الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجلد الخامس
كتاب الحج والعمرة
الباب الأول في فضائل الحج وجوبه وآدابه
الفصل الأول: في فضائل الحج
…
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الحاء من قسم الأقوال
وفيه أربعة كتب:
"الحج - والعمرة - الحدود - الحضانة – الحوالة"
كتاب الحج والعمرة
وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول
في فضائل الحج ووجوبه وآدابه
وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: "في فضائل الحج"
11784-
الحج في سبيل الله تضعف فيه النفقة بسبعمائة ضعف. "سمويه عن أنس".
11785-
الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. "طب عن ابن عباس".
11786-
الحج جهاد كل ضعيف. "هـ عن أم سلمة"1
11787-
الحج جهاد والعمرة تطوع. "هـ2 عن طلحة بن عبيد الله""طب عن ابن عباس".
11788-
أديموا الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد. "قط في الأفراد طس عن جابر"3
1 "رواه ابن ماجه عن أم سلمة كتاب المناسك باب الحج جهاد النساء. رقم "2902".انتهى. ص.
2 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب العمرة عن طلحة رقم "2989". وفي إسناده: ابن قيس المعروف: بمندل ضعفه أحمد وغيره أه ص"
3 وهكذا رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب فضل الحج والعمرة. رقم "2887". ص.
11789-
إن الله تعالى يقول: إن عبدا أصححت له جسمه ووسعت عليه في معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم. "ع هب عن أبي سعيد".
11790-
إن الملائكة لتصافح ركاب الحجاج وتعتنق المشاة. "هـ عن عائشة1"
11791-
إن الله تعالى ليدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة الميت والحاج عنه والمنفذ لذلك.
"عب هب عن جابر".
11792-
إن عمار بيوت الله هم أهل الله. "عبد بن حميد ع طس هق عن أنس".
11793-
إن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة وللماشي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة. "طب عن ابن عباس".
11794-
إن لإبليس مردة من الشيطان يقول لهم: عليكم بالحاج والمجاهدين فأضلوهم عن السبيل. "طب عن ابن عباس".
11795-
هلم إلى جهاد لا شوكة فيه الحج. "طب عن الحسين".
1 لا يوجد هذا الحديث في سنن ابن ماجه كما عزاه المصنف ولكن في الفتح الكبير "1/368" عزاه "هب"انتهى. ص.
11796-
ألا أدلك على جهاد لا شوكة فيه؟ حج البيت. "طب عن الشفاء".
11797-
جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة. "ن عن أبي هريرة".
11798-
خير ما يموت عليه العبد أن يكون قافلا من حج أو مفطرا من رمضان. "فر عن جابر".
11799-
كثرة الحج والعمرة تمنع العيلة. "المحاملي في أماليه عن أم سلمة".
11800-
ما أمعر1 حاج قط."هب عن جابر".
11801-
ما ترفع إبل الحاج رجلا، ولا تضع يدا إلا كتب الله تعالى له بها حسنة أو محا عنه سيئة أو رفعه بها درجة. "هب عن ابن عمر".
11802-
من أحرم بحج أو عمرة من المسجد الأقصى كان كيوم ولدته أمه. "عب عن أم سلمة".
1 أمعر: أي ما افتقر، والمعنى: ما افتقر من يحج انتهى."4/342". النهاية لابن الأثير. ب
11803-
من أضحى يوما محرما ملبيا حتى غربت الشمس غربت بذنوبه فعاد كما ولدته أمه.
"حم ك عن جابر".
11804-
ما أضحى مؤمن ملبيا حتى تغيب الشمس إلا غابت بذنوبه فيعود كيوم ولدته أمه.
"طب هب عن عامر بن ربيعة".
11805-
ما أهل مهل قط إلا آبت الشمس بذنوبه. "هب عن أبي هريرة".
11806-
ما أهل مهل قط ولا كبر مكبر قط إلا بشر بالجنة. "طس عن أبي هريرة".
11807-
ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا."ت هـ ك عن سهل بن سعد"1
11808-
من حج لله ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه. "حم خ ن هـ عن أبي هريرة".
11809 -
إن عدو الله إبليس لما علم أن الله قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثو على رأسه ويدعو بالويل والثبور
1 رواه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء في فضل التلبية رقم "828" وهذا الحديث لفظ الترمذي. والحاكم في المستدرك "1/451" ص.
فأضحكني ما رأيت من جزعه. "حم عن العباس بن مرداس"1
11810-
من قضى نسكه وسلم المسلمون من لسانه ويده غفر له ما تقدم من ذنبه. "عبد بن حميد عن جابر".
11811-
من مات محرما حشر ملبيا. " خط عن ابن عباس".
11812-
الحاج في ضمان الله مقبلا ومدبرا. " فر عن أبي أمامة".
11813-
الحاج والغازي وفد الله عز وجل إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم. " هـ عن أبي هريرة".
11814-
الحاج والمعتمر والغازي في سبيل الله والمجمع2 في ضمان الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم. "الشيرازي في الألقاب عن جابر".
11815-
الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم. "البزار عن جابر".
11816-
الحجاج والعمار وفد الله يعطيهم ما سألوا ويستجيب
1 رواه أحمد في المسند عن العباس بن مرداس بألفاظ مغايرة وفيها تقديم وتأخير راجع المسند "4/14".انتهى. ص.
2 والمجمع: قال الكسائي: يقال: أجمعت الأمر وعلى الأمر إذا عزمت عليه، والأمر مجمع "3/1199" الصحاح للجوهري. ب.
لهم ما دعوا ويخلف عليهم ما أنفقوا الدرهم ألف ألف درهم. " هب عن أنس".
11817-
الحجاج والعمار وفد الله إن سألوه أعطوا وإن دعوا أجابهم وإن أنفقوا أخلف لهم والذي نفس أبي القاسم بيده ما كبر مكبر على نشز1 ولا أهل مهل على شرف2 من الأشراف إلا أهل ما بين يديه وكبر حتى ينقطع به منقطع التراب. " هب عن ابن عمر".
11818-
حجج تترى وعمر نسقا3 يدفعن ميتة السوء وعيلة الفقر. " عب عن عامر بن عبد الله بن الزبير" مرسلا "فر عن عائشة".
11819-
حجوا قبل أن لا تحجوا فكأني انظر إلى حبشي أصمع أفدع4 بيده معول يهدمها حجرا حجرا. " ك هق عن علي".
1 نشز: أي ارتفع على رابية في سفره. وقد تسكن الشين، ومنه الحديث " أنه كان إذا أوفى على نشز كبر" انتهى."5/56" النهاية لابن الأثير. ب.
2 شرف: الشرف: العلو، والمكان العالي انتهى."4/1379" الصحاح للجوهري. ب.
3 نسقا: في حديث عمر "ناسقوا بين الحج والعمرة" أي تابعوا. انتهى."5/48" الصحاح للجوهري. ب.
4 أصمع: الأصمع الصغير الأذن من الناس وغيرهم. النهاية "3/53"
11820-
حجوا قبل أن لا تحجوا تقعد أعرابها على أذناب أوديتها فلا يصل إلى الحج أحد.
"ك هق عن أبي هريرة"1
11821-
حجوا فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن. " طس عن عبد الله بن جراد".
11822-
حجوا تستغنوا وسافروا تصحوا. " عب عن صفوان ابن سليم" مرسلا.
11823 -
إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته فإنه مغفور له. "حم عن ابن عمر".
11824-
النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف. " حم والضياء عن بريدة".
= أفدع: الفدع بالتحريك زيغ بين القدم وبين عظم الساق. النهاية لابن الأثير "3/420". رواه الحاكم في المستدرك "1/448".
ورواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج باب ما يستحب من تعجيل الحج إذا قدر عليه "4/340". ص.
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج - باب ما يستحب من تعجيل الحج إذا قدر عليه "4/341".
وقال الذهبي في المستدرك للحاكم "1/449" حصين واه ويحيى الحمامي ليس بعمدة. انتهى. ص.
11825-
إذا خرج الحاج من أهله فسار ثلاثة أيام أو ثلاث ليال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وكان سائر أيامه درجات ومن كفن ميتا كساه الله من ثياب الجنة ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه ومن حثا عليه التراب في قبره كانت له بكل هباءة أثقل في ميزانه من جبل من الجبال. " هب عن أبي ذر".
11826 -
إن الحج والعمرة من سبيل الله وإن عمرة في رمضان تعدل حجة أو تجزئ بحجة. " ك عن أم معقل"1
11827-
لكن أحسن الجهاد وأجمله حج مبرور. " خ ن عن عائشة".
11828 -
ما من محرم يضحى لله يومه يلبي حتى تغيب الشمس إلا غابت بذنوبه فعاد كما ولدته أمه. " هـ عن جابر"2
1 رواه الحاكم في المستدرك "1/482" وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي. ص.
2 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب الظلال للمحرم رقم "2925" وقال في الزوائد: إسناده ضعيف.
ومعنى يضحى: أي يبرز للشمس لأجل التقرب به إلى الله يقال ضحيت أضحى إذا برز للشمس ومنه قوله تعالى {أَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} . سنن ابن ماجه "2/976" أه ص.
11829-
من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه. " م عن أبي هريرة".
11830-
من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. " حم د عن أم سلمة"1
11831-
من أهل بعمرة من بيت المقدس كانت كفارة لما قبلها من الذنوب. " هـ عن أم سلمة"2
11832-
من حج فلم يرفث ولم يفسق غفر له ما تقدم من ذنبه. " ت عن أبي هريرة".
11833-
أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطئة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادي جاؤني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني فكيف لو رأوني، فلو كان عليك
1 رواه أبو داود كتاب الحج باب في المواقيت رقم "1725"انتهى. ص.
2 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب من أهل بعمرة من بيت المقدس رقم "3001 و 3002" وعن أم سلمة. انتهى. ص.
مثل رمل عالج ومثل أيام الدنيا ومثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات وأما نحرك فمدخور لك عند ربك وأما حلقك رأسك فإنه مدخور لك بكل شعرة تسقط حسنة فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كما ولدتك أمك. " هب عن ابن عمر".
الإكمال
11834-
الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة قالوا: يا رسول الله ما بر الحج قال: إطعام الطعام وإفشاء السلام. "حم عق هب عن جابر".
11835-
الحجة المبرورة ليس لها ثواب إلا الجنة والعمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما. " حب عن أبي هريرة".
11836-
الحج يكفر ما بينه وبين الحج الذي قبله، ورمضان يكفر ما بينه وبين رمضان الذي قبله، والجمعة تكفر ما بينها وبين الجمعة التي قبلها. " أبو الشيخ عن أبي أمامة".
11837-
من جاء يؤم البيت الحرام فركب بعيره فما يرفع البعير خفا ولا يضع خفا إلا كتب الله له بها حسنة وحط بها عنه خطيئة ورفع له بها درجة حتى إذا انتهى إلى البيت فطاف وطاف بين الصفا والمروة
ثم حلق أو قصر إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فهلم يستأنف العمل. " هب عن أبي هريرة".
11838-
لا يرفع الحاج قدما ولا يضع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة ورفع له درجة وكتب له حسنة. " الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عمر" وسنده لين.
11839-
من خرج حاجا أو معتمرا فله بكل خطوة حتى يؤوب إلى رحله ألف ألف حسنة ويمحي عنه، ألف ألف سيئة، ويرفع له ألف ألف درجة. " ابن عساكر عن أبي هريرة وابن عباس".
11840-
الحاج في ضمان الله مقبلا ومدبرا فإن أصابه في سفره تعب أو نصب غفر الله له بذلك سيئاته وكان له بكل قدم يرفعه ألف ألف درجة في الجنة وبكل قطرة تصيبه من مطر أجر شهيد. " الديلمي عن أبي أمامة".
11841-
الحاج يشفع في أربعمائة من أهل بيته ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. " البزار عن أبي موسى".
11842-
حجج تترى وعمر نسقا ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد. "الديلمي عن عائشة".
11843-
الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم. "هـ هق وضعفه عن أبي هريرة"1
11844-
وفد الله ثلاثة: الحاج والمعتمر والغازي دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم. "ابن زنجويه عن ابن عمر".
11845-
جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة. " ن ق عن أبي هريرة".
11846-
من حج واعتمر فمات من سنته دخل الجنة، ومن صام رمضان ثم مات دخل الجنة، ومن غزا فمات من سنته دخل الجنة. " الديلمي عن أبي سعيد".
11847 -
من خرج حاجا أو معتمرا أو غازيا ثم مات في طريقه كتب الله له أجر الغازي والحاج والمعتمر إلى يوم القيامة. " هب عن أبي هريرة".
11848-
من مات في هذا الوجه حاجا أو معتمرا لم يعرض ولم يحاسب وقيل له: ادخل الجنة.
"ع عق عد حل هب خط عن عائشة".
1 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب فضل دعاء الحاج رقم "2892" قال في الزوائد في إسناده: صالح بن عبد الله قال البخاري فيه: منكر الحديث. أه ص.
11849 -
من مات في طريق مكة لم يعرضه الله يوم القيامة ولم يحاسبه. " هب عن عائشة""عد عن جابر".
11850-
من مات في طريق مكة في البداءة أو في الرجعة وهو يريد الحج أو العمرة لم يعرض له ولم يحاسب ودخل الجنة. "ابن منده في أخبار أصبهان عن ابن عمر".
11851-
تعجلوا الخروج إلى مكة فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له من مرض أو حاجة. "الديلمي عن ابن عباس".
11852 -
أوحى الله تعالى إلى آدم فقال: يا آدم حج هذا البيت قبل أن يحدث عليك حدث قال: وما يحدث علي يا رب؟ قال: ما لا تدري وهو الموت قال: وما الموت؟ قال: سوف تذوقه. "الديلمي عن أنس".
11853-
من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس فمات ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا. "الدارمي هب عن أبي أمامة".
11854-
إن لإبليس مردة من الشياطين يقول لهم: عليكم بالحاج والمجاهدين فأضلوهم عن السبيل. "طب عن ابن عباس" وضعف.
11855-
لا تدع الحج ولو على ناب خمصا1 تسوي عشرة دراهم. "طب عن ابن عمر".
11856-
إن الله تعالى يقول: إن عبدا أصححت له جسمه وأوسعت عليه من الرزق فأتى عليه خمس حجج لا يأتى إلي فيهن لمحروم. "ع عن خباب".
11857-
إن الله عز وجل يقول: إن عبدا أصححت له جسمه ووسعت عليه في معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم. "ع والسراج ق حب ص عن أبي سعيد".
11858-
قال الله تعالى: إن عبدا أصححت له جسمه ووسعت عليه في رزقه لم يفد إلي في كل خمسة أعوام لمحروم. "عد عق وابن عساكر عن أبي هريرة".
11859-
من حج وعليه دين قضى الله عنه. "أبو نعيم عن أنس".
1 ناب: والناب المسنة من النوق، والجمع النيب. انتهى."1/230" الصحاح للجوهري. ب.
"خمصا: ويقال: رجل خمصان وخميص إذا كان ضامر البطن وجمع الخميص خماص.
النهاية في غريب الحديث "2/80".انتهى. ص.
11860-
ما من محرم يضحى للشمس حتى تغرب إلا غربت بذنوبه حتى يصير كيوم ولدته أمه "ابن زنجويه عن جابر". مر برقم [11828] وعزوه.
11861-
لا يركبن البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل الله فإن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا ولا يشتري من ذي ضغطة1 سلطان شيئا. "ق عن ابن عمر"2
11862-
قال داود عليه السلام: إلهي ما حق عبادك عليك إذا هم زاروك فإن لكل زائر على المزور حقا؟ قال: يا داود فإن لهم علي أن أعافيهم في دنياهم وأغفر لهم إذا لقيتهم. "طب وابن عساكر عن أبي ذر" وسنده ضعيف.
11863-
ما حجوا حتى أذن لهم وما أذن لهم حتى غفر لهم. "الديلمي عن علي".
11864-
ما راح مسلم روحة في سبيل الله عز وجل مجاهدا أو
1 ضغطة: ومنه الحديث "لا يشترين أحدكم مال امرئ في ضغطة من سلطان " أي قهر. انتهى. النهاية "3/90". ب.
2 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج - باب ركوب البحر لحج أو عمرة أو غزو "4/334" وفي سند الحديث: بشير وقال البخاري: بشير بن مسلم لم يصح حديثه. انتهى. ص.
حاجا يهلل أو يلبي إلا غربت الشمس بذنوبه وخرج منها. "الخطيب والديلمي عن سهل بن سعد".
11865-
ما كبر الحاج من تكبيرة ولا هلل من تهليلة إلا بشر بها تبشرة. "كر عن ابن عمر".
11866-
ما كبر مكبر في بر ولا بحر إلا ملأ تكبيره ما بين السماء والأرض. "أبو الشيخ عن أبي الدرداء".
11867-
والذي نفس أبي القاسم بيده ما هلل مهلل ولا كبر مكبر على شرف من الأرض إلا أهل ما بين يديه وكبر ما بين يديه بتكبيره وتهليله حتى ينقطع التراب. "أبو الشيخ عن ابن عمر".
الفصل الثاني: في الوعيد على تارك الحج
11868-
من كان له مال تبلغه حج بيت ربه، أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت. "ت عن ابن عباس"1
11869-
من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله تعالى ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا " ت عن علي"2
11870-
لو قلت: نعم لوجبت ولو وجبت لم تقوموا بها، ولو لم تقوموا بها عذبتم. " هـ عن أنس"3
1 رواه الترمذي كتاب تفسير القرآن ومن سورة المنافقين رقم "3316" الحديث موقوف على ابن عباس وقال الحافظ ابن كثير: رواية الضحاك عن ابن عباس فيها انقطاع. تحفة الأحوذي "9/220"انتهى. ص.
2 رواه الترمذي كتاب الحج - باب ما جاء في التغليظ في ترك الحج رقم "812" هذا حديث غريب وفي إسناده مقال. ص.
3 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب فرض الحج رقم "2885".
وقال في الزوائد: هذا إسناده صحيح.
ورواه الترمذي في كتاب الحج باب ما جاءكم فرض الحج رقم "814" وقال: حديث حسن غريب. ص.
الإكمال
11871-
إن الله عز وجل كتب عليكم الحج قال رجل: أفي كل عام؟ قال: ويحك ماذا يومنك أن أقول: نعم، والله لو قلت: نعم لوجبت، ولو وجب لتركتم، ولو تركتم لكفرتم، ألا إنه إنما هلك من كان قبلكم أئمة الحرج والله لو أني حللت لكم جميع ما في الأرض من شيء، وحرمت عليكم مثل خف بعير لوقعتم فيه. "ابن جرير طب وابن مردويه عن أبي أمامة".
11872-
أيها الناس إن الله قد افترض عليكم الحج فقال رجل: كل عام، قال: لو قلت: نعم، لوجبت لما قمتم، ذروني ما تركتكم، فإنما هلك الذين من قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم. "حب عن أبي هريرة".
11873-
يا أيها الناس؛ كتب عليكم الحج فقيل: أفي كل عام يا رسول الله؟ قال: لو قلتها لوجبت، ولو وجبت، لم تعملوها، ولم تستطيعوا أن تعملوا بها الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع. "حم ك ق عن ابن عباس".
11874-
يا أيها الناس؛ قد فرض عليكم الحج فحجوا، قيل: كل عام؟ قال: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم. "حم عن أبي هريرة".
11875-
بل مرة واحدة، فمن زاد فهو تطوع. "د هـ ك عن ابن عباس" أن الأقرع بن حابس سأل النبي صلى الله عليه وسلم الحج في كل سنة، أو مرة واحدة قال فذكره.
11876-
الحج والعمرة فريضتان واجبتان. "ق عن جابر".
11877-
من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا، وذلك أن الله تعالى يقول في كتابه:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} . "ت وضعفه ابن جرير هب عن علي". مر برقم [11869] وعزوه.
11878-
إن الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت. "ك عن زيد بن ثابت" وصحح وقفه.
11879-
الحج مكتوب والعمرة تطوع. "ابن أبي داود عن أبي صالح ماهان مرسلا".
الفصل الثالث: في الحج ومحظوراته
…
الفصل الثالث: في آداب الحج ومحظوراته
11880-
الحج قبل التزويج. "فر عن أبي هريرة".
11881-
بر الحج إطعام الطعام، وطيب الكلام. "ك عن جابر".
11882-
تعلموا مناسككم فإنها من دينكم. "ابن عساكر عن أبي سعيد".
11883-
أفضل الحج العج والثج1 "ن عن أبي عمر""هـ ك هق عن أبي بكر""ع عن ابن مسعود".
11884-
أتاني جبريل فقال: يا محمد؛ كن عجاجا ثجاجا. "حم والضياء عن السائب بن خلاد".
11885-
أتاني جبريل فقال: يا محمد كن عجاجا بالتلبية ثجاجا بنحر البدن. "القاضي عبد الجبار في أماليه عن ابن عمر".
1 العج والثج: العج: رفع الصوت بالتلبية، وقد عج يعج عجا فهو عاج وعجاج انتهى."3/184" النهاية لابن الأثير.
والثج: سيلان دماء الهدى والأضاحي، يقال: ثجه يثجه ثجا. انتهى."1/207" النهاية لابن الأثير. ب.
11886-
من أراد الحج فليتعجل. "حم د1
11887-
من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة وتعرض الحاجة. "حم هـ عن الفضل"2
11888-
تعجلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له. "حم عن ابن عباس".
11889-
تعجلوا الخروج إلى مكة، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له من مرض أو حاجة. "حل هق عن ابن عباس".
11890-
إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرجوع إلى أهله فإنه أعظم لأجره. " ك هق عن عائشة".
11891-
إذا حج رجل بمال من غير حله فقال: لبيك اللهم لبيك، قال الله: لا لبيك ولا سعديك هذا مردود عليك. "عد فر عن ابن عمر".
1 رواه أبو داود كتاب الحج باب رقم 6 رقم الحديث "1716" عن ابن عباس وقال المنذري فيه: مهران أبو صفوان.
عون المعبود شرح سنن أبي داود "4/157". ص" ك هق عن ابن عباس".
2 رواه أحمد في المسند عن الفضل بن عباس "1/214".
ورواه ابن ماجه كتاب المناسك باب الخروج إلى الحج رقم "2883".
وقال في الزوائد في إسناده: إسماعيل أبو خليفة وقال النسائي ضعيف ص.
11892-
الحاج الشعث التفل1 "ت عن ابن عمر"2.
11893-
الحاج الراكب له بكل خف يضعه بعيره حسنة، والماشي له بكل خطوة يخطوها سبعون حسنة من حسنات الحرم. "فر عن ابن عباس".
الإكمال
11894-
من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة كتب الله تعالى له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم قيل: وما حسنات الحرم قال: كل حسنة مائة ألف حسنة. "قط في الأفراد طب ك وتعقب هب ق وضعفه عن ابن عباس".
1 الشعث التفل: الشعث بمعنى متفرق الشعر، ومنه حديث الدعاء "أسألك رحمة تلم بها شعثي" أي تجمع بها ما تفرق من أمري، ومنه حديث "أنه يغتسل وهو محرم، وقال: إن الماء لا يزيده إلا شعثا" أي تفرقا فلا يكون متلبدا. انتهى."2/478" النهاية لابن الأثير.
والتفل: الذي قد ترك استعمال الطيب. من التفل وهي الريح الكريهة. انتهى."1/191" النهاية لابن الأثير. ب.
2 رواه الترمذي كياب التفسير سورة آل عمران رقم"2998" وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث ابن عمر إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي وقد تكلم بعض أهل الحديث في إبراهيم بن يزيد من قبل حفظه إهـ ص.
11895-
للماشي أجر سبعين حجة ولمن يركب أجر حجة. "الديلمي عن أبي هريرة".
11896-
الشعث التفل. "الشافعي ت ق عن ابن عمر" أن رجلا قال: يا رسول الله من الحاج؟ قال: فذكره.
11897-
تعلموا مناسككم فإنها من دينكم. " طس والديلمي وابن عساكر عن أبي سعيد".
المحظورات
11898-
إن الله تعالى جعل هذا السفر نسكا، وسيجعله الظالمون نكالا. "ابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز" بلاغا.
11899-
الرفث: الإعرابة1 والتعرض للنساء بالجماع، والفسوق: المعاصي كلها، والجدال: جدال الرجل صاحبه. "طب عن ابن عباس".
1 الرفث: قال الأزهري: الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة النهاية "2/241".
الأعرابة: من الأعراب: وهو الأفحاش في القول والرفث.
النهاية "3/201" انتهى. ص.
الإكمال
11900-
من حج بمال حرام فقال: لبيك اللهم لبيك؛ قال الله عز وجل: لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك. "الشيرازي في الألقاب وأبو مطيع في أماليه عن عمر".
11901-
من حج من مال حلال، أو من تجارة، أو من ميراث لم يخرج عن عرفة حتى تغفر ذنوبه، وإذا حج من مال حرام فلبى، قال الرب: لا لبيك ولا سعديك ثم يلف ويضرب بها وجهه. "الديلمي عن أنس".
الباب الثاني: في مناسك الحج على الترتيب
الفصل الأول:في المواقيت
…
الباب الثاني: في مناسك الحج على الترتيب
وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: " في المواقيت"
11902-
مهل أهل المدينة من ذي الحليفة والطريق الآخر من جحفة ومهل أهل العراق من ذات عرق، ومهل أهل نجد من قرن ومهل أهل اليمن من يلملم. "م هـ عن جابر"1
11903-
يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويهل أهل الشام من الجحفة، ويهل أهل نجد من قرن، ويها أهل اليمن من يلملم. "حم ق ت ن هـ عن ابن عمر".
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب مواقيت الحج والعمرة رقم "14" ورواه ابن ماجه كتاب المناسك باب مواقيت أهل الآفاق رقم "2915" ضعيف. انتهى. ص.
11904-
يا عبد الرحمن اذهب بأختك فاعمرها من التنعيم. "ق عن عائشة".
11905-
يا عبد الرحمن اردف أختك عائشة فاعمرها من التنعيم، فإذا هبطت بها من الأكمة فمرها فلتحرم فإنها عمرة متقبلة. "حم د ك عن عبد الرحمن بن أبي بكر"1
1 البخاري في صحيحه كتاب الحج باب العمرة "3/4".
ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب بيان وجوه الإحرام رقم "1212".
والترمذي كتاب الحج - باب ما جاء في العمرة من التنعيم رقم "934" وقال حديث حسن صحيح.
ورواه أبو داود كتاب الحج - باب المهلة بالعمرة تحيض فيدركها الحج رقم "1979" والحديث رواه: ورواه أحمد في مسنده "1/197" وأخرجه الحاكم في المستدرك "1/480" وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. انتهى. ص.
الفصل الثاني: في الإحرام والتلبية وما يتعلق بهما
وفيه فرعان
الفرع الأول: في الإحرام والتلبية
11906-
لا تجاوزوا الميقات إلا بإحرام. "طب عن ابن عباس".
11907-
إن من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك. "عد هق عن أبي هريرة".
11908-
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. "حم ن 4 عن ابن عمر""حم خ عن عائشة""م د هـ عن جابر""ن عن ابن مسعود""حم عن ابن عباس""ع عن أنس""طب عن عمرو بن معد يكرب".
11909-
لبيك إله الخلق لبيك. "حم ن هـ ك عن أبي هريرة".
11910-
لبيك اللهم لبيك إنما الخير خير الآخرة. "ك هق عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما".
11911-
أتاني جبريل فقال لي: إن الله يأمرك أن تامر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج. "حم هـ ك حب عن زيد بن خالد".
11912-
أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية. "حم عد حب ك عن خلاد بن السائب بن خلاد"1
11913-
أمرني جبريل برفع الصوت في الإهلال، فإنه من شعار الحج. "حم هق عن أبي هريرة".
الإكمال
11914-
يستمع أحدكم بحله ما استطاع، فإنه لا يدري ما يعرض في إحرامه. "هق وضعفه عن أبي ايوب".
11915 -
يستمتع المرء بأهله وثيابه حتى يأتي المواقيت. "الشافعي ق عن عطاء مرسلا".
1 خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري الخزرجي وقال ابن حبان: له صحبة، ثم أعاده في التابعين وقال ابن عبد البر: مختلف في صحبته مدني تهذيب التهذيب "3/172".
والحديث رواه الحاكم في المستدرك "1/450" وقال: صحيح. ص.
11916-
إذا أحرم أحدكم فليؤمن على دعائه إذا قال: اللهم اغفر لي فليقل آمين، ولا يلعن بهيمة ولا إنسانا، فإن دعاءه مستجاب، ومن عم بدعائه المؤمنين والمؤمنات استجيب له. "الديلمي عن ابن عباس".
11917-
اللهم اجعلها حجة متقبلة لا رياء ولا سمعة. "عق عن ابن عباس".
11918-
أتاني جبريل فقال: ارفع صوتك بالإهلال، فإنه من شعار الحج. "ابن سعد طب خلاد بن السائب عن زيد بن خالد الجهني" أن جبريل أتاني فأمرني أن أعلن بالتلبية. "حم هـ ن عن ابن عباس".
11919-
لبيك إله الخلق لبيك. "حم ن هـ ك حل ق عن أبي هريرة".
11920-
حجة المرء حجته وحجته عجته، ومن وحد الله في حجته وجبت له الجنة. "الديلمي عن أنس".
11921-
لبيك حقا حقا تعبدا ورقا. "الديلمي عن أنس".
11922 -
من أصبح يلبي غابت الشمس بذنوبه. "ك في تاريخه عن جابر".
11923-
ما أضحى مؤمن يلبي حتى تغرب الشمس إلا غابت حتى يعود كيوم ولدته أمه. "ق عن عامر بن ربيعة".
الفرع الثاني
فيما يحل للمحرم ويحرم عليه
"اللباس"
11924-
لا تلبسوا القميص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف إلا أحد لا يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين ولا تلبسوا من الثياب شيئا مسه زعفران أو ورس ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين "خ ت ن عن ابن عمر".
11925-
لا يلبس المحرم القميص ولا العمامة، ولا السروايل، ولا البرنس ولا ثوبا مسه ورس ولا زعفران ولا الخفين إلا أن لا يجد نعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين. "حم ق د ت هـ عن ابن عمر".
11926-
من لم يجد نعلين فليلبس خفين، ومن لم يجد إزارا فليلبس سروايل المحرم. "حم عن جابر""حم م ق ن هـ عن ابن عباس".
11927-
من لم يجد نعلين فليلبس خفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين. "خ عن ابن عمر".
11928-
السراويل لمن لا يجد الإزار، والخف لمن لا يجد النعلين. "د عن ابن عباس"1
11929-
المحرم إذا لم يجد الإزار فليلبس السراويل، وإذا لم يجد نعلين فليلبس الخفين. "د عن ابن عباس"2
11930-
المحرم إذا لم يجد النعلين لبس الخفين، وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين. "ق عن ابن عمر".
11931-
إذا لم يجد المحرم إزارا فليلبس السراويل، وإذا لم يجد النعلين فليلبس الخفين. "حم ش عن ابن عباس".
11932-
البس الإزار والرداء والنعلين، فإن لم يكن إزار فسراويل، فإن لم يكن نعلان فخفان ولا يلبس البرنس ولا ثوب مسه الورس والزعفران. "كر عن ابن عمر" أن رجلا سأل النبي عليه السلام ما نلبس إذا أحرمنا؟ قال: فذكره.
1 رواه أبو داود في كتاب الحج - باب ما يلبس المحرم رقم "1812".انتهى. ص.
2 هذا الحديث لفظ الترمذي عن ابن عباس كتاب الحج - باب ما جاء في السراويل رقم "834" ولكن لفظ أبو داود من سننه كتاب الحج باب ما يلبس المحرم - المحرمة - رقم "1809"انتهى. ص.
11933-
حرم الرجل في وجهه ورأسه وحرم المرأة في وجهها. " ك في تاريخه عن ابن عمر".
11934-
انزع عنك الجبة واغسل عنك الصفرة وما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك.
"عن صفوان بن أمية"1
مايباح للمحرم فعله
الإكمال
11935-
الحية والعقرب والفويسقة، ويرمي الغراب ولا يقتله والكلب العقور والحدأة والسبع العادي.
"د2 عن أبي سعيد" أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عما يقتل المحرم قال: فذكره.
1 صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة الجمحي القرشي أبو وهب من مسلمة الفتح وكان من المؤلفة قلوبهم، قال الهيثم: توفي سنة 41 هـ.
خلاصة الكمال للخزرجي "1/469".
ولم يذكر في المنتخب عزو الحديث ولا في أصل المطبوع ولكن الحديث رواه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب "2/167".
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب ما يباح للمحرم بحج "10" ص.
2 رواه أبو داود في السنن كتاب الحج - باب ما يقتل المحرم من الدواب رقم "1831"انتهى. ص.
11936-
يقتل المحرم الغراب والحدأة والعقرب والكلب العقور والفأرة. "طب عن ابن عباس وابن عمر معا".
11937-
يقتل المحرم الحدأة والعقرب والغراب والكلب العقور والفأرة، كل هؤلاء فواسق. "الخطيب عن ابن عباس".
11938-
يقتل المحرم الأفعى والعقرب والحدأة والكلب العقور والفويسقة. "حم ق عن أبي سعيد".
11939-
يقتل المحرم الحية والعقرب والفويسقة والكلب العقور والحدأة والسبع العادي، ويرمي الغراب ولا يقتله. "حم ق عن أبي سعيد".
11940-
يقتل المحرم الحية والعقرب والسبع العادي والكلب العقور والفأرة الفويسقة. "هـ عن أبي سعيد".
11941-
يقتل المحرم الحية والذئب. "ق عن سعيد بن المسيب" مرسلا.
11942-
خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحرم؛ الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور. "حم خ م ت ن عن عائشة".
11943-
خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح، الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور. "مالك ط حم خ م ك ن هـ عن ابن عمر""خ ن عن ابن عمر عن حفصة".
11944-
خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: العقرب والحدأة والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور. "حب عن عائشة".
11945-
خمس قتلهن حلال في الحرم: الحية والعقرب والحدأة والفأرة والكلب العقور. "د ق عن أبي هريرة".
11946-
خمس كلهن فاسقة يقتلهن المحرم ويقتلن في الحرم: الفأرة والعقرب والحية والكلب العقور والغراب. "حم عن ابن عباس".
الاصطياد
11947-
لحم صيد البر لكم حلال، وأنتم حرم ما لم تصيدوه أو يصاد لكم. "ك هق عن جابر".
11948-
صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يصاد لكم. "حم د ت حب ك عن جابر".
11949-
لحم الصيد حلال لكم مالم تصيدوه أو يصد لكم وأنتم حرم. "طب عن أبي موسى".
11950-
الضبع صيد وفيه كبش مسن. "قط هق عن ابن عباس".
11951-
الضبع صيد فكلها، وفيها كبش مسن إذا أصابها المحرم. "هق عن جابر".
11952-
في الضبع كبش. "هـ عن جابر".
11953-
في الضبع كبش، وفي الظبي شاة، وفي الأرنب عناق وفي اليربوع جفرة1 "عد هق عن جابر""عد هق عن عمر".
11954-
في بيضة نعام صيام يوم، أو إطعام مسكين. "هق عن أبي هريرة".
11955-
في بيض النعام يصيبه المحرم ثمنه. "هـ عن أبي هريرة".
1 عناق: هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة. انتهى."3/311" النهاية لابن الأثير.
جفرة: وأصلة في أولاد المعز إذا بلغ أربعة أشهر وفصل عن أمه وأخذ في الرعي قيل له: جفر والأنثى جفرة. انتهى."1/277" ب.
ما يباح للمحرم فعله
من منهج العمال
11956-
يقتل المحرم السبع العادي والكلب العقور والفأرة والعقرب والحدأة والغراب. "ت هـ عن أبي سعيد".
11957-
خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح؛ الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور.ى "مالك حم ق د ن هـ عن ابن عمر".
11958-
خمس كلهن فاسقة يقتلهن المحرم ويقتلن في الحل والحرم؛ الفأرة والعقرب والحية والكلب العقور والغراب. "حم عن ابن عباس".
11959-
خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلن في الحرم: الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور. "ت ق عن عائشة".
11960-
خمس فواسق في الحل والحرم: الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحرباء.
"م ن هـ عن عائشة"1
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب ما يندب للمحرم.. رقم "1198" و "66 و 67".
11961-
خمس قتلهن حلال في الحرم؛ الحية والعقرب والحدأة والفأرة والكلب العقور. "د عن أبي هريرة".
11962-
لعلك آذاك هوام رأسك، احلق رأسك، وصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، أو انسك شاة. "ق د عن كعب بن عجرة".
11963-
إذا اشتكى أحدكم عينيه وهو محرم ضمدها بالصبر. "م عن عثمان".
11964-
لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب. "م د ت هـ عن عثمان".
11965-
اغسلوا المحرم في ثوبيه الذي أحرم فيهما، واغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب، ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة محرما. "ن عن ابن عباس".
11966-
اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تمسوه طيبا ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه فإن الله تعالى يبعثه يوم القيامة ملبيا. "حم ق عن ابن عباس".
=رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب ما يقتل المحرم رقم "3087".
والغراب الأبقع: هو الذي في ظهره أو بطنه بياض انتهى. ص.
الإكمال
11967-
احلق وأطعم فرقا1 بين ستة مساكين، أو صم ثلاثة، أو انسك نسيكة. "ت حسن صحيح عن كعب بن عجرة".
11968-
قد آذاك هوام رأسك، احلق ثم اذبح شاة نسكا، أو صم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصع2 من تمر على ستة مساكين. "حب عن كعب بن عجرة".
11969-
لعلك آذاك هوام رأسك، احلق رأسك واهد بقرة أشعرها أو قلدها. "طب عن ابن عمر".
11970-
الضبع صيد فإذا أصابه المحرم ففيه جزاء كبش مسن وتوكل. "ابن خزيمة والطحاوي قط ك وابن مردويه ق عن جابر".
11971-
في الضبع كبش وفي الظبي شاة وفي اليربوع جفرة.
1 فرقا: الفرق بالتحريك: مكيال يسع ستة عشر رطلا وهي اثنا عشر مدا، أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. "3/437" النهاية لابن الأثير. ب.
2 آصع: جمع صاع وهو مكيال يسع أربعة أمداد. انتهى."3/60" النهاية لابن الأثير. ب.
"ق عن جابر""عد ق عن عمر""ق عن عمر" موقوفا وقال: هو الصحيح.
11972-
قد قال علي: ما سمعت ولكن هلم إلى الرخصة، عليك بكل بيضة، صوم يوم أو إطعام مسكين. "حم ق عن رجل من الأنصار" أن رجلا أوطى بعيره أدحى1 نعام فكسر بيضها فقال علي: عليك بكل بيضة جنين ناقة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
1 أدحى: الأداحي جمع الأدحى: وهو الموضع الذي تبيض فيه النعامة وتفرخ انتهى. النهاية "2/106". ص.
الفصل الثالث: في القران والتمتع
11973-
أتاني الليل آت من ربي، فقال: صل في هذا الوادي المبارك يعني العقيق وقل عمرة في حجة. "حم خ د هـ عن عمر".
11974-
أتاني جبريل في ثلاث بقين من ذي القعدة، فقال: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة. "طب عن ابن عباس".
11975-
دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة. "د عن جابر""د ت عن ابن عباس".
11976 -
يا آل محمد؛ من حج منكم فليهل بعمرة في حجة. "حب عن أم سلمة".
11977-
من أحرم بالحج والعمرة؛ أجزأه طواف واحد، وسعي واحد عنهما ولم يحل حتى يقضي حجه ويحل منهما جميعا. "ت هـ عن ابن عمر"1
1 رواه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء أن القارن لطواف رقم "948" وقال: حسن صحيح غريب.
ورواه ابن ماجه كتاب المناسك باب طواف القارن رقم "2975" ص.
11978-
من قرن بين حجه وعمرته، أجزأه لهما طواف واحد. "حم عن ابن عمر".
11979-
نهى أن يقرن بين الحج والعمرة. "د عن معاوية".
الإكمال
11980-
أهلوا يا أمة محمد بحج وعمرة. "طب عن أم سلمة".
11981-
من حج منكم فليهل بهما جميعا بحجة وعمرة. "طب عن أم سلمة".
11982-
من جمع بين الحج والعمرة طاف لهما طوافا واحدا، وسعى لهما سعيا واحدا، ولم يحل حتى يحل منهما جميعا. "ق عن ابن عمر".
11983-
دخلت العمرة في الحج، والعمرة إلى يوم القيامة لا صرورة ثجوا الإبل ثجا، وعجوا التكبير عجا. "البغوي عن ابن أخ لجبير بن مطعم"1.
1 لا صرورة: ورجل صرور وصرورة: لم يحج قط، وهو المعروف في الكلام، وأصله من الصر الحبس والمنع. أهـ "3/453" لسان العرب طبعة دار صادر بيروت.
ثجوا الإبل: الثج سيلان دماء الهدى والأضاحي، يقال: ثجه يثجه ثجا. انتهى."1/207" النهاية.
11984-
يا أيها الناس أحلوا بعمرة إلا من كان معه هدي فإنه قد دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة. "عد عن ابن عمر".
أحكام متفرقة من الإكمال
11985-
الزاد والراحلة. "ت حسن ق عن ابن عمر" أن رجلا قال: يا رسول الله ما يوجب الحج قال: فذكره.
11986-
السبيل إلى الحج الزاد والراحلة. "الشافعي وابن جرير ق عن ابن عمر""ابن جرير ق عن الحسن".
11987-
البلاغ الزاد والراحلة. "طب وابن مردويه عن ابن عباس".
11988-
لو حج صغير حجة لكانت عليه حجة إذا بلغ إن استطاع إليه سبيلا، ولو حج عبد حجة لكانت عليه حجة إذا عتق إن استطاع إليه سبيلا، ولو حج أعرابي حجة لكانت عليه حجة إذا هاجر إن استطاع إليه سبيلا. "عد ق عن جابر".
=وعجوا التكبير: العج: رفع الصوت بالتلبية، وقد عج يعج عجا فهو عاج وعجاج. انتهى."1/184" النهاية. ب.
التمتع وفسخ الحج
11989-
لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لأحللت. "حم ق د عن جابر".
11990-
لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وأجعلها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة. ة"م د عن جابر"1
الإكمال
11991-
قد بلغني الذي قلتم وإني لأبركم وأتقاكم ولولا الهدي لحللت ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت. "حب عن جابر".
11992-
أتتهموني وأنا أمين أهل السماء وأهل الأرض أما إني
1رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج - باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم رقم "1218".
ورواه أبو داود كتاب الحج باب في إفراد الحج رقم "1772".
ورواه ابن ماجه كتاب المناسك - باب حجه رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم "3074"انتهى. ص.
لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما كان الهدى إلا من مكة. " طب عن جابر".
11993-
إذا خرجتم في حجة وعمرة فتمتعوا لكيلا تتكلوا، وأكرموا الخبز فإن الله تعالى سخر لكم بركات السموات والأرض. "حل عن أبي هريرة".
11994-
من صام الأيام في الحج ولم يجد هديا إذا استمتع فهو ما بين إحرام أحدكم إلى يوم عرفة فهو آخرهن. "طب عن ابن عمر وعائشة معا".
الفصل الرابع: في الطواف والسعي
11995-
من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة لا يضع قدما ويرفع أخرى إلا حط عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة. "ت ك ن عن ابن عمر".
11996-
من طاف بالبيت سبعا وهو لا يتكلم إلا سبحلن الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله محيت عنه عشر سيئات وكتبت له عشر حسنات ورفع له بها عشرة درجات ومن طاف بالبيت فتكلم وهو في تلك الحال خاض في الرحمة برجليه كخائض الماء برجليه. "هـ عن أبي هريرة"1
11997-
طواف سبع لا لغو فيه يعدل عتق رقبة. "عب عن عائشة".
1 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب فضل الطواف رقم "2957".
قال في الزوائد: يدل على أن الحديث من الزوائد إلا أنه ما تكلم على إسناده، وقال السندي بعد ذكر ما تقدم: وذكر الدميري: ما يدل على أنه حديث غير محفوظ انتهى. ص.
11998-
طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجتك وعمرتك. "د عن عائشة".
11999-
من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. "ت عن ابن عباس".
12000-
من طاف بالبيت سبعا وصلى ركعتين كان كعتق رقبة. "د عن ابن عمر".
12001-
إن الله تعالى يباهي بالطائفين. "حل هب عن عائشة".
12002-
الطواف بالبيت صلاة، ولكن أحل الله فيه المنطق فمن نطق فلا ينطق إلا بخير. "طب حل هق ك عن ابن عباس".
12003-
الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير. "ت ك هق عن ابن عباس".
12004-
الطواف صلاة فأقلوا فيها الكلام. "طب عن ابن عباس".
12005-
إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله. "د عن عائشة".
12006-
يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت
وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار. "حم 4 حب ك عن جبير ابن مطعم".
12007-
إذا أقيمت الصلاة فطوفي على بعيرك من وراء الناس. "ن عن أم سلمة".
12008-
طوفي من وراء الناس وأنت راكبة. "د ن عن أم سلمة".
12009-
اكشفوا عن المناكب، واسعوا في الطواف. "خ د عن ابن شهاب" مرسلا.
12010-
اربطوا أوساطكم بأرديتكم، وعليكم بالهرولة. "هـ ك عن أبي سعيد"1
1 رواه ابن ماجه:" بأزركم" كتاب المناسك - باب الحج ماشيا. رقم "2119".
قال في الزوائد: هذا إسناد ضعيف.
وقال الدميري: انفرد به المصنف وهو ضعيف منكر.
وأخرجه الحاكم في المستدرك "1/442" وقال صحيح الإسناد. ص.
الإكمال
12011-
لما أسكن الله آدم البيت قال: إنك قد أعطيت كل عامل أجره فأعطني أجري، فأوحى الله إليه أني قد غفرت لك إذا طفت به، قال: يا رب زدني قال: قد غفرت لمن طاف به من ولدك، قال: يا رب زدني، قال: قد غفرت لمن استغفروا له، قال: فقام إبليس على المأزمين1 فقال: يا رب جعلتني في دار الفناء وجعلت مصيري إلى النار، وجعلت معي عدوي آدم وقد أعطيته فأعطني كما أعطيته؛ قال: قد جعلتك تراه ولا يراك، قال: يا رب زدني؟ قال: قد جعلت قلبه مسكنا لك، قال: يا رب زدني، قال: قد جعلتك تجري منه مجرى الدم، قال: فقام آدم فقال: يا رب، قد أعطيت إبليس فأعطني؛ قال: قد جعلتك تهم بالحسنة ولا تعملها فأكتبها لك، قال: يا رب زدني، قال: قد جعلتك تهم بالسيئة ولا تعملها فلا أكتبها عليك وأكتب لك مكانها حسنة، قال: يا رب زدني، قال: واحدة لي وواحدة بيني وبينك، وأخرى لك فضل مني عليك: فأما التي لي تعبدني ولا تشرك
1 المأزمين: والمأزم: كل طريق ضيق بين جبلين، وموضع الحرب أيضا مأزم، ومنه سمي الموضع الذي بين المشعر وبين عرفة مأزمين. انتهى. "5/1861". الصحاح للجوهري. ب.
بي شيئا، وأما التي بيني وبينك، فمنك الدعاء ومني الإجابة، وأما التي لك فإنك تعمل الحسنة فأكتبها بعشرة أمثالها، وأما التي فضل مني عليك فتستغفرني فأغفر لك وأنا الغفور الرحيم. "الديلمي عن أبي سعيد".
12012-
ما رفع رجل قدما ولا وضعها يعني في الطواف إلا كتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات. "حم عن ابن عمر".
12013-
من طاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين وشرب من ماء زمزم غفر الله له ذنوبه كلها بالغة ما بلغت. "الديلمي وابن النجار عن جابر"، ولفظ الديلمي: أخرجه الله من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
12014-
من طاف بهذا البيت أسبوعا يحصيه كتب له بكل خطوة حسنة، وكفرت عنه سيئة ورفعت له درجة وكان له عدل عتق رقبة. "ط حم طب ق هب عن ابن عمر".
12015-
من طاف بهذا البيت أسبوعا وصلى خلف مقام إبراهيم ركعتين فهو عدل محمد. "طب عن ابن عمرو"1
1 ذكر القارى في الموضوعات الصغرى رقم "345" أن هذا الحديث وأمثاله تعلقوا في ثبوته بمنام وشبهه مما لا تثبت الأحاديث النبوية
12016-
من طاف بالبيت سبعا وأحصاه وركع ركعتين كان له عدل1 رقبة نفيسة من الرقاب. "أبو الشيخ عن ابن عمر".
12017-
من طاف بالبيت أسبوعا لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله تعالى عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة، ورفع بها درجة. "حب عن ابن عمر".
12018-
إن الله تعالى ينزل في كل يوم مائة رحمة ستين منها على الطائفين بالبيت، وعشرين على أهل مكة، وعشرين على سائر الناس. "خط عن ابن عباس".
12019-
ينزل الله تعالى في كل يوم عشرين ومائة رحمة، ستون منها على الطائفين، وأربعون للعاكفين حول البيت، وعشرون منها للناظرين إلى البيت. "طب عن ابن عباس".
12020-
ينزل الله تعالى في كل يوم مائة رحمة، ستين منها على الطائفين بالبيت وعشرين على أهل مكة وعشرين على سائر الناس. "هب عن ابن عباس".
= بمثله ولكن العجلوني في كشف الخفاء عند حديث رقم "2525" لم يذكر: فهو عدل محمد.
وأطال العجلوني البحث في ذلك فراجعه إن شئت. اهـ ص.
1 عدل: بالكسر والفتح بمعنى المثل. انتهى."3/191" النهاية. ب.
12021-
ينزل الله تعالى في كل يوم مائة رحمة وعشرين رحمة، منها على الطائفين ستون، وأربعون على المصلين وعشرون على الناظرين. "هب عن ابن عباس".
12022-
بني هذا البيت على سبع وركعتين. "الديلمي عن ابن عباس".
12023-
ائتنفوا العمل فقد غفر لكم ما مضى. "الشيرازي في الألقاب وتمام وابن عساكر عن الطرماح " قال: سمعت الحسين بن علي يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف فأصابتنا السماء قال: فذكره، قال ابن عساكر غريب جدا "هـ1 هب عن أنس" قال: طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مطر، فلما فرغنا قال فذكره.
12024-
أبلغوا أهل مكة والمجاورين أن يخلوا بين الحجاج وبين الطواف والحجر الأسود ومقام إبراهيم والصف الأول من عشرين بقين من ذي القعدة إلى يوم الصدر 2 "الديلمي عن أنس".
1 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب الطواف في مطر رقم "3118". وقال في الزوائد: في إسناده داود بن عجلان ضعيف لا يجوز الاحتجاج به بحال. انتهى. ص.
2 الصدر: بالتحريك رجوع المسافر من مقصده والشاربة من الورد
12025-
إن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا، وصلت خلف المقام ركعتين. "الديلمي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده".
12026-
لا أعرفنكم يا بني عبد مناف؛ ما منعتم طائفا يطوف بهذا البيت ساعة ليلا أو نهارا.
"قط عن جابر""طب عن جبير بن مطعم""طب عن ابن عمر".
12027-
يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا يطوف بهذا البيت أي ساعة شاء من ليل أو نهار.
"قط عن جابر""طب عن جبير بن مطعم""طب عن ابن عمر".
12028-
يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب، لا أعرفن ما منعتم أحدا من الناس أن يصلي عند هذا البيت أي ساعة شاء من ليل أو نهار. "طب عنه".
12029-
يا بني عبد المطلب ويا بني عبد مناف إن وليتم من هذا الأمر شيئا فلا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت يصلي أي ساعة شاء من ليل أو نهار. "طب عنه".
= يقال صدر يصدر صدورا وصدرا، ومنه الحديث" للمهاجر إقامة ثلاثة بعد الصدر" يعني بمكة بعد أن يقضي نسكه. انتهى."3/15النهاية.
12030-
يا بني عبد مناف يا بني عبد الدار لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار. "طب عنه".
الرمل من الإكمال
12031-
إذا قدمتم فارملوا1 الثلاثة الأشواط الأول، حتى يروا قوتكم. "طب عن سهل بن حنيف".
12032-
إن القوم زعموا أنكم قد هلكتم هزلا2 وجوعا فارملوا إذا دخلتم فاستلمتم ثلاثة أشواط. "طب عن ابن عباس".
1 فارملوا: يقال: رمل يرمل رملا ورملانا إذا أسرع في المشي وهز منكبيه. انتهى."2/265" النهاية. ب.
2هزلا: يقال هزلت الدابة وهزلتها هزالا وأهزل القوم إذا أصابت مواشيهم سنة فهزلت، والهزال ضد السمن.
"5/263" النهاية لابن الأثير. ب.
أدعية الطواف
من الإكمال
12033-
قولي: اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي وعمدي وإسرافي في أمري إنك إن لا تغفر لي تهلكني. "هب عن عبد الأعلى التميمي" قال: قالت خديجة بنت خويلد: يا رسول الله، ما أقول وأنا أطوف بالبيت؟ قال: فذكره وقال هكذا جاء مرسلا.
12034-
لما أهبط الله آدم إلى الأرض طاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين، ثم قال: اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي، وتعلم ما عندي فاغفر لي ذنوبي، أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتب لي ورضني بقضائك فأوحى الله إليه يا آدم إنك قد دعوتني بدعاء استجيب لك فيه وغفرت ذنوبك وفرجت همومك وغمومك، ولن يدعو به أحد من ذريتك من بعدك إلا فعلت ذلك به ونزعت فقره من بين عينيه واتجرت له من وراء كل تاجر، وأتته الدنيا وهي كارهة وإن لم يردها. "الأزرقي طس ق في الدعوات وابن عساكر عن بريدة".
استلام الركنين
من الإكمال
12035-
مس الحجر اليماني يحطان الخطايا. "حب عن ابن عمر".
12036-
من طاف بالبيت فليستلم الأركان كلها. "ابن عساكر عن ابن عباس" وفيه إسحاق بن بشير أبو حذيفة كذاب.
12037-
يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله وهلل وكبر. "حم والعدني ق عن عمر""البغوي عن شيخ من خزاعة".
12038-
الطواف صلاة فإذا طفتم فأقلوا الكلام. "حم عن رجل".
12039-
إذا صلى الناس الصبح فطوفي على بعيرك من وراء الصفوف، ثم اخرجي. "طب عن أم سلمة".
طواف الوداع
12040-
من حج هذا البيت أو اعتمر فليكن آخر عهده الطواف بالبيت. "حم هـ 3 عن الحارث الثقفي"1
12041-
لا ينفرن2 أحد حتى يكون آخر عهده الطواف بالبيت. "حم د هـ عن ابن عباس""هـ عن ابن عمر".
السعي
12042-
إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا. "طب عن ابن عباس".
12043-
اسعوا فإن الله قد كتب عليكم السعي. "حم طب عن حبيبة بنت أبي تجزئة".
12044-
لا يقطع الأبطح إلا شدا. "حم هـ عن أم ولد شيبة"3
1 الحارث بن أوس الثقفي حجازي سكن الطائف. تهذيب التهذيب "2/137"انتهى. ص.
2 نفر: نفر الحاج من منى من باب ضرب. انتهى."5/532" المختار من صحاح اللغة. ب.
3 رواه أحمد في مسنده "6/404".
12045-
لا يقطع الوادي إلا شدا. "ن عن امرأة صحابية". "حم".
الإكمال
12046-
اسعوا فإن الله تعالى قد كتب عليكم السعي. "حم طب عن حبيبة بنت أبي تجزئة"1.
12047-
اسعوا فإن السعي كتب عليكم. "طب عن صفية بنت شيبة".
12048-
لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده. "م د هـ عن جابر" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذلك على الصفا والمروة.
=ورواه ابن ماجه كتاب المناسك باب السعي بين الصفا والمروة رقم "2987" إلا شدا: إلا عدوا. انتهى. ص.
1 رواه أحمد في مسنده (6/411) عن حبيبة بنت تجزئة وكان إيراد اسمها في المطبوع خطأ. ص.
الفصل الخامس: في الوقوف والإفاضة
12049-
كل عرفة موقف، وكل منى منحر، وكل مزدلفة موقف، وكل فجاج مكة طريق ومنحر. "د هـ ك عن جابر".
12050-
كل عرفة موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة1، وكل مزدلفة موقف وارتفعوا عن بطن محسر، وكل منى منحر، إلا ما وراء العقبة. "هـ عن جابر"2
12051-
عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة، ومزدلفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن محسر، ومنى كلها منحر. "طب عن ابن عباس""مالك".
12052-
كل عرفات موقف، وارتفعوا عن عرنة، وكل مزدلفة موقف وارتفعوا عن بطن محسر، وكل فجاج منى منحر، وكل أيام التشريق ذبح. "حم عن جبير بن مطعم".
1 عرنة: كهمزة بعرفات وليس من الموقف انتهى."4/247" القاموس.
محسر: وبطن محسر قرب المزدلفة. انتهى."2/9" القاموس ب.
2 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب الموقف بعرفات رقم "3012" ص.
12053-
عرفة كلها موقف. "ن عن جابر".
12054-
هذه عرفة، وهذا الموقف وعرفة كلها موقف. "ت عن علي".
12055-
هذا الموقف، وعرفة كلها موقف. "هـ عن علي"1
12056-
قفوا على مشاعركم هذه، فإنكم على إرث أبيكم إبراهيم. "د والباوردي عن ابن سريع"2 12057- كونوا على مشاعركم هذه، فإنكم اليوم على إرث أبيكم إبراهيم. "حم ت ن هـ ك زياد بن سريع".
12058-
من أدرك معنا هذه الصلاة صلاة الغداة وقد أتى عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا، فقد قضى تفثه، وتم حجه. "حم د ن ك عن عروة بن مضرس"3
12059-
من شهد صلاتنا ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا أو نهارا، فقد تم حجه، وقضى تفثه. "ت هـ عن عروة بن مضرس".
1 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب الموقف بعرفات رقم "3010" ص.
2 رواه أبو داود كتاب الحج باب موضع الوقوف بعرفة رقم "1902" ص.
3 عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة شهد حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم
12060-
من أدرك عرفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج. "طب عن ابن عباس".
12061-
الحج عرفة، من جاء قبل طلوع الفجر من ليلة جمع فقد أدرك الحج، أيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه. "حم عد ك هق عن عبد الرحمن بن يعمر الديلمي".
12062-
إن الله تعالى تطول عليكم في جمعكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل، ادفعوا بسم الله. "هـ عن بلال ابن رباح"1
روى حديث: من صلى صلاتنا ثم أفاض
…
راجع تهذيب التهذيب "7/188". وأخرجه الحاكم في المستدرك "1/463" وقال صحيح.
رواه الترمذي كتاب الحج - باب ما جاء فيمن أدرك الإمام
…
رقم "891" وقال: حسن صحيح.
ورواه ابن ماجه كتاب المناسك باب من أتى عرفة رقم "3016" ص.
1 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب الوقوف بجمع رقم "3024".
وقال في الزوائد هذا إسناد ضعيف أبو سلمة هذا لا يعرف اسمه وهو مجهول انتهى.
وبلال بن رباح المؤذن مولى أبي بكر، سكن دمشق وتوفي 20 له 44 حديث. خلاصة الكمال للخزرجي "1/140". ص.
12063-
ارفعوا عن بطن عرنة وارفعوا عن بطن محسر. "ك هق عن ابن عباس".
12064-
عرفة اليوم الذي يعرف فيه الناس. "ابن مندة وابن عساكر عن عبد الله بن خالد بن أسيد".
الإكمال
12065-
الحج عرفة من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع فقد تم حجه، أيام منى ثلاثة أيام، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه. "حم د ت حسن صحيح ن هـ ك ق عن عبد الرحمن بن يعمر الديلمي".
12066-
من أدرك جمعا مع الإمام والناس حتى يفيض منها فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك مع الناس والإمام فلم يدرك. "ن عن عروة بن مضرس".
12067-
من صلى معنا هذه الصلاة في هذا المكان، ثم وقف معنا هذا الموقف حتى يفيض الإمام وكان وقف ذلك من عرفات ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه. "ك عن عروة بن مضرس".
12068-
من أفاض من عرفات قبل الصبح فقد تم حجه، ومن فاته فقد فاته الحج. "ق عن ابن عباس".
12069-
عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة، والمزدلفة كلها موقف إلا بطن محسر. "ابن قانع وأبو نعيم عن جندب بن حماسة الخطمي".
12070-
يوم عرفة يوم يعرف الإمام، والأضحى يوم يضحي الإمام والفطر يوم يفطر الإمام.
"ق عن عائشة".
12071-
يوم عرفة اليوم الذي يعرف الناس فيه. "د في مراسيله قط ق وقال: مرسل جيد عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد".
فرع في فضائل يوم عرفة
والأذكار والصوم فيه
12072-
ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا أو أمة من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ماذا أراد هؤلاء. "م ن هـ عن عائشة".
12073-
إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا. "حم طب عن ابن عمرو".
12074-
إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاؤني شعثا غبرا. "حم ك هق عن أبي هريرة".
12075-
من حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة. "هب عن الفضل".
12076-
من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر. "ابن عساكر عن معاذ".
12077-
من أحيا ليلة الفطر، وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب. "طب عن عبادة".
12078-
خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. "ت عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده"1
12079-
أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له. "مالك عن طلحة بن عبيد الله بن كريز" مرسلا2
1 رواه الترمذي كتاب الدعوات باب في دعاء يوم عرفة رقم "3585" وقال: حديث غريب. ص.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب جامع الحج رقم "255". وقال ابن عبد البر لا خلاف عن مالك في إرساله ولا أحفظ بهذا الإسناد مسندا من وجه يحتج به وأحاديث الفضائل لا يحتاج إلى محتج به وقد جاء مسندا من حديث علي وابن عمر. ص.
12080-
أفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل قولي وقول الأنبياء قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير. "هب هـ عن أبي هريرة".
12081-
صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية. "حم م د عن أبي قتادة".
12082-
صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضية والمستقبلة. "طس عن أبي سعيد".
12083-
صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله. "د ت هـ حب عن أبي قتادة".
12084-
صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم. "هب عن عائشة".
12085-
عدل صوم يوم عرفة بسنتين؛ سنة مقبلة، وسنة متأخرة. "قط في فوائد ابن مردك عن ابن عمر".
12086-
من صام يوم عرفة غفر الله له سنتين، سنة أمامه، وسنة خلفه. "هـ عن قتادة بن النعمان".
12087-
صوم يوم التروية كفارة سنة، وصوم يوم عرفة كفارة سنتين. "أبو الشيخ في الثواب وابن النجار عن ابن عباس".
12088-
ما من أيام أحب إلى الله تعالى أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر. "ت هـ عن أبي هريرة"1
الإكمال
12089-
ابن أخي؛ إن هذا اليوم، من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له يعني يوم عرفة. "حم عن عبد الله بن عباس".
12090-
إن هذا اليوم، من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له ما تقدم من ذنبه، يعني يوم عرفة. "الخطيب طب وابن عساكر عن ابن عباس".
12091-
مه يا غلام؛ فإن هذا يوم من حفظ فيه بصره غفر له يعني عرفة. "ط عن ابن عباس".
12092-
يا ابن أخي، إن هذا يوم، من ملك فيه بصره إلا من حق، وسمعه إلا من حق، ولسانه إلا من حق، غفر له يعني يوم عرفة. "هب عن ابن عباس".
1 رواه الترمذي كتاب الصوم - باب ما جاء في العمل في أيام العشر رقم "758" وقال: حديث غريب.
ورواه ابن ماجه كتاب الصيام باب صيام العشر رقم "1728" ص.
12093-
إن الله تعالى ينظر إلى عباده يوم عرفة فلا يدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من الإيمان إلا غفر له. "الديلمي عن ابن عمر".
12094-
لا يبقى يوم عرفة خلق من خلق الله عز وجل في قلبه مثقال ذرة من الإيمان إلا غفر الله له، قيل: يا رسول الله لأهل عرفات أم للناس عامة؟ قال: لا بل للناس عامة. "ابن أبي الدنيا في فضل عشر ذي الحجة وابن النجار عن ابن عمر" وفيه الوليد بن القاسم بن الوليد، قال ابن حبان: لا يحتج به.
12095-
إذا كان عشية عرفة لم يبق أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان إلا غفر له، قيل: يا رسول الله أهل عرفة خاصة؟ قال: بل للمسلمين عامة. "طب عن ابن عمر".
12096-
إذا كان يوم عرفة غفر الله للحاج الخالص، فإذا كانت ليلة مزدلفة غفر الله للتجار، وإذا كان يوم منى غفر الله للجمالين، فإذا كان يوم رمي جمرة العقبة، غفر الله للسوال، فلا خلق يحضر ذلك الموقف إلا غفر الله له. "حب في الضعفاء عد قط في غرائب مالك كر والديلمي عن أبي هريرة" قال "قط": منكر تفرد به الحسن بن علي أبو عبد الغني الأزدي، وقال "حب": الحسن هذا يضع عن الثقات، وقال "عد": روى أحاديث لا يتابع عليها، وقال "كر" لم أر له من الأحاديث غير
خمسة أحاديث وما رواه يحتمل وكم مجهول يريد أن يكذب في خمسة أحاديث وأورده ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات.
12097-
إن الله تعالى تطول عليكم في يومكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم. "البغوي عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن جده".
12098-
إن الله عز وجل تطول على أهل عرفات، فباهى بهم الملائكة فقال: انظروا يا ملائكتي إلى عبادي شعثا غبرا أقبلوا يضربون إلي من كل فج عميق أشهدكم أني قد أجبت دعوتهم، وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم، وأعطيت محسنهم جميع ما سألني غير التبعات التي بينهم حتى إذا أفاض القوم من عرفات، أتوا جمعا فوقفوا، قال: فانظروا يا ملائكتي إلى عبادي عاودوني في المسئلة، أشهدكم أني قد أجبت دعوتهم وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم، وأعطيت محسنهم جميع ما سأل، وتحملت عنهم التبعات التي بينهم. "الخطيب في المتفق والمفترق عن أنس" وضعف.
12099-
إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بالحجاج فيقول: انظروهم شعثا غبرا، اشهدوا أني قد غفرت لهم. "ابن النجار عن أبي هريرة".
12100-
نعم اليوم يوم عرفة ينزل الله عز وجل فيه إلى السماء الدنيا. "الديلمي عن أم سلمة".
12101-
إذا كان عشية عرفة هبط الله إلى السماء الدنيا، فينظر إلى خلقه فيقول: انظروا إلى عبادي يباهي بهم الملائكة شعثا غبرا، أرسلت إليهم رسولا فصدقوا رسولي، وأنزلت عليهم كتابا، فآمنوا بكتابي أشهدكم أني قد غفرت لهم ذنوبهم، وإذا كانت غداة المزدلفة أيضا نزل إلى السماء الدنيا، فينظر إلى السماء الدنيا فينظر إلى خلقه، فقال مثل ذلك أشهدكم قد غفرت لهم ذنوبهم كلها. "أبو الشيخ في الثواب عن ابن عمر".
12102-
إذا كان يوم عرفة نزل الرب عز وجل إلى السماء الدنيا ليباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاجين من كل فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقول الملائكة: إن فيهم فلانا مرهقا وفلانا، فيقول الله: قد غفرت لهم فما من يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة. "ابن أبي الدنيا في فضل عشر ذي الحجة، والبزار وابن خزيمة وقاسم بن اصبغ في مسنده عب ص كر عن جابر".
12103-
أما الوقوف عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى السماء الدنيا
فيباهي بكم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادي جاؤني شعثا يرجون رحمتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل وكعدد القطر والشجر لغفرتها لكم، أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له. "كر عن أنس".
12104-
ما من يوم إبليس فيه أدحر ولا أغيظ من يوم عرفة مما يرى من تنزل الرحمة والمجاوزة عن الأمور العظام إلا ما رأى يوم بدر قيل: وما رأى يوم بدر قال: رأى جبريل وهو يزع الملائكة. "الديلمي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عمن له صحبة".
12105-
ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أغيظ ولا أحقر منه يوم عرفة، وما ذلك إلا مما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر رأى جبريل يزع الملائكة. "مالك هب عن طلحة بن عبيد الله كريز"1 مرسلا "هب عنه عن أبي الدرداء".
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب جامع الحج رقم "254" وقال هذا مرسل وقد وصله الحاكم في المستدرك عن أبي الدرداء.
يزع الملائكة: يصف الملائكة للقتال ويمنعهم أن يخرج بعضهم عن بعض في الصف أي يعبيهم للقتال، والمعنى يسمى وازعا ومنه قوله تعالى وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون أي يحبس أولهم على آخرهم. انتهى. الموطأ كتاب الحج باب جامع الحج رقم الحديث "254"انتهى. ص.
12106-
ما رؤي الشيطان يوما هو أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا أن رحمة الله تنزل فيه فيتجاوز عن الذنوب العظام. "مالك وابن أبي الدنيا في فضل عشر ذي الحجة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز" مرسلا.
12107-
لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا لاستبشروا بالفضل من ربهم بعد المغفرة. "طب عد هب عن ابن عباس" مرسلا وقال "عد": غير محفوظ.
أدعية يوم عرفة
من الإكمال
12108-
أفضل ما قلت أنا والأنبياء قبلي عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. "إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في الأربعين عن علي".
12109-
أكبر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري، وأعوذ بك من وسواس الصدر، وشتات الأمر
وفتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل، وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح، وشر بوائق الدهر. "ق وضعفه عن علي".
12110-
ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف، فيستقبل القبلة، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير مائة مرة، ثم يقرأ أم الكتاب مائة مرة، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله مائة مرة، ثم يسبح الله مائة مرة، فيقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة، ثم يقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وعلينا معهم مائة مرة، إلا قال الله تعالى: يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا، سبحني، وهللني وكبرني، وعظمني، ومجدني، ونسبني وعرفني، وأثنى علي وصلى على نبيي، اشهدوا يا ملائكتي، أني قد غفرت له وشفعته في نفسه، ولو شاء أن يشفع في أهل الموقف لشفعته. "هب وابن النجار والديلمي عن جابر" قال أبو بكر بن مهران الحافظ: تفرد به عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقه، وقال "هب": هذا متن غريب وليس في إسناده من نسب إلى الوضع.
12111-
من دعا بهذا الدعاء عشية عرفة ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم استجيب له، سبحان الله الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في القبور فضاؤه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الهوى روحه، سبحان الذي رفع السماء، سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي لا منجأ منه إلا إليه. "طب عن ابن مسعود".
صوم عرفة من الإكمال
12112-
من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين. "طب عن ابن مسعود".
12113-
من صام يوم عرفة قد غفر له سنتين متتابعتين. "عبد بن حميد طب وابن جرير ص عن سهل بن سعد".
12114-
إن صوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله. "حم عن عائشة".
12115-
صوم يوم عرفة صوم سنة. "ابن أبي الدنيا في فضل عشر ذي الحجة عن ابن عمر".
12116-
صيام يوم عرفة يعدل السنة والتي تليها، وصيام عاشوراء يعدل سنة. "ابن أبي الدنيا في فضل عشر ذي الحجة عن أبي قتادة".
12117-
صيام كل يوم من أيام العشر كصيام شهر، وصيام عرفة كصيام أربعة عشر شهرا. "ابن زنجويه عن راشد بن سعيد" مرسلا.
12118-
صيام يوم عرفة يكفر السنة التي أنت فيها، والسنة التي بعدها. "طب عن زيد بن أرقم".
12119-
صيام يوم عرفة كفارة سنتين سنة قبلها، وسنة بعدها. "ابن أبي الدنيا في فضل عشر ذي الحجة عن أبي قتادة".
الافاضة من عرفة من الإكمال
12120-
أما بعد؛ فإن أهل الشرك والأوثان، كانوا يدفعون من هذا الموضع إذا كانت الشمس على رؤس الجبال، كأنها عمائم الرجال، وإنا ندفع بعد أن تغيب. "طب ك ق عن المسور بن مخرمة".
12121-
يا أيها الناس على رسلكم1 عليكم بالسكينة، إن البر ليس بالإيضاع. "طب عن الفضل ابن عباس".
1 على رسلكم: الرسل بالكسر: الرفق والتؤدة. انتهى."3/284" القاموس ليس بالإيضاع: معناه التحرك، يقال: ضاع المسك وتضوع وتضيع، أي تحرك وانتشرت رائحته.
"3/1252" الصحاح للجوهري. ب.
الوقوف بمزدلفة
12122-
المزدلفة كلها موقف. "ن عن جابر".
12123-
هذا قزح1 وهو الموقف، وجمع كلها موقف، ونحرت ههنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم. "د عن علي"2 "
12124-
هذا قزح وهو الموقف، وجمع كلها موقف، هذا المنحر ومنى كلها منحر. "ت عن علي"3
12125 ارفعوا عن بطن محسر، وعليكم بمثل حصى الخذف. "حم هق عن ابن عباس".
نزول منى من الإكمال
12126-
لا ينبغي لأحد أن يستحل مكانا بمنى فينزله. "الديلمي عن عائشة".
1 قزح: جبل بالمزدلفة. أهـ "1/243" القاموس. انتهى. ب.
2 رواه أبو داود كتاب الحج باب الصلاة بجمع رقم "1919" ص.
3 رواه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء أن عرفة كلها موقف رقم "885" ص.
الفصل السادس: قي رمي الجمار
…
الفصل السادس: في رمي الجمار
12127-
إذا رمى أحدكم جمرة العقبة فقد حل له كل شيء إلا النساء. "د عن عائشة"1
12128-
إذا رميتم وحلقتم، فقد حل لكم الطيب والثياب وكل شيء إلا النساء. "حم هق عن عائشة".
12129-
إن هذا يوم رخص لكم إذا أنتم رميتم الجمرة أن تحلوا من كل ما حرمتم منه إلا النساء، فإذا أمسيتم قبل أن تطوفوا بهذا البيت صرتم حرما كهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة حتى تطوفوا به. "حم د ك عن أم سلمة".
12130-
إذا رميت الجمار كان ذلك نورا يوم القيامة. "البزار عن ابن عباس".
12131 يا أيها الناس، لا يقتل بعضكم بعضا، ولا يصب بعضكم بعضا، وإذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف. "حم د عن
1 رواه أبو داود كتاب الحج - باب في رمي الجمار رقم "1962". وإسناده حسن. انتهى. ص.
أم جندب"1
12132-
ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف. "حم عن رجل من الصحابة".
12133-
الاستجمار تو، ورمي الجمار تو، والسعي بين الصفا والمروة تو والطواف تو، وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو. "م عن جابر"2
12134-
أبيني3 لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس. "حم 4 عن ابن عباس".
12135 ما حج امرء إلا رفع حصاه. "فر عن ابن عمر".
1 رواه أبو داود في كتاب الحج باب - في رمي الجمار رقم "1812". وحصى الخذف: هو رميك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك وترمى بها انتهى. النهاية "2/16" ص.
2 تو: التو الفرد. انتهى."4/307" القاموس. انتهى. ب. والمراد بالتو في الجمار سبع.
رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج - باب بيان أن حصي الجمار سبع رقم "1300". ص.
3 قال في النهاية لابن الأثير "1/17": وقد اختلف في صيغتها ومعناها " أبينى" لا ترموا الجمرة. فقيل أنها تصغير أبنى كأعمى وأعيمى وهو اسم مفرد يدل على الجمع. ص.
الإكمال
12136-
لا ترم جمرة العقبة حتى تطلع الشمس. "طب عن ابن عباس".
12137 يا أيها الناس، لا تقتلوا أنفسكم عند جمرة العقبة وعليكم بمثل حصى الخذف. "حم ابن سعد عن أم جندب الأزدية"1
12138-
ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف. "حم وابن خزيمة والباوردي وابن قانع طب ص عن حرملة بن عمرو الأسلمي عن عمه ابن سنان بن سنة""طب عن الحرماس بن زياد عن أبيه""ق عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي".
12139-
ارم ولا حرج. "ط حم هـ ع ص عن جابر" أن رجلا قال: يا رسول الله نحرت قبل أن أرمي قال: فذكره.
12140-
تجد ذلك عند ربك أحوج ما تكون إليه. "طب عن ابن عمر" قال سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن رمي الجمار ما له فيه؟ قال: فذكره.
1 رواه أحمد في مسنده "6/366" عن أم الأزدية وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب "12/461" روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في رمي الجمرة. ولم يذكر اسمها أه ص.
12141-
ما تقبل منها يرفع، ولولا ذلك لرأيتموها مثل الجبال يعني حصى الجمار. "طس قط ك ق عن أبي سعيد".
12142-
من رمى الجمرة بسبع حصيات، الجمرة التي عند العقبة ثم انصرف فنحر هديه، ثم حلق فقد حل ما حرم عليه من شأن الحج. "البزار عن ابن عمر".
12143-
إذا رميتم الجمرة فقد حل لكم كل شيء إلا النساء. "حم عن ابن عباس".
12144-
لما أتى خليل الله المناسك، عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض. "ابن خزيمة طب ك هب عن ابن عباس".
12145-
إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى به جمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح إسحاق قال لأبيه: يا أبت، أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك من دمي إذا
ذبحتني، فشده، فلما أخذ الشفرة، فأراد أن يذبحه نودي من خلفه، أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا. "حم عن ابن عباس".
الحلق من الإكمال
12146-
اللهم صل على المحلقين ثلاثا. "ابن مندة وأبو نعيم عن جابر الأزرق الغاصري".
12147-
اللهم اغفر للمحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: اللهم اغفر للمحلقين قال في الثالثة: والمقصرين. "ش حم طب وابن قانع ص عن حبشي بن جنادة""حم ش خ انتهى. عن أبي هريرة""ش عن زيد بن أبي مريم عنه""حم طب عن مالك بن ربيعة عن ابن عباس""طب عن أم الحصين""حم عن قارب بن الأسود".
12148-
اللهم ارحم المحلقين، قال: والمقصرين يا رسول الله: قال: اللهم ارحم المحلقين، قال في الثالثة، والمقصرين. "مالك ط حم خ م د ت هـ عن ابن عمر"1 "حم ش م عن أم الحصين""ط حم ع عن أبي سعيد""طب عن عبد الله بن قارب".
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب الحلاق رقم "193". ورواه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب الحلق والتقصير "2/213".
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب تفضيل الحلق على التقصير رقم "317" ص.
12149-
من لبد1 رأسه للإحرام فقد وجب عليه الحلاق. "عد ق عن ابن عمر".
12150-
لا توضع النواصي إلا لله في حج أو عمرة وهي فيما سوى ذلك مثله. "الشيرازي في الألقاب حل عن ابن عباس".
12151-
لا توضع النواصي إلا في حج أو عمرة. "قط في الأفراد عن جابر".
1 من لبد: وتلبيد الشعر: أن يجعل فيه شيء من صمغ عند الإحرام؛ لئلا يشعث ويقمل إبقاء على الشعر: وإنما يلبد من يطول مكثه في الإحرام، ومنه حديث عمر رضي الله عنه " من لبد أو عقص فعليه الحلق""4/225" النهاية ب.
الفصل السابع: في الاضاحي والهدايا والعتائر وفيه فروع سته
الفرع الأول: في الترغيب فيها
…
الفصل السابع: في الأضاحي والهدايا والعتائر
وفيه فروع
الفرع الأول: في الترغيب فيها
12152-
ما عمل ابن آدم في هذا أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحما مقطوعة توصل. "طب عن ابن عباس".
12153-
ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسا. "د ت ك عن عائشة"1
1 رواه الترمذي كتاب الأضاحي باب في فضل الأضحية رقم "1493" وقال: حديث حسن غريب.
ورواه ابن ماجه كتاب الأضاحي باب ثواب الأضحية رقم "3126" كان في عزو المصنف رمز "د" بدون رمز "هـ" والصواب هو كما ذكر المنذري في الترغيب والترهيب "2/154".
قال المنذري: رواه ابن ماجه، والترمذي وقال: حديث حسن غريب والحاكم في المستدرك "4/222" وقال الذهبي: في سنده سليمان رواه وبعضهم تركه. ص.
12154-
من ضحى طيبة بها نفسه محتسبا لأضحيته كانت له حجابا من النار. "طب عن الحسن بن علي".
12155-
ما أنفقت الورق في شيء أحب إلى الله تعالى من نحير ينحر في يوم عيد. "طب هق عن ابن عباس".
الفرع الثاني: في وجوب الأضحية وبعض أحكامها
12156-
يا أيها الناس، إن على أهل كل بيت في كل عام أضحية، وعتيرة1 "حم 4 عن مخنف بن سليم"2
12157-
الأضحى علي فريضة وعليكم سنة." طب عن ابن عباس رضي الله عنهما".
1 عتيرة: قال الخطابي: العتيرة تفسيرها في الحديث أنها شاة تذبح في رجب. وهذا هو الذي يشبه معنى الحديث ويليق بحكم الدين. انتهى."3/178" النهاية. ب.
2 مخنف بن سليم بن الحارث بن عوف روى في الأضحية والعتيرة. ومخنف: بكسر أوله.
وهو صحابي نزل الكوفة وقتل في وقعة عين الوردة سنة 64 هـ وكانت معه راية الأزد يوم صفين تهذيب التهذيب "10/78". ص.
12158-
أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله تعالى لهذه الأمة. "حم د ن ك عن ابن عمرو".
12159-
من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا. "هـ ك عن أبي هريرة".
12160-
إن البقرة عن سبعة والجزور عن سبعة. "حم د عن جابر".
12161-
البقرة عن سبعة والجزور عن سبعة في الأضاحي. "طب عن ابن مسعود".
12162-
الجزور عن سبعة. "الطحاوي عن أنس".
12163-
الجزور في الأضحى عن عشرة. "طب عن ابن مسعود".
12164-
ليشترك البقر في الهدي. "ك عن جابر".
12165-
إن الجذع من الضأن يوفي مما يوفي منه الثني من المعز. "د ن هـ ك هق عن مجاشع بن مسعود".
12166-
ضحوا بالجذع من الضأن، فإنه جائز. "حم طب عن أم بلال".
12167-
لا تذبحوا إلا بقرة مسنة إلا أن يتعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن. "حم م د ن هـ عن جابر".
12168-
إن الجذعة تجزى مما تجزئ منه الثنية. "حم هق عن رجل من مزينة".
12169-
نعم الأضحية الجذع من الضأن. "ت عن أبي هريرة"1
2170-
عجب ربنا من ذبحكم الضأن في يوم عيدكم. "هب عن أبي هريرة".
12171-
أربع لا يجزين في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والعجفاء التي لا تنقى2 "مالك حم حب ك هق عن البراء".
12172-
نهى أن يضحى بعضباء الأذن والقرن. "حم ك عن علي"[د] .
12173-
لا تذبحن ذات در3 " ت عن أبي هريرة".
1 رواه الترمذي كتاب الأضاحي باب ما جاء في الجذع من الضأن في الأضاحي رقم "1499"انتهى. ص.
2 تنقى: أي التي لا مخ لها لضعفها وهزالها. "5/111" النهاية ب.
رواه مالك في الموطأ كتاب الضحايا باب ما ينهى عنه من الضحايا رقم "1" وقال العرجاء البين ظلعها: أي عرجها وهي التي لا تلحق الغنم في مشيها. انتهى. ص.
3 ذات در: أي ذات اللبن، ويجوز أن يكون مصدر در اللبن إذا جرى. "2/112" النهاية ب.
12174-
لا يضحى بمقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء ولا عوراء1 "ن عن علي".
1 المقابلة: هي التي يقطع من طرف أذنها شيء ثم يترك معلقا كأنه زنمة انتهى. "8/4" النهاية.
المدابرة: أن يقطع من مؤخر أذن الشاة شيء ثم يترك معلقا كأنه زنمة. انتهى."2/68" النهاية.
شرقاء: هي المشقدقة الأذن باثنتين شرق أذنها يشرقها شرقا إذا شقها. انتهى."2/466" النهاية.
خرقاء: الخرقاء التي في أذنها ثقب مستدير، والخرق: الشق. انتهى."2/26" النهاية. ب.
الفرع الثالث: في الآداب
12175-
إن أفضل الضحايا أعلاها وأسمنها. "حم ك عن رجل".
12176-
إن أحب الضحايا إلى الله تعالى أعلاها وأسمنها. "هق عن رجل".
12177-
استفرهوا2 ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط. "فر عن أبي هريرة".
12178-
إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس
2 استفرهوا: دابة فارهة نشيطة حادة قوية "3/441" النهاية ب.
من شعره ولا بشره شيئا. "م د ن عن أم سلمة".
12179-
إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي، فليمسك عن شعره وأظفاره. "م عن أم سلمة".
12180-
من رأى منكم هلال ذي الحجة، وأراد أن يضحي فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي. "ت ن هـ ك عن أم سلمة".
12181-
من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا، حتى يضحي. "م د عن أم سلمة".
الفرع الرايع: في وقت الذبح
…
الفرع الرابع: في وقت الذبح
12182-
من ضحى قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين. "ق عن البراء".
12183-
لا يذبحن أحدكم حتى يصلي. "ت عن البراء".
12184-
إن أول منسك يومكم هذا الصلاة. "طب عن البراء".
12185-
إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل ذلك، فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء. "حم ق 3 عن البراء".
12186-
من ذبح بعد الصلاة تم نسكه، وأصاب سنة المسلمين. "خ عن البراء".
12187-
نهى أن يضحي ليلا. "طب عن ابن عباس".
12188-
من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين. "خ عن أنس".
12189-
من صلى صلاتنا ونسك نسكنا، فقد أصاب النسك، ومن نسك قبل الصلاة فإنه قبل الصلاة ولا نسك له. "ق د عن البراء".
12190-
من كان ذبح أضحيته قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى، ومن لم يكن ذبح فليذبح باسم الله. "حم ق ن هـ عن جندب".
12191-
من كان ذبح قبل الصلاة فليعد. "حم ق ن هـ عن أنس".
12192-
الضحايا إلى هلال المحرم لمن أراد أن يستأتي ذلك. "د في مراسيله هق عن أبي سلمة وسليمان بن يسار بلاغا".
12193-
اذبحوا في أي شهر كان، وبروا الله وأطعموا. "د ن ك عن نبيشة".
12194-
نحرت ها هنا، ومنى كلها منحر، فانحروا في رحالكم ووقفت ها هنا وعرفة كلها موقف، ووقفت ها هنا وجمع كلها موقف. "د عن جابر".
الفرع الخامس: في الأكل والإدخار منها
12195-
إذا ضحى أحدكم فليأكل من أضحيته. "حم عن أبي هريرة".
12196-
كلوا لحوم الأضاحي وادخروا. "حم ك عن أبي سعيد وقتادة بن النعمان".
12197-
ليأكل كل رجل من أضحيته. "طب حل عن ابن عباس".
12198-
كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث، ليتسع ذو الطول على من لا طول له، فكلوا ما بدا لكم وأطعموا وادخروا. "ت عن سليمان بن بريدة".
12199-
لا يأكل أحدكم من لحم أضحيته فوق ثلاثة أيام. "حم م ت عن ابن عمر".
12200-
إنا كنا نهيناكم عن لحومها أن تأكلوها فوق ثلاث لكي تسعكم فقد جاء الله بالسعة، فكلوا وادخروا وائتجروا1 ألا وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله. "د عن نبيشة".
12201-
إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث، كيما تسعكم لقد جاء الله بالخير فكلوا وتصدقوا وادخروا، فإن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله "حم هـ ن عن نبيشة".
12202-
إني كنت نهيتكم أن تأكلوا لحوم الأضاحي إلا ثلاثا، فكلوا وأطعموا وادخروا ما بدالكم، وذكرت لكم أن لا تنتبذوا2 في الظروف الدباء والمزفت والنقير والحنتم، انتبذوا فيما رأيتم، واجتنبوا
1 وائتجروا: وفيه " من يتجر على هذا فيصلي معه" هكذا يرويه بعضهم وهو يفتعل من التجارة لأنه يشتري بعمله الثواب، ولا يكون من الأجر على هذه الرواية لأن الهمزة لا تدغم في التاء، وإنما يقال فيه يأتجر "1/182" النهاية. والحديث رواه أبو داود كتاب الأضاحي "2796" ب.
2 إن هذه الألفاظ فسرت في رواية الترمذي كتاب الأشربة، باب ما جاء في كراهية أن ينبذ في الدباء والحنتم والنقير رقم "1868".
كل مسكر ونهيتكم عن زيارة القبور، فمن أراد أن يزور فليزر ولا تقولوا هجرا. "ن عن بريدة"1
12203-
أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله. "حم ن عن نبيشة".
الحنتم: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحنتمة وهي الجرة.
الدباء: ونهى عن الدباء وهي القرعة.
النقير: ونهى عن النقير وهو أصل النخل ينقر نقرا أو ينسح نسحا.
المزفت: ونهى عن المزفت وهي المقير: أي المطلى بالقار أي الزفت.
وقوله في الظروف: جمع ظرف وهو الوعاء بدليل الحديث في الترمذي كتاب الأشربة باب ما جاء في الرخصة أن ينبذ في الظروف رقم [1869] : " إني كنت نهيتكم عن الظروف، وإن ظرفا لا يحل شيئا ولا يحرمه، وكل مسكر حرام".
هجرا: أي فحشا، يقال: أهجر في منطقه يهجر إهجارا إذا أفحش انتهى."5/245" النهاية. ب.
1 رواه النسائي كتاب الجنائز باب زيارة القبور عن بريدة رقم [2035] ص.
الفرع السادس: في أحكام متفرقة
12204-
من قدم من نسكه شيئا أو أخره، فلا شيء عليه. "هق عن أنس".
12205-
من باع جلد أضحيته؟ فلا أضحية له. "ك هق عن أبي هريرة".
12206-
إن عطب منها شيء فخشيت عليها موتا، فاذبحها ثم اغمس نعلها في دمها، ثم اضرب بها صفحتها، ولا تطعم منها أنت ولا أحد من رفقتك واقسمها. "حم د عن ابن عباس""حم م د هـ عنه عن ذؤيب بن حلحلة"1 وماله غيره.
12207-
إن عطب منها شيء؛ فانحره، ثم اغمس نعله في دمه، ثم اضرب صفحته، ثم خل بينه وبين الناس فليأكلوه. "حم د هـ عن ناجية الأسلمي".
12208-
اركبوا الهدي بالمعروف حتى تجدوا ظهرا. "حب عن جابر".
1 رواه أحمد في مسنده "4/225" عن ذؤيب أبي قبيصة.
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب ما يفعل بالهدي رقم [1326] عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ورواه أبو داود كتاب المناسك باب الهدي إذا عطب رقم [1746] .
وابن ماجه كتاب المناسك باب في الهدي إذا عطب رقم [3105] .
وذؤيب بن حلحلة الخزاعي والد قبيصة بن ذؤيب، شهد الفتح وله أربعة أحاديث انفرد له "م" بحديث.
خلاصة الكمال للخزرجي "1/312". ص.
12209-
العتيرة حق. "حم ن عن ابن عمر".
12210-
لا فرع1 ولا عتيرة. "حم ق هـ عن أبي هريرة".
12211-
على أهل كل بيت أن يذبحوا شاة في كل رجب، وفي كل أضحى شاة. "طب عن مخنف بن سليم".
12212-
من شاء فرع ومن شاء لم يفرع، ومن شاء عتر ومن شاء لم يعتر وفي الغنم أضحيتها، ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. "حم حل د ن ك عن الحارث ابن عمر السهمي".
12213-
في كل سائمة من الغنم فرع تغذوه ماشيتك حتى إذا استحمل للحجيج ذبحته فتصدقت بلحمه على ابن السبيل فإن ذلك هو خير. "حم د ن هـ عن نبيشة".
12214-
الفرع حق وإن تتركوه حتى يكون بكرا شفريا2
1 لافرع: الفرع أول النتاج كان ينتج لهم فيذبحونه. انتهى. الترمذي كتاب الأضاحي باب ما جاء في الفرع والعتيرة رقم 1512. ب.
2 رواه أبو داود كتاب الأضاحي باب في العقيقة رقم [2825] . وورد في لفظ الحديث: "شفربا"، ووضح في عون المعبود شرح سنن أبي داود "8/44".
ابن مخاض أو ابن لبون، فتعطيه أرملة، أو تحمل عليه في سبيل الله خير من أن تذبحه فيلزق لحمه بوبره وتكفئ إناءك وتوله ناقتك "حم د ن ك عن ابن عمرو".
12215-
لا عقر1 في الإسلام "د عن أنس"2
فقال: هكذا رواه أبو داود في السنن وهو خطأ، والصواب:"زخريا": بزاي معجمة مضمومة وخاء معجمة ساكنة ثم راء مهملة مضمومة ثم ياء مشددة يعني الغليظ يقال: صار ولد الناقة زخريا إذا غلظ جسمه واشتد لحمه.
وهذا الحديث لفظ الحاكم في المستدرك "4/236" وقال الذهبي: صحيح. انتهى. ص.
1 لا عقر في الإسلام كانوا يعقرون الإبل على قبور الموتى، أي ينحرونها ويقولون: إن صاحب القبر كان يعقر للأضياف أيام حياته فتكافئه بمثل صنيعه بعد وفاته "3/271" النهاية. انتهى. ب.
2 رواه أبو داود كتاب الجنائز - باب كراهية الذبح عند القبر، رقم [3206] . ص.
الفصل الثامن: في أحكام متفرقة تتعلق بالحج
نسك المرأة
12216-
إذا أتيا على الوقت تغتسلان وتحرمان وتقضيان المناسك كلها غير الطواف بالبيت. "حم د عن ابن عباس".
12217-
إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت.
"ق د ن عن عائشة".
12218-
إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي، وأهلي بالحج، واقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت، ولا تصلي. "حم م د عن جابر".
12219-
ليس على المرأة إحرام إلا في وجهها. "طب هق عن ابن عمر".
12220-
المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين. "د عن ابن عمر"1
1رواه أبو داود كتاب المناسك - باب ما يلبس المحرم، رقم [1808 و 1809] ص.
12221-
ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير. "د عن ابن عباس"1
النيابة
12222-
حج عن أبيك واعتمر. "د عن أبي رزين"2
12223-
أنت أكبر ولد أبيك فحج عنه. "حم ن عن ابن الزبير".
الاشتراط والاستثناء
12224-
قولي: لبيك اللهم لبيك، ومحلي من الأرض حيث تحبسني، فإن لك على ربك ما استثنيت. "ن د عن ابن عباس"3
1 رواه أبو داود كتاب المناسك باب الحلق والتقصير رقم [1869] ص.
2 رواه أبو داود كتاب المناسك باب الرجل يحج عن غيره رقم [1793] عن أبي رزين هو: لقيط العقيلي وقال في عون المعبود شرح سنن أبي داود "5/249" قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي: حسن صحيح انتهى. ص.
3 رواه أبو داود كتاب المناسك باب الاشتراط في الحج رقم [1759] ومحلى: بفتح الميم وكسر المهملة أي مكان إحلالي. راجع عون المعبود شرح سنن أبي داود "5/194". ص.
الاحصار
12225-
من كسر أو مرض أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى من قابل. "حم 4 ك عن الحجاج بن عمر بن غزية".
حج الصبي والأعرابي والعبد
12226-
إذا حج الصبي فهي له حجة حتى يعقل، وإذا عقل فعليه حجة أخرى، وإذا حج الأعرابي فهي له حجة، فإذا هاجر فعليه حجة أخرى. "ك عن ابن عباس"1
12227-
أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى، وأيما أعرابي حج ثم هاجر فعليه أن يحج حجة أخرى، وأيما عبد حج، ثم أعتق فعليه أن يحج حجة أخرى. "خط والضياء عن ابن عباس".
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحج "1/481" وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي على التصحيح. انتهى. ص.
متفرقات أخر تتعلق بمكة
12228-
للمهاجرين إقامة بعد الصدر ثلاثا. "د م عن ابن الحضرمي"1
12229-
ثلاث للمهاجر بعد الصدر2 "خ هـ عن العلاء ابن الحضرمي".
12230-
يمكث المهاجر بعد نسكه ثلاثا. "حم م ت ن عن العلاء بن الحضرمي".
12231-
من قدم من نسكه شيئا أو أخره؛ فلا شيء عليه. " هق عن ابن عباس".
12232-
لتأخذوا مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه. "م عن جابر"3
1 مسلم في صحيحه كتاب الحج باب جواز الإقامة بمكة رقم "1352". ورواه أبو داود باب الإقامة بمكة رقم "2006". ص.
2 رواه البخاري في صحيحه كتاب المناقب باب إقامة المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه.
ورواه ابن ماجه كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب كم يقصر الصلاة المسافر.. رقم "1073" ومعنى الصدر بفتح الدال هو: يريد طواف الصدر ويسمى طواف الوداع. انتهى. ص.
3 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب استحباب رمي جمرة العقبة رقم "1297"انتهى. ص.
الأضاحي والهدايا وتكبيرات التشريق
من الإكمال
12233-
الأضاحي سنة أبيكم إبراهيم بكل شعرة حسنة، وبكل شعرة من الصوف حسنة. "ك عن زيد بن أرقم".
12234-
ضحوا وطيبوا بها أنفسكم فإنه ليس من مسلم يوجه أضحيته إلى القبلة إلا كان دمها وقرنها وصوفها حسنات محضرات في ميزانه يوم القيامة. "الديلمي عن عائشة".
12235-
يا فاطمة، قومي إلى أضحيتك، فاشهديها، فإنه يغفر لك عند أول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه، وقولي: إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين قيل: يا رسول الله، هذا لك ولأهل بيتك خاصة؟ قال: لا بل لنا وللمسلمين عامة. "طب ك وتعقب1 ق عن عمران بن حصين".
12236-
يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإن لك بأول
1 رواه الحاكم في المستدرك "4/222" وقال الذهبي: بل أبو حمزة ضعيف جدا وإسماعيل ليس بذاك انتهى.
ورواه البيهقي كتاب الحج باب ما يستحب من ذبح "5/239". ص.
قطرة تقطر من دمها يغفر لك ما سلف من ذنوبك قالت: يا رسول الله هذا لنا خاصة قال: بل لنا وللمسلمين عامة. "ك وتعقب عن أبي سعيد"1
12237-
يا فاطمة، قومي واشهدي أضحيتك، أما إن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب، أما إنه يجاء بها يوم القيامة بلحومها ودمائها سبعين ضعفا حتى توضع في ميزانك هي لآل محمد والناس عامة. "ق عن علي".
12238-
النفقة بعد صلة الرحم أعظم عند الله من إهراقه الدم. "الخطيب وابن عباس وقال غريب".
12239-
ما من نفقة بعد صلة الرحم أفضل وأعظم أجرا من إهراق الدم أيام النحر. "الديلمي عن ابن عباس".
12240-
ما عمل ابن آدم في هذا اليوم أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحم مقطوعة توصل.
"طب عن ابن عباس".
12241-
نزل جبريل فقلت له: كيف رأيت عيدنا؟ فقال: لقد تباهى به أهل السماء؛ اعلم يا محمد إن الجذع من الضأن خير من المسنة من المعز، وإن الجذع من الضأن خير من المسنة من البقر، وإن
1 رواه الحاكم في المستدرك "4/222" وقال الذهبي: فيه عطية واه. ص.
الجذع من الضأن خير من المسنة من الإبل، ولو علم الله ذبحا خيرا منه فدى به إبراهيم. "ك وتعقب عن أبي هريرة"1
12242-
جاء جبريل يوم الأضحى فقلت: كيف رأيت نسكنا؟ قال: يا محمد لقد تباهى به أهل السماء واعلم يا محمد؛ إن الجذع من الضأن خير من السيد من البقر، واعلم يا محمد إن الجذع من الضأن خير من السيد من الإبل ولو علم الله تعالى ذبحا أفضل منه لفدى به إبراهيم. "عق ق وضعفه عن أبي هريرة".
12243-
عفراء أحب إلى الله من دم سوادوين. "حم ك2 ق عن أبي هريرة".
12244 -
جذعة سمينة؛ الله أحق بالوفاء والفتاء3 اشتر بها
1 رواه الحاكم في المستدرك "4/223" وقال الذهبي: إسحاق هالك وهشام ليس بمعتمد. قال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. انتهى. ص.
2 عفراة: العفرة بياض ليس بالناصع ولكن كلون عفر الأرض وهو وجهها "3/261" النهاية. ب.
والحديث: رواه الحاكم في المستدرك "4/227" وأول الحديث: دم عفراء وسكت عنه الحاكم والذهبي. ص.
3 الفتاء: بالفتح والمد: المصدر من الفتى السن يقال: فتى بن الفتاء: أي طري السن "3/411" النهاية. انتهى. ب.
جذعة سمينة وانسك بها عنك. "البغوي عن سنان بن سلمة بن المحبق" أن رجلا قال يا رسول الله إن لي سلعة تبلغ ثمن جذعة سمينة وثمن مسنة مهزولة أي ذلك تختار؟ قال: فذكره.
12245-
الله أحق بالفتاء والوفاء، اشتر بها جذعة سمينة، فانسك بها عنك. "ق عن سنان بن سلمة".
12246-
الجذع من الضأن يجزئ في الأضاحي. "ق عن سعيد بن المسيب عن رجل من جهينة".
12247-
يجوز الجذع من الضأن أضحية. "هـ والحسن بن سفيان عن هلال".
12248-
من وجه قبلتنا، وصلى صلاتنا، ونسك نسكنا فلا يذبح حتى نصلي. "حب عن البراء".
12249-
إنها ليست بأضحية، إنما هي شاة لحم إنما الأضحية بعد الصلاة. "طب عن أبي بردة بن نيار".
12250-
من ذبح قبل أن يصلي، فإنما هو لحم قدمه لأهله، ومن ذبح بعد أن يصلي فقد أصاب السنة. "الشيرازي في الألقاب عن البراء عن أبي بردة بن نيار".
12251-
لا يجزي عن أحد بعدك أن يذبح حتى يصلي. "الطحاوي حب عن جابر" أن رجلا ذبح قبل أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
12252-
ضح بها أنت ولا رخصة لأحد فيها بعدك. "ق عن عقبة بن عامر" قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم غنما أقسمها ضحايا فبقي عتود1 منها قال فذكره2
12253 -
ضح بالشاة وتصدق بالدينار.
"د ت غريب3 منقطع قط طب عن حكيم بن حزام" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه يشتري له أضحية بدينار، فاشترى أضحية فربح فيها دينارا، فاشترى أخرى مكانها فجاء
1 عتود: هو الصغير من أولاد المعز إذا قوي ورعي وأتى عليه حول.
والجمع: أعتدة. انتهى."3/177" النهاية ب.
2 رواه البخاري في صحيحه كتاب الأضاحي "7/131".
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الأضاحي باب سن الأضحية رقم "1965" رواه أبو داود - باب ما يجوز في الضحايا من السن رقم "2780" عن زيد بن خالد. انتهى. ص.
3 رواه الترمذي كتاب البيوع باب رقم "34" والحديث رقمه "1257" فالحديث منقطع: وهو ما لم يتصل إسناده.
ورواه أبو داود في كتاب البيوع باب في المضارب يخالف رقم "3370" وقال المنذري في إسناده مجهول. انتهى. ص.
بالأضحية والدينار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
12254-
نحركم يوم تنحرون، وفطركم يوم تفطرون. "أبو القاسم الخرقي في فوائده عن عائشة".
12255-
نحرت ها هنا، ومنى كلها منحر، فانحروا في منازلكم. "طب عن الفضل بن عباس".
12256-
لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأيام منى أيام أكل وشرب. "طب كعب بن مالك".
12257-
أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل. "حم م عن نبيشة الهذلي"1
12258-
أيام التشريق كلها ذبح. "ق عن جبير بن مطعم".
12259-
لا ذبيحة لغير الله، ولا ذبيحة عليكم إلا واحدة أضحية
1 رواه أحمد في مسنده عن نبيشة الهذلي "5/75" و "3/415" عن بشرة.
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الصيام باب تحريم صوم أيام التشريق رقم "1141".
ونبيشة الهذلي بالتصغير: هو نبيشة الخير بن عبد الله بن عمرو، له في مسلم حديث: أيام التشريق.
تهذيب التهذيب "10/417". ص.
لعشر ذي الحجة، الشاة عن الرجل وعن أهله. "ابن قانع عن عمرو بن حريث العذري عن أبيه".
12260-
أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله لهذه الأمة، قيل: أرأيت إن لم أجد إلا منيحة أنثى، أفأضحي بها؟ قال: لا ولكن تأخذ من شعرك وتقلم أظفارك، وتقص شاربك وتحلق عانتك، فذاك تمام أضحيتك عند الله عز وجل. "حم د ن ك حب ق عن ابن عمرو".
12261-
من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضر مصلانا. "حم ك1 ق عن أبي هريرة".
12262-
ادخروا الثلاث، وتصدقوا بما بقي يعني الأضحية. "حب عن عائشة".
12263-
إنما نهيتكم لأجل الدافة التي دفت2 عليكم، فكلوا وتصدقوا وادخروا."حب عن عائشة"3
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأضاحي. "1/232" وقال: صحيح. ص.
2 الدافة: القوم يسيرون جماعة سيرا ليس بالشديد يقال: هم يدفنون دفيفا والدافة: قوم من الأعراب يردون المصر، يريد أنهم قوم قدموا المدينة عند الأضحى: فنهاهم عن ادخار لحوم الأضاحي ليفرقوها ويتصدقوا بها فينتفع أولئك القادمون بها. "2/124" النهاية. انتهى. ب.
3 رواه أبو داود كتاب الأضاحي - باب حبس لحوم الأضاحي رقم=
12264-
إني نهيتكم عن لحوم الأضاحي وادخارها بعد ثلاثة أيام، فكلوا وادخروا، فقد جاء الله بالسعة، ونهيتكم عن أشياء من الأشربة والأنبذة فاشربوا، وكل مسكر حرام، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإن فيها عبرة، ولا تقولوا هجرا. "حم وعبد بن حميد ق ص عن أبي سعيد".
12265-
إني كنت أمرتكم أن لا تأكلوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام ليتسع للناس وإني أحله لكم، فكلوا ما شئتم. "د عن قتادة بن النعمان"1 12266- يا أهل المدينة، لا تأكلوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام فشكوا إليه أن لهم عيالا وخدما، فقال: كلوا وأطعموا واحبسوا. "حب عن أبي سعيد".
12267-
صاحب الفدية يأكل منها. "الديلمي عن عائشة".
12268-
إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا
= "2795" عن عائشة.
وقال المنذري في عون المعبود "8/8" رواه مسلم والنسائي. ص.
1 رواه أبو داود عن نبيشة الهذلي كتاب الأضاحي باب حبس لحوم الأضاحي رقم "2796". ص.
وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين. "حم د هـ ك عن جابر" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبح يوم العيد كبشين، ثم قال حين وجههما فذكره.
12269-
اللهم عن محمد وأمته من شهد لك بالتوحيد ولي بالبلاغ. "ك عن عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما"1
12270-
اللهم عني وعن من لم يضح من أمتي. "ك عن ابن عمرو" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبح كبشا بالمصلى فقال: فذكره2
12271-
اللهم عني وعن أمتي. "ك عن أبي رافع"3
12272-
اذبحوا لله في أي شهر كان وبروا وأطعموا. "حم د ن هـ ك طب ق عن نبيشة"4
1 رواه الحاكم في المستدرك كتاب الأضاحي "4/228" وسكتا عنه. ص.
2 رواه الحاكم في المستدرك "4/228" قال: صحيح الإسناد. ص.
3 رواه الحاكم في المستدرك "4/229" سكتا عنه. ص.
4رواه أحمد في مسنده عن نبيشة "5/75".
ورواه أبو داود كتاب الأضاحي باب في العتيرة رقم "2813".
وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الذبائح "4/235" وقالا: صحيح.
ورواه ابن ماجه كتاب الذبائح باب الفرعة والعتيرة رقم "3167" ص.
الهدايا من الإكمال
12273-
من أهدى تطوعا، ثم ضلت فإن شاء أبدلها، وإن شاء ترك، وإن كان في نذر فليتبدل.
"ك هق عن ابن عمر"1
12274-
من ساق الهدي تطوعا فعطب، فلا يأكل منه فإنه إن أكل منه كان عليه بدله، ولكن لينحرها، ثم ليغمس نعلها في دمها ثم ليضرب جنبيها، وإن كان هديا واجبا، فليأكل إن شاء الله فإنه لا بد من قضائه. "ق عن أبي قتادة".
12275-
إن عرض لهما فانحرهما، ثم اغمس النعل في دمائهما، ثم اضرب به صفحتهما حتى يعلم أنهما بدنتان، ولا تأكل منهما أنت ولا أحد من رفقتك دعوهما لمن بعدكم. "حم هـ والبغوي عن سلمة ابن المحبق"2
12276-
انحرها ثم اغمس نعلها في دمها، ثم خل بين الناس وبينها فيأكلوها. "ت حسن صحيح حب عن ناجية الخزاعي" قال:
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب المناسك "1/1447" وقالا: صحيح. ص.
2 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب في الهدي إذا عطب رقم "3105" وأخرجه أحمد في مسنده عن سلمة بن المحبق "5/6". ص.
قلت يا رسول الله، كيف أصنع بما عطب من البدن قال: فذكره.
12277-
إن عطب منها شيء فخشيت عليه موتا فاذبحها1، ثم اغمس نعلها في دمها ثم اضرب بها صفحتها ولم تطعم منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك واقسمها. "حم هـ وابن خزيمة طب والبغوي عن ابن عباس عن ذؤيب بن حلحلة الخزاعي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معه ببدنة وقال: فذكره قال البغوي: لا أعلم غيره. " حم د عن ابن عباس".
12278-
إن عطب منها شيء فانحره ثم اصبغ نعله في دمه ثم اضرب صفحته، ثم خل بينه وبين الناس وليأكله. " عن ناجية الأسلمي" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معه بهدي وقال: فذكره.
"حم طب عن عمرو الثمالي".
12279-
إن كان هديا تطوعا عطب فلا تأكل منه. "ابن خزيمة عن أبي قتادة".
12280-
اركبوا الهدي بالمعروف حتى تجدوا ظهرا. "حم م د ن وابن خزيمة حب عن جابر" قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ركوب الهدي قال: فذكره.
1 رواه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء إذا عطب الهدي ما يصنع به رقم (910) وقال: حسن صحيح. وأخرجه أبو داود كتاب الحج باب الهدي رقم (1762) ص.
العتيرة من الإكمال
12281-
اعتر كعتر الجاهلية، ولكن من أحب منكم أن يذبح فليأكل ويتصدق فليفعل. "طب عن ابن عباس".
12282-
إن على كل أهل بيت في كل عام أضحاة وعتيرة. "ق عن مخنف بن سليم".
12283-
إن على كل بيت أن يذبحوا بشاة في كل رجب وفي كل أضحى شاة. "طب عنه".
12284-
على كل بيت من المسلمين أضحاة وعتيرة. "طب ق عن مخنف بن سليم".
تكبيرات التشريق من الإكمال
12285-
يا علي كبر في دبر صلاة الفجر من يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق 1 صلاة العصر. "الديلمي عن علي".
1 أيام التشريق: هي ثلاثة أيام تلي عيد النحر سميت بذلك من تشريق اللحم وهو تقديده وبسطه في الشمس ليجف لأن لحوم الأضاحي كانت تشرق فيها بمنى، وقيل سميت به لأن الهدى والضحايا لا تنحر حتى تشرق الشمس أي تطلع. انتهى. النهاية "2/464" ص.
الباب الثالث: في العمرة وفضائلها واحكامها
الفضائل
…
الباب الثالث: في العمرة وفضائلها وأحكامها وأحكام ذكرت في حجة الوداع
الفضائل
12286-
تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة. "حم ت ن عن ابن مسعود".
12287-
تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد. "ن عن ابن عباس".
12288-
تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة بينهما ينفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد. "هـ عن عمر 12289- تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة ما بينهما تزيد في العمر والرزق، وتنفي الذنوب من بني آدم كما ينفي الكير خبث الحديد. "قط في الأفراد طب عن ابن عمر".
12290-
عمرة في رمضان تعدل حجة. "حم خ هـ عن جابر""حم ق د هـ عن ابن عباس""د ت هـ عن أم معقل""هـ عن وهب ابن خنبش1 طب عن ابن الزبير".
12291-
إذا كان رمضان فاعتمري فيه فإن عمرة فيه تعدل حجة. "ن عن ابن عباس".
12292-
عمرة في رمضان كحجة معي. "سمويه عن أنس".
12293-
العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما من الذنوب والخطايا، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. "مالك حم ص عن عامر بن ربيعة".
12294-
العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. "مالك حم ق 4 عن أبي هريرة".
12295-
العمرتان تكفران ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وما سبح الحاج من تسبيحة، ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلا بشر بها تبشيرة. "هب عن أبي هريرة".
12296-
العمرة من الحج بمنزله الرأس من الجسد، وبمنزله الزكاة
1 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب العمرة في رمضان رقم "2991" عن وهب خنبش: الطائي الكوفي له صحبة. تهذيب التهذيب "11/163". ص.
من الصيام. "فر عن ابن عباس".
12297-
من أهل بعمرة من بيت المقدس غفر له. "هـ عن أم سلمة"1
12298-
من أهل بعمرة من بيت المقدس كانت كفارة لما قبلها من الذنوب. "هـ عن أم سلمة"2
الأحكام
12299-
يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر. "د عن ابن عباس"3
12300-
نهى عن العمرة قبل الحج. "د عن رجل".
12301-
الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت. "ك4عن زيد بن ثابت""فر عن جابر".
1 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب من أهل بعمرة رقم [3001] ص.
2 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب من أهل بعمرة رقم [3002] ص
3 رواه أبو داود في كتاب المناسك - باب متى يقطع المعتمر التلبية رقم "1800" ص.
4 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب المناسك "1/471" وقالا: الحديث موقوف: على زيد بن ثابت. ص.
أحكام حجة الوداع
12302-
لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه. "م عن جابر".
12303-
يا أيها الناس ألا أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم، قالوا: يوم الحج الأكبر، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ألا ولا يجني والد على ولده ولا ولد على والده ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم فيرضى بها، ألا إن المسلم أخو المسلم فلا يحل لمسلم من أخيه شيء، إلا ما أحل من نفسه، ألا وإن كل ربا في الجاهلية موضوع، لكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون غير ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله. وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع، وأول دم أضع من دم الجاهلية دم الحارث ابن عبد المطلب، ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا وإن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم،
على نسائكم، فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم من تكرهون، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن. "ت ن هـ عن عمرو بن الأحوص".
12304-
إن دماءكم1 وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وأول دم أضعه من دمائنا دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع من ربائنا ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم مسؤلون عني،
1 رواه الترمذي عن عمرو بن الأحوص كتاب الفتن باب ما جاء دماؤكم وأموالكم عليكم حرام رقم [2159] وقال حديث حسن صحيح.
وكذلك رواه الترمذي في كتاب تفسير القرآن تفسير سورة التوبة رقم [3087] وقال حديث حسن صحيح.
ورواه ابن ماجة كتاب المناسك باب الخطبة يوم النحر [3055] . اهـ ص.
فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال: اللهم اشهد "م د هـ عن جابر".
أحكام العمرة من الإكمال
12305-
ألا وإن تعتمر خير لك. "حم ت حسن صحيح ع وابن خزيمة قط ص عن جابر" أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني عن العمرة أواجبة؟ قال: فذكره.
12306-
أين السائل عن العمرة؟ اغسل عنك أثر الصفرة، واخلع عنك جبتك واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجك1. "حب عن يعلى بن أمية" مر [11934] .
12307-
من أحب منكم أن يبدأ بعمرة قبل الحج فليفعل. "حم عن عائشة".
12308-
تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة بينهما يزيدان في الأجل وينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث. "حم والحميدي والعدني هـ ص هب عن عمر".
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم رقم (1218) ورواه أبو داود باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم رقم (1888) .
ورواه ابن ماجة كتاب المناسك باب الخطبة يوم الخمر رقم (3055) ص.
12309-
تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والخطايا كما ينفي الكير خبث الحديد.
"طب عن ابن عباس".
12310-
تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما يزيدان في العمر والرزق وينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد. "طب وابن عساكر عن عامر بن ربيعة".
12311-
تابعوا بين العمرة والحج فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد. "ع ص عن عمر".
12312-
إذا كان رمضان فاعتمري؛ فإن عمرة فيه تعدل حجة. "ن عن ابن عباس".
12313-
اعتمروا في شهر رمضان فإن عمرة فيه كحجة. "طب عن يوسف بن عبد الله بن سلام".
12314-
اعتمري في رمضان؛ فإن عمرة فيه كحجة. "حم ق ق عن معقل بن أبي معقل""د عن أمه أم معقل""ق عن عبد الرحمن بن خنيس".
12315-
يا أم سليم عمرة في رمضان تعدل حجة. "حب عن ابن عباس".
12316-
يا أم سليم، عمرة في رمضان تجزئك عن حجة. "الخطيب عن أم سليم".
12317-
أما إنك لو كنت أحججت بها يعني على الجمل الحبيس لكان في سبيل الله أقرئها مني السلام ورحمة الله فأخبرها أنها تعدل حجة معي عمرة في رمضان. "ن ك عن ابن عباس"1
نسك المرأة من الإكمال
12318-
اغتسلي واستثفري2 بثوب وأحرمي. "م د ن هـ عن جابر" قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس فأرسلت إليه كيف أصنع؟ قال: فذكره.
12319-
افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري. "خ عن عائشة" قالت: قدمت مكة وأنا حائض، فقال
1 رواه أبو داود في السنن باب العمرة رقم "1974". والجمل الحبيس: أي وقف راجع عون المعبود "5/465" ص.
2 واستثفري: الاستثفار: هو أن تشد المرأة فرجها بخرقة عريضة بعد أن تحتشى قطنا، وتوثق طرفيها في شيء تشده على وسطها فتمنع بذلك سيل الدم، وهو مأخوذ من ثفر الدابة الذي يجعل تحت ذنبها. "1/114" النهاية. انتهى. ب.
النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره1
12320-
المهلة2 لا تلبس ثياب الطيب وتلبس الثياب المعصفرات من غير الطيب. "الطحاوي عن جابر".
12321-
لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين. "ق عن ابن عمرو".
12322-
ينهى النساء في إحرامهن عن القفازين والنقاب وما مس الورس والزعفران من الثياب ولتلبس بعد ذلك ما أحبت من ألوان الثياب. "ك عن ابن عمر".
12323-
لا تطيبي وأنت محرمة، ولا تمسي الحناء فإنه طيب. "طب عن أم سلمة".
12324-
يا بنت عميس، لا غسل عليكن، ولا جمعة ولا حلاق ولا تقصير إلا أن تأخذ إحداكن لنفسها أو من كان منها بمحرم من
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب الحج - باب تقضي الحائض المناسك "2/195" ص.
2 والمهل: بضم الميم موضع الأهلال وهو الميقات الذي يحرمون منه ويقع على الزمان والمصدر.
النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 5/271.
أطراف شعرها من مقدم رأسها يوم النحر إذا حجت. "طب عن أسماء بنت عميس".
الشرط والاستثناء من الإكمال
12325-
اشترطي عند إحرامك محلي حيث حبستني فإن ذلك لك. "ق عن ابن عباس".
12326-
اشترطي وقولي: محلي حيث حبستني. "ص عن جابر".
12327-
أهلي بالحج وقولي: محلي حيث حبستني. "حم عن أم سلمة".
12328-
حجي واشترطي وقولي: اللهم محلي حيث حبستني. "حم م ن حب عن عائشة""م د ت ن هـ حب عن ابن عباس""هـ وأبو نعيم ق عن ضباعة""هـ عن أبي بكر بن عبد الله بن الزبير عن جدته""طب عن ابن عمر""ق عن جابر".
12329-
قولي: لبيك اللهم لبيك ومحلي من الأرض حيث تحبسني، فإن لك على ربك ما استثنيت. "ن هـ طب عن ابن عباس""حم عن ضباعة بنت الزبير".
جامع النسك من الإكمال
12330-
نزل جبريل على إبراهيم فراغ به فصلى بمنى الظهر والمغرب والعشاء والصبح، ثم غدا به من منى إلى عرفة فصلى به الصلاتين الظهر والعصر، ثم وقف به حتى غابت الشمس ثم دفع به حتى أتى المزدلفة فنزل به، فبات فصلى الصبح كأعجل ما يصلي أحد من المسلمين، ثم وقف به كأبطأ ما يصلي أحد من المسلمين، ثم أفاض به حتى أتى الجمرة فرماها، ثم ذبح وحلق، ثم أتى به البيت فطاف به، ثم رجع به إلى منى فأقام فيها تلك الأيام، ثم أوحى الله إلى محمد أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا. "هب عن ابن عمرو" مرفوعا وموقوفا وقال: المحفوظ للموقوف.
الحج عن الغير من الإكمال
12331-
أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيه؟ قال: نعم، قال: فدين الله أحق أن يقضى. "طب عن حصين بن عوف" قال: قلت يا رسول الله أحج عن أبي؟ قال: فذكره.
12332-
أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قبل منك؟ قال: نعم، قال: فالله أرحم، حج عن أبيك. "ق عن سودة بنت زمعة".
12333-
أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه كان يجزئ قال: نعم، قال: فاحجج عن أبيك. "حب عن ابن عباس".
12334-
أرأيت إن كان على أبيك دين فقضيته أقضي عنك؟ قال: نعم، قال: حج عن أبيك.
"طب عن أنس".
12335-
مثل الذي يحج لأمتي مثل أم موسى كانت ترضعه وهي كانت تأخذ الكراء من فرعون. "الديلمي عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك".
12336-
حجي عن أبيك. "ت عن علي""طب عن الفضل"1
12337-
حج عن أبيك. "هـ عن أبي الغوث بن حصين عن ابن عباس عن حصين بن عوف ك عن أبي هريرة"2
1 رواه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء أن عرفة كلها موقف رقم "885" وقال حديث حسن صحيح. ص.
2 رواه ابن ماجه كتاب المناسك باب الحج عن الميت رقم "2905".
وقال في الزوائد: في إسناده عثمان بن عطاء الخراساني ضعفه ابن معين وقيل: منكر الحديث متروك.
وقال الحاكم: روى عن أبيه احاديث موضوعة.
راجع المستدرك للحاكم "1/481" حيث عدد أحاديث الحج عن الغير وأوردها على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. ص.
12338-
حججت عن أبيك. "ت عن علي""طب عن الفضل".
12339-
من حج عن والديه بعد وفاتهما، كتب الله له عتقا من النار، وكان للمحجوج عنهما أجر حجة تامة من غير أن ينقص من أجورهما شيء، وما وصل ذو رحم رحمه بأفضل من حجة يدخلها عليه بعد موته في قبره، ومن مشى على راحلته عقبه، فكأنما أعتق رقبة. "هب وضعفه وابن عساكر عن عبد العزيز بن عبيد الله بن عمر عن أبيه عن جده".
12340-
من حج عن أبيه، أو عن أمه أجزأه ذلك عنه وعنهما. "طب عن زيد بن أرقم".
12341-
من حج عن ميت، فللذي حج عنه مثل أجره، ومن فطر صائما فله مثل أجره، ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله. "الخطيب عن أبي هريرة".
12342-
من حج عن ميت كتبت عن الميت وكتب للحاج براءة من النار. "الديلمي عن ابن عباس".
12343-
حجة للميت ثلاثة: حجة للمحجوج عنه، وحجة للحاج وحجة للموصي. "الديلمي عن أنس".
12344-
كتب له أربع حجج: حجة للذي كتبها، وحجة للذي أنفقها، وحجة للذي أخذها، وحجة للذي أمر بها. "ق وضعف عن أنس في رجل أوصى بحجة".
أحكام ذكرت في حجة الوداع
من الإكمال
12345-
أتدرون أي يوم هذا؟ وأي شهر هذا؟ وأي بلد هذا؟ قالوا: هذا بلد حرام، وشهر حرام، ويوم حرام، قال: ألا وإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا وإني فرطكم على الحوض أنظركم وأكاثر بكم الأمم، فلا تسودوا وجهي، ألا وقد رأيتموني وسمعتم مني وستسألون عني، فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار، ألا وإني مستنقذ أناسا ومستنقذ مني أناس، فأقول: يا رب أصحابي فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. "حم عن رجل من الصحابة هـ عن ابن مسعود"1
1 رواه أحمد عن الصنابح في مسنده "4/351" بعضه.
ورواه ابن ماجه كذا بعضه عن الصنابح كتاب الفتن باب لا ترجعوا بعدي كفارا رقم "3944".
وكذا روى أوله ابن ماجه في كتاب المناسك باب الخطبة يوم النحر رقم "3055". ص.
12346-
إن دماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. "طب عن فضالة بن عبيد".
12347-
ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، وكحرمة بلدكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، ألا هل بلغت اللهم اشهد. "حم ن وابن خزيمة والبغوي والباوردي وابن قانع حب طب ص عن موسى بن زياد بن حذيم بن عمر السعدي عن أبيه عن جده".
12348-
أي يوم أعظم حرمة؟ وأي شهر أعظم حرمة؟ وأي بلد أعظم حرمة؟ قالوا: يومنا هذا وشهرنا هذا، وبلدنا هذا، قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. "حم ع ص عن جابر""حم والبغوي وابن قانع عن نبيط بن شريط عن أبيه".
12349-
أيها الناس، أي شهر أحرم؟ قالوا: هذا، قال: أيها الناس، فأي بلد أحرم؟ قالوا: هذا، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم محرمة عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم هل بلغت؟ اللهم اشهد، أيها الناس ليبلغ الشاهد منكم الغائب. "بز عن وابصة".
12350-
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، أوصيكم بتقوى الله، أي يوم أحرم؟ قالوا: هذا اليوم قال: فأي شهر أحرم؟ قالوا: هذا الشهر قال: فأي بلد أحرم؟ قالوا: هذا البلد قال: فإن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، فهل بلغت؟ اللهم اشهد. "ابن سعد طب ق عن نبيط بن شريط" قال: كنت ردف أبي والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب عند الجمرة قال: فذكره.
12351-
يا أيها الناس، إن الله قد حرم دماءكم وأموالكم، وأولادكم كحرمة هذا اليوم من الشهر، وكحرمة هذا الشهر من السنة، اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت. "ابن النجار عن قيس بن كلاب الكلابي".
12352-
هل تدرون أي يوم هذا؟ إن هذا أوسط أيام التشريق هل تدرون أي بلد هذا؟ هذا المشعر الحرام إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد هذا، ألا وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا حتى تلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، ألا فليبلغ أدناكم أقصاكم ألا هل بلغت. "طب عن سري1 بنت نبهان".
1 سراء بنت نبهان الغنوية وسراء: بفتح أولها وتشديد الراء المهملة=
12353-
يا أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، فليبلغ منكم الشاهد الغائب، ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. "ابن قانع طب ص عن مخشي بن حجير عن أبيه""طب عن أبي غادية الجهني".
12354-
يا أيها الناس أي يوم هذا؟ قالوا يوم حرام قال: فأي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام، قال: فأي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. "ش حم خ عن ابن عباس""هـ عن ابن عمر""طب عن عمار""حم والبغوي عن أبي غادية الجهني".
12355-
يا أيها الناس، أي يوم هذا؟ وأي شهر هذا؟ وأي بلد هذا؟ أليس شهر حرام وبلد حرام ويوم حرام، ألا إن دماءكم
= مع المد وضبطها ابن ماكولا بالقصر وقال ابن حبان: ولها صحبة.
تهذيب التهذيب "12/424".
والحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/151" ص.
وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم، اللهم هل بلغت؟ اللهم اشهد. "حم وابن سعد والحكيم عن العداء بن خالد""طب عن أبي أمامة""بز عن وابصة".
12356-
إن أحرم الأيام يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا وإن دماءكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم قال: اللهم اشهد.
"ابن النجار عن أبي هريرة".
12357-
يا أيها الناس؛ تدرون في أي شهر أنتم؟ وفي أي بلد أنتم وفي أي يوم أنتم؟ قالوا: يوم حرام وشهر حرام وبلد حرام، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، اسمعوا تعيشوا، ألا لا تظالموا ثلاثا، إنه لا يحل مال امرء مسلم إلا بطيب نفس منه، ألا وإن كل دم ومال ومأثرة1 كانت في الجاهلية تحت قدمي هذا إلى يوم القيامة، وإن أول دم يوضع دم ربيعة بن الحارث بن ربيعة عبد المطلب، وإن الله قضى أن أول ربا يوضع
1 مأثرة: مآثر العرب مكارمها ومفاخرها التي تؤثر عنها "أي تروى وتذكر""1/22" النهاية. انتهى. ب.
ربا العباس بن عبد المطلب، لكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، ألا وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم، ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا وإن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون، ولكنه في التحريش بينهم، فاتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإن لكم عليهن حقا لا يوطئن فرشكم أحدا غيركم، ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه، فإن خفتم نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف فإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ألا هل بلغت ألا هل بلغت ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ أسعد من سامع. "حم والبغوي والباوردي وابن مردويه عن أبي حرة الرقاشي عن عمه".
12358-
ألا إن دماء الجاهلية وغيرها تحت قدمي إلا السقاية والسدانة1. "ابن منده عن الأسود بن ربيعة اليشكري" وسنده مجهول.
1 السقاية: هي ما كانت قريش تسقيه الحجاج من الزبيب المنبوذ في الماء =
12359-
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، وحده صدق وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ألا إن كل مأثرة في الجاهلية تذكر وتدعى من دم أو مال تحت قدمي إلا ما كان من سقاية الحاج وسدانة البيت، ألا إن دية الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصى مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها. "د عن ابن عمرو"1
12360-
الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ألا إن قتيل السوط والعصا فيه مائة من الإبل منها أربعون خلفة2 في بطونها أولادها، ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية ودم تحت قدمي هاتين إلا ما كان من سدانة البيت، وسقاية الحاج ألا إني قد أمضيتهما لأهلهما كما كانتا. "هب طب عن ابن عمرو""طب عن ابن عمر".
= وكان يليها العباس بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام "2/381" النهاية. انتهى. ب.
السدانة: هي خدمة الكعبة وتولي أمرها وفتح بابها وإغلاقه يقال: سدن يسدن فهو سادن والجمع سدنة "2/355" النهاية ب.
1 رواه أبو داود - باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الطويل المعروف. رقم "1888" ص.
2 خلفة: الخلفة بفتح الخاء وكسر اللام: الحامل من النوق وتجمع على خلفات وخلائف وقد خلفت إذا حملت "2/68" النهاية. انتهى. ب.
لواحق الحج من الإكمال
12361-
يا معشر قريش اتقوا الله ولا تمنعوا من الحاج شيئا مما ينتفع به فإن فعلتم فأنا خصمكم يوم القيامة. "أبو نعيم عن ابن عباس".
12362-
يأتي على الناس زمان يحج أغنياء الناس للنزاهة1 وأوساطهم للتجارة وقراؤهم للرياء والسمعة وفقراؤهم للمسئلة. "الخطيب والديلمي عن أنس".
12363-
يأتي على الناس زمان يحج أغنياء الناس للنزاهة وأوساطهم للتجارة وفقراؤهم للمسألة وقراؤهم للسمعة والرياء. "الديلمي عن أنس".
12364-
يا أم معقل، حجي على بعيرك، فإن الحج من سبيل الله. "طب عن أم معقل".
1 للنزاهة: التنزه: التباعد والإسم النزهة. ومكان نزه ونزيه وقد نزه نزاهة ونزاهية، وقد نزهت الأرض بالكسر.
وأرض نزهة ونزهة بعيدة عذبة نائية من الأنداء والغمق.
لسان العرب لابن منظور "12/548" ب.
دخول الكعبة من الإكمال
12365-
إني دخلت الكعبة ووددت أني لم أكن أفعل، إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي. "ت حسن صحيح ق عن عائشة"1
12366-
إني رأيت في البيت قرنا فغيبه فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يلهي المصلي.
"حم خ في التاريخ وابن عساكر عن أم عثمان بنت سفيان".
12367-
إني رأيت قرن الكبش حين دخلت البيت فنسيت أن آمرك بخمرها2 فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت ما يشغل مصليا. "ق حم ص عن امرأة من بني سليم عن عثمان بن طلحة"3
1 رواه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء في دخول الكعبة رقم "873" وقال: حسن صحيح. وابن ماجه كتاب المناسك - باب دخول الكعبة رقم "3064" ص.
2 بخمرها: أي بسترها وسميت الخمر خمرا لأنها تخمر العقل وتستره. "2/23" القاموس. ب"
3 رواه أبو داود في السنن باب في دخول الكعبة رقم "2014".
ولفظه: أن تخمر القرنين. ومعناها: أي تغطي قرني الكبش الذي فدى الله به إسماعيل عليه السلام عن أعين الناس.
عون المعبود شرح سنن أبي داود "6/9"انتهى. ص.
زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم
من الإكمال
12368-
من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي. "أبو الشيخ طب عد هق عن ابن عمر"1 12369- من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني. "حب في الضعفاء والديلمي عن ابن عمرو" وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب.
12370-
من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان. "الديلمي عن ابن عباس".
12371-
من زار قبري كنت له شفيعا أو شهيدا، ومن مات في إحدى الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة. "ط هق عن عمر"2
12372-
من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن مات
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم "5/246" تفرد به حفص وهو ضعيف. ص.
2 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج - باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم "5/245" وفي سنده مجهول. ص.
بإحدى الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة. "ابن قانع هب عن حاطب بن الحارث".
12373-
من زارني متعمدا كان في جواري يوم القيامة، ومن سكن بالمدينة وصبر على بلائها كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة، ومن مات في إحدى الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة. "هب عن رجل من آل الخطاب"1
1 هذا الحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى.
كتاب الحج باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم "5/245" وقال: هذا إسناد مجهول أهـ/ص/.
كتاب الحج من قسم الأفعال
باب في فضالئه ووجوبه وآدابه
…
كتاب الحج من قسم الأفعال
باب في فضائله ووجوبه وآدابه
فصل في فضائله
12374-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن عمر قال: من حج هذا البيت لا يريد غيره خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه "
…
"1
12375-
عن عمر قال: يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وعشرا من ربيع الأول. "ش ومسدد".
