المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المُقَدِّمَةُ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى - متون طالب العلم - المستوى التمهيدي

[عبد المحسن القاسم]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

‌المُقَدِّمَةُ

الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، أما بعد:

فَذِكْرُ اللَّهِ مِنْ أَجَلِّ العِبَادَاتِ وَأَيْسَرِهَا، وَحَاجَةُ العَبْدِ إِلَيْهِ أَشَدُّ مِنْ حَاجَتِهِ إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَهُوَ يُرْضِي الرَّحْمَنَ، وَيَطْرُدُ الشَّيْطَانَ، وَيُزِيْلُ الهَمَّ وَالغَمَّ، وَيَجْلِبُ السَّعَادَةَ وَالسُّرُورَ، وَمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ وَأَحَبَّهُ وَقَرَّبَهُ إِلَيْهِ.

ص: 5

وَالتَّحَلِّي بِآدَابِ الإِسْلَامِ زِينَةٌ لِصَاحِبِهِ، وَفِيهِ امْتِثَالٌ لِلنُّصُوصِ، وَبِهِ يَنْبُلُ المَرْءُ، وَيَكُونُ قُدْوَةً لِلآْخَرِينَ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ رحمه الله:«كَانُوا يَتَعَلَّمُونَ الهَدْيَ كَمَا يَتَعَلَّمُونَ العِلْمَ» .

وَلِأَهَمِّيَّةِ الأَذْكَارِ وَالآدَابِ جَمَعْتُ فِيهِمَا أَحَادِيثَ، تَوَخَّيْتُ فِيهَا الصِّحَّةَ، وَاجْتَهَدْتُ فِي تَبْوِيبِهَا، وَتَرْتِيبِهَا، وَبَيَّنْتُ غَرِيبَهَا، وَقَسَمْتُهُ إِلَى قِسْمَيْنِ: قِسْمٍ لِلْأَذْكَارِ وَقِسْمٍ لِلْآدَابِ، وَصَدَّرْتُهُ بِفَضَائِلَ، وَسَمَّيْتُهُ:«الأَذْكَارُ وَالآدَابُ» .

وَطَالِبُ العِلْمِ قُدْوَةٌ لِغَيْرِهِ، وَهُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِالتَّحَلِّي بِالآدَابِ فِي حَيَاتِهِ وَمُعَامَلَاتِهِ، وَأَحْرَى بِأَنْ يُدِيمَ ذِكْرَ اللَّهِ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ؛

ص: 6

لِذَا جَعَلْتُ هَذَا المَتْنَ مُسْتَوىً تَمْهِيدِيّاً بَيْنَ يَدَيِ المُسْتَوَيَاتِ السِّتَّةِ مِنْ «مُتُونُ طَالِبِ العِلْمِ» ؛ لِيَكُونَ عَوْناً لِلطَّالِبِ عَلَى مُبْتَغَاهُ.

أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ، وَيَجْعَلَهُ ذُخْراً لَنَا يَوْمَ القِيَامَةِ.

وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

ص: 7

‌الفَضَائِلُ

ص: 9

[1]

‌فَضْلُ طَلَبِ العِلْمِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً؛ سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً؛ يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»

(2)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 11

جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 12

[2]

‌فَضْلُ تَعَلُّمِ القُرْآنِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ

(2)

، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ

(3)

وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ؛ فَلَهُ أَجْرَانِ»

(4)

.

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

(2)

السَّفَرَةُ: المَلَائِكَةُ، وَالكِرَامُ: المُكْرَمُونَ عِنْدَ اللهِ، وَالبَرَرَةُ: المُطِيعُونَ لِلَّهِ.

(3)

أَيْ: بِالحِفْظِ.

(4)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 13

(1)

رَوَاهُ مُسْلِم.

ص: 14

[4]

‌فَضْلُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ

(1)

، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: الطُّمِأْنِيْنَةُ وَالوَقَارُ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِم.

ص: 16

‌قِسْمُ الأَذْكَارِ

ص: 17

‌الطَّهَارَةُ

ص: 18

[5]

‌دُخُولُ الخَلَاءِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الخَلَاءَ

(1)

قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ

(2)

»

(3)

3).

* * *

(1)

أَيْ: إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَانَ قَضَاءِ الحَاجَةِ.

(2)

الخُبُثُ: ذُكْرَانُ الشَّيَاطِينِ؛ وَالخَبَائِثُ: إِنَاثُهُمْ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 19

[6]

‌الخُرُوجُ مِنَ الخَلَاءِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنَ الغَائِطِ قَالَ قَالَ: «غُفْرَانَكَ

(1)

»

(2)

2).

* * *

(1)

أَيْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْلِيْ.

(2)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

ص: 20

‌الصَّلَاةُ

ص: 23

[8]

‌الأَذَانُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ؛ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ

(2)

: أَشْهَدُ ألَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلَامِ دِيناً؛ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ»

(3)

.

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(2)

أَيْ: بَعْدَ فَرَاغِ المُؤَذِّنِ مِنَ الشَّهَادَتَيْنِ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 24

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

(1)

، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»

(2)

.

4 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ

(3)

، وَالصَّلَاةِ القَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ

(4)

، وَابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً

(5)

الَّذِي

(1)

أَيْ: لَا تَحَوُّلَ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ إِلَّا بِاللَّهِ، وَلَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(3)

أَيْ: دَعْوَةُ الأَذَانِ.

(4)

الوَسِيلَةُ: مَنْزِلَةٌ فِي الجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَالفَضِيلَةُ: الرُّتْبَةُ الزَّائِدَةُ عَلَى سَائِرِ الخَلَائِقِ.

(5)

المَقَامُ المَحْمُودُ: هُوَ الشَّفَاعَةُ العُظْمَى لِتَعْجِيلِ الحِسَابِ وَالرَّاحَةِ مِنْ طُولِ المَوْقِفِ فِي المَحْشَرِ.

ص: 25

وَعَدْتَهُ؛ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ»

(1)

(2)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

(2)

المَشْرُوعُ مِنَ الذِّكْرِ عِنْدَ سَمَاعِ الأَذَانِ مَا يَلِي:

1.

- يَقُولُ كَمَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ، إِلَّا فِي الحَيْعَلَتَيْنِ يَقُولُ:«لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» .

2.

- إِذَا فَرَغَ المُؤَذِّنُ مِنَ الشَّهَادَتَيْنِ؛ يَقُولُ: «أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلَامِ دِيناً» .

3.

- إِذَا فَرَغَ مِنَ الأَذَانِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ» .

4.

- ثُمَّ بَعْدَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ القَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً الَّذِي وَعَدْتَهُ» .

ص: 26

[9]

‌دُخُولُ المَسْجِدِ وَالخُرُوجُ مِنْهُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ.

وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 27

[10]

‌دُعَاءُ الاسْتِفْتَاحِ

1 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ

(1)

، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ

(2)

، وَتَعَالَى جَدُّكَ

(3)

، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ»

(4)

.

2 -

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ، سَكَتَ هُنَيَّةً

(5)

قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟

(1)

أَيْ: أُنَزِّهُكَ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِكَ، وَأُثْبِتُ لَكَ المَحَامِدَ كُلَّهَا.

(2)

أَي: البَرَكَةُ تُنَالُ بِذِكْرِكَ.

(3)

أَي: ارْتَفَعَ قَدْرُكَ، وَعَظُمَ شَأْنُكَ.

