الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-ز-
المجلد الخامس
النهضة
وهو يروي تاريخ الحضارة في إيطاليا من مولد بترارك حتى ممات تيشيان
من 1304 إلى 1576
مقدمة الترجمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على عظيم نعمه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والرسل. وبعد، فهذا هو الجزء الاول (رقم 18) من المجلد الخامس من "قصة الحضارة"، وهو المجلد الذي يروي هذه القصة الطريفة في إيطاليا. ولسنا مغالين إذا قلنا ان ذلك العصر هو أهم العصور كلها من حيث الحضارة. ففيه خرج العالم الغربي من ظلمات العصور الوسطى، وبه بدأ العصر الحديث، ومن أجل هذا خصه المؤلف بمجلدين كاملين، هذا المجلد الذي يروي قصة الحضارة في إيطاليا خاصة، ومن حق إيطاليا ان تنفرد في ذلك العصر بمجلد خاص، لأنها كانت مهد النهضة التي نشأت فيه وترعرعت ثم فاضت منه على سائر أوربا. أما قصة النهضة في غير إيطاليا من العالم- في أوربا وآسية- فقد رواها المؤلف في المجلد السادس الذي ظهر في أواخر العام الماضي والذي شرعنا في ترجمته.
وسيجد القارئ في هذا الجزء وفي الأجزاء الثلاثة الأخرى التي سيصدر فيها هذا المجلد الخامس وصفاً رائعاً لمظاهر النهضة الأدبية والفنية والعلمية والمعمارية، وحديثاً شيقاً عن أعلام هذا العصر، والى جانبه حديث آخر عن أحوال البلاد الإيطالية وحكامها ورجال العلم، والدين، والأدب، والسياسة، والحرب فيها، كل ذلك في لغة شيقة تتخللها بعض الدعابة التي تذهب بالملل في كثير من الأحيان. والترجمة صورة دقيقة من الأصل المترجم بلا زيادة ولا نقصان، فلم نحذف من أقوال المؤلف شيئاً قط ولم نزد عليها إلا بعض تعليقات قليلة
-ح-
في هامش الكتاب تفسر الكتاب تفسر عبارة أو تشرح إشارة تاريخية. وقد راعينا في تعريب الأسماء سواء منها أسماء المدن أو الأشخاص نطقها بالإيطالية قدر المستطاع بعد أن حققنا هذا النطق بقدر ما وصل إليه جهدنا. ولهذا قد يجد القارئ فيها بعض الخلاف عن الأجزاء السابقة ولكنه خلاف قليل سنتداركه في تلك الأجزاء عند إعادة طبعها.
ونرجو أن يجد القراء في هذا المجلد من غزارة العلم وطرافة البحث ما يعوضهم عن طول الوقت الذي يقضونه في قراءته. فإن وجدوا فسيعوضنا نحن أيضاً ما عانينا من جهد في ترجمة هذا المجلد الذي يحتوي موضوعات معظمها جديد علينا، كفنون العمارة والعلوم والنقش والتصوير والنحت وغيرها من الفنون والعلوم، وفي البحث عن الاصطلاحات العلمية والفنية التي يزخر بها الكتاب، ونرجو أن نكون قد وفقنا في هذا بعض التوفيق إن لم يكن كله.
ولا يفوتنا أن نسجل شكرنا للإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية التي يرجع إليها في إخراج هذا الكتاب وللجنة التأليف والترجمة والنشر عنايتها بطبعه ونشره، وللقراء الكرام في مصر وسائر البلاد العربية، الذين كان تشجيعهم حافزاً قوياً لنا على مواصلة الجهد المضني الطويل.
وفقنا الله إلى أداء واجبنا في خدمة لغتنا العربية عن طريق الترجمة، وهو الطريق الذي اخترنا أن نسلكه لخدمتها، وأعاننا على تذليل ما نلاقيه فيه من صعاب.
