الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منتدى القراء
دعوة النساء
هند القحطاني
مما لا يخفى على المراقب لأوضاع الدعوة الإسلامية ونشاطاتها في المجال
النسوي أن هناك ثمة أخطاء وسلبيات لا بد من إلقاء الضوء عليها في محاولة
للنهوض لأداء دورها الفاعل في المجتمع. وتجنباً للإطالة فإنه يمكن أن ألخص ما
أريده فيما يلي:
1-
غياب الترتيب والتنظيم في النشاطات الدعوية والاعتماد على:
*الارتجالية في العمل.
*عدم الاستفادة من الخبرات القديمة.
* قلة محاولة التطوير لما هو أحسن.
2-
مركزية القرار عند من يتخذ القرار، وعدم استعمال مبدأ الشورى وغياب
مفهوم التفويض مما يؤدي إلى:
ضياع طاقة الممسكين بزمام الأمور في أعمال قد يستطيع أي فرد آخر أقل
منهم قدرة أن يقوم بها.
تربية الأفراد على التبعية وعدم تأهيلهم للإمساك بالزمام فيما بعد. وهذا يقودنا
إلى نقطة مهمة.. أن معاشر الفتيات لا يربين! وليس هناك خطة لتربيتهن تربية
جادة لاستغلال طاقاتهن في إطار إمكانياتهن وداخل حدودهن. وواقع الفتيات أن كل
من تلتزم منهن بالطريق الصحيح تصبح كنباتات البر كلاً ينمو على حدة، كلاً له
غذاؤه وكلاً له مساءه، وكلاً له طريقته.
3-
غياب القدوات الحية التي تقوم بدور المغناطيس الذي يجذب كل من حوله؛ وذلك أن كل فكرة أو عقيدة لا بد لها من شخص يؤمن بها ويجعلها أسلوباً لحياته؛
فتتطلع أنظار الناس إليه وتتعلق به وبما يملك؛ لأنه يعيشها واقعاً حياً يراه الناس،
وليست كلمات مجردة في خطب قد تكون مؤثرة ولكن ينتهي دورها عند غياب
صوتها وهذا الغياب الذي طبع النشاطات بطابع الفوضى حيث لا توجد محاولة
للانتقاء.
4-
ذوبان الأهداف العامة وعدم وجود إجابة محددة لسؤال مطروح:
ماذا نريد؟ وكيف سنحققه؟
5-
الاختلاف حول تطبيقات مفهوم قوله تعالى [وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ]
[الأحزاب: 33] مما يجعل نشاطاتنا تقع ما بين مؤيد ومعارض بلا نقاط التقاء..
حيث يلتزم الفريق الأول بمفهوم الآية النصي، ويلتزم الفريق الثاني بقاعدة
الموازنة بين المصالح والمفاسد.
ويقال إن المرأة نصف المجتمع بل كما تشير الإحصائيات الحديثة والدلائل
النبوية أنها أكثر من ذلك. فهل نحسن الاستفادة من هذا النصف؟ !
منتدى القراء
توجيهات للداعية
عمر بجاد العصيمي
1-
استثمار مسؤولية الدعوة وحمل همّ تبليغ الدعوة إلى الناس فتكون شغلك
الشاغل وعملك الدائم.
2-
العمل في الدعوة على أكمل مناهجها وأشرف طرقها والاتصال بالعلماء
الربانيين والدعاة وسؤالهم فيما يعسر عليك.
3-
العمل بما يقوله العلماء العاملون.
4-
السير في الدعوة بمناهج صحيحة والاستنارة بكتاب الله الكريم وسنة نبيه
المصطفى الأمين.
5-
على الداعية أن يكون قريباً من الناس يتألفهم ويتودد إليهم بالأخلاق
الحميدة والخصال الكريمة.
6-
الصبر على تبليغ الدعوة والعمل بلا يأس ولا منّة.
