الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجلد العاشر
كتاب الطب والرقي والطاعون من قسم الأقوال
الباب الأول: في الطب
الفصل الأول: في الترغيب وفيه ذكر الأدوية
…
المجلد العاشر
بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب الثالث من حرف الطاء: كتاب الطب والرقى والطاعون من قسم الأقوال وفيه ثلاثة أبواب.
الباب الأول: في الطب وفيه فصلان
الفصل الأول: في الترغيب وفيه ذكر الأدوية
28072-
"الطبيب الله ولعلك ترفق بأشياء تحرق بها غيرك". الشيرازي - عن مجاهد مرسلا.
28073-
"الله الطبيب". "1د" عن أبي رمثة.
28074-
"أنت الرفيق والله الطبيب"."حم" عن أبي رمثة.
1 أخرجه أبو داود كتاب الترجل باب في الخضاب رقم/4189/ وقال المنذري في عون المعبود "11262": وأخرجه الترمذي والنسائي مختصرا ومطولا وقال الترمذي: حسن غريب.
28075-
"أصل كل داء البردة1""قط" في العلل عن أنس2 وابن السني وأبو نعيم في الطب - عن علي وعن أبي سعيد وعن الزهري مرسلا".
28076-
"تداووا عباد الله فإن الله لا يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم". "حم، عم، حب، ك، 34 عن أسامة بن شريك.
28077-
"يا عباد الله تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم"."حم، 4، 4 حب، ك" عن أسامة بن شريك".
1 البردة: هي التخمة وثقل الطعام على المعدة سميت بذلك لأنها تبرد المعدة فلا تستمرئ الطعام. النهاية 1/115 ب.
2 قال المناوي في فيض القدير"1/532" فيه إسحاق بن بجيح الملطي كان يضع الحديث رمز السيوطي لضعفه ولا يصح شيء من طرقه وقال ابن عدي: باطل بهذا الإسناد. ص.
3 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب ما أنزل الله رقم "3456" وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. ص.
4 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في الدواء والحث عليه رقم "2038" وقال حسن صحيح. ص.
28078-
"إن الله تعالى حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا". "حم" عن أنس.
28079-
"إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه، وجهله من جهله إلا السام وهو الموت". "ك" عن أبي سعيد.
28080-
"إن الذي أنزل الداء أنزل الدواء. "ك" عن أبي هريرة1.
28081-
"الدواء من القدر وقد ينفع بإذن الله تعالى". "طب" وأبو نعيم عن ابن عباس.
28082-
"الدواء من القدر وهو ينفع من يشاء بما شاء". ابن السني عن ابن عباس.
28083-
"إن الله تعالى خلق الداء والدواء، فتداووا ولا تتداووا بحرام ". "طب" عن أم الدرداء.
28084-
"إن الذي جعل الداء أنزل الدواء فجعل شفاء ما شاء فيما شاء". أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة.
1 أخرجه الحاكم في المستدرك "4/199" وقال صحيح وأقره الذهبي. ص.
28085-
"ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء". "هـ" عن ابن مسعود.
28086-
"لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله". "حم، م "1 عن جابر.
28087-
"ما أنزل الله تعالى داء إلا أنزل له شفاء". "هـ" عن أبي هريرة2.
الإكمال
28088-
"تداووا فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا وقد أنزل الله له شفاء إلا السام والهرم". "حب" عن أسامة بن شريك3.
28089-
"تداووا فإن الله عز وجل لم ينزل في الأرض داء إلا أنزل الله له شفاء". أبو نعيم في الطب - عن ابن عباس.
28090-
"يا أيها الناس تداووا فإن الله تعالى لم يخلق داء إلا
1 أخرجه مسلم كتاب السلام باب لكل داء دواء واستحباب التداوي رقم "2204" ص.
2 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء رقم "3439" وقال في الزوائد: إسناد حسن. ص.
3 أخرجه الهيثمي في موارد الظمآن إلى زوائد ابن حيان كتاب الطب باب التداوي رقم "1395" ص.
خلق له شفاء إلا السام والسام الموت. "طب" عن ابن عباس.
28091-
"يا أيها الناس تداوا فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء". أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة.
28092-
"إن الذي أنزل الداء أنزل معه الدواء". أبو نعيم - عن أبي هريرة.
28093-
"إن الذي أنزل الداء أنزل الدواء، ولم ينزل داء إلا أنزل له دواء إلا داء واحدا الهرم". "طب" عن صفوان بن عسال.
28094-
" ما وضع من داء في الأرض إلا وقد جعل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله". "طب" عن ابن مسعود.
28095-
"تعلمن أن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء غير داء واحد الهرم". "ك" عن صفوان بن عسال.
28096-
"سبحان الله وهل أنزل الله تعالى من داء في الأرض إلا جعل له شفاء". "حم" عن رجل من الأنصار.
28097-
"ما أنزل الله عز وجل داء إلا وقد جعل له في الأرض دواء علمه من علمه وجهله من جهله". الخطيب - عن أبي هريرة.
28098-
"ما أنزل الله تعالى داء إلا أنزل له الدواء". "هـ" عن ابن مسعود.
28099-
"ما أنزل الله تعالى من داء إلا وقد أنزل معه شفاء علمه من علمه وجهله من جهله". "حم" والحكيم وابن السني وأبو نعيم في الطب، "ك، ق" عن ابن مسعود.
28100-
"إن الله عز وجل الطبيب، ولكنك رجل رفيق". أبو نعيم في الطب - عن عبد الملك بن أبجر عن أبيه عن جده.
28101-
" الله الطبيب بل أنت رجل رفيق طبيبها الذي خلقها". "د" عن أبي رمثة. مر برقم "28073".
التداوي بالقرآن
28102-
"عليكم بالشفاءين العسل والقرآن"1. "هـ، ك" عن ابن مسعود.
28103-
"خير الدواء القرآن". "هـ" عن علي.
28104-
" استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه، وبما مدح الله به نفسه "الحمد لله" و "قل هو الله أحد" فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله". ابن قانع عن رجاء
1 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب العسل رقم "3452" وقال في الزوائد: إسناد صحيح رجال ثقات. وأخرجه الحاكم في المستدرك "4/200" وقال صحيح ووافقه الذهبي. ص.
الغنوي1.
28105-
"عالجيها بكتاب الله". حب2 عن عائشة.
الإكمال
28106-
"من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله". "قط" في الأفراد - عن أبي هريرة.
الحجامة
28107-
"الحجامة في الرأس هي المغيثة3 أمرني بها جبريل حين أكلت طعام اليهودية". ابن سعد - عن أنس.
28108-
"الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء سنة". ابن سعد، "طب، عد" عن معقل بن يسار.
28109-
"الحجامة في الرأس من الجنون والجذام والبرص
1 قال المناوي في فيض القدير "1/491" رجاء الغنوي: اسمه منبه بن سعد، وقد أشار الذهبي في تاريخ الصحابة إلى عدم صحة هذا الخبر. ص.
2 أورده الهيثمي في موارد الظمآن كتاب الطب في الرقي رقم "1419" ص.
3 المغيثة: أي تسمى المغيثة من الأمراض والأدواء. فيض القدير 3/403. ب.
والأضراس والنعاس. "عق" عن ابن عباس، "طب" وابن السني في الطب - عن ابن عمر.
28110-
"الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة، وتزيد في الحفظ والعقل فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس، فاجتنبوا الحجامة يوم الجمعة والسبت ويوم الأحد واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافاه الله فيه أيوب من البلاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي ابتلي فيه أيوب وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء وفي ليلة الأربعاء". "هـ1 ك" وابن السني وأبو نعيم - عن ابن عمر.
28111-
"الحجامة تنفع من كل داء ألا فاحتجموا". "فر" عن أبي هريرة.
28112-
"الحجامة يوم الأحد شفاء". "فر" عن جابر بن عبد الملك ابن حبيب في الطب النبوي - عن عبد الكريم الحضرمي معضلا.
28113-
"الحجامة تكره في أول الهلال، ولا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال". ابن حبيب - عن عبد الكريم معضلا.
28114-
"من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من
1 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب في أي الأيام يحتجم رقم "3487". ص.
الشهر كان دواء الداء سنة. "طب، هق" عن معقل بن يسار.
28115-
" من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء".
"د، ك" عن أبي هريرة.
28116-
"من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت فرأى في جسده وضحا1 فلا يلومن إلا نفسه". "ك، هق" عن أبي هريرة.
28117-
"من احتجم في يوم الخميس فمرض فيه مات فيه". ابن عساكر - عن ابن عباس.
28118-
"أخبرني جبريل أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس". "ك" عن أبي هريرة.
28119-
"استعينوا على شدة الحر بالحجامة فإن الدم ربما يتبيغ2 بالرجل فيقتله". "ك" في تاريخه - عن ابن عباس.
28120-
"إن أفضل ما تداويتم به الحجامة والقسط3 البحري
1 وضحا: الوضح: البياض من كل شيء، ومنه الحديث "جاء رجل بكفه وضح" أي برص. النهاية 5/196 و 197. ب.
2 يتبيغ: في الحديث "لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله" أي غلبة الدم على الإنسان، يقال: تبيغ به الدم إذا تردد فيه. النهاية 1/174 ب.
3 القسط: عقار معروف في الأدوية طيب الريح، تبخر به النفساء والأطفال. النهاية 4/60 ب.
فلا تعذبوا صبيانكم بالغمز1 " م"2 عن أنس.
28121-
"إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين". "ت"3 عن ابن عباس.
28122-
"إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها محتجم إلا عرض له داء لا يشفى منه". "عق" عن ابن عمر.
28123-
"إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة". "حم، د،4 هـ، ك" عن أبي هريرة.
28124-
"قطع العرق مسقمة والحجامة خير منه". "فر" عبد الله بن جراد.
28125-
"ما مررت ليلة أسري بي على ملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي: عليك يا محمد بالحجامة". "ت،5 "هـ" عن ابن عباس.
1 الغمز: العصر والكبس باليد. النهاية 3/385. ب.
2 أخرجه مسلم كتاب المساقاة باب أجرة الحجامة رقم"63". ص.
3 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في الحجامة رقم "2053" وقال حسن غريب. ص.
4 أخرجه أبو داود كتاب الطب باب الحجامة رقم "3839" ص.
5 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في الحجامة رقم "2053" وقال حسن غريب.
28126-
"احتجموا لخمس عشرة أو سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم". البزار وأبو نعيم في الطب - عن ابن عباس.
28127-
"إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله". "ك" عن أنس.
28128-
"الحجامة في الرأس شفاء عن سبع إذا ما نوى صاحبها من الجنون والصداع والجذام والبرص والنعاس ووجع الضرس وظلمة يجدها في عينيه". "طب" وأبو نعيم - عن ابن عباس.
28129-
"إن الحجامة في الرأس دواء من كل داء الجنون والجذام والعشاء والبرص والصداع". "طب" عن أم سلمة.
28130-
"إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات". "ع" عن الحسين بن علي.
28131-
"إن في الحجم شفاء". "م"1 عن جابر.
28132-
"إن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ" 2 "د"
1 لفظه: في صحيح مسلم كتاب السلام باب لكل داء دواء رقم "2205": "إن فيه شفاء". ص.
2 يرقأ: يقال: رقأ الدمع والدم والعرق يرقأ رقوءا بالضم إذا سكن وانقطع. النهاية 2/248. ب.
عن أبي بكرة.
28133-
"عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة1 فإنه دواء من اثنين وسبعين داء وخمسة أدواء من الجنون والجذام والبرص ووجع الأضراس ". "طب" وابن السني وأبو نعيم - عن صهيب.
28134-
"خير الدواء الحجامة والفصاد2 " أبو نعيم في الطب - عن علي.
28135-
خير ما تداويتم به الحجامة. "حم، طب، ك" عن سمرة.
28136-
في الحجم شفاء. سمويه والضياء - عن عبد الله بن سرجس.
1 القمحدوة: بفتح القاف والميم وسكون الحاء المهملة وضم الدال المهملة وفتح الواو: نقرة القفا. فيض القدير 4/339. وقال في المصباح 2/708: القمحدوه: فعلوة بفتح الدال والعين وسكون اللام الأولى وضم الثانية: هي ما خلف الرأس وهو مؤخر القذال والجمع قماحد. ب.
2 الفصاد: الفاصد الرجل فصدا من باب ضرب، والاسم الفصاد، وافتصد الرجل والمفصد بكسر الميم ما يفصد به. 2/649 المصباح. ب.
28137-
"ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا قالوا: يا محمد بشر أمتك بالحجامة". "هـ" عن أنس؛ "ت" عن ابن مسعود مر برقم "28125".
28138-
"نعم العبد الحجام يذهب بالدم ويخف الصلب وتجلو عن البصر". "ت، هـ، ك" عن ابن عباس.
28139-
"ليلة أسري بي ما مررت على ملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة". "طب" عن ابن عباس.
28140-
"خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد". "حم، ك" عن ابن عباس.
28141-
"إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه". "هـ"1 عن ابن عباس.
الإكمال
28142-
"إن جبريل أخبرني أن الحجامة أنفع ما تداوى به الناس". الخطيب - عن أبي هريرة.
1 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب المريض يشتهي الشيء رقم "3440" ص.
28143-
"إن في الحجم شفاء". "م" عن جابر مر برقم "28131".
28144-
"من قرأ آية الكرسي عند حجامة كانت منفعتها منفعة حجامتين". ابن السني والديلمي - عن علي.
28145-
"إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة". "حم، د، هـ، ك" عن أبي هريرة مر برقم "28123".
28146-
"نعم الدواء الحجامة تذهب الدم وتجلو البصر وتخف الصلب". "ك" عن ابن عباس.
28147-
"نعم العادة القائلة1 ونعم العادة الحجامة". الديلمي عن أنس.
28148-
"ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي: عليك يا محمد بالحجامة". "ت: حسن غريب، "هـ" عن ابن عباس مر برقم "28125".
28149-
"يا ابن حابس إن فيها شفاء من وجع الرأس والأضراس والنعاس والبرص والجنون". ابن سعد - عن بكر الأشج قال بلغني أن الأقرع بن حابس دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم في
1 القائلة: المقيل والقيلولة: الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم. يقال: قال يقيل قيلولة، فهو قائل. النهاية 4/133. ب.
القمحدوة فقال: لم احتجمت في وسط رأسك قال - فذكره.
28150-
"الحجامة التي في وسط الرأس من الجنون والجذام والنعاس والأضراس". "ك" عن أبي سعيد.
28151-
"الحجمة التي وسط الرأس من الجنون والجذام والنعاس والأضراس وكان يسميها منقذة". "ك" وتعقب - عن أبي سعيد.
28152-
"الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان، فتجنبوا ذلك وأكثروا من قول لا إله إلا الله والاستغفار فإنهما أمان في الدنيا من الذل وفي الآخرة جنة من النار". الديلمي - عن أنس.
28153-
"الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبع عشرة من الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة البدن، ولقد أوصاني جبريل بالحجم حتى ظننت أنه لا بد منه". الديلمي - عن أنس.
28154-
"الحجامة يوم الأحد شفاء. الديلمي" - عن جابر.
28155-
"من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من الشهر أخرج الله منه داء سنة". "حب" في الضعفاء، "ق" عن أنس.
28156-
"من وافق حجامته يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر كان كدواء سنة". الرافعي - عن ابن شهاب.
28157-
"من وافق حجامته يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر فلا يجاوزها حتى يحتجم". "حب" في الضعفاء، "طب" عن ابن عباس، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
28158-
"لا تحتجموا يوم الخميس فمن احتجم يوم الخميس فناله مكروه فلا يلومن إلا نفسه". الشيرازي في الألقاب وابن النجار - عن ابن عباس.
28159-
"لا تحتجموا يوم الخميس فإنه من يحتجم فيه فيناله مكروه فلا يلومن إلا نفسه". الشيرازي في الألقاب والخطيب والديلمي وابن عساكر - عن ابن عباس.
28160-
"إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات". "ع" عن السيد الحسين وضعفه.
28161-
"ادفنه لا يبحث عنه كلب". ابن سعد1 - عن هارون بن رئاب" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم - قال فذكره.
1 في الطبقات الكبرى "1/448" لابن سعد. ص؟
أدوية متفرقة
اللدود والسعوط
28162-
"إن خير ما تداويتم به اللدود1 والسعوط والحجامة والمشي، وخير ما اكتحلتم به الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر". "ت"2 ك" عن ابن عباس.
الإثمد
28163-
"الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر". "تخ" عن معبد بن هوذة.
28164-
"خير الدواء اللدود والسعوط والمشي والحجامة والعلق". أبو نعيم - عن الشعبي مرسلا.
28165-
"خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي". "ت" وابن السني وأبو نعيم في الطب - عن ابن مسعود.
1 اللدود: هو بالفتح من الأدوية: ما يسقاه المريض في أحد شقي الفم. النهاية 4/245. ب.
2 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في السعوط وغيره رقم "2048" وقال حسن غريب. ص.
28166-
"عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية يسعط من العذرة1 ويلد من ذات الجنب". "خ" عن أم قيس2.
الإكمال
28167-
"خير الدواء السعوط واللدود، والحجامة والمشي والعلق". "ق" عن الشعبي مرسلا.
التداوي بالعسل أو النار أو الحجامة
28168-
"ما طلب الدواء بشيء أفضل من شربة عسل". أبو نعيم في الطب - عن عائشة.
28169-
"من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء". "هـ" عن أبي هريرة.
1 العذرة بالضم: وجع في الحلق يهيج من الدم. وقيل: هي قرحة تخرج في الخرم الذي بين الأنف والحلق تعرض للصبيان عند طلوع العذرة، فتعمد المرأة إلى خرقة فتفتلها فتلا شديدا وتدخلها في أنفه فتطعن ذلك الموضع فيتفجر منه دم أسود، وربما أقرحه، وذلك الطعن يسمى الدغر. النهاية 3/198. ب.
2 وهكذا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب التداوي بالعود الهندي وهو الكست رقم "2214". ص.
28170-
"اسقه عسلا صدق الله وكذب بطن أخيك". "حم، خ، م1 ت" عن أبي سعيد.
28171-
"الشفاء في شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهى أمتي عن الكي". "خ2 هـ" عن ابن عباس.
28172-
"إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لدغة بنار توافق داء وما أحب أن أكتوي". "حم، ق" عن جابر3.
28173-
"ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم أو شربة عسل أو كية تصيب الماء وأنا أكره الكي ولا أحبه". "حم" عن عقبة بن عامر.
28174-
"إن الخاصرة عرق الكلية إذا تحرك أذى صاحبها
1 أخرجه مسلم كتاب السلام باب التداوي بسقي العسل رقم "2217" ص.
2 أخرجه البخاري كتاب الطب باب الشفاء في ثلاث "7/159". ص.
3 أخرجه البخاري كتاب الطب باب الحجم من الشقيقة "7/162" وأخرجه مسلم كتاب السلام باب لكل داء دواء رقم "71".
فداوها بالماء المحرق1 والعسل. "د، ك" عن عائشة.
28175-
"الخاصرة عرق الكلية إذا تحرك أذى صاحبها فداوها بالماء المحرق والعسل". الحارث وأبو نعيم في الطب - عن عائشة.
28176-
"درهم حلال يشترى به عسلا ويشرب بماء المطر شفاء من كل داء". "فر" عن أنس.
الإكمال
28177-
"إن يك في شيء مما تعالجون به شفاء ففي شرطة حجام أو شربة عسل أو لدغة نار تصيب الداء وما أحب أن أكتوي". "طب" عن عقبة بن عامر.
28178-
"إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم أو شربة عسل أو كي يصيب الماء وأنا أكره الكي ولا أحبه". "طب" عن عقبة بن عامر.
1 الماء المحرق: هو المغلي بالحرق وهو النار يريد أنه شربه من وجع الخاصرة. النهاية "1/371".
وقال في فيض القدير "3/501" أخرجه الحاكم وقال صحيح وأقره الذهبي لكنه في الميزان أشار إلى أنه خبر منكر ولا يكاد يعرف. ص
28179-
"اكووه إن شئتم وإن شئتم فارضفوه1". "ك" عن ابن مسعود.
28180-
"إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه2 فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء". "حب" عن أبي سعيد3.
التداوي بالصدقة
28181-
"داووا مرضاكم بالصدقة. أبو الشيخ في الثواب" - عن أبي أمامة.
28182-
"داووا مرضاكم بالصدقة فإنها تدفع عنكم الأمراض والأعراض". "فر" عن ابن عمر4.
1 فارضفوه: أي كمدوه بالرضف، والرضف: الحجارة المحماة على النار، واحدتها رضفة. النهاية 2/231 ب.
2 فامقلوه: أي فاغمسوه فيه، يقال: مقلت الشيء أمقله مقلا، إذا غمسته في الماء ونحوه. النهاية 4/347. ب.
3 هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب بدء الخلق "4/158" وكتاب الطب باب إذا وقع الذباب في الإناء "7/181" وأبو داود كتاب الأطعمة في باب الذباب يقع في الطعام رقم "3826". ص.
4 قال في فيض القدير "3/515" قال البيهقي منكر بهذا الإسناد. ص.
الإكمال
28183-
"داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة فإنها تدفع عنكم الأعراض والأمراض". الديلمي - عن ابن عمر.
28184-
"ما عولج مريض بأفضل من الصدقة". الديلمي - عن أنس.
القسط
28185-
"أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري". مالك، "حم، ق،1 ت، ن" عن أنس.
28186-
"خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة". "حم، ن" عن أنس.
28187-
"تداووا من الجنب بالقسط البحري والزيت". "حم، ك" عن زيد بن أرقم.
28188-
"لا تعذبوا صبيانكم بالغمز وعليكم بالقسط". "خ"2 عن أنس.
1 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطب باب الحجامة من الداء "7/162". ص.
2 أخرجه البخاري كتاب الطب باب الحجامة من الداء "7/162". ص.
الإكمال
28189-
"تحرقوا حلوق أولادكم خذي قسطا هنديا وورسا فأسعطيه إياه". "ك" عن جابر.
28190-
"ويحكن يا معشر النساء لا تقتلن أولادكن، وأي امرأة يصيبها عذرة أو وجع برأسه فلتأخذ قسطا هنديا". "ك" عن جابر.
28191-
"ويلكن لا تقتلن أولادكن أيما امرأة كان تأتيها العذرة أو وجع برأسه فلتأخذ قسطا هنديا فلتحكه بالماء ثم تسعطه إياه". الشاشي وأبو نعيم وأبو مسعود وابن الفرات الرازي في جزئه المشهور "ك، ص" عن جابر.
28192-
"لا تحرقن حلوق أولادكن عليكن بقسط هندي وورس فاسعطنه إياه". "ك" عن جابر.
28193-
"علام تعذبن أولادكن إنما تكفي إحداكن أن تأخذ قسطا هنديا فتحكه بالماء سبع مرات ثم توجره إياه". "حم، ك" عن جابر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة وعندها صبي ينبعث منخراه دما قال ما لهذا؟ قالوا به العذرة قال - فذكره.
28194-
"علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن
بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية من سبعة أدواء منها ذات الجنب يسعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب". "حم، خ، م،1 د، حب" عن أم قيس بنت محصن قالت دخلت بابن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اعلقت عليه من العذرة قال - فذكره، وأخرجه عبد الرزاق إلى قوله منها ذات الجنب قال الزهري يسعط للعذرة ويلد من ذات الجنب وظاهره أن هذا القدر مدرج.
التمر
28195-
"أكل التمر أمان من القولنج". أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة.
28196-
"خير تمراتكم البرني يذهب الداء ولا داء فيه". الروياني، "عد، هب" والضياء عن بريرة؛ "عق، طس" وابن السني وأبو نعيم في الطب، "ك"2 عن أنس؛ "طس ك" وأبو نعيم - عن أبي سعيد.
28197-
"كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود". أبو بكر في الغيلانيات، "فر" عن ابن عباس.
1 أخرجه البخاري من كتاب الطب باب اللدود "7/164، و 165" ومسلم كتاب السلام باب التداوي بالعود الهندي رقم "187". ص.
2 أخرجه الحاكم في المستدرك "4/204" وقال الذهبي الحديث منكر. ص.
28198-
"كلوا البلح1 بالتمر، كلوا الخلق بالجديد فإن الشيطان إذا رآه غضب وقال: عاش ابن آدم حتى أكل الخلق بالجديد". "ت، هـ ك" عن عائشة2.
28199-
"إنك رجل مفؤود ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطيب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن3 بنواهن ثم ليلدك بهن". "د"4 عن سعد.
28200-
"إن في عجوة العالية5 شفاء وإنها ترياق
1 البلح: هو أول ما يرطب من البشر واحدها بلحة. النهاية 1/151. ب.
2 رمز للحديث في الفتح الكبير "3/320""ن هـ ك" ولدى التتبع في سنن الترمذي لم أجده في مظانه وأخرجه ابن ماجه كتاب الأطعمة باب أكل البلح بالتمر رقم "3330" وقال في الزوائد: ضعيف وقال النسائي حديث منكر لأن في سنده: أبو زكريا يحيى بن محمد. ص.
3 فليجأهن: أي فليدقهن. وبه سميت الوجيئة، وهو تمر يبل بلبن أو سمن ثم يدق حتى يلتئم. النهاية 5/152. ب.
4 أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في تمرة العجوة رقم "3857" ومعنى ليلدك بهن: من اللدود وهو صب الدواء في الفم أي ليجعله في الماء ويسقيك. عون المعبود "10/358". ص.
5 العالية: ما كان من الحوائط والقرى والعمارات من جهة المدينة العليا مما يلي نجد. والسافلة من الجهة الأخرى مما يلي تهامة. قال القاضي: وأدنى العالية ثلاثة أميال وأبعدها ثمانية من المدينة. والعجوة نوع جيد من التمر. ب.
أول1 البكرة". "م" عن عائشة2.
28201-
"العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين". "حم، ت3 هـ" عن أبي هريرة؛ "حم، ن، هـ" عن أبي سعيد وجابر.
28202-
" العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين، والكبش العربي الأسود شفاء من عرق النسا يؤكل من لحمه ويحسى من مرقه". ابن النجار - عن ابن عباس.
1 أول البكرة: بنصب أول على الظرف، وهو بمعنى الرواية الأخرى: من تصبح. قال الإمام النووي رضي الله عنه: وفي هذه الأحاديث فضيلة تمر المدينة وعجوتها، وفضيلة التصبح بسبع تمرات منه، وتخصيص عجوة المدينة دون غيرها، وعدد السبع من الأمور التي علمها الشارع ولم نعلم نحن حكمتها؛ فيجب الإيمان بها واعتقاد فضلها والحكمة فيها؛ وهذا كأعداد الصلوات ونصب الزكاة وغيرها. فهذا هو الصواب في هذا الحديث. 3/1619: تعليق على صحيح مسلم لمحمد فؤاد عبد الباقي. ب.
2 أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب فضل تمر المدينة رقم "2048" ص.
3 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في الكمأة والعجوة رقم "2066" وقال حسن غريب. ص.
28203-
"في العجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم". "حم" عن عائشة.
28204-
"من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم أو سحر". "حم، ق،1 د" عن سعد بن أبي وقاص.
الإكمال
28205-
"من أكل سبع تمرات عجوة مما بين لابتي المدينة على الريق لم يضره يومه ذلك سم ولا سحر وإن أكلها حين يمسي لم يضره حتى يصبح". "حم" عن عامر بن سعد عن أبيه.
28206-
"أتأكل التمر وبك رمد". "طب" عن صهيب.
28207-
"يا علي من هذا فأصب فإنه أوفق لك". "ت":2 حسن غريب - عن أم المنذر.
اللبن
28208-
"تداووا بألبان البقر فأني أرجو أن يجعل الله تعالى
1 أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب فضل تمر المدينة رقم "2048". ص.
2 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في الحمية رقم "2037" ص. وقال حسن غريب".
فيها شفاء فإنها تأكل من كل الشجر". "طب" عن ابن مسعود.
28209-
"ألبان البقر شفاء وسمنها دواء ولحومها داء". "طب" عن مليكة بنت عمرو.
28210-
"عليكم بألبان البقر فإنها دواء وأسمانها فإنها شفاء وإياكم ولحومها فإن لحومها داء". ابن السني وأبو نعيم، "ك" عن ابن مسعود.
28211-
"عليكم بألبان البقر فإنها شفاء وسمنها دواء ولحومها داء". ابن السني وأبو نعيم - عن صهيب.
28212-
"عليكم بألبان البقر فإنها ترم1 من كل الشجر وهو شفاء من كل داء". ابن عساكر - عن طارق بن شهاب.
28213-
"إن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له شفاء فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل شجر". "حم" عن طارق بن شهاب.
28214-
"إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له الشفاء إلا الهرم فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر". "ك"2 عن ابن مسعود.
1 ترم: رمه: أكله. وفي الحديث "البقر ترم من كل شجر""204" المختار. ب.
2 أخرجهما الحاكم في المستدرك كتاب الطب "4/196، و 197 و 199" وقال صحيح ووافقه الذهبي. ص.
28215-
"عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر وهو شفاء من كل داء". "ك" عن ابن مسعود1.
الإكمال
28216-
"ما أنزل الله تعالى داء إلا وقد أنزل له شفاء وفي ألبان البقر شفاء من كل داء". "ك" عن ابن مسعود.
28217-
" ما وضع الله تعالى داء إلا وضع له دواء إلا السام2 والهرم فعليكم بألبان البقر فإنها تخبط من الشجر". "ط"، أبو نعيم في الطب - عن ابن مسعود.
28218-
"عليكم بألبان البقر وسمنانها وإياكم ولحومها فإن ألبانها وسمنانها3 دواء وشفاء ولحومها داء". "ك" وتعقب - عن ابن مسعود.
28219-
"في ألبان الإبل وأبوالها دواء لذربكم4". "عب"
1 أخرجهما الحاكم في المستدرك كتاب الطب "4/196، 197، 199" وقال صحيح ووافقه الذهبي. ص.
2 السام: الموت. "256" المختار. ب.
3 سمنانها: السمن. معروف، وجمعه سمنان كعبد وعبدان "249" المختار. ب.
4 لذربكم: هو بالتحريك: الداء الذي يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام، ويفسد فيها فلا تمسكه. النهاية "2/156". ب.
عن معمر بلاغا.
التطبب بغير علم
28220-
"من تطبب ولا يعلم منه الطب فهو ضامن". "د،1 ن، هـ، ك" عن ابن عمرو.
الإكمال
28221-
"من تطبب ولا يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن". "د، ق، هـ، ك" عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
28222-
"من تطبب ولم يكن بالطب معروفا فإذا أصاب نفسا فما دونها فهو ضامن". "عد" وابن السني وأبو نعيم في الطب، "ق" عن عمرو بن شعب عن أبيه عن جده. دواء عرق النسا
28223-
"شفاء عرق النسا إليه شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم تشرب على الريق كل يوم جزء". "حم، ك"
1 أخرجه أبو داود كتاب الديات باب فمن تطبب ولا يعلم منه طب فأعنت رقم "4562" وأخرجه الحاكم في المستدرك "4/212" وقال صحيح وأقره الذهبي. ص.
عن أنس1.
الإكمال
28224-
"من اشترى أو أهدى إليه كبشا فليقمه ثلاثة أجزاء فيطعم كل يوم جزءا على الريق إن شاء أغلاه وإن شاء أكله أكلا يعني إلية الكبش يتداوى به من عرق النسا". "طب" عن ابن عمر.
28225-
"تؤخذ إلية كبش عربي وليست بأعظمها ولا أصغرها فيقطعها صغارا ثم يذيبها فيجيد إذابتها ويجعلها ثلاثة أجزاء فيشرب كل يوم جزءا على ريق النفس في عرق النسا". "ك" عن أنس مر برقم "28223".
28226-
"يؤخذ إلية كبش عربي ليست بالصغيرة ولا بالكبيرة في عرق النسا". "ك" عن أنس2.
28227-
"إن نبيا من الأنبياء شكى إلى الله تعالى الضعف، فأمره بأكل البيض". "هب" عن ابن عمرو، قال "هب" تفرد به ابن الأزهر السليطي عن ابن الربيع.
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الطب "4/206، 207" وقال صحيح ووافقه الذهبي. ص.
2 أخرجه الحاكم في المستدرك "4/206" وقال صحيح وأقره الذهبي. ص.
الحمى
28228-
"إذا حم أحدكم فليشن عليه الماء البارد ثلاثة ليال من السحر". "ن، ع، ك" والضياء عن أنس، "حم، ق، د ن، هـ" عن أنس.
28229-
"الحمى كير من كير جهنم فنحوها عنكم بالماء البارد". "هـ" عن أبي هريرة.
28230-
"الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء". "حم، خ"1 عن ابن عباس؛ "حم، ق، هـ" عن ابن عمر؛ "د، ن، هـ" عن عائشة؛ "حم، ق، ت، ن، هـ" عن رافع بن خديج؛ "ق، ت، هـ" عن أسماء بنت أبي بكر.
28231-
"الحمى من كير جهنم فنحوها عنكم بالماء البارد". "ط" عن أبي هريرة.
28232-
"أم ملدم تأكل اللحم وتشرب الدم بردها وحرها من جهنم". "طب" عن شبيب بن سعد.
28233-
"إذا أصاب أحدكم الحمى فإن الحمى قطعة من النار
1 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطب باب الحمى من فيح جهنم "7/167" ص.
فليطفئها عنه بالماء البارد فليستنقع في نهر جار، وليستقبل جريثه فيقول بسم الله اللهم اشف عبدك وصدق رسولك بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس، ولينغمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة أيام فإن لم يبرأ في ثلاث فخمس، وإن لم يبرأ في خمس فسبع، وإن لم يبرأ في سبع فتسع فإنها لا تكاد تجاوز تسعا بإذن الله تعالى. "حم، ت"1 والضياء عن ثوبان.
28234-
"أهريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس". "خ"2 عن عائشة.
الإكمال
28235-
"الحمى تأكل وتشرب فأما أكلها فلحوم الناس، وأما شربها فدماؤهم". الديلمي عن أبي هريرة.
28236-
"إن شدة الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء". "حب" عن ابن عمر.
28237-
"الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء، وفي لفظ: بماء
1 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب رقم "33" ورقم الحديث "2084" وقال غريب. ص.
2 أخرجه البخاري في صحيح كتاب الطب باب اللدود "7/165". ص.
زمزم". "حم، خ، حب" عن ابن عباس؛ مالك والشافعي، "حم، خ، م، هـ، ن، حب" عن ابن عمر؛ "حم، خ، م، هـ، ت" عن عائشة؛ "حم" وعبد بن حميد، "حم، م، ت، ن، هـ" عن رافع بن خديج؛ "حم، خ، م، ت، هـ" عن أسماء بنت أبي بكر؛ "حم" وابن قانع، والبغوي - عن أبي بشر الحارث بن حزمة الأنصاري مر الحديث برقم "28230".
28238-
"الحمى قطعة من النار فأبردوها عنكم بالماء البارد". "طب، عق، ك" عن سمرة.
28239-
"الحمى كير من كير جهنم فنحوها عنكم بالماء البارد". "ط" عن ابن عمر؛ "طب" عن رافع بن خديج.
28240-
"الحمى من فور1 جهنم فأبردوها بالماء البارد". "طب"2 عن رافع بن خديج.
28241-
"يا أنس إن الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض وهي قطعة من النار فإذا أخذتكم فبردوا لها بالماء في الشنان، وصبوا
1 فور جهنم أي: وهجها وغليانها. النهاية 3/278. ب.
2 أخرجه الترمذي بلفظه وسنده كتاب الطب باب ما جاء في تبريد الحمى بالماء رقم "2073" ورقم "2074" وقال كلا الحديثين صحيح. ص.
عليكم ما بين الصلاتين يعني المغرب والعشاء. "طب" عن عبد الله وقيل عبد الرحمن بن رافع.
28242-
" قرسوا الماء في الشنان، ثم صبوا عليكم ما بين الأذانين من صلاة الصبح"، قاله للمحمومين. البغوي عن بعض الصحابة.
28243-
" ما من رجل يحم فيغتسل ثلاثة أيام متتابعة يقول عند كل غسل: بسم الله اللهم إني إنما اغتسلت التماس شفائك وتصديق نبيك إلا كشف عنه". "ش" عن مكحول.
أدوية متفرقة
28244-
"التلبينة1 مجمة2 لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن". "حم، ق"3 عن عائشة.
28245-
"عليكم بالبغيض النافع التلبينة فوالذي نفسي بيده إنه
1 التلبينة: التلبينة والتلبين: حساء يعمل من دقيق أو نخالة وربما جعل فيها عسل، سميت به تشبيها باللبن لبياضها ورقتها وهي تسمية بالمرة من التلبين، مصدر لبن القوم؛ إذا سقاهم اللبن. النهاية "4/229" ب مجمة "مجمة: أي مظنة للاستراحة. النهاية "1/301". ب.
2 مجمة: أي مظنة للاستراحة. النهاية "1/301". ب.
3 أخرجه البخاري كتاب الأطعمة باب التلبينة "7/97" ص.
ليغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم الوسخ عن وجهه بالماء". "هـ،1 ك" عن عائشة.
28246-
"في التلبينة شفاء من كل داء". الحارث - عن أنس.
الإكمال
28247-
"أصل كل داء البرد". "عق" وقال منكر - عن أبي الدرداء.
28248-
"المعدة حوض البدن، والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم". "طس، عق" وابن السني وأبو نعيم في الطب، "هب" وضعفه - عن أبي هريرة وقال "عق" باطل لا أصل له وقال الذهبي منكر وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
28249-
"أصل كل داء البردة". الدارقطني في العلل - عن أنس؛ وأبو نعيم في الطب - عن علي؛ ابن السني وأبو نعيم وتمام وابن عساكر - عن ابن سعيد.
28250-
"اليدان جناحان، والرجلان بريدان، والطحال فيه النفس". أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة.
1 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب التلبينة رقم "3446". ص.
الحبة السوداء
28251-
"الحبة السوداء فيها شفاء من كل داء إلا الموت". أبو نعيم في الطب - عن بريدة.
28252-
"عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت". "هـ"1 عن ابن عمر؛ "ت، حب" عن أبي هريرة؛ "حم" عن عائشة.
28253-
"الشونيز دواء من كل داء إلا السام وهو الموت". ابن السني في الطب وعبد الغني في الإيضاح - عن بريدة.
28254-
"في الحبة السوداء شفاء من داء إلا السام". "حم،2 ق، هـ" عن أبي هريرة.
الإكمال
28255-
"إن في هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا أن يكون السام". "هـ" عن عائشة.
28256-
"إن الجنة عرضت علي فلم أر مثل ما فيها وإنها مرت بي خصلة من عنب فأعجبتني فأهويت إليها لآخذها فسبقتني
1 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب الحبة السوداء رقم "3448" وقال حسن ص.
2 أخرجه البخاري كتاب الطب باب الحبة السوداء "7/160". ص.
ولو أخذتها لغرزتها بين ظهرانيكم حتى تأكلوا من فاكهة الجنة، وإن الحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت". "حم، ع، ص" عن عبد الله بن بريدة عن أبيه.
الأترج والسفرجل
28257-
"عليكم بالأترج فإنه يشد الفؤاد". "فر" عن عبد الرحمن بن دلهم معضلا.
28258-
"كلوا السفرجل فإنه يجلي عن الفؤاد ويذهب بطخاء1 الصدر ". ابن السني وأبو نعيم - عن جابر.
28259-
"كلوا السفرجل على الريق فإنه يذهب وغر2 الصدر". ابن السني وأبو نعيم، "فر" عن أنس.
28260-
"كلوا السفرجل فإنه يجم الفؤاد ويشجع القلب ويحسن الولد". "فر" عن عوف بن مالك.
28261-
"أكل السفرجل يذهب بطخاء القلب". القالي في أماليه - عن أنس.
1 بطخاء: الطخاء: ثقل وغثى، وأصل الطخاء والطخية: الظلمة والغيم. النهاية 3/116. ب.
2 وغر: هو بالتحريك وبالسكون: الغل والحرارة. وأصله من الوغرة: شدة الحر. النهاية 5/208. ب.
الإكمال
28262-
"دونكها يا أبا محمد فإنها تشد القلب وتطيب النفس وتذهب بطخاوة الصدور". "طب، ك، ض" عن طلحة. قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وبيده السفرجل قال - فذكره.
28263-
" دونكها يا طلحة فإنها تجم الفؤاد". "طب" عن طلحة.
28264-
"إنها تذهب بطخاوة الصدر، وتجلو الفؤاد يعني السفرجل". "طب" عن ابن عباس.
الزبيب
28265-
"عليكم بالزبيب فإنه يكشف المرة ويذهب بالبلغم ويشد العصب ويذهب بالعياء، ويحسن الخلق، ويطيب النفس ويذهب بالهم". أبو نعيم - عن علي.
الإكمال
28266-
"نعم الطعام الزبيب يشد العصب ويذهب بالوصب1.
1 بالوصب: الوصب: دوام الوجع ولزومه ومنه حديث عائشة "أنا وصبت رسول الله صلى الله عليه وسلم" أي: مرضته في وصبه. وقد يطلق على التعب والفتور في البدن. النهاية 5/190. ب.
ويطيب النكهة ويذهب بالبلغم ويصفي اللون". ابن السني وأبو نعيم في الطب والخطيب في التلخيص والديلمي وابن عساكر - عن سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند الداري عن أبيه عن جده عن أبيه زياد عن أبي هند.
السنا والسنوت والشبرم
28267-
"عليكم بالسنا1 والسنوت2 فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت". "هـ،3 ك" عن أبي أبي ابن أم حرام.
28268-
"بماذا كنت تستمشين؟ قلت بالشبرم4 قال: حار جار ثم استمشيت بالسنا لو أن شيئا كان فيه شفاء من الموت لكان في السنا". "حم، ت، هـ، ك" عن أسماء بنت عميس5.
1 السنا: بالقصر: نبات معروف من الأدوية؛ له حمل إذا يبس وحركته الريح سمعت له زجلا، الواحدة سناة وبعضهم يرويه بالمد. النهاية 2/415. ب.
2 السنوت: العسل. النهاية 2/407. ب.
3 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب السنا والسنوت رقم "3457" إسناده صحيح. ص.
4 بالشبرم: حب يشبه الحمص يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي. النهاية 2/440. ب.
5 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في السنا رقم "2081" وقال: حسن غريب. وابن ماجه كتاب الطب رقم "3461". ص.
28269-
"ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام السنا والسنوت". "ن" عن أنس.
الإكمال
28270-
"السنا والسنوت فيهما دواء من كل داء". "كر" عن أيوب الأنصاري.
28271-
"عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام قالوا يا رسول الله وما السام؟ قال الموت". "هـ" والحكم في الكنى وابن مندة، "طب، ك" وابن السني وأبو نعيم في الطب، "ق" وابن عساكر - عن أبي أبي ابن أم حرام قال ابن مندة غريب.
28272-
"ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام السنا والسنوت" وقال محمد ونسيت الثالثة. "ن" وسمويه، "ص" عن أنس.
28273-
"لو كان شيئا يشفي من الموت لكان السنا يشفي من الموت". "حم، هـ، خ، م، د، هب" عن أسماء بنت عميس. مر برقم "28268" والعزو هناك أصح من هنا1.
1 الحديث مر برقم "28268" وعزوه هناك أصح من عزوه هنا لهذه الرموز فليس في الصحيحين لأسماء هذا الحديث راجع تحفة الأحوذي "6/256" ص.
28274-
"مالك وللشبرم فإنه حار جار عليك بالسنا والسنوت فإن فيهما دواء من كل شيء إلا السام".
"طب" عن أم سلمة.
الدباء والعدس
28275-
"عليكم بالقرع فإنه يزيد في الدماغ، وعليكم بالعدس فإنه قدس على لسان سبعين نبيا". "طب" عن واثلة.
28276-
"عليكم بالقرع فإنه يزيد في العقل ويكبر في الدماغ". "هب" عن عطاء مرسلا.
28277-
"الدباء يكثر الدماغ ويزيد في العقل". "فر" عن أنس.
الإكمال
28278-
"الدباء يكثر الدماغ ويزيد في العقل". الديلمي - عن أنس.
28279-
"ما للنفساء عندي شفاء مثل الرطب ولا للمريض مثل العسل". أبو الشيخ وأبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة.
التين من الإكمال
28280-
"كلوا التين فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة قلت هذه لأن فاكهة الجنة لا عجم1 فيها فكلوه فإنه يقطع
1 عجم: العجم، بفتحتين - النوى وكل ما كان في جوف مأكول كالزبيب ونحوه. والعامة تقول: عجم - بالتسكين. المختار "328". ب.
البواسير وينفع من النقرس1" ابن السني وأبو نعيم والديلمي - عن أبي ذر.
أشياء متفرقة
28281-
" عليكم بالقثاء فإن الله تعالى جعل فيه الشفاء من كل داء". ابن السني وأبو نعيم - عن أبي هريرة.
28282-
"عليكم بالحناء فإنه ينور رؤوسكم ويطهر قلوبكم ويزيد في الجماع وهو شاهد في القبر". ابن عساكر - عن واثلة.
28283-
"عليكم بالإهليلج2 الأسود فاشربوه فإنه من شجر الجنة طعمه مر وهو شفاء من كل داء". "ك" عن أبي هريرة.
28284-
"عليكم بالهندباء فإنه ما من يوم إلا وهو يقطر عليه قطر من قطر الجنة". أبو نعيم - عن ابن عباس.
28285-
"عليكم بأبوال الإبل البرية وألبانها". ابن السني وأبو نعيم - عن صهيب.
1 النقرس: بالكسر - داء معروف. المختار "534". ب.
2 بالإهليلج: بكسر الهمزة واللام الأولى، وأما الثانية فتفتح وهو معرب. المصباح 2/879. ب.
28286-
"في أبوال الإبل وألبانها شفاء لذربة1 بطونهم". ابن السني - وأبو نعيم في الطب - عن ابن عباس.
28287-
"البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلا ويذهب بالداء أصلا". ابن عساكر - عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم وقال إسناده لا يصح.
28288-
"في البطيخ عشر خصال هو طعام وشراب وريحان وفاكهة وأشنان ويغسل البطن ويكثر ماء الظهر ويزيد في الجماع ويقطع الأبردة وينقى البشرة". الرافعي، "فر" عن ابن عباس، أبو عمرو النوفاني في كتاب البطيخ - عنه موقوفا.
28289-
"تعشوا ولو بكف من حشف2 فإن ترك العشاء مهرمة". "ت"3 عن أنس.
28290-
"لا تدعوا العشاء ولا بكف من تمر فإن تركه يهرم".
1 لذربة: الذرب - بالتحريك - الداء الذي يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام، ويفسد فيها فلا تمسكه. النهاية 2/156. ب.
2 حشف: الحشف: اليابس الفاسد من التمر. النهاية 1/391. ب.
3 "أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في فضل العشاء رقم 1856 وقال هذا حديث منكر. ص.
"هـ" عن جابر1.
28291-
"أكل الليل أمانة". أبو بكر بن داود في جزء2 من حديثه، "فر" عن أبي الدرداء.
28292-
"خير الشراب في الدنيا والآخرة الماء". أبو نعيم في الطب - عن بريدة.
28293-
"خير الماء الشبم3 وخير المال الغنم، وخير المرعى الأراك والسلم 4". ابن قتيبة في غريب الحديث - عن ابن عباس.
28294-
" خير الغداء بواكره، وأطيبه أوله". "فر" عن أنس.
28295-
"عليكم بزيت الزيتون فكلوه وادهنوا به فإنه ينفع من الباسور". ابن السني - عن عقبة بن عامر.
28296-
"عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون فتداووا
1 أخرجه ابن ماجه كتاب الأطعمة باب ترك العشاء رقم 3355 وقال في الزوائد: ضعيف. ص.
2 قال المناوي في فيض القدير "2/96" فيه بقية بن الوليد قال الذهبي في ميزان الإعتدال "1/332" قال أبو حاتم: لا يحتج به".
3 الشبم: أي البارد. النهاية 2/441. ب.
4 السلم: شجر من العضاة واحدتها سلمة بفتح اللام، وورقها القرظ الذي يدبغ به. وبها سمي الرجل سلمة، وتجمع على سلمات. النهاية 2/395. ب..
به فإنه مضحة من الباسور". "طب" وأبو نعيم - عن عقبة بن عامر.
28297-
"كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة". "ت"1 عن عمر؛ "حم، ت، ك" عن أبي أسيد.
28298-
"كلوا الزيت وادهنوا به فإنه طيب مبارك". "هـ، ك" عن أبي هريرة.
28299-
"كلوا الزيت وادهنوا به فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام". أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة.
28300-
"غسل القدمين بالماء البارد بعد الخروج من الحمام أمان من الصداع". أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة.
28301-
"إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله2 فيه فإن في أحد جناحيه سما وفي الآخر شفاء وإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء". "حم، ن ك" عن أبي سعيد.
28302-
"إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في أحد
1 أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في أكل الزيت رقم "1851/1852" وقال حديث غريب. ص.
2 فليمقله: في الحديث "إذا وقع الذباب في الطعام فامقلوه" وروي "في الشراب" أي: اغمسوه فيه. يقال: مقلت الشيء أمقله مقلا؛ إذا غمسته في الماء ونحوه. النهاية 4/347. ب.
جناحيه داء وفي الآخر شفاء وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله ثم لينزعه. "د، حب" عن أبي هريرة.
28303-
"إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء". "خ،1 هـ" عن أبي هريرة.
28304-
" في الذباب أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء فإذا وقع في الإناء فأرسبوه2 فيذهب شفاؤه بدائه". ابن النجار - عن علي.
28305-
"في أحد جناحي الذباب سم وفي الآخر شفاء فإذا وقع في الطعام فامقلوه فيه فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء". "هـ" عن أبي سعيد.
28306-
"كلي الثوم نيا فلولا أني أناجي الملك لأكلته". "حل" وأبو بكر في الغيلانيات - عن علي.
28307-
" كلوا التين فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة بلا عجم لقلت هي التين، وإنه يذهب بالبواسير وينفع من النقرس". ابن السني وأبو نعيم، "فر" عن أبي ذر.
1 أخرجه البخاري في كتاب الطب باب إذا وقع الذباب في الإناء. 7/181. ص.
2 فأرسبوه: رسب الشيء رسوبا من باب قعد ثقل وصار إلى أسفل ورسبا في المصدر أيضا. المصباح 1/308. ب.
28308-
"الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين". "حم، ق، ن" عن سعيد بن زيد؛ "حم، ن، هـ" عن أبي سعيد وجابر؛ وأبو نعيم في الطب - عن ابن عباس وعن عائشة.
28309-
"الكمأة من المن، والمن من الجنة وماؤها شفاء للعين". أبو نعيم - عن أبي سعيد.
28310-
"الكمأة من المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل، وماؤها شفاء للعين". "م1هـ" عن سعيد بن زيد.
28311-
"عليكم باكمأة الرطبة فإنها من المن، وماؤها شفاء للعين". ابن السني وأبو نعيم - عن صهيب.
28312-
"مكان الكي التكميد2 ومكان العلاق السعوط،
1 أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب فضل الكمأة ومداواة العين بها. رقم "161". ص.
2 التكميد: أن تسخن خرقة وتوضع على العضو الوجع، ويتابع ذلك مرة بعد مرة ليسكن، وتلك الخرقة: الكمادة والكماد. ومنه حديث عائشة "الكماد مكان الكي" أي أنه يبدل منه ويسد مسده وهو أسهل وأهون النهاية 4/200. ب.
ومكان الفخ اللدود1". "حم" عن عائشة.
28313-
"ثلاث يجلين البصر: النظر إلى الخضرة، وإلى الماء الجاري، وإلى الوجه الحسن".
"ك" في تاريخه - عن علي وعن ابن عمر؛ وأبو نعيم في الطب - عن عائشة؛ والخرائطي في اعتلال القلوب - عن أبي سعيد.
28314-
"ثلاث يزدن في قوة البصر الكحل بالإثمد والنظر إلى الخضرة والنظر إلى الوجه الحسن". أبو الحسن العراقي في فوائده - عن بريدة.
28315-
"لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب فإن الله تعالى يطعمهم ويسقيهم". "ت2، هـ، ك" عن عقبة بن عامر.
الإكمال
28316-
"بخروا بيوتكم بالشيح والمر والصعتر". "هب" عن عبد الله بن جعفر عن ابان بن صالح عن أنس.
1 اللدود: هو بالفتح من الأدوية: ما يسقاه المريض في أحد شقي الفم. النهاية 4/245. ب.
2 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء لا تكرهوا مرضاكم رقم 2040 وقال حسن غريب. ص.
28317-
"بخروا بيوتكم باللبان1 والشيح ". "هب" عن عبد الله بن جعفر معضلا.
1 باللبان: بالضم: الكندر. المصباح 2/752. ب.
الفصل الثاني في المحذورات من التداوي والترهيب عن المجذوم
28318-
"من تداوى بحرام لم يجعل الله تعالى فيه شفاء". أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة.
28319-
"إن الله تعالى لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم". "طب" عن سلمة.
28320-
"نهى عن الدواء الخبيث". "حم، د،2 ت، هـ، ك" عن أبي هريرة.
28321-
"نهى عن الكي". "طب" عن سعد الظفري؛ "ت، ك" عن عمران.
28322-
"إن النار لا تشفي أحدا". "طب" عن سلمة بن الأكوع.
2 أخرجه أبو داود كتاب الطب باب الأدوية المكروهة رقم "3854" ص.
28323-
"أنهى عن الكي وأكره الحميم". ابن قانع - عن سعد الظفري.
28324-
"إن الله تعالى أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام". "د" عن أبي الدرداء.
28325-
"إنه ليس بدواء ولكنه داء يعني الخمر". "حم، م،1 هـ""د" عن طارق بن سويد.
28326-
"إنها ليست بدواء ولكنها داء يعني الخمر". "ت"2 عن وائل بن حجر.
الإكمال
28327-
"إن الله تبارك وتعالى لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم". "ع، طب، ق" عن أم سلمة؛ "ك، ق" عن ابن مسعود موقوفا.
28328-
"من أصابه شيء من الأدواء فلا يفزعن إلى شيء
1 أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب تحريم التداوي بالخمر رقم "1984" عن وائل بن حجر. وأخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الأدوية المكروهة رقم "3856". ص.
2 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في كراهية التداوي بالمسكر رقم "2046" وقال حسن صحيح".
مما حرم الله فإن الله تعالى لم يجعل في شيء مما حرمه شفاء". أبو نعيم في الطب - عن ابن سيرين مرسلا.
المجذوم
28329-
" كلم المجذوم وبينك وبينه قدر رمح أو رمحين". ابن السني وأبو نعيم في الطب - عن عبد الله بن أبي أوفى.
28330-
"لا تحدوا النظر إلى المجذومين". الطيالسي، "هق" عن ابن عباس.
28331-
"اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد". "تخ" عن أبي هريرة.
28332-
"اتقوا صاحب الجذام كما يتقى السبع، إذا هبط واديا فاهبطوا غيره." ابن سعد - عن عبد الله بن جعفر.
28333-
"إن كان شيء من الداء يعدي فهو هذا يعني الجذام". "عد" عن ابن عمر.
28334-
" ما من أحد إلا وفي رأسه عرق من الجذام ينعر فإذا هاج سلط الله تعالى عليه الزكام فلا تداووا له 1". "ك" عن عائشة.
1 أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الأدوية المكروهة رقم "3852" وفي إسناده إسماعيل بن عياش وفيه مقال. ص..
28335-
"نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام". "ع، طس" عن عائشة.
الإكمال
28336-
"ينفع من الجذام أن تأخذ سبع مرات من عجوة المدينة كل يوم تفعل ذلك سبعة أيام". "عد" وأبو نعيم في الطب - عن عائشة، قال "عد" لا أعلم رواه بهذا الإسناد غير محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وله غرائب وافراد كلها تحتمل ولم أر للمتقدمين فيه كلاما انتهى، وقال فيه ابن معين صالح قال أبو حاتم الرازي صدوق يهم أحيانا.
28337-
"ما من آدمي إلا وفيه عرق من الجذام، فإذا تحرك ذلك العرق سلط الله عليه الزكام فيسكنه". الديلمي - عن جرير.
28338-
"ارجع فقد بايعناك".
عن رجل من آل الشريد يقال له عمرو عن أبيه1 قال كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فذكره".
28339-
"لا تديموا النظر إلى المجذومين إذا كلمتوهم فليكن
1 الحديث هنا خال من العزو وبعد التتبع وجدته: أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب الجذام رقم "3544". ص.
بينكم وبينهم قدر رمح. "حم، ع، طب" وابن جرير - عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها؛ ابن عساكر - عن فاطمة عن الحسين وابن عباس معا1.
28340-
"فر من المجذوم فرارك من الأسد". ابن جرير - عن أبي هريرة.
28341-
"يا أنس اثن البساط لا يطأ عليه بقدمه ". الخطيب - عن أنس قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم على بساط فأتاه مجذوم قال - فذكره.
28342-
"كل بسم الله ثقة بالله وتوكلا على الله". عبد بن حميد، "د، ت،2 هـ"، وابن خزيمة وابن أبي عاصم وابن السني في عمل يوم وليلة، "ع، حب، ك، ق، ص" عن جابر قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة ثم قال - فذكره.
1 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب الجذام رقم "3543" وقال في الزوائد: رجال إسناده ثقات. ص.
2 أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في الأكل مع المجذوم رقم "1817" وقال غريب. ص.
الفالج من الإكمال
28343-
"يوشك الفالج أن يفشو في الناس حتى يتمنوا الطاعون". البغدادي في جزء ما روى الكبار عن الصغار - عن أنس.
الباب الثاني: في الرقى
الفصل الأول: في جوازه
…
الباب الثاني في الرقى
وفيه فصلان
الفصل الأول في جوازه
28344-
"إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل: بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا، ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا. "ت1 ك" عن أنس.
28345-
"إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فإن العين حق. " ع، طب، ك" عن عامر بن ربيعة.
28346-
"إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه". ابن السني، "عد" وابن عساكر - عن ابن عمر.
1 أخرجه الترمذي كتاب الدعوات باب في الرقية إذا اشتكى رقم "3588" وقال حسن غريب. ص.
28347-
"إذا وجد أحدكم ألما فليضع يده حيث يجد ألمه فليقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد". "حم، طب" عن كعب بن مالك.
28348-
"لو استرقوا لها فإن بها نظرة". [م]"هق"1 عن أم سلمة.
28349-
" أعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك". "م،2 د" عن عوف بن مالك.
28350-
"أفلا استرقيتم له فإن ثلث منايا أمتي بالعين". الحكيم - عن أنس.
28351-
"ارقى ما لم يكن شرك بالله". "ك" عن شفاء بنت عبد الله.
28352-
" قولي اللهم مصغر الكبير ومكبر الصغير صغر ما بي". ابن السني في عمل يوم وليلة - عن بعض أمهات المؤمنين.
28353-
"أتاني جبريل فقال: يا محمد اشتكيت؟ قلت نعم
1 الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب استحباب الرقية من العين رقم "2197" وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني على الصحيحين. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الضحايا "9/348". ص.
2 أخرجه مسلم كتاب السلام باب لا بأس بالرقى مالم يكن فيه شرك رقم "2200". ص.
قال بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد بسم الله أرقيك الله يشفيك. "حم، م، ت، هـ" عن أبي سعيد، "حم، حب، ك" عن عبادة بن الصامت.
28354-
"أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك لا يغادر سقما". "حم، د1 هـ" عن ابن مسعود؛ "حم هـ" عن عائشة.
28355-
"اكشف البأس رب الناس إله الناس". "هـ" عن رافع بن خديج2.
28356-
"اكشف البأس رب الناس". ابن جرير وأبو نعيم، "كر" عن ثابت بن قيس بن شماس "د، ن" عن ثابت"3.
28357-
"أذهب البأس رب الناس ولا يكشف الكرب غيرك". الخرائطي في مكارم الأخلاق - عن عائشة.
28358-
" إن الله تعالى شفاني وليس برقيكم". ابن سعد، "تخ، طب" عن جبلة بن الأزرق.
28359-
"ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة.
1 أخرجه مسلم كتاب السلام باب استحباب رقية المريض رقم "48". ص.
2 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب الحمى من فيح جهنم رقم "3473" ص.
3 أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الرقى رقم "3867". ص.
"حم، د"1 عن الشفا بنت عبد الله.
28360-
"كل فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق ". "حم، د،2 ك" عن خارجة بن الصلت عن عمه علاقة بن صحار.
28361-
"ما لصبيكم هذا يبكي؟ هلا استرقيتم له من العين؟ ""حم" عن عائشة.
28362-
"مروا أبا ثابت يتعوذ لا رقية إلا في نفس أو حمة أو لدغة". "حم، د" عن سهل بن حنيف.
28363-
"من اشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا3 وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك
1 أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الرقى رقم "3868". ص.
2 أخرجه أبو داود كتاب الطب باب كيف الرقى رقم "3883". ص.
3 حوبنا: حاب حوبا من باب قال إذا اكتسب الإثم والاسم الحوب بالضم، وقيل المضموم والمفتوح لغتان فالضم لغة الحجاز والفتح لغة تميم، والحوبة بالفتح الخطيئة. المصباح 1/213. ب.
على هذا الوجع فيبرأ". "د"عن أبي الدرداء1.
28364-
"وما يدريك أنها رقية قد أصبتم اقسموا لي واضربوا لي معكم سهما". "حم، ق، 4" عن أبي سعيد أن نفرا رقوا لديغا بفاتحة الكتاب على قطع من الغنم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره2.
28365-
"لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم لا يرقأ". "د، ك" عن أنس.
28366-
"ألا أرقيك برقية أرقاني بها جبريل تقول بسم الله أرقيك الله يشفيك من كل داء يأتيك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ترقى بها ثلاث مرات. "هـ،3 ك" عن أبي هريرة.
28367-
"اللهم رب الناس مذهب البأس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت اشف شفاء لا يغادر سقما". "حم، خ، 3"
1 أخرجه أبو داود كتاب الطب باب كيف الرقى رقم "3874" وفي إسناده زياد بن محمد الأنصاري قال أبو حاتم الرازي هو منكر الحديث. عون المعبود "10/386". ص.
2 أخرجه البخاري كتاب الطب باب الرقى بفاتحة الكتاب "7/170". ص.
3 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب ما عوذ به النبي صلى الله عليه وسلم رقم "3524" وقال في الزوائد: إسناده ضعيف. ص.
عن أنس.
28368-
"علمي حفصة برقية النملة". أبو عبيد في الغريب - عن أبي بكر بن سليمان بن خيشمة.
28369-
"كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذلك". "حم، ق، ت" عن معاوية بن الحكم.
28370-
"من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه". "حم، ق، ن" عن جابر.
28371-
" لا رقية إلا من عين أو حمة". "م، هـ" عن بريدة؛ "حم، ق، د، ت" عن عمران عن أبي ليلى.
28372-
"إذا ظهرت الحية في المسكن فقولوا لها: إنا نسألك بعهد نوح وبعهد سليمان بن داود أن لا تؤذينا فإن عادت فاقتلوها. "ت" عن أبي ليلى1.
28373-
"ضع السبابة على ضرسك ثم اقرأ يس". "فر" عن ابن عباس.
28374-
"ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله
1 أخرجه الترمذي كتاب الأحكام باب ما جاء في قتل الحيات رقم "1485" وقال حسن غريب. ص.
ثلاثا وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. "حم، م،1 هـ" عن عثمان بن أبي العاص الثقفي.
28375-
"ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد في كل مسحة". "طب، ك" عنه.
28376-
"ضعي يدك عليه قولي ثلاث مرات بسم الله اللهم اذهب عني شر ما أجد بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك بسم الله. الخرائطي في مكارم الأخلاق وابن عساكر - عن أسماء بنت أبي بكر.
28377-
"ضعي يدك اليمنى على فؤادك وقولي اللهم داوني بدوائك، واشفني بشفائك وأغنني بفضلك عمن سواك واحذر عني أذاك. "طب" عن ميمونة بنت أبي عسيب.
الإكمال
28378-
"من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه". "حم" وعبد ابن حميد، "م، هـ، حب، ك" عن جابر أن رجلا قال يا رسول
1 أخرجه مسلم كتاب السلام باب استحباب وضع يده رقم "2202". ص.
الله إنك نهيت عن الرقى أنا أرقي من العقرب قال - فذكره.
28379-
"من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل". الخرائطي في مكارم الأخلاق - عن الحسن مرسلا.
وجع الضرس
28380-
"اسكني أيها الريح أسكنتك بالذي سكن له ما في السماوات وما في الأرض وهو السميع العليم". الرافعي - عن ذكوان ابن نوح قال اشتكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجع الضرس قال، فذكره.
تعسير الولادة
28381-
"إذا عسر على المرأة ولادتها خذ إناء نظيفا فاكتب عليه {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ} - إلى آخر الآية، و {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا} - إلى آخر الآية، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الأَلْبَابِ} إلى آخر الآية ثم يغسل وتسقى المرأة منه وينضح على بطنها وفي وجهها. "ابن السني - عن ابن عباس".
العين من الإكمال
28382-
"إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه
ما يعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق. "ع" وابن السني في عمل يوم وليلة، "طب، ك، ص" عن عامر بن ربيعة، "ك" عن سهل بن حنيف.
28383-
"من رأى شيئا فأعجبه له أو لغيره فليقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله". الديلمي - عن أنس.
28384-
"أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله تعالى وقدره بالأنفس يعني بالعين". "ط، خ" في تاريخه والحكيم وسمويه والبزار، "ض" عن جابر.
28385-
"ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة في أهل ومال وولد فأعجبه فقال إذا رأى ذلك: ما شاء الله لا قوة إلا بالله إلا رفع الله تعالى عنه كل آفة حتى تأتيه منيته". ابن صصرى في أماليه وحسنه - عن أنس.
28386-
"ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه من نفسه أو في ماله أن يبرك عليه فإن العين حق". ابن السني في عمل يوم وليلة، "طب" عن سهل بن حنيف.
28387-
"علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى من أخيه فليدع
له بالبركة". "ن، هـ،1 "طب" عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف؛ "طب" عن أبيه.
28388-
" علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت عليه إن العين حق توضأ له"، وفي لفظ:" اغتسل له إذا رأى أحدكم شيئا يعجبه فليبرك". مالك، "ط، حم، حب، ك، طب، هـ، د" عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه2.
28389-
" العين والنفس كادا يسبقان القدر فتعوذوا بالله من النفس والعين". الديلمي - عن عبد الله بن جراد.
28390-
"هاتوا ابني حتى أعوذهما بما عوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة3 ومن كل عين لامة4". ابن سعد - عن ابن عباس؛ ابن سعد، "طب" وابن عساكر - عن ابن مسعود.
28391-
ألا تسترقوا له من العين. "طب" عن أم سلمة.
1 أخرجه ابن ماجه كتاب الطب باب العين رقم 3509. ص
2 أخرجه الموطأ كتاب العين باب الوضوء من العين رقم 2. ص..
3 هامة: الهامة: كل ذات سم يقتل. والجمع الهوام. النهاية 5/275. ب.
4 لامة: أي ذات لمم، واللمم: طرف من الجنون يلم بالإنسان أي: يقرب منه ويعتريه. النهاية 4/272. ب..
28392-
"بها نظرة فاسترقوا لها". "ك" عن عائشة.
28393-
"علام يقتل أحدكم أخاه وهو عن قتله غني؟ إن العين حق فمن رأى من أحد شيئا يعجبه أو من ماله فليبرك عليه فإن العين حق. ابن قانع - عن سهل بن حنيف عن أبيه.
28394-
"إنه كان فيه نفس سبعة أناس". البغوي، "طب" عن رافع بن خديج قال دخلت يوما والقدر يفور فأعجبتني شحمة فأخذتها فازدردتها1 فاشتكيت سنة فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فذكره.
28395-
"قل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر ما يعرج في السماء وما ينزل منها، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن". "ق" وابن عساكر - عن أبي العالية أن خالد بن الوليد قال يا رسول الله إن كائدا من الجن يكيدني قال - فذكره.
1 - فازدرتها: زرد اللقمة يزردها من باب تعب زردا ابتلعها وازدردها مثله المصباح 1/342. ب.
قتل الحيات من الإكمال
28396-
"إذا قدمتم فأتوها فطوفوا بها فقولوا: إن كنتم منا فلا يحل لكم أذانا وإن لم تكونوا فإنا نؤذنكم بحرب". البغوي عن إسماعيل بن واسط البجلي1 عن أشياخ لهم " أنهم قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إن لنا أرضا امتلأت من الحيات قال - فذكره.
الرقى لأمور متعددة منه
28397-
"أعوذ بكلمات الله التامات وأسمائه كلها عامة من شر السامة2 واللامة وكل عين لامة، ومن شر حاسد إذا حسد ومن شر أبي مرة وما ولد، جاء ثلاثة وثلاثون من الملائكة فقالوا: خذوا تربة أرضكم فامسحوا بها رقية محمد، من أخذ عليها
1 قال الذهبي في ميزان الإعتدال 1/222: إسماعيل بن أوسط البجلي: أمير الكوفة كان من أعوان الحجاج وهو الذي قدم سعيد بن جبير للقتل، لا ينبغى أن يروى عنه توفى سنة 117 هـ -. ص.
2 السامة: ما يسم ولا يقتل مثل العقرب والزنبور ونحوهما، والجمع سوام. النهاية 2/404. ب.
صفدا1 فلا أفلح ينفع بإذن الله تعالى من الجنون والجذام والبرص والحمة والنفس والعين". أبو نصر السجزي في الإبانة - عن أبي أمامة وقال غريب وفيه جعفر بن جسر بن فرقد عن أبيه وهما ضعيفان.
28398-
ينفع بإذن الله تعالى من الجنون والجذام والبرص والعين والحمى يكتب: أعوذ بالله بكلمات الله التامة وأسمائه كلها عامة من شر السامة والهامة ومن شر العين اللامة ومن شر حاسد إذا حسد، ومن شر أبي مرة وما ولد. الديلمي - عن أبي أمامة.
28399-
"إذا اشتكى أحدكم فليضع يده حيث يجد ألمه ثم ليقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبعا". "م"2 عن عثمان بن أبي العاص.
28400-
"امسحه بيمينك وقل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد سبع مرات". "د، ت": صحيح،3 "طب" عن
1 صفدا: الصفد - بفتحتين. والصفاد - بالكسر -: ما يوثق به الأسير من قد وقتد وغل. المختار 288. ب.
2 أخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء رقم "2202". ص.
3 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب "29" ورقم الحديث "2080" قال حسن صحيح. ص.
عثمان بن أبي العاص.
28401-
"إن الله تعالى شفاني وليس برقيكم". "خ" في التاريخ وابن سعد والبغوي والباوردي وابن السكن وابن قانع وسمويه، "طب، قط" في الأفراد - عن جبلة بن الأزرق أنه صلى الله عليه وسلم لدغه عقرب فغشي عليه فرقاه ناس فلما أفاق قال - فذكره، قال البغوي لا أعلم له غيره1.
28402-
"أيكم وجد ألما فليضع يده اليمنى عليه وليذكر اسم الله ثلاث مرات وليقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات". "طب" عن عثمان بن أبي العاص.
28403-
"أذهب البأس رب الناس". "طب" عن رافع بن خديج.
28404-
"اكشف البأس رب الناس". "هـ" عن ثابت بن قيس بن شماس؛ "د، ن، حب، طب" وابن قانع، "حل، ص" عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس عن أبيه عن جده.
28405-
"أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد من شر ما تجد، تعوذ بها فإنها تعدل بثلث
1 ذكره ابن حجر في الإصابة "2/61" بلفظ: وليس برقيتكم وقال ابن السكن ليس له غيره. ص.
القرآن ومن تعوذ بها فقد تعوذ بنسبة الله التي رضيها لنفسه". الحكيم - عن عثمان.
28406-
"ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل تقول: بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يأتيك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ترقى بها ثلاث مرات". ابن سعد، "هـ، ك" عن أبي هريرة.
28407-
ألا أعلمك برقية رقاني بها جبريل عليه السلام بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يؤذيك خذها فلتهنئك". "طب، ك" عن عمار.
28408-
"ما من مريض لم يحضر أجله يتعوذ بهذه الكلمات إلا خفف عنه بسم الله العظيم أسأل الله رب العرش العظيم أن يشفيه سبع مرات". ابن النجار - عن علي.
28409-
"وما يدريك أنها رقية قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما". "حم، خ، م، د ت، ن، هـ" عن أبي سعيد أن نفرا رقوا لديغا بفاتحة الكتاب على قطيع من الغنم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. مر برقم "28364".
28410-
"من أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حق". ابن
قانع - عن خارجة بن الصلت عن عمه الحارث بن عمرو البرجمي قال رقيت رجلا بأم الكتاب فبرأ فسألت النبي صلى الله عليه وسلم قال - فذكره.
28411-
"فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق". "حم، د، طب، ك، هب" عن خارجة بن الصلت عن عمه ويقال اسمه علاثة بن صحار " أنه رقى معتوها بأم القرآن فأعطوه شيئا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال - فذكره. مر برقم "28360".
28412-
"ربنا الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا إنك أنت رب الطيبين فأنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ بإذن الله تعالى". "طب، ك" عن أبي الدرداء.
28413-
"لا بأس بتعليق التعويذ من القرآن قبل نزول البلاء وبعد نزول البلاء". أبو نعيم - عائشة.
الفصل الثاني في الترهيب عن الرقى
28414-
"من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل".
"حم، ت،1 هـ""ك" عن المغيرة.
28415-
"إن الرقى والتمائم2 والتولة3 شرك". "حم، هـ، د، ك" عن ابن مسعود.
28416-
"من تعلق شيئا وكل إليه". "حم، ن، ق، ك" عن عبد الله بن عكيم.
28417-
"من علق تميمة فقد أشرك". "حم، ك" عن عقبة ابن عامر.
28418-
"من علق ودعة4 فلا ودع الله له، ومن علق
1 أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في كراهية الرقية رقم "2055" وقال حسن صحيح. ص.
2 التمائم: التميمة: عوزة تعلق على الإنسان. وفي الحديث "من علق تميمة فلا أتم الله له" قيل: هي خرزة؛ وأما المعاذات إذا كتب فيها القرآن وأسماء الله تعالى فلا بأس بها. المختار 58. ب.
3 التولة: بكسر التاء وفتح الواو: ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى. النهاية 1/200. ب.
4 ودعة: الودع - بالفتح والسكون -: جمع ودعة وهو شيء أبيض يجلب من البحر يعلق في حلوق الصبيان وغيرهم. وإنما نهى عنها لأنهم كانوا يعلقونها مخافة العين. النهاية 5/168. ب.
تميمة فلا تمم الله له". "حم، ك" عنه.
28419-
" نهى عن الرقى والتمائم والتولة". "ك" عن ابن مسعود.
28420-
" ثلاث من السحر الرقى والتولة والتمائم". "طب" عن أبي أمامة.
الإكمال
28421-
"أما إنها لا يزيدك إلا وهنا1 وأنت لو مت وأنت ترى أنها تنفعك لمت على غير الفطرة". "حم، طب" عن عمران ابن حصين.
28422-
"إنها من عمل الشيطان يعني النشرة". "ك" عن أنس.
28423-
"النشرة من الشيطان". الذهبي في جزء من حديثه - عن جابر.
1 وهنا: في حديث الطواف "قد وهنتهم حمى يثرب" أي أضعفتهم. وقد وهن الإنسان يهن ووهنه غيره وهنا، وأوهنه، ووهنه وفي حديث عمران بن حصين "أن فلانا دخل عليه وفي عضده حلقة من صفر" وفي رواية "وفي يده خاتم من صفر، فقال: ما هذا؟ قال: هذا من الواهنة. قال: أما إنها لا تزيدك إلا وهنا" الواهنة: عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيرقى منها. وقيل: هو مرض يأخذ في العضد، وربما علق عليها جنس من الخرز، يقال لها: خرز الواهنة وهي تأخذ الرجال دون النساء. النهاية 5/234. ب.
28424-
"من علق شيئا وكل إليه". "طب" عن أبي سعيد الجهني.
28425-
"من عمل في فرقة بين المرأة وزوجها كان في غضب الله تعالى ولعنته في الدنيا والآخرة وكان حقا على الله تعالى أن يضربه بصخرة من نار جهنم إلا أن يتوب". "قط" في الأفراد - عن ابن عباس.
28426-
" لا يبقين في عنق بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت". مالك، "حم طب" عن أبي بشير الأنصاري1.
1 أخرجه البخاري كتاب الجهاد ومسلم كتاب اللباس باب كراهة قلادة الوتر في رقبة البعير رقم "105". ص.
الباب الثالث: في الطاعون والوباء
في الطاعون والوباء
…
الباب الثالث في الطاعون والوباء
28427-
" إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها". "حم، ق، ن" عن أسامة بن زيد؛ "حم، ق" عن عبد الرحمن بن عوف؛ "د" عن ابن عباس.
28428-
"الطاعون آية الرجز2 ابتلى الله تعالى به ناسا من عباده فإذا سمعتم به فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا
2 الرجز: بكسر الراء: العذاب والإثم والذنب. النهاية 2/200. ب.
تفروا منه". "م" عن أسامة بن زيد1.
28429-
"يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا في الذين يتوفون من الطاعون فيقول الشهداء إخواننا قتلوا كما قتلنا ويقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا على فرشنا فيقضي الله بينهم فيقول ربنا تبارك وتعالى: انظروا إلى جراحهم فإن أشبه جراحهم جراح المقتولين فإنهم منهم ومعهم فينظرون إلى جراح المطعونين فإذا جراحهم قد أشبهت جراح الشهداء فيلحقون بهم". "حم، ن" عن العرباض بن سارية.
28430-
"إن هذا الوباء رجز أهلك الله تعالى به الأمم قبلكم وقد بقي منه في الأرض شيء يجيء أحيانا ويذهب أحيانا فإذا وقع بالأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه فإذا سمعتم به في أرض فلا تأتوها". "حم، ن" عن أسامة بن زيد.
28431-
" أتاني جبريل بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام، فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجس على الكافرين". "حم" وابن سعد - عن أبي عسيب.
1 أخرجه مسلم كتاب السلام باب الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها رقم 92/93. ص.
28432-
"الطاعون بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها". "ق، ت" عن أسامة.
28433-
"الطاعون شهادة لكل مسلم". "حم، ق" عن أنس.
28434-
"الطاعون كان عذابا يبعثه الله تعالى على من يشاء وأن الله تعالى جعله رحمة للمؤمنين فليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد". "ط، حم، خ"1 عن عائشة.
28435-
"الطاعون غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفار منه كالفار من الزحف". "حم" عن عائشة.
28436-
" الطاعون رجز أعدائكم من الجن وهو لكم شهادة". "ك" عن أبي موسى.
28437-
" الطاعون شهادة لأمتي ورجز أعدائكم من الجن غدة كغدة الإبل يخرج في الآباط والمراق2 من مات فيه مات
1 أخرجه البخاري كتاب الطب باب أجر الصابر في الطاعون "7/169/170". ص.
2 قال المناوي في فيض القدير "4/288": المراق: أسفل البطن جمع مرق وقال الهيثمي: إسناده حسن. ص.
شهيدا، ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله، ومن فر منه كان كالفار من الزحف". "طس" وأبو نعيم في فوائد أبي بكر بن خلاد - عن عائشة.
28438-
"إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها عليه، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه". "حم، ق، ت" عن أسامة بن زيد مر برقم "28427".
28439-
"اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون". "حم، طب" عن أبي بردة الأشعري.
28440-
"رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت مهيعة1 فتأولتها أن وباء المدينة نقل إليها. "حم، ت، هـ" عن ابن عمر2.
28441-
" ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم ويكون لكم داء كالدمل أو كالحزة3 يأخذ بمراق الرجل يستشهد الله به أنفسهم
1 مهيعة: اسم الجحفة وهي ميقات أهل الشام وبها غدير خم وهي شديدة الوخم. النهاية 4/377. ب.
2 أخرجه الترمذي كتاب الرؤيا باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم رقم "2290" وقال حسن صحيح غريب. ص.
3 كالحزة: وفي الحديث "وفلان آخذ بحزته" أي بعنقه. قال الجوهري: هو على التشبيه بالحزة وهو القطعة من اللحم قطعت طولا النهاية 1/378 ب.
ويزكي به أعمالهم. "حم" عن معاذ.
28442-
" الفار من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف". "حم" وعبد بن حميد - عن جابر.
28443-
"الفار من الطاعون كالفار من الزحف ومن صبر فيه كان له أجر شهيد". "حم" عن جابر.
28444-
"الفار من الطاعون كالفار من الزحف". ابن سعد عن عائشة.
الإكمال
28445-
" إن الطاعون رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم وهو شهادة". الشيرازي في الألقاب - عن معاذ.
28446-
"يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون: نحن شهداء فيقال لهم: انظروا فإن كانت جراحتهم كجراح الشهداء تسيل دما كريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك". "حم، طب" عن عتبة بن عبد السلمي.
28447-
"تنزلون منزلا لا يقال له الجابية والجوبية يصيبكم فيها داء مثل غدة الجمل فيستشهد الله به أنفسكم وذراريكم ويزكي به أعمالكم". "طب" وابن عساكر - عن معاذ.
28448-
"اللهم اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون". الباوردي - عن أسامة بن شريك عن أبي موسى الأشعري.
28449-
"اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون". "حم" والحاكم في الكنى والبغوي؛ "طب، ك" عن أبي بردة الأشعري أخي أبي موسى.
28450-
"لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون غدة كغدة الإبل، المقيم فيها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف". "طس" عن عائشة.
28451-
الطاعون آية الرجز ابتلى الله به ناسا من عباده فإذا سمعتم به فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه. "م" عن أسامة بن زيد مر برقم "28428".
28452-
" إن هذا الوباء شيء عذب به الأمم قبلكم وقد بقيت في الأرض منه بقية فيقع أحيانا ويذهب أحيانا، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تدخلوا عليه". "طب" عن سعد.
28453-
"إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم به فلا تخرجوا فرارا منه". "طب" عن عبد الرحمن بن عوف.
28454-
"دعها عنك فإن من القرف1 التلف". "حم، د،2 هب" عن فروة بن مسيك.
28455-
"إن هذا السقم عذاب عذب به من كان قبلكم، فإذا كان بأرض لستم بها فلا تهبطوا عليه، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه". "حم" عن عبد الرحمن بن عوف.
28456-
"إن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض فلا تخرجوا فرارا منه". "طب" عنه.
28457-
" إن هذا السقم رجز عذب به الأمم قبلكم ثم بقي بعد في الأرض فيذهب المرة ويأتي الأخرى، فمن سمع به بأرض فلا يقدمن عليه ومن وقع بأرض وهو بها فلا يخرجنه الفرار منه". "طب" عن أسامة بن زيد.
28458-
"إن هذا الطاعون رجز عذب به طائفة من بني إسرائيل كانوا قبلكم فهو في الأرض يذهب أحيانا ويرجع أحيانا فمن سمع به بأرض فلا يدخلن عليه، ومن كان بأرض فوقع بها فلا يخرجن فرارا منه".
للعدني - عن أسامة بن زيد.
1 القرف: ملابسة الداء ومداناة المرض والتلف والهلاك وليس هذا من باب العدوى وإنما هو من باب الطب، فإن استصلاح الهواء من أعون الأشياء على صحة الأبدان، وفساد الهواء من أسرع الأشياء إلى الأسقام. النهاية 4/46. ب.
2 أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الطيرة رقم "3904" وقال المنذري: في إسناده رجل مجهول. عون المعبود "10/422". ص.
28459-
"إن هذا الوجع بقية عذاب عذب به من كان قبلكم فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا وقع بأرض فلا تأتوها". ابن قانع - عنه.
28460-
"إن هذا الطاعون رجز نزل على من كان قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها، وإذا كان وأنتم بها فلا تخرجوا منها". سمويه - عن أسامة بن زيد.
28461-
" إذا وقع الطاعون في أرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإن كنتم بغيرها فلا تقدموها عليها". "حم، طب" والبغوي وابن قانع - عن عكرمة بن خالد المخزومي عن أبيه أو عمه عن جده.
28462-
"إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تدخلوا عليه". "طب" عن عبد الرحمن بن عوف.
كتاب الطب من قسم الأفعال
الترغيب فيه
مدخل
…
أحاديث الطاعون من قسم الأفعال ذكر في الشهادة الحكمى من كتاب الجهاد
كتاب الطب من قسم الأفعال
الترغيب فيه
28463-
عن أم جميلة أنها دخلت على عائشة فقالت لها إني
امرأة أداوي من الكلف1 من الوجه وقد تأثمت2 منه فأردت تركه فما تأمريني؟ فقالت لها عائشة: لقد كنا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم لو أن إحدانا كانت إحدى عينيها أحسن من الأخرى فقيل لها انزعيها وحوليها مكان الأخرى وانزعي الأخرى فحوليها مكانها ثم ظننته أن ذلك يسوغ لها ما رأينا به بأسا فإذا زاولت فزاوليها وهي لا تصلي. ابن جرير.
28464-
"مسند عثمان بن أبي العاص " قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يبطلني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجعل يدك اليمنى عليه ثم قل: بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد سبع مرات ففعلت فشفاني الله عز وجل". "ش".
28465-
"مسند أسامة بن شريك " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده كأنما على رؤوسهم الطير قال: فسلمت عليه وقعدت فجاءت الأعراب فسألوه فقالوا: يا رسول الله نتداوى؟ قال: نعم تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد
1 الكلف: شيء يعلو الوجه كالسمسم، والكلف أيضا: لون بين السواد والحمرة، وهي حمرة كدرة تعلو الوجه. المختار 455. ب.
2 تأثمت: تأثم كف عن الإثم. المصباح 1/6. ب.
الهرم قال: فكان أسامة بن شريك حين كبر يقول: هل ترون لي من دواء الآن قال: وسألوه عن أشياء هل علينا حرج في كذا وكذا؟ قال: عباد الله وضع الله الحرج إلا امرأ اقتضى1 امرأ مسلما ظلما فذاك الذي حرج وهلك، قالوا: ما خير ما أعطي الناس يا رسول الله قال: خلق حسن. "ط، حم" والحميدي، "د، ت" وقال حسن صحيح، "ن، هـ" وأبو نعيم في المعرفة.
1 اقتضى: اقتضيت منه حقي أخذت. المصباح 2/696. ب.
2 الأزم: يعني الحمية، وإمساك الأسنان بعضها عن بعض. النهاية 1/46. ب
الأدوية المفردة
الحمية
28466-
عن أبي نجيح قال: سأل عمر بن الخطاب الحارث بن كلدة وهو طبيب العرب ما الدواء؟ قال: الأزم2 يعني الحمية. أبو عبيد في الغريب وابن السني وأبو نعيم، "هب".
ترك الحمية
28467-
عن ابن عمر قال: سمعت عمر يقول: إن اشتهى مريضكم الشيء فلا تحموه فلعل الله إنما اشتهاه بذلك ليجعل شفاءه فيه. ابن أبي الدنيا، "عب".
1 اقتضى: اقتضيت منه حقي أخذت. المصباح 2/696. ب.
2 الأزم: يعني الحمية، وإمساك الأسنان بعضها عن بعض. النهاية 1/46. ب
التمر
28468-
"مسند علي رضي الله عنه" عن مجاهد عن سعد قال: " مرضت فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي فقال: إنك رجل مفؤد ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه يتطبب فمره فليأخذ سبع تمرات فليجأهن1 بنواهن ثم ليلدك بهن". الحسن بن سفيان وأبو نعيم.
الزيت
28469-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن عمر قال: ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة.
إبراهيم بن أبي ثابت في حديثه.
البط
28470-
عن علي قال: "دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار نعوده بظهره ورم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه مدة أخرجوها عنه فبطه2 ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد". "ع" والدورقي
1 فليجأهن: أي فليدقهن. وبه سميت الوجيئة، وهو تمر يبل بلبن أو سمن ثم يدق حتى يلتئم. النهاية 5/152. ب.
2 فبطه: بط الرجل الجرح بطا من باب قتل شقة. المصباح 1/71. ب.
وفيه اشعث بن سعيد ضعيف وضعفه.
28471-
عن علي أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رمد وبين يدي النبي صلى الله عليه وسلم تمر يأكله فقال: " يا علي أتشتهيه فرمى إلي بتمرة ثم رمى إلي بأخرى حتى رمى إلي بسبع تمرات ثم قال: حسبك يا علي". ابن السني وأبو نعيم معا في الطب وسنده حسن.
جامع الأدوية الملح إلى آخره
28472-
قال وكيع حدثنا الفضل بن سهل الأعرج حدثنا زيد بن الحباب حدثني عيسى بن الأشعث عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب قال: من ابتدأ غداءه بالملح أذهب الله عنه سبعين نوعا من البلايا، ومن أكل كل يوم سبع تمرات عجوة قتلت كل داء في بطنه ومن أكل كل يوم إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم ير في جسده شيئا يكرهه، واللحم ينبت اللحم، والثريد طعام العرب والباشياز حار جار يعظم البطن ويرخي الإليتين، ولحم البقر داء ولبنها شفاء وسمنها دواء والشحم يخرج مثله من الداء، ولم يستشف الناس بشفاء أفضل من السمن وقراءة القرآن، والسواك يذهب البلغم، ولم تستشف النفساء بشيء أفضل من الرطب، والسمك يذيب الجسد، والمرء يسعى
بجده، والسيف يقطع بحده، ومن أراد البقاء ولا بقاء فليباكر الغداء، وليقل غشيان النساء وليخف الرداء قيل: وما خفة الرداء في البقاء؟ قال خفة الدين. روى بعضه ابن السني وأبو نعيم معا في الطب، "عب" وعيسى بن الأشعث، قال في المغني مجهول وجويبر متروك.
28473-
عن علي أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديث عهد بمرض وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رطب فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم رطبة ثم أخرى حتى بلغ سبع رطبات ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك. المحاملي في أماليه وفي سنده إسحاق بن محمد الغزوي ضعيف لكن له طريق آخر يأتي.
28474-
عن عروة قال: قالت عائشة: مرضت فحماني أهلي كل شيء حتى الماء فعطشت ليلة وليس عندي أحد فدنوت من قربة معلقة فشربت منها شربي وأنا صحيحة، فجعلت أعرف صحة تلك الشربة في جسدي قال: كانت عائشة تقول: لا تحموا المريض شيئا. "هب".
العسل
28475-
"مسند عامر بن مالك المعروف بملاعب الأسنة" عن خشرم بن حسان عن عامر بن مالك قال: بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
من وعك ألتمس منه دواء وشفاء فبعث إلي بعكة من عسل. ابن منده، "كر" قال رواه جماعة عن خشرم مرسلا.
الكي
28476-
عن جرير قال عزم علي عمر لأكتوين. "مسدد".
28477-
عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده قال أخذتني ذات الجنب في زمن عمر فدعى رجل من العرب أن يكويني فأبى إلا أن يأذن له عمر فذهب إلى عمر فأخبره القصة فقال عمر: لا تقرب النار فإن له أجلا لن يعدوه ولن يقصر عنه. "ش".
الحقنة
28478-
عن سعيد بن أيمن أن رجلا كان به وجع فنعت1 له الناس الحقنة فسأل عمر بن الخطاب عنه فزجره عمر، فلما غلبته الوجع احتقن فبرأ من وجعه ذلك فرآه عمر فسأله عن برئه فقال: احتقنت فقال عمر: إن عاد لك فعد لها يعني احتقن. أبو نعيم.
1 فنعت: النعت: وصف الشيء بما فيه من حسن. ولا يقال في القبيح، إلا أن يتكلف متكلف، فيقول: نعت سوء، والوصف يقال في الحسن والقبيح. النهاية 5/79. ب.
الحجامة
28479-
"مسند علي رضي الله عنه" عن مندل بن علي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن بنانة عن علي قال نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بحجامة الأخدعين1 والكاهل. "هـ" وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات ومغدل ضعيف وسعد واصبغ متروكان، ابن عساكر.
28480-
حدثنا يوسف بن عمر قال قرئ على أحمد بن عيسى قيل له حدثكم هاشم يعني ابن القاسم حدثنا يعلى عن عبد الله بن جراد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قطع العروق مسقمة والحجامة خير منه قطع العروق مسقمة"2.
28481-
عن أبي هريرة قال: أخبرنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أن جبريل أخبره أن الحجم أنفع ما يداوى به الناس. "خط" في المتفق.
28482-
عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجرة واستعط3 "كر".
28483-
عن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أنه كان يحتجم في
1 الأخدعين: الأخدعان: عرقان في جانبي العنق. النهاية 2/14. ب.
2 عزاه في المنتخب "4/8" قال أخرجه: "فر" عن عبد الله بن جراد. ص..
3"استعط: يقال: سعطته وأسعطته فاستعط، والاسم السعوط بالفتح؛ وهو ما يجعل من الدواء في الأنف. النهاية 2/368. ب.
هامته وبين كتفيه وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجمها ويقول: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره إلا أن يتداوى بشيء لشيء. "كر".
28484-
عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم ثلاثا اثنتين في الأخدعين وواحدة على الكاهل. "كر".
28485-
عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم ثلاثا في الأخدعين وبين الكتفين حجمه غلام لبني بياضة يقال له أبو هند وكان يؤدي إلى أهله كل يوم مدا ونصفا فشفع له رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعوا عنه نصف مد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الحجام أجرة ولو كان حراما لم يعطه. أبو نعيم.
ذيل الحجامة
28486-
عن علي قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للحجام حين فرغ: كم خراجك؟ قال صاعان فوضع عنه صاعا وأمرني فأعطيته صاعا. "ش" وفيه أبو جناب الكلبي ضعيف.
28487-
عن أبي مرئد البلوي أنه سمع حمزة بن النعمان العدوي وكانت له صحبة يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدفن الشعر والدم. أبو نعيم.
28488-
عن أنس قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أعطاه
كراه1 قال له أخذت كراك؟ قال: نعم قال ثلاثا كله وأطعمه. ابن النجار.
1 كراه: الكراء بالمد: الأجرة. المصباح 2/730. ب.
