شيخي في "مختصر التَّهذيب"
(3)
.
[4534] يحيى بنُ خلَّادِ بنِ يحيى
(4)
بنِ خلَّادِ بنِ رافعٍ ابن مالك
(5)
الأنصاريُّ، المَدنيُّ
حفيدُ الذي قبلَه، وابنُ عمِّ يحيى بنِ عليِّ بنِ يحيى الآتي. يروي عن: (
…
)
(6)
، وعنه: أهلُ المدينةِ، ماتَ سنةَ تسعٍ وعشرين ومئةٍ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(7)
، ويحرَّرُ إنْ كانَ ماتَ هو وابنُ عمِّه في سنةٍ واحدةٍ، أو حصلَ ذهولٌ في هذا.
(1)
"الثقات" 5/ 515.
(2)
"تهذيب الكمال" 31/ 294.
(3)
"تهذيب التهذيب" 9/ 224.
(4)
كتب فوقها في المخطوطة: "صح".
وفي "تاريخ ابن يونس" 2/ 76 في ترجمة خلاد بن يحيى: وكان له ابن يقال له: يحيى بن خلاد ابن يحيى، كانت القضاة تَقبَله.
(5)
في المخطوطة: "رافع"، وفوقها:"قف".
(6)
بياض في الأصل بمقدار أربع كلمات.
(7)
"الثقات" 7/ 601، وفي 7/ 612: أن ابن عمه توفي سنة: 132 هـ.
[4535] يحيى بنُ زكريا، أو: زُكري، المحيويُّ أبو زكريا الشِّهابيُّ ثمَّ السُّواريُّ، ثمَّ الشَّاميُّ، الحَورانيُّ، الشَّافعيُّ
روى عن: المحبِّ أحمدَ بنِ عبد الله، والرَّضيِّ إبراهيمَ بنِ محمَّدٍ الطَّبريينِ، وعنه: الآقشهريُّ، ووصفَه بالشَّيخِ الفقيهِ، نائبِ الحُكمِ والتَّدريسِ بالمدينةِ، انتهى. ورأيتُ موسى بنَ عبد الرَّحمنِ المدلجيَّ وقفَ عليه "شرحَ مسلمٍ" للنَّوويِّ، في شعبانَ سنةَ ثمان عشرةَ وسبعِ مئةٍ، بالمدينةِ، ووُصفَ بالفقيهِ، الإمامِ، العالمِ، العاملِ، المجاورِ بالمدينةِ، انتهى.
قالَ ابنُ فرحونٍ
(1)
: أقامَ بمكَّةَ مدةً طويلةً، يُفقِّه بها، وأدركَ المحبَّ الطَّبريَّ الكبيرَ، الحافظَ، فتفقَّه عليه، ثمَّ أقامَ بالمدينةِ نحوَ عشرين سنةً على الاشتغالِ بالعلم، مع التَّجرُّدِ مِن الدُّنيا، وكانت له خزانةٌ عظيمةٌ، مشتملةٌ على كتبٍ حافلةٍ، كالرَّافعيِّ، والرَّوضة، وابنِ الرِّفعةِ، أوقفَها كلَّها، وجعلَ مقرَّها خزانةَ المدرسةِ الشِّهابيةِ، المقابلةِ لبيتِه الذي بالزَّاويةِ، الملاصقِ لإيوانِ الشَّافعيةِ؛ لظنِّه استمرارَ المدرسةِ على حالِها في أيَّامِه دائمًا، ولذا شرطَ أنْ لا تُغيَّرَ الخِزانةُ مِن موضعِها، ولو رأى حالَها اليومَ ما قيَّدَها بهذا الشَّرطِ، ولمَّا خِيفَ عليها أمرَ القاضي بوضعِها بخزانةِ الكتبِ اليومَ، وهو البيتُ الذي على بابِ المدرسةِ، أصلحَ الله أمرَها، وردَّ إليها حالها. وكانَ صاحبُ التَّرجمةِ نائبًا في الحكمِ عن القاضي سراجِ الدِّينِ (عمر ابن أحمد الخضر الأنصاري قاضي المدينة)
(2)
لمَّا سافرَ إلى مصرَ، فحكمَ
(1)
"نصيحة المشاور"، ص:94.
(2)
ما بين القوسين لَحَقٌ بالحاشية، وكتب عليها:"صح".
وعدلَ، ودرَّسَ فما قصَّرَ، وكانَ والدي يحضرُ دروسَ السِّراجِ، فلمَّا سافرَ قالَ الحورانيُّ: إنَّه لا يحلُّ لي ولا لكَ الحضورُ معي، وأنت قادرٌ على القيامِ بشرطِ الواقفِ في تدريسِ جماعتِكَ، والانفرادِ بهم في إيوانِهم، فتوقَّفَ، ثمَّ فعلَ، وترتَّبَ على ذلك ما يطولُ إيرادُه، ماتَ (في أواخر ربيع الأول)
(1)
سنةَ إحدى وعشرين وسبعِ مئةٍ، بعد أبي عبد الله محمَّدٍ أبي القاسمِ ابنِ فرحونٍ بثلاثةِ أيامٍ، ودُفنَ بالبقيعِ إلى جانبِه، وكانَ قد ابتليَ بالبواسيرِ، فصبرَ. وتبِعَه المجدُ
(2)
، فلخَّصَ منها ما اكتفى به، بأبينِ عبارةٍ، وأمتنِ إشارةٍ، ووصفَه بالخُوازرميِّ، وهو غلطٌ، وهو عندَ الفاسيِّ في "مكَّةَ"
(3)
.
[4536] يحيى بنُ سابقٍ المَدنيُّ، ويقالُ له: الخُلقاني
(4)
عن: أبي حازمٍ، وزيدِ بنِ أسلمَ، وغيرِهما، كموسى بنِ عقبةَ، ومالكٍ، وعنه: قتيبةُ، وعليُّ بنُ حجرٍ، وحُجينُ بنُ المثنَّى، وداودُ بن رشيدٍ، وعدَّةٌ. فيه لينٌ، وقالَ أبو حاتمٍ
(5)
: ليس بقويٍّ. وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(6)
: يروي الموضوعاتِ عن الثِّقات، وله عن مالكٍ ما يُنكرُ، وقالَ الدَّارقطنيُّ: متروكٌ.
(1)
ما بين القوسين لَحَقٌ بالحاشية، وكتب عليها:"صح".
(2)
لم أجده في كتابه.
(3)
"العقد الثمين" 7/ 435.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 280، و"تاريخ بغداد" 14/ 113، و"لسان الميزان" 8/ 441.
(5)
"الجرح والتعديل" 9/ 153.
(6)
"المجروحين" 2/ 466.
وقالَ أبو نُعيمٍ
(1)
: حدَّثَ عن موسى بنِ عقبةَ وغيرِه بموضوعاتٍ، ويُنظر يحيى بنُ زكريا من "الميزان"
(2)
فإنه قد روى عن موسى بن عقبة موضوعات.
[4537] يحيى بنُ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ
(3)
أحدُ الإخوةِ.
[4538] يحيى بنُ سعيدِ بنِ دينارٍ
مدنيٌّ، روى عن: أبي وجزةَ، وعنه: الواقديُّ
(4)
، ذكرَه الخطيبُ في "المتفق"
(5)
، وزادَه شيخُنا في "مختصر التَّهذيب"
(6)
.
(1)
"الضعفاء" لأبي نعيم، ص:163.
(2)
"ميزان الاعتدال" 4/ 377.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 275، و"الجرح والتعديل" 9/ 153، و"المنفردات والوحدان"، ص:117.
وهو يروي عن أبيه، وعنه: عكرمة بن أبي خالد.
(4)
وروايته عنه في "الطبقات الكبرى" 1/ 502.
(5)
"المتفق والمفترق" 2/ 380.
(6)
"تهذيب التهذيب" 11/ 189.
[4539] يحيى بنُ سعيدِ بنِ العاصِ بنِ سعيدِ
(1)
بنِ العاصِ ابنِ أُميَّةَ، أبو أيوبَّ، الأمويُّ، القُرَشيُّ، المَدنيُّ
(2)
وأمُّه العاليةُ ابنةُ سلمةَ بنِ يزيدَ بنِ مشجعةَ، وهو أخو عمروٍ الأشدقِ، وعنبسةَ، وعبدِ الله، يروي عن: أبيه وعثمانَ، ومعاويةَ، وعائشةَ، وعنه: أشرسُ بنُ عبيدٍ، مولى أبيه، والرَّبيعُ بنُ سَبرةَ، والزُّهريُّ. قالَ ابنُ سعدٍ
(3)
: كانَ قليلَ الحديثِ، وقالَ الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ: سيَّرهُ عبدُ الملكِ بنُ مروانَ بعدِ قتلِ أخيه عَمروٍ للمدينةِ، فلحِقَ بابن الزُّبيرِ، ثمَّ أمَّنه عبدُ الملكِ بعدَ قتلِ ابنِ الزُّبيرِ. قالَ ابنُ عساكرَ
(4)
: بلغني أنَّ عبدَ الملكِ كانَ يقولُ: ما رأيتُ أفضلَ منه، وذكرَه معاويةُ بنُ صالحٍ عن ابن مَعينٍ في تابعي أهلِ المدينةِ، ومحدِّثيهم، وقالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ، وكذا وثَّقه يعقوبُ بنُ سفيانَ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "الثِّقات"
(5)
، ووقعَ له ذِكرٌ في "صحيح البخاريِّ"
(6)
مِن روايةِ يحيى بنِ سعيدٍ الأنصاريِّ، وسليمانَ بنِ يسارٍ أنَّ يحيى بَن سعيدِ بنِ العاصِ طلَّقَ ابنةَ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحكم .. القصَّةَ، وهو في "التَّهذيب"
(7)
، ورابعِ "الإصابة"
(8)
.
(1)
كتب فوقها في المخطوطة: "صح".
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 275، و"الجرح والتعديل" 9/ 149، و"المتفق والمفترق" 3/ 376.
(3)
"الطبقات الكبرى" 5/ 238.
(4)
"تاريخ دمشق" 64/ 232.
(5)
"الثقات" 5/ 522.
(6)
كتاب الطلاق، باب: قصة فاطمة بنت قيس (5322).
(7)
"تهذيب الكمال" 31/ 325.
(8)
"الإصابة" 4/ 679.
[4540] يحيى بنُ سعيدِ بنِ قيسِ بنِ عَمروٍ وقيل: قَهدٍ، بدلَ: عمروٍ بنِ سهلٍ
(1)
ولكن نصَّ على الأوَّلِ ابنُ مَعينٍ، وأحمدُ، وطائفةٌ، وغُلِّطُ القائلُ: قيسُ بنُ قهدٍ، وكذا ثبت الأوَّل عنه، وأنَّه كان يقول: حبيبةُ ابنةُ سهلٍ -يعني: التي قالت
(2)
: لا أنا ولا ثابتُ بنُ قيسٍ- إحدى عماتي.
وقيسُ بنُ عَمروٍ صحابيٌّ، وجمعَ ابنُ حِبَّانَ بينهما
(3)
، وأنَّ قَهدًا اسمُه عَمروُ بنُ سهلِ بنِ ثعلبةَ بنِ الحارثِ بنِ زيدِ بنِ ثعلبةَ بنِ غَنمِ بنِ مالكِ بنِ النَّجَّارِ، الإمامُ القاضي، أحدُ الأعلام، أبو سعيدٍ الأنصاريُّ، مِن بني النَّجَّارِ، المَدنيُّ، أخو عبدِ ربِّه، وسعدٍ. ذكرَه مسلمٌ
(4)
في رابعةِ تابعي المَدنيّين. سمع أنسًا، وقدمَ دمشقَ في صحبتِه، والسَّائبَ بنَ يزيدَ، وأبا أمامةَ بنَ سهلٍ، وسعيدَ بنَ المسيَّبِ، وعروةَ، وأبا سلمةَ، وطبقتَهم مِن أقرانِه، ومَن هو دونَه، وعن ابنِ المدينيِّ: لا أعلمُه سمعَ من صحابيٍّ غيرِ أنسٍ، وكذا نُقلَ عنه أنَّه لا يصحُّ له عن سعيدِ بنِ المسيَّبِ، عن أبي هريرةَ حديثٌ مسندٌ، وعنه: حميدٌ الطَّويلُ، والأوزاعيُّ، ومالكٌ، وشعبةُ، والسُّفيانانِ، والحمَّادانِ، وابنُ جريجٍ، وهُشيمٌ، ويحيى القطَّانُ، وأبو أسامةَ، ويزيدُ بنُ هارونَ، وخلقٌ.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 275، و"تاريخ بغداد" 14/ 101، و"تهذيب الكمال" 31/ 346.
(2)
حديثها في "الموطأ" 2/ 564، وغيره.
(3)
"الثقات" 5/ 521.
(4)
"الطبقات" 1/ 262 (1020).
قالَ أيوبُ السَّختِيانيُّ: ما رأيتُ بالمدينةِ أفقهَ منه،
وقالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: ثقةٌ، كثيرُ الحديثِ، حجَّةٌ، ثَبْتٌ، قدمَ الكوفةَ على أبي جعفرٍ وهو بالهاشميةِ، فاستقضاه على قضائِهِ. قالَ الذَّهبيُّ
(2)
: ووهِمَ مَن زعمَ أنَّه وليَ قضاءَ بغداد. وقالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ مأمونٌ، وقالَ ابنُ عيينةَ: هو والزُّهريُّ وابنُ جُريجٍ محدِّثو الحجازِ، يجيؤون بالحديثِ على وجهِه. وعن الثَّوريِّ: إنَّه كانَ أجلَّ عندَ أهلِ الحديثِ مِن الزُّهريِّ، وقالَ جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ
(3)
: ما رأيتُ شيخًا أنبلَ منه، وقالَ يحيى بنُ أيوبَ: كانَ يحدِّثُني بالحديثِ كأنَّه ينشرُ
(4)
عليَّ اللؤلؤ، وقالَ وهبٌ: قدمتُ المدينةَ، فلم أرَ أحدًا إلَّا وأنتَ تعرفُ وتُنكرُ غيرَه ومالكٍ، وقالَ أحمدُ: هو أثبتُ النَّاسِ، قالَ عليُّ ابنُ المدينيِّ: كانَ يحيى القطَّانُ يُعظِّمُه، ولا يُقدِّمُ عليه أحدًا، ونقلَ بعضُهم عن القطَّانِ قولَه فيه: كانَ يحفظُ. ويُدلِّسُ، وقالَ الواقديُّ: أخبرنا سليمانُ بنُ بلالٍ أنَّه ذهبَ إلى أفريقيةَ في طلبِ ميراثٍ له، فقدمَ به، وهو خمسُ مئةِ دينارٍ، فلمَّا أتاه ربيعةُ يسلِّمُ عليه قسمَ المالَ بينَه وبينَه نصفين، وكانَ يُجِلُّ ربيعةَ جِدًّا، بحيثُ قالَ عبيدُ الله بنُ عمرَ: إنَّه كانَ إذا طلعَ ويحيى يحدِّثُ، يسكتُ إجلالًا له، فتلا يحيى يومًا
(5)
: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} ، فقالَ عراقيٌّ: يا أبا سعيدٍ، أرأيتَ السحرَ أمِنْ
(1)
"الطبقات الكبرى" 1/ 337.
(2)
"تاريخ الإسلام" 9/ 332.
(3)
"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 354.
(4)
في "تهذيب الكمال": يسيح.
(5)
سورة الحجر، آية:21.
خزائنِ الله التي تُنزل؟ فقالَ يحيى: مهْ، ما هذا مِن مسائلِ المسلفين، وأفحمَ القومَ، فقالَ عبدُ الله بنُ أبي حَبيبةَ: إنَّ يحيى ليسَ مِن أصحابِ الخصومةِ، إنما هو إمامٌ مِن أئمةِ المسلمين، وأنا أقولُ: إنَّ السِّحرَ لا يضرُّ إلا بإذنِ الله، فتقول أنتَ غيرَ ذلكَ، فسكتَ الرَّجلُ، فكأنَّما كانَ علينا جبلٌ، فوضعَه عنَّا.
وقالَ العِجليُّ
(1)
: مدَنيٌّ، تابعيٌّ، رجلٌ صالحٌ، كان له فقهٌ، وليَ القضاءَ. زادَ غيرُه: وكانَ خفيفَ الحالِ، استقضاه أبو جعفرٍ، فارتفعَ شأنُه، فلم يُغيِّرْ حالَه، فقيلَ له في ذلك؟ فقالَ: مَنْ كانتْ نفسُه واحدةً، لم يضرَّه المالُ.
قالَ سليمانُ بنُ بلالٍ: كانَ قد ساءت حالُه، وأصابَه ضيقٌ شديدٌ، وركبَه الدَّينُ، فجاءه كتابُ السَّفَّاحِ يستقضيه، فوكَّلني بأهلِه، وقالَ لي: والله ما خرجتُ وأنا أجهلُ شيئًا، فلمَّا قدمَ العراقَ كتب إليَّ: إني كنتُ قلتُ لك ما قلتُ، وإنَّه والله لأوَّلُ خصمينِ جلسا بينَ يديَّ اقتصَّا شيئًا، والله ما سمعتُه قطُّ، فإذا جاءكَ كتابي فسلْ ربيعةَ، واكتب إليَّ بما يقولُه ولا تُعلمُه.
وقالَ ابنُ وهبٍ عن مالكٍ: إنَّه سألَه أنْ يكتبَ له أحاديثَ من أحاديثِ الزُّهريِّ في القضاءِ، فكتبَ له ذلك في صحيفةٍ صحراء
(2)
، فقيلَ لمالك: أعَرضَ عليكَ؟ قالَ: هو أفقهُ مِن ذلكَ، ماتَ سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئةٍ، وقيل: أربعٍ، وقيل: ستٍّ.
(1)
"معرفة الثقات" 2/ 352.
(2)
في "تاريخ الإسلام": صحيفة صفراء.
[4541] يحيى بنُ سعيدٍ التَّميميُّ، المَدنيُّ قاضي شِيرازَ
(1)
عن: الزُّهريِّ، وعمر وِ بنِ دينارٍ، وأبي الزُّبير، وعنه: ابنُ المباركِ، ويعلى ابنُ أسدٍ، وأبو كاملٍ الجَحدريُّ، ووصفَه بشيخٍ مِن أهلِ الحجازِ، يقالُ له: يحيى بنُ سعيدٍ. قالَ البخاريُّ
(2)
وأبو حاتمٍ
(3)
: منكرُ الحديثِ، وقالَ النَّسائيُّ: يروي عن الزُّهريِّ أحاديثَ موضوعةً، وقالَ في "التمييز": ليسَ بثقةٍ، ولا يُكتبُ حديثُه، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ
(4)
وغيرُه: يروي عن الثِّقاتِ البواطيلَ، وقالَ: إنَّ قاضي شيرازَ فارسيٌّ. قالَ ابنُ حِبَّانَ
(5)
: كانَ ممَّن يخطئُ كثيرًا، وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ عن أبيه
(6)
: مجهولٌ، لا أعرفُه، وذكرَه السَّاجيُّ، والعُقيليُّ
(7)
، وابنُ الجارودِ في الضعفاء، وهو في "الميزان"
(8)
. ترجمَ ليحيى بنِ سعيدٍ التّميميِّ، المَدنيِّ، ثمَّ ليحيى بنِ سعيدٍ المازنيِّ، الفارسيِّ، الإصطخريِّ، قاضي شيراز، وقالَ: هما واحدٌ، ومازنٌ بطنٌ مِن تميمٍ.
(1)
"أحوال الرجال"، ص: 143، و"الضعفاء والمتروكون"، للنسائي، ص: 250 (634)، و "ديوان الضعفاء"، ص:433.
(2)
"التاربخ الكبير" 8/ 277.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 152.
(4)
"الكامل" 7/ 194.
(5)
"المجروحين" 2/ 470.
(6)
"الجرح والتعديل" 9/ 152.
(7)
"الضعفاء الكبير" 4/ 402.
(8)
"ميزان الاعتدال" 4/ 378.
قالَ شيخُنا
(1)
: بل الغالبُ على الظنِّ أنَّهما اثنانِ، فقاضي شيرازَ فارسيٌّ إصطخريٌّ، تميميٌّ، مازنيٌّ، أنصاريٌّ، والمازنيُّ أو الضَّبيُّ بصريٌّ، أو حريريٌّ
(2)
، قالَ: ويحتمل أنْ يكونوا
(3)
ثلاثةً.
[4542] يحيى بنُ أبي سفيانَ بنِ الأخنسِ الأخنسيُّ، المَدنيُّ
(4)
يروي عن: جدَّتِه، وقيل: أمِّهِ، وقيل: خالتِه أمِّ حكيمٍ حُكيمةَ
(5)
ابنةِ أبي أميَّة
(6)
بنِ الأخنسِ، عن أمِّ سلمةَ في الإحرامِ من بيتِ المقدس
(7)
، وعن معاويةَ، وأبي هريرةَ، وعنه: إسحاقُ بنُ رافعٍ المدنيُّ، وعبدُ الله بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ يحنس، وابنُ إسحاقَ، وقيلَ: بينهما سليمانُ بنُ سحيمٍ. قالَ ابنُ أبي حاتمٍ
(8)
، عن أبيه: شيخٌ مِن شيوخِ المدينةِ، ليسَ بالمشهورِ قلتُ: لقيَ أبا هريرةَ؟ قالَ: لا، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(9)
بروايتِه
(1)
"لسان الميزان" 8/ 446.
(2)
كذا في المخطوطة: وتحت أولها: "ح"، أي: بالحاء المهملة، وفي "لسان الميزان": الجزري.
(3)
في المخطوطة: "يكونان"، وهو خطأ والتصويب من "اللسان".
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 278، و"الكاشف" 2/ 366، و"تهذيب الكمال" 31/ 359.
(5)
بضمِّ الحاء. "الإكمال" 2/ 494.
(6)
في المخطوطة: "امنة".
(7)
"العلل"، للدارقطني 15/ 254.
(8)
"الجرح والتعديل" 9/ 155.
(9)
"الثقات" 7/ 597.
عن أمِّ الحسن ابنةِ أبي أميَّةَ بنِ الأخنسِ، وفي ثانيتها
(1)
، فقالَ: يروي المراسيلَ
(2)
، وعنه: سليمانُ.
[4543] يحيى بنُ سليمانَ بنِ نَضلةَ الخُزاعيُّ، المَدنيُّ
(3)
روى عن: مالكٍ "الموطأَ"، وعن عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي الزِّنادِ، وسليمانَ بنِ بلالٍ، ومسلمِ بنِ خالدٍ، والكبارِ، وكان تلميذُه ابنُ صاعدٍ يُقدِّمُه ويُفخِّمُ أمرَه. قالَ ابنُ عُقدةَ: سمعتُ ابنَ خراشٍ يقولُ: لا يسوى شيئًا، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(4)
، وقال: يروي عن مالك، ثنا عنه عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ مسلمٍ
(5)
، يخطئٌ ويَهِمُ، وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ
(6)
: كتبَ عنه أبي، وسألتُه عنه؟ فقالَ: شيخٌ، حدَّثَ أيامًا، ثمَّ تُوفي، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ
(7)
: روى عن مالكٍ، وأهلِ المدينةِ أحاديثَ عامَّتُها مستقيمةٌ، وهو في "الميزان"
(8)
باختصارٍ.
(1)
"الثقات" 5/ 527.
(2)
"تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل"، ص:344.
(3)
"تاريخ الإسلام" 18/ 547، و "لسان الميزان" 8/ 450.
(4)
"الثقات" 9/ 269.
(5)
في المخطوطة: "سلم"، والتصويب من "الثقات"، و"تقريب التهذيب".
(6)
"الجرح والتعديل" 9/ 154.
(7)
"الكامل" 7/ 255.
(8)
"ميزان الاعتدال" 4/ 450.
[4544] يحيى بنُ سليمانَ المَدنيُّ
(1)
عن: هشامِ بنِ عروةَ، وعنه: أبو الوليدُ الطَّيالسيُّ. قالَ العُقيليُّ
(2)
: لا يُتابعُ عليه، يعني: حديثه عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشةَ
(3)
: "ليسَ الكاذبُ مَنْ أصلحَ بينَ النَّاسِ". قاله الذَّهبيُّ في "الميزان"
(4)
. قالَ شيخُنا
(5)
: ولعلَّه الذي قبلَه، يعني: الذي فيه
(6)
يحيى بنُ سليمانَ، عن هشامٍ مجهولٌ.
[4545] يحيى بنُ أبي سليمانَ، أبو صالحٍ المَدنيُّ
(7)
قدمَ البصرةَ. يروي عن: عطاء بنِ أبي رباحٍ، وسعيدٍ المقبُريِّ، وسعد بنِ إبراهيمَ، وغيرِهم، وعنه: سعيدُ بنُ أبي أيوبَ، وسعيدُ بنُ الحجَّاجِ، ونافعُ بنُ يزيدَ، وأبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، وأبو الوليدِ الطَّيالسيُّ، وشعبةُ، وابنُ أبي ذئبٍ، وآخرون. قالَ البخاريُّ: منكرُ الحديثِ، وقالَ أبو حاتمِ
(8)
: مضطربُ الحديثِ، ليسَ بالقويِّ يكتبُ حديثُه.
(1)
"المغني في الضعفاء" 2/ 736.
(2)
"الضعفاء الكبير" 4/ 407.
(3)
الحديث بهذا السند ضعيف، كما ذُكر، وله طريق آخر صحيح أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب: تحريم الكذب، وبيان المباح منه 4/ 2011 (2605).
(4)
"ميزان الاعتدال" 4/ 383.
(5)
"لسان الميزان" 8/ 449.
(6)
في المخطوطة: "الذي فيه الذي"، بتكرار الذي الثانية، ولا معنى لها.
(7)
"التاريخ الكبير" 8/ 280، و"تاريخ بغداد" 14/ 108، و"المغني" 2/ 737.
(8)
"الجرح والتعديل" 9/ 155.
وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(1)
، وقالَ
(2)
الحاكمُ في "المستدرك"
(3)
هو مِن ثقاتِ المصريين. قالَ شيخُنا
(4)
: كذا قالَ، وكأنَّه جعلَه مِصريًّا؛ لروايةِ أهلِ مصرَ عنه، ثمَّ قالَ في موضعٍ آخرَ منه
(5)
: يحيى مدَنيٌّ، سكنَ مصرَ، لم يُذكر بجرحٍ، وذكرَه العُقيليُّ في "الضعفاء"
(6)
، وقالَ: مُنكرُ الحديثِ، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ
(7)
: هو ممَّنْ يُكتبُ حديثُه، وإنْ كانَ بعضُها غيرَ محفوظٍ، وهو في "التَّهذيب"
(8)
.
[4546] يحيى بنُ سهلِ بنِ أبي حَثمةَ الأوسيُّ
(9)
مِن أهلِ المدينةِ، يروي عن: أبيه
(10)
، وعنه: ابنُه محمَّدٌ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثانيةِ "ثقاته"
(11)
.
(1)
"الثقات" 7/ 604.
(2)
في المخطوطة: "وأخرج"، وهو وهمٌ.
(3)
"المستدرك" كتاب الإمامة، وصلاة الجماعة 1/ 336.
(4)
"تهذيب التهذيب" 11/ 228.
(5)
"المستدرك" 1/ 307.
(6)
"الضعفاء الكبير" 4/ 407.
(7)
"الكامل" 7/ 231.
(8)
"تهذيب الكمال" 31/ 372.
(9)
"التاريخ الكبير" 8/ 278، و"الجرح والتعديل" 9/ 153.
(10)
وحديثه عنه في "السنن الكبرى"، للبيهقي 96/ 64.
(11)
"الثقات" 5/ 520.
[4547] يحيى بنُ شبلٍ
(1)
مدنيٌّ، يروي عنه: أبو معشرٍ حديثًا في أصحابِ الأعرافِ
(2)
، ذكرَه شيخُنا في "زوائد التَّهذيب" للتمييز، وقالَ: إنَّه أقدمُ من المذكورِ فيه
(3)
.
[4548] يحيى بنُ شهابٍ المَدنيُّ
(4)
عن: أنسٍ، وابنِ عمرَ، وعنه: إبراهيمُ بنُ المهاجرِ، ومَعْمَرٌ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في موضعين من ثانيةِ "ثقاته"
(5)
.
[4549] يحيى بنُ طلحةَ بنِ عبيدِ الله التَّيميُّ، المَدَنيُّ
(6)
يروي عن: أبيه، وأمِّه سُعدى، وأبي هريرةَ، وأرسلَ عن عمرَ
(7)
وعنه: ابناه بلالٌ وطلحةُ، وعبدُ الملكُ بنُ عميرٍ، والشَّعبيُّ.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 282، و"الجرح والتعديل" 9/ 157.
(2)
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 2/ 321، وابن جرير في "التفسير" 8/ 139، وفيه أبو معشر، ضعيف.
(3)
حيث ذكره في يحيى بن شبل البلخي. "تهذيب التهذيب" 9/ 245.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 281.
(5)
"الثقات" 5/ 524، 525.
(6)
"الطبقات الكبرى" 5/ 164، و"الكاشف" 2/ 368، و"تهذيب الكمال" 31/ 387.
(7)
"تحفة التحصيل"، ص:344.
ذكرَه مسلمٌ
(1)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين، وقالَ يعقوبُ بنُ شيبةَ: ثقةٌ، ثَبْتٌ، وقالَ العِجليُّ
(2)
: مدنيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(3)
.
[4550] يحيى بنُ عبَّادِ بنِ عبدِ الله بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ الأسديُّ، القُرَشيُّ، المَدنيُّ
(4)
عن: أبيه، وجدِّه، وعمِّه حمزةَ، وابنِ عمِّ أبيهِ عبدِ الله بنِ عروةَ بنِ الزُّبيرِ، والزُّهريِّ.
وعنه: ابنُ عمِّ أبيهِ هشامُ بنُ عروةَ، وموسى بنُ عقبةَ، وحفصُ بنُ عمرَ ابنِ ثابتِ بنِ زُرارةَ، وعبدُ الله بنُ أبي بكرِ بنِ حزمٍ، وابنُ إسحاقَ، ويزيدُ ابنُ الهادِ.
قالَ ابنُ مَعينٍ
(5)
والنَّسائيُّ والدَّارقطنيُّ: ثقةٌ، وقالَ أبو حاتمٍ
(6)
: ماتَ قديمًا عن ستٍّ وثلاثين سنةً، وكانت له مروءةٌ، ونحوُه للزُّبير
(7)
، وزادَ: وأمُّه عائشةُ ابنةُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامٍ.
(1)
"الطبقات" 1/ 236 (703).
(2)
"معرفة الثقات" 2/ 353.
(3)
"الثقات" 5/ 518.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 291، و "نسب قريش"، ص: 242، و"تهذيب الكمال" 31/ 393.
(5)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي، ص:229.
(6)
"الجرح والتعديل" 9/ 173.
(7)
"جمهرة نسب قريش"، ص:75.
وكذا قالَ الواقديُّ: ثنا ابنُ أبي الزِّنادِ قالَ: كانت ليحيى مروءةٌ، وما رأيتُ شابًّا في الهِمَّةَ أحسنَ منه، وماتَ قديمًا، وهو ابنُ ستٍّ وثلاثين، وكانَ ثقةً، كثيرَ الحديثِ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(1)
، وقالَ الدَّارقطنيُّ
(2)
: هو وأبوه ثقتانِ.
[4551] يحيى بنُ عبادِ بنِ هانئٍ المَدنيُّ
(3)
عن: ابن جُريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبَّاسٍ في صدقةِ الفطرِ، قالَ العُقيليُّ
(4)
: حديثُه -يعني الذي رواه عنه داودُ بنُ شبيبٍ، والخضرُ بنُ سلَّامٍ، ونسبَه ثانيهما بصريًا- يدلُّ على الكذبِ، وأوردَ له العُقيليُّ
(5)
من جهةِ الخضر عنه، بإسنادِه هذا:"نِعمَ الرَّيحانُ ينبتُ تحتَ العرشِ، وماؤُه شفاءٌ للعينِ"، وقالَ: إنَّه موضوعٌ، وقالَ العُقيليُّ أيضًا: مجهولٌ بالنَّقلِ، لا يُقيمُ الحديثَ، حديثُه يدلُّكَ على ضعفِه، وقالَ أبو حاتمٍ
(6)
: ضعيفٌ، وقالَ الأزديُّ: منكرُ الحديثِ جِدًّا.
(1)
"الثقات" 5/ 519، و 7/ 592.
(2)
"سؤالات البرقاني للدارقطني"(537).
(3)
"تاريخ بغداد" 14/ 144، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 3/ 197، و"المغني في الضعفاء" 2/ 738.
(4)
"الضعفاء الكبير" 4/ 416.
(5)
"الضعفاء الكبير" 4/ 417.
(6)
"الجرح والتعديل" 9/ 185.
ذكرَه الذَّهبيُّ في "الميزان"
(1)
، وفرَّق بينَه وبنَ يحيى بنِ عبَّادٍ السَّعديِّ، الذي ذكرَه المِزِّيُّ في "تهذيبه"
(2)
للتمييزِ.
قالَ شيخُنا
(3)
: وهو هو، فقد جزمَ المِزِّيُّ بأنَّ الحديثَ المشارَ إليه في صدقةِ الفِطرِ مِن حديثه. قالَ: ويحتملُ أنْ يكونَ هو يحيى بنَ محمَّدِ بنِ عبَّادِ بنِ هانئٍ المَدنيَّ، الشَّجريَّ
(4)
، يعني: الآتي (4579)، نُسبَ في هذه الرِّوايةِ لجدِّهِ.
[4552] يحيى بنُ عبدِ الله بن حسنِ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ الهاشميُّ، العلويُّ، الحسنيُّ، المَدنيُّ
(5)
أخو اللذينِ خرجا على المنصورِ، وهما محمَّدٌ بالمدينةِ، وإبراهيمُ بالبصرةِ، فلما هلكا إلى رحمةِ الله، هربَ هذا إلى جبالِ الدَّيلمِ في نحوٍ مِن سبعين رجلًا، ثمَّ إنَّ الرَّشيدَ أمَّنَه بعدَهما، وأشهدَ عليه بذلك، ووصله بمئةِ ألفِ دينارٍ، ثمَّ خافَ مِن غائلتِه، فحبسَه حتَّى ماتَ في سنةِ بضعٍ وثمانين ومئةٍ، وسلفَ له ذِكرٌ في الحسينِ بنِ عليِّ بنِ الحسنِ (919)، وهو عمُّ الحسنِ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ الله بنِ الحسنِ، المشارِ إليه في الحاءِ أيضًا (879).
(1)
"ميزان الاعتدال" 4/ 387.
(2)
"تهذيب الكمال" 31/ 398.
(3)
"لسان الميزان" 8/ 455.
(4)
في المخطوطة: "السجزي"، والتصويب من "تقريب التهذيب"، ص: 596 (7636).
(5)
"أنساب الأشراف" 3/ 353، و"تاريخ الإسلام" 11/ 12، و"البداية والنهاية" 10/ 187.
[4553] يحيى بنُ عبدِ الله بنِ سالمِ بنِ عبدِ الله بنِ عمرَ ابنِ الخطَّابِ العدَويُّ، العُمريُّ، المَدنيُّ
(1)
نزيلُ مصر. عن: موسى بن عقبةَ، وهشامِ بنِ عروة، ويزيدَ ابنِ الهادِ، وعبيدِ الله بنِ عمرَ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ عيَّاشِ، وعَمرو بنِ يحيى ابنِ عُمارةَ، وأبي بكرِ بنِ نافعٍ، وغيرِهم، وعنه: اللَّيثُ، وابنُ وهبِ، وعبدُ الله بنُ يزيدَ المقري، ومكِّيُّ بنُ إبراهيم، وأبو صالحٍ كاتبُ اللَّيثَ، وآخرون. قالَ النَّسائيُّ: مستقيمُ الحديثِ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(2)
، وقالَ: ربَّما أغربَ، وقالَ ابنُ مَعينٍ: صدوقٌ، ضعيفُ الحديثِ، وقالَ الدَّارقطنيُّ: ثقةٌ، حديثُه بمصر، ولا أعلمُ لأبيه حديثًا. قالَ ابنُ يونسَ
(3)
: توفي بمصرَ، سنةَ ثلاثٍ وخمسين ومئةٍ، وهو في "التَّهذيب"
(4)
.
[4554] يحيى بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سعدٍ
(5)
، ويقالُ: ابن أسعدَ بنِ زُرارةَ، الأنصاريُّ، النَّجَّاريُّ، المَدنيُّ
(6)
يروي عن: زيدِ بنِ ثابتٍ، وعمارةَ بنِ عمروِ بن حزمٍ، وأبي هريرةَ، وأم المؤمنين سودةَ ابنةِ زمعةَ، وأمِّ هشامٍ ابنةِ حارثةَ بنِ النُّعمانِ.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 286، و"الجرح والتعديل" 9/ 249، و"تاريخ الإسلام" 9/ 666.
(2)
"الثقات" 9/ 249.
(3)
"تاريخ ابن يونس" 2/ 254.
(4)
"تهذيب الكمال" 31/ 408، و"تهذيب التهذيب" 9/ 256.
(5)
قال البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 283: وقال بعضهم: سعد بن زرارة، وهو وهمٌ.
(6)
"تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم"، ص: 259، و"رجال مسلم" 2/ 344، و"الكاشف" 2/ 370.
وعنه: قريبُه إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ سعدِ بنِ زُرارةَ، وصالحُ بنُ إبراهيمَ ابنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، وعبدِ الله بنِ أبي بكرِ بنِ حزمٍ، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ. قالَ ابنُ أبي حاتمٍ
(1)
: فرَّقَ البخاريُّ بينَ الرَّاوي
(2)
عن أبي هريرةَ، وبينَ الرَّاوي
(3)
عن أمِّ هشامٍ، وهما واحدٌ. وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(4)
، وقالَ العِجليُّ
(5)
: مدَنيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ، وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ
(6)
: لم يسمعْ من أمِّ هشامٍ، بينَهما عبدُ الرَّحمنِ بنُ سعيدٍ، انتهى. وحديثُه عنها في "صحيح مسلم"
(7)
، وهو في "التَّهذيب"
(8)
.
[4555] يحيى بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ أبي عَمرَةَ الأنصاريُّ، المَدنيُّ
(9)
يروي عن: خارجةَ بنِ زيدِ بنِ ثابتٍ الأنصاريِّ، وسعيدٍ الصَّرافِ، وعنه: ابنُ إسحاقَ، جرى ذكرُه ضِمنًا في "صحيح البخاري" حيث
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 162.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 286.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 284.
(4)
"الثقات" 5/ 523.
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 355، وسقط اسم أبيه فيه.
(6)
"الاستيعاب" 4/ 517.
(7)
كتاب الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة 2/ 595 (52).
(8)
"تهذيب الكمال" 31/ 413، و"تهذيب التهذيب" 9/ 257.
(9)
"التاريخ الكبير" 8/ 284، و"الجرح والتعديل" 9/ 162.
قالَ في الجنائزِ
(1)
: وقالَ خارجةُ بنُ زيدِ بنِ ثابتٍ: رأيتُني ونحنُ شبابٌ في زمنِ عثمانَ، وإنَّ أشدَّنا وثبةً الذي يثبُ قبرَ عثمانَ بنِ مظعونٍ، حتَّى يجاوزَ قبرَه، ووصلَه في "تاريخِه الأوسط"
(2)
، و"الصغير"
(3)
مِن طريقِ إبراهيمَ ابنِ سعدٍ، عن محمَّدِ بنِ إسحاقَ، حدَّثني يحيى بنُ عبدِ الله، فذكرَه، وقالَ ابنُ حِبَّانَ في الطَّبقة الثَّالثةِ مِن "ثقاته"
(4)
: مِن أهلِ المدينةِ، يروي عن: المَدنيّين، وعنه: ابنُ إسحاقَ، انتهى.
قالَ شيخُنا وقد ذكرَه: هكذا في روايةِ "التَّهذيب". قالَ: ولم أجدْ عنه في كُتبِ مَن صنَّفَ في الرِّجالِ راويًا غيرَ ابنِ إسحاقَ.
[4556] يحيى بنُ عبدِ الله بنِ أبي قتادةَ بنِ رِبعيٍّ أبو قتادةَ الأنصاريُّ، المَدنيُّ
(5)
يروي عن: يزيدَ ابنِ الهادِ، وعَمروِ بنِ أبي عَمروٍ، وأبي بكرِ بنِ نافعٍ العُمريِّ، وعنه: ابنُ وهبٍ، والمقري، ومكيُّ بنُ إبراهيمَ، وأبو صالحٍ كاتبُ اللَّيثِ.
(1)
كتاب الجنائز، باب: الجريدة على القبر (1360).
(2)
"التاريخ الأوسط" 1/ 122.
(3)
"التاريخ الصغير"، ص:67.
(4)
"الثقات" 7/ 603.
(5)
"التاريخ الكبير" 8/ 285، و"الجرح والتعديل" 9/ 160، و"فتح الباب في الكنى والألقاب"، ص:474.
قالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: ماتَ سنةَ اثنتين وستين ومئةٍ، وفي ثالثةِ "ثقات ابن حِبَّانَ"
(2)
: أبو عبدِ الله السَّلميُّ، الأنصاريُّ، يروي عن: أبيه، ومحمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ خلادٍ، وعنه: أهلُ المدينةِ، ثمَّ أرَّخَه.
[4557] يحيى بنُ عبدِ الله بنِ يزيدَ بنِ عبدِ الله بنِ أُنيسٍ أبو زكريا الأنصاريُّ، الأُنيسيُّ المَدنيُّ
(3)
وجدُّ أبيه صحابيٌّ. يروي عن: عبدِ الرَّحمنِ ومحمَّدٍ ابني جابرِ بنِ عبدِ الله، وعيسى بنِ سبرةَ، وطلحةَ بنِ خِراشٍ، وعنه: أحمدُ
(4)
، وابنُ مَعينٍ، وأبو جعفر النُّفيليُّ، ومحمَّدُ بنُ عيسى ابنِ الطَّبَّاعِ، والصَّلتُ بنُ مسعودٍ الجَحدريُّ، وإبراهيمُ بنُ عبدِ الله بنِ حاتمٍ الهرويُّ، وغيرُه.
قالَ أحمدُ: كتبنا عنه، ولم يكنْ به بأسٌ، وأثنى عليه، وكذا قالَ ابنُ مَعينٍ: لم يكنْ به بأسٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(5)
، وهو في "التَّهذيب"
(6)
.
(1)
"الطبقات الكبرى"، القسم المتمم، ص:409.
(2)
"الثقات" 7/ 594.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 287، و"الجرح والتعديل" 9/ 163، و"الكنى والأسماء"، للدولابي، 2/ 554.
(4)
روايته عنه في "العلل" 2/ 154.
(5)
"الثقات" 7/ 613.
(6)
"تهذيب الكمال" 31/ 417، و"تهذيب التهذيب" 9/ 259.
[4558] يحيى بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حاطبِ بنِ أبى بلتعةَ أبو محمَّدٍ اللَّخميُّ، المَدنيُّ
(1)
حليفُ بني أسدِ بنِ عبدِ العُزَّى، وأخو عبد الله. ذكرَه مسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين. وُلدَ في خلافةِ عثمانَ، يروي عن: أبيه، وابنِ الزُّبيرِ، وأسامةَ ابنِ زيدٍ، وعائشةَ، وابن عُمر
(3)
، وأبي سعيدٍ، وعثمانَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ التَّيميِّ، وعنه: أسامةُ بنُ زيدٍ اللَّيثيُّ، وبُكيرُ ابنُ الأشجِّ، ومحمَّدُ بنُ عمروٍ، وهشامُ بنُ عروةَ، وثَّقَه النَّسائيُّ، والعِجليُّ
(4)
، وقالَ: مدنيٌّ، تابعيٌّ، وابن حِبَّانَ، وقالَ في ثانية "ثقاته"
(5)
: مات سنةَ أربعٍ ومئةٍ.
[4559] يحيى بنُ عبد الرَّحمنِ بنِ سعدِ بنِ زُرارةَ
هكذا في ترتيبي السُّبكيِّ والهيثميِّ لـ "ثقات العِجليُّ"
(6)
بإسقاط عبدِ الله، اسم أبيه، وقد تقدَّم (4554).
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 289، و"الجرح والتعديل" 9/ 165، و"سؤالات البرقاني للدارقطني"، ص: 69
(2)
"الطبقات" 1/ 242 (785).
(3)
في المخطوطة: "وابن عمرو"، فالواوُ زائدة.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 354.
(5)
"الثقات" 5/ 523.
(6)
"الثقات" 2/ 355.
[ ....... ]
يحيى بنُ عبد الرَّحمنِ بنِ عديِّ بنِ وَردانَ
يأتي فيمَنْ جدُّه محمَّدُ بنُ وردانَ (4562).
[4560] يحيى بنُ عبد الرَّحمنِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ بن عليٍّ العزُّ، أبو المعالي الطَّبريُّ، الشَّيبانيُّ
قاضي الحرمين، له ذِكرٌ في: ولدِه عبد الكريم (2484).
[ ....... ]
يحيى بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي لَبيبةَ
في: ابن أبي لَبيبةَ (4573).
[4561] يحيى بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ محمَّدِ بنِ صالحِ بنِ إسماعيلِ المحيويُّ، أبو زكريا ابنُ القاضي ناصرِ الدِّينِ، أو زينِ الدِّينِ أو وجيهِ الدِّينِ ابنِ التَّقيِّ، الكِنانيُّ، المَدنيُّ، الشَّافعيُّ
(1)
أخو فتحِ الدين محمَّدٍ، وإخوتِه، ويُعرفُ كسلَفِه بابنِ صالحٍ. وُلدَ سنةَ ستٍّ وسبعين وسبعِ مئةٍ تقريبًا بالمدينةِ، ونمثمأَ بها، فصحبَ العفيفَ اليافعيَّ
(2)
، وأخذَ عنه، وقرأ على كلٍّ مِن والدِه، والشِّهابِ ابنِ عيَّاشٍ، والمحيويِّ يحيى بنِ محمَّدٍ التِّلمسانيِّ في "البخاريِّ"، بل أخذَ بأخَرةٍ عن
(1)
"الضوء اللامع" 10/ 231.
(2)
في الهامش: "العفيف اليافعي مات سنة ثمانٍ وستين"، ولعلَّ المراد أحدُ ولديه.
شعبانَ الآثاريِّ، وسمعَ من ابنِ صِدِّيقٍ، والزَّينِ المراغيِّ، ثمَّ ابنِ الجزريِّ، وممَّا سمعَه عليه "الشفا" بقراءة أخيه في سنةِ ثلاثٍ وعشرين بالرَّوضةِ، وأجازَ له في سنةِ إحدى وثمانين الجمالُ الأُميوطيُّ، والأمينُ ابنُ الشَّماع، وأبو هريرةُ ابنُ الذَّهبيِّ، والتَّنوخيُّ، وابنُ أبي المجدِ، وعبدُ الله بنُ خليلٍ الحرستاني، وآخرون، ونابَ في القضاءِ، والإمامةِ، والخطابةِ بالمسجدِ النَّبويِّ عن أخيه أبي الفتحِ، وكتبَ الكثيرَ بخطِّه، رأيتُ مِن ذلك مجموعًا فيه "الخصالُ المكفِّرة" لشيخِنا، انتهى مِن كتابتِه في سنةِ ثمان وعشرين، و"الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة"، للبدرِ الزَّركشيِّ، في سنةِ أربعِ وثلاثينَ، وكانَ ينظمُ نظمًا مُضحِكًا، وأجازَ للتَّقيِّ ابنِ فهدٍ، وغيرِه، ورأيَتُ مَنْ أرَّخَ وفاتَه في سنةِ ثمان وثلاثين، وهذا غلطٌ، فقد كتبَ عنه البقاعيُّ في سنةِ تسعٍ وأربعين، فيُحرَّرُ
(1)
.
[4562] يحيى بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ محمَّدِ بنِ وردانَ
(2)
أو: ابن عَدِيٍّ
(3)
، بدلَ محمَّدٍ، مدنيٌّ، ضعَّفُه زكريا السَّاجيُّ، وذكرَه الذَّهبيُّ في "الميزان"
(4)
.
(1)
ذكر تلميذه البقاعيُّ في كتابه عنوان العنوان، ص: 226 (840) أنَّ وفاته سنة 832، وهو أعرفُ به، وأمَّا قول المؤلِّف: إن البقاعي كتب عنه سنة 49، فلعلَّه خلطه بيحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح العجيسي، فقد أخذ عنه البقاعي، وتوفي سنة 862 هـ، كما في "عنوان العنوان"، ص: 226 (841).
(2)
"لسان الميزان" 4/ 393.
(3)
في المخطوطة: "بعدي"، والتصويب من "اللسان".
(4)
"ميزان الاعتدال" 8/ 458.
[4563] يحيى بنُ عبدِ السَّلامِ بنِ محمَّدِ بنِ مزروعٍ أمينُ الدِّينِ أبو الحسينِ ابنُ الإمامِ العفيفِ البصريُّ الأصلِ، المَدنيُّ
الماضي أبوه (2416). سمعَ في سنةِ ستٍّ وعشرين وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ مِن العفيفِ المطريِّ جزءَه الذَّهبيَّ، ووصفَه بصاحبي، الصَّدرِ الأصيلِ، المقرئِ الجامع، الخاشع، وقالَ ابنُ صالحٍ: إنَّه كانَ أحدَ القُرَّاءِ بسُبعِ ابنِ سلعوسَ.
[4564] يحيى بنُ عبيدِ الله بنِ عبدِ الله ابنِ مَوهبٍ التَّيميُّ، القُرَشيُّ
(1)
الماضي أبوه (2600)، يروي عن: أبيه، وعنه: ابنُ المباركِ، وأبو حنيفةَ، ويعلى بنُ عبيدٍ، وفضيلُ بنُ عياضٍ، وعيسى بنُ يونسَ، ويحيى بنُ سعيدٍ القطَّانُ، ووثَّقَه أوَّلًا، ثمَّ تركَه، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ محمَّدٍ المحاربيُّ، ويعلى بنُ عبيدٍ
(2)
، وابنُ فضيلٍ، وآخرون. وقالَ الفلَّاسُ: إنَّ القطَّانَ كانَ يحدِّثُ عنه، ثمَّ تركَه، وقالَ: ثقةٌ، ضعيفُ الحديثِ، وكذا قالَ البخاريُّ
(3)
: تركَه القطَّانُ، وكانَ ابنُ عُينيةَ يُضعِّفُه.
(1)
"الضعفاء الكبير" 4/ 415، و"الكامل" 7/ 226، و"الكاشف" 2/ 371.
(2)
ذكره قبلُ.
(3)
"الضعفاء الصغير"، ص: 125 (399).
وقالَ ابنُ مَعينٍ
(1)
: ليسَ بشيءٍ، ومرَّةً: لا يُكتبُ حديثُه، سمعَ منه القطَّانُ، ثمَّ وَهبَ صحيفتَه، وما روى عنه شيئًا، حتَّى ماتَ، وقالَ أحمدُ
(2)
: منكرُ الحديثِ، ليسَ بثقةٍ، ومرَّةً: أحاديثُه مناكيرُ، ولا يُعرفُ هو ولا أبوه، وعن شعبةَ: رأيتُه يصلِّي صلاةً لا يُقيمُها، فتركتُ حديثَه، وقالَ أبو حاتمٍ
(3)
: ضعيفُ الحديثِ، مُنكرُ الحديثِ جِدًّا، ونهى ابنَه أنْ يكتبَ حديثَه، وقال: لا تَشتغل به، وقالَ النَّسائيُّ: ضعيفٌ، لا يُكتبُ حديثُه، ومرَّةً: متروكُ الحديثِ، وكذا قالَ مسلمٌ: ساقطٌ، متروكُ الحديثِ، وقالَ الدَّارقطنيُّ
(4)
: ضعيفٌ، وقالَ السَّاجيُّ: يجوزُ في الزُّهدِ والرَّقائقِ، وليس هو بحجَّةٍ في الأحكام، وقالَ يعقوبُ بنُ سفيانَ: لا بأسَ به إذا روى عن ثقةٍ، وقالَ أبو عبدِ الله الحاكمُ
(5)
: روى عن أبيه، عن أبي هريرةَ نسخةً أكثرُها مناكيرُ، وقالَ مرَّةً: يضعُ الحديثَ
(6)
، وقالَ ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(7)
: يروي عن أبيه ما لا أصلَ له، وأبوه ثقةٌ، فلمَّا كثُرَتْ روايتُه عن أبيه بما ليسَ مِن حديثه سقطَ الاحتجاجُ به بحالٍ، وكانَ يُسيءُ الصَّلاةَ، وكانَ ابنُ عُيينةَ شديدَ الحملِ عليه، وهو في "التَّهذيب"
(8)
.
(1)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 650.
(2)
"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 133.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 174.
(4)
"الضعفاء والمتروكون"، ص: 390 (571).
(5)
"المدخل إلى الصحيح" رقم: 224.
(6)
قال ابن حجر: وأفحش الحاكم، فرماه بالوضع.
(7)
"المجروحين" 2/ 473.
(8)
"تهذيب الكمال" 31/ 449، و"تهذيب التهذيب" 9/ 268.
[4565] يحيى بنُ عثمانَ بنِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ يوسفَ محيي الدِّينِ الطَّرابُلسيُّ الأصلِ، المَدنيُّ، الحنفيُّ
(1)
الماضي أبوه (2655). وأمُّه أمُّ ولدٍ لأبيه حبشيةٌ، وُلدَ في جُمادى الأوَلى سنةَ ستٍّ وسبعين وثمان مئةٍ بالمدينةِ، ونشأَ بها، فقرأ في "الكنز" حفظًا وتفهُّمًا على والدِه، وصاهرَ بعدَ موتِه المجدَ محمَّدَ بنَ عبدِ الله الزَّرنديَّ على ابنتِه، وقرأ عليه في الفقهِ، والعربيةِ، و"البخاريِّ"، وعلى الشَّمسينِ: ابنِ جلالٍ، والبُلبيسيِّ في العربيةِ، وكذا قرأ عليَّ "القول البديع"، وخلفَ والدَه فيما كانَ معه.
[4566] يحيى بنُ عروةَ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ أبو عروةَ الأسديُّ، المَدنيُّ
(2)
عن: أبيه، وعنه: ابنُه محمَّدٌ، وأخوه هشامٌ، والزُّهريُّ، ومحمَّدُ بنُ عقبةَ، ومحمَّدُ بنُ عَمروِ بنِ علقمةَ، وابنُ عجلانَ، وأيوبُ السَّختيانيُّ، والضَّحَّاكُ بنُ عثمانَ، وابنُ إسحاقَ. قالَ ابنُ سعدٍ
(3)
في الطَّبقةِ الرَّابعةِ: أمُّه أمُّ يحيى ابنةُ الحكمِ بنِ أبي العاصِ، وكانَ قليلَ الحديثِ.
(1)
لم يذكره المؤلف في "الضوء اللامع".
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 296، و"المحبر"، ص: 262، و"تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم"، ص:257.
(3)
"الطبقات الكبري"، القسم المتمم، ص:228.
وقالَ مصعبٌ الزُّبيريُّ
(1)
: كانَ أكرمَ العربِ، اختلفت العربُ في عمي وخالي، يعني: مروانَ بنَ الحكمَ، وابنَ الزُّبيرِ، وقالَ أبو حاتمٍ
(2)
: يقالُ: كانَ أعلمَ مِن أخيه هشامٍ، وقالَ الزُّبيرُ
(3)
: كانَ مِن أشرافِ
(4)
بني عروةَ، وقالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(5)
، وقالَ غيرُه: كانَ عالمًا بالنَّسبِ، وعملَ لهشامِ بنِ عبدِ الملكِ على المدينةِ، ثمَّ أمرَ به هشامٌ، فضُربَ، فماتَ بعدَ الضَّربِ، وله عَقِبٌ بالمدينةِ، وهو في "التَّهذيب"
(6)
.
[4567] يحيى بنُ عطيةَ بنِ يزيدَ المَدنيُّ
(7)
مِن أهلِها، يروي عن: عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، وعنه: زيدُ بنُ الحُبابِ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعة "ثقاته"
(8)
.
[4568] يحيى بنُ عليِّ بنِ عنانٍ
شهدَ قريبًا مِن سنةِ أربعين وسبعِ مئةٍ.
(1)
"نسب قريش"، ص:247.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 175.
(3)
"جمهرة نسب قريش"، ص:284.
(4)
في المخطوطة: "أشرف"، والتصويب من "الجمهرة".
(5)
"الثقات" 7/ 593.
(6)
"تهذيب الكمال" 31/ 466، و"تهذيب التهذيب" 9/ 274.
(7)
"التاريخ الكبير" 8/ 297، و"الجرح والتعديل" 9/ 179.
(8)
"الثقات" 9/ 253.
[4569] يحيى بنُ عليِّ بنِ يحيى بنِ خلَّادِ بنِ رافعِ بنِ مالكِ ابنِ العجلانِ الزُّرَقيُّ، الأنصاريُّ، المَدنيُّ
(1)
الماضي جدُّه
(2)
(4533). روى عن: أبيه، عن جدِّه، وقيل: عن جدِّه، وعنه: إسماعيلُ بنُ جعفرٍ، ذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(3)
، وقالَ: مِن أهلِ المدينةِ، يروي عن: أبيه، عن جدِّه، وعنه: حاتمُ بنُ إسماعيلَ، ماتَ سنةَ اثنتين وثلاثين ومئةٍ، وقالَ ابنُ أبي عاصمٍ: ماتَ سنةَ ثمانٍ وعشرين، والواقديُّ: سنةَ تسعٍ، وكذا نسبَه شيخُنا
(4)
لابنِ حِبَّانَ، والذي رأيتُه في "ثقاته" ما قدَّمتُه، فيحرَّرُ
(5)
، وهو في "التَّهذيب"
(6)
.
[4570] يحيى بنُ عُمارةَ بنِ أبي حسن الأنصاريُّ، المازنيُّ، المَدنيُّ
(7)
ذكرَه مسلمٌ
(8)
في ثالثةِ تابعي المَدنيّين، روى عن: عبدِ الله بنِ زيدِ بنِ عاصمٍ وأنسٍ، وأبي سعيدٍ الخُدريِّ. وعنه: ابنُه عمروٌ الماضي (2962)،
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 297، و"الجرح والتعديل" 9/ 175.
(2)
والماضي أبوه برقم: 2861.
(3)
"الثقات" 7/ 612.
(4)
في "التهذيب" في ترجمة يحيى بن خلاد بن رافع، فوهم المؤلف، ونسب هذا لحفيده.
(5)
الذي مات سنة 129 هـ. هو يحيى بن خلاد، كما في "تهذيب التهذيب" 9/ 224.
(6)
"تهذيب الكمال" 31/ 474، و"تهذيب التهذيب" 9/ 275.
(7)
"التاريخ الكبير" 8/ 295، و"الجرح والتعديل" 9/ 175، و"الكاشف" / 372.
(8)
"الطبقات" 1/ 243 (797).
ومحمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي صَعصعةَ، وعمارةُ بنُ غَزيَّةَ، ومحمَّدُ بنُ يحيى بنِ حَبَّانَ، والزُّهريُّ، وأبو طُوالةَ عبدُ الله. قالَ ابنُ إسحاقَ: كانَ ثقةً، وقالَ النَّسائيُّ وابنُ خراشٍ: ثقةٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته"
(1)
، وهو في "التَّهذيب"
(2)
.
[4571] يحيى بنُ عمرانَ بنِ عثمانَ بنِ الأرقمِ المخزوميُّ، المَدنيُّ
(3)
عن: أبيه، وعنه: أبو مصعب الزُّهريُّ، وإبراهيمُ بنُ حمزةَ الزُّبيريُّ، وعطَّافُ بنُ خالدٍ. قالَ أبو حاتمٍ
(4)
: شيخٌ مدنيٌّ، مجهولٌ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(5)
وهو في "الميزان"
(6)
باختصارٍ عن هذا، وحديثُه عند أحمدَ في "مسنده"
(7)
.
[4572] يحيى بنُ عُميرٍ، أبو زكريا المَدنيُّ، البزَّازُ
(8)
مولى بني نوفلِ بنِ عديِّ بنِ نوفلِ بنِ أسدٍ.
(1)
"الثقات" 5/ 522.
(2)
"تهذيب الكمال" 31/ 474، و"تهذيب التهذيب" 9/ 275.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 297، و"تعجيل المنفعة" 2/ 362، و"لسان الميزان" 8/ 467.
(4)
"الجرح والتعديل" 9/ 177.
(5)
"الثقات" 9/ 253.
(6)
"ميزان الاعتدال" 4/ 400.
(7)
"المسند" 5/ 457.
(8)
"التاريخ الكبير" 8/ 296، و"الكاشف" 2/ 372.
يروي عن: نافعٍ مولى ابنِ عمرَ، وسعيدٍ المَقْبُرِيِّ، وعمرَ بنَ شيبةَ الأشجعيِّ، وهشامِ بنِ عروةَ، وعنه: معنُ بنُ عيسى، ومحمَّدُ بنُ خالدِ ابن عثمةَ، وخالدُ بنُ مخلدٍ، وإسماعيلُ بنُ أبي أويسٍ، والقَعبنيُّ. قالَ أبو حاتمٍ
(1)
: صالحُ الحديثِ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "ثقاته"
(2)
، وهو في "التَّهذيب"
(3)
.
[4573] يحيى بنُ أبي لَبيبة المَدنيُ
(4)
شيخٌ مُقِلٌّ، حدَّث عنه وكيعٌ. روى عبَّاسٌ عن ابنِ مَعينٍ قولَه: ليسَ حديثُه بشيءٍ، ذكرَه ابنُ عَدِيٍّ
(5)
، وذكرَه البخاريُّ
(6)
، فقالَ: يحيى بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي لَبيبةَ، فهو هنا منسوبٌ لجدِّه الأعلى، وقد مرَّ بأنَّه ابنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي لَبيبةَ، فنُسبَ إلى جدِّه الأدنى.
وهو في "الميزان"
(7)
.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 178.
(2)
"الثقات" 7/ 601.
(3)
"تهذيب الكمال" 31/ 483، و"تهذيب التهذيب" 9/ 278.
(4)
"الجرح والتعديل" 9/ 166، و "المغني في الضعفاء" 2/ 739، و"لسان الميزان" 8/ 458، 472، 473.
(5)
"تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 65، و"الكامل" 7/ 233.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 304.
(7)
"ميزان الاعتدال" 4/ 394، 407.
[4574] يحيى بنُ مالكِ بنِ أنسٍ الأصبحيُّ
(1)
قالَ العقيليُّ
(2)
: حدَّثَ عن أبيه بمناكير، وقالَ مسلمةُ بنُ قاسمٍ: يُضعَّفُ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(3)
، وقالَ: سكنَ اليمنَ، وحدَّثهم عن أبيه بـ "الموطأ"، مستقيمُ الحديثِ، وقالَ العُقيليُّ: ثنا عبيدُ بنُ محمَّدٍ الكِشْوَريُّ
(4)
، ثنا محمَّدُ بنُ يحيى بنِ حميدٍ، ثنا مالكُ بنُ الشرودِ، ثنا يحيى، عن أبيه، عن الزُّهريِّ، عن سعيدٍ رفعَه:"إنَّا معاشرَ الأنبياءِ أُمرنا أنْ نُكلِّمَ النَّاسَ في قدرِ عقولِهم"، وهو في "الميزان"
(5)
باختصارٍ عن هذا.
[4575] يحيى بنُ المتوكِّلِ، أبو عُقيلٍ العُمريُّ، المَدنيُّ
(6)
ويقالُ: الكوفيُّ الحذَّاء، المحجوبُ، الضَّريرُ، صاحبُ بُهيةَ، مولى العُمريين. يروي عن: أبيه، وأمِّه أمِّ يحيى، وبُهيةَ، ويحيى بنِ سعيدٍ الأنصاريِّ، والقاسمِ بنِ عبدِ الله، وعبدِ الله بنِ عمرَ، ويقالُ: إنَّه مولاه،
(1)
"المغني" 2/ 742، و"لسان الميزان" 8/ 472.
(2)
"الضعفاء الكبير" 4/ 425.
(3)
"الثقات" 9/ 257.
(4)
بفتح الكاف، وقيل بكسرها، نسبة إلى كَشور: قرية من قرى صنعاء اليمن. "الأنساب" 5/ 77.
(5)
"ميزان الاعتدال" 4/ 404.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 306، و"الضعفاء والمتروكون"، لابن الجوزي 3/ 202، و"إكمال الإكمال" 6/ 234.
وعبيدِ الله بنِ عمرَ العُمريِّ، وصالحِ بنِ أبي الأخضرِ، ومحمَّدِ بنِ المنكدرِ، ويعقوبَ بنِ سلمة اللَّيثيِّ، وكثيرٍ النَّواءِ، وعنبسةَ بنِ مِهرانَ، وغيرِهم.
وعنه: بِشرُ بنُ المفضَّلِ، وبشرُ بنُ ابن عمرَ الزَّهرانيُّ، وابنُ المبارك، وعبدُ الله بنُ داودَ الخُريبيُّ، ووكيعٌ، وأبو النَّضرِ، ويزيدُ بنُ هارونَ، وأبو سلمةَ موسى بنُ إسماعيلَ، وأبو نُعيمٍ، ومحمَّدُ بنُ بكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، ومحمَّدُ بنُ جعفرٍ الوركانيُّ، ومحمَّدُ بنُ سليمانَ لُوينٌ، وآخرون.
قالَ ابنُ المباركِ: ضعيفٌ، وقالَ
(1)
أحمدُ: روى عن قومٍ لا أعرفُهم، ولم يُحملْ عنهم، وكأنَّه ضعَّفه، ومرَّةً قالَ: إنَّه واهي الحديث، وقالَ ابنُ مَعينٍ
(2)
: ضعيفٌ، ومرَّةً: ليس حديثُه بشيءٍ، ومرَّةً: منكرُ الحديثِ، بل روى عثمانُ الدَّارميُّ
(3)
عنه: ليس به بأسٌ، قالَ عثمان
(4)
: وهو ضعيفٌ، وضعَّفَه ابنُ المدينيِّ
(5)
، وقالَ أبو حاتمٍ
(6)
: ضعيفُ الحديثِ، يُكتب حديثُه، وقالَ النَّسائيُّ
(7)
: ضعيفٌ، وقالَ ابنُ حِبَّانَ
(8)
: ينفرد بأشياءَ ليس لها أصلٌ، لا يرتابُ المُمعنُ في الصِّناعةَ أنَّها معمولةٌ.
(1)
من هنا إلى قوله: "ضعيفٌ"، ملحقة بالهامش، وعليها:"صح".
(2)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدوري 2/ 653.
(3)
"تاريخ ابن معين"، برواية الدارمي، ص: 167 (599).
(4)
في المخطوطة: "وعثمان".
(5)
"سؤالات ابن أبي شيبة"، لابن المديني، ص:77.
(6)
"الجرح والتعديل" 9/ 190.
(7)
"الضعفاء والمتروكون"، ص: 250 (635).
(8)
"المجروحين" 2/ 468.
وقالَ ابنُ عديٍّ
(1)
: عامَّةُ أحاديثِه غيرُ محفوظةٍ، وقالَ السَّاجيُّ: منكرُ الحديثِ، وقالَ أبو أحمدَ الحاكمُ: ليسَ بالقويِّ عندَهم، وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ: هو عندَ جميعِهم ضعيفٌ. قالَ ابنُ قانعٍ: ماتَ سنةَ سبعٍ وستين ومئةٍ، وهو في "التَّهذيب"
(2)
.
[4576] يحيى بنُ محمَّدِ بنِ أحمدَ، الشَيخُ محيي الدِّينِ الدِّمياطيُّ، وبها يُعرفُ، القاهريُّ، الشَّافعيُّ
(3)
أحدُ الكبارِ، ممَّنْ أكثرَ مِن الحجِّ، والمجاورةِ بمكَّةَ والمدينةِ، وكان معه فِراشةٌ بها، وربَّما باشرَها بنفسِه، بل قرأ فيها "الصَّحيح" على المحبِّ الأقصرائيِّ في رمضانَ
(4)
سنةَ إحدى وخمسين وثمان مئةٍ بالرَّوضةِ.
[ .... ]
يحيى بنُ محمَّدِ بنِ تقيٍّ
فيمن جدُّه محمَّدُ بنُ رُوزبه (4583).
[4577] يحيى بنُ محمَّدِ بنِ حكيمٍ
مِن أهلِ المدينةِ، يروي عن: محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي الزِّناد، وعنه: إبراهيمُ بنُ المنذرِ الحزاميُّ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "ثقاته"
(5)
.
(1)
"الكامل" 9/ 43، ط: دار الكتب العلمية.
(2)
"تهذيب الكمال" 31/ 511، و"تهذيب التهذيب" 9/ 287.
(3)
ترجمته موسعة في "الضوء اللامع" 10/ 244، وذكر أن وفاته سنة 899 هـ.
(4)
ملحقة بالهامش، وعليها:"صح ".
(5)
"الثقات" 9/ 258.
[4578] يحيى بنُ محمَّدِ بنِ طَحلاءَ، مولى بني ليثٍ
(1)
مِن أهلِ المدينةِ، وأخو يعقوبَ الآتي (4667)، يروي عن: أبيه، وعنه: مالكٌ، والدَّراورديُّ، قالَه ابنُ حِبَّانَ في ثالثة "ثقاته"
(2)
، ويروي أيضًا عن عثمانَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ التَّيميِّ، وروى عنه مالكٌ في "الموطأ"
(3)
.
[4579] يحيى بنُ محمَّدِ بنِ عبَّادِ بن هانئ الهُنَائيُّ، الشَّجريُّ
(4)
لكونِه -كما تقدَّمَ في ولدِه إبراهيمَ (128) - كانَ ينزلُ الشَّجرةَ بذي الحُليفةِ، المَدنيُّ، يروي عن: مالكٍ، وابنِ إسحاقَ، وابنِ أبي الزِّنادِ، ومحمَّدِ بنِ عبدِ الله بنِ مسلمٍ ابنِ أخي الزُّهريِّ، وموسى بنِ عقبةَ، وموسى ابنِ يعقوبَ الزَّمعيِّ، وعبدِ الله بنِ محمَّدِ بنِ عجلانَ، وهشامِ بنِ سعدٍ، وغيرِهم، وعنه: ابنُه إبراهيمُ، وعبدُ الجبَّارِ بنُ سعيدٍ المساحقيُّ، ومحمَّدُ ابنُ المنذرِ بنِ سعيدِ بنِ أبي جهمٍ القابوسيُّ. قالَ أبو حاتمٍ
(5)
: ضعيفُ الحديثِ، وقالَ السَّاجيُّ: في حديثِه مناكيرُ وأغاليطُ، وكانَ -فيما بلغَني- ضريرًا، يُلقَّنُ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"
(6)
، وهو في "التَّهذيب"
(7)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 203، و"الجرح والتعديل" 9/ 184، و"تعجيل المنفعة" 2/ 364.
(2)
"الثقات" 7/ 606.
(3)
"الموطأ"، كتاب الطهارة، باب: العمل في الوضوء 1/ 20.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 304، و"الإكمال" 4/ 552، و"تبصير المنتبه" 2/ 727.
(5)
"الجرح والتعديل" 9/ 185.
(6)
"الثقات" 9/ 255.
(7)
"تهذيب الكمال" 31/ 520، و"تهذيب التهذيب" 9/ 289.
[4580] يحيى بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الله بنِ مِهرانَ الجاريُّ
(1)
والجارُ: مرفأ السُّفن، يعني: بالمدينةِ، فإنَّه اسمٌ لساحلِ البحرِ ممَّا يلي المدينةَ النَّبويةَ، وقد رآه شيخنا
(2)
، مولى بني نوفلٍ، حجازيٌّ، يروي عن: عبدِ الرَّحمنِ بنِ زيدِ بنِ أسلمَ، وعبدِ المهيمنِ بنِ عبَّاسِ بنِ سهلِ بنِ سعدٍ، والدَّراورديِّ، وزكريا بنِ منظورٍ، وعبدِ الله بنِ عبدِ العزيزِ اللَّيثيِّ، وإسحاقَ بنِ محمَّدٍ المسيَّبيِّ، وغيرِهم، وعنه: أحمدُ بنُ صالحٍ المِصريُّ، وهارونُ الحمَّالُ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ نُميرٍ، ومؤمَّلُ بنُ إهابٍ، والزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ، وأبو يحيى ابنُ أبي مسرَّةَ، وغيرُهم.
قالَ العِجليُّ
(3)
: مدَنيٌّ ثقةٌ، وقالَ البخاريُّ
(4)
: يتكلَّمون فيه، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في رابعةِ "الثِّقات"
(5)
، وقالَ: يُغربُ، وقالَ في "الضعفاء"
(6)
: كانَ ممَّنْ ينفردُ بأشياءَ لا يُتابعُ عليها، على قِلَّةِ روايتِه، كأنَّه كانَ يَهِمُ كثيرًا، فمِنْ هنا وقعتْ المناكيرُ في روايتِه، يجبُ التَّنكُّبُ عمَّا انفردَ به، وإنْ احتُجَّ به فيما وافقَ الثِّقات لم أرَ به بأسًا.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 182، و"الضعفاء الكبير" 4/ 424، و"المغني في الضعفاء" 2/ 743.