(4)

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

(5)

أَيْ: يَسِيراً مِنَ الوَقْتِ.

ص: 28

قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ.

اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ.

اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالمَاءِ وَالبَرَدِ»

(1)

.

3 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً، وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 29

وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ.

اللهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعاً، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ.

لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ»

(1)

.

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 30

4 -

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»

(1)

.

5 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 31

وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ.

اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»

(1)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 32

[11]

‌الوَسْوَسَةُ فِي الصَّلَاةِ وَالقِرَاءَةِ

أَتَى عُثْمَانُ بْنُ أَبِي العَاصِ رضي الله عنه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ: خِنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ؛ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ - ثَلَاثاً -.

قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ؛ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 33

[12]

‌الرُّكُوعُ

1 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمِ»

(1)

.

2 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَكَعَ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي»

(2)

.

3 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 34

وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»

(1)

.

4 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبُّوحٌ، قُدُّوسٌ

(2)

، رَبُّ المَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ

(3)

»

(4)

.

5 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ وَالمَلَكُوتِ وَالكِبْرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ»

(5)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

«سُبُّوحٌ» أَيْ: أَنْتَ مُسَبَّحٌ - أَيْ: مُنَزَّهٌ عَنْ كُلِّ عَيْبٍ أَوْ نَقْصٍ-، «قُدُّوسٌ» أَيْ: مُطَهَّرٌ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ.

(3)

الرُّوحُ: جِبْرِيلُ عليه السلام.

(4)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(5)

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

ص: 35

[13]

‌الرَّفْعُ مِنَ الرُّكُوعِ

1 -

رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ وَقَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، حَمْداً كَثِيراً، طَيِّباً، مُبَارَكاً فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: مَنِ المُتَكَلِّمُ؟ قَالَ: أَنَا، قَالَ: رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكاً يَبْتَدِرُونَهَا

(1)

أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ»

(2)

.

(1)

أَيْ: يَسْبِقُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 36

2 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: «رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ

(1)

وَالمَجْدِ

(2)

، أَحَقُّ مَا قَالَ العَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ.

اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ

(3)

»

(4)

.

* * *

(1)

أَي: صَاحِبَ الوَصْفِ الجَمِيلِ.

(2)

المَجْدُ: بُلُوغُ النِّهَايَةِ فِي كُلِّ أَمْرٍ مَحْمُودٍ.

(3)

أَيْ: لَا يَنْفَعُ عِنْدَكَ صَاحِبَ المَكَانَةِ مَكَانَتُهُ إِلَّا بِالطَّاعَةِ.

(4)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 37

[14]

‌السُّجُودُ

1 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى»

(1)

.

2 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ؛ دِقَّهُ وَجِلَّهُ

(2)

، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ»

(3)

.

3 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(2)

أَيْ: صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 38

أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 39

[15]

‌التَّشَهُّدُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ

(1)

، وَالصَّلَوَاتُ

(2)

، وَالطَّيِّبَاتُ

(3)

، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ ألَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»

(4)

.

(1)

أَيْ: جَمِيعُ التَّعظِيمَاتِ لِلَّهِ مُلْكاً وَاسْتِحْقَاقاً.

(2)

أَيْ: جَمِيعُ الدَّعَوَاتِ لِلَّهِ مُلْكاً وَاسْتِحْقَاقاً.

(3)

أَي: الأَعْمَالُ الطَّيِّبَةُ لِلَّهِ مُلْكاً وَاسْتِحْقَاقاً.

(4)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 40

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 41

[16]

‌الدُّعَاءُ قَبْلَ السَّلَامِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ

(1)

، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ»

(2)

.

2 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ دُبُرَ الصَّلَاةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ

(1)

أَيْ: كُلِّ فِتْنَةٍ فِي الحَيَاةِ، وَكُلِّ فِتْنَةٍ بَعْدَ المَوْتِ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 42

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 43

[17]

‌الأَذْكَارُ بَعْدَ السَّلَامِ

1 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ: «اسْتَغْفَرَ - ثَلَاثاً -، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ

(1)

، وَمِنْكَ السَّلَامُ

(2)

، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ»

(3)

.

2 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

(1)

أَيْ: أَنْتَ السَّالِمُ مِنْ جَمِيعِ العُيُوبِ وَالنَّقَائِصِ.

(2)

أَيْ: مِنْكَ تُرْجَى السَّلَامَةُ مِنَ الآفَاتِ وَالشُّرُورِ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 44

اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ»

(1)

.

3 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُبُرِ

(2)

كُلِّ صَلَاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ الفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ.

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ»

(3)

.

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

أَيْ: عَقِبَ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 45

4 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا مُعَاذُ! لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ»

(1)

.

5 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ: تَمَامَ المِئَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ؛ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ

(2)

»

(3)

.

(1)

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

(2)

زَبَدُ البَحْرِ: مَا يَعْلُو مَاءَ البَحْرِ عِنْدَ هَيَجَانِهِ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 46

(1)

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي السُّنَنِ الكُبْرَى.

(2)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

ص: 47

وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

ص: 49

[19]

‌إِذَا سَلَّمَ مِنَ الوِتْرِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ مِنَ الوِتْرِ قَالَ: «سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ - ثَلَاثاً -، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالثَّالِثَةِ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ.

ص: 50

[20]

‌الاسْتِخَارَةُ

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ

(1)

فِي الأُمُورِ، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُلْ:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ.

(1)

أَيْ: طَلَبَ خَيْرِ الأَمْرَيْنِ.

ص: 51

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: - عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ.

وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: - فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ.

قَالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: وَيُسَمِّي فِي الدُّعَاءِ الأَمْرَ الَّذِي يَسْتَخِيرُ مِنْ أَجْلِهِ.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 52

‌المَرَضُ

ص: 53

[21]

‌مَنْ أَحَسَّ بِوَجَعٍ

1 -

«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ

(1)

»

(2)

.

2 -

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي العَاصِ رضي الله عنه: «أَنَّهُ شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَجَعاً يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ - ثَلَاثاً -، وَقُلْ - سَبْعَ مَرَّاتٍ -: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ، مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ

(3)

»

(4)

.

(1)

النَّفْثُ: النَّفْخُ مَعَ رِيقٍ يَسِيرٍ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(3)

أَيْ: مَا أَحْذَرُ مِنْهُ.

(4)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 54

[22]

‌الدُّعَاءُ لِلْمَرِيضِ عِنْدَ عِيَادَتِهِ

1 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ لَهُ: «لَا بَأْسَ طَهُورٌ

(1)

إِنْ شَاءَ اللَّهُ»

(2)

.

2 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنَى وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ البَاسَ

(3)

، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَماً»

(4)

.

(1)

أَي: المَرَضُ مُطَهِّرٌ لِذُنُوبِكَ.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

(3)

أَي: الشِّدَّةَ.

(4)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 55

[23]

‌مَا يَقُولُهُ المُحْتَضِرُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ دَخَلَ الجَنَّةَ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

ص: 57

‌الجَنَازَةُ

ص: 59

[24]

‌الدُّعَاءُ لِلْمَيِّتِ فِي صَلَاةِ الجَنَازَةِ

قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: «صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى جَنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ.

وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ.

وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ.

وَأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ.