محظورات التداوي
محظورات التداوي
…
محظورات التداوي
28489-
عن عمار بن بشر عن أبي بشر شيخ من أهل البصرة قال: كنت آتي معاذة العدوية وأخف بها فأتيتها يوما فقالت: يا أبا بشر ألا أعجبك؟ شربت دواء للمشي فاشتد بطني فابعث لي بنبيذ الجر فائتني منه بقدح فأتيتها بقدح نبيذ جر فدعت بمائدتها فوضعت القدح عليها، ثم قالت اللهم إن كنت تعلم أني سمعت عائشة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن نبيذ الجر فاكفنيه بما شئت قال: فانكفأ القدح واهراق ما فيه وأذهب الله تعالى ما كان في بطنها من الأذى، وأبو بشر حاضر لذلك. "كر".
مكروه الأدوية
28490-
عن علي أنه كره الحقنة. أبو نعيم.
28491-
عن سعد بن إبراهيم أن عمر كان يكره أن أداوي دبر دابته بالخمر.
ذيل الأدوية
28492-
عن علي قال إذا اشتكى أحدكم فليسأل امرأته ثلاثة دراهم أو نحوها فليشتر بها عسلا وليأخذ من ماء السماء فيجمع هنيئا مريئا وشفاء ومباركا. عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي في جزئه.
28493-
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرني بالحجامة والافتصاد 1 ابن السني في الطب، وفيه شمر بن نمير2 قال في المغني له مناكير وقال الجرجاني غير ثقة".
28494-
عن علي قال: " كنت أرمد من دخان الحصن فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفل عليه وغمزها بأصبعه فما رمدت بعد". أبو نعيم في الطب.
28495-
عن علي قال: الحناء بعد النورة أمان من الجذام والبرص. أبو نعيم فيه من نسخة عبد بن أحمد بن عامر عن أبيه عن أهل البيت.
1 الافتصاد: الفصد: قطع العرق، وبابه ضرب، وقد فصد وافتصد. المختار 397. ب.
2 قال في المغني للذهبي طبع حلب "1/300" كان غير ثقة وهكذا ذكره في الميزان "2/280" وكان في الحديث تصحيفا وخاصة في الأسماء. ص.
البط
28496-
عن ابن رافع قال رآني عمر معصوبة يدي أو رجلي فانطلق بي إلى1 البيت فقال بطه2 فإن المدة إذا تركت بين العظم واللحم أكلته. "ش".
1 وفي المنتخب "4/3": فانطلق بي إلى الطبيب. ص.
2 ومعنى بطه: البط: شق الدمل والخراج ونحوهما. النهاية "1/135" ص.
الأمراض
النقرس
28497-
عن قيس بن أبي حازم أن رجلا أتى عمر بن الخطاب يشكو إليه النقرس فقال عمر كذبتك الظهائر3 الدينوري، قال الحربي: أي عليك بالمشي حافيا في الهاجرة.
الجذام
28498-
عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال قدم على أبي بكر وفد من ثقيف فأتى بطعام فدنا القوم وتنحى رجل به هذا الداء
3 قال في النهاية: "3/164" وتجمع الظهيرة على الظهائر أي: عليك بالمشي في حر الهواجر. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد "5/100" رواه الطبراني أبو بكر الداهري لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. ص.
يعني الجذام فقال له أبو بكر: ادنه فدنا قال كل فأكل، وجعل أبو بكر يضع يده موضع يده فيأكل مما يأكل منه المجذوم. "ش" وابن جرير.
28499-
عن الزهري أن عمر بن الخطاب قال للمعيقيب اجلس مني قيد رمح وكان به ذلك الداء وكان بدريا. ابن جرير.
28500-
عن محمود بن لبيد قال أمرني يحيى بن الحكم على جرش1 فقدمتها فحدثوني أن عبد الله بن جعفر حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحب هذا الوجع الجذام: " اتقوه كما يتقى السبع، إذا هبط واديا فاهبطوا غيره"، فقلت لهم: والله لئن كان ابن جعفر حدثكم هذا ما كذبكم فلما عزلني عن جرش قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن جعفر فقلت يا أبا جعفر ما حديث حدثني به عنك أهل جرش؟ قال فقال: كذبوا والله ما حدثتهم هذا ولقد رأيت عمر ابن الخطاب يؤتي بالإناء فيه الماء فيعطيه معيقيبا وكان رجلا قد أسرع فيه ذلك الوجع فيشرب منه ثم يتناوله عمر من يده فيضع فمه موضع فمه حتى يشرب منه فعرفت إنما يصنع عمر ذلك فرارا من أن
1 جرش: بلد بالأردن. القاموس 2/265. ب
وقال ابن الأثير في النهاية (/261) بضم الجيم وفتح الراء: مخلاف من مخاليف اليمن. وهو بفتحها بلد بالشام. ص.
يدخله شيء من العدوى قال: وكان يطلب له الطب من كل من سمع له بطب حتى قدم عليه رجلان من أهل اليمن فقال: هل عندكما من طب لهذا الرجل الصالح فإن هذا الوجع قد أسرع فيه؟ فقالا: أما شيء يذهبه فلا نقدر عليه، ولكنا سنداويه دواء يقفه فلا يزيد فقال عمر: عافية عظيمة أن يقف فلا يزيد فقالا له: هل تنبت أرضك الحنظل؟ قال: نعم قالا: فاجمع لنا منه فأمر فجمع له منه مكتلين عظيمين فعمدا إلى كل حنظلة فشقاها ثنتين، ثم أضجعا معيقيبا، ثم أخذ كل رجل منهما بإحدى قدميه، ثم جعلا يدلكان بطون قدميه الحنظلة حتى إذا أمحقت1 أخذا أخرى حتى رأينا معيقيبا يتنخم أخضر مرا، ثم أرسلاه فقالا لعمر: لا يزيد وجعه بعد هذا أبدا قال: فوالله ما زال معيقيب متماسكا لا يزيد وجعه حتى مات. ابن سعد وروى صدره ابن جرير إلى قوله من أن يدخله شيء من العدوى.
28501-
عن خارجة بن زيد أن عمر بن الخطاب دعاهم لغدائه فهابوا وكان فيهم معيقيب وكان به جذام فأكل معيقيب معهم فقال له عمر خذ مما يليك ومن شقك فلو كان غيرك ما آكلني في صحفة ولكان بيني وبينه قيد رمح. ابن سعد وابن جرير.
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى بلفظه "4/117" ص.
28502-
عن خارجة بن زيد أن عمر وضع له العشاء مع الناس يتعشون فخرج فقال لمعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي وكان له صحبة وكان من مهاجرة الحبشة: ادن فاجلس وايم الله لو كان غيرك به الذي بك لما جلس مني أدنى من قيد رمح. ابن سعد1 وابن جرير.
28503-
عن القاسم بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب انتظر أم عبد بالصلاة على عتبة بن مسعود وكان خرجت عليه فبقبقت2 الجنازة. ابن سعد.
28504-
عن ابن أبي مليكة قال: إن عمر بن الخطاب مر بامرأة مجذومة وهي تطوف بالبيت فقال لها: يا أمة الله لا تؤذي الناس لو جلست في بيتك فجلست فمر بها رجل بعد ذلك فقال: إن الذي كان نهاك قد مات فاخرجي، قالت: ما كنت لأطيعه حيا وأعصيه ميتا. مالك والخرائطي في اعتلال القلوب.
28505-
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فأقعده معه فقال: "كل ثقة بالله وتوكلا عليه". ابن جرير.
28506-
عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: كان في وفد
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى بلفظه "4/118". ص.
2 فبقبقت: البقبقة: حكاية صوت، يقال: بقبق الكوز. المختار 44. ب.
ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الباب إنا قد بايعناك فارجع. ابن جرير.
28507-
عن نافع بن القاسم عن جدته فطيمة قالت: دخلت على عائشة فسألتها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في المجذومين: "فروا منهم كفراركم من الأسد" قالت: كلا ولكنه لا عدوى فمن عادى1 الأول. ابن جرير.
28508-
عن ابن عمر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في طريق بين مكة والمدينة فمر بعسفان فرأى المجذومين، وفي لفظ: وادي المجذومين فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير وقال: "إن كان شيء من الداء يعدي فهو هذا". ابن النجار وقال فيه الخليل بن زكريا الشيباني عامة أحاديثه مناكير لم يتابع عليها.
28509-
عن أبي قلابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا عدوى وفر من المجذوم كما تفر من الأسد". ابن جرير.
1 عادى: العدوى: ما يعدي من جرب أو غيره. وهو مجاوزته من صاحبه إلى غيره. يقال: أعدى فلان فلانا من خلقه، أو من علة به، أو من جرب، وفي الحديث "لا عدوى" أي: لا يعدي شيء شيئا. المختار 331. ب.
البرص
28510-
عن شييم بن زييم البكري أبي مريم قال: كنت مع عمر وعلي وعبد الرحمن وهم يأكلون فجاء رجل من خلف عمر به برص، فتناول منه فقال له عمر: أخر وقال بيده فقال علي: فخشيت على طعامك وآذيت جليسك؟ فجعل عمر ينظر إلى عبد الرحمن، فقال عبد الرحمن: صدق فحمد الله عمر فقال رجل لعمر: يا أمير المؤمنين إن أمر هذا كذا وكذا ينتقصه، فقال عمر: أننفيه؟ قال لا قال: فحمله على ناقة وكساه حلة. ابن جرير.
الحمى
28511-
"مسند بريدة بن الخصيب" قال نعيمان: يا رسول الله بي وعك شديد من الحمى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأين أنت يا نعيمان من مهيعة كانت أرضا وبية. "طب".
28512-
عن رافع بن خديج عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة وهي موعوكة فشكت إليه الحمى وسبتها فقال: لا تسبيها فإنها مأمورة ولكن إن شئت علمتك كلمات إذا قلتهن أذهب الله عنك قولي اللهم ارحم عظمي الدقيق وجلدي الرقيق، وأعوذ بك من فورة الحريق يا أم ملدم إن كنت آمنت بالله واليوم
الآخر فلا تأكلي اللحم ولا تشربي الدم ولا تفوري على الفم، ولا تصدعي الرأس وانتقلي إلى من زعم أن مع الله إلها آخر فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، قالت عائشة: فقلتها فذهبت عني الحمى". أبو الشيخ في الثواب وفيه عبد الملك بن عبد ربه الطائي قال في المغني حديثه منكر.
28513-
عن أم طارق مولاة سعد بن عبادة قالت: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد فاستأذن فسكت سعد ثم أعاد فسكت سعد ثم أعاد فسكت سعد فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلني وراءه فقال: إنه لم يمنعني أن آذن لك إلا أنا أردنا أن تزيدنا فسمعت صوتا على الباب يستأذن ولم أر شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت: فقالت أم ملدم، فقال: لا مرحبا بك ولا أهلا أتريدين إلى أهل قباء؟ قالت: نعم قال: فاذهبي إليهم". ابن منده، "كر".
28514-
عن عبد الرحمن المرقع بن صيفي قال: لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وكانت مخضرة من الفواكه فوقع الناس فيها فأخذتهم الحمى فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إن الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض وقطعة من النار". العسكري في الأمثال.
فصل في الرقى المحمودة
28515-
"مسند الصديق رضي الله عنه" عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها فقال أبو بكر، ارقيها بكتاب الله عز وجل. مالك، "ش" وابن جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق، "ق".
28516-
عن عمرة أن عائشة كانت ترقيها يهودية فدخل عليها أبو بكر وكان يكره الرقي فقال: أرقيها بكتاب الله عز وجل. ابن جرير.
28517-
عن عثمان بن عفان قال: مرضت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فعوذني يوما فقال: بسم الله الرحمن الرحيم أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد من شر ما تجد ثلاث مرات فشفاني الله تبارك وتعالى، فلما استقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما قال لي: يا عثمان تعوذ بها فما تعوذت بمثلها. ابن زنجويه في ترغيبه، "ع، عق" والبغوي في مسند عثمان لا أعلم حدث به عن علقمة بن مرثد غير حفص بن سليمان وهو أبو عمرو صاحب القراءة وفي حديثه لين والحاكم في الكنى، "خط".
28518-
عن عثمان قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني
فقال: أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد من شر ما تجد فرددها سبعا فلما أراد القيام قال: تعوذ بها فما تعوذت بخير منها يا عثمان". الحكيم.
28519-
عن عبد الله بن الحسين أن عبد الله بن جعفر دخل على ابن له مريض يقال له صالح فقال: قل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم، اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم تجاوز عني اللهم اعف عني فإنك غفور رحيم ثم قال: هؤلاء الكلمات علمنيهن عمي وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهن إياه. "ش، ن، حل" وهو صحيح.
28520-
عن عمر أنه دخل هو وأبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وبه حمى شديدة فلم يرد عليهما شيئا فخرجا فأتبعهما برسول فقال: إنكما دخلتما علي فلما خرجتما من عندي نزل الملكان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رجلي: ما به؟ قال الذي عند رأسي: حمى شديدة قال الذي عند رجلي: عوذه فقال: بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يؤذيك، ومن كل نفس حاسدة وطرفة عين والله يشفيك خذها فلتهنك فما نفث ولا نفخ وكشف ما بي فأرسلت إليكما لأخبركما. ابن السني في عمل يوم وليلة، "طب" في الدعاء، قال الحافظ ابن حجر في أماليه: في سنده ضعف.
28521-
عن علي قال: لا أرقيه إلا مما أخذ عليه سليمان الميثاق. ابن راهويه وحسن.
28522-
"مسند بديل" عن الحليس بن عمرو عن أمه الفارعة عن جدها بديل بن عمرو الخطمي قال: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية الحية فأذن لي فيها ودعا فيها بالبركة. ابن منده وقال غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأبو نعيم، قال في الإصابة وفي إسناده من لا يعرف.
28523-
"مسند جبلة بن الأزرق" عن راشد بن سعد عن جبلة بن الأزرق وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى جانب جدار كثير الأحجرة1 فلما جلس في الركعتين خرجت عقرب ولدغته فغشي عليه فرقاه الناس فلما أفاق قال: إن الله تبارك وتعالى شفاني وليس برقيتكم. أبو نعيم.
28524-
عن حبيب بن فديك بن عمرو السلاماني أنه عرض على النبي صلى الله عليه وسلم: رقية من العين فأذن له فيها ودعا له فيها بالبركة. أبو نعيم.
1 ذكر الحديث ابن حجر في الإصابة "2/61" وصححته منه والأحجرة: الشق في الجدار والحديث مر برقم "28401". ص.
28525-
عن محمد بن حاطب قال تناولت قدرا لنا فأحرقت يدي فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس في الجبانة فقالت له: يا رسول الله فقال: لبيك وسعديك، ثم ادنتني منه فجعل ينفث ويتكلم لا أدري ما هو فسألت أمي بعد ذلك ما كان يقول قالت: كان يقول: أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت. "ش".
28526-
عن محمد بن حاطب قال: وقعت القدر على يدي فاحترقت فانطلقت أمي بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يتفل عليها ويقول: أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي. ابن جرير.
28527-
"أيضا" لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله هذا ابن أخيك حاطب وقد أصابه هذا الحرق من النار فلا أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري نفث أو بزق وما أدري في أي يدي كان ذلك الحرق فمسح على رأسي ودعا لي بالبركة وفي ذريتي. أبو نعيم في المعرفة.
28528-
"مسند الحكم والد شبيث" عن شبيث بن الحكم عن أبيه أن رجلا من أسلم أصيب فرقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو نعيم.
28529-
"مسند حكيم بن حزام" عن الزهري عن حكيم بن حزام أنه قال: يا رسول الله رقى كنا نسترقي بها وأدوية كنا نتداوى بها هل تردن من قدر الله تعالى؟ فقال: هو من قدر الله. أبو نعيم.
28530-
"مسند السائب بن يزيد" عوذني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم الكتاب تفل ا. "قط" في الأفراد، "كر".
28531-
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا الدرداء إذا آذاك البراغيث فخذ قدحا من ماء واقرأ عليه سبع مرات "وما لنا أن لا نتوكل على الله" الآية فإن كنتم آمنتم بالله فكفوا شركم وأذاكم عنا ثم ترش حول فراشك فإنك الليلة آمن من شره. الديلمي.
28532-
"مسند عبادة بن الصامت رضي الله عنه" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن جبريل رقاه وهو يوعك فقال: بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من كل حاسد إذا حسد ومن كل عين واسم الله ينشيك. "ش".
28533-
"مسند أبي الطفيل": دخلت يوما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندهم قدر تفور لحما فأعجبتني شحمة فأخذتها فازدردتها فاشتكيت عليها سنة ثم إني ذكرتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه كان فيها نفس
سبعة أناس ثم مسح بطني فألقيتها خضراء فو الذي بعثه بالحق ما اشتكيت بطني حتى الساعة. "طب" عن رافع بن خديج.
28534-
"مسند أبي هريرة" دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشتكي فقال: ألا أرقيك برقية علمنيها جبريل بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل إرب يؤذيك ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد. "ش".
28535-
عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض ببزاقه بإصبعه بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا. "ش".
28536-
عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضا وضع يده على بعضه وقال: أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي شفاء لا يغادر سقما. "كر".
28537-
عن عائشة قالت: كنت أعوذ رسول الله صلى الله عليه وسلم أذهب البأس رب الناس بيدك الشفاء لا شافي إلا أنت يا شافي شفاء لا يغادر سقما قالت: فذهبت أعوذه في مرضه الذي مات فيه فقال: ارفعي يدك فإنما كان ينفعني في المدة. ابن النجار.
28538-
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقى بهذه
الرقية: امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف إلا أنت قالت عائشة: فتعلمت هذه الرقية وكنت أرقيه بها. ابن جرير.
28539-
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض يدعو له يقول: أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك لا يغادر سقما قالت: فلما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحها وأعوذه بهذه فنزع يده من يدي وقال: سلي الرفيق الأعلى، ثم قال: رب اغفر لي وألحقني بالرفيق الأعلى قالت: فكان آخر ما سمعت من كلامه. ابن جرير.
28540-
عن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية من كل ذي حمة. "كر".
28541-
عن عبد الرحمن بن السائب ابن أخي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: قالت ميمونة يا ابن أخي تعالى أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ب سم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت. ابن جرير.
28542-
عن يونس بن حباب قال: استأمرت أبا جعفر محمد بن علي في تعليق المعاذة فقال: نعم إذا كان من كتاب الله أو كلام
عن نبي الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أستشفي به من الحمى قال: فكنت أكتبها من الربع "يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين" اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل اشف صاحب هذا الكتاب. ابن جرير.
28543-
عن أبي العالية أن خالد بن الوليد قال: يا رسول الله إن كائدا من الجن يكيدني قال: قل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ألمي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر ما يعرج في السماء وما ينزل منها، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عني. "ق، كر".
28544-
عن أبي عن علي قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يصلي فوضع يده على الأرض فلدغته عقرب فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلها فلما انصرف قال: لعن الله العقرب ما تدع مصليا ولا غيره ولا نبيا ولا غيره إلا لدغتهم، ثم دعا بملح وماء فجعلهما في إناء ثم جعل يصبه على أصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين، وفي رواية: ويقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين. "ش، هب" والمستغفري في الدعوات وأبو نعيم في الطب.
28545-
عن علي وابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} إلى آخر السورة قال: هي رقية الصداع. الديلمي.
28546-
عن الحارث عن علي أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتما فقال: يا محمد ما هذا الغم الذي أراه في وجهك؟ قال: الحسن والحسين أصابتهما عين قال: صدق بالعين فإن العين حق أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات؟ قال: وما هن يا جبريل؟ قال: قل اللهم يا ذا السلطان العظيم ذا المن القديم ذا الرحمة الكريم وهي الكلمات التامات والدعوات المستجابات عاف الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يديه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عوذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله. ابن منده في غرائب شعبة والجرجاني في الجرجانيات والأصبهاني في الحجة، "كر" وقال قال "قط" تفرد به أبو رجاء محمد بن عبيد الله الخطيبي من أهل تستر.
28547-
عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين بهؤلاء كلمات الله التامة أعيذكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. "طس" وابن النجار.
28548-
عن علي قال لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي، فلما فرغ قال: لعن الله العقرب لا تدع مصليا ولا غيره إلا لدغته ثم دعا بملح وماء وجعل يمسح عليها ويقرأ قل يا أيها الكافرون وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس. "طس" وابن مردويه وأبو نعيم في الطب.
الرقى المذمومة
28549-
"مسند الصديق رضي الله عنه" عن عائشة قالت: كان لأبي غلام يخرج له الخراج وكان أبي يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: ما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه. "خ1 هق".
28550-
عن عمران بن الحصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في يده حلقة من صفر2 فقال: ما هذه الحلقة؟ فقال: هي من
1 أخرجه البخاري كتاب مناقب الأنصار باب أيام الجاهلية "5/54". ص.
2 صفر: الصفر - بالضم - الذي يعمل منه الأواني، وأبو عبيدة يقوله بالكسر. المختار 288. ب.
الواهنة قال: دعها فما تزيدك إلا وهنا. ابن جرير وصححه.
28551-
عن عمران بن حصين قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي عضدي حلقة من صفر فقال: ما هذا؟ قلت: من الواهنة قال: أيسرك أن توكل إليها انبذها عنك. ابن جرير وصححه.
28552-
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عبد الله بن عكيم الجهني خرج به خراج1 فقيل له ألا تعلق عليه خرزا؟ فقال: لو علمت أن نفسي تكون فيه ما علقته ثم قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم نهانا عنه. ابن جرير وصححه.
28553-
عن أبي بشر الحارث بن خزمة الأنصاري أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا والناس في مبيتهم لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت. أبو نعيم ومر الحديث برقم "28425".
1 خراج: وزن غراب بثر الواحدة خراجة. المصباح 1/227. ب.
الكتاب الرابع من حروف الطاء:
الطيرة والفأل والعدوى من قسم الأقوال
الطيرة
28554-
"اقروا الطير على مكناتها "1. "د"،2 عن أم كرز.
28555-
"الطير تجري بقدر". "ك" عن عائشة.
28556-
"الطيرة3 شرك". "حم، خد، 4 ك" عن ابن مسعود.
28557-
كان أهل الجاهلية يقولون: إنما الطيرة في المرأة
1 مكناتها: في الأصل: بيض الضباب، واحدتها مكنة بكسر الكاف وقد تفتح يقال: مكنت الضبة، وأمكنت، ومعناه: أن الرجل في الجاهلية كان إذا أراد حاجة أتى طيرا ساقطا أو في وكره فنفره، فإن طار ذات اليمين مضى لحاجته وإن طار ذات الشمال رجع، فنهوا عن ذلك. أي لا تزجروها وأقروها على مواضعها التي جعلها الله لها فإنها لا تضر ولا تنفع. النهاية 4/350. ب.
2 أخرجه أبو داود كتاب الضحايا باب في العقيقة رقم 2818. ص.
3 الطيرة: بكسر الطاء وفتح الياء، وقد تسكن: هي التشاؤم بالشيء وهو مصدر تطير. يقال: تطير طيرة وتخير خيرة، ولم يجيء من المصادر هكذا غيرهما. وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما. وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع، وأبطله ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر. النهاية 3/152. ب.
والدابة والدار. "ك، هق" عن عائشة.
28558-
"الشؤم في ثلاث: في المرأة والمسكن والدابة". "ت، ن" عن ابن عمر.
28559-
"الطيرة في الدار والمرأة والفرس". "حم" عن أبي هريرة.
28560-
"إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار". "خ، د، هـ" عن ابن عمر.
28561-
"إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس". مالك، "حم، خ، هـ" عن سهل بن سعد؛ "ق" عن ابن عمر؛ "م، ن" عن جابر.
28562-
"العيافة1 والطيرة والطرق من الجبت2". "د" عن قبيصة.
28563-
" في الإنسان ثلاثة: الطيرة والظن والحسد
1 العيافة: زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهو من عادة العرب كثيرا، وهو كثير في أشعارهم، يقال: عاف يعيف عيفا إذا زجر وحدس وظن. النهاية 3/330. ب.
2 الجبت: كلمة تقع على الصنم، والكاهن، والساحر، ونحو ذلك. المختار 67. ب.
فمخرجه من الطير أن لا يرجع ومخرجه من الظن أن لا يحقق، ومخرجه من الحسد ألا يبغي". "هب" عن أبي هريرة.
28564-
" في المؤمن ثلاث خصال: الطيرة والظن والحسد، فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع ومخرجه من الظن أن لا يحقق، ومخرجه من الحسد أن لا يبغي". ابن صصرى في أماليه، "فر" عن أبي هريرة.
28565-
"ليس منا من تطير ولا من تطير له أو تكهن أو تكهن له سحر أو سحر له". "طب" عن عمران بن حصين.
28566-
"من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك". "حم، طب" عن ابن عمر.
الإكمال
28567-
"إن العيافة والطرق1 والطيرة من الجبت". ابن سعد، "حم، طب" عن قطن بن قبيصة عن أبيه.
28568-
"الطيرة شرك الطيرة شرك". "ط، حم، د، هـ، ك، هب" عن ابن مسعود.
1 الطرق: الضرب بالحصا الذي يفعله النساء وقيل هو الخط في الرمل. النهاية 3/121. ب.
28569-
"الطيرة من الشرك". "ت": حسن صحيح - عنه.
28570-
"من خرج يريد سفرا فرجع من طير فقد كفر بما أنزل على محمد". الديلمي - عن أبي ذر.
28571-
"إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك". "حم" عن الفضل ابن عباس.
28572-
"لا هام لا هام". ابن جرير - عن أبي هريرة.
28573-
" إن يكن الشؤم في شيء ففي المرأة والدابة والمسكن". ابن جرير - عن سهل بن سعد.
28574-
"لا شؤم فإن يك شؤم ففي الفرس والمرأة والمسكن". "طب" عن عبد المهيمن عن ابن عباس عن سهل بن سعد عن أبيه عن جده.
28575-
"لا طيرة والطيرة على من تطير فإن يك في شيء ففي الدار والفرس والمرأة". "حب" وابن جرير، "ص" عن أنس.
28576-
"الطيرة في المسكن والمرأة والفرس". ابن جرير - عن ابن عمر.
28577-
" اخرجوا منها وهي ذميمة". "هب" عن ابن مسعود.
28578-
"ذروها ذميمة". "د، ق" عن أنس1.
28579-
"من أصابه من ذلك يعني الطيرة شيء فليقل: اللهم لا طير إلا طيرك ولا إله غيرك". "ن" عن سلمان بن بريدة عن أبيه.
28580-
"من ردته الطيرة عن حاجة فقد أشرك قالوا: يا رسول الله وما كفارة ذلك؟ قال: يقول: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك". "حم، طب" وابن السني في عمل يوم وليلة - عن ابن عمر.
1 أخرجه أبو داود كتاب الطب باب ما جاء في الطيرة رقم "3905". ص.
الفأل
28581-
"الفأل2 مرسل والعطاس شاهد عدل". الحكيم عن الرويهب.
28582-
"أخذنا فألك من فيك ". "د" عن أبي هريرة؛ ابن السني وأبو نعيم معا في الطب - عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده؛ "فر" عن ابن عمر.
28583-
" أحسن الطيرة الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى
2 الفأل: أن يكون الرجل مريضا فيسمع آخر يقول: "يا سالم" أن يكون طالبا فيسمع آخر يقول: "يا واجد" يقال: تفأل بكذا - بالتشديد - وفي الحديث "أنه كان يحب الفأل ويكره الطيرة". المختار 384. ب.
أحدكم من الطيرة ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يرفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك. "د، هق" عن عروة بن عامر القرشي.
28584-
"أصدق الطيرة الفأل، ولا ترد مسلما، وإذا رأيتم من الطيرة شيئا تكرهونه فقولوا: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يذهب بالسيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله". ابن السني عن عقبة بن عامر.
28585-
"كان أهل الجاهلية يقولون: إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار". "ك، هق" عن عائشة.
28586-
"لا شؤم وقد يكون اليمن في الدار والمرأة والفرس". "ت، هـ" عن حكيم بن معاوية.
28587-
"لا شيء في الهام، والعين حق وأصدق الطيرة الفأل". "حم، ت" عن حابس.
28588-
"لا هامة ولا عدوى ولا طيرة وإن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس والمرأة والدار". "حم، د" عن سعد بن مالك.
28589-
"الشؤم في ثلاث: في المرأة والمسكن والدابة". "ت، ن" عن ابن عمر.
28590-
"لا طيرة وخيرها الفأل الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم". "حم، م" عن أبي هريرة.
الإكمال
28591-
" خير الطيرة الفأل والعين حق". الديلمي - عن أبي هريرة.
28592-
"لا طيرة وخيرها الفأل قيل: يا رسول الله وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم". "حم، م" عن أبي هريرة.
28593-
"نعم الشيء الفأل الكلمة الحسنة يسمعها أحدكم". الديلمي - عن أبي هريرة.
28594-
"يا لبيك نحن أخذنا فألك من فيك اخرجوا بنا إلى خضرة". "طب"، أبو نعيم في الطب، عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده.
العدوى
28595-
"لا عدوى ولا هامة ولا طيرة وأحب الفأل الصالح". "م" عن أبي هريرة.
28596-
"لا عدوى ولا طيرة، وإنما الشؤم في ثلاث: في
الفرس والمرأة والدار. "حم، ق"1 عن ابن عمر.
28597-
"لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح، والفأل الصالح: الكلمة الحسنة". "حم، ق2 د، ت، هـ" عن أنس.
28598-
"لا عدوى ولا هامة ولا نوء3 ولا صفر". "د" عن أبي هريرة.
28599-
"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة قيل: يا رسول الله أرأيت البعير يكون به الجرب فيجرب الإبل كلها؟ قال: ذلكم القدر فمن أجرب الأول. "حم، هـ" عن ابن عمر.
1 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطب باب لا عدوى "7/179". ص.
2 أخرجه البخاري كتاب الطب باب لا عدوى "7/180". ص.
3 نوء: الأنواء: هي ثمان وعشرون منزلة، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها، ومنه قوله تعالى:"والقمر قدرناه منازل" ويسقط في الغرب كل ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر، وتطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت في الشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة، وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر، وينسبونه إليها، فيقولون: مطرنا بنوء كذا، وإنما غلظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الأنواء لأن العرب كانت تنسب المطر إليها. فأما من جعل المطر من فعل الله تعالى، وأراد بقوله:"مطرنا بنوء كذا" أي في وقت كذا، وهو هذا النوء الفلاني، فإن ذلك جائز: أي أن الله قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه الأوقات. النهاية 5/122. ب.
28600-
"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد". "حم، خ"1 عن أبي هريرة.
28601-
"لا يعدي شيء شيئا فمن أجرب الأول لا عدوى ولا صفر خلق الله كل نفس فكتب حياتها ورزقها ومصائبها". "حم، ن" عن ابن مسعود.
28602-
"لا يوردن ممرض على مصح". "حم، ق2 د، هـ" عن أبي هريرة.
28603-
"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا غول3 ". "حم، م" عن جابر.
28604-
"لا عدوى ولا صفر ولا هامة". "حم، ق، د، هـ" عن أبي هريرة؛ "حم، م" عن السائب بن يزيد.
28605-
"فمن أعدى الأول". "ق، د" عن أبي هريرة.
1 أخرجه البخاري كتاب الطب باب الجذام "7/164". ص.
2 أخرجه البخاري كتاب الطب باب لا هامة"7/179". ص.
3 غول: الغول: أحد الغيلان، وهي جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا: أي تتلون تلونا في صور شتى. وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله. النهاية 3/396. ب..
28606-
"لا غول". "د" عن أبي هريرة.
الإكمال
28607-
"لا صفر، ولا هامة، ولا يعدي سقيم صحيحا". القاضي محمد بن الباقي الأنصاري في جزء من حديثه عن شيوخه - عن علي.
28608-
"لا صفر، ولا هامة، ولا عدوى، ولا يتم شهران ستين يوما، ومن خفر1 ذمة الله لم يرح ريح الجنة". "طب" وابن عساكر - عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني.
28609-
"لا عدوى"."طب" عن ابن عباس.
28610-
" لا عدوى، ولا صفر ولا هامة ولا يتم شهران ستين يوما ومن خفر بذمة الله لم يرح رائحة الجنة". "طب" عن أبي أمامة.
28611-
"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة إن تكن الطيرة في شيء فهو في المرأة والفرس والدار، فإذا سمعتم بالطاعون بالأرض فلا
1 خفر: أخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه. ومنه حديث أبو بكر "من ظلم أحدا من المسلمين فقد أخفر الله" وفي رواية "ذمة الله" النهاية 2/53. ب.
تهبطوا عليه، وإن وقع وأنتم بها فلا تفروا منه. ابن خزيمة والطحاوي، "حب" عن سعد بن أبي وقاص.
28612-
"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، ألم تروا إلى البعير يكون في الصحراء فيصبح وفي كركرته1 أو في مراق2 بطنه نكتة من جرب لم تكن قبل ذلك فمن أعدى الأول". الشيرازي في الألقاب، "طب، حل، ك" عن عمير بن سعد الأنصاري، وماله غيره.
28613-
"لا عدوى ولا هامة ولا صفر خلق الله كل نفس فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها". "حم" والخطيب - عن أبي هريرة.
28614-
"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، فمن أعدى الأول". "حم، هـ، طب" عن ابن عباس.
28615-
"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة قيل: يا رسول الله
1 كركرته: هي بالكسر: زور البعير الذي إذا برك أصاب الأرض، وهي ناتئة عن جسمه كالقرصة، وجمعها: كراكر. النهاية 4/166. ب.
2 مراق: هو بتشديد القاف: ما رق من أسفل البطن ولان، ولا واحد له، وميمه زائدة. النهاية 4/321. ب.
أرأيت البعير يكون به الجرب فيجرب الإبل كلها؟ قال ذلكم القدر فمن أجرب الأول". "حم، هـ" عن ابن عمر.
28616-
"لا عدوى ولا هامة ولا صفر ولا يحل الممرض على المصح وليحل المصح حيث شاء قيل: ولم ذاك؟ قال: لأنه أذى". "ق" عن أبي هريرة.
28617-
"لا عدوى ولا هامة ولا صفر واتقوا المجذوم كما تتقوا الأسود". "ق" عن أبي هريرة.
28618-
"لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل". "قط" في المتفق - عنه.
28619-
"لا عدوى ولا هامة ولا غول ولا صفر". ابن جرير - عنه.
28620-
"لا عدوى ولا طائر". ابن جرير - عنه.
28621-
"لا عدوى ولا طير". ابن جرير عنه.
28622-
"لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، وخير الطير الفأل والعين حق". ابن جرير - عنه.
28623-
"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة". ابن جرير- عن سعد.
28624-
"لا عدوى ولا طيرة فمن أعدى الأول". ابن جرير - عن أبي أمامة.
28625-
"لا عدوى ولا طيرة {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} . ابن جرير - عن جابر.
كتاب الطيرة والفأل والعدوى من قسم الأفعال
كتاب الطيرة والفأل والعدوى من قسم الأفعال
…
كتاب الطيرة والفأل والعدوى من قسم الأفعال
28626-
عن النعمان بن رازية1 أنه قال: يا رسول الله إنا كنا نعتاف في الجاهلية وقد جاء الله بالإسلام فماذا تأمرنا يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نفى الإسلام صدقها ولكن لا يمتنعن أحدكم من سفر. "كر" عن أبي سلمة
28627-
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا عدوى ولا صفر ولا طيرة ولا هامة فقال الأعرابي: يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها كلها؟ قال: فمن أعدي الأول. "خ، م، د" وابن جرير.
1 ويقال: النعمان بن بازية وقال ابن منيع واسمه النعمان بن رازبة عريف الأزد وصاحب رايتهم نزل حمص وذكر ابن الأثير في أسد الغابة الحديث "5/326" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهي في الإسلام أصدق. ص.
28628-
عن ابن شهاب أن أبا سلمة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا عدوى" ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يورد ممرض على مصح" فقال أبو سلمة كان أبو هريرة يحدثهما كليهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صمت بعد ذلك عن قوله لا عدوى وأقام على قوله لا يورد ممرض على مصح. ابن جرير.
28629-
عن أبي هريرة قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله النقبة1 تكون بمشفر2 البعير أو بعجبه3 فتشمل الإبل كلها جربا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما أعدى الأول لا عدوى ولا هامة ولا صفر خلق الله كل نفس فكتب حياتها ومصيباتها ورزقها. ابن جرير.
28630-
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طيرة ولا هامة ولا عدوى ولا صفر فقال رجل: يا رسول الله أليس البعير
1 النقبة: أول شيء يظهر من الجرب، وجمعها: نقب بسكون القاف، لأنها تنقب الجلد: أي تخرقه. النهاية 5/101. ب.
2 بمشفر: بكسر الميم كالجحفلة من الفرس. المصباح 1/432. ب.
3 بعجبه: العجب وزان فلس من كل دابة ما ضمت عليه الورك من أصل الذنب وهو العصعص. المصباح 2/537. ب.
يكون به الجرب فيكون في الإبل فيعديها؟ أفرأيت الأول من أعداه"، وفي لفظ: قال فمن أجرب الأول.
ابن جرير.
28631-
عن ابن مليكة قال: قلت لابن عباس: كيف ترى في جارية لي في نفسي منها شيء فإني سمعتهم يقولون: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " إن كان شيء ففي الربع1 والفرس والمرأة"، قال: فأنكر أن يكون سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أشد النكرة، وفي رواية: فأنكر أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله وأن يكون الشؤم في شيء وقال: إذا وقع في نفسك منها شيء ففارقها أو بعها أو أعتقها. ابن جرير.
28632-
عن قتادة عن أبي حسان أن رجلين دخلا على عائشة فحدثاها أن أبا هريرة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الطيرة في المرأة والفرس والدار" فغضبت غضبا شديدا وطارت سعة في الأرض وسعة في السماء وقالت: ما قاله، إنما قال:"كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك". ابن جرير.
28633-
عن أبي حسان قال: قيل لعائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 الربع: المنزل ودار الإقامة. وربع القوم محلتهم والرباع جمعه. النهاية 2/189. ب.
قال: "الطيرة في المرأة والفرس والدار" فقالت: ما قاله إنما قال: "كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك". ابن جرير.
28634-
عن ابن عمر أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله سكنا دارا ونحن ذو وفر فأحتجنا وساءت ذات بيننا واختلفنا فقال: بيعوها أو ذروها وهي ذميمة. ابن جرير.
28635-
عن عبد الرحمن بن أبي عميرة قال: خمس حفظتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا صفر ولا هامة ولا عدوى ولا يتم شهران ستين يوما ومن خفر ذمة الله لم يرح ريح الجنة". "كر".
28636-
"مسند علي رضي الله عنه" عن ثعلبة بن يزيد الحماني قال: سمعت عليا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا صفر ولا هامة ولا يعدي سقيم صحيحا" قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم سمعت أذني وبصرت عيني. ابن جرير وصححه.
28637-
"أيضا" عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كانت الطيرة شيئا، وفي لفظ: إن يكن التطير، وفي لفظ: إن يكون الطير في شيء فهو في المرأة والفرس"، وفي لفظ: والدابة والدار. ابن جرير.
ذيل الطيرة
28638-
عن سهل بن سعد قال: ذكر الشؤم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن كان في شيء ففي المرأة وفي المسكن والفرس". ابن جرير.
28639-
عن أبي حازم قال: ذكر الشؤم عند سهل بن سعد فقال: كنا نقول: إن كان شيء ففي المرأة والمسكن والفرس. ابن جرير.
28640-
عن أنس قال: قال رجل: يا نبي الله إنا كنا في الدار كثير فيها عددنا وكثير فيها أموالنا فتحولنا إلى دار أخرى فقل فيها عددنا وقلت فيها أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها أو ذروها وهي ذميمة". "د1 ابن جرير، "هق".
1 أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الطيرة رقم "3905" ومر الحديث وعزوه برقم "28578". ص.
حرف الظاء
كتاب الظهار من قسم الأفعال
كتاب الظهار من قسم الأفعال
…
حرف الظاء: كتاب الظهار من قسم الأفعال
28641-
عن عمر قال: إذا كان تحت الرجل أربع نسوة
فظاهر1 منهن يجزيه كفارة واحدة. "عب، قط، ق".
28642-
عن القاسم بن محمد أن رجلا جعل امرأة عليه كظهر أمه إن تزوجها فقال عمر بن الخطاب: إن يتزوجها فلا يقربها حتى يكفر كفارة الظهار. "عب، ق".
28643-
عن سعيد بن المسيب قال: أتى رجل عمر بن الخطاب له ثلاث نسوة فقال: أنتن عليه كظهر أمه فقال عمر: عليه كفارة واحدة. "عب، عد، ق".
28644-
"مسند عمرو بن سلمة" عن سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر البياضي أنه جعل امرأته عليه كظهر أمه حتى يمضي رمضان فسمنت وتربعت فوقع عليها في النصف من رمضان فأتى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يعظم ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتستطيع أن تعتق رقبة؟ فقال: لا قال: أو تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ فقال: لا قال: أفتستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟ قال: لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا فروة بن عمرو أعطه ذلك الفرق وهو مكتل يأخذ خمسة عشر صاعا أو ستة عشر صاعا فليطعمه ستين
1 فظاهر: يقال: ظاهر الرجل من امرأته ظهارا وتظهر وتظاهر إذا قال لها: أنت علي كظهر أمي. وكان في الجاهلية طلاقا. النهاية 3/165. ب.
مسكينا: فقال: على أفقر مني فوالذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: اذهب به إلى أهلك. "عب".
28645-
عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: حدثتني خولة بنت مالك بن ثعلبة وكانت تحت أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعان زوجها حين ظاهر منها بفرق من تمر وأعانته هي بفرق آخر فذلك ستون صاعا، قالت: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: تصدق به وقال لها: ارجعي إلى ابن عمك واتقي الله فيه". أبو نعيم.
28646-
عن ابن عباس أنه كان لا يرى الظهار قبل النكاح شيئا ولا الطلاق قبل النكاح شيئا. "عب".
28647-
عن ابن المسيب أن رجلا ظاهر من امرأته فأصابها قبل أن يكفر، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكفارة واحدة. "عب".
28648-
عن عكرمة مولى ابن عباس قال: تظاهر رجل من امرأته فأصابها قبل أن يكفر فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وما حملك على ذلك؟ قال: رحمك الله يا رسول الله رأيت خلخالها أو قال ساقيها في ضوء القمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
فاعتزلها حتى تفعل ما أمرك الله به". "عب".
28649-
عن علي قال: إذا ظاهر مرارا في مجلس واحد فكفارة واحدة وإن ظاهر في مقاعد شتى فكفارات شتى والأيمان كذلك. "عب".
28650-
عن علي قال: لا يدخل إيلاء1 في تظاهر ولا تظاهر في إيلاء. "عب".
1 إيلاء: في الحديث "من يتأل على الله بكذبه" أي من حكم عليه وحلف، كقولك والله ليدخلن الله فلانا النار ولينجحن الله سعى فلان، وهو من الألية: اليمين يقال: آلى يولى إيلاء وتألى يتألى تأليا، والاسم الألية. النهاية 1/62. ب.
حرف العين
كتاب العلم من قسم الأقوال
الباب الأول: في الترغيب فيه
…
حرف العين: وفيه أربعة كتب العلم العتاق العارية العظمة من قسم الأقوال
كتاب العلم: وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول في الترغيب فيه
28651-
"طلب العلم فريضة على كل مسلم". "عد، هب"
عن أنس؛ "ط، ص، خط" عن الحسين بن علي؛ "طس" عن ابن عباس؛ تمام - عن ابن عمر؛ "طب" عن ابن مسعود؛ "خط" عن علي؛ "طس، هب" عن أبي سعيد.
28652-
"طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب". "هـ" عن أنس1.
28653-
"طلب العلم فريضة على كل مسلم، وإن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر". ابن عبد البر في العلم - عن أنس.
28654-
"طلب العلم فريضة على كل مسلم والله يحب إغاثة اللهفان". "هب" وابن عبد البر - عن أنس.
28655-
" طلب العلم أفضل عند الله من الصلاة والصيام والحج والجهاد في سبيل الله تعالى". "طب" وابن عبد البر - عن أنس.
28656-
"طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة، وطلب العلم يوما خير من صيام ثلاثة أشهر. "فر"عن ابن عباس.
1 أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب فضل العلماء والحث على طلب العلم رقم "224" وقال في الزوائد: إسناده ضعيف. ص.
28657-
"العلم أفضل من العبادة، وملاك الدين الورع". "خط" وابن عبد البر في العلم - عن ابن عباس.
28658-
"العلم أفضل من العمل، وخير الأعمال أوسطها، ودين الله تعالى بين القاسي والغالي والحسنة بين السيئتين لا ينالها إلا بالله، وشر السير الحقحقة1". "هب" عن بعض الصحابة.
28659-
"العلم ثلاثة وما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة". "د، هـ، ك" عن ابن عمرو2.
28660-
"العلم ثلاثة: كتاب ناطق، وسنة ماضية ولا أدري". "فر" عن ابن عمر.
28661-
"العلم حياة الإسلام وعماد الدين ومن علم علما أتم الله له أجره، ومن تعلم فعمل علمه الله ما لم يعلم". أبو الشيخ - عن ابن عباس.
1 الحقحقة: هو المتعب من السير. وقيل هو أن تحمل الدابة على ما لا تطيقه. النهاية 1/412. ب..
2 أخرجه أبو داود كتاب الفرائض باب ما جاء في تعليم الفرائض رقم "2868" وفي سنده عبد الرحمن بن زياد وقد تكلم فيه غير واحد. عون المعبود "8/93". ص.
28662-
"العلم خزائن، ومفتاحها السؤال: فاسألوا يرحمكم الله فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع، والسامع والمحب لهم". "حل" عن علي.
28663-
"العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والعمل قيمه، والحلم وزيره، والبصر أمير جنوده، والرفق والده واللين أخوه". "هب" عن الحسن مرسلا.
28664-
"العلم خير من العبادة، وملاك الدين الورع". ابن عبد البر - عن أبي هريرة.
28665-
"العلم خير من العبادة، وملاك الدين الورع، العالم من يعمل بالعلم وإن كان قليلا". أبو الشيخ - عن عبادة.
28666-
"العلم دين، الصلاة دين فانظروا عمن تأخذون هذا العلم وكيف تصلون هذه الصلاة فإنكم تسألون يوم القيامة". "فر" عن ابن عمر.
28667-
"العلم علمان فعلم في القلب وذلك العلم النافع، وعلم على اللسان فذلك حجة الله على ابن آدم". "ش" والحكيم - عن الحسن مرسلا؛ "خط" عنه عن جابر.
28668-
"العلم ميراثي وميراث الأنبياء قبلي". "فر" عن أم هانئ.
28669-
"العلم والمال يستران كل عيب والجهل والفقر يكشفان كل عيب". "فر" عن ابن عباس.
28670-
" العلم لا يحل منعه". "فر" عن أبي هريرة.
28671-
"العالم أمين الله في الأرض". ابن عبد البر في العلم - عن معاذ.
28672-
"العالم والمتعلم شريكان في الخير وسائر الناس لا خير فيه". "طب" عن أبي الدرداء.
28673-
"العالم سلطان الله في الأرض، فمن وقع فيه فقد هلك". "فر" عن أبي ذر.
28674-
"العالم والعلم والعمل في الجنة، فإذا لم يعمل العالم بما يعلم كان العلم والعمل في الجنة وكان العالم في النار". "فر" عن أبي هريرة.
28675-
"العلماء أمناء الله على خلقه". القضاعي وابن عساكر - عن أنس.
28676-
"العلماء أمناء أمتي". "فر" عن عثمان.
28677-
"العلماء مصابيح الأرض، وخلفاء الأنبياء وورثتي وورثة الأنبياء". "عد" عن علي.
28678-
"العلماء قادة، والمتقون سادة ومجالستهم زيادة". ابن النجار - عن أنس.
28679-
"العلماء ورثة الأنبياء يحبهم أهل السماء ويستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة". ابن النجار - عن أنس.
28680-
"العلماء ثلاثة رجل عاش بعلمه وعاش الناس به ورجل عاش الناس به فأهلك نفسه ورجل عاش بعلمه ولم يعش به غيره". "فر" أنس.
28681-
"اتبعوا العلماء فإنهم سرج الدنيا ومصابيح الآخرة". "فر" عن أنس1.
28682-
" اتقوا زلة العالم وانتظروا فيئته". الحلواني، "عد، هق" عن كثير بن عبد الله بن عوف عن أبيه عن جده.
28683-
" احذروا زلة العالم فإن زلته تكبكبه في النار". "فر" أبي هريرة2.
28684-
"أجوع الناس طالب العلم وأشبعهم الذي لا يبتغيه".
1 قال المناوي في فيض القدير "1/107": فيه القاسم بن إبراهيم الملطي كذاب. ص.
2 قال المناوي في الفيض "1/187" لم يرمز المصنف له بشيء وهو ضعيف لأن فيه محمد بن ثابت البناني. ص..
أبو نعيم في كتاب العلم، "فر" عن ابن عمر1.
28685-
"احبسوا على المؤمنين ضالتهم العلم". "فر" وابن النجار في تاريخه - عن أنس2.
28686-
"اختلاف أمتي رحمة". نصر المقدسي في الحجة والبيهقي في رسالة الأشعرية بغير سند وأورده الحليمي والقاضي حسين وإمام الحرمين وغيرهم ولعله خرج به في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا3.
28687-
إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله تعالى فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم. "طس، عد، حل" عن عائشة.
28688-
"إذا اجتمع العالم والعابد على الصراط؛ قيل للعابد: ادخل الجنة وتنعم بعبادتك، وقيل للعالم: قف هنا واشفع لمن أحببت فإنك لا تشفع لأحد إلا شفعت فقام مقام الأنبياء". أبو الشيخ في الثواب، "فر" عن ابن عباس.
1 قال المناوي في الفيض "1/163": ضعيف لأن فيه الجارود. ص.
2 قال المناوي في الفيض "1/180": وفيه إبراهيم بن هانئ وهو ضعيف. ص.
3 قال المناوي في الفيض "1/209": لم أقف له على سند صحيح وقال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. ص.
28689-
"إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين وزهده في الدنيا وبصره عيوبه". "هب" عن أنس وعن محمد بن كعب القرظي مرسلا.
28690-
"إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين وألهمه رشده". البزار - عن ابن مسعود.
28691-
"إذا أراد الله بأهل بيت خيرا فقههم في الدين ووقر صغيرهم كبيرهم ورزقهم الرفق في معيشتهم والقصد في نفقاتهم وبصرهم عيوبهم فيتوبوا منها وإذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملا1". "قط" في الأفراد - عن أنس.
28692-
"إذا أراد الله بقوم خيرا أكثر فقهاءهم وأقل جهالهم فإذا تكلم الفقيه وجد أعوانا، وإذا تكلم الجاهل قهر، وإذا أراد بقوم شرا أكثر جهالهم وأقل فقهاءهم وإذا تكلم الجاهل وجد أعوانا وإذا تكلم الفقيه قهر". أبو نصر السجزي في الإبانة عن حبان بن أبي جبلة "فر" عن ابن عمر.
28693-
"إذا جاء الموت لطالب العلم وهو على هذه الحالة
1 هملا: أي مهملة لا رعاء لها، ولا فيها من يصلحها ويهديها، فهي كالضالة. النهاية 5/274. ب..
مات وهو شهيد". البزار - عن أبي ذر وأبي هريرة1.
28694-
"إذا قرأ الرجل القرآن واحتشى من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت هناك غريزة2 كان خليفة من خلفاء الأنبياء". الرافعي في تاريخه -3 عن أبي أمامة.
28695-
"إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قيل: وما رياض الجنة؟ قال: مجالس العلم". "طب" عن ابن عباس.
28696-
"أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه، ورجل علم عاما فانتفع به من سمعه منه دونه". ابن عساكر - عن أنس.
28697-
"اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم ". "عق، عد، هب" وابن عبد البر في العلم4.
28698-
"اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة
1 قال المناوي في الفيض "1/324": فيه يعلى بن هلال قال الذهبي في الضعفاء يضع الحديث. ص.
2 غريزة: وفي حديث عمر "الجبن والجرأة غرائز، أي أخلاق وطبائع صالحة أو رديئة، واحدتها: غريزة. النهاية 3/359. ب.
3 قال المناوي في الفيض"1/416": وقال ضعيف. ص.
4 قال المناوي في الفيض "1/542، 543" لم يصح فيه إسناد. ص.
على كل مسلم إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب. ابن عبد البر - عن أنس1.
28699-
"من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة". "ت"2 عن أبي هريرة.
28700-
"من طلب العلم كان كفارة لما مضى". "ت" عن مخبرة3
28701-
"من طلب العلم تكفل الله له برزقه". "خط" عن زياد بن الحارث الصدائي.
28702-
" من طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع". "حل" عن أنس.
28703-
"من علم علما فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل". "هـ" عن معاذ بن أنس.
28704-
" من علم آية من كتاب الله أو بابا من علم أنمى الله أجره إلى يوم القيامة". ابن عساكر - عن أبي سعيد.
1 قال المناوي في الفيض "1/542، 543" لم يصح فيه إسناد. ص.
2 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب في فضل رقم 2646 وقال حسن. ص.
3 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب فضل العلم رقم 2648 وقال إسناده ضعيف. ص.
28705-
"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين". "حم، ق" عن معاوية؛ "حم، ت"1 عن ابن عباس؛ "هـ" عن أبي هريرة.
28706-
"من غدا أو راح وهو في تعليم دينه فهو في الجنة". "حل" عن أبي سعيد.
28707-
"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه رشده". "حل" عن ابن مسعود.
28708-
"من يرد الله بهديه يفهمه". السجزي - عن عمر.
28709-
"المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحون". "حل" عن واثلة.
28710-
"نعم العطية كلمة حق تسمعها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم فتعلمها إياه". "طب" عن ابن عباس.
28711-
"نوم على علم خير من صلاة على جهل". "حل" عن سلمان.
28712-
"الناس رجلان عالم ومتعلم ولا خير فيما سواهما". "طب" عن ابن مسعود.
28713-
"والله لأن يهدى بهداك رجل واحد خير لك من
1 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب إذا أراد الله بعبد خيرا رقم 2645 وقال حسن صحيح ص.
حمر النعم. "د" عن سهل بن سعد.
28714-
وزن حبر العلماء بدم الشهداء فرجح عليه. "خط" عن ابن عمر1.
28715-
يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء فيرجح عليهم مداد العلماء على دم الشهداء.
الشيرازي - عن أنس؛ المرهي - عن عمران بن حصين؛ ابن عبد البر في العلم - عن أبي الدرداء؛ ابن الجوزي في العلل - عن النعمان بن بشير2.
28716-
تعلموا العلم وتعلموا للعلم الوقار. "خد" عن عمر3.
28717-
تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار، وتواضعوا لمن تعلمون منه. "طس عد" عن أبي هريرة4.
28718-
تعلموا ما شئتم أن تعملوا فلن ينفعكم الله بالعلم
1 قال المناوي في الفيض "6/362" قال ابن الجوزي حديث لا يصح واتهمه الخطيب بوضع الحديث. ص.
2 قال المناوي في الفيض "6/466": إسناده ضعيف. ص.
3 قال المناوي في الفيض "3/253": قال غريب من حديث مالك عن زيد لم نكتبه إلا من حديث حبوش رزق الله عن عبد المنعم. ص..
4 قال المناوي في الفيض "3/253": قال الهيثمي فيه عباد بن كثير وهو متروك الحديث. ص.
حتى تعملوا بما تعلمون. "عد، خط" عن معاذ؛ ابن عساكر - عن أبي الدرداء1.
28719-
"تعلموا من العلم ما شئتم، فوالله لا تؤجروا بجمع العلم حتى تعملوا". أبو الحسن بن الأحزم المديني في أماليه - عن أنس.
28720-
"تعلموا الفرائض والقرآن وعلموا الناس فإني مقبوض به". "ت" عن أبي هريرة.
28721-
"تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا. ابن مردويه، "قط" في كتاب النجوم - عن ابن عمر.
28722-
"الخير عادة والشر لجاجة2 ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. "هـ"3 عن معاوية.
1 قال المناوي في الفيض "3/253": قال الحافظ العراقي سنده ضعيف قال رواه الدارمي موقوفا على معاذ بسند صحيح. ص.
2 لجاجة: لج في الأمر لججا من باب تعب ولجاجا ولجاجة فهو لجوج ولجوجة مبالغة إذا لازم الشيء وواظبه. المصباح 2/754. ب.
3 أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب فضل العلماء والحث على طلب العلم رقم"221" وقال في الزوائد: رواه ابن حبان في صحيحه من طريق هاشم بن عمار باسناده ومتنه. ص.
28723-
"عالم ينتفع به خير من ألف عابد". "فر" عن علي.
28724-
"ضالة المسلم العلم كلما قيد حديثا طلب إليه آخر". "فر" عن علي.
28725-
"طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها رضى بما يطلب". ابن عساكر - عن أنس.
28726-
"طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات". العسكري في الصحابة وأبو موسى في الذيل - عن حسان بن أبي سنان مرسلا.
28727-
"طالب العلم أفضل عند الله تعالى من المجاهد في سبيل الله". "فر" عن أنس.
28728-
"طالب العلم لله كالغادي والرائح في سبيل الله". "فر" عن عمار وأنس.
28729-
"طالب العلم طالب الرحمة طالب العلم ركن الإسلام، ويعطى أجره مع النبيين". "فر" عن أنس.
28730-
"اغد عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ولا تكن الخامس فتهلك". البزار، "طس" عن أبي بكر1.
1 قال المناوي في الفيض "2/17": قال أبو زرعة العراقي من املائه هذا حديث فيه ضعف. ص..
28731-
"أفضل الأعمال العلم بالله، إن العلم ينفعك معه قليل العمل وكثيره، وإن الجهل لا ينفعك معه قليل العمل ولا كثيره". الحكيم - عن أنس1.
28732-
"ألا أعلمك خصلات ينفعك الله بهن؟ عليك بالعلم فإن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمه والرفق أبوه واللين أخوه والصبر أمير جنده". الحكيم - عن ابن عباس.
28733-
"اكتبوا العلم قبل ذهاب العلماء، وإنما ذهاب العلم بموت العلماء". ابن النجار - عن حذيفة.
28734-
" إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أنه من سلك مسلكا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه أثبته عليهما الجنة، وفضل في علم خير من فضل في عبادة، وملاك الدين الورع". "هب" عن عائشة.
28735-
"إن الله تعالى جعل العلم قبضات، ثم بثها في البلاد فإذا سمعتم بعالم قد قبض في الأرض فقد رفعت قبضة فلا يزال يقبض حتى لا يبقى شيء. "فر" عن ابن مسعود.
1 قال المناوي في الفيض "2/27": الحديث له شواهد ترقيه إلى درجة الصحة. ص.
28736-
"إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر يصلون على معلم الناس الخير". "طب" والضياء - عن أبي أمامة.
28737-
"صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر". "ع" عن أنس.
28738-
"الخلق كلهم يصلون على معلم الخير حتى حيتان البحر". "فر" عن عائشة.
28739-
"معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحار". "طس" عن جابر؛ البزار - عن عائشة.
28740-
"فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم إن الله عز وجل وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير". "ت" عن أبي أمامة1.
28741-
"إن الله تعالى لا ينزع العلم منكم بعد ما أعطاكموه انتزاعا ولكن يقبض العلماء ويبقى الجهال فيسألون فيفتون فيضلون ويضلون". "طس" عن أبي هريرة.
1 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة رقم "2685" وقال غريب. ص.
28742-
"إن الحكمة تزيد الشريف شرفا وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك". "حل" عن أنس.
28743-
" إن المؤمن إذا تعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل به كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعا". ابن لال - عن ابن عمر.
28744-
"إن الملائكة تبسط أجنحتها لطالب العلم". "هب" عن عائشة.
28745-
"إن طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها وتستغفر له". البزار - عن عائشة.
28746-
" من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر". "حم1 4 حب" عن أبي الدرداء.
1 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة رقم "2682" وقال: ليس هو عندي بمتصل هكذا. ص.
28747-
"إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب". الطيالسي - عنه عن صفوان بن عسال.
28748-
"ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضى بما يصنع حتى يرجع". "حم، هـ، ك، حب" عن صفوان بن عسال.
28749-
"إنه سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فرحبوا بهم وحيوهم وعلموهم". "هـ" عن أبي هريرة1.
28750-
"قلب ليس فيه شيء من الحكمة كبيت خرب فتعلموا وعلموا وتفقهوا ولا تموتوا جهالا، فإن الله لا يعذر على الجهل". ابن السني - عن ابن عمر.
28751-
"كل على خير هؤلاء يقرؤن القرآن ويدعون الله تعالى فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون ويعلمون وإنما بعثت معلما فجلس معهم". "هـ" عن ابن عمرو2.
28752-
"ما عبد الله تعالى بشيء أفضل من الفقه في الدين
1 أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب الوصاة بطلبة العلم رقم "247" وقال في الزوائد: إسناده ضعيف. ص..
2 أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب فضل العلماء رقم 229 وقال في الزوائد: إسناده ضعيف. ص..
ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه. "طس، هب" عن أبي هريرة.
28753-
ما عبد الله تعالى بشيء أفضل من فقه في الدين ونصيحة المسلمين. ابن النجار - عن ابن عمر.
28754-
ما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما إلا سهل الله تعالى له به طريق الجنة، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. "د، ك" عن أبي هريرة.
28755-
ما من شيء أقطع لظهر إبليس من عالم يخرج في قبيلة. "فر" عن واثلة.
28756-
مجالسة العلماء عبادة. "فر" عن ابن عباس.
28757-
الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها جذبها. "حب" في الضعفاء - عن أبي هريرة1.
28758-
من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة
1 وهكذا أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة رقم "2687" وقال غريب. ص.
الرجل ينظر إلى متاع غيره. "هـ، ك" عن أبي هريرة1.
28759-
" من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى". "حم، ق" عن معاوية2.
28760-
"موت العالم ثلمة3 في الإسلام لا تسد ما اختلف الليل والنهار". البزار - عن عائشة؛ ابن لال - عن ابن عمر وعن جابر.
28761-
"الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف". "حم" عن أبي هريرة.
28762-
"يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل خير لك من أن تصلي ألف ركعة تطوعا. "هـ" عن أبي ذر4.
1 أخرجه ابن ماجه في المقدمة رقم "227" قال في الزوائد: إسناده صحيح على شرط مسلم. ص.
2 أخرجه البخاري كتاب العلم باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين "1/27" ص..
3 ثلمة: الثلمة: الخلل في الحائط وغيره. المختار 64. ب.
4 أخرجه ابن ماجه في المقدمة. رقم 219 وقال المنذري: إسناده حسن. ص.
28763-
"أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع". "طب" عن ابن عمر.
28764-
" أكرموا العلماء فإنهم ورثة النبياء، فمن أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله". "خط" عن جابر1.
28765-
"أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء". ابن عساكر - عن ابن عباس.
28766-
"إن الفتنة تجيء فتنسف العبادة نسفا وينجو العالم منها بعلمه. "حل" عن أبي هريرة.
28767-
" إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة وذلك أنهم يزورون الله تعالى في كل جمعة فيقول لهم: تمنوا علي ما شئتم فيلتفتون إلى العلماء فيقولون: ماذا نتمنى؟ فيقولون: تمنوا عليه كذا وكذا فهم يحتاجون إليهم في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا". ابن عساكر - عن جابر.
28768-
"إن لكل شيء دعامة2 ودعامة هذا الدين الفقه
1 قال المناوي في الفيض "2/93": قال الزيلعي حديث لا يصح فيه الحجاج بن حجرة. ص.
2 دعامة: الدعامة بالكسر: عماد البيت الذي يقوم عليه، وبه سمي السيد دعامة. النهاية 2/120. ب.
ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد". "حب، خط"، عن أبي هريرة.
28769-
"إن مثل العلماء كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة". "حم" عن أنس.
28770-
"أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء". المرهبي في فضل العلم، "خط" عن عثمان.
28771-
"ألا أخبركم عن الأجود؟ الله الأجود الأجود وأنا أجود ولد آدم وأجودهم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة وحده، ورجل جاد بنفسه في سبيل الله حتى يقتل. "ع" عن أنس.
28772-
"ألا أدلكم على الخلفاء مني ومن أصحابي ومن الأنبياء قبلي؟ وهم حملة القرآن والأحاديث عني وعنهم في الله ولله. السجزي في الإبانة، "خط" في شرف أصحاب الحديث - عن علي.
28773-
أيما ناشيء نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر أعطاه الله تعالى يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقا. "طب" عن أبي أمامة.
28774-
"بين العالم والعابد سبعون درجة". "فر" عن أبي هريرة.
28775-
" جمال الرجال فصاحة لسانه". القضاعي عن جابر.
28776-
"الجمال صواب القول بالحق، والكمال حسن الفعال بالصدق". الحكيم - عن جابر.
28777-
"خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت ولا فقه في الدين". "ت"1 عن أبي هريرة.
28778-
"خيار أمتي علماؤها، وخير علماءها رحماؤها ألا وإن الله تعالى ليغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحدا، ألا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره قد أضاء يمشي فيه ما بين المشرق والمغرب كما يضيء الكوكب الدري". "حل، خط" عن أبي هريرة؛ القضاعي - عن ابن عمر.
28779-
" خيار أمتي من دعا إلى الله تعالى وحبب عباده إليه". ابن النجار - عن أبي هريرة.
28780-
"خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا". "خ" عن أبي هريرة2.
1 أخرجه الترمذي كتاب العلم رقم "2684" وقال غريب. ص.
2 أخرجه البخاري كتاب المناقب باب قال الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم} "4/217". ص.
28781-
" تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم لهم كراهية قبل أن يقع فيه، وتجدون شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه". "حم، ق" عن أبي هريرة1.
28782-
"خير الناس أقرؤهم وأفقههم في دين الله وأتقاهم لله وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم". "حم، طب، حب" عن درة بنت أبي لهب.
28783-
" خير سليمان بين المال والملك والعلم فاختار العلم فأعطي الملك والمال لاختياره العلم". ابن عساكر، "فر" عن ابن عباس.
28784-
"ذنب العالم واحد وذنب الجاهل ذنبان". "فر" عن ابن عباس.
28785-
"رحم الله امرأ سمع منا حديثا فوعاه ثم بلغه من هو أوعى منه". ابن عساكر - عن زيد بن خالد الجهني.
1 أخرجه البخاري كتاب المناقب باب قال الله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم
…
" "4/217". ص.
28786-
" ركعة من عالم بالله خير من ألف ركعة من متجاهل بالله". الشيرازي في الألقاب - عن علي.
28787-
"ركعتان من عالم أفضل من سبعين ركعة من غير عالم". ابن النجار - عن محمد بن علي مرسلا.
28788-
" سارعوا في طلب العلم، فالحديث من صادق خير من الدنيا وما عليها من ذهب وفضة". الرافعي في تاريخه - عن جابر.
28789-
"ساعة من عالم متكئ على فراشه ينظر في علمه خير من عبادة العابد سبعين عاما". "فر" عن جابر.
28790-
"عليكم بالعلم فإن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمه، والرفق أبوه واللين أخوه والصبر أمير جنوده". الحكيم - عن ابن عباس.
28791-
"عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبضه أن يرفع، العالم والمتعلم شريكان في الأجر، ولا خير في سائر الناس بعد". "هـ" عن أبي أمامة1.
28792-
"الغدو والرواح في تعليم العلم أفضل عند الله تعالى
1 أخرجه ابن ماجه في المقدمة رقم "228" وقال في الزوائد: إسناده ضعيف. ص.
من الجهاد في سبيل الله". أبو مسعود الأصبهاني في معجمه وابن النجار، "فر" عن ابن عباس.
28793-
" فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد". "ت، هـ" عن ابن عباس1.
28794-
"قليل الفقه خير من كثير العبادة، وكفى بالمرء فقها إذا عبد الله، وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه، وإنما الناس رجلان: مؤمن وجاهل فلا تؤذ المؤمن ولا تحاور الجاهل". "طب" عن ابن عمر.
28795-
"فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب". "حل" عن معاذ.
28796-
"فضل العالم على العابد سبعون درجة ما بين كل درجة كما بين السماء والأرض". "ع" عن عبد الرحمن بن عوف.
28797-
"فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة". ابن عبد البر - عن ابن عباس.
1 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة رقم "2681" وقال غريب. ص.
28798-
"فضل العالم على غيره كفضل النبي على أمته". "خط" عن أنس.
28799-
"فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع". البزار، "طس، ك" عن حذيفة؛ "ك" عن أبي سعيد.
28800-
" قليل العمل ينفع مع العلم وكثير العمل لا ينفع مع الجهل". "فر" عن أنس.
28801-
"كفى بالمرء فقها إذا عبد الله وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه". "حل" عن ابن عمر.
28802-
"لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت". "طب" عن أبي رافع.
28803-
"لكل شيء طريق وطريق الجنة العلم". "فر" عن ابن عمر.
28804-
"ليس مني إلا عالم أو متعلم. ابن النجار"، "فر" عن ابن عمر.
28805-
"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة
وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. "فر" عن أبي هريرة1.
28806-
ما استرذل الله تعالى عبدا إلا حظر عليه العلم والأدب. ابن النجار عن أبي هريرة.
28807-
ما استرذل الله تعالى عبدا إلا حرم العلم. عبدان في الصحابة وأبو موسى في الذيل - عن بشير بن النهاس.
28808-
ما اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي صاحبه إلى هدى أو يرده عن ردى ولا استقام دينه حتى يستقيم عقله. "طس" عن عمر.
28809-
ما تصدق الناس بصدقة أفضل من علم ينشر. "طب" عن سمرة.
28810-
"ما خرج رجل من بيته يطلب علما إلا سهل الله له طريقا إلى الجنة". "طس" عن عائشة.
28811-
"ما عبد الله تعالى بشيء أفضل من فقه في الدين". "هب" عن ابن عمر.
28812-
"ما قبض الله تعالى عالما من هذه الأمة إلا كان
1 هذا الحديث عند مسلم من حديث طويل أوله: "من نفس" كتاب الذكر باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعمل الذكر رقم 2699 ورقم 2700. ص.
ثغرة في الإسلام لا تسد ثلمته إلى يوم القيامة. السجزي في الإبانة والمرهبي في العلم - عن ابن عمر.
28813-
"ما من رجل ينعش بلسانه حقا فعمل به من بعده إلا أجرى عليه أجره إلى يوم القيامة ثم وفاه الله ثوابه يوم القيامة". "حم" عن أنس.
28814-
"من الصدقة أن يتعلم الرجل العلم فيعمل به ويعلمه". أبو خيثمة في العلم - عن الحسن مرسلا.
28815-
"من أدى إلى أمتي حديثا لتقام به سنة أو تثلم به بدعة فهو في الجنة". "حل" عن ابن عباس.
28816-
"من انتقل ليتعلم علما غفر له قبل أن يخطو". الشيرازي - عن عائشة.
28817-
" من حفظ على أمتي أربعين حديثا من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي". ابن النجار - عن أبي سعيد.
28818-
"من حمل من أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما". عن أنس.
28819-
"من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله تعالى حتى يرجع". "ت" والضياء - عن أنس.
28820-
"علم الباطن سر من أسرار الله عز وجل، وحكم من حكم الله يقذفه في قلوب من شاء من عباده.""فر" عن علي.
الإكمال
28821-
أفضل العبادة طلب العلم. الديلمي - عن أبي هريرة.
28822-
طلب العلم واجب على كل مسلم. "هب" عن أنس.
28823-
" من خرج يريد علما يتعلمه فتح له باب إلى الجنة وفرشت له الملائكة أكتافها وصلت عليه ملائكة السماوات وحيتان البحور، وللعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم، فمن أخذ بالعلم فقد أخذ بحظه، موت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد وهو نجم طمس، موت قبيلة أيسر من موت عالم". "ع، كر" عن أبي الدرداء.
28824-
" طلب العلم فريضة على كل مسلم فاغد أيها العبد عالما أو متعلما ولا خير فيما بين ذلك". الديلمي - عن علي.
28825-
"طلب الفقه حتم واجب على كل مسلم". "ك" في تاريخه - عن أنس.
28826-
"إن الملائكة لتبسط أجنحتها لطالب العلم". "هب" عن عائشة.
28827-
"مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم لتحفه الملائكة وتظله بأجنحتها ثم يركب بعضها بعضا حتى يبلغوا سماء الدنيا من محبتهم لما يطلب". البغوي، "طب" عن صفوان بن عسال.
28828-
"مسألة واحدة يتعلمها المؤمن خير له من عبادة سنة وخير له من عتق رقبة من ولد إسماعيل، وإن طالب العلم والمرأة المطيعة لزوجها والولد البار بوالديه يدخلون الجنة مع الأنبياء بغير حساب". أبو بكر النقاش والرافعي في تاريخه - عن أبي أيوب.
28829-
"من أتاه ملك الموت وهو يطلب العلم كان بينه وبين الأنبياء درجة واحدة درجة النبوة". ابن النجار - عن أنس.
28830-
"من جاءه الموت وهو يطلب العلم يحيي به الإسلام لم يكن بينه وبين الأنبياء إلا درجة في الجنة". ابن عساكر - عن الحسن مرسلا؛ ابن النجار - عن الحسن عن أنس.
28831-
" من جاء أجله وهو يطلب العلم لقي الله تعالى ولم يكن بينه وبين النبيين إلا درجة النبوة". "طس" عن ابن عباس.
28832-
"من جاء أجله وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام
لم يفضله النبيون إلا بدرجة". الخطيب - عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس.
28833-
"من طلب بابا من العلم ليحيي به الإسلام كان بينه وبين الأنبياء درجة في الجنة". ابن النجار - عن أبي الدرداء.
28834-
" طالب العلم طالب الرحمن طالب العلم ركن الإسلام ويعطى أجره مع النبيين". الديلمي - عن أنس.
28835-
"من خرج يطلب بابا من العلم ليرد به باطلا من حق أو ضلالا من هدى كان كعبادة متعبد أربعين عاما". الديلمي - عن ابن مسعود.
28836-
" أيما ناشيء نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر أعطاه الله تعالى يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقا. "طب" عن أبي أمامة1.
28837-
"من طلب بابا من العلم ليصلح به نفسه أو لمن بعده كتب الله له من الأجر بعدد رمل عالج. ابن عساكر - عن أبان عن أنس.
1 أورده الهيثمي في مجمع الزوائد "1/125" وقال: رواه الطبراني في الكبير فيه يوسف بن عطية متروك الحديث. ص.
28838-
من طلب علما فأدركه كتب له كفلان من الأجر، ومن طلب علما فلم يدركه كتب له كفل من الأجر. "ع" والحاكم في الكنى، "طب، هق" وتمام، "ت" وابن عساكر - عن واثلة.
28839-
من طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع."حل" عن أنس.
28840-
من غدا يطلب علما كان في سبيل الله حتى يرجع وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم. "طب" عن صفوان ابن عسال.
28841-
من غدا يطلب العلم صلت عليه الملائكة وبورك له في معيشته ولم ينتقص من رزقه وكان مباركا عليه. "عق" عن أبي سعيد.
28842-
من كان في طلب العلم كانت الجنة في طلبه، ومن كان في طلب المعصية كانت النار في طلبه. ابن النجار - عن ابن عمر.
28843-
من لم يطلب العلم صغيرا فطلبه كبيرا فمات مات شهيدا. ابن النجار - عن جابر.
28844-
الغدو والرواح في طلب العلم أفضل عند الله من
الجهاد في سبيل الله عز وجل. ابن النجار - عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس؛ "ك" في تاريخه - عن نهشل عن الضحاك عن ابن عباس.
28845-
" ما انتعل عبد قط ولا تخفف ولبس ثوبا ليغدو في طلب العلم إلا غفرت له ذنوبه حيث يخطو عتبة باب بيته". أبو نعيم - عن علي.
28846-
" ما انتعل عبد قط ولا تخفف ولا لبس ثوبا ليغدو في طلب العلم يتعلمه إلا غفرت له ذنوبه حيث يخطو عتبة باب بيته". "طس" وتمام وابن عساكر - عن أبي الطفيل عن علي، وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي كذاب يضع.
28847-
"ما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما إلا سهل الله له طريق الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. "حب" عن أبي هريرة.
28848-
إذا تعلمت بابا من العلم خير لك من أن تصلي ألف ركعة تطوعا متقبلة وإذا علمت الناس عمل به أو لم يعمل به فهو خير لك من ألف ركعة تطوعا متقبلة. الديلمي - عن أبي ذر.
28849-
من تعلم حديثين اثنين ينفع بهما نفسه أو يعلمهما
غيره وينتفع به كان خيرا له من عبادة ستين سنة". الديلمي - عن البراء.
28850-
" من تعلم لله وعلم لله كتب في ملكوت السماوات عظيما". الديلمي - عن ابن عمر.
28851-
"من تعلم آية من كتاب الله عز وجل استقبلته يوم القيامة تضحك في وجهه". "طب" عن أبي أمامة.
28852-
"من تعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل به كان أفضل من صلاة ألف ركعة فإذا هو عمل به أو علمه كان له ثوابه وثواب من يعمل به إلى يوم القيامة". الخطيب وابن النجار - عن ابن عباس.
28853-
"من تعلم أربعين حديثا ابتغاء وجه الله تعالى ليعلم به أمتي في حلالهم وحرامهم حشره الله يوم القيامة عالما". أبو نعيم - عن علي.
28854-
"من تعلم حرفا من العلم غفر الله له البتة، ومن والى حبيبا في الله غفر الله له، ومن نام على وضوء غفر الله له، ومن نظر في وجه أخيه غفر الله له، ومن ابتدأ بأمر وقال: بسم الله غفر الله له". الرافعي - عن علي.
28855-
"من تفقه في دين الله كفاه الله همه ورزقه من حيث لا يحتسب". الرافعي - عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن أنس؛ الخطيب وابن النجار - عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن عبد الله بن جزء الزبيدي.
28856-
" من دخل مسجدي هذا ليتعلم خيرا أو ليعلمه كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن دخله بغير ذلك من أحاديث الناس كان بمنزلة من يرى ما يعجبه وهو شيء لغيره. "طب، طس" عن سهل بن سعد.
28857-
من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيرا أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله ومن دخله لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له". "حم، حب" عن أبي هريرة.
28858-
" من غدا يريد العلم يتعلمه لله فتح له باب إلى الجنة، وفرشت له الملائكة أكتافها وصلت عليه ملائكة السماوات وحيتان البحور وللعالم على العابد من الفضل كفضل القمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء والعلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما لكنهم ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظه، وموت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وهو نجم
طمس، وموت قبيلة أيسر من موت عالم". "طب، هب" عن أبي الدرداء مر الحديث برقم "28823".
28859-
"من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر معتمر تام العمرة، ومن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليعلم خيرا أو يعلمه فله أجر حاج تام الحجة". "طب، ك، حل" وابن عساكر، "ص" عن أبي أمامة.
28860-
"رحم الله رجلا تعلم فريضة أو فريضتين وعمل بهما أو علمهما من يعمل بهما". أبو الشيخ عن أبي هريرة.
28861-
"ما من رجل تعلم كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا مما فرض الله تعالى ورسوله فعلمهن وعلمهن إلا دخل الجنة". ابن النجار - عن أبي هريرة.
28862-
"تعلموا الفرائض وعلموه الناس فإنه نصف العلم، وإنه ينسى وهو أول ما ينتزع من أمتي". الشيرازي في الألقاب، "ق" عن أبي هريرة.
28863-
"تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا الفرائض وعلموها الناس". "قط" عن أبي سعيد.
28864-
"تعلموا العلم وعلموه الناس". "هب" عن أبي بكر.
28865-
"تعلموا العلم قبل أن يرفع، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إلى ما عنده وعليكم بالعلم، وإياكم والتنطع1 والتبدع والتعمق وعليكم بالعتيق". الديلمي - عن ابن مسعود.
28866-
"تعلموا العلم قبل أن يرفع، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إلى ما عنده". الديلمي - عن أبي هريرة.
28867-
"تعلموا العلم فإن تعليمه خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد". الخطيب في المتفق والمفترق - عن معاذ، وفيه كنانة بن جبلة قال ابن معين كذاب وقال أبو حاتم محله الصدق وقال السعدي ضعيف جدا ورواه الديلمي وزاد: وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبيل الجنة والأنيس في الوحشة والصاحب في الوحدة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الأعداء والزين عند الأخلاء والقرب عند الغرباء، ويرفع الله به أقواما فيجعلهم في الجنة قادة، ورواه
1 والتنطع: ومنه حديث عمر "لن تزالوا بخير ما عجلتم الفطر ولم تنطعوا تنطع أهل العراق" أي تتكلفوا القول والعمل. وفي الحديث "هلك المتنطعون " هم المتعمقون المغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم. مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى من الفم، ثم استعمل في كل تعمق قولا وفعلا. النهاية 5/74. ب.
بطوله ابن لال وأبو نعيم - عن معاذ موقوفا.
28868-
"يا أيها الناس عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع، العالم والمتعلم شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس بعد". "طب" والخطيب - عن أبي أمامة.
28869-
"يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم وقبل أن يرفع العلم قيل: يا رسول الله كيف يرفع العلم وهذا القرآن بين أظهرنا؟ فقال: أي ثكلتك أمك وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بالحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم، ألا وإن من ذهاب العلم أن يذهب حملته ثلاث مرار". "حم" والدارمي، "طب" وأبو الشيخ في تفسيره وابن مردويه - عن أبي أمامة.
28870-
"الناس رجلان: عالم أو متعلم هما في الأجر سواء ولا خير فيما بينهما من الناس". "طس" عن ابن مسعود.
28871-
"ليس منا إلا عالم أو متعلم". أبو علي منصور بن عبد الخالدي الهروي في فوائده وابن النجار والديلمي - عن ابن عمر.
28872-
"ما من أحد إلا وعلى بابه ملكان، فإذا خرج قالا: اغد عالما أو متعلما ولا تكن الثالث". أبو نعيم - عن أبي هريرة.
28873-
" كلا المجلسين على خير أحدهما أفضل من الآخر أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه إن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وأما هؤلاء فيتعلمون ويعلمون الجاهل، وإنما بعثت معلما وهؤلاء أفضل". "طب" عن ابن عمر.
28874-
"إذا أراد الله بعبد خيرا يفقهه". "طب" عن ابن مسعود.
28875-
"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم ويعطي الله". "حم" عن أبي هريرة.
28876-
"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه رشده". "طب" عن معاوية؛ "حل" عن ابن مسعود.
28877-
"إنما الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا لا يؤذين مسلم بكافر". ابن عساكر - عن أم سلمة قالت لما قدم عكرمة بن أبي جهل جعل يمر بالأنصار فيقولون هذا ابن عدو الله أبي جهل فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال - فذكره.
28878-
"الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا لا تؤذوا مسلما بكافر". "ك" وتعقب - عن أم سلمة.
28879-
"الناس معادن في الخير والشر خيارهم في الجاهلية
خيارهم في الإسلام إذا فقهوا". العسكري في الأمثال - عن أبي هريرة.
28880-
"خياركم في الإسلام خياركم في الجاهلية". ابن عساكر - عن سعيد بن أبي العاص.
28881-
"إن لقمان قال لابنه: يا بني عليك بمجالس العلماء واستمع كلام الحكماء فإن الله عز وجل يحيي القلب الميت بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر". "طب" والرامهرمزي في الأمثال - عن أبي أمامة وسنده ضعيف1.
28882-
"حملة العلم في الدنيا خلفاء الأنبياء في الآخرة من الشهداء". الخطيب عن ابن عمر.
28883-
"من استقبل العلماء فقد استقبلني، ومن زار العلماء فقد زارني، ومن جالس العلماء فقد جالسني، ومن جالسني فكأنما جالس ربي". الرافعي - عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده.
28884-
"من علم آية من كتاب الله وسنة في دين الله هيأ الله له من الثواب يوم القيامة ما لا يكون ثواب أفضل مما هيأ له".
1 أورده الهيثمي في الزوائد "1/125" وقال رواه الطبراني في الكبير وسنده ضعيف. ص.
أبو الشيخ عن عبد الله بن ضرار عن يزيد الرقاشي وهما ضعيفان - عن أنس.
28885-
"من علم آية من كتاب الله كان له مثل أجر من تعلمها ضعفين". ابن لال - عن عثمان.
28886-
"إن دين الله تعالى لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه". الديلمي - عن ابن عباس.
28887-
"من علم آية من كتاب الله كان له ثوابها ما تليت". ابن لال - عن ابان عن عثمان.
28888-
"ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر". "طب" وابن النجار - عن سمرة.
28889-
"ما من صدقة يتصدق بها رجل على أخيه أفضل من علم يعلمه إياه". ابن النجار من طريق أبي بكر بن أبي مريم - عن راشد بن سعد وحبيب بن عبيد وضمرة بن حبيب مرسلا.
28890-
"نعم الفائدة للعبد ونعم الهدية الكلمة من كلام الحكمة يسمعها الرجل فيلتوي عليها حتى يهديها إلى أخيه المسلم". هناد وابن عمشليق في جزئه - عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه؛ أبو نعيم - عن ابن عباس.
28891-
" إن أفضل الهدية أو أفضل العطية الكلمة من كلام الحكمة يسمعها العبد ثم يتعلمها ثم يعلمها أخاه خير له من عبادة سنة على نيتها". تمام وابن عساكر - عن أنس، وفيه عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي متهم.
28892-
"ما أهدى مسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة يزيده الله تعالى بها هدى أو يرده بها عن ردى". "ع" عن ابن عمر.
28893-
"اتبعوا العلماء فإنهم سرج الدنيا ومصابيح الآخرة". الديلمي - عن أنس.
28894-
"إذا كان يوم القيامة جمع الله العلماء فقال: إني لم أستودع حكمتي قلوبكم وأنا أريد أن أعذبكم ادخلوا الجنة". "عد، كر" عن أبي أمامة وواثلة معا.
28895-
"يقول الله تبارك وتعالى للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني لم أجعل علمي وحلمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي". "طب" وأبو نعيم - عن ثعلبة بن الحكم الليثي وحسن.
28896-
"يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة: يا معشر العلماء
إني لم أضع علمي فيكم إلا لمعرفتي بكم قوموا فإني قد غفرت لكم. الطيسي في الترغيب - عن جابر.
28897-
" ليس من عالم إلا وقد أخذ الله ميثاقه يوم أخذ ميثاق النبيين يرفع عنه مساوي عمله بمجالس علمه إلا أنه لا يوحى إليه. أبو نعيم - عن ابن مسعود.
28898-
"ما استودع الله تعالى عبدا علما - وفي لفظ: عقلا - إلا وهو مستنقذه به يوما ما. الديلمي - عن أنس.
28899-
" إذا كان يوم القيامة يوزن دم الشهداء بمداد العلماء فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء". ابن النجار - عن ابن عباس.
28900-
"يبعث الله تعالى العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء فيقول: يا معشر العلماء إني لم أضع فيكم علمي وأنا أريد أن أعذبكم اذهبوا فقد غفرت لكم". "طب" عن ابن مسعود.
28901-
"يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء". ابن عبد البر في العلم - عن أبي الدرداء.
28902-
"يوزن مداد العلماء ودم الشهداء يرجح مداد العلماء على دم الشهداء". ابن الجوزي في العلل وابن النجار - عن ابن عمر.
28903-
" يبعث العالم والعابد فيقال للعابد: ادخل الجنة
ويقال للعالم: اثبت حتى تشفع للناس بما أحسنت أدبهم. "عد، هب" وضعفه - عن جابر.
28904-
"أكرموا العلماء ووقروهم وأحبوا المساكين وجالسوهم وارحموا الأغنياء واعفوا عن أموالهم". الديلمي - عن أبي الدرداء.
28905-
"البركة مع أكابركم أهل العلم. الرافعي - عن ابن عباس.
28906-
"البركة مع الأكابر". "عد" وقال غريب وابن عساكر - عن أنس.
28907-
"نعم الرجل الفقيه إن احتيج إليه انتفع به، وإن استغني عنه أغنى نفسه". ابن عساكر - عن علي.
28908-
"والذي نفس محمد بيده لعالم واحد أشد على إبليس من ألف عابد لأن العابد لنفسه والعالم لغيره". ابن النجار - عن ابن مسعود، وفيه عمر بن الحصين.
28909-
"خير العبادة الفقه". أبو الشيخ - عن أنس.
28910-
"خير سليمان بين المال والملك والعلم فاختار العلم فأعطي الملك والمال لاختياره العلم". ابن عساكر والديلمي - عن ابن عباس وسنده ضعيف.
28911-
" ذنب العالم واحد وذنب الجاهل ذنبان؛ العالم يعذب على ركوب الذنب والجاهل يعذب على ركوب الذنب وتركه العلم". الديلمي - عن جرير عن الضحاك عن ابن عباس.
28912-
"ركعة من عالم بالله خير من ألف ركعة من متجاهل بالله". الشيرازي في الألقاب من طريق مالك بن دينار - عن الحسن عن أنس عن علي.
28913-
"عالم ينتفع به خير من ألف عابد". الديلمي - عن علي.
28914-
"فضل العالم على العابد سبعون درجة بين كل درجتين حضر1 الفرس السريع المضمر مائة عام وذلك أن الشيطان يضع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها، والعابد مقبل على عبادته لا يتوجه لها ولا يعرفها". الديلمي - عن أبي هريرة.
28915-
"فضل العلم أفضل من فضل العبادة وخير دينكم الورع". "بز، طس، ك" عن حذيفة.
28916-
"فضل العلم أفضل من العبادة وملاك الدين الورع". "طب" عن ابن عباس.
1 حضر: الحضر بالضم: العدو. وأحضر يحضر فهو محضر إذا عدا. ومنه الحديث "أنه أقطع الزبير حضر فرسه بأرض المدينة". النهاية 1/398. ب.
28917-
" لا قراءة إلا بتدبر، ولا عبادة إلا بفقه، ومجلس فقه خير من عبادة ستين سنة". "قط" في الأفراد عن ابن عمر، وهو ضعيف.
28918-
"يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين". "عد" وأبو نصر السجزي في الإبانة وأبو نعيم، "ق" وابن عساكر - عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري وهو مختلف في صحبته قال ابن منده ذكر في الصحابة ولا يصح، قال أبو نعيم وروي عن أسامة بن زيد وأبي هريرة وكلها مضطربة غير مستقيمة، "عد، ق" وابن عساكر - عن إبرهيم بن عبد الرحمن العذري ثنا الثقة من أشياخنا؛ الخطيب وابن عساكر - عن أسامة بن زيد؛ وابن عساكر - عن أنس؛ الديلمي عن ابن عمر؛ "عق" عن أبي أسامة، "بز، عق" عن ابن عمر وأبي هريرة معا، قال الخطيب سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث وقيل له كأنه كلام موضوع قال لا هو صحيح سمعته من غير واحد.
28919-
"يرث هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين". "ك، كر" عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري.
28920-
يرفع الله بهذا العلم أقواما فيجعلهم قادة يقتدى بهم في الخير، ويقتص آثارهم، ويرمق أعمارهم، وترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم. "حل" عن أنس.
28921-
"يسير الفقه خير من كثير العبادة، وخير أعمالكم أيسرها". "طب" عن الرحمن بن عوف.
28922-
"قليل الفقه خير من كثير العبادة". "ع" في تاريخه - عن ابن عمر، وأبو موسى المديني في المعرفة عن رجاء غير منسوب.
28923-
"كلمة حكمة يسمعها الرجل خير له من عبادة سنة، والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير من عتق رقبة. الديلمي - عن أبي هريرة.
28924-
"لكل شيء دعامة، ودعامة الإسلام الفقه في الدين، ولفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد". "عد" عن أبي هريرة.
28925-
" لكل شيء إقبال وإدبار، وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة كلها بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الرجل المجافي أو الرجلان، وإن من إدبار هذا الدين أن يجفو القبيلة كلها بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الرجل الفقيه أو الرجلان فهما مقهوران ذليلان لا يجدان على ذلك أعوانا ولا أنصارا". ابن السني وأبو نعيم - عن أبي أمامة.
28926-
إن لهذا الدين إقبالا وإدبارا، ألا وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى إلا الفاسق أو
الفاسقان ذليلان فيها إن تكلما قهرا واضطهدا1 أو يلعن آخر هذه الأمة أولها، ألا وعليهم حلت اللعنة حتى يشربوا الخمر علانية حتى تمر المرأة بالقوم فيقوم إليها بعضهم فيرفع بذيلها كما يرفع بذنب النعجة فقائل يقول يومئذ: ألا واريتها وراء الحائط فهو يومئذ فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم، فمن أمر يومئذ بالمعروف ونهى على المنكر فله أجر خمسين ممن رآني وآمن بي وأطاعني، وبايعني. "طب" عن أبي أمامة.
28927-
" ما استرذل الله عبدا إلا حظر عليه العمل والأدب". ابن النجار - عن أبي هريرة.
28928-
"إن الفتنة يجيء فتنسف العباد نسفا وينجو العالم منها بعلمه". "د، حل" وأبو نصر السجزي في الإبانة وأبو سعيد السمان في مشيخته والرافعي وابن النجار - عن أبي هريرة2.
28929-
"مثل الذي يقرأ القرآن ولا يحسن الفرائض
1 واضطهد: الاضطهاد هو الظلم والقهر. النهاية 3/106. ب.
2 رمز السيوطي في الجامع الصغير لهذا الحديث "2/377""حل" وقال المناوي: غريب من حديث أبي إسحاق لم يكتبه إلا من حديث عطية. ص.
كالبرنس1 لا رأس له". الديلمي - عن أبي موسى.
28930-
" مثل العابد الذي لا يتفقه كمثل الذي يبني بالليل ويهدم بالنهار". ابن أبي الدنيا في العلم والديلمي - عن عائشة.
28931-
"مثل الذي يقرأ القرآن ولا يفرض مثل الذي ليس له رأس". الرامهرمزي من طريق إسحاق بن نجيح عن عطاء الخراساني - عن أبي هريرة.