محمد بدران
أكتوبر سنة 1958
-ط-
إلى القارئ
هذا المجلد كامل بنفسه مستقل بذاته، ولكنه هو الجزء الخامس من تاريخ الحضارة الذي كتب على أن يكمل بعضه بعضاً وأن يجمع في قصة واحدة نواحي النشاط البشري جميعها. ولقد بدأت هذه السلسلة في عام 1935 وكان أولها ما ورثناه من الشرق - أي تاريخ مصر والشرقين الأدنى والأوسط حتى عام 323 ق. م، وتاريخ الهند والصين واليابان حتى عام 1930. وكان جزؤها الثاني حياة اليونان (1939) وهو يسجل تاريخ اليونان وثقافتهم من اقدم العصور المعروفة، وتاريخ الشرقين الادنى والأوسط من 325 ق. م حتى الفتح الروماني في 146. وواصل الجزء الثالث قيصر والمسيح (1944) رواية قصة الجنس الأبيض حتى عام 325 م، وكان محورها الذي تدور حوله هو نشأة روما وسقوطها والقرون الأولى من المسيحية. وواصل الجزء الرابع عصر الإيمان (1950) رواية هذه القصة حتى عام 1300، ويضم بين طياته الحضارة البيزنطية وحضارات الإسلام واليهودية والعالم المسيحي اللاتيني.
ويهدف هذا المجلد إلى رسم صورة شاملة موجزة لجميع مناحي الحياة البشرية في إيطاليا على عهد النهضة- من مولد بترارك في عام 1304 إلى موت تيشيان Titian في عام 1576. وتشير كلمة النهضة في هذا المجلد إلى إيطاليا دون غيرها من البلاد، ولن تستخدم للدلالة على ما حدث من تقدم ونضوج في فرنسا، وأسبانيا، وانجلترا والاراضي الوطيئة في خلال القرنين السادس عشر إلا ما بعث بعثاً جديداً في تلك البلاد وكانت أصوله أجنبية عنها، وحتى في إيطاليا نفسها تعنى هذه التسمية أكثر ما تعنى بعث الآداب القديمة التي لم يكن لها من الخطر في إيطاليا
-ي-
ما كان لتقدم اقتصادياتها وثقافتها حتى بلغت صورتها المميزة لها في تلك البلاد.
ولقد أردت أن اجتنب التكرار السطحي لما نشر في هذا الموضوع من كتب قيمة، فوسعت نطاق البحث إلى أكثر مما ألفه القارئ في المجلدات السابقة من هذه السلسلة. وكان مما اقتضى هذا التوسع غير هذا السبب أننا كلما اقتربنا من عصرنا الحاضر زاد اهتمامنا بموضوعنا، ذلك اننا نشعر بما يجري في دمائنا من حيوية مستمدة من تلك القرون الخطيرة الأحداث التي نشأت فيها أوربا الحديثة، وبذلك تصبح أفكار تلك القرون، وحوادثها، وأشخاصها، لا غنى عنها لفهم عقولنا وأيامنا. ولقد درست بنفسي كل ما ورد ذكره في هذا الكتاب من مؤلفات خاصة بالفن إلا القليل منها، ولكنني تعوزني الدربة الفنية التي تخولني إصدار أحكام عليها قائمة على البحث والنقد. غير أنني قد أقدمت على التعبير عما أفضله منها وعما أنطبع في ذهني بعد قراءتها. والآن نرى الفن الحديث يسير في طريق مضاد للذي سار فيه فن النهضة، ويحاول جاهداً أن يجد صوراً جديدة للجمال، ومعاني جديدة للأشياء. وليس لدينا ما نأخذه على هذه النزعة، لأنه مهما يكن تقديرنا لها، فإن هذا التقدير يجب الا يحول بيننا وبين الترحيب بكل محاولة صادقة منظمة يقصد بها محاكاة ما تمتاز به من قوة ابتكار لا ما أسفرت عنه من نتائج.
وفي عزمنا إذا واتتنا الظروف أن نصدر مجلداً سادساً سيكون عنوانه في الأغلب الأعم عصر الإصلاح الديني
(1)
بعد ثلاث سنين أو أربع من هذا الوقت، يشتمل على تاريخ الحضارات المسيحية والإسلامية واليهودية في خارج إيطاليا مبتدئاً عام 1300، وفي إيطاليا نفسها من 1576 إلى 1648. ويحسن بنا بعد هذا التوسع في البحث وما نشعر به من آثار الشيخوخة أن نفكر في أن نختم هذه السلسلة بمجلد سابع نطلق عليه اسم
(1)
لقد ظهر هذا المجلد فعلا وبدأنا نترجمه. (المترجم).