12376-
عن أبي هريرة أن رجلا مر بعمر بن الخطاب وقد قضى نسكه فقال له عمر: أحججت؟ قال: نعم فقال له: اجتنبت ما نهيت عنه فقال: ما ألوت2 فقال عمر: استقبل عملك. "هب".
1 لما كان الحديث خاليا من العزو فأقول: الحديث موقوف على عمر ولكن الحديث ورد مرفوعا كما هو في صحيح البخاري كتاب الحج - باب فضل الحج المبرور "2/164".
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب فضل الحج والعمرة رقم "1350" ومر الحديث برقم "11808". ص.
2 ما ألوت: وما ألوته ما استطعته. انتهى."4/300" القاموس. ب.
12377-
عن يوسف بن ماهك أن عمر بن الخطاب خرج فرأى ركبا فقال: من الركب؟ قالوا: حجاج، قال: ما أنهزكم1 غيره؟ قالوا لا، قال: لو يعلم الركب بمن أناخوا لقرت أعينهم بالفضل بعد المغفرة، والذي نفس عمر بيده، ما رفعت ناقة خفها ولا وضعته إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة. "عب".
12378-
عن مجاهد قال: بينا عمر بن الخطاب جالس بين الصفا والمروة إذ قدم ركب فأناخوا وطافوا وسعوا فقال لهم عمر: من أنتم؟ قالوا: من أهل العراق، قال: فما أقدمكم؟ قالوا: حجاج، قال: ما قدمتم في تجارة ولا ميراث ولا طلب دين، قالوا: لا: فائتنفوا2 العمل. "عب ش".
12379-
عن عمر قال: إذا وضعتم السروج فشدوا الرحال إلى الحج والعمرة فإنه أحد الجهادين. "عب".
12380-
عن أيوب قال: قال عمر: ما أمعر حاج قط يقول:
1 ما أنهزكم: أي ما دفعكم يقال: نهزه كمنعه ضربه ودفعه والشيء قرب ورأسه حركه. "2/195" القاموس. ب.
2 فائتنفوا: أي فابتدؤا والاستئناف والائتناف الابتداء. انتهى."3/120" القاموس. ب.
ما افتقر. "عب".
12381-
عن عمر أنه حضر جنازة رجل توفي بمنى آخر أيام التشريق وقال: ما يمنعني أن أدفن رجلا لم يذنب منذ غفر له. "عب".
12382-
عن عمر قال: تلقوا الحجاج والعمار والغزاة فليدعوا لكم قبل أن يتدنسوا. "ش".
12383-
عن مجاهد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج. "ابن زنجويه".
12384-
عن أبي سعيد قال: خطب عمر الناس فقال: إن الله رخص لنبيه ما شاء الله وإن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد مضى لسبيله. وأتموا الحج والعمرة كما أمركم الله، وحصنوا فروج هذه النساء.
"حم ومسدد وابن أبي داود في المصاحف والطحاوي".
12385-
عن عبد الله بن أبي الهذيل أنه سمع عمر يقول: لا تشد الرحال إلا إلى البيت العتيق."ابن سعد".
12386-
عن ابن عمر قال: قال عمر: الحاج والغازي والمعتمر وفد الله سألوا الله فأعطاهم ودعاهم فأجابوه. "هب".
12387-
عن عمر قال: كلفوا الحج والعمرة فإنها ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد. "عب".
12388-
عن إبراهيم بن سعد عن أبيه أن عمر قال يوما وهو بطريق مكة وهو يحدث نفسه يشعثون ويغبرون ويتفلون ويضجون1 لا يريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا ما نعلم سفرا خيرا من هذا يعني الحج. "ابن سعد في نسخته".
12389-
عن حبيب بن الزبير الأصفهاني قال: قلت لعطاء بن أبي رباح أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستأنفون العمل؟ يعني الحاج قال: لا ولكن بلغني عن عثمان بن عفان وأبي ذر أنهما قالا: يستقبلون العمل. "ابن زنجويه ق".
12390-
عن الحارث بن سويد عن علي قال: حجوا قبل أن لا تحجوا فكأني أنظر إلى حبشي أصمع أفدع2 بيده معول يهدمها
1 يشعثون: شعث كفرح والتشعث التفرق والأخذ وأكل القليل من الطعام وتلبد الشعر "1/168" القاموس.
يغبرون: والمغبرة قوم يغبرون بذكر الله أي يهللون ويرددون الصوت بالقراءة وغيرها سموا بها لأنهم يرغبون الناس في الغابرة أي الباقية. "2/99" القاموس.
ويتفلون: تفل كفرح تغيرت رائحته. انتهى."3/340" القاموس.
ويضجون: أضج القوم اضجاجا صاحوا وجلبوا فإذا جزعوا وغلبوا فضجوا يضجون ضجيجا "1/197" القاموس ب.
2 أصمع: الأصمع الصغير الأذن "3/51".
حجرا حجرا فقيل له: شيء تقوله برأيك؟ أو سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة1 ولكن سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم. "الحارث حل هق" وفيه حصين بن عمر الأحمسي ضعفوه2
12391-
عن علي قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة والناس مقبلون وهو يقول: مرحبا بوفد الله الذين إذا سألوا الله أعطاهم واستجاب دعاءهم ويضاعف للرجل الواحد من نفقة الدرهم الواحد ألف ألف ضعف. "الديلمي".
12392-
عن الحسن قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء جهاد
=أفدع: الفدع محركة اعوجاج الرسغ من اليد أو الرجل حتى ينقلب الكف أو القدم إلى إنسيها أو هو المشي على ظهر القدم أو ارتفاع أخمص القدم حتى لو وطيء الأفدع عصفورا ما آذاه، أو هو عوج بالمفاصل كأنها قد زالت عن مواضعها وأكثر ما يكون في الأرساع خلقة "3/63" القاموس. ب.
1 النسمة: النسم محركة نفس الروح كالنسمة محركة ونسم في الأمر تنسيما ابتدأ والنسمة أحياها وأعتقها "4/180" القاموس ب.
2 رواه الحاكم في المستدرك كتاب المناسك "1/448".
وقال الذهبي: حصين واه ويحيى الحمامي ليس بعمده والحديث مر برقم "11819"انتهى. ص.
قال: نعم الحج والعمرة. "ابن أبي داود في المصاحف".
12393-
عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن أبي الدرداء وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن داود عليه السلام، قال: إلهي ما حق عبادك عليك إذا هم زاروك في بيتك، فإن لكل زائر على المزور حقا؟ قال: يا داود إن لهم علي أن أعافيهم في دنياهم، وأغفر لهم إذا لقيتهم. "كر البغوي".
12394-
عن هدبة بن خالد، ثنا وهيب بن خالد، ثنا الجريري عن حبان بن عمير قال: ثنا ماعز أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله ثم أرعدت1 فخذ السائل، ثم قال: مه، قال ثم عمل أفضل من سائر الأعمال إلا كمثل حجة بارة. حجة بارة. "ابن النجار".
12395-
عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ونحن بمنى: لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة. "ابن عدي وقال هذا غير محفوظ وابن النجار".
1 ثم أرعدت: أي اضطربت وأرعد أوعد وتهدد وأصابه رعد، وارتعد اضطرب والإسم الرعده بالكسر ويفتح، وأرعد بالضم أخذته انتهى. "1/295" القاموس. ب.
12396-
عن الضحاك بن مزاحم قال: نظر ابن عباس إلى قوم منيخين بباب المسجد فقال: لو يعلم الركب بمن أناخوا لعلموا أن سيرجعوا بالفضل بعد المغفرة. "ابن زنجويه".
12397-
عن القاسم بن أبي أشمط حدثني أبي عن جدي حسل أحد بني عامر بن لؤي قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته ونحن معه على رجل قد فرغ من حجته فقال: أسلم حجك؟ قلت: نعم يا رسول الله قال: ائتنف العمل. "أبو نعيم".
12398-
عن جابر قال: دفت1 الكعبة بيت الله الحرام إلى قبري فتقول: السلام عليك يا محمد فأقول: وعليك السلام يا بيت الله، ما صنع بك أمتي من بعدي فتقول: من أتاني فأنا أكفئه وأكون له شفيعا، ومن لم يأتني فأنت تكفئه وتكون له شفيعا. "الديلمي" وفيه محمد بن سعيد البورقي كذاب وضاع2
1 دفت الكعبة: أي أسرعت ودفف تدفيفا أسرع كدفدف انتهى."3/141" القاموس. ب.
2 يروي عن سليمان بن جابر كان البورقي أحد الوضاعين بعد الثلاث مائة توفي سنة "318" ميزان الاعتدال "3/566" ص.
فصل في وجوبه
12399-
عن عمر بن الخطاب قال: من أطاق الحج ولم يحج فاقسموا عليه أنه مات يهوديا أو نصرانيا. "حل".
12400-
عن عمر قال: هممت أن أبعث رجالا إلى الأمصار فلا يدعون رجلا ذا ميسرة لم يحج إلا ضربوا عليه الجزية ما هم بمسلمين. "ص ورسته في الإيمان وأبو العباس الأصم في حديثه وابن شاهين في السنة".
12401-
عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ليمت يهوديا أو نصرانيا ثلاث مرات، رجل مات ولم يحج وجد لذلك سعة وخليت سبيله فحجة أحجها وأنا صرورة1 أحب إلي من ست غزوات أو سبع. "ص ورسته وابن شاهين ق".
12402-
عن عمر قال: من مات وهو موسر ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا.
"ص ش".
12403-
عن عمر قال: لو ترك الناس الحج عاما واحدا لقاتلتهم عليه كما نقاتلهم على الصلاة والزكاة. "ص ورسته في الإيمان واللالكائي في السنة وأبو العباس الأصم في حديثه".
1 وأنا صرورة: أي لم أحج، ورجل صرور وصرارة وصارورة وصارور وصروري؟؟ وصاروراء لم يحج "2/69" القاموس. ب.
12404-
عن عمر قال: احجوا هذه الذرية ولا تأكلوا أرزاقها وتدعوا أرباقها في أعناقها1 "أبو عبيد في الغريب ش وابن سعد ومسدد".
"ذيل الوجوب"
12405-
عن عمر في قوله: من استطاع إليه سبيلا قال: الزاد والراحلة. "ش وابن جرير".
1 أرباقها: الربق بالكسر حبل فيه عدة عرى يشد به البهم كل عروة ربقة بالكسر والفتح وربقه يربقه ويربقه جعل رأسه في الربقة وفي الأمر أوقعه فارتبق وقع فيه والربق ويكسر الشد "3/234" القاموس ب.
فصل في آدابه
12406-
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الحج أفضل؟ قال: العج والثج. "الدارمي ت1 وقال غريب وابن خزيمة قط في العلل طس ك ق ص".
12407-
عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال: يا أهل مكة ما شأن الناس يأتون شعثا وأنتم مدهنون2 أهلوا إذا رأيتم الهلال3
12408 -
عن إبراهيم بن خلاد بن سويد الأنصاري رضي الله عنهما جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد كن عجاجا ثجاجا، قال:
1 رواه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء في فضل التلبية رقم "827" وقال: غريب. وابن ماجه كتاب المناسك باب التلبية رقم "2924".
وأخرجه الحاكم في المستدرك "1/451" وقالا صحيح. ص.
2 مدهنون: وقوم مدهنون: أي عليهم آثار النعيم. "4/224" القاموس. انتهى. ب.
3 الحديث هنا خال من العزو في آخره: رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم رقم [50] . ص.
والعج: الإعلان بالتلبية، والثج: إهراق دماء البدن. "البارودي طب وأبو نعيم في المعرفة ص قال ابن منده: إبراهيم بن خلاد أتي به النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وحديثه مرسل وقد روى عنه عن أبيه ولا يصح سماعه من أبيه".
"التلبية"
12409-
عن نافع قال: كان ابن عمر إذا دخل الحرم أمسك عن الإهلال حتى سعى بين الصفا والمروة فإذا فرغ من السعي بينهما أهل حتى إذا كان عشية التروية راح إلى منى فإذا غدا إلى عرفة أمسك عن الإهلال وكان التكبير والحمد والرغبة والمسألة ويقول: إني رأيت عمر بن الخطاب فعل ذلك. "ابن جرير".
12410-
عن ابن عباس أن عمر لبى حتى رمى الجمرة. "ابن جرير".
12411-
عن الأسود قال: سمعت عمر يلبي عشية عرفة. "ابن جرير".
12412-
عن عمرو بن ميمون قال: حججت مع عمر فكان يلبي حتى رمى الجمرة من بطن الوادي، يقطع التلبية عند أول حصاة. "ابن جرير".
12413-
عن طارق بن شهاب قال: شهدت عمر أفاض من عرفات فلبى حتى رمى الجمرة. "ابن جرير".
12414-
عن محمد بن إسحاق قال: سأل أبي عكرمة وأنا أسمع عن الإهلال متى ينقطع؟ فقال: أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رمى الجمرة، وأبو بكر وعمر وعثمان، قال محمد بن إسحاق: وحدثني حكيم بن حميد بن عثمان بن العاصي قال: سمعت رجلا يحدث ابن عباس عن عبد الله بن عمر أن أباه كان إذا غدا من منى ترك الإهلال وقال: سبحان الله العظيم لقد شهدت عمر بن الخطاب عشية عرفة وهو على جفنة1 قد سكب له غسل وهو يغتسل فلم يزل يلبي حتى فرغ من غسله. "ابن جرير".
12415-
عن عكرمة قال: دفعت مع الحسين بن علي من المزدلفة فلم أزل أسمعه يقول: لبيك اللهم لبيك حتى انتهى إلى الجمرة، فقلت له: ما هذا الإهلال يا أبا عبد الله؟ قال: سمعت أبي علي بن أبي طالب يهل حتى انتهى إلى الجمرة، وحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل حتى انتهى إليها قال: فرجعت إلى ابن عباس فأخبرته بقول حسين فقال: صدق، قال: وأخبرني أخي الفضل بن عباس وكان رديف رسول الله
1 جفنة: جفنة الطعام معروفة والجمع جفان وجفنات مثل كلبة وكلاب وسجدات "1/142" المصباح المنير. ب.
صلى الله عليه وسلم أنه لم يزل يهل حتى انتهى إلى الجمرة. "ع والطحاوي وابن جرير" وصححه.
12416-
عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أخيه يحيى بن سيرين عن أخيه أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي لبيك حقا حقا تعبدا ورقا.
"كر ابن النجار".
12417-
عن محمد بن سيرين عن أخيه يحيى بن سيرين عن أخيه معبد عن أخيه أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لبيك حقا حقا تعبدا ورقا1
12418-
عن عطاء قال: بلغنا أن موسى بن عمران عليه السلام طاف بين الصفا والمروة، وعليه جبة قطوانية2 وهو يقول: لبيك
1 عزاه في المنتخب "2/340" عن أبي هريرة وأنس، وقال: أخرجه الديلمي انتهى. ص.
2 جبة: والجبة من الملابس معروفة والجمع جبب مثل غرفة وغرف. "1/122" المصباح المنير.
قطوانية: عباءة بيضاء قصيرة الخمل والنون زائدة كذا ذكره الجوهري في المعتل. وقال: كساء قطواني ومنه حديث أم الدرداء " قالت: أتاني سلمان الفارسي يسلم علي، وعليه عباءة قطوانية" أه "4/85" النهاية لابن الأثير ب.
اللهم لبيك فيجيبه ربه، لبيك ياموسى1. "عب".
12419-
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أهل مهل قط، ولا كبر مكبر قط إلا بشر بالجنة. "ابن النجار".
12420-
عن عمرو بن معد يكرب قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك، اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، وإن كنا لنمنع الناس أن يقفوا بعرفة وذلك في الجاهلية فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خلوا بينهم وبين عرفة وإن كان موقفهم ببطن محسر عشية عرفة فرقا من أن يخطفنا الجن فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجيزوا بطن عرنة فإنما هم إذا أسلموا إخوانكم. "يعقوب بن سفيان والشاشي والبغوي وابن منده كر".
12421-
عن عبد الله بن مسعود أنه قال بجمع: سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة ههنا يقول: لبيك اللهم لبيك. "ابن جرير".
12422-
عن عبد الرحمن بن زيد قال: أفضت مع عبد الله بن مسعود من المشعر الحرام يوم النحر، فما زال يلبي حتى انتهى إلى الجمرة العقبة، فاستبطن الوادي وقال: خذ بزمام ناقتي يا ابن أخي، وناولني سبعة أحجار، فناولته فرمى من بطن الوادي يكبر مع كل حصاة يرمي بها
1 هكذا في الفتح الكبير (3/84) ص.
ثم قال: هكذا رأيت الذي أنزلت عليه سورة البقرة فعل. "ابن جرير".
12423-
عن ابن مسعود قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لبى حتى رمى جمرة العقبة. "ابن جرير".
12424-
عن ابن مسعود أنه كان يلبي حتى يرمي جمرة العقبة. "ابن جرير".
12425-
عن نافع أن ابن عمر كان إذا بلغ أنصاب1 الحرم في الحج أو العمرة أمسك عن التلبية حتى يطوف بالبيت وبالصفا والمروة فإن كانت عمرة وإن كان حجا فطاف بالصفا والمروة عاد في تلبيته ما أقام بمكة ويوم المزدلفة وليلة عرفة، فإذا غدا أمسك. "ابن جرير".
12426-
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف أسامة بن زيد من عرفة إلى مزدلفة، ثم أردف الفضل بن عباس من مزدلفة إلى منى فذكر ابن عباس أن الفضل أخبره أنه لم يزل يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى الجمرة. "ابن جرير".
12427-
عن ابن عباس قال: يمسك الحاج عن التلبية إذا رمى
1 أنصاب الحرم: النصب بضمتين حجر نصب وعبد من دون الله وجمعه أنصاب انتهى."2/833" المصباح المنير. ب.
جمرة العقبة. "ابن جرير".
12428-
عن ابن عباس قال: لعن الله فلانا إنه كان ينهى عن التلبية في هذا يعني يوم عرفة لأن عليا كان يلبي فيه. "ابن جرير".
12429-
عن ابن عباس قال: إن الشيطان يأتى ابن آدم فيقول: دع التلبية وهلل وكبر ليحيى البدعة ويميت السنة. "ابن جرير".
12430-
عن سعيد بن جبير قال: أتيت ابن عباس بعرفة فقال: لعن الله فلانا عمدوا إلى أعظم أيام الحج فمحوا زينة الحج وإنما زينة الحج التلبية. "ابن جرير".
12431-
عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لبى حتى رمي جمرة العقبة. "كر".
12432-
عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه التلبية: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. "كر".
باب في مناسك الحج على الترتيب
فصل في الميقات المكاني
12433-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن ابن عمر قال: لما فتح هذان المصران أتوا عمر فقالوا: يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حد لأهل نجد قرنا، وهو جور1 عن طريقنا وإنا إن أردنا قرنا شق علينا قال: فانظروا حذوها من طريقكم فحد لهم ذات عرق. "ش خ ق".
12434-
عن الأسود بن يزيد عن عمر بن الخطاب أنه خطب الناس فقال: من أراد منكم الحج، فلا يحرمن إلا من ميقات، والمواقيت التي وقتها لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ومن مر بها من غير أهلها ذو الحليفة، ولأهل الشام، ومن مر بها من غير أهلها الجحفة، ولأهل نجد ومن مر بها من غير أهلها قرن، ولأهل اليمن يلملم، ولأهل العراق وسائر
1 وهو جور عن طريقنا: وفي حديث ميقات الحج "وهو جور عن طريقنا" أي مائل عنه ليس على جادته من جار يجور إذا مال وضل. انتهى."1/313" النهاية لابن الأثير ب.
الناس ذات عرق. "ابن الضياء"1
12435-
عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: أردف أختك يعني عائشة، فاعمرها من التنعيم، فإذا هبطت بها من الأكمة فمرها فلتحرم فإنها عمرة متقبلة. "حم ز" والمنتخب "حم د ك"2
12436-
عن سعد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ طريق الفرع أهل إذا استقبلت به راحلته، وإذا أخذ طريقا أخرى أهل إذا أشرف البيداء. "بقي بن مخلد".
12437-
عن أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل من مسجد ذي الحليفة. "الحارث" وفيه الواقدي.
1 تعريفات المواقيت:
ذات عرق: بكسر العين فهي ميقات أهل العراق.
يلملم: هو جبل من جبال تهامة على مرحلتين من مكة فهو ميقات أهل اليمن.
قرن المنازل: هو لأهل نجد.
الجحفة: ميقات أهل الشام ومصر.
ومر حديث رقم [11902 و 11903] في الفصل في المواقيت ص.
2 رواه أبو داود كتاب المناسك باب المهلة بالعمرة رقم "1979" ص.
12438-
عن محمد بن إسحاق قال: خرج عبد الله بن عامر من نيسابور معتمرا قد أحرم بها فلما قدم على عثمان بن عفان قال له: لقد غررت نفسك حين أحرمت من نيسابور. "هق"1
12439-
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام والمصر الجحفة، ولأهل اليمن يلملم، ولأهل العراق ذات عرق. "ابن جرير".
12440-
عن ابن عباس قال: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المشرق العقيق. "ابن جرير".
12441-
عن أنس قال: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدائن العقيق ولأهل البصرة ذات عرق ولأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام جحفة. "طب".
"الميقات الزماني"
12442-
عن عمر في قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} ، قال: شوال، وذو القعدة، وذو الحجة. "ص وابن المنذر ق".
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/31" ص.
"ذيل المواقيت"
12443-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن الحسن أن عمران بن حصين أحرم من البصرة، فكره ذلك عمر بن الخطاب. "هق"1
12444-
عن عبد الرحمن بن الأسود أن أباه وفى إلى ابن الزبير يوم عرفة فقال: ما منعك أن تهل معه؟ سمعت عمر يهل من مكانك هذا فأهل ابن الزبير. "هق".
12445-
عن ابن عباس قال: سمعت عمر يهل بالمزدلفة، قلت له: يا أمير المؤمنين فيم الإهلال؟ قال: وهل قضينا نسكا. "هق".
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/31" ص.
فصل في الإحرام ووجوه أداء النسك
"الإحرام"
12446-
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغلف لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية1 ثم يحرم. "الحسن بن سفيان كر".
12447-
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يحرم تطيب، ثم يخرج على الناس. "ابن النجار".
12448-
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل في دبر الصلاة. "ن".
12449-
عن عبد الرحمن بن خالد بن أسيد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل حين راح إلى منى. "ابن مندة وقال غريب وأبو نعيم كر".
12450-
عن الحسن عن علي قال: كلا قد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهل حين استوت به راحلته، وقد أهل وهو بالبيداء من الأرض قبل أن تستوي به راحلته. "طب".
1 أغلف لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية: أي ألطخها به وأكثر. يقال: غلف بها لحيته غلفا، وغلفها تغليفا. والغالية: ضرب مركب من الطيب "3/379" النهاية ب.
"الإفراد"
12451-
عن الأسود بن يزيد قال: حججت مع أبي بكر فجرد1 ومع عمر فجرد ومع عثمان فجرد. "ش قط والمحاملي ن في أماليه".
12452-
عن إبراهيم قال: أفرد أبو بكر وعمر وعثمان. "ش".
12453-
عن محمد بن الحنفية قال: إن عليا قال: أفرد الحج فإنه أفضل. "ق".
12454-
عن علي قال: أفرد الحج فإنه أفضل. "ق".
12455-
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج. "ن كر".
12456-
عن ابن عمر قال: أهللنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج مفردا. "كر".
12457-
عن زيد بن أسلم قال: أتى ابن عمر رجل فقال: بما أهل
1 فجرد: وفي حديث عمر رضي الله عنه "تجردوا بالحج وإن لم تحرموا" أي تشبهوا بالحاج وإن لم تكونوا حجاجا. وقيل يقال: تجرد فلان بالحج إذا أفرده ولم يقرن.
وقاله المحقق كتاب النهاية في الدر النثير: " قلت: لم يحك ابن الجوزي والزمخشري سواه، قال في الفائق: أي جيئوا بالحج مجردا مفردا وإن لم تقرنوا الإحرام بالعمرة " انظر الفائق جرد "1/256" النهاية. ب.
النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: بالحج قال إن أنس بن مالك يقول: قرن، قال: إن أنس بن مالك كان يتولج على النساء وهن مكشفات الرؤس يعني لصغره وأنا تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيبني لعابها، سمعته يلبي بالحج. "كر" ورجاله ثقات.
12458-
عن جابر قال: أهل النبي صلى الله عليه وسلم بحج ليس معه عمرة. "كر".
"القران"
12459-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن الضبي بن معبد أنه أهل بالحج والعمرة جميعا، فرآه زيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة فقال: لهو أضل من جمله، فانطلق إلى عمر فأخبره بقولهما فقال: هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم. "ط والحميدي ش حم وابن منيع والعدني د ن هـ1ع وابن خزيمة والطحاوي حب قط في الأفراد وقال هو صحيح ق ص".
12460-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن مروان بن الحكم قال: شهدت عليا وعثمان بين مكة والمدينة وعثمان ينهي عن المتعة، وأن يجمع بينهما فلما رأى ذلك علي أهل بهما، فقال: لبيك بعمرة وحج معا فقال
1 رواه ابن ماجه في كتاب المناسك باب من قرن الحج العمرة رقم "2970" ورواه أبي داود في كتاب المناسك باب في الإقران رقم "1711" ص.
عثمان تراني أنهى الناس وأنت تفعله؟ فقال علي: لم أكن أدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد من الناس. "ط حم خ1 ن والعدني والدارمي والطحاوي عق".
12461-
"مسند علي رضي الله عنه " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن فطاف طوافين وسعى سعيين. "عق قط" وضعفاه.
12462-
عن سعد مولى الحسن بن علي قال: خرجنا مع علي حتى إذا كنا بذي الحليفة قال: إني أريد أن أجمع بين الحج والعمرة، فمن أراد ذلك منكم فليقل كما أقول، ثم لبى فقال: بعمرة وحجة معا.
"مسدد".
12463-
عن أبي نصر السلمي قال: أهللت بالحج فأدركت عليا، فقلت: إني أهللت بالحج فأستطيع أن أضم إليه عمرة قال: لا، لو كنت أهللت بالعمرة، ثم أردت أن تضم إليها الحج ضممته، فإذا بدأت بالحج فلا تضم إليه عمرة قال: فما أصنع إذا أردت ذلك؟ قال: صب عليك إداوة من ماء ثم تحرم بهما جميعا فتطوف لهما طوافين طوافا لحجك وطوافا لعمرتك، وتسعي سعيين، ثم لم يحل منك شيء إلى يوم النحر. "هق" وقال أبو نصر غير معروف2
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب التمتع الاقران "2/175" ص.
2 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/108".=
12464-
عن علي قال في القارن: يطوف طوافين، ويسعى سعيا. "الشافعي في القديم"1
12465-
عن جعفر بن محمد عن أبيه أن المقداد بن الأسود دخل على علي بن أبي طالب بالسقيا2 [وهو ينجع بكرات له دقيقا وخبطا] فقال: هذا عثمان بن عفان ينهى أن يقرن بين الحج والعمرة، فقال: حتى وقف على عثمان فقال: أنت تنهى أن يقرن بين الحج والعمرة؟ فقال عثمان: ذلك [رأيي]، فخرج مغضبا وهو يقول: لبيك بحج وعمرة معا3
12466-
عن حريث بن سليم قال: سمعت عليا لبى بالحج والعمرة، فبدأ بالعمرة فقال له عثمان: إنك ممن ينظر إليه، فقال له علي: وأنت ممن ينظر إليه. "ش".
= وقال ابن التركماني في ذيله الجوهر النقي: توضيحا لما ذكره البيهقي من أن أبا نصر السلمي مجهول، فقال: قد روى ذلك بأسانيد جيدة انتهى.
فراجع البحث بطوله السنن الكبرى للبيهقي "5/108" ص.
1 راجع السنن الكبرى للبيهقي كتاب الحج "5/22". ص.
2 بالسقيا: السقيا: منزل بين مكة والمدينة. قيل هي على يومين من المدينة. "2/382" النهاية ب.
3 راجع سنن الكبرى للبيهقي "5/108".
والحديث رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب القران في الحج رقم "40". وما بين الحاصرتين استدركته من الموطأ. ص.
12467-
عن صبي بن معبد قال: كنت قريب عهد بنصرانية فأسلمت ثم أردت الحج فأتيت رجلا من قومي يقال له: أديم التغلبي فأمرني أن أقرن وأخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم قرن فمررت بزيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة فقالا لي: لأنت أضل من بعيرك، فوقع في نفسي من ذلك، فمررت على عمر فسألته فقال: هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم. "البارودي وابن قانع وأبو نعيم"1
12468-
عن أنس أنه كان عند ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع، فلما استقلت به قال: لبيك بحجة وعمرة معا. "ابن النجار".
12469-
عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل بالحج والعمرة جميعا. "كر".
12470-
عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لبيك بحجة وعمرة معا."كر".
12471-
عن هرماس بن زياد قال: كنت ردف أبي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته، وهو يقول: لبيك بحجة وعمرة معا. "ابن النجار".
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/16". ص.
12472-
عن أبي طلحة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في تلبيته: لبيك بحجة وعمرة معا. "طب".
12473-
عن عائشة قالت: أهللت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمرة في حجة. "ز".
12474-
عن جبير بن مطعم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم على المروة في عمرة وهو يقص بمشقص وهو يقول: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة. "ابن جرير في تهذيبه".
"التمتع"
12475-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن أبي موسى قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء فقال: بما أهللت؟ قلت: بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل سقت من هدى؟ قلت لا، قال: طف بالبيت، ثم بالصفا والمروة، ثم حل، فطفت بالبيت وبالصفا والمروة، ثم أتيت امرأة من قومي فمشطتني وغسلت رأسي، فكنت أفتى الناس بذلك في إمارة أبي بكر وإمارة عمر، فإني لقائم بالموسم إذ جاءني رجل فقال: إنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في شأن النسك فقلت: أيها الناس من كنا أفتيناه فتيا، فهذا أمير المؤمنين قادم عليكم فبه فائتموا فلما قدم قلت: ما هذا الذي قد أحدثت في شأن النسك؟ قال: إن
نأخذ بكتاب الله تعالى فإن الله تعالى قال: وأتموا الحج والعمرة لله، وإن نأخذ بسنة نبينا فإنه لم يحل حتى نحر الهدي. "ط حم خ م ن ق"1
12476-
عن ابن عباس قال: سمعت عمر يقول: والله لا أنهاكم عن المتعة، وإنها لفي كتاب الله وقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في الحج. "ن".
12477-
عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب، نهى أن المتعة في أشهر الحج وقال: فعلتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنهى عنها، وذلك أن أحدكم يأتي من أفق من الآفاق شعثا نصبا معتمرا في أشهر الحج وإنما شعثه ونصبه وتلبيته في عمرته ثم يقدم فيطوف بالبيت ويحل ويلبس ويتطيب ويقع على أهله إن كانوا معه، حتى إذا كان يوم التروية أهل بالحج وخرج إلى منى يلبي بحجة لا شعث فيها ولا نصب ولا تلبية إلا يوما والحج أفضل من العمرة لو خلينا بينهم وبين هذا لعانقوهن تحت الأراك من أن أهل البيت ليس لهم ضرع ولا زرع، وإنما ربيعهم فيمن يطرأ عليهم " حل حم خ م ن ق"2
1 رواه البخاري في صحيحه أبواب العمرة باب متى يحل المعتمر "3/8".
رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب في نسخ التحلل من الإحرام رقم "1221 و 154 و 155" وأحمد في مسند "4/396". ص.
2 لدى الرجوع لما عزاه المصنف لم أره إلا في الحلية "5/205" وبلفظه وهكذا عزاه في المنتخب "2/235" للحلية فقط. ص.
12478-
عن أبي موسى الأشعري أنه كان يفتي بالمتعة فقال له رجل: رويدك [ببعض] فتياك فإنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعدك حتى لقيته بعد فسألته فقال عمر: قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله وأصحابه، ولكني كرهت أن يظلوا بهن معرسين تحت الأراك، ثم يروحون بالحج تقطر رؤوسهم. "حم م ن هـ وأبو عوانة ق"1
12479-
عن ابن عمر قال: قال عمر: إذا اعتمر في أشهر الحج ثم أقام فهو متمتع، فإن رجع فليس بمتمتع. "ش".
12480-
عن عبيد بن عمير قال: قال علي بن أبي طالب لعمر بن الخطاب: انهيت عن المتعة؟ قال: لا ولكني أردت زيارة البيت، فقال
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب في نسخ التحلل رقم "1222""157". وما بين الحاصرتين استدركته من الصحيح.
معرسين بهن في الأراك: الضمير في بهن يعود إلى النساء للعلم بهن وإن لم يذكرن ومعناه كرهت التمتع لأنه يقتضي التحلل ووطء النساء إلى حين الخروج إلى عرفات.
وأعرس: إذا صار ذا عروس ودخل بامرأته عند بنائها والمراد هنا الوطء أي مقاربين نساءهم.
وقوله في الأراك: هو موضع بعرفة قرب نمرة.
راجع صحيح مسلم "2/896". ص.
علي: من أفرد الحج فحسن، ومن تمتع فقد أخذ بكتاب الله وسنة نبيه. "هق"1
12481-
عن إبراهيم قال: إنما نهى عن المتعة ولم ينه عن القران. "ابن خسرو".
12482-
عن عمر قال: لو اعتمرت ثم حججت لتمتعت. "مسدد".
12483-
عن سعيد بن المسيب قال: حج علي وعثمان فلما كنا ببعض الطريق نهى عثمان عن التمتع فلبى علي وأصحابه بالعمرة، فلم ينههم عثمان، قال علي: ألم أخبرك أنك تنهى عن التمتع؟ قال: بلى قال له علي: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تمتع؟ قال: بلى. "حم ق".
12484-
عن عثمان أنه سئل عن المتعة في الحج فقال: كانت لنا وليست لكم. "ابن راهويه والبغوي في مسند عثمان والطحاوي".
12485-
"مسند علي رضي الله عنه" عن البراء بن عازب قال: كنت مع علي حين أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمن، فأصبت معه أواقي فلما قدم علي من اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وجدت فاطمة قد لبست ثيابا صبيغا، وقد نضحت2 البيت بنضوح، فقالت: مالك فإن
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/21". ص.
2 نضحت البيت بنضوح: أي طيبته وهي في الحج "5/70" النهاية ب.
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه فأحلوا، قلت لها: إني أهللت بإهلال النبي صلى الله عليه وسلم فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: كيف صنعت؟ قلت: أهللت بإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فإني قد سقت الهدي وقرنت، فقال لي: انحر من البدن سبعا وستين أو ستا وستين، وأمسك لنفسك ثلاثا وثلاثين أو أربعا وثلاثين، وأمسك لي من كل بدنة منها بضعة1 "د ن"2
12486-
عن سعيد بن المسيب قال: اجتمع علي وعثمان بعسفان، وكان عثمان ينهى عن المتعة وعلي يأمر بها، وقال: ما تريد إلى أمر فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم تنهي عنه؟ فقال عثمان: دعنا منك؛ قال: إني لا أستطيع أن أدعك مني، فلما رأى علي ذلك أهل بهما جميعا. "ط حم ع ق".
12487-
عن الحسن أن عمر أراد أن ينهي عن متعة الحج، فقال له أبي: ليس ذلك لك فقد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينهنا عن ذلك،
1 بضعة: البضعة بالفتح: القطعة من اللحم، وقد تكسر، أي أنها جزء مني، كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم انتهى."1/133" النهاية. ب.
2 رواه أبو داود في السنن في مناسك الحج باب الإقران رقم "1780" وقال المنذري: أخرجه النسائي وفي إسناده يونس بن أبي إسحاق السبيعي وقد احتج به مسلم وأخرجه جماعة راجع عون المعبود شرح سنن أبي داود "5/226". ص.
فأضرب عمر وأراد أن ينهى عن حلل الحيرة لأنها تصبغ بالبول، فقال له أبي: ليس لك ذلك قد لبسهن النبي صلى الله عليه وسلم ولبسناهن في عهده. "حم".
12488-
عن عبد الله بن شقيق قال: كان عثمان ينهي عن المتعة وعلي يفتي بها، فقال له عثمان قولا، فقال له علي: لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، وفي لفظ: لقد علمت أنا تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عثمان: ولكنا كنا خائفين."حم وأبو عوانة والطحاوي ق".
12489-
عن ابن عمر قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم التمتع إذا لم يجد الهدي ولم يصم حتى فاته أيام التشريق أنه يصوم أيام التشريق مكانها. "كر".
12490-
عن ابن عباس قال: تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وأول من نهى عنه معاوية. "ش".
فصل في الطواف وفضله
12491-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن ابن عمر قال: طفت مع عمر بالبيت، فلما أتممنا دخلنا في الثاني فقلت له: إنا قد أوهمنا، قال: إني لم أوهم ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن، وأنا أحب أن أقرن. "الشاشي ق ص".
12492-
عن عمر قال: من قدم منكم حاجا، فليبدأ بالبيت، فليطف به سبعا، ثم ليصل ركعتين عند مقام إبراهيم، ثم ليأت الصفا فليقم عليها مستقبل القبلة ثم ليكبر سبعا بين كل تكبيرتين حمد الله وثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويسأله لنفسه وعلى المروة مثل ذلك. "ص ش ق".
12493-
"مسند علي رضي الله عنه" عن أبي العالية قال: استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يحال بينكم وبينه، فكأني برجل من الحبشة أصلع أصمع خمش الساقين قاعد عليها وهي تهدم: وفي لفظ بمسحاته يهدمها. "سفيان بن عيينة في جامعه وأبو عبيد في الغريب ش ق والأزرقي".
12494-
عن ابن عمرو قال: من طاف بهذا البيت سبعا وصلى
ركعتين كان كمن أعتق رقبة. "ابن زنجويه".
12495-
عن ابن عباس قال: من طاف بالبيت خمسين أسبوعا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
"ابن زنجويه".
12496-
عن ابن عباس قال: أول من طاف بالبيت الملائكة. "ش".
12497-
عن عبد الله بن حنظلة الراهب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على ناقته لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك. "ابن منده كر"1
1 رواه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء في كراهية طرد الناس عند رمي الجمار رقم "903" وقال: حديث حسن صحيح.
ورواه النسائي كتاب المناسك باب الركوب إلى الجمار واستظلال المحرم.
ورواه ابن ماجه كتاب المناسك باب رمي الجمار راكبا رقم "3035".
وعبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب، قتل يوم الحرة سنة 63 هـ، تهذيب التهذيب "5/193".
ومعنى الحديث: "ولا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك" أي تنح تنح وهو اسم فعل بمعنى تنح عن الطريق، تحفة الأحوذي "3/647".
وأخرجه الحاكم في المستدرك "1/466" وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري وأقره الذهبي انتهى. ص.
12498-
عن أبي العطاف طارق بن مطر بن طارق الطائي الحمصي حدثني أبي حدثنا صمصامة وضنينة ابنا الطرماح قالا: حدثنا أبو الطرماح قال: سمعت الحسين بن علي يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف فأصابتنا السماء فالتفت إلينا فقال: ائتنفوا العمل فقد غفر لكم ما مضى. "الشيرازي في الألقاب كر" وقال: غريب جدا لم أكتبه إلا من هذا الوجه.
"أدعيته"
12499-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن حبيب بن صهبان قال: رأيت عمر بن الخطاب يطوف بالبيت وهو يقول بين الباب والركن او بين المقام والباب: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. "مسدد".
12500-
عن حبيب بن صهبان قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول حول البيت: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وليس له هجيرى1 إلا ذلك. "عب حم في الزهد
1 وليس له هجيرى: الهجير والهجيري: الدأب والعادة والديدن انتهى. "5/246" النهاية. انتهى. ب.
ومسدد وأبو عبيد في الغريب والمحاملي هق"1
12501-
عن ابن أبي نجيح قال: كان أكثر كلام عمر وعبد الرحمن بن عوف في الطواف: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. "الأزرقي".
12502-
عن أبي سعيد البصري قال: رمقت عمر بن الخطاب وهو يطوف بالبيت وهو يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. "الجندي".
12503-
عن علي أنه كان إذا مر بالركن اليماني قال: بسم الله والله أكبر والسلام على رسول الله ورحمة الله وبركاته، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر والذل ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. "الأزرقي".
12504-
عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت ثم وضع يده عليه ودعا اللهم البيت بيتك، ونحن عبيدك ونواصينا بيدك وتقلبنا
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/84" وحبيب بن صهبان الأسدي الكاهلي أبو مالك الكوفي، قال ابن سعد: كان ثقة معروفا قليل الحديث تهذيب التهذيب "2/187". ص.
في قبضتك، فإن تعذبنا فبذنوبنا، وإن تغفر لنا فبرحمتك فرضت حجك لمن استطاع إليه سبيلا فلك الحمد على ما جعلت لنا من السبيل اللهم ارزقنا ثواب الشاكرين. "الديلمي" وفيه عبد السلام بن الجنوب متروك.
12505-
عن عبد الله بن السائب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الركن والحجر ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. "ش د ن"1
"آداب الطواف"
الاستلام
12506-
"مسند الصديق رضي الله عنه" عن عيسى بن طلحة عن رجل رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند الحجر فقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ثم قبله، ثم حج أبو بكر فوقف عند الحجر ثم قال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 رواه أبو داود كتاب المناسك باب الدعاء في الطواف رقم "1875".
وقال المنذري: أخرجه النسائي، عون المعبود "5/344".
وأخرجه الحاكم في المستدرك "1/544" وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال الذهبي: رواه أحمد وأبو داود وهو صحيح على شرط مسلم انتهى. ص.
يقبلك ما قبلتك. "ش قط في العلل".
12507-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن عابس بن ربيعة قال: رأيت عمر أتى الحجر فقال: أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك، ثم دنا فقبل. "ش حم والعدني خ م د ت ن وأبو عوانة حب ق".
12508-
عن ابن عباس قال: رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر وسجد عليه، ثم قال عمر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله. "ط والدارمي ع وابن خزيمة وابن السكن في صحاحه ك ق ص".
12509-
عن سويد بن غفلة قال: رأيت عمر قبل الحجر والتزمه وقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولكن رأيت أبا القاسم بك حفيا1 "طب عب ن حم ع حل ق والعدني م ن وأبو عوانة".
12510-
عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر الأسود وقال: إني لأقبلك وأعلم أنك حجر لا تضر
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف رقم "1271".
ومعنى بك حفيا: أي معتنيا وجمعه أحفياء. راجع صحيح مسلم "2/926" ص.
ولا تنفع، وإن الله ربي ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. "ط ش عب حم والحميدي والعدني م ن هـ وأبو عوانة".
12511-
عن يعلى بن أمية قال: طفت مع عمر فاستلم الركن وكنت مما يلي البيت فلما بلغنا الركن الغربي الذي يلي الأسود جررت يده ليستلم فقال: ما شأنك؟ فقلت: ألا تستلم؟ قال: ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: بلى قال: أفرأيته يستلم هذين الغربيين؟ قلت: لا، قال: أوليس لك فيه أسوة؟ قلت: بلى، قال: فأبعد عنك. "ش حم والعدني والأزدي ع طس ص".
12512-
عن أسلم أن عمر قال للركن: أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمك ما استلمتك. "سمويه وأبو عوانة".
12513-
عن ابن عمر قال: رأيت عمر قبل الحجر وسجد عليه، ثم عاد وقبله وسجد عليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع. "ع".
12514-
عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب أكب على الركن فقال: إني لأعلم أنك حجر ولو لم أر حبي صلى الله عليه وسلم قبلك واستلمك ما استلمتك ولا قبلتك ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة. "حم".
12515-
عن طاوس قال: كان عمر يقبل الحجر، ثم يسجد عليه ثلاث مرات ويقول: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. "ابن راهويه".
12516-
عن عكرمة قال: كان عمر بن الخطاب إذا بلغ موضع الركن قال: أشهد أنك حجر لا تضر ولا تنفع، وأن ربي الله الذي لا إله إلا هو ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحك ويقبلك ما قبلتك ولا مسحتك. "الأزرقي".
12517-
عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب كان يقول إذا كبر لاستلام الحجر: بسم الله والله أكبر على ما هدانا، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له آمنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت واللات والعزى وما يدعى من دون الله، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين. "الأزرقي" وروى "ش" بعضه.
12518-
عن عمر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر إنك رجل قوي، لا تؤذ الضعفاء إذا أردت استلام الحجر، فإن خلا لك فاستلمه وإلا فاستقبله وكبر. "حم والعدني ق والديلمي".
12519-
عن علي أنه كان إذا مر بالحجر الأسود فرأي عليه زحاما
استقبله وكبر وقال: اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك وسنة نبيك. "ط ش ق".
12520-
"مسند علي رضي الله عنه" عن الحارث قال: كان علي إذا استلم الحجر قال: اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك واتباع نبيك. "طس ق".
12521-
عن أبي سعيد الخدري قال: حججنا مع عمر بن الخطاب، فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك، ثم قبله، فقال علي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع، قال: بم؟ قال: بكتاب الله عز وجل قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} إلى قوله: بلى، خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق1 وكان لهذا الحجر عينان ولسانان فقال: افتح فاك ففتح فاه، فألقمه ذلك الرق،
1 في رق: والرق بالفتح: الجلد يكتب فيه والكسر لغة قليلة فيه وقرأ بها بعضهم في قوله تعالى: {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} . انتهى."1/321" المصباح المنير. ب.
فقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع، فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن. "الهندي في فضائل مكة أبو الحسن القطان في الطوالات ك ولم يصححه عب" وضعفه "أخرجه الحاكم في المستدرك "1/457" وسكت عنه، وقال الذهبي: فيه أبي هارون ساقط. ص".
12522-
عن طاوس أن عمر قبل الحجر ثلاثا وسجد عليه لكل قبلة وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله. "ش وابن راهويه".
12523-
عن يعلى بن أمية قال: طفت مع عثمان فاستلمنا الركن فكنت مما يلي البيت، فلما بلغنا الركن الغربي الذي يلي الأسود جررت بيده ليستلم قال: ما شأنك؟ قلت: ألا تستلم؟ قال: ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: بلى، فقال: أرأيته يستلم هذين الركنين الغربيين؟ قلت: لا، قال: أو ليس لك فيه أسوة حسنة؟ قلت: بلى قال: فابعد عنك. "حم"1
12524-
عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 رواه أحمد في مسنده "4/222" عن يعلى بن أمية. ص.
حين فرغنا من الطواف بالبيت: كيف صنعت يا أبا محمد في استلام الركن! قلت: استلمت وتركت، قال: أصبت. "أبو نعيم وقال: كذا رواه القاسم عن عبيد الله موصولا ورواه مالك عن هشام مرسلا".
12525-
عن أبي الطفيل قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام شاب يطوف بالبيت على راحلته يستلم الحجر بمحجنه 1 "حم ع".
12526-
عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن أباه سأل ابن عمر؛ مالي أراك لا تستلم هذين الركنين لا تستلم غيرهما؟ يعني الحجر الأسود والركن اليماني، قال: إن أفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن استلامهما يحط الخطايا وسمعته يقول: من طاف أسبوعا يحصيه، ثم صلى ركعتين فله كعدل رقبة أو نسمة ما رفع رجل قدمه وما وضعها إلا كتب له بها حسنة ومحي عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة. "ابن زنجويه".
12527-
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت على بعير يستلم الركن بمحجن وعبد الله بن رواحة آخذ بغرزه أي ركابه:.
خلوا بني الكفار عن سبيله
…
خلوا فكل الخير مع رسوله
نحن ضربناكم على تنزيله
…
ضربا يزيل الهام عن مقيله
1 بمحجنه: المحجن: العود المعقف الرأس يكون مع الراكب يحرك به راحلته.
عون المعبود "5/322" ب..
ويذهل الخليل عن خليله
…
يا رب إني مؤمن بقيله
فقال عمر بن الخطاب: أوههنا يا ابن رواحة أيضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو ما تعلمن أولا تسمع ما قال فمكث ما شاء الله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هيه يا ابن رواحة، قل: لا إله إلا الله وحده نصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده. "كر".
12528-
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم استلم الحجر فقبله واستلم الركن اليماني فقبل يده. "كر".
"الرمل"
12529-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن ابن عباس أن عمر طاف فأراد أن لا يرمل وقال: إنما رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليغيظ المشركين ثم قال: أمر فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينه عنه فرمل "يرمل: يقال رمل يرمل رملا ورملانا إذا أسرع في المشي وهز منكبيه. النهاية "2/265" ب". "ط".
12530-
عن أسلم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: فيم الرملان الآن والكشف عن المناكب وقد أطأ1 الله الإسلام ونفى الكفر وأهله ومع ذلك لا ندع شيئا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
1 أطأ الله الإسلام: أي ثبته وأرساه. النهاية "1/53" ب.
"حم د هـ ع والطحاوي ك هق ص"1 ورواه ابن خزيمة من طريق ابن عمر.
12531-
عن عمر قال: مالنا وللرمل إنما [كنا راءينا] به المشركين أهلكهم الله ثم قال: شيء صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نحب أن نتركه، ثم رمل. "خ ق"2
12532-
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الهدنة التي كانت قبل الصلح الذي كان بينه وبينهم والمشركون عند باب الندوة مما يلي الحجر، وقد تحدثوا أن برسول الله صلى الله عليه وسلم جهدا وهزلا3 فلما استلموا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم قد تحدثوا أن بكم جهدا وهزلا فارملوا ثلاثة أشواط حتى يروا أن بكم قوة فلما استلموا الحجر رفعوا أرجلهم فقال بعضهم لبعض: أليس زعمتم أن بهم
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/79".
ورواه أبو داود كتاب المناسك باب في الرمل رقم [1870] .
وابن ماجه كتاب المناسك باب الرمل [2952] . ص.
2 رواه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب الرمل في الحج "2/185" ص.
3 جهدا وهزلا: الجهد بالفتح المشقة. انتهى. النهاية "1/320".
ويقال: هزلت الدابة هزالا وهزلتها أنا هزلا، وأهزل القوم إذا أصابت مواشيهم سنة فهزلت، والهزال ضد السمن. النهاية "5/263" ب.
هزلا وجهدا وهم لا يرضون بالمشي حتى يسعوا سعيا. "ش"1
12533-
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر إلى الحجر. "كر".
"ركعتي الطواف"
12534-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه طاف مع عمر بن الخطاب بعد صلاة الصبح بالكعبة فلما قضى عمر طوافه نظر فلم ير الشمس، فركب حتى أناخ بذي طوي، فسبح ركعتين. "مالك ش والحارث ق"2
12535-
عن عكرمة بن خالد قال: رأيت ابن عمر طاف بعد صلاة الصبح ثم صلى ركعتين قبل طلوع الشمس. "ش وابن جرير".
12536-
عن أبي بردة أنه كان مع ابن عمر فطاف ابن عمر وصلى ركعتين فقال: هاتان تكفران ما أمامهما. "ابن زنجويه".
12537-
عن عطاء قال: طاف ابن عمر بالبيت بعد صلاة الصبح
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب استحباب الرمل في الطواف رقم "1264"انتهى. ص.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب الصلاة بعد الصبح والعصر في الطواف رقم "118" ص.
فصلى ركعتين قبل طلوع الشمس وطاف ابن عباس بالبيت بعد العصر فركع ركعتين قبل غروب الشمس. "ابن جرير".
12538-
عن عطاء قال: رأيت ابن عمر وابن عباس طافا بعد العصر وصليا. "ش".
12539-
عن عطاء قال: رأيت ابن عمر وابن الزبير طافا بالبيت، ثم صليا ركعتين قبل طلو الشمس. "ش".
آداب متفرقة للطواف
12540-
عن قتادة قال: سألت أبا الطفيل1 عن حديث وهو يطوف بالكعبة فقال: إن لكل مقام مقالا، إن هذا ليس موضع مقال. "كر".
12541-
عن أبي الطفيل قال: لكل مقام مقال ولكل زمان رجال."عد كر"2
1 هو: عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو جحش أبو الطفيل الليثي ولد عام أحد وهو آخر من مات من الصحابة سنة 100 هـ. تهذيب التهذيب "5/82" ص.
2 ذكره العجلوني في كشف الخفاء رقم [2069] فقال رواه الخطيب في الجامع عن أبي الدرداء والخرائطي في مكارم الأخلاق وابن عدي في الكامل عن أبي الطفيل موقوفا. انتهى. ص.
فصل في السعي
12542-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن هلال بن عبد الله قال: رأيت عمر بن الخطاب يطوف بين الصفا والمروة فإذا أتى بطن السيل يسرع. "ابن سعد".
12543-
"مسند عثمان رضي الله عنه" عن ابن أبي نجيح عن أبيه قال: أخبرني من رأى عثمان بن عفان يقوم في حوض في أسفل الصفا ولا يظهر عليه. "الشافعي ق".
12544-
عن علي أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة في السعي كاشفا عن ثوبه قد بلغ ركبتيه. "؟؟ عم".
12545-
عن أسامة بن شريك قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حاجا فكان الناس يأتونه فمن قائل يقول: يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف أو قدمت شيئا أو أخرت، فكان يقول: لا حرج لا حرج إلا على رجل اقترض عرض مسلم وهو ظالم فذلك الذي حرج وهلك. "د"1
1رواه أبو داود في كتاب - باب من قدم شيئا قبل شيء في حجه رقم "1999".=
"دعاء السعي"
12546-
عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: كان عمر إذا مر بالوادي بين الصفا والمروة سعى فيه حتى يجاوزه ويقول: رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم. "ش".
= شرح الألفاظ اللغوية في هذا الحديث:
1-
لا حرج: لا إثم.
2-
اقترض: بالقاف اقتطع.
3-
حرج: بكسر الراء أي وقع منه.
4-
هلك: أي بالإثم.
عون المعبود شرح سنن أبي داود "5/496"انتهى. ص.
فصل في وقوف عرفة
12547-
مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه أن علي بن أبي طالب كان يلبي حتى إذا غربت الشمس من يوم عرفة قطع التلبية1
12548-
عن أسامة قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقة فسقط خطامها2 فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى. "حم ن وابن منيع والرويان وابن خزيمة ك طب ص".
12549-
عن ابن عمر قال: عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة. "ابن جرير".
12550-
عن ابن عباس قال: عرفة كلها موقف وشعابها موقف، وارتفعوا عن عرنة. "ابن جرير".
12551-
عن ابن عباس قال: من أفاض من عرنة فلا حج له. "ابن جرير".
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب قطع التلبية رقم "44" ص.
2 خطامها: خطام البعير أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان فيجعل في أحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة ثم يقاد البعير، ثم يثنى على مخطمه، وأما الذي يجعل في الأنف دقيقا فهو الزمام انتهى. النهاية "2/50" ب.
12552-
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم راح إلى الموقف، ثم وقف، ووقف الناس فلما أن غابت الشمس دفع ودفع الناس معه. "د ع ابن جرير".
12553-
"مسند أبي سعيد رضي الله عنه" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بعرفة ويرفع يديه هكذا يجعل ظاهرهما مما يلي وجهه وباطنهما مما يلي الأرض. "ش".
12554-
عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يقفون بعرفة حتى إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال دفعوا فأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدفعة حتى غربت الشمس. "ابن جرير".
12555-
عن ابن عباس قال: كان المشركون يفيضون من عرفة قبل غروب الشمس فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فدفع من عرفة بعد غروب الشمس حين أفطر الصائم. "ابن جرير".
12556-
عن عبد الله بن الزبير قال: من سنة الحج أن يروح الإمام إذا زالت الشمس فيخطب للناس، ثم ينزل فيجمع بين الصلاتين، ثم يقف بعرفة ثم يدفع إذا غابت الشمس. "ابن جرير".
12557-
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة يوم النحر، ثم قعد للناس فقال: كل عرفة موقف وكل مزدلفة موقف. "ابن جرير".
12558-
عن جابر قال: الإفاضة من عرفة بعد غروب الشمس.
"ابن جرير".
12559-
عن بشر بن قدامة الضبابي قال: أبصرت عيناي حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفات مع الناس على ناقة له حمراء قصواء تحته قطيفة بولانية وهو يقول: اللهم اجعلها حجة غير رياء ولا هباء ولا سمعة، والناس يقولون: هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. "ابن خزيمة والبارودي وابن مندة وأبو نعيم".
"فضل يوم عرفة"
12560-
عن عمر قال: الحج الأكبر يوم عرفة. " ابن سعد ش وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ".
12561-
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عشية عرفة: ناد في الناس لينصتوا، فنادى الناس، أن أنصتوا واستمعوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قد تطول في جمعكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، فادفعوا على بركة الله وقال: إن الله باهى ملائكته بأهل عرفة عامة وباهى بعمر بن الخطاب خاصة. "كر".
12562-
عن ابن عباس قال: كان الفضل بن عباس رديف النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وكان الفتى يلاحظ النساء فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه بيده ويقول: ابن أخي إن هذا يوم من غمض فيه بصره وحفظ فرجه ولسانه غفر له. "ابن زنجويه".
12563-
عن مجاهد قال: ما من عشية أكثر عتقاء من النار من يوم عرفة لا ينظر الله فيه إلى مختال. "ابن زنجويه".
"أذكار يوم عرفة"
12564-
عن علي قال: أكثر ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف: اللهم لك الحمد كالذي تقول وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح. "ت وقال: غريب من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي وابن خزيمة والمحاملي في الدعاء هب"1 ولفظه: اللهم إني أسألك من خير ما تجيء به الرياح، وأعوذ بك من شر ما تجيء به الرياح.
12565-
عن علي أنه قال بعرفات: لا أدع هذا الموقف ما وجدت إليه سبيلا لأنه ليس في الأرض يوم فيه عتقاء من النار وليس يوم أكثر عتقا للرقاب فيه من يوم عرفة، فأكثروا في ذلك اليوم أن تقولوا: اللهم أعتق رقبتي من النار، وأوسع لي في الرزق الحلال، واصرف عني
1 رواه الترمذي كتاب الدعوات باب رقم "88" ورقم الحديث "3520" وقال: غريب. ص.
فسقة الجن والإنس فإنه عامة ما أدعوك به. "ابن أبي الدنيا في الأضاحي".
12566-
عن علي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي، إن أكثر دعاء من كان قبلي من الأنبياء ودعائي يوم عرفة أن أقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير اللهم اجعل في بصري نورا، وفي سمعي نورا، وفي قلبي نورا، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، اللهم إني أعوذ بك من وسواس الصدر وشتات الأمر وفتنة القبر، وشر ما يلج في الليل وشر ما يلج في النهار وشر ما تجري به الرياح وشر بوائق الدهر. "ش والجندي والعسكري في المواعظ هق1 وقال: تفرد به موسى وهو ضعيف ولم يدرك عليا خط في تلخيص المتشابه" وقال رواية عبد الله بن عبيدة الربذي عن أخيه موسى بن عبيدة الربذي عن علي مرسلة.
12567-
عن موسى بن عبيدة عن علي قال: كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في سمعي نورا، وفي بصري نورا، وفي قلبي نورا، اللهم اغفر
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج - باب أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة "5/117" ص.
لي ذنبي، ويسر لي أمري، واشرح لي صدري، اللهم إني أعوذ بك من وسواس الصدر، وشتات الأمر، ومن عذاب القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل، وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح وشر بوائق الدهر. "المحاملي في الدعاء والعسكري في المواعظ والخرائطي في مكارم الأخلاق".
12568-
عن علي قال: يجتمع في كل يوم عرفة بعرفات جبريل وميكائيل وإسرافيل والخضر فيقول جبريل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ويرد عليه ميكائيل ويقول: ما شاء الله كل نعمة من الله، فيرد عليهما إسرافيل فيقول: ما شاء الله الخير كله بيد الله، فيرد عليهم الخضر فيقول: ما شاء الله لا يدفع السوء إلا الله، ثم يتفرقون، فلا يجتمعون إلا إلى قابل في مثل ذلك اليوم. "ابن النجار".
12569-
عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بعرفة ويرفع يديه هكذا يجعل ظاهرهما مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض. "ش".
12570-
عن الهيثم بن حنش أنه سمع ابن عمر بعرفات وهو يقول: اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مفغورا، قال: فقلت له: فما يمنعك من التلبية؟ قال: قد لبينا والتسبيح والتكبير اليوم أفضل. "ابن جرير".
"الصوم فيه والافطار"
12571-
عن عمر رضي الله عنه أنه مر بقوم بعرفة فنهاهم عن صوم يوم عرفة. "مسدد وابن جرير".
12572-
عن عباد العصري قال: وقف علينا عمر بن الخطاب يوم عرفة، ونحن بعرفات فقال: لمن هذه الأخبية؟ قالوا: لعبد القيس، فاستغفر لهم، ثم قال: هذا يوم الحج الأكبر لا يصومه أحد. "ابن سعد وابن جرير".
12573-
عن عكرمة قال: كان عمر واقفا بعرفات، وعن يمينه سيد أهل اليمن، فأتي بشراب فشرب، ثم ناوله سيد أهل اليمن، فقال: إني صائم فقال: أقسمت عليك لما شربت وسقيت أصحابك. "ابن جرير".
12574-
عن إبراهيم قال: صيام عرفة يعدل سنة قبله وسنة بعده وصوم عاشوراء كفارة سنة. "ابن جرير".
12575-
عن مجاهد قال: صيام عرفة يعدل سنة قبله وسنة بعده. "ابن جرير".
12576-
عن ميمونة قالت: إن الناس شكوا في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فأرسلت إليه أم الفضل بحلاب وهو واقف في الموقف فشرب منه والناس ينظرون. "ابن جرير".
12577-
عن سعيد بن جبير قال: سأل رجل عبد الله بن عمر عن صوم يوم عرفة، فقال: كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعدله بصوم سنة. "ابن جرير".
12578-
عن أبي نجيح أن رجلا سأل ابن عمر عن صوم عرفة، فقال: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصمه، ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه، ومع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه، ولا أنهاك عنه. "ابن جرير".
12579-
عن ابن عباس أنهم تماروا في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فأرسلت إليه أم الفضل بلبن وهو يخطب الناس فشربه. "ابن جرير" وصححه.
12580-
عن ابن عباس قال: أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة وبعثت إليه أم الفضل بلبن فشربه. "ابن جرير".
12581-
عن عطاء قال: من أفطر يوم عرفة ليتقوى به على الدعاء كتب الله له مثل أجر الصائم. "ابن جرير".
12582-
عن الفضل بن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب يوم عرفة. "ابن جرير".
باب في واجبات الحج ومندوباته
واجبات الحج ومندوباته
…
باب في واجبات الحج ومندوباته
الافاضة من عرفات
12583-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن نهيك بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أفاض من عرفات وهو بينه وبين الأسود بن يزيد فلم يزل على سير واحد حتى أتى منى. "ابن سعد".
12584-
عن علقمة والأسود أنهما أفاضا مع عمر بن الخطاب من عرفات إلى جمع فسمعاه يقول: أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس في عدو الإبل. "ابن خسرو".
12585-
عن عمر أنه أفاض من عرفة وكانت تلبيته: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، وهو على بعير يعنق1 والإبل تعنق ما تدركه. "مسدد".
12586-
عن عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب حين دفع من
1 يعنق: أي يسرع، ومنه الحديث "لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما" أي مسرعا في طاعته منبسطا في عمله. انتهى. النهاية "3/310" ب.
عرفة قال:
إليك تعدوا قلقا وضينها1
…
مخالفا دين النصارى دينها
"الشافعي في الأم عب ص"2
12587-
عن الأسود قال: أفضت مع عمر الإفاضتين جميعا فلم يصل دون جمع، فلما انتهى إلى جمع صلى المغرب والعشاء كل واحدة منهما بأذان وإقامة وفصل بينهما بعشاء وحديث. "ابن جرير".
12588-
عن الأسود قال: أفاض عمر حين غربت الشمس من عرفة. "ابن جرير".
12589-
عن الأسود قال: أفضت مع عمر الإفاضتين جميعا على حالة واحدة ما يزيد بعيره على العنق، وأفاض من جمع قبل طلوع
1 وضينها: الوضين بطان منسوج بعضه على بعض، يشد به الرحل على البعير كالحزام للسرج أراد انه سريع الحركة. يصفه بالخفة وقلة الثبات كالحزام إذا كان رخوا، ومنه حديث ابن عمر:"إليك تعدو قلقا وضينها" أراد أنها قد هزلت ودقت للسير عليها. النهاية "5/199" ب". "الشافعي في الأم عب ص.
2 وهكذا ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب الحج باب الدفع من عرفة والمزدلفة "3/256".
وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف وقال الطبراني: المشهور في الرواية عن ابن عمر أنه أفاض من عرفات وهو يقول:
…
" ص.
الشمس على سير واحد العنق لا يزيد عليه لم يوضع في واحدة من الإفاضتين حتى انتهى إلى جمرة العقبة. "ابن جرير".
12590-
عن إبراهيم قال: قال عمر لما رأى سرعة الناس في الإفاضة من جمع وعرفة: والله إني لأعلم أن البر برفعها أذرعها ولكن البر شيء تصبر عليه القلوب. "ابن جرير".
12591-
عن معرور بن سويد قال: رأيت عمر بن الخطاب رجلا أصلع على بعير يقول: يا أيها الناس؛ أوضعوا1 فإنا وجدنا الإفاضة الإيضاع. "ابن جرير".
12592-
عن أسامة قال: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى جمع، فأتى على شعب فنزل فاهراق الماء ثم لم يصل حتى أتى جمعا. "ط".
12593-
وعنه قال: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات، فلما بلغ الشعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ فبال، ثم جاء فصببت عليه الوضوء فتوضأ وضوءا خفيفا، ثم قلت: الصلاة يا رسول الله قال: الصلاة أمامك، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المزدلفة فصلى، ثم ردف
1 أوضعوا: في حديث الحج " وأوضع في وادي محسر" يقال: وضع البعير يضع وضعا وأوضعه راكبه إيضاعا، إذا حمله على سرعة السير. النهاية "5/196" ب.
الفضل1 رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع. "حم خ م".
12594-
وعنه قال: دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال، ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء فقلت له: الصلاة، قال: الصلاة أمامك، فركب فلما جاء المزدلفة نزل وتوضأ فأسبغ الوضوء ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب؛ ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء فصلاها ولم يصل بينهما شيئا. "مالك حم والحميدي خ م د ن والعدني وابن جرير وأبو عوانة والطحاوي حب"2
12595-
عن عروة قال: سئل أسامة بن زيد وأنا شاهد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه من عرفات كيف كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أفاض من عرفات؟ قال: كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص3
1 ردف الفضل: أي لحقه وتبعه، يقال: ردفته بالكسر إذا لحقته وتبعته وترادف القوم تتابعوا، وكل شيء تبع شيئا فهو ردفه. المصباح المنير "1/306" ب.
2 رواه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة "2/201"، ورواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب الإفاضة رقم "1280" ص.
3 فإذا وجد فجوة نص: النص التحريك حتى يستخرج أقصى سير الناقة، وأصل أقصى الشيء وغايته ثم سمى به ضرب من السير سريع. انتهى. النهاية "5/64" ب.
"ط حم والحميدي خ م والدارمي والعدني د ن هـ وابن جرير وابن خزيمة وأبو عوانة والطحاوي"1
12596-
عن الشعبي قال حدثني أسامة بن زيد أنه أفاض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ترفع راحلته يدا عادية حتى أتى المزدلفة. "ط حم وابن جرير وقط في الأفراد".
12597-
عن أسامة قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فلما وقعت الشمس دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم. "حم د" زاد "حم قط في الأفراد" ولما سمع حطمة2 الناس خلفه قال: رويدا أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع فكان إذا التحم عليه الناس أعنق وإذا وجد فرجة نص حتى مر بالشعب الذي يزعم كثير من الناس أنه صلى فيه، فنزل فبال ثم جئته بالإداوة3 فتوضأ ثم قلت:
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج - باب السير في الدفعة رقم "185"
رواه البخاري في صحيحه كتاب الحج - باب السير إذا دفع "2/200" ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب الإفاضة رقم "283" ص.
2 حطمة الناس: ازدحامهم، ومنه حديث سودة "أنها استأذنت أن تدفع من منى قبل حطمة الناس" أي قبل أن يزدحموا ويحطم بعضهم بعضا. انتهى. النهاية "1/403" ب.
3 الإداوة: الإداوة بالكسر: إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسطيحة ونحوها وجمعها أداوى انتهى. النهاية "1/33" ب.
الصلاة يا رسول الله فقال: الصلاة أمامك، فركب وما صلى حتى أتى المزدلفة فنزل بها فجمع بين الصلاتين المغرب والعشاء.
12598-
عن الحكم بن عتيبة عن أسامة بن زيد أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس البر بإيجاف1 الخيل ولا الركاب ولكن البر السكينة والوقار فما رفعت ناقته يدها تشتد حتى نزل جمعا. "العدني".
12599-
عن عطاء قال: أردف النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد حتى أتى جمعا فلما جاء الشعب الذي يصلى فيه الخلفاء الآن المغرب نزل، فأهراق الماء2 ثم توضأ، فلما رأى أسامة نزول النبي صلى الله عليه وسلم نزل أسامة فلما توضأ النبي صلى الله عليه وسلم وفرغ؛ قال لأسامة: لم نزلت؟ ثم عاد أسامة فركب معه، ثم انطلق حتى جاء جمعا فصلى بها المغرب فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي في ذلك حتى دخل جمعا يخبر ذلك عنه أسامة بن زيد. "العدني".
1 بإيجاف الخيل: الإيجاف: سرعة السير. وقد أوجف دابته يوجفها إيجافا، إذا حثها النهاية "5/157" ب.
2 فأهراق الماء: يهريقه بفتح الهاء هراقة أي صبه. وأصله أراق يريق إراقة، وأصل أراق أريق، وأصل يريق يريق وأصل يريق يؤريق، وإنما قالوا أنا أهريقه وهم لا يقولون أنا أأريقه لاستثقالهم الهمزتين وقد زال ذلك بعد الابدال. انتهى. الصحاح للجوهري "4/1570" ب.
12600-
عن أسامة بن زيد قال: أفضت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغ الشعب الذي ينزل عنده الأمراء نزل فبال فتوضأ، قلت: الصلاة قال: الصلاة أمامك فلما انتهى إلى جمع أذن وأقام ثم صلى المغرب ثم لم يحل1 أحد من الناس حتى قام فصلى العشاء. "هـ ابن جرير".
12601-
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفة وأسامة ردفه، قال أسامة: فما زال يسير على هيئته حتى يأتي جمعا. "م"2
12602-
عن أسامة قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة، وأما رديفه فجعل يكبح3 راحلته حتى أن ذفراها4 لتكاد تصيب قادمة الرحل وهو يقول: يا أيها الذين آمنوا عليكم بالسكينة والوقار فإن البر ليس في إيضاع الإبل. "ن ابن جرير".
1 لم يحل: أي لم يفك ما على الجمال من الأدوات. رواه ابن ماجه في كتاب المناسك باب النزول بين عرفات وجمع رقم "3019" ص.
2 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة رقم "1286" ص.
3 يكبح: كبحت الدابة إذا جذبت رأسها إليك وأنت راكب ومنعتها من الجماح وسرعة السير. النهاية "4/139" ب.
4 ذفراها: ذفري البعير أصل أذنه، وهما ذفريان، النهاية "2/161" ب.
12603-
عن ابن عباس عن أسامة بن زيد وكان النبي صلى الله عليه وسلم أردفه يوم عرفة فلما أتى الشعب، نزل فبال ولم يقل: أهراق الماء فصببت عليه من إداوة فتوضأ وضوءا خفيفا؛ فقلت: الصلاة فقال: الصلاة أمامك فلما أتى المزدلفة صلى المغرب، ثم نزعوا رحالهم، ثم صلى العشاء. "ن".
12604-
عن كريب أنه سأل أسامة بن زيد قلت: أخبرني كيف فعلتم عشية ردفت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: جئنا الشعب الذي ينيخ الناس للمغرب، فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته، ثم بال وما قال أهراق الماء ودعا بالوضوء فتوضأ وضوءا ليس بالبالغ1 جدا قلت: يا رسول الله الصلاة قال: الصلاة أمامك؛ فركب حتى قدمنا المزدلفة، وأقام المغرب، ثم أناخ الناس في منازلهم ولم يحلوا حتى أقام العشاء ثم حل الناس، قلت: كيف فعلتم حين أصبحتم؟ قال: ردفه الفضل، وانطلقت أنا في سباق قريش على رجلي. "كر".
12605-
عن أسامة أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه من عرفة، ولما رجع من عرفة فوقف كف رأس راحلته حتى أصاب رأسها واسطة الرحل
1 ليس بالبالغ جدا: يقال يبالغ مبالغة وبلاغا إذا اجتهد في الأمر. انتهى. النهاية "1/153" ب.
أو كاد يصيبه يشير إلى الناس بيده السكينة السكينة حتى أتى جمعا ثم أردف الفضل قال الفضل: لم يزل يسير سيرا لينا كسيره بالأمس حتى أتى على وادي محسر، فدفع فيه حتى استوت به الأرض. "حم والروياني".
12606-
عن طاوس عن أسامة بن زيد أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة، وكان الفضل رديفه من المزدلفة إلى منى قال: فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى الجمرة. "ابن جرير".
12607-
عن أسامة بن زيد أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى جمع، قال: أفضت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى جمعا فصلى المغرب ولم يكن إلا قدر ما وضعنا عن رواحلنا، ثم صلى العشاء. "ابن جرير".
12608-
عن أم جندب الأزدية أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول حيث أفاض الناس من عرفات: يا أيها الناس عليكم السكينة والوقار. "ابن جرير".
12609-
عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف عشية عرفة، وأردف أسامة بن زيد فقال: هذا الموقف وكل عرفة موقف، وارفعوا عن بطن عرنة ثم دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وجبت الشمس يسير العنق، والناس يضربون يمينا وشمالا،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت يمينا وشمالا ويقول: أيها الناس؟ عليكم السكينة حتى جاء المزدلفة، فجمع بين المغرب والعشاء حتى إذا أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا حتى وقف على قزح وأردف الفضل بن عباس، ثم قال: هذا الموقف وكل المزدلفة موقف وارفعوا عن بطن محسر ثم دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسفر يسير العنق والناس يضربون يمينا وشمالا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت يمينا وشمالا ويقول: السكينة عليكم أيها الناس، حتى جاء بطن محسر فحرك ناقته ورسمت به حتى إذا جاوز بطن محسر ردها إلى سيرها الأول، حتى جاء العقبة فرماها بسبع حصيات، ثم جاءته جارية من خثعم فقالت: يا رسول الله أبي شيخ كبير وأدركته فريضة الإسلام التي افترض الله عليه، أفيجزئ عنه أن أحج عنه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، وكان الفضل غلاما جميلا فإذا جاءت الجارية صرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه إلى الشق الآخر، ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء البيت فطاف به سبعا، ثم انصرف إلى زمزم فأتى بسجل1 من ماء زمزم فتوضأ ثم قال: انزعوا2 على سقايتكم يا بني
1 بسجل من ماء: السجل: الدلو الملأى ماء ويجمع على سجال انتهى.
النهاية لابن الأثير "2/344". ب.
2 انزعوا: نزعت الدلو أنزعها نزعا إذا أخرجتها وأصل النزع: الجذب والقلع ومنه نزع الميت روحه، ونزع القوس إذا جذبها النهاية "5/41" ب.
عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس عليها لنزعت فقال له العباس: يا رسول الله رأيتك تصرف وجه ابن عمك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت جارية حدثة وغلاما حدثا فخشيت أن يدخل بينهما الشيطان. "ابن جرير".
12610-
عن عبد الله بن عباس عن الفضل بن عباس قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فوقف يهلل ويكبر ويدعو حتى رمى الجمرة. "ابن جرير".
12611-
عن عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم حمل أسامة والفضل بن عباس يوم عرفة فقالوا: هذا صاحبنا وسيخبرنا كيف صنع النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرهم، فقال: دفع النبي صلى الله عليه وسلم يسير العنق، فكف عن رأس ناقته حتى أصاب رأسها وسط الرحل وجعل يقول بيده: يا أيها الناس السكينة السكينة ويشير بيده حتى انتهى إلى جمع فحمل الفضل وأسامة هذا مرة وهذا مرة وفعل مثل فعله حين دفع من عرفات، حتى انتهى إلى وادي محسر فدفع فيه حتى استوت به الأرض.
"ابن جرير".
12612-
عن الفضل بن عباس قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة ومن جمع وعليه السكينة حتى أتى منى. "ابن جرير".
12613-
عن الفضل بن عباس قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة فلما نفر دفع الناس فقال حين دفع: أيها الناس عليكم بالسكينة وهو كاف راحلته. "ابن جرير".
12614-
عن عبد الله بن عباس عن عباس بن عبد المطلب أن عباسا لما كان يوم عرفة والفضل بن عباس رديف النبي صلى الله عليه وسلم والناس كثير حول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عباس: فلما كثر الناس قال: ليحدثني الفضل عما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: لما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة دفع الناس معه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشد رأس بعيره يكف منه ثم جعل ينادي الناس، عليكم بالسكينة فلما بلغ المزدلفة نزل بها فصلى المغرب والعشاء الآخرة جميعا ثم بات بالمزدلفة فلما صلى الصبح وقف عند المشعر الحرام ثم دفع ودفع الناس معه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشد برأس بعيره يكف منه ويقول: يا أيها الناس؛ عليكم السكينة حتى إذا بلغ محسرا اوضع؟؟ شيئا. "ابن جرير".
12615-
عن الفضل بن عباس قال: شهدت الإفاضتين جميعا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض وعليه السكينة وهو كاف بعيره. "ابن جرير".
12616-
عن الفضل بن عباس وكان ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يوجفون فقال للفضل: ناد في الناس أن البر ليس بإيضاع الخيل والإبل فعليكم بالسكينة. "ابن جرير".
12617-
عن الفضل بن عباس قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات وردفه أسامة بن زيد، فجالت به الناقة وهو رافع يديه لا
تجاوزان رأسه، فسار على هينته1 حين أفاض حتى انتهى إلى جمع. "ابن جرير".
12618-
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتى جبريل إبراهيم يوم عرفة فغدا به إلى عرفات؛ فأنزله الأراك، وحيث ينزل الناس فصلى به الصلاتين جميعا الظهر والعصر، ثم وقف به حتى إذا كان كأعجل ما يصلي أحد من الناس المغرب أفاض حتى أتى جمعا فصلى به الصلاتين المغرب والعشاء فأوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين. "ابن جرير".
12619-
عن يوسف بن ماهك2 قال: حججت مع ابن عمر ثلاث حجات فوقف مع الإمام يعني بعرفة، فلما أن دفع الإمام دفع معه على هينته لا يضربها سوطا وكثيرا ما أسمعه يستحثها بحل حتى نزلنا
1 على هينته: أي عادته في السكون والرفق يقال: امش على هينتك: أي على رسلك أه النهاية "5/290"
2 يوسف بن ماهك بن مهران الفارس المكي مولى قريش ثقة قليل الحديث توفي سنة 114 هـ. تهذيب التهذيب "11/421".
والحديث رواه الترمذي بنحوه في كتاب التفسير تفسير سورة النجم رقم "3284" وقال: حديث حسن صحيح غريب انتهى. ص.
المزدلفة، فلما دفع من المزدلفة دفع دفعته1 لا يضربها بسوطه وكثيرا ما أسمعه يستحثها بحل حتى إذا دلت يديها في محسر وضع السوط فيها فلم أزل أراه يحثها حتى رمى الجمرة وسمعت منه في تلك الدفعة:
إليك تعدو قلقا وضينها
…
معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها
…
اللهم غفار الذنوب اغفر جما
وأي عبد لك لا ألما
…
"ابن جرير".
12620-
عن أبي الزبير قال: وقفت مع ابن عمر بعرفة فلما وجبت الشمس أفاض عليه السكينة والوقار فلم يزل كذلك حتى انتهينا إلى أول واد فمر الناس فعنج2 راحلته عن يساره، ثم نزل ثم دعا بوضوء فتوضأ فلما فرغ قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع مثل الذي صنعته حتى انتهى إلى هذا الوادي، ثم دعا براحلته فاستوى عليها وكبر، وأوضع حتى جاوز الوادي، ثم سار عليه السكينة والوقار فلم يزل كذلك كلما
1 دفع دفعته: أي ابتدأ السير ورفع نفسه منها ونحاها، أو دفع ناقته وحملها على السير. النهاية "2/124". ب.
2 فعنج: أي جذب زمام ناقته عن يساره ليقف. "3/307" النهاية مع تصرف. ب.
انتهى إلى واد كبر، وأوضع حتى يجاوزه حتى انتهى إلى جمع، فلما انتهى إلى جمع أناخ راحلته ثم بات بها ثم وقف حين أصبح، فلما كادت الشمس أن تطلع أفاض ولما أفاض أفاض عليه السكينة والوقار، فلم يزل كذلك حتى انتهى إلى بطن محسر فأوضع حتى جاوز الوادي، ثم سار عليه السكينة والوقار فلم يزل كذلك حتى انتهى إلى الجمرة القصوى. "ابن جرير".
12621-
عن ابن عباس قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فقال: يا أيها الناس، إنه ليس البر في إيجاف الإبل ولا إيضاع الخيل ولكن سيرا جميلا لا توطئوا ضعيفا، ولا تؤذوا مسلما. "ن".
12622-
عن ابن عباس قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات وهو يقول: يا أيها الناس، عليكم بالوقار والسكينة، فإن البر ليس بإيجاف الخيل والإبل فما رأيت ناقته رافعة يديها عادية حتى بلغت جمعا ثم أفاض من جمع وهو يقول: يا أيها الناس، عليكم بالوقار والسكينة فإن البر ليس بإيجاف الخيل والإبل فما رأيت ناقته رافعة يديها عادية حتى أتى منى. "ابن جرير"1
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/126"، وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب المناسك "1/465" وقالا: صحيح على شرط الشيخين. ص.
12623-
عن ابن عباس قال: لما أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات أوضع الناس فأمر النبي صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى أيها الناس؛ ليس البر بإيضاع الإبل والخيل والركاب. "ابن جرير".
12624-
عن ابن عباس قال: أفضت مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان يفيض وعليه السكينة.
"ابن جرير".
12625-
عن ابن عباس قال: أفاض النبي صلى الله عليه وسلم وأوضع الناس عن يمين وشمال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس البر بإيضاع الخيل والإبل، ولكن البر السكينة. "ابن جرير"1
12626-
عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دفع شنق2 ناقته حتى أن رأسها ليصيب واسطة رحله عشية عرفة وهو يقول: السكينة السكينة. "ابن جرير".
12627-
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع من عرفات ودفع الناس معه فقال: أيها الناس كفوا كفوا، ورأس ناقته يصيب وجهه عليكم بالسكينة. "ابن جرير".
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج باب ما يفعل من دفع من عرفة "5/119". ص.
2 شنق القربة وأشنقها إذا أوكأها وإذا علقها والشناق: الخيط أو السير التي تعلق به القربة والخيط الذي يشد به فمها. النهاية "2/506" ص.
12628-
عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أفاض من عرفة جعل يقول: السكينة عباد الله ويقول بيده هكذا وأشار ببطن كفه إلى الأرض. "
…
"1
12629-
عن أبي الزبير عن جابر قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من جمع وعليه السكينة وأمرهم بالسكينة وأوضع في وادي محسر. "ابن جرير"2
12630-
عن أبي الزبير عن جابر قال أفاض النبي صلى الله عليه وسلم كافا بعيره. "ابن جرير".
12631-
عن عطاء عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حيث أفاض من عرفات: يا أيها الناس عليكم بالسكينة والوقار، ولا يقتل بعضكم بعضا. "ابن جرير".
1 ذكر الأمام البخاري في صحيحه "2/201" كتاب باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسكينة عند الإفاضة وإشارته إليهم بالسوط. وسرد حديث ابن عباس المار برقم "12622".
وأبو الزبير هو: محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي المكي مولى حكيم بن حزام، روايته عن جابر لأنه عندهم ممن يدلس يكتب حديثه ولا يحتج به وقال الساجي: صدوق حجة في الأحكام. تهذيب التهذيب "9/440".
وتوفي سنة 128، ميزان الاعتدال "4/37" ص.
2 رواه أبو داود كتاب الحج باب التعجيل من جمع رقم "1928" ص.
12632-
لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقف على بعير له بعرفات من بين قومه حتى يدفع بعدهم توقيفا من الله له. "طب عن جبير بن مطعم".
" الوقوف بمزدلفة"
12633-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن محمد بن المنكدر قال: أخبرني من رأى أبا بكر الصديق واقفا على قزح. "الأزرقي".
12634-
عن جبير بن الحارث قال: رأيت أبا بكر واقفا على قزح وهو يقول: أيها الناس؛ أصبحوا أيها الناس أيها الناس أصبحوا1 ثم دفع فإني لأنظر إلى فخذه وقد انكشفت مما يحرش2 بعيره بمحجنه. "ش وابن سعد وابن جرير هق"3
12635-
عن طلق بن حبيب أنه دفع من جمع مع عمر، فلما هبط محسرا أوضع راحلته. "إبراهيم بن سعد".
1 أصبحوا: أي صلوا الصبح عند طلوع الصبح. يقال أصبح الرجل إذا دخل في الصبح النهاية "3/6" ب.
2 يحرش: أي يضربه بمحجنه. الاحتراش والحرش: أن تهيج الضب من حجره؟؟، بأن تضربه بخشبته أو غيرها. النهاية "1/367". ب.
3 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/125" ص.
12636-
عن أبي أيوب قال: صليت المغرب والعشاء الآخرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع بالمزدلفة. "أبو نعيم كر".
12637-
عن عروة بن مضرس قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بجمع قبل أن يصلي الغداة فقلت: يا نبي الله طويت الجبلين ولقيت شدة فقال: افرج1 روعك، من أدرك إفاضتنا هذه فقد أدرك يعني الحج. "العسكري في الأمثال".
12638-
عن الرحمن بن يزيد قال: صلى ابن مسعود بغلس فسئل عن ذلك فقال: إنها تحول في هذا المكان صلاتان عن وقتهما وإنه لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي هذه الساعة إلا في هذا اليوم في هذا المكان يعني يوم النحر بمزدلفة. "خط في المتفق".
12639-
عن ابن مسعود قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة قط إلا لوقتها إلا صلاتين جمع بين المغرب والعشاء بجمع. "ابن جرير".
12640-
عن ابن عمر قال: كانت تلك النار توقد يعني بالمزدلفة
1 افرج روعك: أي وسع خاطرك وقلبك يقال: فرجت بين الشيئين فرجا من باب ضرب فتحت، وفرج القوم للرجل فرجا أيضا أوسعوا في الموقف والمجلس. المصباح المنير "2/637". ب.
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان. "ابن سعد" وهو ضعيف.
12641-
عن خزيمة بن ثابت الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين بجمع بأذان وإقامة واحدة. "ابن جرير".
12642-
عن جابر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة المغرب والعشاء بنداء واحد وإقامتين ولم يصل بينهما شيئا. "ابن جرير".
"الإفاضة من مزدلفة"
12643-
"مسند أبي بكر رضي الله عنه" عن أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيها عن أبي بكر الصديق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غربت الشمس بعرفة أفاض من مزدلفة قبل طلوع الشمس. "طس" وسنده ضعيف.
12644-
كان المشركون لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس على ثبير وكانوا يقولون: أشرق ثبير كيما نغير، فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فأفاض قبل أن تطلع الشمس. "ط حم خ والدارمي د ت ن هـ وابن جرير وابن خزيمة والطحاوي حب قط في الأفراد حل هق"1
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب الحج - باب متى يدفع من جمع رقم "876"، "2/204".=
12645-
عن عمرو بن ميمون قال: حججت مع عمر بن الخطاب فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة القصوى يوم النحر قال عمر: وكان أهل الجاهلية لا يفيضون من جمع حتى تطلع الشمس على ثبير ويقولون: أشرق ثبير فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض من جمع فانصرف القوم مسفرين من صلاة الفجر. "أبو عمرو بن حمدان النيسابوي في فوائد الحاج".
12646-
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاض من جمع حتى أتى محسرا، فقرع ناقته حتى جاوز الوادي فوقف، ثم أردف الفضل، ثم أتى الجمرة فرماها. "هق"1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/126". ص".
12647-
عن مسور بن مخرمة عن عمر أنه أوضع في وادي محسر. "ش هق"
12648-
عن عروة قال: كان عمر يوضع ويقول:
= والترمذي كتاب الحج باب ما جاء أن الإفاضة من جمع قبل طلوع الشمس برقم "896" وقال حديث حسن صحيح.
أشرق ثبير: بفتح أوله فعل أمر من الإشراق أي أدخل في الشروق، ثبير: بفتح الثاء وكسر الباء جبل معروف على يسار الذاهب إلى منى.
تحفة الأحوذي "3/640".
ورواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/125
1-
2 - رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/126". ص.
إليك تعدو قلقا وضينها
…
معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها.
…
"ش هق"1
12649-
عن جبير بن مطعم قال: كانت قريش إنما تدفع من المزدلفة يقولون: نحن الحمس2 لا نقف مع الناس ولا نخرج من الحرم، وتركوا الموقف على عرفة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف مع الناس بعرفة على جمل له ويدفع معهم حتى يصبح مع قومه بالمزدلفة، فيقف معهم ثم يدفع إذا دفعوا. "طب"3
12650-
عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاض من جمع وعليه السكينة وأمرهم بالسكينة وأوضع في وادي محسر. "ابن جرير".
12651-
عن عبد الله بن عباس قال: حدثني أخي الفضل بن عباس
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/126" ص.
2 الحمس: جمع الأحمس: وهم قريش، ومن ولدت قريش، وكنانة وحديلة قيس، سموا حمسا لأنهم تحمسوا في دينهم: أي تشددوا. والحماسة: الشجاعة، كانوا يقفون بمزدلفة ولا يقفون بعرفة، ويقولون: نحن أهل الله فلا نخرج من الحرم وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها وهم محرمون.
النهاية "1/440". ب.
3 الحديث أخرجه الحاكم بطوله في المستدرك "1/483" وقالا: صحيح الإسناد ص.
رضي الله عنهم قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة، فلما رماها قطع التلبية. "ابن جرير".
12652-
عن الفضل بن عباس أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من المزدلفة فلم ترفع راحلته يدا عادية حتى رمى الجمرة. "ابن جرير".
12653-
عن ابن عمرو مرفوعا وموقوفا - قال: أتى جبريل إبراهيم عليهما الصلاة والسلام بجمع فصلى به كأعجل ما يصلي أحد من الناس الفجر، ثم وقف حتى إذا كان كأبطأ ما يصلي أحد من الناس الفجر أفاض به إلى منى ثم ذبح. "ابن جرير".
12654-
عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يقفون بالمزدلفة حتى إذا طلعت الشمس فكانت على رؤوس الجبال كأنها العمائم على رؤوس الرجال دفعوا فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فدفع حين أسفر كل شيء قبل أن تطلع الشمس. "ابن جرير".
12655-
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بغلس حتى إذا أبصر الناس مواقع أقدامهم وحوافر دوابهم وأخفاف الإبل، وجعل الرجل يبصر موضع قدميه دفع إلى منى. "ابن جرير".
"رمي الجمار"
12656-
"مسند عمر رضي الله عنه" مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب كان يقف عند الجمرتين وقوفا طويلا حتى يمل القائم لطول قيامه1
12657-
عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن عمر بن الخطاب خرج من يوم النحر حتى ارتفع النهار شيئا فكبر تكبيرة، فكبر الناس تكبيرة ثم خرج من يومه ذلك بعد أن ارتفع الضحى، فكبر تكبيرة فكبر الناس تكبيرة ثم دخل، ثم خرج الثالثة من يومه بعد أن زاغت الشمس فكبر تكبيرة حتى بلغ تكبيرهم البيت، فعرف أن عمر بن الخطاب قد خرج يرمي. "مالك"2
12658-
عن سلمان بن ربيعة قال: نظرنا إلى عمر بن الخطاب يوم النفر الأول فخرج علينا تقطر لحيته ماء في يده حصيات وفي حزمه3 حصيات ماشيا يكبر في طريقه حتى أتى الجمرة الأولى، فرماها، ثم رماها
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب رمي الجمار رقم "220" ص.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب تكبير أيام التشريق رقم "214" ص.
3 حزمه: يقال: حزمت الدابة حزما من باب ضرب شددته بالحزام وجمعه حزم مثل كتاب وكتب وبالمفرد سمي. المصباح المنير "1/183" ب.
حتى انقطع من الحصيات لا يناله حصى من رمى، ثم دعا ساعة ثم مضى إلى الجمرة الوسطى ثم الأخرى. "مسدد".
12659-
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى بعد ما رمى جمرة العقبة. "كر".
12660-
عن ابن عباس أن سائلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم رميت بعد ما أمسيت؟ فقال: لا حرج، وقال رجل حلقت قبل أن أنحر؟ قال: لا حرج. "ش وابن جرير".
12661-
عن حرملة بن عمرو قال: كنت رديف عمي سنان بن سنة عام حجة الوداع، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة يخطب واضعا إحدى أصبعيه على الأخرى فقلت لعمي ما يقول؟ قال: ارموا الجمار بمثل حصى الخذف. "حم وابن خزيمة والبغوي والباوردي وابن قانع طب وأبو نعيم هق"1
12662-
عن جابر أن رجلا قال: يا رسول الله ذبحت قبل أن أرمي؟ قال: ارم ولا حرج، وقال آخر: يا رسول الله طفت بالبيت قبل أن أذبح؟ قال: اذبح ولا حرج، قال آخر: حلقت قبل أن أذبح؟ قال: اذبح ولا حرج. "ابن جرير".
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج باب أخذ الحصى لرمي جمرة العقبة "5/127" ص.
"الأضاحي"
12663-
"الصديق رضي الله عنه" عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لقد رأيت أبا بكر الصديق وعمر ما يضحيان عن أهلهما خشية أن يستن بهما. "ابن أبي الدنيا في الأضاحي والحاكم في الكنى وأبو بكر عبد الله بن محمد زياد النيسابوري في الزيادات ق" وقال ابن كثير إسناده صحيح.
12664-
عن الشعبي أن أبا بكر وعمر شهدا الموسم فلم يضحيا. "مسدد".
12665-
عن نافع قال: كان عمر يضحي عن صغاره ولده. "ابن أبي الدنيا في كتاب الأضاحي".
12666-
عن نافع أن عمر كان ينحر بمكة عند المروة وينحر بمنى عند المنحر. "ق".
12667-
عن علي قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه وأن أتصدق بلحومها وجلدها وأجلتها1 وأن لا أعطي الجزار منها شيئا، وقال: نعطيه من عندنا. "الحميدي حم والعدني والدارمي خ
1 وأجلتها: أي لباسها الذي يقيها البرد. وجل الدابة كثوب الإنسان يلبسه يقيه البرد والجمع جلال وأجلال. المصباح المنير "1/145". ب،
م1 د ن وابن أبي الدنيا في الأضاحي ع هـ وابن جرير وابن خزيمة وابن الجارود حب هب".
12668-
عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضحي بمقابلة أو مدابرة أو شرقاء أو خرقاء أو جدعاء. "حم وأبو عبيد في الغريب ن وابن أبي الدنيا في الأضاحي وابن جرير وصححه وابن الجارود والطحاوي حم".
12669-
عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضحي بعضباء2 القرن أو الأذن. "ط وابن وهب حم د ت وقال: حسن صحيح ن هـ وابن أبي الدنيا في الأضاحي ع وابن جرير وابن خزيمة والطحاوي ك والدورقي ق ص".
12670-
عن حنش قال: كان علي بن أبي طالب يضحي بكبش عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكبش عن نفسه، قلنا له: يا أمير المؤمنين؛ تضحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضحي عنه، فأنا أضحي عنه أبدا. "حم وابن أبي الدنيا في الأضاحي".
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب لا يعطي الجزار من الهدى شيئا. "2/210"، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب في الصدقة بلحوم الهدي. رقم "1317" وهذا الحديث لفظ مسلم. ص.
2 عضباء: أي مشقوقة الأذن، وهو علم منقول من قولهم: ناقة عضباء: أي مشوقة الأذن ولم تكن مشقوقة الأذن. النهاية "3/251". ب.
12671-
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: قومي يا فاطمة فاشهدي أضحيتك، أما إن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة كل ذنب أصبته، أما إنه يجاء بها يوم القيامة بلحومها ودمائها سبعين ضعفا، ثم توضع في ميزانك، قال أبو سعيد الخدري: أي رسول الله؛ أهذه لآل محمد خاصة فهم أهل لما خصوا به من خير؟ أم لآل محمد وللناس عامة؟ قال: بل هي لآل محمد وللناس عامة. "ابن منيع وعبد بن حميد وابن زنجويه والدورقي وابن أبي الدنيا في الأضاحي هق" وضعفه1
12672-
عن حجية بن عدي عن علي قال: البقرة عن سبعة، قلت فإن ولدت؟ قال: اذبح ولدها معها، قلت: والعرجاء؟ قال: إذا بلغت المنسك فاذبح، قلت: فمكسورة القرن؟ قال: لا بأس أمرنا رسول الله
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الضحايا باب ما يستحب للمرء من أن يتولى ذبح نسكه أو يشهده "9/283".
وقال البيهقي: ضعيف لأن في سنده عمرو بن خالد ونوه في الجوهر النقي تصحيح الحاكم لهذا الحديث فقال الحاكم في المستدرك "4/222" كتاب الأضاحي صحيح الإسناد، فرد الذهبي على تصحيح الحاكم وقال: ضعيف جدا وعن الحديث الثاني قال: فيه عطية واه انتهى. وكما مر برقم "12235" إيضاح ذلك وعزوه.
وهكذا سرد الهيثمي في مجمع الزوائد الأحاديث الواردة في كتاب الأضاحي باب فضل الأضحية وشهود ذبحها "4/17". ص.
أن نستشرف العينين والأذنين. "ط وابن وهب والدارمي ت وقال حسن1 صحيح ن هـ وابن أبي الدنيا في الأضاحي ع وابن خزيمة حب قط في الأفراد والدورقي ك ق ص".
12673-
عن علي قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضحي عنه بكبش، فأنا أحب أن أفعله. "ش وابن أبي الدنيا في الأضاحي ع ك"2
12674-
عن علي قال: أم رني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنحر البدن وأن أتصدق بلحومها، فرجعت إليه أسأله عن جلالها وجلودها، فأمرني أن أتصدق به. "ع".
12675-
عن أبي عبيدة مولى ابن أزهر أنه سمع عليا يقول يوم الأضحى: يا أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى أن تأكلوا نسككم بعد ثلاث ليال فلا تأكلوها بعده. "الشافعي والعدني م ق د وأبو عوانة والطحاوي ق".
1 رواه الترمذي كتاب الأضاحي باب في الضحية بعضباء القرن والأذن رقم "1503" وقال هذا حديث حسن صحيح.
والحاكم في المستدرك كتاب الأضاحي "4/225" وقال الذهبي: لم يحتجا بحجية بن عدي انتهى. ص.
2 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأضاحي "4/230" وقالا: صحيح الإسناد انتهى. ص.
12676-
عن علي أنه كان يقول: أيام النحر ثلاثة، وأفضلهن أولهن. "ابن أبي الدنيا".
12677-
عن علي قال: الأيام المعدودات ثلاثة أيام: يوم النحر ويومان بعده، اذبح في أيها شئت، وأفضلها أولها. "عبد بن حميد وابن أبي الدنيا".
12678-
عن المغيرة بن حرب قال: جاء رجل إلى علي فقال: إني اشتريت بقرة أضحي بها فنتجت، فقال: لا تشرب من لبنها إلا ما يفضل عن ولدها فإذا كان يوم النحر، فانحرها وولدها عن سبعة. "ابن أبي الدنيا ق".
12679-
عن علي قال: إذا اشتريت أضحية فاشترها ثنيا1 فصاعدا واستسمن فإن أكلت أكلت طيبا، وإن أطعمت أطعمت طيبا. "ابن أبي الدنيا ق هب".
12680-
عن علي قال: في الأضحية ثني فصاعدا سليم العين والأذن واستسمن فإن أكلت أكلت سمينا وإن أطعمت أطعمت سمينا، وإن أصابها كسر أو مرض فلا يضرك. "ابن أبي الدنيا ق هب".
1 ثنيا: الثنية من الغنم ما دخل في السنة الثالثة، ومن البقر كذلك، ومن الإبل في السادسة. انتهى. النهاية "1/226" ب.
12681-
عن علي قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نضحي بمقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء وأن لا نضحي بالعوراء. "ق".
12682-
مالك أنه بلغه أن علي بن أبي طالب كان يقول: الأضحى يومان بعد يوم الأضحى. "ق".
12683-
عن إبراهيم أن عمر كان يحج فلا يضحي. "مسدد".
12684-
عن عاصم بن شريب أن عليا دعا يوم النحر بكبش فقال: بسم الله والله أكبر، اللهم منك ولك ومن علي منك، وقال: ائتني منه بطابق وتصدق بسائره. "ابن أبي الدنيا ق".
12685-
عن حنش الكناني أن عليا قال حين ذبح: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، بسم الله والله أكبر منك ولك، اللهم تقبل من فلان. "ابن أبي الدنيا".
12686-
عن علي أنه كان يضحي بالأضحية الواحدة عن جماعة أهله. "ابن أبي الدنيا".
12687-
عن علي قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضحي بأسمن
ما نجد، والبقرة عن سبع، والجزور عن سبع، وأن نظهر التكبير وعلينا السكينة والوقار. "ابن أبي الدنيا".
12688-
عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا أن ينحر البدن وأمره أن يتصدق بجلودها وجلالها. "ابن جرير".
12689-
عن طاوس قال: ما أنفق الناس من نفقة أعظم من دم يهراق في هذا اليوم إلا رحما محتاجة يصلها يعني يوم النحر. "ابن زنجويه".
12690-
عن كثيرة بنت سفيان وكانت من المبايعات، قالت: قلت يا رسول الله وأدت أربع بنيات لي في الجاهلية فقال: اعتقي أربع رقاب قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبرقوا1 فإن دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين. "أبو نعيم"2
12691-
عن كليب قال: كنا في المغازي لا يؤمر علينا إلا
1 أبرقوا: أي ضحوا بالبرقاء وهي الشاة التي في خلال صوفها الأبيض طاقات سود. انتهى. النهاية "1/119". ب.
2 وهكذا أورده الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب الأضاحي باب ما يستحب من الألوان "4/18" بلفظه وسنده وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد ابن سلمان بن مسمول وهو ضعيف. ص.
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان بفارس علينا رجل من مزينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فغلت علينا المسان، حتى كنا نشتري المسن بالجذعتين والثلاث، فقام فينا هذا الرجل فقال: إن هذا اليوم أدركنا فقلت علينا المسان1 حتى كنا نشتري المسن بالجذعتين والثلاث، فقام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن المسن يوفى بما يوفى منه الثني. "ش".
12692-
عن كليب عن رجل من مزينة أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى في السفر. "ش".
12693-
عن أبي الأسد السلمي عن أبيه عن جده قال: كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع كل واحد منا درهما، فاشترينا أضحية بسبعة دراهم، فقلنا: يا رسول الله لقد أغلينا بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أفضل الضحايا عند الله أغلاها وأنفسها فأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فأخذ بيد ورجلا بيد ورجلا برجل ورجلا برجل ورجلا بقرن ورجلا بقرن، وذبحها السابع وكبرنا علينا جميعا. قال
1 المسان: جمع مسنة.
وفي حديث الزكاة "أمرني أن آخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعا ومن كل أربعين مسنة" قال الأزهري: والبقرة والشاة يقع عليهما اسم المسن إذا أثنيا، وتثنيان في السنة الثالثة النهاية "2/412" ب.
بقية: فقلت لحماد بن زيد: من السابع؟ قال: لا أدري فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم. "كر".
12694-
عن أبي هريرة قال: بيضاء في الأضحى أحب إلي من سوداوين. "ابن النجار".
12695-
عن أبي طلحة قال: ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين فقال عند الأول: عن محمد وآل محمد، وقال عند الثاني: عمن آمن بي وصدقني من أمتي. "طب".
12696-
عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: خرجت مع أبي سعد الزرقي - وكانت له صحبة - إلى شرى الضحايا فأشار إلى كبش أدغم الرأس ليس بأرفع الكباش، فقال: كأنه الكبش الذي ضحى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني فاشتريته قال سعيد: الأدغم الأسود الرأس. "ابن منده كر".
12697-
عن أبي رافع قال: ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم كبشا ثم قال: هذا عني وعن أمتي. "طب".
12698-
عن أبي الدرداء قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كبشان أملحان جذعان فضحى بهما. "ع كر".
12699-
عن حبيب بن مخنف عن أبيه قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وهو يقول: هل تعرفونها فما أدري ما رجعوا إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على كل أهل بيت أن يذبحوا شاة في كل رجب وفي كل أضحى. "أبو نعيم".
12700-
عن أبي سعيد الخدري أنه قدم من سفر فقدم إليه أهله لحما من لحوم الأضاحي فقال: ما أنا بآكله حتى أسأل فانطلق إلى أخيه لأمه وكان بدريا قتادة بن النعمان، فسأله عن ذلك فقال: إنه قد حدث بعدك أمر نقضا لما كانوا نهوا عنه من أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام. "كر".
12701-
عن أبي حميد قال: كنا جلوسا إلى عتبة بن عبد السلمي فأقبل يزيد المقرى فقال لعتبة: يا أبا الوليد إنا خرجنا آنفا في التماس جزر للنسك، فلم نكد نجد شيئا غير أني وجدت ثرماء1 سمينة فقال عتبة: فلو ما جئتنا به؟ قال: اللهم غفرا2 أتجزئ عنك ولا تجزئ عني؟ قال: نعم قال: ولم ذاك؟ قال: إنك تشك ولا أشك، ثم أخرج عتبة يده فقال: إنما نهى
1 ثرماء: الثرم سقوط الثنية من الأسنان. انتهى. النهاية "1/210". ب.
2 غفرا: أصل الغفر التغطية، يقال: غفر الله لك غفرا وغفرانا ومغفرة.
والمغفرة: إلباس الله تعالى العفو للمذنبين. النهاية "3/373". ب.
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خمس: عن الموصلة والمصفرة والبخقاء والكسراء والمشيعة قال: والموصلة المستأصل بها، والمصفرة المستأصلة أذنها، والبخقاء العوراء البين عورها، والمشيعة المهزولة والمريضة التي لا تتبع الغنم. "ابن جرير".
12702-
عن زيد بن أرقم أنهم قالوا: يا رسول الله، هذه الأضاحي ماهي؟ قال: ملة أبيكم، قالوا: فما لنا فيها؟ قال: بكل شعرة حسنة قالوا: فالصوف؟ قال: بكل صوفة حسنة. "ابن زنجويه".
12703-
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين يوم النحر. "ن".
12704-
عن ثوبان قال: ذبح النبي صلى الله عليه وسلم أضحيته ثم قال: يا ثوبان أصلح لحم هذه الأضحية فلم أزل أطعمه منها حتى قدم المدينة. "كر".
"الهدايا"
12705-
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لأبي جهل. "قط في العلل والإسماعيلي في معجمه قط خط في رواة مالك".
12706-
عن عمر قال: يا أيها الناس حجوا واهدوا فإن الله يحب الهدى. "ابن سعد ن في حديث قتيبة".
12707-
عن عمر قال: من أهدى هديا تطوعا فعطب نحره دون الحرم ولم يأكل منه شيئا فإن أكل فعليه البدل. "ش".
12708-
عن علي أنه سئل هل يركب الرجل هديه؟ فقال: لا بأس به قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بالرجال يمشون فيأمرهم يركبون هدى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا تتبعون شيئا هو أفضل من سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم. "حم".
12709-
عن المغيرة بن حرب عن علي أو حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرك بين المسلمين في هديهم، البقرة عن سبعة. "ط".
12710-
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم ساق مائة بدنة في حجته. "الحارث".
12711-
عن علي قال: لما نحر النبي صلى الله عليه وسلم بدنه فنحر ثلاثين بيده، وأمرني فنحرت سائرها. "د ق وابن أبي الدنيا في الأضاحي" وزاد وقال: اقسم لحومها بين الناس، وجلالها وجلودها، ولا تعط جازرا منها شيئا.
12712-
عن علي أن رجلا سأله عن الهدى مما هو؟ فقال: من الثمانية الأزواج فكأن الرجل شك، فقال: هل تقرأ القرآن؟ قال: نعم قال: سمعت الله يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} ، قال: نعم وسمعته يقول: {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ
عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} ، {وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً1 وفرشا} فكلوا من بهيمة الأنعام، قال: نعم، قال: فسمعته يقول: {مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْأِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ} قال: نعم قال: فسمعته يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} إلى قوله {هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ} قال الرجل: نعم قال: قتلت ظبيا فماذا علي؟ قال: شاة، قال علي: هديا بالغ الكعبة كما تسمع. "ابن أبي حاتم ق".
12713-
عن علي قال: بعثني نبي الله صلى الله عليه وسلم ببدن فقال: انحرها ولا تعط من لحومها ولا جلودها في جزارتها شيئا من أجرة. "ابن جرير".
12714-
عن علي قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقسم لحوم البدن فقسمت، فأمرني أن أقسم جلودها فقسمت، فأمرني أن أقسم جلالها فقسمت. "ابن جرير".
12715-
مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر بعض هديه بيده ونحر بعضه غيره2.
1 حمولة: الحمولة بالفتح ما يحتمل عليه الناس من الدواب سواء كانت عليها الأحمال أو لم تكن كالركوبة. انتهى. النهاية "1/444".
وفرشا: الفرش صغار الإبل وقيل: هو من الإبل والبقر والغنم ما لا يصلح إلا للذبح. النهاية "3/430" ب.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب العمل في النحر رقم "190".
12716-
عن علي رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث معي الهدى أن أتصدق بجلودها وجلالها، ولا أعطى الجازر منها شيئا ومعي مائة بدنة. "زاهر بن طاهر بن طاهر في تحفة عيد الأضحى".
12717-
عن أنس قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يسوق بدنة فقال: اركبها قال: إنها بدنة قال: اركبها. "ش".
12718-
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عليا أن ينحر بدنه، وأن يتصدق بأجلتها وجلودها، ولا يعطى الجزار منها شيئا. "ابن جرير".
12719-
عن مجزأة بن زاهر1 عن أبيه عن ناجية بن جندب قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم حين صد عن الهدى، قلت: يا رسول الله ابعث معي الهدى فلأنحره في الحرم قال: وكيف تصنع به؟ قال: أمر به في أودية لا يقدرون عليها، فانطلقت به حتى نحرته في الحرم. "أبو نعيم".
= ورواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم رقم "1218 و 147" في حديث طويل. ص.
1 مجزأة بن زاهر بن الأسود الأسلمي الكوفي، ثقة. تهذيب التهذيب "10/45". ص
12720-
عن ناجية بن كعب الخزاعي قلت: يا رسول الله كيف أصنع بما عطب من البدن؟ قال: انحرها، ثم اغمس نعلها في دمها، ثم خل بين الناس وبينها فيأكلوها. "ش ت قال حسن صحيح حب".
12721-
عن ابن عمر قال: من أهدى هديا تطوعا فعطب نحره دون الحرم ولم يأكل منه فإن أكل فعليه البدل. "ش".
12722-
عن ابن عمر أن عمر أهدى نجيبة له فأعطى بها ثلاث مائة دينار فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أهديت نجيبة لي أعطيت بها ثلاث مائة دينار فأبيعها وأشتري بثمنهلا بدنا فأنحرها؟ قال: لا، انحرها إياها. "الشاشي ق ص".
12723-
عن ابن عباس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم بثمان عشرة بدنة مع رجل وأمره فيها بأمره فانطلق، ثم رجع إليه فقال: أرأيت إن أزحف1 عليها منها شيء قال: انحرها ثم اغمس نعلها في دمها ثم اجعلها على صفحتها ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك. "ش".
12724-
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر هديه بيده ونحر بعضه غيره. "ابن النجار".
1 أزحف: يقال: أزحف البعير فهو مزحف إذا وقف من الاعياء. انتهى. النهاية "2/298" ب.
12725-
"من مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما" أن النبي صلى الله عليه وسلم أشعر في الأيمن وسلت الدم بيده. "ش".
12726-
عن ابن عباس قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن يقسم بدنه فقسمها أعضاء، ثم أتاه فقال: اقسم جلودها وجلالها. "ابن جرير".
"ادخار الأضاحي"
12727-
"مسند علي رضي الله عنه" عن سعيد بن عبيدة قال: شهدت مع علي العيد، فصلى، ثم خطب ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاكم أن تأكلوا من نسككم فوق ثلاثة أيام. "المروزي في العيدين".
12728-
عن أنس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاث: عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث، وعن زيارة القبور، وعن النبيذ في هذه الظرف ثم قال: ألا إني نهيتكم عن ثلاث، ثم بدا لي فيهن: نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث، ثم بدا لي أن الناس ينفقون إدامهم ويتحفون ضيفهم ويختبئون لغائبهم، فكلوا وأمسكوا، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروا ولا تقولوا هجرا، وإنه يرق القلب ويدمع العين ويذكر الآخرة ونهيتكم عن هذه الأوعية فاشربوا فيما شئتم. "ابن النجار".
12729-
عن يزيد بن أبي حبيب قال: سألت عائشة عن لحوم
الأضاحي، فقالت: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها، ثم رخص فيها، قدم علي بن أبي طالب من سفر فأتته امرأته فاطمة بلحم من ضحاياها، فقال: أو لم ينه عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: إنه رخص فيها فدخل علي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك، فقال له: كلها من ذي الحجة إلى ذي الحجة. "حم والخطيب في المتفق والمفترق".
"الحلق والتقصير"
12730-
عن عمر قال: قال من لبد1 أو ضفر أو قتل فليحلق. "مالك وأبو عبيد في الغريب ش".
12731-
عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب قال: من ضفر فليحلق ولا يشبه بالتلبيد. "مالك هق"2.
12732-
عن علي أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: إني أفضت قبل أن أحلق؟ قال: احلق أو قصر ولا حرج. "ش".
1 لبد: وتلبيد الشعر: أن يجعل فيه شيء من صمغ عند الإحرام؛ لئلا يشعث ويقمل إبقاء على الشعر، وإنما يلبد من يطول مكثه في الإحرام النهاية "4/224".
ضفر: ومنه ضفر الشعر وإدخال بعضه في بعض. النهاية "3/92" ب.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب التلبيد رقم "200".
ورواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/135" ص.
12733-
عن علي قال: من لبد أو عقص أو ضفر فعليه الحلق. "أبو عبيد".
12734-
عن أسامة بن شريك أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل فقال: حلقت قبل أن أذبح؟ قال: لا حرج. "ش وابن جرير".
12735-
عن جابر بن عبد الله قال: قال رجل يا رسول الله، حلقت قبل أن أنحر؟ قال: لا حرج. "ش".
12736-
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة يوم النحر، ثم قعد للناس فجاءه رجل فقال: يا رسول الله إني حلقت قبل أن أنحر قال: لا حرج ثم جاء آخر فقال: حلقت قبل أن أرمي؟ قال: لا حرج فما سئل عن شيء إلا قال: لا حرج. "ابن جرير".
12737-
عن حبشي بن جنادة1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للمحلقين، قيل: يا رسول الله والمقصرين؟ قال: اللهم اغفر للمحلقين، قال في الثالثة أو الرابعة: والمقصرين. "أبو نعيم".
12738-
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الحديبية: يرحم الله المحلقين قالوا: يا رسول الله؛ والمقصرين؟ قال: يرحم الله المحلقين
1 حبشي بن جنادة بن نصر السلولي، صحابي شهد حجة الوداع. تهذيب التهذيب "2/176". ص.
ثلاثا، قال: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: والمقصرين، قالوا يا رسول الله ما بال المحلقين ظاهرت لهم الترحم قال: إنهم لم يشكوا. "ش".
12739-
عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم حلق يوم الحديبية هو وأصحابه إلا عثمان وأبا قتادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: يرحم الله المحلقين والمقصرين. "ش".
12740-
عن بريد بن أبي مريم السلولي1 حدثني أبي مالك بن ربيعة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول: اللهم اغفر للمحلقين ثلاثا، ثم قال: وللمقصرين. "الروياني والبغوي كر".
12741-
عن أوس بن عبد الله السلولي حدثني عمي بريد بن أبي مريم عن أبيه م الك بن ربيعة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اغفر للمحلقين، فقال رجل: يا رسول الله، وللمقصرين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الثالثة أو الرابعة والمقصرين، قال مالك: ورأسي يومئذ محلوق وما يسرني بحلق رأسي يومئذ حمر النعم. "ابن مندة وأبو نعيم كر".
12742-
عن جابر بن الأزرق الغاضري قال: أتيت رسول الله
1 بريد بن أبي مريم السلولي البصري عق أبيه وأنس وعطاء، وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي توفي "144" هـ.
خلاصة تهذيب الكمال للخزرجي "1/121" ص.
صلى الله عليه وسلم على راحلة ومتاع فلم أزل أسايره إلى جانبه حتى بلغنا، فنزل إلى قبة من أدم فدخلها فقام على بابه أكثر من ثلاثين رجلا معهم السياط فدنوت فإذا رجل يدفعني، فقلت: لئن دفعتني لأدفعنك ولئن ضربتني لأضربنك، فقال: يا أشر الرجال فقلت: والله أنت شر مني، قال: كيف قلت جئت من أقطار اليمن لكيما أسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أرجع فأحدث من ورائي، ثم أنت تمنعني، قال: صدقت، نعم والله لأنا شر منك ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم فتعلقه الناس من عند العقبة من منى حتى كثروا عليه يسألونه، ولا يكاد واحد يصل إليه من كثرتهم، فجاءه رجل مقصر شعره، فقال: صل علي يا رسول الله، فقال: صلى الله على المحلقين ثم قال: صل علي، فقال: صلى الله على المحلقين، ثم قال: صل علي، فقال: صلى الله على المحلقين، فقال: ثلاث مرات، ثم انطلق فحلق رأسه فلا أرى إلا رجلا محلوقا. "أبو نعيم".
"المبيت بمنى والمناسك فيه"
12743-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن ابن عمر عن عمر قال: إذا حلقتم ورميتم الجمرة بسبع حصيات وذبحتم، فقد حل لكم كل شيء إلا النساء والطيب. "عب والطحاوي ونصر في الحجة ق".
12744-
عن ابن عمر أن عمر كان ينهى أن يبيت أحد من وراء العقبة وكان يأمرهم أن يدخلوا منى. "ش".
12745-
عن نافع قال: زعموا أن عمر بن الخطاب كان يبعث رجالا يدخلون الناس من وراء العقبة. "مالك".
12746-
عن عطاء أن عمر رخص للرعاء أن يبيتوا عن منى. "ش".
12747-
عن ابن عمر قال: قال عمر لا يبيتن أحد من الحاج ليالي منى من وراء العقبة."مالك هق"1
12748-
عن عمرو بن دينار عن طلق قال: سأل عمر بن الخطاب زيد بن صوحان أين منزلك بمنى؟ قال: على الشق الأيسر، قال عمر: ذلك منزل الداج فلا تنزله قال عمر: والداج هم التجار. "الأزرقي".
12749-
عن الهرماس بن زياد الباهلي2 قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى يوم الأضحى يخطب على بعير. "كر".
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب البيتوتة بمكة ليالي منى رقم "219" ورواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/153" ص.
2 الهرماس بن زياد الباهلي أبو حدير البصري، وهو آخر من توفي من الصحابة باليمامة 102 هـ.
تهذيب التهذيب "11/28"انتهى. ص.
12750-
عن جعفر بن المطلب أن عمرو بن العاص قال لعبد الله بن عمر في أيام منى تعال، ثم قال: لا إلا أن تكون سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قال: فإني سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم.
"خ في تاريخه كر".
"تكبيرات التشريق"
12751-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن عيينة بن عمير قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة الظهر في آخر أيام التشريق. "ش ك ق".
12752-
عن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب كان يكبر من صلاة الصبح يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق. "ش والمروزي في العيدين وابن أبي الدنيا في الأضاحي وزاهر بن طاهر الشحامي في تحفة عيد الأضحى".
12753-
عن أبي إسحاق قال: اجتمع عمر وعلي وابن مسعود على التكبير في دبر صلاة الغداة من يوم عرفة، فأما ابن مسعود فإلى صلاة العصر من يوم النحر، وأما عمر وعلي فإلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق. "ق".
12754-
"مسند علي رضي الله عنه" عن عبيدة قال: قدم علينا علي بن أبي طالب فكبر يوم عرفة من صلاة الغداة إلى صلاة العصر من
آخر أيام التشريق يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. "ابن أبي الدنيا فيه" ورواه زاهر في تحفة عيد الأضحى عن الحارث عن علي".
12755-
عن شقيق قال: كان علي يكبر بعد صلاة الفجر غداة عرفة، ثم لا يقطع حتى يصلى الإمام من آخر أيام التشريق، ثم يكبر بعد العصر. "ق".
12756-
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي، كبر في دبر صلاة الفجر من يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق صلاة العصر. "الديلمي".
12757-
عن شقيق وأبي عبد الرحمن عن علي أنه كان يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ويكبر بعد العصر. "ش".
12758-
عن شريك قال: قلت لأبي إسحاق: كيف كان يكبر علي وعبد الله؟ فقال: كانا يقولان: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. "ش".
"النفر"
12759-
عن عمر بن الخطاب قال: من السنة النزول بالأبطح عشية النفر. "طس".
12760-
عن عمر حصبوا ليلة النفر1 "ش وأبو عبيد في الغريب".
12761-
عن عمر قال: من قدم ثقله2 قبل النفر فلا حج له. "ش".
"طواف الوداع"
12762-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن ابن عمر قال: سمعت عمر بمنى يقول: أيها الناس، إن النفر غدا، فلا ينصرف أحد حتى يطوف بالبيت فإن آخر النسك الطواف بالبيت. "مالك والشافعي ش ع ق"3
1 حصبوا: أي أقيموا بالمحصب وهو الشعب الذي مخرجه إلى الأبطح بين مكة ومنى. النهاية "1/393" ص.
2 الثقل: متاع المسافر ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثقل من جمع بليل "انتهى. النهاية "1/217"
3 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب وداع البيت رقم "121". ص.
12763-
عن عمر قال: ليكن آخر عهدكم بمنى البيت، وليكن آخر عهدكم من البيت الحجر.
"ش".
12764-
عن عطاء وطاوس أن عمر كان يرد من خرج ولم يكن آخر عهده بالبيت. "ش".
12765-
عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب رد رجلا من مر الظهران1 لم يكن ودع البيت. "مالك والشافعي ق".
12766-
عن أم سلمة انها لم تكن طافت طواف الخروج فقالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فأمرها أن تطوف إذا أقيمت الصلاة من وراء الناس، فلما أقيمت الصلاة طافت من وراء الناس على بعير. "ن".
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب وداع البيت رقم "122" ومر الظهران: اسم واد بقرب مكة. ص.
فصل في جنايات الحج وما يقاربها
…
فصل في جنايات الحج ومايقاربها
12767-
"مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه" عن ميمون ابن مهران أن أعرابيا أتى أبا بكر فقال: قتلت صيدا وانا محرم، فما ترى علي من الجزاء؟ فقال أبو بكر لأبي بن كعب وهو جالس عنده: ما ترى فيها؟ فقال الأعرابي: أتيتك وأنت خليفة رسول الله صلى الله عليه سلم أسألك، فإذا أنت تسأل غيرك فقال أبو بكر: وما تنكر؟ يقول الله {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} ، فشاورت صاحبي حتى إذا اتفقنا على أمر أمرناك به. "عبد بن حميد وابن أبي حاتم".
12768-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب قال ولا أراه إلا قد رفعه، أنه حكم في الضبع يصيبه المحرم شاة، وفي الأرنب عناق، وفي اليربوع جفرة1 وفي الظبي كبش. "مالك والشافعي عب ش وأبو عبيد في الغريب ع عد وابن مردويه هق - ورجاله ثقات - قال "ق" - والصيحح وقفه - ط"2
1 جفرة: أصله في أولاد المعز إذا بلغ أربعة أشهر وفصل عن أمه وأخذ في الرعي قيل له: جفر والأنثى جفرة. انتهى. النهاية "1/277" ب.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب فدية ما أصيب رقم "239".
والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "6/184" ص.
12769-
عن عمر بن الخطاب أنه وجد ريح طيب بذي الحليفة فقال: ممن هذا الطيب؟ فقال معاوية: مني يا أمير المؤمنين فقال: منك لعمري قال: طيبتني أم حبيبة، وزعمت أنها طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إحرامه، قال: اذهب فاقسم عليها لما غسلته فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الحاج الشعث التفل. "حم ش" بدون فإني سمعت إلى آخره ورجاله رجال الصحيح إلا أن سليمان بن يسار لم يسمع من عمر. "والبزار" بتمامه وسنده ومتصل إلا أن فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي متروك.
12770-
عن عمر قال: في بيض النعام قيمته. "عب ش".
12771-
عن عطاء الخراساني أن عمر وعثمان وزيد بن ثابت وابن عباس ومعاوية قالوا: في النعامة يقتلها المحرم بدنة من الإبل. "الشافعي - وضعفه عب ش ق" وقال مرسل.
12772-
عن عمر قال: تمرة خير من جرادة. "عب ش ق".
12773-
عن بكر بن عبد الله المزني قال: كان من الأعراب محرمان فأحاش1 أحدهما ظبيا فقتله الآخر، فأتيا عمر وعنده عبد الرحمن
1 فأحاش: نفر، ومنه حديث عمر رضي الله:"أي رجلين أصابا صيدا قتله أحدهما وأحاشه الآخر عليه" يعني في الإحرام يقال: حشت عليه الصيد وأحشته إذا نفرته نحوه وسقته إليه وجمعته عليه. النهاية "1/461" ب.
بن عوف فقال له عمر: وما ترى؟ قال: شاة قال: وأنا أرى ذلك، إذهبا فاهديا شاة، فلما مضيا قال أحدهما لصاحبه: ما درى أمير المؤمنين ما يقول، حتى سأل صاحبه فسمعهما عمر، فردهما فأقبل على القائل ضربا بالدرة فقال: تقتل الصيد وأنت محرم وتغمص الفتيا1 تغمص إن الله يقول: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} ثم قال: إن الله لم يرض بعمر وحده، فاستعنت بصاحبي هذا. "عبد بن حميد وابن جرير".
12774-
عن طارق بن شهاب قال: أوطأ أربد2 ضبا فقتله وهو محرم فأتى عمر ليحكم عليه، فقال له عمر: احكم معي فحكما فيه جديا قد جمع الماء والشجر ثم قال عمر: يحكم به ذوا عدل منكم. "الشافعي عب ش وابن جرير وابن المنذر هق".
12775-
عن ابن عمر أن عمر نهى أن يحرم المحرم في الثوب المصبوغ بالورس والزعفران."ش".
12776-
عن جعفر عن أبيه أن عمر وعليا قالا: لا ينكح المحرم ولا ينكح، فإن نكح فنكاحه باطل. "ش".
1 الفتيا: أي تحتقرها وتستهين بها. انتهى. النهاية "3/386" ب.
2 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/182". وأربد: اسم رجل. انتهى. ص
12763-
عن عمر قال: ليكن آخر عهدكم بمنى البيت، وليكن آخر عهدكم من البيت الحجر.
"ش".
12764-
عن عطاء وطاوس أن عمر كان يرد من خرج ولم يكن آخر عهده بالبيت. "ش".
12765-
عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب رد رجلا من مر الظهران1 لم يكن ودع البيت. "مالك والشافعي ق".
12766-
عن أم سلمة انها لم تكن طافت طواف الخروج فقالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فأمرها أن تطوف إذا أقيمت الصلاة من وراء الناس، فلما أقيمت الصلاة طافت من وراء الناس على بعير. "ن".
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب وداع البيت رقم "122" ومر الظهران: اسم واد بقرب مكة. ص.
ينظر إليه فيعجب منه، ثم يضع أصبعه على متنه يرفعها على مثلي الشراك فيقول: بخ بخ نحن إذا خير الناس إن جمع لنا خير الدنيا والآخرة، فقال معاوية: يا أمير المؤمنين سأحدثك، إنا بأرض الحمامات والريف، فقال عمر: سأحدثك ما بك، إلطافك نفسك بأطيب الطعام، وتصبحك حتى تضرب الشمس متنك وذو الحاجات وراء الباب، فلما جئنا ذا طوى أخرج معاوية حلة فلبسها فوجد عمر منها ريحا كأنه ريح طيب فقال: يعمد أحدكم فيخرج حاجا يقاد حتى إذا جاء أعظم بلدان الله حرمة أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما، فقال معاوية: إنما لبستهما لأن أدخل فيهما على عشيرتي أو قومي ونزع معاوية الثوبين ولبس ثوبيه الذي أحرم فيهما. "ابن المبارك".
12780-
عن زيد بن أسلم أن رجلا جاء إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين إني أصبت جرادا بسوطي، فقال له عمر: أطعم قبضة من طعام. "مالك"1
12781-
عن يحيى بن سعيد أن رجلا جاء إلى عمر فسأله عن جرادة قتلها وهو محرم، فقال
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج - باب فدية من أصاب شيئا
…
رقم "244"انتهى. ص.
عمر لكعب: تعال نحكم فقال كعب: درهم، فقال عمر: إنك لتجد الدراهم، لتمرة خير من جرادة. "مالك"1 ورواه "ش" من طريق إبراهيم بن كعب والأسود عن عمر.
12782-
عن محمد بن سيرين أن رجلا جاء إلى عمر بن الخطاب فقال: إني أجريت أنا وصاحب لي فرسين نستبق إلى ثغرة ثنية فأصبنا ظبيا ونحن محرمان فماذا ترى؟ فقال عمر لرجل إلى جنبه: تعال حتى نحكم أنا وأنت فحكما عليه بعنز فولى الرجل وهو يقول: هذا أمير المؤمنين لا يستطيع أن يحكم في ظبي حتى دعا رجلا فحكم معه فسمع عمر قول الرجل فدعاه فسأله، هل تقرأ سورة المائدة؟ قال: فهل تعرف الرجل الذي حكم معي؟ فقال: لو أخبرتني أنك تقرأ سورة المائدة لأوجعتك ضربا، ثم قال: إن الله يقول في كتابه: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} ، وهذا عبد الرحمن بن عوف. "هق"2
12783-
عن أسلم أن عمر وجد ريح طيب وهو بالشجرة فقال: ممن ريح هذا الطيب؟ فقال معاوية بن أبي سفيان: مني يا أمير المؤمنين
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج - باب فدية من أصاب شيئا
…
رقم "245"انتهى. ص.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب فدية ما أصاب من الطير والوحش رقم "240". والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج باب قتل المحرم "5/180" ص. ذ
فقال عمر: منك لعمري، فقال معاوية: إن أم حبيبة طيبتني، فقال عمر: عزمت عليك لترجعن فلتغسلنه. "مالك".
12784-
عن الصلت بن زبيد عن غير واحد من أهله أن عمر بن الخطاب وجد ريح طيب وهو بالشجرة وإلى جنبه كثير بن الصلت، فقال عمر: ممن ريح هذا الطيب؟ فقال كثير: مني لبدت رأسي وأردت أن أحلق فقال عمر: فاذهب إلى شربة فادلك منها رأسك حتى تنقيك ففعل. "مالك ق".
12785-
عن جرير البجلي قال: خرجنا مهلين فوجدت أعرابيا معه طير فابتعته منه فذبحته وأنا ناس لإهلالي فأتيت عمر بن الخطاب فذكرت ذلك له فقال: ائت ذوي عدل فليحكما عليك فأتيت عبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك فحكما علي تيسا أعفر. "ابن سعد ق".
12786-
عن عمر أنه قضى في الأرنب بحلان. "أبو عبيد ق"1
12787-
عن قبيصة بن جابر الأسدي قال: خرجنا حجاجا فكثر مراؤنا ونحن محرمون أيهما أسرع شدا الظبي أم الفرس؟ فبينما نحن كذلك إذا سنح لنا ظبي فرماه رجل منا بحجر فما أخطأ خششاءه فركب
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/184" رواية البيهقي: بحلان. قال الأصمعي وغيره: الحلان يعني الجدي. ص.
ردعه1 فقتله فسقط في أيدينا، فلما قدمنا مكة انطلقنا إلى عمر فقص صاحبي عليه القصة فسأله عمر كيف قتله عمدا أو خطأ؟ فقال: لقد تعمدت رميه وما أردت قتله، فقال عمر: لقد شرك العمد الخطأ، ثم التفت إلى رجل إلى جنبه فكلمه ساعة، ثم أقبل على صاحبي فقال له: خذ شاة من الغنم فأهرق دمها وتصدق بلحمها واسق إهابها سقاء فلما خرجنا من عنده أقبلت على الرجل فقلت: أيها المستفتي عمر بن الخطاب إن فتيا ابن الخطاب لن تغنى عنك من الله شيئا، والله ما علم عمر حتى سأل الذي إلى جنبه، فانحر راحلتك فتصدق بها وعظم شعائر الله، فانطلق ذو العوينتين2 إلى عمر فنماها إليه، فما شعرت إلا به يضرب بالدرة علي ثم قال: قاتلك الله تتعدى الفتيا وتقتل الحرام، وتقول والله ما علم عمر حتى سأل الذي إلى جنبه، أما تقرأ كتاب الله فإن الله تعالى يقول:{يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} ثم أخذ بمجامع ردائي فقلت يا أمير المؤمنين، إني لا أحل لك مني أمرا
1 خششاءة: هو العظم الناتئ خلف الأذن. انتهى. النهاية "2/34".
ردعه: الردع العنق: أي سقط على رأسه فاندقت عنقه. انتهى. النهاية "2/214". ب.
2 ذو العوينتين: الجاسوس. انتهى. تاج العروس.
فنماها: يقال: نميت الحديث أنميه إذا بلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير فإذا بلغته على وجه الإفساد والنميمة، قلت: نميته، بالتشديد. انتهى. النهاية "5/121". ب.