(2)
أي: رأى المرفأ لا المترجَم.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 357.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 204.
(5)
"الثقات" 9/ 259.
(6)
"المجروحين" 2/ 483.
وقالَ أبو عَوانةَ الإسفرايينيُّ: ثنا عبَّاسٌ الدُّوريُّ، ثنا يحيى الزَّمِنُ، ثنا يحيى بنُ محمَّدٍ الجاري بساحلِ المدينةِ، ثقةٌ، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ
(1)
: ليسَ بحديثِه بأسٌ، وهو في "التَّهذيب"
(2)
.
[4581] يحيى بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي لَبيبةَ
مِن شيوخِ وكيعِ، نُسبَ مرَّةً لجدِّه الأعلى، فقيل: يحيى ابنُ أبي لَبيبةَ، ومرَّةً إلى الجدِّ الأدنى، فقيل: يحيى بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي لَبيبةَ، وقد مضى (4573).
[4582] يحيى بنُ محمَّدِ بنِ قيسٍ، أبو محمَّدٍ، ويُلقَّبُ أبا زُكيرٍ وهو به أشهرُ، المحاربيُّ، المَدنيُّ، ثمَّ البصريُّ
(3)
مؤدِّبُ ولدِ جعفرَ بنِ سليمانَ الأميرِ، يروي عن: أبيه، وزيدِ بنِ أسلمَ، وصالحِ بنِ كيسانَ، وأبي حازمِ بنِ دينارٍ، وربيعةَ، وعَمروِ بنِ أبي عَمروٍ، والعلاءِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، ومحمَّدِ بنِ عجلانَ، وهشامِ بنِ عروةَ، وسُهيلِ ابنِ أبي صالحٍ، وغيرِهم، وعنه: أحمدُ بنُ صالحٍ البغداديُّ، ونُعيمُ بنُ حمادٍ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وبُندار، وأبو موسى، وحفصٌ الرَّبَالي، ومحمَّدُ بنُ سلامٍ البيكنديُّ، والفلَّاسُ، وقالَ: ليسَ بمتروكٍ، وعبدُ الرَّحمنِ
(1)
"الكامل" 7/ 241.
(2)
"تهذيب الكمال" 31/ 502، و"تهذيب التهذيب" 9/ 290.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 304، و"رجال مسلم" 2/ 350، و "الإكمال" 4/ 91.
ابنُ عمرَ رُسته، وآخرون مِن أهلِ البصرةِ. قالَ ابنُ مَعينٍ: ضعيفٌ، وقالَ أبو زُرعةَ: أحاديثُه مقاربةٌ إلا حديثينِ، وقالَ ابنُ عَديٍّ
(1)
: عامَّةُ أحاديثِه مستقيمةٌ إلا هذه الأحاديثَ، يعني: التي ساقَها، وهي أربعةٌ، منها: حديثُ البَلَح، وقالَ أبو حاتمٍ
(2)
: يُكتبُ حديثُه، وقالَ العُقيليُّ
(3)
: لا يتابعُ على حديثِه، وقالَ ابنُ حِبَّانَ في "الضعفاء"
(4)
: كانَ يقلبُ الأسانيد، ويرفعُ المراسيلَ مِن غيرِ تعمُّدٍ، لا يُحتجُّ به، وقالَ السَّاجيُّ: صدوقٌ يَهِمُ، وفي حديثِه لِينٌ، وقالَ الخليليُّ
(5)
: شيخٌ صالحٌ، خرَّجَ له مسلمٌ
(6)
في المتابعاتِ، وذُكرَ في "التَّهذيب"
(7)
.
[4583] يحيى بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ
(8)
بنِ رُوزْبَه المحيويُّ ابنُ الشَّمسِ ابنِ التَّقيِّ ابنِ الشَّمسِ الكَازرونيُّ، ثمَّ المَدنيُّ
(9)
أخو رُقيَّةَ الآتية (5248)، ووالدُ أحمدَ (305) وعليٍّ الماضيين (2863).
(1)
"الكامل" 7/ 244.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 184.
(3)
"الضعفاء الكبير" 4/ 427.
(4)
"المجروحين" 2/ 471.
(5)
"الإرشاد" 1/ 173.
(6)
كتاب الإيمان، باب: خصال النفاق 1/ 78 (109).
(7)
"تهذيب الكمال" 31/ 524، و"تهذيب التهذيب" 9/ 392.
(8)
فوقها في المخطوطة: "3". يريد محمدًا ثلاثة آباء.
(9)
من أهل القرن التاسع، ولم يترجم له المؤلف في "الضوء اللامع".
ويُعرفُ بابنِ تقيٍّ؛ لكونِ
(1)
جدِّه يُدعَى تقيًّا، باختصارِ لقبِه. عرضَ "التَّنبيه" على الجمالِ ابنِ ظَهيرةَ، في سنةِ ثمانٍ وتسعين وسبع مئةٍ، بالرَّوضةِ النَّبويّةِ، وأجازَ له، وقالَ: إنَّه يروي عن اليافعيِّ عرضًا لبعضِه، عن الرَّضيِّ الطَّبريِّ، عن ابنِ المُقيَّرِ، عن أبي الفضلِ محمَّدِ بنِ عمرَ بنِ يوسفَ الأُرمويِّ بسماعه مِن مؤلِّفِه، وسمعَ على الزَّينِ أبي بكرٍ المراغيِّ، وكانَ الزَّينُ زوجَ أختِه، كما سيأتي فيها (5248).
[4584] يحى بنُ محمَّدِ بنِ يحيى، الشَّيخُ جمالُ الدّينِ، ومحيي الدِّينِ التِّلمسانيُّ الأصلِ، المَدنيُّ المولدِ، المالكيُّ
(2)
مُقرِئُها، ونحويُّها، سمعَ في سنةِ اثنتين وستين وسبعٍ مئةٍ على العفيفِ المطريِّ "الجزء الذي خرَّجه للذَّهبيِّ" مِن حديثه، وقرأ على عبدِ الواحدِ ابنِ عُمرَ بنِ عيَّاذٍ -شريكًا لعمرَ بنِ صالحٍ،- كما مضى فيه "اختصارَ المغني" له في سنةِ سبعٍ وستين بالمدينةِ، وسمعَ على الزَّينِ العراقيِّ في "شرحِ الألفيةِ" له بالمدينةِ النَّبويّةِ سنةَ تسعين، ووصفَه المؤلِّفُ بالشَّيخِ الإمامِ، وغيرُه في بعضِ الطِّباقِ بالعلَّامةِ، وقد ترجمَه شيخُنا
(3)
، فقالَ: يحيى ابنُ محمَّدٍ الأصبحيُّ، التِّلمسانيُّ، المالكيُّ، النَّحويُّ، نزيلُ المدينةِ، سمعَ مِن أبي الحسنِ البَطرْنيِّ
(4)
، وأبي عبدِ الله ابنِ مرزوقٍ، وأبي القاسمِ
(1)
في المخطوطة: "لكونه"، وهو خطأ.
(2)
"إنباء الغمر" 5/ 350، و"الضوء اللامع" 10/ 249، و 259، و"شذرات الذهب" 7/ 87.
(3)
"المجمع المؤسس" 2/ 567.
(4)
أبو الحسن محمدُ بنُ أحمدَ البطرنيُّ، التونسيُّ، محدِّثٌ كبيرٌ، له رحلةٌ إلى المشرق، وأخرى إلى المغرب، ولد سنة 703 هـ، وتوفي سنة 791 هـ. "الدرر الكامنة" 3/ 370، و"الوفيات"، لابن قنفذ، ص:378.
الغِبرينيِّ
(1)
، وأجازَ له الوادي آشي، وابنُ يربوعٍ
(2)
، وغيرُهما، وشاركَ في الفقهِ، ومهرَ في العربيةِ.
ماتَ بعد أنْ رجعَ من الحجِّ، في المحرَّمِ سنةَ تسعٍ وثمان مئةٍ، عن خمسٍ وستين، وقد أُضرَّ
(3)
، انتهى.
وقد سمعَ على الزَّينِ العراقيِّ في سنةِ تسعٍ وثمانين تصنيفه في "قصِّ الشَّاربِ "، ووُصفَ بالشَّيخِ الإمامِ المقرئ، وكانَ معَه ابنُه أحمدُ، وسمعَ معه ولدٌ له، اسمُه عبدُ الرَّحمنِ على الزَّينِ المراغيِّ، قرأ عليه عليُّ بنُ محمَّدٍ الخشَبيُّ في سنةِ تسعٍ وتسعين وسبعِ مئةٍ، وكذا فيها "الصَّحيحَ" عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ عمرَ الفاكهانيُّ
(4)
، وتخرَّجَ به في الأدبِ، ومحمَّدُ بنُ أبي بكرِ بنِ عليِّ بنِ أبي السُّوسِ "الصَّحيحَ" في سنةِ اثنتين وثماني مئةٍ، ثمَّ في التي تليها.
(1)
أبو القاسم بنُ أحمدَ الغِبرينيُّ، شيخُ تونس، ومسندُها، قارئ، محدِّث، توفي سنة 772 هـ، قال ابن الجزري عنه: وهذا لعمري شيخُ يعزُّ وجودُ مثلِه في وقتنا. "غاية النهاية" 2/ 29، و"شجرة النور الزكية"، ص:224.
(2)
أبو العباس أحمدُ بنُ محمدٍ، المعروف بابن يربوع السبتيُّ، عالمٌ مشاركٌ، له عند سلطان المغرب حظوة، استعمله في السفارة بينه وبين الملوك، توفي سنة 749 هـ. "الدرر الكامنة" 1/ 291.
(3)
أي: صار ضريرًا.
(4)
عليُّ بنُ محمدٍ الفاكهانيُّ، عالمٌ، أديبٌ، له نظمٌ جيِّد، روى عنه التقي الفاسيُّ، توفي بمكة سنة 818 هـ، وعمره حوالي خمسين سنة. "العقد الثمين" 6/ 251، و"الضوء اللامع" 6/ 2.
[4585] يحيى بنُ محمدِ
(1)
بنِ يوسفَ، العَجميُّ الأصلِ، المَدنيُّ، الحنفيُّ
(2)
الماضي أخوه أحمد (290)، وأبوهما (4020)، ويُلقَّبُ الأبُ بالذَّاكرِ، وهذا أكبرُ الأخوينِ، حفظَ "الأربعين"، و"المختار"، و"المنار"، وعرضَ على الشِّهاب الأبشيطيِّ، وغيرِه من المَدنيّين، وسمعَ منِّي وعليَّ، وكتبتُ له إجازةً، وماتَ سنةَ إحدى وتسعين.
[ ...... ]
يحيى بنُ محمَّدٍ الأصبحيُّ التلمسانيُّ
فيمن جده يحيى، قريبًا (4584).
[ ...... ]
يحيى بنُ محمَّدٍ البصريُّ
هو أبو زُكَيرٍ، الماضي قريبًا فيمن جده قيس (4582).
[ ...... ]
يحيى بنُ محمَّدٍ التلمسانيُّ
فيمن جده يحيى (4584).
(1)
في الأصل: "معن"، هو تحريف.
(2)
"الضوء اللامع" 10/ 261.
[ ...... ]
يحيى بنُ مُحَمَّدٍ الجاريُّ
مضى قريبًا فيمن جَدُّه عبدُ الله بنُ مهرانَ (4580).
[4586] يحيى بنُ مَسْلَمةَ بنِ قعنبَ
(1)
أخو عبدِ الله الماضي (2103) ممَّن سكنَ البصرةَ، وروى عن حمّادِ بنِ زيدٍ، قال العُقَيليُّ
(2)
: حدَّث بمناكيرَ، وهو في "الميزانِ"
(3)
.
[4587] يحيى بنُ معنٍ المدنيُّ
(4)
عن سعيدِ
(5)
بنِ شرَاحيلَ مجهولٌ، وكذا شَيخُهُ، قاله الذَّهبيُّ في "مِيزَانِهِ"
(6)
، وفي "ثِقَاتِ ابنِ حِبَّانَ"
(7)
: يحيى بنُ معنٍ الأَنصاريُّ عن أَبِيهِ عن سعيدِ بنِ المسيِّبِ، وعَنهُ أهلُ المدينةِ، قَالَ شَيخُنَا
(8)
: فيحتملُ أن يكونَ هو.
(1)
"لسان الميزان" 8/ 477.
(2)
"الضعفاء الكبير" 4/ 430.
(3)
"ميزان الاعتدال" 4/ 410.
(4)
"الجرح والتعديل" 2/ 90 في ترجمة إبراهيم بن بشير الأزدي.
(5)
كذا في المخطوط، والموجود في "ميزان الاعتدال" 4/ 410. و"المغني في الضعفاء" للذهبي 2/ 744، و"لسان الميزان" 8/ 478: عن سعد بن شراحيل.
(6)
"ميزان الاعتدال" 4/ 410.
(7)
"الثقات" 9/ 260.
(8)
"لسان الميزان" 8/ 478.
[4588] يحيى بنُ معين بنِ عونِ بنِ زيادِ بنِ بسطامِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ وقِيلَ: غياثٌ بدَلَ عونٍ، الإِمامُ العلمُ الحُجَّةُ أبو زَكريا المريُّ مُرَّةُ بنُ غَطَفانَ مولاهمُ البُغداديُّ
(1)
أصلهُ منَ الأَنبارِ
(2)
على اثنَي عشرَ فرسخًا من بغدادَ، ومولدهُ في خلافةِ أبي جعفرٍ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ ومئةٍ، وكانَ أبوه كاتبًا لعبدِ الملكِ
(3)
، فخلَّفَ ليحيى ألفَ ألفَ درهمٍ وخمسينَ ألفَ فِيمَا قيلَ، فأنفقهَ كُلَّهُ على الحديثِ
(4)
، ونشأَ ببغدادَ وسمعَ بهَا وبالحجازِ والشامِ ومِصرَ والنواحي من خَلقٍ لا يُحصَون، كابنِ المَباركِ، وهُشيمٍ، ومُعتمر، وجريرِ بنِ عبدِ الحميدِ، وإسماعيلَ بنِ مجالد
(5)
، ويحيى بنِ أبي زائدةَ، ويحيى بنِ عبدِ الله الأُنَيسيِّ المدنيِّ، وابنِ عُيينةَ، وأبي حفصِ الأبّارِ، وحفصِ بنِ غياثٍ، وعبّادِ بنِ العوَّامِ، وعمرَ بنِ عبيدٍ الطنافسيِّ، وعيسى بنِ يونسَ، ويحيى بنِ سعيدٍ القطَّانِ، ووكيعٍ، وابنِ مهدي، والطبقةِ فمَن بعدهَا.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 307، و"الجرح والتعديل" 9/ 192، و"تهذيب الكمال" 31/ 543، و"سير أعلام النبلاء" 11/ 71.
(2)
الأنبار بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الباء الموحدة بلدة قديمة على نهر الفرات غربي بغداد فتحها خالد بن الوليد سنة 12 هـ في خلافة أبي بكر الصديق. انظر: "معجم البلدان" 1/ 257، وهي الآن من أكبر محافظات العراق على حدود الأردن وسوريا.
(3)
قاله العجلي في "معرفة الثقات" 2/ 357.
(4)
"تاريخ بغداد" 14/ 177، و"تهذيب الكمال" 31/ 547، و"سير أعلام النبلاء" 11/ 77.
(5)
في الأصل: "إسماعيل بن أبي مجالد"، وهو خطأ والتصويب من "تهذيب الكمال" 31/ 547.
ورَحَلَ إلى اليمنِ لعبدِ الرَّزاقِ، روى عنهُ خلقٌ كثيرون كالبخاريِّ، ومسلمٍ، وأبي داودَ، وأحمدَ، ومُحمَّدِ بنِ سعدٍ، وأبي خيثمةَ، وهنّادٍ، وطائفةٍ من أقرانِهِ، وعبّاسٍ الدوريِّ، وأبي بكرٍ الصاغانيِّ، وأحمدَ بنِ أبي خَيْثَمَةَ، ومُعاويةَ بنِ صالحٍ الأشعريِّ، وعثمانَ بنِ سعيدٍ الدارميِّ
(1)
، وأبي زُرعةَ، وأبي حاتمٍ، وإبراهيمَ بنِ عبدِ الله بنِ الجُنيدِ، وإسحاقَ الكوسجِ، وحنبلِ ابنِ إسحاقَ، وصالحٍ جزرةَ، والطبقةِ، وموسى بنِ هارونَ، وأبي يَعلى الموصليِّ، وأحمدَ بنِ الحسنِ بنِ عبدِ الجبارِ الصوفيِّ، وعبدِ الله بنِ أحمدَ، وجعفرِ الفريابيِّ، ومُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ البغداديِّ مربّعٍ، ومُحمَّدِ بنِ صالحٍ كيلجةَ، وعليِّ بنِ الحسنِ بنِ عبدِ الصمدِ ماغمَّه، والحسينِ بنِ محمَّدِ بنِ عُبيدٍ العجلِ الحُفّاظِ، فيُقالُ: إنَّهم من تلامذتِهِ وأنَّهُ هو المُلقِّبُ لهم وآخرينَ، وكانَ كُلٌّ من ابن المَدِينيِّ
(2)
، وأحمدَ، وأبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ، وإسحقَ بنِ راهويةَ، يتأدَّبون معهُ ويعرفون فضلَهُ سيمَّا وهو أَسَنُّ منهم
(3)
، وقالَ أبو سعيدٍ الحدادُ
(4)
: النَّاسُ كُلُّهُم عيالٌ عليهِ.
وقَالَ أبو عبيدٍ القاسمُ بنُ سلَّامٍ
(5)
: انتهى العلمُ إلى أربعةٍ، فأبو بكرِ ابنُ أبي شيبةَ أسردُهُم لهُ، وأَحْمَدُ أفقهُهُم فيهِ، وابنُ المدينيّ أعلمُهُم بِهِ يعني بعلمِهِ، وابنُ مَعينٍ أعلمُهُم بصحيحِهِ وسقيمِهِ، وفي لفظٍ عن غيِرِهِ:
(1)
في الأصل: "عثمان بن سعد الدارمي"، وهو خطأ، وهو ممن روى عنه السؤالات.
(2)
في الأصل: "المديني"، وهو خطأ، والتصويب من "سير أعلام النبلاء" 11/ 78.
(3)
"سير أعلام النبلاء" 11/ 78.
(4)
"تاريخ بغداد" 14/ 183، "تاريخ دمشق" 65/ 21.
(5)
"الجرح والتعديل" 1/ 315، "تاريخ بغداد" 11/ 465.
بتصحيفِ المشايِخِ، وكَانَ يقولُ
(1)
: نحن أعلَمُ بالرِّجالِ والكُنى، وقَالَ أحمدُ
(2)
: السَّماعُ معَهُ شفاءٌ لما في الصدورِ، قد خلَقَهُ اللهُ لهذَا الشأنِ يُظهِرُ كَذِبَ النَّاسِ، وقَالَ أحمدُ بنُ عقبةَ
(3)
: سمعتهُ يقولُ: مَن لم يكن سَمحًا في الحديثِ كَانَ كَذَّابًا، فقيلَ لَهُ: وكيفَ هَذَا؟ قَالَ: إذَا شَكَّ في حديثٍ تَرَكَهُ
(4)
، وقَالَ العِجليُّ
(5)
: مَا خلقَ اللهُ أَحَدًا كَانَ أعرفَ بالحديثِ مِنهُ، ولقد كَانَ يجتمعُ مع أحمدَ، وابنِ المدينيِّ، ونظرائِهِم فكَانَ هو الذي يَنتَخِبُ لهم الأحاديثَ لا يتقدَّمُهُ منهُم أَحَدٌ، ولقد كَانَ يُؤتَى بالأحاديثِ قد خُلِطت وقُلِبت فيقُولُ: هَذَا الحديثُ كَذَا وهَذَا كَذَا فيكونُ كَما قَالَ، وقَالَ ابنُ المدينيِّ: مَا أعلمُ أحدًا كتبَ مَا كتبَ، وقَالَ غيرُهُ
(6)
: كَانَ يكتبُ الحديثَ نَيِّفًا وخمسينَ مرّةً، وعَن ابنِ سعدٍ
(7)
: أَنَّهُ أكثرَ من كتابةِ الحديثِ وعُرِفَ بِهِ ومَعَ ذَلكَ فكَانَ لا يكادُ يحدِّثُ، ونحوه قولُ أبي زرعةَ: إنَّهُ لم يُنتَفَع بهِ لأنَّهُ كَانَ يتكلَّمُ في النَّاسِ يعني بالحَقِّ فلا يُحَابِي ولا يُغضي بل توسَّعَ فيهِ وإلا فقد قَالَ عبدُ الله بنُ الرُّوميِّ: مَا رأيتُ أَحَدًا قطُّ يقولُ الحقَّ في المشايخِ غيرَه.
(1)
"تهذيب التهذيب" 9/ 299.
(2)
"تاريخ دمشق" 65/ 23، و"سير أعلام النبلاء" 11/ 88.
(3)
أحمد بن عقبة بن المضرس توفي بالري سنة اثنتين وثمانين ومائتين، أحد الثقات "طبقات المحدثين بأصبهان" 3/ 315.
(4)
"تاريخ دمشق" 65/ 30، و"سير أعلام النبلاء" 11/ 86 - 87.
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 357.
(6)
مجاهد بن موسى. كما في "سير أعلام النبلاء" 11/ 92.
(7)
"الطبقات الكبرى" 7/ 354.
وحَكَى غيرُهُ
(1)
: أَنَّهُ كَانَ يستقبلُ القبلَةَ رافعًا يديهِ ويقولُ: اللهُمَّ إنْ كُنتُ تكلَّمتُ في رجلٍ وليس هو عندي كَذَّابًا فلا تغفِر لي، وقَالَ أبو حاتمٍ
(2)
: إذَا رأيتَ البغداديَّ يُحِبُّ أحمدَ فاعلم أنَّهُ صاحِبُ سُنَّةٍ، وإذَا رأيتَهُ يُبغِضُ ابنَ مَعينٍ فاعلم أنَّهُ كَذَّابٌ، ونحوُه في ابنِ مَعينٍ قَولُ مُحَمَّدِ بنِ هارونَ الفَلَّاسِ
(3)
، وعن أحمدَ بنِ حنبل
(4)
: كُلُّ حديثٍ لا يعرفُهُ فليس هو بحديثٍ، وقَالَ إبراهيم بنُ هانئٍ
(5)
: رأيتُ أبا داودَ يَقَعُ فيهِ، فقلتُ لَهُ في ذلكَ، فقَالَ: مَن جَرَّ ذيولَ النَّاسِ جَرُّوا ذَيلَهُ، وقَالَ الخطيبُ
(6)
: كَانَ إمامًا ربَّانيًا عالمًا حافظًا ثَبتًا مُتقِنًا حَتَّى صَارَ علمًا يُقتدَى بِهِ في الأخبارِ وإمامًا يُرجعُ إليهِ في الآثارِ، وقَالَ ابنُ حبانَ
(7)
: كَانَ من أهلِ الدِّينِ والفضلِ ممَّن رَفضَ الدنيا في جمعِ السُّنَنِ وكَثُرت عنايتُهُ بِهَا وجمعُهُ لهَا وحفظُهُ إيّاها حَتَّى صَارَ .. إلى آخر كلامِ الذي قبلَهُ، وترجمتُهُ تحتَمِلُ مجلَّدًا وحديثُهُ في الكُتُبِ السِّتَّةِ وغيرِها، وعندنَا من عواليهِ جُملةٌ، ولَهُ اختياراتٌ في الفروعِ كقولِهِ في زكاةِ الفطرِ: لا بأسَ أن تُعطَى فضةً، وكونُهُ لا يَرَى الصلاةَ على الغائبِ ولا يتزوَّجُ الرجلُ المرأةَ على سورةٍ منَ القرآنِ، ويقولُ في المرأةِ تملِّكُ أمرَهَا
(1)
هارون بن بشير الرازي. كما في "تهذيب الكمال" 31/ 554.
(2)
"الجرح والتعديل" 1/ 308.
(3)
"تاريخ بغداد" 14/ 184.
(4)
في الأصل: "أحمد بن حسان"، وهو خطأ والتصويب من "تاريخ بغداد" 14/ 180، و"تهذيب الكمال" 31/ 559.
(5)
"ميزان الاعتدال" 4/ 410.
(6)
"تاريخ بغداد" 14/ 177.
(7)
"الثقات" 9/ 263.
لرجلٍ فينكِحُهَا إنَّما تذهبُ إلى القَاضِي فإن لم يكن فإلى الوالي، ويقولُ بإعادةِ الرَّجُلِ يُصَلِّي خَلفَ الصَّفِّ وحدَه، ويقولُ في الأصولِ: القرآنُ كلامُ الله وليس بمخلوقٍ، والإيمانُ يزيدُ وينقصُ وهُوَ قولٌ وعملٌ
(1)
.
ماتَ بمدينةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم قبلَ أنْ يَحُجَّ لتسعِ ليالٍ بقينَ من ذِي القعدةِ سنةَ ثلاثٍ ومئتين وثمانين
(2)
ودُفنَ بالبقيعِ بَعدَ أن غُسِّلَ على أعوادِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولَهُ سبعٌ وسبعونَ سنةً إلَّا نحو عشرةِ أيامٍ.
ونُودِي بينَ يدي نعشِهِ: هَذَا الَّذِي كَانَ ينفي الكذِبَ عن رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، ورأى رجلٌ في منامِهِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابَهُ مجتمعينَ فسألَهُم فقَالَ: جئتُ أُصَلِّي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ فإنَّهُ كَانَ يَذبُّ الكذبَ عن حَدِيثِي.
ورُؤيَ في النَومِ فَقيلَ لَهُ: ما فَعلَ اللهُ بِه؟ قَالَ: غَفَرَ لِي وَأعطَانِي وَحَبانِي وزَوَّجَنِي ثَلاثَ مِئَةِ حَورَاءَ وَأَدخَلَنِي عليه مَرَّتينِ، وقال فِيهِ بَعضُ أَهلِ الحَدِيثِ:
ذهَبَ العَلِيمُ بِعَيبِ كُلِّ مُحدِّثٍ
…
وَبِكُلِّ مُختلِفٍ مِنَ الإِسنَادِ
وَبِكُلِّ وَهمٍ فِي الحَدِيثِ وَمُشكِلٍ
…
يَعيَى بِه عُلَمَاءُ كُلِّ بِلَادِ
(3)
(1)
"تهذيب الكمال" 31/ 561، و"سير أعلام النبلاء" 11/ 93.
(2)
هكذا في الأصل، والصحيح سنة ثلاث وثلاثين ومئتين كما قاله البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 307.
(3)
البيتان في "تاريخ بغداد" 14/ 186، و"تاريخ دمشق" 65/ 43.
[4589] يحيى بنُ المُغيرةِ بنِ إِسماعيلَ بنِ أيّوبَ بنِ سَلمةَ ابنِ عَبدِ الله بنِ الوَليدِ بنِ المغيرة، أبو سَلمةَ المخزوميُّ المدنيُّ المالكيُّ
(1)
يَرويِ عن: أَبيهِ، وَأبيِ ضَمْرَةَ، ومحمَّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ أبي فُدَيكٍ، وعَبدِ الله بنِ نَافعٍ الصائغِ، وغَيرِهم، وعنه: الترمذيُّ، وأبو حاتمٍ، والعبّاسُ ابنُ أحمدَ البرتيُّ
(2)
، وزَكريا الساجيُّ، وزكريا السجزيُّ
(3)
، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُنيَا، وَإسحاقَ بنُ إبراهيمَ البستيُّ
(4)
، وأبو لبيدٍ محمَّدُ بنُ إدريسَ السَّرَخسِيُّ، والمفضَّلُ بنُ محمَّدٍ الجَنَدِيُّ، وحَرميُّ بنُ أبي العلا المكيُّ، وإسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنُ جميلٍ، وأبو عروبةَ، وابنُ صاعدٍ، وآخرونَ، قَالَ أبو حاتمٍ
(5)
: صَدوقٌ فقيهٌ، وذَكَرهُ ابنُ حبانَ في رابعةِ "الثِّقَاتِ"
(6)
، وقالَ: يُغرِبُ ويتفَقَّهُ عَلى مذهبِ مالكٍ.
(1)
"تهذيب الكمال" 31/ 568، و"تهذيب التهذيب" 9/ 303.
(2)
كذا في "تهذيب الكمال" 31/ 568، ووقع في "تهذيب التهذيب" 9/ 303: البرقي وهو خطأ، والتصويب من ابن ماكولا في "الإكمال"(1/ 410)، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه"(1/ 414)، والسمعاني في "الأنساب" (1/ 320) فقال:"البرتي بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وفي آخرها التاء المنقوطة فوقها باثنتين، هذه النسبة إلى بِرْت وهي مدينة من نواحي بغداد". وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء"(14/ 257).
(3)
في الأصل: "الساجي" وهو خطأ والتصويب "تهذيب الكمال" 31/ 569، و"تهذيب التهذيب" 9/ 303.
(4)
في الأصل: "التنيسي" وهو خطأ والتصويب "تهذيب الكمال" 31/ 569، و"تهذيب التهذيب" 9/ 303.
(5)
"الجرح والتعديل" 9/ 191.
(6)
"الثقات" 9/ 266.
وقَالَ مَسلمةُ فِي "الصِلةِ": ليس بالقويِّ له مَناكير
(1)
، وَقالَ أبو بِشرٍ الدولابيُّ: مَاتَ سنةَ ثلاثٍ وخمَسينَ ومِئتينِ
(2)
.
[4590] يحيى بنُ المغيرةَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحارثِ ابنِ هشامِ بنِ المغيرةَ المخزوميُّ المدنيُّ
(3)
يَروِي عن: أَبيهِ، وعنهُ: ابنُهُ المغيرةُ الماضي، قَالَهُ ابنُ حِبانَ فِي رابعةِ "ثِقاتهِ"
(4)
بعدَ الذي قَبلَهُ.
[4591] يحيى بنُ موسى بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الله، مُحيي الدينِ أبو زَكريّا ابنِ الشرفِ أبي عِمرانَ ابنِ أَبي إِسحاقَ، الصَّنهاجيُّ القُسنطينيُّ
(5)
الأصلُ، المدنيُّ المالكيُّ
(6)
والدُ الشهابِ أحمدَ المتوفَّى فِي حَياتِهِ، والبهاءِ أحمدَ، والزينِ عبد الرحمنِ، سَمعَ على البدرِ عبدِ الله بنِ مُحمَّدِ بنِ فرحونَ المؤرِّخِ "الأنباءَ المبينةَ عن فَضلِ المدينةِ" لأَبي محمدٍ القاسمِ بنِ عساكرَ في سنةِ سبعٍ
(1)
"تهذيب الكمال" 31/ 569، و"تهذيب التهذيب" 9/ 304.
(2)
"تهذيب التهذيب" 9/ 304.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 191.
(4)
"الثقات" 9/ 253.
(5)
في الأصل: "القسطنطيني" وهو خطأ، وقد ذكره السخاوي في ترجمة ابنه أحمد (1/ 457) على الصواب، وهي نسبة إلى قسنطينة مدينة تقع في شرق الجزائر.
(6)
"الدرر الكامنة" 4/ 429، و"ذيل التقييد" 2/ 309.
وستِّينَ وسبعِ مئة، ووصفهُ كاتبُ الطَّبَقةِ أبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ عليِّ ابنِ سُكَّرَ: بالعالمِ العاملِ الصالحِ القدوةِ، وعَلى الزُّبيرِ بنِ عليِّ بنِ سيِّدِ الكُلِّ "الشِفاءَ" خَلا جُلَّ المجلسِ الأخيرِ ولم يُعيِّن، وحَدَّثَ بالمدينةِ، سَمِعَ منهُ جماعةٌ في سنةِ سبعٍ وسبعينَ وسبعِ مئةٍ، ووصَفهُ البَسكَريُّ: بالشيخِ الصالحِ الفقيهِ، ويوسفُ بنُ محمَّدٍ الزرنديُّ، وقدْ قَرأَ عليهِ في "البخاريِّ" في سنةِ ثَمانٍ وثمان مئةٍ: بالعلَّامةِ، وتزوَّجَ ابنةَ أحمدَ التُّستَرِيِّ، وكانَ على خَيرٍ وعبادةٍ، وخُلُقٍ حَسَنٍ.
وقدْ ذَكرهُ ابنُ فرحونٍ
(1)
وقالَ: قَرَأَ القرآنَ وجوَّدهُ على الشيخِ محمَّدٍ الحزَّازِ البغداديِّ، و"الرِّسالةَ" واشتغلَ بالعلمِ، وسمعَ الحديثَ، وأقرأَ القرآنَ، وانتفعَ عليهِ جماعةٌ، ورُزِقَ حُسنَ السَّمتِ، ووُفورَ العَقلِ، وصِدقَ اللَّهجةِ، والصَّدعَ بالحقِّ معَ الدِّينِ المتينِ، وحُسنِ اليقينِ، وصَحِبَ في شَبِيبَتهِ، وهلمَّ جَرًا الشيخَ يحيى التُّونِسِيَّ سَفَرًا وحَضَرًا كما سيأتي مِمَّا يدخلُ هُنا، ورُزِقَ أولادًا نُجباءَ أكبرهُم الشهابُ أحمدُ الماضي (309)، مَاتَ في حياةِ أبيهِ، وصَارَ صاحبُ الترجمةِ من رجالِ زمانِهِ ورؤساءِ إخوانِهِ.
[4592] يحيى بنُ النَّضرِ الأنصاريُّ السلميُّ المدنيُّ
ذكرهُ مسلمٌ
(2)
في ثالثةِ تابعي المدنيين، يَروِي عن: أبي هريرةَ، وأبي قَتَادةَ، وعلقمةَ بنِ وقّاصٍ، وعامرِ بنِ سعدِ بنِ أبي وقّاصٍ، ومُحَمَّدِ
(1)
"نصيحة المشاور" ص 147.
(2)
"الطبقات" 1/ 248.
ابنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثوبانَ، وأبي سلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، وعنهُ: ابنُهُ أبو بكرٍ، ومُحمَّدُ بنُ عمرو بنِ علقمةَ، وأبو الأسودِ يتيمُ عروةَ، وأبو صخرٍ حميدُ بنُ زيادٍ، وإبراهيمُ بنُ أبي يحيى، قَالَ أبو حاتمٍ
(1)
: ثِقَةٌ، رَوَى عنهُ الثقاتُ، وذكرَهُ ابنُ حبانَ في "الثقاتِ"
(2)
قَالَ: وهُو الَّذِي يُقالُ لَهُ: يحيى بنُ نصرٍ الأنصاريُّ، وقَالَ يعقوبُ بنُ سفيان
(3)
: شيخٌ لا بأسَ بِهِ، وقَالَ العجليُّ
(4)
: مدنيُّ تابعيٌّ، وهُوَ في "التهذيبِ"
(5)
.
[4593] يحيى بنُ يزيدَ بنِ عبدِ الملكِ بنِ المغيرةَ بنِ نوفلِ بنِ الحارثِ ابنِ عبدِ المطلبِ الهاشميُّ النوفليُّ المدنيُّ
رَوَى عن: أبيهِ، وهو عن سعيدٍ المقبريِّ، وعَنهُ: أحمدُ والهيثمُ بنُ خارجةَ ودُحيمٌ ومُحمَّدُ بنُ إسحاقَ المسيبيُّ وإبراهيمُ بنُ سعيدٍ الجوهريُّ وغيرُهُم، قَالَ أبو حاتمٍ
(6)
: منكرُ الحديثِ لا أدري منهُ أو من أبيهِ؟. وقَالَ ابنُ عَديٍّ
(7)
: الضَّعفُ عَلَى حديثِهِ بَيِّنٌ، وعامَّتُهُ غيرُ محفوظٍ.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 192.
(2)
"الثقات" 5/ 530.
(3)
"المعرفة والتاريخ" 3/ 110.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 357.
(5)
"تهذيب الكمال" 32/ 17، و"تهذيب التهذيب" 9/ 307.
(6)
"الجرح والتعديل" 9/ 198.
(7)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 247.
وقَالَ أبو زرعةَ
(1)
: لا بأسَ بِهِ إنَّما الشأنُ في أبيهِ، وقَالَ أَحمَدُ
(2)
: لا بأسَ بِهِ ولم يكن عندَهُ إلا حديثُ أبيهِ، ولو كَانَ عندَهُ غيرُ حديثِ أبيهِ لتبيَّنَ أمرُهُ.
قَالَ شيخُنَا
(3)
: قد رَوَى أيضًا عن أبي عُبادةَ الزُّرَقِيِّ وحديثُهُ عنهُ في ترجمةِ سَعدِ بنِ عتيكٍ من "المعرفةِ" لابن مَندَه، وأخرجَهُ الطبرانيُّ في "الدُّعاءِ"
(4)
وهُوَ في صِفَةِ صلاةِ الجنازةِ، وهَذَا الرجلُ في "الميزانِ"
(5)
ببعضِ هَذَا. وقَالَ: أبوُهُ مُجمَعٌ عَلَى ضعفِهِ، وهُوَ مسبوقٌ في حكايةِ الإجماعِ من ابنِ عبدِ البرِ
(6)
ثُمَّ عَبدِ الحقِّ
(7)
، وذَلكَ مردودٌ بقولِ عثمانَ الدارميِّ عن ابنِ معينٍ: إنَّهُ لا بأسَ بِهِ
(8)
، وإن نَقَلَ عَنهُ مُعاويةُ بنُ صالحٍ: ليسَ حديثُهُ بذاكَ
(9)
، وقَالَ الزبيرُ في "كتابِ النَّسَبِ"
(10)
: كَانَ خَيِّرًا، وستأتي ترجمتُهُ إن شاءَ الله (4623).
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 198.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 198.
(3)
"لسان الميزان" 8/ 484 - 485، و"تعجيل المنفعة" 2/ 366.
(4)
(ص 359)، وكذا رواه في "المعجم الأوسط" 5/ 83.
(5)
"ميزان الاعتدال" 4/ 414.
(6)
"التمهيد" 17/ 195.
(7)
"الأحكام الوسطى" 1/ 140.
(8)
"تاريخ ابن معين رواية الدارمي" ص 228، و"الكامل في الضعفاء" لابن عدي 7/ 260.
(9)
"الكامل في الضعفاء" لابن عدي 7/ 260، "ضعفاء العقيلي" 4/ 384
(10)
"لسان الميزان" 8/ 484.
[4594] يحيى أبو زكريا
شيخٌ مغربيٌّ صالحٌ مقرئٌ ساكنٌ، جاوَرَ بالمدينةِ ثُمَّ رَحَلَ إلى مَكةَ، وتصدَّرَ فيها للقراءاتِ وتزوَّجَ بِهَا، ذكرَهُ ابنُ صالحٍ.
[4595] يحيى التونسيُّ المالكيُّ
صَحِبَ النَّجمَ الأصفهانيَّ شيخَ مكةَ وترافَقَ مَعَهُ من إسكندريةَ بعدَ اجتماعِهِمَا عَلَى أبي العبّاسِ المرسيِّ، وكَانَ مَا سبقَ في عَبدِ الحميدِ الموغانيِّ (2200)، وعَاشَ الشيخُ يَحيَى بَعدَ عبدِ الحميدِ مُدَّةً طويلةً، وكَانَ حَسَنَ المحاضرةِ يقعُ مجلسُهُ بإنشادِ الشعرِ الرقيقِ والحكاياتِ الغريبةِ والأمثالِ المستظرفةِ من غيرِ معرفةٍ بالعربيةِ، بل كَانت الفصاحةُ لَهُ سَجِيَّةً، وكَانَ من أكرمِ النَّاسِ فقيرَ الذاتِ ينفقُ مَا بيدِهِ، فإذَا أفنى اقترضَ الألفَ والألفين ثُمَّ يقضي قضاءً جميلًا، وكَانَ لَهُ مُعتَقِدُون، ورُزِقَ حَظوَةً عِنْدَ القُضاةِ وأكابرِ النَّاسِ لِظَرفِهِ وحُسنِ أخلاقِهِ ومحاضرتِهِ، ونابَ في الإمامةِ والخطابةِ عن القَاضِي شرفِ الدينِ ابنِ الأميوطيِّ، وكَانَت خطبَتُهُ كلامًا مُلفَّقًا بدونِ ترتيبٍ فيحمَلُ في ذَلكَ عَلَى السَّذاجةِ، وعَاشَ دهرًا حَتَّى صَارَ لا يقدرُ عَلَى حبسِ الإراقةِ ولو كَانَ في المسجدِ، وقَالَ لَهُ بعضُ الخُدامِ: أتعَبتَنَا بغسلِ موضِعِكَ من المسجدِ، فَقَالَ لَهُ: وهَلْ تأخذونَ الجامِكِيَّةَ
(1)
(1)
الجامكية جمع جامك وهي الرواتب عامة. انظر "المدينة في العصر المملوكي" ص: 212.
إلَّا عَلَى مثلِ هَذَا؟ وقَالَ لبعضِ الشيعةِ وقد رآهُ يتوضَّأُ ويمسَحُ عَلَى رجليهِ: لِمَ لا تَغسِلُهُما؟ فقَالَ: لأنَّهما طاهِرَتانِ فَقَالَ لَهُ: فإذًا مَا غسلتَ وجهَكَ إلا لكونِهِ نَجِسًا، وامتُحِنَ بالخُدَّامِ فآذَوهُ وضَرَبُوه ضَربًا شديدًا، واتَّهَمُوه بأنَّهُ تكلَّمَ فيهم عندَ الأميرِ منصورٍ، فصَبَرَ واحتملَ ولم يُظهِر مِنَ الجَزَعِ ما يُوجِبُ التَّعَصُّبَ لهُ، حتى ماتَ، وكانَ كُلَّما سَمِعَ بِحِكايةٍ عن الصَّالحينَ أو غيرِهم ممَّا دُوِّنَ في الكُتُبِ يقولُ: هذهِ بِعَينِها أو نحوِها مما اتَّفَقَ لي، وإن سَمِعَ بِغرِيبَةٍ قالَ: أنا رأيتُها، لِكَثرَةِ تَغَرُّبِهِ في البلادِ وسِيَاحَاتِهِ، ومَن اجتَمَعَ بِهم مِن سائِرِ الطَّوائِفِ.
وكانَ الشَّيخُ يحيى القُسَنطِينيُّ أخصَّ النَّاسِ بهِ، وأكثرَهُم لهُ مُلازَمَةً على طريقِ الخِدمَةِ أوّلًا، ثُمَّ على طريقِ الصُّحبَةِ آخِرًا، فتخلَّقَ بأخلاقِهِ واكتَسَبَ من آدابِهِ، لكونه مُلازِمًا له في شُبُوبيتِهِ سَفَرًا وحَضَرًا، فَتَعَرَّفَ بأصحابِ الشَّيخِ ومَعَارِفِه، وصَارُوا لهُ إخوانًا من بعدِهِ، مات التُّونسيُّ سنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وسبعِ مِئَةٍ، بالمدينة، ومولدُهُ سنةَ إحدى وأربعين وستِّ مِئَةٍ. قَالَهُ ابنُ فرحونٍ
(1)
. وذكرَهُ الفاسيُّ
(2)
في مكةَ باختصارٍ جدًّا، وقَالَ المجدُ
(3)
: من الصَّالحينَ الأخيارِ، قد تلقى جماعةً من السَّاداتِ الكبارِ، كالشَّيخِ أبي العبّاسِ المُرسيِّ ومَنْ في طبقتِهِ من المشايخِ الشَّاذليةِ. واجتمَعَ عندَ الشَّيخِ أبي العبَّاسِ في إسكندريَّةَ بالشَّيخِ نجمٍ الأصبهانيِّ،
(1)
"نصيحة المشاور" ص: 141.
(2)
"العقد الثمين" 7/ 459.
(3)
"المغانم المطابة" 3/ 1316.
ورافقَهُ إلى مَكَّةَ مَعَ رفيقِهِ عَبدِ الحميدِ المُوغانيِّ، ثُمَّ أقامَا عندَهُ بِمكَّةَ مدَّةً طويلةً، واكتسبا منهُ مآثرَ جليلةً، وانتقلا إلى المدينةِ. وكَانَ ذا محُاضرةٍ كأنَّها حلاوةٌ -وعَبَّرَ عن حاصلِ مَا تَقَدَّمَ بأحسنِ عبارةٍ- ثُمَّ قَالَ: أخبرنا جماعةٌ عَن يَحيَى بنِ مُوسى القُسَنْطينيِّ عنهُ قالَ: لمَّا خرجنَا مَعَ الشَّيخِ نجمِ الدِّينِ مِن الإسكندريةِ سلكنا طريقَ الصَّعيدِ نُقيمُ النَّفلَ والفَرضَ، وليس لنا قوتٌ إلا من نباتِ الأرضِ، فلمَّا قَرُبنَا من مدفنِ الشَّيخِ أبي الحسنِ الشَّاذليِّ، قَالَ الشَّيخُ نجمُ الدِّينِ: إذَا كَانَ غدًا إن شاءَ اللهُ ستزورونَ قبرَ الشَّيخِ أبي الحسنِ، وضيافتُكُم عندهُ زبيبٌ ولوزٌ، فكَانَ كَذَلكَ. فلمَّا وصلنَا عيذابَ
(1)
تلقَّانا النَّاسُ بالضِّيافاتِ الكثيرةِ الحافلةِ، فجعلَ الشَّيخُ يبعثُ إلى كلِّ واحدٍ واحدٍ من أهلِ القافلةِ، فندمُوا عَلَى تفريطِهِم في حقِّ الشَّيخِ وأصحابِهِ، وتقصيرِهِم فيما كَانَ ينبغي من إرحابِ رحابِهِ.
ثُمَّ قَالَ لنا الشَّيخُ: يا يَحيَى وعَبدَ الحميدِ، لن تجوعَا بَعدَ هذه الجوعةِ الَّتِي حصَلَت لكُمَا إلى أن تلقيا اللهَ تَعَالى، فكَانَ كَذلكَ. وحُكيَ لنا أنَّهُ كَانَ في ابتداءِ أمرِهِ مُشتغلًا بالعلمِ، وكَانت لَهُ أملاكٌ كثيرةٌ وأموالٌ جَمّةٌ فتركَهَا، وصحبَ كثيرًا من مشايخِ عصرِهِ، وسألَهُ أن يدلَّهُ عَلَى طريقِ السُّلوكِ، فقَالَ لهُ: نعم، اكشف لي عن مسألةِ كذَا وكذَا وأخبرني بما قيلَ فيها، فذهبَ وكشفَ ثُمَّ رجعَ وأخبرَهُ بِما رَأى، فقالَ لهُ: يا ولدي، أَقبِل عَلَى الاشتغالِ بالعلمِ، فراجَعَهُ في السُّؤالِ عن طريقِ السُّلوكِ، فلمَّا ألحَّ عليهِ في بعضِ
(1)
عيذاب بليدة على ضفة بحر القلزم، وهي مرسى المراكب التي تقدم من عدن إلى الصعيد. انظر:"معجم البلدان" 4/ 171.
المِرَارِ قَالَ لهُ: اكشف لي عن مسألةِ كَذَا وكَذَا، وأعلمني، فذهبَ وفتحَ مَظِنَّةَ المسألةِ فوجدَ جميعَ أوراقِ الكتابِ أبيضَ لَيس
(1)
فيه حرفٌ، ثُمَّ فتحَ كتابًا آخرَ فوجدَهُ كَذلكَ، حَتَّى نظرَ في كُتبِهِ كُلِّهَا فوجدَهَا صحائفَ بيضاءَ.
فرجعَ إلى الشَّيخِ وهو مرعوبٌ ممَّا رأى، فأخبرَهُ خبرَهُ، فقالَ الشَّيخُ: الآنَ صفا قلبُكَ وصحَّ توجُّهُكَ، وصدقَ طلبُكَ، اُدخلِ الخلوةَ. فدخلَ الخلوةَ فأقامَ أربعينَ يومًا، ثُمَّ خَرجَ وهُوَ جوهرةٌ لمَّاعةٌ أضاءت أنوارُ الهدايةِ أَبصارَهُ وأسماعَهُ، فكَانَ منهُ مَا كَانَ، وتيسَّرَ لَهُ مِن المراتبِ العليَّةِ مَا يقفُ دونَ شرحِهَا الإمكان
(2)
.
وعَاشَ الشَّيخُ يَحيَى حَتَّى تَتَعْتَعَتْ
(3)
سِنُّهُ وتَقَعْقَعَتْ شَنُّهُ
(4)
، وكَانَ في أوائلِهِ كُلَّمَا سمعَ حكايةً
…
وساقَ معنى مَا تَقَدَّمَ، ثُمَّ أرَّخَ وفاتَهُ.
وقَالَ ابنُ صالح: لَهُ سياحةٌ ورَأى كثيرًا مِنَ العلماءِ والفُضلاءِ والصالحينَ، ولَهُ روايةٌ، ومَاتَ بالمدينةِ الشريفةِ، وتَركَ ثلاثَ بناتٍ تزوَّجَ إحداهُنَّ الشَّريفُ الهدويُّ والأخرى عبدُ السلامِ والثالثةَ بهاءُ الدينِ الحجَّارُ.
(1)
في الأصل: "له"، والتصويب من "المغانم المطابة" 3/ 1316.
(2)
في الأصل: "الأمان"، والتصويب من "المغانم المطابة" 3/ 1316.
(3)
تتعتع: تردَّدَ في كلامه من حصرٍ أو عيِّ. القاموس ص: 707. مادة: (تعع).
(4)
أصلُ الشَّنِّ: القِرْبةُ الخَلَقُ الصغيرة، وتقعقع: اضطرب ويبس، ففي هذا كناية عن شدَّة ضعفه، وفي المُثَل: ما يُقَعقَعُ له بالشِّنان: يُضرب لمن لا يتَّضعُ لحوادث الدَّهر، ولا يروعه ما لا حقيقة له. القاموس مادة:(شنن) ص: 1210، مادة:(قعع) ص: 754.
[4596] يَحيَى المسُّوفيُّ
جَاورَ في الحرمينِ وكَانت مجاورتُهُ بمَكَّةَ مَعَ أبي عبدِ الله القَصرِيِّ بَعدَ العشرينَ وسبعِ مئةٍ، وكانَ صالحًا خاشعًا عابدًا، ولهُ ولدٌ حفظَ "مختصرَ مسلمٍ" وقرأَ على القَصرِيِّ المذكورِ، وكانَ معهُ بمكةَ حينَ كانَ أبوهُ بالمدينةِ أيضًا، وكانَ الشيخُ بصفةِ الصّلاحِ، ذَكرهُ ابنُ صالحٍ.
[4597] يَحيى أبو زَكريا الهواريُّ المغربي المالكيُّ
قَدِمَ المدينةَ فَأقرأَ بِهَا الفقهَ والعربيةَ وغيرِهمَا، وممَّنْ قَرأَ عليهِ البدرُ حسنُ ابنُ زينِ الدينِ أَخذَ عنهُ "مختصرَ الشيخِ خليلٍ"، وكذَا النجمُ ابنُ يعقوبَ، بل سمعَ هو بِقراءةِ النجمِ على أبي الفرجِ المراغيِّ في "الإِحياءِ"، وكانَ عالمًا صالحًا، توجَّهَ إلى مكةَ في البحرِ فَغَرِقَ قَبلَ وصولِهِ إِليهَا في ثامنِ عِشرِي شعبانَ سنةَ ثمانٍ وسبعينَ وثماني مئةٍ
(1)
.
[4598] يرفأُ مولى عمرَ
ذَكرهَ مسلمٌ
(2)
في ثانيةِ تابعي المدنيينَ وهو (
…
)
(3)
(1)
"الضوء اللامع" 10/ 268 ولكن فيه: سنة ثمان وثمانين.
(2)
"الطبقات" 1/ 232.
(3)
بياض في الأصل.
[4599] يزيدُ بنُ الأسودِ، ويقالُ: ابنُ أبي الأسودِ العامريُّ ويقالُ: الخزاعيُّ، حليفُ قريشٍ
صحابيٌّ
(1)
، قالَ ابنُ سعدٍ
(2)
: مدنيٌّ، وقالَ خليفةُ
(3)
: سكنَ الطائفَ، وعدَّهُ مسلمٌ
(4)
في المكيِّينَ، فقالَ: يزيد بن الأسودِ العامريُّ ثُمَّ السوائيُّ انتَهى، رَوى عنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنّهُ صَلَّى خَلْفهُ، فَكانَ إذَا انصَرفَ انحرفَ، رَوى عنهُ ابنُهُ جَابرٌ، وحديثهُ بِهذَا وغيرُه في السُّننِ الثلاثةِ وصحَّحهُ الترمذيُّ
(5)
، قَالهُ شَيخُنَا في أولِ "الإِصابةِ"
(6)
.
[4600] يزيدُ بنُ الأصمِّ بنِ عُبيدِ بنِ معاويةَ بنِ عُبادةَ بنِ البكَّاءِ بنِ عامرِ بنِ ربيعةَ ابنِ عامرِ بنِ ربيعةَ بنِ صعْصَعَةَ، واسمُ الأصمِّ عمرٌو، وقيلَ: عبدُ عمرٍو وقيلَ في نَسبهِ غَيرُ هذا، أبو عوفٍ العامريُّ البكّائيُّ الكوفيُّ
(7)
نَزَلَ الرقَّةَ، وأُمُّهُ بَرزَةُ ابنةُ الحارثِ الهلاليّةُ، رَوى عن: خَالتِهِ مَيمونةَ ابنةِ الحارثِ وهِي رَبَّتهُ، وعائشةَ، وأبي هريرةَ، وسعدِ بنِ أبي وقاصٍ،
(1)
كما في "التاريخ الكبير" 8/ 317، و"الجرح والتعديل" 9/ 250، و"الاستيعاب" 4/ 131.
(2)
"الطبقات الكبرى" 5/ 517.
(3)
"طبقات خليفة بن الخياط" ص 285، و"تهذيب التهذيب" 9/ 328.
(4)
"الطبقات" 1/ 168. ولكنه عده في طبقة من يعد في أهل الطائف وما يلي مكة.
(5)
"سنن أبي داود" 1/ 123 ح 575، و"سنن الترمذي" 1/ 424 ح 219، و"سنن النسائي" 2/ 112 ح 858.
(6)
"الإصابة" 3/ 651.
(7)
"التاريخ الكبير" 8/ 318، و"تجريد أسماء الصحابة" 2/ 134.
ومُعاويةَ وابنِ خَالتِهِ ابنِ عباسٍ وغيرِهِم، وعنهُ: ابنُ أخيهِ عُبيدُ الله وعَبدُ الله ابنا عبدِ الله ابنِ الأصَمِّ والأجلحُ الكنديُّ وأبو فزارةَ راشِدُ بنُ كيسانَ ومُحمَّدُ بنُ مُسلِمٍ الزُّهريُّ وميمونُ بنُ مهرانَ وأبو إسحاقَ السبيعيُّ وجعفرُ ابنُ برقانَ وغيرُهُم، قَالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: كَانَ كثيرَ الحديثِ ثقةً، قَالَ: وقَالَ هشامُ بنُ مُحمَّدٍ: سمَّى النَّبي صلى الله عليه وسلم الأصمَّ عبدَ الرَّحمنِ. وقَالَ العجليُّ
(2)
وأبو زرعة
(3)
والنَّسائيُّ
(4)
: ثقةٌ، زادَ العجليُّ: مدنيٌّ تابعيٌّ، وذكرَهُ ابنُ حبانَ في ثانيةِ "ثقاتِهِ"
(5)
، يُقَالُ: مَاتَ بالرَّقَّةِ سنةَ إحدى ومِئَةٍ، وقيلَ: سنةَ ثلاثٍ في إمارةِ هشامِ بنِ عبدِ الملكِ، وقيلَ: سنةَ ثلاثٍ أو أربعٍ، قالَ الواقديُّ
(6)
وتبعَهُ ابنُ حبانَ في "ثقاتِهِ"
(7)
: وهُوَ ابنُ ثلاثٍ وسبعين، قالَ شيخُنَا
(8)
: فهَذَا قاطعٌ عَلَى أنَّهُ وُلِدَ بعدَ النَّبي صلى الله عليه وسلم بدهرٍ، يعني: ومبطلٌ للقولِ بأنَّ لهُ رؤية، وإن ذكرَهُ ابنُ منده في "الصحابةِ" متمسِّكًا بحديثٍ منكرٍ ساقطٍ لا يَصِحُّ، وكَذَا ذكرَهُ فيهم أبو نعيمٍ
(9)
ولكنَّهُ قَالَ: لا تصحُّ لَهُ صُحبةٌ، وهُوَ في "التهذيبِ"
(10)
وثاني "الإصابةِ"
(11)
.
(1)
"الطبقات الكبرى" 7/ 479.
(2)
"معرفة الثقات" 2/ 360.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 252.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 83، و"تهذيب التهذيب" 9/ 328.
(5)
"الثقات" 5/ 531.
(6)
"تاريخ دمشق" 65/ 129، و"تهذيب الكمال" 32/ 86.
(7)
"الثقات" 5/ 531.
(8)
"تهذيب التهذيب" 9/ 329.
(9)
"معرفة الصحابة" 5/ 2798.
(10)
"تهذيب الكمال" 32/ 83، و"تهذيب التهذيب" 9/ 328.
(11)
"الإصابة" 3/ 672.
[4601] يزيدُ بنُ أُمَيَّةَ، أبو سنانَ الدؤليُّ المدنيُّ
(1)
والدُ سنانَ (1548)، ويُقالُ: اسمهُ ربيعةُ، وقيلَ: عقيلٌ، يروي عن: عليٍّ وابنِ عبّاسٍ وأبي واقدٍ الليثيِّ، وعنهُ: زيدُ بنُ أسلمَ ونافعٌ والزهرِيُّ، قالَ أبو زرعةَ
(2)
: ثِقَةٌ، وقَالَ أبو حاتمٍ
(3)
: وُلِدَ زمنَ أُحُدٍ، وذكرَهُ ابنُ حبانَ في ثانيةِ "الثقاتِ"
(4)
، وقالَ تبعًا للبخاريِّ في "تاريخِهِ الكبيرِ"
(5)
: أرادَهُ هشامُ بنُ إسماعيلَ على سَبِّ عليٍّ فأبى وقَالَ: إنْ شئتَ قمتُ فذكرتُ أيّامَهُ الصّالحِةَ، وذكَرَهُ ابنُ منده في "أسماءِ الصَّحابَةِ"
(6)
، وقَالَ ابنُ حزمٍ في "المُحلَّى"
(7)
: مجهولٌ غيرُ معروفٍ، ذكرَهُ البخاريُّ في "الأوسطِ"
(8)
في فصلِ مَن مَاتَ مَا بينَ الثمانينَ إلى السَّبعينَ، وهُوَ في "التهذيبِ"
(9)
، وثاني "الإصابةِ"
(10)
.
(1)
"تجريد أسماء الصحابة" 2/ 134.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 251.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 251.
(4)
"الثقات" 5/ 537.
(5)
8/ 319.
(6)
كذا في الأصل، والموجود في "تهذيب التهذيب" 9/ 329: وذكره ابن عبد البر في أسماء الصحابة. قلت: وهو في "الاستيعاب" 4/ 132.
(7)
7/ 39.
(8)
1/ 346 - 347.
(9)
"تهذيب الكمال" 32/ 86، و"تهذيب التهذيب" 9/ 329.
(10)
"الإصابة" 3/ 672.
[4602] يزيدُ بنُ أُنَيسٍ الهذليُّ المدنيُّ
قَالَ: كُنَّا نقومُ في عهدِ عُمرَ بنِ الخطابِ في المسجدِ .. الحديثَ
(1)
، وعنهُ: مُسلمُ بنُ جندبٍ، وقَالَ الذَّهبي
(2)
: مَا رَوَى عنهُ غيرُهُ، وهُوَ في "التهذيبِ"
(3)
.
[4603] يزيدُ بنُ ثابتِ بنِ الضحاكِ بنِ حارثةَ الأنصاريُّ المدنيُّ
أخو زيدٍ الماضي (1270)، وهذَا أكبرُ وذَاكَ أشهرُ، ذَكرَهُمَا مُسلمٌ
(4)
في المدنيين، صحابي
(5)
، رَوَى عن النَّبي صلى الله عليه وسلم يُقالُ: إنَّهُ شَهِدَ بدرًا، ومنعهُ ابنُ سعدٍ والبغويُّ
(6)
وغيرُ واحدٍ، رَوَى عنهُ: ابنُ أخيهِ خارجةُ بنُ زيدِ بنِ ثابتٍ، ويُقَالُ: إنَّهُ لم يسمع مِنهُ.
(1)
وتتمة الحديث "فيتفرق ها هنا فرقة وها هنا فرقة، وكان الناس يميلون إلى أحسنهم صوتا، فقال عمر: ألا أراهم اتخذوا القرآن أغاني، أما والله لئن استطعت لأغيرن، فلم يمكث إلَّا ثلاث ليال حتى أمر أبيًّا فصلى بهم" رواه البخاري في "خلق أفعال العباد" 1/ 96، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 5/ 59. ولكن من رواية نوفل بن إياس الهذلي وليس من رواية يزيد بن أنيس.
(2)
"ميزان الاعتدال" 4/ 419.
(3)
"تهذيب الكمال" 32/ 90، و"تهذيب التهذيب" 9/ 330.
(4)
"الطبقات" 1/ 150.
(5)
"الاستيعاب" 4/ 132، و"تجريد أسماء الصحابة" 2/ 135.
(6)
"الطبقات الكبرى""تهذيب التهذيب" 9/ 332.
وهُوَ في "التهذيبِ"
(1)
، وأولِ "الإصابةِ"
(2)
، وابنِ حبانَ
(3)
، وقَالَ: قُتلَ يومَ اليمامةِ سنةَ اثنتي عشرةَ في خلافةِ الصديقِ، وقِيلَ: إنَّهُ مَاتَ في طريقِهَا.
[4604] يزيدُ بنُ جاريةَ بنِ مُجمِّعِ بنِ العطافِ بنِ ضبيعةَ بنِ زيدِ ابنِ مالكِ بنِ عوفِ بنِ عمرو بنِ عوفِ بنِ مالكِ ابنِ الأوسِ، أبو عبدِ الرَّحمنِ الأنصاريُّ
ذكَرهُ ابنُ سعدٍ
(4)
وغيرُهُ في الصحابةِ، وأخرجَ حديثَهُ البغويُّ وابنُ شاهينَ وابنُ السَّكَنِ وابنُ منده والأزديُّ وغيرُهُم منْ طريقِ الثوريِّ عن عاصمِ بنِ عُبيدِ الله عن عبدِ الرحمنِ بنِ يزيدَ بنِ جاريةَ عن أَبيهِ قالَ: خَطَبَنَا النبي صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوداعِ فَقَالَ: "أَرِقَّاءكُم أَرِقَّاءَكم أَطعِمُوهم مِمَّا تَأكلونَ
…
" الحديثَ
(5)
، وفي آخِرِهِ:"فإن لم تَغفِروا فَبيعوا عِبَادَ الله ولا تُعَذِّبوهم"، وَلَهُ غَيرُ هذا، وَقدْ طَوَّلَهُ شَيخُنَا في أَولِ "الإِصَابةِ"
(6)
وقال: قد فَرَقَّ الدارَقُطنيُّ بين هذا وبين يزيدَ المُختلَفِ في اسمِهِ أَهو يزيدُ أو زيدٌ؟ فَقَالَ فِي كُلٍّ منهما: له صُحبةٌ، وفِي الثَاني: رَوَى عن مُعاويةَ وعنه الحَكَمُ،
(1)
"تهذيب الكمال" 32/ 98، و"تهذيب التهذيب" 9/ 332.
(2)
"الإصابة" 3/ 652.
(3)
"الثقات" 3/ 441.
(4)
"الطبقات الكبرى" 4/ 371.
(5)
رواه أحمد في "المسند" 4/ 35، وعبد الرزاق في "المصنف" 9/ 440، والطبراني في "المعجم الكبير" 22/ 243.
(6)
"الإصابة" 3/ 653.
وَتَعقَّبهُ الخطيبُ، وصَوَّبَ ابنُ مَاكُولا كَلامَ الدارَقطنيِّ، وَقالَ: لا أَدرِي مِن أَينَ حَصَلَ للخطيبِ القَطعُ بِذلكَ.
[4605] يزيدُ بنُ جاريةَ الأنصاريُّ المدنيُّ
عن مُعاويةَ حديثَ: "مَنْ أحبَّ الأنصارَ أحبَّهُ اللهُ"
(1)
، وعنهُ الحكمُ ابنُ مينا، قالَ النَّسائي
(2)
: ثِقَةٌ، وحديثُهُ عندَهُ، وكَذَا عندَ أبي داودَ في كتابِهِ "فضائلِ الأنصارِ"، وفرَّقَ أبو حاتمٍ
(3)
بينهُ وبينَ أخي مُجمِّعِ بنِ جاريةَ.
قَالَ المزيُّ
(4)
: والظاهرُ أنَّهُمَا واحدٌ. انتهى.
وقد شفى القولَ في هَذَا ابنُ مَاكولا
(5)
فقَالَ: ذَكرَ الدارقطنيُّ يزيدَ ومجمّعَ ابني جاريةَ وقَالَ: لهُمَا صُحبةٌ، ثُمَّ ذكرَ أحاديثَ، ثُمَّ قَالَ: ويزيدُ ابنُ جاريةَ لَهُ صحبةٌ ورَوَى عن مُعاويةَ، قَالَ ابنُ ماكولا: والأشبه أنَّهُ أخو مُجمّعٍ قَالَ: وقطعَ الخطيبُ بهذَا ولا أدري مِن أينَ وقَعَ لَهُ ذَلكَ، عَلَى أن الَّذِي رَوَى عن مُعاويةَ ورَوَى عنهُ الحَكَمُ اختُلِفَ في اسمِهِ، فقيلَ: يزيدُ، وقيلَ: زيدٌ. انتهى كلامُهُ.
(1)
رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" رقم (1049)، والنسائي في "السنن الكبرى" رقم (8332)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 389)، وأحمد في المسند (4/ 96).
(2)
"تهذيب التهذيب" 9/ 332.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 255، و"المراسيل" له 1/ 39.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 99.
(5)
"الإكمال" 2/ 4.
وقَدْ ذكرَهُ في زيدٍ البخاريُّ
(1)
وأبو حاتمٍ
(2)
، أفادَهُ شيخُنَا
(3)
، وقَالَ غيرُهُ: إنَّ يزيدَ تُوُفِّيَ بالمدينةِ ولَهُ بها عَقِبٌ، وهُوَ في "التهذيبِ"
(4)
.
[ ...... ]
يزيدُ بنُ جُعدبةَ
في ابنِ عياضٍ (4630).
[4606] يزيدُ بنُ حاطبِ بنِ عمرِو بنِ أُمَيَّةَ ابنِ رافعٍ الأنصاريُّ الأشهليُّ
(5)
ذكرَهُ أبو مُوسَى في "الذيلِ" وقَالَ: ذكرَهُ جعفرٌ المستغفريُّ وأنَّهُ استُشهِدَ بأُحُدٍ، قالَ شيخُنَا في أوَّلِ "الإِصابةِ"
(6)
: ولعلَهُ زيدٌ، وأسلفَ في زيدٍ (1274) أنَّهُ الأنصاريُّ الأوسيُّ ثُمَّ الظفريُّ، ونَقَلَ عن الواقديِّ
(7)
أنَّهُ شهدَ أُحُدًا وجُرِحَ بِهَا، فرجعَ بِهِ قومُهُ إلى أبيهِ، وكَانَ أبوهُ منافِقًا، فجعلَ يقولُ لمن يبكي عليهِ: أنتم فعلتم بهِ هَذَا غررتُمُوهُ حَتَّى جُرِحَ، قَالَ:
(1)
"التاريخ الكبير" 3/ 389.
(2)
"الجرح والتعديل" 3/ 558.
(3)
"تهذيب التهذيب" 9/ 333.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 99، و"تهذيب التهذيب" 9/ 332.
(5)
"أسد الغابة" 4/ 708، و"الاستيعاب" 3/ 650، و"تجريد أسماء الصحابة" 2/ 135.
(6)
"الإصابة" 3/ 654.
(7)
"المغازي" ص: 263.
ولم يذكرهُ الواقديُّ فيمن استُشهِدَ بأُحُدٍ، فلعلَّهُ أفَاقَ مِن جِرَاحَتِهِ، عَلَى أني قرأتُ في "حاشيةِ جمهرةِ ابنِ الكَلبي": يزيدُ بنُ حاطبٍ بزيادةِ تحتانيةٍ في أولِهِ، واعتذرَ عن تركِ الواقديِّ لهُ فيمن استشهدَ بأنَّهُ لم يستوعبْهُم
(1)
.
[ ....... ]
يزيدُ بنُ خُصيفةَ
هو ابنُ عَبدِ الله بنِ خُصيفةَ (4619).
[4607] يزيدُ بنُ رومانَ، أبو رَوحٍ الأسلميُّ المدنيُّ المقرئُ، مولى آلِ الزبيرِ
(2)
يروي عن: ابنِ الزُّبيرِ، وأنسٍ، وعُبيدِ الله وسالمِ ابني عبدِ الله بنِ عُمَرَ، وصالحِ بنِ خوَّاتٍ، وعُروةَ بنِ الزُّبيرِ، والزهريِّ وهم من أقرانِهِ، وأرسلَ عن أبي هُريرةَ، وعنهُ: هشامُ بنُ عروةَ، وعُبيدُ الله بنُ عُمَرَ، وأبو حازمِ بنُ دينارٍ الأعرجُ، ومعاويةُ بنُ أبي مزرِّدٍ، وابنُ إسحاقَ، وخارجةُ بنُ عبدِ الله ابنِ سليمانَ بنِ زيدٍ بنِ ثابتٍ، ومالكُ، ويزيدُ بنُ عبدِ الملكِ النوفليُّ، وجريرُ بنُ حازمٍ، وجماعةٌ، قَالَ ابنُ معينٍ
(3)
والنَّسائيُّ
(4)
: ثقةٌ.
(1)
"الإصابة" 3/ 654.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 331.
(3)
"تاريخ ابن معين" رواية الدوري 1/ 228، و"الجرح والتعديل" 9/ 260.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 123، و"تهذيب التهذيب" 9/ 340.
وذكَرَهُ ابنُ حبان
(1)
في ثانيةِ "الثقاتِ"
(2)
وثالثتها
(3)
، وقالَ ابنُ سعدٍ
(4)
: عن الواقديِّ وغيرِهِ كابنِ حبّانَ ماتَ سنةَ ثلاثين ومئةً، وكَانَ عالمًا كثيرَ الحديثِ ثقةً، وقيلَ: إنَّهُ تُوفِّي سنةَ عشرين، وهوَ أشبَهُ، وقيلَ: تسعٍ وعشرين، وقَالَ غيرُهُ: قَرَأَ القرآنَ باتفاق عَلَى عبدِ الله بنِ عيّاشِ بنِ أبي ربيعةَ المخزوميِّ، وقيلَ: إنَّهُ قَرَأَ عَلَى زيدٍ بنِ ثابتٍ، ولا يَصِحُّ، وقَرَأَ عَليِهِ نافعُ بنُ أبي نعيمٍ وهُوَ أحدُ شيوخِهِ الخمسةِ الَّذِينَ أسندَ عنهُم القراءةَ، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(5)
.
[4608] يزيدُ بنُ زياد، ويُقالُ: ابنُ أبي زيادِ ابنِ أبي زيادٍ المخزوميُّ المدنيُّ
(6)
مولى عبدِ الله بنِ عيّاشِ بنِ أبي ربيعةَ المخزوميُّ، ويُقالُ: اسمُ أبي زيادٍ ميسرةُ، ويُقالُ: إنَّهما اثنان، يروي عَن: مُحمَّدِ بنِ كعبٍ القرظيِّ، وعَبدِ الله بنِ رافعٍ مولى أمِ سلمةَ، وعنهُ: ابنُ إسحاقَ، ومالكٌ، وسليمانُ ابنُ بلالٍ، قَالَ الترمذيُّ
(7)
: مدنيُّ، رَوَى عَنهُ مالكٌ وغيرُ واحدٍ.
(1)
في الأصل: "وذكره ابن معين". وهو خطأ، والتصويب من "تهذيب التهذيب" 9/ 340.
(2)
"الثقات" 5/ 545.
(3)
"الثقات" 7/ 615.
(4)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 310، و"تهذيب الكمال" 32/ 123.
(5)
"تهذيب الكمال" 32/ 122، و"تهذيب التهذيب" 9/ 340.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 334، و"الجرح والتعديل" 9/ 263.
(7)
كما في سننه: كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب، رقم الحديث (2476).