ص: 60

وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 61

[26]

‌الدُّعَاءُ لِلْمَيِّتِ بَعْدَ دَفْنِهِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ المَيِّتِ: وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:«اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا اللَّهَ لَهُ التَّثْبِيتَ؛ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

ص: 63

‌المُصِيبَةُ

ص: 65

[28]

‌دُعَاءُ الكَرْبِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ الكَرْبِ

(1)

: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، العَظِيمُ، الحَلِيمُ.

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ.

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ»

(2)

.

* * *

(1)

أَي: الشِّدَّةِ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 66

[30]

‌إِذَا خَافَ قَوْماً

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَافَ قَوْماً قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ

(1)

، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: قِبَالَتِهِمْ وَحِذَائِهِمْ.

(2)

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

ص: 68

[31]

‌الدُّعَاءُ عَلَى العَدُوِّ

دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الأَحْزَابِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ»

(1)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 69

‌السَّفَرُ

ص: 71

[32]

‌مَا يُقَالُ لِلْمُسَافِرِ عِنْدَ الوَدَاعِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا وَدَّعَ أَحَداً قَالَ: «أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: جَعَلْتُ دِينَكَ، وَأَهْلَكَ، وَمَا تَرَكْتَهُ مِنْ مَالٍ، وَآخِرَ عَمَلِكَ لِيُخْتَمَ لَكَ بِخَيْرٍ، جَعَلْتُ كُلَّ ذَلِكَ وَدِيعَةً عِنْدَ اللَّهِ يَحْفَظُهَا لَكَ.

(2)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

ص: 72

[33]

‌دُعَاءُ السَّفَرِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَى سَفَرٍ: «كَبَّرَ - ثَلَاثاً -، ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ

(1)

* وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ

(2)

}.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى.

اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ.

(1)

أَيْ: قَادِرِينَ عَلَى اسْتِعْمَالِ هَذَا المَرْكُوبِ لَوْلَا تَسْخِيرُ اللَّهِ.

(2)

أَيْ: صَائِرُونَ إِلَيْهِ بَعْدَ مَمَاتِنَا.

ص: 73

اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ

(1)

، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ

(2)

، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ

(3)

فِي المَالِ وَالأَهْلِ.

وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ، وَزَادَ فِيهِنَّ: «آيِبُونَ

(4)

، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ»

(5)

.

* * *

(1)

أَيْ: مَشَقَّتِهِ.

(2)

أَيْ: قُبْحِهِ.

(3)

أَيْ: سُوءِ المَرْجِعِ.

(4)

أَيْ: رَاجِعُونَ.

(5)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 74

[34]

‌إِذَا صَعَدَ أَوْ هَبَطَ فِي طَرِيقِ سَفَرِهِ

قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: «كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا

(1)

كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا

(2)

سَبَّحْنَا»

(3)

.

* * *

(1)

أَي: ارْتَفَعْنَا مَكَاناً عَالِياً.

(2)

أَيْ: هَبَطْنَا مَنْزِلاً مُنْخَفِضاً.

(3)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 75

[35]

‌إِذَا أَسْحَرَ المُسَافِرُ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ وَأَسْحَرَ

(1)

يَقُولُ: «سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ، وَحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا

(2)

، رَبَّنَا صَاحِبْنَا

(3)

، وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا

(4)

، عَائِذاً بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ»

(5)

.

* * *

(1)

أَيْ: قَامَ وَقْتَ السَّحَرِ، وَهُوَ مَا قَبْلَ الفَجْرِ.

(2)

أَيْ: لِيَسْمَعِ السَّامِعُ حَمْدَنَا لِلَّهِ، وَاعْتِرَافَنَا بِحُسْنِ إِنْعَامِهِ.

(3)

أَيْ: كُنْ صَاحِباً لَنَا فِي سَفَرِنَا تَحْفَظُنَا فِيهِ.

(4)

أَيْ: أَنْعِمْ عَلَيْنَا.

(5)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 76

[36]

‌دُخُولُ القَرْيَةِ

لَمْ يَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَرْيَةً يُرِيدُ دُخُولَهَا؛ إِلَّا قَالَ حِينَ يَرَاهَا: «اللهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ

(1)

، وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقْلَلْنَ

(2)

، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ

(3)

، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ

(4)

.

فَإِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ، وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا»

(5)

.

(1)

أَيْ: وَمَا كَانَ تَحْتَهَا.

(2)

أَيْ: وَمَا حَمَلْنَ.

(3)

مِنَ الضَّلَالَةِ ضِدَّ الهِدَايَةِ.

(4)

أَيْ: وَمَا نَقَلْنَ.

(5)

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي السُّنَنِ الكُبْرَى.

ص: 77

[37]

‌الرُّجُوعُ مِنَ السَّفَرِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَفَلَ

(1)

مِنْ غَزْوٍ، أَوْ حَجٍّ، أَوْ عُمْرَةٍ: يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ

(2)

مِنَ الأَرْضِ - ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ -، ثُمَّ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ.

صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ»

(3)

.

(1)

أَيْ: رَجَعَ.

(2)

أَيْ: مَوْضِعٍ عَالٍ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 78

‌الحَجُّ

ص: 79

[38]

‌التَّلْبِيَةُ

كَانَتْ تَلْبِيَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ

(1)

.

لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ.

إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ»

(2)

.

* * *

(1)

أَي: امْتَثَلْتُ طَاعَتَكَ فِي هَذِهِ العِبَادَةِ، وَأَنْتَظِرُ أَمْرَكَ الآخَرَ لامْتِثَالِهِ، فَأَنَا مُطِيعٌ لَكَ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 80

[40]

‌الدُّعَاءُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ

(1)

: «{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}»

(2)

.

* * *

(1)

وَهُمَا: الرُّكْنُ اليَمَانِي، وَالحَجَرُ الأَسْوَدُ.

(2)

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

ص: 82

[41]

‌الصَّفَا وَالمَرْوَةُ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَعِدَ عَلَى الصَّفَا وَالمَرْوَةِ: «اسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ، وَكَبَّرَهُ، وَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ.

ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ

(1)

.

(1)

أَيْ: يَدْعُو بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الذِّكْرِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ.

ص: 83

قَالَ مِثْلَ هَذَا - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: يَقُولُ الذِّكْرَ، ثُمَّ يَدْعُو - يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثاً -.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 84

[42]

‌المَشْعَرُ الحَرَامُ

أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَشْعَرَ الحَرَامَ

(1)

: «فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَدَعَا اللَّهَ، وَكَبَّرَهُ، وَهَلَّلَهُ، وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفاً حَتَّى أَسْفَرَ جِدّاً

(2)

، فَدَفَعَ

(3)

قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ»

(4)

.

* * *

(1)

أَي: المُزْدَلِفَةَ.

(2)

أَيْ: أَضَاءَ الصُّبْحُ.

(3)

أَيْ: سَارَ.

(4)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 85

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 86

[44]

‌الذَّبْحُ

«ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ

(1)

، أَقْرَنَيْنِ

(2)

، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ»

(3)

.

* * *

(1)

أَيْ: فِيهِمَا بَيَاضٌ يُخَالِطُهُ السَّوَادُ.

(2)

أَيْ: لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَرْنَانِ حَسَنَانِ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 87

‌البَيْتُ وَاللِّبَاسُ

ص: 89

[46]

‌لُبْسُ الثَّوْبِ الجَدِيدِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَجَدَّ

(1)

ثَوْباً، سَمَّاهُ بِاسْمِهِ

(2)

- عِمَامَةً، أَوْ قَمِيصاً، أَوْ رِدَاءً - ثُمَّ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ»

(3)

.

