المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌60 - كِتَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَنَاقِبِ - التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان - جـ ١٠

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

‌60 - كِتَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ ـ رِجَالِهُمْ وَنِسَائِهِمْ ـ بِذِكْرِ أَسْمَائِهِمْ ـ رَضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ

ـ

ص: 5

ذِكْرُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ الصِّدِّيقِ ـ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ ـ وَقَدْ فَعَلَ ـ

ص: 5

6815 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ

(1)

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

⦗ص: 6⦘

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(رأيتُ كَأَنِّي أُعطيت عُسّاً مَمْلُوءًا لَبَنًا فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى تَمَلَّأْتُ فَرَأَيْتُهَا تَجْرِي فِي عُرُوقِي بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ فَفَضَلَتْ مِنْهَا فضلة فأعطيتها أبا بكر) قالوا: يارسول اللَّهِ هَذَا عِلْمٌ أَعْطَاكَهُ اللَّهُ حَتَّى إِذَا تَمَلَّأْتَ مِنْهُ فَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَأَعْطَيْتَهَا أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم

: (قَدْ أَصَبْتُمْ)

= (6854)[8: 3]

صحيح بذكر: (عمر) مكان: (أبي بكر) ، والعكس شاذ.

(1)

هذا ثقة من رجال الشيخين.

لكن قد خالفه عمرو بن عون الواسطي: عند الحاكم (3/ 85 - 86) ، والطبراني في ((الكبير)) (12/ 293/13155)، ومحمد بن أبي بكر بن علي المقدمي: عند عبد الله بن أحمد في ((الفضائل)) (1/ 253/319)؛ خالفاه ـ وهما ثقتان من رجال الشيخين ـ أيضاَ ـ في إسناده ومتنه ، فزادا في سنده:(أبا بكر بن سالم) بين عبيد الله وسالم ، وذكرا:(عمر) مكان: (أبي بكر) ، وهذا هو المحفوظ؛ لأن ثقتين أحفظ من ثقة ، ولأن أبا بكر بن سالم قد تابعه الزهري ، عن سالم .... به.

أخرجه عبد الرزاق في ((مصنفه)) (11/ 224/20384) ، وعنه أحمد (2/ 147) ، وكذا النسائي في ((الكبرى)) (3/ 425 و 4/ 386 - 5/ 40).

وللزهري فيه إسنادٌ أخر عن ابن عمر ، سيأتي برقم (6839) ، وفي حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أوَّلّهُ العلم بعد أن سألوه.

وجمع الحافظ (7/ 46) بينه وبين الحديث الأول ، ويبدو أنه لم يقف عليه بهذا الإسناد؛ فقدعزاه لـ ((جزء الحسن بن عرفة)) ، وهو فيه (43/ 4)، وإسناده ضعيف جداَ! ولذلك قال الحافظ:((وإسناده ضعيف ، فإن كان محفوظاً؛ احتمل أن يكون بعضهم أوَّل وبعضهم سأل)).

ص: 5

ذِكْرُ إِرَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يتَّخذ الصِّدِّيقَ خَلِيلًا

ص: 6

6816 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أبرأُ إِلَى كُلِّ خليلٍ مِنْ خِلهِ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا وَلَكِنْ ودُّ إخاءٍ وإيمانٍ وَإِنَّ صاحِبكم خليلُ اللَّهِ)

قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي نفسه

⦗ص: 7⦘

= (6855)[34: 3]

صحيح: م دون قولِهِ: ((ولكن ودُّ إخاءٍ ، وإيمانٍ)).

ص: 6

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْأُخُوَّةَ وَالصُّحْبَةَ لِأَبِي بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 7

6817 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا ابنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ عَنِ أَبِي الْأَحْوَصِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا وَلَكِنَّهُ أَخِي وصاحبي وقد اتخذ الله صاحبكم خليلاً)

= (6856)[8: 3]

صحيح - ((فقه السيرة)) (180).

ص: 7

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ مِنْ مَسْجِدِهِ خَلَا بَابِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 7

6818 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ

(1)

حَدَّثَنَا

⦗ص: 8⦘

أَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ عَنْ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ: عَنْ عَائِشَةَ

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بسدِّ الْأَبْوَابِ الشَّوَارِعِ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا باب أبي بكر رضي الله عنه.

= (6857)[8: 3]

صحيح - انظر التعليق.

(1)

ثقة مِن رجال الشيخين ـ واسمه: إسماعيل بن ابراهيم بن معمر ـ.

وشيخه أبو سفيان؛ اسمه: محمد بن حميد اليشكُري، وهو ثقة ـ أيضاً ـ من رجال الشيخين؛ فالسند صحيح.

وأخرجه الدارمي (1/ 38) ، والترمذي (3678) من طريق أخرى عن الزهري؛ وفيه ضعف واختلاف.

وللحديث شواهد؛ منها: حديث ابن عباس الآتي (2821).

ومنها عن معاوية: عند الطبراني في «الأوسط» (2/ 140/7159)، وزاد في أخره:((إني رأيت عليه نوراً)).

وهي منكرة؛ لتفرد محمد بن إسحاق بها، مع العنعنة.

ودونه هشام بن عمار ، وكان يلقِّن.

فسكوت الحافظ عنها (7/ 14) غيرُ جيدٍ!.

ص: 7

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا انْتَفَعَ بِمَالِ أَحَدٍ مَا انْتَفَعَ بِمَالِ أَبِي بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 8

6819 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا نَفَعَنِي مالٌ قط مانفعني مَالُ أَبِي بَكْرٍ) فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه وَقَالَ: مَا أَنَا وَمَالِي إِلَّا لك!

= (6858)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (2718) ، ((تخريج المشكاة)) (13).

ص: 8

ذِكْرُ عَدَدِ مَا أَنْفَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَالِ

ص: 9

6820 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ- بِتُسْتَرَ- حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

أَنْفَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ أَلْفًا

= (6859)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (3144).

ص: 9

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه كَانَ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ

ص: 9

6821 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:

(إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أمَنَّ عَلَيَّ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنِ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ خُلَّةُ الْإِسْلَامِ سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي المسجد غير خوخة أبي بكر)

= (6860)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (2214)، ((الضعيفة)) تحت الحديث (2084): خ.

قال أبوحاتم: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي

⦗ص: 10⦘

بَكْرٍ) فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان أَبُو بَكْرٍ إِذِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حَسَمَ عَنِ النَّاسِ كُلِّهِمْ أَطْمَاعَهُمْ فِي أَنْ يَكُونُوا خُلَفَاءَ بَعْدَهُ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ بِقَوْلِهِ: (سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 9

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه كَانَ مِنْ أمنِّ النَّاسِ عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِصُحْبَتِهِ

ص: 10

6822 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا مَعَنُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا مَالِكٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ - مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ - عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ:

(إِنَّ عَبْدًا خيَّره اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زهرة الدنيا ماشاء وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ) فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا! فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ المُخَيَّرَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إن أمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي مَالِهِ وَصَحِبْتِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ لَا يَبْقِيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ)

= (6861)[8: 3]

صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (465)، ((الضعيفة)) (2084): ق.

ص: 10

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه كَانَ أَحَبَّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 10

6823 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ

⦗ص: 11⦘

سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ:

كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَحَبَّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ خَيَرَنَا وَسَيِّدَنَا.

= (6862)[8: 3]

حسن - ((الظلال)) (1166) ، ((المشكاة)) (6028/ التحقيق الثاني).

ص: 10

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الرِّجَالِ

ص: 11

6824 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ بِالْكَرَجِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: ألستُ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَذَا الْأَمْرِ؟! أَلَسْتُ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ؟! أَلَسْتُ صَاحِبَ كَذَا؟! أَلَسْتُ صَاحِبَ كذا؟!

= (6863)[8: 3]

شاذ - ((تخريج الأحاديث المختارة)) (19 - 20).

ص: 11

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ سُمِّي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَتِيقًا

ص: 11

6825 -

أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

كَانَ اسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 12⦘

(أَنْتَ عَتِيقُ الله من النار) فسُمِّي عتيقاً.

= (6864)[8: 3]

صحيح - ((المشكاة)) (6022/ التحقيق الثاني).

ص: 11

ذِكْرُ تَسْمِيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ابا بكر ابن أَبِي قُحَافَةَ رضي الله عنه صِدِّيقًا

ص: 12

6826 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحداًَ فَتَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رضي الله عنهم فَرَجَفَ بِهِمْ فَضَرَبَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرِجْلِهِ وَقَالَ:

((اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ وصِدِّيقٌ وشهيدان))

= (6865)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (875): خ ، ويأتي (6869).

ص: 12

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه يُدعى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ جَمِيعِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ لِأَخْذِهِ الْحَظَّ الْوَافِرَ مِنْ كُلِّ طَاعَةٍ فِي الدُّنْيَا

ص: 12

6827 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! هَذَا خيرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعي مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ

⦗ص: 13⦘

الْجِهَادِ دُعي مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعي مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعي مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يارسول اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي هَلْ يُدعى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تكون منهم)

= (6866)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (2879): ق.

ص: 12

ذِكْرُ تَرْحِيبِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه وَدَعْوَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عِنْدَ دُخُولِهِ الْجَنَّةَ

ص: 13

6828 -

أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ بَنَانٍ

(1)

بِوَاسِطَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي

⦗ص: 14⦘

بَكْرٍ السَّالِمِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ رَبَاحِ بْنِ أَبِي مَعْرُوفٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَلَا يَبْقَى أَهْلُ دَارٍ وَلَا أَهْلُ غُرْفَةٍ إِلَّا قَالُوا: مَرْحَبًا مَرْحَبًا إِلَيْنَا إِلَيْنَا! ) فقال أبو بكر: يارسول الله ما توّى عَلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَالَ:

(أجل وأنت هو يا أبا بكر! )

= (6867)[8: 3]

منكر بلفظ: (( .. وأنت هو ، ((الضعيفة)) (6933)).

(1)

وقع هنا في الأصل ، وكذا في ((الموارد)) (2172):(بيان)!

ووقع في حديث أخر تقدم برقم (4556): ((بُنان))؛ ولعله الصواب.

فقد ذكر في ((الإكمال)) (1/ 364): ((الوليد بن بُنان)) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، لكنه قد توبع كما يأتي.

وشيخه السالميّ ُ؛ لم أجد له ترجمة ، وقد ذكره المزي في الرواة عن شيخه هنا: ابن أبي فديك -واسمه محمد بن اسماعيل -.

ويبدو أنه معروف؛ فقد نسب جده ، فقال: ....... ابن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر السالمي ، وهو من شيوخ (بحشل) في ((تاريخ واسط)) (ص162).

والحديث أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (11/ 98/11166) ، وفي ((الأوسط)) (1/ 29/2/ 476) ، وابن عدي في ((الكامل)) (3/ 171) من طرقٍ عن السالمي .... به.

وقال الهيثمي (9/ 46) - بعد أن عزاه لـ ((المعجمين)) -: ((ورجاله رجال ((الصحيح)) ، غير أحمد بن أبي بكر السالمي وهو ثقة))!

كذا قال! ولم يذكره المؤلف في ((ثقاته))؛ فأخشى أن يكون اشتبه على الهيثمي غيره والله أعلم.

والحديث صحيح بالجملة؛ فإنه يشهد له حديث أبي هريرة الذي قبله ، وفي رواية عند مسلم:

((إني لأرجو أن تكون منهم)) ، ولعله لذلك سكت عنه الحافظ في ((الفتح)) (7/ 29).

وانظر: ((الصحيحة)) (2879).

ص: 13

ذِكْرُ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ

ص: 14

6829 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ

⦗ص: 15⦘

الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:

لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ-قَطُّ- إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكرة وَعَشِيًّا فَلَمَّا ابتُلي الْمُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا قِبَلَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الْغِمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَّةِ وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الْأَرْضِ فَأَعْبُدَ رَبِّي فَقَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ: إِنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا يَخرِجُ وَلَا يُخرجُ إِنَّكَ تُكْسِبُ الْمَعْدُومَ وتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ وَأَنَا لَكَ جَارٌ فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ فَارْتَحَلَ ابْنُ الدُّغُنَّةِ فَرَجَعَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَطَافَ ابْنُ الدُّغُنَّةِ فِي كُفَّارِ قُرَيْشٍ وَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يُخرج مِثْلُهُ وَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يُكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَحْمِلُ الْكَلَّ وَيَقْرِي الضَّيْفَ وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ؟! فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ ابْنِ الدَّغِنَةِ وَأَمَّنُوا أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه وَقَالَتْ لِابْنِ الدَّغِنَةِ: مُر أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ مَا شَاءَ وَلْيُصَلِّ فِيهَا ماشاء وليقرأ ماشاء وَلَا يُؤْذِينَا وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ فَفَعَلَ

ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَتَقِفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ أَجَرْنَا لَكَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ فِي دَارِهِ وَإِنَّهُ جَاوَزَ ذَلِكَ

⦗ص: 16⦘

وَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ وَأَعْلَنَ بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ فِي دَارِهِ فَعَلَ وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ ذَلِكَ فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ وَلَسْنَا مُقِرِّينَ لِأَبِي بَكْرٍ بِالِاسْتِعْلَانِ

فَأَتَى ابْنُ الدُّغُنَّةِ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّ ذِمَّتِي فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخفِرت فِي عَقْدِ رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم! وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمُسْلِمِينَ:

(قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ أُريت سَبَخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ - وَهُمَا الْحَرَّتَانِ) - فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه مُهَاجِرًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(عَلَى رِسْلِكَ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي) قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَتَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ؟ قَالَ:

(نَعَمْ) فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصُحْبَتِهِ وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أشهُرٍ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ يَوْمًا فِي بَيْتِنَا فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ إِذْ قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقبل مُقنَّع فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ لَأَمْرٌ قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ لِأَبِي بَكْرٍ:

⦗ص: 17⦘

(أخْرِجْ مَن عِنْدَكَ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هم أهلك بأبي أنت يارسول اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(قَدْ أُذن لِي فِي الْخُرُوجِ) قَالَ أبو بكر: فالصحبة بأبي أنت يارسول اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(نَعَمْ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي أَنْتَ يارسول اللَّهِ فَخُذْ إِحْدَى رَاحِلَتِيَّ هَاتَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(بِالثَّمَنِ) قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجِهَازِ وَوَضَعْنَا لَهُمَا سُفرة فِي جِرَابٍ فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ نِطَاقِهَا وَأَوْكَتْ بِهِ الْجِرَابَ فَلِذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى: ذَاتُ النِّطَاقِ وَلَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فِي غارٍ في جبل يقال لها: ثور فمكثا فيه ثلاث ليال

= (6868)[8: 3]

صحيح - ((تخريج فقه السيرة)): ق.

ص: 14

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه حَيْثُ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمَا مِنَ الْبَشَرِ ثَالِثٌ

ص: 17

6830 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ:

قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قدميه لَأَبْصَرَنَا مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثالثهما)؟

= (6869)[8: 3]

⦗ص: 18⦘

صحيح - مضى (6245).

ص: 17

ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فِي هِجْرَتِهِ: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)

ص: 18

6831 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ:

اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى أَهْلِي فَقَالَ لَهُ عَازِبٌ: لَا حَتَّى تُحَدِّثُنِي كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجْتُمَا مِنْ مَكَّةَ وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ فَقَالَ: ارْتَحَلْنَا مِنْ مَكَّةَ فَأَحْيَيْنَا لَيْلَتَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ رَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ نَرَى ظِلًّا نَأْوِي إِلَيْهِ فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهَا فَإِذَا بقيةُ ظِلِّها فسوَّيته ثُمَّ فَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قُلْتُ: اضطجع يارسول اللَّهِ فَاضْطَجَعَ ثُمَّ ذَهَبْتُ أَنْظُرُ هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي أُرِيدُ - يَعْنِي الظِّلَّ - فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: لِمَنْ أنت ياغلام؟ قَالَ الْغُلَامُ: لِفُلَانِ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَعَرَفْتُهُ فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ فَقُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ: فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ عَنْهَا مِنَ الْغُبَارِ ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ فَقَالَ: هَكَذَا فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى فَحَلَبَ فِي كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ وَقَدْ رَوَيْتُ مَعِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِدَاوَةً عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرُدَ أَسْفَلُهُ

فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ فَقُلْتُ:

⦗ص: 19⦘

اشْرَبْ يارسول الله فشرب فقلت: قد آن الرحيل يارسول اللَّهِ فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لحقنا يارسول اللَّهِ قَالَ: فَبَكَيْتُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) فَلَمَّا دَنَا مِنَّا وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قِيدُ رُمْحَيْنِ أَوْ ثلاثة قلت: هذا الطلب يارسول قَدْ لَحِقَنَا فَبَكَيْتُ لَهُ قَالَ:

(مَا يُبْكِيكَ؟ ) قُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَيْكَ فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:

(اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ) قَالَ: فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهَا فَوَثَبَ عَنْهَا ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُنَجِّينِي مِمَّا أَنَا فِيهِ فو الله لأُعمين عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ مِنْهَا سَهْمًا فَإِنَّكَ ستمرُّ عَلَى إِبِلِي وَغَنَمِي فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ) وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَ رَاجِعًا إِلَى أَصْحَابِهِ

وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا فَتَنَازَعَهُ الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إني أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُكرِمُهُم بِذَلِكَ) فَخَرَجَ النَّاسُ حِينَ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي الطُّرُقِ وَعَلَى الْبُيُوتِ مِنَ الْغِلْمَانِ وَالْخَدَمِ يَقُولُونَ: جَاءَ مُحَمَّدٌ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ فَنَزَلَ حَيْثُ أُمِرَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] قَالَ: فَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ وَهُمُ الْيَهُودُ: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمِ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142] فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] قَالَ: وَصَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَخَرَجَ بَعْدَمَا صَلَّى فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ

⦗ص: 20⦘

الْمَقْدِسِ فَقَالَ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ قَدْ وُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ فَانْحَرَفَ الْقَوْمُ حَتَّى تَوَجَّهُوا إِلَى الْكَعْبَةِ قَالَ الْبَرَاءُ: وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ فَقُلْنَا لَهُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: هُوَ مَكَانَهُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى أَثَرِي ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى أَخُو بَنِي فِهْرٍ فَقُلْنَا: مَا فَعَلَ مَنْ وَرَاءَكَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ؟ قَالَ: هُمُ الْآنَ عَلَى أَثَرِي ثُمَّ أَتَانَا بَعْدُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَبِلَالٌ ثُمَّ أَتَانَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا ثُمَّ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَهُمْ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ

قَالَ الْبَرَاءُ: فَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ ثُمَّ خَرَجْنَا نَلْقَى الْعِيرَ فَوَجَدْنَاهُمْ قَدْ حذِرُوا

= (6870)[8: 3]

صحيح - ((فقه السيرة)) (ق 129 - الأصل): م.

ص: 18

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 21

6832 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى بِالْمَوْصِلِ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ شَيْئًا فَقَالَ لَهَا:

(ارْجِعِي إِلَيَّ) فقالت له: يارسول اللَّهِ فَإِنْ رَجَعْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ - تُعرّضُ بالموتِ - قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ لَمْ تجديني فالقي أبا بكر)

= (6871)[8: 3]

صحيح: ق - تقدم (6622).

ص: 21

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ

ص: 21

6833 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانَيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ فكلَّمته فِي شَيْءٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إليه فقالت: يارسول اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ رَجَعْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ - كَأَنَّهَا تعني الموت - قال:

(فإن لم تجديني فأتي

(1)

أبا بكر)

⦗ص: 22⦘

= (6872)[8: 3]

صحيح - انظر ما قبله.

(1)

في الطبعتين: فائت! والتصحيح من الرواية (6622) ـ المتقدِّمة ـ. ((الناشر)).

ص: 21

ذِكْرُ خَبَرٍ فِيهِ كَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه دُونَ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ

ص: 22

6834 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ: عَنْ عَائِشَةَ قالت:

لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَقَالَ:

(مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فليصلِّ بِالنَّاسِ) فَقُلْتُ: يارسول اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ مَتَى يقوم مَقَامَكَ لَا يُسمِعُ النَّاسَ لَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ! قَالَ:

(مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فليُصلِّ بِالنَّاسُ) فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قولي له فقالت: يارسول اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ مَتَى يقوم مَقَامَكَ لَا يُسْمِعِ النَّاسَ قَالَ:

(إنكنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فليُصلِّ بِالنَّاسِ) فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خِفَّةً مِنْ نَفْسِهِ فَقَامَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَرِجْلَاهُ تَخُطُّ فِي الْأَرْضِ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ فَأَوْمَأَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَمَا أَنْتَ حَتَّى جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَاعِدًا وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ يقتدون بصلاة أبي بكر

⦗ص: 23⦘

= (6873)[8: 3]

صحيح - ((الإرواء)) (2/ 335/548): ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الصَّوَابُ (صَوَاحِبُ يُوسُفَ) إِلَّا أَنَّ السَّمَاعَ صَوَاحِبَاتُ.

ص: 22

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا عَاوَدَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في ذلك

ص: 23

6835 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ مِنْ كِتَابِهِ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَهُ قَالَ:

(مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فليُصَلِّ بِالنَّاسِ) فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يارسول اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسمِع النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ! قال:

(مروا أبا بكر فليُصَلِّ بالناس) فعادوته مِثْلَ مقَالَتِهَا فَقَالَ:

(إنكنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فليُصَلِّ بِالنَّاسِ)

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:

لَقَدْ عَاوَدْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذَلِكَ وَمَا حَمَلَنِي عَلَى مُعَاوَدَتِهِ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ يَتَشَاءَمَ النَّاسُ بِأَبِي بَكْرٍ وَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ مَقَامَهُ أَحَدٌ إِلَّا تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي بكر

= (6874)[8: 3]

صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (467): ق.

ص: 23

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَمْرِهِ بِالصَّلَاةِ أَبَا بَكْرٍ فِي عِلَّتِهِ ـ أَمَرَ عَلِيًّا بِذَلِكَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

ص: 24

6836 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ

(1)

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

لَمَّا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُتْرَةَ الْحُجْرَةِ فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كأنه ورقة مصحف وهو يبتسم فكِدنا أَنْ نَفْتَتِنَ فِي صَلَاتِنَا فَرَحًا بِرُؤْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أَنْ يَنْكُصَ حِينَ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: كَمَا أَنْتَ ثُمَّ أَرْخَى السِّتْرَ وَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ وَلَكِنَّهُ أُرسل إِلَيْهِ كَمَا أُرسل إِلَى مُوسَى فَمَكَثَ فِي قَوْمِهِ

⦗ص: 25⦘

أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِيَ رِجَالٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَأَلْسِنَتَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ!

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه الْآخِرَةَ حِينَ جَلَسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَلِكَ الْغَدَ مِنْ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: فَتَشَهَّدَ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قُلْتُ أَمْسَ مَقَالَةً وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُ الْمَقَالَةَ الَّتِي قُلْتُ فِي كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ وَلَا فِي عَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يدبُرنا - يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ - فَإِنْ يَكُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ فَإِنَّ الله قد جَعَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ نُورًا تَهْتَدُونَ بِهِ فَاعْتَصِمُوا بِهِ تَهْتَدُوا لِمَا هَدَى اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وَثَانِي اثْنَيْنِ وَإِنَّهُ أَوْلَى النَّاسِ بِأُمُورِكُمْ فَقُومُوا فَبَايِعُوهُ وَكَانَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ العامة على المنبر.

= (6875)[8: 3]

صحيح - انظر التعليق.

(1)

هو محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن العسقلاني ، يُعرَفُ بابن أبي السّرِيِّ وهو ثقة حافظ ، لكنه سيءُ الحفظ.

لكنه قد تُوبِع ، فالحديث في ((مصنف عبد الرزاق)) (5/ 433 ـ 438/ 9756) عن معمر

به ، وهو من رواية الدبري عنه ، فأحدهما يقوي الأخر.

وقد أخرجه أحمد (3/ 196) عن عبد الرزاق إلى قوله: ويزعم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات.

وكذلك مسلم (2/ 24) مِن طريقين آخرين عن عبد الرزاق ، ولكنه لم يسُق لفظه.

وطرفه الأول في ((الصحيحين)) ، وهو مخرَّج في ((مختصر الشمائل)) (194/ 322).

ص: 24

6837 -

أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ وَسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِذْ قَدِمَتْ عِيرٌ إِلَى الْمَدِينَةِ فَابْتَدَرَهَا أَصْحَابُ

⦗ص: 26⦘

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى لم يبقى مِنْهُمْ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا: مِنْهُمْ أَبُو بكر وعمر ونزلت الآية.

= (6876)[59: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (3147): ق.

ص: 25

ذِكْرُ وَصْفِ الْآيَةِ الَّتِي نَزَلَتْ عِندَ مَا ذكرنا قبل

ص: 26

6838 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى -زَحموَيهِ- قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ وَأَبِي سُفْيَانَ: عَنْ جَابِرٍ قَالَ:

بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وقَدِمَتْ عِيرٌ الْمَدِينَةَ فَابْتَدَرَهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى لَمْ يبقى مَعَهُ صلى الله عليه وسلم إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَتَابَعْتُمْ - حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ - لَسَالَ لَكُمُ الْوَادِي نَارًا) فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11] وَقَالَ: فِي الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر.

= (6877)[58: 3]

صحيح لغيره - المصدر نفسه.

ص: 26

ذِكْرُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ

ص: 26

6839 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا

⦗ص: 27⦘

يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(1)

عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ قَدَحًا أُتِيتُ بِهِ -فِيهِ لَبَنٌ- فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَجْرِي فِي أَظْفَارِي ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ) قَالُوا: فَمَا أوَّلت ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(العلم).

= (6878)[8: 3]

صحيح: ق - انظر التعليق.

⦗ص: 28⦘

(1)

هو الإمام الزهري.

وقد أخرجه عنه جماعة من الحفاظ؛ منهم: البخاري (82 و 3681 و 7006 و 7007 و7027 و 7032) ، ومسلم (7/ 112) والترمذي (2285 و 3688) - وصححه -.

والنسائي في ((الكبرى)) (3/ 425 و 4/ 386 و 5/ 40) ، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (1255) من طرق عنه.

وله إسناد آخر عن ابن عمر ، خرَّجته تحت الحديث المتقدم (6815): عن سالم ، عن ابن عمر.

وأشار إليه الحافظ (12/ 394) ، وذكر أنه أخرجه البخاري في ((فضل عمر))! وهو من أوهامه؛ فإن الذي أخرجه البخاري هناك عقب هذا رؤيا أخرى في النزع مِن البئر ، وهو من حديث أبي هريرة الآتي (6859) ، وهو عند البخاري ـ أيضاً ـ كما سيأتي هناك.

ص: 26

ذِكْرُ وَصْفِ إِسْلَامِ عُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وقد فعل

ص: 28

6840 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ

(1)

يَقُولُ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لَمْ تَعْلَمْ قُرَيْشٌ بِإِسْلَامِهِ فَقَالَ: أَيْ أَهْلُ مَكَّةَ أنشأُ لِلْحَدِيثِ؟ فَقَالُوا: جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَأَنَا مَعَهُ أَتْبَعُ أَثَرَهُ أَعْقِلُ مَا أَرَى وَأَسْمَعُ فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا جَمِيلُ إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيْهِ كَلِمَةً حَتَّى قَامَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَادَى أَنْدِيَةَ قُرَيْشٍ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبَ وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ وَآمَنْتُ بِاللَّهِ وَصَدَّقْتُ رَسُولَهُ فَثَاوَرُوهُ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى رَكَدَتِ الشَّمْسُ على رؤوسهم حَتَّى فَتَرَ عُمَرُ وَجَلَسَ فَقَامُوا عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ عُمَرُ: افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ فَوَاللَّهِ لو كنا ثلاث مئة رجل لقد تركتموهما لَنَا أَوْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ قِيَامٌ عَلَيْهِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةُ حَرِيرٍ وَقَمِيصٌ قَوْمَسِيٌّ فَقَالَ: مَا

⦗ص: 29⦘

بَالَكُمْ؟ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ قَالَ: فَمَهْ؟! امْرُؤٌ اخْتَارَ دِينًا لِنَفْسِهِ أَفَتَظُنُّونَ أَنَّ بَنِي عَدِيٍّ تُسْلِمُ إِلَيْكُمْ صَاحِبَهُمْ؟ قَالَ: فَكَأَنَّمَا كَانُوا ثَوْبًا انْكَشَفَ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ بَعْدُ بِالْمَدِينَةِ: يَا أَبَتِ مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي رَدَّ عَنْكَ الْقَوْمَ يَوْمَئِذٍ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ ذَاكَ الْعَاصُ بن وائل.

= (6879)[8: 3]

حسن.

(1)

هو صاحبُ ((السيرة)) ، التي اختصرها ابن هشام ، وقد ذكره فيه (1/ 370) ، وفيه التصريح بالتحديث - أيضاً -؛ فالإسناد حسن.

وصححه الحاكم (3/ 85) على شرط مُسلم! ووافقه الذهبي.

وقد طُبِع قسم من سيرة ابن إسحاق ، والحديث فيه (164/ 226) ، وفيه التصريح - أيضاً -.

ص: 28

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي عِزة لَمْ يَكُونُوا فِي مِثْلِهَا عِنْدَ إِسْلَامِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 29

6841 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ كَرَامَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ:

مَا زِلنا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ.

= (6880)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (3225).

ص: 29

ذكر البيان بأن عزة الْمُسْلِمِينَ بِإِسْلَامِ عُمَرَ كَانَ ذَلِكَ بِدُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم -

ص: 29

6842 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَرِّفٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَذْكُرُ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ

⦗ص: 30⦘

أَوْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) فَكَانَ أَحَبُّهُمَا إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه

= (6881)[8: 3]

حسن صحيح - ((المشكاة)) (6036/ التحقيق الثاني).

ص: 29

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ بَعْضَ النَّاسِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ ابْنِ عُمَرَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 30

6843 -

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - بِنَصَيبِينَ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْفَرْوِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمَاجِشُونِ حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(اللَّهُمَّ أعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بن الخطاب خاصة)

= (6882)[8: 3]

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (3225).

ص: 30

ذِكْرُ اسْتِبْشَارِ أَهْلِ السَّمَاءِ بِإِسْلَامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 30

6844 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ مِنْ كِتَابِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ أَتَى جِبْرِيلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(يَا مُحَمَّدُ! لقد استبشر أهل السماء باسلام عمر)

= (6883)[8: 3]

⦗ص: 31⦘

ضعيف جداً - ((الضعيفة)) (4340).

ص: 30

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 31

6845 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنِ النَّزَّال بْنِ سَبْرَةَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(عُمَرَ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ أَهْلِ الجنة)

= (6884)[8: 3]

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (3916).

ص: 31

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ مِنْ أَحَبِّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ بَعْدَ أبي بكر

ص: 31

6846 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ: حَدَّثَنِي عمرو بن العاص قال:

قلت: يارسول اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:

(عَائِشَةُ) قلت: يارسول اللَّهِ مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ:

(أَبُوهَا أَبُو بَكْرٍ) قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:

(ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخطاب) ـ ثم عدّ رجالاً ـ.

= (6885)[8: 3]

صحيح - انظر التعليق على الحديث (4523): ق.

ص: 31

ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَصْرَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي الْجَنَّةِ

ص: 32

6847 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ أَوْ لُؤْلُؤٍ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَدْخُلَهُ إِلَّا عِلْمِي بِغيرتك) قَالَ: عَلَيْكَ أغار - بأبي أنت وأمي - عليك أغار؟!

= (6886)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1405): ق.

ص: 32

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 32

6848 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوا: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ فَقُلْتُ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ)

= (6887)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1423).

ص: 32

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ جَابِرٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 33

6849 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يونس عن ابن شهاب

(1)

عن سعيد الْمُسَيِّبِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا امْرَأَةٌ تَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَذَكَرْتُ غَيْرَةَ عُمَرَ فولَّيت مُدْبِرًا) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ وَنَحْنُ جميعاً في ذلك المسجد ثم قال: بأبي أنت يارسول الله أعليك أغار؟!

= (6888)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1405): ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِي هَذَا الْخَبَرِ: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ) وَفِي خَبَرِ جَابِرٍ: (أُدخلت الْجَنَّةَ) أُدخل صلى الله عليه وسلم الْجَنَّةَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ فَرَأَى قَصْرَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَسَأَلَ عَنِ الْقَصْرِ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُ لِعُمَرَ وَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَائِمٌ مَرَّةً أُخْرَى إِذْ رَأَى كَأَنَّهُ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَإِذَا امْرَأَةٌ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ تَتَوَضَّأُ فَسَأَلَ عَنِ الْقَصْرِ فَقَالَتْ: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لَفْظُ خَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِخِلَافِ لَفْظِ خَبَرِ جَابِرٍ فَدَلَّكَ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُمَا خَبَرَانِ في

⦗ص: 34⦘

وقتين متباينين من غير أن يكون تضاد ولا تهاتر.

(1)

قلت: ومن طريقه: أخرجه البخاري (3680) ، ومسلم (7/ 114) ، والنسائي في ((الكبرى)) (5/ 41/8129) ، وابن ماجه (107) ، وابن أبي عاصم (2/ 585/1267 و 1270 - 1271) من طرق عنه وغيره ، وأحمد (2/ 339).

ص: 33

ذِكْرُ إِثْبَاتِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْحَقَّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ وَلِسَانِهِ

ص: 34

6850 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنِي سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لسان عمر وقلبِهِ)

= (6889)[8: 3]

صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2623).

ص: 34

ذِكْرُ إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ بِدِينِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه

ص: 34

6851 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي أُمامة بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعرضون عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَيْنِ وَمِنْهَا مَا هُوَ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ وعُرض عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يجرُّه) فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: مَا أوَّلت يَا نَبِيَّ اللَّهِ ذلك؟ قال: (الدين)

= (6890)[8: 3]

صحيح - ((ظلال الجنة)) (2/ 583): خ (23) ، م (7/ 112).

ص: 34

ذِكْرُ رِضَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عِنْدَ فِرَاقِهِ الدُّنْيَا

ص: 35

6852 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ

(1)

حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَسْلَمْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ كَفَرَ النَّاسُ وَقَاتَلْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَذَلَهُ النَّاسُ وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْكَ راضٍ وَلَمْ يَخْتَلِفْ فِي خِلَافَتِكَ رَجُلَانِ وقُتلت شَهِيدًا فَقَالَ: أعِد فَأَعَادَ فَقَالَ: الْمَغْرُورُ مَنْ غررتُموهُ! لَوْ أَنَّ مَا عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ بَيْضَاءَ وَصَفْرَاءَ لافتديتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ المُطلع.

⦗ص: 36⦘

= (6891)[8: 3]

صحيح لغيره دون قوله: ((المغرور من غررتُموهُ)).

(1)

لم يوثقه غير المؤلف (9/ 1) ـ انظر ((تيسير الإنتفاع)) ـ ، وضعّفه الدارقطنيّ ، وقال الذهبي:((ليس بحجة في الحديث)).

ومن فوقه ثقات من رجال مسلم.

وقد رواه ابن سعد في ((الطبقات)) (3/ 355) بسندٍ آخر صحيح ـ عن الشعبيّ ـ ، قال ..... فذكره ـ مرسلاً ـ؛ لم يذكر ابن عباس.

وقد تجلّى لي ضعفه بزياداتٍ تفرد بها دون الثقات في بعض الأحاديث؛ خرّجتها تحت الحديث (6058 ـ ((الضعيفة))).

ويلحق بها هذا الحديث؛ فإنه تفرد بقوله: ((المغرور من غررتُموه))؛ فقد رواه عبد الوهاب بن عطاء: ثنا داود بن أبي هند .... دون هذه الزيادة.

أخرجه الحاكم (3/ 92) ، وإسناده جيد.

ص: 35

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ كَانَ يَفِرُّ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي بَعْضِ الْأَحَايِينِ

ص: 36

6853 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ: عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنِّي لَأَحْسَبُ الشيطان يَفِرُّ منك يا عمر! )

= (6892)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1609).

ص: 36

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم مَا وَصَفْنَاهُ

ص: 36

6854 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ غَرِيبٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ:

دَخَلَ عمر بن الخطاب رضي الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَسَلْنَهُ ويَسْتَكْثِرْنَهُ ـ رَافِعَاتٍ أَصْوَاتَهُنَّ ـ فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَ عُمَرَ انْقَمَعْنَ وَسَكَتْنَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال عمر: يا عُدَيَاتِ أنفُسِهِنَّ تَهَيْبَنني وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا عُمَرُ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فَجِّكَ)

⦗ص: 37⦘

= (6893)[8: 3]

صحيح: خ (3294) ، م (7/ 115).

ص: 36

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ مِنَ المحدَّثين فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ

ص: 37

6855 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ مُحدَّثُون فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أحد فهو عمر بن الخطاب)

= (6894)[8: 3]

حسن صحيح: ق.

ص: 37

ذكر إجراء الله الْحَقِّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَلِسَانِهِ

ص: 37

6856 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ)

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أَمْرٌ قَطُّ فَقَالُوا فِيهِ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى نحوٍ مما قال عمر.

= (6895)[[8: 3]]

⦗ص: 38⦘

حسن صحيح - ((المشكاة)) (6034/ التحقيق الثاني) ، ((صحيح أبي داود)) (2623).

ص: 37

ذِكْرُ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا مِنَ الْآيِ وِفاقاً لِمَا يَقُولُهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 38

6857 -

أَخْبَرَنَا بَدَلُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بَحْرٍ الْخِضْرَانِيُّ الْحَافِظُ الْإِسْفِرَايِينِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي في ثلاث قلت: يارسول اللَّهِ لَوِ اتخذتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] وَقُلْتُ: يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَلَوْ حجبتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فأُنزلت آيَةُ الْحِجَابِ وَبَلَغَنِي شَيْءٌ مِنْ مُعَامَلَةِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْتُ: لَتَكُفُّنَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ لَيُبْدِلَنَّهُ اللَّهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ! حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَتْ: يَا عُمَرُ أمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ فكففتُ فَأَنْزَلَ اللَّهَ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طلَّقكنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5].

= (6896)[8: 3]

صحيح - ((الروض النضير)) (737).

ص: 38

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِالشَّهَادَةِ

ص: 38

6858 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ثَوْبًا أَبْيَضَ

⦗ص: 39⦘

فَقَالَ:

(أجديدٌ قَمِيصُكَ أَمْ غَسِيلٌ)؟ فَقَالَ: بَلْ جَدِيدٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً).

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (352).

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَزَادَ فِيهِ الثَّوْرِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ:

(ويُعطِيك اللَّهُ قُرّة العين في الدُّنيا والآخرة).

= (6897)[8: 3]

مقطوع.

ص: 38

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ - كَانَ - عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

ص: 39

6859 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رأيتُني عَلَى قَلِيبٍ عَلَيْهَا دَلْوٌ فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَخَذَهَا مِنِّي ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ مِنْهَا ذَنُوباً أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نزعِهِ ضَعْفٌ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ ضَعْفَهُ ثُمَّ اسْتَحَالَ الدَّلْوُ غَرْبًا ثُمَّ أَخَذَهَا عمر بن الخطاب فلم أرى عبقرِياً مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ ابْنِ الْخَطَّابِ حتى ضرب الناس بَعَطَنٍ)

= (6898)[8: 3]

صحيح: م (3664) ، م (7/ 113).

⦗ص: 40⦘

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رُؤْيَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَحْيٌ فَأَرَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صَفِيَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِهِ كَأَنَّهُ عَلَى قَلِيبٍ وَالْقَلِيبُ فِي انْتِفَاعِ الْمُسْلِمِينَ بِهِ كَأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: (فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَخَذَ مِنِّي ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ مِنْهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ) يُرِيدُ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ فَالذَّنُوبَانِ كَانَا خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه سَنَتَيْنِ وَأَيَّامًا ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: (ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ) فَصَحَّ بِمَا ذَكَرْتُ اسْتِخْلَافُ عُمَرَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما بِدَلِيلِ السُّنَّةِ الْمُصَرِّحَةِ التي ذكرناها

ص: 39

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 40

6860 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ آتِي أَهْلَ الْبَقِيعِ فَيُحْشَرُونَ مَعِي ثُمَّ أَنْتَظِرُ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى يحُشروا بين الحرمين)

= (6899)[8: 3]

ضعيف - ((الضعيفة)) (2949).

ص: 40

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ أَحَبَّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 40

6861 -

أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ بِوَاسِطَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ: حَدَّثَنِي عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ:

⦗ص: 41⦘

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أحبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:

(عَائِشَةُ) قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ:

(أَبُوهَا) قُلْتُ: ثُمَّ من؟ قال:

(ثم عمر بن الخطاب)

= (6900)[8: 3]

صحيح - مضى (6846).

ص: 40

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الرُّشْدِ لِلْمُسْلِمِينَ فِي طَاعَةِ أَبِي بكر وعمر

ص: 41

6862 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ: عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنْ يُطع الناس: أبا بكر وعمر فقد أرشدوا)

= (6901)[8: 3]

صحيح: م (2/ 139 ـ 140).

ص: 41

ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ بِالِاقْتِدَاءِ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ بَعْدَهُ

ص: 41

6863 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سَالِمٍ الْمُرَادِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ هرم عن ربعي بن حراش: عن حذيقة قَالَ:

كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

⦗ص: 42⦘

(إِنِّي لَا أَرَى بَقَائِي فيكُم إلا قليلاً فاقتدوا باللذين مِنْ بَعْدِي - وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ وَمَا حدَّثكم ابْنُ مَسْعُودٍ فاقبلُوهُ)

= (6902)[8: 3]

حسن صحيح - ((الصحيحة)) (1233).

ص: 41

ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلصَّدِيقِ وَالْفَارُوقِ بِكُلِّ شَيْءٍ كَانَ يَقُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 42

6864 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(بَيْنَمَا رجُل يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ أَعْيَا فَرَكِبَهَا فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِحِرَاثَةِ الْأَرْضِ) فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(فَإِنِّي أُؤْمِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ) وَلَيْسَا فِي الْقَوْمِ قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِمَا آمَنَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

= (6903)[8: 3]

صحيح - مضى (6452).

ص: 42

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الصِّدِّيقَ وَالْفَارُوقَ يَكُونَانِ فِي الْجَنَّةِ سيِّدَيْ كُهُولِ الْأُمَمِ فِيهَا

ص: 42

6865 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

⦗ص: 43⦘

عُقَيْلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ حَدَّثَنَا خُنَيْسُ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أبو بكر وعمر سيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ إلا النبيين والمرسلين)

= (6904)[8: 3]

حسن صحيح - ((الصحيحة)) (824).

ص: 42

ذِكْرُ رِضَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي صُحْبَتِهِ إِيَّاهُ

ص: 43

6866 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى

(1)

حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ الْغُبَرِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ:

كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَكَانَ يَصْنَعُ الْأَرْحَاءَ وَكَانَ الْمُغِيرَةِ يستغِلُّه كُلَّ يَوْمٍ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ فَلَقِيَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ أَثْقَلَ عَلَيَّ غَلَّتي فكلَّمه يُخَفِّفْ عَنِّي فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اتَّقِ اللَّهَ وَأَحْسِنْ إِلَى مَوْلَاكَ فَغَضِبَ الْعَبْدُ وَقَالَ: وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَدْلُكَ غَيْرِي فَأَضْمَرَ عَلَى قَتْلِهِ فَاصْطَنَعَ خَنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ وسمَّه ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانَ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَا

⦗ص: 44⦘

تَضْرِبُ بِهَذَا أَحَدًا إِلَّا قَتَلْتَهُ قَالَ: وتَحَيَّنَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ فَجَاءَهُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى قَامَ وَرَاءَ عُمَرَ وَكَانَ عُمَرُ إِذَا أُقيمت الصَّلَاةُ يَقُولُ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ فَقَالَ كَمَا كَانَ يَقُولُ فَلَمَّا كَبَّرَ وَجَأَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فِي كَتِفِهِ وَوَجَأَهُ فِي خَاصِرَتِهِ فَسَقَطَ عُمَرُ وَطَعَنَ بِخَنْجَرِهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَهَلَكَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ وحُمل عُمَرُ فذُهب بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ وَصَاحَ النَّاسُ حَتَّى كَادَتْ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَنَادَى النَّاسَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ قَالَ: فَفَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَصَلَّى بِهِمْ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ تَوَجَّهُوا إِلَى عُمَرَ فَدَعَا عُمَرُ بِشَرَابٍ لَيَنْظُرَ مَا قدرُ جُرْحِهِ فأُتي بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فَلَمْ يَدْرِ أَنَبِيذٌ هُوَ أَمْ دَمٌ فَدَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فَقَالُوا: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: إِنْ يَكُنِ الْقَتْلُ بَأْسًا فَقَدْ قُتلت فَجَعَلَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ يَقُولُونَ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتَ وَكُنْتَ ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ وَيَجِيءُ قَوْمٌ آخَرُونَ فَيُثْنُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَاللَّهِ عَلَى مَا تَقُولُونَ وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لَا عَلَيَّ وَلَا لِي وَإِنَّ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَلِمَتْ لِي فَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ - وَكَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ وَكَانَ خَلِيطَهُ كَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِهِ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ - فَتَكَلَّمَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا تَخْرُجُ مِنْهَا كَفَافًا لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَحِبْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ راضٍ بِخَيْرِ مَا صَحِبَهُ صَاحِبٌ كُنْتَ لَهُ وَكُنْتَ لَهُ وَكُنْتَ لَهُ حَتَّى قُبض رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ ثُمَّ صَحِبْتَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ فَكُنْتَ تُنَفِّذُ أَمْرَهُ وَكُنْتَ لَهُ وَكُنْتَ لَهُ ثُمَّ وَلِيتَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ

⦗ص: 45⦘

فَوَلِيتَهَا بِخَيْرِ مَا وَلِيَهَا وَالٍ وَكُنْتَ تَفْعَلُ وَكُنْتَ تَفْعَلُ فَكَانَ عُمَرُ يَسْتَرِيحُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: كرِّر عَلَيَّ حَدِيثَكَ فَكَرَّرَ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَاللَّهِ عَلَى مَا تَقُولُ لَوْ أَنَّ لِي طِلَاعَ الْأَرْضِ ذَهَبًا لَافْتَدَيْتُ بِهِ الْيَوْمَ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ قَدْ جَعَلْتُهَا شُورَى فِي سِتَّةٍ: عُثْمَانَ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَجَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مَعَهُمْ مُشِيرًا وَلَيْسَ مِنْهُمْ وأجَّلَهُمْ ثَلَاثًا وَأَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ـ رَحْمَةُ اللَّهِ عليه ورضوانه ـ.

= (6905)[8: 3]

صحيح - انظر التعليق المتقدم.

(1)

هو أبو يعلى الموصلي ، صاحب ((المسند)) ، والحديث فيه (5/ 116/2731).

وسنده صحيح على شرط مسلم.

ورواه الحاكم (3/ 91) من طرق أخرى عن جعفر بن سليمان؛ إلى قول عمر: فقد قتلت.

ص: 43

ذِكْرُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الْأُمَوِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه

ص: 45

6867 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ:

اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ فِي مِرْطٍ وَاحِدٍ فأَذِنَ لَهُ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فِي الْمِرْطِ ثُمَّ خَرَجَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَأَذِنَ لَهُ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَأَنَا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فِي الْمِرْطِ ثُمَّ خَرَجَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه فَأَصْلَحَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ وَجَلَسَ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: فقلت: يارسول اللَّهِ اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ وَأَنْتَ عَلَى حَالِكَ تِلْكَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ

⦗ص: 46⦘

عَلَيْكَ عُمَرُ فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ عُثْمَانُ فَأَصْلَحْتَ ثِيَابَكَ وَاحْتَفَظْتَ فَقَالَ:

(يَا عَائِشَةُ إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ وَلَوْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الحال خشيتُ أن لايقضي إلي حاجته)

= (6906)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1687): م.

ص: 45

ذِكْرُ تَعْظِيمِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ إِذِ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ تُعَظِّمُهُ

ص: 46

6868 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ عَنْ عَطَاءٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِهِ كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وسوَّى ثِيَابَهُ فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِ بِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِ بِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ فسوَّيت ثِيَابَكَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تستحي منه الملائكة)

= (6907)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ: م.

ص: 46

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الشَّهَادَةِ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ

ص: 47

6869 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُداً فَتَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ:

(اثبُت! نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ)

= (6908)[8: 3]

صحيح: خ - تقدم (6826).

ص: 47

ذِكْرُ بَيْعَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ بِضَرْبِهِ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأخرى عنه

ص: 47

6870 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ عن حبيب ابن أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ:

سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنْ عُثْمَانَ: أَشَهِدَ بَدْرًا؟ فَقَالَ: لَا فَقَالَ: أَشَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ؟ فَقَالَ: لَا قَالَ: كَانَ فِيمَنْ تَوَلَّى يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ الرَّجُلُ: اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَا صَنَعْتَ يَنْطَلِقُ هَذَا فيُخبر النَّاسَ أَنَّكَ تنقَّصت عُثْمَانَ قَالَ: رُدُّوهُ عَلَيَّ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: تَحْفَظُ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُكَ عَنْ عُثْمَانَ أشهِدَ بَدْرًا؟ فَقُلْتَ: لَا قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ يَوْمَ بَدْرٍ فِي حَاجَةٍ لَهُ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمٍ وَقَالَ: وَسَأَلْتُكَ أَشَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ؟ فَقُلْتَ: لَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ

⦗ص: 48⦘

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ لَهُ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِهِ أيَّتهُما خَيْرٌ يَدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ يَدُ عُثْمَانَ؟ قَالَ: وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ فِيمَنْ تَوَلَّى يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ؟ فَقُلْتَ: نَعَمْ قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {إِنَّمَا استَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155] اذهب فاجهد على جهدِك.

= (6909)[8: 3]

صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2437).

ص: 47

ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَشِّرَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِالْجَنَّةِ

ص: 48

6871 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: عَنْ أَبِي مُوسَى:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي حَائِطٍ وَأَنَا مَعَهُ فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ:

(افْتَحْ لَهُ وبشِّره بِالْجَنَّةِ) فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(افْتَحْ لَهُ وبشِّره بِالْجَنَّةِ) فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(افْتَحْ لَهُ وبشِّره بِالْجَنَّةِ) فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بن عفان

= (6910)[8: 3]

صحيح - ((صحيح الأدب المفرد)) (758): ق.

ص: 48

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بشرى عثمان ابن عَفَّانَ بِالْجَنَّةِ كَانَ ذَلِكَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي قَالَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَلِيَ الْخِلَافَةَ وَكَانَ مِنْهُ ما كان

ص: 49

6872 -

أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ: عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي:

(احْفَظِ الْبَابَ) فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ:

(ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ) فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ:

(ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ) فَإِذَا عُمَرُ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ قَالَ: فَسَكَتَ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ:

(ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوًى شَدِيدَةٍ تَصِيبُهُ) فإذا عثمان

= (6911)[8: 3]

صحيح - انظر ما قبله: ق.

ص: 49

ذِكْرُ سُؤَالِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الصَّبْرَ عَلَى مَا أُوعد مِنَ الْبَلَوِي الَّتِي تُصيبه

ص: 49

6873 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ الرَّاسِبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ: عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

أنه كَانَ مُتَّكِئًا فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ يَقُولُ بعودٍ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ ينكُتُ بِهِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 50⦘

(افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ) فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ ففتحتُ لَهُ وبشرتُهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ آخَرُ فَقَالَ:

(افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ) فَإِذَا هُوَ عُمَرُ ففتحتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ آخَرُ فَجَلَسَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ:

(افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوًى) قَالَ: ففتحتُ لَهُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ فبشَّرتُهُ بِالْجَنَّةِ وَقُلْتُ لَهُ الَّذِي قَالَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ صبراً أو قال: الله المستعان!

= (6912)[8: 3]

صحيح - انظر ما قبله: ق.

ص: 49

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عنهما

ص: 50

6874 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ بِحِمْصَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ المُصَفَّى قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

(إِنِّي أُريتُ اللَّيْلَةَ رجُلٌ صَالِحٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ نِيطَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونِيطَ عُمَرُ بِأَبِي بَكْرٍ ونِيطَ عُثْمَانُ بِعُمَرَ)

قَالَ جَابِرٌ: فَلَمَّا قُمنا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: أَمَّا الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنْ نَوْطِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم.

= (6913)[8: 3]

⦗ص: 51⦘

ضعيف - ((الظلال)) (2/ 537/1134).

ص: 50

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ كَانَ عَلَى الْحَقِّ

ص: 51

6875 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ كَهْمَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ: حَدَّثَنِي هَرَمِيُّ بْنُ الْحَارِثِ وَأُسَامَةُ بْنُ خُرَيْمٍ قَالَ: كَانَا يُغَازِيَانِ فَحَدَّثَانِي وَلَا يَشْعُرُ كل واحد منهماأن صَاحِبَهُ حَدَّثَنِيهِ عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ قَالَ:

بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ قَالَ:

(كَيْفَ تَصْنَعُونَ فِي فِتْنَةٍ تَثُورُ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي الْبَقَرِ؟ ) قَالُوا: نَصْنَعُ مَاذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ:

(عَلَيْكُمْ بِهَذَا وَأَصْحَابِهِ) قَالَ: فأسرعتُ حَتَّى عطفتُ إِلَى الرَّجُلِ قُلْتُ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ:

(هَذَا) فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه

= (6914)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (3118).

ص: 51

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ لَمْ يَخْلَعْ نَفْسَهُ لِزَجْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ عنه

ص: 51

6876 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ:

⦗ص: 52⦘

أَنَّهُ أَرْسَلَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِكِتَابٍ إِلَى عَائِشَةَ فَدَفَعَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَتْ: إِنِّي عِنْدَهُ ذَاتَ يوم أنا وحفصة فقال صلى الله عليه وسلم:

(لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رجل يحدثنا) فقلت: يارسول اللَّهِ أَبْعَثُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يَجِيءُ فيحدِّثنا؟ قالت: فسكتَ فقالت حفصة: يارسول اللَّهِ أَبْعَثُ إِلَى عُمَرَ فَيَجِيءُ فَيُحَدِّثُنَا؟ قَالَتْ: فَسَكَتَ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا رَجُلًا فَأَسَرَّ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ دُونَنَا فَذَهَبَ فَجَاءَ عُثْمَانُ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ فَسَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(يَا عُثْمَانُ إِنَّ اللَّهَ لَعَلَّهُ يُقمِّصُكَ قَمِيصًا فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ - ثَلَاثًا -)

قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ كنتِ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ أُنسِيتُهُ كأني لم أسمعه قط

= (6915)[8: 3]

صحيح - ((المشكاة)) (6068).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قيس اللخمي مات سنة أربع وعشرين ومئة وَلَيْسَ هَذَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ صاحب عائشة

ص: 51

ذِكْرُ نَفَقَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي جَيْشِ العسرة

ص: 52

6877 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ:

لَمَّا حُصِر عُثْمَانُ وأُحيط بِدَارِهِ أَشْرَفَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: نشدْتُكُم

⦗ص: 53⦘

بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ انْتَفَضَ بِنَا حِراءُ - قَالَ:

(اثْبُتْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ)؟! قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي غَزْوَةِ الْعُسْرَةِ:

(مَنْ يُنْفِقْ نَفَقَةً متقبَّلَةً)؟ وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ مُعسرون مُجهدون فَجَهَّزْتُ ثُلُثَ ذَلِكَ الْجَيْشِ مِنْ مَالِي؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُوْمَةَ لَمْ يَكُنْ يُشْرَبُ مِنْهَا إِلَّا بِثَمَنٍ فابْتَعْتُها بِمَالِي فجعلتُها لِلْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ فِي أشياء عدَّدَها.

= (6916)[8: 3]

حسن صحيح - ((الصحيحة)) (875) ، ((الإرواء)) (1594).

ص: 52

ذِكْرُ رِضَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الدُّنْيَا

ص: 53

6878 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ: عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ:

أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَبْلَ أَنْ يُصاب بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حنيف فقال: أتخافان أن تكونا قد حمَّلتما الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ؟ قَالَا: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ وَمَا فِيهَا كَثِيرُ فَضْلٍ فَقَالَ: انظُرا أَنْ لَا تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ فَقَالَا: لَا فَقَالَ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا

⦗ص: 54⦘

يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي قَالَ: فَمَا أتت عليه إلا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصيب قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: وَإِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصيب وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَامَ بَيْنَهُمَا فَإِذَا رَأَى خَلَلًا قَالَ: اسْتَوُوا حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فيهم خللاً تقدم فكبر قال: وربما قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ أَوِ النَّحْلِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ قَالَ: فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي الْكَلْبُ - أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ - حِينَ طَعَنَهُ وَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذِي طَرَفَيْنِ لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَشِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَمَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُساً فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ وَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ فَأَمَّا مَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي رَأَيْتُ وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا الْأَمْرُ غَيْرَ أَنَّهُمْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَصَلَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالنَّاسِ صَلَاةً خَفِيفَةً فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ: انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَقَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُهُ بِمَعْرُوفٍ ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ كنتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحبَّان أَنْ يكثُر الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَكْثَرَهُمْ رَقِيقًا فاحتُمل إِلَى بَيْتِهِ فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصبهم مُصِيبَةٌ قَبْلُ يَوْمَئِذٍ فَقَائِلٌ يَقُولُ: نَخَافُ عَلَيْهِ وَقَائِلٌ يَقُولُ لَا بَأْسَ فأُتي بِنَبِيذٍ فَشَرِبَ مِنْهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ ثُمَّ أُتي بِلَبَنٍ فَشَرِبَ مِنْهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فَعَرَفُوا أَنَّهُ مَيِّتٌ وَوَلَجْنَا عَلَيْهِ وَجَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَالَ:

⦗ص: 55⦘

أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ قَدْ كَانَ لَكَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقِدَمِ الْإِسْلَامِ ماقد علمت ثُمَّ استُخلفت فَعَدَلْتَ ثُمَّ شَهَادَةٌ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ لَا عَلَيَّ وَلَا لِي فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ إِذَا إِزَارُهُ يمسُّ الْأَرْضَ فَقَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الغُلام فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى لثوبِك وَأَتْقَى لِرَبِّكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا فَقَالَ: إِنْ وَفَّى مَالُ آلِ عُمَرَ فأدِّه مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَإِنْ لَمْ يفِ بِأَمْوَالِهِمْ فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ وَلَا تعدُهُم إِلَى غَيْرِهِمْ

اذْهَبْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ فَقُلْ لَهَا: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ وَلَا تَقُلْ: أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنِّي لَسْتُ لِلْمُؤْمِنِينَ بِأَمِيرٍ فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدفن مَعَ صَاحِبَيْهِ فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ فَوَجَدَهَا تَبْكِي فَقَالَ لَهَا: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدفن مَعَ صَاحِبَيْهِ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ كُنْتُ أَرَدْتُهُ لِنَفْسِي وَلَأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي فَجَاءَ فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ قَدْ جَاءَ فَقَالَ: ارْفَعَانِي فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا قَالَتْ؟ قَالَ: الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَذِنَتْ لَكَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْطَجِعِ فَإِذَا أَنَا قُبِضْتُ فَسَلِّمْ وَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَإِنْ أذِنت لِي فَأَدْخِلُونِي وَإِنْ رَدَّتْنِي فردُّوني إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ جَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ يَسْتُرْنَهَا فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا قُمْنَا فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ اسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ فَوَلِجَتْ دَاخِلًا ثُمَّ سَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ فَقِيلَ لَهُ: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ قَالَ: مَا أَرَى أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ

⦗ص: 56⦘

الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ راضٍ فَسَمَّى عَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدًا رضي الله عنهم قَالَ: وَلْيَشْهَدْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ -كهيئة التعزية له- فإن أصاب الأمر سعداً فَهُوَ ذَلِكَ وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمر فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ مِنْ عجزٍ وَلَا خِيَانَةٍ! ثُمَّ قَالَ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَأُوصِيهِ بِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنْ يَعْلَمَ لَهُمْ فَيْئَهُمْ وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمتَهُمْ وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَنْ يُقبل مِنْ مُحْسِنِهِمْ ويُعفى عَنْ مُسِيئِهِمْ وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الْأَمْصَارِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ رِدءَ الْإِسْلَامِ وَجُبَاةُ الْمَالِ وَغَيْظُ الْعَدُوِّ وَأَنْ لَا يُؤخذ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضًا وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ خَيْرًا إِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ أَنْ يُؤخذ مِنْهُمْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ فيردَّ فِي فُقَرَائِهِمْ وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوَفَّى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وَأَنْ يُقاتل مِنْ وَرَائِهِمْ وَأَنْ لَا يُكلَّفُوا إِلَّا طَاقَتُهُمْ فَلَمَّا تُوُفِّيَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ خَرَجْنَا بِهِ نَمْشِي فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ فَقَالَتْ: أَدْخِلُوهُ فأُدخل فَوُضِعَ هُنَاكَ مَعَ صَاحِبَيْهِ فَلَمَّا فُرغ مِنْ دَفْنِهِ وَرَجَعُوا اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ وَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَالَ طَلْحَةُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ فَجَاءَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ: عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِلْآخَرَيْنِ: أيُّكما يَتَبَرَّأُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ وَيَجْعَلُهُ إِلَيْهِ وَاللَّهُ عَلَيْهِ وَالْإِسْلَامُ ليَنظُرن أَفْضَلَهُمْ فِي نفسِه وليَحرِصَنَّ عَلَى

⦗ص: 57⦘

صَلَاحِ الْأُمَّةِ قَالَ: فَأَسْكَتَ الشَّيْخَانِ: عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوهُ إِلَيَّ وَاللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لَا آلُوَ عَنْ أَفْضَلِكُمْ قَالَا: نَعَمْ فَجَاءَ بِعَلِيٍّ فَقَالَ: لَكَ مِنَ القِدَمِ وَالْإِسْلَامِ وَالْقَرَابَةِ مَا قَدْ عَلِمْتَ آللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أمَّرتُك لتَعْدِلَنَّ وَلَئِنْ أَمّرتُ عَلَيْكَ لتسمَعَنَّ ولتُطِيعَنَّ؟ ثُمَّ جَاءَ بِعُثْمَانَ فقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ قَالَ لِعُثْمَانَ: ارْفَعْ يَدَكَ فبايعهُ ثُمَّ بَايَعَهُ عَلِيٌّ ثُمَّ ولج أهل الدار فبايعوه.

= (6917)[8: 3]

صحيح: خ (3700).

ص: 53

ذِكْرُ عَهْدِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مَا يَحِلُّ بِهِ مِنْ أُمَّتِهِ بَعْدَهُ

ص: 57

6879 -

أَخْبَرَنَا عِمرانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ:

(وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي بَعْضَ أَصْحَابِي) قَالَتْ: فَقُلْنَا: يارسول اللَّهِ أَلَا نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَسَكَتَ قُلْنَا: عُمَرُ؟ فَسَكَتَ قُلْنَا: عَلِيٌّ؟ فَسَكَتَ قُلْنَا: عُثْمَانُ؟ قَالَ:

(نَعَمْ) قَالَتْ: فَأَرْسَلْنَا إِلَى عُثْمَانَ قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكلِّمهُ وَوَجْهُهُ يتغيَّرُ

قال قيس: فحدثني أبوسهلة:

أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ عهِداً وَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ

⦗ص: 58⦘

قَالَ قَيْسٌ: كَانُوا يرون أنه ذلك اليوم.

= (6918)[8: 3]

صحيح - ((المشكاة)) (6070) ، ((الظلال)) (1175 و 1176).