حرمه الله عليك، ثم أرسلني ثم أقبل علي فقال: إني أراك شابا فصيح اللسان فسيح الصدر وقد يكون في الرجل عشرة أخلاق: تسعة حسنة وواحدة سيئة فيفسد الخلق السيء التسعة الصالحة، فاتق عثرات الشباب. "عب هق"1
12788-
عن عبد الله بن عمار أنه أقبل مع معاذ بن جبل وكعب الأحبار في أناس محرمين من بيت المقدس بعمرة حتى إذا كنا ببعض الطريق وكنت على نار نصطلي، مرت به رجل من جراد فأخذ جرادتين فقتلهما ونسى إحرامه، ثم ذكر إحرامه فألقاهما فلما قدمنا المدينة دخل القوم على عمر، ودخلت معهم فقص كعب قصة الجرادتين على عمر قال عمر: إن حمير تحب الجراد ما فعلت في نفسك؟ قال: درهمين قال: بخ درهمان خير من مائة جرادة افعل ما فعلت في نفسك. "الشافعي ق".
12789-
"مسند عثمان رضي الله عنه" عن عبد الرحمن بن حاطب
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج باب جزاء الصيد "5/181".
ففي الحديث روايتان الأولى في آخرها: فاتق طيرات الشباب.
وفي الرواية الثانية: وإياك وعثرة الشباب. وكلا الحديثين عن قبيصة بن جابر الأسدي انتهى. ص.
أنه اعتمر مع عثمان في ركب فأهدي له طائر فأمرهم بأكله، وأبى أن يأكله، فقال له عمرو بن العاص: أنأكل مما لست منه آكلا، فقال: إني لست في ذاكم مثلكم، إنما أصيد لي وأصيب باسمي. "قط ق".
12790-
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأيت عثمان بن عفان بالعرج1 وهو محرم في يوم صائف قد غطى وجهه بقطيفة أرجوان2 ثم أتي بلحم صيد، فقال لأصحابه: كلوا فقالوا: لا نأكل إلا أن تأكل أنت، فقال: إني لست كهيئتكم إنما صيد من أجلي. "مالك والشافعي ق".
12791-
عن عثمان أنه قضى في أم حبين بحلان من الغنم. "ق"3
12792-
عن القاسم أن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت ومروان بن الحكم كانوا يخمرون وجوههم وهم حرم. "الشافعي ق".
12793-
"مسند علي رضي الله عنه" عن عبد الله بن الحارث
1 بالعرج: وهو بفتح العين وسكون الراء: قرية جامعة من عمل الفرع على أيام من المدينة. النهاية "3/204". ب.
2 قطيفة: كساء له خمل، أرجوان: صوف أحمر. والحديث: رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب ما لا يحل للمحرم أكله من الصيد رقم "85" ص.
3 مر برقم "12786" مع بيان عزوه وتفسيره اللغوي انتهى. ص.
بن نوفل قال: أقبل عثمان إلى مكة فاستقبلت بقديد فاصطاد أهل الماء حجلا فطبخناه بماء وملح فقدمناه إلى عثمان وأصحابه فأمسكوا، فقال عثمان: صيد لم نصده ولم نأمر بصيده، اصطاده قوم حل فأطعموناه فما بأس به، فبعث إلى علي فجاء فذكر له، فغضب علي وقال: انشد رجلا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتى بقائمة حمار وحش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا قوم حرم فأطعموه أهل الحل فشهد اثنا عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال علي: أنشد الله رجلا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتى ببيض النعام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا قوم حرم أطعموه أهل الحل فشهد دونهم من العدة من الاثنى عشر، قال: فثنى عثمان وركه من الطعام فدخل رحله وأكل الطعام أهل الماء. "حل د وابن جرير وصححه الطحاوي ع هق"1
12794-
عن علي أتى النبي صلى الله عليه وسلم لحم صيد وهو محرم فلم يأكله. "حم ع والطحاوي".
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج - باب فدية النعام
…
"5/182".
ورواه أبو داود في السنن كتاب المناسك - باب لحم الصيد للمحرم. رقم "1832" ص.
12795-
عن ابن عباس قال: قال علي في بيض النعام يصيبه المحرم تحمل الفحل على إبلك، فإذا تبين لك لقاحها سميت عدد ما أصبت من البيض فقلت: هذا هدي ليس ضمانها عليك فما صلح من ذلك صلح وما فسد فليس عليك كالبيض منه ما يصلح ومنه ما يفسد فعجب معاوية من قضاء علي فقال ابن عباس: فلم تعجب معاوية؟ ما هو إلا ما يباع به البيض في السوق ويتصدق. "مسدد".
12796-
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تأكل لحم صيد وأنت محرم. "ابن مردويه".
12797-
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدي له لحم صيد وهو محرم. فرده. "ابن مردويه".
12798-
عن علي قال أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم لحم صيد فأبى أن يأكله، وقال: لا آكله وأنا محرم. "ابن مردويه".
12799-
عن علي قال: من قبل امرأته وهو محرم فليهرق دما. "ق" وقال منقطع.
12800-
عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: حج عثمان بن عفان فحج علي معه، فأتي عثمان بلحم صيد صاده حلال فأكل منه ولم يأكله
علي فقال عثمان: والله ما صدنا ولا أمرنا ولا أشرنا، فقال علي: وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما. "ابن جرير".
12801-
عن الحسن أن عمر بن الخطاب لم يكن يرى بأسا بلحم الصيد للمحرم، وكرهه علي بن أبي طالب. "ابن جرير".
12802-
عن علي في الضبع شاة إذا عدا على المحرم فليقتله فإن قتله من قبل أن يعدو عليه، فعليه شاة مسنة. "ش".
12803-
عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن محرمون، فأهدي لنا لحم صيد وهو راقد، فمنا من أكل، ومنا من تورع ولم يأكل فاستيقظ طلحة فوافق من أكله وقال: أكلناه مع رسول الله. "ابن جرير وأبو نعيم".
12804-
عن محمد بن المنكدر قال، حدثنا شيخ لنا عن طلحة بن عبيد الله قال: سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن لحم صيد صاده حلال ليأكله المحرم لا بأس به أو قال: نعم. "ابن جرير".
12805-
عن محمد بن الزبير قال: دخلت مسجد دمشق فإذا بشيخ قد التقت ترقوتاه1 من الكبر، فقلت له: يا شيخ من أدركت؟
1 ترقوتاه: التراقي: جمع ترقوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان من الجانبين. ووزنها فعلوة بالفتح. انتهى. النهاية "1/187" ب.
قال: النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: فما غزوت؟ قال: اليرموك، قلت: حدثني بشيء سمعته، قال: خرجت مع فتية من عك والأشعريين حجاجا فأصبنا بيض نعام، فذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فأدبر وقال: اتبعوني حتى انتهى إلى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب في حجرة منها فأجابته امرأة فقال: أثم أبو حسن؟ فقالت: لا هو في المقناة1 فأدبر وقال: اتبعوني حتى انتهى إليه فقال: مرحبا يا أمير المؤمنين قال: إن هؤلاء فتية من عك والأشعريين أصابوا بيض نعام وهم محرمون، قال: ألا أرسلت إلي؟ قال: أنا أحق بإتيانك قال: يضربون الفحل قلايص2 أبكارا بعدد البيض، فما نتج منها أهدوه، قال عمر: فإن الإبل تجرح قال علي: والبيض تمرق، فلما أدبر قال: اللهم لا تنزلن شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي. "كر".
12806-
عن عمير بن سلمة الضمري قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالروحاء فإذا بحمار في بعض أحياء الروحاء فيه سهم قد عقر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه فإنه يوشك أن يأتي صاحبه فأتى رجل من بهز فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حمار عقرته وهذا سهمي فيه
1 المقناة: أي موضع لا تطلع عليه الشمس. انتهى. النهاية "4/111". ب،
2 قلائص: هي في الأصل جمع قلوص وهي الناقة الشابة النهاية "4/100" ب.
فشأنكم وشأنه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقسمه على القوم وهم حرم، ثم مضيا حتى إذا كنا بالأثاية1 إذا نحن بظبي حاقف2 على جبل فيه سهم فنظر إليه الناس فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقال: قف ههنا حتى يمر الرفاق لا يريبه أحد بشيء فجعل يذب الناس عنه حتى نفدوا. "ابن جرير".
12807-
عن عطاء عن محمد بن زيد لدة النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتي بلحم صيد فرده وقال: إنا حرم. "الحسن بن سفيان وأبو حاتم الرازي في الوحدان؟؟ وأبو نعيم في المعرفة" ورجاله ثقات.
12808-
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدي له وشيقة3 ظبي وهو محرم فردها. "ابن جرير".
12809-
عن سعيد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشقة حمار يقطر دما وهو ما بين مكة والمدينة فتركه وقال: اصطيد ونحن محرمون. "ابن جرير".
1 بالأثاية: الموضع المعروف بطريق الجحفة إلى مكة، وهي فعالة وبعضهم يكسر همزتها. انتهى. النهاية "1/24". ب.
رواه الموطأ بطوله كتاب الحج باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد رقم "80"، وأخرجه النسائي كتاب مناسك الحج باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد. انتهى. ص.
2 حاقف: أي نائم قد انحنى من نومه. أه النهاية "1/413" ب.
3 الوشيقة: أن يؤخذ اللحم فيقلى قليلا ولا ينضج ويحمل في الأسفار، وقيل: هي القديد. النهاية "5/188". ص.
12810-
عن طاوس أن رجلا أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخذ أروية1 وهو محرم فرده عليه فظن الرجل إنما رده لموجدته به عليه فقال: إنما رددته من أجل أني محرم. "ابن جرير".
"مفسد الحج وأحكام الفوات"
12811-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن عطاء أن عمر بن الخطاب قال في محرم بحجة أصاب امرأته وهي محرمة قال: يقضيان حجهما وعليهما الحج من قابل من حيث كانا أحرما ويفترقان حتى يتما حجهما. "هق"2
12812-
عن عمر قال: من أدرك ليلة الفجر قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج، ومن لم يقف حتى يصبح فقد فاته الحج. "هق".
12813-
عن سليمان بن يسار أن أبا أيوب الأنصاري خرج حاجا حتى إذا كان بالبادية من طريق مكة أضل رواحله، ثم إنه قدم على عمر بن الخطاب يوم النحر فذكر ذلك له فقال له عمر: إصنع كما يصنع المعتمر ثم قد حللت، فإذا أدركت الحج قابلا فاحجج وأهد ما استيسر من الهدى. "مالك هق"3
1 الأروية: هي الشاة الواحدة من شياه الجبل وجمعها أروى. انتهى. النهاية "2/280" ص.
2 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/167 و 168". ص.
3 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب هدي من فاته الحج رقم "162" ص.
12814-
عن سليمان بن يسار أن هبار بن الأسود حدثه أنه جاء يوم النحر وعمر بمنحر فقال: يا أمير المؤمنين؛ أخطأنا كنا نرى هذا اليوم يوم عرفة فقال له عمر: اذهب إلى مكة فطف بالبيت سبعا وبين الصفا والمروة ومن معك، ثم انحر هديا إن كان معك، ثم احلقوا أو قصروا وارجعوا فإذا كان حج قابل فحجوا وأهدوا، فمن لم يجد هديا فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم. "الصابوني في المائتين ق"1
12815-
مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبا هريرة سئلوا عن رجل أصاب أهله وهو محرم؟ فقالوا: ينفذان لوجههما حتى يقضيا حجهما، ثم عليهم الحج من قابل والهدي، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: فإذا أهلا بالحج عام قابل تفرقا حتى يقضيا حجهما2
12816-
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه سئل عن رجل محرم وقع بامرأته فأرسله إلى عبد الله بن عمر، فذهب فسأله فقال: بطل حجه قال: فيقعد؟ قال: لا بل يخرج مع الناس فيصنع ما يصنعون، فإذا أدركه قابل حج وأهدى، ثم سأل ابن عباس فقال مثل قول ابن عمر
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب هدى من فاته الحج رقم "163" ص.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب هدى المحرم إذا أصاب أهله رقم "160" ص.
قال عمرو: أقول مثل ما قالا. "كر".
12817-
عن الأسود قال: سألت عمر عن رجل فاته الحج، قال: يحل بعمرة وعليه الحج من قابل. "ش ق".
12818-
عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال: سمعت عمر وجاءه رجل في وسط أيام التشريق وقد فاته الحج فقال عمر: طف بالبيت وبين الصفا والمروة وعليك بالحج من قابل. "ق".
" الإحصار"
12819-
عن أبي أسماء مولى عبد الله بن جعفر أنه كان مع عبد الله بن جعفر فخرج معه من المدينة فمروا على الحسين بن علي وهو مريض بالسقيا فأقام عليه عبد الله بن جعفر حتى إذا خاف الفوات خرج وبعث إلى علي بن أبي طالب وأسماء بنت عميس وهما بالمدينة فقدما عليه، ثم إن حسينا أشار إلى رأسه فأمر علي برأسه فحلق ثم نسك عنه بسقيا فنحر عنه بعيرا. "مالك هق"1
12820-
عن ابن عمر قال: لما كان الهدي دون الجبال التي تطلع على وادي الثنية عرض له المشركون، فردوا وجوه بدنه فنحر
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج "5/218". ص.
رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث حبسوه وهي الحديبية، وحلق وتأسى به ناس فحلقوا وتربص آخرون، قالوا: لعلنا نطوف بالبيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله المحلقين، قيل: والمقصرين قال: رحم الله المحلقين ثلاثا. "ش".
12821-
عن مروان أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عام صدوه فلما انتهى إلى الحديبية اضطرب في الحل وكان مصلاه في الحرم فلما كتبوا القضية وفرغوا منها دخل الناس من ذلك أمر عظيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس، انحروا واحلقوا وأحلوا فما قام رجل من الناس، ثم أعادها فما قام رجل من الناس، ثم أعادها فما قام أحد من الناس، ثم دخل على أم سلمة فقال: ما رأيت ما دخل على الناس فقالت: يا رسول الله، فاذهب فانحر هديك، واحلق وأحل فإن الناس سيحلون فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق وأحل. "ش".
"ما يباح للمحرم"
12822-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن طارق بن شهاب قال: أصبنا حيات بالرمل ونحن محرمون فقتلناهن، فقدمنا على عمر بن الخطاب، فسألناه فقال: هن عدو فاقتلوهن حيث وجدتموهن. "عب ش والأزرقي".
12823-
عن سويد بن غفلة قال: أمرنا عمر بن الخطاب بقتل الحية والعقرب والزنبور والفأرة ونحن محرمون. "عب ش والأزرقي".
12824-
عن عمير بن الأسود قال: سألت عمر قلت: ما تقول الخفين للمحرم؟ فقال: هما نعلا من لا نعل له. "ش".
12825-
عن عمر قال: لا تضره لو التحف به حتى يخرج إحدى يديه. "ش".
12826-
عن ربيعة بن أبي عبد الله الهدير1 أنه رأى عمر بن الخطاب يقرد2 بعيرا له في الطين بالسقيا وهو محرم. "مالك والشافعي هق".
12827-
عن ابن عباس قال: ربما قال لي عمر بن الخطاب: تعال أنا صلك في الماء أينا أطول نفسا ونحن محرمون. "الشافعي هق".
1 ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي المدني روى عن عمر وغيره، ذكره ابن حبان في الثقات توفي سنة 93. تهذيب التهذيب "3/257" والحديث رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب ما يجوز للمحرم أن يفعله رقم "93". ص.
2 يقرد: التقريد: نزع القردان من البعير، وهو الطبوع الذي يلصق بجسمه. انتهى. النهاية "4/36".
12828-
عن أبي الشعثاء قال: سألت ابن عمر عن لحم الصيد يهديه الحلال للحرام قال: كان عمر يأكله فقلت: إنما أسألك عن نفسك أتأكله؟ فقال: كان عمر خيرا مني. "كر".
12829-
عن الأسود أن كعبا قال لعمر: إن ناسا استفتوني في لحم صيد أهدى محل لمحرم أيأكله؟ فما أفتيتهم؟ فقال: أفتيتهم أن يأكلوه، قال: لو أفتيتهم بغير ذلك لم تكن فقيها. "ابن جرير".
12830-
عن الحسن أن عمر وأبا هريرة كانا لا يريان بأسا بأكل لحم الصيد إذا لم يصد له يعني للمحرم. "ابن جرير".
12831-
عن عطاء بن أبي رباح أن عمر بن الخطاب قال ليعلى بن منية وهو يصب على عمر ماء وهو يغتسل: اصبب على رأسي فلن يزيده الماء إلا شعثا1 "مالك".
12832-
عن أبي هريرة أنه مر به قوم محرمون بالربذة، فاستفتوه في لحم صيد وجدوا ناسا أحلة يأكلونه، فأفتاهم بأكله، ثم قال: قدمت على ابن الخطاب فسألته عن ذلك؟ فقال: بم أفتيتهم؟ قلت: أفتيتهم بأكله، فقال عمر: لو أفتيتهم بغير ذلك لأوجعتك. "مالك ق"2
1 شعثا: أي تفرقا فلا يكون متلبدا. النهاية "2/478". ب.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج - باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد رقم "82" ص.
12833-
عن عطاء بن يسار أن كعب الأحبار أقبل من الشام في ركب حتى إذا كانوا ببعض الطريق وجدوا لحم صيد فأفتاهم كعب بأكله فلما قدموا على عمر بن الخطاب ذكروا ذلك له فقال: من أفتاكم بهذا؟ قالوا: كعب قال: فإني قد أمرته عليكم حتى ترجعوا، فلما كان ببعض الطريق صادفوا جرادا فأفتاهم كعب أن يأخذوه فيأكلوه فلما قدموا على عمر ذكروا له ذلك، فقال: ما حملك على أن تفتيهم بهذا؟ فقال كعب: هو من صيد البحر، فقال عمر: وما يدريك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، والذي نفسي بيده، إن هو إلا نثرة حوت ينثره1 في كل عام مرتين. "مالك"2
12834-
عن الحارث بن عبد الرحمن أنه أخبره من رأي عمر يغتسل بعرفة وهو يلبي. "ش".
12835-
"مسند عثمان رضي الله عنه" عن نبيه بن وهب3.
1 نثرة حوت: أي عطسته. انتهى. النهاية "5/15". ب.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد رقم "83" ص.
3 نبيه بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة قال النسائي ثقة توفي سنة 26 هـ تهذيب التهذيب "10/418".
والحديث رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب جواز مداواة المحرم عينيه رقم "1204" ص.
أنه رمدت عينه وهو محرم فأراد أن يكحلها فنهاه أبان بن عثمان وأمره أن يضمدها1 بالصبر، وزعم أن عثمان أنه حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك. "حم والحميدي والدارمي والبغوي م د ت وأبو عوانه حب ق".
12836-
عن الطبراني في الصغير حدثنا محمد بن جعفر بن سفيان بن الوليد بن الرسان عن المعافي بن عمران عن جعفر بن برقان2 عن ميمون بن مهران عن عمران بن أبان عن عثمان بن عفان في المحرم يدخل البستان ويشم الريحان.
12837-
عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المحرم إذا اشتكى عينه يضمدها بالصبر. "ابن السني وأبو نعيم معا في الطب".
12838-
عن ابن وهب أن عمر بن عبيد الله بن معمر، اشتكى
1 يضمدها بالصبر: أي جعله عليها وداواها به، وأصل الضمد: الشد.
يقال: ضمد رأسه وجرحه إذا شده بالضماد، وهي خرقة يشد بها العضو المؤوف. ثم قيل لوضع الدواء على الجرح وغيره وإن لم يشد. النهاية "3/99".
والصبر بكسر الباء: الدواء المر. انتهى. المختار من صحاح اللغة ص 281. ب.
2 جعفر بن برقان الكلابي، ثقة ضابط الحديث ميمون من الطبقة الثامنة، وتوفي 151 هـ. تهذيب التهذيب "2/86". ص.
عينه وهو محرم فنهاه أبان بن عثمان وأمره أن يضمدها بالصبر والمر1 قال: وحدثنا عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك أنه كان يقوله. "ابن السني وأبو نعيم".
12839-
عن أبي جعفر أن عمر أبصر على عبد الله بن جعفر ثوبين مصبوغين وهو محرم، فقال: ما هذا؟ فقال: على ما إخال2 أحدا يعلمنا السنة فسكت عمر. "الشافعي وابن منيع ق".
12840-
عن عكرمة أن عمر بن الخطاب وابن عباس كانا يتغاطان3 وهما محرمان. "سعيد بن أبي عروبة في المناسك".
"نكاح المحرم"
12841-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن أبي غطفان4 بن
1 والمر: المر دواء كالصبر سمي به لمرارته. النهاية "4/316" ب.
2 ما إخال: أي ما أظن أحدا يعلمنا السنة من خلت إخال إذا ظننت. النهاية "2/93". ب.
3 يتغاطان: أي يتغامسان في الماء، يغط كل واحد منهما صاحبه. انتهى. النهاية "3/373". ب.
4 أبو غطفان بن طريف المدني اسمه سعد ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة وقال النسائي: ثقة. تهذيب التهذيب "12/199".
رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب نكاح المحرم رقم "72" ص.
طريف المري أن أبا طريف تزوج امرأة وهو محرم فرد عمر بن الخطاب نكاحه. "مالك والشافعي ق".
12842-
عن عثمان قال: المحرم لا ينكح ولا يخطب على نفسه ولا على من سواه. "ع".
12843-
عن علي قال: أيما رجل تزوج وهو محرم انتزعنا منه امرأته ولم نجز نكاحه."مسدد ق".
12844-
عن علي قال: من تزوج وهو محرم نزعنا منه امرأته. "عد ق".
12845-
عن علي قال: لا ينكح المحرم وإن نكح رد نكاحه. "ق".
فصل في بعض أحكام الحج
"نيابة الحج"
12846-
عن علي أن امرأة من خثعم شابة قالت: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير قد أقعد1 أدركته فريضة الله على عباده في الحج لا يستطيع أداءها فهل يجزئ عنه أن أؤديها عنه؟ قال: نعم. "الشافعي ق".
12847-
عن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي أن رجلا أتي عليا فقال: كبرت وضعفت وفرطت في الحج؟ قال: إن شئت جهزت رجلا يحج عنك. "ابن جرير".
12848-
عن بريدة قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أمي ماتت ولم تحج حجة الإسلام، أفأحج عنها؟ قال: نعم فحجي عنها. "ابن جرير".
12849-
عن بريدة أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن أمي ماتت ولم تحج، فيجزئ أن أحج عنها؟ قال: أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يجزئ عنها؟ قالت: نعم قال: فدين الله أحق أن يقضى. "ابن جرير".
1 أقعد: المقعد الذي لا يقدر على القيام، لزمانة به، كأنه قد ألزم القعود. النهاية "4/86" ب.
12850-
عن ابن عباس قال: حدثني الحصين بن عوف قال: قلت يا رسول الله إن أبي أدرك الحج ولا يستطيع أن يحج إلا معترضا؟ فصمت ساعة ثم قال: حج عن أبيك. "الحسن بن سفيان وابن جرير طب وأبو نعيم".
12851-
عن موسى بن عبيدة أخي عبد الله بن عبيدة عن حصين بن عوف الخثعمي أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبي كبير ضعيف وقد علم شرائع الإسلام لا يستمسك على بعير، فأحج عنه؟ قال: أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيا عنه؟ قال: نعم، قال: فدين الله أحق، قال: فحج عنه ابنه وهو حي. "طب وأبو نعيم".
12852-
عن عبد الله بن الزبير قال: جاء رجل من خثعم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي أدركه الإسلام وهو شيخ كبير لا يستطيع ركوب الرحل والحج مكتوب عليه، أفأحج عنه؟ قال: أنت أكبر ولده؟ قال: نعم، قال أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته أكان يجزئ؟ قال: نعم قال: فحج عنه. "ابن جرير".
12853-
عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: إن أبي لم يحج، أفأحج عنه؟ قال: نعم إنك إن لم تزده خيرا لم تزده شرا. "ابن جرير".
12854-
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن امرأة نذرت أن تحج فماتت، فأتى أخوها النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك؟ فقال: أرأيت لو كان على أختك دين أكنت قاضيه؟ قال: نعم قال: فالله أحق بالوفاء. "ابن جرير".
12855-
عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا من خثعم قال: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير، وأنه لا يثبت على الرحل، أفأحج عنه؟ قال: نعم. "ابن جرير".
12856-
عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا قال: يا نبي الله، إن أبي مات ولم يحج، أفأحج عنه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيه؟ قال: نعم، قال: فحق الله أحق. "ابن جرير".
12857-
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من جهينة فقالت: يا رسول الله إن أمي ماتت ولم تحج، أفأحج عنها؟ قال: أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان مجزئا عنها؟ قالت: نعم قال: فدين الله أحق أن يقضى. "ابن جرير".
12858-
عن عطاء عن ابن عباس قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لم يحج أفأحج عنه؟ قال: فقال: لو كان على أبيك دين
فقضيته عنه أكان يجزئ عنه؟ قال: نعم فحج عنه. "ابن جرير".
12859-
عن موسى بن سلمة قال: قلت لابن عباس أكون في هذه المغازي فأعتق عن أمي أفيجزئ عنها؟ فقال ابن عباس: أمرت امرأة سنان بن عبد الله الجهني أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمها توفيت ولم تحج أفيجزئ عنها أن تحج عنها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو كان على أمها دين أكان يجزئ عنها؟ قال: نعم قال: فلتحج عن أمها. "ابن جرير".
12860-
عن سليمان بن يسار أن عبد الله بن عباس أخبره أن امرأة من خثعم استفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إن فريضة الله في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يستوى على الراحلة فهل يقضى أن أحج عنه؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، حجي عن أبيك أرأيت إن كان على أبيك دين فقضيته عنه ألا ترين أنك قد أديت عنه؟ قالت: بل قال: فحق الله أحق. "ابن جرير".
12861-
عن عبيد الله بن عباس أخ لعبد الله بن عباس قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال: يا رسول الله إن أمه عجوز كبيرة إن حزمها خشي أن يقتلها، وإن حملها لم تستمسك، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم
أن يحج عنها - وفي لفظ - فقال: حج عن أمك. "ابن جرير وابن منده كر".
12862-
عن سليمان بن يسار عن الفضل بن عباس قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فأتته امرأة فقالت: إن أبي أدرك الإسلام وهو شيخ كبير لا يستطيع الحج أفأحج عنه؟ فقال: أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيت عنه أليس كان قضاء. "ابن جرير".
12863-
عن محمد عن رجل أن الفضل بن عباس قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال: يا رسول الله إن أمي عجوز كبيرة إن حملتها لم تستمسك، وإن ربطتها خشيت أن أقتلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيا عنها؟ قال: نعم قال: فأحجج عن أمك. "ابن جرير".
12864-
عن أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير ولا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن وقد أدركه الإسلام أفأحج عنه؟ قال: حج عن أبيك واعتمر. "ابن جرير".
12865-
عن سودة بنت زمعة قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير ولم يحج؟ قال: أرأيت لو كان
على أبيك دين فقضيته عنه؟ قال: نعم قال: فإن الله أرحم، حج عن أبيك. "ابن جرير".
12866-
عن طارق بن عبد الرحمن قال: قلت لسعيد بن المسيب رجل مات ولم يحج يجزئه أن يحج عنه ابنه؟ قال: نعم إنما هو كالدين ثم قال: كان ذلك على عهد نبي الله صلى الله عليه وسلم فرخص له في ذلك أن يحج عنه. "ابن جرير".
12867-
عن سنان بن عبد الله الجهني أن عمته حدثته أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن أمي توفيت وعليها مشي إلى الكعبة نذرا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتستطيعين تمشين عنها؟ قالت: نعم، قال: فامشي عن أمك، قالت: أو يجزئ ذلك عنها؟ قال: نعم، قال: أرأيت لو كان عليها دين لرجل فقضيته هل كان يقبل منك؟ قالت: نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله أحق بذلك. "ش وابن جرير".
"فسخ الحج"
12868-
عن البراء قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأحرمنا بالحج، فلما قدمنا مكة قال: اجعلوا حجكم عمرة فقال الناس: يا رسول الله قد أحرمنا بالحج فكيف نجعلها عمرة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظروا الذي آمركم به فافعلوا، فردوا عليه القول، فغضب، ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان، فرأت الغضب في وجهه فقالت: من أغضبك أغضبه الله؟ قال: ومالي لا أغضب وأنا آمر فلا أتبع. "ن".
12869-
عن بلال بن الحارث قال قلت: يا رسول الله فسخ الحج لنا خاصة أو لمن أتى؟ قال: بل لنا خاصة. "أبو نعيم".
12870-
عن بلال بن الحارث بن بلال عن أبيه قال قلت: يا رسول الله فسخ الحج لنا خاصة أم للناس؟ قال: بل لنا خاصة. "أبو نعيم".
"الشروط في الحج"
12871-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن سويد بن غفلة قال: قال لي عمر بن الخطاب: يا أبا أمية حج واشترط، فإن لك ما اشترطت، ولله عليك ما اشترطت. "الشافعي ق".
"نسك المرأة"
12872-
"مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه" عن القاسم بن محمد عن أبيه عن جده أبي بكر أنه خرج حاجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أسماء بنت عميس فولدت بالشجرة محمد بن أبي بكر فأتى أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمره أن تغتسل، ثم تهل بالحج وتصنع ما يصنع الناس إلا أنها لا تطوف بالبيت. "ن هـ وابن خزيمة والبزار" قال ابن المديني هذا منقطع فإن محمدا مات أبوه أبو بكر وهو ابن ثلاث سنين والقاسم لم يدرك أباه أيضا.
12873-
عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها. "ت ن وابن جرير".
12874-
عن عمر قال: حجوا هذه الذرية، ولا تأكلوا أرزاقها وتدعو أرباقها في أعناقها1 "أبو عبيد في الغريب ش وابن سعد ومسدد".
12875-
عن الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي قال: سألت عمر بن الخطاب عن المرأة تحيض قبل أن تنفر؟ قال: ليكن آخر عهدها الطواف بالبيت، فقال: كذلك أفتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
1 أرباقها: شبه ما قلدته أعناقها من الأوزار والآثام، أو من وجوب الحج بالأرباق اللازمة لأعناق البهم. انتهى. النهاية "2/190" ب.
له عمر: أربت عن ذي يديك1 سألتني عن شيء سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكيما أخالف. "ابن سعد والحسن بن سفيان وأبو نعيم وابن عبد البر في العلم".
12876-
عن أنس أن أم سليم حاضت فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنفر. "الخطيب في المتفق والمفترق".
12877-
عن سعيد بن المسيب عن أسماء بنت عميس أنها نفست بمحمد ابن أبي بكر في ذي الحليفة فسأل أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن تغتسل وتهل. "طب" قال ابن كثير: إسناده جيد.
12878-
عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع موافين لهلال ذي الحجة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أراد منكم أن يهل بعمرة فليهل، فإني لولا أني أهديت لأهللت بعمرة فكان من القوم من أهل بعمرة، ومنهم من أهل بحج فكنت أنا ممن أهل بعمرة فخرجنا حتى قدمنا مكة فأدركني يوم عرفة وأنا حائض لم أهل من عمرتي، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعي عمرتك، وانقضي رأسك، وامتشطي، وأهلي بالحج ففعلت، فلما كانت ليلة
1 أربت عن ذي يديك: أي سقطت آرابك من اليدين خاصة. انتهى. النهاية "1/35". ب.
الحصبة1 وقد قضى الله حجنا؛ أرسل معي عبد الرحمن بن أبي بكر فأردفني وخرج بي إلى التنعيم، فأهللت بعمرة فقضى الله حجنا وعمرتنا لم يكن في ذلك هدي ولا صدقة ولا صوم. "ش".
12879-
عن عائشة أن أسماء بنت عميس نفست بذي الحليفة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يأمرها أن تغتسل وتهل. "أبو نعيم في المعرفة".
12880-
عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن أسماء بنت عميس ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء، فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مرها فلتغتسل ثم تهل. "ن طب" قال ابن كثير هذا منقطع إلا أنه في حكم الموصول فإن القاسم إنما أخذه عن عائشة وغيرها من أهلهم فلما تحقق القصة أسقط الواسطة وكثيرا ما يورد في صحيحه من هذا النمط انتهى.
1 ليلة الحصبة: هي ليلة نزول الحجاج بالمحصب حين نفروا من منى بعد أيام التشريق ويسمى ذلك النزول تحصيبا والمحصب: موضع بمكة على طريق منى.
والحديث رواه مسلم بلفظه: كتاب الحج باب بيان وجوه الإحرام رقم "115" وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب الاعتمار بعد الحج بغير هدي بلفظه "3/5". ورواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب دخول الحائض رقم "232". ص.
"أحكام متفرقة"
12881-
عن عروة عن أبي بكر وعمر قال: لا يحل الحاج حتى يوم النحر. "الطحاوي".
12882-
عن عروة أن أبا بكر وعمر كانا يقدمان وهما مهلان بالحج فلا يحل منهما حرام إلى يوم النحر. "ش".
12883-
عن علي في المحرم إذا لم يجد نعلين لبس خفين، وإذا لم يجد إزارا لبس سراويل. "ش".
12884-
عن علي قال: من اضطر إلى ثوب وهو محرم فلم يكن له إلا قباء فلينكسه فيجعل أعلاه أسفله ثم ليلبسه. "ش".
12885-
عن جابر قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه إذ شق قميصه حتى خرج منه فقيل له، فقال: إني واعدتهم أن يقلدوا هديي اليوم فنسينا. "ابن النجار".
12886-
عن ابن عباس أن رجلا كان مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم فوقصته1 ناقته فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغسلوه بماء وسدر2 وكفنوه في ثوبيه فلا تخمروا رأسه فإن الله يبعثه يوم القيامة
1 فوقصته: الوقص: كسر العنق. النهاية "5/214" ب.
2 وسدر: السدر: شجر النبق انتهى. النهاية "2/353" ب.
ملبيا. "ش"1
12887-
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عمن قدم نسكه شيئا قبل شيء فجعل يقول: لا حرج لا حرج. "ابن جرير وأبو نعيم في تاريخه وابن النجار".
12888-
عن ابن عباس أن رجلا قال: يا رسول الله إني طفت بالبيت قبل أن أرمي قال: لا حرج. "ابن جرير".
12889-
عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، زرت قبل أن أرمي؟ قال: ارم ولا حرج، قال: حلقت قبل أن أرمي؟ قال: ارم ولا حرج، قال: يا رسول الله ذبحت أو نحرت قبل أن أرمي؟ قال: ارم ولا حرج. "ابن جرير".
12890-
عن عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رجل: ذبحت قبل أن أرمي الجمرة؟ قال: لا حرج، وقال له رجل: حلقت قبل أن أذبح؟ قال: لا حرج فما سئل عن شيء يومئذ إلا جعل يوميء بيده ويقول: لا حرج. "ابن جرير".
12891-
عن عكرمة قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
1 والحديث رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب ما يفعل بالمحرم إذا مات رقم "1206". فلا تخمروا: التخمير التغطية. انتهى. ص.
عن أحد قدم شيئا بعد شيء إلا قال وهو يومئ بيديه كليهما: لا حرج لا حرج. "ابن جرير".
12892-
عن عبد الله بن عمر [وبن العاص] قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم بمنى في حجة الوداع يسألونه فجاء رجل فقال: يا رسول الله لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح؟ قال: اذبح ولا حرج، وجاءه آخر فقال: ذبحت قبل أن أرمي قال: ارم ولا حرج، فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: اصنع ولا حرج. "ش خ م د ت ن هـ"1
12893-
عن ابن جريج عن عطاء قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أفضت قبل أن أرمى؟ قال: ارم ولا حرج. "ابن جرير".
12894-
عن ابن عمر قال: غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى فمنا المكبر ومنا الملبي. "ابن جرير".
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب الفتيا على الدابة عند الجمرة "2/215" وعن عبد الله بن عمرو بن العاص.
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب من حلق قبل النحر رقم "1306" وما بين الحاصرتين استدركته من الصحيحين.
والترمذي كتاب الحج باب ما جاء فيمن حلق رقم "916" وقال: حسن صحيح. ص.
"ذيل الحج"
12895-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن سعيد بن جبير أن عمر بن الخطاب أراد أن يفرض على كل جيل في كل عام ناسا يحجون فرأى تسارع الناس في ذلك فتركه. "رسته في الإيمان".
12896-
عن إسماعيل بن أمية أن عمر بن الخطاب أخرج الرقيق والدواب من مكة ولم يكن يدع أحدا يبوب داره، حتى استأذنته هند بنت سهيل قالت: إنما أريد بذلك إحراز متاع الحاج وظهرهم، فأذن لها فعملت بابين على دارها. "الأزرقي ق".
12897-
عن مجاهد قال: كان عمر وعثمان يرجعانهن حواج ومعتمرات من الجحفة وذي الحليفة. "عب".
12898-
عن عبد الرحمن بن أحمد بن عطية قال: سئل علي بن أبي طالب عن الوقوف بالجبل ولم لم يكن بالحرم؟ قال: لأن الكعبة بيت الله والحرم باب الله، فلما قصدوه وافدين أوقفهم بالباب يتضرعون قيل: يا أمير المؤمنين فالوقوف بالمشعر؟ قال: لأنه لما أذن لهم بالدخول وقفهم بالحجاب الثاني وهو المزدلفة فلما أن طال تضرعهم أذن لهم بتقريب قربانهم بمنى، فلما أن قضوا تفثهم وقربوا قربانهم، فتطهروا بها من
الذنوب التي كانت عليهم أذن لهم بالوفادة إليه على الطهارة، قيل: يا أمير المؤمنين فمن أين حرم الله الصيام أيام التشريق؟ قال: لأن القوم زوار الله وهم في ضيافته ولا يجوز لضيف أن يصوم دون إذن من أضافه، قيل: يا أمير المؤمنين، فتعلق الرجل بأستار الكعبة لأي معنى هو؟ قال: مثل الرجل بينه وبين آخر جناية فيتعلق بثوبه ويتنصل ويستجدي له ليهب له جنايته. "هب".
12899-
عن جابر قال: اطلعت امرأة من هودج لها ومعها صبي فقالت: يا رسول الله ألهذا حج؟ قال: نعم ولك أجر. "كر".
12900-
عن جابر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسير بعرفة، فأخرجت امرأة صبيا لها من هودج فقالت: يا رسول الله ألهذا من حج؟ قال: نعم ولك أجر. "ن".
12901-
عن أبي مالك الأشجعي أن الحسن بن الحارث الجدلي أخبره أن أمير مكة خطبهم فقال: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك للرؤية، فإن لم نره وشهد شاهدا عدل نسكنا لشهادتهما، فسألت الحسن بن الحارث من أمير مكة؟ قال: هو الحارث بن حاطب أخو محمد بن حاطب. "أبو نعيم".
"جامع النسك"
12902-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن ابن عمر قال: خطب عمر الناس بعرفة فخبرهم عن مناسك الحج قال فيما يقول: إذا كان بالغداة إن شاء الله تعالى فدفعتم من جمع فمن رمى الجمرة القصوى التي عند العقبة بسبع حصيات، ثم انصرف فنحر هديا إن كان له ثم حلق أو قصر فقد حل له ما حرم عليه من شأن الحج إلا طيبا ونساء، ولا يمس أحد طيبا ولا نساء حتى يطوف بالبيت. "مالك ق"1
12903-
عن علي قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فقال: هذا الموقف وعرفة كلها موقف، وأفاض حيث غابت الشمس وأردف أسامة فجعل يعنق2 على بعيره والناس يضربون الإبل يمينا وشمالا لا يلتفت إليهم ويقول: السكينة أيها الناس، ثم أتى جمعا فصلى بهم الصلاتين المغرب والعشاء، ثم بات حتى أصبح، ثم أتى قزح، فقال: هذا الموقف وجمع كلها موقف، ثم سار حتى أتى محسرا فوقف عليه فقرع ناقته فخبت3 حتى جاز الوادي، ثم حبسها، ثم أردف الفضل وسار
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحج باب الإفاضة رقم "230". ص.
2 يعنق: من الاعناق وهو الإسراع أي يسرع على بعيره. انتهى. النهاية "3/310" ب.
3 فخبت: الخبب: ضرب من العدو تقول: خب الفرس يخب بالضم خبأ =
حتى أتى الجمرة فرماها حتى أتى المنحر، فقال: هذا المنحر ومنى كلها منحر واستفتته جارية من خثعم فقالت: إن أبي شيخ كبير قد أقعد وقد أدركته فريضة الله في الحج هل يجزئ عنه أن اؤدي عنه؟ قال: نعم، فأدى عن أبيك ولوى عنق الفضل، فقال له العباس: يا رسول الله لم لويت عنق ابن عمك؟ قال: رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما ثم جاءه رجل آخر فقال: يا رسول الله، إني أفضت قبل أن أحلق؟ قال: احلق أو قصر ولا حرج، ثم أتى إلى البيت فطاف به، ثم أتى زمزم فقال: يا بني عبد المطلب سقايتكم ولولا أن يغلبكم الناس عليها لنزعت1 "حم ع ش وروى بعضه. "ابن وهب" في مسنده د ت وقال حسن صحيح وابن خزيمة وابن الجارود وابن جرير ق"2
وخببا وخبيبا. إذا راوح بين يديه ورجليه، أي قام على إحداهما مرة وعلى الأخرى مرة. انتهى."1/117" الصحاح للجوهري. ب.
1 لنزعت: قال النووي: معناه لولا خوفي أن يعتقد الناس من مناسك الحج فيزدحمون عليه بحيث يغلبونكم ويدفعونكم على الاستقاء لاستقيت معكم لزيادة فضيلة هذا الاستقاء. انتهى. تحفة الأحوذي "3/627". ب.
2 رواه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء أن عرفة كلها موقف رقم "885" وقال حديث حسن صحيح. وأبو داود كتاب المناسك باب الدفعة من عرفة رقم "1903" ص.
"أذكار المناسك"
12904-
عن ابن عمر أنه كان يدعو بهذا الدعاء على الصفا والمروة وبعرفات وبين الجمرتين وفي الطواف: اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك، اللهم جنبني حدودك، اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك، ويحب رسلك، ويحب عبادك الصالحين، اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى رسلك وإلى عبادك الصالحين، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى واغفر لي في الآخرة والأولى، واجعلني من أئمة المتقين، اللهم إنك قلت: ادعوني أستجب لكم وأنك لا تخلف الميعاد، اللهم إذ هديتني للإسلام فلا تنزعني منه ولا تنزعه مني حتى تقبضني وأنا عليه. "حل".
"حجة الوداع"
12905-
عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجته: أتدرون أي يوم أعظم حرمة؟ قلنا يومنا هذا، قال: أفتدرون أي بلد أعظم حرمة؟ قلنا: بلدنا هذا قال: فأي شهر أعظم حرمة؟ قلنا: شهرنا هذا، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. "ابن أبي عاصم في الديات".
12906-
عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجته: أتدرون أي يوم أعظم حرمة؟ فقلنا: يومنا هذا قال: فأي بلد أعظم حرمة؟ فقلنا: بلدنا هذا، قال: فأي شهر أعظم حرمة؟ قلنا: شهرنا هذا، قال: فإن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا. "ش".
12907-
عن يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث حدثني أبي عن جده الحارث بن عمرو أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو على ناقته العضباء فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، استغفر لي، فقال: غفر الله لكم ثم استدرت إلى الشق الآخر رجاء أن يخصني، فقلت: استغفر لي فقال: غفر الله لكم، فقال رجل: يا رسول الله الفرائع والعتائر1 فقال: من شاء فرع ومن شاء لم يفرع، ومن شاء عتر ومن شاء لم يعتر وفي الغنم أضحيتها، ثم قال: ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا وبلدكم هذا وشهركم هذا. "أبو نعيم".
1 الفرائع والعتائر: الفرعة بفتح الراء والفرع أول ما تلده الناقة كانوا يذبحونه لآلهتهم، فنهى المسلمون عنه. وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام ثم نسخ انتهى. النهاية "3/435".
والعتيرة: شاة تذبح في رجب انتهى. النهاية "3/178". ب.
12908-
عن عتبة بن عبد الملك السهمي قال: حدثني زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو السهمي أن الحارث بن عمرو حدثه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنى أو بعرفات وتجيء الأعراب فإذا رأوا وجهه قالوا: هذا وجه مبارك، قلت: يا رسول الله؛ استغفر لي قال: اللهم اغفر لنا فدرت، فقلت: يا رسول الله، استغفر لي فقال: اللهم اغفر لنا فدرت فقلت: يا رسول الله، استغفر لي فقال: اللهم اغفر لنا، فذهب يبزق فقال بيده فأخذ بزاقه فمسح بها نعله كره أن يصيب به أحدا ممن حوله ثم قال: أيها الناس، أي يوم هذا وأي شهر هذا إن دماءكم فذكر نحوه. "أبو نعيم".
12909-
عن سهل بن حسين الباهلي حدثني زرارة عن الحارث السهمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم مثله فأهوى نبي الله صلى الله عليه وسلم فمسح وجهه فما زالت نضرة1 عن وجهه حتى هلك. "أبو نعيم".
12910-
عن أبي مخشي بن حجير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال: أيها الناس أي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام قال: فأي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام قال: فأي يوم هذا؟ قالوا يوم النحر
1 نضرة: والنضرة بوزن البصرة الحسن والرونق اهـ المختار من صحاح اللغة "527". ب.
قال: ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا كحرمة شهركم هذا فيبلغ شاهدكم غائبكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. "أبو نعيم".
12911-
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن1 من الشوك وشذبن2 عن رؤس القوم، ثم عمد إليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال: أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر النبي الذي من قبله، وإني لأظن أني موشك وأن أدعي فأجيب، وأني مسؤول وأنكم مسئولون فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت فجزاك الله خيرا قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق، وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، قالوا: نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد ثم قال: أيها الناس، إن
1 فقم ما تحتهن: أي كنس ما تحتهن وفي حديث فاطمة رضي الله عنها "أنها قمت البيت حتى اغبرت ثيابها" أي كنسته. انتهى. النهاية "4/110" ب.
2 وشذبن: معنى التشذيب التقطيع والتفريق. وأصله من النخلة الطويلة التي شذب عنها جريدها: أي قطع وفرق انتهى. النهاية "2/453". ب.
الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وانا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثم قال: أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون على الحوض، حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه عدد النجوم قدحان1 من فضة وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل2 الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم، فتمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي وإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. "ابن جرير".
12912-
عن موسى بن زياد بن حذيم عن أبيه عن جده حذيم بن عمرو السعدي أنه شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقول: ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليه حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت قالوا: اللهم نعم. "أبو نعيم".
1 قدحان: أي أقداح جمع قدح، وهو الذي يؤكل فيه. انتهى. النهاية "4/20". ب.
2 الثقل: يقال لكل خطير نفيس ثقل، وفي الحديث "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي" سماها ثقلين لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما. انتهى. النهاية "1/216". ب.
12913-
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر فأقام للناس حجهم، ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من العام المقبل حجة الوداع، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر فبعث أبو بكر عمر ابن الخطاب فحج بالناس، ثم حج أبو بكر من العام المقبل، ثم استخلف عمر بن الخطاب فبعث عبد الرحمن بن عوف، ثم حج عمر إمارته كلها. "كر".
12914-
عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع وهو على ناقته فضرب على منكب علي وهو يقول: اللهم اشهد، اللهم قد بلغت هذا أخي وابن عمي وصهري وأبو ولدي، اللهم كب من عاداه في النار. "ابن النجار" وفيه إسماعيل بن يحيى.
12915-
عن ابن عمر قال: كنا نتحدث في حجة الوداع ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا لا ندري ما حجة الوداع، فحمد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه، ثم ذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره ثم قال: ما بعث الله من نبي إلا قد أنذره أمته لقد أنذره نوح والنبيون من بعده، وأنه يخرج فيكم فما خفي عليكم من شأنه فلا يخفى عليكم أنه أعور عين اليمنى كأنها عنبة طافية ثم قال: إن الله تبارك وتعالى حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم
هذا ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال: ويلكم أو قال: ويحكم انظروا ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. " كر".
12916-
عن معمر عن مطر [بن طهمان] الوراق1 عن شهر بن حوشب عن عمرو بن خارجة قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته فكنت تحت جران ناقته وإنها لتقصع2 بجرتها وإن لعابها ليسيل على كتفي فسمعته وهو يخطب بمنى: إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، وإنه ليس لوارث وصية ألا وإن الولد للفراش وللعاهر الحجر، من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير ما أنعم الله به عليه - وفي لفظ - إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل3 "ص وابن جرير عب".
1 مطر بن طهمان الوراق أبو رجاء الخراساني السلمي مولى علي سكن البصرة توفي 125 هـ. تهذيب التهذيب "10/167" ص.
2 لتقصع بجرتها: أراد شدة المضغ وضم بعض الأسنان على بعض. انتهى. النهاية "4/72".
لعابها: اللعاب ما يسيل من الفم، ولعاب النحل العسل. انتهى. الصحاح للجوهري "1/220". ب.
3 صرف ولا عدل: فالصرف: التوبة. وقيل النافلة. والعدل: الفدية. وقيل الفريضة. انتهى. النهاية "3/24". ب.
12917-
عن الثوري عن شهر بن حوشب قال: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وأن لعاب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم يسيل على فخذه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته فقال: إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي وأخذ وبرة من كاهل ناقته فقال: لا والله ولا ما يساوي هذا وما يزن هذا لعن الله من ادعى إلى غير أبيه أو تولى إلى غير مواليه، الولد للفراش وللعاهر الحجر إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث. "عب".
12918-
عن قيس بن كلاب الكلابي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ظهر الثنية ينادي الناس ثلاثا، يا ايها الناس إن الله قد حرم دماءكم وأموالكم وأولادكم كحرمة هذا اليوم من الشهر كحرمة هذا الشهر من السنة، اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت. "ابن النجار".
12919-
عن وابصة بن معبد قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقول: أيها الناس أي يوم أحرم؟ قال الناس: هذا اليوم وهو يوم النحر، قال: أي شهر أحرم؟ قال الناس: هذا الشهر قال أي بلد أحرم؟ قالوا: هذه البلدة قال: فإن دماءكم وأموالكم واعراضكم محرمة عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم
تلقونه ألا هل بلغت؟ قال الناس: نعم فرفع يديه إلى السماء اللهم اشهد يقولها ثلاثا ثم قال: ليبلغ الشاهد الغائب. "ع كر".
12920-
عن وابصة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم يوم عرفة فقال: يا أيها الناس، إني لا أراني وإياكم نجتمع في هذا المجلس أبدا فأي يوم هذا؟ قالوا: عرفة قال: فأي بلد هذا؟ قالوا: البلد الحرام قال: فأي شهر هذا؟ قالوا: الشهر الحرام قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا هل بلغت؟ اللهم اشهد. "كر".
12921-
عن أبي أمامة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا في حجة الوداع وهو على ناقته الجدعاء، فأدخل رجليه في غرزي الركاب يتطاول ليسمع الناس، فقال: ألا تسمعون فطول صوته فقال رجل من طوائف الناس: بماذا تعهد إلينا فقال: اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم قيل: يا أبا أمامة مثل من أنت يومئذ؛ قال: إني يومئذ ابن ثلاثين سنة أزاحم البعير حتى أزحزحه قربا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. "ابن جرير كر".
12922-
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم
حجة الوداع: أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم، وأطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنة ربكم. "ابن جرير كر".
12923-
عن أبي أمامة قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة فسمعته يقول: أيها الناس، اسمعوا قولي فعسيتم أن لا تروني بعد عامكم هذا فعجل رجل من الناس فقال: ماذا نصنع يا رسول الله؟ قال: تطيعون ربكم، وتصلون خمسكم وتصومون شهركم وتؤدون زكاة أموالكم وتحجون بيت ربكم وتطيعون ولاة أمركم فتدخلون جنة ربكم. "ابن جرير".
12924-
عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس ذا الحجه؟ قلنا: بلى قال: فأي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس البلد الحرام؟ قلنا: بلى قال: أي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت، حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: أليس يوم النحر، قلنا: بلى يا رسول الله قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم. "ش".
12925-
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحرم الأيام يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا إن دماءكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم قال: اللهم اشهد. "ابن النجار".
12926-
عن عمرو بن مرة عن مرة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قام فينا رسول الله على ناقة حمراء مخضرمة1 فقال: أتدرون أي يومكم هذا، أتدرون أي شهركم هذا، أتدرون أي بلدكم هذا؟ قال: فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا. "ش".
12927-
عن أم الحصين قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو على رحله وحصين في حجري وقد أدخل ثوبا من تحت إبطه. "أبو نعيم".
12928-
عن أم حصين قالت: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فرأيت أسامة وبلالا يقود بخطام راحلة النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة، ثم انصرف فوقف للناس، وقد جعل ثوبه تحت إبطه على عاتقه الأيسر فرأيت عند
1 مخضرمة: هي التي قطع طرف أذنها. انتهى. النهاية "2/42". ب.
غضروفه1 الأيمن كهيئة جمع ثم ذكر قولا كثيرا، ثم قال: اللهم اشهد هل بلغت؟ وكان فيما يقول: إن أمر عليكم مجدع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا وأطيعوا. "ن".
12929-
عن العداء بن خالد بن هوذة قال: حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فرأيته قائما في الركابين وهو يقول: أتدرون أي شهر هذا؟ أي بلد هذا؟ فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، هل بلغت؟ قالوا: نعم قال: اللهم اشهد. "ش".
12930-
عن أبي سعيد وأبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. "ابن النجار".
"دخول الكعبة"
12931-
عن عبد الله بن صفوان قال: قلت لعمر كيف صنع
1 غضروفه: أي رأس لوح كتفه الأيمن وفي صفته عليه الصلاة والسلام: "أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه" غضروف الكتف رأس لوحه. انتهى. النهاية "3/370". ب.
النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة، قال: صلى ركعتين. "د وابن سعد والطحاوي ع ق".
12932-
عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج، فلما خرج ركع في قبل البيت1 ركعتين وقال: هذه القبلة. "حم م2 والعدني ن وابن خزيمة وأبو عوانة والطحاوي".
12933-
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة. "حم ن".
12934-
عن أبي الشعثاء قال: خرجت حاجا فدخلت البيت، فلما كنت عند الساريتين مضيت حتى لزقت بالحائط وجاء ابن عمر حتى قام إلى جنبي فصلى أربعا، فلما صلى قلت له: أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ههنا أخبرني أسامة بن زيد أنه صلى، قلت فكم صلى؟ قال: على هذا أجدني ألوم نفسي، إني مكثت معه عمرا ثم لم أسأله كم صلى. "حم وابن منيع ع والطحاوي حب ش".
1 في قبل البيت: أي في مقابلة البيت لا من وراء حجاب. انتهى. النهاية "4/8" ب.
2 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب استحباب دخول الكعبة
…
رقم "1330". قبل: بضمتين وإسكان الباء.
وأخرجه الحاكم في المستدرك "1/479" وقال: صحيح. ص.
12935-
عن أسامة بن زيد قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة، فرأى في البيت صورا فدعى بدلو من ماء فأتيته به، فجعل يمحوها ويقول: قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون. "ط ش والطحاوي طب ص".
12936-
عن عطاء عن أسامة بن زيد أنه دخل هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فأمر بلالا فأجاف الباب1 والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة فمضى حتى إذا كان بين الإسطوانتين اللتين تليان باب الكعبة جلس فحمد الله وأثنى عليه وكبر وهلل وسأله واستغفره، ثم أقام حتى أتى ما استقبل من دبر الكعبة، فوضع وجهه وخده عليه وصدره ويديه وحمد الله وأثنى عليه، وسأله واستغفره، ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة فاستقبله بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله والمسألة والاستغفار، ثم خرج فصلى ركعتين مستقبل وجه الكعبة، ثم انصرف فأقبل على القبلة وعلى الباب فقال: هذه القبلة هذه القبلة. "حم ن والروياني ص".
12937-
عن أبي الطفيل قال: دخلت مع علي والحسن والحسين وابن الحنفية الكعبة فلم يصلوا فيها.
1 فأجاف الباب: أي رده وأجفت الباب، أي رددته. انتهى. الصحاح للجوهري "4/1339". ب.
12938-
عن شيبة قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فصلى فيها ركعتين فإذا فيها تصاوير، فقال: اكفني هذه فاشتد ذلك عليه فقال له رجل: طينها، ثم الطخها بزعفران ففعل. "كر".
12939-
عن عبد الرحمن الزجاج قال: أتيت شيبة بن عثمان فقلت: يا أبا عثمان زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة فلم يصل فقال: كذبوا وأبي، لقد صلى بين العمودين، ثم ألصق بهما بطنه وظهره. "ع كر".
12940-
عن ابن عمر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة والفضل وأسامة بن زيد وطلحة بن عثمان فكان أول من لقيت بلالا فقلت: أين صلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: بين هاتين الساريتين. "ش".
12941-
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في البيت ركعتين. "ابن النجار".
12942-
عن صفية بنت شيبة أخبرتني امرأة من بني سليم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من الكعبة دعا عثمان بن طلحة فسألت عثمان بن طلحة عم دعاك النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج من الكعبة؟ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن قرني الكبش نسيت أن آمرك أن تغيرهما، ولا ينبغي للمصلي أن يصلي وبين يديه شيء يشغله. "خ في تاريخه كر".
"باب في العمرة"
12943-
عن عمر قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي وقال: لا تنسنا يا أخي من دعائك، أو قال: أشركنا يا أخي في دعائك كلمة ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس. "ط وابن سعد حم د ت حسن صحيح هـ ع والشاشي ص ق"1
12944-
عن عمر قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا قبل حجه في ذي القعدة. "طس".
12945-
عن ابن عمر قال: قال عمر: افصلوا بين حجتكم وعمرتكم اجعلوا الحج في أشهر الحج، واجعلوا العمرة في غير أشهر الحج أتم لحجكم وعمرتكم. "مالك ش ومسدد ق".
12946-
عن مجاهد قال سئل عمر عن العمرة بعد الحج؟ قال: هي خير من لا شيء. "ش".
12947-
عن عمر قال: إن أتم العمرة أن تفردوها من أشهر الحج، {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} شوال وذو القعدة وذو الحجة
1 رواه الترمذي كتاب الدعوات باب 110 رقم "3562" وقال: حسن صحيح. وأبو داود في باب الدعاء رقم "1484". وابن ماجه كتاب الحج باب فضل الدعاء "2894". بلفظ: يا أخي بالتصغير. ص.
فأخلصوا فيهن الحج واعتمروا فيما سواهن من الشهور. "ق".
12948-
عن أم معقل أن زوجها جعل ناضحا له في سبيل الله وانها أرادت العمرة فسألته الناضح فأبى أن يعطيها إياه، فأتت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: أعطها إياها فإن الحج والعمرة من سبيل الله وقال لها: اعتمري في رمضان فإن عمرة رمضان تعدل حجة أو تجزئ بحجة.
"ابن زنجويه"1
12949-
عن أم سليم الأنصارية قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان أول شهر فاعتمري فيه، فإن عمرة فيه مثل حجة أو تقضي مكان حجة. "ابن زنجويه".
12950-
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر عمرتين في ذي القعدة وعمرة في شوال. "ابن النجار"2
1 أخرجه الموطأ بمعناه كتاب الحج باب جامع ما جاء في العمرة رقم 67 ص.
2 وفي سنن الترمذي كتاب الحج باب ما جاء: كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم رقم "816" وقال حديث حسن غريب.
قال اعتمر أربع عمر ولم يذكر فيه "عن ابن عباس". وذكر الحديث في الموطأ كتاب الحج باب العمرة في أشهر الحج رقم "57" ص.
كتاب الحدود من قسم الآقوال
الباب الاول: في وجوب الحدود والمسامحة فيها وما يتعلق بها
الفصل الأول: في وجوب الحدود
…
الكتاب الثاني من حرف الحاء
كتاب الحدود من قسم الأقوال
وفيه بابان
الباب الأول: في وجوب الحدود والمسامحة فيها وما يتعلق بها.
وفيه فصلان
الفصل الأول: "في وجوب الحدود"
12951-
أقيموا حدود الله في القريب والبعيد، ولا تأخذكم في الله لومة لائم. "هـ عن عبادة بن الصامت".
12952-
إنما هلك الذين من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. "حم ق 4 عن عائشة"1
12953-
أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم. "هق عن علي".
12954-
الصبي إذا بلغ خمسة عشر أقيمت عليه الحدود. "هق في الخلافيات عن أنس".
12955-
لا يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله. "حم ق2 عن أبي بردة بن نيار الأنصاري".
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب الحدود باب إقامة الحدود "8/199".
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الحدود باب قطع السارق رقم "1688".
ورواه أبو داود كتاب الحدود باب في الحد يشفع فيه رقم "4351".
والترمذي كتاب الحدود باب ما جاء في كراهية أن يشفع في الحدود رقم "1430" وقال حديث حسن صحيح. ص.
2 رواه البخاري في صحيحه كتاب المحاربين باب كم التغزير والأدب "8/216" عن أبي بردة الأنصاري.=
12956-
لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا في حد من حدود الله. "خ عن رجل"1
الإكمال
12957-
ادرؤا الحدود بالشبهات. "أبو مسلم الكجي عن عمر بن عبد العزيز" مرسلا2
12958-
خذوا له عثكالا3 فيه مائة شمراخ فاضربوه ضربة
= وهكذا في صحيح مسلم كتاب الحدود باب قدر أسواط التعزير رقم "1807" وفي مسند أحمد "4/45" عن أبي بردة بن نيار.
أبو بردة بن نيار البلوي حليف الأنصار اسمه: هانئ بن نيار بن عمرو شهد بدرا وما بعدها، توفي سنة 42 هـ. تهذيب التهذيب "12/19" وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/382" وقالا: صحيح. ص.
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب المحاربين - باب كم التعزير الأدب. "8/219". ص.
2 وأخرجه ابن السمعاني عن عمر بن عبد العزيز وقال الحافظ بن حجر وفي سنده من لا يعرف. كشف الخفاء رقم "166".
أبو مسلم الكجي، هو: الحافظ المسند إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز البصري، صاحب كتاب السنن وبقية الشيوخ وثقه الدارقطني وغيره عالما بالحديث توفي ببغداد في شهر المحرم سنة 292 وحمل إلى البصرة وقد قارب المائة. تذكرة الحفاظ للذهبي "2/620". ص.
3 عثكالا فيه مائة شمراخ: العثكال: العذق من أعذاق النخل الذي =
واحدة وخذوا سبيله. "حم طب عن سعيد بن سعد بن عبادة".
12959-
إذا غشى الرجل جارية امرأته، فإن استكرهها فهي حرة ولها عليه مثلها، وإن طاوعته فهي أمة ولها عليه مثلها. "حم سمويه عن ميمونة عن سلمة بن المحبق".
12960-
وما يمنعني لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم؛ إنه لا ينبغي للإمام إذا انتهى إليه حد إلا أن يقيمه، إن الله عفو يحب العفو، وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم. "عبد الرزاق حم وابن أبي الدنيا في ذم الغضب طب والخرائطي في مكارم الأخلاق ك ق عن ابن مسعود"1
12961-
كيف لا يشق علي وأنتم أعوان الشيطان على أخيكم. "أبو نعيم عن ابن عمر".
= يكون فيه الرطب. يقال: عثكال وعثكول، وإثكال واثكول. انتهى. النهاية "3/183".
والشمراخ: هو كل غصن من أغصان عذق النخل وهو الذي عليه البسر النهاية "2/500". ب.
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود، "4/382" وقال: صحيح الإسناد. ص.
12962-
فهلا قبل أن تأتيني به؟ إن الإمام إذا انتهى إليه حد من حدود الله أقامه "طب عن صفوان بن أمية""طب عن ابن عباس".
12963-
دعها حتى ينقطع دمها، ثم أقم عليها الحد، وأقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم. "د عن علي"1
12964-
من أذنب ذنبا فأقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته. "ابن النجار عن ابن خزيمة بن ثابت عن أبيه".
12965-
من أذنب ذنبا في الدنيا فعوقب به فالله أعدل أن يثني عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنبا في الدنيا فستر الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه. "حم وابن جرير وصححه عن علي"2
12966-
من أصاب منكم ذنبا مما نهى الله عنه فأقيم عليه حده فهو كفارة ذنبه. "الحسن بن سفيان وأبو نعيم عن خزيمة بن ثابت".
12967-
أيما عبد أصاب شيئا مما نهى الله عنه ثم أقيم عليه [حده]
1 أخرجه أبو داود كتاب الحدود - باب في إقامة الحد على المريض رقم "4449" ص.
2 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/388" وقال: صحيح الإسناد. ص.
كفر عنه ذلك الذنب. "ك عن خزيمة بن ثابت"1
12968-
من قتل صبرا كان كفارة لخطاياه. "ابن النجار عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده".
12969-
لا يمر السيف بذنب إلا محاه. "عق عن أنس".
12970-
الرجم كفارة ما صنعت. "ن طب وسمويه ص عن الشريد بن سويد"2
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/388" وقال: صحيح الإسناد. وما بين الحاصرتين من المستدرك. ص.
2 الشريد بن سويد الثقفي له صحبة وعداده في ثقيف، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه الشريد وشهد بيعة الرضوان. تهذيب التهذيب "4/332" ص.
الفصل الثاني: في التسامح والاغضاء في الحدود
12971-
ادرؤا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة. "ش ت ك هق عن عائشة"1
12972-
ادرؤا الحدود بالشبهات، وأقيلوا الكرام عثراتهم إلا في حد من حدود الله. "عد في جزء له من حديث أهل مصر والجزيرة عن ابن عباس".
12973-
ادرؤا الحدود ولا ينبغي للإمام أن يعطل الحدود. "قط هق عن علي".
12974-
ادفعوا الحدود عن عباد الله ما وجدتم له مدفعا. "هـ عن أبي هريرة".
12975-
أقيلوا ذوي الهيئآت عثراتهم إلا الحدود. "حم خد عن عائشة"2
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/384"، وقال الذهبي: قال النسائي: يزيد بن زياد شامي متروك. واخرجه الترمذي كتاب الحدود باب ماجاء في درء الحدود رقم "1424" وقال: يزيد بن زياد الدمشقي ضعيف في الحديث. ص.
2 وأخرجه أبو داود كتاب الحدود باب في الحد يشفع فيه رقم "4353"
12976-
أقيلوا السخي زلته، فإن الله آخذ بيده كلما عثر. "الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس".
12977-
إن الله يحب أن يعفى عن ذنب السري1 "ابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن لال عن عائشة".
12978-
اهتبلوا العفو عن عثرات ذوى المروءات. "أبو بكر ابن المرزبان في كتاب المروءة عن عمر".
12979-
تعافوا2 الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب. "د ن ك عن ابن عمر"3
12980-
تجافوا عن عقوبة ذي المروءة إلا في حد من حدود الله. "طس عن زيد بن ثابت".
= قال المنذري: فيه عبد الملك بن زيد: ضعيف، وقال النسائي: لا بأس به ووثقه ابن حبان فالحديث: حسن. راجع عون المعبود "12/39" ص.
1 السري: أي السخي، ومنه حديث أم زرع "فنكحت بعده سريا"، أي نفيسا شريفا. وقيل سخيا ذا مروءة. انتهى. النهاية "3/363" ب.
2 تعافوا الحدود: أي تجاوزو عنها ولا ترفعوها إلي، فإني متى علمتها أقمتها النهاية "3/265" ب.
3 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/383" وقال: صحيح وأبو داود كتاب الحدود باب يعفى عن الحدود رقم "4354" ص.
12981-
تجافوا عن عقوبة ذي المروءة. "أبو بكر بن المرزبان في كتاب المروءة طب في مكارم الأخلاق عن ابن عمر".
12982-
تجافوا عن ذنب السخي، فإن الله تعالى أخذ بيده كلما عثر. "قط في الأفراد عن ابن مسعود".
12983-
تجاوزوا عن ذنب السخي وزلة العالم وسطوة السلطان العادل فإن الله تعالى أخذ بيدهم كلما عثر عاثر منهم. "خط عن ابن عباس".
12984-
تجاوزوا لذوي المروءة عن عثراتهم، فو الذي نفسي بيده إن أحدهم ليعثر وإن يده لفي يد الله. "ابن المرزبان عن جعفر بن محمد" مرسلا.
12985-
هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليه يعني ماعزا. "د ك عن نعيم بن هزال"1
12986-
يا هزال لو سترته بثوبك لكان خيرا لك. "حم د ك عن نعيم بن هزال"2
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/363" وقالا: صحيح.
وأخرجه أبو داود في سننه كتاب الحدود عن ماعز بن مالك رقم "4396" ص.
2 أخرجه أبو داود كتاب الحدود باب الستر على أهل الحدود رقم "4355" والحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/363" وقالا: صحيح. ص.
الإكمال
12987-
أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم. "قط خط عن ابن مسعود""الحاكم في الكنى عن أنس""حب ق والعسكري في الأمثال عن عائشة".
12988-
أقيلوا ذوي الهيئة عثراتهم1 إلا حدا من حدود الله. "ابن جرير والعسكري عن عائشة".
1؟؟ راجع كشف الخفاء للعجلوني فقد أطال البحث عند هذا الحديث رقم "488" وقال ابن حجر في التحفة: للحديث المشهور من طرق ربما يبلغ درجة الحسن بل صححه ابن حبان بغير استثناء. انتهى. من كشف الخفاء "1/162" ص".
الباب الثاني: في انواع الحدود
الفصل الأول: في الزنا
الفرع الاول: في الوعيد على الزنا
…
الباب الثاني: في أنواع الحدود
وفيه فصول أربعة
الفصل الأول: في الزنا
وفيه خمسة فروع
الفرع الأول: في الوعيد على الزنا
12989-
الزنا يورث الفقر. "القضاعي هب عن ابن عمر".
12990-
الزاني بحليلة جاره لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه ويقول له: ادخل النار مع الداخلين. "الخرائطي في مساوي الأخلاق عن ابن عمر".
12991-
من زنى خرج منه الإيمان فإن تاب تاب الله عليه. "طب عن شريك".
12992-
إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء فإذا زنى العبد نزع منه سربال الإيمان، فإذا تاب رد عليه. "هب عن أبي هريرة".
12993-
من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه. "ك عن أبي هريرة".
12994-
ما ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له. "ابن أبي الدنيا عن الهيثم بن مالك الطائي".
12995-
من قعد على فراش مغيبة قيض الله له ثعبانا يوم القيامة. "حم عن أبي قتادة".
12996-
المقيم على الزنا كعابد وثن. "الخرائطي في مساوي الأخلاق وابن عساكر عن أنس".
12997-
إن التي تورث المال غير أهله، عليها نصف عذاب الأمة. "عب عن ثوبان".
12998-
من زنى زني به ولو بحيطان داره. "ابن النجار عن أنس".
12999-
إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان على رأسه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه.ى "د ك عن أبي هريرة"1
13000-
إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله. "طب عن ابن عباس".
1 رواه أبو داود كتاب الحدود باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصاته. رقم "4665". ص.
13001-
اشتد غضب الله على الزناة. "أبو سعد الجرباذقاني في جزئه وأبو الشيخ في عواليه فر عن أنس".
13002-
اشتد غضب الله على امرأة أدخلت على قوم ولدا ليس منهم يطلع على عوراتهم ويشركهم في أموالهم. "البزار عن ابن عمر".
13003-
إن الله تعالى يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفر إلا البغي بفرجها والعشار. "طب عد عن عثمان بن أبي العاص".
13004-
إن الزناة يأتون تشتعل وجوههم نارا. "طب عن عبد الله بن بشر"1
13005-
إن السموات السبع والأرضين السبع والجبال لتلعن الشيخ الزاني، وإن فروج الزناة ليؤذي أهل النار نتن ريحها. "البزار عن بريدة"2
13006-
أوشك أن تستحل أمتي فروج النساء والحرير. "ابن
1 ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب الحدود باب ذم الزنا "6/255" وقال: رواه الطبراني من طريق محمد بن عبد الله بن بسر عن أبيه ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. ص.
2 روى عن بريدة موقوفا ومرفوعا رواهما البزار وفي إسناديهما صالح بن حبان وهو ضعيف. مجمع الزوائد "6/255". ص.
عساكر عن علي".
13007-
إياكم والزنا، فإن فيه أربع خصال: يذهب البهاء عن الوجه، ويقطع الرزق، ويسخط الرحمن والخلود في النار. "طس عد عن ابن عباس"1
13008-
أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في شيء، ولن يدخلها الله جنته، وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله تعالى منه وفضحه على رؤس الأولين والآخرين يوم القيامة. "د ن هـ حب ك عن أبي هريرة"2
13009-
السحاق بين النساء زنا بينهن. "طب عن واثلة"3
13010 -
سحاق النساء زنا بينهن. "هب عن واثلة".
13011-
عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آباءكم
1 فيه عمرو بن جميع وهو متروك. مجمع الزوائد "6/255". ص.
2 رواه أبو داود كتاب النكاح باب التغليظ في الانتفاء رقم "2246".
وابن ماجه كتاب الفرائض باب من أنكر ولده رقم "3743".
وقال في الزوائد: هذا إسناد ضعيف، فيه يحيى بن حرب. ص.
3 رواه أبو يعلى ولفظه: سحاق النساء بينهن زنا، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد "6/256" ص.
تبركم أبناؤكم، ومن أتاه أخوه متنصلا1 فليقبل ذلك منه محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض. "ك عن أبي هريرة"2
13012-
عفوا تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن اعتذر على أخيه المسلم من شيء بلغه منه، فلم يقبل عذره لم يرد علي الحوض. "طس عن عائشة".
13013-
عفوا تعف نساؤكم. "أبو القاسم بن بشران في أماليه عد عن ابن عباس".
13014-
عشر خصال عملها قوم لوط بها أهلكوا وتزيدها أمتي بخلة3 والخذف ولعبهم بالحمام وضرب الدفوف، وشرب الخمور، وقص اللحية، وطول الشارب والصفير والتصفيق، ولباس الحرير، ويزيدها أمتي بخلة إتيان النساء بعضهن بعضا. "ابن عساكر عن الحسن" مرسلا.
1 متنصلا: أي انتفى من ذنبه واعتذر إليه. النهاية "5/67". ب.
2 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب البر والصلة "4/154".
وقال الذهبي: فيه سويد ضعيف. ص.
3 بخلة: الخلة مثل الخصلة وزنا ومعنى. انتهى. المصباح المنير "1/246" ب" إتيان الرجال بعضهم بعضا ورميهم بالجلاهق "الجلاهق: بضم الجيم، البندق المعمول من الطين؛ الواحدة جلاهقة. المصباح المنير "1/146" ب.
13015-
لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها، فإن الزانية التي تزوج نفسها. "هـ عن أبي هريرة"1
الإكمال
13016-
إن أعمال أمتي تعرض على في كل يوم جمعة واشتد غضب الله على الزناة. "حل عن أنس"2
13017-
الزنا يورث الفقر. "هب عد ك في تاريخه والقضاعي عن ابن عمر".
13018-
لا ينظر الله عز وجل إلى الشيخ الزاني والعجوز الزانية. "طب في السنة عن أبي هريرة"3
13019-
يا شباب قريش، لا تزنوا ألا من حفظ فرجه فله الجنة. "ك عن ابن عباس".
1 رواه ابن ماجه كتاب النكاح باب لا نكاح إلا بولي رقم "1882".
وقال في الزوائد: في إسناده جميل بن الحسين العتكي، قال مسلمة الأندلسي: ثقة وباقي رجال الإسناد ثقات. ص.
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/179".
3 رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن سهل ولم أعرفه: وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد "6/255". ص.
13020-
يا فتيان قريش، لا تزنوا فإنه من أسلم له شبابه دخل الجنة. "طب هب عن ابن عباس".
13021-
يا معشر شباب قريش، احفظوا فروجكم، ولا تزنوا ألا من حفظ فرجه فله الجنة.
"طب هب عن ابن عباس".
13022-
يا معشر المسلمين؛ اتقوا الزنا، فإن فيه ست خصال: ثلاث في الدنيا، وثلاث في الآخرة، فأما اللواتي في الدنيا، فيذهب ببهاء الوجه ويورث الفقر وينقص العمر، وأما اللاتي في الآخرة فيورث السخط وسوء الحساب والخلود في النار. "الخرائطي في مساوي الأخلاق حل هب* وضعفه* وأبو الفتح الراشدي في جزئه والرافعي عن حذيفة".
13023-
لا يدخل الجنة من زنى بذات محرم. "عب عن مجاهد" مرسلا.
13024-
لا يدخل الجنة من أتى ذات محرم. "الخرائطي عن ابن عمرو""طب حل عن ابن عباس".
13025-
التي تورث المال غير أهله، عليها نصف عذاب الأمة. "عب عن الحكم بن ثوبان" مرسلا.
13026-
على كل نفس من بني آدم كتب حظ من الزنا أدرك
ذلك لا محالة، فالعين زناها النظر، والرجل زناها المشي، والأذن زناها الاستماع، واليد زناها البطش، واللسان زناه الكلام، والقلب أن يتمنى ويصدق ذلك أو يكذبه الفرج. "ك عن أبي هريرة".
الفرع الثاني: في مقدمات الزنا والخلوة بالأجنبية
13027-
رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما. "حم ت عن علي"1
13028-
لا تلجوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم [قلنا ومنك؟ قال] ومني ولكن الله أعانني عليه فأسلم. "حم ت عن جابر"2
13029-
[ألا] لا يبيتن رجل عند امرأة في بيت إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم. "م عن جابر"3
1 رواه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء أن عرفة كلها موقف رقم "885" من حديث طويل أوله: هذه عرفة، وقال حديث: حسن صحيح. ص.
2 ما بين الحاصرتين استدركته من سنن الترمذي كتاب الرضاع باب رقم 17 رقم 1172 وقال: حديث غريب. ص.
3 ما بين الحاصرتين من صحيح مسلم كتاب السلام باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها رقم 2171. =
13030-
أو كلما نفرنا في سبيل الله تخلف أحدهم له نبيب كنبيب1 التيس منح إحداهن الكثبة2 من اللبن، لا أقدر على أحدهم إلا نكلت به. "حم م عن جابر بن سمرة""م عن أبي سعيد"3
13031-
لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان. "حم م عن ابن عمر"4
13032-
لا يفضين5 رجل إلى رجل، وامرأة إلى امرأة، إلا إلى ولد أو والد. "د عن أبي هريرة"6
= ورواية الصحيح: "ثيب". بدل من: "في بيت" كما تراه وهكذا هو في نسخ بلادنا. كما ذكره في الصحيح "4/1710" ص.
1 نبيب النبيب: صوت التيس عند السفاد. انتهى. النهاية "4/5". ب.
2 الكثبة: أي بالقليل من اللبن والكثبة: كل قليل جمعته من طعام أو لبن أو غير ذلك، والجمع كثب. انتهى. النهاية "4/151". ب.
3 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحدود باب من اعترف على نفسه بالزنى، رقم "1694". ص.
4 رواه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب تحريم الخلوة على الأجنبية رقم "2173". ومعنى المغيبة: هي التي غاب عنها زوجها. ص.
5 لا يفضين: أي لا يعلمه بالسر الذي بينه وبين زوجته، يقال: أفضيت إليه بالسر إذا أعلمته به. انتهى. المصباح المنير "2/652" ب.
6 رواه أبو داود كتاب الحمام باب في التعري رقم "4000" قال المنذري فيه: رجل مجهول.=
الإكمال
13033-
أما بعد فما بال أقوام إذا غزونا تخلف أحدهم في عيالنا له نبيب كنبيب التيس أما إني علي أن لا أوتي بأحد فعل ذلك إلا نكلت به. "ك عن أبي سعيد".
13034-
مثل الذي يجلس على فراش المغيبة مثل الذي ينهشه أسود من أساود يوم القيامة. "طب والخرائطي في مساوي الأخلاق عن ابن عمرو"1
13035-
إياك والخلوة بالنساء، فو الذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما، وليزحم رجل خنزيرا متلطخا بطين أو حمأة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له. "طب عن أبي أمامة".
13036-
إياكم ونساء الغزاة، فإن حرمتهن كحرمة أمهاتكم. "أبو الشيخ عن أنس".
= والحديث أخرجه الترمذي كتاب الاستئذان، والنسائي في الزنية.
راجع عون المعبود "11/61". ص.
1 أورده الهيثمي في مجمع الزوائد "6/258" وقال رواه الطبراني ورجاله ثقات. ص.
13037-
لا تدخلوا على النساء ولو كن كنائنا، قالوا: يا رسول الله افرأيت الحمو1 قال: الحمو الموت. "طب عن عقبة بن عامر".
13038-
لا تدخلوا على هؤلاء المغيبات فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، قيل: يا رسول الله ومنك؟ قال: ومني إلا أن الله أعانني عليه فأسلم. "ن عن جابر".
13039-
لا تلجوا على المغيبات، فإن الشيطان يجري مجرى الدم. "حل عن ابن مسعود".
13040-
لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يخلوا بامرأة ليست ذات محرم ومعها ذو محرم.
"عب عن طاوس" مرسلا.
13041-
لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع محرم. "طب هب عن ابن عباس".
13042-
لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما. "طب عن سليمان بن بريدة عن أبيه"2
13043-
لا يدخل رجل على امرأة إلا ومعها محرم من دخل
1 الحمو: الحم أحد الأحماء: أقارب الزوج. النهاية "1/448" ب.
2 وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب العلم "1/114" وهو فقرة من حديث طويل وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. ص.
فليعلم أن الله معه. "هب عن ابن عباس".
13044-
لا يدخلن رجل على امرأة ولا يسافر معها إلا ومعها ذو محرم. "ق عن ابن عباس".
13045-
لأن يكون في رأس رجل مشط من حديد حتى يبلغ العظم خير من أن تمسه امرأة ليست له بمحرم. "هب عن معقل".
13046-
لعن الله بيتا يدخله مخنث. "ابن النجار عن ابن عباس".
13047-
يا أنة اخرج من المدينة إلى حمراء الأسد فليكن بها منزلك ولا تدخلن المدينة إلا أن يكن للناس عيد فتشهده. "الباوردي عن عائشة".
"النظر"
13048-
لكل ابن آدم حظه من الزنا، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان المنطق، والأذنان زناهما الاستماع، واليدان تزنيان، فزناهما البطش، والرجلان تزنيان، فزناهما المشي، والفم يزني فزناه القبل. "د عن أبي هريرة"1
13049-
إن الله تعالى كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك
1 رواه أبو داود كتاب النكاح باب في ما يؤمر به من غض البصر رقم "2139". ص.
ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. "ق د عن أبي هريرة"1
13050-
إذا رأى أحدكم المرأة التي تعجبه فليرجع إلى أهله حتى يقع بهم فإن ذلك معهم. "حب عن جابر".
13051-
إن المرأة إذا أقبلت أقبلت في صورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة تعجبه، فليأت أهله فإن الذي معها مثل ما معها. "ت حب عن جابر"2
13052-
لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد. "حم م د ت عن أبي سعيد" وروى "هـ" صدره.
13053-
يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست
1 رواه أبو داود كتاب النكاح - باب في ما يؤمر به من غض البصر، رقم "2138". وقال المنذري: أخرجه البخاري ومسلم كتاب القدر رقم "2657". والنسائي عون المعبود شرح سنن أبي داود "6/190" ص.
2 رواه الترمذي كتاب الرضاع باب ما جاء في الرجل يرى المرأة تعجبه رقم "1158" وقال: صحيح حسن غريب. ص.
لك الآخرة. "حم د ت ك عن بريدة"1
13054-
إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته فليأت أهله فإن البضع2 واحد ومعها مثل الذي معها. "خط عن عمر".
13055-
زنا العين النظر. "ابن سعد طب عن علقمة بن الحارث"3
13056-
إن المراة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه. "حم د عن جابر".
13057-
زنا اللسان الكلام. "أبو الشيخ عن أبي هريرة".
13058-
اصرف بصرك. "حم م 3 عن جرير".
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب النكاح "2/194" وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي على التصحيح.
ورواه أبو داود كتاب النكاح باب في ما يؤمر به من غض البصر رقم "2135" والترمذي كتاب الأدب باب ما جاء في نظرة المفاجأة رقم "2777" وقال: حسن غريب. ص.
2 البضع: يطلق على عقد النكاح والجماع معا، وعلى الفرج. انتهى. النهاية "1/133". ب.
3 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "7/77" عن علقمة بن الحويرث الغفاري، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد "6/256" وقال: رواه الطبراني، وجد محمد بن مطرف لم أعرفه وبقية رجاله ثقات ص.
13059-
ما من مسلم ينظر امرأة أول رمقة1 ثم يغض بصره إلا أحدث الله تعالى له عبادة يجد حلاوتها في قلبه. "حم طب عن أبي أمامة".
13060-
إياكم والدخول على النساء. "حم ق ن عن عقبة بن عامر".
13061-
إ ياكم ومحادثة النساء فإنه لا يخلو رجل بامرأة ليس لها محرم إلا هم بها. "الحكيم في كتاب أسرار الحج عن سعد بن مسعود".
13062-
العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرجلان تزنيان، والفرج يزني. "حم طب عن ابن مسعود".
13063-
غضوا الأبصار، واهجروا الدعار2 واجتنبوا أعمال أهل النار. "طب عن الحكم بن عمير".
13064-
كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى،
1 أول رمقة: أي أول نظرة يقال: رمقه بعينه رمقا من باب قتل أطال النظر إليه. انتهى. المصباح المنير "1/326" ب.
2 الدعار: الدعارة: الفساد والشر ورجل داعر: خبيث مفسد، ومنه حديث عدى "فأين دعار طيء" أراد بهم قطاع الطريق. انتهى. النهاية "2/119". ب.
ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. "م عن أبي هريرة"1
13065-
لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. "طب عن معقل بن يسار".
الإكمال
13066-
أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه. "حم د ت حسن صحيح عن أم سلمة"2
13067-
إن المرأة سهم من سهام إبليس، فمن رأى امرأة ذات جمال فغض بصره عنها ابتغاء مرضاة الله أعقبه الله عبادة يجد لذتها. "ابن النجار عن أبي هريرة".
13068-
إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه. "طب عن ابن مسعود".
13069-
مرت بي فلانة فوقعت في نفسي شهوة النساء، فقمت
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب القدر باب قدر على ابن آدم حظه من الزنا وغيره رقم "21" ص.
2 رواه أحمد في مسنده عن أم سلمة "6/296" والترمذي كتاب الأدب باب ما جاء في احتجاب النساء من الرجال رقم "2778" وقال: حسن صحيح. ص.
إلى بعض أهلي فوضعت شهوتي فيها وكذلك فافعلوها، فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال. "حم والحكيم طب عن أبي كبشة".
13070-
أيما رجل رأى امرأة فأعجبته فليقم إلى أهله، فإن معها مثل الذي معها. "هب عن ابن مسعود".
13071-
إنه يكره للنساء أن ينظرن إلى الرجال، كما يكره للرجال أن ينظروا إلى النساء. "طب عن أم سلمة" وضعف.
13072-
إياك والنظرة بعد النظرة، فإن الأولى لك والثانية عليك. "الحاكم في الكنى عن بريدة".
13073-
النظرة الأولى خطأ، والثانية عمد، والثالثة تدمر، ونظر المؤمن في محاسن المرأة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها من خشية الله ورجاء ما عنده آتاه الله بذلك عبادة تبلغه لذتها. "حل عن ابن عمر".
13074-
اصرف بصرك. "حم م ت حسن صحيح ن عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جده" قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة قال فذكره. مر برقم [13058] .
13075-
النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة فمن تركها من خوف الله أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه. "ك وتعقب عن حذيفة".
13076-
النظرة إلى محاسن المرأة سهم من سهام إبليس مسمومة فمن صرف بصره عنها رزقه الله عبادة يجد حلاوتها. "الحكيم عن علي".
13077-
لا تملئوا أعينكم من أبناء الملوك، فإن لهم فتنة أشد من فتنة العذارى. "عد وابن عساكر عن أبي هريرة" وفيه عمرو بن عمرو الطحان حدث بالبواطيل عن الثقات قال "عد" هذا الحديث موضوع وقال في الميزان هو من بلاياه1
13078-
من نظر إلى عورة أخيه متعمدا لم يقبل الله له صلاة أربعين ليلة. "ابن عساكر عن أبي هريرة".
13079-
نظر الرجل إلى عورة أخيه كنظره إلى الفرج الحرام. "الحاكم في الكنى والديلمي عن ابن عمر".
13080-
لا يحل لرجل أن ينظر إلى سوءة أخيه. "عد والحاكم في الكنى وابن عساكر عن ابن عمر".
13081-
كان خطيئة داود النظر. "الديلمي عن سمرة".
13082-
لتغضن أبصاركم، ولتحفظن فروجكم، ولتقيمن وجوهكم، أو ليكسفن وجوهكم.
"طب عن أبي أمامة".
1 ذكره العجلوني في كشف الخفاء رقم "3053" قال في اللآلئ: موضوع. ص.
ذيل الفصل من الإكمال
13083-
لا تباشر المرأة المرأة إلا وهما زانيتان، ولا يباشر الرجل الرجل إلا وهما زانيان.
"طب عن أبي موسى".
13084-
لا يباشر الرجل الرجل في الثوب الواحد، ولا تباشر المرأة المرأة في الثوب الواحد.
"حم ص عن جابر".
13085-
لا يباشر الرجل الرجل، إلا الولد والوالد. "ك في تاريخه عن أبي هريرة".
13086-
لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة. "حم طب ك عن ابن عباس".
13087-
لا يباشر رجل رجلا ولا امرأة امرأة، ولا يحل الرجل أن ينظر إلى عورة رجل ولا المرأة إلى عورة المرأة. "عبد الرزاق عن زيد بن أسلم" مرسلا.
الفرع الثالث: "في ولد الزنا
"
13088-
ولد الزنا شر الثلاثة إذا عمل بعمل أبويه. "طب هق عن ابن عباس"1
13089-
فرخ الزنا لا يدخل الجنة. "عد عن أبي هريرة".
13090-
ولد الزنا شر الثلاثة. "حم د ك هق عن أبي هريرة".
13091-
ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء. "ش ك عن عائشة".
الإكمال
13092-
لا تزال أمتي بخير متماسك أمرها ما لم يظهر فيهم ولد الزنا فإذا ظهروا خشيت أن يعمهم الله تعالى بعقاب. "حم طب عن ميمونة"2
1 رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ ومندل وثق وفيه ضعف. مجمع الزوائد "6/257" ص.
2 وفيه محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين ومحمد بن إسحاق قد صرح بالسماع فالحديث صحيح أو حسن. مجمع الزوائد "6/257".
راجع مسند أحمد بن حنبل "6/333" وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. ص.
13093-
لا يبغي على الناس إلا ولد بغي، والابن فيه عرق منه. "طب عن أبي موسى".
13094-
لا يبغي على الناس إلا ولد عنه أو فيه شيء منه. "الخرائطي وابن عساكر عن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن جده".
13095-
لا يدخل الجنة ولد الزنا، ولا ولده ولا ولد ولده. "ابن النجار عن أبي هريرة".
13096-
لا يدخل الجنة ولد زنية 1 "ق عن ابن عمرو".
13097-
إن الله عز وجل درأ لجهنم من ذرأ2 كان ولد الزنا فيمن ذرأ لجهنم. "الديلمي عن ابن عمر".
1 ولد زنية: الزنية بالفتح والكسر: آخر ولد الرجل والمرأة كالعجزة. النهاية "2/317" ب.
2 ذرأ: أي خلق. يقال ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءا إذا خلقهم. انتهى. النهاية "2/156" ب.
الفرع الرابع: "في حد الزنا
"
13098-
خذوا عني خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب1 بالثيب جلد مائة والرجم. "حم م 4 عن عبادة بن الصامت".
13099-
لو رجمت أحدا بغير بينة لرجمت هذه. "ق عن ابن عباس".
13100-
الإحصان إحصانان: إحصان نكاح، وإحصان عفاف. "ابن أبي حاتم طس وابن عساكر عن أبي هريرة عن عبد الله".
13101-
الثيبان يجلدان ويرجمان، والبكران يجلدان وينفيان. "ك في تاريخه عن أبي".
13102-
والذي نفسي بيده، لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة والغنم رد عليك2، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأة هذا الرجم، واغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها. "حم
1 والثيب: الثيب من ليس ببكر ويقع على الذكر والأنثى. انتهى. النهاية "1/231" ب.
2 رد عليك: أي مردود عليك يقال أمررد إذا كان مخالفا لما عليه أهل السنة وهو مصدر وصف به. النهاية "1/231" ب.
ق 4 عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني".
13103-
إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان، وإذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان. "هق عن أبي موسى".
13104-
إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها ولا يثرب، ثم إن زنت فليجلدها ولا يثرب1 ثم إن زنت الثالثة فليبعها ولو بحبل من شعر. "حم ق د ت عن أبي هريرة وزيد بن خالد"2
13105-
إذا زنت الأمة فاجلدوها ثم إن زنت فبيعوها ولو بضفير3 "حم عن عائشة".
13106-
كفى بالسيف شاهدا. "هـ عن سلمة بن المحبق".
1 ولا يثرب: أي لا يوبخها ولا يقرعها بالزنا بعد الضرب. انتهى. النهاية "1/209" ب.
2 رواه الترمذي كتاب الحدود - باب ما جاء في إقامة الحد على الإماء رقم "1440" وقال: حسن صحيح.
رواه أبو داود كتاب الحدود باب في الأمة تزني ولم تحصن رقم "4446" وقال المنذري: أخرجه مسلم، والنسائي وابن ماجه وأخرجه البخاري تعليقا. عون المعبود "12/168".
وابن ماجه كتاب الحدود باب إقامة الحدود على الإماء رقم "2566".
وقال في الزوائد: في إسناده عمار بن أبي فروة - ضعيف. ص.
3 الضفير: الحبل المفتول من الشعر. انتهى. النهاية "3/93" ب.
الإكمال
13107-
إذا اعترف الرجل بالزنا سبع مرات فأمر به ليرجم ثم هرب ترك. "الديلمي عن أبي هريرة".
13108-
لا نقتل ما في بطنك لأجلك، اذهبي حتى تضعي. "ابن عساكر عن أنس". إن امرأة قالت: يا رسول الله، إن في بطني حدثا فأقم علي حد الله قال: فذكره.
13109-
لو كنت راجما أحدا بغير بينة لرجمت فلانة، فقد ظهر منها الريبة في منطقها وهيئتها، ومن يدخل عليها. "هـ طب عن ابن عباس"1
13110-
كفى بالسيف شاهدا إني أخاف أن يتتابع في ذلك السكران والغيران2 "هـ عن سلمة ابن المحبق"3
1 رواه ابن ماجه كتاب الحدود باب من أظهر الفاحشة رقم "2559" وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. ص.
2 والغيران: أي الغيور، يقال: رجل غيور وغيران والمرأة غيور وغيرى. انتهى. المصباح المنير "2/627" ب.
3 رواه ابن ماجه كتاب الحدود باب الرجل يجد مع امرأته رجلا رقم "2606". وقال في الزوائد: في إسناده قبيصة بن حريث، قال البخاري في حديثه نظر وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإسناد موثقون. ص.
13111-
يا أبا ذر، ألم تر إلى صاحبكم غفر له وأدخل الجنة، يعني الذي رجم. "حم عن أبي ذر".
13112-
يا هزال بئس ما صنعت بيتيمك لو سترت عليه بطرف ردائك لكان خيرا لك.
"ابن سعد عن يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه عن جده"1
13113-
أذكركم بالله الذي نجاكم من آل فرعون وأقطعكم البحر وظلل عليكم الغمام وأنزل عليكم المن والسلوى وأنزل عليكم التوراة على موسى أتجدون في كتابكم الرجم. "د عن عكرمة" مرسلا2
"حد الأمة من الإكمال"
13114-
إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ثلاثا بكتاب الله، فإن عادت فليبعها ولو بحبل من شعر.
"ت حسن صحيح عن أبي هريرة".
13115-
إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يعيرها ولا يقيدها ثم إذا زنت فليجلدها ولا يعيرها ولا يقيدها، ثم إذا زنت الثالثة فليبعها ولو بحبل من شعر. "عب وابن جرير عن أبي هريرة".
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى بطوله "4/ 324". ص.
2 أخرجه أبو داود كتاب الشهادات باب الذمى كيف يستحلف رقم "3609" وقال المنذري: مرسل. ص.
13116-
إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يثرب عليها فإن عادت فليجلدها فإن عادت فليبعها ولو بضفير من شعر. "ش عن أبي هريرة".
13117-
إن الأمة قد ألقت فروة رأسها. "ش عن عطاء" *مرسلا.
الفرع الخامس: في حد اللواطية واتيان البهيمة
…
الفرع الخامس: في حد اللواطة وإتيان البهيمة
13118-
من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به. "حم 4 قط ك هق والضياء عن ابن عباس"1
13119-
إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط. "حم ت هـ ك عن جابر"2
13120-
من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط نقله الله إليهم حتى يحشر معهم. "خط عن أنس".
13121-
من وجدتموه وقع على بهيمة، فاقتلوه واقتلوا البهيمة.
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/355" وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي على التصحيح. ص.
2 أخرجه في المستدرك "4/357" وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
وابن ماجه كتاب الحدود باب من عمل عمل قوم لوط رقم "2563" ص.
"ت ك عن ابن عباس".
13122-
من وقع على ذات محرم فاقتلوه، ومن وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة. "هـ ك عن ابن عباس"1
13123-
من أتى بهيمة؛ فاقتلوه واقتلوها معه. "د عن ابن عباس"2
الإكمال
13124-
ارجموا الأعلى والأسفل، ارجموها جميعا [يعني الذي يعمل عمل قوم لوط] . "هـ عن أبي هريرة"3
13125-
اقتلوا الفاعل والمفعول به في عمل قوم لوط، والبهيمة والواقع على البهيمة ومن وقع على ذات محرم فاقتلوه. "حم عن ابن عباس".
1 رواه ابن ماجه كتاب الحدود باب من أتى ذات محرم ومن أتى بهيمة رقم "2564" وعن ابن عباس. ص.
2 رواه أبو داود كتاب الحدود باب فيمن أتى بهيمة رقم "4440".
وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد "6/273" وقال: رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات. انتهى. ص.
3 رواه ابن ماجه كتاب الحدود - باب من عمل عمل قوم لوط رقم "2562". ص.
13126-
إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط. "حم ت *حسن غريب* وابن منيع ع ك هب ص عن جابر".
13127-
من أتى شيئا من النساء أو الرجال في أدبارهن فقد كفر. "عق عن أبي هريرة".
13128-
من أتى امرأة في دبرها لم ينظر الله إليه يوم القيامة. "الدارمي عن أبي هريرة".
13129-
من عمل عمل قوم لوط فارجموا الفاعل والمفعول به. "ك عن أبي هريرة"1
13130-
من عمل عمل قوم لوط فاقتلوه. "الخرائطي في مساوي الأخلاق عن جابر وابن جرير".
13131-
من مات وهو يعمل عمل قوم لوط سار به قبره حتى يصير معهم ويحشر يوم القيامة معهم. "ابن عساكر عن وكيع قال: سمعنا في حديث فذكره".
13132-
من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فارجموا الأعلى والأسفل جميعا. "الخرائطي في مساوي الأخلاق وابن جرير عن أبي هريرة".
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/355" وقال الذهبي: فيه عبد الرحمن ساقط. ص.
13133 -
سيكون في آخر الزمان أقوام يقال لهم اللوطية على ثلاثة أصناف: فصنف ينظرون ويتكلمون، وصنف يصافحون ويعانقون وصنف يعملون ذلك العمل، فلعنة الله عليهم إلا أن يتوبوا فمن تاب تاب الله عليه. "الديلمي عن أبي سعيد".
13134-
لا تزال شعبة من اللوطية في أمتي إلى يوم القيامة. "الحسن بن سفيان عن عبد الله بن ناسح".
13135-
كان اللواط في قوم لوط في النساء قبل أن يكون في الرجال بأربعين سنة. "ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن أبي حاتم هب وابن عساكر عن أبي صخرة1 جامع بن شداد" مرسلا.
13136-
من أحب عمل قوم لوط شرا كان أو خيرا فهو كمن عمله. "ابن النجار والديلمي عن محمد بن علي عن أبيه عن جده".
1 جامع بن شداد المحاربي أبو صخرة الكوفي أحد الفضلاء قال أبو حاتم: ثقة، قال ابن سعد توفي سنة 118 هـ. خلاصة تذهيب الكمال "1/159". ص.
الفصل الثاني: في حد الخمر
الفرع الأول: في الوعيد على شارب المسكر مطلقا
…
الفصل الثاني: "في حد الخمر"
وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول: في الوعيد على شارب المسكر مطلقا
13137-
اجتنبوا كل مسكر. "طب عن عبد الله بن معقل".
13138-
اجتنبوا ما أسكر. "الحلواني عن علي".
13139-
احذروا كل مسكر، فإن كل مسكر حرام. "طس عن بريدة".
13140-
إن الأوعية لا تحرم شيئا فانتبذوا فيما بدا لكم واجتنبوا كل مسكر. "طب عن قرة بن ياسر".
13141-
حرام قليله ما أسكر كثيره. "البغوي عن واقد".
13142-
أهل اليمن، قليل ما أسكر كثيره حرام. "حب عن جابر".
13143-
كل مخمر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب
مسكرا بخست1 صلاته أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال، قيل: ماطينة الخبال يا رسول الله؟ قال: صديد أهل النار ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال. "د عن ابن عباس"2
13144-
كل مسكر حرام وإن على الله لعهدا لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال عرق أهل النار. "حم م عن جابر".
13145-
كل مسكر حرام على كل مؤمن. "هـ عن معاوية".
13146-
كل ما أسكر عن الصلاة فهو حرام. "م عن أبي موسى".
13147-
أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة. "م عن أبي موسى".
13148-
أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره. "ن عن سعد".
13149-
كل شراب أسكر فهو حرام. "حم ق عد عن عائشة".
13150-
لا تشرب مسكرا فإني حرمت كل مسكر. "ن
1 بخست: أي نقصت يقال: بخست الكيل بخسا نقصته وثمن بخس ناقص انتهى. المصباح المنير "1/52". ب.
2 رواه أبو داود كتاب الأشربة باب ما جاء في السكر رقم "3663" ص.
عن أبي موسى".
13151-
كل مسكر حرام. "حم ق د ن هـ عن أبي موسى""حم ن عن أنس""حم د هـ ن عن ابن عمر""حم ن هـ عن أبي هريرة""هـ عن ابن مسعود".
13152-
كل مسكر حرام، وما أسكر منه الفرق1 فملأ الكف منه حرام. "د ت عن عائشة
"2 13153- كنت نهيتكم عن الأوعية، فانتبذوا واجتنبوا كل مسكر. "هـ عن بريدة".
13154-
ما أسكر كثيره فقليله حرام. "حم د ت حب عن جابر""حم ن هـ عن ابن عمرو خ".
13155-
ما أسكر منه الفرق فملئ الكف منه حرام. "حم عن عائشة خ".
1 الفرق: الفرق بالتحريك مكيال يسع ستة عشر رطلا وهي اثنا عشر مدا، أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. انتهى. النهاية "3/437". ب
2 رواه الترمذي كتاب الأشربة باب ما جاء ما أسكر كثيره فقليله حرام رقم "1866" وقال: حسن. وأبو داود كتاب الأشربة باب النهي عن المسكر رقم "3670" ص.
13156-
من شرب مسكرا ما كان، لم يقبل الله له صلاة أربعين يوما. "طب عن السائب بن يزيد"1
13157-
المزر2 كله حرام أبيضه وأحمره وأسوده وأخضره. "طب عن ابن عباس".
13158-
نهى عن كل مسكر ومفتر3 "حم د عن أم سلمة"4
"الخمر"
13159-
اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر. "ك هب عن ابن عباس".
13160-
أشهد بالله وأشهد بالله لقد قال لي جبريل: يا محمد إن مدمن الخمر كعابد وثن. "الشيرازي في الألقاب وأبو نعيم في مسلسلاته وقال صحيح ثابت عن علي".
1 رواه الطبراني وفيه: يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك. مجمع الزوائد "5/71". ص.
2 المزر: بالكسر: نبيذ يتخذ من الذرة. وقيل: من الشعير أو الحنطة النهاية "4/324". ب.
3 ومفتر: المفتر: الذي إذا شرب أحمى الجسد وصار فيه فتور، وهو ضعف وانكسار. يقال: أفتر الرجل فهو مفتر: إذا ضعفت جفونه وانكسر طرفه. انتهى. النهاية "3/408". ب.
4 رواه أبو داود كتاب الأشربة - باب ما جاء في النهي عن المسكر، رقم "3669". ص.
13161-
أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان شرب الخمر، وملاحاة الرجل. "طب عن أبي الدرداء وعن معاذ"1
13162-
إياك والخمر فإن خطيئتها تفرع الخطايا كما أن شجرتها تفرع الشجرة. "هـ عن خباب"2
13163-
كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب لم يشربها في الآخرة. "حم م 4 عن ابن عمر".
13164-
ليستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه. "حم والضياء عن عبادة بن الصامت".
13165-
لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يشرب الخمر؛ فإذا شربها خرق الله عنه ستره، وكان الشيطان وليه وسمعه وبصره ورجله يسوقه إلى كل شر، ويصرفه عن كل خير. "طب عن قتادة بن عياش".
1 رواه البزار والطبراني وفيه عمرو بن واقد، وهو متروك رمى بالكذب وقال محمد بن المبارك الصوري، كان صدوقا ورد قوله والجمهور ضعفوه مجمع الزوائد "5/53" وملاحاة الرجال: مقاومتهم ومخاصمتهم. ص.
2 رواه ابن ماجه كتاب الأشربة باب الخمر مفتاح كل شر رقم "3372" وفي الزوائد: نمير ابن الزبير الشامي الأزدي، وهو ضعيف. ص.
13166-
ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها. "حم د عن أبي مالك الأشعري".
13167-
ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، ويضرب على رؤسهم بالمعازف والقينات1 يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير. "حب طب هب عنه".
13168-
ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف. "ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن أنس".
13169-
ليمسخن قوم وهم على أريكتهم2 قردة وخنازير لشربهم الخمر وضربهم بالبرابط3 والقيان. "ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن الغاز بن ربيعة" مرسلا.
13170-
من التمر والبسر4 خمر. "طب عن جابر".
1 القينات: القينة: الأمة غنت أو لم تغن، والماشطة وكثيرا ما تطلق على المغنية من الإماء وجمعها قينات وتجمع على قيان أيضا. انتهى. النهاية "4/135". ب.
2 أريكتهم: الأريكة: السرير في الحجلة من دونه ستر، ولا يسمي منفردا أريكة وقيل هو كل ما اتكئ عليه من سرير أو فراش أو منصة. انتهى. النهاية "1/40" ب.
3 بالبرابط: البربط: ملهاة تشبه العود. انتهى."1/112" ب.
4 والبسر: البسر من ثمر النخل معروف انتهى. المصباح المنير "1/66" ب.
13171-
من الحنطة خمر، ومن التمر خمر، ومن الشعير خمر، ومن الزبيب خمر، ومن العسل خمر. "حم عن ابن عمر".
13172-
حرم الله الخمر، وكل مسكر حرام. "ن عن ابن عمر".
13173-
حذر الوجه من النبيذ تتناثر منه الحسنات. "البغوي وابن قانع عد طب عن شيبة بن كثير الأشجعي".
13174-
الزبيب والتمر هو الخمر. "ن عن جابر".
13175-
ستشرب أمتي من بعدي الخمر يسمونها بغير اسمها يكون عونهم على شربها أمراؤهم. "ابن عساكر عن كيسان".
13176-
شارب الخمر كعابد وثن، وشارب الخمر كعابد اللات والعزى. "الحارث عن ابن عمر".
13177-
لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. "د ك عن ابن عمر"1
1 ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد "5/73" وقال رواه البزار والطبراني وفيه: عيسى بن أبي عيسى الخياط وهو: ضعيف. ورواه أبو داود كتاب الأشربة باب العصير للخمر رقم "3657" ب.
13178-
من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة. "حم ق ن هـ عن ابن عمر".
13179-
من شرب الخمر أتى عطشان يوم القيامة. "حم عن قيس بن سعد وابن عمرو".
13180-
من شرب خمرا خرج نور الإيمان من جوفه. "طس عن أبي هريرة".
13181-
الخمر أم الفواحش والكبائر، ومن شربها وقع على أمه وخالته وعمته. "طب عن ابن عباس".
13182-
الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر، ومن شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه وعمته وخالته. "طب عن ابن عمر".
13183-
الخمر أم الخبائث، فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوما؛ فإن مات وهي في بطنه مات ميتة جاهلية. "طس عن ابن عمر".
13184-
الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة. "حم م 4 عن أبي هريرة".
13185-
إن الله تعالى بنى الفردوس بيده وحظرها على كل مشرك وعلى كل مدمن خمر سكير.
"هب والديلمي وابن عساكر عن أنس".
13186-
من شرب بصقة من خمر فاجلدوه ثمانين. "طب عن ابن عمرو".
13187-
من مات وهو مدمن خمر لقى الله وهو كعابد وثن. "طب حل عن ابن عباس".
13188-
من وضع الخمر على كفه لم تقبل له دعوة، ومن أدمن على شربها سقي من الخبال.
"طب عن ابن عمرو".
13189-
لا تشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر. "هـ عن أبي الدرداء"1
13190-
أتاني جبريل فقال: يا محمد؛ إن الله عز وجل لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها ومستقيها. "طب ك هب والضياء عن ابن عباس"2
13191-
إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها. "ك هب عن
1 رواه ابن ماجه كتاب الأشربة باب الخمر مفتاح كل شر رقم "3371" وقال في الزوائد: إسناده حسن. ص.
2 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأشربة "4/145". وقالا: صحيح. ص.
ابن عمر"1
13192-
إن الله لعن الخمر ولعن شاربها ولعن عاصرها ولعن مؤديها ولعن مديرها، ولعن ساقيها ولعن حاملها ولعن آكل ثمنها ولعن بائعها. "الطيالسي هب عن ابن عمر".
13193-
إن الخمر من العصير والزبيب والتمر والحنطة والشعير والذرة، وإني أنهاكم عن كل مسكر "ك د عن النعمان بن بشير"2
13194-
إن من الحنطة خمرا، وإن من الشعير خمرا، وإن من التمر خمرا وإن من الزبيب خمرا، وإن من العسل خمرا، وإني أنهاكم عن كل مسكر. "حم ت هـ ك عن النعمان بن بشير"3
13195-
إن من العنب خمرا، وإن من التمر خمرا، وإن من العسل
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأشربة "4/145" وقال الذهبي: غريب من حديث شعبة وأخرجاه من حديث عبيد الله وابن جريج عن نافع. ص.
2 أخرجه أبو داود كتاب الأشربة باب الخمر مما هي رقم "3660".
وقال المنذري: في إسناده أبو حريز وتكلم فيه غير واحد. ص.
3 أخرجه الحاكم في المستدرك "4/148" وقال الذهبي: فيه السري تركوه وأبو داود كتاب الأشربة باب الخمر مما هي رقم "3659" وقال المنذري في إسناده إبراهيم بن مهاجر. ص.
خمرا وإن من البر خمرا، وإن من الشعير خمرا. "د عن النعمان بن بشير"1
13196-
أهرق الخمر، واكسر الدنان. "ت عن أبي طلحة"2
13197-
مدمن الخمر كعابد وثن. "تخ هب عن أبي هريرة"3
13198-
لا تذهب الأيام والليالي حتى تشرب طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها. "هـ عن أبي أمامة"4
13199-
لا يدخل الجنة مدمن خمر. "هـ عن أبي الدرداء"5
13200 -
لا يشرب الخمر رجل من أمتي فيقبل الله منه صلاة أربعين يوما. "ن عن ابن عمرو".
1 أخرجه أبو داود كتاب الأشربة باب الخمر مما هي رقم 3659.
وقال المنذري: أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وقال الترمذي: غريب وفي إسناده إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة. ص.
2 أخرجه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في بيع الخمر رقم 1293. ص.
3 رواه ابن ماجه كتاب الأشربة باب مدمن الخمر رقم 3375 وفي الزوائد: محمد بن سليمان ضعفه النسائي. ص.
4 رواه ابن ماجه كتاب الأشربة باب الخمر يسمونها بغير اسمها رقم 3384 وفي إسناده عبد السلام بن عبد القدوس. ضعيف. ص.
5 رواه ابن ماجه كتاب الأشربة باب مدمن الخمر رقم 3376. وقال: إسناده حسن. ص.
13201-
يشرب ناس من أمتي الخمور يسمونها بغير اسمها. "ن عن رجل".
13202-
يشرب ناس من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه. "هـ عن عبادة بن الصامت"1
13203-
من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه؛ فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا؛ فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا فإن تاب لم يتب الله عليه، وسقاه من نهر الخبال. "ت2 عن ابن عمر""حم ن ك عن ابن عمرو".
13204-
من شرب الخمر فجعلها في بطنه لم يقبل الله له صلاة سبعا فإن مات فيهن مات كافرا، فإن أذهبت عقله عن شيء من الفرائض لم تقبل له صلاة أربعين يوما؛ فإن مات فيهن مات كافرا. "ن عن ابن عمرو".
1 رواه ابن ماجه كتاب الأشربة باب الخمر يسمونها بغير اسمها رقم "3385".
2 رواه الترمذي كتاب الأشربة باب ما جاء في شارب الخمر رقم 1862 وقال: حديث حسن.
وتمام الحديث: قيل يا أبا عبد الرحمن وما نهر الخبال؟ قال: نهر من صديد أهل النار. ص.
13205-
من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة. "هـ عن أبي هريرة"1
13206-
من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب تاب الله عليه، وإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن مات دخل النار، وإن تاب تاب الله عليه فإن عاد وشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن مات دخل النار وإن تاب تاب الله عليه، وإن عاد [فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن مات دخل النار، وإن تاب تاب الله عليه فإن عاد] كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة قالوا يا رسول الله ما ردغة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار. "هـ عن ابن عمرو"2
13207-
إن الله تعالى حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة، وكل مسكر حرام. "هق عن ابن عباس".
13208-
إن الله تعالى حرم على أمتي الخمر والميسر والمزر والكوبة3 والغبيراء وزداني صلاة الوتر.
"طب هق عن ابن عمر".
1 رواه ابن ماجه كتاب الأشربة باب من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة رقم "3374" وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. ص.
2 ما بين الحاصرتين ليس في سنن ابن ماجه انظره في كتاب الأشربة رقم "3377" ص.
3 الكوبة: هي النرد. وقيل: الطبل. انتهى. النهاية "4/207". الغبيراء: ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة وهي تسكر؛ وتسمى السكركة. انتهى. النهاية "3/338". ب
13209-
إ ن الله حرم عليكم شرب الخمر وثمنها، وحرم عليكم الميتة وثمنها، وحرم عليكم الخنازير وأكلها وثمنها، قصوا الشوارب، واعفوا اللحى، ولا تمشوا في الأسواق إلا وعليكم الأزر، إنه ليس منا من عمل سنة غيرنا. "طب عن ابن عباس".
الفرع الثاني: "في حد الخمر
"
13210-
اجلدوا في قليل الخمر وكثيره، فإن أولها حرام وآخرها حرام. "هق عن عائشة".
13211-
إذا سكر فاجلدوه، ثم إن سكر فاجلدوه، ثم إن سكر فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه. "د هـ عن أبي هريرة".
13212-
إذا شربوا الخمر فاجلدوهم، ثم إن شربوها فاجلدوهم، ثم إن شربوها، فاجلدوهم، ثم إن شربوها فاقتلوهم. "حم د هـ حب عن معاوية".
13213-
من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد الثانية فاجلدوه، فإن عاد الثالثة فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه. "حم د ن ك عن ابن عمر""د ت ك عن معاوية""د هق عن ذويب""حم د ن ك عن أبي هريرة""طب ك والضياء عن شرحبيل بن أوس" "طب قط ك
والضياء عن جرير" "حم ك عن ابن عمر" "وابن خزيمة ك عن جابر" "طب عن غضيف" "ن ك والضياء عن الشريد بن سويد" "ك عن نفر من الصحابة".
الوعيد على شارب الخمر من الإكمال
13214-
إذا تناول العبد كأس الخمر بيده ناشده الإيمان بالله لا تدخله علي فإني لا أستقر أنا وهو في وعاء واحد، فإن أبى وشربه نفر الإيمان منه نفرة لن يعود إليه أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه وسلبه من عقله شيئا لا يعود إليه أبدا. "الديلمي عن أبي هريرة".
13215-
إذا شرب الرجل كأسا من خمر، الحديث. "عد عن بَحِيرَى "1" الراهب" * وقال منكر ولم أسمع لبَحِيرَى بمسند غير هذا* وقال ابن حجر في الإصابة: ليس هذا بَحِيرَى الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة مع أبي طالب كما ظن بعضهم بل هذا أحد الثمانية الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب.
13216-
إن الله تعالى كنس عرصة جنة الفردوس بيده ثم بناها من فضة ولبنة من ذهب مصفى، ولبنة من مسك مدراء وغرس فيها من جيد الفاكهة وطيب الريحان، وفجر فيها أنهارها، ثم أتى ربنا إلى عرشه فنظر إليها فقال: وعزتي لا يدخلك مدمن خمر، ولا مصر
على الزنا. "أبو نعيم في المعرفة عن سلامة" وقال لا يصح له صحبة.
13217-
إن الخبائث جعلت في بيت فأغلق عليها وجعل مفتاحها الخمر فمن شرب الخمر وقع في الخبائث. "عب عن معمر عن ابان" * رفع الحديث
13218-
إن ناسا باتوا في شراب ودفوف وغناء، فأصبحوا قردة وخنازير. "ابن صصرى في أماليه عن ابن عباس".
13219-
من زوج ابنته أو واحدة من أهله ممن يشرب الخمر فكأنما قادها إلى النار. "الديلمي عن ابن عباس".
13220-
من سره أن يسقيه الله الخمر في الآخرة فليتركها في الدنيا، ومن سره أن يكسوه الله الحرير فليتركها في الدنيا، أنهار الجنة تفجر من تحت تلال المسك، ولو كان أدنى أهل الجنة حلية عدلت بحلية أهل الدنيا جميعا لكانت ما يحليه الله عز وجل به في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعا. "ق في البعث كر عن أبي هريرة".
13221-
من حبس العنب أيام قطافه حتى يبيعه عن يهودي، أو نصراني ليتخذه خمرا فقد تقحم1 النار عيانا. "هب عن بريدة".
1 تقحم: اقتحم عقبة أو وهدة رمى بنفسه فيها، وكأنه مأخوذ من اقتحم الفرس النهر إذا دخل فيه، وتقحم مثله. المصباح المنير "2/673" ب.
13222-
من حبس العنب زمن القطاف حتى يبيعه من يهودي أو نصراني أو ممن يعلم أنه يتخذه خمرا، فقد تقدم في النار على بصيرة. "هب عن بريدة".
13223-
من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال. "ط حم ت حسن1 " هب عن ابن عمر" "حم ن ك عن ابن عمر".
13224-
من شرب مخمرا مسكرا مستحلا له بعد تحريمه لم يتب ولم ينزع فليس مني ولا أنا منه يوم القيامة. "ابن عساكر عن معاوية".
13225-
من شرب حسوة2 من خمر لم يقبل الله منه ثلاثة أيام
1 رواه الترمذي في كتاب الأشربة باب جاء في شارب الخمر رقم "1862" وقال: حسن.
والحاكم في المستدرك كتاب الأشربة "4/146" وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. ص.
2 حسوة: الحسوة بالضم ملئ الفم مما يحسى والجمع حسى وحسوات مثل مدية ومدى ومديات. المصباح المنير "1/187" ب.
صرفا ولا عدلا ومن شرب كأسا لم يقبل الله منه أربعين صباحا والمدمن الخمر حق على الله أن يسقيه من نهر الخبال، قيل: يا رسول الله، ما نهر الخبال؟ قال: صديد أهل النار. "طب عن ابن عباس"1
13226-
من شرب الخمر كان نجسا أربعين يوما، فإن تاب منها تاب الله عليه وإن عاد عاد نجسا أربعين يوما، فإن تاب منها تاب الله عليه فإن ربع كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال. "طب عن ابن عباس"2
13227-
من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا وإن مات دخل النار، فإن تاب تاب الله عليه، وإن عاد فشرب لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن مات دخل النار، وإن تاب تاب الله عليه وإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن مات دخل النار وإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة قالوا: يا رسول الله ما ردغة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار. "هـ عن ابن عمرو"3
1 أورده الهيثمي في مجمع الزوائد "5/71" وقال رواه الطبراني عن ابن عباس وفيه: حكيم بن نافع وهو ضعيف وقد وثقه ابن معين وغيره ص.
2 أورده الهيثمي في مجمع الزوائد "5/71" وقال رواه الطبراني عن ابن عباس وفيه شهر بن حوشب وحديثه حسن وفيه ضعف. ص.
3 رواه ابن ماجه كتاب الأشربة باب من شرب الخمر لم تقبل له صلاة رقم "3377". ص.
13228-
من شرب الخمر فسكر لم تقبل له صلاة أربعين يوما، ثم إن شربها حتى يسكر لم تقبل له صلاة أربعين يوما، ثم إن شربها فكذلك ثم إن شربها الرابعة فسكر منها كان حقا على الله أن يسقيه من عين الخبال قيل: وما عين الخبال؟ قال: صديد أهل النار. "ك عن ابن عمر"1
13229-
من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد كان مثل ذلك، فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال، قيل: يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار. "حم عن أبي ذر""طب عن أبي الدرداء".
13230-
من شرب الخمر فسكر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات فإلى النار فإن تاب قبل الله منه، فإن شرب الثانية فكذلك، فإن شرب الثالثة فكذلك، فإن شرب الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال قيل: يا رسول الله وما ردغة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار. "طب ع عن عياض بن غنم"2
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأشربة "4/146" وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. ص.
2 ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب الأشربة "5/70" وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه المثنى بن الصباح وهو متروك وقد وثقه أبو محصن حصين بن نمير والجمهور على ضعفه. ص.
13231-
من شرب الخمر بعد أن حرمها الله تعالى على لساني فليس له أن يزوج إذا خطب، ولا يشفع إذا شفع، ولا يصدق إذا حدث ولا يؤتمن على أمانة، فإن اؤتمن أمانة فأكلها أو استأكلها، فليس لصاحبها على الله أن يأجره ولا يحلف عليه. "ابن النجار عن علي".
13232-
من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين يوما، فإن مات مات كافرا وإن تاب تاب الله عليه وإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال صديد أهل النار. "حم طب عن أسماء بنت يزيد".
13233-
من شرب الخمر أتى عطشان يوم القيامة ألا وكل مسكر خمر إياكم والغبيراء. "حم عن قيس بن سعد وابن عمرو" معا.
13234-
من شرب الخمر في الدنيا ولم يتب لم يشربها في الآخرة وإن أدخل الجنة. "هب عن ابن عمر".
13235-
من شرب الخمرة مرة لم تقبل توبته أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة. "هب عن ابن عمر".
13236-
من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها ومن ترك الصلاة أربع مرات سكرا كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال، قيل: وما طينة الخبال؟ قال: عصارة أهل
جهنم. "حم ك هق عن ابن عمرو"1
13237-
من شرب الخمر في الدنيا ثم مات وهو يشربها لم يتب منها حرمها الله عليه في الآخرة.
"عب عن ابن عمر".
13238-
من شرب الخمر صباحا كان كالمشرك بالله حتى يمسي وكذلك إن شربها ليلا كان كالمشرك بالله حتى يصبح، ومن شربها حتى يسكر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، ومن مات وفي -عروقه منها شيء مات ميتة جاهلية. "ت عن المنكدر" مرسلا2
13239-
من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة إلا أن يتوب. "كر عن ابن عمر".
13240-
من مات وهو مدمن خمر لقي الله تعالى وهو مسود الوجه، مظلم الجوف، لسانه ساقط على صدره يقذره الناس. "الشيرازي في الألقاب عن ابن عمر".
1 رواه الحاكم في المستدرك كتاب الأشربة "4/146"، وقال الذهبي: سمعه ابن وهب عنه وهو غريب جدا.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الأشربة "8/287" ص.
2 لدى الرجوع لسنن الترمذي كما عزاه المصنف لم أره ولكن ذكر عزوه في المنتخب "2/422""عب" عن ابن المنكدر مرسلا. ص.
13241-
من لقي الله وهو مدمن خمر لقيه كعابد وثن. "خ في تاريخه هب عن محمد بن عبد الله عن أبيه".
13242-
من مات وفي بطنه ريح الفضيخ1 فضحه الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة. "طب عن ابن عباس".
13243-
من مات في سكرته كان بمنزلة عابد الأوثان. "الديلمي عن ابن عمر".
13244-
الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة، والعنبة. "عب حم م2 د ت ن هـ عن أبي هريرة".
13245-
من العنب خمر، ومن العسل خمر، ومن الزبيب خمر، ومن الحنطة خمر وأنا أنهى عن كل مسكر. "طب عن ابن عمر".
13246-
الخمر أم الخبائث، ومن شربها لم يقبل الله منه صلاة أربعين يوما، وإن مات وهي في بطنه مات ميتة جاهلية. "ابن النجار عن ابن عمر".
1 الفضيخ: هو شراب يتخذ من البسر المفضوخ: أي المشدوخ. النهاية "3/453" ب.
2 رواه مسلم في صحيحه كتاب الأشربة رقم "1985". وأبو داود كتاب الأشربة رقم "3661". ص.
13247-
الخمر تعلو الخطايا كما أن شجرها يعلو الشجر. "الديلمي عن أنس".
13248-
الخمر من العنب والسكر من التمر، والمزر من الذرة والغبيراء من الحنطة والبتع1 من العسل، كل مسكر حرام، والمكر والخديعة في النار والبيع عن تراض. "عب عن ابن المسيب" مرسلا.
13249-
من وضع الخمر على كفه لم تقبل له دعوة، ومن أدمن على شربها سقي من الخبال، والخبال واد في جهنم. "طب عن ابن عمرو".
13250-
حلف الله بعزته وقدرته، لا يشرب عبد مسلم شربة من خمر إلا سقيته بما انتهك منها من الحميم معذب بعد أو مغفور، ولا يتركها وهو عليها قادر ابتغاء مرضاتي إلا سقيته منها، فأرويته في حظيرة القدس. "عب عن ابن عمر" وسنده ضعيف.
13251-
لا يحجب قول لا إله إلا الله عن الله إلا ما خرج من فم صاحب الشاربين ليلة النصف من شعبان. "الديلمي عن ابن مسعود".
13252-
يا أشج إني إن رخصت لكم في مثل هذه شربته في
1 والبتع: البتع بسكون التاء: نبيذ العسل وهو خمر أهل اليمن، وقد تحرك التاء كقمع وقمع. انتهى. النهاية "1/94". ب.
مثل هذه، حتى إذا ثمل أحدكم من شرابه مال إلى ابن عمه فهزر1 ساقه بالسيف. "حم عن رجل من وفد عبد القيس".
13253-
يخرج شارب الخمر من قبره يوم القيامة متورم بطنه متورم شدقاه مدلع2 لسانه، يسيل لعابه على بطنه نار في بطنه تأكله حتى يفرغ من الخلائق. "الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس" وفيه أبو حذيفة إسحاق بن بشر.
13254-
لا يقبل الله لشارب الخمر صلاة ما دام في جسده منها شيء. "عبد بن حميد وابن لال وابن النجار عن أبي سعيد".
13255-
يلقى الله شارب الخمر يوم القيامة حين يلقاه وهو سكران فيقول: ويلك ما شربت؟ فيقول: الخمر، فيقول: ألم أحرمها عليك؟ فيقول: بلى، فيؤمر به إلى النار. "عب عن معمر عن أبان عن الحسن" مرسلا.
13256-
إن الله لعن الخمر وعاصرها والمعتصر والجالب والمجلوب إليه والبائع والمشتري والساقي والشارب وحرم ثمنها على المسلمين.
1 فهزر: الهزر: الضرب الشديد بالخشب وغيره. النهاية "5/262" ب.
2 مدلع: أي يخرجه حتى ترى حمرته، ومنه الحديث "يبعث شاهد الزور يوم القيامة مدلعا لسانه في النار".انتهى. النهاية "2/130" ب.
"الخطيب وابن النجار عن ابن عمر".
13257-
لعن الله الخمر وعاصرها وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. "طب عن ابن عمرو".
13258-
لعنت الخمر على عشرة أوجه: لعنت الخمر بعينها وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها. "هـ حم ق عن ابن عمر""طب عن ابن مسعود"1
13259-
إن بائعها كشاربها، يعني الخمر. "طب عن عامر بن ربيعة""طب عن كيسان".
13260-
إن الله تعالى حرم على أمتي الخمر والميسر والمزر2 وزادني صلاة الوتر. "طب ق عن ابن عمر".
13261-
نزل تحريم الخمر الذي تطبخونه. "حم عن الأشعث بن قيس".
1 ورواه ابن ماجه كتاب الأشربة باب لعنت الخمر على عشرة أوجه رقم "3380" ص.
2 المزر: المزر بالكسر: نبيذ يتخذ من الذرة. وقيل: من الشعير أو الحنطة. انتهى. النهاية "4/324" ب" والكوبة والغبيراء "الغبيراء: ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة، وهي تسكر، وتسمى السكركة. النهاية "3/338" ب.
13262-
إن أمتي يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها. "طب عن ابن عباس"1
13263-
إن قوما يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها. "ابن قانع عن حجر بن عدي بن ادبر الكندي".
13264-
إن ناسا من أمتي يشسربون الخمر يسمونها بغير اسمها. "ط طب عن عبادة بن الصامت""ك هق عن عائشة"2 "حم عن رجل من الصحابة".
13265-
يكون في آخر أمتي شراب، وهو الخمر يستحلونه باسم يسمونه غير الخمر. "طب عن عبادة بن الصامت".
13266-
يستحل آخر أمتي الخمر باسم تسميها. "طب عن عبادة بن الصامت".
13267-
ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها. "حم د عن أبي مالك الأشعري""الخطيب عن ابن عمر"3
1 رواه الطبراني ورجاله ثقات مجمع الزوائد "5/57". ص.
2 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الأشربة "8/295" والطبراني ورجاله ثقات مجمع الزوائد "5/57". ص.
3 رواه أبو داود كتاب الأشربة باب في الداذي - الباذق رقم "3671" ص.
13268-
إذا شرب الخمر فاجلدوه، ثم إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب الرابعة فاضربوا عنقه. "عب عن معاوية".
13269-
من شرب الخمر فاجلدوه، ومن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه. "حب ص عن أبي سعيد".
13270-
قوموا فاضربوه بنعالكم. "طب عن عبد الرحمن بن أزهر" قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشارب يوم حنين قال فذكره.
13271-
أهرق الخمر، واكسر الدنان. "ت عن أنس عن أبي طلحة"1
فصل في المسكر من الإكمال
13272-
ألا إن كل مسكر على كل مؤمن حرام. "طب عن معاوية".
13273-
ألا إن كل مسكر حرام، وكل مخدر حرام، وما أسكر كثيره حرام قليله، وما خمر العقل فهو حرام. "أبو نعيم عن أنس بن حذيفة".
1 رواه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في بيع الخمر والنهى عن ذلك، "1293". وأبو داود كتاب الأشربة باب ما جاء في الخمر تخلك رقم "3658". ص.
13274-
كل مسكر خمر، وما أسكر كثيره، فقليله حرام. "الشيرازي والخطيب عن علي".
13275-
كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر اوله وآخره. "الشيرازي في الألقاب عن عائشة".
13276-
كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره، فقليله حرام. "حم هـ ق عن ابن عمر".
13277-
كل مسكر خمر وكل مسكر حرام. "طب عن قيس بن سعد""كر عن أنس".
13278-
كل مخمر خمر، وكل مسكر حرام، ولا يكون شراب أحد طرفيه حرام والآخر حلال، وما أسكر كثيره فقليله حرام. "الحاكم في الكنى عن ابن عباس".
13279-
قليل ما أسكر كثيره حرام. "حب عن جابر""عب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده".
13280-
ما أسكر الفرق1 منه فالجرعة عنه خمر. "الخطيب في المتفق والمفترق عن عائشة".
1 الفرق: فيه لغتان: تحريك الراء، وهو الفصيح وتسكينها. انتهى. الفائق للزمخشري "2/264". ب. =
13281-
ألا إن المزات1 حرام. "حب هق عن أنس رضي الله عنه"2
13282-
لا تشرب المسكر ولا تسقه أخاك المسلم، فو الذي نفس محمد بيده ما شربه رجل قط ابتغاء لذة سكر فيسقيه الله الخمر يوم القيامة. "ابن سعد حم والبغوي طب ص عن خلدة بنت طلق عن أبيها"3
= وهو مكيال يسع ستة عشر رطلا وهي اثنا عشر مدا، أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. انتهى. النهاية "3/437". ب.
1 المزات: يعني الخمور، وهي جمع مزة، وهي الخمر التي فيها حموضة. ويقال لها: المزاء بالمد أيضا. النهاية "4/324" ب
2 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الأشربة "8/307" ص.
3 وفي المنتخب "2/418" عن خلفة بنت طلق عن أبيها. ص.
الفرع الثالث: "في الأنبذة
"
13283-
لا تشربوا في الدباء والمزفت ولا في النقير، وانتبذوا في الأسقية فإن اشتد في الأسقية فصبوا عليه الماء، إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة، وكل مسكر حرام. "حم د عن ابن عباس"4
4 رواه أبو داود كتاب الأشربة باب وفد عبد القيس رقم "3677"، ورواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الأشربة "8/302" ص.
13284-
لا تشربوا في نقير ولا في مزفت ولا في دباء ولا حنتم واشربوا في الجلد الموكى1 عليه، فإن اشتد [فاكسروه] بالماء، فإن أعياكم فأهريقوه." د عن رجل من وفد عبد القيس"2
13285-
لا تشربوا في النقير ولا في الدباء ولا في الحنتمة، وعليكم بالموكى. "م عن أبي سعيد"3
13286-
نهيتكم عن الأنبذة إلا في سقاء، فاشربوا من الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا. "هـ عن بريدة".