* * *

(1)

أَيْ: لَبِسَ ثَوْباً جَدِيداً.

(2)

أَيْ: سَمَّى فِي دُعَائِهِ المَلْبُوسَ الجَدِيدَ بِاسْمِهِ، فَيَقُولُ - مَثَلاً -: «هَذَا ثَوْبٌ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ

».

(3)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

ص: 91

‌الطَّعَامُ

ص: 93

[47]

‌إِذَا أَخَذَ أَوَّلَ الثَّمَرِ

كَانَ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرِ

(1)

جَاؤُوا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: أَوَّلَ النَّتَاجِ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 94

[48]

‌التَّسْمِيَةُ أَوَّلَ الطَّعَامِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَاماً فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ.

فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

ص: 95

[49]

‌الحَمْدُ عِنْدَ الفَرَاغِ مِنَ الطَّعَامِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً، طَيِّباً، مُبَارَكاً فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ

(1)

، وَلَا مُوَدَّعٍ

(2)

، وَلَا مُسْتَغْنىً عَنْهُ رَبَّنَا

(3)

»

(4)

.

* * *

(1)

أَيْ: لَا يُمْكِنُ أَنْ نُكَافِيَ اللَّهَ عَلَى نِعَمِهِ.

(2)

أَيْ: إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَدَامَ نِعَمَهُ.

(3)

أَيْ: لَا يُسْتَغْنَى عَنِ اللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ.

(4)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 96

[50]

‌الدُّعَاءُ إِذَا أَكَلَ عِنْدَ أَحَدٍ

أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ رَجُلٍ وَشَرِبَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ:«اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 97

‌النِّكَاحُ

ص: 99

[51]

‌الدُّعَاءُ لِلْمُتَزَوِّجِ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَّأَ الإِنْسَانَ إِذَا تَزَوَّجَ

(1)

قَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي الخَيْرِ»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: إِذَا هَنَّأَ الإِنْسَانَ بِالزَّوَاجِ.

(2)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

ص: 100

‌اللَّيْلُ وَالنَّوْمُ

ص: 103

[53]

‌إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ

(1)

- أَوْ أَمْسَيْتُمْ -؛ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ

(2)

فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ.

وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَاباً مُغْلَقاً.

وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ

(3)

، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ.

(1)

أَيْ: أَوَّلُهُ.

(2)

أَي: امْنَعُوهُمْ مِنَ الخُرُوجِ.

(3)

أَيْ: شُدُّوا أَفْوَاهَ قِرَبِكُمْ - وَالقِرْبَةُ: وِعَاءٌ مِنْ جِلْدٍ، يُوضَعُ فِيهِ المَاءُ -.

ص: 104

وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ

(1)

، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَلَوْ أَنْ تَعْرِضُوا عَلَيْهَا شَيْئاً.

وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ»

(2)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ

(3)

»

(4)

.

* * *

(1)

أَيْ: غَطُّوهَا.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(3)

أَيْ: كَفَتَاهُ مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

(4)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 105

[54]

‌أَذْكَارُ النَّوْمِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ

(1)

؛ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ، فَإِنَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ.

فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ؛ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، وَلْيَقُلْ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّي، بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ»

(2)

.

(1)

أَيْ: طَرَفَهُ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 106

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}؛ فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ»

(1)

.

3 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ: جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»

(2)

.

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 107

4 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ: «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا»

(1)

.

5 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ»

(2)

.

6 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا

(3)

وَآوَانَا

(4)

، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ»

(5)

.

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(3)

أَيْ: دَفَعَ عَنَّا الشَّرَّ، وَقَضَى حَوَائِجَنَا.

(4)

أَيْ: رَزَقَنَا مَسَاكِنَ وَهَيَّأَ لَنَا المَأْوَى.

(5)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 108

7 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ رضي الله عنهما: «أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا أَوْ أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا: فَسَبِّحَا ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعاً وَثَلَاثِينَ؛ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ»

(1)

.

8 -

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ: أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ يَقُولُ:

اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ،

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 109

فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى

(1)

، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ.

اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ»

(2)

.

9 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ: فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ

(1)

الفَلْقُ هُوَ: الشَّقُّ، وَالنَّوَى: مَا فِي جَوْفِ ثَمَرِ وَالأَشْجَارَ. وَالمَعْنَى: يَا مَنْ شَقَّهَا فَأَخْرَجَ مِنْهَا الزَّرْعَ وَالأَشْجَارَ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 110

اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ

(1)

ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ.

وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلَامِكَ، فَإِنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، مِتَّ وَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: أَسْنَدْتُ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 111

[55]

‌مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَعَارَّ

(1)

مِنَ اللَّيْلِ؛ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.

ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ لَهُ.

فَإِنْ تَوَضَّأَ، وَصَلَّى؛ قُبِلَتْ صَلَاتُهُ»

(2)

.

(1)

أَي: اسْتَيْقَظَ.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 112

2 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»

(1)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ

(2)

إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ مَكَانَهَا: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ؛ فَأَصْبَحَ نَشِيطاً طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ»

(3)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

أَيْ: مُؤَخَّرِ عُنُقِهِ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 113

‌الرُّؤْيَا

ص: 115

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 116

[57]

‌الحُلُمُ المُفْزِعُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ.

وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا

(1)

، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلَاثاً، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَداً، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ»

(2)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئاً يَكْرَهُهُ؛ فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ - ثَلَاثَ

(1)

أَيِ: الرُّؤْيَا.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 117

مَرَّاتٍ -، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ»

(1)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ»

(2)

.

4 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ؛ فَلْيَقُمْ، فَلْيُصَلِّ»

(3)

(4)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(4)

إِذَا رَأَى حُلُماً مُفْزِعاً؛ يُسْتَحَبُّ لَهُ مَا يَلِي:

1 -

يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ.

2 -

يَنْفُثُ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

3 -

يَتَحَوَّلُ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ.

4 -

يَقُومُ يُصَلِّي.

5 -

لَا يُحَدِّثُ بِهِ أَحَداً.

ص: 118

‌أَذْكَارُ

الصَّبَاحِ والمَسَاءِ

ص: 119

[58]

‌أَذْكَارُ الصَّبَاحِ والمَسَاءِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُلْ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي، وَتُصْبِحُ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -؛ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ إِذَا أَمْسَى - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ؛ لَمْ تَضُرُّهُ حُمَةٌ

(2)

تِلْكَ اللَّيْلَةَ»

(3)

.

(1)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

(2)

أَيْ: سُمٌّ مِنْ لَدْغَةِ عَقْرَبٍ وَنَحْوِهَا.

(3)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

ص: 120

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -؛ فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ»

(1)

.

4 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحَ، وَإِذَا أَمْسَى

(2)

يَقُولُ: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلَامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلَاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً مُسْلِماً، وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ»

(3)

.

(1)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

(2)

أَيْ: إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلَامِ

».

وَإِذَا أَمْسَى قَالَ: «أَمْسَيْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلَامِ

».

(3)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

ص: 121

5 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وَبِالإِسْلَامِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً؛ إِلَّا كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»

(1)

.

6 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ.

وَإِذَا أَمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ المَصِيرُ»

(2)

.

(1)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ المُفْرَدِ.

ص: 122

7 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمْسَى قَالَ: «أَمْسَيْنَا، وَأَمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا.

رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ.

رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي القَبْرِ.

وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضاً: أَصْبَحْنَا،

ص: 123

وَأَصْبَحَ المُلْكُ لِلَّهِ

(1)

»

(2)

.

8 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: «يَا رَسُولَ اللَّهِ! مُرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ، قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ ألَّا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ

(3)

.

قَالَ: قُلْهُ؛ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ»

(4)

.

(1)

أَيْ: قَالَ مَا ذُكِرَ فِي الحَدِيثِ، إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ فِي أَوَّلِهِ: «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ لِلَّهِ

».

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(3)

أَيْ: مَا يَدْعُو إِلَيْهِ مِنَ الإِشْرَاكِ بِاللَّهِ.

(4)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

ص: 124

9 -

لَمْ يَكْنِ النَّبَيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِيْنَ يُصْبِحُ، وَحِيْنَ يُمْسِي: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي.

اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي.

اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي

(1)

»

(2)

.

(1)

أَيْ: بِالخَسْفِ.

(2)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

ص: 125

10 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

(1)

أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ

(2)

لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ.

قَالَ: مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ؛ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ.

(1)

لِلاسْتِغْفَارِ عِدَّةُ صِيَغٍ؛ مِنْهَا: «أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ» ، «رَبِّ اغْفِرْ لِي» ، «غُفْرَانَكَ» ، وَأَفْضَلُ أَنْوَاعِ صِيَغِ الاسْتِغْفَارِ: مَا وَرَدَ فِي هَذَا الحَدِيثِ.

(2)

أَيْ: أَعْتَرِفُ.

ص: 126

وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؛ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ»

(1)

.

11 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ - حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي -: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ؛ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ»

(2)

.

12 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - مِئَةَ مَرَّةٍ

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 127

إِذَا أَصْبَحَ، وَمِئَةَ مَرَّةٍ إِذَا أَمْسَى -؛ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِنْهُ، إِلَّا مَنْ قَالَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي عَمَلِ اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.

ص: 128

[59]

‌تَعْوِيذُ الأَوْلَادِ

كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ

(1)

وَيَقُولُ: «إِنَّ أَبَاكُمَا

(2)

كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ

(3)

، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ

(4)

»

(5)

.

(1)

لَا يُشْتَرَطُ أَنْ يَكُونَ الوَلَدُ قَرِيباً مِنْكَ، فَلَكَ أَنْ تَقُولَ هَذَا الدُّعَاءَ وَإِنْ كَانَ بَعِيداً عَنْكَ، وَيَصِحُّ تَعْوِيذُ غَيْرِ الوَلَدِ كَالزَّوْجَةِ وَالأُمِّ وَغَيْرِهِمَا.

(2)

أَيْ: إِبْرَاهِيمَ عليه السلام.

(3)

الهَامَّةُ: كُلُّ ذَاتِ سُمٍّ.

(4)

اللَّامَّةُ: العَيْنُ الَّتِي تُصِيبُ بِسُوءٍ.

(5)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 129

‌أَذْكَارٌ عَامَّةٌ

ص: 131

[60]

‌التَّسْبِيحُ والتَّحْمِيدُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ؛ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ»

(2)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ

(1)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 132

إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ»

(1)

.

4 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ»

(2)

.

5 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟

قَالَ: يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ؛ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ»

(3)

.

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 133

6 -

عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا

(1)

، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى

(2)

، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: مَا زِلْتِ عَلَى الحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ.

قَالَ: لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ اليَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ»

(3)

.

* * *

(1)

أَيْ: مَكَانِ صَلَاتِهَا فِي بَيْتِهَا.

(2)

أَيْ: دَخَلَ فِي وَقْتِ الضُّحَى.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 134

[61]

‌التَّهْلِيلُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ.

كَانَتْ لَهُ عِدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ.

وَكُتِبَتْ لَهُ مِئَةُ حَسَنَةٍ.

وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِئَةُ سَيِّئَةٍ.

وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً

(1)

مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ.

(1)

أَيْ: حِفْظاً.

ص: 135

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 136

[62]

‌الحَوْقَلَةُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ

(1)

! لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: ثَوَابٌ نَفِيسٌ مُدَّخَرٌ فِي الجَنَّةِ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 137

[63]

‌الاسْتِغْفَارُ وَالتَّوْبَةُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي اليَوْمِ - مِئَةَ مَرَّةٍ -»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْباً، فَيَتَوَضَّأُ، فَيُحْسِنُ الوُضُوءَ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عز وجل؛ إِلَّا غَفَرَ لَهُ»

(2)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! تُوبُوا إِلَى اللَّهِ؛ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي اليَوْمِ إِلَيْهِ

(3)

- مِئَةَ مَرَّةٍ -»

(4)

.

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(2)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

(3)

أَيْ: أَقُولُ: رَبِّ تُبْ عَلَيَّ.

(4)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 138

‌الرِّيحُ وَالمَطَرُ

ص: 139

[64]

‌إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ.

وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 140

[65]

‌عِنْدَ نُزُولِ المَطَرِ

1 -

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى المَطَرَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّباً

(1)

نَافِعاً»

(2)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ عز وجل: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ:

فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ؛ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالكَوْكَبِ.

وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا

(3)

؛

(1)

أَيْ: مَطَراً.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

(3)

أَيْ: بِسَبَبِ طُلُوعِ النَّجْمِ الفُلَانِيِّ، أَوْ بِتَأْثِيرِهِ وَلَيْسَ بِتَدْبِيرِ اللَّهِ.

ص: 141

فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ»

(1)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 142

‌سَمَاعُ

صِيَاحِ الدِّيكِ

وَنَهِيقِ الحِمَارِ

ص: 143

[66]

‌سَمَاعُ صِيَاحِ الدِّيكِ وَنَهِيقِ الحِمَارِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ: فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ؛ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكاً.

وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ

(1)

: فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَاناً»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: صَوْتَهُ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 144

‌المُخَالَطَةُ

ص: 145

[67]

‌مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً، ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ

(1)

مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ؛ لَمْ يَضُرُّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: كَلَامُهُ الَّذِي لَا يَلْحَقُهُ نَقْصٌ وَلَا عَيْبٌ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 146

[68]

‌مَنْ قَالَ: أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ

قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: «كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ مَرَّ رَجُلٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا الرَّجُلَ، قَالَ: هَلْ أَعْلَمْتَهُ ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا، فَقَالَ: قُمْ فَأَعْلِمْهُ.

قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا هَذَا! وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ.

قَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

ص: 147

[69]

‌إِذَا رَأَى نِعْمَةً عَلَى غَيْرِهِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ؛ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالبَرَكَةِ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.

ص: 148

[70]

‌عِنْدَ التَّعَجُّبِ مِنْ شَيْءٍ

1 -

يَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ»

(1)

.

2 -

يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ»

(2)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 149

[71]

‌تَشْمِيتُ العَاطِسِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ لِلَّهِ.

وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ.

فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ.

فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 150

[72]

‌الغَضَبُ

اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَغْضَبُ وَيَحْمَرُّ وَجْهُهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»

(1)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 151

[73]

‌الدُّعَاءُ لِمَنْ صَنَعَ مَعْرُوفاً

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً؛ فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

ص: 152

[74]

‌كَفَّارَةُ المَجْلِسِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ، فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ

(1)

، فَقَالَ - قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ -: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ ألَّا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ، وَأَتُوبُ إِلَيْكَ؛ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: كَلَامُهُ.