وقَالَ النَّسائيُّ
(1)
: ثقةٌ، وذكرَهُ ابنُ حبانَ في "الثِّقاتِ"
(2)
، وقَالَ البُخاريُّ
(3)
: لا يُتابعُ عَلى حديثِهِ، وساقَ لهُ الخطيبُ في "المتِّفقِ"
(4)
من طريقِ أبي خالدٍ الدالانيِّ عَن زيدِ بنِ أسلمَ عن يزيدِ بنِ زيادٍ مَولى ابنِ عياشٍ عنهُ عن أبي رافعٍ حديثًا، ثُمَّ قَالَ: يزيدُ بنُ زيادٍ المدنيُّ القرظيُّ ويُقالُ: مولى بني هاشمٍ عن مُحمَّدِ بنِ كعبٍ القرظيُّ، وعنهُ ابنُ إسحاقَ ومَالكٌ وعمرو بنُ الحارثِ، فجعلَهُ اثنينِ، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(5)
.
[ ....... ]
يزيدُ بنُ زيادٍ القرظيُّ
في الَّذِي قبلَهُ.
[4609] يزيدُ بنُ زيدٍ المدنيُّ، مولى أبي أُسيدٍ السَّاعديِّ
(6)
عن: أبي حميدِ وأبي أُسيدٍ
(7)
السَّاعديِّ مالكِ بنِ ربيعةَ بنِ البَدَنِ
(8)
(1)
"تهذيب الكمال" 32/ 132، و"تهذيب التهذيب" 9/ 343.
(2)
"الثقات" 7/ 622.
(3)
"الضعفاء للعقيلي" 4/ 378، و"ميزان الاعتدال" 4/ 423، و"تهذيب التهذيب" 9/ 343.
(4)
3/ 388 - 389.
(5)
"تهذيب الكمال" 32/ 132، و"تهذيب التهذيب" 9/ 343.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 335، و"الجرح والتعديل" 9/ 261.
(7)
في الأصل: "عن أبي حميد بن أبي أسيد الساعدي"، وهو خطأ، والتصويب من "الجرح والتعديل" 9/ 261، و"لسان الميزان" 8/ 495.
(8)
في الأصل: "ومالك بن ربيعة بن البدن". بإضافة واو العطف وهو خطأ ويجب حذفها، لأن مالك بن ربيعة هو اسم أبي أسيد الساعدي كما في ترجمته "تهذيب الكمال" 27/ 138.
وعنهُ: مُحمَّدُ بنُ صالحٍ التمَّارُ، قَالَ الدارَقطنيُّ
(1)
: مجهولُ، وذكرَهُ ابنُ حبانَ في "الثقاتِ"
(2)
.
[4610] يزيدُ بنُ السَّائبِ بنِ يزيدَ
صحابيٌّ، ذكرَهُ مُسلمٌ
(3)
في المدنيين، وذكرَهُ الترمذيُّ
(4)
وقَالَ: لهُ صحبةٌ، وقَالَ غيرُهُمَا: إنَّهُ هو الَّذِي بَعدَهُ.
[4611] يزيدُ بنُ سعيدِ بنِ ثمامةَ بنِ الأسودِ ابنِ عبدِ الله بنِ الحارثِ الكنديُّ
(5)
حليفُ بني أُميّةَ بنِ عبدِ شمسٍ، ووالدُ السَّائبِ (1327)، ويُعرفُ بابنِ أُخت النَّمِرِ، وقيلَ في نسبهِ غيرُ هَذَا، صحابيٌّ
(6)
، رَوَى عنهُ: ابنهُ السَّائبُ، ولَهُ حديثٌ عِندَ أبي دَاودَ
(7)
من جهتِهِ من طريقِ ابنِ لهيعةَ، وفي إسنادِهِ
(1)
"سؤالات البرقاني للدارقطني" ص: 71.
(2)
"الثقات" 5/ 540.
(3)
"الطبقات" 1/ 155. ولكن فيه يزيد أبو السائب بن يزيد، وقال محقق الطبقات الأخ مشهور ابن حسن 1/ 438: في نسخة (ب): يزيد بن السائب بن يزيد، وهو خطأ.
(4)
كما في "سننه" كتاب الفتن باب ما جاء دماؤكم وأموالكم عليكم حرام برقم (2160).
(5)
"تهذيب الكمال" 32/ 141، و"تهذيب التهذيب" 9/ 346.
(6)
"الثقات" 3/ 445، و"الإصابة".
(7)
"سنن أبي داود" كتاب الصلاة باب الدعاء رقم الحديث 1492.
اختلافٌ، وكَذَا عندَ ابنِ شاهين
(1)
من حديثِ السَّائبِ بنِ يزيدَ حَجَّ بي أبي، ولكنَّهُ في "الصحيحِ"
(2)
بدون أبي.
قَالَ الزهريُّ عن سعيدِ بنِ المُسيِّبِ: مَا اتخذَ النَّبي صلى الله عليه وسلم قاضيًا ولا أبو بكرٍ ولا عمرُ حَتَّى كَانَ في وسطِ خلافةِ عُمَرَ؛ فإنَّهُ قَالَ ليزيدَ ابنِ أختِ النمرِ: اكفني بعضَ الأمرِ يعني صغارَهَا
(3)
، وكَذَا قَالَ ابنُ سعدٍ
(4)
: استعملَهُ عمرُ عَلى السوقِ.
[4612] يزيدُ بنُ أبي سعيدٍ المدنيُّ مَولى المهريِّ
(5)
عن: أبيهِ وعُمر بنِ عبدِ العزيزِ، وعنهُ: يزيدُ بنُ أبي حبيبٍ، ورباحُ بنُ بشيرِ بنِ محرزٍ
(6)
، ذكرَهُ ابنُ حبانَ في رابعةِ "الثقاتِ"
(7)
، وقَالَ: المهريُّ مِن أهلِ مِصرَ.
(1)
كما في الإصابة 6/ 516، ورواه بهذا اللفظ الترمذي في "سننه" كتاب الحج باب ما جاء في حج الصبي، رقم الحديث 925.
(2)
"صحيح البخاري" كتاب الحج باب حج الصبيان 3/ 18 - 19 رقم الحديث 1858.
(3)
رواه ابن سعد في "الطبقات" ص: 711، متمم الصحابة، وأبو يعلى في "المسند" 9/ 344، و"تهذيب التهذيب" 9/ 346.
(4)
"الطبقات" ص: 709، و"التاريخ الكبير" 8/ 339، و"الجرح والتعديل" 9/ 270.
(5)
"الطبقات الكبرى" 3/ 316.
(6)
في الأصل: "ورباح بن بشر بن محرز"، والتصويب من "تهذيب الكمال" 32/ 142.
(7)
"الثقات" 9/ 272.
[4613] يزيدُ بنُ السِّكَنِ بنِ رافعِ بنِ امرئِ القَيسِ بنِ زيدِ ابنِ عبدِ الأشهلِ الأنصاريُّ الأشهليُّ
والدُ عامرٍ وعمرو وأسماءَ، ذكرَهُ ابنُ سعدٍ
(1)
في الصحابةِ وقالَ: استُشهِدَ هو وابنُهُ عامرٌ يومَ أُحدٍ، وقُتلَ ابنُهُ عمرو يومَ الحرَّةِ، وابنتُهُ أسماءُ مِنَ المبايعاتِ.
[4614] يزيدُ بنُ سلمةَ بنِ الأكوعِ الأسلميُّ
أخو إياسٍ (527) ومُحمَّدٍ (3553)، ذكرَهُم مُسلمٌ
(2)
في ثالثةِ المدنيِّين وهوَ (
…
)
(3)
.
[4615] يزيدُ بنُ شريكِ بنِ طارقٍ التيميُّ -تيمُ الرَّبابِ لا تيمُ قريشٍ- الكوفيُّ الفقيهُ
سكنَ الكوفةَ، يروي عن: عُمرَ، وعليٍّ، وأبي ذرٍّ، وأبي الدرداء، وابنِ مسعودٍ، وحذيفةَ وغيرِهِم، وعنهُ: ابنهُ إبراهيمُ، وإبراهيمُ النَّخعيُّ، والحكمُ بنُ عتيبةَ، وخوّاتُ بنُ عبدِ الله التَّيميُّ في آخرين.
(1)
لم أجده في الطبقات.
(2)
"الطبقات" 1/ 241.
(3)
بياض في الأصل.
وثَّقَهُ ابنُ معينٍ، والعجليُّ
(1)
، وابنُ سعدٍ
(2)
، وقَالَ: وكَانَ عريفَ قومِهِ ولَهُ أحاديثُ، وقَالَ أبو موسى المدينيُّ في "الذَّيلِ": يُقالُ إنَّهُ أدركَ الجاهليةَ، وذكرَهُ ابنُ حبانَ في ثانيةِ "الثقاتِ"
(3)
قَالَ لَهُ ابنُهُ إبراهيمُ -وقد رَأَى عَليهِ قميصًا من قُطنٍ-: يَا أَبَه لو لبستَ؟ فَقَالَ: لقد قَدمتُ البصرةَ فأصبتُ آلافًا فما أكبرتُ بِهَا فَرَحًا ولا حدثتُ نفسي بالكرةِ أيضًا، ولوددتُ أنَّ كُلَّ لُقمَةٍ طيِّبةٍ أكلتُهَا في فَمِ أبغضِ النَّاسِ إليَّ أنَّي سمعتُ أبا الدرداء يَقولُ: إنَّ ذا الدرهمينِ يومَ القيامةِ أشدُّ حسابًا من ذي الدرهمِ
(4)
، وقَالَ همامُ: لمَّا قُبضَ إبراهيمُ التَّيميُّ أخرجَهُ أبوه
(5)
.
وهُو في "التَّهذيبِ"
(6)
، وفي ثاني "ثقاتِ ابنِ حبانَ"
(7)
أيضًا: يزيدُ بنُ شريكٍ الفزاريُّ من أهلِ المدينةِ، يَروي عن عمرَ ومسلمةَ بنِ مخلدٍ، وعنهُ الحكمُ بنُ الصَّلتِ، فإمَّا أن يكونَ هو الأوَّلَ، ويتأيدُ بقولِ شيخِنَا في ثالثِ "الإصابةِ"
(8)
: سكنَ الكوفةَ أو غيرُه.
(1)
انظر: "الجرح والتعديل" 9/ 271، و"معرفة الثقات" 2/ 364.
(2)
"الطبقات الكبرى" 6/ 104.
(3)
"الثقات" 5/ 532.
(4)
"الطبقات الكبرى" 6/ 104.
(5)
"الطبقات الكبرى" 6/ 104.
(6)
"تهذيب الكمال" 32/ 160، و"تهذيب التهذيب" 9/ 351.
(7)
"الثقات" 5/ 532.
(8)
"الإصابة" 3/ 674.
[4616] يزيدُ بنُ صالحٍ المدنيُّ
رَوَى عنهُ: غُلامُ خليلٍ "حِرزَ أبي دُجَانةَ" المكذوبَ، كأنَّة من صَنْعةِ غلامِ خليلٍ، يرويه عن شُعبةَ بقلَّةِ حياءٍ بسندِ الصحيحِ، قالَهُ الذَّهبي في "الميزانِ"
(1)
، قَالَ شيخُنَا
(2)
: وهَذَا إن كَانَ غلامُ خليلٍ اختلقَ المتنَ فلعلَّهُ دلَّسَ الإسنادَ، فأوهَمَ أنَّ شيخَهُ فيهِ يزيدَ بنَ صالحٍ الفرَّاءَ يعني النيسابوريَّ المذكورَ عندَ الذَّهبي بعده.
[4617] يزيدُ بنُ طلحةَ بنِ يزيدَ بنِ ركانةَ بنِ عبدِ يزيدَ بنِ هاشمِ ابنِ المطلبِ بنِ عَبدِ منافٍ القرشيُّ المطلبي
أخو مُحمَّدٍ (3588) تابعيٌّ، يَروِي عن: أبيهِ وأبي هُريرةَ ومُحمَّدِ بنِ الحنفيَّةِ، وعنهُ: سَلمَةُ بنُ صفوانَ، مَاتَ في أولِ ولايةِ هشامٍ بالمدينةِ، ذكرَهُ ابنُ حبانَ في ثانيةِ "ثقاتِهِ"
(3)
، وهُوَ في رابعِ "الإصابةِ"
(4)
، والحديثُ الَّذِي تمسَّكَ بهِ مَن عَدَّهُ في الصحابةِ مُرسلٌ، قَالَ ابنُ الحذاء
(5)
: وهُوَ مِن الشيوخِ المُقلِّينَ الذين اجتُزي مِن معرفتِهِم بروايةِ مالكٍ عنهُم.
(1)
"ميزان الاعتدال" 4/ 429.
(2)
"لسان الميزان" 8/ 498.
(3)
"الثقات" 5/ 541.
(4)
"الإصابة" 3/ 681.
(5)
"رجال الموطأ" 3/ 627، و"تعجيل المنفعة" 2/ 373.
قَالَ شيخُنَا
(1)
: إنَّهُ لا يُقَالُ ذَلكَ فيمَن عُرفَ شخصُهُ ونسبُهُ وحالُهُ وبلدُهُ، وروى عنهُ غيرُ واحدٍ.
[4618] يزيدُ بنُ عبدِ الله بنِ أسامةَ بنِ الهادِ أبو عبدِ الله الليثيُّ المدنيُّ الأعرجُ
(2)
ابنُ أخي عبدِ الله بنِ شدّادٍ الماضي (1922) وأحدُ أئمَّةِ العِلمِ، يَروي عن: ثعلبةَ بنِ أبي مالكٍ القُرظِيِّ ولَهُ رؤيةٌ، وعُميرُ مَولى آبي اللحمِ ولَهُ صحبةٌ، والصحيحُ أنَّ بينَهُما مُحمَّدُ بنُ إبراهيمَ التَّيميُّ، وعن فهيدِ بنِ مطرفٍ ومعاذِ بنِ رفاعةَ بنِ رافعٍ الزرقيِّ، وعَبدِ الله بنِ خبابٍ
(3)
، وعَبدِ الله ابنِ دينارٍ، ومُحمَّدِ بنِ كعبٍ القرظيِّ، وشرحبيلِ بنِ سعدٍ، وأبي بكرٍ بنِ حزمٍ، ومُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ التَّيميِّ، وأبي حازمِ بنِ دينارٍ، وسهيلِ بنِ أبي صالحٍ، ومُحمَّدِ بنِ عمرو بنِ عطاءَ، والزهريِّ، ويحيى بنِ سعيدٍ الأنصاريِّ، وغيرِهِم، وعنه: شيخهُ يَحيَى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وإبراهيمُ بنُ سعدٍ، وهُوَ أكبرُ منهُ، ومالكٌ، والليثُ، والدراورديُّ، وحيوةُ بنُ شريحٍ، وابنُ عيينةَ، وبكرُ بنُ مضر، وعبدُ العزيزِ بنُ أبي حازمٍ، وأبو ضمرةَ أنسُ بنُ عياضٍ، وآخرونَ.
(1)
"تعجيل المنفعة" 2/ 373.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 344، و"الجرح والتعديل" 9/ 275.
(3)
في الأصل: "حباب"، والتصويب من "تهذيب الكمال" 32/ 169، و"تهذيب التهذيب" 9/ 354.
قَالَ أحمدُ
(1)
: لا أعلَمُ بِهِ بأسًا، وقَالَ ابنُ معينِ
(2)
والنَّسائيُّ
(3)
والعجليُّ
(4)
: ثقةٌ، وقَالَ يعقوبُ بنُ سفيانَ
(5)
: مدينيٌّ ثقَةٌ حَسَنُ الحديثِ يروي عَن الصغارِ والكبارِ، وذكَرَهُ ابنُ حبانَ في "الثقاتِ"
(6)
، وقَالَ ابنُ سعدٍ
(7)
: مَاتَ بالمدينةِ سنةَ تسعٍ وثلاثينَ ومئةٍ، وكَانَ ثِقةً كثيرَ الحديثِ، وذكرَهُ ابنُ الحذَّاء
(8)
فيمَن ذُكِرَ بجرحٍ من رجالِ مالكٍ، ولم يذكر فيهِ عن أَحَدٍ جَرحًا، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(9)
.
[4619] يزيدُ بنُ عبدِ الله بنِ خُصيفةَ بنِ عبدِ الله بنِ يزيدَ ابنِ سعيدِ بنِ ثمامةَ الكنديُّ المدنيُّ
(10)
وقَدْ يُنسبُ إلى جَدِّهِ، ومِنهُم مَن يَقولُ: ابنُ خُصيفةَ بنِ يزيدَ، يَروي عن: أبيهِ، والسائبِ بنِ يزيدَ وهُو عمُّهُ أو عمُّ أبيهِ، ويزيدَ بنِ عبدِ الله بنِ قُسيطٍ، ومُحمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثوبانَ، وعروةَ بنِ الزبيرِ،
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 275.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 275.
(3)
"تهذيب الكمال" 32/ 171، و"تهذيب التهذيب" 9/ 355.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 365.
(5)
"المعرفة والتاريخ" 2/ 187.
(6)
"الثقات" 7/ 617.
(7)
"الطبقات الكبرى" 5/ 329
(8)
"رجال الموطأ" 3/ 621.
(9)
"تهذيب الكمال" 32/ 169، و"تهذيب التهذيب" 9/ 354.
(10)
"التاريخ الكبير" 8/ 345، و"الجرح والتعديل" 9/ 274.
وبُسرِ بنِ سعيدٍ، ويزيدَ بنِ قسيطٍ، وغيرُهُم، وعنهُ: الجعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، ومالكٌ، وابنُ جريجٍ، وسليمانُ بنُ بلالٍ، وإسماعيلُ بنُ جعفرٍ، والسفيانان، والدَّراوردِيُّ، وآخرونَ،
قَالَ أَحمَدُ
(1)
وأبو حاتمٍ
(2)
والنَّسائيُّ
(3)
: ثقةٌ، قيلَ عن أَحمَدَ
(4)
: مُنكرُ الحديثِ، وقَالَ ابنُ معينٍ
(5)
: ثقةٌ حُجةٌ، وقَالَ ابنُ سعدٍ
(6)
: كَانَ عابدًا ناسكًا كثيرَ الحديثِ ثبتًا
(7)
.
وذكَرَهُ ابنُ حبانَ في "الثقاتِ"
(8)
، وقَالَ ابنُ عبدِ البرِ
(9)
: ثقةٌ مأمونٌ، وجزمَ بأنَّهُ ابنُ أخي السَّائب، وغيرُهُ بأنَّهُ حفيدُ أخيهِ، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(10)
.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 274.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 274.
(3)
"تهذيب الكمال" 32/ 173، و"تهذيب التهذيب" 9/ 355.
(4)
ذكر في "تهذيب الكمال" 32/ 173، و"ميزان الاعتدال" 4/ 430، و"تهذيب التهذيب" 9/ 355. أنها من سؤالات أبي داود للآجري، ولكني لم أجدها فيها.
(5)
"الجرح والتعديل" 9/ 274.
(6)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 342.
(7)
في الأصل: "لينا"، وهو خطأ، والتصويب من "الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 342 - 343.
(8)
"الثقات" 7/ 616.
(9)
"التمهيد" 23/ 25.
(10)
"تهذيب الكمال" 32/ 172، و"تهذيب التهذيب" 9/ 355.
[4620] يزيدُ بنُ عبدِ الله بنِ زمعةَ
(1)
قَالَ لَهُ مُسلمُ بنُ عقبةَ الَّذِي جَهّزَهُ يزيدُ عَلى الجيشِ لقتالِ أهلِ المدينةِ في الحرَّةِ: بايعْ ليزيدَ، فقَالَ: أُبَايعُ عَلَى كتابِ الله، فأمرَ بِهِ فضُرِبتْ عنقُهُ
(2)
.
[4621] يزيدُ بنُ عبدِ الله بنِ قُسيطِ بنِ أسامةَ بنِ عميرٍ أبو عبدِ الله الليثيُّ المدنيُّ الأعرجُ
(3)
ذكَرَهُ مُسلمٌ
(4)
في رابعةِ تابعي المدنيين، يروي عن: ابنِ عمرَ، وأبي هُريرةَ، وخارجةَ بنِ زيدِ بنِ ثابتٍ، وعروةَ، ومُحمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثوبانَ، وأبي سلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، وعُبيدِ بنِ جريجٍ، وسعيدِ بنِ المُسيّبِ، وعطاءَ بنِ يسارٍ، وغيرِهِم، وعنهُ: ابناه عبدُ الله والقاسمُ، ويزيدُ بنُ عبدِ الله ابنِ خصيفةَ، ومالكٌ، وأبو صخرٍ حميدُ بنُ زيادٍ، وابنُ إسحاقَ، وقَالَ
(5)
: فقيهٌ ثقةٌ ممّن يُستعانُ بِهِ في الأعمالِ لأمانتِهِ وفقهِهِ، وابنُ أبي ذئبٍ، والليثُ، وآخرونَ.
(1)
"طبقات خليفة بن خياط" ص: 406، و"نسب قريش" ص:222.
(2)
"سنن البيهقي" 9/ 145، و"الطبقات الكبرى لابن سعد" القسم المتمم ص: 125، و"تاريخ دمشق" 58/ 113.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 344.
(4)
"الطبقات" 1/ 261.
(5)
"تاريخ دمشق" 65/ 269، و"تهذيب التهذيب" 9/ 357.
قَالَ ابنُ معينٍ
(1)
: ليسَ بِهِ بأسٌ، ومرَّةً
(2)
: صالحٌ، وقَالَ النَّسائيُ
(3)
: ثقةٌ، وذكرَهُ ابنُ حبانَ في ثالثةِ "الثقاتِ"
(4)
وقَالَ: رُبَّمَا أخطأَ، وقَالَ ابنُ عديٍّ
(5)
: مشهورٌ عندهُم وهُوَ صالحُ الرواياتِ، وقَالَ مَالكٌ
(6)
: ليسَ هناكَ، وقالَ أبو حاتمٍ
(7)
: ليسَ بقويٍّ لأنَّ مَالكًا لم يرضَهُ، وتعقَّبَهُ ابنُ عبدِ البَرِّ
(8)
بقولِهِ: بل احتجَّ بِهِ مَالكٌ في مواضعَ من الموطأ"
(9)
وهُوَ ثقةٌ مِنَ الثقاتِ. انتهى.
وقد وثَّقَهُ أربابُ الصِّحاحِ وخَرَّجُوا لَهُ، وذُكِرَ في "التَّهذيبِ"
(10)
، وقَالَ ابنُ سعدٍ
(11)
: كَانَ ثقةً كثيرَ الحديثِ، مَاتَ بالمدينةِ سنةَ اثنتين وعشرين ومئةٍ، زادَ غيرُهُ: عن تسعين سنةً.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 273. ولكن فيه: صالح ليس به بأس.
(2)
"تاريخ ابن معين رواية الدارمي" ص 230، و"الجرح والتعديل" 9/ 273.
(3)
"تهذيب الكمال" 32/ 179، و"تهذيب التهذيب" 9/ 357.
(4)
"الثقات" 5/ 543.
(5)
"الكامل" 7/ 258.
(6)
"الجرح والتعديل" 9/ 273. وتتمة القصة: قال عبد الرزاق: قلت لمالك: ما شأنك لا تحدثنى بحديث يزيد بن عبد الله بن قسيط عن بن المسيب عن عمر وعثمان في الملطاة قال: العمل عندنا على غير هذا، والرجل ليس هناك عندنا.
(7)
"الجرح والتعديل" 9/ 273، و"تهذيب التهذيب" 9/ 357.
(8)
"الاستذكار" 8/ 97 - 98.
(9)
برقم 79، 1046، 1064، 1212، 1309.
(10)
"تهذيب الكمال" 32/ 177، و"تهذيب التهذيب" 9/ 357.
(11)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 343 - 344، و"تاريخ دمشق" 65/ 268.
[4622] يزيدُ بنُ عبدِ الله القُرشيُّ
(1)
من أهلِ المدينةِ، يَروي عن: عُمرَ بنِ مُحمَّدٍ العُمَريِّ، وأسامةَ بنِ زيدٍ، وعنهُ: عليُّ بنُ أبي هاشمٍ، قالَهُ ابنُ حبانَ في رابعةِ "ثقاتِهِ"
(2)
.
[4623] يزيدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ المغيرةَ بنِ نوفلِ بنِ الحارثِ ابنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمٍ، أبو المغيرة، ويُقالُ: أبو خالدٍ، الهاشميُّ النَّوفليُّ المدنيُّ
(3)
ورُبَّما أُسقِطَ المغيرةُ من نسبِهِ، يروي عن: أبيهِ، وأبي سلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، وابنِ المُنكدرِ، وزيدِ بنِ أسلمَ، وسعيدٍ المَقبُريِّ، وسُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، ويزيدَ بنِ رومانَ، ويزيدَ بنِ عبدِ الله بنِ خصيفةَ، وصفوانَ بنِ سليمٍ، وعِمرانَ بنِ أبي أنسٍ، وجماعةٍ، وعنهُ: ابنهُ يَحيَى الماضي (4593)، وعَبْدُ الرَّحمنِ بنُ القاسمِ المصريُّ، ومعنُ بنُ عيسى، وعبدُ الله ابنُ نافعٍ الصائغُ، وخالدُ بنُ مخلدٍ، وإسحاقُ الفرويُّ، وعبدُ العزيزِ الأويسيُّ، وغيرُهُم، قَالَ أَحمدُ
(4)
: ضعيفُ الحديثِ عندَهُ مناكيرٌ، وقَالَ البُخاريُّ
(5)
: ليَّنَهُ يَحيَى.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 346، و"الجرح والتعديل" 9/ 276.
(2)
"الثقات" 9/ 273.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 348، و"تهذيب التهذيب" 9/ 363.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 348.
(5)
"تهذيب الكمال" 32/ 198، و"تهذيب التهذيب" 9/ 362.
وقَالَ ابنُ معينٍ
(1)
: ليسَ حديثُهُ بذاكَ، ومرَّةً
(2)
: مَا كانَ بِهِ بأسٌ، وقَالَ أَحمدُ بنُ صالحٍ المصريُّ
(3)
: ليسَ حديثُهُ بشيءٍ، وقَالَ أبو زرعةَ
(4)
: ضعيفُ الحديثِ، ومرَّةً
(5)
: واهي الحديثِ، وغلَّظَ القولَ جدًّا، وقَالَ النَّسائيُّ
(6)
: متروكُ الحديثِ، ومرةً: ليسَ بثقةٍ، وقَالَ السَّاجيُّ
(7)
: فيهِ ضعفٌ وعندَهُ مناكيرُ، وقَالَ الدارقطنيُّ
(8)
: ضعيفٌ، وقَالَ ابنُ حبانَ
(9)
: قدْ تبرأنَا من عُهدتِهِ في كتابِ الضُعفاءِ، يعني: فإنَّهُ قَالَ فيها: كَانَ مِمّنْ ساءَ حفظُهُ حَتَّى كَانَ يروي المقلوباتِ عن الثقاتِ ويأتي بالمناكيرِ عن أقوامٍ مشاهيرَ، فَلَمَّا كثرَ ذلكَ في أخبارِهِ بطلَ الاحتجاجُ بآثارِهِ، وإن اعتبرَ مُعتبرٌ بِمَا وافقَ الثقاتِ من حديثِهِ من غيرِ أن يُحتجَّ بِهِ لم أر بذلكَ بأسًا، وقَالَ ابنُ عَبدِ البَرِ
(10)
: مُجمَعٌ عَلى ضعفِهِ، وتبعَهُ عبدُ الحقِّ فَقَالَ: لا أعلمُ أَحدًا وثَّقَهُ، وكَذَا قَالَ الذَّهبي
(11)
في ولدِهِ يَحيَى: أبوه يزيدُ مُجمعٌ عَلى ضعفِهِ.
(1)
"الكامل لابن عدي" 7/ 260، و"الضعفاء للعقيلي" 4/ 384. رواية معاوية بن صالح عنه.
(2)
"سؤالات الدارمي لابن معين" ص: 228، و"الكامل لابن عدي" 7/ 260.
(3)
"الضعفاء الكبير للعقيلي" 4/ 384، و"تهذيب الكمال" 32/ 199.
(4)
"ميزان الاعتدال" 4/ 433.
(5)
"سؤالات البرذعي لأبي زرعة" 2/ 399.
(6)
"الضعفاء والمتروكين" للنسائي ص: 110.
(7)
"تهذيب التهذيب" 9/ 363.
(8)
"الضعفاء والمتروكين" للدارقطني 1/ 25.
(9)
"صحيح ابن حبان" 3/ 402، وانظر:"المجروحين" 2/ 362.
(10)
"التمهيد" 17/ 195.
(11)
"ميزان الاعتدال" 4/ 414.
قَالَ شيخُنَا
(1)
: وليسَ ذاكَ بجيِّد مِمَّنْ أطلقَهُ كما سلفَ في يَحيَى، وقَالَ ابنُ عديٍّ
(2)
: ليسَ حديثُهُ بالكثيرِ وعامّةُ مَا يرويهِ غيرُ محفوظٍ، وقَالَ ابنُ سعدٍ
(3)
: كَانَ جلدًا صَارِمًا ثقةً ولَهُ أحاديثٌ، وتُوفي بالمدينةِ سنةَ سبعٍ وستينَ ومئةٍ، وأرَّخَهُ ابنُ حبانَ سنةَ خمسٍ، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(4)
.
[4624] يزيدُ بنُ عبدٍ المدنيُّ
(5)
حجازيٌّ، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في الغُلامِ يُعَقُّ عنه
(6)
، وقِيلَ: عَن أبيهِ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم وهُوَ الصوابُ
(7)
، روى عنهُ: أيوبُ بنُ مُوسى القُرشيُّ، قالَ البخاريُّ
(8)
: يزيدُ بنُ عبدٍ عن أبيهِ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم مرسلٌ، وعنهُ أيوبُ، وكَذَا قَالَ أبو حاتمٍ
(9)
، وذكرَهُ ابنُ حبانَ في "الثقاتِ"
(10)
.
(1)
"تهذيب التهذيب" 9/ 363.
(2)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 261.
(3)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 390.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 196، و"تهذيب التهذيب" 9/ 362.
(5)
كذا في الأصل، والموجود في في كتب التراجم:"المزني".
(6)
"سنن ابن ماجه" كتاب الذبائح، باب العقيقة، رقم الحديث 3166.
(7)
"تهذيب الكمال" 32/ 200، و"تهذيب التهذيب" 9/ 363.
(8)
"التاريخ الكبير" 8/ 349.
(9)
"الجرح والتعديل" 9/ 280.
(10)
"الثقات" 5/ 543.
[4625] يزيدُ بنُ عُبيدٍ، وقِيلَ: مُسلِمُ بنُ سعدِ بنِ بكرِ ابنِ هوازنَ، أبو وجزةَ السَّعديُّ المدنيُّ الشاعرُ
(1)
وكَانَ عُبيدٌ من سَبي الجاهليةِ، يَروي عن: أبيهِ، وعطاءَ بنِ يزيدَ الليثيِّ، وعُمرَ بنِ أبي سلمةَ بنِ عبدِ الأسدِ، وقيلَ: عن رجلٍ عنهُ، وعنهُ: هشامُ بنُ عُروةَ، وعبدُ الله بنِ عُمرَ العُمريُّ، وابنُ إسحاقَ، ويحيى بنُ سعيدِ بنِ دينارٍ، وإبراهمِمُ بنُ إسماعيل بنُ مجمِّعٍ، وسليمانُ بنُ بلالٍ، ذكرهُ ابنُ حبانَ في ثانيةِ "الثقاتِ "
(2)
وقَالَ: يروي عن سليمانَ بنِ بلالٍ إن كَانَ سمعَ منهُ، كانَ شاعرًا كثيرَ الشعرِ، وابنُ سعدٍ
(3)
في الطبقةِ الرابعةِ وقالَ: كانَ ثقةً قليلَ الحديثِ شاعرًا عالمًا، ووثقهُ ابنُ معينٍ
(4)
، وذكرَ الزبيرُ بنُ بكارٍ
(5)
أنَّ عبدَ الله بنَ عروةَ كانَ يعطيه ويأخذُ لهُ من الزُّبيرِيِّينَ في كلِّ عامٍ ستِّينَ وسقًا لينتصرَ بمدحِهِ عليهم وهوَ صدوقٌ، كَانَ من أعيان شعراءِ بني سعدٍ، ماتَ بالمدينةِ سنةَ ثلاثينَ ومئةٍ، قَالَ ابنُ قُتيبةَ
(6)
: وهو أولُ مَن شَبَّبَ، ولمَّا لم يرَ الذَّهبي في "التَّهذيبِ"
(7)
توثيقَهُ عن غيرِ ابنِ حبانَ، قَالَ في "الميزانِ"
(8)
:
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 348، و"الجرح والتعديل" 9/ 279.
(2)
"الثقات" 5/ 534 - 535.
(3)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم 1/ 340.
(4)
"الجرح والتعديل" 9/ 279.
(5)
"جمهرة نسب قريش"267.
(6)
"الشعر والشعراء" ص 268، ورواه عنه الأصفهاني في "الأغاني" 12/ 283. وفيهما: وهو أحد من شبب بعجوز.
(7)
"تهذيب الكمال" 32/ 201.
(8)
"ميزان الاعتدال" 4/ 434.
سكتُوا عن توثيقِهِ وتضعيفِهِ، ورجّح أنَّ روايتَهُ عن عمرَ بنُ أبي سَلمةَ بواسطة حيثُ قالَ: الظاهرُ أنهُ لم يَسمعَ مِنهُ، وهوَ في "التهذيبِ"
(1)
، ورابعِ "الإِصابةِ"
(2)
، وثالثِهَا وثَانية ابنِ حِبانَ
(3)
.
[4626] يَزيدُ بنُ أبي عبيد، أبو خالدٍ الأَسلميُّ مَولَى سَلمةَ بنِ الأكوعِ المدنيُّ
(4)
ذَكرهُ مُسلمٌ
(5)
في رَابعةِ تَابعي المدنيينَ يَروي عن: مولاهُ، وعميرُ مولَى آبي اللَّحمِ، وهِشامِ بنِ عُروةَ وهو أكبرُ مِنهُ، وعنهُ: بُكيرُ بنُ الأَشجِّ وماتَ قَبلهُ، ويحيى القطانُ، وحاتمُ بنُ إسماعيلَ، والمغيرةُ بنُ عبدِ الرحمنِ المخزوميُ، ويحيى بنِ راشدٍ، وحمَّادُ بنُ مسعدةَ، وصفوانُ بنُ عيسى، ومكِّيُ بنِ إبراهيمَ، وأبو عاصمٍ، وغيرهم، وثَّقهُ ابنُ معينٍ
(6)
، وأبو داودَ
(7)
، والعجليّ
(8)
وقَالَ: حِجَازِيٌّ تَابِعيٌّ، وابنِ سَعدٍ
(9)
وقَالَ: كثيرُ الحديثِ، وابنُ حبانَ
(10)
، مَاتَ قبلَ خُروجِ محمَّدِ بنِ عبدِ الله.
(1)
"تهذيب الكمال" 32/ 201، و"تهذيب التهذيب" 9/ 363.
(2)
"الإصابة" 3/ 682.
(3)
"الثقات" 5/ 534.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 348، و"الجرح والتعديل" 9/ 280.
(5)
"الطبقات" 1/ 264.
(6)
"تاريخ ابن معين رواية الدوري" 3/ 191.
(7)
"تهذيب الكمال" 32/ 206، و"تهذيب التهذيب" 9/ 364. رواية الآجري عنه.
(8)
"معرفة الثقات" 2/ 365.
(9)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم 2/ 453.
(10)
"الثقات" 5/ 535 - 536.
وقال ابنُ سَعدٍ
(1)
: بالمدينةِ بَعدَ خُروجِهِ بِسَنتينِ أو ثلاثٍ، وقَالَ ابنُ قَانعٍ
(2)
: سَنةَ سبعٍ. وقال أبو بكرِ بنُ منجويه
(3)
: سَنةَ ستٍّ أو سبعٍ وأَربعينَ ومئةٍ وحَكاهُمَا مُقدِّمًا للأوَّلِ ابنُ حبانَ، وحَديثُهُ من أَعلى شَيءٍ في "صحيحِ البخاريِّ"، وَذُكِرَ في "التَّهذيبِ"
(4)
، وَمَن قَالَ: عُبيدُ بنُ أبي يزيدَ فقد وَهِمَ.
[4627] يَزيدُ بنُ عَمروِ بنِ أُميَّةَ بنِ إياسِ الضَمرِيُّ
(5)
أخو جَعفرٍ (714)، عِدَادُهُ في أَهلِ المدينةِ، يروي عن: أَبيهِ، وعنه: ابنُ إسحاقَ، قَالَهُ ابنُ حبانَ في ثَانيةِ "ثِقاتِهِ"
(6)
.
[4628] يَزيدُ بنُ أَبي عمروِ السَّعديّ
(7)
يَروي عنِ: القاسمِ، وَعنهُ: أبو عَلقمةَ المدينيُّ، قَالهُ ابنُ حِبانَ في ثَالثةِ "ثِقَاتِهِ"
(8)
.
(1)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 359.
(2)
"تهذيب التهذيب" 9/ 364.
(3)
"رجال صحيح مسلم" 2/ 363.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 206، و"تهذيب التهذيب" 9/ 364.
(5)
"التاريخ الكبير" 8/ 349، و"الجرح والتعديل" 9/ 281. وقال أبو حاتم: لا أعرفه.
(6)
"الثقات" 5/ 544.
(7)
"التاريخ الكبير" 8/ 350، و"الجرح والتعديل" 9/ 283.
(8)
"الثقات" 7/ 625.
[4629] يَزيدُ بنُ عُميرٍ المدينيُ
عن: الأعرجِ وغيرِهِ، وعَنهُ: خَارجةُ بنُ مصعبٍ، قَالَ الخَطيبُ في "تَالي التلخيصِ"
(1)
: مَجهولٌ، قَالَهُ شَيخُنَا في "لِسانِهِ"
(2)
تَبَعًا لشَيخِهِ
(3)
.
[4630] يَزيدُ بنُ عِياضِ بنِ جُعْدُبةَ أَبو الحَكَمِ الليثيُّ المدنيُّ
نَزَلَ البَصرَةَ، وَلَيسَ بِأَخٍ لأَنسِ بنِ عِياضٍ (498) كَمَا جَزَمَ بِهِ ابنُ حِبانَ
(4)
، بل هُمَا مِن بَني لَيثٍ وَمَدنِيّانِ، يَروي عنِ: الأَعرجِ، وَأَبي ثُفال المُرِّيِّ، وابنِ المُنكدرِ، وعاصمِ بنِ عُمرَ بنِ قَتَادَةَ، وسعيدٍ المقبريِّ، وزيدِ ابنِ عَليِّ بنِ الحسينِ، والزُهريِّ، وَنافعٍ، ويحيى بنِ سعيدٍ، وهشامِ بنِ عروةَ، وجماعةٍ، وعنهُ: ابنُهُ الحكمُ، وهشامُ بنُ سعدٍ ومَاتَ قبلَهُ، وابنُ وهبٍ، وابنُ أبي فُدَيكٍ، وشبابةُ، وسعدويه الواسطيُّ، وعبدُ الصمدِ بنُ النُّعمانَ، ويزيدُ بنُ هارونَ، وأبو تميلةَ، وأبو ضمرةَ أنسُ بنُ عياضٍ الليثيُّ، ويُقالُ: إنَّهُ ابنُ عمِّهِ، بل جزمَ أبو أحمدَ الحاكمُ
(5)
تبعًا للبخاريِّ
(6)
التابعِ
(1)
"تالي تلخيص المشتبه" 2/ 501. وفي الأصل: "ثاني التلخيص". وهو خطأ.
(2)
"لسان الميزان" 8/ 503.
(3)
"ذيل الميزان للعراقي" ص: 457.
(4)
"الثقات" 6/ 76.
(5)
"ميزان الاعتدال" 4/ 437.
(6)
"التاريخ الكبير" 8/ 351.
للحميديِّ أنَّهُ أخوه، ونفَاهُ غيرُهُم، وسعيدُ بنُ أبي مريمَ، وعليُّ بنُ الجعدِ، وشيبانُ بنُ فروخٍ، وآخرونَ، كَذَّبَهُ مالكٌ
(1)
، وقالَ ابنُ معينٍ
(2)
: ضعيفٌ ليسَ بشيءٍ، ومرَّةً
(3)
: كَانَ يكذبُ، ومرةً
(4)
: لا يُكتبُ حديثُهُ، فإنَّهُ لا يعقلُ مَا سمعَ ممَّا لم يسمع، فكيفَ يُكتبُ عنهُ؟! وقالَ أحمدُ بنُ صالحٍ المصريُّ
(5)
: أظنهُ كانَ يضعُ للنَّاسِ، وقالَ أبو حاتمٍ
(6)
: ضعيفُ الحديثِ منكرُ الحديثِ، وقالَ أبو زرعةَ
(7)
: ضعيفُ الحديثِ وأمرَ أن يُضربَ على حديثهِ، وقَالَ البخاريُّ
(8)
ومُسلمٌ
(9)
: منكرُ الحديثِ، وقالَ أبو داودَ
(10)
: تُركَ حديثُهُ، ابنُ عُيينةَ يَتكلَّمُ فيه، وقَالَ النَّسائيُّ
(11)
: مَتروكُ الحديثِ، ومرَّةً: ليسَ بِثِقَةٍ ولا يُكتبُ حديثُهُ، ومرَّةً: كذابٌ، وقَالَ ابنُ عديٍّ
(12)
: عامَّةُ مَا يرويهِ غيرُ محفوظٍ.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 282.
(2)
"تاريخ ابن معين رواية الدوري" 3/ 74، و"تاريخ ابن معين رواية الدارمي" ص:227.
(3)
"تاريخ بغداد"، 14/ 330. رواية ابن أبي مريم عنه.
(4)
"تاريخ بغداد" 14/ 330. رواية ابن الهيثم عنه.
(5)
"الجرح والتعديل" 9/ 282.
(6)
"الجرح والتعديل" 9/ 282.
(7)
"الجرح والتعديل" 9/ 282، و "سؤالات البرذعي لأبي زرعة" 2/ 671.
(8)
"الضعفاء الصغير" ص 121، و"التاريخ الكبير" 8/ 351.
(9)
"تاريخ بغداد" 14/ 331.
(10)
"سؤالات الآجري لأبي داود" 2/ 314.
(11)
"الضعفاء والمتركون" ص: 247 رقم الترجمة 647.
(12)
"الكامل في ضعفاء الرجال" 7/ 265.
وقَالَ العجليُّ
(1)
وابنُ المدينيِّ
(2)
والدارقطنيُّ
(3)
: ضعيفٌ، وقالَ ابنُ سعدٍ
(4)
: كانَ قليلَ الحديثِ يُستضعفُ، وقالَ الجوزجانيُّ
(5)
: ذهبَ حديثُهُ سكتَ النَّاسُ عنهُ، وقالَ الفلاسُ
(6)
: ضعيفُ الحديثِ جدًّا، وقالَ الأزديُّ: متروكُ الحديثِ وقالَ السَّاجيُّ: منكرُ الحديثِ، وذكرَهُ يعقوبُ ابنُ سفيانَ
(7)
في بابِ مَن يُرغَبُ عن الرِّوايةِ عنهم وكنتُ أسمعُ أصحابَنَا يُضعِّفُونَهُم، وقَالَ ابنُ حبانَ في "الضعفاءِ"
(8)
: يروي عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ مخراقٍ وأهلِ المدينةِ وعنهُ عمرو بنُ دينارٍ والناسُ، كَانَ ممن ينفردُ بالمناكيرِ عن المشاهيرِ والمقلوباتِ عن الثقاتِ، فلمَّا كَثُرَ ذَلكَ في روايتِهِ صارَ ساقطَ الاحتجاجِ، ورَوَى عمرو بنُ دينارٍ عن يزيدَ بنِ جعدبةَ عن عُبيدِ بنِ السباقِ وغيرِهِ فقيلَ: هو هَذَا، وقالَ ابنُ خزيمةَ
(9)
: عمرٌو أجلُّ وأكبرُ من أن يَروِي عن يزيدَ ابنِ عياضٍ، وقالَ أبو حاتمٍ: هو جدُّهُ لأنَّ بعضَهَم يقولُ: هُو يزيدُ بنُ عياضِ بنِ يزيدَ بنِ جُعدُبةَ، ونحوه قول الذَّهبي
(10)
: ما هو بصاحبِ الترجمةِ بل هو آخرُ قديمٌ انتهى، وهو في "التَّهذيبِ"
(11)
.
(1)
"معرفة الثقات" 2/ 366.
(2)
"تاريخ بغداد" 14/ 331.
(3)
"الضعفاء والمتروكين" ص: 24.
(4)
"الطبقات الكبرى" 5/ 412.
(5)
"أحوال الرجال" ص: 128، و"تاريخ بغداد" 14/ 331.
(6)
"تاريخ بغداد" 14/ 331.
(7)
"المعرفة والتاريخ" 3/ 37.
(8)
"المجروحين" 2/ 368.
(9)
"الكامل في ضعفاء الرجال" 7/ 264، و"تهذيب التهذيب" 9/ 367.
(10)
"ميزان الاعتدال" 4/ 437.
(11)
"تهذيب الكمال" 32/ 221، و "تهذيب التهذيب" 9/ 367.
[4631] يزيدُ بنُ فراسٍ
حجازيٌّ، يروي عن: أبانَ بنِ عثمانَ، وعنهُ: ابنُ أبي فُديكٍ، وقالَ الذَّهبي في "الميزانِ"
(1)
: إنَّهُ تفرَّدَ عنهُ، وقالَ أبو حاتمٍ
(2)
: مجهولٌ لا يُعرفُ، وهُو في "التَّهذيبِ"
(3)
.
[ ....... ]
يزيدُ بنُ القعقاعِ
أبو جعفرٍ القاري في الكُنى (4810).
[4632] يزيدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ قيسِ بنِ مخرمةَ بنِ المطّلب بنِ عبدِ منافٍ المطلبي المصريُّ، مدنيُّ الأصلِ
(4)
يروي عن: مُحمَّدِ بنِ عمرو بنِ حلحلةَ، والمغيرةَ بنِ أبي بردةَ، وسعدِ ابنِ إسحاقَ بنِ كعبِ بنِ عجرةَ، وعلي بنِ رباحِ، ومُحمَّدِ بنِ جعفرِ بنِ الزبيرِ، وغيرِهِم، وعنهُ: يزيدُ بنُ أبي حبيبٍ، ويزيدُ بنُ عبدِ العزيزِ الرُّعينيُّ، وأبو مرحومٍ عبدُ الرَّحيمِ بنِ ميمونٍ، والليثُ، وغيرُهُم، ذكرَهُ ابنُ حبانَ في "الثقاتِ"
(5)
، وقالَ الدارقطنيُّ
(6)
: ثقةٌ.
(1)
"ميزان الاعتدال" 4/ 438.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 283.
(3)
"تهذيب الكمال" 32/ 225، و"تهذيب التهذيب" 9/ 368.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 239، و"تهذيب التهذيب" 9/ 373.
(5)
"الثقات" 7/ 629.
(6)
"سؤالات الحاكم للدارقطني" 518، و"تهذيب التهذيب" 9/ 373.
[4633] يزيدُ بنُ نعيمِ بنِ هزَّالٍ الأسلميُّ
تابعيٌّ حجازيٌّ مدنيٌّ، يروي عن: أبيهِ وجدِّهِ يُقالُ: مرسلٌ، وجابرِ بنِ عبدِ الله ويُقالُ: إنَّهُ لم يسمع منه، ولكن قالَ البخاريُّ
(1)
: إنَّهُ سمعَ منه، وحديثُهُ عنه مُصرَّحٌ فيهِ في مُسلمٍ
(2)
بالسماعِ، وعن سعيدِ بنِ المُسيِّبِ، وعنهُ: يَحيَى بنُ أبي كثيرٍ، ويَحيَى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وعكرمةُ بنُ عَمَّارٍ، وهشامُ بنُ سعدٍ، وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ وهُو أكبرُ منهُ، وزيدُ بنُ أسلمَ وهو من أقرانِهِ، وثَّقهُ العجليُّ
(3)
وابنُ حبانَ في الثانيةِ
(4)
، وخرجَ لهُ مُسلمٌ، وذُكرَ في التَّهذيبِ
(5)
، ورابعِ "الإصابةِ"
(6)
.
[4634] يزيدُ بنُ هُرمُزَ أبو عبدِ الله، ويُقالُ: أبو عبدِ الرَّحمنِ المدنيُّ
مَولى بني ليثٍ، وقيلَ: غفار، وقيلَ: آلُ أبي ذبابٍ، وقيلَ: إنَّهُ يزيدُ الفارسيُّ، والصحيحُ أنَّهُ غيرُهُ.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 364.
(2)
"صحيح مسلم" كتاب البيوع، باب كراء الأرض، رقم الحديث 1536.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 367.
(4)
"الثقات" 5/ 548.
(5)
"تهذيب الكمال" 32/ 257، و"تهذيب التهذيب" 9/ 380.
(6)
"الإصابة" 3/ 683.
ذكرَهُ مُسلمٌ
(1)
في ثالثةِ تابعي المدنيينَ، يَروي عن: أبي هُريرةَ، وابنِ عباسٍ، وأبانَ بنِ عثمانَ، وعنهُ: ابنُهُ عبدُ الله، والزهريُّ، وسعيدُ المقبريُّ، وأبو جعفرٍ مُحمَّدُ بنُ عَليٍّ، وقيسُ بنُ سعدٍ المَكيُّ، والحارثُ ابنُ عبدِ الرَّحمن بنِ أبي ذئابٍ، والمختارُ بنُ صيفي، وغيرُهُم، قَالَ ابنُ سعدٍ
(2)
: كَانَ عَلى الموالي يومَ الحَرَّةِ، ومَاتَ بَعد ذَلِكَ، وكَانَ ثقةً إنْ شَاءَ الله، وقال ابنُ مَعينٍ
(3)
وأبو زرعةَ
(4)
: ثقةٌ، وقَالَ الزهريُّ
(5)
: كَانَ مِنَ الثقاتِ، وقَالَ العجليُّ
(6)
: مدنيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ، وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ
(7)
: اختلفُوا هل هو يزيدُ الفارسيُّ أو غيرُهُ؟ فقالَ ابنُ مهديٍّ وأحمدُ: هو ابنُ هرمز، وأنكرَ يحيى بنُ سعيدٍ القطانَ أن يكونَا واحدًا، وسمعتُ أبي يقولُ: يزيدُ ابنُ هرمز هَذَا ليسَ بيزيدَ الفارسيِّ هو سواه، فأمَّا ابنُ هرمز فهُوَ والدُ عبدِ الله بنِ يزيدَ ابنِ هرمز، وكَانَ من أبناءِ الفُرسِ الَّذِينَ جَالسُوا أبا هُريرةَ، وليسَ بحديثهِ بأسٌ، وذكرَهُ ابنُ حبانَ في "الثقاتِ"
(8)
، وقَالَ: هو الَّذِي يروي عنهُ عوفٌ الأعرابي ويقولُ: حدثنا يزيدُ الفارسيُّ عن ابنِ عباسٍ، ماتَ في خلافةِ عُمرَ بنِ عبدِ العزيزِ انتهى، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(9)
.
(1)
"الطبقات" 1/ 254.
(2)
"الطبقات الكبرى" 5/ 284.
(3)
"تاريخ ابن معين رواية الدوري" 3/ 169.
(4)
"الجرح والتعديل" 9/ 294، و"ميزان الاعتدال" 4/ 440.
(5)
"تاريخ ابن أبى خيثمة" 4/ 177، و"الجرح والتعديل" 9/ 294.
(6)
"معرفة الثقات" 2/ 370.
(7)
"الجرح والتعديل" 9/ 293.
(8)
"الثقات" 5/ 531.
(9)
"تهذيب الكمال" 32/ 270، و"تهذيب التهذيب" 9/ 384.
[4635] يزيدُ بنُ وديعةَ بنِ خِدامٍ
ذكرَهُ مُسلمٌ
(1)
في ثالثةِ تابعي المدنيِّين، وقد مضى سعيدُ بنُ وديعةَ (1447).
[ ....... ]
يزيدُ أبو مُرَّةَ
مَولى عقيلٍ، وقيلَ: أمِّ هانئٍ، يأتي في الكُنَى (4996).
[4636] يزيدُ مَولى سليمِ بنِ عمرٍو
ذكرَهُ مُوسَى بنُ عُقبةَ فيمَن استُشهِدَ من بني سوادٍ مِنَ الأنصارِ يومَ أُحدٍ، واستدركَهُ ابنُ فتحونٍ، قالهُ شيخُنَا في أولِ "الإصابةِ"
(2)
.
[4637] يزيدُ مَولى المُنبَعِثِ
(3)
مدنيُّ، ذكرَهُ مُسلمٌ
(4)
في ثالثةِ تابعي المدنيينَ، يَروي عن: أبي هُريرةَ، وزيدِ بنِ خالدٍ الجُهنيِّ. وعنهُ: ابنُهُ عبدُ الله، ويَحيىَ بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ،
(1)
"الطبقات" 1/ 244.
(2)
"الإصابة" 3/ 664.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 362، و"الجرح والتعديل" 9/ 299.
(4)
"الطبقات" 1/ 254.
وربيعةُ وعبدُ الملكِ بنِ عدي، وبُسرُ بنُ سعيدٍ، ذكرَهُ ابنُ حبانَ في ثانيةِ "ثقاتِهِ"
(1)
، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(2)
.
[4638] يسارُ بنُ أزيهر الجُهنيُّ
صحابيٌّ
(3)
، قالَ ابنُ السكنِ: يُعَدُّ في المدنيِّينَ، روت ابنتُهُ عمرةُ عنهُ:"مَسَحَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم رَأْسِي وكَسَانِي بُردَين .. " الحديثُ
(4)
، ذكرَهُ شيخُنَا في أولِ "الإصابةِ"
(5)
.
[4639] يسارُ بنُ زيدٍ مَولى النَّبي صلى الله عليه وسلم
-
يروي عن: أَبيهِ ولَهُ صُحْبَةٌ، وعنهُ: ابنُهُ بلالٌ، ذَكَرَهُ ابنُ حبانَ في "الثقاتِ"
(6)
، وقَالَ الذَّهَبي في الميزانِ
(7)
: لا يُعرفُ، وَهُوَ في "التَّهذيبِ"
(8)
.
(1)
"الثقات" 5/ 533.
(2)
"تهذيب الكمال" 32/ 291، و"تهذيب التهذيب" 9/ 390.
(3)
"الاستيعاب" 4/ 144.
(4)
في "الإصابة" 3/ 665 قال: أخرج ابن السكن وابن منده من طريق محمد بن الحسن بن زبالة عن صيفي بن نافع عن عمرة بنت يسار بن أزيهر الجهني عن أبيها.
قلت: وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" 5/ 2810.
(5)
"الإصابة" 3/ 665.
(6)
"الثقات" 5/ 557.
(7)
"ميزان الاعتدال" 4/ 444.
(8)
"تهذيب الكمال" 32/ 294، و"تهذيب التهذيب" 9/ 392.
[4640] يسارُ بنُ نُميرٍ مَولى عُمَرَ وخازِنُهُ
(1)
يَروي عن: عُمَرَ، وعنهُ: أبو وائلٍ، وأبو إسحاقَ السبيعيُّ، وعُبيدُ الله ابنُ سعدٍ الغطفانيُّ، وسعيدُ بنُ أبي بردةَ، وحديثُهُ عندَ الكوفيينَ.
قَالَ ابنُ سعدٍ
(2)
: ثقةٌ قليلُ الحديثِ، وذكرَهُ ابنُ حبانَ في "الثقاتِ"
(3)
، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(4)
للتمييزِ.
[4641] يسارٌ، الحبشيُّ الراعي
(5)
سمَّاهُ أبو نعيمٍ
(6)
، أعطاهُ مواليه للنَّبي صلى الله عليه وسلم فقَبِلَهُ وأعتقَهُ، وعن ابنِ إسحاقَ أنَّهُ سمَّاهُ أسلمَ، ورَدَّهُ ابنُ الأثيرِ
(7)
بأنَّ أسلمَ استُشهِدَ بخيبر، كَمَا في ترجمتِهِ.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 420، و"الجرح والتعديل" 9/ 307.
(2)
"الطبقات الكبرى" 6/ 145.
(3)
"الثقات" 5/ 557.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 297، و"تهذيب التهذيب" 9/ 393.
(5)
"الإصابة" 6/ 534.
(6)
"معرفة الصحابة" 5/ 2810.
(7)
"أسد الغابة" 4/ 738.
[4642] يسارٌ، مَولى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم
-
وهُوَ الراعي الَّذِي قتلَهُ العُرَنِيُّونَ
(1)
، يُحتملُ أن يكونَ هو الَّذِي قبلَهُ، ولكن قد قيلَ في ذَاكَ: حَبَشيٌّ، وفي هَذَا نوبي، قالَهُ في أولِ "الإصابةِ"
(2)
.
[4643] يسارٌ المدنيُّ، مولى ابنِ عُمرَ
(3)
قيلَ: هو الَّذِي قبلَهُ، رَوَى عن: مَولاهُ، وعنهُ: أبو علقمةَ مولى ابنِ عباس، قالَ أبو زرعةَ
(4)
: مدنيٌّ ثقةٌ، وذكرَهُ ابنُ حبانَ في ثانيةِ "الثقاتِ"
(5)
، والَّذِي قبلَهُ كَمَا قَالَ المِزِّيُّ
(6)
: أقدمُ منهُ.
[4644] يسارٌ غلامُ بريدةَ
لهُ ذكرٌ في المدنِيِّينَ، هكَذَا ذكرَهُ ابنُ منده مختصرًا، وأخرجَ عُمرُ بنُ شبَّةَ من طريقِ عبدِ العزيزِ بنِ عمرانَ عن يَحيَى بنِ أفلحَ مولى بني ضَمرةَ،
(1)
الحديث في "صحيح البخاري" كتاب الزكاة باب استعمال إبل الصدقة رقم، و"صحيح مسلم" كتاب القسامة والمحاربين باب حكم المحاربين والمرتدين رقم 1671 من حديث أنس بن مالك.
(2)
"الإصابة" 3/ 666.
(3)
"التاربخ الكبير" 8/ 557.
(4)
"الجرح والتعديل" 9/ 306.
(5)
"الثقات" 5/ 557.
(6)
"تهذيب الكمال" 32/ 297.
سمعتُ بريدةَ بنَ الحصيبِ الأسلميَّ يُخبرُ أنَّهُ بعثَ غلامَهُ يسارًا مَعَ النَّبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ حينَ مرَّا عليهِ في هِجرَتِهِمَا قَالَ: فلمَّا حَضَرت الصلاةُ استقبلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم القبلةَ، وقَامَ أبو بكرٍ عن يمينِهِ فقمتُ عن يسارِهِ، فدفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في صدرِ أبي بكرٍ فأخَّرَني وأخَّرَهُ فصَفَفنَا وراءَهُ وصلَّينَا، وقالَ ابنُ شبَّةَ
(1)
: عبدُ العزيزِ كثيرُ الغلطِ. قالَهُ شيخُنَا في أولِ "الإصابةِ"
(2)
.
[4645] يسارٌ مَولى أبي الهيثمِ ابنِ التيهانَ
(3)
استشهِدَ بأُحُدٍ.
[4646] يعقوبُ بنُ إبراهيمَ بنِ سعدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ عوفٍ، أبو يُوسفَ القُرشيُّ الزهريُّ العوفيُّ المدنيُّ
(4)
نزيلُ بغدادَ، حدَّثَ عن أبيهِ، ومُحمَّدِ بنِ أخي الزهريِّ، وعاصمِ بنِ مُحمَّدٍ العمريِّ، والليثِ، وشعبةَ، وعنهُ: أحمدُ، وإسحاقُ، والذهليُّ، وعبدٌ، وابنُ المدينيِّ، وابنُ معينٍ، وأبو خيثمةَ، وعباسُ الدوريُّ، ومُحمَّدُ بنُ إسحاقَ الصغانيُّ، ويعقوبُ بنُ شيبةَ، وخلقٌ.
(1)
"تاريخ المدينة" لابن شبة 1/ 123.
(2)
"الإصابة" 3/ 666. وروى الأثر ابن النجار في "الدرة الثمينة" ص: 103 مع اختلاف يسير.
(3)
"الاستيعاب" 4/ 1582.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 396، و"تهذيب الكمال" 32/ 308.
قالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: ثقةٌ جليلُ القدرِ مقدمٌ عَلَى أخيهِ سعدٍ في الفضل والورعِ والإتقانِ يعني مَعَ كونِهِ أصغرَ منهُ بأربعِ سنينَ، وقالَ ابنُ معينٍ
(2)
والعجليُّ
(3)
: ثقة، زادَ ثانيهمَا: مدنيٌّ، وقالَ غيرُهُمَا: بَقِيَ بعدَ أخيهِ فكتبَ عنهُ النَّاسُ فوجَدُوا عِندَهُ عِلمًا جليلًا، تُوفِّي بفم الصلحِ
(4)
وهُوَ في صُحبةِ الحسنِ بنِ سهلٍ في شوالَ سنةَ ثمانٍ ومئتين.
[4647] يعقوبُ بنُ إبراهيمَ بنِ عليٍّ البخاريُّ الحنفيُّ
نزيلُهَا، ممَّن سمعَ سنةَ ثمانٍ وتسعينَ على البرهانِ بنِ فرحون "الموطَّأَ"، وكَانَ من جماعةِ الجلالِ الخُجَندِيِّ وملازَمتِهِ، وكانَ صالحًا شديدَ الاعتناءِ بالتصوُّفِ، وكتبَ بِخَطِّهِ مجموعًا في ذلكَ.
[4648] يعقوبُ بنُ إبراهيمَ الزهريُّ المدنيُّ
(5)
يروي عن: هشامِ بنِ عروةَ عن أبيهِ عن عائشةَ مرفوعًا: تختَّمُوا بالعقيقِ فإنَّهُ مُباركٌ
(6)
، وعنهُ: الصلتُ بنُ مسعودٍ.
(1)
"الطبقات الكبرى" 7/ 343.
(2)
"تاريخ ابن معين رواية الدارمي" ص: 229، و"الجرح والتعديل" 9/ 202.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 372.
(4)
فم الصلح: بلدة على دجلة بأعلى واسط بينهما خمسة فراسخ. "معجم البلدان" 4/ 276، و"الأنساب للسمعاني" 3/ 550.
(5)
"ميزان الاعتدال" 4/ 448، و"لسان الميزان" 8/ 522.
(6)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان" 5/ 201، وابن عدي في "الكامل" 7/ 146. وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 56، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" ص: 153، والألباني في "السلسلة الضعيفة" 1/ 260.
قالَ ابنُ عديٍّ
(1)
: ليسَ بالمعروفِ، وجزمَ في ترجمةِ يعقوبَ بنِ الوليدِ
(2)
بعدَ أن ساقَهُ من روايَتِهِ عن هشامٍ أيضًا بأنَّ ابنَ الوليدِ سرقَهُ من يعقوبَ بنِ إبراهيمَ فأشعرَ بأنَّ لهُ أصلًا من روايةِ ابنِ إبراهيمَ، وأوردَ لَهُ البيهقيُّ في "الشعَبِ"
(3)
من طريقِ مُوسَى ابنِ داودَ الضَّبي: حدثنا يعقوبُ ابنُ إبراهيمَ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن أبي مسلمٍ الخولانيِّ، عن عُبيدِ بنِ عميرٍ عن أبي ذَرٍّ رفعَهُ:"زُرِ القبورَ تَذَكَّرُ الآخرةَ، واغسلِ الموتى فإنَّ معالجةَ جَسَدٍ خاوٍ موعظةٌ بليغةٌ". وهَذَا متنٌ منكرٌ
(4)
.
[4649] يعقوبُ بنُ إسماعيلَ بنِ حمّادِ بنِ زيدِ ابنِ درهمٍ، أبو يُوسفَ البصريُّ
قاضي المدينةِ. سمعَ ابنَ عيينةَ، وابنَ مهديٍّ، وأَبا عاصمٍ، ويَحيى القطانَ، وَعنهُ: ابُنهُ يوسفُ، وحفيدهُ أبو عمرَ محمدُ بنُ يوسفَ لقَّنَهُ حديثًا واحدًا، وعبدُ الله بنُ أَحمدَ بنِ حنبلٍ، وعبدُ الله بنُ ناجيةَ، وقاسمُ المطرزُ، والحضرميُّ، ابنُ أبي الدُّنيا، وهارونُ ابنُ المجذّرِ، قالَ أبو حاتمٍ
(5)
: صدوقٌ، كتبنا عنهُ بسامرّاءَ.
(1)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 146.
(2)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 147.
(3)
"شعب الإيمان" 7/ 15 رقم الحديث 9291.
(4)
قاله البيهقي في "شعب الإيمان" 7/ 15، ونقله عنه ابن حجر في "لسان الميزان" 8/ 523.
(5)
"الجرح والتعديل" 9/ 204.
وذكرَهُ ابنُ حبانَ في ثانيةِ "ثقاتِهِ"
(1)
، وقَالَ غيرُهُمَا: تُوفِّي عَلَى قضاءِ فارسَ سنةَ ستٍّ وأربعينَ ومِئَتَينِ هناك.
[4650] يعقوبُ بنُ أبي بكرٍ، الفقيهُ عَلَمُ الدِّينِ
المحترقُ أبوه ليلةَ حريقِ المسجدِ، حَكَى عنهُ الجمالُ المطريُّ
(2)
مَا قَدَّمتُهُ في محمودِ بنِ زنكي (4070) ممَّا حدَّثَهُ بِهِ عنه مَن أدرَكَهُ مِن الأكابرِ.
وقَالَ أيضًا
(3)
: حدَّثَنِي يعقوبُ وكانَ من أولادِ المجاورينَ، وأبوه أبو بكرٍ فَرَّاشٌ من قُوَّامِ المسجدِ، فذكرَ شيئًا في المنبرِ النَّبويِّ.
[4651] يعقوبُ بنُ جعفرِ بنِ أبي كثيرِ الأنصاريُّ مَولاهُم المدنيُّ
يروي عن: مُوسَى بنِ يعقوبَ الزمعيِّ، والقراءةَ عن نافعِ بنِ أبي نعيمٍ، وعنهُ: مُحمَّدُ بنُ يَحيَى بنِ أبي عُمرَ العدنيُّ، وحمزةُ بنُ القاسمِ، ومُحمَّدُ ابنُ سعدانَ، وأبو عمرَ الدوريُّ، وغيرُهُم، وهوَ في "التَّهذيبِ"
(4)
.
(1)
"الثقات" 9/ 286.
(2)
"التعريف" ص: 83.
(3)
"التعريف" ص: 82.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 317، و"تهذيب التهذيب" 9/ 401.
[4652] يعقوبُ بنُ جمالٍ، علمُ الدِّينِ القُرشيُّ الهاشميُّ المصريُّ
وهو يعقوبُ بنُ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ مفرِّجٍ البَكريُّ، كَمَا مَضَى في ولدِهِ عبدِ الله (2152)، ولكنَّهُ إنَّمَا اشتُهِرَ بيعقوبَ بنِ جمالٍ وكَانَ جمالٌ لقبٌ لأحدٍ من آبائِهِ، أخو يُوسفَ، وُلِدَ سنةَ ستٍّ وثمانينَ وستِّ مِئةٍ.
قَالَ ابنُ فرحونٍ
(1)
: الشَّيخُ الإمامُ العَلَّامَةُ، وقالَ أيضًا: العالمُ الفاضلُ كأخيهِ فيهِ رئاسةٌ وحفظٌ للمنصبِ والنَّسَبِ فوَلِيَ قضاءَ المدينةِ بعدَ السِّراجِ، وكَانَ ينوبُ عنهُ في الأحكامِ في حياتِهِ، فَلمَّا مَاتَ سعى لَهُ بعضُ أصحابِهِ في الاستقلالِ بِهِ خاصَّةً واستقرَّ في الخطابَةِ والإمامةِ البهاءُ بنُ سلامةَ المصريُّ، ثُمَّ انفصلا معًا بالشَّرَفِ الأُميوطِيِّ وسألَهُ هَذَا في النيابَةِ عنهُ في القضاءِ فامتنعَ، فنزلَ لَهُ عن تدريسِ المدرسةِ الشهابيةِ فقَبِلَهَا وباشرَهَا، ولمَّا وَلِيَ صاحبُ الترجمةِ القضاءَ جَرَى بينَهُ وبينَ أخيهِ من التَّحاسُدِ والتّباغُضِ مَا لم يجرِ لغيرِهِمَا من الإخوةِ وسَرَى في عَقِبِهِمَا حَتَّى تَلِفَ حالُهُم وافترقتْ كلمتُهُم وطمعَ فيهم عدُوُّهُم، وصدقَ النَّبي صلى الله عليه وسلم حيثُ قَالَ:"إياكُم والبغضاءَ فإنَّها الحالقةُ"
(2)
، ومَاتَ بَعدَ أخيهِ، واتَّفقَ أنَّ
(1)
"نصيحة المشاور" ص: 160، ص: 215، 216.
(2)
رواه مالك في "الموطأ" 2/ 94 عن سعيد بن المسيب موقوفا، ووصله البخاري في "الأدب المفرد" برقم 412، والبيهقي فى "شعب الإيمان" 7/ 489، وابن عبد البر في التمهيد 23/ 144 - 145 عن أبي الدرداء رضي الله عنه رفعه.
الشرفاءَ غرَّمُوهُ شيئًا بعدَ التضييقِ عليهِ فرأيتُ أخاهُ في المنامِ وهُوَ عَلَى حالةٍ حسنةٍ وهو يشيرُ إلى أخيهِ هَذَا كالمتشمِّتِ بهِ ويقولُ: مَا عرفَ قدري حَتَّى فقدَنِي، وكانَ العَلَمُ هَذَا حاكمًا عدلًا فقيهًا فاضلًا رئيسًا مقدمًا عندَ السِّراجِ يُحِبُّهُ ويُعَظِّمُهُ ويشاورُهُ، وقالَ لي العَلَمُ: وَالله مَا فَرِحْتُ بهذَا المَنصِبِ، وَإِنِي لأَرجو أن يُقِيلَنِي اللهُ منه، وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ رَأَى في المَنَامِ كَأَنَّهُ عَلَى سَطْحِ قُبَاءَ وَأَنَّهُ عَلَى طَرَفِ الحَائِطِ قد تَدَلَّى وَلم يَبقَ إِلا أَن يَسقُطَ فَيهلكَ وَهو مِنَ الخَوفِ في أَعظمِ مَا يَكونُ حَتَى نَجَّاهُ اللهُ، وَكَانَ ذلك تَسلِيةً له عند العَزلِ، وَكَانَ قد جَرَى في أَحكَامِهِ عَلَى السداد
(1)
خُصوصًا عَلَى الخُدَّامِ وَمَنَعهم مِنَ الشَّمعِ وَالدَرَاهِمِ وَغَيرِ ذَلِكَ مِمَا يَجمَعَونَهُ في صُندوقِ النُّذورِ في أيَّامِ المَوسِمِ، وقال لهم: هَذَا يَجرِي في مَصَالِحِ الحَرَمِ لا يَجُوزُ لكم قَسْمُهُ بينَكُم، فَتَضَيَّقوا مِنْ ذَلكَ وَعَزَّ عَلَيهم فَغَلَبَهُم عليه ولم يَصْرِف لهم منه شَيئًا وَكَانَ الحَقُّ مَعَهُ، مَاتَ في سَنَةِ خَمسٍ وأربعينَ وسَبعِ مِئةٍ، وَتَبِعَهُ المجدُ
(2)
بِأَمتَنِ عِبَارَةٍ وَأَبينِ إِشَارةٍ وقال: إِنَّ البَهاءَ ابنَ سَلامةَ المُتَوَلِّيَ لِلخَطَابَةِ وَالإِمَامَةِ، كَانَ فَاضلًا أديبًا، وكاتبًا أريبًا، ومُتَرَسِّلًا لبيبًا، يحوكُ الكلامَ نثرًا ونظمًا، وَيَفوقُ الأنَامَ بِفَكِّ الخطِّ المُعمَّى.
فاستمرَّ عامَينِ في الإِمامةِ والخَطابةِ وَمَا استَمرَأَ المعلومَ ولا استَهناهُ ولا استَطَابَهُ، وَذلكَ لأنَّهُ اطَّلعَ على شَرطِ الواقفِ، فَوَجَدَ مِن جُملَتِهَا مَعرِفةَ عُلومِ القِرَاءاتِ، وَمعرفَة الأَصلَينِ وَمعرفةَ الفَرَائِضِ، وَغيرَ ذَلكَ مِنَ
(1)
في الأصل: "على السد"، والتصويب من "نصيحة المشاور" ص:216.
(2)
"المغانم المطابة" 3/ 1319.