28932-
"منهومان لا يشبع طالبهما: طالب العلم وطالب الدنيا. "طب" عن ابن مسعود.
28933-
"منهومان لا يقضي واحد منهما نهمته2: منهموم في طلب العلم لا يقضي نهمته، ومنهوم في طلب الدنيا لا يقضي نهمته". أبو خشيمة في العلم، "طب" عن ابن عباس.
28934-
منهومان لا يشبعان: منهوم في علم لا يشبع،
1 كالبرنس: هو كل ثوب رأسه منه ملتزق به، من دراعة أو جبة أو ممطر أو غيره. وقال الجوهري: هو قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام، هو من البرس - بكسر الباء - القطن، والنوى زائدة. النهاية 1/122. ب.
2 نهمته: النهمة: بلوغ الهمة في الشيء. النهاية 5/138. ب.
ومنهوم في دنيا لا يشبع". "ك" عن قتادة عن أنس؛ "عد" عن الحسن مرسلا1.
28935-
" كل صاحب علم غرثان2 إلى علم". ابن السني - عن جابر.
28936-
"كلمة الحكمة ضالة كل حكيم، فإذا وجدها فهو أحق بها". العسكري في الأمثال - عن أبي هريرة.
28937-
ليس من خلق المؤمن التملق ولا الحسد إلا في طلب العلم. "عد، هب" عن معاذ.
28938-
" لا حسد ولا ملق إلا في طلب العلم". "عد، هب" والخطيب - عن أبي هريرة.
28939-
"لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالا فصرفه في سبيل الخير، ورجل أتاه الله علما فعلمه وعمل به". "حل" عن أبي هريرة.
28940-
"أفضل العلم العلم بالله، قليل العمل ينفع مع العلم
1 قال المناوي في الفيض "6/245": فيه ليث بن أبي سليم ضعيف. ص.
2 غرثان: أي جائع. يقال: غرث يغرث غرثا فهو غرثان، وامرأة غرثى. النهاية 3/353. ب.
وكثير العمل لا ينفع مع الجهل". الديلمي عن مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي عن عبادة بن عبد الصمد وهما ضعيفان - عن أنس.
28941-
"العلماء ثلاثة: رجل عاش به الناس وعاش بعلمه، ورجل عاش به الناس وأهلك نفسه، ورجل عاش بعلمه ولم يعش به أحد غيره. الديلمي - عن أنس.
28942-
"إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله، فإذا نطقوا به لا ينكره إلا أهل الغرة1 بالله". الديلمي - عن أبي هريرة.
28943-
"ألا أنبئكم بالفقيه كل الفقيه؟ من لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤيسهم من روح الله، ولا يؤمنهم مكر الله، ولا يدع القرآن رغبة إلى ما سواه، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا في علم ليس فيه تدبر". ابن لال في مكارم الأخلاق - عن علي.
28944-
"العلم حياة الإسلام، وعماد الإيمان، ومن علم علما أنمى الله له أجره إلى يوم القيامة، ومن تعلم علما فعمل به كان حقا على الله أن يعلمه ما لم يكن يعلم". أبو الشيخ - عن ابن عباس.
1 الغرة: أهل الغفلة الذين ركنوا إلى الدنيا راجع الترغيب والترهيب "1/103" ص.
28945-
"العلم خير من العمل، وملاك الدين الورع، والعالم من يعمل بالعلم وإن كان قليلا". أبو الشيخ - عن عبادة بن الصامت.
28946-
"العلم علمان: فعلم ثابت في القلب فذاك العلم النافع، وعلم في اللسان فذاك حجة الله على عبادة". أبو نعيم - عن يوسف بن عطية عن قتادة عن أنس.
28947-
"العلم علمان: علم في القلب فذاك العلم النافع، وعلم على اللسان فذلك حجة على ابن آدم".
"ش" والحكيم - عن الحسن مرسلا؛ الخطيب - عن الحسن عن جابر؛ وأورده ابن الجوزي في العلل من الطريقين.
28948-
"خير الناس أقرؤهم للقرآن، وأفقهم في دين الله وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم"."حم، طب، هب" والخرائطي في مكارم الأخلاق - عن درة بنت أبي لهب.
28949-
"لا يفقه العبد كل الفقه حتى يبغض الناس في ذات الله، ثم يرجع إلى نفسه فتكون أمقت عنده من الناس أجمعين. ابن لال - عن جابر.
28950-
"لا يفقه العبد كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات
الله وحتى لا يكون أحد أمقت من نفسه. الخطيب في المتفق والمفترق - عن شداد بن أوس.
28951-
"من كتب عني علما أو حديثا لم يزل يكتب له الأجر ما بقي ذلك العلم والحديث". "كر" في تاريخه - عن أبي بكر. قاتل الله يهود لقد أوتوا علما "حب" عن أبي أمامة.
الباب الثاني: في آفات العلم ووعيد من لم يعمل بعلمه
في آفات العلم ووعيد من لم يعمل بعلمه
…
الباب الثاني في آفات العلم ووعيد من لم يعمل بعلمه
28952-
"العلماء أمناء الرسل مالم يخالطوا السلطان ويداخلوا الدنيا، فإذا خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم". الحسن بن سفيان، "عق" عن أنس.
28953-
"الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم. العسكري - عن علي.
28954-
"آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل. "فر" - عن ابن عباس.
28955-
" إن الله تبارك وتعالى ليؤيد الدين بالرجل الفاجر". "طب" عن عمرو بن النعمان بن مقرن.
28956-
"إن الله تبارك وتعالى يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم". "ن، حب" عن أنس؛ "حم، طب" عن أبي بكرة.
28957-
"إن الله تبارك وتعالى ليؤيد الإسلام برجال ما هم من أهله". "طب" عن ابن عمرو.
28958-
"قوام أمتي بشرارها". "حم، طب" عن ميمون بن سنباذ.
28959-
"سيشد هذا الدين برجال ليس لهم عند الله خلاق 1" المحاملي في أماليه - عن أنس.
28960-
" آفة العلم النسيان، واضاعته أن تحدث به غير أهله". "ش" عن الأعمش مرفوعا معضلا وأخرج صدره فقط عن ابن مسعود موقوفا.
28961-
"أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار". الدارمي - عن عبيد الله بن أبي جعفر مرسلا2.
1 خلاق: الخلاق: النصيب. ومنه قوله تعالى: {لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ} . المختار 146. ب.
2 قال المناوي في الفيض "1/159" في سنده المشهود له بالترجيح المستحق لأن يسمى بالصحيح قال الحافظ: مسند الدارمي ليس دون السنن في الرتبة بل لو ضم إلى الخمسة لكان أولى من سنن ابن ماجه فإنه أمثل بكثير. ص.
28962-
"القصاص ثلاثة: أمير، أو مأمور، أو مختال". "طب" عن عروة بن مالك وعن كعب بن عياض.
28963-
"لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو آمر". "حم، د" عن عمرو1
28964-
"أبعد الناس من الله يوم القيامة القاص الذي يخالف ما أمر به". "فر" عن أبي هريرة2.
28965-
"احذروا الشهوة الخفية، العالم يحب أن يجلس إليه". "فر" عن أبي هريرة.
28966-
"أخاف على أمتي من بعدي ثلاثة: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن والتكذيب بالقدر". "طب" عن أبي الدرداء.
28967-
"أخاف على أمتي ثلاثا: ضلالة الأهواء، واتباع الشهوات في البطون والفروج، والغفلة بعد المعرفة". الحكيم والبغوي وابن منده وابن قانع وابن شاهين وأبو نعيم، الخمسة في كتب الصحابة - عن أفلح.
1 عزى الحديث في الجامع الصغير "6/454": "حم هـ" وقال المناوي: إسناده حسن. وآخر فقرة من الحديث: أو مرائي. ص.
2 قال المناوي في الفيض "1/78": رمز المصنف لضعفه لأن فيه: عمرو ابن بكر السكسكي. ص.
28968-
"أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان". "عد" عن عمر.
28969-
إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان. "حم" عن عمر.
28970-
" إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان". "ط، هب" عن عمران بن حصين.
28971-
"كيف أنت إذا بقيت في قوم علموا ما جهل هؤلاء وهمهم مثل هم هؤلاء". "حل" عن معاذ.
28972-
"أكثر منافقي أمتي قراؤها". "حم، طب، هب" عن ابن عمرو "حم، طب" عن عقبة بن عامر؛ "طب، عد" عن عصمة بن مالك.
28973-
"إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة فاعلم أنه لص". "فر" عن أبي هريرة.
28974-
"إذا علم العالم فلم يعمل كان كالمصباح يضيء للناس ويحرق نفسه". ابن قانع في معجمه - عن سليك الغطفاني.
28975-
"مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها". "طب" عن ابن برزة.
28976-
" مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه". "طب" والضياء - عن جندب.
28977-
" أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه". "ط، ص، عد، هب" عن أبي هريرة.
28978-
" أكثر ما أتخوف على أمتي من بعدي رجل يتأول القرآن يضعه على غير مواضعه، ورجل يرى أنه أحق بهذا الأمر من غيره". "طس" عن عمر.
28979-
"إن الله تبارك وتعالى كره لكم البيان كل البيان". "طب" عن أبي أمامة.
28980-
"إن الله تعالى لا ينزع العلم منكم بعدما أعطاكموه انتزاعا، ولكن يقبض العلماء بعلمهم، وتبقى جهال فيسألون فيفتون فيضلون ويضلون". "طس" عن أبي هريرة.
28981-
"إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا". "حم، ق، ت هـ" عن ابن عمرو1.
1 أخرجه مسلم كتاب العلم باب رفع
…
رقم "2673". ص.
28982-
"إن الله تبارك وتعالى يبغض كل عالم بالدنيا جاهل بالآخرة". "ك" في تاريخه - عن أبي هريرة.
28983-
"إن الله تبارك وتعالى يسأل العبد عن فضل علمه كما يسأل عن فضل ماله. "طس" عن ابن عمر.
28984-
"إن الله تبارك وتعالى يعافي الأميين يوم القيامة مايعافي العلماء". "حل" والضياء - عن أنس.
28985-
إن أبغض الخلق إلى الله تعالى العالم يزور العمال1" ابن لال - عن أبي هريرة.
28986-
"إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون". "حم، طب" عن أبي الدرداء.
28987-
"إن أناسا من أمتي سيتفقهون في الدين ويقرؤون القرآن ويقولون: نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا، ولا يكون ذلك كمالا يجتنى من القتاد2 إلا الشوك كذلك لا يجتنى من قربهم إلا الخطايا. "هـ" عن ابن عباس.
1 العمال: وفي الحديث "ما تركت بعد نفقة عيالي ومؤنة عاملي صدقة" أراد بعياله زوجاته، وبعامله الخليفة بعده. النهاية 3/ 300. ب.
2 القتاد: شجر له شوك. المختار 410. ب.
28988-
"سيكون قوم بعدي من أمتي يقرؤون القرآن ويتفقهون في الدين يأتيهم الشيطان فيقول: لو أتيتم السلطان فأصلح من دنياكم واعتزلتموهم بدينكم ولا يكون ذلك، كما يجتنى من القتاد إلا الشوك كذلك لا يجتنى من قربهم إلا الخطايا. ابن عساكر - عن ابن عباس.
28989-
"سيكون في آخر الزمان ديدان القراء، فمن أدرك ذلك الزمان فليتعوذ بالله منهم". "حل" عن أبي أمامة.
28990-
"سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم". "م" عن أبي هريرة.
28991-
"إن أناسا من أهل الجنة يطلعون إلى أناس من أهل النار فيقولون: بم دخلتم النار، فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم، فيقولون: إنا كنا نقول ولا نفعل. "طب" عن الوليد بن عقبة.
28992-
"إن علما لا ينتفع به ككنز لا ينفق في سبيل الله. ابن عساكر - عن أبي هريرة.
28993-
"علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه". ابن عساكر - عن ابن عمر.
28994-
"علم لا ينفع ككنز لا ينفق منه". القضاعي - عن ابن مسعود.
28995-
"مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه. "طس" عن أبي هريرة.
28996-
"إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين. "ت" عن ثوبان1.
28997-
"كاتم العلم يلعنه كل شيء حتى الحوت في البحر والطير في السماء". ابن الجوزي في العلل - عن أبي سعيد.
28998-
"أيما رجل آتاه الله علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار". "طب" عن ابن مسعود.
28999-
"تناصحوا في العلم، ولا يكتم بعضكم بعضا فإن خيانة في العلم أشد من خيانة في المال". "حل" عن ابن عباس.
29000-
"ما آتى الله تعالى عالما علما إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه". ابن النظيف في جزئه وابن الجوزي - عن أبي هريرة.
29001-
"من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة
1 أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الأئمة المضلين رقم "2229" وقال حسن صحيح. ص.
بلجام من نار". "حم"، السنن الأربعة "ك" عن أبي هريرة1.
29002-
"من كتم علما عن أهله ألجم يوم القيامة لجاما من نار". "عد" عن ابن مسعود.
29003-
"أيتها الأمة إني لا أخاف عليكم فيما لا تعلمون ولكن انظروا كيف تعملون فيما تعلمون". "حل" عن أبي هريرة.
29004-
"رب حامل فقه غير فقيه، ومن لم ينفعه علمه ضره جهله، اقرأ القرآن ما نهاك، فإن لم ينهك فلست تقرؤه". "طب" عن ابن عمر.
29005-
"الزبانية أسرع إلى فسقة حملة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟ فيقال لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم". "طب، حل" عن أنس.
29006-
"شرار الناس شرار العلماء في الناس". البزار - عن معاذ.
29007-
"صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء". "حل" عن ابن عباس.
29008-
"غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال الأئمة المضلون". "حم" عن أبي ذر.
1 أخرجه أبو داود كتاب العلم باب كراهية منع العلم رقم "3641". ص.
29009-
" كيف أنت يا عويمر إذا قيل لك يوم القيامة: أعلمت أم جهلت؟ فإن قلت علمت قيل لك: فماذا عملت فيما علمت". ابن عساكر - عن أبي الدرداء.
29010-
"ليس البيان كثرة الكلام ولكن فصل فيما يحب الله ورسوله وليس العي عي اللسان ولكن قلة المعرفة بالحق". "فر" عن أبي هريرة.
29011-
" ما أنت محدث حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان على بعضهم فتنة". ابن عساكر - عن ابن عباس.
29012-
"ما من عبد يخطب خطبة إلا الله سائله عنها ما أراد بها". "هب" عن الحسن مرسلا.
29013-
"مانع الحديث أهله كمحدثه غير أهله". "فر" عن ابن مسعود.
29014-
"مثل الذي يجلس يسمع الحكمة ولا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما يسمع كمثل رجل أتى راعيا فقال: يا راعي أجزرني شاة من غنمك، قال: اذهب فخذ بأذن خيرها شاة، فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم"."حم، هـ" عن أبي هريرة1.
1 أخرجه ابن ماجه كتاب الزهد باب الحكمة رقم "4172" وقال في الزوائد: إسناده ضعيف. ص.
29015-
" من ابتغى العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو تقبل أفئدة الناس إليه فإلى النار". "ك، هب" عن كعب بن مالك.
29016-
"من ازداد علما ولم يزدد في الدنيا زهدا لم يزدد من الله إلا بعدا". "فر" عن علي.
29017-
"من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه". "د، ك" عن أبي هريرة1.
29018-
"من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض". ابن عساكر - عن علي.
29019-
"من أفتى بفتيا بغير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه". "هـ،2 ك" عن أبي هريرة.
29020-
"من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة". "حم3.
1 أخرجه أبو داود كتاب العلم باب التوقي في الفتيا رقم 3460. ص.
2 أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب اجتناب الرأي والقياس رقم 53. ص.
3 أخرجه أبو داود كتاب العلم باب في طلب العلم لغير الله رقم 3647. ص.
د، هـ، ك" عن أبي هريرة.
29021-
"من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله جهنم. "هـ" عن أبي هريرة.
29022-
"من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا1 ولا عدلا. "د" عن أبي هريرة.
29023-
"يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطيف2 به أهل النار فيقولون: يا فلان مالك ما أصابك ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: بلى قد كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه". "حم، ق" عن أسامة بن زيد3.
29024-
"يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم
1 صرفا ولا عدلا: فالصرف: التوبة. وقيل النافلة. والعدل: الفدية. وقيل الفريضة. النهاية 3/24. ب.
2 فيطيف: قال ابن فارس في باب الواو: والطيف والطائف؛ ما أطاف بالإنسان من الجن والإنس والخيال. المصباح 2/523. ب.
3 أخرجه مسلم كتاب الزهد باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله رقم 2989. ص.
ولا يفتنونكم. "حم، م" عن أبي هريرة1.
29025-
" هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء ثكلتك أمك يا زياد وإن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم". "ت،2 ك" عن أبي الدرداء؛ "حم، د، ك" عن زياد بن لبيد.
29026-
"أتيت ليلة أسري بي على قوم يقترض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت دقت فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: خطباء من أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به". "هب" عن أنس.
29027-
"إذا قرأ الرجل وتفقه في الدين ثم أتى باب السلطان تملقا إليه وطمعا لما في يديه خاض بقدر خطاه في نار جهنم. أبو الشيخ - عن معاذ.
29028-
"إن أهون الخلق على الله تعالى العالم يزور العمال. الحافظ أبو الفتيان الدهشاني في كتاب التحذير من علماء السوء" - عن أبي هريرة.
1 أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه باب النهي عن الرواية رقم 7. ص.
2 أخرجه الترمذي مطولا كتاب العلم باب ما جاء في ذهاب العلم رقم 2653 وقال حسن غريب. ص.
29029-
"ما من رجل يحفظ علما فكتمه إلا أتى يوم القيامة ملجما بلجام من نار". "هـ" عن أبي هريرة.
29030-
"ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعا إلا كان شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم". "ك" في تاريخه - عن معاذ.
29031-
"من كتم علما مما ينفع الله به الناس في أمر الدين ألجمه يوم القيامة بلجام من نار. "هـ" عن أبي سعيد1.
29032-
"لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو لتماروا به السفهاء أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار. "هـ" عن حذيفة.
29033-
"لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو لتماروا به السفهاء، ولا لتجتروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار. "هـ، حب، ك" عن جابر.
29034-
" من أكل بالعلم طمس الله على وجهه، ورده على عقبيه وكانت النار أولى به. الشيرازي - عن أبي هريرة.
1 أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب من سئل عن علم فكتمه رقم 265 في إسناده محمد بن داب كذبه أبو زرعة وغيره نسب إلى الوضع. ص.
29035-
" من تعلم العلم لغير الله تعالى فليتبوأ مقعده من نار". "ت" عن1 ابن عمر.
29036-
"من تعلم العلم ليماري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف وجوه الناس إليه أدخله الله النار". "ت" عن كعب بن مالك2.
29037-
"ويل للعالم من الجاهل وويل للجاهل من العالم". "ع" عن أنس.
29038-
"ويل لأمتي من علماء السوء". "ك" في تاريخه - عن أنس.
29039-
"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأغلوطات3". "حم، د"
1 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء فيمن يطلب بعلمه الدنيا رقم 2655 وقال حسن غريب. ص.
2 أخرجه الترمذي كتاب العلم رقم 2654 وقال غريب. ص.
3 الأغلوطات: وفي الحديث "أنه نهى عن الغلوطات في المسائل" وفي رواية "الأغلوطات" قال الهروي: الأصل فيه الأغلوطات، ثم تركت الهمزة كما تقول: جاء الأحمر وجاء الحمر بطرح الهمزة وقد غلط من قال: إنها جمع غلوطة.
وقال الخطابي: يقال: مسألة غلوط: إذا كان يغلط فيها، كما يقال: شاة حلوب، وفرس ركوب، فإذا جعلتها اسما زدت فيها الهاء فقلت: غلوطة، كما يقال: حلوبة وركوبة. وأراد المسائل التي يغالط بها العلماء ليزلوا فيها فيهيج بذلك شر وفتنة. وإنما نهى عنها لأنها غير نافعة في الدين، ولا تكاد تكون إلا فيما لا يقع. =
عن معاوية1.
29040-
"ويل لمن لا يعلم وويل لمن علم ثم لا يعمل". "حل" عن حذيفة.
29041-
"ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه واحد من الويل، وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع من الويل". "ص" عن جبلة مرسلا.
الإكمال
29042-
" أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون". "حم، حل" عن عمر.
29043-
"غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال الأئمة المضلون". "حم" عن أبي ذر.
=ومثله قول ابن مسعود "أنذرتكم صعاب المنطق" يريد المسائل الدقيقة الغامضة. وأما الأغلوطات فهي جمع أغلوطة، أفعولة، من الغلط، كالأحدوثة والأعجوبة. النهاية 3/378 ب.
1 أخرجه أبو داود كتاب العلم باب التوقي في الفتيا رقم 3639 ولفظه: نهى عن الغلوطات. وفي سنده عبد الله بن سعد قال أبو حاتم مجهول. عون المعبود 10/90 ص.
29044-
" إنما أخاف عليكم كل منافق عليم يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور. عبد بن حميد"، "هب" عن عمر.
29045-
"إنما أتخوف عليكم رجلا قرأ القرآن حتى إذا رؤي عليه بهجته وكان ردءا1 للإسلام اعتزل إلى ما شاء الله فانسلخ منه وخرج على جاره بسيفه رماه بالشرك". "ز" وحسنه، "ع، حب، ص" عن جندب عن حذيفة.
29046-
"إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا ولا مشركا؛ أما المؤمن فيحجره إيمانه، وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن أتخوف عليكم منافقا عالم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون". "طس" عن علي.
29047-
"إني لست أخاف عليكم فيما لا تعلمون؛ ولكن انظروا كيف تعملون فيما تعلمون. الديلمي - عن أبي هريرة.
29048-
"إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان. "طب، حب" عن ابن الحصين.
29049-
"إن أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تفتح عليهم. "طب، قط" عن معاذ.
1 ردءا: الردء: العون والناصر. النهاية 2/213 ب.
29050-
"إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون". "حم، طب" وابن عساكر - عن أبي الدرداء.
29051-
"لا أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال: أن يكثر لهم من المال فيتحاسدوا فيقتلوا، وأن يفتح الكتاب فيأخذ المؤمن يبتغي تأويله وليس يعلم تأويله إلا الله وأن يروا ذا علمهم فيضيعوه ولا يبالون عليه". ابن جرير، "طب" عن أبي مالك الأشعري.
29052-
"أكثر ما أتخوف على أمتي بعدي رجل يتأول القرآن فيضعه على غير مواضعه، ورجل يرى أنه أحق بهذا الأمر من غيره. "طس" عن عمران.
29053-
"مما أتخوف على أمتي أن يكثر فيهم المال حتى يتنافسوا فيقتتلوا عليه، وإن مما أتخوف على أمتي أن يفتح لهم القرآن حتى يقرأه المؤمن والكافر والمنافق فيحل حلاله المؤمن ابتغاء تأويله. "ك" عن أبي هريرة.
29054-
"أنزل الله في بعض كتابه وأوحى إلى بعض أنبيائه: قل للذين يتفقهون بغير الدين ويتعلمون لغير العلم ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة ويلبسون لباس مسوك1 الكباش وقلوبهم قلوب
1 مسوك: المسك: الجلد، والجمع مسوك مثل فلس وفلوس. المصباح المنير 2/787 ب.
الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر، إياي يخدعون أو بي يستهزؤون فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تذر الحليم فيهم حيران. أبو سعيد النقاش في معجمه، وابن النجار - عن أبي الدرداء.
29055-
"قال الله تبارك وتعالى: عباد لي يلبسون للناس مسوك الضأن وقلوبهم أمر من الصبر، ألسنتهم أحلى من العسل، يختلون1 الناس بدينهم، أبي يغترون أم علي يجترؤون؟ فبي أقسمت لألبسنهم فتنة تذر الحليم فيها حيران". ابن عساكر - عن عائشة.
29056-
"من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء في المجالس لم يرح رائحة الجنة". "طب" عن معاذ.
29057-
"من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار". أبو نعيم في المعرفة، "كر" عن أنس.
1 يختلون: في الحديث "من أشراط الساعة أن تعطل السيوف من الجهاد، وأن تختل الدنيا بالدين" أي تطلب الدنيا بعمل الآخرة. يقال ختله يختله إذا خدعه وراوغه. وختل الذئب الصيد إذا تخفى له.
ومنه حديث الحسن في طلاب العلم "وصنف تعلمون للاستطالة والختل" أي الخداع. النهاية 2/9. ب.
29058-
"من طلب علما يباهي به الناس فهو في النار". ابن عساكر - عن أم سلمة.
29059-
"من طلب هذه الأحاديث ليماري بها السفهاء ويباهي بها ليحدث بها لم يرح رائحة الجنة، وريحها يوجد من مسيرة خمس مائة عام". الحكيم - عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده.
29060-
"من طلب الحديث أو العلم يريد به الدنيا لم يجد حدث الآخرة". ابن النجار - عن أنس.
29061-
"من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة". "حم، د، هـ، ك، هب" عن أبي هريرة مر برقم 29020.
29062-
"من تعلم علما لغير الله أو أراد به غير الله تعالى فليتبوأ مقعده من النار". "ت": حسن غريب عن ابن عمر.
29063-
"من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار". "طس" وابن أبي العاص، "قط" في الأفراد، "ص" عن أنس.
29064-
"من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء فهو في النار". "طب" وتمام - عن أم سلمة.
29065-
"من تعلم الأحاديث ليحدث به الناس لم يرح رائحة الجنة؛ وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمس مائة عام". الديلمي - عن أبي سعيد.
29066-
"من طلب العلم لغير العمل فهو كالمستهزئ بربه عز وجل". الديلمي - عن ابن عباس.
29067-
"من طلب الدنيا بعمل الآخرة فليس له في الآخرة من نصيب". الديلمي - عن أنس.
29068-
"من قرأ القرآن وتفقه في الدين ثم أتى صاحب سلطان طمعا لما في يديه طبع الله على قلبه وعذب كل يوم بلونين من العذاب لم يعذب به قبل ذلك. أبو الشيخ - عن ابن عمر.
29069-
"من قرأ القرآن وتفقه في الدين ثم أتى صاحب سلطان طمعا لما في يديه خاض بقدر خطاه في نار جهنم". "ك" في تاريخه - عن معاذ.
29070-
"أنتم في خير تقرؤون كتاب الله وفيكم رسول الله، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه1 كما يثقف القدح يتعجلون
1 يثقفونه: ثقف ككرم وفرح ثقفا وثقفا وثقافة صار حاذقا خفيفا فطنا فهو ثقف كحبر وكتف وثقفه كسمعه صادفه أو أخذه أو ظفر به أو أدركه. القاموس 3/121. ب.
أجورهم ولا يتأجلونها". "حم" عن أنس.
29081-
"الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الأحمر وفيكم الأبيض وفيكم الأسود، اقرأوه قبل أن يقرأه أقوام يقومون حروفه كما يقوم السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون أجره ولا يتأجلونه". "حم" وعبد بن حميد، "د، هـ، حب، طب، هب، ص" عن سهل بن سعد.
29082-
"العالم عالمان: عالم طلب بعلمه الله لم يأخذ عليه طمعا ولم يشتر به ثمنا، وعالم طلب بعلمه الدنيا اشترى به ثمنا وأخذ عليه طمعا بخل به على عباد الله يلجمه الله يوم القيامة بلجام من نار فينادي عليه ملك من الملائكة: ألا إن هذا فلان ابن فلان آتاه الله تعالى في دار دنيا علما فاشترى به ثمنا وأخذ عليه طمعا فلا يزال ينادي عليه حتى يفرغ من الناس ثم يصنع الله به ما أحب". الديلمي - عن ابن عباس.
29083-
"العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان ويداخلوا الدنيا، فإذا خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم واعتزلوهم". الحسن بن سفيان، ولفظ الديلمي: واجتنبوهم، "عق، ك" في تاريخه والقاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الأسد آبادي في أماليه وأبو نعيم والديلمي والرافعي - عن أنس.
29084-
" ويل لأمتي من علماء السوء يتخذون هذا العلم تجارة يبيعونها من أمراء زمانهم ربحا لأنفسهم لا أربح الله تجارتهم". "ك" في تاريخه - عن أنس.
29085-
"سيأتي على الناس زمان يقعدون في المساجد حلقا حلقا إنما نهمتهم الدنيا فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة". "حل" - عن ابن مسعود.
29086-
"يأتي على الناس زمان يتحلقون في المساجد وليس همتهم إلا الدنيا ليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم". "ك" عن أنس.
29087-
" سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا إمامهم الدنيا فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة". "طب" - عن ابن مسعود.
29088-
"سيكون في آخر أمتي أقوام يزخرفون مساجدهم ويخربون قلوبهم يتقى أحدهم على ثوبه ما لا يتقى على دينه لا يبالي أحدهم إذا سلمت له دنياه ما كان من أمر دينه". "ك" في تأريخه - عن ابن عباس.
29089-
"شر الناس فاسق قرأ كتاب الله وتفقه في دين الله ثم بذل نفسه لفاجر إذا نشط تفكه بقراءته ومحادثته فيطبع
الله على قلب القائل والمستمع". الديلمي - عن ابن عمر.
29090-
"علماء هذه الأمة رجلان: رجل آتاه الله علما فبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتر به ثمنا فذلك يستغفر له حيتان البحر ودواب البر، والطير في جو السماء ويقدم على الله تعالى سيدا شريفا حتى يوافق المرسلين، ورجل آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا وشرى به ثمنا فذلك يلجم بلجام من النار يوم القيامة وينادي مناد: هذا الذي آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا، واشترى به ثمنا وكذلك حتى يفرغ من الحساب. "طس" عن ابن عباس.
29091-
"علم الله تعالى آدم ألف حرفة من الحرف وقال له: قل لولدك وذريتك: إن لم تصبروا فاطلبوا الدنيا بهذه الحرف ولا تطلبوها بالدين، فإن الدين لي وحدي خالصا، ويل لمن طلب الدنيا بالدين ويل له. "ك" في تأريخه - عن عطية بن بشر المازني.
29092-
"يا صهيب ليأتين على الناس زمان كثير أمراؤه قليل فقهاؤه كذاب خطباؤه مراؤون قراؤه يتفقهون في غير الدين يأكلون الدنيا كما تأكل النار الحطب، ألا وإن النار مثوى لهم وبئس للظالمين منزلا". الديلمي - عن صهيب.
29093-
"يأتي على الناس زمان يكون عامتهم يقرؤون القرآن ويجتهدون في العبادة ويشتغلون بأهل البدع يشركون من حيث لا يعلمون يأخذون على قراءتهم وعلمهم الرزق يأكلون الدنيا بالدين، وهم أتباع الدجال الأعور". الإسماعيلي في معجمه والديلمي - عن ابن مسعود؛ قال في اللسان: هذا خبر منكر.
29094-
"تستمعون ويسمع منكم، ويسمع من الذين سمعوا منكم، ثم يأتي بعد ذلك قوم سمان يحبون السمن ويشهدون قبل أن يستشهدوا". "بز" والباوردي، "طب" وأبو نعيم وسمويه - عن ثابت بن قيس بن شماس.
29095-
"إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء فإذا ذهب العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل". "طس" عن أبي هريرة.
29096-
"يخرج في آخر الزمان قوم رؤوسا جهالا يفتون الناس فيضللون ويضلون". أبو نعيم والديلمي - عن أبي هريرة.
29097-
"يؤتى بعلماء السوء يوم القيامة فيقذفون في نار جهنم
فيدور أحدهم في جهنم بقصبه1 كما يدور الحمار بالرحى فيقال له: يا ويلك بك اهتدينا فما بالك؟ قال: إني كنت أخالف ما كنت أنهاكم". ابن النجار - عن أبي هريرة.
29098-
"إن الله عز وجل يعافي الأميين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء". "حل، ص" عن أنس؛ قال "حم": حديث منكر.
29099-
"إن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه". "كر" عن أبي هريرة.
29100-
"إن في جهنم رحى تطحن علماء السوء طحنا". "عد" وابن عساكر - عن أنس.
29101-
"إن في جهنم رحي تطحن جبابرة العلماء طحنا". ابن عساكر - عن ابن عمر؛ وفيه: إبراهيم بن عبد الله بن همام كذاب.
29102-
"إن في جهنم أرحية تدور بالعلماء فيشرف عليهم من كان عرفهم في الدنيا فيقولون: ما صيركم إلى هذا وإنما كنا نتعلم منكم؟ فيقولون: إنا كنا نأمركم بأمر ونخالفكم إلى غيره". الديلمي - عن أبي هريرة.
1 بقصبه: القصب بالضم: المعى، وجمعه: أقصاب. وقيل: القصب: اسم للأمعاء كلها. النهاية 4/67. ب.
29103-
إن في جهنم واديا تستعيذ منه كل يوم سبعين مرة أعده الله تعالى للقراء المرائين بأعمالهم وإن أبغض الخلق إلى الله تعالى عالم السلطان". "عد" عن أبي هريرة.
29104-
"إن من شرار الناس رجل فاجر جريء يقرأ كتاب الله تعالى لا يرعوي إلى شيء منه". الديلمي - عن أبي سعيد.
29105-
"إن أناسا من أهل الجنة يطلعون إلى أناس من أهل النار فيقولون: بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم؟ فيقولون: كنا نقول ولا نفعل". "طب" عن الوليد بن عقبة.
29106-
"مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت لجبريل: من هؤلاء؟ قال خطباء من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون". "ط، حم" وعبد بن حميد، "طس، حل، ص" عن أنس.
29107-
"من سمع1 الناس بعلمه سمع الله به سامع
1 من سمع: بالتشديد أي: من نوه بعلمه وشهر ليراه الناس ويمدحوه. فيض القدير 6/155. ب.
خلقه وحقره وصغره". ابن المبارك، "حم" وهناد، "طب، حل" عن ابن عمرو.
29108-
"من دعا الناس إلى قول أو عمل ولم يعمل هو به لم يزل في سخط الله حتى يكف أو يعمل بما قال أو دعا إليه. "طب، حل" عن ابن عمر.
29109-
"العالم بغير عمل كالمصباح يحرق نفسه ويضيء للناس". الديلمي - عن جندب.
29110-
"العالم والعلم والعمل في الجنة؛ فإذا لم يعمل العالم بما يعلم كان العلم والعمل في الجنة والعالم في النار". أبو نعيم - عن أبي هريرة.
29111-
"تعلموا ما شئتم، فإن الله تعالى لن ينفعكم به حتى تعملوا". ابن عساكر - عن أبي الدرداء.
29112-
"يوشك أن يظهر العلم ويخزن العمل ويتواصل الناس بألسنتهم ويتباعدون بقلوبهم؛ فإذا فعلوا ذلك طبع الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم. الديلمي - عن ابن عمر.
29113-
"تعوذوا بالله من فخر القراء فهم أشد فخرا من الجبابرة ولا شيء أبغض إلي من قارئ فخور". الديلمي - عن أنس.
29114-
"سلوا عن الخير ولا تسألوا عن الشر، شرار الناس شرار العلماء في الناس". "حل" عن معاذ.
29115-
"سيكون أقوام من أمتي يغلطون فقهاءهم بعض المسائل أولئك شرار أمتي". سمويه - عن ثوبان.
29116-
"يا سعد ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ قوم علموا ما جهل هؤلاء ثم جهلوا كجهلم. ابن عساكر - عن سعد بن أبي وقاص أنه قال يا رسول الله أتيتك من قوم هم وأنعامهم سواء - قال فذكره.
29117-
"يا عمار ألا أخبرك بقوم أعجب منهم؟ قوم علموا ما جهلوا، ثم اشتهوا كشهوتهم". "طب" عن عمار.
29118-
" يأتي على الناس زمان القرآن في واد وهم في واد غيره". الحكيم - عن جبار بن صخر.
29119-
"يأتي على الناس زمان يحسد الفقهاء بعضهم بعضا ويغار بعضهم على بعض كتغائر التيوس بعضها على بعض". "ك" في تأريخه والخطيب - عن ابن عمر.
29120-
"يأتي على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن فيجمعون حروفه ويضيعون حدوده، ويل لهم مما جمعوا وويل لهم مما صنعوا
إن أولى الناس بهذا القرآن من جمعه ولم ير عليه أثره." أبو نعيم - عن ابن عباس.
29121-
يظهر هذا الدين حتى يجاور البحار حتى يخاض البحر بالخيل في سبيل الله، ثم يأتي قوم يقرأون القرآن يقولون قد قرأنا القرآن؛ فمن أقرأ منا ومن أفقه منا، ومن أعلم منا؟ هل في أولئك من خير؟ وأولئك منكم وأولئك هم وقود النار. ابن المبارك، "طب" عن العباس بن عبد المطلب.
29122-
" يظهر الإسلام حتى تختلف التجار في البحر حتى يخوض الخيل في سبيل الله، ثم يظهر قوم يقرأون القرآن يقولون: من أقرأ منا من أعلم منا من أفقه منا؟ هل في أولئك من خير؟ أولئك منكم، من هذه الأمة وأولئك هم وقود النار". "طس" عن عمر.
29123-
"ليظهرن الإيمان حتى يرد الكفر إلى مواطنه وليخاض البحر بالإسلام وليأتين على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن فيعلمونه ويقرأون، ثم يقولون: قد قرأنا وعلمنا فمن ذا الذي هو خير منا؟ فهل في أولئك من خير؟ قالوا: يا رسول الله ومن أولئك؟ قال: أولئك منكم، وأولئك هم وقود النار". "طب" عن ابن عباس؛ "طب" عن أمه أم الفضل.
29124-
يكون بعدي قصاص لا ينظر الله إليهم. الديلمي - عن علي.
29125-
" يوشك أن تروا شياطين الإنس يسمع أحدهم الحديث فيقيسه على غيره فيصد الناس عن استماعه من صاحبه الذي يحدث به. "طب" عن ابن عباس.
29126-
"يوشك أن يظهر فيكم شياطين كان سليمان بن داود أوثقها في البحر يصلون معكم في مساجدكم، ويقرأون معكم القرآن، ويجادلونكم في الدين وإنهم لشياطين في صور الإنس". "طب" عن ابن عمرو.
29127-
إن سليمان بن داود أوثق شياطين في البحر، فإذا كان سنة خمس وثلاثين خرجوا في صور الإنس وأبشارهم، فجالسوهم في المجالس والمساجد ونازعوهم القرآن والحديث. الشيرازي في الألقاب - عن ابن عمر.
29128-
إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرج مردة الشياطين الذين كان حبسهم سليمان بن داود في جزائر البحور فيذهب منهم تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم في القرآن ويبقى عشرهم بالشام. "عق، عد" وأبو نصر السجزي في الإبانة، "كر" عن
أبي سعيد. قال "عق": لا أصل لهذا الحديث. قال أبو نصر: غريب الإسناد والمتن. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
29129-
"لا تنقضي الدنيا حتى تخرج شياطين من البحر يعلمون الناس القرآن". أبو نعيم - عن أبي هريرة.
29130-
" لا تقوم الساعة حتى يمشي إبليس في الطرق والأسواق يتشبه بالعلماء يقول: حدثني فلان بن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا". أبو نعيم - عن واثلة.
29131-
"انظروا من تجالسون وعمن تأخذون دينكم فإن الشياطين يتصورون في آخر الزمان في صور الرجال فيقولون: حدثنا وأخبرنا، وإذا جلستم إلى رجل فاسألوه عن اسمه وأبيه وعشيرته فتفقدونه إذا غاب. "ك" في تأريخه، الديلمي - عن ابن مسعود.
29132-
"قم يا فلان فأذن أن لا يدخل الجنة إلا مؤمن وأن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر. "خ"1 عن أبي هريرة؛ "طب" عن كعب بن مالك.
29133-
"ليؤيدن الله عز وجل هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. "طب" عن أبي بكرة؛ ابن النجار - عن أنس.
1 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب غزوة خيبر 5/169. ص.
29134-
"لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف". "طب" عن عبادة بن الصامت؛ "طب" عن عوف بن مالك.
29135-
"إن أخوف ما أخاف على أمتي الكتاب واللبن، فأما اللبن فينتجع1 أقوام بحبه ويتركون الجماعة الجمعات، وأما الكتاب فيفتح لأقوام فيه فيجادلون به الذين آمنوا. "طب" عن عقبة بن عامر.
29136-
" لا أخاف على أمتي إلا اللبن فإن الشيطان بين الرغو والضرع". "حم" عن ابن عمرو.
29137-
" سيهلك نفر من أمتي في الكتاب واللبن قيل: وما أهل الكتاب؟ قال: قوم يتعلمون كتاب الله يجادلون به الذين آمنوا، قيل: وما أهل اللبن؟ قال: قوم يتبعون الشهوات ويضيعون الصلوات". "طب، ك، هب" عن عقبة بن عامر.
29138-
"مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل رجل رزقه الله مالا فكنزه فلمن ينفق منه". أبو خيثمة في العلم، وأبو نصر السجزي في الإبانة - عن أبي هريرة.
29139 -
" مثل الذي يسمع الخطبة ثم لا يعي ما يسمع وذكر
1 فينتجع: ومنه حديث أبي وسئل عن النبيذ فقال: "عليك باللبن الذي نجعت به" أي الذي سقيته في الصغر، وغذيت به. النهاية 5/22. ب.
مثله. الرامهرمزي - عن أبي هريرة.
29140-
" إذا ظهرت البدع ولعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كان عنده علم فلينشره؛ فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على محمد". "كر" عن معاذ.
29141-
"إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فليظهره؛ فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على محمد. "عد، خط، كر" عن جابر.
29142-
" من كتم علما نافعا عنده ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار". أبو نصر السجزي في الإبانة والخطيب - عن جابر.
29143-
"من بخل بعلم أوتيه أتي به يوم القيامة مغلولا ملجوما بلجام من نار. ابن الجوزي في العلل - عن ابن عمر.
29144-
من سئل عن علم نافع فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار. "طب" والخطيب وابن عساكر - عن ابن عباس.
29145-
"من علم شيئا فلا يكتمه، ومن دمعت عيناه من خشية الله لم يحل له أن يلج النار أبدا إلا تحلة الرحمن ومن كذب علي فليتبوأ بيتا في جهنم". "طب" عن سعد بن المدحاس.
29146-
" من علم علما ثم كتمه ألجمه الله تعالى يوم القيامة بلجام من نار". ابن النجار - عن ابن عمرو.
29147-
"من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار". "ك" والخطيب - عن ابن عمرو.
29148-
"من كتم علما ينتفع به ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار". "طب، عد" والسجزي والخطيب - عن ابن مسعود.
29149-
"من كتم علما يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار". "طب" عن ابن عباس.
29150-
"من كتم علما عنده أو أخذ عليه أجرة لقي الله تعالى يوم القيامة ملجما بلجام من نار". "عد" عن أنس.
29151-
"أي شيء لا يحل منعه؟ ذلك العلم لا يحل منعه". القضاعي - عن أنس.
29152-
"لا أعرفن رجلا منكم علم علما فكتمه فرقا من الناس". ابن عساكر - عن أبي سعيد.
العلوم المذمومة
29153-
""تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا". ابن مردويه، "قط" في كتاب النجوم - عن ابن عمر.
29154-
"رب معلم حروف أبي جاد دارس في النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة". "طب" عن ابن عباس.
29155-
"من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد". "حم، د"1 هـ" عن ابن عباس.
29156-
"علم النسب علم لا ينفع وجهالة لا تضر". ابن عبد البر - عن أبي هريرة.
29157-
"كذب النسابون قال الله تعالى: {وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً} . ابن سعد وابن عساكر - عن ابن عباس.
29158-
"كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه 2
1 أخرجه أبو داود كتاب الكهانة والتطهير باب في النجوم رقم 3887. ص.
2 خطه: في حديث معاوية بن الحكم "أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخط، فقال: "كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه علم مثل علمه" وفي رواية "فمن وافق خطه فذاك" قال ابن عباس: الخط هو الذي يخطه الحازي، وهو علم قد تركه الناس، يأتي صاحب الحاجة إلى الحازي فيعطيه حلوانا، فيقول له: اقعد حتى أخط لك، وبين يدي الحازي غلام له معه ميل، ثم يأتي إلى أرض رخوة فيخط فيها خطوطا كثيرة بالعجلة لئلا يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحو منها على مهل خطين خطين، وغلامه يقول للتفاؤل: ابني عيان أسرعا البيان، فإن بقي خطان فهما علامة النجح، وإن بقى خط واحد فهو علامة الخيبة. =
فذاك. "حم، ق، ت"1 عن معاوية بن الحكم.
الإكمال
29159-
" مثل الناظر في النجوم كالناظر في عين الشمس كلما اشتد نظره فيها ذهب بصره". الديلمي عن أبي هريرة.
29160-
"من تعلم علما من النجوم تعلم شعبة من السحر من زاد زاد". "طب"، وأبو الشيخ في العظمة ابن عباس.
29161-
"تعلموا من أمر النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر، ثم انتهوا، ومن أمر النساء ما يحل لكم وما يحرم عليكم، ثم انتهوا، ومن الأنساب ما تصلون به أرحامكم ثم انتهوا". ابن السني - عن ابن عمر.
= وقال الحربي: الخط هو أن يخط ثلاثة خطوط، ثم يضرب عليهن بشعير أو نوى ويقول: يكون كذا وكذا وهو ضرب من الكهانة. قلت: الخط المشار إليه علم معروف، وللناس فيه تصانيف كثيرة، وهو معمول به إلى الآن، ولهم فيه أوضاع واصطلاح وأسام وعمل كثير، ويستخرجون به الضمير وغيره وكثيرا ما يصيبون فيه. النهاية 2/47. ب.
1 أخرجه مسلم كتاب السلام باب تحريم الكهانة وإتيان الكهانة رقم 121 "4/1749". ص.
29162-
"تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، ثم انتهوا وتعلموا من العربية ما تعرفون به كتاب الله، ثم انتهوا وتعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر، ثم انتهوا". "هب" عن أبي هريرة.
الباب الثالث: في آداب العلم
الفصل الأول: في رواية الحديث وآداب الكتابة
…
الباب الثالث في آداب العلم
وفيه فصلان
الفصل الأول في رواية الحديث وآداب الكتابة
29163-
"نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. "حم، هـ" عن أنس1.
29164-
"نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها ثم أدها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم
1 أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب من بلغ علما رقم 230. ص.
فإن دعوتهم تحوط من وراءهم. "حم، ك" عن جبير بن مطعم؛ "د، هـ" عن زيد بن ثابت؛ "ت هـ" عن ابن مسعود.
29165-
"نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه". "ت" عن زيد بن ثابت.1
29166-
"نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع. "حم، ت، حب" عن ابن مسعود2.
29167-
"اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس". "طس" عن علي.
29168-
"لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". "حم، م" عن أبي سعيد3.
1 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع رقم 2656 ورقم 2657 وقال حسن صحيح. ص.
2 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع رقم 2656 ورقم 2657 وقال حسن صحيح. ص.
3 أخرجه مسلم كتاب الزهد باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم رقم 3004. ص.
29169-
"اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق". "حم، د، ك"1 عن ابن عمر.
29170-
"إياكم وكثرة الحديث عني، فمن قال علي فليقل حقا أو صدقا، ومن يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار". "حم، هـ،2 ك" عن أبي قتادة.
29171-
"من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين". "حم، م، هـ" عن سمرة3.
29172-
"اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار". "حم، ت"4 عن ابن عباس.
29173-
"الحديث عني ما تعرفون". "فر" عن علي.
29174-
"إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بإسناده، فإن يك
1 أخرجه أبو داود كتاب العلم باب كتابة العلم رقم 3629 وأحمد في مسنده "2/162، 192". ص.
2 أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب التغليظ في تعمد الكذب رقم 35. ص.
3 أخرجه مسلم في مقدمة الصحيح باب وجوب الرواية عن الثقات 1/9. ص.
4 أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه رقم 2951 وقال حسن. ص.
حقا كنتم شركاء في الأجر، وإن يك باطلا كان وزره عليه". "ك" وأبو نعيم وابن عساكر - عن علي.
29175-
"بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". "حم، خ، ن" عن ابن عمر1.
29176-
"تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم". "حم، د، ك" عن ابن عباس.
29177-
"حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". "د" عن أبي هريرة2.
29178-
"حدثوا عني بما تسمعون، ولا تقولوا إلا حقا، ومن كذب علي بني له بيت في جهنم يرتع فيه. "طب" عن أبي قرصافة.
29179-
"لا بأس في الحديث قدمت فيه أو أخرت إذا أصبت معناه. الحكيم - عن واثلة.
1 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل رقم 2669 وقال حسن صحيح. وهكذا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء. ص.
2 أخرجه أبو داود كتاب العلم باب الحديث عن بني إسرائيل رقم 36745. ص.
29180-
"لا تأخذوا الحديث إلا عمن تجيزون شهادته". السجزي، "خط" عن ابن عباس.
29181-
"إني أحدثكم الحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب". "طب" عن عبادة بن الصامت.
الإكمال
29182-
"من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما". "عد" في العلل - عن ابن عباس عن معاذ؛ "حب" في الضعفاء - عن ابن عباس؛ "عد" وابن عساكر من طرق عن أبي هريرة؛ ابن الجوزي عن أنس.
29183-
"من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما ينفعهم من أمر دينهم بعث يوم القيامة من العلماء، وفضل على العالم على العابد سبعين درجة: الله أعلم بما بين كل درجتين". "ع، عد، هب" عن أبي هريرة.
29184-
"من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله فقيها وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا". الشيرازي في الألقاب، "حب" في الضعفاء، وأبو بكر في الغيلانيات، "هب" والسلفي وابن النجار - عن أبي الدرداء؛ ابن الجوزي في العلل - عن أبي سعيد.
29185-
"من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله تعالى يوم القيامة فقيها عالما". ابن الجوزي - عن علي.
29186-
"من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينفعهم الله تعالى بها، قيل له: أدخل من أي أبواب الجنة شئت". أبو نعيم في الحلية وابن الجوزي - عن أبي مسعود.
29187-
"من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما يضرهم، وينفعهم من أمر دينهم حشره الله تعالى يوم القيامة فقيها". ابن الجوزي - عن أبي أمامة.
29188-
"من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها فهو من العلماء وكنت له شفيعا يوم القيامة".
الديلمي - عن ابن مسعود وعن ابن عباس.
29189-
"من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما يحتاجون إليه من الحلال والحرام كتبه الله تعالى فقيها عالما. ابن الجوزي - عن أنس.
29190-
"من حمل من أمتي أربعين حديثا فهو من العلماء". ابن النجار - عن ابن عباس.
29191-
"من نقل عني إلى من يلحقني من أمتي أربعين حديثا كتب في زمرة العلماء وحشر في جملة الشهداء". ابن الجوزي في العلل - عن ابن عمر.
29192-
"من ترك أربعين حديثا بعد موته فهو رفيقي في الجنة". الديلمي وابن الجوزي في العلل - عن جابر بن سمرة.
29193-
"نضر الله عبدا سمع مقالتي هذه فحفظها، ثم وعاها فبلغها عني". الخطيب في المتفق والمفترق - عن عائشة.
29194-
"نضر الله من سمع قولي ثم لم يزد فيه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم، إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من وراءهم". "كر" عن أنس.
29195-
"نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه". "حم، هـ، ص" عن أنس؛ الخطيب - عن أبي هريرة؛ "طب" عن عمير بن قتادة الليثي؛ "طس" عن سعد؛ الرافعي في تاريخه - عن ابن عمر.
29196-
"نضر الله عبدا سمع مقالتي فحملها إلى غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله والنصيحة للأمة ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من وراءهم ومن كانت الدنيا همه نزع الله تعالى الغنى من قلبه وجعل فقره بين عينيه وشتت الله عليه
ضيعته، ولم يأته من الدنيا إلا ما رزق ومن كانت الآخرة همه جعل الله تعالى الغنى في قلبه ونزع فقره من بين عينيه وكف عليه ضيعته وأتته الدنيا وهي راغمة. "حم، طب، ص، هب" عن زيد بن ثابت؛ ابن النجار - عن أبي هريرة.
29197-
نضر الله من سمع مقالتي فلم يزد فيه ورب حامل علم إلى من هو أوعى له منه. الخطيب - عن ابن عمر.
29198-
"نضر الله وجه عبد سمع مقالتي فحملها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن، إخلاص العمل لله، والطاعة لذوي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين؛ فإن دعوتهم تحيط1 من وراءهم. "حل" عن جبير بن مطعم.
29199-
"نضر الله عبدا سمع مقالتي ثم وعاها، ثم حفظها فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن، إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمور، والاعتصام بجماعة المسلمين فإن دعاءهم يحبط من وراءهم. "قط" في الأفراد وابن جبير، "كر" عن أنس.
1 تحيط: ومنه الحديث "وتحيط دعوته من ورائهم" أي تحذق بهم من جميع جوانبهم. يقال: حاطه وأحاط به. النهاية 1/461. ب.
29200-
" نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وعقلها فرب حامل فقه ليس بفقيه". ابن النجار عن ابن مسعود.
29201-
"نضر الله عبدا سمع مقالتي فلم يزد فيه فرب حامل كلمة إلى من هو أوعى لها منه: ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن، إخلاص العمل لله، والمناصحة لولاة الأمر، والاعتصام بجماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من وراءهم. "طب، حل" عن معاذ بن جبل.
29202-
"رحم الله عبدا سمع مقالتي فحفظها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن، إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة المسلمين، ولزوم جماعة المسلمين. "طب" وابن قانع وأبو نعيم وابن عساكر - عن النعمان بن بشير عن أبيه.
29203-
"نضر الله من سمع كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ستا أو سبعا أو ثمانيا ثم علمهن". الديلمي وابن عساكر عن أبي هريرة.
29204-
"رحم الله امرأ سمع مني حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه، ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص
العمل لله، ومناصحة ولاة الأمور، ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من وراءهم". "حب" عن زيد بن ثابت.
29205-
"رحم الله من سمع مني حديثا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى له من سامع". "حب" عن ابن مسعود.
29206-
"رحم الله امرأ سمع منا حديثا فوعاه، ثم بلغه من هو أوعى منه". ابن عساكر - عن زيد بن خالد الجهني.
29207-
"إني أحدثكم بحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب. الديلمي - عن عبادة بن الصامت.
29208-
"اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس. "طس" والرامهرمزي في المحدث الفاصل والخطيب في شرف أصحاب الحديث وابن النجار - عن ابن عباس عن علي؛ قال "طس": تفرد به أحمد بن عيسى أبو طاهر العلوي، قال في الميزان: قال الدارقطني: كذاب والحديث باطل، "و" في اللسان: ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
29209-
"رحمة الله على خلفائي، قيل ومن خلفاؤك يا رسول الله؟ قال الذين يحيون سنتي ويعلمونها الناس". أبو نصر السجزي في الإبانة وابن عساكر - عن الحسن بن علي.
29210-
"إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به
حدثت به أو لم أحدث به". "عق" عن أبي هريرة؛ وقال، منكر وليس لهذا اللفظ إسناد يصح.
29211-
" إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه ولا تنكرونه قلته أو لم أقله فصدقوا به فإني أقول ما يعرف ولا ينكر، وإذا حدثتم عني بحديث تنكرونه ولا تعرفونه فكذبوا به فإني لا أقول ما ينكر ولا يعرف. الحكيم - عن أبي هريرة.
29212-
" إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فأنا قلته". "بز" عن أبي هريرة؛ وضعف.
29213-
"من حدث عني حديثا هو لله عز وجل رضى فأنا قلته، وإن لم أكن قلته. "كر" عن البختري بن عبيد الطابخي عن أبيه عن أبي هريرة.
29214-
"من قال علي حسنا موافقا لكتاب الله وسنتي فأنا قلته، ومن قال علي كذبا مخالفا لكتاب الله تعالى وسنتي، فليتبوأ مقعده من النار". الديلمي - عن نهشل عن الضحاك عن ابن عباس.
29215-
" إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا، وأصبتم المعنى فلا بأس". الحكيم، طب، "كر" عن يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده قال قلنا: يا رسول الله إنا نسمع منك الحديث ولا نقدر على تأديته كما سمعنا منك قال -
فذكره - الحكيم - عن أبي هريرة.
29216-
"لا بأس إن زدت أو نقصت إذا لم تحل حراما أو تحرم حلالا وأصبت المعنى". عبد الرزاق وأبو موسى - عن محمد بن إسحاق بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده أن أكيمة قال يا رسول الله إنا نسمع منك الحديث ولا نقدر على تأديته قال - فذكره.
29217-
"تحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فإنكم لا تحدثون عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه. "حم" عن أبي هريرة.
29218-
"تحدثوا وليتبوأ من كذب علي مقعده من جهنم". "طب" وسمويه والخطيب في كتاب تقييد العلم - عن رافع بن خديج.
29219-
" سيأتيكم قوم بعدي يسألونكم عن حديثي فلا تحدثوهم إلا بما تحفظون فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. أبو نعيم - عن أبي موسى الغافقي.
29220-
حدثوا عني ولا حرج حدثوا عني ولا تكذبوا علي ومن كذب علي متعمدا فقد تبوأ مقعده من النار، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. "د" عن أبي سعيد.
29221-
"حدثوا عني كما سمعتم ولا حرج إلا من افترى علي كذبا متعمدا ليضل به الناس بغير علم فليتبوأ مقعده من النار". ابن عساكر - عن أنس.
29222-
"اكتبوا ولا حرج". الحكيم، "طب" وسمويه، "خط" في كتاب تقييد العلم - عن رافع بن خديج قال قلت يا رسول الله إنا نسمع منك أشياء فنكتبها قال - فذكره.
29223-
"من كتب عني أربعين حديثا رجاء أن يغفر الله له غفر له وأعطاه ثواب الشهداء". ابن الجوزي في العلل - عن ابن عمرو.
29224-
"يا زيد تعلم لي كتاب يهود1 فإني والله ما آمن يهود على كتابي. "حم" عن زيد بن ثابت.
29225-
"إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا أو ينقصوا
1 يهود: وفي التنزيل {َقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى} ويقال: هم يهود غير منصرف للعلمية ووزن الفعل، ويجوز دخول الألف واللام فيقال: اليهود، وعلى هذا فلا يمتنع التنوين لأنه نقل عن وزن الفعل، إلى باب الأسماء، والنسبة إليه يهودي، وقيل: اليهودي نسبة إلى يهودا بن يعقوب عليه السلام هكذا أورده الصغاني يهودا في باب المهملة، وهود الرجل ابنه جعله يهوديا، وتهود دخل في دين اليهود. المصباح 2/883. ب.
فتعلم السريانية". عبد بن حميد - عن زيد بن ثابت.
29226-
" من كذب علي فليلتمس لجنبه مضجعا من النار". الشافعي،"ق" في المعرفة - عن أبي قتادة.
29227-
"من كذب علي متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار". "طب" عن عمرو بن حريث.
29228-
"من كذب علي متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار". "طب" عن عمرو بن حريث؛ "بز - حل" عن ابن مسعود.
29229-
"من كذب علي ما لم أقل فليتبوأ بيتا من جهنم". "طب" عن عقبة بن عامر.
29230-
"من كذب علي متعمدا فليتبوأ مضجعا من النار أو بيتا في جهنم". "حم" عن قيس بن سعد وابن عمرو معا.
29231-
"من كذب علي في رواية حديث فليتبوأ مقعده من النار". "بز" عن أنس.
29232-
"من كذب علي متعمدا فليتبوأ بيتا في النار". "طس" عن ابن عمر.
29233-
"من كذب على نبيه أو عينيه أو على والديه فإنه
لا يريح1 رائحة الجنة". ابن جرير، "طب، عد" والخرائطي في مساوي الأخلاق - عن أوس بن أوس الثقفي؛ وهو ثالث حديث له ولا رابع لها؛ قال"عد": لا أعلم يرويه غير إسماعيل بن عياش.
29234-
"من كذب علي متعمدا كلف يوم القيامة أن يعقد بين طرفي شعرة ولن يقدر على ذلك". ابن قانع، "ك" وتعقب، وابن عساكر - عن صهيب.
29235-
"من كذب علي متعمدا أو رد شيئا مما أمرت به فليتبوأ مقعده من النار". "طس" والخطيب عن أبي بكر.
29236-
"من كذب علي متعمدا أو رد شيئا أمرت به فليتبوأ بيتا في جهنم". "ع" عن أبي بكر.
29237-
"إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي فليقل حقا أو صدقا ومن يقل علي مالم أقل فليتبوأ مقعده من النار". "هـ، ك" عن أبي قتادة.
29238-
"يا أيها الناس إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده
1 لا يريح: وفي الحديث "من قتل نفسا معاهدة لم يرح رائحة الجنة" أي لم يشم ريحها. يقال راح يريح، وراح يراح، وأراح يريح: إذا وجد رائحة الشيء، والثلاثة قد روي بها الحديث. النهاية 2/272. ب.
من النار. "حم" والدارمي وابن أبي عاصم، "ك، ص" عن أبي قتادة.
29239-
"من تعمد علي كذبا أو رد شيئا قلته فليتبوأ مقعده من النار". "خط" في الجامع - عن أبي بكر.
29240-
"اللهم لا أحل لهم أن يكذبوا علي". ابن سعد - عن المنقع بن حصين التميمي.
29241-
"اللهم لا أحل لهم أن يكذبوا علي". "طب" عن المنقع التميمي.
29242-
"من حدث عني وكذب فليتبوأ مقعده من النار". أبو نعيم في المعرفة - عن طلحة بن عبيد الله.
29243-
"من حدث عني حديثا كذبا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". "طب" عن أبي أمامة.
29244-
"من حدث حديثا كما سمع فإن كان برا وصدقا فلك وله، وإن كان كذبا فعلى من بدأ. "طب" عن أبي أمامة.
29245-
"من حدث عني ما لم أقل أو قصر عن شيء أمرت به فليتبوأ بيتا في النار". "عق" عن أبي بكر.
29246-
"من قال علي ما لم أقل فليتبوأ بيتا في النار، ومن تولى غير مواليه فليتبوأ بيتا في النار". ابن عساكر - عن عائشة.
29247-
"من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار، ومن
استشاره أخوه فأشار عليه بغير رشده فقد خانه، ومن أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه". "ك، ق" عن أبي هريرة.
29248-
"من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار". "طب" عن أسامة بن زيد؛ أبو نعيم - عن جابر بن عابس العبدي؛ "حم، طب" عن سلمة بن الأكوع؛ "حم، طب" عن عقبة بن عامر، "ك" عن الزبير بن العوام، "حم" عن ابن عمرو، الشافعي، "ك، ق" في المعرفة - عن أبي هريرة، "حم" عن عثمان.
29249-
"من كذب علي متعمدا فليتبوأ بيتا في النار ومن رد حديثا بلغه عني فأنا مخاصمه يوم القيامة وإذا بلغكم عني حديث فلم تعرفوه فقولوا: الله أعلم. "طب" عن سلمان.
29250-
الحديث ما تعرفون. "طس" عن علي.
29251-
"من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من بين عيني جهنم، قالوا: يا رسول الله نحدث عنك بالحديث نزيد وننقص؟ قال: ليس ذلك أعنيكم إنما أعني الذي يكذب علي متحدثا يطلب به شين الإسلام، قالوا: وهل لجهنم عين؟ قال: نعم أما سمعتموه يقول: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} ، فهل تراهم إلا بعينين؟. "طب" وابن مردويه - عن أبي أمامة.
29252-
"من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار،
ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه، ومن أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه. "حم" عن أبي هريرة.
29253-
"لا تكذبوا علي فإنه ليس كذب علي ككذب على أحد". "طب" عن عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن أبيه.
29254-
"لا تكذبوا علي إن الذي يكذب علي لجريء". "طس" عن حذيفة.
29255-
"إن من أكبر الكبائر أن يقول الرجل علي ما لم أقل". "طب" عن واثلة.
29256-
"الذي يكذب علي يبنى له بيت في النار. الحاكم في الكنى - عن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده.
29257-
"إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليصل الرحم، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". "حم، ت: حسن صحيح1 ق" عن ابن مسعود.
1 أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب رقم "70" ورقم الحديث "2257" وقال حسن صحيح. ص.
آداب العالم والمتعلم من الإكمال
29258-
" حفظ الغلام كالوسم على الحجر، وحفظ الرجل بعدما يكبر كالكتابة على الماء". أبو نعيم عن أنس؛ "خط" - في الجامع - عن ابن عباس.
29259-
"إذا شك أحدكم في الأمر فليسألني عنه". ابن جرير، "طب" عن المقداد بن الأسود.
29260-
"السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما عال من اقتصد. "ك" في تاريخه عن أبي أمامة.
29261-
"السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما عال امرؤ في اقتصاد، الحمى قائد الموت، والدنيا سجن المؤمن". العسكري في الأمثال - عن أنس؛ وفيه شبيب بن بشر لين الحديث.
29262-
"حسن السؤال نصف العلم". الأزدي في الضعفاء، وابن السني - عن ابن عمر.
29263-
"سائل العلماء، وخالل الحكماء"، وجالس الكبراء. الحكيم - عن أبي جحيفة.
29264-
"لا ينبغي للعالم أن يسكت على علمه، ولا ينبغي
للجاهل أن يسكت على جهله، قال الله تعالى:{فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ". "ط، ص" عن جابر.
29265-
"أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه بالدين، وإنما يخشى الله من عباده العلماء. "طب" عن معاوية.
29266-
" إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه". "كر" عن أبي هريرة.
29267-
"اطلبوا العلم واطلبوا العلم السكينة والحلم ولينوا لمن تعلمونه ولمن تعلمتم منه، ولا تكونوا من جبابرة العلماء فيغلب جهلكم علمكم". الديلمي - عن أبي هريرة.
29268-
"اطلبوا العلم كل اثنين وخميس فإنه ميسر لمن طلب، فإذا أراد أحدكم حاجة فليبكر إليها، فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها. "عد" عن جابر.
29269-
"إذا جلستم إلى العلم أو في مجلس العلم فادنوا، وليجلس بعضكم خلف بعض، ولا تجلسوا متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية". أبو نعيم في آداب العالم والمتعلم، الديلمي - عن أبي هريرة.
29270-
ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فآوى إلى الله تعالى فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر
فأعرض فأعرض الله عنه. "خ،1 م، ت" عن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو جالس في المسجد، والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأما أحدهم فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
29271-
"ألا أخبركم بهؤلاء الثلاثة؟ أما الأول فتاب فتاب الله عليه، وأما الثاني فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الثالث فاستغنى فاستغنى الله عنه، والله غني حميد". الخرائطي في مكارم الأخلاق - عن الحسن مرسلا.
29272-
"أما هذا جاء فجلس إلينا فإنه تاب فتاب الله عليه، وأما الذي مضى قليلا فإنه استحيا فاستحيا الله منه، وأما الذي مضى على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه". "ك" عن أنس.
29273-
" إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه". أبو نصر السجزي في الإبانة وقال: غريب، والديلمي "ك" عن أبي هريرة2.
29274-
"إن هذا العلم دين فلينظر أحدكم ممن يأخذ دينه.
1 أخرجه البخاري كتاب العلم باب من قصد حيث ينتهي به المجلس "1/26" ص.
2 قال المناوي في الفيض "2/646" فيه إبراهيم بن الهيثم ضعيف ورواه مسلم في المقدمة عن ابن سيرين. ص.
"عد، ك" في تأريخه - عن أنس.
29275-
" إنه سيأتي قوم يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فاستوصوا بهم". "ط" عن أبي سعيد.
29276-
"الناس لكم تبع يأتونكم من أقطار الأرض يسألونكم عن العلم فإذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيرا". "حل" عن أبي سعيد.
29277-
"يأتيكم رجال من قبل المشرق يتعلمون، فإذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيرا". "ت": غريب1 عن أبي سعيد.
29278-
"إنه سيأتيكم بعدي أقوام يتعلمون منكم فإذا جاؤوكم فعلموهم والطفوهم". ابن عساكر - عن أبي سعيد.
29279-
"مكتوب في الكتاب الأول: يا ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا. ابن لال - عن ابن مسعود.
29280-
"من كان له علم فليتصدق من علمه، ومن كان له مال فليتصدق من ماله". ابن السني - عن ابن عمر.
29281-
"إنكم بعثتم هداة ولم تبعثوا مضلين كونوا معلمين، ولا تكونوا معاندين أرشدوا الرجل". "حل" عن الأعمش عن عمرو
1 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الاستيصاء بمن يطلب العلم رقم "2451" وقال فيه: عمارة بن جوين ضعيف. ص.
ابن مرة الجملي عن أبي البحتري.
29282-
" أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم". الديلمي - عن ابن عباس.
29283-
" من حدث بحديث لا يعلم تفسيره لا هو ولا الذي حدثه إلا كأنما هو فتنة عليه وعلى الذي حدثه". ابن السني - عن عائشة؛ وفيه عباد بن بشر.
29284-
"لا تحدثوا أمتي من أحاديثي إلا بما تحمله عقولهم". أبو نعيم - عن ابن عباس.
29285-
"تناصحوا في العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانة في ماله وإن الله سائلكم يوم القيامة. "طب" عن ابن عباس.
29286-
تناصحوا في العلم ولا يكتم بعضكم بعضا فإن خيانة في العلم أشد من خيانة المال. "حل" عن ابن عباس.
29287-
"يا معشر أصحابي تناصحوا في العلم ولا يكتم بعضكم بعضا فإن خيانة الرجل في علمه أشد من خيانة في ماله، وإن الله تعالى سائلكم عنه". الخطيب وابن عساكر - عن ابن عباس، وفيه عبد القدوس بن حبيب الكلاعي متروك.
29288-
إذا خص العالم بالعلم طائفة دون طائفة لم ينتفع به العالم ولا المتعلم". الديلمي - عن ابن عمر.
29289-
" ينبغي للعالم أن يكون قليل الضحك كثير البكاء لا يمازح ولا يصاخب ولا يماري ولا يجادل إن تكلم تكلم بحق وإن صمت صمت عن الباطل وإن دخل دخل برفق وإن خرج خرج بحلم". الديلمي عن أبي.
29290-
"من قال إني عالم فهو جاهل". "طس" عن ابن عمر.
29291-
"ليس هذه ساعة فتوى". ابن السني - عن أبي سعيد قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فلقيه أعرابي فسأله عن شيء قال - فذكره.
29292-
"أول من قال "أما بعد" داود وهو فصل الخطاب". الديلمي - عن ابن موسى.
الكتابة والمراسلة
29293-
"إن لجواب الكتاب حقا كرد السلام ". "فر" عن ابن عباس.
29294-
" رد جواب الكتاب حق كرد السلام". "عد" عن أنس، ابن لال - عن ابن عباس.
29295-
" كرامة الكتاب ختمه". "طب" عن ابن عباس.
29296-
"من اطلع في كتاب أخيه بغير أمره فكأنما اطلع في النار". "طب" عن ابن عباس.
29297-
إذا كتب أحدكم إلى إنسان فليبدأ بنفسه، وإذا كتب فليترب1 كتابه فهو أنجح. "طس" عن أبي الدرداء.
29298-
"إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه". "طب" عن النعمان بن بشير.
29299-
"إذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم فليمد الرحمن". " خط" في الجامع، "طس" عن أنس.
29300-
"إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم فبين السين فيه". "خط" وابن عساكر - عن زيد بن ثابت.
29301-
"إذا كتبت فضع قلمك على أذنك فإنه أذكر لك". ابن عساكر - عن أنس.
29302 -
"ضع القلم على أذنك فإنه أذكر للمملي". "ت"2 عن زيد بن ثابت.
29303-
"العجم يبدؤن بكبارهم إذا كتبوا، فإذا كتب أحدكم فليبدأ بنفسه". "فر" عن أبي هريرة.
29304-
الخط الحسن يزيد الحق وضحا3 "فر" عن سلمة.
1 فليترب: يقال: أتربت الشيء إذا جعلت عليه التراب. النهاية 1/185 ب.
2 أخرجه الترمذي كتاب الاستئذان باب ما جاء في تتريب الكتاب رقم "2714" وقال إسناده ضعيف. ص.
3 وضحا: وضح الأمر يضح وضوحا، واتضح، أي: بان. المختار 575. ب.
الإكمال
29305-
" استعن بيمينك، وأومأ بيده إلى الخط". "ت"1 عن أبي هريرة، وقال: إسناده ليس بذلك القائم، الحكيم - عن ابن عباس، "ض" عن جابر قال شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ قال - فذكره.
29306-
"إذا كتب أحدكم فليتربه فإن التراب مبارك وهو أنجح للحاجة". "عد" عن جابر2.
29307-
"إذا كتبت كتابا فتربه فإنه أنجح للحاجة والتراب مبارك. "عد، كر" عن جابر، قال "عد": منكر.
29308-
"تربوا الكتاب فإن التراب مبارك. "قط" في الأفراد وابن عساكر - عن جابر.
29309-
" تربوا الكتاب وسجوه من أسفله فإنه أنجح للحاجة". "عق، عد" وابن عساكر - عن ابن عباس، ابن الجوزي في العلل - عن أبي هريرة.
1 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الرخصة فيه رقم "2666" قال البخاري فيه الخليل بن مرة منكر الحديث. ص.
2 أخرجه الترمذي كتاب الاستئذان باب ما جاء في تتريب الكتاب رقم "2713" وقال هذا حديث منكر. ص.
29310-
"تربوا الكتاب فإنه أعظم للبركة وأنجح للحاجة". "عق" عن جابر.
29311-
"تربوا الكتاب فإنه أنجح له". ابن منيع - عن يزيد أبي الحجاج.
29312-
"إذا كتبتم كتابا فجودوا1 بسين بسم الله الرحمن الرحيم تقضى لكم الحوائج وفيه رضى الرحمن عز وجل". الديلمي - عن أنس.
29313-
من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فلم يعور الهاء التي في الله كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ومن قرأ القرآن بإعراب فله أجر شهيد ومن مات غريبا مات شهيدا. الرافعي - عن ابن مسعود.
1 فجودوا: جاد الشيء جودة وجودة أي صار جيدا، وأجدت الشيء فجاد، والتجويد مثله. لسان العرب 3/135. ب.
الفصل الثاني في آداب متفرقة
29314-
"إن الناس لكم تبع وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا". "ت، هـ" عن أبي سعيد2.
2 أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الاستيصاء بمن يطلب العلم رقم "2650" وإسناده ضعيف. ب.
29315-
"إن تمام إيمان العبد أن يستفتي في كل حديثه". "طس" عن أبي هريرة.
29316-
"إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم". "ك" عن أنس؛ السجزي - عن أبي هريرة مر برقم 29273
29317-
"إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه". "قط" في الأفراد، "خط" عن أبي هريرة؛ "خط" عن أبي الدرداء.
29318-
"حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله. "فر" عن علي؛ وهو في "خ" موقوف.
29319-
"لا تطرحوا الدر في أفواه الخنازير". ابن النجار - عن أنس.
29320-
"لا تطرحوا الدر في أفواه الكلاب. المخلص - عن أنس.
29321-
"دوروا مع كتاب الله حيث ما دار. "ك" عن حذيفة.
29322-
"سلوا أهل الشرف عن العلم، فإن كان عندهم علم فاكتبوه فإنهم لا يكذبون. "فر" عن ابن عمر.
29323-
إذا قعد الرجل إلى أخيه فليسأله تفقها ولا يسأله تعنتا. "فر" عن علي.
29324-
"يأتيكم رجال من قبل المشرق ويتعلمون، فإذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيرا". "ت" عن أبي سعيد. مر برقم 29277
29325-
" سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفتوهم". "هـ" عن أبي سعيد1.
29326-
"عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله تبارك وتعالى هم جماع2 من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه". "طب" عن عمرو بن عبسة.
29327-
"طوبى للسابقين إلى ظل الله تعالى الذين إذا أعطوا الحق قبلوه، وإذا سئلوه بذلوه والذين يحكمون للناس بحكمهم لأنفسهم". الحكيم - عن عائشة.
29328-
"منهومان لا يشبعان؛ طالب العلم وطالب الدنيا". "عد" عن أنس؛ البزار - عن ابن عباس.
29329-
"طوبى للعلماء طوبى للعباد ويل لأهل الأسواق". "فر" عن أنس.
1 أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب الوصاة بطلبة العلم رقم 247 وإسناده ضعيف. فيه عمارة بن جوين أبو هارون العبدي. ص.
2 جماع: وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ} قال: الشعوب: الجماع، والقبائل: الأفخاذ. الجماع بالضم والتشديد: مجتمع كل شيء أراد منشأ النسب وأصل المولد. النهاية 1/215 ب.
29330-
"علموا ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا؛ فإذا غضب أحدكم فليسكت". "حم، خد" عن ابن عباس.
29331-
"علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف". الحارث "عد، هب" عن أبي هريرة.
29332-
"قيدوا العلم بالكتاب". الحكيم وسمويه - عن أنس: "طب، ك" عن ابن عمر.
29333-
" استعن بيمينك". "ت" عن أبي هريرة؛ الحكيم - عن ابن عباس مر برقم 29305
29334-
"كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء". "د" عن أبي هريرة1.
29335-
"كونوا للعلم وعاة ولا تكونوا له رواة". "حل" عن ابن مسعود.
29336-
"مثل الذي يتعلم في صغره كالنقش في الحجر، ومثل الذي يتعلم في كبره كالذي يكتب على الماء". "طب" عن أبي الدرداء.
29337-
"همة العلماء الوعاية، وهمة السفهاء الرواية". ابن
1 أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب في الخطبة رقم "4820" وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب رقم 1106 كتاب النكاح. ص.
عساكر - عن الحسن مرسلا.
29338-
"وقروا من تعلمون منه العلم، ووقروا من تعلمونه العلم". ابن النجار - عن ابن عمر.
29339-
"استفت نفسك وإن أفتاك المفتون". "تخ" عن وابصة1.
29340-
"اطلبوا العلم يوم الأثنين فإنه ميسر لطالبه". أبو الشيخ، "فر" عن أنس.
29341-
"اغدوا في طلب العلم فإني سألت ربي تبارك وتعالى أن يبارك لأمتي في بكورها ويجعل ذلك يوم الخميس. "طس" عن عائشة.
29342-
"العالم إذا أراد بعلمه وجه الله تعالى هابه كل شيء، وإذا أراد أن يكنز به الكنوز هاب من كل شيء". "فر" عن أنس.
1 قال المناوي في الفيض "1/495": ورواه أحمد والدارمي في مسنديهما قال الحافظ العراقي: وفيه العلاء بن ثعلب مجهول. ص.
حرف العين
كتاب العلم من قسم الأفعال
باب في فضله والتحريض عليه
29343-
عن أبي العالية قال قال عمر: تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن جبريل نزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمس آيات
خمس آيات. المرهبي في فضل العلم، "هب، خد".
29344-
عن ابن عمر قال: مر عمر بقوم قد رموا رشقا1 وأخطأوا فقال؛ ما أسوأ رميكم؟ قالوا: نحن متعلمين، قال لحنكم أشد من سوء رميكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"رحم الله امرأ أصلح من لسانه". "عق، قط" في الأفراد والعسكري في الأمثال وابن الأنباري في الأيضاح والمرهبي، "هب" وقال: إسناده غير قوي، "خط" في الجامع والديلمي وابن الجوزي في الواهيات.
29345-
عن أبي غفار قال: مر عمر بن الخطاب بقوم يرمون فقال: ما أسوأ رميكم؟ قالوا: نحن متعلمين قال: لفظكم أسوأ من رميكم قال بعضهم: يا أمير المؤمنين يضحى بالضبي؟ قال: وما عليك لو قلت ظبي؟ قال: إنها لغة، قال: رفع العتاب ولا يضحى بشيء من الوحش. ابن الأنباري.
29346-
عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر: تفقهوا قبل أن تسودوا2. الدارمي وأبو عبيد في الغريب ونصر في الحجة، "هب" وابن عبد البر في العلم.
1 رشقا: الرشق: مصدر رشقه يرشقه رشقا إذا رماه بالسهام. النهاية 2/225 ب.
2 تسودوا: أي تعلموا العلم ما دمتم صغارا قبل أن تصيروا سادة منظورا إليكم فتستحيوا أن تتعلموه بعد الكبر فتبقوا جهالا. النهاية 2/418 ب.
29347-
عن مورق العجلي قال: قال عمر: تعلموا السنن والفرائض واللحن كما تعلمون القرآن. أبو عبيد في فضائله، "ص، ش" والدارمي وابن عبد البر، "ق".
29348-
عن عمر قال: تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا له الوقار والسكينة وتواضعوا لمن تعلمتم منه العلم وتواضعوا لمن علمتموه العلم ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم. "حم" في الزهد وآدم بن أبي اياس في العلم والدينوري في المجالسة وابن منده في غرائب شعبة والآجرى في أخلاق حملة القرآن، "هب" وابن عبد البر في العلم، "ش".
29349-
عن الأحوص بن حكيم بن عمير العنسي قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أمراء الأجناد: تفقهوا في الدين فإنه لا يعذر أحد باتباع باطل وهو يرى أنه حق ولا يترك حق وهو يرى أنه باطل. آدم بن أبي اياس في العلم.
29350-
عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي وتمعددوا1
1 وتمعددوا: في حديث عمر "تمعددوا واخشوشنوا" هكذا يرون من كلام عمر وقد رفعه الطبراني في "المعجم" عن أبي حدرد الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم. تمعدد الغلام: إذا شب وغلظ. وقيل: أراد تشبهوا بعيش معد بن عدنان. وكانوا أهل غلظ وقشف: أي كونوا مثلهم ودعوا التنعم وزي العجم. النهاية 4/342. ب.
فإنكم معديون. "ش".
29351-
عن أبي بكر بن أبي موسى أن أبا موسى أتى عمر بن الخطاب بعد العشاء فقال له عمر: ما جاء بك؟ قال: جئت أتحدث إليك قال: هذه الساعة؟ قال: إنه فقه فجلس عمر فتحدثا طويلا ثم إن أبا موسى قال: الصلاة يا أمير المؤمنين قال: إنا في صلاة. "عب، ش".
29352-
عن عمر قال: ألا إن أصدق القيل قيل الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، ألا إن الناس لن يزالوا بخير ما أتاهم العلم عن أكابرهم. ابن عبد البر في العلم.
29353-
عن عمر قال: قد علمت متى صلاح الناس ومتى فسادهم، إذا جاء الفقه من قبل الصغير استعصى عليه الكبير، وإذا جاء الفقه من قبل الكبير تابعه الصغير فاهتديا. ابن عبد البر.
29354-
عن الزهري قال كان مجلس عمر مغتصا عن القراء شبابا وكهولا فربما استشارهم ويقول: لا يمنع أحدكم حداثة سنه أن يشير برأيه فإن العلم ليس على حداثة السن وقدمه، ولكن الله تعالى يضعه حيث يشاء. ابن عبد البر، "ق".
29355-
عن أبي عثمان النهدي أن عمر بن الخطاب قال: تعلموا العربية. "ق".
29356-
عن الليث بن سعد قال: قدم عمرو بن العاص على
عمر بن الخطاب فسأله عمر: من استخلفت على مصر؟ قال: مجاهد بن جبير فقال له عمر: مولى ابنة غزوان: قال: نعم إنه كاتب فقال عمر: إن العلم ليرفع بصاحبه. ابن عبد الحكم.
29357-
عن الحسن قال: قال عمر بن الخطاب: عليكم بالتفقه في الدين والتفقه في العربية وحسن العربية. أبو عبيد.
29358-
عن ابن معاوية الكندي قال: قدمت على عمر بالشام فسألني عن الناس فقال: لعل الرجل يدخل المسجد كالبعير النافر فإن رأى مجلس قومه ورأى من يعرفهم جلس إليهم؟ قلت لا ولكنها مجالس شتى يجلسون فيتعلمون الخير ويذكرونه، قال: لن تزالوا بخير ما كنتم كذلك. المروزي، "ش".
29359-
عن عمر قال: تعلموا اللحن والفرائض فإنه من دينكم. "ش".
29360-
عن عمر قال: تعلموا كتاب الله تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله. "ش".
29361-
عن علي قال: قال رجل: " يا رسول الله ما ينفي عني حجة الجهل؟ قال: العلم قال: فما ينفي عني حجة العلم؟ قال: العمل". "خط" في الجامع، وفيه عبد الله بن خراش ضعيف.
29362-
عن علي قال: يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل
كثيرة، فرأسه التواضع، وعينه البراءة من الحسد، وأذنه الفهم، ولسانه الصدق وحفظه الفحص وقلبه حسن النية، وعقله معرفة الأشياء والأمور الواجبة، ويده الرحمة، ورجله زيارة العلماء، وهمته السلامة، وحكمته الورع، ومستقره النجاة، وقائده العافية ومركبه الوقار وسلاحه لين الكلمة، وسيفه الرضاء وقوسه المداراة وجيشه مجاورة العلماء وماله الأدب، وذخيرته اجتناب الذنوب وزاده المعروف ومأواه الموادعة ودليله الهدى ورفيقه صحبة الأخيار. "خط" في الجامع.
29363-
عن علي قال: من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه دونهم بالتحية وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيدك، ولا تغمزن بعينيك ولا تقولن قال فلان خلافا لقوله، ولا تغتابن عنده أحدا ولا تسار1 في مجلسه ولا تأخذ بثوبه ولا تلج عليه إذا مل، ولا تعرض من طول صحبته فإنما هي بمنزلة النخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء فإن المؤمن العالم لأعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله، فإذا مات العالم انثلمت في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة. "خط" فيه.
1 تسار: ساره في أذنه مسارة وسرارا - بالكسر - وتساروا: تناجوا. المختار 235. ب.
29364-
عن علي قال: ليس من أخلاق المؤمن التملق ولا الحسد إلا في طلب العلم. "خط" فيه؛ وفيه محمد بن الأشعث الكوفي متهم.
29365-
عن علي قال: تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله فإنه سيأتي من بعدكم زمان ينكر فيه الحق تسعة أعشاره، وإنه لا ينجو فيه إلا كل نومة منبت1 إنما أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم ليسوا بالعجل المذاييع2 البذر. "حم" في الزهد وأبو عبيد والدينوري في الغريب، "كر".
29366-
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يبعث العالم والعابد فيقال للعابد: ادخل الجنة ويقال للعالم: اثبت تشفع للناس كما أحسنت أدبهم". الديلمي.
29367-
عن حذيفة قال: بحسب المؤمن من العلم أن يخشى الله عز وجل وبحسب المؤمن من الكذب أن يقول: أستغفر الله وأتوب إليه ثم يعود. "كر".
1 منبت: وفي الحديث "فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى" يقال للرجل إذا انقطع به في سفره وعطبت راحلته: قد انبت، من البت: القطع، وهو مطاوع بت يقال بته وأبته. النهاية 1/92. ب.
2 المذاييع: هو جمع مذياع من أذاع الشيء إذا أفشاه. وقيل: أراد الذين يشيعون الفواحش، وهو بناء مبالغة. النهاية 2/174. ب.
29368-
عن حذيفة قال: كفى من العلم الخشية، وكفى من الجدال أن يذكر العالم حسناته وينسى سيئاته، وكفى من الكذب أن يتوب من الذنب ثم يعود فيه. "كر".
29369-
عن الحسن بن علي أنه قال لبنيه وبني أخيه: إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم فمن لم يحسن منكم أن يؤديه أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته. "ق" في المدخل، "كر".
29370-
عن عثمان بن عبد الرحمن القرشي عن مكحول عن أبي أمامة أو واثلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة يجمع الله العلماء فيقول: إني لم أستودع قلوبكم الحكمة وأنا أريد أن أعذبكم ثم يدخلهم الجنة". "كر، عد"؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. قال "عد": هذا منكر لم يتابع عثمان عليه الثقات.
29371-
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقيل أن يرفع، ثم جمع بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام ثم قال؛ فإن العالم والمتعلم كهاته من هاتين شريكان في الأجر - وفي لفظ: في الخير - ولا خير في سائر الناس بعده". "ك" وابن النجار.
29372-
عن أبي الدرداء قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عويمر
يا أبا الدرداء كيف بك إذا قيل لك يوم القيامة؛ علمت أم جهلت؟ فإن قلت علمت قيل لك: فماذا عملت فيما تعلمت، وإن قلت جهلت قيل لك: فماذا عذرك فيما جهلت ألا تعلمت". "كر".
29373-
"مسند أبي ذر رضي الله عنه"" يا أبا ذر لأن تغدو تعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة وأن أن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل خير من أن تصلي ألف ركعة تطوعا". "هـ، ك" في تأريخه - عنه1.
29374-
عن زر قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال: ما جاء بك؟ قلت ابتغاء العلم، قال: فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى ما يفعل قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا في سفر أمرنا أن لا ننزع أخفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، ولكن من غائط وبول ونوم. "عب، ص، ش".
29375-
عن أبي قرصافة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فحفظها فرب حامل علم إلى من هو أعلم منه، ثلاث لا يغل عليهن القلب: إخلاص العمل لله، ومناصحة الولاة، ولزوم الجماعة". "خط".
1 أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب فضل من تعلم القرآن وعلمه رقم 219 إسناده حسن قاله المنذري. ص.
29376-
عن أبي هريرة قال: إن الله لا يرفع العلم إنما يهلك العلماء ولا يتعلم الجهال. "كر".
29377-
"مسند أبي هريرة رضي الله عنه" يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلمه فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق، وعلم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك، وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في دين الله حدثا برأيك. أبو نصر السجزي في الإبانة وقال: غريب، "خط" وابن النجار - عن أبي هريرة.
29378-
عن علي الأزدي قال: سألت ابن عباس عن الجهاد فقال: ألا أدلك على ما هو خير لك من الجهاد؟ تجيء مسجدا فتعلم فيه القرآن والفقه في الدين أو قال السنة. ابن زنجويه.
29379-
عن ابن عباس قال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفا ويجلس المملوك على الأسرة. "كر".
29380-
عن محمد بن أبي قتلة أن رجلا كتب إلى ابن عمر يسأله عن العلم فكتب إليه ابن عمر: إنك كتبت تسألني عن العلم فالعلم أكبر من أن أكتب به إليك، ولكن إن استطعت أن تلقى الله كاف اللسان عن أعراض المسلمين خفيف الظهر من دمائهم خميص البطن من أموالهم لازما لجماعتهم فافعل. "كر".
29381-
عن ابن مسعود قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الذين يبتغون العلم قال: مرحبا بكم ينابيع الحكمة مصابيح الظلم خلقان الثياب جدد القلوب ريحان كل قبيلة". الديلمي.
29382-
عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جاءه الموت وهو يطلب العلم يحي به الإسلام لم يكن بينه وبين الأنبياء إلا درجة" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحمة الله على خلفائي، قالوا: ومن خلفاؤك يا رسول الله؛ قال: الذين يحبون سنتي ويعلمونها الناس". "كر".
29383-
عن سعيد بن جبير أنه سئل ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا هلك علماؤها. "ش".
29384-
"مسند علي رضي الله عنه" قال الديلمي أنبأنا والدي أنبأنا أبو الحسن الميداني الحافظ قال: قرأت في أمالي أبي عبد الله الحسين بن محمد بن هارون الضبي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد النيسابوري حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمود بن عبد الله بن أسد حدثنا علي بن الحسن الأفطس حدثنا عيسى بن موسى حدثنا عمر بن صبيح حدثنا كثير بن زياد عن الحسن قال سمعت رجالا من الأنصار والمهاجرين منهم علي بن أبي طالب يقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من طلب العلم لله لم يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه ذلا وفي الناس تواضعا، ولله خوفا وفي الدين اجتهادا فذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلمه
ومن طلب العلم للدنيا والمنزلة عند الناس والحظوة عند السلطان لم يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه عظمة وعلى الناس استطالة وبالله اغترارا وفي الدين جفاء فذلك لا ينتفع بالعلم فليمسك وليكف عن الحجة على نفسه والندامة والخزي يوم القيامة. في هذا الإسناد التصريح بسماع الحسن من علي وهي لطيفة لولا أن فيه عمر بن صبيح وقد أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من وجه آخر - عن علي بن الحسن به وقال: عن الحسن عن علي من غير تصريح بالسماع.
29385-
"مسند علي رضي الله عنه" عن علياء قال: قال علي: من يشتري مني علما بدرهم. المروزي في العلم.
29386-
عن علي قال: نوم على علم خير من اجتهاد على جهل. آدم في العلم.
29387-
عن علي قال: ألا أنبئكم بالفقيه حق الفقيه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله تعالى، ولم يؤمنهم مكر الله ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا خير في فقه ليس فيه تفهم - وفي لفظ: لا ورع فيه - ولا خير في قراءة ليس فيها تدبر.
ابن الضريس وابن بشران، "حل، كر" والمرهبي في العلم وزاد: ألا إن لكل شيء ذروة وذروة الجنة الفردوس ألا وإنها لمحمد صلى الله عليه وسلم.
29388-
عن ابن وهب أخبرني عقبة بن نافع عن إسحاق بن أسيد عن أبي مالك وأبي إسحاق عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بالفقيه كل الفقيه؟ قالوا بلى قال: من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله، ولا يؤمنهم من مكر الله ولا يدع القرآن رغبة إلى ما سواه، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا علم ليس فيه تفهم، ولا قراءة ليس فيها تدبر". العسكري في المواعظ وابن لال والديلمي وابن عبد البر في العلم وقال: لا يأتي هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه أكثرهم يوقفونه على علي.
29389-
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتبوا هذا العلم فإنكم تنتفعون به إما في دنياكم وإما في آخرتكم، وإن العلم لا يضيع صاحبه". الديلمي، وفيه محمد بن محمد بن علي بن الأشعث كذبوه.
29390-
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علم الباطن سر من أسرار الله تعالى وحكم من أحكام الله عز وجل يقذفه في قلوب من يشاء من عباده". أبو عبد الرحمن السلمي والديلمي وابن الجوزي في الواهيات؛ وقال: لا يصح وعامة رواته لا يعرفون.