(2)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

ص: 153

‌قِسْمُ الآدَابِ

ص: 155

‌حَقُّ اللَّهِ

ص: 156

[75]

‌الإخْلَاصُ لِلَّهِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي؛ تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»

(1)

.

2 -

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ المَسِيحِ الدَّجَّالِ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى.

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 157

فَقَالَ: الشِّرْكُ الخَفِيُّ - أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ -»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.

ص: 158

(1)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

ص: 159

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 160

[78]

‌التَّصْوِيرُ

1 -

عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: «لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المُصَوِّرَ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ، يَجْعَلُ

(2)

لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْساً فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ»

(3)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

(2)

أَي: اللَّهُ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 161

‌عِبَادَاتٌ

ص: 163

[79]

‌تَعَاهُدُ القُرْآنِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَعَاهَدُوا القُرْآنَ

(1)

، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتاً مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا

(2)

»

(3)

.

* * *

(1)

أَيْ: وَاظِبُوا عَلَيْهِ بِالتِّلَاوَةِ وَالحِفْظِ.

(2)

جَمْعُ عِقَالٍ، وَهُوَ الحَبْلُ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 164

[80]

‌وُجُوبُ صَلَاةِ الجَمَاعَةِ

أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ أَعْمَى فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى المَسْجِدِ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ.

فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقَالَ: هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَجِبْ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 165

[81]

‌المَشْيُ إِلَى المَسَاجِدِ

قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ؛ فَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

أَي: التَّأَنِّي.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 166

‌حَقُّ المَخْلُوقِينَ

ص: 167

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي؛ فَلَيْسَ مِنِّي»

(1)

.

4 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا؛ فَهُوَ رَدٌّ»

(2)

.

5 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً؛ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»

(3)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 169

[83]

‌بِرُّ الوَالِدَيْنِ

1 -

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ.

قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ.

قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ.

قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَبَرُّ البِرِّ: أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ وُدَّ أَبِيهِ

(2)

»

(3)

.

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

أَيْ: أَصْحَابَ أَبِيهِ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 170

[84]

‌صِلَةُ الرَّحِمِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ

(1)

؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»

(2)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِاءِ، وَلَكِنَّ الوَاصِلَ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا

(3)

»

(4)

.

(1)

أَيْ: يُطَالَ لَهُ فِي عُمُرِهِ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(3)

أَيْ: لَيْسَ الوَاصِلُ الَّذِي لَا يَصِلُ رَحِمَهُ إِلَّا إِذَا وَصَلُوهُ، وَإِنَّمَا الوَاصِلُ الَّذِي يَصِلُهُمْ وَإِنْ قَطَعُوهُ.

(4)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 171

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ»

(1)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 172

[85]

‌إِكْرَامُ الجَارِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجَارِ؛ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ

(1)

»

(2)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ؛ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ»

(3)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ؛ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ»

(4)

.

* * *

(1)

أَيْ: يَرِثُ الجَارُ مِنْ جَارِهِ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(4)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 173

[86]

‌إِكْرَامُ الضَّيْفِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ؛ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ»

(1)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 174

[87]

‌تَوْقِيرُ العُلَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً؛ فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: فَقَدْ أَعْلَمْتُهُ بِأَنِّي مُحَارِبٌ لَهُ.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 175

[88]

‌احْتِرَامُ الكَبِيرِ

تَكَلَّمَ رَجُلٌ فِي حَضْرَةِ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لِيَبْدَأِ الأَكْبَرُ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 176

[89]

‌عِيَادَةُ المَرِيضِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ مَرِيضاً؛ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: جَنَاهَا

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

وَهُوَ ثَمَرُهَا الَّذِي يُقْطَفُ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 177

‌النَّظَافَةُ

ص: 179

[90]

‌آدَابُ قَضَاءِ الحَاجَةِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ

(1)

، قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي يَتَخَلَّى

(2)

فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ»

(3)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُمْسِكَنَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَهُوَ يَبُولُ، وَلَا يَتَمَسَّحْ مِنَ الخَلَاءِ بِيَمِينِهِ»

(4)

.

(1)

أَيِ: الأَمْرَيْنِ الجَالِبَيْنِ لِلَّعْنِ.

(2)

أَيْ: يَتَغَوَّطُ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(4)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 180

3 -

مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ

(1)

؛ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ

(2)

»

(3)

.

* * *

(1)

أَيْ: لَيْسَ التَّحَرُّزُ مِنْهُ بِأَمْرٍ كَبِيرٍ وَشَاقٍّ.

(2)

أَيْ: لَا يَتَوَقَّى وُقُوعَ البَوْلِ عَلَيْهِ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 181

[91]

‌خِصَالُ الفِطْرَةِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ

(1)

: الخِتَانُ، وَالاسْتِحْدَادُ

(2)

، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ»

(3)

.

2 -

قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: «وُقِّتَ لَنَا فِي: قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الأَظْفَارِ، وَنَتْفِ الإِبْطِ، وَحَلْقِ العَانَةِ، أَلَّا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً»

(4)

.

* * *

(1)

أَيْ: جُبِلَ النَّاسُ عَلَيْهَا.

(2)

أَيْ: حَلْقُ شَعْرِ العَانَةِ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(4)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 182

[92]

‌السِّوَاكُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»

(2)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 183

[93]

‌العُطَاسُ

«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَطَسَ: غَطَّى وَجْهَهُ بِيَدِهِ أَوْ بِثَوْبِهِ، وَغَضَّ بِهَا صَوْتَهُ

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: خَفَضَ صَوْتَهُ.

(2)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

ص: 184

[94]

‌التَّثَاؤُبُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَائَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَالَ: هَا

(1)

، ضَحِكَ الشَّيْطَانُ»

(2)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ»

(3)

.

* * *

(1)

حِكَايَةُ صَوْتِ التَّثَاؤُبِ.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 185

‌اللِّبَاسُ وَالهَيْئَةُ

ص: 187

[95]

‌تَحْرِيمُ الإسْبَالِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ؛ فَفِي النَّارِ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ؛ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ»

(2)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 188

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 189

[97]

‌وُجُوبُ إِعْفَاءِ اللِّحَى

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خَالِفُوا المُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: أَزِيلُوا مِنْهَا مَا نَزَلَ عَلَى الشَّفَةِ.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 190

[98]

‌القَزَعُ

«نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ القَزَعِ

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

وَهُوَ: حَلْقُ بَعْضِ الشَّعْرِ وَتَرْكُ بَعْضِهِ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 191

[99]

‌الوَصْلُ وَالوَشْمُ وَالنَّمْصُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ الوَاصِلَةَ وَالمُسْتَوْصِلَةَ

(1)

، وَالوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ

(2)

»

(3)

.

(1)

الوَصْلُ: وَصْلُ الشَّعْرِ بِشَعْرٍ آخَرَ، وَيَدْخُلُ فِيهِ: وَصْلُ الشَّعْرِ الصِّنَاعِيِّ، المَعْرُوفُ بِـ «البَارُوكَةِ» ، وَيَدْخُلُ فِيهِ أَيْضاً: الرُّمُوشُ الاصْطِنَاعِيَّةُ.