-ك-
عصر العقل يواصل رواية القصة إلى بداية القرن التاسع عشر.
وأرى فرضاً عليّ أن أشكر لمستر جوزف أوسلاندر Joseph Ouslander إذنه لي بان أنقل عنا ترجمته الجميلة لإحدى أغاني بترارك، ولمطبعة جامعة كيمبردج إذنها بأن أنقل فقرة بقلم رتشرد جارنت Richard Oarnet، في المجلد الأول من تاريخ كيمبردج الحديث Cambridge Modern History، ولزوجتي ما كان لها من اقتراحات وأحاديث أنارت لي السبيل، وللدكتور إدورد هبكن Edward Hopkin ما قدم لي من معونة في تصنيف مواد الكتاب، وللآنسة ماري كوفمان Mary Kaufman والآنسة فلورا كوفمان Flora Kaufman ما قدمتا من معونة كتابية متعددة الأنواع والسيدة إدث ديجيت Edith Digate ما أظهرت من كفاية عظيمة في كتابه المخطوط على الآلة الكاتبة رغم ما به من صعوبات جمة، ولولاس بركواى Wallace Brockway خبرته العظيمة في إخراج الكتاب وما قدم لى في هذه الناحية من نصائح سديدة.
وأشكر بعد هذا كله ناشري هذا الكتاب، فلقد دلت صلتي الطويلة بهم على انهم من خير من يستطاع وجودهم من الناشرين، ذلك أنهم لم يضنوا على بأي معونة، فقد تحملوا معي نفقات البحث، ولم يجعلوا لحساب المكسب أو الخسارة أي أثر في علاقاتنا. وقد نشروا في عام 1926 كتابي قصة الفلسفة وكل ما كانوا يرجونه من وراء نشره ألا تصيبهم من هذا النشر خسارة، وقد ظلت علاقتنا قائمة سبعة وعشرين عاماً كانت بالنسبة لي صلة موفقة سعيدة.
ملاحظات عن طريقة استخدام هذا الكتاب
1 -
حذفنا من النص تواريخ مولد الأشخاص ووفاتهم ولكننا أثبتناها في فهرس الأعلام والأماكن.
-ل-
2 -
الفقرات المكتوبة بالخط الصغير تعنى الدارسين المتخصصين وحدهم، وفي وسع القارئ العادي ان يغفلها وهو آمن.
3 -
رأينا عند ذكر الأماكن التي توجد فيها التحف الفنية أن نذكر اسم المدينة للدلالة على أهم معرض للفنون بها مثال ذلك:
مدينة برجامو للدلالة على مجمع كرارا الفني
برلين للدلالة على متحف قيصر فردريخ بها
بريستشيا للدلالة على بناكوتيكا مارتننجو
تشكاجو للدلالة على معهد الفنون
دترويت للدلالة على معهد الفنون بها
كليفلند للدلالة على متحف الفنون بها
مدريد للدلالة على البرادو
لنيننجراد للدلالة على الصومعة بها
ميلان للدلالة على معرض بريرا الفني
لندن للدلالة على المعرض القومي
منتوا للدلالة على قصر الدوق
نابلي للدلالة على المتحف القومي
مودينا للدلالة على بيناكوتيكا إستنسي
بارما للدلالة على المعرض الملكي للفنون
نيويورك للدلالة على متحف الفن العاصمي
واشنجتن للدلالة على المعرض القومي للفنون
البندقية للدلالة على المجمع العلمي الفني
غير أنا قد ميزنا معرضي فلورنس الفنيين العظيمين باسميهما أفيزى Uffizi، وبتي Pitti وكذلك المعرض البرغي Borghese في روما.
لوس أنجليز في أول ديسمبر سنة 1952
ول ديورانت