13287-
نهيتكم عن الظروف، وإن الظروف لا تحل شيئا ولا تحرمه وكل مسكر حرام. "م عن بريدة".
1 لدى الرجوع إلى الفتح الكبير "3/326" وجد لفظ [الموكى] : الموكأ، وهما في سنن أبي داود.
ومعنى الموكى: أي السقاء المشدود الرأس، لأن السقاء الموكى قلما يغفل عنه صاحبه لئلا يشتد فيه الشراب فينشق، فهو يتعهده كثيرا.
النهاية "5/223" ب.
2 رواه أبو داود في كتاب الأشربة باب حديث وفد عبد القيس رقم "3678" وما بين الحاصرتين من سنن أبي داود. ص.
3 رواه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب الأمر بالإيمان رقم "28" ص.
13288-
لا تجمعوا بين الرطب والبسر1 وبين الزبيب والتمر نبيذا. "حم ن عن جابر".
13289-
لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت. "ق عن أنس".
13290-
لا تنبذوا التمر والبسر جميعا وانبذوا كل واحد منهما على حدة. "هـ عن أبي هريرة".
13291-
لا تنبذوا في الدباء ولا المزفت والنقير، وكل مسكر حرام. "ن عن عائشة".
13292-
لا تنبذوا2 الزهو والرطب جميعا ولا تنبذوا التمر والزبيب جميعا وانبذوا كل واحد منهما على حدة. "م ن د عن أبي قتادة"3
13293-
أنبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم، وانبذوه على
1 البسر: أوله طلع، ثم خلال بالفتح، ثم بلح بفتحتين ثم بسر، ثم رطب ثم تمر الواحدة بسرة وبسرة، والجمع بسرات وبسر بضم السين في الثلاثة. وأبسر النخل: صار ما عليه بسرا. انتهى. المختار من صحاح اللغة ص 38. ب.
2 الزهو: البسر الملون، يقال: إذا ظهرت الحمرة والصفرة في النخل فقد ظهر فيه الزهو. المختار ص 220. ب.
3 وفي رواية مسلم في صحيحه كتاب الأشربة باب كراهة انتباذ التمر رقم "1988" لا تنتبذوا. ص.
عشائكم واشربوه على غدائكم، وانبذوه في الشنان1 ولا تنبذوه في القلل فإنه إذا تأخر عن عصره صار خلا. "د ن عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه"2
13294-
من شرب منكم النبيذ فليشربه زبيبا فردا أو تمرا فردا أو بسرا فردا. "م عن أبي سعيد"3
الإكمال
13295-
اجتنبوا أن تشربوا في الدباء والحنتم والمزفت، واشربوا في السقاء فإن رهبتم غلبته فأمدوه بالماء. "طب عن ابن عباس".
1 الشنان: الأسقية الخلقة، واحدها شن وشنه، وهي أشد تبريدا للماء من الجدد. ومنه حديث قيام الليل "فقام إلى شن معلقة" أي قربة. انتهى. النهاية "2/506" ب.
2 رواه أبو داود كتاب الأشربة باب صفة النبيذ رقم "3692".
هو: عبد الله بن فيروز الديلمي أبو بشر كان يسكن بيت المقدس، ثقة تابعي شامي. تهذيب التهذيب "6/358".
وأول الحديث: قلنا يا رسول الله إن لنا أعنابا ما نصنع بها؟ قال: زببوها قلنا ما نصنع بالزبيب؟ قال: انبذوه. انتهى. ص.
3 كان في المطبوع لفظ: من يشرب ولدى الرجوع لصحيح مسلم كتاب الأشربة رقم "22" تبين أول الحديث: من شرب.
13296-
اشربوا منه ما لا يذهب العقل والمال. "طب عن صحار العبدي".
13297-
اشربوا في الظروف ولا تسكروا. "ط ن * وقال منكر* طب ق عن أبي بردة بن نيار".
13298-
اشربوا واجتنبوا كل مسكر. "طب عن ابن عمرو".
13299-
اشربوا ما لا يسفه أحلامكم، ولا يذهب أموالكم. "طب عن عبد الله بن الشخير".
13300-
اشربوا ما طاب لكم، فإذا خبث فذروه كل امرئ منكم حسيب نفسه، إنما علي البلاغ. "حل عن أبي هريرة".
13301-
اشربوا فيما شئتم، من شاء أو كأسقاءه على إثم. "ش حم وابن سعد1 والبغوي والباوردي وابن السكن وابن مندة طب عن [ابن] الرسيم العبدي بوزن عظيم وقيل مصغر".
13302-
اضرب بهذا الحائط فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله
1 أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى "6/58" عن ابن الرسيم عن أبيه
راجع مجمع الزوائد "5/63" وفيه يحيى بن عبد الله الجابر وهو ضعيف عند الجمهور ووثقه أحمد.
وهكذا في مسند أحمد "3/481" عن ابن الرسيم عن أبيه. ص
ولا باليوم الآخر. "طب حل ع ق عن أبي موسى" قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بنبيذ جرينش قال: فذكره "د ن هـ عن أبي هريرة"1
13303-
انتبذوا في الأسقية ولا تنتبذوا في الجر2 ولا الدباء ولا المزفت ولا النقير، فإني نهيت عن الخمر والميسر والكوبة وهي الطبل وكل مسكر حرام، فإذا اشتد فصبوا عليه الماء، فإذا اشتد فأهريقوا. "هـ عن ابن عباس".
13304-
إنه قومك عن نبيذ الجر فإنه حرام من الله ورسوله. "طب عن يزيد بن الفضل عن عمرو بن سفيان المحاربي عن أبيه عن جده"3
13305-
إن الظروف لا تحل شيئا ولا تحرمه ولكن كل مسكر حرام، وليس أن تجلسوا وتشربوا حتى إذا ثملت4 العروق
1 رواه أبو داود كتاب الأشربة في النبيذ إذا غلا رقم "3698".
وابن ماجه كتاب الأشربة باب نبيذ الجر رقم "3409". ص.
2 الجر: الجر والجرار: جمع جرة، وهو الإناء المعروف من الفخار، وأراد بالنهي عن الجرار المدهونة لأنها أسرع في الشدة والتخمير. انتهى. النهاية "1/260" ب.
3 وفيه أبو المهزوم وهو ضعيف. مجمع الزوائد "5/61" ص.
4 ثملت: ثمل الرجل بالمكسر ثملا، إذا أخذ فيه الشراب، فهو ثمل، أي نشوان. انتهى. الصحاح للجوهري "4/1649" ب.
تفاخرتم فوثب الرجل على ابن عمه فضربه بالسيف فتركه أعرج. "ع والبغوي حب وابن السني وأبو نعيم معا في الطب عن الأشج العصري""حم عن بريدة".
13306-
إن نبيذ الغبيراء حرام. "العسكري في كتاب الصحابة عن أسيد الجعفي".
13307-
إني كنت نهيتكم عن الظروف فاشربوا، ولا أحل مسكرا. "أبو عوانة والطحاوي وابن أبي عاصم ق ص عن جابر".
13308-
إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية، ألا إن وعاء لا يحرم شيئا وكل مسكر حرام. "هـ طب ق عن ابن مسعود".
13309-
إني لا أحل لكم أن تنبذوا في الجر الأخضر والأبيض والأسود ولينتبذن أحدكم في سقائه، فإذا كان فليشرب. "الديلمي عن مهزم بن وهب الكندي".
13310-
إني نهيتكم عن نبيذ الجر فانتبذوا في كل وعاء واجتنبوا كل مسكر. "عب عن بريدة".
13311-
من شرب منكم النبيذ فليشربه زبيبا فردا، أو تمرا فردا، أو بسرا فردا. "ع عن أبي سعيد" مر برقم [13294] .
13312-
من شرب شرابا يذهب بعقله فقد أتى بابا من أبواب
الكبائر. "ابن أبي الدنيا هب وابن النجار عن ابن عباس""طب عنه" موقوفا.
13313-
من شرب نبيذا فاقشعر منه مفرق رأسه، فالحسوة منه حرام. "الخطيب عن عائشة".
13314-
الزبيب والزهو هو الخمر إذا انتبذوا جميعا. "ك عن جابر".
13315-
نهيتكم عن النبيذ، ألا فانتبذوا، ولا أحل مسكرا. "ق عن أبي سعيد".
13316-
إني نهيتكم عن نبيذ الجر، وإني نهيتكم عن زيارة القبور وإني نهيتكم عن لحوم الأضاحي، ألا وإن الأوعية لا تحل شيئا ولا تحرمه ألا وزوروا القبور فإنها ترق القلوب، ألا وإني نهيتكم عن الأضاحي فكلوا وادخروا ما شئتم. "ك عن ابن عمر".
13317-
حذر1 الوجه من النبيذ تتناثر منه الحسنات. "البغوي وابن قانع طب عد عن عمر بن شيبة بن أبي بكير الأشجعي عن أبيه".
13318-
لا تنبذوا في الدباء، ولا في المزفت، ولا في الجر، وكل مسكر فهو حرام. "حم م عن ميمونة وعائشة".
1 حذر الوجه: لعل الصواب: حذار الوجه من النبيذ لأن حذار مثل قطام بمعنى احذر. انتهى. الصحاح للجوهري "2/626" ب.
13319-
لا تنبذوا في الدباء ولا في المزفت. "حم عن أنس".
13320-
لا تشربوا في النقير، وكأني بكم إذا شربتم في النقير قام بعضكم إلى بعض بالسيوف فضرب منكم رجل ضربة لا يزال أعرج منها إلى يوم القيامة. "الباوردي وابن شاهين عن جودان".
13321-
لا تشربوا في النقير، فضرب الرجل منكم ابن عمه ضربة لا يزال منها أعرج إلى يوم القيامة. "طب عن عمير العبدي"1
13322-
لا تشربوا في حنتمة ولا في دباء ولا في نقير. "طب عن ابن عمر".
13323-
لا تشربوا في النقير، ولا في المزفت. "طب عن النعمان بن بشير"2
1 أورده الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب الأشربة "5/60" وقال رواه أبو يعلى والطبراني، وأشعث بن عمير لم أعرفه وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. ص.
2 وهكذا أورده الهيثمي في مجمع الزوائد "5/62" وقال رواه الطبراني وفيه: السري بن إسماعيل الهمداني وهو متروك. ص.
الفصل الثالث: "في حد السرقة
"
13324-
اقطعوا في ربع الدينار، ولا تقطعوا فيما هو أدنى من ذلك. "حم هق عن عائشة".
13325-
ما إكثاركم علي في حد من حدود الله [عز وجل] وقع على أمة من إماء الله والذي نفس [محمد] بيده لو كانت فاطمة بنت رسول الله نزلت بالذي نزلت به هذه المرأة لقطع محمد يدها. "هـ ك عن مسعود بن الأسود"1
13326-
من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ خبنة2 فلا شيء عليه، ومن خرج بشيء منه فعليه غرامة مثليه والعقوبة، ومن
1 رواه ابن ماجه كتاب الحدود باب الشفاعة في الحدود رقم "2548" وقال في الزوائد: في إسناده محمد بن إسحاق مدلس والحديث لفظ لابن ماجه والحاكم وما بين الحاصرتين استدركته منهما.
وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/380" وقال: صحيح الإسناد، وقال الذهبي: صحيح. ص.
2 خبنة: الخبنة: معطف الإزار وطرف الثوب: أي لا يأخذ منه في ثوبه. يقال: أخبن الرجل إذا خبأ شيئا في خبنة ثوبه أو سراويله. النهاية "2/9" ب.
سرق منه شيئا بعد أن يؤويه الجرين1 فبلغ ثمن المجن فعليه القطع، ومن سرق دون ذلك فعليه غرامة مثليه والعقوبة. "د ت حسن ن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الثمر المعلق قال فذكره"2
13327-
من سرق سرقة فوجد سرقته عند رجل غير متهم فإن شاء أخذها بالقيمة، وإن شاء اتبع صاحبه. "حم د في مراسيله ن والباوردي وهو لفظه طب ك ض عن أسيد بن حضير.... ن وابن قانع ص عن أسيد بن ظهير قالوا وهو الصواب قال أحمد بن حنبل هو في كتاب ابن جريج أسيد بن ظهير ولكن كذا حدثهم بالبصرة".
13328-
لا تقطع اليد في ثمر معلق، فإذا ضمه الجرين قطعت في ثمن المجن، ولا تقطع في حريسة3 الجبل، فإذا آوى المراح قطعت
1 الجرين: هو موضع تجفيف التمر وهو له كالبيدر للحنطة. ويجمع على جرن بضمتين. انتهى. النهاية "1/263" ب.
2 رواه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في الرخصة في أكل الثمرة رقم "1289" وقال حديث حسن.
وأبو داود كتاب اللقطة رقم "1694" واللفظ له. والنسائي كتاب قطع السارق باب الثمر الذي يقطع بعد أن يؤويه الجرين. انتهى. ص.
3 حريسة الجبل: أي ليس فيما يحرس بالجبل إذا سرق قطع، لأنه =
في ثمن المجن. "ن ق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله تعالى عنه".
13329-
أدنى ما تقطع فيه يد السارق ثمن المجن. "الطحاوي طب عن أيمن الحبشي".
13330-
لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده. "حم ق ن هـ عن أبي هريرة".
13331-
لعن الله المختفي والمختفية. "هق عن عائشة".
13332-
لا قطع في ثمر ولا كثر. "حم 4 حب عن رافع بن خديج".
13333-
لا قطع في زمن المجاع. "خط عن أبي أمامة".
13334-
ليس على المنتهب ولا على المختلس ولا على الخائن قطع. "حم 4 حب عن جابر".
13335-
لا تقطع الأيدي في السفر. "حم 3 عن بسر بن أبي أرطاة".
13336-
ليس على المختلس قطع. "هـ عن عبد الرحمن بن عوف"1
= ليس بحرز، والحريسة فعيلة بمعنى مفعولة: أي أن لها من يحرسها ويحفظها النهاية "1/367". ب.
1 رواه ابن ماجه كتاب الحدود باب الخائن والمنتهب والمختلس رقم "2592" وقال في الزوائد: رجال إسناده موثقون. ص.
13337-
لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا. "م هـ ن عن عائشة"1
"لواحق السرقة"
13338-
مال الله سرق بعضه بعضا. "هـ عن ابن عباس" أن عبدا من رقيق الخمس سرق من الخمس فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقطعه وذكره2
13339-
إذا ضاع للرجل أو سرق له متاع فوجده في يد رجل يبيعه فهو أحق به، ويرجع المشتري على البائع بالثمن. "هق عن سمرة".
13340-
من وجد عين ماله عند رجل فهو أحق به ويتبع البيع من باعه. "د عن سمرة"3
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحدود باب حد السرقة ونصابها، رقم "1684". ص.
2 رواه ابن ماجه كتاب الحدود باب العبد يسرق رقم "2590". وقال في الزوائد: في إسناده جبارة بن المغلس وهو ضعيف. ص.
3 رواه أبو داود كتاب البيوع باب في الرجل يجد عين ماله عند رجل، رقم "3514".
ومعنى ويتبع: بتشديد التاء وكسر الباء الموحدة.
والبيع: بكسر الياء المشددة أي المشتري لذلك المال. عون المعبود شرح سنن أبي داود "9/447" ص.
13341-
من سرق فوجد سرقته عند رجل غير متهم فإن شاء أخذها بالقيمة وإن شاء أتبع صاحبه. "حم د في مراسيله ن ك عن أسيد بن حضير ن عن أسيد بن ظهير"1
حد السرقة من الإكمال
13342-
من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ خبنة فلا شيء عليه ومن خرج بشيء منه فعليه غرامة مثليه والعقوبة، ومن سرق منه شيئا بعد أن يؤويه الجرين فبلغ ثمن المجن فعليه القطع، ومن سرق دون ذلك فعليه غرامة مثليه والعقوبة. "د ت حسن ن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الثمر المعلق قال فذكره2
13343-
من سرق متاعا فاقطعوا يده، ثم إن سرق فاقطعوا رجله، ثم إن سرق فاقطعوا يده، فإن سرق فاقطعوا رجله، فإن سرق
1 كان في عزو الحديث رمز "م" فرجعت لمصدره فلم أجده فحذفت الرمز المذكور. ص.
2 رواه أبو داود كتاب اللقطة رقم "1694" واللفظ له. والترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في الرخصة في أكل الثمرة رقم "1289" وقال: حسن. والنسائي كتاب قطع السارق باب الثمر الذي يقطع بعد أن يؤويه الجرين. ص.
فاقطعوا عنقه. "حل وضعفه وأبو القاسم بن بشران في أماليه وابن النجار عن عبد الله بن بدر الجهني".
13344-
تقطع اليد في ثمن المجن. "حم هـ ع حل ص عن سعد بن أبي وقاص".
13345-
لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا. "حب عن عائشة".
13346-
لا قطع فيما دون عشرة دراهم. "حم عن ابن عمرو".
13347-
لا قطع في ماشية إلا ما وارى الدرب ولا في تمر إلا ما وارى الجرين. "طب عن ابن عمر".
13348 -
لا قطع إلا في ثمن المجن. "البغوي والباوردي وابن عساكر عن أيمن ابن أم أيمن" قال البغوي: وماله غيره وقال ابن حجر: أشار الشافعي إلى أن شريكا أخطأ في قوله أيمن ابن أم أيمن فإنما هو أيمن الحبشي فإن أيمن ابن أم أيمن قتل يوم حنين.
13349-
لا يغرم صاحب سرقه إذا أقيم عليه الحد. "ن وضعفه عن عبد الرحمن بن عوف".
13350-
لا يغرم السارق بعد القطع. "حل ق وضعف عن عبد الرحمن بن عوف".
13351-
لا يقطع السارق في أقل من عشرة دراهم. "طب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده""ق عن أنس".
13352-
لا تقطع السارق إلا في حجفة1 "طب عن أم أيمن".
13353-
ليس على خائن قطع. "الخطيب عن ابن عباس".
13354-
ليس على المختلس قطع. "هـ عن عبد الرحمن بن عوف""عب عن جابر".
13355-
ليس على المنتهب قطع، ومن انتهب نهبة مشهورة فليس منا. "عب د حب عن جابر"2
13356-
ليس على العبد الآبق إذا سرق قطع، ولا على الذمي. "ك عن ابن عباس".
13357-
ليس في شيء من الماشية قطع إلا فيما آواه المراح وبلغ ثمن المجن ففيه قطع اليد وما لم يبلغ ثمن المجن ففيه غرامة مثليه وجلدات نكال ليس في شيء من الثمر المعلق قطع إلا فيما آواه الجرين، فما أخذ من الجرين فبلغ ثمن المجن فعليه القطع وما لم يبلغ ثمن المجن فعليه غرامة مثليه
1 حجفة: الحجفة: الترس. انتهى. النهاية "1/345". ب.
2 رواه أبو داود كتاب الحدود - باب القطع في الخلسة والخيانة رقم "4369". ص.
وجلدات نكال. "هق عن ابن عمرو"1
13358-
لأن تطهر خير لها. "حم عن مسعود بن العجماء" أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المخزومية التي سرقت نفديها قال: فذكره.
13359-
لتتب هذه المرأة إلى الله وإلى رسوله فترد على الناس متاعهم قم يا فلان فاقطع يدها.
"الخطيب عن ابن عمر" قال: كانت امرأة تأتي قوما تستعير منهم الحلي، ثم تمسكه، فرجع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
1 رواه مالك بمعناه بالموطأ كتاب الحدود باب ما يجب فيه القطع رقم "22" ومعنى المراح: موضع مبيت الغنم، والجرين: موضع يجفف فيه الثمار والجمع جرن كبريد وبرد. انتهى. من الموطأ.
ورواه البيهقي بلفظه كتاب السرقة "8/263/288" ص.
الفصل الرابع: "في حد القذف
"
13360-
من رمى أمة لم يرها تزني جلده الله يوم القيامة بسوط من نار. "حم عن أبي ذر".
13361-
من قذف ذميا حد له يوم القيامة بسياط من نار. "طب عن واثلة".
13362-
إذا قال الرجل للرجل: يا يهودي فاضربوه عشرين، وإذا قال: يا مخنث فاضربوه عشرين، ومن وقع على ذات محرم فاقتلوه. "ت هـ هق عن ابن عباس"1
13363-
من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال. "م عن أبي هريرة"2
1 رواه الترمذي كتاب الحدود - باب ما جاء فيمن يقول لآخر يا مخنث، رقم "1462". وفي سنده إبراهيم بن إسماعيل يضعف في الحديث. ص.
2 رواه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان - باب التغليط على من قذف
…
رق "1660" ص.
"حد الساحر"
13364-
حد الساحر ضربة بالسيف. "ت ك عن جندب"1
"حد القذف من الإكمال"
13365-
من قال لرجل من الأنصار: يا يهودي فاضربوه عشرين. "عب عن داود بن الحصين2 عن أبي سفيان" مرسلا.
1 رواه الترمذي كتاب الحدود باب ما جاء في حد الساحر رقم "1460" وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود وعن جندب الخير "4/360" وقال الحاكم: غريب صحيح ووافقه الذهبي. ص.
2 مولى عمرو بن عثمان، أبو سليمان المدني وثقه ابن معين والنسائي.
قال الفلاس: توفي 135. خلاصة الكمال "1/301". ص"
الباب الثالث: في أحكام الحدود ومحظوراته
الفصل الاول: في الأحكام
…
الباب الثالث: في أحكام الحدود ومحظوراته
وفيه فصلان
الفصل الأول: "في الأحكام"
13366-
أيما عبد أصاب مما نهى الله عنه، ثم أقيم عليه حده كفر عنه ذلك الذنب. "ك عن خزيمة بن ثابت". مر برقم [12967] .
13367-
من أصاب ذنبا فأقيم حد ذلك الذنب فهو كفارته. "حم والضياء عن خزيمة بن ثابت". مر برقم [12966] .
13368-
الرجم كفارة ما صنعت. "ن والضياء عن الشريد ابن سويد". مر برقم [12970] .
13369-
قتل الرجل صبرا كفارة لما قبله من الذنوب. "البزار عن أبي هريرة".
13370-
قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه. "البزار عن عائشة".
13371-
من أصاب حدا فعجل عقوبته في الدنيا، فإن الله
أعدل من أن يثني على عبده العقوبة في الآخرة، ومن أصاب حدا فستره الله عليه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه. "ت هـ ك عن علي"1
13372-
لا تعزروا فوق عشرة أسواط. "هـ عن أبي هريرة"2
13373-
لا كفالة في حد. "عد هق عن ابن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده".
1 رواه الترمذي كتاب الإيمان باب ما جاء لا يزني الزاني وهو مؤمن رقم "2626" وقال هذا حديث حسن غريب صحيح.
وابن ماجه كتاب الحدود باب الحد كفارة رقم "2604" ص.
2 رواه ابن ماجه كتاب الحدود باب التعزير رقم "2602" وقال في الزوائد: في إسناده عباد بن كثير الثقفي قال أحمد: روى أحاديث كذب لم يسمعها وقال البخاري: تركوه. ص.
الفصل الثاني: في محظورات الحدود وآدابها ولواحقها
13374-
من بلغ حدا في غير حد فهو له من المعتدين. "هق عن النعمان بن بشير".
13375-
من جرد ظهر امرء مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان. "طب عن أبي أمامة".
13376-
لا تعذبوا بعذاب الله. "د ت ك عن ابن عباس"1
13377-
إن الله تعالى يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا. "حم عن هشام بن حكيم""حم هب عن عياض بن غنم".
13378-
إن أنتم قدرتم عليه فاقتلوه، ولا تحرقوه بالنار، فإنه إنما يعذب بالنار رب النار. "حم د عن حمزة بن عمرو الأسلمي".
13379-
إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار. "د عن ابن مسعود".
1 رواه الترمذي كتاب الحدود باب ما جاء في المرتد رقم "1458"، وقال حديث حسن صحيح. ص.
13380-
إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن أخذتموها فاقتلوهما. "حم خ ت عن أبي هريرة"1
13381-
إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا، فإن الله محسن يحب المحسنين. "طس عن أنس".
13382-
إن الله محسن يحب الإحسان، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة. "طب عن شداد بن أوس".
13383-
نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار، فأوحى الله تعالى إليه فهلا نملة واحدة. "حم خ د ن عن أبي هريرة".
13384-
قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح. "ق د ن هـ عن أبي هريرة".
1 رواه الترمذي كتاب السير باب رقم "20" رقم الحديث "1571"، وقال: حديث حسن صحيح. رواية الترمذي: "فإن وجدتموهما".
وأما الحديث فهو لفظ البخاري كتاب الجهاد باب التوديع عند السفر، "4/60". ص.
13385-
نهى عن صبر1 الروح وخصاء البهائم. "هق عن ابن عباس وأبي هريرة".
13386-
نهى عن قتل الصبر. "د عن أبي أيوب".
13387-
إذا رأيتم الرجل يقتل صبرا، فلا تحضروا مكانه، فإنه لعله يقتل ظلما فتنزل السخطة فتصيبكم. "ابن سعد طب عن خرشة"2
"الإكمال"
13388-
لا يؤذين مسلم بكافر. "ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه".
13389-
إن أنتم قدرتم عليه فاقتلوه، ولا تحرقوه بالنار، فإنه إنما يعذب بالنار رب النار. "حم د ع طب والباوردي ص عن حمزة بن عمرو الأسلمي" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه هو ورهطا معه إلى رجل من عذرة3 وقال: إن قدرتم على فلان فأحرقوه بالنار ثم ردهم فقال:
1 صبر الروح: هو الخصاء. والخصاء صبر شديد. انتهى. النهاية "3/8" ب.
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "7/501" وعن خرشة بن الحارث صاحب النبي صلى الله عليه وسلم. ص.
3 من عذرة: قبيلة في اليمن. الصحاح للجوهري "2/738" ب.
فذكره. "د عن أبي هريرة"1
13390-
إني كنت أمرتكم أن تحرقوا هبارا2 ونافعا، فإنه لا ينبغي أن يعذب بعذاب الله. "ابن عساكر عن أبي هريرة".
13391-
إني لم أبعث أعذب بعذاب الله إنما بعثت بضرب الرقاب وشد الوثاق. "ابن جرير عن القاسم" مرسلا.
13392-
لا نعذب بعذاب الله. "طب عن أبي الدرداء".
13393-
لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله. "حم عن ابن مسعود".
13394-
من مثل بأخيه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. "طب عن ابن عمرو".
13395-
لا أمثل به فيمثل الله بي يوم القيامة. "ابن النجار عن عائشة".
13396-
لا تمثلوا بعباد الله. "طب عن يعلى بن مرة".
13397-
لا تمثلوا بشيء من خلق الله عز وجل فيه الروح.
1 رواه أبو داود كتاب الجهاد باب في كراهية حرق العدو بالنار رقم "2656 و 2657" ص.
2 هبارا: اسم رجل من قريش. الصحاح للجوهري "2/850" ب.
"طب عن الحكيم بن عمير""ابن قانع عن الحكيم بن عمير وعائذ بن قرط" معا.
13398-
من مثل بعبده فهو حر، وهو مولى الله ورسوله. "ك وتعقب عن عمر".
13399-
من مثل به أو حرق بالنار فهو حر وهو مولى الله ورسوله. "حم ق عن ابن عمر".
13400-
من جلد حدا في غير حد فهو من المعتدين. "طب عن النعمان بن بشير".
13401-
إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشدهم عذابا للناس في الدنيا. "ط حم ص طب هب عن خالد بن حكيم بن حزام عن خالد بن الوليد""ك ق طب وابن عساكر عن هشام بن حكيم بن حزام وعياض بن غنم" معا "ابن عساكر عن هشام بن حكيم بن خالد عن خالد بن الوليد""ابن سعد والباوردي والبغوي عن خالد بن حكيم بن حزام""طب وأبو نعيم عن خالد بن حكيم بن حزام وأبي عبيدة بن الجراح معا".
13402-
من عذب الناس في الدنيا عذبه الله. "حم عن هشام بن حكيم".
13403-
لا تعزروا فوق عشرة أسواط. "هـ عن أبي هريرة".
13404-
لا تعزر فوق عشرة أسواط. "عق وقال منكر عن أبي سلمة عن أبي فروة".
13405-
لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله. "حم خ م د ت هـ عن أبي بردة بن نيار الأنصاري" قال "ت"1: هذا أحسن شيء روى في التعزير.
13406-
لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حد. "ابن سعد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام" مرسلا.
13407-
لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد. "ق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم" مرسلا.
13408-
لا ضرب فوق عشر ضربات إلا في حد من حدود الله. "عب عن سليمان بن ثعلبة بن يسار" مرسلا.
1 رواه الترمذي كتاب الحدود - باب ما جاء في التعزير رقم "1463" وقال: حسن غريب ومر عزوه برقم [12955] . ص.
ذيل الحدود من الإكمال
13409-
لا تقولوا: الخبيث، فوالله لهو أطيب عند الله من ريح المسك. "ابن سعد طب وابن عساكر عن خالد بن اللجلاج عن أبيه" قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجم رجل، فقالوا: إنه الخبيث، قال: فذكره1
13410-
لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان، ولكن قولوا: اللهم اغفر له اللهم ارحمه. "حم د عن أبي هريرة" قال: أتي برجل قد شرب الخمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اضربوه فقال بعض القوم: أخزاه الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
13411-
لا يقفن أحدكم موقفا يضرب رجل فيه سوطا ظلما فإن اللعنة تنزل على من حضره حيث لم يدفعوا عنه. "عق طب عن ابن عباس" وقال "عق" فيه أسد بن عطاء مجهول فلا يتابع عليه.
13412-
لا يشهد أحد منكم قتيلا قتل صبرا، فعسى أن يكون قتل ظلما فتنزل السخطة عليهم فتصيبه معهم. "حم طب عن خرشة بن الحر".
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "7/430" عن خالد بن الجلاح ولكن في سند الحديث عند البيهقي، خالد بن اللجلاج. السنن الكبرى "8/218" ص.
انتهى كتاب الحدود من قسم الأقوال من منهج العمال
ومن الإكمال لمنهج العمال المسمى مجموعها غاية الإكمال
في سنن الأقوال ويسمى بعد ضم قسم الأفعال إليه
كنز العمال في تبويب سنن الأقوال والأفعال
بحمد الله الكريم المفضال والصلاة والسلام
على سيدنا محمد وآله وصحبه ولا حول
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
كتاب الحدود من قسم الأفعال
فصل في أحكامها
"المسامحة"
13413-
عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أنه سمع زبيد بن الصلت يقول: سمعت أبا بكر يقول: لو أخذت سارقا لأحببت أن يستره الله. "ابن سعد والخرائطي في مكارم الأخلاق عب".
13414-
عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم أن عمر بن الخطاب قال: ادرؤا الحدود ما استطعتم1
13415-
عن عمر قال: لأن أعطل الحدود بالشبهات أحب إلي من أن اقيمها في الشبهات. "ش".
13416-
عن عمر قال: اطردوا المعترفين يعني المعترفين بالحدود. "ق".
13417-
عن عمر قال: ادرؤا الحدود عن المسلمين ما استطعتم فإن
1 الحديث مر برقم [12957] وبيانه مرسلا وهنا ورد بلا عزو موقوفا على عمر. ص.
الإمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة، فإذا وجدتم للمسلم مخرجا فادرؤا عنه1 "ش حم ت وضعفه ك وتعقب ق وضعفه عن عائشة""ابن خسرو".
13418-
عن عطاء قال: قال عمر بن الخطاب: استر من الحدود ما وراك أي ادرؤها ما قدرتم.
"الخرائطي في مكارم الأخلاق".
13419-
عن الواقدي2 " ثنا ابن أبي سبرة قال: رفع إلى عمر بن الخطاب رجل جنى جناية، فقيل له: يا أمير المؤمنين، إن له مروة قال: استوهبوا من خصمه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اهتبلوا3 العفو عن عثرات ذوي المروات. "أبو بكر بن خلف بن المرزبان في كتاب المروة".
13420-
عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه أن عليا ضرب رجلا في حد وعليه كساء قسطلاني قاعدا. "عب".
1 الحديث مر برقم [12971] وعزوته لمصادره وإتماما للعزو: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود "8/238" ص.
2 الواقدي: هو، محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي المدني القاضي صاحب التصانيف وأحد أوعية العلم على ضعفه وتوفي وهو على القضاء وتوفي سنة 207 هـ. واستقر الاجماع على وهن الواقدي. ميزان الاعتدال "3/662" ص.
3 اهتبلوا: أي تحينوا واغتنموا، من الهبالة: الغنيمة. انتهى. النهاية "5/239" ب.
13421-
عن عكرمة بن خالد قال: أتي علي برجل في حد فقال للجالد: اضرب وأعط كل ذي عضو حقه، واجتنب وجهه ومذاكيره. "عب ص وابن جرير ق".
13422-
عن علي قال: يضرب الرجل قائما والمرأة قاعدة في الحد. "عب ص هق".
13423-
عن علي قال: إذا بلغ في الحدود عسى ولعل فالحدود معطلة. "عب".
13424-
عن علي قال: حبس الإمام بعد إقامة الحد ظلم. "ق".
13425-
عن ابن عمر قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسارق فلما نظر إليه تغير وجهه كأنما رش على وجهه حب الرمان، فلما رأى القوم شدته قالوا: يا رسول الله لو علمنا مشقته عليك ما جئناك به، فقال: كيف لا يشق علي وأنتم أعوان الشيطان على أخيكم. "الديلمي".
13426-
عن أبي ماجد الحنفي أن ابن مسعود أتاه رجل بابن أخيه وهو سكران، فقال: إني وجدت هذا سكران. فقال: ترتروه1 ومزمزوه واستنهكوه، فترتروه ومزمزوه واستنهكوه، فوجدوا منه
1 ترتروه ومزمزوه واستنهكوه: أي حركوه ليستنكه هل يوجد منه ريح الخمر أم لا. النهاية "1/186" ص.
ريح شراب فأمر به عبد الله إلى السجن، ثم أخرجه من الغد، ثم أمر بسوط فدقت ثمرته، حتى آضت له مخففة. يعني صارت ثم قال للجلاد: اضرب وأرجع يدك، وأعط كل عضو حقه، فضربه عبد الله ضربا غير مبرح وأرجعه، قيل: يا أبا ماجد، ما المبرح؟ قال: ضرب الأمراء قيل: فما قوله: أرجع يدك قال: لا يتمطى ولا يرى إبطه، قال: فأقامه في قباء وسراويل ثم قال: بئس لعمر الله والي اليتيم، هذا ما أدبت فأحسنت الأدب ولا سترت الخزية، ثم قال عبد الله: إن الله غفور يحب الغفور، وإنه لا ينبغي لوال أن يؤتي بحد إلا أقامه، ثم أنشأ عبد الله يحدث قال: أول رجل قطع من المسلمين رجل من الأنصار أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما أسف في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم رماد يعني ذر عليه رماد فقالوا: يا رسول الله كأن هذا شق عليك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما يمنعني وأنتم أعوان الشيطان على صاحبكم، إن الله عفو يحب العفو وإنه لا ينبغي لوال أن يؤتي بحد إلا أقامه، ثم قرأ:{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا} . "عب وابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن أبي حاتم والخرائطي في مكارم الأخلاق طب وابن مردويه ك ق"1
13427-
عن الثوري ومعمر عن عبد الرحمن بن عبد الله عن القاسم
1 الحديث مر برقم [12960] ومن قوله: وما يمنعني وأنتم. ص.
بن عبد الرحمن قال: قال ابن مسعود: ادرؤا الحدود والقتل عن عباد الله ما استطعتم. "عب".
"أحكام متفرقة"
13428-
مسند عمر رضي الله عنه عن أبي عثمان النهدي قال: أتي عمر برجل في حد فأمر بسوط فجيء بسوط فيه شدة فقال: أريد ألين من هذا، فأتي بسوط فيه لين فقال: أريد سوطا أشد من هذا فأتي بسوط بين السوطين فقال: اضرب به ولا يرى إبطك، وأعط كل عضو حقه. "عب ش ق".
13429-
عن عبد الله بن عبيد الله أن عمر بن الخطاب كان يختار للحدود رجلا وأنه قال: إذا أردت أن تجلد فلا تجلد حتى تبرق ثمرة السوط بين حجرين حتى تلينها. "عب".
13430-
عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري، ولا تبلغ منها بنكال فوق عشرين سوطا.
"عب".
13431-
عن عمر قال: لا عفو عن الحدود عن شيء منها بعد أن تبلغ الإمام فإن إقامتها من السنة. "عب".
13432-
عن الضحاك قال: أتي علي بعبد حبشي شارب زان فجلده أربعين أو خمسين. "ابن جرير".
13433-
عن علي قال: من مات في حد فإنما قتله الحد ولا عقل له مات في حد من حدود الله عز وجل. "ق".
13434-
عن ابن عباس قال: من قتل أو سرق في الحل ثم دخل الحرم فإنه لا يجالس ولا يكلم ولا يووي ويناشد حتى يخرج فيقام عليه ومن قتل أو سرق فأخذ في الحل فأدخل الحرم فأرادوا أن يقيموا عليه ما أصاب أخرجوه من الحرم إلى الحل، وإن قتل في الحرم أو سرق أقيم في الحرم. "عب".
13435-
عن ابن مسعود قال لا يحل في هذه الأمة التجريد ولا مد ولا غل ولا صفد "لا مد ولا غل ولا صفد1 "عب".
13436-
عن عائشة قالت: قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه. "ك في تاريخه".
13437-
عن أبي بكر بن محمد عن عمرو بن حزم أن رسول الله
1 لا مد: أي لا إعطاء يقال: أمددت الرجل إذا أعطيته والمراد به هنا الزيادة في الضرب بعد تجريده. انتهى. بتصرف من صحاح الجوهري "1/534"
صفده يصفده صفدا، أي شده وأوثقه وكذلك التصفيد.
والصفاد: ما يوثق به الأسير من قد وقيد وغل، والأصفاد: القيود.
الصحاح للجوهري "1/495" ب.
صلى الله عليه وسلم أتي برجل مريض وجب عليه حد، فقال: أقيموا عليه الحد فإني أخشى أن يموت. "ابن جرير".
13438-
عن مجاهد قال: كان صفوان بن أمية من الطلقاء فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأناخ راحلته ووضع رداءه عليها، ثم تنحى ليقضي الحاجة، فجاء رجل فسرق رداءه، فأخذه فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأمر أن تقطع يده: قال: رسول الله تقطع في رداء أنا أهبه له، قال: فهلا قبل أن تأتيني به. "ش".
13439-
عن أبي جعفر محمد بن علي قال: كان في صفوان بن أمية ثلاث من السنة: استعار رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار إلى حنين منه أدرعا من حديد فقال صفوان: أغصب يا محمد؟ قال: بل عارية مضمونة قال: فضمنت العارية حتى تؤدي إلى أهلها، وقدم المدينة بعد فتح مكة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك يا أبا أمية؟ فقال: يا نبي الله زعم الناس أن لا خلاق لمن لا يهاجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أمية لترجعن حتى تنبطح ببطحاء مكة، فعرف الناس أن الهجرة قد انقطعت بعد فتح مكة، وبات في مسجد رسول الله فسرقت خميصته من تحت رأسه فظفر بصاحبه فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن هذا سرق خميصتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فاقطعوه، قال: يا رسول الله هي له،
قال: ألا قبل أن تأتينا به فعرف أن لا بأس بالعفو عن الحد ما لم ينته إلى الإمام. "كر".
13440-
عن طاوس قال: قيل لصفوان بن أمية وهو بأعلى مكة: لا دين لمن لم يهاجر، فقال: والله لا أصل إلى أهلي حتى آتي المدينة، فأتى المدينة فنزل على العباس فاضطجع في المسجد وخميصته تحت رأسه فجاء سارق فسرقها من تحت رأسه فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن هذا سارق فأمر به فقطع فقال: هي له، فقال: هلا قبل أن تأتيني به. "ش".
13441-
عن طاوس قال: قيل لصفوان بن أمية: هلك من نفيت له هجرة فحلف أن لا يغسل رأسه حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فركب راحلته، ثم انطلق فصادف النبي صلى الله عليه وسلم عند باب المسجد فقال: يا رسول الله إنه قيل لي: هلك من لا هجرة له، فآليت بيمين لا أغسل رأسي حتى آتيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن صفوان سمع بالإسلام فرضي به دينا إن الهجرة قد انقطعت بعد الفتح ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا، قال: ثم جاء بسارق خميصة فأمر النبي أن تقطع يده، فقال: لم أرد هذا يا رسول الله، هي عليه صدقة، قال: فهلا قبل أن تاتيني به. "عب".
13442-
عن معمر عن الزهري أن صفوان أتى النبي صلى الله عليه وسلم بسارق
بردة فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يده فقال: لم أرد هذا يا رسول الله هي عليه صدقة قال: فهلا قبل أن تأتيني به. "عب".
"آدابها"
13443-
عن عمر قال: اشتدوا على الفساق واجعلوهم يدا يدا ورجلا رجلا. "عبد بن حميد وأبو الشيخ".
"محظوراتها"
" الاحراق"
13444-
عن حمزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في رهط1 سرية فقال: إن قدرتم على فلان أو فلان فأحرقوه، ثم قال: إن قدرتم عليه فاقتلوه ولا تحرقوه بالنار، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار. "أبو نعيم".
1 الرهط: ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة، قال الله تعالى:{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} فجمع وليس لهم واحد من لفظهم مثل ذود والجمع أرهط وأرهاط وأراهط. انتهى. المختار من صحاح اللغة ص "206".
السرية: قطعة من الجيش يقال: خير السرايا أربعمائة رجل. انتهى. المختار من صحاح اللغة "236". ب.
13445-
عن حنظلة بن عمرو الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية وبعث معه إلى رجل من عذرة، فقال: إن وجدتموه فاقتلوه ولا تحرقوه، وإنما يعذب بالنار إلا رب النار. "الحسن بن سفيان في الوجدان وأبو نعيم".
13446-
عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية أنا فيهم، فقال: إن ظفرتم بهبار بن الأسود وبنافع بن عبد القيس فحرقوهما بالنار، فلما كان الغد بعث إلينا، فقال: إني كنت أمرتكم بحريق هذين الرجلين، إن أخذتموهما، ثم رأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا الله فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما. "ابن جرير".
"المثلة"
13447-
عن عائشة قالت: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيرا فانفلت ثم إنه أخذ بعد فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه رجل مفوه فانزع ثنيته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أمثل به كذا فيمثل الله بي يوم القيامة. "كر وابن النجار".
13448-
عن عطاء قال: كان سهيل بن عمرو رجلا أعلم من شفته السفلى فقال عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أسر ببدر:
انزع ثنيتيه السفليين فيدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا بموطن أبدا، فقال: لا أمثل به فيمثل الله بي. "ش"1
"متفرقة"
13449-
عن أبي بردة قال: كنت جالسا عند ابن زياد وعنده عبد الله بن يزيد فجعل يؤتى برؤس الخوارج فكانوا إذا مروا برأس قلت: إلى النار فقال لي: لا تفعل يا ابن أخي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون عذاب هذه الأمة في دنياها. "هب".
1 مثل: فيه "أنه نهى عن المثلة" إذا قطعت أطرافه وشوهت به ومثلت بالقتيل إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه، والاسم: المثلة، فأما مثل بالتشديد فهو للمبالغة. النهاية "4/294" ص.
فصل في أنواع الحدود
"حد الزنا "
13450-
عن أبي بكر قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء ماعز بن مالك فاعترف عنده مرة، فرده، ثم جاءه فاعترف عنده الثانية فرده، ثم جاء فاعترف عنده الثالثة، فرده، فقال له: إن اعترفت الرابعة رجمتك، فاعترف الرابعة فحبسه، ثم سأل عنه فقالوا: ما نعلم إلا خيرا فأمر برجمه. "ش حم والحارث والبزار ع والطحاوي طس" وفيه جابر الجعفي ضعيف.
13451-
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: سئل أبو بكر الصديق عن رجل زنى بامرأة، ثم يريد أن يتزوجها؟ قال: ما من توبة أفضل من أن يتزوجها خرجا من سفاح إلى نكاح. "عب".
13452-
عن نافع قال: جاء رجل إلى أبي بكر فذكر له أن ضيفا له افتض أخته، استكرهها على نفسها فسأله فاعترف بذلك فضربه أبو بكر الحد ونفاه سنة إلى فدك ولم يضر بها ولم ينفها لأنه استكرهها، ثم زوجها إياه أبو بكر وادخله عليها. "عب".
13453-
عن نافع أن رجلا ضاف أهل بيت، فاستكره منهم
امرأة فرفع ذلك إلى أبي بكر فضربه ونفاه ولم يضرب المرأة. "ش".
13454-
عن ابن عمر قال: بينما أبو بكر في المسجد جاء رجل وهو دهش1 فقال أبو بكر: قم إليه فانظر في شأنه فإن له شأنا، فقام إليه عمر فقال: إنه ضافه ضيف فوقع بابنته، فصك2 عمر في صدره وقال: قبحك الله ألا سترت على ابنتك فأمر بهما أبو بكر فضربا الحد، ثم زوج أحدهما بالآخر وأمر بهما فغربا عاما. "ق".
13455-
عن ابن عمر أن أبا بكر ضرب وغرب. "ق".
13456-
عن صفية بنت أبي عبيد أن أبا بكر الصديق أتي برجل قد وقع على جارية بكر فأحبلها، ثم اعترف على نفسه أنه زنى، ولم يكن أحصن3 فأمر به أبو بكر فجلد الحد مائة ثم نفي إلى فدك. "مالك عب ش قط ق"4
1 دهش: دهش الرجل بالكسر يدهش دهشا: تحير. الصحاح للجوهري "3/1006". ب.
2 فصك: صكه أي ضربه. الصحاح للجوهري "4/1596" ب.
3 أحصن: أحصن الرجل، إذا تزوج، فهو محصن بفتح الصاد وهو أحد ما جاء على أفعل فهو مفعل. الصحاح للجوهري "5/2101" ب.
فدك: اسم قرية بخيبر. الصحاح للجوهري "4/1602". ب.
4 رواه مالك في الموطأ كتاب الحدود باب ما جاء فيمن اعترف على نفسه رقم "13".
وفدك: بلدة بينها وبين المدينة يومان وبينها وبين خيبر دون مرحلة. ص.
13457-
"مسند عمر" عن عبد الله بن شداد وغيره أن امرأة أقرت عند عمر بالزنا فبعث عمر أبا واقد، فقال: إن رجعت تركناك فأبت فرجمها. "الشافعي ش ومسدد ق".
13458-
عن الزهري أن عمر بن الخطاب جلد ولائد من الخمس أبكارا في الزنا. "عب وابن جرير""عب عن الثوري عن الأعمش".
13459-
عن الثوري عن الأعمش عن ابن المسيب أن عمر بن الخطاب أتي بامرأة لقيها راع بفلاة من الأرض، وهي عطشى فاستسقت فأبى ان يسقيها إلا أن تتركه فيقع بها فناشدته بالله فلما بلغت جهدها أمكنته فدرأ عنها عمر الحد بالضرورة. "عب".
13460-
عن عمرو بن شعيب أن رجلا استكره امرأة فافتضها فضربه عمر بن الخطاب الحد وأغرمه ثلث ديتها. "عب".
13461-
عن طارق بن شهاب قال: بلغ عمر أن امرأة متعبدة حملت قال عمر: أراها قامت من الليل تصلي، فخشعت فسجدت، فأتاها غاو من الغواة فتجشمها1 فأتته فحدثته بذلك سواء فخلى سبيلها. "عب ش".
1 فتجشمها: يقال: جشمت الأمر بالكسر وتجشمته: إذا تكلفته وجشمته غيرى بالتشديد، وأجشمته إذا كلفته إياه. النهاية "1/274".
13462-
عن الثوري عن علي بن الأقمر عن إبراهيم قال: بلغ عمر عن امرأة أنها حامل، فأمر بها أن تحرس، حتى تضع فوضعت ماء أسود، فقال عمر: لمة1 شيطان. "طب".
13463-
عن عمرو بن شعيب أن رجلا استكره امرأة فافتضها، فضربه عمر الحد وأغرمه ثلث ديتها. "ش".
13464-
عن أبي يزيد أن رجلا تزوج امرأة، ولها ابنة من غيره، وله ابن من غيرها ففجر2 الغلام بالجارية، فظهر بها حبل، فلما قدم عمر إلى مكة رفع ذلك إليه، فسألهما، فاعترفا، فجلده عمر الحد وأخر المرأة حتى وضعت ثم جلدها وفرض أن يجمع بينهما فأبى الغلام. "الشافعي عب ق".
13465-
عن عمر بن الخطاب أنه كتب إليه في رجل قيل له: متى عهدك بالنساء؟ فقال: البارحة، قيل: بمن قال أم مثوى فقيل له: قد هلكت قال: ما علمت أن الله حرم الزنا، فكتب عمر أن يستحلف ما
1 لمة شيطان: يقال: أصابت فلان من الجن لمة وهو المس والشيء القليل الصحاح للجوهري "5/2032". ب.
2 ففجر: أي زنى، ومنه الحديث "أن أمة لآل رسول الله فجرت" أي زنت. انتهى. النهاية "3/413".
وفرض: أي أوجب انتهى."3/432". ب.
علم أن الله يحرم الزنا ثم يخلى سبيله. "أبو عبيد في الغريب ق".
13466-
عن عمر أتي بامرأة زنت، فقال ويح المرية1 أفسدت حسبها اذهبا فاضرباها ولا تخرقا جلدها، إنما جعل الله أربعة شهداء سترا ستركم الله به دون فواحشكم فلا يطلعن ستر الله أحد الا وإن الله لو شاء لجعله واحدا صادقا أو كاذبا.
"عب ق".
13467-
عن نافع أن عبدا كان يقوم على رقيق الخمس، وأنه استكره جارية من ذلك الرقيق، فوقع بها فجلده عمر الحد ونفاه ولم يجلد الوليدة لأنه استكرهها. "مالك عب ق""رواه مالك في الموطأ كتاب الحدود باب جامع ما جاء في حد الزنا رقم "15 - 16" ص".
13468-
عن عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة المخزومي قال، أمرني عمر بن الخطاب في فتية من قريش فجلدنا ولائد من ولائد الإمارة خمسين خمسين في الزنا. "مالك عب ق"2
13469-
عن أبي واقد الليثي أن عمر بن الخطاب أتاه رجل وهو بالشام فذكر له أنه وجد مع امرأته رجلا، فبعث أبا واقد إلى امرأته يسألها عن ذلك، فاتاها فذكر لها الذي قال زوجها لعمر، وأخبرها أنها
1 المرية: هي تصغير المرأة. انتهى. النهاية "4/314" ب.
2-
3- رواه مالك في الموطأ كتاب الحدود باب جامع ماجاء في حد الزنا رقم "15 - 16" ص.
لا تؤخذ بقوله، وجعل يلقنها أمثال هذا لتنزع، فأبت أن تنزع وثبتت على الاعتراف، فأمر بها عمر بن الخطاب فرجمت. "مالك عب هق"1
13470-
عن عبد الرحمن بن البيلماني قال: رفع إلى عمر رجل زنى بجارية امرأته، فجلده مائة ولم يرجمه. "عب هق".
13471-
عن قتادة أن امرأة جاءت إلى عمر فقالت: إن زوجها زنى بوليدتها، فقال الرجل لعمر إن المرأة وهبتها لي، فقال: لتأتين بالبينة أو لأرضخن رأسك بالحجارة، فلما رأت المرأة ذلك قالت: صدق قد كنت وهبتها له، ولكني حملتني الغيرة، فجلدها عمر الحد، وخلى سبيله. "عب".
13472-
عن نافع أن عمر حد مملوكة له في الزنا ونفاها إلى فدك. "عب".
13473-
عن الحسن أن رجلا وجد مع امرأته رجلا قد أغلق عليهما وأرخى عليهما الأستار فجلدهما عمر بن الخطاب مائة مائة. "عب".
13474-
عن مكحول أن رجلا وجد في بيت بعد العتمة ملففا بحصير فضربه عمر بن الخطاب مائة. "عب".
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحدود باب ما جاء في الرجم رقم "9".
والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود "8/220". ص.
13475-
عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: أتي ابن مسعود برجل وجد مع امرأة في لحاف فضرب كل أحد منهما أربعين سوطا وأقامهما للناس فذهب أهل المرأة وأهل الرجل فشكوا ذلك إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر لابن مسعود: ما يقول هؤلاء قد فعلت ذلك، قال: أرأيت ذلك؟ قال: نعم، قال: نعم ما رأيت، فقال: أتيناه نستأذنه فإذا هو يسأل. "عب".
13476-
عن ابن المسيب قال: ذكر الزنا بالشام فقال رجل: زنيت، قيل: ما تقول؟ قال: أو حرمه الله ما علمت أن الله حرمه، فكتب إلى عمر بن الخطاب، فكتب إن كان علم أن الله حرمه فحدوه، وإن لم يعلم فأعلموه فإن عاد فحدوه. "عب".
13477-
عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: توفي عبد الرحمن بن حاطب وأعتق من صلى من رقيقه وصام، وكانت له نوبية قد صلت وصامت وهي أعجمية لم تفقه ولم يرعه1 إلا حبلها وكانت ثيبا فذهب إلى عمر فزعا فحدثه، فقال له عمر: لأنت الرجل لا يأتي بخير فأفزعه ذلك، فأرسل إليها عمر، فسألها، فقال: حبلت؟ فقالت: نعم من مرعوش ٍ
1 ولم يرعه: الروع: الفزع. انتهى. النهاية "2/277" ب.
بدرهمين، وإذا هي تستهل1 بذلك ولا تكتمه، فصادف عنده عليا وعثمان وعبد الرحمن بن عوف، فقال: أشيروا علي فقال علي وعبد الرحمن: قد وقع عليها الحد، فقال: أشر علي يا عثمان فقال: قد أشار عليك أخواك، فقال: أشر على أنت، فقال عثمان: أراها تستهل به كأنها لا تعلمه ولا ترى به بأسا، وليس الحد إلا على من علمه، قال: صدقت والذي نفسي بيده ما الحد إلا على من علمه. "الشافعي عب ق".
13478-
عن عروة وعطاء أن رفقة من أهل اليمن نزلوا الحرة2 ومعهم امرأة وهي ثيب، فتركوها ببعض الحرة حتى بذلت نفسها، فبلغ عمر خبرها فأرسل إليها فسألها فقالت: كنت امرأة مسكينة لا يعطف على أحد بشيء فما وجدت إلا نفسي، فسأل رفقتها فصدقوها فحدها، ثم كساها وحملها وقال: إذهبوا بها ولا تذكروا ما فعلت. "عب".
13479-
عن أبي الطفيل أن امرأة أصابها جوع فأتت راعيا فسألته الطعام فأبى عليها حتى تعطيه نفسها قالت: فحثا لي ثلاث حثيات
1 تستهل: الاستهلال: رفع الصوت، واستهلال الصبي: تصويته عند ولادته. النهاية "5/271". ب.
2 الحرة: أرض ذات حجارة سود نخرة كأنها أحرقت بالنار. الصحاح للجوهري "2/626". ب.
من تمر ثم أصابني وذكرت أنها كانت أجهدت1 من الجوع فأخبرت عمر فكبر وقال: مهر مهر مهر كل حفنة مهر ودرأ عنها الحد. "عب".
13480-
عن كليب الجرمي أن أبا موسى كتب إلى عمر في امرأة أتاها رجل وهي نائمة فقالت: إن رجلا أتاني وأنا نائمة فوالله ما علمت حتى قذف في مثل شهاب النار، فكتب عمر تهامية تنومت، قد يكون مثل هذا، وأمر أن يدرأ عنها الحد. "عب".
13481-
عن نافع أن عمر رجم امرأة ولم يجلدها بالشام. "ابن جرير".
13482-
عن كثير بن الصلت قال: كان ابن العاص وزيد بن ثابت يكتبان في المصاحف، فمرا على هذه الآية فقال زيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الشيخ والشيخة2 فارجموهما البتة فقال عمر: لما أنزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: اكتبنيها فكأنه كره ذلك قال: فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى وقد أحصن جلد ورجم وإذا لم يحصن جلد، وإن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم. "ابن جرير" وصححه وقال: هذا حديث لا يعرف له مخرج عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 أجهدت: أجهدها: إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها. المختار من صحاح اللغة ص "84" ب.
2 وفي حديث رقم [13523] من هذا الكتاب "إذا زنيا" ب.
بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه وهو عندنا صحيح سنده لا علة فيه توهنه ولا سبب يضعفه لعدالة نقلته قال: وقد يعلل بأن قتادة مدلس ولم يصرح بالسماع والتحديث.
13483-
عن النزال بن سبرة قال: إنا لبمكة إذا نحن بامرأة اجتمع عليها الناس حتى كادوا أن يقتلوها، وهم يقولون زنت زنت، فأتي بها عمر بن الخطاب وهي حبلى، وجاء معها قومها فأثنوا عليها خيرا. فقال عمر: أخبريني عن أمرك، قالت: يا أمير المؤمنين، كنت امرأة أصيب من هذا الليل، فصليت ذات ليلة، ثم نمت، فقمت ورجل بين رجلي فقذف في مثل الشهاب، ثم ذهب، فقال عمر: لو قتل هذه من بين الجبلين أو الأخشبين لعذبهم الله، فخلى سبيلها، وكتب إلى الآفاق أن لا تقتلوا أحدا إلا بإذني. "ش وابن جرير هق".
13484-
عن أبي موسى الأشعري قال: أتي عمر بن الخطاب بامرأة من أهل اليمن، قالوا: بغت، قالت: إني كنت نائمة فلم أستيقظ إلا برجل يرمي في مثل الشهاب، فقال عمر: يمانية نؤوم شابة فخلى عنها ومتعها. "ص ق".
13485-
"مسند عثمان رضي الله عنه" عن أبي الضحى عن قائد لابن عباس قال: كنت معه فأتي عثمان بامرأة وضعت لستة أشهر
فأمر عثمان برجمها فقال له ابن عباس: إن خاصمتكم بكتاب الله خصمتكم قال الله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً} ، فالحمل ستة أشهر، والرضاع سنتان فدرأ عنها. "عب ووكيع وابن جرير وابن أبي حاتم".
13486-
"مسند علي رضي الله عنه" عن الشعبي أن عليا جلد شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة وقال: أجلدها بكتاب الله وأرجمها بسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم. "عب حم خ ن والطحاوي وابن مندة في غرائب شعبة ك والدورقي حل"1
13487-
عن حنش قال: أتي علي برجل قد زنى بامرأة وقد تزوج بامرأة ولم يدخل بها، فقال: أزنيت؟ فقال: لم أحصن، فأمر به فجلد مائة. "عب".
13488-
عن العلاء بن بدر قال: فجرت امرأة على عهد علي بن أبي طالب وقد تزوجت ولم يدخل بها فأتى بها علي فجلدها مائة، ونفاها سنة إلى هرى كربلا. "عب".
13489-
عن إبراهيم أن عليا قال في أم الولد إذا أعتقها سيدها أو
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة باب رجم المحصن "8/204".
وبدون ذكر اسم المرجومة. ص.
مات عنها ثم زنت فإنها تجلد ولا تنفى قال: وقال ابن مسعود: تجلد وتنفى ولا ترجم. "عب".
13490-
عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم قال: قال عبد الله في البكر يزني بالبكر يجلدان مائة وينفيان، قال: وقال: علي حبسهما من الفتنة أن ينفيا. "عب".
13491-
عن الشعبي أن عليا أتى بامرأة من همدان ثيب حبلى يقال لها شراحة قد زنت، فقال لها علي: لعل الرجل استكرهك؟ قالت: لا، قال: فلعل الرجل قد وقع عليك وأنت راقدة؟ قالت: لا قال: فلعل لك زوجا من عدونا هؤلاء وأنت تكتمينه؟ قالت: لا، فحبسها، حتى إذا وضعت جلدها يوم الخميس مائة جلدة، ورجمها يوم الجمعة، فأمر فحفر لها حفرة بالسوق فدار الناس عليها فضربهم بالدرة، ثم قال: ليس هكذا الرجم، إنكم إن تفعلوا هكذا يقتل بعضكم بعضا، ولكن صفوا كصفوفكم للصلاة، ثم قال: يا أيها الناس، إن أول الناس يرجم الزاني الإمام إذا كان الاعتراف، وإذا شهد أربعة شهداء على الزنا فإن أول الناس يرجمه الشهود لشهادتهم عليه، ثم الإمام ثم الناس، ثم رماها بحجر وكبر، ثم أمر الصف الأول فقال: ارموا، ثم قال: انصرفوا وكذا صفا صفا حتى قتلوها، ثم قال: افعلوا بها ما تفعلون
بموتاكم. "عب هق"1
13492-
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من هذيل قال: كنت مع علي حين يرجم شراحة فقلت: لقد ماتت هذه على شر حالها، فضربني بقضيب كان في يده حتى أوجعني فقلت: أوجعتني قال: وإن أوجعتك إنها لن تسأل عن ذنبها أبدا كالدين يقضى. "عب".
13493-
عن الشعبي قال: لما رجم علي شراحة جاء أولياؤها فقالوا: كيف نصنع بها؟ فقال: اصنعوا بها كما تصنعون بموتاكم يعني من الغسل والصلاة عليها. "عب والمروزي في الجنائز".
13494-
عن سماك بن حرب عن رجل من بني عجل قال: كنت مع علي بصفين، فإذا رجل بزرع ينادي أني قد أصبت فاحشة فأقيموا علي الحد فقال له علي: هل تزوجت؟ قال: نعم قال: قد دخلت بها؟ قال: لا، فبعث إلى أهل المرأة، هل زوجتم فلانا؟ قالوا: والله ما كنا نرى به بأسا، قال فحده مائة وأغرمه نصف الصداق2 وفرق بينهما. "أبو عبد الله الحسن بن يحيى بن عياش القطان في حديثه ق".
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى بلفظه كتاب الحدود "8/220" ص.
2 الصداق: اي المهر: أصدقت المرأة إذا سميت لها صداقا، وإذا أعطيتها صداقها، وهو الصداق والصداق والصدقة أيضا. النهاية "3/18" ب.
13495-
عن أبي حبيبة قال: أتيت عليا، فقلت له: إنه قد أصاب فاحشة فأقم عليه الحد، قال: فرددني أربع مرات، ثم قال: يا قنبر قم إليه، فاضربه مائة سوط، فقلت إني مملوك قال: اضربه حتى يقول لك أمسك فضربه خمسين سوطا. "ص ق".
13496-
عن الشعبي أن عليا جلد ونفى من الكوفة إلى البصرة. "ق".
13497-
عن قسامة بن زهير قال: لما كان من شأن أبي بكرة والمغيرة الذي كان، ودعا الشهود فشهد أبو بكرة وشهد ابن معبد ونافع بن عبد الحارث فشق على عمر حين شهد هؤلاء الثلاثة، فلما قام زياد قال عمر: إني أرى غلاما كيسا لن يشهد إن شاء الله إلا بحق، قال زياد: أما الزنا فلا أشهد به، ولكن قد رأيت أمرا قبيحا، قال عمر: الله أكبر حدودهم فجلدوهم فقال أبو بكرة: أشهد أنه زان، فهم عمر أن يعيد عليه الحد فيها، فنهاه علي وقال: إن جلدته فارجم صاحبك فتركه ولم يجلده. "هق"1
13498-
عن أبي بكرة قال: قدمنا على عمر فشهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد، فلما دعا زيادا قال: رأيت أمرا منكرا، فكبر عمر ودعا بأبي بكرة وصاحبيه، فضربهم، فقال أبو بكرة بعد ما حدوه:
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود "8/234" ص.
والله إني لصادق، وهو فعل ما شهدته، فهم عمر بضربه، فقال علي: إن جلدت هذا فارجم ذاك."هق"1
13499-
عن حنش قال: تزوج رجل منا امرأة فزنى قبل أن يدخل بها فأقام علي الحد وقال: إن المرأة لا ترضى أن تكون عنده ففرق بينهما علي. "ق".
13500-
عن أبي بن كعب قال: يجلدون ويرجمون، ويرجمون ولا يجلدون ويجلدون ولا يرجمون، قال شعبة: فسره قتادة فقال: الشيخ المحصن يجلد ويرجم إذا زنى، والشاب المحصن يرجم إذا زنى، والشاب إذا لم يحصن جلد. "ابن جرير".
13501-
عن بصرة الغفاري قال: تزوجت امرأة بكرا في خدرها، فوجدتها حبلى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما الولد فعبد لك، فإذا ولدت فاجلدها مائة ولها المهر بما استحل من فرجها. "قط طب ك" كذا أورده ابن حجر في الأطراف في ترجمة بصرة بن أبي بصرة الغفاري وقال له علة فإنهم رووه من طريق ابن جريج عن صفوان بن سليم وقال "قط" إنما هو ابن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان ابن سليم.
13502-
عن سعيد بن المسيب أن بصرة الغفاري تزوج امرأة
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود "8/235" ص.
بكرا في سترها، فدخل بها فوجدها حبلى، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وقال:"إذا وضعت فأقيموا عليها الحد، وأعطاها الصداق بما استحل من فرجها". "أبو نعيم" وترجم عليه بصرة وقيل بسرة وقيل نضلة روى عنه سعيد بن المسيب وفرق بينه وبين بصرة بن أبي بصرة الغفاري وكذا تبع الحافظ بن حجر في الإصابة فرق بينهما وجعل لكل واحد ترجمة فقال في ترجمته هذا بصرة.
13503-
عن الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد ابن شبل أنهم كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل من الأعراب فقال: أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله، فقال الخصم الآخر وهو أفقه منه: نعم، فاقض بيننا بكتاب الله وائذن لي حتى أقول، قال: قل، قال: إن ابني كان عسيفا1 على هذا، وأنه زنى بامرأته، فأخبروني أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمائة شاة وخادم أجيرا فسألت رجالا من أهل العلم، فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام، وأن على امرأة هذا الرجم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله المائة شاة والخادم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأة هذا الرجم، واغد يا أنيس على امرأة هذا، فإن اعترفت
1 عسيفا: العسيف: الأجير. المختار من صحاح اللغة "340" ب.
فارجمها فغدا عليها فاعترفت فأمر بها فرجمت ". "عب ش".
13504-
عن سهل بن سعد أن وليدة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حملت من الزنا فسئلت من أحبلك؟ فقالت: أحبلني المقعد، فسئل عن ذلك فاعترف فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنه لضعيف عن الجلد فأمر بمائة عثكول1 فضربه بها ضربة واحدة". "ابن النجار".
13505-
عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه تربد2 لذلك وجهه فأنزل عليه ذات يوم فلقي ذلك، فلما سرى عنه قال: خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا؛ الثيب بالثيب جلد مائة، ثم رجم بالحجارة والبكر بالبكر جلد مائة ثم نفي سنة. "عب".
13506-
عن أبي أمامة بن سهل أن رجلا من مساكين المسلمين كان ضريرا فأصاب الناس ليلة ماطرة أو ليلة باردة فدعته امرأة من المسلمين إلى بيتها فوثب عليها فغلبها على نفسها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما صنع، فأرسل إليه فاعترف فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقنو3 فعد منه مائة
1 عثكول: العذق من أعذاق النخل الذي يكون فيه الرطب. انتهى. النهاية "3/183" ب.
2 تربد: أي تغير إلى الغبرة. انتهى. النهاية "2/183". ب.
3 بقنو: القنو: العذق انتهى. المختار من صحاح اللغة "437" ب.
شمراخ1 ثم أمر به فضرب ضربة واحدة. "ابن جرير".
13507-
عن الحسن قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنها زنت، فقال رجل: إنها غيران يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن شئتم لأحلفن لكم أن الفاجر فاجر، وأن الغيران لا يدري أين أعلى الوادي من أسفله ". "عب".
13508-
عن الحسن ان امرأة وجدت زوجها على جارية، فغارت فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم واتبعها حتى أدركها، فقالت: إنها زنت فقال: كذبت يا رسول الله ولكنها كان كذا وكذا فأخذت بلحيته فانتهرها النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسلته، فقال:"ما تدري الآن أين أعلى الوادي من أسفله". "عب".
13509-
عن الحسن قال: أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: خذوا مني خذوا مني جعل الله لهن سبيلا، الثيب بالثيب جلد مائة والرجم، والبكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة. "عب".
13510-
عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد قضى الله ورسوله أن شهد أربعة على بكرين جلدا كما قال الله
1 شمراخ: كل غصن من أغصان العذق: شمراخ وهو الذي عليه البسر. النهاية "2/500" ب.
تعالى: {مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} "، وغربا سنة غير الأرض التي كانا بها، وتغريبهما سنتي وقال: إن أول حد أقيم في الإسلام لرجل أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد عليه فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع، فلما حد الرجل نظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما سف1 فيه الرماد، فقالوا: يا رسول الله كأنه اشتد عليك قطع هذا؟ قال: وما يمنعني وأنتم أعوان الشيطان على أخيكم قالوا: فأرسله قال: فهلا قبل أن تأتيني به، إن الإمام إذا أتي له بحد لا ينبغي له ان يعطله. "عب".
13511-
عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قضى الله ورسوله أن لا يقبل شهادة ثلاث ولا اثنين ولا واحد على الزنا ويجلدون ثمانين جلدة، ولا تقبل شهادتهم حتى يتبين للمسلمين منهم توبة نصوح وإصلاح. "عب".
"الرجم"
13512-
عن عمر قال: إن الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم، فقرأناها ووعيناها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: لا نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة قد
1 سف: أي تغير كأنه ذرّ عليه. المختار من صحاح اللغة "238" ب.
أنزلها الله، فالرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو الحبل أو الاعتراف، ألا وإنا قد كنا نقرأ؛ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم. "عب ش حم والعدني والدارمي خ م د ت ن هـ وابن الجارود وابن جرير وأبو عوانة حب ق" وروى "مالك" بعضه.
13513-
عن ابن عباس قال: خطب عمر فذكر الرجم فقال: لا تخدعن عنه فإنه حد من حدود الله، ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا بعده، ولولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله ما ليس منه لكتبت في ناحية المصحف، شهد عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وفلان وفلان أن رسول الله قد رجم ورجمنا بعده، ألا وإنه سيكون بعدكم قوم يكذبون بالرجم وبالدجال وبالشفاعة وبعذاب القبر وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا1 "حم ع وأبو عبيد".
13514-
عن ابن عباس قال: إن عمر بن الخطاب قام فينا فقال: ألا إن الرجم حد من حدود الله فلا تخدعن عنه فإنه في كتاب الله وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أبو بكر ورجمت. "طس".
1 امتحشوا: أي احترقوا. والمحش: احتراق الجلد وظهور العظم. انتهى. النهاية "4/302" ب.
13515-
عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: رجم رسول الله ورجم أبو بكر ورجمت ولولا أني أكره أن أزيد في كتاب الله لكتبته في المصحف فإني قد خشيت أن تجيء أقوام لا يجدونه في كتاب الله فيكفرون به. "ت ق" وقال "ت" حسن صحيح وروى عنه من غير وجه عن عمر1
13516-
عن سعيد بن المسيب أن عمر خطب فقال: إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل: لا نجد الرجم في كتاب الله فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، وإني والذي نفسي بيده لولا أن يقول قائل أحدث عمر بن الخطاب في كتاب الله تعالى لكتبتها ولقد قرأناها؛ الشيخ والشيخة فارجموهما البتة. "مالك والشافعي وابن سعد والعدني حل ق"2
13517-
عن ابن عباس قال: قال عمر: الرجم حد من حدود الله فلا تخدعوا عنه وآية ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم وأبو بكر ورجمت
1 رواه الترمذي كتاب الحدود باب ما جاء في تحقيق الرجم رقم "1431" وقال حسن صحيح. ص.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحدود باب ما جاء في الرجم رقم "10" أورده المصنف بطوله وسيأتي برقم "13523".
ووضحت عزوه عن ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/334" ص.
أنا بعد، وسيجيء قوم يكذبون بالقدر، ويكذبون بالحوض، ويكذبون بالشفاعة، ويكذبون بقوم يخرجون من النار. "ابن أبي عاصم".
13518-
عن ابن عباس قال: أمر عمر بن الخطاب مناديا فنادى أن الصلاة جامعة، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس لا تخدعن عن آية الرجم. فإنها أنزلت في كتاب الله، وقرأناها، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد، وآية ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رجم وأن أبا بكر قد رجم ورجمت بعدهما وأنه سيجيء قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها ويكذبون بالشفاعة ويكذبون بالحوض، ويكذبون بالدجال، ويكذبون بعذاب القبر ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعد ما أدخلوها. "عب".
13519-
عن عمر قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما أنزلت آية الرجم: اكتبها يا رسول الله قال: لا أستطيع ذلك. "ابن الضريس".
13520-
عن عمر قال: لو أتيت برجل وقع على جارية امرأته وهو محصن لرجمته. "عب ش".
13521-
عن ذهل بن كعب قال: أراد عمر أن يرجم المرأة التي فجرت وهي حامل، فقال له معاذ: إذا تظلم، أرأيت الذي في بطنها ما ذنبه؟ على ما تقتل نفسين بنفس واحدة، فتركها حتى وضعت حملها فرجمها. "ش".
13522-
عن عبد الرحمن بن عوف أن عمر قال: قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، ولولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله لأثبتها كما أنزلت. "حم وابن الأنباري في المصاحف".
13523-
عن سعيد بن المسيب أن عمر لما أفاض من منى أناخ بالأبطح فكوم كومة1 من بطحاء فطرح عليها طرف ثوبه ثم استلقى عليها ورفع يديه إلى السماء وقال: اللهم كبر سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط، فلما قدم المدينة خطب الناس فقال: أيها الناس قد فرضت لكم الفرائض، وسننت لكم السنن، وتركتكم على الواضحة، ثم صفق بيمينه على شماله إلا أن تضلوا بالناس يمينا وشمالا، ثم إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم وأن يقول قائل [لا نحد حدين] في كتاب الله فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم ورجمنا بعده فوالله لولا أن يقول الناس أحدث عمر في كتاب الله لكتبتها في المصحف فقد قرأناها، الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة قال سعيد: فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن. "مالك وابن سعد ومسدد ك"2
1 فكوم كومة: إذا جمع قطعة من تراب ورفع رأسها. المختار من صحاح اللغة "461". ب.
2 ذكره الموطأ بطوله ولفظه كتاب الحدود باب ما جاء في الرجم رقم "10"=
13524-
عن بكر قال: قال عمر: لقد هممت أن أكتب في المصحف هذا ما شهد عليه عمر وفلان وفلان عشرة من المهاجرين وعشرة من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم وأمر بالرجم، وجلد في الخمر، وأمر بالجلد. "ابن جرير".
13525-
عن الشعبي قال: قال علي في الثيب أجلدها بالقرآن وأرجمها بالسنة، وقال أبي بن كعب: مثل ذلك. "عب".
13526-
عن قابوس بن مخارق أن محمد بن أبي1 بكر كتب إلى علي يساله عن مسلمين تزندقا وعن مسلم زنى بنصرانية وعن مكاتب مات وترك بقية من كتابته، وترك ولدا أحرارا، فكتب إليه علي، أما اللذان تزندقا فإن تابا وإلا فاضرب أعناقهما، وأما المسلم فأقم عليه الحد وادفع النصرانية إلى أهل ذمتها، وأما المكاتب فيؤدي بقية كتابته، وما بقي فلولده الأحرار. "الشافعي ش هق".
= وأخرجه ابن سعد بلفظه في الطبقات الكبرى "3/334"، واستدركت منه هذه الفقرة للإتضاح:[لا نحد حدين] . ص.
1 قابوس بن أبي المخارق، ويقال: ابن المخارق بن سليم الشيباني الكوفي، قال النسائي: ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات وذكره ابن يونس فيمن قدم مع محمد بن أبي بكر مصر في خلافة علي آهـ.
تهذيب التهذيب "7/306".
والحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود "8/247" ص.
13527-
عن معبد وعبيد الله ابني عمران بن ذهل قالا: مر ابن مسعود برجل فقال: إني زنيت، فقال: إذا نرجمك إن كنت قد أحسنت، فقالوا: إنما أتى جارية امرأته، فقال عبد الله: إن كنت استكرهتها فأعتقها وأعط امرأتك جارية مكانها، فقال: والله لقد استكرهتها، قال: فلم يرجمه وأمر به فضرب دون الحد. "عب".
13528-
عن عامر بن مطر الشيباني قال: قال ابن مسعود، إن كان استكرهها عتقت وغرم لها مثلها، وإن كانت طاوعته أمسكها هو وغرم لها مثلها. "عب".
13529-
عن الشعبي أن ابن مسعود قال: لا نرى حدا ولا عقرا1 "عب".
13530-
عن ابن سيرين قال: قال علي لو اتيت به لرجمته يعني الذي يقع على جارية امرأته، وأما ابن مسعود فلا يدري ما أحدث بعده. "عب ق هـ"2
1 ولا عقرا: فقد كانوا يعقرون الإبل على قبور الموتى: أي ينحرونها ويقولون: إن صاحب القبر كان يعقر للأضياف أيام حياته فنكافئه بمثل صنيعه بعد وفاته. وأصل العقر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم. انتهى. النهاية "3/271" ب.
2 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود "8/240" ص.
13531-
عن عبد الكريم قال: ذكر لعلي أن رجلا يقول: لا بأس أن يصيب الرجل وليدة امرأته، فقال لو أتينا به لتلفنا1 رأسه بالصخر. "عب".
13532-
عن ابن أبي ليلى رفعه إلى علي أنه رجم محصنا في اللوطية. "عب ق".
13533-
عن ابن جريج عن بعض أهل الكوفة أن عليا رجم امرأة كانت ذات زوج فجاءت أرضا، وتزوجت ولم تقل: إنه جاءها موت زوجها ولا طلاقه. "عب".
13534-
عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: أتي عمر بامرأة جهدها العطش فمرت على راع فاستسقت فأبى أن يسقيها إلا أن تمكنه من نفسها ففعلت فشاور الناس في رجمها وقال: هذه مضطرة وأرى يخلى سبيلها ففعل. "وكيع في نسخته".
13535-
عن أنس أن امرأة اعترفت بالزنا أربع مرات، فرجمت فذكرتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس2
1 لتلفنا: التلف الهلاك، وبابه طرب، ورجل متلاف، أي: كثير الإتلاف لماله. المختار من صحاح اللغة "58" ب.
2 مكس: المكس: الضريبة التي يأخذها الماكس، وهو العشار، وفي الحديث "لا يدخل الجنة صاحب مكس". النهاية "4/349". ب.
لغفر له. "ابن جرير".
13536-
عن البراء قال: رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم يهوديا ويهودية. "ش".
13537-
عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم يهوديا ويهودية. "ش".
13538-
وعنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بماعز بن مالك، رجل قصير في إزار ما عليه رداء ورسول الله صلى الله عليه وسلم متكئ على وسادة على يساره يكلمه، وما أدري وأنا بعيد بيني وبينه القوم فقال: اذهبوا به، ثم قال: ردوه فكلمه وأنا أسمع غير أن بيني وبينه القوم، ثم قال: اذهبوا به فارجموه، ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: أو كلما نفرنا في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب1 من اللبن، والله لا أقدر على أحدهم إلا نكلت به. "ط عب حم م د"2
1 نبيب: النبيب: صوت التيس عند السفاد. النهاية "5/4". ب" كنبيب التيس يمنح إحداهن الكثبة "الكثبة: أي بالقليل من اللبن، والكثبة: كل قليل جمعته من طعام أو لبن أو غير ذلك. النهاية "4/151" ب.
2 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحدود باب من اعترف على نفسه بالزنا رقم "1692" ص.
13539-
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم يهوديا ويهودية. "ش".
13540-
وعنه: في البكر ينكح ثم يزني قبل أن يجمع مع امرأته قال: الجلد عليه ولا رجم. "عب".
13541-
وعنه قال: رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم ورجلا من اليهود وامرأة. "عب".
13542-
عن ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله أن رجلا من أسلم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه أنه زنى شهد على نفسه أربع شهادات فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجم وكان قد أحصن، زعموا أنه ماعز بن مالك، قال ابن جريج: فأخبرني سعيد عن عبد الله بن دينار مولى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بعد أن رجم الأسلمي، فقال: اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها، فمن الم بشيء منها فليستتر. "عب".
13543-
عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن رجلا من أسلم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف بالزنا فأعرض عنه، ثم اعترف فأعرض عنه، حتى شهد على نفسه أربع مرات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبك جنون؟ قال: لا، قال: أحصنت؟ قال: نعم، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم
فرجم بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة فر، فأدرك فرجم حتى مات، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: خيرا ولم يصل عليه، قال معمر: فأخبرني ابن طاوس عن أبيه قال: لما أخبر رسول الله أنه فر، فقال: هلا تركتموه قال معمر: وأخبرني أيوب بن حميد عن هلال قال: لما رجم النبي صلى الله عليه وسلم الأسلمي قال: واروا عني عوراتكم ما وارى الله عني منها، ومن أصاب شيئا منها فليستتر، قال معمر: وأخبرني يحيى ابن أبي كثير عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لماعز حين اعترف بالزنا: أقبلت؟ أباشرت؟ "عب".
13544-
عن جابر قال: كنت فيمن رجم ماعزا، فلم يجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم. "ابن جرير".
13545-
عن جابر أن رجلا زنى فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلد الحد، ثم أخبر أنه كان قد أحصن فأمر به فرجم. "ابن جرير".
13546-
عن ابن عباس قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بماعز فاعترف مرتين ثم قال: اذهبوا به، ثم قال: ردوه، فاعترف مرتين حتى اعترف أربعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهبوا به فارجموه.
"عب".
13547-
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم يهوديين أنا فيمن رجمهما. "ش".
13548-
عن ابن عمر قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتي
بيهوديين زنيا، فأرسل إلى قارئهم فجاءه بالتوراة فسأله، أتجدون الرجم في كتابكم؟ فقال: لا ولكن يجبهان1 ويحممان، فقال، أو قيل له اقرأ فوضع يده على آية الرجم، فجعل يقرا ما حولها فقال: عبد الله بن سلام أخر كفك فأخر كفه، فإذا هو بآية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما، فلقد رأيتهما وأنهما يرجمان وأنه يقيها الحجارة. "عب هـ"2
13549-
وعنه أن اليهود جاؤا إلى النبي صلى الله عليه وسلم برجل منهم وامرأة قد زنيا، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: كيف تفعلون بمن زنى منكم؟ قالوا: نضربهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فما تجدون في التوراة؟ فقالوا: لا نجد فيها شيئا، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم، في التوراة الرجم فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين، فاتوا بالتوراة فوضع مدراسها3 الذي يدرسها كفه على آية الرجم، فطفق يقرأ ما دون يده وما وراءها ولا يقرأ آية الرجم فنزع عبد الله بن سلام يده عن آية الرجم فقال: ما هذه؟ فلما رأوا ذلك؛
1 يجبهان: أصل التجبيه أن يحمل اثنان على دابة ويجعل قفا أحدهما إلى الآخر. النهاية "1/237".
ويحممان: في حديث الرجم "أنه مر بيهودي محمم مجلود" مسود الوجه من الحممة: الفحمة وجمعها حمم. انتهى. النهاية "1/444" ب.
2 رواه ابن ماجه كتاب الحدود باب رجم اليهودي واليهودية رقم "2558" ص.
3 مدراسها: المدارس صاحب دراسة كتبهم. النهاية "2/113" ب.
قالوا: هي آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما حيث توضع الجنائز. "عب".
13550-
عن عمران بن حصين أن امرأة من جهينة اعترفت عند النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا، قالت: أنا حبلى، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وليها فقال: أحسن إليها، فإذا وضعت فأخبرني، ففعل فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت، ثم صلى عليها، فقال عمر: يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها؟ فقال: لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت شيئا أفضل من جادت بنفسها لله. "عب حم م د ن"1
13551-
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم يهوديا زنى بيهودية. "عب".
13552-
عن معمر عن الزهري قال: أخبرني رجل من مزينة ونحن عند ابن المسيب عن أبي هريرة قال: أول مرجوم رجمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود زنى رجل منهم وامرأة فتشاور علماؤهم قبل أن يرفعوا أمرهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم لبعض: إن هذا النبي بعث بتخفيف، وقد علمنا أن الرجم فرض في التوراة فانطلقوا بنا نسأل
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحدود رقم "1696" ص.
هذا النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر صاحبينا اللذين زنيا بعد ما أحصنا فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلنا وأخذنا بتخفيف واحتججنا بها عند الله حين نلقاه وقلنا قبلنا فتيا نبي من أنبيائك، وإن أمرنا بالرجم عصينا فقد عصينا الله فيما كتب علينا من الرجم في التوراة، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا، يا أبا القاسم، كيف ترى في رجل منهم وامرأة زنيا بعد ما أحصنا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرجع إليهما شيئا، وقام معه رجال من المسلمين حتى أتوا بيت مدراس اليهود، وهم يتدارسون التوراة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب، فقال: يا معشر اليهود انشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن؟ قالوا: يحمم ويجبه، والتحميم أن يحمل الزانيان على حمار، ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما، وسكت حبرهم وهو فتى شاب، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ألظ1 به، فقال حبرهم: اللهم إذ نشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما أول ما ارتخصتم أمر الله؟ قالوا: زنى رجل منا ذو قرابة من ملك من ملوكنا فسجنه وأخر عنه الرجم ثم زنى بعده آخر في أسرة2 الناس، فلما أراد
1 ألظ به: يقال ألظ بالشيء يلظ إلظاظا، إذا لزمه وثابر عليه. انتهى. النهاية "4/252" ب.
2 أسرة: الأسرة: عشيرة الرجل وأهل بيته لأنه يتقوى بهم. انتهى. النهاية "1/48" ب.
الملك رجمه فحال قومه دونه، فقالوا: لا والله لا يرجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه فأصلحوا هذه العقوبة بينهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم فإني أحكم بما في التوراة، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما، قال الزهري: فأخبرني سالم عن ابن عمر قال: لقد رأيتهما حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمهما، فلما رجم رأيته يجافي بيديه عنها ليقيها الحجارة، فبلغنا ان هذه الآية أنزلت فيه {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} وكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم. "عب".
13553-
عن أبي هريرة قال: جاء الأسلمي نبي الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حراما أربع مرات، كل ذلك يعرض عنه فأقبل في الخامسة فقال: أنكتها؟ قال: نعم، قال: حتى غاب ذلك منك في ذلك منها كما يغيب المرود1 في المكحلة والرشاء2 في البئر؟ قال: نعم، قال: هل تدري ما الزنا؟ قال: نعم اتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا، قال: فما تريد بهذا القول؟ قال: أريد أن تطهرني، فأمر به فرجم، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى
1 المرود: بالكسر: الميل. انتهى. المختار من صحاح اللغة "209" ب.
2 والرشاء: الذي يتوصل به إلى الماء. النهاية "2/226" ب.
رجم رجم الكلب، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم عنهما، ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله، أين فلان وفلان؟ قال: نحن ذان يا رسول الله، قال: انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار، فقالا: يا نبي الله غفر الله لك، من يأكل من هذا؟ قال: فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل الميتة والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها. "عب د"1
13554-
عن أبي هريرة أن رجلا أتي النبي صلى الله عليه وسلم فأقر عنده بالزنا فأمر به فرجم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي بعث محمدا بالنبوة لقد رأيته في أنهار الجنة يتقمص قلت: ما يتقمص؟ قال: يتنعم. "ابن جرير".
13555-
عن ابن جريج عن إبراهيم عن محمد بن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم امرأة، فقال بعض المسلمين: حبط عمل هذه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه كفارة لما عملت وتحاسب انت بما عملت. "عب".
13556-
عن الزهري انه كان ينكر الجلد مع الرجم ويقول: قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الجلد. "عب".
1 رواه أبو داود كتاب الحدود باب رجم ماعز بن مالك رقم "4405" وقال المنذري: أخرجه النسائي وقال فيه: أنكحتها. عون المعبود "12/112" ص.
13557-
عن ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن رجلا من أسلم أتى عمر فقال: إن الأخر1 قد زنى قال: فتب إلى الله، واستتر بستر الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده وإن الناس يعيرون ولا يغيرون فلم تدعه نفسه حتى أتى أبا بكر؛ فقال مثل قول عمر، فلم تدعه نفسه حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأعرض عنه فأتاه من الشق الآخر فأعرض عنه فأتاه من الشق الآخر، فذكر ذلك له، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومه فسألهم عنه أبه جنون؟ أبه ريح؟ فقالوا: لا، فأمر به فرجم، قال ابن عيينة: فأخبرني عبد الله بن دينار قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، فقال: يا أيها الناس؛ اجتنبوا هذه القاذورة التي نهاكم الله عنها، ومن أصاب من ذلك شيئا فليستتر، قال يحيى بن سعيد عن نعيم عن عبد الله بن هزال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهزال: لو سترته بثوبك كان خيرا لك، قال وهزال الذي كان أمره أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره، وعن ابن المسيب قال: سنة الحد أن يستتاب صاحبه إذا فرغ من جلده. "عب".
13558-
عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم يهوديا ويهودية. "ش".
1 الأخر: الأخر بوزن الكبد: هو الأبعد المتأخر عن الخير. انتهى. النهاية "1/29" ب.
13559-
عن عبيد بن عمير أن امرأة زنت فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: أحامل أنت؟ قالت: نعم فقال: اذهبي فإذا وضعت فأتيني، فلما وضعته جاءته فقال: اذهبي فأرضعيه، وإذا فطمتيه فأتيني، فلما فطمته جاءته، قال: اذهبي فاستودعيه، ثم أتيني فذهبت فاستودعته، ثم جاءته فأمر برجمها فرجمت فسبها بعض من كان عنده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتسبون امراة لم تزل مجاهدة نفسها حتى أدت الذي عليها. "عب ن".
13560-
عن ابن جريج عن عطاء أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: زنيت فأعرض عنه، ثم قالها الثانية فأعرض عنه، ثم قالها الثالثة فأعرض عنه، ثم قال الرابعة فقال: ارجموه فجزع ففر، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: فر يا رسول الله فقال: هلا تركتموه. "ن".
13561-
عن عطاء بن أبي رباح أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فاعترفت على نفسها بالزنا وهي حامل، فقال: اذهبي حتى تضعي، فلما وضعته جاءته فقال: اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته جاءت به، فأمر بها فرجمت. "عب ن".
"زنا الرقيق"
13562-
عن علي قال: فجرت جارية لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا علي انطلق فأقم عليها الحد، فانطلقت فإذا بها دم يسيل لم ينقطع فأتيته فقال: يا علي أفرغت؟ قلت أتيتها ودمها يسيل، فقال: دعها حتى ينقطع دمها ثم أقم عليها الحد وأقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم. "ط د ن ع"1
13563-
عن عبد الكريم أن عليا وابن مسعود قالا في الأمة إذا استكرهت إن كانت بكرا فعشر ثمنها، وإن كانت ثيبا فنصف عشر ثمنها. "عب".
13564-
عن أنس قال: ليس على المملوكين نفي ولا رجم. "عب".
13565-
عن صالح بن كرز أنه جاء بجارية له زنت إلى الحكم بن أيوب قال: فبينا أنا جالس إذ جاء أنس بن مالك فجلس فقال: يا صالح ما هذه الجارية معك؟ قلت: جارية لي بغت فأردت ان أرفعها إلى الإمام ليقيم عليها الحد، فقال: لا تفعل رد جاريتك واتق الله واستر عليها، قلت: ما انا بفاعل قال: لا تفعل وأطعني، فلم يزل يراجعني حتى رددتها. "عب".
1 رواه أبو داود كتاب الحدود - باب في إقامة الحد على المريض رقم "4449". ص.
13566-
عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد وشبل وأبي هريرة قالوا: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فسأله عن الأمة تزني قبل أن تحصن؟ قال: اجلدها، فإن عادت فاجلدها، فإن عادت فاجلدها قال في الثالثة أو الرابعة فبيعوها ولو بضفير. "ن".
13567-
عن ابن عباس قال: فجرت أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعلي حدها، فكف عنها حتى وضعت ثم جلدها خمسين، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أصبت. "ابن جرير".
13568-
عن ابن عباس قال: لا حد على عبد ولا على معاهد. "عب".
13569-
عن عطاء أن ابن عباس كان لا يرى على عبد حدا إلا أن تحصن الأمة بنكاح فيكون عليها شطر العذاب. "عب".
13570-
عن ابن عباس قال: ليس على الأمة حد حتى تحصن بحر. "عب".
13571-
عن عمر أنه سئل عن حد الأمة فقال: إن الأمة قد القت فروة رأسها من وراء الجدار. "عب ش وأبو عبيد في الغريب وابن جرير ن".
13572-
عن ابن عمر في الأمة قال: إذا كانت ليست بذات زوج فزنت جلدت نصف ما على المحصنات من العذاب يجلدها سيدها وإن كانت من ذوات الأزواج رفع أمرها إلى السلطان. "عب".
13573-
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا زنت وليدة أحدكم فليضربها بكتاب الله ولا يثرب1 عليها، ثم إن عادت فليضربها بكتاب الله ولا يثرب عليها، فإن عادت فليضربها بكتاب الله ولا يثرب عليها، ثم إن زنت الرابعة فليضربها بكتاب الله ثم فليبعها ولو بحبل من شعر، وفي لفظ: ولو بعقيص من شعر، وفي لفظ: ولو بنقيض. "ابن جرير".
13574-
عن الزهري عن زيد بن خالد أو خالد أو غيره وأبي هريرة قالا: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمتي زنت، فقال: اجلدها، قال: عادت، قال: اجلدها، قال: عادت، قال: اجلدها، قال: عادت، قال: اجلدها، قال له عند الثالثة أو الرابعة: بعها ولو بضفير2 "ابن جرير".
1 ولا يثرب عليها: أي لا يوبخها ولا يقرعها بالزنا بعد الضرب. النهاية "1/209". ب.
2 بضفير: أي حبل مفتول من شعر. النهاية "3/93" ب.
13575-
عن الحسن بن محمد أن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم جلدت أمة لها الحد زنت. "عب".
13576-
عن عكرمة أن جارية للنبي صلى الله عليه وسلم زنت فأمر عليا أن يجلدها فجلدها خمسين جلدة فأخبر علي النبي صلى الله عليه وسلم أن قد جلدها خمسين، فقال: أحسنت. "عب".
13577-
عن الزهري قال: مضت السنة أن يحد العبد والأمة أهلوهما في الفاحشة إلا أن يرفع أمرهما إلى السلطان فليس لأحد أن يفتات1 على السلطان. "عب".
"زنا الشبهة"
13578-
عن حرقوص الضبي قال: أتت امرأة إلى علي فقالت: إن زوجي زنى بجاريتي، فقال زوجها: صدقت هي وما لها لي حل، قال: اذهب ولا تعد كأنه درأ عنه بالجهالة. "عب هق"2
1 يفتات: الأفتيات: افتعال من الفوت، وهو السبق إلى الشيء دون ائتمار من يؤتمر، تقول: افتات عليه بأمر كذا، أي فاته به. وفلان لا يفتات عليه، أي لا يعمل شيء دون أمره. الصحاح للجوهري "1/260" ب.
2 وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود وعن عرقوص "8/241" ص.
13579-
عن سلمة بن المحبق قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل وطئ جارية امرأته، إن كان استكرهها فهي حرة وعليه لسيدتها ثمنها وإن كانت طاوعته فهي له وعليه لسيدتها مثلها. "ن"1
"وطء البهيمة"
13580-
عن ابن عباس في الذي يقع على البهيمة قال: ليس عليه حد. "عب".
"ذيل الزنا"
13581-
"مسند عمر" عن زيد بن أسلم قال: أتي عمر برجل قد وقع على أمته وقد زوجها فضربه ضربا ولم يبلغ به الحد. "ش".
13582-
عن عمر ليس على من أتى بهيمة حد. "ش".
13583-
عن سويد بن غفلة أن رجلا من أهل الذمة نخس بامرأة من المسلمين حمارها، ثم جابذها2 فحال بينه وبينها عوف بن مالك فضربه، فأتى عمر فذكر ذلك له، فدعا بالمرأة، فسألها فصدقت عوفا، فأمر به فصلب، ثم قال عمر: أيها الناس. اتقوا الله في ذمة محمد، فلا تظلموهم، فمن فعل منهم مثل هذا فلا ذمة له. "الحارث".
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود "8/240" ص.
2 جابذها: الجبذ لغة في الجذب، وقيل هو مقلوب. النهاية "1/235" ب.
13584-
عن ابن عباس أن امرأة مجنونة أصابت فاحشة فأمر عمر برجمها فقال علي: أما علمت أن القلم مرفوع عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يحتلم؟ قال: فما بال هذه فخلى سبيلها. "عب ق".
13585-
عن عطاء وغيره قالوا: بلغ عمر أن ابن أبي يثربي يصيب جارية عبده، فدعاه فسأله، فقال: وما بأس بذلك، فأشار إليه على الذبح فأنكر ذلك ابن أبي يثربي، فقال: أما والله لو أقررت بذلك لرجمتك، قال عطاء وغيره لم يكن ليرجمه ولكن فرقه1 "عب".
13586-
عن قبيصة بن ذؤيب أن رجلا وقع على وليدته وكانت عند عبده فجلده عمر بن الخطاب مائة جلدة. "عب".
13587-
عن عطاء في رجل طلق امرأته ثلاثا، ثم أصابها وأنكر أن يكون طلقها، فشهد عليه بطلاقها، قال: يفرق بينهما، وليس عليه رجم ولا عقوبة، قال ابن جرير: وبلغني أن عمر بن الخطاب قضى بمثل ذلك. "ن".
13588-
عن ابن جريج قال: رفع إلى عمر بن الخطاب أن رجلا
1 فرقه: الفرق: الخوف. وقد فرق منه، من باب طرب ولا يقال: فرقه. المختار من صحاح اللغة "394" ب.
وقع على جارية له فيها شرك1 فأصابها فجلده عمر مائة سوط إلا سوطا. "ن".
13589-
عن أبي عثمان النهدي قال: شهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد على المغيرة بن شعبة أنهم نظروا إليه كما ينظر المرود2 في المكحلة فجاء زياد، فقال عمر: جاء رجل لا يشهد إلا بحق، فقال: رأيت مجلسا قبيحا وابتهارا فجلدهم عمر الحد. "عب".
13590-
عن أبي الضحى أن عمر حين شهد الثلاثة أودى3 المغيرة الأربعة. "عب".
13591-
عن القاسم بن محمد أن أبا السيارة أولع بامرأة أبي جندب يراودها عن نفسها، فقالت: لا تفعل، فإن أبا جندب إن يعلم بهذا يقتلك، فأبي أن ينزع فكلمت أخا أبي جندب، فكلمه فأبى أن ينزع، فأخبرت بذلك أبا جندب فقال أبو جندب: إني مخبر القوم أني أذهب إلى
1 شرك: يقال: شركته في الأمر أشركه شركة، والاسم الشرك، وشاركته إذا صرت شريكه، وقد أشرك بالله فهو مشرك إذا جعل له شريكا. والشرك: الكفر. النهاية "2/466" ب.
2 المرود: بالكسر: الميل. المختار "209". ب.
3 أودى: وأودى فلان: أي هلك، فهو مود. الصحاح للجوهري "6/2521" ب.
الإبل فإذا أظلمت جئت فدخلت البيت فإن جاء فأدخليه علي، فودع أبو جندب القوم وأخبرهم أنه ذاهب إلى الإبل، فلما أظلم الليل جاء وكمن في البيت وجاء أبو السيارة وهي تطحن في ظلمتها فراودها عن نفسها فقالت له: ويحك أرأيت هذا الأمر الذي تدعوني إليه هل دعوتك إلى شيء منه قط؟ قال: لا، ولكن لا صبر لي عنك، فقالت: ادخل البيت حتى أتهيأ لك، فلما دخل البيت أغلق أبو جندب الباب، ثم أخذه فدق من عنقه إلى عجب1 ذنبه، فذهبت المرأة إلى أخي أبي جندب، فقالت: أدرك الرجل، فإن أبا جندب قاتله، فجعل أخوه يناشده الله فتركه، وحمله أبو جندب إلى مدرجة الإبل فألقاه، فكان كلما مر به إنسان قال له: ما شأنك؟ فيقول: وقعت عن بكر فحطمني فأمسى محدودبا ثم أتى عمر بن الخطاب فشكا إليه فبعث عمر إلى أبي جندب فأخبره بالأمر على وجهه، فأرسل إلى أهل الماء، فصدقوه فجلد عمر أبا السيارة مائة جلدة وأبطل ديته. "الخرائطي في اعتلال القلوب".
13592-
"مسند علي رضي الله عنه" عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: خطب علي فقال: أيها الناس، أقيموا على أرقائكم الحدود، من
1 عجب ذنبه: العجب بالفتح: أصل الذنب. انتهى. المختار من صحاح اللغة "327". ب.
أحصن، ومن لم يحصن، فإن أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم زنت فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقيم عليها الحد، فأتيتها، فإذا هي حديثة عهد بنفاس فخشيت إن أنا جلدتها أن تموت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له، فقال: أحسنت اتركها حتى تماثل. "ط حم م ت ع وابن جرير وابن الجارود قط ك هق"1
13593-
عن علي قال: أكثر على مارية قبطي ابن عم لها يزورها ويختلف إليها، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ هذا السيف فانطلق، فإن وجدته عندها فاقتله، قلت: يا رسول الله أكون في أمرك كالسكة "كالسكة: السك: المسمار، والسكة: حديدة تحرث بها الأرض. المختار "243" ب" المحماة لا أرجع حتى أمضي لما أمرتني؟ أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فأقبلت متوشحا السيف فوجدته عندها فاخترطت السيف فلما رآني أقبلت نحوه عرف أني أريده، فأتى نخلة، فرقي ثم رمى بنفسه على قفاه، ثم شغر2 برجله فإذا به أجب أمسح
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحدود باب تأخير الحد عن النفساء رقم "1705" ومعنى تماثل: أي تقارب البرء والأصل تتماثل. صحيح مسلم "3/1330" ورواه الترمذي كتاب الحدود باب ما جاء في إقامة الحد على الإماء رقم "1441" وقال حديث حسن صحيح. ص.
2 شغر: من شغر الكلب إذا رفع إحدى رجليه. النهاية "2/482" ب.
ماله قليل ولا كثير، فغمدت السيف، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: الحمد الله الذي يصرف عنا أهل البيت. "البزار وابن جرير حل ص" قال ابن حجر إسناده حسن.
13594-
عن غزوان بن جرير عن أبيه قال: تذاكروا الفواحش عند علي: فقال: أتدرون أي الزنا عند الله أعظم؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين الزنا كله عظيم، قال: قد علمت ان الزنا كله عظيم، ولكن سأخبركم بأعظم الزنا عند الله، أن يزني الرجل بزوجة الرجل المسلم فيكون زانيا وقد أفسد على رجل مسلم زوجته، ثم قال عند ذلك: بلغنا أنه يرسل على الناس ريح تبلغ من الناس كل مبلغ، وكادت أن تمسك بأنفاس الناس، فإذا مناد يسمع الصوت كلهم، أتدرون ما هذه الريح التي قد آذتكم؟ فيقولون: لا ندري والله إلا أنها قد بلغت منا كل مبلغ، فيقال: ألا إنها ريح فروج الزناة الذين لقوا الله بزناهم لم يتوبوا منه، ثم ينصرف بهم فلم يذكر عند الانصراف جنة ولا نارا. "الدورقي".
13595-
عن علي أنه جاءته امرأتان قد قرأتا القرآن، فقالتا: هل تجد غشيان المرأة المرأة محرما في كتاب الله؟ فقال لهما: نعم، من اللواتي كن على عهد تبع، وهن صواحب الرس1 قال: يقطع لهم
1 أصحاب الرس: اهل الرس: هم يبتدئون الكذب ويوقعونه في أفواه =
سبعون جلبابا1 من النار ودرع من نار وبطان من نار وتاج من نار وخفان من نار ومن فوق ذلك ثوب غليظ جاف جلد منتن من نار. "ابن أبي الدنيا هب كر".
13596-
عن أبي الضحى أن امرأة أتت عمر فقالت: إني زنيت فارجمني فرددها، حتى شهدت أربع شهادات فأمر برجمها، فقال علي: يا أمير المؤمنين ردها فاسألها ما زناها لعل له عذرا؟ فردها فقال: ما زناك؟ قالت: كان لأهلي إبل فخرجت في إبل أهلي، فكان لنا خليط2 فخرج في إبله فحملت معي ماء ولم يكن في إبلي لبن، وحمل خليطنا ماء وكان في إبله لبن فنفد مائي فاستسقيته فأبى أن يسقيني حتى أمكنه من نفسي فأبيت حتى كادت نفسي تخرج أعطيته، فقال علي: الله أكبر، فمن اضطر غير باغ ولا عاد، أرى لها عذرا. "البغوي في نسخة نعيم بن الهيثم".
= الناس، وقال الزمخشري: هو من رس بين القوم إذا أفسد، فيكون قد جعله من الأضداد. النهاية "2/221". ب.
1 جلبابا: الجلباب: الإزار والرداء. وقيل الملحفة. وقيل هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها، وجمعه: جلابيب. النهاية "1/283" ب.
2 خليط، الخليط: المخالط، ويريد به الشريك الذي يخلط ماله بمال شريكه النهاية "2/63" ب.
13597-
عن أم كلثوم ابنة أبي بكر أن عمر بن الخطاب كان يعس1 بالمدينة ذات ليلة فرأى رجلا وامرأة على فاحشة فلما أصبح، قال للناس: أرأيتم أن إماما رأى رجلا وامرأة على فاحشة فأقام عليهما الحد ما كنتم فاعلين؟ قالوا: إنما أنت إمام، فقال علي بن أبي طالب: ليس ذلك لك إذن يقام عليك الحد إن الله لم يأمن على هذا الأمر أقل من أربعة شهداء، ثم تركهم ما شاء الله أن يتركهم، ثم سألهم فقال: القوم مثل مقالتهم الأولى، وقال علي: مثل مقالته. "الخرائطي في مكارم الأخلاق".
13598-
عن الأسود الدؤلي أن عمر بن الخطاب رفعت إليه امرأة ولدت لستة أشهر، فهم برجمها، فبلغ ذلك عليا، فقال: ليس عليها رجم، قال الله تعالى:{وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً} ، وقال:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [وستة أشهر] فذلك ثلاثون شهرا. "عب وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ق".
13599-
عن علي أن امرأة أتته فقالت: إني زنيت، فقال: لعلك أتيت وأنت نائمة في فراشك أو أكرهت؟ قالت: أتيت طائعة
1 يعس: أي يطوف بالليل يحرس الناس ويكشف أهل الريبة. النهاية "3/236" ب.
غير مكرهة، قال: لعلك غضبت على نفسك؟ قالت: ماغضبت فحبسها، فلما ولدت وشب ابنها جلدها. "ابن راهويه".
13600-
عن حجية بن عدي أن امرأة جاءت إلى علي فقالت: إن زوجها وقع على جاريتها، فقال: إن تكوني صادقة نرجمه، وإن تكوني كاذبة نحدك فذهبت. "الشافعي عب".
13601-
عن علي أنه كان إذا وجد الرجل والمرأة في ثوب واحد جلد كل إنسان منهما مائة."عب".
13602-
عن أبي الضحى قال: شهد ثلاثة نفر على رجل وامرأة بالزنا وقال الرابع: رأيتهما في ثوب واحد، قال: إن كان هذا هو الزنا فهذا ذاك، فجلد علي الثلاثة، وعزر الرجل والمرأة. "عب".
13603-
عن علي أن رجلا تزوج امرأة ثم إنه زنا، فأقيم عليه الحد فجاؤا به إليه، ففرق بينه وبين امرأته، وقال: لا تتزوج إلا مجلودة مثلك. "ص وابن المنذر ق".
13604-
عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أن قبطيا كان يتحدث إلى مارية في مشربتها، فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي السيف، فلما بصر بي القبطي هرب فصعد نخلة فنظرت من تحته، فإذا هو حصور ليس له ذكر،
فانصرفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما شفاء العي السؤال1 " ابن جرير ن".
13605-
عن خلاس أن امرأة ورثت من زوجها شقصا2 فرفع ذلك إلى علي فقال: هل غشيتها؟ قال: لا، قال: لو كنت غشيتها لرجمتك بالحجارة، ثم قال: هو عبدك إن شئت بعتيه، وإن شئت وهبتيه وإن شئت أعتقتيه وتزوجتيه. "ن".
13606-
عن إدريس بن يزيد الأزدي قال: أتى علي بن أبي طالب بامرأة وجدت مع رجل في خربة مراد قد أرماها، فقال: بنت عمي، وأنا وليها، وهي ذات مال وشرف، فخشيت أن تسبقني بنفسها، فقال علي: ما تقولين؟ فأقبل الناس عليها يقولون: قولي: نعم فقالت: نعم، فأخذها. "أبو الحسن البكالي".
13607-
عن ابن عباس في رجل زنى بأخت امرأته تخطى حرمة إلى حرمة ولم تحرم عليه امرأته.
"عب".
13608-
عن ابن عباس أن رجلا قال له: قبلت امرأة لا تحل لي؟ قال له زنى فوك قال: فما كفارة ذلك تستغفر الله ولا تعود. "عب".
1 شفاء العي: العي: الجهل. النهاية "3/334" ب.
2 شقصا: الشقص والشقيص: النصيب في العين المشتركة من كل شيء. النهاية "2/490" ب.
13609-
عن ابن عمر أن رجلا قال له: إن أمي كانت لها جارية وأنها أحلتها لي أطوف عليها؟ فقال: لا تحل لك إلا بإحدى ثلاث: إما أن تزوجها أو تشتريها، أو تهبها لك. "عب".
13610-
عن ابن عمر قال: لا يحل لك أن تطأ فرجا إلا فرجا إن شئت بعت، وإن شئت وهبت؛ وإن شئت اعتقت. "عب".
13611-
عن أبي أمامة أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن في الزنا؟ فهم من كان قرب النبي صلى الله عليه وسلم أن يتناولوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتحب أن يفعل هذا بأختك؟ قال: لا، قال: فبإبنتك؟ قال: لا، فلم يزل يقول فبكذا فبكذا كل ذلك يقول: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاكره ما كره الله وأحب لأخيك ما تحب لنفسك. "ابن جرير".
13612-
عن أبي هريرة أن سعدا قال: يا رسول الله أرأيت إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال: نعم. "كر".
13613-
عن الحسن في الرجل يجد مع امرأته رجلا؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالسيف شا يريد أن يقول شاهدا فلم يتم الكلمة حتى قال: إذا يتتابع فيه السكران والغيران1 "عب".
1 والغيران: والغيرة بالفتح: مصدر قولك: غار الرجل على أهله=
13614-
أنبأنا معمر عن الزهري قال: سأل رجل رسول الله فقال: الرجل يجد مع امرأته رجلا أيقتله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم؟ قالوا: لا تلمه يا رسول الله فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا ولا طلق امرأة قط فاستطاع أحد منا أن يتزوجها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يأبى الله إلا بالبينة. "عب".
"حكم ولد الزنا"
13615-
عن عائشة أنها كانت إذا قيل لها: ولد الزنا شر الثلاثة عابت ذلك وقالت: ما عليه من وزر أبويه؛ قال الله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} . "عب".
13616-
عن عائشة قالت: أعتقوا أولاد الزنا وأحسنوا إليهم. "عب".
13617-
عن ميمون بن مهران أنه شهد ابن عمر صلى على ولد الزنا فقيل له: إن أبا هريرة لم يصل عليه وقال: هو شر الثلاثة، فقال له ابن عمر: هو خير الثلاثة. "عب".
=يغار غيرا، وغيرة وغارا. ورجل غيور وغيران، وجمع غيور غير وجمع غيران غيارى وغيارى. الصحاح للجوهري "2/776" ب.
"الخلوة بالأجنبية"
13618-
عن عمر قال: لا يدخل على امرأة مغيبة1 إلا ذو محرم ألا وإن قيل: حموها ألا حموها الموت. "عب".
13619-
عن أبي عبد الرحمن السلمي قال عمر بن الخطاب: لا يدخل رجل على مغيبة فقال: إن أخا لي أو ابن عم لي خرج غازيا وأوصاني فأدخل عليهم فضربه بالدرة فقال: إذن كذا إذن دونك لا تدخل وقم على الباب، فقل لكم حاجة أتريدون شيئا. "عب".
13620-
عن الحسن أن رجلا مر على رجل يكلم امرأة فرأى ما لم يملك نفسه فجاء بعصا، فضربه حتى سالت الدماء، فشكا الرجل ما لقي إلى عمر بن الخطاب فأرسل عمر إلى الرجل فسأله، فقال: يا أمير المؤمنين، إني رأيته يكلم امرأة فرأيت منه ما لم أملك نفسي، فتكلم عمر ثم قال: وأينا كان يفعل هذا، ثم قال للرجل: اذهب عين من عيون الله أصابتك. "كر".
13621-
عن عمرو بن دينار عن موسى بن خلف أن عمر بن الخطاب مر برجل يكلم امرأة على ظهر الطريق فعلاه بالدرة فقال له الرجل:
1 مغيبة: وأغابت المرأة، إذا غاب عنها زوجها، فهي مغيبة. الصحاح للجوهري "1/196" ب.
يا أمير المؤمنين، إنها امرأتي، قال: فهلا حيث لا يراك الناس. "الخرائطي في مكارم الأخلاق".
13622-
عن عمر قال: إياكم والمغيبات، فوالله إن الرجل ليدخل على المرأة ولأن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يزني، فما يزال الشيطان يخطب أحدهما على الآخر، حتى يجمع بينهما. "ابن جرير".
13623-
عن عطاء قال: مر عمر برجل وهو يكلم امرأة فعلاه بالدرة فقال: يا أمير المؤمنين إنها امرأتي، قال: فاقتص، قال: قد غفرت لك يا أمير المؤمنين، قال: ليس مغفرتها بيدك، ولكن إن شئت أن تعفو فاعف قال: قد عفوت عنك يا أمير المؤمنين. "الأصبهاني".
13624-
عن معمر عن الحسن أن عمرو بن العاص استأذن على علي فلم يجده فرجع ثم استأذن عليه مرة أخرى فوجده، فكلم امرأة علي في حاجته، فقال علي: كأن حاجتك كانت إلى المرأة؟ قال: نعم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يدخل على المغيبات قال: فقال له علي: أجل قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل على المغيبات. "ن".
13625-
عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يكلم النساء إلا بإذن أزواجهن. "الخرائطي في مكارم الأخلاق".
13626-
عن غنم بن سلمة قال: أقبل عمرو بن العاص إلى بيت علي
بن أبي طالب في حاجة فلم يجد عليا فرجع، ثم عاد فلم يجده مرتين أو ثلاثا فجاء علي فقال له: ما استطعت إذ كانت حاجتك إليها أن تدخل؟ قال: نهينا أن ندخل عليهن إلا بإذن أزواجهن. "الخرائطي فيه".
13627-
عن عمر قال: لا يدخل رجل على امرأة مغيبة إلا امرأة هي عليه محرم، ألا وإن قال: حموها1 ألا حموها الموت. "عب ش".
13628-
عن محمد بن سيرين أن بريدا قدم على عمر فنثر كنانته2 فبدرت صحيفة فأخذها فقرأها فإذا فيها:
1 حموها: وفي الحديث "لا يخلون رجل بمغيبة، وإن قيل حموها، ألا حموها الموت".
الحم أحد الأحماء: أقارب الزوج. والمعنى فيه أنه كان رأيه هذا في أب الزوج وهو محرم فكيف بالغريب؟ أي فلتمت ولا تفعلن ذلك وهذه كلمة تقولها العرب؟ كما تقول: الأسد الموت، والسلطان النار، أي لقاؤهما مثل الموت والنار.
يعني أن خلوة الحم معها أشد من خلوة غيره من الغرباء لأنه ربما حسن لها أشياء وحملها على أمور تثقل على الزوج من التماس ما ليس في وسعه، أو سوء عشرة أو غير ذلك ولأن الزوج لا يؤثر أن يطلع الحم على باطن حاله بدخول بنته. النهاية "1/448" ب.
2 كنانته: الكنانة: التي تجعل فيها السهام. انتهى. الصحاح للجوهري "6/2189". ب.
ألا أبلغ أبا حفص رسول
…
فدى لك من أخي ثقة إزاري
قلائصنا هداك الله إنا
…
شغلنا عنكم زمن الحصار
فما قلص وجدن معقلات
…
قفا سلع بمختلف التجار
قلائص من بني كعب بن عمرو
…
وأسلم أو جهينة أو غفار
يعقلهن جعدة من سليم
…
غوي يبتغي سقط العذار
فقال: ادعو [لي] جعدة بن سليم فدعى به فجلده مائة جلدة معقولا ونهاه أن يدخل على امرأة مغيبة. "ابن سعد والحارث"1
13629-
عن عمر قال: ما بال رجال لا يزال أحدهم كاسرا وسادة عند امرأة مغزية2 يتحدث إليها، عليكم بالجنبة3 فإنها عفاف وإنما
1 وفي الطبقات الكبرى لابن سعد "3/286" بمختلف البحار، معيدا
يبتغي وما بين الحاصرتين من الطبقات الكبرى. ص.
2 مغزية: والمغزية المرأة التي غزا زوجها وبقيت وحدها في البيت.
ومنه حديث عمر رضي الله عنه: "لايزال أحدهم كاسرا وسادة عند مغزية". النهاية "3/366" ب،
3 الجنبة: ومنه حديث عمر رضي الله عنه: "عليكم بالجنبة فإنها عفاف"
قال الهروي: يقول: اجتنبوا النساء والجلوس إليهن، ولا تقربوا ناحيتهن. يقال: رجل ذو جنبة: أي ذو اعتزال عن الناس متجنب لهم.
والجنبة بسكون النون: الناحية. يقال: نزل فلان جنبة أي ناحية. النهاية "1/303". ب"
النساء لحم على وضم1 إلا ما ذب عنه. "أبو عبيد".
13630-
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا على هؤلاء المغيبات فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، قيل: يا رسول الله، ومنك قال: ومني إلا أن الله أعانني عليه فأسلم. "ابن النجار".
13631-
عن ابن عمر قال: مثل الذي يأتي المغيبة ليجلس على فراشها ويتحدث عندها كمثل الذي ينهشه أسود من الأساود. "عب".
13632-
عن مالك بن أحمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى لا يقبل يوم القيامة من الصقور2 صرفا ولا عدلا، قلنا: يا رسول الله وما الصقور؟ قال: الذي يدخل على أهله الرجال. "خ في تاريخه والخرائطي في مساوي الأخلاق طب هب كر".
1 وضم: الوضم: الخشبة أو البارية التي يوضع عليها اللحم، تقيه من الأرض. وقال الزمخشري:"الوضم: كل ما وقيت به اللحم من الأرض" أراد أنهن في الضعف مثل ذلك اللحم الذي لا يمتنع على أحد إلا أن يذب عنه ويدفع. النهاية "5/199". ب.
2 الصقور: هو بمعنى الصقار. وقيل هو الديوث القواد على حرمه. وفي الحديث " كل صقار ملعون". قيل: يا رسول الله؛ وما الصقار؟ قال: نشء يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن النهاية "3/41" ب.
13633-
عن عرفجة1 قال: قال أبو موسى لأم ابنة أبي بردة: إذا دخل عليك رجل ليس بذي محرم فادعى إنسانا من أهلك فليكن عندك فإن الرجل والمرأة إذا خلوا جرى الشيطان بينهما. "عب".
13634-
عن عكرمة قال: قدم رجل من السفر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد نزلت على فلانة وأغلقت عليك بابها، لا يخلون رجل بامرأة. "عب".
13635-
عن ابن عباس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتا يدخله مخنث. "ابن النجار".
"النظر"
13636-
عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يدخل بصره في منزل قوم إلا قال الملك الموكل به: أف لك آذيت وعصيت، ثم توقد النار عليه إلى يوم القيامة، فإذا خرج من قبره ضرب بها الملك وجهه محماة فما ترونه يلقى بعد ذلك. "الديلمي وفيه ابان ابن سفيان متهم".
13637-
عن ابن جريج قال: أخبرني من أصدق عمن سمع عليا
1 عرفجة: بفتح أوله والفاء، بينهما راء ساكنة وبالجيم: وهم كثير.
راجع الإصابة لابن حجر "2/467" ص.
يسأل عن الأمة تباع أينظر إلى ساقها وعجزها1 وإلى بطنها؟ قال: لا بأس بذلك وقفت لتساومها. "عب".
13638-
عن نباتة قالت: كان عثمان إذا اغتسل جئته بثيابه فيقول لي: لا تنظري إلي، فإنه لا يحل لك قالت وكنت لامرأته. "ابن سعد".
13639-
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أبشرك؟ قلت: بلى، قال: إن لك لكنزا في الجنة، وإنك لذو قرنى2 هذا الكنز، لا تتبع النظرة النظرة، لك الأولى وعليك الآخرة. "ابن مردويه".
13640-
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا علي؛ إن لك كنزا في الجنة، وإنك ذو قرنيها، فلا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة. "ابن مردويه".
13641-
عن جرير قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري. "ابن النجار".
1 عجزها: العجز بضم الجيم: مؤخر الشيء يذكر ويؤنث وهو للرجل والمرأة جميعا، وجمعه أعجاز. والعجيزة: للمرأة خاصة. المختار من صحاح اللغة "327" ب.
2 لذو قرني: أي طرفي الجنة وجانبيها. النهاية "4/51" ب.
" اللواطة"
13642-
"مسند عثمان رضي الله عنه" عن سالم بن عبد الله وأبان بن عثمان وزيد بن حسن أن عثمان بن عفان أتي برجل قد فجر بغلام من قريش فقال عثمان: أحصن؟ قالوا: قد تزوج بامرأة ولم يدخل بها بعد، فقال علي لعثمان: لو دخل بها لحل عليه الرجم، فأما إذا لم يدخل بها فاجلده الحد، فقال أبو أيوب: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذي ذكر أبو الحسن، فأمر به عثمان فجلد. "طب".
13643-
"مسند علي رضي الله عنه" عن محمد بن المنكدر أن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر الصديق أنه وجد رجل في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة، وأن أبا بكر جمع لذلك ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيهم علي بن أبي طالب أشدهم يومئذ قولا فقال: إن هذا ذنب لم تعمل به أمة من الأمم إلا أمة واحدة فصنع بها ما قد علمتم، أرى أن تحرقوه بالنار، فكتب إليه أبو بكر أن يحرق بالنار. "ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن المنذر وابن بشران ق عن يزيد بن قيس أن عليا رجم لوطيا "ش والشافعي ص وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي ق".
13644-
عن حسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرجم من عمل عمل قوم لوط، أحصن أو لم يحصن. "ابن جرير" وضعفه.
13645-
عن ابن عباس في البكر يوجد على اللوطية؟ قال: يرجم. "عب".
13646-
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتلوا الفاعل والمفعول به، يعني الذي يعمل بعمل قوم لوط، ومن أتى بهيمة فاقتلوه، واقتلوا البهيمة، قال ابن عباس: لئلا يعير أهلها بها، ومن أتى ذات محرم فاقتلوه. "عب".
13647-
عن أبي سعيد قال: من عمل ذلك من قوم لوط إنما كانوا ثلاثين رجلا ونيفا1 لا يبلغون أربعين فأهلكهم الله جميعا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو لتعمنكم العقوبة جميعا. "إسحاق بن بشر كر".
13648-
عن عائشة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم حزينا، فقالت: يا
1 ونيفا: أصله من الواو، يقال: ناف الشيء ينوف إذا طال وارتفع. ونيف على السبعين في العمر، إذا زاد. وكل ما زاد على عقد فهو نيف بالتشديد. انتهى. النهاية "5/141" ب.
رسول الله، وما الذي يحزنك؟ قال: شيئا تخوفت على أمتي أن يعملوا بعدي بعمل قوم لوط. "طب".
"ذيل اللواط"
13649-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن عائشة قالت: أول من اتهم بالأمر القبيح تعني عمل قوم لوط اتهم به رجل على عهد عمر، فأمر شباب قريش أن لا يجالسوه. "ق".
"حد الخمر"
13650-
"مسند الصديق رضي الله عنه" عن أبي سعيد الخدري أن أبا بكر الصديق ضرب في الخمر بالنعلين أربعين. "عب ن".
13651-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن ابن عمر قال: خطب عمر فقال: إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة أشياء: العنب والتمر والحنطة والشعير والعسل، والخمر ما خامر العقل، وثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيهن عهدا ننتهي إليه: الجد والكلالة1 وأبواب من أبواب الربا. "ش حم في الأشربة عب خ م د ت ن وابن أبي الدنيا في ذم المسكر وأبو عوانة والطحاوي وابن أبي عاصم
1 الكلالة: هو أن يموت الرجل ولا يدع والدا ولا ولدا يرثانه، وأصله من تكلله النسب، إذا أحاط به. النهاية "4/197" ب.
في الأشربة حب قط وابن مردويه ق"1
13652-
عن عمر بن الخطاب أنه قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فإنها تذهب بالمال والعقل، فنزلت هذه الآية التي في البقرة:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} فدعي فقرئت عليه فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت هذه الآية التي في النساء {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة ينادي أن لا يقرب الصلاة سكران فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه فلما بلغ {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} فقال عمر: انتهينا. "ش حم وعبد بن حميد د ت ن ع وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه حل ك ق ص"2
13653-
عن الحسن قال: هم عمر بن الخطاب أن يكتب في
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب الأشربة باب الخمر من العنب "7/136" ص.
2رواه الترمذي كتاب التفسير تفسير سورة المائدة رقم الحديث "3049" وقال الترمذي: مرسل.
وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأشربة "4/143" وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. ص".
المصحف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب في الخمر ثمانين، ووقت لأهل العراق ذات عرق. "عب".
13654-
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب في الخمر بنعلين أربعين، فجعل عمر مكان كل نعل سوطا. "ش".
13655-
عن عمر قال: لا حد إلا فيما خلس العقل. "ش"1
13656-
عن الزهري قال: بلغني عن عمر وعثمان وابن عمر أنهم كانوا يضربون العبد في الخمر ثمانين."ش".
13657-
عن عمر قال: من شرب من الخمر قليلا أو كثيرا، ضرب الحد. "ش".
13658-
عن ابن شهاب أنه سئل عن جلد العبد في الخمر؟ فقال: بلغنا أن عليه نصف حد الحر في الخمر، وأن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الله بن عمر قد جلدوا عبيدهم نصف جلد الحر. "مالك عب ومسدد هق".
13659-
عن عبد الله بن أبي مليكة قال: تبرز عمر بن الخطاب في
1 خلس: خلس الشيء من باب ضرب، واختلسه وتخلسه: أي استلبه. المختار من صحاح اللغة "144" ب.
أجناد فوجد رجلا سكران فطرق1 به ابن مليكة وكان جعله يقيم الحدود فقال: إذا أصبحت فاحدده "عب".
13660-
عن ثور بن يزيد [الديلي] أن عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل؟ فقال له علي بن أبي طالب: نرى أن تجلده ثمانين، فإنه إذا شرب سكر وإذا سكر هذي2 وإذا هذي افترى، فجلده عمر في الخمر ثمانين. "مالك" ورواه عب عن عكرمة3
13661-
عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: كنت جالسا عند عمر فجيء بشيخ نشوان في رمضان فقال للمنخرين4: ويلك، أفي رمضان، وصبياننا صيام فضربه ثمانين وسيره إلى الشام. "عب وأبو عبيد في الغريب وابن سعد وابن جرير ق".
1 فطرق: قيل أصل الطروق: من الطرق وهو الدق. وسمى الآتي بالليل طارقا لحاجته إلى دق الباب. النهاية "3/121" ب.
2 هذي: هذى في منطقه يهذي هذيا، وهذيانا، ويهذوا أيضا هذوا وهذاء. المختار من صحاح اللغة "549" ب.
3 رواه مالك في الموطأ كتاب الأشربة رقم "2" وما بين الحاصرتين صحح من الموطأ. ص.
4 للمنخرين: أي كبه الله لمنخريه. ومثله قولهم في الدعاء: لليدين والفم والمنخر والمنخران أيضا: ثقبا الأنف. النهاية "5/32" ب.
13662-
عن أبي بكر بن عمرو بن حزم أن عمر أقام على رجل شرب الخمر الحد وهو مريض وقال: أخشى أن يموت قبل أن يقام عليه الحد. "مسدد وابن جرير".
13663-
عن العلاء بن بدر أن رجلا شرب الخمر أو الطلاء شك هشيم فأتى عمر فقال: ما شربت إلا حلالا فقال: قوله أشد عنده مما صنع، فاستشار فيه فأشاروا عليه إلى ضربه ثمانين، فصارت سنة بعد. "مسدد".
13664-
عن السائب بن يزيد أنه حضر عمر بن الخطاب وهو يجلد رجلا وجد منه ريح شراب، فجلده الحد تاما. "عب وابن وهب وابن جرير".
13665-
عن إسماعيل بن امية قال: كان عمر إذا وجد من رجل ريح شراب جلده جلدات إن كان ممن يدمن الشراب، وإن كان غير مدمن تركه. "عب".
13666-
عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر: إنا بأرض فيها شراب كثير فكيف نجلده؟ قال: إذا استقرئ أم القرآن فلم يقرأها ولم يعرف رداءه إذا ألقيته بين الأردية فاحدده. "عب".
13667-
عن ابن المسيب قال: غرب عمر أبا بكر أمية بن خلف
في الشراب إلى خيبر فلحق بهرقل1 فتنصر قال عمر: لا أغرب بعده مسلما أبدا. "عب".
13668-
عن إسماعيل بن أمية أن عمر بن الخطاب كان إذا وجد شاربا في رمضان نفاه مع الحد. "عب".
13669-
عن ابن عمر أن أبا بكر بن أمية بن خلف غرب في الخمر إلى خيبر فلحق بهرقل، قال: فتنصر، فقال عمر، لا أغرب مسلما بعده أبدا. "عب".
13670-
سيف بن عمر عن الربيع وأبي المجالد وأبي عثمان وأبي حارثة قالوا: كتب أبو عبيدة إلى عمر أن نفرا من المسلمين أصابوا الشراب منهم ضرار وأبو جندل فسألناهم فتأولوا، وقالوا: خيرنا فاخترنا، قال: فهل أنتم منتهون ولم يعزم، فكتب إليه عمر فذلك بيننا وبينهم، فهل أنتم منتهون يعني فانتهوا: وجمع الناس فاجتمعوا على أن يضربوا فيها ثمانين جلدة ويضمنوا النفس ومن تأول عليها بمثل هذا فإن أبي قتل، وقالوا: ومن تأول على ما فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم منه يزجر بالفعل والقتل، فكتب عمر إلى أبي عبيدة أن ادعهم، فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم، وإن
1 هرقل: ملك الروم، على وزن خندف. ويقال أيضا: هرقل على وزن دمشق. الصحاح للجوهري "5/1849" ب.
زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين، فبعث إليهم فسألهم على رؤوس الأشهاد، فقالوا: حرام فجلدهم ثمانين، وحد القوم وندموا على لجاجتهم وقال: ليحدثن فيكم يا أهل الشام حادث فحدثت الرمادة1 "ن".
13671-
عن الحكم بن عيينة والشعبي قالا: لما كتب أبو عبيدة في أبي جندل وضرار بن الأزور، جمع الناس فاستشارهم في ذلك الحديث فأجمعوا أن يحدوا في شرب الخمر والسكر من الأشربة حد القاذف وإن مات في حد من هذا الحد فعلى بيت المال ديته لأنه شيء رواه سيف بن عمر. "كر".
13672-
عن عمرو بن عبد الله بن طلحة الخزاعي أن عمر بن الخطاب أتي بقوم أخذو على شراب؛ فيهم رجل صائم فجلدهم وجلده معهم قالوا: إنه صائم قال: لم جلس معهم. "حم في الأشربة ن".
13673-
عن عبد الله بن جراد أن عمر بن الخطاب قال: حد الخمر ثمانون. "ابن جرير".
13674-
عن الحسن قال: قال عمر: لقد هممت أن أجمع رجالا
1 الرمادة: أي عام الرمادة وكانت سنة جدب وقحط في عهده فلم يأخذها منهم تخفيفا عنهم. وقيل سمي به لأنهم لما أجدبوا صارت ألوانهم كلون الرماد. النهاية "2/262" ب.
فأكتب عليه، هذا ما شهد عليه عمر وفلان وفلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلد في الخمر. "ابن جرير".
13675-
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد في الخمر بالجريد والنعال، ثم جلد أبو بكر أربعين، فلما كان عمر ودنا الناس من الريف والقرى قال: ما ترون في حد الخمر؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أرى أن تجعلها كأخف الحدود فجعلها عمر ثمانين. "ابن جرير".
13676-
عن وبرة أن أبا بكر الصديق كان يجلد في الشراب أربعين وكان عمر يجلد فيها أربعين قال: فبعثني خالد بن الوليد إلى عمر فقدمت عليه فقلت: يا أمير المؤمنين؛ إن خالدا بعثني إليك قال: فيم؟ قلت: إن الناس قد تحاقروا العقوبة وانهمكوا في الخمر، فماذا ترى في ذلك؟ فقال عمر لمن حوله: ما ترون؟ قال علي بن أبي طالب: نرى يا أمير المؤمنين ثمانين جلدة فقبل عمر ذلك، وكان خالد أول من جلد ثمانين، ثم جلد عمر ناسا بعده. "ابن وهب وابن جرير هق"1
13677-
عن الشعبي قال: كان الرجل إذا شرب الخمر لهزه2
1 رواه البيهقي كتاب الأشربة "8/320" عن حميد بن عبد الرحمن عن ابن ابن وبرة الكلبي. وبرة: بفتحات. انتهى. ص.
2 لهزه: اللهز: الضرب بجمع الكف في الصدر. النهاية "4/281" ب.
هذا وهذا حتى إذا أكثر الناس استشار عمر فقال: إن الناس قد كثروا ولو أن الناس كلهم لهزوا هذا قتلوه، فأشار إليهم عبد الرحمن بن عوف قال: افتري على القرآن، يحد حد المفترى قال: فسنوه ثمانين. "ابن جرير".