29391-
عن كميل بن زياد قال: أخذ بيدي علي بن أبي طالب
فأخرجني إلى ناحية الجبانة فلما أصحر تنفس ثم قال: يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم يزكوا على العمل والمال تنقصه النفقة يا كميل محبة العالم دين يدان بها العلم يكسب العالم الطاعة لربه في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته وصنيعة المال تزول بزواله، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، يا كميل مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة هاه إن ههنا وأشار إلى صدره علما لو أصبت له حملة ثم قال اللهم بلى أصبته لقنا1 غير مأمون يستعمل آلة الدين للدنيا ويستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على كتابه أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في أحيائه يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، اللهم لا ذا ولا ذاك أو منهوما باللذات سلس القياد للشهوات أو مغرى بجمع الأموال والإدخار وليسا من دعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه ثم قال: اللهم بلى لا تخلوا الأرض من قائم لله
1 لقنا: أي فهما غير ثقة. النهاية 4/266. ب
بحجة إما ظاهر مشهور وإما خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته وكم وأين أولئك، أولئك هم الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فباشروا روح اليقين، واستسهلوا ما استوعر منه المترفون، وانسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالنظر الأعلى يا كميل أولئك خلفاء الله في أرضه الدعاة إلى دينه هاه شوقا إلى رؤيتهم أستغفر الله لي ولك. ابن الأنباري في المصاحف والمرهبي في العلم ونصر في الحجة، "حل، كر".
29392-
عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي أنبأني علي عن فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما انتعل أحد قط ولا تخفف ولا لبس ثوبا ليغدو في طلب علم يتعلمه إلا غفر الله له حيث يخطو عتبة بابه". "كر"؛ وإسماعيل متروك متهم.
29393-
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احبسوا على المؤمنين ضالتهم1 قالوا: وما ضالة المؤمن يا رسول الله؟ قال: العلم". ابن النجار؛ وفيه عمر بن حكام عن بكر بن خنيس وهما متروكان.
1 ضالتهم: أي ضائعهم يعني امنعوا من ضياع ما تقوم به سياستهم الدنيوية ويوصلهم إلى الفوز بالسعادة الأخروية أي بأن تحفظوا ذلك ولا تهملوه فيضيع قالوا: يا رسول الله وما ضالة المؤمنين؟ قال: "العلم" أي الشرعي فإن الناس لا يزالون عند وقوع الحوادث يتطلبون علم حكمها كما يتطلب الرجل ضالته، فهو أمر بتعلم العلم الشرعي الذي به قيام الدين وسياسة عامة المسلمين كالقيام بالحجج والبراهين القاطعة على إثبات الصانع وما يجب له وما يستحيل عليه وإثبات الثواب ودفع الشبه والمشكلات والاشتغال بالفقه وأصوله والتفسير والحديث بحفظه ومعرفة رجاله وجرحهم وتعديلهم واختلاف العلماء واتفاقهم وعلوم العربية والقيام به فرض كفاية، فإذا لم ينتصب في كل قطر من تندفع الحاجة بهم أثموا كلهم، وعلى الإمام أن يرتب في كل قرية ومحلة عالما متدينا بعلم الناس دينهم ويجيب في الحوادث ويندب عن الدين ويردع من نبغ من الفرق الضالة. فيض القدير 1/180. ب.
باب التحذير من علماء السوء وآفات العلم
التحذير من علماء السوء وآفات العلم
…
باب التحذير من علماء السوء وآفات العلم
29394-
عن الحسن قال لما قدم وفد البصرة على عمر فيهم الأحنف بن قيس سرحهم وحبسه عنده حولا ثم قال: هل تدري لم حبستك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا كل منافق عليم اللسان وإني تخوفت أن تكون منهم ولست منهم إن شاء الله. ابن سعد، "ع".
29395-
عن أبي عثمان النهدي قال سمعت عمر بن الخطاب يقول على المنبر: إياكم والمنافق العليم قالوا: وكيف يكون المنافق عليما؟ قال يتكلم بالحق ويعمل بالمنكر. "هب" وابن النجار.
29396-
عن عمر قال: يهدم الدين - وفي لفظ: يهدم الإسلام - ثلاثة: زيغة عالم، ومجادلة منافق بالقرآن، وأئمة مضلون. ابن المبارك وجعفر الفريابي في صفة المنافق وابن عبد البر في العلم وابن النجار.
29397-
عن الأحنف بن قيس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم اللسان. جعفر الفريابي في صفة المنافق، "ع" في معجمه ونصر، "كر".
29398-
عن العلاء بن موسى قال حدثني أبي قال: خرج رجل من مسالمة مصر إلى المدينة في خلافة عمر بن الخطاب، فلما أمسى عليه الليل وهو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله من يضيفني الليلة فأخذ عمر بيده فانصرف به فأدخله منزله، فأوقد عليه سراجا وقدم إليه أقراصا من شعير وملحا جريشا ثم قال له: من أين أنت؟ قال: من أهل مصر قال: من أي القبائل؟ قال: من مسالمتها قال: فأطفأ عمر السراج ورفع الطعام، ثم أخذ بيده فأخرجه ثم قال: قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مجالستكم وإنه سيكون منكم قوم في آخر الزمان يترأسون حلق العلم، فإذا تكلم الشريف وثبتم1 في حلقه ثم قلتم لا ثم لا. نصر.
1 وثبتم: الوثوب في غير لغة حمير بمعنى النهوض والقيام. النهاية 5/150. ب.
29399-
عن أبي حازم قال: قال عمر بن الخطاب: ما أخاف على هذا الأمر إلا من أحد رجلين، لا أخاف عليه مؤمنا لأنه قد استبقاه إيمانه، ولا فاسقا بينا فسقه، ولكني أخاف عليه رجلا يأخذ القرآن فيسرع حذقه1 فإذا أذلقه بلسانه وأفرغ أفراغا ابتدر مجلسه واستمع منه ثم تأوله على غير تأويله. آدم.
29400-
عن عمر قال: إن الإسلام في بناء وإن له انهداما وإن مما يهدمه زلة عالم وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلين. آدم.
29401-
عن ابن عباس قال: خطبنا عمر فقال: إن أخوف ما أخاف عليكم تغير الزمان وزيغة عالم، وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون يضلون الناس بغير علم. أبو الجهم.
29402-
عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: بينما ابن عباس مع عمر وهو آخذ بيده فقال عمر: أرى القرآن قد ظهر في الناس
1 حذقه: الحذق والحذاقة: المهارة في كل عمل حذق الشيء يحذقه وحذقه حذقا وحذقا وحذاقا وحذاقا وحذاقة وحذاقة فهو حاذق من قوم حذاق. الأزهري: تقول حذق وحذق في عمله يحذق ويحذق فهو حاذق ماهر، والغلام يحذق القرآن حذقا وحذاقا، والاسم الحذاقة.
أبو زيد: حذق الغلام القرآن والعمل يحذق حذقا وحذقا وحذاقا وحذاقا وحذاقة وحذاقة مهر فيه. لسان العرب 10/40. ب.
قلت ما أحب ذاك يا أمير المؤمنين قال: لم؟ قلت: لأنهم متى يقرأوا ينقروا ومتى ينقروا يختلفوا ومتى يختلفوا يضرب بعضهم رقاب بعض، فقال عمر: إن كنت لأكاتمها الناس. "كر".
29403-
عن الحسن قال لما قدم أبو موسى البصرة كتب إليه عمر يقرأ الناس القرآن، فكتب إليه بعدة ناس قرأوا القرآن فحمد الله عمر ثم كتب إليه في العام القابل بعدة هي أكثر من العدة الأولى ثم كتب إليه في العام الثالث، فكتب إليه عمر يحمد الله على ذلك وقال: إن بني إسرائيل إنما هلكت حين كثرت قراؤهم. رستة.
29404-
عن عمر قال: ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه ولا من فاسق بين فسقه ولكن أخاف عليها رجلا قد قرأ القرآن حتى أذلقه بلسانه ثم تأوله على غير تأويله. ابن عبد البر.
29405-
عن الأحنف عن عمر قال: كنا نقول في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم اللسان، فاتق يا أحنف أن تكون منهم. العسكري في المواعظ.
29406-
عن عمر قال: إن أصحاب الرأي أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها، وتفلتت منهم أن يعوها، واستحيوا حين سئلوا أن يقولوا لا نعلم فعارضوا السنن برأيهم. ابن أبي زمنين
في أصول السنة والأصبهاني في الحجة.
29407-
عن أبي عمران الجوني عن هرم بن حيان أنه قال: إياكم والعالم الفاسق فبلغ عمر بن الخطاب فأشفق منها ما العالم الفاسق فكتب إليه هرم بن حيان: والله يا أمير المؤمنين ما أردت إلا الخبر يكون إمام يتكلم بالعلم ويعمل بالفسق فيشبه على الناس فيضلوا. ابن سعد والمروزي في العلم.
29408-
عن أبي عثمان النهدي قال سمعت عمر بن الخطاب يقول على المنبر: إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق العليم قالوا: وكيف يكون منافق عليم يا أمير المؤمنين؟ قال: عالم اللسان جاهل القلب والعمل. مسدد وجعفر الفريابي في صفة المنافق.
29409-
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال عمر ما أخاف عليكم أحد رجلين؟ مؤمن قد تبين إيمانه ورجل كافر قد تبين كفره ولكن أخاف عليكم منافقا يتعوذ بالإيمان يعمل بغيره. جعفر فيه.
29410-
عن عمر قال: إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا. ابن جرير واللالكائي في السنة وابن عبد البر في العلم، "قط".
29411-
عن زياد بن حدير الأسدي قال: سمعت عمر بن
الخطاب يقول: ثلاث أخافهن عليكم وبهن يهدم الإسلام: زلة العالم، ورجل عهد الناس عنده علما فاتبعوه على زلة، ورجل منافق قرأ القرآن فما أسقط منه ألفا ولا واوا أضل الناس عن الهدى إذ كان أجدلهم وأئمة مضلون. آدم بن أبي إياس في العلم ونصر المقدسي في الحجة وجعفر الفريابي في صفة المنافق.
29412-
عن ابن سيرين قال: بلغ عمر أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص بالبصرة فكتب إليه {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَص} إلى آخر الآية، فعرف الرجل ما أراد عمر فترك. المروزي.
29413-
عن عمر قال: أخوف ما أخاف على هذه الأمة قوم يتأولون القرآن على غير تأويله. "ش".
29414-
عن علي قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فذكرنا الدجال فاستيقظ محمرا وجهه فقال: غير الدجال أخوف عندي عليكم من الدجال أئمة مضلون. "ش، حم، ع" والدورقي.
29415-
عن الحسن قال: خطب عمر بن الخطاب فقال: إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ المسلم البري عند الله تعالى فيشاط لحمه كما يشاط لحم الخنزير فيقال عاص وليس بعاص فقام علي من تحت المنبر فقال: ومتى ذاك يا أمير المؤمنين ومتى تشتد البلية وتعظم
الحمية وتسبى الذرية وتدقهم الفتن كما تدق الرحى ثقلها وكما تأكل النار الحطب فقال له عمر رضى الله عنه: ومتى يكون ذلك يا علي؟ قال: إذا تفقهوا لغير الدين وتعلموا لغير العمل، وطلبوا الدنيا بعمل الآخرة. عبد الله بن أيوب المخزومي في جزئه.
29416-
عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا إن كان مؤمنا منعه إيمانه، وإن كان مشركا منعه اشراكه، ولكن أخاف عليها منافقا عليم اللسان يقول ما تعرفون، ويفعل ما تنكرون". العسكري في المواعظ.
29417-
"مسند أنس رضي الله عنه" عن عباد بن كثير عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعوذوا بالله من فخر القراء فإنهم أشد فخرا من الجبابرة ولا أحد أبغض إلى الله تعالى من قاريء متكبر". الديلمي.
29418-
"أيضا" عن ابان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بعصابة من أمتي يوم القيامة وهم القراء فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ قالوا: إياك ربنا قال: فمن كنتم تسألون؟ قالوا: إياك ربنا، قال: فمن كنتم تستغفرون؟ قالوا: إياك ربنا فيقول كذبتم عبدتموني بالكلام واستغفرتموني بالألسن وفررتم مني بالقلوب فينظمون في سلسلة ثم يطاف بهم على رؤس الخلائق فيقال: هؤلاء كذابوا أمة محمد".
أبو الشيخ في الثواب.
29419-
عن علي أنه قال: يا حملة القرآن اعملوا به فإن العالم من عمل بما علم ووافق عمله علمه وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف عملهم علمهم يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى إن أحدهم ليغضب على جليسه حين يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالستهم تلك إلى الله. "قط" في حديث ابن مردك، "خط" في الجامع وأبو الغنائم النرسي في كتاب أنس، العاقل، "كر".
29420-
"مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه" عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فقالوا: بم دخلتم النار فإنما دخلنا الجنة بتعليمكم؟ قالوا: إنا كنا نأمر ولا نفعل". ابن النجار.
29421-
عن حذيفة قال: اتقوا الله يا معشر القراء، وخذوا طريق من كان قبلكم، فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا. "ش، كر".
29422-
"مسند معاوية بن أبي سفيان"" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عقل المسائل". "كر".
29423-
عن أبي الدرداء قال: يوشك العلم أن يرفع،
ورفعه أن يذهب بحملته. "كر".
29424-
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان يخلق1 القرآن في قلوبهم يتهافتون تهافتا قيل: يا رسول الله: وما تهافتهم؟ قال: يقرأ أحدهم فلا يجد حلاوة ولا لذة يبدأ أحدهم بالسورة وإنما نهمته آخرها، فإن عملوا ما نهوا عنه قالوا: ربنا اغفر لنا، وإن تركوا الفرائض قالوا لا يعذبنا الله ونحن لا نشرك به شيئا، أمرهم رجاء ولا خوف فيهم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها". الديلمي.
29425-
"مسند عبد الله بن عمرو" إن الله تبارك وتعالى سيرفع بهذا الدين أقواما ويضع به آخرين. "ع".
29426-
عن عمر عن الحسن قال: يبعث الله بهذا العلم أقواما يطلبونه ولا يطلبونه خشية وهو عليهم حجة إنما يبعثهم في طلبه لكيلا يضيع العلم. ابن النجار.
29427-
عن ابن مسعود قال: لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم عن علمائهم وكبرائهم وذوي أنسابهم، فإذا أتاهم العلم عن صغارهم وسفلهم فقد هلكوا. "كر".
1 يخلق: خلق الثوب: بلي، وبابه سهل، وأخلق أيضا مثله. المختار 146. ب.
29428-
عن أبي العالية قال: سيأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن وتبلى كما تبلي ثيابهم ولا يجدون له حلاوة ولا لذاذة إن قصروا عما أمروا به قالوا: إن الله غفور رحيم، وإن عملوا ما نهوا عنه قالوا: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، أمرهم كله طمع ليس معه خوف، لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، أفضلهم في أنفسهم المداهن. "كر".
29429-
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من جب الحزن أو وادي الحزن قيل يا رسول الله وما جب الحزن أو وادي الحزن؟ قال: واد في جهنم تستعيذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة أعده الله تعالى للقراء المرائين وإن من شر القراء من يزور الأمراء". "عق" والعسكري في المواعظ وفيه عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري1 ليس بشيء، "كر".
1 عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري البصري: قال الذهبي في الميزان: "2/410" ليس بثقة وكذاب. ص.
فصل في العلوم المذمومة والمباحة
علم النجوم
29430-
عن عمر قال: تعلموا من النجوم ما تهتدون بها وتعلموا من الأنساب ما تتواصلون بها. هناد.
29431-
عن الهرماس بن حبيب عن أبيه عن جده أنه صلى مع عمر بن الخطاب المغرب، فلما انصرف دور من حصى المسجد فألقى عليها رداءه ثم استلقى ثم قال: هل ناءت المرزم1 بعد؟ فلم يجبه أحد قلت: يا أمير المؤمنين وما المرزم؟ قال نسر الطائر مرزم الخريف قلت: يا أمير المؤمنين فإنا ندعو المرزم السماك قال: نسر الطائر مرزم الخريف. ابن جرير.
29432-
عن عمر قال: تعلموا من هذه النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم أمسكوا. "ش" وابن عبد البر في العلم.
29433-
عن الربيع بن سبرة الجهني قال: لما غزا عمر وأراد الخروج إلى الشام خرجت معه، فلما أراد أن يدلج2 نظرت فإذا القمر في الدبران3 فأردت أن أذكر ذلك لعمر فعرفت أنه يكره ذكر النجوم، فقلت له: يا أبا حفص انظر إلى القمر ما أحسن استواءه هذه الليلة؛ فنظر فإذا هو في الدبران فقال: قد عرفت ما تريد يا ابن سبرة تقول: إن القمر في الدبران والله ما نخرج بشمس ولا بقمر
1 المرزم: رزم الشتاء رزمة شديدة: برد فهو رازم، وبه سمى نوء المرزم. لسان العرب 12/240. ب.
2 يدلج: أدلج: سار من أول الليل. المختار 164. ب.
3 الدبران: الدبران محركة: منزل للقمر. القاموس 2/27. ب.
إلا بالله الواحد القهار. "خط، كر" في كتاب النجوم.
29434-
"مسند علي رضي الله عنه" عن عمير بن سعيد قال: سمعت عليا يخبر القوم أن هذه الزهرة تسميها العرب الزهرة وتسميها العجم أناهيد وكان الملكان يحكمان بين الناس، فأتتهما فأرادها كل واحد منهما عن غير علم صاحبه فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي إن في نفسي بعض الأمر أريد أن أذكره لك قال: اذكره يا أخي لعل الذي في نفسي مثل الذي في نفسك فاتفقا على أمر في ذلك فقالت لهما المرأة: ألا تخبراني بما تصعدان به إلى السماء وبما تهبطان به إلى الأرض؟ فقالا: بسم الله الأعظم نهبط به وبه نصعد، فقالت: ما أنا بمؤاتيتكما الذي تريدان حتى تعلمانيه، فقال أحدهما لصاحبه علمها إياه قال: كيف لنا بشدة عذاب الله، فقال الآخر: إنا نرجو سعة رحمة الله فعلمها إياه فتكلمت به فطارت إلى السماء ففزع ملك في السماء لصعودها فطأطأ رأسه فلم يجلس بعد ومسخها الله فكانت كوكبا. ابن راهويه وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في العقوبات وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة، "ك".
29435-
عن عطاء قال: قيل لعلي بن أبي طالب: هل كان للنجوم أصل؟ قال: نعم كان نبي من الأنبياء يقال له يوشع بن نون فقال له قومه: لا نؤمن بك حتى تعلمنا بدء الخلق وآجاله، فأوحى الله
تعالى إلى غمامة فأمطرتهم واستنقع على الجبل ماء صافيا، ثم أوحى الله تعالى إلى الشمس والقمر والنجوم: أن تجري في ذلك الماء، ثم أوحى إلى يوشع بن نون أن يرتقي هو وقومه على الجبل فارتقوا الجبل فقاموا على الماء حتى عرفوا بدء الخلق وآجاله بمجاري الشمس والقمر والنجوم وساعات الليل والنهار، فكان أحدهم يعلم متى يموت ومتى يمرض، ومن ذا الذي يولد له، ومن ذا الذي لا يولد له فبقوا كذلك برهة من دهرهم، ثم إن داود عليه الصلاة والسلام قاتلهم على الكفر فأخرجوا إلى داود في القتال من لم يحضر أجله ومن حضر أجله خلفوه في بيوتهم فكان يقتل من أصحاب داود ولا يقتل من هؤلاء أحد فقال داود: رب أقاتل على طاعتك ويقاتل هؤلاء على معصيتك، فيقتل من أصحابي ولا يقتل من هؤلاء أحد فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: إني كنت علمتهم بدء الخلق وآجاله وإنما أخرجوا إليك من لم يحضر أجله ومن حضر أجله خلفوه في بيوتهم فمن ثم يقتل من أصحابك ولا يقتل منهم أحد قال داود: يا رب على ماذا علمتهم؟ قال: على مجاري الشمس والقمر والنجوم وساعات الليل والنهار قال: فدعا الله تعالى فحبست الشمس عليهم فزاد في النهار فاختلطت الزيادة بالليل والنهار فلم يعرفوا قدر الزيادة فاختلط عليهم حسابهم قال علي: فمن ثم كره النظر في النجوم.
"خط" في كتاب النجوم؛ وسنده ضعيف.
29436-
عن أبي هريرة قال: "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النظر في النجوم". ابن النجار.
29437-
عن علي قال: "نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر في النجوم وأمرني بإسباغ الطهور. "خط" فيه.
29438-
"من مسند علي رضي الله عنه" عن علي قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنزى الحمر على الخيل وأن ينظر في النجوم وأمر بإسباغ الوضوء. "عق" وابن مردويه، "خط" في كتاب النجوم.
29439-
عن عبد الله بن عوف بن الأحمر أن مسافر بن عوف بن الأحمر قال لعلي بن أبي طالب حين انصرف من الأنباري إلى أهل النهروان: يا أمير المؤمنين لا تسر في هذه الساعة، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار قال علي: ولم؟ قال: لأنك إن سرت في هذه الساعة أصابك أنت وأصحابك بلاء وضرر شديد وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظفرت وظهرت وأصبت وطلبت فقال علي: ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم منجم ولا لنا من بعده هل تعلم ما في بطن فرسي هذه؟ قال إن حسبت علمت قال: من صدقك بهذا القول كذب القرآن قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} الآية، ما كان محمد صلى الله عليه وسلم يدعي علم ما ادعيت
علمه تزعم أنك تهدي إلى علم الساعة التي يصيب السوء من سافر فيها؟ قال: نعم قال: من صدقك بهذا القول استغنى عن الله تعالى في صرف المكروه عنه، وينبغي للمقيم بأمرك أن يوليك لأمر دون الله ربه لأنك أنت تزعم هدايته إلى الساعة التي تنجو من السوء، من سافر فيها، فمن آمن بهذا القول لم آمن عليه أن يكون كمن اتخذ دون الله ندا وضدا، اللهم لا طائر إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك نكذبك ونخالفك، ونسير في هذه الساعة التي تنهانا عنها، ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس إياكم وتعلم هذه النجوم إلا ما يهتدى به في ظلمات البر والبحر، إنما المنجم كالكافر، والكافر في النار والله لئن بلغني أنك تنظر في النجوم وتعمل بها لأخلدنك في الحبس ما بقيت وبقيت، ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان، ثم سار في الساعة التي نهاه عنها فأتى أهل نهروان فقتلهم ثم قال: لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها فظفرنا أو ظهرنا لقال قائل سار في الساعة التي أمر بها المنجم ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم منجم ولا لنا من بعده ففتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر وسائر البلدان، أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به فإنه يكفى ما سواه. الحارث، "خط" في كتاب النجوم.
29440-
عن علي قال: إن هؤلاء العرافين كهان العجم فمن
أتى كاهنا يؤمن بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. "ش".
29441-
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا علي لا تجالس أصحاب النجوم". الخرائطي في مساوي الأخلاق والديلمي.
علم النسب
29442-
عن عمر قال: تعلموا أنسابكم لتصلوا أرحامكم. هناد.
29443-
عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فرأى جمعا من الناس على رجل فقال: "ما هذا؟ قالوا: "يا رسول الله رجل علامة، قال: وما العلامة؟ قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب وبالشعر وبما اختلف فيه العرب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا علم لا ينفع وجهالة لا تضر". الديلمي.
القصاص
29444-
عن قتادة قال: سمع عمر بن الخطاب رجلا يتبع القصص فقال له: أتحسن سورة "يوسف"؟ قال: نعم، قال: اقرأها فقرأها حتى بلغ "نحن نقص عليك أحسن القصص" فقال: أتريد أحسن من أحسن القصص. "كر".
29445-
عن أبي نضرة استأذن تميم الداري عمر بن الخطاب في القصص فقال: الذبح، ثم أذن له بعد. المروزي في العلم.
29446-
عن بشر بن عاصم قال: جاء تميم الداري إلى عمر فاستأذنه في القصص فقال: نعم وهو الذبح. العسكري في المواعظ.
29447-
عن السائب بن يزيد أنه لم يكن يقص على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر وكان أول من قص تميم الداري استأذن عمر أن يقص على الناس قائما فأذن له. العسكري.
29448-
عن ثابت البناني قال: أول من قص عبيد بن عمير على عهد عمر بن الخطاب. ابن سعد والعسكري في المواعظ.
29449-
عن أبي البحتري قال: دخل علي بن أبي طالب المسجد فإذا رجل يخوف فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يذكر الناس، فقال: ليس برجل يذكر الناس ولكنه يقول: أنا فلان ابن فلان اعرفوني فأرسل إليه فقال: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال: لا قال: فاخرج من مسجدنا ولا تذكر فيه. المروزي في العلم والنحاس في نسخه والعسكري في المواعظ.
29450-
عن أبي يحيى قال: مر بي علي وأنا أقص فقال: هل عرفت الناسخ من المنسوخ؟ قلت لا قال: أنت أبو اعرفوني. المروزي في العلم.
29451-
عن شريح قال: كنت مع علي بن أبي طالب ومعه
الدرة بسوق الكوفة وهو يقول: يا معشر التجار خذوا الحق وأعطوا الحق تسلموا لا تردوا قليل الربح فتحرموا كثيره، حتى انتهى إلى قاص يقص فقال: تقص ونحن حديثوا عهد برسول الله صلى الله عليه وسلم أما إني أسألك عن مسألتين فإن أصبت وإلا أوجعتك ضربا قال: سل يا أمير المؤمنين قال: ما ثبات الإيمان وزواله؟ قال: ثبات الإيمان الورع وزواله الطمع. وكيع في الغرر.
29452-
عن الحارث عن علي أنه دخل المسجد فإذا بصوت قاص فلما رآه سكت قال علي: من هذا؟ قال القاص أنا فقال علي: أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سيكون بعدي قصاص لا ينظر الله إليهم". أبو عمير ابن فضالة في أماليه.
29453-
عن سعيد بن أبي هند أن عليا مر بقاص فقال: ما يقول؟ قالوا: يقص قال: لا ولكن يقول: اعرفوني. مسدد؛ وصحح.
29454-
"مسند تميم الداري رضي الله عنه" عن السائب بن يزيد قال: لم يكن يقص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر وكان أول من قص تميم الداري استأذن عمر فأذن له فقص قائما. أبو نعيم.
29455-
عن أبي هريرة قال: أول من أسرج في المسجد تميم الداري. أبو نعيم.
علم النحو
29456-
عن أبي الأسود الدؤلي1 قال: دخلت على علي بن أبي طالب فرأيته مطرقا متفكرا فقلت فيم تفكر يا أمير المؤمنين؟ قال: إني سمعت ببلدكم هذا لحنا فأردت أن اصنع كتابا في أصول العربية، فقلت: إذا فعلت هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة، ثم أتيته بعد ثلاث فألقى إلي صحيفة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالأسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل، ثم قال لي: تتبعه وزد فيه ما وقع لك واعلم يا أبا الأسود أن الأشياء ثلاثة ظاهر ومضمر وشيء ليس بظاهر ولا مضمر، وإنما يتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بظاهر ولا مضمر قال أبو الأسود: فجمعت عنه أشياء وعرضتها عليه فكان من ذلك حروف النصب فذكرت منها أن وأن وليت ولعل وكأن، ولم أذكر لكن فقال لي: لم
1 هو: ظالم بن عمرو بن سفيان
…
ويقال اسمه: عمرو بن عثمان ثقة. وهو أول من تكلم في النحو. توفي سنة "69" وهو من كبار التابعين وذكره ابن حيان في الثقات. تهذيب التهذيب لابن حجر "12/11" ص.
تركتها؟ فقلت لم أحسبها منها فقال: بلى هي منها فزاد لي فيها. أبو القاسم الزجاجي في أماليه.
29457-
عن صعصعة بن صوحان قال: جاء أعرابي إلى علي ابن أبي طالب فقال: يا أمير المؤمنين كيف نقرأ هذا الحرف لا يأكله إلا الخاطون كل والله يخطو فتبسم علي وقال: "لا يأكله الخاطئون" قال: صدقت يا أمير المؤمنين ما كان الله ليسلم عبده، ثم التفت علي إلى أبي الأسود الدؤلي فقال: إن الأعاجم قد دخلت في الدين كافة فضع للناس شيئا يستدلون به على صلاح ألسنتهم فرسم له الرفع والنصب والخفض. "هب، كر" وابن النجار.
علم الباطن
29458-
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علم الباطن سر من أسرار الله وحكم من حكم الله تعالى يقذف في قلوب من يشاء من عباده". أبو عبد الرحمن السلمي والديلمي وابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح، وعامة رواته لا يعرفون.
29459-
عن علي قال: لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا بأكثر صلاة ولا صيام ولا حج ولا اعتمار ولكن عقلوا عن الله ما أمرهم به. الدينوري في المجالسة.
باب في آداب العلم والعلماء
فصل في رواية الحديث
29460-
"مسند الصديق رضي الله عنه" قال الحافظ عماد الدين بن كثير في مسند الصديق قال: الحاكم أبو عبد الله النيسابوري حدثنا بكر بن محمد الصريفيني بمرو حدثنا موسى بن حماد ثنا المفضل ابن غسان ثنا علي بن صالح حدثنا موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن عن إبراهيم بن عمرو بن عبيد الله التيمي حدثنا القاسم بن محمد قال: قالت عائشة: جمع أبي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت خمسمائة حديث، فبات ليلة يتقلب كثيرا، قالت: فغمني فقلت تتقلب لشكوى أو لشيء بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فأحرقها وقال: خشيت أن أموت وهي عندك فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنه ووثقت به ولم يكن كما حدثني فأكون قد تقلدت ذلك. وقد رواه القاضي أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي عن أبيه عن علي بن صالح عن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمي حدثني القاسم بن محمد أو ابنه عبد الرحمن بن القاسم شك موسى فيهما قال: قالت عائشة - فذكره وزاد بعد قوله: فأكون قد تقلدت ذلك ويكون قد بقي حديث لم
أجده فيقال: لو كان قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبي1 على أبي بكر إني حدثتكم الحديث ولا أدري لعلي لم أتتبعه حرفا حرفا. قال ابن كثير: هذا غريب من هذا الوجه جدا وعلي بن صالح لا يعرف والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من هذا المقدار بألوف ولعله إنما اتفق له جمع تلك فقط ثم رأى ما رأى لما ذكرت قلت قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى أو لعله جمع ما فاته سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وحدثه عنه به بعض الصحابة كحديث الجدة ونحوه والظاهر أن ذلك لا يزيد على هذا المقدار لأنه كان احفظ الصحابة وعنده من الأحاديث ما لم يكن عند أحد منهم كحديث "ما دفن نبي إلا حيث يقبض " ثم خشي أن يكون الذي حدثه وهم فكره تقلد ذلك وذلك صريح في كلامه.
29461-
"أيضا" قال ابن سعد في الطبقات قال محمد بن عمر الأسلمي إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم ماتوا قبل أن يحتاج إليهم وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عنهم ما كانوا يفعلون، ويستفتون فيفتون، وسمعوا أحاديث فأدوها فكان الأكابر من أصحاب
1 غبي: وفي حديث الصوم "فإن غبي عليكم" أي خفي. النهاية 3/342. ب.
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة ابن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد بن حضير ومعاذ بن جبل ونظرائهم فلم يأت عنهم من كثرة الحديث مثل ما جاء من الأحاديث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عباس ورافع بن خديج وأنس بن مالك والبراء بن عازب ونظرائهم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم فاحتاج الناس إليهم ومضى كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبعده بعلمه لم يؤثر عنه شيء ولم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من لم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ولعله أكثر له صحبة ومجالسة وسماعا من الذي حدث عنه ولكن حملنا الأمر في ذلك منهم على التوقي في الحديث أو على أنه لم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الاشتغال بالعبادة والأسفار في الجهاد في سبيل الله حتى مضوا ولم يحفظ عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء - انتهى.
29462-
عن قيس بن عبادة قال: سمعت عمر يقول: من سمع حديثا فأداه كما سمع فقد سلم. "كر".
29463-
عن البراء بن عازب قال: ما كل ما نحدثكموه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن حدثناه أصحابنا كانت تشغلنا رعية الإبل. أبو نعيم.
29464-
عن النعمان بن بشير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله عبدا سمع مقالتي فحفظها فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة المسلمين، ولزوم جماعتهم". "طب" وابن قانع وأبو نعيم، "كر".
29465-
عن حذيفة قال: إنا قوم عرب نردد الأحاديث فنقدم ونؤخر. "هق، كر".
29466-
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله عبدا سمع كلامي ثم لم يزد فيه، رب حامل كلمة إلى من هو أوعى لها منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: الإخلاص لله، والمناصحة لولاة الأمر، والاعتصام بجماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من وراءهم". "كر".
29467-
"مسند سلمان الفارسي رضي الله عنه" "أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والبعث بعد الموت والقدر خيره وشره من الله، وأن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ لوقتها، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن كان لك مال، وتصلي اثنتي عشرة ركعة في كل يوم وليلة، والوتر لا تتركه في كل ليلة، ولا تشرك بالله شيئا، ولا تعق والديك، ولا تأكل مال اليتيم ظلما ولا تشرب الخمر، ولا تزن، ولا تحلف بالله كاذبا، ولا تشهد شهادة زور ولا تعمل بالهوى ولا تغتب أخاك، ولا تقذف المحصنة، ولا تغل أخاك المسلم، ولا تلعب، ولا تله مع اللاهين، ولا تقل للقصير يا قصير تريد بذلك عيبه، ولا تسخر بأحد من الناس، ولا تمش بالنميمة بين الإخوان، واشكر الله على نعمته، وتصبر عند البلاء والمصيبة، ولا تأمن من عقاب الله، ولا تقطع أقراباءم وصلهم، ولا تلعن أحدا من خلق الله، وأكثر من التسبيح والتكبير والتهليل، ولا تدع حضور الجمعة والعيدين، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولا تدع قراءة القرآن على كل حال". الحافظ أبو القاسم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده والحافظ أبو الحسن علي بن أبي القاسم بن بابويه الرازي في الأربعين وابن عساكر والرافعي - عن سلمان قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأربعين حديثا التي قال:"من حفظها من أمتي دخل الجنة" قلت: وما هي يا رسول الله؟ قال - فذكره، وفي آخره: قلت: يا رسول الله ما ثواب من حفظ هذه الأربعين؟ قال
حشره الله تعالى مع الأنبياء والعلماء يوم القيامة".
29468-
"أيضا" ابن عساكر قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم البجلي البلوطي حدثنا حاتم بن مهدي البلوطي حدثنا علي بن الحسين بن إسحاق حدثنا أبي حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي عن محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان الثوري عن ليث عن مجاهد عن سلمان قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله الأربعين حديثا التي ذكرت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حفظها على أمتي دخل الجنة وحشره الله مع الأنبياء والعلماء".
29469-
"من مسند سلمة بن الأكوع" عن يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله إنا نسمع منك الحديث ولا نقدر على تأديته كما سمعناه منك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا لم تحلوا حراما ولا تحرموا حلال وأصبتم المعنى فلا بأس". "كر".
29470-
عن صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقال لي: تعال حتى نكتب السنن فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: تعال حتى نكتب كل ماجاء عن الصحابة فإنه سنة، وقلت أنا: ليس بسنة فلا نكتبه فقال: بل هو سنة، فكتب
ولم أكتب فأنجح1 وضيعت. يعقوب بن سفيان، "ق" في المدخل، "كر".
29471-
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله من سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه". ابن النجار، "كر".
29472-
عن السائب بن يزيد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لألحقنك بأرض دوس وقال لكعب: لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة. "كر".
29473-
عن ابن أبي سفيان أنه خطب فقال: يا ناس أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كنتم تتحدثون فتحدثوا بما كان يتحدث به في عهد عمر كان يخيف الناس في الله. "كر".
29474-
عن الزهري عن عروة أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأشاروا عليه أن يكتبها فطفق2 عمر رضي الله عنه يستخير الله فيها شهرا، ثم
1 فأنجح: نجح فلان، وأنجح، إذا أصاب طلبته. ونجحت طلبته وأنجحت وأنجحه الله. النهاية 5/18. ب.
2 فطفق: طفق: بمعنى أخذ في الفعل وجعل يفعل، وهي من أفعال المقاربة. النهاية 3/129. ب.
أصبح يوما وقد عزم الله له فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتابا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبدا. ابن عبد البر في العلم.
29475-
عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يحدث أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب هذه الأحاديث أو كتبها ثم قال: لا كتاب مع كتاب الله. ابن عبد البر.
29476-
عن يحيى بن جعدة قال: أراد عمر رضي الله عنه أن يكتب السنة ثم بدا له أن لا يكتبها، ثم كتب في الأمصار: من كان عنده شيء من ذلك فليمحه. أبو خيثمة وابن عبد البر معا في العلم.
29477-
عن قيس بن عبادة قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: من سمع حديثا فأداه كما سمع فقد سلم. ابن عبد البر.
29478-
عن عمر رضي الله عنه قال: السنة ما سنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا خطأ الرأي سنة للأمة. ابن عبد البر.
29479-
عن محمد بن إسحاق قال: أخبرني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: والله ما مات عمر بن الخطاب
حتى بعث إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم من الآفاق عبد الله ابن حذافة وأبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر فقال: ما هذه الأحاديث التي قد أفشيتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآفاق؟ قالوا: أتنهانا؟ قال: لا أقيموا عندي لا والله لا تفارقوني ما عشت فنحن أعلم نأخذ ونرد عليكم فما فارقوه حتى مات. "كر".
29480-
عن الزهري قال: أراد عمر بن الخطاب أن يكتب السنن فاستخار الله شهرا ثم أصبح فقد عزم له فقال: ذكرت قوما كتبوا كتابا فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله. ابن سعد.
29481-
عن أسلم قال: كنا إذا قلنا لعمر حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أخاف أن أزيد حرفا أو أنقص حرفا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من كذب علي متعمدا فهو في النار".
"حم، عد، عق" وأبو نعيم في المعرفة والشيرازي في الألقاب.
29482-
عن قرظة بن كعب قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: أقلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". ابن صاعد في طرق حديث من كذب علي متعمدا وروى صدره الموقوف، الدارمي، "ط، ك" وابن عبد البر.
29483-
عن ابن أبي أوفى قال: كنا إذا أتينا زيد بن أرقم
فنقول: حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: كبرنا ونسينا والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد. "كر".
29484-
عن البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حدث عني حديثا هو لله عز وجل رضى فأنا قلته وإن لم أكن قلته، قالوا: يا رسول الله ولم؟ قال: لأن به أرسلت". "كر".
29485-
عن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال: بلغني حديث عن علي خفت أن أصيب أن لا أجده عند غيره فرحلت حتى قدمت عليه العراق فسألته عن الحديث فحدثني وأخذ عهدا أن لا أخبر به أحدا ولوددت لو لم يفعل فاحدثكموه. "كر".
29486-
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما". الجوزقي وأبو الفتح الصابوني والصدر البكري في الأربعين.
29487-
عن علي قال: إذا قرأت العلم على العالم فلا بأس أن ترويه عنه. المرهبي.
29488-
عن علي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم ارحم خلفائي ثلاث مرات قيل يا رسول الله: ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون من بعدي ويروون أحاديثي ويعلمونها الناس". "طس
والرامهرمزي في المحدث الفاصل وأبو الأسعد هبة الله القشيري وأبو الفتح الصابوني معا في الأربعين، "خط" في شرف أصحاب الحديث والديلمي وابن النجار ونظام الملك في أماليه ونصر في الحجة وأبو علي ابن جيش الدينوري في حديثه.
كذب الرواية
29489-
عن عثمان قال: ما يمنعني أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أوعى أصحابه عنده ولكني أشهد لسمعته يقول: "من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار". "ط، حم، ع" وصحح.
29490-
عن محمود بن لبيد قال: سمعت عثمان بن عفان على المنبر يقول: لا يحل لأحد يروي حديثا لم يسمع به في عهد أبي بكر ولا عهد عمر فإني لم يمنعني أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أوعى أصحابه عنده إلا أني سمعته يقول: "من قال علي ما لم أقل فقد تبوأ مقعده من النار". ابن سعد، "كر".
29491-
عن علي قال: إذا حدثتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فظنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم أهناه وأهداه وأتقاه. "ط، حم" وابن منيع ومسدد والدارمي، "هـ" وابن خزيمة والطحاوي، "ع، حل، ض".
29492-
عن علي قال: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول مالم يقل، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة. "ط، حم، خ، م، د، ن، ع" وابن جرير وأبو عوانية وابن أبي عاصم، "ق" في الدلائل.
29493-
عن أبي سعيد قال: كنا نغزو وندع الرجل والرجلين لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فنجيء من غزاتنا فيحدثونا بما حدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحدث به نقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابن أبي خيثمة، "كر".
29494-
عن أبي نضرة قال: قلنا لأبي سعيد ألا نكتب منك ما نسمع؟ قال: أتريدون أن تجعلوها مصاحف إن نبيكم صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا الحديث فنحفظ فاحفظوا كما حفظنا منه. الدارمي، "هق" في، "خط" في،" ك".
29495-
"مسند أنس" عن محمد بن سيرين قال: كان أنس قليل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ففزع منه عال: أو كان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "حم، ع" والبغوي "هق كر".
29496-
"من مسند صهيب" عن عمرو بن دينار قال حدثني بعض ولد صهيب أنهم قالوا لأبيهم: مالك لا تحدثنا كما يحدث أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أما إني قد سمعت كما سمعوا
ولكن يمنعني من الحديث حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" ولكن سأحدثكم بحديث حفظه قلبي ووعاه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أيما رجل تزوج امرأة ومن نيته أن يذهب بصداقها فهو زان حتى يموت وأيما رجل بايع رجلا بيعا ومن نيته أن يذهب بحقه فهو خائن حتى يموت". "ع، كر".
29497-
"أيضا" عن صيفي بن صهيب قال: قلنا لأبينا صهيب يا أبانا لم لا تحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أما إني قد سمعت كما سمعوا ولكني يمنعني من الحديث عنه أني سمعته يقول: "من كذب علي متعمدا كلف يوم القيامة أن يعقد طرفي شعيرة ولن يقدر على ذلك"، وسمعته يقول:"من تزوج امرأة ومن نيته أن يذهب بصداقها لقي الله وهو زان حتى يتوب"، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من أدان بدين وهو يريد أن لا يفي به لقي الله سارقا حتى يتوب". "كر".
29498-
"مسند علي" عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". "كر".
29499-
عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"، وذلك أنه بعث رجلا في حاجة فكذب عليه فوجدوه ميتا لم تقبله الأرض. ابن النجار؛ وفيه الوازع بن نافع ليس بثقة.
آداب العلم متفرقة
29500-
"مسند الصديق رضي الله عنه" عن محمد بن سيرين قال: لم يكن أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أهيب لما يعلم من أبي بكر، ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب لما لا يعلم من عمر، وإن أبا بكر نزلت به قضية فلم يجد لها في كتاب الله تعالى أصلا ولا في السنة أثرا فقال: أجتهد رأي فإن يكن صوابا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني وأستغفر الله. ابن سعد وابن عبد البر في العلم.
29501-
عن عمر قال: احذروا هذا الرأي على الدين فإنما كان الرأي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبا لأن الله تعالى كان يريه وإنما هو منا تكلف وظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا. ابن أبي حاتم، "ق" وابن عبد البر في العلم.
29502-
عن عمرو بن دينار أن رجلا قال لعمر: بما أراك الله؟ قال: مه إنما هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة. ابن المنذر.
29503-
عن عمر قال: لا يتعلم العلم لثلاث ولا يترك
لثلاث: لا يتعلم ليمارى به ولا يباهى به ولا يرايا به، ولا يترك حياء من طلبه ولا زهادة فيه ولا رضى بالجهل منه. ابن أبي الدنيا.
29504-
عن عطاء بن عجلان قال: قال عمر بن الخطاب أوشك أن يقبض هذا العلم قبضا سريعا، فمن كان منكم عنده شيء فلينشره غير الغالي فيه ولا الجافي عنه. أبو عبد الله بن منده في مسند إبراهيم بن أدهم، "عب".
29505-
عن ابن سيرين أن عمر قال لأبي موسى: أما بلغني أنك تفتي الناس ولست بأمير؟ قال: بلى قال: فول حارها1 من تولى قارها. "عب" والدينوري في المجالسة وابن عبد البر في العلم، "كر".
29506-
عن مكحول قال: كان عمر يحدث الناس، فإذا رآهم قد تنابوا2 وملوا أخذ بهم في غراس الشجر. ابن السمعاني.
29507-
عن أبي حصين قال: إن أحدهم ليفتي في المسألة، ولو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر. "كر".
29508-
عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: مر جبير بن
1 حارها: ومنه حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما "قال لأبيه لما أمره بجلد الوليد بن عقبة: ول حارها من تولى قارها" أي ول الجلد من يلزم الوليد أمره ويعنيه شأنه. والقار ضد الحار. النهاية 1/364. ب.
2 تنابوا: نبا الشيء عنه: تجافى وتباعد، وبابه سما. المختار 511. ب.
مطعم على ماء فسألوه عن فريضة فقال: لا علم لي، ولكن أرسلوا معي حتى أسأل لكم عنها فأرسلوا معه فأتى عمر، فسأله: فقال من سره أن يكون فقيها عالما فليفعل كما فعل جبير بن مطعم سئل عما لا يعلم فقال: الله أعلم. ابن سعد.
29509-
عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن. ابن سعد، والمروزي في العلم.
29510-
عن ابن شهاب أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي الأشعري أن مر من قبلك يتعلم العربية فإنها تدل على صواب الكلام، ومرهم برواية الشعر فإنه يدل على معالي الأخلاق. ابن الأنباري.
29511-
عن أبي عكرمة قال؟ كان عمر بن الخطاب إذا سمع رجلا يخطئ فتح عليه، وإذا أصابه بلحن ضربه بالدرة. ابن الأنباري.
29512-
عن علي بن عيسى بن يونس عن أبي إسحاق قال: وقف أعرابي على رجل وهو يعلم آخر القرآن وهو يقول: " أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهُ" فقال له - الأعرابي: والله ما أنزل الله هذا على نبيه محمد فوثب به الرجل فلبب1 الأعرابي فقال:
1 فلبب: يقال: لببت الرجل ولببته: وإذا جعلت في عنقه ثوبا=
بيني وبينك عمر بن الخطاب، فذهب به إلى عمر فقال له: يا أمير المؤمنين إني كنت أعلم رجلا فسمعني هذا أقول "أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهُ" فقال الأعرابي: والله ما أنزل هذا على محمد، فقال عمر: صدق الأعرابي إنما هي: {ورسولُه} . ابن الأنباري.
29513-
عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كانا يتنازعان في المسألة بينهما حتى يقول الناظر إليهما: لا يجتمعان أبدا فما يفترقان إلا على أحسنه وأجمله. "خط" في رواة مالك.
29514-
عن عمر قال: من رق وجهه رق علمه. الدارمي.
29515-
"مسند علي رضي الله عنه" عن علي قال: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله. "خ".
29516-
عن علي قال: ما أخذ الله ميثاقا من أهل الجهل يطلب حتى أخذ ميثاقا من أهل العلم ببيان العلم لأن الجهل قبل العلم. المرهبي في العلم.
29517-
عن محمد بن كعب قال سأل رجل عليا عن مسألة فقال فيها فقال الرجل: ليس هكذا ولكن كذا وكذا قال علي:
= أو غيره وجررته به. وأخذت بتلبيب فلان، إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه وقبضت عليه تجره. والتلبيب: مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل. النهاية 4/223. ب.
أصبت وأخطأت {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} . ابن جرير وابن عبد البر في العلم.
29518-
عن عبد الله بن بشير أن علي بن أبي طالب سئل عن مسألة فقال: لا علم لي بها ثم قال: وأبردها على الكبد سئلت عما لا أعلم فقلت: لا أعلم. سعدان بن نصر في الرابع من حديثه.
29519-
عن خالد بن عرعرة قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: ألا رجل يسأل فينتفع وينفع جلساءه. ابن عبد البر في العلم.
29520-
عن علي قال: إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ولا تعنته1 في الجواب، وأن لا تلح عليه إذا أعرض، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل، ولا تشير إليه بيدك، وأن لا تغمزه بعينيك، وأن لا تسأل في مجلسه وأن لا تطلب زلته وإن زل تأنيت أوبته2 وقبلت فيئته، وأن لا تقول قال فلان خلاف قولك وأن لا تفشي له سرا، وأن لا تغتاب عنده أحدا وأن تحفظه شاهدا وغائبا وأن تعم القوم بالسلام وأن تخصه بالتحية، وأن تجلس بين يديه وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته وأن لا تمل من
1 تعنته: أي تشق عليه. النهاية 3/307. ب.
2 أوبته: آب: رجع، وبابه قال، وأوبة وإيابا أيضا، والأواب: التائب. المختار 23. ب.
طول صحبته إنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها منفعة، وإن العالم بمنزلة الصائم المجاهد في سبيل الله، فإذا مات العالم انثلمت في الإسلام ثلمة لا تسد إلى يوم القيامة وطالب العلم يشيعه سبعون ألفا من مقربي السماء. المرهبي وابن عبد البر في العلم.
29521-
عن الحارث الأعور قال: سئل علي بن أبي طالب عن مسألة فدخل مبادرا ثم خرج في حذاء ورداء وهو متبسم فقيل له: يا أمير المؤمنين إنك كنت إذا سئلت عن مسألة تكون فيها كالسكة المحماة، قال: إني كنت حاقنا ولا رأي لحاقن ثم أنشأ يقول:
إذا المشكلات تصدين لي
…
كشفت حقائقها بالنظر
فإن رؤيت في محيا الصوا
…
ب عمياء لا يجتلها البصر
مقنعة بغيوب الأمور
…
وضعت عليها صحيح الفكر
لسانا كشقشقة الأريح
…
يي أو كالحسام اليماني الذكر
وقلبا إذا استنطقته الفنو
…
ن أبر عليها بباهى الدرر
ولست بإمعة في الرجال
…
يسائل هذا وذا ما الخبر
ولكنني مذ رب الأصغرين
…
أبين مع ما مضى وما غبر
ابن عبد البر في العلم1.
1 أورد هذا الحديث ابن عبد البر في كتابه: جامع بيان العلم وفضله "2/113" وشرح معنى الأبيات للألفاظ الضرورية. ص.
29522-
عن علي قال: تزاوروا وتدارسوا الحديث ولا تتركوه يدرس1 "خط" في الجامع.
29523-
عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا يقول: أيها الناس تحبون أن يكذب الله ورسوله؟ حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون. "خط" فيه.
29524-
عن علي قال: قراءتك على العالم وقراءته عليك سواء. الدينوري والديلمي.
29525-
عن علي قال: تعلموا العلم، فاذا علمتموه فاكظموا عليه ولا تخلطوه بضحك وباطل فتمجه2 "عم" في الزهد، "خط" في الجامع.
29526-
عن حذيفة قال: إنما يفتي أحد ثلاثة: من عرف الناسخ والمنسوخ أو رجل ولي سلطانا فلا يجد من ذلك بدا، أو متكلف. "كر".
29527-
عن الحسن بن جابر قال: سألت أبا أمامة عن كتاب
1 يدرس: وفي الحديث "تدارسوا القرآن" أي اقرأوه وتعهدوه لئلا تنسوه. يقال: درس يدرس درسا ودراسة. وأصل الدراسة الرياضة والتعهد للشيء. النهاية 2/113. ب.
2 فتمجه: مج الشراب من فيه: رمى به، وبابه رد. المختار 487. ب "القلوب.
العلم فلم ير به بأسا. "كر".
29528-
عن أبي الدرداء قال: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا. "كر".
29529-
عن أبي الدرداء قال: لا يكون عالما حتى يكون متعلما ولا يكون بالعلم عالما حتى يكون به عاملا. "كر".
29530-
عن أبي الدرداء أنه كان إذا حدث بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم إن هكذا فشكله1 "ع" والروياني، "كر".
29531-
عن حميد بن هلال عن أبي رفاعة قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت: يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته، ثم أتى بكرسي خلت قوائمه حديدا فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته فأتمها. "طب" وأبو نعيم - عن أبي رفاعة العدوي.
1 فشكله: شكلت الكتاب: قيدته بالإعراب. ويقال أيضا: أشكلت الكتاب بالألف، كأنك أزلت به عنه الإشكال والإلتباس وهذا نقلته من غير سماع. الصحاح للجوهري 5/1737. ب.
29532-
عن أبي سعيد قال: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا أعرفن رجلا منكم علم علما فكتمه فرقا من الناس. "كر".
29533-
عن أبي سعيد أنه كان إذا أتاه هؤلاء الأحداث قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نوسع لهم في المجلس، ونفقههم الحديث فإنكم خلوفنا والمحدثون بعدنا وكان مما يقول للحدث: إذا أنت لم تفهم الشيء استفهمنيه فإنك أن تقوم وقد فهمته أحب إلي من أن تقوم ولم تفهمه. ابن النجار.
29534-
عن أبي هارون العبدي قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلنا: وما وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال لأصحابه: "الناس لكم تبع وسيأتيكم أقوام من أقطار الأرض يتفقهون؛ فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا وعلموهم مما علمكم الله". ابن جرير، "كر" وفي لفظ:"سيأتيكم أقوام من أطراف الأرضين يسألونكم عن الدين فإذا جاؤوكم فأوسعوا لهم واستوصوا بهم خيرا وعلموهم".
29535-
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه سيأتيكم ناس من إخوانكم يتفقهون ويتعلمون فعلموهم، ثم قولوا: مرحبا مرحبا ادنوا". "كر".
29536-
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن عباس
لا تحدث حديثا لا تحمله عقولهم فيكون فتنة عليهم". الديلمي.
29537-
عن عثمان بن أبي رواد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال: قالوا يا رسول الله ما نسمع منك نحدث به كله؟ فقال: نعم إلا أن تحدث قوما حديثا لا تضبطه عقولهم فيكون على بعضهم فتنة، فكان ابن عباس يكن أشياء يفشيها إلى قوم. "عق، كر"؛ قال "عق": عثمان بن داود مجهول ينقل الحديث ولا يتابعه على حديثه ولا يعرف إلا به.
29538-
عن ابن عباس قال: خذوا الحكمة ممن سمعتموها فإنه قد يقول الحكمة غير الحكيم وتكون الرمية من غير رام. العسكري في الأمثال.
29539-
"مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما" قلت: يا رسول الله أقيد العلم؟ قال: "نعم" يعني كتابته. "كر".
29540-
عن ابن مسعود قال: إن الناس كلهم قد أحسنوا القول فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله فعله فإنما يوبخ نفسه. "كر".
29541-
عن ابن مسعود قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم ولكنهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا عليهم سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: "من
جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر الهموم، ومن شعبته الهموم أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك". "كر".
29542-
عن ابن مسعود قال: قولوا خيرا تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله ولا تكونوا عجلاء مذاييع1 بذرا2 "عب، كر".
29543-
عن ابن مسعود قال: كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا. "كر".
29544-
عن عدي أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل ومن يعص الله ورسوله". "ش، حم".
29545-
"مسند علي رضي الله عنه" عن أبي البختري وزاذان قالا: قال علي وأبردها على الكبد إذا سئلت عما لا أعلم أن أقول: الله أعلم. الدارمي، "كر".
29546-
عن علي قال: ألا أخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ من لم يؤيس الناس من رحمة الله ولم يرخص لهم في معاصي الله تعالى،
1 مذاييع: هو جمع مذياع، من أذاع الشيء إذا فشاه. النهاية 2/174. ب.
2 بذرا: جمع بذور. يقال: بذرت الكلام بين الناس كما تبذر الحبوب: أي فشيته وفرقته. النهاية 1/110. ب.
ألا لا خير في عمل لا فقه فيه، ولا خير في فقه لا ورع فيه، ولا قراءة لا تدبر فيها ألا إن لكل شيء ذروة، وذروة الجنة الفردوس هي لمحمد صلى الله عليه وسلم. الجوهري.
أدب الكتابة
29547-
عن عمر قال: شر الكتابة المشق وشر القراءة الهذرمة، وأجود الخط أبينه. ابن قتيبة في غريب الحديث، "خط" في الجامع.
29548-
عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمر بن الخطاب كتب إلى معاذ بن جبل بكتاب، فأجابه معاذ بن جبل فكان كتابه إليه من معاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب. "كر" وعبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا.
29549-
عن عمر قال: تربوا صحفكم أنجح لها. "ش".
29550-
عن أبي هلال قال حدثني رجل من باهلة أن كاتب أبي موسى كتب إلى عمر فكتب من أبي موسى فكتب عمر: إذا أتاك كتابي هذا فاجلده سوطا وأعزله من عملك. ابن الأنباري، "ش".
29551-
عن عمر قال: قيدوا العلم بالكتاب. "ك" والدارمي.
29552-
عن ابن المسيب قال: أول من كتب التاريخ عمر لسنتين ونصف من خلافته، فكتب لست عشرة من الهجرة
بمشورة علي بن أبي طالب. "خ" في تاريخه، "ك".
29553-
عن ابن المسيب قال: قال عمر: متى نكتب التاريخ فجمع المهاجرين فقال له علي: من يوم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وترك أرض الشرك ففعله عمر. "خ" في تاريخه الصغير، "ك".
29554-
عن الشعبي قال: كتب أبو موسى إلى عمر: إنه يأتينا من قبلك كتب ليس لها تاريخ فأرخ، فاستشار عمر في ذلك، فقال بعضهم: أرخ لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم لوفاته، فقال عمر: لا بل نؤرخ لمهاجره فإن مهاجره فرق بين الحق والباطل. "كر".
29555-
عن أبي الزناد قال: استشار عمر في التاريخ فأجمعوا على الهجرة. "كر".
29556-
عن ابن سيرين أن رجلا من المسلمين قدم من أرض اليمن فقال لعمر: رأيت باليمن شيئا يسمونه بالتاريخ يكتبون من عام كذا من شهر كذا فقال عمر: إن هذا لحسن فأرخوا، فلما أجمع على أن يؤرخ شاورهم فقال قوم: بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال قوم: بالمبعث، وقال قوم: حين خرج مهاجرا من مكة، وقال قائل: لوفاته حين توفي فقال قوم: أرخوا خروجه من مكة إلى المدينة، ثم بأي شيء نبدأ فنصيره أول السنة، فقالوا: رجب
فإن أهل الجاهلية كانوا يعظمونه وقال آخرون: شهر رمضان وقال بعضهم: ذو الحجة، وقال آخرون: الشهر الذي خرج من مكة، وقال آخرون: الشهر الذي قدم فيه، فقال عثمان: أرخوا من المحرم أول السنة وهو شهر حرام، وهو أول الشهور في العدة، وهو منصرف الناس عن الحج، فصيروا أول السنة المحرم، وكان ذلك سنة سبع عشرة في ربيع الأول. ابن أبي خيثمة في تاريخه.
29557-
عن الشعبي قال: أول ما كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتب: باسمك اللهم فلما نزلت {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} كتب بسم الله فلما نزلت {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} كتب بسم الله الرحمن الرحيم. "ش".
29558-
"مسند علي رضي الله عنه" عن سعيد بن أبي سكينة قال: بلغني أن علي بن أبي طالب نظر إلى رجل يكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال: جودها فإن رجلا جودها فغفر له. الختلي.
29559-
عن أبي حكيمة العبدي قال: كنت أكتب المصاحف بالكوفة فيمر علينا علي فيقوم فينظر فقال: اجل1 قلمك فقطعت منه، ثم كتبت وهو قائم فقال: نوره كما نوره الله، وفي لفظ
1 اجل: جلا السيف، أي: صقله. المختار 81. ب.
فقال: هكذا نوروا ما نور الله. أبو عبيد في فضائله وابن أبي داود في المصاحف.
29560-
عن أبي حكيمة العبدي قال: أتى علي علي وأنا كاتب مصحفا فجعل ينظر إلى كتابي قال: اجل قلمك فقضمت1 قضمة ثم جعلت أكتب فنظر علي فقال: نعم نوره كما نوره الله. "هب، ص".
29561-
"مسند أنس" عن عمرو بن الأزهر عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكاتبه: "إذا كتبت فضع قلمك على أذنك؛ فإنه أذكر لك". عمرو بن الأزهر؛ قال "ن" وغيره: متروك، وقال "حم": يضع الحديث، وقال "خ": يرمى بالكذب.
29562-
عن علي قال: الخط علامة فكل ما كان أبين كان أحسن. "خط" في الجامع.
29563-
عن علي أنه قال لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع: ألق دواتك وأطل شق قلمك، وافرج بين السطور وقرمط2
1 فقضمت: القضم: الأكل بأطراف الأسنان، ومنه حديث عائشة رضي الله عنها "فأخذت السواك فقضمته وطيبته" أي مضغته بأسنانها ولينته. النهاية 4/78. ب.
2 وقرمط: القرمطة في الخط: مقاربة السطور. المختار 419. ب.
بين الحروف. "خط" فيه.
29564-
عن عوانة بن الحكم قال: قال علي لكاتبه: أطل جلفة1 قلمك وأسمنها وأيمن قطتك2 وأسمعني طنين النون، وحور الحاء وأسمن الصاد وعرج العين واشقق الكاف وعظم الفاء ورتل اللام وأسلس الباء والتاء والثاء وأقم الزاي وعل ذنبها واجعل قلمك خلف أذنك يكون أذكر لك. "خط"؛ وفيه الهيثم بن عدي ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش متهمان.
29565-
عن ميمون بن مهران قال: رفع إلى عمر صك محله شعبان فقال: أي شعبان الذي يجيء أو الذي مضى أو الذي هو آت؟ ثم قال لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ضعوا للناس شيئا يعرفونه من التاريخ، فقال بعضهم: اكتبوا على تاريخ الروم، فقالوا: إن الروم يطول تأريخهم ويكتبون من ذي القرنين فقال: اكتبوا على تاريخ فارس فقال: إن فارس كلما قام ملك طرح من كان قبله فأجمع رأيهم على أن الهجرة كانت عشر سنين، فكتبوا التاريخ من
1 جلفة: الجلف: القشر. جلف الشيء يجلفه جلفا: قشره. لسان العرب 309. ب.
2 قطتك: قططت القلم قطا من باب قتل قطعت رأسه عرضا في بريه: والقط: الكتاب والجمع قطوط مثل حمل وحمول. المصباح 2/697. ب.
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. "خ" في الأدب، "ك"1.
29566-
عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا معاوية ألق الدواة وحرف2 القلم وانصب3 الباء وفرق السين ولا تغور الميم وحسن الله ومد الرحمن، وجود الرحيم، وضع قلمك على أذنك اليسرى فإنه أذكر لك". الديلمي.
1 أورد البخاري في صحيحه حديثا في باب التاريخ ومن أين أرخو التاريخ 5/87. ص.
2 وحرف: تحريف القلم: قطه محرفا. المختار 99. ب.
3 وانصب: نصبت الخشبة نصبا من باب ضرب أقمتها. المصباح المنير 2/833 ب.
كتاب العتاق من قسم الأقوال
الفصل الأول: في الترغيب فيه والأحكام
الترغيب فيه
…
الكتاب الثاني من حروف العين: كتاب العتاق من قسم الأقوال
وفيه فصلان
الفصل الأول في الترغيب فيه والأحكام
29567-
"من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه"."ق، ت"4 عن أبي هريرة.
29568-
"من أعتق شقيصا من مملوك فعليه خلاصه في ماله، فإن لم يكن له مال قوم المملوك قيمة عدل، ثم استسعى غير
4 أخرجه مسلم في صحيحه كتاب العتق باب فضل العتق رقم "1509". ص.
مشقوق عليه. "حم، ق 4"1 عن أبي هريرة.
29569-
"من أعتق شركا له في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد قوم العبد عليه قيمة عدل فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه العبد وإلا فقد عتق منه ما عتق". "حم، ق، 4" عن ابن عمر.
29570-
"من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له إلا أن يشترط السيد ماله فيكون له". "د، هـ" عن ابن عمر.
29571-
"هو حر كله ليس لله شريك". "حم، ن د هـ" عن والد أبي المليح.
29572-
"من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار". "حم، د، ت" عن عمرو بن عنبسة.
29573-
"أزكى الرقاب أعلاها ثمنا، وأفضل الليل جوف الليل، وأفضل الشهور المحرم. ابن النجار - عن أبي ذر.
29574-
"أفضل الرقاب أعلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها". "حم، ق، ن" عن أبي ذر؛ "حم طب" عن أبي أمامة.
29575-
"أعتقوا عنه رقبة يعتق الله بكل عضو منها عضوا من
1 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب العتق باب إذا أعتق نصيبا "3/190" ص.
النار". "د،1 ك" عن واثلة.
29576-
"أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما فإن الله تعالى جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظما من العظام محرره من النار، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار يوم القيامة". "د،2 حب" عن أبي نجيح السلمي.
29577-
"أيما امرئ مسلم أعتق امرأ مسلما فهو فكاكه من النار، يجزي بكل عظم منه عظما منه، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكها من النار تجزى بكل عظم منها عظما منها، وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين فهما فكاكه من النار يجزى بكل عظمين منهما عظما منه". "طب" عن عبد الرحمن بن عوف؛ "د، هـ، طب" عن مرة بن كعب؛ "ت" عن أبي أمامة3.
1 أخرجه أبو داود كتاب العتق باب في ثواب العتق رقم 3945 قال المنذري في عون المعبود "10/510" أخرجه الحاكم والحديث صحيح وأخرجه النسائي. ص.
2 أخرجه أبو داود كتاب العتق باب أي الرقاب أفضل رقم 3946 وقال الترمذي: حسن صحيح. ص.
3 أخرجه الترمذي كتاب النذور والإيمان باب ما جاء في فضل من أعتق رقم 1547 وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. ص.
29578-
"أيما رجل أعتق أمة ثم تزوجها بمهر جديد فله أجران". "طب" عن أبي موسى.
29579-
"طينة المعتِق من طينة المعتَق". ابن لال وابن النجار، "فر" عن ابن عباس.
29580-
"عتق النسمة أن تنفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين على عتقها". الطيالسي - عن البراء.
الإكمال
29581-
"من أعتق مسلما كان فكاكه من النار بكل عضو من هذا عضوا من هذا". الحاكم في الكنى، "ك" وابن عساكر - عن واثلة.
29582-
"من أعتق نسمة مسلمة وقاه الله بكل عضو منه عضوا من النار". ابن سعد، "طب" وابن النجار - عن علي.
29583-
"من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار بكل عظم من عظام محرره بعظم من عظامه، ومن أدرك أحد والديه فلم يغفر له فأبعده الله ومن ضم يتيما من بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة". ابن سعد، "طب" عن مالك.
29584-
"من أعتق نسمة أعتق الله بكل عضو منها عضوا
منه من النار، ومن أعتق نسمتين أعتق الله بكل عضوين منهما عضوين منه من النار". عبد الرزاق - عن عمرو بن عنبسة.
29585-
"من أعتق رقبة كانت فكاكه من النار عضوا بعضو". "ك، ق" عن أبي موسى.
29586-
"من أعتق رقبة فك الله بكل عضو من أعضائه عضوا من أعضائه من النار". "ك" عن عقبة بن عامر.
29587-
"من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار حتى أنه ليعتق باليد اليد وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج". "حم" عن أبي هريرة.
29588-
"من أعتق رقبة مسلمة فهو فداؤه من النار بكل عظم من عظام محرره عظما من عظام محرره". "ص" عن عمرو بن عنبسة.
29589-
"أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذه الله بكل عضو منه عضوا من النار". "خ" عن أبي هريرة.
29590-
"هل لك يا أبا راشد أن تعتقه فيعتق الله عز وجل بكل عضو منه عضوا منك من النار". الدولابي وابن عساكر - عن أبي راشد الأزدي.
29591-
"إذا ملك أحدكم شيئا فيه ثمن رقبة فليعتقها فإنه
يفدي كل عضو منها عضوا منه من النار". "طب" والبغوي - عن أبي سكينة.
29592-
"اعتقوا عنه رقبة يعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار". "د، حب، طب، ق" عن واثلة قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا أوجب النار بالقتل قال - فذكره. مر برقم 29575.
29593-
"أعتق عن أمك". "حم، ن" عن سعيد بن عبادة.
أدب العتق من الإكمال
29594-
" ابدئي بالرجل قبل المرأة". "ك" عن عائشة أنها كان لها غلام وجارية زوج فقالت يا رسول الله إني أريد أن أعتقها قال - فذكره.
29595-
"إن أعتقتهما فابدئي بالغلام قبل الجارية". "حب" عن عائشة.
29596-
"مثل الذي يعتق أو يتصدق عند الموت كمثل الذي يهدي إذا شبع". "عب، حم، ت: حسن صحيح1 ن، طب، ك، ق" عن أبي الدرداء؛ الشيرازي في الألقاب - عن جابر.
1 أخرجه الترمذي كتاب الوصايا باب ما جاء في الرجل يتصدق أو يعتق عند الموت رقم 2123 وقال حسن صحيح. ص.
29597-
"من اشترى رقبة ليعتقها فلا يشترط لأهلها العتق فإنه عقدة من الرق". "طب" عن معقل بن يسار.
أحكامه من الإكمال
29598-
"يعتق الرجل من عبده ما شاء إن شاء ربعا وإن شاء خمسا ليس بينه وبين الله ضغطة". "ق" عن محمد بن فضالة عن أبيه.
29599-
"يعتق الرجل من عبده ما شاء إن شاء ثلثا، وإن شاء ربعا. "طب" عن علقمة بن عبد الله المزني عن أبيه.
29600-
"يعتق في عتقك ويرق في رقك". "حم" والبغوي، "ق" عن إسماعيل بن أمية بن سعد بن العاص عن أبيه عن جده" قال كان لنا غلام فأعتق نصفه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له قال - فذكره.
29601-
"إذا كان العبد بين الاثنين فأعتق أحدهما نصيبه فإن كان موسرا يقوم عليه قيمته لا وكس ولا شطط ثم يعتق". "د" عن ابن عمر1.
29602-
"إن قربك فلا خيار لك". "د هق" عن عائشة
1 أخرجه أبو داود كتاب العتق باب فيمن روى أنه لا يستسعى رقم "3928". ص.
رضي الله عنها أن بريرة أعتقت وهي عند مغيث فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فذكره1
29603-
"من أعتق شقصا في مملوك ضمن لشركائه أنصباءهم". "طب" عن ابن عمر.
29604-
"من أعتق شقصا في مملوك فعليه جواز عتقه إن كان له مال". "طب" عن عبادة بن الصامت.
29605-
"من كان له عبد بينه وبين آخر فأعتق نصيبه فإنه يقام عليه فيعتقه. "طب" عن ابن عمر.
29606-
"من أعتق شقصا في مملوك ضمن بقيته. "حم" عن سعيد بن المسيب عن ثلاثين من الصحابة.
29607-
"من أعتق سهما في مملوكه فعتقه عليه في ماله إن كان له مال ليس لله شريك. "ق" عن أبي هريرة.
29608-
"من أعتق عبدا وله فيه شريك وله وفاء فهو حر ويضمن نصيب شركائه بقيمة عدل بما أساء مشاركتهم، وليس على العبد شيء". "ق، كر" عن جابر؛ "كر" عن ابن عمر.
29609-
"من أعتق شركا في مملوك له فقد ضمن عتقه يقوم
1 أخرجه أبو داود كتاب الطلاق باب حتى متى يكون لها الخيار رقم "2219". ص.
العبد ثم يعتق". "ق" عن ابن عباس1.
29610-
"أيما عبد كان في شرك وأعتق رجل نصيبه يقام عليه القيمة يوم يعتق وليس ذلك عند الموت". "ق" عن ابن عمر.
29611-
"إذا أعتق الرجل العبد تبعه ماله إلا أن يكون شرط المعتق". "قط" في الأفراد والديلمي - عن ابن عمر.
29612-
"من أعتق مملوكه فليس للمملوك في ماله شيء". "عق" عن ابن مسعود.
29613-
"من أعتق عبدا فماله للذي أعتقه". "ق" عن ابن مسعود.
29614-
"إن الله أعتقه حين ملكته يعني أخاه". "قط، ق" وضعفاه - عن ابن عباس.
1 أخرجه مسلم كتاب العتق باب رقم 20 رقم الحديث 1501. ص.
الفصل الثاني في أحكام تتعلق بالعتاق
الولاء
29615-
"أما بعد فما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط، قضاء الله أحق وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق". "ق "أخرجه مسلم كتاب العتق باب إنما الولاء
لمن أعتق "ق1 4" عن عائشة.
29616-
"كل شرط ليس في كتاب الله تعالى فهو باطل وإن كان مائة شرط". البزار، "طب" عن ابن عباس.
29617-
"إن الولاء ليس بمتحول ولا منتقل". "طب" عن ابن عباس.
29618-
"نهى عن بيع الولاء وعن هبته". "حم،2 ق، 4" عن ابن عمر رضي الله عنهما.
29619-
"إنما الولاء لمن أعتق". مالك، "حم،3 خ، د" عن ابن عمر.
29620-
"من تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله تعالى منه يوم القيامة عدلا عدلا ولا صرفا. "د" عن أبي هريرة.
29621-
"لا يحل أن يتولى مولى رجل مسلم بغير إذنه". "حم،
1 أخرجه مسلم كتاب العتق باب إنما الولاء لمن أعتق رقم 8. ص.
2 أخرجه مسلم كتاب العتق باب النهي عن بيع الولاء وهبته رقم 1506. ص.
3 هذا الحديث فقرة من حديث طويل: أخرجه مسلم في كتاب العتق رقم 8 وفي باب إنما الولاء لمن أعتق رقم 1504 ص.
م" عن جابر.
29622-
"الولاء لمن أعطى الورق1 وولي النعمة". "ق، ش" عن عائشة.
29623-
"الولاء لمن أعتق". "طب، حم" عن ابن عباس.
29624-
"الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع ولا يوهب". "طب" عن عبد الله بن أبي أوفى؛ "ك، هـ، ق" عن ابن عمر.
29625-
"إنما الولاء لمن أعتق". "خ" عن ابن عمر.
29626-
"من أسلم على يديه رجل فله ولاؤه". "طب، عد قط، هق" عن أبي أمامة.
29627-
"من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه". "حم" عن جابر.
29628-
"موالينا منا". "طس" عن ابن عمر.
29629-
"مولى القوم من أنفسهم". "خ" عن أنس2.
29630-
"يرث الولاء من يرث المال". "ت" عن ابن عمر.
29631-
"مولى الرجل أخوه وابن عمه. "طب" - عن سهل بن حنيف.
1 الورق: الدراهم المضروبة. المختار 568. ب.
2 أخرجه البخاري كتاب الفرائض باب مولى القوم من أنفسهم "1938". ص.
29632-
"الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له". "ت، هـ ن" عن عمر.
الإكمال
29633-
"اشتريها فإن الولاء لمن أعطى الثمن أو لمن ولي النعمة ". "ت": حسن صحيح عن عائشة.
29634-
"اشتريها فأعتقيها فإن الولاء لمن أعطى الثمن". "حم" عن ابن عمر.
29635-
"اشتريها فإن الولاء لمن أعتق". "حم" عن عائشة1.
29636-
"اشتري واشترطي فإن الولاء لمن أعتق". "طب" عن بريدة.
29637-
"ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان شرطا ليس في كتاب الله فمردود إلى كتاب الله". "طب" عن ابن عباس.
29638-
"الولاء بمنزلة النسب لا يباع ولا يوهب أقره حيث جعله الله". "ق" عن علي.
29639-
"المولى أخ في الدين ونعمة وأحق الناس بميراثه
1 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الفرائض باب الولاء لمن أعتق رقم "8/191". ص.
أقربهم من المعتق". "ص، ق" عن الزهري مرسلا.
29640-
"ما منعك أن تقول: الأنصاري، فإن مولى القوم منهم". ابن منده - عن رشيد الفارسي.
29641-
"هلا قلت: خذها وأنا الغلام الأنصاري فإن مولى القوم منهم". أبو نعيم - عن عقبة بن عبد الرحمن عن أبيه.
29642-
"مولى القوم منهم". "كر" عن ابن عباس.
29643-
"مولى القوم من أنفسهم ومولى مولاهم منهم". "عد، كر" عن ابن عباس؛ وفيه إسحاق بن كثير أبو حذيفة كذاب؛ قال عد: هذا منكر.
29644-
"حليف القوم منهم ومولى القوم وابن أخت القوم منهم". البزار - عن أبي هريرة.
29645-
"حليفنا منا، وابن أختنا منا، ومولانا منا. أنتم تسمعون أن أوليائي يوم القيامة المتقون، فإن كنتم أولئك فذاك، وإلا فانظروا: لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة، وتأتون بالأثقال فأعرض عنكم". ابن سعد، "خ" في الأدب والبغوي، "طب، ك" عن إسماعيل بن عبيد بن رافع الزرقي عن أبيه عن جده.
29646-
"من تولى غير مواليه فليتبوأ بيتا في النار". ابن جرير - عن عائشة.
29647-
"من تولى غير مواليه فقد كفر". ابن جرير - عن أنس.
29648-
"من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله وغضبه، لا يقبل الله تعالى منه صرفا ولا عدلا". ابن جرير - عن أنس.
29649-
"من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن حلف عند منبري هذا بيمين كاذبة يستحل بها مال امرئ مسلم بغير حق فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن أحدث في مدينتي هذه حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل". "طب، ص" عن أبي أمامة.
29650-
"من تولى مولى قوم بغير إذنهم فعليه لعنة الله لا صرف عنها ولا عدل". "عب" عن عطاء مرسلا.
29651-
"من تولى مولى قوم بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل". ابن جرير - عن أبي سلمة عن سعيد.
29652-
"من تولى مولى قوم بغير إذنهم أو آوى محدثا فعليه غضب الله لا يقبل منه صرفا ولا عدلا". ابن جرير - عن جابر.
الاستيلاد
29653-
"أم الولد حرة وإن كان سقطا". "طب" عن ابن عباس.
29654-
"أيما أمة ولدت من سيدها، فإنها حرة إذا مات إلا أن يعتقها قبل موته". "هـ، ك" عن ابن عباس.
29655-
"من وطئ أمته فولدت له فهي معتقة عن دبر". "حم" عن ابن عباس.
الإكمال
29656-
"أيما رجل ولدت منه أمته فهي معتقة عن دبر منه". "عب، هق" عن ابن عباس1.
1 أخرجه ابن ماجه كتاب العتق باب أمهات الأولاد رقم "2515" إسناده ضعيف. ص.
الكتابة
29657-
"المكاتب عبد ما بقي من مكاتبته درهم". "د"2 عن ابن عمر.
29658-
"أيما عبد كاتب على مائة أوقية فأداها إلا عشرة أواق فهو عبد وأيما عبد كاتب على مائة دينار فأداها إلا عشرة
2 وهكذا أورده الترمذي في كتاب البيوع عند حديث رقم 1259. ص.
دنانير فهو عبد". "حم، د، هـ، ك" عن ابن عمر.
29659-
"يترك للمكاتب الربع". "ك" عن علي.
29660-
"إذا أصاب المكاتب حدا أو ورث ميراثا فإنه يرث على قدر ما عتق عنه أو يقام عليه بقدر ما عتق منه". "د، ت،1 ك، هق" عن ابن عباس.
29661-
"من كاتب مملوكه على مائة أوقية فأداها إلا عشرة أواق، ثم عجز فهو رقيق". "ت" عن ابن عمرو.
29662-
"المكاتب يعتق بقدر ما أدى ويقام عليه الحد بقدر ما عتق منه ويرث بقدر ما عتق منه". "ن" عن ابن عباس.
29663-
"يؤدي المكاتب بحصة ما أدى دية حر وما بقي دية عبد". "حم، ت،2 ك" عن ابن عباس.
29664-
"إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي فلتحتجب منه". "حم، د، ت،3 ك، هق" عن أم سلمة.
1 أخرجه الترمذي كتاب البيوع باب ماجاء في المكاتب إذا كان عنده ما يؤدي رقم "1259" وقال الترمذي حديث ابن عباس حسن. ص.
2 أخرجه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في المكاتب إذا كان عنده ما يؤدي رقم "1259" وقال الترمذي حديث ابن عباس حسن. ص.
3 أخرجه الترمذي كتاب البيوع رقم 1261 وقال حسن صحيح. ص.
الإكمال
29665-
"من كاتب مكاتبا على مائة درهم فقضاها كلها إلا عشرة دراهم فهو عبد أو على مائة أوقية فقضاها كلها إلا أوقية فهو عبد". "عب" عن ابن عمر.
29666-
"إذا مات المكاتب وترك ميراثا أو أصاب حدا فإنه يرث على قدر ما أعتق منه، ويقام عليه الحد بقدر ما أعتق منه". "طب" عن ابن عباس.
29667-
"إذا كاتبت إحداكن عبدها فليرها ما بقي عليه شيء من كتابته، فإذا قضاها فلا يكلمن إلا من وراء حجاب". "ق" عن أم سلمة.
29668-
"إذا كان عند المكاتب ما يؤدي فاحتجبن منه". "عب" عن أم سلمة.
29669-
"إذا كان لإحداكن مكاتب فكان عنده ما يؤدي فلتحتجب منه". "حم، د ت": حسن صحيح، "طب، ك هق" عن أم سلمة مر برقم 29664.
التدبير
29670-
"المدبر من الثلث". "هـ" عن ابن عمر1.
1 أخرجه ابن ماجه كتاب العتق باب المدبر رقم 2514 قال أبو عبد الله: لا أصل له، قال الشافعي: الذين حدثوه يوقفونه على ابن عمر. ص.
29671-
"المدبر لا يباع ولا يوهب وإنما هو حر من الثلث". "قط، هق" عن ابن عمر.
الإكمال
29672-
"لا بأس ببيع خدمة المدبر إذا احتاج إليه". "قط، ق" وضعفه - عن جابر؛ وصححه ابن القطان.
أحكام متفرقة
29673-
"من ملك ذا رحم محرم فهو حر". "حم، د، ت، هـ، ك" عن سمرة.
29674-
"أيما رجل أعتق غلاما ولم يسم ماله فالمال له". "هـ" عن ابن مسعود.
29675-
"إذا أعتقت الأمة فهي بالخيار مالم يطأها إن شاءت فارقت وإن وطئها فلا خيار لها، ولا تستطيع فراقه". "حم" عن رجال من الصحابة.
29676-
"إن قربك فلا خيار لك". "د" عن عائشة مر برقم 29602
محظورات العتق
29677-
"لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا". "ك" عن أبي هريرة.
كتاب العتق من قسم الأفعال
الترغيب فيه
الترغيب فيه
…
كتاب العتق من قسم الأفعال
الترغيب فيه
29684-
"عن علي في الرجل يعتق جاريته، ثم يتزوجها ويجعل عتقها صداقها قال: له أجران اثنان". "عب".
29685-
عن واثلة بن الأسقع أن نفرا من بني سليم أتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقالوا: يا رسول الله إن صاحبا لنا قد أوجب، قال أعتقوا عنه رقبة يفك الله عنه بكل عضو منها عضوا منه من النار". "كر".
29686-
عن واثلة قال: شهدت نبي الله صلى الله عليه وسلم وأتاه نفر من بني سليم فقالوا: يا رسول الله إن صاحبا لنا قد أوجب فقال: مروه فليعتق رقبة يفك الله بها بكل عضو منها عضوا منه من النار". "كر".
29687-
عن أبي هريرة أن عمرو بن الشريد جاء بخادم أسود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا رسول الله إن أمي جعلت عليها رقبة مؤمنة فهل يجزي أن أعتق هذه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم للخادم: أين ربك؟ فرفعت رأسها فقالت: في السماء فقال: من أنا؟ قالت: رسول الله قال: أعتقها فإنها مؤمنة". أبو نعيم في المعرفة.
فصل في أحكام تتعلق به
الولاء
…
فصل في أحكام تتعلق به
29688-
عن الزبير أنه ملك يوم الطائف خالات له فأعتقهن بملكه إياهن. "ش".
الولاء
29689-
عن إبراهيم قال: كان عمر وعلي وزيد بن ثابت
يقولان: الولاء للكبر فلا يرث النساء من الولاء إلا ما أعتقن أو كاتبن. "عب، ش" والدارمي، "ق".
29690-
عن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: كتب إلي عمر أن الولاء للكبر1. الدارمي.
29691-
عن سعيد بن المسيب " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يكاتب عبدا له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اشترط ولاء". "عب".
29692-
عن الحكم بن عتبة قال اختصم علي والزبير إلى عمر في موالي صفية فقال علي: عمتي وأنا أعقل عنها وأرثها، وقال الزبير: أمي وأنا أرثها فقال عمر لعلي: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الولاء تبعا للميراث فقضى به للزبير. ابن راهويه.
29693-
عن عمر قال: إن كان لرجل موالي وله ابنان فمات الأب كان الولاء لابنيه، فإن مات أحد ابنيه وله ولد ذكور ثم مات بعض الموالي فإن ابن الابن على حصة أبيه من الولاء، ولم يكن الولاء كله لعمه. "عب".
1 للكبر: أي أكبر ذرية الرجل، مثل أن يموت الرجل عن ابنين فيرثان الولاء، ثم يموت أحد الابنين عن أولاد، يرثون نصيب أبيهم من الولاء، وإنما يكون لعمهم، وهو الابن الآخر. يقال: فلان كبر قومه بالضم؛ إذا كان أقعدهم في النسب وهو أن ينتسب إلى جده الأكبر بآباء أقل عددا من باقي عشيرته. النهاية 4/141. ب.
29694-
عن عبد الرحمن بن عمرو بن حزم أن مولى مات ليس له موالي فأمر عثمان بماله فأدخل بيت المال. الدارمي.
29695-
عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن العاص بن هشام هلك وترك بنين له ثلاثة اثنان لأم ورجل لعلة فهلك أحد اللذين لأم وترك مالا وموالي فورثه أخوه الذي ورث المال وولاء الموالى وترك ابنه وأخاه لأبيه فقال ابنه: قد أحرزت ما كان أبي قد أحرز من المال وولاء الموالي، فقال أخوه: ليس كذلك وإنما أحرزت المال فأما ولاء الموالي فلا أرأيت لو هلك أخي اليوم ألست أرثه أنا؟ فاختصما إلى عثمان فقضى لأخيه بولاء الموالي. الشافعي، "هق".
29696-
عن سعيد بن المسيب أن عمر وعثمان قالا: الولاء للكبر. "ق".
29697-
عن عروة أن الزبير ورافع بن خديج اختصما إلى عثمان في مولاة لرافع بن خديج كانت تحت عبد فولدت منه أولادا فاشترى الزبير العبد فأعتقه فقضى عثمان بالولاء للزبير. "ق".
29698-
عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن الزبير بن العوام قدم خيبر فرأى فتية لعسا1 ظرفا، فأعجبه ظرفهم فسأل
1 لعسا: اللعس: جمع ألعس، وهو الذي في شفته سواد النهاية 4/253. ب.
عنهم فقيل: هم موالي لرافع بن خديج أمهم حرة مولاة لرافع بن خديج وأبوهم مملوك لأشجع، فأرسل الزبير فاشترى أباهم فأعتقه ثم قال لبنيه: انتسبوا إلي فإنما أنتم موالي فقال رافع: بل هم موالي ولدوا وأمهم حرة وأبوهم مملوك فاختصما إلى عثمان فقضى بولائهم للزبير. "هق"؛ وقال هذا هو المشهور عن عثمان وقد روي عن الزهري عن عثمان منقطعا بخلافه ثم روي عن الزهري أن الزبير قدم خيبر فرأى فتية أعجبه حالهم فسأل عنهم فقيل هم موالي لبني حارثة أمهم حرة مولاة لبني حارثة وأبوهم مملوك فأرسل إلى أبيهم فاشتراه فأعتقه فاختصم هو وبنو حارثة إلى عثمان بن عفان في الولاء فقضى عثمان بالولاء لبني حارثة وقال عثمان الولاء لا يجر قال "ق": الرواية الأولى عن عثمان أصح لشواهدها ومراسيل الزهري رديئة.
29699-
عن عطاء بن أبي رباح أن طارق بن المرقع أعتق أهل بيت سوائب1 فأتى بميراثهم فقال عمر: أعطوه ورثة طارق
1 سوائب: قد تكرر في الحديث ذكر "السائبة والسوائب" كان الرجل إذا فذر لقدوم من سفر، أو برء من مرض أو غير ذلك قال: ناقتي سائبة، فلا تمنع من ماء ولا مرعى، ولا تحلب، ولا تركب. وكان الرجل إذا أعتق عبدا فقال: هو سائبة فلا عقل بينهما ولا ميراث. وأصله من تسييب الدواب، وهو إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت ومنه حديث عبد الله "السائبة يضع ماله حيث شاء" أي العبد الذي=
فأبوا أن يأخذوه فقال عمر: فاجعلوه في مثلهم من الناس. الشافعي، "ق".
29700-
عن عطاء بن أبي رباح أن طارق بن المرقع أعتق رجلا سائبة فمات السائبة وترك مالا فعرض ماله على طارق فأبى أن يأخذه فكتب عامل مكة إلى عمر بن الخطاب، فكتب عمر أن اجمع المال واعرضه على طارق فإن قبله فادفعه إليه، وإن لم يقبله فاشتر رقابا فأعتقهم قال فعرض على طارق فلم يقبله فاشترى به خمسة عشر أو ستة عشر مملوكا فأعتقهم. "هق".
29701-
عن عبد الله بن وديعة بن خدام قال: كان سالم مولى أبي حذيفة مولى لامرأة منا يقال لها: سلمى بنت يعار أعتقته سائبة في الجاهلية، فلما أصيب باليمامة أتى عمر بن الخطاب بميراثه فدعا وديعة بن خدام فقال: هذا ميراث مولاكم؛ وأنتم أحق به، فقال: يا أمير المؤمنين قد أغنانا الله عنه قد أعتقته صاحبتنا سائبة فلا نريد أن نرزأ1 من امرأة شيئا فجعله عمر في بيت المال.
= يعتق سائبة، ولا يكون ولاؤه لمعتقه ولا وارث له، فيضع ماله حيث شاء. ومنه الحديث "رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب، وهي التي نهى الله عنها في قوله: "ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة فالسائبة أم البحيرة. النهاية 2/431. ب.
1 نرزأ: في حديث سراقة بن جعشم "فلم يرزأني شيئا" أي لم يأخذا مني شيئا. يقال رزأته أرزؤه. وأصله النقص. النهاية 2/218. ب.
"خ" في تاريخه، "ق".
29702-
عن عمر قال: إذا كانت المرأة تحت المملوك فولدت منه ولدا فإنه يعتق بعتق أمه وولاؤه لموالي أمه، فإذا أعتق الأب جر الولاء موالي أبيه. "عب" والدارمي، "ق" وصححه.
29703-
عن عمر قال: إن الولاء كالرحم - وفي لفظ: كالنسب - لا يباع ولا يوهب. "ش، ق".
29704-
عن قبيصة بن ذؤيب قال: كان الرجل إذا أعتق سائبة لم يرثه، وإذا جنى جناية كان على من أعتقه، فدخلوا على عمر بن الخطاب فقالوا: يا أمير المؤمنين أنصفنا إما أن يكون عليكم العقل ولكم الميراث، وإما أن يكون لنا الميراث وعلينا العقل فقضى عمر لهم بالميراث. "هق".
29705-
عن جابر بن عبد الله قال: من تولى مولى رجل مسلم أو آوى محدثا فعليه غضب الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وقال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم على كل بطن عقوله، ثم كتب إنه لا يحل أن يتوالى مولى رجل مسلم بغير إذنه ولعن في صحيفة من فعل ذلك. "عب".
29706-
عن عروة قال: جاءت وليدة لبني هلال اسمها بريرة تستعين عائشة في كتابتها فسامت عائشة بها أهلها، فقالوا:
لا نبيعها إلا ولنا ولاؤها فتركتها وقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أبوا أن يبيعوها إلا ولهم ولاؤها فقال: لا يمنعك ذلك إنما الولاء لمن أعتق فابتاعتها عائشة وأعتقتها فخيرت بريرة فاختارت نفسها فقسم لها النبي صلى الله عليه وسلم شاة، فأهدت لعائشة منها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل عندكم من طعام؟ فقالت: لا إلا ذا الشاة التي أعطيت بريرة فنظر ساعة ثم قال: قد وقعت موقعها، هي عليها صدقة ولنا هدية فأكل منها"، قال عروة: ابتاعتها مكاتبة على ثمان أواق وإن لم ينقص من كتابتها شيء. "عب".
29707-
عن ابن عباس قال: الولاء لمن أعتق لا يجوز بيعه ولا هبته. "عب".
29708-
"أيضا" إن مات رجل ولم يدع أحدا يرثه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ابتغوا أحدا فلم يجدوا أحدا يرثه فدفع النبي صلى الله عليه وسلم ميراثه إلى مولى له أعتقه الميت". "عب".
29709-
"أيضا" مات رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يترك وارثا إلا عبدا له فأعتقه، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ميراثه. "عب".
29710-
عن ابن عباس أن موالي بريرة اشترطوا الولاء فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أن الولاء لمن أعطى الثمن. "ش".
29711-
عن الفارسي مولى بني معاوية أنه ضرب رجلا يوم
أحد فقتله فقال: خذها وأنا الغلام الفارسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منعك أن تقول: الأنصاري وأنت منهم إن مولى القوم منهم". "ش".
29712-
"مسند عبد الله بن عمر" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته. "هب".
29713-
"مسند ابن عمر" أرادت عائشة أن تشتري بريرة فقالوا: تبتاعينها على أن ولاءها لنا، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يمنعك ذلك منها فإنما الولاء لمن أعتق". "ش".
29714-
عن هذيل بن شرحبيل قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال له: كان لي عبد فأعتقته وجعلته سائبة في سبيل الله تعالى، فقال له عبد الله: إن أهل الإسلام لا يسيبون وإنما يسيب أهل الجاهلية وأنت ولي نعمته وأحق بميراثه. "عب".
29715-
عن ابن مسعود قال: يجر الأب الولاء إذا أعتق الأب. "عب".
29716-
عن عقبة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا فضربت رجلا فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي، فسمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"هلا قلت: خذها مني وأنا الغلام الأنصاري فإن مولى القوم منهم". الديلمي.
29717-
عن يزيد بن أبي حبيب " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حاصر حصنا فأتاه أحد من العبيد أعتقه؛ فإذا أسلم مولاه رد ولاءه عليه". "د" عن يزيد بن أبي حبيب مرسلا.