الدِّراياتِ، فَخَافَ عَلَى دِينِهِ وَاستَقَالَ، وَطَلبَ مِنَ الله الرِّزقَ الحَلالَ، فأُعطيَ معلومًا بدمشقَ مُضافًا إِلى مَا كَانَ بيدِهِ مِن مَعلومِ الكِتابةِ، وَفضَّلَ ذَلكَ عَلَى مَعلومِ الإِمَامَةِ وَالخَطَابَةِ. ولمَّا عُزِلَ وَلِيَ الشَّرَفُ الأُميوطيُّ الوظيفتَينِ وَاستَجلَى عَلى مَنصِبِهِ المقصودِ مِنَ الوَصِيفَتَينِ وعُزِلَ العَلَمُ فلم يتأسَّف لذلك، بل كان مُتمنَّاهُ أنْ يتخلَّصَ قَبلَ المَوتِ مِن حِنْدِسِ الحُكمِ الحالِكِ. إِلى آخِرِ مَعنىَ مَا سَبَقَ.
وَذَكَرَهُ ابنُ صَالِحٍ فَقَالَ: كَانَ رَئيسَ الشَافِعيَّةِ مُعِيدًا في حَيَاةِ السِّراجِ الخَطَيبِ، ثُمَّ وَلِيَ القَضَاءَ بَعْدَهُ وَصُرِفَ بَعدَ سَنَتَينِ وَدَرَّسَ بِالشِهَابيةِ في أيَّامِ الشَّرَفِ الأُميوطِيِّ إِلى أَن مَاتَ، وَكانَ تَقِيًّا دَيِّنًا بَهِيًّا في خِلقَتِهِ جَمِيلَ الأَحوَالِ مِن أَربَابِ العُقُولِ مَن رَآهُ أَحَبَّهُ وَمَن صَحِبَهُ فَخِرَ به، قَالَ: وَقْد صَحَّحتُ عَلَيهِ في بِدَايَتِي أَكثَرَ كِتَابَ "المغني" رحمه الله.
[4653] يَعقوبُ بنُ حمُيدِ بنِ كَاسبٍ أَبو يُوسفَ المدنيُّ
نَزِيلُ مَكَّةَ، وَأَحَدُ أَئِمَّةِ الحَدِيثِ بِالمَدِينَةِ، وقد يُنْسَبُ إِلى جَدِّهِ، يروي عن: إِبراهِيمَ بنِ سَعدٍ، وعبدِ العَزِيزِ بنِ أبي حازمٍ، وابنِ وهبٍ، وابنِ عُيينةَ، وخَلقٍ من أهلِ الحجازِ، وعنهُ: البخاريُّ خارج "الصّحيحِ"، وابنُ ماجه، وأبو بكرِ بنِ أبي عاصمٍ، وإسماعيلُ القَاضِي، وعبدُ الله بنُ أحمدَ، وآخرونَ كعمرَ بنِ سعيدِ بنِ سنانَ.
ضعَّفَهُ أبو حاتمٍ
(1)
، وقالَ البخاريُّ
(2)
: لم نرَ إلَّا خيرًا، ووقَعَ في الصلحِ
(3)
وفيمن شهدا بدرًا
(4)
من "الصحيحِ": حدثنا يعقوبُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ سعدٍ فقيلَ: إنَّهُ هَذَا، وقيلَ: إنَّهُ الدورقيُّ، وقيلَ: ابنُ
(5)
إبراهيمَ ابنِ سعدٍ أو ابنُ مُحمَّدٍ الزهريُّ، وهو فيهما خطأٌ بلا شكٍ، وقال المِزِّيُّ
(6)
: الأولُ أشبه، قلتُ
(7)
: وإليهِ ذهبَ أبو أحمدَ الحاكمُ، وبذلكَ جَزَمَ أبو إسحاقَ الحبّالُ وأبو عبدِ الله بنُ منده وغيرُهُمَا.
وقالَ في "الزَّهرةِ": رَوَى عنهُ البخاريُّ حديثًا واحدًا، قالَ المِزِّيُّ
(8)
: وباقي الأقوالِ مُحتَمَلٌ إلَّا الثالثَ، فالبخاريُّ لم يلقَهُ معَ أنَّ الحاكمَ صاحبَ "المستدركِ"
(9)
قَالَ: إنَّهُ إنَّمَا رَوَى عن يعقوبَ بنِ مُحمَّدٍ الزهريِّ، وقَالَ ابنُ معينٍ
(10)
: ثقةٌ، ومرَّةً
(11)
: ليسَ بشيءٍ أو ليسَ بثقةٍ، فقيلَ لَهُ: لأي شيءٍ قلتَهُ؟ قَالَ: لأنَّهُ محدودٌ، فقيلَ: أليسَ هو في سماعِهِ ثقةً؟ قالَ: بلى، ورَدَّهُ
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 206.
(2)
"التاريخ الأوسط رواية الخفاف" 2/ 263.
(3)
كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، رقم الحديث (2550).
(4)
كتاب المغازي باب فضل من شهد بدرا، رقم الحديث (3766).
(5)
في الأصل: "ابن ابن إبراهيم". بزيادة "ابن"، والتصويب من "تهذيب التهذيب" 9/ 402.
(6)
"تهذيب الكمال" 32/ 320.
(7)
"تهذيب التهذيب" 9/ 403.
(8)
"تهذيب الكمال" 32/ 321.
(9)
"المستدرك" 2/ 307.
(10)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 151.
(11)
"الجرح والتعديل" 9/ 206.
مصعبٌ الزبيريُّ
(1)
فقَالَ: بئسَ القولُ هَذَا إنَّمَا حدَّهُ الطالبيون في التَّحاملِ، وابنُ كاسبٍ ثقةٌ مأمونٌ صاحبُ حديثٍ، وكانَ مِن أمناءِ القضاةِ زمانًا، وكَذَا وثَّقهُ مَسلمةُ، وقالَ النَّسائيُّ
(2)
: ليسَ بشيءٍ، ومرةً: ليسَ بثقةٍ، وقالَ ابنُ عديٍّ
(3)
: لا بأسَ بِهِ وبرواياتِهِ وهُوَ كثيرُ الحديثِ كثيرُ الغرائبِ، وقَالَ صالحُ جزرةَ
(4)
: تكلَّمَ فيهِ بعضُ النَّاسِ.
وقَالَ الحاكمُ أبو عبدِ الله
(5)
: لم يتكلَّمْ فيهِ أحدٌ بِحُجَّةٍ، مَاتَ في آخرِ سنةِ إحدى وأربعينَ ومئَتَينِ، وقيلَ: سنةَ أربعينَ، قَالَ ابنُ حبانَ في رابعةِ "الثقاتِ"
(6)
: وكانَ ممّن يحفظُ وممّن جمعَ وصنَّفَ واعتمدَ عَلى حفظِهِ، فرُبَّما أخطأَ في الشيء بَعدَ الشيء، وليسَ خطأُ الإنسانِ في شيءٍ يَهِمُ فيهِ مَا لم يَفحُش ذلكَ منهُ بِمُخرجِهِ عن الثقاتِ إذَا تقدَّمت عدالتُهُ.
[ ....... ]
يعقوبُ بنُ دينارٍ
هُوَ ابنُ أبي سلمةَ، قريبًا (4656).
(1)
"تاريخ ابن أبي خيثمة" 3/ 297.
(2)
"الضعفاء والمتروكين" ص 106.
(3)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 151.
(4)
"الطبقات" لابن سعد 5/ 381، و"الكنى" لمسلم رقم: 2667، و"تهذيب التهذيب" 9/ 403.
(5)
"المستدرك" 2/ 307، و"تهذيب التهذيب" 9/ 403.
(6)
"الثقات" 9/ 285.
[4654] يعقوبُ بنُ زيدِ بنِ طلحةَ بنِ عبدِ الله ابنِ أبي مُليكةَ أبو يُوسفَ
(1)
وكَنَّاهُ البخاريُّ ومُسلمٌ والنسائيُّ وابنُ حبانَ وأبو أحمدَ الحاكمُ وابنُ سعدٍ وآخرونَ أبا عروبةَ، التَّيميُّ المدنيُّ، قاضيهَا أو قاصَّها، وأمُّهُ أمُّ خالدِ ابنةُ جابرِ بنِ المهاجرِ بنِ قنفذِ بنِ عُميرِ بنِ جُدعانَ، يَروي عن: أبي أُمَامَةَ بنِ سهلِ بنِ حنيفٍ، وسعيدٍ المقبريِّ، والزهريِّ، وعمرو بنِ شعيبٍ، وزيدِ بنِ أسلمَ، وعنهُ: مالكٌ، وهشامُ بنُ سعدٍ، وإبراهيمُ بنُ طهمانَ، ومحمَّدُ بنُ جعفرِ بنِ أبي كثيرٍ، ومُوسَى بنُ عُبيدةَ، وابنُ عُيينةَ، وابنُ أبي فُديكٍ، وغيرُهُم، قالَ ابنُ المدينيِّ
(2)
: معروفٌ، وقالَ أبو زرعةَ
(3)
والنَّسائيُّ
(4)
: ثقةٌ، وكَذَا قَالَ ابنُ سعدٍ
(5)
وأنَّهُ قليلُ الحديثِ، وذكَرَهُ ابنُ حبانَ في ثالثةِ "ثقاتِهِ"
(6)
وقَالَ: ماتَ في ولايةِ أبي جعفرٍ، قَالَ الذَّهبي
(7)
: شابًا، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(8)
.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 393.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 207.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 207.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 323، و"تهذيب التهذيب" 9/ 403.
(5)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص 242.
(6)
"الثقات" 7/ 642.
(7)
"تاريخ الإسلام" حوادث سنة 141 - 160 هـ/ ص: 340.
(8)
"تهذيب الكمال" 32/ 323، و"تهذيب التهذيب" 9/ 403.
[4655] يعقوبُ بنُ سعدِ بنِ أبي وقاص الزهريُّ المدنيُّ
(1)
أخو إبراهيمَ وعامرٍ وعمرَ ومحمدٍ ومصعبٍ ويحيى وعائشةَ وأمِّ عُمرَ، يروي عن: أبيهِ، وعنهُ: نافعُ بنُ سليمانَ، ذكرَهُ ابنُ حبانَ في ثانيةِ "ثقاتِهِ"
(2)
.
[4656] يعقوبُ بنُ أبي سلمةَ أبو يُوسفَ التَّيميُّ المدنيُّ
(3)
مَولى آلِ المُنكدرِ، وعَمُّ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الله بنِ أبي سلمةَ، ويُلقَّبُ الماجشونَ، لكونِهِ أحمرَ الوجهِ، واسمُ أبيهِ دينارٌ أو ميمونٌ، سمعَ ابنَ عمرَ، وأبا سعيدٍ، والأعرجَ، وعنهُ: ابناه يُوسفُ وعبدُ العزيزِ، وابنُ أخيهِ عبدُ العزيزِ بن عبدِ الله، وكَانَ يعلمُ الغناءَ، ويتَّخِذُ القِيانَ، وأمْرُهُ في ذلكَ ظاهرٌ معَ صدقِهِ في الروايةِ، ويروى مِمَّا أسندهُ يعقوبُ بنُ شيبةَ عنهُ: أنَّهُ لمَّا عرجَ بروحِ أبيهِ، واجتمعَ الناسُ ووضِعَ عَلى المغتسلِ، ودخلَ الغاسلُ إليهِ رَأَى عِرقًا يتحرَّكُ من أسفلِ قدمِهِ، فقالَ لنَا: أرى عِرقًا يتحرَّكُ فاعتلَلنا عَلَى النَّاسِ وقُلنَا: لم يتهيّأْ، فلَمَّا أصبحنَا أتى الغاسلُ والنَّاسُ فرَأَى العرقَ يتحرَّكُ قالَ: فاعتذرنَا أيضًا بالأمرِ الَّذِي رأيناهُ فمكثَ ثلاثًا ثُمَّ إنَّهُ نَشَغَ فاستوى جالسًا، وقال: ائتوني بسويقٍ، فأُتِي بِهِ فشربَهُ، فقلنَا: خَبِّرْنَا، فقالَ: نعم إنَّهُ عُرِجَ بروحي إلى السماءِ فصعدَ بي المَلَكُ حَتَّى انتهى بي إلى
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 398، و"الجرح والتعديل" 9/ 208.
(2)
"الثقات" 5/ 553.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 392، و"الجرح والتعديل" 9/ 207.
السماءِ السابعةِ، فقيلَ لَهُ: مَن معكَ؟ فَقَالَ: الماجشونُ، فقيلَ: لم يأنِ لَهُ بقيَ من عُمرِهِ كَذَا وكَذَا، ثُمَّ هبطَ، فرأيتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ عن يمينِهِ وعُمَرَ عن يسارِهِ وعُمَرَ بنَ عبدِ العزيزِ بينَ يديهِ فقلتُ للذِي معي: مَن هَذَا؟ وأحببتُ أن أستَثبِتَهُ فقالَ: أَوَمَا تعرفهُ؟ هَذَا عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ قُلتُ: إنَّهُ لقريبُ المقعدِ من النَّبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إنَّهُ عَمِلَ بالحقِّ في زمنِ الجَورِ، وقد ذَكَرَهُ ابنُ سعدٍ
(1)
في الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ وقال: يُكَنَّى أبا يوسفَ وَهوَ الماجشونُ، سُمِّيَ بذلك هو ووَلَدُهُ، وكان فيهم رِجَالٌ لهم فِقهٌ وَرِوَايَةٌ للحَدِيثِ وَالعِلمِ، وَلِيعقوبَ أَحاديثُ يَسِيرَةٌ، وقال البُخَارِّيُ
(2)
: عن هارونَ بنَ محمَّدٍ الماجشونُ بالفارسيةِ: الوَردُ، وقال مُصعبُ الزُّبيريُّ
(3)
: إِنَّمَا سُمِّيَّ الماجشونَ لكونِهِ كَانَ يُعَلِّمُ الغِنَاءَ وَيَتَّخِذَ القِيَانَ وَهو أَوَّلُ مَن عَلَّمَهُ مِن أَهلِ المُرُوءَةِ بِالمدينةِ، وَكَانَ يُجَالِسُ عُرْوَةَ وَعُمرَ بنَ عبدِ العزيزِ في إِمرَتِهِ، وَكَانَ عُمرُ يَأنْسُ إِليهِ، فَلمَّا اسْتُخْلِفَ قَدِمَ عَليهِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّا تَرَكْنَاكَ حِينَ تَركنَا لُبْسَ الخَزِّ، فَانْصَرَفَ عنه، وَكَانَ يُعِينُ رَبيعَةَ على أَبي الزِّنَادِ، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبّانَ في ثَانِيةِ "الثِّقَاتِ"
(4)
، مَاتَ سَنةَ أَربعٍ وعِشرينَ ومئةٍ في خِلافَةِ هِشامٍ، وَأَخْطَأَ مَن أَرَّخَهُ سَنةَ أَربع وَسِتِّينَ، ووُلِدَ فِي زَمَنِ عُمَرَ سَنةَ أَربعٍ وَثَلاثِينَ، وَهوَ في "التَهذيبِ"
(5)
.
(1)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص 153.
(2)
في "التاريخ الكبير" 8/ 382: المورد، وانظر:"تهذيب الكمال" 32/ 337.
(3)
"تهذيب التهذيب" 9/ 406.
(4)
"الثقات" 5/ 554.
(5)
"تهذيب الكمال" 32/ 336، و"تهذيب التهذيب" 9/ 406.
[4657] يعقوبُ بن الصفيِّ الرافضيُّ
لَهُ ذِكرٌ في الشَّريفِ يعقوبَ، قريبًا (4674).
[4658] يعقوبُ بنُ طاهرِ بنِ يَحيَى بنِ الحسنِ ابنِ جعفرٍ الحُسينيُّ
الماضي أبوه (1727) وجدُّه (4525)، سلفتْ عنهُ حكايةٌ في جعفرِ بنِ عُبيدِ الله بنِ الحُسينِ (713).
[4659] يعقوبُ بنُ طلحةَ بنِ عُبيدِ الله بنِ عُثمانَ بنِ عمرو بنِ كعبِ ابنِ سعدِ بنِ تيمِ بنِ مرةَ بنِ كعبِ بنِ لؤي بنِ غالبٍ التَّيميُّ القُرشيُّ المدنيُّ
وأبوه أَحدُ العَشَرَةِ (1750)، ذكرَهُ مُسلمٌ
(1)
في ثالثةِ تابعي المدنيّينَ، يروي عن: أبيهِ.
وعنهُ: أهلُ المدينةِ، قُتِلَ بالمدينةِ يومَ الحَرَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستِّين، قالَهُ ابنُ حِبّانَ في ثانيةِ "ثقاتِهِ"
(2)
، ولَهُ عَقِبٌ بالمدينةِ.
(1)
"الطبقات" 1/ 236.
(2)
"الثقات" 5/ 553.
[4660] يعقوبُ بنُ عبدِ الله بنِ الأشَجِّ مَولى بني مخزومٍ
(1)
ويُقَالُ: مَولى المِسوَرِ بنِ مخرمةَ، ويُقَالُ: مَولى أشجعَ، أبو يُوسفَ المدنيُّ. يروي عن: أبي أُمَامَةَ بنِ سهلِ بنِ حنيفٍ، وسعيدِ بنِ المُسيِّبِ، وبُسْرِ بنِ سعيدٍ، والقعقاعِ بنِ حكيمٍ، وكريبٍ مَولى ابنِ عباسٍ، وأبي صالحٍ السَّمَان، وعطاءِ بنِ أبي رباحٍ، وغيرِهم، وعنه: أخُوه بكيرٌ، وجعفرُ ابنُ أبي ربيعةَ، والحارثُ بنُ يعقوبَ، ويزيدُ بنُ أبي حبيبٍ مَعَ تقدُّمِهِ، وابنُ عجلانَ، وابنُ إسحاقَ، واللَّيثُ، وآخرونَ، قَالَ ابنُ معينٍ
(2)
والنَّسائيُّ والعجليُّ
(3)
: ثقةٌ، زادَ الأخيرُ: مدنيٌّ نزلَ مِصرَ، وذكرَهُ ابنُ حِبّانَ في "الثّقاتِ"
(4)
، وقَالَ يحىَ بنُ بكيرٍ
(5)
: كَانَ بالمدينةِ ثلاثةُ إخوةٍ بنو الأَشَجِّ لا يُدرَى أَيُّهم أفضلُ يعقوبُ وعُمرُ وبكيرٌ، وقَالَ عيسى بنُ دينارٍ
(6)
: سمعتُ ابنَ القاسمِ يقولُ: بَلَغَني عَن يعقوبَ وكَانَ من خِيارِ هَذِهِ الأُمَّةِ، فذكرَ قصَّةً قَالَ: ولَقَدْ سمعتُ مالكًا وغيرَهُ أنَّ يعقوبَ قَالَ في غزاتِهِ التي قُتِلَ فيها: إنِّي رأيتُ أنِّي دخلتُ الجنَّةَ فَسُقِيتُ فيها لبنًا، قَالَ: فاستقاءَ
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 391.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 209.
(3)
"معرفة الثقات" 2/ 372.
(4)
"الثقات" 7/ 641.
(5)
"تاريخ دمشق" 40/ 445.
(6)
"تهذيب التهذيب" 9/ 408.
حقًّا اللَّبَنَ، قَالَ ابنُ القاسمِ: وكَانَ في البحرِ بموضعٍ لا لَبَنَ فيهِ، وقَالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: قُتِلَ شهيدًا في البحرِ بِصَيدَا سنةَ اثنتينِ وعشرينَ ومِئَةٍ في آخِرِ خلافةِ هشامٍ، وقد رَوَى عنه وكَانَ ثقةً ولَهُ أحاديثُ، وكَذَا أَرَّخَهُ غيرُ واحدٍ وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(2)
.
[4661] يعقوبُ بنُ عبدِ الله بنِ أبي طلحةَ
هَكَذَا في نسخةٍ من رابعةِ تابعي المَدَنيّين
(3)
بجانبِ إسحاقَ وإسماعيلَ وعبدِ الله بني عبدِ الله بنِ أبي طلحةَ.
[4662] يعقوب بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مُحمَّدِ بنِ عبدِ الله ابنِ عبدٍ القاريُّ المدنيُّ
نزيلُ الإسكندريّةِ، وحليفُ بني زُهرةَ، وهو الذي يُقَالُ له: يعقوبُ الإسكَندَرانيُّ، يروى عن: أبيهِ، وزيدِ بنِ أَسلَمَ، وعمرِو بنِ أبي عمرٍو، ومُوسَى بنِ عُقبةَ، وأبي حازمٍ بنِ دينارٍ، وسُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، وغيرِهِم، وعنهُ: ابنُ وهبٍ، وابنُ عُفيرٍ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وأبو صالحٍ كاتبُ اللَّيثِ، ويَحيَى بنُ بكيرٍ، وَيحيَى بنُ يَحيَى، وقُتيبةُ، وأبو شريكٍ مُحمَّدُ بنُ
(1)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 309.
(2)
"تهذيب الكمال" 32/ 341، و"تهذيب التهذيب" 9/ 407.
(3)
"الطبقات" ص 262.
يزيدٍ المراديُّ، وآخرونَ من مِصرَ، وغيرِهَا، وثَّقَهُ أحمدُ
(1)
وابنُ مَعينٍ
(2)
، وذكرَهُ ابنُ حِبّانَ، وابنُ شاهينَ في "الثِّقاتِ"
(3)
، وهُوَ ثقةٌ عالمٌ، قَالَ ابنُ يُونسَ: مَاتَ بإسكندريّةَ سنةَ إحدى وثمانينَ ومئةٍ، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(4)
.
[4663] يعقوبُ بنُ عُتبةَ بنِ المغيرة بنِ الأخنسِ ابنِ شريقٍ الثَّقَفِيُّ المدنيُّ
رَأَى السّائِبَ بنَ يزيدَ، ورَوَى عن: عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ، وسُليمانَ بنِ يسارٍ، وأبانَ بنِ عثمانَ، وأبي غطفانَ بنِ طريفٍ المريِّ، وعُروةَ بنِ الزُّبيرِ، وعكرمةَ، والزهريِّ، ويزيدَ بنِ هرمزَ، وغيرِهِم، وعنهُ: ابنُهُ محمَّدٌ، وابنُ إسحاقَ، وعبدُ العزيزِ بنُ الماجشون، وإبراهيمُ بنُ سعدٍ، والحسنُ بنُ الحرِ، وآخرونَ، قَالَ ابنُ سعدٍ
(5)
: كَانَ ثقةً لَهُ أحاديثٌ كثيرةٌ وروايةٌ وعلمٌ بالسيرةِ وغيرُ ذلك، وقَالَ ابنُ معينٍ
(6)
وأبو حاتمٍ
(7)
والنَّسائيُّ والدارقطنيُّ
(8)
: ثقةٌ، وذكرَهُ ابنُ حِبانَ في "الثِّقاتِ"
(9)
وقَالَ: كَانَ حليفًا لبني زهرةَ لَهُ مروءةٌ ونبلٌ،
(1)
"تهذيب التهذيب" 9/ 407.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 210.
(3)
"الثقات" لابن حبان 7/ 644، و"الثقات" لابن شاهين رقم:1631.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 348، و"تهذيب التهذيب" 9/ 409.
(5)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 271.
(6)
"الجرح والتعديل" 9/ 211.
(7)
"الجرح والتعديل" 9/ 211.
(8)
"سؤالات البرقاني للدارقطني" ص: 73.
(9)
"الثقات" 7/ 639.
وقَالَ إبراهيمُ بنُ سعدٍ
(1)
: كَانَ وَرِعًا مُسلِمًا يُستَعمَلُ عَلَى الصّدَقَاتِ ويَستعينُ بِهِ الولاةُ، وعَدَّهُ الواقديُّ عن ابنِ أبي الزّنادِ عن أبيهِ مع سعدِ ابنِ إبراهيمَ وابنِ كيسانَ وجماعةٍ من فقهاءِ أهلِ المدينةِ، وقَالَ البزّارُ
(2)
: مشهورٌ، قَالَ خليفةٌ وجماعةٌ: مَاتَ سنةَ ثمانٍ وعشرينَ ومئةٍ، وذُكِرَ في "التَّهذيبِ"
(3)
.
[4664] يعقوبُ بنُ مَانعٍ المناشيُّ
كانَ تاركًا للنَّاسِ مُشتغلًا بحالِهِ، قَالَهُ ابنُ صالحٍ.
[4665] يعقوبُ بنُ مجاهدٍ، أبو حَزْرَةَ
وُيقَالُ: إنَّهُ لقبُهُ
(4)
، وكُنْيَتُهُ أبو يُوسفَ القُرشيُّ المدنيُّ القاصُّ، مَولى بني مخزومٍ، يروي عن سَلَمَةَ، وأبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، وابنِ عَمِّهِ الحسنِ بنِ عثمانَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، وعُبادةَ بنِ الوليدِ بنِ عُبادةَ ابنِ الصامتِ، وعبدِ الله بنِ أبي عتيقٍ محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الصديقِ، ومحمَّدِ ابنِ كعبٍ القرظيِّ، والقاسمِ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ، وغيرِهِم، وعنهُ يَحيَى
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 389.
(2)
"تهذيب التهذيب" 9/ 410.
(3)
"تهذيب الكمال" 32/ 350، و"تهذيب التهذيب" 9/ 409.
(4)
انظر: "نزهة الألباب" 2/ 256.
ابنُ سعيدٍ الأنصاريُّ وهُوَ أكبرُ منهُ، وحنظلةُ بنُ عمرو الزرقيُّ، وإسماعيلُ ابنُ جعفرٍ، وحاتمُ بنُ إسماعيلَ، وصفوانُ بنُ عيسى، وحسينٌ الجعفيُّ، وغيرُهُم.
قَالَ أبو زرعةَ
(1)
: لا بأسَ بِهِ، وقَالَ ابنُ معينٍ
(2)
: صُويلحُ الحديثِ، وقَالَ النَّسائيُّ: ثقةٌ، وذكرَهُ ابنُ حِبانَ في ثالثةِ "الثقاتِ"
(3)
وقَالَ: مَاتَ بإسكندريةَ سنةَ خمسينَ ومئةٍ أو تسعٍ وأربعينَ وكَانَ يقصُّ، وأَرَّخَهُ في سنةِ تسعٍ ابنُ سعدٍ
(4)
وقَالَ: كَانَ قليلَ الحديثِ، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(5)
.
[4666] يعقوبُ بنُ مجمّعِ بنِ يزيدَ بنِ جاريةَ الأنصاريُّ المدنيُّ
عن: أبيهِ، وعمِّهِ عبدِ الرَّحمنِ، وعنهُ: ابنهُ مجمِّعُ، وابنُ أخيهِ إبراهيمُ ابنُ إسماعيلَ بنِ مجمِّعٍ، وعبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الله بنِ حمزةَ بنِ صُهيبٍ، ذكرَهُ ابنُ حِبانَ في ثالثةِ "الثقاتِ"
(6)
، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(7)
.
(1)
"الضعفاء" لأبي زرعة رقم: 797، و"الجرح والتعديل" 9/ 215.
(2)
"ضعفاء العقيلي" 4/ 437، وفي "سؤالات ابن الجنيد" 805: مدني ليس به بأس.
(3)
"الثقات" 7/ 640.
(4)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 407.
(5)
"تهذيب الكمال" 32/ 361، و"تهذيب التهذيب" 9/ 412.
(6)
"الثقات" 7/ 642.
(7)
"تهذيب الكمال" 32/ 363، و"تهذيب التهذيب" 9/ 413.
[4667] يعقوبُ بنُ محمَّدِ بنِ طَحلاءَ، أبو يُوسفَ المدنيُّ اللّيْثيُّ، مَولى بني ليثٍ
وقيلَ: مَولى جويريةَ ابنةِ الحارثِ الهلاليةِ، يروي عن: بلالِ بنِ أبي هُريرةَ، وأبي الرجالِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الأنصاريِّ، وإسحاقَ بنِ يسارٍ المدنيِّ وغيرِهِم، وعنهُ: مالكٌ، وابنُ أبي الزنادِ، والثوريُّ، وابنُ مهديِّ، وابنُ أبي أويسٍ، وابنُ المباركِ، والقعنبيُّ، وإسماعيلُ بنُ عياشٍ، وداودُ بنُ عمرو الضبيُّ، والأصمعيُّ، وغيرُهُم.
قَالَ أحمدُ
(1)
وابنُ مَعينٍ
(2)
وأبو حاتمٍ
(3)
والنَّسائيُّ: ثقةٌ، وقَالَ الأخيران أيضًا: لا بأسَ بِهِ، وكَذَا قَالَ أبو داودَ، وذكرَهُ ابنُ حِبانَ في ثالثةِ "الثقاتِ"
(4)
.
وقَالَ هو وابنُ سعدٍ
(5)
: إنَّهُ تُوفي في خِلافَةِ أبي جعفرٍ، زادَ ابنُ سعدٍ: وكَانَ قليلَ الحديثِ، وكَذَا قَالَ غيرُهُ: قَلَّ مَا رَوَى، وقَالَ خليفةُ: مَاتَ سنةَ اثنتينِ وستِّينَ ومئةٍ، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(6)
.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 214.
(2)
"تاريخ ابن معين رواية الدوري" 3/ 165، و"رواية ابن طهمان" رقم:367.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 214.
(4)
"الثقات" 7/ 643.
(5)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 430.
(6)
"تهذيب الكمال" 32/ 365، و"تهذيب التهذيب" 9/ 413.
[ ...... ]
يعقوبُ بنُ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ مفرِّحٍ
في يعقوبَ بنِ جمالٍ (4652).
[4668] يَعقوبُ بنُ محمدِ بنِ عِيسى بنِ عبدِ الملكِ بنِ حُميدِ ابنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوفٍ، أبو يوسفَ الزهريُّ المدنيُّ الفقيهُ
يَروي عَنِ: المُغيرةِ بنِ عبدِ الرحمنِ المخزوميِّ، وَإبرَاهيمَ بنِ سعدٍ، وعبدِ الله بنِ جَعفرِ المخرميِّ، وصالحِ بنِ قُدامةَ، وعبدِ الرحمنِ بنِ أبي بكرٍ المليكيِّ، والمنكدرِ بنِ محمدِ بنِ المنكدرِ، وسَبْرَةَ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ سَبْرَةَ الجُهَنِّيِّ، والدَّراورديِّ، وابنِ أبي حازمٍ، وابنِ أَخي الزُهريِّ، ومحمَّدِ ابنِ إِسماعِيلَ بنِ أَبِي فُديكٍ، وَآخرِينَ مِنَ الحِجَازِيِّينَ. وعنه: هارونُ الحمّالُ، وعقبةُ بنُ مكرمٍ، وأَبو أُمَيَّةَ الطَرسُوسِيُّ، وَعباسُ الدوريُّ، وإسحاقُ الحسنُ الحَربيُّ، وحَجَّاجُ بنُ محمدٍ، وَحَاتِمُ بنُ اللَّيثِ، والحارثُ ابنُ أَبي أُسَامَةَ، وَأَبو العيناءِ محمَّدُ بنُ القاسمِ، وَمحمدُ بنُ يونُسَ الكديميُّ، ومحمدُ بنُ عُبَادَةَ الواسطيُّ، وغيرُهُم.
قَالَ أحمدُ
(1)
: ليسَ بشيءٍ لا يسوى شيئًا، وقَالَ ابنُ مَعينٍ
(2)
: مَا حَدّثَكُم عن الثقاتِ فاكتبُوه ومَا لا يُعرَفُ مِن الشيوخِ فدعُوه،
(1)
"ضعفاء العقيلي" 4/ 445.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 214.
ومرَّةً
(1)
: أحاديثُهُ تُشْبِهُ أحاديثَ الواقديِّ، وقَالَ أبو زرعةَ
(2)
: واهي الحديثِ، ومرةً: ليسَ بشيءٍ يُقارِبُ الواقديَّ، وقَالَ أبو حاتمٍ
(3)
: هو على يدي عدلٍ أدركتُهُ فلم أكتُب عنه، وقَالَ ابنُ سعدٍ
(4)
: كَانَ أبوهُ من سَراةِ أهلِ المدينةِ وأهلِ المروءةِ منهم، وكَانَ يعقوبُ كثيرَ العلمِ والسَّمَاعِ ولم يُجالس مَالكًا ولكن لَقِيَ مَنْ بَعدَهُ مِن فُقهاءِ المدينةِ، وكَانَ حافظًا للحديثِ، وقَالَ السَّاجِيُّ: مُنكَرُ الحديثِ كَانَ ابنُ المدينيِّ يتكلَّمُ فِيهِ وإبراهيمُ بنُ المنذرِ يُطريِهِ، وقَالَ ابنُ عديٍّ
(5)
: مدنيٌّ ليسَ بالمعروفِ ولا يُتابَعُ، كَذَا قَالَ، وقَالَ العقيليُّ
(6)
: في حديثِهِ وَهمٌ كثيرٌ ولا يُتَابِعُهُ عَليهِ إلا مَن هو نحوه، وقَالَ الحاكمُ
(7)
: ثقةٌ مأمونٌ سَكَنَ بغدادَ وبِهَا مَاتَ، قَالَ: ورَوى البُّخاريُّ عن يعقوبَ غيرَ منسوبٍ، ويُشبِهُ أن يكونَ هو. انتهى، وقد مَضَى الخلافُ فيه في يعقوبَ بنِ حميدٍ، وقَالَ أبو القاسمِ البغويُّ
(8)
: حديثُهُ ليِّنٌ، وذكَرَهُ ابنُ حِبانَ في رابعةِ "الثقاتِ"
(9)
، قَالَ النَّسائيُّ وابنُ قانعٍ: مَاتَ سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ ومئتين، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(10)
.
(1)
"تاريخ بغداد" 14/ 269
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 214.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 214.
(4)
"الطبقات الكبرى" 5/ 441.
(5)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 149.
(6)
"الضعفاء الكبير" 4/ 445.
(7)
"سؤالات السجزي للحاكم" رقم: 109، و"تهذيب التهذيب" 9/ 415.
(8)
"معجم الصحابة" 1/ 327.
(9)
"الثقات" 9/ 284.
(10)
"تهذيب الكمال" 32/ 367، و"تهذيب التهذيب" 9/ 414.
[ ....... ]
يعقوبُ بنُ ميمونٍ
في ابنِ أبي سَلَمَةَ (4656).
[4669] يعقوبُ بنُ الوليدِ بنِ عبدِ الله بنِ أبي هلالٍ أبو يُوسفَ وقِيلَ أبو هِلالٍ الأزديُّ المدنيُّ
سَكَنَ بغدادَ، يروي عن: هشامِ بنِ عُروةَ، وأبي حازمٍ بنِ دِينارٍ، وعُبيدِ الله وعبد الله ابني عُمَرَ العُمَرِيَّينِ، ومَالكٍ، وابنِ أبي ذئبٍ، وجعفرٍ الصّادِقِ، وسليمانَ بنِ بلالٍ، وعنهُ: الصَّلتُ بنُ مسعودٍ الجحدريُّ، وأحمدُ ابنُ منيعٍ، وعمرو بنُ رافعٍ القزوينيُّ، ومحمَّدُ بنُ الصبّاحِ الجرجانيُّ، ويَحيَى المقابريُّ، ومحمودُ بنُ خداشٍ، والحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وآخرونَ، قَالَ أحمدُ
(1)
: خرقنا حديثَهُ مُنذُ دهرٍ كَانَ مِن الكَذَّابين الكبارِ، وكَانَ يَضَعُ الحديثَ، وقَالَ ابنُ معينٍ
(2)
: لم يكنْ بشيءٍ، ومرَّةً: ليسَ بِثِقَةٍ، ومرَّةً
(3)
: كَذَّابٌ، وقَالَ أبو حاتمٍ
(4)
: ضعيفُ الحديثِ مُنكرُ الحديثِ، كَانَ يَكذِبُ، وقَالَ أبو داودَ
(5)
: غَيرُ ثِقَةٍ، وقَالَ النَّسائيُّ
(6)
: ليسَ بشيءٍ،
(1)
"العلل ومعرفة الرجال" 2/ 532.
(2)
"تاريخ ابن معين رواية الدوري" 3/ 104.
(3)
"تاريخ بغداد" 14/ 265.
(4)
"الجرح والتعديل" 9/ 216.
(5)
"سؤالات الآجري لأبي داود" 2/ 314.
(6)
"الضعفاء والمتروكين" ص: 106.
مَتروكُ الحديثِ، ومرَّةً: ليسَ بِثِقَةٍ ولا يُكتَبُ حديثُهُ، وقَالَ الدارقُطنِيُّ
(1)
: ضعيفٌ، وقَالَ ابنُ عَديٍّ
(2)
: هو بَيِّنُ الأمرِ في الضُعفَاءِ مَترُوكٌ، وقَالَ ابنُ حِبّانَ
(3)
: شيخٌ كَانَ يَسْكُنُ الرَّصَافَةَ يضَعُ الحدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ لا يَحِلُّ كَتبُ حدِيثهِ إلا عَلَى جِهَةِ التَّعَجُّبِ، وذكَرَهُ يعقوبُ بنُ سُفيَانَ
(4)
في بَابِ مَن يُرغبُ عَن الرِّوايَةِ عنهم، وكُنْتُ أسمَعُ أصحابَنَا يُضعِّفُونَهُم، وقَالَ الحاكمُ
(5)
: يَروِي عَن هِشَامٍ ومَالكٍ المنَاكِيرَ، وقَالَ ابنُ شَاهينَ
(6)
: ليسَ هو عندهم بِذَاكَ، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(7)
.
[4670] يَعْقُوبُ بنُ يَحيَى بن عَبَّادِ بنِ الزُّبَيرِ ابنِ العَوَّامِ الأسديُّ الزُّبَيريُّ المدنيُّ
(8)
أَخو عبدِ الوهّابِ المَاضِي (2576)، أُمُّهُمَا أسمَاءُ ابنةُ ثابتِ بنِ عبدِ الله ابنِ الزُّبيرِ، يَروِي عَن أبي صَالِحٍ السمَّان وعِيسى بنِ معمرٍ، وعنه: صَالِحُ ابنُ عبدِ الله بنِ صَالحٍ مَولى بني عَامرِ بنِ لؤيٍّ.
(1)
وذكره في "الضعفاء" رقم: 598، وانظر:"تاريخ بغداد" 14/ 267.
(2)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 147.
(3)
"المجروحين" 2/ 397.
(4)
"المعرفة والتاريخ" 3/ 42.
(5)
"المدخل إلى الصحيح" ص: 232.
(6)
"تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين" ص: 199.
(7)
"تهذيب الكمال" 32/ 372، و"تهذيب التهذيب" 9/ 415.
(8)
"الجرح والتعديل" 9/ 217.
قَالَ الزُّبَيرُ بنُ بَكّارٍ: كَانَ يَعقُوبُ مَعرُوفًا بالفضلِ يَتَولى صَدَقَاتِ آلِ الزُّبِيرِ وآلِ عَبَّادٍ، وهُوَ فِي "التَّهذيبِ"
(1)
.
[4671] يَعْقُوبُ بنُ أبي يَعْقُوبَ المَدَنِيُّ
يَروِي عن: أبي هُرَيرةَ وأمِّ المُنذرِ ابنةِ قيسٍ الأنْصَارِيِّ، وعنه: أيُّوبُ ابنُ عبدِ الرَّحمنِ الأنصاريُّ وعُثمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ التَّيميُّ وأبو يَحيَى الأَسْلَمِيُّ وابنُ أبي فُدَيكٍ وأبو عقيلٍ، قَالَ أبو حَاتِمٍ
(2)
: صَدُوقٌ، وذَكَرَهُ ابنُ حِبانَ فِي ثَانيةِ "الثقاتِ"
(3)
، وهو فِي "التَّهذِيبِ"
(4)
.
[4672] يَعْقُوبُ بنُ يُوسُفَ بنِ عَليِّ بنِ محمَّدٍ المَغْربِيُّ
حَكَى المقريزيُّ عنه: أنَّهُ كَانَ بالمدينةِ فِي رَجَبٍ سنةَ سَبْعَ عَشَرَةَ وثماني مئةٍ، فَقَالَ لَهُ الشَّيخُ أبو عبدِ الله محمَّدٌ الفَارسيُّ وهُمَا بالرَّوضَةِ النَّبَويةِ: إنَّنِي كُنْتُ أُبغِضُ أشرافَ المدينةِ النَّبَويةِ بني حُسَينٍ لما يُظهِرُونَ مِنَ التَّعَصُّبِ عَلَى أَهلِ السنةِ ويتظاهَرونَ بِهِ مِن البِدَعِ، فرَأَيتُ وأَنَا نَائِمٌ بالمَسجِدِ النَّبَويِّ تِجَاهَ القَبرِ الشَّرِيفِ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يَقُولُ: يَا فُلانُ
(1)
"تهذيب الكمال" 32/ 374، و"تهذيب التهذيب" 9/ 416.
(2)
"تهذيب الكمال" 32/ 375، ولم أجده في "الجرح والتعديل" 9/ 217.
(3)
"الثقات" 5/ 553.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 375، و"تهذيب التهذيب" 9/ 416.
باسمِي، مَالي أَرَاكَ تُبغِضُ أولادِي؟ فَقُلتُ: حَاشَ لله مَا أكرهُهُم وإنِّمَا كَرِهتُ منهم مَا رَأَيتُ مِن بُغضِهِم عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ، فَقَال لي: مسألةٌ فقهيَّةٌ، أليسَ الولدُ العَاقُّ يَلحَقُ بالنَّسَبِ؟ فقُلتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ: هَذَا ولدٌ عَاقٌّ، قَالَ: فَلَمَّا انتبهتُ صِرتُ لا ألقَى أَحَدًا من بني حُسينٍ أشرافِ المدينةِ إلَّا بالغتُ في إكرَامِهِ
(1)
.
[4673] يَعْقُوبُ مَولَى الحرقةِ
جَدُّ العلاءِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، ذَكَرَهُ مُسلمٌ
(2)
في ثَانيةِ تَابعي المَدَنِيّينَ، وهُوَ يَروِي عَن: عُمَرَ وحُذيفَةَ، وعنه: ابنُهُ عبدُ الرَّحمنِ والوليدُ بنُ أبي الوليدِ المدنيُّ، فِي "التَّهذِيبِ"
(3)
.
[ ....... ]
يَعْقُوبُ الاسكندرانيُّ
هو ابنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ الله (4662).
(1)
قال الإمام الشاطبي "ربما قال بعضهم: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي كذا وأمرني بكذا فيعمل بها ويترك بها معرضًا عن الحدود الموضوعة في الشريعة وهو خطأ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعًا على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة وأما استفادة الأحكام فلا". "الاعتصام" 2/ 318.
ومعروف عن المقريزي ثناؤه على بني عبيد الفاطميين.
(2)
"الطبقات" 1/ 232.
(3)
"تهذيب الكمال" 32/ 376، و"تهذيب التهذيب" 9/ 417.
[4674] يَعْقُوبُ المغربيُّ الشَّرِيفُ
كَانَ لهُ فِقهٌ وعِلمٌ واشتِغَالٌ، وعليهِ هَيبَةٌ وجَلالَةٌ، وإذا رأيتَهُ ملأَ عَينَيكَ بِشرًا مِن نظافَتِهِ وجمالهِ وعِزَّتِهِ، أقامَ بالمدينة سِنِينَ كَثِيرَةً بالمدرسةِ الشِّهابِيَّةِ، وكانَت لهُ غَيرَةٌ عظيمَةٌ على أهلِ السُّنَّةِ، لا يزالُ يُنكِرُ المُنكَرَ، ويَتَعَرَّضُ لأهلِ البِدَعِ، فيأخُذُ فيهم بِلِسَانِهِ فيُسَفِّهُهُم ويحُطُّ عليهم
(1)
، وكانَ الوقتُ لَيِّنًا على رجالِ
(2)
أهلِ السُّنَّةِ لا يتمكَّنونُ فيه مِنَ القِيامِ بِالحَقِّ كاليَومَ.
وكانَ في أيَّامِهِ شخصٌ من كبارِ الإماميَّةِ يقال له: يعقوبُ بنُ الصَّفِيِّ يَقِفُ في وَسَطِ الرَّوضَةِ ويقولُ بأعلى صوتِهِ:
إِنْ كانَ رَفْضًا
(3)
حُبُّ آلِ محمَّدٍ
…
فَليَشهَدِ الثَّقَلانِ أنِّي رافِضِيّ
في أمثالِ هذا من التَّعَصُّباتِ الَّتِي يفزَعُ منها أهلُ السُّنَّةِ، وله أَعْوانٌ على ذلك، فأنكرَ عليهِ صاحبُ الترجمةِ وباحَثَهُ وخَطَّأَهُ في مَسَائِلَ بَحَثَ فيها، ورُفِعَ الأَمْرُ إلى الأميرِ مَنْصُورٍ، فَرُفِعَ الشَّرِيفُ ورُمِيَ في الجُبِّ، ولم يخرِجُوهُ منهُ حَتَّى غرَّمُوه ألفَ دِرهمٍ، وكانَ لا مالَ له فَضَيَّقُوا عليهِ ونَكَّلُوا بِهِ وتَشَفَّوا مِن أهلِ السُّنَّةِ، فجُمِعتْ له غَرَامَتُهُ ودُفِعَت إليهم.
(1)
في "نصيحة المشاور" ص: 92: "منهم".
(2)
في "نصيحة المشاور" ص: 92: "على حال".
(3)
في الأصل: "رفضي"، والتصويب من "نصيحة المشاور" ص: 92: "منهم".
فلمّا جاءَ الموسِمُ ارتحلَ إلى العِراقِ وأقامَ فيه مُدَّةً، وصَحِبَ الشِّهابَ عبدَ الرحمنِ بنَ عَسْكَرٍ
(1)
وغيرَهُ، فأحسَنُوا إليهِ كثيرًا. ثم رجعَ إلى المدينَةِ فأقَامَ بها وقد جمَعَ شيئًا من الدُّنيا، فتسلَّطَ عليه رَجُلٌ من الأشرارِ فاشْتَغَلَ به وبالغَ في أَذِيَّتِهِ بحيثُ نفاه عن الشَّرَفِ، فَلَحِقَتْهُ حَمِيَّةٌ أَزعَجَتهُ للسَّفَرِ إلى بلدِهِ لإثباتِ نَسَبِهِ.
فَلَقِيَهُ جَماعةٌ كثيرون من كبارِ أهلِ تُونُسَ وعلمائِها ورُؤَسَائِها، فقالُوا لهُ: إلى أينَ تَذهَبُ؟ فقَصَّ عليهم القِصَّةَ وأنَّه متوجِّهٌ إلى بَلدِهِ لإثباتِ نَسَبِهِ. فقالُوا كُلُّهُم: نحنُ نَشهَدُ بِنَسَبِكَ وباستفاضَتِه. قال: فإذا جِئْتُمُ المدينةَ فاجتَمِعُوا بِشيخِ الخُدَّامِ وشُيُوخِ الحَرَمِ وفُقَهَائِهِ واذكرُوا لهم ذلك، ففعلوا، وذَهَبَ هو إلى أقصَىَ المغربِ
(2)
فاجتَمَعَ بِأَبي سعيدٍ عُثمانَ بنِ يَعْقُوبَ بنِ عبدِ الحَقِّ
(3)
فأكرَمَهُ وخَوَّلَهُ مالًا كثيرًا، فانتقلَ إلى الأندَلُسِ رَغبةً في الشَّهادَةِ، فلَمَّا استقرَّ بها وكَثُرَ خَيرُهُ وخَيْلُهُ وخَوَلُهُ وعَبِيدُهُ وإماؤُه أتَاهُ أَجَلَهُ. فَتُوفِّيَ عن وَصِيَّةٍ وقفتُ عليها وقرأتها أخرج
(4)
منها خَمسَ مِئَةِ دِينارٍ لِوَقْفٍ يُشتَرَى بالمدينةِ، يُصرَفُ رَيْعُهُ على مَن بالمدرسةِ الشِّهابِيَّةِ مِنَ المالِكِيَّةِ والشافعيَّةِ، لكونها كانت مَوطِنَه ولم يَكُنْ بالمدينة إذ ذاك غيرُ هاتَينِ الطَّائِفَتَينِ، فلمَّا وَصَلَتِ الوَصِيَّةُ على يَدِ وَلَدِ ابنِ سهلٍ وزيرِ الأندَلُسِ جرت أحوالٌ وقصَّةٌ طويلَةٌ، وخرَجَ إلى آلِ منصورٍ مِنَ المدينةِ بِسَبَبِها؛ لأنَّ الأميرَ طُفيلًا رامَ أخذَ المالِ، فكَاتَبَ القَاضِي شَرَفُ الدِّينِ
(1)
انظر ترجمته في "الدرر الكامنة" 2/ 344، و"شجرة النور الزكية" ص:204.
(2)
في "نصيحة المشاور" ص: 92: الغرب.
(3)
انظر ترجمته في "الدرر الكامنة" 2/ 452.
(4)
في الأصل: "أخ" وهو خطأ والتصويب من "نصيحة المشاور" ص: 93.
الأُميُوطِيُّ السُّلطانَ بِذَلِكَ فَعَزَلَهُ، ووَقَفَ عَلَى الفُقَهاءِ مِن ذَلكَ المالِ الحديقَةَ المُسَمَّاةَ بِغَشَاوَةَ، وكانَ القَاضِي تقيُّ الدِّينِ الهُورِينِيُّ يَصرِفُها على شرطِ الواقِفِ ولا يَتَخَصَّصُ مِنْهَا، قالَهُ ابنُ فرحونٍ
(1)
. وذَكَرَهُ ابنُ صَالحٍ فَقَالَ: جَاوَرَ بالمدِينَةِ فِي المدرسةِ الشّهَابِيةِ، ثمَّ هَبَطَ إلى المغربِ وحصلَ لأهلِ المدينةِ ذَهَبًا لِيُشْتَرَى بِهِ نخلٌ يُوقَفُ فقدر بشراءِ نَخْلٍ في غشاوة عَلَى عَهدِ القَاضِي شرَفِ الدِّينِ الأُميُوطِيِّ وهُوَ مُشترَكٌ بَيْنَ جماعةٍ مِنَ الشَّافِعيةِ ومنَ المالكيةِ تَحتَ نَظرِ الشَّرَفِ المُشَارِ إليهِ.
[4675] يَعْلَى بنُ شَدَّادِ بنِ أَوْسِ بنِ ثَابِتٍ أبو ثَابِتٍ الأنصاريُّ الخَزْرَجِيُّ النَّجّارِيُّ المدنيُّ المقدسيُّ
يَرْوِي عن: أبيهِ، وعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، ومُعَاوِيَةَ، وأمِّ حرامِ ابنةِ ملحانَ، وعنه: ابنهُ عَبْدُ الرَّحمنِ، وسليمانُ بنُ عبدِ الله بنِ الزّبرقَان، وسُليمانُ بنُ بشيرٍ، وأبو سِنَانَ عِيسى بنُ سِنَانَ، وهِلالُ بنُ ميمونٍ الرَّمْلِيُّ، ذَكَرَهُ ابنُ حِبّانَ في "الثقاتِ"
(2)
، وقَالَ: إنَّهُ مدنيُّ سَكَنَ الشَّامَ، وقَالَ ابنُ سعدٍ
(3)
: كَانَ ثقةً، وقَالَ الذَّهَبيُّ فِي "الميزانِ"
(4)
: تَوَقَّفَ بعضُ الأئِمَّةِ في الاحتجاجٍ بخبرِهِ وهُوَ: صَلُّوا فِي النِّعَالِ
(5)
، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(6)
.
(1)
"نصيحة المشاور" ص: 92 - 93.
(2)
"الثقات" 5/ 556.
(3)
"الطبقات الكبرى" 7/ 449.
(4)
"ميزان الاعتدال" 4/ 457.
(5)
رواه أبو داود في سننه كتاب الصلاة باب الصلاة في النعل رقم 652، عن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون فى نعالهم ولا خفافهم".
(6)
"تهذيب الكمال" 32/ 387، و"تهذيب التهذيب" 9/ 420.
[4676] يَعْلَى بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ هرمزٍ المدنيُّ
عن عبدِ الله بنِ عَبَّادٍ الزُّرَقِيُّ، وعنهُ: عبدُ الرَّحمنِ بنُ حَرْمَلَةَ الأسلميُّ وثَّقَهُ ابنُ حِبّانَ
(1)
، وحدِيثُهُ فِي "مُسندِ أَحمَدَ"
(2)
.
[4677] يَلبُغَا النَّاصِرِيُّ
لَهُ درسان للحنفِيَّةِ، أَحَدُهُمَا بمَكّةَ، قَرَّرَ فيهِ جَدُّ بيتِ ابنِ الضياءِ والآخرُ بالمدينةِ (
…
)
(3)
.
[4678] يَمانُ بنُ عَدِيٍّ المَدَنِيُّ
(4)
عَن
…
مجهولٌ، كَذَا في "الميزانِ"
(5)
، لمْ يَزِدْ.
[4679] يُوسُفُ بنُ إبراهيمَ بنِ أَحمَدَ الجمالُ المَدَنِيُّ، عُرِفَ بابنِ البَنّا
مُسنِدٌ جَلِيلٌ، سَمِعَ في سَنَةِ ثَلاثٍ وَأَربعينَ وسَبعِ مِئَةٍ مِن عبدِ الرحمنِ ابنِ عَليِّ بنِ حُسينِ بنِ مَنَّاعٍ التكريتيِّ، وَعبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ الهادِي،
(1)
"الثقات" 7/ 652.
(2)
"مسند أحمد" 5/ 317، 329.
(3)
يوجد هنا فراغ بمقدار أربعة أسطر.
(4)
ذكره في "ميزان الاعتدال" 4/ 460: في ترجمة يمان بن معن المدني.
(5)
"ميزان الاعتدال" 4/ 460.
وَالعِزِّ محمَّدِ بنِ إِبراهيمَ بنِ الشَّرَفِ عبدِ الله بنِ أَبي عُمرَ "صَحِيحَ مُسلمٍ"، وَمِنَ التَّاجِ ابنِ أَبي اليُسْرِ وَالجَمالِ ابنِ نَبَاتةَ "السُّنَنَ الصُّغرى" للنِسَائيِّ، ومِن ابنِ نَبَاتَةَ وَحدَهُ "عَوارفَ المَعارِفِ" للسُّهْرَوَرْدِيِّ، ومِن محمَّدِ بنِ أَبي بَكرِ بنِ أَحمدَ بنِ عبدِ الدائمِ وَأَمَةِ العَزيزِ زَينبَ ابنةِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ ابنِ الخبَّازِ "عَوالي الفُراويِّ"، وَمِنَ الشِّهِابِ أَحمدَ بنِ عَليٍّ الجَزريِّ "السِّيرةَ" لابنِ إِسحاقَ و"مجلسَ البِطاقَةِ" و"نُسْخَةَ أَبي مُسْهرٍ" وما معها، وكذا رَوَى عن الحافظِ الذَّهَبيِّ قَرَأَ عليهِ غَيرُ واحدٍ منهم الشَّمسُ البَسكَرِيُّ، بل وتَزَوَّجَ ابنَتَهُ فاطمةَ واستولَدَهَا عِدَّةَ أولادٍ، وكَذَا سَمِعَ عَلَيهِ أبو الفتحِ المراغيُّ قطعَةً من "النَّسائيِّ الصغيرِ" و"عَوَالي الفُراويِّ" وابنُ أختِهِ المحبُّ المَطَرِيُّ "النَّسائيَّ" بكمَالِهِ ولم يُؤرِّخ واحِدٌ منهُمَا وفَاتَهُ
(1)
.
[4680] يُوسُفُ بنُ أيوب بنِ شادي بنِ مروانَ بنِ يَعْقُوبَ الكُرْدِيُّ الدَّويبيُّ الملكُ النَّاصرُ صَلَاحُ الدِّينِ ابنُ النَّجمِ، صَاحِبُ الدّيَارِ المِصرِيَّةِ والشَّاميةِ والفُرَاتيةِ واليَمنِيَّةِ
(2)
مَاتَ سنةَ تِسعٍ وثمانينَ وخمس مئةٍ في صفرٍ، نُقِلَ أبوه وعَمُّهُ بعدَ أن دُفِنَا إلى المدينةِ النَّبويةِ كَمَا ذُكرَ في شيركوه، ويتحرَّرُ مَا يتعلَّقُ بصاحبِ التَرجَمَةِ
(3)
.
(1)
في "ذيل التقييد للفاسي" 2/ 316 قال: مات وثمانين وسبعمائة بالمدينة النبوية.
(2)
"وفيات ابن خلكان" 2/ 376، و"العقد الثمين" 7/ 483.
(3)
يوجد هنا فراغ بمقدار أربعة أسطر.
[4681] يُوسُفُ بنُ بدرٍ اليَمَانيُّ التَّعِزِّيُّ
نزيلُ المدينةِ، ممَّن سَمِعَ بِهَا "المُوطّأَ" سنةَ ثمانٍ وتسعينَ عَلى البُرهانِ ابنِ فرحونٍ بِفَوتٍ.
[4682] يُوسُفُ بنُ بابا بنِ عُمرَ بنِ محمودِ بنِ رستمٍ الجمالُ الكُدوانيُّ -بضمِّ الكافِ ثُمَّ دالٍ مهملةٍ نسبةً لقبيلةٍ في الأكرادِ- الكُرديُّ الشَّافعيُّ
(1)
نزيلُ طيبةَ، ممّن لازمني بِهَا في المجاوَرَتَين، وكَذَا بِمَكّةَ، وقَرَأَ عَليَّ في مَكّةَ في "شرحِ النُّخبةِ" وفي "علومِ الحديثِ" للطيبيِّ، وبالمدينةِ في شرحٍ لَابنِ عطاءِ الله، وكَذَا سمعَ على الشَّيخِ محمَّدٍ المراغيِّ، وتَزوَّجَ بالمدينةِ، ثُمَّ أعرَضَ عن ذَلكَ، وهُوَ خَيِّرٌ مُتَقَلِّلٌ قانعٌ غيرُ مُنفَكٍّ عن التَّهَجُّدِ والصيامِ واشتغلَ ببلادِهِ، وفارقتُهُ في سنةِ ثمانٍ وتسعينَ وثمانِ مِئَةٍ، كَانَ اللهُ له.
[4683] يُوسُفُ بنُ جمالٍ القُرشيُّ الهَاشِمِيُّ الشَّافِعيُّ
(2)
أخو يَعقوبَ المَاضِي (4652)، وُلدَ في سنةِ إحدى وستينَ وستِّ مِئَةٍ، وهُوَ يُوسُفُ بنُ محمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ مفرِّجٍ البَكريُّ، ويُعَرفُ بابنِ جمالٍ،
(1)
"الضوء اللامع" 10/ 303.
(2)
"نصيحة المشاور" ص: 160.
وكأنَّهُ لَقبُ واحدٍ مِن آبائِهِ. قَالَ ابنُ فرحونٍ: إنَّهُ كَانَ من أبناءِ المُجاوِرِينَ ورؤساءِ النَّاسِ وصدورِ الفُقهاءِ، وهُوَ الفقيهُ الإمَامُ العَلَّامَةُ، كَانَ فقيهًا رئيسًا محصِّلًا لعلومٍ شتَّى، رحلَ إلى العراقِ فتَفَقَّهَ بها عَلَى مذهبِ الإمامِ الشّافعيِّ رحمه الله وأَدرَكَ بِهَا أئمَّةً فأخذَ عنهم وانتفعَ بهم، واقتنى كُتُبًا جليلةً في كُلِّ عِلمٍ، وكَسَبَ مالًا ونَخِيلًا ودُورًا وكَانَ ذَا عِيالٍ كثرِةٍ ونَفَقَةٍ مُتَّسِعَةٍ فأَفنى جُلَّ ماِلهِ في حياتِهِ، وباعَ أكثرَ كُتُبِهِ في المدينةِ وبعثَ كثيرًا منها إلى الشَّامِ فبِيعَ بها. وكَانَ بينَهُ وبَينَ أخيهِ مِنَ التَّبَاغُضِ مَا لم يتَّفقْ لغيرِهِمَا، ومَاتَ هَذَا قبلُ في سنةِ إحدى وأربعينَ وسبعِ مئةٍ، وخلَّفَ ذُكُورًا وإنَاثًا منهم جمالٌ المَاضِي (736). وذَكَرَهُ ابنُ صَالحٍ فَقَالَ: الفقيهُ شقيقُ يَعْقُوبَ، كَانَ يُحِبُّ الكُتُبَ ويَجْمَعُهَا.
[4684] يُوسُفُ بنُ الحسنِ بنِ محمَّدِ بنِ محمود بنِ الحسنِ، الإمامُ عِزُّ الدِّينِ أبو المظفرِ وأبو محمَّدٍ وأبو يَعْقُوبَ ابنِ الشمسِ أبي عَليِّ بنِ الجمالِ الأنصاريُّ، الخزرَجِيُّ، المدنيُّ، الحنفيُّ، ويُعرفُ بالزَّرَنْدِيِّ
(1)
وُلِدَ في سنةِ ستٍّ وخمسينَ وستِّ مِئَةٍ، سمعَ ببغدادَ من عبدِ الصَّمَدِ ابنِ أبي الحسنِ، والرشيدِ بنِ أبي القَاسِمِ، وبِمَكَّةَ من أبي شرفٍ يُوسفَ بنِ إسحاقَ بنِ أبي بكرٍ الطبريِّ، وأبي اليُمنِ ابنِ عَسَاكِرَ، وبالقاهرةِ مِنَ الدّمياطيِّ وحَدَّثَ، سمعَ منهُ البِرزاليُّ بالمدينةِ وأقَامَ ببغدادَ مرةً، وسكنَ مَكّةَ والمدينةَ واستوطَنَهَا، وكَانَ إمامًا فَاضِلًا مَلِيحَ الشَّكلِ، لَهُ حَظٌّ مِنَ
(1)
"الدرر الكامنة" 4/ 452.
اللُّغَةِ والحديثِ، وحَجَّ أربعينَ حَجَّةً، وطَافَ البِلادَ ومَاتَ في المحرَّمِ أو صفرٍ سنةَ اثنتي عَشَرَةَ وسبعِ مئةٍ بالقُربِ مِنَ الكوفةِ، ذكَرَهُ ابنُ رافعٍ في "تاريخهِ" وقَالَ فيهِ: الشَّافعيُّ، قُلتُ: وممَّن سمعَ عَلَيهِ البدرُ عبدُ الله، وعَليٌّ بنُ محمَّدِ بنِ أبي القَاسِمِ ابنِ فرحونٍ، وقَالَ أَوَّلُهمَا فيهِ
(1)
: الحَبَرُ الكبيرُ، والسَّيِّدُ الشَّهيرُ، ذُو العُلومِ المتعدِّدَةِ، والمقاماتِ الرَّبَّانيةِ، والكراماتِ الإلهيةِ، العِزُّ الزَّرَنْدِيُّ المدنيُّ المحدِّثُ، والد محمَّدٍ وأحمدَ وعليٍّ الماضِيينَ، سَكَنَ في حُجرَةِ رِباطِ الأصبهانيِّ فَعَمَرَهُ، وردَّهُ إلى أهلِهِ وعلى شرطِ وقِفِه، بعد أن كانَ منزِلًا للنِّساءِ والفِتيانِ، أخبرَتْني جَدَّتي أنَّها كانتْ ساكنةً فيه معَ بَنَاتِها وجماعَةٍ من أهلِها، وكانَ الرِّباطُ قد اسوَدَّ وتغيَّرَ بالدُّخانِ والوَقيدِ فيه، حتَّى قامَ بهِ الشَّيخُ فَعَمَرَهُ وأخرجَ منه النِّساءَ وغيرَهم، وفيهِ وُلِدَ أولادُهُ، ولم يَزَل حتَّى كَثُرَ عِيالُهُ وانتشر أتباعُهُ فانتَقَلَ عنهُ، وما كانَ الرِّباطُ يُعرَفُ إلا بِهِ، بل كان شَيخَ الرُّبُطِ كُلِّها يَتَفَقَّدُها وَيعْمُرُها، وكانَ قد لَزِمَ قراءَةَ "البُخَاريِّ" في الرَّوضَةِ فيختِمُهُ في كُلِّ جُمُعَةٍ، وأُخْبِرتُ أنَّهُ خَتَمَهُ في ثلاثَةِ أيَّامٍ، لأنَّهُ صارَ على قلبِهِ وطَرَفِ لِسَانِهِ يؤدِّيهِ بِفَصَاحَةٍ ومَعْرِفةٍ به، لا يَمَلُّ سامِعُهُ قِرَاءَتَهُ، ومَن غَابَ أعادَ لهُ مَا فاتَ. وكانَ حَسَنَ الأخلاقِ، جميلَ المُعَاشَرَةِ، غيرَ مُهتَمٍّ بِأُمُورِ الدُّنيا، مُقْبِلًا على شأنِهِ وعِبَادَتِهِ، ومَنَاقِبُهُ كثيرةٌ لا يَسَعُ هذهِ العُجَالَةَ ذكرُها، مات بِطَريقِ العِراقِ ذاهبًا في سنةِ اثْنَتَي عشرةَ وسبعِ مِئَةٍ، وقد مضى في محمَّدٍ العُصَيَّاتيِّ أنه رآه في النَّومِ وقال له: سَلِّم على أولادي وقُل لهم: قد حُمِلتُ إليكم ودُفِنتُ بالبقيعِ عند قُبَّةِ العبَّاسِ، فإذا أرادوا زيارتي فليَقِفُوا هناك ويُسَلِّمُوا
(1)
"نصيحة المشاور" ص: 104.
عَلَيَّ ويدعوا لي
(1)
. وذكره المجدُ
(2)
فقال: الجامعُ بين العِلمِ والعَمَلِ، والسَّيِّدُ الذي تمَّ في جميع الفضائِلِ وكَمَلَ، سادَ السَّادَةَ، وأرغَمَ أعداءَه وحُسَّادَه، وتوسَّدَ من المفاخرِ السَّنِيَّةِ أفخرَ وِسَادَةٍ، وساقَ إلى سُوقِ العِلمِ باجتهادٍ بَدَّل بالنَّفاقِ كَسَادَه، وإذا حَضَرَ غابَ الفضلُ ذلك تمر غابه آسادَه.
قَدِمَ المدينةَ الشَّريفةَ فأقام بِرِباطِ الأصبهانيِّ، فوجدَهُ من الخرابِ في مآتمٍ، فلاقاهُ من العمارةِ بالتَّهاني، صَلَحَ ببركتِهِ حالُهُ، واتَّخذَهُ خِيْشًا إلى أَنْ كَثُرَ فيهِ أشبالُهُ.
وكانَ من هِجِّيراه يُواظبُ عَلَى قراءةِ "صحيحِ البُّخاريِّ" في الرَّوضةِ الشَّريفةِ عَلَى طريقةٍ ظريفةٍ، لا يقصِدُ فِيهِ رِياءً ولا سُمعَةً، ويختِمُ الكتابَ مِن الجُمعةِ إلى الجُمعةِ، إلى أنْ صَارَ الكتابُ في سِطَةِ قلبِهِ، وعلى طَرَفِ لِسانِهِ، وخِدمةِ أَلْسُنِهِ والقيامِ بنشرِهِ أشرف آسانِهِ.
انطلقَ عَلَى القراءةِ مُفصَّلةَ الصَّمصامِ، بحيثُ كَانَ يختمُ "البُّخاريَّ" في أربعةِ أيامٍ، هَذَا مَعَ العلومِ العَدِيدَةِ، والمناقِبِ العتيدةِ، والمفاخِرِ السعيدةِ، والمقاماتِ الحميدةِ، والإقبالِ عَلَى العبادةِ، وإسبالِ أذيَالِ الفَضَائِلِ المُرتادَةِ، وعَدمِ العِنَايَةِ بشيءٍ مِنَ الأُمورِ الدُّنيويةِ الدَّنيَّةِ، وصرفِ الِهمَّةِ إلى صعودِ قِنَّةِ القِمَّةِ مِنَ المِعَالي الباقيةِ السَّنِيَّةِ. وأكرَمَهُ اللهُ بِعَقِبٍ أحَيا بِهِ ذِكرَهُ، ورَزَقَهُ أولادًا سادَةً أوجبَ بِهِم عَلَيهِ شُكْرَهُ.
(1)
"نصيحة المشاور" ص: 133.
(2)
"المغانم المطابة" 3/ 1320.
ثُمَّ أَرَّخ وفَاتَهُ وَأَشَارَ إِلى مَنامِ العُصَيَّاتيِّ قَالَ: وَفضائِلُهُ فِي الجُمْلَةِ كَثِيرةٌ، وَكرَامَاتُهُ وَمَنَاقِبُهُ شَهِيرةٌ، واللهُ تَعَالى يَتَغَمَّدُهُ بِرَحمَتِهِ إِنَّهُ لا إِلَهَ سِوَاهُ.
وَقالَ ابِنُ صَالِحٍ: الشَيخُ المُعمِّرُ القَدِيمُ الصَّالحُ العَالمُ المحدِّثُ عِزُّ الدِينِ، كانَ حَسَنَ الهَيئَةِ والشيبةِ يقرأُ "البخاريَّ" في ثَلاثةِ أَيامٍ نَظَرًا في خَلْوَتِهِ، ومَاتَ في السَّفَرِ غَائبًا عنِ المَدِينَةِ، وَكَذَا اتَّفقَ لأَولادِهِ مَا عَدَا عَلِيٍّ أَنهما مَاتَا بِغَيرِ المَدِينةِ، وممَّنْ ذَكَرَهُ ابنُ خَطيبِ النَّاصِرِيَّةِ في "ذَيلِهِ" لحَلَبَ، وَكذَا شيخُنَا فِي "الدُّررِ"
(1)
باختصارٍ، وأَرَّخَ مَولِدَهُ سَنةَ أَربَعٍ وَسِتِّينَ وهو سَهوٌ فِيما أَظُنُّ، وقال: إِنّهُ سَمِعَ ببغدادَ من عبدِ الصمدِ وابنِ وضّاحٍ يعني الكمالَ عَليَّ بنَ محمَّدٍ، ثُمَّ رَحَلَ إلى الشّامِ ومِصرَ وغيرِهِمَا، وطلبَ وحَصَّلَ وجمعَ وخرَّج وحَجَّ أربعين حَجَّةً، وكَانَ عَدلًا فاضِلًا وعابِدًا مُتقِنًا تُحكَى عنهُ كراماتٌ، وزَرَندُ من عَمَلِ وادي الري، مَاتَ وهُوَ قاصدٌ إلى الحجازِ مَعَ الرَّكبِ العِراقِيِّ، ولَهُ ذُرِّيَّةٌ في المدينةِ الشريفةِ
(2)
.
قُلتُ: وقد قَرأَ عَلى برهانِ الدينِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ إبراهيمَ ابنِ سِباعٍ الفَزَارِيِّ الشَّافعيِّ في سنةِ عشرٍ وسبعِ مِئَةٍ بالبادِرائِيَّةِ من دمشقَ مُؤَلَّفَهُ "الإعلامَ بفضائلِ الشّامِ"، ووصفهُ بالشَّيخِ الإمامِ العالمِ الزاهدِ
(1)
"الدرر الكامنة" 4/ 452.
(2)
في الهامش ما نصه: فائدة مهمة: زرند كمَرند: قريةٌ من أعمال المدينة على نحو أربعين ميلًا منها، من جهة الشَّام أخبرني بِها أبو عبد الله محمد بن يوسف الزَّرندي الأنصاري، محدِّث حرمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم علينا بمدينة شيراز سنة أربع وأربعين وسبعمائة، ولم أسمع من غيره، ولم أجده في كتاب، وهو ثقةٌ. فيروز ابادي رحمه الله. وانظر:"المغانم المطابة" 2/ 829، وعند الأنصاري إضافة:"بقرب وادي القرى". "تحفة المحبين"7.
العابدِ جمالِ المحدِّثينَ بقيةِ الصالحينَ مجاوِرِ حَرَمِ سَيِّدِ المُرسلينَ، أعَادَ الله علينَا مِن بركاتِهِ، ومُؤَلَّفَهُ الآخرَ "باعثَ النفوسِ عَلَى زيارةِ القُدسِ المحروسِ"، ووصفَهُ بِمَا تَقَدَّمَ وزادَ: الفاضلُ العاملُ الأجلُّ، وسَمِعَهُمَا ابناه كما سيأتي وأَجازَ لهُم روايتَهِمَا وسائرَ تصانيفِهِ.