13678-
عن عبيد بن عمير قال: إنما كان الشارب يضرب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يصكونه1 بأيديهم ونعالهم، حتى إذا كان عمر خشى أن يغتال الرجل فضربه أربعين، فلما رآهم لا ينتهون ضرب ثمانين، ثم وقف وقال: هذا أدنى الحدود. "ابن جرير".
13679-
عن نجدة الحنفي قال: سألت ابن عباس كيف كان الضرب في الخمر؟ قال: بالأيدي والنعال، فخفنا أن يأتيه عدوه في زحام الناس فيقتله فجعلناه ضربا علانية بالسياط. "ابن جرير".
13680-
عن يعقوب بن عتبة قال: بعث أبو عبيدة بن الجراح وبرة بن رومان الكلبي إلى عمر بن الخطاب أن الناس قد تتابعوا في شرب الخمر بالشام وقد ضربت أربعين ولا أراها تغني عنهم شيئا فاستشار عمر الناس فقال علي: أرى أن تجعلها بمنزلة حد الفرية أن الرجل إذا شرب
1 يصكونه: صكه: ضربه، وبابه رد، ومنه قوله تعالى:{فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} . المختار من صحاح اللغة "290" ب.
هذى وإذا هذي افترى فجلدها عمر وكتب إلى أبي عبيدة فجلدها بالشام. "ابن جرير".
13681-
عن قتادة قال: جلد عمر بن الخطاب أبا محجن في الخمر سبع مرات. "ابن جرير".
13682-
عن زياد في حديث قدامة بن مظعون حين جلد قال: قال علقمة الخصي1 رفعوه إلى عمر فقال: من يشهد؟ قال علقمة الخصي: أنا أشهد إن أجزت شهادة الخصي، قال عمر: أما أنت فنعم، قال: فأشهد أنه قاء الخمر قال عمر: فإنه لم يقئها حتى شربها. "ابن جرير".
13683-
عن محمد بن سيرين قال: قدم الجارود فوضع رحله على رحل ابن عفان أو ابن عوف، فانطلق صاحب رحله إلى عمر فذكره له، فقال: إني لأهم أن أخير الجارود بين إحدى ثلاث: أن أقدمه فأضرب عنقه، وبين أن أحبسه بالمدينة مهانا مقضيا، وبين أن أسيره إلى الشام، فقال: يا أمير المؤمنين ما تركت له متخيرا، فانطلق بهن فلقي الجارود قال: فما قلت له؟ قال: قلت يا أمير المؤمنين ما تركت له متخيرا: قال: بلى كلهن لي خيرة، إما أن يقدمني فيضرب عنقي فوالله ما أراه
1 الخصى: بالضم نسبة إلى خصة قرية من أعمال دجبل وبالفتح وبالتخفيف واضح
…
هكذا ضبطه ابن حجر في تبصير المنتبه "2/550" ص.
ليؤثرني على نفسه، وإما أن يحبسني في المدينة مهانا مقضيا في جوار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فما أكره، وإما أن يسيرني إلى الشام فأرض المحشر وأرض المنشر، قال: فانطلق فلقي أمير المؤمنين فذكر ذلك له، فقال: أين هو؟ أرسلوا إليه، فأرسلوا إليه، فجاء فقال: إيه1 من شهودك؟ قال: أبو هريرة قال: أخيتنك أما والله لأوجعن متنه بالسوط، فقال: والله ما ذاك بالعدل أن يشرب ختنك2 وتجلد ختني، قال: ومن؟ قال: علقمة، قال: الصدوق أرسلوا إليه فجاء، فقال لأبي هريرة: بما تشهد؟ قال: أشهد أني رأيته يشربها مع ابن دسر حتى جعلها في بطنه، وقال لذلك: بما تشهد؟ قال: وتجوز شهادة الخصي قال: ما رأيته شربها ولكني رأيته مجها3 قال: لعمري ما مجها حتى شربها ما حاببت بالإمارة منذ كنت عليها رجلا غيره، فما بورك لي فيه، اذهبوا به فاجلدوه. "ابن جرير".
1 إيه: إيه اسم فعل الأمر، ومعناه طلب الزيادة من حديث أو عمل، فإن وصلت نونت. فقلت: إيه حدثنا. انتهى. المختار من صحاح اللغة "26" ب.
2 ختنك: الختن بالتحريك: كل من كان من قبل المرأة، مثل الأب والأخ، وهم الأختان، هكذا عند العرب، وأما عند العامة فختن الرجل زوج ابنته. الصحاح للجوهري "5/2107" ب.
3 مجها: أي صبها. ومنه مج لعابه: إذا قذفه. النهاية "4/297" ب.
13684-
عن ابن عباس أن الشراب كانوا يضربون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالأيدي والنعال والعصي حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا في خلافة أبي بكر أكثر منهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: لو فرضنا لهم حدا فتوخى1 نحوا مما كانوا يضربون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبو بكر يجلدهم أربعين حتى توفي، ثم كان عمر من بعده فجلدهم كذلك أربعين، حتى أتي برجل من المهاجرين الأولين، فشرب فأمر به أن يجلد، فقال: لم تجلدني؟ بيني وبينك كتاب الله، فقال عمر: وفي أي كتاب تجد أن لا أجلدك؟ فقال: إن الله تعالى يقول في كتابه: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ} الآية، فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد، فقال عمر: ألا تردون عليه ما يقول؟ فقال ابن عباس: إن هذه الآية أنزلت عذرا للماضين وحجة على الباقين فعذر الماضين أنهم لقوا الله قبل أن تحرم عليهم الخمر، وحجة على الباقين لأن الله تعالى قال:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ}
1 فتوخي، توخى مرضاته: تحرى وقصد. انتهى. المختار من صحاح اللغة "566". ب.
الآية ثم قرأ حتى أنفذ الآية، فإن كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا فإن الله قد نهى أن تشرب الخمر فقال: صدقت، فماذا ترون؟ قال علي: نرى أنه إذا شرب سكر وإذا سكر هذي، وإذا هذي افترى وعلى المفترى ثمانون جلدة فأمر عمر فجلد ثمانين. "أبو الشيخ وابن مردويه ك هق"1
13685-
"مسند عثمان رضي الله عنه" عن الزهري قال: لم يفرض رسول الله في الخمر حدا حتى فرض أبو بكر أربعين، ثم فرض عمر ثمانين، ثم إن عثمان جلد ثمانين وأربعين كان إذا أتي بالرجل الذي قد طلع2 في الشراب جلده ثمانين، وإذا أتي بالرجل الذي قد زل زلة جلده أربعين. "ابن راهويه".
13686-
"مسند علي رضي الله عنه" عن حصين بن المنذر أبو ساسان الرقاشي قال: حضرت عثمان بن عفان وأتي بالوليد بن عقبة قد شرب الخمر وشهد عليه حمران بن أبان، ورجل آخر، فقال عثمان لعلي: أقم عليه الحد، فأمر علي عبد الله بن جعفر أن يجلده فأخذ في جلده وعلي يعد
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الأشربة "8/320" ص.
2 طلع: قال ابن السكيت: طلعت على القوم إذا أتيتهم. انتهى. الصحاح للجوهري "3/1253" ب.
حتى جلد أربعين، ثم قال له: أمسك جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعين وجلد أبو بكر أربعين وعمر صدرا من خلافته ثم أتمها عمر ثمانين وكل سنة وهذا أحب إلي. "طب عب حم م1 د ن والدارمي وابن جرير وأبو عوانة والطحاوي قط ق".
13687-
عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلد في الخمر ثمانين. "طس".
13688-
عن أبي مروان أن عليا ضرب النجاشي الحارثي الشاعر وشرب الخمر في رمضان فضربه ثمانين جلدة، ثم حبسه وأخرجه من الغد فجلده عشرين وقال: إنما جلدتك هذه العشرين لجرأتك على الله وإفطارك في رمضان. "عب هق وابن جرير"2
13689-
عن علي أنه أتي برجل شرب الخمر فقال: اضرب ودع يديه يتقي بهما. "عب".
13690-
عن السدي عن شيخ حدثه قال: كنت عند علي فأتي بشارب فدعا بسوط بين السوطين فيه ثمرته فأمر بثمرته فقطعت، ثم ضرب بين حجرين، ثم أعطاه رجلا فقال: اضربه وأعط كل عضو حقه. "ابن جرير".
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب الحدود باب حد الخمر رقم "1707" ص.
2 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الأشربة "7/321" ص.
13691-
عن الحسن أن علي بن أبي طالب قال: ما أحد يموت في حد من الحدود فأجد في نفسي منه شيئا إلا الذي يموت في حد الخمر، فإنه شيء أحدثناه بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فمن مات منه فديته إما قال في بيت المال وإما قال على عاقلة1 الإمام. قال الإمام الشافعي: أنا أشك. "الشافعي هق"2
13692-
عن عرفجة أن عليا جلد رجلا في الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان. "هق".
13693-
عن علي أنه قيل له: إن شرب الخمر أشد من الزنا والسرقة؟ قال: نعم إن شارب الخمر يزني ويسرق ويقتل ويدع الصلاة. "ابن السني في كتاب الأخوة والأخوات".
13694-
عن أزهر بن عبد بن عوف الزهري رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بشارب وهو بخيبر3 فحثا في وجهه التراب، ثم أمر أصحابه فضربوه بنعالهم، وبما كان في أيديهم، حتى قال ارفعوا فرفعوا
1 عاقلة: هي العصبة والأقارب من قبل الأب الذين يعطون دية قتيل الخطأ، وهي صفة جماعة عاقلة وأصلها اسم، فاعلة من العقل، وهي من الصفات الغالبة. ومنه الحديث "الدية على العاقلة". النهاية "3/278" ب.
2 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الأشربة "8/322" ص.
3 بخيبر: خيبر: موضع بالحجاز. انتهى. الصحاح للجوهري "2/642" ب.
فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك سنته، ثم جلد أبو بكر في الخمر أربعين. ثم جلد عمر أربعين صدرا من امارته ثم جلد ثمانين في؟؟ اخلافته. "طب وأبو نعيم".
13695-
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل قد شرب الخمر فضربه بجريدتين نحوا من أربعين، ثم صنع أبو بكر ذلك، فلما كان عمر استشار الناس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: أخف الحدود ثمانون ففعل ذلك. "ابن جرير".
13696-
عن عبد الرحمن بن الحارث قال: سمعت عثمان يقول: اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث، إنه كان رجل ممن خلا قبلكم يتعبد ويعتزل الناس فعلقته امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها، فقالت له: إنها تدعوك للشهادة، فانطلق مع جاريتها، فطفقت كلما دخل بابا أغلقته دونه، حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر1 فقالت: والله ما دعوتك للشهادة لكني دعوتك لتقع علي أو تشرب من هذا الخمر كأسا، أو تقتل هذا الغلام، قال: فاسقيني من هذا الخمر كأسا، فقال: زيديني، فلم يرم حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنها والله لا تجتمع والإيمان أبدا إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه. "عب ن هب ق ورستة في الإيمان ورواه ابن أبي الدنيا في ذم المسكر وابن أبي عاصم
1 باطية خمر: الباطية: الناجود، وعن أبي عمر وهي إناء من الزجاج يملأ من الشراب يوضع بين الشراب يغترفون منه جمعه بواط.
عب ق هب ص" مرفوعا وقال "ص" سئل الدارقطني عنه فقال: أسنده عمر بن سعيد عن الزهري ووقفه يونس ومعمر وشعيب وغيرهم عن الزهري والموقوف هو الصواب وقال "هب": الموقوف هو المحفوظ وأورد ابن الجوزي المرفوع في الواهيات وصحح الوقف "هب"1
13697-
قال أبو نعيم في الحلية: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني علي بن محمد القزويني قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني محمد بن أحمد بن قضاعة قال: أشهد بالله وأشهد لله، لقد حدثني القاسم بن العلاء الهمداني قال: أشهد بالله وأشهد لله، لقد حدثني الحسن بن علي قال: أشهد بالله، وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن محمد قال أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي محمد بن علي قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن موسى الرضا قال: أشهد بالله وأشهد لله، لقد حدثني أبي موسى بن جعفر قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي جعفر بن محمد قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي محمد بن علي قال: أشهد بالله وأشهد لله، لقد حدثني أبي علي ابن الحسين قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي الحسين بن علي قال: أشهد بالله وأشهد لله، لقد حدثني علي بن أبي طالب قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حدثني جبريل قال: يا محمد،
1 الحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الأشربة "8/287" ص.
إن مدمن الخمر كعابد وثن. "قال أبو نعيم: صحيح ثابت""ابن النجار".
13698-
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد أخبرني محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن المليح السجزي قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني علي بن محمد الهروي قال: أشهد بالله وأشهد لله، لقد حدثني عبد السلام بن صالح قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي موسى بن جعفر قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي جعفر بن محمد قال: أشهد بالله وأشهد لله، لقد حدثني أبي محمد بن علي قال: أشهد بالله وأشهد لله، لقد حدثني علي بن الحسين قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي الحسين بن علي قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن أبي طالب قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني جبرئيل فقال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني ميكائيل وقال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني عزرائيل وقال: أشهد بالله وأشهد لله أن الله تعالى قال: مدمن خمر كعابد وثن. "ن"1
1 رمز في الفتح الكبير "3/135" لهذا الحديث "تخ هب" عن أبي هريرة=
13699-
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعثني الله هدى ورحمة للعالمين وبعثني لأمحق المزامير والمعازف والأوثان وأمر الجاهلية، فقال أوس بن سمعان: والذي بعثك بالحق إني لأجدها في التوراة محرمة خمسا وعشرين مرة ويل لشارب الخمر ويل لشارب الخمر، إني لأجد في التوراة أن حقا على الله أن لا يشربها عبد من عبيده إلا سقاه الله من طينة الخبال، قالوا: ما طينة الخبال يا أبا عبد الله؟ قال: صيد أهل النار. "الحسين بن سفيان وابن منده وأبو نعيم" قال ابن عبد البر: ليس إسناده بالقوي.
13700-
عن أبي الجويرية الجرمي قال: سألت ابن عباس عن الباذق، فقال: سبق محمد الباذق. "ش".
13701-
عن ابن عباس أنه سئل عن الباذق؟ فقال: سبق محمد الباذق وما أسكر فهو حرام. "عب".
13702-
عن ابن عباس قال: لم يقت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر حدا فشرب رجل فلقي في فج يميل فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر به أن يجلد فلما حاذى دار العباس انفلت فدخل الدار فالتزم العباس من ورائه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك، وقال: أفعلها ولم يسأل عنه.
= وفي المنتخب عزاه لابن النجار "2/424". ص.
"ابن جرير"1
13703-
عن ابن عباس قال: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر إلا أخيرا لقد غزا غزوة تبوك فغشي حجرته من الليل سكران فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليقم إليه رجل فليأخذ بيده حتى يرده إلى رحله. "ابن جرير".
13704-
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر لم تقبل صلاته أربعين ليلة، فإن تاب تاب الله عليه قالها ثلاثا، فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من نهر الخبال، قيل: وما نهر الخبال؟ قال: صديد أهل النار. "عب".
13705-
عن ابن عمر قال: من شرب الخمر لم يقبل الله منه صلاة أربعين صباحا فإن مات في الأربعين دخل النار، ولم ينظر الله إليه. "عب".
13706-
عن ابن عمر قال: لعنت الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه. "عب".
13707-
عن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي ويكنى أبا الحكم عن
1 الحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الأشربة والحد فيها. "8/315" وقوله لم يقت يعني لم يوقته لفظا وقد وقته فعلا. ص.
ابن عمر وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا شرب الرجل الخمر فاجلدوه، فإن شرب فاجلدوه فإن شرب في الرابعة فاقتلوه. "ابن جرير".
13708-
عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه. "ابن جرير".
13709-
عن الحسن قال: كان عبد الله بن عمرو يقول: ايتوني برجل جلد في الخمر ثلاث مرات فإن لكم علي أن أضرب عنقه. "ابن جرير".
13710-
عن الحسن عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه حتى كان الرابعة قال: فاقتلوه. "ابن جرير".
13711-
عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه، فإن شربها فاقتلوه عند الرابعة. "ابن جرير".
13712-
عن عبد الله بن عمر قال: يجيء يوم القيامة شارب الخمر مسودا وجهه، مزرقة عيناه، مائلا شقه، أو قال: شدقه مدليا لسانه
يسيل لعابه على صدره يقذره كل من يراه. "عب".
13713-
عن علقمة قال: كان ابن مسعود بالشام قال: قال عبد الله اقرأ علينا فقرأت سورة يوسف، فقال رجل من القوم: ما هكذا أنزلت؟ فقال عبد الله: ويحك لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: أحسنت، ثم وجدت منه ريح خمر، فقال عبد الله: تشرب الرجس وتكذب بالقرآن لا أقوم حتى تجلد فجلد الحد. "عب".
13714-
عن عبد الرحمن بن الأزهر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح وأنا غلام شاب يسأل عن منزل خالد بن الوليد وأتى بشارب، وأمرهم فضربوه بما في أيديهم، فمنهم من ضرب بالسوط، ومنهم من ضرب بالنعل، ومنهم من ضرب بالعصا، وحثا عليه النبي صلى الله عليه وسلم التراب فلما كان أبو بكر فأتي بشارب فسأله أصحابه كم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ضربه فحرزوه أربعين فضرب أبو بكر أربعين، ثم كتب خالد ابن الوليد إلى عمر أن الناس قد انهمكوا في الشراب، وتحاقروا العقوبة، وعنده المهاجرون الأولون فقالوا: نرى أن تتم له الحد ثمانين، قال: وقال علي: إذا شرب هذى، وإذا هذى افترى فأتم له الحد. "ش وابن جرير".
13715-
عن عبد الرحمن بن أزهر قال: كأني أنظر إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو في الرجال يلتمس رحل خالد بن الوليد يوم حنين فبينا هو كذلك إذا برجل قد شرب الخمر فقال للناس: اضربوه فمنهم من ضربه بالنعال، ومنهم من ضربه بالعصا، ومنهم من ضربه بالمتيخة1 يريد الجريدة الرطبة، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ترابا من الأرض فرمى به وجهه. "ابن جرير".
13716-
عن محمد بن كعب القرظي قال: غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري في زمن عثمان، ومعاوية أمير على الشام، فمرت به روايا خمر تحمل، فقام إليها عبد الرحمن برمحه، فبقر كل رواية منها فناوشه2 غلمانه حتى بلغ شأنه معاوية، فقال: دعوه فإنه شيخ قد ذهب عقله فقال: كذب والله ما ذهب عقلي ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخله بطوننا واسقيتنا، وأحلف بالله لئن أنا بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت
1 بالمتيخة: هذه اللفظة اختلف في ضبطها. قيل هي بكسر الميم وتشديد التاء، وبفتح الميم مع التشديد، وبكسر الميم وسكون التاء قبل الياء، وبكسر الميم وتقديم الياء الساكنة على التاء.
قال الأزهري: وهذه كلها أسماء لجرائد النخل، وأصل العرجون وقيل هي اسم للعصا. النهاية "4/292" ب.
2 فناوشه: ناشه ينوشه نوشا، إذا تناوله وأخذه. انتهى. النهاية "5/128" ب.
من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبقرن1 بطنه أو لأموتن دونه. "الحسن بن سفيان وابن منده كر".
13717-
عن عقبة بن الحارث قال: أتي بالنعيمان أو ابن النعيمان شاربا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان في البيت أن يضربوه فكنت أنا فيمن ضربه، فضربناه بالنعال والجريد. "ابن جرير".
13718-
عن عقبة بن عامر قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل شرب خمرا فأمر من كان عنده فضربوه بالأيدي وبجريد النخل فكنت فيهم. "عب".
13719-
عن عياض بن غنم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما، فإن مات فإلى النار، فإن تاب قبل الله منه، فإن شرب الثانية فكذلك، فإن شرب الثالثة والرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة2 الخبال، قيل: يا رسول الله وما ردغة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار. "ع كر".
1 لأبقرن: البقر: الشق والتوسعة. النهاية "3/144" ب.
2 ردغة: الردغة بسكون الدال وفتحها: طين ووحل كثير وتجمع على ردغ ورداغ. وهي كما جاء تفسيرها في الحديث "أنها عصارة أهل النار" النهاية "2/215" ب.
13720-
عن قبيصة بن ذويب أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد رجلا في الخمر ثلاث مرات، ثم أتي به الرابعة فضربه أيضا ولم يزد على ذلك. "عب".
13721-
عن محمد بن راشد عن عبد الكريم بن أمية عن قبيصة ابن ذويب أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب رجلا في الخمر أربع مرات، ثم إن عمر بن الخطاب ضرب أبا محجن الثقفي ثماني مرات. "عب".
13722-
عن نافع بن كيسان أن أباه أخبره أنه حمل خمرا إلى المدينة وذلك بعد ما حرمت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حملت يا أبا نافع؟ قال: خمرا يا رسول الله، فشعرت أنها حرمت بعدك؟ قال: أفلا أبيعها من اليهود يا رسول الله؟ قال: إن بائعها كشاربها، وفي لفظ قال: إنها قد حرمت وحرم ثمنها، فشق أبو نافع زقاقها1 ببطحان. "البغوي والروياني وابن منده خط في المتفق كر".
13723-
عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من شرب الخمر فاجلدوه، قالها ثلاثا، قال: إن شربها أربع مرات، فاقتلوه. "عب".
1 زقاقها: الزق: السقاء، وجمع القلة أزقاق، والكثير زقاق وزقان، مثل ذئاب وذؤبان. المختار "217" ب.
13724-
عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد في الخمر أربعين. "ابن جرير".
13725-
عن معمر عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا شربوا فاجلدوهم قالها ثلاثا، قال: فإذا شربوا الرابعة فاقتلوهم، قال معمر فذكرت ذلك لابن المنكدر فقال: قد ترك القتل، قد أتي النبي صلى الله عليه وسلم بابن النعيمان، فجلده، ثم أتي به فجلده الرابعة أو أكثر. "عب".
13726-
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بشارب فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فضربوه، فمنهم من ضربه بنعله، ومنهم من ضربه بيده، ومنهم بثوبه، ثم قال: ارفعوا ثم أمرهم فبكتوه1 فقالوا: ألا تستحي من رسول الله صلى الله عليه وسلم تصنع هذا ثم أرسله، فلما أدبر وقع القوم يدعون عليه ويسبونه، يقول القائل: اللهم اخزه، اللهم العنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا هكذا ولا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم، ولكن قولوا: اللهم اغفر له اللهم اهده وفي لفظ لا تقولوا: هكذا لا تعينوا الشيطان ولكن قولوا: رحمك الله. "ابن جرير".
1 فبكتوه: التبكيت: كالتقريع والتعنيف، وبكته بالحجة تبكيتا: غلبه المختار من صحاح اللغة "44" ب.
13727-
عن يحيى بن كثير قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل شرب الخمر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان عنده فضربه كل واحد منهم ضربتين بنعله أو سوطه، أو ما كان في يده، وهم حينئذ عشرون رجلا أو قريبه."عب".
13728-
عن محمد بن راشد قال: سمعت مكحولا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر فاضربوه ثم قال في الرابعة: من شرب الخمر فاقتلوه. "عب".
13729-
عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب في الخمر ثمانين. "عب".
13730-
عن عبيد بن عمير قال: كان الذي يشرب الخمر يضربونه بأيديهم ونعالهم ويصكونه1 فكان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وبعض إمارة عمر، ثم خشي أن يغتال الرجال، فجعله أربعين سوطا فلما رآهم لا يتناهون جعله ستين، فلما رآهم لا يتناهون جعله ثمانين، ثم قال: هذا أدني الحدود. "عب".
13731-
عن معمر عن الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاقتلوهم ثم قال: إن الله وضع عنهم القتل فإذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم ذكرها أربع مرات. "عب".
1 يصكونه: أي يضربونه، من الصك: الضرب. النهاية "3/43" ب.
13732-
عن ابن جريج قال: سئل ابن شهاب كم جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر؟ قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض فيها حدا، كان يأمر من يحضره يضربونه بأيديهم ونعالهم حتى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارفعوا، وفرض فيها أبو بكر أربعين وفرض فيها عمر ثمانين سوطا. "عب".
13733-
عن عمر بن حبيب قال: سمعت ابن شهاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر فاضربوه، ثم إن شرب الثانية فاضربوه ثم إن شرب الثالثة فاضربوه، ثم إن شرب الرابعة فاقتلوه، قال: فأتي برجل قد شرب فضربه، ثم الثانية فضربه، ثم الثالثة فضربه، ثم الرابعة فضربه ووضع الله القتل. "عب".
13734-
عن ابن عباس عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه. "ابن جرير".
13735-
عن معقل بن يسار قال: حرمت الخمر وإن عامة شرابهم الفضيخ1 قال: فقذفتها وأنا أقول: هذا آخر عهدي بالخمر. "كر".
1 الفضيخ: هو شراب يتخذ من البسر المفضوخ: أي المشدوخ. انتهى. النهاية "3/453". ب.
"ذيل الخمر"
13736-
مسند عمر عن صفية بنت أبي عبيد قالت: وجد عمر في بيت رويشد الثقفي خمرا، فحرق بيته وقال: ما اسمك؟ قال: رويشد قال: بل أنت فويسق. "عب" ورواه أبو عبيد في كتاب الأموال عن ابن عمر1
13737-
عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أن عمر بن الخطاب حرق بيت رويشد الثقفي وكان حانوتا للشراب وكان عمر قد نهاه فلقد رأيته [يلتهب] كأنه جمرة. "ابن سعد"2
13738-
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب ولى قدامة بن مظعون البحرين، فخرج قدامة على عمله، فأقام فيه لا يشتكى في مظلمة ولا فرج إلا أنه لا يحضر الصلاة، قال: فقدم الجارود سيد عبد القيس على عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين، إن قدامة قد شرب وإني إذا رأيت حدا من حدود الله كان حقا علي أن أرفعه إليك. فقال عمر: من يشهد على ما تقول؟ فقال الجارود: أبو هريرة يشهد، فكتب عمر إلى قدامة بالقدوم عليه فقدم، فأقبل الجارود يكلم [عمر] ويقول
1 راجع الطبقات الكبرى لابن سعد "3/282" ص.
2 وهكذا أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى بلفظه وسنده وما بين الحاصرتين استدركته منه "5/56" ص.
أقم على هذا كتاب الله، فقال عمر: أشاهد أنت أم خصم؟ فقال الجارود: بل أنا شاهد، فقال عمر: قد كنت أديت شهادتك، فسكت الجارود، ثم غدا عليه من الغد فقال أقم الحد على هذا فقال عمر: ما أراك إلا خصما، وما يشهد عليه إلا رجل واحد، أما والله لتملكن لسانك أو لأسؤنك، فقال الجارود: أما والله ما ذلك بالحق أن يشرب ابن عمك وتسؤني [فوزعه] عمر. "ابن سعد وابن وهب"1
13739-
عن عروة بن الزبير قال: شرب أبو الأزور وضرار بن الخطاب وأبو جندل بن سهيل بن عمرو بالشام، فأتى بهم أبو عبيدة بن الجراح فقال أبو جندل: والله ما شربتها إلا على تأويل، إني سمعت الله يقول:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فكتب أبو عبيدة إلى عمر بأمرهم فقال أبو الأزور: إنه قد حضرنا عدونا، فإن رأيت أن تؤخرنا إلى أن نلقى عدونا غدا، فإن الله أكرمنا بالشهادة كفاك ذاك، ولم تقمنا على جزائه، وإن نرجع نظرت إلى ما أمرك به صاحبك فأمضيته، قال أبو عبيدة: فنعم، فلما التقى الناس قتل أبو الأزور شهيدا فرجع الكتاب
1 وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى بطوله كتاب الأشربة "8/315" وما بين الحاصرتين استدركته من الطبقات الكبرى لابن سعد "5/560". ومعنى وزعه: يقال وزعه يزعه وزعا فهو وازع إذا كسفه ومنعه. النهاية "5/180" ص.
كتاب عمر إن الذي أوقع أبا جندل في الخطيئة قد تهيأ له فيها بالحجة وإذا أتاك كتابي هذا فأقم عليهم حدهم والسلام، فدعا بهما أبو عبيدة فحدهما وأبو جندل له شرف ولأبيه، فكان يحدث نفسه حتى قيل: إنه قد وسوس فكتب أبو عبيدة إلى عمر، أما بعد فإني قد ضربت أبا جندل حده وإنه حدث نفسه حتى قد خشينا عليه أنه قد هلك، فكتب عمر إلى أبي جندل، أما بعد فإن الذي أوقعك في الخطيئة قد جرت عليك التوبة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ َافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} فلما قرأ كتاب عمر ذهب عنه ما كان به كأنما أنشط من عقال. "ق".
13740-
عن عبد الله بن زهير الشيباني أن عتبة بن فرقد بعث إلى عمر بن الخطاب بأربعين ألف درهم صدقة الخمر، فكتب إليه عمر بعثت إلي بصدقة الخمر، فأنت أحق بها من المهاجرين، وأخبر بذلك الناس وقال: والله لا أستعملك على شيء بعد هذا فنزعه. "أبو عبيد وابن زنجويه".
13741-
عن علي قال: ما من رجل أقمت عليه حدا فمات فأجد في نفسي منه شيئا إلا صاحب الخمر فإنه لو مات لوديته1 لأن النبي صلى الله عليه وسلم
1 لوديته: أي أعطيت ديته. النهاية "5/169" ب.
لم يسنه وإنما نحن سنناه. "ط عب حم خ م د هـ ع وابن جرير"1
13742-
عن علي قال: كانت لي شارف2 من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه شارفا مما أفاء الله من الخمس يومئذ فلما أردت أن أبتني بفاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغا3 في بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بأذخر4 وأردت أن أبتاعه من الصواغين فأستعين به في وليمة عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب5 والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب الحدود باب الضرب بالجريد والنعال. "8/197".
ومسلم في صحيحه كتاب الحدود باب حد الخمر رقم "1707" ص.
2 شارف: الشارف: الناقة المسنة. النهاية "2/462" ب.
3 صواغا: الصواغ: صائغ الحلي، يقال: صاغ يصوغ، فهو صائغ وصواغ. النهاية "3/61" ب.
4 بأذخر: الأذخر: نبت، الواحدة إذخرة. انتهى. الصحاح للجوهري "2/663" ب.
5 الأقتاب: جمع قتب وهو للجمل كالا كاف لغيره. وفي حديث عائشة: "لا تمنع المرأة نفسها من زوجها وإن كانت على ظهر قتب" ومعناه الحث لهن على مطاوعة أزواجهن، وانه لا يسعهن الامتناع في هذه الحال فكيف في غيرها. النهاية "4/11" ب.
والغرائر: والغرارة: واحدة الغرائر التي للتبن وأظنه معربا. الصحاح للجوهري "2/769" ب.
حتى جمعت ما جمعت فإذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر [منهما]، فقلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار وعنده قينة وأصحابه فقالت في غنائها "ألا يا حمز للشرف النواء"1 فوثب حمزة إلى السيف فأجب2 أسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما، فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم في وجهي الذي لقيت فقال: مالك؟ قلت: يا رسول الله؛ ما لقيت كاليوم عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدي، ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن عليه فأذن له فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة على ما فعل، فإذا حمزة ثمل3 محمرة عيناه، فنظر حمزة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فصعد النظر إلى ركبته ثم صعد النظر إلى سرته، ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيد
1 للشرف النواء: الشرف جميع شارف الناقة المسنة. النهاية "2/462".
والنواء: السمان. وقد نوت الناقة تنوى فهي ناوية النهاية "5/132" ب.
2 فأجب. الجب القطع. النهاية "1/233"
3 ثمل: الثمل الذي أخذ منه الشراب والسكر. النهاية "1/222" ب.
لأبي، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم أنه ثمل فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقرى فخرج وخرجنا معه. "خ م د وأبو عوانة ع حب ق"1
13743-
عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يزل جبرئيل ينهاني عن عبادة الأوثان، وشرب الخمر، وملاحاة2 الرجال. "هب ن".
13744-
عن ربيعة بن ذكار قال: نظر علي بن أبي طالب إلى قرية فقال: ما هذه القرية قالوا: قرية تدعى زرارة يلحم فيها ويباع فيها الخمر فأتاها بالنيران فقال: أضرموها3 فيها فإن الخبيث يأكل بعضه بعضا فاحترقت. "أبو عبيد".
13745-
عن مجاهد قال: سأل رجل عمر عن الفضيخ4 قال: وما
1 رواه البخاري في صحيحه باب قصة غزوة بدر "5/105/106".
ومسلم في صحيحه كتاب الأشربة باب تحريم الخمر رقم "1979 ورقم 1/2" ومعنى شرب: الشرب هو الجماعة الشاربون. صحيح مسلم "3/1568" ص.
2 وملاحاة: أي مقاولتهم ومخاصمتهم، يقال لحيت الرجل ألحاه لحيا، إذا لمته وعذلته، ولاحيته ملاحاة ولحاء، إذا نازعته. النهاية "4/234" ب.
3 أضرموها: أي أوقدوها. يقال: أضرم النار إذا أوقدها. انتهى. النهاية "3/86" ب.
4 الفضوخ: فعول، من الفضيخة أراد أن يسكر شاربه فيفضخه. النهاية "3/453" ب.
الفضيخ؟ قال: بسر يفتضخ ثم يخلط بالتمر، قال: ذاك الفضوخ حرمت الخمر وما شراب غيره. "ش".
13746-
عن ابن عمر قال: كنت مع عمر في حج أو عمرة فإذا نحن براكب، فقال عمر: أرى هذا يطلبنا فجاء الرجل فبكى، قال: ما شأنك إن كنت غارما أعناك، وإن كنت خائفا آمناك إلا أن تكون قتلت نفسا فتقتل بها، وإن كنت كرهت جوار قوم حولناك عنهم، قال: إني شربت الخمر وأنا أحد بني تيم، وإن أبا موسى جلدني وحلقني وسود وجهي وطاف بي الناس وقال: لا تجالسوه ولا تؤاكلوه، فحدثت نفسي بإحدى ثلاث: إما أن أتخذ سيفا فأضرب به أبا موسى، وإما أن آتيك فتحولني إلى الشام فإنهم لا يعرفونني، وإما أن ألحق بالعدو فآكل معهم وأشرب، فبكى عمر وقال: ما يسرني أنك فعلت، وإن لعمر كذا وكذا وإني كنت لأشرب الناس لها في الجاهلية، وإنها ليست كالزنا، وكتب إلى أبي موسى سلام عليك أما بعد فإن فلان بن فلان التيمي أخبرني بكذا وكذا، وايم الله إني إن عدت لأسودن وجهك ولأطوفن بك في الناس، فإن أردت أن تعلم حق ما أقول لك فعد، فأمر الناس أن يجالسوه ويؤاكلوه، فإن تاب فاقبلوا شهادته، وحمله وأعطاه مائتي درهم. "ق".
13747-
عن عمر أن رجلا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه عبد الله، وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه فما أكثر ما يؤتي به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه، فوالله ما علمت1 إنه يحب الله ورسوله. "خ وابن جرير هب"2
1 فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله" كذا للأكثر بكسر الهمزة ويجوز على رواية ابن السكن الفتح والكسر، وقال بعضهم: الرواية بفتح الهمزة على أن ما نافية يحيل المعنى إلى ضده وأعرب بعض شراح المصابيح فقال: ما موصلة وإن مع اسمها وخبرها سدت مسد مفعولي علمت لكونه مشتملا على المنسوب والمنسوب إليه والضمير في أنه يعود إلى الموصول والموصول مع صلته خبر مبتدأ محذوف تقديره هو الذي علمت والجملة في جواب القسم، قال الطيبي: وفيه تعسف، وقال صاحب المطالع: ما موصوله وأنه بكسر الهمزة مبتدأ وقيل بفتحها وهو مفعول علمت، قال الطيبي: فعلى هذا علمت بمعنى عرفت وأنه خبر الموصول، وقال أبو البقاء في إعراب الجمع ما زائدة أي فوالله علمت أنه والهمزة على هذا مفتوحة قال ويحتمل أن يكون المفعول محذوفا أي ما علمت عليه أو فيه سوأ ثم استأنف فقال إنه يحب الله ورسوله.
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني سنة 852 هـ.
2 رواه البخاري في صحيحه كتاب الحدود باب ما يكره من لعن شارب الخمر. "8/197" ص.
13748-
عن عمر أن رجلا كان يلقب حمارا وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم العكة من السمن والعكة من العسل، فإذا جاء صاحبه يتقاضاه جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رسول الله أعط ثمن متاعه، فما يزيد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبسم فيأمر به فيعطي فجيء به يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر، فقال رجل: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه، فإنه يحب الله ورسوله. "ابن عاصم ع ص".
13749-
عن زيد بن أسلم قال: أتي بابن النعمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجلده، ثم أتي به فجلده مرارا أربعا أو خمسا، فقال رجل: اللهم العنه ما أكثر ما يشرب؟ وما أكثر ما يجلد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله. "عب".
13750-
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين، وهو خال حفصة وعبد الله بن عمر، فقدم الجارود سيد عبد القيس على عمر فقال: يا أمير المؤمنين، إن قدامة شرب فسكر وإني إذا رأيت حدا من حدود الله حقا علي أن أرفعه إليك، فقال عمر: من يشهد معك؟ قال: أبو هريرة، فقال: بم تشهد؟ قال: لم أره يشرب ولكني رأيته سكران يقيء، فقال عمر: لقد تنطعت بالشهادة
ثم كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين، فقدم فقام إليه الجارود فقال: أقم على هذا كتاب الله، قال: أخصم أنت أم شهيد؟ قال: بل شهيد، قال: قد أديت الشهادة، فصمت الجارود حتى غدا على عمر، فقال: أقم على هذا حد الله، فقال عمر: ما أراك إلا خصما وما شهد معك إلا رجل فقال الجارود أنا أنشدك الله، فقال عمر: لتمسكن لسانك أو لأسؤنك، فقال أبو هريرة: إن كنت تشك في شهادتنا، فأرسل إلى ابنة الوليد فسلها وهي امرأة قدامة فأرسل إلى هند بنت الوليد ينشدها، فأقامت الشهادة على زوجها، فقال عمر لقدامة: إني حادك: فقال: لو شربت كما يقولون ما كان لكم أن تجلدوني، فقال عمر: لم؟ قال قدامة قال الله عز وجل: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآية، فقال عمر: إنك أخطأت التأويل، إن اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله عليك، ثم أقبل عمر على الناس، فقال: ماذا ترون في جلد قدامة؟ فقال القوم: ما نرى أن تجلده ما كان مريضا فسكت عن ذلك أياما، ثم أصبح يوما وقد عزم على جلده، فقال لأصحابه: ما ترون في جلد قدامة، فقال القوم: ما نرى أن تجلده ما دام وجعا، فقال عمر: لأن يلقى الله على السياط أحب إلي من أن يلقى الله وهو في عنقي، ائتوني بسوط تام، فأمر عمر بقدامة فجلد فغاضب عمر قدامة وهجره،
فحج، وحج قدامة معه مغاضبا له، فلما قفلا من حجهما، ونزل عمر بالسقيا نام، فلما استيقظ من نومه، فقال: عجلوا علي بقدامة فائتوني به إني لأرى أن آتيا أتاني فقال: سالم قدامة فإنه أخوك، فلما أتوه أبى أن يأتي، فأتى عمر إليه، واستغفر له، فكان ذلك أول صلحهما. "عب وابن وهب هق"1
13751-
عن أيوب بن أبي تميمة قال: لم يحد في الخمر أحد من أهل بدر إلا قدامة بن مظعون.
"ن".
13752-
عن أنس أن أيتاما ورثوا خمرا، فسأل أبو طلحة النبي صلى الله عليه وسلم أنجعله خلا؟ قال: لا. "ش م د ت".
13753-
عن نافع قال: قيل لابن عمر: إن النساء يتمشطن بالخمر فقال ابن عمر: ألقى الله في رؤسهن الحاصة2 "عب".
13754-
عن نافع أن ابن عمر وجد في بيته ريح السوسن3 فقال: أخرجوه رجس من عمل الشيطان. "عب".
1 رواه البيهقي في السنن الكبرى بطوله كتاب الأشربة والحد فيها. "8/316" ص.
2 الحاصة: هي العلة التي تحص الشعر وتذهبه. النهاية "1/397" ب.
3 السوسن: نبات طيب الرائحة الواحدة سوسنة.
13755-
عن ابن عمر أن غلاما له سقى بعيرا له خمرا فتواعده. "عب".
13756-
عن وائل أن رجلا يقال له: سويد بن طارق سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر، فنهاه، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنها داء وليست بدواء. "عب".
"حكم المسكر"
13757-
عن عمر قال: إياكم والأحمر من اللحم والنبيذ، فإنهما مفسدة للمال مرقة للدين. "ابن أبي الدنيا في ذم المسكر هب".
13758-
عن عمر قال: إياكم واللحم فإن له ضراوة كضراوة الخمر. "مالك هب" وقال وصله بعض الضعفاء ورفعه ليس بشيء.
13759-
عن السائب بن يزيد أن عمر بن الخطاب خرج عليهم، فقال: إني وجدت من فلان ريح شراب، فزعم أنه شرب الطلاء1 وإني سائل عما يشرب إن كان يسكر جلدته الحد، فجلده عمر الحد [تاما] . "مالك والشافعي عب وابن وهب وابن جرير ق".
1 الطلاء: ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه. وبعض العرب يسمى الخمر الطلاء يريد بذلك تحسين اسمها، لا أنها الطلاء بعينها. انتهى. المختار من صحاح اللغة "314" ب.
13760-
عن عمر قال: قلت: يا رسول الله، ما المسكر؟ قال: إناؤك الذي تسكر منه. "ابن مردويه وفيه المسيب بن شريك متروك".
13761-
عن ابن عمر قال: ما أسكر منه الفرق1 فاللحسة منه حرام. "عب".
13762-
عن ابن عمر قال: كل مسكر خمر وكل مسكر حرام. "مالك عب".
13763-
عن أبي ذر قال: من شرب مسكرا من الشراب فهو رجس رجس رجس ورجس صلاته أربعين ليلة، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد في الثالثة أو في الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال. "عب".
13764-
عن عائشة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع2 فقال: كل شراب مسكر فهو حرام. "عب".
13765-
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقي الشراب
1 الفرق: مكيال معروف بالمدينة، وهو ستة عشر رطلا وقد يحرك. المختار من صحاح اللغة "393" ب.
2 البتع: البتع بسكون التاء: نبيذ العسل وهو خمر أهل اليمن، وقد تحرك التاء كقمع وقمع. النهاية "1/94" ب.
في الإناء الضاري1 "عب".
13766-
عن سعيد بن جبير قال: من شرب مسكرا لم يقبل الله منه صلاة ما كان في مثانته2 منه قطرة، فإن مات منها كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال، وهي صديد أهل النار وقيحهم. "عب".
13767-
عن طاوس أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا آية الخمر وهو يخطب الناس على المنبر، فقال رجل: فكيف بالمزر3 يا رسول الله؟ قال: وما المزر؟ قال: الشراب يصنع من الحب قال: يسكر؟ قال: نعم قال: كل شراب مسكر حرام. "عب".
1 الإناء الضاري: هو الذي ضرى بالخمر وعود بها، فإذا جعل فيه العصير صار مسكرا. النهاية "3/87" ب.
2 المثانة: وهو العضو الذي يجتمع فيه البول داخل الجوف فإذا كان لا يمسك بوله فهو أمثن. النهاية "4/297" ص.
3 المزر: المزر بالكسر: نبيذ يتخذ من الذرة. وقيل: من الشعير أو الحنطة. النهاية "4/324" ب.
"الأنبذة"
13768-
عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الجر1 وعن الدباء وعن المزفت. "ط حم ن ع ابن جرير ص".
13769-
عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب أما بعد، فاطبخوا شرابكم حتى يذهب منه نصيب الشيطان، فإن له اثنين ولكم واحد. "ص ن ق".
13770-
عن عمر قال: إن هذه الأنبذة تنبذ من خمسة أشياء من التمر والزبيب والعسل والبر والشعير فما خمرته منها ثم عتقته فهو خمر. "عب ش حم في الأشربة".
13771-
عن أسلم قال: النبيذ الذي يشرب عمر كان ينقع له الزبيب غدوة فيشربه عشية وينقع له عشية فيشربه غدوة، ولا يجعل فيه دردي2 "ابن أبي الدنيا في ذم المسكر ق".
1 الجر: الجر والجرار جمع جرة، وهو الإناء المعروف من الفخار، وأراد بالنهي عن الجرار المدهونة، لأنها أسرع في الشدة والتخمير. النهاية "1/260".
الدباء: هي القرعة اليابسة. المزفت: هو المقير. تحفة الأحوذي "5/610" ب.
2 دردى: الدردي هو الخميرة التي تترك على العصير والنبيذ ليتخمر=
13772-
عن عمر قال: إنا لنشرب هذا النبيذ الشديد لنقطع به ما في بطوننا من لحوم الإبل أن يؤذينا فمن رابه من شرابه شيء فليمزجه بالماء. "ش".
13773-
عن مجاهد قال: قال عمر: إني رجل معجار1 البطن أو مسعار البطن، فأشرب هذا السويق، فلا يلاومني وأشرب هذا اللبن فلا يلاومني وأشرب هذا النبيذ الشديد فيسهل بطني. "ش".
13774-
عن إبراهيم قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عمار بن ياسر وهو عامل له على الكوفة، أما بعد، فإنه أتي إلي بشراب من الشام من عصير العنب قد طبخ وهو عصير قبل أن يغلي حتى ذهب ثلثاه، وبقي ثلثه، فذهب شيطانه وريح جنونه، وبقي حلوه وحلاله فهو شبيه بطلاء الإبل فمر من قبلك فليتوسعوا به في شرابهم والسلام. "ابن خسرو".
= وأصله ما يركد في أسفل كل مائع كالأشربة والأدهان. انتهى. النهاية "2/112" ب.
1 معجار، لعله مجعار البطن لأنه ورد في النهاية لابن الأثير "1/275" ما يلي: ومنه حديث عمر رضي الله عنه "إني مجعار البطن" أي يابس الطبيعة.
مسعار: ما تحرك به النار من آلة الحديد يصف نفسه بالمبالغة في الحرب والنجدة. النهاية "1/367" ب.
13775-
عن محمود بن لبيد الأنصاري أن عمر بن الخطاب لما قدم شكا إليه أهل الشام وباء الأرض وثقلها، وقالوا: لا يصلحنا إلا هذا الشراب فقال عمر: اشربوا هذا العسل، قالوا: لا يصلحنا، فقال رجل من أهل الأرض: هل لك من هذا الشراب شيء ما لا يسكر؟ قال: نعم فطبخوه حتى ذهب منه الثلثان، وبقي الثلث فأتوا به عمر، فأدخل أصبعه فيه، ثم رفعها فتبعها يتمطط فقال: هذا الطلاء هذا مثل طلاء الإبل، فأمرهم أن يشربوه فقال له عبادة بن الصامت: أحللتها والله، فقال عمر: كلا والله، اللهم إني لا أحل لهم شيئا حرمته عليهم، ولا أحرم عليهم شيئا أحللته لهم. "مالك هق"1
13776-
عن سفيان بن وهب الخولاني قال: كنت مع عمر بن الخطاب بالشام فقال أهل الذمة: إنك كلفتنا وفرضت علينا أن نرزق المسلمين العسل ولا نجده، فقال عمر: إن المسلمين إذا دخلوا أرضا فلم يوطنوا فيها اشتد عليهم أن يشربوا الماء القراح2 فلا بد لهم مما يصلحهم، فقالوا: إن عندنا شرابا نصلحه من العنب شيئا يشبه العسل، قال: فأتوا به فجعل
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الأشربة باب جامع تحريم الخمر رقم "14" ص.
2 الماء القراح: بالفتح: الذي لا يشوبه شيء. انتهى. المختار من صحاح اللغة "416". ب.
يرفعه بأصبعه فيمده كهيئة العسل، فقال: كأن هذا طلاء الإبل، فدعا بماء فصبه عليه، ثم خفض فشرب منه وشرب أصحابه وقال: ما أطيب هذا فارزقوا المسلمين منه فرزقوهم منه، فلبث ما شاء الله، ثم إن رجلا خدر منه فقام المسلمون فضربوه بنعالهم، وقالوا: سكران، فقال الرجل: لا تقتلوني فوالله ما شربت إلا الذي رزقنا عمر، فقام عمر بين ظهراني الناس فقال: يا أيها الناس، إنما أنا بشر لست أحل حراما ولا أحرم حلالا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض فرفع الوحي، فأخذ عمر بثوبه فقال: إني أبرأ إلى الله من هذا أن أحل لكم حراما فاتركوه، فإني أخاف أن يدخل الناس فيه مدخلا، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل مسكر حرام فدعوه. "ابن راهويه".
13777-
عن عمر بن الخطاب قال: لأن أشرب قمقما من ماء محمى يحرق ما أحرق، ويبقي ما أبقى أحب إلي من أن أشرب نبيذ الجر. "عب وابن أبي الدنيا في ذم المسكر وابن جرير".
13778-
عن الزهري أن عمر بن الخطاب أتي وهو بطريق الشام بانائين فيهما نبيذ فشرب من أحدهما وعدل عن الأخرى، فأمر بالأخرى فرفعت فجيء بها من الغد وقد اشتد ما فيها بعض الشدة فذاقه وقال: اكسروا بالماء. "حب".
13779-
عن ابن جريج أخبرني إسماعيل أن رجلا عب1 في شراب نبذ لعمر بن الخطاب بطريق المدينة فسكر فتركه عمر حتى أفاق فحده ثم أوجعه عمر بالماء فشرب منه، قال: ونبذ نافع بن عبد الحارث لعمر ابن الخطاب في المزاد وهو عامل له على مكة، فاستأخر عمر حتى عدا الشراب طوره، فدعا به عمر فوجده شديدا، فصنعه في أجفان2 فأوجعه بالماء ثم شرب الماء وسقى الناس. "عب".
13780-
عن ابن المسيب قال: تلقت ثقيف عمر بن الخطاب بشراب فدعاهم به، فلما قربه إلى فمه كرهه، ثم دعا بماء فكسره، ثم قال: هكذا فاشربوه. "عب ق".
13781-
عن أسلم قال: قدمنا الجابية مع عمر فأتينا بطلاء وهو مثل عقيد3 الرب إنما يخاض بالمخوض خوضا، فقال عمر: إن في هذا الشراب ما انتهى إليه. "عب ق كر".
1 عب: العب: شرب الماء من غير مص كشرب الحمام والدواب وبابه رد المختار "1/323" ب.
2 أجفان: لعله في جفان لأن جفن العين يجمع على أجفان، وأما الجفنة كالقصعة فجمعها جفان وجفنات بالتحريك، والمراد هنا الجفان لا الأجفان الصحاح للجوهري "5/2092" ب.
3 عقيد الرب: يقال: عقدت الحبل والبيع والعهد فانعقد. وعقد الرب =
13782-
عن سفيان بن سلمة أن عمر بن الخطاب رزقهم الطلاء فسأله رجل عن الطلاء فقال: كان عمر يرزقنا الطلاء نجدحه1 في سويقنا ونأكله بادمنا وخبزنا، قال: ليس بباذقكم2 الخبيث. "عب".
13783-
عن ابن سيرين قال: كتب لنوح من كل شيء اثنان أو قال: زوجان، فأخذ ما كتب له فضلت عليه حبلتان3 فجعل يلتمسهما فلقيه ملك، فقال: ما تبغي قال: حبلتين قال: إن الشيطان ذهب بهما، قال الملك: أنا آتيك به وبهما فجاء الملك به وبهما، قال له: إنه لك
= وغيره، أي غلظ فهو عقيد. وأعقدته أنا وعقدته تعقيدا. قال الكسائي: يقال للقطران والرب ونحوه: أعقدته حتى تعقد. الصحاح للجوهري "1/507".
بالمخوض: المخوض للشراب كالمجدع للسويق. وقوله يخاض من الخضخضة وهي تحريك الماء ونحوه، وقد خضخضته فتخضخض. الصحاح للجوهري "3/1074/1075" ب.
1 نجدحه: الجدح: أن يحرك السويق بالماء ويخوض حتى يستوى. انتهى. النهاية "1/243" ب.
2 بباذقكم: بفتح الذال: الخمر، تعريب باذه، وهو اسم الخمر بالفارسية. النهاية "1/111" ب.
3 حبلتان: الحبلة بفتح الحاء والباء، وربما سكنت: الأصل أو القضيب من شجر الأعناب. النهاية "1/334" ب.
فيهما شريك فأحسن مشاركته، قال: لي الثلث وله الثلثان، قال الملك: أحسنت وأنت محسان، إن لك أن تأكل عنبا وزبيبا وخلا تطبخه حتى يذهب ثلثاه ويبقى الثلث، قال ابن سيرين: فوافق ذلك كتاب عمر ابن الخطاب. "عب".
13784-
عن الشعبي قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عمار بن ياسر أما بعد، فإنه جاءتنا أشربة من قبل الشام كأنها طلاء الإبل قد طبخ حتى ذهب ثلثاه الذي فيه خبث الشيطان وريح جنونه، وبقى ثلثه فاصطبغه1 وأمر من قبلك أن يصطبغه. "عب وأبو نعيم في الطب" ورواه "خط" في تلخيص المتشابه عن الشعبي عن حيان الأسدي قال: أتانا كتاب عمر فذكره بلفظ ذهب شره وبقي خيره فاشربوه.
13785-
عن سويد بن غفلة قال: كتب عمر إلى عماله أن يرزق الناس الطلاء ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه. "عب وأبو نعيم في الطب".
13786-
عن ابن نياق قال: قدم عمر فإذا عليه قميص كرابيس وسخ قد كاد ينقطع من الوسخ، فقلت يا أمير المؤمنين ألا أغسل قميصك
1 فاصطبغه: الصبغ والصبغة: ما يصبغ به، والجمع أصباغ والصبغ أيضا: ما يصطبغ به من الادام. ومنه قوله تعالى: {وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} الصحاح للجوهري "4/1322" ب.
هذا؟ قال: بلى إن شئت فدعوت بقميص قبطي فلبسه فلما وجد لينه قال: ويحك يا ابن نياق، ائتني بقميصي فجئته به ولم يجف بعد، فذهبت أدخله بيتا فرأى فيه صورة فأبى أن يدخله، أتيته بعسل فشربه، فقال: إن هذا لا يسع الناس فهل من شراب يسع الناس، فاتيته بطلاء قد طبخ على الثلثين فنظر إليه فقال: ما أشبه هذا بطلاء الإبل، ثم سقى رجلا منه فشربه فقال: أتجد دبيبا أتجد شيئا، قال: لا، ثم ثنى فقال: أتجد شيئا؟ قال: لا، ثم ثلث فقال: أتجد شيئا؟ قال: لا، قال: قم فامش فمشى حتى رجع فقال: أتجد دبيبا أتجد شيئا؟ قال: لا، قال: نعم ارزق الناس من هذا وكتب إلى سعد بالكوفة. "كر".
13787-
عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت. "حم خ م1 ن وأبو عوانة والطحاوي ع حل" قال أحمد ليس بالكوفة عن علي حديث أصح من هذا.
13788-
عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينبذ في الدباء والمزفت. "ع".
13789-
عن علي قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت والجعة "حم د2 ن وابن أبي عاصم وابن منده ق ص".
1 رواه مسلم في صحيحه كتاب الأشربة باب النهي عن الانتباذ رقم "42" ص.
2 رواه أبو داود كتاب الأشربة باب حديث وفد عبد القيس رقم "3679"=
13790-
عن علي قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلقة الذهب والقسي1 والميثرة والجعة. "ت2 ن وابن منده في غرائب شعبة ق ص".
13791-
عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرني أن أنهى عن الدباء والحنتم والمزفت والميسر. "ن".
13792-
عن علي أنه كان يشرب من الطلاء ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه. "أبو نعيم".
13793-
عن علي أنه كان له دنان صغار من الطلاء، وكان يرزقهن المسلمين. "أبو نعيم".
= وقال المنذري: وأخرجه النسائي، والجعة: بكسر الجيم وفتح العين المهملة قال الخطابي: قال أبو عبيد: هي نبيذ الشعير. عون المعبود شرح سنن أبي داود "10/162" ص.
1 والقسي: بوزن الشقي: الدرهم الردئ والشيء المرذول. النهاية "4/63" والميثرة: الميثرة بالكسر: مفعلة من الوثارة. يقال: وثر وثارة فهو وثير: أي وطيء لين. وأصلها: موثرة فقلبت الواو ياء لكسرة الميم. وهي من مراكب العجم، تعمل من حرير أو ديباج. النهاية "5/150" ب.
2 رواه الترمذي كتاب الأدب - باب جاء في كراهية لبس المعصفر للرجل والقسي رقم "2808" وقال حديث حسن صحيح.
وقال أبو الأحوص: عن الجعة: وهو شراب يتخذ بمصر من الشعير ص.
13794-
عن البراء قال: أمرني عمر أن أنادى في القادسية: لا ينبذ في دباء ولا حنتم ولا مزفت. "ش".
13795-
عن عمر قال: اشربوا هذا النبيذ في هذه الأسقية فإنه يقيم الصلب ويهضم ما في البطن وإنه لم يغلبكم ما وجدتم الماء. "ش".
13796-
عن عمر قال: لأن تختلف الأسنة في جوفي أحب إلي من أن أشرب نبيذ الجر. "حم في الأشربة".
13797-
عن ميمون بن مهران أن رجلا من الأنصار مر بعمر بن الخطاب وقد تعلق لحما، فقال له عمر: ما هذا؟ قال: لحمة أهلي يا أمير المؤمنين، قال: حسن، ثم مر به من الغد ومعه لحم فقال: ما هذا؟ قال: لحمة أهلي قال: حسن، ثم مر به اليوم الثالث ومعه لحم، فقال: ما هذا؟ قال: لحمة أهلي يا أمير المؤمنين، فعلا رأسه بالدرة، ثم صعد المنبر فقال: إياكم والأحمرين اللحم والنبيذ فإنهما مفسدة للدين متلفة للمال. "أبو نعيم في حديث عبد الملك بن حسن السقطي".
13798-
عن عاصم الأحول عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة وعن ابن عمر أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر عن عمر بن الخطاب أنه كان ينهى عن نبيذ الجر. "العاقولي في فوائده".
13799-
عن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيذ في الدباء والحنتم. "هناد بن السري في حديثه".
13800-
عن هانيء مولى عثمان قال: شهدت عثمان وأتي برجل وجد معه نبيذ في دباءة بحمله فجلده أسواطا وأهراق الشراب وكسر الدباءة. "عب".
13801-
عن علي بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن لأقضي بينهم فقلت: إني لست أحسن القضاء، فوضع يده على صدري ثم قال: اللهم اهده للقضاء، ثم قال: علمهم الشرائع والسنن وانههم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت. "خلف بن عمر والعكبري في فوائده".
13802-
عن علي انه كان يشرب نبيذ الجر الإبيض. "ابن جرير".
13803-
عن أم موسى سرية علي قالت: كان علي ينبذ له في الجر الأخضر. "ابن جرير".
13804-
عن ابن أبزي عن أبيه قال: سألت أبي بن كعب عن النبيذ فقال: اشرب الماء واشرب السويق واشرب اللبن الذي نجعت1 به، قلت لا توافقني هذه الأشربة، فالخمر إذا تريد. "عب".
13805-
عن عنبسة بن سعيد عن الزبير بن عدي عن أسيد الجعفي قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فكتب إلى أهل الطائف، إن نبيذ الغبيراء حرام. "العسكري في الصحابة".
1 نجعت به: أي سقيته في الصغير وغذيت به. النهاية "5/22" ب.
13806-
عن الحكم بن عيينة عن أنس بن حذيفة صاحب البحرين قال: كتبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الناس قد اتخذوا بعد الخمر أشربة تسكرهم كما يسكر الخمر من التمر والزبيب يصنعون ذلك في الدباء والنقير والمزفت والحنتم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كل شراب أسكر حرام والمزفت حرام والنقير حرام والحنتم حرام، فاشربوا في القرب وشدوا الأوكية، فاتخذ الناس في القرب ما يسكر فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقام في الناس فقال: إنه لا يفعل ذلك إلا أهل النار، ألا إن كل مسكر حرام، وكل مخدر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام. "أبو نعيم" وقال الحكم عنه مرسلا.
13807-
عن أنس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت. "عب".
13808-
عن أنس قال: لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من تهامة يقال له: معافي بن زيد الحرسي فقال له: ما تقول في النبيذ؟ فذكر الحديث. "ابن النجار".
13809-
عن أنس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزبيب والتمر أن يخلطا. "ابن النجار".
13810-
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت أن
ينبذ فيهما. "ن".
13811-
عن جابر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينبذ التمر والزبيب جميعا والبر والتمر جميعا. "ش خ م ن".
13812-
عن جابر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزفت والنقير، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يجد سقاء ينبذ فيه نبذ له في تور1 من حجارة. "عب".
13813-
عن جابر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التمر والزبيب والبسر والرطب يعني أن ينبذا جميعا. "عب".
13814-
عن جابر قال: البسر والرطب خمر يعني إذا جمعا. "عب".
13815-
عن ابن جريج قال: قال لي عطاء: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لا تجمعوا بين الرطب والبسر وبين التمر والزبيب نبيذا، قال ابن جريج وأخبرني أبو الزبير عن جابر مثل قول عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن جريج: قلت لعطاء: أذكر جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع بين نبيذين غير ما ذكرت غير البسر والرطب والزبيب والتمر، قال: لا، إلا أن أكون نسيت. "عب".
1 تور: هو إناء من صفر أو حجارة كالإجانة، وقد يتوضأ منه. النهاية "1/199" ب.
13816-
عن جابر قال: قال عباس بن عبد المطلب: يا رسول الله أسقيك نبيذ خاصة أو نبيذ عامة. "كر ن".
13817-
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له في تور من حجارة. "كر".
13818-
عن دلجة بن قيس1: أن رجلا قال للحكم الغفاري: أتذكر يوم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النقير وعن المقير وعن الدباء وعن الحنتم2؟ قال: نعم، وقال الآخر: وأنا أشهد على ذلك. "الحسن ابن سفيان وأبو نعيم".
13819-
عن ابن الرائسي عن أبيه وكان من أهل هجر، وكان فقيها قال: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بصدقة عملها إليه فنهاهم عن النبيذ في هذه الظروف، فرجعوا إلى أرضهم وهي أرض تهامة حارة، فاستوخموا فرجعوا إليه العام الثاني في صدقاتهم فقالوا: يا رسول الله، إنك
1 دلجة بن قيس: لا تصح له صحبة روى حديثه المسيب بن واضح، وقال ابن الأثير في أسد الغابة عند ترجمته رقم "1516" وسرد الحديث بنصه وقال: أخرجه ابن منده وأبو نعيم. أسد الغابة "2/162" ص.
2 الحنتم: هي جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حنتم، واحدتها حنتمة. النهاية "1/448" ب.
نهيتنا عن هذه الأوعية فتركناها فشق ذلك علينا فقال: اذهبوا فاشربوا فيما شئتم، ولا تشربوا ما أوكي1 سقاؤه على إثم. "طب".
13820-
عن سليمان الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن الجر الأخضر يعني النبيذ في الجر، قال والأبيض؟ قال: لا أدري. "عب".
13821-
عن عبد الله بن جابر قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس، قال: ولست منهم، وإنما كنت مع أبي فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشراب في الأوعية التي سمعتم الدباء والحنتم والنقير والمزفت. "حم طب وأبو نعيم وابن النجار".
13822-
عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلط التمر والزبيب جميعا، وأن يخلط البسر والزبيب جميعا، وكتب إلى أهل جرش ينهاهم عن خلط التمر والزبيب. "ش م ن".
13823-
وعنه قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدباء والنقير والمزفت والحنتم. "عب".
13824-
وعنه قال: صلى صلى الله عليه وسلم بأصحابه يوما، فلما قضى صلاته
1 أوكي: الوكاء الخيط الذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما، والمعنى؛ ولا تشربوا ما شد سقاؤه على إثم. النهاية "5/222" ب.
نادى رجلا فقيل: يا رسول الله إن هذا رجل شارب فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الرجل، فقال: ما شربت؟ قال: عمدت إلى زبيب فجعلته في جر حتى إذا بلغ1 فشربته فقال النبي صلى الله عليه سلم: يا أهل الوادي ألا إني أنهاكم عما في الجر الأحمر والأخضر والأسود والأبيض منه، لينتبذ أحدكم في سقاء فإذا خشيه فليشججه2 بالماء. "عب".
13825-
وعنه قال: نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم أن ينبذ في جر أو في قرعة أو في جرة من رصاص أو في جرة من قوارير وأن لا ينتبذوا إلا في سقاء يوكى عليه. "عب".
13826-
عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجر والمزفت والدباء. "عب".
13827-
عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عمر عن نبيذ الجر قال: حرام فأخبرت بذلك ابن عباس، قال: صدق، ذلك ما حرم الله ورسوله، قلت: وما الجر؟ قال: كل شيء من مدر 3 "عب".
1 إذا بلغ: أي قارب أن يكون خمرا، يقال: بلغ المكان إذا وصل إليه وكذا إذا شارف عليه، ومنه قوله تعالى:{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} أي: قاربنه، وبلغ الغلام: أدرك، وبابهما دخل. المختار "46" ب.
2 فليشججه: هو من شج الشراب إذا مزجه بالماء. النهاية "2/445" ب.
3 مدر: المدر هو الطين المتماسك، لئلا يخرج منه الماء. النهاية "4/309" ب.
13828-
عن زاذان قال: قلت لابن عمر: أخبرني عما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الأوعية قال: نهى عن الحنتم وعن الجرة، ونهى عن الدباء وهي القرعة وعن النقير وهي النخلة تنسج نسجا1 وتنقر نقرا ونهى عن المزفت وهو النقير وأمر أن يشرب في الأسقية. "عب"2
13829-
عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فأسرعت فلم أنته إليه حتى نزل فسألت الناس ما قال؟ فقالوا: نهى عن الدباء والمزفت أن ينتبذ فيهما. "عب".
13830-
عن أبي إسحاق أن رجلا سأل ابن عمر فقال: أجمع بين التمر والزبيب؟ قال: لا، قال: لم؟ قال: نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، قلت:
1 تنسج نسجا: جاء في معظم نسخ مسلم بالحاء، وفي الترمذي بالجيم، قال الإمام النووي في شرحه على مسلم "3/165": ووقع لبعض الرواة في بعض النسخ "تنسج" بالجيم.
قال القاضي وغيره: هو تصحيف وعلى رواية الحاء "تنسح نسحا" معناه: أن ينحى قشرها عنها وتملس وتحفر. النهاية "5/47" ب.
2 والحديث رواه مسلم في صحيحه كتاب الأشربة باب النهي عن الانتباذ رقم "57".
وهكذا: تنسح نسحا اي تقشر ثم تنقر فيصير نقيرا وبسين وحاء مهملتين هو في معظم الروايات. راجع صحيح مسلم "3/1583" ص.
لم؟ قال: سكر رجل فحده النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أمرهم أن ينظروا ما شرابه فإذا هو تمر وزبيب، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين التمر والزبيب، وقال: يكفي كل واحد منهما وحده. "عب".
13831-
عن ابن عمر قال: نهى أن ينتبذ البسر والرطب جميعا والتمر والزبيب جميعا. "عب".
13832-
عن ابن عمر قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل أصاب من الشراب فسأله النبي صلى الله عليه وسلم أي شراب هو؟ قال: نبيذ زبيب يا رسول الله وقد كاد ينكسر لسانه ومعه عقله فأمر به فجلد أربعين سوطا. "ابن جرير".
13833-
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي برجل سكران فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني إن لم أشرب خمرا إنما شربت زبيبا وتمرا، فأمر به فضرب الحد ونهى عنهما أن يخلطا. "ابن جرير".
13834-
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلد رجلا سكران من نبيذ التمر. "ابن جرير".
13835-
عن عمر قال: الأوعية لا تحرم شيئا ولا تحله. "ابن جرير".
13836-
عن ابن عمرو قال: جاء قوم فقالوا: يا رسول الله، إنا
ننبذ النبيذ ونشربه على غدائنا وعشائنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انتبذوا وكل مسكر حرام، قالوا: يا رسول الله إنا نكسره بالماء؟ فقال: حرام ما أسكر كثيره. "كر".
13837-
وعنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأوعية فقيل له: ليس كل الناس يجد سقاء فأذن في الجر غير المزفت. "عب".
13838-
عن جويبر بن سعيد الأزدي عن الضحاك عن ابن مسعود أنه ذكر عنده تحريم النبيذ فقال: قد شهدنا تحريمه كما شهدتم، وشهدنا تحليله فحفظنا ونسيتم. "ابن جرير".
13839-
عن أبي سعيد قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزهو والتمر والزبيب والتمر. "ش".
13840-
عن أبي سعيد الخدري أن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا نبي الله، جعلنا الله فداك ماذا يصلح لنا من الأشربة؟ فقال: لا تشربوا في النقير قالوا: يا رسول الله جعلنا الله فداك أو تدري ما النقير؟ قال: نعم الجذع ينقر وسطه، ولا الدباء ولا الحنتمة وعليكم بالموكي. "عب"1
1 الحديث رواه أبو داود بلفظه كتاب الأشربة باب وفد عبد القيس رقم "3677 و 3678" ومر الحديث مع عزوه رقم "13284" ص.
13841-
وعنه قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: جاءكم وفد عبد القيس ولا نرى شيئا فمكثنا ساعة، فإذا قد جاؤوا فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم أبقي معكم شيء من تمركم أو قال من زادكم؟ قالوا: نعم فأمر بنطع فبسط ثم صبوا فيه بقية تمر كان معهم، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وجعل يقول لهم: تسمون هذا التمر البرني1 وهذه كذا وهذه كذا لألوان التمر؟ قالوا: نعم، ثم أمر بكل رجل منهم رجلا من المسلمين ينزله عنده ويقرئه ويعلمه الصلاة، فمكثوا جمعة ثم دعاهم فوجدهم قد كادوا أن يتعلموا وأن يفهموا فحولهم إلى غيره ثم تركهم جمعة أخرى ثم دعاهم، فوجدهم قد قرأوا وتفهموا فقالوا: يا رسول الله، إنا قد اشتقنا إلى بلادنا وقد علم الله خيرا وفقهنا، فقال: ارجعوا إلى بلادكم قالوا: لو سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شراب نشربه بأرضنا فقالوا: يا رسول الله إنا نأخذ النخلة فنجوبها2 ثم نضع التمر فيها ونصب عليه الماء فإذا صفا شربناه، قال: وماذا؟ قالوا: ونأخذ هذه الدباء فنضع فيه التمر، ثم نصب عليه الماء فإذا صفا شربناه، قال وماذا؟ قالوا: نأخذ هذا الحنتمة فنضع فيها التمر ثم نصب عليه الماء فإذا صفا شربناه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
1 البرني: ضرب من التمر. انتهى. المختار من صحاح اللغة "37". ب.
2 فنجوبها: أي نقورها، تقول: جبت القميص أجوبه وأجيبه، إذا قورت جيبه. الصحاح للجوهري "1/104" ب.
لا تنبذوا في الدباء ولا في النقير ولا في الحنتم وانتبذوا في هذه الأسقية التي يلاث1 على أفواهها، فإن رابكم فاكسروه بالماء. "عب"2
13842-
عن أبي قتادة قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الزهو3 والرطب أن يخلطا، وعن الزبيب والتمر أن يخلطا وقال: ينبذ كل واحد منهما وحده. "عب".
13843-
عن أبي موسى أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بنبيذ جر ينش. فقال: اضرب بهذا الحائط فإنه لا يشرب هذا من كان يؤمن بالله واليوم
1 يلاث: أي يعصب، يقال: لاث العمامة على رأسه يلوثها لوثا أي عصبها الصحاح للجوهري "1/291" ب.
2 الفقرة الأخيرة من هذا الحديث رواها أبو داود في كتاب الأشربة باب حديث وفد عبد القيس رقم "3676".
وهكذا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الأشربة "58". وكتاب الإيمان رقم "26 و 18".
ومعنى يلاث: بضم المثناة من تحت وتخفيف اللام وآخره ثاء مثلثة: أي يلف الخيط على أفواهها ويربطه به. عون المعبود شرح سنن أبي داود "10/160" ص.
3 الزهو: البسر الملون، يقال: إذا ظهرت الحمرة والصفرة في النخل فقد ظهر فيه الزهو. وأهل الحجاز يقولون: الزهو، بالضم. المختار من صحاح اللغة "221" ب.
الآخر وفي لفظ: فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر. "ع طب حل ق كر".
13844-
عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والنقير والمزفت والحنتم. "عب".
13845-
وعنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينبذ التمر والزبيب جميعا والزهو والرطب جميعا. "عب".
13846-
عن أبي رافع عن أبي هريرة أنه كان لا يرى بنبيذ الجر الأخضر بأسا، ويقول: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجرار الحمر المزفتة وليست بجراركم الخضر. "ابن جرير".
13847-
عن أبي هريرة قال: علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم في بعض الأيام فتحينت فطره بنبيذ صنعته في الدباء، فلما كان المساء جئت به أحملها إليه فقال: ما هذا يا أبا هريرة؟ قلت: يا رسول الله علمت أنك تصوم هذا اليوم فتحينت فطرك بهذا النبيذ، قال: ادنه مني يا أبا هريرة، فإذا هو ينش فقال: اضرب بهذا الحائط فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر. "كر".
13848-
عن أميمة قالت: سمعت عائشة تقول: أتعجز إحداكن ان تأخذ كل عام جلد أضحيتها تجعله سقاء تنبذ فيه، منع
نبي الله صلى الله عليه وسلم أو قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجر أن ينتبذ فيه وعن وعائين آخرين إلا الخل. "عب".
13849-
عن عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر. "خط في المتفق".
13850-
عن عقبة بن حريث قال: قعدنا إلى سعيد فذكرنا له حديث ابن عمر في نبيذ الجر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحرمه، ولكن أصحابه وقعوا في جرار خيبر فنهاهم عنه. "ابن جرير".
13851-
عن عكرمة قال: شق النبي صلى الله عليه وسلم المشاعل يوم خيبر وذلك أنه وجد أهل خيبر يشربون فيها. "عب".
13852-
عن عكرمة قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أهله وقد نبذوا لصبي لهم في كوز فأهراق الشراب وكسر الكوز. "عب".
13853-
عن محمد بن راشد قال: سمعت عمرو بن شعيب يحدث أن أبا موسى الأشعري حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن سأله قال: إن قومي يصنعون شرابا من الذرة يقال له المزر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أيسكر؟ قال: نعم، قال: فانههم عنه قال نهيتهم ولم ينتهوا قال: فمن لم ينته منهم في الثالثة فاقتله. "عب".
13854-
عن مجاهد قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينبذ في كل شيء بطبق. "عب".
13855-
عن مجاهد قال: عمد النبي صلى الله عليه وسلم السقاية سقاية زمزم فشرب من النبيذ فشد وجهه ثم أمر به فكسر بالماء، ثم شربه الثانية فشد وجهه ثم أمر به الثالثة فكسر بالماء ثم شرب. "عب".
13856-
عن ابن الديلمي أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أنا منك بعيد وأنا أشرب شرابا من قمح فقال: أيسكر؟ فقلت: نعم، قال: لا تشربوا مسكرا فأعاد ثلاثا قال: كل مسكر حرام. "خ في تاريخه كر".
13857-
عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه فيروز قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنا أصحاب كروم وأعناب وقد نزل تحريم الخمر فماذا نصنع بها؟ قال: تتخذونه زبيبا، قال: فنصنع بالزبيب ماذا يا رسول الله؟ قال: تنقعونه على غدائكم فتشربونه على عشائكم وتنقعونه على عشائكم فتشربونه على غدائكم، قلت يا رسول الله أفلا نتركه حتى يشتد؟ قال: فلا تجعلوه في الدنان واجعلوه في الشنان1 وأنه إن تأخر عن عصره صار خلا، قلت: يا رسول الله نحن ممن قد علمت ونحن بين ظهراني
1 الشنان: الشن والشنة: القزبة الخلق، وجمع الشن شنان. المختار من صحاح اللغة "276" ب.
من قد علمت، فمن ولينا؟ قال: الله ورسوله، قلت حسبنا يا رسول الله. "البغوي كر".
13858-
عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن أبيه أن قوما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا كنا أصحاب أعناب وكروم وخمر، فإن الله قد حرم الخمر فما نصنع؟ قال: زببوه، قال: فما نصنع بالزبيب، قال: انقعوه في الشنان وانقعوه على غدائكم واشربوه على عشائكم قال: أفلا نؤخره حتى يشتد؟ قال: فلا تجعلوه في القلال ولا في الدباء، واجعلوه في الشنان فإذا أتى عليه العصران عاد خلا قبل أن يعود خمرا. "كر".
13859-
عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال: قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم برأس الأسود العنسي الكذاب فقلنا: يا رسول الله قد علمت من نحن فإلى من نحن؟ قال: إلى الله ورسوله، قلنا يا رسول الله إن لنا أعنابا فما نصنع بها؟ قال: زببوها، قلنا يا رسول الله فما نصنع بالزبيب؟ قال: انبذوه على غدائكم، واشربوه على عشائكم، وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم، ولا تنبذوا في القلل وانبذوا في الشنان فإنه إن تأخر عن عصره صار خلا. "ابن منده كر"1
1 الحديث أخرجه أبو داود في كتاب الأشربة - باب في صفة النبيذ رقم "3692" ص.
13860-
عن عائشة أنه كان ينبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجر الأخضر. "ابن جرير".
"حد السرقة"
13861-
"مسند الصديق رضي الله عنه" عن محمد بن حاطب قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلص فأمر بقتله، فقيل: إنه سرق، فقال: اقطعوه، ثم جيء به بعد ذلك إلى أبي بكر وقد قطعت قوائمه، فقال أبو بكر: ما أجد لك شيئا إلا ما قضى فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أمر بقتلك، فإنه كان أعلم بك فأمر بقتله. "ع والشاشي طب ك ص"1
13862-
عن أنس قال: قطع أبو بكر في مجن2 ما يساوي ثلاثة دراهم. "الشافعي عب ش ق".
13863-
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن أبا بكر قطع يد عبد سرق. "عب ش".
1 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/382" وقال الذهبي: بل منكر.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب السرقة "8/273" ص.
2 مجن: هو الترس، لأنه يوارى حامله: أي يستره، والميم زائدة. النهاية "1/308" ب.
13864-
عن ابن عمر قال: إنما قطع أبو بكر رجل الذي قطع يعلى بن أمية وكان مقطوع اليد قبل ذلك. "عب".
13865-
عن القاسم بن محمد أن سارقا مقطوع اليد والرجل سرق حليا لأسماء فقطعه أبو بكر الثالثة يده. "عب".
13866-
عن عائشة قالت: كان رجل أسود يأتي أبا بكر فيدنيه ويقرئه القرآن حتى بعث ساعيا أو قال سرية، فقال: أرسلني معه، فقال: بل تمكث عندنا فأبى فأرسله معه واستوصى به خيرا فلم يغب عنه إلا قليلا حتى جاء قد قطعت يده فلما رآه أبو بكر رضي الله عنه فاضت عيناه فقال: ما شأنك؟ قال: ما زدت على أنه كان يوليني شيئا من عمله فخنته فريضة واحدة فقطع يدي، فقال أبو بكر: تجدون الذي قطع يد هذا يخون أكثر من عشرين فريضة، والله لأن كنت صادقا لأقيدنك منه ثم أدناه ولم يخل منزلته التي كانت له فكان الرجل يقوم من الليل فيقرأ فإذا سمع أبو بكر صوته من الليل قال: ما ليلك بليل سارق، فلم يغب إلا قليلا حتى فقد آل أبي بكر حليا لهم ومتاعا، فقال أبو بكر: طرق الحي الليلة، فقام الأقطع فاستقبل القبلة ورفع يده الصحيحة والأخرى التي قطعت فقال: اللهم أظهر على من سرق أهل هذا البيت الصالحين فما انتصف النهار حتى عثروا على المتاع عنده، فقال أبو بكر: ويلك إنك
لقليل العلم بالله، فأمر به فقطعت رجله، فكان أبو بكر يقول: لجرأته على الله أغيظ عندي من سرقته. "عب هق"1
13867-
عن نافع عن ابن عمر نحوه إلا أنه قال: كان إذا سمع أبو بكر صوته من الليل قال: ما ليلك بليل سارق. "عب".
13868-
عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن رجلا من أهل اليمن أقطع اليد والرجل قدم على أبي بكر الصديق، فشكا إليه أن عامل اليمن ظلمه، وكان يصلي بالليل فيقول أبو بكر: وأبيك ما ليلك بليل سارق، ثم إنهم فقدوا حليا لأسماء بنت عميس امراة أبي بكر فجعل الرجل يطوف معهم ويقول: اللهم عليك بمن بيت أهل هذا البيت الصالح، فوجدوا الحلي عند صائغ، و [زعم] أن الأقطع جاء به، فاعترف به الأقطع أو شهد عليه به، فأمر به أبو بكر فقطعت يده اليسرى وقال أبو بكر: لدعاءه على نفسه أشد عندي من سرقته. "مالك والشافعي هق"2
13869-
عن الزهري قال: أول من قطع الرجل أبو بكر. "ش".
1 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب السرقة "8/273" ص.
2 رواه مالك في الموطأ ومنه استدركت ما بين الحاصرتين كتاب الحدود باب جامع القطع رقم "30".
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب السرقة "8/273" ص.
13870-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن ابن عباس قال: شهدت عمر بن الخطاب قطع بعد يد ورجل يدا في السرقة. "عق ص وابن المنذر في الأوسط قط هق".
13871-
عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أن أبا بكر أراد أن يقطع رجلا بعد اليد والرجل، فقال له عمر: السنة اليد. "ش قط ق".
13872-
عن السائب بن يزيد أن عبد الله بن عمرو بن عثمان الحضرمي أتى عمر بغلام له سرق فقال: إن هذا سرق مرآة لأهلي هي خير من ستين درهما، فقال: أرسله فلا قطع عليه، خادمك أخذ متاعك ولكنه لو سرق من غيركم لقطع. "مالك والشافعي عب ش وابن المنذر في الأوسط ومسدد قط ق"1
13873-
عن عكرمة أن عمر كان يقطع اليد من المفصل والقدم من مفصلها. "عب ش وابن المنذر في الأوسط".
13874-
عن عكرمة بن خالد أن عمر بن الخطاب أتي بسارق قد اعترف فقال: أرى يد رجل ما هي بيد سارق، قال الرجل: والله ما أنا بسارق ولكنهم تهددوني فخلى سبيله ولم يقطعه. "عب ش".
13875-
عن ابن جريج قال: أخبرت عن عمر بن الخطاب أنه قطع رجلا في سرقة. "عب ش".
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحدود باب ما لا قطع فيه رقم "33" ص.
13876-
عن القاسم أن رجلا سرق من بيت المال فكتب إلى عمر بن الخطاب فكتب عمر رضي الله عنه لا تقطعه فإن له فيه حقا. "عب ش".
13877-
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أنه وجد قوما؟؟ يختفون القبور باليمن على عهد عمر بن الخطاب فكتب إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه عمر أن يقطع أيديهم. "عب".
13878-
عن صفوان بن سليم قال: مات رجل بالمدينة فخاف أخوه أن يختفي قبره فحرسه، وأقبل المختفي فسكت عنه حتى استخرج أكفانه فضربه بالسيف حتى برد، فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب فأهدر دمه. "عب".
13879-
عن عمر قال من أخذ من التمر شيئا فليس عليه قطع يووى إلى المرابد1 والجرائن، فإن أخذ منه بعد ذلك ما يساوي ربع دينار قطع. "عب".
13880-
عن عكرمة بن خالد قال: أتي عمر بن الخطاب برجل فسأله أسرقت؟ قال: لا، فتركه ولم يقطعه. "عب".
1 المرابد والجرائن: المربد: الموضع الذي تحبس فيه الإبل وغيرها، ومنه سمي مربد البصرة. وأهل المدينة يسمون الموضع الذي يجفف فيه التمر: مربدا، وهو المسطح، والجرين في لغة نجد. انتهى. الصحاح للجوهري "1/468" ب.
13881-
عن الحسن قال: قال عمر: ورع السارق ولا تراعه1 "عب وأبو عبيد في الغريب".
13882-
عن عمر قال: لا تقطع في عذق2 ولا في عام السنة. "عب ش".
13883-
عن الشعبي أن رجلا اختلس طوقا عن إنسان فرفع إلى عمار بن ياسر فكتب فيه عمار إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه أن ذاك عادي الظهيرة3 فأنهكه عقوبة ثم خل عنه ولا تقطعه. "ص ق".
1 ورع السارق ولا تراعه: أي إذا رأيته في منزلك فاكففه وادفعه بما استطعت. ولا تراعه: أي لا تنتظر فيه شيئا ولا تنظر ما يكون منه. وكل شيء كففته فقد ورعته. انتهى. النهاية "5/174" ب.
2 عذق: العذق بالفتح: النخلة، وبالكسر: العرجون بما فيه من الشماريخ، ويجمع على عذاق. انتهى. النهاية "3/199" ب.
السنة: في حديث حليمة السعدية "خرجنا نلتمس الرضعاء بمكة في سنة سنهاءط أي لا نبات بها ولا مطر. وهي لفظة مبنية من السنة، كما يقال: ليلة ليلاء، ويوم أيوم، ومنه الحديث "اللهم أعني على مضر بالسنة" السنة: الجدب، يقال: أخذتهم السنة إذا أجدبوا وأقحطوا. النهاية "2/413" ب.
3 عادى الظهر: وفي النهاية "3/193""عادية الظهر" العادية: من عدا يعدو على الشيء إذا اختلسه. والظهر: ما ظهر من الأشياء. لم ير في الطوق قطعا لأنه ظاهر على المرأة والصبي. انتهى. ب.
13884-
عن صفية بنت أبي عبيد أن رجلا سرق على عهد أبي بكر مقطوعة يده ورجله، فأراد أبو بكر أن يقطع رجله ويدع يده يستطيب بها ويتطهر بها وينتفع بها فقال عمر: لا والذي نفسي بيده لتقطعن يده الأخرى فأمر به أبو بكر فقطعت يده. "ص وابن المنذر في الأوسط ق".
13885-
عن مكحول أن عمر قال: إذا سرق فاقطعوا يده، ثم إن عاد فاقطعوا رجله، ولا تقطعوا يده الأخرى، وذروه يأكل بها الطعام ويستنجي بها من الغائط ولكن احبسوه عن المسلمين. "ش".
13886-
عن أبي الدرداء أن عمر أتي بسارقة سوداء فقال لها: أسرقت؟ قولي: لا. قالوا: أتلقنها؟ قال: جئتموني بإنسان لا يدري ما يراد به من الخير أم الشر لتقر حتى أقطعها. "ابن خسرو".
13887-
عن أبي مليكة أن ابن الزبير أتي بوصيف سرق فأمر به فشبر فوجد ستة أشبار فقطعه، وحدثنا أن عمر كتب في غلام من أهل العراق سرق فكتب أن اشبروه فإن وجدتموه ستة أشبار فاقطعوه فشبر، فوجد ستة أشبار تنقص أنملة فترك. "هب ومسدد وابن المنذر في الأوسط".
13888-
عن سليمان بن يسار أن عمر أتي بغلام سرق فأمر به فشبر فوجد ستة أشبار إلا أنملة فتركه. "ش".
13889-
عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن عمر أنه أتي برجل قد سرق يقال له سدوم فقطعه، ثم أتي به الثانية فأراد أن يقطعه فقال له علي: لا تفعل فإنما عليه يد ورجل ولكن اضربه واحبسه. "عب وابن المنذر في الأوسط".
13890-
عن القاسم بن عبد الرحمن قال: أتي عمر بن الخطاب برجل سرق ثوبا فقال لعثمان: قومه، فقومه ثمانية دراهم فلم يقطعه. "عب هق".
13891-
عن أبان أن رجلا جاء إلى عمر بن الخطاب في ناقة نحرت فقال له عمر: هل لك في ناقتين بها عشراوين1 مربغتين سمينتين بناقتك فإنا لا نقطع في عام السنة المربعتان الموطيتان. "عب".
13892-
عن عمرو بن شعيب أن نفرا أربعة من بني عامر بن
1 عشراوين: العشراء بالضم وفتح الشين والمد: التي أتى على حملها عشرة أشهر، ثم اتسع فيه فقيل لكل حامل: عشراء وأكثر ما يطلق على الخيل والإبل. وعشراوين: تثنيتهما، قلبت الهمزة واوا. انتهى. النهاية "3/240".
مربغتين سمينتين: أي مخصبتين. الإرباغ: إرسال الإبل على الماء ترده أي وقت شاءت، أراد ناقتين قد أربغتا حتى أخصبت أبدانهما وسمنتا.
النهاية "2/190" ب.
لؤي عمدوا على بعير رأوه فنحروه فأتي في ذلك عمر وعنده حاطب ابن أبي بلتعة أخو بني عامر بن لؤي فقال: يا حاطب قم الساعة فابتع لرب البعير بعيرين ببعيره ففعل حاطب وجلدوا أسواطا وأرسلوا. "عب".
13893-
عن عطاء الخراساني أن عمر بن الخطاب قال: إذا أخذ السارق ما يساوي ربع دينار قطع. "عب وابن المنذر في الأوسط".
13894-
"مسند عثمان رضي الله عنه" عن عمرة بنت عبد الرحمن أن سارقا سرق في زمن عثمان بن عفان أترجة1 فأمر بها عثمان أن تقوم فقومت ثلاث دراهم من صرف اثني عشر درهما بدينار فقطع عثمان يده. "مالك هق"2
13895-
عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: أتي عثمان بغلام قد سرق فقال؛ انظروا إلى مؤتزره، فنظروا فوجدوه لم ينبت الشعر فلم يقطعه. "عب ق".
13896-
عن سليمان بن موسى في السارق يوجد في البيت قد
1 أترجة: هي الأتروجة والأترج. قال علقمة بن عبدة:
يحملن أترجة نضح العبير بها
كأن تطيا بها في الأنف مشموم
وحكى أبو زيد ترنجة وترنج الصحاح للجوهري "301" ب.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحدود باب ما يجب فيه القطع رقم "23" والبيهقي كتاب السرقة "8/260" ص.
جمع المتاع أن عثمان قضى أن لا قطع عليه، وإن كان قد جمع المتاع، فأراد، أن يسرق حتى يحمله ويخرج به. "عب ق".
13897-
عن عبد الله بن يسار قال: أراد عمر بن عبد العزيز أن يقطع رجلا سرق دجاجة فقال له أبو سلمة بن عبد الرحمن: إن عثمان بن عفان كان لا يقطع في الطير. "عب".
13898-
عن ابن المسيب أن سارقا سرق أترجة ثمنها ثلاثة دراهم فقطع عثمان يده قال: والأترجة خرزة من ذهب تكون في عنق الصبي. "عب".
13899-
عن ابن عمر أن شرط1 عثمان كانوا يسرقون السياط فبلغ ذلك عثمان فقال: أقسم بالله لتتركن هذا أو لأوتي برجل منكم سرق سوط صاحبه إلا فعلت به وفعلت. "عب".
13900-
عن الزهري قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز فسألني أيقطع العبد الآبق إذا سرق؟ قلت: لم أسمع فيه شيئا، فقال عمر: كان عثمان ومروان لا يقطعانه. "عب".
1 شرط: قال الأصمعي: ومنه سمي الشرط لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها، الواحد شرطه وشرطي بسكون الراء فيهما. المختار من صحاح اللغة "264" ب.
13901-
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: قال عثمان بن عفان لا قطع في الطير. "ق".
13902-
"مسند علي رضي الله عنه" عن أبي مطر قال: رأيت عليا أتي برجل، فقالوا: إنه قد سرق جملا، فقال: ما أراك سرقت؟ قال: بلى قال: فلعله شبه لك؟ قال: بلى قد سرقت، قال: فاذهب به ياقنبر فشد أصبعه وأوقد النار وادع الجزار ليقطع، ثم انتظر حتى أجيء، فلما جاء قال له أسرقت؟ قال: لا فتركه، قالوا: يا أمير المؤمنين، لم تركته وقد أقر لك؟ قال: آخذه بقوله وأتركه بقوله، ثم قال علي رضي الله عنه: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قد سرق فأمر فقطع يده، ثم بكى فقلت: لم تبكي قال: وكيف لا أبكي وأمتي تقطع بين أظهركم، قال: يا رسول الله أفلا عفوت عنه؟ قال: ذاك سلطان سوء الذي يعفو عن الحدود، ولكن تعافووا الحدود بينكم. "ع وضعف".
13903-
عن علي قال: قطع النبي صلى الله عليه وسلم في بيضة من حديد قيمتها أحد وعشرون درهما. "البزار" وفيه المختار بن نافع ضعيف.
13904-
عن الحسن قال: إن عليا قال: لا أقطع أكثر من يد ورجل. "مسدد".
13905-
عن علي أنه كان يقطع اليد من المفصل والرجل من
الكعب. "عب".
13906-
عن الشعبي قال: كان علي لا يقطع إلا اليد والرجل وإن سرق بعد ذلك سجن ونكل، وأنه كان يقول: إني لأستحيي من الله أن لا أدع له يدا يأكل بها ويستنجي. "عب".
13907-
عن أبي الضحى أن عليا كان يقول: إذا سرق قطعت يده، ثم إن سرق الثانية قطعت رجله، فإن سرق بعد ذلك لم ير عليه قطع. "عب".
13908-
عن عكرمة بن خالد قال: كان علي لا يقطع سارقا حتى يأتي بالشهداء، فيوقفهم عليه ويثبطه1 فإن شهدوا عليه قطعه، وإن نكلوا تركه فأتي مرة بسارق فسجنه حتى إذا كان الغد دعا به وبالشاهدين فقيل: تغيب أحد الشاهدين، فخلى سبيل السارق ولم يقطعه. "عب".
13909-
عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: جاء رجل إلى علي فقال: إني سرقت، فرده، فقال: إني سرقت فقال: شهدت على نفسك مرتين، فقطعه فرأيت يده في عنقه معلقة. "عب وابن المنذر في الأوسط ق".
1 ويثبطه: كذا في مصنف عبد الرزاق - وفي المطبوع "يوفقهم عليه ويبطحه" وفي نظ " يوقفهم ويبطحه" ولعل هذا أوضح من كلمة "ويثبطه" ب.
13910-
عن علي قال: لا تقطع يد السارق حتى يخرج بالمتاع من البيت. "عب ق".
13911-
عن الحارث قال: أتي علي برجل نقب بيتا فلم يقطعه، وعزره أسواطا. "عب".
13912-
عن حجاج بن أبجر قال شهدت عليا وأتي برجل سرق منه ثوب فوجده مع إنسان وأقام عليه البينة فقال علي: ادفع إلى هذا ثوبه واتبع أنت من اشتريته منه. "ن".
13913-
عن يزيد بن دثار قال: اختلس رجل ثوبا؛ فأتى به علي ابن أبي طالب فقال: إنما كنت ألعب معه، فقال: أكنت تعرفه؟ قال: نعم فخلى سبيله. "عب"1
13914-
عن يزيد بن دثار قال: أتي علي برجل سرق من الخمس فقال له فيه نصيب ولم يقطعه2
13915-
عن الحسن قال: سئل علي عن الخلسة فقال: تلك
1 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب السرقة "8/280" ص.
2 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب السرقة وقد روى موصولا بإسناد فيه ضعف. "8/282" ص.
الدغرة1 المغيلة لا قطع فيها. "ن".
13916-
عن أبي الرضى قال: رفع إلى علي رجل فقيل: سرق فقال له: كيف سرقت؟ فأخبره بأمر لم ير عليه فيه قطعا فضربه أسواطا وخلى سبيله. "عب".
13917-
عن علي قال: لا تقطع الكف في أقل من ربع دينار أو عشرة دراهم. "عب".
13918-
عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا قطع يد سارق في بيضة من حديد ثمن ربع دينار.
"عب ق".
13919-
عن علي قال: القطع في ربع دينار فصاعدا. "الشافعي".
13920-
عن ابن عبيد بن الأبرص قال: شهدت عليا وهو يقسم خمسا بين الناس فسرق رجل من حضرموت مغفر2 حديد من المتاع، فأتي به علي فقال: ليس عليه قطع هو خائن وله نصيب. "ص ق".
13921-
عن الشعبي عن علي أنه كان يقول: ليس على من سرق
1 الدغرة المغيلة: الدغرة: قيل هي الخلسة، وهي من الدفع، لأن المختلس يدفع نفسه على الشيء ليختلسه. النهاية "2/123".
والمغيلة والغيلة بالكسر الاغتيال. الصحاح "5/1787" ب.
2 مغفر: المغفر: هو ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد ونحوه. انتهى."3/374" ب.
من بيت المال قطع. "ص ق".
13922-
عن علي قال: لا تقطع اليد إلا في عشرة دراهم، ولا يكون المهر أقل من عشرة دراهم. "قط" وقال: هذا إسناد يجمع مجهولين وضعفاء.
13923-
عن عمرو بن دينار قال: كان عمر بن الخطاب يقطع السارق من المفصل وكان علي يقطع من شطر القدم. "ص ق".
13924-
عن حجية بن عدي أن عليا قطع أيديهم من المفصل وحسمها فكأني أنظر إلى أيديهم كأنها أيور الحمر. "قط هق"1
13925-
عن الشعبي أن عليا كان يقطع الرجل ويدع العقب يعتمد عليها. "قط ق".
13926-
عن حجية بن عدي كان علي يقطع ويحسم2 ويحبس، فإذا برؤوا أرسل إليهم فأخرجهم، ثم قال: ارفعوا أيديكم إلى الله فيرفعونها فيقول: من قطعكم فيقولون: علي، فيقول: ولم؟ فيقولون: سرقنا، فيقول: اللهم اشهد اللهم اشهد. "هق"3
1 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب السرقة "8/271" ص.
2 ويحسم: أي يكوى، وفي الحديث "أنه أتي بسارق فقال: اقطعوه ثم احسموه" أي اكووه بالنار لينقطع الدم. المختار "103" ب.
3 أخرجه البيهقي في السنن كتاب السرقة "8/271" ص.
13927-
عن أبي الزعراء عن علي أنه كان إذا أخذ اللص قطعه، ثم حسمه ثم ألقاه في السجن، فإذا برؤوا أخرجهم قال: ارفعوا أيديكم إلى الله كأني أنظر إليها كأنها أيور الحمر، فيقول: من قطعكم؟ فيقولون: علي؛ فيقول: اللهم صدقوا فيك قطعتهم، وفيك أرسلتهم. "هق"1
13928-
عن عبد الرحمن بن عائذ قال: أتي عمر بن الخطاب برجل أقطع اليد والرجل قد سرق، فأمر به عمر أن تقطع رجله، فقال علي: إنما قال الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} إلى آخر الآية، فقد قطعت يد هذا ورجله، ولا ينبغي أن تقطع رجله، فتدعه ليس له قائمة يمشي عليها، إما أن تعزره، وإما أن تستودعه السجن، قال: فاستودعه السجن. "ص ق".
13929-
عن عبد الله بن سلمة أن عليا أتي بسارق فقطع يده، ثم أتي به فقطع رجله، ثم أتي به فقال: أقطع يده بأي شيء يمسح؟ وبأي شيء يأكل؟ ثم قال: أقطع رجله على أي شيء يمشي، إني لأستحي من الله، قال: ثم ضربه وخلده السجن. "البغوي في الجعديات هق"
13930-
عن الشعبي أن رجلين أتيا عليا فشهدا على رجل أنه سرق فقطع علي يده، ثم أتياه بآخر فقالا: هذا الذي سرق وأخطأنا على
1 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب السرقة "8/271/275" ص.
الأول فلم يجز شهادتهما على الآخر، وغرمهما دية يد الأول، وقال: لو أعلم أنكما تعمدتما لقطعتكما. "الشافعي خ هق"1
13931-
عن مجاهد وعطاء عن أيمن الحبشي قال: لم يقطع النبي صلى الله عليه وسلم السارق إلا في ثمن المجن وكان ثمن المجن يومئذ دينارا أو عشرة دراهم. "أبو نعيم" وقال هو أيمن بن أم أيمن وهو ابن عبيد بن عمرو من بني الخزرج ويعرف بالحبشي أخو أسامة بن زيد لأمه استشهد يوم حنين وقال ابن حجر في الإصابة: قد فرق ابن أبي خيثمة بين أيمن الحبشي وبين أيمن ابن أم أيمن وهو الصواب وقال في الأطراف: أشار الشافعي إلى أن شريكا أخطأ في قوله أيمن ابن أم أيمن وإنما هو أيمن الحبشي فإن أيمن ابن أم أيمن قتل مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين قبل مولد مجاهد وقال في مختصر التهذيب قال "عد" أيمن راوى حديث المجن تابعي لم يدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال2 "خ وابن أبي حاتم حب".
13932-
عن أيمن الحبشي قال: كانت اليد تقطع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمن المجن. "طب".
1 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الديات باب إذا أصاب قوم من رجل هل يعاقب "9/10" ص.
2 راجع خلاصة الكمال للخزرجي "1/109" رقم "662" ص.
13933-
عن بسر بن أبي أرطاة أو ابن أرطاة1 قال: سمعت رسول الله يقول: لا تقطع الأيدي في الغزو. "الحسن بن سفيان وأبو نعيم".
13934-
عن الحارث بن حاطب قال: سرق رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اقتلوه، فقالوا: يا رسول الله إنما سرق فقال: اقطعوه، ثم سرق على عهد أبي بكر فقطعه، ثم سرق أيضا فقطع أربع مرات، حتى قطع قوائمه كلها، ثم سرق الخامسة فقال أبو بكر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بهذا حين أمر بقتله، اذهبوا به فاقتلوه، فقتلناه.
"الحسن بن سفيان ع والشاشي طب ك وأبو نعيم ص".
13935-
عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بسارق فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لناس من الأنصار ما لهم مال غيره، فتركه، ثم أتى به الثانية، فتركه، ثم أتي به الثالثة، فتركه،
1 وفي المنتخب "2/438": بشر، ولكن في خلاصة الكمال للخزرجي "1/122": بسر بن أرطاة أو ابن أبي أرطاة واسمه عمير بن عويمر بن عمران العامري القرشي أبو عبد الرحمن ومختلف في صحبته وتوفي سنة "86" هـ.
والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الحدود "4/382" ومر برقم "13861". ص.
ثم أتي به الرابعة، فتركه، ثم أتي به الخامسة فقطع يمينه، ثم أتي به السادسة فقطع رجله، ثم أتي به السابعة، فقطع يده، ثم أتي به الثامنة فقطع رجله، ثم قال: أربع بأربع. "هارون في المسند وأبو نعيم".
13936-
عن زيد بن ثابت قال: الخلسة الظاهرة لا قطع فيها، ولكن نكال وعقوبة. "عب".
13937-
عن ابن عمر قال: قطع النبي صلى الله عليه وسلم يد سارق في مجن قوم ثلاثة دراهم.
"عب ش".
13938-
عن ابن عمر قال كانت مخزومية تستعير المتاع وتجحده فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها. "عب".
13939-
عن ابن عمر قال: قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم في محجن 1 "ابن النجار".
13940-
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع سارقا في مجن قيمته ثلاثة دراهم.
"كر".
13941-
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم. "كر".
1 محجن: المحجن عصا معقفة الرأس كالصولجان. والميم زائدة. النهاية "1/347" ب.
13942-
عن ابن مسعود قال: كان لا تقطع اليد إلا في دينار أو عشرة دراهم. "عب".
13943-
عن ابن جريج قال: أخبرني يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة في بيت عظيم من بيوت قريش، قد أتت ناسا، فقالت: إن آل فلان يستعيرونكم كذا وكذا فأعاروها، فأتوا أولئك، فأنكروا أن يكونوا استعاروهم، وأنكرت هي أن تكون استعارتهم، فقطعها النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن جريج عن ابن المنكدر قال: آوتها امرأة أسيد بن حضير فجاء أسيد فإذا هي قد آوتها، فقال: لا أضع ثوبي حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه فذكر ذلك له، فقال: رحمتها رحمها الله. "عب".
13944-
عن ابن المسيب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا سرق السارق ما يبلغ ثمن المجن قطعت يده وكان ثمن المجن عشرة دراهم. "عب".
13945-
عن عروة أن سارقا لم يقطع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في أدنى من محجن وحجفة1 أو ترس وكل واحد منهما يومئذ ذو ثمن وإن السارق لم يكن يقطع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في الشيء التافه. "عب".
1 حجفة: يقال للترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب: حجفة، ودرقة، والجمع حجف. المختار "92" ب.
والحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى "8/255" ص.
13946-
عن عروة قال: قطع النبي صلى الله عليه وسلم يد سارق في المحجن والمحجن يومئذ ذو ثمن. "عب".
13947-
عن محمد بن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع سارقا ثم أمر به فحسم، ثم قال: تب إلى الله قال أتوب إلى الله قال: اللهم تب عليه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن السارق إذا قطعت يده وقعت في النار، فإن عاد تبعها، وإن تاب استشلاها يعني استرجعها. "عب".
"ذيل السرقة"
13948-
"مسند ابن مسعود رضي الله عنه" أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع في خمسة دراهم.
"ش".
13949-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن أنس قال: أتي عمر بن الخطاب بسارق، فقال: والله ما سرقت قط، فقال له عمر: كذبت ورب عمر ما أخذ الله عبدا عند أول ذنب فقطعه. "ق" قال الحافظ بن حجر في أطرافه رواه ابن وهب في جامعه وهو موقوف حكمه الرفع لنبيه لصحة سنده وروى معناه عن قرة بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن أبي بكر وهو منقطع انتهى.
13950-
عن سنان بن سلمة قال: كنت في أغيلمة نلقط البلح، فجاءنا عمر فسعى الغلمان فقمت، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنه مما ألقت
الريح، فقال: أرنيه فإنه لا يخفى علي، فلما أريته إياه، قال: صدقت انطلق، قلت: يا أمير المؤمنين ترى هؤلاء الغلمان الساعة فإنك إذا انصرفت عني انتزعوا ما معي فمشى معي حتى بلغت مأمني. "ابن سعد ش".
13951-
عن يحيى بن جعدة أن عمر بن الخطاب رأى رجلا يسرق قدحا، فقال: ألا يستحي هذا أن يأتي بإناء يحمله يوم القيامة على رقبته؟ "عب".
13952-
عن عبد الله بن أبي عامر قال: انطلقت في ركب فسرقت عيبة1 لي ومعنا رجل يتهم، فقال أصحابي: يا فلان أدعيبته فقال: ما أخذتها، فرجعت إلى عمر بن الخطاب، فأخبرته، فقال: كم أنتم فعددتهم، فقال: أظنه صاحبها الذي أتهم، فقلت: لقد أردت يا أمير المؤمنين أن آتى به مصفودا2 فتقول: أتاني به مصفودا بغير بينة قال: لا أكتب لك فيها ولا سأل عنها. قال: فغضب فما كتب لي فيها ولا سأل عنها. "عب".
13953-
عن حمران قال أتى عثمان بسارق فقال: أراك جميلا ما مثلك يسرق فهل تقرأ من القرآن شيئا؟ قال: نعم سورة البقرة. "الزبير بن بكار في الموقوفات".
1 عيبة: العيبة: ما يجعل فيه الثياب. الصحاح للجوهري "1/190" ب.
2 مصفودا: صفده شده وأوثقه، من باب ضرب، وكذا صفده تصفيدا المختار من صحاح اللغة "288" ب.
13954-
"مسند علي رضي الله عنه" عن ابن عبيد بن الأبرص قال: شهدت عليا أتي برجل اختلس من رجل ثوبا، فقال المختلس: إني كنت أعرفه فلم يقطعه علي. "هق".
13955-
عن خلاس أن عليا كان لا يقطع في الدغرة، ويقطع في السرقة المستخفي بها. "ق".
13956-
عن عكرمة بن خالد المخزومي أن اسيد بن ظهير الأنصاري حدثه أنه كان عاملا على اليمامة، وأن مروان كتب إليه أيما رجل سرقت منه سرقة فهو أحق بها حيث ما وجدها، فكتب بذلك مروان إلي فكتبت إلى مروان، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بأنه إذا كان الذي ابتاعها من الذي سرقها غير متهم فخير سيدها فإن شاء أخذ ما سرق منه بثمنه أو أتبع سارقه، ثم قضى بذلك بعد أبو بكر وعمر وعثمان فكتب بذلك مروان إلى معاوية، فكتب معاوية إلى مروان: لست أنت وأسيد بقاضيين علي ولكني قضيت عليكما فيما وليت عليكما فانفذ لما أمرتك فبعث مروان بكتاب معاوية إلي، فقلت: لست أقضي ما وليت بما قال معاوية. "طب والحسن بن سفيان" وسنده صحيح.
13957-
عن سالم قال: أخذ ابن عمر لصا في داره فأصلت عليه بالسيف فلولا أنا نهينا عنه لضربه به. "عب".
13958-
عن ابن مسعود قال: أول من قطع في الإسلام أو من المسلمين رجل من الأنصار.
"ن".
13959-
عن عائشة قالت: لعن المختفي والمختفية1 "عب".
13960-
عن الحسن قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم بسارق سرق طعاما فلم يقطعه. "عب".
"حد القذف"
13961-
"مسند أبي بكر رضي الله عنه" عن الحسن أن أبا بكر قال في الرجل يقول للرجل: يا خبيث يا فاسق، قد قال قولا سيئا وليس فيه عقوبة ولا حد. "ش".
13962-
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: كان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان لا يجلدون العبد في القذف إلا أربعين، ثم رأيتهم يزيدون على ذلك. "ش".
13963-
عن ابن جريج وابن أبي سبرة قالا: تشاتم رجلان عند أبي بكر، فلم يقل لهما شيئا، وتشاتما عند عمر فأدبهما. "عب ق".
1 المختفى: النباش عند أهل الحجاز وهو من الاختفاء الاستخراج أو من الاستتار لأنه يسرق في خفية. النهاية "2/57" ب.
13964-
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: أدركت أبا بكر وعمر وعثمان ومن بعدهم من الخلفاء لا يضربون المملوك في القذف إلا أربعين. "عب وابن سعد عن سعيد بن المسيب".
13965-
"مسند عمر" عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: أدركت عمر بن الخطاب وعثمان والخلفاء هلم جرا، فما رأيت أحدا جلد عبدا في فرية1 أكثر من أربعين. "مالك هق"2
13966-
عن مكحول وعطاء أن عمر وعليا كانا يضربان العبد بقذف الحر أربعين. "ش".
13967-
عن محمد بن يحيى بن حبان أن عمر رفع إليه غلام ابتهر3 جارية في شعره، فقال: انظروا في مؤتزره فنظروا فلم يجدوه أنبت الشعر فقال: لو انبت الشعر لجلدته الحد. "عب وأبو عبيد في الغريب وابن المنذر في الأوسط ق".
1 الفرية: هي الكذب. النهاية "3/443" ب.
2 رواه مالك في الموطأ كتاب الحدود باب الحد في القذف والنفي والتعريض رقم "17".
والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود "8/251". ص.
3 ابتهر: الابتهار أن يقذف المرأة بنفسه كذبا، فإن كان صادقا فهو الابتيار على قلب الهاء ياءا. النهاية "1/165" ب.
13968-
عن ابن عمر أن عمر كان يضرب في التعريض بالفاحشة الحد. "عب قط ق".
13969-
عن عمرة بنت عبد الرحمن أن رجلين استبا في زمن عمر بن الخطاب قال أحدهما للآخر: ما أبي بزان ولا أمي بزانية، فاستشار في ذلك عمر فقال قائل: مدح أباه وأمه، وقال آخرون: كان لأبيه وأمه مدح سوى هذا نرى أن يجلد الحد، فجلده عمر بن الخطاب ثمانين. "مالك عب هق"1
13970-
عن أبي رجاء العطاردي قال: كان عمر وعثمان يعاقبان على الهجاء. "هق".
13971-
عن أبي بكر أن رجلا قذف رجلا فرفعه إلى عمر بن الخطاب فأراد أن يجلده فقال: انا أقيم البينة فتركه. "ش".
13972-
عن إسماعيل بن أمية قال: قذف رجل رجلا في هجاء أو عرض له فيه، فاستأدى عليه عمر بن الخطاب فقال: لم أعن هذا، فقال الرجل فليسم لك من عنى، فقال عمر: صدق قد أقررت على نفسك بالقبيح فوركه [التوريك في اليمين نية ينويها الحالف غير ما ينويه
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الحدود باب الحد في القذف رقم "19".
والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود "8/252" ص.
مستحلفه] على من شئت، فلم يذكر أحدا فجلده الحد. "عب".
13973-
عن ابن جريج قال: بلغني عن عمرو بن العاص، وهو أمير مصر أنه قال لرجل من تجيب يقال له قنبرة: يا منافق، فأتى عمر بن الخطاب فكتب عمر إلى عمرو بن العاص: إن أقام البينة عليك جلدتك تسعين فنشد الناس فاعترف عمرو حين شهد عليه زعموا أن عمر قال لعمرو أكذب نفسك على المنبر، ففعل فأمكن عمر وقنبرة من نفسه فعفى عنه لله عز وجل1.
13974-
عن الزهري أن عمر بن الخطاب جلد الحد رجلا في أم رجل هلكت في الجاهلية فقذفها. "عب".
13975-
عن أبي سلمة أن رجلا عير رجلا بفاحشة عملتها أمه في الجاهلية فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب فقال: لا حد عليه. "عب".
13976-
عن يحيى بن مغيرة أن مخرمة بن نوفل افترى على أم رجل في الجاهلية فقال: أنا صنعت بأمك في الجاهلية، وأن عمر بن الخطاب بلغه ذلك، فقال: لا يعود إليها أحد بعدك إلا جلدته. "عب".
13977-
عن عبيد الله بن عبد الله أن عمر بن الخطاب كان يجلد من
1 وهكذا في المنتخب "2/440". بلا عزو ص.
يفترى على نساء أهل المدينة. "هق"1
13978-
عن الحسن أن رجلا قال لرجل: ما تأتي امرأتك إلا زنا أو حراما فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب فقال: قذفني، فقال: قذفك بأمر يحل لك. "ق".
13979-
"مسند عثمان" عن معاوية بن قرة وغيره أن رجلا قال لرجل: يا ابن شامة الوذر2 فاستعدي عليه عثمان بن عفان، فقال: إنما عنيت به كذا وكذا، فأمر به عثمان فجلد الحد. "أبو عبيد في الغريب قط".
"قذف العبد"
13980-
عن علي أنه ضرب عبدا افترى على حر أربعين. "عب".
13981-
عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة أن امرأة قذفت وليدتها فقالت لها: يا زانية، فقال عبد الله بن عمر: أرأيتها تزني؟ قالت:
1 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحدود "8/253" ص.
2 الوذر: هذا القول من سباب العرب وذمهم؛ ويريدون به: يا ابن شامة المذاكير، يعنون الزنا، كأنها كانت تسم كمرا مختلفة، والذكر قطعة من بدن صاحبه، وقيل: أراد بها القلف جمع قلفة الذكر، لأنها تقطع. انتهى."3/171" النهاية. ب.
لا قال: والذي نفسي بيده لتجلدن لها يوم القيامة ثمانين سوطا بسوط من حديد. "عب".
"ذيل القذف"
13982-
"مسند عمر" عن الحسن أن رجلا تزوج امرأة سرا، فكان يختلف إليها فرآه جار له فقذفه بها، فاستعدى عليه عمر بن الخطاب فقال له: بينتك على تزويجها، فقال: يا أمير المؤمنين كان أمر دون ما شهدت عليها أهلها، فدرأ عمر الحد عن قاذفه، وقال: حصنوا فروج هذه النساء وأعلنوا هذا النكاح. "ص ق".
13983-
عن الحسن أن رجلا تزوج سرا فقال له رجل: أراك تدخل على فلانة، إنك لتزني بها، فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب فقال: هي امرأتي فلم يجلد عمر القاذف. "ص".
13984-
عن عطاء وإبراهيم أن رجلا كانت عنده يتيمة فخشيت امرأته أن يتزوجها فافتضتها بأصبعها وقالت: لزوجها زنت وقالت الجارية: كذبت وأخبرته الخبر فرفع شأنها إلى علي، فقال للحسن: قل فيها، قال: أن تجلد الحد لقذفها إياها وأن تغرم الصداق لافتضاضها، فقال علي: كان يقال لو علمت الإبل طحينا لطحنت وما طحنت الإبل حينئذ فقضى بذلك علي. "عب".
13985-
عن عبد الله بن رباح أن عليا قال: لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا: فسقوا وظلموا. "ق".
13986-
عن علي في الرجل يقول للرجل: يا كافر يا خبيث يا فاسق يا حمار قال ليس عليه حد معلوم، يعزر الوالي بما رأى. "ص ق".
13987-
عن عبد الله بن أبي حدرد أنه ساب رجلا من الأنصار، فقال للأنصاري: يا يهودي، فقال له الأنصاري: يا أعرابي، قال فأتى الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحدثه بالذي قال الأسلمي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أراك قلت له الأخرى، قال له: يا أعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فليس بأعرابي ولست؟؟ بيهودي. "كر".
13988-
عن معاوية بن أبي سفيان أنه خطب فقال: أقيموا وجوهكم وصفوفكم في صلاتكم، وتصدقوا ولا يقول الرجل: إني مقل لا شيء لي فإن صدقة المقل أفضل عند الله من صدقة المكثر، إياكم وقذف المحصنات ولا يقولن أحدكم سمعت وبلغني فوالله ليؤخذن به، ولو كان قيل في عهد نوح. "كر".
"ذيل الحدود"
13989-
عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول: كان من مضى يؤتى أحدهم بالسارق فيقول: أسرقت؟ قل: لا، أسرقت؟ قل: لا، علمي أنه سمي أبو بكر وعمر. "عب ش".
13990-
عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال: قال أبو بكر الصديق: لو لم أجد للسارق والزاني وشارب الخمر إلا ثوبي لأحببت أن أستره عليه. "عب ش".
13991-
عن الزهري عن زبيد بن الصلت قال: قال أبو بكر الصديق: لو وجدت رجلا على حد من حدود الله لم أحده أنا، ولم أدع له أحدا حتى يكون معي غيري. "الخرائطي في مكارم الأخلاق ق".
13992-
عن الأشياخ أن المهاجر بن أبي أمية وكان أميرا على اليمامة رفع إليه امرأتان مغنيتان غنت إحداهما بشتم النبي صلى الله عليه وسلم فقطع يدها ونزع ثناياها، وغنت الأخرى بهجاء المسلمين فقطع يدها ونزع ثنيتها، فكتب إليه أبو بكر: بلغني التي فعلت بالمرأة التي تغنت بشتم النبي صلى الله عليه وسلم، فلولا ما سبقتني فيها لأمرتك بقتلها، لأن حد الأنبياء ليس يشبه الحدود فمن تعاطى ذلك من مسلم فهو مرتد، أو معاهد فهو محارب غادر، وأما
التي تغنت بهجاء المسلمين فإن كانت ممن يدعي الإسلام فأدب دون المثلة1 وإن كانت ذمية فلعمري لما صفحت عنه من الشرك لأعظم، ولو كنت تقدمت إليك في مثل هذا لبلغت مكروها، وإياك والمثلة في الناس، فإنها مأثم2 ومنفرة إلا في القصاص. "سيف في الفتوح".
13993-
عن يزيد الضبي أن أبا بكر رجم رجلا فلعنه رجل فقال أبو بكر: مه فاستغفر له فقال أبو بكر: مه. "ابن جرير" وقال هذا الخبر غير صحيح لأن ناقله يزيد الضبي وهو غير معروف في أهل النقل والحجة لا تثبت بنقل المجاهيل في الدين.
13994-
عن أبي الشعثاء قال: استعمل عمر بن الخطاب شرحبيل بن السمط على مسلحة3 دون المدائن فقام شرحبيل فخطبهم فقال:
1 المثلة: يقال: مثلت بالحيوان أمثل به مثلا، إذا قطعت أطرافه وشوهت به، ومثلت بالقتيل إذا جدعت أنفه، او أذنه، أو مذاكيره، أو شيئا من أطرافه. والاسم المثلة. انتهى."4/294" النهاية. ب.
2 مأثم: المأثم: الأمر الذي يأثم به الإنسان، أو هو الإثم نفسه وضعا للمصدر موضع الاسم. انتهى. "1/24" النهاية. ب.
ومنفرة: يقال: نفر ينفر نفورا ونفارا، إذا فر وذهب، ومنه الحديث "إن منكم منفرين" أي من يلقى الناس بالغلظة والشدة، فينفرون من الإسلام والدين. انتهى."5/92" النهاية. ب.
3 مسلحة: المسلحة: القوم الزين يحفظون الثغور من العدو. وسموا =
أيها الناس إنكم في أرض الشراب فيها فاش، والنساء فيها كثير، فمن أصاب منكم حدا فليأتنا، فلنقم عليه الحد، فإنه طهوره فبلغ ذلك عمر فكتب إليه لا أحل لك أن تأمر الناس أن يهتكوا ستر الله الذي سترهم. "عب وهناد كر".
13995-
عن القاسم بن محمد ان عمر قيل له في رجل وقع عليه حد وهو مريض إنه مريض، فقال: والله لأن يموت تحت السياط أحب إلي، من أن ألقى الله وقد ضيعت حدا من حدوده فأمر به فضرب. "ابن جرير".
13996-
عن خليد أن رجلا أتى عليا فقال: إني أصبت حدا فقال علي: سلوه ما هو؟ فلم يخبرهم، فقال علي: اضربوه حتى ينهاكم. "مسدد".
13997-
عن علي قال: من عمل سوءا فأقيم عليه الحد فهو كفارة. "عب ق".
13998-
عن عمر أنه سئل عن حد الأمة فقال: إن الأمة قد ألقت فروة رأسها من وراء الجدار. "عب ش وأبو عبيد في الغريب وابن جرير".
= مسلحة لأنهم يكونون ذوي سلاح، أو لأنهم يسكنون المسلحة، وهي كالثغر والمرقب يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم على غفلة، فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له. انتهى. "2/388" النهاية. ب.
13999-
عن علي قال: إن الله لم ينزل حدا في القرآن فأقيم على صاحبه إلا كان كفارة له كما يقضى الدين بالدين. "ابن جرير".
14000-
عن علي قال لما رجم الهمدانية، إن عقوبتها ما أصابها في الدنيا إنها لن تعاقب سوى هذه بذنبها. "ابن جرير".
14001-
عن ميسرة بن أبي جميل عن علي أن جارية للنبي صلى الله عليه وسلم زنت فأمرني أن أجلدها فوجدتها في دمها لم تطهر، فقلت: يا رسول الله إنها في دمها لم تطهر قال: فإذا طهرت فأقم عليها الحد وقال: أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم. "ابن جرير ق".
14002-
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عليا أقام على رجل حدا فجعل الناس يسبونه ويلعنونه، فقال علي: أما عن ذنبه هذا فلا يسأل. "ق".
14003-
عن عبد الله بن معقل أن عليا ضرب رجلا فزاده الجلاد سوطين فأقاده عنه علي. "ق".
14004-
عن خزيمة بن معمر الأنصاري قال: رجمت امرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هو كفارة ذنوبها، وتحشر على ما سوى ذلك. "أبو نعيم".
14005-
عن مجاهد قال: إذا أصاب رجل رجلا لا يعلم المصاب من أصابه فاعترف له المصيب فهو كفارة للمصيب. "كر".
14006-
عن يحيى بن أبي كثير أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدا فأقمه علي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوط، فأتي بسوط جديد عليه ثمرته1 فقال: لا سوط دون هذا، فأتي بسوط مكسور العجز2 فقال: لا سوط فوق هذا، فأتي بسوط دون السوطين فأمر به فجلد، ثم صعد المنبر، والغضب يعرف في وجهه فقال: أيها الناس، إن الله حرم عليكم الفواحش ما ظهر منها وما بطن فمن أصاب منها شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يرفع إلينا من ذلك شيئا نقمه عليه. "عب".
1 ثمرته: أي طرفه الذي يكون في أسفله. "1/221" نهاية. ب.
2 العجز: هو مؤخر الشيء. انتهى."3/185" النهاية. ب.
كتاب الحضانة
من قسم الأفعال
14007-
ادفعوها إلى خالتها فإن الخالة أم. "ك عن علي".
14008-
الخالة بمنزلة الأم. "ق ت عن البراء""د عن علي"1
14009-
يا غلام هذا أبوك، وهذه أمك، فخذ بيد أيهما شئت. "ن هـ ك عن أبي هريرة".
"الإكمال"
14010-
ادفعوها إلى خالتها، إن الخالة أم. "ك عن علي".
14011-
المرأة أحق بولدها ما لم تزوج. "قط عن ابن عمرو".
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب الصلح باب كيف يكتب هذا ما صالح "3/242".
والترمذي البر والصلة باب ما جاء في بر الخالة رقم "1904" وقال: حديث صحيح.
ورواه أبو داود كتاب النكاح باب من أحق بالولد رقم "2263" ص.
كتاب الحوالة من قسم الأقوال
14012-
مطل1 الغني ظلم، وإذا أحلت على مليء فاتبعه. "هـ عن ابن عمر"2
14013-
مطل الغني ظلم، فإذا أتبع أحدكم على ملئ فليتبع 3 "ق عن أبي هريرة".
1 مطل: يقال: مطلت الحديدة أمطلها مطلا من باب نصر؛ إذا ضربتها ومددتها لتطول. وكذلك مطله وماطله بحقه، وكل ممدود ممطول، ومنه اشتقاق المطل بالدين، وهو الليان به. يقال: مطله وماطله بحقه. انتهى."5/1819" الصحاح للجوهري. ب.
2 رواه ابن ماجه كتاب الصدقات بال الحوالة رقم "2404" وقال في الزوائد: في إسناده انقطاع ص.
3 ملئ فليتبع: الملئ بالهمز: الثقة الغنى. انتهى."4/352" النهاية ب.
فليتبع: أي إذا أحيل على قادر فليحتل. قال الخطابي: أصحاب الحديث يروونه اتبع بتشديد التاء، وصوابه بسكون التاء بوزن أكرم وليس هذا أمرا على الوجوب، وإنما هو على الرفق والأدب والإباحة. أهـ "1/179" النهاية. ب.
"الإكمال"
14014-
إن من الظلم مطل الغني، وإذا أتبع أحدكم على ملئ فليتبع وأكذب الناس الصباغ.
"طب عن أبي هريرة".
14015-
مطل الغني ظلم، وإذا أحيل أحدكم على ملئ فليحتل. "ق عن أبي هريرة"1
14016-
المطل ظلم الغني، ومن أتبع على ملئ فليتبع. "عب عن أبي هريرة".
14017-
مطل الغني ظلم، فإذا أحلت على ملئ فاتبعه، ولا تبع بيعتين في واحدة. "حم ق عن ابن عمر".
14018-
مطل الغني ظلم، فإذا أحالك على ملئ فاحتل، ولا تقربوا حبالى السبي حتى يضعن ولا تسلموا على ثمرة حتى يأمن صاحبها. "ابن عساكر عن أبي هريرة".
14019-
المطل ظلم، ومن أتبع على ملئ فليتبع. "عب عن أبي هريرة".
1 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحوالات باب في الحوالة "3/123" ومسلم في صحيحه كتاب المساقاة باب تحريم مطل الغني رقم "1564" والترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في مطل الغني أنه ظلم رقم "1308" ولفظ: ملئ عند البخاري والترمذي بتشديد اللام وغيرهم بالتخفيف ص.
كتاب الحضانة من قسم الأفعال
14020-
"مسند الصديق رضي الله عنه" عن عكرمة قال: خاصمت امرأة عمر عمر إلى أبي بكر وكان طلقها فقال أبو بكر: هي أعطف وألطف وأرحم وأحن وأرأف، وهي أحق بولدها ما لم تتزوج أو يكبر فيختار لنفسه. "عب".
14021-
عن ابن عباس قال: طلق عمر بن الخطاب امرأته الأنصارية أم ابنه عاصم فلقيها تحمله وقد فطم ومشى، فأخذ بيده لينزعه منها، وقال: أنا أحق بابني منك، فاختصما إلى أبي بكر فقضى لها به، وقال: ريحها وحرها وفراشها خير له منك حتى يشب ويختار لنفسه. "عب".
14022-
عن القاسم بن محمد قال: بصر عمر عاصما ابنه مع جدته أم أمه فكأنه جاذبها إياه فلما رآه أبو بكر مقبلا قال أبو بكر: مه مه هي أحق به، فما راجعه عمر الكلام. "مالك عب وابن سعد ش ق".
14023-
عن زيد بن إسحاق عن حارثة الأنصاري أن عمر بن الخطاب
خاصم إلى أبي بكر في ابنه فقضى به أبو بكر لأمه ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا توله1 والدة عن ولدها. "ق".
14024-
عن أبي الزناد عن الفقهاء الذين ينتهى إلى قولهم من أهل المدينة أنهم كانوا يقولون: قضى أبو بكر الصديق على عمر بن الخطاب لجدة ابنه عاصم بحضانته، وأم عاصم يومئذ حية متزوجة. "ق".
14025-
عن مسروق أن عمر طلق أم عاصم فخاصمته جدته إلى أبي بكر فقضى أن يكون الولد مع جدته، والنفقة على عمر وقال: هي أحق به. "ق".
14026-
"مسند عمر" عن عبد الرحمن بن غنم، قال: اختصم إلى عمر في صبي فقال: هو مع أمه حتى تعرب عنه لسانه فيختار. "عب".
14027-
عن أبي الوليد قال: اختصم عم وأم إلى عمر قال عمر: جدب أمك خير لك من خصب2 عمك. "عب".
14028-
عن عبد الرحمن بن غنم أن عمر خير غلاما بين أبيه وأمه. "الشافعي في القديم".
1 لاتوله: أي لا يفرق بينهما في البيع، وكل أنثى فارقت ولدها فهي واله. انتهى."5/227" النهاية.
2 خصب: الخصب بالكسر ضد الجدب. المختار من صحاح اللغة "137" ب.
14029-
عن علي قال: خرجنا من مكة تبعتنا ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولتها بيدها فرفعتها إلى فاطمة، فقلت: دونك ابنة عمك، فلما قدمنا المدينة اختصمنا فيها أنا وجعفر وزيد بن حارثة فقال جعفر: ابنة عمي وخالتها عندي يعني أسماء بنت عميس، فقال زيد: ابنة أخي، فقلت: أنا أخذتها وهي ابنة عمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي، وأما أنت يا زيد فمني وأنا منك وأخونا ومولانا، والجارية عند خالتها، فإن الخالة والدة، فقلت يا رسول الله ألا تزوجها؟ قال: إنها ابنة أخي من الرضاعة. "حم د وابن جرير وصححه حب ك"1
14030-
عن علي: خرج زيد بن حارثة إلى مكة، فقدم ببنت حمزة بن عبد المطلب فقال جعفر بن أبي طالب: أنا آخذها وأنا أحق بها بنت عمي وعندي خالتها وإنما الخالة أم وهي أحق بها، وقال علي: بل أنا أحق بها هي ابنة عمي وعندي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أحق بها وإني لأرفع صوتي ليسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجتي قبل أن يخرج وقال زيد: أنا أحق بها خرجت إليها وسافرت وجئت بها فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما شأنكم؟ قال علي: بنت عمي وأنا أحق بها وعندي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون معها أحق بها من غيرها، وقال جعفر: أنا أحق
1 أخرجه أبو داود كتاب النكاح باب من أحق بالولد رقم "2263" ص.
بها يا رسول الله ابنة عمي وعندي خالتها والخالة أم وهي أحق بها من غيرها، وقال زيد: بل أنا أحق بها يا رسول الله خرجت إليها وتجشمت1 السفر وأنفقت فأنا احق بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سأقضي بينكم في هذا وغيره، قال علي: فلما قال: وفي غيره، قلت نزل القرآن في رفعنا أصواتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت يا زيد بن حارثة فمولاي ومولاها قال: قد رضيت يا رسول الله، قال: وأما أنت ياجعفر فأشبهت خلقي وخلقي، وأنت من شجرتي التي خلقت منها، قال: رضيت يا رسول الله قال: وأما أنت يا علي فصفيي وأميني وأنت مني وأنا منك قلت: رضيت يا رسول الله، قال: وأما الجارية فقد رضيت بها لجعفر تكون مع خالتها والخالة أم، قالوا: سلمنا يا رسول الله. "العدني والبزار وابن جرير ك م"2
14031-
عن عمارة بن ربيعة الجرمي قال: خاصمت في أمي عمي إلى علي فقال علي: أمك أحب إليك أم عمك؟ قلت: بل أمي ثلاث
1 وتجشمت: جشم الأمر من - باب فهم وتجشمه أي تكلفه على مشقة. المختار من صحاح اللغة "77" ب.
2 أخرج البخاري في صحيحه كتاب الصلح بعضه "3/242".
والحاكم في المستدرك في كتاب معرفة الصحابة "3/211" وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم. ص.
مرات، قال: وكانوا يستحبون الثلاث في كل شيء، فقال لي: أنت مع أمك، وأخوك هذا إذا بلغ ما بلغت خير كما خيرت، قال: وأنا غلام. "عب".
14032-
عن عمارة الجرمي قال خيرني علي بين أمي وعمي، ثم قال لأخ لي أصغر مني وهذا أيضا لو قد بلغ مبلغ هذا لخيرته. "ق".
14033-
عن ابن عباس قال: إن عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب وأمها سلمى بنت عميس كانت بمكة فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلم علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: علام تركت بنت عمنا يتيمة بين ظهور المشركين، فلم ينهه النبي صلى الله عليه وسلم عن إخراجها، فخرج بها وتكلم زيد بن حارثة وكان وصي حمزة وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين، فقال: أنا أحق بها ابنة أخي فلما سمع ذلك جعفر قال: الخالة والدة وأنا أحق بها لمكان خالتها عندي أسماء بنت عميس، فقال علي: ألا أخبركم في ابنة عمي، وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين، وليس لكم إليها نسب دوني وأنا أحق بها منكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أحكم بينكم، أما انت يا زيد فمولى الله ورسوله، وأما أنت يا علي فأخي وصاحبي، وأما أنت يا جعفر فشبه خلقي وخلقي وأنت يا جعفر أولى تحتك خالتها، ولا تنكح المرأة على خالتها، ولا على عمتها، فقضى بها لجعفر، فقام فحجل حول
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا جعفر؟ فقال: يا رسول الله كان النجاشي إذا رضى أحدا قام فحجل1 حوله، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: تزوجها فقال: ابنة أخي من الرضاعة، فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمة بن أبي سلمة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: هل حرثت2 سلمة. "كر" ورجاله ثقات سوى الواقدي.