29718-
عن أبي مليكة قال: لما سامت1 عائشة بريرة فقالت: أعتقها: قالوا وتشترطين لنا ولاءها؟ فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ذلك فقال: "نعم اشترطيه لهم؛ فإن الولاء لمن أعتق، ثم قام فخطب فقال: ما بال الشرط قد وقع قبله حق الله؟ الولاء لمن أعتق". "عب".
29719-
"مسند علي" عن زيد بن وهب عن علي وعبد الله وزيد بن ثابت أنهم كانوا يجعلون الولاء للكبير من العصبة ولا يورثون النساء إلا ما أعتقن أو أعتقن من أعتقن. "ق".
29720-
"أيضا" عن محمد عن علي قال: نهى عن بيع الولاء وهبته. "ق"؛ وقال: في كتابي نها - بالألف - وعليه صح فظاهره أن عليا نهى عن ذلك.
29721-
عن علي أنه سئل عن بيع الولاء فقال: أيبيع الرجل نسيبه. "ق".
29722-
"أيضا" عن النخعي أن عليا وزيدا قالا في رجل
1 سامت: المساومة: المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها. يقال: سام يسوم سوما وساوم واستام. النهاية 2/425. ب.
ترك أخا لأبيه وأمه وأخا لأبيه فجعلا الولاء لأخيه لأبيه وأمه فإن مات الأخ من أبيه رجع الولاء لبني الأخ للأب والأم. "ق".
29723-
"أيضا" عن الشعبي أن عليا قال: إذا أعتقت المرأة عبدا أو أمة فهلكت وتركت ولدا ذكرا فولاء ذلك المولى لولدها ما كانوا ذكورا فإن انقطعت الذكور رجع الولاء إلى أوليائها. "ق".
29724-
"أيضا" عن يزيد الرسيك أن عليا كان لا يجر الولاء. "ق".
29725-
عن علي قال: الولاء بمنزلة الحلف لا يباع ولا يوهب أقره حيث جعله الله. الشافعي، "عب، ص؛ ق".
29726-
عن علي قال: الولاء شعبة من النسب من أحرز الولاء أحرز الميراث. "عب، ق".
29727-
عن عبد الله بن شبرمة أن عليا وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت قضوا أن الولاء ينقل كما ينقل النسب لا يحرزه الذي يرث ولي النعمة ولكنه ينقل إلى أولى الناس بولي النعمة. "عب".
29728-
عن علي قال: من تولى مولى قوم بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. "عب".
الاستيلاد
29729-
عن سعيد بن المسيب أن عمر أعتق أمهات الأولاد وقال: أعتقهن رسول الله صلى الله عليه وسلم. "خط"، وفيه عبد الرحمن الإفريقي ضعيف.
29730-
عن عمر قال: الأمة يعتقها ولدها وإن كان سقطا. "عب، ش، ق".
29731-
عن سليمان بن يسار قال: قلت لابن المسيب أعمر أعتق أمهات الأولاد؟ قال: لا ولكن أعتقهن رسول الله صلى الله عليه وسلم. "عب، ق" وضعفه.
29732-
عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب أمر بأمهات الأولاد يقومن في أموال أبنائهن بقيمة عدل ثم يعتقن فمكث بذلك صدرا من خلافته، ثم توفي رجل من قريش كان له ابن أم من ولد فكان عمر يعجب بذلك الغلام، فمر ذلك الغلام على عمر في المسجد بعد وفاة أبيه بلال فقال له عمر: ما فعلت يا ابن أخي في أمك؟ قال: قد فعلت يا أمير المؤمنين خيرا خيرني إخوتي في أن يسترقوا أمي أو يخرجوني من ميراثي من أبي فكان ميراثي من أبي أهون علي من أن تسترق أمي فقال عمر: أولست إنما أمرت في ذلك بقيمة عدل ما أرى رأيا وآمر بشيء إلا قلتم فيه، ثم قام
فجلس على المنبر فاجتمع إليه الناس حتى إذا رضي جماعتهم قال: يا أيها الناس إني قد كنت أمرت في أمهات الأولاد بأمر قد علمتموه ثم قد حدث لي رأي غير ذلك، فأيما امرئ كانت عنده أم ولد يملكها بيمينه ما عاش، فإذا مات فهي حرة لا سبيل عليها. يعقوب بن سفيان، "ق، كر".
29733-
عن زيد بن وهب قال: باع عمر أمهات الأولاد ثم رجع. "ق".
29734-
عن عمر قال أيما وليدة ولدت لسيدها فهي له متعة ما عاش فإذا مات فهي حرة من بعده، ومن وطئ وليدة فضيعها فالولد له والضيعة عليه. "ق".
29735-
عن ابن عمر أن عمر قضى في أم الولد أن لا تباع ولا توهب ولا تورث يستمتع بها صاحبها ما عاش، فإذا مات فهي حرة. "عب" ومسدد، "ق".
29736-
"مسند عمر" عن أبي إسحاق الهمداني أن أبا بكر كان يبيع أمهات الأولاد في إمارته وعمر في نصف إمارته ثم إن عمر قال: كيف تباع وولدها حر؟ فحرم بيعها، حتى إذا كان عثمان شكوا وركبوا في ذلك. "عب".
29737-
عن أبي العجفاء أن عمر قال: الأمة إذا أسلمت
وعفت وحصنت فإن ولدها يعتقها وإن فجرت وكفرت - أو قال: زنت رقت. "
…
".
29738-
عن محمد بن عبد الله الثقفي أن أباه عبد الله بن فارط اشترى جارية بأربعة آلاف ثم أسقطت لرجل سقطا فسمع بذلك عمر بن الخطاب، فأرسل إليه قال: وكان أبي عبد الله بن فارط صديقا لعمر بن الخطاب فلامه شديدا وقال: والله إن كنت لأنزهك عن هذا - أو عن مثل هذا - وأقبل على الرجل ضربا بالدرة وقال: الآن حين اختلط لحومكم ولحومهن ودماؤكم ودماؤهن تبيعوهن وتأكلون أثمانهن قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها، وأكلوا أثمانها، ارددها فردها. "عب".
29739-
عن جابر كنا نبيع أمهات الأولاد والنبي صلى الله عليه وسلم حي لا يرى بذلك بأسا. "عب".
29740-
"من مسند خلاد الأنصاري" مات رجل وأوصى إلي فكان مما أوصى به أم ولده وامرأة حرة، فوقع بين أم الولد والمرأة كلام فقالت المرأة: يالكعاء1 غدا يأخذ بأذنك فتباعين
1 لكعاء: اللكع عند العرب: العبد، ثم استعمل في الحمق والذم. ويقال للرجل: لكع، وللمرأة لكاع. وقد لكع الرجل يلكع لكعا فهو ألكع. النهاية 4/268. ب.
في السوق، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"لا تباع قط". "طب".
29741-
عن خوات بن جبير عن أبي سعيد قال: كنا نبيع أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. "ت".
29742-
عن ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أم الولد: " أعتقها ولدها وتعتد عدة الحرة". "عب"؛ وسنده ضعيف.
29743-
عن عمرو بن دينار قال: كتب علي في وصيته: أما بعد فإن ولائدي اللاتي أطوف عليهن تسع عشرة وليدة منهن أمهات أولاد معهن أولادهن ومنهن حبالى، ومنهن من ولا ولد لهن، فقضيت إن حدث بي حدث في هذا الغزو فإن من كانت منهن ليست بحبلى وليس لها ولد فهي عتيقة لوجه الله ليس لأحد عليها سبيل، ومن كانت منهن حبلى أو لها ولد فإنها تحبس على ولدها، وهي من حظه، فإن مات ولدها وهي حية فإنها عتيقة لوجه الله، هذا ما قضيت في ولائدي التسع عشرة، والله المستعان شهد هياج بن أبي سفيان وعبيد الله بن أبي رافع وكتب في جمادى سنة سبع وثلاثين. "عب".
29744-
عن الحكم بن عتيبة أن عليا خالف عمر في أم الولد أنها لا تعتق إذا ولدت لسيدها. "هب".
29745-
عن عبيدة السلماني قال سمعت عليا يقول: اجتمع
رأيي ورأي عمر في أمهات الأولاد أن لا يبعن ثم رأيت بعد أن يبعن قال عبيدة قلت له: فرأيك ورأى عمر في الجماعة أحب إلي من رأيك وحدك في الفرقة - أو قال - في الفتنة - فضحك علي. "عب" وابن عبد البر في العلم، "هق".
29746-
عن إبراهيم قال: أعتق أمهات الأولاد فأتت امرأة منهن عليا أراد سيدها أن يبيعها في دين كان عليه فقال: اذهبي فقد أعتقك عمر. "عب".
29747-
عن علي قال: إن شاء أعتق الرجل أم ولده وجعل عتقها مهرها. "ش".
عتق المشترك
29748-
"مسند التلب بن ثعلبة" عن ابن التلب عن أبيه التلب أن رجلا أعتق نصيبا له في مملوك فلم يضمنه النبي صلى الله عليه وسلم. الحسن بن سفيان وأبو نعيم.
29749-
عن إسماعيل بن أمية عن أبيه عن جده قال: كان لهم غلام يقال له طهمان - أو ذكوان - فاعتق جده نصفه، فجاء العبد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" يعتق في عتقك ويرق في رقك، فكان يخدم سيده حتى مات". "عب" والبغوي وابن منده.
29750-
عن خالد بن سلمة المخزومي قال: جاء رجل إلى عمر بعرفة فقال: إني أعتقت شقصا من غلامي هذا قال: أعتق كله ليس معه شريك. سفيان الثوري في الجامع، "ق".
29751-
عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان بيني وبين الأسود وأمنا غلام قد شهد القادسية وأبلى فيها فأرادوا عتقه، وكنت صغيرا فذكر الأسود ذلك لعمر فقال: أعتقوا أنتم ويكون عبد الرحمن على نصيبه حتى يرغب في مثل ما رغبتم فيه أو يأخذ نصيبه. "ق".
29752-
عن ابن شبرمة قال لرجل له نصيب في عبد: لا تفسد على أصحابك فتضمن. "عب".
29753-
عن النخعي أن رجلا أعتق شركا له في عبد وله شركاء يتامى فقال عمر بن الخطاب: انتظرهم حتى يبلغوا، فإن أحبوا أن يعتقوا أعتقوا وإن أحبوا أن يضمن لهم ضمن. "عب".
29754-
عن محمد بن سيرين قال: كان عبد بين رجلين فأعتق أحدهما نصيبه فكتب شريكه إلى عمر فكتب أن يقوم على القيمة. مسدد، "ق".
29755-
عن ابن عمر أن رجلا أعتق شقصا له على مملوكه فضمنه النبي صلى الله عليه وسلم. "كر".
29756-
"مسند أبي أمامة بن عمير" عن أبي المليح عن أبيه أن رجلا من قومه أعتق شقصا له من مملوكه فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل خلاصه في ماله وقال: "ليس معه شريك". "حم" والحارث وأبو نعيم في المعرفة.
المدبر
29757-
عن جابر قال: دبر1 رجل من الأنصار غلاما له ولم يكن له مال غيره فباعه النبي صلى الله عليه وسلم فاشتراه النحام2 عبدا قبطيا. "ض، ش".
29758-
دبر رجل من الأنصار غلاما له لم يكن له مال غيره فقال النبي: من يبتاعه مني؟ فاشتراه رجل من بني عدي. "عب".
29759-
"أيضا" أعتق أبو مذكور غلاما له يقال له يعقوب القبطي عن دبر3 منه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أله مال غيره؟ قالوا: لا قال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن النحام
1 دبر: يقال: دبرت العبد إذا علقت عتقه بموتك وهو التدبير أي أنه يعتق بعدما يدبره سيده ويموت. النهاية 2/98. ب.
2 النحام: هو نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف. النهاية 5/30. ب.
3 دبر: أي بعد موته. النهاية 2/98. ب.
ختن عمر بن الخطاب بثمانمائة درهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنفق على نفسك، فإن كان فضل فعلى أهلك فإن كان فضل فعلى أقاربك، فإن كان فضل فاقسم ههنا وههنا". "عب".
29760-
عن عطاء بن عباس عن عطاء أن ابن عباس وابن عمر وغيرهما قالوا: يصيب الرجل وليدته إذا دبرها إن أحب. "عب".
29761-
عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه " أن النبي صلى الله عليه وسلم باع مدبرا احتاج سيده إلى ثمنه". "د، عب" عن معمر عن ابن المنكدر - مثله.
29762-
عن أبي قلابة "أن رجلا أعتق غلاما له عن دبر منه فجعله النبي صلى الله عليه وسلم من الثلث". "عب".
29763-
عن أبي قلابة " أن رجلا من الأنصار دبر غلاما له لم يدع غيره، فأعتق النبي صلى الله عليه وسلم ثلثه". "عب".
29764-
عن أبي قلابة قال: " أعتق رجل عبدا له ليس له مال غيره عند موته فأعتق النبي صلى الله عليه وسلم ثلثه واستسعاه في الثلثين". "عب".
29765-
عن الشعبي أن عليا جعل المدبر من الثلث. سفيان الثوري في الفرائض، "عب، ق".
29766-
عن ابن جريج قلت لعطاء: أيدبر الرجل عبده
ليس له مال غيره؟ قال: لا ثم ذكر فقال النبي صلى الله عليه وسلم في العبد الذي دبر على هذه الحالة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم أغنى عنه من فلان وذكر ما قال في الرجل يتصدق بماله ويجلس لا مال له. "عب".
29767-
عن عطاء "أن رجلا أعتق غلاما له عن دبر ليس له مال غيره فبلغ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب من ذلك فدعا الغلام وباعه بسبعمائة درهم، ثم دفع الثمن إليه فقال: استنفقه". "ص".
29768-
"مسند علي" عن الشعبي عن علي وعبد الله قالا: من جميع المال يعني المدبر. سفيان الثوري في الفرائض.
أحكام الكتابة
29769-
عن عمر قال: المكاتب عبد ما بقي عليه درهم. "ش" والطحاوي، "ق".
29770-
عن ابن سيرين أن مكاتبا قال لمولاه: خذ مني مكاتبتك نجوما فأتى عثمان بن عفان فذكر ذلك له فدعاه فقال: خذ مكاتبتك فقال: لا إلا نجوما فقال له: هات المال فجاء به فكتب له عتقه فقال: ألقه في بيت المال، فأدفعه إليك نجوما، فلما رأى ذلك أخذه. "ق".
29771-
عن رجل قال كنت مملوكا لعثمان فبعثني في تجارة فقدمت عليه فقمت بين يديه ذات يوم فقلت: يا أمير المؤمنين
أسألك الكتابة فقطب1 وقال: نعم لولا أنه في كتاب الله ما فعلت، أكاتبك على مائة ألف على أن تعدها في عدتين والله لا أعطيك منها درهما، فخرجت فلقيني الزبير، فذكرت له ذلك فردني إليه فقام بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين فلان كاتبته فقطبت قال نعم ولولا آية في كتاب الله ما فعلت، أكاتبه على مائة ألف على أن يعدها لي في عدتين والله لا أعطيه منها درهما فغضب الزبير وقال: أمثل بين يديك قائما أطلب إليك حاجة تحول دونها بيمين، ثم كاتبه فكاتبته فانطلق بي الزبير إلى أهله فأعطاني مائة ألف، ثم قال: انطلق فاطلب فيها من فضل الله فانطلقت فطلبت فيها من فضل الله، فأديت إلى عثمان ماله وإلى الزبير ماله وفضل في يدي ثمانون ألفا. "ق".
29772-
عن عمر قال: إذا أدى المكاتب النصف لم يسترق. سفيان الثوري في الفرائض، "ق".
29773-
عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي بكر أن رجلا كاتب غلاما له فنجمها2 نجوما فأتى بمكاتبته كلها فأبى أن يأخذها
1 فقطب: أي قبض ما بين عينيه كما يفعله العبوس، ويخفف ويثقل. النهاية 4/79. ب.
2 فنجمها: تنجيم الدين: هو أن يقدر عطاؤه في أوقات معلومة مشاهرة=
إلا نجوما، فأتى المكاتب عمر، فأرسل عمر إلى مولاه، فجاء فعرضت عليه فأبى أن يأخذها فقال عمر: فأني أطرحها في بيت المال وقال للمولى: خذها نجوما وقال للمكاتب: اذهب حيث شئت. "ق".
29774-
عن القاسم بن محمد أن عمر بن الخطاب كان يكره قطاعة المكاتب الذي يكون عليه الذهب والورق ثم يقاطعه على ثلاثة أو أربعة أو ما كان ويقول: اجعلوا ذلك في العرض على ما شئتم. "عب، ش، ق".
29775-
عن عمر قال: إذا أدى المكاتب الشطر فلا رق عليه. "عب، ش، ق".
29776-
عن جابر عن عامر الشعبي عن زيد بن ثابت في المكاتب يموت وقد بقي عليه من مكاتبته قال: هو عبد ما بقي عليه درهم، وقال عبد الله: إذا أدى الثلث أو النصف فهو غريم، وقال علي: يعتق بحساب ما أدى ويرثه ولده بحساب ذلك، قال
= أو مساناة، ومنه تنجيم المكاتب ونجوم الكتابة. ونجم عليه الدية: قطعها عليه نجما نجما؛ ويقال: جعلت مالي على فلان نجوما منجمة يؤدي كل نجم في شهر كذا، وقد جعل فلان ماله على فلان نجوما معدودة يؤدي عند انقضاء كل شهر منها نجما، وقد نجمها عليه تنجيما. لسان العرب 12/570. ب.
جابر: بلغني أن عمر بن الخطاب جمع عليا وعبد الله وزيدا في المكاتب فقال زيد: نقيس لهم فقال: أرأيتم إن أصاب حدا وكيف يدخل على أمهات المؤمنين فجعل يقيس لهم بنحو هذا ففضله عمر عليهما في المكاتب. "كر".
29777-
عن قتادة أن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت قالا: إذا مات المكاتب وله مال فهو لمواليه وليس لولده شيء. "ش، ق".
29778-
عن حكيم بن حزام قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عمير بن سعد: أما بعد فإنه من قبلك من المسلمين أن يكاتبوا أرقاءهم على مسألة الناس. "عب، ش، ق".
29779-
عن عكرمة أن عمر كاتب عبدا له يكنى بأبي أمية فجاء بنجمه حين حل قال: اذهب به فاستعن به في مكاتبتك فقال: يا أمير المؤمنين لو تركته حتى يكون آخر نجم قال: إني أخاف أن لا أدرك ذلك ثم قرأ {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} قال عكرمة: كان أول نجم أدي في الإسلام. "عب" وابن سعد وابن أبي حاتم، "ق".
29780-
عن أنس بن سيرين عن أبيه قال: كاتبني أنس بن مالك على عشرين ألف درهم فكنت فيمن فتح تستر فاشتريت
رثة1 فربحت فيها، فأتيت أنس بن مالك بكتابته فأبى أن يقبلها مني إلا نجوما فأتيت عمر بن الخطاب فذكرت ذلك له فقال: أنت هو وقد كان رآني ومعي أثواب فدعا لي بالبركة؟ قلت: نعم فقال: أراد أنس الميراث وكتب إلى أنس أن اقبلها فقبلها. ابن سعد، "ق".
29781-
عن أبي سعد المقبري قال: كاتبتني مولاتي على أربعين ألف درهم فأديت إليها عامة ذلك، ثم حملت ما بقي إليها فقلت: هذا مالك فاقبضيه، قالت: لا حتى آخذه منك شهرا بشهر وسنة بسنة، فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب، فقال: ادفعه إلى بيت المال، ثم بعث إليها فقال: هذا مالك في بيت المال وقد عتق أبو سعيد، فإن شئت فخذي شهرا بشهر وسنة بسنة فأرسلت فأخذته. ابن سعد، "ق" وحسنه.
29782-
عن قتادة قال: سأل سيرين أبو محمد أنس بن مالك الكتابة فأبى أنس فرفع عمر الدرة وتلا {فَكَاتِبُوهُمْ} فكاتبه أنس. "عب" وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير؛ ورواه "ق" موصولا عن قتادة عن أنس.
1 رثة: في الحديث "عفوت لكم عن الرثة" وهي متاع البيت الدون. وبعضهم يرويه الرثية، والصواب الرثة بوزن الهرة. النهاية 2/195. ب.
29783-
عن علي قال: المكاتب يعتق منه بقدر ما أدى. "عب، ص، ق".
29784-
عن علي قال: إذا تتابع نجمان فلم يؤد نجومه رد في الرق. "ش، ق، ك".
29785-
عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} "عب" والشافعي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، "ك، ق، ص".
29786-
عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عليا قال في قوله: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} قال: يترك للمكاتب ربع مكاتبته. "عب، ص" وعبد بن حميد، "ن" وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، "ق" وصححه، "ص".
29787-
عن عطاء أن ابن عباس سئل عن المكاتب يوضع له ويتعجل منه فلم ير به بأسا وكرهه ابن عمر إلا بالعروض1. "عب".
29788-
"مسند علي" عن أبي التياح أنه أتى عليا فقال: أريد أن أكاتب قال: أعندك شيء؟ فقال: لا فجمعهم علي بن أبي
1 العروض: كل شيء عرض إلا الدراهم والدنانير فإنها عين وقال أبو عبيد: العروض الأمتعة التي لا يدخلها كيل ولا وزن ولا تكون حيوانا ولا عقارا. المختار 424 ب.
طالب فقال: أعينوا أخاكم فجمعوا له فبقي بقية عن مكاتبته فأتى عليا فسأله عن الفضلة فقال: اجعلها في المكاتبين. "ق".
29789-
عن علي قال: يؤدي المكاتب بقدر ما بقي منه دية الحر وبقدر ما رق منه دية العبد. "ط، ق".
29790-
عن علي قال: المكاتب يرث بقدر ما أدى. "ق".
29791-
عن علي قال: المكاتبة بمنزلتها. "ق".
29792-
عن علي قال: إذا أدى المكاتب النصف فهو غريم. سفيان.
29793-
"أيضا" عن ابن جريج قال قلت لعطاء: المكاتب يموت وله ولد أحرار ويدع أكثر ما بقي عليه من كتابته؟ قال: يقضى عنه ما بقي من كتابته وما كان من فضل لبنيه، فقلت: أبلغك هذا عن أحد؟ قال: زعموا أن علي بن أبي طالب كان يقضي عنه ما عليه ثم لبنيه مابقي. الشافعي، "ص".
29794-
"أيضا" عن الشعبي قال: كان زيد بن ثابت يقول: المكاتب عبد ما بقي عليه درهم لا يرث ولا يورث، وكان علي يقول: إذا مات المكاتب وترك مالا قسم ما ترك على ما أدى وعلى ما بقي؛ فما أصاب ما أدى فلورثته وما أصاب
ما بقي فلمواليه، وكان عبد الله يقول: يؤدى إلى مواليه ما بقي عليه من مكاتبته ولورثته ما بقي. "ق".
أحكام متفرقة
29795-
عن عمر قال: في الأمة تعتق وزوجها مملوك إذا جامعها بعد أن تعلم أن لها الخيار فلا خيار لها. "عب، ش".
29796-
عن عمر قال: إذا أعتقت المرأة فلها الخيار مالم يطأها زوجها. "عب".
29797-
عن عمر قال: لأن أحمل على نعلين في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا. "عب".
29798-
عن سليمان بن يسار أن عمر بن الخطاب كان يوصي بأولاد الزنا خيرا وكان يقول: أعتقوهم وأحسنوا إليهم. "عب".
29799-
عن عمر قال: من كان عليه محررة من ولد إسماعيل فلا يعتقن من حمير أحدا. "عب".
29800-
عن عمر قال: من ملك ذا رحم محرم عتق. "عب، د، ق".
29801-
عن عمر قال: لا يسترق ذو رحم. "ق".
29802-
عن إبراهيم أن غلاما لآل الأسود شهد القادسية فأبلى فأراد الأسود أن يعتقه فذكر ذلك لعمر بن الخطاب فقال:
دعه حتى يشب عبد الرحمن مخافة الضمان. البغوي في الجعديات، "كر".
29803-
عن عمر قال: إذا أعتق العبد وله مال فالمال للعبد إلا أن يشترط ماله لمولاه الذي أعتقه. ابن جرير، "هق".
29804-
عن محمد بن زيد قال: قضى عمر في أمة غزا مولاها وأمر رجلا ببيعها ثم بدا لمولاها فأعتقها، وأشهد على ذلك، وقد بيعت الجارية فحسبوا، فإذا أعتقها قبل بيعها فقضى عمر أن يقضى بعتقها ويرد ثمنها ويؤخذ صداقها لما كان قد وطئها. "هق".
29805-
عن خالد بن سلمة قال: جاء رجل إلى عمر فقال: إني أعتقت ثلث عبدي فقال عمر: هو حر كله ليس لله تعالى شريك. سفيان في جامعه، "ش، هق".
29806-
عن ابن عمر أن عمر أعتق كل مصل من سبي العرب فبت عتقهم وشرط عليهم أنكم تخدمون الخليفة من بعدي ثلاث سنوات، وشرط لهم أن يصحبكم بمثل ما صحبتكم به فابتاع الخيار خدمته تلك السنوات الثلاث من عثمان بأبي فروة وخلى عثمان سبيل الخيار فانطلق وقبض عثمان أبا فروة. "عب".
29807-
عن عمر أنه سئل عن الرجل يعتق الأمة ويستثني ما في بطنها.
29808-
عن مجاهد قال: قال عمر: ما أعتق الرجل من
رقيقه في مرضه فهي وصية إن شاء رجع فيها. "ش، هق".
29809-
عن علي قال: إذا أعتق نصفه كان بحساب ما عتق ويستسعى. "عب".
29810-
عن الأسلمي عن الحجاج بن أرطاة عن قتادة عن الحسن عن علي في رجل أعتق عبده عند الموت، وترك دينا وليس له مال قال: يستسعى العبد في قيمته، قال: وأخبرني الحجاج أيضا عن علي بن بدر عن أبي يحيى زياد الأعرج عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
كتاب العارية من قسم الأقوال
كتاب العارية من قسم الأقوال
…
كتاب العارية من قسم الأقوال
29811-
"على اليد ما أخذت حتى تؤديه". "حم"1 "عد، ك" عن سمرة.
29812-
"العارية مؤداة والمنحة مردودة". "هـ" عن أنس.
29813-
"العارية مؤداة والمنحة مردودة، والدين مقضي
1 الحديث أخرجه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في أن العارية مؤادة رقم "1266" وقال حسن صحيح.
وكذا أخرجه أبو داود كتاب البيوع باب في تضمين العارية رقم 3561 وابن ماجه كتاب الصدقات باب العارية رقم "2400". ص.
والزعيم غارم". "حم، د، ت،1 هـ" والضياء - عن أبي أمامة.
29814-
"عارية مؤادة". "ك، هـ" عن ابن عباس.
الإكمال
29815 -
"إن الإسلام لا يحرز2 لكم، العارية مؤادة". "هق" عن عطاء بن أبي رباح مرسلا.
29816-
"العارية مؤداة، والمنحة مردودة، ومن وجد لقحة3 فلا يحل له صرارها حتى يردها". "حب، طب، ص" عن أبي أمامة.
29817-
"المنحة والمنيحة مؤداة، والعارية مؤداة قيل: يا نبي الله فعهد الله عز وجل؟ قال: عهد الله أحق ما أدي". الحاكم في الكنى وابن النجار - عن أبي أمامة.
1 أخرجه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في أن العارية مؤداة رقم 1265 وقال حسن غريب. ص.
2 يحرز: يقال: أحرزت الشيء أحرزه إحرازا إذا حفظته وضممته إليك وصنته عن الأخذ. النهاية 1/366".
3 لقحة: اللقحة - بالكسر - والفتح -: الناقة القريبة العهد بالنتاج. والجمع لقح. النهاية 4/262. ب. مصراة "مصراة: من عادة العرب أن تصر ضروع الحلوبات إذا أرسلوها إلى المرعى سارحة. النهاية 3/22. ب.
كتاب العارية من قسم الأفعال
كتاب العارية من قسم الأفعال
…
كتاب العارية من قسم الأفعال
29818-
عن عمر قال: العارية بمنزلة الوديعة، ولا ضمان فيها إلا أن يتعدى. "عب".
29819-
عن علي قال: ليس على صاحب العارية ضمان. "عب".
29820-
عن علي قال: ليست العارية مضمونة إنما هو معروف إلا أن يخالف فيضمن. "عب".
29821-
عن القاسم بن عبد الرحمن عن علي وابن مسعود قالا: ليس على المؤتمن ضمان. "عب".
29822-
عن طاوس قال في قضية معاذ: كل عارية مردودة والزعيم غارم. "عب".
29823-
عن أمية بن صفوان عن أبيه قال: استعار النبي صلى الله عليه وسلم من صفوان أدرعا يوم حنين من حديد، فقال له: يا محمد صلى الله عليه وسلم مضمونة؟ قال: مضمونة فضاع بعضها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت غرمته لك؟ فقال: لا أنا أرغب في الإسلام من ذلك. "كر".
29824-
عن أبي هريرة قال: العارية تغرم. "عب".
29825-
عن أبي مليكة قال: سألت ابن عباس أضمن العارية؟ قال: نعم إن شاء أهلها. "عب".
كتاب العظمة من قسم الأقوال
كتاب العظمة من قسم الأقوال
…
كتاب العظمة من قسم الأقوال
29826-
"إن الله تعالى لا يغلب ولا يخلب1 ولا ينبأ بما لا يعلم". "طب" عن معاوية.
29827-
"ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، إن شأن الله أعظم من ذلك، ويحك أتدري ما الله؟ إن الله فوق عرشه، وعرشه على سماواته، وأرضه مثل القبة، وإنه ليئط2 به أطيط الرحل بالراكب. "د" عن جبير بن مطعم.
29828-
"خزائن الله الكلام، فإذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون". أبو الشيخ في العظمة - عن أبي هريرة.
29829-
إني أرى مالا ترون وأسمع مالا تسمعون، أطت
1 يخلب: خلبه يخلبه من بابي قتل وضرب إذا خدعه. المصباح المنير 1/241. ب.
2 ليئط: وفي الحديث "أطت السماء وحق لها أن تئط" الأطيط: صوت الأقتاب. وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها. أي أن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلتها حتى أطت. وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن ثم أطيط وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى. ومنه الحديث الآخر "العرش على منكب إسرافيل" وإنه ليئط أطيط الرحل الجديد" يعني ذكور الناقة أي أنه ليعجز عن حمله وعظمته، إذ كان معلوما أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه وعجزه عن احتماله. النهاية 1/54. ب.
السماء وحق لها أن تئط، فما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته لله ساجدا، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله". "حم، ت،1 هـ، ك" عن أبي ذر.
29830-
" أطت السماء وحقها أن تئط، والذي نفس محمد بيده ما فيها موضع شبر إلا وفيه جبهة ملك ساجد يسبح الله بحمده". ابن مردويه - عن أنس.
29831-
" أتسمعون ما أسمع إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط، وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم". "طب" والضياء - عن حكيم بن حزام.
29832-
" إن لله تعالى ملكا لو قيل له: التقم السماوات السبع والأرضين بلقمة واحدة لفعل، تسبيحه سبحانك حيث كنت". "طب" عن ابن عباس.
29833-
" تبارك الله مصرف القلوب". "طب" عن أم سلمة.
1 أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: رقم "2312" وقال حسن غريب. ص.
الإكمال
29834-
"اجلس حتى أخبرك بغنى الرب تبارك وتعالى عن صلاة أبي جحش إن لله تعالى في سماء الدنيا ملائكة خشوعا لا يرفعون رؤوسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة رفعوا رؤوسهم ثم قالوا: ربنا ما عبدناك حق عبادتك، وإن لله تعالى في السماء الثانية ملائكة سجودا لا يرفعون رؤوسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة رفعوا رؤوسهم وقالوا: ربنا ما عبدناك حق عبادتك، وإن لله في السماء الثالثة ملائكة ركوعا لا يرفعون رؤوسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة رفعوا رؤوسهم وقالوا: ربنا ما عبدناك حق عبادتك قال عمر: وما يقولون يا رسول الله؟ قال: أما أهل السماء الدنيا فيقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، وأما أهل السماء الثانية فيقولون: سبحان ذي العزة والجبروت وأما أهل السماء الثالثة فيقولون: سبحان الحي الذي لا يموت". أبو الشيخ في العظمة، "ك، هب" عن ابن عمر؛ قال الذهبي: منكر غريب.
29835-
"يا عمر ارجع فإن غضبك عز ورضاك حكم، إن لله تبارك وتعالى في السماوات السبع ملائكة يصلون له غني عن صلاة فلان قال عمر: وما صلاتهم فلم يرد عليه شيئا، فأتى جبريل فقال: يا نبي الله سألك عمر عن صلاة أهل السماء؟ قال: نعم
قال: اقرأ على عمر السلام وأخبره أن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، وأهل السماء الثانية ركوع إلى يوم القيامة يقولون: سبحان ذي العزة والجبروت وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة يقول: سبحان الحي الذي لا يموت". ابن جرير، "حل" عن سعيد بن جبير مرسلا.
29836-
" إن لله عز وجل ملائكة ترعد فرائصهم من مخافته، ما منهم ملك تقطر من عينيه دمعة إلا وقعت ملكا قائما يسبح وملائكة سجودا منذ خلق الله السماوات والأرض لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة وملائكة ركوعا لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة وصفوفا لم ينصرفوا عن مصافهم ولا ينصرفون إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة تجلى لهم ربهم فنظروا إليه وقالوا: سبحانك ما عبدناك كما ينبغي لك". "هق" وأبو الشيخ في العظمة، "هب" والخطيب وابن عساكر - عن رجل من الصحابة.
29837-
"إن لله تعالى ملائكة في السماء الدنيا خشوعا منذ خلقت السماوات والأرض إلى أن تقوم الساعة يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، فإذا كان يوم القيامة يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، ولله تعالى ملائكة في السماء الثانية ركوعا منذ خلقت السماوات والأرض إلى أن تقوم الساعة يقولون: سبحان ذي العزة
والجبروت، فإذا كان يوم القيامة يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، ولله تعالى ملائكة في السماء الثالثة سجودا منذ خلقت السماوات والأرض إلى أن تقوم الساعة يقولون: سبحان الحي الذي لا يموت فإذا كان يوم القيامة يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك". الديلمي - عن ابن عمر.
29838-
"إني أرى ما لا ترون وأسمع مالا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله ساجدا والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل". "حم، ت": حسن غريب، وابن منيع وأبو الشيخ في العظمة، "ك، ص" عن أبي ذر" مر برقم 29829.
29839-
"ما في السماوات السبع موضع قدم ولا كف ولا شبر إلا وفيه ملك قائم أو ملك راكع أو ملك ساجد، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لم نشرك بك شيئا". "طب" وأبو نعيم، "ص" عن جابر.
29840-
"ما في السماء موضع قدم إلا وعليه ملك ساجد أو قائم". أبو الشيخ في العظمة - عن عائشة.
29841-
"هل تسمعون ما أسمع؟ إني لأسمع أطيط السماء وما
تلام أن تئط ما فيها موضع قدم إلا وعليه ملك ساجد أو قائم". ابن أبي حاتم في التفسير وأبو الشيخ في العظمة - عن حكيم بن حزام.
29842-
"هل تسمعون ما أسمع؟ أطت السماء وحق لها أن تئط ليس فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو ساجد أو راكع". ابن منده وابن عساكر - عن عبد الرحمن بن العلاء بن سعد عن أبيه.
29843-
"إن لله تعالى أرضا من وراء أرضكم هذه بيضاء نورها وبياضها مسيرة شمسكم هذه أربعين يوما فيها عباد لله تعالى لم يعصوه طرفة عين، ما يعلمون أن الله تعالى خلق الملائكة ولا آدم ولا إبليس؛ هم قوم يقال لهم: الروحانيون خلقهم الله تعالى من وضوء نوره". أبو الشيخ - عن أبي هريرة.
29844-
"قال الله عز وجل: يا جبريل إني خلقت ألف ألف أمة لا تعلم أمة أني خلقت سواها لم أطلع عليها اللوح المحفوظ، ولا صرير القلم إنما أمري لشيء إذا أردت أن أقول له كن فيكون ولا تسبق الكاف النون". الديلمي - عن ابن عمر.
29845-
" سمعت تسبيحا في السماوات العلى مع تسبيح كثير سبحت السماوات العلى من ذي المهابة، مشفقات لذي العلو بما علا
سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى". "ص" وابن أبي حاتم، "طب، حل، هق" في الأسماء - عن عبد الرحمن بن قرط.
29846-
"إن دون الله عز وجل سبعين ألف حجاب من نور وظلمة وما تسمع نفس شيئا من حسن تلك الحجب إلا زهقت". "طب" عن ابن عمر وسهل بن سعد معا.
29847-
"دون الله عز وجل سبعون ألف حجاب من نور وظلمة، فما من نفس تسمع شيئا من حسن تلك الحجب إلا زهقت". "ع، عق، طب" عن ابن عمر وسهل بن سعد معا، وضعف؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب.
29848-
" إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإن له أطيطا1 كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من شقه2". "بز"
1 أطيطا في الحديث "أطت السماء وحق لها أن تئط" الأطيط: صوت الأقتاب. وأطيط الابل: أصواتها وحنينها. أي أن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت. وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن ثم أطيط، وإنما هو تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى. ومنه الحديث الآخر "العرش على منكب إسرافيل، وإنه ليثط أطيط الرحل الجديد" يعني ذكور الناقة، أي أنه ليعجز عن حمله وعظمته، إذ كان معلوما أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون القوة ما فوقه وعجزه عن احتماله النهاية 1/54. ب.
2 شقه: الشق: نصف الشي. النهاية 2/491. ب.
عن عمر.
29849-
" سبحان الذي لا إله غيره الإله العالم الدائم الذي لا ينفذ القائم الذي لا يغفل، بديع السماوات والأرض، المبدع غير المبتدع، خالق ما يرى وما لا يرى، عالم كل علم بغير تعلم". أبو الشيخ في العظمة - عن أسامة بن زيد.
29850-
"كان الله ولم يكن معه شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء هو كائن، وخلق السماوات والأرض". "حم، خ،1 طب" عن عمران بن حصين؛ "ك" عن بريدة.
29851-
" كان في عماء2 تحته هواء وفوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء". "حم" وابن جرير، "طب" وأبو الشيخ في العظمة - عن أبي رزين قال: قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال - فذكره.
1 أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب ما جاء في قوله تعالى: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده "4/129" ص.
2 عماء في حديث أبي رزين "قال: ي ارسول الله، أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه؟ فقال: كان في عماء تحته هواء وفوقه هواء" العماء بالفتح والمد: السحاب. قال أبو عبيد: لا يدرى كيف كان ذلك العماء. وفي رواية "كان في عما" بالقصر، ومعناه ليس معه شيء. النهاية 3/304 ب.
29852-
"وقع في نفس موسى هل ينام الله؟ فأرسل الله إليه ملكا فأرقه1 ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة، وأمره أن يحتفظ بهما فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان ضرب الله له مثلا أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماوات والأرض". "ع" عن عكرمة عن أبي هريرة، وضعفه؛ ورواه عبد الرزاق في تفسيره - عن عكرمة موقوفا عليه.
29853-
"إن الله تعالى ينظر إلى عباده كل يوم ثلثمائة وستين مرة يبدئ ويعيد وذلك من حبه لخلقه". الديلمي - عن أبي هدبة عن أنس.
29854-
" إن لله تعالى لوحا، أحد وجهيه ياقوتة والوجه الثاني زمردة خضراء قلمه النور، وفيه يخلق وفيه يرزق وفيه يحيي وفيه يميت وفيه يعيد وفيه يفعل ما يشاء في كل يوم وليلة". الأزدي في الضعفاء وأبو الشيخ في العظمة - عن أنس؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
29855-
"خلق الله تعالى لوحا من درة بيضاء دفتاه من زبرجد
1 أرقه: الأرق: السهر، وبابه طرب، وأرقه كذا تأريقا: أسهره. المختار 10. ب.
خضراء كتابه النور يلحظ إليه في كل يوم ثلثمائة وستين لحظة يحيي ويميت ويخلق ويرزق ويفعل ما يشاء". أبو الشيخ في العظمة - عن ابن عباس.
29856-
"إذا أراد الله أمرا فيه لين أوحى به إلى الملائكة المقربين بالفارسية الدرية، وإذا أراد أمرا فيه شدة أوحى إليه بالعربية الجهيرة يعني المبينة". الديلمي - عن أبي أمامة؛ وفيه جعفر بن الزبير متروك.
29857-
" إذا أراد الله تعالى أن يخوف خلقه أظهر للأرض منه شيئا فارتعدت وإذا أراد أن يهلك خلقه تبدى لها". الديلمي - عن ابن عباس؛ ورواه "طب" في السنة عنه موقوفا نحوه.
29858-
"إن الله تعالى يقول: ثلاث خصال غيبتهن عن عبادي لو رآهن رجل ما عمل سوءا أبدا: لو كشفت غطائي فرآني حتى يستيقن، ويعلم كيف أفعل بخلقي إذا أمتهم، وقبضت السماوات بيدي ثم قبضت الأرض ثم الأرضين ثم قلت: أنا الملك من ذا الذي له الملك دوني، ثم أريهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير فيستيقنونها، وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر فيستيقنونها ولكن عمدا غيبت ذلك عنهم لأعلم كيف يعملون وقد بينته لهم". "طب" وأبو الشيخ
في العظمة - عن أبي مالك الأشعري.
29859-
"ما أنزل الله عز وجل من السماء سفة من الريح إلا بمكيال ولا قطرة من الماء إلا بمكيال، إلا يوم نوح ويوم عاد، فإن الماء يوم نوح طغى على الخزان بأمر الله تعالى فلم يكن لهم عليه سبيل، وإن الريح يوم عاد عتت على الخزان بأمر الله فلم يكن لهم عليها سبيل". "قط" في الأفراد، "حل" وابن عساكر - عن ابن عباس.
29860-
"يا عائشة إن الله تعالى إذا أراد أن يجعل الصغير كبيرا جعله، وإذا أراد أن يجعل الكبير صغيرا جعله". الديلمي - عن عائشة.
29861-
"سبحان الله أين الليل إذا جاء النهار". "حم" عن التنوخي رسول هرقل، إن هرقل كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار قال - فذكره.
29862-
"لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل". "طب" عن عبادة بن الصامت.
كتاب العظمة من قسم الأفعال
كتاب العظمة من قسم الأفعال
…
كتاب العظمة من قسم الأفعال
29863-
عن عمر أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب وقال: إن عرشه فوق سبع سماوات، وفي لفظ: إن كرسيه وسع السماوات
والأرض وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب في ثقله 1. "ع" وابن أبي عاصم وابن خزيمة، "قط" في الصفات، "طب" في السنة وابن مردويه، "ص".
29864-
عن البراء بن عازب في قوله: {ِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن حمدي زين، وإن ذمي شين، فقال: ذاك الله. ابن الشرقي وقال: تفرد به الحسين بن واقد، "كر".
29865-
عن عبد الرحمن بن علاء بن بني ساعدة عن أبيه عن علاء بن سعد وكان ممن بايع يوم الفتح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه: هل تسمعون ما أسمع؟ قالوا: وما تسمع يا رسول الله؟ قال: أطت السماء وحق لها أن تئط ليس منها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد ثم قرأ {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} ابن منده، "كر"2.
1 ثقله: الثقل: متاع المسافر. ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما "بعثني رسول الله صلى اله عليه وسلم في الثقل من جمع بليل" النهاية 1/217. ب.
2 قال المناوي في الفيض "/536": وهذا الحديث حسن أو صحيح "رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم عن أبي ذر موفوعا بلفظ: أطت السماء.. الخ ومر برقم "29827". ص.
29866-
عن حكيم بن حزام قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: هل تسمعون ما أسمع؟ قلنا: ما نسمع من شيء قال: إني أسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط وما فيها موضع شبر إلا وعليه جبهة ملك أو قدماه. الحسن بن سفيان وأبو نعيم.
الكتاب الأول من
حرف الغين:
كتاب الغزوات من قسم الأقوال
غزوة بدر
29867-
"ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا". "حم، ق، ن" عن أنس "1.
قتل كعب بن الأشرف
29868-
"من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله". "خ" عن جابر2.
1 أخرجه البخاري كتاب المغازي باب قتل أبي جهل "5/97" ومسلم كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت رقم "2873". ص.
2 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب قتل كعب بن الأشرف "5/115". ومسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب قتل كعب بن الأشرف رقم "1801". ص.
الإكمال
29869-
"إني لست بأغنى من الأجر منكما ولا أنتما بأقوى على المشي مني". "ك" عن ابن مسعود.
29870-
"ما على وجه الأرض قوم يعرفون الله غيركم، فأين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة؟ ". ابن عساكر - عن ابن مسعود قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من قبة حمراء فقال - فذكره.
29871-
"إن الله قتل أبا جهل الحمد لله الذي صدق وعده ونصر دينه". "عق" عن ابن مسعود.
29872-
"الحمد لله الذي أخذاك يا عدو الله هذا كان فرعون هذه الأمة - يعني أبا جهل". "حم" عن ابن مسعود.
29873-
" جزاكم الله عني من عصابة شرا، لقد خونتموني أمينا، وكذبتموني صادقا ثم التفت إلى أبي جهل فقال: إن هذا أعتى على الله من فرعون، إن فرعون لما أيقن بالهلكة وحد الله وأن هذا لما أيقن بالموت دعا باللات والعزى". "طب" والخطيب وابن عساكر قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قتلى بدر قال - فذكره.
29874-
"يا أبا جهل يا عتبة يا شيبة يا أمية هل وجدتم ما وعد ربكم حقا، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فقال عمر: يا رسول
الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها؟ فقال: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون جوابا". "حم،1 م" عن أنس.
29875-
"يا أهل القليب2 هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ قالوا: يا رسول الله وهل يسمعون؟ قال: يسمعون كما تسمعون ولكن لا يجيبون". "طب" عن عبد الله بن سيدان عن أبيه.
29876-
" يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا، قالوا: يا رسول الله هل يسمعون؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن اليوم لا يجيبون". "طب" عن عبد الله بن سيدان عن أبيه.
29877-
"يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا؟ قالوا: يا رسول الله تكلم أقواما موتى؟ قال: لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حقا". "ك" عن عائشة.
29878-
"إن لله عز وجل ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال: {فَمَنْ تَبِعَنِي
1 أخرجه مسلم كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت رقم 2874. ص.
2 القليب: البئر التي لم تطو، ويذكر ويؤنث. النهاية 4/98. ب.
فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وإن مثلك يا عمر كمثل نوح قال: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ} أنتم عالة فلا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضربة عنق إلا سهيل بن بيضاء. "حم، هق" عن ابن مسعود.
29879-
إن مثل هؤلاء كمثل أخوة لهم كانوا من قبلهم {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} وقال موسى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} وقال إبراهيم: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وقال عيسى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وإنكم قوم بكم عيلة فلا ينفلتن أحد إلا بفداء أو ضربة عنق. "عق، ك" عن ابن مسعود.
غزوة أحد
29880-
"لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه". "ن" عن جابر.
29881-
"ألا شققت عن قلبه حتى تعلم أنه من أجل ذلك
قالها أم لا، من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة؟ "حم، ق، د ن" عن أسامة1.
29882-
" يا أسامة كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة". "م"2 عن جندب؛ الطيالسي والبزار - عن أسامة بن زيد.
غزوة أحد من الإكمال
29883-
"اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون". "حب،3 عن سهل بن سعد.
29884-
" اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه يشير إلى رباعيته 4"خ، م"5" عن أبي هريرة.
29885-
اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب تحريم قتل الكافر رقم "96" ص.
2 أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله رقم "97" ص.
3 أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب غزوة أحد رقم 1792. ص طب، هب، ص.
4 رباعيته: الرباعية - بوزن الثمانية - السن التي بين الثنية والناب، والجمع رباعيات ويقال للذي يلقي رباعيته: رباع بوزن ثمان. المختار 183. ب.
5 أخرجه مسلم كتاب الجهاد باب غزوة أحد رقم "1793". والبخاري كتاب المغازي باب غزوة أحد "5/129".
في سبيله". "حم، م،1 خ" عن أبي هريرة.
29886-
"اشتد غضب الله على من قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى من دمى وجه رسول الله". "طب" عن ابن عباس.
29887-
"اشتد غضب الله على رجل قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشتد غضب الله على رجل يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله". "ك" عن أبي هريرة.
29888-
"اشتد غضب الله على قوم كلموا2 وجه رسول الله". "طب" عن سهل بن سعد.
29889-
"أشهد على هؤلاء ما من مجروح جرح في الله إلا بعثه الله عز وجل يوم القيامة وجرحه يدمى اللون لون الدم والريح ريح مسك، انظروا أكثرهم جمعا للقرآن فقدموه أمامهم في القبر". "حم، طب، ص" عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: لما أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد قال فذكره.
29890-
"أنا الشهيد على هؤلاء ما من جرح يجرح في الله
1 أخرجه مسلم كتاب الجهاد باب غزوة أحد رقم "1793". والبخاري كتاب المغازي باب غزوة أحد "5/129". ص.
2 كلموا: الكلم: الجراحة. والجمع كلوم، وقد كلمه، من باب ضرب. والتكليم: التجريح. المختار 457. ب.
إلا الله يبعثه يوم القيامة وجرحه يثعب1 دما، اللون لون الدم، والريح ريح مسك انظروا أكثرهم جمعا للقرآن فاجعلوه أمام صاحبه في القبر". ابن منده وابن عساكر - عن عبد الله بن ثعلبة ابن صعير العذري قال أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد قال - فذكره.
29891-
"أنا أشهد على هؤلاء القوم في دمائهم فإنه ليس مجروح يجرح في سبيل الله إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثر القوم قرآنا فاجعلوه في اللحد". "طب، ق" عن كعب بن مالك.
29892-
"أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فأتوهم، وزوروهم والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه". "ك" عن عبيد بن عمير عن أبي هريرة.
29893-
"ويحك أوليس الدهر كله غدا". ابن قانع - عن عوف بن سراقة عن أخيه جعال بن سراقة قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى أحد: يا رسول الله قيل لي: إنك تقتل غدا قال - فذكره.
29894-
"أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم
1 يثعب: أي يجري. النهاية 1/212. ب.
والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة". "طب، حل" عن عبيد بن عمير قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف عليه وعلى أصحابه قال - فذكره.
29895-
" وأنا شهيد على هؤلاء زملوهم في ثيابهم ودمائهم". "طب، ق" عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير.
29896-
"أيها الناس زوروهم وائتوهم وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام يعني شهداء أحد". ابن سعد - عن عبيد بن عمير.
29897-
"اللهم إن عبدك ونبيك يشهد أن هؤلاء شهداء وأنه من زارهم أو سلم عليهم إلى يوم القيامة ردوا عليه". "ك" عن عبد الله بن أبي فروة.
سرية بئر معونة من الإكمال
29898-
" إن إخوانكم لقوا المشركين فاقتطعوهم فلم يبق منهم أحد، وإنهم قالوا: ربنا بلغ قومنا أنا قد رضينا ورضي عنا ربنا فأنا رسولهم إليكم إنهم قد رضوا ورضي عنهم ربهم". "ك" عن ابن مسعود1.
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الجهاد باب قول الشهداء ربنا بلغ
…
"2/111" وقال الذهبي: صحيح واختلف في سماع أبي عبيدة عن أبيه. ص.
غزوة الخندق من الإكمال
29899-
"الآن نغزوهم ولا يغزوننا" - قاله حين الأحزاب. "ط، حم، خ،1 طب" عن سليمان بن صرد.
29900-
"ملأ الله قلوبهم وبيوتهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس". "خ،2 م، ت، ن، هـ" عن علي؛ "م، هـ" عن ابن مسعود.
29901-
"اللهم من شغلنا عن الصلاة الوسطى املأ بيوتهم نارا، واملأ أجوافهم نارا، واملأ قبورهم نارا". "طب" عن ابن عباس.
29902-
"اللهم من حبسنا عن الصلاة الوسطى فاملأ بيوتهم وقبورهم نارا. "حم" عن ابن عباس.
29903-
"شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا". "ن" والطحاوي، "حب، طب، ص" عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب - فذكره. "طب" عن ابن عباس.
29904-
"شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا". "طب" عن أم سلمة؛ عبد الرزاق - عن علي.
1 أخرجه البخاري كتاب المغازي باب غزوة الخندق "5/141". ص.
2 أخرجه البخاري كتاب المغازي باب غزوة الخندق "5/141". ص.
غزوة قريظة والنضير من الإكمال
29907-
"من أدخل هذا الحصن سهما فقد وجبت له الجنة" - قاله يوم قريظة والنضير. "طب" عن عتبة بن عبد.
غزوة ذي قرد من الإكمال
29908-
"خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة". "ط، م"2 والبغوي، "طب، حب" عن ابن الأكوع.
2 أخرجه مسلم كتاب الجهاد باب غزوة ذي قرد وغيرها رقم "1807" ص.
غزوة الحديبية
29909-
"من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل". "م" عن جابر3.
3 أخرجه مسلم كتاب صفات المنافقين رقم "3780" والمرارة شجر مر، بتثليف الميم. ص.
غزوة خيبر من الإكمال
29911-
"الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين". "حم، خ،2 م، ت، ن" عن أنس؛ "حم" عن أنس عن أبي طلحة.
29912-
"الله أكبر خربت خيبر الله أكبر فتحت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين". "طب" عن أنس.
29913-
"كيف بك إذا خرجت من خيبر يعدو بك قلوصك3 ليلة بعد ليلة" - قاله لابن أبي الحقيق. "خ" عن عمر.
2 أخرجه البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر "5/167". ص.
3 قلوصك: هي الناقة الشابة. النهاية 4/100. ب.
غزوة مؤتة
29914-
"هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعي إبلا أو غنما فرعاها ثم تحين سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوه وتركت كدره". "م" عن عوف بن مالك4.
4 أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير باب استحقاق القاتل وسلب القتيل رقم 1753. ص.
غزوة حنين
29921-
"الآن حمي الوطيس". "حم، م" عن العباس؛ "ك"
عن جابر؛ "طب" عن شيبة.
29922-
"منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر". "ق" عن أبي هريرة.
29923-
"نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث قاسمت قريش على الكفر". "هـ" عن أسامة بن زيد.
29924-
"شاهت الوجوه". "م" عن سلمة بن الأكوع.
الإكمال
29925-
"شاهت الوجوه" - قاله يوم حنين. "م" عن سلمة بن الأكوع؛ "حم" عن مر برقم 29924 عن أبي عبد الرحمن الفهري - واسمه يزيد بن أسيد - عن عبد بن حميد عن يزيد بن عامر؛ "طب" عن الحارث بن بدل السعدي؛ قال البغوي: وماله غيره، قال: وبلغني أنه لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما رواه عن عمر بن سفيان الثقفي؛ البغوي، "طب" عن شيبة بن عثمان؛ "طب" عن حكيم بن حزام أنه قاله يوم بدر؛ "ك" عن ابن عباس أنه قاله لقريش بمكة1.
29926-
"اسكتي يا أم أيمن فإنك عسراء اللسان". ابن سعد2
1 أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير باب في غزوة حنين رقم "1777". ص.
2 أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى "8/225" واستدركت ما كان مصحفا منه. ص.
عن أبي الحويرث أن أم أيمن قالت يوم حنين سبت الله أقدامكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
29927-
"منزلنا غدا إن شاء الله بالخيف الأيمن حيث استقسم المشركون". "طب" عن ابن عباس.
سرية أبي قتادة من الإكمال
29928-
"هلا شققت عن قلبه فنظرت أصادق هو أم كاذب". "ع، طب، ص" عن جندب البجلي.
غزوة الفتح من الإكمال
29929-
" أحلت لي مكة ساعة من نهار ولم تحل لأحد من بعدي وهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها، ولا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقطتها إلا لمنشد قالوا: إلا الإذخر؟ قال: إلا الإذخر". "طب" عن ابن عباس.
29930-
"إن هذا يوم قتال فأفطروا" - قاله يوم الفتح فتح مكة. ابن سعد - عن عبيد بن عمير مرسلا.
29931-
"أقول كما قال أخي يوسف {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} "ابن أبي الدنيا في ذم الغضب - عن أبي هريرة؛ ابن السني في عمل يوم وليلة - عن ابن عمر.
سرية خالد بن الوليد من الإكمال
29932-
"ذهبت العزى فلا عزى بعد اليوم". ابن عساكر - عن قتادة مرسلا.
بعث أسامة من الإكمال
29933-
" أغر على أبنى صباحا ثم حرق. الشافعي، حم، د،1 هـ"، ابن سعد والبغوي في معجمه عن أسامة بن زيد.
1 أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في الحرق في بلاد العدو رقم 2600. أغر: الإغارة.
على أبنى: بضم الهمزة والقصر اسم موضع في فلسطين بين عسقلان والرمله. عون المعبود "7/276" ص.
ذيل الغزوات من الإكمال
29934-
"يا عائشة هذا المنزل لولا كثرة الهوام". البغوي - عن سفيان بن أبي نمر عن أبيه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ومعه عائشة فمر بجانب العقيق قال - فذكره.
كتاب الغزوات والوفود من قسم الأفعال
باب غزواته صلى الله عليه وسلم وبعوثه ومراسلاته
عد الغزوات
…
كتاب الغزوات والوفود من قسم الأفعال
باب غزواته صلى الله عليه وآله وسلم وبعوثه ومراسلاته
عدد الغزوات
29935-
عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزا تسع عشرة غزوة. "ش".
29936-
عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزا سبع عشرة غزوة، قال أبو إسحاق: فسألت زيد بن أرقم كم غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سبع عشرة. "ش".
29937-
"مسند أنس" عن أبي يعقوب إسحاق بن عثمان قال: سألت موسى بن أنس كم غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: سبعا وعشرين غزوة: ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر وتسع عشرة يغيب فيها الأيام، قلت: كم غزا أنس بن مالك؟ قال: ثماني غزوات. "كر".
غزوة بدر
29938-
"مسند الفاروق" عن أنس قال: أخذ عمر يحدثنا عن أهل بدر فقال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارعهم
بالأمس يقول: هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله، وهذا مصرع فلان غدا إن شاء الله، فجعلوا يصرعون عليها، قلت والذي بعثك بالحق ما أخطأوا تيك كانوا يصرعون عليها ثم أمر بهم فطرحوا في بئر فانطلق إليهم يا فلان يا فلان هل وجدتم ما وعدكم الله حقا فإني وجدت ما وعدني الله حقا، قلت: يا رسول الله أتكلم قوما قد جيفوا؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا". "ط، ش، حم، م، ن"1 وأبو عوانة، "ع" وابن جرير.
29939-
عن ابن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلثمائة ونيف2 ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة ومد يديه وعليه رداؤه وإزاره ثم قال: اللهم أنجز ما وعدتني اللهم أنجز ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا. فما زال يستغيث ربه ويدعوه حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرداه، ثم التزمه من ورائه ثم
1 أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير باب غزوة بدر رقم "1779" ص
2 ونيف: النيف، بوزن الهين: الزيادة يخفف ويشدد. يقال: عشرة ونيف، ومائة ونيف وكل ما زاد على العقد فهو نيف، حتى يبلغ العقد الثاني ونيف فلان على السبعين "أي: زاد. المختار 544. ب.
قال: يا نبي الله كفاك مناشدتك لربك فإنه سينجز لك ما وعدك وأنزل الله تعالى عند ذلك {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} فلما كان يومئذ والتقوا هزم الله المشركين وقتل منهم سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليا وعمر فقال أبو بكر: يا نبي الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذتم منهم قوة لنا على الكفار وعسى الله أن يهديهم فيكونوا لنا عضدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا مودة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت، فأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد غدوت على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر وهما يبكيان قلت: يا رسول الله أخبرني ما يبكيك أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي عرض علي أصحابك من الفداء، لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة قريبة فأنزل الله تعالى {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ
أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} {لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} من الفداء ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجهه وأنزل الله تعالى {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} بأخذكم الفداء. "ش، حم، م،1 د، ت" وأبو عوانة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، "حب" وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل.
29940-
عن علي أنه سئل عن موقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر قال: كان أشدنا يوم بدر من حاذى بركبتيه رسول الله صلى الله عليه وسلم "طس".
29941-
عن علي قال لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها فاجتويناها وأصابنا بها وعك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخبر عن بدر، فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وبدر بئر فسبقنا المشركين إليها فوجدنا فيها رجلين منهم رجل من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط، فأما القرشي فانفلت وأما مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثير عددهم شديد بأسهم، فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه حتى انتهوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: كم القوم؟ قال: هم والله كثير عددهم شديد
1 أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير باب غزوة بدر رقم 1763. ص.
بأسهم، فجهد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره كم هم فأبى، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم سأله كم ينحرون من الجزر؟ فقال: عشرا كل يوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القوم ألف كل جزور لمائة وتبعه ا"، ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحجف1 نستظل تحتها من المطر وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول: اللهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد. فلما أن طلع الفجر نادى الصلاة عباد الله، فجاء الناس من تحت الشجر والحجف، فصلى بنا رسول الله وحرض على القتال، ثم قال: إن جميع قريش تحت هذه الضلع الحمراء من الجبل، فلما دنا القوم منا وصاففناهم إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسير في القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي ناد لي حمزة وكان أقربهم إلى المشركين من صاحب الجمل الأحمر، وماذا يقول لهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر، فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن القتال، ويقول لهم: يا قوم إني أرى قوما مستميتين لا تصلون
1 والحجف: يقال للترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب: حجفة، ودرقة، والجمع حجف. المختار 93. ب.
إليهم وفيكم خير، يا قوم اعصبوها1 اليوم برأسي وقولوا: جبن عتبة بن ربيعة وقد علمتم أني لست بأجبنكم فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقول هذا والله لو غيرك يقول لأعضضته قد ملأت رئتك جوفك رعبا فقال عتبة: إياي تعير يا مصفر استه؟ 2 ستعلم اليوم أينا الجبان؟ فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار ستة فقال عتبة: لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا علي، وقم يا حمزة وقم يا عبيدة بن الحارث فقتل الله عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وجرح عبيدة، فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار بالعباس بن
1 اعصبوها: يريد السبة التي تلحقهم بترك الحرب والجنوح إلى السلم، فأضمرها اعتمادا على معرفة المخاطبين: أي اقرنوا هذه الحال بي وانسبوها إلي وإن كانت ذميمة. النهاية 3/244. ب.
2 يا مصفر استه: رماه بالأبنة، وأنه كان يزعفر استه. وقيل: هي كلمة تقال للمتنعم المترف الذي لم تحنكه التجارب والشدائد. وقيل: أراد يا مضرط نفسه من الصفير، وهو الصوت بالفم والشفتين، كأنه قال: يا ضراط. نسبه إلى الجبن والخور. قال في الدر النثير: زاد ابن الجوزي وقيل: كان به برص فكان يردعه بالزعفران. النهاية 3/37. ب
والأست: العجز ويراد به حلقة الدبر، والأصل سته بالتحريك، ولهذا يجمع على أستاه مثل سبب وأسباب. المصباح المنير 1/362. ب.
عبد المطلب أسيرا، فقال العباس: يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني ولقد أسرني رجل أجلح1 من أحسن الناس وجها على فرس أبلق ما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله فقال: اسكت، فقد أيدك الله بملك كريم قال علي: وأسرنا من بني المطلب العباس وعقيلا ونوفل بن الحارث. "ش، حم" وابن جرير وصححه، "هق" في الدلائل؛ وروى ابن أبي عاصم في الجهاد بعضه.
29942-
"مسند علي" عن علي قال: سيماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر الصوف الأبيض. "ش، ن".
29943-
"أيضا" عن علي قال: لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا. "ش، حم، ع" وابن جرير وصححه، "هق" في الدلائل.
29944-
عن علي قال: لقد رأيتنا ليلة بدر وما فينا أحد إلا نائم إلا النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يصلي إلى شجرة ويدعو ويبكي حتى أصبح، وما كان فينا فارس إلا المقداد. "ط، حم" ومسدد، "ن، ع" وابن جرير وابن خزيمة، "حب، حل، هق" في الدلائل.
29945-
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس يوم بدر:
1 أجلح: الأجلح من الناس: الذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه. النهاية 1/284 ب.
إن استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرها". "حم، ش" وابن جرير وصححه.
29946-
عن علي قال: قيل لي ولأبي بكر يوم بدر: مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال ويقف في الصف. "ش، حم، ع" وابن أبي عاصم وابن منيع والدورقي وابن جرير وصححه، "ك، حل" واللالكائي في السنة، "هق" في الدلائل، "ض".
29947-
عن علي قال: تقدم عتبة بن ربيعة وتبعه ابنه وأخوه فنادى من يبارز؟ فانتدب له شاب من الأنصار فقال: من أنتم؟ فأخبروه، فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" قم يا حمزة قم يا علي قم يا عبيدة بن الحارث"، وأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم ملنا على الوليد فقتلناه واحتملنا عبيدة. "د1 ك، هق" في الدلائل.
29948-
عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر ولأبي بكر: " مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف". الدورقي
1 أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في المبارزة رقم 2618. ص.
وابن أبي داود والعشاري في فضائل الصديق واللالكائي في السنة.
29949-
عن علي قال: لما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم ببدر من الغد أحيا تلك الليلة كلها وهو مسافر. "ع، حب".
29950-
عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تلك الليلة ليلة بدر وهو يقول: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد، وأصابهم تلك الليلة مطر. ابن مردويه، "ص".
29951-
عن علي قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال ثم جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ساجد يقول: يا حي يا قيوم لا يزيد عليها، ثم ذهبت فقاتلت، ثم جئت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم ساجد يقول: يا حي يا قيوم فلم يزل يقول ذلك حتى فتح الله عليه. "ن" والبزار "ع" وجعفر الفريابي في الذكر، "ك، هق" في الدلائل، "ض".
29952-
عن عبد خير قال: كان علي يكبر على أهل بدر ستا، وعلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا، وعلى سائر الناس أربعا. الطحاوي.
29953-
عن علي قال: كنت على قليب يوم بدر أمتح1 منه، فجاءت ريح شديدة، ثم جاءت ريح شديدة لم أر ريحا
1 أمتح المتح: الاستقاء وهو مصدر متحت الدلو من باب نفع إذا استخرجتها، والفاعل ماتح ومتوح. المصباح المنير 2/771. ب.
أشد منها إلا التي كانت قبلها، ثم جاءت ريح شديدة، فكانت الأولى ميكائيل في ألف من الملائكة عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم، والثانية إسرافيل في ألف من الملائكة عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم، والثالثة جبريل في ألف من الملائكة، وكان أبو بكر عن يمينه، وكنت عن يساره، فلما هزم الله الكفار حملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه، فلما استويت عليه حمل بي فضرب على عنقه فدعوت الله يثبتني عليه فطعنت برمحي حتى بلغ الدم إبطي. "ع" وابن جرير، "هق" في الدلائل؛ وفيه أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية ضعيف.
29954-
عن علي قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغور1 ماء آبار بدر". "ع" وابن جرير وصححه، "حل" والدورقي، "هق".
29955-
"مسند البراء بن عازب" عن البراء بن عازب حسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا أنهم كانوا عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ثلثمائة وبضعة عشرة، ولا والله ما جاوز معه النهر إلا مؤمن. أبو نعيم في المعرفة.
29956-
عن البراء قال: عرضت أنا وابن عمر على رسول الله
1 أغور: غور كل شيء قعره، يقال فلان بعيد الغور وغار الماء: سفل في الأرض، وبابه قال ودخل. وكذا: باب غارت عينه، أي: دخلت في رأسه والتغوير: إتيان الغور، يقال: غور، وغار بمعنى. المختار 381 ب.
صلى الله عليه وسلم يوم بدر فاستصغرنا - وفي لفظ: فردنا يوم بدر - وشهدنا أحدا. "ش" والروياني والبغوي وأبو نعيم، "كر".
29957-
عن البراء بن عازب قال: كان أهل بدر ثلثمائة وبضعة عشر والمهاجرون منهم ستة وسبعون.
"ش".
29958-
عن البراء قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بضعة عشر وثلثمائة، وكنا نتحدث أنهم على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، وما جاوزه معه إلا مؤمن. "ش"1.
29959-
"مسند بشير بن تيم" عن بشير بن تيم عن عبد الله بن الأجلح عن أبيه عن عكرمة عن بشير بن تيم أن النبي صلى الله عليه وسلم فادى أهل بدر فداء مختلفا وقال للعباس: "فك نفسك". ابن أبي شيبة وأبو نعيم في الإصابة: هذا مقلوب وإنما هو الأجلح عن بشير بن تيم عن عكرمة، وبشير بن تيم شيخ مكي يروي عن التابعين وأدركه سفيان بن عيينة، ذكره البخاري وابن أبي حاتم.
29960-
عن جابر بن عبد الله أن عبد حاطب بن أبي بلتعة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي حاطبا فقال: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبت لا يدخلها إنه قد
1 راجع الطبقات الكبرى لابن سعد "2/19" ص.
شهد بدرا والحديبية. "ش، م،1 ت، ن" والبغوي، "طب" وأبو نعيم في المعرفة.
29961-
عن جابر قال: كنت أمنح أصحابي الماء يوم بدر. "ش" وأبو نعيم.
29962-
"مسند علقمة بن وقاص" عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن جده قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: كيف ترون؟ قال أبو بكر: يا رسول الله بلغنا أنهم بكذا وكذا، ثم خطب الناس فقال: كيف ترون؟ فقال عمر مثل قول أبي بكر ثم خطب الناس فقال: كيف ترون 2.
29963-
عن حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسل فأخذنا كفار قريش، فقالوا: إنكم تريدون محمدا، فقلنا: ما نريده ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال: انصرفا ففيا لهم بعهدهم ونستعين الله
1 أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أهل بدر رقم 2195. ص.
2 الحديث هنا خال من العزو ولدى الرجوع إلى منخب كنز العمال "4/101" علامة الشك رقم "7" ولم يذكر اسم المخرج. ص.
عليهم". "ش" والحسن بن سفيان وأبو نعيم.
29964-
عن محمود بن لبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الملائكة قد سومت1 فسوموا فأعلموا بالصوف في مغافرهم2 وقلانسهم 3" الواقدي وابن النجار.
29965-
"مسند حسين بن السائب الأنصاري" عن حسين بن السائب قال: لما كان ليلة العقبة أو ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: كيف تقاتلون؟ فقام عاصم بن ثابت بن الأفلح فأخذ القوس وأخذ النبل فقال: أي رسول الله إذا كان القوم قريبا من مائتي ذراع أو نحو ذلك كان الرمي بالقسي، وإذا دنا القوم حتى تنالنا وتنالهم الحجارة كانت المراضخة بالحجارة، فإذا دنا القوم حتى تنالنا وتنالهم الرماح كانت المداعسة بالرماح حتى تنقصف، فإذا انقصفت وضعنا، فأخذ السيف فتقلد واستل السيف وكانت السلة
1 سومت فسوموا: أي اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضا، والسومة والسمة: العلامة. النهاية 2/425. ب"
2 مغافرهم: المغفر: هو ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد ونحوه. النهاية 3/374. ب.
3 وقلانسهم: القلنسوة - بفتح القاف - والقلنسية - بضمها - معروفة. وجمعها: قلانس. وإن شئت قلت: قلاس، أو قلانيس، أو قلاسي. المختار 432. ب.
والمجالدة بالسيوف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بهذا أنزلت الحرب، من قاتل فليقاتل قتال عاصم". الحسن بن سفيان وأبو نعيم.
29966-
"من مسند خلاد الأنصاري" عن أسامة بن عمير نزلت الملائكة يوم بدر وعليها العمائم وكانت على الزبير يومئذ عمامة صفراء. "طب" عن أسامة بن عمير.
29967-
"أيضاْ" عن رفاعة بن رافع لما كان يوم بدر تجمع الناس على أمية بن خلف، فنظرت إلى قطعة من درعه قد انقطعت من تحت إبطه فطعنته بالسيف فيها طعنة فقتلته، ورميت بسهم يوم بدر ففقت عيني، فبصق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا لي فما آذاني منها شيء. "طب، ك".
29968-
"أيضا" عن رفاعة بن رافع لما رأى إبليس ما تفعل الملائكة بالمشركين يوم بدر أشفق أن يخلص القتل إليه فتشبث به الحارث بن هشام وهو يظن أنه سراقة بن مالك، فوكز في صدر الحارث فألقاه، ثم خرج هاربا حتى ألقى نفسه في البحر فرفع يديه وقال: اللهم إني أسألك نظرتك إياي وخاف أن يخلص القتل إليه. "طب" وأبو نعيم في الدلائل.
29969-
"أيضا" عن معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه قال: خرجت أنا وأخي خلاد إلى بدر على بعير لنا أعجف حتى إذا كنا
بموضع البريد الذي خلف الروجاء برك بنا بعيرنا، فقلت: اللهم لك علينا لئن أتينا المدينة لننحرن، فبينا نحن كذلك إذ مر بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:" ما لكما؟ فأخبرناه أنه برك علينا فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ، ثم بزق في وضوئه ثم أمرنا ففتحنا له فم البعير فصب في جوف البكر من وضوئه، ثم صب على رأس البكر، ثم على عنقه، ثم على حاركه، ثم على سنامه، ثم على عجزه، ثم على ذنبه، ثم قال: اللهم احمل رافعا وخلادا، فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمنا نرتحل فارتحلنا، فأدركنا النبي صلى الله عليه وسلم على رأس النصف، وبكرنا أول الركب، فلما رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك فمضينا: حتى أتينا بدرا حتى إذا كنا قريبا من وادي بدر برك علينا، فقلنا الحمد لله فنحرناه وتصدقنا بلحمه". أبو نعيم.
29970-
"مسند سهل بن سعد الساعدي" عن سهل بن عمرو قال: لقد رأيت يوم بدر رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض معلمين يقتلون ويأسرون. الواقدي، "كر".
29971-
عن عبد الله بن الزبير أن الزبير كانت عليه ملاءة صفراء يوم بدر فاعتم بها فنزلت الملائكة معتمين بعمائم صفر. "كر".
29972-
عن ابن عباس قال: كانت عدة أهل بدر ثلثمائة عشر رجلا كان المهاجرون سبعة وسبعين رجلا، والأنصار مائتين
وستة وثلاثين رجلا وكان صاحب راية المهاجرين علي بن أبي طالب وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة. "كر".
29973-
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر مع علي بن أبي طالب، ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة. "كر".
29974-
عن أبي اليسر قال: نظرت إلى العباس بن عبد المطلب يوم بدر وهو قائم وعيناه تذرفان، فقلت: جزاك الله من ذي رحم شرا تقاتل ابن أخيك مع عدوه؟ قال: ما فعل وهل أصابه القتل؟ قلت: الله أعز له وأنصر من ذلك قال: ما تريد إلي؟ قلت: استأسر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتلك، قال: ليست بأول صلته، فأسرته ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. "كر".
29975-
عن أبي اليسر أن عمر بن الخطاب نادى أو نادى مناد يوم بدر يا رسول الله بأبي أنت البشرى قد سلم الله عمك العباس فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " بشرك الله بخير يا عمر في الدنيا والآخرة وسلمك يا عمر في الدنيا والآخرة اللهم أعن عمر وأيده". الديلمي.
29976-
عن عائشة قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلى بدر أن يسحبوا إلى القليب فطرحوا فيه، ثم وقف وقال: يا أهل القليب
هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا؟ فقالوا: يا رسول الله تكلم قوما موتى؟ قال: لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حق فلما رأى أبو حذيفة ابن عتبة أباه يسحب على القليب عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية في وجهه قال: يا أبا حذيفة كأنك كاره لما رأيت فقال يا رسول الله إن أبي كان رجلا سيدا فرجوت أن يهديه ربه إلى الإسلام، فلما وقع الموقع الذي وقع أحزنني ذلك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي حذيفة بخير". ابن جرير.
29977-
عن عائشة قالت لما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأولئك الرهط عتبة بن ربيعة وأصحابه فألقوا في الطوي1 قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جزى الله شرا من قوم نبي ما كان أسوأ الظن وأشد التكذيب، فقيل: يا رسول الله كيف تكلم قوما قد جيفوا؟ قال: ما أنتم بأفهم لقولي منهم أو لهم أفهم لقولي منكم". ابن جرير.
29978-
عن ابن عمر أنه عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فلم يقبله. "كر".
29979-
عن ابن عمر قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القليب
1 الطوي: في حديث بدر "فقذفوا في طوي من أطواء بدر" أي: بئر مطوية من آبارها. النهاية 3/146. ب.
يوم بدر فقال: يا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ويا أبا جهل بن هشام يا فلان يا فلان قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ قالوا: أليسوا أمواتا؟ قال: والذي نفسي بيده إنهم ليسمعون قولي الآن كما تسمعون، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم". "ش" وابن جرير.
29980-
عن ابن عمر قال: كان طلحة صاحب راية المشركين يوم بدر فقتله علي بن أبي طالب مبارزة. "ش".
29981-
عن ابن مسعود قال: اشتركت أنا وسعد وعمار يوم بدر فيما أصبنا من الغنيمة فجاء سعد بأسير، ولم أجيء أنا وعمار بشيء. "ش، كر".
29982-
عن إبراهيم قال: " جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فداء العربي يوم بدر أربعين أوقية وجعل فداء المولى عشرين أوقية، والأوقية أربعون درهما". "ص، ش".
29983-
عن وكيع عن إسرائيل عن أبي الهيثم عن إبراهيم التيمي " أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجلا من المشركين من قريش يوم بدر وصلبه إلى شجرة". "ش".
29984-
عن سعيد بن جبير " أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل يوم بدر صبرا إلا ثلاثة عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث، وطعيمة بن عدي". "ش".
29985-
عن سعيد بن المسيب قال: قتل يوم بدر خمسة رجال من المهاجرين
من قريش مهجع مولى عمر يحمل يقول: "أنا مهجع وإلى ربي أرجع" وقتل ذو الشمالين وابن بيضاء وعبيدة بن الحارث وعامر بن وقاص. "ش".
29986-
عن علي قال: لما كان ليلة بدر أصابنا وعك من حمى وشيء من مطر فافترق الناس يستترون تحت الشجر، وما رأيت أحدا يصلي غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى انفجر الصبح، فصاح عباد الله، فأقبل الناس من تحت الشجر، فصلى بهم، ثم أقبل على القتال، ورغبهم فيه فقال لهم: إن بني عبد المطلب قوم أخرجوا كرها لم يريدوا قتالكم، فمن لقي منكم أحدا منهم فلا يقتله وليأسره أسرا، ثم قال لهم: إن جمع قريش عند ذلك الضلع من الجبل، فلما تصاف القوم رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يسير على جمل أحمر فقال: إن يكن عند أحد من القوم خير فعند صاحب هذا الجمل الأحمر، ثم قال: يا علي انطلق إلى حمزة وكان حمزة أدنى القوم من القوم فسله عن صاحب الجمل الأحمر وماذا يقول فسأله فقال: هذا عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن القتال قال علي: وكان الشجاع منا يومئذ الذي يقوم بإزاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هزم الله القوم التفت فإذا عقيل مشدودة يداه إلى عنقه بنسعة1 فصددت عنه فصاح بي يا ابن أم علي أما والله لقد رأيت مكاني
1 بنسعة: النسعة - بالكسر -: سير مضفور يجعل زماما للبعير وغيره، وقد تنسج عريضة، تجعل على صدر البعير. "النهاية 5/48".
ولكن عمدا تصد عني؟ قال علي: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله هل لك في أبي يزيد مشدودة يداه إلى عنقه بنسعة فقال: انطلق بنا إليه فمضينا إليه نمشي، فلما رآنا عقيل قال: يا رسول إن كنتم قتلتم أبا جهل بعد ظفرتم وإلا فأدركوا القوم ما داموا بحدثان فرحتهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد قتله الله عز وجل". "كر".
29987-
"مسند علي" عن محمد بن جبير قال: حدثني رجل من بني أود أن علي بن أبي طالب خطب الناس بالعراق، وهو يسمع فقال: بينا أنا في قليب بدر جاءت ريح لم أر مثلها قط شدة إلا التي قبلها فكانت الأولى جبريل في ألف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الريح الثانية ميكائيل في ألف عن ميمنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر، وكانت الريح الثالثة إسرافيل في ألفين عن ميسرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا في الميسرة، فلما هزم الله تعالى أعداءه حملني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على فرسه فخرجت فلما جرت الفرس خررت على عنقها فدعوت الله فأمسكت حتى استويت. ابن جرير.
29988-
"أيضا" عن عمير بن سعيد قال: صلى علي على ابن المكفف فكبر عليه أربعا، وصلى على سهل بن حنيف فكبر عليه خمسا فقالوا: ما هذا التكبير؟ فقال: هذا سهل بن حنيف وهو
من أهل بدر ولأهل بدر فضل على غيرهم فأردت أن أعلمكم فضلهم. ابن أبي الفوارس.
29989-
"مسند علي" عن سعد قال: رأيت عليا بارزا يوم بدر فجعل يحمحم كما يحمحم الفرس ويقول:
بازل1 عامين حديث سني
…
سنحنح2 الليل كأني جني
لمثل هذا ولدتني أمي
قال فما رجع حتى خضب سيفه دما. أبو نعيم في المعرفة.
29990-
"أيضا" عن سعد قال: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمير بن أبي وقاص عن مخرجه إلى بدر، واستصغره، فبكى عمير فأجازه، قال سعد: فعقدت عليه حمالة سيفه، ولقد شهدت بدرا وما في وجهي إلا شعرة واحدة أمسحها بيدي. "كر".
1 بازل: قال الأصمعي وغيره: يقال للبعير إذا استكمل السنة الثامنة وطعن في التاسعة وفطر نابه فهو حينئذ بازل، وكذلك الأنثى بغير هاء. جمل بازل وناقة بازل، وهو أقصى أسنان البعير، سمي بازلا من البزل، وهو الشق، وذلك أن نابه إذا طلع يقال له: بازل لشقه اللحم عن منبته شقا. لسان العرب 11/52. ب.
2 سنحنح: نح ينح نحيحا: تردد صوته في جوفه كنحنح وتنحنح، وما أنا بنحنح النفس عن كذا كنفنف وما أنا بطيب النفس عنه. القاموس 1/252. ب.
29991-
"مسند ابن عوف" عن عبد الرحمن بن عوف قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر على الحال التي قال الله عز وجل {وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} إلى قوله: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ} قال العير. "عق، كر".
29992-
عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن عوف قال: إني لفي الصف يوم بدر، فالتفت عن يميني وعن شمالي فإذا غلامين حديثي السن فكرهت مكانهما فقال لي أحدهما سرا من صاحبه: أي عم أرني أبا جهل قلت: وما تريد منه؟ قال: إني جعلت لله علي إن رأيته أن أقتله، فقال أيضا الآخر سرا من صاحبه: أي عم أرني أبا جهل قلت وما تريد منه؟ قال: فإني جعلت لله علي إن رأيته أن أقتله فقال: فما سرني بمكانهما غيرهما، قلت هو ذاك فأشرت لهما إليه فابتدرا كأنهما صقران وهما ابنا عفراء حتى ضرباه. "ش".
29993-
الواقدي حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة ومحمد صالح عن عاصم بن عمرو بن رومان قالوا: دعا عتبة يوم بدر إلى المبارزة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش وأصحابه على صفوفهم فاضطجع فغشيه نوم غلبه وقال: "لا تقاتلوا حتى أوذنكم وإن كبسوكم فارموهم ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم"، قال أبو بكر:
يا رسول الله قد دنا القوم وقد نالوا منا فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أراه الله إياهم في منامه قليلا وقلل بعضهم في أعين بعض، ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول: اللهم إن تظهر على هذه العصابة يظهر الشرك ولا يقم لك دين وأبو بكر يقول: والله لينصرنك الله وليبيض وجهك وقال ابن رواحة: يا رسول الله إني أشير عليك ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم وأعلم بالأمر أن يشار عليه إن الله أجل وأعظم من أن ينشد وعده، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا ابن رواحة ألا لينشد الله وعده إن الله لا يخلف الميعاد"، وأقبل عتبة يعمد على القتال، قال خفاف بن إيماء: فرأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وقد تصاف الناس وتزاحفوا لا يسلون السيوف وقد انتضوا القسي وقد تترس بعضهم على بعض بصفوف متقاربة لا فرج1 بينها والآخرون قد سلوا السيوف حتى طلعوا فعجبت من ذلك، فسألت بعد ذلك رجلا من المهاجرين فقال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه
1 فرج: فرجت بين الشيئين فرجا من باب ضرب فتحت وفرج القوم للرجل فرجا أيضا أوسعوا في الموقف والمجلس وذلك الموضع فرجة والجمع فرج مثل غرفة وغرف، وكل منفرج بين الشيئين فهو فرجة. المصباح المنير 3/637. ب.
وآله وسلم أن لا نسل السيوف حتى يغشونا"، فدنا الناس بعضهم من بعض فخرج عتبة وشيبة والوليد حتى فصلوا من الصف ثم دعوا إلى المبارزة فخرج إليهم فتيان ثلاثة من الأنصار وهم بنو عفراء معاذ ومعوذ وعوف بنو الحارث، فاستحيا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وكره أن يكون أول قتال لقي المسلمون فيه المشركين في الأنصار، فأحب أن تكون الشوكة لبني عمه وقومه، فأمرهم فرجعوا إلى مصافهم وقال لهم خيرا. ثم نادى منادي المشركين يا محمد أخرج إلينا الأكفاء من قومنا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا بني هاشم قوموا فقاتلوا لحقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاؤوا بباطلهم ليطفئوا نور الله"، فقام حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، فمشوا إليهم فقال عتبة تكلموا لنعرفكم، وكان عليهم البيض فأنكروهم، فإن كنتم أكفاء قاتلناكم، فقال حمزة بن عبد المطلب أنا حمزة بن عبد المطلب أنا أسد الله وأسد رسوله، قال عتبة كفؤ كريم ثم قال عتبة: وأنا أسد الحلفاء، من هذا معك؟ قال: علي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث قال: كفؤان كريمان، ثم قال عتبة لابنه: قم يا وليد فقام الوليد وقام إليه علي وكان أصغر النفر فاختلفا ضربتين فقتله علي، ثم قام عتبة وقام إليه حمزة فاختلفا ضربتين فقتله حمزة، ثم قام شيبة
وقام إليه عبيدة بن الحارث وهو يومئذ أسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب شيبة رجل عبيدة بذباب السيف فأصاب عضلة ساقه فقطعها، وكر حمزة وعلي على شيبة فقتلاه واحتملا عبيدة فجاءا به إلى الصف، ومخ ساقه يسيل فقال عبيدة:" يا رسول الله ألست شهيدا قال: بلى" قال: أما والله لو كان أبو طالب حيا لعلم أنا أحق بما قال منه حين يقول:
كذبتم وبيت الله يبزى1 محمد
…
ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع دونه
…
ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ونزلت هذه الآية {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} حمزة أسن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأربع سنين، والعباس أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، قالوا: وكان عتبة بن ربيعة حين دعا إلى البراز قام إليه أبو حذيفة يبارزه فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اجلس" فلما قام إليه النفر أعلى أبو حذيفة بن عتبة على أبيه فضربه. "كر".
29994-
عن عروة قال قدم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل من الشام بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر فكلم رسول الله
1 يبزى: أي: يقهر ويغلب، وأراد لا يبزى فحذف لا من جواب القسم وهي مراده أي لا يقهر ولم نقاتل عنه وندافع لسان العرب 14/73. ب.
صلى الله عليه وسلم فضرب له بسهمه قال: وأجري بذلك يا رسول الله؟ قال: وأجرك". أبو نعيم في المعرفة.
29995-
عن عروة قال: قدم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل من الشام بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بدر" فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب له بسهمه قال وأجري يا رسول الله قال: وأجرك". ابن عائذ،"كر"؛ الزهري - مثله "كر"؛ عن موسى بن عقبة - مثله "كر"؛ وعن ابن إسحاق - مثله.
29996-
عن عروة قال: قدم طلحة بن عبيد الله من الشام بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر فكلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سهمه فقال: " نعم لك سهمك فضرب له بسهمه قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: وأجرك". ابن عائذ؛ كر؛ وعن ابن شهاب مثله "كر"؛ وعن موسى بن عقبة - مثله "كر"؛ وعن ابن إسحاق - مثله "كر".
29997-
عن عروة أن رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم توفيت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهي امرأة عثمان؛ فتخلف وأسامة ابن زيد يومئذ فبينما هم يدفنونها إذ سمع عثمان تكبيرا فقال: يا أسامة انظر هذا التكبير، فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء يبشر بقتل أهل بدر من المشركين فقال المنافقون: لا
والله ما هذا بشيء إلا الباطل حتى جيء بهم مصفدين مغللين. "ش".
29998-
عن عروة أن رجلا أسر أمية بن خلف فرآه بلال فقتله. "ش".
29999-
عن عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم بدر: " هذا جبريل أخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب". "ش".
30000-
عن عكرمة مولى ابن عباس قال: لما نزل المسلمون بدرا وأقبل المشركون نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عتبة بن ربيعة وهو على جمل أحمر فقال: " إن يكن من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه ترشدوا" فقال عتبة: أطيعوني ولا تقاتلوا هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لم يزل في قلوبكم ينظر الرجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه فاجعلوا في جنبها وارجعوا، فبلغت أبا جهل فقال: انتفخ والله سحره حيث رأى محمدا وأصحابه والله ما ذاك به وإنما ذاك لأن ابنه معهم وقد علم أن محمدا وأصحابه أكلة جزور لو قد التقينا فقال عتبة: سيعلم مصفر استه من الجبان المفسد لقومه أما والله إني لأرى تحت القشع1 قوما ليضربنكم ضربا يدعون لهم السبع،2 أما ترون كأن رؤوسهم رؤوس الأفاعي وكأن وجوههم السيوف ثم
1 القشع: بفتح القاف: الفرو الخلق. القاموس المحيط 3/68. ب.
2 السبع: الذعر، سبعت فلانا إذا ذعرته. النهاية 2/336.".
دعا أخاه وابنه ومشى بينهما حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة. "ش".
30001-
عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: "من لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله فإنهم أخرجوا كرها". "ش".
30002-
عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنه لما أسر الأسارى يوم بدر أسر العباس رجل من الأنصار، وقد أوعدوه أن يقتلوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" إني لم أنم الليلة من أجل العباس، وقد زعمت الأنصار أنهم قاتلوه، فقال عمر: ائتهم يا رسول الله فأتى الأنصار فقال: أرسلوا العباس، قالوا: إن كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رضا فخذه". "كر".
30003-
عن مجاهد لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر. "ش".
30004-
عن ابن سيرين قال: أقعص1 أبا جهل ابنا عفراء وذفف2 عليه ابن مسعود. "ش".
1 أقعص: يقال: قعصته وأقعصته: إذا قتلته قتلا سريعا. النهاية 4/88. ب.
2 وذفف: وفي حديث علي "أنه أمر يوم الجمل فنودي أن لا يتتبع مدبر، ولا يقتل أسير، ولايذفف على جريح" تذفيف الجريح: الاجهاز عليه وتحرير قتله. ومنه حديث ابن مسعود "فذففت على أبي جهل". النهاية 2/162. ب.
30005-
عن الزهري قال: " قدم سعيد بن زيد من الشام بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من بدر، فكلم النبي صلى الله عليه وسلم في سهمه قال: لك سهمك، قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: وأجرك". "أبو نعيم".
30006-
عن يحيى بن أبي كثير لما كان يوم بدر أسر المسلمون من المشركين سبعين رجلا، فكان ممن أسر عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فولي وثاقه عمر بن الخطاب، فقال عباس: أما والله يا عمر ما يحملك على شد وثاقي إلا لطمي إياك في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال عمر: والله ما زادتك تلك علي إلا كرامة ولكن الله أمرني بشد الوثاق، قال:"فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسمع أنين العباس فلا يأتيه النوم فقالوا: يا رسول الله ما يمنعك من النوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف أنام وأنا أسمع أنين عمي"، قال فزعموا أن الأنصار أطلقوه من ثاقه وباتت تحرسه. "كر".
30007-
عن أبي جعفر قال: كانت على الزبير بن العوام يوم بدر عمامة صفراء فنزلت الملائكة وعليهم عمائم صفر. "كر".
30008-
عن محمد بن علي بن الحسين قال: لما كان يوم بدر فدعا عتبة بن ربيعة إلى البراز قام علي بن أبي طالب إلى الوليد بن عتبة وكانا مشتبهين حدثين وقال بيده فجعل باطنها إلى الأرض فقتله
ثم قام شيبة بن ربيعة فقام إليه حمزة وكانا مشتبهين وأشار بيده فوق ذلك فقتله، ثم قام عتبة بن ربيعة فقام إليه عبيدة بن الحارث وكانا مثل هاتين الأسطوانتين فاختلفا ضربتين فضربه عبيدة ضربة أرخت عاتقه الأيسر فأسف1 عتبة لرجل عبيدة فضربها بالسيف فقطع ساقه، ورجع حمزة وعلي على عتبة فأجهزا عليه وحملا عبيدة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العريش فأدخلاه عليه فأضجعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووسده رجله وجعل يمسح الغبار عن وجهه، فقال عبيدة: أما والله يا رسول الله لو رآك أبو طالب لعلم أني أحق بقوله منه حين يقول:
ونسلمه حتى نصرع حوله
…
ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ألست شهيدا؟ قال: بلى وأنا الشاهد عليك، ثم مات فدفنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالصفراء ونزل في قبره وما نزل في قبر أحد غيره. "كر".
30009-
عن الزهري قال: " ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنفر من المهاجرين والأنصار بسامهم في يوم بدر كاملة،
1 فأسف: وفي حديث موت الفجأة "راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر" أي أخذة غضب أو غضبان. يقال: أسف يأسف أسفا فهو آسف؛ إذا غضب. النهاية 1/48. ب.
وكانوا غيبا عنها لعذر كان بهم منهم من الأنصار أبو لبانة بن عبد المنذر والحارث بن حاطب". "طب".