وَالوَاصِلَةُ: هِيَ العَامِلَةُ الَّتِي تَصِلُ شَعْرَ المَرْأَةِ بِشَعْرٍ آخَرَ.

وَالمُسْتَوْصِلَةُ: هِيَ الَّتِي تَطْلُبُ الوَصْلَ.

(2)

الوَشْمُ: غَرْزُ إِبْرَةٍ فِي الجِلْدِ، ثُمَّ حَشْوُ المَوْضِعِ بِمَادَّةٍ يَتَلَوَّنُ مِنْهَا الجِلْدُ إِلَى اللَّوْنِ الأَخْضَرِ الفَاتِحِ وَلَا يَزُولُ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَداً.

وَالوَاشِمَةُ: هِيَ الَّتِي تَفْعَلُ الوَشْمَ.

وَالمُسْتَوْشِمَةُ: هِيَ الَّتِي تَطْلُبُ الوَشْمَ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 192

2 -

قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالمُتَنَمِّصَاتِ

(1)

، وَالمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ

(2)

، المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ، وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم»

(3)

.

* * *

(1)

النَّامِصَةُ: هِيَ الَّتِي تَنْتِفُ شَعْرَ الحَاجِبِ.

وَالمُتَنَمِّصَةُ: هِيَ الَّتِي تَطْلُبُ النَّمْصَ.

(2)

المُتَفَلِّجَةُ: هِيَ الَّتِي تَبْرُدُ أَسْنَانَهَا لِتُفَرَّقَ عَنْ بَعْضٍ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 193

(1)

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

(2)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 194

‌آدَابُ

الأَكْلِ وَالشُّرْبِ

ص: 195

[101]

‌آدَابُ الأَكْلِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا غُلَامُ! سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُوا فِي القَصْعَةِ

(2)

مِنْ جَوَانِبِهَا، وَلَا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا؛ فَإِنَّ البَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا»

(3)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا، فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذىً وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ»

(4)

.

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

القَصْعَةُ: إِنَاءٌ مِنْ خَشَبٍ، وَغَيْرُهَا مِثْلُهَا فِي الحُكْمِ.

(3)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

(4)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 196

[102]

‌آدَابُ الشُّرْبِ

1 -

«نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشُّرْبِ قَائِماً»

(1)

.

2 -

«نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ»

(2)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ؛ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ»

(3)

.

4 -

«كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثاً

(4)

»

(5)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(2)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(4)

أَيْ: إِذَا شَرِبَ يَتَنَفَّسُ خَارِجَ الإِنَاءِ ثَلَاثاً.

(5)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 198

[103]

‌الفَرَاغُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ

1 -

أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلَعْقِ الأَصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ

(1)

، وَقَالَ:«إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّهِ البَرَكَةُ»

(2)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ، أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا»

(3)

.

* * *

(1)

أَيْ: يَمْسَحُ مَا عَلَى الإِنَاءِ مِنْ أَثَرِ الطَّعَامِ بِالأَصَابِعِ، ثُمَّ يَمُصُّ أَصَابِعَهُ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(3)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 199

‌العِشْرَةُ

ص: 201

[104]

‌الطَّرِيقُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً -، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ»

(1)

.

2 -

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ! قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا

(2)

نَتَحَدَّثُ فِيهَا.

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(2)

أَيْ: نَحْتَاجُ إِلَيْهَا.

ص: 202

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟

قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ»

(1)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 203

[106]

‌الاسْتِئْذَانُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ البَصَرِ

(1)

»

(2)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثاً، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ؛ فَلْيَرْجِعْ»

(3)

.

* * *

(1)

أَيْ: إِنَّمَا شُرِعَ الِاسْتِئْذَانُ؛ لِئَلَّا يَقَعُ البَصَرُ إِلَى دَاخِلِ البَيْتِ، فَفِيهِ النَّهْيُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى دَاخِلِ البُيُوتِ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 205

[107]

‌لَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلاً

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمُ الغَيْبَةَ؛ فَلَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلاً

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: لَا يَدْخُلْ عَلَى أَهْلِهِ لَيْلاً إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ؛ إِلَّا إِذَا كَانُوا يَعْلَمُونَ بِقُدُومِهِ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 206

[108]

‌المَجْلِسُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَقْعَدِهِ، ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ؛ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ»

(2)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ؛ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ

(3)

يَوْمَ القِيَامَةِ»

(4)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(3)

وَهُوَ: الرَّصَاصُ المُذَابُ.

(4)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 207

[109]

‌الجَلِيسُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ.

فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ

(1)

، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ

(2)

، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً طَيِّبَةً.

وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحاً خَبِيثَةً»

(3)

.

* * *

(1)

أَيْ: يُعْطِيَكَ.

(2)

أَيْ: تَشْتَرِيَ مِنْهُ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 208

[110]

‌المَدْحُ فِي الوَجْهِ

أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «وَيْلَكَ! قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ

(1)

- مِرَاراً -، مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحاً أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ؛ فَلْيَقُلْ: أَحْسَبُ فُلَاناً

(2)

وَاللَّهُ حَسِيبُهُ

(3)

، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَداً

(4)

، أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا - إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ -»

(5)

.

* * *

(1)

أَيْ: أَهْلَكْتَهُ.

(2)

أَيْ: أَظُنُّهُ كَذَا.

(3)

أَيْ: يَتَوَلَّى حِسَابَهُ.

(4)

أَيْ: لَا أَجْزِمُ بِتَقْوَى أَحَدٍ عِنْدَ اللَّهِ.

(5)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 209

[111]

‌تَحْرِيمُ احْتِقَارِ المُسْلِمِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بِحَسْبِ امْرِاءٍ مِنَ الشَّرِّ

(1)

أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: يَكْفِي المَرْءَ مِنْ صِفَاتِ الشَّرِّ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 210

[112]

‌التَّنَاجِي

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى

(1)

اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ»

(2)

.

* * *

(1)

التَّنَاجِي: التَّحَدُّثُ سِرّاً.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 211

[113]

‌تَحْرِيمُ المَعَازِفِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ

(1)

: الحِرَ

(2)

، وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ، وَالمَعَازِفَ»

(3)

.

* * *

(1)

أَيْ: يَسْتَرْسِلُونَ فِي فِعْلِهَا كَاسْتِرْسَالِهِمْ فِي الحَلَالِ.

(2)

أَي: الزِّنَا.

(3)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 212

‌اللِّسَانُ

ص: 213

[114]

‌الكَلَامُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ؛ فَلْيَقُلْ خَيْراً، أَوْ لِيَصْمُتْ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ

(2)

، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ

(3)

؛ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ»

(4)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

أَي: اللِّسَانُ.

(3)

أَي: الفَرْجُ.

(4)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 214

بِالكَلِمَةِ، مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا

(1)

، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: مَا يَتَثَبَّتُ فِيهَا.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 215

[115]

‌الصِّدْقُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ

(1)

، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ

(2)

حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً.

وَإِيَّاكُمْ وَالكَذِبَ! فَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ

(3)

، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الكَذِبَ حَتَّى

(1)

البِرُّ: اسْمٌ جَامِعٌ لِلْخَيْرِ.

(2)

أَيْ: يَعْتَنِي بِهِ، وَيَجْعَلُهُ سَجِيَّةً لَهُ.

(3)

الفُجُورُ: اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مُتَجَاهِرٍ بِمَعْصِيَةٍ.