[4685] يوسفُ بنُ الحسنِ بنِ محمُودٍ، العزُّ ابنُ الجلالِ ابنِ العزِّ السرائي الأصلِ التبريزيُّ المولدُ الشَّافعيُّ
(1)
والدُ البدرِ محمَّدٍ ويُعرفُ بالحلوائيِّ، وُلِدَ سنةَ ثلاثينَ وسبعِ مئةٍ بتبريزَ، وأخذَ عن العَضُدِ والبهاءِ الخونجيِّ وآخرينَ، وارتحلَ في طَلَبِ الحديثِ إلى بغدادَ، وقرأَ عَلَى الشَّمسِ الكِرمانيِّ "الصحيحَ"، وأَقَامَ ببلدِهِ يُدَرِّسُ أنواعَ العُلومِ، وتحوَّلَ إلى مارِدِينَ
(2)
فأكرَمَهُ مَلِكُهَا وجمعَ العُلماءَ في مجلسِهِ فتكلَّمُوا مَعَهُ واعترفوا لَهُ بالتقدُّمِ والفَضلِ، ثُمَّ عَادَ إلى بلدِهِ وشَرَحَ "منهاجَ الأصولِ" و"أربعي النَّوويِّ" و"الأسماءَ الحُسنَى" وغيرَ ذلكَ، وكتبَ عَلَى كُلٍّ مِن "الكَشَّافِ" و"شرحِ الشَّافيةِ" في الصَّرفِ حواشِيَ، وكَانَ مُديمًا عَلَى العلمِ ووظائفِ العبادةِ، حَجَّ وجَاورَ بالمدينة سنةً كاملةً معَ حُسنِ الخَلقِ والخُلُقِ، وانتقلَ إلى الجزيرةِ، وكَانت وفاتُهُ بِهَا في سنةِ اثنتين، وقيلَ: أربعٍ وثماني مئةٍ.
(1)
"الضوء اللامع" 10/ 309.
(2)
ماردين بكسر الراء والدال، "معجم البلدان" 5/ 39، مدينة صغيرة في تركيا إلى الجنوب الشرقي من ديار بكر، "الدليل الأزرق"، تركيا:510.
[4686] يُوسفُ بنُ حسنٍ اليمانيُّ
كَانَ في حدودِ الأربعين وسبعِ مِئَةٍ.
[ ....... ]
يُوسفُ بنُ حطّابٍ
يأتي قريبًا (4688).
[4687] يُوسفُ بنُ حماسٍ
وقيلَ: ابنُ يونسَ، بل قيلَ: إنَّهُ يونسُ بنُ حماسٍ، والأوَّلُ أكثرُ، تُوُفِّيَ بالمدينةِ.
[4688] يُوسفُ بنُ خَطّابٍ المدنيُّ
(1)
حَدَّثَ عَن شبابةِ بنِ سوارٍ مجهولٌ، قَالَهُ الذَّهبيُّ في "الميزانِ"
(2)
، وقَالَ في أبيهِ: الظاهرُ أنَّهُ بالمعجمةِ، ولكنَّهُ ذُكرَ في "المشتَبهِ" تبعًا للأميرِ بالمهملةِ
(3)
.
(1)
"المغني في الضعفاء" 1/ 110.
(2)
"ميزان الاعتدال" 4/ 464.
(3)
انظر: "الإكمال" 3/ 163، و"المشتبه" ص:241.
وترجمهُ الأميرُ بقولِهِ: يُوسفُ بنُ الحطّابِ، يَروي عن عُبادةَ بنِ الوليدِ ابنِ عُبادةِ بنِ الصامتِ عن جابرٍ وعنهُ شبابَةُ، وكَذَا في "كتابِ ابنِ أبي حاتمٍ"
(1)
فيمَن اسمُ أبيهِ عَلَى الحاءِ المُهملةِ ولم يذكرْهُ في الخاءِ المعجمةِ، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في ثالثةِ "الثقاتِ"
(2)
بالروايةِ عن عُبادةَ وعنهُ شبابةُ.
[4689] يُوسفُ بنُ خلفٍ القُرشيُّ البكريُّ
قَالَ ابنُ صالحٍ: كَانَ ذا شَيبةٍ، حَسَنَ الخُلُقِ، تامَّ القطعةِ، يسكنُ دارًا لهُ بالقربِ من رباطِ ابنِ عرفةَ وراءَ المسجدِ وخلَّفَ وَلَدَينِ، ثُمَّ ماتَا رحمهم الله.
[4690] يُوسفُ بنُ سعيدِ بنِ مُسافرِ بنِ جميلِ بنِ أبي طاهرِ ابنِ أبي عَبدِ الله أبو محمَّدِ بنُ البنَّا القطانُ
منِ أهلِ بابِ الأزجِ، قَالَ ابنُ النَّجَّارِ: كَانَ مِنَ المشهورينَ بطلبِ الحديثِ وقراءةِ القرآنِ والخيرِ والصلاحِ مِن صِغَرِهِ إلى حينِ وفاتِهِ، قَرَأَ القراءاتِ بالرِّواياتِ عَلَى المشايخِ وكتبَ بِخَطِّهِ الكثيرَ، وكَانت لَهُ هِمَّةٌ وافرةٌ في الطَّلَبِ وجِدٌّ واجتهادٌ ولم يزل يسمَعُ ويكتُبُ إلى حين وفاتِهِ، وكَانَ شيخًا صالحًا وَرِعًا مُتدَيِّنًا كَثيرَ الصيامِ والصلاةِ وقراءةِ القرآنِ والحجِّ والعمرةِ والمُجاورةِ بِمَكَّةَ والمدينةِ.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 221.
(2)
"الثقات" 7/ 638.
[4691] يُوسفُ بنُ سعيدِ بنِ يُوسفَ بنِ نُوحٍ، أبو الحجاجِ الأزديُّ الغرناطيُّ الأندلسيُّ
رَوَى عن: الحافظِ أبي عَبد الله محمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ حَسَنٍ الطائيِّ، عُرفَ بمُسمَعور، وعنهُ: الآقشهريُّ، ووصفَهُ بصاحبِنَا الشَّيخِ التَّالي لكتابِ الله إلى آخرِ عُمرِهِ، وأرَّخَ وفاتَهُ في سنةِ ثلاث عشرة وسبعِ مئةٍ رحمه الله.
[4692] يُوسفُ بنُ عبدِ الله بنِ سلامِ بنِ الحارثِ، أبو يعقوبَ الإسرائيليُّ، حليفُ الأنصارِ المدنيُّ
(1)
يَروي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ الَّذِي سمّاهُ، وعن: أبيهِ، وعثمانَ، وعليٍّ، وأبي الدرداء، وخويلةَ ابنةِ ثعلبةَ، وأمِ مَعقِلٍ، وعنهُ: ابنُهُ محمَّدٌ، وعُمرُ بنُ عبدِ العزيزِ، وعيسى بنُ معقلٍ، ويزيدُ بنُ أبي أُميّةَ الأعورُ، ويَحيَى بنُ سعيدٍ، ويَحيَى بنُ أبي الهيثمِ العَطَّارُ، وابنُ المُنكَدرِ، ومَعمرُ بنُ عبدِ الله بنِ حنظلةَ، وعونُ بنُ عبدِ الله بنِ عُتبةَ، ومحمَّدُ بنُ يَحيَى بنِ حِبانَ وغيرُهُم، قَالَ ابنُ أبي حاتمٍ
(2)
: رَأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وقالَ البُخاريُّ: إنَّ لَهُ صُحبةً فسمعتُ أبي يقولُ: ليست لَهُ صُحبةٌ لَهُ رؤيةٌ.
(1)
"الاستيعاب" 4/ 152.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 225.
وذكرَهُ ابنُ سعدٍ
(1)
في الطبقةِ الخامسةِ مِنَ الصَّحابةِ وسَاقَ حديثَهُ: "أَقعَدَني النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في حِجرِهِ" الحديثَ، وقَالَ: كَانَ ثقةً، ولَهُ أحاديثُ صالحةٌ، وقَالَ العِجليُّ
(2)
: مدنيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ، وذكرَهُ ابنُ حِبّانَ في الأولى من "ثقاتِهِ"
(3)
وأَشَارَ إلى حديثِهِ الَّذِي فيهِ "رأيتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أَخَذَ كِسرةً"
(4)
وقَالَ: إلا أنّي لستُ بالمعتمدِ عَلَى إسنادِ خبرِهِ، وقَالَ أبو القاسمِ البغويُّ: رَوَى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أحاديثَ، وذكرَهُ جماعةٌ ممن ألَّفَ في الصحابةِ، وقَالَ الذَّهبيُّ
(5)
: لَهُ رؤيةٌ وروايةُ حديثَينِ حُكمُهُمَا الإرسالُ، وشهدَ موتَ أبي الدرداء بدمشقَ. وذكرَهُ مُسلمٌ
(6)
في الطبقةِ الأولى من تابعي المدنيِّين، قَالَ خليفةُ
(7)
: تُوفِّي في خلافةِ عُمرَ بنِ عبدِ العزيزِ وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(8)
وأولِ "الإصابةِ"
(9)
.
[4693] يُوسفُ بنُ عليِّ بنِ ماجدٍ
ذكرَهُ ابنُ صالحٍ وأنَّ أبَاهُ خلَّفَ لَهُ ولباقي إخوتِهِ نخيلًا كثيرةً.
(1)
"الطبقات الكبرى" متمم الصحابة 2/ 267.
(2)
"معرفة الثقات" 2/ 375.
(3)
"الثقات" 3/ 446.
(4)
"سنن أبي داود" 3/ 426، "سنن البيهقي" 10/ 63.
(5)
"تاريخ الإسلام" ت: بشار عواد 2/ 1189.
(6)
"الطبقات" 1/ 228.
(7)
"طبقات خليفة" ص: 35.
(8)
"تهذيب الكمال" 32/ 435، و"تهذيب التهذيب" 9/ 437.
(9)
"الإصابة" 3/ 671.
[4694] يُوسفُ بنُ عَليِّ بنِ أبي مشكورٍ القُرشيُّ المَكيُّ الأصلِ، المدنيُّ
ذكرَهُ ابنُ فرحون
(1)
مجرَّدًا وقَالَ: إنَّ ذُرِّيَّتَهُ انتقلت إلى وادِي الصفراء وهُم اليومَ بِهَا.
[4695] يُوسفُ بنُ عَليِّ بنِ ميمونٍ العجيليُّ الفراشُ
الماضي أبوه، ذُكِرَ فيهَ (2857).
[4696] يُوسفُ بنُ عمرِو بنِ يسارٍ، الإمامُ أبو يعقوبَ المدنيُّ، ثُمَّ المصريُّ المقرئُ
المعروفُ بالأزرقِ. لَزِمَ وَرشًا مُدّةً طويلةً وأتقنَ عليه القراءةَ وانفردَ عنهُ بتغليظِ اللاماتِ وترقيقِ الرَّاءاتِ وغيرِ ذلكَ، وتصدَّرَ للإقراءِ، قَرَأَ عليهِ خلقٌ منهم: أبو الحسنِ إسماعيلُ بنُ عبدِ الله النَّحاسُ، ومواسُ المقرئُ، وأبو بكرٍ عبدُ الله بنُ مالكِ بنِ سيفٍ، قَالَ أبو عديٍّ عبدُ العزيزِ: سمعتُ أبا بكرٍ بنَ سيفٍ يقولُ: سمعتُ أبا يعقوبَ الأزرقِ يقولُ: إنَّ ورشًا لمَّا تَعمَّقَ في النَّحوِ اتخذَ لنفسِهِ مقرأً يُسمى مَقرأ ورشٍ، فَلَمَّا جئتُ لأقرأَ عليهِ؛ قُلتُ لهُ: يا أبا سعيدٍ إنّي أُحِبُّ أنْ تُقرِئني مقرَأَ نافِعٍ خالصًا وتَدَعَنِي
(1)
"نصيحة المشاور" ص: 186.
ممّا استحسنتَ لنفسِكَ، قَالَ: فقلَّدتهُ مقرَأَ نافعٍ وكنتُ نازلًا مَعَ ورشٍ في الدارِ، فقرأتُ عَليهِ عشرينَ ختمةً بينَ حَدرٍ وتحقيقٍ، فأمَّا التحقيقُ فكنتُ أقرأُ عليهِ في الدارِ الَّتِي كُنَّا نسكنُهَا في مسجدِ عبدِ الله، وأمَّا الحدرُ فكنتُ أَقرأُ عَليهِ إذَا رابطتُ مَعَهُ بالإسكندريةِ، قَالَ أبو الفضلِ الخُزاعيُّ: أدركتُ أَهلَ مِصْرَ والمغربِ عَلَى روايةِ أبي يعقوبَ الأزرقِ عن ورشٍ لا يعرفونَ غيرَهَا.
[4697] يُوسفُ بنُ عُمرَ بنِ عَليِّ بنِ رسولٍ، المظفَّرُ شمسُ الدينِ ابنُ المنصورِ، صاحبُ اليَمَنِ وابنُ صاحبِهِ
أرسلَ بآلاتٍ وأخشاب لعمارةِ المسجدِ النَّبويِّ بعدَ الحريقِ الكائنِ بِهِ في سنةِ ستٍّ وخمسين وستِّ مئةٍ مَعَ منبرٍ لَهُ رُمَّانتانِ مِن الصَّندلِ، فنُصبَ وخُطِبَ عليهِ عَشرُ سنينَ إلى أنْ أرسَلَ الظّاهرُ بيبرسُ منبرًا بدلَهُ فقُلِعَ
(1)
.
[4698] يُوسفُ بنُ محمَّدِ بنِ زيدٍ -أو يزيدَ- بنِ صيفيِّ ابنِ صهيبِ بنِ سنانَ الروميُّ، مَولى ابنِ جدعانَ التَّيميُّ القُرشيُّ المدنيُّ
(2)
ويُقَالُ بدونِ زيدٍ أو يزيدَ، يَروي عن: أبيهِ، وابنِ عمِّهِ، أو عمِّهِ عبدِ الحميدِ بنِ زيادِ بنِ صهيبٍ، وعنهُ: يُوسفُ بنُ عديٍّ، وسعيدُ بنُ
(1)
يوجد هنا فراغ بمقدار 4 أسطر.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 379، و"المغني في الضعفاء" 1/ 111، و "ميزان الاعتدال" 4/ 473.
سليمانَ الواسطيُّ، وعليُّ بنُ بحرِ بنِ بريٍّ، وهشامُ بنُ عَمَّارٍ، وإبراهيمُ بنُ المنذرِ الحزاميُّ وجماعةٌ، قَالَ البُخاريُّ
(1)
: فيه نظرٌ. وتردَّدَ في اسم جدِّهِ أهُوَ يزيدُ أو زيدٌ؟، وقَالَ أبو حاتمٍ
(2)
: لا بأسَ بِهِ، وذكَرَهُ ابنُ حِبانَ في رابعةِ "الثقاتِ"
(3)
، والعقيليُّ في "الضعفاءِ"
(4)
، وكَذَا ابن عديٍّ
(5)
، وذَكَرَ لَهُ أحاديثَ وقَالَ: هَذِهِ يحتمل، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(6)
.
[ ....... ]
يُوسفُ بنُ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ مفرِّجٍ
مضى في: يوسفَ بنِ جمالٍ (4683).
[4699] يُوسفُ بنُ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ يُوسف، نجمُ الدينِ أو جمالُ الدينِ ابنِ القَاضِي فتحِ الدينِ أبي الفتحِ ابنِ القَاضِي نورِ الدينِ الأنصاريُّ، الزَّرنديُّ، المدنيُّ، الحنفيُّ
(7)
أخو عليٍّ الماضي (2839)، سمعَ بالمدينةِ على الجمالِ الأُميوطيِّ، وابنِ صديقٍ، والعراقيِّ وسليمانَ السَّقَا، والزَّينِ المراغيِّ، وممِّا سمعَهُ عَلَيهِ في سنةِ اثنتينِ وثماني مئةٍ في "تاريخِ المدينةِ" لَهُ، وأجازَ لَهُ أَبو هُريرةَ
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 379.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 228.
(3)
"الثقات" 9/ 278.
(4)
"الضعفاء الكبير" 4/ 450.
(5)
"الكامل" 7/ 169.
(6)
"تهذيب الكمال" 32/ 454، و"تهذيب التهذيب" 9/ 443.
(7)
"الضوء اللامع" 10/ 332.
ابنُ الذَّهبي، والتَّنوخيُّ، وابنُ أبي المجدِ، وعبدُ الله بنِ خليلٍ الحرستانيُّ، وفاطمةُ ابنةُ ابنِ المنجا وجماعةٌ، ولي قضاءَ الحنفيةِ بالمدينةِ وحِسبَتِهَا، وكَانَ القائمَ بأمرِهِ في مُدَّةِ ولايتِهِ ابنُ عمِّهِ فتحُ الدِّينِ أبو الفتحِ محمَّدُ بنُ عبد الوهابِ الماضي، وهُوَ المستَقِرُّ بعدَهُ، مَاتَ تقريبًا سنةَ خمسٍ وثلاثينَ وثماني مئةٍ، وللتَّقِيِّ ابنِ فهدٍ وبنيهِ منهُ إجازةٌ.
[4700] يُوسفُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ محمَّدِ ابنِ عمرانَ الطنجيُّ
المؤدِّبُ بالحرمِ الشَّريفِ. كَانَ فقيهًا صالحًا عابدًا ورعًا زاهدًا كريمًا محسنًا للفقراءِ برباطِ ربيعٍ، وعملَ فيهِ صهريجًا من مالِهِ، وبيَّضَ الرِّباطَ وعَمَّرَ فيهِ أماكنَ، ثُمَّ انتقلَ إلى المدينةِ بعدَ أن أقامَ بمكةَ أكثرَ من ثلاثينَ سنةً، ومَاتَ بِهَا في سنةِ خمسٍ وسبعينَ وسبعِ مئةٍ. ودُفنَ عندَ شهداءِ أُحدٍ رحمه الله، ذكرَهُ الفاسيُّ
(1)
نقلًا عن الشَّريفِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي الخيرِ الفاسيِّ.
[4701] يُوسفُ بنُ محمَّدِ بنِ المُنكدِرِ التيميُّ القُرشيُّ المدنيُّ
(2)
أخو المُنكَدِرِ (4266)، يَروي عن: أبيهِ عن جابرٍ في ذَمِّ كثرةِ النَّومِ
(3)
.
(1)
"العقد الثمين" 7/ 495.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 381، و"ميزان الاعتدال" 4/ 472، و "المجروحين" 2/ 395.
(3)
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يَا بُنَىَّ لَا تُكْثِرِ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ تَتْرُكُ الرَّجُلَ فَقِيرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". "ابن ماجه، باب ماجاء في قيام الليل" 1/ 422، وفيه ضعف.
وعنهُ: مُعاذُ بنُ مُعاذٍ العنبريُّ، وعبدُ الله بنِ جعفرٍ الرقيُّ، وابنُ أبي فُدَيْك، ومحمَّدُ بنُ عيسى ابنِ الطباعِ، وسنيدُ بنُ داودَ وغيرُهُم، قَالَ أبو زرعةَ: صالحٌ، وهُوَ أقلُّ روايةً من أخيهِ المُنكدرِ، وقالَ أبو حاتمٍ
(1)
: ليسَ بقويّ، يُكتَبُ حديثُهُ، وقَالَ أبو داود والدارقطنيُّ: ضعيفٌ، وقالَ النَّسائيُّ: ليسَ بثقةٍ، وقَالَ الدولابيُّ والأزديُّ: متروكُ الحديثِ، وقالَ ابنُ عديٍّ
(2)
: أرجُو أنَّهُ لا بأسَ، وقالَ الطبرانيُّ في "الصغيرِ"
(3)
: لم يروِ هَذَا الحديثَ عن ابنِ المُنكدرِ إلَّا ابنهُ يونسُ، تفرَّدَ بِهِ سُنيدٌ.
وهَذَا الكلامُ قالهُ ابنُ عديٍّ
(4)
أيضًا بعدَ أن أوردَ لهُ سِتّةَ أحاديثَ وقالَ: لا أعلمُ لهُ غيرَهَا، وقالَ العقيليُّ
(5)
: لا يُتابعُ على حديثهِ.
وقالَ ابنُ حِبانَ: غلبَ عليهِ الصَّلاحُ فغَفِلَ عن الحِفظِ فكَانَ يأتي بالشَّيءِ تَوَهُّمًا فبطلَ الاحتجاجُ بِهِ، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(6)
.
[ ........ ]
يُوسفُ بنُ محمَّدِ بنِ يزيدَ بنِ صهيبٍ
مضى فيمَنْ جَدُّهُ زيدٌ (4698).
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 229.
(2)
"الكامل" 7/ 155.
(3)
"المعجم الصغير" رقم: 337.
(4)
"الكامل" 7/ 156.
(5)
"الضعفاء الكبير" 4/ 456.
(6)
"تهذيب الكمال" 32/ 456، و"تهذيب التهذيب" 9/ 443.
[4702] يُوسفُ بنُ محمَّدِ بنِ يُوسفَ بنِ الحكمِ ابنِ أبي عقيلٍ الثَّقَفِيُّ
(1)
أميرُ مَكَّةَ والمدينةِ والطائفِ لابنِ أختِهِ الوليدِ بنِ يزيدَ بنِ عبدِ الملكِ في سنةِ خمسٍ وعشرين ومئةٍ، ثُمَّ عُزِلَ في التي بعدَهَا.
[4703] يُوسفُ بنُ محمَّدِ بنِ يُوسفَ نجمُ الدِّينِ الزَّرَنديُّ
خالُ أبي حامدٍ المطريِّ، وزوجُ زبيدةَ ابنةِ الحيدريِّ، أظنُّهُ الَّذِي جدُّهُ عليُّ بنُ يُوسفَ، ومَضَى قريبًا (4699)، فيحرَّرُ.
[4704] يُوسفُ بنُ مسعودِ بنِ الحكمِ الزرقيُّ الأنصاريُّ المدنيُّ
(2)
يروي عن: أبيهِ، وعن جَدَّتِهِ أمِّ أبيهِ، ولهَا صُحبةٌ، وعنهُ: يَحيَى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ وعُبيدُ الله بن عُمرَ العُمرِيُّ، ذكرَهُ ابنُ حِبانَ في ثانيةِ "الثِّقاتِ"
(3)
ولم يذكرْ في الرُّواةِ عنهُ إلَّا يَحيَى، وقَالَ أبو عبدُ الله الحاكمُ: إنَّهُ تفرَّدَ بالرِّوايةِ
(1)
"الأعلام للزركلي" 8/ 246.
(2)
"التاريخ الكبير" 8/ 374، و"الجرح والتعديل" 9/ 230.
(3)
"الثقات" 5/ 551.
عنهُ، فيحرَّرُ روايةُ عُبيد الله عنهُ مَعَ أنَّ حديثَهَ عندَ النَّسائيِّ في المُتَابعاتِ
(1)
وهوَ في "التَّهذيبِ"
(2)
.
[4705] يُوسفُ بن مقدَّمٍ، نجمُ الدِّينِ الروميُّ الوزيرُ بالمدينةِ للأميرِ طُفيلٍ
(3)
لَهُ ذِكْرٌ في ابنِ هَيلانَ (5039)، كَانَ مِنْ بَيْتِ الوَزَارَةِ وَأَهلِهَا إِلَّا أَنَّهُ شَدَدَّ وَأَخَذَ النَاسَ بِالهَيْبَةِ وَالقُوَّةِ حَتَى استَغَاثَ النَاسُ مِنهُ فَعُزِلَ، وَكَانَ مِثلَ عَلِّي ابنِ يَحيَى في العَقْلِ وَالسِّيَاسَةِ وَالرِّيَاسِةِ، مَاتَ سَنَةَ خَمسٍ وَثَلاثِينَ وَسَبعِ مِئَةٍ.
وَهوَ الذِي أَنشَأَ الدَّرَجَةَ المَوْجودَةَ اليَومَ لِبِئْرِ أَريسَ
(4)
، عَمَّرَهَا في سَنةِ أَربع عشرةَ، قَالَهُ ابنُ فرحونَ
(5)
في مَوْضِعَيْنِ، وَيَجْمَعُ بَيْنَ أَخْذِهِ بِالهَيبَةِ مَعَ السِيَاسَةِ.
(1)
انظر: "المدخل إلى الإكليل" ص: 38، و"السنن الكبرى" للنسائي 3/ 247، ط: الرسالة.
(2)
"تهذيب الكمال" 32/ 459، و"تهذيب التهذيب" 9/ 444.
(3)
المغانم المطابة 2/ 616.
(4)
بئر أريس: بئر مقابل الباب الغربي الأوسط لمسجد قباء على بعد خمسين مترًا تقريبًا، تحت الرصيف المتوسط بين جانبي خط الإسفلت، تاريخ معالم المدينة المنورة للخياري ص:181.
(5)
"نصيحة المشاور" ص: 133 وص: 202.
[4706] يُوسُفُ بنُ نَافِعٍ، أبو يَعْقُوبَ المَدَنِيُّ
(1)
قدِمَ البَصرَةَ وَحَدَّثَهمْ بهَا، يَرْوِي عن: عبدِ الرحمنِ بنِ أَبي الزِّنَادِ، وعنهُ: محمَّدُ بنُ يونسَ البَصَرِيُّ وَغَيرُهُ، قَالَهُ ابنُ حِبَّانَ في رَابِعَةِ "ثِقَاتِهِ"
(2)
.
[4707] يُوسُفُ بنُ يَعقوبَ بنِ أَبي سَلَمةَ دِينَارٍ أَبو سَلمةَ المَدَنِيُّ ابنِ الماجشونَ
(3)
مَولَى آلِ المُنكَدِرِ التَيميُّ المَدَنِيُّ المَاضي أَبوهُ (4656)، يَروي عن: أَبِيهِ، وَالزُهرِيِّ، وَمحمدِ بنِ المُنكَدرِ، وَسعيدٍ المقبريِّ، وَصالحِ بنِ إبراهيمَ ابنِ عبدِ الرحمنِ الزُهريِّ، وَعنهُ: أَبو مصعبٍ، ومحمَّدُ بنُ يَحيى بنِ حَبَّانَ، وَأَحمدُ، وابنُ المَدينيِّ، وسُرَيجُ بنُ يونسَ، ومحمَّدُ بنُ أَبي بكرٍ المُقَدَّميُّ، وَعَليُّ بنُ مُسلمٍ الطُّوسِيُّ، وخلقٌ مِنهمْ: محمَّدُ بنُ الصَّباحِ، ويَحيى بنُ أيُّوبَ المقابريُّ، وقال: سَمعتُهُ يُقولُ: وُلِدتُ في عَهدِ سُليمانَ بنِ عبدِ الملكِ فَفَرَضَ لي في المُقَاتِلَةِ، فَلمَا قَامَ عُمرُ بنُ عبدِ العزيزِ مَرَّ باسمِي وَكَانَ بنا عارفًا فَقَالَ: مَا أعرفني بَمولدِ هَذَا الغلامِ، فَنحَّانِي مِنَ المُقَاتِلَةِ ورَدَّني عَيِّلًا، ذَكَرَهُ ابنُ حِبانَ فِي ثَالِثَةِ "ثِقَاتِهِ"
(4)
وَرَابِعَتِهَا.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 232.
(2)
"الثقات" 9/ 281.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 381.
(4)
"الثقات" 7/ 635.
وقال أَبو حَاتمٍ
(1)
: شَيْخٌ، وَثَّقَهُ ابنُ مَعينٍ، والخليليُّ، وَأَبو دَاودَ، وقال أَوَّلُهم: كُنَّا نَأتِيهِ يُحَدِّثُنَا وَجَوارِيهِ يَضرِبنَ في بَيْتٍ آخرَ بِالمِعزَفَةِ انتَهَى، قَالَ الذَّهَبِّيُّ عَقِبَهُ: أَهلُ المَدِينةِ مَعروفونَ بِالتَّرَخُّصِ في الغِنَاءِ، وَعن ابنِ مَعينٍ مَرَّةً: لا بَأْسَ بِهِ، مَاتَ يُوسفُ سَنَةَ ثَلاثٍ أو أَربعٍ أو خَمسٍ وثَمانِينَ وَمِئةٍ، وَبالأَخيرِ جَزَمَ غيرُ واحدٍ عن ثَمانٍ وثمانينَ سنةً، وهُوَ في "التَّهذيبِ"
(2)
.
[4708] يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ
يروي عن المَدَنِيِّين، وقد أدركَ السَّائبَ بنَ يزيدَ، وعنهُ: ابنُ أبِي ذِئبٍ، قَالَهُ ابنُ حِبّانَ فِي ثالثةِ "ثقاتِهِ"
(3)
.
[ ..... ]
يُوسُفُ بنُ يُونُسَ بنِ حماسٍ
يأتي فِي يُونُسَ بنِ يُوسُفَ قريبًا (4724).
[4709] يُوسُفُ، أبو عبدِ الله الخالديُّ الطّنجِيُّ
قالَ ابنُ صالحٍ: الشَّيخُ الصّالحُ المُتعبِّدُ المُعلِّمُ لكتابِ الله، سَكَنَ مَكّةَ كثيرًا وأَدَّبَ فيها الأولادَ والفقراءَ، وجاءَ بعدَ السِّتينَ إلى المدينةِ فسَكَنَهَا عَلَى قدمِ العبادَةِ والتَّجرُّدِ، خَتَمَ اللهُ لنا بخيرٍ.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 234.
(2)
"تهذيب الكمال" 32/ 479، و"تهذيب التهذيب" 9/ 451.
(3)
"الثقات" 7/ 635.
[4710] يُوسُفُ أبو الفقراءِ الهَرَويُّ البَنَّا
أقامَ بالمدينةِ حَتَّى مَاتَ في رمضانَ أوائلَ عشرِ الخمسينَ وسبعِ مئةٍ، وكَانَ عَلَى خيرٍ ومعاملةٍ للهِ، قالَهُ ابنُ صَالحٍ، وأَظُنُّهُ الملقَّبَ نجمَ الدِّينِ وليسَ بابنِ إبراهيمَ بنِ أَحمَدَ المَاضِي (4679).
[4711] يُوسُفُ التَّواتِيُّ
شيخٌ صَالِحٌ، كَانَ سَلِيمَ القَلبِ، كَريمَ النَّفسِ، يخافُ اللهَ ويشتغلُ في الفاعِلِ ويأكلُ من كدِّ سواعِدِهِ مَعَ محبةِ الدِّينِ وأَهلِهِ وصُحبةِ الصالحينَ، ذَكَرَهُ ابنُ صالحٍ.
[4712] يُوسُفُ الرُّومِيُّ
(1)
جدٌّ أعلى لسرَّاجٍ بنِ مُسافرٍ الرُّومِيِّ، مَاتَ بالمدينةِ النَّبويّةِ ودُفِنَ بِهَا، رحمه الله.
[4713] يُوسُفُ الخوليُّ المغربيُّ
أحدُ أصحَابِ عبدِ الله البَسكَرِيِّ، لَهُ ذكرٌ فيهِ (2028).
(1)
"نصيحة المشاور" ص: 202.
[4714] يُوسُفُ الشُّرَيشيرُ
(1)
شيخُ الشيعةِ وفقيهُهُم، مذكورٌ في محمَّدِ بنِ يَحيَى الخشبيِّ (3994).
[4715] يُوسُفُ الصعيديُّ الفرَّاشُ الشهيرُ بصبيِّ الخطيبِ
كَانَ من قُدماءِ المجَاوِرِينَ عَلَى طريقةٍ حسنةٍ، بحيثُ دَخَلَ بأخرةِ مَعَ الفراشينَ رغبَةً في التماسِ بركةِ الخدمةِ، وقَدْ قَرَأَ عَلَى عبدِ الحميدِ المَاضِي وغيرِهِ، وكَانَ مُلازِمًا للسِّراجِ القَاضي فعُرِفَ بِهِ، بل كَانَ نقيبًا عَلَى الفقهاءِ، وكَانَ يُلبِسُ القضاةَ جميعَهُم ثيابَ الخطابةِ، وصَحِبَ خَلقًا مِنَ الصَّالحينَ وخدَمَ كثيرًا مِنَ الشّيوخِ، بل كَانَت لَهُ عَليَّ خدمةٌ وموالاةٌ عظيمةٌ، وفقدتُ دُعاءَهُ ومحبَّتَهُ، مَاتَ سنةَ ستٍّ وستِّينَ وسبعِ مئةٍ، وقد جَازَ الثَّمانينَ، قَالَهُ ابنُ فرحونٍ
(2)
.
[4716] يُوسُفُ الصَّفِّيُّ -بصادٍ مهملةٍ ثُمَّ فاءٍ مُشدَّدَةٍ
-
أحدُ الأجلَّاءِ المُعتَقَدين مِنَ المالكيةِ، لَهُ عِنايَةٌ بالفقهِ وبالعبادَةِ والخيرِ، وللنَّاسِ فيهِ اعتقادٌ، وحَجَّ غيرَ مرَّةٍ، وجَاوَرَ بالحرمينِ أوقاتًا كثيرةً،
(1)
"نصيحة المشاور" ص: 174.
(2)
"نصيحة المشاور" ص: 198.
آخرُهَا في سنةِ ثلاثٍ وعشرينَ وثماني مئةٍ، وتوجَّه بَعدَ الحَجِّ إلى القَاهِرَةِ فلمْ يَلبثْ أنْ مَاتَ في التِي تليهَا وقد جَازَ السِّتينَ، وكَانَتْ تجري عَلَى يدِيهِ مبرَّاتٌ لغيرِهِ رحمه الله، وهُوَ والدُ صَاحِبِنَا الشَّمسِ محمَّدٍ.
[ ..... ]
يُوسُفُ الطّنجِيُّ
مضَى قريبًا فِي: يُوسُفَ أبِي عبدِ الله (4709).
[4717] يُوسُفُ العجميُّ النّحويُّ
أقَامَ بالمدينةِ حَتَّى مَاتَ بِهَا، وكَانَ عَلَى خيرٍ وعبادةٍ، ذكَرَهُ ابنُ صالحٍ.
[4718] يُوسُفُ القُرشيُّ الأُمويُّ المدنيُّ
(1)
يروِي عن: مولاه عُثمانَ بنِ عفانَ، ومعاويةَ، وعنهُ: ابنُهُ محمَّدٌ، قَالَ النَّسائيُّ: إنَّهُ ليسَ بالمشهورِ، وذكرهُ ابنُ حِبّانَ في ثانيةِ "الثّقاتِ"
(2)
.
[4719] يُوسُفُ المالكيُّ
ذكرَهُ ابنُ صالحٍ فقَالَ: الشَّيخُ الصّالحُ العَالمِ، إمامُ المالكيةِ بالقدسِ، حَجَّ مِنهُ في سنةِ عشرينَ، وكَانَ أبو عبدِ الله القَصْرِيُّ بالمدينةِ مُجَاورًا،
(1)
"تهذيب الكمال" م 32/ 486، و"تهذيب التهذيب" 9/ 453.
(2)
"الثقات" 5/ 551.
وكَانَ من أحبَّائِهِ، فاتفقَ أنَّهُ مرضَ عندِ قدومِهِ لهَا، فتركَهُ المذكورُ ببيتهِ لكونِهِ لم يُمكِنْهُ الحجُّ، فمَاتَ في ذي الحِجَّةِ منها، ودُفنَ بالبقيعِ ولم يحضرْ صاحبُهُ دفنَهُ، فإنَّهُ كَانَ في الحَجِّ فَوَاراه إبراهيمُ بنُ أحمدَ البَنَّا المَاضِي (16).
[ .... ]
يُوسُفُ المغربيُّ
هو يُوسفُ الخوليُّ، قريبًا (4713).
[4720] يُونُسُ بنُ حمرانَ
(1)
من أهلِ المدينةِ، يروي عن: خارجةَ بنَ عبدِ الله بنِ سعدِ بنِ أبي وقاصٍ عن أبيهِ، وعنهُ: ابنُ أبي فُدَيكٍ، قَالَهُ ابنُ حِبّانَ في رابعةِ "ثقاتِهِ"
(2)
.
[4721] يُونُسُ بنُ عبدِ الله بنِ أبي فروةَ المدنيُّ
(3)
عن أبيهِ عن الربيعِ بنِ سبرةَ عن أبيهِ فِي النَّهي عن المُتعةِ عَامَ الفتحِ، وعنهُ: أبو حنيفةَ، قَالَ ابنُ خسرو: رواهُ عن أبي حنيفةَ زُفَرُ، ومحمَّدُ بنُ الحسنِ، والقَاسِمُ بنُ معنٍ، والمقرئُ وعُبَيدُ الله بنِ مُوسَى، والصّلتُ بنُ
(1)
في الأصل "حميران" وهو تحريف.
وانظر ترجمته في "التاريخ الكبير" 8/ 409، و"الجرح والتعديل" 9/ 237.
(2)
"الثقات" 9/ 287.
(3)
"التاريخ الكبير" 8/ 407، و"الكامل في الضعفاء" 7/ 180.
الحَجّاجِ وغيرُهُم، وخالفَهُم المُعافى بنُ عمرانَ، فقَالَ: عن أبي حنيفةَ عن مُوسَى الجُهَنِيِّ عن الربيعِ، وخالفَهُ آخرُ عن عُبيدِ الله بنِ مُوسَى، فقَالَ: عن أبي حَنِيفَةَ عن يُوُنسَ بنِ أبي إسحَاقَ السَّبيعيِّ عن أبيهِ والربيعِ، روينَاهُ فِي "المعجمِ الأوسطِ" للطبرانيِّ، قَالَ شيخُنَا
(1)
: والأولُ أولى، فقد صَرَّحَ بِهِ أبو العباسِ ابنُ عقدةَ حَيْثُ سَاقَهُ من طريقِ الصَّلتِ عن أبي حَنِيفَةَ فقَالَ: عن يُونُسَ بنِ عبدِ الله بنِ أبي فروةَ. انتهى.
وقد ذَكَرَهُ ابنُ أبي حَاتِمٍ
(2)
فَقَالَ: رَوى عن شُرَحبيلَ بنِ سعدٍ، وعنهُ: محمَّدُ بنُ أبانَ الجعفيُّ، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبّانَ في ثَالثَةِ "ثِقَاتِهِ"
(3)
فَقَالَ: روى عن الرَّبيعِ بنِ سَبرَةَ وَمروَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَذَكرَهُ قَبلَهما البُخارِيُّ
(4)
لَكِنَّهُ نَسَبَهُ لِجَدِّهِ فَقَالَ: يُونسُ بنُ أَبي فَروةَ الشَامِيُّ، رَوَى عَنِ الرَّبيعَ بنِ سَبرةَ، وعنه: مَروانُ الفِزَاريُّ، وَقد غَايرَ ابنُ أَبي حَاتمِ ابنَ الشَاميِّ وَصَاحِبَ التَرجَمَةِ، فَقَالَ في الشَاميِّ: يَروي عَنِ الرَّبيعِ بنِ سَبرَةَ، وعنه مَروانُ الفَزَاريُّ، سَمعتُ أَبي يَقُولُ: هُو مَجهولٌ انتهى، وقال: البُخاريُّ أَيضًا: يُونسُ بنُ عَبدِ الله، عن أَبي فروةَ روى عن الحَسَنِ بنِ عَليٍّ، وعنه: أبو سَعيدٍ الجُعْفيُّ، وَتَبِعَهُ ابنُ حِبانَ في "ثِقَاتِهِ"
(5)
حَرفًا بِحَرفٍ هنا، وَلكنَّ صَنِيعَهُ في الأَوَّلِ يَقتضِي أَنَّهمَا وَاحدٌ لأَنَّه نَسَبَ يُونسَ بنَ عبدِ الله بنَ أَبي فروةَ شَامِيًّا.
(1)
"لسان الميزان" 6/ 434.
(2)
"الجرح والتعديل"9/ 240.
(3)
"الثقات" 7/ 649.
(4)
"التاريخ الكبير" 8/ 407.
(5)
"الثقات" 7/ 649.
قَالَ شَيخُنَا
(1)
: والذي يَظهَرُ اتِّحادُهُمَا، وعن أَبي فَروةَ تصحَّفَت من ابن، وَيؤخَذُ مِن مَجمُوعِ ذَلكَ أَنَّهُ يَروِي عَن أَبِيهِ عَن الرَّبيعِ بنِ سَبرةَ إِنْ كَانَ محفوظًا، أَو عن الرَّبيعِ بِدونِ وَاسطةٍ، وَعن شُرَحْبيلَ بنِ سعدٍ والحَسَنِ بنِ عَليٍّ، وَأَنهُ يَروِي عنه: أبو حَنيفة وَأبو سعيدٍ الجُعفيُّ وَهو يَحْيَى بنُ سُليمانَ وَأَنَّ أَبا حاتمٍ قَالَ: إِنّهُ مَجهولٌ، وأَنَّ ابنَ حبّانَ وَثَّقَهُ قَالَ: ثُمَّ وَجدتُ في "التَمييزِ" للنِسَائِي: يُونسُ بنُ أبي فَروةَ لا بَأسَ به، وَمِمَّا يُنَبَّهُ عَليهِ أَنَّ الرَّبيعَ حَاجِبَ الخَليفةِ المَنصورِ وَوالدَ الفَضلِ بنِ الرَّبيعِ وَزيرَ الرَشيدِ يُقَالُ له: الرَّبيعُ بنُ يونسَ بنِ أَبي فَروةَ، وقد عَدَّ الجَاحظُ في الزَنَادِقَةِ: يونسَ بنَ أبي فروةَ كما سَرَدتُهمْ في تَرجَمَةِ حَمَّاد الراويةِ مِن "لِسانِ المِيزانِ"، وَيونسُ الذي ذَكَرَهُ غَيرُ صَاحبِ التَرجمةِ هُنَا.
[4722] يُونسُ بنُ محمَّدِ بنِ فَضَالَةَ بنِ أَنسٍ
(2)
أَبو محمَّدٍ الظَفَرِيُّ الأَنصَاريُّ مِن أَهلِ المَدِينَةِ، يَروىِ عن: أَبِيهِ وله صُحبَةٌ، وعن جَمَاعَةٍ مِن التَّابِعينَ، وعنه: حَفِيُدهُ إِدرِيسُ بنُ محمَّدٍ، وفُضَيلُ ابنُ سُليمانَ النُمَيريُّ، وأهلُ المَدِينَةِ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمسينَ ومئةٍ عن خمَسٍ وَثَمانينَ، قَالَهُ ابنُ حِبّانَ في ثَانِيةِ "ثِقَاتِهِ"
(3)
وَثَالِثَتِهَا مُلفَّقًا، وَهُوَ في رَابعِ "الإِصَابَةِ"
(4)
اقتصَرَ على اسمِهِ دُونَ نَسَبِهِ.
(1)
"لسان الميزان" 6/ 434.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 246.
(3)
"الثقات" 5/ 555.
(4)
"الإصابة" 3/ 686.
[4723] يُونُسُ بنُ يَحْيَى بنِ نَبَاتَةَ، أَبو نَبَاتَةَ الأمَويُّ المَدَنيُّ النَحَويُّ
(1)
يَروِي عن: سَلَمَةَ بنِ وَردَانَ، وابنِ أَبي ذِئْبٍ، وَمَالكٍ، وعبدِ الله بنِ سَعيدِ بنِ أَبي هِندٍ، وعُبيدِ الله بنِ عبدِ الرحمنِ، وموهبَ، وداودَ بنِ قَيْسٍ الفَرَّاءِ وَغَيرهِم، وعنه: أَبو بكرِ بنُ عَبدِ الرحمنِ بنِ عَبدِ الملكِ بنِ شَيبةَ الحِزَامِيُّ، وقال: كَانَ مِنَ الثِّقَاتِ وَلَم يُرَ ضَاحِكًا قَط، وَعَبدُ الله بنُ الحَكَمِ ابنِ أَبي زِيادٍ القطوَانيُّ، وَبَكرُ بنُ عبدُ الوهابِ المَدَنيُّ، وَالزُّبيرُ بنُ بَكَّارٍ وَآخرونَ. قَالَ أَبو زُرعَةَ: كَانَ صَدُوقًا لَا بَأسَ بِهِ، وقال أَبو حَاتِمٍ
(2)
: شَيخٌ مِن أَهلِ الحَدِيثِ فَاضلٌ صَالِحُ الحَدِيثِ لَيسَ بِهِ بَأْسٌ نَحوَ مَعنِ بنِ عِيسَى، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبانَ في "الثِقَاتِ"
(3)
وقال: مَاتَ سَنةَ سَبعٍ وَمِئتينِ أَو بَعدهَا بِقَليلٍ، وَهُوَ في "التَّهذيبِ"
(4)
.
[4724] يُونسُ بنُ يُوسفَ بنِ حماسِ بنِ عَمرٍو الليثيُّ المَدنيُّ
وَقِيلَ: يُوسفُ بنُ يونسَ بنِ حماسٍ، يَروي عن: أَبِيهِ عن أَبي هُرَيرةَ، وعن عَمِّهِ، وَسَعيدِ بنِ المسيِّبِ، وَسُليمانَ بنِ يَسَارٍ.
(1)
"التاريخ الكبير" 8/ 411
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 249.
(3)
"الثقات" 9/ 289.
(4)
"تهذيب الكمال" 32/ 549، و "تهذيب التهذيب" 9/ 470.
وعنه: ابنُ جُرَيجٍ، وَمالكٌ، وَالدَّرَاوريُّ، وَبُكيرُ بنُ الأَشجِّ.
وَثَّقَهُ النَّسَائيُّ، ثُمَّ ابنُ حِبّانَ في الثَّالثةِ، وقال: كَانَ مِن عُبَّادِ أَهلِ المَدِينَةِ، لمح يومًا امْرَأةً فَدَعَا اللهَ عز وجل فَأَذهَبَ عَينَيهِ، ثُمَّ دَعَا فَرَدَّ بَصَرَهُ حِينَ احتَاجَ إِلى الخَلاءِ، وَهُوَ الذي يروِي عبدُ الله بن يوسفَ التنِّيسيِّ عن مَالكٍ، وَيَقولُ: يُونسُ بنُ يُوسفُ: يُخْطِئُ فِيهِ، كَذَا فِي النُّسخَةِ مِنَ "الثِقَاتِ"
(1)
.
وقال أَبو حَاتِمٍ
(2)
: محلُّهُ الصِّدقُ لا بَأْسَ بِهِ، وقال البَزَّارُ: صَالِحُ الحَدِيثِ، وقال غَيرُهُ: يَروِي عن عَمِّهِ عن أَبِي هُرَيرَةَ، وعنه: عَطَاءُ بنُ يَسَارٍ، وسعيدُ بنُ المسيِّبِ، وَسليمانُ بنُ يَسارٍ، ومَالكٌ، وابنُ جُرَيجٍ، وَاختُلِفَ عَلَى مَالكٍ في سَنَدِ حَدِيثِهِ، فَقَالَ القَعْنَبيُّ عن مَالكٍ: إِنَّهُ بَلَغَهُ عَن أَبي هُريرةَ فَذَكَرَهُ مُعضَلًا، وقال يَحيَى بنُ يَحيَى الليثيُّ عن مَالِكٍ عن ابنِ حَماسٍ ولم يُسَمِّهِ، وقال مَعنُ بنُ عِيسى عن مَالكٍ عن يُونسَ بنِ يوسفَ فَقَلَبَهُ، وقال عَبدُ الله بنُ يوسفَ التِّنِّيسيُّ عن مَالكٍ عن يوسفَ بنُ سنانٍ، أَبدَلَ يونسَ فَسَمَّاهُ سِنانًا، وَكَذَا قَالَ أَبو مُصعبٍ عن مَالكٍ، قَالَ البُخاريُّ: وأوَّلٌ أصَحُّ. وهو في "التَّهذِيبِ"
(3)
.
* * *
(1)
"الثقات" 7/ 633، وفيه: "
…
يوسف بن سفيان، يخطئ، ثقة".
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 235.
(3)
"تهذيب الكمال" 32/ 560، و"تهذيب التهذيب" 9/ 473.
كتاب الكُنى
الهمزة منها
[4725] أبو إبراهيمَ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ المرشديُّ
جَاوَرَ بِالمدِينَةِ مُدَّةً.
[4726] أَبو إِبراهيمَ بنُ سعدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سعدِ بنِ إبراهيمَ ابنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ، الماضي
(1)
أَخوَاهُ عَبدُ الله (1903) وعُبيدُ الله (2588).
[4727] أَبو إبراهيمَ الأَشهَليُّ المَدَنيُّ
(2)
.
ذَكَرَهُ مُسلمٌ
(3)
في ثَالِثَةِ تَابعيِّ المَدَنِيينَ، يَرْوِي عن: أَبي سعيدٍ حَديثَ "اللهُّمَّ اغْفِرْ للمحلِّقِينَ"
(4)
، وعن: أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاةِ عَلَى الجَنَازَةِ
(5)
، وَعَنُه: يَحيَى بنُ أَبي كَثيرٍ.
(1)
"تاريخ بغداد" 4/ 181.
(2)
"الكنى للبخاري" 1/ 4، و"الجرح والتعديل" 9/ 332.
(3)
"الطبقات" 1/ 245.
(4)
"مسند ابن أبي شيبة" 4/ 301، و"مسند أبي يعلى" 2/ 453.
(5)
"سنن أبي داود" كتاب الجنائز، باب الدعاء للميت 2/ 229، و"سنن الترمذي" كتاب الجنائز، باب ما يقول في الصلاة على الميت 3/ 343، "مسند أحمد" 38/ 480.
قَالَ أَبو حَاتمٍ
(1)
: لا يُدرَى مَن هو وَلا أَبوهُ؟، وقال قَومٌ: إِنَّهُ عَبدُ الله ابنُ أَبي قَتَادَةَ، وَلا يَصِحُّ، لأَنَّهُ مِن بَني سَلمةَ وَهَذَا مِن بَني عبدِ الأشهلِ، وقال التِّرمذيُّ: سَأَلتُ محمَّدَ بنَ إسماعيلَ -يَعْنِي البُخاريَّ- عن اسْمِهِ فلم يَعْرِفْهُ، وَهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(2)
.
[4728] أَبو الأَبْردِ مَولى بَنِي خَطْمَةَ
(3)
ذَكَرَهُ مُسلِمٌ
(4)
في ثَالِثَةِ تَابِعي المَدَنيِّينَ.
[4729] أَبو الأَبيضِ العَنسيُّ الشَاميُّ، وَيُقَالُ: المَدَنيُّ
(5)
وَلَهُ تَحَوُّلٌ مِنْهَا إِلى الشَّامِ، يَروي عن: حُذَيفةَ وَأَنسٍ، وعنه: رِبْعِيُّ بنُ حراشٍ، وإِبراهيمُ بنُ أَبي عَبلةَ، ويَمَانُ بنُ المُغِيرَةِ، قَالَ العِجْليُّ
(6)
: شَاميٌّ تَابعيٌّ ثِقَةٌ، وقال ابنُ أَبي حَاتِمٍ
(7)
: سُئِلَ أَبو زُرعَةَ عَن اسمِهِ فَقَالَ: لَا يُعرَفُ اسْمُهُ، وَذَكَرَهُ في الأَسْماءِ فقال: عِيسَى أَبو الأَبيضِ، قَالَ ابنُ عَسَاكِرَ: وَهذَا
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 332.
(2)
انظر: "العلل الكبير" ص: 385، و"تهذيب الكمال" 33/ 5، و"تهذيب التهذيب" 10/ 3.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 336، و"الثقات لابن حبان" 5/ 580.
(4)
"الطبقات" 1/ 256.
(5)
"المقتنى في سرد الكنى" 1/ 80.
(6)
"معرفة الثقات" 2/ 381.
(7)
"الجرح والتعديل" 6/ 293.
وَهْمٌ، وَيُحْتَمَلُ أنَّهُ وُجِدَ في بَعْضِ الرِوَايَاتِ أَبو الأَبيضِ عَنْسِيٌّ فَتَصَحَفَّ عَلَيهِ، وقال ضَمْرَةُ بنُ رَبِيعةَ عن عَليِّ بنِ أَبي حَمْلَةَ: لم يَكُنْ بالشَّامِ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْتَبَ الحَجَّاجَ عَلانيةً إِلَّا ابنُ محيريزٍ -يَعْنِي عبدَ الله- وأَبو الأَبيضِ العَنسِي، وَكَذَا رَوَى أَيوبُ بنُ سويدٍ مِمَّا هو في "الزُّهْدِ" لأحمدَ عن أَبي زُرْعةَ يَحيَى بنِ أَبي عَمرٍو، الثَانِي: لم يَكنْ أَحدٌ بالشَامِ يُظْهِرُ عَيْبَ الحجَّاجِ إلَّا ابنُ محيريزٍ وأَبو الأَبيضِ العَنسِي، فَقَالَ لَهُ الوَليدُ: لَيَنْتَهِيَنَّ عنه أَو لأَبْعَثَنَّ بك إليه، وَيُرْوَى أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ العَبَّاسِ بنِ الوليدِ في الصَّائِفَةِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ في المَنَامِ كَأَنِّي أُتِيتُ بِتَمْرٍ وَزبدٍ فَأَكلتُهُ، ثُمَّ دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَقَالَ العَباسُ: نُعَجِّلُ لَكَ التَّمرَ والزُّبدَ واللهُ لكَ بالجَنَّةِ، فَدُعِي لَهُ بِتَمْرٍ وَزبدٍ فَأَكلَ ثُمَّ لَقِيَ العَدوَّ فَقَاتَلَ حَتَى قُتِلَ، وقال الوَليدُ بنُ مَسْلِمٍ: قُتِلَ أَبو الأبيضِ العَنَسِيُّ بالطُوانة
(1)
وقال يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ عَنِ الليثِ: كَانتْ غَزْوةُ الطوانة سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمانِينَ، وَهُوَ في "التَّهذيبِ"
(2)
.
[4730] أَبو أُبَيٍّ الأَنْصَاريُّ المَدَنيُّ ثُمَّ الشَاميُّ
(3)
قِيلَ اسْمُهُ: عَبدُ الله بنُ أُبيٍّ، وَقِيلَ: ابنُ عَمرِو بنِ قَيسِ بنِ زيدٍ، وَخَطَّأَ ابنُ عَبد البَرِّ
(4)
أَوَّلَهُمَا وَرَجَّحَ الثَّانيَ، وَقيلَ: ابنُ كَعبٍ، وَقيلَ: اسْمُ أَبِيهِ
(1)
طوانة بضم أوله وبعد الألف نون بلد بثغور المصيصة، "معجم البلدان" 4/ 46.
(2)
"تهذيب الكمال" 33/ 8، و"تهذيب التهذيب" 10/ 4.
(3)
"تعجيل المنفعة" 1/ 757، و"تاريخ دمشق" 27/ 73.
(4)
"الاستيعاب" 1/ 269.
شَمعونُ حَكَاهُ ابنُ حِبانَ
(1)
في الصَّحَابَةِ، وأُمُّهُ أُمُّ حَرَامِ ابنةِ مِلْحَانَ امرأةُ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وَقِيلَ: إِنَّهُ ابنُ أُختِ عُبادةَ، وَقِيلَ: ابْنُ أَخِيهِ وَالأَوَّلُ أَصَحُّ، يَرْوي عَنِ النَّبيِّ وعن عُبَاَدَةَ بنِ الصَامِتِ، وعنه: أَبو المُثَنَّى صَمْصَمُ الأَملوكيُّ، وَإبراهيمُ بنُ أَبي عبلةَ المَقْدِسِيُّ، وقال: إِنَّهُ صَلَّى القِبْلَتَيْنِ، وقال ابْنُ سَعْدٍ
(2)
: شَهِدَ أَبوه عَمرُو بنُ قَيسٍ بَدرًا ولم يَشْهَدْهَا هو، وَتَحَوَّلَ إِلى الشَامِ فَنَزَلَ بَيْتَ المَقْدِسِ وقال: إِنَّهُ مَاتَ بِدِمَشْقَ، وقال دُحيمٌ: بِبَيْتِ المَقْدِسِ، وَذَكَرَ ابنُ مَنْدَه أنَّهُ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِفِلسطينَ مِن الصَّحَابَةِ، وقال ابنُ عَبدِ البَرِّ
(3)
: كَانَ خَيِّرًا فَاضِلًا، وَهُوَ في "التَّهذِيبِ"
(4)
.
[4731] أَبو الأَحوصِ مَولَى بَنِي لَيثٍ
(5)
وَيُقَالُ: مَولَى بَنِي غِفَارٍ، ذَكَرَهُ مُسلمٌ
(6)
في ثَالِثَةِ تَابِعِي المَدَنِيِّينَ، وقال: مَولًى لِبَنِي لَيثٍ، يَروِي عَن أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي أَيوبٍ، وعنه: الزُهريُّ وحده، قَالَ النَّسَائِي: لم نَقِف عَلَى اسْمِهِ وَلا نَعْرِفُهُ وَلا نَعلَمُ رَوَى عنه غَيرُ الزُهريِّ، وَعن ابنِ مَعِينٍ: إِنَّهُ لَيْسَ بِشَيءٍ، وقال أبو أَحمد الحَاكِمُ: لَيسَ بِالمَتِينِ عندهم، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقِاتِ"
(7)
.
(1)
"الثقات لابن حبان" 3/ 233.
(2)
"الطبقات الكبرى" 3/ 495.
(3)
"الاستيعاب" 4/ 155.
(4)
"تهذيب الكمال" 33/ 12، و"تهذيب التهذيب" 10/ 4.
(5)
"الجرح والتعديل" 9/ 335، و "الكنى للبخاري" 1/ 7، و "ميزان الاعتدال" 4/ 487.
(6)
"الطبقات" 1/ 254.
(7)
"الثقات" 5/ 564.
وقال ابنُ عُيينةَ لمَّا رَوَى الزُهريُّ حَديثَ مَسْحِ الحَصَى
(1)
قَالَ لَهُ: سَعدُ ابنُ إِبراهيمَ: مَن أَبو الأَحوصِ؟ كَالمُغْضَبِ حِينَ حَدَّثَ عَن رَجُلٍ مجَهولٍ، فَقَالَ لَهُ الزُهريُّ: أما تَعرفُ الشَّيخَ مَولَى بَنِي عَامِرٍ؟ الذي كَانَ يُصَلِّي في الرَوْضَةِ الذِّي .. الذي .. وَجَعلَ يَصِفُهُ لَهُ وَسَعدٌ لا يَعْرفُهُ، وقال ابنُ المُباركِ عن يُونُسَ عن الزُهْرِيِّ: سَمِعْتُ أَبا الأحوصِ مَولَى بَنِىِ لَيثٍ في مَجْلِسِ ابنِ المُسيِّبِ، وَأَخرجَ حَدِيثَهُ المُشَارَ إِليهِ ابنُ خُزَيمَةَ وابنُ حِبّانَ وَالحَاكِمُ في صِحَاحِهم، وقال ابنُ عَبدُ البَرِّ: قد تَنَاقَضَ ابنُ مَعِينٍ في هَذَا، فَإِنَّهُ سُئِلَ عَن ابنِ أُكَيْمَةَ وَقيلَ: إِنَّهُ لم يَرْوِ عنه غَيرُ ابنِ شِهابٍ فقال: يَكْفِيهِ قَولُ ابنِ شِهابٍ: حَدَّثَنِي ابنُ أُكيمةَ، وَكَانَ يَلْزَمُهُ مِثْلَ هَذَا في أَبي الأحوصِ
(2)
.
[4732] أَبو أَرْوى الدَّوسِيُّ
(3)
صَحَابِيٌّ، كَانَ يَنْزِلُ ذَا الحُليفةِ، ذَكَرَهُ مَسلمٌ
(4)
في الطَبَقَةِ الأُولى مِنَ المَدنِيِّينَ، وَهُوَ في "الإِصَابَةِ"
(5)
، وَحَدِيثُهُ في مُسندِ الكُوفِيِّينَ مِنْ "مُسندِ أَحمدَ"، رَوى عنه: أَبو سَلَمةَ بنُ عبدُ الرحمنِ، وَأَبو واقدٍ اللَّيثيُّ المَدنيُّ.
(1)
"سنن أبي داود "كتاب الصلاة، باب في مسح الحصى 1/ 312، و"الترمذي" كتاب الصلاة، باب كراهية مسح الحصى في الصلاة 2/ 219.
(2)
"تهذيب التهذيب" 38/ 5.
(3)
"الاستيعاب" 4/ 158.
(4)
"الطبقات" 1/ 159.
(5)
"الإصابة" 4/ 5.
قَالَ أَبو وَاقدٍ عنه: كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ آتي الشَّجَرَةَ قَبلَ غُروبِ الشَّمسِ
(1)
، قَالَ ابنُ أَبي حَاتِمٍ
(2)
: سُئِلَ عنه أَبو زُرعةَ فَقَالَ: لا أَعرِفُ اسْمَهُ، وَلا أَعرِفُ لَهُ إلَّا حديثين.
[4733] أَبو إِسحاقَ بنُ سَالمٍ
(3)
عن عَامرِ بنِ سعدِ بنِ أَبي وَقَّاصٍ عن أَبِيهِ في تَحرِيمِ المَدِينَةِ، وَعَنهُ: محمَّدُ بنُ أَبي يَحيَى، هو إِبراهيمُ بنُ سَالِمٍ بردانَ المَاضِي (39).
[4734] أَبو إسحاقَ
(4)
مَولَى الشَّفاءِ الآتيةِ (5313)، روى عنها.
[4735] أَبو إِسحاقَ الدَّوْسيُّ
(5)
ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ
(6)
فِي ثَالِثَةِ تَابِعي المَدَنيِّينَ.
(1)
"مسند أحمد" 31/ 367.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 335.
(3)
"تهذيب الكمال" 2/ 87، و"تهذيب التهذيب" 1/ 143.
(4)
"تهذيب الكمال" 2/ 87.
(5)
"الجرح والتعديل" 9/ 333، و"الثقات لابن حبان" 5/ 578.
(6)
"الطبقات" 1/ 256.
[4736] أَبو إِسحاقَ الشيخُ
مُدَرِّسُ المَالكيَّةِ بالمَدينةِ، وَلَهُ كُتُبٌ بخَطِّهِ، أَوقَفَهَا بالمَدرَسَةِ الشِّهَابِيَّةِ، قَالَهُ
(2)
(
…
).
[4737] أَبو إِسْرَائِيلَ الأَنْصَارِيُّ
(3)
وَيَقَالُ: الجُشَمِيُّ، مَدَنِيٌّ، لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايةٌ مِن طِريقِ عبدِ الله بنِ طَاووسَ عن أَبيهِ عن أَبي إِسْرَائِيلَ:"أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ المسجِدَ وَأَبو إِسرائيلَ يُصَلِّي، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسولَ الله هَذَا لا يَقْعُدُ وَلا يُكَلِّمُ النَاسَ وَلا يَسْتَظِلُّ وَهُوَ يُرِيدُ الصَوْمَ فَنَهَاهُ"
(4)
. وَكَذَا وَقَعَ في "مُسنَدِ أَحمدَ"
(5)
مِن طَرِيقِ ابنِ جُريجٍ عن ابنِ طَاووسَ، وَأَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ
(6)
مِنْ طَرِيقِ (
…
)
(7)
فَقَالَ: عن طَاووسَ وابنِ عَبَّاسٍ.
(2)
هكذا في الأصل.
(3)
"الجرح والتعديل" 4/ 354، و"الإصابة" 7/ 12، و"تعجيل المنفعة" 2/ 403.
(4)
"مصنف عبد الرزاق" 8/ 435، "كنز العمال" 16/ 1054.
(5)
"مسند أحمد" 38/ 3.
(6)
البخاري، في النذر، باب من نذر أن يمشي إلى الكعبة، رقم:6701. ومسلم، في النذر، باب من نذر أن يمشي على الكعبة 3/ 1263.
(7)
فراغ بمقدار كلمة. وهو من طريق أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
[4738] أَبو أَسيدٍ -بِالفتح وَقيلَ: بِالضَمِّ وَلا يَصِحُّ كَمَا للدَّارَقطنيِّ- ابنُ ثَابتٍ الأَنْصَاريُّ الزُرَقِيُّ المَدنيُّ
(1)
لَهُ صُحْبَةٌ وَقِيلَ: كَمَا لابنِ صَاعدٍ، اسْمُهُ عَبدُ الله، رَوَى عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ"
(2)
الحديثَ، وَعَنْهُ: عَطَاءٌ الشَاميُّ، وقال أَبو حَاتِمٍ
(3)
: يُحْتَمَلُ أَنْ يكونَ عَبد الله بن ثَابتٍ خَادِم النَبيِّ صلى الله عليه وسلم الذِّي رَوَى عنه الشَّعْبِيُّ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بِصَحِيفةٍ فِيهَا التَوراةُ إِلى النَبيِّ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
[ ...... ]
أَبُو أسيدٍ السَّاعديُّ
(5)
هُوَ مَالكُ بنُ رَبيعةَ بنِ البَدن، مَضَى (3313).
[4739] أَبو أُكيمةَ
(6)
مَدنيٌّ تَابعيٌّ ثِقةٌ، قَالَهُ العِجْليُّ
(7)
، وَفي ثانِيةِ "ثِقاتِ ابنِ حِبّانَ"
(8)
أَبو أُكيمةَ الخَولانيُّ عَمْرو بنُ مُسْلمٍ.
(1)
"الإصابة" 4/ 30، و"الجرح والتعديل" 5/ 19.
(2)
"سنن الترمذي" كتاب الأطعمة، باب الزيت 4/ 285، و"سنن النسائي" في كتاب الوليمة، باب الزيت 4/ 163، و"الطبراني في الكبير" 19/ 269.
(3)
"الجرح والتعديل" 5/ 19.
(4)
"مسند أحمد" 30/ 280، و"مصنف عبد الرزاق" 6/ 113.
(5)
"الاستيعاب" 3/ 407، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم 5/ 2450، و"الطبقات الكبرى" 3/ 558.
(6)
"التاريخ الكبير" 6/ 369، و "الجرح والتعديل" 6/ 259.
(7)
"معرفة الثقات" 2/ 383.
(8)
"الثقات" 5/ 169.
[ ..... ]
أَبو أُمَامَةَ بنُ ثَعلبةَ الأَنصَاريُّ
يَأْتي قَرِيبًا (4741).
[ ..... ]
أَبو أُمَامةَ بنُ سَهلِ بنِ حُنيف
اسْمُهُ أَسعد، مَضَى (404).
[4740] أَبو أُمَامَةَ الأَنصاريُّ
رَوَى عَن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا فِي الدُّعَاءِ بِقَضَاءِ الدَّينِ
(1)
، رَوَاهُ عنه أَبو سَعيدٍ الخُدريُّ، فَيُحْتَملُ أَنْ يَكونَ الذي بَعْدَهُ، وَصنيعُ المِزِّيِّ يَدُلُّ لِكَونِهِ غَيرَهُ، وَكَذَا أَفْرَدَهُ أَبو عَبد الله بن مَنْدَهْ بِترجمة في "الصَّحابةِ"، وَأَشَارَ إِلى هَذَا الحَديثِ، وَتَبعَهُ أَبو نُعيمٍ، ولم يَذْكُرْهُ أَبو أحمدُ في "الكُنَى"، وَهُوَ في "التَّهذِيبِ"
(2)
.
[4741] أَبو أُمَامَةَ البَلَوِيُّ الأَنْصاريُّ
(3)
اسْمُهُ إِياسُ أَوْ عَبدُ الله بنُ ثَعْلَبَةَ، وَرَجَّحَ إِياسُ بنُ ثَعْلَبَةَ أَبو أَحمدُ الحَاكِمُ، وَقِيلَ: ثَعْلَبَةُ بنُ عبدِ الله، أَو: ثَعلَبةُ بنُ سهلٍ حَليفُ بَنِي حَارِثَةَ،
(1)
"سنن أبي داود" في كتاب الوتر، باب في الاستعاذة 1/ 569، و"الترغيب والترهيب" 2/ 381.
(2)
انظر: "معرفة الصحابة" 5/ 2825، و"تهذيب الكمال" 33/ 49، و"تهذيب التهذيب" 10/ 16.
(3)
"معرفة الصحابة" 5/ 2824، و"الإصابة" 1/ 164، و"الوافي بالوفيات" 3/ 321.
وهو ابنُ أُخْتِ أَبي بُرْدَةَ بنِ نِيَارٍ، رَوَى عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْهُ: عَبدُ الله بنُ أُنَيْسٍ الجُهَنِيُّ، وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبدُ الله، وَعبدُ الله بنُ كَعبِ بنِ مَالكٍ، وَمحمَّدُ بنُ زيدِ بنِ المُهَاجِرِ بنِ قُنفذٍ، قَالَ أَبو أَحمدَ الحَاكمُ: رَدَّهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن بَدرٍ مِن أَجْلِ أُمِّهِ، فَلَمَّا رَجَعَ وَجَدَهَا مَاتتْ فَصَلَّى عَلَيها
(1)
، رَوَاهُ عبدُ الله بنُ المنيبِ عن جَدِّهِ عَبدِ الله بنِ أَبي أُمَامَةَ عن أَبيهِ، وَهُوَ في "التَّهذِيبِ"
(2)
، وَذَكَرَهُ مُسلمٌ
(3)
في المَدَنِيِّينَ، فَقَالَ: أَبُو أُمَاَمَةَ بنُ ثَعْلَبةَ الأَنصاريُّ.
[4742] أَبو أُمَيَّةَ بنُ يَعْلَى الثَّقَفِيُّ
(4)
قَالَ الدَارَقُطنيّ: مَدَنيُّ مُعمّرٌ، وقال ابنُ حِبانَ
(5)
: مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ يُقَالُ: اسْمُهُ إِسماعيلُ، لَهُ عن: نَافعٍ وَسعيدِ المَقْبُريِّ وَأَبي الزِّنَادِ وَهِشَامِ بنِ عُرْوةَ، وَحَضَرَ جَنَازَةَ سالِمِ بنِ عبدِ الله، رَوَى عنه: زيدُ بنُ الحُبابِ ومحمَّدُ ابنُ أَبانَ وَمحمَّدُ بنُ عقبةَ السَّدوسيُّ وَشَيبانُ بنُ فروخ وَزاهرُ بنُ نوحٍ والقَوَاريريُّ وَسعيدُ بنُ هُبَيْرَةَ وَالصَّلْتُ بنُ مَسْعودٍ، ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ، قَالَ البُخاريُّ: سَكَتُوا عنه، وقال الدَارَقُطنيُّ: بَصْرِيُّ مَتْروكٌ، وَكَذَا تَرَكَهُ النَّسَائيُّ، وقال ابنُ عَدِيٍّ
(6)
بَعْدَ أَنْ سَاقَ لَهُ أَحَادِيثَ: هو مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ،
(1)
"الطبراني في الكبير" 1/ 272، و"كنز العمال" 16/ 812.
(2)
"تهذيب الكمال" 33/ 49، و"تهذيب التهذيب" 10/ 16.
(3)
"الطبقات" 1/ 154.
(4)
"المغني في الضعفاء" 1/ 115، و"الضعفاء والمتروكين" 1/ 25.
(5)
"المجروحين" 2/ 408.
(6)
"الكامل" 1/ 315.
وقال أَبو أَحمدَ الحَاكِمُ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ، وابنُ مَعينٍ: لَيْسَ بِشَيءٍ، وَشعبةُ: اكتُبُوا عنه فَإِنَّهُ شَرِيفٌ لا يَكْذِبُ، وابنُ حِبَّانَ فِي "الضُّعَفَاءِ"، رَوَى عنه: أَهْلُ العِرَاقِ، مِمَّنْ يَنْفَرِدُ بِالمُعْضِلَاتِ عن الثِّقَاتِ حَتَى إِذَا سَمِعَهَا من العِلمُ صِناعَتُه لَم يَشكَّ أَنَّهَا مَوْضوعةٌ، لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَلَا الرِوَايةُ عنه إِلَّا للخَواصِّ للاعتِبَارِ، وَهُوَ فِي "المِيزَانِ"
(1)
بِدُونِ هَذَا.
[4743] أَبو أُمَيَّةَ المَخْزُومِيُّ
(2)
صَحَابيٌّ، ذَكَرَهْ مُسْلِمٌ
(3)
في المَدَنيِّينَ، وَكَذَا قَالَ ابنُ السَّكَنِ: مَعْدُودٌ فِي أَهْلِهَا، وَحَدِيثُهُ عِندَ أَبي دَاودَ
(4)
، وَالنَّسَائِيِّ
(5)
، وَابنِ مَاجَه
(6)
، وَالدَّارِمِيِّ
(7)
، وَابنِ السَّكَنِ وَغَيِرهِم مِن رِوَايَةِ أَبي المُنْذِرِ مَوْلَى أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ عنه أنَّهُ صلى الله عليه وسلم أُتي بِسَارِقٍ اعْتَرَفَ اعْتِرَافًا لَمْ يُوجَد مَعَهُ مَتَاعٌ، قَالَ: مَا إخَالُكَ سَرَقْتَ، قَالَ: بَلَى فَأَعَادَهَا .. الحَديثَ، وَحَكَى أَبو دَاودَ عنه أنَّهُ وَقَعَ في رِوَايَةٍ عن أَبي أُمَيَّةَ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَالأَوَّلُ أَكثرُ، ذَكَرَهُ شَيْخُنَا فِي "الإصَابَةِ"
(8)
، وهو فِي "التَّهذِيبِ"
(9)
.
(1)
"ميزان الاعتدال" 4/ 493.
(2)
"الاستيعاب" 4/ 167.
(3)
"الطبقات" 1/ 157.
(4)
"سنن أبي داود" في كتاب الحدود، باب في تلقين السارق 2/ 539.
(5)
"سنن النسائي" في كتاب قطع السارق، باب تلقين السارق 8/ 67.
(6)
"سنن ابن ماجه" في كتاب الحدود، باب تلقين السارق 2/ 866.
(7)
"الدارمي" في كتاب الحدود، باب المعترف بالسرقة 2/ 228.