30010-
عن أبي صالح الحنفي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر لأبي بكر وعمر: عن يمين أحدكما جبرئيل والآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال ويكون في الصف". خثمة في فضائل الصحابة، "حل".
30011-
عن علي قال: لما كان ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يسقي لنا من الماء؟ فأحجم الناس فقام علي فاعتصم القربة، ثم أتى بئرا بعيد القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله عز وجل إلى جبريل وميكائيل وإسرافيل تأهبوا لنصر محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه ففصلوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه، فلما مروا بالبئر سلموا عليه من آخرهم إكراما وتبجيلا. ابن شاهين؛ وفيه أبو الجارود قال "حم": متروك، وقال "حب": رافضى يضع الفضائل والمثالب.
30012-
عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تلك الليلة ليلة بدر وهو يقول: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد وأصابهم تلك الليلة مطر. ابن مردويه.
30013-
عن الشعبي قال: قال علي ما كان فينا فارس يوم بدر إلا المقداد على فرس أبلق. ابن منده في غريب شعبة، "ق" في
الدلائل.
30014-
عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب قال: ما كان معنا يوم بدر إلا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد. "هق" في الدلائل، "كر".
30015-
عن علي قال: أعنت أنا وحمزة عبيدة بن الحارث يوم بدر على الوليد بن عتبة فلم يعب ذلك علي النبي صلى الله عليه وسلم. "طب".
30016-
"مسند الأرقم" قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "ضعوا ما كان معكم من الأثقال فوضع أبو أسيد الساعدي سيف عائذ بن المرزبان فعرفه الأرقم: فقال سيفي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطله إياه". الباوردي، "طس، ك" وأبو نعيم، "ص".
30017-
"مسند أسامة" لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر بعث بشيرين إلى أهل مكة وبعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة. "ك".
30018-
"أيضا" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وعثمان بن عفان على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام بدر فجاء زيد بن حارثة على العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبشارة، فوالله ما صدقت حتى رأينا الأسارى فضرب النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بسهمه. "هق" في الدلائل؛ وسنده صحيح.
30019-
"مسند أسامة بن عمير" عن أبي المليح عن أبيه
قال: نزلت الملائكة يوم بدر عليها العمائم وكانت على الزبير يومئذ عمامة صفراء. "طب، ك".
30020-
"أيضا" كان سيماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر الصوف الأبيض. "هب".
30021-
عن أنس قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم إقفال أبي سفيان قال: أشيروا علي فقام أبو بكر فقال له: اجلس فقام عمر فقال له: اجلس فقام سعد بن عبادة فقال؛ إيانا تريد يا رسول الله فلو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا ذلك. "كر".
30022-
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ينظر ما صنع أبو جهل فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد قال: أنت أبو جهل فأخذ بلحيته قال: وهل فوق رجل قتلتموه أو قتله قومه. "ش".
30023-
عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حيث بلغه إقفال أبي سفيان فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقال سعد بن عبادة: إيانا تريد يا رسول الله والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقوا حتى نزلوا بدرا ووردت عليه روايا
قريش وفيهم غلام أسود لبني الحجاج، فأخذوه فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه فيقول: ما لي علم بأبي سفيان ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف، فإذا قال ذلك ضربوه فإذا ضربوه قال: نعم أنا أخبركم هذا أبو سفيان فإذا تركوه سألوه قال: مالي بأبي سفيان علم ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف في الناس فإذا قال هذا أيضا ضربوه ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، فلما رأى ذلك انصرف قال: والذي نفسي بيده لتضربونه إذا صدقكم وتتركونه إذا كذبكم قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مصرع فلان يضع يده على الأرض ههنا وههنا فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم". "ش".
30024-
عن أنس قال: كان ابن عمي حارثة انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فانطلق غلاما نظارا ما انطلق لقتال فأصابه سهم فقتله فجاءت عمتي أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: "يا رسول الله ابني حارثة إن يك في الجنة صبرت واحتسبت وإلا فسترى ما أصنع؟ فقال: يا أم حارثة إنها جنان كثيرة وإن حارثة في الفردوس الأعلى". "ش، هب".
غزوة أحد
30025-
"مسند الصديق" عن عائشة قالت: كان أبو
بكر إذا ذكر يوم أحد بكى ثم قال: ذاك كان كله يوم طلحة ثم أنشأ يحدث قال: كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دونه وأراه قال يحميه فقلت كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، فقلت يكون رجلا من قومي أحب إلي وبيني وبين المشرق رجل لا أعرفه وأنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منه، وهو يخطف المشي خطفا لا أعرفه فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كسرت رباعيته وشج في وجهه وقد دخل في وجنته حلقتان من حلق المغفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليكما صاحبكما يريد طلحة" وقد نزف1 فلم يلتفت إلى قوله، وذهبت لأنزع ذلك من وجهه فقال أبو عبيدة: أقسمت عليك بحقي لما تركتني فتركته، فكره أن يتناولهما بيده فيؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فأزم2 عليهما بفيه، فاستخرج إحدى الحلقتين ووقعت ثنيته مع
1 نزف: نزف فلان دمه نزفا من باب ضرب إذا استخرجه بحجامة أو فصد، ونزفه الدم نزفا من المقلوب خرج منه الدم بكثرة حتى ضعف فالرجل نزيف فعيل بمعنى مفعول. 824. ب.
2 فأزم: ومنه حديث الصديق "نظرت يوم أحد إلى حلقة درع قد نشبت في جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكببت لأنزعها، فأقسم علي أبو عبيدة فأزم بها بثنيتيه فجذبها جذبا رفيقا" أي عضها وأمسكها بين ثنيتيه. النهاية 1/46. ب.
الحلقة، وذهبت لأصنع ما صنع فقال: أقسمت عليك بحقي لما تركتني ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة، فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما فأصلحنا من شأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أتينا طلحة في بعض تلك الحفار، فإذا به بضع وسبعون أو أقل أو أكثر من طعنة ورمية وضربة وإذا قد قطعت أصبعه فأصلحنا من شأنه. "ط" وابن سعد وابن السني والشاشي والبزار، "طس، طب، قط" في الأفراد وأبو نعيم في المعرفة، "كر، ض".
30026-
عن أيوب قال: قال عبد الرحمن بن أبي بكر رأيتك يوم أحد فصدفت1 عنك فقال أبو بكر: لكني لو رأيتك ما صدفت عنك. "ش".
30027-
عن علي قال: لما انجلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نظرت في القتلى فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: والله ما كان ليفر وما أراه في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا فرفع نبيه فما في خير من أن أقاتل حتى أقتل فكسرت جفن سيفي، ثم حملت على القوم فأفرجوا لي فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهم. "ع" وابن أبي عاصم في الجهاد والبورقي، "ص".
1 فصدفت: صدف عنه: أعرض، وبابه ضرب وجلس. المختار 284. ب.
30028-
"من مسند جابر بن عبد الله" عن جابر قال: قال لي أبي عبد الله: أي ابني لولا بنيات أخلفهن من بعدي من أخوات وبنات لأحببت أن أقدمك أمامي ولكن كن في نظاري المدينة قال: فلم ألبث أن جاءت بهما عمتي قتيلين يعني أباه وعمه قد عرضتهما على بعير. "ش".
30029-
عن جابر قال: خرجنا إلى قتلانا يوم أحد إذ أجرى معاوية العين فاستخرجناهم بعد أربعين سنة لينة أجسادهم تنثني أطرافهم. "ش".
30030-
عن كعب بن مالك قال: لما انكشفت الناس يوم أحد كنت أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرت به المؤمنين حيا سويا وأنا في الشعب فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كعبا بلأمته1 وكانت صفراء أو بعضها فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته فلبسها كعب وقاتل كعب يومئذ قتالا شديدا حتى جرح سبعة عشر جرحا. الواقدي، "كر".
30031-
عن كعب قال: كنت أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ فعرفت عينيه من تحت المغفر، فناديت يا معشر الأنصار
1 بلأمته: اللأمة مهموزة: الورع. وقيل السلاح ولأمة الحرب: أداته. النهاية 4/220. ب.
أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أصمت. الواقدي، "كر".
30032-
عن أبي بشير المازني قال: لما صاح الشيطان أزب1 العقبة: إن محمدا قد قتل لما أراد الله من ذلك سقط2 في أيدي المسلمين وتفرقوا في كل وجه وأصعدوا في الجبل فكان أول من بشرهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سالما كعب بن مالك، قال كعب: فجعلت أصيح ويشير إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأصبعه على فيه أن أسكت. الواقدي، "كر".
30033-
عن القاسم بن محمد عن كهيل الأزدي وكانت له صحبة قال: أصيب الناس يوم أحد وكثر فيهم الجراحات، فأتى رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:" إن الناس قد كثر فيهم الجراحات، قال: انطلق فقم على الطريق فلا يمر بك جريح إلا قلت بسم الله ثم تفلت في جرحه وقلت بسم الله شفاء الحي الحميد من كل حد وحديد أو خنجر بليد اللهم اشف إنه لا شافي إلا أنت"
1 أزب: ومنه حديث بيعة العقبة "هو شيطان اسمه أزب العقبة" وهو الحية. النهاية 1/43. ب.
2 سقط: وسقط في يده؛ أي ندم، ومنه قوله تعالى:{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} المختار 241. ب.
قال كهيل: فإنه لا يقيح ولا يرم. الحسن بن سفيان، "كر".
30034-
"مسند أنس" لما كان يوم أحد مر النبي صلى الله عليه وسلم بحمزة وقد جرح ومثل به فقال: " لولا أن تجد صفية لتركته حتى يحشره الله من بطون السباع والطير، ولم يصل على أحد من الشهداء وقال: أنا شهيد عليكم". "ش".
30035-
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم أحد: "ادفنوا الرجلين والثلاثة في القبر الواحد وقدموا أكثرهم قرآنا. ابن جرير.
30036-
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بحمزة يوم أحد وقد مثل فوقف عليه فقال: " لولا أني أخشى أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية1 فيحشر من بطونها، ثم دعا بنمرة فكانت إذا مدت على رأسه بدت رجلاه، وإذا مدت على رجليه بدا رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مدوها على رأسه واجعلوا على رجليه الحرمل وقلت الثياب وكثرت القتلى وكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في الثوب وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأل أيهم أكثر قرآنا فيقدمه". "ش".
30037-
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال: من يأخذ مني هذا؟ فبسطوا أيديهم فجعل كل إنسان منهم
1 العافية: وفي الحديث "ما أكلت العافية منها فهو له صدقة" وفي رواية "العوافي" العافية والعافي: كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر، وجمعها: العوافي، وقد تقع العافية على الجماعة. النهاية 3/266. ب.
يقول: أنا أنا فقال: من يأخذه بحقه؟ فأحجم القوم فقال سماك أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فأخذه ففلق به هام المشركين". "ش".
30038-
عن عكرمة قال: جاء علي بسيفه فقال: خذيه حميدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت أحسنت القتال اليوم فقد أحسنه سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأخذ هذا السيف بحقه فقال أبو دجانة: أنا وأخذ السيف فضرب به حتى جاء به قد حناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أعطيته حقه؟ قال: نعم. "ش".
30039-
عن محمد بن كعب القرظي أن عليا لقي فاطمة يوم أحد فقال: خذي السيف غير مذموم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا علي إن كنت أحسنت القتال اليوم فقد أحسنه أبو دجانة ومصعب بن عمير والحارث بن الصمة وسهل بن حنيف" ثلاثة من الأنصار ورجل من قريش. "ش".
30040-
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما رهقه المشركون يوم أحد قال: " من يردهم عنا وهو في الجنة؟ فقام رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل ثم قام آخر فردهم حتى قتل سبعة فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما أنصفنا أصحابنا". "ش".
30041-
عن أنس قال: كان أبو طلحة يتترس مع النبي
صلى الله عليه وآله وسلم بترس واحد وكان حسن الرمي، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتشوف إذا رمى وينظر إلى مواقع نبله. ابن شاهين في الأفراد؛ وقال تفرد به عبد العزيز عن الوليد عن الأوزاعي، لا أعلم حدث به غيره وهو حديث غريب حسن، وعبد العزيز رجل حسن من أهل الشام غريب الحديث، "كر".
30042-
عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم أحد: " من رأى مقتل حمزة؟ فقال رجل أعزل: أنا رأيت مقتله، قال فانطلق فأرنا فانطلق حتى وقف على حمزة؟ فرآه قد شرط بطنه وقد مثل به فقال: يا رسول الله مثل به والله فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه ووقف بين ظهراني القتلى فقال: أنا شهيد على هؤلاء القوم لفوهم في دمائهم، فإنه ليس جريح يجرح إلا جرحه يوم القيامة يدمي لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثر القوم قرآنا اجعلوه في اللحد". "ش".
30043-
"من مسند حصين بن عوف الخثعمي" أن حارثة بن الربيع جاء نظارا يوم أحد وكان غلاما فأصابه سهم غرب1 فوقع في ثغرة نحره فقتله فجاءت أمه الربيع فقالت: يا رسول الله قد علمت مكان حارثة مني فإن يكن من أهل الجنة فأصبر، وإلا
1 سهم غرب: أي لا يعرف راميه. النهاية 3/350. ب.
فسترى قال: يا أم حارثة إنها ليست بجنة واحدة ولكنها جنان كثيرة وهو في الفردوس الأعلى قالت فسأصبر". "طب".
30044-
عن أنس عن المقداد قال: لما تصاففنا للقتال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية مصعب بن عمير فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الأولى وأغار المسلمون على عسكرهم فانتهبوا، ثم كروا على المسلمين فأتوا من خلفهم، فتفرق الناس ونادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحاب الألوية، فأخذ اللواء مصعب بن عمير، ثم قتل وأخذ راية الخزرج سعد بن عبادة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم تحتها، وأصحابه محدقون به ودفع لواء المهاجرين إلى أبي الروم العبدري آخر النهار، ونظرت إلى لواء الأوس مع أسيد بن حضير، فناوشوهم ساعة واقتتلوا على الاختلاط من الصفوف ونادى المشركون بشعارهم يا للعزى يا للهبل فأوجعوا والله فينا قتلا ذريعا ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نالوا، والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زال شبرا واحدا إنه لفي وجه العدو تثوب إليه طائفة من أصحابه مرة، وتتفرق عنه مرة، فربما رأيته قائما يرمي عن قوسه أو يرمي بالحجري حتى تحاجزوا، وثبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما هو في عصابة صبروا معه أربعة عشر رجلا سبعة من المهاجرين وسبعة من الأنصار أبو بكر وعبد الرحمن
ابن عوف وعلي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة بن الجراح والزبير بن العوام ومن الأنصار الحباب بن المنذر وأبو دجانة وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وسهل بن حنيف وأسيد بن الحضير وسعد بن معاذ. الواقدي، "كر".
30045-
عن رافع بن خديج قال: خرجت يوم أحد فأراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ردي واستصغرني فقال له عمي: " يا رسول الله إنه رام فأخرجه فأصابه سهم في صدره أو نحره فأتى عمه فقال: إن ابن أخي أصيب بسهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تدعه فيه فيموت مات شهيدا". "طب".
30046-
عن هشام بن عامر قال: "شكي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شدة الجراح يوم أحد فقال: احفروا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا في القبر الاثنين والثلاثة وقدموا أكثرهم قرآنا فقدموا أبي بين يدي رجلين". "ش".
30047-
"مسند رفاعة بن رافع" استووا حتى أثني علي ربي اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت ولا مضل لما هديت ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت ولا مقارب لما باعدت ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك
اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف، اللهم عائذ بك من شر ما أعطيتنا ومن شر ما منعت منا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق. "حم، خ" في الأدب، "ن، طب" والبغوي والباوردي، "حل، ك" وتعقب، "هق" في الدعوات، "ض" عن رفاعة بن رافع الزرقي قال لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكره؛ قال الذهبي الحديث مع نظافة إسناده منكر أخاف أن يكون موضوعا.
30048-
عن أبي حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج يوم أحد حتى إذا جاز ثنية الوداع، فإذا هو بكتيبة خشناء1 قال: من هؤلاء؟ قالوا: عبد الله بن أبي في ستمائة من مواليه من اليهود من بني قينقاع، قال: وقد أسلموا؟ قالوا: لا يا رسول الله قال: مروهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين.
1 خشناء: أي كثيرة السلاح خشنته. النهاية 2/35. ب.
ابن النجار.
30049-
عن سعد بن عبادة قال: بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عصابة من أصحابه على الموت يوم أحد حتى انهزم المسلمون فصبروا وكرموا وجعلوا يسترونه بأنفسهم يقول الرجل منهم: نفسي لنفسك الفداء يا رسول الله وجهي لوجهك الوقاء يا رسول الله وهم يحمونه ويقونه بأنفسهم، حتى قتل منهم من قتل وهم أبو بكر وعمر وعلي والزبير وطلحة وسعد وسهل بن حنيف وابن أبي الأفلح والحارث بن الصمة وأبو دجانة والحباب بن المنذر قال: ونهض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الصخرة ليعلوها وقد ظاهر بين درعين فلم يستطع فاحتمله طلحة بن عبيد الله فأنهضه حتى استوى عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوجب1 طلحة. "كر".
30050-
عن أبي سعيد قال: لما كان يوم أحد شج رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه، وكسرت رباعيته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رافعا يديه يقول:"إن الله تعالى اشتد غضبه على اليهود أن قالوا: عزيز ابن الله، واشتد غضبه على النصارى أن قالوا: المسيح ابن الله، وإن الله اشتد غضبه على من أراق دمى وآذاني في عترتي". ابن النجار؛ وفيه زياد بن المنذر رافضي متروك.
1 أوجب طلحة: أي عمل عملا أوجب له الجنة. النهاية 5/153. ب.
30051-
عن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استقبله رجل من المشركين يوم أحد مصلتا1 يمشي فاستقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي فقال:
أنا النبي غير الكذب2
…
أنا ابن عبد المطلب
فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله. "ش".
30052-
عن ابن عباس قال: ما بقي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد إلا أربعة أحدهم عبد الله بن مسعود. "كر".
30053-
عن ابن عباس قال: قتل رجل من المشركين يوم أحد فأراد المشركون أن يدوه3 فأبى فأعطوه حتى بلغ الدية فأبى. "ش".
30054-
حدثنا خالد بن مخلد ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن رجل قال: هشمت البيضة على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته، وجرح في وجهه، ودووي4
1 مصلتا: يقال: أصلت السيف إذا جرده من غمده. النهاية 3/45. ب.
2 الحديث في الطبقات لابن سعد "1/24" بلفظ: أنا النبي لا كذب
…
الخ. ص.
3 يدوه ودووى: من باب دوى يدوي دوي فهو دو إذا هلك بمرض باطن والمراد باللفظين التداوي والعلاج. النهاية "2/142". ص.
4 يدوه ودووى: من باب دوي يدوي دوى فهو دو إذا هلك بمرض باطن والمراد باللفظين التداوي والعلاج. النهاية "2/142". ص.
بحصير محرق؛ وكان علي بن أبي طالب ينقل إليه الماء في الحجفة. "ش".
30055-
عن خالد بن معدان عن أبي بلال قال: قال ابن الشباب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم الشعب آخر أصحابه ليس بينه وبين العدو غير حمزة يقاتل العدو، فرصده وحشي فقتله وقد قتل الله بيد حمزة من الكفار واحدا وثلاثين وكان يدعى أسد الله. أبو نعيم.
30056-
عن ابن عمر قال: لما كان عام أحد ردني رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر منهم أوس بن عزابة وزيد بن ثابت ورافع بن خديج. أبو نعيم.
30057-
"مسند ابن عمر"" انطلق فقم على الطريق فلا يمر بك جريح إلا قلت: بسم الله، ثم تفلت في جرحه وقلت: بسم الله شفاء الحي الحميد من كل حد وحديد وحجر تليد اللهم اشف إنه لا شافي إلا أنت فإنه لا يقيح ولا يدمي". الحسن بن سفيان وابن عساكر عن أبي كهيل الأزدي قال: أتى رجل يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن الناس كثر فيهم الجراحات قال - فذكره.
30058-
عن قتادة عن الحسن وسعيد بن المسيب أن قتلى
أحد غسلوا. "ش".
30059-
عن الشعبي قال: مكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمشركين يوم أحد وكان أول يوم مكر فيه بهم. "ش".
30060-
عن الشعبي قال: قتل حمزة بن عبد المطلب يوم أحد وقتل حنظلة ابن الراهب الذي طهرته الملائكة يوم أحد. "ش".
30061-
عن الشعبي قال: أصيب يوم أحد أنف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورباعيته وزعم أن طلحة وقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده فضرب فشلت أصبعه. "ش".
30062-
عن الشعبي أن امرأة دفعت إلى ابنها يوم أحد السيف فلم يطق حمله، فشدته على ساعده بنسعة1، ثم أتت به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت:" يا رسول الله هذا ابني يقاتل عنك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أي بني احمل ههنا أي بني احمل ههنا فأصابته جراحة، فصرع فأتي به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أي بني لعلك جزعت؟ قال: لا يا رسول الله". "ش".
30063-
عن عروة قال: رد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
1 بنسعة: النسعة - بالكسر -: سير مضفور يجعل زماما للبعير وغيره. وقد تنسج عريضة، تجعل على صدر البعير. النهاية 5/48. ب.
يوم أحد نفرا من أصحابه استصغرهم فلم يشهدوا القتال منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو يومئذ ابن أربع عشرة سنة وأسامة بن زيد والبراء بن عازب وعزابة بن أوس ورجل من بني حارثة وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت ورافع قال: فتطاول له رافع وأذن له فسار معهم، وخلف بقيتهم فجعلوا حرسا للذراري والنساء بالمدينة. "كر، ص".
30064-
حدثنا محمد بن مروان عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة قال: شج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد في وجهه، وكسرت رباعيته، وذلق1 من العطش حتى جعل يقع على ركبتيه، وترك أصحابه فجاء أبي بن خلف يطلبه بدم أخيه أمية بن خلف فقال: أين هذا الذي يزعم أنه نبي فليبرز لي فإنه إن كان نبيا قتلني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطوني الحربة فقالوا: يا رسول الله وبك حراك2 فقال: إني قد استسقيت الله دمه فأخذ الحربة ثم مشي إليه فطعنه فصرعه عن دابته وحمله أصحابه فاستنفذوه فقالوا له: ما نرى بك بأسا؟ قال: إنه قد استسقى الله دمي إني لأجد لها ما لو كانت على ربيعة ومضر لوسعتهم". "ش".
1 وذلق: أي جهده حتى خرج لسانه. النهاية 2/165. ب.
2 حراك: أي حركة. المختار 99. ب.
30065-
حدثنا عقال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير - مثله.
30066-
عن عكرمة أن أبا حذيفة بن اليمان يوم أحد قتله رجل من المسلمين وهو يرى أنه من المشركين فواده رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده قال: وكان اسمه حسيل بن اليمان أو حسل. أبو نعيم.
30067-
عن ابن شهاب: خفي خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد على الناس كلهم إلا على ستة نفر الزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص وكعب بن مالك وأبي دجانة وسهل بن أبي حنيف. "كر".
30068-
"مسند علي" عن سعد قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد عليهما ثياب بيض ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبرئيل وميكائيل. "ش".
30069-
"أيضا" عن سعد قال: " كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي: ارم فداك أبي وأمي فنزعت بسهم فيه نصل فأصابت جبهته فوقع فانكشفت عورته فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه". "كر"؛ ورجاله ثقات.
30070-
"أيضا" عن سعد قال: لقد رأيتني أرمي بالسهم يوم أحد فيرده علي رجل أبيض حسن الوجه لا أعرفه حتى كان بعد فظننت أنه ملك. الواحدي، "كر".
30071-
"مسند طلحة" عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد. "ش، حم" وابن منده، "كر" وأبو نعيم في المعرفة.
30072-
"أيضا" عن موسى بن طلحة قال: لقد رأيت بطلحة أربعة وعشرين جرحا جرحها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. "ش".
30073-
عن طلحة أنه لما وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يوم أحد فقطعت قال: حسن1، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:" لو قلت: بسم الله لرأيت بناءك الذي بنى الله لك في الجنة وأنت في الدنيا". "قط" في الأفراد، "كر".
30074-
عن الزهري قال: لما كان يوم أحد وانهزم المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بقي في اثني عشر رجلا من المهاجرين والأنصار منهم طلحة بن عبيد الله، فذهب رجل من المشركين يضرب وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف فوقاه طلحة بيده، فلما أصاب طلحة السيف قال: حس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا طلحة ألا قلت بسم الله؟ لو قلت بسم
1 حسن: هي بكسر السين والتشديد: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضه وأحرقه غفلة، كالجمرة والضربة ونحوهما. النهاية 1/385. ب.
الله وذكرت الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون إليك". "كر".
30075-
عن طلحة قال: لما كان يوم أحد وأصابني السهم فقلت: حسن فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لو قلت: بسم الله لطارت بك الملائكة والناس ينظرون إليك". "كر".
30076-
"مسند أنس بن ظهير" عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير عن أخته سعدى بنت ثابت عن أبيها عن جدها أنس قال: لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستصغره وقال: هذا غلام صغير وهم برده فقال له عمه ظهير بن رافع: يا رسول الله إن ابن أخي رجل رام فأجازه النبي صلى الله عليه وآله وسلم. "خ" في تاريخه وابن السكن1 وابن منده وأبو نعيم في المعرفة، قال هو تصحيف من بعض الواهمين لأن الصحيح هو أسيد بن ظهير، قال في الإصابة: وأخطأ أبو نعيم في ذلك والصواب مع الجماعة وإنه أنس بن ظهير أخو أسيد بن ظهير.
1 ذكر ابن حجر في الإصابة "1/202" عند ترجمة: أسيد بن ظهير رقم "536" فلا وجه للتفرقة لأن أسيد بن ظهير بن عم رافع لا ابن أخيه. ص.
غزوة الخندق
30077-
"مسند عمر" عن عائشة قالت: خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس فمشيت حتى اقتحمت حديقة فيها نفر
من المسلمين فيهم عمر بن الخطاب وفيهم طلحة، فقال عمر: إنك لجريئة وما يدريك لعله يكون بلاء أو تحوز1 فوالله ما زال يلومني حتى لوددت أن الأرض تنشق فأدخل فيها، فقال طلحة: قد أكثرت أين التحوز أين الفرار. "كر".
30078-
"أيضا" عن عمر قال: ما صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخندق الظهر والعصر حتى غابت الشمس. المخلص في حديثه.
30079-
"مسند البراء بن عازب" عن البراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
…
وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأولى قد بغوا علينا
…
وإن أرادوا فتنة أبينا
"ش"2.
30080-
عن البراء بن عازب قال: لما كان حيث أمرنا رسول
1 تحوز: هو من قوله تعالى: {أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ} أي منضما إليها. والتحوز والتحيز والإنحياز بمعني. النهاية 1/459. ب.
2 الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب غزوة الخندق "5/140". ص.
الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها ألقى ثوبه وأخذ المعول فقال: بسم الله ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض ثم ضرب الثالثة وقال: بسم الله فقطع بقية الحجر وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة. "كر، خط" في المتفق والمفترق.
30081-
"من مسند ثعلبة بن الرحمن الأنصاري" عن زيد بن ثابت "أجازني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وكساني". "طب".
30082-
عن جابر قال: لما كان يوم الأحزاب ورد الله المشركين بغيظهم لم ينالوا خيرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يحمي أعراض المسلمين؟ قال كعب بن مالك: أنا يا رسول الله وقال ابن رواحة: أنا يا رسول الله قال: إنك تحسن الشعر فقال حسان بن ثابت: أنا يا رسول الله قال: نعم اهجم أنت وسيعينك عليهم روح القدس". ابن منده، "كر"؛ ورجاله ثقات.
30083-
"مسند جابر بن عبد الله" عن جابر قال: مكث النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يحفرون الخندق ثلاثا ما ذاقوا طعاما، فقالوا:"يا رسول الله إن هنا كدية1 من الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رشوا عليها الماء فرشوها، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ المعول أو المسحاة ثم قال: بسم الله، ثم ضرب ثلاثا فصارت كثيبا2 قال جابر: فحانت مني التفاتة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد شد على بطنه حجرا". "ش".
30084-
"من مسند حذيفة بن اليمان" عن زيد بن أسلم قال: قال رجل لحذيفة أشكو إلى الله صحبتكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنكم أدركتموه ولم ندركه ورأيتموه ولم نره، قال حذيفة: ونحن نشكو إلى الله إيمانكم به ولم تروه والله ما أدري لو أنك أدركته كيف كنت تكون، لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الخندق ليلة باردة مطيرة إذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيق إبراهيم يوم القيامة؟ فما قام منا أحد، ثم قال: هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم ادخله الله الجنة؟ فوالله ما قام منا أحد ثم قال: هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيقي في الجنة؟ فما قام منا أحد فقال أبو بكر يا رسول الله
1 كدية: الكدية: قطعة غليظة صلبة لا تعمل فيها الفأس. النهاية 4/156. ب.
2 كثيبا: الكثيب: الرمل المستطيل المحدود. النهاية 4/152. ب.
ابعث حذيفة، قال حذيفة: فقلت دونك فوالله ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا حذيفة حتى قلت يا رسول الله بأبي وأمي أنت والله مابي أن أقتل ولكن أخشى أن أؤسر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنك لن تؤسر، فقلت: يا رسول الله مرني بما شئت فقال: اذهب حتى تدخل في القوم فنأتي قريشا فتقول: يا معشر قريش: إنما يريد الناس أن يقولوا غدا: أين قريش أين قادة الناس أين رؤوس الناس؟ تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل بكم ثم ائت كنانة فقل: يا معشر كنانة إنما يريد الناس غدا أن يقولوا أين كنانة أين رماة الحدق تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل بكم، ثم ائت قيسا فقل: يا معشر قيس إنما يريد الناس غدا أن يقولوا: أين قيس أين أحلاس الخيل أين فرسان الناس تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال ويكون القتل بكم. ثم قال لي: ولا تحدث في سلاحك شيئا قال حذيفة: فذهبت فكنت بين ظهراني القوم أصطلي معهم على نيرانهم وأذكر لهم القول الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أين قريش أين كنانة أين قيس حتى إذا كان وجه السحر قام أبو سفيان يدعو باللات والعزى ويشرك ثم قال: لينظر رجل من جليسه؟ قال: ومعي رجل يصطلي، قال: فوثبت عليه مخافة أن يأخذني فقلت: من أنت؟
قال: أنا فلان قلت: أولى فلما رأى أبو سفيان الصبح قال أبو سفيان: نادوا أين قريش أين رؤوس الناس أين قادة الناس تقدموا قالوا: هذه المقالة التي أتينا بها البارحة ثم قال: أين كنانة أين رماة الحدق تقدموا فقالوا: هذه المقالة التي أتينا بها البارحة ثم قال: أين قيس أين فرسان الناس أين أحلاس الخيل تقدموا فقالوا هذه المقالة التي أتينا بها البارحة قال: فخافوا فتخاذلوا وبعث الله عليهم الريح فما تركت لهم بناء إلا هدمته ولا إناء إلا كفأته، وتنادوا بالرحيل قال حذيفة حتى رأيت أبا سفيان وثب على جمل له معقول فجعل يستحثه للقيام ولا يستطيع القيام لعقاله فقال حذيفة: فوالله لولا ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدث في سلاحك شيئا لرميته من قريب قال: وسار القوم وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك حتى رأيت أنيابه". "د، كر".
30085-
عن حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم الخندق: " شغلونا عن صلاة العصر - فلم يصلها يومئذ حتى غابت الشمس - ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا". "هق" في عذاب القبر.
30086-
عن كعب بن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رجع من طلب الأحزاب نزع لأمته واغتسل
واستجمر1". "كر" وقال: رجاله ثقات والحديث غريب.
30087-
"من مسند رافع بن خديج" عن هرمز بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن أبيه عن جده لما كان يوم الخندق لم يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم النساء والصبيان والذراري فيه فقال: إن ألم بكن أحد فألمعن2 بالسيف فجاءهن رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال له بخدان أحد بني حجاش على فرس حتى كان في أصل الحصن، ثم جعل يقول للنساء: انزلن إلى خير لكن فحركن السيف فأبصره أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فابتدر الحصن قوم فيهم رجل من بني حارثة يقال له ظهير بن رافع فقال: يا بخدان ابرز فبرز إليه فحمل عليه فقتله وأخذ رأسه فذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. "طب".
30088-
عن هرمز بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن أبيه عن جده عن زيد بن ثابت قال: أجازني رسول الله صلى الله عليه
1 واستجمر: الاستجمار: التمسح بالجمار، وهي الأحجار الصغار، ومنه سميت جمار الحج، للحصى التي يرمى بها. النهاية 1/292".
2 فألمعن: يقال: لمع بثوبه وألمع به، إذا رفعه وحركه ليراه غيره فيجيء إليه. ومنه حديث زينب "رآها تلمع من وراء الحجاب" أي تشير بيدها. النهاية 4/271. ب.
وآله وسلم يوم الخندق وكساني قبطية. "كر"؛ وفيه يعقوب بن محمد الزهري ضعيف.
30089-
عن وهب انبأنا سعيد بن عبد الرحمن الجشمي رجل من الأنصار من بني سلمة عن أبيه عن جده ابن جهاد وكان ابن جهاد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ابنه قال: يا أبتاه رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه والله لو رأيته لفعلت وفعلت فقال: يا بني اتق الله وسدد فوالذي نفسي بيده لقد رأيتنا معه يوم الخندق وهو يقول: " من يذهب فيأتيني بخبرهم جعله الله رفيقي يوم القيامة؟ فما قام من الناس أحد من صميم ما بنا من الجوع والقر، ثم نادى يا حذيفة باسمه فقال: يا رسول الله والذي نفسي بيده ما منعني أن أقوم إلا خشية أن لا آتيك بخبرهم فقال: اذهب ودعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخير". "كر".
30090-
الواقدي حدثني أبي ابن عباس بن سهل عن أبيه عن جده قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخندق فأخذ الكرزين1 وضرب به فصادف حجرا فصل2 الحجر فضحك
1 الكرزين: الفأس. النهاية 4/162. ب.
2 فصل: صل يصل صليلا: صوت كصلصل صلصلة ومصلصلا. القاموس 3/4. ب.
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله مم تضحك؟ قال: أضحك من قوم يؤتى بهم من المشرق في الكبول1 يساقون إلى الجنة وهم كارهون". ابن النجار.
30091-
"مسند أبي سعيد" عن أبي سعيد حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى كفينا ذلك وذلك قوله تعالى: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً} فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بلالا فأذن، ثم أقام الصلاة، ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام فصلى العصر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام المغرب فصلى المغرب كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك وذلك قبل أن ينزل {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} . "ط، عب، حم، ش" وعبد بن حميد، "ن، ع" وأبو الشيخ في الأذان، "هق".
30092-
عن عبد الله بن أبي أوفى قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الأحزاب فقال: " اللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب اهزمهم وزلزلهم". "ش".
30093-
عن مصعب قال كان ابن الزبير يحدث أنه كان في فارع2
1 الكبول: الكبل: القيد ويكسر أو أعظمه جمع كبول. القاموس 4/43 ب.
2 فارع: "المرتفع العالي الهين الحسن". النهاية 3/436. ب.
أطم1 حسان بن ثابت مع النساء يوم الخندق ومعهم عمر بن أبي سلمة فقال ابن الزبير: ومعنا حسان بن ثابت ضاربا وتدا في ناحية الأطم، فإذا حمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشركين حمل على الوتد فضربه بالسيف، وإذا أقبل المشركون انحاز على الوتد حتى كأنه يقاتل قرنا2 يتشبه بهم كأنه يرى أنه يجاهد جبنا عن القتال قال: وإني لأظلم ابن أبي سلمة يومئذ وهو أكبر مني بسنتين فأقول له: تحملني على عنقك حتى أنظر، فإني أحملك إذا نزلت فإذا حملني، ثم سألني أن يركب قلت: هذه المرة وإني لأنظر إلى أبي معتما بصفرة فأخبرتها أبي بعد فقال: وأين أنت حينئذ؟ قلت على عنق ابن أبي سلمة يحملني فقال: أما والذي نفسي بيده إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينئذ ليجمع لي أبويه قال ابن الزبير: فجاء يهودي يرتقي إلى الحصن فقالت صفية لحسان: عندك يا حسان فقال: لو كنت مقاتلا كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت صفية له: أعطني السيف فأعطاها فلما ارتقى اليهودي ضربته حتى قتلته ثم احتزت رأسه فأعطته حسان وقالت:
1 أطم: الأطم بالضم: بناء مرتفع، وجمعه أطام. النهاية 1/54. ب.
2 قرنا: القرن بالكسر: الكفء والنظير في الشجاعة والحرب ويجمع على أقران. النهاية 4/55. ب.
طرح به فإن الرجل أشد رمية من المرأة تريد أن ترعب أصحابه. الزبير بن بكار، "كر".
30094-
عن ابن عباس قال: قاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المشركين حتى فاتتهم الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارا". "هق" في عذاب القبر.
30095-
عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نادى فيهم يوم انصرف عنهم الأحزاب ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فأبطأ الناس فتخوفوا فوت وقت الصلاة فصلوا وقال آخرون: لا نصلي إلا حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن فاتنا الوقت، فما عنف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واحدا من الفريقين". ابن جرير.
30096-
"مسند ابن عمر" قال "ك" في مناقب الشافعي: أخبرني الفضل بن أبي نصر أخبرني أبو بكر أحمد بن يعقوب بن عبد الملك بن عبد الجبار القرشي الجرجاني حدثنا أبو العباس أحمد بن خالد بن يزيد بن غزوان حدثني رجل من ولد الفضل بن الربيع عن أبيه قال: بعث إلي الرشيد فذكر قصة في استدعائه الشافعي ودعاء دعا به ثم قوله حين سئل عنه هو الذي حدثني به مالك بن أنس
عن نافع عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا به يوم الأحزاب على قريش اللهم إني أعوذ بنور قدسك وعظمة طهارتك وبركة جلالك من كل آفة وعاهة"، قال "ق" في كتاب بيان خطأ من أخطأ على الشافعي: سند هذا الحديث موضوع على الشافعي لا شك فيه ولا يدري حال الفضل بن الربيع في الرواية ولا حال ولده ومن رواه عنه، وأحمد بن يعقوب هذا كان يعرف بابن بغاطرة القرشي الأموي له من أمثال هذا أحاديث موضوعة لا استحل رواية شيء منها ولا رواية ما ذكره شيخنا ولو تورع هو أيضا عن روايته لكان أولى به، فالشافعي مبرأ من هذه الرواية وكذلك مالك ونافع وابن عمر؛ ولقد رأيته في كتاب أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني: عن أبي بكر أحمد بن محمد بن موسى عن محمد بن الحسين بن مكرم عن عبد الأعلى بن حماد النرسي قال قال الرشيد يوما للفضل بن الربيع - فذكره، وذكره بسنده عن الشافعي عن مالك وهو أيضا موضوع، ورواه عن أبي بكر محمد بن جعفر البغدادي عن أبي بكر محمد بن عبيد عن أبي نصر المخزومي عن الفضل بن الربيع غير أنه لم يذكر روايته عن مالك وهذا أمثل، ولا ينكر أن يكون الشافعي جمع دعاء ودعا به وإنما المنكر رواية من رواه عنه عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتهى.
30097-
عن أم حبيبة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم الخندق: " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر حتى غابت الشمس". ابن جرير.
30098-
عن أم سلمة قالت: أنشد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن وقد اغبر شعر صدره وهو يقول:
اللهم إن الخير خير الآخرة
…
فاغفر للأنصار والمهاجرة
"كر".
30099-
عن ابن مسعود " أن المشركين شغلوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخندق عن أربع صلوات حتى ذهب من الليل ما شاء الله فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء". "ش".
30100-
عن ابن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة عن عبيد الله ابن كعب بن مالك الأنصاري قال: لما كان يوم الخندق خرج عمرو بن عبدود معلما ليرى مشهده فلما وقف هو وخيله قال له علي: يا عمرو إنك قد كنت تعاهد الله لقريش أن لا يدعوك رجل إلى خلتين إلا اخترت إحداهما قال: أجل قال: فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الإسلام، قال: لا حاجة لي في ذلك قال: فإني أدعوك إلى المبارزة، قال: لم يا ابن أخي فوالله ما أحب أن
أقتلك قال علي: ولكني والله أحب أن أقتلك فحمي عمرو عند ذلك فأقبل إلى علي فتنازلا فتجاولا فقتله علي. ابن جرير.
30101-
عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صاف المشركين يوم الخندق وكان يوما شديدا لم يلق المسلمون مثله قط قال: ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس وأبو بكر معه جالس، وذلك زمان طلع النخل، وكانوا يفرحون به فرحا شديدا لأن عيشهم فيه فرفع أبو بكر رأسه فبصر بطلعة وكانت أول طلعة رؤيت فقال: - هكذا بيده: طلعة يا رسول الله من الفرح فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: اللهم لا تنزع منا صالح ما أعطيتنا - أو: صالحا أعطيتنا. "ش".
30102-
عن عكرمة " أن نوفلا أو ابن نوفل تردى به فرسه يوم الخندق فقتل فبعث أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بديته مائة من الإبل، فأبى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: خذوه فإنه خبيث الدية خبيث الجنة". "ش".
30103-
حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة قال: لما كان يوم الخندق قام رجل من المشركين فقال: من يبارز؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قم يا زبير فقالت صفية: يا رسول الله واجدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قم يا زبير فقام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيهما علا صاحبه قتله فعلاه الزبيرفقتله، ثم جاء النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم بسلبه فنفله1 صلى الله عليه وسلم إياه". ابن جرير.
30104-
"مسند أنس" " خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غداة باردة والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق فلما نظر إليهم قال:
اللهم إن العيش عيش الآخرة
…
فاغفر للأنصار والمهاجرة
فأجابوا:
نحن الذين بايعوا محمدا
…
على الجهاد ما بقينا أبدا
"ش".
30105-
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق: " اللهم إنك أخذت عبيدة بن الحارث يوم بدر وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد وهذا علي فلا تدعني فردا وأنت خير الوارثين". الديلمي.
30106-
عن ابن عباس قال: سمعت عمر يقول: جاء عمرو بن عبدود فجعل يجول بفرسه حتى جاوز الخندق وجعل يقول: هل من مبارز؟ وسكت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم
1 فنفله: النفل - بفتحتين -: الغنيمة. والجمع: الأنفال. قال لبيد: إن تقوى ربنا خير نفل. المختار 534. ب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل يبارزه أحد فقام علي فقال: أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل يبارزه أحد؟ فقال علي: دعني يا رسول الله فإنما أنا بين حسنيين: إما أن أقتله فيدخل النار، وإما أن يقتلني فأدخل الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخرج يا علي فقال له عمرو: من أنت يا ابن أخي؟ قال: أنا علي فقال: إن أباك كان نديما لي لا أحب قتالك، فقال علي: إنك كنت أقسمت لا يسألك أحد ثلاثا إلا أعطيته فاقبل مني واحدة، فقال عمرو: وما ذلك؟ فقال علي: أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقال عمرو: ليس إلى ذلك سبيل قال: فترجع فلا تكون علينا ولا معنا ثلاثا، قال: إني نذرت أن أقتل حمزة، فسبقني إليه وحشي، ثم إني نذرت أن أقتل محمدا، قال علي: فانزل فنزل فاختلفا في الضربة فضربه علي فقتله. المحاملي في أماليه.
30107-
عن المهلب بن أبي صفرة قال: قال أصحاب محمد: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حفر الخندق وهو يخاف أن يبيتهم أبو سفيان: " إن بيتم فإن دعواكم حّم لا ينصرون". "ش".
غزوة بني قريظة
30108-
عن عائشة قالت "لما رجع رسول اله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل وقد عصب رأسه الغبار فقال: وضعت السلاح، والله ما وضعته فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: فأين؟ قال: ههنا وأومى إلى بني قريظة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم". "ش".
30109-
عن الحسن قال نزلت قريظة على حكم سعد بن معاذ فقتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم ثلاثمائة وقال لبقيتهم: " انطلقوا إلى أرض المحشر فإنا في آثاركم يعني أرض الشام فسيرهم إليها". "كر".
30110-
عن الشعبي قال: رمى أهل قريظة سعد بن معاذ فأصابوا أكحله فقال: اللهم لا تمتني حتى تشفيني منهم، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ، فحكم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بحكم الله حكمت. "ش".
30111-
عن عروة أنهم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فردوا الحكم إلى سعد بن معاذ فحكم فيهم سعد بن معاذ أن يقتل مقاتلتهم وتسبى النساء والذرية وتقسم أموالهم، فأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لقد حكمت فيهم بحكم الله. "ش".
30112-
عن عكرمة قال: لما كان يوم بني قريظة قال رجل من يهود: من يبارز؟ فقام إليه الزبير فبارزه فقالت صفية: واجدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيهما علا صاحبه قتله فعلاه الزبير فقتله فنفله
النبي صلى الله عليه وآله وسلم سلبه". "كر".
30113-
عن عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث خوات بن جبير إلى بني قريظة على فرس يقال له جناح. "ش".
30114-
عن محمد بن سيرين قال: " قال عاهد حيي بن أخطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لا يظاهر عليه أحدا وجعل الله عليه كفيلا، فلما كان يوم قريظة أتي به وبابنه سلما فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أوف الكيل فأمر به فضربت عنقه وعنق ابنه". "ش".
30115-
عن يزيد بن الأصم قال: "لما كشف الله الأحزاب ورجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته يغسل رأسه أتاه جبريل فقال: عفا الله عنك وضعت السلاح ولم تضعه ملائكة السماء ائتنا عند حصن بني قريظة فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتاهم عند الحصن. "ش".
30116-
عن ابن شهاب قال: أرسلت بنو قريظة إلى أبي سفيان وإلى من معه من الأحزاب يوم الخندق أن اثبتوا فإنا سنغير على بيضة المسلمين من ورائهم فسمع ذلك نعيم بن مسعود الأشجعي وهو موادع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عند عيينة بن حصن حين أرسلت بذلك بنو قريظة إلى الأحزاب فأقبل نعيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبره خبر ما أرسلت به بنو قريظة إلى الأحزاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلعلنا نحن أمرناهم بذلك فقام نعيم بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدث بها غطفان وكان نعيم رجلا لا يملك الحديث فلما ولى نعيم ذاهبا إلى غطفان قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الذي قلت إما هو من عند الله فأمضه، وإما هو رأي رأيته فإن شأن بني قريظة هو أيسر من ذلك أن تقول شيئا يؤثر عليك فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا رأي رأيته إن الحرب خدعة، ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثر نعيم فدعاه، فقال له: أرأيتك الذي سمعتني أذكر آنفا اسكت عنه فلا تذكره لأحد، فانصرف نعيم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء عيينة بن حصن ومن معه من غطفان فقال لهم: هل علمتم أن محمدا صلى الله عليه وسلم قال شيئا قط إلا حقا؟ قالوا: لا قال: فإنه قد قال لي فيما أرسلت به إليكم بنو قريظة فلعلنا نحن أمرناهم بذلك، ثم نهاني أن أذكره لكم فانطلق عيينة حتى لقي أبا سفيان بن حرب، فأخبره بما أخبره نعيم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنما أنتم في مكر من بني قريظة قال أبو سفيان: فنرسل إليهم نسألهم الرهن فإن دفعوا إلينا رهنا منهم فصدقوا وإن أبوا فنحن منهم في مكر فجاءهم رسول أبي سفيان يسألهم الرهن فقال: إنكم أرسلتم إلينا تأمروننا بالمكث وتزعمون أنكم ستخالفون محمدا
ومن معه فإن كنتم صادقين، فارهنونا بذلك من أبنائكم وصبحوهم غدا، قالت بنو قريظة: قد دخلت علينا ليلة السبت، فأمهلوا حتى يذهب السبت فرجع الرسول إلى أبي سفيان بذلك، فقال أبو سفيان ورؤوس الأحزاب معه، هذا مكر من بني قريظة فارتحلوا فبعث الله تعالى عليهم الريح حتى ما كاد رجل منهم يهتدي إلى رحله فكانت تلك هزيمتهم، فبذلك يرخص الناس الخديعة في الحرب. ابن جرير.
غزوة خيبر1
.
30117-
عن يحيى بن سهل بن أبي خيثمة قال: أقبل مظهر بن رافع الحارثي بأعلاج من الشام عشرة ليعملوا له في أرضه، فلما نزل خيبر أقام بها ثلاثا فدخل يهود للأعلاج وحرضتهم على قتل مظهر، ودسوا لهم سكينين أو ثلاثا فلما خرجوا من خيبر كانوا بثبار، ووثبوا عليه فبعجوا بطنه فقتلوه، ثم انصرفوا إلى خيبر فزودتهم يهود وقوتهم حتى لحقوا بالشام وجاء عمر بن الخطاب الخبر بذلك فقال: إني خارج إلى خيبر فقاسم ما كان بها من الأموال، وحاد
1 خيبر: هي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع على ثمانية برد من المدينة إلى جهة الشام. شرح المواهب اللدنية للزرقاني "2/217". ب.
حدودها، ومورف أرفها1 ومجل يهود منها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم:" ما أقركم الله" وقد أذن الله في جلائهم، ففعل ذلك بهم. ابن سعد.
30118-
"مسند علي" عن علي قال: لما قتلت مرحبا جئت برأسه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. "حم، عق، ق".
30119-
عن علي قال: سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فلما أتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر ومعه الناس إلى مدينتهم وإلى قصرهم فقاتلوهم، فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه فجاء يجبنهم ويجبنونه فساء ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"لأبعثن عليهم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يقاتلهم حتى يفتح الله له ليس بفرار فتطاول الناس لها، ومدوا أعناقهم يرونه أنفسهم رجاء ما قال، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة فقال: أين علي؟ فقالوا: هو أرمد قال: ادعوه لي فلما أتيته فتح عيني، ثم تفل فيها، ثم أعطاني اللواء فانطلقت به سعيا خشية أن يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حدثا أو في حتى أتيتهم فقاتلتهم فبرز مرحب يرتجز وبرزت له أرتجز كما يرتجز حتى التقينا، فقتله الله بيدي، وانهزم أصحابه فتحصنوا وأغلقوا الباب فأتينا الباب فلم أزل أعالجه حتى فتحه الله. "ش" والبزار، وسنده حسن.
1 أرفها: الأرف جمع أرفة وهي الحدود والمعالم. النهاية 1/39. ب.
30120-
"من مسند بريدة بن الخصيب الأسلمي" عن بريدة قال: لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر، فرجع ولم يفتح له، فلما كان من الغد أخذ عمر ولم يفتح له، وقتل ابن مسلمة، ورجع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأدفعن لوائي هذا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لن يرجع حتى يفتح عليه، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ثم دعا باللواء وقام قائما فما منا من رجل له منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل حتى تطاولت أنا لها ورفعت رأسي لمنزلة كانت لي منه فدعا علي بن أبي طالب وهو يشتكي عينيه فمسحها ثم دفع إليه اللواء ففتح له. ابن جرير.
30121-
عن بريدة قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة خيبر فزع أهل خيبر فقالوا: جاء محمد في أهل يثرب، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب بالناس، فلقي أهل خيبر فردوه وكشفوه هو وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فلما كان الغد تطاول لها أبو بكر وعمر فدعا عليا وهو يومئذ أرمد فتفل في عينه وأعطاه اللواء، فانطلق بالناس فلقي أهل خيبر ولقي مرحبا الخيبري فإذا هو يرتجز
ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب
…
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب
…
أطعن أحيانا وحينا أضرب
فالتقى هو وعلي فضربه علي ضربة على هامته بالسيف عض السيف منها بالأضراس وسمع صوت ضربته أهل العسكر، فما تتام آخر الناس حتى فتح لأولهم. "ش".
30122-
"مسند جابر بن عبد الله" عن جابر قال: خرج يوم خيبر مرحب اليهودي وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب
…
شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب
…
إذا الليوث أقبلت تجرب
وهو يقول: هل من مبارز؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لهذا؟ فقال محمد بن مسلمة: أنا له يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر قتلوا أخي بالأمس، قال فقال: قم إليه اللهم أعنه فلما دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة ثم حمل عليه مرحب فضربه فاتقى بالدرقة فوقع سيفه فيها فعضت به الدرقة فأمسكته فضربه محمد بن مسلمة فقتله. "ع" وابن جرير والبغوي، "كر".
30123-
"مسند حسيل بن خارجة الأشجعي" عن حسيل بن خارجة الأشجعي قال: قدمت المدينة في جلب أبيعه فأتي بي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا حسيل هل لك أن أعطيك عشرين صاع تمر على أن تدل أصحابي هؤلاء على طريق خيبر؟ ففعلت، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أتيته فأعطاني العشرين صاع تمر، ثم أتي بي إليه، فقاللي: يا حسيل إني لم أوت بامرئ ثلاثا فلم يسلم، فخرج الحبل من عنقه الأصفر قال: فأسلمت". "طب" وأبو نعيم.
30124-
"مسند ربيعة بن كعب الأسلمي" عن أبي طلحة كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فلو قلت: إن ركبتي تمس ركبته فسكت عنهم حتى إذا كان عند السحر أغار عليهم وقال: " إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين". "طب".
30125-
"من مسند رفاعة بن رافع" عن أنس عن أبي طلحة لما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وقد أخذوا مساحيهم1 ومكاتلهم وغدوا على حروثهم فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم معه الخميس نكصوا مدبرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. "حم، طب".
30126-
"مسند سلمة بن الأكوع" عن إياس بن سلمة قال: أخبرني أبي قال: بارز عمي يوم خيبر مرحبا اليهودي فقال
1 مساحيهم: المساحي: جمع مسحاة، وهي المجرفة من الحديد. والميم زائدة، لأنه من السحو: الكشف والإزالة. النهاية 4/328. ب.
مرحب:
قد علمت خيبر أني مرحب
…
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال عمي عامر:
قد علمت خيبر أني عامر
…
شاكي السلاح بطل مغامر
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر فرجع السيف على ساقه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه، قال سلمة: فلقيت من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: بطل عمل عامر قتل نفسه فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبكي، قلت: يا رسول الله أبطل عمل عامر؟ قال: من قال ذلك؟ قلت: أناس من أصحابك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين حين خرج إلى خيبر جعل يرتجز بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم النبي صلى الله عليه وسلم يسوق الركاب وهو يقول:
تالله لولا الله ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
إن الذين قد بغوا علينا
…
إذا أرادوا فتنة أبينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا
…
فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينة علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ قال: عامر يا رسول الله قال:
غفر لك ربك قال: وما استغفر لإنسان قط يخصه إلا استشهد فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله لو ما متعتنا بعامر؟ فقام فاستشهد، قال سلمة: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى علي فقال: لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله، فجئت به أقوده أرمد فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ثم أعطاه الراية فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب
…
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي بن أبي طالب:
أنا الذي سمتني أمي حيدره
…
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره1
ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح على يديه.
"ش"2.
1 "السندرة: ضرب من الكيل عراف جراف واسع. والسندر: مكيال معروف، وفي حديث علي عليه السلام: أكيلكم بالسيف كيل السندره. لسان العرب 4/382. ب.
2 وهكذا أورد القصة ابن سعد في الطبقات الكبرى "2/110" واستدركت التصحيف منه.
وكذا ذكرت الأبيات في صحيح مسلم كتاب الجهاد باب غزوة ذي قرد وغيرها من حديث طويل رقم 1807 صحيح مسلم "3/1441". ص.
30127-
عن أبي طلحة قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فلما انتهينا وقد خرجوا بالمساحي، فلما رأونا قالوا: محمد والله محمد والخميس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين". "ش".
30128-
عن أبي طلحة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لما صبح خيبر تلا هذه الآية "إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين". "كر".
30129-
"مسند أبي ليلى" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: أما إني سأبعث إليهم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله عليه فقال: ادعوا لي عليا فجيء به يقاد أرمد لا يبصر شيئا، فتفل في عينيه ودعا له بالشفاء وأعطاه الراية وقال: امض بسم الله فما ألحق به آخر أصحابه حتى فتح على أولهم. أبو نعيم في المعرفة ورجاله ثقات.
30130-
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه، قال عمر: فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ فتشوقت لها رجاء أن أدعى لها، فدعا عليا فبعثه وأعطاه الراية وقال: اذهب فقاتل حتى يفتح الله على يديك ولا تلتفت، فسار علي بالناس ثم وقف ولم يلتفت فقال: يا رسول الله على ما أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى
يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا قالوا ذلك منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل". ابن جرير.
30131-
عن ابن عباس قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يهود خيبر: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صاحب موسى وأخيه والمصدق لما جاء به موسى ألا إن الله قال لكم: يا معشر اليهود وأهل التوراة وإنكم لتجدون ذلك في كتابكم {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} - الآية، وإني أنشدكم بالله وبالذي أنزل عليكم وأنشدكم بالذي أطعم من كان قبلكم المن والسلوى وأيبس البحر لآبائكم حتى أنجاكم من فرعون وعمله إلا أخبرتموني، هل تجدون فيما أنزل الله عليكم أن تؤمنوا بمحمد؟ قد تبين الرشد من الغي وأدعوكم إلى الله وإلى رسوله. ابن إسحاق وأبو نعيم.
30132-
عن عائشة قالت: لما فتح الله علينا خيبر قلت يا رسول الله الآن نشبع من التمر. "كر".
30133-
عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دفع إلى يهود خيبر نخل خيبر وأرضها على أن يعتملوها من أموالهم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم شطرها. "كر".
30134-
حدثنا الصغدي بن سنان العقيلي عن محمد بن الزبير الحنظلي عن مكحول قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أكل متكئا ولبس برطلة1 وتنور. "ش".
30135-
عن أنس قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط: " يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم وأنا في حل إن نلت منك أو قلت شيئا فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم فقال: اجمعي ما كان عندك فإني أريد أن اشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم وفشا ذلك بمكة فانقمع2 المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم، ثم أرسل غلاما إلى الحجاج بن علاط ويلك ماذا جئت به وماذا تقول؟ فما وعد الله عز وجل خير مما جئت به فقال الحجاج: اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له: فليخل بي في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره فجاءه غلامه فلما بلغ الباب قال: أبشر يا أبا الفضل فوثب العباس
1 برطلة: البرطل كقنفذ وأردن قلنسوة. القاموس 3/334. ب.
2 انقمع: قمعه، وأقمعه: أي قهره وأذله، فانقمع. المختار 435. ب"
فرحا حتى قبل بين عينيه فأخبره بما قال الحجاج فأعتقه، ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي واتخذها لنفسه، وخيرها بين أن يعتقها وتكون زوجة، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة، ولكن جئت لمال كان لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لي أن أقول ما شئت فأخف علي ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك، فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي أو متاع فدفعته إليه ثم انشمر1 به، فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت: لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك، قال: أجل لا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله خيبر على رسوله، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه، وإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به، قالت: أظنك والله صادقا؟ قال: فإني والله صادق والأمر على ما أخبرتك، ثم ذهب حتى أتى مجلس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل، قال: لم يصيبني إلا خير بحمد الله لقد أخبرني الحجاج بن علاط أن
1 انشمر: انشمر للأمر: أي تهيأ له وتشمر مثله. الصحاح للجوهري 2/703. ب.
خيبر فتحها الله على رسوله وجرت سهام الله فيها، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا، وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء ههنا ثم يذهب، فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس، فأخبرهم الخبر، فسر المسلمون ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين.
"حم، ع، طب" وأبو نعيم، "كر"؛ وروى "ن" بعضه.
غزوة الحديبية
30136-
الواقدي قال: كان أبو بكر الصديق يقول: ما كان فتح أعظم في الإسلام من فتح الحديبية ولكن الناس يومئذ قصر رأيهم عما كان بين محمد وربه، والعباد يعجلون والله لا يعجل كعجلة العباد حتى يبلغ الأمور ما أراد، لقد نظرت إلى سهيل بن عمرو في حجة الوداع قائما عند المنحر يقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينحرها بيده، ودعا الحلاق فحلق رأسه، وأنظر إلى سهيل يلتقط من شعره وأراه يضعه على عينيه، وأذكر إباءه أن يقر يوم الحديبية بأن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم، ويأبى أن يكتب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحمدت الله الذي هداه للإسلام. "كر".
30137-
عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب: لقد صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة على صلح وأعطاهم شيئا لو أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر علي أميرا فصنع الذي صنع نبي الله ما سمعت ولا أطعت وكان الذي جعل لهم أن من لحق من الكفار بالمسلمين ردوه، ومن لحق بالكفار لم يردوه. ابن سعد؛ وسنده صحيح.
30138-
عن علي قال: خرج عبدان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قبل الصلح فكتب إليه مواليهم فقالوا: يا محمد ما خرجوا إليك رغبة في دينك وإنما خرجوا هربا من الرق، فقال ناس: صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا، وأبى أن يردهم وقال: هم عتقاء الله عز وجل، وخرج آخرون بعد الصلح فردهم. "د" وابن جرير وصححه، "ق، ض".
30139-
عن البراء قال: لما حصر1 رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
1 حصر: كل من امتنع من شيء فلم يقدر عليه فقد حصر عنه ولهذا قيل: حصر في القراءة وحصر عن أهله. قال ابن السكيت: أحصره المرض؛ أي منعه من السفر "أو من حاجة يريدها". قال الله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ} قال: وقد حصره العدو يحصرونه: أي ضيقوا عليه وأحاطوا به، وبابه نصر. وقال الأخفش: حصرت الرجل، فهو محصور: أي حبسته. المختار 106. ب.
البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثا، ولا يدخلها إلا بجلبان1 السلاح السيف وقرابه، ولا يخرج معه أحد من أهلها، ولا يمنع أحدا أن يمكث بها ممن كان معه فقال لعلي: اكتب الشرط بيننا: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقال المشركون: لو نعلم أنك رسول الله تابعناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله، فأمر عليا أن يمحاها فقال علي: لا والله لا أمحاها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرني مكانها فأراه مكانها فمحاها، وكتب ابن عبد الله فأقام فيها ثلاثة أيام، فلما كان اليوم
1 بجلبان: وفي حديث الحديبية "صالحوهم على أن لا يدخلوا مكة إلا بجلبان السلاح" الجلبان - بضم الجيم وسكون اللام - شبه الجراب من الأدم يوضع فيه السيف مغمودا، ويطرح فيه الراكب سوطه وأداته، ويعلقه في آخرة الكور أو واسطه، واشتقاقه من الجلبة، وهي الجلدة التي تجعل على العتب. ورواه القتيبي بضم الجيم واللام وتشديد الباء، وقال: هو أوعية السلاح بما فيها ولا أراه سمي به إلا لجفائه، ولذلك قيل للمرأة الغليظة الجافية جلبانه، وفي بعض الروايات "ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح": السيف والقوس ونحوه، يريد ما يحتاج في إظهاره والقتال به إلى معاناة، لا كالرماح لأنها مظهرة يمكن تعجيل الأذى بها. وإنما اشترطوا ذلك ليكون علما وأمارة للسلم، إذ كان دخولهم صلحا. النهاية 1/282. ب.
الثالث قالوا لعلي: هذا آخر يوم من شرط صاحبك، فمره فليخرج، فحدثه بذلك، فقال: نعم فخرج".
"ش".
30140-
عن البراء قال: نزلنا يوم الحديبية فوجدنا ماءها قد شربه أوائل الناس فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على البئر، ثم دعا بدلو منها فأخذ منه بفيه، ثم مجه فيها ودعا الله فكثر ماؤها حتى تروى الناس منها. "ش".
30141-
عن البراء قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة. "ش".
30142-
عن جابر قال: كان أصحاب الشجرة ألفا وخمسمائة. أبو نعيم في المعرفة.
30143-
عن جابر قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنتم اليوم خير أهل الأرض. "ش" وأبو نعيم.
30144-
عن جابر قال: عطش الناس وهم بالحديبية حتى كادت أن تنقطع أعناقهم من شدة العطش، ففزعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: هلكنا يا رسول الله هلكنا، قال: كلا لن تهلكوا وأنا فيكم، ثم أدخل يده في تور كان بين يديه فيه قريب من مد ماء ففرج فيه أصابعه، فوالذي أكرمه بنبوته لرأيت الماء يفور
من بين أصابعه كالعيون التي تجري، فقال: حي1 باسم الله فشربنا وسقينا الركاب، ثم عمدنا إلى المزاد2 والقرب، فملأناها حتى صدرنا فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأني نبي الله ورسوله لا يقولها عبد بصدق قلبه ولسانه إلا دخل الجنة قيل: كم كنتم يومئذ؟ قال: أربع عشرة مائة، ولو شهد ذلك اليوم أهل منى لوسعهم وكفاهم. "كر".
30145-
"من مسند جرير البجلي" لما كنا بالغميم لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرا من قريش أنها بعثت خالد بن الوليد في جريدة خيل يتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتلقاه، وكان بهم رحيما فقال: من رجل يعدل بنا عن الطريق؟ فقلت: أنا بأبي أنت فأخذتهم في طريق قد كان مهاجري بها فدافد وعتاب، فاستوت بنا الأرض حتى أنزلته على الحديبية، وهي نزح فألقى فيها سهما أو سهمين من كنانته، ثم بصق فيها ثم دعا ففارت عيونها حتى أني أقول: لو شئنا لاغترفنا بأيدينا. "طب".
1 حي: أي: هلم وأقبل، وهو اسم لفعل الأمر. المختار 128. ب.
2 المزاد: المزود بكسر الميم: وعاء التمر يعمل من أدم وجمعه مزاود، والمزادة شطر الرواية بفتح الميم والقياس كسرها لأنها آلة يستقى فيها الماء وجمعها مزايد، وتجمع أيضا على مزاود فالكلمة واوية يائية وربما قيل مزاد بغيرها، والمزادة مفعلة من الزاد لأنه يتزود فيها الماء. المصباح 1/354. ب.
30146-
عن ناجية بن جندب بن ناجية قال: لما كنا بالغميم لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر قريش أنها بعثت خالد بن الوليد في جريدة خيل نتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقاه وكان بهم رحيما، فقال: من رجل يعدلنا عن الطريق؟ فقلت: أنا بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فأخذت بهم في طريق قد كان مهاجري بها فدافد وعتاب، فاستوت بي الأرض حتى أنزلته على الحديبية وهي نزح قال: فألقى فيها سهما أو سهمين من كنانته، ثم بصق فيها، ثم دعا ففارت عيونها حتى أني لأقول: لو شئنا لاغترفنا بأقداحنا. "ش" وأبو نعيم.
30147-
عن رفاعة بن عرابة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد - أو قال: بقديد - وجعل رجال منا يستأذنون إلى أهاليهم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأذن لهم وقال: ما بال شق الشجرة الذي يلي رسول الله أبغض إليكم من الشق الآخر؟ فلم نر بعد ذلك من القوم إلا باكيا، فقال أبو بكر: إن الذي يستأذنك في شيء بعدها لسفيه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أشهد عند الله، وكان إذا حلف قال: والذي نفس محمد بيده ما منكم من أحد يؤمن بالله ثم يسدد إلا سلك به في الجنة، ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا
لا حساب عليهم ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تتبوؤا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة ثم قال: إذا مضى نصف الليل - أو قال - ثلثاه - ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا فيقول: لا أسأل عن عبادي أحدا غيري، من ذا الذي يسألني أعطيه من ذا الذي يدعوني أستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني أغفر له حتى ينصدع الفجر. "حم" والدارمي وابن خزيمة، "حب، طب".
30148-
"من مسند سلمة بن الأكوع" عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية فنحر مائة بدنة ونحن سبع عشرة مائة ومعهم عدة السلاح والرجال والخيل وكان في بدنه جمل أبي جهل فنزل الحديبية، فصالحته قريش على أن هذا الهدي محله حيث حبسناه. "ش".
30149-
عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصالحوه، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل قال: قد سهل من أمركم القوم يأتون إليكم بأرحامكم وسائلوكم الصلح: فابعثوا الهدي وأظهروا بالتلبية لعل ذلك يلين قلوبهم فلبوا من نواحي العسكر حتى ارتجت أصواتهم بالتلبية، فجاؤه فسألوه الصلح، فبينما الناس قد توادعوا وفي المسلمين ناس من المشركين وفي المشركين
ناس من المسلمين، ففتك أبو سفيان فإذا الوادي يسيل بالرجال والسلاح قال سلمة: فجئت بستة من المشركين مسلحين أسوقهم ما يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فأتينا بهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسلب ولم يقتل وعفا، فشددنا على ما في أيدي المشركين منا فما تركنا فيهم رجلا منا إلا استنقذناه، وغلبنا على من في أيدينا منهم، ثم إن قريشا أتت سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى فولوا صلحهم، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا وطلحة فكتب علي بينهم: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا صالحهم على أنه لا إغلال، ولا إسلال1، وعلى أنه من قدم مكة من أصحاب محمد حاجا أو معتمرا أو يبتغي من فضل الله فهو آمن على دمه وماله، ومن قدم المدينة من قريش مجتازا إلى مصر وإلى الشام يبتغي من فضل الله فهو آمن على دمه وماله، وعلى أنه من جاء محمدا من قريش فهو رد، ومن جاءهم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فهو لهم، فاشتد ذلك على المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاءهم منا فأبعده الله ومن جاءنا منهم رددناه إليهم يعلم الله الإسلام من
1 لا إغلال ولا إسلال: ومنه حديث صلح الحديبية "لا إغلال ولا إسلال" الاغلال: الخيانة أو السرقة الخفية، والاسلال: من سل البعير وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل، وهي السلة. النهاية 3/380. ب.
نفسه يجعل الله له مخرجا وصالحوه على أنه يعتمر عاما قابلا في مثل هذا الشهر لا يدخل علينا بخيل ولا سلاح إلا ما يحمل المسافر في قرابه فيمكثوا فيها ثلاث ليال، وعلى أن هذا الهدي حيث حبسناه فهو محله لا يقدمه علينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن نسوقه وأنتم تردون وجهه. "ش".
30150-
عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كنا يوم الشجرة ألفا وأربعمائة أو ألفا وثلاثمائة، وكانت أسلم يومئذ ثمن المهاجرين. "ش" وأبو نعيم في المعرفة.
30151-
عن أنس أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم منهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: أكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل: أما بسم الله الرحمن الرحيم فلا ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب بما نعرف باسمك اللهم فقال: اكتب من محمد رسول الله، قالوا لو علمنا أنك رسول الله لاتبعناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب من محمد بن عبد الله، فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاء منا رددتموه علينا، فقالوا: يا رسول الله أنكتب هذا؟ قال: نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا. "ش".
مراسيل عروة
30152-
عن عروة في نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية قال: وفزعت قريش لنزوله عليهم وأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليهم رجلا من أصحابه فدعا عمر بن الخطاب ليبعثه إليهم فقال: يا رسول الله إني لألعنهم وليس أحد بمكة من بني كعب يغضب لي إن أوذيت فأرسل عثمان، فإن عشيرته بها وإنه يبلغ لك ما أردت، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فأرسله إلى قريش وقال: أخبرهم أنا لم نأت لقتال، وإنما جئنا عمارا وأدعهم إلى الإسلام وأمره أن يأتي رجالا من المؤمنين بمكة ونساء مؤمنات فيدخل عليهم ويبشرهم بالفتح ويخبرهم أن الله جل ثناؤه يوشك أن يظهر دينه بمكة حتى لا يستخفى فيها بالإيمان تثبيتا يثبتهم قال: فانطلق عثمان فمر على قريش ببلدح1 فقالت قريش: أين؟ قال: بعثني رسول الله إليك لأدعوكم إلى الله عز وجل وإلى الإسلام، ونخبركم أنا لم نأت لقتال أحد وإنما جئنا عمارا، فدعاهم عثمان كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد سمعنا ما تقول فانفذ لحاجتك، وقام إليه أبان بن سعيد بن العاص فرحب به، وأسرج فرسه فحمل عثمان على الفرس فأجاره وردفه2 أبان حتى جاء مكة، ثم إن قريشا بعثوا بديل بن ورقاء الخزاعي وأخا
1 بلدح: اسم موضع بالحجاز قرب مكة. النهاية "1/150". ص.
2 وردفه: بالكسر - أي: تبعه. المختار 191. ب.
بني كنانة، ثم جاء عروة بن مسعود الثقفي - فذكر الحديث فيما قالوا وقيل لهم - ورجع عروة إلى قريش وقال: إنما جاء الرجل وأصحابه عمارا، فخلوا بينه وبين البيت، فليطوفوا فشتموه. ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص ليصلحوا عليهم فكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوه إلى الصلح والموادعة فلما لان بعضهم لبعض وهم على ذلك لم يستقم لهم ما يدعون إليه من الصلح وقد أمر بعضهم بعضا وتزاوروا، فبينا هم كذلك وطوائف المسلمين في المشركين لا يخاف بعضهم بعضا ينتظرون الصلح والهدنة إذ رمى رجل من أحد الفريقين رجلا من الفريق الآخر فكانت معركة وتراموا بالنبل والحجارة، وصاح الفريقان كلاهما وارتهن كل واحد من الفريقين من فيهم، فارتهن المسلمون سهيل بن عمرو ومن أتاهم من المشركين، وارتهن المشركون عثمان بن عفان ومن كان أتاهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيعة، ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن روح القدس قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بالبيعة فاخرجوا على اسم الله فبايعوا، فثار المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أن لا يفروا أبدا، فرعبهم الله تعالى، فأرسلوا من كانوا قد ارتهنوا، ودعوا إلى الموادعة والصلح - وذكر الحديث في كيفية
الصلح والتحلل من العمرة قال: وقال المسلمون وهم بالحديبية قبل أن يرجع عثمان: خلص عثمان من بيننا إلى البيت فطاف به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أظنه طاف بالبيت ونحن محصورون، قالوا: وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص؟ قال: ذاك ظني به أن لا يطوف بالكعبة حتى نطوف معا، فرجع إليهم عثمان فقال المسلمون: اشتفيت يا أبا عبد الله من الطواف بالبيت؟ فقال عثمان: بئسما ظننتم بي فوالذي نفسي بيده لو مكثت مقيما بها سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم بالحديبية ما طفت بها حتى يطوف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد دعتني قريش إلى الطواف بالبيت فأبيت فقال المسلمون: رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعلمنا بالله وأحسننا ظنا. "كر، ش".
30153-
"أيضا" حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية وكانت الحديبية في شوال فخرج حتى إذا كان بعسفان لقيه رجل من بني كعب فقال: يا رسول الله إنا تركنا قريشا وقد جمعت أحابيشها1 تطعمها الخزير2 يريدون
1 أحابيشها: هم أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في محاربتهم قريشا. والتحبش: التجمع. النهاية 1/330. ب.
2 الخزير: في حديث عثمان "أنه حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم على خزيرة تصنع له" الخزيرة: لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. النهاية 2/28. ب.
أن يصدوك عن البيت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا تبرز عسفان لقيهم خالد بن الوليد طليعة لقريش، فاستقبلهم على الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم ههنا فأخذ بين سروعتين - يعني شجرتين - ومال عن سنن الطريق حتى نزل الغميم فلما نزل الغميم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإن قريشا قد جمعت لكم أحابيشها تطعمها الخزير يريدون أن يصدونا عن البيت فأشيروا علي بما ترون أن تعمدوا إلى الرأس - يعني أهل مكة - أم ترون أن تعمدوا إلى الذين أعانوهم فتخالفوهم إلى نسائهم وصبيانهم، فإن جلسوا جلسوا موتورين مهزومين، فإن طلبوا طلبونا طلبا متداريا ضعيفا فأخزاهم الله؟
فقال أبو بكر: يا رسول الله إن تعمد إلى الرأس فإن الله معينك، وإن الله ناصرك وإن الله مظهرك، قال المقداد بن الأسود وهو في رحله: إنا والله يا رسول الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيها: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا غشي الحرم ودخل أنصابه بركت ناقته الجدعاء فقالوا: خلأت1 فقال: والله ما خلأت
1 خلأت: في حديث الحديبية "أنه بركت به راحلته، فقالوا: خلأت القصواء، فقال: ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن =
وما الخلأ بعادتها، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة، لا تدعوني قريش إلى تعظيم المحارم فيسبقوني إليها هلم ههنا لأصحابه فأخذ ذات اليمين في ثنية تدعى ذات الحنظل، حتى هبط على الحديبية، فلما نزل استسقى الناس من البئر، فنزفت ولم تقم بهم فشكوا ذلك إليه فأعطاهم سهما من كنانته، فقال اغرزوه في البئر فغرزوه في البئر فجاشت1 وطما2 ماؤها حتى ضرب الناس بعطن3 فلما سمعت به قريش أرسلوا إليه أخا بني حليس وهم من قوم يعظمون الهدي فقال: ابعثوا الهدي، فلما رأى الهدي لم يكلمهم كلمة، وانصرف من مكانه إلى قريش فقال: يا قوم القلائد والبدن والهدي فحذرهم وعظم عليهم.
فسبوه وتجهموه وقالوا: إنما أنت أعرابي جلف4 لا نعجب منك
= حبسها حابس الفيل". الخلاء للنوق كالإلحاح للجمال، والحران للدواب. يقال: خلأت الناقة، وألح الجمل، وحرن الفرس. النهاية 2/58. ب.
1 فجاشت: في حديث الحديبية" "فما زال يجيش لهم بالري" أي: يفور ماؤه ويرتفع. النهاية 1/324. ب.
2 وطما: في حديث طهفة "ما طما البحر وقام تعار" أي: ارتفع بأمواجه. وتعار: اسم جبل. النهاية 3/139. ب.
3 بعطن: العطن: مبرك الإبل حول الماء. يقال: عطنت الإبل فهي عاطنة وعواطن: إذا سيقت وبركت عند الحياض لتعاد إلى الشرب مرة أخرى. النهاية 3/258. ب.
4 جلف: الجلف: الأحمق. وأصله من الجلف "وهي الشاة المسلوخة التي قطع رأسها وقوائمها. النهاية 1/287. ب.
ولكنا نعجب من أنفسنا إذ أرسلناك؛ اجلس، ثم قالوا لعروة بن مسعود: انطلق إلى محمد ولا تؤتين من ورائك، فخرج عروة حتى أتاه فقال: يا محمد ما رأيت رجلا من العرب سار إلى مثل ما سرت إليه سرت بأوباش الناس إلى عترتك وبيضتك التي تفلقت عنك لتبيد خضراءها تعلم أني قد جئتك من عند كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد لبسوا جلود النمور عند العوذ المطافيل يقسمون بالله لا تعرض لهم خطة إلا عرضوا لك أمرا منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لم نأت لقتال ولكنا أردنا أن نقضي عمرتنا وننحر هدينا، فهل لك أن تأتي قومك فإنهم أهل قتب1 وإن الحرب قد أخافتهم وإنه لا خير لهم أن تأكل الحرب منهم إلا ما قد أكلت فيخلون بيني وبين البيت فنقضي عمرتنا وننحر هدينا ويجعلون بيني وبينهم مدة تزيل فيها نساؤهم ويأمن فيها سربهم، ويخلون بيني وبين الناس فإني والله لأقاتلن على هذا الأمر الأحمر والأسود حتى يظهرني الله أو تنفرد سالفتي، فإن أصابني الناس فذاك الذي يريدون، وإن أظهرني الله عليهم اختاروا؛ إما قاتلوا معدين وإما دخلوا في السلم وافرين. قال: فرجع عروة إلى قريش فقال: تعلمن والله ما على الأرض قوم أحب إلي منكم، إنكم الإخواني،
1 قتب: القتب للجمل كالا كاف لغيره. النهاية 4/11. ب.
وأحب الناس إلي، ولقد استنصرت لكم الناس في المجامع، فلما لم ينصروكم أتيتكم بأهلي حتى نزلت معكم إرادة أن أواسيكم، والله ما أحب الحياة بعدكم تعلمن أن الرجل قد عرض نصفا فاقبلوه، تعلمن أني قدمت على الملوك ورأيت العظماء واقسم بالله إن رأيت ملكا ولا عظيما أعظم في أصحابه منه لن يتكلم معه رجل حتى يستأذنه، فإن هو أذن تكلم وإن لم يأذن له سكت، ثم إنه ليتوضأ فيبتدرون وضوءه ويصبونه على رؤوسهم يتخذونه حنانا. فلما سمعوا مقالته أرسلوا إليه سهيل بن عمرو ومكرز بن حفص فقالوا: انطلقوا إلى محمد فإن أعطاكم ما ذكر عروة فقاضياه على أن يرجع عامه هذا عنا ولا يخلص إلى البيت حتى يسمع من يسمع بمسيره من العرب أنا قد صددناه، فخرج سهيل ومكرز حتى أتياه وذكرا ذلك له فأعطاهما الذي سألا فقال: اكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم قالوا: والله لا نكتب هذا أبدا قال: فكيف؟ قالوا: نكتب باسمك اللهم، قال: وهذه فاكتبوها فكتبوها قال: اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا: والله ما نختلف إلا في هذا، فقال: ما أكتب؟ فقالوا: إن شئت فاكتب محمد بن عبد الله قال: وهذه حسنة فاكتبوها فكتبوها، وكان في شرطهم: أن بيننا للعيبة1
1 للعيبة: ومنه الحديث "وأن بينهم عيبة مكفوفة، أي: بينهم صدر نقي من الغل والخداع، مطوي على الوفاء بالصلح. والمكفوفة: المشرجة المشدودة. النهاية 2/327. ب.
المكفوفة وأنه لا إغلال ولا إسلال، قال أبو أسامة: الإغلال الدروع والإسلال السيوف، ويعني بالعيبة المكفوفة أصحابه يكفهم عنهم، وإنه من أتاكم منا رددتموه علينا، ومن أتانا منكم لم نرده عليكم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن دخل معي فله مثل شرطي فقالت قريش: من دخل معنا فهو منا له مثل شرطنا، فقالت بنو كعب: نحن معك يا رسول الله وقالت بنو بكر: نحن مع قريش فبينما هم في الكتاب إذ جاء أبو جندل يرسف1 في القيود فقال المسلمون: هذا أبو جندل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو لي وقال سهيل: هو لي وقال سهيل: اقرأ الكتاب فإذا هو لسهيل فقال أبو جندل: يا رسول الله يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين فقال عمر: يا أبا جندل: هذا السيف فإنما هو رجل ورجل فقال سهيل: أعنت علي يا عمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هبه لي قال: لا قال: فأجره لي قال: لا قال مكرز: قد أجرته لك يا محمد فلم يبح. "ش".
30154-
حدثنا خالد بن مخلد حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز
1 يرسف: الرسف والرسيف: مشي المقيد إذا جاء يتحامل برجله مع القيد. النهاية 2/222. ب.
الأنصاري حدثني ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الحديبية في ألف وثمان مائة وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يدعى ناجية يأتيه بخبر القوم حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم غديرا بعسفان عينه بغدير الأشطاط فقال: يا محمد تركت قومك كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد استنفروا لك الأحابيش من أطاعهم قد سمعوا بمسيرك وتركت غدواتهم يطعمون الخزير في دورهم وهذا خالد بن الوليد في خيل بعثوه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ماذا تقولون ماذا تأمرون؟ أشيروا علي قد جاءكم خبر من قريش مرتين وماصنعت، فهذا خالد بن الوليد بالغميم، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون أن نمضي لوجهنا ومن صدنا عن البيت قاتلناه، أم ترون أن نخالف هؤلاء إلى من تركوا وراءهم فإن اتبعنا منهم عنق قطعه الله تعالى؟ قالوا: يا رسول الله الأمر أمرك والرأي رأيك، فتيامنوا في هذا الفعل فلم يشعر به خالد ولا الخيل التي معه حتى جاوز بهم قترة1 الجيش، وأوفت به ناقته على ثنية تهبط على غائط القوم يقال لها: بلدح فبركت فقال: حل حل فلم تنبعث، فقالوا: خلات القصواء قال: إنها والله ما خلأت ولا هو لها بخلق ولكن حبسها
1 قترة: القتر: جمع قترة، وهي الغبار، ومنه قوله تعالى:{تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} . المختار 410. ب.
حابس الفيل، أما والله لا يدعوني اليوم إلى خطة يعظمون فيها حرمة ولا يدعون فيها إلى صلة إلا أجبتهم إليها، ثم زجرها فوثبت فرجع من حيث جاء عوده على بدئه حتى نزل بالناس على ثمد1 من ثماد الحديبية ظنون قليل الماء يتبرض2 الناس ماءها تبرضا فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلة الماء فانتزع سهما من كنانته فأمر رجل فغرزه في جوف القليب فجاش بالماء حتى ضرب الناس عنه بعطن. فبينما هو على ذلك إذ مر به بديل بن ورقاء الخزاعي في ركب من قومه من خزاعة فقال: يا محمد هؤلاء قومك قد خرجوا بالعوذ المطافيل يقسمون بالله، ليحولن بينك وبين مكة حتى لا يبقى منهم أحد قال: يا بديل إني لم آت لقتال أحد إنما جئت لأقضي نسكي وأطوف بهذا البيت وإلا فهل لقريش في غير ذلك هل لهم إلى أن أمادهم مدة يأمنون فيها ويستجمون ويخلون فيها بيني وبين الناس، فإن ظهر فيها أمري على الناس كانوا فيها بالخيار أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس وبين أن يقاتلوا وقد جمعوا وأعدوا قال بديل:
1 ثمد: الثمد بالتحريك: الماء القليل. النهاية 221. ب.
2 يتبرض: برض الماء خرج وهو قليل كابترض، وما تبرضت من الماء القليل، وتبرض تبلغ بالقليل، والشيء أخذه قليلا قليلا وفلانا أصاب منه الشيء قبل الشيء وتبلغ. القاموس 2/324. ب.
سأعرض هذا على قومك، فركب بديل حتى مر بقريش فقالوا: من أين؟ قال: جئتكم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن شئتم أخبرتكم بما سمعت منه فعلت؟ فقال ناس من سفهائهم: لا تخبرنا عنه شيئا وقال ناس من ذوي أسنانهم وحكمائهم: بل أخبرنا ما الذي رأيت وما الذي سمعت؟ فاقتص عليهم بديل قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عرض عليهم من المدة قال: وفي كفار قريش يومئذ عروة بن مسعود الثقفي، فوثب فقال: يا معشر قريش هل تتهموني في شيء، ألست بالولد ولستم بالوالد؟ وألست قد استنفرت لكم أهل عكاظ؟ فلما بلحوا1 علي نفرت إليكم بنفسي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى قد فعلت قال: فاقبلوا من بديل ما جاءكم به وما عرض عليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وابعثوني حتى آتيكم بمصافيها من عنده قالوا: فاذهب فخرج عروة حتى نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية فقال: يا محمد هؤلاء قومك كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد خرجوا بالعوذ المطافيل2 يقسمون لا يخلون بينك وبين مكة حتى تبيد خضراؤهم، وإنما أنت بين قتالهم من أحد
1 بلحوا: ومنه الحديث "استنفرتم فبلحوا علي" أي: أبوا، كأنهم قد أعيوا عن الخروج معه وإعانته. النهاية 1/151. ب.
2 بالعوذ المطافيل: وفي حديث الحديبية: "ومعهم العوذ المطافيل" يريد النساء والصبيان. النهاية 3/318 ب.
أمرين: أن تحتاج قومك، فلم تسمع برجل قط اجتاح أصله قبلك وبين أن يسلمك، من أرى معك فإني لا أرى معك إلا أوباشا من الناس لا أعرف أسماءهم ولا وجوههم فقال أبو بكر وغضب: امصص بظر1 اللات، أنحن نخذله أو نسلمه. فقال عروة: أما والله إن لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك فيما قلت، وكان عروة قد حمل بدية فأعانه أبو بكر فيها بعون حسن والمغيرة بن شعبة قائم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى وجهه المغفر، فلم يعرفه عروة وكان عروة يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما مد يده فمس لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعها المغيرة بقدح كان في يده حتى إذا أخرجه قال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، قال عروة: أنت بذاك يا غدر، وهل غسلت عنك غدرتك إلا أمس بعكاظ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعروة بن مسعود مثل ما قال لبديل، فقام عروة فخرج حتى جاء إلى قومه فقال: يا معشر قريش إني قد وفدت على الملوك على قيصر في ملكه بالشام وعلى النجاشي بأرض الحبشة، وعلى كسرى بالعراق وإني والله ما رأيت ملكا هو أعظم ممن هو بين ظهريه من محمد في أصحابه والله ما يشدون إليه النظر، وما يرفعون عنده الصوت، وما يتوضأ بوضوء
1 بظر اللات: البظر بفتح الباء: الهنة التي تقطعها الخافضة من فرج المرأة عند الختان. النهاية 1/138. ب.
إلا ازدحموا عليه، أيهم يظفر منه بشيء، فاقبلوا الذي جاءكم به بديل فإنها خطة1 رشد قالوا: اجلس ودعوا رجلا من بني الحارث بن مناف يقال له: الحليس قالوا؛ انطلق فانظر ما قبل هذا الرجل وما يلقاك به فخرج الحليس فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا عرفه وقال: هذا الحليس وهو من قوم يعظمون الهدي، فابعثوا الهدي في وجهه فبعثوا الهدي في وجهه، قال ابن شهاب: فاختلف الحديث في الحليس؛ فمنهم من قال: جاءه فقال له مثل ما قال لبديل وعروة، ومنهم من قال: لما رأى الهدي رجع إلى قريش فقال: لقد رأيت أمرا لئن صددتموه إني لخائف عليكم أن يصيبكم غب2 فأبصروا بصركم، قالوا: اجلس ودعوا رجلا يقال له مكرز بن حفص بن الأحنف من بني عامر بن لؤي، فبعثوه فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذا رجل فاجر ينظر بعين فقال له مثل ما قال لبديل وأصحابه في المدة، فجاءهم فأخبرهم فبعثوا سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي يكاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذي دعا إليه فجاء سهيل بن عمرو. فقال: قد بعثتني
1 خطة رشد: أي: أمرا واضحا في الهدى والاستقامة. النهاية 2/48 ب.
2 غب: في الحديث "زر غبا تزدد حبا" الغب من أوراد الإبل: أن ترد الماء يوما وتدعه يوما ثم تعود، فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام يقال: غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام. النهاية 3/336. ب.
قريش إليك أكاتبك على قضية نرتضي أنا وأنت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال: ما أعرف الله وما أعرف الرحمن ولكن اكتب كما كنا نكتب باسمك اللهم، فوجد الناس من ذلك وقالوا: لا نكاتبك على خطة حتى يقر بالرحمن الرحيم قال سهيل: إذا لا أكاتب على خطة حتى أرجع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله قال: لا، لا أقر لو أعلم أنك رسول الله ما خالفتك ولا عصيتك ولكن محمد بن عبد الله، فوجد الناس منها أيضا قال: اكتب محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق أو ليس عدونا على الباطل؟ قال: بلى قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: إني رسول الله ولن أعصيه ولن يضيعني. وأبو بكر متنح بناحية، فأتاه عمر فقال: يا أبا بكر فقال: نعم قال: ألسنا على الحق أو ليس عدونا على الباطل؟ قال بلى قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: دع عنك ما ترى يا عمر، فإنه رسول الله ولن يضيعه الله ولن يعصيه، وكان في شرط الكتاب: أنه من كان منا فأتاك فكان على دينك رددته إلينا، ومن جاءنا من قبلك رددناه إليك قال: أما من جاء من قبلي فلا حاجة لي برده، وأما التي اشترطت لنفسك فتلك بيني وبينك، فبينما الناس
على ذلك الحال إذ طلع عليهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في الحديد قد خلا له أسفل مكة متوشح السيف فرفع سهيل رأسه فإذا هو بابنه أبي جندل فقال: هذا أول من قاضيتك عليه رده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا سهيل إنا لم نقض الكتاب بعد قال: وما أكاتبك على خطة حتى ترده قال: فشأنك به. فبهش1 أبو جندل إلى الناس. فقال: يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنوني في ديني فلصق به عمر وأبوه آخذ بيده يجتره وعمر يقول: إنما هو رجل ومعك السيف فانطلق به أبوه فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم من جاء من قبلهم يدخل في دينه، فلما اجتمع نفر فيهم أبو بصير ردهم إليهم أقاموا بساحل البحر، فكأنهم قطعوا على قريش متجرهم إلى الشام فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نراها منك صلة أن تردهم إليك وتجمعهم، فردهم إليه، فكان فيما أرادهم النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب أن يدعوه يدخل مكة فيقضي نسكه وينحر هديه بين ظهريهم، فقالوا: لا تتحدث العرب أنك أخذتنا ضغطة أبدا ولكن ارجع عامك هذا، فإذا كان قابل أذنا لك فاعتمرت وأقمت ثلاثا
1 فبهش: ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما "أن رجلا سأله عن حية قتلها فقال: "هل بهشت إليك" أي: أسرعت نحوك تريدك. النهاية 1/166. ب.
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للناس: قوموا فانحروا هديكم واحلقوا وأحلوا، فما قام رجل ولا تحرك، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بذلك ثلاث مرات، فما تحرك أحد منهم ولا قام من مجلسه، فما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك دخل على أم سلمة وكان خرج بها في تلك الغزوة فقال: يا أم سلمة ما بال الناس أمرتهم ثلاث مرار أن ينحروا وأن يحلقوا وأن يحلوا، فما قام رجل إلى ما أمرته به، فقالت يا رسول الله: اخرج أنت فاصنع ذلك، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يمم هديه فنحره ودعا حلاقه فحلقه، فلما رأى الناس ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبوا إلى هديهم فنحروه، وأكب بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم أن يغم بعضا من الزحام، قال ابن شهاب: وكان الهدي الذي ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه سبعين بدنة، قال ابن شهاب: فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر على أهل الحديبية على ثمانية عشر سهما لكل مائة رجل سهم. "ش".