7-
إحسان الظن بالله، وأن تعظم أملك في الله؛ فقد تكون وحدك ولكن الله
يبارك بعملك وجهدك.
8-
احتساب الأجر عند الله، وأن يكون همك الآخرة؛ فالعبرة مقام العبد عند
الله وليس عند الناس.
9-
عليك بالأخلاق اللطيفة ولين الجانب والرفق.
وآخر داعونا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على صفوة عباده المرسلين.
منتدى القراء
من أدبِ الصغار
أسامة عبد الرؤوف الجامع
بينما كنت ماشياً بين أزقة المدينة وشوارعها رغبت في شرب الماء؛ فبحثت
هنا وهناك علِّي أجد ماء سبيل أرتوي منه، فأقبلت على أحدها فوجدت أنه قد
سبقني غلام بشرب الماء، فانتظرت دوري فما كان منه لما رآني إلا أن ملأ الكوب
ماءً وقدمه لي وقال: تفضل. حاولت أن أرده إلا أنه ألح بكل أدب فلما فرغت،
شرب هو الماء بدوره وقد سمّى بالله، ثم حمده، ثم انصرف، تأملت في تصرف
هذا الغلام وعجبت من أدبه وسمته، وقلت في نفسي: إن سلوكاً مثل هذا لا يمكن
أن يأتي إلامن بيئته الطيبة وتأديب أبويه له، كيف لا، وهو في سن تكثر فيه
الاهتمامات التافهة والتصرفات الطائشة. وكنت سألت ذات مرة بعض الشباب
المراهق عن اهتماماتهم فقال أحدهم: إني أتمنى أن أركب سيارة بورش السباقية،
وقال آخر: إني أتمنى أن أجمع أكبر قدر من الطوابع القديمة من مختلفة أنحاء
العالم، وكذلك صور الفراشات الملونة. ثم توجهت بالسؤال إلى نمط من الشباب
الصغار من ذوي التربية الناضجة فقال أحدهم: إني أتمنى أن أكمل حفظ القرآن
الكريم كاملاً لأرضي ربي، وقال آخر: إن مشكلتي هي أني لا أقوم لصلاة الفجر
فأتمنى من الله أن يعينني عليها، وآخر اهتماماته في القراءة، وآخر اهتماماته في
علوم الفلك، عجباً والله! أليس السن واحداً؟ أليس مشربهم واحداً ومأكلهم واحداً؟
بلى! ولكن تأديبهم وتوجيههم ليس بواحد، فرق بين أب يحكي لأبنائه قصص
السيرة النبوية وقصص السلف الصالح في جلسة عائلية رائعة، وبين أب يحكي
لأبنائه آخر أخبار الفن والفنانين والرياضة والرياضيين، ما أجمل أن يسير الأب
مع ابنه جنباً إلى جنب إلى المسجد وقد حان وقت الصلاة، فالأب ينصح ابنه،
والابن يوقظ أباه لصلاة الفجر! إنها صورة مشرقة تشترى بماء الذهب، لكنها لا
تأتي من فراغ. قالوا قديماً:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا
…
على ما كان عوّده أبوه
فمتى يصحو بعض الآباء من غفلتهم، وإلى متى يتركون أبناءهم هملاً هكذا؟
بل لعلك تجد أباً يحرص على مستوى ابنه الدراسي حرصاً شديداً لكنه لا يعير أدنى
اهتمام لمستوى ابنه الإيماني والأخلاقي وكأن الدراسة أهم، أمّا الدين والخلق فهما
أمران جانبيان، وليصاحب الابن من شاء فالمهم ألا يتأثر دراسياً! منطق عجيب
يتحلى به بعض الآباء، ولن يصحو مثل هؤلاء إلا عندما يكبر أبناؤهم ويقطفون
ثمرة تربيتهم، وكيف لا يظهر العقوق؟ فمن ضعف دينه فليس للحياء والأدب مكان
في قلبه.