(8)
"الإصابة" 4/ 11.
(9)
"تهذيب الكمال" 33/ 56، و"تهذيب التهذيب" 10/ 17.
[ .... ]
أَبو أُويْسٍ الأَصْبَحِيُّ
هُوَ عَبدُ الله بنُ عَبدِ الله بنِ أُويْسٍ، تَقَدَّمَ (1937).
[ ..... ]
أَبو أَيوبٍ الأَنْصَارِيُّ
(1)
خَالدُ بنُ زَيدٍ بنِ كُلَيبٍ (1025).
[ ..... ]
أَبو أَيوبٍ القُرَشِيُّ
سُليمانُ بنُ سَالمٍ، مَضَى (1512).
* * *
(1)
"الإصابة" 2/ 234، و"سير أعلام النبلاء" 2/ 402.
حرف الباء
[4744]
أَبو البختريِّ
بنُ وهبِ بنِ رشدِ
مَن كان على المَدِينَةِ في سَنَةِ ثَلاثٍ وتسعينَ وَمِئةٍ وَاليًا لِهَارُونَ الرَشيدِ، وَكَشَفَ سَقْفَ المَسْجِدَ فَوَجَدَ فِيهِ أَخْشَابًا مَكْسورةً فَعَمِلَ بَدَلَهَا.
[ .... ] أَبو البختريِّ
(1)
القَاضي وَهبُ بنُ وهبِ بنِ كَبيرٍ، تَقَدَّمَ (4507).
[4745] أَبو البَدَّاحِ بن عَاصمُ بنُ عَدِيِّ بنِ الجَدِّ بنِ العَجْلانِ بنِ حَارِثةَ ابنِ ضَبِيعةَ بنِ بِلِي بنِ الحَافِ بنِ قُضَاعَةَ، حَلِيفُ الأَنْصَارِ أَبو عَمرو البَلَويُّ المَدَنيُّ
(2)
قِيلَ: اسْمُهُ عَدِيٌّ، وَغَلِطَ ابنُ عَبدِ البَرِّ
(3)
قَالَ: لَهُ صُحْبَةٌ. انتهى. يَرْوِي عن: أَبِيهِ، وعنه: ابْنُهُ عَاصمٌ وَأَبو بكرِ بنُ محمَّدِ بنِ عَمرِو بنِ حَزمٍ، وَعبدُ الملكِ بنُ أَبي بكرِ بنِ عَبدِ الرحمنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ.
(1)
"وفيات الأعيان" 6/ 37، و"سير أعلام النبلاء" 17/ 386.
(2)
"التاريخ الكبير" 9/ 16، و"الجرح والتعديل" 6/ 345.
(3)
"التمهيد" 4/ 171.
قَالَ ابنُ سَعدٍ
(1)
عَنِ الوَاقِدِيِّ: أَبو البَدَّاحِ لَقَبُهُ وَكُنْيَتُهُ أَبو عَمرٍو، تُوُفِّيَ كَمَا لِغَيرِ وَاحِدٍ سَنَةَ عَشْرٍ ومِئَةٍ فِي خِلافَةِ هِشَامٍ عن أَربعٍ وَثَمَانينَ سَنةً، وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الحَدِيثِ، وقال ابنُ عَدِيٍّ وابنُ الَمدِينيُّ وابنُ حِبّانَ
(2)
-كَمَا في النُّسْخَةِ التي بِخَطِّ الحَافِظِ أَبي عَلِيٍّ البَكريِّ مِن "ثِقَاتِهِ"-: مَاتَ سَنةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَهُوَ في "التَّهْذِيبِ"
(3)
وَرَابِعِ "الإِصَابَةِ"
(4)
.
* * *
(1)
"الطبقات الكبرى" 3/ 466.
(2)
"الثقات" 3/ 287.
(3)
"تهذيب الكمال" 33/ 65، و"تهذيب التهذيب" 10/ 20.
(4)
"الإصابة" 4/ 24.
[4746] أَبو البرَّادِ
(1)
غُلامٌ يَرْوِي أَنَّ تَمِيمًا الدَاريَّ حملَ مِنَ الشَامِ إِلى المَدِينَةِ قَنَادِيلَ وَزَيْتًا وَمُقْطًا وَقِنْدِيلينِ مِنَ الذَّهَبِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِليهَا وَوَافقَ لَيلةَ جُمعةٍ أَمَرهُ بِبَسطِ المُقْطِ
(2)
وَتَعليقِ القَنَادِيلِ وَصَبِّ الماءِ وَالزَّيتِ فِيهَا، وَجَعَلَ فِيهَا القَنَاديلَ، ثُمَّ لمَّا غَرَبتِ الشَمسُ أَسْرَجَهَا، وَخَرَجَ النَبيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَآهَا تُزْهِرُ، فَقَالَ:"مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ " فَقَالوا: تميمٌ، فَقَالَ:"نَوَّرْتَ الإِسْلامَ وَحَلَّيْتَ المَسْجِدَ نَوَّرَ الله عَلَيكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ"، أَوْرَدَهُ القُرْطُبِيُّ
(3)
في "تَفْسِيرِهِ" بِدُونِ قَوْلِهِ: وَقِنْدِيلًا أَو قِنْدِيلَيْنِ مِنَ الذَّهَبِ، وَقَوْلِه: وَحَلَّيتَ مَسْجِدَهُ، وَأَحْسَبُهُ غَيرَ صحيحٍ، نَعَمْ أَوَّلُ مَنْ نَوَّرَ المَسَاجِدَ تميمٌ، وَاللهُ أَعلمُ.
[4747] أَبُو بُرْدَةَ بنُ نِيارٍ البَلويُّ المَدَنيُّ
(4)
وَاسْمُهُ هَانِئُ بنُ نِيَارِ بنِ عَمروِ بنِ عُبيدِ بنِ كِلابِ بنِ تَميمِ بنِ هُبَيْرَةَ بنِ ذُهلِ بنِ هَانِئ بنِ بِلي بنِ الحَافِ بنِ قضَاعَةَ، وقِيلَ اسْمُهُ: الحَارِثُ بنُ عَمروٍ، وَقِيلَ: مَالكُ بنُ هُبَيْرَةَ، وَالأَوّلُ أَصَحُّ، وَبِهِ جَزَمَ مُسلمٌ إِذْ ذَكَرَهُ في المَدَنِيِّينَ وَأنَّهُ خَالُ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ، وَهُوَ حَلِيفُ الأَنْصَارِ، وَخَالُ البَرَاءِ،
(1)
"الإصابة" 7/ 35.
(2)
المقط: بضم الميم وسكون القاف وهو الحبل، (المقط) خيط يصاد به الطير، "المعجم الوسيط" 2/ 880.
(3)
"تفسير القرطبي" 12/ 274.
(4)
"الاستيعاب" 1/ 486، و"الإصابة" 6/ 523.
وَقِيلَ: عَمُّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا، وَرَوى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَنْهُ ابنُ أَخِيهِ سَعيدُ بنُ عُمَيرِ بنِ عَقْبَةَ بنِ نِيارٍ وَالبَرَاءُ وَجَابِرٌ وَعبدُ الرحمنِ بنُ جَابرِ بنِ عَبدِ الله وَبَشِيرُ بنُ يَسَارٍ وَغَيرُهُمْ، قُتِلَ في سَنةِ إِحدَى أَو اثْنَتَيْنِ أَوْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وقال الوَاقديُّ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ مُعَاويةَ بَعَدَ شُهُودِهِ مَعَ عَليٍّ حُرُوبَهُ كُلَّهَا، وَهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(1)
.
[4748] أَبُو بُردةَ الظَفَريُّ الأَنْصَاريُّ الأَوْسِيُّ
(2)
صَحَابيٌّ
(3)
عَدَّهُ مُسْلِمٌ
(4)
فِي الطَّبَقةِ الأُولَى مِنَ المَدَنِيِّينَ، وَذكرَهُ ابنُ سَعْدٍ
(5)
فِيمنْ نَزَلَ مِصرًا، وقال أَبُو نُعيمٍ: يُعَدُّ فِي الكُوفيّينَ، وَحَدِيثُهُ عِنْدَ أَحمدَ وابنُ أَبي خَيْثَمَةَ وَغَيرُهُمَا: يَخرجُ مِنَ الكاهنين رَجُلٌ يَدرسُ القُرآنَ دِراسةً لَا يَدْرُسُهَا أَحَدٌ بَعْدَهُ، ذَكَرَهُ في "الإِصَابَةِ"
(6)
.
[ .... ]
أَبو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ
(7)
نَضلةَ بنُ عُبيدٍ، مَضَى (4372).
(1)
"تهذيب الكمال" 33/ 71، و"تهذيب التهذيب" 10/ 22.
(2)
"الثقات للعجلي" 2/ 386، و"الجرح والتعديل" 9/ 346.
(3)
"الاستيعاب" 4/ 173.
(4)
"الطبقات" 1/ 160.
(5)
"الطبقات الكبرى" 7/ 500.
(6)
انظر: "معرفة الصحابة" 5/ 2836، و"الإصابة" 4/ 25.
(7)
"الإصابة" 7/ 38، و"الاستيعاب" 1/ 471.
[4749] أَبو البَرَكَاتِ، وَيكنى أَبا الجودِ أَيضًا وَلَكِنَّهُ بالأُولَى أَشْهَرُ وَيُسَمَّى إِسماعيلَ ومحمدًا أيضًا بنُ عبدِ الرزًّاقِ بنِ مُوسَى المَجْدُ الصُوفيُّ الشَافِعيُّ الكَاتِبُ المُقرئُ
وَيُعرَفُ قَدِيمًا بِابنِ كَاتبِ قَاعةِ الذَّهبِ، ثُمَّ بِالانتِمَاءِ لبَنِي الجيعانِ. نَزِيلُ الحَرَمَيْنِ وَمَنْ جَاوَرَ بهما كَثِيرًا، بل حَجَّ بِضْعًا وَعِشرينَ مَرَّةً، وكَانَتْ مُجَاوَرَتُهُ بِالمَدِينَةِ أَزيدَ مِنْ ثَمانِ مِرَارٍ، كُلُّ مَرَّةٍ مِنْهَا سَنَةٌ حَتَى مَاتَ بِهَا، وَأَخَذَ عَنِ الشِّهَابِ المحلِّي خَطيبِ جَامعِ ابنِ مَيَّالةَ مِمَّنْ لَازَمَ ابنَ حَسَّانٍ في الفِقْهِ وَالعَرَبِيَّةِ وَالأَصْلَيْنِ رَفِيقًا للبُلبِيسِيِّ الأَزهريِّ، وَالسُّهَيليِّ، وَالمَنْهَليِّ، وَعَلَيٍّ المُنُوفيِّ، وَزَين العَابدينَ وَغَيرِهم، وَانْتَفَعَ بهِ، وَكَذَا قَرَأَ عَلَى الكَمَالِ إِمَامِ الكَامِلِيَّةِ فِي الأُصُولِ، وَجَوَّدَ القُرآنَ حَتَى إِنَّهُ حَضَرَ بِالمَدِينَةِ عِنْدَ الشِّهَابِ الأُبْشِيطيِّ، وَسَمِعَ مِنِّي وَعَلَيَّ أشياءَ، وتميَّزَ وبرَعَ في الدَّيونَةِ، وكتبَ في عِدَّةِ جهاتٍ بعنايةِ المُشارِ إليهم، بل زوَّجَهُ سعدُ الدِّينِ إبراهيمُ أحدُ رؤُوسهم حَظِيَّةً له وكان يُثني عليها، وماتَت بعدَ دهرٍ معه بالمدينةِ فدفَنَها بالبقيعِ وبنى على قبرِها حاجزًا، ونزل في صوفِيَّةِ سعيدِ السُّعداءِ وغيرِها من الجهاتِ ولَزِمَ التَّقَشُّفَ، وكان في العبادةِ وإدامةِ التِّلاوَةِ والمَيلِ للأصواتِ اللَّيِّنَةِ والرَّغبَةِ في الإحسانِ لمن يعلَمُ تقلُّلَهُ سِرًّا وفي إبكارٍ أشياءُ، وكنتُ أستأنِسُ به، وطوَّلتُ ترجمته في "الضَّوءِ اللامِعِ"
(1)
، مات بالمدينةِ النبويَّةِ في شعبانَ سنةَ سبعٍ وتسعينَ بعد تعلُّلٍ طويلٍ، ودُفِنَ بالبقيعِ عند زوجَتِه، رحمه الله وإيانا.
(1)
"الضوء اللامع" 11/ 5.
[4750] أبو البركاتِ بنُ عبد الكافي الشاميُّ المدنيُّ
(1)
ابنُ أختِ ناصرِ الدِّينِ أبي الفَرَجِ الكازرونيُّ، الماضي أبوه (2476)، سمع على جَدِّه لأمِّهِ الجمالِ الكازرونيِّ في سنة أربعٍ وثلاثين وثماني مئةٍ ثم "البخارِيَّ" في سنةِ سبعٍ وثلاثين ووصفه القارئُ حينئذٍ بالوَلَدِ المُبارَكِ.
[ .... ]
أبو البركاتِ بنُ محمدِ بنِ عبد الله ابنِ محمدِ بنِ فَرحونٍ
(2)
مضى في: محمدٍ (3871).
[ .... ]
أبو البَرَكاتِ بنُ الشَّرَفِ محمدِ بنِ محمدِ بن صالحٍ
اسمه محمدٌ، مضى (3913).
[4751] أبو البركاتِ بنُ محمدٍ الوُلَّوِيُّ المصريُّ
ويعرف بالخطيب. ممَّن سَمِعَ على البرهانِ بنِ فرحونٍ جُلَّ "المُوَطَّأِ" سنةَ ثمانٍ وتسعين.
(1)
"الضوء اللامع" 5/ 215.
(2)
"إنباء الغمر" 3/ 209، و"شذرات الذهب" 7/ 158.
[ ..... ]
أبو البركاتِ بنُ أبي المكارِمِ بنِ البَدرِ عبد الله ابنِ محمدِ بنِ فرحونٍ المالكيُّ
سيأتي في أبيه (5003).
[4752] أبو البركاتِ بنُ أبي الهدى بنِ محمدِ ابنِ تقيٍّ الكازرونِيُّ
أخو محمدٍ (3981)، ووالدُ عبدِ الرحمنِ (2225) وعبدِ الوهابِ الماضِيَينِ، سَمِعَ على الزَّينِ المراغيِّ في سنةِ خمسَ عشرَةَ وثماني مئةٍ، ثم على الجمالِ الكازرونيِّ سنة سبعٍ وثلاثينَ في "الصَّحيحِ".
[4753] أبُو البَرَكَاتِ الشَّيخُ الأدِيبُ
أَحدُ الأعيانِ، مِمَّنْ كَانَ يَحْضرُ درسَ القَاضِي سراجِ الدِّينِ ثُمَّ انقطَعَ مَعَهُم كَمَا سَبَقَ فِي ترجمَتِهِ (2968).
[4754] أَبُو بُسرةَ الغِفَارِيُّ
(1)
عَن البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ: "صحِبتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ثَمَانيةَ عشَرَ شَهْرًا فَمَا رأيتُهُ تَركَ الرَّكْعَتِينِ
…
" الحديثَ
(2)
، وعَنهُ: صَفوَانُ بنُ سليمٍ، قَالَ التِّرمِذِيُّ:
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 348، و"الكنى للبخاري" 1/ 15.
(2)
"أبي داود" 1/ 390، و"سنن الترمذي" 2/ 435.
سَألتُ محمدًا عَنهُ فَلمْ يَعْرِفْهُ إلَّا مِن حَديثِ اللَّيثِ ولمْ يَعرفْ اسمَ أبِي بُسرةَ، وذَكَرَهُ ابنُ حِبّانَ فِي "الثِّقَاتِ"
(1)
، وقَالَ العجليُّ
(2)
فِىِ "الكُنَى": مَدَنِيٌّ تَابِعيٌّ ثِقَةٌ، وقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي "الميزانِ"
(3)
: لا يُعْرفُ، وَهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(4)
.
[4755] أَبُو بَشيرٍ الأنْصَارِيُّ السَّاعِديُّ، ويُقَالُ: المَازِنِيُّ ويُقَالُ: الحَارِثِيُّ المَدَنِيُّ
(5)
ذَكَرَهُ مُسلمٌ
(6)
فِيهِم، فَقَالَ: أَبُو بشيرٍ المَازِنيُّ، قَالَ ابنُ سعدٍ
(7)
: اسمهُ قيسُ بنُ عُبَيدِ بنِ الحريرِ -بمهملاتٍ مُصَغَّرًا- كَمَا ضَبَطَهُ الطَّبَرِيُّ وغَيرُهُ، وَوَقَعَ عِندَ ابنِ عَبْدِ البَّرِ: الحربُ، وهُوَ تَغييرٌ، بن عمرو بنِ الجَعدِ بنِ عَوفِ بنِ مَبذُولِ بنِ عَمرو بنِ غنمِ بنِ مَازِنِ بنِ النَّجارِ، وقَالَ ابنُ عَبْدِ البَّرِ: لا يوقف لَهُ عَلَى اسمٍ صَحِيحٍ ولا يَصحُّ قيسُ بنُ عُبَيدٍ، وذَكَرَهُ ابنُ أبِي خَيْثَمَةَ وأَبُو أَحمدَ الحَاكِمُ وغَيرُ واحدٍ فيمَنْ لا يُعْرَفُ اسمهُ، رَوَى عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنهُ: عَبَّادُ بنُ تميمٍ، وضمرةُ بنُ سعيدٍ، وسعيدُ بنُ نَافِعٍ، وعمارةُ بنُ غزيةَ إنْ كَانَ محفُوظًا، وليسَ فِي الصَّحَابَةِ أَبُو بشيرٍ غيرُهُ فيمَا قِيلَ.
(1)
"الثقات" 5/ 573.
(2)
"معرفة الثقات" 2/ 387.
(3)
"ميزان الاعتدال" 4/ 495.
(4)
"تهذيب الكمال" 33/ 74، و"تهذيب التهذيب" 10/ 23.
(5)
"الاستيعاب" 2/ 12، و"الإصابة" 7/ 41.
(6)
"الطبقات" 1/ 154.
(7)
"الطبقات الكبرى" 8/ 423.
قَالَ الواقديُّ: مَاتَ بَعدَ أن عُمِّرَ طَويلًا بَعدَ الحَرَّةِ، وَرَوَي بإسنادٍ لَهُ أَنَّهُ حَضَرَ أُحدًا وهُوَ غُلامٌ، وذَكَرَهُ ابنُ سعدٍ فِي طبقةِ الخَنْدَقِيّين، وقَالَ البَغَويُّ
(1)
: أبو بشيرٍ الأنصَارِيُّ سَكَنَ المَدِينَةَ وسَاقَ حَدِيثَهُ المُخَرَّجَ فِي "الصَّحِيحَينِ" مِن طريقِ عَبَّادِ بنِ تميمٍ عَنهُ ومَتنُهُ: "لا يَبقَيَنَّ فِي رَقَبةِ بعيرٍ قِلادَةٌ"
(2)
، وقِيلَ: إنَّهُ مَاتَ سنةَ أربعينَ، والصَّحيحُ الأولُ، ووَقَعَ حَدِيثُهُ عِندَ النَّسَائِيِّ
(3)
عَن رجلٍ مِنَ الأنصارِ مُبْهَمًا، وفَرَّقَ ابنُ أبِي خَيْثَمَةَ بينَهُ وبَينَ أبِي بِشرٍ الأنصَارِيِّ الَّذِي رَوَى عَنهُ سعيدُ بنُ نَافِعٍ، فَذَكَرَ الثَّانِي -بِكسرِ المُوحَّدَةِ وسكونِ المُعجَمَةِ بلا ياءٍ- فالله أعلم، ثُمَّ إنَّ فِي الصَّحَابَةِ مِمَّنْ يُكَنَّى أَبَا بَشيرٍ الحَارِثَ بنَ خزيمةَ ذَكَرَهُ ابنُ عبدِ البَّرِ عَن الواقديِّ وأبُو بَشيرٍ مَولى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى فِي "الذَّيِلِ"، وأَبُو بشيرٍ كَانتْ كُنيَةً لكعبِ بنِ مَالكٍ، فَكَنَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أبَا عَبدِ الله، ذَكَرَهُ ابنُ مَاكولا
(4)
.
[ .... ]
أَبُو بكرةَ الثَّقَفِيُّ
(5)
مَولى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَضَى فِي نُفَيعٍ (4390).
(1)
"معجم الصحابة" 5/ 12.
(2)
"أخرجه البخاري" في كتاب الجهاد والسير باب ما قيل في الجرس 3/ 1094، و"مسلم" في كتاب اللباس والزينة باب كراهة الوتر في رقبة البعير 3/ 1672.
(3)
"السنن الكبرى" 8/ 109.
(4)
"الإكمال" 1/ 289.
(5)
"الإصابة" 7/ 46، و"سير أعلام النبلاء" 3/ 5.
[4756] أبو بكرِ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عَبدِ الله الإمامُ الفَخرُ الدِّمَشقيُّ ثُمَّ المَدَنيُّ
(1)
ويُعرفُ بالشَّامِيِّ. سمعَ مِن الصَّلاحِ ابنِ أبِي عُمَرَ "جُزءَ الهيثمِ بنِ كُلَيبٍ"، ومِن ابنِ أُمَيْلَةَ "جَامِعَ التِّرمِذِيِّ" ومِن العِزِّ ابنِ جَمَاعةَ والفخرِ عُثمانَ التَّوزريِّ "السُّنَنَ الصُغرى" للنَّسَائِيِّ بِفَوتِ المجلسِ الأولِ، ومِن غَيرِهِم، قَالَ شيخُنَا
(2)
: وكَانَ خَيِّرًا دَيِّنًا، اشتغَلَ كَثيرًا وتيَقَّظَ وسمعَ مِن بعضِ أَصحابِ الفَخرِ ونَابَ فِي الحُكمِ، وكَانَ كثيرَ التَّوجهِ إلى الشَّامِ ومِصْرَ، مَاتَ يعني بالمَدِينةِ فِي المحرمِ سنةَ عشرٍ وثماني مِئَةٍ عَن ستِّينَ سنةً، وقَدْ أَسرعَ إليهِ الشَّيبُ جدًّا. انتهى، وأَجَازَ للتَّقِيِّ ابنِ فهدٍ، وقَالَ الفَاسِيُّ
(3)
: المَدَنيُّ المولِدُ والدّارُ ويُعرفُ بابنِ الشَّامِيِّ أَحدُ فُضلاءِ بَلدِهِ لَهُ اشتغالٌ ونَبَاهةٌ ودِيَانَةٌ، نَابَ فِي الحُكمِ بِهِ عَن الزَّينِ الفَارسكُورِيِّ. قُلتُ: وقَدْ رأيتُ قراءَتَهُ "للصَّحيحِ" غَيرَ مَرَّةٍ عَلَى ابنِ صدِّيقٍ أوَّلُهَا فِي سنةِ سبعٍ وتسعين وسبعِ مئةٍ، بَلْ استمرَّ يقرؤُهُ كُلَّ سنةٍ بالرَّوضَةِ إلى أن مَاتَ حسبَمَا رأيتُهُ فِي النُسخَةِ الموقوفةِ بالمَدِينةِ، وسماعه "للشِّفاءِ" عَلَى البُرهَانِ ابنِ فرحونٍ المَالِكيِّ، وَوَصَفَهُ القَارِئ بالإمامِ العَلَّامَةِ الفخرِ ابنِ الإمامِ شهابِ الدِّينِ وقَالَ: الشَّافِعِيُّ، وكَذَا سمعَ عَلَى الزَّينِ العِرَاقِيِّ فِي سنةِ تسعٍ وثمانينَ تصنيفَهُ فِي "قَصِّ الشَّارِبِ" ووُصِفَ بالإمامِ العَالمِ الشَّافعيِّ، ورَأَيتُ مَنْ وَصَفَهُ بالحَنَفِيِّ وأَظُنُّهُ غَلطًا.
(1)
"الضوء اللامع" 5/ 224.
(2)
"إنباء الغمر" 1/ 343.
(3)
"العقد الثمين" 1/ 299.
[4757] أبو بَكرِ بنُ أحمدَ بنِ عَليِّ بنِ عُمَرَ بنِ قنانَ فخرُ الدِّينِ الزُّبَيريُّ الدِّمَشقِيُّ العَينيُّ الأصل المَدَنيُّ المَكِّيُّ الحَنَفِيُّ
(1)
المَاضِي أَبُوه (213) وجَدُّهُ (2825) ويُعرفُ كَسلفِهِ بابنِ العَينيِّ، وهُوَ بِلَقَبِهِ أشهرُ، وُلِدَ فِي ذِي القعدةِ سنةَ ستٍّ وأربعينَ وثماني مئةٍ بالمَدِينَةِ ونَشَأَ بِهَا، فحَفِظَ القُرآنَ و"منظومَةَ النَّسَفِيِّ" ونِصفَ "مَجمَعِ البحرينِ"، وعَرَضَ عَلَى الشَّمسِ الخُجَنديِّ، والمحبِّ المَطَرِيِّ، وأبِي الفَرَجِ المَرَاغِيِّ، وسعدِ الدِّينِ سعيدٍ الزَّرَنْدِيِّ القَاضِي، والبَدرِ ابنِ عُبيدِ الله، وعَلَيهِ قَرَأَ في الفقهِ بِمَكَّةَ فِي مُجاورَتِهِ فِي قسمٍ مِنَ "المجمَعِ"، وأَخذَ في العربيةِ عَن القَاضِي عبدِ القَادرِ، ولازمَ القَاضِيَ جمالَ الدِّينِ ابنَ الضياءِ في الفقهِ، وكَذَا قَرَأَ عَلَى النُّورِ الغَزِّيِّ في مجاورتِهِ بِمَكَّةَ أيضًا فِي المنطقِ، وأنشدَنِي عنهُ قَولَهُ مُجيبًا لمَنْ مَدَحَهُ ببيتين:
كيفَ السُّرورُ لمذهبٍ هُوَ عاري
…
عَمَّا يُرَجِّيهِ رِضَا السَّتَّارِ
لكِنْ بِسِرِّكُمُ أَرْجُو بِهِ كَرَمًا
…
إنَّ الرجَالَ لمَعدنُ الأسرارِ
عَلَّ الإلهَ إذَا وَقَفتُ يُجِيبُنِي
…
أن لا يُنَادِي يا فناري نارِ
وجَوَّدَ الخَطَّ وكَتبَ بِهِ أشياءَ لنفسِهِ ولغيرِهِ، وَتَزَوَّجَ ابنةَ البَدْرِيِّ حُسينِ ابنِ العُلَيفِ واستولَدَهَا أولادًا، وأَقَامَ بِمَكَّةَ بَعدَ أبيهِ إلى سنةِ سبعٍ وسبعينَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ بعيالِهِ وبنيهِ إلى المَدِينةِ واخْتَصَّ بالشَّمسِيِّ ابنِ الزَّمِنِ،
(1)
"الضوء اللامع" 5/ 225.
وقَدِمَ عَلَى السُّلطانِ من قبلِه مرَّةً، ثُمَّ قَدِمَهَا أُخرَى بَلْ سَافرَ إلى الشَّامِ وغيرِهَا مرَّةً مَعَ أبيهِ ومَرَّةً بمفردِهِ ودَخَلَ في الثانيةِ بيتَ المقدسِ وَرَجَعَ شَاكِرًا مِن صنيعِ النَّجمِ ابن الزمن برسالة أخيه، وهُوَ عَاقلٌ وجيهٌ مُتودِّدٌ مُتأدِّبٌ، صَارَ من أعيانِ المَدِينةِ ذَا أماكن وأفضالٍ، وكَثُرَ تَودُّدُهُ لي وحضُورُهُ عندي مَعَ فضلٍ وهِمَّةٍ وعَمِلَ مَنْسَكًا وغَيرَهُ.
[4758] أَبُو بكرِ بنُ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ أبي بَكرِ ابنِ العَاقِلِ، الصفيُّ النينوائيُّ ثُمَّ السّلامِيُّ المَكِّيُّ
(1)
ويُعرفُ بابنِ العَاقِلِ. سمعَ مِنَ الفخرِ ابنِ البُخارِيِّ وعبدِ الرَّحمنِ بنِ الزَّين، وببغدادَ مِن النِّظامِ محمودِ بنِ محمدِ الهرويِّ والكمَالِ عَليِّ بنِ محمدِ بنِ وَضَّاحٍ وعبدِ الصَّمَدِ بنِ أبي الحبيشِ وغيرِهِم، وحَدَّثَ، سمعَ منهُ: القطبُ الحلبيُّ، وابنُ رافعٍ، وقَالَ فِي "تَارِيخِهِ": كَانَ تاجِرًا ذَا ثروةٍ فترَكَ ذَلكَ وانقطَعَ بِمَكَّةَ وتَعَبَّدَ بِهَا، مَاتَ فِي سادس عشرَ شوال، وقِيلَ: ذِي القعدةِ سنةَ ستٍّ وعشرينَ وسبعِ مئةٍ بالمَدِينةِ النَّبَوِيّةِ، وهُوَ عندَ ابنِ فرحونٍ
(2)
لم يزدْ فِي نَسبِهِ عَلَى أبيهِ وقَالَ: إنَّهُ مِن السَّادَةِ الكِبَارِ والأئمّةِ الأخيارِ فِي الجدِّ والاجتهادِ، لو رأيتَهُ رأيتَ رجُلًا أيَّ رجلٍ، كَانَ ذَا دُنيَا عَظيمةٍ فتخلَّى عنهَا وتركَهَا ورَغِبَ في الآخرةِ وأقبلَ عَلَيها، وانقطعَ فِي المَدِينةِ عَلَى عِبادَةٍ عظيمَةٍ لا يفتُرُ ليلًا ولا نَهَارًا، ويَقِفُ فِي أواخرِ المسجدِ إلى أسطوانةٍ مِنَ
(1)
"أعيان العصر وأعوان العصر" 1/ 214.
(2)
"نصيحة المشاور" ص: 112.
الصُّبحِ إلى الظهرِ ومِنَ الظهرِ للعصرِ لا يقطعُ ذَلكَ إلَّا بصلاةِ الفريضَةِ بالرَّوضَةِ مَعَ شيخوخَتِهِ وسنِّهِ، فإذَا جَنَّ عَلَيهِ اللَّيلُ حَنَّ إلَيهِ كَمَا تحنُّ الوالدةُ إلى ولدِهَا مَعَ إيثارٍ عظيمٍ بالدُّنيَا، بحيثُ كَانَ أقربَاؤُهُ مِنَ السَّلاميِّين يَبعثُونَ إليهِ بالأموالِ الكثيرةِ ليُفرِّقَهَا فيصرِفُها فِي مصَارِفِهَا ويزيدُ عَلَيهَا مِن مَالِهِ ولمْ يَكنْ للدُّنيا فِي عينهِ بهجةٌ، ولَهُ في الإيثَارِ حكاياتٌ وغرائبُ كَانَ يحكيهَا عنهُ شيخُ الخُدَّامِ العِزُّ دِينارٌ لكونِهِ كَانَ يصحبُهُ ويعتقدُهُ، ومثلُهُ يُعتَقَدُ، أَعتقَ خُدَّامًا ومماليكَ وبنى لَهُ رباطان أحدهُمَا مُجَاورٌ للمِيضأةِ موقوفٌ عَلَى الرِّجَالِ والنِّسَاءِ والآخرُ عَلَى الرِّجَالِ خاصَّةً، واشترى الدَّارَ الَّتِي يسكُنُهَا وهِي فِي ظهرِ رِبَاطِهِ الموقوفِ عَلَى الرِّجَالِ، وكَانَ الرِّبَاطُ حَوشًا لهذِهِ الدَّارِ فأفرَدَهُ للرِّجَالِ وسدَّ البابَ الَّذِي بينَهُمَا وهُوَ بيِّنٌ إلى الآنَ، وأوقَفَ الدَّارَ المذكورَةَ عَلَى الفُقراءِ المُجرَّدِينَ إن لمْ يكنْ سلاميُّونَ فإن كَانَ مِنهُم أَحَدٌ بالمَدِينةِ فَهُوَ أَولى مِن غَيرِهِ، فإذَا سَافَرَ أو مَاتَ رَجَعَتْ للفقرَاءِ المُجَرَّدِينَ حُكْمُهَا حُكمُ الرِّبَاطِ ومجاورٌ لَهَا، ووقفتُ عَلَى الوقفيةِ فِي سنةِ سبعٍ وستِّينَ وسبعِ مئةٍ وانتُزِعَتْ بالوقوفِ عَلَيهِ من وَضَع يَدَه عَلَيهَا بغيرِ طريقٍ شَرِعيِ، مَاتَ بالمَدِينةِ النَّبَويّةِ فِي حدودِ سنة خمسَ عَشَرَةَ وسبعِ مئةٍ ودُفِنَ بالبقيعِ إلى جنبِ قبرِ سيِّدِنَا إبْرَاهِيمَ ابنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ومِمَّنْ أَخَذَ عنهُ الشَّيخُ محمدٌ الكَازَرُونِيُّ، وقَدْ سَبَقَ فِي ترجمتِهِ شيءٌ مِن حالِ صاحبِ التَّرجَمَةِ. وذَكَرَهُ المَجْدُ
(1)
فَقَالَ: السَّلَّامِيُّ -بتشديدِ اللامِ- نسبةً إلى السّلَّامِيّةِ قريةٍ كَبيرَةٍ شَرقيَّ دِجلةَ عَلَى مرحَلَةٍ مِن الموصلِ، ثُمَّ لَخَّصَ تَرجمَتَهُ مِمَّا تَقَدَّمَ بأمتَنِ عبارةٍ وآمنِ إشارةٍ وقَالَ: إنَّهُ أَمَرَ بعمارةِ بئرِ أريسَ وتجديدِ مَا احتِيجَ إليهِ
(1)
"المغانم المطابة" 3/ 1169.
مِن داثرٍ ودَرِيسٍ، وأَرَّخَ وَفَاتَهُ فِي سنةِ خمسَ عَشَرَةَ تقريبًا. وهُوَ فِي "دُررِ"
(1)
شيخِنَا فَسَاقَ نَسَبَهُ كَمَا تَقَدَّمَ، وقَالَ: سمعَ مِن الفخرِ ابنِ البُخَارِيِّ وعَانَى التِّجَارَةَ مُدَّةً فَأكثَرَ الأسفارَ، وكَانَ مُوصُوفًا بالأمانةِ، ثُمَّ انقطَعَ بالقدسِ مُدَّةً، ثُمَّ جَاوَرَ بالمَدِينةِ من سنةِ عشرٍ يَحُجُّ كُلَّ سنةٍ ويعودُ ورُبَّمَا أَقَامَ بِمَكَّةَ مُدَّةً، ومَاتَ فِي ذِي القعدةِ سنةَ ستٍّ وعشرينَ يعني كَمَا تَقَدَّمَ أَولًا.
وقَالَ الأمينُ الآقشهريُّ: صَفيُّ الدِّينِ أَبُو صادقٍ النَّينَوائيُّ ثُمَّ السّلّامِيُّ نزيلُ الحَرَمَين وذَكَرَ مَولِدَهُ وأنَّهُ سمعَ عَلَيهِ "المَشارقَ" للصَّغانيِّ بسماعِهِ لَهُ من محمودِ بنِ محمدِ بنِ عُمَرَ الهَرَوِيِّ المؤلِّفِ.
وَرَوَى عنهُ فِي "روضتِهِ" حكايةً رَوَاهَا لَهُ عن عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أبِي الجيشِ الخطيبِ وقَالَ مرةً: عَبدُ الصَّمَدِ بنُ عَبدِ القَادِرِ الحنبَليُّ، وَرَوى أيضًا عن زينبَ ابنةِ مَكّيٍّ، سمعَ عَلَيهَا فِي سنةِ سبعٍ وثمانينَ وستِّ مئةٍ بقراءةِ محمودِ ابنِ أبِي بَكرٍ الأُرمَوِيِّ ووَصَفَهُ بالشِّيخِ الصالحِ عابدِ الحَرَمَين المنقطعِ إلى جوارِهِمَا بِمَكَّةَ والمَدِينةِ، وسَمَّى في موضعٍ أبَاهُ أَحمدَ، وفي آخرَ عَبْدَ الله ابنَ أَحمدَ، والصَّحِيحُ الأوَّلُ.
ومِمَّنْ رَوَى عنهُ "المشارقَ" العفيفُ عبدُ الله ابنُ الجَمَالِ محمدٍ المَطَرِيُّ الحَافِظُ، سمعَهُ عليهِ بقراءةِ وَالِدِهِ بالرَّوضَةِ النَّبوَيّةِ سنةَ اثنتي عشرةَ وسبع مئةٍ وَوُصِفَ بنزيلِ الحَرَمِ النَّبَويِّ.
(1)
"الدرر الكامنة" 1/ 439.
[4759] أَبُو بكرِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ الجيزيُّ ثُمَّ القَاهِرِيُّ الشَّافِعِيُّ
(1)
نزيلُ مَكَّةَ وأَخُو الشَّمسِ محمدٍ النَّاسِخِ، مِمَّنْ اشتغلَ عندَ الزَّينِ زكريَا وغَيرِهِ وفَضَلَ، ولكن جُلُّ انتفاعِهِ إنَّمَا هُوَ بِمحمدٍ الطنتدائيِّ الضَّرِيرِ، وصَحِبَ ابنَ أختِ الشَّيخِ مدينَ وسَافَرَ فِي البَحرِ لمَكَّةَ فقَطَنَهَا وتَوَجَّهَ مِنهَا إلى الهندِ صُحْبةَ وَلَدِ حُسينِ بنِ قاوانَ، وكَانَ وهُوَ بِمَكَّةَ يأخذُ عن أبيهِ وعَن قَاضِيهَا وغيرِهِ، ثُمَّ عَادَ مَعَ حَافِظِ رَسُولٍ صَاحِبِ كلبرجةَ بَعْدَ أنْ صَاهَرَهُ وتَرَفَّعَ حَالُهُ، فلمْ يَلبثْ أن مَاتَ بالمَدِينةِ النَّبَويّةِ فِي جمادى الثاني سنةَ ثمانٍ وثمانينَ، وكَانَ قَدِمَهَا للزِّيَارَةِ، ودُفِنَ بالبقيعِ، وأَظُنُّهُ قَارَبَ الأربعينَ أو جَازَهَا رحمه الله.
[ .... ]
أَبُو بَكرِ بنُ أحمدَ النَّجّارُ
فِي ابنِ يُوسُفَ (4795).
[4760] أَبُو بَكرِ بنِ إسْحَاق بنِ يَسَارٍ المطلبيُّ
(2)
مَولاهُم المَدَنِيُّ، المَاضِي أَخُوهُ محمدٌ (3430) وأبُوهُمَا (395) وعَمُّهُمَا مُوسَى (4313).
(1)
"الضوء اللامع" 11/ 25.
(2)
"توضيح المشتبه" 1/ 225، و"فتح الباب في الكنى والألقاب" 1/ 123.
يَروِي عَن: عَبدِ الله بنِ عُروةَ بنِ الزُّبيرِ، ومُعَاذِ بنِ عَبْدِ الله بنِ خُبيبٍ، ويزيدَ بنِ عَمرو بنِ أميّةَ الضمريِّ.
وعَنهُ: أَخُوهُ ويزيدُ بنِ أبِي حَبيبٍ، قَالَ البُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيثِ، وقَالَ أبو حَاتِمٍ
(1)
: لا يُعرَفُ اسمهُ، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(2)
.
[4761] أَبُو بَكرِ بن أَنَسِ بنِ مَالكٍ الأنصَارِيُّ النَّجّارِيُّ المَدَنِيُّ ثُمَّ البصرِيُّ
(3)
المَاضِي أَبُوهُ (501)، يَروِي عَنهُ، وعَن: زيدِ بنِ أرقمَ، ومحمودِ بنِ الربيعِ، ومحمودِ بنِ عُميرِ بنِ سعدٍ، وَهُوَ الواسِطَةُ بَيْنَهُ وبَينَ عِتبانَ بنِ مَالكٍ.
وَعَنهُ: ابنُهُ عَبْدُ الله، وثَابتٌ البنانيُّ، وقَتادةُ، وسُليمانُ التَّيمِيُّ، وعَليُّ ابنُ زيدِ بنِ جُدعانَ، ويُونُسُ بنُ عُبيدٍ، قَالَ العجليُّ
(4)
: بصريٌّ تَابِعيٌّ ثقةٌ، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"
(5)
، وَقَالَ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أبِي بَكْرٍ المقدَّمِيُّ: لا يُعْرَفُ لَهُ اسمٌ.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 346.
(2)
"تهذيب الكمال" 33/ 82، و"تهذيب التهذيب" 10/ 26.
(3)
"الكنى للبخاري" 1/ 12، و"الجرح والتعديل" 9/ 340.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 387.
(5)
"الثقات" 5/ 574.
[4762] أَبُو بَكرِ بنُ أوحَدَ الفَرَّاشُ
(1)
أَحدُ القُوَّامِ بالمَسْجِدِ الشَّريفِ، دَخَلَ حَاصِلَهُ ومَعَهُ نارٌ فغَفَلَ عَنْهَا بِحَيْثُ كَانَتْ سببًا لحريقِ المسجدِ، بَلْ أُحْرِقَ هُوَ، وكَانَ ذَلِكَ فِي ليلةِ الجُمعَةِ مُستَهَلَّ رمضانَ سنةَ أربعٍ وخمسينَ وستِّ مئةٍ.
[ .... ]
أبو بَكْرِ بنُ أبِي أويسٍ
هُوَ عَبْدُ الحميدِ بنُ عَبْدِ الله (2193).
[ .... ]
أَبُو بكرِ بنُ حَزْمٍ
هُوَ ابنُ محمدِ بنِ عَمرو، يأتِي قريبًا (4788).
[4763] أَبُو بَكرِ بنُ الحسينِ بنِ أبِي حَفصٍ عمَرَ بنِ أبِي عبدِ الله محمدِ بنِ يُونُسَ ابنِ أبِي الفَخْرِ محمدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ نجمِ بنِ طولونَ -وأسلفتُ فِي وَلَدِهِ محمدٍ (3454) الإشارَةَ لِمَا فِي نسبِهِ مِنَ الخُلفِ- الزَّينُ أبو محمدٍ القُرشيُّ، العَبْشَميُّ، الأُمَويُّ، العُثمانيُّ، المراغِيُّ، المِصْرِيُّ، الشَّافِعيُّ
(2)
نزيلُ المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ، ويُقَالُ اسمُهُ: عَبْدُ الله، وَوُجِدَ بخطِّ الكمالِ الشُّمُنِّيِّ، والمشهورُ أنَّ اسمَهُ كُنْيَتُهُ، ويُعرفُ بابنِ الحُسينِ المراغيِّ، وَرُبَّمَا
(1)
"وفاء الوفا" 2/ 598، و "سبل الهدى والرشاد" 3/ 340.
(2)
"الضوء اللامع" 5/ 232.
يُقَالُ لَهُ: العُثمانيُّ، وُلِدَ فِي سنةِ سبعٍ وعشرينَ وسبع مئةٍ بالقاهرةِ، ونَشَأَ بِهَا، واشتغلَ كثيرًا عِنْدَ التَّقِيِّ السُّبكيِّ وغيرِهِ، ولازَمَ الإسنويَّ حَتَّى مَهَرَ وأَذِنَ لَهُ فِي الإفتاءِ، وممَّا قَرَأَهُ علَيهِ "زوائدَ المنْهَاجِ الأصليِّ" لَهُ، وحَضَرَ دروسَ الشمسِ ابنِ اللبَّانِ.
وأَخذَ عن الفخرِ ابنِ مسكينٍ "تنقيحَ القرافيِّ" بأخذِهِ لَهُ عن مؤلِّفِهِ، وعن غيرِ واحدٍ كالعلاءِ مُغُلطاي الحديثَ، ومِمَّا سمعَهُ منهُ "السِّيرةَ النَّبويّةَ" من تلخِيصِهِ، وسمعَ عَلَى الصَّدرِ الميدوميِّ "المسلسلَ" و"الغيلانياتِ" وأجزاءَ من "سُننِ أبي داودَ"، وعَلَى الزَّينِ أبي الفرجِ بنِ عبدِ الهَادِي "صحيحَ مُسلمٍ" وعَلَى ناصرِ الدِّينِ التُونِسيِّ المالكيِّ "سُنَنَ النَسائِيِّ" وغيرَهَا، وعَلَى مظفرِ الدِّينِ العَطَّارِ "جَامِعَ الترمذيِّ" وعَلَى عبدِ القادرِ بنِ الملوكِ ثاني الطَّهَارةِ للنَّسائِيِّ، وغيرَهَا فِي آخرينَ كناصِرِ الدِّينِ الأيوبيِّ، وصالحِ بنِ مُختارٍ، وأَحمدَ بنِ كُشتُغدِي، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ المعمرِ البغداديِّ، وعائشةَ الصَّنهاجيةِ.
وكَانَ أوَّلُ سماعِهِ سنةَ اثنتين وثلاثينَ، وأَجَازَ لهُ فِي سنةِ تسعٍ وعشرينَ الحَجَّارُ، وأبو العباسِ ابنُ مزيزٍ، والمزيُّ، وأيوبُ الكَحَّالُ، وابنُ أبِي النائبِ وخلقٌ، انفردَ بالروايةِ عن كثيرٍ منهم سماعًا وإجازةً في سائرِ الآفاقِ، وخَرَّجَ لَهُ شيخُنَا أربعين، والجمالُ ابنُ مُوسَى المراكشيُّ مشيخةً عن مشايِخِهِ بالسَّماعِ أَجَادَ فيها، وسمعتُهُمَا عَلَى أصحابِهِ، والنَّجمُ ابنُ فهدٍ تراجمَ شيوخِهِ بالسَّماعِ والإجازةِ مُرتِّبًا لهُم عَلَى المعجمِ مميَّزًا شيوخَ السَّمَاعِ عن غيرِهِم، وفِي آخرِهَا أسانيدُ مسموعاتِهِ، وتَحَوَّلَ قديمًا من القَاهِرَةِ إلى الحِجَازِ فاستوطنَ المدينةَ نحوَ خمسينَ سنةً.
بَلْ رأيتُهُ سَمِعَ فيها عَلَى ابنِ سبعٍ والبدرِ ابنِ فرحونٍ فِي سنةِ سبعٍ وخمسينَ "البُخَارِيَّ"، وعَلَى ثانيهِمَا فقط اليسيرَ مِنَ "الأنباءِ المُبينةِ"، ووصفَهُ كاتبُ الطبقةِ بالشَّيخِ الفقيهِ الإمامِ العَالمِ العَامِلِ مُفتي المسلمينَ المدرِّسِ والمُتَصَدِّرِ بالحَرَمِ الشَّرِيفِ انتهى، وعَلَى الزَّينِ العِراقيِّ فِي سنةِ تسعٍ وثمانينَ أشياءَ منها "جُزْءَهُ فِي قَصِّ الشَّاربِ"، وتزوَّجَ فيها ووُلِدَ لَهُ بِهَا عِدَّةُ أولادٍ وَوَلِيَ قَضَاءَهَا وخَطابَتَهَا وإمامَتَهَا في حادي عَشَرِ ذِي الحِجَّةِ سنةَ تسعٍ وثماني مئةٍ عِوَضًا عن البهاءِ محمدِ بنِ المحبِّ الزَّرَنْدِيِّ فَسَارَ فيها سِيرةً حَسَنَةً، ثُمَّ صُرِفَ بعدَ سنةٍ ونصفٍ فِي صفرَ سنةَ إحدى عَشَرَةَ بزوجِ ابنتِهِ الرَّضِيِّ أبي حامدٍ المَطَرِيِّ، ولعلَّ سَبَبَهُ إهانةُ جَمَّازِ بنِ نُعيرٍ لَهُ حِينَ مَانَعَهُ عن فتحِ حَاصِلِ الحَرَمِ ولمْ يلتفتْ لمنعِهِ بَلْ ضَرَبَ شيخَ الخُدَّامِ بيدِهِ وكَسَرَ الأقفالَ ونَهَبَ مَا أرادَ، وانتفعَ بِهِ أَهْلُ المدينةِ والوافدونَ إليها، وحَدَّثَ فيها وفِي مَكَّةَ حِينَ جَاوَرَ بِهَا فِي سَنَتَي أربع عشرةَ وخمسَ عشرةَ وبِمِنَى والجعرانَةِ بالكثيرِ، سمعَ منهُ أولادُهُ وسبطُهُ المحبُّ المَطَرِيُّ وشيخُنَا والتَّقِيُّ الفَاسيُّ والتَّقيُّ بنُ فَهدٍ، وسمعَ عَلَيهِ ابناهُ وأخوه والأُبِّيُّ ومَنْ لا أحصِيهِم كَثرةً، وأَصحَابُهُ بالإجازةِ الآنَ معدودونَ، وآخِرُ مَنْ سمعَ عليه فيمَا أظنُّ أبو الفتحِ ابنُ عَلبَكَ، وبِمَكَّةَ أبو بَكرِ بنُ فهدٍ بَلْ آخِرُهُم مُطلقًا بالحضورِ أبو بكرِ بنُ عليِّ بنِ مُوسَى القُرشِيُّ، مَاتَ سنةَ خمسٍ وتسعينَ وقيلَ لِي: فِي سنةِ ثمانٍ وتسعينَ، وجَوَّدَ بَعْضُهُم مِمَّنْ لا يُذكرُ بالمدينةِ، فاللهُ أعلمُ.
وكَتَبَ عنهُ ابنُ الملقِّنِ قديمًا فكتبَ بخطِّهِ: أنشدني الشَّيخُ زينُ الدِّينِ ابنُ الحُسينِ فذكرَ شعرًا من نظمِهِ، وعملَ للمدينةِ تاريخًا حَسَنًا سمَّاهُ
"تحقيقَ النُّصرةِ بتلخيصِ معالمِ دارِ الهجرةِ" فَرغَ من تبييضِهِ فِي رجبٍ سنة ستٍّ وستِّينَ وسبعِ مئةٍ، وسمعَ منهُ عَلَيهِ البرهانُ الأبناسيُّ سنةَ خمسٍ وسبعينَ بقراءةِ الزَّينِ عَبْدِ الرَّحمنِ الفارسكورِيِّ، وقرَّضَهُ القارِئُ فِي الطَّبَقَةِ واقتَدَى بِهِ فِي تقرِيضِهِ بالطَّبَقَةِ الصَّلاحُ الأقفَهسِيُّ بعدَ قراءَتِهِ فِي سنةِ خمسٍ وثماني مئةٍ، وقَرَأَ عَلَيهِ قَبلَ ذَلِكَ الشَّمسُ ابنُ الجزريِّ فِي صفرٍ سنةَ ستٍّ وثمانينَ بسعيدِ السُّعَداءِ من القَاهِرَةِ، وأَثْنَى عَلَى كُلٍّ من المُؤَلِّفِ والمُؤَلَّفِ فقَالَ: إنَّهُ ملأَ العُيونَ، وشَنَّفَ المسامِعَ، وجمَعَ مؤلَّفَهُ محاسِنَ مَنْ تَقَدَّمَهُ وزادَ فلو قِيلَ: مَا الفرقُ؟ قُلنَا الفرقُ الجامعُ، فَهَيّجَ لِي بِذَلِكَ المغنى طرَبًا، وجَدَّدَ الأشواقَ أرَبًا، وأَدَارَ عَلَى مسمَعِي مُدامَةً توشَّحَت حَبَبًا، فقُلتُ والقَلبُ يُقيمُ شوقًا ويقعُدُ أَدَبًا:
أَقُولُ لصَحْبِي عِنْدَ رُؤيةِ طيبةٍ
…
وَقَدْ أطربَ الحَادِي بأشرفِ مُرسَلٍ
خَليليَّ هَذَا ذِكْرُهُ ودِيَارُهُ
…
قِفَا نَبْكِ مِن ذِكْرَى حَبِيبٍ ومنزلٍ
ووصَفَهُ بالإمامِ العَالمِ العامل العَلَّامَةِ الحبرِ البحرِ الفريدِ الحُجَّةِ المحقِّقِ القُدوَةِ مُفِتي المسلمينَ، زينِ المِلَّةِ والدِّينِ، جمالِ العُلماءِ العامِلِينَ، شَرَفِ الأعيانِ والمُدرسينَ، وسمعَهُ مَعَهُ المحدِّثُ القُدسيُّ وكَتَبَ عليهِ أبياتًا، وكَذَا وقَفَ عَلَيهِ في السَّنَةِ الَّتِي قَبْلَهَا القَاضِي ناصرُ الدِّينِ ابنُ الميلقِ، وقَالَ:
وقَفَ ابنُ ميلقٍ الفقيرُ عَلَى الَّذِي
…
أَعْيَتْ أمالِيهِ النُّهَى إعياءا
فَتَقَاصَرَتْ عن شَأَوِهِ مُدَّاحُهُ
…
ولَقَدْ سمَو نَحْوَ السَّمَاءِ ثَنَاءا
فَثَنَى الفقيرُ عن الثَناءِ عِنَانَهُ
…
لَكِنَّهُ مَدَّ العِنَانَ دُعَاءا
وَبِخَطِّهِ كَتَبَ التَّقَاصُرُ يَرتَجِي
…
لحْظَ الكِرامِ إذَا رَأَوهُ رَجَاءا
وقَرَّضَهُ أيضا أَحمدُ بنُ محمدِ ابنِ خطيبِ يَبرودَ والبرهانُ القِيراطِيُّ، وعَبْدُ الرَّحمنِ بنُ الحُسينِ بنِ عبدِ الله بنِ نصرِ بنِ المعمَّرِ الواسطيُّ، وأَحمدُ بنُ يُوسُفَ بنِ مالكٍ الرُّعَينيُّ الغِرنَاطِيُّ، وأبو عبدِ الله محمدُ بن أَحمدَ بنِ عَليِّ بنِ جابرٍ الأندلسيُّ، وهُمَا الأعمى والبصيرُ إذْ وَقَفَ عَلَيهِ كُلٌّ منهم بالمدينةِ، ومن أَهْلِهَا: عليُّ بنُ يُوسُفَ بنِ الحسنِ الزَّرَنْدِيُّ، وإبراهيمُ ابنُ أَحمدَ بنِ عِيسَى بنِ الخشّابِ، وقَرَأَهُ عَلَيهِ غيرُ واحدٍ بالمدينةِ بَلْ قَرَأَهُ عَلَيهِ ابنُ سُكَّرٍ بِمَكَّةَ، وكَذَا من تصانِيفِهِ "روائحَ الزَّهرِ" اختصرَ فيهِ "الزَّهرَ البَاسِمَ فِي سيرةِ أبي القَاسمِ صلى الله عليه وسلم" لشيخِهِ مُغُلطاي، و"منافعَ الحِرزِ" اختَصَرَ فيهِ "الحِرْزَ المُعَدُّ لمَنْ فَقَدَ الولَدَ" لأبِي القَاسِمِ عبدِ الغفارِ بنِ محمدٍ السَّعديِّ، وأَكْمَلَ شرحَ شيخِهِ الإسنويِّ "للمنهَاجِ" وسَمَّاهُ "الوافِي بتكملةِ الكافِي" يُقَالُ: إنَّهُ شَرَعَ فيها فِي حياتِهِ، وكَذَا شَرَحَ "الزُّبَدِ" للبارزيِّ وسَمَّاهُ "العُمَدَ في شرحِ الزُّبَدِ" إلى غيرِهَا كمنسَكٍ صغيرٍ مفيدٍ جامعٍ سَمَّاهُ "مُرشدُ النَّاسِكِ إلى معرفةِ المنَاسِكِ"، ووصفَهُ البرهانُ الأبناسِيُّ فِي إجازَتِهِ لولدِهِ بالشَّيخِ الإمامِ العَالمِ العَلَّامَةِ ذِي الفوائدِ الجسيمةِ والفرائدِ اليتيمةِ، صدرِ المُدرِّسينَ زينِ المُفْتِين، بَلْ وصَفَ والِدَهُ بالشَّيخِ الصَالِحِ المُرَبِّي كهفِ الفقراءِ والمساكين وكُلًّا من جَدِّهِ واللذَينِ فوقَهُ بالشَّيخِ الصَالِحِ، ولمْ يَزَلْ عَلَى جلالتِهِ ووجاهَتِهِ حَتَّى مَاتَ بَعْدَ أنْ تَغَيَّرَ -عَلَى المعتمدِ- يسيرًا فِي مُستَهَلِّ ذِي الحجةِ، ومَنْ قَالَ فِي سادسِ عَشرِهِ فَقَدَ وَهِمَ -سنةَ سِتَّ عشرةَ بالمدينةِ النَّبويّةِ، وصُلِّي عَلَيهِ بالرَّوضَةِ ثُمَّ دُفِنَ بالبَقِيعِ رحمه الله وإيانَا، وقَدْ جَزَمَ شيخُنَا فِي "مُعْجَمِهِ" بأَنَّهُ تَغَيّرَ، وتَعَقَّبَهُ ابنُ الخياطِ والأُبِّيُّ وَرَدَّ عليهِمَا التَّقِيُّ ابنُ فَهدٍ.
ولكن قَدْ قَالَ شيخُنَا في "إنبائِهِ"
(1)
: وكَانَ بَعْضُ مَنْ تَعَصَّبَ عَلَيهِ ينسِبُهُ إلى الخَرَفِ والتَّغييرِ ولم يقعْ ذَلكَ، فقَدْ سمعتُ مِنهُ بِمَكَّةَ فِي سنةِ خمس عشرةَ وهُوَ صحيحٌ، وأخبرنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ أنَّهُ استمَرَّ عَلَى ذَلِكَ، وممن تَرجَمَهُ شيخُنَا فِي "مُعجَمِهِ"
(2)
، و"إنبائِهِ"
(3)
، والفَاسيُّ فِي "ذَيلِهِ عَلَى التَّقييدِ"
(4)
، والمقريزيُّ باختصارٍ فِي "عُقودِهِ" وأنَّهُ صَحِبَهُ سنينَ، وابنُ قَاضِي شُهبَةَ فِي "الذَّيلِ"
(5)
فِي آخرينَ من طَلَبَتِهِ ومَا عَلِمتُ مَنْ احتَفَلَ بترجمَتِهِ كَمَا هُنَا، ومِن نَظْمِهِ:
حمدتُ إلهي عَلَى فَضْلِهِ
…
وتجدِيدِ إنعَامِهِ كُلَّ عَامٍ
بَلغْتُ الثَّمَانِينَ وبِضْعًا لهَا
…
وأمثالُ عصرِ-ي قَضَوا بالحمامِ
وقَدْ نِلتُ تَسمِيع حَدِيثٍ بِهَا
…
ويَا حَبَّهذا ببيتٍ حَرَامِ
ومَا كُنْتُ أَهْلًا لِذَا قَبْلَهَا
…
وأَرجُو مِنَ الله حُسْنَ الختام
[4764] أبو بكرِ بنُ حَفْصِ بنِ عُمَرَ بنِ سَعَدِ بنِ أبي وقاص مالكٌ الزّهريُّ المَدَنِيُّ
(6)
واسمُهُ عبد الله، يَروِي عن: أبيهِ، وجَدِّهِ، وابنِ عُمَرَ، وأنسٍ، وسالمِ بنِ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ، وعَبدِ الله بنِ حسنٍ، وعُروةَ بنِ الزُّبيرِ، والزُّهْرِيِّ وآخرينَ.
(1)
"إنباء الغمر" 1/ 410.
(2)
"المجمع المؤسس للمعجم المفهرس" 1/ 538.
(3)
"إنباء الغمر" 1/ 410.
(4)
"ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد" 2/ 343.
(5)
"طبقات الشافعية" 4/ 7.
(6)
"الكنى" للبخاري 1/ 10، و"الجرح والتعديل" 9/ 338، و"الإصابة" 7/ 50.
وعَنْهُ: ابنُ جُريجٍ، وزَيدُ بنُ أبي أُنَيسةَ، ومحمدُ بن سوقة، وشُعبةُ، ومسعرٌ وجماعةٌ، وكَانَ ثقةً ذَكَرَهُ العجليُّ
(1)
في موضعينِ، فأوّلًا قَالَ: مدنيٌّ ثقةٌ، ومرةً سَقَطَ عُمَرُ من نسبِهِ، وابنُ حِبّانَ فِي ثانيةِ "الثِّقَاتِ"
(2)
وقَالَ: كَانَ راويًا لِعُروةَ، وقَالَ ابنُ عبدِ البَرِّ: قِيلَ: كَانَ اسمُهُ كنيَتَهُ، وكَانَ من أَهْلِ العلمِ والفقهِ أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ" ورابعِ "الإصابَةِ" وقَالَ: إنَّهُ مِن وَسَطِ التابعين، قَتَلَ المُخْتَارُ أَبَاهُ وَجَدَّهُ، يعني كَمَا سَبَقَ فِي جَدِّهِ عُمَرَ.
[4765] أبو بكرِ بنُ سالمِ بنِ عبدِ الله بنُ عُمَرَ ابنِ الخَطَّابِ القُرَشِيُّ العمريُّ المَدَنِيُّ
يروي عن أبيهِ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رأيتُ كَأَنِّي أنزعُ بدلوٍ عَلَى قليبِ
…
"
(3)
الحديثَ، وعنهُ: عُبيدُ الله بنُ عُمَرَ العمريُّ، قَالَ العجليُّ
(4)
: مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ، وقَالَ أبو حَاتِمٍ
(5)
: لا أعرفُ اسمَهُ، وذَكَرَهُ ابنُ سعدٍ
(6)
فِي الطبقةِ الرَّابِعَةِ مِنَ المَدَنِيّينَ، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(7)
.
(1)
"معرفة الثقات" 2/ 388.
(2)
"الثقات" 5/ 563.
(3)
"صحيح مسلم"، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رقم:(6347).
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 388.
(5)
"الجرح والتعديل" 9/ 345.
(6)
"الطبقات الكبرى الجزء المتمم" ص 223.
(7)
"تهذيب الكمال" 33/ 92، و"تهذيب التهذيب" 10/ 28.
[4766] أبو بكرِ بنُ سُليمَانَ بنِ أبِي حَثْمَةَ
(1)
واسمُهُ عبدُ الله بنُ حُذَيفَةَ، وقِيلَ: عديُّ بنُ كعبِ بنِ حُذَيفَةَ بنِ غَانِمِ ابنِ عَبْدِ الله بنِ عُبَيْدِ بنِ عُويجِ بنِ عديِّ بنِ كَعْبٍ القُرَشِيُّ العدويُّ، المَاضِي أبوهُ (1501)، وأخوهُ عُثمَانُ (2670).
ذَكَرَهُ مُسلمٌ فِي ثَالثةِ تَابِعي المَدَنِيّينَ
(2)
، وأُمُّهُ أَمَةُ الله ابنةُ السَّائِبِ بنِ أبِي السّائِبِ بنِ عابدِ بنِ عبدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ مَخزُومٍ، يَروِي عن: أبيهِ، وجَدَّتِهِ الشِّفَاءِ، وسعيدِ بنِ زيدِ بنِ عمرو بنِ نُفَيلٍ، وعبدِ الله وحَفْصَةَ ابني عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وحَكيمِ بنِ حزامٍ، وأبِي هُرَيرةَ. وعنهُ: الزُّهرِيُّ، وابنُ المُنْكَدِرِ، وصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، ومحمدُ بنُ إبْرَاهِيمَ التَّيمِيُّ، ويزيدُ بنُ عبدِ الله بنِ قُسيطٍ، وآخرونَ.
قَالَ
(3)
: كَانَ مِن عُلماءِ قُريشٍ، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبّانَ فِي "الثِّقَاتِ"
(4)
، وخَرَّجَ لَهُ البُخَارِيُّ
(5)
مَقْرُونًا بغيرِهِ، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(6)
.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 341.
(2)
"الطبقات" 1/ 243.
(3)
أي الإمام الزهري كما في "الجرح والتعديل" 9/ 341.
(4)
"الثقات" 5/ 566.
(5)
في"صحيحه" كتاب العلم، باب السمر في العلم رقم الحديث 116 من طريق ابن شهاب عن سالم وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن ابن عمر قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال: "أرأيتكم ليلتكم هذه؟ فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد".
(6)
"تهذيب الكمال" 33/ 93، و"تهذيب التهذيب" 12/ 28.
[ .... ]
أبو بكرِ بنُ عبْدِ الله بنِ أَحمدَ السّلّامِيُّ
مَضَى بدونِ عَبْدِ الله (4758).
[4767] أبو بَكْرِ بنُ عَبْدِ الله بنِ أبِي الجَهْمِ
وقَدُ يُنسَبُ إلى جَدِّهِ، واسمُ أبِي الجَهْمِ صُخيرٌ
(1)
، ويُقَالُ: عُبيدُ بنُ حُذَيفةَ بنِ غَانِمِ بنِ عبدِ الله بنِ عُبيدِ بنِ عُويجٍ القُرَشِيُّ العدويُّ المَدَنِيُّ. يروىِ عن: عَمّهِ ابنِ أبِي الجَهمِ، وابنِ عُمَرَ، وفَاطمَةَ ابنةِ قيسٍ، وعُبيدِ الله ابنِ عبدِ الله بنِ عتبةَ، وغيرِهِم. وعنهُ: شُعبةُ، والثَّورِيُّ، وأبو العُمَيسِ، وشريكٌ، وآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابنُ مَعينٍ
(2)
، ثُمَّ ابنُ حِبّانَ
(3)
، وقَالَ أبو حَاتمٍ
(4)
: صَدوقٌ، وقَالَ الزُّبيرُ بنُ بَكَّارٍ
(5)
: كَانَ فقيهًا، وابنُ سعدٍ
(6)
: كَانَ قَليلَ الحديثِ، خَرَّجَ لهُ الشيخانُ، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(7)
.
(1)
في الأصل: صحير، والتصويب من "الجرح والتعديل" 9/ 338، و"تهذيب الكمال" 33/ 99.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 338.
(3)
"الثقات" 5/ 567.
(4)
"الجرح والتعديل" 9/ 338.
(5)
"تهذيب التهذيب" 10/ 30.
(6)
"الطبقات الكبرى الجزء المتمم" ص: 264 - 265.
(7)
"تهذيب الكمال" 33/ 99، و"تهذيب التهذيب" 10/ 30.
[4768] أبو بكرِ بنُ عبدِ الله بنِ الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ القُرَشِيُّ الأسديُّ الزُّبَيريُّ المَدَنِيُّ
(1)
أخو عَامرٍ وعَبَّادٍ، يروي عن جَدِّهِ، وجَدَّتِهِ أسماءَ ابنةِ أبِي بَكرٍ، أو سُعدى ابنةُ عوفٍ المُرِّيَّةِ بالشَّكِ. وعنهُ: عُثمَانُ بنُ حَكيمٍ الأنْصَارِيُّ، وابنُ أبي جبرةَ. قَالَ الزُّبيرُ بنُ بَكَّارٍ
(2)
عن عَمِّهِ مُصعبٍ: أنَّهُ مَاتَ شابًا، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(3)
.
[4769] أبو بَكْرِ بنُ عبدِ الله بنِ محمدٍ -أَحَدُ البَدرِيّينَ- ابنِ أبِي سَبْرَةَ بنِ أبِي رُهمِ ابنِ عبدِ العُزّى بنِ أبِي قيسِ بنِ عبد وُدِّ بنِ نصرِ بنِ مَالكِ بنِ حِسلِ ابنِ لُؤيّ، العَامِرِيُّ القُرَشِيُّ السَّبْرِيُّ المَدَنِيُّ الفقيهُ
(4)
قَاضِي العِرَاقِ، وقَدْ يُنسبُ إلى جَدِّهِ، قِيلَ: اسمُهُ عبدُ الله، وقِيلَ: محمدٌ كَمَا فِي ابنِ أبِي حَاتمٍ
(5)
، بَلْ قِيلَ: إنَّ محمدًا أخوهُ.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 338.
(2)
"تهذيب التهذيب" 10/ 30. وفي نسب قريش ص: 243: ومن ولد عبد الله بن الزبير: أبو بكر بن عبد الله، أمه ريطة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقد انقرض. كان له ابن يقال له عبد الرحمن هلك فورثه عامر بن عبد الله.
(3)
"تهذيب الكمال" 33/ 101، و"تهذيب التهذيب" 10/ 30.
(4)
"التاريخ الكبير" 9/ 9، و"ميزان الاعتدال" 4/ 503، و"سير أعلام النبلاء" 7/ 330.
(5)
"الجرح والتعديل" 7/ 306.
يَروِي عن: الأعرَجِ، وزيدِ بنِ أَسْلمَ، وصَفوانَ بنِ سليمٍ، ومُوسَى بنِ عُقبةَ، وهِشَامِ بنِ عُروةَ، وشَريكِ بنِ أبِي نِمرٍ، وعَطاءِ بنِ أبِي رباحٍ، ويَحيَى ابنِ سعيدٍ الأنصَارِيِّ، وجَمَاعةٍ. وعنهُ: سُليمانُ بنُ محمدِ بنِ أبِي سَبرةَ، وابنُ جُرَيجٍ، والواقِديُّ، وعَبدُ الرَّزَّاقِ، وأَبُو عَاصِمٍ، وغَيْرُهُم.
قَالَ مُصعبٌ الزُّبَيرِيُّ
(1)
: كَانَ مِن عُلمَاءِ قُريشٍ، وَلَّاهُ المنصورُ القَضَاءَ بَعدَ أنْ سَأَل مَالكًا: مَنْ بَقِيَ مِنَ المَشيَخَةِ؟ فقَالَ: ابنُ أبِى ذِئبٍ وابنُ أبِي سَلَمَةَ الماجشونُ وابنُ أبِي سبرةَ، وقَالَ أبو دَاودَ
(2)
: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ المَدِينةِ، وقَالَ الواقِديُّ
(3)
: إنّهُ سمعَهُ يَقُولُ: قَالَ لي ابنُ جُرَيجٍ: اكتب لِي أحَادِيثَ من أحَادِيثكَ، فكَتَبتُ لَهُ، قَالَ الواقديُّ: فرأيتُ ابنَ جُرَيجٍ قَدْ أَدْخَلَ منها فِي كُتُبِهِ، وكَانَ كَثيرَ الحدِيثِ وليسَ بِحُجّةٍ، ورَمَاهُ أَحمدُ
(4)
بالكَذِبِ والوضعِ وأنَّهُ ليسَ بشيءٍ، وكَذَا قَالَ ابنُ مَعِينٍ
(5)
: ليسَ حَدِيثُهُ بشيءٍ، وقَالَ ابنُ المَدِينيِّ
(6)
: ضَعيفٌ فِي الحديثِ، ومرَّةً: مُنكرُ الحديثِ، وذَكَرَهُ يَعْقُوبُ بنُ سُفيانَ
(7)
فِي بابِ مَنْ يُرغَبُ عن الرِّوايةِ عَنْهُم، وقَالَ ابنُ عَديٍّ
(8)
: عَامّةُ مَا يرويهِ غيرُ محفوظٍ وهُوَ فِي جُملَةِ مَنْ يضَعُ الحديثَ.
(1)
"نسب قريش" ص 428.
(2)
"ميزان الاعتدال" 4/ 503.
(3)
"تاريخ بغداد" 14/ 369.
(4)
"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 510.
(5)
"تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 157.
(6)
"سؤالات ابن أبي شيبة" لابن المديني ص: 128، و"تاريخ بغداد" 14/ 370.
(7)
"المعرفة والتاريخ" 3/ 145.
(8)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 297.
وقَالَ ابنُ حِبَّانَ
(1)
: كَانَ مِمَّنْ يَروِي الموضُوعَاتِ عن الثِّقَاتِ لا يَجُوزُ الاحتجاجُ بِهِ، وقَالَ أبو إسحاقَ الحَربيُّ: غيرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ، وقَالَ السَّاجِيُّ: عِنْدَهُ مَنَاكيرُ، وقَالَ الحَاكِمُ أبو عبدِ الله
(2)
: يَروِي الموضوعَاتِ عن الأثباتِ مِثلِ هِشَامِ بنِ عُروةَ وغيرِهِ، وضَعَّفَهُ البُخَارِيُّ
(3)
، وقَالَ مرَّةً
(4)
: مُنكرُ الحدِيثِ، وقَالَ النَّسَائِيُّ
(5)
: متروكُ الحدِيثِ. وقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيِرِيُّ
(6)
: كَانَ مِن عُلماءِ قُريشٍ وكَانَ عَامِلًا عَلَى طَيءٍ وأَسَدٍ فحَبَاهُم عشرينَ ألفَ دينارٍ فدَفَعَهَا إلى محمدِ بنِ عبدِ الله بنِ حسنٍ، فَلَمَّا قُتِلَ محمدٌ سخطَ عَلَيهِ المَنصُورُ وسَجَنَهُ فلمْ يَزلْ حَتَّى وَلَّاهُ المنصورُ القَضَاءَ ثُمَّ عَزَلَهُ وَوَلّى أبا يُوسُفَ، ولمَّا سخطَ عَلَيهِ المنصُورُ وسَجَنَهُ استعمَلَ عَلَى المَدِينةِ جَعفرَ بنَ سُليمانَ، وقَالَ: إنَّ بينَنَا وبينَ ابنِ أبِي سبرةَ رَحمًا وقَدْ أَسَاءَ وقَدْ أَحَسَنَ الأدَبَ، فإذَا وَصَلتَ فأطلِقهُ وأَحسِنْ جوارَهُ وكَانَ الإحسانُ المُشَارُ إليهِ أنَّ عبدَ الله بنَ الرَّبيعِ الحَارثِيَّ قَدِمَ المَدِينَةَ بعدمَا شَخَصَ عِيسَى بنُ مُوسَى ومَعَهُ العسكَرُ فَعَاثُوا بالمَدِينَةِ وأَفسدُوا فَوَثَبَ عَليهِ سُودانُ المدِينَةِ والرَّعَاعُ فقَتَلُوا جُندَهُ فطرَدُوهُم ونَهَبُوا مَتَاعَ ابنِ الربيعِ؛ فخَرَجَ حَتَّى نَزَلَ بِئرَ المُطَّلِبِ يُريدُ العِراقَ عَلَى خمسةِ أميالٍ مِنَ المَدِينةِ، وكَسرَ السُودانُ السِّجنَ
(1)
"المجروحين" 3/ 147.