ص: 57

ذِكْرُ تَسْبِيلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رُومَةَ عَلَى المسلمين

ص: 58

6880 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسيد الْأَنْصَارِيِّ قَالَ:

سَمِعَ عُثْمَانُ أَنَّ وَفْدَ أَهْلَ مِصْرَ قَدْ أَقْبَلُوا فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ أَقْبَلُوا نَحْوَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ فَقَالُوا لَهُ: ادْعُ المصحف فدعا بالمصحف فقالوا لَهُ: افْتَحِ السَّابِعَةَ قَالَ: وَكَانُوا يُسَمُّون سُورَةَ يُونُسَ السَّابِعَةَ فَقَرَأَهَا حَتَّى أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59] قَالُوا لَهُ: قِفْ أَرَأَيْتَ مَا حَمَيت مِنَ الحِمى آللَّهُ أَذِنَ لَكَ بِهِ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرِي؟ فَقَالَ: امضِه! نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا وَأَمَّا الْحِمَى لِإِبِلِ الصَّدَقَةِ فَلَمَّا وَلَدَتْ زَادَتْ إِبِلُ الصَّدَقَةِ فزِدْتُ فِي الْحِمَى لَمَّا زَادَ فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ أَمْضِهِ قَالُوا: فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَهُ بِآيَةٍ آيَةٍ فَيَقُولُ: أَمْضِهِ نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لَهُمْ: مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: مِيثَاقَكَ قَالَ: فَكَتَبُوا عَلَيْهِ شَرْطًا فَأَخَذَ عليهم أن لايَشُقُّوا عَصًا وَلَا يُفَارِقُوا جَمَاعَةً مَا قَامَ لَهُمْ بِشَرْطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ لَا يَأْخُذَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ

⦗ص: 59⦘

عَطَاءً قَالَ: لَا إِنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ وَلِهَؤُلَاءِ الشِّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قال: فرضوا وأقبلوا إِلَى الْمَدِينَةِ رَاضِينَ قَالَ: فَقَامَ فَخَطَبَ فَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ فَلْيَلْحَقْ بِزَرْعِهِ وَمَنْ كَانَ لَهُ ضَرْعٌ فلْيَحْتَلِبْهُ أَلَا إِنَّهُ لَا مَالَ لَكُمْ عِنْدَنَا إِنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ وَلِهَؤُلَاءِ الشِّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فغَضِبَ النَّاسُ وَقَالُوا: هَذَا مَكْرُ بَنِي أُمَيَّةَ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ الْمِصْرِيُّونَ فَبَيْنَمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ إِذَا هُمْ بِرَاكِبٍ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ ويسبُهُّمْ قَالُوا: مَا لَكَ إِنَّ لَكَ الْأَمَانَ مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عاملِه بِمِصْرَ قَالَ: ففتَّشُوهُ فَإِذَا هُمْ بِالْكِتَابِ عَلَى لِسَانِ عُثْمَانَ عَلَيْهِ خاتَمُهُ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ أَنْ يُصلِّبهم أَوْ يُقتِّلهم أَوْ يقطِّع أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ فَأَقْبَلُوا حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَأَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا: أَلَمْ تَرَ إِلَى عَدُوِّ اللَّهِ كَتَبَ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ دَمَهُ قُمْ مَعَنَا إِلَيْهِ قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقُومُ مَعَكُمْ قَالُوا: فَلِمَ كَتَبْتَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ كِتَابًا قَطُّ فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ: أَلِهَذَا تُقَاتِلُونَ أَوْ لِهَذَا تَغْضَبُونَ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى قَرْيَةٍ وَانْطَلَقُوا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ فَقَالُوا: كَتَبْتَ بِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ: إِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ: أَنْ تُقِيمُوا عَلَيَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَوْ يَمِينِي بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا كتبتُ وَلَا أمليتُ وَلَا علمتُ وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْكِتَابَ يُكتبُ عَلَى لِسَانِ الرَّجُلِ وَقَدْ يُنقَشُ الْخَاتَمُ عَلَى الْخَاتَمِ فَقَالُوا: وَاللَّهِ أَحَلَّ اللَّهُ دَمَكَ! وَنَقَضُوا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ فَحَاصَرُوهُ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ

⦗ص: 60⦘

يَوْمٍ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَمَا أَسْمَعُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ رَدَّ عليه السلام إِلَّا أَنْ يَرُدَّ رَجُلٌ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ رُومَةَ مِنْ مَالِي فَجَعَلْتُ رِشائِي فِيهَا كَرِشَاءِ رجلٍ مِنَ المُسلمين؟ قِيلَ: نَعَمْ قَالَ: فَعَلَامَ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا حَتَّى أُفطِرَ عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ؟! أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْأَرْضِ فَزِدْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ؟ قِيلَ: نَعَمْ قَالَ: فَهَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ مُنِعَ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ قَبْلِي؟ أنشدكُمُ اللَّهَ هَلْ سَمِعْتُمْ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ كَذَا وَكَذَا؟ أَشْيَاءَ فِي شَأْنِهِ عَدَّدَها قَالَ: وَرَأَيْتُهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَى فَوَعَظَهُمْ وذكَّرهم فَلَمْ تَأْخُذْ مِنْهُمُ الْمَوْعِظَةُ وَكَانَ النَّاسُ تَأْخُذُ مِنْهُمُ الْمَوْعِظَةُ فِي أَوَّلِ مَا يَسْمَعُونَهَا فَإِذَا أُعيدت عَلَيْهِمْ لَمْ تَأْخُذْ مِنْهُمْ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: افْتَحِي الْبَابَ ووَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى مِنَ اللَّيْلِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ:

(أفطِر عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ) فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: فَأَهْوَى لَهُ بِالسَّيْفِ فاتَّقاهُ بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا فَلَا أَدْرِي أَقْطَعَهَا وَلَمْ يُبِنْهَا أَمْ أَبَانَهَا؟ قَالَ عُثْمَانُ: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَوَّلُ كفٍّ خطَّت المُفَصّل - وَفِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ التُّجيبي فَضَرَبَهُ مِشْقَصًا فنَضَحَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [لبقرة: 137] قَالَ: وَإِنَّهَا فِي الْمُصْحَفِ مَا حُكّت قَالَ: وَأَخَذَتْ بنتُ الفرافِصة - فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ - حُلِيّها ووضعتهُ فِي حِجرها وَذَلِكَ قَبْلَ

⦗ص: 61⦘

أَنْ يُقتل فَلَمَّا قُتِلَ تفاجَّت! عَلَيْهِ قَالَ بَعْضُهُمْ: قَاتَلَهَا اللَّهُ مَا أَعْظَمَ عجِِيزتها! فَعَلِمْتُ أَنَّ أعداء الله لم يُريدوا إلا الدنيا

(1)

.

= (6919)[8: 3]

ضعيف: لجهالة أبي سعيد.

(1)

رجاله ثقات؛ غير أبي سعيد ـ مولى أبي أسيد الأنصاري ـ لم يُوثقه غير المؤلف (5/ 588) ، ولم يروِ عنه غيرُ أبي نضرة؛ فهو مجهول.

وقد انشغل الحافظ في ((الإصابة)) عن بيان حاله بالرد على من ادعى أنه صحابي!

وحديث غيره ـ الذي في آخره ـ لم أعرِفهُ!

ص: 58

ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه بِتَسْبِيلِهِ رُومَةَ

ص: 61

6881 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ: عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ:

قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَجَاءَ عُثْمَانُ فَقِيلَ: هَذَا عُثْمَانُ وَعَلَيْهِ مُلَيَّةٌ لَهُ صَفْرَاءُ قد قنَّع بها رأسه قال: هَهُنا علي؟ قالوا: نعم قال: هَهُنا طَلْحَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

(من ابْتَاعَ مِربد بَنِي فُلَانٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ) فَابْتَعْتُهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا أَوْ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا؟ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ: قَدِ ابْتَعْتُهُ فَقَالَ:

(اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وأجرُهُ لَكَ)؟ قَالَ: فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ: فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(مَنْ يَبْتَاعُ رُومَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ) فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: قَدِ ابْتَعْتُهَا فَقَالَ:

(اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَأَجْرُهَا لَكَ)؟ قَالَ: فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ

⦗ص: 62⦘

قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَقَالَ:

(مَنْ جهَّز هَؤُلَاءِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ) - يَعْنِي جَيْشَ الْعُسْرَةِ - فجهَّزْتُهُم حَتَّى لَمْ يَفْقِدُوا عِقَالًا وَلَا خِطَامًا؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثلاثاً

= (6920)[8: 3]

صحيح - ((المشكاة)) (6066/ التحقيق الثاني).

ص: 61

ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ

ص: 62

6882 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ:

أَنَّ فَاطِمَةَ شَكَتْ مِمَّا تَلْقَى مِنْ أثرِ الرَّحَى فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سبيٌ فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فذهبتُ لِأَقُومَ فَقَالَ:

⦗ص: 63⦘

(عَلَى مَكَانِكُمَا) فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ:

(أَلَا أُعَلِّمُكُما خَيْرًا مِمَّا سألتُماني إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فكبَّرا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ وسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وتَحْمَدَا ثَلَاثًا وثلاثين فهو خيرٌ لكما من خادم)

= (6921)[8: 3]

صحيح: ق ، مضى (5499).

ص: 62

ذِكْرُ مَا كَانَ يَلْبَسُ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ حِينَئِذٍ بالليل

ص: 63

6883 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانَيُّ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ: عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:

شَكَتْ لِي فَاطِمَةُ مِنَ الطَّحِينِ فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِيهِ خَادِمًا قَالَ: فأتتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ تُصادفه فرجَعَتْ مَكَانَهَا فَلَمَّا جَاءَ أُخبِر فَأَتَانَا وَعَلَيْنَا قَطِيفَةٌ إِذَا لَبِسْنَاهَا طُولاً خَرَجَتْ مِنْهَا جُنُوبُنَا وَإِذَا لَبِسْنَاهَا عَرْضًا خرجت منها أقدامنا ورؤوسنا قَالَ:

(يَا فَاطِمَةُ أُخبرت أنكِ جِئْتِ فَهَلْ كَانَتْ لَكِ حَاجَةٌ؟ ) قَالَتْ: لَا قُلْتُ: بَلَى شَكَتْ إِلَيَّ مِنَ الطَّحِينِ فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِيهِ خَادِمًا فَقَالَ:

(أَفَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟! إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تَقُولَانِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وأربعاً وثلاثين:

⦗ص: 64⦘

تسبيحة وتحميدة وتكبيرة)

= (6922)[8: 3]

صحيح - ((التعقيب على حجاب المودودي)) (ص427).

ص: 63

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَذَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مقرونٌ بأذى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 64

6884 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ: عَنْ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ قَالَ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(قد آذيتني) قلت: يارسول اللَّهِ! مَا أُحِبُّ أَنْ أُوذِيَكَ قَالَ:

(مَنْ آذى عليا فقد آذاني)

= (6923)[8: 3]

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (2295).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا هُوَ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ نَسَبَه ابْنُ إِسْحَاقَ إِلَى جَدِّهِ.

وَمَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الجُعْفِي: كُوفِيٌّ كنيتُه أَبُو سَعْدٍ.

ص: 64

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَحَبَّةَ الْمَرْءِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه من الإيمان

ص: 64

6885 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا محمد بن الصباح الْجَرْجَرَائِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ:

⦗ص: 65⦘

عن علي بن أبي طالب قَالَ:

وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَذَرَأَ النَّسْمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ: أَنَّهُ لَا يُحِبُّني إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبغِضُني إلا مُنافِق.

= (6924)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1720).

ص: 64

ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا أَبَا تُرَابٍ

ص: 65

6886 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ:

أَنَّ رَجُلًا جَاءَهُ فَقَالَ: هَذَا فُلَانٌ - أَمِيرٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْمَدِينَةِ - يَدْعُوكَ لتَسُبَّ عَلِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: أَقُولُ مَاذَا؟ قَالَ: تَقُولُ لَهُ: أَبُو ترابٍ فَضَحِكَ سَهْلٌ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا سَمَّاهُ إِيَّاهُ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ لعليٍّ اسمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُ دَخَلَ عليٌّ عَلَى فَاطِمَةَ ثُمَّ خَرَجَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فَقَالَ:

(أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ)؟ قَالَتْ: هُوَ ذَا مُضْطَجِعٌ فِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ رِدَاءَهُ قَدْ سَقَطَ عَنْ ظَهْرِهِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ وَيَقُولُ:

(اجْلِسْ أَبَا تُرَابٍ) وَاللَّهِ مَا كَانَ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُ مَا سَمَّاهُ إِيَّاهُ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

= (6925)[8: 3]

صحيح - ((صحيح الأدب المُفرد)) (654/ 852).

ص: 65

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ فِي تَأْوِيلِهِ جَمَاعَةٌ لَمْ يُحْكِمُوا صِنَاعَةَ الْعِلْمِ

ص: 66

6887 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حدثنا يوسف ابن الْمَاجِشُونِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ:

(أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى)

قَالَ: فأحببتُ أَنْ أَسْأَلَهُ سَعْدًا فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم

= (6926)[8: 3]

صحيح - ((الإرواء)) (2473): ق.

ص: 66

ذِكْرُ الْوَقْتِ الَّذِي خَاطَبَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِهَذَا الْقَوْلِ

ص: 66

6888 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ:

خلَّف رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فِي غَزْوَةِ تبوك فقال: يارسول اللَّهِ تُخَلِّفُني فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟! فَقَالَ:

(أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي)

= (6927)[8: 3]

صحيح - انظر ما قبله.

ص: 66

ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا ذُنُوبَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 67

6889 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا عَلِيُّ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلتَهُنَّ غُفِر لَكَ ـ مَعَ أَنَّهُ مَغْفُورٌ لَكَ ـ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ الله رب السموات السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين)

= (6928)[8: 3]

صحيح لغيره - ((الروض النضير)) (679 و 717).

ص: 67

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه نَاصِرٌ لِمَنِ انْتَصَرَ بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 67

6890 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ يَزِيدُ الرِّشْكُ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:

بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيًّا قَالَ: فَمَضَى عَلِيٌّ فِي السَّرِيَّةِ فَأَصَابَ جَارِيَةً فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: إِذَا لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرْنَاهُ بِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ قَالَ عِمْرَانُ: وَكَانَ

⦗ص: 68⦘

الْمُسْلِمُونَ إِذَا قَدِمُوا مِنْ سَفَرٍ بدأوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَنَظَرُوا إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ فَلَمَّا قَدِمَتِ السَّرِيَّةُ سَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ فقال: يارسول اللَّهِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ عَلِيًّا صَنَعَ كَذَا وَكَذَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: يارسول اللَّهِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ عَلِيًّا صَنَعَ كَذَا وَكَذَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: يارسول اللَّهِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ عَلِيًّا صَنَعَ كَذَا وَكَذَا فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ فقَالَ:

(مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ - ثَلَاثًا - إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤمنٍ بعدي)

= (6929)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (2223).

ص: 67

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه كَانَ نَاصِرَ كُلِّ مَنْ نَاصَرَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 68

6891 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ أَبِي الدُّميك حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَنْ كُنْتُ ولِيّهُ فعلِيٌّ وليُّهُ)

= (6930)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1750) ، ((الروض)) (171).

ص: 68

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْوَلَايَةِ لِمَنْ وَالَى عَلِيًّا وَالْمُعَادَاةِ لِمَنْ عَادَاهُ

ص: 69

6892 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَا: حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ: عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ:

قَالَ عليٌّ: أَنْشُدُ الله كل امرىء سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ لَمَّا قَامَ فَقَامَ أُنَاسٌ فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ يَقُولُ:

(أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى النَّاسِ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ ) قَالُوا: بلى يارسول اللَّهِ قَالَ:

(مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ هَذَا مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ)

فَخَرَجْتُ وَفِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: قَدْ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ

قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَقُلْتُ لِفِطرٍ: كَمْ بَيْنَ هَذَا القول وبين موته؟ قال: مئة يوم

= (6931)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (4/ 331).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ يُرِيدُ بِهِ مَوْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 69

ذِكْرُ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا خَيْبَرَ عَلَى يَدَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 69

6893 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - مَوْلَى ثَقِيفٍ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ

⦗ص: 70⦘

سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لأُعطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رجلاُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ) قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا فَقَالَ:

(أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ ) قَالُوا: تَشْتَكِي عيناه يارسول اللَّهِ قَالَ: فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَلَمَّا جَاءَ بَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يكُن بِهِ وَجَعٌ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَقَالَ علي: يارسول اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ قَالَ:

(انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُم إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يكون لك حُمرُ النعم)

= (6932)[8: 3]

صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (342): ق.

ص: 69

ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه اللَّهَ وَرَسُولَهُ

ص: 70

6894 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي مُنين يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لأدفعنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ إِلَى رجُل يُحبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) فَتَطَاوَلَ الْقَوْمُ

⦗ص: 71⦘

فَقَالَ:

(أَيْنَ عَلِيٌّ)؟ فَقَالُوا: يَشْتَكِي عَيْنَهُ فَدَعَاهُ فَبَزَقَ فِي كَفَّيْهِ وَمَسَحَ بِهِمَا عَيْنَ عَلِيٍّ ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الرَّايَةَ ففتح الله عليه

= (6933)[8: 3]

صحيح: م (7/ 120 ـ 122).

ص: 70

ذِكْرُ وَصْفِ مَا كَانَ يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قُدَّامَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 71

6895 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ:

(لأدفعنَّ الْيَوْمَ اللِّوَاءَ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ) قَالَ عُمَرُ: فَمَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ فَتَطَاوَلْتُ لَهَا فَقَالَ لِعَلِيٍّ:

(قُمْ) فَدَفَعَ اللِّوَاءَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ:

(اذْهَبْ وَلَا تَلْتَفِتْ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ) فَمَشَى هُنَيْهَةً ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ لِلْعَزْمَةِ فَقَالَ: عَلَى مَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوهَا فَقَدْ عَصَمُوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ)

= (6934)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (407/ 12): م.

ص: 71

ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَقَدْ فَعَلَ

ص: 72

6896 -

أَخْبَرَنَا الفضلُ بنُ الحُباب الجُمحِي حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ وَكَانَ عَمِّي عَامِرٌ يرتجز بالقوم وهو يقول:

(والله لولا الله ما اهتدينا ولاتصدقنا وَلَا صَلَّيْنَا)

(وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا فثبِّت الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا)

(وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا)

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(مَنْ هَذَا؟ ) قَالُوا: عَامِرٌ قَالَ:

(غَفَر لَكَ رَبُّكَ يَا عَامِرُ! ) وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ خَصَّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ قال عمر: يارسول اللَّهِ لَوْ مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ خَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ وَهُوَ مَلِكُهُمْ وَهُوَ يقول:

(قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ)

(إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ)

فَنَزَلَ عَامِرٌ فَقَالَ:

(قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ)

فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي فَرَسِ عَامِرٍ فَذَهَبَ لِيَسْفُلَ لَهُ فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ فَكَانَتْ مِنْهَا نفسُهُ وَإِذَا نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ فَأَتَيْتُ

⦗ص: 73⦘

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي فَقُلْتُ: يارسول اللَّهِ بَطَلَ عملُ عَامِرٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَنْ قَالَ هَذَا)؟ قَالَ: قُلْتُ: نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ) ثُمَّ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ فَقَالَ:

(لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) فَجِئْتُ بِهِ أقودُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ فَبَرَأَ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ وَخَرَجَ مَرْحَبٌ فَقَالَ:

(قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ)

(إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تلهَّب)

فَقَالَ علي بن أبي طالب:

(أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمي حَيْدَرَهْ كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ)

(أُوفِيهِمُ بالصّاعِ كيلَ السَّنْدَرَهْ)

قَالَ: فَضَرَبَهُ فَفَلَقَ رَأْسَ مرحبٍ فَقَتَلَهُ وَكَانَ الْفَتْحُ على يدي علي بن أبي طالب.

= (6935)[8: 3]

حسن صحيح - ((فقه السيرة)) (343): م ، وهذا تمام الحديث الآتي (7129).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَكَذَا أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ: (فِي فَرَسِ عَامِرٍ) وَإِنَّمَا هُوَ: فِي تُرس عامر.

ص: 72

ذِكْرُ وَصْفِ خُرُوجِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بِرَايَتِهِ إِلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ الْكَفَرَةِ

ص: 74

6897 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ قَالَ:

سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَقَدْ فارَقَكُمْ أَمْسِ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ وَلَا يُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يبعثُه الْمَبْعَثَ فَيُعْطِيهِ الرَّايَةَ فَمَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ مَا تَرَكَ بَيْضَاءَ وَلَا صفراء إلا سبع مئة دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بها خادماً

= (6936)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (2496).

ص: 74

ذِكْرُ قِتَالِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَقِتَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى تَنْزِيلِهِ

ص: 74

6898 -

أَخْبَرَنَا أحمدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ القُرآن كَمَا قاتلتُ عَلَى تنزِيلِه) قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هو يارسول اللَّهِ؟ قَالَ:

(لَا) قَالَ عُمَرُ: أَنَا هُوَ يارسول اللَّهِ؟ قَالَ:

(لَا وَلَكِنْ خَاصِفُ النَّعْلِ) قَالَ: وكان أعطى علياً نعله يخصِفهُ.

⦗ص: 75⦘

= (6937)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (2487).

ص: 74

ذِكْرُ وَصْفِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَلَى تَأْوِيلِ القرآن

ص: 75

6899 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَأَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عَبِيدة السَّلْمَانِيِّ قَالَ:

ذَكَرَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ الْخَوَارِجَ فَقَالَ: فِيهِمْ رجلٌ مُخدَجُ اليدِ ـ أَوْ مُودنُ اليدِ ـ لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ قَتَلَهُمْ قَالَ: فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ إِي وَرَبِّ الكعبة!

= (6938)[8: 3]

صحيح - ((الروض النضير)) (699) ، ((ظلال الجنة)) (912).

ص: 75

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْخَوَارِجَ مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِلَيْهِ

ص: 75

6900 -

أَخْبَرَنَا عبدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَذَكَرَ- ابْنُ سَلْمٍ آخَرَ مَعَهُ - عَنْ بُكير بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ ـ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُ:

أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ وَهُوَ مَعَ عَلِيٍّ فَقَالُوا: لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: كَلِمَةُ حَقٍّ أُريدَ بِهَا بَاطِلٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 76⦘

وَصَفَ أُنَاسًا إِنِّي لَأَعْرِفُ وَصْفَهُمْ فِي هَؤُلَاءِ:

(يَقُولُونَ الْحَقَّ بِأَلْسِنَتِهِمْ لَا يَجُوزُ هَذَا مِنْهُمْ - وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ - مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ فِيهِمْ أسودُ إِحْدَى يديهِ حلمةُ ثَدْيٍ) فَلَمَّا قَتَلَهُمْ عليٌّ رضي الله عنه قَالَ: انظُروا فَنَظَرُوا فَلَمْ يجدوا فقال: ارجعوا فو الله مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ وَجَدُوهُ فِي خَرِبَةٍ فَأَتَوْا بِهِ حَتَّى وَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.

قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَأَنَا حَاضِرٌ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ وَقَوْلِ عليٍّ فِيهِمْ.

= (6939)[8: 3]

صحيح: م (3/ 112 _ 113).

ص: 75

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالشِّفَاءِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه مِنْ عِلَّتِه

ص: 76

6901 -

أَخْبَرَنَا عُمرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى وَمُحَمَّدٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ:

كُنْتُ شَاكِيًا فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجْلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَارْفَعْنِي وَإِنْ كَانَ بَلَاءً فصبِّرني فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كَيْفَ قُلْتَ)؟ فَأَعَادَ عَلَيْهِ قَالَ: فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ:

(اللَّهُمَّ عَافِهِ أَوِ اشْفِهِ) - شُعْبَةُ الشَّاكُّ - قَالَ: فَمَا اشْتَكَيْتُ وَجَعِي ذلك ـ بعد ـ.

⦗ص: 77⦘

= (6940)[8: 3]

ضعيف - ((المشكاة)) (6098).

ص: 76

ذِكْرُ تَخْفِيفِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَنْ هَذِهِ الأمة بعلي ابن أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه الصَّدَقَةَ بَيْنَ يدي نجواهم

ص: 77

6902 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ الْأَنْمَارِيِّ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ:

لَمَّا نَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} [المجادلة: 12] قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا تَرَى دِينَارًا)؟ قُلْتُ: لَا يُطيقونه قَالَ:

(فَكَمْ)؟ قُلْتُ: شَعِيرَةٌ قَالَ:

(إِنَّكَ لَزَهِيدٌ) فَنَزَلَتْ {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صدقات

} الآية [المجادلة: 13] قَالَ: فَبِي خَفَّفَ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ

= (6941)[8: 3]

ضعيف - ((الترمذي)) (3297).

ص: 77

6903 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو صَخْرَةَ - ببغداد بين السورين -قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ الْأَنْمَارِيِّ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:

⦗ص: 78⦘

لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فقدِّموا بين يدي نجواكم صدقة} [المجادلة: 12] قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ:

(يَا عَلِيُّ مُرْهُمْ أَنْ يَتَصَدَّقُوا) قَالَ: يارسول اللَّهِ بِكَمْ؟ قَالَ:

(بِدِينَارٍ) قَالَ: لَا يُطِيقُونَهُ قال:

(فبنصف دينار) قال: لايطيقونه قَالَ:

(فَبِكَمْ)؟ قَالَ: بِشَعِيرَةٍ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ:

(إِنَّكَ لَزَهِيدٌ) قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقدِّموا بَيْنَ يدي نجواكم صدقات فإذ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وآتوا الزكاة} [المجادلة: 13] قَالَ: فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: بِي خُفِّفَ عَنْ هذه الأمة

= (6942)[48: 3]

ضعيف - انظر ما قبله.

ص: 77

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ كَانَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَرَحْمَتُهُ وَقَدْ فَعَلَ

ص: 78

6904 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدِ بن جهمان: عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً)

قَالَ: أَمسِك خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه سَنَتَيْنِ وَعُمَرَ رضي الله عنه عَشْرًا وَعُثْمَانَ رضي الله عنه اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَعَلِيٍّ رضي الله عنه سِتًّا.

⦗ص: 79⦘

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: سفينةُ الْقَائِلُ: أَمْسِكْ؟ قَالَ: نَعَمْ

= (6943)[8: 3]

حسن صحيح - تقدم (6623).

ص: 78

ذِكْرُ وَصْفِ تَزْوِيجِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَاطِمَةَ رضي الله عنها وَقَدْ فَعَلَ

ص: 79

6905 -

أَخْبَرَنَا أَبُو شَيْبَةَ دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْبَغْدَادِيُّ بِالْفُسْطَاطِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال: يارسول اللَّهِ قَدْ عَلِمْتَ مُناصحتي وقِدَمي فِي الْإِسْلَامِ وَإِنِّي وَإِنِّي

قَالَ:

(وَمَا ذَاكَ)؟ قَالَ: تُزوِّجُني فَاطِمَةَ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: قَدْ هلكتُ وأهلكتُ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: خطبتُ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْرَضَ عَنِّي قَالَ: مَكَانَكَ حَتَّى آتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأطلبَ مِثْلَ الَّذِي طَلَبْتَ فأَتى عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَعَدَ بين يديه فقال: يارسول اللَّهِ قَدْ عَلِمْتَ مُنَاصَحَتِي وقَدِمي فِي الْإِسْلَامِ وَإِنِّي وَإِنِّي

قَالَ:

(وَمَا ذَاكَ)؟ قَالَ: تزوِّجني فَاطِمَةَ فَسَكَتَ عَنْهُ فَرَجَعَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ يَنْتَظِرُ أَمْرَ اللَّهِ فِيهَا قُمْ بِنَا إِلَى عَلِيٍّ حَتَّى نأمُرَهُ يَطْلُبُ مِثْلَ الَّذِي طَلَبْنَا قَالَ عَلِيٌّ: فَأَتَيَانِي وَأَنَا أُعالج فَسِيلًا لِي فَقَالَا: إِنَّا جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ ابْنِ عَمِّكِ بِخِطْبَةٍ قَالَ عَلِيٌّ: فنبَّهاني لأمرٍ فقُمتُ أجرُّ رِدَائِي حَتَّى

⦗ص: 80⦘

أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فقلت: يارسول اللَّهِ قَدْ عَلِمتَ قِدَمي فِي الْإِسْلَامِ وَمُنَاصَحَتِي وَإِنِّي وَإِنِّي

قَالَ:

(وَمَا ذَاكَ)؟ قُلْتُ: تزوِّجني فَاطِمَةَ قَالَ:

(وَعِنْدَكَ شَيْءٌ) قُلْتُ: فَرَسي وبُدْني قَالَ:

(أَمَّا فَرَسُك فَلَا بُدَّ لَكَ مِنْهُ وأما بُدْنُكَ فَبِعْها) قال: فبعتُها بأربع مئة وَثَمَانِينَ فجئتُ بِهَا حَتَّى وَضَعْتُهَا فِي حِجْرِهِ فَقَبَضَ مِنْهَا قَبْضَةً فَقَالَ:

(أَيْ بِلَالُ ابْتَغِنَا بِهَا طِيبًا) - وَأَمَرَهُمْ أَنْ يجهِّزُوها - فَجَعَلَ لَهَا سَرِيرًا مُشْرَطًا بِالشَّرْطِ وَوِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَقَالَ لِعَلِيٍّ:

(إِذَا أَتَتْكَ فَلَا تُحْدِث شَيْئًا حَتَّى آتِيك) فَجَاءَتْ مَعَ أُمِّ أَيْمَنَ حَتَّى قَعَدتْ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ وَأَنَا فِي جَانِبٍ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(هَا هُنَا أَخِي)؟ قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: أَخُوكَ وَقَدْ زوَّجته ابْنَتَكَ؟ قَالَ:

(نَعَمْ) وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ فقال لفاطمة:

(ائْتِيني بِمَاءٍ) فَقَامَتْ إِلَى قَعْبٍ فِي الْبَيْتِ فَأَتَتْ فِيهِ بِمَاءٍ فَأَخَذَهُ صلى الله عليه وسلم ومجَّ فِيهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا:

(تَقدَّمي) فَتَقَدَّمَتْ فنَضَحَ بَيْنَ ثَدْيَيْهَا وَعَلَى رَأْسِهَا وَقَالَ:

(اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وذُرِّيَّتها مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لَهَا:

(أَدْبِرِي) فَأَدْبَرَتْ فصَبَّ بَيْنَ كَتِفَيْها وَقَالَ:

(اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) ثم قال صلى الله عليه وسلم:

(ائْتُوني بِمَاءٍ) قَالَ عَلِيٌّ: فعلمتُ الَّذِي يُرِيدُ فقمتُ فَمَلَأْتُ القَعْبَ

⦗ص: 81⦘

مَاءً وأتيتُهُ بِهِ فَأَخَذَهُ ومجَّ فِيهِ ثُمَّ قَالَ لِي:

(تَقَدَّمْ) فَصَبَّ عَلَى رَأْسِي وَبَيْنَ ثدييَّ ثُمَّ قَالَ:

(اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهُ بِكَ وذُرِّيَّتهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) ثُمَّ قَالَ:

(أَدْبِرْ) فأدبرتُ فصبَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ وَقَالَ:

(اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهُ بِكَ وذُرِّيَّتهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ:

(ادخُلْ بِأَهْلِكَ بِسْمِ الله والبركة)

= (6944)[8: 3]

ضعيف الإسناد ، منكر المتن.

ص: 79

ذِكْرُ مَا أَعْطَى عَلِيٌّ رضي الله عنه في صَداق فاطمة

ص: 81

6906 -

حدثنا أبويعلى قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

لَمَّا تزوَّج عَلِيٌّ فَاطِمَةَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(أعطِهَا شَيْئًا) قال: ماعندي شيءٌ قال:

(فأين دِرْعُكَ الحُطَمِيَّةُ؟ )

= (6945)[8: 3]

صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1849).

ص: 81

ذكر وصف الدرع الحُطَمِيَّة الني ذكرناها

ص: 81

6907 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ - زَاجٌ -حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَاضِي سَمَرَقَنْدَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ

⦗ص: 82⦘

عَنْ عِكْرِمَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ:

مَا استحلَّ علي فاطمة إلا بِبَدَنٍ من حديد

= (6946)[8: 3]

صحيح - انظر ما قبله.

ص: 81

ذِكْرُ وَصْفِ مَا جُهِّزت بِهِ فَاطِمَةُ حِينَ زُفَّت إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما

ص: 82

6908 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَلَّالُ - بِوَاسِطَ - حَدَّثَنَا شعيب ابن أَيُّوبَ الصَّرِيفِينِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:

جَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فِي خميلة وَوِسادة أدمٍ ـ حَشْوُها ليف ـ.

= (6947)[8: 3]

ضعيف - ((التعليق الرغيب)) (4/ 119).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْخَمِيلَةُ: قَطِيفَةٌ بَيْضَاءُ مِنَ الصُّوفِ

وصَرِيفِين: قَرْيَةٌ بِوَاسِطَ

ص: 82

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا قَالَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ عِنْدَ خِطْبَتهما إِلَيْهِ ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ عِنْدَ إِعْرَاضِهِ عَنْهُمَا فِيهِ

ص: 82

6909 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ - بِنَسَا - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا الفضلُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَاطِمَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 83⦘

(إِنَّهَا صَغِيرةٌ) فخَطَبَهَا علي فزوَّجَها منه.

= (6948)[8: 3]

صحيح - ((المشكاة)) (6095).

ص: 82

ذكر إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 83

6910 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي عديُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: سمِعتُ الْبَرَاءَ يقول:

لما توفي إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إنَّ لَهُ مُرْضِعاً في الجَنَّةِ)

= (6949)[8: 3]

صحيح - ((الضعيفة)) تحت الحديث (3202): ق.

ص: 83

ذِكْرُ مَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لابنه إبراهيم

ص: 83

6911 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ وَالْأَشَجُّ قَالَا: حَدَّثَنَا ابنُ عُليّة عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْحَمُ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُهُ مُستَرْضِعاً فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَكَانَ ظِئرُهُ قَيْنًا فيأخذُهُ فيقبّلُهُ ويرجِعُ قَالَ عَمْرٌو: فَلَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ ابْنِي إِبْرَاهِيمَ كَانَ فِي الثَّدْيِ وَإِنَّ له ظِئْرَين تُكْمِلانِ رَضَاعَه في الجنة)

⦗ص: 84⦘

= (6950)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (2493): م.

ص: 83

ذِكْرُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ابْنَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ عَنْهَا وَقَدْ فَعَلَ

ص: 84

6912 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وآسية امرأة فرعون)

= (6951)[8: 3]

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (1508).

ص: 84

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ فَاطِمَةَ تَكُونُ فِي الْجَنَّةِ سَيِّدَةَ النِّسَاءِ فِيهَا ـ خَلَا مَرْيَمَ ـ

ص: 84

6913 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

قلتُ لِفَاطِمَةَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: رأيتُكِ أَكْبَبْتِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ فبكيتِ ثُمَّ أكببتِ عَلَيْهِ الثَّانِيَةَ فضَحِكْتِ قَالَتْ: أكببتُ عَلَيْهِ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ ميِّتٌ فبكَيْتُ ثُمَّ أكببتُ عَلَيْهِ الثَّانِيَةَ فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقاً بِهِ وَأَنِّي سَيِّدةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجنة إلا مريم بنت عمران فضحِكتُ.

= (6952)[8: 3]

⦗ص: 85⦘

حسن صحيح - ((الصحيحة)) (2948).

ص: 84

ذِكْرُ إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ أَنَّهَا أَوَّلُ لاحقٍ بِهِ مِنْ أَهْلِهِ بعد وفاته

ص: 85

6914 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - مَوْلَى ثَقِيفٍ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ: عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:

مَا رأيتُ أَحَدًا كَانَ أشبهَ كَلَامًا وَحَدِيثًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فَاطِمَةَ وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا وَقَبَّلَهَا ورحَّبَ بِهَا وَأَخَذَ بِيَدِهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ وَكَانَتْ هِيَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ فقبَّلَتْهُ وَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَأَسَرَّ إِلَيْهَا فبكتْ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا فَضَحِكَتْ فَقَالَتْ: كنتُ أحسبُ أنَّ لهذِهِ الْمَرْأَةِ فَضْلًا عَلَى النَّاسِ فَإِذَا هِيَ امرأةٌ منهنَّ بَيْنَا هِيَ تَبْكِي إِذَا هِيَ تَضْحَكُ! فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: أسرَّ إِلَيَّ أَنَّهُ ميتٌ فبكيتُ ثُمَّ أسرَّ إِلَيَّ فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أوَّل أَهْلِهِ لُحُوقًا به فضحكتُ.

= (6953)[8: 3]

صحيح - ((المشكاة)) (4689) ، ((نقد نصوص حديثية)) (44 - 45).

ص: 85

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يصرِّح بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 85

6915 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:

⦗ص: 86⦘

دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فسارَّها بِشَيْءٍ فبكتْ ثُمَّ دَعَاهَا فسارَّها بِشَيْءٍ فضَحِكتْ قَالَتْ عَائِشَةُ: فسألتُها عَنْ ذَلِكَ بَعْدَهُ فَقَالَتْ: سارَّني النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَرَّةٍ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُقبضُ فِي مَرَضِهِ فبكيتُ ثُمَّ سارَّني فأخبرني أني أولُ أهِلهِ لحوقا بهِ فضحِكتُ.

= (6954)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (2948): ق.

ص: 85

ذِكْرُ زَجْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْكِحَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ ابْنَتِهِ

ص: 86

6916 -

أَخْبَرَنَا الفضلُ بْنُ الحُباب حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ:

(إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيًّا عَلَى ابْنَتِي فَلَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ إِلَّا أَنْ يُحِبَّ عليٌّ أَنْ يُطَلِّق ابْنَتِي ويَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ فَإِنَّمَا ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي يَرِيبُني مَا رابها ويُؤذِيني ما آذاها)

= (6955)[8: 3]

صحيح - ((الإرواء)) (8/ 293/2676): ق.

ص: 86

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْفِعْلَ لَوْ فَعَلَهُ عَلِيٌّ كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا وَإِنَّمَا كَرِهَهُ صلى الله عليه وسلم تَعْظِيمًا لِفَاطِمَةَ لَا تَحْرِيمًا لهذا الفعل

ص: 86

6917 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو

⦗ص: 87⦘

بْنِ حَلْحَلَةَ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حَدَّثَهُ: عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ

أَنَّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ قَالَ: فسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يخطُبُ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ وَأَنَا يومئذٍ كالمحتلِمِ فَقَالَ:

(إِنَّ فاطِمة مِنِّي وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُفتن فِي دِينِها) وذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ فَأَحْسَنَ قَالَ:

(حَدَّثَنِي فصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وبنتُ عدُوِّ اللَّهِ مَكَانًا واحِداً أبداً! )

= (6956)[8: 3]

صحيح - ((الإرواء)) (8/ 293/2676)، ((صحيح أبي داود)) (1805): ق.

ص: 86

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه لَمَّا بَلَغَه هَذَا الْقَوْلُ عَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَمْسَكَ عَنْ خِطْبَتِهِ تِلْكَ

ص: 87

6918 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ:

أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ فأتتْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ النَّاسَ يزعُمُون أَنَّكَ لَا تغضبُ لبناتِكَ وَهَذَا عليٌّ ناكحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ قَالَ الْمِسْوَرُ: فَشَهِدْتُهُ صلى الله عليه وسلم حِينَ تَشَهَّدَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى

⦗ص: 88⦘

عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:

(أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ ابْنَتِي فحدَّثَني فصَدَقَني وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَا تجتمعُ عِنْدَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِنْتُ عَدُوِّ الله) فأمسك علي عن الخطبة

= (6957)[8: 3]

صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1806): ق دون قوله: فحمد الله ، وأثنى عليه.

ص: 87

ذِكْرُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 88

6919 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ هانىء بن هانىء: عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:

لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سمَّيتُهُ حَرْبًا فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ)؟ قُلْنَا: حَرْبًا قَالَ: (لَا بَلْ هُوَ حَسَنٌ) فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سمَّيتُهُ حَرْبًا فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(أَرُوني ابْنِي مَا سمَّيتُموهُ)؟ قُلْنَا: حَرْبًا قَالَ:

(بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ) فَلَمَّا وُلِدَ لِي الثالثُ سمَّيتُهُ حَرْبًا فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(أَرُوني ابْنِي مَا سَمَّيتُموهُ)؟ فَقُلْنَا: سمَّيناهُ حَرْبًا قَالَ:

(بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ) ثُمَّ قَالَ:

(إِنَّمَا سَمَّيتُهم بِوَلَدِ هارون: شَبْر وشُبير ومُشَبِّر)

⦗ص: 89⦘

= (6958)[8: 3]

ضعيف - ((الضعيفة)) (3706).

ص: 88

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سِبْطَيِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يكونا في الجنة سيدا شباب أهل الجنة ماخلا ابني الخالة

ص: 89

6920 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - مَوْلَى ثَقِيفٍ- حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكين حَدَّثَنَا الحكمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعمٍ حَدَّثَنِي أَبِي: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا ابْنَيِ الْخَالَةِ: عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ويحيى بن زكريا)

= (6959)[8: 3]

صحيح إلا الإستثناء ـ ((الصحيحة)) (796) ، ((المشكاة)) (6154).

ص: 89

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ المَلَكَ بَشَّرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بهذا الذي وصفناه

ص: 89

6921 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَيْسَرَةَ النَّهْدِيِّ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ: عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:

أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ خَرَجَ فاتَّبَعْتُهُ فَقَالَ:

(عَرَض لِي ملكٌ اسْتَأْذَنَ ربّهُ أَنْ يُسلِّم عَلَيَّ وبشّرِني أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أهل الجنة)

= (6960)[8: 3]

⦗ص: 90⦘

صحيح - ((الصحيحة)) (796).

ص: 89

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِالرَّحْمَةِ

ص: 90

6922 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ النَّقَالُ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ: عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يأخُذُني فيُقعِدُني عَلَى فَخِذِهِ ويُقْعِدُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى ثُمَّ يَقُولُ:

(اللَّهُمَّ إِنِّي أَرْحَمُهُما فارْحَمْهُما)

= (6961)[8: 3]

صحيح: خ.

ص: 90

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِالْمَحَبَّةِ

ص: 90

6923 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شعبة عن عدي بن ثابت قال: سمعت الْبَرَاءَ يَقُولُ:

رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَامِلًا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى عاتِقِهِ وهو يقول:

(اللهم إني أُحِبُّهُ فأحِبّهُ)

= (6962)[8: 3]

صحيح: ق.

ص: 90

ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لمحبِّي الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا

ص: 90

6924 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا

⦗ص: 91⦘

يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا ورقاءُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ فَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ فَقَالَ:

(ادْعُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ) فَجَاءَ الْحَسَنُ يَمْشِي - وَفِي عُنُقِهِ الشِّحَابُ - فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ هَكَذَا فَقَالَ الْحَسَنُ بِيَدِهِ ـ هَكَذَا ـ فَأَخَذَهُ وَقَالَ:

(اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فأحِبّهُ وأحِب مَنْ يُحِبُّه)

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَا كان أحدا أحبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بعدَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما قال

= (6963)[8: 3]

صحيح - ((الضعيفة)) تحت الحديث (3486): ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بِالشِّينِ وَالْحَاءِ وَإِنَّمَا هُوَ (السِّخاب) بالسين والخاء

ص: 90

ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِنَّهُ رَيْحَانَتُهُ مِنَ الدُّنْيَا

ص: 91

6925 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرَةَ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا وَكَانَ الْحَسَنُ يَجِيءُ وَهُوَ صَغِيرٌ فَكَانَ كُلَّمَا سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَبَ عَلَى رَقَبَتِهِ وظهرِهِ فَيَرْفَعُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رأسهُ

⦗ص: 92⦘

رَفَعًا رَقِيقًا حَتَّى يَضَعَهُ فَقَالُوا: يارسول الله إنك تصنع بهذا الغلام شيئاً مارأيناك تصنعُهُ بِأَحَدٍ فَقَالَ:

(إِنَّهُ رَيْحَانتي مِنَ الدُّنْيَا إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يُصْلِحَ به بين فئتين من المسلمين)

= (6964)[8: 3]

حسن - ((الصحيحة)) (564).

ص: 91

ذِكْرُ تَقْبِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى سُرَّتهِ

ص: 92

6926 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ: عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:

كُنْتُ أَمْشِي مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي طُرُقِ المدينةِ فلقِينا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ لِلْحَسَنِ: اكْشِفْ لِي عَنْ بَطْنِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَتَّى أُقبِّلَ حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقبِّلُهُ قَالَ: فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ فقبَّلَ سُرَّتَهُ

وَلَوْ كانت من العورة ما كشفها.

= (6965)[8: 3]

ضعيف - مضى (5566).

ص: 92

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ

ص: 92

6927 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَعِيدٍ الْجُعْفِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ:

⦗ص: 93⦘

(مَنْ سَرَّهُ أَنْ ينظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ) فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُهُ.

= (6966)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (4003).

ص: 92

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بِالْمَحَبَّةِ

ص: 93

6928 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

(1)

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ النَّبَّالُ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَخْبَرَنِي أَبِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ:

طرقتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ لِبَعْضِ الْحَاجَةِ وَهُوَ مشتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشتَمِلٌ عَلَيْهِ؟ فَكَشَفَ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَى فَخِذَيْهِ فَقَالَ:

(هَذَانِ ابْنَايَ وَابْنَا ابْنَتِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّهُما فأَحِبَّهُما)

= (6967)[8: 3]

ضعيف - انظر التعليق السابق.

⦗ص: 94⦘

(1)

في ((المصنف)) (12/ 97/12231).

وإسنادُه ضعيف؛ لسوء حفظ الزمعي.

وشيخه عبد الله مجهول ـ عند الذهبي والعسقلاني ـ؛ وإن وثَّقَهُ المؤلف (7/ 53 و 8/ 337)!

ومثله النبَّال.

ص: 93

ذكر العلة الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا حُرِم أَوْلَادُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الدُّنْيَا

ص: 94

6929 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ

(1)

: عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:

بَلَغَ ابْنَ عُمَرَ - وَهُوَ بمالٍ لهُ - أَنَّ الحُسين بْنَ عَلِيٍّ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَى الْعِرَاقِ فلَحِقَهُ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ فَقَالَ: هَذِهِ كتبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَبَيْعَتُهُمْ فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ فَأَبَى فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فخيَّرَهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ وَلَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا وَإِنَّكَ بَضْعةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَذَلِكَ يُرِيدُ مِنْكُمْ فَأَبَى فاعَتَنَقَهُ ابْنُ عمر وقال: أستَودِعُك الله! والسلام!

= (6968)[8: 3]

حسن - انظر التعليق السابق.

⦗ص: 95⦘

(1)

وثقهُ المؤلفُ (7/ 610 و 9/ 256) ، وروى عنه ثلاثة من الثقات؛ كما بيَّنتُه في ((التيسير))؛ فهو حسن الحديث - إن شاء الله -.

وروايته عن عبد الله بن عمر: في ((الصحيحين))؛ كما في ((تهذيب المزي)).

والحديث ذكره الذهبي في ((السّير)) (3/ 292) ، وسكت عنه.

ص: 94

ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: (إِنَّهُ ريحانتُه مِنَ الدُّنْيَا)

ص: 95

6930 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ قَالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ - قَالَ شُعْبَةُ: سَأَلَهُ عَنِ الُمحرِم يقتلُ الذُّبَابَ - فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: يَسْأَلُونِي عَنْ قَتْلِ الذُّبَابِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هُمَا رَيْحَانَتَيّ مِنَ الدُّنْيَا)

ابْنُ أبي نُعم: هو عبد الرحمن

= (6969)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (564): خ.

ص: 95

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَحَبَّةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ مَقْرُونَةٌ بِمَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 95

6931 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ

(1)

عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَثِبَانِ عَلَى ظَهْرِهِ فيُبَاعِدهما النَّاسُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(دعُوهما ـ بِأَبِي هُمَا وَأُمِّي ـ مَنْ أَحَبَّنِي فليُحِب هذينِ)

⦗ص: 96⦘

= (6970)[8: 3]

حسن - ((الصحيحة)) (4002).

(1)

قلت: وعنه أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 95/12223) ، وإسناده حسن.

ص: 95

ذِكْرُ إِثْبَاتِ مَحَبَّةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِمُحِبِّي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ

ص: 96

6932 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا وهيب بْنُ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثيم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ: عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ:

أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى طَعَامٍ دُعُوا له فإذا حسين مع الصبيان يلعب فَاسْتَقْبَلَ أَمَامَ الْقَوْمِ ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ فَجَعَلَ الصبي يَفِرُّ هَهُنا مرة وهَهُنا مَرَّةً وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُضاحكه حَتَّى أَخَذَهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقْنِهِ وَالْأُخْرَى تَحْتَ قَفَاهِ ثُمَّ قَنَّعَ رَأْسَهُ فَوَضَعَ فاهُ عَلَى فِيهِ فقبَّلَهُ وَقَالَ:

(حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أحبَّ اللَّهُ مَنْ أحب حُسيناً حسين سبط من الأسباط)

= (6971)[8: 3]

حسن ـ ((الصحيحة)) (1227).

ص: 96

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ كَانَ يُشَبَّه بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 96

6933 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: حدَّثني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ زِيَادٍ إِذْ جِيءَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ قَالَ: فَجَعَلَ يقولُ

⦗ص: 97⦘

بقَضِيبِهِ فِي أَنْفِهِ وَيَقُولُ: مَا رأيتُ مِثْلَ هَذَا حُسْناً! فَقُلْتُ: أَمَا إنَّهُ كَانَ مِنْ أشبَهِهمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

= (6972)[8: 3]

صحيح - ((المشكاة)) (6170/ التحقيق الثاني): خ.

ص: 96

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالَمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْخَبَرِ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ

ص: 97

6934 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قال:

لم يكن أحداً أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي

= (6973)[8: 3]

صحيح: خ.

ص: 97

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْفَاصِلِ بَيْنَ هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ اللَّذَيْنِ تضادَّا في الظاهر

ص: 97

6935 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا اسرائيل عن أبي إسحاق عن هانىء بن هانىء: عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:

الْحَسَنُ أشبهُ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ - وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ أسفل من ذلك -.

= (6974)[8: 3]

ضعيف.

ص: 97

ذِكْرُ مُلَاعَبَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ الله عليهما

ص: 98

6936 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بقية

(1)

أخبرنا خالد ابن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُدْلِعُ لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرةَ لِسَانِهِ فَيَهشُّ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: أَلَا أَرَاهُ يصنعُ هَذَا بِهَذَا فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَكُونُ لِيَ الْوَلَدُ قَدْ خَرَجَ وجْهُهُ وَمَا قَبَّلْتُهُ ـ قطُّ ـ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(مَنْ لَا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ)

= (6975)[8: 3]

حسن: انظر التعليق.

(1)

ومِن طريقه: أخرجه أبو الشيخ في ((أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم)) (ص 78)؛ دون قول عيينة .... إلخ.

وإسناده حسن؛ للخلاف المعروف في محمد بن عمرو - وهو ابنُ علقمة الليثي -.

ووقع عنده: الحسن ، مكان: الحسين، ولعله الصواب؛ فإنه كذلك في ((الموارد)) (2236) ، وفي قصةٍ أُخرى تشبه هذه من رواية الشيخين ، وقد تقدمت (458).

ص: 98

ذكر الخبر المصرح بأن هؤلاء الأربع الذين تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُمْ أَهْلُ بَيْتِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 98

6937 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ شَدَّادِ أَبِي

⦗ص: 99⦘

عَمَّارٍ: عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ:

سَأَلْتُ عَنْ عَلِيٍّ فِي مَنْزِلِهِ فَقِيلَ لِي: ذَهَبَ يَأْتِي بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَخَلْتُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْفِرَاشِ وَأَجْلَسَ فَاطِمَةَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَلِيًّا عَنْ يَسَارِهِ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ:

({إِنَّمَا يريدُ اللَّهُ ليُذْهِب عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل البيت ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب: 33] اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي) قَالَ وَاثِلَةُ: فَقُلْتُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ: وَأَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ:

(وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِي).

قَالَ وَاثِلَةُ: إنها لمن أرجى ما أرتَجِي.

= (6976)[8: 3]

صحيح - ((الروض)) (976 و 1190).

ص: 98

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَحَبَّةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَقْرُونَةٌ بِمَحَبَّةِ فَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَكَذَلِكَ بغضُه بِبُغْضِهِمْ

ص: 99

6938 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ صُبَيْحٍ - مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ -: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ:

(أَنَا حربٌ لِمَنْ حاربكم وسِلْمٌ لمن سالَمَكُمْ)

= (6977)[8: 3]

⦗ص: 100⦘

ضعيف - ((الضعيفة)) (6028).

ص: 99

ذِكْرُ إِيجَابِ الْخُلُودِ فِي النَّارِ لمُبْغِض أَهْلِ بَيْتِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 100

6939 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ - بِالرَّقَّةِ - قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يبغِضُنا أَهْلَ الْبَيْتِ رجلٌ إِلَّا أدخله الله النار)

= (6978)[109: 2]

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (2488).

ص: 100

ذِكْرُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ

ص: 100

6940 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُصعِدِين فِي أحدٍ فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ظَهْرِهِ ليَنْهَضَ عَلَى صَخْرَةٍ فَلَمْ يَسْتَطِعْ فَبَرَكَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ تَحْتَهُ فَصَعِدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظَهْرِهِ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الصَّخْرَةِ قَالَ الزُّبَيْرُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(أَوجَبَ طَلْحَةُ) ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَأَتَى المِهراس وَأَتَاهُ بِمَاءٍ فِي دَرَقَتِهِ فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ

⦗ص: 101⦘

يَشْرَبَ مِنْهُ فَوَجَدَ لَهُ رِيحًا فعافَهُ فَغَسَلَ بِهِ الدَّمَ الَّذِي فِي وَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ:

(اشْتَدَّ غضبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ دَمَّى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

= (6979)[8: 3]

حسن - ((الصحيحة)) (945)

(1)

.

(1)

وله شاهد عن أبي هريرة؛ في ((فقه السيرة)) (ص 37 ـ المخطوطة).

ص: 100

ذِكْرُ وَصْفِ الْجِرَاحَاتِ الَّتِي أُصِيبَ طَلْحَةُ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 101

6941 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سوَّار عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ

(1)

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه:

لَمَّا صُرِف النَّاسُ يَوْمَ أُحُدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كنت أَوَّلَ مَنْ جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَجُلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ يُقَاتِلُ عَنْهُ وَيَحْمِيهِ فَجَعَلْتُ أَقُولُ: كُنْ طَلْحَةَ - فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي مَرَّتَيْنِ - قَالَ: ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ خَلْفِي كَأَنَّهُ طَائِرٌ فَلَمْ أنشَبْ أَنْ أَدْرَكَنِي فَإِذَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ

⦗ص: 102⦘

فدَفَعْنا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَإِذَا طَلْحَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ صَرِيعٌ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(دُونَكُمْ أَخُوكُمْ فَقَدْ أَوْجَبَ) قَالَ: وَقَدْ رُمِي فِي جَبْهَتِهِ ووجْنتِهِ فَأَهْوَيْتُ إِلَى السَّهْمِ الَّذِي فِي جَبْهَتِهِ لأنزِعَهُ فَقَالَ لِي أَبُو عُبَيْدَةَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ يَا أَبَا بَكْرٍ إِلَّا تَرَكْتَنِي قَالَ: فَتَرَكْتُهُ فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ السَّهْمَ بِفِيهِ فَجَعَلَ يُنَضْنِضُه ويكرَهُ أَنْ يُؤْذِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ استلَّهُ بِفِيهِ ثُمَّ أَهْوَيْتُ إِلَى السَّهْمِ الَّذِي فِي وَجَنَتِهِ لأنزِعهُ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني فَأَخَذَ السَّهْمَ بِفِيهِ وَجَعَلَ يُنَضْنِضُه وَيَكْرَهُ أَنْ يُؤْذِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ استلَّه وَكَانَ طَلْحَةُ أشدَّ نَهْكَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ مِنْهُ وكان قد أَصَابَ طَلْحَةَ بَضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ـ بَيْنَ طعنةٍ وضربةٍ ورميةٍ ـ.

= (6980)[8: 3]

ضعيف جداً.

(1)

قلت: إسحاق - هذا - ضعيفُ أو متروك ، وممن ضعفه المؤلف في كتابيه:((الثقات)) ، و ((الضعفاء))؛ فقال في الأول:((يُخطىء ويهِمُ ، وقد أدخلناه في ((الضعفاء)) لما كان فيه من الإيهام

)).

ثم صرّح بأنه يُترك إذا لم يُتابع.

فإيرادُهُ حديثه هذا - هنا - مخالفٌ لتصريحِهِ المذكورهناك؛ فتأمل.

ص: 101

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ شَلَّت يَدُ طَلْحَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 102

6942 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ: عن قيس بن أبي حَازِمٍ قَالَ:

رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ شَلَّاء وَقَى بِهَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ.

= [8: 3]

صحيح: خ.

ص: 102

ذِكْرُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ رِضْوَانُ الله عليه وقد فعل

ص: 103

6943 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ حَدَّثَنَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ خُبَيْبِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ حَدِّثْنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أُحدِّث عَنْكَ فَإِنَّ كُلَّ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: يَا بُنَيَّ مَا مِنْ أَحَدٍ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصُحْبَةٍ إِلَّا وَقَدْ صَحِبْتُهُ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ وَلَقَدْ عَلِمْتَ يَا بُنَيَّ أَنَّ أُمَّكَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ تَحْتِي وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ خَالَتُكَ وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ أُمِّي صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَنَّ أَخْوَالِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبُو طَالِبٍ وَالْعَبَّاسُ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنُ خَالِي وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّتِي خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَكَانَتْ تَحْتَهُ وَأَنَّ ابْنَتَهَا فَاطِمَةَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ أُمَّهُ صلى الله عليه وسلم آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَأَنَّ أُمَّ صَفِيَّةَ وَحَمْزَةَ هَالَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ وَلَقَدْ صَحِبْتُهُ بِأَحْسَنَ صُحْبَةٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(مَنْ قَالَ عليَّ مَا لَمْ أقُلْ فَلْيَتَبَوَّأ مقعده من النار)

= (6981)[8: 3]

ضعيف إلا المرفوع ـ ((الصحيحة)) (310).

ص: 103

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الشَّهَادَةِ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

ص: 104

6944 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ حِرَاءَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فتحرَّك بِهِمُ الْجَبَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اسْكُنْ حِراء فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شَهِيد)

= (6983)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (875): م.

ص: 104

ذِكْرُ جَمْعِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

ص: 104

6945 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ:

جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أبويهِ يوم قريظة فقال:

(بأبي وأمي)

= (6984)[8: 3]

صحيح - ((تخريج الطحاوية)) (486/ 724): ق.

ص: 104

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ كَانَ حَوَارِيَّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 104

6946 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى الْعَابِدُ بِصَيْدَا أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادِ بْنِ زُغْبَة أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: عَنْ جَابِرِ بْنِ

⦗ص: 105⦘

عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ:

(مَنْ رجلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ)؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا فَذَهَبَ عَلَى فَرَسِهِ فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(لِكُلِّ نَبِيٍّ حواريُّ وحوارِيَّ الزُّبير بْنُ العوام)

= (6985)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1873)، ((تخريج الطحاوية)) (486/ 723): ق.

ص: 104

ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ

ص: 105

6947 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تُحَدِّثُ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَهِرَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهِيَ الى جنبه قالت: فقلت: ما شأنك يارسول اللَّهِ؟ قَالَ:

(لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ) قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ صَوْتَ السِّلَاحِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَنْ هَذَا)؟ قَالَ: سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:

(مَا جَاءَ بِكَ)؟ قَالَ: جئتُ لأحرُسك يارسول اللَّهِ قَالَ: فَسَمِعْتُ غَطِيطَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في نومه

⦗ص: 106⦘

= (6986)[8: 3]

صحيح - ((تخريج الطحاوية)) (486/ 719)، ((صحيح الأدب المفرد)) (662): ق دون قوله: وهي إلى جنبه.

ص: 105

ذكر رؤية سعد جبريل ومكائيل يوم أحد

ص: 106

6948 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ:

رَأَيْتُ عَنَ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ شِمَالِهِ يَوْمَ أُحدٍ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ - يعني: جبريل ومكائيل -

= (6987)[8: 3]

صحيح: ق.

ص: 106

ذِكْرُ جَمْعِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ

ص: 106

6949 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَسُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ: عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:

مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيْهِ لأَحدٍ إِلَّا لِسَعْدٍ فَإِنَّهُ قَالَ لَهُ يوم أُحد:

(ارْمِ ـ فداك أبي وأمي ـ)

= (6988)[8: 3]

صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (258)، ((تخريج الطحاوية)) (486/ 720): ق.

ص: 106

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَعْدًا أَوَّلُ مَنْ رَمَى مِنَ الْعَرَبِ بِالسَّهْمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

ص: 107

6950 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ: عَنْ سَعْدٍ قَالَ:

وَاللَّهِ إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَإِنْ كُنَّا لَنَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقُ الحُبلةِ وَهَذَا السّمُرُ حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ ثُمَّ أصبحتْ بَنُو أَسَدٍ تُعزِّرُني عَلَى الدِّينِ! لقد خِبتُ إذاً وضلَّ عملِي!

= (6989)[8: 3]

صحيح - ((مختصر الشمائل)) (114): ق.

ص: 107

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِسَعْدٍ بِاسْتِجَابَةِ دُعَائِهِ أيَّ وقتٍ دَعَاهُ

ص: 107

6951 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهُمَّ استجبْ لَهُ إذا دعاك - يعني سعداً -)

= (6990)[8: 3]

صحيح - ((المشكاة)) (6116).

ص: 107

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ

ص: 107

6952 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ

⦗ص: 108⦘

عِيسَى

(1)

الرَّقَاشِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

⦗ص: 109⦘

كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ ذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) قَالَ: وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَإِذَا سَعْدُ بْنُ أبي وقاص قد طلع.

= (6991)[8: 3]

منكر - ((الضعيفة)) (6772).

(1)

كذا وقع للمؤلف: (ابن عيسى) ، وكذلك أورده في ((الثقات)) (8/ 334)!

وأظنُّه وهماً؛ فإنه رواه عن شيخه الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدثنا عبد الله بن عيسى الرقاشي .....

وخالفه البزَّار في ((مسنده)) (2/ 410/1982 ـ ((كشف الأستار))) ، وأبو يعلى في ((معجم شيوخه)) (ق 4/ 2)، قالا ـ واللفظ للثاني ـ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ: ثنا عبد الله بن قيس الرقاشيُّ الخزاز ـ بصري ـ .....

وتابعهما ثالث ، فقال العقيلي في ((الضعفاء)) (2/ 289): حدثنا محمد بن زكريا ، قال حدثنا محمد بن المثنى ..... به.

وقال البزار: ((لا نعلم رواه إلا عبد الله بن قيس ، ولم نسمعه إلا عن أبي موسى عنه)).

وقال العُقيلي: ((حديثه غير محفوظ ، ولا يُتابعُ عليه ، ولا يُعرفُ إلا به)).

قلت: فالراجح أنه: (ابن قيس) ، ويحتملُ أن أحد الإسمين أبوه ، والآخر جده.

ثُم هو قد روى عنه غير محمد بن المثنى؛ كما ذكر في ((الثقات))؛ فهو ممن يُستشهد به عل الأقل ـ إن شاء الله تعالى ـ.