14034-
عن عبد الله بن عمرو أن امرأة طلقها زوجها، وأراد أن ينتزع ولدها منها فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم بابنها، فقالت: يا رسول الله كان بطني له وعاء، وثديي له سقاء، وحجري له حواء3 أراد أبوه أن ينزعه مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أحق به ما لم تزوجي. "عب".
14035-
عن ابن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتته امرأة
1 فحجل: الحجل: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح. النهاية "1/346" ب.
2 حرثت: الحرث كسب المال وجمعه، وفي الحديث "احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" والحرث: الزرع. وقد حرث واحترث، مثل زرع وازدرع. انتهى. الصحاح للجوهري "1/279". ب.
3 حواء: الحواء: اسم المكان الذي يحوي الشيء: أي يضمه ويجمعه. النهاية "1/465" ب.
بابن لها، فقالت يا رسول الله ابني كان بطني له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء، وأن أباه يزعم أنه أحق به مني، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أنت أحق به ما لم تنكحي، قال عمرو بن شعيب: وقضى أبو بكر الصديق في عاصم ابن عمر أن أمه أحق به ما لم تنكح. "ابن جرير".
14036-
عن أبي هريرة قال: جاء أم وأب يختصمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ابن لهما، فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم: فداك أبي وأمي يريد أن يذهب بابني، وقد سقاني من بئر أبي عنبة1 ونفعني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: استهما عليه، فقال زوجها: من يحاقني2 في ولدي يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا غلام هذا أبوك وهذه أمك، فأخذ بيد أمه فانطلقت به. "عب".
14037-
عن عبد الحميد الأنصاري عن أبيه عن جده أن جده أسلم وأبت امرأته أن تسلم فجاء ابن له صغير لم يبلغ فأجلس النبي صلى الله عليه وسلم الأب ها هنا، والأم ها هنا، ثم خيره، وقال: اللهم اهده فذهب إلى أبيه. "عب".
1 بئر أبي عنبة: بكسر العين وفتح النون: بئر معروفة بالمدينة، عندها عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه لما سار إلى بدر. النهاية "3/306" ب.
2 يحاقني: وفي حديث الحضانة: "فجاء رجلان يحتقان في ولد" أي يختصمان ويطلب كل واحد منهما حقه. انتهى. النهاية "1/414" ب.
14038-
عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده أن أبويه اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أحدهما مسلم والآخر كافر فخيره فرده إلى الكافر فقال: اللهم اهده فتوجه إلى المسلم فقضى له به. "ش".
كتاب الحوالة من قسم الأفعال
"من جمع الجوامع"
14039-
عن قتادة أن عليا قال في الحوالة: إذا مطله لا يرجع على صاحبه إلا أن يفلس أو يموت. "عب"1
1 راجع صحيح البخاري كتاب الحوالات باب في الحوالة وهل يرجع في الحوالة "3/123" وقال البخاري معلقا: وقال الحسن وقتادة: إذا كان يوم أحال عليه مليا جاز، ثم ذكر الحديث المار برقم "14013" من قسم الأقوال. ص.
كتاب الخلافة مع الامارة من قسم الأفعال
الباب الاول: في خلافة الخلفاء
…
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الخاء كتاب الخلافة مع الإمارة من قسم الأفعال
وقدمت في هذا الكتاب قسم الأفعال على خلاف ما سبق لمصلحة اقتضتها
الباب الأول في خلافة الخلفاء
خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
اعلم رحمك الله أن بعض ما يتعلق بخلافته وشمائله وسيرته
ذكرته في كتاب الفضائل من حرف الفاء
وبعض خطبه ومواعظه ذكرته في
كتاب المواعظ من حرف الميم
14040-
"مسند الصديق" عن أم هانيء أن فاطمة قالت: يا أبا بكر من يرثك إذا مت قال: ولدي وأهلي، قالت: فما شأنك ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم دوننا؟ قال: يا ابنة رسول الله، والله ما ورثته ذهبا ولا فضة ولا شاة ولا بعيرا ولا دارا ولا عقارا ولا غلاما ولا مالا، قالت: فسهم الله الذي جعله لنا وصافيتنا1 التي بيدك، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن النبي يطعم أهله ما دام حيا، فإذا مات رفع ذلك عنهم وفي لفظ: سمعته يقول: إنما هي طعمة أطعمنيها الله، فإذا مت كانت بين المسلمين. "ابن سعد"2
14041-
عن أبي سعيد الخدري قال: قال أبو بكر: ألست أحق الناس بها؟ ألست أول من أسلم؟ ألست صاحب كذا؟ ألست صاحب كذا؟ "ت3 والبزار حب وأبو نعيم في المعرفة وابن منده في غرائب شعبة ص د".
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى باب ذكر ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ترك "2/314" ص.
2 صافيتنا: الصفي: ما كان يأخذه رئيس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة، ويقال له: الصفية. والجمع الصفايا. النهاية "3/40" ب.
3 أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب في مناقب أبي بكر وعمر رقم "3667" وقال: غريب. ص.
14042-
عن عبد الملك بن عمير عن رافع الطائي رفيق أبي بكر في غزوة ذات السلاسل قال: سألتهم عما قيل في بيعتهم، فقال وهو يحدثهم عما تكلمت به الأنصار وما كلمهم به وما كلم به عمر بن الخطاب الأنصار وما ذكرهم به من إمامتي إياهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فبايعوني لذلك، وقبلتها منهم وتخوفت أن تكون فتنة تكون بعدها ردة. "حم" قال ابن كثير: إسناده حسن، قال الحافظ ابن حجر في أطرافه: أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في مسند عمر من تأليفه في ترجمة أبي بكر وعمر.
14043-
عن طارق بن شهاب عن رافع بن أبي رافع قال: لما استخلف الناس أبا بكر، قلت: صاحبي الذي أمرني أن لا أتامر على رجلين، فارتحلت فانتهيت إلى المدينة فتعرضت لأبي بكر، فقلت له يا أبا بكر أتعرفني؟ قال: نعم؟ قلت: أتذكر شيئا قلته لي أن لا أتأمر على رجلين، وقد وليت أمر الأمة؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض والناس حديث عهد بكفر فخفت عليهم أن يرتدوا وأن يختلفوا فدخلت فيها وأنا كاره، ولم يزل بي أصحابي، فلم يزل يعتذر حتى عذرته. "ابن راهويه والعدني والبغوي وابن خزيمة".
14044-
عن ابن عباس قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستخلف أبو بكر خاصم العباس عليا في أشياء تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر شيء تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يحركه فلا أحركه، فلما استخلف عمر رضي الله عنه اختصما إليه، فقال: شيء لم يحركه فلست أحركه، قال: فلما استخلف عثمان اختصما إليه فأسكت1 عثمان ونكس2 رأسه، قال ابن عباس: فخشيت أن يأخذه فضربت بيدي بين كتفي العباس، فقلت: يا أبت أقسمت عليك إلا سلمته لعلي قال: فسلمه له. "حم والبزار" وقال: حسن الإسناد.
14045-
عن عاصم بن كليب قال: حدثني شيخ من قريش من بني تيم قال: حدثني فلان وفلان فعد ستة أو سبعة كلهم من قريش منهم عبد الله بن الزبير قال: بينا نحن جلوس عند عمر إذ دخل علي والعباس فارتفعت أصواتهما، فقال عمر: مه يا عباس قد علمت ما تقول تقول: ابن أخي ولي شطر المال، وقد علمت ما تقول يا علي، تقول: ابنته تحتي ولها شطر المال، وهذا ما كان في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رأينا كيف كان يصنع فيه فوليه أبو بكر من بعده فعمل فيه بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وليته من بعد أبي بكر وأحلف بالله لأجهدن
1 فأسكت: أي أعرض. النهاية "2/383" ب.
2 ونكس: نكست الشيء أنكسه نكسا: قلبته على رأسه فانتكس ونكسته تنكيسا والناكس: المطأطئ رأسه. الصحاح للجوهري "2/983" ب.
أن أعمل فيه بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل أبي بكر، ثم قال: حدثني أبو بكر وحلف بالله إنه لصادق: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن النبي لا يورث وإنما ميراثه لفقراء المسلمين والمساكين وحدثني أبو بكر وحلف بالله إنه لصادق، قال: إن النبي لا يموت حتى يؤمه بعض أمته، وهذا ما كان في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد رأينا كيف كان يصنع فيه فإن شئتما أعطيتكما لتعملا فيه بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل أبي بكر حتى أدفعه إليكما قال: فخلوا ثم جاءا فقال العباس: ادفعه إلى علي فإنه قد طبت نفسا به له. "حم".
14046-
عن قيس بن أبي حازم قال: إني جالس عند أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهر فذكر قصة فنودي في الناس أن الصلاة جامعة وهي أول صلاة في المسلمين نودي فيها أن الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر شيئا صنع له كان يخطب عليه وهي أول خطبة خطبها في الإسلام قال فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس ولوددت أن هذا كفانيه غيري ولئن أخذتموني بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ما أطيقها إن كان لمعصوما من الشيطان وإن كان لينزل عليه الوحي من السماء. "حم".
14047-
عن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر على امرأة
من أحمس يقال لها: زينب فرآها لا تتكلم فقال: ما لها لا تتكلم؟ فقالوا: حجت مصمتة فقال لها: تكلمي فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية فتكلمت، قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم، قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رؤس وأشراف يأمرونهم ويطيعونهم؟ قالت: بلى، قال: فهم أمثال أولئك يكونون على الناس. "ش خ والدارمي ك ق".
14048-
عن ابن أبي مليكة قال: قيل لأبي بكر: يا خليفة الله فقال: لست خليفة الله ولكني خليفة رسول الله، وأنا راض بذلك. "ش حم وابن سعد وابن منيع"1
14049-
عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: حدثني أبي أن أعمامه خالدا وأبانا وعمرو بن سعيد بن العاص رجعوا عن أعمالهم حين بلغهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: ما أحد احق بالعمل من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: لا نعمل لأحد فخرجوا إلى الشام فقتلوا عن آخرهم. "أبو نعيم كر".
14050-
عن الحسن أن أبا بكر الصديق خطب فقال: أما والله
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/183" ص.
ما أنا بخيركم ولقد كنت لمقامي هذا كارها، ولوددت أن فيكم من يكفيني أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن لا أقوم بها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي، وكان معه ملك، وإن لي شيطانا يعتريني فإذا غضبت فاجتنبوني أن لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم1 ألا فراعوني، فإن استقمت فاعينوني وإن زغت فقوموني قال الحسن: خطبة والله ما خطب بها بعده. "ابن راهويه أبو ذر الهروي في الجامع".
14051-
عن أبي بصرة قال: لما أبطأ الناس عن أبي بكر قال: من أحق بهذا الأمر مني؟ ألست أول من صلى ألست ألست ألست فذكر خصالا فعلها مع النبي صلى الله عليه وسلم. "ابن سعد2 وخيثمة الاطرابلسي في فضائل الصحابة".
14052-
عن علي بن كثير قال: قال أبو بكر لأبي عبيدة: هلم أبايعك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنك أمين هذه الأمة، فقال
1 أشعاركم: الشعر واحد الأشعار، والشاعر جمعه الشعراء على غير قياس الصحاح للجوهري "2/699" ب.
أبشاركم: البشرة والبشر: ظاهر جلد الإنسان. انتهى. الصحاح للجوهري "2/590". ب.
2 أول الحديث: "قال أخبرنا شعبة عن الجريري قال
…
" ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/182" ص.
أبو عبيدة: ما كنت لأفعل أن أصلي بين يدي رجل أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمنا حتى قبض. "ابن شاهين وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات كر".
14053-
عن جابر قال: أتيت أبا بكر أسأله فمنعني، ثم اتيته أسأله فمنعني، ثم أتيته أسأله فمنعني فقلت: إما تبخل وإما تعطي؟ فقال: أتبخلني وأي داء ادوأ من البخل، ما أتيتني من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك. "ش خ م والمحاملي في أماليه ق".
14054-
أخبرنا معمر عن الزهري عن كعب بن عبد الرحمن بن مالك عن أبيه قال: كان معاذ بن جبل رجلا سمحا شابا جميلا من أفضل شباب قومه وكان لا يمسك شيئا فلم يزل يدان حتى أغلق ماله كله من الدين فأتي النبي صلى الله عليه وسلم يطلب له أن يسأل له غرماه أن يضعوا له فأبوا فلو تركوا لأحد من أجل أحد تركوا لمعاذ من أجل النبي صلى الله عليه وسلم، فباع النبي صلى الله عليه وسلم كل ماله في دينه، حتى قام معاذ بغير شيء، حتى إذا كان عام فتح مكة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على طائفة من اليمن أميرا ليجبره، فمكث معاذ باليمن أميرا وكان أول من اتجر في مال الله هو، ومكث حتى أصاب وحتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدم قال عمر لأبي بكر: أرسل إلى هذا الرجل فدع له ما يعيشه وخذ سائره، فقال أبو بكر:
إنما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليجبره، ولست بآخذ منه شيئا إلا أن يعطيني، فانطلق عمر إلى معاذ إذ لم يطعه أبو بكر فذكر ذلك عمر لمعاذ فقال: إنما أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجبرني ولست بفاعل، ثم لقي معاذ عمر فقال: قد اطعتك، وأنا فاعل ما أمرتني به، إني رأيت في المنام أني في حومة ماء قد خشيت الغرق فخلصتني منه يا عمر، فأتى معاذ أبا بكر فذكر ذلك له وحلف له أنه لم يكتمه شيئا حتى بين له سوطه، فقال أبو بكر: والله لا آخذه منك قد وهبته لك فقال عمر: هذا حين طاب وحل، فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام، قال معمر: فأخبرني رجل من قريش، قال: سمعت الزهري يقول: لما باع النبي صلى الله عليه وسلم مال معاذ أوقفه للناس، فقال: من باع هذا شيئا فهو باطل. "عب وابن راهويه".
14055-
عن الشعبي قال: قال أبو بكر لعلي: أكرهت إمارتي؟ قال: لا قال أبو بكر: إني كنت في هذا الأمر قبلك. "ش".
14056-
عن عمر مولى غفرة قال: لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء مال من البحرين فقال أبو بكر: من كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء أو عدة فليقم فليأخذ، فقام جابر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن جاءني مال من البحرين لأعطينك هكذا وهكذا ثلاث حثا بيده، فقال له
أبو بكر: قم فخذ بيدك فأخذ فإذا هي خمس مائة درهم فقال: عدوا له ألفا وقسم بين الناس عشرة دراهم عشرة دراهم، وقال: إنما هذه مواعيد وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس حتى إذا كان عام مقبل جاءه مال أكثر من ذلك المال فقسم بين الناس عشرين درهما عشرين درهما وفضلت منه فضلة فقسم للخدم خمسة دراهم خمسة دراهم وقال: إن لكم خداما يخدمون لكم ويعالجون لكم فرضخنا لهم1 فقالوا: لو فضلت المهاجرين والأنصار لسابقتهم ولمكانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أجر أولئك على الله، إن هذا المعاش للأسوة فيه خير من الأثرة2 فعمل بهذا ولايته، حتى إذا كان سنة ثلاث عشرة في جمادى الآخرة في ليال بقين منه مات رضي الله عنه فعمل عمر بن الخطاب ففتح الفتوح وجاءته الأموال فقال: إن أبا بكر رأى في هذا المال رأيا ولي فيه رأي آخر لا أجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كمن قاتل معه ففرض للمهاجرين والأنصار ومن شهد
1 فرضخنا لهم: رضخ له: أعطاه قليلا. وبابه قطع. المختار من صحاح اللغة "195" ب.
2 الأثرة: استأثر بالشيء: استبد به والاسم الأثرة بفتحتين. المختار من صحاح اللغة "4".
ولايته: قال ابن السكيت: الولاية بالكسر: السلطان، والولاية بالفتح والكسر: النصرة. المختار "584" ب.
بدرا خمسة آلاف خمسة آلاف، وفرض لمن كان له إسلام كإسلام أهل بدر ولم يشهد بدرا أربعة آلاف أربعة آلاف، وفرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم اثنى عشر ألفا اثنى عشر ألفا إلا صفية وجويرية ففرض لهما ستة آلاف ستة آلاف فأبتا أن تقبلا، فقال لهما: إنما فرضت لهن للهجرة فقالتا، إنما فرضت لهن لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لنا مثله، فعرف ذلك عمر ففرض لهما اثنى عشر ألفا اثنى عشر ألفا وفرض للعباس اثنى عشر ألفا، وفرض لأسامة بن زيد أربعة آلاف وفرض لعبد الله ابن عمر ثلاثة آلاف، فقال: يا أبت لم زدته علي ألفا ما كان لأبيه من الفضل ما لم يكن لأبي، وما كان له ما لم يكن لي، فقال: إن أبا أسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك وكان أسامة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، وفرض لحسن وحسين خمسة آلاف خمسة آلاف لمكانهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض لأبناء المهاجرين والأنصار ألفين ألفين، فمر به عمر بن أبي سلمة فقال: زيدوه ألفا فقال له محمد بن عبد الله بن جحش: ما كان لأبيه ما لم يكن لأبينا وما كان له ما لم يكن لنا، فقال: إني فرضت له بأبيه أبي سلمة ألفين وزدته بأمه أم سلمة ألفا فإن كانت لكم أم مثل أمه زدتكم ألفا، وفرض لأهل مكة وللناس ثمانمائة ثمانمائة فجاءه طلحة بن عبيد الله بابنه عثمان ففرض له ثمان مائة فمر به النضر بن أنس فقال عمر: افرضوا
له في ألفين فقال طلحة: جئتك بمثله ففرضت له ثمانمائة وفرضت لهذا ألفين، فقال: إن أبا هذا لقيني يوم أحد، فقال لي: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: ما أراه إلا قد قتل، فسل سيفه وكسر غمده، وقال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل فإن الله حي لا يموت، فقاتل حتى قتل وهذا يرعى الشاة في مكان كذا وكذا فعمل عمر هذا خلافته. "ش والحسن بن سفيان والبزار ق" وروى ابن سعد صدره1
14057-
عن عائشة قالت: لما استخلف أبو بكر قال: لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي، وقد شغلت بأمر المسلمين، فيأكل آل أبي بكر من هذا المال وأحترف للمسلمين فيه. "خ وأبو عبيد في الأموال وابن سعد ق"2
14058-
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن أبا بكر الصديق قام يوم جمعة، فقال: إذا كان بالغداة فأحضروا صدقات الإبل نقسم ولا يدخل علينا أحد إلا بإذن، فقالت امرأة لزوجها: خذ هذا الخطام3 لعل الله يرزقنا جملا فأتى الرجل فوجد أبا بكر وعمر قد دخلا إلى الإبل
1 روى صدره ابن سعد في الطبقات الكبرى "2/317" ص.
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/185" ص.
3 الخطام: الزمام. المختار من صحاح اللغة "141" ب.
فدخل معهما، فالتفت أبو بكر فقال: ما أدخلك علينا؟ ثم أخذ منه الخطام، فضربه، فلما فرغ أبو بكر من قسم الإبل دعا بالرجل فأعطاه الخطام وقال: استقد فقال له عمر: والله لا يستقيد لا تجعلها سنة، قال أبو بكر: فمن لي من الله يوم القيامة؟ فقال عمر: أرضه، فأمر أبو بكر غلامه أن يأتيه براحلة ورحلها وقطيفة وخمسة دنانير فأرضاه بها. "ق" وروى آخره ابن وهب في جامعه.
14059-
عن ابن إسحاق قال في خطبة أبي بكر يومئذ وإنه لا يحل أن يكون للمسلمين أميران، فإنه مهما يكن ذلك يختلف أمرهم وأحكامهم وتتفرق جماعتهم، ويتنازعون فيما بينهم، هنالك تترك السنة وتظهر البدعة وتعظم الفتنة، وليس لأحد على ذلك صلاح. وإن هذا الأمر في قريش ما أطاعوا الله واستقاموا على أمره، قد بلغكم ذلك أو سمعتموه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين فنحن الأمراء وأنتم الوزراء إخواننا في الدين وأنصارنا عليه، وفي خطبة عمر بعده نشدتكم بالله يا معشر الأنصار ألم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من سمعه منكم وهو يقول: الولاة من قريش ما أطاعوا الله واستقاموا على أمره، فقال من قال من الأنصار: بلى الآن ذكرنا، قال: فإنا لا نطلب هذا الأمر إلا بهذا فلا تستهوينكم
الأهواء، فليس بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون. "ق".
14060-
عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر بن الخطاب وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير، ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم وقال: والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة قط ولا كنت فيها راغبا ولا سألتها الله في سر ولا علانية، ولكني أشفقت من الفتنة وما لي في الإمارة من راحة ولكني قلدت أمرا عظيما ما لي به طاقة ولا يد إلا بتقوية الله عز وجل ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني اليوم، فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به، وقال علي والزبير، وما غضبنا إلا لأنا أخرنا عن المشاورة، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف شرفه وكبره1 ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي. "ك هق"2
14061-
عن طارق بن شهاب قال: جاء وفد بذاخة وأسد
1 وكبره: وكبر أي عظم يكبر بالضم كبرا بوزن عنب فهو كبير، والكبر بالكسر العظمة. وكذا الكبرياء. انتهى. المختار من صحاح اللغة "444" ب.
2 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب معرفة الصحابة "3/66" وقال: صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي. ص.
وغطفان إلى أبي بكر يسألونه الصلح فخيرهم أبو بكر بين الحرب المجلية1 أو السلم المخزية، قال: فقالوا: هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما السلم المخزية؟ قال أبو بكر: تؤدن الحلقة2 والكراع وتتركون أقواما يتبعون أذناب الإبل حتى يرى الله خليفة نبيه والمسلمين أمرا يعذرونكم به وتدون3 قتلانا ولا ندي قتلاكم، وقتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، وتردون ما أصبتم منا ونغنم ما أصبنا منكم، قال: فقال عمر: رأيت رأيا وسأشير عليك، أما أن يؤدوا الحلقة والكراع فنعم ما رأيت، وأما أن يتركوا أقواما يتبعون أذناب الإبل حتى يرى الله خليفة نبيه والمسلمين
1 الحرب المجلية أو السلم المخزية: أي إما حرب تخرجكم عن دياركم، أو سلم تخزيكم وتذلكم. النهاية "1/291" ب.
2 الحلقة: بالتسكين: الدرع. انتهى. الصحاح للجوهري "4/1462" ب.
الكراع: في الغنم والبقر بمنزلة الوظيف في الفرس والبعير، وهو مستدق الساق، يذكر ويؤنث، والجمع أكرع. ثم أكارع وفي المثل:"أعطي العبد كراعا فطلب ذراعا" لأن الذراع في اليد وهو أفضل من الكراع في الرجل. الصحاح للجوهري "3/1275". وقال في النهاية "4/165": الكراع: اسم لجميع الخيل. ب.
3 وتدون: من الدية واحدة الديات والهاء عوض من الواو، تقول: وديت القتيل أديه دية، إذا أعطيت ديته. واتديت: أي أخذت ديته وإذا أمرت منه للواحد قلت: د فلانا، وللإثنين. ديا فلانا، وللجماعة دوا فلانا. الصحاح للجوهري "6/2521" ب.
أمرا يعذرونهم به فنعم ما رأيت، وأما ان نغنم ما أصبنا منهم ويردون ما أصابوا منا فنعم ما رأيت، وأما أن قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة فنعم ما رأيت، وأما أن يدوا قتلانا فلا قتلانا قتلوا على أمر الله فلا ديات لهم فتتابع الناس على ذلك. "أبو بكر البرقاني ق" قال ابن كثير صحيح وروى "خ" بعضه.
14062-
عن الحسن أن أبا بكر الصديق خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن أكيس الكيس التقوى وأحمق الحمق الفجور ألا إن الصدق عندى الأمانة والكذب الخيانة، ألا إن القوي ضعيف حتى آخذ منه الحق، والضعيف عندي قوي حتى آخذ له الحق، ألا وإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، لوددت أن قد كفاني هذا الأمر أحدكم والله إن أنتم أردتموني على ما كان الله يقيم نبيه بالوحي ما ذلك عندي إنما أنا بشر فراعوني، فلما أصبح غدا إلى السوق فقال له عمر: أين تريد؟ قال: السوق؟ قال: قد جاءك ما يشغلك عن السوق، قال: سبحان الله يشغلني عن عيالي، قال: نفرض بالمعروف، قال: ويح عمر، إني أخاف أن لا يسعني أن آكل من هذا المال شيئا فأنفق في سنتين وبعض أخرى ثمانية آلاف درهم، فلما حضره الموت قال: قد كنت قلت لعمر: إني أخاف أن لا يسعني أن آكل من هذا المال شيئا فغلبني، فإذا أنا مت خذوا من مالي ثمانية آلاف درهم وردوها في بيت المال، فلما أتي بها
عمر قال: رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده تعبا شديدا. "ق".
14063-
عن ميمون بن مهران قال: كان أبو بكر إذا ورد عليه خصم نظر في كتاب الله، فإن وجد فيه ما يقضى به قضى به بينهم، وإن لم يجد في كتاب الله نظر هل كانت من النبي صلى الله عليه وسلم فيه سنة فإن علمها قضى بها، فإن لم يعلم خرج فسأل المسلمين، فقال: أتاني كذا وكذا فنظرت في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجد في ذلك شيئا فهل تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في ذلك بقضاء؟ فربما قام إليه الرهط، فقالوا: نعم: قضى فيه بكذا وكذا، فيأخذ بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند ذلك: الحمد لله الذي جعل فينا من يحفظ عن نبينا، وإن أعياه ذلك دعا رؤوس المسلمين وعلماءهم فاستشارهم فإذا اجتمع رأيهم على الأمر قضى به وإن عمر بن الخطاب كان يفعل ذلك فإن أعياه أن يجد في القرآن أو السنة نظر هل كان لأبي بكر فيه قضاء فإن وجد أبا بكر قد قضى فيه بقضاء قضى به وإلا دعا رؤوس المسلمين وعلماءهم واستشارهم فإذا اجتمعوا على الأمر قضى بينهم. "الدارمي ق".
14064-
عن أنس قال: لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر، فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كنت
وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهدها إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني قد كنت أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا، وأن الله تعالى قد أبقى فيكم كتابه الذي هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة، ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح1 عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، وأطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله. "ابن إسحاق في السيرة" قال ابن كثير: إسناده صحيح2
1 أريح عليه حقه: يقال: أرحت على الرجل حقه، إذا رددته عليه. الصحاح للجوهري "1/368" ب.
2 في البداية والنهاية لابن كثير "5/248" و "6/301" ص.
14065-
عن ابن عمر قال: لم يجلس أبو بكر في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر حتى لقي الله، ولم يجلس عمر في مجلس أبي بكر حتى لقي الله ولم يجلس عثمان في مجلس عمر حتى لقي الله. "طس".
14066-
عن أبي هريرة قال: والذي لا إله إلا هو لولا أن أبا بكر استخلف ما عبد الله، ثم قال الثانية، ثم قال الثالثة، فقيل له: مه يا أبا هريرة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه أسامة بن زيد في سبع مائة إلى الشام، فلما نزل بذي خشب1 قبض النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب حول المدينة واجتمع إليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: رد هؤلاء توجه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة فقال: والذي لا إله إلا هو لو جرت الكلاب بأرجل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ما رددت جيشا وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حللت لواء عقده، فوجه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام. "الصابوني في المائتين ق في كر" وسنده حسن.
1 ذي خشب: بضمتين، وهو واد على مسيرة ليلة من المدينة. النهاية "2/32" ب.
14067-
عن عطاء بن السائب قال: لما بويع أبو بكر أصبح وعلى ساعده أبراد1 وهو ذاهب إلى السوق، فقال عمر: أين تريد؟ قال: السوق قال: تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين؟ قال: فمن أين أطعم عيالي؟ فقال عمر: انطلق يفرض لك أبو عبيدة، فانطلقا إلى أبي عبيدة فقال: أفرض لك قوت رجل من المهاجرين ليس بأفضلهم ولا بأوكسهم وكسوة الشتاء والصيف إذا أخلقت2 شيئا رددته وأخذت غيره، ففرضا له كل يوم نصف شاة وما كساه في الرأس والبطن. "ابن سعد"3
14068-
عن ميمون بن مهران قال: لما استخلف أبو بكر جعلوا له ألفين فقال: زيدوني، فإن لي عيالا وقد شغلتموني عن التجارة فزادوه خمس مائة. "ابن سعد"4
1 أبراد: البرد من الثياب جمعه برود وأبراد. انتهى. المختار من صحاح اللغة "35" ب.
2 أخلقت: أي أبليت، يقال: خلق الثوب: بلي، وبابه سهل وأخلق أيضا مثله. المختار "146" ب.
3 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/184" ص.
4 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/185" ص.
14069-
عن عائشة أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله على رسوله، وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك1 وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركناه صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله، ليس لهم أن يزيدوا على المأكل، وإني والله لا أغير صدقات النبي صلى الله عليه وسلم، عن حالها التي كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولأعملن فيها بما عمل النبي صلى الله عليه وسلم فيها فعمل، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت2 فاطمة على أبي بكر من ذلك، فقال أبو بكر: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي، فأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الصدقات، فإني لا آلو3 فيها عن الحق، وإني لم أكن
1 فدك: اسم قرية بخيبر. الصحاح للجوهري "4/1620.
خيبر: موضع بالحجاز يقال: "عليه الدبرى وحمى خيبرى".انتهى. الصحاح للجوهري "2/642" ب.
2 فوجدت: وفي حديث الإيمان "إني سائلك فلا تجد علي" أي لا تغضب من سؤالي. يقال: وجد عليه يجد وجدا وموجدة. النهاية "5/155" ب.
3 آلو: الأول: الرجوع، ومنه حديث خزيمة السلمي "حتى آل السلامي" أي رجع إليه المخ. النهاية "1/81" ب.
لأترك فيها أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته. "ابن سعد حم خ م د ن ابن الجارود أبو عوانة حب ق"1
14070-
عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها فقال علي: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك، فقالت أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت. "ق" وقال هذا مرسل حسن بإسناد صحيح.
تتمة كتاب الخلافة مع الامارة الباب الأول في خلافة الخلفاء خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
14071-
عن أبي الطفيل قال: جاءت فاطمة إلى أبي بكر الصديق فقال: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أهله؟ قال: لا بل أهله، قالت: فما بال الخمس؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أطعم الله نبيا طعمة، ثم قبضه، كانت للذي يلي بعده، فلما وليت رأيت أن ارده على المسلمين، قالت: فأنت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم ثم رجعت. "حم م د وابن جرير هق"2
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "2/315". ومسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لانورث ما تركنا
…
" رقم "1759". ص.
2 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفيء والغنيمة باب بيان مصرف خمس الخمس. "6/303" ص.
14072-
عن القاسم بن محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة، فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فقام حباب بن المنذر، وكان بدريا فقال: منا أمير ومنكم أمير، فإنا والله ما ننفس1 هذا الأمر عليكم أيها الرهط، ولكنا نخاف أن يليه أقوام قتلنا آباءهم وإخوتهم، فقال له عمر إذا كان ذلك فمت إن استطعت فتكلم أبو بكر فقال: نحن الأمراء وأنتم الوزراء وهذا الأمر بيننا وبينكم نصفين كقد الأبلمة2 يعني الخوصة فبايع أول الناس بشير بن سعد أبو النعمان فلما اجتمع الناس على أبي بكر قسم بين الناس3 قسما فبعث إلى عجوز من بني عدي بن النجار [قسمها] مع زيد بن ثابت فقالت: ما هذا؟ قال:
1 ننفس: أي لم نبخل. النهاية "5/96" ب.
2 كقد الأبلمة: الأبلمة بضم الهمزة واللام وفتحهما وكسرهما: خوصة المقل، وهمزتها زائدة، وإنما ذكرناها ههنا خملا على ظاهر لفظها. يقول: نحن وإياكم في الحكم سواء، لا فضل لأمير على مأمور، كالخوصة إذا شقت باثنتين متساويتين. النهاية "1/17" ب.
3 قسم بين الناس قسما: القسم: مصدر قسمت الشيء فانقسم. والقسم بالكسر الحظ والنصيب من الخير مثل طحنت طحنا والطحن الدقيق. قال يعقوب: يقال: هو يقسم أمره قسما أي يقدره وينظر فيه كيف يفعل. الصحاح للجوهري "5/2010" ب.
قسم قسمه أبو بكر للنساء، فقالت أتراشوني1 عن ديني؟ فقالوا: لا؛ فقالت: أتخافون أن أدع ما أنا عليه؟ فقالوا: لا؛ فقالت: والله لا آخذ منه شيئا أبدا؛ فرجع زيد إلى أبي بكر فأخبره بما قالت، فقال أبو بكر: ونحن لا نأخذ مما أعطيناها شيئا أبدا. "ابن سعد وابن جرير"2
14073-
عن عروة قال: لما ولي أبو بكر خطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد أيها الناس قد وليت أمركم ولست بخيركم، ولكن نزل القرآن، وسن النبي صلى الله عليه وسلم السنن فعلمنا فعلمنا، اعلموا: أن أكيس الكيس [التقوى] ، وأن أحمق الحمق الفجور، وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق؛ أيها الناس، إنما أنا متبع ولست بمبتدع؛ فإن أحسنت
1 أتراشوني: من الرشوه والرشوة وهي: الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة وأصله من الرشاء الذي يتوصل به إلى الماء، وفي الحديث "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش" فالراشي من يعطى الذي يعينه على الباطل والمرتشي الآخذ، والرائش الذي يسعى بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا. فأما ما يعطي توصلا إلى أخذ حق أو دفع ظلم فغير داخل فيه. روي أن ابن مسعود أخذ بأرض الحبشة في شيء، فأعطى دينارين حتى خلي سبيله وروي عن جماعة من أئمة التابعين قالوا: لا بأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله إذا خاف الظلم. النهاية "2/226" ب.
2 "أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/182" بقسمها. ص.
فأعينوني، وإن زغت فقوموني؛ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. "ابن سعد والمحاملي في أماليه خط في رواة مالك"1
14074-
عن عمير بن إسحاق أن رجلا رأى على عنق أبي بكر الصديق عباءة، فقال: ما هذا؟ هاتها أكفيكها، فقال: إليك عني لا تغرني أنت وابن الخطاب من عيالي. "ابن سعد حم في الزهد"2
14075-
عن حميد بن هلال أن أبا بكر لما استخلف راح إلى السوق يحمل أبرادا3 له وقال: لا تغروني من عيالي. "ابن سعد"4
14076-
عن حميد بن هلال قال: لما ولي أبو بكر قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفرضوا5 لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يغنيه، قالوا:
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/183" ص.
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/184" ص.
3 أبرادا: البرد من الثياب جمعه برود وأبراد. المختار من صحاح اللغة "35". ب.
4 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/185" ص.
5 أفرضوا: أصل الفرض القطع وقد فرضه يفرضه فرضا وافتراضه افتراضا وفي حديث عدي "أتيت عمر بن الخطاب في أناس من قومي فجعل يفرض للرجل من طيء في ألفين ويعرض عني، أي يقطع ويوجب لكل رجل منهم في العطاء ألفين من المال". النهاية "3/433". ب.
نعم برداه إن أخلقهما وضعهما وأخذ مثلهما وظهره إذا سافر ونفقته على أهله كما كان ينفق قبل أن يستخلف، قال أبو بكر: رضيت. "ابن سعد"1
14077-
عن ابن عمر وعائشة وسعيد بن المسيب وصبيحة التيمي ووالد أبي وجزة وغير هؤلاء دخل حديث بعضهم في بعض قالوا: بويع أبو بكر الصديق يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منزله بالسنح2 عند زوجته حبيبة بنت خارجة ابن زيد بن أبي زهير من بني الحارث بن الخزرج، وكان قد حجر3 عليه حجرة من سعف4 فما زاد على ذلك حتى تحول إلى منزله بالمدينة، فأقام هناك بالسنح بعد ما بويع له ستة أشهر يغدو على رجليه إلى المدينة،
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/184" ص.
2 بالسنح: بضم السين والنون. وقيل بسكونها، موضع بعوالي المدينة فيه منازل بني الحارث بن الخزرج. "2/407" النهاية. ب.
3 حجر: يقال: حجر القاضي عليه: منعه عن التصرف في ماله وبابه نصر المختار من صحاح اللغة "92" ب.
وفي النهاية "1/342" بمعنى اجتمع والتأم وقرب بضعه من بعض. ص.
4 سعف: السعفة بفتحتين غصن النخل والجمع سعف. المختار من صحاح اللغة "238" ب.
وربما ركب على فرس له وعليه إزار ورداء ممشق1 فيوافي المدينة فيصلي الصلوات بالناس، فإذا صلى العشاء رجع إلى أهله بالسنح، فكان إذا حضر صلى بالناس وإذا لم يحضر صلى بهم عمر بن الخطاب، وكان يقيم يوم الجمعة في صدر النهار بالسنح يصبغ لحيته ورأسه ثم يروح لقدر الجمعة فيجمع بالناس، وكان رجلا تاجرا، فكان يغدو كل يوم السوق فيبيع ويبتاع وكانت له قطعة غنم يروح2 عليها وربما خرج هو بنفسه فيها، وربما كفيها فرعيت له، وكان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع له بالخلافة، قالت جارية من الحي: الآن لا تحلب لنا منائح دارنا؛ فسمعها أبو بكر، فقال: بلى لعمري لأحلبنها لكم، وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه؛ فكان يحلب لهم فربما قال للجارية من الحي يا جارية أتحبين أن أرغي لك أو أصرح؛ فربما قالت: أرغ وربما قالت: صرح فأي ذلك قالت: فعل؛ فمكث كذلك بالسنح ستة أشهر، ثم نزل بالمدينة، فأقام بها ونظر في أمره فقال: لا والله
1 ممشق: المشق بالكسر: المغرة. وثوب ممشق: مصبوغ به. النهاية "4/334" ب.
2 يروح عليها: الرواح ضد الصباح، وهو اسم للوقت من زوال الشمس إلى الليل، وهو أيضا مصدر راح يروح ضد غدا يغدو. المختار من صحاح اللغة "209" ب.
ما يصلح أمر الناس التجارة وما يصلح لهم إلا التفرغ والنظر في شأنهم وما بد لعيالي مما يصلحهم، فترك التجارة واستنفق من مال المسلمين ما يصلحه ويصلح عياله يوما بيوم ويحج ويعتمر، وكان الذي فرضوا له في كل سنة ستة آلاف درهم فلما حضرته الوفاة قال: ردوا ما عندنا من مال المسلمين؛ فإني لا أصيب من هذا المال شيئا وإن أرضي التي بمكان كذا وكذا للمسلمين بما أصبت من أموالهم؛ فدفع ذلك إلى عمر ولقوحا1 وعبدا صيقلا وقطيفة ما تساوي خمسة دراهم. فقال عمر: لقد أتعب من بعده، قالوا: واستعمل أبو بكر على الحج سنة إحدى عشرة عمر بن الخطاب ثم اعتمر أبو بكر في رجب سنة اثنتي عشرة، فدخل مكة ضحوة فأتى منزله وأبو قحافة جالس على باب داره ومعه فتيان أحداث يحدثهم إلى أن قيل له: هذا ابنك، فنهض قائما، وعجل أبو بكر أن ينيخ راحلته، فنزل عنها وهي قائمة فجعل يقول: يا أبت لا تقم، ثم لاقاه فالتزمه وقبل بين عيني أبي قحافة، وجعل الشيخ يبكي فرحا بقدومه، وجاؤوا إلى مكة عتاب بن أسيد وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام فسلموا عليه، سلام عليك يا خليفة رسول الله، وصافحوه جميعا فجعل أبو بكر يبكي حين يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سلموا على أبي قحافة
1 ولقوحا: أي ناقة لقوحا وهي إذا كانت غزيرة اللبن. النهاية "4/262" ب.
فقال أبو قحافة: يا عتيق هؤلاء الملأ فأحسن صحبتهم، فقال أبو بكر: يا أبت لا حول ولا قوة إلا بالله طوقت أمرا عظيما من الأمر لا قوة لي به، ولا يدان إلا بالله، ثم دخل فاغتسل وخرج وتبعه أصحابه فنحاهم، ثم قال: امشوا على رسلكم ولقيه الناس يتمشون في وجهه ويعزونه بنبي الله صلى الله عليه وسلم، وهو يبكي، حتى انتهى إلى البيت، فاضطبع1 بردائه، ثم استلم الركن ثم طاف سبعا وركع ركعتين، ثم انصرف إلى منزله، فلما كان الظهر خرج فطاف أيضا بالبيت، ثم جلس قريبا من دار الندوة، فقال: هل من أحد يشتكي من ظلامة2 أو يطلب حقا، فما أتاه أحد وأثنى الناس على واليهم خيرا، ثم صلى العصر، وجلس فودعه الناس، ثم خرج راجعا إلى المدينة، فلما كان وقت الحج سنة اثنتي عشرة حج أبو بكر بالناس تلك السنة وأفرد الحج واستخلف على المدينة عثمان بن عفان. "ابن سعد" قال ابن كثير: هذا سياق حسن وله شواهد من وجوه أخر ومثل هذا تقبله النفوس وتتلقاه بالقبول3
1 فاضطبع: الاضطباع هو أن يأخذ الإزار أو البرد فيجعل وسطه تحت إبطه الأيمن، ويلقي طرفيه على كتفيه الأيسر من جهتي صدره وظهره. وسمي بذلك لابداء الضبعين: ويقال للإبط الضبع للمجاورة. "3/73" النهاية ب.
2 ظلامة: الظلامة والظليمة والمظلمة: ما تطلبه عند الظالم وهو اسم ما أخذ منك الصحاح للجوهري "5/1977" ب.
3 وهكذا أورده بنصه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/186" ص.
14078-
عن حبان الصائغ قال: كان نقش حاتم أبي بكر نعم القادر الله. "ابن سعد والحبلى في الديباج وأبو نعيم في المعرفة"1
14079-
عن أبي سعيد الخدري قال: لما توفي رسول الله قام خطباء الأنصار، فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا، فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإن الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره، كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر فقال: جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرا، وثبت قائلكم، ثم قال: أما والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم، ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا، فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم، فلم ير عليا فسأل عنه فقام الناس من الأنصار، فأتوا به فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه، ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاؤوا به
1 قال ابن كثير في البداية والنهاية "7/18" وهذا الحديث غريب. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/211" ص.
فقال: ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه. "ط وابن سعد ش وابن جرير ق ك كر"1
14080-
عن سهل بن أبي حثمة وصبيحة التيمي وجبير بن الحويرث وهلال دخل حديث بعضهم في بعض أن أبا بكر الصديق كان له بيت مال بالسنح معروف ليس يحرسه أحد فقيل له: يا خليفة رسول الله ألا تجعل على بيت المال من يحرسه؟ فقال: لا يخاف عليه، فقلت: لم قال عليه قفل وكان يعطى ما فيه حتى لا يبقى فيه شيء، فلما تحول أبو بكر إلى المدينة حوله فجعل بيت ماله في الدار التي كان فيها، وكان قدم عليه مال من معادن القبلية ومن معادن جهينة كثير، وانفتح معدن بني سليم في خلافة أبي بكر فقدم عليه منه بصدقته فكان يوضع ذلك في بيت المال، وكان أبو بكر يقسمه على الناس [نفرا نفرا] فيصيب كل مائة إنسان كذا وكذا وكان يسوي بين الناس في القسم الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير فيه سواء وكان يشتري الإبل والخيل والسلاح، فيحمل في سبيل الله، واشترى عاما قطائف أتي بها من
1 راجع ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/212". والحاكم في المستدرك كتاب معرفة الصحابة "3/76" وقال صحيح على شرط الشيخين. ص.
البادية، ففرقها في أرامل أهل المدينة، في الشتاء، فلما توفي أبو بكر ودفن دعا عمر بن الخطاب الأمناء، ودخل بهم بيت مال أبي بكر ومعه عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان ففتحوا بيت المال، فلم يجدوا فيه دينارا ولا درهما ووجدوا خيشة1 للمال [فنفضت] فوجدوا فيها درهما، فترحموا على أبي بكر وكان بالمدينة وزان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يزن ما كان عند أبي بكر من مال فسئل الوزان، كم بلغ ذلك المال الذي ورد على أبي بكر؟ قال: مائتي ألف. "ابن سعد"2
14081-
عن أبي بكر أنه قال: يا أيها الناس إن كنتم ظننتم أني أخذت خلافتكم رغبة فيها أو إرادة استيثار عليكم وعلى المسلمين فلا، والذي نفسي بيده ما أخذتها رغبة فيها ولا استيثارا عليكم ولا على أحد من المسلمين ولا حرصت عليها ليلة ولا يوما قط، ولا سألت الله سرا ولا علانية ولقد تقلدت أمرا عظيما لا طاقة لي به إلا أن يعين الله تعالى ولوددت أنها إلى أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يعدل فيها فهي إليكم رد ولا بيعة لكم عندي، ولا بيعة لكم عندي، فادفعوا لمن أحببتم فإنما أنا رجل منكم. "أبو نعيم في فضائل الصحابة".
1 خيشة: الخيش: ثياب في نسجها رقة وخيوطها غلاظ من مشاقة الكتان الواحدة خيشة.
2 وفي ابن سعد الطبقات الكبرى "3/213" نقرا نقرا، فنقضت. ص.
14082-
عن عروة أن أبا بكر لما استخلف ألقى كل درهم له ودينار في بيت مال المسلمين وقال: كنت أتجر فيه وألتمس به فلما وليتهم شغلوني عن التجارة والطلب فيه. "حم في الزهد".
14083-
عن عائشة قالت: مات أبو بكر فما ترك دينارا ولا درهما وكان قد أخذ قبل ذلك ماله فألقاه في بيت المال. "حم فيه".
14084-
عن عروة أن أبا بكر خطب يوما فجاء الحسن فصعد إليه المنبر فقال: انزل عن منبر أبي، فقال علي: إن هذا شيء من غير من غير ملأ منا1 "ابن سعد".
14085-
عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال: جاء الحسن بن علي إلى أبي بكر وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: انزل عن مجلس أبي قال صدقت، إنه مجلس أبيك وأجلسه في حجره وبكى، فقال علي: والله ما هذا عن أمري، فقال: صدقت والله ما اتهمتك. "أبو نعيم والجابري في جزئه".
1 كما ذكره ابن الأثير في النهاية "4/315": أكان هذا عن ملأ منكم: أي تشاور من أشرافكم وجماعتكم.
14086-
عن ابن رباح قال: بعث أبو بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا إلى المقوقس بمصر فمر على ناحية قرى الشرقية فهادنهم وأعطوه، فلم يزالوا على ذلك حتى دخلها عمرو بن العاص، فقاتلوا فانتقض ذلك العهد. "ابن عبد الحكم في فتوح مصر".
14087-
عن محمد بن إبراهيم قال: كان أبو بكر ينفق على مارية حتى توفي، ثم كان عمر ينفق عليها حتى توفيت في خلافته. "ابن سعد".
14088-
أخبرنا محمد بن عمر [هو الواقدي] حدثني عمرو بن عمير بن هني مولى عمر بن الخطاب عن جده أن أبا بكر الصديق لم يحم من الأرض إلا النقيع1 وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حماه وكان يحميه للخيل التي يغزي عليها وكانت إبل الصدقة إذا أخذت عجافا أرسل بها إلى الربذة وما والاها ترعى هنالك ولا يحمي لها شيئا ويأمر أهل المياه لا يمنعون من ورد عليهم يشرب معهم ويرعى عليهم، فلما كان عمر بن الخطاب وكثر الناس وبعث البعوث إلى الشام وإلى مصر وإلى العراق حمى الربذة واستعملني على الربذة. "ابن سعد"2
1 النقيع: موضع قرب المدينة كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حما لخيله. معجم البلدان "8/312".
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "5/11" ص.
14089-
عن الحارث بن الفضيل قال: لما عقد أبو بكر ليزيد بن أبي سفيان فقال: يا يزيد إنك شاب تذكر بخير قد رؤي منك، وذلك شيء خلوت به في نفسك، وقد أردت أن أبلوك واستخرجك من اهلك، فانظر كيف أنت وكيف ولايتك؟ وأخبرك فإن أحسنت زدتك، وإن أسأت عزلتك وقد وليتك عمل خالد بن سعيد، ثم أوصاه بما أوصاه يعمل به في وجهه وقال له: أوصيك بأبي عبيدة بن الجراح خيرا، فقد عرفت مكانه من الإسلام، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، فاعرف له فضله وسابقته، وانظر معاذ بن جبل فقد عرفت مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يأتي إمام العلماء بربوة1 فلا تقطع امرا دونهما، وإنهما لن يألوا بك خيرا، قال يزيد: يا خليفة رسول الله أوصهما بي كما أوصيتني بهما قال أبو بكر: لن أدع أن أوصيهما بك، فقال يزيد: يرحمك الله وجزاك الله عن الإسلام خيرا. "ابن سعد" وفيه الواقدي2
14090-
عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قال: لما بعث أبو
1 بربوة: الزيادة في الفريضة الواجبة. النهاية "2/192" ب.
2 والحديث القولي في هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المناقب مناقب أبي عبيدة "5/32" ص.
بكر أمراءه إلى الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان على الناس قال: إن اجتمعتم في كيد فيزيد على الناس، وإن تفرقتم فمن كانت الواقعة مما يلي معسكره فهو على أصحابه. "ابن سعد".
14091-
عن ابن أبي عون وغيره أن خالد بن الوليد ادعى أن مالك بن نويرة ارتد بكلام بلغه عنه، فانكر مالك ذلك، وقال: أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت وشهد له بذلك أبو قتادة وعبد الله بن عمر فقدمه خالد وامر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه، وقبض خالد امرأته، فقال لأبي بكر: إنه قد زنى فارجمه، فقال أبو بكر: ما كنت لأرجمه تأول فأخطأ، قال: فإنه قد قتل مسلما فاقتله قال: ما كنت لأقتله تأول فأخطأ، قال: فاعزله، قال: ما كنت لأشيم1 سيفا سله الله عليهم أبدا. "ابن سعد".
14092-
عن يزيد بن عبيد السعدي أبي وجزة قال: مر أبو بكر بالناس في معسكرهم بالجرف2 ينسب القبائل حتى مر ببني فزارة،
1 لأشيم: أي لأغمد، والشيم من الأضداد يكون سلا وإغمادا. النهاية "4/521" ب.
2 بالجرف: هو اسم موضع قريب من المدينة، وأصله ما تجرفه السيول من الأودية. النهاية "1/262" ب.
فقام إليه رجل منهم فقال: مرحبا بكم، فقالوا: يا خليفة رسول الله نحن أحلاس الخيل وقد وفدنا الخيول معنا، قال: بارك الله فيكم، قالوا: فاجعل اللواء الأكبر معنا، فقال أبو بكر: لا أغيره عن موضعه وهو في بني عبس، فقال الفزاري: أتقدم علي من أنا خير منه؟ فقال أبو بكر: اسكت يالكع هو خير منك أقدم إسلاما ولم يرجع منهم رجل وقد رجعت وقومك عن الإسلام، فقال العبسي: وهو ميسرة بن مسروق ألا تسمع ما يقول يا خليفة رسول الله فقال: اسكت فقد كفيت. "ابن سعد".
14093-
عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال: قال عمر بن الخطاب لأبان بن سعيد حين قدم المدينة: ما كان حقك أن تقدم وتترك عملك بغير إذن إمامك، ثم على هذه الحالة، ولكنك أمنته، فقال أبان أما أني والله ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت عاملا لأبي بكر لفضله وسابقته وقديم إسلامه، ولكن لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاور أبو بكر أصحابه فيمن يبعث إلى البحرين، فقال له عثمان بن عفان: ابعث رجلا قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقدم عليه بإسلامهم وطاعتهم، وقد عرفوه وعرفهم وعرف بلادهم يعني العلاء الحضرمي فأبى ذلك عمر عليه وقال: أكره أبان بن سعيد بن العاص، فإنه رجل
قد حالفهم فأبى أبو بكر أن يكرهه وقال: لا أكره رجلا يقول: لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمع أبو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي إلى البحرين. "ابن سعد".
14094-
عن المطلب بن السائب بن أبي وداعة قال: كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص أني كتبت إلى خالد بن الوليد ليسير إليك مددا لك؛ فإذا قدم عليك فأحسن مصاحبته ولا تطاول عليه، ولا تقطع الأمور دونه، لتقديمي إياك عليه وعلى غيره شاورهم ولا تخالفهم. "ابن سعد".
14095-
عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: أجمع أبو بكر أن يجمع الجيوش إلى الشام كان أول من سار من عماله عمرو بن العاص، وامره أن يسلك على أيلة عامدا لفلسطين، وكان جند عمرو الذين خرجوا من المدينة ثلاثة آلاف فيهم ناس كثير من المهاجرين والأنصار وخرج أبو بكر الصديق يمشي إلى جنب راحلة عمرو بن العاص وهو يوصيه ويقول: يا عمرو؛ اتق الله في سر أمرك وعلانيته واستحيه فإنه يراك ويرى عملك وقد رأيت تقديمي إياك على من هم أقدم سابقة منك، ومن كان أعظم غنى عن الإسلام وأهله منك، فكن من عمال الآخرة، وأرد بما تعمل وجه الله، وكن والدا لمن معك ولا تكشفن
الناس عن أستارهم، واكتف بعلانيتهم، وكن مجدا في أمرك وأصدق اللقاء إذا لقيت ولا تجبن وتقدم في الغلول1 وعاقب عليه وإذا وعظت أصحابك فأوجز، وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك. "ابن سعد".
14096-
عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن أبا بكر قال لعمرو بن العاص: إني قد استعملتك على من مررت من بلى وعذرة وسائر قضاعة ومن سقط هناك من العرب؛ فاندبهم إلى الجهاد في سبيل الله، ورغبهم فيه، فمن تبعك منهم فاحمله وزوده، ووافق بينهم واجعل كل قبيلة على حدتها ومنزلتها. "ابن سعد".
14097-
عن عمر بن الخطاب قال: لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بويع لأبي بكر في ذلك اليوم، فلما كان من الغد جاءت فاطمة إلى أبي بكر معها علي فقالت: ميراثي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي، قال: أمن الرثة2 أو من العقد؟ قالت: فدك وخيبر وصدقاته
1 الغلول: هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة. يقال: غل في المغنم يغل غلولا فهو غال. وكل من خان في شيء خفية فقد غل. وسميت غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة: أي ممنوعة مجعول فيها غل وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه. النهاية "3/380" ب.
2 الرثة: تقول: ورثت أبي، وورثت الشيء من أبي أرثه بالكسر فيهما ورثا ووراثة وإرثا، الألف منقلبة من الواو، ورثة الهاء عوض من الواو: الصحاح للجوهري. "1/295" ب.=
بالمدينة أرثها كما ترثك بناتك إذا مت، فقال أبو بكر: أبوك والله خير مني وأنت خير من بناتي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نورث ما تركناه صدقة يعني هذه الأموال القائمة فتعلمين أن أباك أعطاكها؛ فوالله لئن قلت: نعم لأقبلن قولك، ولأصدقنك، قالت: جاءتني أم أيمن فأخبرتني أنه أعطاني فدك قال عمر: فسمعته يقول: هي لك فإذا قلت قد سمعته فهي لك، فأنا أصدقك فأقبل قولك، قالت: قد أخبرتك بما عندي. "ابن سعد" ورجاله ثقات سوى الواقدي1
14098-
عن أم خالد بنت [خالد] سعيد بن العاص قالت: قدم أبي من اليمن إلى المدينة بعد أن بويع لأبي بكر، فقال لعلي وعثمان: أرضيتم بني عبد مناف أن يلي هذا الأمر عليكم غيركم؟ فنقلها عمر إلى أبي بكر فلم يحملها أبو بكر على خالد وحملها عمر عليه، وأقام خالد ثلاثة أشهر لم يبايع أبا بكر ثم مر عليه أبو بكر بعد ذلك مظهرا هو عليه وهو في داره فسلم عليه فقال له خالد: أتحب أن أبايعك؟ فقال أبو بكر: أحب أن تدخل في صالح مادخل فيه المسلمون فقال: موعدك العشية أبايعك، فجاء وأبو بكر على المنبر فبايعه وكان رأي أبي بكر فيه حسنا
= العقد: بالكسر: القلادة. الصحاح للجوهري "1/507" ب.
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "2/316". ص.
وكان معظما له، فلما بعث أبو بكر الجنود إلى الشام عقد له على المسلمين وجاء باللواء إلى بيته، فكلم عمر أبا بكر فقال: تولى خالدا وهو القائل ما قال؟ فلم يزل به حتى أرسل أبا أروى الدوسي، فقال: إن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك: اردد إلينا لواءنا فأخرجه إليه وقال: والله ما سرتنا ولايتكم ولا ساءنا عزلكم وأن المليم لغيرك فما شعرت إلا بأبي بكر داخل على أبي يتعذر إليه ويعزم عليه أن لا يذكر عمر بحرف فوالله ما زال أبي يترحم على عمر حتى مات. "ابن سعد"1
14099-
عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: لما عزل أبو بكر خالدا ولى يزيد بن أبي سفيان جنده ودفع لواءه إلى يزيد. "ابن سعد"2
14100-
عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال: لما عزل أبو بكر خالد بن سعيد أوصي شرحبيل بن حسنة وكان أحد الأمراء، قال: انظر خالد بن سعيد فاعرف له من الحق عليك مثل ما كنت تحب أن يعرفه لك من الحق عليه، ولو خرج واليا عليك وقد عرفت مكانه من الإسلام وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو له وال، وقد كنت وليته
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "4/97" ص".
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "4/98" ص".
ثم رأيت عزله، وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه ما أغبط أحدا بالإمارة وقد خيرته في امراء الأجناد فاختارك على غيرك وعلى ابن عمه فإذا نزل بك أمر يحتاج فيه إلى رأي التقي الناصح فليكن أول من تبدأ به أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وليكن ثالثا خالد بن سعيد فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا، وإياك واستبداد الرأي عنهم أو تطوي عنهم بعض الخبر. "ابن سعد"1
14101-
عن أبي جعفر قال: جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها وجاء العباس بن عبد المطلب يطلب ميراثه وجاء معهما علي، فقال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث، ما تركناه صدقة [وما] كان النبي يعول، فقال علي: ورث سليمان داود وقال زكريا: يرثني ويرث من آل يعقوب، قال أبو بكر: هو هكذا، وأنت والله تعلم مثل ما أعلم، فقال علي: هذا كتاب الله ينطق فسكتوا وانصرفوا. "ابن سعد"2
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "4/98". وأول الحديث أخبرني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث
…
ص".
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "2/315". وما بين الحاصرتين استدركته من الطبقات. ص".
14102-
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت منادي أبي بكر ينادي بالمدينة حين قدم عليه مال البحرين: من كانت له عدة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت فيأتيه رجال فيعطيهم فجاء أبو بشير المازني فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: يا أبا بشير إذا جاءنا شيء فائتنا فأعطاه أبو بكر حفنتين أو ثلاثا فوجدها ألفا وأربع مائة [درهم] . "ابن سعد"1
14103-
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قدم مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا، فلم يقدم حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدم به على أبي بكر قال: من كانت له عدة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت قلت: قد وعدني إذا جاء مال البحرين أن يعطيني هكذا وهكذا وهكذا، قال: خذ فأخذت أول مرة فكانت خمس مائة ثم أخذت الثنتين. "ابن سعد ش خ م"2
14104-
عن جابر قال: قضى علي بن أبي طالب دين رسول الله، صلى الله عليه وسلم وقضى أبو بكر عداته. "ابن سعد"3
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "2/318". وما بين الحاصرتين استدركته من الطبقات. ص".
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "2/318". والبخاري في صحيحه كتاب الحوالات باب من تكفل عن ميت "3/126" ص".
3 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "2/319" ص".
14105-
عن القاسم أن أبا بكر الصديق كان إذا نزل به أمر يريد فيه مشاورة أهل الرأي وأهل الفقه دعا رجالا من المهاجرين والأنصار ودعا عمر وعثمان وعليا وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، وكل هؤلاء كان يفتي في خلافة أبي بكر وإنما تصير فتوى الناس إلى هؤلاء فمضى أبو بكر على ذلك، ثم ولي عمر فكان يدعو هؤلاء النفر وكانت الفتوى تصير وهو خليفة إلى عثمان وأبي وزيد. "ابن سعد".
14106-
عن المسور قال: سمعت عثمان يقول: يا أيها الناس إن أبا بكر وعمر كانا يتأولان في هذا المال ظلف1 أنفسهما وذوي أرحامهما وإني تأولت فيه صلة رحمى. "ابن سعد".
14107-
عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي أن أبا بكر بعث إلى سعد بن عبادة أن أقبل فبايع، فقد بايع الناس وبايع قومك، فقال: لا والله لا أبايع حتى أراميكم بما في كنانتي وأقاتلكم بمن تبعني من قومي وعشيرتي، فلما جاء الخبر إلى أبي بكر قال بشير بن سعد:
1 ظلف أنفسهما: ظلف العيش أي بؤسه وشدته وخشونته، من ظلف الأرض. النهاية "3/159" ب"
يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إنه قد أبى ولج1 وليس بمبايعكم أو يقتل ولن يقتل حتى يقتل معه ولده وعشيرته ولن يقتلوا حتى تقتل الخزرج ولن تقتل الخزرج حتى تقتل الأوس فلا تحركوه، فقد استقام لكم الأمر فإنه ليس بضاركم إنما هو رجل وحده ما ترك، فقبل أبو بكر نصيحة بشير فترك سعدا، فلما ولي عمر لقيه ذات يوم في طريق المدينة فقال: ايه2 يا سعد فقال [سعد] : إيه يا عمر، فقال عمر: أنت صاحب ما أنت صاحبه فقال سعد: نعم أنا ذلك، وقد أفضي إليك هذا الأمر كان والله صاحبك أحب إلينا منك وقد أصبحت والله كارها لجوارك، فقال عمر: إنه من كره جوار جار تحول عنه فقال سعد: أما أني غير [مستنسئ] بذلك وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك [قال] فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج [مهاجرا] إلى الشام في أول
1 ولج: لججت بالكسر لجاجا ولجاجة بفتح اللام فيهما فأنت لجوج، ولجوجة والهاء للمبالغة، ولججت بالفتح تلج بالكسر لغة، والملاجة: التمادى في الخصومة. المختار من صحاح اللغة "468" ب.
2 إيه: هذه كلمة يراد بها الاستزادة، وهي مبنية على الكسر، فإذا وصلت نونت فقلت: إيه حدثنا، وإذا قلت: إيها بالنصب فإنما تأمره بالسكوت النهاية "1/87" ب.
خلافة عمر فمات بحوران1 "ابن سعد"2
14108-
عن أم هانئ بنت أبي طالب أن فاطمة أتت أبا بكر تسأله سهم ذوي القربى، فقال لها أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سهم ذوي القربى لهم في حياتي وليس بعد موتي.
"ابن راهويه" وفيه الكلبي متروك.
14109-
عن أبي العفيف قال: شهدت أبا بكر الصديق وهو يبايع الناس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجتمع إليه العصابة فيقول لهم: بايعوني على السمع والطاعة لله ولكتابه، ثم للأمير فيقول: نعم فيبايعهم فتعلمت شرطه الذي شرطه على الناس، وأنا يومئذ غلام محتلم أو نحوه فلما خلى3 من عنده أتيته، فقلت أبايعك على السمع والطاعة لله
1 بحوران: حوران بالفتح وسكون الواو موضع بالشام. المختار من صحاح اللغة "124" ب.
2 ما بين الحاصرتين من الطبقات الكبرى لابن سعد "3/616" ص.
3 خلى من عنده: يقال: أخليت المكان: صادفته خاليا. وأخلى الرجل أي خلا، وأخلى غيره يتعدى ويلزم. وأخلى عن الطعام: خلا عنه. وخاليت الرجل: تاركته. وتخلى: تفرغ وخلى عنه وخلى سبيله، تخلية فيهما، فهو مخلى ورأيته مخليا. انتهى. المختار من صحاح اللغة "147" ب.
ولكتابه وللأمير، قال: فصعد في1 النظر وصوبه، فكأني أعجبته، ثم بايعني."الحارث وابن جرير ق".
14110-
عن موسى بن إبراهيم عن رجل من آل ربيعة أنه بلغه أن أبا بكر حين استخلف قعد في بيته حزينا، فدخل عليه عمر فأقبل عليه يلومه وقال: أنت كلفتني هذا الأمر وشكا إليه الحكم بين الناس فقال له عمر: أو ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الوالي إذا اجتهد فأصاب الحق فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ الحق فله أجر واحد فكأنه سهل على أبي بكر. "ابن راهويه وخيثمة في فضائل الصحابة هب".
14111-
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كتب أبو بكر إلى عمرو ابن العاص سلام عليك أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر ما جمعت الروم من الجموع، وأن الله لم ينصرنا مع نبيه صلى الله عليه وسلم بكثرة جنود وقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معنا إلا فرسان وإن نحن إلا نتعاقب الإبل، وكنا يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معنا إلا فرس واحد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركبه ولقد كان يظهرنا ويعيننا على من خالفنا واعلم يا عمرو أن أطوع الناس لله أشدهم بغضا للمعاصي فاطع الله ومر أصحابك بطاعته. "طس" وقال تفرد به الواقدي.
1 فصعد في النظر وصوبه: أي نظر إلى أعلاي وأسفلي يتأملني. النهاية "3/30" ب.
14112-
عن عيسى بن عطية قال: قام أبو بكر الغد حين بويع فخطب الناس فقال: يا أيها الناس إني قد أقلتكم رأيكم إني لست بخيركم فبايعوا خيركم فقاموا إليه فقالوا: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت والله خيرنا فقال: يا أيها الناس؛ إن الناس قد دخلوا في الإسلام طوعا وكرها فهم عواذ الله وجيران الله فإن استطعتم أن لا يطلبنكم الله بشيء من ذمته فافعلوا، إن لي شيطانا يحضرني، فإذا رأيتموني قد غضبت فاجتنبوني لا أمثل بأشعاركم وأبشاركم، يا أيها الناس تفقدوا ضرائب غلمانكم إنه لا ينبغي للحم نبت من سحت أن يدخل الجنة، ألا وراعوني بأبصاركم فإن استقمت فأعينوني، وإن زغت فقوموني وإن أطعت الله فأطيعوني وإن عصيت الله فأعصوني. "طس"1
14113-
عن عبد الرحمن بن عوف أن أبا بكر الصديق قال له في مرض موته: إني لا آسي2 على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن، فأما اللاتي فعلتها وددت أني لم أفعلها فوددت
1 وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/182" ص.
2 آسى: أي لا أحزن، والأسى مفتوح مقصور: المداواة والعلاج، وهو أيضا الحزن. المختار من صحاح اللغة "12". ب.
أني لم أكن أكشف بيت فاطمة وتركته وإن كانوا قد غلقوه1 على الحرب ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة بن الجراح أو عمر فكان أميرا وكنت وزيرا، ووددت حيث وجهت خالدا إلى أهل الردة أقمت بذي القصة فإن ظهر المسلمون ظهروا وإلا كنت بصدد لقاء أو مدد، وأما الثلاث اللاتي تركتهن ووددت أني فعلتهن فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا ضربت عنقه فإنه يخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة2 لم أكن أحرقته وقتلته سريحا أو أطلقته نجيحا ووددت أني حيث وجهت خالدا إلى أهل الشام كنت وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يدي يمينا وشمالا في سبيل الله، وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوددت أني سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازعه أهله ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في
1 غلقوه: أغلق الباب. فهو مغلق. والاسم الغلق. وغلق الأبواب، شدد للكثرة، وربما قالوا: أغلق الأبواب. انتهى. المختار من صحاح اللغة "377" ب.
2 بالفجاءة: فاجأه الأمر مفاجأة وفجاء، وكذلك فجئه الأمر وفجأه الأمر بالكسر والنصب، فجاءة بالمد والضم. ومنه قطري بن الفجاءة المازني. الصحاح للجوهري "1/62" ب.
هذا الأمر شيء؟ ووددت أني كنت سألته عن ميراث العمة وابنة الأخت فإن في نفسي منهما حاجة.
"أبو عبيد في كتاب الأموال عق وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي1 في فضائل الصحابة طب كر ص" وقال أنه حديث حسن إلا أنه ليس فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخرج "خ" كتابه غير شيء من كلام الصحابة.
14114-
عن عبد الله بن عكيم قال: لما بويع أبو بكر صعد المنبر فنزل مرقاة2 من مقعد النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: اعلموا أيها الناس أن أكيس الكيس التقي وأن أحمق الحمق الفجور وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه، إنما أنا متبع ولست بمبتدع، فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ولا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالفقر، ولا ظهرت الفاحشة في
1 خيثمة بن سليمان بن حيدرة، محدث الشام أبو الحسن القرشي الطرابلسي أحد الثقات ولد سنة 250 وقال الخطيب: ثقة، جمع فضائل الصحابة رضي الله عنهم وتوفي سنة 343. تذكرة الحفاظ للذهبي "3/859" ص.
2 مرقاة: المرقاة بالفتح: الدرجة، ومن كسرها شبهها بالآلة التي يعمل بها، ومن فتح قال: هذا موضع يفعل فيه، فجعله بفتح الميم مخالفا. عن يعقوب. الصحاح للجوهري "6/2361" ب.
قوم إلا عمهم الله بالبلاء، فأطيعوني ما أطعت الله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. "الدينوري".
14115-
عن الحسن عن أبي بكر أنه رأى في المنام كأن عليه حلة حبرة وفي صدره كيتان فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: حلة حبرة خير لك من ولدك والكيتان: إمارة سنتين أو تلي أمر المسلمين سنتين. "اللالكائي".
14116-
عن سالم بن عبيدة وكان رجلا من أهل الصفة قال: أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأفاق فقال: حضرت الصلاة؟ قالوا: نعم، فقال: مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس، ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال مثل ذلك، فقالت عائشة: إن أبا بكر رجل أسيف فقال: إنكن صواحب يوسف مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس فأقيمت الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقيمت الصلاة؟ قال: ادعوا لي إنسانا أعتمد عليه، فجاءت بريرة وآخر معها فاعتمد عليهما وأن رجلاه لتخطان في الأرض حتى أتى أبا بكر وهو يصلي بالناس فجلس إلى جنبه فذهب أبو بكر يتأخر فحبسه حتى فرغ من الصلاة فلما توفي نبي الله صلى الله عليه وسلم قال عمر: ليس يتكلم أحد بموته إلا ضربته
بسيفي هذا فأخذ بساعد أبي بكر ثم أقبل يمشي حتى دخل فأوسعوا له حتى دنا من نبي الله صلى الله عليه وسلم فانكب عليه حتى كاد يمس وجهه وجهه حتى استبان له أنه قد توفي فقال: إنك ميت وإنهم ميتون فقالوا: يا صاحب رسول الله توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم فعلموا أنه كما قال، فقالوا: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين لنا كيف نصلي عليه؟ قال: يجيء قوم فيصلون ويجيء آخرون، قالوا: يا صاحب رسول الله هل ندفن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم؛ فقالوا: أين؟ قال: حيث قبض الله روحه، فإنه لم يقبض روحه إلا في مكان طيب فعلموا أنه كما قال، ثم قال: دونكم صاحبكم وخرج أبو بكر واجتمع المهاجرون يبكون ويتدابرون بينهم فقالوا: انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار، فإن لهم في هذا الحق نصيبا فأتوهم فقالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فقال عمر وأخذ بيد أبي بكر: سفيان في غمد واحد لا يصطلحان أو قال: لا يصلحان، وأخذ بيد أبي بكر، فقال: من له هذه الثلاثة، إذ يقول لصاحبه، من صاحبه؟ إذ هما في الغار، من هما؟ لا تحزن إن الله معنا، مع من؟ ثم بسط يده فبايعه، ثم قال: بايعوا فبايع بأحسن بيعة وأجملها. "اللالكائي في السنة".
14117-
عن إسماعيل بن سميع عن مسلم قال: بعث أبو بكر إلى أبي عبيدة هلم حتى أستخلفك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن لكل أمة أمينا وأنت أمين هذه الأم ة، فقال أبو عبيدة: ما كنت لأتقدم رجلا أمره رسول الله أن يؤمنا. "كر".
14118-
عن قيس بن أبي حازم قال: خطب أبو بكر الناس فقال: يا أيها الناس إني قد وليتكم ولست بخيركم، فلعلكم أن تكلفوني أن أسير فيكم بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي، وإنما أنا بشر أصيب وأخطيء فإذا أصبت فاحمدوا الله وإذا أخطأت فقوموني. "أبو ذر الهروي في الجامع".
14119-
عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو بن العاص بعمان أو البحرين فبلغتهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتماع الناس على أبي بكر، فقال له أهل الأرض: من هذا الذي اجتمع الناس عليه ابن صاحبكم؟ قال: لا قالوا: فأخوه؟ قال: لا قالوا: فأقرب الناس إليه؟ قال: لا قالوا: فما شأنه؟ قال: اختاروا خيرهم؟ فأمروه فقالوا: لن يزالوا بخير مافعلوا هذا. "ابن جرير".
14120-
عن أبي هريرة أن فاطمة جاءت أبا بكر وعمر تطلب ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: سمعناه يقول: لا أورث. "حم ق"
ولفظه: لا نورث ما تركناه صدقة.
14121-
عن أبي سلمة أن فاطمة قالت لأبي بكر: من يرثك إذا مت؟ قال: ولدي وأهلي، قالت: فما لنا لا نرث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن النبي لا يورث ولكني أعول1 من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعول، وأنفق على من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق عليه."حم ق" ورواه "ت ق" موصولا عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقال: ت حسن غريب.
14122-
عن العباس أنه سأل معاوية عن نقش خاتم أبي بكر الصديق فقال: عبد ذليل لرب جليل. "الختلي في الديباج" قال ابن كثير إسناده مظلم.
14123-
عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة، فجاء فكشف عن وجهه فقال: فدى لك أبي وأمي، ما أطيبك حيا وميتا مات محمد ورب الكعبة وانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنهم إلا ذكره وقال: لقد
1 أعول: يقال عال الرجل عياله يعولهم إذا قام بما يحتاجون إليه من قوت وكسوة وغيرهما. النهاية "3/321" ب.
علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا سلكت وادي الأنصار، ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم، فقال له سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء. "حم وابن جرير" قال ابن المنذر: هذا الحديث حسن وإن كان فيه انقطاع فإن حميد بن عبد الرحمن بن عوف لم يدرك أيام الصديق وقد يكون أخذه عن أبيه أو غيره من الصحابة وهذا كان مشهورا بينهم.
14124-
عن أبي سعيد الخدري قال: لما بويع أبو بكر الصديق قال: أين علي لا أراه؟ قالوا: لم يحضر، قال ابن الزبير؟ قالوا: لم يحضر قال: ما حسبت إلا أن هذه البيعة عن رضا جميع المسلمين، إن هذه البيعة ليست كبيع الثوب الخلق، إن هذه البيعة لا مردود لها؛ فلما جاء علي قال: يا علي ما أبطأ بك عن هذه البيعة؟ قلت: إني ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه على ابنته، لقد علمت أني كنت في هذا الأمر قبلك، قال: لا تزري بي يا خليفة رسول الله، فمد يده فبايعه، فلما جاء الزبير قال: ما أبطأ بك عن هذه البيعة؟ قلت: إني ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه، أما علمت أني كنت في هذا الأمر قبلك؟ قال: لا تزري بي يا خليفة رسول الله ومد يده فبايعه. "المحاملي" قال ابن كثير إسناده صحيح.
14125-
عن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: لما صدر1 رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحج سنة عشر قدم المدينة فأقام حتى رأى هلال المحرم سنة إحدى عشرة، فبعث المصدقين في العرب فبعث على أسد وطي عدي بن حاتم، فقدم بها على أبي بكر الصديق فأعطاه ثلاثين فريضة2 فقال عدي: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت إليها اليوم أحوج وأنا عنها غني، فقال أبو بكر: خذها أيها الرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعذر إليك ويقول: ترجع ويكون خيرا فقد رجعت وجاء الله بالخير، وأنا منفذ ما وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته فأنفذها فقال عدي: آخذها الآن فهي عطية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: فذاك.
"ابن سعد كر".
14126-
عن حذيفة قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر قيل له في الحكم بن أبي العاص فقال: ما كنت لأحل عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم. "طب وأبو نعيم".
1 صدر: يقال: صدر القوم وأصدرناهم إذا صرفتهم وصدرت عن الموضع صدرا من باب قتل رجعت. المصباح المنير "1/457" ب.
2 فريضة: الفرائض جمع فريضة وهو البعير المأخوذ في الزكاة ثم اتسع فيه حتى سمى البعير فريضة في غير الزكاة. "3/432" ب.
14127-
عن أبي معشر زياد بن كليب عن إبراهيم قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر غائبا، فجاء ولم يجتريء أحد أن يكشف عن وجهه، فكشف عن وجهه، وقبل بين عينيه وقال: بأبي وأمي طبت حيا وطبت ميتا، واجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة فقال أبو بكر: منا الأمراء ومنكم الوزراء، ثم قال أبو بكر: إني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر أو أبو عبيدة، إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه قوم فقالوا: ابعث معنا حق أمين فبعث معهم أبا عبيدة، وأنا أرضى لكم أبا عبيدة، فقام عمر فقال: أيكم تطيب نفسه أن يخلف قدمين قدمهما النبي صلى الله عليه وسلم، فبايعه عمر وبايعه الناس. "ابن جرير".
14128-
عن مجاهد قال: خطبهم أبو بكر قال: إني لأرجو أن تشبعوا من الجبن والزيت."هناد".
14129-
عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: إن أبا بكر لما حدث نفسه أن يغزو الروم لم يطلع عليه أحد إذ جاءه شرحبيل بن حسنة فجلس إليه فقال: يا خليفة رسول الله تحدثك نفسك أنك تبعث إلى الشام جندا؟ فقال: نعم قد حدثت نفسي بذلك وما أطلعت عليه أحدا، وما سألتني عنه إلا لشيء، قال: أجل يا خليفة رسول الله إني رأيت فيما يرى النائم كأنك تمشي
في الناس فوق حرشفة1 من الجبل ثم أقبلت تمشي حتى صعدت قنة2 من القنان العالية، فأشرفت على الناس ومعك أصحابك ثم إنك هبطت من تلك القنان إلى أرض سهلة دمثة3 فيها الزرع والقرى والحصون فقلت للمسلمين، شنوا الغارة على أعداء الله وأنا ضامن لكم بالفتح والغنيمة فشد المسلمون وأنا فيهم معي راية فتوجهت بها إلى أهل قرية فسألوني الأمان فأمنتهم، ثم جئت فأجدك قد جئت إلى حصن عظيم ففتح الله لك وألقوا إليك السلم ووضع الله لك مجلسا فجلست عليه ثم قيل لك يفتح الله عليك وتنصر فاشكر ربك واعمل بطاعته ثم قرأ:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلى آخرها ثم انتبهت فقال له أبو بكر: نامت عيناك خيرا رأيت وخيرا يكون إن شاء الله. ثم قال: بشرت بالفتح ونعيت إلي نفسي ثم دمعت عينا أبي بكر ثم قال: أما الحرشفة التي رأيتنا نمشي عليها حتى صعدنا إلى القنة العالية فأشرفنا على الناس فإنا نكابد من أمر هذا الجند والعدو مشقة ويكابدونه، ثم نعلو بعد ويعلو أمرنا، وأما نزولنا من القنة العالية إلى الأرض السهلة الدمثة والزرع والعيون والقرى والحصون، فإنا ننزل إلى أمر أسهل مما كنا فيه من الخصب
1 الحرشفة: الأرض الغليظة" من الجبل، ثم أقبلت تمشي حتى صعدت قنة "قنة: القن بالضم الجبل الصغير. القاموس "4/261" ب.
2 قنة: القن بالضم الجبل الصغير. القاموس "4/261" ب.
3 دمثة: دمث المكان وغيره كفرح سهل ولان، والدماثة سهولة الخلق. القاموس "1/167" ب.
والمعاش، وأما قولي للمسلمين: شنوا الغارة على أعداء الله؛ فإني ضامن لكم الفتح والغنيمة فإن ذلك دنو المسلمين إلى بلاد المشركين، وترغيبي إياهم على الجهاد والأجر والغنيمة التي تقسم لهم وقبولهم، وأما الراية التي كانت معك فتوجهت بها إلى قرية من قراهم ودخلتها واستأمنوا فأمنتهم، فإنك تكون أحد أمراء المسلمين، ويفتح الله على يديك، وأما الحصن الذي فتح الله لي فهو ذلك الوجه الذي يفتح الله لي، وأما العرش الذي رأيتني عليه جالسا فإن الله يرفعني ويضع المشركين، قال الله تعالى ليوسف:{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} وأما الذي أمرني بطاعة الله وقرأ علي السورة فإنه نعى إلي نفسي وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى الله إليه نفسه حين نزلت هذه السورة وعلم أن نفسه قد نعيت1 إليه، ثم قال: لآمرن بالمعروف ولأنهين عن المنكر ولأجهدن فيمن ترك أمر الله ولأجهزن الجنود إلى العادلين بالله2 في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقولوا: الله أحد أحد لا
1 نعيت: نعيت الميت نعيا من باب نفع أخبرت بموته فهو منعي واسم الفعل المنعى والمنعاة بفتح الميم فيهما مع القصر والفاعل نعى على فعيل يقال: جاء نعيه أي ناعيه وهو الذي يخبر بموته، ويكون النعي خبرا أيضا. المصباح المنير "2/844" ب.
2 العادلين بالله: أي المشركين به، ومنه حديث ابن عباس "قالوا: ما يغني عنا الإسلام وقد عدلنا بالله" أي أشركنا به وجعلنا له مثلا. النهاية "3/191" ب.
شريك له أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، هذا أمر الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا توفاني الله فلا يجدني الله عاجزا ولا وانيا1 ولا في ثواب المجاهدين زاهدا فعند ذلك أمر الأمراء وبعث إلى الشام البعوث. "كر".
14130-
عن محارب بن دثار قال: لما ولي أبو بكر ولي عمر القضاء وولي أبو عبيدة المال وقال: أعينوني، فمكث عمر سنة لا يأتيه اثنان ولا يقضي بين اثنين. "ق".
"مسند عمر"
14131-
عن ابن مسعود قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير. فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر. "ابن سعد ش حم ن ع ص وابن جرير ك"2
14132-
عن أبي البختري قال: قال عمر لأبي عبيدة: ابسط
1 وانيا: يقال: ونى ينى ونيا، وونى يونى ونيا، إذا فتر وقصر. "5/231" النهاية. ب.
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/179" ص.
يدك حتى أبايعك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنت أمين هذه الأمة ف قال أبو عبيدة: ما كنت لأتقدم بين يدي رجل أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمنا فأمنا حتى مات.
"حم" وأبو البختري اسمه سعيد بن فيروز لم يدرك عمر.
14133-
عن عمر قال: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم قال: ادعوا لي بصحيفة ودواة أكتب كتابا لا تضلوا بعده أبدا فقال النسوة من وراء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: إنكن صواحبات يوسف إذا مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوهن فإنهن خير منكم. "طس".
14134-
عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب: إنه كان من خبرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر الصديق فقالوا: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم؛ فلما دنونا منهم لقينا رجلان صالحان، فذكرا ما تمالا1 عليه القوم فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟
1 تمالا عليه القوم: تمالا القوم على الأمر اجتمعوا عليه وقيل تعاونوا.
فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم، فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ قالوا: سعد بن عبادة، فقلت: ماله؟ قالوا: يوعك1 فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط منا، وقد دفت2 دافة من قومكم، فإذا هم يريدون أن يختزلونا3 من أصلنا وأن يحضنونا4 من هذا الأمر. فلما أردت أن أتكلم وكنت زورت5 مقالة أعجبتني
1 يوعك: الوعك: هو الحمى. وقيل: ألمها وقد وعكه المرض وعكا. النهاية "5/207" ب.
2 دفت دافة من قومكم: الدافة: القوم يسيرون جماعة سيرا ليس بالشديد النهاية "2/124". ب.
3 يختزلونا: أي يقتطعونا ويذهبوا بنا منفردين. النهاية "2/29" ب.
4 يحضنونا: أي يخرجونا. يقال: حضنت الرجل عن الأمر أحضنه حضنا وحضانة: إذا نحيته عنه وانفردت به دونه كأنه جعله في حضن منه أي جانب. قال الأزهري: قال الليث: يقال: أحضنني من هذا الأمر: أي أخرجني منه. قال: والصواب حضنني. النهاية "1/401" ب.
5 زورت: أي هيأت وأصلحت. والتزوير إصلاح الشيء. وكلام مزور: أي محسن. النهاية "2/318" ب.
أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحدة1 فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك؛ فكرهت أن أغضبه فتكلم أبو بكر فكان هو أعلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها، حتى سكت قال: ما ذكرتم من خير فأنتم له أهل ولن نعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فيضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن فقال قائل الأنصار: أنا جذيلها2 المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم
1 الحدة: الحدة كالنشاط والسرعة في الأمور والمضاء فيها مأخوذ من حد السيف، والمراد بالحدة ههنا المضاء في الدين والصلابة والقصد في الخير. النهاية "1/353" ب.
2 جذيلها المحكك: هو تصغير جذل وهو العود الذي ينصب للإبل الجربى لتحتك به، وهو تصغير تعظيم: أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تشتشفي الإبل الجربى بالإحتكاك بهذا العود النهاية "1/251" ب.
وعذيقها المرجب: تصغير العذق: النخلة، وهو تصغير تعظيم وبالمدينة أطم لبني أمية بن زيد يقال له: عذق. النهاية "3/199" ب.=
أمير يا معشر قريش، وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت1 من أن يقع اختلاف؛ فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار ونزونا2 على سعد بن عبادة فقال منهم: قتلتم سعدا، فقلت: قتل الله سعدا، أما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمرا هو أوفق من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة؛ فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى، وإما أن نخالفهم فيكون فيه فساد فمن بايع أميرا من غير مشورة المسلمين فلا بيعة له، ولا بيعة للذي بايعه تغرة3 أن يقتلا. "حم خ وأبو عبيد
= المرجب: الرجبة: هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع. ورجبتها فهي مرجبة. النهاية "2/197" ب.
1 فرقت: الفرق بالتحريك: الخوف والفزع. يقال: فرق يفرق فرقا. النهاية "3/438" ب.
2 ونزونا: أي وقعوا عليه ووطئوه. النهاية "5/44" ب.
3 تغرة أن يقتلا: التغرة: مصدر غررته إذا ألقيته في الغرر، وهي من التغرير، كالتعلة من التعليل، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره: خوف تغرة أن يقتلا: أي خوف وقوعهما في القتل، فحذف المضاف الذي هو الخوف، وأقام المضاف إليه االذي هو تغرة مقامه وانتصب على أنه مفعول له. ويجوز أن يكون قوله "أن يقتلا" بدلا من "تغرة" ويكون =
في الغرائب ق"1
14135-
عن سالم بن عبيد وكان من أصحاب الصفة قال: كان أبو بكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: يا صاحب رسول الله توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم فعلموا أنه كما قال، ثم خرج فاجتمع المهاجرون يتشاورون فبينما هم كذلك إذ قالوا: انطلقوا بنا إلى أخواننا من الأنصار فإن لهم في هذا الحق نصيبا، فانطلقوا فأتوا الأنصار فقال رجل من الأنصار: منا رجل ومنكم رجل، فقال عمر: سيفان في غمد واحد إذا لا يصطلحان، فأخذ بيد أبي بكر فقال: من هذا الذي له هذه الثلاث؟ إذ هما في الغار، من هما؟ إذ يقول لصاحبه، من صاحبه؟ لا تحزن إن الله معنا، مع من هو؟ فبسط عمر يد أبي بكر فقال: بايعوه فبايع الناس أحسن بيعة وأجملها. "ق".
14136-
عن عمر أنه قال: لا خلافة إلا عن مشورة. "ش وابن الأنباري في المصاحف".
=المضاف محذوفا كالأول. ومن أضاف "تغرة" إلى "أن يقتل" فمعناه خوف تغرته قتلهما. النهاية "3/356" ب.
1 ذكره ابن كثير في البداية والنهاية "5/246" والبيهقي في السنن الكبرى كتاب قتال أهل البغي "8/142". ورواه البخاري في صحيحه كتاب الفضائل باب فضل أبي بكر "5/8". وابن سعد في الطبقات الكبرى "3/568" ص.
14137-
عن ابن عباس أن عمر جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه، ثم قال، إن الله أبقى رسوله بين أظهرنا ينزل عليه الوحي من الله يحل به ويحرم به، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع منه ما شاء أن يرفع، وأبقي ما شاء أن يبقى، فتشبثنا ببعض وفاتنا بعض فكان مما كنا نقرأ من القرآن، لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ونزلت آية الرجم فرجم النبي صلى الله عليه وسلم ورجمنا معه، والذي نفس محمد بيده لقد حفظتها وقلتها وعقلتها لولا أن يقال كتب عمر في المصحف ما ليس فيه لكتبتها بيدي كتابا والرجم على ثلاث منازل حمل بين واعتراف من صاحبه أو شهود عدل كما أمر الله، وقد بلغني أن رجالا يقولون في خلافة أبي بكر: إنها كانت فلتة ولعمري إنها كانت كذلك ولكن الله أعطى خيرها ووقي شرها وإياكم هذا الذي ينقطع إليه الأعناق كانقطاعها إلى أبي بكر إنه كان من شأن الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي فأتينا فقيل لنا إن الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة مع سعد بن عبادة يبايعون فقمت وقام أبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح نحوهم فزعين أن يحدثوا في الإسلام، فلقينا رجلين من الأنصار رجلا صدق عويمر بن ساعدة ومعن بن عدي، فقالا: أين تريدون؟ قلنا: قومكم لما بلغنا من أمرهم، فقالا: ارجعوا فإنكم لن تخالفوا ولن يؤتى بشيء
تكرهونه فأبينا إلا أن نمضى أنا أزوي1 كلاما أن أتكلم به حتى انتهينا إلى القوم وإذا هم عكوف هنالك على سعد بن عبادة وهو على سرير له مريض؛ فلما غشيناهم تكلموا فقالوا: يا معشر قريش منا أمير ومنكم أمير فقال الحباب بن المندر: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب إن شئتم والله رددناها جذعة2 فقال أبو بكر: على رسلكم. فذهبت لأتكلم فقال: أنصت يا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر الأنصار إنا والله ما ننكر فضلكم ولا بلاغكم في الإسلام، ولا حقكم الواجب علينا ولكنكم قد عرفتم أن هذا الحي من قريش بمنزلة من العرب فليس بها غيرهم وأن العرب لن تجتمع إلا على رجل منهم فنحن الأمراء وأنتم الوزراء، فاتقوا الله ولا تصدعوا الإسلام ولا تكونوا أول من أحدث في الإسلام ألا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين لي ولأبي عبيدة بن الجراح فأيهما بايعتم فهو لكم ثقة، قال: فوالله ما بقي شيء كنت أحب أن أقول إلا قد قاله يومئذ غير هذه الكلمة، فوالله لأن أقتل ثم أحيى ثم أقتل ثم أحيى في غير معصية أحب إلي من أن أكون أميرا على قوم فيهم أبو بكر، ثم قلت يا معشر المسلمين إن أولى الناس بأمر
1 أزوى: زويت في نفسي كلاما أي جمعت. النهاية "2/321" ب.
2 جذعة: أي شابة، وفي حديث المبعث "أن ورقة بن نوفل قال: ياليتني فيها جذعا" الضمير في فيها للنبوة: أي يا ليتني كنت شابا عند ظهورها، حتى أبالغ في نصرتها وحمايتها. "1/250" ب.
رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده ثاني اثنين إذ هما في الغار أبو بكر السباق المبين، ثم أخذت بيده وبادرني رجل من الأنصار فضرب على يده قبل أن أضرب على يده فتتابع الناس وميل عن سعد بن عبادة فقال الناس: قتل سعد قتله الله ثم انصرفنا، وقد جمع الله أمر المسلمين بأبي بكر فكانت لعمري فلتة كما أعطى الله خيرها من وقي شرها، فمن دعا إلى مثلها فهو الذي لا بيعة له ولا لمن بايعه. "ش".
14138-
عن أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير يدخلون على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشاورونها ويرجعون في أمرهم؛ فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة، فقال: يا بنت رسول الله ما من الخلق أحد أحب إلي من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ما ذاك بما نعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم الباب، فلما خرج عليهم عمر جاؤوها قالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم الباب، وايم الله ليمضين ما حلف عليه: فانصرفوا راشدين فروا1 رأيكم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا عنها ولم يرجعوا إليها حتى
1 فروا أفررته أفره: فعلت به ما يفر منه ويهرب. يقال: فر يفر فرا فهو فار إذا هرب. النهاية "3/427" ب.
بايعوا لأبي بكر. "ش".
14139-
عن عروة أن أبا بكر وعمر لم يشهدوا دفن النبي صلى الله عليه وسلم وكانا في الأنصار فدفن قبل أن يرجعا. "ش".
14140-
عن محمد بن سيرين أن رجلا من بني زريق قال: لما كان ذلك اليوم خرج أبو بكر وعمر حتى أتوا الأنصار فقال: يا معشر الأنصار إنا لاننكر حقكم ولا ينكر حقكم مؤمن وإنا والله ما أصبنا خيرا إلا شاركتمونا فيه، ولكن لا ترضى العرب ولا تقر إلى على رجل من قريش لأنهم أفصح الناس ألسنة؛ وأحسن الناس وجوها وأوسط العرب دارا وأكثر الناس شحمة في العرب، فهلموا إلى عمر فبايعوه، فقالوا: لا فقال عمر: فلم؟ فقالوا: نخاف الأثرة فقال: أما ما عشت فلا بايعوا أبا بكر، فقال أبو بكر لعمر: أنت أقوى مني، فقال عمر: أنت أفضل مني، فقالاها الثانية، فلما كانت الثالثة قال له عمر: إن قوتي لك مع فضلك، فبايعوا أبا بكر، وأتى الناس عند بيعة أبي بكر أبا عبيدة بن الجراح فقال: تأتوني وفيكم ثاني اثنين. "ش".
14141-
عن إبراهيم التيمي قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عمر أبا عبيدة بن الجراح فقال: ابسط يدك فلأبايعك فإنك أمين هذه الأمة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو عبيدة [لعمر] : ما رأيت
لك فهة1 [قبلها] منذ أسلمت أتبايعني وفيكم الصديق وثاني اثنين. "ابن سعد وابن جرير"2
14142-
عن حمران قال: قال عثمان بن عفان: إن أبا بكر الصديق أحق الناس بها يعني الخلافة؛ إنه لصديق، وثاني اثنين، وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. "خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة".
14143-
عن عائشة قالت: خرج أبو بكر ثم قال: من كان عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم فليأتنا، فقال عمر: لو كان منه عهد كان عهده إلى الله ثم إليك. "اللالكائي".
14144-
عن زيد بن علي عن أبيه أن أبا سفيان جاء إلى علي فقال: يا علي بايعوا رجلا أذل قريش قبيلة، والله لئن شئت لنصد عنها عليه أقطارها ولأملأنها عليه خيلا ورجلا3 فقال له علي: يا أبا سفيان إن المؤمنين وإن بعدت ديارهم وأبدانهم قوم نصحة بعضهم لبعض، وإن المنافقين وإن قربت ديارهم وأبدانهم قوم غششة بعضهم لبعض، وإنا قد بايعنا
1 فهة: الفهة: السقطة والجهلة. يقال: فه الرجل يفه فهاهة وفهة، فهو فه وفهيه: إذا جاءت منه سقطة من العي وغيره. النهاية "3/482" ب.
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/181". وما بين الحاصرتين استدركته من الطبقات باب ذكر بيعة أبي بكر. ص.
3 ورجلا: ورجل كفرح فهو راجل ورجل ورجيل ورجيل ورجل ورجلان إذا لم يكن له ظهر يركبه. القاموس "3/381" ب.
أبا بكر وكان لذلك أهلا. "أبو أحمد الدهقان في حديثه"1
14145-
عن زيد بن علي عن آبائه قال: قام أبو بكر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل من كاره فأقيله ثلاثا يقول ذلك، فعند ذلك يقوم علي بن أبي طالب فيقول: لا والله لا نقيلك ولا نستقيلك من ذا الذي يؤخرك وقد قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم. "ابن النجار".
14146-
عن أبي البختري قال: قال عمر لأبي عبيدة: هلم حتى أبايعك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنك أمين هذه الأمة، فقال أبو عبيدة: كيف أصلي بين يدي رجل أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمنا حتى قبض. "كر".
14147-
عن أبي طلحة قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فقالوا: يا معاشر المهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث رجلا منكم قرنه برجل منا فنحن نرى أن يلي هذا الأمر رجلان: رجل منكم ورجل منا، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وكنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أنصار من يقوم مقامه فقال أبو بكر جزاكم الله خيرا من حي يا معشر
1 أبو أحمد الدهقان: حمزة بن محمد بن العباس، ثقة سكن بالعقبة وراء نهر عيسى بن علي. وتوفي سنة 347. تاريخ بغداد "8/183" ص.
الأنصار وثبت قائلكم والله لو قلت غير هذا ما صالحناكم. "طب".
14148-
عن ابن مسعود قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار، منا أمير فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار ألم تعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم أبا بكر يؤم فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر. "أبو نعيم في فضائل الصحابة".
14149-
عن القعقاع بن عمرو قال: شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلينا الظهر جاء رجل فقام في المسجد فأخبر بعضهم بعضا ان الأنصار قد اجتمعوا أن يولوا سعدا ويتركوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستوحش المهاجرون من ذلك. "ابن جرير".
14150-
عن أبي نضرة قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعت الأنصار فقام خطيب الأنصار فقال: قد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث منكم أميرا بعث منا أميرا: وإذا بعث منكم أمينا بعث منا أمينا. "ابن جرير".
14151-
عن علي أنه قال يوم الجمل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهد إلينا عهدا نأخذ به في الإمارة، ولكنه شيء رأيناه من قبل أنفسنا فإن يك صوابا فمن الله، ثم استخلف أبو بكر رحمة الله على أبي بكر فأقام واستقام ثم استخلف عمر رحمة الله على عمر فأقام واستقام حتى ضرب
الدين بجرانه1 "حم ونعيم بن حماد في الفتن وابن أبي عاصم عق واللالكائي ق في الدلائل والدورقي ص".
14152-
عن قيس بن عباد قال: قال علي بن أبي طالب: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة2 لو عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا لجالدت عليه ولم اترك ابن أبي قحافة يرقى درجة واحدة من منبره. "العشاري".
14153-
عن سعيد بن المسيب قال: خرج علي بن أبي طالب لبيعة أبي بكر فبايعه، فسمع مقالة الأنصار، فقال علي: يا أيها الناس أيكم يؤخر من قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سعيد بن المسيب: فجاء علي بكلمة لم يأت بها أحد منهم. "العشاري واللالكائي والأصبهاني في الحجة".
14154-
عن أبي الجحاف3 قال: لما بويع أبو بكر أغلق بابه ثلاثة أيام يخرج إليهم في كل يوم فيقول: أيها الناس قد أقلتكم بيعتكم
1 بجرانه: أي قر قراره واستقام كما أن البعير إذا برك واستراح مد عنقه على الأرض. النهاية "1/263" ب.
2 وبرأ النسمة: أي خلق ذات الروح، وكثيرا ما كان يقولها إذا اجتهد في يمينه. النهاية "5/49" ب.
3 أبو الجحاف: داود بن أبي عوف البر جمي الكوفي وثقه أحمد وقال النسائي: ليس به بأس وقال ابن عدي: لا يحتج به.
خلاصة الكمال "1/305". ص.
فبايعوا من أحببتم، وكل ذلك يقوم إليه علي بن أبي طالب فيقول: لا نقيلك ولا نستقيلك وقد قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ذا يؤخرك؟ "العشاري".
14155-
عن علي قال: والله إن إمارة أبي بكر وعمر لفي كتاب الله: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً} 1 قال لحفصة: أبوك وأبو عائشة واليا الناس من بعدي؛ فإياك أن تخبري أحدا. "عد والعشاري وابن مردويه وأبو نعيم في فضائل الصحابة كر".
14156-
عن سويد بن غفلة قال: دخل أبو سفيان على علي والعباس فقال: يا علي وأنت يا عباس ما بال هذا الأمر في أذل قبيلة من قريش وقلها2 والله لئن شئت لاملأنها عليه خيلا ورجالا، فقال له علي: لا والله ما أريد أن تملأها عليه خيلا ورجالا، ولولا أنا رأينا أبا بكر لذلك أهلا ما خليناه وإياها، يا أبا سفيان إن المؤمنين قوم نصحة بعضهم لبعض متوادون وإن بعدت ديارهم وأبدانهم، وإن المنافقين قوم غششة بعضهم لبعض. "كر".
1 سورة التحريم آية 3. ص.
2 وقلها: القل بالضم: القلة، كالذل والذلة. النهاية "4/104" ب.
"مسند عمر"
14157-
عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت عمر بن الخطاب وبيده عسيب نخل وهو يقول: اسمعوا لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. "ش".
قتاله رضي الله عنه مع أهل الردة
14158-
عن ابن عمر قال: لما ندر1 أبو بكر الصديق إلى ذي القصة في شأن أهل الردة واستوى على راحلته أخذ علي بن أبي طالب بزمام راحلته وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: شم سيفك2 ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة فوالله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا. "قط في غرائب مالك والخلعي في الخلعيات" وفيه أبو غزية محمد بن يحيى الزهري متروك.
14159-
"مسند أبي بكر" عن عمر قال: لما اجتمع رأي
1 ندر: أي سقط ووقع. النهاية "5/35".
2 شم سيفك: وأصل الشيم النظر إلى البرق، ومن شأنه أنه كما يخفق يخفى من غير تلبث، فلا يشام إلا خافقا وخافيا فشبه بهما السل والاغماد النهاية "2/521" ب.
ولا تفجعنا: الفجيعة الرزية وجمعها فجائع وهي الفاجعة أيضا وجمعها فواجع، وفجعته في ماله فجعا من باب نفع فهو مفجوع في ماله وأهله. المصباح المنير "2/633" ب.
المهاجرين وأنا فيهم حين ارتدت العرب فقلنا: يا خليفة رسول الله اترك الناس يصلون ولا يؤدون الزكاة فإنهم لو قد دخل الإيمان في قلوبهم لأقروا بها فقال أبو بكر: والذي نفسي بيده، لأن أقع من السماء أحب إلي من أن أترك شيئا قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أقاتل عليه فقاتل العرب حتى رجعوا إلى الإسلام، فقال عمر: والذي نفسي بيده لذلك اليوم خير من آل عمر. "العدني".
14160-
عن الزهري قال: لما بعث أبو بكر الصديق لقتال أهل الردة قال: بيتوا1 فأينما سمعتم فيها الأذان فكفوا عنها فإن الأذان شعار الإيمان. "عب".
14161-
عن ابن إسحاق قال: حدثني طلحة بن عبيد الله بن أبي بكر يأمر أمراءهم حين كان يبعثهم في الردة إذا غشيتم دارا فإن سمعتم بها أذانا فكفوا حتى تسألوهم ماذا تنقموا2 فإن لم تسمعون أذانا فشنوها غارة واقتلوا واحرقوا وانهكوا3 في القتل والجراح لا يرى بكم وهن لموت
1 بيتوا: تبييت العدو: هو أن يقصد في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة، وهو البيات. النهاية "1/170" ب.
2 تنقموا: يقال: نقم ينقم. ونقم ينقم، ونقم من فلان الإحسان إذا جعله مما يؤديه إلى كفر النعمة. "5/111" ب.
3 وانهكوا: أي ابلغوا جهدكم في قتالهم. النهاية "5/137". =
نبيكم. "ق".
14162-
عن عاصم بن ضمرة قال: ارتد علقمة بن علاثة عن دينه بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأبى أن يجنح للسلم فقال أبو بكر: لا يقبل منك إلا سلم مخزية أو حرب مجلية قال: ما سلم مخزية؟ قال: تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة، وأن قتلاكم في النار وتدون1 قتلانا ولا ندي قتلاكم، فاختاروا سلما مخزية. "ق عب".
14163-
عن أنس قال: قال أبو بكر: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة والله لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم عليه. "ق".
14164-
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم اشرأب2 النفاق بالمدينة، وارتدت العرب، وارتدت العجم وأبرقت3
= وهن: أي ضعيف، وقد وهن الإنسان يهن، ووهنه غيره وهنا وأوهنه ووهنه. النهاية "5/234" ب.
1 وتدون: من الدية واحدة الديات والهاء عوض من الواو، تقول: وديت القتيل أديه دية، إذا أعطيت ديته. واتديت: أي أخذت ديته، وإذا أمرت منه للواحد قلت: د فلانا، وللإثنين؛ ديا فلانا، وللجماعة دوا فلانا. الصحاح للجوهري "6/2521" ب.
2 اشرأب: أي ارتفع وعلا. النهاية "2/455". ب"
3 وأبرقت: يقال: برق الرجل وأبرق اوعد بالشر. اهـ المصباح المنير "1/62" ب.
وتواعدوا نهاوند وقالوا: قد مات هذا الرجل الذي كانت العرب تنصر به فجمع أبو بكر المهاجرين والأنصار وقال: إن هذه العرب قد منعوا شاتهم وبعيرهم ورجعوا عن دينهم، وإن هذه العجم قد تواعدوا نهاوند ليجمعوا لقتالكم وزعموا أن هذا الرجل الذي كنتم تنصرون به قد مات فأشيروا علي فما أنا إلا رجل منكم وإني أثقلكم حملا لهذه البلية فأطرقوا طويلا ثم تكلم عمر بن الخطاب فقال: أرى والله يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقبل من العرب الصلاة وتدع لهم الزكاة فإنهم حديث عهد بجاهلية لم يقدهم1 الإسلام، فإما أن يردهم الله إلى خير، وإما أن يعز الله الإسلام فنقوى على قتالهم، فما لبقية المهاجرين والأنصار يدان للعرب والعجم قاطبة فالتفت إلى عثمان فقال: مثل ذلك، وقال علي: مثل ذلك، وتابعهم المهاجرون ثم التفت إلى الأنصار فتابعوهم، فلما رأى ذلك صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم والحق قل2
1 يقدهم: القود: القصاص وقتل القاتل بدل القتيل. وقد أقدته به أقيده إقادة. واستقدت الحاكم: سألته أن يقيدني واقتدت منه أقتاد. النهاية "4/119" ب.
2 قل: القل بالضم القلة، كالذل والذلة. النهاية "4/104" ب.
شريد والإسلام غريب طريد قد رث حبله وقل أهله، فجمعهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعلهم الأمة الباقية الوسطى والله لا أبرح أقوم بأمر الله وأجاهد في سبيل الله حتى ينجز الله لنا وعده ويفي لنا عهده، فيقتل من قتل منا شهيدا في الجنة، ويبقى من بقي منا خليفة الله في أرضه ووارث عبادة الحق فإن الله تعالى قال لنا ليس لقوله خلف:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} والله لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل معهم الشجر والمدر والجن والإنس لجاهدتهم حتى تلحق روحي بالله إن الله لم يفرق بين الصلاة والزكاة، فجمعهما فكبر عمر وقال: والله قد علمت حين عزم الله لأبي بكر على قتالهم أنه الحق.
"خط في رواة مالك".
14165-
عن صالح بن كيسان قال: لما كانت الردة قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: الحمد لله الذي هدى فكفى وأعطى فأغنى إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم والعلم شريد والإسلام غريب طريد قد رث حبله وخلق عهده وضل أهله عنه ومقت الله أهل الكتاب فلم يعطهم خيرا لخير عندهم، ولا يصرف عنهم شرا لشر عندهم، وقد غيروا كتابهم، وألحقوا فيه ما ليس فيه والعرب الأميون صفر من الله لا
يعبدونه ولا يدعونه أجهدهم1 عيشا وأضلهم دينا في ظلف2 من الأرض معه فئة الصحابة فجمعهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعلهم الأمة الوسطى نصرهم بمن اتبعهم ونصرهم على غيرهم حتى قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم فركب منهم الشيطان مركب الذي أنزله الله عنه وأخذ بأيديهم ونعى3 هلكهم {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} إن من حولكم من العرب منعوا شاتهم وبعيرهم ولم يكونوا في دينهم، وإن رجعوا إليه أزهد منهم يومهم هذا ولم يكونوا في دينكم أقوى منكم يومكم هذا على ما فقدتم من بركة نبيكم صلى الله عليه وسلم ولقد وكلكم
1 أجهدهم: يقال: جهد الرجل فهو مجهود: إذا وجد مشقة. وجهد الناس فهم مجهودون: إذا أجدبوا. فأما أجهد فهو مجهد بالكسر: فمعناه ذو جهد ومشقه، وهو من أجهد دابته إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها ورجل مجهد: إذا كان ذا دابة ضعيفة من التعب. النهاية "1/320" ب.
2 ظلف: وأرض ظلفة كفرحة وسهلة ويحرك، وقد ظلفت كفرح غليظة لا تؤدي أثرا. القاموس "3/171" ب.
3 ونعى: نعيت الميت نعيا من باب نفع أخبرته بموته فهو منعي واسم الفعل المنعى، والمنعاة بفتح الميم فيهما مع القصر، والفاعل نعي على فعيل، يقال: جاء نعيه أي ناعيه، وهذا الذي يخبر بموته، ويكون النعي خبرا أيضا. انتهى. المصباح المنير "2/844" ب.
إلى الكافي الأول الذي وجد ضالا فهداه وعائلا فأغناه وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها والله لا أدع أقاتل على أمر الله حتى ينجز الله وعده ويوفي لنا عهده، ويقتل من قتل شهيدا من أهل الجنة ويبقى من بقي منا خليفة ووارثه في أرضه قضى الله الحق وقوله الذي لا خلف فيه:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} ثم نزل "كر" قال ابن كثير فيه انقطاع بين صالح بن كيسان والصديق لكنه يشهد لنفسه بالصحة لجزالة ألفاظه وكثرة ماله من الشواهد1
14166-
عن عائشة قالت: خرج أبي شاهرا سيفه راكبا إلى راحلته ذي القصة فجاء علي بن أبي طالب فأخذ بزمام راحلته وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد شم سيفك ولا تفجعنا بنفسك فوالله لأن أصبنا بك لا يكون للإسلام بعدك نظام أبدا فرجع وأمضى الجيش. "زكريا الساجي"2
1 راجع البداية والنهاية لابن كثير "6/311". وقال الذهبي في الميزان "2/299": صالح بن كيسان: أحد الثقات والعلماء رمى بالقدر ولم يصح عنه ذلك. ص.
2 زكريا بن يحيى البصري الساجي، جمع وصنف وله كتاب جليل في علل الحديث توفي سنة 307 هـ تذكرة الحفاظ للذهبي "2/709" ص.
14167-
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما ندر أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى ذي القصة في شأن أهل الردة واستوى على راحلته أخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بزمام راحلته وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: شم سيفك ولا تفجعنا بنفسك وارجع إلى المدينة فوالله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا. "قط في غرائب مالك والخلعي في الخلعيات" وفيه أبو غزية محمد بن يحيى الزهري متروك ثم اعلم رحمك الله أن بعض الأحاديث من هذا النوع ذكر في وجوب الزكاة.
"بعث يزيد بن أبي سفيان"
14168-
"مسند الصديق رضي الله عنه" عن يزيد بن أبي سفيان قال أبو بكر: لما بعثني إلى الشام يا يزيد إن لك قرابة عسيت تؤثرهم بالإمارة وذلك أكبر ما أخاف عليك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ولي من أمور المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة له بغير حق فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم ومن أعطى أحدا من مال أخيه محاباة له فعليه لعنة الله أو قال برئت منه ذمة الله إن الله دعا الناس إلى أن يؤمنوا بالله فيكونوا حمى الله، فمن انتهك في حمى الله شيئا بغير حق فعليه لعنة الله أو قال: برئت منه ذمة الله عز وجل.
"حم ك ومنصور بن شعبة البغدادي في الأربعين" وقال: حسن المتن غريب الإسناد وقال ابن كثير ليس هذا الحديث في شيء من الكتب الستة وكأنهم أعرضوا عنه لجهالة شيخ بقية قال: والذي يقع في القلب صحة هذا الحديث فإن الصديق كذلك فعل ولى على المسلمين خيرهم بعده.
"بعث خالد بن الوليد"
14169-
"مسند الصديق" عن نافع قال: كتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد في قتال أهل الردة، لا تظفرن بأحد قتل المسلمين إلا قتلته ونكلت به عبرة ومن أحببت ممن حاد الله أو ضاده ممن ترى أن في ذلك صلاحا فاقتله فأقام على بزاخة شهرا يصعد عنها ويصوب ويرجع إليها في طلب أولئك وقتلهم؛ فمنهم من أحرق، ومنهم من قمطه ورضخه بالحجارة، ومنهم من رمى به من رؤوس الجبال. "ابن جرير"1
14170-
عن عروة أن أبا بكر الصديق أمر خالد بن الوليد حين بعثه إلى من ارتد من العرب أن يدعوهم بدعاية الإسلام ويبينهم بالذي لهم فيه وعليهم ويحرص على هداهم فمن أجابه من الناس كلهم أحمرهم وأسودهم كان يقبل ذلك منه بأنه إنما يقاتل من كفر بالله على الإيمان بالله فإذا أجاب المدعو إلى الإسلام وصدق إيمانه لم يكن عليه سبيل
1 راجع البداية والنهاية لابن كثير "6/318" ص.
وكان الله هو حسيبه، ومن لم يجبه إلى ما دعاه إليه من الإسلام ممن يرجع عنه ان يقتله."ق".
"بعث الحبشة"
14171-
"مسند الصديق" عن عبد الرحمن بن جبير أن أبا بكر لما وجه الحبشة قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه، ثم أمرهم بالمسير إلى الشام وبشرهم بفتح الله إياها حتى تبنوا فيها المساجد فلا نعلم أنكم إنما تأتونها تلهيا، فالشام شبيعة يكثر لكم فيها من الطعام فاياي والأشر1 أما ورب الكعبة لتأشرن ولتبطرن، وإني موصيكم بعشر كلمات فاحفظوهن: لا تقتلن شيخا فانيا، ولا ضرعا2 صغيرا، ولا امرأة، ولا تهدموا بيتا، ولا تقطعوا شجرا مثمرا، ولا تعقرن بهيمة إلا لأكل ولا تحرقوا نخلا، ولا تقصر، ولا تجبن، ولا تغلل، وستجدون آخرين محلقة رؤوسهم فاضربوا مقاعد الشيطان منها بالسيوف، والله لأن أقتل رجلا منهم أحب إلي من أن أقتل سبعين من غيرهم ذلك بأن الله قال:{فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ} . "كر".
1 الأشر: أشر أشرا فهو أشر من باب تعب بطر وكفر النعمة فلم يشكرها المصباح المنير "1/21" ب.
2 ضرعا: الضرع الضعيف.
"بعث الروم"
14172-
"مسند الصديق" عن إسحاق بن بشر حدثنا ابن إسحاق عن الزهري حدثنا ابن كعب عن عبد الله بن أبي أوفى الخزاعي قال: لما أراد أبو بكر غزو الروم دعا عليا وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد ابن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبا عبيدة بن الجراح ووجوه المهاجرين والأنصار من أهل بدر وغيرهم، فدخلوا عليه وقال عبد الله بن أبي أوفى وأنا فيهم فقال: إن الله عز وجل لا تحصى نعماؤه وهو لا يبلغ جزاءها الأعمال، فله الحمد قد جمع الله كلمتكم وأصلح ذات بينكم وهداكم إلى الإسلام ونفى عنكم الشيطان، فليس يطمع أن تشركوا به ولا تتخذوا إلها غيره، فالعرب اليوم بنو أب وأم وقد رأيت أني أستنفر المسلمين إلى جهاد الروم بالشام ليؤيد الله المسلمين، ويجعل الله كلمته العليا مع أن للمسلمين في ذلك الحظ الأوفر لأنه من هلك منهم هلك شهيدا، وما عند الله خير للأبرار ومن عاش عاش مدافعا عن المسلمين مستوجبا على الله ثواب المجاهدين وهذا رأيي الذي رأيت، فأشار امرؤ علي برأيه. فقام عمر بن الخطاب فقال: الحمد لله الذي يخص بالخير من يشاء من خلقه والله ما استبقنا إلى شيء من الخير قط إلا سبقتنا إليه وذلك فضل الله يؤتيه من
يشاء والله ذو الفضل العظيم، وقد والله أردت لقاءك بهذا الرأي الذي رأيت فما قضى أن يكون حتى ذكرته فقد أصبت أصاب الله بك سبل الرشاد سرب1 إليهم الخيل في إثر الخيل وابعث الرجال بعد الرجال والجنود تتبعها الجنود فإن الله ناصر دينه معز الإسلام وأهله، ثم إن عبد الرحمن بن عوف قام فقال: يا خليفة رسول الله إنها الروم وبنو الأصفر حديد وركن شديد ما أرى أن تقتحم عليها اقتحاما، ولكن تبعث الخيل فتغير في قواصي2 أرضهم ثم ترجع إليك؛ فإذا فعلوا ذلك مرارا أضروا بهم وغنموا من أداني أرضهم فقووا بذلك على عدوهم ثم تبعث إلى أراضي أهل اليمن واقاصي ربيعة ومضر، ثم تجمعهم جميعا إليك، فإن شئت بعد ذلك غزوتهم بنفسك، وإن شئت أغزيتهم. ثم سكت الناس، قال: فقال لهم أبو بكر: ماذا ترون؟ فقال عثمان بن عفان: إني أرى أنك ناصح لأهل هذا الدين شفيق
1 سرب: سرب في الأرض سروبا من باب قعد ذهب وسرب الماء سروبا جرى. المصباح المنير "1/370" ب.
2 قواصي: قصا المكان قصوا من باب قعد بعد فهو قاص وبلاد قاصية والمكان الأقصى الأبعد، والناحية القصوى هذه لغة أهل العالية، والقصيا بالياء لغة أهل نجد والأداني والأقاصي الأقارب والأباعد، وقصوت عن القوم بعدت وأقصيته أبعدته. المصباح المنير "2/695" ب.
عليهم؛ فإذا رأيت رأيا تراه لعامتهم صلاحا فاعزم على إمضائه، فإنك غير ظنين1 فقال طلحة والزبير وسعد وأبو عبيدة وسعيد بن زيد ومن حضر ذلك المجلس من المهاجرين والأنصار: صدق عثمان ما رأيت من رأي فامضه، فإنا لا نخالفك ولا نتهمك وذكروا هذا وأشباهه وعلي في القوم لا يتكلم، قال أبو بكر: ماذا ترى يا أبا الحسن؟ فقال: أرى أنك إن سرت إليهم بنفسك أو بعثت إليهم نصرت عليهم إن شاء الله، فقال: بشرك الله بخير، ومن أين علمت ذلك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال هذا الدين ظاهرا على كل من ناواه2 حتى يقوم الدين وأهله ظاهرون فقال: سبحان الله ما أحسن هذا الحديث لقد سررتني به سرك الله، ثم إن أبا بكر رضي الله عنه قام في الناس فذكر الله بما هو أهله، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا أيها الناس إن الله قد أنعم عليكم بالإسلام وأكرمكم بالجهاد وفضلكم بهذا الدين على كل دين فتجهزوا عباد الله إلي غزو الروم بالشام فإني
1 الظنين: المتهم في دينه، فعيل مفعول من الظنة: التهمة "3/163" النهاية. ص.
2 ناواه: ناوأته مناوأه ونواء من باب قاتل إذا عاديته، أو فعلت مثل فعله مماثلة، ويجوز التسهيل فيقال ناويته ونأى عن الشيء نأيا من باب نفع بعد، وأنايته عنه أبعدته عنه في التعدية، وانتوى بمعنى نوى ومنه يقال انتوى القوم منزلا بموضع كذا أي قصدوه. المصباح المنير "2/866" ب.
مؤمر عليكم أمراء وعاقد لهم، فأطيعوا ربكم ولا تخالفوا أمراءكم لتحسن نيتكم وشربكم وأطعمتكم {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} . قال: فسكت القوم فوالله ما أجابوا فقال عمر: والله يا معشر المسلمين مالكم لا تجيبون خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دعاكم لما يحييكم؟ أما إنه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لابتدرتموه. فقال عمرو بن سعيد: فقال: يا ابن الخطاب ألنا تضرب الأمثال أمثال المنافقين فما منعك إذ عبت علينا فيه أن تبتدئ به؟ فقال عمر: إنه يعلم أني أجيبه لو يدعوني وأغزو لو يغزيني قال عمرو بن سعيد: ولكن نحن لا نغزو لكم إن غزونا إنما نغزو لله، فقال عمر: وفقك الله، فقد أحسنت فقال أبو بكر لعمرو: اجلس رحمك الله؛ فإن عمر لم يرد بما سمعت أذى مسلم ولا تأنيبه إنما أراد بما سمعت أن ينبعث المتثاقلون إلى الأرض إلى الجهاد فقام خالد بن سعيد فقال: صدق خليفة رسول الله اجلس أي أخي فجلس وقال خالد: الحمد لله الذي لا إله إلا هو الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون؛ فالله منجز وعده ومظهر دينه ومهلك عدوه ونحن غير مخالفين ولا مختلفين وأنت الوالي الناصح الشفيق ننفر إذا استنفرتنا ونطيعك إذا أمرتنا ففرح بمقالته أبو بكر وقال: جزاك الله خيرا من أخ وخليل فقد كنت أسلمت مرتغبا وهاجرت محتسبا قد كنت هربت بدينك من الكفار لكي ما يطاع
الله ورسول الله وتعلو كلمته وأنت أمير الناس فسر يرحمك الله. ثم إنه رجع ونزل خالد بن سعيد فتجهز وأمر أبو بكر بلالا فأذن أن انفروا أيها الناس إلى جهاد الروم بالشام والناس يرون أن أميرهم خالد بن سعيد وكان الناس لا يشكون أن خالد بن سعيد أميرهم وكان أول خلق الله عسكر، ثم إن الناس خرجوا إلى معسكرهم من عشرة وعشرين وثلاثين وأربعين وخمسين ومائة كل يوم حتى اجتمع أناس كثير فخرج أبو بكر ذات يوم ومعه رجال من الصحابة حتى انتهى إلى عسكرهم؛ فرأى عدة حسنة لم يرض عدتها للروم، فقال لأصحابه: ما ترون في هؤلاء أن نشخصهم1 إلى الشام في هذه العدة؟ فقال عمر: ما أرضى هذه العدة لجموع بني الأصفر، فقال لأصحابه: ماذا ترون؟ فقالوا نحن نرى ما رأي عمر، فقال: ألا أكتب كتابا إلى أهل اليمن ندعوهم إلى الجهاد ونرغبهم في ثوابه؟ فرأى ذلك جميع أصحابه قالوا: نعم ما رأيت افعل، فكتب بسم الله الرحمن الرحيم من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من قريء عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو
1 نشخصهم: شخص يشخص شخوصا خرج من موضع إلى غيره ويتعدى بالهمزة فيقال: أشخصته. المصباح المنير "1/417" ب.
أما بعد فإن الله كتب على المؤمنين الجهاد وأمرهم أن ينفروا خفافا وثقالا ويجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والجهاد فريضة مفروضة والثواب عند الله عظيم وقد استنفرنا المسلمين إلى جهاد الروم بالشام وقد سارعوا إلى ذلك وقد حسنت في ذلك نيتهم فسارعوا عباد الله ما سارعوا إليه ولتحسن نيتكم فيه، فإنكم إلى إحدى الحسنيين إما الشهادة، وإما الفتح والغنيمة، فإن الله تبارك وتعالى لم يرض لعباده بالقول دون العمل ولا يزال الجهاد لأهل عداوته حتى يدينوا بدين الحق ويقروا بحكم الكتاب حفظ الله لكم دينكم وهدى قلبكم وزكى أعمالكم ورزقكم أجر المجاهدين الصابرين وبعث بهذا الكتاب مع أنس رضي الله عنه. "كر".
14173-
عن عياض الأشعري قال: شهدت اليرموك وعليها خمسة أمراء: أبو عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض، وليس عياض هذا الذي حدث فقال: إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة فكتبنا إليه أنه قد جاش إلينا الموت واستمددناه فكتب إلينا، إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني، وإني أدلكم على من هو أعز نصرا واحضر جندا؛ الله عز وجل، فاستنصروه فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم1.
1 روى بعضه ابن سعد في الطبقات الكبرى "7/493" ص.
خلافة أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" رضي الله تعالى عنه
اعلم رحمك الله أن بعض ما يتعلق بخلافته وسيره وشمائله وفراسته ذكر في كتاب الفضائل من حرف الفاء وبعض خطبه ومواعظه ذكر في كتاب المواعظ من حرف الميم
14174-
"مسند الصديق رضي الله عنه" عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت عمر وبيده عسيب نخل وهو يجلس الناس يقول: اسمعوا لقول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء مولى لأبي بكر يقال له: شديد بصحيفة فقرأها على الناس فقال: يقول أبو بكر: اسمعوا وأطيعوا لمن في هذه الصحيفة، فوالله ما آلو بكم، قال قيس: فرأيت عمر بعد ذلك على المنبر. "ش حم وابن جرير واللالكائي في السنة".
14175-
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وعبد الله بن البهي دخل حديث بعضهم في حديث بعض أن أبا بكر الصديق لما استعز به1 دعا عبد الرحمن بن عوف وقال: أخبرني
1 استعز به: أي اشتد به المرض وأشرف على الموت. النهاية "3/228" ب.
عن عمر بن الخطاب؟ فقال عبد الرحمن: ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني، فقال أبو بكر: وإن، فقال عبد الرحمن: هو والله أفضل من رأيك فيه، ثم دعا عثمان بن عفان فقال: أخبرني عن عمر، فقال: أنت أخبرنا به فقال على ذلك يا أبا عبد الله، فقال عثمان بن عفان: اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته وأنه ليس فينا مثله فقال أبو بكر: يرحمك الله والله لو تركته لما عدوتك وشاور معهما سعيد بن زيد أبا الأعور وأسيد بن الحضير وغيرهما من المهاجرين والأنصار فقال أسيد: اللهم أعلمه الخيرة بعدك يرضى للرضى ويسخط للسخط، الذي يسر خير من الذي يعلن ولم يل هذا الأمر أحد أقوى عليه منه، وسمع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به؛ فدخلوا على أبي بكر فقال له قائل منهم: ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا، وقد ترى غلظته، فقال أبو بكر: أجلسوني أبالله تخوفوني خاب من تزود من أمركم بظلم أقول: اللهم استخلفت عليهم خير أهلك، أبلغ عني ما قلت لك من وراءك، ثم اضطجع ودعا عثمان بن عفان فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده من الدنيا خارجا عنها وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب أني استخلفت
عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا، وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيرا، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب من الإثم، والخير أردت ولا أعلم الغيب:{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} والسلام عليكم ورحمة الله.
ثم أمر بالكتاب فختمه فقال بعضهم: لما أملى أبو بكر صدر هذا الكتاب بقي ذكر عمر فذهب به قبل أن يسمي أحدا؛ فكتب عثمان أني قد استخلفت عمر بن الخطاب، ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ علي ما كتبت، فقرأ عليه ذكر عمر فكبر أبو بكر وقال: أراك خفت [إن أقبلت] نفسي في غشيتي1 تلك فتختلف الناس فجزاك الله عن الإسلام وأهله خيرا، والله إن كنت لها لأهلا ثم أمره فخرج بالكتاب مختوما ومعه عمر بن الخطاب وأسيد بن سعيد القرظي فقال عثمان للناس: أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟ قالوا: نعم فأقروا بذلك جميعا ورضوا به، وبايعوا ثم دعا أبو بكر عمر خاليا وأوصاه بما أوصاه به، ثم خرج من عنده فرفع أبو بكر يديه مدا فقال: اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم: وخفت عليكم الفتنة فعملت فيهم ما أنت أعلم به واجتهدت لهم رأيي، فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم، وأحرصه على ما أرشدهم، وقد
1 غشيتي: غشى كعني غشيا وغشيانا أغمى فهو مغشي عليه، والاسم الغشية القاموس "4/370" ب.
حضرني من أمرك ما حضر فاخلفني فيهم فهم عبادك ونواصيهم بيدك، أصلح لهم واليهم واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدي نبي الرحمة وهدي الصالحين بعده وأصلح له رعيته. "ابن سعد"1
14176-
عن أبي بكر أنه قال لعمر: أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه فاتق الله يا عمر بطاعته، وأطعه بتقواه، فإن التقي أمر محفوظ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به فمن أمر بالحق وعمل بالباطل وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن ينقطع أمنيته وأن يحبط عمله فإن أنت وليت عليهم أمرهم؛ فإن استطعت أن تجف يدك عن دمائهم وأن تضمر بطنك من أموالهم وأن تجف لسانك عن أعراضهم فافعل، ولا قوة إلا بالله. "طب".
14177-
عن عائشة قالت: لما حضر أبو بكر الوفاة فاستخلف عمر فدخل عليه علي وطلحة فقالا: من استخلفت؟ قال: عمر قالا: فماذا أنت قائل لربك؟ قال: أبالله تفرقاني2 لأنا أعلم بالله وبعمر منكما أقول: استخلفت عليهم خير أهلك. "ابن سعد"3
1 أخرجه ابن سعد بطوله في الطبقات الكبرى "4/200" ص.
2 تفرقاني: أي تخوفاني، الفرق بالتحريك: الخوف والفزع. النهاية "3/438" ب.
3 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/274". ص.
14178-
عن زيد بن الحارث أن أبا بكر حين حضره الموت أرسل إلى عمر يستخلفه؛ فقال الناس: تستخلف علينا عمر فظا غليظا، فلو قد ولينا كان أفظ وأغلظ، فما تقول لربك إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر؟ فقال أبو بكر: أبربي تخوفوني أقول: اللهم استخلفت عليهم خير أهلك. "ش" ورواه ابن جرير عن أسماء بنت عميس.
14179-
عن عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: لما حضرت أبا بكر الصديق الوفاة دعا عثمان بن عفان فأملى عليه عهده، ثم أغمي على أبي بكر قبل أن يملي أحدا فكتب عثمان عمر بن الخطاب، فأفاق أبو بكر فقال لعثمان كتبت أحدا؟ فقال: ظننتك لما بك وخشيت الفرقة فكتبت عمر بن الخطاب فقال: يرحمك الله، أما لو كتبت نفسك لكنت لها أهلا، فدخل عليه طلحة بن عبيد الله فقال: أنا رسول من ورائي إليك، يقولون: قد علمت غلظة عمر علينا في حياتك، فكيف بعد وفاتك إذا أفضيت إليه أمورنا والله سائلك عنه فانظر ما أنت قائل؟ فقال: أجلسوني، أبالله تخوفوني، قد خاب امرؤ ظن من أمركم وهما، إذا سألني الله قلت: استخلفت على أهلك خيرهم لهم فأبلغهم هذا عني. "اللالكائي".
14180-
عن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال:
لما حضر أبا بكر الموت أوصى بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من أبي بكر الصديق عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويتقي الفاجر ويصدق الكاذب، إني استخلفت من بعدي عمر بن الخطاب، فإن عدل فذلك ظني فيه، وإن جار وبدل، فالخير أردت ولا أعلم الغيب، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} ثم بعث إلى عمر فدعاه فقال: يا عمر أبغضك مبغض وأحبك محب، وقد ما يبغض الخير ويحب الشر، قال: فلا حاجة لي فيها، قال: ولكن لها بك حاجة، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته ورأيت إثرته أنفسنا على نفسه حتى أن كنا لنهدي لأهله فضل ما يأتينا منه ورأيتني وصحبتني، وإنما اتبعت إثر من كان من قبلي، والله ما نمت فحلمت ولا شهدت فتوهمت، وإني لعلى طريق ما زغت تعلم يا عمر أن لله حقا في الليل لا يقبله بالنهار وحقا بالنهار لا يقبله بالليل، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق، وحق لميزان أن يثقل لا يكون فيه إلا الحق، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل، وحق لميزان أن يخف لا يكون فيه إلا الباطل، إن أول ما أحذرك نفسك، وأحذرك الناس فإنهم قد طمحت أبصارهم وانتفخت أهواؤهم وإن لهم
لحيرة عن ذلة تكون وإياك أن تكونه، فإنهم لن يزالوا خائفين لك فرقين منك ما خفت الله وفرقته وهذه وصيتي وأقرأ عليك السلام. "كر".
14181-
عن الحسن قال: لما ثقل أبو بكر واستبان له في نفسه جمع الناس إليه فقال لهم: إنه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا لمماتي وقد أطلق الله تعالى أيمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقدي، ورد عليكم أمركم؛ فأمروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمرتم في حياة مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي، فقاموا في ذلك وخلوه تخلية، فلم تستقم لهم، فرجعوا إليه فقالوا: رأينا لنا يا خليفة رسول الله رأيك، قال: فلعلكم تختلفون؟ قالوا: لا، فقال: فعليكم عهد الله على الرضا، قالوا: نعم، قال: فأمهلوني أنظر لله ولدينه ولعباده فأرسل أبو بكر إلى عثمان فقال: أشر علي برجل، فوالله إنك عندي لها لأهل وموضع، فقال عمر اكتب فكتب حتى انتهى إلى الإسم فغشي عليه فأفاق فقال: اكتب عمر. "سيف كر".
14182-
عن أسلم قال: كتب عثمان عهد الخليفة، فأمره أن لا يسمى أحدا وترك اسم الرجل فأغمي على أبي بكر؛ فأخذ عثمان العهد فكتب فيه اسم عمر؛ فأفاق أبو بكر فقال: أرنا العهد، فإذا فيه اسم عمر، فقال: من كتب هذا؟ قال: أنا، قال: رحمك الله وجزاك
الله خيرا لو كتبت نفسك لكنت لذلك أهلا. "الحسن بن عرفة في جزئه" قال ابن كثير إسناده صحيح.