30155-
عن عطاء قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم معتمرا في ذي القعدة معه المهاجرون والأنصار، حتى أتى الحديبية فخرجت إليه قريش فردوه عن البيت حتى كان بينهم كلام وتنازع حتى كاد يكون بينهم قتال فبايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه - وعدتهم ألف وخمسمائة - تحت الشجرة وذلك يوم بيعة الرضوان، فقاضاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قريش:
نقاضيك على أن تنحر الهدي مكانه وتحلق وترجع حتى إذا كان العام المقبل نخلي لك مكة ثلاثة أيام ففعل فخرجوا إلى عكاظ، فأقاموا فيها ثلاثا واشترطوا عليه أن لا يدخلها بسلاح إلا بالسيف ولا تخرج بأحد من أهل مكة إن خرج معك فنحر الهدي مكانه، وحلق ورجع حتى إذا كان في قابل في تلك الأيام دخل مكة وجاء بالبدن معه وجاء الناس معه فدخل المسجد الحرام، فأنزل الله تعالى {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} وأنزل عليه {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ} - الآية، فأحل الله لهم إن قاتلوه في المسجد الحرام أن يقاتلهم، فأتاه أبو جندل بن سهيل بن عمرو وكان موثوقا أوثقه أبوه فرده إلى أبيه. "ش".
30156-
عن عطاء قال: كان منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية بالحرم. "ش".
غزوة الفتح
30157-
"مسند الصديق رضي الله عنه" عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما كان عام الفتح خرجت ابنة لأبي قحافة فلقيتها الخيل وفي عنقها طوق من ورق، فاقتطعه إنسان من عنقها فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد قام أبو بكر فقال: أنشد بالله
والإسلام طوق أختي، فوالله ما أجابه أحد ثم قال الثانية فما أجابه أحد فقال: يا أخية احتسبي طوقك، فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليل. "هق" في الدلائل.
30158-
عن الزهري عن بعض آل عمر عن عمر بن الخطاب أنه قال: لما كان يوم الفتح ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة أرسل إلى صفوان ابن أمية وإلى أبي سفيان بن حرب وإلى الحارث بن هشام قال عمر: فقلت قد أمكن الله منهم لأعرفنهم بما صنعوا حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثلي ومثلكم كما قال يوسف لإخوته: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} قال عمر: فانفضحت حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهية أن يكون بدر مني وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال. "كر".
30159-
عن عبد الرحمن بن صفوان قال: لبست ثيابي يوم فتح مكة، ثم انطلقت فوافقت النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج من البيت فسألت عمر أي شيء صنع النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل البيت؟ فقال: صلى ركعتين. ابن سعد والطحاوي.
30160-
"مسند عثمان" عن معان بن رفاعة السلامى عن أبي خلف الأعمى وكان نظير الحسن بن أبي الحسن عن عثمان بن عفان أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة أخذ بيد ابن أبي سرح وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: من وجد ابن أبي سرح فليضرب عنقه، وإن وجده متعلقا بأستار الكعبة، فقال: يا رسول الله فيسع ابن أبي سرح ما وسع الناس ومد إليه يده فصرف عنقه ووجهه ثم مد إليه يده فصرف عنه يده، ثم مد إليه يده أيضا فبايعه وآمنه، فلما انطلق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما رأيتموني فيما صنعت؟ قالوا أفلا أومأت إلينا يا رسول الله قال رسول الله؟ ليس في الإسلام إيماء ولا فتك إن الإيمان قيد الفتك والنبي لا يومئ يعني بالفتك الخيانة". "كر"؛ ومعان بن رفاعة ضعيف.
30161-
"من مسند جابر بن عبد الله" عن جابر قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وفي البيت وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما تعبد من دون الله فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبت كلها لوجوهها، ثم قال: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فصلى فيه ركعتين فرأى فيه تمثال إبراهيم وإسماعيل وإسحاق قد جعلوا في يد إبراهيم الأزلام 1
1 الأزلام: هي القداح التي كانت في الجاهلية عليها مكتوب الأمر والنهي، افعل ولا تفعل، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له فإذا أراد سفرا أو زواجا أو أمرا مهما أدخل يده فأخرج زلما، فإن خرج الأمر مضى لشأنه، وإن خرج النهي كف عنه ولم يفعله. النهاية 2/311. ب.
يستقسم بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قاتلهم الله ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بزعفران فلطخه بتلك التماثيل. "ش".
30162-
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء. "ش".
30163-
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصور في البيت وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب زمان الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها فلم يدخل البيت حتى محيت كل صورة فيها. "كر".
30164-
عن الحارث بن غزية الأنصاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: لا هجرة بعد الفتح إنما هو الإيمان والنية والجهاد متعة النساء حرام، متعة النساء حرام، متعة النساء حرام، ثم كان الغد فقال: يا معشر خزاعة والذي نفسي بيده لو قتلتم قتيلا لأديته لا أعلم أحدا أعدى على الله ممن استحل حرمة الله أو قتل غير قاتله، ثم انصرف ثم كان بعد الغد فقام فقال: والذي نفسي بيده لقد علمت أن مكة حرم الله وأمنه وأحب البلدان إلى الله ولو لم أخرج منها لم أخرج لا يعضد1 شجرها ولا يحتش
1 لا يعضد: أي لا يقطع. يقال: عضدت الشجر أعضده عضدا. النهاية 3/251. ب.
حشيشها ولا يختلى خلاها فقال العباس: إلا الإذخر يا رسول الله فإنه للصواغين وظهور البيوت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا الإذخر لا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد1 الحسن بن سفيان وأبو نعيم.
30165-
عن الحارث بن مالك أن البرصاء الليثي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: تغزى بعد اليوم إلى يوم القيامة. "ش" وأبو نعيم.
30166-
"مسند المسور بن مخرمة" ابن إسحاق حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أنهما أخبراه جميعا أن عمرو بن سالم الخزاعي ركب إلى النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره الخبر وقد قال أبيات شعر فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشده إياها:
لا هم إني ناشد محمدا
…
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فوالدا كنا وكنت ولدا
…
ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر رسول الله نصرا أعبدا
…
فادع عباد الله يأتوا مددا
1 لمنشد: يقال: نشدت الضالة فأنا ناشد؛ إذا طلبتها، وأنشدتها فأنا منشد، إذا عرفتها. النهاية 5/53. ب.
فيهم رسول الله قد تجردوا
…
في فيلق كالبحر يجري مزبدا
إن قريشا أخلفوك الموعدا
…
ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعو أحدا
…
فهم أذل وأقل عددا
قد جعلوا لي بكداء مرصدا
…
هم بيتونا بالوتير هجدا
فقتلونا ركعا وسجدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصرت يا عمرو بن سالم فما برح حتى مرت عنانة1 في السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا السحابة لتستهل بنصر بني كعب، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز وكتمهم مخرجه، وسأل الله أن يعمي على قريش خبره حتى يبغتهم في بلادهم. ابن منده2 "كر".
30167-
"من مسند السائب بن يزيد" رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
1 عنانة: العنان - بالفتح: السحاب، والواحدة عنانة. النهاية 3/313. ب.
2 أورد ابن سعد في الطبقات الكبرى في ترجمة عمرو بن سالم بن حضيرة البيت الأول فقط "4/294". وهكذا أورد ابن الأثير في أسد الغابة "4/225، 226" الأبيات كلها في ترجمة عمرو بن سالم الخزاعي رقم 3923 واستدركت من الضبط والمقارنة ما أمكن واستقصى الحادثة ابن الأثير في كتابه الكامل "2/162". وكذا في الروض الأنف للسهيلي "2/265" فارجع إليها. ص.
قتل عبد الله بن خطل يوم الفتح وأخرجوه من تحت أستار الكعبة فضرب عنقه بين زمزم والمقام ثم قال: لا يقتلن قرشي بعد هذا صبرا. "كر".
30168-
"من مسند سهل بن سعد الساعدي" عن سهل بن عمرو قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وظهر اقتحمت بيتي وأغلقت علي بابي وأرسلت إلى ابني عبد الله بن سهيل أن أطلب لي جوارا من محمد صلى الله عليه وسلم: فإني لا آمن أن أقتل، فذهب عبد الله بن سهيل فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي تؤمنه؟ قال: نعم هو آمن بأمان الله، فليظهر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله: من لقي منكم سهيلا فلا يشد إليه النظر فليخرج فلعمري أن سهيلا له عقل وشرف وما مثل سهيل جهل الإسلام، ولقد رأى ما كان يوضع فيه إنه لم يكن له بنافع، فخرج عبد الله إلى أبيه فأخبره بمقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سهيل: كان والله برا صغيرا وكبيرا فكان سهيل يقبل ويدبر وخرج إلى حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على شركه حتى أسلم بالجعرانة، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ من غنائم حنين مائة من الإبل. الواقدي وابن سعد، "كر".
30169-
عن يحيى بن يزيد بن أبي مريم السلولى عن أبيه عن جده قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة والهدي معكوفا
فجاءه الحارث بن هشام فقال: يا محمد جئتنا بأوباش من أوباش الناس تقاتلنا بهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسكت هؤلاء خير منك وممن أخذ بأخذك، هؤلاء يؤمنون بالله ورسوله. "كر".
30170-
عن عبد الله بن الزبير قال: لما كان يوم الفتح أسلمت امرأة صفوان بن أمية البغوم بنت المعدل من كنانة وأما صفوان بن أمية فهرب حتى أتى الشعب، وجعل يقول لغلامه يسار وليس معه غيره: ويحك انظر من ترى، قال هذا عمير بن وهب، قال صفوان: ما أصنع بعمير والله ما جاء إلا يريد قتلي قد ظاهر محمدا علي، فلحقه فقال: يا عمير ما كفاك ما صنعت بي حملتني على دينك وعيالك، ثم جئت تريد قتلي قال: أبا وهب جعلت فداك جئتك من عند أبر الناس وأوصل الناس وقد كان عمير قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله سيد قومي خرج هاربا ليقذف نفسه في البحر، وخاف أن لا تؤمنه فأمنه، فداك أبي وأمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أمنته فخرج في أثره فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمنك فقال صفوان: لا والله لا أرجع معك حتى تأتيني بعلامة أعرفها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ عمامتي فرجع عمير إليه بها وهو البرد الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ معتجرا به برد حبرة فخرج عمير في طلبه الثانية حتى جاء بالبرد فقال: أبا وهب جئتك من عند
خير الناس وأوصل الناس وأبر الناس وأحلم الناس مجده مجدك وعزه عزك وملكه ملكك ابن أمك وأبيك وأذكرك الله في نفسك قال له: أخاف أن أقتل قال: قد دعاك إلى أن تدخل في الإسلام فإن يسرك وإلا سيرك شهرين فهو أوفى الناس وأبره، وقد بعث إليك ببرده الذي دخل به معتجرا فعرفه قال: نعم فأخرجه فقال: نعم هو هو. فرجع صفوان حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس العصر في المسجد، فوقفا فقال صفوان: كم يصلون في اليوم والليلة؟ قال: خمس صلوات قال: يصلي بهم محمد؟ قال: نعم، فلما سلم صاح صفوان يا محمد إن عمير بن وهب جاءني ببردك وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك فان رضيت أمرا وإلا سيرتني شهرين قال: انزل أبا وهب قال: لا والله حتى تبين لي، قال: بل لك أن تسير أربعة أشهر، فنزل صفوان وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هوازن وخرج معه صفوان وهو كافر وأرسل إليه يستعيره سلاحه، فأعاره سلاحه مائة درع بأداتها، فقال صفوان: طوعا أو كرها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عارية رادة فأعاره فأمره رسول الله صلى الله عيه وسلم فحملها إلى حنين، فشهد حنينا والطائف، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجعرانة فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في الغنائم ينظر إليها ومعه صفون بن أمية فجعل صفوان بن أمية ينظر إلى
شعب مليء نعما وشاء ورعاء فأدام النظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقه فقال: أبا وهب يعجبك هذا الشعب؟ قال: نعم قال: هو لك وما فيه، فقال صفوان عند ذلك: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأسلم مكانه. الواقدي، "كر".
30171-
عن ابن عباده قال: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة حتى كان يوم فتح مكة دفعت راية قضاعة إلى أبي عبيدة بن الجراح، ودفعت راية بني سليم إلى خالد بن الوليد، وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، وراية المهاجرين مع علي ابن أبي طالب. "كر".
30172-
"من مسند ابن عباس" ابن إسحاق حدثني الحسن بن عبد الله بن عبيد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران قال العباس بن عبد المطلب: وقد خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. "ق، كر".
30173-
"أيضا" الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر قال: سمعت يعقوب بن عتبة يخبر عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران قال العباس بن عبد المطلب: واصباح
قريش والله لئن دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنوة إنه لهلاك قريش آخر الدهر قال: فأخذت بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهباء، فركبتها وقال: التمس خطابا أو إنسانا ابعثه إلى قريش يتلقون رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخلها عليهم عنوة قال: فوالله إني لفي الأراك أبتغي إنسانا إذ سمعت كلاما يقول: والله إن رأيت كالليلة في النيران قال يقول بديل بن ورقاء: هذه والله خزاعة حاشتها الحرب، قال أبو سفيان: خزاعة أقل وأذل من أن تكون هذه نيرانهم وعشيرتهم، قال: فإذا بأبي سفيان فقلت أبا حنظلة فقال: يا لبيك أبا الفضل، وعرف صوتي مالك فداك أبي وأمي فقلت: ويلك هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف فقلت: بأبي أنت وأمي ما تأمرني هل من حيلة؟ قلت: نعم تركب عجز1 هذه البغلة فأذهب بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه والله إن ظفر بك دون رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقتلن. قال أبو سفيان: وأنا والله أرى ذلك قال: ورجع بديل وحكيم، ثم ركب خلفي، ثم وجهت به كلما مررت بنار من نار المسلمين قالوا: من هذا؟ فإذا رأوني قالوا: عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته حتى مررت بنار عمر بن الخطاب، فلما رآني قام فقال: من هذا؟ فقلت العباس
1 عجز: العجز - بضم الجيم - مؤخر الشيء، يذكر ويؤنث، وهو للرجل والمرأة جميعا، وجمعه أعجاز والعجيزة: للمرأة خاصة. المختار 327. ب.
قال: فذهب ينظر فرأى أبا سفيان خلفي فقال: أبا سفيان عدو الله الحمد لله الذي أمكن منك بلا عهد ولا عقد، ثم خرج نحو رسول الله صلى اله عليه وسلم يشتد وركضت البغلة حتى اجتمعنا جميعا على باب قبة النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل عمر على أثرى فقال عمر: يا رسول الله هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بلا عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه، قال قلت: يا رسول الله إني قد أجرته قال: ثم لزمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: والله لا يناجيه أحد الليلة دوني فلما أكثر عمر فيه قلت: مهلا يا عمر فإنه والله لو كان رجل من بني عدي بن كعب ما قلت هذا ولكنه أحد بني عبد مناف فقال عمر: مهلا يا أبا الفضل فوالله لإسلامك كان أحب إلي من إسلام رجل من ولد الخطاب لو أسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب به فقد أجرته لك فليبت عندك، حتى تغدو به علينا، فلما أصبحت غدوت به فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ويحك أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ قال: بأبي أنت ما أحلمك وأكرمك وأعظم عفوك قد كان يقع في نفسي أن لو كان مع الله إله آخر لقد أغنى شيئا بعد قال: يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ قال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأعظم عفوك، أما هذه فوالله إن في النفس منها لشيئا بعد فقال العباس: فقلت: ويحك اشهد أن
لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل، والله، أن تقتل قال: فتشهد شهادة الحق فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فقال العباس: يا رسول الله إنك قد عرفت أبا سفيان وحبه الشرف والفخر اجعل له شيئا قال: نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق داره فهو آمن، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بعد ما خرج: احبسه بمضيق الوادي إلى خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها، قال العباس: فعدلت به في مضيق الوادي إلى خطم الجبل، فلما حبست أبا سفيان قال: غدرا يا بني هاشم فقال العباس: إن أهل النبوة لا يغدرون ولكن لي إليك حاجة فقال أبو سفيان: فهلا بدأت بها أولا فقلت: إن لي إليك حاجة فكان أفرغ لروعي. قال العباس: لم أكن أراك تذهب هذا المذهب وعبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ومرت القبائل على قادتها والكتائب على راياتها، فكان أول من قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في بني سليم وهم ألف فيهم لواء يحمله العباس بن مرداس ولواء يحمله خفاف بن ندبة، وراية يحملها الحجاج بن علاط، قال أبو سفيان: من هؤلاء؟ قال العباس: خالد بن الوليد قال الغلام؟ قال: نعم فلما حاذى خالد العباس وإلى جنبه أبو سفيان كبروا ثلاثا، ثم مضوا، ثم مر على أثره الزبير بن العوام في خمسمائة منهم مهاجرون وأفناء
الناس ومعه راية سوداء، فلما حاذى أبا سفيان كبر ثلاثا وكبر أصحابه فقال: من هذا؟ قال الزبير بن العوام قال ابن أختك؟ قال: نعم، ومرت نفر من غفار في ثلاثمائة يحمل رايتهم أبو ذر الغفاري ويقال إيماء بن رحضة، فلما حاذوه كبروا ثلاثا قال: يا أبا الفضل من هؤلاء؟ قال بنو غفار قال: مالي ولبني غفار، ثم مضت أسلم في أربعمائة فيها لواءان؟ يحمل أحدهما بريدة بن الخصيب والآخر ناجية بن الأعجم، فلما حاذوه كبروا ثلاثا فقال: من هؤلاء؟ قال: أسلم، قال: يا أبا الفضل مالي ولأسلم ما كان بيننا وبينها ترة1 قط قال العباس: هم قوم مسلمون دخلوا في الإسلام. ثم مرت بنو كعب بن عمرو في خمسمائة يحمل رايتهم بشر بن شيبان قال: من هؤلاء قال: بنو كعب بن عمرو، قال: نعم هؤلاء حلفاء محمد، فلما حاذوه كبروا ثلاثا، ثم مرت مزينة في ألف فيها ثلاثة ألوية وفيها مائة فرس يحمل ألويتها النعمان بن مقرن وبلال بن الحارث وعبد الله بن عمرو، فلما حاذوه كبروا فقال: من هؤلاء؟ قال مزينة قال: يا أبا الفضل مالي ولمزينة قد جاءتني تقعقع من شواهقها، ثم مرت جهينة في ثمانمائة مع قادتها فيها أربعة ألوية لواء مع أبي زرعة معبد بن خالد، ولواء مع سويد بن صخر، ولواء مع رافع بن
1 ترة: الترة: النقص. وقيل التبعة. النهاية 1/189. ب.
مكيث، ولواء مع عبد الله بن بدر، فلما حاذوه كبروا ثلاثا، ثم مرت كنانة بنو ليث وضمرة وسعد بن بكر في مائتين يحمل لواءهم أبو واقد الليثي فلما حاذوه كبروا ثلاثا، فقال: من هؤلاء؟ قال بنو بكر قال: نعم أهل شؤم والله هؤلاء الذين غزانا محمد بسببهم، أما والله ماشوورت فيه ولا علمته ولقد كنت له كارها حيث بلغني ولكنه أمر حم1 قال العباس: قد خار الله لك في غزو محمد صلى الله عليه وسلم لكم ودخلتم في الإسلام كافة، قال الواقدي: حدثني عبد الله بن عامر عن أبي عمرو بن حماس قال: مرت بنو ليث وحدها وهم مائتان وخمسون يحمل لواءها الصعب بن جثامة، فلما مروا كبروا ثلاثا فقال: من هؤلاء؟ قال بنو ليث ثم مرت أشجع وهم آخر من مر وهم في ثلاثمائة معهم لواء يحمله معقل بن سنان ولواء مع نعيم بن مسعود فقال أبو سفيان: هؤلاء كانوا أشد العرب على محمد صلى الله عليه وسلم، فقال العباس: ادخل الله الإسلام قلوبهم، فهذا من فضل الله فسكت ثم قال: ما مضى بعد محمد؟ قال العباس: لم يمض بعد لو رأيت الكتيبة التي فيها محمد صلى الله عليه وسلم رأيت الحديد والخيل والرجال: وما ليس لأحد به طاقة قال: أظن والله يا أبا الفضل، ومن له بهؤلاء طاقة؟
1 حم: حم الشيء وأحم - على ما لم يسمى فاعله فيهما - أي: قدر، فهو محموم. المختار 120. ب.
فلما طلعت كتيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضراء طلع سواد وغبرة من سنابك الخيل، وجعل الناس يمرون كل ذلك يقول ما مر محمد؟ فيقول العباس: لا حتى مر يسير على ناقته القصواء بين أبي بكر وأسيد بن حضير وهو يحدثهما، فقال العباس: هذا رسول الله في كتيبته الخضراء فيها المهاجرون والأنصار فيها الرايات والألوية مع كل بطل من الأنصار راية ولواء في الحديد لا يرى منه إلا الحدق، ولعمر بن الخطاب فيها زجل1 وعليه الحديد بصوت عال وهو يزعها، فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل من هذا المتكلم؟ قال عمر بن الخطاب قال: لقد أمر2 أمر بني عدي بعد والله قلة وذلة فقال العباس: يا أبا سفيان إن الله يرفع من يشاء بما يشاء، وإن عمر ممن رفعه الإسلام وقال في الكتيبة ألفا درع وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته سعد بن عبادة فهو أمام الكتيبة، فلما مر سعد براية النبي صلى الله عليه وسلم نادى يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشا فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا حاذى أبا سفيان ناداه: يا رسول
1 زجل: الزجل - بفتحتين - الصوت، يقال: سحاب زجل: أي ذو رعد. المختار 214. ب.
2 أمر: ومنه حديث أبي سفيان "أفد أمر أمرا بن أبي كبشة" أي كثر وارتفع شأنه، يعني النبي صلى الله عليه وسلم. النهاية 1/65. ب
الله أمرت بقتل قومك؟ زعم سعد ومن معه حين مر بنا فقال: يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشا، وإني أنشدك الله في قومك فأنت أبر الناس وأوصل الناس، قال عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان: يا رسول الله ما نأمن سعدا أن يكون منه في قريش صولة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا سفيان اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله فيه قريشا قال: وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فعزله وجعل اللواء إلى قيس، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اللواء لم يخرج من سعد حين صار لابنه فأبى سعد أن يسلم اللواء إلا بالأمارة من النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه بعمامته فعرفها سعد فدفع اللواء إلى ابنه قيس.
"كر".
30174-
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح لما جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان فأسلم بمر الظهران فقال العباس: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فلو جعلت له شيئا؟ قال: نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن. "ش".
30175-
عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح لعشر مضت من رمضان. "ش".
30176-
عن صفية بنت شيبة قالت: والله لكأني أنظر إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغداة حين دخل الكعبة، ثم خرج منها، ثم وقف على باب الكعبة وأن في يده لحمامة من عيدان وجدها في البيت فخرج بها في يده حتى إذا قام على باب الكعبة كسرها ثم رمى بها. "كر".
30177-
عن صفية بنت شيبة قالت: إني لأنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فقام إليه علي بن أبي طالب ومفاتيح الكعبة في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله صلى الله عليه وسلم اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين عثمان بن طلحة؟ فدعا له فقال له: ها مفتاحك. "كر".
30178-
عن ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على درج الكعبة وهو يقول: الحمد لله الذي أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ألا إن كل مأثرة1 كانت في الجاهلية فإنها تحت قدمي اليوم إلا ما كانت من سدانة2 البيت وسقاية الحاج، ألا وإن ما بين العمد والخطأ القتل بالسوط والحجر فيهما مائة بعير منها أربعون
1 مأثرة: مآثر العرب: مكارمها ومفاخرها التي تؤثر عنها، أي تروى وتذكر. النهاية 1/22. ب.
2 سدانة: سدانة الكعبة: هي خدمتها وتولي أمرها وفتح بابها وإغلاقه، يقال: سدن يسدن فهو سادن. والجمع سدنة. النهاية 2/355. ب.
في بطونها أولادها. "عب".
30179-
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها.
"ز".
30180-
عن ابن عمر قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جعل النساء يلطمن وجوه الخيل بالخمر فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال: كيف قال حسان؟ فأنشده:
عدمنا خيلنا إن لم تردها
…
تثير النقع موعدها كداء1
ينازعن الأعنة مصعدات
…
ويلطمهن بالخمر النساء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخلوها من حيث قال حسان، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من كداء. ابن جرير.
30181-
عن أم عثمان بنت سفيان وهي أم بني شيبة الأكابر وقد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا شيبة ففتح فلما دخل البيت ركع ورجع إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجب فأتاه فقال: إني رأيت في البيت قرنا فغيبته، فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يلهي المصلي. "خ" في تاريخه، "كر".
30182-
عن سعيد بن المسيب قال: لما كان ليلة دخل الناس مكة
1 كداء: كسماء: اسم لعرفات أو جبل بأعلى مكة ودخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منه. القاموس 4/382. ب.
ليلة الفتح لم يزالوا في تكبير وتهليل وطواف بالبيت حتى أصبحوا فقال أبو سفيان لهند: أترين هذا من الله؟ ثم أصبح فغدا أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قلت لهند أترين هذا من الله؟ نعم هو من الله؟ فقال أبو سفيان: أشهد أنك عبد الله ورسوله والذي يحلف به أبو سفيان ما سمع قولي هذا أحد من الناس إلا الله وهند. "كر"؛ وسنده صحيح.
30183-
عن سعيد بن المسيب قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح من المدينة بثمانية آلاف أو عشرة آلاف ومن أهل مكة بألفين. "ش".
30184-
عن عروة أن بلالا أذن يوم الفتح فوق الكعبة. "ش".
30185-
عن عروة " أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر عام الفتح من الجعرانة، فلما فرغ من عمرته استخلف أبا بكر على مكة، وأمره أن يعلم الناس المناسك، وأن يؤذن في الناس، من حج العام فهو آمن، ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. "ش".
30186-
عن عروة لما كان يوم فتح مكة قسم النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس قسما فقال العباس بن مرداس:
أتجعل نهبي ونهب العبيـ
…
ـد بين عيينة والأقرع
وما كان حصن ولا حابس
…
يفوقان مرداس في المجمع
وقد كنت في الحرب ذا تدرأ
…
فلم أعط شيئا ولم أمنع
وما كنت دون امرئ منهما
…
ومن تضع اليوم لا يرفع
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب يا بلال فاقطع لسانه، فذهب بلال فجعل يقول: يا معشر المسلمين أيقطع لساني بعد الإسلام يا رسول الله لا أعود أبدا، فلما رأى بلال جزعه قال: إنه لم يأمرني أن أقطع لسانك أمرني أن أكسوك وأعطيك شيئا. "كر"1.
30187-
"من مسند علي" عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال: اقتلوهم وإن وجدتموهم معلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، فأما عبد الله بن خطل: فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعد بن كريب وعمار فسبق سعيدا عمار وكان أشب الرجلين فقتله، وأما مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه، وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا فإن
1 ذكر القصة مع الأبيات ابن سعد في الطبقات الكبرى "4/272، 273" واستدركت تصحيح الأبيات منه. ص.
آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ههنا، فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البر غيره، اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أني آتي محمدا حتى أضع يدي في يده، فلأجدنه عفوا كريما، فجاء فأسلم، وأما عبد الله بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان، فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد الثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟ قالوا وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال: إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين. "ش، ع".
30188-
"مسند الأسود بن ربيعة" عن الحارث بن عبيد الأيادي حدثني عباية أو ابن عباية رجل من بني ثعلبة عن الأسود بن أسود اليشكري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيبا فقال: ألا إن دماء الجاهلية وغيرها تحت قدمي إلا السقاية السدانة. ابن منده وأبو نعيم؛ قال في الإصابة: إسناده مجهول.
30189-
عن أنس قال: لما كنا بسرف1 قال رسول الله
1 بسرف: وفي الحديث "أنه تزوج ميمونة بسرف، هو بكسر الراء: موضع من مكن على عشرة أميال. وقيل أقل وأكثر. النهاية 2/362. ب.
صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان قريب منكم فافترفوا له وأخذوه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلم يا أبا سفيان تسلم قال: يا رسول الله قومي قومي، قال: قومك من أغلق بابه فهو آمن، قال: اجعل لي شيئا قال: من دخل دارك فهو آمن. "كر".
30190-
عن أنس قال: آمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة الناس إلا أربعة: عبد العزى بن خطل، ومقيس بن صبابة الكناني، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وأم سارة، فأما عبد العزى فإنه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة، ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد إذا رآه وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له فلما بصر1 به الأنصاري اشتمل السيف، ثم خرج في طلبه فوجده عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهاب قتله لأنه في حلقة النبي صلى الله عليه وسلم وبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايعه، ثم قال للأنصاري: قد انتظرتك أن توفي نذرك، قال: يا رسول الله هبتك أفلا أومضت2 إلي: قال: إنه ليس لنبي أن يومض،
1 بصر به: أي علم، وبابه ظرف. المختار 40. ب
2 أومضت: أي هلا أشرت إلي إشارة خفية. يقال: أومض البرق، وومض إيماضا وومضا ووميضا: إذا لمع لمعا خفيا ولم يعترض. النهاية 5/230. ب.
وأما مقيس فإنه كان له أخ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل خطأ فبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني فهر ليأخذ عقله1 من الأنصار، فلما جمع له العقل، ورجع نام الفهري فوثب مقيس فأخذ حجرا فجلد به رأسه فقتله ثم أقبل وهو يقول:
شفى النفس من قد بات بالقاع مسندا
…
تضرج ثوبيه دماء الأخادع
وكانت هموم النفس من قبل قتله
…
تلم فتنسيني وطيء المضاجع
قتلت به فهرا وغرمت عقله
…
سراة بني النجار أرباب فارع
حللت به نذري وأدركت ثورتي
…
وكنت إلى الأوثان أول راجع
وأما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئا، ثم أتاها رجل فبعث معها كتابا إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليهم ليحفظ عياله، وكان له بها عيال فأتى جبرئيل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، فلحقاها في الطريق ففتشاها فلم يقدرا على شيء معها، فأقبلا راجعين فقال أحدهما لصاحبه: والله ما كذبنا ولا كذبنا ارجع بنا إليها، فسلا سيفهما، ثم قالا، لتدفعن علينا الكتاب أو لنذيقنك الموت، فأنكرت ثم قالت: أدفعه إليكما على أن لا ترداني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبلا ذلك منها
1 عقله: العقل: الدية. المختار 351. ب.
فحلت عقاص رأسها فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها فدفعته، فرجعا بالكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعاه إليه فدعا الرجل فقال: ما هذا الكتاب؟ قال: أخبرك يا رسول الله ليس من رجل ممن معك إلا وله قوم يحفظونه في عياله، فكتبت هذا الكتاب ليكون لي في عيالي فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} إلى آخر الآيات. "كر".
30191-
عن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر، فلما أن دخل نزعه فقيل له: يا رسول الله هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: أقتلوه. "ش".
30192-
عن أنس أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أجارت أبا العاص بن عبد شمس فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم جوارها، وأن أم هانيء ابنة أبي طالب أجارت أخاها عقيل بن أبي طالب يوم الفتح فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم جوارها. "كر" وقال: هذا الحديث غير محفوظ إنما أجارت رجلين من بني مخزوم.
30193-
عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة1 معها
1 ظعينة: الظعينة: المرأة ما دامت في الهودج، فإذا لم تكن فيه فليست بظعينة. المختار 320. ب.
كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى1 بنا خيلنا حتى اتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة قلنا: أخرجي الكتاب، قالت ما معي كتاب، قلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجت الكتاب من عقاصها2 فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا حاطب؟ قال: لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه قد صدقكم، فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال: إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
1 تعادى: عدا في مشيه عدوا من باب قال: قارب الهرولة وهو دون الجري. المصباح 2/543. ب.
2 عقاصها: العقيصة للمرأة: الشعر الذي يلوى ويدخل أطرافه في أصوله والجمع عقائص وعقاص وعقصت المرأة شعرها عقصا من باب ضرب فعلت به ذلك وعقصته ضفرته. المصباح 2/577. ب.
ونزلت فيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} الآية.
الحميدي، "حم" والعدني وعبد بن حميد، "خ، م، د، ت، ن" وأبو عوانة، "ع" وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، "حب" وابن مردويه وأبو نعيم، "ق" معا في الدلائل.
30194-
"أيضا" عن الحارث عن علي قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي مكة أسر إلى أناس من أصحابه أنه يريد مكة فيهم حاطب بن أبي بلتعة وفشا في الناس أنه يريد حنينا فكتب حاطب إلى أهل مكة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثني أنا وأبا مرثد وليس معنا رجل إلا معه فرس؟ فقال: ائتوا روضة خاخ فإنكم ستلقون بها امرأة ومعها كتاب فخذوه منها، فانطلقنا حتى رأيناها بالمكان الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا لها هاتي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب فوضعنا متاعها ففتشناه، فلم نجده في متاعها فقال أبو مرثد: فلعله أن لا يكون معها كتاب، فقلنا ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا، فقلنا لها: لتخرجنه أو لنعرينك؟ فقالت: أما تتقون الله أما أنتم مسلمون؟ فقلنا لها: لتخرجنه أو لنعرينك؟ فأخرجته من حجزتها - وفي لفظ: من قبلها - فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فإذا الكتاب: من حاطب بن أبي بلتعة فقام عمر فقال: يا رسول الله خان الله وخان رسوله ائذن لي فأضرب
عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد شهد بدرا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال عمر: بلى ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم ففاضت عينا عمر فقال: الله ورسوله أعلم وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطب فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله كنت امرأ ملصقا في قريش، وكان بها أهلي ومالي ولم يكن من أصحابك أحد إلا وله بمكة من يمنع أهله وماله فكتبت إليهم بذلك والله يا رسول الله إني لمؤمن بالله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق حاطب فلا تقولوا لحاطب إلا خيرا فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} . "ع" وابن جرير وابن المنذر، "كر".
تتمة الفتح وفيه ذكر غزوة الطائف أيضا
30195-
"ش" حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة وكانت خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وكانت بنو بكر حلفاء قريش فدخلت خزاعة في صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت بنو بكر في صلح قريش، وكان بين خزاعة وبين بني بكر قتال فأمدتهم
قريش بسلاح وطعام، وظلوا عليهم، فظهرت بنو بكر على خزاعة وقتلوا منهم فخافت قريش أن يكونوا قد نقضوا فقالوا لأبي سفيان: اذهب إلى محمد وأجر الحلف وأصلح بين الناس، فانطلق أبو سفيان حتى قدم المدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جاءكم أبو سفيان وسيرجع راضيا بغير حاجته، فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر أجر الحلف بين الناس قال: ليس الأمر إلي الأمر إلى الله وإلى رسوله وقد قال له فيما قال: ليس من قوم ظلوا على قوم وأمدوهم بسلاح وطعام أن يكونوا نقضوا، فقال أبو بكر: الأمر إلى الله وإلى رسوله، ثم أتى عمر بن الخطاب فقاله له نحوا مما قال لأبي بكر فقال له عمر: أنقضتم فما كان منه جديدا فأبلاه الله وما كان منه شديدا أو قال متينا فقطعه الله، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم شاهد عشيرة، ثم أتى فاطمة فقال: يا فاطمة هل لك في أمر تسودين فيه نساء قومك؟ ثم ذكر لها نحوا مما ذكر لأبي بكر، فقالت: ليس الأمر إلي الأمر إلى الله وإلى رسوله، ثم أتى عليا فقال له نحوا مما قال لأبي بكر، فقال له علي: ما رأيت كاليوم رجلا أضل، أنت سيد الناس فأجر الحلف، وأصلح بين الناس فضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال: قد أجرت الناس بعضهم من بعض، ثم ذهب حتى قدم على أهل مكة فأخبرهم بما صنع، فقالوا:
والله ما رأينا كاليوم وافد قوم والله ما أتيتنا بحرب فنحذر ولا أتيتنا بصلح فنأمن ارجع قال وقدم وافد خزاعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنع القوم ودعا إلى النصر وأنشده في ذلك شعرا:
لا هم إني ناشد محمدا
…
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل، فارتحلوا فساروا حتى نزلوا مرا وجاء أبو سفيان حتى نزل بمر1 ليلا، ورأى العسكر والنيران فقال: ما هؤلاء؟ قيل: هذه تميم محلت2 بلادها وانتجعت3 بلادكم، قال: والله لهؤلاء أكثر من أهل منى، فلما علم أنه النبي صلى الله عليه وسلم قال: دلوني على العباس، فأتى العباس فأخبره الخبر، وذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له فقال له: يا أبا سفيان أسلم تسلم فأسلم أبو سفيان، وذهب به العباس إلى منزله فلما أصبحوا ثار الناس لطهورهم فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل ما للناس
1 بمر: مر وزان فلس: موضع بقرب مكة من جهة الشام نحو مرحلة وهو منصرف لأنه اسم واد، ويقال له بطن مر، ومر الظهران أيضا. المصباح 2/780. ب.
2 محلت: المحل: الجدب، وهو انقطاع المطر ويبس الأرض من الكلأ. المختار 488. ب.
3 وانتجعت: النجعة، بوزن الرقعة: طلب الكلأ في موضعه، تقول منه: انتجع. المختار 513. ب.
أمروا بشيء؟ قال: لا ولكنهم قاموا إلى الصلاة، فأمره العباس فتوضأ ثم ذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة كبر فكبر الناس، ثم ركع وركعوا، ثم رفع فرفعوا فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم طاعة قوم جمعهم من ههنا ومن ههنا ولا فارس الأكارم ولا الروم ذات القرون بأطوع منهم له، قال أبو سفيان: يا أبا الفضل أصبح ابن أخيك عظيم الملك، فقال له العباس: إنه ليس بملك ولكنها نبوة قال: أو ذاك أو ذاك قال أبو سفيان: واصباح قريش، فقال العباس: يا رسول الله لو أذنت لي فأتيتهم فدعوتهم وآمنتهم وجعلت لأبي سفيان شيئا يذكر به؟
فانطلق العباس فركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهباء، فانطلق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ردوا علي أبي ردوا علي أبي، فإن عم الرجل صنو أبيه، إني أخاف أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود، دعاهم إلى الله فقتلوه، أما والله لئن ركبوها منه لأضرمنها عليهم نارا، فانطلق العباس حتى قدم مكة فقال: يا أهل مكة أسلموا تسلموا، قد استنبطتم بأشهب بازل وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الزبير من قبل أعلى مكة، وبعث خالد بن الوليد من قبل أسفل مكة فقال لهم العباس: هذا الزبير من قبل أعلى مكة، وهذا خالد من قبل أسفل مكة وخالد وما خالد وخزاعة المجدعة الأنوف،
ثم قال: من ألقى السلاح فهو آمن، ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتراموا بشيء من النبل، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهر عليهم فأمن الناس إلا خزاعة من بني بكر فذكر أربعة: مقيس بن صبابة، وعبد الله بن أبي سرح وابن خطل وسارة مولاة بني هاشم فقاتلهم خزاعة إلى نصف النهار وأنزل الله تعالى {أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} الآية. "ش".
30196-
عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم يوم الفتح وصورة إبراهيم وإسماعيل في البيت وفي أيديهم القداح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لإبراهيم والقداح، والله ما استقسم بها قط ثم أمر بثوب فبل ومحى به صورتهما. "ش".
30197-
عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم يوم الفتح والأنصاب بين الركن والمقام، فجعل يكفئها لوجوهها، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: ألا إن مكة حرام أبدا إلى يوم القيامة لم تحل لأحد من قبلي، ولا تحل لأحد بعدي غير أنها أحلت لي ساعة من النهار لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها، ولا يعضد شجرها، ولا يلتقط لقطتها إلا أن تعرف فقام العباس فقال: يا رسول الله إلا الإذخر لصاغتنا وقبورنا وبيوتنا فقال: إلا الإذخر إلا الإذخر. "ش".
30198-
عن محمد بن الحنفية قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجلس عند بابها، وكان إذا جلس وحده لم يأته أحد حتى يدعوه قال: ادع لي أبا بكر فجاء فجلس بين يديه فناجاه طويلا ثم أمره فجلس عن يمينه أو عن يساره، ثم قال: ادع لي عمر فجاء فجلس إلى أبي بكر فناجاه طويلا فرفع عمر صوته فقال: يا رسول الله هم رأس الكفر هم الذين زعموا أنك ساحر وأنك كاهن وأنك كذاب وأنك مفتر، ولم يدع شيئا مما كان أهل مكة يقولونه إلا ذكره، فأمره أن يجلس من الجانب الآخر فجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، ثم دعا الناس فقال: ألا أحدثكم بمثل صاحبيكم هذين؟ قالوا: نعم يا رسول الله فأقبل بوجهه إلى أبي بكر فقال: إن إبراهيم كان ألين في الله من الدهن في اللبن، ثم أقبل على عمر فقال: إن نوحا كان أشد في الله من الحجر، وإن الأمر أمر عمر فتجهزوا فقاموا فتبعوا أبا بكر، فقالوا: يا أبا بكر إنا كرهنا أن نسأل عمر، ما هذا الذي ناجاك به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال لي كيف تأمروني في غزو مكة؟ قلت: يا رسول الله هم قومك حتى رأيت أنه سيطيعني، ثم دعا عمر فقال عمر: إنهم لرأس الكفر حتى ذكر كل سوء كانوا يقولونه، وايم الله لا تذل العرب حتى تذل أهل مكة فأمركم بالجهاز لتغزوا
مكة". "ش".
30199-
عن جعفر عن أبيه "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر أن يطمس التماثيل التي حول الكعبة يوم فتح مكة". "ش".
30200-
عن الزهري قال: قال رجل من بني الديل بن بكر، لوددت أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت منه، فقال لرجل: انطلق معي فقال: إني أخاف أن تقتلني خزاعة، فلم يزل به حتى انطلق فلقيه رجل من خزاعة فعرفه فضرب بطنه بالسيف، قال قد أخبرتك أنهم سيقتلوني فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله تعالى هو حرم مكة ليس الناس حرموها وإنما أحلت لي ساعة من نهار وهي بعد حرم، وإن أعدى الناس على الله ثلاثة من قتل فيها، أو قتل غير قاتله، أو طلب بذحول1 الجاهلية فلأدين هذا الرجل."ش".
30201-
حدثنا عبد الله بن موسى أنبأنا موسى بن عبيد عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي ومحمد بن المنكدر قالا: كان بمكة يوم الفتح ستون وثلثمائة وثن على الصفا وعلى المروة صنم وما بينهما محفوف بالأوثان والكعبة قد أحيطت بالأوثان، قال محمد بن المنكدر:
1 بذحول: الذحل: الحقد والعدواة، يقال: طلب بذحله، أي: بثأره، والجمع ذحول. المختار 174. ب
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه قضيب يشير به إلى الأوثان، فما هو إلا أن يشير إلى شيء منها فيتساقط حتى أتى أساف ونائلة وهما قدام المقام مستقبل باب الكعبة فقال: عفروهما فألقاهما المسلمون قال، قولوا: قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده. "ش".
30202-
عن ابن أبي مليكة قال: لما فتحت مكة صعد بلال البيت فأذن فقال صفوان بن أمية للحارث بن هشام: ألا ترى إلى هذا العبد؟ فقال الحارث: إن يكرهه الله يغيره. "ش".
30203-
عن ابن أبي مليكة قال: لما كان يوم الفتح هرب عكرمة بن أبي جهل فركب البحر فجعلت الصراري1 ومن في السفينة يدعون الله، ويستغيثون به فقال: ما هذا؟ فقيل: هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله قال عكرمة: فهذا إله محمد الذي كان يدعو إليه ارجعوا بنا فرجع فأسلم وكانت امرأته قد أسلمت قبله فكانا على نكاحهما. "كر" من مراسيل أبي جعفر، "ش".
30204-
حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن عروة عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا: كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين هدنة فكان بين بني كعب وبين بني بكر
1 الصراري: الصراري: الملاح جمع صراريون. القاموس 2/69. ب.
قتال بمكة فقدم صريخ بني كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
لا هم إني ناشد محمدا
…
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فانصر هداك الله نصرا عتدا
…
وادع عباد الله يأتوا مددا
فمرت سحابة فرعدت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه لترعد بنصر بني كعب ثم قال لعائشة: جهزيني ولا تعلمي بذلك أحدا، فدخل عليها أبو بكر فأنكر بعض شأنها فقال: ما هذا؟ قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجهزه قال: إلى أين؟ قالت إلى مكة قال: فوالله ما أنقضت الهدنة بيننا وبينهم بعد، فجاء أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنهم أول من غدر ثم أمر بالطرق فحبست، ثم خرج وخرج المسلمون معه فغم لأهل مكة لا يأتيهم خبر فقال أبو سفيان لحكيم بن حزام: أي حكيم والله لقد غممنا واغتممنا، فهل لك أن تركب ما بيننا وبين مر لعلنا أن نلقى خبرا، فقال له بديل بن ورقاء الكعبي من خزاعة: وأنا معكم قالا: وأنت إن شئت فركبوا ثم إذا دنوا من ثنية مر وأظلموا فأشرفوا على الثنية، فإذا النيران قد أخذت الوادي كله، قال أبو سفيان لحكيم بن حزام، أي حكيم ما هذه النيران؟ قال بديل بن ورقاء: هذه نيران بني عمرو خدعتها الحرب، قال أبو سفيان: لا وأبيك لبنو عمرو وأذل وأقل من هؤلاء، فتكشف عنهم
الأراك فأخذهم حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من الأنصار وكان عمر بن الخطاب تلك الليلة على الحرس فجاؤوا بهم إليه، فقالوا: جئناك بنفر أخذناهم من أهل مكة فقال عمر وهو يضحك إليهم: والله لو جئتموني بأبي سفيان ما زدتم؟ قالوا: قد والله أتينا بأبي سفيان فقال: احبسوه فحبسوه، حتى أصبح فغدى به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: بايع فقال: لا أجد إلا ذاك أو شرا منه فبايع، ثم قيل لحكيم بن حزام: بايع فقال: أبايعك ولا أخر إلا قائما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما من قبللنا فلن تخر إلا قائما، فلما ولوا قال أبو بكر: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب السماع يعني الشرف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن إلا ابن خطل ومقيس بن صبابة الليثي وعبد الله بن سعد بن أبي سرح والقينتين فإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة فاقتلوهم، فلما ولوا قال أبو بكر: يا رسول الله لو أمرت بأبي سفيان فحبس على الطريق وأذن في الناس بالرحيل فأدركه العباس فقال: هل لك إلى أن تجلس حتى تنظر؟ قال: بلى ولم يكره ذلك فيرى ضعفه فسألهم فمرت جهينة فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذه جهينة قال: مالي ولجهينة، والله ما كان بيني وبينهم حرب قط، ثم مرت مزينة فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذه مزينة قال: مالي
ولمزينة، والله ما كان بيني وبينهم حرب قط، ثم مرت سليم فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذه سليم، ثم جعلت تمر طوائف العرب، فمر عليه أسلم وغفار فيسأل عنها فيخبره العباس حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس في المهاجرين الأولين والأنصار في لأمة تلمع البصر فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المهاجرين الأولين والأنصار قال: لقد أصبح ابن أخيك عظيم الملك، قال: لا والله ما هو بملك ولكنها النبوة، كانوا عشرة آلاف أو اثني عشر ألفا، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية إلى سعد بن عبادة فدفعها سعد إلى ابنه قيس بن سعد وركب أبو سفيان فسبق الناس حتى اطلع عليهم من الثنية قال له أهل مكة: ما وراءك؟ قال: ورائي الدهم ورائي مالا قبل لكم به ورائي من لم أر مثله، من دخل داري فهو آمن، فجعل الناس يقتحمون داره، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف في الحجون بأعلى مكة، وبعث الزبير بن العوام في الخيل في أعلى الوادي، وبعث خالد بن الوليد في الخيل في أسفل الوادي. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لخير أرض الله وأحب أرَض الله إلى الله، وإني والله لو لم أخرج منك ما خرجت، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي من النهار ساعة وهي ساعتي
هذه حرام لا يعضد شجرها، ولا يحتش حشيشها، ولا يلتقط لقطتها إلا لمنشد فقال له رجل يقال له: أبو شاه والناس يقولون قال له العباس: يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقيوننا1 أو لبيوتنا وقبورنا، فأما ابن خطل فوجدوه متعلقا بأستار الكعبة فقتل وأما مقيس بن صبابة فوجدوه بين الصفا والمروة فبادره نفر من بني كعب ليقتلوه، فقال ابن عمه نميلة خلوا عنه فوالله لا يدنو منه رجل إلا ضربته بسيفي هذا حتى يبرد، فتأخروا عنه فحمل عليه بسيفه ففلق به هامته وكره أن يفخر عليه أحد، ثم طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت ثم دخل عثمان بن طلحة فقال: أي عثمان أين المفتاح؟ فقال هو عند أمي سلامة ابنة سعد، فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لا واللات والعزى لا أدفعه إليه أبدا قال: إنه قد جاء أمر غير الأمر الذي كنا عليه فإنك إن لم تفعلي قتلت أنا وأخي، فدفعته إليه فأقبل به حتى إذا كان وجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عثر فسقط المفتاح منه، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحثى عليه بثوبه، ثم فتح له عثمان فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة، فكبر في زواياها وأرجائها وحمد الله، ثم صلى بين الأسطوانتين ركعتين،
1 وقيوننا: وفي حديث العباس "إلا الإذخر فإنه لقيوننا" القيون: جمع قين، وهو الحداد والصائغ. النهاية 4/135. ب.
ثم خرج فقام بين الناس فقال علي: فتطاولت لها ورجوت أن يدفع إلينا المفتاح فتكون فينا السقاية والحجابة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين عثمان هاكم ما أعطاكم الله، ثم دفع إليه المفتاح ثم رقى بلال على ظهر الكعبة فأذن، فقال خالد بن أسيد: ما هذا الصوت؟ قالوا: بلال بن رباح قال عبد أبي بكر الحبشي؟ قالوا: نعم قال: أين؟ قالوا: على ظهر الكعبة قال: على مرقة بني أبي طلحة؟ قالوا: نعم قال: ما يقول؟ قالوا: يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد أكرم الله أبا خالد بن أسيد عن أن يسمع هذا الصوت يعني أباه، وكان ممن قتل يوم بدر في المشركين وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، وجمعت له هوزان بحنين فاقتتلوا فهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى:{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً} الآية، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دابته فقال: اللهم إنك إن شئت لم تعبد بعد اليوم، شاهت1 الوجوه، ثم رماهم بحصباء2 كانت في يده فولوا مدبرين، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السبي والأموال فقال
1 شاهت: أي: قبحت، يقال: شاه يشوه شوها وشوه شوها، ورجل أشوه، وامرأة شوهاء. النهاية 2/511. ب.
2 بحصباء: الحصباء - بالمد - الحصى. المختار 105. ب.
لهم: إن شئتم فالفداء، وإن شئتم فالسبي فقالوا: لن نؤثر اليوم على الحسب شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خرجت فاسألوني فإني أعطيكم الذي لي، ولن يتعذر1 علي أحد من المسلمين، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحوا إليه فقال: أما الذي أعطيتكموه وقال المسلمون مثل ذلك إلا عيينة بن حصن فإنه قال: أما الذي لي فأنا لا أعطيه؛ قال: فأنت على حقك من ذلك فصارت له يومئذ عجوز عوراء، ثم حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف قريبا من شهر فقال عمر بن الخطاب: أي رسول الله دعني أدخل عليهم فأدعوهم إلى الله، قال: إنهم إذا قاتلوك. فدخل عليهم عروة فدعاهم إلى الله فرماه رجل من بني مالك بسهم فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثله في قومه كمثل صاحب يس وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا مواشيهم، وضيقوا عليهم ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم: راجعا حتى إذا كان بنخلة جعل الناس يسألونه، قال أنس: حتى انتزعوا رداءه عن ظهره، فأبدوا عن مثل فلقة القمر فقال: ردوا علي ردائي لا أبا لكم أتبخلوني2 فوالله أن لو كان لي ما بينهما إبلا وغنما لأعطيتكموه فأعطى المؤلفة يومئذ مائة مائة من الإبل وأعطى الناس، فقالت الأنصار عند
1 يتعذر: أي: يتمنع ويتعسر. وتعذر عليه الأمر إذا صعب. النهاية 3/198. ب.
2 اتبخلوني: بخله: نسبه إلى البخل. المختار 32. ب.
ذلك، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قلتم كذا وكذا، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ قالوا: بلى قال: أولم أجدكم عالة فأغناكم الله بي؟ قالوا: بلى، قال: ألم أجدكم أعداء فألف الله بين قلوبكم بي؟ قالوا: بلى، قال: أما إنكم لو شئتم قلتم قد جئتنا مخذولا فنصرناك؟ قالوا: الله ورسوله أمن، قال: لو شئتم قلتم جئتنا طريدا فآويناك؟ قالوا: الله ورسوله أمن قال: ولو شئتم قلتم جئتنا عائلا فواسيناك؟ قالوا: الله ورسوله أمن قال: أفلا ترضون أن ينقلب الناس بالشاء والبعير وتنقلبون برسول الله إلى دياركم، قالوا: بلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الناس دثار1 والأنصار شعار وجعل على المغانم عباد بن وقش أخا بني عبد الأشهل، فجاء رجل من أسلم عاريا ليس عليه ثوب فقال: اكسني من هذه البرود بردة قال: إنما هي مقاسم المسلمين، ولا يحل لي أن أعطيك منها شيئا فقال قومه: اكسه منها بردة، فإن تكلم فيها أحد فهي من قسمنا وأعطائنا فأعطاه بردة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما كنت أخشى هذا عليه ما كنت أخشاكم عليه فقال: يا رسول الله ما أعطيته إياها
1 دثار: وفي حديث الأنصار رضي الله عنهم "أنتم الشعار والناس الدثار" هو الثوب الذي يكون فوق الشعار يعني أنتم الخاصة والناس العامة. النهاية 2/100. ب.
حتى قال قومه: إن تكلم فيها أحد فهي من قسمنا وأعطائنا فقال: جزاكم الله خيرا جزاكم الله خيرا جزاكم الله خيرا. "ش".
غزوة حنين
30205-
"مسند بديل بن ورقاء" قال أبو نعيم: حدثنا الحسن بن علان حدثنا عبد الله بن ناجية حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي عبلة عن ابن لبديل بن ورقاء عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يحبس السبايا والأموال يوم حنين بالجعرانة حتى يقدم عليه فحبست. "خ" في تاريخه والبغوي؛ قال في الإصابة: إسناده حسن"1.
30206-
"مسند البراء بن عازب" عن أبي إسحاق قال: قال رجل للبراء: هل كنتم وليتم يوم حنين يا أبا مارة؟ قال: أشهد على النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما ولى، ولكن انطلق أخفاء من الناس وحشر إلى هذا الحي من هوزان وهم قوم رماة فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود بغلته، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستنصر ودعا يقول:
أنا النبي لا كذب
…
أنا ابن عبد المطلب
1 ذكر الحديث ابن حجر في الإصابة في ترجمة بديل بن ورقاء "1/233". ص.
اللهم انزل نصرك. قال: والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع الذي يحاذي به. "ش" وابن جرير.
30207-
عن البراء بن عازب قال: لا والله ما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين دبره قال: والعباس وأبو سفيان آخذ بلجام بغلته وهو يقول:
أنا النبي لا كذب
…
أنا ابن عبد المطلب
"ش"، وأبو نعيم.
30208-
عن البراء قال: كان أبو سفيان يقود بالنبي صلى الله عليه وسلم بغلته يوم حنين، فلما غشي النبي صلى الله عليه وسلم المشركون نزل وهو يرتجز:
أنا النبي لا كذب
…
أنا ابن عبد المطلب
قال: فما رئي من الناس أشد منه. ابن جرير.
30209-
"من مسند بريدة بن الحصيب الأسلمي" عن عبد الله بن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين انكشف الناس عنه فلم يبق معه إلا رجل يقال له زيد آخذ بعنان بغلته الشهباء، وهي التي أهداها له النجاشي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك يا زيد ادع الناس، فنادى أيها الناس هذا رسول الله يدعوكم فلم يجب أحد عند ذلك فقال: حض الأوس والخزرج فقال: يا معشر الأوس والخزرج
هذا رسول الله يدعوكم فلم يجبه أحد عند ذلك فقال: ويحك ادع المهاجرين فإن لله في أعناقهم بيعة قال: فحدثني بريدة أنه أقبل منهم ألف قد طرحوا الجفون1 وكسروها، ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح عليهم. "ش".
30210-
عن جابر قال: كان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين أيمن ابن أم أيمن وهو أيمن بن عبيد. أبو نعيم.
30211-
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: الآن حمي الوطيس، ثم انتحى ركابه وقال: هزموا ورب الكعبة. العسكري في الأمثال.
30212-
"مسند الحارث بن بدل السعدي" عن الحارث بن بدل قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فانهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبد المطلب وأبا سفيان بن الحارث فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوهنا بقبضة من الأرض، فانهزمنا فما خيل إلي أن لا شجر ولا حجر إلا وهو في آثارنا. الحسن بن سفيان، "طب"، وأبو نعيم، "كر".
30213-
عن الحارث بن سليم بن بدل قال: كنت مع المشركين يوم حنين فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم كفا من حصى فضرب به
1 الجفون: جفون السيوف: أغمادها، واحدها جفن. النهاية 1/280. ب.
وجوههم وقال: شاهت الوجوه فهزم الله المشركين. ابن منده، "كر".
30214-
"من مسند الحسين بن علي" قال الزبير بن بكار: حدثني إبراهيم بن حمزة حدثني محمد بن عثمان بن أبي حرملة مولى بني عثمان عن الحسين بن علي قال: كان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين العباس وعلي وأبو سفيان بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب والزبير بن العوام وأسامة بن زيد. "كر".
30215-
عن محمد بن عثمان بن أبي حرملة مولى بني عثمان عن الحسين بن علي قال: كان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين العباس وعلي وأبو سفيان بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وعبد الله ابن الزبير بن عبد المطلب والزبير بن العوام وأسامة بن زيد. "كر".
30216-
"من مسند أبي السائب خباب" عن حكيم بن حزام سمعنا صوتا من السماء وقع إلى الأرض كأنه صوت حصاة في طست، ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بتلك الحصاة فانهزمنا. "طب".
30217-
عن رافع بن خديج قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين أبا سفيان بن الحارث وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى العباس بن مرداس
دون ذلك فقال العباس بن مرداس:
أتجعل نهبي1 ونهب العبي
…
د بين عيينة والأقرع
وما كان بدر ولا حابس
…
يفوقان مرداس في المجمع
وما كنت دون امرئ منهما
…
ومن يخفض اليوم لا يرفع
قال: فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة. "كر"2.
30218-
"من مسند سلمة بن الأكوع" عن إياس بن سلمة قال: حدثني أبي قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوزان
1 نهبي: في الحديث "ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليها أبصارهم وهو مؤمن" النهب: الغارة والسلب: أي لا يختلس شيئا له قيمة عالية.
ومنه الحديث "فأتى بنهب" أي غنيمة يقال: نهبت أنهب نهبا. ومنه حديث أبي بكر "أحرزت نهبي وأبتغي النوافل" أي قضيت ما علي من الوتر قبل أن أنام لئلا يفوتني، فإن انتهبت تنفلت بالصلاة، والنهب ههنا بمعنى المنهوب تسمية بالمصدر.
ومنه شعر العباس بن مرداس: أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع. عبيد مصغر: اسم فرسه، وجمع النهب: نهاب ونهوب.
النهاية 5/133. ب.
2 الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم رقم "1060" فكان ضبط الأبيات والاستدراك منه. ص.
فبينما نحن نتضحى1 وعامتنا مشاة فينا ضعفة إذ جاء رجل على جمل أحمر، فانتزع طلقا2 من حقبه3 فقيد به جمله رجل شاب، ثم جاء يتغدى مع القوم، فلما رأى ضعفهم وقلة ظهرهم خرج يعدو إلى جمله، فأطلقه، ثم أناخه فقعد عليه، ثم خرج يركضه فاتبعه رجل من أسلم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة ورقاء هي أمثل ظهر القوم، فقعد فاتبعه فخرجت أعدو فأدركته ورأس الناقة عند ورك4 الجمل، وكنت عند ورك الناقة، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع ركبتيه بالأرض اخترطت سيفي فأضرب رأسه فندر فجئت براحلته وما عليها أقوده فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا فقال: من قتل الرجل؟ فقالوا: ابن الأكوع، فنفله5 سلبه 6. "ش".
1 نتضحى: أي نتغدى. النهاية 3/76. ب.
2 طلقا: الطلق بالتحريك: قيد من جلود. النهاية 3/134. ب.
3 حقبة: أي من الحبل المشدود على حقو البعير أو من حقيبته، وهي الزيادة التي تجعل في مؤخر القنب والوعاء الذي يجمع الرجل فيه زاده. النهاية 1/412. ب.
4 ورك: الورك: ما فوق الفخذ، وهي مؤنثة وقد تخفف، مثل: فخذ وفخذ. المختار 568 ب.
5 فنفله: النفل: الغنيمة قال: إن تقوى الله خير نفل أي خير غنيمة والجمع أنفال مثل سبب وأسباب. المصباح 2/851. ب.
6 سلبه: هو ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه مما يكون=
30219-
"مسند شيبة بن عثمان العبدري صاحب الكعبة" عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين والله ما خرجت إسلاما ولكني خرجت آنفا أن تظهر هوزان على قريش، فوله إني لواقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قلت: يا نبي الله إني لأرى خيلا بلقا قال: يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر فضرب بيده في صدري فقال: اللهم اهد شيبة ففعل ذلك ثلاثا، فما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده عن صدري الثالثة حتى ما أحد من خلق الله تعالى أحب إلي منه، فالتقى المسلمون فقتل من قتل ثم أقبل النبي صلى الله عليه وسلم وعمر آخذ باللجام والعباس آخذ بالثفر1 فنادى العباس: أين المهاجرون أين أصحاب سورة البقرة بصوت عال؟ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الناس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول قدماها:
أنا النبي لا كذب
…
أنا ابن عبد المطلب
فأقبل المسلمون فاصطكوا بالسيوف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن حمي الوطيس. "كر".
30220-
عن عبادة بن الصامت قال: أخذ العباس بعنان
= عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها، وهو فعل بمعنى مفعول: أي مسلوب. النهاية 2/387. ب.
1 بالثفر: الثفر: هو السير في مؤخر السرج. المختار 62. ب.
دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين حين انهزم المسلمون، فلم يزل آخذا بعنان دابته حتى نصر الله رسوله وهزم المشركون. الزبير بن بكار، "كر".
30221-
عن العباس بن المطلب قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث، فلزمنا النبي صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء، وأنا آخذ بلجامها أكفها وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين فقال لي: ناد أصحاب السمرة فأقبل المسلمون فنظر وهو كالمتطاول إلى قتالهم فقال هذا حين حمي الوطيس، ثم أخذ حصيات فرمى بها وجوههم وقال: هزموا ورب الكعبة، فهزمهم الله فكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم خلفهم يركض على بغلته.
العسكري في الأمثال.
30222-
عن أبي بكر بن سبرة عن إبراهيم بن عبد الله عن عبيد بن عبد الله بن عتبة عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: جاءت أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم السعدية إليه مرجعه من حنين فلما رآها رحب بها وبسط لها رداءه، لأن تجلس عليه فاعظمت ذلك، فعزم عليها فجلست فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلت دموعه لحيته فقال رجل من القوم: أتبكي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم لرحمها وما دخل عليها، لو كان لأحدكم أحد ذهبا ثم أعطاه في
حق رضاعه ما أدى حقها، أما حقي الذي آخذ منك فلك، وأما ما للمسلمين فلست بآخذته إلا أن يطيبوا به نفسا، قال: فلم يبق أحد من المسلمين إلا أدى ما أخذ منها. "عب"؛ قال في المغني: أبو بكر بن أبي سبرة قال "حم": كان يضع الحديث.
30223-
عن ابن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى يوم حنين ستة آلاف بين غلام وامرأة، فجعل عليهم أبا سفيان بن الحارث. الزبير بن بكار، "كر".
30224-
عن عروة بن محمد بن عطية عن أبيه عن جده عطية أنه كان ممن كلم النبي صلى الله عليه وسلم يوم سبى هوزان فقال: يا رسول الله عشيرتك وأصلك وكل المرضعين دونك، ولهذا اليوم اختبأناك، وهن أمهاتك وأخواتك وخالاتك، وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فرد عليهم سبيهم إلا رجلين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهبوا فخيروهما، فقال أحدهما: إني أتركه وقال الآخر: إني لا أتركه، فلما أدبر قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أخس1 سهمه فكان يمر بالجارية البكر وبالغلام فيدعه حتى مر بعجوز فقال: إني آخذ هذه فإنها أم
1 أخس: قال أبو منصور: العرب تقول: أخس الله حظه وأخته بالألف إذا لم يكن ذا حد ولا حظ في الدنيا ولا شيء من الخير. لسان العرب 6/64. ب.
حي ويستنقذونها مني بما قدروا عليه فكبر عطية فقال: خذها فوالله ما فوها ببارد ولا ثديها بناهد ولا وافدها بواجد عجوز بتراء شنة ما لها أحد، فلما رآها لا يعرض لها أحد تركها. "كر".
30225-
عن أنس قال لما كان يوم حنين قال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن حمي الوطيس، وكان علي بن أبي طالب أشد الناس قتالا بين يديه. العسكري في الأمثال.
30226-
عن أنس كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين: اللهم إنك إن تشأ لا تعبد بعد هذا اليوم. "ش".
30227-
عن ابن شهاب قال أخبرني عمر بن محمد بن جبير عن أبيه عن جده قال: بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقبلة من حنين علقت رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أعطوني ردائي، فلو كان لي عدد هذه العضاه نعم لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا. ابن جرير في تهذيبه.
30228-
عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو عند ثنية الأراكة وهو يعطي حين فرغ من حنين، فاضطره الناس إلى سلمة فانتزع غصن من السلمة رداءه، فالتفت إلينا بوجهه مثل شقة القمر فقال: أعطوني ردائي، فأعطيناه
إياه ثم قال: تخافون علي البخل فوالذي نفسي بيده لو كان عندي مثل صوحي هذا الجبل لأعطيتكموه قال: وصوحا الجبل جانباه ومقادمه ومآخره. ابن جرير؛ وقال: إنما هو صوحاة الجبل ولكن الشيخ كذا قال.
30229-
عن أبي الزبير عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا ببطن نخلة واجتمع إليه الناس فركبوه فمر بشجرة فنشبت بردائه فتخرق، فأقبل علينا بوجهه كأنه فلقة قمر وكأن عكنه أساريع1 ذهب فقال: يا أيها الناس أمكنوني من ردائي أتخافون علي البخل؟ فوالذي نفسي بيده لو كان معي مثل شجر وطائر نعم حمر لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا. أبو نعيم.
30230-
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين سأله الناس فأعطاهم من البقر والغنم والأبل، حتى لم يبق شيء من ذلك فماذا تريدون؟ أتريدون أن تبخلوني؟ فوالله ما أنا ببخيل ولا جبان ولا كذوب، فجذبوا ثوبه حتى بدا منكبه فكأنما انظر حين بدا منكبه إلى شقة القمر من بياضه. ابن جرير؛ وسنده على شرط
1 أساريع: وفي صفته عليه السلام "كأن عنقه أساريع الذهب" أي طرائقه وسبائكه، واحدها أسروع، ويسروع. النهاية 2/361. ب.
الشيخين.
30231-
عن هشام بن زيد عن أنس قال: لما كان يوم حنين جمعت هوزان وغطفان للنبي صلى الله عليه وسلم جمعا كثيرا والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ في عشرة آلاف أو أكثر من عشرة آلاف ومعه الطلقاء، فجاؤوا بالنفر والذرية، فجعلوا خلف ظهورهم، فلما التقوا ولى الناس والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ على بغلة بيضاء، فنزل فقال: إني عبد الله ورسوله ونادى يومئذ نداءين لم يخلطا بينهما كلاما، فالتفت عن يمينه فقال: أي معشر الأنصار فقالوا: لبيك يا رسول الله نحن معك، ثم التفت عن يساره فقال: يا معشر الأنصار فقالوا: لبيك يا رسول الله نحن معك، ثم نزل إلى الأرض، فالتقوا فهزموا، وأصابوا من الغنائم، فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الطلقاء وقسم فيها، فقالت الأنصار: ندعى عند الشدة، وتقسم الغنيمة لغيرنا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجمعهم وقعد في قبة فقال: أي معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم؟ فسكتوا فقال: يا معشر الأنصار لو أن الناس سلكوا واديا، وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار، ثم قال: أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحوزنه إلى بيوتكم؟ قالوا: رضينا يا رسول الله. قال هشام بن زيد: قلت لأنس: وكنت شاهد ذلك؟ قال: وأين أغيب عن
ذلك. "كر1. ش".
30232-
عن أنس قال: جاء أبو طلحة يوم حنين يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألم تر إلى سليم معها خنجر؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سليم ما أردت إليه؟ قالت: أردت غن دنا إلي أحد منهم طعنته به. "ش".
30233-
عن أنس قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين الأقرع بن حابس مائة من الإبل وعينة بن حصن مائة من الإبل، فقال ناس من الأنصار: يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمنا ناسا تقطر سيوفنا من دمائهم أو تقطر سيوفهم من دمائنا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأرسم إليهم فجاؤوا فقال: فيكم غيركم؟ قالوا: لا إلا ابن أختنا قال: إن ابن أخت القوم منهم فقال: قلتم كذا وكذا أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبون بمحمد إلى دياركم قالوا: بلى يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الناس دثار والأنصار شعار الأنصار2 كرشي وعيبتي فلولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار. "ش".
1 الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم رقم "135". ص.
2 فالعبارة هنا غير مستقيمة لفظها: ففي صحيح مسلم كتاب الزكاة رقم =
30234-
عن أنس أن هوزان جاءت بالصبيان يوم حنين والنساء والإبل والغنم فجعلوها صفوفا يكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما التقوا ولى المسلمون كما قال الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله ثم قال: يا معشر المهاجرين أنا عبد الله ورسوله قال: فهزم الله المشركين ولم يضرب بسيف ولم يطعن برمح وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: من قتل كافرا فله سلبه، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا، فأخذ أسلابهم وقال أبو قتادة: يا رسول الله إني ضربت رجلا على جبل العاتق وعليه درع له قد تحصفت عنه فأعجلت عنه، قال: فانظر من أخذها، فقام رجل فقال: انا أخذتها فأرضه عنها، وأعطنيها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده، ويعطيكها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صدق عمر ولقي أبو طلحة أم سليم ومعها خنجر فقال أبو طلحة يا أم سليم: ما هذا معك؟ قالت أردت إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه، فقال أبو
= الحديث "1061" الأنصار شعار والناس دثار.
وأما معنى "كرشي وعيبتي" معناه جماعتي وخاصتي: والحديث في صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة رقم "2510". ص.
طلحة: يا رسول الله ألا تسمع ما تقول أم سليم؟ قالت: يا رسول الله اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك يا رسول الله فقال: إن الله قد كفى وأحسن. "ش".
غزوة الطائف
30235-
"مسند الصديق" عن القاسم بن محمد قال: رمي عبد الله بن أبي بكر بسهم يوم الطائف فانتقض به بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة فمات فلم يزل ذلك السهم عند أبي بكر، فقدم عليه وفد ثقيف فأخرج إليهم فقال: هل يعرف هذا السهم منكم أحد؟ فقال سعد بن عبيد أخو بني العجلان: هذا سهم أنا بريته ورشته1 وعقبته وأنا رميت به فقال أبو بكر: إن هذا السهم الذي قتل عبد الله بن أبي بكر فالحمد لله الذي أكرمه بيدك ولم يهنك بيده فإنه واسع لكما. "هق".
30236-
عن جابر قال: لقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف حنظلة بن الربيع إلى أهل الطائف فكلمهم، فاحتملوه ليدخلوه حصنهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لهؤلاء وله مثل أجر غزاتنا هذه؟ فلم يقم إلا العباس بن المطلب حتى أدركه في أيديهم قد كادوا أن يدخلوه الحصن، فاحتضنه العباس وكان رجلا
1 رشته: أي نحته وعملت له ريشا. يقال منه: رشت السهم أريشه. النهاية 2/289. ص.
شديدا فاختطفه من أيديهم وأمطروا على العباس الحجارة من الحصن فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له حتى انتهى به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم. "كر".
30237-
"من مسند سعد الأنصاري" عن سعيد بن عبيد الثقفي قال: رأيت أبا سفيان بن حرب يوم الطائف قاعدا في حائط أبي يعلى يأكل فرميته فأصبت عينه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذه عيني أصيبت في سبيل الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت دعوة الله فردت عليك، وإن شئت فالجنة قال: فالجنة. "كر".
30238-
عن ابن عباس قال: أعتق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الطائف كل من خرج إليه من رقيق المشركين. "ش".
30239-
عن ابن عباس قال: خرج غلامان إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الطائف فأعتقهما، أحدهما أبو بكرة فكانا مولييه. "ش".
30240-
عن علي قال: نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم المنجنيق على أهل الطائف.
"عق"؛ وفيه عبد الله بن خراش بن حوشب، قال "خ" منكر1 الحديث.
1 ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال "2/413" وذكر الأحاديث عنه، ثم استدركت ما كان مصحفا. ص.
غزوة مؤتة1
30241-
عن خزيمة بن ثابت قال: حضرت مؤتة فبارزت رجلا يومئذ فأصبته وعليه بيضة له فيها ياقوتة فلم يكن همي إلا الياقوتة، فأخذتها، فلما انكشفنا وانهزمنا رجعت بها إلى المدينة فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفلنيها فبعتها زمن عمر بمائة دينار. الواقدي، "كر".
30242-
عن أبي قتادة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء وقال: عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما كنت أرتقب أن تستعمل علي زيدا قال: أمضه فإنك لا تدري في أي ذلك خير فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر أن ينادى: الصلاة جامعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: باب خير وباب خير - ثلاثا - ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي: انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيدا، فاستغفروا له فاستغفر له الناس، ثم أخذ
1 غزوة مؤتة: هي بأدنى البلقاء، والبلقاء دون دمشق في جمادى الأولى سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الطبقات الكبرى لابن سعد "2/128". ص.
اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا، فاستغفروا له فاستغفر له الناس، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فثبت قدميه حتى قتل شهيدا أشهد له بالشهادة، فاستغفروا له فاستغفر له الناس ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو آمر نفسه، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضبعيه فقال: اللهم هذا سيف من سيوفك فانتقم به - وفي لفظ: فأنت تنصره - فسمي خالد سيف الله قال: انفروا وأمدوا إخوانكم ولا يتخلفن منكم أحد فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا، فبينما هم ليلة مما يلين عن الطريق إذ نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مال عن الرحل فأتيته فدعمته بيدي فلما وجد مس يد رجل اعتدل فقال: من هذا؟ فقلت: أبو قتادة فسار أيضا، ثم نعس حتى مال عن الرحل، فأتيته فدعمته بيدي فلما وجد مس يد رجل اعتدل فقال: من هذا؟ فقلت: أبو قتادة قال في الثانية أو الثالثة: ما أراني إلا قد شققت عليك منذ الليلة؟ قلت: كلا بأبي أنت وأمي ولكن أرى الكرى1 أو النعاس قد شق عليك، فلو عدلت فنزلت حتى يذهب كراك؟ قال: إني أخاف أن يخذل الناس قال: كلا بأبي أنت وأمي. قال: فأبغنا مكانا خمرا2.
1 الكرى: الكرى مثل عصا: النعاس. المصباح 2/730. ب.
2 خمرا: أي ساترا يتكاثف شجره. النهاية 2/77. ب.
فعدلت عن الطريق فإذا أنا بعقدة من شجر فجئت فقلت: يا رسول الله هذه عقدة من شجر قد أصبتها فعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدل معه من يليه من أهل الطريق فنزلوا واستتروا بالعقدة، فما استيقظنا إلا بالشمس طالعة علينا، فقمنا ونحن ذهلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رويدا رويدا حتى تعالت الشمس ثم قال: من كان يصلي هاتين الركعتين قبل صلاة الغداة فليصلهما فصلاهما من كان يصليهما، ومن كان لا يصليهما، ثم أمر فنودي بالصلاة، ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا، فلما سلم قال: إنا نحمد الله أنا لم نكن في شيء من أمر الدنيا فشغلنا عن صلاتنا، ولكن أرواحنا كانت بيد الله أرسلها إن شاء ألا فمن أدركته هذه الصلاة من عبد صالح فليقض معها مثلها قالوا: يا رسول الله العطش؟ قال: لا عطش يا أبا قتادة قال: أرني الميضأة فأتيته بها فجعلها في ضبنه1 ثم التقم فمها فالله أعلم أنفث فيها أم لا، ثم قال: يا أبا قتادة أرني الغمر2 على الراحلة، فأتيته بقدح بين القدحين، فصب فيه فقال: اسق القوم، ونادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع صوته: ألا من أتاه إناؤه فليشربه. فأتيت رجلا
1 ضبنه: أي: حضنه. واضطبنت الشيء إذا جعلته في ضبنك. النهاية 3/73. ب.
2 الغمر: بضم الغين وفتح الميم: القدح الصغير. النهاية 3/385. ب.
فسقيته، ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضلة القدح، فذهبت فسقيت الذي يليه حتى سقيت أهل تلك الحلقة، ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضلة القدح، فسقيت حلقة أخرى حتى سقيت سبع رفق1 وجعلت أتطاول هل بقي فيها شيء فصب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدح فقال لي: اشرب قلت: بأبي أنت وأمي إني لأجدني كثير عطش، قال: إليك عني فإني ساقي القوم منذ اليوم، فصب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدح فشرب ثم صب في القدح فشرب، ثم ركب وركبنا، ثم قال: كيف ترى القوم صنعوا حين فقدوا نبيهم وأرهقتهم صلاتهم؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: أليس فيهم أبو بكر وعمر إن يطيعوهما فقد رشدوا ورشدت أمهم وإن يعصوهما فقد غووا وغوت أمهم قالها ثلاثا، ثم سار وسرنا حتى إذا كنا في نحر2 الظهيرة إذا ناس يتبعون ظلال الشجر، فأتيناهم فإذا ناس من المهاجرين فيهم عمر بن الخطاب فقلنا لهم: كيف صنعتم حين فقدتم نبيكم وأرهقتكم صلاتكم؟ قالوا: نحن والله نخبركم،
1 رفق: الرفقة: الجماعة ترافقهم في سفرك فإذا تفرقتم زال اسم الرفقة وهي بضم الراء في لغة بني تميم، والجمع رفاق مثل برمة وبرام وبكسرها في لغة قيس، والجمع رفق مثل سدرة وسدر. المصباح 1/319. ب.
2 نحر الظهيرة: نحر النهار والشهر: أوله جمع نحور. القاموس 2/139. ب.
وثب عمر فقال لأبي بكر: إن الله تعالى قال في كتابه: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} وإني لا أدري لعل الله قد توفى نبيه فقم فصل، وأنطلق إني ناظر بعدك ومتلوم1، فإن رأيت شيئا وإلا لحقت بك، وأقيمت الصلاة وانقطع الحديث. "ش" والروياني؛ ورجاله ثقات وروى بعضه "هق" في الدلائل.
30243-
عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا واستعمل عليهم زيد بن حارثة، فإن قتل واستشهد فأميركم جعفر بن أبي طالب، فإن قتل واستشهد فأميركم عبد الله بن رواحة، فانطلقوا فلقوا العدو فأخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية خالد بن الوليد، ففتح الله عليه فأتى خبرهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن إخوانكم لقوا العدو، فأخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل واستشهد، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل، واستشهد ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل، واستشهد ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه، ثم أمهل آل جعفر ثلاثا أن
1 ومتلوم: اللوم: الانتظار والتمكث. المختار 481. ب.
يأتيهم، ثم أتاهم فقال: لا تبكوا عليه بعد اليوم، ثم قال: ادعوا لي بني أخي، فجيء بنا كأنا أفراخ فقال: ادعوا لي الحلاق فأمره فحلق رؤوسنا، ثم قال: أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب وأما عون فشبيه خلقي وخلقي، ثم أخذ بيدي فشالهما فقال: اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه قالها ثلاث مرات فجاءت أمنا فذكرت يتمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أالعيلة1 تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة. "حم، طب، كر".
30244-
عن أبي اليسر قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه أبو عامر الأشعري فقال: يا رسول الله بعثتني في كذا وكذا، فلما أتيت مؤتة، وصف القوم، ركب جعفر فرسه ولبس الدرع وأخذ اللواء فمشى قدما حتى رأى القوم فنزل ثم قال: من يبلغ هذه الفرس صاحبه؟ فقال رجل: أنا فبعث به، ثم نزع درعه فقال: من يبلغ هذا الدرع صاحبها؟ فقال رجل: أنا فبعث بها، ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل فتغرغرت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم دموعا فصلى بنا الظهر ولم يكلمنا، ثم أقيمت العصر، فخرج فصلى ثم دخل ولم يكلمنا وفعل ذلك في المغرب والعشاء يدخل
1 أالعيلة: في الحديث "إن الله يبغض العائل المختال" العائل: الفقير. وقد عال يعيل عيلة؛ إذا افتقر. النهاية 3/330. ب.
ولا يكلمنا وكان إذا صلى أقبل علينا بوجهه، فخرج علينا قبل الفجر في ساعة كان يخرج فيها وأنا وأبو عامر الأشعري جلوس فجلس بيننا فقال: ألا أحدثكم عن رؤيا رأيتها؟ أدخلت الجنة فرأيت جعفرا ذا جناحين مضرجا بالدماء وزيدا مقابله وابن رواحة معهم كأنه معرض عنهم، وسأخبركم عن ذلك؛ إن جعفرا حين تقدم فرأى القتل لم يصرف وجهه وزيدا كذلك وابن رواحة صرف وجهه. "كر"1.
30245-
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى مؤتة فاستعمل زيدا فإن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فابن رواحة، فتخلف ابن رواحة يجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما خلفك؟ قال: أجمع معك قال: لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها. "ش"2.
30246-
"مسند عبد الله بن عمر" أمر النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة وقال إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة قال ابن عمر: وكنت معهم في تلك الغزوة
1 الحديث أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى "2/130". ص.
2 آخر فقرة من الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله رقم 1880. ص.
فالتمسنا جعفرا فوجدنا فيما أقبل من جسمه بضعا وتسعين ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية. "طب".
30247-
عن ابن عمر عن عبد الرحمن بن سمرة قال وجهني يوم مؤتة خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما أتيته قال: اسكت يا عبد الرحمن أخذ اللواء زيد فقاتل زيد فقتل زيد فرحم الله زيدا، ثم أخذ اللواء جعفر فقاتل جعفر فقتل جعفر فرحم الله جعفرا، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل عبد الله، فقتل عبد الله فرحم الله عبد الله، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد فقاتل خالد ففتح الله لخالد. يعقوب بن سفيان، "كر".
30248-
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة فدفع الراية إلى زيد فأصيبوا جميعا قال أنس: فنعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس قبل أن يجيء الخبر قال: قال أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله فأصيب، ثم أخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد بن الوليد فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان. "ع، كر".
غزوة تبوك
30249-
عن ابن عباس قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من الطائف بستة أشهر، ثم أمره الله بغزوة تبوك وهي
التي ذكر الله في ساعة العسرة وذلك في حر شديد وقد كثر النفاق وكثر أصحاب الصفة، والصفة بيت كان لأهل الفاقة يجتمعون فيه فتأتيهم صدقة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وإذا حضر غزو عمد المسلمون إليهم فاحتمل الرجل الرجل أو ما شاء الله يشيعه فجهزوهم غزوا معهم واحتسبوا عليهم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالنفقة في سبيل الله والحسبة فأنفقوا احتسابا، وأنفق رجال غير محتسبين، وحمل رجال من فقراء المسلمين، وبقي أناس، وأفضل ما تصدق به يومئذ أحد عبد الرحمن بن عوف تصدق بمائتي أوقية، وتصدق عمر بن الخطاب بمائة أوقية، وتصدق عاصم الأنصاري بتسعين وسقا من تمر، وقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله إني لا أرى عبد الرحمن إلا قد احتوب ما ترك لأهله شيئا فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تركت لأهلك شيئا؟ قال: نعم أكثر مما أنفقت وأطيب قال: كم؟ قال: ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير. ابن عساكر.
30250-
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ تبوك فبعث منها علقمة بن مجزز إلى فلسطين. "كر"1.
30251-
عن الحسن قال: آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 راجع الحديث في الطبقات الكبرى لابن سعد "2/163". ص.
تبوك. "كر".
30252-
ابن عائذ أنبأنا الوليد بن محمد عن محمد بن مسلم الزهري قال: ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك وهو يريد الروم وكفار العرب بالشام، حتى إذا بلغ تبوك أقام بها بضع عشرة ليلة، ولقيه بها وفد اذرح ووفد أيلة فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجزية ثم قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك ولم يجاوزها. "كر".
غزوة ذات السلاسل
30253-
ابن عائذ أخبرني الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: ثم غزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل من مشارق الشام بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بلي وهم أخوال العاص بن وائل وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن1 يليهم من قضاعة، وأمره عليهم فخاف عمرو من جانبه الذي هو به، فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده فلما قدم رسول عمرو على رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده ندب له المهاجرين فانتدب أبو بكر وعمر في سراة من المهاجرين وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، ثم أمد بهم عمرو بن العاص، وعمرو يومئذ في سعة الله وتلك الناحية من قضاعة، فلما
1 راجع الطبقات الكبرى لابن سعد "2/131" سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل. ص.
قدم مدد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الأولين وأميرهم أبو عبيدة بن الجراح قال عمرو: أنا الأمير، وإنما أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم استمده وأمدني بكم، قال المهاجرون: أنت أمير أصحابك وأبو عبيدة أمير المهاجرين، فقال عمرو: إنما أنتم مدد مددت به فأنا الأمير، فلما رأى أبو عبيدة ذلك وكان رجلا حسن الخلق لين الشيمة قال: إن آخر ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: " إذا قدمت على عمرو فتطاوعا"، وإنك والله إن عصيتني لأطيعنك فسلم أبو عبيدة لعمرو بن العاص. "كر".
غزوة ذات الرقاع
30254-
عن أبي موسى قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه فنقبت أقدامنا وسقطت أظفاري، فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت الغزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق. "ع، كر"1.
1 الحديث أخرجه مسلم في صحيحه بلفظه وسنده كتاب الجهاد والسير باب غزوة ذات الرقاع رقم "1816". ص.
اليرموك
30255-
عن حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة خرجوا يوم اليرموك
غزوة أوطاس
30256-
عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل الله دريدا وهزم أصحابه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر فرمي أبو عامر في ركبته، رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه فقلت يا عم من رماك؟ فأشار أبو عامر إلى هذا، فأتيته فجعلت أقول: ألا تستحيي ألست عربيا ألا تثبت؟ فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ضربتين فضربته بالسيف فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت: قد قتل الله صاحبك، قال: فانتزع هذا السهم فنزعته فقال: يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرأه مني السلام وقل له: يقول لك استغفر
لي واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم إنه مات، فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه وهو في بيت على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجسده، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، فقلت: يقول لك: استغفر لي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: اللهم اغفر لعبدك أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: اللهم اجعل له يوم القيامة نورا كثيرا فقلت: ولي يا رسول الله استغفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم فاغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما قال أبو بردة: أحدهما لأبي عامر والآخر لأبي موسى. "كر".
غزوة بني المصطلق
30257-
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارون ونعمهم تسقى على الماء فكانت جويرة بنت الحارث مما أصاب وكنت في الخيل. "ش".
سرية عاصم1
30258-
"مسند أنس" ذكر سبعين من الأنصار كانوا إذا جنهم الليل أووا إلى معلم بالمدينة فيبيتون يدرسون القرآن فإذا
1 ذكر ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة خبيب بن عدي: 2/120 سرية عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري. ص.
بعث زيد بن حارثة
30260-
عن عائشة قالت: أتانا زيد بن حارثة فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه فقبل وجهه قالت عائشة: وكانت أم قرفة جهزت أربعين راكبا من ولدها وولد ولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقاتلوه فأرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فقتلهم وقتل أم قرفة وأرسل بدرعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصبه بالمدينة بين رمحين. "كر".
30261-
عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانا قط إلا مرة واحدة جاء زيد بن حارثة من غزوة يستفتح، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته فقام عريانا يجر ثوبه فقبله. "كر".
30262-
عن عائشة قالت: قدم زيد بن حارثة من سرية أم
قرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فأتى زيد فقرع الباب فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه عريانا ما رأيته عريانا قبلها حتى اعتنقه وقبله ثم سأله فأخبره بما ظفره الله. الواقدي، "كر".
30263-
عن عروة قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة على الأنصار مهاجره إليها، وجه الأنصار حلفاء ممن حولهم من قبائل العرب وبينهم عقد وعهد على من نصرهم وعلى من قاتلهم من قبائل العرب، فأخبروه بذلك وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبرؤا إليهم من حلفهم وأن يؤذنوهم بحرب ففعلوا، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرايا إلى من قرب منهم أو استناء عنه فيما بينه وبين مكة إلى ما بينهم وبين مؤتة من حسمى1 جذام فبعث بضعا وعشرين سرية منها الرجل يبعثه وأكثر من ذلك إلى ما بعث من سرية زيد بن حارثة بمؤتة في ستة آلاف. ابن عائذ، "كر".
1 حسمى جذام: حسما بالكسر والقضر: اسم بلد جذام. النهاية 1/386. ب.
بعث أسامة
30264-
عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد قطع بعثا قبل مؤتة وأمر عليهم أسامة بن زيد وفي ذلك البعث أبو بكر وعمر فكان أناس من الناس يطعنون في ذلك لتأمير رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة عليهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس ثم قال: إن أناسا منكم قد طعنوا في تأمير أسامة وإنما طعنوا في تأمير أسامة كما طعنوا في
تأمير أبيه من قبله، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان من أحب الناس إلي وإن ابنه من أحب الناس إلي من بعده، وإني لأرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا. "ش".
30265-
عن عروة قال: كان أسامة بن زيد قد تجهز للغزو وخرج ثقله إلى الحرب فأقام تلك الأيام لوجع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش عامتهم المهاجرون فيهم عمر ابن الخطاب أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغير على أهل مؤتة وعلى جانب فلسطين حيث أصيب زيد بن حارثة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الجذع، فاجتمع المسلمون يسلمون عليه، ويدعون له بالعافية فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد فقال: اغد على بركة الله والنصر والعافية، ثم اغز حيث أمرتك أن تغير، قال أسامة: بأبي أنت وأمي قد أصبحت مفيقا1 وأرجو أن يكون الله قد شفاك، فأذن لي أن أمكث حتى يشفيك الله، فإني إن خرجت على هذه الحال خرجت وفي قلبي قرحة من شأنك وأكره أن أسأل عنك الناس، فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يراجعه وقام فدخل بيت عائشة. "كر".
1 مفيقا: أفاق من مرضه: رجعت الصحة إليه أو رجع إلى الصحة كاستفاق. القاموس 3/278. ب.
30266-
"مسند الصديق" الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن أزهر بن عوف عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يغير على أهل أبني صباحا، وأن يحرق قالوا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة: امض على اسم الله، فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، فخرج به إلى أسامة وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة فعسكر بالجرف وضرب عسكره في موضع سقاية سليمان اليوم، وجعل الناس يأخذون بالخروج إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره، ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة: عمر بن الخطاب وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في رجال من المهاجرين والأنصار وكان أشدهم في ذلك عدة قتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش فقال رجال من المهاجرين وكان أشدهم في ذلك قولا عياش بن أبي ربيعة: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب بعض ذلك القول فرده على من تكلم به وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول من قال، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه بعصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال: أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة فوالله لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله، وايم الله إن كان للإمارة لخليق وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي وإنهما لمخيلان1 لكل خير فاستوصوا به خيرا، فإنه من خياركم. ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر ليال خلون من ربيع الأول، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم عمر بن الخطاب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنفذوا بعث أسامة ودخلت أم أيمن فقالت: أي رسول الله لو تركت أسامة يقيم في معسكره حتى تتماثل فإن أسامة إن خرج على حاله هذه لم ينتفع بنفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفذوا بعث أسامة فمضى الناس إلى العسكر فباتوا ليلة الأحد ونزل أسامة يوم الأحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيل مغمور وهو اليوم الذي لدوه2 فيه
1 لمخيلان: من خلت إخال إذا ظننت. النهاية 2/93. ب.
2 لدوه: عن أم سلمة قالت: بدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه في بيت ميمونة فكان إذا خف عنه ما يجد خرج فصلى بالناس فإذا وجد ثقلة قال: مروا الناس فليصلوا فتخوفنا عليه ذات الجنب وثقل فلدناه فوجد النبي صلى الله عليه وسلم خشونة اللد فأفاق فقال: ما صنعتم بي؟ قالوا: لددناك، =
فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تهملان وعنده العباس والنساء حوله فطأطأ عليه أسامة فقبله ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يصبهما على أسامة، فأعرف أنه كان يدعو لي قال أسامة: فرجعت إلى معسكري، فلما أصبح يوم الاثنين غدا من معسكره وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مفيقا فجاءه أسامة فقال اغد على بركة الله، فودعه أسامة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مفيق مريح وجعلت نساءه يتماشطن سرورا براحته، ودخل أبو بكر الصديق فقال: يا رسول الله أصبحت مفيقا بحمد الله، واليوم يوم ابنة خارجة فأذن لي فأذن له، فذهب إلى السنح وركب أسامة إلى معسكره وصاح في أصحابه باللحوق إلى العسكر، فانتهى إلى معسكره ونزل وأمر الناس بالرحيل وقد منع النهار، فبينا أسامة بن زيد يريد أن يركب من الجرف1 أتاه رسول أم أيمن وهي أمه تخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
= قال: بماذا؟ قلنا بالعود الهندي وشيء من ورس وقطرات زيت، فقال: من أمركم بهذا؟ قالوا: أسماء بنت عميس، قال: هذا طب أصابته بأرض الحبشة لا يبقى أحد في البيت إلا التد إلا ما كان من عم رسول الله يعني العباس ثم قال: ما الذي كنتم تخافون علي؟ قالوا: ذات الجنب، قال: ما كان الله ليسلطها علي. الطبقات لابن سعد 2/235 و 236. ب.