وتابعه صالح ، عن عمرو بن دينار ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ...... نحوه أتمَّ منه.

وقد جاء من طريقٍ أخرى من حديث أنس - رضي الله تعالى عنه -؛ كما في ((التعليق الرغيب)) (4/ 13/9).

أخرجه البيهقي في ((الشعب)) (5/ 266/6607) من طريق معاذ بن خالد عنه ـ وهو صالح المُرّيُّ ـ؛ وهو ضعيف.

والسندُ إليه مُظلمٌ.

ص: 107

ذِكْرُ الْآيِ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا وكان سببهما سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ

ص: 109

6953 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

أُنزِلت فيَّ أَرْبَعُ آيَاتٍ: أَصبتُ سيفاُ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يارسول الله نفِّلنِيهِ قال:

(ضَعْهُ) ثم قلت: يارسول اللَّهِ نَفِّلْنيهِ وَاجْعَلْنِي كَمَنْ لَا غَنَاءَ لَهُ قَالَ:

(ضَعْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَ) فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1] وَصَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ طَعَامًا فَدَعَانَا فَشَرِبْنَا الْخَمْرَ حَتَّى انْتَشَيْنَا فتفاخَرتِ الْأَنْصَارُ وَقُرَيْشٌ فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْكُمْ وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: نَحْنُ أَفْضَلُ فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَحْيَ جَزُورٍ فَضَرَبَ أَنْفَ سَعْدٍ ففَزَرَهُ فَكَانَ أَنْفُ سَعْدٍ مَفْزوراً قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ

⦗ص: 110⦘

عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 9] وَقَالَتْ أُمُّ سَعْدٍ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِالْبِرِّ وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَمُوتَ أَوْ تَكفُرَ قَالَ: فَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُطعموها شَجَرُوا فَاهَا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً

} الآية [العنكبوت: 8] قَالَ: وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنا مريض يعودني قلت: يارسول اللَّهِ أُوصي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ:

(لَا) قُلْتُ: فبِثُلُثَيْهِ؟ قَالَ:

(لَا) قُلْتُ: فبنِصْفِه؟ قَالَ:

(لَا) قلت: فبِثُلُثِه؟ قال: فسكت

= (6992)[8: 3]

صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2446): م.

ص: 109

ذِكْرُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ

ص: 110

6954 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ

أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَذَكَرَ المغيرةُ عَلِيًّا فَنَالَ مِنْهُ فَقَامَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: أشهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ:

(عَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ

⦗ص: 111⦘

فِي الْجَنَّةِ) وَلَوْ شِئْت لسمَّيتُ الْعَاشِرَ قَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ فَقَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: سعيد بن زيد

= (6993)[8: 3]

صحيح - ((الروض النضير)) (425) ، ((المشكاة)) (6110).

ص: 110

ذِكْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ رِضْوَانُ الله عليه وقد فعل

ص: 111

6955 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:

كَانَ بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَيْءٌ فسبَّهُ خَالِدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لا تسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه)

= (6994)[8: 3]

صحيح - ((ظلال الجنة)) (988) ، ((الروض النضير)) (998).

ص: 111

6956 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ وَالْجَنَدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا قُتيبة بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بكرُ بْنُ مُضر عَنْ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: عَنْ عَائِشَةَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:

(إنَّ أمرَكُنَّ لَمِمَّا يهُمُّني بَعْدِي وَلَنْ يَصْبِرَ عليكُنَّ بَعْدِي إِلَّا الصَّابِرُ) قَالَ: ثُمَّ تَقُولُ: فَسَقَى اللَّهُ أَبَاكَ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ - تُرِيدُ عَبْدَ

⦗ص: 112⦘

الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَكَانَ قَدْ وَصَلَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمال بِيعَ بأربعين ألفاً.

= (6995)[83: 1]

حسن صحيح - ((المشكاة)) (6121 و 6122).

ص: 111

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 112

6957 -

أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا علي ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ حُصيناً يَذْكُرُ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ:

قَامَ خُطَبَاءُ يَتَنَاوَلُونَ عَلِيًّا رضي الله عنه وَفِي الدَّارِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فَأَخَذَ بِيَدِي وَقَالَ: أَلَا تَرَى هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي أَرَى يلعنُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَشْهَدُ عَلَى التِّسْعَةِ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَلَوْ شَهِدْتُ عَلَى الْعَاشِرِ لَمْ آثَمُ فَقُلْتُ: مَنِ التِّسْعَةُ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِرَاءٍ فَقَالَ:

(اثْبُتْ حِرَاءُ فَإِنَّ عَلَيْكَ نَبِيًّا وَصَدِّيقًا وَشَهِيدًا) قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ:

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قُلْتُ: مَنِ الْعَاشِرُ؟ فتفكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ:

أَنَا

= (6996)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (875).

ص: 112

ذكر أبي عبيدة بن الجراح رضي اله عَنْهُ وَقَدْ فَعَلَ

ص: 113

6958 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

(نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بِئْسَ الرَّجُلُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ)

سمّاهُم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُسمِّهم لنا سهيل

= (6997)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (875).

ص: 113

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ كَانَ مِنْ أحَبِّ الرِّجَالِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ وعمر

ص: 113

6959 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى

(1)

حَدَّثَنَا هُدبةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ

⦗ص: 114⦘

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ: عَنْ عَمْرِو بْنِ

⦗ص: 115⦘

الْعَاصِ قَالَ:

قيل: يارسول اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:

(عَائِشَةُ) قِيلَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ:

(أَبُو بَكْرٍ) قِيلَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:

(عُمَرُ) قِيلَ: ثُمَّ مَنْ؟ قال:

(أبو عبيدة بن الجراح)

= (6998)[8: 3]

شاذ بذكر (عمر) ، و (أبي عبيدة) ـ انظر التعليق.

(1)

هو أبو يعلى الموصلي: صاحب ((المسند)) وقد أخرجه فيه (13/ 329/7345) .... بهذا الإسناد.

وتابعه عبد الله بن أحمد فقال في ((فضائل الصحابة)) (1/ 197/214): ثنا هدبة بن خالد .... به.

وكذا تابعه ابن أبي عاصم في ((السنَّة)) (2/ 577/1233).

وتابعه عفّان قال: ثنا حماد بن سلمة .... به: أخرجه أحمد في ((الفضائل)) (2/ 740/1271).

فالإسناد صحيح ، رجاله ثقات ، رجال مسلم ، والجريريُّ كان اختلط ، لكنهم ذكروا أن حماد بن سلمة ممن سمع من قبل الإختلاط.

لكن حماداً - نفسه - فيه كلام في غير روايته عن ثابت البناني:

قال الحافظ: ((أثبَتُ الناس في ثابتٍ ، وتغيَّر حفظُه بأخره)).

فأخشى أن يكون وهم في متنه ، وفي إسناده ، فقد قال إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن عبد الله بن شقيق ، قال:

قلت لعائشة: أي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: أبو بكر .... الحديث بتمامه موقوفاً على عائشة.

أخرجه الترمذي (3658)، وقال:((حسن صحيح)).

وتابع الجريري كَهْمَسٌ - وهو ابن الحسن التميميُّ ، ثقة من رجال الشيخين - ، عن عبد الله بن شقيق .... به مختصراً؛ لم يذكر عمر وأبا عبيدة.

أخرجه أحمد (6/ 241) ، وإسناده صحيح.

وتابع عبد الله بن شقيق: ابنُ أبي مليكة ، فقال: سمعت عائشة وسُئِلَت: من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفاً لواستخلفه؟ قالت: أبو بكر .... الحديث بتمامه ، وفي آخره: ثم انتهت إلى هذا .... أي: لم يذكر بعد أبي عبيدة أحداً.

أخرجه مسلم (1/ 110).

فأقول: فيمكن تفسير المحبة المذكورة في رواية ابن شقيق بمحبة الخلافة ، فهي محبة خاصة ، ويمكن أن تكون أَعَمٌّ والله أعلم.

وبالجملة فذكرُ أبي عبيدة في حديث حماد بن سلمة أراه خطأ منه لما تقدم من مخالفته للثقات؛ ولأنه لم يُذكر - أيضاً - في حديث أبي عثمان عن عمرو بن العاص - المتقدم برقم (6846) - مع اقتصار الشيخين على إخراجه والله سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 113

ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ بِالْأَمَانَةِ

ص: 115

6960 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَر عَنْ حُذَيْفَةَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَهْلِ نَجْرَانَ:

(لأبعثنَّ عَلَيْكُمْ أَمِينًا - حَقَّ أَمِينٍ -) ، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح.

= (6999)[8: 3]

صحيح - ((الطحاوية)) (487/ 726)، ((المشكاة)) (6123/ التحقيق الثاني): ق.

ص: 115

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْخَطَّابَ كَانَ مِنَ الْمُصْطَفَى لأُسْقُفَّي نَجْرَانَ

ص: 115

6961 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ: عَنْ

⦗ص: 116⦘

حُذَيْفَةَ قَالَ:

أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أسقُفَّا نَجْرَانَ - العاقبُ والسِّيِّدُ - فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لأبعثنَّ مَعَكُمْ أَمِينًا) فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بن الجراح! ) فأرسلَهُ معهم.

= (7000)[8: 3]

صحيح - المصدر نفسه: خ.

ص: 115

ذكر البيان بِأَنَّ الْعَرَبَ تَنْسِبُ الْمَرْءَ إِلَى فَضِيلَةٍ تَغْلِبُ عَلَى سَائِرِ فَضَائِلِهِ بِلَفْظِ الِانْفِرَادِ بِهَا

ص: 116

6962 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لِكُلِّ أُمَّةٍ أمينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عبيدة بن الجراح)

= (7001)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1224).

ص: 116

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ

ص: 116

6963 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 117⦘

(عَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَابْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ في الجنة)

= (7002)[8: 3]

صحيح - ((المشكاة)) (6110 و 6111) ، ((تخريج الطحاوية)) (487/ 727 و 728).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ ذِكرُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ مَضْمُومًا إِلَى الْعَشَرَةِ إِلَّا فِي هَذَا الْخَبَرِ وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرْنَاهُمْ مِنْ أَوَّلِ هَذَا النَّوْعِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ هُمْ أَفْضَلُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أذكُرُ ـ بَعْدَ هَؤُلَاءِ ـ مَنْ رُوِيت لَهُ فَضِيلَةٌ صَحِيحَةٌ وَكَانَ مَوْتُهُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أَنْ قَبَضَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم إِلَى جَنَّتِهِ إِنْ يَسَّرَ اللَّهُ ذَلِكَ وَشَاءَهُ

ص: 116

ذِكْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ زَوْجَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ الله عنها

ص: 117

6964 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُفْيَانَ أَبُو سُفْيَانَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو قُدَيد قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امرأة فرعون)

= (7003)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1508).

ص: 117

ذِكْرُ بُشْرَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ

ص: 118

6965 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ:

بشَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ ببيتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا سَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَب.

= (7004)[8: 3]

صحيح - انظر ما بعده.

ص: 118

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أُمِرَ بِهَذَا الْفِعْلِ الَّذِي وَصَفْنَاهَا

ص: 118

6966 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا سَخَبَ فيه ولا نَصَبَ)

= (7005)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1554).

ص: 118

ذِكْرُ تَعَاهُدِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَصْدِقَاءَ خَدِيجَةَ بِالْبِرِّ بَعْدَ وَفَاتِهَا

ص: 118

6967 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

⦗ص: 119⦘

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ يَقُولُ:

(اذهبُوا بِذِي إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ) قَالَتْ: فأغضَبْتُهُ يَوْمًا فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(إِنِّي رُزِقتُ حُبَّها)

= (7006)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) تحت الحديث (216): ق.

ص: 118

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 119

6968 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ ثَابِتٍ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِي بِشَيْءٍ قَالَ:

(اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةَ فَإِنَّهَا كَانَتْ صدِيقة خديجة)

= (7007)[8: 3]

حسن - ((الصحيحة)) (2818): ق نحوه عن عائشة.

ص: 119

ذِكْرُ إِكْثَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم ذِكْرَ خَدِيجَةَ بَعْدَ وَفَاتِهَا

ص: 119

6969 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ: عَنْ عَائِشَةَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكِثرُ ذِكْرَ خَدِيجَةَ قُلْتُ: لَقَدْ أَخْلَفَكَ اللَّهُ مِنْ عَجُوزٍ - مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ - حمراءِ الشِّدْقَيْنِ! فتمَعَّرَ وَجْهُهُ صلى الله عليه وسلم تمعُّراً مَا كُنْتُ أَرَاهُ مِنْهُ إِلَّا عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ وَإِذَا رَأَى المَخِيلَةَ حَتَّى يَعْلَمَ أَرَحْمَةٌ أو

⦗ص: 120⦘

عذاب

(1)

؟.

= (7008)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) تحت الحديث (216).

(1)

عزاه المُعلق على الكتاب ((طبعة المؤسسة)) (15/ 468 ـ 469) للشيخين من رواية هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، لِمُجرَّد أن فيها وصف خديجة بما في هذه ، دون طرفي هذه! وهو المهم من الرواية!

ولا يخفى على أحدٍ ما في مثل هذا العزو من الإيهام لخلاف الواقع ، وهذا يقع منه كثيراً وكثيراً جداً!.

ص: 119

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَقْرَأَ خَدِيجَةَ مِنْ رَبِّهَا السَّلَامَ

ص: 120

6970 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

أَتَى جِبْرِيلُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ - النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يارسول اللَّهِ! هَذِهِ خَدِيجَةُ أَتَتْكَ بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا مِنْ رَبِّهَا السَّلَامَ وبشِّرْها بِبَيْتٍ - فِي الْجَنَّةِ - من قصبٍ لا سَخَبَ ولا نَصَبَ.

= (7009)[8: 3]

صحيح - ((فقه السيرة)) (88): ق.

ابنُ فُضَيْلٍ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غزوان. قاله الشيخ.

ص: 120

ذكر البيان بِأَنَّ خَدِيجَةَ مِنْ أَفْضَلِ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ في الجنة

ص: 121

6971 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

خطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَرْضِ خُطُوطًا أَرْبَعَةً قَالَ:

(أَتَدْرُونَ مَا هَذَا)؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون)

= (7010)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1508).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاتَتْ خَدِيجَةُ بِمَكَّةَ قَبْلَ هِجْرَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ

ص: 121

ذِكْرُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 121

6972 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ:

أَنَّهُمْ وَاعَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْقَوْهُ مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ بِمَكَّةَ فِيمَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ فَخَرَجُوا مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ سَبْعُونَ رَجُلًا فِيمَنْ خَرَجَ مِنْ أَرْضِ الشِّرْكِ مِنْ قَوْمِهِمْ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَاهِرِ الْبَيْدَاءِ

⦗ص: 122⦘

قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ - وَكَانَ كَبِيرَنَا وَسَيِّدَنَا -: قَدْ رَأَيْتُ رَأَيًا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَتُوَافِقُونِي عَلَيْهِ أَمْ لَا؟ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ لَا أَجْعَلَ هَذِهِ البَنِيَّةَ مِنِّي بِظَهْرٍ - يُرِيدُ الْكَعْبَةَ - وَإِنِّي أُصَلِّي إِلَيْهَا فَقُلْنَا: لَا تَفْعَلْ وَمَا بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَّا إِلَى الشَّامِ وَمَا كُنَّا نصلِّي إِلَى غَيْرِ قبلتِهِ فَأَبَيْنَا عَلَيْهِ ذَلِكَ وَأَبَى عَلَيْنَا وَخَرَجْنَا فِي وَجْهِنَا ذَلِكَ فَإِذَا حَانَتِ الصَّلَاةُ صَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ وَصَلَّيْنَا إِلَى الشَّامِ حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ لِي الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: وَاللَّهِ يَا ابْنَ أَخِي! قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مَا صنعتُ فِي سَفَرِي هَذَا قَالَ: وَكُنَّا لَا نَعْرِفُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكُنَّا نَعْرِفُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْنَا بِالتِّجَارَةِ وَنَرَاهُ فَخَرَجْنَا نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَطْحَاءِ لَقِينَا رَجُلًا فَسَأَلْنَاهُ عَنْهُ فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفَانِهِ؟ قُلْنَا: لَا وَاللَّهِ قَالَ: فَإِذَا دَخَلْتُمْ فَانْظُرُوا الرَّجُلَ الَّذِي مَعَ الْعَبَّاسِ جَالِسًا فَهُوَ هُوَ تركتُهُ مَعَهُ الْآنَ جَالِسًا قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى جِئْنَاهُ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ مَعَ الْعَبَّاسِ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِمَا وَجَلَسْنَا إِلَيْهِمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هَلْ تَعْرِفُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَا عَبَّاسُ)؟ قَالَ: نَعَمْ هَذَانِ الرَّجُلَانِ مِنَ الْخَزْرَجِ - وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ إِنَّمَا تُدْعَى فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أوسَهَا وخَزْرَجَها - هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ رِجَالِ قَوْمِهِ وَهَذَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ فَوَاللَّهِ مَا أَنْسَى قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(الشاعِرُ)؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ البراء بن معرور: يارسول اللَّهِ إِنِّي قَدْ

⦗ص: 123⦘

صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا شَيْئًا أَحْبَبْتُ أَنْ تُخْبِرَنِي عَنْهُ فَإِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ لَا أَجْعَلَ هَذِهِ البنِيّة مِنِّي بِظَهْرٍ وصليتُ إِلَيْهَا فعنَّفني أَصْحَابِي وَخَالَفُونِي حَتَّى وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ مَا وَقَعَ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَمَا إِنَّكَ قَدْ كُنت عَلَى قبلةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا) وَلَمْ يزدهُ عَلَى ذَلِكَ قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى مِنًى فَقَضَيْنَا الْحَجَّ حَتَّى إِذَا كَانَ وَسَطُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ اتَّعَدْنَا نَحْنُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَقَبَةَ فَخَرَجْنَا مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ نَتَسَلَّلُ مِنْ رِحَالِنَا ونُخفي ذلك ممن معنا مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِنَا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعْنَا عِنْدَ الْعَقَبَةِ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فتلى عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ فأجبناهُ وصدَّقناه وَآمَنَّا بِهِ وَرَضِينَا بِمَا قَالَ ثُمَّ إِنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تكلم فقال: يامعشر الْخَزْرَجِ إِنَّ مُحَمَّدًا منَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ وَإِنَّا قَدْ منعناهُ مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي عَشِيرَتِهِ وَقَوْمِهِ ممنوعٌ فَتَكَلَّمَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ وَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: بَايِعْنَا قَالَ:

(أُبايِعُكُم عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تمنعُون مِنْهُ أنفُسكُم وَنِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ) قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ فَنَحْنُ وَاللَّهِ أَهْلُ الْحَرْبِ ورِثناها كابراً عن كابر.

= (7011)[8: 3]

إسناده حسن - ((مجمع الزوائد)) (6/ 45).

⦗ص: 124⦘

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاتَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ قُدُومِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا بِشَهْرٍ وَأَوْصَى أَنْ يُوجَّه فِي حُفْرَتِه نَحْوَ الْكَعْبَةِ ففُعل بِهِ ذَلِكَ وَأَمَّا تَرْكُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ الَّتِي صَلَّاهَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ حَيْثُ كَانَ الْفَرْضُ عَلَيْهِمُ اسْتِقْبَالَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ كَانَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْبَرَاءَ أَسْلَمَ لَمَّا شَاهَدَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فَمِنْ أَجْلِهِ لَمْ يَأْمُرْهُ بِإِعَادَةِ تِلْكَ الصَّلَاةِ.

ص: 121

ذِكْرُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُس رِضْوَانُ الله عليه

ص: 124

6973 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

أَنَّ النَّبِيَّ لَبِثَ عَشْرَ سِنِينَ يتتبّعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ فِي الموسِمِ ومِجنّة وعُكاظ وَفِي مَنَازِلِهِمْ بِمِنًى يَقُولُ:

(مَنْ يُؤوِيني وَيَنْصُرَنِي حَتَّى أبلِّغ رِسَالَاتِ رَبِّي - وَلَهُ الْجَنَّةُ -؟ ) فَلَا يَجِدُ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا يَنْصُرُهُ وَلَا يُؤْوِيهِ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْحَلُ مِنْ مِصْرَ أَوْ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى ذِي رَحِمِِهِ فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ فَيَقُولُونَ لَهُ: احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنُكَ وَيَمْشِي بَيْنَ رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ فَيُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ لَهُ مِنْ يَثْرِبَ فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ فَيُؤْمِنُ بِهِ ويُقرِئُهُ الْقُرْآنَ فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فيُسلِمُون بِإِسْلَامِهِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ يَثْرِبَ إِلَّا وَفِيهَا رَهْطٌ من المسلمين يُظهرون الإسلام فأتمرنا وَاجْتَمَعْنَا فَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُطْرَدُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ ويُخافُ؟ فَرَحَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ

⦗ص: 125⦘

فَوَاعَدَنَا شِعب الْعَقَبَةِ فَقَالَ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ: يَا [ابن أخي! إنّي لا أدري هؤلاء القوم الذين جاوؤك؟! إني ذو معرفة بـ]

(1)

يَا أَهْلَ يَثْرِبَ! فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ مِنْ رَجُلٍ ورجلين فلما نظر [العباس](1) فِي وجُوهِنَا قَالَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا أَعْرِفُهُمْ هؤلاء أحداث فقلنا: يارسول اللَّهِ عَلَى مَا نُبايِعُك؟ قَالَ:

(تُبَايعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي العُسر وَالْيُسْرِ وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ لَا يَأْخُذْكُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِيَ إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ وَتَمْنَعُونِي مَا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ فَلَكُمُ الْجَنَّةُ) فَقُمْنَا نُبَايِعُهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ إِلَّا أَنَا قَالَ: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ إِنَّا لَمْ نَضْرِبْ إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْمَطِيِّ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنْ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً وقتلُ خِيَارِكُمْ وَأَنْ تعضّكُمُ السُّيُوفُ فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَيْهَا إِذَا مسَّتكم وَعَلَى قَتْلِ

⦗ص: 126⦘

خِيَارِكُمْ وَمُفَارَقَةِ الْعَرَبِ كَافَّةً فخُذُوهُ -وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ - وَإِمَّا أَنْتُمْ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خِيفَةً فذَرُوهُ فَهُوَ أعذرُ عِنْدَ اللَّهِ! قَالُوا: يَا أَسْعَدُ أَمِطْ عَنَّا يدك فو الله لَا نَذَرُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ وَلَا نستقِيلُها قَالَ: فقُمنا إِلَيْهِ رَجُلٌ رَجُلٌ فَأَخَذَ عَلَيْنَا شرِيطة العباس وضَمِنَ على ذلك الجنة.

= (7012)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (63) ، وهو مكرر (6241).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاتَ أَسْعَدُ بَعْدَ قَدُومِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ بِأَيَّامٍ والمسلمون يبنون المسجد.

(1)

هاتان الزيادتان سقطتا من ((الأصل)) ، وكذا في ((طبعة المؤسسة)) (15/ 475)! واستدركتُهما من ((المسند)) ، و ((المستدرك)) ، وقد أخرجه هذا من طريق شيخ المؤلف.

ولم يتنبَّه لهذا السقط الفاحش: مُحقق ((طبعة المؤسسة))!

ثُم إن قول العباس هذا؛ أنا في شكٍ من ثُبوتِه في هذه القصة؛ لأن في سندِها يحيى بن سليم - وهو الطائفي - ، وهو سيء الحفظ ، رواه عن أبي خيثم؛ خلافاً لثقتين روياه عنه دون هذه الزيادة:

أحدهما: معمر وقد تقدم لفظه (6241).

والآخر: داود العطار: عند البيهقي في ((السنن)) (9/ 9) ، و ((الدلائل)) (2/ 442).

ص: 124

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ هُوَ الَّذِي جمَّع أَوَّلَ جُمُعَةٍ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ قُدُومِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا

ص: 126

6974 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّاني حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ قَالَ:

كنتُ قَائِدَ أَبِي بَعْدَمَا ذَهَبَ بَصَرُهُ وَكَانَ لَا يسمعُ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ إِلَّا قَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ إِنَّهُ لتُعْجِبُنِي صَلَاتُكَ عَلَى أَبِي أُمامة كُلَّمَا سَمِعْتَ بِالْأَذَانِ بِالْجُمُعَةِ؟! فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ كَانَ أَوَّلَ مَنْ جمَّع الْجُمُعَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ فِي نَقِيعٍ يُقَالُ لَهُ: الْخَضَمَاتُ قُلْتُ: وكم أنتم يومئذ؟ قال: أربعون رجلاً.

= (7013)[8: 3]

حسن - ((صحيح أبي داود)) (980) ، ((ابن خزيمة)) (1724).

ص: 126

ذِكْرُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 127

6975 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمْرَةَ: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ قِرَاءَةً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: هَذَا حارِثة بْنُ النُّعْمَانِ كذاكُم البِرُّ كذاكُمُ البِرُّ).

= (7014)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (913).

ص: 127

ذكر السبب الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ مُدِحَ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بالبِرِّ

ص: 127

6976 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمْرَةَ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(بَيْنَا أَنَا أَدُورُ فِي الْجَنَّةِ سَمِعْتُ صوت قارىء فَقُلْتُ؟ مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ كَذَلِكَ الْبِرُّ) قَالَ: وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بأمِّه).

= (7015)[8: 3]

صحيح - انظر ما قبلهُ.

ص: 127

ذِكْرُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رِضْوَانُ اللَّهِ عليه

ص: 127

6977 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - مَوْلَى ثَقِيفٍ - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمرِي قَالَ:

⦗ص: 128⦘

خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ فأَدْرَبْنا مَعَ النَّاسِ فَلَمَّا قَفَلْنَا وَرَدْنَا حِمْصَ فَكَانَ وَحْشِيٌّ مَوْلَى جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَدْ سَكَنَهَا وَأَقَامَ بِهَا فَلَمَّا قَدِمْنَاهَا قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ: هَلْ لَكَ فِي أَنْ نَأْتِيَ وَحْشِيًّا فَنَسْأَلَهُ عَنْ حَمْزَةَ: كَيْفَ كَانَ قَتْلُهُ لَهُ؟ قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى جِئْنَاهُ فَإِذَا هُوَ بِفِنَاءِ دَارِهِ عَلَى طِنْفِسَةٍ وَإِذَا هُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ سلَّمنا عَلَيْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: ابنٌ لِعَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ أُمَّكَ السَّعْدِيَّةَ الَّتِي أَرْضَعَتْكَ بِذِي طُوًى فَإِنِّي نَاوَلْتُهَا إِيَّاكَ وَهِيَ عَلَى بَعِيرِهَا فَأَخَذَتْكَ فَلَمَعَتْ لِي قَدَمَاكَ حِينَ رفعتُك إِلَيْهَا فو الله مَا هُوَ إِلَّا أَنْ وَقَفَتْ عَلَيَّ فَرَأَيْتُهَا فعرفتُها! فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: جِئْنَاكَ لتحدِّثنا عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ: كَيْفَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي سأُحدِّثُكُما كَمَا حَدَّثْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ سَأَلَنِي عَنْ ذَلِكَ كُنْتُ غُلَامًا لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ - وَكَانَ عمُّه طُعيمة بْنُ عَدِيٍّ قَدْ أُصِيبَ يَوْمَ بَدْرٍ - فَلَمَّا سَارَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أُحُدٍ قَالَ لِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ - عَمَّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِعَمِّي طُعَيْمَةَ فَأَنْتَ عَتِيقٌ قَالَ: فَخَرَجْتُ وَكُنْتُ حَبَشِيًّا أَقْذِفُ بِالْحَرْبَةِ قَذْفَ الْحَبَشَةِ قَلَّما أُخطِىء بِهَا شَيْئًا فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ خرجتُ أَنْظُرُ حَمْزَةَ حَتَّى رَأَيْتُهُ فِي عَرَضِ النَّاسِ - مِثْلَ الْجَمَلِ الْأَوْرَقِ - يهُزُّ النَّاسَ بسيفهِ هَزًا مَا يقوم له شيء فو الله إِنِّي لَأَتَهَيَّأُ لَهُ أُرِيدُهُ وَأَتَأَنَّى عَجْزًا إِذْ تَقَدَّمَنِي إِلَيْهِ سِبَاعُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى فَلَمَّا رَآهُ حَمْزَةُ قَالَ: هَلُمَّ يَا ابْنَ مُقطّعةِ البُظُورِ! قال: ثم ضربه فو الله لَكَأَنَّمَا أَخْطَأَ رَأْسَهُ قَالَ: وَهَزَزْتُ حَرْبَتِي حَتَّى إِذَا رضِيتُ

⦗ص: 129⦘

مِنْهَا دفعتُها عَلَيْهِ فَوَقَعَتْ فِي ثُنّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ بَيْنَ رِجْلَيْهِ فَذَهَبَ لينُوء نَحْوِي فغُلِب وَتَرَكْتُهُ وَإِيَّاهَا حَتَّى مَاتَ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَأَخَذْتُ حَرْبَتِي ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى النَّاسِ فَقَعَدْتُ فِي الْعَسْكَرِ وَلَمْ يَكُنْ لِي بَعْدَهُ حَاجَةٌ إِنَّمَا قَتَلْتُهُ لأُعتق فَلَمَّا قدِمتُ مَكَّةَ عُتِقتُ.

= (7016)[8: 3]

صحيح: خ (4072).

ص: 127

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ وَحْشِيًّا لَمَّا أَسْلَمَ أَمَرَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يُغَيِّب عَنْهُ وَجْهَهُ لِمَا كَانَ مِنْهُ فِي حَمْزَةَ مَا كَانَ

ص: 129

6978 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ - وَكَانَ وَاحِدَ زَمَانِهِ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُشْكَانَ السَّرَخْسِيُّ حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سلمة ابن أَخِي الْمَاجِشُونِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ:

خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ قَالَ: فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لَنَا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ - كأنهُ حمِيتٌ - قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلَامَ قَالَ: وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعتجرٌ بِعِمَامَةٍ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهُ وَرِجْلَيْهِ قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ: يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي؟ فَنَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ: لَا وَاللَّهِ إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: أُمُّ القِتالِ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا بِمَكَّةَ فَاسْتَرْضَعَهُ فحملتُ

⦗ص: 130⦘

ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ! قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ قَالَ: فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعَمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بعمي فأنت حرٌّ قال: فلما أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ - قَالَ: وَعَيْنَيْنُ جبل تحت أحد بينه وبين وادٍ - قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ فَلَمَّا اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خَرَجَ سِبَاعٌ أَبُو نِيَارٍ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ يَا ابْنَ مقطَّعةِ الْبُظُورِ تحادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ قَالَ: ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ قَالَ: وانكمنتُ لِحَمْزَةَ حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ فَلَمَّا أَنْ دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنَ وَرِكَيْهِ. قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ الْعَهْدُ بِهِ فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى نَشَأَ فِيهَا الْإِسْلَامُ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ قَالَ: وَأَرْسَلُوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رُسُلاً قَالَ: وَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ لَا يهِيجُ الرُّسُل قَالَ: فَجِئْتُ فِيهِمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أَنْتَ وَحْشِيٌّ)؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:

(أَنْتَ قتلتَ حَمْزَةَ)؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَمَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ عَنِّي وَجْهَكَ؟ ) قَالَ: فخرجتُ فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مسيلمةُ الْكَذَّابُ قَالَ: قُلْتُ: لأخرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ لعلِّي أقتله فأُكافىء بِهِ حَمْزَةَ قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ

⦗ص: 131⦘

مَا كَانَ قَالَ: وَإِذَا رُجيل قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ -جَمَلٌ أَوْرَقُ - مَا نَرَى رَأْسَهُ قَالَ: فَأَرْمِيهِ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ قَالَ: ودبَّ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ:

قَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ الْبَيْتِ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأسود.

= (7017)[8: 3]

صحيح - انظر ما قبله.

ص: 129

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِمَا كُفِّنَ فِيهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَئِذٍ

ص: 131

6979 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:

أُتي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - وَكَانَ صَائِمًا - بِطَعَامٍ فَجَعَلَ يَبْكِي فَقَالَ: قُتِل حمزةُ فَلَمْ يُوجَدْ مَا يُكفَّنُ فِيهِ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ وَقُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فَلَمْ يُوجَدْ مَا يُكفَّن فِيهِ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ وَلَقَدْ خشيتُ أَنْ تَكُونَ قَدْ عُجِّلت طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا قال: وجعل يبكي

= (7018)[8: 3]

صحيح: خ (1275).

ص: 131

ذِكْرُ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الدار ابن قُصَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 132

6980 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ:

أَتَيْنَا خَبَّابًا نعودُه فَقَالَ: إِنَّا هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ فَوَقَعَ أُجُورُنَا عَلَى اللَّهِ فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْكُلْ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئًا مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ بُردةً فَكُنَّا إِذَا جَعَلْنَاهَا عَلَى رِجليه بَدَا رَأْسُهُ وَإِذَا جَعَلْنَاهَا عَلَى رَأْسِهِ بَدَتْ رِجْلَاهُ وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يهدِبُها فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَجْعَلَهَا عَلَى رَأْسِهِ ثُمَّ نجعل على رجليه شيئاً من إذخرٍ.

= (7019)[8: 3]

صحيح: خ (3897) ، م (3/ 48).

ص: 132

ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أبو

(1)

جابر ـ رضوان الله عليه ـ.

(1)

كذا في الطبعتين! والجادة: (أبي). ((الناشر)).

ص: 132

6981 -

أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَرْكِينَ الْفَرْغَانِيُّ بِدِمَشْقَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

أَمَرَ أَبِي بخزِيرةٍ فصُنعت ثُمَّ أَمَرَنِي فحملتُها إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 133⦘

فأتيتُهُ وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ فَقَالَ:

(مَا هَذَا يَا جَابِرُ ألحمٌ ذَا)؟ قُلْتُ: لَا وَلَكِنَّهَا خَزِيرَةٌ فَأَمَرَ بِهَا فقُبِضَتْ فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى أَبِي قَالَ: هَلْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَ: هَلْ قَالَ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:

(مَا هَذَا يَا جَابِرُ أَلْحَمٌ ذَا)؟ فَقَالَ أَبِي: عَسَى أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ اشْتَهَى اللَّحْمَ فَقَامَ إِلَى دَاجِنٍ لَهُ فَذَبَحَهَا ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فشُويت ثُمَّ أَمَرَنِي فحملتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ فَقَالَ:

(مَا هَذَا يَا جَابِرُ)؟ فقلت: يارسول اللَّهِ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي فَقَالَ: هَلْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: نَعَمْ فَقَالَ: هَلْ قَالَ شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:

(مَا هَذَا ألحمٌ ذَا)؟ فَقَالَ أَبِي: عَسَى أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ اشْتَهَى اللَّحْمَ فَقَامَ إِلَى دَاجِنٍ عِنْدَهُ فَذَبَحَها ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فشُويت ثُمَّ أَمَرَنِي فحملتُها إِلَيْكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(جَزَى اللَّهُ الْأَنْصَارَ عَنَّا خَيْرًا! وَلَا سِيَّمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمرو بن حرام وسعد بن عبادة)

= (7020)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (461).

ص: 132

ذِكْرُ إِظْلَالِ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْنِحَتِهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ إِلَى أَنْ دُفِنَ

ص: 134

6982 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ:

لَمَّا قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ جَعَلْتُ أَبْكِي وأكشفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَجَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَوْنِي فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَبْكِهِ مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا تُظِلُّهُ حتى دفنتُمُوهُ)

= (7021)[8: 3]

صحيح - ((أحكام الجنائز)) (31): ق.

ص: 134

ذكر البيان بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا كَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ بَعْدَ أَنْ أَحْيَاهُ كفاحاً

ص: 134

6983 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ - بِفَمِ الصُّلْحِ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ:

لَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقال لي:

(يا جابرُ! مالي أراك مُنكسِراً)؟ فقلت: يارسول اللَّهِ استُشهد أَبِي وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا فَقَالَ:

(أَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لقِي اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ)؟ قلت: بلى يارسول اللَّهِ قَالَ:

(مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَإِنَّ اللَّهَ أَحْيَا أَبَاكَ فكلَّمه كِفَاحًا فَقَالَ: يَا عَبْدِي! تَمَنَّ أُعطِك قَالَ: تُحْيِينِي فأُقتل قَتْلَةً

⦗ص: 135⦘

ثَانِيَةً قَالَ اللَّهُ: إِنِّي قَضَيْتُ أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرزقون} [آل عمران: 169]

= (7022)[8: 3]

حسن - ((التعليق الرغيب)) (2/ 190) ، ((ظلال الجنة)) (602).

ص: 134

ذِكْرُ أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ الْأَنْصَارِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عليه

ص: 135

6984 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حِبان أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

قَالَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ - سُمِّيتُ بِهِ - وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فكبُر عَلَيْهِ فَقَالَ: أَوَّلُ مشهدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غُيِّبتُ عَنْهُ! أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ أَرَانِي مَشْهَدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا بَعْدُ ليرينَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ قَالَ: فَهَابَ أَنْ يقُول غَيْرَهَا فشهِد مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو أَيْنَ؟ قَالَ: وَاهًا لرِيحِ الجنةِ! أَجِدُهَا دُونَ أُحُدٍ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فوُجِدَ فِي جَسَدِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ فَقَالَتْ عَمَّتِي - أختُه -: فَمَا عَرَفْتُ أَخِي إِلَّا بِبَنَانِهِ قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بدَّلوا تبديلاً} [الأحزاب: 23]

= (7023)[8: 3]

صحيح: خ (2805) ، م (6/ 45 - 46)

⦗ص: 136⦘

.

ص: 135

ذِكْرُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 136

6985 -

أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البِرتي حدثنا عليُّ ابن المدِيني حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ فاكِه السُّلمي قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ:

جَاءَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ الْيَوْمَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ:

(نَعَمْ) قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أرجعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو! لَا تَألَّ عَلَى اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَهْلًا يَا عُمَرُ! فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَّره: مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ يَخُوضُ فِي الجنة بعرجته)

= (7024)[8: 3]

حسن - انظر الحديث المُتقدم.

ص: 136

ذِكْرُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 136

6986 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ جَدِّهِ قَالَ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: وَقَدْ كَانَ النَّاسُ انْهَزَمُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَهَى بعضُهُم إلى دون الأعراض إلى جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ

⦗ص: 137⦘

ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ كَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْتَقَى هُوَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَلَمَّا اسْتَعْلَاهُ حَنْظَلَةُ رَآهُ شَدَّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَعَلَاهُ شَدَّادٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ وَقَدْ كَادَ يقتلُ أَبَا سُفْيَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إن صَاحِبَكُمْ حَنْظَلَةَ تُغسِّلُهُ الْمَلَائِكَةُ فَسَلُوا صَاحِبَتَهُ) فَقَالَتْ: خَرَجَ وَهُوَ جنبٌ لَمَّا سمِع الْهَائِعَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(فَذَاكَ قد غسَّلَتْهُ الملائكة)

= (7025)[8: 3]

حسن - ((أحكام الجنائز)) (74) ، ((الصحيحة)) (326).

ص: 136

ذِكْرُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عليه

ص: 137

6987 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ يحدِّث: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

أَنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(قُومُوا إِلَى خَيْرِكُمْ أَوْ إِلَى سَيِّدِكُمْ) قَالَ:

(إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ نَزَلُوا عَلَى حُكمك) قَالَ: فَإِنِّي أحكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقتل مقاتِلتُهم وتُسبى ذُرِّيَّتهم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ) وَقَالَ مَرَّةً:

(لَقَدْ حَكَمْتَ بحُكْمِ الملك)

= (7026)[8: 3]

⦗ص: 138⦘

صحيح - ((الصحيحة)) (67)، ((تخريج فقه السيرة)) (315): ق.

ص: 137

ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ بِالْكَوْنِ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ تِلْكَ الْأَيَّامَ قَصْدًا لِعِيَادَتِهِ

ص: 138

6988 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن المتوكل القارىء حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ أَخْبَرَنِي هِشَامُ بن عروة عن أبيه: عن عائشة:

أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ ليَعُودَهُ من قريب.

= (7027)[8: 3]

صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2715).

ص: 138

ذِكْرُ وَصْفِ دُعَاءِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ لَمَّا فَرَغَ مِنْ قَتْلِ بَنِي قُرَيْظَةَ

ص: 138

6989 -

أَخْبَرَنَا عِمرانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

خرجتُ يَوْمَ الخندق أقفُوا أَثَرَ النَّاسِ فَسَمِعْتُ وَئِيدَ الْأَرْضِ مِنْ وَرَائِي فالتفتُّ فَإِذَا أَنَا بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ يَحْمِلُ مِجَنَّهُ فَجَلَسْتُ إِلَى الْأَرْضِ فمَرَّ سَعْدٌ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ قَدْ خرجتْ مِنْهَا أَطْرَافُهُ فَأَنَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أَطْرَافِ سَعْدٍ وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ قالت: فمر وهو يرتجز ويقول:

لبِّثَْ قَلِيلًا يُدرك الْهَيْجَا حَمَلْ مَا أَحْسَنَ الْمَوْتَ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ

قَالَتْ: فقمتُ فاقتحمتُ حَدِيقَةً فَإِذَا فِيهَا نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ عُمَرُ: وَيْحَكِ! مَا جَاءَ بِكِ؟!

⦗ص: 139⦘

لَعَمْرِي وَاللَّهِ إِنَّكِ لَجَرِيئَةٌ مَا يُؤمنك أَنْ يَكُونَ تحوُّزٌ أَوْ بلاءٌ؟! قَالَتْ: فَمَا زَالَ يَلُومُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الْأَرْضَ قَدِ انْشَقَّتْ فَدَخَلْتُ فِيهَا وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ نَصِيفَةٌ لَهُ فَرَفَعَ الرَّجُلُ النَّصِيفَ عَنْ وَجْهِهِ فَإِذَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا عُمَرُ إِنَّكَ قَدْ أَكْثَرْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ وَأَيْنَ الْفِرَارُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ؟ قَالَتْ: وَرَمَى سَعْدًا رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ العرِقة بِسَهْمٍ قَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْعَرِقَةَ فَأَصَابَ أكحَلَه فَقَطَعَهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتني حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ قُرَيْظَةَ وَكَانُوا حلفاءَهُ وَمَوَالِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبَرَأَ كَلْمُهُ وَبَعَثَ اللَّهُ الرِّيحَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ {فَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25] فَلَحِقَ أَبُو سُفْيَانَ بِتِهَامَةَ وَلَحِقَ عُيَيْنَةَ وَمَنْ معه بنجد ورجعت بنوا قُرَيْظَةَ فتحصَّنُوا بِصَيَاصِيهِمْ فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَمَرَ بقُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فضُرِبَتْ عَلَى سَعْدٍ فِي الْمَسْجِدِ وَوَضَعَ السِّلَاحَ قَالَتْ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: أَوَقَدْ وضعتَ السلاح؟! فو الله مَا وَضَعَتِ الْمَلَائِكَةُ السِّلَاحَ اخْرُجْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَاتِلْهُمْ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالرَّحِيلِ وَلَبِسَ لأْمَتَهُ فَخَرَجَ فمَرَّ عَلَى بَنِي غَنْمٍ وَكَانُوا جِيرَانَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ:

(مَنْ مرَّ بِكُمْ)؟ قَالُوا: مرَّ بِنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَاصَرَهُمْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا فَلَمَّا اشتدَّ حَصْرُهم وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ عَلَيْهِمْ قِيلَ لَهُمُ: انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ: أَنَّهُ الذَّبْحُ فَقَالُوا: نَنْزِلُ عَلَى حُكم سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدٍ فحُمل عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ إكافٌ مِنْ لِيفٍ

⦗ص: 140⦘

وحَفَّ بِهِ قَوْمُهُ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا عَمْرٍو حُلَفَاؤُكَ وَمَوَالِيكَ وَأَهْلُ النِّكَايَةِ وَمَنْ قَدْ عَلِمت فَلَا يُرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ ذَرَارِيِّهِمُ التفتَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: قَدْ آنَ لِسَعْدٍ أَنْ لَا يُبالِي فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ فَلَمَّا طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(قومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فأنزِلُوهُ) قَالَ عُمَرُ: سيدُنا اللَّهُ! قَالَ:

(أَنْزِلُوهُ) فَأَنْزَلُوهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(احكُمْ فِيهِمْ) قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقتل مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيِّهِمْ وتُقسم أَمْوَالُهُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) ثُمَّ دَعَا اللَّهَ سعدٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ عَلَى نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم من حرب قريش شيئاً فأبقيني لَهَا وَإِنْ كنتَ قطعتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ فَانْفَجَرَ كَلْمُهُ وَكَانَ قَدْ بَرَأَ مِنْهُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُ إِلَّا مِثْلَ الحمِّص قَالَتْ: فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَعَ سَعْدٌ إِلَى بَيْتِهِ الَّذِي ضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر وعمر قالت: فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ بُكَاءَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بُكَاءِ عُمَرَ وَأَنَا فِي حُجْرَتِي وَكَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ {رُحماء بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]

قَالَ عَلْقَمَةُ: فَقُلْتُ: أَيْ أُمَّهْ فَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ؟ قَالَتْ: كَانَ عَيْنَاهُ لَا تدمعُ عَلَى أَحَدٍ وَلَكِنَّهُ إذا وجد إنما هو آخذٌ بلحيته.

= (7028)[8: 3]

حسن - ((الصحيحة)) (67).

ص: 138

ذِكْرُ اسْتِبْشَارِ الْعَرْشِ وَارْتِيَاحِهِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ معاذ

ص: 141

6990 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى السِّخْتِيَانِيُّ حَدَّثَنَا مَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَّارُ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ -:

(اهتزَّ لَهَا عرشُ الرَّحْمَنِ)

= (7029)[8: 3]

صحيح - ((ظلال الجنة)) (1/ 247/561 ـ 562): ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (اهتزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ) يُرِيدُ بِهِ: استبشَر وَارْتَاحَ كَقَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا: {فَإِذَا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت} [فصلت: 39] يُرِيدُ بِهِ: ارْتَاحَتْ واخضرَّت.

ص: 141

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (اهتزَّ لَهَا) أَرَادَ بِهِ وَفَاتَهُ دُونَ الجنازة

ص: 141

6991 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا محمد بن قدامة حدثنا عبيدة بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سمعتُ أُسيد بْنَ حُضَيْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(اهتزَّ الْعَرْشُ لوفاة سعد بن معاذ)

= (7030)[8: 3]

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (1288) ، ((الإرواء)) (3/ 166 ـ 167) ، ((الظلال)) (1/ 247 ـ 248) ، ((مختصر الشمائل)) (30/ 16).

ص: 141

ذكر الخبر الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْعَرْشَ فِي هَذَا الْخَبَرِ هُوَ السَّرِيرُ

ص: 142

6992 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَأَبِي سُفْيَانَ: عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اهتزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ معاذ)

= (7031)[8: 3]

صحيح: ق ـ انظر (6990).

ص: 142

ذِكْرُ طَعْنِ الْمُنَافِقِينَ فِي جِنَازَةِ سعدٍ لخِفتها

ص: 142

6993 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَّافُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ـ وَجِنَازَةُ سَعْدٍ مَوْضُوعَةٌ ـ:

(اهتزَّ لَهَا عرشُ الرَّحْمَنِ) فطَفِقَ الْمُنَافِقُونَ فِي جِنَازَتِهِ وَقَالُوا: مَا أخفَّها فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(إنما كانت تحمله الملائكة معهم).

= (7032)[8: 3]

حسن صحيح - ((المشكاة)) (6228) ، ((الصحيحة)) (3347).

ص: 142

ذِكْرُ فَتْحِ أَبْوَابِ السَّمَاءِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 142

6994 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بِدِمَشْقَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ

⦗ص: 143⦘

عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِسَعْدٍ:

(هَذَا الرّجُل الصَّالِحُ الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ شُدِّد عَلَيْهِ ثم فُرِّج عنهُ)

= (7033)[8: 3]

حسن صحيح - ((الصحيحة)) (3348).

ص: 142

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فرَّج اللَّهُ عَنْهُ عَمَّا شَدَّدَ عَلَيْهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ بِدُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 143

6995 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مُجَاهِدٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْرَهُ ـ يَعْنِي سَعْدَ بْنَ معاذ ـ فاحتبسَ فلما خرج قيل: يارسول اللَّهِ مَا حَبَسَكَ؟! قَالَ:

(ضُمّ سَعْدٌ فِي القبر ضمّة فدعوتُ الله فكشف عنهُ)

= (7034)[8: 3]

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (4/ 270).

ص: 143

ذِكْرُ وَصْفِ مَنَادِيلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الجنة

ص: 143

6996 -

أَخْبَرَنَا الفضلُ بنُ الحُباب حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ:

⦗ص: 144⦘

لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبًا مِنْ حَرِيرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمَسُونهُ ويعجبُون مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(تتعجَّبُون مِنْهُ! مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الجنّةِ خيرٌ مِنهُ)

= (7035)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (3346): ق.

ص: 143

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنَ الْبَرَاءِ

ص: 144

6997 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثقيف حدثنا يعقوب بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ:

أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بثوب من حَرِيرٍ فَجَعَلُوا يلمَسُونهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ لِينِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَمَنادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَلْيَنُ مِنْ هذا أو خيرٌ من هذا)

صحيح - انظر ما قبله.

قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي قَتَادَةُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ..... بمثل هذا.

= (7036)[8: 3]

صحيح.

ص: 144

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ ذَلِكَ الثَّوْبَ الَّذِي لَبِسَهُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ مَنْسُوجًا بالذهب

ص: 144

6998 -

أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ

⦗ص: 145⦘

بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: [دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سعد بن معاذ ، فقال]

(1)

: إِنَّكَ بسعدٍ لَشَبِيهٌ ثُمَّ بَكَى فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ قَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى سَعْدٍ كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ ثُمَّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا إِلَى أُكيدِر دُومة فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِجُبّة ديباجٍ منسوجٍ فِيهَا الذهبُ فلَبِسها رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ أَوْ جَلَسَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ ثُمَّ نَزَلَ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمَسُونَ الجُبَّةَ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا)؟ قَالُوا: مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَمَنادِيلُ سَعْدِ بْنِ معاذ في الجنة أحسنُ مما تَرَوْنَ)

= (7037)[8: 3]

حسن صحيح - ((الصحيحة)) (3346).

(1)

سقطت من الأصل ، واستدركتها من ((طبعة المؤسسة)) ، و ((مصنف ابن أبي شيبة)). ((الناشر)).

ص: 144

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ لُبْسَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الجُبَّةَ الْمَنْسُوجَةَ بِالذَّهَبِ كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لُبْسَها عَلَى الرِّجَالِ مِنْ أمَّته

ص: 145

6999 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ حَدَّثَنِي عَمِّي

⦗ص: 146⦘

مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ أُكيدِر دُومَةَ أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جُبّة سُنْدُسٍ فلَبسها - وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُحَرَّمُ الْحَرِيرُ - فتعجَّب النَّاسُ مِنْ حُسنِها فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَمَناديلُ سعدِ بْنِ مُعاذٍ أحسنُ منها في الجنة)

= (7038)[8: 3]

صحيح - انظر ما قبله.

ص: 145

ذِكْرُ خُبَيبِ بْنِ عَدِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 146

7000 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سرِيةً عيناً وأمّر عليها عاصِم بْنَ ثَابِتٍ فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ - بَيْنَ عُسفان وَمَكَّةَ نُزُولًا - فذُكِرُوا لِحيٍّ مِنْ هُذيل يُقال لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ فاتّبعوهم بقريب من مئة رَجُلٍ رَامٍ فاقتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى نَزَلُوا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ فَقِيلَ: هَذَا مِنْ تَمْرِ أَهْلِ يَثْرِبَ فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ فَلَمَّا آنسَهُم عَاصِمُ بن ثابت وأصحابه لجأوا إِلَى فَدْفَدٍ وَجَاءَ الْقَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ فَقَالُوا: لَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا فَقَالَ عَاصِمٌ: أَمَّا أَنَا فَلَا أنزلُ فِي ذِمَّةِ قَوْمٍ كَافِرِينَ اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا رَسُولَكَ فقاتَلُوهم فِي بُيُوتِهِمْ حَتَّى قَتَلُوا عَاصِمًا فِي سبعةِ نفرٍ وَبَقِيَ خُبيب بْنُ عَدِيٍّ وَزَيْدُ بْنُ الدَّثنة وَرَجُلٌ آخَرُ فَأَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ يَنْزِلُوا إِلَيْهِمْ فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ حلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهم فَرَبَطُوهُمْ بِهَا فَنَادَى الرَّجُلُ الثَّالِثُ

⦗ص: 147⦘

الَّذِي مَعَهُمَا هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فجرَّوه فَأَبَى أَنْ يَتَّبِعَهُمْ وَقَالَ: لِي فِي هَؤُلَاءِ أُسْوَةٌ فَضَرَبُوا عُنُقَهُ. وَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثنة حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ فَاشْتَرَى خُبيباً بَنُو الْحَارِثِ بْنُ عَامِرٍ وَكَانَ الْحَارِثُ قتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ اسْتَعَارَ مُوسى مِنْ إِحْدَى بَنَاتِ الْحَارِثِ يَستَحِدُّ بِهِ فَأَعَارَتْهُ قَالَتْ: فغفلتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي حَتَّى أتاهُ فأخذهُ فأضْجعَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى فِي يَدِهِ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ فِزعتُ فَزَعًا شَدِيدًا فَقَالَ: خشِيتِ أَنْ أقتُلهُ؟ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ: فَكَانَتْ تَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عنبٍ وَمَا بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ وَمَا كَانَ إِلَّا رِزْقًا رزقهُ اللَّهُ إِيَّاهُ ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ ليَقْتُلُوهُ فقَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثم قال: لولا أن تروا أن مابي جَزَعٌ مِنَ الْمَوْتِ لزدْتُ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سنَّ الركعتين عند القتل ثم قال:

وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقتلُ مُسلِماً عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي

ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ فقتلهُ وبعثتْ قُرَيْشٌ إِلَى مَوْضِعِ عَاصِمٍ تُرِيدُ الشَّيْءَ مِنْ جَسَدِهِ ليعرِفُوهُ وَكَانَ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ فبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِثْلَ الظُّلَّةِ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ

هَكَذَا حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ مِنْ كِتَابِهِ: فَقَاتَلُوهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ! وَإِنَّمَا هُوَ: فقاتلوهم من ثبوتهم!

= (7039)[[8: 3]]

صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2724): خ.

ص: 146

[7000/*]- أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ .... بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ وَقَالَ فِي آخِرِهِ:

فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِثل الظُّلةِ مِنَ الدّبرِ فَلَمْ يقدِرُوا عَلَى شَيْءٍ.

والدَّبر: الزَّنَابِيرُ

= (7040)[8: 3]

ص: 148

ذِكْرُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ رضي الله عنه

ص: 148

7001 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:

دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ وَقَالَ:

(إِنَّ الرُّوح إِذَا قُبضَ تبِعهُ البَصَرُ) فَصَاحَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ:

(لَا تدعُوا عَلَى أنفُسِكُم إِلَّا بِخيرٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تؤمِّنُ عَلَى مَا تقُولُون) ثُمَّ قَالَ:

(اللَّهُمَّ اغفِر لِأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ درجتهُ فِي المُقرّبِين واخلُفهُ فِي عقِبهِ فِي الغابِرِينَ وَاغْفِرْ لَهُ وَلَنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ ونوِّر لَهُ فِيهِ)

= (7041)[8: 3]

صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2731): م.

ص: 148

ذِكْرُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ رِضْوَانُ الله عليه

ص: 149

7002 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا وهيب حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ:

مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5].

= (7042)[8: 3]

صحيح: خ (4782) ، م (7/ 130 ـ 131).

ص: 149

ذِكْرُ مَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ

ص: 149

7003 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

فَرَضَ عُمَرُ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضَ لِي فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِجْرَتِي وَهِجْرَةُ أُسَامَةَ وَاحِدَةٌ؟! قَالَ: إِنَّ أَبَاهُ كَانَ أحبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَبِيكَ وَإِنَّهُ كَانَ أحبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منك وإنما هاجر بك أبواك.

= (7043)[8: 3]

ضعيف - ((المشكاة)) (6164).

ص: 149

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ كَانَ مِنْ أحبِّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 149

7004 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:

⦗ص: 150⦘

بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمرتِهِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(إِنْ تَطْعُنوا فِي إمرتِهِ فَقَدْ كنتُم تطعُنُون فِي إمرةِ أبيهِ مِنْ قَبْلُ وأيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أحبِّ النَّاسِ إِلَيَّ وإنَّ هذا لمن أحبِّ الناس إلي بَعْدَهُ)

= (7044)[8: 3]

صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (460): خ.

ص: 149

7005 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو زَيْنَبَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أمْسِك عَلَيْكَ أَهْلَكَ) فَنَزَلَتْ {وتُخفِي فِي نفسِك ما الله مُبديه} [الأحزاب: 37].

= (7045)[5: 5]

صحيح: خ (7420).

ص: 150

ذِكْرُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه

ص: 150

7006 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هُبيرة بْنِ يَرِيمَ وهانىء بن هانىء: عَنْ عَلِيٍّ ـ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ـ قَالَ:

⦗ص: 151⦘

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِجَعْفَرٍ:

(أشْبَهْتَ خَلقِي وخُلُقِي)

= (7046)[[8: 3]]

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (3/ 178).

ص: 150

ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم جَعْفَرًا يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ

ص: 151

7007 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ - ببُست - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ - زَاجٌ - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ القُرشي حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أُرِيتُ جَعْفَرًا: مَلَكاً يطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ في الجنة)

= (7047)[8: 3]

صحيح لغيره - ((المشكاة)) (6153) ، ((الصحيحة)) (1226).

ص: 151

ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عليه

ص: 151

7008 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ قَالَ:

قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ - وَكَانَتِ الأنصارُ تُفقِّهُه - فأتيتُه وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ الْأُمَرَاءِ قَالَ:

(عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ) فَوَثَبَ جَعْفَرٌ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يارسول اللَّهِ! مَا كُنْتُ أَرْغَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا فَقَالَ:

⦗ص: 152⦘

(امْضِ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي فِي أي ذلك خيرٌ) فانطلقوا فلبثوا ماشاء اللَّهُ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَأَمَرَ أَنْ يُنادى: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَقَالَ:

(أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هذا الغازي انطلقُوا فلقُوا العدو فأُصيب زيداً شَهِيدًا استغفِرُوا لَهُ) ـ فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ ـ

(ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا اسْتَغْفِرُوا لَهُ ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَثَبَتَتْ قَدَمَاهُ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا اسْتَغْفِرُوا لَهُ ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ هُوَ أَمَّرَ نفسهُ) ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَبْعَيْهِ ثُمَّ قَالَ:

(اللَّهُمَّ هُوَ سيفٌ مِنْ سيوفِك انتصِر بِهِ) فَمِنْ يومئذٍ سُمِّي خَالِدُ بن الوليد: سيف الله.

= (7048)[8: 3]

صحيح - ((فقه السيرة)) (365 ـ 368).

قال أبو حاتم: مِن ذِكر أبو عبيدة بن الجراح الى ههنا هُمُ الَّذِينَ مَاتُوا أَوْ قُتِلوا فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قبل أَنْ قَبَضَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم إِلَى جَنَّتِهِ ثُمَّ إِنَّا ذَاكِرُونَ بَعْدَهُ هَؤُلَاءِ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ مَنْ صَحَّت لَهُ الْفَضِيلَةُ مَرْوِيَّةً ثُمَّ نُعْقِبُهُمُ الْأَنْصَارَ إِنْ يَسَّرَ اللَّهُ ذَلِكَ وَسَهَّلَهُ

ص: 151

ذِكْرُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عنه

ص: 152

7009 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

⦗ص: 153⦘

شهدتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنين فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إِلَّا أَنَا وَأَبُو سُفيان بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَزِمْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ نُفَارِقْهُ وَهُوَ عَلَى بغلةٍ شَهْبَاءَ وَرُبَّمَا قَالَ: بَيْضَاءَ أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفاثة الجُذامي فَلَمَّا الْتَقَى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرون وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ عَلَى بَغْلَتِهِ قِبَلَ الْكُفَّارِ قَالَ الْعَبَّاسُ: وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بغلةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكُفُّها وَهُوَ لَا يَأْلُو يُسْرِعُ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِغَرْزِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا عَبَّاسُ نَادِ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرة! ) وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتاً وَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: يَا أصحاب السَّمُرة! فو الله لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُم حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا يَقُولُونَ: يَا لَبَّيْكَ! يَا لَبَّيْكَ! فَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ فَنَادَتِ الْأَنْصَارُ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ قُصِرت الدّعوةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَنَادُوا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ! قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كالمُتطاوِلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هَذَا حِينَ حمِيَ الوطِيسُ) ثُم أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وجُوهَ الْكُفَّارِ ثُمَّ قَالَ:

(انهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ! ) قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا الْقِتَالُ على هيئته فيما أرى فو الله ما هوإلا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بحصياته فما أرى أحدّهم إِلَّا كَلِيلًا وأمرهُم إِلَّا مُدبِراً حَتَّى هزمهُمُ اللَّهُ قَالَ: وَكَأَنِّي أنظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يركُضُ خلفهُم عَلَى بغلتِهِ.

⦗ص: 154⦘

= (7049)[8: 3]

صحيح: م (5/ 166 ـ 167).

ص: 152

ذِكْرُ قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ: (إِنَّهُ صِنْوُ أَبِيهِ)

ص: 154

7010 -

أَخْبَرَنَا حاجبُ بْنُ أَرْكِينَ الْفَرْغَانِيُّ بِدِمَشْقَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا ورقاءُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ عمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أبيه)

= (7050)[8: 3]

صحيح - ((الإرواء)) (857)، ((الصحيحة)) (806): م.

ص: 154

ذِكْرُ نَقْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْحِجَارَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ

ص: 154

7011 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ:

لَمَّا بُنيت الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْعَبَّاسُ يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ فَفَعَلَ فخرَّ إِلَى الْأَرْضِ وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ:

(إِزَارِي! إِزَارِي! ) فشدَّ عليه إزارَهُ.

= (7051)[8: 3]

صحيح - ((فقه السيرة)) (ص80): ق.

ص: 154

ذِكْرُ وَصْفِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَمَّهُ الْعَبَّاسَ بالجُود والوَصْلِ

ص: 155

7012 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ

(1)

عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ:

بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَهِّزُ بَعثاً فِي مَوْضِعِ سُوقِ النَّخَّاسِينَ الْيَوْمَ إِذْ طَلَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(العباسُ عمُّ نَبِيِّكُم أجودُ قُريشٍ كَفًّا وأوصلُها)

= (7052)[8: 3]

حسن - انظر التعليق.

(1)

قلت: مُختلف فيه ، قال الذهبي في ((الميزان)):((معروف صدوق ، وثق ، قال: أبو حاتم: لا يُحتجُّ به)).

وقال الحافظ: ((صدوق يخطىء)).

فالحديث حسن - إن شاء الله -.

ومن طريقه: أخرجه النسائي في ((الكبرى)) (5/ 50/8174) ، والحاكم (3/ 328 _ 329) _ وصححه _ ، وأحمد (1/ 185) ، والبزار (3/ 247/2673) ، وأبو يعلى (2/ 139/820) وغيرهم.

ص: 155

ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 155

7013 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي يَزِيدَ يُحَدِّثُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

⦗ص: 156⦘

أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْخَلَاءَ فوضعتُ لَهُ وُضُوءًا فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ:

(مَنْ وَضَعَ هَذَا)؟ قَالُوا: ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ:

(اللهم فقِّههُ).