(2)
"تهذيب التهذيب" 10/ 30.
(3)
"التاريخ الكبير" 9/ 9، و"الضعفاء للبخاري" 1/ 143.
(4)
"التاربخ الصغير" 2/ 184.
(5)
"الضعفاء والمتروكين" ص: 255.
(6)
"نسب قريش" ص: 428 - 429.
وأخرجُوا أبَا بكرِ بنَ أبِي سَبرةَ، فحملُوهُ حَتَّى أجلسُوه عَلَى المنبرِ وأرادُوا كَسرَ قيودِهِ، فَقَالَ لهُم: ليسَ عَلَى هَذَا فوت دَعُوني حَتَّى أَتكلَّمَ، فتكلَّمَ فِي أسفلِ المنبرِ، فحمدَ اللهَ وأَثنَى عَلَيهِ وحَذَّرَهُم الفتنَةَ وذَكَّرَهُم مَا كَانُوا فيهِ، ووصَفَ عفوَ المنصورِ عنهُم وأَمَرَهُم بالطاعَةِ، فأقبلَ النَّاسُ عَلَى كَلامِهِ، وتَجَمَّعَ القُرَشِيُّونَ فخرجُوا إلى عبدِ الله بنِ الربيعِ فضمِنُوا لَهُ مَا ذَهَبَ لَهُ ولجندِهِ، وكَانَ قَدْ تَأمَّرَ عَلَى السُّودَان وثيقٌ الزِّنجِيُّ، فمَضَى إليهِ رجلٌ من الكبارِ فلمْ يَزَلْ يخدَعُهُ حَتَّى دَنَا منهُ فَقَبَضَ عَلَيهِ وأَمَرَ مَنْ مَعَهُ فأوثقُوهُ فِي الحديدِ، وَرَدَّ ابنَ الربيعِ فدخلَ المدينةَ وغرِمُوا لجندِهِ، ورَجَعَ أبو بكرٍ إلى الحبسِ حَتَّى قَدِمَ جعفرُ بنُ سُليمانَ فأطلَقَهُ وأكَرَمَهُ ثُمَّ صَارَ إلى المنصورِ فاستقضَاهُ
(1)
.
وأشَارَ ابنُ حزم
(2)
فِي "الجمهرةِ"
(3)
إلى ذَلِكَ فَقَالَ: إنَّ أبَا بكرِ بنَ أبِي سَبْرَةَ خَرَجَ مَعَ محمدِ بنِ عبدِ الله بنِ الحسنِ بالمدينةِ فسجَنَهُ عِيسَى بنُ مُوسَى وقَيَّدَهُ، ثُمَّ قَالَ: وكَانَ منهُ أيامَ قيامِ السُودَان بالمدينةِ أَثَرٌ محمودٌ في دُعَاءِ النَّاسِ إلى الطاعَةِ، ثُمَّ رَجَعَ إلى السجنِ وأبى أنْ تُفَكَّ قيودُهُ، فَعَفَى عنهُ المنصورُ وولَّاهُ قَضَاءَ بغدادَ، انتهى. وقَالَ ابنُ سعدٍ
(4)
: كَانَ كثيرَ العِلمِ والسَّماعِ والرِّوايةِ، وَلِيَ قضاءَ مَكَّةَ لزيادِ بنِ عُبيدِ الله الحارِثِي، وكَانَ يُفتِي بالمدينةِ، وقَدِمَ بغدادَ وماتَ بِهَا وهُوَ عَلَى قضاءِ المهديِّ سنةَ اثنتينِ وسِتِّينَ
(1)
"تاريخ بغداد" 14/ 368، و"سير أعلام النبلاء" 7/ 332.
(2)
في الأصل: "ابن حمزة"، وهو خطأ.
(3)
"جمهرة أنساب العرب" 1/ 169.
(4)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 588 - 590.
ومئةٍ عن ستِّين سَنَةً، وولي بعْدَهُ أَبُو يُوسُفَ. وقَالَ أبو أَحمدَ الحَاكمُ فِي "الكُنَى"
(1)
: أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ الله بنِ أبِي سبرةَ تَوَلّى القضاءَ لزيادٍ الحَارِثِيِّ، ثُمَّ وَلي القَضَاءَ لمُوسَى -يعني الهَادِي- وهُوَ وليُّ عَهدِهِ وليسَ هُوَ بالقويِّ عندَهُم، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(2)
، و"ضُعَفَاءِ ابنِ حِبّانَ"
(3)
، وفِي "كتابِ ابنِ أبِي حَاتِمٍ"
(4)
فِي المحمدِينَ.
[4770] أبو بكرِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَامِ بنِ المُغيرَةَ ابنِ عبدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ مَخزُومٍ القُرشِيُّ المَدَنِيُّ
(5)
أحدُ الفُقَهَاءِ السَّبعَةِ، ذكرَهُ مُسلمٌ فِي ثالثةِ تَابِعي المَدَنِيّينَ
(6)
، قِيلَ: اسمُهُ محمدٌ، وقِيلَ: المغيرةُ، حَكَاهُ ابنُ عبدِ البرِّ، وقِيلَ: اسمُهُ أبو بَكْرٍ، وكُنيَتُهُ أبو عبدِ الرَّحمنِ فيما قَالَهُ مُسلمٌ وغيرُهُ، والصحيحُ أنَّ اسمَهُ وكُنيَتَهُ واحدٌ
(7)
، ومِمَّنْ قَالَهُ الواقديُّ وأبو جعفرٍ الطَبَريُّ، وأُمُّهُ فاختةُ ابنةُ عُتبةَ بنِ سُهيلِ بنِ عمرِو بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبد وُدٍّ. يَروِي عن: أبيهِ، وأبِى هُرَيرةَ، وعَمَّارِ بنِ ياسرٍ، ونوفلِ بنِ مُعَاويةَ، وعائشةَ، وأمِّ سَلَمةَ، وأمِّ معقلٍ الأسدِيَّةِ، وأسماءَ
(1)
"الأسامي والكنى" 2/ 116.
(2)
"تهذيب الكمال" 33/ 102، و"تهذيب التهذيب" 10/ 30.
(3)
"المجروحين" 3/ 147.
(4)
"الجرح والتعديل" 7/ 306.
(5)
"نسب قريش لمصعب" ص: 303، 304، و"سير أعلام النبلاء" 4/ 416.
(6)
"الطبقات" 1/ 237.
(7)
"الجرح والتعديل" 9/ 336، و"تهذيب الكمال" 33/ 112.
ابنةِ عُمَيسٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ مُطيعِ بنِ الأسودِ، وأبِي مسعودٍ الأنصاريِّ البَدرِيِّ، وأبِي معقلٍ الأسدِيِّ، ولمْ يُدركْهُ، وغيرِهِم. وعنهُ: بنوه عبدُ الملكِ، وعُمَرُ، وعبْدُ الله، وسَلَمَةُ، ومَولاهُ سُمَيُّ، والقَاسمُ ابنُ أخيهِ محمدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، والزُّهرِيُّ، وعبدُ رَبِّهِ بنُ سعيدٍ، وعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ، وعبدُ الواحدِ بنُ أَيمنَ، وعبدُ الله بنُ كَعبٍ الحميريُّ، والحَكَمُ بنُ عُتيبَةَ، والشَّعبِيُّ، وعَمرو بنُ دِينَارٍ، وآخَرُونَ آخرُهُم عبدُ الواحدِ بنُ أيمنَ.
قَالَ ابنُ سعدٍ
(1)
: وُلِدَ فِي خلافةِ عُمَرَ، قَالَ الواقِديُّ
(2)
: واستُصغِرَ يومَ الجَمَلِ فردَّهُ هُوَ وعُروةَ بنَ الزُّبيرِ، وكَانَ ثقةً فقيهًا عاقِلًا سَخِيًّا كثيرَ الحدِيثِ، وكَانَ يُقَالُ لَهُ: راهبُ قُريشٍ لكثرةِ صلاتِهِ وكَانَ مكفُوفًا، وقَالَ الزُّبيرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ قَدْ كُفَّ بَصَرُهُ وكَانَ يُسمَّى الراهِبَ وكَانَ من ساداتِ قُريشٍ، وقَالَ الواقديُّ أيضًا
(3)
: كَانَ عبدُ الملكِ بنُ مروانَ مُكرِمًا لَهُ مُجِلًّا يَقُولُ: إنِّي لأهُمُّ بالشيء أفعلُهُ بأهْلِ المَدِينَةِ لسوءِ أثرِهِم عندنَا فأَذْكُرُ أبَا بَكرِ بنَ عبدِ الرَّحمنِ فأستَحِي منهُ فأَدعُ ذَاكَ لهُ، وقَالَ العجليُّ
(4)
: المخزوميُّ مَدَنِيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ، وقَالَ ابنُ خِراشٍ
(5)
: هُوَ أحدُ أئمةِ المسلمينَ، وقَالَ أيضًا: هُوَ وعُمَرُ وعِكرمَةُ وعبدُ الله إخوتُهُ أجِلَّةٌ ثِقاتٌ يُضرَبُ بِهِم المثَلُ، رَوَى عنهُم الزُّهريُّ إلَّا عُمَرَ، زَادَ غيرُهُ: وأبو بكرٍ أجَلُّهُم، ومِن
(1)
"الطبقات الكبرى" 5/ 207.
(2)
"الطبقات الكبرى" 5/ 208. و"سير أعلام النبلاء" 4/ 417، 418.
(3)
"الطبقات الكبرى" 5/ 208، 209.
(4)
"معرفة الثقات" 2/ 388.
(5)
"سير أعلام النبلاء" 4/ 417.
إخوتِهِ: عُثمانُ ومحمدٌ، وقَالَ أبو داودَ
(1)
: كَانَ أعمى وكَانَ إذَا سَجَدَ يَضَعُ يَدَهُ فِي طِستٍ من ماءٍ من عِلَّةٍ كَانتْ بِهِ، وذَكَرَهُ ابنُ حِبّانَ فِي "الثّقاتِ"
(2)
وقَالَ: كَانَ من ساداتِ قُريشٍ فقيهًا عابدًا يَصُومُ الدَّهرَ كُلَّهُ، رَوَى عَنهُ أَهلُ المَدِينةِ، وكَانَ خَرَجَ هُوَ وعُروةُ بنُ الزُّبيرِ مَعَ عائشةَ فاستُصغِرا فردُّوهُمَا من ذَاتِ عِرقٍ ولم يشهدا الجَمَلَ، وقَالَ ابنُ أبِي الزِّنَادِ عن أبيهِ: أدركْتُ من فقهاءِ المَدِينَةِ وعلمَائِهِم ومَنْ يُرتَضَى ويُنْتَهَى إلى قولِهِم: ابنُ المُسَيِّبِ وعُروةُ وقَاسم بنُ محمدٍ وأبو بَكْرٍ هَذَا وخَارِجَةُ بنُ زيدٍ وعُبيدُ الله بنُ عبدِ الله بنِ عُتبةَ وسُليمانُ بنُ يسارٍ فِي مَشيَخَةٍ من نُظَرَائِهِم أهلِ ثِقَةٍ وفَضلٍ، وقَالَ الشَّعبِيُّ عن عُمَرَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ: إنَّ أخَاهُ أبَا بَكرٍ كَانَ يَصُومُ ولا يُفطِرُ، قَالَ ابنُ المَدِينيِّ وخليفةٌ
(3)
وجماعةٌ: مَاتَ بَعْدَمَا عَمِيَ سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ وقِيلَ: سنةَ أَربَعٍ، قَالَ الواقديُّ
(4)
: وكَانتْ تُسمَّى سنةَ الفُقَهَاءِ وقيلَ: سنةَ خمسٍ، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(5)
، وهُوَ أخو عِكرِمَةَ وعُمَرَ ومحمدٍ وإخوتِهِم.
[4771] أبو بَكرِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حَاطِبٍ المَدَنِيُّ
يروِي عن: ابنِ عُمَرَ، وعائِشَةَ. وعنهُ: ابنُ إسحَاقَ، مَاتَ سنةَ أربعٍ ومئةٍ، قَالَهُ ابنُ حِبّانَ فِي ثانيةِ "ثقَاتِهِ"
(6)
.
(1)
"سير أعلام النبلاء" 4/ 417.
(2)
"الثقات" 5/ 560.
(3)
"تاريخ خليفة بن خياط" ص: 82.
(4)
"الطبقات الكبرى" 5/ 208، و"سير أعلام النبلاء" 4/ 416.
(5)
"تهذيب الكمال" 33/ 112، و"تهذيب التهذيب" 10/ 34.
(6)
"الثقات" 5/ 592.
[4772] أبو بكرِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ المِسْورِ بنِ مَخْرَمَةَ ابنِ نوفَلٍ الزُّهريُّ المَدَنيُّ
المَاضِي أبوهُ (2355)، وأخوهُ جعفرٌ (711)، يروي عن: أبَانَ بنِ عُثمَانَ، وعنهُ: العَلاءُ بنُ كثيرٍ البصريُّ، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(1)
.
[4773] أبو بكرِ بنُ عُبيدِ الله بنِ عبدِ الله بنِ عُمَرَ ابنِ الخَطَّابِ القُرشِيُّ العدويُّ المَدَنيُّ
قَالَ أبو حَاتمٍ
(2)
: لا يُسمَّى، يروِي عن: جَدِّهِ، وعَمِّهِ سالمٍ. وعنهُ: قَرِيبُهُ عُمَرُ بنُ محمدِ بنِ زيدِ بنِ عبدِ الله بنِ عُمَرَ الزُّهرِيُّ.
قَالَ أبو زرعَةَ
(3)
: مَدنيٌّ ثقةٌ، وقَالَ ابنُ سعدٍ
(4)
: مَاتَ قديمًا، وكَانَ ثِقَةً قَليلَ الحدِيثِ، وقَالَ خَليفَةُ
(5)
: مَاتَ فِي زمنِ مروانَ بنِ محمدٍ، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(6)
.
(1)
"تهذيب الكمال" 33/ 118، و"تهذيب التهذيب" 10/ 35.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 340.
(3)
"الجرح والتعديل" 9/ 340.
(4)
"الطبقات الكبرى القسم المتمم" ص: 274 - 275.
(5)
"طبقات خليفة" ص: 456.
(6)
"تهذيب الكمال" 33/ 119، و"تهذيب التهذيب" 10/ 35.
[4774] أبو بكرِ بنُ عُثمانَ بنِ سهلِ بنِ حُنَيْفٍ الأنْصَارِيُّ الأوسِيُّ المَدَنيُّ
يروي عَن: عمّهِ أبِي أُمَامَةَ بنِ سهلٍ. وعنهُ: الثَّورِيُّ، ومَالكٌ، وابنُ المُبَارِكِ، وأبو ضمرةَ، ذَكَرَهُ ابنُ حِبّانَ فِي "الثّقاتِ"
(1)
.
[4775] أبو بكرِ بنُ عُثمانَ بنِ محمدِ بنِ عِيسَى بنِ مفضلٍ الفخرُ العَبَّاسِيُّ اليَمَنِيُّ التُّرَبيُّ الحَنَفِيُّ
(2)
المُؤَدِّبُ بالمَدِينَةِ النَّبَوِيّةِ، سمعَ فِي سنة سبعٍ وستينَ وسبعِ مئةٍ علَى البدرِ ابنِ فرحونٍ، ووصَفَهُ الكَاتِبُ بالفقيهِ.
[4776] أبو بكرِ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ مُوسَى المحلِّيُّ المَدَنيُّ
(3)
أخو أَحمدَ المَاضِي (218) وأبُوهُمَا (2846)، وُلِدَ فِي سنةِ أربعٍ وثمانينَ وسبعِ مئةٍ بالمَدِينَةِ وأُحضِرَ بِهَا فِي الرّابعةِ عَلَى الجمالِ الأميوطيِّ "ثلاثياتِ البُخَاريِّ" و"جزءَ ابنِ فَارِسٍ" و"جُزءَ الدراجِ"، وأَجَازَ لَهُ فِي سنةِ سبعٍ وثمانينَ
(1)
"الثقات" 7/ 655.
(2)
لم أجده.
(3)
"الضوء اللامع" 11/ 60.
يَحيَى بنُ يُوسُفَ الرَّحبيُّ، وبَعْدَ الثَّمَانِي مئة البلقينيُّ، وابنُ الملقنِ، والعِرَاقِيُّ، والهيثميُّ، والسويداويُّ، والحلاويُّ، والكمالُ الدميريُّ، والمجدُ إسماعيلُ الحَنَفِيُّ، وابنُ خلدونٍ، والغماريُّ، وآخَرُونَ، ذَكَرَهُ النَّجمُ ابنُ فَهدٍ فِي شيوخِهِ ولم يُؤرِّخْهُ.
[4777] أبو بَكْرِ بنُ عُمَرَ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَبدِ الله ابنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ المَدَنِيُّ
(1)
أَرسَلَ عن جَدِّ أبيهِ، ورَوَى عَن: عَمِّ أبيهِ سالمٍ، وأبِي الحُبابِ سعيدِ بنِ يَسَارٍ، ونَافِعٍ مَولى ابنِ عُمَرَ، وهِشَامِ بنِ عُروةَ، وإسحاقَ بنِ عبدِ الله بنِ جَعْفَرٍ، وعَبَّادِ بنِ تميمٍ، وجماعةٍ. وعنهُ: مَالكٌ، وإبرَاهِيمُ بنُ طَهمَانَ، وعُبيدُ الله بنُ عُمَرَ العمريُّ، وسعيدُ بنُ سَلَمَةَ بنُ أبِي الحسامِ، وإبراهيمُ بنُ أبِي يَحيَى، وغيرُهُم. قَالَ أبو حَاتِمٍ
(2)
: لا بأسَ بِهِ لا يُسمَّى، وكَذَا قَالَ الخليليُّ
(3)
: لا يُوقَفُ لَهُ عَلَى اسمٍ، وقَالَ أبو القَاسِمِ اللالكائيُّ
(4)
: ثِقَةٌ، وذَكَرَهُ ابنُ حِبّانَ فِي "الثِّقاتِ"
(5)
، وهُوَ فِي "التَّهذِيبِ"
(6)
.
(1)
"طبقات خليفة" ص: 473.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 337.
(3)
"الإرشاد" 1/ 215.
(4)
"تهذيب الكمال" 33/ 127، و"تهذيب التهذيب" 10/ 37.
(5)
"الثقات" 7/ 655.
(6)
"تهذيب الكمال" 33/ 127، و"تهذيب التهذيب" 10/ 37.
[4778] أبو بكرِ بنُ عُمَرَ بنِ عَليٍّ القُرَشِيُّ اليَمَنِيُّ
(1)
نزيلُ مَكّةَ، جَاورَ بالحَرَمِينِ ثلاثينَ سنةً متواليةً، كَانَ فِي غالِبِهَا مُقيمًا بِمَكَّةَ، ووَلِيَ بِهَا مَشيخَةَ رِباطِ ربيعٍ، وحمدَ فِي ذَلكَ بدينِهِ.
وأَدَّبَ الأطفالَ بالحَرَمينِ مُدَّةً ثُمَّ نزلَ، وكَانَ لهُ إلمامٌ بمسائلَ كثيرةٍ مِنَ العباداتِ وغيرِهَا، ذَا حَظٍّ وافرٍ مِنَ العِبادَةِ والدِّينِ.
مَاتَ بِمَكَّةَ فِي مُنتصفِ رمضانَ سنةَ خمسَ عَشَرَةَ وثمان مئةٍ، ودُفِنَ بالمَعْلاةِ وازدَحم الأعيانُ عَلَى حملِ نعشِهِ.
ومَولِدُهُ إمَّا فِي سنةِ ثمانٍ وأربعينَ وسبعِ مئةٍ أو الَّتِي قبلَهَا بقريةٍ يُقَالُ لهَا: القُرَشِيَّةُ بِقُربِ زَبيدَ مِنَ اليَمَنِ
(2)
.
وكَانَ يذكرُ أنَّ القُرَشِيِّينَ الَّذِي
(3)
هُوَ مِنْهُم من بني أُمَيّةَ بنِ عبدِ شمسِ ابنِ عبدِ منافٍ، ذكرَهُ الفَاسِيُّ
(4)
، وأنَّهُ مِمَّنْ قَرأَ عَلَيهِ القُرآنَ وغيرَهُ وانتفعَ ببركةِ تعليمِهِ.
(1)
"الضوء اللامع" 11/ 64.
(2)
في الهامش: "قرية باليمن يقال لها قريشة".
(3)
في "العقد الثمين" 8/ 18: "الذين" بدل "الذي".
(4)
"العقد الثمين" 8/ 17.
[4779] أبو بكرِ بنُ عُمَرَ بنِ محمدٍ، شُجاعُ الدَّينِ الطَغدكينيُّ الكامِلُ
(1)
أميرُ الحَاجِ والحَرَمينِ، وَقَفَ بِمَكَّةَ رِبَاطًا فِي سنةِ ثمانٍ وعشرينَ وستِّ مئةٍ، وهُوَ الَّذِي صارَ بيتَ الأنصارِي بالمَسْعَى.
[4780] أبو بكرِ بنُ أبِي الفتحِ بنِ تَقِيِّ الكَازَرُونِيُّ المَدَنيُّ
(2)
وأُمُّهُ فَاطِمَةُ ابنةُ أبِي اليُمنِ المَرَاغِيِّ، سمعَ عَلَيهَا في سنةِ ثمانٍ وسبعينَ وثمانِ مئةٍ، وقَرَأَ "البُّخَارِيَّ" فِي سنةِ اثنتينِ وثمانينَ عَلَى الشَّمسِ المَرَاغِيِّ.
[ ....... ]
أبو بكرِ بنُ أبِي الفرَجِ المَرَاغِيُّ
مَضَى فِي: محمدِ بنِ محمدِ بنِ أبِي بكرِ بنِ الحُسَين (3854).
(1)
"العقد الثمين" 5/ 64 - 66، و"إتحاف الورى" 3/ 48، و"غاية المرام" 1/ 612 - 614. ويقال فيه أيضا: طغتكيني.
وذكر في "الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة" لعبد القادر بن محمد الأنصاري الجزيري 1/ 590 ضمن سنة ست وعشرين وستة مائة: وولي إمرة مكة الملك الكامل صاحب مصر واستناب فيها شجاع الدين طغتكين.
(2)
"الضوء اللامع" 11/ 65.
[4781] أبو بكرِ بنُ قرنيعٍ
(1)
مِن تُجَّارِ اليَمَنِ ذوي المعروفِ، لَهُ ذِكر فِي عبدِ الله بنِ الزُّبيرِ (1890) وكَأَنَّهُ أَقَامَ بالمَدِينَةِ.
[ ...... ]
أبو بَكرِ بنُ مبشرٍ
هُوَ الفَضلُ، مَضَى (3190).
[4782] أبو بَكرِ بنُ محمدِ بنِ إبْرَاهِيمَ بنِ العَلَّامَةِ جَلالِ الدِّينِ أَحمدَ الخُجَنْدِيُّ المَدَنِيُّ الحَنَفِيُّ
(2)
ويُلقَّبُ فخرَ الدِّينِ، ويُسَمَّى بصدِّيقِ، وُلِدَ سَحَرَ سابِعِ عَشَرَ رمضانَ سنةَ سبعٍ وأربعينَ وثمانِ مئةٍ بالمَدِينَةِ، وحَفِظَ "الكنزَ" وعَرَضَهُ عَلَى أهلِ بَلَدِهِ، وأَخَذَ فيهَا عن الفخرِ عُثمانَ الطَرَابلسيِّ، ومحمدِ بنِ مُبَاركٍ فِي الفقه والعربيةِ، ودَخَلَ القَاهِرَةَ ودِمَشقَ، ثمَّ امتُحِنَ بخللٍ فِي عَقْلِهِ، وهُوَ الآنَ فِي الأحياءِ.
(1)
"نصيحة المشاور" ص: 104.
(2)
"الضوء اللامع" 11/ 67.
[4783] أبو بكرِ بنُ الشَّمسِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ عُثمانَ ابنِ عبدِ الغني الشُّشتَرِيُّ
[4784] أبو بَكْرٍ ويُسَمَّى محمدًا ابنُ محمدِ بنِ أبِي بَكرِ بنِ الحُسينِ ابنِ عُمَرَ الزَّينِ ابنِ ناصرِ الدِّينِ أبِي الفَرَجِ ابن الزَّينِ العُثمَانيُّ المَرَاغِيُّ المَدَنِيُّ الشَّافِعِيُّ
(1)
المَاضِي أخوهُ الشَّيخُ محمدٌ (3854)، وأبوهُمَا (3454)، وهَذَا أكبرُهُمَا، وابنُهُ الكمَالُ أبو الفَضلِ محمدٌ (3891)، حَفِظَ "المِنْهَاجَ" و"ألفيةَ النَّحوَ" وعَرَضَ فِي سنةِ اثنتينِ وأربعينَ فمَا بعدَهَا، فَمِمَّنْ أجَازَ: الجمالُ محمدُ ابنُ الصَفِيِّ أَحمدَ، والشَّمسُ محمدُ بنُ عبدِ العزِيزِ الكَازَرُونِيَّين، والمحبُّ المَطَرِيُّ. ومِمَّنْ لم يجزْ: ناصرُ الدِّينِ أبو الفَرجِ ابنُ الجَمَالِ الكَازَرُونِيُّ، وعَبدُ الله بنُ محمدِ بنِ فرحونٍ المَالِكِيُّ، وسمعَ عَلَى الجَمَالِ أوَّلهم "الشِّفاءَ" ومجالسَ مِنَ "البُخَارِيِّ" و"ابنِ ماجه" مِنهَا الأخيرَ مِنْهُمَا بقراءَةِ والِدِهِ و"صحيحَ مُسلمٍ" بقِرَاءَةِ ثانِيهِم، وعَلَى عَمِّهِ الشَّرَفِ أبِي الفَتْحِ "صَحِيحَ البُخَارِيِّ" و"مُسلمٍ" بَلْ سمعَ عَلَى أبِي السَّعَادَاتِ ابنِ ظَهِيرَةَ حِينَ إقامَتِهِ عِندَهُم سنةَ تِسعٍ وأربعينَ "المنهَاجَ الأصليَّ" فِي البَحْثِ، و
…
كَذَا
…
مَاتَ بِدَاءِ البِرسامِ
(2)
فِي شَهرِ ربيعٍ الأولِ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ وثماني مئةٍ، وهُوَ والدُ أُمِّ هَانِئٍ زوجةِ الشَّمسِ بنِ مُسَدَّدٍ الآتيةِ (5508).
(1)
"الضوء اللامع" 11/ 72.
(2)
وهو داء معروف وهو عبارة عن التهاب في الغشاء المحيط بالرئة ثم يتصل بالدماغ وهي علة يهذي فيها. "المصباح المنير" للفيومي ص: 27، و"القاموس الفقهي" ص:36.
[4785] أبُو بَكر بنُ محمد بن أبي بَكرٍ السَّنجَارِيُّ الحَنَفِيُّ
(1)
قَرَأَ "البُخَارِيَّ" فِي سنةِ ثمانين وسبع مئةٍ بالمَدِينَةِ، وكَانَ نَزِيلَهَا.
[4786] أبَو بَكرِ بنِ محمدِ بنِ زيدِ بنِ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ ابنِ الخَطَّابِ القُرَشِيُّ العدويُّ المَدَنيُّ
يروِي عَن: أبيهِ، وعَمِّ أبيهِ سالمٍ، ونَافِعٍ مَولى ابنِ عُمَرَ. وعنهُ: أخوهُ عُمَرُ، وابنُ أخيهِ عُثمانُ بنُ واقدِ بنِ محمدٍ، وشُعبةُ، وعطافُ بنُ خَالدٍ. قَالَ أبو حَاتِمٍ
(2)
: ثقةٌ لا بَأسَ بِهِ لا يُسَمَّى، وقَالَ الواقديُّ
(3)
: مَاتَ بعدَ خُروجِ محمدِ ابنِ عبدِ الله بنِ حسنٍ، وقِيلَ: سنةَ خمسين ومئةٍ، وهُوَ فِي "التَّهذيبِ"
(4)
.
[4787] أبُو بكر بنُ محمدِ بنِ أبي السوسِ الفخَرُ المَكيُّ ثُمَّ اَلمَدَنيُّ
(5)
سمعَ فِي سنةِ تسعٍ وسبعينَ وسبعِ مئةٍ عَلَى الزَّينِ المَرَاغِيِّ فِي "تَاريخِ المَدِينةِ" لهُ.
(1)
لم أجده.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 337.
(3)
نقله ابن عساكر عن ابن سعد كما في "تاريخ دمشق" 45/ 325.
(4)
"تهذيب الكمال" 33/ 136، و"تهذيب التهذيب" 10/ 40.
(5)
لم أجده.
[4788] أبُو بكرِ بنُ محمدِ بنِ عَمرو بنِ حَزمٍ الأنْصَارِيُّ الخَزرَجِيُّ النَّجَّارِيُّ المَدَنِيُّ
(1)
قيلَ: إنَّهَا اسمُهُ، وكُنْيَتُهُ أَبُو محمدٍ، وقيلَ: اسمُهُ كُنيَتُهُ، الفقيهُ المحدِّثُ قَاضِي المَدِينَةِ وأميرُهَا، أَخُو عُثمانَ وأُمِّ كُلثومٍ، أُمُّهُم كبشةُ ابنةُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سعدِ بنِ زُرارةَ، ذَكَرَه مُسلمٌ فِي ثالثةِ تابِعي المَدَنِيينَ
(2)
، وهُوَ يروِي عَن: أبيهِ، وأَرسَلَ عَن جَدِّهِ، بَلْ عَلَى القولِ بأَنَّهُ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ لمْ يُدركْهُ قَطعًا، فإنَّ مَولدَ صاحِبِ التَّرجمةِ بعدَ ذَلكَ، أمَّا عَلَى القولِ أنَّهُ مَاتَ سنةَ أربعٍ وخمسينَ فِي خلافةِ مُعاويةَ، فقَدْ أَدرَكَهُ، وكَذَا أرسلَ عن عبدِ الله بنِ زيدِ بنِ عبدِ رَبِّهِ الأنصَارِيِّ. رَوَى عَن: خالتِهِ عمرةَ ابنةِ عبدِ الرَّحمنِ، وأبِي حبَّةَ البَدرِيِّ، وخالدةَ ابنةِ أنسٍ ولهَا صُحْبَةٌ، والسَّائِبِ بنِ يزيدَ، وعَبَّادِ بنِ تميمٍ، وسَلمانَ الأغرِّ، وعَبدِ الله بنِ قيسِ بنِ مَخرمَةَ، وعبدِ الله ابنِ عمرو بنِ عُثمانَ، وعَمرو بنِ سليمٍ الزُّرقيِّ، وعُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ، وأبِي سَلمَةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، وأبِي البَدَّاحِ بنِ عاصمٍ، وجماعةٍ. وعنهُ: ابنَاهُ عبدُ الله، ومحمدٌ، وابنُ عَمِّهِ محمدُ بنُ عمارةَ بنِ عَمرو
(3)
بنِ حزمٍ، وعَمرو
(4)
بنُ دِينارٍ وهُوَ أَكبرُ منهُ، والزُّهريُّ، وَيحيَى بنُ سعيدٍ الأنْصَارِيُّ، والوليدُ بنُ أبِي هِشامٍ، ويزيدُ بنُ الهَادِ، وعبدُ الله بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ أبِي
(1)
"الطبقات الكبرى" القسم المتمم ص: 151، و"تاريخ خليفة" 320، و"سيرأعلام النبلاء" 5/ 313.
(2)
"الطبقات" 1/ 258.
(3)
في الأصل: "عمر"، والتصويب من "تهذيب الكمال" 33/ 138، و"تهذيب التهذيب" 10/ 40.
(4)
في الأصل: "عمر"، والتصويب من "تهذيب الكمال" 33/ 138، و"تهذيب التهذيب" 10/ 40.
حُسينٍ، وسعيدُ بنُ أبِي هِلالٍ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ الله المَسْعُودِيُّ، وأفَلحُ ابنُ حميدٍ، وأُبيُّ بنُ عباسِ بنِ سَهلِ بنِ سَعدٍ، والأوزاعِيُّ، وآخَرُونَ. قَالَ ابنُ مَعينٍ
(1)
وابنُ خَراشٍ
(2)
: ثقةٌ، وذَكَرَهُ ابنُ حِبّانَ فِي "الثِّقاتِ"
(3)
وقَالَ: كَانَ سَيِّدًا، وقَالَ الواقديُّ
(4)
: ثقةٌ كثيرُ الحَدِيثِ، هُوَ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي بالنَّاسِ ويَتَولَّى أَمرَهُم، واستَقَضَى ابنَ عَمِّهِ أبَا طوالةَ. وقَالَ عطافُ بنُ خالدٍ عَن أُمِّهِ عَن امرأةِ أبِي بَكرٍ أَنَّهَا قَالتَ: إنَّهُ مَا اضطجعَ عَلَى فِراشِهِ منذُ أربعينَ سنةً بالليلِ
(5)
، وقَالَ محمدُ بنُ عَليِّ بنِ شَافعٍ
(6)
: قَالُوا لِعُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ: إنَّكَ استعمَلتَهُ غَرَّكَ بِصَلاتِهِ، فَقَالَ: إذَا لم يغرني المصلون فمنْ يكونُ؟ قالَ: وكانت سجدَتُهُ قدْ أخذت جبهتَهُ وأنفَهُ، وذكرَهُ الهيثمُ ابنُ عدي في محدِّثي أهلِ المدينةِ
(7)
، والواقديُّ في فقهائِهِم، وقالَ مالكٌ
(8)
: لم يكنْ عندنَا بالمدينةِ مَنْ عندَهُ مِن علمِ القضاءِ مَا كانَ عندَهُ، وكانَ ولَّاهُ عمرُ ابنُ عبدِ العزيز، وكتبَ إليه أن يكتبَ لهُ مِنَ العلمِ من عندِ عمرةَ ابنةِ عبدِ الرَّحمن، والقاسمِ بنِ محمدٍ، ولم يكنْ بالمدينةٍ أميرٌ أنصاريٌّ غيره، وكانَ قاضيًا، زاد غيرُهُ: فسألتُ ابنَهُ عبدَ الله عن تلكَ الكُتُبِ فقالَ: ضاعت.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 337.
(2)
"تهذيب الكمال" 33/ 139.
(3)
"الثقات" 5/ 561.
(4)
"الطبقات الكبرى" لابن سعد القسم المتمم ص: 155.
(5)
"سير أعلام النبلاء" 5/ 314.
(6)
"تهذيب الكمال" 33/ 139.
(7)
المصدر السابق.
(8)
"تهذيب الكمال" 33/ 140، و"تهذيب التهذيب" 10/ 40.
وعن مالكٍ
(1)
: مَا رأيتُ مثلَهُ أعظم مروءةً، ولا أَتمَّ خلالًا، ولا رأيتُ مَنْ أُوتي مثلَ مَا أُوتي: ولايةَ المدينةِ، والقضاءَ، والموسمَ، وقالَ أبو الغصن المدنيُّ
(2)
: رأيتُ في يدِهِ خاتمَ ذهبٍ فَصُّهُ ياقوتةٌ حمراءُ، وقيلَ: كانَ لهُ في الشهرِ ثلاثُ مئةِ دينارٍ، قالَ خليفةُ بنُ خياطٍ
(3)
: سنةَ مائةٍ أقامَ الحجَّ وفيها مات، وقيلَ: سنةَ عشرٍ ومئةٍ، وقيل: سبعَ عشَرَةَ، وقيل: عشرين عن أربعٍ وثمانين، وقيل: ست وعشرين وهو خطأ، وهو في "التَّهذِيبِ"
(4)
.
[ ........ ]
أبو بَكرِ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أبي بكرِ بنِ الحُسين الزَّينُ العُثمانيُّ المَرَاغِيُّ المدنيُّ الشَّافعيُّ
مضى في المحمدين (3890)، فاسمُهُ محمدٌ.
[4789] أبو بكرِ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ ابنِ عبدِ العزيز، فخرُ الدِّينِ الخطيبُ ابنُ الخطيبِ أبي الفضلِ العقيليُّ النويريُّ المَكيُّ الشَّافعيُّ
(5)
وُلِدَ في عشاءِ الاثنين سابعَ جمادى الأولى سنةَ ستٍ وأربعين وثمان مئة بِمَكّةَ. دخلَ المدينةَ، وجاورَ بها قليلًا، وتزوج من أهلِهَا، كَمَا في ولدِهِ
(1)
"سير أعلام النبلاء" 5/ 314.
(2)
المصدر السابق.
(3)
كما في "تاريخه" ص: 320.
(4)
"تهذيب الكمال" 33/ 137، و"تهذيب التهذيب" 10/ 40.
(5)
"الضوء اللامع" 11/ 87.
محمدٍ، وقرَأَ عَلَى الشهابِ الأبشيطيِّ، وأَقرَأَ بِمَكّةَ يسيرًا، وولي خطابةَ المسجدِ الحرامِ، شريكًا لعَمِّهِ أبي القاسمِ، ثُمَّ ابنِهِ محبِ الدِّينِ. ودخلَ اليمنَ والهندَ. وكان في صغرِهِ سمعَ على أبي الفتحِ المَرَاغِيِّ وغيرِهِ، وأجَازَ لَهُ في سنةِ خمسين فَما بعدَهَا شيخُنَا، وابنُ الفراتِ، وأبو جعفرِ بنُ الضياءِ، والرشيديُّ، والعَينيُّ، وخلقٌ، وأخذَ عن والدِهِ، ولازمَ ابنَ عطيفٍ في الفقه، وابنَ يُونُسَ وعبدَ القادرِ المالكيَّ في النحوِ، ودخلَ القاهرَةَ غيرَ مرةٍ، فأخذَ عن الجوجريِّ في الأصولِ وغيرِهِ، وعن الأبناسيِّ، وكذَا أخذَ عني "النُّخبةَ" و"الهدايةَ" بكمَالِهمَا، وسمعَ درُوسًا في الألفيةِ، ولازمني كثيرًا بمَكَّةَ وغيرِهَا، وتَمَيَّزَ، وأذن لَهُ العباديُّ وغيرُهُ، وسافرَ للتجَارَةِ. وماتَ في عدن ليلةَ الأربعاءِ رابعَ عشري جمادى الأولى سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ، بعدَ ضعفِهِ أيامًا، وصُلِّي عليهِ بِمَكَّةَ وخلَّفَ أولادًا وتركةً.
[4790] أبو بكرِ بنُ البدرِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ محمدٍ ابن مزهرٍ، الأنصاريُّ، القَاهريُّ، الشَّافعيُّ
(1)
لَهُ مدرسةٌ ببابِ الرَّحمةِ، وكانَ بِهَا مدفنٌ ورباطٌ، بَلْ لَهُ سبعٌ وغيرُ ذلكَ، وكَذَا بِمَكَّةَ والقَاهرَةَ، وُلِدَ بِهَا في رجب سنةَ إحدى وثلاثينَ وثماني مئةٍ، وماتَ والدُهُ وهُوَ صغيرٌ فَنَشأَ يتيمًا، ورُزِقَ السَّعْدَ. وحفظَ القُرآنَ، و"العُمدةَ"، و"المنهاجَ"، و"ألفيةَ النَّحوِ"، وغيرَهَا، وعرضَ عَلَى جماعةٍ، وسمعَ عَلَى آخرينَ منهم شيخُنَا، والعَلَمُ البَلقِينِيُّ، والعلاءُ القلقشنديُّ،
(1)
"الضوء اللامع" 11/ 88. وقال: أوردت له ترجمة حافلة في ذيل القضاة.
والسيدُ النَّسّابَةُ، والكمالُ ابنُ البارزيِّ، والمحبُّ بنُ الأشقر، ونشوانُ، والشَّاويُّ. وأجازَ لهُ في جملةِ بني أبيهِ خلقٌ من مَكَّةَ والمدينةِ والقدسِ والخليلِ والقاهرةِ والشّامِ وحلب وحماة وحمصَ وغزةَ والرَّملةِ وغيرِهَا. وأخذَ في الفقه عن الشمسِ الشنشيِّ ثُمَّ العلمِ البَلقينيِّ وأذنَ لهُ فيما بلغني في التَّدريسِ والإفتاءِ، وقرأَ في النَّحوِ على الأبديِّ وحضرَ دروسَ الشَّرَوَانيِّ في "التَّلخيصِ" و"المتوسطِ" وغيرِهِمَا بلْ قَرَأَ عليهِ في "شرحِ العقائدِ" وكَذَا قَرَأَ في "المتوسطِ" وغيرِهِ عَلَى الشَّمسِ الكريميِّ وحضرَ دُرُوسَهُ في آخرين، كالكافياجيِّ بحيثُ أكثرَ الاستفادةَ منهُ وأجازَهُ، وصحبَ الشَّيخَ مدين وقتًا وتلقنَ منه الذكرَ وتدَرَّبَ بصحبةِ وصيِّهِ الزَّينِ عبدِ الباسطِ والكمالِ ابنِ البارزيِّ وغيرِهِمَا، وجَوَّدَ اللسانَ التركيَّ وتقدَّمَ لمجالسةِ أهلِ العلمِ وذَوي الفضائلِ من ابتدائِهِ وهلُمَّ جرًّا حتَّى تميزَ وتهذَّبَ واشتُهرَ بوفورِ الذكاءِ. وولي نظرَ الإسطبلِ ثُم أضيفَ إليه الجواليُّ المصريةُ ثم الشّاميةُ ثُم خانقاه سعيد السعداءِ، ووكالةُ بيتِ المالِ ثُم نظر الجيشِ وحصلَ الاقتصارَ عليهِ والانفرادَ بِهِ مرةً بعدَ أُخرى، ثُم كتابةَ السر في ذِي القعدةِ سَنةَ ستٍ وستين، واستمر فيها حتَّى ماتَ في يومِ الخميسِ سادسِ رمضانَ سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ، وصُلي عليهِ في يومِهِ بسبيلِ المؤمني في مشهدٍ هائلٍ، ثُم دُفنَ ليلةَ الجمعةِ بتربتِهِ وارتجت الجهاتُ لموتِهِ سيما الحرمين وصلَّى عليه غالبُهَا، وحمدَ في سيَرتهِ وسائر مباشراته ومَدحَهُ الأكابرُ .. وسمعُوا الحديثَ عليه وخُرِّجَ من مروياتِهِ بالأجايزِ وغيرِهَا أربعون حديثًا قرَأَهَا العزُّ ابنُ فهدٍ محدثُ الحجازِ، وكَذَا عملَ لهُ فهرست أيضًا وأفتى وعرَضَ عليهِ الأنباءَ وصارَ عزيزَ مصرَ، ومحاسنُهُ جمَّةٌ والقلوبُ برئاستِهِ مُطمئِنَةٌ رحمهُ الله تَعَالى وإيانا.
[4791] أبو بكرِ بنُ المُنْكَدِرِ بنِ عبدِ الله بنِ الهُدَير التَّيْمِيُّ المدنيُّ
أخو محمدٍ الماضي (3965)، وهذا أسنُّ، ذكرَهُمَا وأخوهما عُمر مسلمٌ في رابعةِ تابعي المدنيين
(1)
، وهذا يروي عن عمِّهِ ربيعةَ بنِ عبدِ الله الماضي (1162)، وعُثمانَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ التَّيميِّ، وجابرٍ، وأبي أُمَامَةَ ابنِ سهلِ بنِ حنيفٍ، وعمرو بنِ سليمٍ الزرقيِّ، وأبي سَلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمن، وعطاءِ بنِ يسارٍ.
وعنه: أخوه محمدٌ، ويحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، ويزيدُ بنُ الهاد، ومحمدُ بنُ عُمرو بن علقمةَ، وبكيرُ بنُ الأشج، وسعيدُ بنُ أبي هلالٍ، وإبراهيمُ بنُ أبي عمرو، وشُعبةُ، وغيرُهُم.
قالَ أبو حاتمٍ
(2)
: لا يُسمَّى، وكذَا قال البُخَاريُّ والنَّسائيُّ
(3)
: لا يُوقفُ على اسمهِ، وقال أبو داود
(4)
: كانَ من ثقاتِ النَّاسِ، وقالَ الواقديُّ
(5)
: ثقةٌ قليلُ الحديثِ، وهو في "التَّهذِيبِ"
(6)
.
(1)
"الطبقات" 1/ 697.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 342.
(3)
"تهذيب التهذيب" 10/ 42.
(4)
"تهذيب الكمال" 33/ 143 قال في رواية الآجري عنه. ولم أجده في القسم المطبوع منه.
(5)
"الطبقات الكبرى" لابن سعد القسم المتمم ص: 250 - 251.
(6)
"تهذيب الكمال" 33/ 143، و"تهذيب التهذيب" 10/ 42.
[4792] أبو بكرِ بنُ نافِعٍ العَدَوِيُّ المَدَنيُّ
مولى ابنِ عُمرَ، يروي عن: أبيه، وسالمِ بنِ عبدِ الله بنِ عُمرَ، وأبي بكرِ ابنِ محمدِ بنِ عمرو بنِ حزمٍ، وصفيةَ ابنةِ أبي عُبيدٍ، يُقالُ: مُرسلٌ. وعنهُ: يحيى بنُ عبدِ الله بنِ سالمِ بنِ عبدِ الله وعُمرُ، وجريرُ بنُ حازمٍ، ومالكٌ، والدَرَاوَردِيُّ، وعبَّادُ بنُ صُهيبٍ، وسليمُ بنُ مُسلمٍ المَكيُّ.
قالَ أحمدُ
(1)
: هو أوثقُ ولدِ نافعٍ يعني عبدَ الله بنَ عُمرَ، وقالَ ابنُ مَعينٍ
(2)
: ليسَ بهِ بأسٌ، ومرةً: ليس بشيءٍ، وقالَ أبو داود: من ثقاتِ النَّاسِ، وقالَ ابنُ عديِّ
(3)
: لولا أنَّهُ لا بأسَ بِهِ لما روى عنهُ مالكٌ، وقد روى عنهُ غيرُ مالكٍ أشياءَ غيرَ محفوظةٍ، وأرجو أنَّه صدوقٌ لا بأسَ بِهِ.
وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقاتِ"
(4)
، وأخرجَ حديثَهُ في "صحيحِهِ" وسمَّاهُ عُمرَ، وقالَ الحاكمُ أبو أحمدَ
(5)
: لم أقفْ على اسمهِ، ويُقالُ: إنَّه ثقةٌ، وهو في "التَّهذِيبِ"
(6)
.
(1)
"العلل ومعرفة الرجال" 3/ 99، و"الجرح والتعديل" 9/ 343.
(2)
"تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 231.
(3)
"الكامل في الضعفاء" 7/ 298.
(4)
"الثقات" 7/ 655.
(5)
"الأسامي والكنى" 2/ 255. ولكن ليس فيه ما حكاه المصنف فهو نقله من "تهذيب "التهذيب" 10/ 43.
(6)
"تهذيب الكمال" 33/ 145، و"تهذيب التهذيب" 10/ 43.
[4793] أبو بكرِ بنُ نافعٍ العَدَويُّ المدنيُّ
قاضي بغداد، ومَولى عُمرَ، ويُقالُ: مَولى زيدِ بنِ الخطابِ، وهو أخو عبدِ الله، ومنهم مَنْ فَرَّقَ بينهما كَمَا أسلفته هناك. يروي عن: محمدٍ وعبدِ الله ابني أبي بكرِ بنِ محمدِ بنِ عمرو بنِ حزمٍ. وعنهُ: أبو عامرٍ العقديُّ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وسعيدُ بنُ عبدِ الجبارِ، وعبدُ الله بنُ عبدِ الوهابِ الحجبيُّ، وقُتيبةُ، ومحمدُ بنُ الصباحِ الجُرجَائي
(1)
، وغيرُهُم.
قالَ ابنُ معين: ليسَ بشيءٍ، ومرةً: لا بأسَ بِهِ، وقالَ أبو داودَ: لم يكنْ عندَهُ سوى حديث "أَقِيلُوا ذَوِى الهَيْئَاتِ زَلَّاتِهِمْ"
(2)
، وقالَ الحاكمُ أبو أَحمدَ
(3)
: ليس بالقوي عندَهُم، وقدْ أوردَ لَهُ ابنُ عديٍّ
(4)
حديثين غيرَ أقيلوا، وقالَ: لولا أنَّه لا بأسَ بِهِ لما روى عنه مالكٌ، وقدْ رَوى عنهُ غيرُهُ أشياءَ غيرَ محفوظةٍ، وأرجو أنَّه لا بأسَ بهِ، وذكرَهُ يعقوبُ بنُ سُفيانَ
(5)
في بابِ مَنْ يُرغبُ عن الروايةِ عنهم، وكنتُ أسمعُ أصحابَنَا يضعفونَهُم، وهو في "التَّهذِيبِ"
(6)
.
(1)
في "تهذيب التهذيب" 10/ 44: الجرجرائي.
(2)
أخرجه أبو داود في سننه كتاب الحدود، باب في الحد يشفع فيه رقم:(4377) وأحمد في المسند (6/ 181)، والبيهقي في سننه (8/ 334) من طرق عن عبد الملك بن زيد عن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة عن عائشة.
(3)
"الأسامي والكنى" 2/ 252.
(4)
"الكامل في ضعفاء الرجال" 7/ 298، وقال أبو زرعة: ضعيف. "الضعفاء" 2/ 439.
(5)
"المعرفة والتاريخ" 3/ 145.
(6)
"تهذيب الكمال" 33/ 145، و"تهذيب التهذيب" 10/ 44.
[4794] أبُو بَكْرِ ينُ يَحْيَى بنِ النَّضْرِ الأنْصَارِيُّ السُّلمِيُّ المدنيُّ
الماضي أبوه (4592)، يروي عن أبيهِ، وعنهُ حاتمُ بنُ إسماعيلَ، والواقديُّ، ذُكرَ في "التَّهذِيبِ"
(1)
.
[4795] أبو بكرِ بنُ يُوسُفَ بنِ الفتيان، العسقلانيُّ الأصل، المصريُّ النَّجار
(2)
ويعرفُ بالمحوجبِ
(3)
، وُلدَ سنةَ سبعٍ وعشرين وستمائة، وقَدِمَ المدينةَ سنةَ ستٍ وستين بعدَ حريقِ المسجدِ النَّبويِّ، وصُحْبَتُهُ المنبرُ المجَدَّدُ من جهةِ الظاهرِ بيبرس، فَوُضِعَ مكَانَهُ ورَجَعَ، ثُمَّ عَادَ إلى المدينةِ في سنةِ إحدى وسبعين، فأقَامَ بِهَا حتَّى ماتَ في سنةِ نيفٍ وعشرين وسبعمائةٍ، وقدْ أكملَ المائةَ، وكانَ خيِّرًا قالَهُ شيخُنَا في "دُرَرِهِ"
(4)
.
(1)
"تهذيب الكمال" 33/ 152، و"تهذيب التهذيب" 10/ 45.
(2)
"نصيحة المشاور" ص: 168، و"المغانم المطابة" 3/ 1165، وقد جعله ابن أحمد النجاري.
(3)
في الأصل: "المجوجب"، والمثبت من "نصيحة المشاور" ص: 169، و"الدرر الكامنة" 1/ 469.
(4)
"الدرر الكامنة" 1/ 469.
وقالَ ابنُ فرحون
(1)
: كانَ مِمَّنْ أدركنَاهُ مِنَ الأكابرِ الصُلحاءِ المُتَقدمينَ في عمارةِ الحَرَمِ بالنِّجَارَةِ، قدمَ المدينةَ
(2)
بَعدَ حريقِ الحرمِ
(3)
بالمنبرِ الشَّريفِ الموجودِ اليومَ فوضعَهُ، فأحسنَ في وضعِهِ وفي نجارتِهِ، وكتبَ اسمهُ عليهِ، وذلكَ في سنةِ ستٍ وستينَ وستمائة
(4)
، ثُمَّ انقطعَ بالمدينةِ إلى أن تُوفي بِهَا.
وكانَ مُختَلِطًا بالصالحين، مُتقنعًا بمكسبِ يدِهِ، مُتعفِفًا عن الأطماعِ المدنسةِ للأعراضِ، مُكِبًّا على الخيرِ. كُنتُ أجلسُ إليه، فحكى عن أهلِ زمانِهِ غرائبَ وعجائبَ، وكنتُ لا أزالُ أرى حولَهُ عددًا مِنَ الحيوانِ، ما بين هِرَرٍ ودوابٍ، قَدْ ألفُوه بالإحسانِ إليهم، وكانَ يقولُ لي: هَذَا الهرُّ جَدُّ هذَا الهِرِّ، وهَذَا خالُ هَذَا، وهَذَا ابنُ عَمِّ هذَا، قَدْ رَبَّى منهم كثيرًا، وعرفَ أنْسَابَهُم، بلْ كان يُحسنُ إلى الدَّوابِ المُضَيَّعةِ في الأسواقِ، ويرى ذلكَ كلَّهُ من جملةِ الصدقاتِ، وربَّمَا تمثَّلَ في ذلكَ بقولِهِ عليه السلام: "في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى
(5)
أَجْرٌ"
(6)
. أخبرني عبدُ الله بنُ عُمرَ بنِ الحراز سبطه قالَ: قالَ لي
(1)
"نصيحة المشاور" ص: 168.
(2)
كان قدومه بالمنبر سنة 664 هـ بعد حريق المسجد بعشر سنين. "المغانم المطابة" 3/ 1165.
(3)
احتراق المسجد النبوي كان في سنة 654 هـ.
(4)
في "المغانم المطابة" 3/ 1165: (بعد حريق المسجد بعشر سنين)، أي سنة 664 هـ، لأن الحريق كان سنة 654 هـ.
(5)
الحَرَّى فَعْلَى من الحَرِّ، وهي تأْنيث حَرَّان، وهما للمبالغة، يريد أَنها لشدة حَرِّها قد عَطِشَتْ ويَبِسَتْ من العَطَشِ. قال ابن الأَثير:(والمعنى أَن في سَقْي كل ذي كبد حَرَّى أَجرًا). لسان العرب مادة (حرر).
(6)
أخرجه ابن ماجه في سننه كتاب الأدب، باب فضل صدقة الماء برقم (3686)، وأحمد في المسند (4/ 175) من حديث سراقة بن جعشم. وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب باب رقم (2234)، ومسلم في صحيحه كتاب السلام، باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها رقم (5596) من حديث أبي هريرة بلفظ:"في كل كبد رطبة أجر".
جدِّي أبو بكرٍ: لمَّا قدمتُ المدينةَ لم يكنْ بها مَنْ يتسَمَّى بهذَا الاسمِ، فظهرَ لي كراهةُ أهلِ المدينةِ لَه معَ مَا انضافَ لذلكَ من تسميةِ ابنتي عائشةَ يعني أُم عبدِ الله الحاكي قالَ: فهممتُ بتغييرِهِ
(2)
. قالَ: فرأيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ لي: لم تُغير اسمكَ؟ فقلتُ لهُ: يَا رسُولَ الله إجلالًا لصاحِبِكَ. فقالَ: لا تفعلْ، انظرْ إلى هؤلاءِ الذِين تخشى منهم -وأشارَ إلى آخرِ الحرمِ- قالَ: فنظرتُ فإذَا أنا بسبعين شخصًا، أعرفُهُم من أهلِ المدينةِ، وُجُوهُهُم وجُوهُ بني آدمَ، وباقي أجسامِهِم على صفةِ الخنازيرِ، ثُم قالَ لي:[خذ]
(3)
هذِه العصى وأخرجهُم من المدينةِ قال: فقلتُ لهُ: يا رسُولَ الله أُحبُّ أن أعمَّرَ حتَّى أدفنَهُم. فقالَ: ستعيشُ بعدَهُم. قالَ: فانتبهتُ وأنا مسرورٌ، وانصرفَ عني ذاكَ الخاطرُ، وصارُوا ينقرضونَ طبقة بعدَ طبقةٍ. قال: وكنتُ إذا جئتُ إلى جماعةِ الخَرَّازِينَ يقولون لي: كم بقي من غُرمَائِكَ؟ فأقولُ: عشرينَ، عشرةً، خمسةً، حتَّى انقرضُوا عن آخرِهِم في حياتي، وعاشَ مائةَ سنةٍ ونيفًا، تغمَّدَهُ اللهُ برحمتهِ.
(2)
يستنتج من هذا الخبر أن غلاة الرافضة كانوا مسيطرين على المدينة في هذه الفترة، فتجنب الناس تسمية أولادهم باسم أبي بكر وعائشة، خوفًا منهم من جهة وصونًا لأبي بكر وعائشة رضي الله عنهما من شتم الرافضة المغالين. وصرح بسيطرتهم المصنف في عدة مواضع من تاريخه هذا.
(3)
ما بين المكعوفتين سقط في الأصل، وأثبته من "نصيحة المشاور" ص:169.
وتبعه المجدُ
(1)
في هذا بالعبارةِ البديعةِ والإشارة السَّريعةِ، وسمَّى أبَاه أحمدَ، فوهم، وأدرجَهُ ابنُ صالحٍ في الصَّالحينَ، وقالَ أبو بكر النَّجارُ: صهرُ الشَّيخِ عُمرَ الخرازِ أبو امرأتِهِ لم يزدْ.
[ ....... ]
أبو بكرٍ الصفيُّ السَّلاميُّ
مضى في ابنِ أحمدَ بنِ محمدٍ (4758).
[4796] أبُو بكرٍ القاضِي فخرُ الدِّينِ السِّنجَارِيُّ
(2)
والدُ الشمسِ محمدٍ الماضي (3467)، وُلدَ سنةَ ستين وستمائة، قالَ ابنُ فَرحون
(3)
: إنَّه كانَ منَ المؤذنين، بلْ من خيارِهِم، عملَ ذلكَ رجاءَ بركةِ النّسبةِ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وكانَ جَهْوَرِيَّ
(4)
الصوتِ، علَى كلامِهِ روحٌ عظيمٌ، يدلُ على خشوعِهِ وحضورِ قلبِهِ، وكان مُعظَّمًا عندَ النَّاسِ، يقضي حوائِجَهُم، ويُلبِّي دعوتهم، بحيثُ كانَ يُقَالُ لهُ: سِمْسَارُ الخيرِ، لكثرةِ سعيهِ في المصالحِ، ولهُ بالقاهرةِ وجاهةٌ وانتماءٌ إلى السُّبْكِيِّين
(5)
، وكانُوا
(1)
"المغانم المطابة" 3/ 1165، وقد جعله ابن أحمد النجاري.
(2)
أبو بكر بن أحمد بن عيسى بن الحسن بن علي، فخر الدين أبو محمد بن العلم السنجاري، ولي نظر الأحباس بمصر، وحج سنة 683 هـ فأذن بالمنارة الشرقية، ثم ولي وظيفة الأذان من سنة 694 هـ، واستمر بها حتى مات سنة 739 هـ. "الدرر الكامنة" 1/ 125.
(3)
"نصيحة المشاور" ص: 156.
(4)
جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ: رَفِيعُه، وهو الصوتُ العالي. "لسان العرب" مادة (جهر).
(5)
نسبة إلى سبك إحدى قرى مركز الباجور التابع لمحافظة المنوفية شمال القاهرة.
يرعَونَهُ في نفسِهِ ثُم في ذُريتِهِ من بعدِهِ، وقدْ سعى في وظائفَ كثيرةٍ تأسست ببركتِهِ وإشارتهِ منها: درسُ المالكيةِ والشَّافعيةِ الَّذَين رتبَهُمَا سُلَّارُ
(1)
، وكذَا درسُ الحنفيَّةِ الَّذِي بالمدرسةِ الأزْكَجِيَّةِ، وسقاياتٌ للماءِ، وغيرُ ذلكَ. وماتَ سنةَ تسعٍ وثلاثينَ وسبع مئةٍ. وقال ابن صالحٍ: الشَّيخُ الصَّالحُ كانَ مَعَ آذانِهِ شاهدًا في الحرَمَ، وكانَ نافعًا للمسلمينَ كثيرَ الشفقةِ عَلَى المساكين، ماتَ قريبًا مِنَ الجمالِ المطريِّ عن نحو السبعين. قلتُ: ويُنظرُ شرفُ الدِّينِ السّنجاريُّ الآتي (5087).
[ ....... ]
أبو بكرٍ الأنصاريُّ المدنيُّ
هو الفضلُ بنُ مُبَشِّرٍ (3190).
[4797] أبو بكرٍ الشِّيرَازِيُّ
قالَ ابنُ فَرحون
(2)
: كانَ مِنَ المشايخِ الكبارِ أولي التَّحقيقِ، والسَّادَةِ من أهلِ الطريقِ، عالي القدمِ في الصيامِ، والقيامِ والإطعامِ، وكثرةِ الإحسانِ للإخوانِ، وتفقدِ المجاورين والمساكين، جاورناه فوقَ عشرينَ سنةً فما رأيتُ مثلَهُ لا يَعلمُ ما النَّاسُ فيه، ولا يَسألُ عمَّا لا يعنيه. وكان بيتُهُ
(1)
سُلَّار بن عبد الله المنصوريُّ، نائب السلطنة، كان من مماليك الصالح ابن قلاوون، وناب في الملك عن الناصر عشر سنوات، وشهد معركة شقحب ضد التَّتار، وأبلى فيها بلاء حسنا، تُوُفِّيَ سنة 710 هـ أو تسع. "الدرر الكامنة" 2/ 179، "شذرات الذهب" 6/ 19.
(2)
"نصيحة المشاور" ص: 110.
قَلَّ أن يخلو عن الطعامِ الفاخرِ، لكلِ واردٍ وصادرٍ. قد اشتَهَرَ بورعِهِ وصلاحِهِ وخيرِهِ في أقطارِ الأرضِ حتَّى إنَّه ليقالُ: مَنْ بالمدينةِ يُزارُ بعدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فيقالُ: أبو بكرٍ الشيرازيُّ. وكفى بهذا فخرًا. وهو من أصحابِ أبي العبَّاسِ المُرسيِّ تلميذِ أبي الحسنِ الشَّاذليِّ. وكان بالمدينةِ كالنَّجمِ الأصبهانيِّ بمكَّةَ، كنتُ إذا رأيتُهُ رأيتُ رجلًا من أهلِ الجنَّةِ وشُهْرَةُ مناقبِهِ تغني عن تعدادِهَا، وسكنَ رباطَ الشِّيرازيِّ حتَّى مَات في سنةِ إحدى وثلاثين وسبعِ مِئةٍ.
وتبعَهُ المجدُ
(1)
بالكلماتِ السَّديدةِ المفيدةِ، وقال: حظي الشَّيخُ أحمدُ ابن التُسْتَرِيُّ وولدُهُ بخدمتِهِ، وتخصصا بلزومِ عتبتِهِ، وشملتهُما من ميامنِ بركتِهِ. قلتُ: وله ذكرٌ في الزُّبَيْرِ الأسوانيُّ
(2)
.
[ ....... ]
أبو بكرٍ الصديقُ، عبدُ الله بنُ أبي قُحافَةَ عُثمانَ بنِ عامرٍ
(3)
خليفةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وصاحبُهُ، وأفضلُ الخلقِ بعدَهُ.
[ ....... ]
أبو بكرٍ الغمريُّ
هو: ابنُ عُمرَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ الله بنِ عُمر (4777).
(1)
"المغانم المطابة" 3/ 1167.
(2)
تقدمت ترجمته برقم: 1223.
(3)
تقدمت ترجمته برقم: 1999.
[4798] أبو بكرٍ الفراشُ
المحترقُ ليلةَ حريقِ المسجدِ الأولِ، لهُ ذكرٌ في ولدِهِ يَعْقُوبَ (4650).
[ ....... ]
أبو بكرٍ المدنيُّ
عن جابرٍ، هو الفضلُ بنُ مبشرٍ، مضى (3190).
[4799] أبو بكرٍ المدنيُّ
عن أبي هُريرةَ، قالَ الذَّهبيُّ في "ميزانِهِ"
(1)
: مجهولٌ، قالَ الحاكمُ أبو أحمدَ
(2)
: يشبه أن يكونَ مولى حويطِب الذي روى عن ابنِ عُمرَ وعائشةَ.
قال شيخُنَا
(3)
: وفي كلامِ أبي حاتمٍ
(4)
مَا يقتضي أن الراوي عن ابنِ عُمرَ غيرُهُ، وسيأتي.
(1)
"ميزان الاعتدال" 4/ 496.
(2)
"الأسامي والكنى" 2/ 238.
(3)
"لسان الميزان" 9/ 22.
(4)
"الجرح والتعديل" 9/ 339.
[4800] أبو بكرٍ المدنيُّ
(1)
عن ابنِ عُمرَ، وعنه إسحاقُ الأعورُ، قال أبو حاتمٍ
(2)
: مجهولٌ، قالَ شيخُنَا
(3)
: ووقعَ في الأصلِ هنا أنَّه هو الفضلُ صاحبُ جابرٍ، وليس كذلكَ، فإنَّ الفضلَ معروفٌ بالضعفِ عندَ أبي حاتمٍ
(4)
وغيرِهِ.
[4801] أبو بكرٍ المدينيُّ
عن هشامِ بنِ عُروةَ، وعنه خالدُ بنُ أبي يزيدَ القرنيُّ، ومُوسَى بنُ داودَ الضبيُّ، قال الترمذيُّ
(5)
: ضعيفٌ، وهو في "التَّهذيبِ"
(6)
.
[ ....... ]
أبو بكرٍ النَّجارُ
هو ابنُ يُوسُفَ مضى (4795).
(1)
في "الجرح والتعديل" 9/ 339: المديني.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 339.
(3)
"لسان الميزان" 9/ 23.
(4)
في الأصل: "ابن حاتم"، وهو خطأ. انظر "الجرح والتعديل" 7/ 66.
(5)
"سنن الترمذي" كتاب الصوم باب ما جاء فيمن نزل بقوم فلا يصوم إلا بإذنهم 3/ 156 رقم الحديث 789.
(6)
"تهذيب الكمال" 33/ 156، و"تهذيب التهذيب" 10/ 46.
[4802] أبو بكرٍ، قريبٌ للشَّيخِ عَليٍّ الزيلعيِّ اليمانيِّ
جاورَ في الحرمين، ثُم رجعَ إلى اليمن بعدَ الستين وسبعمائة، وكانَ صاحبَ إحسانٍ ومعروفٍ وصدقةٍ، ذكرَهُ ابنُ صالحٍ.
* * *
حرف المثناة
[4803] أبو تميمٍ الجَيْشَانِيُّ، واسمُهُ عبدُ الله ابنُ مالكِ بنِ أبي الأسحمِ
(1)
أخو سيفٍ (1591)، المصريان، وُلِدَا في الحياةِ النَّبويّةِ، وقدمَا المدينةَ زمن عُمرَ، روى أبو تميمٍ عنه، وعن علي، وأبي ذرٍ، وقرأَ القرآنَ على مُعاذِ ابنِ جبلٍ، روى عنه عبدُ الله بنُ هُبيرةَ، وكعبُ بنُ عَلقَمَةَ، ومَرثدُ اليزنيُّ، وبكرُ بنُ سوادةَ، وغيرُهُم.
قالَ يزيدُ بنُ أبي حبيبٍ
(2)
: كانَ من أعبدِ أهلِ مصرَ، وقالَ العجلي
(3)
: مصريٌّ تابعيٌّ ثقةٌ، ونقلَ أبو سعيدُ ابنُ يونس
(4)
أنَّه تُوفي سنةَ سبعٍ وسبعين
(5)
، وهو في "التَّهذِيبِ"
(6)
، وثالثِ "الإصابَةِ"
(7)
في الأسماءِ.
(1)
"الجرح والتعديل" 5/ 171.
(2)
في "التاريخ الكبير" 5/ 203. عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد.
(3)
"الثقات" 2/ 391.
(4)
في الأصل: "نقل سعيد بن عفير" والتصويب من "تهذيب الكمال" 15/ 504.
(5)
في الأصل: "سنة سبع وتسعين" والتصويب من "تهذيب الكمال" 15/ 504.
(6)
"تهذيب الكمال" 15/ 504، 33/ 165، و"تهذيب التهذيب" 10/ 51.
(7)
"الإصابة" 4/ 27. وفيه: الحساني بدل الجيشاني.
حرف المثلثة
[ ....... ]
أبو ثابتٍ المدنيُّ
هو: محمدُ بنُ عُبيدِ الله بنِ محمدِ بنِ زيدٍ مضى (3721).
[4804] أبو ثورٍ
مَولى عائشةَ، ذكرَهُ مُسلمٌ في ثالثةِ تابعي المدنيين
(1)
.
* * *
(1)
"الطبقات" 1/ 251.
حرف الجيم
[4805] أبو الجَرَّاح
(1)
مَولى أُمِّ المؤمنين أُمِّ حَبيبةَ، ذكره مُسلمٌ في ثالثةِ تَابعي المدنيين
(2)
، قالَ: ويُقالُ لهُ: الجراحُ، يعني بحذفِ أداةِ الكُنيةِ، زادَ غيُرهُ
(3)
: وهو وهمٌ، وقيل: اسمُهُ الزُّبيرُ، روى عن: مولاتِهِ، وعُثمانَ بنِ عفانَ. وعنه: سالمُ بنُ عُمرَ
(4)
، وعبدُ الواحدِ بنِ عُميرٍ شيخٌ لعيسى بنِ يزيدَ المروزيِّ، ذكرَهُ ابنُ حِبَّانَ فى "الثقاتِ"
(5)
.
[4806] أبو الجَعْد الضَّمْرِيُّ
(6)
صحابيٌّ، ذكره مُسلمٌ في المدنيين
(7)
، وكذَا قال البغويُّ، سكنَ المدينةَ، وكانت لهُ دارٌ في بني ضمرةَ، وعزاهُ لابنِ سعدٍ
(8)
، وزادَ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعثَهُ لقومِهِ يستنفرُهُم لغزوةِ الفتحِ، وحينَ أرادَ الخروجَ لتبوك خرجَ
(1)
"الكنى" للبخاري ص: 19، و"تهذيب الكمال" 33/ 184، و"تهذيب التهذيب" 10/ 58.
(2)
"الطبقات" 1/ 251.
(3)
قاله ابن حبان في "الثقات" 5/ 561.
(4)
كذا في الأصل، والصحيح أن يقول:"سالم بن عبد الله بن عمر".
(5)
"الثقات" 5/ 561.
(6)
"التاريخ الكبير" 9/ 20، و"تهذيب الكمال" 33/ 188، و"تهذيب التهذيب" 10/ 59.
(7)
"الطبقات" 1/ 157.
(8)
لم أجده في "الطبقات الكبرى".
إليهم إلى الساحلِ، فنفرُوا معه إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم انتهى، وقالَ البُخَارِيُّ
(1)
: لا أعرفُ اسمَهُ، وسمَّاهُ غيرُهُ
(2)
: أدرعُ، وقيلَ: جنادةُ، وقيلَ
(3)
: عمرو بنُ بكرٍ، وله عند أصحابِ السننِ، والبغويُّ، وصححَهُ ابنُ خُزَيمةَ، وابنُ حِبَّانَ
(4)
، وغيرُهُمَا، في التَّرهيبِ مِن تركِ صلاةِ الجُمعَةِ، وفي بعضِ طُرقِهِ وكانت لهُ صحبةٌ، وقال البُخَاريُّ
(5)
: لا أعرفُ لهُ غيرَهُ. انتهى.
وروى عن سَلمانَ الفَارسي أيضًا. وعنه: عُبيدةُ بنُ سُفيانَ الحضرميُّ، وكانَ على دينِ قومِهِ في غزوةِ الفتحِ، قاله ابنُ سعدٍ
(6)
، وقالَ ابنُ البرقيِّ
(7)
: قُتلَ مَعَ عائشةَ في وقعةِ الجملِ، ذكرَهُ في "الإصابَةِ"
(8)
.
[4807] أبو جعفر بنُ عبدِ العزيز
(9)
شاهدُ الحرمِ ممَّنْ سمعَ على الزَّينِ المرَاغيِّ "تاريخه" في سنة اثنتين وثماني مئة.