1 الجرف: اسم موضع قريب من المدينة، وأصله ما تجرفه السيول من الأودية. النهاية 1/262. ب.
يموت، فأقبل أسامة إلى المدينة ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت فتوفي صلى الله عليه وسلم حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة، ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا حتى أتى به باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرزه عنده، فلما بويع لأبي بكر أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة ولا يحله حتى يغزوهم أسامة فقال بريدة: فخرجت باللواء حتى انتهيت به إلى بيت أسامة ثم خرجت به إلى الشام معقودا مع أسامة، ثم رجعت به إلى بيت أسامة فما زال معقودا في بيت أسامة حتى توفي أسامة فلما بلغ العرب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد منها عن الإسلام قال أبو بكر لأسامة أنفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ الناس بالخروج وعسكروا في موضعهم الأول، وخرج بريدة باللواء حتى انتهى إلى معسكرهم الأول، فشق على كبار المهاجرين الأولين ودخل على أبي بكر عمر وعثمان وأبو عبيدة وسعد ابن أبي وقاص وسعيد بن زيد فقالوا: يا خليفة رسول الله إن العرب قد انتقضت عليك من كل جانب وإنك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئا اجعلهم عدة لأهل الردة ترمي بهم في نحورهم، وأخرى لا تأمن على أهل المدينة أن يغار عليها وفي الذراري والنساء
فلو استأنيت بغزو الروم حتى يضرب الإسلام بجرانه1 ويعود أهل الردة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف ثم تبعث أسامة حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا؟ فلما استوعب أبو بكر كلامهم قال: هل منكم أحد يريد أن يقول شيئا؟ قالوا: لا قد سمعت مقالتنا فقال: والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت هذا البعث ولا بدأت بأول منه كيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي من السماء يقول: " أنفذوا جيش أسامة" ولكن خصلة أكلم بها أسامة أكلمه في عمر يخلفه يقيم عندنا فإنه لا غنى بنا عنه، والله ما أدري يفعل أسامة أم لا، والله إن أبى لا أكرهه فعرف القوم أن أبا بكر قد عزم على إنفاذ بعث أسامة، ومشى أبو بكر إلى أسامة في بيته فكلمه في أن يترك عمر ففعل أسامة، وجعل يقول له: اذنت ونفسك طيبة؟ فقال أسامة: نعم، قال: وخرج فأمر مناديه ينادي: عزمة مني أن لا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا ألحقته به ماشيا، وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا في إمارة فغلظ عليهم وأخذهم بالخروج، فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد، وخرج
1 بجرانه: الجران: باطن العنق. النهاية 1/363. ب.
أبو بكر يشيع أسامة والمسلمين، فلما ركب أسامة من الجرف في أصحابه وهم ثلاثة آلاف رجل، وفيهم ألف فرس، فسار أبو بكر إلى جنب أسامة ساعة ثمن قال: استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، إني سمعت رسول الله يوصيك فأنفذ لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لست آمرك ولا أنهاك عنه، إنما منفذ لأمر أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج سريعا فوطئ بلادا هادئة لم يرجعوا عن الإسلام مثل جهينة وغيرها من قضاعة، فلما نزل وادي القرى قدم عينا له من بني عذرة يدعى حريثا فخرج على صدر راحلته أمامه منفذا حتى انتهى إلى أبنى فنظر إلى ما هناك وارتاد الطريق، ثم رجع سريعا حتى لقي أسامة على مسيرة ليلتين من أبنى، فأخبره أن الناس غارون1 ولا جموع لهم وأمره أن يسرع السير قبل أن تجتمع الجموع وأن يشنها غارة. "كر"2.
30267-
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين أمر أسامة بن زيد وبلغه أن الناس عابوا إمارته، فطعنوا فيها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقال: ألا إنكم تعيبون أسامة وتطعنون في
1 غارون: الغرة: الغفلة، ومنه الحديث "أنه أغار على بني المصطلق وهم غارون" أي: غافلون. النهاية 3/355. ب
2 راجع الطبقات الكبرى لابن سعد "2/189، 191". ص.
إمارته وقد فعلتم ذلك بأبيه من قبل، وإن كان لخليقا بالإمارة، وإن كان لأحب الناس كلهم إلي، وإن ابنه من بعده لأحب الناس إلي، فاستوصوا به خيرا، فإنه من خياركم، قال سالم: ما سمعت عبد الله بن عمر يحدث بهذا الحديث قط إلا قال: والله ما حاشا فاطمة. "كر".
30268-
"مسند الصديق" سيف بن عمر عن الزهري عن أبي ضمرة وأبي عمر وغيرهما عن الحسن بن أبي الحسن قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا قبل وفاته على أهل المدينة ومن حولهم وفيهم عمر بن الخطاب وأمر عليهم أسامة بن زيد فلم يجاوز آخرهم الخندق حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف أسامة بالناس ثم قال لعمر: ارجع إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه يأذن لي فأرجع بالناس فإن معي وجوه الناس ولا آمن على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثقال المسلمين أن يتخطفهم المشركون وقالت الأنصار: فإن أبى إلا أن نمضي فأبلغه عنا واطلب إليه أن يولي أمرنا رجلا أقدم سنا من أسامة، فخرج عمر بأمر أسامة فأتى أبا بكر فأخبره بما قال أسامة، فقال أبو بكر، لو اختطفتني الكلاب والذئاب لم أرد قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فإن الأنصار أمروني أن أبلغك أنهم يطلبون إليك أن تولي أمرهم رجلا أقدم سنا من أسامة، فوثب
أبو بكر وكان جالسا، فأخذ بلحية عمر وقال: ثكلتك أمك وعدمتك يا ابن الخطاب استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأمرني أن أنزعه، فخرج عمر إلى الناس فقالوا له: ما صنعت؟ فقال: امضوا ثكلتكم أمهاتكم ما لقيت من سببكم اليوم من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم فأشخصهم وشيعهم وهو ماش وأسامة راكب وعبد الرحمن بن عوف يقود دابة أبي بكر فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتركبن أو لأنزلن؟ فقال: والله لا تنزل ووالله لا أركب وما علي أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله فإن للغازي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة تكتب له وسبعمائة درجة ترفع له، وتمحى عنه سبعمائة خطيئة حتى إذا انتهى قال له: إن رأيت أن تعينني بعمر بن الخطاب فأفعل، فأذن له وقال: يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تغلوا1 ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلا صغيرا، ولا شيخا كبيرا، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلا، ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على أقوام يأتونكم بآنية فيها
1 تغلوا: غل في المغنم يغل بالضم. غلولا: خان. المختار 377. ب
ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئا بعد شيء فاذكروا اسم الله عليه، وسوف تلقون أقواما قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيوف خفقا، اندفعوا باسم الله أغناكم الله بالطعن والطاعون. "كر".
30269-
"مسند الصديق" ابن عائذ حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: لما فرغوا من البيعة واطمأن الناس قال أبو بكر لأسامة: امض لوجهك الذي بعثك له رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه رجال من المهاجرين والأنصار وقالوا: أمسك أسامة وبعثه فإنا نخشى أن تميل علينا العرب إذا سمعوا بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر وكان أحزمهم أمرا: أنا أحبس جيشا بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اجترأت على أمر عظيم فوالذي نفسي بيده لأن تميل علي العرب أحب إلي من أن أحبس جيشا بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، امض يا أسامة في جيشك للوجه الذي أمرت به، ثم اغز حيث أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم من ناحية فلسطين وعلى أهل مؤتة، فإن الله سيكفي ما تركت، ولكن إن رأيت أن تأذن لعمر بن الخطاب فأستشيره وأستعين به، فإنه ذو رأي ومناصح للإسلام فافعل، ففعل أسامة ورجع عامة العرب عن دينهم وعامة أهل المشرق وغطفان وبنو أسد وعامة أشجع وتمسك طيء بالإسلام وقال
عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك أسامة وجيشه ووجههم نحو من ارتد عن الإسلام من غطفان وسائر العرب، فأبى ذلك أبو بكر وقال: إنكم قد علمتم أنه قد كان من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم في المشورة فيما لم يمض من نبيكم فيه سنة ولم ينزل عليكم به كتاب وقد أشرتم وسأشير عليكم فانظروا أرشد ذلك فائتمروا به فإن الله لن يجمعكم على ضلالة، والذي نفسي بيده ما أرى من أمر أفضل في نفسي من جهاد من منع عنا عقالا كان يأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقاد المسلمون لرأي أبي بكر. "كر".
30270-
"مسند الحسين بن علي" أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته بثلاث: أوصى أن ينفذ جيش أسامة، ولا يسكن معه المدينة إلا أهل دينه قال محمد: ونسيت الثالثة. "طب" عن محمد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده.
30271-
عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ضرب بعث أسامة ولم يستتب لوجع النبي صلى الله عليه وسلم ولخلع مسيلمة والأسود وقد أكثر المنافقون في تأمير أسامة حتى بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج عاصبا رأسه من الصداع لذلك من الشأن ولبشارة أريها في بيت عائشة وقال: إني رأيت البارحة فيما يرى النائم في عضدين سوارين من ذهب فكرهتهما فنفختهما فطارا فأولتهما هذين الكذابين صاحب
اليمامة وصاحب اليمن، وقد بلغني أن أقواما يقولون في إمرة أسامة ولعمري لئن قالوا في إمارته لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله، وإن كان أبوه لخليقا لها وإنه لها لخليق فأنفذوا بعث أسامة وقال: لعن الله الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد". فخرج أسامة فضرب بالجرف وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يستتم الأمر انتظر أولهم آخرهم حتى توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم. سيف، "كر".
30272-
"مسند أسامة" عن أسامة قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغير على أبنى1 صباحا وأحرق. "ق، ط" والشافعي، حم،2 د، هـ" والبغوي، "طب".
30273-
"أيضا" استعملني النبي صلى الله عليه وسلم على سرية. "قط" في الأفراد.
1 أبنى: وفي حديث أسامة قال له النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسله إلى الروم "أغر على أبنى صباحا" هي بضم الهمزة والقصر: اسم موضع من فلسطين بين عسقلان والرملة، ويقال لها يبنى بالياء. النهاية 1/18. ب.
2 أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في الحريق في بلاد العدو رقم 2600. ص.
بعث خالد إلى أكيدر بدومة الجندل
30274-
عن حذيفة "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى دومة الجندل فقال: إنكم ستجدون أكيدر خارجا يتصيد الصيد فخذوه،
فانطلقوا فوجدوه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوه وعلموا أهل المدينة وأشرفوا على المسلمين يكلمونهم، فقال رجل من المسلمين: أذكرك الله هل تجدون محمدا في كتابكم؟ فقال: لا فقال رجل إلى جنبه: إنا نجده في كتابنا فقال الرجل لأبي بكر: يا أبا بكر أليس قد كفر هؤلاء الآن؟ قال: بلى فاسكت وأنتم سوف تكفرون وسكت الرجل ودخل البيت وخرج مسيلمة يتنبأ فقال رجل: سمعتك تقول ونحن بدومة الجندل وأنتم سوف تكفرون، وذلك خروج مسيلمة فقال: لا ولكن في آخر الزمان.
ابن منده والمحاملي في أماليه وأبو نعيم في المعرفة، "كر".
30275-
"من مسند خالد بن الوليد"" بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال: من مررت به من العرب فسمعت فيهم الأذان فلا تعرض له، ومن لم تسمع فيهم الأذان فادعهم إلى الإسلام فإن لم يجيبوا فجاهدهم. "طب" عن خالد بن سعيد بن العاصي.
30276-
"مسند بجير بن بجرة الطائي" عن أبي المعارك1 الشماخ بن المعارك بن مرة بن صخر بن بجير بن بجرة قال: حدثني
1 قال ابن حجر في الإصابة في ترجمة بجير "1/277" أبو المعارك وآباؤه لا ذكر لهم في كتب الرجال. وذكر الحديث كذلك ابن الأثير في أسد الغابة "1/265" واستدركت تصحيح الأبيات منهما. ص.
أبي عن جدي عن أبيه بجير بن بجرة قال: كنت في جيش خالد ابن الوليد حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر ملك دومة الجندل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك تجده يصيد البقر" قال فوافيناه في ليلة مقمرة، قد خرج كما نعته رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذناه وقتلنا أخاه كان قد حاربنا وعليه قباء ديباج، فبعث به خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما أتينا النبي صلى الله عليه وسلم أنشدته:
تبارك سائق البقرات إن
…
رأيت الله يهدي كل هاد
فمن يك عائدا عن ذي تبوك
…
فإنا قد أمرنا بالجهاد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يفضض الله فاك" قال: فأتت عليه تسعون سنة ما تحركت له سن ولا ضرس. أبو نعيم وابن منده، "كر".
30277-
قال ابن إسحاق حدثني يزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة كان ملكا على دومة وكان نصرانيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد: " إنك ستجده يصيد البقر" فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين وهي ليلة مقمرة فلقيه في ركب من أهل بيته فأخذه وقتل أخاه حسانا وقدم بالأكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقن له دمه وصالحه على الجزية، ثم خلى سبيله فرجع إلى قريته فقال رجل من طييء يقال له بجير بن بجرة فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد إنك ستجده يصيد البقر تلك الليلة حتى
أخرجه لتصديق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تبارك سائق البقرات ليلا
…
كذاك الله يهدي كل هاد
فمن يك عائدا عن ذي تبوك
…
فإنا قد أمرنا بالجهاد
ابن منده وأبو نعيم، "كر"؛ قال ابن منده: هذا حديث مرسل في المغازي.
30278-
عن خالد بن سعيد بن العاص أيضا بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيصر صاحب الروم بكتاب فقلت: استأذنوا لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى قيصر فقيل له: إن على الباب رجلا يزعم أنه رسول رسول الله ففزعوا لذلك فقال: أدخله فأدخلني عليه وعنده بطارقته فأعطيته الكتاب فقرئ عليه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر صاحب الروم فنخر ابن أخ له أحمر أزرق سبط فقال: لا يقرأ الكتاب اليوم لأنه بدأ بنفسه وكتب صاحب الروم ولم يكتب ملك الروم، فقرئ الكتاب حتى فرغ منه ثم أمرهم فخرجوا من عنده، ثم بعث إلي فدخلت عليه فسألني فأخبرته، فبعث إلى الأسقف فدخل عليه، فلما قرأ الكتاب قال الأسقف: هو والله الذي بشرنا به موسى وعيسى الذي كنا ننتظره قال قيصر: فما تأمرني؟ قال الأسقف: أما أنا فإني مصدقه ومتبعه فقال قيصر: أعرف أنه كذلك ولكن لا أستطيع أن أفعل، إن فعلت ذهب
ملكي وقتلني الروم. "طب" عن دحية الكلبي.
30279-
"مسند أبي السائب خباب" عن خريم بن أوس سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "هذه الجيرة البيضاء قد رفعت لي وهذه الشيماء بنت نفيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود فقلت: يا رسول الله وإن نحن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي؟ قال: هي لك"، ثم ارتد العرب فلم يرتد أحد من طيئ وكنا نقاتل قيسا على الإسلام وفيهم عيينة بن حصن وكنا نقاتل بني أسد وفيهم طلحة بن خويلد الفقعسي، ثم سار خالد إلى مسيلمة فسرنا معه، فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا إلى ناحية البقرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم فبرز له خالد بن الوليد، ودعا إلى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد وكتب بذلك إلى أبي بكر فنفله سلبه، ثم سرنا على طريق الطف، حتى دخلنا الحيرة فكان أول من تلقانا فيها شيماء بنت نفيلة الأزدية على بغلة لها شهباء بخمار أسود كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلقت بها وقلت: هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني خالد عليها البينة، فأتيته بها فسلمها إلي. "طب" عن خريم بن أوس1.
1 ذكر الحديث ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة خريم بن أوس "2/130" وهكذا ذكره ابن حجر في الإصابة "3/90" فاستدركت ما فات من نقص. ص.
30280-
"مسند ابن عباس" الواقدي حدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ومحمد بن صالح عن عاصم بن عمر ابن قتادة ومعاذ بن محمد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وإسماعيل بن إبراهيم عن موسى بن عقبة فكل قد حدثني من هذا الحديث بطائفة وعماده حديث ابن أبي حبيبة قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد من تبوك في أربعمائة وعشرين فارسا إلى أكيدر بن عبد الملك بدومة الجندل وكان أكيدر من كندة قد ملكهم، وكان نصرانيا فقال خالد: يا رسول الله كيف لي به وسط بلاد كلب، وإنما أنا في أناس يسير؟ فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: ستجده يصيد البقر فتأخذه، فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين وفي ليلة مقمرة طائفة وهو على سطح له ومعه امرأته الرباب بنت أنيف بن عامر من كندة فصعد على ظهر الحصن من الحر وقينته تغنيه ثم دعا بشراب فشرب فأقبلت البقر تحك بقرونها باب الحصن فأقبلت امرأته الرباب فأشرفت على الحصن فرأت البقر فقالت: ما رأيت كالليلة في اللحم هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا، ثم قالت: من يترك مثل هذا؟ قال لا أحد قال: يقول أكيدر: والله ما رأيت جاءتنا بقر ليلا غير تلك الليلة، ولقد كنت أضمر لها الخيل إذا أردت أخذها شهرا أو أكثر، ثم
أركب بالرجال وبالآلة فنزل فأمر بفرسه فأسرجت وأمر بخيل فأسرجت، وركب معه نفر من أهل بيته معه أخوه حسان ومملوكان له فخرجوا من حصنهم بمطاردهم فلما فصلوا من الحصن وخيل خالد تنظرهم لا يصهل فيها فرس ولا تتحرك فساعة فصل أخذته الخيل فاستأسر أكيدر وامتنع حسان فقاتل حتى قتل وهرب المملوكان ومن كان معه من أهل بيته فدخلوا الحصن وكان على حسان قباء ديباج مخوص1 بالذهب فاستلبه خالد فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمرو بن أمية الضمري وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخالد بن الوليد:" إن ظفرت بأكيدر فلا تقتله وائت به إلي فإن أبى فاقتله"، فطاوعهم فقال خالد بن الوليد لأكيدر: هل لك أن أجيرك من القتل حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن تفتح لي دومة قال نعم ذلك لك، فلما صالح خالد أكيدر وأكيدر في وثاق، وانطلق به خالد حتى أدناه من باب الحصن نادى أكيدر أهله افتحوا باب الحصن، فأرادوا ذلك، فأبى عليهم مصاد أخو أكيدر فقال أكيدر لخالد: تعلم والله لا يفتحون لي ما رأوني في وثاقك فحل عني فلك الله والأمانة أن أفتح لك الحصن إن أنت صالحتني على أهله، قال خالد: فإني أصالحك فقال أكيدر: إن شئت حكمتك وإن شئت حكمتني؟ قال خالد: بل نقبل ما أعطيت
1 مخوص: أي منسوج به كخوص النخل وهو ورقه. النهاية 2/87. ب.
فصالحه على ألفي بعير وثمانمائة رأس وأربع مائة درع وأربعمائة رمح على أن ينطلق به وأخيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحكم فيها حكمه، فلما قاضاه خالد على ذلك خلى سبيله ففتح الحصن فدخله خالد وأوثق مصادا أخا أكيدر وأخذ ما صالح عليه من الإبل والرقيق والسلاح، ثم خرج قافلا إلى المدينة ومعه أكيدر ومصاد فلما قدم بأكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم صالحه على الجزية وحقن دمه ودم أخيه وخلى سبيلهما وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه أمانهم وما صالحهم وختمه يومئذ بظفره. "كر".
30281-
عن عمرو بن يحيى بن وهب بن أكيدر صاحب دومة الجندل عن أبيه عن جده قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن أكيدر ولم يكن معه خاتمه فختمه بظفره. "كر".
30282-
عن ابن عمر قال: قال عمر لخالد بن الوليد: ويحك يا خالد أخذت بني جذيمة بالذي كان من أمر الجاهلية أو ليس الإسلام قد محا ما كان في الجاهلية؟ فقال: يا أبا حفص والله ما أخذتهم إلا بالحق اغرت على قوم مشركين فامتنعوا فلم يكن لي بد إذا امتنعوا من قتالهم فأسرتهم ثم حملتهم على السيف فقال عمر: أي رجل تعلم عبد الله بن عمر: قال: أعلمه والله رجلا صالحا، قال: فهو الذي أخبرني غير الذي أخبرتني وكان معك في ذلك الجيش: فقال
خالد: فإني أستغفر الله وأتوب إليه فانكسر عنه عمر وقال: ويحك ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك. الواقدي، "كر".
30283-
عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى العزى وكانت لهوازن وكانت سدنتها بنو سليم فقال: انطلق فإنه تخرج عليك امرأة شديدة السواد طويلة الشعر عظيمة الثديين قصيرة فشد عليها خالد فضربها فقتلها، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا خالد ما صنعت؟ قال: قتلتها قال: ذهبت العزى فلا عزى بعد اليوم. "كر".
بعث جرير1
30284-
عن جرير قال: بعث إلي علي بن أبي طالب ابن عباس والأشعث بن قيس وأنا بقرقيسياء فقالا: إن أمير المؤمنين
1 جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة البجلي الصحابي الشهير ويكنى: أبو عمر وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة عشر وأن بعثه إلى ذي الخلصة كان بعد ذلك ثم سكن جرير الكوفة وأرسله علي رسولا إلى معاوية ثم اعتزل الفريقين وسكن قرقيسياء: بدون همزة بلد على الفرات. وتوفي فيها سنة "51" هـ. الإصابة لابن حجر "2/77" وذكر الحديث. وهكذا ذكره ابن الأثير في أسد الغابة "1/334". ص.
يقرئك السلام ويقول: نعم ما أراك الله من مفارقتك معاوية، وإني أنزلك مني بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أنزلتكها، فقلت:"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم أن يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت دماؤهم وأموالهم" فلا أقاتل أحدا يقول لا إله إلا الله فرجعا على ذلك. "طب".
30285-
عن جرير قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جرير ألا تريحني من ذي الخلصة؟ فنفرت في خمسين ومائة فارس من أحمس فحرقتها بالنار فبعث جرير رجلا يقال له أبو أرطاة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب". أبو نعيم في المعرفة.
30286-
عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله إلى ذي الكلاع اسمه بديع بن باكوراء وإلى ذي ظليم حوشب بن طخية. "كر".
بعث خباب بن الأرت
30287-
"من مسنده" قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فأصابنا العطش وليس معنا ماء، فتنوخت1 ناقة لبعضنا
1 فتنوخت: أناخ الرجل الجمل إناخة قالوا: ولا يقال في المطاوع فناخ بل يقال فبرك وتنوخ، وقد يقال فاستناخ. المصباح 2/765. ب.
وإذا بين رجليها مثل السقاء فشربنا من لبنها. "طب" عن خباب.
بعث ضرار بن الأزور
30288-
عن ابن عباس قال: بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرار بن الأزور الأسدي إلى عوف الورقاني من بني الصيداء. "كر"1.
1 ضرار بن الأزور: اسمه مالك بن أوس بن خديجة كان "فارسا شاعرا" وذكر الحديث ابن الأثير في أسد الغابة "3/52". ص.
بعث عبد الرحمن
30289-
عن ابن عمر قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف فقال: تجهز فإني باعثك في سرية من يومك هذا أو من الغد إن شاء الله تعالى، قال ابن عمر: فسمعت ذلك فقلت: لأدخلن ولأصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ولأسمعن وصية عبد الرحمن، فقعدت فصليت فإذا أبو بكر وعمر وناس من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل فيدعوهم إلى الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن: ما خلفك عن أصحابك؟ قال ابن عمر وقد مضى أصحابه من سحر وهم معتدون بالجرف، وكانوا سبعمائة رجل،
بعث معاذ
30291-
عن معاذ بن جبل "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن مشى أكثر من ميل يوصيه قال: يا معاذ أوصيك بتقوى الله العظيم وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، وحفظ الجار، وخفض الجناح، ولين الكلام، ورحمة اليتيم، والتفقه في القرآن - وفي لفظ: في الدين - والجزع من الحساب، وحب الآخرة، يا معاذ لا تفسدن أرضا، ولا تشتم مسلما، ولا تصدق كاذبا، ولا تكذب صادقا، ولا تعص إماما عادلا، يا معاذ أوصيك بذكر الله عند كل حجر وشجر وأن تحدث لكل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية، يا معاذ إني أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لها، يا معاذ إني لو أعلم أنا نلتقي إلى يوم القيامة لأقصرت عليك من الوصية، ولكني لا أرى نلتقي إلى يوم القيامة، يا معاذ إن أحبكم إلي لمن لقيني يوم القيامة على مثل هذه الحالة التي فارقني عليها، وكتب له في عهده أن لا طلاق لامرئ فيما لا يملك ولا عتق فيما لا يملك، ولا نذر في معصية ولا في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك ابن آدم، وعلى أن تأخذ من كل حالم دينارا أو عدله معافر، وعلى أن لا تمس القرآن إلا طاهرا، وإنك إذا أتيت اليمن يسألونك نصاراها عن مفتاح الجنة فقل: مفتاح الجنة
لا إله إلا الله وحده لا شريك له". "كر"؛ وفيه ركن الشامي متروك.
30292-
" يا معاذ إنك تقدم على أهل الكتاب وإنهم يسألونك عن مفاتيح الجنة فأخبرهم أن مفاتيح الجنة لا إله إلا الله وأنها تحرق كل شيء حتى تنتهي إلى الله عز وجل لا يحجب دونه، من جاء بها إلى يوم القيامة مخلصا رجحت بكل ذنب، يا معاذ تواضع لله عز وجل يرفعك الله، واستدق1 الدنيا يؤتك الله الحكمة، فإنه من تواضع لله واستدق الدنيا أظهر الله تعالى الحكمة من قلبه على لسانه ولا تغضبن ولا تقولن إلا بعلم، فإن أشكل عليك أمر فاسأل ولا تستحي، واستشر فإن المستشير معان، والمستشار مؤتمن، ثم اجتهد فإن الله عز وجل إن يعلم منك يوفقك، وإن التبس عليك فقف، وأمسك حتى تبينه أو تكتب إلي فيه، ولا تضربن فيما لم تجد في كتاب الله ولا في سنتي على قضاء إلا عن ملأ، واحذر الهوى فإنه قائد الأشقياء إلى النار، وإذا قدمت عليهم فأقم فيهم كتاب الله وأحسن أدبهم، وأقرئهم القرآن يحملهم القرآن على الحق وعلى الأخلاق الجميلة، وأنزل الناس منازلهم
1 واستدق: أي: احتقرها واستصغرها. وهو استفعل، من الشيء الدقيق الصغير. النهاية 2/127. ب.
فإنهم لا يستوون إلا في الحدود لا في الخير ولا في الشر على قدر ما هم عليه من ذلك، ولا تحابين في أمر الله، وأد إليهم الأمانة في الصغير والكبير، وخذ ممن لا سبيل عليه العفو، وعليك بالرفق، وإذا أسأت فاعتذر إلى الناس، فعاجل التوبة، وإذا أسروا عليك من الجهالة فبين لهم حتى يعرفوا، ولا تحاقدهم وأمت أمر الجاهلية إلا ما حسنه الإسلام، وأعرض الأخلاق على أخلاق الإسلام، ولا تعرضها على شيء من الأمور، وتعاهد الناس في المواعظ والقصد القصد والصلاة الصلاة، فإنها قوام هذا الأمر اجعلوها همكم، وآثروا شغلها على الأشغال وترفقوا بالناس في كل ما عليهم ولا تفتنوهم، وانظروا في وقت كل صلاة فإن كان أرفق بهم فصلوا بهم أوله وأوسطه وآخره، صلوا الفجر في الشتاء وغلسوا بها، وأطل في القراءة على قدر ما يطيقون لا يملون أمر الله ولا يكرهونه، ويصلون الظهر في الشتاء مع أول الزوال، والعصر في أول وقتها والشمس حية، والمغرب حين يجب القرص صلها في الشتاء والصيف على ميقات واحد إلا من عذر، وأخر العشاء شيئا ما، فإن الليل طويل إلا أن يكون غير ذلك أرفق بهم، وإذا كان الصيف فأسفر بالفجر فإن الليل قصير فيدركها النوام، وصل الظهر بعد ما يتنفس الظل وتبرد الرياح، وصل العصر في وسط وقتها، وصل المغرب إذا
سقط القرص، والعشاء إذا غاب الشفق إلا أن يكون غير ذلك أرفق بهم، وتعاهدوا الناس بالتذكير وأتبعوا الموعظة بالموعظة، فإنه أقوى للعاملين على العمل بما يحب الله، ولا تخافوا في الله لومة لائم، واتقوا الله الذي إليه ترجعون، يا معاذ إني عرفت بلاءك في الدين والذي ذهب من مالك وركبك في الدين، وقد طيبت لك الهدية، فإن هدي إليك شيء فاقبل". أبو نعيم وابن عساكر - عن عبيد بن صخر بن لوذان1 الأنصاري السلمي.
1 كان ممن بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن. راجع أسد الغابة "3/542" وذكر الحديث في ترجمة معاذ بن جبل ابن الأثير في أسد الغابة "5/194 و 195". ص.
بعث عمرو بن مرة
30293-
عن عمرو بن مرة قال: كان رسول اله صلى الله عليه وسلم بعث جهينة ومزينة إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي وكان منابد النبي صلى الله عليه وسلم فلما ولوا غير بعيد قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله بأبي أنت وأمي على ما تبعث كبشين قد كادا يتهاينان في الجاهلية أدركهم الإسلام وهم على بقية منها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بردهم حتى وقفوا بين يديه فقال: يا مزينة حي جهينة يا جهينة حي مزينة فعقد لعمرو بن مرة على الجيشين على جهينة ومزينة ثم قال: سيروا
على بركة الله، فساروا إلى أبي سفيان بن الحارث فهزمه الله وكثر القتل في أصحابه. "كر".
بعث عمرو بن العاص
30294-
عن الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى كلب وغسان وكفار العرب الذين كانوا بمشارف الشام، وأمر على أحد البعثين أبا عبيدة بن الجراح، وأمر على البعث الآخر عمرو بن العاص فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر، فلما كان عند خروج البعث دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة وعمرا فقال: لا تعاصيا، فلما فصلا من المدينة خلا أبو عبيدة بعمرو فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي وإليك أن لا تعاصيا، فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك؟ قال: لا بل أطعني فأطاع أبو عبيدة، وكان عمرو أميرا على البعثين كليهما، فوجد عمر من ذلك قال: أتطيع ابن النابغة وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا ما هذا الرأي؟ فقال أبو عبيدة لعمر: يا ابن أم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي وإليه أن لا تتعاصيا، فخشيت إن لم أطعه أن أعصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدخل بيني وبينه الناس، وإني والله لأطيعنه حتى أقفل1 فلما قفلوا كلم عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه ذلك فقال رسول الله
1 أقفل: القفول: الرجوع من السفر، وبابه دخل. المختار 431. ب.
صلى الله عليه وآله وسلم: " لن أؤمر عليكم بعد هذا إلا منكم يريد المهاجرين". "كر"1.
1 ذكر الحديث ابن الأثير في ترجمة عمرو بن العاص "4/245". ص.
بعث بني قريظة
30295-
عن أبي قتادة قال: انتهينا إلى بني قريظة: فلما رأونا أيقنوا بالشر وغرز علي الراية عند أصل الحصن فاستقبلونا في صياصيهم2 يشتمون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه وسكتنا وقلنا: السيف بيننا وبينكم وطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه علي رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن ألزم اللواء فلزمته، وكره أن يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أذاهم وشتمهم، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ويقدمه أسيد بن حضير فقال: يا أعداء الله لا أبرح حصنكم حتى تموتوا جوعا، إنما أنتم بمنزلة ثعلب في جحر، قالوا: يا ابن الحضير نحن مواليك دون الخزرج وجاروا فقال: لا عهد بيني وبينكم ولا إل3 الواقدي، "كر".
2 "صياصيهم: الصياصي: الحصون. المختار 297. ب.
3 إل: الإل: القرابة، ومنه قوله تعالى:{لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلا ذِمَّةً} أي: قرابة ولا
عهدا. النهاية 1/61. ب.
بعث بني النضير
30296-
عن محمد بن مسلمة " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى بني النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثا". "كر".
بعث بني كلاب
30297-
عن محمد بن مسلمة قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين راكبا فيهم عباد بن بشر إلى بني أبي بكر بن كلاب، فأمرنا أن نسير الليل ونكمن النهار وأن نشن1 عليهم الغارات". "كر".
1 نشن: شن عليهم الغارة: أي فرقها عليهم من كل وجه وبابه رد. وأشنها أيضا. المختار. 276. ب.
بعث كعب بن عمير
30298-
عن الزهري قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من أرض الشام فوجدوا جمعا كثيرا فدعوهم إلى الإسلام فلم يستجيبوا لهم ورشقوهم بالنبل، فلما رأى ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قاتلوهم أشد القتال حتى قتلوا، فأفلت منهم رجل جريحا فلما برد عليه الليل تحامل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بالبعثة إليهم فبلغه أنهم قد ساروا إلى موضع آخر فتركهم". الواقدي، "كر".
ذيل الغزوات
30300-
"من مسند بريدة بن الحصيب الأسلمي" عن بريدة "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية وبعث معها رجلا يكتب إليه بالأخبار. "كر" ورجاله ثقات.
30301-
"مسند بشير بن يزيد الضبعي" عن الأشهب الضبعي قال: حدثني بشير بن يزيد الضبعي وكان قد أدرك الجاهلية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم ذي قار هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم. "خ" في تاريخه وبقي بن مخلد والبغوي وابن السكن "طب" وأبو نعيم1.
30302-
"من مسند جابر بن سمرة" عن جابر بن سمرة بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فهزمنا، فاتبع سعد راكبا منهم فالتفت إليه فرأى ساقه خارجة من الغرز فرماه بسهم فرأيت الدم يسيل كأنه شراك فأناخ. "طب" عن جابر بن سمرة.
1 ذكر الحديث ابن حجر في الإصابة برقم "706""1/65" وقال: بشير، شيخ قديم أدرك الجاهلية يروي المراسيل. ص.
30303-
عن البراء كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة وأخرجني خالي وأنا لا أستطيع أن أرمي بحجر. "طب".
30304-
"مسند خباب الكناني" عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن خابط بن خباب الكناني عن أبيه قال: كنت بالفلاة إذ مر علينا جيش عرمرم فقيل: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو نعيم.
مراسلاته صلى الله عليه وسلم وعهوده على الناس
30305-
عن عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزام عن أبيه عن جده أن عمرو بن حزم قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجنادة: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لجنادة وقومه ومن تبعه بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأطاع الله ورسوله وأعطى من الغنائم خمس الله ورسوله، وفارق المشركين فإن له ذمة الله وذمة محمد صلى الله عليه وسلم" وكتب علي. أبو نعيم.
30306-
وبه عن عمرو بن حزم "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لحصين بن نضلة الأسدي كتابا: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لحصين بن نضلة الأسدي أن له ترمدا1 وكتيفة لا يحاقه فيهما أحد" وكتب المغيرة. أبو نعيم.
1 ترمدا: في الحديث "أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لحصين بن نضلة الأسدي كتابا أن له ترمد وكتيفة" هو بفتح التاء وضم الميم: موضع في=
30307-
وبه عن عمرو بن حزم قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجميل بن رذام: هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم جميل بن رذام العدوي أعطاه الرمد1 لا يحاقه فيه أحد، وكتب علي. أبو نعيم.
30308-
عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه عن جده حاطب بن أبي بلتعة عال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية فجئته بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلني في منزل فأقمت عنده ليالي، ثم بعث إلي وقد جمع بطارقته فقال: إني سأكلمك بكلام فأحب أن تفهمه مني، فقلت كلم فقال: أخبرني عن صاحبك أليس هو نبي؟ فقلت: بلى وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حين أخرجوه من بلده؟ فقلت: عيسى ابن مريم أليس هو نبي؟ قال: أشهد أنه رسول الله، قلت فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه أن لا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حتى رفعه الله إليه في سماء الدنيا قال: أحسنت أنت حكيم جاء من عند حكيم هذه هدايا
= ديار بني أسد، وبعضهم يقوله: ثرمدا بفتح الثاء المثلثة والميم وبعد الدال المهملة ألف، فأما ترمذ بكسر التاء والميم فالبلد المعروف بخراسان النهاية 1/188. وكتيفة: كجهينة موضع ببلاد باهلة. القاموس 3/189. ب.
1 الرمد: بفتح الراء: ماء أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم جميلا العدوى حين وفد عليه. النهاية 2/262. ب.
أبعث بها معك إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وأبعث معك ببدرقة يبدرقونك إلى مأمنك، قال فأهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث جواري منهن أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواحدة وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهم بن حذيفة العدوي، وواحدة لحسان بن ثابت، وأرسل إليه بثياب مع طرف1 من طرفهم. أبو نعيم.
دعوة هرقل
30309-
"مسند الصديق" عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة الباهلي عن هشام بن العاص الأموي قال: بعثت أنا ورجل آخر إلى هرقل صاحب الروم ندعوه إلى الإسلام فخرجنا حتى قدمنا الغوطة يعني دمشق، فنزلنا على جبلة بن الأيهم الغساني فدخلنا عليه فإذا هو على سرير له، فأرسل إلينا برسول نكلمه فقلنا: والله لا نكلم رسولا إنما بعثنا إلى الملك، فإن أذن لنا كلمناه وإلا لم نكلم الرسول، فرجع إليه فأخبره بذلك، فقال: فأذن لنا فقال: تكلموا فكلمه هشام بن العاص ودعاه إلى الإسلام وإذا عليه ثياب سواد فقال له هشام: وما هذه التي عليك؟ فقال: لبستها وحلفت أن لا أنزعها حتى أخرجكم من الشام، قلنا ومجلسك هذا فوالله
1 طرف: الطرفة ما يستطرف أي يستلمح والجمع طرف مثل غرفة وغرف. المصباح 2/507. ب.
لنأخذنه منك ولنأخذن منك الملك الأعظم إن شاء الله، أخبرنا بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم قال: لستم بهم بل هم قوم يصومون بالنهار ويقومون بالليل فكيف صومكم؟ فأخبرناه فملئ وجهه سوادا فقال: قوموا وبعث معنا رسولا إلى الملك فخرجنا حتى إذا كنا قريبا من المدينة قال لنا الذي معنا إن دوابكم هذه لا تدخل مدينة الملك، فإن شئتم جملناكم على براذين وبغال؟ قلنا: والله لا ندخل إلا عليها فأرسلوا إلى الملك إنهم يأبون فدخلنا على رواحلنا متقلدين بسيوفنا حتى انتهينا إلى غرفة له فأنخنا في أصلها وهو ينظر إلينا، فقلنا: لا إله إلا الله والله أكبر، والله لقد تنفضت الغرفة حتى صارت كأنها عذق تصفقه الرياح، فأرسل إلينا ليس لكم أن تجهروا علينا بدينكم، وأرسل إلينا أن ادخلوا فدخلنا عليه وهو على فراش له وعنده بطارقة من الروم، وكل شيء في مجلسه أحمر وما حوله حمرة وعليه ثياب من الحمرة، فدنونا منه فضحك وقال: ما كان عليكم لو حييتموني بتحيتكم فيما بينكم، وإذا عنده رجل فصيح بالعربية كثير الكلام، فقلنا: إن تحيتنا فيما بيننا لا تحل لك وتحيتك التي تحيي بها لا تحل لنا أن نحييك بها قال: كيف تحيتكم؟ قلنا: السلام عليكم قال: كيف تحيون مليككم؟ قلنا: بها قال: وكيف يرد عليكم؟ قلنا بها، قال: فما
أعظم كلامكم؟ قلنا: لا إله إلا الله والله أكبر فلما تكلمنا قال: فوالله يعلم لقد تنفضت الغرفة حتى رفع رأسه إليها قال: فهذه الكلمة التي قلتموها حيث تنفضت الغرفة كلما قلتموها في بيوتكم تنفضت بيوتكم عليكم؟ قلنا لا رأيناها فعلت هكذا قط إلا عندك قال: لوددت أنكم كلما قلتم تنفض كل شيء عليكم، وإني خرجت من نصف ملكي، قلنا: لم؟ قال: لأنه كان أيسر لشأنها وأجدر أن لا يكون من أمر النبوة وأن يكون من حيل الناس، ثم سألنا عما أراد فأخبرناه ثم قال: كيف صلاتكم وصومكم؟ فأخبرناه فقال: قوموا فقمنا وأنزلنا بمنزل حسن ومنزل كبير، فأقمنا ثلاثا، إلينا فدخلنا عليه فاستعاد قولنا فأعدناه، ثم دعا بشيء كهيئة الربعة العظيمة مذهبة فيها بيوت صغار عليها أبواب ففتح بيتا وقفلا فاستخرج حريرة سوداء فنشرها فإذا فيها صورة، وإذا فيها رجل ضخم العينين عظيم الأليتين لم أر مثل طول عنقه، وإذا ليست له لحية وإذا ضفيرتان أحسن ما خلق الله قال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا آدم عليه السلام، فإذا هو أكثر الناس شعرا، ثم فتح لنا بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء، وإذا فيها صورة بيضاء وإذا له شعر كشعر القطط أحمر العينين ضخم الهامة حسن اللحية فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا
نوح عليه السلام، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء، فإذا فيها رجل شديد البياض حسن العينين صلت الجبين طويل الخد أبيض اللحية كأنه يبتسم فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا إبراهيم عليه السلام، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء، فإذا فيها صورة بيضاء فإذا والله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: نعم محمد رسول الله قال: وبكينا، والله يعلم أنه قام قائما ثم جلس وقال: والله إنه لهو؟ قلنا: نعم إنه لهو كأنما ننظر إليه، فأمسك ساعة ينظر إليها ثم قال: أما إنه كان آخر البيوت ولكني عجلته لكم لأنظر ما عندكم ثم فتح بابا آخر استخرج منها حريرة سوداء وإذا فيها صورة أدماء شحباء وإذا رجل جعد1 قطط2 غائر العينين حديد النظر عابسا متراكب الأسنان مقلص الشفة كأنه غضبان فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا موسى عليه السلام وإلى جنبه صورة تشبهه إلا أنه مدهان الرأس عريض الجبين في عينيه قبل فقال: هل
1 جعد: الجعد في صفات الرجال يكون مدحا وذما: فالمدح معناه أن يكون شديد الأسر والخلق، أو يكون جعد الشعر وهو ضد السبط. النهاية 1/275. ب.
2 قطط: القطط الشديد الجعودة. النهاية 4/81. ب.
تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا هارون بن عمران، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة رجل أدم سبط ربعة كأنه غضبان فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا لوط عليه السلام، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة، فإذا فيها صورة رجل أبيض مشرب بحمرة أقنى الأنف خفيف العارضين حسن الوجه فقال: تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا إسحاق عليه السلام، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة تشبه صورة إسحاق إلا أنه على شفته السفلى خال فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا يعقوب عليه السلام ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه حريرة سوداء فإذا فيها صورة رجل أبيض حسن الوجه أقنى الأنف حسن القامة يعلو وجهه نور يعرف في وجهه الخشوع يضرب إلى الحمرة فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا إسماعيل جد نبيكم عليهما السلام، ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه حريرة بيضاء، فإذا هي صورة كأنها صورة آدم كأن وجهه الشمس، فقال: هل تعرفون هذا؟ قال: لا قال: يوسف عليه السلام، ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة رجل أحمر حمش الساقين أخفش العينين ضخم البطن ربعة متقلدا سيفا
فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا داود عليه السلام، ثم
فتح بابا أخر، فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة رجل ضخم الأليتين طويل الرجلين راكب فرسا فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا سليمان بن داود عليهما السلام، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء فإذا فيها صورة بيضاء، وإذا رجل شاب شديد سواد اللحية كثير الشعر حسن العينين حسن الوجه فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا عيسى ابن مريم عليه السلام، قلنا: من أين لك هذه الصور لأنا نعلم أنها على ما صورت عليها الأنبياء عليهم السلام لأنا رأينا صورة نبينا عليه السلام مثله؟ فقال: إن آدم عليه السلام سأل ربه أن يريه الأنبياء من ولده فأنزل الله عليه صورهم وكان في خزانة آدم عليه السلام عند مغرب الشمس فاستخرجها ذو القرنين من مغرب الشمس فدفعها إلى دانيال ثم قال: أما والله إن نفسي طابت بخروجي من ملكي، وإن كنت عبدا لأميركم ملكه حتى أموت، ثم أجازنا فأحسن جائزتنا وسرحنا، فلما أتينا أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدثناه مما رأينا وما قال لنا وما أجازنا، فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقال: مسكين لو أراد الله عز وجل به خيرا لفعل ثم قال أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم واليهود يجدون نعت محمد صلى الله عليه وسلم عندهم. "هق" في الدلائل قال ابن كثير: هذا حديث جيد الإسناد ورجاله ثقات.
الوفود
مدخل
…
الوفود
30310-
عن أبي غديرة عبد الرحمن بن خصفة الضبي قال: وفدنا إلى عمر بن الخطاب في وفد بني ضبة فقضوا حوائجهم غيري، فمر بي عمر فوثبت فإذا أنا خلف عمر على راحلته فقال: من الرجل؟ قلت ضبي قال: خشن؟ قلت: على العدو يا أمير المؤمنين، قال: وعلى الصديق فقال: هات حاجتك فقضى حاجتي ثم قال: فرغ لنا ظهر راحلتنا. ابن سعد1 والحاكم في الكنى.
30311-
"من مسند جابر بن عبد الله" عن جابر قال: حملني خالي جد بن قيس في السبعين راكبا الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس فقال: يا عم خذ لي على أخوالك فقال له السبعون: سلنا لربك وسل لنفسك ما شئت قال: أما الذي أسألكم لربي فتعبدونه ولا تشركون به شيئا، وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم، قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: الجنة. أبو نعيم.
30312-
"مسند جرى بن عمرو العذري" عن جرى بن عمرو العذري أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكتب له
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى وصححت منه المصحف في السند والمتن "6/166". ص.
أن ليس عليكم عشر1 ولا حشر2 أبو نعيم3.
30313-
"مسند جزء بن الحدرجان بن مالك" قال: وفد أخي قداد بن الحدرجان بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن من موضع يقال له القنونى بسروات الأزد بإيمانه وإيمان من أعطى الطاعة من أهل بيته وهم إذ ذاك ستمائة بيت ممن أطاع الحدرجان وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فخرج قداد مهاجرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة أبيه الحدرجان وإيمانهم، فلقيت في بعض الطريق سرية النبي صلى الله عليه وسلم فقتلت قدادا فقال قداد: أنا مؤمن فلم يقبلوا وقتلوه في جوف الليل، فبلغنا ذلك وخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته وطلبت ثأري فنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} الآية فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف دينار دية أخي وأمر لي بمائة ناقة حمراء وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يمنعني أن
1 عشر: ومنه الحديث "ليس على المسلمين عشور، إنما العشور على اليهود والنصارى" العشور: جمع عشر، يعني ما كان من أموالهم للتجارات دون الصدقات. والذي يلزمهم من ذلك عند الشافعي ما صولحوا عليه وقت العهد، فإن لم يصالحوا على شيء فلا يلزمهم إلا الجزية. النهاية 3/239. ب..
2 حشر: الحشر: هو الجلاء عن الأوطان. النهاية 1/388. ب
3 أورده ابن الأثير في أسد الغابة رقم "733""1/335". ص.
أصير لك المائة الناقة دية أخرى إلا أني لا أتعب سرية للمسلمين من بعد فتكون دية المسلم ديتين فرضيت وسلمت وعقد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية من سرايا المسلمين فخرجت إلى حي حاتم طيء وغنمت مغنما كثيرا وأسرت أربعين امرأة من حي حاتم، فأتيت بالنسوة وهداهن الله للإسلام وزوجهن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو نعيم1.
30314-
"مسند جنادة بن زيد الحارثي" عن سودة بنت المتلمس عن جدتها أم المتلمس بنت جنادة بن زيد قال: وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: " يا رسول الله إني وافد قومي من بلحارث من أهل البحرين فادع الله أن يعيننا على عدونا من ربيعة ومضر حتى يسلموا، فدعا وكتب بذلك كتابا وهو عندنا". أبو نعيم2.
30315-
"مسند جندب بن مكيث بن جراد" عن جندب بن مكيث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم عليه الوفد لبس أحسن ثيابه وأمر أصحابه بذلك فرأيته وفد عليه وفد كندة وعليه
1 أورد هذا الحديث ابن الأثير في أسد الغابة رقم 736 "1/335" وفي الحديث نقص وتصحيف استدركته منه. والقنونى: من أودية السراة تصب إلى البحر في أوائل أرض اليمن. ص.
2 أورده ابن الأثير في أسد الغابة رقم 793 "1/355" وفي الحديث تصحيف استدركته منه. ص.
حلة يمانية وعلى أبي بكر وعمر مثله. الواقدي وأبو نعيم1
1 ذكره ابن الأثير في أسد الغابة رقم 807 "1/362". ص.
وفد بني تميم
30316-
عن جابر قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنادوه يا محمد اخرج إلينا فإن مدحنا زين وإن سبنا شين، فسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج عليهم وهو يقول: إنما ذلكم الله عز وجل فما تريدون؟ قالوا: نحن ناس من بني تميم جئناك بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بالشعر بعثنا ولا بالفخار أمرنا ولكن هاتوا فقال الأقرع بن حابس لشاب من شبابهم: يا فلان قم فاذكر فضلك وفضل قومك فقال: الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه وآتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء فنحن من خير أهل الأرض وأكثرهم عددا وأكثرهم سلاحا فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وبفعال هو أفضل من فعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري وكان خطيب النبي صلى الله عليه وسلم: قم فأجبه فقام ثابت فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ودعا المهاجرين من بني نمر أحسن الناس وجوها وأعظم الناس أحلاما
فأجابوه، الحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعزا لدينه فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فمن قالها منع منا ماله ونفسه، ومن أباها قاتلناه، وكان رغمه في الله علينا هينا، أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات، فقال الزبرقان بن بدر لرجل منهم: يا فلان قم واذكر أبياتا تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقام فقال:
نحن الكرام فلا حي يعادلنا
…
نحن الرؤوس وفينا يقسم الربع
ونطعم الناس عند المحل كلهم
…
من السديف1 إذا لم يؤنس القزع2
إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد
…
إنا كذلك عند الفخر نرتفع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بحسان بن ثابت فذهب إليه الرسول فقال: وما يريد مني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كنت عنده آنفا؟ قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم فتكلم خطيبهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس فأجابه وتكلم شاعرهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك لتجيبه، فقال حسان: قد آن لكم أن تبعثوا إلي هذا العود - والعود الجمل الكبير - فلما أن جاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حسان قم فأجبه فقال: يا رسول الله مره فليسمعني ما قال فقال: أسمعه
1 السديف: شحم السنام.
2 القزع: السحاب: أي نطعم الشحم في المحل. النهاية 2/355. ب.
ما قلت فأسمعه فقال حسان:
نصرنا رسول الله والدين عنوة1
…
على رغم باد من معد وحاضر
بضرب كإيزاع2 المخاض مشاشه
…
وطعن كأفواه اللقاح الصوادر
وسل أحدا يوم استقلت شعابه
…
بضرب لنا مثل الليوث الخوادر3
ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى
…
إذا طاب ورد الموت بين العساكر
ونضرب هام الدارعين وننتمي
…
إلى حسب من جذم4 غسان قاهر
فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى
…
وأمواتنا من خير أهل المقابر
فلولا حياء الله قلنا تكرما
…
على الناس بالخيفين5 هل من منافر
فقام الأقرع بن حابس فقال: إني والله يا محمد لقد جئت لأمر
1 عنوة: عنا يعنو عنوة إذا أخذ الشيء قهرا، وكذلك إذا أخذه صلحا فهو من الأضداد. المصباح 2/593. ب.
2 كإيزاع المخاض مشاشه: جعل الإيزاع موضع التوزيع وهو التفريق، وأراد بالمشاش ههنا البول، وقيل: هو بالغين المعجمة وهو بمعناه. لسان العرب 8/391. ب.
3 الخوادر: خدر الأسد وأخدر فهو خادر ومخدر: إذا كان في خدره، وهو بيته. النهاية 2/13. ب
4 جذم: الجذم: الأصل. النهاية 1/252. ب.
5 بالخيفين: الخيف: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل. ومسجد منى يسمى مسجد الخيف، لأنه في سفح جبلها. النهاية 2/93. ب.
ما جاء له هؤلاء إني قد قلت شعرا فاسمعه فقال: هات فقال:
أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا
…
إذا اختلفوا عند ادكار المكارم
وإنا رؤوس الناس من كل معشر
…
وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
وإن لنا المرباع1 في كل غارة
…
تكون بنجد أو بأرض التهائم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا حسان فأجبه" فقام وقال:
بنو دارم لا تفخروا إن فخركم
…
يعود وبالا بعد ذكر المكارم
هبلتم علينا تفخرون وأنتم
…
لنا خول ما بين قن وخادم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد كنت غنيا يا أخا بني دارم إن يذكر منك ما قد كنت ترى أن الناس قد نسوه منك فكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد عليه من قول حسان، ثم رجع حسان إلى قوله:
وأفضل ما نلتم من الفضل والعلى
…
ردافتنا من بعد ذكر المكارم
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم
…
وأموالكم أن تقسموا في المقاسم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا
…
ولا تفخروا عند النبي بدارم
وإلا ورب البيت مالت أكفنا
…
على رأسكم بالمرهفات2 الصوارم
1 المرباع: في حديث هشام في وصف ناقة "إنها لمرباع مسياع" هي من النوق التي تلد في أول النتاج. النهاية 2/189. ب.
2 بالمرهفات: يقال: رهفت السيف وأرهفته فهو مرهوف ومرهف أي رققت حواشيه، وأكثر ما يقال مرهف النهاية "2/283". ب.
فقام الأقرع بن حابس فقال: يا هؤلاء ما أدري ما هذا الأمر تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتا وأحسن قولا، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتا وأحسن قولا، ثم دنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يضرك ما كان قبل هذ ا ". الروياني وابن منده وأبو نعيم وقال: غريب تفرد به المعلى بن عبد الرحمن بن الحكيم الواسطي، قال "قط": هو كذاب، "كر".
30317-
عن عمران بن حصين قال: قدم وفد بني نهد1 بن
1 بني نهد: هم قبيلة باليمن كانوا يتكلمون بألفاظ غريبة وحشية لا تعرفها أكثر العرب، وكان صلى الله عليه وسلم يخاطب كل قوم ويكاتبهم بلغتهم وذلك من أنواع بلاغته صلى الله عليه وسلم فكان يتكلم مع كل ذي لغة غريبة بلغته ومع كل ذي لغة بليغة بلغته اتساعا في الفصاحة واستحداثا للألفة والمحبة فكان يخاطب أهل الحضر بكلام ألين من الدهن وأرق من المزن، ويخاطب أهل البدو بكلام أرسى من الهضب وأرهف من الغضب فانظر إلى دعائه صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة حين سألوه ذلك فقال:"اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم"، وفي رواية، "اللهم بارك لنا في تمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا، اللهم إني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك إبراهيم لمكة" ثم انظر دعاءه لبني نهد وقد وفدوا عليه في جملة الوفود فقام طهفة بن رهم الهندي يشكو الجدب إليه فقال: يا رسول الله أتيناك من غوري تهامة الخ الحديث. السيرة النبوية للدحلان على=
زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أتيناك من غوري1 تهامة على أكوار2 الميس، ترتمي بنا العيس، نستجلب3 الصبير،
= هامش السيرة الحلبية 3/80 و 81.
قال صاحب التعليق على كنز العمال الطبعة الثانية 10/408: لما كان حديث طهفة بن زهير الوافد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سنة تسع مع أكثر وفود العرب كما في الاستيعاب وشكاته من جدب بلاده وجوابه عنه عليه السلام قد عنى بشرحه وتفسير ألفاظه أكابر أئمتنا رحمهم الله ورأوا أن الحاجة ماسة إلى ذلك لما اشتملت عليه من غرابة الألفاظ التي لا يعرفها أكثر العرب لما بيننا وبينهم من التفاوت البعيد فنحن أشد حاجة منهم إلى ذلك وقد نقل شرحها وتفسير ألفاظها مفتي الشافعية بمكة المشرفة السيد أحمد دحلان في سيرته المشهورة عن المواهب اللدنية، فاقتفينا أثرهما في ذلك تسهيلا على المطالعين وإعانة للشاردين، وقد أورد تلك الشكاة صاحب كنز العمال من طريقين: طريق عمران بن حصين رضي الله عنه وهي هذه، ومن طريق علي رضي الله عنه وهي الآتية في رقم "30325" وفيهما اختلاف في الزيادة والنقصان وكثرة التحريف وقلته، وبالنظر في كل من الطريقين يحصل للناظر معرفة تفسير ألفاظ الشكاة وجوابها، وما كان من تصحيف فيهما صححناه في متن الكنز اكتفاء بما في التعليق، وما كان بين حاجزين في المتن فهو من المنقول عنه
قال: أي طهفة: غوري الخ."
1 غوري تهامة: ما انحدر منها".
2 أكوار الميس: الأكوار: الرجل. الميس: بفتح الميم وسكون التحتية: شجر صلب تعمل منه رحال الإبل."
3 نستجلب الصبير: بالحاء المهملة، والصبير: بفتح الصاد المهملة وكسر الوحدة سحاب أبيض متراكب يتكاثف، أي: نستدر السحاب".
ونستخلب1 الخبير، ونستعضد2 البرير، ونستخيل3 الرهام، ونستجيل4 الجهام، من أرض5 غائلة النطا، غليظة الوطا6 قد نشف7 المدهن، ويبس8 الجعثن، وسقط9 الأملوج
1 ونستخلب الخبير: بالخاء المعجمة فيهما، والخبير: هو العشب في الأرض شبه بخبير الإبل وهو وبرها واستخلابه احتشاشه بالمخلب وهو المنجل، وقيل نستخلب الخبير أي نقتطع النبات ونأكله".
2 ونستعضد البرير: أي نقطعه، والبرير: ثمر الأراك وكانوا يأكلونه في الجدب لقلة الزاد".
3 ونستخيل الرهام: بكسر الراء وهي الأمطار الضعيفة واحدتها رهمة أي نتخيل الماء في السحاب القليل".
4 ونستجيل الجهام: بالجيم أي نراه جائلا يذهب به الريح ههنا وههنا، والجهام بفتح الجيم: السحاب الذي فرغ ماؤه".
5 من أرض غائلة النطا: بكسر النون أي المهلكة للبعد: يقال: بلد نطي أي بعيد".
6 غليظة الوطا: الوطء والوطا: والميطأ ما انخفض من الأرض بين النشاز والاشراف. القاموس 321".
7 قد نشف المدهن: المدهن بالضم: نقرة في الجبل ومستنقع الماء وكل موضع حفره السيل وآلة الدهن وقارورته وهذا كناية عن جفاف الماء في جميع نواحيهم".
8 ويبس الجعثن: الجعثن: بالجيم والمثلثة المكسورتين بينهما مهملة ساكنة آخره نون: أصل النبات".
9 وسقط الأملوج من البكارة: الأملوج بضم الهمزة واللام وبالجيم: هو=
من البكارة، ومات1 العسلوج، وهلك2 الهدي، ومات3 الودي، برئنا4 يا رسول الله من الوثن والعنن5 وما يحدث
= نوى المقل كما في حديث طهفة. وقيل: هو ورق من أوراق الشجر، يشبه الطرفاء والسرو. وقيل: هو ضرب من النبات ورقه كالعيدان. وفي رواية "سقط الأملوج من البكارة" هي جمع بكر، وهو الفتي السمين من الإبل: أي سقط عنها ما علاها من السمن برعي الأملوج. فسمى السمن نفسه أملوجا على سبيل الاستعارة. قاله الزمخشري في الفائق. 6/2 النهاية 4/353. ب.
1 ومات العسلوج: بضم العين والسين المهملتين آخره جيم: هو الغصن إذا يبس وذهبت طراوته يريد أن الأغصان يبست وهلكت من الجدب".
2 وهلك الهدي: بفتح الهاء وكسر الدال المهملة وشد الياء كالهدي بسكون الدال وتخفيف الباء: ما يهدى إلى البيت الحرام من النعم لينحر، فأطلق على جميع الإبل وإن لم تكن هدايا لصلوحها له تسمية للشيء ببعضه".
3 ومات الودي: بشد الياء: هو فسيل النخل يريد هلكت الإبل ويبست النخيل".
4 وبرئنا إليك من الوثن: أي الصنم يعنون أنهم تركوا عبادة الأصنام والالتجاء إليها".
5 والعنن: وفي حديث طهفة "برئنا إليك من الوثن والعنن" العنن: الاعتراض. يقال: عن لي الشيء أي اعترض، كأنه قال: برئنا إليك من الشرك والظلم. وقيل: أراد به الخلاف والباطل: ومنه حديث سطيح. أم فاز فازلم به شأو العنن يريد اعتراض الموت وسبقه. النهاية 3/313. ب.
الزمن، لنا دعوة المسلمين وشريعة الإسلام، ما طما1 البحر وقام تعار2 ولنا3 نعم همل، أغفال4 لا تبض5 ببلال، ووقير6 كثير الرسل7 قليل8 الرسل، أصابنا سنية9 حمراء10 مؤزلة11 ليس لها علل12 ولا نهل13 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1 ما طما البحر: بالطاء المهملة أي: ارتفع بأمواجه".
2 وقام تعار: بكسر المثناة بالفوقية بعدها عين مهملة فألف فراء بزنة كتاب: اسم جبل يصرف ولا يصرف باعتبار المكان والبقعة".
3 ولنا نعم همل: بفتحتين أي مهملة لا رعاة لها ولا فيها ما يصلحها ويهديها فهي كالضالة".
4 أغفال: الإبل الأغفال: التي لا لبن فيها".
5 لا تبض ببلال: أي ما يقطر منها لبن. يقال: بض الماء إذا قطر وسال. النهاية 1/132. والبلال أراد به اللبن. النهاية 1/153. ب.
6 ووقير: الوقير: القطيع من الغنم".
7 كثير الرسل: بفتح الراء أي شديدة التفرق في طلب الرعي".
8 قليل الرسل: بكسر فسكون: اللبن".
9 سنية: بالتصغير للتعظيم".
10 حمراء: شديدة أي أصابها جدب شديد".
11 مؤزلة: آتية بالأزل أي القحط".
12 ليس لها علل: هو الشرب ثانيا".
13 ولا نهل: هو الشرب أولا أي لشدة القحط".
اللهم بارك لهم في محضها1 ومخضها2 ومذقها3 وفرقها4 واحبس5 ويانع الثمر، وافجر لهم الثمد6 وبارك لهم في الولد من أقام الصلاة كان مؤمنا، ومن أدى الزكاة لم يكن غافلا، ومن شهد أن لا إله إلا الله كان مسلما، لكم يا بني نهد ودائع7 الشرك، ووضائع8 الملك، ما لم يكن
1 في محضها: بالحاء المهملة والضاد المعجمة: أي خالص لبنها".
2 "ومخضها: بالمعجمتين: ما مخض من اللبن وهو الذي حرك في السقاء حتى يتميز زبده فيؤخذ منه".
3 ومذقها: وهو اللبن الممزوج بالماء، والضمائر لأرضهم أو أنعامهم المذكورة في كلام طهفة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لهم في ألبانهم بأقسامها والقصد الدعاء لهم بخصب أرضهم وسقيها فكأنه قال: اللهم أسق بلادهم واجعلها مخصبة ملبنة".
4 وفرقها: بكسر الفاء وبعضهم يقول بالفتح، وهو مكيال يكال به اللبن. النهاية 3/440. ب.
5 واحبس: وفي كلام طهفة: "رأيت راعيها" وفي الكنز واحبس" راعيها على الدثر "الدثر: بالمهملة المفتوحة ثم المثلثة الساكنة ويجوز فتحها ثم الراء: المال الكثير وقيل: الخصب والنبات الكثير لأنه من الدثار وهو الغطاء لأنها تغطي وجه الأرض".
6 وافجر لهم الثمد: بفتح المثلثة وإسكان الميم وتفتح: الماء القليل أي صيره كثيرا".
7 ودائع الشرك: قيل: المراد بها العهود والمواثيق التي كانت بينهم وبين من جاورهم من الكفار".
8 وضائع الملك: بكسر الميم: هي الوظائف التي تكون على الملك وهو=
عهد ولا موعد، ولا تثاقل1 عن الصلاة، ولا تلطط في2 الزكاة، ولا تلحد3 في الحياة، من أقر بالإسلام فله ما في
= ما يلزم الناس في أموالهم من الزكاة والصدقة أي لكم الوظائف التي تلزم المسلمين لا تتجاوز عنكم ولا نزيد عليكم فيها شيئا بل أنتم كسائر المسلمين".
1 ولا تثاقل: يعني لا تتثاقل عن الصلاة أي لا تتخلف عنها وعن أدائها في وقتها".
2 ولا تلطط: بضم المثناة الفوقية ثم اللام الساكنة ثم طاءين الأولى مكسورة والثانية ساكنة أي لا تمنع الزكاة يقال لط الغريم إذا منعه حقه. وقال في النهاية 4/250: في حديث طهفة "لا تلطط في الزكاة" أي لا تمنعها. يقال: لط الغريم وألط؛ إذا منع الحق. ولط الحق بالباطل، إذا ستره.
قال أبو موسى: هكذا رواه القتيبي على النهى للواحد. والذي رواه غيره "ما لم يكن عهد ولا موعد" ولا تثاقل عن الصلاة، ولا يلطط في الزكاة، ولا يلحد في الحياة" وهو الوجه؛ ولأنه خطاب للجماعة، واقع على ما قبله".
3 ولا تلحد: بضم المثناة الفوقية وإسكان اللام وكسر الحاء المهملة آخره دال مهملة أي: لا تمل عن الحق ما دمت حيا، والخطاب لطهفة بن رهم، وفي السيرة الدحلانية: ولا تلحد في الحياة بصنيعة الفعل وقال في النهاية 4/236 ومنه حديث طهفة "لا يلطط في الزكاة ولا يلحد في الحياة" أي لا يجري منكم ميل عن الحق ما دمتم أحياء. قال أبو موسى: رواه القتيبي "لا تلطط ولا تلحد" على النهى للواحد ولا وجه له؛ لأنه خطاب للجماعة".
الكتاب، ومن أقر بالجزية، فعليه1 الربوة، وله من رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاء بالعهد والذمة. الديلمي2.
30318-
عن حبيب بن فديك بن عمرو السلاماني أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد سلامان. أبو نعيم.
30319-
عن أبي ظبيان عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه منهم الحجن بن المرقع أبو سبرة ومخلف وعبد الله بن سليمان وعبد شمس بن عفيف بن زهير وسماه
1 فعليه الربوة: بكسر الراء وفتحها وضمها أي الزيادة يعنى من تقاعد عن إعطاء الزكاة فعليه الزيادة في الفريضة عقوبة له وهو صادق بأي زيادة كانت أي يزاد في عقوبته ولو بقتاله فإن مانع الزكاة يقاتل.
أخي القارئ الكريم: لقد نقلت إليك وحرصت أشد الحرص على شرح هذه الألفاظ الغريبة الواردة في الحديثين رقم 30317 و 30325 من السيرة النبوية للشيخ أحمد دحلان ومن التعليق على كنز العمال الطبعة الثانية ومن كتب اللغة وإذا أردت المراجعة فارجع إلى السيرة للدحلان من صفحة 82 - 85 على هامش السيرة الحلبية وإلى التعليق على كنز العمال 10/409 - 412 تجد بغيتك وإذا رأيت خطأ فأصلحه جزاك الله خيرا. ب.
2 حديث طهفة بن زهير أورده ابن الأثير في أسد الغابة رقم "2643""3/96" وفسر الغريب من الحديث لغاية دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لهم في محضها
…
الخ. ص.
النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وجندب بن زهير وجندب بن كعب والحارث بن الحارث وزهير بن مخشى والحارث بن عامر وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا: أما بعد فمن أسلم من غامد فله ما للمسلمين حرمة ماله ودمه ولا يحشر1 ولا يعشر وله ما أسلم عليه من أرض. "خط" في المتفق والمفترق، "كر"2.
تتمة الوفود
30320-
"مسند حصين بن عوف الخثعمي3 وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه بيعة الإسلام وصدق إليه صدقة ماله وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم مياها عدة بالمروت وإسناد أجراد منها أصهب ومنها
1 ولا يحشر: في الحديث "إن وفد ثقيف اشترطوا أن لا يعشروا ولا يحشروا" أي لا يندبون إلى المغازي ولا تضرب عليهم البعوث. النهاية 1/389. ب.
2 الحديث أورده ابن الأثير في أسد الغابة رقم /4060/"4/288" واستدركت التصحيف والنقص منه. ص.
3 ليست النسبة هنا صحيحة في مسند حصين ولكن الصواب ما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة رقم "1192" حصين بن مشمت الجماني له صحبة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه بيعة الإسلام وذكر الأبيات واستدركت التصحيح من أسد الغابة "2/29" وهكذا ذكره ابن حجر في الإصابة "2/259" باختلاف واضح في الأبيات فراجعه إن شئت. ص.
الماعرة ومنها أهوى ومنها المهاد ومنها السديرة وشرط النبي صلى الله عليه وسلم على حصين بن مشمت فيما قطع له أن لا يقطع مرعاه ولا يباع ماؤه، وشرط النبي صلى الله عليه وسلم على حصين بن مشمت أن لا يبيع ماءه ولا يمنع فضله فقال زهير بن عاصم بن حصين شعرا:
إن بلادي لم تكن أملاسا
…
بهن خط القلم الأنقاسا1
من النبي حيث أعطى الناسا
…
فلم يدع لبسا ولا التباسا
"طب" وأبو نعيم - عن حصين بن مشمت الجماني.
30321-
"مسند حوشب ذي ظليم" عن محمد بن عثمان بن حوشب عن أبيه عن جدع قال: لما أن أظهر الله محمدا صلى الله عليه وسلم انتدبت إليه من الناس في أربعين فارسا مع عبد شر فقدموا عليه المدينة بكتابي فقال: أيكم محمد؟ قالوا: هذا قال: ما الذي جئتنا به فإن يك حقا اتبعناك؟ قال: تقيموا الصلاة وتعطوا الزكاة وتحقنوا الدماء وتأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر فقال عبد شر: إن هذا لحسن مد يدك أبايعك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ قال: عبد شر قال: لا بل عبد خير، وكتب معه الجواب إلى حوشب 2
1 الأنقاسا: النقس - بالكسر -: المداد جمع أنقاس وأنقس، ونقس دواته تنقيسا جعله فيها. القاموس 2/256. ب.
2 حوشب بن طخية ويعرف بذي ظليم وعداده في أهل اليمن. ذكره ابن الأثير في أسد الغابة "2/70". ص.
ذي ظليم فآمن". أبو نعيم.
30322-
عن أبي حميد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن العلماء من صاحب أيلة بكتاب وأهدى له بغلة فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهدى له بردا. ابن جرير.
30323-
عن أبي هريرة قال: قدم جهيش بن أويس النخعي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه من مذحج فقالوا: يا رسول الله إنا حي من مذحج، ثم ذكر حديثا طويلا فيه أبيات شعر. أبو نعيم1.
30324-
عن أنس قال: لما قدم أهل البحرين وقدم الجارود وافدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح به وقربه وأدناه. أبو نعيم.
30325-
عن علي أن وفد نهد قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم طهفة بن زهير فقال: أتيناك يا رسول الله على غورى تهامة على أكوار الميس، ترتمي بنا العيس، نستحلب الصبير، ونستخلب
1 في الحديث تصحيف فاستدركته من الإصابة "2/115" ثم ذكر الأبيات الشعرية التي نوهنا عنها في الحديث وهي:
ألا يا رسول الله أنت مصدق
…
فبوركت مهديا وبوركت هاديا
شرعت لنا دين الخنيفة بعدما
…
عبدنا كأمثال الحمير طواغيا
وقال ابن الأثير في أسد الغابة "1/368" وفي إسناد حديثه نظر. ص.
ملاحظة: أخي القارئ الكريم كل لفظ غريب لم تجد شرحه هنا تجده في حديث رقم 30317".
الخبير، ونستخيل الرهام، ونستحيل الجهام، من أرض بعيدة النطا غليظة الوطا، قد نشف المدهن، ويبس الجعثن، وسقط الأملوج ومات العسلوج، وهلك الهدي، ومات الودي، برئنا إليك يا رسول الله من الوثن والعنن، وما يحدث الزمن، ولنا نعم همل أغفال ووقير قليل الرسل، يسير الرسل، أصابتها سنة حمراء أكدى1 ليس لها علل ولا نهل؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لهم في مخضها ومحضها ومذقها واحبس راعيها على الدثر، ويانع الثمر، وافجر لهم الثمد، وبارك لهم في الولد، ثم كتب معه كتابا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني نهد: السلام عليكم من أقام الصلاة كان مؤمنا، ومن آتى الزكاة كان مسلما، ومن شهد أن لا إله إلا الله لم يكتب غافلا، لكم في الوظيفة2 الفريضة
1 أكدى: بخل أو قل خيره أو قلل عطاءه. القاموس 4/382. ب فيها الزرع وامتنع فيها الضرع "الضرع: لكل ذات ظلف أو خف. المختار 301. ب.
2 لكم في الوظيفة الفريضة: الوظيفة: الحق الواجب. والفريضة هي الهرمة المسنة التي انقطعت عن العمل والانتفاع بها؛ أي: لا نأخذ في الصدقات هذا الصنف كما لا نأخذ خيار المال.
ويروى عليكم في الوظيفة الفريضة أي في كل نصاب ما فرض فيه. النهاية 3/432 من قوله: ويروى الخ. ب.
ولكم الفارض1 والفريش2 وذو العنان3 والركوب4 والفلو5 والضبيس6 لا يمنع7 سرحكم، ولا يعضد8
1 الفارض: بالفاء والضاد المعجمة: المريضة أي فهي لكم لا نأخذها في الزكاة أيضا".
2 والفريش: بالفاء وكسر الراء وتحتية ساكنة آخره شين معجمة: وهي من الإبل الحديثة العهد بالنتاج كالنفاس من بني آدم؛ أي لكم خيار المال كالفريش لأنها لبون نفيسة ولكم شراره أيضا كالفريضة والفارض ولنا وسطه رفقا بالفريقين".
3 وذو العنان: بكسر العين ونونين بينهما ألف: سير اللجام".
4 والركوب: بفتح الراء: الفرس الذلول - المذلل المركوب - أي لا تؤخذ الزكاة من الفرس المعد للركوب بخلاف المعد للتجارة".
5 والفلو: بفتح الفاء وضم اللام وشد الواو: المهر الصغير".
6 والضبيس: بفتح المعجمة وكسر الموحدة آخره سين مهملة: العسر الركوب الصعب، امتن عليهم بترك الصدقة في الخيل جيدها وهو ذو العنان الركوب، ورديها وهو الفلو الضبيس أي أظهر المنة عليهم في ذلك لأن الله ما أوحى إليه بأخذ الزكاة في ذلك فهي غير واجبة فيه لا عليهم ولا على غيرهم".
7 لا يمنع سرحكم: بضم المثناة التحتية وفتح النون "سرحكم بفتح السين المهملة وسكون الراء وبالحاء المهملة: ما سرح من المواشي أي لا يدخل عليكم عهد في مراعيكم، والمراد أن مطلق الماشية لا تمنع عن مرعاها".
8 ولا يعضد طلحكم: أي لا يقطع شجركم الذي لا ثمر له فغيره من باب أولى".
طلحكم ولا يحبس1 دركم ما لم تضمروا2 إماقا، ولم تأكلوا3 رباقا. ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح، فيه مجهولون وضعفاء.
30326-
عن ابن عباس أن الحجاج بن علاط أهدى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيفه ذا الفقار، ودحية الكلبي أهدى له بغلته الشهباء. أبو نعيم.
1 ولا يحبس دركم: أي لا تحبس ذوات اللبن عن المرعى إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد أي يعدها الساعي لما فيه من ضرر صاحبها بعدم رعيها ومنع درها، والقصد الرفق بمن تؤخذ منهم الزكاة؛ والمعنى لا نأخذ ذات الدر لما في ذلك من الأضرار".
2 ما لم تضمروا إماقا: أي ما لم تحلفوا أو تكتموا. الإماق: أي الحمية والأنفة وهو بكسر الهمزة وميم ساكنة وهمزة ممدودة النهاية 4/279.".
3 ولم تأكلوا رباقا: الرباق بكسر الراء وبالموحدة المخففة جمع ربق أصله الحبل الذي يجعل فيه عرى وتشد به البهمة لتتخلص من الرباط أي إلا أن تنقضوا العهد فاستعار الأكل لنقض العهد استعارة تصريحية أو تمثيلية وشبه ما يلزم من العهد بالرباق واستعار الأكل لنقضه، والمعنى هذا أمر مقدر عليكم منا ما لم تنقضوا العهد وترجعوا عن الإسلام، فإن فعلتم فعليكم ما على الكفرة.
قال في المواهب: فانظر إلى هذا الدعاء والكتاب الذي انطبق على لغتهم أي من حيث المماثلة في غرابة الألفاظ مع أنه زاد عليها في الجزالة أي حسن النظم والتأليف. 3/85 السيرة النبوية للدحلان على هامش السيرة الحلبية".
قتل كعب بن الأشرف
30327-
الواقدي حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: قال مروان بن الحكم وهو على المدينة وعنده ابن بابين النضري: كيف كان قتل كعب بن الأشرف؟ قال ابن بابين: كان غدرا ومحمد بن مسلمة جالس شيخ كبير فقال: يا مروان أيغدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندك؟ والله ما قتلناه إلا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأويني وإياك سقف بيت إلا المسجد وأما أنت يا ابن بابين فلله علي لا قدرت عليك وفي يدي سيف إلا ضربت به رأسك. "كر".
أيضا مراسلاته صلى الله عليه وسلم
30328-
"مسند حشيش بن الديلمي" عن الضحاك عن فيروز عن حشيش بن الديلمي قال: قدم علينا زبر بن يحنس بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا فيه بالقيام على ديننا والنهوض في الحرب والعمد في الأسود إما غيلة وإما مصادمة وأن نبلغ عنه من رأينا أن عنده نجدة أو دينا فعملنا في ذلك، وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران إلى عربهم وساكني الأرض من غير العرب، فثبتوا وقتل الأسود، وأعز الله الإسلام وأهله، وتراجع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعمالهم فاصطلحنا على معاذ فكان يصلي بنا وكتبنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر، فأتاه الخبر من ليلته، وقدمت رسلنا وقد قبض
النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة تلك الليلة فأجابنا أبو بكر. "هـ"، سيف، "كر".
30329-
عن عمرو بن يحيى بن وهب بن أكيدر صاحب دومة الجندل عن أبيه عن جده قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن أكيدر ولم يكن معه خاتمه فختمه بظفره. "كر".
30330-
عن سعيد بن المسيب قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر والنجاشي أما بعد {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} قال سعيد: فمزق كسرى الكتاب ولم ينظر فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مزق ومزقت أمته، وأما النجاشي فآمن وآمن من كان عنده، وأرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهدية حلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتركوه ما ترككم، وأما قيصر فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا كتاب لم أسمع به بعد سليمان النبي، بسم الله الرحمن الرحيم ثم أرسل إلى أبي سفيان والمغيرة بن شعبة وكانا تاجرين بأرضه، فسألهما عن بعض شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألهما من تبعه؟ فقالا: تبعه النساء وضعفة الناس فقال: أرأيتما الذين يدخلون معه يرجعون؟ قالا: لا قال: هو نبي ليملكن ما تحت قدمي لو كنت عنده لغسلت قدميه. "ش"1.
1 أخرج هذا الحديث بمعناه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الوحي من أول صحيحه من حديث طويل. ص.
30331-
عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى زرعة بن سيف ذي يزن: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد من محمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زرعة بن ذي يزن إذا أتاكم رسلي فآمركم بهم خيرا. معاذ بن جبل وابن رواحة ومالك بن عبادة وعقبة بن نمر - ابن منده، "كر"1.
30332-
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر وأكيدر دومة يدعوهم إلى الله. "ع، كر".
30333-
عن المسور بن مخرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه مع دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر، وبعث شجاع بن وهب إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني. "كر"، ابن إسحاق.
30334-
عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة عن خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخبره عن بعث عيسى ابن مريم الحواريين واختلافهم عليه وشكيته ذلك إلى ربه وصياح كل امرئ منهم يتكلم بلسان الأمة الذي بعث إليها وقيام المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: مرنا وابعثنا نحوا من هذا الحديث وقال عيسى ابن مريم للحواريين: هذا أمر قد عزم الله
1 ذكر الحديث ابن الأثير في أسد الغابة "2/256" وابن سعد في الطبقات الكبرى "5/531" واستدركت المصحف منه. وهكذا ذكره ابن الأثير في أسد الغابة "4/61". ص.
لكم عليه فامضوا فافعلوا فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن نؤدي عنك فابعثنا حيث شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب أنت يا شجاع ابن أبي وهب إلى هرقل وليذهب معك دحية بن خليفة الكلبي فإنه من تخوم الشام فلا بأس عليه. "كر"1.
30335-
عن المسور بن خرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني رحمة للعالمين كافة فأدوا عني رحمكم الله، ولا تختلفوا كما اختلف الحواريون على عيسى فإنه دعاهم إلى مثل ما أدعوكم إليه، فأما من قرب مكانه فكرهه فشكا عيسى ابن مريم ذلك إلى الله تعالى، فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذي وجه إليهم، فقال لهم عيسى: هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا فافعلوا فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن يا رسول الله نؤدي عنك فابعثنا حيث شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب أنت يا شجاع بن أبي وهب إلى هرقل، وليذهب معك دحية بن خليفة الكلبي فإنه من تخوم الشام فلا بأس عليه. "كر".
30336-
عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني رحمة للعالمين كافة فأدوا عني رحمكم الله ولا تختلفوا كما اختلف الحواريون على عيسى فإنه دعاهم إلى مثل ما أدعوكم إليه، فأما
1 أورده ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة "شجاع""2/505". ص.
من قرب مكانه فكرهه فشكا عيسى ابن مريم ذلك إلى الله تعالى، فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذي وجه إليهم فقال لهم عيسى: هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا فافعلوا فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن يا رسول الله نؤدي عنك، فابعثنا حيث شئت، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى، وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى صاحب هجر، وبعث عمرو بن العاص إلى جيفر وعياذ ابني الجلندي ملكي عمان، وبعث دحية إلى قيصر، وبعث شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي فرجعوا جميعا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا عمرو بن العاص فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو في البحرين. الديلمي.
30337-
عن دحية الكلبي بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر صاحب الروم بكتاب فقلت: استأذنوا لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى قيصر فقيل له: إن على الباب رجلا يزعم أنه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففزعوا لذلك فقال: أدخله فأدخلني عليه وعنده بطارقة فأعطيته الكتاب فقرئ عليه، فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر صاحب الروم فنخر ابن أخ له أحمر
أزرق سبط فقال: لا تقرأ الكتاب اليوم لأنه بدأ بنفسه وكتب صاحب الروم ولم يكتب ملك الروم، فقرئ الكتاب حتى فرغ منه، ثم أمرهم فخرجوا من عنده ثم بعث إلي فدخلت عليه فسألني فأخبرته فبعث إلى الأسقف فدخل عليه فلما قرئ الكتاب عليه قال الأسقف: هو والله الذي بشرنا به موسى وعيسى الذي كنا ننتظر قال قيصر: فما تأمرني؟ قال الأسقف: أما أنا فإني مصدقه ومتبعه فقال قيصر: أعرف أنه كذلك لا أستطيع أن أفعل، إن فعلت ذهب ملكي وقتلني الروم. "طب".
كتاب الغصب من قسم الأقوال
كتاب الغصب من قسم الأقوال
…
كتاب الثاني من حرف الغين كتاب الغصب من قسم الأقوال
وبعض أحاديث من هذا الكتاب ذكر في ترجمة الظلم التي مرت في بعض الأخلاق المذمومة فليراجع
30338-
"على اليد ما أخذت حتى تؤديه". "حم، عد"1 "ك" عن سمرة.
30339-
"من وجد عين ماله عند رجل فهو أحق
1 أخرجه الترمذي كتاب البيوع رقم /1266/ وقال حسن صحيح ومر عزو هذا الحديث من هذا الجزء في كتاب العارية رقم 29811. ص.
ويتبع البيع من باعه". "د" عن سمرة1.
30340-
"إذا ضاع للرجل أو سرق له متاع فوجده في يد رجل يبيعه فهو أحق به ويرجع المشتري على البائع بالثمن". "هق" عن سمرة.
30341-
"لا يأخذن أحدكم متاع صاحبه لاعبا ولا جادا، وإن أخذ عصا صاحبه فليردها عليه". "حم، د، ك" عن السائب بن بريدة2.
الإكمال
30342-
"إنه لا يقتطع رجل مالا إلا لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو أجذم". "طب" عن الأشعث بن قيس.
30343-
"لا يحل لامرئ مسلم أن يأخذ مال أخيه بغير حقه،
1 خرجه أبو داود كتاب الأجارة باب في الرجل يجد عين ماله عند رجل رقم /3514/.
ويتبع: بتشديد التاء وكسر الموحدة.
البيع: بكسر الياء المشددة أي المشتري لذلك المال.
وقال المنذري في عون المعبود "9/447" وأخرجه النسائي. ص.
2 الحديث أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء لا يحل لمسلم أن يروع مسلما رقم /2160/. وقال: حسن غريب. ص.
وذلك لما حرم الله عز وجل مال المسلم على المسلم". "حم" عن أبي حميد الساعدي.
30344-
"لا يحل لامرئ مسلم أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفسه، وذلك لشدة ما حرم الله مال المسلم على المسلم". "هق" عنه.
30345-
" لا يحل لامرئ من مال أخيه شيء إلا بطيب نفس منه". "حم، طب، هق" عن عمرو بن يثربي1
30346-
"لا يشترين أحدكم مال أخيه إلا بطيب من نفسه". "قط" عن أنس، وضعف.
30347-
"إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزنادا بخبت2 الجميش فلا تمسها". "هق" عن عمرو بن يثربي3
1 أخرجه الإمام أحمد في مسنده "5/113". ص.
2 بخبت الجميش: الخبت: الأرض الواسعة. الجميش: الذي لا نبات به كأنه جمش أي حلق النهاية في غريب الحديث "1/294" وقال القتيبي: بين المدينة والحجاز صحراء تعرف بالخبت، والجميش: الذي لا ينبت. النهاية "2/4" ص.
3 والحديث أورده ابن الأثير في أسد الغابة "4/278" وقال أن عمرو بن يثربي: كان يسكن: خبت الجميش وهكذا أخرج الحديث الإمام أحمد مسنده "3/423 و 5/113". ص.
30348-
" من أخذ سهما من كنانة أخيه وهو مازح أو جاد فهو سارق حتى يرده"ا. الديلمي عن أبي هريرة.
30349-
"من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه طوقه يوم القيامة". ابن جرير - عن عائشة.
30350-
"من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه طوقه يوم القيامة إلى سبع أرضين". ابن جرير - عن أبي هريرة.
30351-
"من أخذ أرضا بغير حقها كلف أن يحمل ترابها إلى المحشر". ابن جرير - عن يعلى بن مرة.
30352-
" من أخذ من الأرض شبرا ليس له طوقه إلى السابعة من الأرضين يوم القيامة، ومن قتل دون ماله فهو شهيد". "حم" وابن قانع - عن سعيد بن زيد.
30353-
" من أخذ من الأرض شبرا بغير حقه طوقه بسبع أرضين، ومن تولى مولى قوم بغير إذنهم فعليه لعنة الله، ومن اقتطع مال امرئ بيمين كاذبة فلا بارك الله له فيها". "حم" عن سعيد بن زيد.
30354-
" من أخذ شبرا من مكة بغير حقه فكأنما أخذه من تحت قدم الرحمن، ومن أخذ من سائر الأرض شيئا بغير حقه جاء يوم القيامة يطوق في عنقه من سبع أرضين". "طب" عن ابن عباس.
30355-
"من أخذ شيئا من الأرض قلده يوم القيامة من سبع أرضين". "طب" عن المسور بن مخرمة.
30356-
" من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه يوم القيامة من سبع أرضين". "طب" عن أبي شريح الخزاعي أبو نعيم في المعرفة عن سعيد بن زيد1.
30357-
" من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين، ومن اقتطع مالا بيمينه فلا بورك له فيه، ومن تولى قوما بغير إذنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. ابن جرير، "ك" عن سعيد بن زيد.
30358-
"من اقتطع شبرا من الأرض بغير حقه طوقه يوم القيامة إلى سبع أرضين ". "حم" عن أبي هريرة.
30359-
" من سرق من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين". "عب" عن سعيد بن زيد.
30360-
"من انتقص شبرا من الأرض ظلما طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين". ابن جرير، "طب" عن سعيد بن زيد.
30361-
" من سرق شبرا من الأرض أو غله جاء يوم القيامة
1 أخرجه مسلم كتاب المساقاة بلفظه وسنده باب تحريم الظلم رقم 140. ص.
يحمله على عنقه إلى أسفل الأرضين". ابن جرير والبغوي، "طب" وأبو نعيم، "كر" عن يعلى بن مرة الثقفي؛ أبو نعيم - عن أبي ثابت أيمن بن يعلى الثقفي.
30362-
"من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين". "حم، خ، م" عن عائشة؛ "حم" والدارمي، "خ، م، حب" عن سعيد بن زيد؛ الخطيب - عن أبي هريرة؛ "طب" عن شداد بن أوس.
30363-
"من ظلم شبرا من الأرض خسف به إلى يوم القيامة". "حل" عن ابن عمر.
30364-
"من ظلم من الأرض شبرا فما فوقه كلف أن يحفره يوم القيامة حتى يبلغ الماء ثم يحمله إلى المحشر". "طب" عن يعلى بن مرة.
30365-
"من ظلم شيئا من الأرض طوقه من سبع أرضين، ومن قتل دون ماله فهو شهيد". ابن جرير - عن سعيد بن زيد.
30366-
"من غصب رجلا أرضا ظلما لقي الله تعالى وهو عليه غضبان". "طب" عن وائل بن حجر.
30367-
"من غير تخوم الأرض فعليه لعنة الله وغضبه يوم
القيامة لا يقبل الله تعالى منه صرفا ولا عدلا". ابن جرير، "طب" عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده.
30368-
" ما من أحد أخذ شبرا من الأرض بغير حقه إلا طوقه من سبع أرضين لا يقبل الله تعالى منه صرفا ولا عدلا". ابن جرير - عن سعد.
30369-
لا تزدادن من تخوم الأرض فإنك تأتي يوم القيامة على عنقك مقدار سبع أرضين". ابن جرير - عن أمية مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
30370-
"تعظه وتدفعه". ابن قانع - عن قابوس بن الحجاج عن أبيه أن رجلا قال: يا رسول الله أرأيت رجلا يأخذ مالي قال – فذكره1.
30371-
"إذا وجد الرجل سرقة في يد رجل غير متهم فإن شاء أخذها بالثمن، وإن شاء أتبع سارقه". أبو نعيم - عن أسيد ابن ظهير.
30372-
" قضى أن السرقة إذا وجدت عند رجل غير متهم
1 أورد الحديث ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة: حجاج أبو قاموس "1/458". ص.
فإن شاء سيدها أخذها بالثمن، وإن شاء أتبع سارقه". "طب" عن أسيد بن حضير.
30373-
"من بنى في رباع قوم بإذنهم فله القيمة، ومن بنى بغير إذنهم فله النقض". "عد هق" عن عائشة.
30374-
"من بنى في ربع قوم بغير إذنهم فأرادوا إخراجه فله نقضه، ومن بنى في ربع قوم بإذنهم فأرادوا إخراجه فله نفقته". "عب" عن حمزة الجوزي مرسلا.
30375-
"من ضاع له متاع أو سرق له متاع فوجده في يد رجل بعينه فهو أحق به ويرجع المشتري على البائع بالثمن. "حم، طب" عن سمرة.
كتاب الغصب من قسم الأفعال
كتاب الغصب من قسم الأفعال
…
حرف الغين: كتاب الغصب من قسم الأفعال
30376-
عن مجاهد أن قوما غرسوا أرض قوم بغير إذنهم فقضى فيها عمر بن الخطاب أن يدفع إليهم أهل الأرض قيمة نخلهم، فإن أبو أعطاهم أهل النخل قيمة أرضهم. "عب" وأبو عبيد في الأموال.
30377-
عن زاذان قال: أخذت من أم يعفور تسابيح لها فقال لي علي: رد على أم يعفور تسابيحها. ابن أبي خيثمة، "كر".
30378-
عن الحكم بن الحارث السلمي قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات آخرهن حنين وسمعته يقول: من أخذ من طريق المسلمين شبرا جاء به يحمله من سبع أرضين. أبو نعيم، "عب".
30379-
"من مراسيل ابن سيرين" معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن رجلا من الأنصار وسع لرجل من المهاجرين في داره ثم إن الأنصاري احتاج إلى داره فجحده المهاجري فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن للأنصاري بينة فحلف المهاجري، ثم إن الأنصاري حضره الموت فقال لبنيه: إنه رضي بها من الله وإني رضيت بالله منها وإنه سيندم فيردها عليكم فلا تقبلوها، فلما توفي الأنصاري ندم المهاجري فجاء إلى بني الأنصاري فقال: اقبلوا داركم فأبوا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فذكروا أن أباهم أمرهم أن لا يقبلوها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتستطيع أن تحملها من سبع أرضين ولم يأمر ولد الأنصاري أن يقبضوها. "عب".
تم طبع الجزء العاشر من كنز العمال يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر جمادى الأولى سنة أربعة وتسعين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة النبوية على صاحبها ألف ألف سلام وتحية. ويتلوه الجزء الحادي عشر إن شاء الله تعالى وأوله: "كتاب الفرائض".