= (7053)[8: 3]

صحيح - ((المشكاة)) (6148).

ص: 155

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِابْنِ عَبَّاسٍ بِالْحِكْمَةِ

ص: 156

7014 -

أَخْبَرَنَا شبابُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ فَقَالَ:

(اللَّهُمَّ علِّمهُ الحكمة)

= (7054)[8: 3]

صحيح - ((الروض النضير)) (395) ، ((التنكيل)) (2/ 339).

ص: 156

ذِكْرُ وَصْفِ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ اللَّذَيْنِ دَعا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِابْنِ عَبَّاسٍ بِهِمَا

ص: 156

7015 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثيم عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

كُنْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فوضعتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَهُورًا فَقَالَ:

(مَنْ وَضَعَ هَذَا)؟ قَالَتْ مَيْمُونَةُ: عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 157⦘

(اللَّهُمَّ فقِّهه فِي الدين وعلِّمه التأويل)

= (7055)[8: 3]

صحيح - انظر ما قبله.

ص: 156

ذِكْرُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عنه

ص: 157

7016 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولَابِيُّ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً حَدَّثَنَا شريكٌ عَنِ العبِّاس بْنِ ذرِيحٍ عَنِ البهِيّ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

عَثَرَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ بِعَتَبَةِ الْبَابِ فشُجّ وجهُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ:

(أَمِيطِي عنهُ الْأَذَى) فَقَذِرَتْهُ قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يمُجُّها وَيَقُولُ:

(لَوْ كَانَ أُسامةُ جَارِيَةً لحلَّيتُهُ وكسوتُهُ حتى أُنفِّقهُ)

= (7056)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1019).

ص: 157

ذِكْرُ سُرُورِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِ مُجَزِّزٍ فِي أُسَامَةَ مَا قَالَ

ص: 157

7017 -

أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسْرُورًا فقال:

(يا عائشة ألم تري إِلَى مُجَزِّزٍ المُدلِجِيّ دَخَلَ عَلَيَّ فَرَأَى أُسامة وزيداً عليهما قطيفةٌ قد غطّيا رؤوسهما وَبَدَتْ أقدامُهما فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بعضُها من بعضٍ)

= (7057)[8: 3]

⦗ص: 158⦘

صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1961 ـ 1962).

ص: 157

ذِكْرُ الْأَمْرِ بمحبِّة أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ إِذِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُحِبُّهُ

ص: 158

7018 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ أَبُو عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

أَرَادَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يَمْسَحَ مُخَاطَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَقَالَتْ عَائِشَةُ:

دَعْنِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أفعَلُهُ قَالَ:

(يا عائشة! أحبِّيه فإني أُحِبُّهُ)

= (7058)[8: 3]

حسن - ((المشكاة)) (6167).

ص: 158

ذكر البيان بِأَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَبِيهِ

ص: 158

7019 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى قومٍ فطعنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(إِنْ تطعُنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طعنتُم فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِن قبلِهِ وايمُ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ وإنَّ هَذَا لمِن أحبِّ الناس إليّ مِن بعدهِ)

= (7059)[8: 3]

⦗ص: 159⦘

صحيح - مضى (7004).

ص: 158

ذِكْرُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ رَضِيَ اللَّهُ عنه

ص: 159

7020 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ:

أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ فَوَعَدَ النِّكَاحَ فَأَتَتْ فَاطِمَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تغضبُ لبناتِك وَإِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنِّي أكرهُ أَنْ يسُوءها) وَذَكَرَ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَأَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ وَقَالَ:

(لَا يُجمعُ بَيْنَ بنتِ نَبِيِّ اللَّهِ وَبَيْنَ بِنْتِ عَدُوِّ الله)

= (7060)[8: 3]

صحيح لغيره: ق ـ تقدم (6917).

ص: 159

ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الهُذلي رَضِيَ الله عنه

ص: 159

7021 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحران حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لعُقبة بْنِ أَبِي مُعيط فمرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا غُلَامٌ فَقَالَ لِي:

(يَا غُلامُ! هَلْ مِن لبن)؟ قلت: نعم ولكن مُؤتمنٌ قَالَ:

(فَهَلْ مِن شاةٍ لَمْ ينزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ)؟ قَالَ: فأتيتهُ فَمَسَحَ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 160⦘

ضَرْعَهَا فَنَزَلَ اللبنُ فحلبهُ فِي إناءٍ فشرِب وَسَقَى أَبَا بكرٍ ثُم قَالَ للضرع:

(انقلِصِي) فانقصلت فقلت: يارسول اللَّهِ علِّمني مِنْ هَذَا الْقَوْلِ فَمَسَحَ رَأْسِي وقال:

(يرحمُك الله! إنك غلام مُعلّمٌ)

= (7061)[8: 3]

حسن ـ ((الروض النضير)) (652).

ص: 159

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ سُدُسَ الْإِسْلَامِ

ص: 160

7022 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى

(1)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة حدثنا محمد ابن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ:

لَقَدْ رأيتُني سادِس ستةٍ مَا عَلَى الأرضِ مُسلِمٌ غيرُنا.

⦗ص: 161⦘

= (7062)[8: 3]

صحيح - انظر التعليق.

(1)

لم أرهُ في ((المسند)) المطبوع ، ولا أورده الهيثميُّ في ((المجمع)) (9/ 287) معزواً إلا للطبرانيِّ والبزار! فإن كان في ((المسند))؛ فيكون في ((الكبير)) منه ، لكنّ الحافظ لم يُورِدهُ في ((المطالب العالية)).

وأبو يعلى رواه عن ابن أبي شيبة وهذا قد أخرجه في ((المصنف)) (12/ 114 ـ 115/ 12283) ، والبزار (3/ 248/2676) ، والطبراني (9/ 58/8406).

وإسنادُه صحيح ، رجاله رجالُ ((الصحيح)).

ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه الحاكم (3/ 313)، وقال:((صحيح الإسناد)) ، ووافقه الذهبيُّ.

ص: 160

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يُشَبَّهُ فِي هَدْيهِ وسَمْتِه بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 161

7023 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ قَالَ:

⦗ص: 162⦘

قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: أنْبِئْنا برجُلٍ قَرِيبِ الْهَدْيِ والسَّمْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَأْخُذُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ أَقْرَبَ - سَمْتاً وَهَدْيًا وَدَلًّا - بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنِ ابْنِ أُمِّ عبدٍ حَتَّى يُوارِيَه جدارُ بيتهِ وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى الله وسيلةً.

= (7063)[8: 3]

صحيح: خ مختصراً ، دون قوله: حتى يواريه ...... إلخ.

(1)

هو أبو إسحاق السبيعي ، وقد صرّح بالتحديثِ؛ فأمنَّا تدليسه.

وراوه عن شعبة فأمنّا اختلاطه؛ لأنه روى عنه قبل الإختلاط.

ومن طريقه أخرجه أحمد (5/ 395).

فالسندُ صحيح على شرط الشيخين.

وراوه البخاري (3762) مختصراً ، دون قوله:((حتى يواريه ....... )) إلخ.

ولقد أخطأ المُعلّقُ على ((الإحسان)) (15/ 538)؛ حين أطلق العزو إليه؛ فأوهم أنّهُ عنده بتمامه! وليس كذلك كما عرفت.

ولقد وقع في نفس الخطإ في طريق شقيق الآتية! وأعاد الخطأ في تعليقه على ((سير أعلام النبلاء)) (1/ 484 ـ 485)!

ولشعبة فيه إسناد آخر فقال ، عن وليد بن العيزار ، عن أبي (الأصل: ابن) عمرو الشيباني ، عن حذيفة ..... بهذا كله.

رواه أحمد عقب الطريق الأولى.

وتابع شعبة على الطريق الأولى: إسرائيل عند الترمذي (3809) - وصححه - ، وأحمد (5/ 389 و 401).

ورواه شقيق ، قال: قال حُذيفةُ ..... فذكره نحوه: أخرجه أحمد (5/ 394) ، والحاكم (3/ 315) ، وصححه على شرطِ الشيخين ، ووافقه الذهبي.

لكن أخرجه البخاري (6097) مختصراً _ أيضاً _ دون قوله: لقد علم المحفوظون ..... إلخ.

وهذا القَدْرُ منه؛ رواه ابن أبي شيبة (12284).

ص: 161

ذِكْرُ عِنَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لِحِفْظِ الْقُرْآنِ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ

ص: 162

7024 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هُبيرة بْنِ يَرِيمَ: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:

قَرَأْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بِضعةً وَسَبْعِينَ سُورَةً وَإِنَّ زَيْدًا لَهُ ذُؤابتانِ يلعب مع الصبيان.

= (7064)[8: 3]

⦗ص: 163⦘

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (3027): ق دون جملة زيدٍ.

ص: 162

ذِكْرُ اسْتِمَاعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ

ص: 163

7025 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثقيف حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اقْرَأْ عَلَيَّ سُورَةَ النِّسَاءِ) فقرأتُ حَتَّى بلغتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئنا مِن كُلِّ أُمةٍ بشهيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] قَالَ: إِمَّا غَمَزَنِي وَإِمَّا التفتُّ فَإِذَا عيناهُ تَسِيلَانِ صلى الله عليه وسلم.

= (7065)[8: 3]

صحيح: خ (5050) ، م (2/ 195 ـ 196).

ص: 163

ذِكْرُ الْأَمْرِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عَلَى مَا كَانَ يقرأُه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ

ص: 163

7026 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا بَشَّرَاهُ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(مَنْ سرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنزِل؛ فليقرأهُ عَلَى قِراءةِ ابْنِ أُمِّ عبدٍ)

= (7066)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (2301).

ص: 163

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ

ص: 164

7027 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما وَعَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ النِّسَاءِ فسَحَلَها فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَنْ أحبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنزل فليقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عبدٍ) ثُمَّ قَعَدَ ثُمَّ سَأَلَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(سَلْ تُعْطَهْ سَلْ تُعْطَهْ) فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ فَأَتَى عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ لِيُبَشِّرَهُ فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَهُ قَالَ: إِنَّكَ إن فعلت إنك لسابقٌ بالخير.

= (7067)[8: 3]

حسن - ((الصحيحة)) - أيضاً -.

ص: 164

ذِكْرُ وَصْفِ اسْتِئْذَانِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 164

7028 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إذنُك عليَّ: أَنْ يُرفعَ الحِجابُ وَأَنْ تَسْمَعَ سِوادِي حتى أنهاك)

= (7068)[8: 3]

⦗ص: 165⦘

صحيح: م السلام: 16 [2169].

ص: 164

ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم طَاعَاتِ ابْنِ مَسْعُودٍ الَّتِي كَانَ بِسَبِيلِهَا مِنْ قَدَمَيْهِ بأُحُدٍ فِي ثِقَلِ الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

ص: 165

7029 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة حدثنا عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يحتزُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِواكاً مِنْ أراكٍ وَكَانَ فِي سَاقَيْهِ دِقّةٌ فَضَحِكَ الْقَوْمُ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(مَا يُضْحِكُكم مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمَا أثقل في الميزانِ من أُحُد)

= (7069)[8: 3]

حسن صحيح - ((الصحيحة)) (3192).

ص: 165

ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 165

7030 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

كَانَ الرَّجُلُ - فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّها عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وكُنتُ غُلاماً شَابًّا عَزَبًا وكُنتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ فَرَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةً كَطَيِّ الْبِئْرِ وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فجعلتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ مَرَّتَيْنِ فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ فقصَصْتُها عَلَى حَفْصَةَ

⦗ص: 166⦘

فقَصَّتْها حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصلي مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا)

قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قليلاً.

= (7070)[8: 3]

صحيح: خ.

ص: 165

ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بالصَّلاحِ

ص: 166

7031 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: عَنْ حَفْصَةَ ـ أُخْتِهِ ـ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا:

(إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمر رجُلٌ صَالِحٌ ٌ)

= (7071)[8: 3]

صحيح: ق.

ص: 166

ذكر السبب الذي من أجله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذا القول

ص: 166

7032 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ سَرَقَةً مِن حريرٍ لَا أَهْوِي بِهَا إِلَى مَكَانٍ فِي الْجَنَّةِ إِلَّا طَافَتْ بِي إِلَيْهِ فقصصتُها عَلَى حَفْصَةَ فقَصَّتْها حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ أخاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ ـ أَوْ قال: (إن عبد الله رجل صالح ـ)

⦗ص: 167⦘

= (7072)[8: 3]

صحيح: ق.

ص: 166

ذِكْرُ هِبَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم البعير لعبد الله بن عمر

ص: 167

[7032 / م]- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنِ دِينَارٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فكنتُ عَلَى بكرٍ صعبٍ لعُمر فَكَانَ يَغْلِبُنِي فَيَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْقَوْمِ فيزجرُهُ عُمَرُ ويَرُدُّهُ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فيزجرُهُ عُمرُ ويرُدُّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمر:

(بِعْنِيهِ) قال: هو لك يارسول اللَّهِ! قَالَ:

(بِعْنِيهِ) فباعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَاصْنَعْ بِهِ مَا شِئتَ)

(1)

.

= (7073)[8: 3]

صحيح - ((الإرواء)) (1327).

(1)

هذا الحديث ـ بتبويبِهِ ، وتبويب الذي بعده! ـ سقط من ((الأصل)) ، واستدركناه من ((طبعة المؤسسة)). ((الناشر)).

ص: 167

ذِكْرُ تتبُّع ابنِ عُمر آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم واستعمالِه سّنتهُ بعدهُ

(1)

.

(1)

ساقط من ((الأصل)). ((الناشر)).

ص: 167

7033 -

أَخْبَرَنَا ابنُ سَلمٍ حَدَّثَنَا الحسنُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ

⦗ص: 168⦘

بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجِشُونِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

(1)

عَنْ نَافِعٍ قَالَ:

كَانَ ابْنُ عُمَرَ يتتبَّع آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكُلُّ مَنْزِلٍ نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْزِلُ فِيهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ سمُرةٍ فَكَانَ ابنُ عُمَرَ يجيءُ بالماءِ فيصبُّهُ في أصلِ السَّمُرةِ؛ كيلا تيبس.

= (7074)[8: 3]

صحيح.

(1)

هو العُمريُّ ـ المُصَغَر ـ ، وهو ثقة من رجال الشيخين.

ووقع في ((السِّير)) (3/ 213) مكبراً ، وهو خطأ.

وسائرُ رجالِهِ ثقات؛ فالسندُ صحيح.

وتابعه صدقةُ بنُ يسار ، عن نافع؛ به ـ مُختصراً ـ.

رواه الحُميدي (665) ، وسنده صحيح _ أيضاً _.

ص: 167

ذِكرُ عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 168

7034 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ: عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:

كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ عَمَّارٌ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(ائذنوا لهُ ، مَرحَباً بالطّيِّبِ المُطيَّبِ! ).

= (7075)[8: 3]

⦗ص: 169⦘

صحيح لغيره - ((المشكاة)) (6226) ، ((الصحيحة)) (2/ 466) ، ((الروض)) (702).

ص: 168

ذِكرُ شهادةِ المُصطفى صلى الله عليه وسلم لِعمّار بْنِ يَاسِرٍ بِأخذِهِ الْحَظَّ مِنْ جمِيعِ شُعبِ الِإيمان.

ص: 169

7035 -

أَخْبَرَنَا محمدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ: قَالَ:

اسْتَأْذَنَ عمارٌ عَلَى عليٍّ ـ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ـ فَقَالَ: مَرْحَبًا بالطَّيِّب الُمطيّبِ! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(عمّارٌ مُلِىءَ إيماناً الى مُشَاشِهِ) ـ أي مثانته ـ.

= (7076)[8: 3]

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (807) ، ((تخريج الإيمان)) (31/ 91 ـ 92).

ص: 169

ذِكْرُ وَصْفِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَتَلَةَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ

ص: 169

7036 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ بِحَلَبَ وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(تقتُلُ عَمَّارًا الفِئةُ الْبَاغِيَةُ)

= (7077)[8: 3]

صحيح لغيره: م (8/ 186).

ص: 169

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ

ص: 170

7037 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ عِكْرِمَةَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ! تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يدعُوهُم إِلَى الْجَنَّةِ ويدعونهُ إِلَى النَّارِ)

قَالَ ابْنُ الْمِنْهَالِ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أبا داود فدلَّسه عني

= (7078)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (710): خ عنه ، م عنه عن قتادة.

ص: 170

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن عِكْرِمَةَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري

ص: 170

7038 -

أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ بِوَاسِطَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ:

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لِي وَلِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ فَلَمَّا رَآنَا جَاءَ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ ثُمَّ قَعَدَ فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ قَالَ: كُنَّا نحمِلُ لَبِنَةً وعمارٌ لبِنتين لَبِنَتَيْنِ فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَيَقُولُ:

(يَا عَمَّارُ! أَلَا تحمِلُ مَا يحمِلُ أَصْحَابُكَ)؟ قَالَ: إِنِّي أريدُ الْأَجْرَ مِنَ

⦗ص: 171⦘

اللَّهِ فَجَعَلَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ وَيَقُولُ:

(وَيْحُ عمّارٍ! تقتُلُه الفِئةُ الباغِيةُ يدعُوهُم إِلَى الجنةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ) فَقَالَ عَمَّارٌ: أعوذ بالله من الفتن

= (7079)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (710)، ((الروض)) (662): خ.

ص: 170

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قِتَالَ عَمَّارٍ كَانَ بِالرَّايَةِ الَّتِي قَاتَلَ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 171

7039 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا شُعبةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سمِعتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلِمَةَ

(1)

يَقُولُ:

رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ - يَوْمَ صِفِّينَ - شَيْخٌ آدَمَ طوالٌ أَخَذَ الْحَرْبَةَ بِيَدِهِ

⦗ص: 172⦘

ويدُهُ تَرْعُدُ - فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضربُونا حَتَّى يبلغُوا بِنَا سَعْفَاتِ هَجَرَ عَرَفْنَا أنَّ مُصْلِحِينَا على الحقِّ وأنهُم على الباطل.

= (7080)[8: 3]

حسن.

(1)

بكسر اللام - وهو المرادي الجملي - ، قال فيه الراوي عنه - هنا - عن عمرو بن مُرّة: كان قد كبر ، ونعرف وننكر.

وكذا قال أبو حاتم ، وما دام أن حديثه هذا موقوف ، وعمّن شاهده؛ فأنا إلى تحسينه أميلُ؛ والله أعلم.

ثم رأيت له طريقاً أخرى عن عمار .... مختصراً دون قوله وهذه الرابعة.

رواه البزار (3/ 253/2690) من طريق يحيى بن سلمة - وهو متروك - .... بسنده عن ربيعة بن ناجذ - وهو مجهول -.

وقول الحافظ في ((التقريب)): ((ثقة))! سبق قلم ، أو من أوهامه!

وله طريق ثالث: عند ابن سعد (3/ 257) بسندٍ رجاله ثقات لكنه منقطع.

وراوه من الطريق الأولى: أحمد - أيضاً - (4/ 319) ، وابن سعد (3/ 256)، والحاكم (3/ 384 و 392) وقال:((صحيح على شرط الشيخين))! وسكت عنه الذهبي!

ص: 171

ذِكْرُ إِثْبَاتِ بُغْضِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَنْ أَبْغَضَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 172

7040 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ عَلْقَمَةَ: عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ:

كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ كَلَامٌ فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُو إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَجَعَلَ خَالِدٌ لَا يزِيدُه إِلَّا غِلظةً وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاكِتٌ قَالَ: فَبَكَى عمار وقال: يارسول اللَّهِ أَلَا تَسْمَعُهُ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ رَأْسَهُ وَقَالَ:

(مَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ وَمَنْ أبغضهُ أبغضهُ اللَّهُ) قَالَ: فَخَرَجْتُ فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رِضَا عَمَّارٍ فلقيتهُ فَرَضِيَ.

= (7081)[8: 3]

صحيح - ((المشكاة)) (6256 و 6257).

ص: 172

ذِكْرُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 172

[7040 / م]-[أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

⦗ص: 173⦘

أَخْبَرَنَا النَّضْرُ وَرَوْحٌ وَأَبُو أُسَامَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ:

أَنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتَنَا صُعلوكاً فكثُر مالُك عِنْدَنَا وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تُريدُ أَنْ تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُمْ: أرأيتُم إن أعطتتكم مَالِي أتُخلُّون سَبِيلِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ فَقَالَ: أُشهِدُكُم أنِّي قَدْ جعلتُ لَهُمْ مَالِي فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(ربِح صُهيبٌ ربِح صُهيبٌ)

= (7082)[8: 3]

صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (ص 166).

ص: 172

ذِكرُ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ - الُمؤذِّنِ رضي الله عنه]

(1)

(1)

ما بين المعقوفين - كله - سقط من الأصل. ((الناشر)).

ص: 173

7041 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

كَانَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةً: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ سُمَيَّةَ وصُهيب وَبِلَالٌ وَالْمِقْدَادُ فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فمنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فأخذهُم الْمُشْرِكُونَ وأُلبسوا أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ فَمَا مِنْهُمْ أحدٌ إِلَّا وأتاهُم عَلَى مَا أَرَادُوا إِلَّا بِلَالٌ فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ وَهَانَ عَلَى

⦗ص: 174⦘

قَوْمِهِ فأخذُوهُ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ: أحدٌ أحدٌ.

= (7083)[8: 3]

حسن - ((صحيح السيرة النبوية)).

ص: 173

ذِكْرُ إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِبِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 174

7042 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أُدخِلتُ الْجَنَّةَ فسمِعت خَشْفَةً أَمَامِي فقلتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ جبريل عليه السلام: هذا بِلالٌ)

= (7084)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1405): خ.

ص: 174

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ وَقَعَتْ هَذِهِ المسابقة لبلال

ص: 174

7043 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أحدَّثَكم أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ:

(يَا بلالُ! حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عملٍ عَمِلْتَهُ عِنْدَكَ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَةَ نَعْلَيْكَ بين يدي في الْجَنَّةِ؟ ) فَقَالَ: مَا عَمَلٌ عَمِلْتُهُ أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صليتُ لِرَبِّي مَا قُدِّر لِي أَنْ أصلِّي.

⦗ص: 175⦘

فأقرَّ بِهِ أبو أسامة وقال: نعم.

= (7085)[8: 3]

صحيح - ((الإرواء)) (2/ 221): ق.

ص: 174

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ بِلَالًا كَانَ لَا تُصِيبُهُ حالةُ حَدَثٍ إِلَّا تَوَضَّأَ بِعَقِبِهَا وَصَلَّى

ص: 175

7044 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي ابْنِ بُرَيْدَةَ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا دخلتُ الْجَنَّةَ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَةً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: بِلَالٌ ثُمَّ مَرَرْتُ بِقَصْرٍ مُشَيَّدٍ بَدِيعٍ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدٌ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ فَقُلْتُ: أَنَا عَرَبِيٌّ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الخطاب رضي الله عنه فقال لبلال:

(بما سبقتنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟! ) قَالَ: مَا أحدثتُ إِلَّا توضّأُتُ وَمَا توضّأتُ إِلَّا صليتُ وَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه:

(لَوْلَا غَيْرَتُكَ لدخلت القصر) فقال: يارسول الله لم أكن لأغار عليك!

= (7086)[8: 3]

صحيح - ((الإرواء)) - أيضاً - ، ((التعليق الرغيب)) (1/ 99).

ص: 175

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِلَالٍ لَمَّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ: ((بِهَا)) وصَوَّب قَوْلَهُ

ص: 176

7045 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ الحُباب حَدَّثَنِي حُسينُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ: عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ خَشْخَشَةً أَمَامَهُ فَقَالَ:

(مَنْ هَذَا)؟ قَالُوا: بِلَالٌ فَأَخْبَرَهُ وَقَالَ:

(بمَ سبقتني الى الجنة)؟ فقال: يارسول اللَّهِ مَا أَحْدَثْتُ إِلَّا تَوَضَّأْتُ وَلَا تَوَضَّأْتُ إِلَّا رَأَيْتُ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ أُصلِّيهِما! قال صلى الله عليه وسلم:

((بها)).

= (7087)[8: 3]

صحيح - ((التعليق)) - أيضاً -.

ص: 176

ذِكْرُ أَبِي حُذيفة بنِ عُتبة بنِ رَبِيعَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 176

7046 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا نصرُ بْنُ عَلِيٍّ الجهضمِيُّ حَدَّثَنَا وهبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ

(1)

حَدَّثَنَا يَزِيدَ بْنَ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلَى بَدْرٍ فسُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ فطُرِحُوا فِيهِ ثُمَّ

⦗ص: 177⦘

جَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ:

(يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا) قَالُوا: يارسول اللَّهِ تُكلِّم قَوْمًا مَوْتَى؟! قَالَ:

(لَقَدْ علِموا أَنَّ مَا وَعَدْتُهُمْ حَقًّا) فَلَمَّا رَأَى أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أَبَاهُ يُسْحَبُ إِلَى القَليب عَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ:

(كَأَنَّكَ كارهٌ لما ترى؟! ) فقال: يارسول اللَّهِ! إِنَّ أَبِي كَانَ رَجُلًا سَيِّدًا حَلِيمًا فرجوتُ أَنْ يَهْدِيَهُ اللَّهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمَّا وَقَعَ بِالْمَوْقِعِ الَّذِي وَقَعَ بِهِ أَحْزَنَنِي ذَلِكَ! فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأبي حذيفة بخير.

= (7088)[8: 3]

حسن ـ ((تخريج فقه السيرة)) (231/ التحقيق الثاني).

(1)

هو محمد بن إسحاق بن يسار ، صاحب ((السيرة)) ، وهو حسن الحديث إذا صرّح بالتحديث ـ كما هنا ـ.

وكذلك أخرجه الحاكم (3/ 224) ، وصححه ، ووافقه الذهبي.

ص: 176

ذِكْرُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 177

7047 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاح الجرجرائِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ:

لَقَدِ انْدَقَّ فِي يَدِي يَوْمَ - مُؤْتَةَ - تِسْعَةُ أَسْيَافٍ مَا بقِيتْ فِي يدي إلا صفِيحة لي يمانِيةٌ.

= (7089)[8: 3]

صحيح - ((فقه السيرة)) (ص 368).

ص: 177

ذِكْرُ الْبَيَانِ بأنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ كَانَ عَلَى خيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يوم حنين

ص: 178

7048 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عبدُ الرَّزَّاقِ

(1)

أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ يُحَدِّثُ:

أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ فَكَانَ عَلَى خَيْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ابْنُ الْأَزْهَرِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يقول:

(مَنْ يدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ)؟ قَالَ ابْنُ الْأَزْهَرِ: فَمَشَيْتُ - أَوْ قَالَ: سَعَيْتُ - بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا مُحتلِمٌ أقولُ: مَنْ يدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ؟ حَتَّى دُلِلنا عَلَى رحلِهِ فَإِذَا هُوَ قاعِدٌ مستنِدٌ إِلَى مُؤخِرِ رحلِهِ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى جُرحِهِ. ـ قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَسَبْتُ أَنَّهُ قَالَ ـ: وَنَفَثَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

= (7090)[8: 3]

صحيح لغيره ـ انظر التعليق.

(1)

في ((المصنف)) (5/ 380 ـ 381)، ومِن طريقِه: أحمد (4/ 88 و 350).

وتابعه سفيان ، قال: ثنا معمر .... به: أخرجه الحميدي.

وهذا سندٌ صحيح.

ص: 178

ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ: سَيفَ اللَّهِ

ص: 178

7049 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الخرَّار حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ المُؤدِّبُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

⦗ص: 179⦘

أَبِي أَوْفَى قَالَ:

شَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا خالِدُ! لِمَ تُؤْذِي رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذهباً لم تُدرِك عمله) فقال: يارسول اللَّهِ! يقعُون فِيَّ فأردُّ عَلَيْهِمْ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تُؤذوا خالِداً فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ الله على الكفار)

= (7091)[8: 3]

ضعيف بهذا السياق والتمام ـ ((الروض النضير)) (373)

(1)

.

(1)

وقد صحّ منه بعضُه ، فانظر التعليق على ((صحيح الموارد)) (1866/ 11 ـ باب في أهل بدر) ، وما يأتي (7209 و7011).

ص: 178

ذكرُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ السَّهْمي رَضِيَ اللَّهُ عنه

ص: 179

7050 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حِبّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ:

فزِع الناسُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فتفرّقُوا فرأيتُ سَالِمًا ـ مَوْلَى أَبِي حُذيفة ـ احْتَبَى بِسَيْفِهِ وَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ فَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِي فَعَلَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَآنِي وَسَالِمًا وَأَتَى النَّاسِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 180⦘

(يَا أيُّها النَّاسُ أَلَا كَانَ مَفْزَعُكُم إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟! أَلَا فعلتُم كما فعل هذان الرّجُلانِ المُؤمِنانِ)؟

= (7092)[8: 3]

صحيح - ((صحيح الأدب المفرد)) تحت الحديث (699).

ص: 179

ذكرُ عائشةَ ـ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها وعن أبيها ـ

ص: 180

7051 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو كُريب حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(رأيتُك فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ إِذَا رجُلٌ يحمِلُكَ فِي سرقةِ حريرٍ فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَأَكْشِفُهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هذا من عند الله يُمضِهِ)

= (7093)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (3987): ق.

ص: 180

ذكر الخبرِ المُدْحِضِ قول من زعم أن عَائِشَةَ زوجةُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا لَا فِي الْآخِرَةِ

ص: 180

7052 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ الْمَكِّيُّ عَنِ ابْنِ خُثيم عَنِ ابْنِ أَبِي مُليكة عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

جَاءَ بِي جِبْرِيلُ عليه السلام إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي خِرقةِ حَرِيرٍ فَقَالَ: (هَذِهِ زوجتُك في الدُّنيا والآخِرةِ)

= (7094)[8: 3]

⦗ص: 181⦘

صحيح - ((الصحيحة)) (3011).

ص: 180

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يصرِّح بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 181

7053 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي أَبُو الْعَنْبَسِ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَائِشَةَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ فَاطِمَةَ قَالَتْ: فتكلمتُ أَنَا فَقَالُ:

(أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تكُوني زَوْجَتِي فِي الدُّنيا والآخرةِ)؟! قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ قَالَ:

(فأنتِ زَوْجَتِي فِي الدنيا والآخرة)

أبو العنبس: كوفي

= (7095)[8: 3]

صحيح - المصدر نفسه.

ص: 181

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ عَائِشَةَ تكونُ فِي الْجَنَّةِ زَوْجَةَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم

ص: 181

7054 -

أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْمَاجِشُونِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ:

أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أزواجُكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ:

(أَمَا إنَّكِ مِنهنَّ)

قَالَتْ: فخُيِّل إِلَيَّ أنَّ ذَاكَ أنَّهُ لَمْ يتزوج بِكراً غيري.

= (7096)[8: 3]

⦗ص: 182⦘

صحيح - المصدر نفسه.

ص: 181

ذِكْرُ وَصْفِ زِفَافِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها وَعَنْ أَبِيهَا

ص: 182

7055 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عن أبيه عن عائشة قَالَتْ:

تزوَّجني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِسِتِّ سِنِينَ وَبَنَى بِي وَأَنَا بنتُ تِسْعِ سِنِينَ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ ووُعِكتُ فَوَفَى شَعْرِي جُميمةً فَأَتَتْنِي أُمُّ رُومَانَ وَأَنَا عَلَى أُرجوحةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي فصرختْ بِي فَأَتَيْتُهَا مَا أَدْرِي مَاذَا تُرِيدُ فَأَخَذَتْ بِيَدِي وَأَوْقَفَتْنِي عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ: هَهْ هَهْ - شِبه المُنبهرة - فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتًا فَإِذَا نِسوةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فقُلن: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خيرِ طائرٍ فأسلَمَتْني إليهِنّ فَغَسَلْنَ رَأْسِي وأصلَحنني فَلَمْ يرُعني إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضُحىً فاسلَمْنَني إِلَيْهِ.

= (7097)[8: 3]

صحيح - ((الإرواء)) (6/ 230 ـ 231)، ((تخريج فقه السيرة)) (505): ق مختصراً.

ص: 182

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَقرأَ عَائِشَةَ رضي الله عنها السَّلَامَ

ص: 182

7056 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هَذَا جبريلُ يَقْرَأُ عليكِ السَّلَامَ) فقلُت: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ

⦗ص: 183⦘

وبركاتهُ تَرَى مالا نَرَى يا رسول الله!

= (7098)[8: 3]

صحيح: خ (3768) ، م (7/ 139).

ص: 182

ذكرُ إنزَالِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الآيَ فِي برَاءةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَمَّا قُذِفَتْ به

ص: 183

7057 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ـ وعِدَّةٌ ـ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ ـ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَها اللَّهُ مِنْهُ ـ قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا وَبَعْضُهُمْ أوْعَى مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتُ لَهُ اقْتِصَاصًا وَقَدْ وعيتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا زَعَمُوا أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يخرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ فأيَّتُهنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ سَهْمِي فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ وَأَنَا أُحملُ فِي هَوْدَجِي وأُنْزَلُ فِيهِ فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ قَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ فَآذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فقُمتُ فمَشَيْتُ حَتَّى جاوزتُ الْجَيْشَ فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أقبلتُ إِلَى الرَّحْلِ فلَمَستُ صَدْرِي فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ فرَجَعْتُ فالتمستُ عِقْدي فحَبَسَني ابتغاؤُهُ فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يرحلُونَ بِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ

⦗ص: 184⦘

أركبُ وَهُمْ يحْسِبُون أَنِّي فِيهِ وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفافاً لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ وَإِنَّمَا يأكُلنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ فَاحْتَمَلُوهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا فوجدتُ عِقْدي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ فجئتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ فأقمتُ مَنْزِلِي الَّذِي كنتُ بِهِ وظننتُ أَنَّهُمْ سيفقِدُوني فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ فَبَيْنَا أَنَا جالسةٌ غَلَبَتْني عَيْنَايَ فنِمْتُ وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ المُعطَّلِ السُّلَمي ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابُ فاستيقظتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي فخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي وَاللَّهِ مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ حتى أناخ راحلته فوَطِىءَ يَدَهَا فركبتُها فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُعَرِّسين فِي نحرِ الظَّهِيرَةِ فهلَكَ مَنْ هلكَ وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الْإِفْكِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبيٍّ بْنِ سَلُولٍ فقدِمنا الْمَدِينَةَ فاشتكيتُ بِهَا شَهْرًا وَالنَّاسُ يُفيضون فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الْإِفْكِ ويَريبني فِي وَجَعِي إِنِّي لَا أَرَى مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أمرَضُ إِنَّمَا يدخُلُ فيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ:

(كَيْفَ تيكُم)؟ وَلَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى نَقَهْتُ فخرجتُ أَنَا وَأُمُّ مسطحٍ بنتُ أَبِي رُهْمٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ وَكَانَ مُتَبَرَّزَنَا لَا نخرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا وأمْرُنا أمرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي الْبَرِيَّةِ أَوْ فِي التَّبَرُّزُ فأقبلتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٌ بِنْتُ أَبِي رُهْمٍ نَمْشِي فعَثَرتْ فِي مِرْطِها فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ فقلتُ: بئسَ مَا قُلتِ أتَسُبِّينَ رَجُلًا

⦗ص: 185⦘

شهدَ بَدْرًا؟ فَقَالَتْ: يَا هَنَتَاهُ أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالُوا؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِمَا يَقُولُ أَهْلُ الْإِفْكِ فازددتُ مَرَضًا عَلَى مرضٍ فَلَمَّا رجعتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(كَيْفَ تيكُم)؟ فَقُلْتُ: ائْذَنْ لِي آتَى أبويَّ؟ قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُريد أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهما فأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأتيتُ أبويَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي: مَا يتحدَّثُ بِهِ النَّاسُ؟ فَقَالَتْ: يَا بُنية هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشأنَ فَوَاللَّهِ لَقَلَّما كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّها وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ لَقَدْ تحدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أصبحتُ لَا يرقأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أكتحِلُ بِنَوْمٍ ثُمَّ أَصْبَحْتُ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ استلبَثَ الوحيُ - يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِي يعلمُ فِي نفسِهِ مِنَ الوُدِّ لَهُمْ فَقَالَ: أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا نَعْلَمُ وَاللَّهِ إِلَّا خَيْرًا وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضيِّق اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ وسلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقك! فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ فَقَالَ:

(يَا بريرةُ! هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئًا مَا يرِيبُك)؟ فَقَالَتْ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إنْ رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا أغمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جاريةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنِ الْعَجِينِ فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ ـ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبيٍّ بْنِ سَلُولٍ فَقَالَ:

(مَنْ يعذِرُني مِن رجُلٍ بَلَغَ أذاهُ فِي أَهْلِي؟! وَوَاللَّهِ مَا علِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا علمتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا وَمَا كَانَ يدخُلُ عَلَى

⦗ص: 186⦘

أَهْلِي إِلَّا مَعِي! ) فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا وَاللَّهِ أعذِرُك مِنْهُ إِنْ كَانَ مِنَ الْأَوْسِ ضَرَبْنا عُنُقَهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أمَرْتَنا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَكَانَ قبلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا وَلَكِنِ احتمَلَتْهُ الحمِيَّةُ فَقَالَ: كَذَبْتَ لعمرُ اللَّهِ لَا تقتُلُه وَلَا تقدِرُ عَلَى ذَلِكَ فَقَامَ أُسيدُ بْنُ حُضير فَقَالَ كَذَبْتَ لعمرُ اللَّهِ! لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ فَثَارَ الحيَّانِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى همُّوا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ فَجَعَلَ يُخفِّضُهم حَتَّى سَكَتُوا! ومكثتُ يَوْمِي لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتِي وَيَوْمِي حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي قَالَتْ: فَبَيْنَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي إِذِ اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فأذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ وَلَمْ يجلسْ عِنْدِي مِنْ يَوْمِ قِيلَ لِي مَا قِيلَ قَبْلَهَا وَقَدْ مَكَثَ شَهْرًا لَا يُوحى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَيْءٌ قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ:

(يَا عَائِشَةُ! أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ) فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى - مَا أُحِسُّ منهُ بقطرةٍ - وقلتُ لِأَبِي: أجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أقولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَالَ قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: وَأَنَا جاريةٌ حديثةُ السنِّ لَا أقرأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ

⦗ص: 187⦘

فَقُلْتُ: إِي وَاللَّهِ لَقَدْ علمتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ مَا تَحَدَّثَ النَّاسُ ووَقَرَ فِي أَنْفُسِكُمْ وصدَّقْتُم بِهِ وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي بَرِيئَةٌ ـ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي بَرِيئَةٌ ـ لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ وَإِنِ اعترفتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ ـ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ ـ لتُصدِّقُنِّي! وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلاً إِلَّا أَبَا يوسُف إِذْ قَالَ: {فصبرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ المستعانُ عَلَى مَا تصِفُون} [يوسف: 18] ثُم تحوَّلْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبرِّئني اللَّهُ وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظننتُ أَنْ يَنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ وَلَأَنَا أحقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتكلّم بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا تُبرّئُني! فَوَاللَّهِ مَا رَامَ فِي مَجْلِسِهِ وَلَا خَرَجَ أحدٌ مِنَ الْبَيْتِ حَتَّى أُنزل عَلَيْهِ فأخذَهُ مَا كَانَ يأخذُهُ مِنَ البُرحاء حَتَّى إِنَّهُ ليَنْحَدِرُ مِنْهُ مِثْلُ الجُمان مِنَ الْعَرَقِ فِي يومٍ شاتٍ فَلَمَّا سُرِّي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَضْحَكُ فَكَانَ أول كلمة تكلَّمَ لها أَنْ قَالَ:

(يَا عَائِشَةُ احمَدِي اللَّهَ فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ) فَقَالَتْ لِي أُمِّي: قُومِي إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: لَا وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلَا أحمَدُ إِلَّا اللَّهَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ جاؤوا بالإفك عصبة منكم

} [النور: 11] الآيات فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ: وَاللَّهِ لَا أُنفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ بِالَّذِي كَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَحْمِي سَمْعِي

⦗ص: 188⦘

وَبَصْرِي! وَكَانَتْ تُساميني؛ فَعَصَمَها اللَّهُ بِالْوَرَعِ.

= (7099)[[8: 3]]

صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (292): ق.

ص: 183

[7057/*1]- قَالَ أَبُو الرَّبِيعِ: وَحَدَّثَنَا فُليحٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ..... مِثْلَهُ

= (7100)[[8: 3]]

ص: 188

[7057/*2]- قَالَ أَبُو الرَّبِيعِ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ..... مثله

= (7101)[8: 3]

ص: 1

ذِكْرُ تفويضِ عَائِشَةَ الحمدَ إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا لِمَا أَنْعَمَ عَلَيْهَا مِمَّا بَرَّأَها عَمَّا قُذِفَتْ بِهِ

ص: 2

7058 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقُطَيْعِيُّ حَدَّثَنَا هُشيم حَدَّثَنَا عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

لَمَّا أُنزل عُذري مِنَ السَّمَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَبْشِرِي فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عُذركِ) قُلْتُ: بِحمدِ الله لا بحمدِكَ.

= (7102)[8: 3]

صحيح لغيره - المصدر نفسه.

ص: 2

ذِكرُ نَفْيِ عَائِشَةَ رضي الله عنها مَعْرِفَةَ النِّعْمَةِ عَنْ أحدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ وَإِضَافَتِهَا بكُلِّيَّتها إِلَى خَالِقِ السَّمَاءِ وَحْدَهُ دُونَ خَلْقِهِ

ص: 189

7059 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ:

سَأَلْتُ أُمَّ رُومَانَ - وَهِيَ أُمُّ عَائِشَةَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ قِيلَ لَهَا -: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عُذرها؟ يَعْنِي عَائِشَةَ قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ دَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَإِذَا هِيَ تَقُولُ: فَعَلَ اللَّهُ بِفُلَانٍ كَذَا فَقَالَتْ: لِمَ؟ قَالَتْ: لِأَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ حدَّث الْحَدِيثَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فأيُّّ حَدِيثٍ؟ فَأَخْبَرْتُهَا قَالَتْ: فسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ فخَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا فَمَا أَفَاقَتْ إِلَّا وَعَلَيْهَا حُمَّى نَافِضٌ قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(مَا هَذَا)؟ قَالَتْ: فَقُلْنَا حُمَّى أَخَذَتْهَا قَالَ:

(فَلَعَلَّهُ مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ تُحُدِّث بِهِ؟! ) قَالَتْ: فَقَعَدَتْ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لَا تُصدِّقُوني وَلَئِنِ اعتذرتُ لَا تَعْذِرُونِي فَمَثَلِي وَمَثَلُكُم مِثْلُ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] قَالَتْ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَا أَنْزَلَ فَأَخْبَرَهَا فقالت: بحمد الله لا بحمد أحدٍ.

= (7103)[8: 3]

صحيح - المصدر نفسه.

ص: 189

ذِكْرُ قولِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم للصَدِّيقةِ بِنْتِ الصِّدِّيقِ: (إنَّهُ لَهَا كَأَبِي زَرْعٍ لأمِّ زَرْعٍ)

ص: 190

7060 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُصْعَبُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ:

جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لَا يكتُمن مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا:

قَالَتِ الْأُولَى: زَوْجِي لحمُ جملٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لَا سهلٌ فيُرتقى وَلَا سمينٌ فيُنْتَقَلَ.

وَقَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لَا أبُثُّ خبرهُ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أذَرَهُ إِنْ أذكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ.

وَقَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِيَ العَشَنَّقُ إِنْ أنطِق أُطلّق وَإِنْ أسكُت أُعَلَّقْ.

وَقَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهامة: لَا حرٌّ وَلَا قُرٌّ وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ.

وَقَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ وَلَا يَسألُ عَمَّا عَهِدَ.

وَقَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ وَإِنْ شَرِبَ اشتَفَّ وَإِنِ اضْطَجَعَ الْتَفَّ وَلَا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ.

وَقَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي غَيَايَاءُ _ أَوْ عَيَايَاءُ _ طباقاءُ كُلُّ داءٍ لهُ داءٌ شجّكِ أَوْ فلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلاً لَكِ.

⦗ص: 191⦘

وَقَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي المسُّ مسُّ أرنبٍ وَالرِّيحُ رِيح زرنبٍ.

قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رُفَيْعُ العِمَاد طَوِيلُ النِّجَادِ عَظِيمُ الرَّمَادِ قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النّادِ.

قَالَتِ الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مالِكٌ فَمَا مَالِكٌ؟ مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ لَهُ إبلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ قَلِيلَاتُ الْمَسَارِحِ إِذَا سَمِعْنَ أَصْوَاتَ الْمَزَاهِرِ أَيْقَنَّ أنهُن هَوَالِكُ.

قَالَتِ الْحَادِيَةُ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ؟ أَنَاسَ - مِن حُلِيِّ - أُذُنيّ وَمَلَأَ - مِن شحمٍ - عضُديّ فَبَجَّحَني فَبَجَحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي وجَدَني فِي أَهْلِ غُنيمة بشقٍّ فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صهيلٍ وأطيطٍ ودائسٍ ومُنقٍّ فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقبَّحُ وَأَرْقُدُ فأتَصَبَّحُ وَأَشْرَبُ فأتقمَّحُ.

أمُّ أَبِي زَرْعٍ فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ؟ عُكُومُها رداحٌ وبيتُها فساحٌ.

ابْنُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ؟ مضجعُه كَمَسَلِّ شَطبةٍ ويُشبِعُهُ ذِراعُ الجفرةِ.

وابنةُ أَبَى زَرْعٍ فَمَا ابْنَةُ أَبِي زَرْعٍ؟ طوعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا ومِلءُ كِسائِها وغيظُ جارَتِها.

جاريةُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ؟ لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثاً وَلَا تُنقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا وَلَا تملأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا.

قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زرعٍ والأوطابُ تُمخضُ فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا!

فنكحتُ بعدهُ رجُلاً سرِيّا ركِب شرِيّا وأخد خَطّيّا وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا

⦗ص: 192⦘

ثَرِيًّا وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رائحةٍ زَوْجًا وَقَالَ: كُلي أُمّ زرعٍ! وَمِيرِي أهلكِ.

فَلَوْ جمعتُ كُلَّ شيءٍ أعطانيهِ مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنيةِ أَبِي زرعٍ.

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كنتُ لكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأمِّ زَرْعٍ)

قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: سألتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ عَنِ الدَّائِسِ؟ فَقَالَ: هُوَ الْأَنْدَرُ.

والمُنَقّ: الغربال.

= (7104)[8: 3]

صحيح - ((مختصر شمائل)) (ص 134).

ص: 190

ذِكْرُ الأمرُ بِمَحَبَّةِ عَائِشَةَ إِذِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ يُحِبُّها

ص: 192

7061 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتيبة حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ:

اجْتَمَعَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأرسَلْنَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقُلْنَ لَهَا: قُولِي لَهُ: إِنَّ نساءَكَ قَدِ اجْتَمَعْنَ إِلَيَّ وهُنّ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بنتِ أَبِي قُحَافَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ معِي فِي مِرطٍ - فَقَالَتْ لهُ: إِنَّ نِسَاءَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وَقَدِ اجْتَمَعْنَ وهُنَّ يَنْشُدنك الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحافة! فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(أتُحبِّيني)؟ قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ:

(فأحِبِّيها) فَرَجَعَتْ إِلَيْهِنَّ فأخبرتهُنَّ بِمَا قَالَ لَهَا فَقُلْنَ: إِنَّكِ لَمْ تَصْنَعِي شَيْئًا فَارْجِعِي إِلَيْهِ فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبَدًا - وَكَانَتْ

⦗ص: 193⦘

بِنْتُ أَبِيهَا حَقًّا - فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُساميني مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وهُنَّ يَنْشُدْنَك الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ ثُمَّ أقبلتْ عَلَيَّ فشَتَمَتْني فسكتُّ أُراقِبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأنظُرُ إِلَى طَرْفهِ هَلْ يأذنُ لِي أَنْ أنتصِر مِنْهَا؟ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ فشَتَمَتْني حَتَّى ظننتُ أنهُ لَا يكرهُ أَنْ أنتصِر مِنْهَا فاستقبلتُها فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أفْحَمْتُها فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ) قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً - قطُّ - أَكْثَرَ خَيْرًا وَأَكْثَرَ صَدَقَةً وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ وَأَبْذَلَ لِنَفْسِهَا فِي شَيْءٍ تَتَقَرَّبُ بِهِ إلى الله جل وعلا من زينت مَا عَدَا سُورَةً مِنْ غَرْبِ حِدّةٍ كَانَ فيها؛ يوشك منها الفيئةُ

(1)

.

= (7105)[8: 3]

صحيح - ((حقوق النساء في الإسلام)) (ص 114): م (7/ 135ـ 136).

(1)

وقع سقطٌ وتصحيف - هنا - في ((الأصل))؛ صححناه من ((طبعة المؤسسة)). ((الناشر)).

ص: 192

ذِكْرُ خبرٍ وَهِمَ فِي تَأْوِيلِهِ مَنْ لَمْ يُحكم صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ

ص: 193

7062 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجرٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أيُّ الناسِ أحبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:

(عائشةُ) فَقُلْتُ: إِنِّي لَسْتُ أَعْنِي النِّسَاءَ إِنَّمَا أَعْنَى الرِّجَالَ؟ فَقَالَ:

(أَبُو بَكْرٍ) أو قال: (أبوها).

⦗ص: 194⦘

= (7106)[8: 3]

صحيح: ق ـ مختصر المتقدم (4523).

ص: 193

ذكرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَخْرَجَ هَذَا السؤال الجواب مَعًا كَانَ عَنْ أَهْلِهِ دُونَ سَائِرِ النِّسَاءِ مِنْ فَاطِمَةَ وَغَيْرِهَا

ص: 194

7063 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ

(1)

عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ:

(عَائِشَةُ) قِيلَ لَهُ: لَيْسَ عن أهلك نسألك قال:

(فأبوها)

= (7107)[8: 3]

صحيح.

(1)

قلتُ: ذكرُ الحسن - وهو البصري - بين حُميدٍ وأنسٍ: وَهم من أوهام المسيب بن واضح ٍ؛ لأنه كان يُخطىء كثيراً.

وقد رواه الترمذي (3884) ، وابن ماجة (101) عن ثقتين ، عن المعتمر ، عن حُميدٍ ، عن أنس .... لم يذكُر الحسن؛ وقال الترمذي:((حسن صحيح)).

ص: 194

ذكرُ الْخَبَرِ المصَرِّح بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ

ص: 194

7064 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جنَّادٍ الْحَلَبِي حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثيم عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ:

⦗ص: 195⦘

جَاءَ عَائِشَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا قَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي بِهِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكَ جَاءَكِ يعُودُك! قَالَتْ: فَأْذَنْ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: يَا أُمَّاهُ! أَبْشِرِي فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقِي مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَالْأَحِبَّةَ إِلَّا أَنْ تُفارِقَ رُوحُكِ جَسَدَكِ كنتِ أحبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا طَيْبَةً قَالَتْ: وَأَيْضًا؟! قَالَ: هَلَكَتْ قلادتُكِ بالأبواءِ فَأَصْبَحَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً فتيمّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَكَانَ ذَلِكَ - بِسَبَبِكِ وَبَرَكَتِكِ - مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ فَكَانَ مِنْ أَمْرِ مِسْطَحٍ مَا كَانَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَلَيْسَ مَسْجِدٌ يُذْكَرُ فِيهِ اللَّهُ إِلَّا وَشَأْنُكِ يُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ فَقَالَتْ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ دَعْنِي مِنْكَ وَمِنْ تزكيِتك فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أني كنت نسياً منسِياً!

= (7108)[8: 3]

صحيح لغيره.

ص: 194

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَكُنْ يَنْزِلُ عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتِ وَاحِدَةٍ مِنْ نِسَائِهِ - خَلَا عَائِشَةَ -.

ص: 195

7065 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ عَنْ رُميثة أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:

كَلَّمْنَنِي صَوَاحِبِي أَنْ أُكلِّم رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ يأمُر النَّاسَ فيُهدُوا لَهُ حَيْثُ كَانَ فَإِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بهداياهُم يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُحِبُّ الْخَيْرَ كَمَا

⦗ص: 196⦘

تُحِبُّ عَائِشَةَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُراجِعني فَجَاءَنِي صَوَاحِبِي فأخبرتُهُن أَنَّهُ لَمْ يُكلِّمني فقُلن: وَاللَّهِ لَا ندعُه! قَالَتْ: فكلَّمْتُه مِثْلَ الْمَقَالَةِ الْأُولَى - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - كُلُّ ذَلِكَ يَسْكُتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ:

(يَا أُمَّ سَلَمَةَ! لَا تُؤذيني فِي عَائِشَةَ فَإِنِّي - وَاللَّهِ - مَا نَزَلَ الوحيُ عَلَيَّ وَأَنَا فِي بَيْتِ امرأة من نسائي غير عائشة) قالت: أعوذُ بالله أن أسُوءك في عائشة!

= (7109)[8: 3]

صحيح: خ (2581 و 3775).

ص: 195

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام كَانَ لَا يدخُلُ عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بَيْتَهُ إِذَا وَضَعَتْ عَائِشَةُ ثِيَابَهَا

ص: 196

7066 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَّارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ يَقُولُ:

سَمِعْتُ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَلَا أحدِّثُكُم عَنِّي وَعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْنَا: بَلَى قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَتِي انْقَلَبَ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ نَعْلَيْهِ عَنْ رِجْلَيْهِ وَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظنَّ أَنِّي قَدْ رقدتُ ثُمَّ انْتَعَلَ رُوَيْدًا وَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا ثُمَّ فَتْحَ الْبَابَ فَخَرَجَ وأجافهُ رُوَيْدًا فجعلتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي ثُم تقنَّعْتُ بِإِزَارِي فانطلقتُ فِي إِثْرِهِ حَتَّى أَتَى الْبَقِيعَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ انْحَرَفَ فانحرفتُ فَأَسْرَعَ فأسرعتُ فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ فأحضَرَ فأحضرتُ فسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ فَلَيْسَ إِلَّا

⦗ص: 197⦘

أَنِ اضطجعتُ دَخَلَ فَقَالَ:

(مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ)؟ قُلْتُ: لَا شَيْءَ قَالَ:

(لتُخبرِنِّي أَوْ ليُخبرني اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ قَالَ:

(أَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي)؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَتْ: فَلَهَزَ فِي صَدْرِي لَهْزَةً أَوْجَعَتْنِي ثُمَّ قَالَ:

(أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ ورسولُه؟! ) قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ فَقَدْ علِمهُ اللَّهُ! قَالَ:

(فَإِنَّ جِبْرِيلَ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ - أَتَانِي حِينَ رأيتِ وَلَمْ يكُن يدخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وضعتِ ثِيَابَكِ فَنَادَانِي فَأَخْفَى مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فأخفيتُهُ مِنْكِ وَظَنَنْتُ أَنَّكِ قَدْ رَقَدْتِ وكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وخشِيتُ أَنْ تستوحِشي فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَأَسْتَغْفِرَ لَهُمْ) قُلْتُ: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(قُولِي: السّلامُ عَلَى أهلِ الدِّيار مِن الْمُؤْمِنِينَ الْمُسْلِمِينَ ويرحمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وإنا - إن شاء الله - بكم لاحقون)

= (7110)[8: 3]

صحيح - ((أحكام الجنائز)) (231 ـ 232): م.

ص: 196

ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ - جَلَّ وَعَلَا - ذُنُوبَ عَائِشَةَ: مَا تقدَّمَ مِنْهَا وَمَا تأخَّرَ

ص: 197

7067 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي

⦗ص: 198⦘

حَيْوَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسيط عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:

لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طِيبَ نفسٍ قُلْتُ يارسول اللَّهِ! ادعُ اللَّهَ لِي! فَقَالَ:

(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تأخَّرّ مَا أسرَّت وَمَا أَعْلَنَتْ) فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجرِها مِنَ الضَّحِكِ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أيسُرُّك دُعَائِي)؟ فَقَالَتْ: وَمَا لِي لَا يسُرُّني دُعَاؤُكَ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(وَاللَّهِ إنها لدُعائي لأُمتي في كُلِّ صلاة)

= (7111)[8: 3]

حسن - ((الصحيحة)) (2254).

ص: 197

ذِكْرُ الْعَلَامَةِ الَّتِي بِهَا كَانَ يَعْرِفُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم رِضَا عَائِشَةَ مِنْ غضبها

ص: 198

7068 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الوليدُ بنُ شُجاع حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عروة عن أبيه عن عَائِشَةَ قَالَتْ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إنني لأعلمُ إِذَا كنتِ عنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كنتِ عَلَيَّ غَضبى) قَالَتْ: وَبِمَ تَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(إِذَا كُنتِ عَنّي رَاضِيَةً فَحَلَفْتِ قُلت: لَا وربِّ محمدٍ! وَإِذَا كُنتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلتِ: لَا وَرَبُّ إِبْرَاهِيمَ) قُلتُ: أجل ما أهجُرُ إلا اسمك!.

= (7112)[[8: 3]]

⦗ص: 199⦘

صحيح: خ (5228) ، م (7/ 134 ـ 135).

ص: 198

ذِكْرُ فَضْلِ عَائِشَةَ عَلَى سَائِرِ النِّسَاءِ

ص: 199

7069 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا سُريج بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

(فضلُ عائِشة عَلَى النّساءِ كفضلِ الثرِيدِ على الطعامِ)

= (7113)[8: 3]

صحيح - ((الروض النضير)) (73) ، ((مختصر الشمائل)) (148)، ((الضعيفة)) (4002): ق.

ص: 199

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ مَا رَوَاهُ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ

ص: 199

7070 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يكمُل مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ - امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ - وَفَضْلُ عَائِشَةَ على النساء كفضل الثريد على الطعام)

= (7114)[8: 3]

صحيح - ((الروض النضير)) (73)، ((مختصر الشمائل)) (147): ق.

ص: 199

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ يصرِّح بِأَنَّ أَبَا طُوَالَةَ لَمْ يَكُنِ الْمُنْفَرِدَ بِرِوَايَةِ هَذَا الْخَبَرِ

ص: 200

7071 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(فضلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّساء: كفضلِ الثرِيدِ على سائر الطَّعام)

= (7115)[8: 3]

صحيح - انظر ما قبله.

ص: 200

ذِكْرُ جَمَعِ اللَّهِ بَيْنَ رِيقِ صَفِيِّه صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ رِيقِ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدنيا

ص: 200

7072 -

أَخْبَرَنَا عِمرانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ومعهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فظننتُ أَنَّ لَهُ فِيهِ حَاجَةً فَأَخَذْتُهُ فلقطتهُ ومضغتُهُ وطيّبتُهُ ثُم دفعتُهُ إِلَيْهِ فاستَنَّ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ مُستنًّا قَطُّ ثُمَّ ذَهَبَ يرفعُه إِلَيَّ فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذْتُ أَدْعُو بِدُعَاءٍ كَانَ يَدْعُو بِهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرِضَ فَلَمْ يدعُ بِهِ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ:

(الرَّفِيقَ الْأَعْلَى الرَّفِيقَ الْأَعْلَى) فَفَاضَتْ نَفْسُهُ صلى الله عليه وسلم الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يومٍ من الدنيا.

⦗ص: 201⦘

= (7116)[8: 3]

صحيح - ((الإرواء)) (2021).

ص: 200

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ كَانَتْ عَائِشَةُ تُكْنَى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 201

7073 -

أَخْبَرَنَا الحسنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُقبةُ بْنُ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا بُكَيْرٌ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

لَمَّا وُلدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ أتيتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فتَفَلَ فِي فِيهِ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جوفهُ وَقَالَ:

(هُو عَبْدُ اللَّهِ وأنتِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ) فَمَا زِلْتُ أُكنى بها وما وَلَدْتُ قط.

= (7117)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (132).

ص: 201

ذكرُ الْقَدْرِ الَّذِي مَكَثَتُ فِيهِ عَائِشَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 201

7074 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا الفِريابي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تزوَّجها وَهِيَ بِنْتُ سِتٍّ وأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ ابْنَةُ تسعٍ ومَكَثَتْ عندهُ تسعاً.

= (7118)[8: 3]

صحيح - انظر (7055).

قال أبو حاتم: إلى ها هنا هُمُ الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَإِنَّا نَذْكُرُ بَعْدَ هَؤُلَاءِ

⦗ص: 202⦘

حُلفاء قُريش - إِنَّ اللَّهَ يَسَّرَ ذَلِكَ وسهّله -.

ص: 201

ذكرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ ـ حَلِيفِ أَبِي سفيان ـ.

ص: 202

7075 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ:

سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ:

بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا مَرْثَدٍ السُّلَمِيَّ وَكِلَانَا فَارِسٌ قَالَ:

(انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً وَمَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَأْتُوني بِهَا) فَأَدْرَكْنَاهَا وَهِيَ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا حَيْثُ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَيْنَ الْكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ؟ فَقَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ قَالَ: فَأَنَخْنَا بَعِيرَهَا وفتَّشنا رَحْلَهَا فَقَالَ صَاحِبِي: مَا نَرَى مَعَهَا شَيْئًا فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ عَلِمْتَ مَا كَذَبَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَتُخْرِجِنَّه أَوْ لأَجُزَّنَّكِ بِالسَّيْفِ فَلَمَّا رَأَتِ الجِدَّ أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِها وَعَلَيْهَا إِزَارٌ مِنْ صُوفٍ فَأَخْرَجَتِ الْكِتَابَ فَأَتَيْنَا بِهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(يَا حَاطِبُ مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صنعت)؟ قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بِي أَنْ لَا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(صَدَقَ لَا تَقُولُوا له إلا خيراً) فقال عمر: يارسول اللَّهِ إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي حَتَّى أَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 203⦘

(أوليس مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ مَا يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ) فدمَعَتْ عَيْنُ عُمَرَ وَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ

= (7119)[8: 3]

صحيح ـ انظر (4777).

ص: 202

ذِكْرُ نَفْيِ دُخُولِ النَّارِ عَنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 203

7076 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ بِعَسْقَلَانَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ليدخُلن حَاطِبٌ النَّارَ! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كَذَبْتَ إِنَّهُ لَا يَدْخُلُهَا فَإِنَّهُ قَدْ شهد بدرا والحديبية)

= (7120)[8: 3]

صحيح_ ((الصحيحة)) (2519).

ص: 203

ذِكْرُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 203

7077 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ:

خَطَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصُرْمٍ وَوَلَّتْ حَذَّاءَ وَإِنَّمَا بقِي مِنْهَا صُبابةٌ كصبُابةِ الْإِنَاءِ -صَبَّهَا أَحَدُكُمْ- وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا فَانْتَقِلُوا

⦗ص: 204⦘

مَا بحضرتِكم ـ يُرِيدُ- مِنَ الْخَيْرِ؛ فَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جهنم فيما يَبْلُغُ لَهَا قَعْرًا سَبْعِينَ عَامًا وايمُ اللَّهِ لَتُمْلَأَنَّ أفعجبتُم؟! وَلَقَدْ ذُكِر لِي أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كظيظُ مِنَ الزحامِ! وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سبعةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا ورقُ الشّجر حتى قرِحت منا أَشْدَاقُنَا وَلَقَدِ الْتَقَطْتُ بُرْدَةً فشققتُها بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدٍ فَاتَّزَرْتُ بِنِصْفِهَا وَاتَّزَرَ سَعْدٌ بِنِصْفِهَا مَا مِنَّا أَحَدٌ الْيَوْمَ حيٌّ إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرًا على مصر من الأمصار وأعوذ بالله من أَكُونَ عَظِيمًا فِي نَفْسِي صَغِيرًا عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلَّا تَنَاسَخَتْ حَتَّى تكون عاقبتها مُلكاً! ستبلُون الأمراء بعدنا.