(1)
"سنن الترمذي" 2/ 373.
(2)
منهم ابن حبان كما في "الثقات" 3/ 16.
(3)
منهم الدولابي كما في "الكنى والأسماء" 1/ 61 - 62.
(4)
"صحيح ابن حبان" كتاب الصلاة 7/ 26 رقم الحديث 2786.
(5)
"سنن الترمذي" 2/ 373.
(6)
لم أجده في "الطبقات الكبرى"، وانظر "تهذيب التهذيب" 10/ 60.
(7)
"تهذيب التهذيب" 10/ 60.
(8)
"الإصابة" 4/ 32.
(9)
لم أجده.
[4808] أبو جعفرٍ المستنصرُ بالله منصورُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحمدَ بنِ حَسنِ بنِ يُوسُفَ ابنِ محمَّدِ بنِ أَحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ الأمينِ محمَّدٍ أبي عبدِ الله بنِ أَحمدَ جعفرِ بنِ أحمدَ طلحةَ بنِ جعفرَ بنِ محمَّدِ بنِ الرشيد هارون بنِ المهديِّ محمدِ بنِ أبي جعفرٍ المنصورِ، الهاشميُّ العبَّاسي البغداديُّ
(1)
صاحبُ المرستانِ بالمدينةِ، أنشأه سنةَ سبعٍ وعشرين وستمائةٍ، وكذَا بمَكَّةَ، وطَوَّلَ ترجمتَهُ الفاسي في تاريخِهِ "العقدِ الثمين"
(2)
، بُويعَ بالخلافةِ بعدَ موتِ أبيهِ الظاهرِ بأمرِ الله بنِ النَّاصرِ لدينِ الله بنِ المستضيء بأمرِ الله ابنِ المستنجدِ بالله في شهرِ رجب سنةَ ثلاثٍ وعشرين وستمائةٍ، ومولدُهُ في سنةِ ثمانٍ وثمانين وخمسمائةٍ، وأُمُّه أُمُّ ولدٍ تركيةٌ. ولمَّا ولي الخلافةَ نشرَ العدلَ في الرعايا، وبذلَ الإنصافَ في القضايا، وقرَّبَ أهلَ العلمِ والدينِ، وبنى المساجدَ والرُّبطَ والمدارسَ، وأقامَ منارَ الدِّينِ وقَمَعَ المتمردينَ، ونشرَ السُننَ، وكفَّ الفتنَ، وجمعَ فِى مدرستِهِ المستنصريةِ ببغداد التي لم يكنْ في الإسلامِ مثلها كُتبًا كثيرةً، يُضربُ المثلُ بها، وبأوقافِهَا. وكانت خلافتُهُ سبعَ عشرَةَ سنةً إلَّا شهرًا، وماتَ في العشرين من جمادى الآخرةَ، وقيل: في يومِ الجمعةِ عاشر جمادى الآخرةِ سنةَ أربعين وستمائةٍ، وعُمرُهُ
(1)
"سير أعلام النبلاء" 23/ 155، و"النجوم الزاهرة" 6/ 345 - 346، و"شذرات الذهب" 5/ 209، و"ذيل الروضتين" ص:172.
(2)
"العقد الثمين" 7/ 287.
إحدى وخمسونَ سنةً وأربعةُ أشهرٍ وتسعةُ أيامٍ، وكُتِمَ موتُهُ، وخُطِبَ له يومئذٍ بالجامعِ، حتَّى جاءَ الأميرُ شرفُ الدِّينِ إقبالُ الشَّرَابيُّ الخادمُ
(1)
، ومعه جمعٌ من الخدامِ، وسلَّمُوا على ولدِهِ المستعصمِ بالخلافَةِ، فاستُخلِفَ بعدَهُ، وتَمَّ أمرُهُ.
وكان والدُهُ أشقرَ الشَّعرِ، ضخمًا قصيرًا، ولمَّا شابَ خضبَ بالحناءِ، ثُم تركَ الخضابَ، وقال ابنُ السَّاعي: كانَ أبيضَ بحُمرةٍ، أزجَّ الحاجبين، أدعَجَ العينين، سهلَ الخدين، أقنى، رحبَ الصدرِ، وهو سادسُ خليفةٍ بعدَ الراشدِ بالله منصورٍ بُويعَ بالخلافَةِ ثُمَّ خُلعَ (
…
)
(2)
القاعدة بِهِ في خلعِ السادسِ مِنَ الخلفاءِ رحمهُ الله تَعَالى.
[ ....... ]
أبو جَعْفر المنصُور
هو: عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ علي بنِ عبدِ الله (2080).
[4809] أبو جَعْفر الأنصاريُّ المدنيُّ المؤذنُ
ذكرَهُ مُسلم في ثانيةِ تابعي المدنيين
(3)
، وهو يروي عن أبي هُريرةَ مُصرحًا بسماعِهِ منهُ. وعنه: يَحيَى بنُ أبي كثيرٍ.
(1)
ترجمته في "العقد الثمين" 3/ 324.
(2)
كلمة غير واضحة في الأصل، وفي المصادر: انقضت القاعدة به.
(3)
"الطبقات" 1/ 233.
قال الترمذيُّ
(1)
: لا نعرفُ اسمَهُ، وقال غيرُهُ
(2)
: هو محمَّدُ بنُ علي بنِ الحُسين، وبِهِ جزَمَ ابنُ حِبَّانَ في "صحيحِهِ"
(3)
، وليسَ بمستقيمٍ، فمحمَّدٌ ليسَ بمؤذنٍ، ولا أدركَ أبا هُريرةَ، وقالَ الدَّارمِيُّ
(4)
: هُو رجلٌ مِنَ الأنصارِ، وبهذَا جزَمَ ابنُ القَطان
(5)
، وقال: إنَّه مجهولٌ، وجوَّزَ الذَّهبيُّ
(6)
أنَّه أبو جعفرٍ اليمانيُّ
(7)
، الذي روى عنه عُثمانُ بنُ أبي العاتكة، قال شيخُنَا
(8)
: وما أبعد ذلك، وفي "مصنفِ ابنِ أبي شيبةَ"
(9)
من جهةِ ثابتِ بنِ عُبيدٍ عن أبي جعفرٍ الأنصاريِّ قال: دَخَلْت مَعَ الْمِصْرِيِّينَ عَلى عُثْمَانَ، فَلَمَّا ضَرَبُوهُ خَرَجْتُ أَشْتَدُّ قَدْ مَلأْتُ
(10)
فُرُوجِي عَدْوًا حَتَّى دَخَلْت المُسْجِدَ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ فِي نَحْوٍ عَشَرَةٍ عَليهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ: وَيْحَك مَا وَرَاك، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ وَالله فُرِغَ مِنَ الرَّجُلِ، قَالَ: فَقَالَ: تَبًّا لَكُمْ آخِرَ الدَّهْرِ، قَالَ: فَنَظَرْت فَإِذَا هُوَ عَلي.
(1)
"سنن الترمذي" كتاب البر والصلة باب ما جاء في دعوة الوالدين 4/ 313. رقم: 1905.
(2)
"ميزان الاعتدال" 4/ 511.
(3)
"صحيح ابن حبان" 6/ 416. رقم: 2699.
(4)
"سنن الدارمي" 2/ 397. رقم: 2739.
(5)
"بيان الوهم والإيهام" 4/ 625.
(6)
"ميزان الاعتدال" 4/ 511.
(7)
في الأصل: اليمامي والتصويب من "ميزان الاعتدال" 4/ 511، وانظر:"بيان الوهم والإيهام" 4/ 625.
(8)
"لسان الميزان" 9/ 37.
(9)
"مصنف ابن أبي شيبة" كتاب الفتن، باب ما ذكِر فِي عثمان وغيره من الفتن. رقم:38831.
(10)
في الأصل: "أشتد ملاء فروجي" والمثبت من "مصنف ابن أبي شيبة".
وبِهِ قال: رأيتُ أبا بكرٍ الصديق ولحيتُهُ ورأسُهُ كأنَّهُما جَمر الغَضَى
(1)
.
وقد فرقَ الحاكمُ أبو أَحمدَ
(2)
بينَ هذا وبينَ الراوي عن أبي هُريرةَ، قال شيخُنَا
(3)
: وأظنُّهُ هو، وكذَا عندَ أبي داودَ
(4)
في الصلاةِ عن يَحيَى بنِ أبي كثيرٍ عن أبي جعفرٍ غير منسوبٍ عن عطاءَ عن أبي هُريرةَ، وأظنه هو، وإذا كان كذلكَ فقد زالت جهالتُهُ بروايةِ ثابتِ بنِ عُبيدٍ، ويَحيَى بنِ أبي كثيرٍ، وهو في "التَّهذيبِ"
(5)
.
[ ....... ]
أبو جعفرٍ الباقرُ
هو: محمَّدُ بنُ علي بنِ الحُسين، مضى (3747).
[ ....... ]
أبو جعفرٍ الخَطميُّ
هو: عُميرُ بنُ يزيدَ بنِ عُميرٍ، مضى (3097).
[ ....... ]
أبو جعفرٍ الرُعَينيُّ
هو: أَحمدُ بنُ يُوسُفَ بنِ مَالكٍ، مضى (319).
(1)
في الأصل: "رأيتُ أبا بكرٍ الصديق ولحيتُهُ ورأسُهُ كأنَّهُما جَمر الغَضَى" والمثبت من "مصنف ابن أبي شيبة" كتاب اللباس، باب في الخضاب بالحناء، رقم:25505.
(2)
"الأسامي والكنى" 3/ 100.
(3)
"تهذيب التهذيب" 10/ 61.
(4)
"سنن أبي داود" كتاب الصلاة باب الإسبال في الصلاة. رقم الحديث 638.
(5)
"تهذيب الكمال" 33/ 191، و"تهذيب التهذيب" 10/ 60.
[4810] أبو جعفرٍ القَارِئ المَخْزُومِيُّ المدنيُّ
(1)
مَولى عبدِ الله بنِ عيَّاشِ بنِ أبي رَبيعةَ، اسمُهُ يزيدُ بنُ القعقاع، وقيل: فيروز، وقيل: خبابُ
(2)
بنُ فيروز، والأولُ أشهرُ. يروي عن: مولاه، وأبي هُريرةَ، وابنِ عُمرَ، وابنِ عباسٍ، وجابرٍ، وزيدِ بنِ أسلمَ وهو من أقرانِهِ، ودخلَ عَلى أُمِّ سَلمَةَ وهو صغيرٌ فمسحت عَلى رأسِهِ. وعنه: نافعُ بنُ أبي نعيمٍ القارئ، وقالَ: إنَّه لمَّا غسل نظرَ إلى فؤادِهِ مثلَ ورقةِ المصحفِ فما شك مَنْ حضرَ أنَّه نورُ القُرآنِ، ومالكٌ، وعُبيدُ الله بنُ عُمرَ، وإسماعيلُ ابنُ جعفرٍ، والدَّرَاوردِيُّ، وآخرونَ، قال ابنُ معين
(3)
والنَّسائيُّ: ثقةٌ، وكذَا قال ابنُ سعدٍ
(4)
: ثقةٌ قليلُ الحديثِ، وكانَ إمامَ أهلِ المدينةِ في القراءةِ، فسُمي القارئ بذلكَ، وكان تقيًا خيرًا، وقال أبو حاتمٍ
(5)
: صالحُ الحديثِ، وذكرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقاتِ"
(6)
، واختُلفَ في وفاتِهِ فقيلَ: سنةَ سبعٍ وعشرين ومائةٍ
(7)
، وقيل: ثلاثين.
(1)
"الطبقات" لابن سعد 6/ 352، و"تاريخ خليفة" 405، و"التاريخ الكبير" 8/ 353، 354، و"الجرح والتعديل" 9/ 284، و"سير أعلام النبلاء" 5/ 288، و"تهذيب التهذيب" 10/ 63.
(2)
في "تهذيب التهذيب" 10/ 63: جندب بن فيروز.
(3)
"التاريخ" لابن معين رواية الدوري 3/ 191.
(4)
"الطبقات الكبرى" 6/ 352.
(5)
"الجرح والتعديل" 9/ 285.
(6)
"الثقات" 5/ 543.
(7)
"سير أعلام النبلاء" 5/ 288.
وقال ابنُ سعدٍ
(1)
: في خلافةِ مروانَ بنِ محمَّدٍ سنةَ ثمانٍ وعشرين، ومَا علمتُ تعيين موتِهِ في أي موضعٍ مِنَ المدينةِ، وهو في "التَّهذيبِ"
(2)
.
[4811] أبو جعفرٍ الموسويُّ
(3)
قاضي الحرمين، ممَّنْ سمعَ منهُ عبدُ العزيزِ بنُ بندارِ بنِ علي الشيرازِيُّ المتوفى سنةَ إحدى وخمسين وأربعمائة بمصرَ، وهو (
…
)
(4)
.
[4812] أبو جعفرٍ عن عمارةَ بنِ خُزيمةَ
وعنه شُعبةُ، قال الترمذيُّ
(5)
: ليس هو الخطميُّ، وهو في "التَّهذيبِ"
(6)
.
[ ....... ]
أبو جميلةَ
في: سُنين (1556).
(1)
"طبقات ابن سعد" 6/ 352.
(2)
"تهذيب الكمال" 33/ 200، و"تهذيب التهذيب" 10/ 63.
(3)
انظر ترجمته في "تاريخ دمشق" 6/ 352 واسمه إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر الحسيني المكي توفي سنة 399 هـ. وقد تقدمت ترجمته في "التحفة اللطيفة" 1/ 202.
(4)
بياض في الأصل.
(5)
"سنن الترمذي" 5/ 569 رقم الحديث 3578. ولكن فيه: قال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو الخطمي.
(6)
"تهذيب الكمال" 33/ 192، و"تهذيب التهذيب" 10/ 63.
[4813] أبو جهادٍ الأنصاريُّ السلميُّ
صحابيٌّ، ذكرَهُ مُسلمٌ في الطبقةِ الأولى من المدنيين
(1)
، وقال أبو نعيم
(2)
: يُعد في المصريين، وحديثُهُ
(3)
: أنَّ ابنَه قال له: يا أبتاه رأيتم رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وصحبتُمُوه، والله لو رأيتُه لفعلتُ وفعلتُ، فقالَ لهُ أبُوه: اتقِ اللهَ وسَدِّدْ، فوالَّذِي نفسي بيدِهِ لقد رأيتُنَا معه يومَ الخندقِ وهو يقولُ: مَنْ يذهبْ فيأتينا بخبرِهِم، جعلَهُ اللهُ رفيقي يومَ القيامةِ، فما قامَ من النَّاسِ أحدٌ من شدةِ مَا بِهِم مِنَ الجوعِ والقرِ، حتى نادى في الثالثةِ: يا حُذيفَةَ. أخرجَهُ أبو نعيمٍ
(4)
، والدولابيُّ
(5)
، وذكرَهُ في "الإصابَةِ"
(6)
.
[4814] أبو جهمٍ بنُ حُذيفَةَ بنِ غانمٍ القُرَشي العدوانيُّ العدويُّ
صاحبُ الأنبجانيةِ، الذِي قال لهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ائتوني بأنبجانيةِ أبي جهمٍ واذهبوا بهذه الخميصة إليه"، وكانَ لهَا أعلامٌ
(7)
.
(1)
"الطبقات" 1/ 160.
(2)
"معرفة الصحابة" 5/ 2856.
(3)
"تاريخ دمشق" 12/ 292.
(4)
"معجم الصحابة" 5/ 2856.
(5)
"الكنى والأسماء" 1/ 64 - 65.
(6)
"الإصابة" 4/ 35.
(7)
أخرجه البخاري، في الصلاة: باب إذا صلى في ثوب له أعلام، رقم: 366، ومسلم في كتاب المساجد: باب كراهية الصلاة في ثوب له أعلام، برقم (556). من حديث عائشة. =
وأُمُّهُ السريةُ ابنهُ عبدِ الله بنِ أداه بنِ رباحٍ، واسمُهُ عُبيدٌ، وقيلَ: عامرٌ، صحابيٌّ من مسلمةِ الفتحِ، بعثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مصدقًا، وقال: إنَّه ضرَّابٌ للنِّساءِ، كما في حديثٍ صحيحٍ
(1)
. ولم يرو شيئًا مَعَ أنَّه عُمِّرَ، فإنَّه بنى في الجاهليةِ معهم الكعبةَ، ثُمَّ بقي حتى بنى فيها مَعَ ابنِ الزُّبيرِ سنةَ أربعٍ وستين، وكان من مشيخةِ قُريشٍ ونُسَّابِهِم، عالمًا بالنسبِ. قال ابنُ سعدٍ
(2)
: إنَّه ابتنى بالمدينةِ دارًا، وكانَ عُمرُ قدْ أخافَهُ، وأشرفَ عليهِ، حتى كفَّ من غرب لسانه، فلمَّا تُوفي عُمرُ سُرَّ بموتِهِ، وجعلَ يومئذٍ يحتبسُ في يومِهِ حتى يقفزَ على رجليه، وشهدَ اليرموكَ، وأحضرَ الحكمين بدومةِ الجندلِ، ووفدَ على مُعَاويَةَ مراتٍ، ويروى أنَّهُ أقعدَهُ معَهُ على السَّريرِ فقالَ: يا أميرَ المؤمنين نحنُ فيكَ كمَا قالَ عبدُ المسيحِ
(3)
:
نميلُ على جوانِبِهِ كأنَّا
…
نميلُ إذَا نَميلُ عَلى أبينَا
نقلّبُهُ لنخبرَ حالتَيهِ
…
فنخبر منهما كرمًا ولينا
فأعطاهُ مائةَ ألفٍ، واعتذَرَ، فلم يرضَ بِهَا، فلمَّا ولي يزيدُ وفدَ عليهِ فأعطاهُ خمسين ألفًا، فقلتُ: غلامٌ نشأَ في غيرِ بلدِهِ، ومَعَ هذا فابنُ كلبية، فأي خيرٍ يُرجَى منه! فلمَّا استُخلفَ ابنُ الزُّبيرِ أتيتُهُ وافدًا فقالَ: إنَّ علينا
= والخميصة: كساء مربع من صوف له علمان، والانبجانية: كساء يتخذ من الصوف وله خمل ولا علم له، وهي من أدون الثياب الغليظة.
(1)
أخرجه مسلم في "الصحيح" كتاب الطلاق، باب المطلقة ثلاثًا، رقم:(1480) من حديث فاطمة بنت قيس.
(2)
"الطبقات الكبرى" 5/ 451.
(3)
"عيون الأخبار" 1/ 284، و"الأمالي في لغة العرب" 1/ 241، و"البيان والتبيين" ص:500.
مؤنًا وحمالاتٍ، ولم أجهلْ حقَّكَ، وإني غيرُ مخيبٍ سفركَ، هذِه ألفُ درهمٍ فاستعنْ بِهَا، فقلتُ: مَدَّ الله في عُمرِكَ يا أميرَ المؤمنين فقالَ: لم تقل هذَا لمعاويةَ وابنِهِ وقد نلتَ منهما مائةً وخمسين ألفًا؟ قلتُ: نعم من أجلِ ذلكَ قلتُ هذا، وخفتُ إن أنت هلكتَ أن لا يلي أمرَ النَّاسِ بعدَكَ إلا الخنازيرُ. ماتَ بالمدينةِ في آخرِ خلافةِ مُعاويةَ، والأصحُ أنَّه بقي بعدَهُ، وهو في أول "الإصابَةِ"
(1)
، و"ابنِ حِبَّانَ"
(2)
.
[4815] أبو جُهَيْمٍ بنُ الحارثِ بنِ الصِّمَّةِ بنِ عَمرو بنِ عَتيكِ بنِ عمرو ابنِ مَبْذُولِ بنِ عامرِ بنِ مالكِ بنِ النَّجار الأنصاريُّ
ابنُ أختِ أُبَيّ بنِ كعبٍ. وقيل في نسبِهِ غيرُ ذلك، وكذَا في اسمه واسمِ أبيه خلف، رَوى عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنهُ: بُسرٌ ومُسلمٌ ابنا سعيدٍ الحضرميُّ، وعُميرٌ مَولى ابنِ عباسٍ، وعبدُ الله بنُ يسارٍ مَولى ميمونَةَ، وهو في "التَّهذِيبِ"
(3)
، وذكرَهُ مُسلمٌ في الطبقةِ الأولى مِنَ المدنيين
(4)
.
[ ....... ]
أبو الجودِ بنُ عبدِ الرَّزَّاق
تقدَّمَ في: أبي البركات (4749).
(1)
"الإصابة" 4/ 35.
(2)
"الثقات" 3/ 283، 291.
(3)
"تهذيب الكمال" 33/ 209، و"تهذيب التهذيب" 10/ 67.
(4)
"الطبقات" 1/ 150.
[4816] أبو الجوزاء
(1)
عن: عائشةَ في أمْرِهَا حين قُحطَ أهلُ المدينةِ، بجعلِ كوةٍ من قبرِهِ صلى الله عليه وسلم إلى السماءِ، حتَّى لا يكون بينه وبينَ السماءِ سقفٌ
(2)
.
[ ....... ]
أبو الجويرية الصغيرُ
هو: عبدُ الحميدِ بنُ عُمرانَ، تقدَّم (2201).
* * *
(1)
"التاريخ الكبير" 2/ 12، "الجرح والتعديل" 2/ 304، "تهذيب الكمال" 3/ 392.
(2)
أخرجه الدارمي في "السنن"(1/ 43 - 44) وفيه أبو النعمان وهو محمد بن الفضل المعروف بعارم وقد كان اختلط في آخر عمره كما قال العقيلي وغيره من أهل الحديث. وقال شيخ الإسلام في "الرد على البكري"(ص: 68): (وما روي عن عائشة رضي الله عنها من فتح الكوة من قبره إلى السماء لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده).
حرف الحاء المهملة
[ ....... ]
أبو حازمٍ الأعرجُ، سلمَةُ بنُ دينارٍ
مضى (1481).
[4817] أبو حازمٍ التَّمَّارُ المدنيُّ
(1)
مولى أبي رُهْمٍ الغِفَاريِّ، واسمُهُ دينارٌ، يروي عن: مولاه، وعنه: محمَّدُ بنُ عمرو بنِ عَلقَمَةَ، وعبَّادُ بنُ أبي علي، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ أبي ذئبٍ. قال ابنُ عبدِ البر
(2)
: ثقةٌ، وذكرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقاتِ"
(3)
، وقال
(4)
: كانَ رجلًا صالحًا.
[4818] أبو حازمٍ
(5)
مولى أبي رُهْمٍ الغفاريُّ
غايرَ مسلمٌ بينه وبين أبي حازمٍ التمَّار، وذكرهما معًا في ثالثة تابعي المدنيين
(6)
.
(1)
"الطبقات" لمسلم 1/ 255، و"الجرح والتعديل" 3/ 431.
(2)
"تهذيب الكمال" 33/ 218.
(3)
"الثقات" 4/ 218.
(4)
لم يقله ابن حبان في "الثقات" 4/ 218، وإنما قاله العجلي في "معرفة الثقات" 2/ 394 فلعل هنا سقط وتتمته: وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال العجلي: كان رجلًا صالحًا. والله أعلم.
(5)
في الأصل: "أبو حاتم"، والمثبت هو الصواب من "الطبقات" لمسلم 1/ 255، و"الثقات لابن حبان" 5/ 590.
(6)
"الطبقات" 1/ 255.
[ ....... ]
أبو حامدٍ بنُ التَّقيِّ أبي الحرمِ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ الجمالِ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ خلفٍ الأنصاريُّ المطريُّ
هو الرضي محمَّدٌ، مضى (3666).
[ ....... ]
أبو الحبابِ المدنيُّ
هو سعيدُ بنُ يسار، مضى (1450).
[4819] أَبُو حَبَّةَ البَدْرِيُّ
(1)
قيلَ: هو عامرُ بنُ عبدِ عمرو. والذي قيلَ: إنَّه استُشهِدَ بأُحدٍ، وهو في المدنيين لمسلمٍ
(2)
قالَ: أبو حَبَّةَ البَدْرِيُّ، وقالَ بعضُهُم: أبو حَنَّةَ بالنونِ
(3)
.
[4820] أبو حبيبةَ مولى عُروةَ
مدنيُّ تابعيُّ ثقةٌ، قاله العجلي
(4)
.
(1)
"الإصابة" 4/ 41، و"تهذيب الكمال" 33/ 220، و"تهذيب التهذيب" 10/ 73.
(2)
"الطبقات" 1/ 153.
(3)
"الإكمال" 2/ 321، و"توضيح المشتبه" 3/ 45.
(4)
"الثقات" 2/ 394.
[4821] أبو حَبِيْبَةَ مَولى طلحةَ بنِ عُبَيْدِ الله
ذكره مسلمٌ في ثالثةِ تابعي المدنيين
(1)
.
[4822] أبو حَبِيْبَةَ
جدُّ مُوسَى بنُ عُقبةَ لأُمِّهِ. ذكرَهُ مُسلمٌ في ثالثةِ تابعي المدنيين
(2)
.
[4823] أبو حبيبة
(3)
عن مولاه الزُّبيرِ بنِ العوام، وأبي هُريرةَ، وعنه: سبطُهُ مُوسَى بنُ عُقبةَ، وأبو الأسود محمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ. ووقعَ في "المسندِ" لأحمدَ
(4)
من طريقِ مُوسَى بنِ عُقبةَ حدثني أبو أُمي أبو حبيبةَ أنَّه دخلَ الدارَ وعُثمانُ محصورٌ فسمعَ أبا هُريرةَ فذكر حديثًا. وقالَ العجلي -فيما نقله ابنُ خلفون
(5)
-: أبو حبيبةَ مدنيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ، وقالَ أبو أحمدَ الحاكمُ في "الكُنى"
(6)
: حديثُهُ في أهلِ المدينةِ، ولم يذكرْ لهُ اسمًا سوى كُنيتِهِ.
(1)
"الطبقات" 1/ 248.
(2)
"الطبقات" 1/ 248.
(3)
"الطبقات الكبرى" 5/ 300، و"الجرح والتعديل" 9/ 359.
(4)
أخرجه أحمد في المسند (2/ 345).
(5)
"معرفة الثقات" 2/ 394، وفيه:"أبو حبيبة مولى عروة مدني تابعي ثقة".
(6)
"الأسامي والكنى" 4/ 189.
[4824] أبو حثمةَ الأنصاريُّ الحارثيُّ
(1)
والدُ سهلٍ الماضي (1560)، واسمُهُ عامرُ بنُ ساعدةَ، شهدَ الخندقَ فمَا بعدَهَا، وبعثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ وعُمرُ خارصًا إلى خيبر غيرَ مرةٍ، وتُوفي في أولىِ خلافةِ مُعاويةَ، وهُو في أولِ "الإصابَةِ"
(2)
.
[4825] أبو حثمةَ المدنيُّ
يروي عن عُمرَ بنِ الخطابِ، وعنه ابنُهُ سُليمانُ، قاله ابنُ حبَّانَ في ثالثةِ "الثقاتِ"
(3)
، ومضى له ذكرٌ في أبيه سُليمانَ بنِ أبي حَثْمَةَ (1502).
[4826] أبو حَدْرَدٍ الأسْلَمِيُّ المدنيُّ
قيل اسمُهُ: عبدٌ، قاله أحمدُ، وقيل: عُبيدٌ، وقيلَ -ممّا جزمَ بِه ابنُ حبَّانَ-: سلامةُ بنُ عُميرِ بنِ أبي سلامةَ بنِ سعدِ بنِ الحارثِ بنِ عبسِ بنِ هوازن. نسبَهُ ابنُ سعدٍ وقالَ
(4)
: رَوى عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أحاديثَ، وتُوفي سنةَ إحدى وسبعين.
(1)
"الجرح والتعديل" 6/ 321.
(2)
"الإصابة" 4/ 42.
(3)
"الثقات" 5/ 583.
(4)
"الطبقات الكبرى" 4/ 309، 310.
وانتقدَ شيخُنَا المزيَّ
(1)
بأنَّ الذي ترجمَهُ ابنُ سعدٍ عبدَ الله بنِ أبي حدردٍ، وأوضحَ ذلكَ، وأنَّه المُتوفى في هذَا التاريخِ عن إحَدى وثمانين سنةً.
قالَ: وقدْ روى عبدُ الله عن أبيهِ، فيُحتملُ أن يكونَ هو العمُّ المُبهمُ في روايةِ "البُخاريِّ"
(2)
، فعندَه مِن حديثِ حملِ بنِ بشيرِ بنِ أبي حدردٍ عن عمِّهِ عن أبي حَدْرَدٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يسوقُ إبلَنَا هذِه؟ " فقالَ رجلٌ: أنا قالَ: "مَا اسمك؟ " قالَ: فلانٌ قال: "اجلسْ" ثُم قامَ آخرُ فقالَ: "ما اسمُك؟ " قال: ناجيةُ قال: "أنتَ لها". وهو في "التَّهذيب"
(3)
، وأولِ "الإصابَةِ"
(4)
.
[ ....... ]
أبو الحرمِ ابنُ الصُبَيبيُّ
هو محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ محمدِ بنِ أبي بكرٍ (3864)، أخو أحمدَ السابق (261) مَعَ أبيهما (3671)، وابنُ أخيه محمدُ بنُ أحمدَ يُكنى أبا الحرمِ أيضًا (3406).
(1)
"تهذيب الكمال" 33/ 228.
(2)
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(812)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 276)، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 353). وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وضعفه الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" 10/ 344.
(3)
"تهذيب الكمال" 33/ 228، و"تهذيب التهذيب" 10/ 75.
(4)
"الإصابة" 4/ 42.
[ ....... ]
أبو حزرةَ المدنيُّ القاصُ
اسمُهُ يَعْقُوبُ بنُ مجاهدٍ، تقدَّمَ (4665).
[4827] أبو حزرةَ المدنيُّ آخرُ
(1)
اسمُهُ قيسُ بنُ سالمٍ. عن أبي أُمَامةَ بنِ سهلِ بنِ حنيفٍ، وعُمرَ ابنِ عبدِ العزيزِ، وعنهُ بكرُ بنُ مضرٍ، ويَحيَى بنُ أيوبَ المصريان، وهو في "التَّهذِيبِ"
(2)
للتمييز.
[4828] أبو الحسنِ بنُ سابقٍ الأندلسي
الفقيه الصالحُ، قالَ ابنُ صالحٍ: هاجرَ بعدَ الستين وسبعمائة، وتركَ أهلَهُ بالأندلسِ، وذكرَ أنَّه كانَ كاتبَ السرِّ بها، فحَجَّ سنةَ أربعٍ وستين والَّتي بعدَها، وكانَ في مجاورتهِ على خيرٍ، مجتهدًا في الفوائدِ والأجورِ، قرأَ علي بعضِ الرواياتِ السبعِ، وأخذَ عني شيئًا من تصانيفِ أبي عبدِ الله القَصْرِيِّ، وعادَ إلى بلدِهِ، كانَ اللهُ لَه.
[ ....... ]
أبو الحسنِ ابنُ الأخشيدِ، محمدِ بنِ طغجٍ.
مضى في أبيه (3582)، واسمُه علي (2833).
(1)
"الأسامي والكنى" 4/ 145.
(2)
"تهذيب الكمال" 33/ 241، و"تهذيب التهذيب" 10/ 78.
[4829] أبو الحسنِ مَولى عبدِ الله بنِ الحارثِ بنِ نوفلٍ
مدنيٌّ ثقةٌ قاله أبو زُرعةَ
(1)
، وكذَا قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ
(2)
: اتفقُوا على أنَّه ثقةٌ، يروي عن ابنِ عباس، وعنه الزُهريُّ، وعُمرُ بنُ معتب، ويزيدُ ابنُ عبدِ الله بنِ قسيطٍ.
قالَ أبو داودَ
(3)
: كانَ مِن الفقهاءِ وأهلِ الصلاحِ، وهو معروفٌ، وليسَ العمل عَلى مَا روى، يعني في أنَّه استفتى ابنَ عباسٍ في مملوكٍ كانت تحتَه مملوكةٌ فطلقَها
(4)
الحديث، وهو في "التَّهذِيبِ"
(5)
.
[4830] أبو الحسنِ مَولى أُمِّ قيس ابنةِ محصَن
(6)
ذكرَهُ مسلم في ثالثةِ تابعي المدنيين
(7)
.
(1)
"الجرح والتعديل" 9/ 356.
(2)
"تهذيب التهذيب" 10/ 81.
(3)
كما في سننه في كتاب الطلاق باب في سنة طلاق العبد تحت حديث رقم 2188.
(4)
تتمة الحديث: " .. فطلَقَهَا تَطْليقَتَيْنِ ثُمَّ عَتَقَا هَلْ يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَخْطُبَهَا قَالَ نَعَمْ قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم" أخرجه أحمد في "المسند" 3/ 472، وضعفه الألباني. "ضعيف سنن ابن ماجه"(453).
(5)
"تهذيب الكمال" 33/ 245، و"تهذيب التهذيب" 10/ 80.
(6)
"تهذيب الكمال" 33/ 246، و"ميزان الاعتدال" 4/ 515.
(7)
"الطبقات" 1/ 255.
[4831] أبو الحسنِ الأنصاريُّ المازنيُّ
(1)
قيلَ اسمُهُ: تميمُ بنُ عبدِ عمرو، وهو جدُّ يَحيَى بنِ عمارةَ الراوي عنهُ، وقيلَ في أبيهِ: عمرو، وقيلَ: عبدُ قيس، وسلفَ في تميمٍ من الأسماءِ (630)، وقيل: بلْ اسمُهُ كُنيتُهُ، وهو مدنيٌّ، يقالُ: إنَّه شهدَ العقبةَ وبدرًا، حديثُهُ:"أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَكرَهُ نِكَاحَ السِّرِّ حتى يُضْرَبَ بالدُّفِ"
(2)
، وفي زياداتِ "المسندِ"
(3)
من روايةِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عن عمرو بنِ يَحيَى عن أبيه أو عمِّهِ قالَ: كَانَتْ لي جُمَّةٌ كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ رفعتُها، فرآني أبو حسنٍ المازنيُّ، فقالَ لي: ترفعها لا يصيبُهَا التُّرابُ، ألا حلقتهَا، قال: فَحَلَقَهَا. يُقالُ: عاشَ أبو الحسن إلى خلافةِ علي.
[ ....... ]
أبو الحسنِ الحجارُ
علي بنُ عُمرَ بنِ حمزةَ (2823).
[4832] أبو الحسنِ الخَرَّازُ
لهُ ذكرٌ في عزِّ الدِّينِ الواسطيِّ (2482)، وفي أبي عبدِ الله محمدٍ الخرَّاز (4031).
(1)
"تعجيل المنفعة" 2/ 343.
(2)
رواه أحمد في "المسند" 4/ 77.
(3)
في "المسند" 4/ 78. وفي الأصل: "لا يصيبها التراب إلا حلقتها، قال: فحلقَهَا".
قالَ ابنُ فَرحون
(1)
: وكانت لهُ سابقة
(2)
في مجاهدةِ الفرنجِ بالأندلسِ، حتى كانَ لا يزالُ يَعدُّ الوقائعَ والحروبَ، وما جرى لهم من النَّصرِ على أعدائِهِم، ويذكرُ مَنْ كانت له شجاعةٌ وفروسيةٌ وفتكٌ في النَّصارَى، معَ حُسنِ التَّصويرِ في كلامِهِ، بحيثُ يَسْتَلِذُّ السامعُ بحديثِهِ. فلذلكَ كانَ بيتُهُ المشترك بينه وبين رفيقِهِ أبي عبدِ الله محمدٍ الخرَّازِ لا يزالُ بالأخيارِ معمورًا، وأكثرُهُم من خيارِ الخُدَّامِ، وكان لهم أورادٌ وأذكارٌ مُقدرةٌ في أوقاتٍ معلومةٍ، ولا يزالُ والدي ونظراؤُهُ يأتُونَهُم بعدَ العِشَاءِ للذِّكرِ، وقراءةِ المسبعاتِ، حتى يمضي جزءٌ من الليلِ، واتّحدَ بسببِهِم حالُ المجاورين والخدَّامِ، وحصلَ بينهم إخاءٌ، وارتفقَ بعضُهُم ببعضٍ في الدِّينِ والدُّنيا، وكانَ من خصالهم الجميلةِ أنَّهم يتفقدونَ المساجدَ الشهيرةَ فيعمرونَهَا، ويساعدُهُم الخُدَّامُ بأنفسِهِم وخدَمِهِم وبأطعماتِهم ويجعلونَهَا نزاهاتٍ، وهي في الحقيقةِ عباداتٌ. كانُوا إذَا نزلَ الغيثُ وأصابَ أُحدًا يخرجون إلى سيدنَا حمزةَ عمِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فيبيتونَ عندَه بالقُبةِ في صلاةٍ وعبادةٍ وذكرٍ
(3)
، يجتمعُ معهُم جُلُّ الخُدامِ، والمجاورين، ورؤساءُ
(1)
"نصيحة المشاور" ص: 114.
(2)
في الأصل: "شاهدة" والمثبت من "نصيحة المشاور" ص: 115.
(3)
البناء على القبور منكر، وهكذا تجصيصها؛ ووضع الزينات عليها، أو الستور، كله منكر وهو وسيلة إلى الشرك، فلا يجوز، وكذلك وضع القباب أو الستور، أو المساجد عليها أو السرج، والجلوس عندها، والتهاليل، وأكل الطعام، والتمسح بالقبر، أو الدعاء عند القبر، أو الصلاة عند القبر، كل هذا منكر، وكله بدعة، فلا يجوز، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" متفق على صحته، ولقوله صلى الله عليه وسلم:"ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك" رواه الإمام مسلم في الصحيح. ولأن الصلاة عند القبر من وسائل الشرك والغلو في أهل القبور.
المؤذنين، وفضلاءُ المدرسين، وعامةُ النَّاسِ من فقيرٍ مجاورٍ أو مدنيٍّ، يكونُ لهم خادمٌ حتى إنَّه لم يبقَ في المدينةِ من أهلِهَا إلَّا القليلَ، فيخرجُ كُلُّ جماعةٍ بما يقدرون عليه من الأطعمةِ الفاخرةِ وغيرِهَا، ويأتي الخُدامُ بأنواعٍ من الحلوى والأطعمةِ الملونةِ
(1)
فتكونُ ليلَتُهم في الذِّكْرِ والعِبَادَةِ تَعْدِلُ ألفَ ليلَةٍ
(2)
، لما اشْتَمَلَتْ عليه من خيراتِ الدَّارين. وكانَ جماعَةُ الفُقَرَاءِ وشيوخُهم: الشيخُ علي وأخوه الشيخُ محمَّد الخرَّازانِ يحمِلُون مَعَهم القِرَبَ، يَظُنُّ النَّاسُ أنها ماءٌ، وهي مَلأَى من طبيخِ الرُّزِّ والبَسِلَّاءِ، يُعِدُّونَهُ للفقراءِ الَّذِين يتِّبِعُونهم ويخرُجُونَ مَعَهُم، ثُمَّ يَلْحَقُهُم مدَدُهم ممَّنْ تأخَّرَ عنهم في صبيحةِ ليلَتِهم، فإذا أصبَحُوا وصَلَّوُا الصُّبحَ سَرَحُوا إلى الجبلِ فَطلَعُوا فيه جماعاتٍ جماعاتٍ، ولهم فيه مقاماتٌ يجلسون بها، فموضعٌ للطعامِ وآخرُ في وسطِهِ متسعٌ للحلوى والأطعمةِ المحلاةِ وآخرُ لأنواعٍ من المحمَّضَاتِ والحِرِّيفاتِ
(3)
حتَّى إذا انتهوا إلى رأسِهِ صلوا في تلكَ المساجدِ واجْتَمَعُوا لقِرَاءَةِ القرآنِ والدُّعاءِ والذِّكرِ. وكانَ لمحمدِ بنِ إبراهيمَ في تلكَ المواطنِ عملٌ عظيمٌ وتذكيرٌ، فتراهم يبكونَ ويتواجدونَ
(4)
، وتَظْهَرُ عليهم آثارُ الرَّحْمَةِ وذكرِ الله لهُم فِيمَنْ عندَهُ، رحمهم الله، ثُمَّ بعدَ ذلكَ ينزِلُونَ إلى عند المِهْرِاسِ
(5)
،
(1)
في الحاشية بخط الأنصاري: "على ما اعتاده أهل المدينة يوم زيارة سيدنا حمزة وأول من أحدث ذلك فصار العمل عليه إلى الآن".
(2)
هذا لا أصل له ولا دليل عليه، بل العمل به وسيلة للشرك وهو من الغلو في أهل القبور.
(3)
الحَرَافَةُ: كُلُّ طَعَامٍ يُحْرِقُ فَمَ آكِلِه بحَرَارَةِ مَذَاقَهِ حَرِّيفٌ. تاج العروس مادة (حرف).
(4)
التواجد: استدعاء الوجد تكلفًا.
(5)
المِهْراس: ماءٌ بأُحُدٍ. روِيَ أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم عَطِشَ يومَ أُحُد؛ فجاء عَلي رضي الله عنه في دَرَقَتِه بماءٍ من المهْراسِ، فَعافَه وغَسَلَ به الدَّمَ عن وَجْهِه. "المغانم" 3/ 1108.
فَيُفْرِغُونَ ما بَقِيَ معهم ويَمُدُّونَهُ للفُقَراءِ الذين يَتَّبِعُونهم، حَتَّى إنَّ الطَّعامَ ليبْقَى ليسَ لهُ آكِلٌ، ويرجِعُونَ إلى المدينَةِ على خيرِ رجعةٍ، بِقُلوبٍ صا فيةٍ، وأُخُوَّةٍ مُتَزايِدَةٍ، وشَوقٍ إلى مثلِ ذلكَ الاجتماعِ.
وكانَ مَعَهُم جماعة من الكِبارِ كعبدِ الواحدِ الجزُولي، ومحمَّدٍ اليمنيِّ، ووالدِي، وأحمدَ القُرشي والد محمدٍ الصحيناتيِّ في الصيحانين
(1)
بأجمعِهِم. وكان للشيخِ أبي الحسنِ أحبابٌ أفرادٌ، كالعُمَرَين ابنِ عياذٍ، والمدّاس، وعبدِ الله الخرَّازِ.
وذكره ابنُ صالحٍ فقال: كانَ من العارفين بالله، أهل الكشفِ، مقدمًا على رفيقِهِ، وكان رفيقُهُ وهو أبو عبدِ الله الخرَّازُ يحكي أنَّهُما اجتمَعَا في مسجدِ قُباء مَعَ جماعةٍ يذكرون هُناك ويتعبدون، فأخذت أبَا عبدِ الله سِنَةٌ في حلقةِ الذِّكرِ، فرأى كأنَّ امرأةً معها كوزٌ فيه ماءٌ وهي تعرضُهُ عليه فلم يقبلْهُ منها، فلمَّا استيقظَ قالَ لهُ صاحبُ التَّرجمةِ على صفةِ الكشفِ: لم لا شربتَ من الكوزِ الذي عرضته عليكَ المرأةُ. وكانا متعاونين على البِرِّ والتقوى، حريصين على جبر الأيتامِ والضعفاءِ، على هيئةٍ حسنةٍ معتدلي القامةِ، وكمالِ الخلقِ من الشعور والبهاء، وعُمِّرا، ودُفنَا بالبقيعِ، وماتَ أبو الحسن أولهما. وكان أبو عبدِ الله ابنُ فَرحون يقصدُهما في مسكنِهِمَا، وهو محلُّ خرازَتِهِما للزِّيَارةِ والتأنسِ.
(1)
في "النصيحة" ص: 116: "الصُّحَيْنَاتيين".
[ ....... ]
أبو الحسينِ بنُ أبي الرَّبيعِ
في عُبيدِ الله (2587).
[4833] أبو الحصين الفلسطينيُّ
(1)
عن أبي صالحٍ الأشعريِّ وقيل: الأنصاريُّ عن أبي أُمَامَةَ الباهلي في الحُمَّى
(2)
، وعنه أبو غسانَ المدنيُّ.
وقال الذَّهبيُّ
(3)
: إنَّه تفرَّدَ عنه. يُقالُ: إنَّه مروانُ بنُ رؤبةَ التغلبيُّ. وفيه بعدٌ، فذاك حمصي وهذا فلسطينيٌّ. وكتبتُه هنا تخمينًا.
[4834] أبو حَفْصَةَ مَولى عائشةَ
ذكرَه مسلمٌ في ثالثة تابعي المدنيِّين
(4)
.
(1)
"تهذيب الكمال" 33/ 251، و"تهذيب التهذيب" 10/ 83.
(2)
رواه أحمد في "المسند" 5/ 264 رقم 22328 بلفظ: الحمى كير من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من جهنم.
(3)
"ميزان الاعتدال" 4/ 516.
(4)
"الطبقات" 1/ 251.
[4835] أبو حَفْصٍ الحفصيُّ
شيخٌ صالحٌ من كبارِ المعلمين للأبناءِ القرآنَ، مع هيبةٍ وسكونٍ، ذكرهُ ابنُ صالحٍ وقال: وعيتُهُ يُقرئ الصبيانَ بعدَ سنةِ عشر وسبعمائة، وكان يسكنُ الطبقةَ الَّتِي على الطريقِ بمدرسةِ السّراجِ، إلى أن ماتَ ودُفنَ بالبقيعِ.
[4836] أبو حكيم
(1)
والدُ إسماعيلَ (416) وإسحاقَ (364) الماضيين.
مولى عُثمانَ، وقيل: مولى الزُّبيرِ، يروي عن الزُّبيرِ حديثَ:"مَا من صباحٍ يصبحُ العبادُ إلَّا منادٍ يُنادي سُبحانَ الملكِ القُدُّوس"
(2)
، وعنه: محمدُ بنُ ثابتٍ العبديُّ.
وقالَ الترمذيُّ: إنَّه غريبٌ، ووقعَ في سياقِ الحديثِ عندَهُ وصفُهُ بمولى الزُّبيرِ، وقد خرَّجَ له البيهقيُّ في "شُعبِ الإيمانِ"
(3)
من طريقِ مُوسَى بنِ عُبيدةَ بهذا الإسنادِ حديثًا، وليسَ لهُ ذكرٌ في "الكُنى" لأبي أحمدَ الحاكمِ، وقال الذَّهبيُّ
(4)
: لا يُعرفُ.
(1)
"تهذيب الكمال" 33/ 257، و"تهذيب التهذيب" 10/ 85.
(2)
أخرجه الترمذي في سننه كتاب باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذه دبر كل صلاة رقم (3564).
(3)
"شعب الإيمان" 7/ 396 بلفظ: ما من صباح يصبحه العباد إلا وصارخ يصرخ يا أيها الناس لدوا للتراب واجمعوا للفناء وابنوا للخراب.
(4)
"ميزان الاعتدال" 4/ 517.
[ ....... ]
أبو حليمةَ هو صحابيٌّ
واسمُهُ مُعاذُ بنُ الحارثِ، تقدَّمَ (4176).
[4837] أبو حمزةَ الربعيُّ
لهُ قصةٌ في زيادِ بنِ عُبيدِ الله الحارثيِّ (1257).
[4838] أبو حُمَيْدٍ السَّاعِديُّ الأنصاريُّ المدنيُّ
ذكرَهُ مسلمٌ
(1)
فيهم، وسمَّاه عبدَ الرَّحمنِ بنَ سعدِ بنِ المُنْذِر، كذَا في أصلين سعد، وقيل
(2)
: المنذرُ بنُ سعيدِ بنِ المنذر، وقيل: اسم جَدِّهِ مالكٌ، وقيل: عمرو بنُ سعيدِ بنِ المنذرِ بنِ سعدِ بنِ خالدِ بنِ ثعلبةَ بنِ عمرو بنِ الجموح.
وقال خليفةُ
(3)
وابنُ سعدٍ
(4)
وغيرُهُمَا: اسمُهُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عمرو ابنِ سعدٍ، وقال غيرهُ: إنَّه من فقهاءِ الصحابةِ، شهدَ أُحُدًا ومَا بعدَهَا، ويُقالُ: إنَّه عمُّ سهلِ بنِ سعدٍ.
(1)
"الطبقات" 1/ 151.
(2)
قاله البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 354.
(3)
"طبقات خليفة بن خياط" ص: 167.
(4)
"الطبقات الكبرى" 8/ 374.
روى عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وعنه: حفيدُهُ سعدُ بنُ المنذرِ بنِ أبي حميدٍ، وجابرٌ، وعباسُ بنُ سهلِ بنِ سعدٍ، وعبدُ الملكِ بنُ سعيدِ بنِ سُويدٍ، وعمرو بنُ سليمٍ الزرقيُّ، وعُروةُ بنُ الزُّبير، ومحمدُ بنُ عمرو بنِ عطاء، وإسحاقُ بنُ عبدِ الله بنِ عُمرَ بنِ الحكمِ، وخارجةُ بنُ زيدٍ، وغيرُهُم. قالَ الواقديُّ: تُوفي في آخرِ خلافةِ مُعاويةَ، أو أولِ خلافةِ يزيدَ، وقال بعضُهُم: سنةَ ستين أو قبلها بقليلٍ، وهو في "التَّهذِيبِ"
(1)
وأولِ "الإصابَةِ"
(2)
.
[4839] أبو حُمَيْدٍ مَولى مُسَافِع
(3)
ذكره مسلمٌ في ثالثة تابعي المدنيِّين
(4)
.
[ ....... ]
أبو حَنَّةَ البدْرِيُّ بالنونِ
مضى في أبي حَبَّةَ بالموحدةِ من الكُنى أيضًا (4819).
* * *
(1)
"تهذيب الكمال" 33/ 264، و"تهذيب التهذيب" 10/ 88.
(2)
"الإصابة" 4/ 46.
(3)
"تهذيب التهذيب"10/ 88.
(4)
"الطبقات" 1/ 254.
حرف الخاء المعجمة
[4840] أبو خالدٍ عن عبدِ الله بنِ أبي سعيدٍ المدنيِّ
ذكرهُ أبو أَحمدَ الحاكمُ في "الكُنَى"
(1)
أنَّ اسمَهُ زيدٌ وقيلَ: عُثمانُ، وكتبتُه تخمينًا.
[4841] أبو خِزامَةَ بنُ يَعْمَرَ
أحدُ بني الحارثِ بنِ سعدٍ
(2)
. ذكرَهُ مسلمٌ في ثالثة تابعي المدنيين
(3)
.
[ ....... ]
أبو الخيرِ بنُ أبي عبدِ الله الحسنيُّ الفاسي
نزيلُ مَكَّةَ، هو: محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرَّحمن، مضى (3897).
[4842] أبو الخيرِ زكي الدِّينِ ابنُ السّراجِ عبدِ اللطيفِ بنِ محمدِ ابنِ يُوسُفَ بنِ الحسنِ بنِ محمدٍ الزَّرَنْديُّ المدنيُّ
الماضي أبوه (2494) وأخوَاهُ أحمدُ (205) ومحمدٌ (3710)، والآتي أخواه، الأخوان أبو الطاهرِ (4891) وأبو الفضل (4963). مِمَّنْ سمعَ على الزَّين المَرَاغِيِّ في تاريخِهِ للمدينةِ في سنةِ تسعٍ وسبعين وسبعمائةٍ.
(1)
"الأسامي والكنى" 4/ 258.
(2)
"الكنى والأسماء" 1/ 74.
(3)
"الطبقات" 1/ 247.
حرف الدال المهملة
[4843] أبو داودَ مَولى بني مُكْمِلٍ الزُّهريُّ
ذكرَهُ مسلمٌ في ثالثة تابعي المدنيين
(1)
.
[4844] أبو دُجَانَةَ هو سمَّاكُ بنُ خرشةَ، وقيل: ابنُ أوسِ بنِ خرشةَ الأنصاريُّ
(2)
متفقٌ على شهودِهِ بدرًا، وعلى أنَّه استُشهدَ باليمامةِ.
[ ........ ]
أبو الدَّحدَاح، صحابيٌّ
هو ثابتُ بنُ الدَّحداح، مضى (637).
[4845] أبو الدَّحداح الأنصاريُّ
حليفٌ لهم، عاشَ لزمن مُعاويةَ، فلأبي نعيمٍ
(3)
من طريقِ فُضيلِ بنِ عِياضٍ عن سُفيانَ عن عونِ بنِ أبي جُحَيفةَ عن أبيه أنَّ أبَا الدَّحداحَ قالَ
(1)
"الطبقات" 1/ 258.
(2)
"الطبقات الكبرى" لابن سعد 3/ 556، "سير أعلام النبلاء" 1/ 243.
(3)
"معرفة الصحابة" 5/ 2882.
لمعاويةَ: سمعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَنْ كانت الدُّنيا هِمَّتُهُ حرَّمَ اللهُ عليه جِواري، فإنِّي بُعثتُ بخرابِ الدُّنيا ولم أُبعثْ بعمارَتهَا". لكن لا يصحُ سنَدُهُ إلى فُضيلٍ، وقد أخرجَهُ الطبرانيُّ أيضًا
(1)
من طريقِ جبرونِ بنِ عيسى عن يَحيَى بنِ سليمٍ عن فُضيلٍ، وجبرونٌ واهي الحديثِ. وهو الذِي اشترى نخلَةً بجميعِ حائِطِهِ لمَّا جاءَ رجلٌ فقالَ يَا رسُولَ الله: إنَّ لفلانٍ نخلةً وأنا أقيم حائطي بها، فأمرَهُ أن يُعطيني حتم أقيم حائطي بها، فقال لهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أعطه إياهَا بنخلةٍ في الجنةِ"، فأبى، فجاءَ أبو الدَّحداحِ لصاحبِ النَّخلَةِ فقال له: بعني نخلتَكَ بحائطي، قال: ففعل، فأتى أبو الدَّحداح النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسُولَ الله ابتعتُ النَّخلةَ بحائطي، فاجعلها لهُ، فقال:"كم من عَذْق رداح لأبي الدَّحداح في الجنَّةِ، قالها مرارًا"، قال: فأتى أبو الدَّحداح امرأتَهُ فقال: يا أُمَّ الدَّحداح اخرجي من الحائطِ، فإني قد بعتُهُ بنخلةٍ في الجنَّةِ فقالت: ربحَ البيعُ أو كلمةً تشبِهها
(2)
. وله طرقٌ أشارَ إلى جملةٍ منها شيخُنَا في أولِ "الإصابَةِ"
(3)
.
(1)
أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ 301، وذكره الهيثمي في "المجمع" (5/ 211) وقال: رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان الجفري، ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح، وانظر "سلسلة الأحاديث الضعيفة" 3/ 419، ح:"1263".
(2)
أخرجه أحمد في "المسند"(3/ 146)، وابن حبان في "صحيحه"(2271 - موارد)، والطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 300) والحاكم في "المستدرك"(2/ 20) ومن طريقه البيهقي (3/ 249)، وانظر "السلسلة الصحيحة" 6/ 1131.
(رداح): ثقيل. و (العذق) بالفتح: النخلة. "غريب الحديث".
(3)
"الإصابة" 4/ 59.
حرف الذال المعجمة
[4846] أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ
(1)
واسمُهُ على الصحيحِ: جُنْدَبُ بنُ جُنادَةَ
(2)
. ذكره مسلمٌ في المدنيين
(3)
، وقال: واسمه جُنْدَبُ بنُ جُنادَةَ، وقيل: ابنُ يزيدَ، ويُقالُ: يزيدُ ابنُ جنادةَ، انتهى، أحدُ السابقين الأولين، كان خامسًا في الإسلامِ ثُمَّ انصرفَ إلى بلادِ قومِهِ وأقَامَ بها بأمر النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُم لمَّا هاجرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هاجرَ إلى المدينةِ، وكان يوازى بابنِ مسعودٍ في العلمِ والفضلِ، زاهدًا أمَّارًا بالمعروف، لا تأخذُهُ في الله لومةُ لائمٌ، ومناقبُهُ كثيرةٌ، منها قولُهُ صلى الله عليه وسلم:"مَا أقلَّت الغبرَاءُ ولا أظلَّت الخضراءُ أصدق لهجةً من أبي ذرٍ"
(4)
، وقال:"يرحمه اللهُ يمشي وحدَهُ ويموتُ وحدَهُ ويحشرُ وحدَهُ"
(5)
، فضربَ الدَّهرُ
(1)
"الطبقات الكبرى" 4/ 219، و"سير أعلام النبلاء" 2/ 46، و"الإصابة" 4/ 62 و"تهذيب التهذيب" 10/ 101.
(2)
"الكنى والأسماء" للدولابي 1/ 80 - 81.
(3)
"الطبقات" 1/ 146.
(4)
أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب باب مناقب أبي ذر رقم (3801) وابن ماجه في سننه في المقدمة باب فضل أبي ذر رقم (156)، وأحمد في المسند (2/ 163) من حديث عبد الله بن عمرو. انظر:"سلسلة الأحاديث الصحيحة" 5/ 453 رقم: (5531). والغبراء: الأرض، والخضراء: السماء. واللهجة: اللسان والنطق.
(5)
أخرجه ابن إسحاق في "السيرة"(4/ 179 - ابن هشام)، ومن طريقه ابن سعد في "الطبقات"(4/ 234 - 235)، وكذا الحاكم في "المستدرك"(3/ 50 - 51)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 221 كلهم من طريق بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي عن ابن مسعود وفي سنده بريدة بن سفيان الأسلمي قال فيه البخاري: فيه نظر وتركه الدارقطني وقال ابن حجر: ليس بالقوي. انظر "سلسلة الأحاديث الضعيفة" 12/ 40، رقم:(5531).
من ضربه
(1)
وسيرَ إلى الرَّبَذةِ
(2)
فمات بها، سنة اثنتين وثلاثين، واتفق مرورُ ابنِ مسعودٍ بِهِ من الكوفةِ فصلى عليه وشهدَهُ. قال الأحنفُ: رأيتُه قامَ بالمدينةِ على ملإ من قُريشٍ فقال: بَشِّر الكنَّازين برضفٍ يُحمى عليه فتوضعُ على حلمةِ ثدي أحدِهِم حتى يخرجَ من نغض كتفِهِ، فما رأيتُ أحدًا ردَّ عليه شيئًا، وذكرَ الحديثَ وهو صحيحٌ
(3)
، وأمرَهُ عُثمانُ حين شكوى معه منه بالانتقالِ من الشَّامِ إلى المدينةِ، ثُم اختارَ النزولَ بالرَّبَذَةِ، فمات بها، وممَّنْ روى عنه: أنس وابنُ عبَّاسٍ، وترجمتُهُ تحتملُ كراريسَ، رضي الله عنه.
* * *
(1)
في "النهاية": ضرب الدهر من ضربانه، ويروى من ضربه أي مر من مروره وذهب بعضه.
(2)
من قرى المدينة، تقع على طريق الحاج العراقي، تبعد عن المدينة شرقا بنحو 150 كيلا. "معجم المعالم الجغرافية"257.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الزكاة باب ما أدَّى زكاته فليس بكنز رقم: (1407)، ومسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب في الكنازين للأموال والتغليظ عليهم رقم (992).
الرَّضف: جمع رَضْفة، وهي الحجارة المحماة على النار. ونَغَضَ الشيء: تحرك واضطرب، ونَغْضُ الكتف: أعلاه. قال الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 617: سُمِّيَ نغضًا، لأنه ينغض من الإنسان إذا أسرع، أي يتحرك منه.
حرف الراء
[ ....... ]
أبو رافعٍ الصائغُ
هو نفيعٌ، تقدم (4391).
[ ....... ]
أبو رافعٍ القاصُّ
هو إسماعيلُ بنُ رافعٍ، مضى (419).
[4847] أبو رافعٍ القبطيُّ، مولى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم
-
(1)
والدُ عُبيدِ الله كاتبُ علي، ذكره مسلمٌ في المدنيين
(2)
، قال: واسمه أسلمُ، ويقولون اسمه هُرْمُز، انتهى، وقيلَ أيضًا: إبراهيمُ أو ثابتٌ أو صالحٌ أو غيرُ ذلكَ، ويُقالُ: إنَّه كانَ للعبَّاسِ فوهبَه للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأعتقَهُ لمَّا بشّرَهُ بإسلامِ العباسِ، ولكن المحفوظ أنَّه لمَّا بشرَ العبَّاسُ بأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم انتصرَ على أهلِ خيبر، وكان إسلامُهُ قبلَ بدرٍ، ولم يشهدْهَا، وشهدَ أُحُدًا وما بعدها. روى عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن ابنِ مسعودٍ، وعنه بنوه الحسنُ ورافعٌ وعُبيدُ الله والمعتمرُ، ويقال: المغيرةُ وأحفادُهُ: الحسنُ وصالحٌ وعُبيدُ الله
(1)
"التاريخ الكبير" 2/ 23، و"تهذيب الكمال" 33/ 301، و"سير أعلام النبلاء" 2/ 16، "الإصابة" 4/ 67.
(2)
"الطبقات" 1/ 150.
أولادُ علي بنِ رافعٍ، والفضلُ بنُ عُبيدِ الله بنِ أبي رافعٍ وعلي بنُ الحسينِ بنِ علي، وأبو سعيدٍ المقبريُّ وسُليمانُ بنُ يسارٍ وعطاءُ بنُ يسارٍ وأبو غطفانَ ابنُ طريفٍ المريُّ وعمرو بنُ الشّريدِ، وآخرون. قال الواقديُّ
(1)
: مات بالمدينةِ بعدَ قتلِ عُثمانَ بيسيرٍ، وقيل: مات قبلَهُ، وقيل: في خلافةِ علي.
[4848] أبو رافعٍ مولى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
-
(2)
غيرُ الذِي قبلَهُ؛ ذكرَهُ مصعبٌ الزُّبيريُّ
(3)
وأنَّه كانَ عبدًا لأبي أُحيحةَ سعيدِ بنِ العاصِ بنِ أُميةَ فاعتقَ كُلٌّ من بنيه نصيبَهُ منه إلا خالدَ بنَ سعيدٍ فإنَّه وهبَ نصيبَهُ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأعتقَهُ، وكان يقولُ: أنا مَولى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا وَلي عمرو بنُ سعيدِ بنِ العاصِ بنِ أُحيحةَ المدينةَ أيامَ مُعاويةَ دعا ابنًا لأبي رافعٍ فقال: مولى مَنْ أنتَ؟ فقال: مولى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فضربَهُ مائةَ سوطٍ، ثُمَّ تركَهُ، ثُمَّ دَعاهُ فقال: مولى مَنْ أنتَ؟ فقالَ: مولى رسُولِ اللهُ صلى الله عليه وسلم، فضربَه مائةً حتى ضربَه خمسمائةَ سوطٍ، ذكر ذلكَ المبردُ في "الكاملِ"
(4)
، واقتضى سياقُه أنَّه الماضي، وجرى على ذلكَ ابنُ عبدِ البَرِّ فأوردَ القصةَ في ترجمتِهِ، وهو غلطٌ بَيِّنٌ، فإنَّ ذاك كان للعباسِ فأعتقَهُ كما تقدَّمَ.
(1)
"الطبقات الكبرى" لابن سعد 4/ 73.
(2)
"الإصابة" 4/ 67.
(3)
"الإصابة" 4/ 67.
(4)
"الكامل في اللغة والأدب" 2/ 71.
وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ
(1)
: هذَهِ القضيةُ لا تثبتُ من جهةِ النقلِ، وفيها اضطرابٌ كثيرٌ، وقدْ روي عن عمرو بنِ دينارٍ وجريرِ بنِ حازمٍ وأيوبَ أنَّ الذي تمسَّكَ بنصيبِهِ من أبي رافعٍ هو خالدٌ وحدَهُ، وفي روايةٍ أخرى: أنَّه كان لأبي أُحَيْحَةَ إلا سهمًا واحدًا، فأعتقَ بنوه أنصباهم، فاشترى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذلكَ السَّهمَ فأعتقَهُ.
قال شيخُنَا
(2)
بعدَ حكايتِهِ هذَا: قد ذكرَ أبو سعيدِ بنُ الأعرابي: هذِه القصةَ في "معجمِهِ"
(3)
من طريقِ جريرِ بنِ حازمٍ عن حمادِ ابنِ مُوسَى رجلٍ من أهلِ المدينةَ أنَّ عُثمانَ بنَ البهيِّ بنِ أبي رافعٍ حدَّثَه، قال: كان أبو أُحَيحَةَ ترك جدِّي ميراثًا فخرجَ يومَ بدرٍ معَ بنيه فأعتقَ ثلاثةٌ منهم أنصباءهُم، وهم: سعيدٌ وعُبيدٌ والعاصي فقُتِلُوا ثلاثتهم يومَ بدرٍ كُفَّارًا، فأعتقَ بنو سعيدٍ أنصباهم غيرُ خالدِ بنِ سعيدٍ، لأنَّه كان غضبَ على أبي رافعٍ بسبب أُمِّ ولدٍ لأبي أُحيحةَ أراد أن يتزوجَهَا، فنهاه خالدٌ فعصاهُ، فاحتملَ عليه، فلمَّا أسلَمَ أبو رافعٍ وهاجرَ كلَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خالدًا في أمرِهِ فأبى أن يعتقَ أو يبيعَ أو يهبَ، ثُم ندِمَ بعدَ ذلكَ، فوهبَهُ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فأعتقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نصيبَهُ، وكانَ أبو رافعٍ يقولُ إنَّه مَولى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا ولي عمرو بنُ سعيدِ بنِ العاصي المدينةَ أرسلَ إلى البهي بنِ أبي رافعٍ فقالَ له: مَنْ مولاكَ؟ قال: رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فضربَه مائةَ سوطٍ، ثُم سأله مَنْ مولاك؟
(1)
"الاستيعاب" 1/ 83 - 84.
(2)
"الإصابة" 4/ 68.
(3)
"معجم ابن الأعرابي" 3/ 1054.
فقال: مثلها حتى ضربَهُ خمسمائةَ سوطٍ، فلمَّا خافَ أن يموتَ قال لهُ: أنا مولاكم، فلمَّا قَتلَ عبدُ الملكِ بنُ مروانَ عمرو بنَ سعيدِ بنِ العاصي مدَحَه البهيُّ بنُ أبي رافعٍ وهجا عَمْرًا، فهذا يُبيِّن أنَّ صاحبَ هذ القصةِ غيرُ أبي رافعٍ والدِ عُبيدِ الله، إذ ليسَ في ولدِهِ أحدٌ يُسمَّى البهيّ، واللهُ الموفقُ.
[4849]
أبو الرَّبيعِ
المدنيُّ
(1)
عن أبي هُريرَةَ، وعنه سِمَاكُ بنُ حربٍ وعلقمةُ بنُ مرثدٍ ويزيدُ بنُ أبي زيادٍ. قال أبو حاتمِ
(2)
: صالحُ الحديثِ، وذكرَهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقاتِ"
(3)
وهو في "التَّهذِيبِ"
(4)
.
[ ....... ] أبو الرَّبيعِ
هو سُليمانُ الغماريُّ (1534).
[ ....... ]
أبو الرجالِ الأنصاريُّ المدنيُّ
عن أُمِّهِ عمرةَ، هو محمدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حارثةَ، مضى (3650).
(1)
في "الجرح والتعديل" 9/ 370: المديني.
(2)
"الجرح والتعديل" 9/ 370.
(3)
"الثقات" 3/ 176.
(4)
"تهذيب الكمال" 33/ 304، و"تهذيب التهذيب" 10/ 105.
[4850] أبو الرَّدَّاد الليثيُّ
من بني ليثٍ، كان يسكنُ المدينةَ، روى حديثَه الزُّهريُّ عن أبي سَلَمَةَ ابنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وفي روايةٍ عن الزُّهريِّ عن أبي سلَمَةَ عن ردَّادٍ، أخرجَهَا أبو داودَ
(1)
، ولفظُهُ أنَّ ردَّادًا أخبرَهُ عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ أنَّهُ سمعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: قالَ الله: "أنَا الرَّحمنُ، خلقتُ الرَّحِمَ"
(2)
، الحديث، وكذَا قالَ ابنُ حبَّانَ في "ثقاتِ التَّابعين"
(3)
: ردَّادٌ الليثيُّ ثُمَّ ساقَ من طريقِ معمرٍ عن الزُّهريِّ عن أبي سَلَمَةَ عن ردَّادٍ عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ قالَ: ومَا أحسبُ معمرًا حفظَهُ انتهى، وسبقه البُخَارِيُّ فقالَ
(4)
: حديثُ معمرٍ خطأٌ، قلتُ
(5)
: لكن قد تابَعَهُ ابنُ عُيينَةَ عن الزُّهريِّ عندَ الترمذيِّ
(6)
وأخرجَهُ البُخَارِيُّ في "الأدبِ المفردِ"
(7)
من طريقِ ابنِ أبي عتيقٍ عن الزُّهريِّ عن أبي سَلَمَةَ عن أبي الرّدَّاد الليثيِّ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وتابعَهُ شُعيبٌ عن الزُّهريِّ.
(1)
أخرجه أبو داود في سننه كتاب الزكاة: باب في صلة الرحم برقم 1695. انظر "تحفة الأشراف" 9/ 170.
(2)
وأخرجه أيضا عبد الرزاق في "المصنف"(11/ 171)، وابن حبان في "صحيحه" 2/ 186 برقم 443، والحاكم في "المستدرك" 4/ 174. انظر "السلسلة الصحيحة" رقم:520.
(3)
"الثقات" 4/ 241.
(4)
نقله عنه الترمذي في سننه 4/ 315.
(5)
"تهذيب التهذيب".
(6)
أخرجه الترمذي، في البر والصلة، باب ما جاء في قطيعة الرحم، رقم:"1907".
(7)
"الأدب المفرد" ص: 53.
فقالَ أبو حاتمٍ الرَّازيُّ
(1)
المعروفُ في هذَا روايةُ أبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ عن عبدِ الرَّحمنِ، ولأبي الرَّدَّادِ فيه قصةٌ، وهي اشتكى أبو الرّدَّاد
(2)
الليثيُّ، فعادَهُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ، فقالَ: خيرُهُم وأفضَلُهُم أبو محمَّدٍ، فقالَ عبدُ الرَّحمنِ فذكرَ الحديثَ. وهو في أوَّلِ "الإصابَةِ"
(3)
و"ابنِ حِبَّانَ"
(4)
، وفي ردَّاد من "التَّهذيبِ"
(5)
.
[4851] أبو رَزيْن
(6)
من أهلِ الصُّفةَ، روينا حديثَهُ في "الخلعياتِ" من حديثِ أبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ عن أبيه أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لرجلٍ مِن أهلِ الصُفَّةَ يُكنى أبا رَزِيْنٍ:"إذَا خلوتَ فحركْ لسانَك بذكرِ الله"
(7)
، وذكرَ حديثًا، وسندُهُ ضعيفٌ، وله حديثٌ آخرُ في السَّلامِ على الموتى عندَ العقيلي في "الضعفاءِ"
(8)
من طريقِ أحدِ المجهولين.
(1)
"الجرح والتعديل" 3/ 520، وفيه:" أبو الرّدَّاد الليثيُّ روى عن عبد الرَّحمن بن عوف روى ابن عيينة عن الزهري عن أبى سلمة بن عبد الرحمن أنَّ عبد الرحمن بن عوف عاد أبا الرّدَّاد، وروى معمر عن الزهري عن أبى سلمة أنَّ أبا الرّدَّاد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.
(2)
تحرفت في الأصل إلى: "أبي الدرداء"، والصواب المثبت.
(3)
"الإصابة" 4/ 69.
(4)
"الثقات" 3/ 454.
(5)
"تهذيب الكمال" 9/ 174.
(6)
"الإصابة" 4/ 69.
(7)
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" 1/ 405، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 366، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ 317 وفيه عثمان بن عطاء الخراساني ضعيف.
(8)
"الضعفاء الكبير" ص: 369. من طريق محمد بن الأشعث عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال أبو رزين: يا رسول الله! إن طريقي على الموتى، فهل من كلام أتكلم به إذا مررت =
[4852] أبو الرضى محمَّدُ بنُ علي
بوابُ بابِ السَّلامِ، ويعرفُ بالبوابِ، لهُ ذكرٌ في أبي عبدِ الله ابنِ البهاء الهنديِّ (4901).
[ ....... ]
أبو رهم الغفاريُّ
اسمُهُ كلثومُ بنُ حصينٍ، مشهورٌ باسمِهِ وكُنيتِهِ معًا، مضى في الأسماءِ (3295).
[4853] أبو رياحٍ، هيثمي بنُ شغبٍ
ذكرهُ ابنُ صالحٍ، فيمَنْ رآه من الشرفاءِ الشعوبِ عندَ المدرسةِ الشّهابيةِ.
* * *
= عليهم؟ قال: "قل: السلام عليكم يا أهل القبور من المسلمين والمؤمنين! أنتم لنا سلف، ونحن لكم تبع، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون". قال أبو رزين: يا رسول الله! يسمعون؟ قال:
…
فذكر الحديث. ثم قال: "محمد بن الأشعث مجهول في النسب والرواية، وحديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا بهذا الإسناد".