14183-
سيف بن عمر عن أبي ضمرة عبد الله بن المستورد الأنصاري عن أبيه عن عاصم قال: جمع أبو بكر الناس وهو مريض فأمر من يحمله إلى المنبر فكانت آخر خطبة خطب بها، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس احذروا الدنيا ولا تثقوا بها غرارة، وآثروا الآخرة على الدنيا، فأحبوها فبحب كل واحدة منهما تبغض الأخرى، وإن هذا الأمر الذي هو أملك بنا لا يصلح آخره إلا بما صلح به أوله؛ فلا يحمله إلا أفضلكم مقدرة وأملككم لنفسه، أشدكم في حال الشدة وأسلسكم في حال اللين وأعلمكم برأي ذوي الرأي لا يتشاغل بما لا يعنيه ولا يحزن لما ينزل به، ولا يستحيي من التعلم، ولا يتحير عند البديهة قوي على الأمور لا يخور بشيء منها حده بعدوان ولا تقصير، يرصد لما هو آت عتاده من الحذر والطاعة وهو عمر بن الخطاب ثم نزل. "كر".
14184-
عن سعيد بن المسيب قال: لما ولي عمر بن الخطاب خطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إني علمت أنكم كنتم تونسون مني شدة وغلظة، وذلك أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت عبده وخادمه وكان كما قال الله
تعالى: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} فكنت بين يديه كالسيف المسلول إلا أن يغمدني أو ينهاني عن أمر فأكف، وإلا أقدمت على الناس لمكان لينه، فلم أزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى توفاه الله وهو عني راض والحمد لله على ذلك كثيرا، وأنا به أسعد، ثم قمت ذلك المقام مع أبي بكر خليفة رسول الله بعده وكان قد علمتم في كرمه ودعته1 ولينه، فكنت خادمه كالسيف بين يديه أخلط شدتي بلينه، إلا أن يتقدم إلي فأكف، وإلا أقدمت فلم أزل على ذلك حتى توفاه الله وهو عني راض والحمد لله على ذلك كثيرا وأنا به أسعد، ثم صار أمركم إلي اليوم وأنا أعلم؛ فسيقول قائل: كان يشتد علينا والأمر إلى غيره، فكيف به إذا صار إليه؟ واعلموا أنكم لا تسألون عني أحدا قد عرفتموني وجربتموني وعرفتم من سنة نبيكم ما عرفت وما أصبحت نادما على شيء أكون أحب أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه إلا وقد سألته، فاعلموا أن شدتي التي كنتم ترون ازدادت أضعافا إذ صار الأمر إلي على الظالم والمعتدي والأخذ للمسلمين لضعيفهم من قويهم وإني بعد شدتي تلك واضع خدي بالأرض لأهل العفاف والكف منكم والتسليم، وإني
1 ودعته: الدعة: الخفض، والهاء عوض من الواو تقول منه: ودع الرجل بالضم فهو وديع أي ساكن، ورجل متدع أي صاحب دعة واستراحة. الصحاح للجوهري "3/1296".
لا آبى1 إن كان بيني وبين أحد منكم شيء من أحكامكم أن أمشي معه إلى من أحببتم منكم فلينظر فيما بيني وبينه أحد منكم، فاتقوا الله عباد الله وأعينوني على أنفسكم بكفها عني، وأعينوني على نفسي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحضاري النصيحة فيما ولاني الله من أمركم، ثم نزل. "أبو حسين بن بشران في فوائده وأبو أحمد الدهقان في الثاني من حديثه ك واللالكائي".
14185-
عن الحسن قال: إن أول خطبة خطبها عمر حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما فقد ابتليت بكم وابتليتم بي وخلفت فيكم بعد صاحبي فمن كان بحضرتنا باشرناه بأنفسنا، ومهما غاب عنا، ولينا أهل القوة والأمانة فمن يحسن نزده حسنا ومن يسيء نعاقبه ويغفر الله لنا ولكم. "ابن سعد هب"2
14186-
عن جامع بن شداد عن أبيه قال: كان أول كلام تكلم به عمر بن الخطاب حين صعد المنبر أن قال: اللهم إني غليظ فليني وإني ضعيف
1 آبى: الاباء بالكسر والمد مصدر قولك أبى يأبى بالفتح فيهما مع خلوه من حروف الحلق وهو شاذ أي امتنع، فهو آب وأبى وأبيان بفتح الباء، وتأبى عليه: امتنع. المختار "2" ب.
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/274" ص.
فقوني، وإني بخيل فسخني. "ابن سعد"1
14187-
عن حميد بن هلال: حدثنا من شهد وفاة أبي بكر الصديق فلما فرغ عمر من دفنه نفض يديه من تراب قبره، ثم قام خطيبا مكانه فقال: إن الله ابتلاكم بي، وابتلاني بكم، وأبقاني فيكم بعد صاحبي فوالله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني ولا يتغيب عني فآلو2 فيه عن الجزء3 والأمانة، ولئن أحسنوا لأحسنن إليهم، ولئن أساؤوا لأنكلن بهم قال الرجل: فوالله ما زال على ذلك حتى فارق الدنيا. "ابن سعد هب"4
14188-
عن القاسم بن محمد قال: قال عمر بن الخطاب: ليعلم من ولي هذا الأمر من بعد أن سيريده عنه القريب والبعيد إني لأقاتل
1 ففي الطبقات الكبرى لابن سعد "3/274" لفظ: "اللهم إني شديد
…
" ص.
2 فآلو: ألا من باب عدا، أي قصر، وفلان لا يألوك نصحا فهو آل المختار من صحاح اللغة "16" ب"
3 الجزء: الجزء واحد الأجزاء، وجزأت الشيء جزءا: قسمته وجعلته أجزاء، وكذلك التجزئة. الصحاح للجوهري "1/40" ب.
4 أخرجه ابن سعد في الطبقات "3/275" ويوجد لفظ [عن تراب][فوالله مازاد] انتهى. ص.
الناس عن نفسي قتالا ولو علمت أن احدا من الناس أقوى عليه مني لكنت أقدم فيضرب عنقي أحب إلي من أن أليه1 "ابن سعد كر"2
14189-
عن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: إن ناسا كانوا يأخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا آمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا شرا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة. "عب".
14190-
عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب إلى السوق فلحقت عمر امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغارا والله ما ينضجون كراعا3 ولا لهم زرع ولا ضرع،
1 أليه: أي أطلبه واجهد نفسي فيه، يقال: إلا حظيه فلا أليه: أي إن لم أحظ فلا أزال أطلب ذلك وأجهد نفسي فيه. انتهى. القاموس "4/300" ب.
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/275" ص.
3 ينضجون: أي ما يطبخون كراعا لعجزهم وصغرهم. يعني لا يكفون أنفسهم خدمة ما يأكلونه فكيف غيره؟ وفي رواية "ما تستنضج كراعا" والكراع: يد الشاة النهاية "5/69". ب.
وخشيت أن يأكلهم الضبع وأنا؟؟ بنت خفاف بن إيماء الغفاري، وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم، فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال: مرحبا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير1 كان مربوطا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما وجعل بينهما نفقة وثيابا، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين أكثرت لها فقال عمر: ثكلتك أمك شهد أبوها الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحناه، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه. "خ2 وأبو عبيدة في الأموال هق".
14191-
عن همام قال: جاء إلى عمر رجل من أهل الكتاب فقال: السلام عليك يا ملك العرب، فقال عمر: هكذا تجدونه في كتابكم أليس تجدون النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الخليفة، ثم أمير المؤمنين، ثم الملوك بعد؟ قال له: بلى. "ش ونعيم بن حماد في الفتن".
14192-
عن الحسن أن عمر بن الخطاب مصر الأمصار؛ المدينة والبصرة والكوفة والبحرين ومصر والشام والجزيرة. "ابن سعد"3
14193-
عن أبي صالح الغفاري قال: كتب عمرو بن العاص إلى
1 ظهير: يعني شديد الظهر قويا على الرحلة. النهاية "3/166" ب.
2 أخرجه البخاري في صحيحه وبلفظه باب غزوة الحديبية "5/158" ص.
3 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/284" ص.
عمر بن الخطاب، أنا قد خططنا لك دارا عند المسجد الجامع، فكتب إليه عمر أني لرجل من الحجاز تكون له دار بمصر، وأمره أن يجعلها سوقا للمسلمين. "ابن عبد الحكم".
14194-
عن أنس بن مالك قال: استعملني أبو بكر على الصدقة فقدمت وقد مات أبو بكر فقال عمر: يا أنس أجئتنا بظهر1 قلت: نعم، قال: جئتنا بالظهر والمال لك؟ قلت: هو أكثر من ذلك، قال: وإن كان هو لك وكان المال هو أربعة آلاف، فكنت أكثر أهل المدينة مالا، وفي رواية: أجئتنا بظهر؟ قلت: البيعة ثم الخبر، فقال عمر: وفقت، فبسط يده فبايعته على السمع والطاعة. "ابن سعد".
14195-
عن عمر بن عطية قال: أتيت عمر بن الخطاب فبايعته وأنا غلام على كتاب الله وسنة نبيه هي لنا وهي علينا فضحك وبايعني. "مسدد".
14196-
"مسند عمر" عن النعمان بن بشير أن عمر بن الخطاب قال في مجلس وحوله المهاجرون والأنصار أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ما كنتم فاعلين فسكتوا فقال ذلك مرتين أو ثلاثا فقال بشر بن سعد:
1 بظهر: الظهر: الإبل التي يحمل عليها وتركب. يقال: عند فلان ظهر أي إبل. النهاية "3/166" ب.
لو فعلت ذلك قومناك تقويم القدح1 فقال عمر: أنتم إذا أنتم إذا. "أبو ذر الهروي في الجامع كر".
"بعوثه رضي الله عنه"
14197-
"مسنده" عن عاصم بن أبي النجود عن عمر بن الخطاب كان إذا بعث عماله شرط عليهم أن لا تركبوا برذونا ولا تأكلوا نقيا2 ولا تلبسوا رقيقا، ولا تغلقوا أبوابكم دون حوائج الناس، فإن فعلتم شيئا من ذلك فقد حلت بكم العقوبة، ثم يشيعهم، فإذا أراد أن يرجع قال: إني لم أسلطكم على دماء المسلمين، ولا على أعراضهم، ولا على أموالهم، ولكني بعثتكم لتقيموا بهم الصلاة، وتقسموا فيهم فيئهم، وتحكموا بينهم بالعدل فإذا أشكل عليكم شيء فارفعوه إلي، ألا
1 القدح: ومنه الحديث "كان يسوي الصفوف حتى يدعها مثل القدح" أي مثل السهم أو سطر الكتابة. النهاية "4/20" ب.
2 برذون: البرذون: الدابة، قال الكسائي: الأنثى من البراذين برذونه. المختار "35" ب.
نقيا: نقاوة الشيء: خياره، وكذلك النقاية بالضم فيهما، كأنه بنى على ضده وهو النفاية، لأن فعالة يأتي كثيرا فيما يسقط من فضلة الشيء. يقال: نقي الشيء بالكسر ينقى نقاوة بالفتح، فهو نقي أي نظيف. الصحاح للجوهري "6/2514" ب.
فلا تضربوا العرب فتذلوها ولا تجمروها1 فتفتنوها ولا تعتلوا عليها فتحرموها جردوا القرآن2 "هب أيضا".
14198-
عن إبراهيم عن عمر بن الخطاب بلغه أن قوما صبروا حتى قتلوا، فقال: لو فاؤوا لكنت لهم فئة3 "ابن جرير أيضا".
14199-
عن حيوة بن شريح عن عمر بن الخطاب كان إذا بعث أميرا أوصاهم بتقوى الله وقال عند عقدة الولاية: بسم الله وعلى عون الله وامضوا بتأييد الله والنصر ولزوم الحق والصبر، وقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين، ثم لا تجبنوا عند اللقاء ولا تمثلوا4 عند القدرة، ولا تسرفوا عند الظهور، ولا
1 ولا تجمروها: تجمير الجيش جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم النهاية "1/292" ب.
2 جردوا: أي لا تقرنوا به شيئا من الأحاديث ليكون وحده مفردا، وقيل: أراد أن لا يتعلموا من كتب الله شيئا سواه وقيل: أراد جردوه من النقط والاعراب وما أشبههما. النهاية "1/256" ب.
3 فئة أصل الفيء الرجوع. يقال: فاء يفيء فئة وفيوء، كأنه كان في الأصل لهم فرجع إليهم. النهاية "3/482" ب.
4 ولا تمثلوا: يقال: مثلت بالحيوان أمثل به مثلا، إذا قطعت أطرافه وشوهت به، ومثلت بالقتيل، إذا جدعت أنفه، أو أذنه، أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه. والاسم: المثلة: فاما مثل بالتشديد فهو للمبالغة. النهاية "4/294" ص.
تنكلوا1 عند الجهاد ولا تقتلوا امرأة ولا هرما ولا وليدا، وتوقوا قتلهم إذا التقى الزحفان وعند جمة2 النهضات، وفي شن الغارات، ولا تغلوا3 عند الغنائم ونزهوا الجهاد عن عرض الدنيا وأبشروا بالأرباح في البيع الذي بايعتم وذلك هو الفوز العظيم. "في كتاب المداراة ولا يحضرني اسم مخرجه إلا أنه قديم تكثر الرواية فيه عن أبي خيثمة أيضا".
14200-
عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري أن جيشا من الأنصار كانوا بأرض فارس مع أميرهم، وكان عمر يعقب4 الجيوش في كل عام فشغل عنهم عمر، فلما مر الأجل قفل5 أهل ذلك الثغر فاشتد عليهم وتواعدهم6 وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا عمر إنك7
1 تنكلوا: نكل به تنكيلا، أي جعله نكالا وعبرة لغيره. المختار من صحاح اللغة "538" ب.
2 جمة: الجمة: المكان الذي يجتمع فيه ماؤه، والجمع الجمام. انتهى. الصحاح للجوهري "5/1890" ب.
3 ولا تغلوا: وغل من المغنم يغل بالضم غلولا: خان. المختار "377" ب.
4 يعقب: المعقب من كل شيء: ما جاء عقيب ما قبله. النهاية "3/267" ب.
5 قفل: القفول: الرجوع من السفر، وبابه دخل، ومنه: القافلة وهي الرفقة الراجعة من السفر. المختار "431" ب.
6 وتواعدهم: وتواعد القوم: وعد بعضهم بعضا هذا في الخير: وأما في الشر فيقال: اتعدوا، والتوعد: التهدد. المختار "577" ب.
7 الحديث: رواه أبو داود كتاب الخراج باب تدوين العطاء رقم "2944" ص.
غفلت عنا، وتركت فينا ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من أعقاب بعض الغزية بعضا. "د ق".
"بعث أبي عبيدة"
14201-
عن سويد أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: لما هرم أبو عبيدة: لو أتوني كنت فئتهم.
"ق".
"ذيل البعوث"
14202-
عن أبي خزيمة بن ثابت قال: كان عمر إذا استعمل رجلا أشهد عليه رهطا من الأنصار وغيرهم يقول: إني لم أستعملك على دماء المسلمين ولا على أعراضهم، ولكني استعملتك عليهم لتقسم بينهم بالعدل وتقيم فيهم الصلاة، واشترط عليه أن لا يأكل نقيا ولا يلبس رقيقا ولا يركب برذونا، ولا يغلق بابه دون حوائج الناس. "ش كر".
14203-
عن عبد الرحمن بن سابط قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى سعيد بن عامر الجمحي فقال: إنا مستعملوك على هؤلاء لتسير بهم إلى أرض العدو فتجاهد بهم، فقال: يا عمر لا تفتني فقال عمر: والله لا أدعكم جعلتموها في عنقي، ثم تخليتم عني، إنما أبعثك على قوم لست أفضلهم، ولست أبعثك لتضرب أبشارهم1 ولتنتهك أعراضهم، ولكن
1 أبشارهم: وفي حديث عبد الله بن عمرو "أمرنا أن نبشر الشوارب =
تجاهد بهم عدوهم وتقسم بينهم فيئهم. "ابن سعد كر".
14204-
عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قال: خرج عمرو بن العاص إلى بطريق1 عنه2 في نفر من أصحابه فقال له البطريق: مرحبا بك وأجلسه معه على سريره وحادثه وأطال، ثم كلمه بكلام كثير وحاجه عمرو ودعاه إلى الإسلام، فلما سمع البطريق كلامه وبيانه وآدابه قال بالرومية: يا معشر الروم أطيعوني اليوم واعصوني الدهر، هذا أمير القوم ألا ترون كلما كلمته كلمة أجابني عن نفسه لا يقول: أشاور أصحابي، وأذكر لهم ما عرضت علي فليس إلا أن نقتله قبل أن يخرج من عندنا: فتختلف العرب بيننا وبين أمرهم، فقال من حوله من الروم ليس هذا برأي، وكان قد دخل مع عمرو بن العاص رجل من أصحابه يعرف كلام الروم، فألقى إلى عمرو ما قال الملك، وخرج عمرو من عنده فلما خرج من الباب كبر وقال: لا أعود لمثل هذا أبدا، وأعظم القوم
= بشرا" أي نحفيها حتى تبين بشرتها، وهي ظاهر الجلد، ويجمع على أبشار، ومنه الحديث " لم أبعث عما لي ليضربوا أبشاركم". النهاية "1/129" ب.
1 البطريق: هو الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم وهو ذو منصب وتقدم عندهم النهاية "1/135" ب.
2 عنة: بضم اوله وتشديد ثانيه من مخاليف اليمن وقيل قرية باليمن معجم البلدان "6/233". والله أعلم.
ذلك وحمدوا الله على مارزقوا من السلامة، وكتب عمرو بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر الحمد لله على إحسانه إلينا وإياك والتغرير بنفسك أو بأحد من المسلمين في هذا وشبهه بحسب العلج1 منهم أن يتكلم من مكان سواء بينك وبينه فتأمن غائلته ويكون أكسر له فلما قرأ عمرو بن العاص كتاب عمر رحم عليه، ثم قال: ما الأب البر لولده بأبر من عمر بن الخطاب لرعيته. "ابن سعد".
14205-
عن أبي موسى قال: إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعثني أعلمكم كتاب ربكم وسنة نبيكم وأنظف طرقكم. "حل كر".
14206-
"مسند عمر" عن عمر أنه كان يقول للجيوش إذا بعثهم: أنا فئتكم. "ابن جرير".
خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
"مراسلاته رضي الله عنه"
14207-
عن الشعبي قال: كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن سر إلى عتبة بن غزوان فقد وليتك عمله، واعلم أنك تقدم على رجل من المهاجرين الأولين الذين قد سبقت لهم من الله الحسنى لم أعزله، أن لا يكون عفيفا2 صليبا شديد البأس ولكني
1 العلج: الرجل من كفار العجم وغيرهم. النهاية "3/286" ب.
2 عفيفا: الاستعفاف: طلب العفاف والتعفف، وهو الكف عن الحرام
ظننت أنك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه فاعرف له حقه، وقد وليت قبلك رجلا فمات قبل أن يصل، فإن يرد الله تعالى أن تلي وليت وإن يرد أن يلي عتبة فالخلق والأمر لله رب العالمين، واعلم أن أمر الله محفوظ بحفظه الذي أنزله، فانظر الذي خلقت له فاكدح له ودع ما سواه؛ فإن الدنيا أمد والآخرة أبد فلا يشغلنك شيء مدبر خيره عن شيء باق شره واهرب إلى الله من سخطه؛ فإن الله يجمع لمن يشاء الفضيلة في حكمه وعلمه نسأل الله لنا ولك التقوى على طاعته والنجاة من عذابه. "ابن سعد"1
14208-
عن أبي حذيفة إسحاق بن بشير عن شيوخه قال: كتب عمر بن الخطاب لما استخلف إلى أبي عبيدة بن الجراح: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عبيدة بن الجراح سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد، فإن أبا بكر الصديق خليفة رسول الله
= والسؤال من الناس: أي من طلب العفة وتكلفها أعطاه الله إياها وقيل الاستعفاف: الصبر والنزاهة عن الشيء، يقال: عف يعف عفة فهو عفيف. النهاية "3/264".
صليبا: الصلب والصليب: الشديد، وكذلك الصلب بتشديد اللام. انتهى. الصحاح للجوهري "1/163" ب.
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "4/362" ص.
صلى الله عليه وسلم قد توفي إنا لله وإنا إليه راجعون ورحمة الله وبركاته على أبي بكر الصديق العامل بالحق والآمر بالقسط والآخذ بالعرف واللين والستير1. الوادع السهل القريب الحليم، ونحتسب مصيبتنا فيه ومصيبتكم ومصيبة المسلمين عامة عند الله، وأرغب إلى الله في العصمة بالتقى برحمته والعمل بطاعته ما أحيانا والحلول في جنته إذا توفانا، فإنه على كل شيء قدير، وقد بلغنا إحصاركم لأهل دمشق وقد وليتك جميع الناس فأثبت2 سراياك في نواحي أرض حمص ودمشق وما سواها من أرض الشام وانظر في ذلك برأيك ومن حضرك من المسلمين، ولا يحملك قولي هذا على أن تعرى3 عسكرك فيطمع فيك عدوك، ولكن من استغنيت عنه
1 الستير: أي العفيف. يقال رجل مستور وستير: أي عفيف. المختار من صحاح اللغة "228" ب.
الوداع: تقول: ودع الرجل بضم الدال فهو وديع، أي ساكن، ووادع أيضا، مثل حمض فهو حامض. المختار "566" ب.
2 فأثبت: أي احبسها واجعلها ثابتة في مكان لا تفارقه. وفي حديث أبي قتادة رضي الله عنه " فطعنته فأثبته" أي حبسته وجعلته ثابتا في مكانه لا يفارقه. النهاية "1/205" ب.
3 تعرى: وعرى من ثيابه بالكسر عريا بالضم فهو عار وعريان، والمرأة عريانة وما كان على فعلان فمؤنثه بالهاء وأعراه وعراه تعرية فتعرى، وفرس عري ليس عليه سرج. النهاية "3/338" ب.
فسيره، ومن احتجت إليه في حصارك فاحتبسه، وليكن فيمن تحتبس خالد بن الوليد فإنه لا غنى بك عنه. "كر".
14209-
عن ضبة1 بن محصن قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أما بعد فإن للناس نفرة من سلطانهم، فأعوذ بالله أن تدركني وإياك؛ فأقم الحدود ولو ساعة من النهار، وإذا حضر أمران أحدهما لله، والآخر للدنيا فآثر نصيبك من الله فإن الدنيا تنفد والآخرة تبقى وأخف الفساق واجعلهم يدا يدا ورجلا ورجلا عد مريض المسلمين واحضر جنائزهم، وافتح بابك وباشر أمورهم بنفسك، فإنما أنت رجل منهم غير أن الله جعلك أثقلهم حملا، وقد بلغني أنه نشأ لك ولأهل بيتك هيئة في لباسك ومطعمك ومركبك، ليس للمسلمين مثلها، فإياك يا عبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة مرت بواد خصب، فلم يكن لها هم إلا التسمن وإنما حتفها في السمن، واعلم أن العامل إذا زاغ زاغت رعيته، وأشقى الناس من شقيت به رعيته. "الدينوري".
14210-
"مسند عمر" عن الليث بن سعد قال: كتب عمر
1 ضبة بن محصن العنزي البصري - قليل الحديث ثقة مشهور، ضبة هكذا ضبطه في تبصير المنتبه "3/854". وراجع تهذيب النهذيب "4/442" ص.
بن الخطاب إلى عمرو بن العاص من عبد الله أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإني فكرت في أمرك الذي أنت عليه، فإذا أرضك أرض واسعة عريضة رفيعة قد أعطى الله أهلها عددا وجلدا1 وقوة في بر وبحر وأنها لا تؤدي نصف ما كانت تؤديه من الخراج قبل ذلك على قحوط2 لا جدوب ولقد أكثرت من مكاتبتك في الذي على أرضك من الخراج، فظننت أن ذلك شيئا بينا على غير نزر3 ورجوت أن تفيق فترجع إلى ذلك، فإذا أنت تأتيني بمعاريض4 تغتالها ولا توافق الذي في نفسي، ولست قابلا منك دون الذي كانت تؤخذ به من الخراج قبل ذلك، ولست أدري
1 جلدا: الجلد: القوة والصبر. النهاية "1/284" ب".
2 "قحوط: القحط: الجدب. وقحط المطر يقحط قحوطا، إذا احتبس. الصحاح للجوهري "3/1151" ب.
جدوب: الجدب: نقيض الخصب. ومكان جدب أيضا وجديب: بين الجدوبة. وأرض جدبة وأرض جدوب. الصحاح للجوهري "1/97" ب،
3 نزر: النزر: القليل التافة. وقد نزر الشيء بالضم ينزر نزارة وعطاء منزوور أي قليل وقولهم: فلان لا يعطي حتى ينزر: أي يلح عليه ويصغر من قدره الصحاح للجوهري "2/826" ب"
4 بمعاريض: المعاريض جمع معراض، من التعريض، وهو خلاف التصريح من القول. النهاية "3/212" ب.
مع ذلك ما الذي أنفرك من كتابي فلئن كنت مجزما1 كافيا صحيحا فإن البراءة لنافعة، ولئن كنت مضيعا فطنا2 فإن الأمر على غير ما تحدث به نفسك، وقد تركت أن أبتلي ذلك منك في العام الماضي رجاء أن تفيق فترجع إلى ذلك، وقد علمت أنه لم يمنعك من ذلك إلا عمالك عمال السوء، وما تواليت عليه وتلفق3 اتخذوك كهفا، وعندي بإذن الله دواء فيه شفاء عما أسألك عنه، فلا تجزع أبا عبد الله أن يؤخذ منك الحق وتعطاه، فإن النهر يخرج الدر والحق أبلج، ودعني وما عنه تتلجلج فإنه قد برح4 الخفاء والسلام. قال: فكتب إليه عمرو بن العاص بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فقد بلغني كتاب أمير المؤمنين في الذي استبطأني
1 مجزما: جزم الشيء قطعه، ومنه جزم الحرف. المختار "76" ب.
2 فطنا: الفطنة كالفهم تقول: فطن للشيء يفطن بالضم فطنة وفطن بالكسر فطنة أيضا، وفطانة وفطأنية بفتح الفاء فيهما ورجل فطن بكسر الطاء وضمها. المختار "399" ب.
3 وتلفق: لفق الثوب، وهو أن يضم شقة إلى أخرى فيخيطهما، وبابه ضرب. وأحاديث ملفقة، أي: أكاذيب مزخرفة. المختار "476" ب.
4 برح الخفاء: إذا ظهر. النهاية "1/114" ب.
فيه من الخراج، والذي ذكر فيها من عمل الفراعنة قبلي، وإعجابه من خراجها على أيديهم ونقص ذلك منها منذ كان الإسلام، ولعمري الخراج يومئذ أوفر وأكثر، والأرض أعمر لأنهم كانوا على كفرهم وعتوهم أرغب في عمارة أرضهم منا منذ كان الإسلام وذكرت أن النهر يخرج الدر فحلبتها حلبا قطع ذلك درها، وأكثرت في كتابك وأنبت وعرضت وبرأت1 وعلمت أن ذلك عن شيء نخفيه على غير خبير فجئت لعمري بالمفظعات2 المقذعات ولقد كان لكم فيه من الصواب من القول رضين3 صارم بليغ صادق وقد عملنا لرسول الله
1 وبرأت: قال ابن فارس في مقاييس اللغة "1/236": فأما الباء والراء والهمزة فأصلان إليهما ترجع فروع الباب أحدهما الخلق يقال: برأ الله الخلق يبرؤهم برءا. والبارئ الله جل ثناؤه. قال الله: "فتوبوا إلى بارئكم"، وقال أمية:"الخالق البارئ المصور" والأصل الآخر: التباعد من الشيء ومزايلته، من ذلك البرء وهو السلامة من السقم يقال: برئت وبرأت. ولعل معنى "وبرأت" يرجع إلى الأصل الثاني وهو التباعد من الشيء ومزايلته والله أعلم. ب.
2 المفظعات: المفظع: الشديد الشنيع. النهاية "3/459" ب.
المقذعات: هو الفحش من الكلام الذي يقبح ذكره، يقال: أقذع له إذا أفحش في شتمه. النهاية "4/29" ب.
3 رضين: المرضون شبه المنضود من الحجارة ونحوها يضم بعضها إلى بعض في بناء أو غيره، وفي نوادر الأعراب رضن على قبره وضمد ونضد ورثد كله واحد. "هذا إذا كان لفظ رضين صحيح، وأما إذا كان =
صلى الله عليه وسلم ولمن بعده فكنا بحمد الله مؤدين لأمانتنا حافظين لما عظم الله من حق أئمتنا، نرى غير ذلك قبيحا والعمل به سيئا، فتعرف ذلك لنا وتصدق به قبلنا معاذ الله من تلك الطعم1 ومن شر الشيم والاجتراء على كل مأثم فاقبض عملك فإن الله قد نزهني عن تلك الطعم الدنية والرغبة فيها بعد كتابك الذي لم تستبق فيه عرضا تكرم فيه أخا، والله يا ابن الخطاب لأنا حين يراد ذلك مني أشد لنفسي غضبا ولها إنزاها2 وإكراما، وما علمت من عمل أرى علي فيه متعلقا ولكني حفظت ما لم تحفظ، ولو كنت من يهود يثرب ما زدت يغفر الله لك ولنا وسكت عن أشياء كنت بها عالما وكان اللسان بها مني ذلولا، ولكن
= اللفظ "رصين" ولعله الصواب. فمعناه رصن الشيء بالضم رصانة فهو رصين ثبت، وأرصنه: أثبته وأحكمه. ورصنه: أكمله. الأصمعي: رصنت الشيء أرصنه رصنا أكملته. والرصين: المحكم الثابت. انتهى. لسان العرب "13/181" ب.
1 الطعم: ومنه حديث الحسن " وقتال على كسب هذه الطعمة" يعني الفيء والخراج. والطعمة بالكسر والضم: وجه المكسب يقال: هو طيب الطعمة وخبيث الطعمة، وهي بالكسر خاصة حالة الأكل. النهاية "3/126".
الشيم: والشيمة: الخلق. الصحاح للجوهري "5/1964" ب.
2 إنزاها: والنزاهة البعد عن السوء، ويقال: سقت إبلى ثم نزهتها نزها أي باعدتها عن الماء، وإن فلانا لنزيه كريم إذا كان بعيدا عن اللؤم. وهو نزيه الخلق. الصحاح للجوهري "6/2253" ب.
الله عظم من حقك ما لا يجهل، والسلام، قال ابن قيس مولى عمرو بن العاص فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فقد عجبت من كثرة كتبي إليك في إبطائك بالخراج وكتابك إلي ببنيات1 الطريق وقد علمت أني لست أرضى منك إلا بالحق البين، ولم أقدمك إلى مصر أجعلها لك طعمة ولا لقومك لكني وجهتك لما رجوت من توفير الخراج وحسن سياستك، فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل الخراج، فإنما هو فيء المسلمين وعندي من تعلم قوم محصورون، والسلام، فكتب إليه عمرو بن العاص بسم الله الرحمن الرحيم لعمر بن الخطاب من عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فقد أتاني كتاب أمير المؤمنين يستبطئني في الخراج، ويزعم أني أعند عن الحق أنكب عن الطريق وإني والله ما أرغب عن صالح ما تعلم ولكن أهل الأرض استنظروني إلى أن تدرك غلتهم فنظرت للمسلمين فكان الرفق بهم خيرا من أن يخرق بهم فنصير إلى ما لا غنى لهم عنه، والسلام. "ابن عبد الحكم أيضا".
1 ببنيات: وبنيات الطريق هي الطرق الصغار تتشعب من الجادة، وهي الترهات. الصحاح للجوهري "6/2287" ب.
14211-
عن هشام بن إسحاق العامري قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أن يسأل المقوقس عن مصر من أين تأتي عمارتها وخرابها فسأله عمرو، فقال له المقوقس: تأتي عمارتها وخرابها من وجوه خمسة، الأول أن يستخرج خراجها في إبان واحد عند فروغ أهلها من زروع، ويرفع خراجها في إبان واحد عند فراغ أهلها من عصر كرومها، ويحفر في كل سنة خليجها ويسد ترعها1 وجسورها ولا يقبل محل أهلها مريد البغي فإذا فعل هذا فيها عمرت وإن عمل فيها بخلافه خربت. "ابن عبد الحكم".
"فتوحات خلافة عمر رضي الله عنه"
14212-
"مسند عمر" عن نافع قال: قال عمر بن الخطاب حين أتاه فتح القادسية: أعوذ بالله أن يعقبني2 الله بين أظهركم حتى يدركني
1 ترعها: والترعة بالضم: الباب. وفي الحديث: "إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة" ويقال: الترعة، الروضة، ويقال الدرجة. والترعة أيضا أفواه الجداول، حكاه بعضهم. الصحاح للجوهري "3/1191" ب.
2 قال الخطابي: الأعقاب: أن يبعث الإمام في أثر المقيمين في الثغر جيشا يقيمون مكانهم وينصرف أولئك، فإنه إذا طالت عليهم الغيبة والغربة تضرروا به وأضر ذلك بأهليهم. انتهى. عون المعبود "8/176" ب.
أولادكم من هؤلاء، قالوا: ولم يا أمير المؤمنين؟ قال: ما ظنكم بمكر العربي ودهاء العجمي إذا اجتمعا في رجل. "الدينوري".
14213-
"مسند عمر" عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء الخثعمي وكان ممن شهد فتح قيسارية قال: حاصرها معاوية سبع سنين إلا أشهرا، ثم فتحوها وبعثوا بفتحها إلى عمر بن الخطاب فقام عمر، فنادى ألا إن قيسارية فتحت قسرا. "أبو عبيد".
14214-
عن يزيد بن أبي حبيب أن عمر بن الخطاب بعث خالد بن ثابت الفهمي إلى بيت المقدس في جيش وعمر في الجابية فقاتلهم، فأعطوه أن يكون لهم ما أحاط به حصنها على شيء يؤدونه ويكون للمسلمين ما كان خارجا منها، قال خالد: قد بايعناكم على هذا، إن رضي به أمير المؤمنين فكتب إلى عمر يخبره بالذي صنع الله له؛ فكتب إليه أن قف على حالك حتى أقدم إليك، فوقف خالد عن قتالهم وقدم عمر مكانه ففتحوا له بيت المقدس على ما بايعهم عليه خالد بن ثابت قال: فبيت المقدس يسمى فتح عمر بن الخطاب. "أبو عبيد أيضا".
14215-
عن هشام بن عمار قال: سمعت جدي عبد الله بن أبي عبد الله يقول: لما نزل عمر بن الخطاب بالجابية أرسل رجلا من جديلة إلى بيت المقدس فافتتحه صلحا، ثم جاءه عمر ومعه كعب فقال: يا أبا إسحاق
أتعرف موضع الصخرة؟ فقال: اذرع من الحائط الذي يلي وادي جهنم كذا وكذا ذراعا، ثم احتفر فإنك تجدها وهي يومئذ مزبلة، فحفروا فظهرت لهم فقال عمر لكعب: أين ترى أن نجعل المسجد أو قال القبلة فقال: اجعلها خلف الصخرة فتجمع قبلتين قبلة موسى وقبلة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: ضاهيت اليهودية فبناها في مقدم المسجد "أبو عبيد أيضا".
14216-
عن سعيد بن عبد العزيز قال: تسخر1 عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنباط2 أهل فلسطين في كنس بيت المقدس، وكانت فيه مزبلة عظيمة. "أبو عبيد أيضا".
14217-
عن الواقدي عن أشياخه قالوا: لما فتح عمر بن الخطاب مدائن كسرى كان فيما بعث إليه كان هلالان، فعلقهما في الكعبة. "الأزرقي".
1 تسخر سخره تسخيرا: كلفه عملا بلا أجرة، وكذا تسخره. انتهى. المختار "231" ب.
2 أنباط: النبط بفتحتين والنبيط قوم ينزلون بالبطائح بين العراقين والجمع أنباط. المختار "510" ب.
"فتح مصر"
14218-
عن عمر بن الخطاب أنه قال لرجل من أهل مصر: ليأتينكم أهل الأندلس حتى يقاتلوكم برستم حتى تركض الخيل بالدم الذي بينها ثم يهزم الله. "نعيم بن حماد وابن عبد الحكم في فتوح مصر".
14219-
عن عمر بن الخطاب قال: تقاتلون برستم يهزمهم الله، ثم تأتيكم الحبشة في العام الثاني. "نعيم".
14220-
عن زيد بن أسلم قال: لما أبطأ على عمر بن الخطاب فتح مصر كتب إلى عمرو بن العاص، أما بعد فقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر تقاتلونهم منذ سنين وما ذاك إلا لما أحدثتم وأحببتم من الدنيا ما أحب عدوكم، وإن الله تعالى لا ينصر قوما إلا بصدق نياتهم وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر، وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل على ما أعرف إلا أن يكون غيرهم ما غير غيرهم فإذا أتاك كتابي هذا فاخطب الناس وحضهم على قتال عدوهم، ورغبهم في الصبر والنية وقدم أولئك الأربعة في صدور الناس، وأمر الناس أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة، فإنها ساعة تنزل فيها الرحمة، ووقت الإجابة وليعج الناس إلى الله وليسألوه النصر على عدوهم، فلما أتى عمرو الكتاب جمع الناس وقرأه عليهم،
ثم دعا أولئك النفر فقدمهم أمام الناس، وأمر الناس أن يتطهروا ويصلوا ركعتين، ثم يرغبون إلى الله ويسألونه النصر ففتح الله عليهم. "ابن عبد الحكم".
14221-
عن عبد الله بن جعفر وعياش بن عباس وغيرهما يزيد بعضهم على بعض أن عمرو بن العاص لما أبطأ عليه فتح مصر كتب إلى عمر بن الخطاب يستمده فأمده عمر بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل وكتب إليه عمر بن الخطاب أني قد أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم مقام الألف: الزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود بن عمرو، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد، واعلم أن معك اثنى عشر ألف رجل، ولا يغلب اثنا عشر ألفا من قلة. "ابن عبد الحكم".
14222-
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن عمرو بن العاص فتح مصر بغير عهد ولا عقد، وأن عمر بن الخطاب حبس درها1 وصرها2 أن يخرج منه شيء نظرا للإسلام وأهله. "ابن عبد الحكم".
1 درها: اللبن وغيره درا من بابي ضرب وقتل كثر وشاة دار بغير هاء ودرور أيضا وشياه درار مثل كافر وكفار وأدره صاحبه استخرجه واستدر الشاة إذا حلبها والدر اللبن تسمية بالمصدر. انتهى. المصباح المنير "1/260" ب.
2 وصرها: يقال صر يصر من باب ضرب صريرا والصرار وزان كتاب =
=خرقة تشد على أطباء الناقة " أطباء جمع طبى بالكسر والضم حلمة الضرع" لئلا يرتضعها فصيلها، وصررتها بالصرار من باب قتل وصررتها أيضا تركت حلابها. المصباح المنير "1/461" ب.
14223-
عن زيد بن أسلم قال: كان تابوت لعمر بن الخطاب فيه كل عهد بينه وبين أحد ممن عاهده فلم يوجد فيه لأهل مصر عهد. "ابن عبد الحكم".
14224-
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر بن الخطاب في رهبان يترهبون بمصر فيموت أحدهم وليس له وارث فكتب إليه عمر، أن من كان منهم له عقب فادفع ميراثه إلى عقبه، ومن لم يكن له عقب فاجعل ماله في بيت مال المسلمين فإن ولاءه للمسلمين "ابن عبد الحكم".
14225-
عن ابن شهاب قال: كان فتح مصر بعضها عهدا وذمة وبعضها عنوة فجعلها عمر بن الخطاب جميعا ذمة وحملهم على ذلك فمضى ذلك فيهم إلى اليوم. "ابن عبد الحكم".
14226-
عن الليث بن سعد قال: لم يبلغنا أن عمر بن الخطاب أقطع أحدا من الناس شيئا من أرض مصر إلا ابن سندر فإنه أقطعه أرض منية الأصبغ فلم تزل له حتى مات. "ابن عبد الحكم".
14227-
عن الليث بن سعد قال: سأل المقوقس عمرو بن العاص أن يبيعه سفح المقطم بسبعين ألف دينار، فعجب عمرو من ذلك وقال: أكتب في ذلك إلى أمير المؤمنين، فكتب بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر سله لم أعطاك به ما أعطاك وهي لا تزرع ولا يستنبط بها ماء ولا ينتفع بها؟ فسأله، فقال: إنا لنجد صفتها في الكتب أن فيها غراس الجنة، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر إنا لا نعلم غراس الجنة إلا للمؤمنين فاقبر فيها من مات قبلك من المسلمين ولا تبعه بشيء. "ابن عبد الحكم".
14228-
عن ابن لهيعة أن المقوقس قال لعمرو: إنا لنجد في كتابنا أن ما بين هذا الجبل وحيث نزلتم ينبت فيه شجر الجنة، فكتب بقوله إلى عمر بن الخطاب فقال: صدق فاجعلها مقبرة للمسلمين. "ابن عبد الحكم".
"فتح الإسكندرية"
14229-
عن يزيد بن أبي حبيب قال: أقام عمرو بن العاص محاصر الإسكندرية أشهرا، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب قال: ما أبطأوا فتحها إلا لما أحدثوا. "ابن عبد الحكم".
14230-
عن جنادة بن أبي أمية أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر بن الخطاب أن الله قد فتح علينا الإسكندرية عنوة1 بغير عقد ولا عهد، فكتب إليه عمر يقبح رأيه ويأمره أن لا يجاورها. "ابن عبد الحكم".
14231-
عن حسين ين شفي بن عبيد قال: لما فتحت الإسكندرية اختلف الناس على عمرو في قسمها فقال عمرو: لا أقدر على قسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين، فكتب إليه يعلمه بفتحها وشأنها، ويعلم أن المسلمين طلبوا قسمها فكتب إليه عمر لا تقسمها وذرهم يكون خراجها فيئا للمسلمين وقوة لهم على جهاد عدوهم، فأقرها عمرو وأحصى أهلها وفرض عليهم الخراج. "ابن عبد الحكم".
14232-
عن يزيد بن أبي حبيب أن عمرو بن العاص لما فتح الإسكندرية ورأى بيوتها وبناءها مفروغا منها هم أن يسكنها وقال: مساكن قد كسبناها فكتب إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في ذلك، قال عمر للرسول: هل يحول بيني وبين المسلمين ماء؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين إذا جرى النيل فكتب عمر إلى عمرو أني لا أحب أن تنزل المسلمين منزلا يحول الماء بيني وبينهم في شتاء ولا صيف فتحول عمرو بن العاص من
1 عنوة: أي قهرا وغلبة، وهي من عنا يعنو إذا ذل وخضع. والعنوة: المرة الواحدة منه، كأن المأخوذ بها يخضع ويذل. النهاية "3/315" ب.
الإسكندرية إلى الفسطاط. "ابن عبد الحكم".
14233-
عن يزيد بن أبي حبيب أن عمر بن الخطاب كتب إلى سعد بن أبي وقاص وهو نازل بمدائن كسرى وإلى عامله بالبصرة وإلى عمرو بن العاص وهو نازل بالإسكندرية أن لا تجعلوا بيني وبينكم ماء متى أردت أن أرحل إليكم راحلتي أقدم عليكم قدمت، فتحول سعد بن أبي وقاص من مدائن كسرى إلى الكوفة وتحول صاحب البصرة من المكان الذي كان فيه فنزل البصرة وتحول عمرو بن العاص من الإسكندرية إلى الفسطاط. "ابن عبد الحكم".
14234-
عن أبي تميم الجيشاني قال: كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب أن الله تعالى فتح علينا طرابلس وليس بينها وبين إفريقية إلا تسعة أيام فإن رأى أمير المؤمنين أن نغزوها؟ فكتب إليه عمر لا إنها ليست بإفريقية، ولكنها المفرقة غادرة مغدور بها لا يغزوها أحد ما بقيت. "ابن سعد وابن عبد الحكم".
14235-
عن مرة بن يشرح المعافري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأفريقية المفرقة ثلاث مرات لا أوجه إليها أحد ما مقلت1 عيني
1 مقلت: يقال: مقلت الشيء أمقله مقلا، إذا غمسته في الماء ونحوه. انتهى. النهاية "4/347". ب.
الماء. "ابن عبد الحكم".
14236-
عن مسعود بن الأسود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بايع تحت الشجرة أنه استأذن عمر بن الخطاب في غزو إفريقية فقال عمر: لا إن إفريقية غادرة مغدور بها. "ابن عبد الحكم".
14237-
عن السائب بن الأقرع قال: زحف للمسلمين زحف لم يزحف لهم مثله فجاء الخبر إلى عمر فجمع المسلمين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: تكلموا وأوجزوا ولا تطنبوا، فتفشغ1 بنا الأمور فلا ندري بأيها نأخذ ثم أخبرهم به ثم قام طلحة فتكلم ثم قام الزبير فتكلم، ثم قام عثمان فذكر كلامه في حديث طويل، ثم قام علي فقال: يا أمير المؤمنين إن القوم إنما جاؤوا بعبادة الأوثان وإن الله أشد تغييرا لما أنكروا، وإني أرى أن تكتب إلى أهل الكوفة فيسير ثلثاهم ويبقى ثلث في ذراريهم وحفظ جزيتهم وتبعث إلى أهل البصرة فيوروا ببعث، فقال: أشيروا علي من استعمل عليهم؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين أنت أفضل منا رأيا وأعلمنا بأهلك فقال: لأستعملن عليهم رجلا يكون لأول أسنة يلقاها، اذهب بكتابي هذا يا سائب بن الأقرع إلى النعمان بن مقرن،
1 فتفشغ: أصله من الظهور والعلو والانتشار، يقال: تفشغ، أي: فشا وانتشر. النهاية "4/448" ب.
قال: فأمره بمثل الذي أشار به علي، قال: فإن قتل النعمان فحذيفة بن اليمان، فإن قتل حذيفة فجرير بن عبد الله، فإن قتل ذلك الجيش فلا أرينك وأنت على ما أصابوا من غنيمة فلا ترفعن إلي باطلا ولا تحبسن عن أحد حقا هو له، قال السائب: فانطلقت بكتاب عمر إلى النعمان فسار بثلثي أهل الكوفة وبعث إلى أهل البصرة، ثم سار بهم حتى التقوا بنهاوند، فذكر وقعة نهاوند بطولها، قال: فحملوا فكان النعمان أول مقتول وأخذ حذيفة الراية ففتح الله عليهم، قال السائب: فجمعت تلك الغنائم فقسمتها بينهم، ثم أتاني ذو العيينتين فقال: إن كنز النخيرجان1 في القلعة. قال: فصعدت فإذا أنا بسفطين من جوهر لم أر مثلهما قط، قال: فلم أرهما من الغنيمة فأقسمها بينهم ولم أحرزهما بجزية أو قال: احرزهما شك أبو عبيد، ثم أقبلت إلى عمر وقد راث2 عليه الخبر وهو يتطوف المدينة، ويسأل فلما رآني قال: ويلك يا ابن مليكة ما وراءك؟ قلت: يا أمير المؤمنين الذي تحب ثم ذكر وقعتهم ومقتل
1 النخيرجان: هو في الأصل اسم خازن كان لكسرى وهو اسم ناحية من نواحي قهستان ولعلها سميت باسم ذلك الخازن أو غيره. معجم البلدان لياقوت الحموي "8/276".
2 راث: راث على خبرك يريث ريثا، أي أبطأ. انتهى. الصحاح للجوهري "4/309" ب.
النعمان، وفتح الله عليهم، وذكر شأن السفطين، فقال: اذهب بهما فبعهما إن جاءا بدرهم أو أقل من ذلك أو أكثر ثم اقسمه بينهم، قال: فأقبلت بهما إلى الكوفة، فأتاني شاب من قريش يقال له: عمر بن حريث، فاشتراهما بأعطية الذرية والمقاتلة، ثم انطلق بأحدهما غلى الحيرة، وباعه بما اشتراهما به مني فكان أول لهوة مال اتخذه. "أبو عبيد في الأموال1".
1 أبو عبيد: هو القاسم بن سلام البغدادي اللغوي الحافظ الحجة الفقيه صاحب المصنفات الكثيرة في القرآن والفقه والشعر توفي بمكة سنة 224 هـ وله كتاب الناسخ والمنسوخ وكتاب الأموال له يقع في مجلد ضخم طبع في مصر سنة 1969 م.
تذكرة الحفاظ للذهبي "2/417".
ولقد قابلت الحديث من كتاب الأموال وصححته منه صفحة "358" باب فصل ما بين الغنيمة والفيء. ص.
خلافة أمير المؤمنين " عثمان بن عفان" رضي الله تعالى عنه
اعلم رحمك الله أن بعض ما يتعلق بخلافته وسيرته وأخلاقه وقتله
ذكر في كتاب الفضائل من حرف الفاء
14238-
"مسند الصديق" عن الزهري قال: لما ولي عثمان عاش اثنتي عشرة سنة أميرا يعمل ست سنين لا ينقم الناس عليه شيئا، وإنه لأحب إلى قريش من عمر بن الخطاب لأن عمر كان شديدا عليهم، فلما وليهم عثمان لان لهم ووصلهم، ثم توانى في أمرهم، واستعمل أقرباءه وأهل بيته في الست الأواخر، وكتب لمروان بخمس مصر وأعطى أقرباءه المال، وقال: إن أبا بكر وعمر تركا من ذلك ما هو لهما وإني أخذته فقسمته بين أقربائي. "ابن سعد"1
14239-
"مسند عمر" عن معدان بن أبي طلحة اليعمري أن عمر بن الخطاب قام على المنبر يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر، ثم قال: رأيت رؤيا لا أراها إلا،
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/64" ص.
بحضور أجلي، رأيت كأن ديكا نقرني نقرتين أحمر، فقصصتها على أسماء بنت عميس، فقالت: يقتلك رجل من العجم، وإن الناس يأمروني أن أستخلف وأن الله عز وجل لم يكن ليضيع دينه وخلافته التي بعث بها نبيه صلى الله عليه وسلم وإن يعجل بي أمر فإن الشورى في هؤلاء الستة الذين مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض عثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، فمن بايعتم منهم فاسمعوا له وأطيعوا، وإني أعلم أن أقواما سيطعنون في هذا الأمر بعدي أنا ضربتهم بيدي على الإسلام، فإن فعلوا فأولئك أعداء الله، الكفار الضلال، وإني لم أدع شيئا هو أهم عندي من أمر الكلالة، وايم الله ما أغلظ لي نبي الله صلى الله عليه وسلم في شيء منذ صحبته أشد مما أغلظ لي في شأن الكلالة حتى طعن بأصبعه في صدري وقال: تكفيك آية الصيف التي نزلت في آخر سورة النساء، وإني إن أعش فسأقض فيها بقضاء يعلمه من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن، وإني أشهد الله على أمراء الأمصار أني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم ويعدلوا عليهم ويقسموا فيئهم بينهم ويرفعوا إلي مما عمي عليهم، ثم إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا الثوم والبصل، وايم الله لقد كنت أرى نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل يأمر به فيؤخذ بيده فيخرج من المسجد حتى يؤتي به،
البقيع، فمن أكلهما لا بد فليمتهما طبخا فخطب الناس يوم الجمعة وأصيب يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة. "ط وابن سعد ش حم حب ن والحميدي م وأبو عوانة ع"، وروى المرفوع منه وهو قصة الكلالة والثوم والبصل "ن هـ" وروى قصة الثوم والبصل. "العدني وابن خزيمة"1
14240-
عن ابن عمر أنه قال لعمر: سمعت الناس يقولون مقالة زعموا أنك غير مستخلف فقال: إن الله عز وجل يحفظ دينه وإني إن لا أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف وإن استخلف فإن أبا بكر قد استخلف قال: فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن ليعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أو أنه غير مستخلف. "عب حم والعدني خ م د ت وأبو عوانة حب ك هق"2
14241-
عن ابن عمر أن عبد الرحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى: هل لكم أن أختار لكم وأنقضي منها؟ فقال علي: أنا أول من
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/336". وأخرج الحاكم صدر الحديث كتاب معرفة الصحابة "3/90" ص.
2 رواه مسلم في كتاب الإمارة - باب الاستخلاف وتركه رقم "11/12" و "3/1454". والترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الخلافة رقم "2225" وهذا حديث: صحيح. ص.
رضي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك: أنت أمين في أهل السماء، أمين في أهل الأرض. "ابن منيع وابن أبي عاصم في السنة ك وأبو نعيم"1
14242-
عن عثمان بن عبد الله القرشي: حدثنا يوسف بن أسباط عن مخلد الضبي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر قال: لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي ابن أبي طالب فأنشأ يقول: إن أحق ما ابتدأ به المبتدؤون، ونطق به الناطقون وتفوه به القائلون؛ حمد الله وثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله المتفرد بدوام البقاء المتوحد بالملك الذي له الفخر والمجد والسناء، خضعت الآلهة لجلاله يعني الأصنام، وكل ما عبد من دونه، ووجلت القلوب من مخافته، ولا عدل له ولا ند له ولا يشبهه أحد من خلقه، ونشهد له بما شهد لنفسه وأولو العلم من خلقه أن لا إله إلا هو ليست له صفة تنال ولا حد تضرب له فيه الأمثال، المدر صوب2 الغمام ببنان3 النطاق، ومهطل
1 ففي ابن سعد "3/134" وأتفصى منها. ص.
2 المدر: الطين المتماسك. النهاية "4/309" ب.
صوب: الصوب نزول المطر، والصيب مثله، وصوبت الفرس، إذا أرسلته في الجرى. الصحاح للجوهري "1/165" ب.
3 ببنان النطاق: البنان: الأصابع. النهاية "1/157" ب.=
الرباب1 بوابل الطل فرش الفيافي2 والآكام، بتشقيق الدمن3 وأنيق الزهر وأنواع المتحسن من النبات وشق العيون من جيوب المطر إذ شبعت الدلاء حياة للطير والهوام والوحش وسائر الأنام والأنعام فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغير دينه دين، وسبحان الذي ليس له صفة نفر موجود ولا حد محدود، ونشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده المرتضى ونبيه المصطفى ورسوله المجتبى أرسله الله إلينا كافة والناس أهل عبادة الأوثان وخضوع الضلالة يسفكون دماءهم ويقتلون أولادهم ويحيفون
= والنطاق: النطق جمع نطاق، وهي أعراض من جبال بعضها فوق بعض أي نواح وأوساط منها شبهت بالنطق التي يشد بها أوساط الناس. انتهى. النهاية "5/75" ب.
1 الرباب: يقال أربت السحابة بهذه البلدة إذا دامت، وأرض مرب: لا يزال بها مصر؛ ولذلك سمي السحاب ربابا. ويقال: الرباب السحاب المتعلق دون السحاب يكون أسود، الواحدة ربابة. انتهى. مقاييس اللغة "2/382" ب.
2 الفيافي: هي البراري الواسعة، جمع فيفاء. النهاية "3/485" ب.
الآكام: الآكام بالكسر جمع أكمة وهي الرابية، وتجمع الآكام على أكم، والأكم على آكام. النهاية "1/59" ب.
3 الدمن: الدمن جمع دمنة: وهي ما تدمنه الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها أي تلبده في مرابضها، فربما نبت فيها النبات الحسن النضير. انتهى. النهاية "2/134" ب.
سبيلهم عيشهم الظلم وأمنهم الخوف، وعزهم الذل، فجاء رحمة حتى استنقذنا الله بمحمد صلى الله عليه وسلم من الضلالة وهدانا بمحمد صلى الله عليه وسلم من الجهل ونحن معاشر العرب أضيق الأمم معاشا وأخسهم رياشا1 جل طعامنا الهبيد يعني شحم الحنظل وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة الأوثان والنيران وهدانا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد أن أمكنه الله شعلة النور فأضاء بمحمد صلى الله عليه وسلم مشارق الأرض ومغاربها فقبضه الله إليه فإنا لله وإنا إليه راجعون، ما أجل رزيته وأعظم مصيبته، فالمؤمنون فيهم سواء، مصيبتهم فيه واحدة.
فقام مقامه أبو بكر الصديق، فوالله يا معشر المهاجرين ما رأيت خليفة أحسن أخذا بقائم السيف يوم الردة من أبي بكر الصديق يومئذ قام مقاما أحيا الله به سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: والله لو منعوني عقالا لأجاهدنهم في الله فسمعت وأطعت لأبي بكر، وعلمت أن ذلك خير لي، فخرج من الدنيا خميصا2 وكيف لا أقول هذا في أبي بكر وأبو بكر ثاني اثنين وكانت ابنته ذات النطاقين يعني
1 رياشا: الرياش والريش ما ظهر من اللباس، كاللبس واللباس ويقع الرياش على الخصب والمعاش والمال المستفاد. الدر النثير تلخيص النهاية للسيوطي "2/126".
2 خميصا: يقال رجل خمصان وخميص إذا كان ضامر؟؟ البطن، ولجمع الخميص خماص. "2/80" ب".
أسماء تتنطق بعباءة له وتخالف بين رأسها وما معها يعني رغيفين في نطاقها فتروح بهما إلى محمد صلى الله عليه وسلم وكيف لا أقول هذا، وقد اشترى سبعة ثلاث نسوة وأربعة رجال كلهم أوذي في الله وفي رسول الله، وكان بلال منهم وتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم بماله ومعه يومئذ أربعون ألفا فدفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهاجر بها إلى طيبة، ثم قام مقامه الفاروق عمر بن الخطاب شمر عن ساقيه وحسر عن ذراعيه لا تأخذه في الله لومة لائم كنا نرى أن السكينة تنطق على لسانه، وكيف لا أقول هذا ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، فقال هكذا نحيى وهكذا نموت وهكذا نبعث وهكذا ندخل الجنة، وكيف لا أقول هذا في الفاروق والشيطان يفر من حسه فمضى شهيدا رحمة الله عليه، وقد علمتم معشر المهاجرين أنه ما فيكم مثل أبي عبد الله يعني عثمان بن عفان أو ليس قد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنتيه، ثم أتاه جبريل فقال حين أوعز إليه وهو في المقبرة: يا محمد إن الله يأمر أن تزوج عثمان أختها. وكيف لا أقول هذا وقد جهز أبو عبد الله جيش العسرة وهيأ للنبي صلى الله عليه وسلم سخينة1 أو نحوها فأقبل بها في صحفة وهي تفور فوضعها تلقاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
1 سخينة: أي طعام حار يتخذ من دقيق وسمن، وقيل: دقيق وتمر أغلظ من الحساء وأرق من العصيدة، وكانت قريش تكثر من أكلها فعيرت بها حتى سموا سخينة. انتهى. النهاية "2/351" ب.
كلوا من حافتها ولا تهدوا ذروتها فإن البركة تنزل من فوقها، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤكل الطعام سخنا جدا فلما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم السخينة أو نحوها من سمن وعسل وطحين مد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى فاطر البرية ثم قال: غفر الله لك يا عثمان ما تقدم من ذنبك وما تأخر وما أسررت وما أعلنت، اللهم لا تنس هذا اليوم لعثمان، معشر المهاجرين تعلمون أن بعير أبي جهل ند1 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر ائتنا بالبعير، فانطلق البعير إلى عير أبي سفيان، وكان عليه حلقة مزموم بها من ذهب أو فضة وكان عليه جل2 مدبج كان لأبي جهل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: ائتنا بالبعير فقال عمر: يا رسول الله إن من هناك يعني ملأ قريش من عدي3 أقل من ذلك، فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العدد والمادة لعبد مناف فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان إلى عير أبي سفيان ليأتي بالبعير، فانطلق عثمان على قعوده وكان النبي صلى الله عليه وسلم معجبا
1 ند: ند البعير يند بالكسر ندا بالفتح وندادا بالكسر وندودا بالضم نفر وذهب على وجهه شاردا. المختار "517" ب.
2 جل: الجل واحد جلال الدواب. المختار "80" ب.
مدبج: هو الذي زينت أطرافه بالديباج. النهاية "2/97" ب.
3 عدى: التعدى: مجاوزة الشيء إلى غيره، يقال: عداه تعدية فتعدى أي تجاوز. المختار "331" ب.
به جدا حتى أتى أبا سفيان فقام إليه مبجلا معظما وقد احتبى بملائته، فقال أبو سفيان: كيف خلفت ابن عبد الله؟ فقال له عثمان: بين هامات قريش وذروتها وسنام قناعتها يا أبا سفيان هو علم من أعلامها يا أبا سفيان سما محمد صلى الله عليه وسلم شمسا ماطرة وبحارا زاخرة وعيونه هماعة وولاؤه1 رافعة يا أبا سفيان فلا عري من محمد فخرنا ولا قصم بزوال محمد ظهرنا، فقال أبو سفيان: يا أبا عبد الله اكرم بابن عبد الله ذاك الوجه كأنه ورقة مصحف، إني لأرجو أنه يكون خلفا من خلف وجعل أبو سفيان يفحص بيده مرة ويركض الأرض برجله أخرى، ثم دفع البعير إلى عثمان، فقال علي: فأي مكرمة أسنى وأفضل من هذه لعثمان حتى مضى أمر الله فيمن أراد، ثم إن أبا سفيان دعا بصحفة كثيرة الإهالة2 ثم دعا بظلمة3 فقال: دونك يا أبا عبد الله، فقال
1 هماعة: الهموع بفتح الهاء: السائل، وبالضم: السيلان. وقد همعت عينه، أي دمعت. المختار "553" ب.
وولاؤه: لعل الصواب: ولواؤه. ب.
2 الإهالة: كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به إهالة. النهاية "1/84" ب.
3 بظلمة: لعله بظليمة، والمظلوم: اللبن يشرب قبل أن يبلغ الروب، وكذلك الظليم والظليمة. وقد ظلم وطبه ظلما إذا سقى منه قبل أن يروب ويخرج زبده. الصحاح للجوهري "5/1978" ب.
أبو عبد الله: قد خلفت النبي صلى الله عليه وسلم على حد لست أقدر أن أطعم فأبطأ أبو عبد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أبطأ صاحبنا بايعوني، فقال أبو سفيان: إن فعلت وطعمت من طعامنا رددنا عليك البعير برمته1 فنال أبو عبد الله من طعام أبي سفيان وأقبل عثمان بعد ما بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال علي: أناشدكم الله إن جبريل نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي فهل تعلمون هذا كان لغيري أناشدكم الله هل تعلمون أن جبريل نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تحب عليا، وتحب من يحبه، فإن الله يحب عليا، ويحب من يحبه قالوا: اللهم نعم، قال: أناشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما أسري بي إلى السماء السابعة رفعت إلى رفارف من نور ثم رفعت إلى حجب من نور فأوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أشياء، فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم نعم الأخ أخوك علي، تعلمون معاشر المهاجرين والأنصار كان هذا. فقال عبد الرحمن بن عوف من بينهم: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بهاتين وإلا فصمتا، أتعلمون أن أحدا كان يدخل المسجد جنبا غيري
1 برمته: أصله أن رجلا دفع رجل بعيرا بحبل في عنقه؛ فقيل ذلك لكل من دفع شيئا بجملته: "دفع إليه الشيء برمته". المختار "205" ب.
قالوا: اللهم لا، هل تعلمون أني كنت إذا قاتلت عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم قاتلت الملائكة عن يساره، قالوا: اللهم نعم، فهل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ألا إنه لانبي بعدي، وهل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخى بين الحسن والحسين فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا حسن مرتين، فقالت فاطمة: يا رسول الله إن الحسين لأصغر منه وأضعف ركنا منه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضين أن أقول أنا: هي1 يا حسن ويقول جبريل: هي يا حسين فهل لخلق مثل هذه المنزلة نحن صابرون ليقضي الله أمرا كان مفعولا. "كر".
14243-
عن زافر عن رجل عن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا يقول: بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه، وأحق به منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع الناس عمر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به منه فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان
1 هي: بالفتح وتشديد الياء المكسورة اسم فعل للأمر بمعنى أسرع فيما أنت فيه.
إذا أسمع وأطيع، إن عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلا عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي كلنا فيه شرع سواء وايم الله لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك رد خصلة منها لفعلت، ثم قال: نشدتكم بالله أيها النفر جميعا أفيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري؟ قالوا: اللهم لا، ثم قال: نشدتكم الله أيها النفر جميعا أفيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء؟ قالوا: اللهم لا، ثم قال: أفيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين الموشى بالجوهر يطير بهما في الجنة حيث شاء؟ قالوا: اللهم لا، قال: فهل أحد له سبط مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أفيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش عند كل شديدة تنزل برسول الله صلى الله عليه وسلم مني؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان أعظم غنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له مهجة دمي؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة؟ قال: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر وسهم في الغائب غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أكان
أحد مطهرا في كتاب الله غيري حين سد النبي صلى الله عليه وسلم أبواب المهاجرين وفتح بابي فقام إليه عماه حمزة والعباس فقالا: يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد أبوابكم؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء غيري حين قال: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد ناجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنى عشرة مرة غيري حين قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد تولى غمض رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد آخر عهده برسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعه في حفرته غيري؟ قالوا: اللهم لا. "عق" وقال: لا أصل له عن علي وفيه رجلان مجهولان رجل لم يسمه زافر والحارث بن محمد حدثني آدم بن موسى قال سمعت "خ" قال الحارث ابن محمد عن أبي الطفيل كنت على الباب يوم الشورى لم يتابع زافر عليه انتهى، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال زافر مطعون فيه ورواه عن مبهم، وقال الذهبي في الميزان: هذا خبر منكر غير صحيح، وقال ابن حجر في اللسان: لعل الآفة في هذا الحديث من زافر مع أنه قال في أماليه: أن زافرا لم يتهم بكذب وأنه إذا توبع على حديث
كان حسنا1
14244-
عن ابن عمر قال حضرت أبي حين أصيب فأثنوا عليه، فقالوا: جزاك الله خيرا فقال: راغب وراهب فقالوا: استخلف فقال: أتحمل أمركم حيا وميتا، ولوددت أن حظي منها الكفاف لا علي ولا لي فإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني يعني أبا بكر، وإن أترككم فقد ترككم من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله: فعرفت أنه حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مستخلف. "حم م ق"2
14245-
عن عمرو بن ميمون قال: جئت وإذا عمر واقف على حذيفة وعثمان بن حنيف، وهو يقول: تخافا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق؟ فقال عثمان: لو شئت لأضعفت أرضي، وقال حذيفة: لقد حملت الأرض أمرا هي له مطيقة وما فيها كبير فضل فقال: انظرا
1 زافر بن سليمان القوهستاتي نزل الري ثم بغداد - كثير الوهم - راجع ميزان الاعتدال "2/63" رقم "2819" وتاريخ بغداد "8/494"
وأما الحارث بن محمد: قال ابن عدي مجهول وسرد الذهبي الحديث بطوله. راجع ميزان الاعتدال "1/441" ص.
2 رواه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة - باب الاستخلاف وتركه، رقم "1823" ص.
مالديكما إن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق، ثم قال: والله لئن سلمني الله لأدعن أرامل العراق لا يحتجن بعدي إلى أحد أبدا، فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب وكان إذا دخل المسجد قام بين الصفوف ثم قال: استووا فإذا استووا تقدم فكبر فلما طعن مكانه فسمعته يقول: قتلني الكلب أو أكلني الكلب، فقال عمرو: فما أدري أيهما قال، فأخذ عمر بيد عبد الرحمن فقدمه، وطار العلج1 وبيده سكين ذات طرفين ما يمر برجل يمينا ولا شمالا إلا طعنه حتى أصاب معه ثلاثة عشر رجلا فمات منهم تسعة فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا2 ليأخذه فلما ظن أنه مأخوذ نحر نفسه فصلينا الفجر صلاة خفيفة، فأما نواحي المسجد فلا يدرون ما الأمر إلا أنهم حين فقدوا صوت عمر جعلوا يقولون: سبحان الله مرتين؛ فلما انصرفوا كان أول من دخل عليه ابن عباس، فقال: انظر من قتلني فجال ساعة، ثم جاء فقال: غلام المغيرة الصنع3 فقال عمر: الحمد لله الذي لم يجعل
1 العلج: العلج بوزن العجل: الواحد من كفار العجم، والجمع علوج وأعلاج. المختار "353" ب.
2 برنسا: البرنس: قلنسوة طويلة، وكان النساك يلبسونها في صدر الإسلام، وتبرنس الرجل: لبسه المختار "37" ب.
3 الصنع: يقال: رجل صنع وامرأة صناع؛ إذا كان لهما صنعة يعملانها بأيديهما ويكسبان بها. النهاية "3/56" ب.
منيتي بيد رجل يدعي الإسلام قاتله الله لقد أمرت به معروفا. ثم قال لابن عباس: لقد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة فقال ابن عباس: إن شئت فعلنا، فقال: بعدما تكلموا بكلامكم وصلوا بصلاتكم ونسكوا نسككم، فقال له الناس: ليس عليك بأس، فدعا بنبيذ فشربه فخرج من جرحه، ثم دعا بلبن فشربه فخرج من جرحه، فظن أنه الموت، فقال لعبد الله بن عمر: انظر ما علي من الدين فحسبه فوجده ستة وثمانين [ألف درهم]، فقال: إن وفى بها مال آل عمر فأدها عني من أموالهم وإن لم تف أموالهم فسل بني عدي بن كعب فإن لم تف من أموالهم فسل قريشا ولا تعدهم1 إلى غيرهم فأدها عني، ثم قال: يا عبد الله اذهب إلى عائشة أم المؤمنين فسلم وقل يستأذن عمر بن الخطاب ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم بأمير المؤمنين أن يدفن مع صاحبيه. فأتاها عبد الله بن عمر فوجدها قاعدة تبكي، فسلم عليها ثم قال: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه، قالت: قد كنت والله أريده لنفسي ولأوثرنه اليوم على نفسي فلما جاء قيل هذا عبد الله بن عمر، قال: ما لديك؟ قال: أذنت لك، فقال عمر: ما كان
1 ولا تعدهم: يقال عد عن هذا الأمر: أي تجاوزه إلى غيره. النهاية "3/191" ب.
شيء أهم عندي من ذلك، ثم قال: إذا أنا مت فاحملوني على سريري، ثم استأذن فقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لك فأدخلني، وإن لم تأذن فردني إلى مقابر المسلمين، فلما حمل فكأن الناس لم تصبهم مصيبة إلا يومئذ فسلم عبد الله بن عمر، فقال: يستأذن عمر بن الخطاب فأذنت له حيث أكرمه الله مع رسوله ومع أبي بكر، فقالوا له حين حضره الموت: استخلف، فقال: لا أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فأيهم استخلف فهو الخليفة بعدي، فسمى عليا وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعدا فإن أصابت الإمرة سعدا فذلك، وإلا فأيهم استخلف فليستعن به فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة وجعل عبد الله يشاور معهم، وليس له من الأمر شيء.
فلما اجتمعوا قال عبد الرحمن بن عوف: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة نفر فجعل الزبير أمره إلى علي، وجعل طلحة أمره إلى عثمان، وجعل سعد أمره إلى عبد الرحمن، فأتمر أولئك الثلاثة حين جعل الأمر إليهم فقال عبد الرحمن: أيكم يتبرأ من الأمر ويجعل الأمر إلي ولكم الله علي ألا آلوا عن أفضلكم وأخيركم للمسلمين؟ قالوا: نعم فخلا بعلي فقال: إن لك من القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم فالله عليك لئن استخلفت لتعدلن ولئن استخلف عثمان لتسمعن
ولتطيعن، قال: نعم وخلا بعثمان فقال له مثل ذلك فقال عثمان: نعم، ثم قال: لعثمان: أبسط يدك يا عثمان فبسط يده فبايعه علي والناس. "ابن سعد وأبو عبيد في الأموال ش خ ن حب ق ط"1
14246-
عن عمرو بن ميمون الأودي أن عمر بن الخطاب لما حضر قال: ادعوا لي عليا وطلحة والزبير وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعدا فلم يكلم أحدا منهم إلا عليا وعثمان فقال لعلي؛ يا علي هؤلاء النفر يعرفون لك قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أتاك الله من العلم والفقه فاتق الله إن وليت هذا الأمر فلا ترفعن بني فلان على رقاب الناس وقال لعثمان: يا عثمان هؤلاء القوم يعرفون لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنك وشرفك، فإن أنت وليت هذا الأمر فاتق الله ولا ترفع بني فلان على رقاب الناس ثم قال: ادعوا لي صهيبا فقال: صل بالناس ثلاثا، وليجتمع هؤلاء الرهط فليختلوا في بيت فإن اجتمعوا على رجل فاضربوا رأس من خالفهم. "ابن سعد ش"2
14247-
عن عيسى بن طلحة وعروة بن الزبير قالا: قال عمر: ليصل لكم صهيب ثلاثا فانظروا فإن كان ذلك وإلا فأمر أمة محمد لا يترك
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى واللفظ له "3/337" ص.
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/341" ص.
فوق ثلاث. "مسدد ش".
14248-
عن أبي رافع أن عمر كان مستندا إلى ابن عباس وعنده ابن عمر وسعيد بن زيد قال: اعلموا أني لم أقل في الكلالة شيئا ولم أستخلف من بعدي أحدا وأنه من أدرك وفاتي من سبي العرب فهو حر من مال الله، فقال سعيد بن زيد: أما إنك لو أشرت برجل من المسلمين لائتمنك الناس وقد فعل ذلك أبو بكر وائتمنه الناس، فقال عمر: قد رأيت من أصحابي حرصا سيئا وإني جاعل هذا الأمر إلى هؤلاء النفر الستة الذين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، ثم قال عمر: لو أدركني أحد رجلين ثم جعلت هذا الأمر إليه لوثقت به سالم مولى أبي حذيفة وأبو عبيدة بن الجراح. "حم حب ك"1
14249-
عن المسور بن مخرمة قال: كان عمر بن الخطاب وهو صحيح يسأل أن يستخلف فيأبى فصعد يوما المنبر، فتكلم بكلمات وقال: إن مت فأمركم إلى هؤلاء النفر الستة الذين فارقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض: علي بن أبي طالب ونظيره الزبير بن العوام وعبد الرحمن ابن عوف ونظيره عثمان بن عفان وطلحة بن [عبيد] الله ونظيره سعد بن مالك، ألا وإني أوصيكم بتقوى الله في الحكم والعدل في القسم.
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/342" ص.
"ابن سعد"1
14250-
عن أبي جعفر قال: قال عمر بن الخطاب لأصحاب الشورى: تشاوروا في أمركم؛ فإن كان اثنان واثنان فارجعوا في الشورى وإن كان أربعة وإثنان فخذوا صنف الأكثر. "ابن سعد"2
14251-
عن أسلم عن عمر قال: وإن اجتمع رأي ثلاثة وثلاثة فاتبعوا صنف عبد الرحمن بن عوف واسمعوا وأطيعوا. "ابن سعد"3
14252-
عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع أن عمر حين طعن قال: ليصل لكم صهيب ثلاثا، وتشاوروا في أمركم والأمر إلى هؤلاء الستة فمن [بعل] أمركم فاضربوا عنقه يعني من خالفكم. "ابن سعد"4
14253-
عن أنس بن مالك قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى أبي طلحة قبل أن يموت بساعة فقال: يا أبا طلحة كن في خمسين من قومك من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى؛ فإنهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت أحدهم فقم على ذلك الباب بأصحابك فلا تترك أحدا يدخل عليهم ولا تتركهم يمضى اليوم الثالث حتى يؤمروا أحدهم، اللهم أنت خليفتي
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/61" وما بين الحاصرتين استدركته منه. ص.
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/61" وما بين الحاصرتين استدركته منه. ص.
3 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/61" وما بين الحاصرتين استدركته منه. ص.
[عليهم] . "ابن سعد"1
14254-
عن ابن عمر قال: عمر لأصحاب الشورى لله درهم وولوها الأصيلع2 كان يحملهم على الحق وإن حمل على عنقه بالسيف، فقلت: تعلم ذلك منه ولا توليه قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني. "ك"3
14255-
عن ابن عباس قال: خدمت عمر خدمة لم يخدمها أحد من أهل بيته، ولطفت به لطفا لم يلطفه أحد من أهله فخلوت به ذات يوم في بيته وكان يجلسني ويكرمني فشهق شهقة ظننت أن نفسه سوف تخرج منها فقلت أمن جزع يا أمير المؤمنين؟ فقال: من جزع، قلت: وماذا؟ فقال: اقترب فاقتربت، فقال لا أجد لهذا الأمر أحدا، فقلت: وأين أنت عن فلان وفلان وفلان وفلان وفلان وفلان، فسمى له الستة أهل الشورى فأجابه في كل واحد منهم يقول، ثم قال: إنه لا يصلح لهذا الأمر إلا قوي في غير عنف، لين في غير ضعف،
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/364 و 3/61" ص.
2 الأصيلع: هو تصغير الأصلع الذي انحسر الشعر عن رأسه. انتهى. النهاية "3/47" ب.
3 أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب معرفة الصحابة "3/95" وسكت الحاكم عنه وكذا الذهبي. ص.
جواد من غير سرف، ممسك في غير بخل. "ابن سعد".
14256-
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب وأبي جعفر قالا: قال عمر لأهل الشورى: إن اختلفتم دخل عليكم معاوية بن أبي سفيان من الشام وبعده عبد الله بن أبي ربيعة من اليمن، فلا يريان لكم فضلا إلا بسابقتكم. "ابن سعد".
14257-
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال لهم عمر: إن هذا الأمر لا يصلح للطلقاء1 ولا لأبناء الطلقاء، فإن اختلفتم فلا تظنوا عبد الله بن أبي ربيعة عنكم غافلا. "ابن سعد".
14258-
عن أبي مجلز2 قال: قال عمر من تستخلفون بعدي؟ فقال رجل من القوم: الزبير بن العوام، فقال: إذا تستخلفونه شحيحا غلقا3 يعني سيء الأخلاق، فقال رجل: نستخلف طلحة بن عبد الله،
1 الطلقاء: هم الذين خلى عنهم يوم فتح مكة واحدهم: طليق فعيل بمعنى مفعول. وهو الأسير إذا أطلق سبيله، ومنه الحديث "الطلقاء من قريش والعنقاء من ثقيف" كأنه ميز قريشا بهذا الاسم، حيث هو أحسن من العنقاء. النهاية "3/136" ب.
2 هو: لاحق بن حميد السدوسي وكان ثقة وله أحاديث وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز قبل وفاة الحسن البصري. الطبقات الكبرى لابن سعد "7/216" ص.
3 غلقا: الغلق بالتحريك: ضيق الصدر وقلة الصبر. ورجل غلق: =
فقال: كيف تستخلفون رجلا كان أول شيء نحله1 رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا نحلها إياه فجعلها في رهن يهودية، فقال رجل من القوم: نستخلف عليا، فقال: إنكم لعمري لا تستخلفونه والذي نفسي بيده لو استخلفتموه لأقامكم على الحق، وإن كرهتم، فقال الوليد بن عقبة: قد علمنا الخليفة من بعدك، فقعد فقال: من؟ قال: عثمان بن عفان، وكان الوليد أخا عثمان لأمه، قال: وكيف يحب عثمان المال وبره لأهل بيته. "ابن راهويه".
14259-
عن حذيفة قال: قيل لعمر بن الخطاب وهو بالمدينة: يا أمير المؤمنين من الخليفة بعدك؟ قال: عثمان بن عفان. "خيثمة الطرابلسي في فضائل الصحابة".
14260-
عن عبد الرحمن بن عبد القاري أن عمر بن الخطاب ورجلا من الأنصار كانا جالسين، فجئت فجلست إليهما، فقال عمر: إنا لا نحب من يرفع حديثنا، فقلت: لست أجالس أولئك يا أمير المؤمنين، قال عمر: بل تجالس هؤلاء وهؤلاء وترفع حديثنا، ثم قال للأنصاري: من ترى الناس يقولون يكون الخليفة بعدي؟ فعدد الأنصاري رجالا من
= سيء الخلق. النهاية "3/380" ب.
1 نحله: نحله ينحله بالفتح نحلا، أي: أعطاه. المختار "515" ب.
المهاجرين لم يسم عليا، فقال عمر: ما لهم عن أبي الحسن فوالله إنه لأحراهم إن كان عليهم أن يقيمهم على طريقة [من] الحق. "خ في الأدب"1
14261-
عن ابن عباس قال: قال لي عمر: اعقل عني ثلاثا: الإمارة شورى وفي فداء العرب مكان كل عبد عبد وفي ابن الأمة عبدان وكتم ابن طاوس الثالثة. "عب وأبو عبيد في الأموال".
14262-
عن ابن عباس قال: إني لجالس مع عمر بن الخطاب ذات يوم إذ تنفس تنفسا ظننت أن أضلاعه قد تفرجت؛ فقلت يا أمير المؤمنين ما أخرج هذا منك إلا شر، قال: شر والله إني لا أدري إلى من أجعل هذا الأمر بعدي، ثم التفت إلي فقال: لعلك ترى صاحبك لها أهلا، فقلت: إنه لأهل ذلك في سابقته وفضله، قال: إنه لكما قلت، ولكنه امرؤ فيه دعابة2 قلت فأين أنت عن طلحة؟ قال: ذاك امرؤ لم يزل به بأو3 منذ أصيبت أصبعه، قلت: فأين أنت عن الزبير؟
1 رواه البخاري في الأدب المفرد باب من أحب كتمان السر رقم "582" ص.
2 دعابة: الدعابة: المزاح. وقد دعب يدعب كقطع يقطع فهو دعاب، بالتشديد، والمداعبة: الممازحة. المختار "161" ب.
3 بأو: البأو: الكبر والتعظيم. النهاية "1/91" ب.
قال: وعقة1 لقس قال: يلاطم على الصاع بالبقيع ولو منع منه صاع من تمر تأبط عليه بسيفه، قلت: فأين أنت عن سعد؟ قال: فارس الفرسان، قلت: فأين أنت عن عبد الرحمن؟ قال: نعم المرء ذكرت على الضعف، قلت: فأين أنت عن عثمان؟ قال: كلف بأقاربه والله لو وليته لحمل بني أبي معيط على رقاب الناس، والله لو فعلت لفعل ولو فعل لسارت العرب حتى تقتله، إن هذا الأمر لا يصلحه إلا الشديد في غير عنف، اللين في غير ضعف، الجواد في غير سرف، الممسك في غير بخل، فكان ابن عباس يقول: ما اجتمعت هذه الخصال إلا في عمر. "أبو عبيد في الغريب خط في رواة مالك".
14263-
عن أبي العجفاء الشامي من أهل فلسطين، قال: قيل لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين لو عهدت قال: لو أدركت عبيدة بن الجراح، ثم وليته، ثم قدمت على ربي فقال لي: من استخلفت على أمة محمد لقلت سمعت عبدك ونبيك صلى الله عليه وسلم يقول: لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، ولو أدركت معاذ بن جبل ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي: من استخلفت على أمة محمد؟ لقلت: سمعت
1 وعقة: الوعقة بالسكون: الذي يضجر ويتبرم. النهاية "5/207" ب.
لقس: اللقس: السيء الخلق، وقيل: الشحيح. النهاية "4/264" ب.
عبدك ونبيك صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي معاذ بين العلماء بربوة ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته ثم قدمت على ربي فسألني من استخلفت على أمة محمد؟ لقلت: سمعت عبدك ونبيك صلى الله عليه وسلم يقول لخالد بن الوليد: سيف من سيوف الله سله الله على المشركين. "أبو نعيم كر" وأبو العجفاء مجهول لا يدري من هو؟.
14264-
عن المسور بن مخرمة أن عمر دعا عبد الرحمن بن عوف فقال: إني أريد أن أعهد إليك فقال: يا أمير المؤمنين نعم إن أشرت علي قبلت، قال: وما تريد؟ قال: أنشدك الله أتشير علي بذلك؟ قال: اللهم لا، قال: والله لا أدخل فيه أبدا قال: أنشدك الله أتشير علي بذلك؟ قال: اللهم لا، قال: والله لا أدخل فيه أبدا، قال: فهبني صمتا حتى أعهد إلى النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ادع لي عليا وعثمان والزبير وسعدا قال: وانتظروا أخاكم طلحة إن جاء وإلا فاقضوا أمركم. "ابن جرير".
14265-
عن أسلم قال: قال عبد الله بن عمر بعد أن طعن عمر: يا أمير المؤمنين ما عليك لو اجتهدت نفسك ثم أمرت عليهم رجلا فقال عمر: أقعدوني، ثم قال: من أمرتم بأفواهكم؟ فقلت: فلانا قال: إن تؤمروه فإنه ذو شيعتكم، ثم أقبل على عبد الله فقال: ثكلتك أمك
أرأيت الوليد ينشأ مع الوليد وليدا أو ينشأ معه كهلا أتراه يعرف من خلقه. قال: نعم يا أمير المؤمنين قال: فما أنا قائل لله إذا سألني عمن أمرت عليهم؟ فقلت: فلانا وأنا أعلم منه ما أعلم، فلا والذي نفسي بيده لأردنها إلى الذي رفعها إلي أول مرة لوددت أن عليها من هو خير مني لا ينقصني مما أعطاني الله شيئا. "كر".
14266-
عن ابن عباس قال: خدمت عمر بن الخطاب وكنت له هائبا ومعظما، فدخلت عليه ذات يوم في بيته وقد خلا بنفسه فتنفس تنفسا ظننت أن نفسه خرجت، ثم رفع رأسه إلى السماء فتنفس الصعداء، قال: فتحاملت وتشددت، وقلت والله لأسألنه، فقلت والله ما أخرج هذا منك إلا هم يا أمير المؤمنين؟ قال: هم والله هم شديد؛ هذا الأمر لم أجد له موضعا يعني الخلافة، ثم قال: لعلك تقول: إن صاحبك لها يعني عليا، قال: قلت يا أمير المؤمنين أو ليس هو أهلها في هجرته، وأهلها في صحبته، وأهلها في قرابته؟ قال: هو كما ذكرت لكنه رجل فيه دعابة، قال: فقلت الزبير، قال: وعقة لقس يقاتل على الصاع بالبقيع، قال: قلت طلحة، قال: إن فيه لبأوا وما أرى الله معطيه خيرا وما برح ذلك فيه منذ أصيبت يده، قال: فقلت سعدا، قال: يحضر الناس ويقاتل وليس بصاحب هذا الأمر،
قال: قلت عبد الرحمن بن عوف، قال: نعم المرء ذكرت لكنه ضعيف وأخرت عثمان لكثرة صلاته وكان أحب الناس إلى قريش، قال: قلت عثمان، قال: أواه كلف بأقاربه، ثم قال: لو استعملته استعمل بني أمية أجمعين أكتعين ويحمل بني أبي معيط على رقاب الناس، والله لو فعلت لفعل ذلك لسارت إليه العرب حتى تقتله، والله لو فعلت لفعل والله لو فعل لفعلوا، إن هذا الأمر لا يحمله إلا اللين في غير ضعف والقوي في غير عنف، والجواد في غير سرف، والممسك في غير بخل، قال وقال عمر: لا يطيق هذا الأمر إلا رجل لا يصانع ولا يضارع ولا يتبع المطامع ولا يطيق أمر الله إلا رجل لا يتكلم بلسانه لا ينتقض عزمه ويحكم بالحق على حزبه وفي الأصل على وجوبه. "كر".
14267-
عن عمرو بن الحارث الفهمي عن عبد الملك بن مروان عن أبي بحرية الكندي عن عمر أنه خرج على مجلس فيه عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص، فقال: كلكم يحدث نفسه بالإمارة بعدي، فسكتوا، فقال: كلكم يحدث نفسه بالإمارة بعدي، فقال الزبير: نعم كلنا يحدث نفسه بالإمارة بعدك ويراه لها أهلا، قال: أفلا أحدثكم عنكم؟ فسكتوا، ثم قال: ألا أحدثكم عنكم؟ فسكتوا، قال الزبير: فحدثنا ولو سكتنا لحدثتنا، فقال: أما أنت يا زبير فإنك كافر الغضب مؤمن الرضا يوما
تكون شيطانا ويوما تكون إنسانا أفرأيت يوم تكون شيطانا من يكون الخليفة يومئذ؟ وأما أنت يا طلحة فلقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه عليك لعاتب؛ وأما أنت يا عبد الرحمن، فإنك لما جاءك من خير لأهل، وأما أنت يا علي فإنك صاحب رأي وفيك دعابة وإن منكم لرجلا لو قسم إيمانه بين جند من الأجناد لوسعهم يريد عثمان بن عفان، وأما أنت يا سعد فإنك صاحب مال. "كر" وقال: عمرو بن الحارث مجهول العدالة والمحفوظ عن عمر شهادته لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض.
14268-
عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن عمر جعل عبد الله ابن عمر في الشورى، فأتاه آت فقال: يا أمير المؤمنين تستخلف عبد الله بن عمر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن المهاجرين الأولين وابن أمير المؤمنين فقال عمر: قد فعلت والذي نفسي بيده لنمحين عنها حسبنا آل عمر لا لنا ولا علينا. "ابن النجار".
14269-
عن شيخ قال: حصر عثمان وعلي بخيبر فلما قدم أرسل إليه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإن لي عليك حقوقا حق الإسلام وحق الإخاء وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين الصحابة آخى بيني وبينك وحق القرابة والصهر وما جعلت في عنقك من العهد والميثاق.؟؟ "البغوي في مسند عثمان كر".
14270-
حدثنا ابن أبي إدريس عن شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة عن مطرف قال: حججت في إمارة عمر فلم يكونوا يشكون أن الخلافة من بعده لعثمان. "
…
".
14271-
عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب قال لعبد الرحمن بن عوف: أنت عندنا العدل الرضي فماذا سمعت؟. "كر".
14272-
عن محمد بن جبير عن أبيه أن عمر قال: إن ضرب عبد الرحمن بن عوف إحدى يديه على الأخرى فبايعوه. "كر".
14273-
عن أسلم أن عمر بن الخطاب قال: بايعوا لمن بايع له عبد الرحمن بن عوف فمن أبى فاضربوا عنقه. "كر".
14274-
عن ابن مسعود قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر وعثمان قد خلص بهم فسلمت فلم يرد علي فمثلت قائما لألتمس فراغه وخلوته خشية أن أكون أحدثت فناجى أبا بكر طويلا ثم خرج، ثم عمر ثم خرج، ثم عثمان فخرج، فأقبلت أستغفر الله واعتذر فقلت: سلمت عليك فلم ترد علي، فقال: شغلني هؤلاء عنك، فقلت: بماذا؟ قال: أعلمت أبا بكر أنه من بعدي، وقلت: انظر كيف تكون، فقال: لا قوة إلا بالله أدع الله لي ففعلت والله فاعل به ذلك، ثم قلت لعمر مثل ذلك، فقال: لا قوة إلا بالله حسبي الله والله حسبه،
ثم قلت لعثمان مثل ذلك وأنت مقتول، فقال: لا قوة إلا بالله ادع الله لي بالشهادة، فقلت له: إن صبرت ولم تجزع فقال: أصبر وأوجب الله له الجنة وهو مقتول، فلما جاءت إمارته ما ألونا عن أعلاها ذي فرق1 "سيف كر".
14275-
عن حكيم بن جبير قال: سمعت ابن مسعود يقول حين بويع عثمان ما ألونا عن أعلاها ذي فرق. "ش".
14276-
عن ابن مسعود أنه قال: لما استخلف عثمان أمرنا خير من بقي ولم نأل. "ابن جرير".
14277-
"مسند عثمان" عن أبي إسحاق الكوفي قال: كتب عثمان إلى أهل الكوفة في شيء عاتبوه فيه: إني لست بميزان لا أعول2 "عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر".
14278-
عن ابن عمر قال: دخل على عمر بن الخطاب حين نزل به الموت عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير
1 ما ألونا عن أعلاها ذي فرق: لعله كما جاء في النهاية: ومنه حديث ابن مسعود "اجتمعنا فأمرنا عثمان، ولم نأل عن خيرنا ذا فوق" أي ولينا أعلانا سهما ذا فوق، أراد خيرنا وأكملنا، تاما في الإسلام والسابقة والفضل. انتهى. النهاية "3/480" ب.
2 لا أعول: أي لا أميل عن الاستواء والاعتدال. النهاية "3/22" ب.
ابن العوام وسعد بن أبي وقاص وكان طلحة بن عبيد الله غائبا بأرض السواد، فنظر إليهم ساعة ثم قال: إني نظرت لكم في أمر الناس فلم أجد عند الناس شقاقا إلا أن يكون فيكم، فإن كان شقاق فهو منكم، وأن الأمر إلى ستة: إلى عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة وسعد، ثم أن قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيتها الثلاثة فإن كنت على شيء من أمر الناس يا عثمان فلا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس، وإن كنت على شيء من أمر الناس يا عبد الرحمن فلا تحملن أقاربك على رقاب الناس، وإن كنت على شيء يا علي فلا تحملن بني هاشم على رقاب الناس، ثم قال: قوموا وتشاوروا وأمروا أحدكم، فقاموا يتشاورون، قال عبد الله: فدعاني عثمان مرة أو مرتين ليدخلني في الأمر ولم يسمني عمر ولا والله ما أحب أني كنت معهم علما منه بأنه سيكون في أمرهم، ما قال أبي والله لقل ما رأيته يحرك شفتيه بشيء قط إلا كان حقا، فلما أكثر عثمان دعائي قلت: ألا تعقلون أتؤمرون وأمير المؤمنين حي فوالله لكأنما أيقظت عمر من مرقد فقال عمر: أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصل بالناس صهيب ثلاث ليال ثم اجمعوا في اليوم الثالث أشراف الناس وأمراء الأجناد فأمروا أحدكم، فمن تأمر من غير مشورة فاضربوا عنقه. "كر"1
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/344" ص.
خلافة امير المؤمنين "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه وكرم الله وجهه
اعلم رحمك الله أن بعض ما يتعلق بخلافته وأخلاقه وشمائله
سيجيء ذكره في كتاب الفضائل من حرف الفاء
وبعض خطبه ومواعظه سيجيء في كتاب
المواعظ من حرف الميم
14279-
عن زائدة مولى عثمان بن عفان قال: أرسل عثمان بن عفان إلى علي بن أبي طالب فأتاه فتناجيا ساعة بينهما، فقام علي كالمغضب فأخذ عثمان بأسفل ثوبه يجلسه فأبى علي فضرب بيده فمضى فقال الناس: سبحان الله لقد استخف بحق أمير المؤمنين، فقال عثمان: دعوه فما يجد حلاوتها هو ولا أحد من ولده، قال زائدة: فأتيت سعد بن أبي وقاص فذكرت له ذلك كالمتعجب مما قال، فقال سعد: وما يعجبك من ذلك أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يجد حلاوتها هو ولا أحد من ولده. "عق" وقال حديث منكر لم يتابع عليه زائدة وهو مدني مجهول وكذا قال أبو حاتم إنه منكر والذهبي في الميزان والمغنى.
14280-
عن علي قال: والله ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا إلا شيئا عهده إلى الناس، ولكن الناس وقفوا على عثمان فقتلوه وكان غيري فيه أسوء حالا وفعلا مني، ثم رأيت أني أحقهم بهذا الأمر فوثبت عليه فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا. "حم".
14281-
عن الحارث بن سويد قال: قيل لعلي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خصكم دون الناس عامة؟ قال: ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس إلا ما في قراب سيفي هذا فأخرج صحيفة فيها شيء من أسنان الأبل؟؟، وفيها أن المدينة حرم ما بين ثور1 إلى عير فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فإنه عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا. "حم ن وابن جرير حل"2
14282-
عن محمد بن الحنيفة قال: لما قتل عثمان استخفى علي
1 ما بين ثور إلى عير: هما جبلان: أما عير فجبل معروف بالمدينة، وأما ثور: فالمعروف أنه بمكة، وفيه الغار الذي بات به النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر. النهاية "1/229" ب.
2 أخرجه أحمد في مسنده "1/151" في مسند علي رضي الله عنه. ص.
في دار لأبي عمرو بن حصين الأنصاري فاجتمع الناس فدخلوا عليه الدار فتداكوا1 على يده ليبايعوه تداكك الإبل البهم على حياضها وقالوا: نبايعك، قال: لا حاجة لي في ذلك، عليكم بطلحة والزبير قالوا: فانطلق معنا فخرج علي وأنا معه في جماعة من الناس حتى أتينا طلحة بن عبيد الله فقال له: إن الناس قد اجتمعوا ليبايعوني ولا حاجة لي في بيعتهم، فابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله، فقال له طلحة: أنت أولى بذلك مني وأحق لسابقتك وقرابتك، وقد اجتمع لك من هؤلاء الناس من تفرق عني، فقال له علي: أخاف أن تنكث بيعتي وتغدر بي، قال: لا تخافن ذلك فوالله لا ترى من قبلي أبدا شيئا تكرهه، قال: الله عليك بذلك كفيل؟ قال: الله علي بذلك كفيل، ثم أتى الزبير بن العوام ونحن معه فقال له مثل ما قال لطلحة ورد عليه مثل الذي رد عليه طلحة، وكان طلحة قد أخذ لقاحا2 لعثمان ومفاتيح بيت المال وكان الناس اجتمعوا عليه
1 فتداكوا: في حديث علي رضي الله عنه "ثم تداككتم علي تداكك الإبل الهيم على حياضها" أي ازدحمتم. وأصل الدك: الكسر. النهاية "2/128" ب.
2 لقاحا: اللقحة بالكسر والفتح: الناقة القريبة العهد بالنتاج. والجمع: لقح وقد لقحت لقحا ولقاحا، وناقة لقوح، إذا كانت غزيرة اللبن. وناقة لاقح، إذا كانت حاملا. ونوق لواقح. واللقاح: ذوات الألبان، الواحدة: لقوح. النهاية "4/262" ب.
ليبايعوه، ولم يفعلوا فضرب1 الركبان بخبره إلى عائشة وهي بسرف2 فقالت: كأني أنظر إلى أصبعه تبايع بخب3 وغدر، قال ابن الحنفية: لما اجتمع الناس على علي قالوا: إن هذا الرجل قد قتل ولا بد للناس من إمام ولا نجد لهذا الأمر أحق منك ولا أقدم سابقة ولا أقرب برسول الله صلى الله عليه وسلم برحم منك، قال: لا تفعلوا فإني وزيرا لكم خير لكم مني أميرا، قالوا: والله ما نحن بفاعلين أبدا حتى نبايعك وتداكوا على يده، فلما رأى ذلك قال: إن بيعتي لا تكون في خلوة إلا في المسجد ظاهرا وأمر مناديا فنادى المسجد المسجد فخرج وخرج الناس معه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: حق وباطل ولكل أهل، ولئن كثر الباطل لقد نما بما فعل ولئن قل الحق فلربما ولقلما ما أدبر شيء فأقبل ولئن رد إليكم أمركم إنكم لسعداء وإني أخشى أن تكونوا في فترة وما علي إلا الجهد سبق الرجلان وقام الثالث ثلاثة واثنان ليس
1 فضرب: يقال: ضربت في الأرض إذا سافرت. النهاية "3/79" ب.
2 بسرف: هو بكسر الراء: موضع من مكة على عشرة أميال. وقيل أقل وأكثر. النهاية "2/362" ب.
3 بخب: يقال: خب النبات طال وارتفع والرجل منع ما عنده ونزل المنهبط من الأرض ليجهل موضعه بخلا والبحر اضطرب وفلان صار خداعا. القاموس "1/59" ب.
معهما سادس ملك مقرب، ومن أخذ الله ميثاقه وصديق نجا، وساع مجتهد وطالب يرجو اثرة السادس، هلك من ادعى، وخاب من افترى اليمين والشمال مضلة، والوسطى الجادة منهج عليه بما في الكتاب وآثار النبوة، فإن الله أدب هذه الأمة بالسوط والسيف ليس لأحد فيها عندنا هوادة فاستتروا ببيوتكم وأصلحوا ذات بينكم، وتعاطوا الحق فيما بينكم فمن أبرز صفحته معاندا للحق هلك والتوبة من ورائكم وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فهي أول خطبة خطبها بعد ما استخلف. "اللالكائي".
"مدة الخلافة"
14283-
عن الحارث بن عبد الله الجهني قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، ولو أوقن أنه يموت لم أفارقه فأتاني قائل بخبر أن محمدا قد مات، قلت متى؟ قال: اليوم، فلو أن عندي سلاحا لقاتلته فلم ألبث إلا يسيرا حتى أتاني آت من أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي فبايع الناس خليفته من بعده فبايع من قبلك، فقلت للرجل الذي أخبرني: من أين علمت ذلك؟ قال: إن في الكتاب الأول أنه يموت نبي في هذا اليوم، قلت: وكيف يكون بعده؟ قال: ستدور رحاهم إلى خمس وثلاثين سنة. "أبو نعيم".
الباب الثاني: في الامارة وتوابعها من قسم الأفعال
الترغيب في الأمارة
…
الباب الثاني "في الإمارة وتوابعها" من قسم الأفعال
" ترغيب الإمارة"
14284-
عن عمر قال: والله ما يزع1 الله بسلطان أعظم مما يزع بالقرآن. "خط".
14285-
عن عمر قال: قلت: يا رسول الله أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب وخضعت له الأجناد ما هو؟ قال: هو ظل الرحمن عز وجل في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإن جار وخان وظلم كان عليه الإصر وعلى الرعية الصبر. "الديلمي".
14286-
عن علي قال: لا يصلح الناس إلا أمير بر أو فاجر قالوا: يا أمير المؤمنين هذا البر فكيف بالفاجر؟ قال: إن الفاجر يؤمن الله به السبيل ويجاهد به العدو ويجيء به الفيء ويقام به الحدود، ويحج به البيت، ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله. لا "هب".
1 يزع: بقال وزعه يزعه وزعا فهو وازع إذا كفه ومنعه. النهاية (5/180) ب.
"الترهيب عنها"
14287-
"الصديق" عن قيس بن أبي حازم عن نافع بن عمرو الطائي قال: شهدت أبا بكر وهو على المنبر يقول: من ولي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئا فلم يقم فيهم بكتاب الله فعليه بهلة1الله. "البغوي".
14288-
عن رافع الطائي قال: صحبت أبا بكر في غزوة فلما قفلنا قلت: يا أبا بكر أوصني قال: أقم الصلاة المكتوبة لوقتها وأد زكاة مالك طيبة بها نفسك، وصم رمضان، واحجج البيت، واعلم أن الهجرة في الإسلام حسن وأن الجهاد في الهجرة حسن ولا تكن أميرا، ثم قال: هذه الإمارة التي ترى اليوم سيرة قد اوشكت أن تفشو وتكثر حتى ينالها من ليس لها بأهل، وانه من يكن أميرا فإنه من أطول الناس حسابا وأغلظه عذابا، ومن لا يكون أميرا فإنه من أيسر الناس حسابا وأهونه عذابا لأن الأمراء أقرب الناس من ظلم المؤمنين، ومن يظلم المؤمنين فإنما يخفر الله هم جيران الله وهم عباد الله، والله إن
1 بهلة الله: أي لعنه الله وتضم باؤها وتفتح. والمباهلة الملاعنة، وهو أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة الله على الظالم منا. النهاية "1/167" ب.
أحدكم لتصاب شاة جاره أو بعير جاره فيبيت وارم العضل يقول: شاة جاري أو بعير جاري فإن الله أحق أن يغضب لجيرانه. "ابن المبارك في الزهد"1
14289-
عن زينب بنت المهاجر قالت: خرجت حاجة ومعي امرأة فضربت علي فسطاطا2 ونذرت أن لا أتكلم فجاء رجل فوقف على باب الخيمة فقال: السلام عليكم فردت عليه صاحبتي، فقال: ما شأن صاحبتك لم ترد علي؟ قالت: إنها مصمتة نذرت أن لا تتكلم فقال: تكلمي، فإن هذا من فعل الجاهلية، فقلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: امرؤ من المهاجرين، قلت: من أي المهاجرين؟ قال: من قريش، قلت: من أي قريش؟ قال: إنك لسؤول أنا أبو بكر، قلت يا خليفة رسول الله إنا كنا حديث عهد بجاهلية لا يأمن بعضنا بعضا وقد جاء الله من الأمر بما ترى، فحتى متى يدوم لنا هذا! قال: ما صلحت أئمتكم، قلت: ومن الأئمة؟ قال: أليس في قومك أشراف يطاعون؟ قلت:
1 كتاب الزهد والرقائق للإمام شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك المروزي المتوفى سنة 181 هـ وطبع بالهند 1386 هـ. والحديث: في كتابه صفحة "235 - 236" بإيجاز ومر ترجمته "3/744" ص.
2 فسطاطا: الفسطاط بضم الفاء وكسرها: بيت من الشعر والجمع فساطيط. المصباح المنير "2/647" ب.
بلى قال: أولئك. "ابن سعد".
14290-
عن حية بنت أبي حية قالت: دخل علي رجل بالظهيرة فقلت ما حاجتك يا عبد الله؟ قال: أقبلت أنا وصاحب لي في بغاء1 إبل لنا؛ فانطلق صاحبي يبغي ودخلت في الظل أستظل وأشرب من الشراب، قالت: فقمت إلى لبنية لنا حامضة فسقيته منها وتوسمته وقلت: يا عبد الله من أنت؟ قال: أبو بكر، قلت: أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سمعت به؟ قال: نعم فذكرت له غزونا خثعم في الجاهلية وغزو بعضنا بعضا وما جاء الله به من الإلف، فقلت: يا عبد الله حتى متى أمر الناس هذا؟ قال: ما استقامت الأئمة، قال ألم ترى السيد يكون في الحي أيتبعونه ويطيعونه فهم أولئك ما استقاموا. "مسدد وابن منيع والدارمي" قال ابن كثير إسناده حسن جيد.
14291-
عن رافع الطائي عن أبي بكر الصديق أنه خطب الناس؛ فذكر المسلمين فقال: من ظلم منهم أحدا فقد أخفر ذمة الله ومن ولي من أمور المسلمين شيئا فلم يعطهم كتاب الله فعليه لعنة الله، ومن صلى الصبح فقد خفره الله2 "الدينوري".
1 بغاء: بغيته أبغيه بغيا طلبته وابتغيته وتبغيته مثله، والاسم البغاء وزان غراب. المصباح المنير "1/79" ب.
2 خفره: ومنه حديث أبي بكر"من ظلم أحدا من المسلمين فقد أخفره الله" =
14292-
عن إسماعيل بن عبيد الله بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن جده قال: بلغني أنه لما استخلف أبو بكر صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنه والله لولا أن تضيع أموركم ونحن بحضرتها لأحببت أن يكون هذا الأمر في عنق أبغضكم إلي ثم لا يكون خيرا له ألا إن أشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك، فاشرأب1 الناس ورفعوا إليه رؤوسهم فقال: على رسلكم إنكم عجلون، إنه لن يملك ملك قط إلا علم الله ملكه قبل أن يملكه فينقص نصف عمره، ويوكل به الروع2 والحزن ويزهده فيما بيديه ويرغبه فيما بأيدي الناس، فتضنك معيشته وإن أكل طعاما طيبا ولبس جيدا حتى إذا أضحى ظله وذهبت نفسه وورد إلى ربه فحاسبه فشد حسابه وقل غفرانه له ألا إن المساكين هم المغفورون، ألا إن المساكين هم المغفورون. "ابن زنجويه في كتاب الأموال".
= وفي رواية "ذمة الله" وحديثه الآخر" من صلى الصبح فهو في خفرة الله" أي في ذمته. النهاية "2/53" ب.
1 فاشرأب: أي رفعوا رؤوسهم لينظروا إليه وكل رافع رأسه مشرئب. النهاية "2/455" ب.
2 الروع: الروع: الفزع.
والحزن: يقال: حزنني الأمر وأحزنني فأنا محزون. انتهى. النهاية "1/380" ب.
14293-
عن عمير بن سعد الأنصاري [كان ولاه عمر حمص فذكر الحديث] قال: قال عمر لكعب: إني أسألك عن أمر فلا تكتمني، قال: لا والله لا أكتمك شيئا أعلمه، قال: ما أخوف شيء تخوفه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: أئمة مضلين قال عمر: صدقت قد أسر إلي ذلك وأعلمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. "حم"1
14294-
عن عمر قال: لو هلك حمل2 من ولد الضأن ضياعا3 بشاطئ الفرات خشيت أن يسألني الله عنه. "ابن سعد ش ومسدد حل كر"4
14295-
عن عمر قال: ما حرص رجل كل الحرص في الإمارة فعدل فيها. "ش".
14296-
عن عمر قال: ويل لديان أهل الأرض من ديان أهل
1 أخرجه أحمد في مسنده "1/42" وما بين الحاصرين استدركته منه. ص.
2 حملا: الحمل بفتحتين ولد الضائنة في السنة الأولى والجمع حملان. انتهى. المصباح المنير "1/209" ب.
3 ضياعا: الضياع: العيال. وأصله مصدر ضاع يضيع ضياعا فسمى العيال بالمصدر، كما تقول: من مات وترك فقرا: أي فقراء. وإن كسرت الضاد كان جمع ضائع؛ كجائع وجياع. النهاية "3/107" ب.
4 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/305" ص.
السماء يوم يلقونه إلا من أم1 العدل وقضى بالحق، ولم يقض لهوى ولا قرابة ولا لرغبة، ولا لرهبة وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه. "ش حم في الزهد وابن خزيمة ق كر".
14297-
عن طاوس قال: قال عمر بن الخطاب: اقضوا ونسأل.
14298-
عن سليمان بن موسى قال: كتب عمر بن الخطاب إن تجارة الأمير في إمارته خسارة. "ق".
14299-
عن قطن بن وهب عن عمه أنه كان مع عمر بن الخطاب في سفر فلما كان قريبا من الروحاء2 [قال معن وعبد الله بن مسلمة في حديثهما] سمع صوت راع في جبل فعدل إليه فلما دنا منه صاح يا راعي الغنم، فأجابه الراعي فقال:[يا راعيها فقال عمر] : إني مررت بمكان هو أخصب من مكانك وإن كل راع مسئول عن رعيته، ثم عدل صدور الركاب. "مالك وابن سعد"3
14300-
عن محمود بن خالد حدثنا سويد بن عبد العزيز حدثنا
1 أم: أي قصد. النهاية "1/69" ب.
2 الروحاء: موضع بين مكة والمدينة. المصباح المنير "1/334" ب.
3 راجع الطبقات الكبرى لابن سعد "3/292" وما بين الحاصرين استدركته منه. ص.
سيار أبو الحكم عن أبي وائل أن عمر بن الخطاب استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن فتخلف بشر فلقيه عمر فقال: ما خلفك؟ أمالنا عليك سمع وطاعة قال: بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ولي شيئا من أمور المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفا، فرجع عمر كئيبا حزينا فلقيه أبو ذر فقال: مالي أراك كئيبا حزينا؟ قال: ما يمنعني أن لا أكون كئيبا حزينا وقد سمعت بشر بن عاصم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من ولي شيئا من أمر المسلمين أتى به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فيهوي فيه سبعين خريفا، قال أبو ذر: أو ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا، قال: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ولي أحدا من الناس أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى به سبعين خريفا وهي سوداء مظلمة فأي الحديثين أوجع لقلبك؟ قال: كلاهما قد أوجع قلبي، فمن يأخذها بما فيها؟ قال أبو ذر: من سلت1 الله أنفه وألصق خده بالأرض أما إنا لا نعلم إلا خيرا وعسى إن وليتها من لا يعدل فيها أن لا ينجو من ألمها. "البغوي عب
1: أي جدعه وقطعه، النهاية "2/388" ب.
وأبو نعيم وأبو سعيد النقاش في كتاب القضاة في المتفق" وسويد بن عبد العزيز متروك ولكن له طرق أخرى تأتي في مسند بشر.
14301-
عن عمران بن عبد الله قال: قال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب: مالك لا تستعملني؟ قال: أكره أن تدنس دينك. "ابن سعد".
14302-
عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال في ولايته: من ولي هذا الأمر بعدي فليعلم أن سيريده عنه القريب والبعيد، وايم الله ما كنت إلا أقاتل الناس عن نفسي قتالا. "ابن سعد".
14303-
عن عمر قال: ما أحب أصلي في بيتهم هذا المغلق يعني المقصورة. "مسدد".
14304-
عن موسى بن جبير عن شيوخ من أهل المدينة قالوا: كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أما بعد فإني قد فرضت لمن قبلي في الديوان ولذريتهم ولمن ورد علينا بالمدينة من أهل اليمن وغيرهم ممن توجه إليك وإلى البلدان، فانظر من فرضت له فنزل بك فاردد عليه العطاء وعلى ذريته ومن نزل بك ممن لم أفرض له فافرض له على نحو مما رأيتني فرضت لأشباهه، وخذ لنفسك مائتي دينار فهذه فرائض أهل بدر من المهاجرين والأنصار ولم أبلغ بهذا أحدا من نظرائك غيرك لأنك
من عمال المسلمين فألحقتك بأرفع ذلك، وقد علمت أن مؤنا تلزمك فوفر الخراج وخذه من حقه، ثم عف عنه بعد جمعه، فإذا حصل لك وجمعته أخرجت عطاء المسلمين وما يحتاج إليه مما لا بد منه، ثم انظر فيما فضل بعد ذلك فاحمله إلي واعلم أن ما قبلك من أرض مصر ليس فيها خمس وإنما هي أرض صلح وما فيها للمسلمين فيء تبدأ بمن أغنى عنهم في ثغورهم وأجزأ عنهم في أعمالهم ثم تفيض ما فضل بعد ذلك على من سمى الله واعلم يا عمرو أن الله يراك ويرى عملك فإنه قال تبارك وتعالى في كتابه:{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} يريد أن يقتدى به، وأن معك أهل ذمة وعهد وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وأوصى بالقبط فقال: استوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما ورحمهم أن أم إسماعيل منهم وقد قال صلى الله عليه وسلم: من ظلم معاهدا أو كلفه فوق طاقته فأنا خصمه يوم القيامة، احذر يا عمرو أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم لك خصما فإنه من خاصمه خصمه، والله يا عمرو لقد ابتليت بولاية هذه الأمة وآنست من نفسي ضعفا، وانتشرت رعيتي ورق عظمي، فاسأل الله أن يقبضني إليه غير مفرط، والله إني لأخشى لو مات جمل بأقصى عملك ضياعا أن أسأل عنه يوم القيامة.
"ابن سعد".
14305-
عن عمر قال: من استعمل رجلا لمودة أو لقرابة لا
يستعمله إلا لذلك فقد خان الله ورسوله والمؤمنين.
"
…
في المداراة" قال السيوطي: ولا يحضرني اسم مخرج إلا أنه قديم يكثر الرواية فيه عن أبي خيثمة.
14306-
عن عمر قال: من استعمل فاجرا وهو يعلم أنه فاجر فهو مثله. "في المداراة".
14307-
عن الفضل بن عميرة أن الأحنف بن قيس قدم على عمر بن الخطاب في وفد من العراق قدموا عليه في يوم صائف شديد الحر وهو متحجز بعباءة يهنأ1 بعيرا من إبل الصدقة فقال: يا أحنف ضع ثيابك وهلم وأعن أمير المؤمنين على هذا البعير فإنه من إبل الصدقة فيه حق اليتيم والأرملة والمسكين، فقال رجل يغفر الله لك يا أمير المؤمنين فهلا تأمر عبدا من عبيد الصدقة فيكفيك هذا؟ فقال عمر: يا ابن فلانة وأي عبد هو أعبد مني ومن الأحنف بن قيس هذا، إنه من ولي أمر المسلمين فهو عبد للمسلمين يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيده من النصيحة وأداء الأمانة. "في المداراة".
14308-
عن فضيل بن غزوان عن محمد الراسبي عن بشر بن عاصم
1 يهنأ: يقال هنأت البعير أهنؤه: إذا طليته بالهناء، وهو القطران. النهاية "5/277" ب.
بن شقيق الثقفي أن عمر بن الخطاب كتب عهده فقال: لا حاجة لي فيه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الولاة يجاء بهم فيوقفون على جسر جهنم، فمن كان مطواعا لله تناوله بيمينه حتى ينجيه، ومن كان عاصيا لله انخرق به الجسر إلى واد من نار يلتهب التهابا، فأرسل عمر إلى أبي ذر وسلمان، فقال لأبي ذر: أنت سمعت الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم والله وبعد الوادي واد آخر من نار وسأل سلمان فكره أن يخبره بشيء فقال عمر: من يأخذها بما فيها؟ فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وعينه وأمرغ خده إلى الأرض. "ش وأبو نعيم" وقال رواه عمار بن يحيى عن سلمة بن أبي تميم عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن سفيان عن بشر بن عاصم مثله قلت أخرجه من هذا الطريق "ابن منده" فهاتان الطريقتان مقويتان للطريق الثالث في مسند عمر قال في الإصابة: محمد الراسبي ذكر ابن عبد البر أنه ابن سليم فإن كان كما قال فالإسناد منقطع لأنه لم يدرك بشر بن عاصم.
14309-
عن أبي برزة الأسلمي أنه قال لزياد وكان يقال شر الرعاء الحطمة1 فإياك أن تكون منهم. "كر".
1 شر الرعاء الحطمة: هو العنيف برعاية الإبل في السوق والايراد والاصدار ويلقي بعضها على بعض، ويعسفها. ضربه مثلا لوالي السوء. ويقال أيضا: حطم بلا هاء. النهاية "1/402" ب.
14310-
عن عبد الرحمن بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن تسألها ثم تعطاها توكل إليها وإن تحمل عليها تعان وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير ثم كفر عن يمينك، وأنه لا نذر في يمين ولا في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك. "كر".
"آداب الامارة"
14311-
عن الشعبي قال: قال عمر بن الخطاب: دلوني على رجل أستعمله على أمر قد أهمني من أمر المسلمين، قالوا: عبد الرحمن بن عوف قال: ضعيف قالوا: فلان قال: لا حاجة لي فيه: قالوا: من تريد قال: رجل إذا كان أميرهم كان كأنه رجل منهم، وإذا لم يكن أميرهم كأنه أميرهم قالوا: ما نعلمه إلا الربيع بن زياد الحارثي قال: صدقتم. "الحاكم في الكنى".
14312-
"مسند الصديق" حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا يعقوب بن إسحاق المخزومي حدثنا العباس بن بكار الضبي حدثنا عبد الواحد بن أبي عمر الأسدي حدثنا المعافي بن زكريا الجريري حدثنا محمد بن مخلد حدثنا أبو يعلى الساجي حدثنا الأصمعي عن عقبة الأصم عن عطاء عن ابن عباس قال: أنشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
إذا أردت شريف الناس كلهم
…
فانظر إلى ملك في زي مسكين
ذاك الذي حسنت في الناس فاقته
…
وذاك يصلح للدنيا وللدين
"ابن النجار".
14313-
عن علي قال: حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله وأن يؤدي الأمانة، فإذا فعل فحق على الناس أن يسمعوا له وأن يطيعوا وأن يجيبوا إذا دعوا. "الفريابي ص ش وابن زنجويه في الأموال وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم".
14314-
عن علي بن أبي ربيعة الأسدي قال: جاء رجل إلى علي بن أبي طالب بابن له بدلا من بعث1 فقال علي: لرأي شيخ أحب إلي من مشهد شاب. "عباس الربعي في جزئه ق".
14315-
عن علي قال: ثلاثة من كن فيه من الأئمة صلح أن يكون إماما اضطلع2 بأمانته إذا عدل في حكمه ولم يحتجب دون رعيته
1 من بعث: بعثه كمنعه أرسله. القاموس "1/162" ب. والمعنى: جاء به بدلا من إرساله له. ب.
2 اضطلع: افتعل، من الضلاعة، وهي القوة. يقال: اضطلع بحمله: أي قوي عليه ونهض به. النهاية "3/97" ب.
وأقام كتاب الله تعالى في القريب والبعيد. "الديلمي".
14316-
عن السائب بن يزيد أن رجلا قال لعمر بن الخطاب: لأن أخاف في الله لومة لائم خير لي أم أقبل على نفسي؟ فقال: أما من ولي من أمر المسلمين شيئا فلا يخاف في الله لومة لائم، ومن كان خلوا1 فليقبل على نفسه ولينصح لولي أمره. "هب".
14317-
عن عمر قال: إن الناس لن يزالوا مستقيمين ما استقامت لهم أئمتهم وهداتهم. "ابن سعد هق"2
14318-
عن عمر قال: الرعية مؤدية إلى الإمام ما أدى الإمام إلى الله فإذا رفع الإمام رفعوا. "ابن سعد ش ق ن"3
14319-
عن عمر قال: لا ينبغي أن يلي هذا الأمر إلا رجل فيه أربع خصال: اللين في غير ضعف، والشدة في غير عنف، والإمساك في غير بخل، والسماحة في غير سرف، فإن سقطت واحدة منهن فسدت الثلاث. "عب".
1 خلوا: الخلو بالكسر: الفارغ البال من الهموم. والخلو أيضا: المنفرد. النهاية "2/74". ب.
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/292" ص.
3 آخر فقرة من الحديث عند ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/292" فإذا رتع الإمام رتعوا. ص.
14320-
عن عمر قال: لا يقيم أمر الله إلا من لا يصانع ولا يضارع1 ولا يتبع المطامع يكف عن عزته2 "عب ووكيع الصغير في الغرر كر".
14321-
عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري لا تبيعن ولا تبتاعن ولا تشاربن ولا تضاربن ولا ترتشي في الحكم ولا تحكم بين اثنين وأنت غضبان. "عب".
14322-
عن عمر بن الخطاب أنه كتب أن لا يحد أمير جيش ولا أمير سرية رجلا من المسلمين حتى يطلع الدرب3 قافلا فإني أخشى أن تحمله الحمية على أن يلحق بالمشركين. "عب ش".
1 ولا يضارع: أي: ولا يشابه فعله الرياء. ومنه حديث معمر بن عبد الله " إني أخاف أن تضارع" أي أخاف أن يشبه فعلك الرياء. انتهى. النهاية "3/85" ب.
2 عزته: لعل الصواب: عرته، وفي النهاية "3/205" المعرة: الأمر القبيح المكروه والأذى، وهي مفعلة من العر. انتهى. ب" ولا يكتم في الحق على حدته "حدته: الحدة كالنشاط والسرعة في الأمور والمضاء فيها، مأخوذ من حد السيف، والمراد بالحدة ههنا المضاء في الدين والصلابة والقصد في الخير. النهاية "1/353" ب.
3 الدرب: كل مدخل إلى الروم درب. وقيل هو بفتح الراء للنافذ منه وبالسكون لغير النافذ. النهاية "2/111" ب.
14323-
عن عمر قال: ليس الرجل أمينا على نفسه إذا أخفته أو أوثقته أو ضربته. "عب ش ص ق هـ".
14324-
عن معاوية قال: كان عمر يكتب إلى عماله لا تخلدن علي كتابا. "ش".
14325-
عن أبي عمران الجوني قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أنه لم يزل للناس وجوه يرفعون حوائج الناس فأكرم وجوه الناس، فبحسب المسلم الضعيف من العدل أن ينصف في الحكم والقسمة. "ابن أبي الدنيا في الأشراف ق قط في الجامع".
14326-
عن أبي عثمان النهدي قال: استعمل عمر بن الخطاب رجلا من بني أسد على عمل، فجاء يأخذ عهده، فأتي عمر ببعض ولده فقبله، فقال الأسدي: أتقبل هذا يا أمير المؤمنين؟ والله ما قبلت ولدا قط، قال عمر: فأنت والله بالناس أقل رحمة هات عهدنا لا تعمل لي عملا أبدا فرد عهده. "هناد ق".
14327-
عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب سأله إذا حاصرتم المدينة كيف تصنعون؟ قال: نبعث الرجل إلى المدينة ونصنع له هبيئا من جلود قال: أرأيت إن رمي بحجر؟ قال: إذا يقتل، قال: فلا تفعلوا فو الذي نفسي بيده ما يسرني أن تفتحوا مدينة فيها أربعة آلاف مقاتل
بتضييع رجل مسلم. "الشافعي ق".
14328-
عن طاوس أن عمر قال: أرأيتم إن استعملت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل أقضيت ما علي: قالوا: نعم، قال: لا حتى أنظر في عمله أعمل بما أمرته أم لا. "ق كر".
14329-
أخبرنا ابن جريج قال: أخبرت أن عمر كتب إلى أبي موسى أن لا يأخذ الإمام بعلمه ولا بظنه ولا بشبهته. "عب".
14330-
عن عمر قال: لا يصلح هذا الأمر إلا بشدة في غير تجبر ولين في غير وهن1 "ابن سعد ش".
14331-
عن عتاب بن رفاعة بن رافع قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعدا اتخذ قصرا وجعل عليه بابا وقال: انقطع الصويت2 فأرسل عمر محمد بن مسلمة وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه فقال: ائت سعدا وأحرق عليه بابه، فقدم الكوفة؛ فلما أتى الباب أخرج زنده فاستورى نارا ثم أحرق الباب، فأتى سعد، فأخبر ثم
1 في غير وهن: أي في غير ضعف. وقد وهن الإنسان يهن، ووهنه غيره وهنا، وأوهنه، ووهنه. النهاية "5/234" ب.
2 الصويت: صات يصوت ويصات نادى كأصات وصوت. انتهى. القاموس "1/152" ب.
وصف له صفته فعرفه، فخرج إليه سعد فقال محمد: إنه بلغ أمير المؤمنين عنك أنك قلت: انقطع الصويت فحلف سعد بالله ما قال ذلك، فقال محمد: نفعل الذي أمرنا ونؤدي عنك ما تقول وأقبل يعرض عليه أن يزوده، فأبى ثم ركب راحلته حتى قدم المدينة فلما أبصره عمر قال: لولا حسن الظن بك ما رأينا أنك أديت، وذكر أنه أسرع السير وقال: قد فعلت وهو يعتذر ويحلف بالله ما قال، فقال عمر: هل أمر لك بشيء؟ قال: ما كرهت من ذلك، أن أرض العراق أرض رقيقة وأن أهل المدينة يموتون حولي من الجوع فخشيت أن آمر لك فيكون لك البارد ولي الحار، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يشبع المؤمن دون جاره. "ابن المبارك وابن راهويه ومسدد".
14332-
عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال: هان شيء أصلح به قوما أن أبدلهم أميرا مكان أمير. "ابن سعد"1
14333-
عن عمر قال: إني لأتحرج أن أستعمل الرجل وأنا أجد أقوى منه. "ابن سعد".
14334-
عن سلمة بن شهاب العبدي قال: قال عمر بن الخطاب: أيتها الرعية إن لنا عليكم حقا النصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير
1 أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "3/284" ص.
وإنه ليس شيء أحب إلى الله وأعم نفعا من حلم إمام ورفقه، وليس شيء أبغض إلى الله من جهل إمام وخرقه1 "هناد".
14335-
عن عبد الله بن عكيم قال: قال عمر بن الخطاب: إنه لا حلم أحب إلى الله من حلم إمام ورفقه ولا جهل أبغض إلى الله من جهل إمام وخرقه ومن يعمل بالعفو فيما يظهر به تأتيه العافية، ومن ينصف الناس من نفسه يعطى الظفر في أمره، والذل في الطاعة أقرب إلى البر من التعزز بالمعصية. "هناد".
14336-
عن إبراهيم قال: كان عمر إذا استعمل عاملا فقدم إليه الوفد من تلك البلاد قال: كيف أميركم أيعود المملوك أيتبع الجنازة؟ كيف بابه ألين هو؟ فإن قالوا: بابه لين ويعود المملوك تركه وإلا بعث إليه ينزعه. "هناد".
14337-
عن أبي تميم الجيشاني قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أما بعد، فإنه بلغني أنك اتخذت منبرا ترقى به على رقاب الناس أو ما بحسبك أن تقوم قائما والمسلمون تحت عقبيك فعزمت عليك لما كسرته. "ابن عبد الحكم".
1 وخرقه: الخرق بالضم: الجهل والحمق. وقد خرق يخرق خرقا فهو أخرق والاسم الخرق بالضم. النهاية "2/26" ب.
14338-
عن الحسن أن حذيفة قال لعمر: إنك تستعين بالرجل الفاجر فقال عمر: إني لأستعمله لأستعين بقوته ثم أكون على قفائه1 "أبو عبيد".
14339-
عن عروة بن رويم أن عمر بن الخطاب تصفح الناس؛ فمر به أهل حمص فقال: كيف أميركم؟ قالوا: خير أمير إلا أنه بنى علية يكون فيها فكتب كتابا وأرسل بريدا وأمره أن يحرقها، فلما جاءها جمع حطبا وحرق بابها فأخبر بذلك فقال: دعوه فإنه رسول، ثم ناوله الكتاب فلم يضعه من يده حتى ركب إليه؛ فلما رآه عمر قال: الحقني إلى الحرة وفيها إبل الصدقة قال: انزع ثيابك فألقى إليه نمرة2 من أوبار الإبل، ثم قال: افتح واسق هذه الإبل فلم يزل ينزع حتى تعب ثم قال: متى عهدك بهذا؟ قال: قريب يا أمير المؤمنين، قال: فذلك بنيت العلية وارتفعت بها على المسكين والأرملة واليتيم ارجع إلى عملك ولا تعد. "كر".
1 قفائه: القفا مقصور مؤخر العنق، وفي الحديث " يعقد الشيطان على قافية أحدكم". المصباح المنير "2/702" ب.
2 نمرة: جمعها نمار، كأنها أخذت من لون النمر، لما فيها من السواد والبياض وهي كل شملة مخططة من مأزر الأعراب. النهاية "5/118" ب.
14340-
عن الأحنف قال: قال عمر بن الخطاب: الوالي إذا طلب العافية ممن هو دونه أعطاه الله العافية ممن هو فوقه. "كر".
14341-
عن الأسود قال: كان عمر إذا قدم عليه الوفد سألهم عن أميرهم أيعود المريض أيجيب العبد؟ كيف صنيعه من يقوم على بابه؟ فإن قالوا الخصلة منها وإلا عزله. "ق".
14342-
عن أبي الزناد أن رجلا جلد في الشراب في خلافة عثمان وكان له مكان من عثمان ومجلس في خلوته، فلما جلد أراد ذلك المجلس فمنعه إياه عثمان فقال: لا تعود إلى مجلسك أبدا إلا ومعنا ثالث. "كر".
14343-
عن ابن عباس قال: كنت مع عمر بن الخطاب فقال: اذهب فأعلمني من ذاك وكان إذا بعث رجلا في حاجة يقول: إذا رجعت فأعلمني ما بعثتك فيه وما ترد علي فقلت: إنك أمرتني أن أعلم من ذاك وأنه صهيب وأن معه أمه، قال: فليلحق بنا وإن كانت معه أمه. "العدني".
14344-
عن علي قال: لما نفذني1 النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال: يا علي الناس رجلان فعاقل يصلح للعفو وجاهل يصلح للعقوبة. "ق".
1 نفذني: نفذ السهم نفوذا من باب قعد، ونفذ الأمر والقول نفوذا ونفاذا مضى. المصباح المنير "2/847" ب.
14345-
عن علي قال: قلت يا رسول الله إذا بعثتني في شيء أكون كالسكة المحماة أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، قال: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. "حم خ في تاريخه والدورقي حل كر ص".
14346-
عن رجل من ثقيف قال: استعملني علي بن أبي طالب على عكبرا1 فقال لي: وأهل الأرض عندي إن أهل السواد قوم خدع فلا يخدعنك فاستوف ما عليهم ثم قال لي رح إلي فلما رجعت إليه قال لي: إنما قلت لك الذي قلت لأسمعهم لا تضربن رجلا منهم سوطا في طلب درهم ولا تقمه قائما ولا تأخذن منهم شاة ولا بقرة إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو: أتدري ما العفو الطاقة. "ابن زنجويه في الأموال".
14347-
عن كليب قال قدم علي على مال من أصبهان فقسمه على سبعة أسهم فوجد فيه رغيفا فكسره على سبعة وجعل على كل قسم منها كسرة ثم دعا أمراء الأسباع فأقرع بينهم لينظر أيهم يعطى أولا. "ق كر".
14348-
عن علي قال: لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله وقصعة يطعمها. "كر".
14349-
عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل
1 عكبرا: بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحدة وقد يمد ويقصر، وهو اسم بليدة من نواحي دجيل قرب صريفين بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. معجم البلدان لياقوت الحموي "4/140" ص.
للخليفة من مال الله إلا قصعتان قصعة يأكل منها هو وأهله وقصعة يضعها بين يدي الناس."كر حم".
14350-
عن علي بن ربيعة قال: جاء جعدة بن هبيرة إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين يأتيك الرجلان أنت أحب إلى أحدهما من نفسه أو قال من أهله وماله، والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك فتقضي لهذا على هذا؟ قال: فلهزه1 علي وقال: هذا شيء لو كان لي فعلت ولكن إنما ذا شيء لله. "كر".
14351-
عن علي جاءه رسول من معاوية فقال له ما وراءك؟ قال آمن قال: نعم إن الرسل آمنة لا تقتل. "كر".
14352-
عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا يقول: لا أغسل رأسي بغسل2 حتى آتي البصرة فأحرقها ثم أسوق الناس بعصاي إلى مصر، فأتيت أبا مسعود فأخبرته، فقال: إن عليا يورد الأمور مواردها ولا يحسنون3 يصدرونها، علي لا يغسل رأسه بغسل ولا يأتي البصرة
1 فلهزه: اللهز: الضرب بجمع الكف في الصدر. ولهزه بالرمح إذا طعنه به. النهاية "4/281" ب.
2 بغسل: الغسل بالضم: الماء الذي يغتسل به كالأكل لما يؤكل وهم الاسم أيضا من غسلته، والغسل بالفتح: المصدر، وبالكسر: ما يغسل به من خطمي وغيره. النهاية "3/368" ب.
3 يحسنون: أحسنت الشيء عرفته وأتقنته. المصباح المنير "1/187". =
ولا يحرقها ولا يسوق الناس بعصاه إلى مصر، علي رجل أصلع رأسه مثل الطست إنما حوله رغيبات1 "خط".
14353-
عن بلال بن سعد عن أبيه أنه قيل: يا رسول الله ما للخليفة بعدك؟ قال: مثل الذي لي ما عدل في الحكم وأقسط في القسط ورحم ذا الرحم فمن فعل غير ذلك فليس مني ولست منه. "ابن جرير".
14354-
عن الزهري قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الكتاب الذي كتبه بين قريش والأنصار: ولا تتركوا مفرجا2 أن تعينوه في فكاك أو عقل3 "عب".