= (7121)[8: 3]

صحيح: م / الزهد.

قَالَ الشَّيْخُ: هَكَذَا حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى فَقَالَ: عَنْ حُميد بْنِ هِلَالٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَإِنَّمَا هُوَ خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ.

ص: 203

ذِكْرُ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 204

7078 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - مَوْلَى ثَقِيفٍ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ:

كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَذَكَرْنَا حَدِيثًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ مَا أَزَالُ أُحبه مُنْذُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(اقرؤوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ وَمِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمِنْ

⦗ص: 205⦘

سَالِمٍ ـ مَوْلَى أبي حذيفة ـ ومن معاذ بن جبل)

= (7122)[8: 3]

صحيح: م / الفضائل

ص: 204

ذِكْرُ سَلْمَانَ الْفَارِسَيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 205

7079 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أمثالكُم} [محمد: 38] قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ إِنْ تولَّينا استُبدلوا بِنَا ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَنَا فَضَرَبَ عَلَى فَخِذِ سَلْمَانَ الْفَارِسَيِّ ثُمَّ قَالَ:

(هَذَا وقومُهُ! لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّريا لتناولهُ رِجالٌ مِن فارس)

= (7123)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1017).

ص: 205

7080 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ خالدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ - بِالْبَصْرَةِ - قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عبدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إسرائيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(1)

عَنْ أَبِي قُرّة الكِندي عَنْ سَلْمَانَ قَالَ:

⦗ص: 206⦘

كَانَ أَبِي مِنْ أَبْنَاءِ الْأَسَاوِرَةِ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى الْكِتَابِ وَكَانَ مَعِي غُلَامَانِ إِذَا رَجَعَا مِنَ الْكِتَابِ دَخَلَا عَلَى قسٍّ فَدَخَلْتُ مَعَهُمَا فَقَالَ لَهُمَا: أَلَمْ أنهكُما أَنْ تَأْتِيَانِي بأحدٍ؟! قَالَ: فكنتُ أختلِفُ إِلَيْهِ حَتَّى كُنْتُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْهُمَا فَقَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ إِذَا سَأَلَكَ أَهْلُكَ مَنْ حَبَسَكَ؟ فَقُلْ: مُعلِّمي وَإِذَا سَأَلَكَ مُعَلِّمُكَ: مَنْ حَبَسَكَ؟ فَقُلْ: أَهْلِي وَقَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أتحوَّل قَالَ: قُلْتُ: أَنَا مَعَكَ قَالَ: فَتَحَوَّلَ فَأَتَى قَرْيَةً فَنَزَلَهَا وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ فَلَمَّا حُضِرَ قَالَ: يَا سَلْمَانُ احْتَفِرْ قَالَ: فاحتفرتُ فاستخرجتُ جَرَّةً مِنْ دَرَاهِمَ قَالَ: صُبّها عَلَى صَدْرِي فصببتُها فَجَعَلَ يضرِبُ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي وَيَقُولُ: ويلٌ للقسِّ! فَمَاتَ فَنَفَخْتُ فِي بُوقِهِمْ ذَلِكَ فَاجْتَمَعَ القِسِّيسون والرُّهبان فحضروهُ وَقَالَ: وهممتُ بِالْمَالِ أَنْ احتمِلهُ ثُمّ إِنَّ اللَّهَ صَرَفَنِي عنهُ فَلَمَّا اجْتَمَعَ الْقِسِّيسُونَ والرُّهبان قلتُ: إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ مَالًا فَوَثَبَ شَبَابٌ مِنْ أَهْلِ الْقَرْيَةِ وَقَالُوا: هَذَا مَالُ أَبَيْنَا كَانَتْ سُرِّيَّته تَأْتِيَهِ فَأَخَذُوهُ فَلَمَّا دُفِنَ قُلْتُ: يَا مَعْشَرَ

⦗ص: 207⦘

القسِّيسين دُلُّونِي عَلَى عَالِمٍ أَكُونُ مَعَهُ قَالُوا: مَا نَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ كَانَ يأتي بيت المقدس وإن انطلق الْآنَ وَجَدْتَ حِمَارَهُ عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا أَنَا بِحِمَارٍ فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ حَتَّى خَرَجَ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ القِصة فَقَالَ: اجْلِسْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ قَالَ: فَلَمْ أَرَهُ إِلَى الْحَوْلِ - وَكَانَ لَا يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ إِلَّا فِي كُلِّ سنةٍ فِي ذَلِكَ الشَّهْرِ - فَلَمَّا جَاءَ قلت: ما صنعت فيّ؟ قال: وإنك لَهَهُنَا بَعْدُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: لَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنْ يَتِيمٍ خَرَجَ فِي أَرْضِ تِهامة وَإِنْ تَنْطَلِقِ الْآنَ تُوَافِقْهُ وَفِيهِ ثَلَاثٌ: يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَعِنْدَ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ الْيُمْنَى خَاتَمُ نُبُوَّةٍ مِثْلُ بَيْضَةٍ لَوْنُهَا لَوْنُ جِلْدِهِ وَإِنِ انْطَلَقْتَ الْآنَ وَافَقْتَهُ فَانْطَلَقْتُ تَرْفَعُنِي أَرْضٌ وَتَخْفِضُنِي أُخْرَى حَتَّى أَصَابَنِي قوم من الأعراب فاستعبدوني فَبَاعُونِي حَتَّى وَقَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ الْعَيْشُ عَزِيزًا فَسَأَلْتُ أَهْلِي أَنْ يَهَبُوا لِي يَوْمًا فَفَعَلُوا فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ فبعتهُ بشيءٍ يَسِيرٍ ثُمَّ جِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(مَا هُو)؟ فَقُلْتُ: صَدَقَةٌ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:

(كُلُوا) وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ قُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ ثُمَّ مَكَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَوْهَبْتُ أَهْلِي يَوْمًا فَوَهَبُوا لِي يَوْمًا فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ فَبِعْتُهُ بِأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ فَصَنَعْتُ طَعَامًا فَأَتَيْتُهُ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ:

(مَا هَذَا)؟ قُلْتُ: هَدِيَّةٌ فَقَالَ بِيَدِهِ:

(بِاسْمِ اللَّهِ خُذُوا) - فَأَكَلَ وَأَكَلُوا مَعَهُ - وقُمتُ إِلَى خَلْفِهِ فَوَضَعَ

⦗ص: 208⦘

رِدَاءَهُ فَإِذَا خَاتَمُ النُّبُوَّةِ كَأَنَّهُ بَيْضَةٌ قُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ:

(وَمَا ذاك)؟ قال: فحدثته فقلت: يارسول اللَّهِ! القَسُّ هَلْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَإِنَّهُ زَعَمَ أَنَّكَ نَبِيٌّ؟ قَالَ:

(لَا يدخُل الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أخْبَرَني أَنَّكَ نَبِيٌّ قَالَ:

(لَنْ يدخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نفسٌ مسلمة).

= (7124)[33: 5]

ضعيف بهذا السياق.

(1)

هو عمرو بن عبد الله السبيعي ، وهو مدلس ، وقد عنعن.

وكان اختلط ، وإسرائيل - وهو حفيده - سمع منه بعد الإختلاط.

وشيخه أبو قُرَّةَ لم يُوثِّقهُ غير المؤلف (5/ 587) ، ولا يُعرف إلا بهذه الرواية!

فالسند ضعيف.

وبه: أخرجه ابن سعد (4/ 81 ـ 82) ، وأحمد (5/ 438) ، وغيرهما.

وقد رُويت قصة سليمان هذه من طرق - مطولاً ومختصراً - وأطولها وأصحُّها - كما قال الحافظ في ((الإصابة)) ـ رواية ابن اسحاق: حدثني عاصم بن عمرو ، عن محمود بن لبيد ، عن عبد الله بن عباس ، عن سلمان ..... فذكره.

وليس فيه كثير مما في هذه الرواية ، وهو مخرَّج في ((الصحيحة)) (894).

ص: 205

ذِكْرُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 208

7081 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لقاتَلْتُ مَعَهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنْتَ كُنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ لَقَدْ رأيتُنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ - وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شديدةٌ وقُرٌّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)؟ قَالَ: فَسَكَتْنَا فَلَمْ يجِبه مِنَّا أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ:

(أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)؟ قَالَ: فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ فَسَكَتْنَا فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(قُمْ يَا حذيفةُ! فَأْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَلَا تَذعَرهُم) فَلَمَّا وَلَّيتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يَصْلي ظهرهُ

⦗ص: 209⦘

بِالنَّارِ فَوَضَعْتُ سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ فأردتُ أَنْ أَرْمِيَهُ فَذَكَرْتُ قَوْلِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَذْعَرْهُمْ) وَلَوْ رميتُهُ لأصبتُهُ فرجعتُ وَأَنَا أَمْشِي فِي مثلِ الْحَمَّامِ فَلَمَّا أَتَيْتُهُ صلى الله عليه وسلم أخبرتُهُ بِخَبَرِ الْقَوْمِ فَأَلْبَسَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَضْلَ عباءةٍ - كَانَتْ عَلَيْهِ يُصلي فِيهَا - فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحْتُ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(قُمْ يَا نومانُ! ).

= (7125)[8: 3]

صحيح: م.

ص: 208

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِالْمَغْفِرَةِ

ص: 209

7082 -

أَخْبَرَنَا عبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النهديِّ عَنِ المِنهال بْنِ عَمْرٍو عَنْ زِرِّ بْنِ حُبيش عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:

قَالَتْ لِي أُمِّي: مَتَى عهدُك بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْتُ: مَا لِي بِهِ عهدٌ مُذْ كَذَا أَوْ كَذَا فَنَالَتْ مِنِّي فُقلتُ: فَإِنِّي آتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُصَلِّي مَعَهُ وَيَسْتَغْفِرُ لِي وَلَكَ فأتيتهُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ فَصَلَّى صلى الله عليه وسلم مَا بَيْنَهُمَا ثُمَّ مَضَى وتَبِعْتُهُ فَقَالَ لِي:

(مَنْ هَذَا)؟ فَقُلْتُ: حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ فَقَالَ:

(مَا جَاءَ بِكَ)؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَتْ لِي أُمِّي فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ولأُمِّك).

⦗ص: 210⦘

= (7126)[8: 3]

صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/ 205 ـ 206) ، ((المشكاة)) (6162) ، ((الصحيحة)) (696).

ص: 209

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُذَيْفَةَ كَانَ صَاحِبَ سِرِّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 210

7083 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إسحاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:

أَتَى عَلْقَمَةُ الشَّامَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فِيهِ ثُمَّ مَالَ إِلَى حَلْقَةٍ فَجَلَسَ فِيهَا قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ! إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدِ اسْتَجَابَ دَعْوَتِي - قَالَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ أَبُو الدَّرْدَاءِ - فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ فَقَالَ عَلْقَمَةُ: دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِيَ جَلِيسًا صَالِحًا فَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أَنْتَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ثُمَّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ أَحَدٌ ـ يَعْنِي حُذَيْفَةَ ـ؟! قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَتَحْفَظُ كَمَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يقرأُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى. وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: 1 - 2] قَالَ عَلْقَمَةُ: فَقُلْتُ: (وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى) فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِيهِ إِلَى فِيّ فما زال هؤلاء حتى كادوا يرُدُّوني عنها!

= (7127)[8: 3]

صحيح ـ مضى (6296).

قال الشيخ أبو حاتم: إلى ها هنا حُلفاءُ قُرَيْشٍ وَإِنَّا نذكرُ - بَعْدُ هَؤُلَاءِ

⦗ص: 211⦘

الْأَنْصَارَ مَن هَاجَرَ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُهَاجِرْ إِنْ قَضَى اللَّهُ ذَلِكَ وَشَاءَهُ.

ص: 210

ذِكْرُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 211

7084 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ:

ذَكَرُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَسَالِمٍ ـ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ ـ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمُعَاذِ بن جبل)

= (7128)[8: 3]

صحيح ـ مضى (733).

ص: 211

ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ بِالصَّلَاحِ

ص: 211

7085 -

أَخْبَرَنَا مُحمّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سُهيل عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ نِعم الرَّجُلُ عُمَرُ نِعم الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ نِعم الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ نِعم الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وبِئس الرجلُ) ـ حتى عدَّ سبعة ـ.

= (7129)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (875).

ص: 211

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ مِمَّنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 212

7086 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:

جمعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وأُبيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ رحمهم الله.

= (7130)[8: 3]

صحيح - ((الصحيحة)) (1/ 581 ـ 582).

ص: 212

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ مِنْ أَعْلَمِ الصَّحَابَةِ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ

ص: 212

7087 -

أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البِرتي حَدَّثَنَا عليُّ بْنُ المدِيني حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وأشدّهُم فِي اللَّهِ عُمَرُ وأصدقُهُم حياءً عثمان وأقرأُهم لِكِتَابِ اللَّهِ أُبيُّ بْنُ كَعْبٍ وأفرضُهُمُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعاذ بْنُ جَبَلٍ أَلَا وَإِنَّ لِكل أُمَّةٍ أَمِينًا وَأَمِينُ هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)

= (7131)[8: 3]

صحيح لغيره - ((المشكاة)) (6111) ، ((الصحيحة)) (1224).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذِهِ أَلْفَاظٌ أُطْلِقَتْ بِحَذْفِ الْـ (مِنْ) مِنْهَا يُرِيدُ بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (أَرْحَمُ

⦗ص: 213⦘

أَمَّتِي) أَيْ: مِنْ أَرْحَمِ أُمَّتِي وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ) يُرِيدُ: مِنْ أَشَدِّهِمْ ومن أصدقهم حياء ومن أَقْرَإِهِمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَمِنْ أفْرَضِهِم وَمِنْ أَعْلَمِهِمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ يُرِيدُ أَنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ جَمَاعَةٍ فِيهِمْ تِلْكَ الْفَضِيلَةُ وَهَذَا كَقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِ: أَنْتُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ يُرِيدُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ مِنْ جماعةٍ أُحبِهُم ـ وَهُمْ فيهم ـ.

ص: 212

ذِكْرُ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 213

7088 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بالأُبُلة حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي زُميل عَنْ مَالِكِ بْنِ مرثدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا أظلّتِ الخضراءُ وَلَا أقلّتِ الغبراءُ - عَلَى ذِي لهجةٍ - أَصْدَقَ مِنْكَ يَا أَبَا ذرٍّ! )

= (7132)[8: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (2343).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُشبه أَنْ يَكُونَ هَذَا خِطَابًا خَرَجَ عَلَى حَسَبِ الْحَالِ فِي شَيْءٍ بِعَيْنِهِ إِذْ مُحَالٌ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْخَطَّابُ عَلَى عُمُومِهِ وَتَحْتَ الْخَضْرَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم والصِّدِّيق وَالْفَارُوقُ رضي الله عنهما.

ص: 213

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ مِنَ المهاجرين الأولين

ص: 213

7089 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى- وعِدّةٌ - قَالُوا: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

⦗ص: 214⦘

الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ:

خَرَجْنَا فِي قَوْمِنَا غِفار وَكَانُوا يَحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنيس وأمُّنا فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ فَقَالُوا: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكَ خَالَفَكَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ فَجَاءَ خَالُنَا فَذَكَرَ الَّذِي قِيلَ لَهُ فَقُلْتُ: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفِكَ فَقَدْ كَدَّرته وَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيمَا بَعْدُ قَالَ: فَقَدَّمْنَا صِرمتنا فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ قَالَ: وَقَدْ صَلَّيْتُ يَا ابْنَ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ قُلْتُ: فَأَيْنَ تَوَجَّهُ؟ قَالَ: أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي أُصلي عَشِيًّا حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلقِيتُ حَتَّى تعلُوني الشَّمْسُ - قَالَ أُنَيْسٌ: إِنَّ لِيَ حَاجَةً بِمَكَّةَ فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ قَالَ: ثُمَّ جَاءَ فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلاً بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ قَالَ: قُلْتُ: فَمَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: شاعِر كاهِن سَاحِرٌ قَالَ: فَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ قَالَ أُنَيْسُ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ وَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أقراءِ الشَّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أحدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ! قَالَ: قُلْتُ: فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَيَّفْت رَجُلًا مِنْهُمْ فَقُلْتُ: أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصابىء؟ قال: فأشار إلي وقال: الصابىءُ! قَالَ: فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي - بكلِّ مدرةٍ وَعَظْمٍ - حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصبٌ أَحْمَرٌ فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا وَقَدْ لَبِثْتُ - مَا بَيْنَ

⦗ص: 215⦘

ثَلَاثِينَ مِنْ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَالِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكنُ بَطْنِي وَمَا وجدتُ عَلَى كَبِدِي سُخفة جُوعٍ! قَالَ: فَبَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي ليلةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانَ إِذْ ضُرِب عَلَى أسمختِهم فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ وَامْرَأَتَانِ مِنْهُمْ تَدْعُوَانِ إِسَافًا وَنَائِلَةَ قَالَ: فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا فَقُلْتُ: أنكِحا أحدهُما الْآخَرَ! قَالَ: فَمَا تَنَاهَتَا عَنْ قَوْلِهِمَا فَأَتَتَا عَلَيَّ فَقُلْتُ: هَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ فرجعتا تقولان: لو كان ههنا أَحَدٌ! فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر وهما هابطان فقال:

(مالكما؟ ) قالتا: الصابىء بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا قَالَا:

(مَا قَالَ لَكُمَا؟ ) قَالَتَا: إِنَّهُ قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ! قَالَ: وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ ثُمَّ صَلَّى فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حيَّاه بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ قَالَ:

(وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ) ثُمَّ قَالَ:

(مِمَّنْ أَنْتَ)؟ فَقُلْتُ: مِنْ غِفار قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِّي انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ رأسه وقال:

(مذ متى كنت ههنا)؟ قال: كنت ههنا مِنْ ثَلَاثِينَ بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ قَالَ:

(فَمَنْ كَانَ يُطعمك)؟ قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فسَمِنْتُ حَتَّى تكسَّرت عُكنُ بَطْنِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعمٍ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي

⦗ص: 216⦘

فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا ثُمَّ غبرتُ مَا غبرتُ ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(إِنَّهُ قَدْ وُجِّهت لِي أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ مَا أُراها إِلَّا يَثْرِبَ فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمُ بِكَ ويأجُرك فِيهِمْ؟ ) قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَلَقِيتُ أُنَيْسًا فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وصدَّقت قَالَ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكِ فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وصدَّقت قَالَ: فَأَتَيْنَا أُمَّنَا فَقَالَتْ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وصدَّقت فَاحْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ وَكَانَ سيدهُم وَقَالَ نِصْفُهُمْ: إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَسْلَمَ نِصْفُهُمُ الْبَاقِي وَجَاءَتْ أَسْلَمُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِخْوَانُنَا نُسلم عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(غِفارٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا وأسلمُ سَالَمَهَا اللَّهُ)

= (7133)[8: 3]

صحيح: خ (3513) ، م (7/ 178).

ص: 213

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه كَانَ رُبُعَ الْإِسْلَامِ

ص: 216

7090 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُميل عَنْ مَالِكِ

⦗ص: 217⦘

بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ

(1)

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

كُنْتُ رُبُع الْإِسْلَامِ أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلَاثَةٌ وَأَنَا الرَّابِعُ أَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهُ! أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَرَأَيْتُ الِاسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(مَنْ أَنْتَ؟ ) فَقُلْتُ: إِنِّي جُندبٌ - رجُلٌ من بني غفار -.

= (7134)[8: 3]

حسن لغيره.

قال الشيخ: قول أبي ذر: كنت ربع الْإِسْلَامِ أَرَادَ مِنْ قَوْمِهِ لِأَنَّ فِي ذَلِكَ الوقت أسلم الخلقُ من قُريش وغيرهم.

(1)

لم يُوَثِّقهُ غيرُ المؤلف ، ولم يَروِ عنه غير ابنه مالك ، ولذلك قال الذهبي:((فيه جهالة)).

ومن طريقه أخرجه الحاكم (3/ 341 ـ 342) ـ وسكت عنه ـ!.

ومن طريق جبير بن نفير ، عن أبي ذر .... نحوه ، وقال:((صحيح الإسناد)) ووافقه الذهبي!

وفيه صدقة بن عبد الله السمين ، وهو ضعيف ، كما قال الذهبي في ((الكاشف)) ، والحافظ في ((التقريب)).

فالحديث حسن بهما.

وأما ما نقله المعلق على ((سير النبلاء)) (2/ 55) أن الحاكم صحَّحه على شرط مُسلم! فهو سهوٌ.

ص: 216

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ لِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عنه

ص: 217

7091 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نصُر بْنِ نَوْفَلٍ بِمَرْوَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ

⦗ص: 218⦘

سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا تَقِلُّ الْغَبْرَاءُ وَلَا تُظِلُّ الْخَضْرَاءُ - عَلَى ذِي لهجةٍ - أَصْدَقَ وَأَوْفَى مِنْ أَبِي ذَرٍّ - شَبِيهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ ـ قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَفَنَعْرِفُ ذَلِكَ لَهُ؟ قَالَ:

(نَعَمْ فاعْرِفُوا لَهُ)

= (7135)[8: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (2343).

ص: 217

ذِكْرُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 218

7092 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أتحسنُ السُّريانية)؟ قُلْتُ: لَا قَالَ:

(فتعلَّمْها فَإِنَّهُ تَأْتِينَا كُتُبٌ) قَالَ: فتعلَّمتها فِي سَبْعَةِ عَشَرَ يَوْمًا

قَالَ الْأَعْمَشُ: كَانَتْ تَأْتِيهِ كُتُبٌ لَا يَشْتَهِي أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهَا إلا من يثِقُ به.

= (7136)[8: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (4659).

ص: 218

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ مِنْ أَفْرَضِ الصَّحَابَةِ

ص: 219

7093 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَأَبُو مُوسَى قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدُّهم فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ وأقرأهم لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أبو عبيدة بن الجراح)

= (7137)[8: 3]

صحيح ـ مضى قريباً (7087).

ص: 219

ذِكْرُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 219

7094 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ:

أَنَّ أباهُ هَلَكَ وَتَرَكَ تِسْعَ بناتٍ - أَوْ سَبْعَ بَنَاتٍ - قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي:

(تَزَوَّجْتَ يَا جابرُ)؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:

(بِكْرًا أَوْ ثيِّباً)؟ قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا قَالَ:

(فَهَلَّا جَارِيَةً تُلاعبُها وتُلاعبُك وتُضاحكُها وتُضاحكُك)؟ فَقُلْتُ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَاتَ وَتَرَكَ تِسْعَ بَنَاتٍ أَوْ سَبْعَ بَنَاتٍ وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بمثلِهِنَّ وَأَرَدْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عليهِن فقال لي:

⦗ص: 220⦘

(بارك الله لك)

= (7138)[8: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1787) ، ((الإرواء)) (1785).

ص: 219

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ فِي جَدَادِ جَابِرٍ

ص: 220

7095 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:

تُوُفِّيَ أَبِي وعليهِ دينٌ فعرضتُ عَلَى غُرمائهِ أَنْ يأخُذوا التَّمْرَ بِمَا عَلَيْهِ فَأَبَوْا وَلَمْ يُعْرَفُوا أَنَّ فِيهِ وَفَاءً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ؟! فَقَالَ:

(إِذَا جدَدَتُه ووضعتهُ فَآذِنْ لِي) فَلَمَّا جددتُ ووضعتهُ فِي الْمَسْجِدِ آذَنْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ - وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - فَجَلَسَ فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ وَقَالَ:

(ادْعُ غُرماءك وَأَوْفِهِمْ) فَمَا تَرَكْتُ أَحَدًا لَهُ عَلَى أَبِي دَيْنٌ إِلَّا قضيتُه وَفَضَلَ لِي ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَسْقًا عَجْوَةً قَالَ: فَوَافَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْمَغْرِبَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَضَحِكَ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:

(ائْتِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَخْبِرْهُمَا) فَقَالَا: قَدْ عَلِمْنَا - إِذْ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا صَنَعَ - أَنْ يَكُونَ ذلك.

= (7139)[8: 3]

صحيح ـ مضى (6502).

ص: 220

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لجابر بالمغفرة

ص: 220

7096 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ

⦗ص: 221⦘

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:

كُنْتُ فِي مَسِيرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا عَلَى ناضحٍ إِنَّمَا هُوَ فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ فَضَرَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ كَانَ مَعَهُ فَجَعَلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَقَدَّمُ النَّاسَ يُسارِعُني حَتَّى إِنِّي لأكُفُّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أتبيعُني بِكَذَا وَكَذَا؟ وَاللَّهُ يغفرُ لَكَ) قَالَ: قُلْتُ: هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(أَتَبِيعُنِيهِ بِكَذَا وَكَذَا وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَكَ) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هو لك

= (7140)[8: 3]

صحيح ـ ((أحاديث البيوع)): م.

ص: 220

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِجَابِرٍ بِالْمَغْفِرَةِ مِرَارًا مَعَ ذِكْرِ وَصْفِ ثَمَنِ ذَلِكَ الْبَعِيرِ الَّذِي بَاعَهُ جَابِرٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 221

7097 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْعَبْدِيُّ -بِمَرْوَ- حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي نَضْرَةَ يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَقَالَ

(نَاضِحَكَ تَبِيعُنِيهِ إِذَا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِدِينَارٍ؟ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَكَ) قَالَ: قُلْتُ: هُوَ ناضحُكُم يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(تبيعُنيه إِذَا قدِمنا الْمَدِينَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِدِينَارَيْنِ) قَالَ: قُلْتُ:

⦗ص: 222⦘

ناضحكم يا رسول الله فما زال يَقُولُ حَتَّى بَلَغَ عِشْرِينَ دِينَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ:

(وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَكَ) فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ جِئْتُ بِهِ أقودُهُ قُلْتُ: دُونَكُمْ ناضِحكم يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(يَا بِلَالُ أَعْطِهِ مِنَ الْغَنِيمَةِ عِشْرِينَ دِينَارًا وَارْجِعْ بِنَاضِحِكَ إِلَى أَهْلِكَ)

= (7141)[8: 3]

صحيح ـ ((أحاديث البيوع)) ، ((الإرواء)) (1304): م ، خ بعضه.

ص: 221

ذِكْرُ عَدَدِ اسْتِغْفَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِجَابِرٍ لَيْلَةَ الْبَعِيرِ

ص: 222

7098 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:

اسْتَغْفَرَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْبَعِيرِ - خَمْسًا وعشرين مرة

= (7142)[8: 3]

ضعيف - ((المشكاة)) (6238).

ص: 222

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم رَدَّ الْبَعِيرَ عَلَى جَابِرٍ هِبَةً لَهُ بَعْدَ أَنْ أَوْفَاهُ ثَمَنَهُ

ص: 222

7099 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ - بِحَرَّانَ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:

خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي - غزاةٍ - فَأَبْطَأَ عَلَيَّ جَمَلِي فَأَعْيَا عَلَيَّ فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

⦗ص: 223⦘

(يَا جَابِرُ) قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:

(مَا شأنُك)؟ قُلْتُ: أَبْطَأَ بِي جَمَلِي وَأَعْيَا فَتَخَلَّفْتُ فَنَزَلْتُ فَحَجَنَهُ بمحجنهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(ارْكَبْ) فركِبتُه فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أكُفُّه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(تَزَوَّجْتَ)؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:

(بِكْرًا أَوْ ثَيِّبًا)؟ قَالَ: قُلْتُ: ثَيِّبًا قَالَ:

(فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ) قُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مَنْ تَجْمَعُهُنَّ وَتُمَشِّطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ قَالَ:

(أَمَا إِنَّكَ قَادِمٌ فَإِذَا قدِمت فالكَيْسَ الكَيْسَ) ثُمَّ قَالَ:

(أَتَبِيعُ جَمَلَكَ؟ ) قُلْتُ: نَعَمْ فَاشْتَرَاهُ مِنِّي بِأُوقِيَّةٍ ثُمَّ قَدِمَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ:

(الْآنَ قَدِمْتَ؟ ) قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:

(فَدَعْ جَمَلَكَ وَادْخُلْ الْمَسْجِدَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ) فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَزِنَ لِي أُوقِيَّةً فَوَزَنَ لِي قَالَ: فَأَرْجَحَ فِي الْمِيزَانِ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا ولَّيت قَالَ:

(ادْعُ لِي جَابِرًا) قُلْتُ: الْآنَ يردُّ عَلَيَّ الْجَمَلَ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْهُ قَالَ:

(خُذ جَمَلَكَ ولك ثمنُهُ)

= (7143)[8: 3]

صحيح: ق - مضى (6484).

ص: 222

ذِكْرُ أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 224

7100 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لأُبي بْنِ كَعْبٍ:

(إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) فَقَالَ أُبيُّ: آللَّهُ سمَّاني لَكَ؟ قَالَ:

(اللَّهُ سمَّاك لي) قال: فجعل أُبيُّ يبكي.

= (7144)[8: 3]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (192) ، ((الصحيحة)) (2908).

ص: 224

ذِكْرُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 224

7101 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَسُولَ الله فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كَيْفَ بنَسَبي؟! )، قَالَ حَسَّانُ: لأَسُلَنَّّك مِنْهُمْ كَمَا تُسلُّ الشّعرةُ مِنَ الْعَجِينِ.

= (7145)[8: 3]

صحيح ـ مضى (5757).

ص: 224

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام كَانَ مع حسان بن ثابت ما دام يهاجي المشركين

ص: 225

7102 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنِي عديُّ بْنُ ثَابِتٍ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ:

(إِنَّ رُوح القُدُسِ مَعَكَ - مَا هاجيتهم -)

= (7146)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1180).

ص: 225

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ مَعَكَ) أَرَادَ بِهِ: يُؤَيِّدُك

ص: 225

7103 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ:

(إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يزالُ يُؤيِّدُك - مَا نَافَحْتَ عَنِ اللَّهِ وعن رسوله -)

= (7147)[8: 3]

صحيح - انظر ما قبله.

ص: 225

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ كَوْنَ جِبْرِيلَ عليه السلام مع حسان بن ثابت ما دام يهاجي الْمُشْرِكِينَ إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ بِدُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 226

7104 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ:

أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ وَهُوَ يُنشِدُ فِي الْمَسْجِدِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَالْتَفَتَ حَسَّانُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ: أنشُدُك اللَّهَ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(أَجِبْ عنِّي اللَّهُمَّ أيَِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ؟ ) قَالَ: نَعَمْ

= (7148)[8: 3]

صحيح ـ مضى (1651).

ص: 226

ذِكْرُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 226

7105 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتيبة حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ - الَّذِي جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ -:

أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ أُري فِي النَّوْمِ أَنَّهُ سَجَدَ عَلَى جبهةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَى خزيمةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فحدَّثهُ؟ قَالَ: فَاضْطَجَعَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ:

(صدِّق رُؤياك) فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

= (7149)[8: 3]

⦗ص: 227⦘

صحيح لغيره - ((المشكاة)) (4624).

ص: 226

ذِكْرُ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 227

7106 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - مَوْلَى ثقيف - حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا ابنُ عُليّة - يَعْنِي- عَنِ الجُريري عَنْ مُضاربِ بْنِ حزنٍ قَالَ:

بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مِنَ اللَّيْلِ إِذَا رَجُلٌ يُكَبِّرُ فألحقتُه بَعِيرِي قُلْتُ: مَنْ هَذَا الْمُكَبِّرُ؟ قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ

قُلْتُ: مَا هَذَا التَّكْبِيرُ؟ قَالَ: شُكْرًا قُلْتُ: عَلَى مَهْ؟ قَالَ: عَلَى أَنِّي كُنْتُ أَجِيرًا لبُسرة بِنْتِ غَزْوَانَ بعُقبةِ رِجلي وطعامِ بَطْنِي فَكَانَ الْقَوْمُ إِذَا ركِبُوا سُقتُ لَهُمْ وَإِذَا نزلُوا خَدَمْتُهمْ فَزَوَّجنيها اللَّهُ فَهِيَ امْرَأَتِي الْيَوْمَ فَأَنَا إِذَا رَكِبَ الْقَوْمُ رَكِبْتُ وَإِذَا نَزَلوا خُدِمتُ

(1)

.

= (7150)[8: 3]

⦗ص: 228⦘

صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

قلت: رجالُه ثقات؛ غير (مُضارِب بن حزن)؛ فلم يوثقه غير ابن حبان والعجلي ، وتبعهما الذهبي في ((الكاشف)) ، ولكني أخشى أن يكون قوله:((ثقة)) تحريف: ((وثق))! وقال الحافظ: ((مقبول)).

لكن القصة رويت من طرق؛ منها عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .... نحوه.

أخرجه ابن سعد (4/ 326 و 326 ـ 327) ، وسنده صحيح.

وقد صحح القصة: الحافظ ابن حجر في ترجمة (بُسرة بنت غزوان) من ((الإصابة)) (4/ 252).

ص: 227

ذِكْرُ وَصْفِ جَهْدِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ مَعَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 228

7107 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

أَصَابَنِي جَهدٌ شَدِيدٌ فَلَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فاستقرأتُه آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَدَخَلَ دَارَهُ وَفَتَحَهَا عَلَيَّ قَالَ: فَمَشَيْتُ غَيْرَ بعيدٍ فخررتُ لِوَجْهِي مِنَ الْجَهْدِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي فَقَالَ:

(يَا أَبَا هُرَيْرَةَ) قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ! قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي - وَعَرَفَ الَّذِي بِي - فَانْطَلَقَ إِلَى رحلهِ فَأَمَرَ لِي بعُسٍّ مِنْ لبنٍ فشرِبتُ ثُمَّ قَالَ:

(عُد يَا أَبَا هُرَيْرَةَ) فعُدتُ فَشَرِبْتُ حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي وَصَارَ كالقِدحِ قَالَ: وَرَأَيْتُ عُمَرَ فَذَكَرْتُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي وَقُلْتُ لَهُ: مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمرُ؟! وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَقْرَأْتُكَ الْآيَةَ وَلَأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ! قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَأَنْ أَكُونَ أدخلتُك أحبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يكون لي حُمرُ النّعمِ!

= (7151)[8: 3]

صحيح: خ (5375).

ص: 228

ذِكْرُ كَثْرَةِ رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 228

7108 -

أَخْبَرَنَا عبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا

⦗ص: 229⦘

سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ وهبِ بْنِ مُنبهٍ عَنْ أَخِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:

مَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنِّي إِلَّا عبدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَكُنْتُ لَا أكتب.

= (7152)[8: 3]

صحيح ـ ((مختصر البخاري)) (77): خ.

ص: 228

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَثُرت رِوَايَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم

ص: 229

7109 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ

أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَلَا يُعجِبُك أَبُو هُرَيْرَةَ؟! جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى بَابِ حُجْرَتِي يُحدّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُسمِعُني ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبحتي وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كسردِكُم!

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ:

إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكثِرُ - أَوْ قَالَ: أكْثَرَ - وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ وَيَقُولُونَ: مَا بَالُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ لَا يَتَحَدَّثُونَ بِمِثْلِ أَحَادِيثِهِ وسأُخبركم عَنْ ذَلِكَ إِنَّ إِخْوَانِي مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يشغلُهُم عَمَلٌ أَرَضِيهِمْ وَأَمَّا إِخْوَانِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَكَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ وَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مِلْءِ بَطْنِي فأشهدُ مَا غَابُوا وأحفظُ إِذَا نَسُوا وَلَقَدْ

⦗ص: 230⦘

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا:

(أيُّكم يَبْسُطُ ثَوْبَهُ فَيَأْخُذُ حَدِيثِي هَذَا ثُمَّ يَجْمَعُهُ إِلَى صَدْرِهِ فَإِنَّهُ لَنْ يَنْسَى شَيْئًا يَسْمَعُهُ) فَبَسَطْتُ بُرْدَةً عَلَيَّ حَتَّى جَمَعْتُهَا إِلَى صَدْرِي فَمَا نَسِيتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ شَيْئًا حَدَّثَنِي بِهِ وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حدَّثت شَيْئًا أَبَدًا: {إِنَّ الَّذِينَ يكتُمُون مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى

} [البقرة: 159] إلى آخر الآية.

= (7153)[8: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5828): م (7/ 166).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُ عَائِشَةَ: وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ أَرَادَتْ بِهِ سَرْدَ الْحَدِيثِ لَا الْحَدِيثَ نَفْسَهُ وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا تَعْقِيبُهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ.

ص: 229

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَحَبَّةَ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنَ الْإِيمَانِ

ص: 230

7110 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ السُّحيميُّ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ:

أَمَا وَاللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ مُؤْمِنًا - يَسْمَعُ بِي وَيَرَانِي - إِلَّا أَحَبَّنِي قُلْتُ: وَمَا عِلمُك بِذَلِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّي كَانَتِ امْرَأَةً مُشْرِكَةً وَكُنْتُ أَدْعُوهَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما أَكْرَهُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ وَأَدْعُوهَا فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 231⦘

(اللَّهُمَّ اهدِها) فَلَمَّا أَتَيْتُ الْبَابَ إِذَا هُوَ مُجافٌ فَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ وَسَمِعْتُ خَشْفَ رَجُلٍ _ أَوْ رِجْلٍ ـ فَقَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كَمَا أَنْتَ وَفَتَحَتِ الْبَابَ ولبِست دِرعها وعجِلت عَلَى خِمارها فَقَالَتْ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَرَجَعْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الْحُزْنِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ فَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعَوْتَكَ قَدْ هَدَى اللَّهُ أُم أَبِي هُرَيْرَةَ! وَقَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبني أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهُمَّ حبِّب عُبيدك وأُمه إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وحبِّبهُم إِلَيْهِمَا)

أَبُو كَثِيرٍ السُّحيمي اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن

= (7154)[8: 3]

صحيح: م (7/ 165 ـ 166).

ص: 230

ذِكْرُ شَهَادَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ لِأَبِي هُرَيْرَةَ بِكَثْرَةِ السَّمَاعِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 231

7111 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ حدثنا إبراهيم ابن سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ:

⦗ص: 232⦘

كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَرِيئًا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ لَا نَسْأَلَهُ عنها

(1)

.

= (7155)[8: 3]

ضعيف - انظر التعليق

(1)

إسناده ضعيف مجهول؛ معاذ بن محمد وأبوه وجده مجهولون لم يوثقهم غير المؤلف ، وقد تكلَّمت عليه في ((الصحيحة)) (1545).

والذي في جرأة أبي هريرة رضي الله عنه إنما هو جرأته في نشره العلم وتحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

فروى الحاكم (3/ 510) بسند صحيح عن حذيفة ، قال: قال رجل لابن عمر: إنا أبا هريرة يُكثِرُ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال ابن عمر: أُعِيذك بالله أن تكون في شَكٍّ مما يجيء به! ولكنه اجترأ وجبنَّا.

ورواه ابن عساكر (19/ 234) مِن طُرقٍ كثيرة عن ابن عمر.

ص: 231

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَصْحَبِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا سَنَةً وَاحِدَةً

ص: 232

7112 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عِراك بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

قدِمت الْمَدِينَةَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ ورجُل مِنْ بَنِي غِفَارَ يؤُمُّهم فِي الصُّبْحِ فَقَرَأَ فِي الأولى {كهيعص} [مريم: 1] وفي الثانية {ويل للمطففين} [المطففين: 1] وَكَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ لَهُ مِكْيَالَانِ مِكْيَالٌ كَبِيرٌ وَمِكْيَالٌ صَغِيرٌ

⦗ص: 233⦘

يُعْطِي بِهَذَا وَيَأْخُذُ بِهَذَا فَقُلْتُ: ويل لفلان.

= (7156)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2965).

ص: 232

ذِكْرُ أَبِي الدَّحْدَاحِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 233

7113 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:

كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةِ أَبِي الدَّحْدَاحِ فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهَا أُتِيَ بفرسٍ فركِبهُ وَنَحْنُ نَسْعَى خَلْفَهُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(كَمْ مِن عِذقٍ مُدلَّى لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الجنة! )

= (7157)[8: 3]

صحيح ـ ((أحكام الجنائز)) (97 ـ 98): م.

ص: 233

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ

ص: 233

7114 -

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ - بِالْبَصْرَةِ - حَدَّثَنَا عبيد الله ابن مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ:

صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي الدَّحْدَاحِ وَنَحْنُ شُهُودٌ فأُتي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِفَرَسٍ فركِبه فَجَعَلَ يتوقّصُ بِهِ وَنَحْنُ نَسْعَى حَوْلَهُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(كَمْ مِن عِذقٍ - لِأَبِي الدَّحْدَاحِ - معلق في الجنة).

= (7158)[8: 3]

صحيح: م ، وهو مكرر ماقبله.

ص: 233

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ

ص: 234

7115 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً وَأَنَا أُقيمُ حَائِطِي بِهَا فمُرهُ يُعْطِينِي أُقِيمُ بِهَا حَائِطِي! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَعْطِهِ إِيَّاهَا بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ) فَأَبَى فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي فَفَعَلَ فَأَتَى أَبُو الدَّحْدَاحِ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي وَقَدْ أعطيتُكها فَاجْعَلْهَا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كَمْ مِنْ عِذقٍ دواحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ) - مِرَارًا - فَأَتَى أَبُو الدَّحْدَاحِ امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ فَقَدْ بِعْتُهُ بنخلةٍ فِي الجنة فقالت: ربِح السّعرُ!

= (7159)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2963).

ص: 234

ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه

ص: 234

7116 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ سُفيان بن نُبيحٍ الهذلي جمع لي الناس لِيغزوني

⦗ص: 235⦘

وهو بنخلة - أو بعرنة - فأتِه فاقتله) قَالَ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! انْعَتْهُ لِي حَتَّى أَعْرِفَهُ قَالَ:

(آيةُ مَا بَيْنَكَ وبينهُ: أَنَّكَ إِذَا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ لَهُ إِقشعرِيرةً) قَالَ: فَخَرَجْتُ مُتَوَشِّحًا بِسَيْفِي حَتَّى دُفِعْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي ظُعُنٍ يرتادُ لهُن منزِلاً حِينَ كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَجَدْتُ مَا وَصَفَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الإِقشعريرةِ فَأَخَذْتُ نَحْوَهُ وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وبينهُ محاولةٌ تَشْغَلُنِي عَنِ الصَّلَاةِ فَصَلَّيْتُ وأنا أمشي نحوه وأومىء بِرَأْسِي فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ قَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ سَمِعَ بِكَ وَبِجَمْعِكَ لِهَذَا الرَّجُلِ فَجَاءَ لِذَلِكَ قَالَ: فَقَالَ: أَنَا فِي ذَلِكَ فمشيتُ مَعَهُ شَيْئًا حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلْتُهُ ثُمَّ خَرَجْتُ وَتَرَكْتُ ظَعَائِنَهُ مُنْكَبَّاتٍ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَدِمْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وَرَآنِي قَالَ:

(قَدْ أَفْلَحَ الْوَجْهُ) قُلْتُ: قَتَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(صَدَقْتَ) قَالَ: ثُمَّ قَامَ مَعِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَدْخَلَنِي بَيْتَهُ وَأَعْطَانِي عَصًا فَقَالَ:

(أَمْسِكْ هَذِهِ الْعَصَا عِنْدَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ) قَالَ: فَخَرَجْتُ بِهَا عَلَى النَّاسِ فَقَالُوا: مَا هَذِهِ الْعَصَا؟ قُلْتُ: أَعْطَانِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَنِي أَنْ أُمسكها قَالُوا: أَفَلَا تَرْجِعُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَسْأَلَهُ لِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمَ أَعْطَيْتَنِي هَذِهِ الْعَصَا؟ قَالَ:

(آيَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إنَّ أقلَّ النَّاسِ المُتخصِّرُون يومئذٍ) فَقَرَنَهَا

⦗ص: 236⦘

عَبْدُ اللَّهِ بِسَيْفِهِ فَلَمْ تَزَلْ مَعَهُ حَتَّى إِذَا مَاتَ أَمَرَ بِهَا فضُمّت مَعَهُ فِي كفِنِه ثم دُفِنا جميعاً.

= (7160)[8: 3]

صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (2981).

ص: 234

ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 236

7117 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ـ مَوْلَى ثَقِيفٍ ـ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ ـ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ لَا يعلمُهنَّ إِلَّا نَبِيٌّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(سَلْ) قَالَ: مَا أَوَّلُ أَمْرِ السَّاعَةِ ـ أَوْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ـ؟ وَمَا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ ومِمَّ يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ وَإِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام بِهِنَّ آنِفًا) قَالَ: جِبْرِيلُ؟ قَالَ:

(نَعَمْ) قَالَ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ـ أَوْ أَمْرِ السَّاعَةِ ـ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْمَشْرِقِ تَحْشُرُ النَّاسَ إِلَى الْمَغْرِبِ وَأَمَّا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ وَأَمَّا مَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ وَإِلَى أُمِّهِ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَ الْوَلَدُ إِلَى أُمِّهِ) فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتة اسْتَنْزِلْهُمْ وسَلْهُمْ أَيُّ رَجُلٍ أَنَا فِيهِمْ ـ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي ـ فَجَاءَ مِنْهُمْ رَهْطٌ فَسَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 237⦘

(أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ)؟ قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ) قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالُوا: شَرُّنا وَابْنُ شَرِّنَا قَالَ: يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ: هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَتَخَوَّفُ

= (7161)[8: 3]

صحيح: خ (3329 و 3938 و 4480) ، وسيأتي (7380) أتم منه من طريق ثابت وحميد.

ص: 236

7118 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَشِيطٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ النَّخَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ:

انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأنا معه ـ حتى دخلنا كنسية اليهود بالمدينة يوم عيدههم وكَرِهُوا دُخُولَنَا عَلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ أَرُونِي إِثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا ـ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ـ يُحبط اللَّهُ عَنْ كُلِّ يَهُودِيٍّ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الْغَضَبَ الَّذِي غَضِبَ عَلَيْهِ) قَالَ: فَأَمْسَكُوا وَمَا أَجَابَهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ثُمَّ ثلَّث فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ فَقَالَ:

(أَبَيْتُمْ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَنَا الْحَاشِرُ وَأَنَا الْعَاقِبُ وَأَنَا المُقَفِّي ـ آمَنْتُمْ أَوْ كذَّبتم ـ) ثُمَّ انْصَرَفَ ـ وَأَنَا مَعَهُ ـ حَتَّى دَنَا أَنْ يَخْرُجَ فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ خَلْفِنَا يَقُولُ: كَمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ قَالَ: فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَيُّ رَجُلٍ تَعْلَمُونِي

⦗ص: 238⦘

فِيكُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ؟ قَالُوا: مَا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَلَا أَفْقَهُ مِنْكَ وَلَا مِنْ أَبِيكَ مِنْ قَبْلِكَ وَلَا مِنْ جَدِّكَ قَبْلَ أَبِيكَ قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُ بِاللَّهِ أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي التَّوْرَاةِ قَالُوا: كَذَبْتَ ثُمَّ ردُّوا عَلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ شَرّاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كذبتم لن يقبل قولكم أما آنفاً فتُنْثون عليه من الخير ما أثنيتم وأما إذ آمَنَ كذَّبْتموه وَقُلْتُمْ مَا قُلْتُمْ فَلَنْ يُقبل قَوْلُكُمْ) قَالَ: فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلَاثَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ

} الآية

(1)

[الأحقاف: 10]

= (7162)[64: 3]

صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

إسناده صحيح ، وصححه الحاكم ، والذهبي ، والسيوطيُّ في ((الدر المنثور)) (6/ 39).

ولنزول الآية في عبد الله بن سلام شاهد من حديث سعدٍ الآتي بعد هذا الحديث في رواية البخاريِّ وغيره.

وقد استشكل ذلك؛ لأن ابن سلام أسلم في المدينة ، والآية مكية فيما قيل ، وأجاب عنه الحافظ في ((الفتح)) (7/ 130) ، والألوسي في ((تفسيره)) (26/ 12 ـ 13)؛ فليراجعهما من شاء ، ولا ينبغي ردُّ ما صحَّ بالإشكال.

وله شاهدان آخران عند ابن جرير.

ص: 237

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْجَنَّةِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ

ص: 238

7119 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ

⦗ص: 239⦘

حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

مَا سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لِأَحَدٍ ـ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ ـ:

(إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجنة) إلا لعبد الله بن سلام

(1)

= (7163)[8: 3]

صحيح: ق ـ انظر التعليق.

(1)

أخرجه البخاري (3812) ، ومسلم (7/ 160) ، والنسائي في ((الكبرى)) (5/ 70/8252) ، وابن جرير في ((التفسير)) (26/ 7)؛ وزاد هو والبخاري ، قال:

وفيه نزلت هذه الآية: {وشَهِدَ شاهدٌ من بني إسرائيل على مِثْلِهِ} [46/ 10].

وعزاه ـ بهذه الزيادة ـ ابن كثير (4/ 156) لمسلم والنسائي ، وتَبِعَهُ على ذلك السيوطي في ((الدر)) ، والألوسي في ((تفسيره)) ، والمعلِّق على ((إحسان المؤسسة)) (16/ 121)! وكلُّ ذلك وَهَمٌ ، أو تساهل.

ص: 238

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 239

7120 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ

(1)

عَنْ عَاصِمِ ابن أَبِي النَّجُودِ عَنْ

⦗ص: 240⦘

مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتي بِقَصْعَةٍ فأصَبْنا مِنْهَا فَفَضَلَتْ فضلةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَطْلُعُ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الفَجِّ ـ يَأْكُلُ هَذِهِ الْقَصْعَةَ ـ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) فَقَالَ سَعْدٌ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرًا يَتَطَهَّرُ فَقُلْتُ: هُوَ أَخِي فَجَاءَ عبد الله بن سلام فأكلها

= (7164)[8: 3]

حسن ـ ((الصحيحة)) (3317)

(1)

ومن طريقه: أخرجه أحمد (1/ 169 و 183) ، والبزَّار (2712) ، والحاكم (3/ 416)، وقال:((صحيح الإسناد))! ووافقه الذهبي!

وإنما هو حسن فقط؛ للخلاف في عاصم بن أبي النّجود.

وعزاه الحافظ في ((الفتح)) (7/ 130) للمؤلف ، وسكت عنه ، فهو عنده حسنٌ.

ص: 239

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ عَاشِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ

ص: 240

7121 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ:

أَنَّ مُعاذ بْنَ جَبَلٍ ـ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ـ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَوْصِنَا قَالَ: أَجْلِسُونِي ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَمَلَ وَالْإِيمَانَ مَظَانَّهُمَا مَن التمَسَهما وَجَدَهُمَا وَالْعِلْمُ وَالْإِيمَانُ مَكَانَهُمَا مَنِ الْتَمَسَهُمَا وَجَدَهُمَا فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّهُ عَاشِرُ عَشْرَةٍ فِي الْجَنَّةِ)

= (7165)[8: 3]

⦗ص: 241⦘

صحيح ـ ((المشكاة)) (6231)

ص: 240

ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالِاسْتِمْسَاكِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ إِلَى أَنْ مَاتَ

ص: 241

7122 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ:

كُنْتُ جَالِسًا فِي حَلْقَةٍ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ فِيهَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَجَعَلَ يحدِّثهم حَدِيثًا حَسَنًا فَلَمَّا قَامَ قَالَ الْقَوْمُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ لأَتْبَعَنَّهُ فلأَعْلَمَنَّ بَيْتَهُ قَالَ: فَتَبِعْتُهُ فَانْطَلَقَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِي فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ يَا ابْنَ أَخِي؟ قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ الْقَوْمَ يَقُولُونَ ـ لَمَّا قُمْتَ ـ: مَنْ سرَّه أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا فَأَعْجَبَنِي أَنْ أَكُونَ مَعَكَ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَسَأُخْبِرُكَ مِمَّا قَالُوا ذَلِكَ إِنِّي بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: قُمْ فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَإِذَا أَنَا بِجَوَادٍ عَنْ شِمَالِي فَأَخَذْتُ لِآخُذَ فِيهَا فَقَالَ لِي: لَا تَأْخُذْ فِيهَا فَإِنَّهَا طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ قَالَ: وَإِذَا جوادُّ مَنْهَجٌ عَنْ يَمِينِي قَالَ: لِي: خُذْ ههنا فَأَتَى بِي جَبَلًا فَقَالَ لِي: اصْعَدْ فَوْقَ هَذَا فَجَعَلْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَصْعَدَ خَرَرْتُ عَلَى اسْتِي حَتَّى فعلتُهُ مِرَارًا ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى بِي عَمُودًا ـ رَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ وَأَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ حَلْقَةٌ ـ فَقَالَ لِي: اصْعَدْ فَوْقَ هَذَا فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْعَدُ فَوْقَ هَذَا وَرَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ؟ فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَحَلَ بِي

⦗ص: 242⦘

فَإِذَا أَنَا متعلِّق بِالْحَلْقَةِ ثُمَّ ضَرَبَ الْعَمُودَ فخرَّ وَبَقِيتُ مُتَعَلِّقًا بِالْحَلْقَةِ حَتَّى أَصْبَحْتُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ فَقَالَ:

(أَمَّا الطَّرِيقُ الَّذِي رَأَيْتَ عَلَى يَسَارِكَ فَهِيَ طَرِيقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّذِي رَأَيْتَ عَنْ يَمِينِكَ فَهِيَ طَرِيقُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَالْجَبَلُ هُوَ مَنَازِلُ الشُّهَدَاءِ ـ وَلَنْ تَنَالَهُ ـ وَأَمَّا الْعَمُودُ فَهُوَ عَمُودُ الْإِسْلَامِ وَأَمَّا الْعُرْوَةُ فَهِيَ عُرْوَةُ الْإِسْلَامِ وَلَنْ تَزَالَ مُسْتَمْسِكًا بِهَا حتى تموت)

= (7166)[8: 3]

صحيح: خ (3813) ، م (7/ 161 ـ 162)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الصَّوَابُ (فَزَجَلَ) وَالسَّمَاعُ (فَزَحَلَ) ـ بالحاء ـ!.

ص: 241

ذِكْرُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شمَّاس رَضِيَ الله عنه

ص: 242

7123 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ ثَابِتٍ

أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ هَلَكْتُ قَالَ:

(لِمَ؟ ) قَالَ: قَدْ نَهَانَا اللَّهُ عَنْ أَنْ نُحِبَّ أَنْ نُحْمَدَ بِمَا لَمْ نَفْعَلْ وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْحَمْدَ وَنَهَى اللَّهُ عَنِ الْخُيَلَاءِ وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْجَمَالَ وَنَهَى اللَّهُ أَنْ نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ وَأَنَا امْرُؤٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا ثَابِتُ أَلَا تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا وتُقتل شَهِيدًا وَتَدْخُلَ الْجَنَّةِ؟ ) قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَعَاشَ حَمِيدًا وقُتِلَ شهيداً يوم

⦗ص: 243⦘

مسيلمة الكذاب

= (7167)[8: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (6398)

ص: 242

ذِكْرُ خَبَرٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 243

7124 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات: 2] قَعَدَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ فِي بَيْتِهِ وَقَالَ: أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي وَأَجْهَرُ لَهُ بِالْقَوْلِ وَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ:

(بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)

قَالَ أَنَسٌ: فَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ وَكَانَ ذَلِكَ الِانْكِشَافُ لَبِسَ ثيابه وتحنَّط وتقدَّم فقاتل حتى قُتِلَ

= (7168)[8: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه: ق

ص: 243

ذِكْرُ حَزْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ عِنْدَ نُزُولِ هذه الآية

ص: 243

7125 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمُ فَوْقَ

⦗ص: 244⦘

صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] قَالَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ: أَنَا ـ وَاللَّهِ ـ الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ غَضِبَ عَلَيَّ فَحَزِنَ واصفَرَّ فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَ عَنْهُ فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّهُ يَقُولُ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ إِنِّي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) فَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا ـ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجنة ـ

= (7169)[8: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه: ق

ص: 243

ذِكْرُ أَبِي زَيْدٍ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ رَضِيَ الله عنه

ص: 244

7126 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى

(1)

بتُستر حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي زَيْدِ بْنِ أَخْطَبَ:

⦗ص: 245⦘

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا لَهُ بِالْجَمَالِ

= (7170)[8: 3]

صحيح.

(1)

حافظ حُجَّةٌ ، أكثر عنه المؤلف والطبراني ، وله ترجمة جيدة في ((تذكرة الحفاظ)) ، و ((سير أعلام النبلاء)).

ومَن فوقه كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير أنَّ مُسلماً لم يرو لزيد ، فالسند صحيح.

وأخرجه الطبراني (17/ 27/43): حدثنا علي بن عبد العزيز: ثنا مسلم بن إبراهيم .... بلفظ: ((جمَّلكَ الله))؛ فكان شيخاً كبيراً.

وهو صحيح ـ أيضاً ـ ، وانظر ما بعده.

ص: 244

ذِكْرُ مَسْحِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَجْهَ أَبِي زَيْدٍ حَيْثُ دَعَا لَهُ بِمَا وصفنا

ص: 245

7127 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى

(1)

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ وَجْهَهُ وَدَعَا له بالجمال

= (7171)[8: 3]

صحيح.

(1)

هو الحافظ الموصِليُّ ، وقد أخرجه في ((مسنده)) (12/ 240/6847).

ومَن فوقه ثقات ، رجال ((الصحيح))؛ غير عمر بن الضحَّاك ، وهو ثقة.

وأخرجه الطبراني (45): حدثنا حسن بن علي المعمري: ثنا عمرو بن أبي عاصم

به ، وزاد: قال عَزْرَةُ: فأخبرني بعض أهلي: أنَّهُ بلغ مئة وسبع سنين ، وليس في رأسه ولحيته إلا نبذاتٌ من شعر أبيض.

ص: 245

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجَلِهِ دَعَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَبِي زَيْدٍ بِالْجَمَالِ

ص: 245

7128 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن ابن الشرقي حدثنا أحمد بن منصور

⦗ص: 246⦘

ـ زاج ـ حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ

(1)

وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي أَبُو نَهِيكٍ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ: قَالَ:

اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَفِيهِ شعرةٌ فرفعتُها فَنَاوَلْتُهُ فَنَظَرَ إِلَيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(اللَّهُمَّ جَمِّلهُ)

قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمَا فِي رَأْسِهِ ولحيته شعرة بيضاء

= (7172)[8: 3]

صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

ثقة من رجال الشيخين.

وعنه: أخرجه أحمد (5/ 340).

وأخرجه الطبراني (47) مِن طريق زيد بن الحباب: ثنا حسين بن واقدٍ.

وأبو نهيك: هو عثمان بن نهيك الأزدي ، ثقةٌ ، فالسند صحيح.

ثُمَّ رأيته في ((المستدرك)) (4/ 139) من طريق آخر عن ابن شقيق .... وقال: ((صحيح الإسناد)) ، ووافقه الذهبي.