ص: 216

يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 217

[116]

‌الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ»

(1)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 218

[117]

‌تَحْرِيمُ سَبِّ المُسْلِمِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَعْنُ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ»

(2)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ

(3)

، وَلَا شُفَعَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ

(4)

»

(5)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(3)

أَيْ: عَلَى الأُمَمِ السَّالِفَةِ بِأَنَّ رُسُلَهُمْ بَلَّغُوا الرِّسَالَةَ إِلَيْهِمْ.

(4)

أَيْ: لَا يَشْفَعُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يَشْفَعُ المُؤْمِنُونَ.

(5)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 219

[118]

‌الغِيبَةُ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ»

(1)

.

2 -

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا - تَعْنِي: قَصِيرَةً - فَقَالَ: لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ

(2)

بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ

(3)

»

(4)

.

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(2)

أَيْ: خُلِطَتْ.

(3)

أَيْ: غَيَّرَتْهُ.

(4)

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

ص: 220

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَمَّا عُرِجَ بِي؛ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ

(1)

وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: يَخْدِشُونَ.

(2)

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

ص: 221

[119]

‌النَّمِيمَةُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

النَّمِيمَةُ: نَقْلُ الكَلَامِ لِقَصْدِ الإِفْسَادِ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 222

[120]

‌الكَذِبُ لإِضْحَاكِ النَّاسِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ؛ لِيُضْحِكَ بِهِ القَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ! وَيْلٌ لَهُ!»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

ص: 223

‌الأَخْلَاقُ

ص: 225

[121]

‌حُسْنُ الخُلُقِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ؛ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقاً»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَاناً؛ أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً»

(2)

.

3 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ؛ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ»

(3)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

(3)

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

ص: 226

[122]

‌البَشَاشَةُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئاً، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ

(1)

»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: بَشُوشٍ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 227

[124]

‌حُبُّ الخَيْرِ لِلْغَيْرِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ؛ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»

(1)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 229

[125]

‌الدَّلَالَةُ عَلَى الخَيْرِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ؛ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 230

[126]

‌الشُّكْرُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

ص: 231

‌صِفَاتٌ مَذْمُومَةٌ

ص: 233

[127]

‌الحَسَدُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا

(1)

، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً»

(2)

.

* * *

(1)

أَيْ: لَا تَقَاطَعُوا.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 234

[128]

‌سُوءُ الظَّنِّ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ

(1)

، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ

(2)

»

(3)

.

* * *

(1)

أَي: احْذَرُوا الظَّنَّ السَّيِّءَ.

(2)

أَي: الحَدِيثُ الَّذِي مَنْشَؤُهُ الظَّنُّ أَكْثَرُ كَذِباً مِنْ غَيْرِهِ.

(3)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 235

[129]

‌الهَجْرُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ

(1)

أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ - يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا -، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ»

(2)

.

* * *

(1)

التَّهَاجُرُ: التَّقَاطُعُ وَالتَّدَابُرُ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 236

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 237

[131]

‌الغِشُّ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَشَّنَا؛ فَلَيْسَ مِنَّا»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 238

[132]

‌سُؤَالُ النَّاسِ أَمْوَالَهُمْ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّراً

(1)

؛ فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْراً

(2)

- فَلْيَسْتَقِلَّ، أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ

(3)

(4)

.

* * *

(1)

أَيْ: زِيَادَةً فِي مَالِهِ.

(2)

أَيْ: يَكُونُ جَمْراً يُعَذَّبُ بِهِ.

(3)

هَذَا تَهْدِيدٌ، أَيْ: فَلْيُقَلِّلْ مِنْ هَذَا الجَمْرِ، أَوْ لِيُكْثِرْ مِنْهُ.

(4)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 239

‌المَرْأَةُ

ص: 241

[133]

‌الحَيَاءُ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 242

[134]

‌وُجُوبُ تَغْطِيَةِ الوَجْهِ

قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: «يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ، لَمَّا نَزَلَتْ: {وَلْيَضْرِبْنَ

بِخُمُرِهِنَّ

(1)

عَلَى جُيُوبِهِنَّ

(2)

}؛ شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ

(3)

، فَاخْتَمَرْنَ بِهَا

(4)

»

(5)

.

* * *

(1)

الخِمَارُ: مَا يُغَطَّى بِهِ الرَّأْسُ.

(2)

الجَيْبُ: هُوَ مَدْخَلُ الرَّأْسِ مِنَ الثَّوْبِ، أَيْ: لِيُنْزِلْنَ الخِمَارَ الَّذِي عَلَى الرَّأْسِ إِلَى مَدْخَلِ الرَّأْسِ مِنَ الثَّوْبِ؛ لِيَتَغَطَّى بِذَلِكَ الرَّأْسُ مَعَ الوَجْهِ وَالنَّحْرِ وَالصَّدْرِ.

(3)

جَمْعُ مِرْطٍ، وَهُوَ الإِزَارُ، وَهُوَ القِطْعَةُ مِنَ القُمَاشِ تُلَفُّ عَلَى النِّصْفِ الأَسْفَلِ مِنَ الجَسَدِ.

(4)

أَيْ: غَطَّيْنَ بِهَا وُجُوهَهُنَّ مَعَ الرَّأْسِ وَالنَّحْرِ وَالصَّدْرِ؛ امْتِثَالاً لِلآْيَةِ.

(5)

رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 243

[135]

‌غَضُّ البَصَرِ

قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظَرِ الفَجْأَةِ

(1)

؛ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي»

(2)

.

* * *

(1)

نَظَرُ الفَجْأَةِ: أَنْ يَقَعَ بَصَرُهُ عَلَى الأَجْنَبِيَّةِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَصْرِفَ بَصَرَهُ فِي الحَالِ، فَإِنْ صَرَفَ فِي الحَالِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَإِنِ اسْتَدَامَ النَّظَرَ أَثِمَ.

(2)

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 244

[136]

‌حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ آمِراً أَحَداً أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»

(1)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

ص: 245

[137]

‌تَحْرِيمُ الدُّخُولِ عَلَى النِّسَاءِ

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ

(1)

! فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الحَمْوَ

(2)

؟! قَالَ: الحَمْوُ المَوْتُ

(3)

»

(4)

.

* * *

(1)

أَيِ: الاخْتِلَاطُ بِهِنَّ.

(2)

الحَمْوُ: أَخُو الزَّوْجِ وَنَحْوُهُ مِنْ أَقَارِبِ الزَّوْجِ كَابْنِ العَمِّ.

(3)

أَيْ: دُخُولُهُ مُهْلِكٌ كَالمَوْتِ، أَيْ: أَنَّ خَطَرَهُ شَدِيدٌ.

(4)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 246

[138]

‌تَحْرِيمُ مُصَافَحَةِ النِّسَاءِ

غَيْرِ المَحَارِمِ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ»

(1)

.

2 -

قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: «وَاللَّهِ! مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ»

(2)

.

* * *

(1)

رَوَاهُ أَحْمَدُ.

(2)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 247

[139]

‌الخَلْوَةُ بِالمَرْأَةِ وَسَفَرُهَا بِلَا مَحْرَمٍ

1 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلَا تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ»

(1)

.

2 -

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا»

(2)

.

* * *

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(2)

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي السُّنَنِ الكُبْرَى.

ص: 248

‌لِقَاءُ اللَّهِ

ص: 249

(1)

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ص: 250