= يصدرونها: يقال: صدر القوم وأصدرناهم إذا صرفتهم. المصباح المنير "1/457" ب.
1 رغيبات: الرغيبة الأمر المرغوب فيه والعطاء الكثير. القاموس المحيط "1/74" ب.
2 مفرجا: المفرج الذي لا عشيرة له. وقيل: هو المثقل بحق دية أو فداء أو غرم. ويروى بالحاء المهملة، وفيه " ولا يترك في الإسلام مفرح" هو الذي أثقله الدين والغرم. وقد أفرحه يفرحه إذا أثقله. وأفرحه إذا غمه. وحقيقته: أزلت عنه الفرح؛ كأشكيته إذا أزلت شكواه، والمثقل بالحقوق مغموم مكروب إلى أن يخرج عنها، ويروى بالجيم. انتهى. النهاية "3/423 و 424" ب.
3 عقل: عقلت البعير عقلا من باب ضرب وهو أن تثنى وظيفه مع =
14355-
عن عطارد قال: كان لي حلة فقال عمر: يا رسول الله لو اشتريت هذه الحلة للوفد وليوم العيد. "ابن منده كر"، "وقال: غريب".
14356-
عن راشد بن سعد عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم قال: يقول أبو الدرداء كلما سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها. "عب".
14357-
"مسند عمر" عن عروة بن رويم اللخمي قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح كتابا فقرأه على الناس بالجابية من عبد الله: عمر أمير المؤمنين إلى أبي عبيدة بن الجراح سلام عليك أما بعد فإنه لم يقم أمر الله في الناس إلا حصيف العقدة بعيد الغرة1
= ذراعه فتشدهما في وسط الذرع بحبل وذلك هو العقال وجمعه عقل مثل كتاب وكتب، وعقلت القتيل عقلا أيضا أديت ديته. المصباح المنير "2/578" ب.
1 حصيف العقدة: الحصيف: المحكم العقل. وإحصاف الأمر: إحكامه ويريد بالعقدة ههنا الرأي والتدبير.
بعيد الغرة: أي من بعد حفظه لغفلة المسلمين. النهاية "3/355" ب.
لا يطلع الناس منه على عورة، ولا يحنق في الحق على جرته1 ولا يخاف في الله لومة لائم قال، وكتب عمر إلى أبي عبيد اما بعد فإني كتبت إليك بكتاب لم آلك2 ولا نفسي فيه خيرا؛ الزم خمس خلال يسلم لك دينك وتحظى بأفضل حظك: إذا حضرك الخصمان فعليك بالبينات العدول والأيمان القاطعة، ثم ادن الضعيف حتى ينبسط لسانه ويجتريء3 قلبه، وتعاهد الغريب فإنه إذا طال حبسه ترك حاجته وانصرف إلى أهله، وآو الذي أبطل حقه من لم يرفع به رأسا، واحرص على الصلح ما لم يتبين لك القضاء والسلام عليك "ابن أبي الدنيا في كتاب الأشراف".
1 ولا يحنق في الحق على جرته: أي لا يحقد على رعيته، والحنق: الغيظ. والجرة: ما يخرجه البعير من جوفه ويمضغه. والأحناق لحوق البطن والتصاقه. وأصل ذلك في البعير أن يقذف بجرته، وإنما وضع موضع الكظم من حيث إن الاجترار ينفخ البطن، والكظم بخلافه. يقال: ما يحنق فلان وما يكظم على جرة: إذا لم ينطو على حقد ودغل. انتهى. النهاية "1/451" ب.
2 آلك: يقال: ألى الرجل وألي إذا قصر وترك الجهد. انتهى. النهاية "1/63" ب.
3 ويجترئ: هو من الجراءة: الاقدام على الشيء. النهاية "1/253" ب.
"اطاعة الأمير"
14358-
عن عمر قال: اسمع وأطع وإن أمر عليك عبد حبشي مجدع إن ضرك فاصبر، وإن أمرك بأمر فأتمر وإن حرمك فاصبر، وإن ظلمك فاصبر، وإن أراد أن ينقص من دينك فقل: دمي دون ديني ولا تفارق الجماعة. "ش ز هـ وابن جرير ونعيم بن حماد الفتن والكجي وابن زنجويه في الأموال ش ق".
14359-
عن عمر قال: من دعا إلى إمارة نفسه أو غيره من غير مشورة من المسلمين فلا يحل لكم ان لا تقتلوه. "عب ن".
14360-
عن أبي البختري قال: كتب عمر إلى أبي موسى إن للناس نفرة عن سلطانهم فأعوذ بالله أن تدركني وإياكم ضغائن محمولة ودنيا مؤثرة وأهواء متبعة، وإنه ستدعى القبائل وذلك نخوة من الشيطان فإن كان ذلك فالسيف السيف القتل القتل يقولون: يا أهل الإسلام يا أهل الإسلام. "ش".
14361-
عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: كتب عمر إلى أمراء الأجناد إذا تداعت القبائل فاضربوهم بالسيف حتى يصيروا إلى دعوة الإسلام. "ش".
14362-
عن أبي مجلز قال: قال عمر: من اعتزى1 بالقبائل فأعضوه أو فأمضوه2 "ش".
14363-
عن الشعبي أن رجلا قال: يا آل ضبة فكتب إلى عمر فكتب إليه عمر: إن قال، عاقبه - أو قال أدبه - فإن ضبة لم تدفع عنهم سوءا قط ولم تجر إليهم خيرا قط. "ش".
14364-
عن أبي مجلز قال: قال رجل: يا آل بني تميم فحرمه عمر بن الخطاب عطاءه سنة ثم أعطاه إياه من العام المقبل.
14365-
عن عمر قال: إنها ستكون أمراء وعمال صحبتهم فتنة ومفارقتهم كفر. "ش".
14366-
عن علي قال: إن معاوية سيظهر عليكم، قالوا: فلم نقاتل إذا؟ قال: لا بد للناس من أمير بر أو فاجر. "نعيم ش".
1 من اعتزى بالقبائل فأعضوه: التعزى: الانتماء والانتساب إلى القوم. يقال: عزيت الشيء وعزوته أعزيه وأعزوه إذا أسندته إلى أحد، والعزوة اسم لدعوى المستغيث، وهو أن يقول: يا لفلان، أو يا للأنصار ويا للمهاجرين ومنه الحديث الآخر"من لم يتعز بعزاء الله فليس منا" أي لم يدع بدعوى الإسلام فيقول: يا للإسلام أو للمسلمين، أو يا لله. النهاية "3/233" ب.
أعضوه: التعضية: التفريق. النهاية "3/256" ب.
2 فأمضوه: مضى الأمر قضاء نفذ، وأمضيته بالألف أنفذته. المصباح المنير "2/790" ب.
14367-
عن شمر عن رجل قال: كنت عريفا في زمن علي فأمرنا بأمر فقال: أفعلتم ما أمرتكم؟ قلنا: لا، قال: والله لتفعلن ما تؤمرون به أو لنركبن أعناقكم اليهود والنصارى. "ش".
14368-
عن علي قال: إني لا أرى هؤلاء القوم إلا ظاهرين بتفرقكم عن حقكم واجتماعهم على باطلهم، وإن الإمام ليس بشاق شعرة وانه يخطئ ويصيب؛ فإذا كان عليكم إمام يعدل في الرعية ويقسم بالسوية اسمعوا له وأطيعوا، وأن الناس لا يصلحهم إلا إمام بر أو فاجر؛ فإن كان برا فللراعي والرعية، وإن كان فاجرا عبد فيه المؤمن ربه وعمل فيه الفاجر إلى أجله، وأنكم ستعرضون على سبي وعلى البراءة مني، فمن سبني فهو في حل من سبي ولا يبرأ من ديني فإني على الإسلام. "ش".
14369-
عن ربيعة بن ماجد قال: قال علي ما أمرتكم به من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم وما كرهتم وما أمرتكم به من معصية الله أو غيري فلا طاعة لأحد في المعصية، الطاعة في المعروف الطاعة في المعروف الطاعة في المعروف. "ابن جرير".
14370-
عن أنس قال: نهانا كبيراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تعصوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب. "ابن جرير".
14371-
عن حذيفة قال: ألا لا يمشي رجل منكم شبرا إلى ذي سلطان ليذله فلا والله لا يزال قوم أذلوا السلطان أذلاء إلى يوم القيامة. "ش".
14372-
عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبادة عليك السمع والطاعة في يسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة1 عليك ولا تنازع الأمر أهله، وإن رأيت أنه لك إلا أن يأمروك بأمر وفي لفظ: باثم بواحا2 عندك تأويله من الكتاب، قيل لعبادة: فإن أنا أطعته قال: يؤخذ بقوائمك فتلقى في النار وليجيء هو فلينقذك. "ابن جرير كر" ورجاله ثقات.
14373-
عن عبادة بن الصامت قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عبادة، قلت لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك إلا أن تكون معصية الله بواحا. "كر".
1 وأثرة: بفتح الهمزة والثاء؛ الاسم من آثر يؤثر إيثارا إذا أعطى، والاستئثار: الانفراد بالشيء. النهاية "1/22" ب.
2 بواحا: أي جهارا، من باح بالشيء يبوح به إذا أعلنه ويروى بالراء. النهاية "1/161" ب.
14374-
عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من أصحابه فأقبل عليهم فقال: ألستم تعلمون أني رسول الله إليكم؟ قالوا: بلى نشهد أنك رسول الله، قال: ألستم تعلمون أنه من أطاعني فقد أطاع الله ومن طاعة الله طاعتك، قال: فإن من طاعة الله أن تطيعوني، ومن طاعتي أن تطيعوا أمراءكم وإن صلوا قعودا صلوا قعودا. "ع كر" ورجاله ثقات.
14375-
عن الشعبي قال: قال المغيرة بن شعبة لأبي عبيدة بن الجراح: إ ن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعملك علينا وأن ابن النابغة قد ارتبع1 أثر القوم ليس لك معه أمر، فقال أبو عبيدة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نطيعه فأنا أطيعه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن عصى عمرو بن العاص. "ص".
14376-
عن طاوس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: ما لي أراك لقابقا2 كيف بك إذا أخرجوك من المدينة؟ قال: آتي الأرض
1 ارتبع أثر القوم: وفي حديث المغيرة "أن فلانا قد ارتبع أمر القوم" أي انتظر أن يؤمر عليهم. النهاية "2/189" ب.
2 لقابقا: وفي النهاية: فيه "أنه قال لأبي ذر: ما لي أراك لقابقا، كيف بك إذا أخرجوك من المدينة".
اللق: الكثير الكلام، وكان في أبي ذر شدة على الأمراء، وإغلاظ =
المقدسة، قال: فكيف بك إذا أخرجوك منها؟ قال: آتي المدينة، قال: فكيف بك إذا أخرجوك منها؟ قال: آخذ سيفي فأضرب به، قال: لا ولكن اسمع وأطع وإن كان عبدا أسود، فلما خرج أبو ذر إلى الربذة فوجد بها غلاما لعثمان أسود؛ فأذن وأقام ثم قال: تقدم يا أبا ذر، قال: لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا أسود فتقدم فصلى خلفه. "عب".
14377-
عن الحسن قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراء سوء وأئمة وذكر ضلالة بعضهم، يملأ ما بين السماء والأرض، قيل يا رسول الله ألا نضرب وجهه بالسيف؟ قال: لا، ما صلى أو قال ما صلوا الصلاة فلا. "نعيم بن حماد في الفتن".
14378-
عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقوم عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون، ومن أنكر فقد نجا ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع، قيل: يا رسول الله أفلا نقتلهم؟ قال: أما ما صلوا الصلاة فلا. "ش ونعيم بن حماد في الفتن".
14379-
عن أسماء بنت يزيد أن أبا ذر الغفاري كان يخدم
= لهم في القول. وكان عثمان يبلغ عنه يقال: رجل لقاق بقاق. النهاية "4/265" ب.
رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا فرغ من خدمته أوى إلى المسجد، فكان هو بيته يضطجع فيه، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة إلى المسجد فوجد أبا ذر نائما منجدلا1 في المسجد فركله2 رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله حتى استوى قاعدا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أراك نائما فيه؟ فقال أبو ذر أين أنام يا رسول الله؛ مالي من بيت غيره؟ فجلس إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فكيف أنت إذا أخرجوك منه؟ قال: إذا ألحق بالشام فإن الشام أرض الهجرة والمحشر وأرض الأنبياء فأكون رجلا من أهلها، قال: فكيف أنت إذا أخرجوك من الشام؟ قال: إذا أرجع إليه فيكون بيتي ومنزلي، قال: فكيف أنت إذا أخرجوك منه ثانيا؟ قال: آخذ سيفي فأقاتل حتى أموت، فكشر3 إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثبته بيده فقال: أدلك على ما هو خير من ذلك؟ قال: بلى بأبي وأمي يا رسول الله، تنقاد لهم حيث ساقوك حين تلقاني وأنت على ذلك. "ابن جرير".
1 منجدلا: أي ملقى على الجدالة وهي الأرض. النهاية "1/248" ب.
2 فركله: أي رفسه. النهاية "2/260" ب.
3 فكشر: الكشر: ظهور الأسنان للضحك. وكاشره: إذا ضحك في وجهه وباسطه. النهاية "4/176" ب.
14380-
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي قام نبي وأنه لا نبي بعدي قالوا: يا رسول الله فما يكون بعدك؟ يكون خلفاء تكثر، قال: أوفوا بيعة الأول وأدوا إليهم ما عليكم فإن الله سائلهم عن الذي لكم وفي لفظ: سائلهم عما استرعاهم. "ابن جرير".
14381-
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم كلما ذهب نبي خلف نبي فإنه ليس كائن فيكم نبي بعدي، قالوا: فما يكون يا رسول الله؟ قال: يكون خلفاء وتكثر، قالوا: فكيف نصنع؟ قال: أوفوا ببيعة الأول فالأول وأدوا الذي عليكم فليسألهم الله عن الذي عليهم. "ش".
14382-
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة لا تلعن الولاة فإن الله تعالى أدخل جهنم أمة بلعنهم ولاتهم. "الديلمي".
14383-
عن أبي مالك الأشعري قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وأمر علينا سعد بن أبي وقاص، فسرنا حتى نزلنا منزلا فقام رجل فأسرج دابته فقلت له: أين تريد؟ فقال: أريد أتعلف1 فقلت له:
1 أتعلف: علفت الدابة علفا من باب ضرب واسم المعلوف علف بفتحتين والجمع علاف مثل جبل وجبال. المصباح المنير "2/58" ب.
لا تفعل حتى تسأل صاحبنا فأتينا أبا موسى الأشعري فذكرنا ذلك له فقال: لعلك تريد أن ترجع إلى أهلك؟ قال: لا، قال: انظر ما تقول قال: لا، قال: فامض راشدا فانطلق فبات مليا1 ثم جاء فقال له أبو موسى: لعلك أتيت أهلك، قال: لا، قال: فانظر ما تقول، قال: نعم قال أبو موسى: فإنك سرت في النار إلى أهلك وقعدت في النار وأقبلت في النار واستقبل. "كر".
14384-
عن أبي ذر قال: بينما أنا نائم في المسجد إذ خرج علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني برجله، فقال: ألا أراك نائما؟ فقلت يا رسول الله غلبتني عيني، قال: فكيف تصنع إذا أخرجوك منه؟ قلت: ألحق بالشام فإنها أرض المحشر والأرض المقدسة، قال: فكيف إذا أخرجوك منها؟ قلت: أرجع إلى مهاجري قال: فكيف إذا أخرجوك؟ قلت: آخذ سيفي فأضرب به، قال: أولا تصنع خيرا من ذلك وأقرب؟ تسمع وتطيع وتنساق معهم حيث ساقوك. "ابن جرير".
14385-
عن أبي ذر قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا فرغت أتيت المسجد فاضطجعت فيه فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
1 مليا: الملي: هو الطائفة من الزمان لا حد لها. يقال: مضى ملي من النهار، وملي من الدهر: أي طائفة منه. النهاية "4/363" ب.
يوم وأنا مضطجع في المسجد فغمزني برجله، فاستويت جالسا ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ قلت: من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، قلت: ألحق بأرض الأنبياء، قال: كيف تصنع إذا أخرجت منها؟ قلت: آخذ سيفي فأضرب به من يخرجني، فضرب بيده على منكبي ثم قال غفرا1 يا أبا ذر تنقاد معهم حيث قادوك وتنساق معهم حيث ساقوك، ولو لعبد أسود، قال: فلما أنزلت الربذة2 أقيمت الصلاة فتقدم رجل أسود على بعض صدقاتها فلما رآني أخذ ليرجع ويقدمني، فقلت كما أنت بل أنقاد لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. "ابن جرير".
14386-
عن أبي ذر قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر أنت رجل صالح وسيصيبك بعدي بلاء في الله فاسمع وأطع ولو صليت وراء أسود. "طس وابن عساكر حل".
14387-
عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أراك يا أبا ذر لقابقا كيف بك يا أبا ذر إذا أخرجوك من المدينة؟ قلت: آتي
1 غفرا: أصل الغفر: التغطية. يقال: غفر الله لك غفرا وغفرانا ومغفرة والمغفرة: إلباس الله تعالى العفو للمذنبين. النهاية "3/373" ب.
2 الربذة: بالتحريك قرية معروفة قرب المدينة بها قبر أبي ذر الغفاري. انتهى. النهاية "2/183" ب.
والحديث ذكره في مجمع الزوائد "5/223".
الأرض المقدسة، قال: فكيف بك إذا أخرجوك منها؟ قلت: آخذ سيفي فأضرب به حتى أقتل قال: لا، اسمع وأطع ولو لعبد أسود. "نعيم بن حماد في الفتن".
14388-
عن أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أول الخراب مصر والعراق، فإذا بلغ البناء سلعا فعليك يا أبا ذر بالشام: قلت فإن أخرجوني منها؟ قال: انسق لهم إن ساقوك. "نعيم" وفيه عبد القدوس متروك.
14389-
عن أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت من المدينة؟ قال: إذا آخذ سيفي فأضرب به من يخرجني فقال: غفرا يا أبا ذر ثلاثا بل تنقاد معهم حيث قادوك وتنساق معهم حيث ساقوك ولو عبدا أسود. "حم".
14390-
عن أبي الدرداء قال: من أتى باب السلطان قام وقعد، ومن وجد بابا مغلقا وجد إلى جنبه مفتوحا رجاء إن سأل أعطي وإن دعا أجيب وإن أول نفاق المرء طعنه على إمامه. "كر".
14391-
عن شريح بن عبيد حدثنا جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمير بن أسود والمقدام وأبو أمامة في نفر من الفقهاء أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذا الأمر في قومك فوصهم بنا؛ فقال لقريش: إني أذكركم الله أن لا تشقوا على أمتي من بعدي، ثم قال للناس: سيكون من بعدي أمراء فأدوا لهم طاعتهم، فإن الأمير مثل المجن
يتقى به فإن أصلحوا وأمروكم بخير فلكم ولهم، وإن أساؤوا وأمروكم به فعليكم أنتم منه برءاء، فإن الأمير إذا ابتغى الريبة1 في الناس أفسدهم، ثم يقول: إنا سمعنا الرسول يقول ذلك. "ابن جرير".
14392-
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: يا أبا ذر إذا رأيت البناء قد بلغ سلعا فعليك بالشام، قلت: فإن حيل بيني وبين ذاك أفأضرب بسيفي من حال بيني وبين ذاك؟ قال: لا ولكن اسمع وأطع ولو لعبد حبشي مجدع. "كر".
14393-
عن معاذ بن جبل أنه قال لرجل: عليك الطاعة في عسرك ويسرك ومكرهك ومنشطك والأثرة عليك، ولا تنازعوا الأمر أهله ولا تطعه في معصية الله. "ابن جرير".
14394-
عن معاذ بن جبل أنه قال: سيلي عليكم أمراء يعظون على منابر الحكمة، فإذا نزلوا أنكرتم أعمالهم فخذوا أحسن ما تسمعون ودعوا ما أنكرتم من أعمالهم. "كر".
14395-
عن الأعمش عن عثمان بن قيس عن أبيه عن عدي بن حاتم قال: حدثني كثير بن شهاب في الرجل الذي لطم الرجل، فقالوا:
1 الريبة: معناها الشك، ومعنى ذلك أنه إذا اتهمهم وجاهرهم بسوء الظن فيهم أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ففسدوا. النهاية "2/286" ب.
يا رسول الله ولاة يكونون علينا لا نسألك على طاعة من اتقى وأصلح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اسمعوا وأطيعوا. "ابن منده كر" وقال يقال إن لكثير صحبة ولا يصح روى عنه عدي بن حاتم الطائي ولا أراه محفوظا.
14396-
عن عرباض بن سارية قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقام ووعظ الناس ورغبهم وحذرهم وقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأطيعوا من ولاه الله أمركم ولا تنازعوا الأمر أهله وإن كان عبدا أسود. "ابن جرير طب ك".
14397-
عن حفص بن غياث1 عن عثمان بن قيس الكندي عن أبيه عن عدي بن حاتم قال: قلنا يا رسول الله لا نسألك عن طاعة من اتقى وأصلح ولكن من جعل، وجعل يذكر السيء فقال: اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا. "كر"2
1 حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي أبو عمر قاضي الكوفة، ثقة ثبت إذا حدث من كتابه، توفي سنة 194 هـ. خلاصة الكمال "1/214" ص.
2 أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد "5/221" وقال رواه الطبراني وفيه عثمان بن قيس وهو ضعيف. ص.
"مخالفة الأمير"
14398-
عن علي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار فأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، فلما خرجوا وجد عليهم في شيء فقال: أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى قال: اجمعوا حطبا، ثم دعا بنار فأضرمها فيه، ثم قال: عزمت عليكم لتدخلنها فهم القوم أن يدخلوها، فقال لهم شاب منهم: إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فلا تعجلوا حتى نلقى النبي صلى الله عليه وسلم فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوا فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال: لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا، وفي لفظ: لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف. "ط حم ش خ1 م د ن ع وابن خزيمة وابن منده في غرائب شعبة وابن خزيمة وأبو عوانة حب هق في الدلائل".
14399-
عن حكيم بن يحيى قال: قال علي: احذروا على دينكم ثلاثة: رجل آتاه الله القرآن، ورجل آتاه الله سلطانا فقال من أطاعني
1 رواه البخاري في صحيحه كتاب الأحكام - باب السمع والطاعة للإمام
…
"9/79". رواه مسلم في صحيحه كتاب الأمارة - باب وجوب طاعة الأمراء رقم "40" ص.
فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله وقد كذب لا يكون لمخلوق خشية دون الخالق. "أبو عاصم النبيل في جزء من حديثه".
14400-
عن الحسن أن زيادا استعمل الحكم بن عمرو الغفاري على جيش، فلقيه عمران بن حصين فقال: هل تدري فيما جئتكم؟ أما تذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه الذي قال له أميره قم فقع في النار فقام الرجل ليقع فيها؛ فأدرك فأمسك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو وقع فيها لدخل النار لا طاعة لأحد في معصية الله قال: بلى قال: فإنما أردت أن أذكرك هذا الحديث. "أبو نعيم".
14401-
عن ابن سيرين أن عمران بن حصين قال للحكم الغفاري: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق؟ قال: نعم. "أبو نعيم".
14402-
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا قلنا سمعنا قال: اسمعوا ثلاثا، إنه سيكون عليكم أمراء يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ولن يرد على الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض. "ابن جرير".
14403-
عن خباب أنه كان قاعدا على باب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فخرج ونحن قعود فقال: اسمعوا قلنا: سمعنا يا رسول الله قال: إنه سيكون أمراء من بعدي فلا تصدقوهم بكذبهم ولا تعينوهم على ظلمهم فإنه من صدقهم بكذبهم أو أعانهم على ظلمهم فلم يرد علي الحوض. "هب".
14404-
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها ستكون أمراء يعرفون وينكرون، فمن ناواهم نجا ومن اعتزلهم سلم أو كاد ومن خالطهم هلك. "ش".
14405-
عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا وأمر عليهم رجلا من الأنصار وأمرهم أن يسمعوا له وأن يطيعوا فسار فنزل منزلا فوجد عليهم في بعض الأمر، فقال: أو ليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال وهم عند غيضة قال: فإني أعزم عليكم أن يقوم كل رجل منكم حتى يحمل وقره1 من هذه الغيضة2 حتى تجمعوه فجمعوه فأوقد فيه النار حتى صارت نارا ضخمة، ثم قال: عزمت عليكم إلا وقعتم فيها، فقال بعضهم: إنما نفر من النار وقام آخرون ليقعوا
1 وقرة: الوقر بالكسر: الحمل. المختار "580" ب.
2 الغيضة: بالفتح: الأجمة، وهي مغيض ما يجتمع فينبت فيه الشجر. والجمع: غياض وأغياض. المختار "382" ب
فيها فمنعهم الآخرون؛ فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكروا له ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم للذين أبوا ما منعكم أن تقعوا فيها؟ فقالوا: أمرتنا أن نطيعه فعزم علينا أن نقع فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما أنتم فقد أحسنتم حين منعتموهم، واما أنتم فلو وقعتم فيها ما خرجتم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف. "ابن جرير".
14406-
عن ابن عمر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وفيه تسعة نفر، فقال: إنها ستكون عليكم امراء من بعدي، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم وغشى أبوابهم فليس مني ولست منه وأنا منه بريء ولم يرد على الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم ولم يغش أبوابهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض. "ابن جرير".
14407-
عن سويد بن غفلة قال: سمعت أبا موسى الأشعري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيكون في هذه الأمة حكمان ضالان ضال من اتبعهما فقلت: يا أبا موسى انظر لا تكون أحدهما قال: فوالله ما مات حتى رأيته أحدهما. "طب" وقال هذا عندي باطل لأن جعفر بن علي شيخ مجهول لا يعرف.
14408-
عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيكون أمراء
يظلمون ويكذبون ويغشاهم1 غواش أو قال حواش من الناس فمن أعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم، فليس مني ولا أنا منه، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه. "ابن جرير".
14409-
عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علقمة بن محرز على بعث أنا فيهم، فلما انتهى إلى رأس غزاته2 أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي فكنت فيمن غزا معه، فلما كنا ببعض الطريق أو قد القوم نارا ليصطلوا أو ليصطنعوا عليه صنيعا لهم، فقال عبد الله وكانت فيه دعابة: أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: فما نأمركم بشيء إلا صنعتموه؟ قالوا: نعم، قال: فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار، فلما قدمنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه. "ش".
1 يغشاهم: يقال: غشيه يغشاه غشيانا إذا جاءه، وغشاه تغشية إذا غطاه وغشى الشيء إذا لابسه. النهاية "3/369" ب.
غواش: من غشه يغشه غشا بالكسر وشيء مغشوش، واستغشه: خلاف استنصحه. الصحاح للجوهري "3/1013" ب.
2 غزاته: غزوت العدو من باب عدا، والاسم الغزاة. ورجل غاز، وجمعه غزاة كقاض وقضاة. المختار "372" ب.
14410-
عن معر الضبي قال: لما قدم عبد الله بن عامر الشام أتاه من شاء الله أن يأتيه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلا أبا الدرداء فإنه لم يأته فقال: لا أرى أبا الدرداء أتاني فيمن أتى، فلآتينه ولأقضين من حقه فأتاه فسلم عليه وقال له: أتاني أصحابك ولم تأتني فأحببت أن آتيك وأقضي من حقك، فقال له أبو الدرداء: ما كنت قط أصغر في عين الله ولا في عيني منك اليوم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتغير عليكم إذا تغيرتم. "
…
"1
14411-
عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد أنا تاسع تسعة خمسة من العرب وأربعة من العجم فقال لنا: أتسمعون هل تسمعون ثلاث مرات؟ قلنا: سمعنا، قال: فاسمعوا إذا إنها ستكون عليكم أئمة، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فلست منه وليس مني ولا يرد على الحوض يوم القيامة، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض يوم القيامة. "ابن جرير هب"2
1 الحديث هنا خال من العزو: أورده الهيثمي في مجمع الزوائد "5/229" عن مغراء وقال: رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. ص.
2 ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد "5/247" رواه أحمد والبزار. ص.
14412-
عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا كعب بن عجرة أعيذك بالله من إمارة السفهاء قلت: يا رسول الله وما إمارة السفهاء؟ قال: يوشك أن تكون أمراء إن حدثوا كذبوا وإن عملوا ظلموا، فمن جاءهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يردون على حوضي غدا ومن لم يأتهم ولم يصدقهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو يرد على حوضي غدا. "ابن جرير".
14413-
عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: كيف بك يا أبا عبد الرحمن إذا كان عليك أمراء يطفئون السنة ويؤخرون الصلاة عن ميقاتها؟ قلت: فكيف تأمرني يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسالني ابن أم عبد كيف يفعل لا طاعة للمخلوق في معصية الله. "عب حم".
14414-
عن عروة قال: أتيت ابن عمر فقلت: إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء فيتكلمون بالكلام، ونحن نعلم أن الحق مع غيرهم فنصدقهم، ويقضون بالجور فنقويهم ونحسنه لهم فكيف ترى في ذلك؟ فقال: يا ابن أخي كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعد هذا النفاق فلا أدري كيف هو عندكم؟
"هب"1
1 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى بلفظه "8/165 و 166" ص.
14415-
عن عقبة بن مالك الليثي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وقال: إذا خالف الأمير أمري فاجعلوا مكانه من يتبع أمري. "خط في المتفق".
"أعوان الأمير"
14416-
عن مالك بن أوس بن الحدثان البصري قال: كنت عريفا في زمن عمر بن الخطاب. "كر".
14417-
عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ويل للزربية1 قيل: وما الزربية يا رسول الله؟ قال: الذي إذا صدق الأمير، قالوا: صدق الأمير، وإذا كذب الأمير قالوا: صدق الأمير. "هب".
14418-
عن أبي هريرة قال: أول من يدخل من هذه الأمة النار السواطون 2 "ش".
1 الزربية: الزربية الطنفسة، وقيل البساط ذو الخمل وتكسر زايها وتفتح وتضم وجمعها زرابي. شبههم في تلونهم بواحدة الزرابي وما كان على صبغتها وألوانها أو شبههم بالغنم المنسوبة إلى الزرب وهو الحظيرة التي تأوى إليها في أنهم ينقادون للأمراء ويمضون على مشيتهم انقياد الغنم لراعيها. النهاية "2/300" ب.
2 السواطون: قيل هم الشرط الذين يكون معهم الأسواط يضربون بها الناس. النهاية "2/421" ب.
"ذيل الخلافة"
14419-
"مسند علي رضي الله عنه" عن علي قال: قيل: يا رسول الله من نؤمر بعدك؟ قال: إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة، وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا أمينا لا يخاف في الله لومة لائم، وإن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الصراط المستقيم. "حم وخيثمة في فضائل الصحابة ك حل وابن الجوزي في الواهيات فأخطأ كر ص"1
14420-
عن علي قال: والذي خلق الحبة وبرأ النسمة2 لإزالة الجبال من مكانها أهون من إزالة ملك مرجل فإذا اختلفوا بينهم فو الذي نفسي بيده لو كادتهم الضباع لغلبتهم. "..3"
14421-
عن ابن مسعود قال: لأن أزاول جبلا راسيا أهون علي من أن أزائل ملكا مرجلا. "ش وأبو نعيم".
1 أورده الهيثمي في مجمع الزوائد "5/176" وقال رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات. ص.
2 وبرأ النسمة: أي خلق ذات الروح، وكثيرا ما كان يقولها إذا اجتهد في يمينه. النهاية "5/49" ب.
3 رمز له في منتخب كنز العمال: [ش]"2/192" ص.
14422-
عن ابن إسحاق عن عمران بن كثير قال: قدمت الشام فإذا قبيصة بن ذويب قد جاء برجل من العراق فادخله على عبد الملك بن مروان فحدثه عن أبيه عن المغيرة بن شعبة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الخليفة لا يناشد قال: فأعطى وكسى وحيى، قال فحك في نفسي فقدمت المدينة فلقيت سعيد بن المسيب فحدثته فقال: قاتل الله قبيصة كيف باع دينه بدنياه فإنه والله ما من امرأة من خزاعة قعيدة في بيتها إلا قد حفظت قول عمرو بن سالم الخزاعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني ناشد محمدا
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فيناشد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يناشد الخليفة. "كر"1
1 ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى "4/294" في ترجمة عمرو بن سالم هذا البيت ولفظه:
لاهم إني ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الأتلدا
وراجع معنى الأتلدا في القاموس عند كلمة: تلد "1/279" وشرح القاموس للزبيدي "7/456" طبع الكويت.
وانظر تمام الأبيات التي أنشدها عمرو بن سالم في البداية والنهاية لابن كثير "4/278". ص.
فصل في القضاء والترغيب ـ الترهيب عن القضاء
…
فصل في القضاء والترهيب الترهيب عن القضاء
14423-
عن عمر قال: ما رأيت من قضى بين اثنين بعد هؤلاء الثلاثة ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون. "ص".
14424-
عن عروة قال: كان عمر إذا أتاه الخصمان برك على ركبتيه وقال: اللهم أعني عليهما فإن كل واحد منهما يريدني عن ديني. "ابن سعد".
14425-
عن علي قال: القضاة ثلاثة. "كر".
14426-
عن قتادة عن أبي العالية عن علي قال: القضاة ثلاثة فاثنان في النار وواحد في الجنة؛ فأما اللذان في النار فرجل جار على الحق متعمدا ورجل اجتهد برأيه فأخطأ، وأما الذي في الجنة فرجل اجتهد برأيه في الحق فأصاب، فقلت لأبي العالية: ما بال هذا الذي اجتهد برأيه في الحق فأخطأ قال: لو شاء لم يجلس يقضي وهو لا يحسن يقضي. "هق"1 وقال في تفسير أبي العالية: دليل على وزر من اجتهد برأيه وهو من غير أهل الاجتهاد.
1 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب آداب القاضي "10/117" ص.
"الترغيب فيه"
14427-
عن معقل بن يسار قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اقضي بين قومي فقلت: يا رسول الله ما أحسن أن أقضي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله مع القاضي ما لم يحف1 عمدا ثلاث مرات. "أبو سعيد النقاش في كتاب القضاة من طريق ابن عياش" وفيه كلام عن يحيى بن يزيد بن أبي شيبة الرهاوي قال ابن حبان يروي المقلوبات فبطل الاحتجاج به عن زيد بن أبي أنيسة وهو ثقة وفي حديثه بعض النكارة عن نفيع بن الحارث وهو متروك.
14428-
عن عقبة بن عامر قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم يوما فجاءه خصمان فقال لي: اقض بينهما فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أنت أولى قال: اقض بينهما قلت: على ماذا يا رسول الله؟ قال: اجتهد فإن أصبت فلك عشر حسنات وإن أخطأت فلك حسنة. "كر".
"أدب القضاء"
14429-
عن الحسن قال: نزل على علي بن أبي طالب ضيف فكان عنده أياما فأتى في خصومة فقال له علي: أخصم أنت؟ قال: نعم،
1 يحف: الحيف: الجور والظلم. النهاية "1/469" ب.
قال: فارتحل عنا فإنا نهينا أن ننزل خصما إلا مع خصمه."..1"
14430-
عن علي قال: قلت يا رسول الله إذا بعثتني في شيء أكون كالسكة المحماة أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. "حم خ في تاريخه الدورقي حل كر ص".
14431-
عن الحسن قال: جاء رجل فنزل على علي فأضافه فقال: إني أريد أن أخاصم، قال له علي: تحول عن منزلي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن نضيف الخصم وفي لفظ: أن ننزل الخصم إلا ومعه خصمه. "ابن راهويه وأبو القاسم ابن الجراح في أماليه هق"2
14432-
عن أبي الأسود عن علي قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نضيف أحد الخصمين دون الآخر. "طس".
14433-
عن علي انه قال لشريح: لسانك عبدك ما لم تتكلم؛ فإذا تكلمت فأنت عبده فانظر ما تقضي وفيم تقضي وكيف تقضي؟ "كر".
1 رمز للحديث في منتخب كنز العمال "2/195" ما يلي: أخرجه ابن راهويه وأبو القاسم بن الخراج في أماليه والبيهقي في السنن الكبرى كتاب آداب القاضي "10/137" ص.
2 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب آداب القاضي "10/137" ص.
14434-
عن علي قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم قاضيا يعني إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله غني شاب وتبعثني إلى أقوام ذوي أسنان فدعا لي بدعوات ثم قال: إذا أتاك الخصمان فسمعت من أحدهما فلا تقضين حتى تسمع من الآخر، فإنه أثبت لك، قال فما اختلف علي بعد ذلك. "ق".
14435-
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تقاضيا إليك رجلان فلا تقض للأول حتى تسمع كلام الآخر فسوف ترى كيف تقضي [قال علي] : فما زلت بعد قاضيا. "خ ن"1
14436-
عن أبي [حرب بن] الأسود الديلي عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يضيف الخصم إلا ومعه خصمه. "هق"2
14437-
عن عمر قال: لا يؤخذ على شيء من حكومة المسلمين أجر. "هلال الحفار في جزئه".
1 لدى الرجوع لما عزى إليه المصنف لم أره، ولكن الحديث هو عند الترمذي كتاب الأحكام باب في القاضي لا يقض بين الخصمين
…
رقم "1331" وقال حسن وآخر فقرة من الحديث من كلام علي.
وأخرجه أبو داود كتاب الأقضية باب كيف القضاء رقم "3565".
وابن ماجه كتاب الأحكام باب ذكر القضاء رقم "2310" ولكن لفظ الحديث للترمذي. ص.
2 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب آداب القاضي "10/138" ص.
14438-
عن عمر قال: ردوا الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يورث الضغائن بين الناس. "عب هق".
14439-
عن شريح أن عمر بن الخطاب كتب إليه إذا جاءك شيء في كتاب الله فاقض به ولا يلفتنك عنه الرجال، فإن جاءك أمر ليس في كتاب الله فانظر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بها، فإن جاءك أمر ليس في كتاب الله وليس فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي الأمرين شئت إن شئت أن تجتهد برأيك فتقدم وإن شئت أن تؤخر فتأخر ولا أرى التأخير إلا خيرا لك. "ش وابن جرير".
14440-
عن عمر قال: ردوا الخصوم لعلهم أن يصطلحوا فإنه أبرأ للصدر وأقل للحنات1 "هق".
14441-
عن مسروق قال: كتب كاتب لعمر بن الخطاب هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر فانتهره عمر وقال: لا بل اكتب هذا
1 للحنات: الأحنة: الحقد، وجمعها إحن، وإحنات، وإحنات، ومنه حديث مازن " وفي قلوبكم البغضاء والأحن" وأما حديث معاوية "لقد منعتني القدرة من ذوي الحنات" فهي جمع حنة، وهي لغة قليلة في الأحنة. النهاية "1/28" ب.
ما رأى عمر؛ فإن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمن عمر. "هق"1
14442-
عن أبي العوام البصري قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له وآس بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك البينة على من ادعي واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا، ومن ادعى حقا غائبا أو بينة فاضرب له أمدا ينتهي إليه، فإن جاء ببينة أعطيته بحقه، فإن أعجزه ذلك استحللت عليه القضية فإن ذلك ابلغ في العذر وأجلى للعمى ولا يمنعك من قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه لرأيك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق لأن الحق قديم لا يبطل الحق شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، والمسلمون عدول بعضهم على بعض في الشهادة إلا مجلودا في حد أو مجربا عليه شهادة الزور أو ظنينا في ولاء أو قرابة فإن الله عز وجل تولى من العباد السرائر وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والأيمان، ثم الفهم الفهم فيما أدلي إليك مما ليس في قرآن ولا سنة، ثم قايس الأمور عند ذلك واعرف الأمثال والأشباه، ثم اعمد إلى أحبها إلى الله فيما ترى
1 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب آداب القاضي "10/116" ص.
وأشبهها بالحق، وإياك والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس عند الخصومة والتنكر فإن القضاء في مواطن الحق يوجب الله له الأجر ويحسن له الذخر فمن خلصت نيته في الحق ولو كان على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تزين لهم بما ليس في قلبه شانه الله فإن الله لا يقبل من العباد إلا ما كان له خالصا وما ظنك بثواب الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته والسلام. "قط هق كر"1
14443-
عن المسور بن مخرمة قال: سمعت عمر يقول: يا معشر المسلمين إني لا أخاف الناس عليكم؛ إنما أخافكم على الناس، إني قد تركت فيكم اثنين لن تبرحوا بخير ما لزمتموهما: العدل في الحكم، والعدل في القسم، وإني قد تركتكم على مثل مخرفة2 النعم إلا أن يتعوج قوم فيعوج بهم. "ش هق"3
14444-
عن أبي رواحة يزيد بن أيهم قال: كتب عمر بن الخطاب إلى الناس اجعلوا الناس عندكم في الحق سواء قريبهم كبعيدهم وبعيدهم
1 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الشهادات بلفظه وسنده. "10/150" ص.
2 مخرفة النعم: أي طرقها التي تمهدها بأخفافها. النهاية "2/24" ب.
3 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى "10/134" وبلفظه. ص.
كقريبهم، وإياكم والرشا1 والحكم بالهوى وأن تأخذوا الناس عند الغضب فقوموا بالحق ولو ساعة من نهار. "ص هق"2
14445-
عن الشعبي قال: كان بين عمر وبين أبي بن كعب خصومة فقال عمر: اجعل بيني وبينك رجلا، فجعلا بينهما زيد بن ثابت فأتياه فقال عمر: أتيناك لتحكم بيننا وفي بيته يؤتى الحكم فلما دخلا عليه وسع له زيد عن صدر فراشه فقال: ها هنا يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: هذا أول جور جرت في حكمك ولكن أجلس مع خصمي فجلسا بين يديه فادعى أبي وأنكر عمر فقال زيد لأبي: أعف أمير المؤمنين من اليمين وما كنت لأسألها لأحد غيره فحلف عمر ثم أقسم لا يدرك زيد القضاء حتى يكون عمر ورجل من عرض المسلمين عنده سواء. "ص هق كر"3
14446-
عن يحيى بن سعيد قال: قال عمر بن الخطاب: ما أبالي
1 الرشا: والرشوة بكسر الراء وضمها والجمع رشا بكسر الراء وضمها، وقد رشاه من باب عدا. وارتشى: أخذ الرشوة واسترشى في حكمه: طلب الرشوة عليه. المختار "194" ب.
2 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى "10/135" ص.
3 أخرجه البيهقي في السنن كتاب آداب القاضي "10/136" ص.
إذا اختصم إلي الرجلان لأيهما كان الحق. "ابن سعد".
14447-
عن سعيد بن المسيب أن عمر اختصم إليه مسلم ويهودي فرأى أن الحق لليهودي فقضى له، فقال له اليهودي: والله لقد قضيت لي بالحق فضربه عمر بالدرة ثم قال: وما يدريك؟ قال: إنا نجد أنه ليس قاض يقضي بالحق إلا كان عن يمينه ملك وعن يساره ملك يسددانه ويوفقانه للحق ما دام مع الحق ترك الحق عرجا وتركاه. "مالك وابن عبد الحكم في فتوح مصر"1
14448-
عن محارب بن دثار أن عمر قال لرجل: من أنت؟ قال: أنا قاضي دمشق قال: وكيف تقضي؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإذا جاء ما ليس في كتاب الله قال: أقضي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإذا جاء ما ليس في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أجتهد برأي وأؤامر جلسائي فقال له عمر: أحسنت، وقال له: إذا جلست فقل: اللهم إني أسألك أن أقضي بعلم وأن أفتي بحكم وأسألك العدل في الغضب والرضى، قال: فسار ما شاء الله أن يسير، ثم رجع إلى عمر فقال: أريت فيما يرى النائم أن الشمس والقمر يقتتلان مع كل واحد منهما جنود من الكواكب
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الأقضية - باب الترغيب في القضاء بالحق. رقم "2" ص.
قال: مع أيهما كنت؟ قال: مع القمر، قال عمر: نعوذ بالله وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة، والله لا تلي عملا ابدا، قال: فيزعمون أن ذلك الرجل قتل مع معاوية. "ابن أبي الدنيا عب".
14449-
عن شريح القاضي قال: قال لي عمر بن الخطاب: أن اقض بما استبان لك من كتاب الله؛ فإن لم تعلم كل كتاب الله فاقض بما استبان لك من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن لم تعلم كل أقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بما استبان لك من أمر الأئمة المهتدين؛ فإن لم تعلم كل ما قضت به الأئمة فاجتهد برأيك واستشر أهل العلم والصلاح. "كر".
14450-
عن عمر أنه قال لشريح حين استقضاه: لا تشار1 ولا تضار2 أو لا تشتر ولا تبع ولا ترتش. "كر".
14451-
عن محارب بن دثار أن عمر بن الخطاب قال لرجل قاض بدمشق: كيف تقضي؟ قال: بكتاب الله قال: فإذا جاءك ما ليس في
1 لا تشار: المشاراة: الملاجة. وقد شرى واستشرى إذا لج في الأمر. ومنه الحديث الآخر "لا تشار أخاك" في إحدى الروايتين. النهاية "2/468" ب.
2 ولا تضار: الضر ضد النفع، وبابه رد، وضاره بالتشديد بمعنى ضره والاسم الضرر. المختار "300" ب.
كتاب الله قال: أقضي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإذا جاءك ما ليس فيه سنة رسول الله؛ قال: أجتهد برأي وأؤامر جلسائي، قال: أحسنت. "ابن جرير".
14452-
عن الشعبي قال: لما بعث عمر شريحا على قضاء الكوفة قال: انظر ما تبين لك في كتاب الله فلا تسأل عنه أحدا وما لم يتبين لك في كتاب الله فاتبع فيه السنة، وما لم يتبين في السنة فاجتهد فيه برأيك. "ص هق"1
14453-
عن الشعبي قال: كتب عمر إلى شريح إذا أتاك أمر في كتاب الله فاقض به، ولا يلفتنك الرجال عنه؛ فإن لم يكن في كتاب الله وكان في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض به؛ فإن؟؟ لم يكن في كتاب الله ولا كان كان في سنة رسول الله فاقض بما قضى به أئمة الهدى؛ فإن لم يكن في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولا فيما قضي به أئمة الهدى فأنت بالخيار إن شئت أن تؤامرني2 ولا أرى لك مؤامرتك إياي إلا أسلم لك. "ص هق"3
1 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب آداب القاضي "10/110" ص.
2 تؤامرني: آمره في كذا مؤامرة: شاوره. المختار "18" ب.
3 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى "10/110" ص.
14454-
عن محمد بن سيرين أن عمر قال لأبي موسى: انظر في قضاء أبي مريم قال: إني لا أتهم أبا مريم، قال: وأنا لا أتهمه ولكن إذا رأيت من خصم ظلما فعاقبه. "ق".
14455-
عن محمد بن سيرين أن عمر بن الخطاب قال: لأنزعن فلانا عن القضاء، ولأستعملن على القضاء رجلا إذا رآه الفاجر فرقه1 "ق".
14456-
عن علي قال: قلت يا رسول الله إن عرض لي أمر لم ينزل فيه قضاء في أمره ولا سنة كيف تامرني؟ قال: تجعلونه شورى بين أهل الفقه والعابدين من المؤمنين ولا تقضي فيه برأي خاصة. "طس وأبو سعيد في القضاة".
14457-
عن عطاء قال: أتي علي برجل وشهد عليه رجلان أنه سرق فأخذ في شيء من أمور الناس وتهدد شهود الزور وقال: لا أوتي بشاهد زور إلا فعلت به كذا وكذا، ثم طلب الشاهدين فلم يجدهما فخلى سبيله. "ش".
14458-
عن ابن عمر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وقال:
1 فرقه: الفرق بالتحريك: الخوف والفزع يقال فرق يفرق فرقا. انتهى. النهاية "3/438" ب.
يا علي اجعل حكم الله تعالى بين عينيك وحكم الشيطان تحت قدميك. "أبو سعيد النقاش في كتاب القضاة" وفيه يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن عمران الزهري عن محمد بن عبد العزيز والثلاثة ضعفاء.
14459-
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر إذا جلس الحاكم فلا يجلس خصمان إلا بين يديه ومضت السنة بذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أئمة الهدى أبي بكر وعمر. "كر".
14460-
عن ابن مسعود قال: إذا حضرك أمر لا تجد منه بدا فاقض بما في كتاب الله فإن عييت1 فاقض بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن عييت فاقض بما قضى به الصالحون، فإن عييت فأومئ إيماء ولا تأل2 فإن عييت فافرر منه ولا تستحي. "عب".
14461-
عن ابن مسعود قال: أتى علينا زمان لسنا نقضي ولسنا هنالك وإن الله عز وجل قد بلغنا ما ترون فمن عرض له منكم قضاء بعد اليوم فليقض فيه بما في كتاب الله، فإن أتاه أمر ليس في كتاب الله
1 عييت: عيى يعيى: بوزن رضى يرضى فهو عيى، على فعيل ويقال أيضا: عي بأمره وعيى؛ إذا لم يهتد لوجهه والادغام أكثر. المختار "367" ب
2 ولاتأل: من ألوت إذا قصرت. النهاية "1/63" ب.
فليقض فيه بما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن أتاه امر ليس في كتاب الله ولم يقض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقض بما قضى به الصالحون، فإن أتاه أمر ليس في كتاب الله ولم يقض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقض فيه الصالحون فليجتهد برأيه، ولا يقولن أحدكم: إني أخاف وإني أرى فإن الحلال بين وإن الحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهة فدع ما يريبك1 إلى ما لا يريبك. "الدارمي وابن جرير في تهذيبه هق2 كر".
"بدء القضاء"
14462-
عن الزهري عن السائب بن يزيد عن أبيه أن عمر أمره أن يكفيه صغار الأمور الدرهم ونحوه. "ابن سعد".
14463-
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قال: ما اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا ولا أبو بكر ولا عمر حتى كان وسطا من خلافة عمر فقال عمر ليزيد بن أخت النمر: اكفني بعض الأمور يعني صغارها. "ابن سعد".
1 يريبك: يروي بفتح الياء وضمها: أي دع ما تشك فيه إلى ما لا تشك فيه. النهاية "2/286" ب.
2 رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب آداب القاضي "10/115" ص.
14464-
عن الزهري قال: ما اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا حتى مات ولا أبو بكر ولا عمر إلا أنه قال لرجل في آخر خلافته: اكفني بعض أمور الناس يعني عليا. "عب".
"رزق القضاء"
14465-
عن نافع قال: استعمل عمر بن الخطاب زيد بن ثابت على القضاء وفرض له رزقا.
"ابن سعد".
"الاحتساب"
14466-
عن زيد بن فياض عن رجل من أهل المدينة قال: دخل عمر بن الخطاب السوق وهو راكب فرأى دكانا1 قد أحدث في السوق فكسره. "ق".
14467-
عن الزهري أن عمر بن الخطاب استعمل عبد الله بن عتبة على السوق. "ابن سعد" قال العلماء هذا أصل ولاية الحسبة.
14468-
عن عبد الله بن ساعدة الهذلي قال: رأيت عمر بن الخطاب يضرب التجار بدرته إذا اجتمعوا على الطعام بالسوق حتى يدخلوا سكك
1 دكانا: الدكان واحد الدكاكين، وهي الحوانيت، فارسي معرب. المختار "164" ب.
أسلم ويقول: لا تقطعوا علينا سابلتنا1 "..2"
14469-
عن علي أنه كان يأمر بالمثاعب3 والكنف4 تقطع عن طريق المسلمين. "عب".
14470-
عن الأصبغ بن نباتة قال: خرجت مع علي بن أبي طالب إلى السوق فرأى أهل السوق قد جاوزوا أمكنتهم فقال: ما هذا؟ قالوا: أهل السوق قد جاوزوا أمكنتهم فقال: ليس ذلك إليهم سوق المسلمين كمصلى المصلين من سبق إلى شيء فهو له يومه حتى يدعه. "أبو عبيد في الأموال".
1 سابلتنا: السابلة: أبناء السبيل المختلفة في الطرقات. المختار من صحاح اللغة "227" ب.
2 "الحديث هنا خال من العزو: ذكره في منتخب كنز العمال "2/197" وقال أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى "5/60" ب.
3 المثاعب: المثعب بالفتح: واحد مثاعب الحياض، وانثعب الماء جرى في المثعب. يقال ثعبت الماء ثعبا: فجرته والثعب بالتحريك: سيل الماء في الوادي الصحاح للجوهري "1/92" ب.
4 والكنف: كنفت الشيء أكنفه أي حطته وصنته. والكنف بالتحريك: الجانب الصحاح للجوهري "4/1424" ب.
"الهدية"
14471-
عن علي قال: أهدى كسرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل منه وأهدى له قيصر فقبل منه وأهدت له الملوك فقبل منهم. "حم ت وقال حسن غريب وابن جرير وصححه والدورقي ق"1
14472-
عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالهدية صلة بين الناس ويقول: لو قد أسلم الناس تهادوا من غير جوع. "كر" وفيه سعيد بن بشير صاحب قتادة لين.
14473-
عن حكيم بن حزام قال: خرجت إلى اليمن فابتعت حلة ذي يزن فأهديتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدة التي كانت بينه وبين قريش فقال: لا أقبل هدية مشرك فردها فبعتها فاشتراها فلبسها، ثم خرج إلى أصحابه وهي عليه، فما رأيت شيئا في شيء أحسن منه فيها صلى الله عليه وسلم فما مكثت أن قلت:
ما ينظر الحكام بالفصل بعد ما
…
بدا واضح ذو غرة2 وحجول
1 رواه الترمذي كتاب السير باب ما جاء في قبول هدايا المشركين رقم "1576" وقال حسن غريب. ص.
2 "غرة: ومنه الحديث "غر مجملون من آثار الوضوء"، الغر: جمع الأغر، من الغرة: بياض الوجه، بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة. النهاية "3/354" ب.=
إذا قايسوه المجد أربى1 عليهم
…
كمستفرغ ماء الذناب2 سجيل3
فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلي يتبسم ثم دخل وكساها أسامة بن زيد."..4"
14474-
عن ذي الجوشن الضبابي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي يقال لها القرحاء5 فقلت يا محمد إني قد أتيتك بابن القرحاء لتتخذه قال: "لا حاجة لي فيه، فإن أردت أن
= وحجول: الحجل الخلخال بكسر الحاء والفتح لغة ويسمى القن حجلا على الاستعارة والجمع حجول وأحجال مثل حمل وحمول وأحمال. وفرس محجل وهو الذي ابيضت قوائمه وجاوز البياض الأرساغ إلى نصف الوظيف أو نحو ذلك وذلك موضع التحجيل فيه والتحجيل في الوضوء غسل بعض العضد وغسل بعض الساق مع غسل اليد والرجل. المصباح المنير "1/168" ب.
1 أربى: وربا الشيء يربو إذا زاد وأربى الرجل بالألف دخل في الربا وأربى على الخمسين زاد عليها. المصباح المنير "1/296" ب.
2 الذناب: الذنوب: الدلو العظيمة، وقيل: لا تسمى ذنوبا إلا إذا كان فيها ماء. النهاية "2/171" ب.
3 سجيل: السجل الدلو الملأى ماء. ويجمع على سجال. النهاية "2/344" ب.
4 أخرجه أحمد في مسنده "3/403" في مسند حكيم بن حزام ولم يذكر البيتين وهكذا ذكره في منتخب كنز العمال ولم يذكر اسم مخرجه "2/199". وكذا ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى "4/65" ص.
5 القرحاء: القرحة بالضم في وجه الفرس دون الغرة. القاموس "1/242" ب.
أقضيك به الخيارة1 من دروع بدر فعلت؟ قلت: ما كنت لأقيضه2 اليوم بعدة، قال:"لا حاجة فيه"، ثم قال: يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول أهل هذا الأمر؟ قلت: لا، قال: ولم؟ قلت: إني رأيت قومك ولعوا بك قال: فكيف ما بلغك عن مصارعهم ببدر؟ قلت: قد بلغني قال: فإنا نهدي لك، قلت إن تغلب على الكعبة وتقطنها، قال: لعلك إن عشت ترى ذلك، ثم قال: يا بلال خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة فلما أدبرت قال: أما إنه خير فرسان بني عامر قال: فوالله إني بأهلي بالغور إذ أقبل راكب فقلت: من أين أنت؟ فقال: من مكة، قلت: ما فعل الناس؟ قال: قد والله غلب عليها محمد وقطنها فقلت: هبلتني3 أمي ولو أسلم يومئذ ثم أسأله الحيرة لأقطعنيها. "ش"4
1 الخيارة: يقال جمل خيار وناقة خيار، أي مختار ومختارة. انتهى. النهاية "2/91" ب.
وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل "أن أقضيك فيها المختارة من دروع بدر""4/67" ب.
2 لأقيضه: ومنه الحديث "إن شئت أقيضك به المختارة من دروع من دروع بدر" أي أبدلك به وأعوضك عنه، وقد قاضه يقيضه. وقايضه مقايضة في البيع: إذا أعطاه سلعة وأخذ عوضها سلعة. النهاية "4/132" ب.
3 هبلتني: يقال هبلته أمه تهبله هبلا، بالتحريك: أي ثكلته. النهاية "5/240" ب.
4 أخرجه أحمد في مسنده "4/68" عن ذي الجوشن. ص.
14475-
عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عامر بن مالك ملاعب الأسنة قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية فقال: إنا لا نقبل هدية مشرك. "كر".
14476-
عن حبيب قال: رأيت هدايا المختار تدخل على ابن عباس وابن عمر فيقبلانها. "ابن جرير في التهذيب".
14477-
عن محمد بن سيرين قال: أرسل ابن معمر إلى ابن عمر بعشرة آلاف فقبلها. "ابن جرير فيه".
14478-
عن ابن عمر قال: لقد تداولت سبعة أبيات رأس شاة يؤثر به بعضهم بعضا وإن كلهم لمحتاج إليه حتى رجع إلى البيت الذي خرج منه. "ابن جرير".
14479-
عن عروة أن حكيم بن حزام خرج إلى اليمن فاشترى حلة ذي يزن فقدم بها المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهداها له فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنا لا نقبل هدية مشرك فباعها حكيم فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت له فلبسها، ثم دخل فيها المسجد، قال حكيم: فما رأيت أحدا قط أحسن منه فيها لكأنه القمر ليلة البدر فما ملكت نفسي حين رأيته كذلك أن قلت:
ما ينظر الحكام بالحكم بعد ما
…
بدا واضح ذو غرة وحجول
إذا واضحوه المجد أربى عليهم
…
بمستفرغ ماء الذناب سجيل
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. "ابن جرير". ومر برقم [14473] .
14480-
عن طاوس قال: وهب رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فأثابه فلم يرض فزاده أحسب أنه قال ثلاث مرات فلم يرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد هممت أن لا أقبل هبة وربما قال: هممت أن لا أتهب1 إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي. "عب".
14481-
عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها. "خ ن"2
14482-
عن عائشة قالت: أهدت إلي امرأة مسكينة هدية فلم أقبلها رحمة لها فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا قبلتيها منها وكافيتيها منها فلا ترى أنك حقرتيها، يا عائشة تواضعي فإن الله يحب المتواضعين ويبغض المستكبرين. "أبو الشيخ في الثواب والديلمي".
1 أتهب: أي لا أقبل هدية إلا من هؤلاء، لأنهم أصحاب مدن وقرى، وهم أعرف بمكارم الأخلاق، ولأن في أخلاق البادية جفاء وذهابا عن المروءة، وطلبا للزيادة. النهاية "5/231" ب.
2 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الهبة باب المكافأة في الهبة "3/206" ص.
14483-
عن عبد الله بن بريدة قال: حدثني عم عامر بن الطفيل العامري أن عامر بن الطفيل أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا وكتب إليه عامر أنه قد ظهر في دبيلة1 فابعث إلي دواء من عندك قال: فرد النبي صلى الله عليه وسلم الفرس لأنه لم يكن أسلم وأهدى إليه عكة2 من عسل، وقال: تداو بها. "كر"3
14484-
عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أن ملك الروم أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة من زنجبيل فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فأعطى كل رجل قطعة وأعطاني قطعة. "ابن جرير".
14485-
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال جاء ملاعب الأسنة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فأبى أن يسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني لا أقبل هدية مشرك. "كر".
1 دبيلة: هي خراج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبا، وهي تصغير دبلة النهاية "2/299" ب.
2 العكة: من السمن أو العسل وهي وعاء من جلود مستديرة تختص بهما وهو بالسمن أخص. النهاية "3/284". ص.
3 والحديث: اخرجه أبو عبيد في الأموال صفحة "365" ص.
14486-
عن عياض بن حمار المجاشعي أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية أو ناقة، فقال: أسلمت قال: لا، قال: فإني نهيت عن زبد1 المشركين. "د ت وقال: حسن صحيح وابن جرير ق"2
14487-
عن عمران بن حصين أن عياض بن حمار المجاشعي أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا قبل أن يسلم فقال: إني أكره زبد المشركين3.
" الرشوة"
14488-
"مسند عمر" عن ابن جرير الأزدي أن رجلا كان يهدي إلى عمر بن الخطاب كل سنة فخذ جزور فخاصم إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين اقض بيننا قضاء فصلا كما يفصل الفخذ من الجزور فكتب عمر إلى عماله: لا تقبلوا الهدية فإنها رشوة. "ابن أبي الدنيا في كتاب الأشراف
1 زبد: الزبد بسكون الباء: الرفد والعطاء. النهاية "2/293" ب.
2 رواه الترمذي كتاب السير باب في كراهية هدايا المشركين رقم "1577" وقال: حسن صحيح. ص.
3 وتمام الحديث: كما في المسند للإمام أحمد "4/162": قال: قلت وما زبد المشركين قال: رفدهم هديتهم. والحديث هو عن الحسن عن عياض
…
ص.
ووكيع في الغرر كر هق"1
14489-
عن موسى بن طريف أن عليا قسم قسما فدعا رجلا يحسب بين الناس، فقالوا: يا أمير المؤمنين أعطه عمالته قال: إن شاء وهو سحت. "عب ومسدد وأبو عبيد في الأموال هق وضعفه كر".
14490-
عن مسروق قال: قلت لعمر بن الخطاب أرأيت الرشوة في الحكم من السحت هي؟ قال: لا ولكن كفر إنما السحت أن يكون للرجل عند السلطان جاه ومنزلة ويكون للآخر إلى السلطان حاجة فلا يقضي حاجته حتى يهدى إليه هدية. "ابن المنذر".
14491-
عن عمر قال: بابان من السحت يأكلهما الناس الرشاء2 ومهر الزانية. "ش وعبد بن حميد وابن جرير".
14492-
عن عمر قال: لا ينبغي لقاضي المسلمين أن يأخذ أجرا ولا صاحب مغنمهم. "عب ش".
14493-
عن أبي جرير أن رجلا كان أهدى إلى عمر رجل
1 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب آداب القاضي - باب لا يقبل منه هدية "10/138" ص.
2 الرشاء: الرشوة والرشوة: الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة وأصله من الرشاء الذي يتوصل به إلى الماء. النهاية "2/226" ب.
جزور ثم جاء يخاصم إليه فجعل يقول له: يا أمير المؤمنين افصل بيننا كما يفصل رجل الجزور، قال: والله ما زال يكررها حتى كدت أن أقضي له. "ابن جرير".
14494-
عن ابن مسعود قال: السحت الرشوة في الدين. "عب".
14495-
عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن الراشي والمرتشي والمعزى الذي يسعى بينهما. "أبو سعيد النقاش في القضاة ورجاله ثقات"1
"الأقضية"
14496-
"الصديق" عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: حضرت أبا بكر وعمر وعثمان يقضون باليمين مع الشاهد. "قط ق".
14497-
عن عبد الله بن ربيعة أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب كانا يستحلفان المعسر بالله ما يجد ما يقضيه من عرض ولا ناض2 ولئن وجدت من حيث لا تعلم لتقضيه ثم يخليان سبيله. "ق".
1 الحديث رواه الترمذي كتاب الأحكام باب ما جاء في الراشي والمرتشي، ولكن ما عدا الفقرة الأخيرة من الحديث وقال الترمذي: حسن صحيح رقم "1337" وكذا أبو داود في الأقضية باب في كراهية الرشوة "3563".
وأما لفظ رواية الإمام أحمد في مسنده "5/279" عن ثوبان: قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: الراشي والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما. ص.
2 ناض: هو ما كان ذهبا أو فضة عينا وورقا، وقد نض المال ينض، إذا تحول نقدا بعد أن كان متاعا. النهاية "2/72" ب.
14498-
عن علي قال: نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم باليمين مع الشاهد والحجامة يوم الأربعاء يوم نحس مستمر. "ابن راهويه"1
14499-
عن جابر بن الحارث قال: بعث إلي مولاي بعبد أخذه بالسواد اجتعل2 فيه فأبق العبد فاختصما إلى شريح فضمننيه فأتينا عليا فقصصنا عليه القصة، فقال: كذب شريح وأساء القضاء يحلف العبد الأسود للعبد الأحمر لأبق إباقا وليس عليه شيء. "عب ق".
14500-
عن حنش بن المعتمر قال: جاء إلى علي رجلان يختصمان في بغل فجاء أحدهما بخمسة يشهدون أنه نتجه3 وجاء الآخر بشاهدين يشهدان أنه نتجه، فقال للقوم وهو عنده: ماذا ترون أقضى بأكثرهما
1 قال ابن رجب: حديث لا يصح ورواه الطبراني من طريق آخر عن ابن عباس موقوفا. وقال السخاوي: وطرقه كلها واهية. فيض القدير للمناوي "1/47".
وراجع تاريخ بغداد "14/405" ص.
2 اجتعل: يقال جعلت كذا جعلا وجعلا، وهو الأجرة على الشيء فعلا أو قولا. النهاية "1/176" ب.
فأبق: أبق العبد أبقا من بابي تعب وقتل في لغة والأكثر من باب ضرب إذا هرب من سيده من غير خوف ولا كد عمل. المصباح المنير "1/2" ب.
3 نتجه: يقال: نتجت الناقة، إذا ولدت فهي منتوجة. وأنتجت إذا حملت، فهو نتوج. النهاية "5/12" ب.
شهودا فلعل الشاهدين خير من الخمسة، ثم قال: فيها قضاء وصلح وسأنبئكم بالقضاء والصلح، أما الصلح فيقسم بينهما لهذا خمسة أسهم، ولهذا سهمان، وأما القضاء بالحق فيحلف أحدهما مع شهوده أنه بغله ما باعه ولا وهبه فيأخذ البغل وإن شاء أن يغلظ في اليمين ثم يأخذ البغل فإن تشاححتما أيكما يحلف أقرعت1 بينكما على الحلف فأيكما قرع حلف فقضى بهذا وأنا شاهد. "عب هق"2
14501-
عن يحيى الجزار قال: اختصم إلى علي رجلان في دابة وهي في يد أحدهما فأقام هذا بينة أنها دابته وأقام هذا بينة أنها دابته فقضى للذي في يده قال: وقال علي: إن لم تكن في يد واحد منهما فأقام كل واحد منهما بينة أنها دابته فهي بينهما. "عب ق".
14502-
عن علي أن قوما اختصموا إليه في خص3 لهم فقضى أن ينظر أيهم أقرب إلى القماط4 فهو أحق به. "ق".
1 أقرعت: تقارع القوم واقترعوا، والاسم القرعة، وأقرعت بينهم إقراعا هيأتهم للقرعة على شيء. المصباح المنير "2/685" ب.
2 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الدعوى والبينات "10/259" ص.
3 خص: الخص بيت يعمل من الخشب والقصب، وجمعه خصاص، وأخصاص سمي به الخصاص وهي الفرج والأنقاب. النهاية "2/37" ب.
4 القماط: في حديث شريح "اختصم رجلان في خص فقضى بالخص للذي تليه معاقد القمط" هي جمع قماط، والقماط: هي الشرط التي يشد بها الخص ويوثق، من ليف أو خوص أو غيرهما. النهاية "4/108" ب.
14503-
عن عبد الأعلى الثعلبي قال: كنت جالسا عند شريح فجاءت امرأة فقالت: يا أبا أمية إن هذا الرجل أتاني ولا يرجو أن يتزوجني فقلت له: هل لك أن تتزوجني؟ فقال: أتسخرين بي فزوجته نفسي وأعطيته من الذي لي أربعة آلاف درهم اتجر به في مالي حتى غمر ماله في مالي كالرقة1 في جنب البعير، فزعم أنه مطلقي ومتزوج علي، فقال شريح للرجل: ما تقول؟ قال: صدقت، فقال شريح للملأ حوله: فزعموا أن عليا أتاه بمثل الذي أتاك، فقال: أنت أحق بالطلاق والنكاح ما بينك وبين أربع نسوة، فإن أنت طلقت فالطلاق بيدك واردد عليها مالها ومثله من مالك بما استحللت من فرجها، فقال شريح هذا الذي بلغنا عنه هو قضائي بينكما قوما. "ص".
14504-
عن علي أن رجلا نكح امرأة فأعطاها صداقها وكانت أخته من الرضاعة ولم يكن دخل بها، قال: ترد إليه ماله الذي أعطاها ويفترقان. "ص".
14505-
عن محمد بن يحيى بن حبان أنه كان عند جده حبان بن منقذ امرأتان هاشمية وأنصارية فطلق الأنصارية وهي ترضع فمرت بها
1 الرقة: كل أرض إلى جنب واد ينبسط عليها الماء أيام المد ثم ينضب فتكون مكرمة للنبات. الصحاح للجوهري "4/1483" ب.
سنة لم تحض ثم هلك، فقالت: أنا أرثه لم أحض فاختصموا إلى عثمان ابن عفان فقضى لها بالميراث فلامت الهاشمية عثمان بن عفان، فقال لها: هذا عمل ابن عمك هو أشار علينا بهذا يعني علي بن أبي طالب. "مالك ق"1
14506-
عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي بكر أن رجلا من الأنصار يقال له: حبان بن منقذ طلق امرأته وهو صحيح وهي ترضع ابنته فمكثت سبعة عشر شهرا لا تحيض يمنعها الرضاع ثم مرض بعد أن طلقها سبعة أشهر أو ثمانية أشهر فقيل له: إن امرأتك تريد أن ترث فقال لأهله: احملوني إلى عثمان فحملوه إليه فذكر له شأن امرأته وعنده علي بن أبي طالب وزيد بن ثابت فقال لهما عثمان: ما تريان؟ فقالا: إنا نرى أنها ترثه إن مات ويرثها إن ماتت فإنها ليست من القواعد اللاتي يئسن من المحيض وليست من الأبكار اللاتي لم يبلغن المحيض، ثم هي على عدة حيضها ما كان من قليل أو كثير، فرجع حبان إلى أهله فأخذ ابنته، فلما قعدت على الرضاع حاضت حيضة، ثم حاضت حيضة أخرى ثم توفي حبان قبل أن تحيض الحيضة الثلاثة فاعتدت عدة المتوفى عنها زوجها وورثته. "الشافعي هق"2
1 رواه مالك في الموطأ كتاب الطلاق باب طلاق المريض رقم "43" ص.
2 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب العدد "7/419" ص.
14507-
عن عروبة الحارثي في مسند القاضي أبي يوسف عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بشهادة رجل واحد مع يمين صاحب الحق، وقضى به علي بالعراق.
"أبو عبد الله ابن باكويه في أماليه".
14508-
عن ابن عباس قال: وردت على عمر بن الخطاب واردة قام منها وقعد وتغير وتربد1 وجمع لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعرضها عليهم، وقال: أشيروا علي، فقالوا جميعا: يا أمير المؤمنين أنت المفزع2 وأنت المنزع3 فغضب عمر وقال: اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم فقالوا: يا أمير المؤمنين ما عندنا مما تسأل عنه شيء، فقال: أما والله إني لأعرف أبا بجدتها4 وابن بجدتها وأين مفزعها وأين
1 وتربد: وتربد وجهة: تغير. المختار "182" ب.
2 الفزع: المفزع: الملجأ، وفلان مفزع للناس، يستوى فيه الواحد والجمع والمؤنث، أي إذا دهمهم أمر فزعوا إليه. وهما مفزع للناس. وهم مفزع لهم، وهي مفزع لهم. الصحاح للجوهري "3/1258" ب".
3 المنزع: المنزع بالكسر: السهم، والمنزعة بالفتح: ما يرجع إليه الرجل من أمره ورأيه وتدبيره. الصحاح للجوهري "3/1290" ب.
4 أبا بجدتها: وقولهم: هو عالم ببجدة أمرك، وبجدة أمرك، وبجدة أمرك بضم الباء والجيم، أي بدخلة أمرك وباطنه. ويقال: عنده بجدة ذلك بالفتح، أي علم ذلك ومنه قيل للعالم بالشيء المتقن: هو ابن بجدتها. الصحاح "1/440" ب.
منزعها فقالوا: كأنك تعني ابن أبي طالب، فقال عمر: لله هو وهل طفحت1 حرة بمثله وأبرعته انهضوا بنا إليه فقالوا: يا أمير المؤمنين أتصير إليه يأتيك، فقال: هيهات هناك شجنة2 من بني هاشم وشجنة من الرسول وأثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي، في بيته يؤتي الحكم3 فاعطفوا نحوه، فألفوه في حائط له وهو يقرأ:{أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً} ويرددها ويبكي فقال عمر لشريح: حدث أبا حسن بالذي حدثتنا به فقال شريح: كنت في مجلس الحكم فأتى هذا الرجل فذكر أن رجلا أودعه امراتين حرة مهيرة.4
1 طفحت: طفح الإناء طفوحا، إذا امتلأ حتى يفيض. الصحاح للجوهري "1/387" ب.
2 شجنة: الشجنة بكسر الشين وضمها: عروق الشجر المشتبكة. ويقال: بيني وبينه شجنة رحم، أي: قرابة مشتبكة، وفي الحديث "الرحم شجنة من الله تعالى" أي: الرحم مشتبكة من الرحمن، والمعنى أنها قرابة من الله تعالى مشتبكة كاشتباك العروق. المختار "262" ب.
3 في بيته يؤتي الحكم: الحكم بالتحريك: الحاكم. وفي المثل: "في بيته يؤتي الحكم". الصحاح "5/1902" ب.
فاعطفوا: عطفت، أي ملت، وعطف من باب ضرب. الصحاح للجوهري "4/1405" ب.
4 مهيرة: المهر: الصداق. أبو زيد: مهرت المرأة أمهرها مهرا وأمهرتها، وفي المثل: كالممهورة إحدى خدمتيها، والمهيرة: الحرة. الصحاح "2/821" ب.
وأم ولد فقال له: أنفق عليهما حتى أقدم1 فلما كان في هذه الليلة وضعتا جميعا إحداهما ابنا والأخرى بنتا وكلتاهما تدعى الابن وتنتفي من البنت من أجل الميراث، فقال له: بم قضيت بينهما؟ فقال شريح: لو كان عندي ما أقضى به بينهما لم آتكم بهما فأخذ علي تبنة من الأرض فرفعها فقال: إن القضاء في هذا أيسر من هذه ثم دعا بقدح فقال لإحدى المرأتين احلبي فحلبت فوزنه ثم قال للأخرى احلبي فحلبت فوزنه فوجده على النصف من لبن الأولى فقال لها: خذي أنت ابنتك وقال للأخرى: خذي أنت ابنك، ثم قال لشريح: أما علمت أن لبن الجارية على النصف من لبن الغلام وأن ميراثها نصف ميراثه وأن عقلها نصف عقله وأن شهادتها نصف شهادته وإن ديتها نصف ديته وهي على النصف في كل شيء فأعجب به عمر إعجابا شديدا ثم قال: أبا حسن لا أبقاني الله لشدة لست لها ولا في بلد لست فيه. "أبو طالب علي بن أحمد الكاتب في جزء من حديثه" وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني2 قال في المغني: وثقه ابن معين وغيره، وقال د3: ضعيف وقال: محمد بن عبد الله بن نمير
1 أقدم: وقدم من سفره كعلم قدوما. القاموس المحيط "4/162" ب.
2 راجع ترجمته في ميزان الاعتدال للذهبي "4/392" وتوفي سنة "228" ص.
3 والصواب: قال النسائي، ميزان الاعتدال "4/392" ص.
كذاب، وقال "حب": كان يكذب جهارا ويسرق الأحاديث، وقال "عد" أرجو أنه لا بأس به، قال "الذهبي": وأما تشيعه فقل ما شئت كان يكفر معاوية.
14509-
عن سعيد بن جبير قال: أتي عمر بن الخطاب بامرأة قد ولدت ولدا له خلقتان بدنان وبطنان وأربعة أيد ورأسان وفرجان هذا في النصف الأعلى وأما في الأسفل فله فخذان وساقان ورجلان مثل سائر الناس فطلبت المرأة ميراثها من زوجها وهو أبو ذلك الخلق العجيب فدعا عمر بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فشاورهم فلم يجيبوا فيه بشيء فدعا علي بن أبي طالب فقال علي: إن هذا أمر يكون له نبأ فاحبسها واحبس ولدها واقبض ما لهم وأقم لهم من يخدمهم وأنفق عليهم بالمعروف ففعل عمر ذلك ثم ماتت المرأة وشب الخلق وطلب الميراث فحكم له علي بأن يقام له خادم خصي يخدم فرجيه ويتولى منه ما يتولى الأمهات ما لا يحل لأحد سوى الخادم، ثم إن أحد البدنين طلب النكاح فبعث عمر إلى علي فقال له: يا أبا الحسن ما تجد في أمر هذين؟ إن اشتهى أحدهما شهوة خالفه الآخر وإن طلب الآخر حاجة طلب الذي يليه ضدها حتى إنه في ساعتنا هذه طلب أحدهما الجماع فقال علي: الله أكبر إن الله أحلم وأكرم من أن يرى عبدا أخاه وهو يجامع أهله ولكن عللوه ثلاثا فإن الله سيقضي قضاء
فيه ما طلب هذا إلا عند الموت فعاش بعدها ثلاثة أيام ومات فجمع عمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فشاورهم فيه قال بعضهم: اقطعه حتى يبين1 الحي من الميت وتكفنه وتدفنه، فقال عمر: إن هذا الذي أشرتم لعجب أن نقتل حيا لحال ميت وضج الجسد الحي فقال: الله حسبكم تقتلوني وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرأ القرآن فبعث إلى علي فقال: يا أبا الحسن أحكم فيما بين هذين الخلقين، فقال علي: الأمر فيه أوضح من ذلك وأسهل وأيسر، الحكم أن تغسلوه وتكفنوه مع ابن أمه يحمله الخادم إذا مشى فيعاون عليه أخاه فإذا كان بعد ثلاث جف فاقطعوه جافا ويكون موضعه حي لا يألم فإني أعلم أن الله لا يبقى الحي بعده أكثر من ثلاث يتأذى برائحة نتنه وجيفته ففعلوا ذلك فعاش الآخر ثلاثة أيام ومات، فقال عمر رضي الله عنه: يا ابن أبي طالب فما زلت كاشف كل شبهة وموضح كل حكم. "أبو طالب المذكور" ورجاله ثقات إلا أن سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
14510-
عن الأعور السلمي أن رجلا جاء إلى علي بن أبي طالب فقال: يا أمير المؤمنين إني قد رقدت فاحتلمت على أم فلان والرجل قاعد
1 يبين: بان الشيء يبين بيانا: اتضح، فهو بين. انتهى. المختار من صحاح اللغة "52" ب.
فغضب ثم وثب إليه فتعلق به وقال: يا أمير المؤمنين خذ لي بحقي منه، فتبسم علي ثم قال: ما أجد على النائم حكما إلا أن أقيمه في الشمس وأحد1 فيئه افترقا وحكما الله، فالحكم فيه أن تضرب فيئه. "أبو طالب المذكور عب".
14511-
أنبأنا الثوري عن سليمان الشيباني عن رجل عن علي أنه أتي برجل فقيل له: زعم هذا أنه احتلم بأمي فقال: اذهب فأقمه في الشمس فاضرب ظله. "
…
".
14512-
عن زر بن حبيش قال: جلس رجلان يتغديان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة أرغفة فلما وضع الغداء بينهما مر بهما رجل فسلم فقالا: اجلس للغداء فجلس وأكل معهما واستووا في أكلهم الأرغفة الثمانية فقام الرجل فطرح إليهما ثمانية دراهم وقال: خذوها عوضا مما أكلت لكما ونلت من طعامكما فتنازعا فقال صاحب الأرغفة الخمسة: لي خمسة دراهم ولك ثلاثة: وقال صاحب الأرغفة الثلاثة: لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين فارتفعا إلى أمير المؤمنين فقصا عليه قصتهما فقال لصاحب الثلاثة: قد عرض صاحبك ما عرض وخبزه أكثر من
1 وأحد: الحد: الحاجز بين الشيئين، وحد الشيء منتهاه، وقد حد الدار، من باب رد، وحددها أيضا تحديدا. المختار "94" ب.
خبزك فارض بالثلاثة فقال: والله ما رضيت إلا بمر الحق، فقال علي: ليس في الحق إلا درهم واحد وله سبعة دراهم، فقال الرجل: سبحان الله، قال: هو ذاك، قال: فعرفني الوجه في مر الحق حتى أقبله، فقال علي: أليس الثمانية الأرغفة أربعة وعشرين ثلثا أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا يعلم الأكثر أكلا منكم ولا الأقل، فتحملون في أكلكم على السواء فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثا أكل منها ثمانية وبقي سبعة، وأكل لك واحدا من تسعة فلك واحد بواحد وله سبعة، فقال الرجل: رضيت الآن. "الحافظ جمال الدين المزي في تهذيبه".
14513-
عن أبي الوضين أن رجلا تزوج إلى رجل من أهل الشام ابنة له ابنة مهيرة فزوجه وزف إليه ابنة له أخرى بنت فتاة فسألها الرجل بعد ما دخل بها ابنة من أنت؟ فقالت: ابنة فلانة تعني الفتاة فقال: إنما تزوجت إلى أبيك ابنة المهيرة فارتفعوا إلى معاوية بن أبي سفيان فقال: امرأة بامرأة وسأل من حوله من أهل الشام فقالوا له: امرأة بامرأة فقال الرجل لمعاوية: ارفعنا إلى علي بن أبي طالب فقال: اذهبوا إليه فأتوا عليا فرفع علي شيئا من الأرض وقال: القضاء في هذا أيسر من هذا لهذه ما سقت إليها بما استحللت من فرجها وعلى أبيها أن يجهز الأخرى
بما سقت إلى هذه ولا تقربها حتى تنقضي عدة هذه الأخرى، قال: وأحسب أنه جلد أباها أو أراد أن يجلده. "ش".
14514-
عن عمر قال: إن مقاطع الحقوق عند الشروط. "ش".
14515-
عن عمر قال: في بيته يؤتي الحكم. "عب".
14516-
عن عكرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: أرأيت لو كنت القاضي والوالي ثم أبصرت إنسانا على حد أكنت مقيما عليه؛ قال: لا حتى يشهد غيري قال: أصبت ولو قلت غير ذلك لم تجد. "ش".
14517-
عن الشعبي قال: إذا اختلف الناس في شيء فانظر كيف صنع عمر فإنه كان لا يصنع شيئا وفي لفظ: فإنه لم يكن يقضي في أمر لم يقض قبله حتى يسأل ويشاور. "ابن سعد ش".
14518-
عن ابن عمر قال: اختصم رجلان إلى عمر بن الخطاب ادعيا شهادته فقال لهما عمر: إن شئتما شهدت ولم أقض بينكما، وإن شئتما قضيت ولم أشهد. "ش".
14519-
عن سعيد بن المسيب قال: أبقت أمة لبعض العرب فوقعت بوادي القرى فتزوجها رجل من بني عذرة فنثرت له بطنها ثم عثر عليها سيدها فاستاقها وولدها فقضى عمر للعذري بولده وقضى عليه
بالغرة1 لكل وصيف وصيف ولكل وصيفة وصيفة وجعل ثمن الغرة إذا لم توجد على أهل القرى ستين دينارا أو سبع مائة درهم وعلى أهل البادية ست قلائص2 "قط".
14520-
عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب فرض في كل شيء فدى من العربي ست قلائص، وأنه كان يقضي بذلك فيمن تزوج الولائد3 من العرب. "أبو عبيد في الأموال ق".
14521-
عن ابن سيرين قال: اختصم عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء فحكما أبي بن كعب فأتياه فقال عمر بن الخطاب: في بيته يؤتى الحكم فقضى على عمر باليمين فحلف. "عب".
14522-
عن الشعبي أن المقداد استقرض من عثمان بن عفان سبعة
1 بالغرة: ومنه حديث عمر "أنه قضى في ولد المغرور بغرة" هو الرجل يتزوج امرأة على أنها حرة فتظهر مملوكة فيغرم الزوج لمولى الأمة غرة عبدا أو أمة، ويرجع بها على من غره، ويكون ولده حرا. انتهى. النهاية "3/356" ب.
2 قلائص: هي في الأصل جمع قلوص، وهي الناقة الشابة. انتهى. النهاية "4/100" ب.
3 الولائد: الوليد: الصبية والأمة، والجمع الولائد. الصحاح للجوهري "1/551" ب.
آلاف درهم، فلما تقاضاه قال: إنما هي أربعة آلاف فخاصمه إلى عمر فقال المقداد: حلفه إنها سبعة آلاف فقال عمر: أنصفك فأبى أن يحلف فقال عمر: خذ ما أعطاك. "ق" وصححه.
14523-
عن عمر قال: قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالبينة على المدعي واليمين على المدعي عليه إذا أنكر. "ابن خسرو".
14524-
عن ليث قال: تقدم إلى عمر بن الخطاب خصمان فأقامهما ثم عادا فأقامهما ثم عادا ففصل بينهما فقيل له في ذلك، فقال: تقدما إلي فوجدت لأحدهما ما لم أجد لصاحبه، فكرهت أن أفصل بينهما على ذلك، ثم عادا فوجدت بعض ذلك فكرهت، ثم عادا وقد ذهب ذلك ففصلت بينهما الحكم. "
…
".
14525-
عن الشعبي قال: تنازع في جذاذ نخل أبي بن كعب وعمر بن الخطاب فبكى أبي ثم قال: أفي سلطانك يا عمر فقال عمر: أجعل بيني وبينك رجلا من المسلمين قال أبي: زيد، قال: رضيت فانطلقا حتى دخلا على زيد، فلما رأي زيد عمر تنحى عن فراشه، فقال عمر: في بيته يؤتي الحكم فعرف زيد أنهما جاءا ليتحاكما إليه، فقال لأبي: نقص فقص فقال له عمر: تذكر لعلك نسيت شيئا فتذكر ثم قص حتى قال: ما أذكر شيئا: فقص عمر فقال زيد بينتك يا أبي
فقال: مالي بينة قال: فاعف أمير المؤمنين من اليمين، فقال عمر: لا تعف أمير المؤمنين من اليمين إن رأيتها عليه. "كر".
14526-
عن حجار بن أبجر قال: كنت عند معاوية فاختصم إليه رجلان في ثوب فقال أحدهما: هذا ثوبي وأقام البينة وقال الآخر: ثوبي اشتريته من رجل لا أعرفه فقال: لو كان لها ابن أبي طالب فقلت قد شهدته في مثلها، قال: كيف صنع قلت قضى بالثوب للذي أقام البينة وقال للآخر: أنت ضيعت مالك. "كر".
14527-
عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن رجلا أصاب عين رجل فذهب بعض بصره وبقي بعض فرفع ذلك إلى علي فأمر بعينه الصحيحة فعصبت فأمر رجلا ببيضة فانطلق بها وهو ينظر حتى انتهى بصره ثم خط عند ذلك علما1 ثم نظر في ذلك فوجدوه سواء فأعطاه بقدر ما نقص ثم خط عنها من مال الآخر. "هق"2
14528-
عن عبد الله بن أبي هبيرة أن عليا قضى في عبد كانت تحته حرة فولدت أولادا فعتقوا بعتاقة أمهم ثم أعتق أبوهم بعد أن ولاهم بعصبة أمهم. "هق".
1 علما: العلم بفتحتين: العلامة. المختار "355" ب.
2 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الديات "8/77" ص.
14529-
عن عمران بن حارثة بن ظفر الحنفي عن أبيه أن قوما اجتمعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خص فبعث إليهم حذيفة ليقضي بينهم فقضى به للذي يليه القمط فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم أخبره فقال: أصبت وأحسنت. "أبو نعيم".
14530-
عن عقيل بن دينار مولى حارثة عن حارثة بن ظفر أن حصارا1 كان وسط دار فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه فبعث حذيفة بن اليمان فذكر نحوه. "أبو نعيم".
14531-
عن جابر بن سمرة رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعير فأقام كل واحد منهما بشاهدين أنه له فجعله النبي صلى الله عليه وسلم بينهما. "طب".
14532-
عن زيد بن أرقم قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل من أهل اليمن وعلي بها، فجعل يحدث النبي صلى الله عليه وسلم ويخبره قال: يا رسول الله أتي عليا ثلاثة نفر فاختصموا في ولد كلهم زعم أنه ابنه وقعوا على امرأة في طهر واحد فقال علي: إنكم شركاء متشاكسون
1 حصارا: الحصار: حقيقة يرفع مؤخرها فيجعل كأخرة الرجل ويخشى مقدمها فيكون كقادمة، وتشد على البعير ويركب، يقال منه: اختصرت البعير بالحصار، النهاية"1/395" ب.
وإني مقرع بينكم فمن قرع1 فله الولد وعليه ثلثا الدية لصاحبيه فأقرع بينهم، فقرع أحدهم فدفع إليه الولد وجعل عليه ثلثي الدية فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه أو أضراسه. "عب ش".
14533-
عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي أنه كان ليهودي عليه أربعة دراهم فاستعدى2 عليه فقال: يا محمد إن لي على هذا أربعة دراهم، وقد غلبني عليها؟ قال: أعطه حقه، قال: والذي بعثك بالحق ما أقدر عليها، قال: أعطه حقه قال: والذي نفسي بيده ما أقدر عليها قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر فأرجو إن تغنمنا شيئا فأرجع فأقضيه قال: أعطه حقه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال ثلاثا لم يراجع فخرج ابن أبي حدرد إلى السوق وعلى رأسه عصابة وهو متزر ببردة فنزع العمامة عن رأسه فاتزر بها ونزع البردة فقال: اشتر مني هذه البردة فباعها منه بأربعة دراهم فمرت عجوز فقالت: مالك يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرها فقالت ها دونك هذا البرد عليها طرحته عليه. "كر".
1 قرع: المقارعة: المساهمة. يقال: قارعه فقرعه؛ إذا أصابته القرعة دونه. المختار "419" ب.
2 فاستعدى: يقال: استعديت الأمير على فلان فأعداني، أي: استعنت به عليه فأعانني، والاسم منه العدوى، وهي المعونة. المختار "331" ب.
14534-
أنبأنا ابن اليمني عن الحجاج بن أرطاة أخبرني أبو جعفر أن نخلة كانت بين رجلين فاختصما فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: اشققها نصفين بيني وبينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر في الإسلام يتقاومان فيها. "عب".
14535-
عن ابن جريج قال: قال عمرو بن شعيب قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مات الوالد أو الولد عن مال أو ولاء فهو لورثته من كانوا، وقضى أن الأخ للأب والأم أولى الكلالة1 بالميراث ثم الأخ للأب أولى من بني الأخ للأب والأم فإذا كان بنو الأب والأم وبنو الأب بمنزلة واحدة فبنو الأب والأم من بني الأب، فإذا كان بنو الأب أرفع من بني الأب والأم بأب فبنو الأب أولى، فإذا استووا في النسب فبنو الأب والأم أولى من بني الأب، وقضى أن العم للأب والأم أولى من العم للأب وأن العم للأب أولى من بني العم للأب والأم فإذا كان بنو الأب والأم وبنو الأب بمنزلة واحدة نسبا واحدا فبنو الأب والأم أولى من بني الأب؛ فإذا كان بنو الأب أرفع من بني الأب والأم بأب فبنو الأب أولى من بني الأب والأم، فإذا استووا في النسب فبنو الأب والأم
1 الكلالة: الكل: الذي لا ولد له ولا والد، يقال منه: كل الرجل يكل بالكسر كلالة. المختار "456" ب.
أولى من بني الأب، لا يرث عم ولا ابن عم مع أخ وابن أخ، الأخ وابن الأخ ما كان منهم أحد أولى بالميراث ما كانوا من العم وابن العم، وقضى أنه من كانت له عصبة من المحررين1 فلهم ميراثه على فرائضهم في كتاب الله فإن لم يستوعب فرائضهم ماله كله، رد عليهم ما بقي من ميراثه على فرائضهم حتى يرثوا ماله كله، وقضى أن الكافر لا يرث المسلم وإن لم يكن له وارث غيره وأن المسلم لا يرث الكافر ما كان له وارث يرثه أو قرابة به فإن لم يكن له وارث يرثه أو قرابة به ورثه المسلم بالإسلام.
وقضى أن كل مال قسم في الجاهلية فهو على قسمة الجاهلية وأن ما أدرك الإسلام ولم يقسم فهو على قسمة الإسلام، وذكر أن الناس كلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواريثهم وكانوا يتوارثون كابرا عن كابر ليرفعها فأبى وقضى أن كل مستلحق2 ادعى من بعد أبيه ادعاه وارثه فقضى أنه إن كان من أمة أصابها وهو يملكها فقد لحق بمن استلحقه وليس له من ميراث أبيه الذي يدعى له من
1 المحررين: المحرر الذي جعل من العبيد حرا فأعتق. النهاية "362" ب.
2 مستلحق: قال الخطابي: هذه أحكام وقعت في أول زمان الشريعة، وذلك أنه كان لأهل الجاهلية إماء بغايا، وكان سادتهن يلمون بهن فإذا جاءت إحداهن بولد ربما ادعاه السيد والزاني، فألحقه النبي صلى الله عليه وسلم بالسيد، لأن الأمة فراش كالحرة، فإن مات السيد ولم يستلحقه ثم استلحقه ورثته بعده لحق بأبيه وفي ميراثه خلاف. النهاية "4/238" ب.
شيء إلا أن يورثه من استلحقه في نصيبه، وإنه ما كان من ميراث ورثوه بعد أن ادعى فله نصيب منه، وقضى أنه إن كان من أمة لا يملكها أبوه فالذي يدعى له أو من حرة عير بها فقضى أنه لا يلحق ولا يرث وإن كان الذي يدعى له هو ادعاه فإنه ولد زنا لأهل أمه من كانوا حرة أو أمة وقال: الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقضى أنه من كان حليفا حولف في الجاهلية فهو على حلفه وله نصيبه من العقل1 والنظر يعقل عنه2 من حالفه وميراثه لعصبته من كانوا، وقال: لا حلف في الإسلام وتمسكوا بحلف الجاهلية، فإن الله تعالى لم يزده في الإسلام إلا شدة، وقضى أن العمرى3 لمن أعمرها، وقضى في الموضحة4 بخمس من الإبل أو عدلها من الذهب أو الورق أو البقر أو الشاء وفي المنقلة.5
1 العقل: الدية. المختار "351" ب.
2 يعقل عنه: عقل عن فلان غرم عنه جنايته وذلك إذا لزمته دية فأداها عنه. المختار "352" ب.
من حالفه: الحلف بوزن الحقف: العهد يكون بين القوم وقد حالفه، أي: عاهده. المختار "114" ب.
3 العمرى: أعمره دارا أو أرضا أو إبلا: أعطاه إياه، وقال: هي لك عمرى، أو عمرك، فإذا مت رجعت إلي والاسم العمرى. المختار "357" ب.
4 الموضحة: هي التي تبدى وضح العظم أي بياضه. النهاية "5/196" ب.
5 المنقلة: هي التي تخرج منها صغار العظام وتنتقل عن أماكنها وقيل: التي تنقل العظم أي تكسره. النهاية "5/110" ب.
خمس عشرة من الإبل أو عدلها من الذهب أو الورق أو البقر أو الشاء، وقضى في العين خمسين من الإبل أو عدلها من الذهب أو الورق أو البقر أو الشاء، وقضى في الأنف إذا جدع كله بالعقل كاملا، وإذا جدعت روثته1 بنصف العقل خمسين من الإبل أو عدلها من الذهب أو الورق أو البقر أو الشاء، وفي اليد نصف العقل وفي الرجل نصف العقل خمسين من الإبل أو عدلها من الذهب أو الورق أو البقر أو الشاء، وفي الأصابع عشرا عشرا في كل أصبع لا زيادة بينهن أو قدر ذلك من الذهب أو الورق أو البقر أو الشاء، قال: وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل طعن آخر بقرن في رجله فقال: يا رسول الله أقدني2 فقال: حتى يبرأ جراحك فأبى الرجل إلا أن يستقيد فأقاده النبي صلى الله عليه وسلم فصح المستقاد منه وعرج المستقيد، فقال: عرجت وبرأ3 صاحبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألم آمرك أن لا تستقيد حتى تبرأ جراحك فعصيتني فأبعدك الله وبطل عرجك
1 روثته: روثه أنفه أي أرنبته وطرفه من مقدمه. النهاية "2/271" ب.
2 أقدني: القود بفتحتين: القصاص، وأقاد القاتل بالقتيل: قتله به. يقال: أقاده السلطان من أخيه، واستقاد الحاكم: سأله أن يقيد القاتل بالقتيل. المختار "438" ب.
3 وبرأ: برئ من المرض بالكسر برءا بالضم، وعند أهل الحجاز برأ من المرض من باب قطع. المختار "33" ب.
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان به جرح بعد الرجل الذي عرج أن لا يستقيد حتى يبرأ جرح صاحبه فالجرح على ما بلغ حتى يبرأ فما كان من شلل أو عرج فلا قود فيه وهو عقل ومن استقاد جرحا فأصيب المستقاد منه فعقل ما فضل من ديته على جرح صاحبه له وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يقتل مسلم بكافر، وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء رقيق العرب من أنفسهم، فقضى في الرجل الذي يسلم في الجاهلية بثمان من الإبل وفي ولد إن كان له لأمه بوصيفين1 وصيفين كل إنسان منهم ذكرا أو أنثى، وقضى في سبية الجاهلية بعشر من الإبل وقضى في ولدها من العبد بوصيفين وصيفين وبدية موالي أمه وهم عصبتها، ثم لهم ميراثه وميراثها ما لم يعتق أبوه، وقضى في سبى الإسلام بست من الإبل في الرجل والمرأة والصبي، وذلك في العرب بينهم وما كان من نكاح أو طلاق كان في الجاهلية فأدركه الإسلام إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك إلا الربا فما أدرك الإسلام من ربا لم يقبض رد إلى البائع رأس ماله وطرح الربا. "عب".
14536-
عن أم سلمة قالت: جاء رجلان من الأنصار يختصمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواريث قد درست ليس لهما بينة، فقال
1 وصيفين: الوصيف: العبد، والأمة: وصيفة. النهاية "5/191" ب.
النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم تختصمون إلي وإنما أقضى برأي فيما لم ينزل علي فيه فمن قضيت له فيه بحجته يقتطع بها شيئا من حق أخيه فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار يأتي يوم القيامة انتظاما في عنقه فبكى الرجلان وقال كل واحد منهما: يا رسول الله حقي له؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إذا فعلتما ما فعلتما فاذهبا وتوخيا الحق واقتسسما واستهما1 وليحلل2 كل واحد منكما صاحبه. "ش وأبو سعيد النقاش في القضاة".
14537-
أنبأنا معمر عن عاصم عن الشعبي عن قتادة أيضا أن رجلا أتى ابن مسعود فسأله عن امرأة توفي عنها زوجها ولم يدخل بها ولم يفرض لها؟ فقال له ابن مسعود: سل الناس فإن الناس كثير فقال الرجل: والله لو مكثت حولا ما سألت غيرك، فردده ابن مسعود شهرا، ثم قام فتوضأ ثم ركع ركعتين ثم قال: اللهم ما كان من صواب فمنك وما كان خطأ فمني، ثم قال: أرى لها صداق أحد نسائها ولها الميراث مع ذلك وعليها العدة فقام رجل من أشجع فقال: أشهد لقضيت فيها بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق كانت تحت هلال بن أمية.
1 واستهما: أي اقترعا. يعني ليظهر سهم كل واحد منكما. النهاية "2/429".
2 وليحلل: يقال: تحللته واستحللته: إذا سألته أن يجعلك في حل من قبله. النهاية "2/430" ب.
فقال ابن مسعود: هل سمع هذا معك أحد؛ قال: نعم فأتى بنفر من قومه فشهدوا بذلك، فما رأوا ابن مسعود فرح بشيء ما فرح بذلك وافق قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم1.
14538-
أنبأنا معمر عن جعفر بن برقان عن الحكم قال: فبلغ ذلك عليا فقال: لا تصدق الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. "عب".
14539-
عن أبي موسى قال: كان الخصمان إذا اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتعدا للموعد فوافى أحدهما ولم يواف الآخر قضى للذي يفي منهما. "أبو سعيد النقاش في القضاة" وفيه خالد بن نافع ضعيف.
14540-
وعنه أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لواحد منهما بينة فقضى بها بينهما نصفين. "النقاش".
1 لما كان الحديث خال من العزو أقول: أخرجه أبو داود في كتاب النكاح باب فيمن تزوج ولم يسم صداقا حتى مات رقم "2100 و 2102" قريبا من لفظه.
وكذا أخرجه الترمذي في كتاب النكاح بإيجاز وفي باب ما جاء في الرجل يتزوج المرأة فيموت عنها قبل أن يفرض لها ورقم "1145" وقال: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح.
بروع بنت واشق: بفتح الباء عند أهل اللغة وكسرها عند أهل الحديث، واشق: بكسر الشين. راجع عون المعبود شرح سنن أبي داود "6/147" ص.
14541-
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم حبس رجلا في تهمة ساعة من نهار ثم خلى عنه. "كر".
14542-
عن معاوية بن حيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم حبس رجلا في التهمة ثم خلاه." عب".
14543-
وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رد شهادة في كذبة. "النقاش في القضاة" ورجاله ثقات.
14544-
عن كعب بن مالك أنه لزم رجلا بحق كان عليه فارتفعت أصواتهما حتى سمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فقال: ما هذا؟ فأخبروه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خذ منه يا كعب الشطر ودع له الشطر. "عب".
14545-
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرد اليمين على طالب الحق. "كر".
14546-
عن علي بن الحسين قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمين مع الشاهد."عب".
14547-
عن ابن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن الشهود إذا استووا أقرع بين الخصمين. "عب".
14548-
عن ابن المسيب قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمين مع الشاهد.
"عب".
"مقاسمة مال العمال"
14549-
عن يزيد بن أبي حبيب قال: كان سبب مقاسمة عمر بن الخطاب مال العمال أن خالد بن الصعق قال شعرا كتب به إلى عمر بن الخطاب
أبلغ أمير المؤمنين رسالة
…
فأنت ولي الله في المال والأمر
فلا تدعن أهل الرساتيق1 والجزا
…
يشيعون مال الله في الأدم2 الوفر3
فأرسل إلى النعمان فاعلم حسابه
…
وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بشر
1 "الرساتيق: الرستاق: فارسي معرب، ويقال: رسداق أيضا، وهو السواد، والجمع الرساتيق. المختار "192" ب.
الجزا: يقال: جزى عني هذا الأمر، أي: قضى، ومنه قوله تعالى:{لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} وتجازيت على فلان، إذا تقاضيته.
والمتجازى: المتقاضى. الصحاح للجوهري "6/2302" ب.
2 الأدم: جمع الأديم، مثل أفيق وأفق. وربما سمي وجه الأرض أديما الصحاح للجوهري "5/1858" ب.
3 الوفر: يقال: هذه أرض في نبتها وفر ووفرة وفرة أيضا أي وفور لم يرع. الصحاح "2/847" ب.
ولا تنسين النافقين كليهما
…
وصهر بني غزوان عندك ذاوفر
ولا تدعوني للشهادة إنني
…
أغيب ولكني أرى عجب الدهر
من الخيل كالغزلان والبيض والدمى1
…
وما ليس ينسى من قرام2 ومن ستر
ومن ريطة3 مطوية في صوانها4
…
ومن طي أستار معصفرة حمر
إذا التاجر الهندي جاء بفارة5
…
من المسك راحت في مفارقهم تجري
1 والدمى: الدمية: الصنم، والجمع الدمى، وهي الصورة من العاج ونحوه وجاء في الشعر الدمي بمعنى الثياب التي فيها التصاوير. المختار "167" ب.
2 قرام: القرام: الستر الرقيق وقيل: الصفيق من صوف ذي ألوان، وفي الحديث "أنه دخل على عائشة وعلى الباب قرام ستر" وفي رواية " وعلى باب البيت قرام فيه تماثيل". النهاية "4/49" ب.
3 "ريطة: الريطة: كل ملاءة لبست بلفقين، وقيل كل ثوب رقيق لين. والجمع ريط ورياط. النهاية "2/289" ب.
4 صوانها: يقال: جعل الثوب في صوانه بضم الصاد وكسرها وصيانة أيضا وهو وعاؤه الذي يصان فيه. المختار "296" ب.
5 "بفارة: فارة المسك غير مهموزة: النافجة. الصحاح "2/777" ب.
نبيع إذا باعوا ونغزوا إذا غزوا
…
فأني لهم مال ولسنا بذي وفر
فقاسمهم نفسي فداؤك إنهم
…
سيرضون إن قاسمتهم منك بالشطر
فقاسمهم عمر نصف أموالهم وفي رواية فقال: فإنا قد أعفيناه من الشهادة ونأخذ منهم النصف.
"ابن عبد الحكم في فتوح مصر".
14550-
عن عبد الرحمن بن عبد العزيز، شيخ ثقة، قال: بعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة إلى عمرو بن العاص وكتب إليه أما بعد فإنكم معشر العمال تقدمتم على عيون الأموال فجبيتم الحرام وأكلتم الحرام وأورثتم الحرام وقد بعثت إليك محمد بن مسلمة مصر الأنصاري فيقاسمك مالك فأحضره مالك والسلام، فلما قدم محمد بن مسلمة أهدى له عمرو بن العاص هدية فردها عليه فغضب عمرو وقال: يا محمد لم رددت إلي هديتي وقد أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمي من غزوة ذات السلاسل فقبل؟ فقال له محمد: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل بالوحي ما شاء ويمتنع مما شاء ولو كانت هدية الأخ لأخيه قبلتها، ولكنها هدية إمام شر خلفها، فقال عمرو: قبح الله يوما صرت فيه لعمر بن الخطاب واليا فلقد رأيت العاص بن وائل يلبس الديباج المزرر بالذهب، وأن الخطاب بن نفيل
يحمل الحطب على حمار بمكة، فقال له محمد بن مسلمة: أبوك وأبوه في النار، وعمر خير منك ولولا اليوم الذي أصبحت تذم لألفيت معتقلا عنزا1 يسرك غزرها2 ويسوءك بكرها، فقال عمرو: هي فلتة المغضب وهي عندك بأمانة، ثم أحضر ماله فقاسمه إياه ثم رجع. "ابن عبد الحكم في فتوح مصر".
"جامع الأحكام"
14551-
"مسند عمر رضي الله عنه" عن عاصم بن عمرو البجلي عن رجل أن نفرا من أهل الكوفة أتوا عمر بن الخطاب فقالوا: جئناك نسألك عن ثلاث خصال عن صلاة الرجل في بيته تطوعا، وعما يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضا، وعن الغسل من الجنابة؟ قال: لقد سألتموني عن خصال ما سألني عنهن أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أما صلاة الرجل في بيته تطوعا فهو نور فنوروا بيوتكم، وأما ما يحل للرجل من امرأته حائضا فلك ما فوق الإزار من الضم والتقبيل، ولا تطلع على ما تحته، وأما الغسل من الجنابة فتفرغ بيمينك على شمالك
1 عنزا: العنز: الماعزة، وهي الأنثى من المعزة. المختار "359" ب.
2 غزرها: الغزارة: الكثرة، وبابه ظرف فهو غزير. المختار "372" ب.
بكرها: البكر بالفتح: الفتى من الإبل والأنثى بكرة. المختار "45" ب.
ثم تدخل يدك في الإناء فتغسل فرجك وما أصابك، ثم تتوضأ وضوءك للصلاة، ثم تفرغ على رأسك ثلاث مرات تدلك رأسك كل شيء مرة، ثم أفض الماء على جسدك، ثم تنح عن مغتسلك فاغسل رجليك. "عب ص ش حم والعدني ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة ع والطحاوي طس كر ص".
14552-
عن الحارث بن معاوية الكندي أنه ركب إلى عمر بن الخطاب فسأله عن ثلاث خلال فقدم المدينة فقال له عمر: ما أقدمك علي؟ قال لأسألك عن ثلاث، قال: وما هن؟ قال: ربما كنت أنا والمرأة في بناء مبني فتحضر الصلاة فإن صليت أنا وهي كانت بحذائي وإن صلت خلفي خرجت من البناء؟ فقال عمر: تستر بينك وبينها بثوب ثم تصلي بحذاءك إن شئت، وعن الركعتين بعد العصر؟ فقال: نهاني عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وعن القصص فإنهم أرادوني على القصص؟ فقال: ما شئت كأنه كره أن يمنعه، قال: إنما أردت أن أنتهي إلى قولك؟ قال: أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا فيضعك الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك. "حم ص".
14553-
عن عمر قال: صلاة السفر ركعتان وصلاة الضحى
ركعتان وصلاة الفطر ركعتان تمام من غير قصر على لسان محمد صلى الله عليه وسلم وقد خاب من افترى. "عب ط ش حم والعدني والمروزي في العيدين ن1 هـ ع وابن جرير وابن خزيمة والطحاوي والشاشي قط في الأفراد حب حل ق ص".
14554-
عن عاصم بن عمرو البجلي عن أحد النفر الذين أتوا عمر بن الخطاب فقالوا: يا أمير المؤمنين جئنا نسألك عن ثلاث خصال: ما يحل للرجل من امرأته وهي حائض، وعن الغسل من الجنابة وعن قراءة القرآن في البيوت؟ قال: سبحان الله أسحرة أنتم؟ لقد سألتموني عن شيء سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سألني عنه أحد بعد فقال: أما ما يحل للرجل من امرأته وهي حائض فما فوق الإزار، وأما الغسل من الجنابة فيغسل يده وفرجه ثم يتوضأ ثم يفيض على رأسه وجسده الماء وأما قراءة القرآن فنور من شاء نور بيته. "ط".
14555-
عن عمر قال: ثلاث اللاعب فيهن والجاد سواء الطلاق والصدقة والعتاق. "عب".
14556-
عن عمر قال: أربع مقفلات النذر والطلاق والعتاق والنكاح. "خ في تاريخه ق".
1 أخرجه النسائي كتاب صلاة العيدين باب عدد صلاة العيدين رقم "1567" ص.
14557-
عن علي قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخز وعن ركوب عليها وعن جلوس عليها وعن جلود النمور وعن ركوب عليها وعن الغنائم أن تباع حتى تخمس وعن حبالى سبي العدو أن يوطئن، وعن الحمر الأهلية وعن أكل كل ذي ناب من السباع وأكل كل ذي مخلب من الطير وعن ثمن الخمر، وعن ثمن الميتة، وعن عسب1 الفحل وعن ثمن الكلب. "عب" وفيه عاصم بن ضمرة ضعيف.
14558-
عن علي قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القراءة في الركوع والسجود وعن التختم بالذهب وعن لباس القسي2 وعن لباس المعصفر. "مالك ط عب حم خ في خلق أفعال العباد م د ت ن هـ والكجي وابن جرير والطحاوي حب ق"3
1 عسب: العسب بوزن العذب: كراء ضراب الفحل، وعسب الفحل أيضا ضرابه، وقيل: ماؤه. المختار "339" ب.
2 القسى: هي ثياب من كتان مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر، نسبت إلى قرية على شاطيء البحر قريبا من تنيس، يقال لها القس بفتح القاف وبعض أهل الحديث يكسرها. النهاية "4/59" ب.
3 رواه مالك في الموطأ كتاب الصلاة باب العمل في القراءة رقم 29.
ومسلم في كتاب اللباس والزينة باب النهي عن لبس الرجل الثوب المعصفر رقم "2078". ومسلم في صحيحه كتاب الصلاة باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود رقم "211" وعن علي. ص.
14559-
عن علي نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقول نهاكم عن القراءة وأنا راكع أو ساجد وعن تختم الذهب وعن لباس القسي وعن الركوب على الميثرة1 الحمراء. "عب حم والعدني والكجي والدورقي وابن جرير حل".
14560-
عن علي قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه والواشمة2 والمستوشمة للحسن ومانع الصدقة والمحلل والمحلل له وكان ينهى عن النوح ولم يقل لعن. "حب حم ن ع قط في الأفراد والدورقي حب وابن جرير".
14561-
عن ربيعة بن النابغة عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى
1 الميثرة الحمراء: الميثرة بالكسر مفعلة من الوثارة يقال وثر وثارة فهو وثير أي وطيء لين، وأصلها مؤثرة فقلبت الواو ياء لكسرة الميم وهي من مراكب العجم تعمل من حرير أو ديباج.
والأرجوان: صبغ أحمر، ويتخذ كالفراش الصغير ويحشى بقطن أو صوف يجعلها الراكب تحته على الرحال فوق الجمال. ويدخل فيه مياثر السروج لأن النهي يشمل كل ميثرة حمراء، سواء كانت على رحل أو سرج. النهاية "5/150 و 151" ب.
2 الواشمة والمستوشمة: ويروى "المتوشمة" الوشم: أن يغرز الجلد بإبرة، ثم يحشى بكحل أو نيل، فيزرق أثره أو يخضر وقد وشمت تشم وشما فهي واشمة. والمستوشمة والموتشمة: التي يفعل بها ذلك. النهاية "5/189" ب.
عن زيارة القبور وعن الأوعية وأن تحبس لحوم الأضاحي بعد ثلاث، ثم قال: إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها غير أن لا تقولوا هجرا فإنها تذكركم الآخرة، ونهيتكم عن الأوعية فاشربوا فيها واجتنبوا كل مسكر ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تمسكوها بعد ثلاث فاحبسوا ما بدا لكم. "ش حم ع والكجي ومسدد والطحاوي والدورقي وابن أبي عاصم في الأشربة" قال في المغني ربيعة بن النابغة عن أبيه عن علي لا يصح حديثه.
14562-
عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير، وعن ثمن الميتة وثمن الخمر وعن لحوم الحمر الأهلية، وعن مهر البغي، وعن عسب الفحل، وعن المياثر الأرجوان. "حم ع والطحاوي".
14563-
نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أربع وسألته عن أربع نهاني أن أصلي وأنا عاقص شعري وأن أقلب الحصى في الصلاة، وأن أختص يوم الجمعة بصوم، وأن أحتجم وأنا صائم، وسألته عن أدبار النجوم وأدبار السجود؟ فقال: أدبار السجود الركعتان بعد المغرب وأدبار النجوم الركعتان قبل الغداة وسألته عن الحج الأكبر؟ قال: هو يوم النحر، وسألته عن الصلاة الوسطى؟ قال: هي العصر التي فرط فيها. "مسدد" وضعف.
14564-
عن علي قال: نسخ رمضان كل صوم ونسخت الزكاة كل صدقة، ونسخ المتعة1 الطلاق والعدة والميراث، ونسخت الضحية كل ذبح2 "عب وابن المنذر" ورواه "ق" عنه مرفوعا وتقدم في القسم الأول.
14565-
عن علي قال: ثلاث لا لعب فيهن: النكاح والطلاق والعتاقة والصدقة. "عب".
14566-
عن علي قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التلقى وعن ذبح ذوات الدر3 وعن ذبح فتي الغنم، وعن السوم4 قبل طلوع الشمس. "ش".
14567-
عن تميم الداري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لقي
1 المتعة: هي النكاح إلى أجل معين، وهو من التمتع بالشيء: الانتفاع به يقال: تمتعت به أتمتع تمتعا. والاسم: المتعة، كأنه ينتفع بها أمد معلوم وقد كان مباحا في أول الإسلام ثم حرم، وفي الحديث " أنه نهى عن نكاح المتعة". النهاية "4/292" ب.
2 ذبح: الذبح بالكسر ما يذبح من الأضاحي وغيرها من الحيوان وبالفتح الفعل نفسه، وفي حديث الضحية " فدعا بذبح فذبحه".انتهى. النهاية "2/153" ب.
3 ذوات الدر: أي ذوات اللبن. النهاية "2/112" ب.
4 السوم: يقال سام يسوم سوما، وساوم واستام والمساومة: المحاذبة؟؟ بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها. النهاية "2/425".
الله بخمس فله الجنة ومن أتى الله بخمس لم يحجبه عن الجنة والجمعة واجبة إلا على خمس، والوضوء الواجب من خمس، والأشربة من خمس، وحق الرجال على النساء خمس، ونهى النساء عن خمس، فأما من لقي الله بخمس فله الجنة: الصلاة والزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان وطاعة ولاة الأمر ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأما من أتى الله بخمس لم يحجبه من الجنة: فالنصح لله والنصح لكتاب الله والنصح لولاة الأمر والنصح لعامة المسلمين، وأما الجمعة واجبة إلا على خمس: فالمرأة والمريض والمملوك والمسافر والصغير، وأما الوضوء الواجب من خمس، فمن الريح والغائط والبول والقيء والدم القاطر، وأما الأشربة من خمس: فمن العسل والزبيب والتمر والبر والشعير، وأما حق الرجل على النساء خمس فلا تحنث له قسما ولا تعطر إلا له، ولا تخرج إلا بإذنه: ولا تدخل عليه من يكرهه، وأما نهى النساء عن خمس: فعن اتخاذ الكمام1 ولبس النعال والجلوس في المجالس وخطر بالقضيب2 ولبس الإزار والأردية بغير درع. "كر".
1 الكمام: الكم بالكسر والكمامة: وعاء الطلع وغطاء النور. والجمع أكمام وأكمة وكمام وأكاميم. المختار "458" ب.
2 بالقضيب: القاف والضاد والباء أصل صحيح يدل على قطع الشيء، يقال: قضبت الشيء قضبا وسيف قاضب وقضيب قطاع. مقاييس اللغة "5/100" ب.
14568-
عن عمران بن حبان بن نملة الأنصاري عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح خيبر نهى أن يباع شيء من المغنم حتى يقسم وعن الحبالى أن يوطئن، وعن الثمرة حتى يبين صلاحها ويؤمن عليها العاهة. "الحسن بن سفيان وأبو نعيم".
14569-
عن يحيى بن العلاء عن رشدين بن كريب مولى ابن عباس عن لبيد عن ابن عباس قال: جاء رجل وأمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يريد الجهاد وأمه تمنعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند أمك قر وإن لك من الأجر عندها مثل مالك في الجهاد، قال: وجاء رجل آخر فقال: إني نذرت أن أنحر نفسي فشغل النبي صلى الله عليه وسلم فذهب الرجل فوجد يريد أن ينحر نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي جعل في أمتي من يوفي بالنذر ويخاف يوما كان شره مستطيرا هل لك مال؟ قال: نعم، قال: أهد مائة ناقة واجعلها في ثلاث سنين، فإنك لا تجد من يأخذها منك معا وجاءته امرأة فقالت: إني رسولة النساء إليك والله ما منهن امرأة علمت أو لم تعلم إلا وهي تهوى مخرجي إليك، الله رب الرجال والنساء وإلههن وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرجال والنساء كتب الله الجهاد على الرجال، فإن أصابوا أجروا وإن استشهدوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون فما يعدل ذلك من النساء؟ قال: طاعتهن لأزواجهن، والمعرفة بحقوقهم وقليل منكن يفعله. "عب" وروى الحسن بن سفيان في
مسنده إلى قوله مستطيرا من طريق جبارة بن المغلس عن مندل بن علي عن رشدين وأورده من طريق الجوزقاني في الأباطيل وابن الجوزي في الموضوعات فلم يصيبا ورشدين بن كريب روى له "ت" وضعفه "قط" وغيره ولم ينته حديثه إلى حد الوضع ويحيى بن العلاء روى له "د هـ" وهو متروك.
14570-
عن ابن عمرو قال: رأيت رسول الله مفطرا وصائما ورأيته يصلي حافيا ومتنعلا، ورأيته يشرب قائما وقاعدا. "عب".
14571-
وعنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كم تقطع اليد؟ قال: لا تقطع في ثمر معلق، فإذا ضمه الجرين1 قطعت في ثمن المجن ولا تقطع في حريسة2 الجبل، فإذا آواها المراح قطعت في ثمن المجن، وسئل عن ضوال الغنم؟ قال: لك أو لأخيك أو تذهب خذها، وسئل عن ضوال الإبل؟ فقال: معها الحذاء والسقاء دعها حتى يجدها ربها، وسئل عن اللقطة؟ فقال: ما كان من طريق مأتي أو في قرية عامرة
1 الجرين: هو موضع تجفيف التمر، وهو له كالبيدر للحنطة، ويجمع على جرن بضمتين. النهاية "1/263" ب.
2 حريسة الجبل: يقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحها حريسة. النهاية "1/367" ب.
فعرفها سنة فإن جاء صاحبها وإلا فلك وما لم يكن في طريق مأتي ولا في قرية عامرة ففيه وفي الركاز الخمس. "ن كر".
14572-
عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم قال: هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن يفقه أهله ويعلمهم السنة ويأخذ صدقاتهم فكتب له كتابا وعهدا وأمره فيه بأمر فكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله ورسوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن أمره بتقوى الله في أمره كله فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وأمره أن يأخذ الحق كما افترضه الله تعالى وأن يبشر الناس بالخير ويأمرهم به ويعلم الناس القرآن، ويفقههم فيه، وينهى الناس أن لا يمس القرآن أحد إلا هو طاهر ويخبر الناس بالذي لهم والذي عليهم ويلين لهم في الحق ويشتد عليهم في الظلم، فإن الله كره الظلم ونهى عنه وقال: ألا لعنة الله على الظالمين، ويبشر الناس بالجنة وبعملها، وينذر الناس بالنار وعملها، ويتألف الناس حتى يتفقهوا في الدين، ويعلم الناس معالم الحج وسننه وفرائضه وما أمر الله به في الحج الأكبر والحج الأصغر والحج الأكبر: الحج والحج الأصغر: العمرة، ينهي الناس أن يصلوا في ثوب واحد صغير إلا أن يكون واسعا فيخالف بين طرفيه على عاتقيه. ونهى أن يحتبي
الرجل في ثوب واحد ويفضي بفرجه إلى السماء، ولا يعقص أحد شعر رأسه إذا عفا1 في قفاه، وينهي إذا كان بين الناس هيج2 أن يدعو بدعوى القبائل والعشائر وليكن دعاؤهم إلى الله تعالى وحده لا شريك له، فمن لم يدع إلى الله تعالى ودعى القبائل والعشائر فليعطفوا بالسيف حتى يدعوا الله تعالى وحده لا شريك له، ويأمر الناس بإسباغ الوضوء وجوههم وأيديهم إلى المرافق وأرجلهم إلى الكعبين ويمسحوا برؤوسهم كما أمرهم الله وأمره بالصلاة لوقتها وإتمام الركوع والخشوع، وأن يغلس3 بالصبح ويهجر4 بالهاجرة حين تزيغ الشمس وصلاة العصر والشمس حية في الأرض، والمغرب حين يقبل الليل، ولا يؤخر المغرب حتى تبدو النجوم في السماء، والعشاء أول الليل وأمره بالسعي إلى الجمعة إذا نودي بها، والغسل عند الرواح إليها. وأمره أن يأخذ بالمغانم خمس الله وما كتب على المؤمنين من الصدقة في العقار عشر ما سقي بالبعل.5
1 عفا: عفا الشعر والنبت وغيرهما: كثر، وبابه سما. المختار "348" ب.
2 هيج: هاج الشيء يهيج هيجا وهيجانا، واهتاج وتهيج أي ثار، وهاج هائجه أي ثار غضبه، ويوم الهياج: يوم القتال. الصحاح للجوهري "1/352" ب.
3 يغلس: الغلس بفتحتين: ظلمة آخر الليل. المختار "376" ب.
4 ويهجر: الهجر بالفتح، والهاجرة، والهجير: نصف النهار عند اشتداد الحر والتهجير والتهجر: السير في الهاجرة. المختار "546" ب.
5 بالبعل: البعل العذي: وهو ما سقته السماء، وقال الأصمعي:=
وسقت السماء، وعلى سقي الغرب1 نصف العشر وفي كل عشر من الإبل شاتان، وفي كل عشرين من الإبل أربع شياه، وفي كل أربعين من البقر بقرة وفي كل ثلاثين من البقر تبيع جذع أو جذعة وفي كل أربعين من الغنم سائمة شاة إنها فريضة الله التي افترض على المؤمنين في الصدقة، فمن زاد خيرا فهو خير له، وأنه من أسلم من يهودي أو نصراني إسلاما خالصا من نفسه ودان بدين الإسلام؛ فإنه من المؤمنين، له مثل الذي لهم وعليه مثل الذي عليهم ومن كان على نصرانية أو يهودية فإنه لا يفتن عنها، وعلى كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار واف أو عرضه2 ثيابا فمن أدى ذلك فله ذمة الله وذمة رسوله ومن منعه فإنه عدو الله ورسوله والمؤمنين جميعا صلوات الله على محمد النبي والسلام ورحمة الله وبركاته وقال هذا منقطع ثم رواه من وجه آخر عن عبد الله عن أبيه عن جده عن عمرو بن حزم متصلا.
= العذي ما سقته السماء، والبعل ما شرب بعروقه من غير سقي ولا سماء، وفي الحديث " ما شرب بعلا ففيه العشر". المختار "43" ب.
1 "الغرب: الغرب بوزن الضرب: الدلو العظيمة. المختار "370" ب.
2 عرضه: يقال: عرضت له ثوبا مكان حقه، وثوبا من حقه. بمعنى واحدا. المختار "335" ب.
14573-
عن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والصدقات والديات وبعث معه عمرو بن حزم فقرئ على أهل اليمن وهذه نسخته بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي إلى شرحبيل بن عبد كلال والحارث بن عبد كلال قيل: ذي رعين ومعافر وهمدان، أما بعد فقد رجع رسولكم أعطيتم من المغانم خمس الله وما كتب على المؤمنين من العشر في العقار وما سقت السماء وكان سيحا1 أو كان بعلا ففيه العشر إذا بلغ خمسة أوسق2 وفي كل خمس من الإبل سائمة شاة إلى أن تبلغ أربعا وعشرين، فإذا زادت واحدة على أربع وعشرين ففيها بنت مخاض فإن لم توجد بنت مخاض فابن لبون ذكر إلى أن تبلغ خمسا وثلاثين، فإذا زادت على خمس وثلاثين واحدة ففيها بنت لبون إلى أن تبلغ خمسا وأربعين؛ فإن زادت واحدة على خمسين وأربعين، ففيها حقة3
1 سيحا: في حديث الزكاة " ماسقى بالسيح ففيه العشر" أي بالماء الجارى. النهاية "2/433" ب.
2 أوسق: الوسق: ستون صاعا. قال الخليل: الوسق: حمل البعير، والوقر حمل البغل والحمار. المختار "572".
3 حقة: الحق والحقة: هو من الإبل ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرها وسمى بذلك لأنه استحق الركوب والتحميل، ويجمع على حقاق وحقائق. انتهى. النهاية "1/415" ب.
طروقة1 الجمل إلى أن تبلغ ستين، فإذا زادت على ستين واحدة ففيها جذعة إلى أن تبلغ خمسا وسبعين فإذا زادت واحدة على خمس وسبعين ففيها بنتا لبون إلى أن تبلغ تسعين فإذا زادت واحدة على التسعين ففيها حقتان طروقتا الجمل إلى أن تبلغ عشرين ومائة فما زاد على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون. وفي كل خمسين حقة طروقة الجمل وفي كل ثلاثين باقورة2 تبيع جذع أو جذعة، وفي كل أربعين باقورة بقرة، وفي كل أربعين شاة سائمة شاة إلى أن تبلغ عشرين ومائة، فإذا زاد على عشرين ومائة واحدة ففيها شاتان إلى أن تبلغ مائتين، فإذا زادت واحدة فثلاث إلى أن تبلغ ثلاث مائة فما زاد ففي كل مائة شاة شاة ولا تؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عور ولا تيس الغنم، ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة، فما أخذ من الخليطين فإنهما يتراجعان بالسوية بينهما وفي كل خمس أواق من الورق خمسة دراهم، فما زاد ففي كل أربعين درهما درهم وليس فيما دون خمس أواق شيء، وفي كل أربعين
1 طروقة: وفي حديث الزكاة "فيها حقة طروقة الفحل" أي يعلو الفحل مثلها في سنها. وهي فعولة بمعنى مفعولة. أي مركوبة للفحل. انتهى. النهاية "3/122" ب.
2 باقورة: الباقورة: بلغة اليمن البقر، هكذا قال الجوهري رحمه الله، فيكون قد جعل المميز جمعا. النهاية "1/145" ب.
دينارا دينار، وأن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته إنما هي الزكاة تزكون بها أنفسكم ولفقراء المؤمنين وفي سبيل الله وليس في رقيق ولا مزرعة ولا عمالها شيء إذا كانت تؤدى صدقتها من العشر، وليس في عبد مسلم ولا في فرسه شيء، وأن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الشرك بالله، وقتل النفس المؤمنة بغير حق، والفرار في سبيل الله يوم الزحف، وعقوق الوالدين، ورمي المحصنة، وتعلم السحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم. وأن العمرة الحج الأصغر، ولا يمس القرآن إلا طاهر، ولا طلاق قبل إملاك، ولا عتاق حتى يبتاع، ولا يصلين أحد منكم في ثوب واحد ليس على منكبه شيء، ولا يحتبي في ثوب واحد ليس بين فرجه وبين السماء شيء، ولا يصلي أحد منكم في ثوب واحد وشقه باد، ولا يصلين أحد منكم عاقص شعره، ومن اعتبط1 مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود إلا أن يرضى أولياء المقتول، وأن في النفس الدية مائة من الإبل، وفي الأنف إذا أوعب2 جدعه الدية وفي اللسان الدية، وفي الشفتين الدية، وفي الذكر الدية، وفي البيضتين الدية، وفي الصلب الدية، وفي العينين الدية، وفي الرجل الواحد نصف الدية، وفي
1 اعتبط: أي قتله بلا جناية كانت منه ولا جريرة توجب قتله، فإن القاتل يقاد به ويقتل وكل من مات بغير علة فقد اعتبط. النهاية "3/172" ب.
2 أوعب: أي قطع جميعه. النهاية "5/205" ب.
المأمومة1 نصف الدية، وفي الجائفة2 ثلث الدية، وفي المنقلة خمسة عشر من الإبل وفي كل أصبع من الأصابع في اليد والرجل عشر من الإبل، وفي كل سن خمس من الإبل، وفي الموضحة خمس من الإبل، وأن الرجل يقتل بالمرأة وعلى أهل الذهب ألف دينا ر. "ن والحسن بن ابن سفيان طب ك وأبو نعيم هق3 كر" ثم روى كر عن عباس الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدث عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لهم كتابا فقال له رجل هذا مسند قال لا ولكنه صالح، قال الرجل ليحيى فكتاب علي بن أبي طالب أنه قال ليس عندي من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء إلا هذا الكتاب فقال كتاب علي بن أبي طالب هذا أثبت من كتاب عمرو بن حزم.
14574-
عن أبي أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع يقول: إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث، الولد للفراش وللعاهر الحجر، وحسابهم على الله، من ادعى إلى غير أبيه
1 المأمومة: الشجة التي بلغت أم الرأس، وهي الجلدة التي تجمع الدماغ، يقال: رجل أميم ومأموم. النهاية "1/68" ب.
2 الجائفة: هي الطعنة التي تنفذ إلى الجوف. النهاية "1/317" ب.
3 أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الزكاة "4/88/90". والحاكم في المستدرك كتاب الزكاة "1/397" ص.
أو تولى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة، لا تنفق امرأة شيئا من بيتها إلا بإذن زوجها، قيل: يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: ذلك أفضل أموالنا، ثم قال: العارية مؤداة والمنحة1 مردودة والدين مقضي والزعيم غارم. "عب".
14575-
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن أكل الحمار الأهلي وعن كل ذي ناب من السباع، وأن لا توطأ الحبالى حتى يضعن، وعن أن تباع السهام حتى تقسم، وأن تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها، ولعن يومئذ الواصلة والموصولة والواشمة والمستوشمة والخامشة وجهها والشاقة جيبها. "ش" وهو صحيح.
14576-
عن أبي أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة عام حجة الوداع: ألا إن الله أعطى كل ذي حق حقه؛ فلا وصية لوارث الولد للفراش، وللعاهر الحجر، وحسابهم على الله من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، لا تنفق امرأة شيئا من بيتها إلا بإذن زوجها،
1 والمنحة: ومنحة اللبن أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها. وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثم يردها. انتهى. النهاية "4/364" ب.
قيل: يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: ذلك أفضل أموالنا، ثم قال: إن العارية مؤداة والمنحة مردودة والدين مقضي والزعيم غارم. "ط ص حم ت" وقال: حسن [صحيح] 1
14577-
عن يحيى بن يعمر أن عائشة سألها رجل هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع صوته من الليل إذا قرأ؟ قالت: ربما خفض وربما رفع قال: الحمد لله الذي جعل في الدين سعة، قال: فهل كان يوتر من أول الليل؟ قالت: ربما أوتر من أول الليل، وربما أوتر من آخره، قال: الحمد لله الذي جعل في الدين سعة، قال: فهل كان ينام وهو جنب! قالت: ربما اغتسل قبل أن ينام، وربما نام قبل أن يغتسل ولكنه يتوضأ قبل أن ينام قال: الحمد لله الذي جعل في الدين سعة. "عب".
14578-
عن ابن جريج حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أنه وجد مع سيف النبي صلى الله عليه وسلم صحيفة معلقة بقائمة السيف فيها؛ إن أعدى الناس على الله تعالى القاتل غير قاتله والضارب غير ضاربه، ومن آوى محدثا لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ومن تولى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم. "عب".
1 رواه الترمذي كتاب الوصايا باب ماجاء لا وصية لوارث رقم "2120" وقال: حسن صحيح. ص.
14579-
عن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مناديا ينادى لا وصية لوارث ولا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها والولد للفراش. "ص".
تم بعون الله تعالى المجلد الخامس
ويليه إن شاء الله المجلد السادس