ص: 245

ذِكْرُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 246

7129 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ: قَالَ:

قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجْتُ أَنَا وَرَبَاحٌ

⦗ص: 247⦘

ـ غُلَامُهُ ـ أُندِّيه مَعَ الْإِبِلِ فَلَمَّا كَانَ بِغَلَس أَغَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ عَلَى إِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَتْلَ رَاعِيَهَا وَخَرَجَ يَطْرُدُ بِهَا ـ وَهُوَ فِي أُنَاسٍ مَعَهُ ـ فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ اقْعُدْ عَلَى هَذَا الْفَرَسِ وأَلْحِقْهُ بِطَلْحَةَ وَأَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ قَدْ أُغير عَلَى سرحِهِ قَالَ: وَقُمْتُ عَلَى تَلٍّ فَجَعَلْتُ وَجْهِي قِبَلَ الْمَدِينَةِ ثُمَّ نَادَيْتُ ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ: يَا صَبَاحَاهُ ثُمَّ اتَّبعت الْقَوْمَ ـ مَعِي سَيْفِي وَنَبْلِي ـ فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَرْتَجِزُهُمْ وَذَلِكَ حِينَ كَثُرَ الشَّجرُ فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ جَلَسْتُ لَهُ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ ثُمَّ رميتُه وَلَا يُقْبِلُ عَلَيَّ فَارِسٌ إلا عقرت به فجعلت أرميه وأقول:

(أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّع)

فألحَقُ بِرَجُلٍ فَأَرْمِيهِ وَهُوَ عَلَى رَحْلِهِ فَيَقَعُ سَهْمِي فِي الرَّحْلِ حَتَّى انْتَظَمْتُ كَتِفَهُ قُلْتُ: خُذْهَا

(وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ)

فَإِذَا كُنْتُ فِي الشَّجَرِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ وَإِذَا تَضَايَقَتِ الثَّنَايَا عَلَوْتُ الْجَبَلَ وردَّيتهم بِالْحِجَارَةِ فَمَا زَالَ ذَلِكَ شَأْنِي وَشَأْنَهُمُ أَتْبَعُهُمْ وَأَرْتَجِزُ حَتَّى مَا خلف اللَّهُ شَيْئًا مِنْ ظَهْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي وَاسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ رُمحاً وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُردة يستخِفُّون بِهَا لَا يُلْقُوْنَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا جَمَعْتُ عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ وَجَمَعْتُهُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا امْتَدَّ الضُّحَى أَتَاهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ ـ مُمِدّاً لَهُمْ ـ وَهُمْ فِي ثنية ضيِّفة ثُمَّ عَلَوْتُ الْجَبَلَ قَالَ عُيَيْنَةَ ـ وَأَنَا فَوْقَهُمْ ـ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَى؟ قَالُوا لَقِينَا مِنْ هَذَا

⦗ص: 248⦘

الْبَرْحَ مَا فَارَقَنا مُنْذُ سَحَرَ حَتَّى الْآنَ وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَيْدِينَا وَجَعَلَهُ وَرَاءَهُ فَقَالَ عُيَيْنَةُ: لَوْلَا أَنَّ هَذَا يَرَى وَرَاءَهُ طَلَبًا لَقَدْ تَرَكَكُمْ فليَقُمْ إِلَيْهِ نفرٌ مِنْكُمْ فَقَامَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ فَلَمَّا أَسْمَعْتُهُمُ الصَّوْتَ قُلْتُ لَهُمْ: أَتَعْرِفُونِي؟ قَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالَّذِي كرَّم وَجْهَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَا يَطْلُبُني رَجُلٌ مِنْكُمْ فيُدركني وَلَا أطلُبُهُ فَيَفُوتُنِي فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَظُنُّ قَالَ: فَمَا بَرِحْتُ مَقْعَدِي حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ وَإِذَا أوَّلُهم الْأَخْرَمُ الْأَسَدِيُّ وَعَلَى إِثْرِهِ أَبُو قَتَادَةَ وَعَلَى إِثْرِهِ الْمِقْدَادُ الْكِنْدِيُّ قَالَ: فَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ مُدْبِرِينَ فأَنْزِلُ مِنَ الْجَبَلِ فَأَعْتَرِضُ الْأَخْرَمَ فَقُلْتُ: يَا أَخْرَمُ احْذَرْهُمْ فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَقْتَطِعُوكَ فاتَّئِد حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ قَالَ: يَا سَلَمَةُ إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ فَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ قَالَ: فخلَّى عِنَانَ فَرَسِهِ فَلَحِقَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ وَيَعْطِفُ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَاخْتَلَفَا فِي طَعْنَتَيْنِ فَعَقَرَ الْأَخْرَمُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ وَتَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ فَلَحِقَ أَبُو قَتَادَةَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَاخْتَلَفَا فِي طَعْنَتَيْنِ فَعَقَرَ بِأَبِي قَتَادَةَ وَقَتْلَهُ أَبُو قَتَادَةَ وَتَحَوَّلَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ ثُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ أَعْدُو فِي إِثْرِ الْقَوْمِ حَتَّى مَا أَرَى مِنْ غُبَارِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا وَيُعْرِضُونَ ـ قَبْلَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ ـ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ ـ يُقَالُ لَهُ: ذُو قَرَد ـ فَأَرَادُوا أَنْ يشربوا منه فأبصروني أعدوا وَرَاءَهُمْ فَعَطَفُوا عَنْهُ وشدُّوا فِي الثَّنِيَّةِ ـ ثَنِيَّةِ ذِي ثَبِيرٍ ـ وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَأَلْحَقُ رَجُلًا فَأَرْمِيهِ قُلْتُ: خُذها

⦗ص: 249⦘

(وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ)

قَالَ: يَا ثَكِلَتْنِي أُمِّي أَأَكُوعُ بُكرة؟ قُلْتُ: نَعَمْ ـ أَيْ عَدُوَّ نَفْسِهِ ـ وَكَانَ الَّذِي رَمَيْتُهُ بُكرة وَأَتْبَعْتُهُ بِسَهْمٍ آخَرَ فَعَلِقَ فِيهِ سَهْمَانِ وخَلَّفوا فَرَسَيْنِ فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عَلَى الْمَاءِ الَّذِي عِنْدَ ذِي قَرَدٍ ـ فَإِذَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَمَاعَةٍ وَإِذَا بِلَالٌ قَدْ نَحَرَ جَزُورًا مِمَّا خلَّفت وَهُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خلِّني فأنتخِبَ من أصحابك مئة رَجُلٍ وَآخُذَ عَلَى الْكُفَّارِ فَلَا أُبقي مِنْهُمْ مُخْبِراً إِلَّا قَتَلْتُهُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(أَكُنْتَ فَاعِلًا ذَلِكَ يَا سَلَمَةُ؟ ) قُلْتُ: نَعَمْ ـ وَالَّذِي أَكْرَمَ وَجْهَكَ ـ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ ـ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّهُمْ يُقْرَوْنَ الْآنَ إِلَى أَرْضِ غَطَفَانَ) فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ فَقَالَ: نَزَلُوا عَلَى فُلَانٍ الْغَطَفَانِيِّ فَنَحَرَ لَهُمْ جَزُورًا فَلَمَّا أَخَذُوا يَكْشِطُونَ جِلْدَهَا رَأَوْا غَبَرَةً فَتَرَكُوهَا وَخَرَجُوا هُرَّاباً فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ وَخَيْرُ رجَّالتنا سَلَمَةُ) فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَهْمَ الرَّاجل وَالْفَارِسِ ـ جَمِيعًا ـ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْدَفَنِي وَرَاءَهُ عَلَى العَضْباء ـ رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ ـ فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ قَرِيبٌ مِنْ ضَحْوَةٍ ـ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ لَا يُسْبَقُ ـ فَجَعَلَ يُنَادِي: هَلْ مِنْ مُسابق أَلَا رَجُلٌ يُسابق إِلَى الْمَدِينَةِ؟ فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا وَأَنَا وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي خلِّني فَلأُسابق الرَّجُلَ قَالَ:

⦗ص: 250⦘

(إِنْ شِئْتَ) قُلْتُ: اذْهَبْ إِلَيْكَ فَطَفَرَ عَنْ رَاحِلَتِهِ وَثَنَيْتُ رِجْلِي فَطَفَرْتُ عَنِ النَّاقَةِ ثُمَّ إِنِّي رَبَطْتُ عَلَيْهِ شرفاَ أَوْ شَرَفَيْنِ ـ يَعْنِي اسْتَبْقَيْتُ نَفِيسي ـ ثُمَّ عَدَوْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ فأَصُكُّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِيَدِي وَقُلْتُ: سُبِقْتَ ـ وَاللَّهِ ـ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ

= (7173)[8: 3]

حسن صحيح ـ ((تخريج الفقه)) (343): م ، وله تتمة تقدمت برقم (6896)

ص: 246

ذِكْرُ غَزَوَاتِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ مَعَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 250

7130 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ قَالَ:

غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ تِسْعَ غَزَوَاتٍ أمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا

= (7174)[8: 3]

صحيح: خ (4272) ، م (5/ 200)

ص: 250

7131 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حدثنا عكرمة ابن عَمَّارٍ عَنْ إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ وَخَيْرُ رجَّالتنا الْيَوْمَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ) ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سهم الفارس وسهم الراجل

= (7175)[39: 5]

⦗ص: 251⦘

صحيح ـ مضى قريباً (7129)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ فِي تِلْكِ الْغَزَاةِ رَاجِلًا فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَهْمَ الرَّاجِلِ لِمَا اسْتَحَقَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَسَهْمَ الْفَارِسِ مِنْ خُمُسِ خُمُسهِ صلى الله عليه وسلم دُونَ أَنْ يَكُونَ سَلَمَةُ أُعطي سَهْمَ الْفَارِسِ مِنْ سِهَامِ المسلمين

ص: 250

ذِكْرُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 251

7132 -

أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ:

غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ غزوة أنا وعبد الله بن عمر

= (7176)[8: 3]

صحيح: خ (4472)

ص: 251

ذِكْرُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 251

7133 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طلحة حَدَّثَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أزَّرتني بِخِمَارِهَا وردَّتني بِبَعْضِهِ ـ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَنَسٌ أَتَيْتُكَ بِهِ لَيَخْدُمَكَ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ قَالَ:

(اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ) قَالَ أَنَسٌ: فَوَاللَّهِ إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي يَتَعَاقَبُونَ عَلَى نحو المئة

⦗ص: 252⦘

= (7177)[8: 3]

صحيح ـ ((صحيح الأدب المفرد)) (508/ 653)

ص: 251

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِالْبَرَكَةِ فِيمَا آتَاهُ اللَّهُ

ص: 252

7134 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ

أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَنَسٌ خَادِمُكَ ادْعُ اللَّهَ لَهُ قَالَ:

(اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فيما أعطيته)

= (7178)[8: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 252

ذِكْرُ الْمُدَّةِ الَّتِي خَدَمَ فِيهَا أَنَسٌ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 252

7135 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى ـ مِنْ كِتَابِهِ ـ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَ سِنِينَ فَمَا بَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ لَمْ تَتَهَيَّأْ إِلَّا قَالَ:

(لَوْ قُضي لَكَانَ ـ أَوْ لو قُدِّرَ لكان ـ)

= (7179)[8: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5819 / التحقيق الثاني)

ص: 252

ذِكْرُ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 252

7136 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبيد الله ابن الْمُنَادِي حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ

⦗ص: 253⦘

قَالَ:

غَشِيَنَا النُّعَاسُ ـ وَنَحْنُ فِي مصافِّنا يَوْمَ بَدْرٍ ـ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: فَكُنْتُ فِيمَنْ غَشِيَهُ النُّعَاسُ يَوْمَئِذٍ فَجَعَلَ سَيْفِي يَسْقُطُ مِنْ يَدِي وَآخُذُهُ وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى ـ الْمُنَافِقُونَ ـ لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ أَجْبَنُ قَوْمٍ وأذلُّه لِلْحَقِّ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ أهلُ شَكَ ورِيبة فِي أَمْرِ الله

= (7180)[8: 3]

صحيح: خ

ص: 252

ذِكْرُ اتِّراس الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بأبي طلحة

ص: 253

7137 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ

أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ: كَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنْ خَلْفِهِ لَيَنْظُرَ أَيْنَ يَقَعُ نبلُهُ فَيَتَطَاوَلُ أَبُو طَلْحَةَ بصَدْرِهِ يَقِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيَقُولُ: هَكَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ نحري دون نحرك

= (7181)[8: 3]

صحيح ـ مضى (4563)

ص: 253

ذِكْرُ تصدُّق أَبِي طَلْحَةَ بأحبِّ مَالِهِ إِلَيْهِ

ص: 253

7138 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:

⦗ص: 254⦘

كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةَ مَالًا وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرَحَاءُ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طيِّبٍ قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّها وذُخرها عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ شِئْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

[(بخٍ ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ بَخٍ ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهَا وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ) قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفعلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وبني عمه]

(1)

= (7182)[8: 3]

صحيح ـ انظر ما بعده.

(1)

ما بين المعقوفين ساقط من ((الأصل)) ، وقد وقع فيه ـ هنا ـ خَلْطٌ بينه وبين حديث رقم (7141)! واستدركناه من ((طبعة المؤسسة)). ((الناشر)).

ص: 253

ذِكْرُ أَسَامِي مَنْ قَسَمَ أَبُو طَلْحَةَ مَالَهُ فيهم

ص: 254

7139 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفقوا مِمَّا تُحِبُّونَ}

⦗ص: 255⦘

[آل عمران: 92] قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَسْأَلُنَا مِنْ أَمْوَالِنَا فَإِنِّي أُشهدك أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ أَرْضِي وَقْفًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اجْعَلْهَا فِي قَرَابَتِكَ فَقَسَمَهَا بَيْنَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ وأُبي بن كعب

= (7183)[8: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1482)

ص: 254

ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبُو طَلْحَةَ الأنصاري

ص: 255

7140 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى

(1)

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ

أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ: قَرَأَ سورة {براءة} [التوبة: 1] فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 42] فَقَالَ: أَلَا أَرَى رَبِّي يَسْتَنفِرُنِي شَابًّا وَشَيْخًا جهِّزوني فَقَالَ لَهُ بَنُوهُ: قَدْ غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ وَغَزَوْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ وَغَزَوْتُ مَعَ عُمَرَ فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ فَقَالَ: جهِّزوني فجهَّزوه وَرَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً يَدْفِنُونَهُ فِيهَا إِلَّا بَعْدَ سبعة أيام فلم يتغير

= (7184)[8: 3]

صحيح.

⦗ص: 256⦘

(1)

أخرجه في ((مسنده)) (6/ 138/3413) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الحاكم (3/ 353) من طريق أخرى عن حماد ..... به ، وقال:((صحيح على شرط مسلم)).

ص: 255

ذِكْرُ أُمِّ سُلَيْمٍ أُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

ص: 256

7141 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ أُمَّ سُلَيْمِ خَرَجَتْ ـ يَوْمَ حُنَيْنٍ ـ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَ لَهَا أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا؟ قَالَتِ: اتَّخَذْتُهُ ـ وَاللَّهِ ـ إِنْ دَنَا مِنِّي رَجُلٌ بَعَجْتُ بِهِ بَطْنَهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَلَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وأحسن)

= (7185)[8: 3]

صحيح ـ مضى (4818) ضمن حديث طويل

ص: 256

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا بِالْخَيْرِ

ص: 256

7142 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ فَقَالَ:

(أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ فَإِنِّي صَائِمٌ) ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَصَلَّى صَلَاةً غَيْرَ مَكْتُوبَةٍ وَدَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً قَالَ:

(مَا هِيَ)؟ قَالَتْ: خُوَيْدِمُكَ أَنَسٌ فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ ثُمَّ قَالَ:

⦗ص: 257⦘

(اللَّهُمَّ ارزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ) قَالَ: فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أُمَيْنة قَالَتْ: قَدْ دُفِنَ لِصُلبي ـ إِلَى مَقْدَمِ الحَجَّاج الْبَصْرَةَ ـ بضع وعشرون ومئة

= (7186)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2241): خ

ص: 256

ذِكْرُ وَصْفِ تزوُّج أَبِي طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ

ص: 257

7143 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ لَهُ: مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ وَلَكِنِّي امْرَأَةٌ مَسْلِمَةٌ وَأَنْتَ رَجُلٌ كَافِرٌ وَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَلِكَ مَهْرِي لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَأَسْلَمَ فَكَانَتْ لَهُ فَدَخَلَ بِهَا فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلَامًا صَبِيحًا وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا فَعَاشَ حَتَّى تحرَّك فَمَرِضَ فَحَزِنَ عَلَيْهِ أَبُو طَلْحَةَ حُزْنًا شَدِيدًا حَتَّى تَضَعْضَعَ قَالَ: وَأَبُو طَلْحَةَ يَغْدُو عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيَرُوحُ فَرَاحَ رَوْحَةً وَمَاتَ الصَّبِيُّ فعَمَدَتْ إِلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ فطيَّبته ونظَّفته وَجَعَلَتْهُ فِي مِخْدَعِنَا فَأَتَى أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: كَيْفَ أَمْسَى بُنَيَّ؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ مَا كَانَ ـ مُنْذُ اشْتَكَى ـ أَسْكَنَ مِنْهُ اللَّيْلَةَ قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وسُرَّ بِذَلِكَ فقرَّبت لَهُ عَشَاءَهُ فتعشَّى ثُمَّ مَسَّت شَيْئًا مِنْ طِيبٍ فتعرَّضت لَهُ حَتَّى وَاقَعَ بِهَا فَلَمَّا تَعَشَّى وَأَصَابَ مِنْ أَهْلِهِ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ رأيتَ لَوَ أَنَّ جَارًا لَكَ أَعَارَكَ عَارِيَّةً فَاسْتَمْتَعْتَ بِهَا ثُمَّ أَرَادَ أَخْذَهَا مِنْكَ أَكُنْتَ رادَّها عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: إِي

⦗ص: 258⦘

وَاللَّهِ إِنِّي كُنْتُ لرادَّها عَلَيْهِ قَالَتْ: طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ؟ قَالَ: طَيْبَةً بِهَا نَفْسِي قَالَتْ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَارَكَ بُنَيَّ ومَتَّعَكَ بِهِ مَا شَاءَ ثُمَّ قُبِضَ إِلَيْهِ فَاصْبِرْ وَاحْتَسَبَ قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ أَبُو طَلْحَةَ وَصَبَرَ ثُمَّ أَصْبَحَ غَادِيًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فحدَّثه حَدِيثَ أُمِّ سُلَيْمٍ كَيْفَ صَنَعَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا) قَالَ: وَحَمَلَتْ تِلْكَ الْوَاقِعَةَ فَأَثْقَلَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَلْحَةَ:

(إِذَا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فَجِئْنِي بِوَلَدِهَا) فَحَمَلَهُ أَبُو طَلْحَةَ فِي خِرْقَةٍ فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَمَضَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَمْرَةً فمجَّها فِي فِيهِ فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يتلمَّظ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَلْحَةَ:

(حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ) فحنَّكه وسمَّى عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ وسمَّاه عَبْدَ الله

= (7187)[8: 3]

صحيح ـ ((أحكام الجنائز)) (35 ـ 38)

ص: 257

ذِكْرُ كُنْيَةِ هَذَا الصَّبِيِّ الْمُتَوَفَّى لِأَبِي طَلْحَةَ وأم سليم

ص: 258

7144 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ لَهُ ابْنٌ ـ يُكنى أَبَا عُمَيْرٍ ـ قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغير)؟ قَالَ: فمَرِضَ وَأَبُو طَلْحَةَ غَائِبٌ فِي بَعْضِ حِيطَانِهِ فهَلَكَ الصَّبِيُّ فَقَامَتْ أُمُّ سُليمٍ فغسَّلَتْهُ وكفَّنته وحنَّطته

⦗ص: 259⦘

وسجَّت عَلَيْهِ ثَوْبًا وَقَالَتْ: لَا يَكُونُ أَحَدٌ يُخبر أَبَا طَلْحَةَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أُخبره فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ كَالًّا ـ وَهُوَ صَائِمٌ ـ فتطيَّبت لَهُ وتصنَّعت لَهُ وَجَاءَتْ بعَشَائه فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَبُو عُمَيْرٍ؟ فَقَالَتْ: تعشَّى ـ وَقَدْ فَرَغَ ـ قَالَ: فتعشَّى وَأَصَابَ مِنْهَا مَا يُصيب الرَّجُلُ من أهله ثم قالت: يا أباطلحة أَرَأَيْتَ أَهْلَ بَيْتٍ أَعَارُوا أَهْلَ بَيْتٍ عَارِيَّةً فَطَلَبَهَا أَصْحَابُهَا أيردُّونها أَوْ يَحْبِسُونَهَا؟ فَقَالَ: بَلْ يردُّونها عَلَيْهِمْ قَالَتْ: احْتَسِبْ أَبَا عُمَيْرٍ قَالَ: فغَضِبَ وَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ أُمِّ سُلَيْمٍ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا) قَالَ: فحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ حَتَّى إِذَا وَضَعَتْ ـ وَكَانَ يَوْمُ السَّابِعِ ـ قَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَنَسُ اذْهَبْ بِهَذَا الصَّبِيِّ وَهَذَا المِكْتَل ـ وَفِيهِ شَيْءٌ مِنْ عَجْوَةٍ ـ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُحَنِّكُهُ ويُسَمِّيه قَالَ: فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فمدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رِجْلَيْهِ وأضجَعَهُ فِي حِجْرِه وَأَخَذَ تَمْرَةً فَلَاكَهَا ثُمَّ مَجَّها فِي فِي الصَّبِيِّ فَجَعَلَ يتلمَّظُها فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(أَبَتِ الأنصار إلا حُبَّ التَّمْرِ)

= (7188)[8: 3]

صحيح ـ ((أحكام الجنائز)) (35 ـ 38)

ص: 258

ذِكْرُ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنها

ص: 259

7145 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ حَرَامٍ قَالَتْ:

⦗ص: 260⦘

أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عِنْدَنَا فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ قَالَتْ: قلت: يارسول اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ:

(رَأَيْتُ قَوْمًا مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الأسِرَّةِ ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ قَالَتْ: فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ قُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ:

(أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ) فتزوَّجها عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فَرَكِبَ وَرَكِبَتْ مَعَهُ فَلَمَّا قُدِّمَتْ إِلَيْهَا بَغْلَةٌ لتركبها اندقَّت عُنُقُها فماتت

= (7189)[8: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2249 ـ 2250): ق

ص: 259

ذكر رؤوية الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أُمَّ حَرَامٍ في الجنة

ص: 260

7146 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: الرُّميصاء بِنْتُ ملحان)

= (7190)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1405)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: إِلَى هُنَا هُمُ الْأَنْصَارُ وَإِنَّا نَذْكُرُ ـ بَعْدَ هَؤُلَاءِ ـ مِنْ سَائِرِ قَبَائِلِ الْعَرَبِ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَلَا الْأَنْصَارِ ـ إنِ اللَّهَ يسَّر ذَلِكَ وسهَّله ـ

ص: 260

ذِكْرُ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 261

7147 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَزْرَبِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَقَدَ ـ يَوْمَ حُنَيْنٍ ـ لِأَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ عَلَى خَيْلِ الطَّلَبِ فَلَمَّا انْهَزَمَتْ هَوَازِنُ طَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ فَأَسْرَعَ بِهِ فَرَسُهُ فَقَتَلَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَبَا عَامِرٍ قَالَ أَبُو مُوسَى: فَشَدَدْتُ عَلَى ابْنِ دُرَيْدٍ فَقَتَلْتُهُ وَأَخَذْتُ اللِّوَاءَ وَانْصَرَفْتُ بِالنَّاسِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَآنِي وَاللِّوَاءُ بِيَدِي قَالَ:

(أَبَا مُوسَى قُتِلَ أَبُو عَامِرٍ)؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو لَهُ يَقُولُ:

(اللَّهُمَّ أَبَا عَامِرٍ اجْعَلْهُ فِي الْأَكْثَرِينَ يَوْمَ القيامة)

= (7191)[8: 3]

منكر بلفظ: ((في الأكثرين)) ، الصحيح:((فوق كثير))؛ كما يأتي (7154) ـ ((الضعيفة)) (6489)

ص: 261

ذِكْرُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 261

7148 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَقْدَمُ قَوْمٌ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً) فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ ـ فِيهِمْ أَبُو موسى ـ فجعلوا يرتجزون ويقولون:

⦗ص: 262⦘

(غداً نلقى الأحبه محمداً وحزبه)

= (7192)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (527)

ص: 261

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 262

7149 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ أَرَقُّ مِنْكُمْ قُلُوبًا) فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ ـ وَفِيهِمْ أَبُو مُوسَى ـ فَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ الْمُصَافَحَةَ فِي الْإِسْلَامِ فَجَعَلُوا ـ حِينَ دَنَوَا الْمَدِينَةَ يَرْتَجِزُونَ وَيَقُولُونَ:

(غدا نلقى الأحبه محمداً وحزبه)

= (7193)[8: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه.

ص: 262

ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْأَشْعَرِيِّينَ بِهِجْرَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ

ص: 262

7150 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى

(1)

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا

⦗ص: 263⦘

طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

خَرَجْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْبَحْرِ حَتَّى جِئْنَا مَكَّةَ ـ وَإِخْوَتِي مَعِي فِي خَمْسِينَ

(2)

مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ وَسِتَّةٍ مِنْ عكٍّ ـ قَالَ أَبُو مُوسَى: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(إن للناس هجرة واحدة ولكم هجرتين)

= (7194)[8: 3]

حسن صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

في ((مسنده)) (13/ 202 ـ 203) ، وإسناده حسن.

وأخرجه البخاري (4230) ، ومسلم (7/ 171 ـ 173) ، وابن سعدٍ (4/ 106) من طريق أُخرى عن أبي بردة

به مطولاً ، دون قوله:((وستة من عكٍّ)).

وأخرج المرفوع منه: أحمد (4/ 394 ـ 395 و 412) من طريق المسعودي ، عن عديِّ بن ثابت ، عن أبي بردة .... به.

وله شاهد بسند صحيح عن الشعبيِّ .... مُرسلاً: أخرجه ابن سعد (8/ 281).

(2)

قال المعلق على الأصل: ((في خمسين))؛ كذا في الأصل!

قلت: وهو الموافق لـ ((الموارد)) ، و ((الصحيحين)) ـ أيضاً ـ ، فمن بالغ الجهل العدول عنه!.

ص: 262

ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا أَبَا مُوسَى مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ

ص: 263

7151 -

أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ

(1)

بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ

⦗ص: 264⦘

بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى فَقَالَ:

(لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا من مزامير آل داود)

= (7195)[8: 3]

صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

وثقه الدارقطني وغيره ، وله ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (8/ 169 ـ 170).

وقد تابعه جمع عن سفيان ـ وهو ابن عيينة ـ ..... به ، ولكنهم خالفوه ، فقالوا: عروة ، مكان عمرة؛ كما تراه مُخرّجاً هنا في ((إحسان المؤسسة)) (16/ 167).

وليس ذلك دلالة على خطإ البلخي في مُخالفتهم ، كما قد يُتوهْم من التخريج المشار إليه وإنما هو شكٌ من سفيان نفسه؛ كما أفاده الحميدي في ((مسنده))؛ فإنه أخرج الحديث فيه عنه (135/ 282)؛ كما رواه الجماعة ، وعقَّب عليه بقوله:

وكان سفيان رُبَّما شَكَّ فيه فقال: عن عمرة أو عروة ، لا يذكر فيه الخبر! ثُمَّ ثَبَتَ على: عروة ، وذكر الخبر فيه غير مرَّة ، وترك الشكَّ.

ص: 263

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الزُّهْرِيَّ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ إِلَّا مِنْ عمرة

ص: 264

7152 -

أخبرنا ابن سلم حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(1)

أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَقَالَ:

(قَدْ أُوتي هذا من مزامير آل داود)

⦗ص: 265⦘

صحيح الإسناد.

قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ لِأَبِي مُوسَى وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَجْلِسِ: يَا أَبَا مُوسَى ذَكِّرْنا رَبَّنَا فَيَقْرَأُ عِنْدَهُ أَبُو مُوسَى وَهُوَ جَالِسٌ في المجلس ويتلاحن

= (7196)[8: 3]

ضعيف منقطع.

(1)

هو الإمام الزهريُّ.

ومن طريقه: أخرجه النسائي وغيره ، وإسناده صحيح.

وتابعه محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ..... به: رواه ابن ماجه.

وأخرجه من الطريقين: البزار (3/ 270/2728).

وانظر ((الفتح)) (9/ 93).

ص: 264

ذِكْرُ قَوْلِ أَبِي مُوسَى لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ لَوَ عَلِمَ مَكَانَهُ لحَبَّرَ له

ص: 265

7153 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ:

اسْتَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِرَاءَتِي مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ:

(يَا أَبَا مُوسَى اسْتَمَعْتُ قِرَاءَتَكَ اللَّيْلَةَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ مَكَانَكَ لحَبَّرْتُ لك تحبيراً

= (7197)[8: 3]

حسن صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1341): م بتمامه ، خ مختصراً ـ كلاهما ـ؛ دون قول أبي موسى: لو علمت .... إلح.

ص: 265

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَبِي مُوسَى بِمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ

ص: 265

7154 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:

⦗ص: 266⦘

لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حُنَيْنٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسَ فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ فَقَتَلَ دُريداً وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ ورُمي أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ رَمَاهُ رَجُلٌ ـ مِنْ بَنِي جُشَمٍ بِسَهْمٍ ـ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى أَنْ ذَاكَ قَاتِلِي ـ يُرِيدُ ذَلِكَ الَّذِي رَمَانِي ـ قَالَ أَبُو مُوسَى: فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى عَنِّي ذَاهِبًا فَاتَّبَعْتُهُ وَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَلَا تَسْتَحِي أَلَا تَثْبُتُ؟ أَلَا تَسْتَحِي أَلَسْتَ عَرَبِيًّا؟ فكَفَّ فَالْتَقَيْتُ أَنَا وَهُوَ فَاخْتَلَفْنَا فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ ثُمَّ رَجَعْتُ فَقُلْتُ: قَدْ قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبِكَ قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ فَنَزَعْتُهُ فَنَزَلَ مِنْهُ الْمَاءُ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ: اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ: وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ وَمَكَثَ يَسِيرًا ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ـ وَهُوَ فِي بَيْتٍ عَلَى سَرِيرٍ وَقَدْ أثَّر السَّرِيرُ بِظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَنْبَيْهِ ـ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَنَا وَخَبَرَ أَبَى عَامِرٍ وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَالَ: قُلْ لَهُ: يَسْتَغْفِرْ لِي قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ وَرَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ:

(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لعُبيد أَبِي عَامِرٍ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ) فَقُلْتُ: وَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاسْتَغْفِرْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ وَأَدْخِلْهُ مُدخلاً كَرِيمًا)

قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: أَحَدُهُمَا لِأَبِي عَامِرٍ وأحدهما لأبي موسى

= (7198)[8: 3]

⦗ص: 267⦘

صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت الحديث (6489): ق

ص: 265

ذكرجرير بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 267

7155 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

لَمَّا دَنَوْتُ مِنْ مَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَخْتُ رَاحِلَتِي وَحَلَلْتُ عَيْبَتِي فَلَبِسْتُ حُلتي فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فسلَّم عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ ذَكَرَكَ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ فَقَالَ:

(إِنَّهُ سَيَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ ـ أَوْ مِنْ هَذَا الفَجِّ ـ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ وَإِنَّ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةَ مَلَكٍ)

فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا أَبْلَانِي

= (7199)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3193)

ص: 267

ذِكْرُ تَبَسُّمِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِ جَرِيرٍ ـ أَيَّ وَقْتٍ رَآهُ ـ

ص: 267

7156 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ وَأَبُو عَرُوبَةَ ـ وعِدَّةٌ ـ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ:

مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَا رآني إلا تبسَّم في وجهي

⦗ص: 268⦘

= (7200)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ: ق

ص: 267

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْهِدَايَةِ

ص: 268

7157 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَلَا تُريحني مِنْ ذِي الخَلَصة) ـ بَيْتًا كَانَ لِخَثْعَمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمَّى الْكَعْبَةَ الْيَمَانِيَّةَ ـ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ لَا أثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ قَالَ: فَمَسَحَ صَدْرِي ثُمَّ قَالَ:

(اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا) حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا

= (7201)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ: ق

ص: 268

ذِكْرُ تَبْرِيكِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي أَحْمَسَ وَخَيْلِهَا مِنْ أَجْلِ جَرِيرِ بْنِ عبد الله

ص: 268

7158 -

أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ المؤدِّب عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ ابن أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

يَا جَرِيرُ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ طَوَاغِيتِ الْجَاهِلِيَّةِ إِلَّا بَيْتُ ذِي الخَلَصَةِ فَاكْفِينِهِ قال: فخرجت في سبعين ومئة مِنْ قَوْمِي فَأَحْرَقْنَاهُ وَبَعَثْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يُبَشِّرُهُ ـ يُكنى أَبَا أَرْطَاةَ ـ فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا

⦗ص: 269⦘

جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهُ مِثْلَ الْبَعِيرِ الْأَجْرَبِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي خيل أحمس ورجالها)

= (7202)[8: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2477): ق

ص: 268

ذِكْرُ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 269

7159 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَسَّانَ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى الْعَبْدِيُّ أَبُو مُنَازِلٍ ـ أَحَدُ بَنِي غَنْمٍ ـ عَنِ الْأَشَجِّ الْعَصَرِيِّ:

أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي رُفْقَةٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ ـ لِيَزُورَهُ فَأَقْبَلُوا فَلَمَّا قَدِمُوا رَفَعَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَنَاخُوا رِكَابَهُمْ فَابْتَدَرَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَلْبَسُوا إِلَّا ثِيَابَ سَفَرِهِمْ وَأَقَامَ الْعَصَرِيُّ فَعَقَلَ رَكَائِبَ أَصْحَابِهِ وَبَعِيرَهُ ثُمَّ أَخْرَجَ ثِيَابَهُ مِنْ عَيْبَتِهِ ـ وَذَلِكَ بِعَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فسلَّم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ) قَالَ: مَا هُمَا؟ قَالَ:

(الْأَنَاةُ وَالْحِلْمُ) قَالَ: شَيْءٌ جُبِلْتُ عَلَيْهِ أَوْ شَيْءٌ أتخلَّقُهُ؟ قَالَ:

(لَا بَلْ جُبِلْتَ عَلَيْهِ) قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(مَعْشَرَ عَبْدِ الْقَيْسِ مَالِي أَرَى وجُوهَكُمْ قَدْ تَغَيَّرَتْ) قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ نَحْنُ بِأَرْضٍ وَخِمَةٍٍٍٍٍٍٍٍٍ كُنَّا نتَّخذ مِنْ هَذِهِ الْأَنْبِذَةِ مَا يَقْطَعُ اللُّحْمَانَ فِي بُطُونِنَا فلمَّا نُهينا عَنِ الظُّرُوفِ فَذَلِكَ الَّذِي تَرَى فِي وُجُوهِنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 270⦘

(إِنَّ الظُّرُوفَ لَا تُحِلُّ وَلَا تُحَرِّمُ وَلَكِنْ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَلَيْسَ أَنْ تَحْبِسُوا فَتَشْرَبُوا حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتِ الْعُرُوقُ تَنَاحَرْتُمْ فَوَثَبَ الرَّجُلُ عَلَى ابْنِ عَمِّهِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَتَرَكَهُ أَعْرَجَ) قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ـ فِي القوم ـ الأعرج الذي أصابه ذلك

= (7203)[8: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (2/ 625/5054/ التحقيق الثاني): م ـ أبي سعيد.

ص: 269

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو الْمُنَازِلِ الْعَبْدِيُّ

ص: 270

7160 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ حدثنا محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال للأشجِّ أشجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ:

(إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله الحلم والأناة)

= (7204)[8: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (2/ 625/5054/ التحقيق الثاني)، ((الظلال)) (1/ 84/190): م

ص: 270

ذِكْرُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 270

7161 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعْهُ أَرْضًا وَأَرْسَلَ مَعَهُ مُعَاوِيَةَ أَنْ أَعْطِهَا إِيَّاهُ

⦗ص: 271⦘

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَرْدِفْنِي خَلْفَكَ قَالَ: لَا تَكُنْ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ فَقَالَ: أَعْطِنِي نَعْلَكَ فَقَالَ: انْتَعِلْ ظِلَّ النَّاقَةِ فَلَمَّا استُخلف مُعَاوِيَةُ أَتَيْتُهُ فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ وَذَكَرَ لِي الْحَدِيثَ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ حملته بين يدي

= (7205)[8: 3]

صحيح ـ ((الترمذي)) (1641)

ص: 270

ذِكْرُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه

ص: 271

7162 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ حُبَيْشٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ:

جَاءَتْ خَيْلُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ رُسُلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخَذُوا عَمَّتِي وَنَاسًا فَلَمَّا أَتَوْا بِهِمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فصُفُّوا لَهُ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَأَى الْوَافِدُ وَانْقَطَعَ الْوَلَدُ وَأَنَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ مَا بِي مِنْ خِدْمَةٍ فَمُنَّ عَلَيَّ ـ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ـ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(ومَنْ وَافِدُكِ)؟ قَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ:

(الَّذِي فَرَّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)؟ قَالَتْ: فمَنَّ عليَّ قَالَتْ: فَلَمَّا رَجَعَ ـ وَرَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ تُرَى أَنَّهُ عَلِيٌّ ـ قَالَ: سَليه حُمْلاناً قَالَتْ: فَسَأَلْتُهُ فَأَمَرَ لَهَا قَالَتْ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: لَقَدْ فَعَلْتَ فَعَلَةً مَا كَانَ أَبُوكِ يَفْعَلُهَا فأْتِهِ رَاغِبًا أَوْ رَاهِبًا فَقَدْ أَتَاهُ فُلَانٌ فَأَصَابَ مِنْهُ وَأَتَاهُ فُلَانٌ فَأَصَابَ مِنْهُ فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا عِنْدَهُ امْرَأَةٌ وَصِبْيَانٌ ـ أَوْ صَبِيٌّ ـ ذَكَرَ قُرْبَهم مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمِلْكِ ـ كِسْرَى وَلَا قَيْصَرَ ـ فَقَالَ لِي:

⦗ص: 272⦘

يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ: (مَا أفرَّك أَنْ تَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَهَلْ مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ مَا أفرَّك مِنْ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُ أَكْبَرُ فَهَلْ مِنْ شَيْءٍ أَكْبَرُ مِنَ اللَّهِ)؟ قَالَ: فَأَسْلَمْتُ وَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قد اسْتَبْشَرَ وَقَالَ:

(إِنَّ {الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] الْيَهُودُ و {الضالين} [الفاتحة: 7] النصارى)

= (7206)[8: 3]

ضعيف ـ وتقدم طرفه الأخير (6213) ـ ((تيسير الانتفاع)) / عباد بن حبيش ، ((الصحيحة)) تحت الحديث (3263)

ص: 271

ذِكْرُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه

ص: 272

7163 -

أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ بِوَاسِطَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَانْتَهَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَمْ أرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في مكانه وإذا أصحابه كأن على رؤوسهم الطَّيْرُ وَإِذَا الْإِبِلُ قَدْ وَضَعَتْ جِرَانَهَا قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِخَيَالٍ فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَدْ تصدَّى لِي فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: وَرَائِي وَإِذَا أَنَا بخيالٍ فَإِذَا هُوَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: وَرَائِي

فحدَّثني حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

فَسَمِعْتُ خَلْفَ أَبِي مُوسَى هَزِيزًا كَهَزِيزِ الرَّحى فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ كَانَ عَلَيْهِ

⦗ص: 273⦘

حَرَسٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(أَتَانِي آتٍ فخيَّرني بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة) فَقَالَ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عرفتَ مَنْزِلِي فَاجْعَلْنِي مِنْهُمْ قَالَ:

(أنت منهم) قال عوف ابن مَالِكٍ وَأَبُو مُوسَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْتَ أَنَّا تَرَكْنَا أَمْوَالَنَا وَأَهْلِينَا وَذَرَارِيَّنَا ـ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ـ فَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ قَالَ:

(أَنْتُمَا مِنْهُمْ) قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ ـ وَقَدْ ثَارُوا ـ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة) فقال الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! اجْعَلْنَا مِنْهُمْ فَقَالَ

أَنْصِتُوا ، فَنَصَتُوا؛ حَتَّى كَأَنَّ أَحَدًا لَمْ يَتَكَلَّمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هِيَ لِمَنْ مَاتَ لَا يُشرك بِاللَّهِ شَيْئًا)

= (7207)[8: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (819) ، ((التعليق الرغيب)) (4/ 215)

ص: 272

ذِكْرُ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ الله عنه

ص: 273

7164 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِي عن إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ:

لَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذِي طُوىً قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لَابْنَةٍ لَهُ ـ مِنْ

⦗ص: 274⦘

أَصْغَرِ وَلَدِهِ ـ: أَيْ بُنَيَّةُ أَظْهِرِينِي عَلَى أَبِي قُبيس قَالَتْ: وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ فأشرفتُ بِهِ عَلَيْهِ قَالَ: يَا بُنية مَاذَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا قَالَ: تِلْكَ الْخَيْلُ قَالَتْ: وَأَرَى رَجُلًا يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ السَّوَادِ ـ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا ـ قَالَ: ذَاكَ يَا بُنية الْوَازِعُ الَّذِي يَأْمُرُ الْخَيْلَ ويتقدَّم إِلَيْهَا ثُمَّ قَالَتْ: قَدْ ـ وَاللَّهِ ـ انْتَشَرَ السَّوَادُ فَقَالَ: قَدْ ـ وَاللَّهِ ـ دُفعت الْخَيْلُ فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي فانحطَّت بِهِ فتلقَّاه الْخَيْلُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى بَيْتِهِ وَفِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ فَتَلَقَّاهَا رَجُلٌ فَاقْتَلَعَهُ مِنْ عُنُقِهَا قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد أتاه أبو بكر بِأَبِيهِ يَقُودُهُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ) قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِي إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِي إِلَيْهِ قَالَ: فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ:

(أَسْلِمْ) فَأَسْلَمَ قَالَتْ: وَدَخَلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثغامةٌ ـ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(غَيِّروا هَذَا مِنْ شَعْرِهِ) ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ ـ وَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ ـ فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ وَالْإِسْلَامَ طَوْقَ أُخْتِي فَلَمْ يُجبه أَحَدٌ فَقَالَ: يَا أُخَيَّة احْتَسِبِي طَوْقَكِ فَوَاللَّهِ إِنَّ الْأَمَانَةَ الْيَوْمَ ـ فِي الناس ـ لقليل

= (7208)[8: 3]

حسن ـ ((الصحيحة)) (496)

ص: 273

ذِكْرُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه

ص: 275

7165 -

أخبرنا أحمد بن محمد ابن الشَّرْقِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَلَا يُجَالِسُونَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَلَاثَ خِصَالٍ أَسْأَلُكَ أَنْ تُعطينيهن؟ قَالَ:

(وَمَا هِيَ)؟ قَالَ: عِنْدِي أَجْمَلُ الْعَرَبِ وَأَحْسَنُهَا أُمُّ حَبِيبَةَ أُزَوِّجُكَها قَالَ:

(نَعَمْ) قَالَ: وَمُعَاوِيَةُ تجعلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ قَالَ:

(نَعَمْ) قَالَ: وتؤمِّرُني حَتَّى أُقَاتِلَ الْمُشْرِكِينَ كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ المسلمين قال:

(نعم)

= (7209)[8: 3]

منكر ـ ((مختصر مسلم)) (ص 452)

ص: 275

ذِكْرُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 275

7166 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَعِيِّ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(اللهم علِّم معاوية الكتاب والحساب وقِهِ العذاب)

⦗ص: 276⦘

= (7210)[8: 3]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (3227)

ص: 275

ذِكْرُ تَعْظِيمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ وَرِعَايَتُهُ حَقَّهَا

ص: 276

7167 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

بَلَغَ صَفِيَّةَ: أَنَّ حَفْصَةَ قَالَتْ لَهَا ابْنَةُ يَهُودِيٍّ فَدَخَلَ عليها النبي صلى الله عليه وسلم وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(وَمَا يُبْكِيكِ؟ ) قَالَتْ: قَالَتْ لِي حَفْصَةُ: إِنِّي بِنْتُ يَهُودِيٍّ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّكِ لَابْنَةُ نَبِيٍّ وَإِنَّ عَمَّكِ لِنَبِيٌّ وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ فبِمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ) ثم قال صلى الله عليه وسلم:

(اتَّقِي الله يا حفصة)

= (7211)[6: 5]

صحيح ـ ((المشكاة)) (6183)

ص: 276

ذِكْرُ وَصْفِ أَخْذِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ مِنَ الصَّفِيِّ

ص: 276

7168 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَإِنَّ قَدَمَيَّ لَتَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ وَقَدْ خَرَجُوا بِمَسَاحِيهِمْ وَفُؤُوسِهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ وَقَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 277⦘

(اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِين) فَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَهَزَمَهُم فَلَمَّا قُسِمَتِ الْمَغَانِمُ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ وَقَعَ فِي سَهْمِ دَحِيَّةَ الْكَلْبِيِّ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ ثُمَّ دَفَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أم سليم تُهيِّؤها وَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا بِالْأَنْطَاعِ فأُحضرت فَوَضَعَ الْأَنْطَاعَ وَجِيءَ بِالتَّمْرِ وَالسَّمْنِ فَأَوْسَعَهُمْ حَيْسًا فَأَكَلَ النَّاسُ حَتَّى شَبِعُوا فَقَالَ النَّاسُ: تزوَّجها أَمِ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ فَلَمَّا أَرَادَتْ أَنْ تَرْكَبَ حَجَبَهَا حَتَّى قَعَدَتْ عَلَى عَجُزِ الْبَعِيرِ خَلْفَهُ ثُمَّ رَكِبَتْ فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ وَأَوْضَعَ النَّاسُ وَأَشْرَفَتِ النِّسَاءُ يَنْظُرْنَ فَعَثَرَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاحِلَتُهُ فَوَقَعَ وَوَقَعَتْ صَفِيَّةُ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَجَبَهَا فَقَالَتِ النِّسَاءُ: أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُودِيَّةَ وشَمِتْنَ بِهَا

قَالَ ثَابِتٌ فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ أَوَقَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ رَاحِلَتِهِ فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ وَقَعَ من راحلته يا أبا محمد

= (7212)[3: 5]

صحيح ـ مضى (7425 و 7426)

ص: 276

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ

ص: 277

7169 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ

⦗ص: 278⦘

مَالِكٍ قَالَ:

أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا يَبْنِي بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ فَدَعَوْتُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى وَلِيمَتِهِ فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ أَمَرَنَا بِالْأَنْطَاعِ فأُلقي فِيهَا مِنَ التَّمْرِ وَالْأَقِطِ وَالسَّمْنِ فَكَانَتْ وَلِيمَتَهُ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ هِيَ أَوْ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ وَقَالُوا: إِنْ يَحْجُبها فَهِيَ مِنَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّى لَهَا مِن خَلْفِهِ ومَدَّ الحجاب بينها وبين الناس

= (7213)[6: 5]

صحيح ـ ((آداب الزفاف)) (69 ـ 70): ق

ص: 277

‌1 - بَابٌ فَضْلُ الْأُمَّةِ

ص: 279

7170 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِيلٍ الْبَالِسِيُّ أَبُو الطَّاهِرِ بِأَنْطَاكِيَّةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ـ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ الطَّائِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قال: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَنَا حظُّكم مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَأَنْتُمْ حظِّي من الأمم)

= (7214)[9: 3]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (3207)

ص: 279

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ قَبَضَ نَبِيَّهُ قَبْلَهُ حَتَّى يَكُونَ فَرَطًا له

ص: 279

7171 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَجَرِيُّ بِالْأُبُلَّةِ وأحمد بن عمير بْنِ يُوسُفَ بِدِمَشْقَ وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمة مِنْ عِبَادِهِ قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا فَجَعَلَهُ لَهَا فَرَطًا وَسَلَفًا وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ عذَّبها ونبيُّها حيٌّ فأَقَرَّ عَيْنَهُ بهَلْكِهَا ـ حين كذَّبوه ، وعَصَوْا أَمْرَهُ ـ

= (7215)[66: 3]

⦗ص: 280⦘

صحيح ـ مضى (6613)

ص: 279

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ هِيَ مِنَ أَعْدَلِ الْأُمَمِ أَسْبَابًا

ص: 280

7172 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

فِي قَوْلِهِ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمة وَسَطًا} [البقرة: 143] قال:

(عَدْلاً)

= (7216)[66: 3]

صحيح: خ (4487 و 7349)

ص: 280

ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَجَلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آجَالِ مَنْ خَلَا قَبْلَهَا مِنَ الْأُمَمِ

ص: 280

7173 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلَا مِنَ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ قَالَ: فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ قَالَ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ؟ ثُمَّ قَالَ:

أَنْتُمُ الَّذِينَ تَعْمَلُونَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ

⦗ص: 281⦘

قِيرَاطَيْنِ قَالَ: فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَقَالُوا: نَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا وأقَلَّ عَطَاءً قَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ عَمَلِكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا قَالَ: فَإِنَّهُ فَضْلِي أُوتِيهِ من أشاء)

= (7217)[28: 3]

صحيح: خ ـ مضى (6605)

ص: 280

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ ابْنِ عُمَرَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 281

7174 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلًا يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ عَلَى أَجْرٍ إِلَى اللَّيْلِ فَعَمِلُوا لَهُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ ثُمَّ قَالُوا: لَا حَاجَةَ لَنَا فِي أَجْرِكَ الَّذِي اشْتَرَطْتَ لَنَا وَمَا عَمَلُنَا بَاطِلٌ قَالَ لَهُمْ: لَا تَفْعَلُوا أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَخُذُوا أَجْرَكُمْ كَامِلًا فأَبَوْا وَتَرَكُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ فَاسْتَأْجَرَ قَوْمًا آخَرِينَ بَعْدَهُمْ فَقَالَ: اعْمَلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَلَكُمُ الَّذِي شَرَطْتُ لَهُمْ مِنَ الْأَجْرِ فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا كَانَ صَلَاةُ الْعَصْرِ قَالُوا: الَّذِي عَمِلْنَا بَاطِلٌ وَلَكَ الْأَجْرُ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ قَالَ: اعْمَلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ شَيْءٌ يَسِيرٌ ـ أَحْسَبُهُ قَالَ ـ: (فَأَبَوْا) ـ قَالَ ـ: (ثُمَّ عَمِلْتُمْ مِنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ فَذَلِكَ مَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالَّذِينَ تَرَكُوا مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَمَثَلُ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ قَبِلُوا هَدْيَ اللَّهِ وَمَا

⦗ص: 282⦘

جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

= (7218)[28: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 281

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا وَضَعَ اللَّهُ بِفَضْلِهِ عَنْ هذه الأمة

ص: 282

7175 -

أَخْبَرَنَا وَصِيفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِأَنْطَاكِيَةَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه)

= (7219)[68: 3]

صحيح ـ ((الإرواء)) (1/ 123/82) ، ((المشكاة)) (6284)

ص: 282

ذِكْرُ وَصْفِ مَا ابْتَلَى اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا هَذِهِ الْأُمَّةَ بِمَا دَفَعَ عَنْهُمْ بِهِ تَعْجِيلَ الْعَذَابِ فِي الدُّنْيَا

ص: 282

7176 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو جَابِرًا قَالَ:

لمَّا أُنزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65] قَالَ:

(أَعُوذُ بِوَجْهِكَ){أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65] قَالَ:

(أَعُوذُ بِوَجْهِكَ){أَوْ يَلْبِسَكُم شِيَعًا ويُذيق بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] قال:

(هاتان أهون ـ أو أيسر ـ)

⦗ص: 283⦘

= (7220)[64: 3]

صحيح: خ (4628 و 7313 و 7406)

ص: 282

ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الثَّوَابَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى يَسِيرِ الْعَمَلِ أَضْعَافَ مَا يُعْطِي عَلَى كَثِيرِهِ لِغَيْرِهَا مِنَ الْأُمَمِ

ص: 283

7177 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ:

(إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَنْ سَلَفَ قَبْلَكُمْ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أُعطي أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ عَجَزُوا عَنْهَا فأُعطوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا وأُعطي أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى إِذَا بَلَغُوا صَلَاةَ الْعَصْرِ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا وَأُعْطِيتُمُ الْقُرْآنَ فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ أُعطيتم قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ قَالَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ: رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَقَلُّ عَمَلًا مِنَّا وَأَكْثَرُ أَجْرًا فَقَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: هَلْ ظُلِمْتُم مِنْ أَجْرِكُمْ شَيْئًا؟ فَقَالُوا: لَا فَقَالَ: فَضْلي أُوتيه مَنْ أشاء)

= (7221)[9: 3]

صحيح ـ مضى (7173)

ص: 283

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الصَّحَابَةُ ثم التابعون

ص: 283

7178 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ

⦗ص: 284⦘

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته)

= (7222)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (699)

ص: 283

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي) أَرَادَ بِهِ الصَّحَابَةَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ

ص: 284

7179 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته)

= (7223)[9: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) (4867): م (7/ 185)

ص: 284

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَهْلَ بَدْرٍ هُمْ أَفْضَلُ الصَّحَابَةِ وَخَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ

ص: 284

7180 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْدَانَ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ:

أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ ـ أَوْ مَلَكٌ ـ فَقَالَ: كَيْفَ أَهْلُ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 285⦘

(هُمْ عِنْدَنَا أَفَاضِلُ النَّاسِ) قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ عِنْدَنَا من الملائكة

= (7224)[9: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) (5888): خ

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رَوَى هَذَا الْخَبَرَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ ـ وَكَانَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ ـ قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم .... وَقَدْ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ .... وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنْ جرير وأتقن وأفقه كان إذا حفظ لا شيء لَمْ يُبَالِ بِمَنْ خَالَفَهُ

ص: 284

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ مَضَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ الخيِّر فالخيِّر

ص: 285

7181 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ أَنَّ سُحَيْمًا حَدَّثَهُ عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ:

قُرِّبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَمْرٌ ورُطب فَأَكَلُوا مِنْهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا نَوَاةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ ) قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ:

(تَذْهَبُونَ الخَيِّرَ فَالْخَيِّرَ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا مِثْلُ هذا)

= (7225)[66: 3]

حسن لغيره ـ ((الصحيحة)) (1781)

ص: 285

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ آخِرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي الْفَضْلِ كأولها

ص: 286

7182 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المبارك العيشي حدثنا الفضل بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَلْمَانِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدرى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَوْ آخِرُهُ)

= (7226)[39: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2286)

ص: 286

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عُمُومَ هَذَا الْخَطَّابِ أُرِيدَ بِهِ بَعْضُ الْأُمَّةِ لَا الْكُلُّ

ص: 286

7183 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أحدهم يمينه ويمينه شهادته)

= (7227)[39: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (700): ق

ص: 286

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن النَّاسَ قَدِ اسْتَوَوْا فِي الْفَضِيلَةِ بَعْدَ التَّابِعِينَ

ص: 287

7184 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عن عبيدة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم)

= (7228)[9: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 287

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ تَبَعُ الْأَتْبَاعِ

ص: 287

7185 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ يَسَافٍ قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يلونهم)

= (7229)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (699)

ص: 287

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ قَدْ آمَنَ بِالْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنْ غَيْرِ رَويَّة وَتَلَكُّؤٍ قَدْ يَكُونُ أَفْضَلَ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ بَعْدَ تَلَكُّؤٍ وَرَوِيَّةٍ

ص: 287

7186 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنِي ابْنُ

⦗ص: 288⦘

وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

أن رجلاًَ قال له: يارسول اللَّهِ طُوبَى لِمَنْ رَآكَ وَآمَنَ بِكَ قَالَ:

(طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي وَطُوبَى ـ ثُمَّ طوبى ـ لمن آمن بي ولم يرني)

= (7230)[9: 3]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (1241)

ص: 287

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ قَدْ آمَنَ بِالْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَرَهُ قَدْ يَكُونُ أَشَدُّ حُبّاً لَهُ مِنْ أَقْوَامٍ رَأَوْهُ وصحبوه

ص: 288

7187 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ إِمْلَاءً حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(مِنْ أشدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ أن لو رآني بأهله وماله)

= (7231)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1418)

ص: 288

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 288

7188 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَيْمَنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ

⦗ص: 289⦘

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي وَطُوبَى ـ سَبْعَ مَرَّاتٍ ـ لِمَنْ آمَنَ بي ولم يرني)

= (7232)[9: 3]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (1241)

ص: 288

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 289

7189 -

أخبرنا النصر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَيْمَنَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(طُوبَى لِمَنْ رَآنِي ثُمَّ آمَنَ بِي وَطُوبَى ـ سَبْعَ مَرَّاتٍ ـ لِمَنْ آمَنَ بِي ولم يرني)

= (7233)[9: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ: أَيْمَنُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: وَأَبِي أُمَامَةَ ـ مَعًا ـ

وَأَيْمَنُ ـ هَذَا ـ: هُوَ أَيْمَنُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ

ص: 289

ذِكْرُ مَا وَعَدَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم إِنَّ يُرضيه فِي أُمَّتِهِ وَلَا يسوءه فيهم

ص: 289

7190 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن جبير ابن نُفَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو:

⦗ص: 290⦘

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَلَا قَوْلَ اللَّهِ فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ..... } [إبراهيم: 36] الْآيَةَ وَقَالَ عِيسَى: {إِنْ تعذِّبهم فَإِنَّهُمْ عبادك

} [النساء: 118] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ

قَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ اذهب إلى محمد وقل له: إذا سنُرضيك في أمتك ولا نسوؤك

= (7234)[77: 3]

صحيح ـ انظر ما بعده.

ص: 289

ذِكْرُ وَعْدِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرضيه فِي أُمَّتِهِ ولا يسوءه فيهم

ص: 290

7191 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حدَّثه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَلَا قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي إِبْرَاهِيمَ: {إنهنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36] وَقَالَ عِيسَى: {إِنْ تُعَذِّبْهُم فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} [المائدة: 118] فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ:

(اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي) وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَرَبُّكَ أَعْلَمُ ـ فسَلْهُ مَا يُبْكِيهِ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضيك فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوؤُكَ

⦗ص: 291⦘

= (7235)[2: 1]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (35): م (1/ 132)

ص: 290

ذِكْرُ سُؤَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَنْ لَا يُهلك أُمَّتَهُ بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الْأُمَمَ قَبْلَهُ

ص: 291

7192 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن ابن الشرقي قال: حدثنا محمد بن يحيى الدهلي قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ: أَنَّ خَبَّاباً قَالَ:

رَمَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةٍ صَلَّاهَا حَتَّى كَانَ مَعَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سلَّم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَلَاتِهِ جَاءَهُ خَبَّابٌ فَقَالَ: يارسول الله بأبي وأنت وأني لَقَدْ صلَّيت اللَّيْلَةَ صَلَاةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ نَحْوَهَا قَالَ:

(أَجَلْ إِنَّهَا صَلَاةُ رَغَبٍ ورَهَبٍ سَأَلْتُ رَبِّي فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَنَا بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الْأُمَمَ قَبْلَهَا فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُظهر عَلَيْنَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِنَا فَأَعْطَانِيهَا وسألته أن لا يلبسنا شيعاً فمنعنيها)

= (7236)[12: 5]

صحيح ـ ((صفة الصلاة))

ص: 291

ذِكْرُ سُؤَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَنْ لَا يُهلك أُمَّتَهُ بالسَّنَةِ والغرق

ص: 291

7193 -

وَأَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ قَالَ:

⦗ص: 292⦘

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ حَتَّى إِذَا مرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ فَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلًا ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا فَقَالَ:

(سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يجعل بأْسَهُم بينهم فمنعنيها

= (7237)[12: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1724): م

ص: 291

ذِكْرُ سُؤَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِأُمَّتِهِ بِأَنْ لَا يُسلِّط عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ

ص: 292

7194 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا فَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلكها مَا زَوَى لِي مِنْهَا وأُعطيت الْكَنْزَيْنِ: الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ فَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهلكها بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسلِّط عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ فَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أُعطيك لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهلكهم بسنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسلِّط عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مِن

⦗ص: 293⦘

أَقْطَارِهَا ـ أَوْ قَالَ: من بين أقطارها ـ حتى يكون بعضهم يُهلك بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أمتي من الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ وَإِذَا وُضع السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرفع عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنَ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ وَحَتَّى تُعبد الْأَوْثَانُ وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ كَذَّابُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَإِنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَنْ تَزَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُم مَنْ يخذُلُهم حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله)

= (7238)[12: 5]

صحيح: م ، بعضه كما تقدم (6679)

ص: 292

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ وُرُودِ هَذِهِ الْأُمَّةِ حَوْضِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 293

7195 -

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِالْفُسْطَاطِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ جَبَلَةَ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لتَزْدَحِمَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى الْحَوْضِ ازْدِحَامَ إِبِلٍ وَرَدَتْ لِخَمْسٍ)

= (7239)[75: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (5725)

ص: 293

ذِكْرُ الْعَلَامَةِ الَّتِي بِهَا يَعْرِفُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ عِنْدَ وُرُودِهِمْ عَلَى الْحَوْضِ

ص: 293

7196 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبِجَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ

⦗ص: 294⦘

بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ:

(السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ إِخْوَانَنَا) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ:

(بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ يَأْتِي بَعْدَكَ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ:

(أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لِرَجُلٍ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلة فِي خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ ) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرّاً مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ فليُذادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذاد الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ أَلَا هَلُمَّ فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ بدَّلوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ: فسُحقاً فسُحقاً فسُحقاً)

= (7240)[75: 3]

صحيح ـ مضى (1043)

ص: 293

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْعَلَامَةَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا هِيَ لِأُمَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم دُونَ غَيْرِهَا مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ

ص: 294

7197 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حدثنا علي ابن مُسْهِرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 295⦘

(إِنَّ حَوْضِي لَأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ إِلَى عَدْنَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ وَلَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَذُودُ عَنْهُ الرِّجَالَ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ الْإِبِلَ الْغَرِيبَةَ عَنْ حَوْضِهِ) فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَتَعْرِفُنَا؟ قَالَ:

(نَعَمْ تَرِدُون عَلَيَّ غُرّاً مُحَجَّلين مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ ليس لأحد غيركم)

= (7241)[75: 3]

صحيح: م (1/ 150)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (لَأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ إِلَى عَدْنَ) تَأْكِيدٌ فِي الْقَصْدِ لَا أَنَّهُ أَبْعَدُ مِنْهُمَا

ص: 294

ذِكْرُ وَصْفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي الْقِيَامَةِ بِآثَارِ وضوءهم كَانَ فِي الدُّنْيَا

ص: 295

7198 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ

أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ:

(غُرٌّ مُحَجَّلُون بُلْقٌ من آثار الطهور)

= (7242)[[75: 3]]

حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/ 93)

ص: 295

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ التَّحْجِيلَ بِالْوُضُوءِ فِي الْقِيَامَةِ إِنَّمَا هُوَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَطْ وَإِنْ كَانَتِ الْأُمَمُ قَبْلَهَا تَتَوَضَّأُ لِصَلَاتِهَا

ص: 296

7199 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(تَرِدُونَ غُرّاً مُحَجَّلين مِنَ الْوُضُوءِ سِيمَا أُمَّتِي لَيْسَ لأحد غيرها)

= (7243)

صحيح ـ مضى (1045)

ص: 296

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ دُخُولِ أَقْوَامٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ

ص: 296

7200 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ) قَالَ: فَقَالَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ) فَقَالَ آخَرُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(سَبَقَكَ بِهَا عكاشة)

= (7244)[42: 3]

صحيح: خ (5811). م (1/ 136 ـ 137)

⦗ص: 297⦘

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ) لَفْظَةُ إِخْبَارٍ عَنْ فعل ماض مرادها الزجر عن الشي الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أَطْلَقَ هَذِهِ اللَّفْظَةَ وَذَلِكَ أَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَعَا لِعُكَّاشَةَ وَقَالَ: (اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ) ثُمَّ قَامَ الْآخَرُ فَلَوْ دَعَا لَهُ لَقَامَ الثَّالِثُ وَالرَّابِعُ وَخَرَجَ الْأَمْرُ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ وَلَبَطَلَ وَعِيدُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِمَنِ ارْتَكَبَ الْمَزْجُورَاتِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ يُدخلهم النَّارَ فَحَسَمَهُمْ ذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ بِلَفْظَةِ إِخْبَارٍ مُرَادُهَا الزجر عنه

ص: 296

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ عَدَدِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ

ص: 297

7201 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:

بَيْنَمَا هُوَ ذَاتُ يَوْمٍ فِي بَيْتِ الْمَالِ إِذْ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ قُبَّةٍ لَهُ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ:

(أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ ) قَالُوا: نَعَمْ قَالَ:

(وَثُلُثُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ ) قَالُوا: نَعَمْ قَالَ:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ مَثَلَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْكُفَّارِ كَالْبَقَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِيهَا الشَّعْرَةُ السَّوْدَاءُ أَوْ كَالْبَقَرَةِ السَّوْدَاءِ فِيهَا الشَّعْرَةُ البيضاء)

= (7245)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (849): ق.

ص: 297

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ عَدَدِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِغَيْرِ حِسَابٍ

ص: 298

7202 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ وَأَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدخل مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ) فَقَالَ يَزِيدُ ابن الْأَخْنَسِ السُّلَمِيُّ: وَاللَّهِ مَا أُولَئِكَ فِي أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا كَالذُّبَابِ الْأَصْهَبِ فِي الذِّبَّان فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ رَبِّي قَدْ وَعَدَنِي سَبْعِينَ أَلْفًا مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا وَزَادَنِي حَثَيَاتٍ)

= (7246)[78: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (1/ 260 ـ 261)

ص: 298

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ وَصَفْنَا نَعْتَهُ مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا يَشْفَعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَقَارِبِهِمْ

ص: 298

7203 -

أَخْبَرَنَا مَكْحُولٌ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلْفٍ الدَّارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ يَعْمُرَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَخِي زَيْدُ

⦗ص: 299⦘

بْنُ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ زَيْدٍ الْبَكَالِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ يُتبع كُلَّ أَلْفٍ بِسَبْعِينَ أَلْفًا ثُمَّ يَحْثِي بكفِّه ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ) فكبَّر عُمَرُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ السَّبْعِينَ أَلْفًا الْأُوَلَ يُشَفِّعُهُم اللَّهُ فِي آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ وَأَرْجُو أَنْ يجعل أمتي أدنى الحثوات الأواخر)

= (7247)[78: 3]

حسن أو صحيح ـ انظر التعليق.

⦗ص: 300⦘

(1)

ذكره المؤلف في ((الثقات)) ، وقال:((يُغرِبُ)).

لكنه قد تُوبِعَ ، فقال الفَسَوِيُّ في ((التاريخ)) (2/ 341): حدثني أبو توبة ، قال: حدثنا معاوية بن سلام

به ، وأتم منه؛ إلا أنَّهُ لم يذكر في الإسناد: زيد بن سلام.

وكذلك رواه ابن أبي عاصم في ((السنّة)) (715) عن الفسوي ، لكنه قال: عمرو بن زيد البكاليُّ ، مكان عامر.

ثم رواه ـ بإسناد آخر ـ مِن طريق يحيى بن أبي كثير ، عن عمرو بن زيد البكاليِّ ، عن عتبة بن عَبدٍ ....

وقد كنت ذكرت هذا الخلاف في تخريج طرف من هذا الحديث الذي رواه الفسوي بتمامه في ((تخريج السنة)) ، ولم يترجّح عندي: هل الصواب عامر ، أو عمرو؟!.

فإن كان الأول؛ فهو تابعيُّ ، وحديثه حسنٌ ، يصحُّ بحديث أبي أمامة الذي قبله.

وإن كان عمراً ـ وهو صحابي ـ؛ فالسند صحيح.

وقد جَزَمَ الحافظ بصحبته ، وحكى الخلاف في اسم أبيه في ((إصابته))؛ فلتراجع.

ص: 298

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَوَّلِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ الزُّمْرَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ

ص: 300

7204 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الشَّهِيدُ وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ ـ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ ـ وعفيف متعفِّفٌ ذو غنى أو مال)

= (7248)[78: 3]

ضعيف ـ مكرر (4292)

ص: 300

‌2 - بَابٌ فَضْلُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ رضي الله عنهم

ص: 301

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا جَعَلَ صَفِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَمَنَةَ أَصْحَابِهِ وَأَصْحَابَهُ أَمَنَةَ أُمَّتِهِ

ص: 301

7205 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ مجمِّع بْنِ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُهُ يَذْكُرُهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:

صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: لَوِ انْتَظَرْنَا حَتَّى نُصَلِّي مَعَهُ الْعِشَاءَ فانتظرنا فخرج علينا فقال:

(ما زلتم ههنا)؟ قُلْنَا: نَعَمْ نُصَلِّي مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ:

(أَحْسَنْتُمْ) أَوْ قَالَ: (أَصَبْتُمْ) ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ:

(النُّجُومُ أَمَنَةُ السَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا أَنَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أتى أمتي ما يوعدون)

= (7249)[66: 3]

صحيح: م (7/ 183)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا جَعَلَ النُّجُومَ عَلَامَةً لِبَقَاءِ السَّمَاءِ وَأَمَنَةً لَهَا عَنِ الْفَنَاءِ فَإِذَا غَارَتْ واضمحلَّت أَتَى السَّمَاءَ الْفَنَاءُ الَّذِي كُتب عَلَيْهَا وَجَعَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْمُصْطَفَى

⦗ص: 302⦘

أَمَنَةَ أَصْحَابِهِ مِنْ وقُوعِ الْفِتَنِ فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا إِلَى جَنَّتِهِ أَتَى أَصْحَابَهُ الْفِتَنُ الَّتِي أُوعِدُوا وَجَعَلَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ أَمَنَةَ أُمَّتِهِ مِنْ ظُهُورِ الْجَوْرِ فِيهَا فَإِذَا مَضَى أَصْحَابُهُ أَتَاهُمْ مَا يُوعَدُونَ مِنَ ظُهُورِ غَيْرِ الْحَقِّ مِنَ الْجَوْرِ والأباطيل

ص: 301

ذِكْرُ وَصْفِ أَقْوَامٍ كَانُوا يُفَضَّلون فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم

ص: 302

7206 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي لِسَانِهِ ثِقَلٌ مَا يُبِينُ الْكَلَامَ فَذَكَرَ عُثْمَانَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَقُولُ غَيْرَ أَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ يَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ـ أنَّا كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَإِنِّمَا هُوَ هَذَا الْمَالُ فَإِنْ أَعْطَاهُ رَضِيتُمْ

= (7250)[50: 4]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (1190 ـ 1191)

قال أبو حاتم: مَا رَوَاهُ عَنِ الْوَلِيدِ إِلَّا إِسْحَاقُ وَلَيْسَ لِثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِسْحَاقَ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ وَهُوَ غَرِيبٌ جِدًّا

ص: 302

ذِكْرُ وَصْفِ أَقْوَامٍ كَانُوا يُفَضَّلون فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم

ص: 302

7207 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

⦗ص: 303⦘

كُنَّا نُفَاضِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثم عثمان ثم نسكت

= (7251)[50: 4]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 302

ذكر الإخبار عن القصد بالتخصيص في أفضيلة لأقوام بأعيانهم

ص: 303

7208 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَرْحَمُ أُمَّتِي بأمتي أبو بكر وأشَدُّهُم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأقرأهم لِكِتَابِ اللَّهِ أُبي بْنُ كَعْبٍ وأفْرَضُهم زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا أَلَا وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجراح)

= (7252)[62: 3]

صحيح ـ مضى (7087)

ص: 303

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهم ثِقَاتٌ عدول

ص: 303

7209 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 304⦘

(لَا تسُبُّوا أَصْحَابِي فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِم وَلَا نصيفه)

= (7253)[3: 2]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (2/ 478/988 ـ991): ق.

ص: 303

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصِيَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْخَيْرَ بِالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَعْدَهُ

ص: 304

7210 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَامِي فِيكُمْ فَقَالَ:

(اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْتَدِئُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسألها وَبِالْيَمِينِ قَبْلَ أَنْ يُسألها فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ وَلَا يخلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا وَمَنْ سَرَّتْهُ حسنتُه وساءته سيئته فهو مؤمن)

= (7254)[69: 3]

صحيح ـ ((صحيح سنن ابن ماجه)) (2363)

ص: 304

ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ سَبِّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بالاستغفار لهم

ص: 304

7211 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ

⦗ص: 305⦘

أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نصيفه)

= (7255)[3: 2]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (2/ 478/988 ـ 891): ق.

ص: 304

ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ اتِّخَاذِ الْمَرْءِ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَرَضًا بالتنقُّص

ص: 305

7212 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ بْنُ أَبِي رَائِطَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي لَا تَتَّخِذُوا أَصْحَابِي غَرَضًا مَنْ أحبَّهم فبِحُبِّي أَحَبَّهُم وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فبِبُغضي أَبْغَضَهُمْ وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ وَمَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ)

= (7256)[109: 2]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (2901)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّومِيُّ بَصْرِيٌّ رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ مَاتَ قَبْلَ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ

ص: 305

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ أَحَبَّ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصُّحْبَةِ كَانَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ثُمَّ أَسْلَمُ وغفار

ص: 306

7213 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي أبِي رُهْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رُهْمٍ الْغِفَارِيَّ يَقُولُ: ـ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ ـ:

غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تبوكاً فَلَمَّا قَفَلَ سِرْنَا لَيْلَةً فَسِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ وأُلقي عَلَيَّ النُّعَاسُ فَطَفِقْتُ أَسْتَيْقِظُ وَقَدْ دَنَتْ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَتِهِ فيُفزعني دُنُوُّهَا خَشْيَةَ أَنْ أُصِيبَ رِجْلُهُ فِي الْغَرْزِ فَأَزْجُرُ رَاحِلَتِي حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَزَحَمَتْ رَاحِلَتِي رَاحِلَتَهُ وَرِجْلُهُ فِي الْغَرْزِ فَأَصَبْتُ رِجْلَهُ فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِقَوْلِهِ:

(حَسِّ) فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(سِرْ) فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُنِي عمَّن تخلَّف مِنْ بَنِي غِفَارَ فَأَخْبَرْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَالَ:

(مَا فَعَلَ النَّفَرُ الحُمْرُ الثِّطَاطُ)؟ فَحَدَّثْتُهُ بتخلُّفهم قَالَ:

(مَا فَعَلَ النَّفَرُ السُّودُ الْجِعَادُ الْقِطَاطُ أَوِ الْقِصَارُ الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَبَكَةِ شَرْخٍ)؟ فَتَذَكَّرْتُهُمْ فِي بَنِي غِفَارَ فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتَّى ذَكَرْتُ رَهْطًا مِنْ أَسْلَمَ فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ وَقَدْ تخلَفوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(فَمَا يَمْنَعُ أُولَئِكَ حِينَ تخلَّف أَحَدُهُمْ أَنْ يَحْمِلَ عَلَى بَعْضِ إِبِلِهِ

⦗ص: 307⦘

امرءاً نَشِيطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إنَّ أعزَّ أَهْلِي عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنِّي الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ وَأَسْلَمُ وغفار)

= (7257)[9: 3]

ضعيف ـ ((ضعيف الأدب المفرد)) (116/ 754)

ص: 306

ذِكْرُ مَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلِيَهُ فِي الْأَحْوَالِ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ

ص: 307

7214 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ والأنصار ليَحْفَظُوا عنه

= (7258)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1409)

ص: 307

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرِينَ بِالْمَغْفِرَةِ

ص: 307

7215 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانُوا يَقُولُونَ وَهُمْ يحفرون الخندق:

(نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا عَلَى الْقِتَالِ مَا بَقِينَا أَبَدَا)

وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

((اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ للأنصار والمهاجره))

= (7259)[9: 3]

صحيح ـ مضى (5759)

ص: 307

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى

ص: 308

7216 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالطُّلَقَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ والعُتقاء مِنْ ثَقِيفٍ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بعض في الدنيا والآخرة)

= (7260)[9: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (1036)

ص: 308

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ بِالْهِجْرَةِ وَإِمْضَائِهَا لَهُمْ

ص: 308

7217 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فمَرِضْتُ مَرَضًا أَشْفَى عَلَى الْمَوْتِ فَعَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي أَفَأُوصِي بثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ:

(لَا) قُلْتُ: فَبِشَطْرِ مَالِي؟ قَالَ:

(لَا) قُلْتُ: فبِثُلُثهِ؟ قَالَ:

(الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ إِنَّكَ يَا سَعْدُ أَنْ تَتْرُكَ وَرَثَتَكَ بِخَيْرٍ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةَ يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ إِنَّكَ يَا سَعْدُ لَنْ تُنفق

⦗ص: 309⦘

نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجرت عَلَيْهَا حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِيِّ امْرَأَتِكَ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُخَلَّفُ عَنْ أَصْحَابِي؟ قَالَ:

(إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي فَتَعْمَلَ عَمَلًا تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي فينفعَ اللَّهُ بِكَ أَقْوَامًا ويَضُرَّ بِكَ آخَرِينَ اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلَا تَرُدَّهم عَلَى أَعْقَابِهِمْ لَكِنَّ الْبَائِسَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ) رَثَى لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقد مات بمكة

= (7261)[9: 3]

صحيح: ق ـ تقدم (6/ 222 ـ 223)

ص: 308

ذِكْرُ وَصْفِ مَنَازِلِ الْمُهَاجِرِينَ فِي الْقِيَامَةِ

ص: 309

7218 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لِلْمُهَاجِرِينَ مَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ يَجْلِسُونَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدْ أَمِنُوا مِنَ الْفَزَعِ)

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: وَاللَّهِ لَوْ حَبَوْتُ بِهَا أَحَدًا لَحَبَوْتُ بها قومي

= (7262)[9: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (3201)

ص: 309

ذِكْرُ وَصْفِ القُرَّاء مِنَ الْأَنْصَارِ

ص: 309

7219 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ

⦗ص: 310⦘

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جعفر أخبرنا حميد بن الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

كَانَ شَبَابٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُسَمَّوْنَ القُرَّاء يَكُونُونَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ يَحْسَبُ أَهْلُوهُمْ أَنَّهُمْ فِي الْمَسْجِدِ وَيُحْسَبُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ أَنَّهُمْ فِي أَهْلِيهِمْ فيُصَلُّون مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى إِذَا تَقَارَبَ الصُّبْحُ احْتَطَبُوا الْحَطَبَ وَاسْتَعْذَبُوا مِنَ الْمَاءِ فَوَضَعُوهُ عَلَى أبوب حُجَرِ رَسُولِ اللَّهِ فَبَعَثَهُمْ جَمِيعًا إِلَى بِئْرِ مَعُونَةَ فاستُشْهِدوا فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على قَتَلَتِهِمْ أياماً

= (7263)[9: 3]

صحيح ـ ((فقه السيرة)) (ص 277)

ص: 309

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن قوله جل وعلا: {ويؤثرون على أنفسهم} نَزَلَ فِي بَنِي هَاشِمٍ

ص: 310

7220 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ:

أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنِي الْجَهْدُ فأرسَلَ إِلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُمْ شَيْئًا فَقَالَ:

(أَلَا رَجُلٌ يُضيفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟ ) فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: ضَيْفُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَدَّخري عَنْهُ شَيْئًا فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ قَالَ: فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّميهم وَتَعَالِي فَأَطْفِئِي السَّرَّاجَ وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ فَفَعَلَتْ ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 311⦘

(لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ ـ أَوْ ضَحِكَ اللَّهُ ـ مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانَةَ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ({وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خصاصة} [الحشر: 9]

= (7264)[67: 3]

صحيح ـ مضى (5262)

ص: 310

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْأَنْصَارَ كَانَتْ كِرْشَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَيْبَتَهُ

ص: 311

7221 -

أخبرنا أحمد بن الحسين الجرادي بالموصل حدثنا محمد ابن الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يحدِّث عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشي وَعَيْبَتِي وَإِنَّ النَّاسَ يكْثُرون ويَقِلُّون فَاقْبَلُوا من مُحسِنِهم واعفوا عن مُسيئهم)

= (7265)[9: 3]

صحيح

ص: 311

ذِكْرُ قَضَاءِ الْأَنْصَارِ مَا كَانَ عَلَيْهِمْ لِلْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 311

7222 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا عَاصِبًا رَأْسَهُ فتلقَّاه ذراريُّ الْأَنْصَارِ وَخَدَمُهُمْ مَا هُمْ بِوجُوهِ الْأَنْصَارِ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأُحبكم) مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ:

(إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ قَضَوَا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ فَأَحْسِنُوا إِلَى

⦗ص: 312⦘

مُحسنهم وتجاوزوا عن مُسيئهم)

= (7266)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (916)

ص: 311

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَحَنُّنَ الْأَنْصَارِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَأَوْلَادِهُمْ كتحنُّن الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ

ص: 312

7223 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ ـ وعِدَّةٌ ـ قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ

(1)

بْنِ عَرَبِيٍّ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 313⦘

(مَا ضَرَّ امْرَأَةً نَزَلَتْ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ أَوْ نَزَلَتْ بَيْنَ أَبَوَيْها)

= (7267)[9: 3]

صحيح ـ انظر التعليق ، ((الصحيحة)) (3434)

(1)

هو الحارثي البصريُّ ، وهو ثقة من شيوخ مسلم.

وقد تابعه أحمد (6/ 257) وغيره ، وصححه الحاكم (4/ 83) على شرط الشيخين! وبيَّض له الذهبي.

وأعله أبو حاتم في ((العلل)) (2/ 354) بأن رَوْحاً خالفه في إسناده السكنُ بن إسماعيل الأصم ، قال عن هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عن يحيى بن سعيد ، عن عائشة ، قالت: .... فذكره موقوفاً عليها!

قلت: وهذا إعلال غريب ، فإن رَوْحاً أوثق من السكن ، فإنه مُحتجٌّ به في ((الصحيحين)) ، ثم إن معه زيادة الرفع ، فيجب قبولها حسب الأصول.

وما المانع أن يكون عند هشام بن عروة فيه إسنادان:

أحدهما: عن أبيه ، عن عائشة ..... مرفوعاً.

وآخر: عن يحيى بن سعيد عنها .... موقوفاً.

ص: 312

ذِكْرُ إِرَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يَعُدَّ نَفْسَهُ مِنَ الْأَنْصَارِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ

ص: 313

7224 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَ حنين فأعطى الأقرع بن حابس مئة من الإبل وعيينة بن بدر مئة مِنَ الْإِبِلِ وَذَكَرَ نَفَرًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُعْطِي غَنَائِمَنَا قَوْمًا تَقْطُرُ سُيُوفُنَا مِنْ دِمَائِهِمْ ـ أَوْ تَقْطُرُ دِمَاؤُهُمْ فِي سُيُوفِنَا ـ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَجَمَعَ الْأَنْصَارَ فَقَالَ:

(هَلْ فِيكُمْ غَيْرُكُمْ)؟ فَقَالُوا: لَا غَيْرَ ابْنِ أُخْتِنَا قَالَ:

(ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ) ثُمَّ قَالَ:

(يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَمَا تَرْغَبُونَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا ـ أَوْ بالشَّاءِ وَالْإِبِلِ ـ وَتَذْهَبُونَ بِمُحَمَّدٍ إِلَى دِيَارِكُمْ)؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ:

(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَخَذَ النَّاسُ وَادِيًا وَأَخَذَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَأَخَذْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ! الْأَنْصَارُ كَرِشيِ وَعَيْبَتِي وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امرءاً من الأنصار)

= (7268)[9: 3]

صحيح ـ ((فقه السيرة)) (ص 396) ، ((الصحيحة)) (776) ، وانظر ما بعده.

ص: 313

ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن لولا الهجرة لكان امرءاً من الأنصار

ص: 314

7225 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لولا الهجرة لكنت امرءاً مِنَ الْأَنْصَارِ وَلَوْ يَنْدَفِعُ النَّاسُ شِعْبًا وَالْأَنْصَارُ فِي شَِعْبِهْم لَانْدَفَعْتُ مَعَ الْأَنْصَارِ فِي شِعْبِهِمْ)

= (7269)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1768)

ص: 314

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ مَحَبَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْأَنْصَارَ

ص: 314

7226 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ شُعْبَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءً وَصِبْيَانًا مِنَ الْأَنْصَارِ مُقبلين مِنَ العُرْس فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُمْ:

(أنتم أحبُّ الناس إلي)

= (7270)[26: 3]

صحيح: خ (3785) ، م (7/ 174)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: مُعَوَّلُ هَذِهِ الْأَخْبَارِ كُلِّهَا عَلَى (مِنْ) فحُذِفَ (مِنْ) منها

ص: 314

ذِكْرُ إِقْسَامِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى مَحَبَّةِ الْأَنْصَارِ

ص: 315

7227 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ:

خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ـ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ فتلقَّتْهُ الْأَنْصَارُ بِوُجُوهِهِمْ وَفِتْيَانِهِمْ فَقَالَ:

(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لأُحِبُّكُمْ إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ فَأَحْسِنُوا إِلَى مُحسنهم وتجاوزوا عن مُسيئهم)

= (7271)[9: 3]

صحيح ـ انظر (7222)

ص: 315

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَحَبَّةَ الْأَنْصَارِ من الإيمان

ص: 315

7228 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَالْحَوْضِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ فَقَدْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يُحبهم إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبغضهم إِلَّا منافق)

= (7272)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (891 و 1672 و 1975)

ص: 315

ذِكْرُ بُغْضِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَنْ أَبْغَضَ أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 315

7229 -

أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا

⦗ص: 316⦘

يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ زِيَادٍ ـ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ أَحَبَّهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ أبغضه الله يوم يلقاه)

= (7273)[109: 2]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (991)

ص: 315

ذِكْرُ نَفْيِ الْإِيمَانِ عَنْ مُبغض الْأَنْصَارِ

ص: 316

7230 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا يُبغض الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر)

= (7274)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1234)

ص: 316

ذِكْرُ أَمْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالصَّبِرِ عِنْدَ وُجُودِ الْأَثَرَةِ بَعْدَهُ

ص: 316

7231 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ لِلْأَنْصَارِ بِالْبَحْرَيْنِ فَقَالُوا: لَا حَتَّى تَكْتُبَ لِأَصْحَابِنَا مِنْ قُرَيْشٍ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ:

(إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)

= (7275)[9: 3]

⦗ص: 317⦘

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3096): خ.

ص: 316

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَ أَنَسٍ: أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ أَنْ يُقطع الْبَحْرَيْنِ لِلْأَنْصَارِ

ص: 317

7232 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعَ الْأَنْصَارَ الْبَحْرَيْنِ ـ أَوْ قَالَ: طَائِفَةً مِنْهَا ـ فَقَالُوا: لَا حَتَّى تُقْطِعَ إِخْوَانَنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَ الَّذِي أَقْطَعْتَنَا قَالَ:

(أَمَا إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي)

= (7276)[9: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (752 و 1102 و 1103): خ

ص: 317

ذِكْرُ وَصْفِ الْأَثَرَةِ الَّتِي أَمَرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِ بِالصَّبِرِ عِنْدَ وُجُودِهَا بعده

ص: 317

7233 -

أخبرنا عبد الله بن قطحبة حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك قَالَ:

أَتَى أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ الْأَشْهَلِيُّ النَّقِيبُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ لَهُ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِيهِمْ حَاجَةٌ قَالَ: وَقَدْ كَانَ قَسَمَ طَعَامًا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(تَرَكْتَنَا حَتَّى ذَهَبَ مَا فِي أَيْدِينَا فَإِذَا سَمِعْتَ بِشَيْءٍ قَدْ جَاءَنَا فَاذْكُرْ لِي أَهْلَ الْبَيْتِ) قَالَ: فَجَاءَهُ بَعْدَ ذَلِكَ طَعَامٌ مِنْ خَيْبَرَ: شَعِيرٌ وَتَمْرٌ قَالَ: وجُلُّ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ نِسْوَةٌ قَالَ: فَقَسَمَ فِي النَّاسِ وَقَسَمَ فِي الْأَنْصَارِ

⦗ص: 318⦘

فَأَجْزَلَ وَقَسَمَ فِي أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ فَأَجْزَلَ فَقَالَ لَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ يَشْكُرُ لَهُ: جَزَاكَ اللَّهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَنَّا أَطْيَبَ الجزاء ـ أو قال: خيراً ـ فقال صلى الله عليه وسلم:

(وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فَجَزَاكُمُ اللَّهُ أَطْيَبَ الْجَزَاءِ ـ أَوْ قَالَ: خَيْرًا ـ مَا عَلِمْتُكُم أعِفَّة صُبُرٌ وَسَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فِي الْأَمْرِ وَالْعَيْشِ فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحوض)

= (7277)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3096)

ص: 317

ذِكْرُ قَبُولِ الْأَنْصَارِ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ عَنِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 318

7234 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى

(1)

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:

أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا يَوْمَ حُنَيْنٍ حِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ فطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ الْمِئَةَ مِنَ الْإِبِلِ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ يُعطي قُرَيْشًا ويترُكنا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ قَالَ أَنَسٌ: فحدَّثت ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَوْلِهِمْ فَأَرْسَلَ إِلَى

⦗ص: 319⦘

الْأَنْصَارِ فجَمَعَهَمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

(مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ)؟ فَقَالَ لَهُ قَوْمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَمَّا ذَوُو أَسْنَانِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا وَأَمَّا نَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ يُعْطِي أُنَاسًا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنِّي أُعطي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِالْكُفْرِ أَتَأَلَّفُهُمْ أَفَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ وَتَرْجِعُونَ إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ) فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ رَضِينَا قَالَ:

(فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَثَرَةً شَدِيدَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلَقَوَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ عَلَى الْحَوْضِ) قالوا: سنصبر

= (7278)[9: 3]

صحيح: ق.

(1)

هو التَّجِيبِيُّ ، وهو ثقة من شيوخ مسلمٍ.

وقد أخرجه عنه في ((صحيحه)) (3/ 105).

ثم أخرجه هو ، والبخاري (4331) ، وأحمد (3/ 166) مِن طرقٍ أُخرَ ، عن ابن شهاب .... به.

وقد فات هذا التخريج على المُعلِّقُ على ((إحسان المؤسسة)) (16/ 268)؟.

ص: 318

ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِ بالعِفَّةِ وَالصَّبْرِ

ص: 319

7235 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنِ ابْنِ شَفِيعٍ ـ وَكَانَ طَبِيبًا ـ قَالَ:

دَعَانِي أُسيد بْنُ حُضَيْرٍ فقَطَعْتُ لَهُ عِرْق النَّسا فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثَيْنِ قَالَ: أَتَانِي أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قَوْمِي: أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظَفَرٍ وَأَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَقَالُوا: كَلِّم النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لَنَا أَوْ يُعطينا فكَلَّمت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

⦗ص: 320⦘

(نَعَمْ أَقْسِمُ لِأَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهُمْ شَطْرًا وَإِنْ عَادَ اللَّهُ عَلَيْنَا عُدْنا عَلَيْهِمْ) قَالَ: قُلْتُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(وَأَنْتُمْ فَجَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا فَإِنَّكُمْ ـ مَا عَلِمْتُكُمْ ـ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ)

وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّكُمْ ستَلُقَوْنَ أَثَرَةً بَعْدِي) فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَسَمَ حُلَلاً بَيْنَ النَّاسِ فَبَعَثَ إِلَيَّ مِنْهَا بحُلَّةِ فاستصغرتُها فأعطَيْتُها أَبِي فَبَيْنَا أَنَا أُصلي إِذْ مَرَّ بِي شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ تِلْكَ الحُلَلِ يَجُرُّها فَذَكَرْتُ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّكُمْ ستَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً) فَقُلْتُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَجَاءَ وَأَنَا أُصَلِّي فَقَالَ: يَا أُسيد) فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلَاتِي قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ: تِلْكَ حُلَّةٌ بَعَثْتُ بِهَا إِلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ـ وَهُوَ بدريُّ أُحُديٌّ عَقَبِيٌّ ـ فَأَتَاهُ هَذَا الْفَتَى فَابْتَاعَهَا مِنْهُ فلَبِسَها أَفَظَنَنْتَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي زَمَانِي؟ قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَنَنْتُ أَنَّ ذَاكَ لَا يكون في زمانك

= (7279)[9: 3]

ضعيف ـ والمرفوع منه صحيح ـ انظر الحديث (7233)

ص: 319

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْمَغْفِرَةِ لِلْأَنْصَارِ وَأَبْنَائِهِمْ

ص: 320

7236 -

أَخْبَرَنَا أَبُو قُرَيْشٍ مُحَمَّدُ بْنُ جُمُعَةَ الْأَصَمُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلَّاسُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ)

⦗ص: 321⦘

= (7280)[9: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت الحديث (6399).

ص: 320

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْمَغْفِرَةِ لِنِسَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِنِسَاءِ أَبْنَائِهَا

ص: 321

7237 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ:

كَتَبَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يُعَزِّيه بِوَلَدِهِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ أُصيبوا يَوْمَ الحرَّة فَكَتَبَ فِي كِتَابِهِ: وَإِنِّي مُبَشِّرُكَ ببُشرى مِنَ اللَّهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِنَسَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِنَسَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ولنساء أبناء أبناء الأنصار)

= (7281)[9: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) ـ أيضاً ـ.

ص: 321

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْمَغْفِرَةِ لِذَرَارِيِّ الْأَنْصَارِ وَلِمَوَالِيهَا

ص: 321

7238 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصوفي حدثنا عبد الله ابن الرُّومِيِّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ حَدَّثَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ ولذراريِّ الْأَنْصَارِ ولذراريِّ ذراريِّهم ولموالي الأنصار)

= (7282)[9: 3]

⦗ص: 322⦘

حسن صحيح ـ المصدر نفسه: م.

ص: 321

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْمَغْفِرَةِ لِجِيرَانِ الْأَنْصَارِ

ص: 322

7239 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

(1)

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ هِشَامِ بْنِ هَارُونَ الْأَنْصَارِيِّ حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ ولذَرَاريِّ الْأَنْصَارِ وَلِذَرَارِيِّ ذراريِّهم ولمواليهم ولجيرانهم)

= (7283)[9: 3]

منكر بزيادة: ((ولجيرانهم)) ـ ((الضعيفة)) (6399)

(1)

صاحب ((المصنف)) ، وقد أخرجه فيه (12/ 165/12426) ..... بهذا الإسناد.

ومِنْ طريقه: الطبراني في ((الكبير)) (4534).

ثُمّ أخرجه هو ، والبزَّارُ (2810) مِنْ طُرُقٍ أُخرى عن زيدٍ ..... به.

ثُمّ خرّجتُه في ((الضعيفة)) (6399).

ص: 322

ذِكْرُ وَصْفِ خَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ

ص: 322

7240 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ ديار الأنصار)؟ قالوا: بلى يارسول اللَّهِ قَالَ:

(دِيَارُ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ دِيَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ دِيَارُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ دِيَارُ بَنِي سَاعِدَةَ ثُمَّ في كل ديار الأنصار خير)

⦗ص: 323⦘

= (7284)[9: 3]

صحيح: خ (3790) ، م (7/ 174)

ص: 322

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 323

7241 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ)؟ قَالُوا: بَلَى يارسول اللَّهِ قَالَ:

(دَارُ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ وَفِي كُلِّ دُورِ الأنصار خير)

= (7285)[9: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 323

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ مَا رَوَاهُ إِلَّا أَنَسُ بْنُ مالك

ص: 323

7242 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَلَا أُخبركم بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ)؟ قَالُوا: بَلَى يارسول اللَّهِ قَالَ

(دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ـ وهُم رَهْطُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ـ) قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يارسول اللَّهِ؟ قَالَ:

(ثُمَّ بَنُو النَّجَّارِ) قَالُوا: ثُمَّ مَن يارسول اللَّهِ؟ قَالَ:

(ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ) قالوا: ثم من يارسول اللَّهِ؟ قَالَ:

⦗ص: 324⦘

(ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ) قَالُوا: ثُمَّ من يارسول اللَّهِ؟ قَالَ:

(فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ) فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَقَالَ: ذَكَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر أَرْبَعَةِ أَدورٍ لأُكَلِّمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَمَا تَرْضَى أَنْ يَذْكُرَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِرَ الْأَرْبَعَةِ فَوَاللَّهِ لَقَدْ تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ أَكْثَرَ مِمَّنْ ذَكَرَ قَالَ: فَرَجَعَ سعد

= (7286)[9: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 323

ذِكْرُ وَصِيَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْعَفْوِ عَنْ مُسِيءِ الْأَنْصَارِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى مُحْسِنِهِمْ

ص: 324

7243 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى

(1)

حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

⦗ص: 325⦘

مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:

رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ يَضْرِبُ عَبَّاسَ بْنَ سَهْلٍ فِي إِمْرَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَتَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَهُ ضَفِيرَتَانِ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ ـ فَوَقَفَ بَيْنَ السِّماطين فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ أَلَا تَحْفَظُ فِينَا وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: وَمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيكُمْ؟ قَالَ: أَوْصَى أَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِ الأنصار ويُعفى عن مُسيئهم

= (7287)[9: 3]

حسن.

(1)

هو أبو يعلى الموصليُّ صاحب ((المسند)) ، وقد أخرجه فيه (13/ 527/7532).

وأخرجه الطبراني في ((الكبير)) (6028)، و ((الأوسط)) (1/ 48/1/ 823) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني: ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري .... به.

وهذا إسناد حسن.

وله طريق آخر عند الطبراني (5719) من طريق عبد المهيمن ، عن أبيه ، عن جدِّه ـ يعني: سهل بن سعد ـ به مختصراً جدّاً بلفظ: ((أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحسَنَ إلى مُحسِننا وأن يُتجاوز [عن] مُسِيئنا)).

وعبد المهيمن ضعيفٌ.

والأحاديث بهذا المعنى كثيرةٌ ، فانظر الحديث (7221 و 7222).

ص: 324

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَلِيُّ بَنِي سَلِمَةَ وَبَنِي حَارِثَةَ

ص: 325

7244 -

أخبرنا إبراهيم بن أمية بطرسوس حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:

فِينَا نَزَلَتْ {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [آل عمران: 122]: بَنُو سَلِمَةَ وَبَنُو حَارِثَةَ

قَالَ عَمْرٌو: قَالَ جَابِرٌ: وَمَا أُحِبُّ أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ لِقَوْلِ الله: {والله وَلِيُّهُمَا} [آل عمران: 122]

= (7288)[9: 3]

صحيح: خ (4051) ، م (7/ 173)

ص: 325

ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِغِفَارٍ حَيْثُ نَصَرَتِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 326

7245 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ: سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِغِفَارٍ:

غَفَرَ اللَّهُ لَهَا وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ وعُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ ورسوله

= (7289)[9: 3]

صحيح: خ (3513) ، م (7/ 177 ـ 178)

ص: 326

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَسْلَمَ وَغِفَارَ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ

ص: 326

7246 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَجُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَأَسَدٍ وَغَطَفَانَ وَبَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ)

قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي سَيِّدُ بَنِي تَمِيمٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَتْ أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَجُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَبَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَأَسَدٍ وَغَطَفَانَ أَخَابُوا وَخَسِرُوا)؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ:

⦗ص: 327⦘

(فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ خير منهم)

= (7290)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3212): ق

ص: 326

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا فضَّل صلى الله عليه وسلم هَؤُلَاءِ عَلَى بَنِي تَمِيمٍ

ص: 327

7247 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

غِفَارُ وَأَسْلَمُ وَمُزَيْنَةُ ـ وَمَنْ كَانَ مِنْ جُهَيْنَةَ ـ خَيْرٌ مِنَ الْحَلِيفَيْنِ غَطَفَانَ وَأَسَدٍ وَهَوَازِنُ وَتَمِيمٌ دُونَهُمْ فإنهم أهل الخيل والوَبَرِ

= (7291)[9: 3]

حسن صحيح ـ المصدر نفسه.

ص: 327

ذِكْرُ بُشْرَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم تَمِيمًا بِمَا بشَّرها بِهِ

ص: 327

7248 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الرَّقَاشِيِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: قَالَ:

جَاءَ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُمْ:

(أَبْشِرُوا يَا بَنِي تَمِيمٍ) قَالُوا: بشَّرتنا فَأَعْطِنَا فتغيَّر وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَاءَ وَفْدُ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ لَهُمْ:

(أَبْشِرُوا يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لم يقبل البُشرى بنو تميم)

= (7292)[9: 3]

صحيح لغيره.

ص: 327

ذِكْرُ مَدْحِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بني عامر

ص: 328

7249 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ـ فَقَالَ:

(مَنْ أَنْتُمْ)؟ فَقُلْنَا: مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(مَرْحَبًا بِكُم أنتم مني)

= (7293)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3213)

ص: 328

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَبْدَ الْقَيْسِ مِنْ خَيْرِ أهل المشرق

ص: 328

7250 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زِمام حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ حَدَّثَنَا شُبَيْلُ بْنُ عَزْرَةَ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ أَسْلَمَ النَّاسُ كَرْهاً وأسلموا طائعين)

= (7294)[9: 3]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (1843)

ص: 328

ذِكْرُ نَفْيِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الخِزْيَ وَالنَّدَامَةَ عَنْ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ ـ حِينَ قَدِموا عليه ـ

ص: 328

7251 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

قدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 329⦘

(مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ ـ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَادِمِينَ ـ) قَالُوا: يارسول اللَّهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ فحَدِّثنا عَمَلًا مِنَ الْأَجْرِ إِذَا أَخَذْنَا بِهِ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ وَنَدْعُوا إِلَيْهِ مَن وَرَاءِنَا فَقَالَ:

(آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الْإِيمَانُ بِاللَّهِ) قَالَ:

(وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ)؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ:

(شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَإِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وتُعطوا الخُمُس مِنَ الْغَنَائِمِ وَأَنْهَاكُمْ عَنِ النَّبِيذِ فِي الدُّبَّاء والنَّقير وَالْحَنْتَمِ والمُزَفَّتِ)

= (7295)[9: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (رقم 16 / التحقيق الثاني).

ص: 328

‌3 - بَابُ الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ وَالشَّامِ وَفَارِسٍ وعُمان

ص: 330

ذِكْرُ إِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَى أَهْلِ الْحِجَازِ

ص: 330

7252 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَبْدَانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عاصم

(1)

عن ابن جريح أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(غِلَظُ الْقُلُوبِ وَالْجَفَاءُ في المشرق والإيمان في أرض الحجاز)

= (7296)[27: 3]

صحيح: م ـ انظر التعليق ، ((الصحيحة)) (3436)

⦗ص: 331⦘

(1)

هو الضحَّاك بن مَخلدٍ ـ الثقة ـ.

وتابعه جمعٌ: عند مسلم (1/ 53) ، وأبي عوانة (1/ 60) ، وأحمد (3/ 335) ، وقد صرَّح ـ عندهم جميعاً ـ أبو الزبير بالتحديث؛ كما ترى.

وكذلك ابن جريج.

وقد توبع ، فرواه ابن لهيعة ، عن أبي الزبير

به: أخرجه أحمد (3/ 345).

وتابع أبا الزبير: سليمان ، عن جابر: رواه أحمد ـ أيضاً ـ (3/ 332)

وسنده صحيح ، وسليمان: هو ابن قيسٍ اليَشْكُرِيُّ ، وهو ثقة.

ثم خرَّجته في ((الصحيحة)) (3436).

ص: 330

ذِكْرُ إِضَافَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْإِيمَانَ وَالْفِقْهَ وَالْحِكْمَةَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ

ص: 331

7253 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً الْإِيمَانُ يَمَانٍ والفقهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَصْحَابِ الْإِبِلِ وَالْوَقَارُ فِي أَصْحَابِ الْغَنَمِ)

= (7297)[9: 3]

صحيح ـ ((الروض النضير)) (1045): ق

ص: 331

ذِكْرُ إِضَافَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْحِكْمَةَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ

ص: 331

7254 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادٍ ببُست أَبُو عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْحَنَفِيُّ

(1)

حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي

⦗ص: 332⦘

حَازِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ:

بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ إِذْ قَالَ:

(اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَجَاءَ الْفَتْحُ وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ قومٌ نَقِيَّةٌ قُلُوبُهُمْ لَيِّنةٌ طَاعَتُهُمْ الْإِيمَانُ يمان والفقه يمان والحكمة يمانية)

= (7298)[9: 3]

صحيح لغيره ـ انظر التعليق ، ((الصحيحة)) (3369)

(1)

ضعيف؛ كما قال الذهبي والعسقلاني.

وقد خالفه ابن ثور ، عن مَعمَرٍ ، عن عكرمة .... مرسلاً به

أخرجه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (30/ 215) ، وإسناده صحيح مرسل.

وقد جاء موصولاً من طريق هِلَالِ بْنِ خبَّاب ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عباس .... به: أخرجه النسائي في ((السُّنن الكبرى)) (6/ 525 /11712) ، والطبراني في ((الكبير)) (11/ 328 ـ 329) ، و ((الأوسط)) (3/ 15/2017).

وإسناده حسن؛ هلال بن خبَّابٍ ، فيه كلام يسير ، وثَّقَهُ الذهبي في ((الكاشف)) ، وقال الحافظ في ((التقريب)):((صدوق تغيَّر بآخره)).

ووقع مرموزاً له بـ (ع) ـ أي: الستة ـ؛ وهو خطأ مطبعي في طبعة عوَّامة.

فالحديث ـ بمجموع ما تقدم ـ صحيح.

ص: 331

7255 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يمانية ورأسُ الكُفْرِ قِبَلَ المشرق)

= (7299)[27: 3]

صحيح ـ ((الروض)) ـ أيضاً ـ (1045): ق

ص: 332

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أُطلق اسْمُ الْإِيمَانِ عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ

ص: 332

7256 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً الإيمان يَمانٍ والفقه يمان والحكمة يمانية)

= (7300)[27: 3]

صحيح ـ ((الروض)) أيضاً ـ: ق

ص: 332

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ لِلشَّامِ وَالْيَمَنِ

ص: 333

7257 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ ابْنِ بِنْتِ أَزْهَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي عَنِ ابْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شامِنا اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنا) قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا قَالَ:

(اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنا) قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا قَالَ:

(هُنَالِكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا ـ أو قال: منها ـ يخرج قرن الشيطان)

= (7301)[12: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2246): خ

ص: 333

ذِكْرُ ابْتِغَاءِ الْفَضْلِ والصَّلاح لِمُسْتَوطِنِ الشَّامِ

ص: 333

7258 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا المُقَدَّمي حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ)

= (7302)[27: 1]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (403) ، ((فضائل الشام)) (رقم 5) ، وتمامه تقدم برقم (61).

ص: 333

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَلَى أَنَّ الْفَسَادَ ـ إِذَا عَمَّ فِي الشَّامِ ـ يَعُمُّ ذَلِكَ فِي سَائِرِ الْمُدُنِ

ص: 333

7259 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 334⦘

(إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خير فيكم)

= (7303)[9: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 333

ذِكْرُ بَسْطِ الْمَلَائِكَةِ أَجْنِحَتَهَا عَلَى الشَّامِ لِسَاكِنِيهَا

ص: 334

7260 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ـ وَذَكَرَ ابْنُ سَلْمٍ آخَرَ مَعَهُ ـ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَنَحْنُ عِنْدَهُ:

(طُوبَى لِلشَّامِ) قَالَ:

(إِنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ لَبَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهِ)

= (7304)[9: 3]

صحيح ـ ((الفضائل)) رقم (1) ، ((الصحيحة)) (503)

قال أبوحاتم: ابْنُ شِمَاسَةَ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ المَهْرِيُّ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ مِصْرَ

ص: 334

ذِكْرُ الْأَمْرِ بِسُكُونِ الشَّامِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِذْ هِيَ مَرْكَزُ الْأَنْبِيَاءِ

ص: 334

7261 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ستَخْرُجُ عَلَيْكُمْ نَارٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ـ مِنْ حَضْرَمَوْتَ ـ تَحْشُرُ النَّاسَ)

⦗ص: 335⦘

قَالَ: قُلْنَا: بِمَا تَأْمُرُنَا يَا رسول الله؟ قال:

(عليكم بالشام)

= (7305)[67: 1]

صحيح ـ ((الفضائل)) (11)

قال أبوحاتم: أوَّلُ الشَّامِ بالِسُ وَآخِرُهُ عَريشُ مِصْرَ

ص: 334

ذِكْرُ الْإِخْبَارُ عَمَّا يُستحب لِلْمَرْءِ مِنْ سُكْنَى الشَّامِ عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ بِالْمُسْلِمِينَ

ص: 335

7262 -

أَخْبَرَنَا مَكْحُولٌ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَكْحُولٌ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّكُمْ ستُجَنَّدُون أَجْنَادًا: جُنْدًا بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي؟ قَالَ:

(عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بيَمَنهِ ولْيَسْقِ مِنْ غُدَرهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وأهله)

= (7306)[69: 3]

صحيح ـ ((الفضائل)) (2)

ص: 335

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّامَ هِيَ عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ

ص: 335

7263 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ:

⦗ص: 336⦘

فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتْحٌ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سُيِّبَتِ الْخَيْلُ ووضَعُوا السِّلَاحَ فَقَدْ وضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَقَالُوا: لَا قِتَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كَذَبُوا الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ إِنَّ اللَّهَ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ يُزِيغُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ يُقَاتِلُونَهُمْ ويَرْزُقُهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ على ذلك وعُقْرُ دار المؤمنين الشام)

= (7307)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1935)

ص: 335

ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِ فَارِسٍ بِقَوْلِ الْإِيمَانِ وَالْحَقِّ

ص: 336

7264 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3] فَقَالَ رَجُلٌ: مَن هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ فَعَادَ وَمَضَى سَلْمَانُ فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَنْكِبهِ وَقَالَ:

(لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مَعَلَّقاً بالثُّرَيَّا لتناوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ قوم هذا)

= (7308)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1017): ق

ص: 336

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِالْمَعْنَى الَّذِي أَوْمَأْنَا إليه

ص: 336

7265 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ بِسْطَامٍ بِمَرْوٍ حَدَّثَنَا حِصْنُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ

⦗ص: 337⦘

أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَوْ كَانَ العِلْمُ بالثُّريَّا لَتَنَاوَلَهُ نَاسٌ من أبناء فارس)

= (7309)[9: 3]

ضعيف ـ ((المشكاة)) (6203) ، ((الضعيفة)) (2054)

ص: 336

ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِ عُمان بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لَهُ

ص: 337

7266 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَازِعِ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ:

بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فِي شَيْءٍ ـ لَا أَدْرِي مَا قَالَ ـ فسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَشَكَا إِلَيْهِ فَقَالَ:

(لَكِنْ أَهْلُ عُمان لَوْ أَتَاهُمْ رَسُولِي ما سَبُّوهُ ولا ضَرَبُوهُ)

= (7310)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2720): م

ص: 337

‌4 - بَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبَعْثِ وَأَحْوَالِ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ

ص: 338

7267 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ سَمِعَ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ وَهُوَ يَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ فَرَفَعَ يَدَهُ فَلَطَمَهُ فذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قَالَ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ وَأَنْتَ نَبِيُّنَا فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(يُنْفَخُ فِي الصُّور فَيَصْعَقُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ ومَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُنفخ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي أَكَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ أَمْ رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلِي وَمَنْ قَالَ: أَنَا خَيْرٌ من يونس بن متى فقد كذب)

= (7311)[72: 3]

صحيح ـ ((صحيح سنن الترمذي)) (3473)

ص: 338

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الصُّور الَّذِي يُنفخ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

ص: 338

7268 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَسْلَمَ عَنْ بِشر بْنِ شَغَافٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: مَا الصُّورُ؟ قَالَ:

⦗ص: 339⦘

(قَرْنٌ يُنفخُ فيه)

= (7312)[72: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1080)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: هَذَا الْخَبَرُ مَشْهُورٌ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ وذَكَرَ أَبُو يَعْلَى: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو

ص: 338

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُحشر النَّاسُ عَلَيْهِ مِمَّا انْعَقَدَتْ عَلَيْهِ ضَمَائِرُهُمْ

ص: 339

7269 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ ابن مَعْقِلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبّهٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(يُبعث كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُ على إيمانه والمنافق على نفاقه)

= (7313)[72: 3]

صحيح: م (8/ 165)

ص: 339

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْخَلْقَ يُبعثون يَوْمَ الْقِيَامَةِ على نِيُّاتهم

ص: 339

7270 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْزَلَ سَطْوَتَهُ بِأَهْلِ الْأَرْضِ ـ وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ ـ فَيَهْلِكُون بِهَلَاكِهِمْ؟ فَقَالَ:

⦗ص: 340⦘

(يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْزَلَ سَطْوَتَهُ بِأَهْلِ نِقْمَتِهِ ـ وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ ـ فَيُصَابُونَ مَعَهُمْ ثُمَّ يُبعثون على نياتهم وأعمالهم)

= (7314)[65: 3]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (1622 و 2693)

ص: 339

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا إِذَا أَرَادَ عَذَابًا بقومٍ نَالَ عَذَابُهُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ ثُمَّ الْبَعْثُ عَلَى حَسَبِ النِّيَّاتِ

ص: 340

7271 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ ثُمَّ بُعِثُوا على أعمالهم)

= (7315)[66: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ: ق

ص: 340

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّ حُكم بَاطِنِهِ حُكْمُ ظَاهِرِهِ

ص: 340

7272 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(الميت يُبعث في ثيابه التي قُبِضَ فيها)

= (7316)[41: 3]

⦗ص: 341⦘

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1671)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ عليه السلام: (الْمَيِّتُ يُبعث فِي ثِيَابِهِ الَّتِي قُبض فِيهَا أَرَادَ بِهِ فِي أَعْمَالِهِ كَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4] يُريد بِهِ: وَأَعْمَالَكَ فَأَصْلِحْهَا لَا أَنَّ الْمَيِّتَ يُبعث فِي ثِيَابِهِ الَّتِي قُبض فِيهَا إِذِ الْأَخْبَارُ الجَمَّةُ تُصَرّحُ عَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ النَّاسَ يُحشرون يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفاة عُراة غُرْلاً

ص: 340

7273 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ـ مِنْ لَفْظِهِ؛ بِبُسْتٍ ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا فُضيل بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ:

{وثيابك فَطَهِّرْ} [المدثر: 4] قال: وَعَمَلَكَ فأَصْلِحْ

= (7318)[41: 3]

صحيح ـ مقطوعاً ـ

ص: 341

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّاسَ يُحشرون حُفَاةً وَأَنَّ مَعْنَى خَبَرِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ غَيْرُ اللَّفْظَةِ الظَّاهِرَةِ فِي الْخَطَّابِ

ص: 341

7274 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(يُحْشَرُ النَّاسُ حُفاة عُراة غُرلاً)

(1)

= (7317)[41: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت الحديث (5166): ق

⦗ص: 342⦘

(1)

وقع هذا الحديث ـ والذي قبله ـ مُتبادَلَيِ المواقع في ((طبعة المؤسسة)). ((الناشر)).

ص: 341

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (يُبعث فِي ثِيَابِهِ) أَرَادَ بِهِ: فِي عمله

ص: 342

7275 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا [أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا]

(1)

جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(يُبْعَثُ كل عبدٍ على ما مات عليه)

= (7319)[41: 3]

صحيح ـ مضى (7269)

(1)

ساقط من ((الأصل)) ، واستدركناه من ((طبعة المؤسسة)). ((الناشر)).

ص: 342

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْأَرْضِ الَّتِي يُحشر الناس عليها

ص: 342

7276 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كقُرْصَةِ النَّقِيِّ لَيْسَ فيها عَلَمٌ لأحد)

= (7320)[72: 3]

صحيح: خ (6521) ، م (8/ 127)

ص: 342

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَصْفِ الَّذِي بِهِ يُحْشَر النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

ص: 342

7277 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ:

⦗ص: 343⦘

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(يُحْشَرُ الناس حُفاة عُراة غُرْلاً)

= (7321)[72: 3]

صحيح: ق ، وهو مكرر (7273).

ص: 342

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّاسَ يَلْقَوْنَ اللَّهَ عُرَاةً مُشَاةً بِالْخِصَالِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا قَبْلُ

ص: 343

7278 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ:

(إِنَّكُمْ مُلَاقُو الله حُفاة عُراة مُشاة غُرلاً)

= (7322)[72: 3]

صحيح: ق ، وهو مكرر ما قبله.

ص: 343

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُحْشَرُ الْكُفَّارُ به

ص: 343

7279 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُحشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ:

(إِنَّ الَّذِيَ أَمْشَاهُ على رَجْلَيه قادر أن يُمشِيَهُ على وجهه)

= (7323)[72: 3]

⦗ص: 344⦘

صحيح: خ (4760) ، م (8/ 135)

ص: 343

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ في القيامة

ص: 344

7280 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ:

(يَأْخُذُ اللَّهُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدِهِ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا اللَّهُ ـ وَيَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا ـ أَنَا الرَّحْمَنُ أَنَا الْمَلِكُ) حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: أَسَاقِطٌ هو برسول الله

= (7324)[67: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3196): م.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ: يَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا يُرِيدُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، لَا اللَّهَ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ

ص: 344

ذكر الإخبار عمّا يَفْعَلُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا بِجَمِيعِ خَلْقِهِ فِي القيامة

ص: 344

7281 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَالْخَلَائِقَ كُلَّهَا عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ

⦗ص: 345⦘

يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جميعاً قَبْضَتُهُ يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يُشركون} [الزمر: 67]

= (7325)[66: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (541)

ص: 344

ذِكْرُ تَرْكِ إِنْكَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى قَائِلٍ مَا وَصَفْنَا مَقَالَتَهُ

ص: 345

7282 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْخَلَائِقَ كُلَّها عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ يَهُزَّهُنَّ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ـ تعجُّباً لَمَّا قَالَ الْيَهُودِيُّ تَصْدِيقًا لَهُ ـ ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُه يوم القيامة} [الأنعام: 91]

= (7326)[67: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 345

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَمْجِيدِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

ص: 345

7283 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ

⦗ص: 346⦘

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ هَذِهِ الْآيَاتِ يَوْمًا عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} [الأنعام: 91] وَرَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ ـ هَكَذَا بِإِصْبَعِهِ يُحَرِّكُها ـ يُمَجِّدُ الرَّبَّ جَلَّ وَعَلَا نَفْسَهُ:

(أَنَا الْجَبَّارُ أَنَا الْمُتَكَبِّرُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْعَزِيزُ أَنَا الْكَرِيمُ) فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا: لَيَخِرَّنَّ به

= (7327)[67: 3]

صحيح ـ انظر (7280)

ص: 345

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَوَّلِ مَنْ يُكسى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّاسِ

ص: 346

7284 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَرَادِيُّ

(1)

بِالْمَوْصِلِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ

⦗ص: 347⦘

شَبَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُراة غُرلاً وأول الخلائق يُكسى يوم القيامة إبراهيم)

= (7328)[72: 3]

صحيح عن عبد الله بن عباس ، وشاذ عن عبد الله بن مسعود ـ انظر التعليق.

(1)

لم أجد له ترجمة! وقد أخرج له المؤلف أربعة أحاديث؛ هذا آخرها ، فانظر (فهرس شيوخ المؤلف)(ص 43 ـ طبعة المؤسسة)

ولكنه قد تابعه غير واحد؛ منهم: البزار في ((مسنده)) (4/ 154/3428)، قال: حدثنا عمر بن شبة .... به ، ثم قال:((لا يروى عن عبد الله (يعني ابن مسعود)؛ إلا من هذا الوجه ، وأحسب أن عمر بن شبَّةَ أخطأ فيه؛ لأنه لم يُتابعه عليه أحد ، وإنما روى الثوري هذا عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فأحسب دخل له متن حديث في إسناد غيره)).

ونقل الحافظ في ترجمة ابن شبَّة مثله عن علي بن الحسن بن مسلم الحافظ ، ثم قال:

((كذلك أخرجه البخاري ، عن محمد بن كثير عن الثوري عن المغيرة ، والإسناد الأول خطأ))

فأقول: نعم؛ جعله من (مسند ابن مسعود) خطأ ولكن تعصيب الخطأ بابن شبة مما لا دليل عليه؛ فإن الراوي له عن الثوري مباشرة إنما هو حسين بن حفص ، وهو ـ وإن كان ثقة كابن شبَّة ـ؛ فيحتمل أن يكون الخطأ منه إلا إن توبع وهذا مما لم يذكروه ، والله أعلم

ثم إن رواية محمد بن كثير؛ لم أجدها عند البخاري ، وإنما عنده (6524 و 6625) رواية علي ـ وهو ابن المديني ـ وقتيبة بن سعيد ، عن الثوري

وكذلك ذكره المزيُّ في ((التحفة)) مع أربعة آخرين متابعين لهما

وتابع الثوري ثلاثة عن عمرو فانظر (7473 و 7577 و 7578).

ص: 346

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ تَبَايُنِ النَّاسِ فِي العَرَقِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ

ص: 347

7285 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا عُشَّانة حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ

⦗ص: 348⦘

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ الْأَرْضِ فيَعْرَقُ النَّاسُ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يبلُغُ عَرَقُه كَعْبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى العَجُزِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى الْخَاصِرَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ عُنُقَهُ ومنهم من يبلغ وسط فيه ـ وأشاره بِيَدِهِ فَأَلْجَمَ فَاهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ هَكَذَا ـ وَمِنْهُمْ من يُغَطِّيهِ عَرَقُه ـ وضرب بيده إشارةً ـ

= (7329)[72: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 195)

ص: 347

ذِكْرُ الْقَدْرِ الَّذِي تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ النَّاسِ يوم القيامة

ص: 348

7286 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِقْدَادُ ـ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْعِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قِيدَ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ) قَالَ سُلَيْمٌ: لَا أَدْرِي أَيُّ الْمِيلَيْنِ يَعْنِي أَمَسَافَةُ الْأَرْضِ أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكحَّلُ بِهِ الْعَيْنُ؟ قَالَ:

(فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي العَرَقِ كَقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى حَقْوَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا) قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ يَقُولُ:

⦗ص: 349⦘

(يُلْجِمُهُمْ إلجاماً)

= (7330)[72: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1382): م

ص: 348

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ طُولِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ نَسْأَلُ اللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ

ص: 349

7287 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

({يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ يَتَغَيَّبُ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ)

= [72: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 194 ـ 195): ق

ص: 349

ذكر خبر قد يوهم بعض المستمعين إليه أَنَّ طُولَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَى الْمُسْلِمِ والكافر سواء

ص: 349

7288 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَا: حدثنا العباس ابن الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] حَتَّى يَقُومَ أَحَدُهُمْ في رشحه إلى أنصاف أذنيه

= (7331)[72: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 349

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا بتفضُّلِه يُهَوِّن طُولَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى لَا يُحِسُّوا مِنْهُ إِلَّا بِشَيْءٍ يَسِيرٍ

ص: 350

7289 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مِقْدَارَ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ يُهَوِّنُ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كَتَدَلِّي الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ إِلَى أن تَغْرُب)

= (7333)[72: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 196) ، ((الصحيحة)) (2817)

ص: 350

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُخفَّف بِهِ طُولُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

ص: 350

7290 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

({يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] فَقِيلَ: مَا أَطْوَلَ هَذَا الْيَوْمَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أخفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلَاةٍ مكتوبة يُصَلِّيها في الدنيا)

= (7334)[74: 3]

ضعيف ـ ((المشكاة)) (5564)

ص: 350

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ طَلَبِ الْكَافِرِ الرَّاحَةَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِمَّا يُقَاسِي مِنْ أَلَمِ عرقه

ص: 351

7291 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

(إن الْكَافِرَ لَيُلْجِمُهُ العَرَق يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: أَرِحْنِي ولو إلى النار)

= (7335)[72: 3]

منكر بزيادة: ((فيقول: أرحني ..... )) ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 194 ـ 195) ، ((الضعيفة)) (3042)

ص: 351

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الطَّرَائِقِ الَّتِي يَكُونُ حَشْرُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِهَا

ص: 351

7292 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَدِينِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وهَيْبٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يُحشر النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ: رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ اثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وتحشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ تَقِيل مَعَهُمْ حَيْثُمَا قَالُوا: وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُمَا بَاتُوا وتُصبح مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أمسوا)

= (7336)[72: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3395): ق

ص: 351

ذِكْرُ نَفْيِ نَظَرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى ثَلَاثَةِ أنفُسٍ مِنْ عِبَادِهِ

ص: 352

7293 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْإِمَامُ الكذَّاب والشيخ الزاني والعائل المزهو)

= (7337)[109: 2]

حسن صحيح ـ تقدم برقم (4396)

ص: 352

ذِكْرُ الْخِصَالِ الَّتِي يُرتجى ـ لِمَنْ فَعَلَهَا أَوْ أَخَذَ بِهَا ـ أَنْ يُظِلَّه اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ

ص: 352

7294 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ـ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ـ: إِمَامٌ عَادِلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عُبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ ـ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ ـ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ وَرَجُلَانِ تحابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ وتفرَّقا وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ

⦗ص: 353⦘

يمينه)

= (7338)[9: 3]

صحيح ـ ((الإرواء)) (887): ق

ص: 352

ذِكْرُ وَصْفِ أَقْوَامٍ يَكُونُ خَصْمَهُمْ فِي الْقِيَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 353

7295 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ فِي الْقِيَامَةِ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ أَخْصِمْهُ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرّاً فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ ولم يُوفِهِ أجره)

= (7339)[109: 2]

ضعيف ـ ((مختصر البخاري)) (2/ 73/1050) ، ((الإرواء)) (5/ 308/1489/ 1) ، ((الضعيفة)) (6763)

ص: 353

ذِكْرُ نَفْيِ نَظَرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي الْقِيَامَةِ إِلَى أَقْوَامٍ مِنْ أَجْلِ أَفْعَالٍ ارْتَكَبُوهَا

ص: 353

7296 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: العاقُّ لوالديه ومُدمن الخمر والمنان بما أعطى)

⦗ص: 354⦘

= (7340)[109: 2]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (674)

ص: 353

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ كُلَّ غادرٍ يُنصب لَهُ فِي الْقِيَامَةِ لِوَاءٌ يُعرف بِهَا

ص: 354

7297 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فلان)

= (7341)[72: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2461): ق.

ص: 354

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 354

7298 -

أَخْبَرَنَا السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ الْغَادِرَ يُنصب لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ: أَلَا هَذِهِ غَدْرَةُ فلان)

= (7342)[72: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه: ق

ص: 354

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْغَادِرَ يُنصب لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِوَاءُ غَدْرٍ يُعرف بِهَا مِنْ بَيْنِ ذلك الجمع

ص: 354

7299 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

⦗ص: 355⦘

(إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عند اسْتِهِ فيقال: هذه غدرة فلان)

= (7343)[54: 2]

صحيح ـ المصدر نفسه: ق

ص: 354

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الشَّيْءِ الَّذِي أَوَّلُ مَا يُقضى بَيْنَ النَّاسِ فِيهِ يوم القيامة

ص: 355

7300 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَوَّلُ مَا يُقضى يَوْمَ القيامة بين الناس في الدماء)

= (7344)[74: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1748)

ص: 355

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا تُقْبَلُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَّا مِمَّنْ كَانَ مُخْلِصًا فِي إِتْيَانِهَا فِي الدُّنْيَا

ص: 355

7301 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَمْرٍو القُرشي بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءٍ عَنْ أَبِي سعد بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ ـ وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي يَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ نَادَى مُنَادِي مَنْ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنَ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ فَإِنَّ

⦗ص: 356⦘

اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عن الشرك)

= (7345)[72: 3]

حسن صحيح ـ ((المشكاة)) (5318) ، ((التعليق الرغيب)) (1/ 35) ، ومضى برقم (405)

قال أبوحاتم: الصَّحِيحُ هُوَ أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي فَضَالَةَ

ص: 355

ذِكْرُ وَصْفِ الْأَنْبِيَاءِ وَأُمَمِهِمْ فِي الْقِيَامَةِ

ص: 356

7302 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:

تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذات لَيْلَةٍ حَتَّى أكْرَيْنا الْحَدِيثَ ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مَنَازِلِنَا فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

عُرضت عَلَيَّ اللَّيْلَةَ الْأَنْبِيَاءُ وَأُمَمُهُمْ وَأَتْبَاعُهَا مِنْ أُمَمِها فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ مِنْ أُمَّتِهِ وَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ وَالنَّبِيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلَّا الْوَاحِدُ مِنْ أُمَّتِهِ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ حَتَّى مرَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي فَقُلْتُ: يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قُلْتُ: يَا رَبِّ فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا الظِّراب ـ ظِرَابُ مَكَّةَ ـ قَدِ اسودَّ بِوجُوهِ الرِّجَالِ فَقُلْتُ: يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: يَا رَبِّ قَدْ رَضِيتُ قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوجُوهِ الرِّجَالِ فَقُلْتُ: يَا رَبِّ مَنْ

⦗ص: 357⦘

هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَبِّ رَضِيتُ قِيلَ: فَإِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا بِلَا حِسَابٍ) قَالَ: فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ـ أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ـ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ:

(فَإِنَّكَ مِنْهُمْ) قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ:

(سَبَقَكَ بها عكاشة بن محصن)

= (7346)[72: 3]

صحيح لغيره ـ وهو مكرر المتقدم (6397)

ص: 356

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ مَغْفُورًا لَهُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أُخِذَ بِهِ فِي الْقِيَامَةِ ذَاتَ الْيَمِينِ وَمَنْ سُخِطَ عَلَيْهِ أُخِذَ بِهِ ذَاتَ الشِّمَالِ

ص: 357

7303 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ عُراةً حُفاةً غُرْلاً؛ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعيده وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلْقِ يُكسى إِبْرَاهِيمُ أَلَا وَإِنَّهُ سيُجاء بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فيُؤخذ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي فيُقال: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا توفَّيتني

⦗ص: 358⦘

كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وأنت على كل شيء شهيد ..... } إِلَى قَوْلِهِ: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 117 ـ 118] فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ لم يزالوا مُرْتَدِّين على أعقابهم

= (7347)[72: 3]

صحيح: ق ، وهو مطول (7273)

ص: 357

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَرْءَ فِي الْقِيَامَةِ يَكُونُ مَعَ مَنْ أحبَّه فِي الدُّنْيَا

ص: 358

7304 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ:

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى قِيَامُ السَّاعَةِ؟ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ:

(أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْقِيَامَةِ)؟ قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(مَا أَعْدَدْتَ لَهَا)؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ وَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)

فَقَالَ أَنَسٌ: مَا رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فَرِحُوا بِشَيْءٍ ـ بَعْدَ الْإِسْلَامِ ـ مِثْلَ فرحهم بها

= (7348)[72: 3]

صحيح ـ مضى (8)

ص: 358

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ إِذَا أُعطيا كتابيهما

ص: 359

7305 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

فِي قَوْلِهِ {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] قَالَ:

(يُدعى أَحَدُهُمْ فيُعطى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ويُمَدُّ لَهُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا ويُبَيَّضُ وَجْهُهُ ويُجعل عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَتَلَأْلَأُ قَالَ: فَيَنْطَلِقُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَيَرَوْنَهُ مِنْ بَعِيدٍ فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي هَذَا ـ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ ـ فَيَقُولُ: أَبْشِرُوا فَإِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا وَأَمَّا الْكَافِرُ فيُعطى كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ مُسْوَدًّا وَجْهُهُ وَيُزَادُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا عَلَى صُورَةِ آدَمَ ويُلْبَسُ تَاجًا مِنْ نَارٍ فَيَرَاهُ أَصْحَابُهُ فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ أَخْزِهِ فَيَقُولُ: أَبْعَدَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مثل هذا

= (7349)[72: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (4827)

ص: 359

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَقْرِيعِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْكَافِرَ فِي الْعُقْبَى بِثَمَرِهِ الَّذِي كَانَ مِنْهُ في الدنيا

ص: 359

7306 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يُؤتى بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَيَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ شَرَّ مَنْزِلٍ فَيَقُولُ: أَتَفْتَدِي مِنْهُ بِطِلَاعِ الْأَرْضِ

⦗ص: 360⦘

ذَهَبًا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ: كَذَبْتَ قَدْ سُئلت مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ ذَلِكَ فَيُرَدُّ إِلَى النَّارِ

= (7350)[79: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (172 و 3008)، ((الظلال)) (99): ق

ص: 359

7307 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يُقَالُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ فيقال: قد سُئِلْتَ أيسر من ذلك

= (7351)[74: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه: ق

ص: 360

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَسَافَةِ الَّتِي يَرَى الْكَافِرُ فِي الْقِيَامَةِ نَارَ جَهَنَّمَ مِنْهَا

ص: 360

7308 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(يُنْصَبُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِقْدَارُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَرَى جَهَنَّمَ ويَظُنُّ أَنَّهَا مُوَاقِعَتُهُ من مسيرة أربعين سنة

= (7352)[72: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (6490)

ص: 360

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَدْرِ مَنْ يُبْعَثُ لِلنَّارِ مِنَ الْكُفَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

ص: 361

7309 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:

سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّكَ تَقُولُ: إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أُحَدِّثَكُم بِشَيْءٍ إِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ تَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ فِيهِمْ أَرْبَعِينَ ـ لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا ـ فَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ـ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ـ فيطلُبُهُ فيُهْلِكُهُ ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ بَعْدَهُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا مِنْ قِبَلِ الشَّامِ فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ ـ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ كَانَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لدَخَلَتْ عَلَيْهِ ـ قَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنكرون مُنْكَرًا فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَأْمُرُهُمْ بِالْأَوْثَانِ فَيَعْبُدُونَهَا وَفِي ذَلِكَ دارَّةٌ أَرْزَاقُهُمْ حسنٌ عَيْشُهُمْ ثُمَّ يُنفخ فِي الصُّورِ فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى ثُمَّ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا صَعِقَ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ ـ أَوِ الظِّلُّ ، النُّعْمَانُ يَشُكُّ ـ فَتَنْبُتُ مَعَهُ أَجْسَادُ النَّاسِ ثُمَّ يُنفخ فِيهِ أُخْرَى {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68] ثُمَّ يُقَالُ: أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكِمْ {وَقِفُوهم إنهم مسؤولون} [الصافات: 24] ثُمَّ يُقال: أَخْرِجُوا مِنْ بَعْثِ

⦗ص: 362⦘

أَهْلِ النَّارِ فيُقال: كَمْ؟ فَيُقَالُ: مِنْ كُلُّ أَلْفٍ تسع مئة وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَيَوْمَئِذٍ يُبعث الْوِلْدَانُ شِيبًا وَيَوْمَئِذٍ يُكشف عَنْ سَاقٍ)

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ـ مِرَارًا ـ وَعَرَضْتُهُ عَلَيْهِ

= (7353)[72: 3]

صحيح ـ ((قصة المسيح الدجال)) (72): م.

ص: 361

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ قلَّةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي كَثْرَةِ أَهْلِ النَّارَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا

ص: 362

7310 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: قَالَ:

نَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَسِيرٍ لَهُ فَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ حَتَّى ثَابَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ ثُمَّ قَالَ:

أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ يَوْمَ يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِآدَمَ يَا آدَمُ قُمْ فابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ من كل ألف تسع مئة وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ ـ أَوْ كالرَّقْمة فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ ـ وَإِنَّ مَعَكُمْ لَخَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ ـ قَطُّ ـ إِلَّا كَثَّرتاه: يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَمَنْ هَلَكَ مِنْ كَفَرَةِ الجِنِّ [والإنس]

(1)

.

⦗ص: 363⦘

= (7354)[72: 3]

صحيح ـ ((الترمذي)) (3168): ق ـ أبي سعيد.

(1)

سقط هذا الحرف من ((الأصل)) ، واستدركناه من ((طبعة المؤسسة)). ((الناشر)).

ص: 362

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مُحَاسَبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْمُؤْمِنِينَ الْمُخْبِتِينَ مِنْ عِبَادِهِ فِي الْقِيَامَةِ

ص: 363

7311 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَفْوَانِ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ:

بَيْنَا نَحْنُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ عَارَضَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ النَّجْوَى فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(يَدْنُو الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ثُمَّ يُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ أَعْرِفُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ثُمَّ يُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الكافر والمنافق فيُنادى على رؤوس الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين} [هود: 18]

= (7355)[74: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (604 و 605)

ص: 363

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا عِنْدَ حِسَابِهِ الْمُؤْمِنِينَ فِي العُقبى يَسْتُرُهُمْ عَنِ النَّاسِ حَتَّى لَا يَطَّلِعَ أَحَدٌ عَلَى عَمَلِ أَحَدٍ

ص: 363

7312 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ

⦗ص: 364⦘

قَالَ:

بَيْنَمَا أَنَا آخِذٌ بِيَدِ ابْنِ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي النَّجْوَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّ اللَّهَ يُدْني الْمُؤْمِنَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ فيَسْتُرَهُ مِنَ النَّاسِ فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَظَنَّ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدِ اسْتَوْجَبَ قَالَ: قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ويُعطى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ على الظالمين} [هود: 18]

= (7356)[74: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (604 ـ 605)

ص: 363

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْأَقْوَامِ الَّذِينَ يحتجُّون عَلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

ص: 364

7313 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أَرْبَعَةٌ يَحْتَجُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَصَمُّ وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرِمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ: رَبِّ قَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ

⦗ص: 365⦘

يحذِفُوني بِالْبَعَرِ وَأَمَّا الهَرِمَ فَيَقُولُ: رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ: رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطيعُنَّه فيُرسل إِلَيْهِمْ رَسُولًا أَنِ ادْخُلُوا النَّارَ ـ قَالَ ـ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ دخلوها كانت عليهم برداً وسلاماً

= (7357)[74: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1434) ، ((التعليق على رفع الأستار)) (ص 113)

ص: 364

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَعْضَاءَ الْمَرْءِ فِي الْقِيَامَةِ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بِمَا عَمِلَ فِي الدُّنْيَا

ص: 365

7314 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُبَيْدٍ المُكْتِبِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَضَحِكَ فَقَالَ:

(هَلْ تَدْرُونَ مِمَّا أَضْحَكُ)؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ:

(مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْني مِنَ الظُّلْمِ؟ قَالَ: يَقُولُ: بَلَى قَالَ: فَإِنِّي لَا أُجيز عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي فَيَقُولُ: كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ عَلَيْكَ شَهِيدًا فيُختَمُ عَلَى فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ لِأَرْكَانِهِ: انْطِقِي فتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ فَيَقُولُ: بُعْداً لَكُنَّ وسُحقاً فعَنْكُنَّ كنت أُناضِلُ)

= (7358)[74: 3]

صحيح: م (8/ 217)

ص: 365

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أَحَدًا فِي الْقِيَامَةِ لَا يَحْمِلُ وِزْرَ أَحَدٍ

ص: 366

7315 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ)؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ لَهُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ فَيَأْتِي وَقَدْ شَتَمَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فيُقْعَدُ فيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَ مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فطُرِحَ عَلَيْهِ ثم طُرِحَ في النار)

= (7359)[74: 3]

صحيح: م ـ مضى (296)

ص: 366

ذِكْرُ شَهَادَةِ الْأَرْضِ فِي الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُسْلِمِ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا

ص: 366

7316 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ

(1)

عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4]

⦗ص: 367⦘

قَالَ:

(أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا)؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ:

(فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا أَنْ تَقُولَ: عَمِلَ كَذَا وَكَذَا في يوم كذا وكذا فهذه أخبارها)

= (7360)[72: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (4834) ، ((المشكاة)) (5544/ التحقيق الثاني)

(1)

ضعَّفه جمع؛ منهم البخاري.

ص: 366

ذِكْرُ أَخْذِ الْمَظْلُومِ فِي الْقِيَامَةِ حَسَنَاتِ مَنْ ظَلَمَهُ فِي الدُّنْيَا

ص: 367

7317 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ ـ مِنْ عِرْضِهِ وَمَالِهِ ـ فَلْيَسْتَحِلَّهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَهُ بِهِ حِينَ لَا دِينَارَ وَلَا دِرْهَمَ فَإِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فجُعِلَتْ عليه)

= (7361)[74: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3265): خ

ص: 367

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عن المقبري

ص: 367

7318 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

⦗ص: 368⦘

سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا كَانَتْ لِأَخِيهِ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ فِي نَفْسٍ أَوْ مَالٍ فَأَتَاهُ فاستَحَلَّ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُؤخذ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سيئات صاحبه فتُوضع في سيئاته)

= (7362)[74: 3]

حسن صحيح ـ المصدر نفسه

ص: 367

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَدَاءِ الْحُقُوقِ إِلَى أَهْلِهَا فِي الْقِيَامَةِ حَتَّى الْبَهَائِمِ بَعْضُهَا مِنْ بعض

ص: 368

7319 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي خِيَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَتؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا حَتَّى يُقْتَصَّ لِلشَّاةِ الجمَّاء مِنَ الشَّاةِ القَرْناء نَطَحَتْهَا)

= (7363)[74: 3]

صحيح ـ ((صحيح الأدب المفرد)) (136/ 183)

ص: 368

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُؤَالِ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا عَبْدَهُ فِي الْقِيَامَةِ عَنْ صِحَّةِ جِسْمِهِ فِي الدنيا

ص: 368

7320 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ

⦗ص: 369⦘

الضَّحَّاكَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَوَّلُ مَا يُقَالُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَلَمْ أُصَحِّحْ جِسْمَكَ وأُرْوِيَكَ مِنَ الْمَاءِ البارد)؟

= (7364)[74: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (539) ، ((المشكاة)) (5196)

ص: 368

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُؤَالِ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا عَبْدَهُ فِي الْقِيَامَةِ عَنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَمَالِهِ وولده

ص: 369

7321 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بِسْطَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ حُبَيْشٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

إِنَّ أَحَدَكُمْ لَاقِي اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا فَقَائِلٌ مَا أَقُولُ: أَلَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعًا بَصِيرًا؟ أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ مَالًا وَوَلَدًا؟ فَمَاذَا قدَّمت؟ فَيَنْظُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فَلَا يَجِدُ شَيْئًا فَلَا يتَّقي النَّارَ إِلَّا بِوَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فبكلمة طيبة)

= (7365)[74: 3]

ضعيف ـ وهو قطعة من الحديث المتقدم (7162)

ص: 369

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُؤَالِ الرَّبِّ عَبْدَهُ فِي الْقِيَامَةِ عَنْ بَذْلِهِ الْمَأْكُولَ وَالْمَشْرُوبَ لِلنَّاسِ فِي الدنيا

ص: 369

7322 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ

⦗ص: 370⦘

أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطعمني) قَالَ: (فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ اسْتَطْعَمْتَنِي وَلَمْ أُطعمك وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا اسْتَطْعَمَكَ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا اسْتَسْقَاكَ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِيَ فُلَانًا لَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِيَ فُلَانًا مَرِضَ فَلَوْ كُنْتَ عُدْتَهُ لوجدت ذلك عندي)؟

= (7366)[74: 3]

صحيح: م ـ تقدم (269)

ص: 369

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُؤَالِ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا عَبْدَهُ فِي الْقِيَامَةِ عَنْ تَمْكِينِهِ مِنَ الشَّهَوَاتِ في الدنيا

ص: 370

7323 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَيَلْقَيَنَّ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَهُ: أَلَمْ أُسخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ؟ أَلَمْ أَذَرْكَ تَرْأَسُ وتَرْبَع:؟ أَلَمْ أُزَوِّجك فُلَانَةَ ـ خَطَبَها الخُطَّاب فَمَنَعْتُهُمْ وزَوَّجْتُكَ ـ)؟

⦗ص: 371⦘

= (7367)[74: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (632): م.

ص: 370

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُؤَالِ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا عَبْدَهُ عَنْ تَرَكِهِ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المنكر

ص: 371

7324 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ بْنِ حَزْمٍ أَنَّ نَهَارًا الْعَبْدِيَّ ـ وَكَانَ سَاكِنًا فِي بَنِي النَّجَّارِ ـ حدَّثه أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ لَهُ: مَا مَنَعَكَ ـ إِذَا رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ ـ أَنْ تُنْكِرَهُ؟ فَإِذَا لَقَّنَ اللَّهُ عَبْدًا حُجَّتَهُ يَقُولُ: يَا رَبِّ وَثِقْتُ بِكَ وفَرِقْتُ مِنَ النَّاسِ ـ أَوْ فَرِقْتُ من الناس ووَثِقْتُ بك ـ)

= (7368)[74: 3]

حسن ـ ((الصحيحة)) (929)

ص: 371

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الَّذِي يَقَعُ بِهِ الْحِسَابُ بِالْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ فِي الْعُقْبَى

ص: 371

7325 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(مَنْ حُوسب عُذِّبَ) قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ {فأمَّا مَنْ أُوتِيَ

⦗ص: 372⦘

كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 7 ـ 8]؟! قَالَ:

(ذَاكَ الْعَرْضُ لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلا هلك)

= (7369)[74: 3]

صحيح ـ ((الظلال)) (885): ق

ص: 371

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الْهَلَاكِ فِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ

ص: 372

7326 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حساباً يسيراً} [الانشقاق: 7 ـ 8]؟! قال:

(ذاك العرض)

= (7370)[65: 3]

صحيح: ق ـ انظر ما قبله.

ص: 372

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ

ص: 372

7327 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ

⦗ص: 373⦘

حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 7 ـ 8]؟! قَالَ:

(ذَاكَ الْعَرْضُ لَيْسَ أحدٌ يُحاسب يوم القيامة إلا هَلَكَ)

= (7371)[65: 3]

صحيح: ق ـ انظر ما قبله.

ص: 372

ذِكْرُ وَصْفِ الْعَرْضِ الَّذِي يَكُونُ فِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ لَمْ يُناقش عَلَى أَعْمَالِهِ

ص: 373

7328 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا) قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ؟ قَالَ:

(أَنْ يَنْظُرَ فِي سَيِّئَاتِهِ وَيَتَجَاوَزُ لَهُ عَنْهَا إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ هَلَكَ وَكُلُّ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ يُكَفَّرُ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ حَتَّى الشَّوْكَةُ تَشُوكُهُ)

= (7372)[65: 3]

حسن صحيح ـ ((ضعيف أبي داود)) (557)

ص: 373

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْءَ فِي الْقِيَامَةِ يَتَّقِي فِي النَّارِ عَنْ وَجْهِهِ ـ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا ـ بِالصَّدَقَةِ وَإِنْ قَلَّت مِنْهُ فِي الدُّنْيَا

ص: 373

7329 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بِسْطَامٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

⦗ص: 374⦘

الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ ثُمَّ يَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قَدَّمَهُ ثُمَّ يَنْظُرُ أَيْسَرَ مِنْهُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قَدَّمَهُ ثُمَّ يَنْظُرُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:

(فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَقيَ وَجْهَهُ النَّارَ ـ وَلَوْ بشِقِّ تَمْرَةٍ ـ فليفعل)

= (7373)[74: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (606) ، ((صحيح الترغيب)) (853) ، ((مشكلة الفقر)) (115)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ الْأَعْمَشَ عَنْ خَيْثَمَةَ ..... وَسَمِعَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ خَيْثَمَةَ .... رَوَى هَذَا الْخَبَرَ أَبُو مُعَاوِيَةَ ـ وَهُوَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ بَعْدَ الثَّوْرِيِّ ـ وَكَذَلِكَ وَكِيعٌ فِي وَصْلِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ .... رَوَى قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ خَيْثَمَةَ ..... فَالطَّرِيقَانِ جَمِيعًا صحيحان

ص: 373

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْءَ يَتَّقِي النَّارَ عَنْ وَجْهِهِ فِي الْقِيَامَةِ بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ عَدَمِ الْقُدْرَةِ عَلَى الصَّدَقَةِ

ص: 374

7330 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَسْكَرِيُّ بِالرَّقَّةِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ الْجُهَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُجَاهِدٍ الطَّائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحِلُّ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ:

⦗ص: 375⦘

كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ يَشْكُو أَحَدُهُمَا العَيْلَةَ وَيَشْكُو الْآخَرُ قَطْعَ السَّبِيلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ فَلَا يَأْتِي عَلَيْكَ إِلَّا قَلِيلٌ حَتَّى تَخْرُجَ الْعِيرُ مِنَ الْحِيرَةِ إِلَى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ وَأَمَّا الْعَيْلَةُ فَإِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِصَدَقَةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ـ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ يَحْجُبُهُ وَلَا تُرْجُمَانٌ يُترجم لَهُ ـ فيقولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فلَيُقولنَّ: بَلَى فَيَقُولُ: أَلَمْ أُرسل إِلَيْكَ رَسُولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ فَلْيَتَّقِ أَحَدُكُمُ النَّارَ ـ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ـ فإن لم يَجِدْ فبكلمة طيبة)

= (7374)[74: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3495): خ.

ص: 374

ذِكْرُ إِبْدَالِ اللَّهِ سَيِّئَاتِ مَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ فِي الْقِيَامَةِ بِالْحَسَنَاتِ

ص: 375

7331 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ يُؤْتَى بِرَجُلٍ فَيُقَالُ: سَلُوهُ عَنْ صِغَارِ ذُنُوبِهِ وَدَعُوا كِبَارَهَا فَيُقَالُ لَهُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا ـ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ـ وَعَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا ـ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ـ

⦗ص: 376⦘

فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا ههنا) قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ:

فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ ـ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ ـ حَسَنَةً

= (7375)[74: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3052)

ص: 375

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّفَاعَةَ فِي الْقِيَامَةِ قَدْ تَكُونُ لِغَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ

ص: 376

7332 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ:

جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ ـ أَنَا رَابِعُهُمْ ـ فَقَالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ ـ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي ـ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ) قَالَ: سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(سِوَايَ)

قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ الجدعاء ـ أو ابن أبي الجدعاء ـ

= (7376)[75: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2178)

ص: 376

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَنْ يَشْفَعُ فِي الْقِيَامَةِ وَمَنْ يُشْفَعُ لَهُ

ص: 376

7333 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ:

⦗ص: 377⦘

أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:

قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ إِذَا كَانَ يَوْمَ صَحْوٍ)؟ قُلْنَا: لَا قَالَ:

(هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ إِذَا كَانَ صَحْوًا)؟ قُلْنَا: لَا قَالَ:

(فَإِنَّكُمْ لَا تُضارون فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ إِلَّا كَمَا لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا يُنَادِي مُنَادٍ فَيَقُولُ: لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالَ: فَيَذْهَبُ أَهْلُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ وَأَهْلُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ وَيَبْقَى مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ ـ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ ـ وغُبَّرات مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ

ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ ـ كَأَنَّهَا سَرَابٌ ـ فيُقال لِلْيَهُودِ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرًا ابْنَ اللَّهِ فيُقال: كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَيُقَالُ: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ مَاذَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فيُقال: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ حَتَّى يَبْقَى مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ ـ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ ـ فَيُقَالُ لَهُمْ مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: قَدْ فَارَقْنَاهُمْ وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَإِنَّا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا قَالَ: فَيَأْتِيهِمُ الْجَبَّارُ ـ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ـ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ فيُقال: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهَا؟ فَيَقُولُونَ: السَّاقُ

⦗ص: 378⦘

فيُكشف عَنْ سَاقٍ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لَهُ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ يَسْجُدُ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فيُجعل بَيْنَ ظَهْرَانِي جَهَنَّمَ) فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ:

(مَدْحضة مَزَلَّةٌ عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ ـ لَهَا شَوْكٌ ـ عُقَيفاء تَكُونُ بِنَجْدٍ ـ يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ ـ يَجُوزُ الْمُؤْمِنُ كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَكَالرَّاكِبِ فناجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُسَلَّمٌ وَمَكْدُوسٌ فِي جَهَنَّمَ حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسحَبُ سَحْبًا وَالْحَقُّ قَدْ تَبَيَّنَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا وَبَقِيَ إِخْوَانُهُمْ يَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلَا: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ ويُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمَيْهِ وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ فيُخرجون مِنَ النَّارِ ثُمَّ يَعُودُونَ ثَانِيَةً فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ فيُخْرَجُون مِنَ النَّارِ ثُمَّ يَعُودُونَ الثَّالِثَةَ فيُقال: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ حَبَّةً إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ فيُخرجون) ـ قال أبو سعيد: وإن لم تصدقوني فاقرأوا قَوْلَ اللَّهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعفها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 39] (فَتَشْفَعُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ تبارك وتعالى لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ـ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ الْجَبَّارُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فيُخرج أَقْوَامًا قَدِ امتُحِشُوا فيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ ـ يُقال لَهُ: الْحَيَاةُ ـ فينبُتُون فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ هَلْ

⦗ص: 379⦘

رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ ـ أَوْ جَانِبِ الشَّجَرَةِ ـ فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ وَمَا كَانَ إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ فَيَخْرُجُونَ مَثْلَ اللُّؤْلُؤَةِ فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلَا قَدَمٍ قَدَّمُوهُ فيُقال لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمُوهُ ـ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ـ)

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقَّ مِنَ الشَّعْرِ وأَحَدَّ مِنَ السَّيْفِ

= (7377)[75: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3054): ق

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الساقُ: الشِّدةُ

ص: 376

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ شَفَاعَةِ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ وَلَدِهِ

ص: 379

7334 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا رَبَّاهُ فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلَا: يَا لَبَّيْكاه فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ حَرَّقْتَ بنَّي فَيَقُولُ: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ ذَرَّةٌ أَوْ شَعِيرَةٌ من إيمان)

= (7378)[80: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 220)

ص: 379

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ جَوَازِ النَّاسِ عَلَى الصِّرَاطِ نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَةَ ذَلِكَ الْيَوْمَ

ص: 380

7335 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَيَمُرُّ النَّاسُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ وَعَلَيْهِ حَسَكٌ وَكَلَالِيبُ وَخَطَاطِيفُ تَخْطَفُ النَّاسَ يَمِينًا وَشِمَالًا وبِجَنْبَتَيْهِ مَلَائِكَةٌ يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الرِّيحِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ مِثْلَ الْفَرَسِ المُجرى وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْعَى سَعْيًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي مَشْيًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْبُو حَبْوًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْحَفُ زَحْفًا! فَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَلَا يَمُوتُونَ وَلَا يَحْيَوْنَ وَأَمَّا أُنَاسٌ فيُؤْخَذُون بِذُنُوبٍ وَخَطَايَا فيُحْرَقُون فَيَكُونُونَ فَحْمًا ثُمَّ يُؤْذَنُ فِي الشَّفَاعَةِ فيُؤخذون ضِبَارَاتٍ ضِبَارَاتٍ فيُقْذَفُون عَلَى نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَمَا رَأَيْتُمُ الصَّبغاء شَجَرَةً تَنْبُتُ فِي الْفَضَاءِ؟ فَيَكُونُ مِنْ آخِرِ مَنَ أُخرج مِنَ النَّارِ رَجُلٌ عَلَى شَفَتِها فيقول: يا رب اصرف وَجْهِي عَنْهَا فَيَقُولُ: عَهْدَكَ وذِمَّتَكَ لَا تَسْأَلْنِي غَيْرَهَا قَالَ: وَعَلَى الصِّرَاطِ ثَلَاثُ شَجَرَاتٍ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حوِّلني إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكُونُ فِي ظِلِّها فَيَقُولُ: عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لَا تَسْأَلْنِي شَيْئًا غَيْرَهَا قَالَ: ثُمَّ يَرَى أُخرى أَحْسَنَ مِنْهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حوِّلني إِلَى

⦗ص: 381⦘

هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا قَالَ: فَيَقُولُ: عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لَا تَسْأَلْنِي غَيْرَهَا ثُمَّ يَرَى أُخْرَى أَحْسَنَ مِنْهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِي إِلَى هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا قَالَ: ثُمَّ يَرَى سَوَادَ النَّاسِ وَيَسْمَعُ كَلَامَهُمْ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: اخْتَلَفَ أَبُو سَعِيدٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَحَدُهُمَا: فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ فَيُعْطَى الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا وَقَالَ الْآخَرُ: فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ فيُعطى الدنيا وعشرة أمثالها

= (7379)[73: 3]

صحيح.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: هَكَذَا حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى: ((وَعَلَى الصِّرَاطِ ثَلَاثُ شَجَرَاتٍ))! وَإِنَّمَا هُوَ: ((عَلَى جَانِبِ الصِّرَاطِ ثَلَاثُ شَجَرَاتٍ)).

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3503)

ص: 380

7336 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار} [إبراهيم: 48] أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ:

(عَلَى الصِّرَاطِ)

= (7380)[73: 3]

صحيح: م (8/ 127 ـ 128)

ص: 381

‌5 - بَابُ وَصْفِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا

ص: 382

7337 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ وَابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ:

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ لِأَصْحَابِهِ:

(أَلَا هَلْ مُشَمِّرٍ لِلْجَنَّةِ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا هِيَ ـ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ـ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ وَقَصْرٌ مَشِيدٌ وَنَهْرٌ مُطَّرد وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ وحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا فِي حَبْرَةٍ ونَضْرةٍ فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ) قَالُوا: نَحْنُ المُشَمِّرون لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(قولوا: إن شاء الله) ثم ذكر اجهاد وحضَّ عليه

= (7381)[78: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (3358)

ص: 382

ذِكْرُ فَتْحِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ وَعَرْضِ أَعْمَالِ الْعِبَادِ عَلَى بَارِئِهِمْ ـ جَلَّ وعلا ـ فيهما

ص: 382

7338 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى التَّمِيمِيُّ بالموصل قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنَا عبد الرزاق أنا مَعْمَرٌ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 383⦘

(تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ كل اثنين وخميس ـ[وقال غير سهيل]ـ ، وتُعرَضُ الأعمال كل اثنين وخميس)

(1)

.

= (3644)[2: 1]

صحيح ـ مكرر (3636)

(1)

لم يَرِدِ الحديث هنا في ((طبعة المؤسسة)) ـ ولا في غير هذا الموضع ـ بهذا الإسناد والاختصار.

قلنا: بل هو فيها برقم (3644) ـ وقد تقدم هنا برقم (3636) ـ. ((الناشر)).

ص: 382

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَسَافَةِ الَّتِي تُوجَدُ مِنْهَا رائحة الجنة

ص: 383

7339 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

(من قَتَلَ نَفْسًا مُعاهدة بِغَيْرِ حَقِّهَا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَدُ مِنْ مسيرة مئة عام)

= (7382)[78: 3]

ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 245)

ص: 383

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الْمَوْصُوفَ فِي خَبَرِ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ لَمْ يُرد بِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ النَّفْيَ عَمَّا وَرَاءَهُ

ص: 383

7340 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا

⦗ص: 384⦘

مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا فِي عَهْدِهِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ من مسيرة خمس مئة عام)

= (7383)[78: 3]

ضعيف ـ ((التعليق الرغيب))

ص: 383

ذِكْرُ الِاسْتِدْلَالِ عَلَى مَعْرِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ بِثَنَاءِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ وَالْعَقْلِ عليهم

ص: 384

7341 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ ـ بالنَّباءة أَوِ النَّبَاوَةِ مِنَ الطَّائِفِ ـ:

(تُوشِكُونَ أَنْ تَعَلَمُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ـ أَوْ خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ـ) فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: بِمَ يَا رَسُولَ الله؟ قال:

(بالثناء الحسن والثناء السَّيِّىء أنتم شهداء بعضكم على بعض)

= (7384)[65: 3]

حسن صحيح ـ ((تخريج الطحاوية)) (ص 489)

ص: 384

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ بَعْضِ وَصْفِ النِّعَمِ الَّتِي أعدَّها اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ رَفَعَ مَنْزِلَتَهُ في جناته

ص: 384

7342 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ

⦗ص: 385⦘

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ وَابْنِ أَبْجَرَ سَمِعَا الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(قَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ مَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْفَعُ مَنْزِلَةً؟ قَالَ: سأُحَدِّثُك عَنْهُمْ أَعْدَدْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا فَلَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ) وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخفي لَهُمْ مِنْ قرة أعين ..... } الآية [السجدة: 17]

= (7385)[78: 3]

صحيح ـ مضى (6183)

ص: 384

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إعْدَادِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا جِنَانَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ بِمَا فِيهَا مِنَ الْأَوَانِي وَالْآلَاتِ لِمَنْ أَطَاعَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا

ص: 385

7343 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بِسْطَامٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ العميُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: قَالَ:

(جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ)

= (7386)[78: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (613)

ص: 385

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بِنَاءِ الْجَنَّةِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِأَوْلِيَائِهِ وَأَهْلِ طَاعَتِهِ

ص: 386

7344 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبِجٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ رَوَاحَةَ الْمَنْبِجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُدِلَّةِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ رقَّت قُلُوبَنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وشَمِمْنا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ فَقَالَ:

(لَوْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّكُمْ وَلَوْ أَنَّكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ) قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ:

(لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ أَوِ الْيَاقُوتُ وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ يَدْخُلْهَا يَنْعَمْ فَلَا يَبْؤُس وَيَخْلُدْ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ المظلوم تُحْمَلُ على الغمام وتُفتح لها أبوب السَّمَاوَاتِ وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لأنصُرَنَّك وَلَوْ بَعْدَ حين)

= (7387)[78: 3]

صحيح دون قوله: ((ثلاثة لا تُرَدُّ .... )) ـ ((الموارد)) (2621)

ص: 386

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَسَافَةِ الَّتِي بَيْنَ كُلِّ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ

ص: 387

7345 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ما بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ سَبْعِ سنين)

= (7388)[78: 3]

صحيح بلفظ: ((أربعين سنة)) ـ ((الموارد)) (2618)

ص: 387

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 387

7346 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مكة وهجر ـ أو كما بين مكة وهجر وبصرى ـ)

= (7389)[78: 3]

صحيح: ق ـ ((الموارد)) (2619) ، وهو الطرف الأخير من حديث الشفاعة المتقدم (6431)

ص: 387

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ دَرَجَاتِ الْجِنَانَ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ أَطَاعَهُ فِي حياته

ص: 387

7347 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ

⦗ص: 388⦘

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مئة دَرَجَةٍ أعدَّها اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَهُوَ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ الْعَرْشُ وَمِنْهُ تُفْجَّرُ أَنْهَارُ الجنة)

= (7390)[89: 3]

صحيح: ق ـ تقدم (4592)

ص: 387

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى لَا يَسْكُنُهُ أَحَدٌ خَلَا الْأَنْبِيَاءُ

ص: 388

7348 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَاجِكٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ أُمَّ حَارِثَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ هَلَكَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سهمُ غَرْبٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْتَ مَوْقِعَ حَارِثَةَ مِنْ قَلْبِي فَإِنْ كَانَ فِي الجنة لم أَبْكِ عليه وإلاسوف تَرَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ لَهَا صلى الله عليه وسلم:

(أَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ؟! إِنَّمَا هِيَ جنان كثيرة وإنه في الفردوس الأعلى)

= (7391)[8: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1811): خ.

ص: 388

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ كَانَ أَكْثَرَ عَمَلًا فِي الدُّنْيَا كَانَتْ غُرْفَتُهُ فِي الْجَنَّةِ أَعْلَى

ص: 388

7349 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ

⦗ص: 389⦘

بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ الْغُرْفَةَ مِنْ غَرَفِ الْجَنَّةِ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغارب في الأفق الشرقي أو الغربي)

= (7392)[78: 3]

صحيح ـ انظر الحديث (209)

ص: 388

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الغُرَف الَّتِي ذَكَرْنَا نَعْتَهَا هِيَ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ دُونَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ

ص: 389

7350 -

أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيِّ الْغَابِرَ ـ أَوِ الْغَائِرُ ـ فِي الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغها غَيْرُهُمْ؟ قَالَ:

(بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بيده رجال آمنوا بالله وصَدَّقُوا المرسلين)

= (7393)[78: 3]

صحيح ـ ((الروض النضير)) تحت الحديث (970): ق.

ص: 389

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ كَأَنَّهَا حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ الَّتِي إِذَا لَمْ يَصْبِرِ الْمَرْءُ عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا لَا يَكَادُ يَتَمَكَّنُ مِنَ الْجِنَانِ فِي العقبى

ص: 389

7351 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حدثنا أبو نضر التَّمَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بن عمرو عن أبي سلمة عن أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: قَالَ

⦗ص: 390⦘

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ فَقَالَ: يَا رَبِّ وعزَّتك لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا فحَفَّها بِالْمَكَارِهِ ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ: يَا رَبِّ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ: يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا فحفَّها بِالشَّهَوَاتِ ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ: يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يبقى أحد إلا دخلها)

= (7394)[78: 3]

حسن صحيح ـ ((تخريج التنكيل)) (2/ 177) ، ((تخريج الطحاوية)) (416) ، ((المشكاة)) (5696)

ص: 389

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ خِيَمِ الْجَنَّةِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ أَطَاعَ رَسُولَهُ واتَّبَعَ مَا جَاءَ بِهِ

ص: 390

7352 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ: رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ فِيَ الْجَنَّةِ خِيَماً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مجوَّفة عَرْضُهُا سِتُّونَ مِيلًا فِي كل زواية مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الْآخَرِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِنَّ المؤمن)

= (7395)[78: 3]

⦗ص: 391⦘

صحيح: خ (3243) ، م (8/ 148)

ص: 390

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ نِسَاءِ الْجَنَّةِ اللَّاتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ لِلْمُطِيعِينَ مِنْ أَوْلِيَائِهِ

ص: 391

7353 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ القطان قال: حدثنا موسى بن هارون الرَّقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ليُرَى بَيَاضُ سَاقِهَا مِنْ سَبْعِينَ حُلَّةَ حَرِيرٍ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {كأنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 58] فَأَمَّا الْيَاقُوتُ فَإِنَّهُ حَجَرٌ لَوْ أَدْخَلْتَهُ سِلْكًا ثُمَّ اطَّلَعْتَ لَرَأَيْتَهُ مِنْ وَرَائِهِ)

= (7396)[78: 3]

ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 263)

ص: 391

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَصَفْنَا نَعْتَهَا مِنَ الْمَزِيدِ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَوَعَدَ التمكُّن مِنْهُ لِأَوْلِيَائِهِ

ص: 391

7354 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثه عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ الرَّجُلَ في الجنة ليتكىء سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ ثُمَّ تَأْتِيهِ الْمَرْأَةُ فتَقْرُبُ مِنْهُ فينظُرُ فِي خدَِّها أَصْفَى مِنَ الْمِرْآةِ فتُسَلِّمُ عَلَيْهِ فيردُّ السَّلَامَ ويَسألها مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الْمَزِيدِ وَإِنَّهُ يَكُونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ ثَوْبًا فيَنْفُذُها بَصَرُهُ حَتَّى يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ وَإِنَّ عَلَيْهِنَّ

⦗ص: 392⦘

التِّيجَانَ وَإِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا لَتُضيء ما بين المشرق والمغرب)

= (7397)[78: 3]

ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 461)

ص: 391

ذِكْرُ مَا يَظْهَرُ فِي الْأَرْضِ مِنَ اطِّلَاعِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَيْهَا لَوِ اطَّلَعَتْ

ص: 392

7355 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ـ أَوْ رَوْحَةٌ ـ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ولَقَاب قَوْسِ أَحَدِكُمْ ـ أَوْ مَوْضِعُ قَدَمٍ مِنَ الْجَنَّةِ ـ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً اطَّلَعَتْ إِلَى الْأَرْضِ ـ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ـ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا ولَنَصيفها عَلَى رَأْسِهَا خير من الدنيا وما فيها)

= (7398)[78: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 263)، ((الصحيحة)) (1978): خ بتمامه ، م الشطر الأول منه.

ص: 392

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ بَعْضِ وَصْفِ نِسَاءِ الْجَنَّةِ اللَّاتِي أعدَّهن اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ

ص: 392

7356 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 393⦘

(والذي نفسي بيده لو اطَّلَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا ولَنَصِيفُها عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدنيا وما فيها)

= (7399)[78: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 392

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْقُوَّةِ الَّتِي يُعطي اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ لِلطَّوَافِ عَلَى نِسَائِهِمْ وَخَدَمِهِمْ فِيهَا

ص: 393

7357 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

يُعْطَى الرَّجُلُ ـ فِي الْجَنَّةِ ـ كَذَا وكذا من النساء قيل: يارسول اللَّهِ وَمَنْ يُطيِق ذَلِكَ؟ قَالَ:

(يُعْطَى قُوَّةَ مئة)

= (7400)[78: 3]

حسن صحيح ـ ((المشكاة)) (5936)

ص: 393

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ عَدَدِ النِّسَاءِ وَالْخَدَمِ اللَّاتِي أعدَّها اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِأَقَلَّ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً

ص: 393

[7357/*]- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

⦗ص: 394⦘

يُعْطَى الرَّجُلُ ـ فِي الْجَنَّةِ ـ كَذَا وكذا من النساء قيل: يارسول اللَّهِ وَمَنْ يُطيِق ذَلِكَ؟ قَالَ:

(يُعْطَى قُوَّةَ مئة)

(1)

= [78: 3]

حسن صحيح ـ هو الذي قبله.

(1)

هذا الحديث ببابه سقط من ((طبعة المؤسسة)). ((الناشر)).

ص: 393

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ عَدَدِ النِّسَاءِ وَالْخَدَمِ اللَّاتِي أعدَّهن اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِأَقَلَّ أَهْلِ الْجَنَّةِ منزلة

ص: 394

7358 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حدَّثه عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجًا ويُنْصَبُ لَهُ قُبَّةً مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ كما بين الجابية إلى صنعاء)

= (7401)[78: 3]

ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 249)

ص: 394

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْءَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إذا وَطِىءَ جَارِيَتَهُ فِيهَا عَادَتْ بِكْرًا كَمَا كَانَتْ

ص: 394

7359 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ

⦗ص: 395⦘

قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاج

(1)

عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَنَطأُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ:

(نَعَمْ ـ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ـ دَحْماً دَحْماً

(2)

فَإِذَا قَامَ عَنْهَا رَجَعَتْ مُطَهَّرةً بِكْراً)

= (7402)[78: 3]

(1)

قلت: درَّاج عن أبي حجيرة مستقيم الحديث؛ كما قدمنا مراراً؛ فالإسناد حسن.

(2)

تحرّفت في ((الأصل)) إلى: ((رحماً رحماً))! ((الناشر)).

ص: 394

7360 -

حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنَا ابن وهب ..... بإسناده مثله سواء

= (7403)[78: 3]

حسن.

ص: 395

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَرْءَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ كَانَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّ فِيهَا مَا تَشْتَهِي الْأَنْفُسُ وتَلَذُّ الْأَعْيُنُ

ص: 395

7361 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي الصِّدِّيق عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا اشْتَهَى الوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ ووَضْعُهُ وَشَبَابُهُ كما يشتهي في ساعة)

⦗ص: 396⦘

= (7404)[78: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5648)

ص: 395

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الفُرُش الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ فِي جَنَّاتِهِ

ص: 396

7362 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حدَّثه عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

({وفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34] وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ ارْتِفَاعَهَا لَكَمَا بَيْنَ السماء والأرض ـ لمسيرة خمس مئة سنة ـ)

= (7405)[78: 3]

ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 262/1)

ص: 396

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْجَنَابِذِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي دَارِ كَرَامَتِهِ لِمَنْ أَطَاعَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا

ص: 396

7363 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسْلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ ممتلىء حِكْمَةً وَإِيمَانًا فأَفْرَغَها فِي صَدْرِي ثُمَّ أطْبَقَه ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا جِئْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ سَمَاءِ الدُّنْيَا: افْتَحْ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ مَعِي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ

⦗ص: 397⦘

ففُتِحَ فَلَمَّا عَلَوْنا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ قَالَ: قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَالْأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى ثُمَّ قَالَ:

خَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَفَتَحَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَاوَاتِ آدَمَ وَإِدْرِيسَ وَعِيسَى وَمُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ ـ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ ـ وَلَمْ يُثْبِت كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَبَّةَ الْأَنْصَارِيَّ كَانَا يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(ثُمَّ عَرَجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الْأَقْلَامِ)

قَالَ ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً فَرَجَعْتُ كَذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ مُوسَى: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً فَقَالَ لِي مُوسَى: فَراجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ: فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ: فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَقَالَ: هِيَ

⦗ص: 398⦘

خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ ـ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ـ قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَى بِي سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ ثُمَّ أُدخلت الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ وإذا ترابها المسك)

= (7406)[78: 3]

صحيح: خ (349) ، م (1/ 99 ـ 101)

ص: 396

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَجَامِرِ وَالْأَمْشَاطِ الَّتِي أعدَّها اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي دَارِ كَرَامَتِهِ لأوليائه

ص: 398

7364 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أَمْشَاطُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الذَّهَبُ وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ)

= (7407)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2868): خ (3246)

ص: 398

ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ

ص: 398

7365 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ بِالرَّمْلَةِ حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ حدثنا أسد بن موسى حدثنا ابن ثَوْبَانَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 399⦘

(أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ تِلَالِ ـ أَوْ من تحت جبال ـ مسك)

(1)

= (7408)[78: 3]

حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 255)

(1)

له شاهد من حديث ابن مسعود ..... موقوفاً: أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 36/1585) بسندٍ صحيحٍ.

ص: 398

ذكر الإخبار عن وصف أنهارالجنة الَّتِي أعدَّها اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلْمُطِيعِينَ مِنْ أوليائه

ص: 399

7366 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بحرَ الْمَاءِ وبحرَ الْعَسَلِ وبحرَ الخمرِ وَبَحْرَ اللَّبَنِ ثُمَّ يَنْشَقُّ منها بعد الأنهار)

= (7409)[78: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5650 ـ 5651 / التحيق الثاني)

ص: 399

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَصْفِ الَّذِي بِهِ خَلَقَ اللَّهُ أُصُولَ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ

ص: 399

7367 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ بِتِنِّيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إلا ساقها من ذهب)

⦗ص: 400⦘

= (7410)[78: 3]

حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 257)

ص: 399

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَسَافَةِ الَّتِي تَكُونُ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ

ص: 400

7368 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ فِيَ الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظلها مئة عام) قال: أبو هريرة: واقرأوا إن شئتم: {وظِلٍّ ممدود} [الواقعة: 30]

= (7411)[78: 3]

صحيح: ق.

ص: 400

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ الَّتِي وَصَفْنَا نَعْتَهَا لَا يَقْطَعُ الرَّاكِبُ ظِلَّها فِي الْمُدَّةِ الَّتِي ذكرناها

ص: 400

7369 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة سنة لا يقطعها)

= (7412)[78: 3]

صحيح: ق.

ص: 400

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اسْمِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَقَدَّمَ نَعْتُنَا لَهَا

ص: 400

7370 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ

⦗ص: 401⦘

الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

أَنَّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا طُوبَى؟ قَالَ:

(شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مسيرة مئة سَنَةٍ ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا)

= (7413)[78: 3]

حسن لغيره ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 258)

ص: 400

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا تُشْبِهُ شَجَرَةُ طُوبَى مِنْ أَشْجَارِ هَذِهِ الدُّنْيَا

ص: 401

7371 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلْفٍ الدَّارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ يَعْمُرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَخِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ ابن زَيْدٍ الْبَكَالِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عبدٍ السُّلَمِيَّ يَقُولُ:

قَامَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا فَاكِهَةُ الجنة؟ قَالَ:

لَيْسَ تُشْبِهُ شَجَرًا مِنْ شجرٍ أَرْضِكَ وَلَكِنْ أَتَيْتَ الشَّامَ قَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(وَإِنَّهَا شَجَرَةٌ بِالشَّامِ تُدْعَى الجُمّيزة تَشْتَدُّ عَلَى سَاقٍ ثُمَّ يُنشرُ أَعْلَاهَا) قَالَ: مَا عِظَمُ أَصْلِهَا؟ قَالَ:

(لَوِ ارتَحَلْتَ جَذَعةً من إبل أهلك ما أخَطْتَ بأصلها حتى تنكسر تَرْقُوتاها هَرَماً)

= (7414)[78: 3]

⦗ص: 402⦘

صحيح لغيره ـ ((ظلال الجنة)) (715 ـ 716) ، وانظر التعليق على الحديث (7203)

ص: 401

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى الَّتِي هِيَ نِهَايَةُ ظِلَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

ص: 402

7372 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حدَّثهم قَالَ:

(رُفِعَتْ لِي سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبِقُها مِثْلُ قِِلال هَجَرَ وَإِذَا وَرَقُها مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ والفرات)

= (7415)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (112)

ص: 402

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ عِنَبِ الْجَنَّةِ الَّذِي أعدَّه اللَّهُ لِلْمُطِيعِينَ فِي عِبَادِهِ

ص: 402

7373 -

أَخْبَرَنَا مَكْحُولٌ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلْفٍ الدَّارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ يَعْمُرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَزِيدَ الْبَكَالِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ يَقُولُ:

قَامَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: (فِيهَا عِنَبٌ ـ يَعْنِي الْجَنَّةَ ـ يَا

⦗ص: 403⦘

رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(نَعَمْ) قَالَ: مَا عِظَمُ الْعُنْقُودِ مِنْهَا؟ قَالَ:

(مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الْأَبْقَعِ لَا يَنْثَنِي وَلَا يَفْتُرُ) قَالَ: مَا عِظَمُ الْحَبَّةِ مِنْهُ؟ قَالَ:

(هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمًا)؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ:

(فَسَلَخَ إِهَابَهُ فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ وَقَالَ: ادْبُغِي لَنَا هَذَا ثُمَّ افْرِي لَنَا مِنْهُ دَلْوًا نَرْوِي بِهِ مَاشِيَتَنَا؟ ) قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَإِنَّ تِلْكَ الْحَبَّةَ تُشبعني وأهل بيتي؟ قال:

(نعم وعامة عشيرتك)

= (7416)[78: 3]

صحيح لغيره ـ انظر الحديث (7371)

ص: 402

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْقَلِيلَ مِنَ الْجَنَّةِ لِأَهْلِهَا خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا

ص: 403

7374 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا جَمِيعًا)

اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: ({فَمَنْ زُحزح عَنِ النَّارِ وأُدخل الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الغرور} [آل عمران: 185])

= (7417)[78: 3]

⦗ص: 404⦘

حسن صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (444)، ((الصحيحة)) (1978): خ ـ سهل دون القراءة.

ص: 403

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصرِّح بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 404

7375 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي يُونُسَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ: حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَقَابٌ قَوْسٍ ـ أَوْ سَوْطٍ ـ فِي الْجَنَّةِ خير من الدنيا)

= (7418)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ: خ.

ص: 404

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَوَّلِ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ فِي الْعُقْبَى

ص: 404

7376 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ: أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَسَاكِينُهَا؟ قَالَ: فَيَقُومُونَ فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا عَمِلْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا ابْتَلَيْتَنَا فَصَبَرْنَا وَآتَيْتَ الْأَمْوَالَ وَالسُّلْطَانُ غَيْرَنَا فَيَقُولُ اللَّهُ: صَدَقْتُمْ قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ وَيَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الْأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ) قَالُوا: فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ:

(يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ وتُظَلَّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نهار)

⦗ص: 405⦘

= (7419)[7: 3]

حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 87)

ص: 404

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ صُوَرِ الزُّمْرَةِ الَّتِي تَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَوَّلَ النَّاسِ فِي الْقِيَامَةِ

ص: 405

7377 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ:

اخْتَصَمَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ أَيُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ؟ فَأَتَوْا أَبَا هُرَيْرَةَ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم:

(أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَضْوَأِ كَوْكَبٍ فِي السَّمَاءِ دُرِّيٍّ ـ أَوْ دُرِّيءٍ ، شَكَّ سُفْيَانُ ـ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ يُرى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزُبُ)

= (7420)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1736): م.

ص: 405

ذِكْرُ وَصْفِ هَذِهِ الزُّمْرَةِ الَّتِي هِيَ أَوَّلُ الْخَلْقِ دُخُولًا الْجَنَّةَ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عليهم

ص: 405

7378 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: حدثني معروف ابن سُوَيْدٍ الْجُذَامِيُّ عَنْ أَبِي عُشَّانة الْمَعَافِرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(هَلْ تَدْرُونَ مَنْ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلَقِ اللَّهِ؟ قَالُوا: اللَّهُ

⦗ص: 406⦘

وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ:

أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلَقِ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ يُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ وتَتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَنْ يشاء من ملائكته: ائْتُوهُم فحيُّوهم فَيَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا نَحْنُ سُكَّانُ سَمَاوَاتِكَ وخِيرتك مِنْ خَلْقِكَ أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فنُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وتُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ وَتُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً قَالَ: فَتَأْتِيهِمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدار} [الرعد: 24])

= (7421)[78: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 86)

ص: 405

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَوَّلِ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ عِنْدَ دُخُولِهِمْ إِيَّاهَا تفضَّل اللَّهُ علينا بذلك

ص: 406

7379 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلْفٍ الدَّارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ يَعْمُرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ أَنَّ ثَوْبَانَ ـ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُ قَالَ:

كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ قَالَ: فدفعتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا فَقَالَ: لِمَ

⦗ص: 407⦘

تَدْفَعُنِي؟ فَقُلْتُ: أَلَا تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّمَا أَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اسْمِي مُحَمَّدٌ الَّذِي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي) فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِنْ أَخْبَرْتُكَ)؟ قَالَ: أَسْمَعُ مَا تُحَدِّثُ فَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ بِعُودٍ مَعَهُ وَقَالَ:

(سَلْ) فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غير الأرض والسماوات} [إبراهيم: 48]؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:

(هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ) قَالَ: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً؟ فَقَالَ:

(فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ) فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: فَمَا تُحْفَتُهم حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ:

(زَائِدَةُ كَبِدِ النُّونِ) قَالَ: مَا غَدَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا؟ قَالَ:

(يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا) قَالَ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ:

مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا) قَالَ: صَدَقْتَ قَالَ: وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا نَبِيٌّ قَالَ:

(يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ)؟ فَقَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنِي جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الوَلَدِ فَقَالَ:

(مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ)

⦗ص: 408⦘

فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: لَقَدْ صَدَقْتَ وَإِنَّكَ لِنَبِيٌّ وَانْصَرَفَ فَذَهَبَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ سَأَلَنِي هَذَا عَنِ الَّذِي سَأَلَنِي وَمَالِي عِلْمٌ بِشَيْءٍ مِنْهُ حَتَّى أَتَانِيَ اللَّهُ بِهِ)

= (7422)[78: 3]

صحيح: م (1/ 173)

ص: 406

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَوَّلِ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ دُخُولِهِمْ إِيَّاهَا

ص: 408

7380 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أبي شيبة

(1)

حدثنا حماد ابن سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قدم الْمَدِينَةَ ـ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِي نَخْلٍ لَهُ ـ فَأَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ أَشْيَاءَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا نَبِيٌّ فَإِنْ أَنْتَ أَخْبَرْتَنِي بِهَا آمَنْتُ بِكَ فَسَأَلَهُ عَنِ الشَّبَهِ وَعَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يحْشُرُ النَّاسَ وَعَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةُ فَقَالَ رَسُولُ

⦗ص: 409⦘

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا) قَالَ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَمَا الشَّبَهُ إِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ ذَهَبَ بالشَّبَهِ وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ ذَهَبَ بِالشَّبَهِ وَأَوَّلُ شَيْءٍ يَحْشُرُ النَّاسَ نَارٌ تَجِيءُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَتَحْشُرُ النَّاسَ إِلَى الْمَغْرِبِ وَأَوَّلُ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ رَأْسُ ثَوْرٍ وَكَبِدُ حُوتٍ) ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ وإنهم سمعموا بِإِيمَانِي بِكَ بَهَتُوني وَوَقَعُوا فيَّ فأُحِبُّ أَنِّي أَبْعَثُ إِلَيْهِمْ فَبَعَثَ فَجَاؤُوا فَقَالَ:

(مَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ)؟ قَالُوا: سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا وعالِمُنا وَابْنُ عَالِمِنَا وَخَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ أتُسْلِمُون؟ ) فَقَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ أَنْ يَقُولُ ذَلِكَ مَا كَانَ لِيَفْعَلَ فَقَالَ:

(اخْرُجْ يَا ابْنَ سَلَامٍ) فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا: بَلْ هُوَ شَرُّنا وَابْنُ شَرِّنا وَجَاهِلُنَا وَابْنُ جَاهِلِنَا قَالَ: أَلَمْ أُخبرك يَا رسول الله أنهم قوم بُهْتٌ!

= (7423)[20: 3]

صحيح.

(1)

هو شيبان بن فَرُّوخ أبو شيبة ، وهو ثقة من شيوخ مسلم ، وفي حفظه ضَعْفٌ يسيرٌ أشار إليه الحافظ بقوله:((صدوق يَهِم)).

وقد تابعه على هذا الحديث: عفان: عند أحمد (3/ 271)، وإبراهيم بن الحجاج: عند أبي يعلى (6/ 138/3414).

ولكنهما خالفاه ، فلم يذكرا فيه:((رأس ثور)) ، وهي زيادة صحيحة ، ثبتت في حديث ثوبان الذي قبله ، وفي حديث أبي سعيد الخدري: عند البخاري (2520) ، ومسلم (8/ 128).

والحديث تقدَّم (7117) من طريق حُميدٍ وحده ..... باختصارٍ قليلٍ.

ص: 408

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَكُونُ مُتَعَقَّبَ طَعَامِ أَهْلِ الجنة وشرابهم

ص: 409

7381 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّادُ

⦗ص: 410⦘

بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ:

أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رجل مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ فِيهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدَهُمُ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِئَةِ رَجُلٍ فِي المَطْعَم والمَشْرَب والشَّهوة والجِماع) فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(حاجتُهم عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جُلودِهِمْ مِثْلُ المِسْكِ فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمَرُ)

= (7424)[78: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 259)

ص: 409

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سُوقِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّذِي يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُهَا

ص: 410

7382 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقاً يَأْتُونَهُ كُلَّ جُمُعَةٍ فِيهِ كُثْبَانُ الْمِسْكِ فَتَهِيجُ رِيحُ شَمَالٍ فَتَحْثِي ـ أَوْ فَتَسْفي ـ فِي وُجُوهِهِمُ الْمِسْكَ فَيَأْتُونَ أَهْلِيهِمْ فَيَقُولُونَ لَهُمْ: قَدْ زَادَكُمُ اللَّهُ بَعْدَنَا أَوِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْناً وَجَمَالًا فَيَقُولُونَ لَهُمْ: وَأَنْتُمْ قَدْ زَادَكُمُ اللَّهُ بَعْدَنَا حُسناً وجمالاً)

= (7425)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3471): م.

ص: 410

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ منزلة فيها

ص: 411

7383 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغُضَائِرِيُّ بِحَلَبَ وَكَانَ حَِتْرَ النِّعال قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ سَمِعَا الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ مُوسَى قَالَ: رَبِّ أَيُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَدْنَى مَنْزِلَةً؟ فَقَالَ: رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَمَا يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةَ فَيُقَالُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ: كَيْفَ أَدْخَلُ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ فيُقال لَهُ: تَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِنَ الْجَنَّةِ مِثْلُ مَا كَانَ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا؟ قَالَ: فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ فَيُقَالُ: لَكَ هَذَا ـ ومثلُهُ ومثلُهُ ومثلُهُ ـ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ رضيتُ فيُقال لَهُ: إِنَّ لَكَ هَذَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ مَعَهُ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ رَضِيتُ فَيُقَالُ لَهُ: لَكَ ـ مَعَ هَذَا ـ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ ولَذَّتْ عينُك)

= (7426)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3503)

ص: 411

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي ذَكَرْنَا نَعَتَهُ هُوَ ممَّن وَجَبَتْ عَلَيْهِ النَّارُ ثُمَّ أُخرج منها

ص: 411

7384 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَذَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ رَجُلٍ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ رَجُلٌ خَرَجَ زَحْفًا فَقِيلَ لَهُ:

⦗ص: 412⦘

ادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَدْخُلُ ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ أَخَذَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ فِي الدُّنْيَا فَيَقُولُ: نَعَمْ فَيَقُولُ: تَمَنَّهُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ تَنَافَسَ أَهْلُ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ وَتَضَايَقُوا فِيهَا فَأَنَا أَسْأَلُكَ مِثْلَهَا فَيَقُولُ: لَكَ مِثْلَهَا وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ ذَلِكَ فَهُوَ أَدْنَى أهل الجنة منزلاً)

= (7427)[78: 3]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (197)

ص: 411

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا يُعِدُّ اللَّهُ لِلرَّجُلِ الَّذِي ذَكَرْنَا نَعَتَهُ مِنَ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ في جنته

ص: 412

7385 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ: حَدَّثهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَكُونُ فِي النَّارِ قَوْمٌ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ يخرجُهُم فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ فيُغَسًَّلُون فِي عَيْنِ الْحَيَاةِ فيُسَمِّيهم أَهْلُ الْجَنَّةِ: الْجَهَنَّمِيُّونَ لَوْ طَافَ بِأَحَدِهِمْ أَهْلُ الدُّنْيَا لَأَطْعَمَهُمْ وَسَقَاهُمْ وَفَرَشَهُمْ ـ قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وزوَّجهم ـ لَا ينقص ذلك مما عنده)

= (7428)[78: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (834)

ص: 412

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ حَالَةِ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِمَّن أُخرج مِنَ النَّارِ بَعْدَ تَعْذِيبِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا إِيَّاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ

ص: 413

7386 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(هَلْ تُضارُّون فِي الشَّمْسِ ليس دونها شحاب)؟ قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٍ)؟ قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فليتَّبِعْهُ فيَتَّبعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ هَذَا مَقَامُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا فَإِذَا جَاءَنَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ قَالَ: فَيَأْتِيهِمْ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا ويُضْرَبُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ) قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُهُ وَدَعْوَةُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَبِهِ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ هَلْ تَدْرُونَ شَوْكَ السَّعْدَانِ)؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا

⦗ص: 414⦘

رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِها إِلَّا اللَّهُ فتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ فمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمُ المُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أَرَادَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يخُرجوهم فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ قَالَ: وحرَّم اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ قَالَ: فيُخْرِجونهم قَدِ امتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُون نَبَاتَ الحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ) قَالَ: (وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ) فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ قَشَبَني رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: فلَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا رَبِّ قَرِّبْني إِلَى بَابِ الجنة فيقول جل وعلا: أليس قد زعمت أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: فَلَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تسألني غيره؟ فيقول: لا وعزعتك لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ وَيُعْطِي اللَّهَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ فيقرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَلَمَّا قرَّبه مِنْهَا انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: أَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ قَالَ: فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى

⦗ص: 415⦘

يَضْحَكَ جَلَّ وَعَلَا فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ دُخُولِ الْجَنَّةِ فَإِذَا دَخَلَ قِيلَ لَهُ: تَمَنَّ كَذَا وتَمَنَّ كَذَا فيَتَمَنَّى حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: هُوَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ) قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(هُوَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ) فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَفِظْتُ:

(هُوَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا)

= (7429)[80: 3]

صحيح ـ ((ابن ماجة)) (178): ق ، مضى برواية أخرى (4623).

ص: 413

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ كَانَ يَعْلَمُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ أَنَّهُ لَوْ قَدَّّمه مِمَّا يُرِيدُ لَطَلَبَ غَيْرَهُ

ص: 415

7387 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يُمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ فَهُوَ يَكْبُو مَرَّةً وتَسْفَعُهُ النَّارُ أُخْرَى حَتَّى إِذَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَيَقُولُ: تَبَارَكَ الَّذِي نجَّاني مِنْهَا فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ قَالَ: ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْننِي مِنْهَا لَعَلِّي أستَظِلُّ بظِلِّها وأشربُ مِنْ مَائِهَا قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ لَعَلِّي إِنْ أعطيتُكَهُ سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَفْعَلَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ فَاعِلُهُ لِمَا يَرَى مِمَّا لَا صَبَرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنيه مِنْهَا فيَسْتَظِلُّ بظِلِّها ويَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ثُمَّ

⦗ص: 416⦘

تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ أُخْرَى هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا لأستَظِلَّ بظِلِّها وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ: أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: بَلَى يَا رَبِّ وَلَكِنْ أَدْنِنِي مِنْهَا لأستَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا فيُعاهده أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا فيُدنيه مِنْهَا وَيَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا لِمَا يَرَى مَا لَا صَبَرَ لَهُ عَلَيْهِ قَالَ: فتُرفع لَهُ شَجَرَةٌ أُخرى عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَيَيْنِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا لأستَظِلَّ بِظِلِّهَا وأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ: أَلَمْ تُعاهدني أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: بَلَى يَا رَبِّ وَلَكِنْ أَدْنِنِي مِنْهَا فَإِذَا دَنَا مِنْهَا سَمِعَ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: أَيُرْضيكَ يَا ابْنَ آدَمَ أَنْ أُعْطِيكَ الدُّنْيَا ومثلها معها فيقول: أتستهزىء بي وأنت رب العالمين؟! فيقول: ما أستهزىء بِكَ وَلَكِنَّنِي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ)

قَالَ: فكان ابن مسعود إذا ذكر قوله:

(أتستهزىء بِي)؟ ضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّا أضحَكُ؟ فَقِيلَ: مِمَّ تَضْحَكُ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَ ذلك ضحك

= (7430)[80: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3129): م.

ص: 415

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ جَلَّ وَعَلَا إِنْ أَعْطَيْتُكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا لَيْسَ بِعَدَدٍ يُرِيدُ بِهِ النَّفْيُ عَمَّا وَرَاءَهُ

ص: 416

7388 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ

⦗ص: 417⦘

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْهَا زَحْفًا فيُقال لَهُ: انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ: فَيَذْهَبُ فَيَدْخُلُ فَيَجِدُ النَّاسَ قَدِ أَخَذُوا الْمَنَازِلَ قَالَ: فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ أَخَذَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: فَيَقُولُ: نَعَمْ فيُقال لَهُ: تَمَنَّ فيَتَمَنَّى فيُقال لَهُ: لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ الدُّنْيَا قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ)؟

قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حتى بدت نواجذه

= (7431)[80: 3]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (197): ق.

ص: 416

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ أُدخل الْجَنَّةَ بَعْدَ أَنْ عُذِّبَ فِي النَّارِ بِذُنُوبِهِ وسُمُّوا الْجَهَنَّمِيِّينَ يَدْعُون رَبَّهُمْ فيُذْهِبُ اللَّهُ ذَلِكَ الِاسْمَ عَنْهُمْ

ص: 417

7389 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي رَوْقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي طَرِيفٍ

(1)

قَالَ:

⦗ص: 418⦘

قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول فِي هَذِهِ الْآيَةِ {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ} [الحجر: 2] فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:

يُخْرِجُ اللَّهُ أُنَاسًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا يَأْخُذُ نِقْمَتَهُ مِنْهُمْ قَالَ: لَمَّا أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ النَّارَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: أَلَيْسَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ فِي الدُّنْيَا أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ فَمَا لَكُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ؟ فَإِذَا سَمِعَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ فَيَتَشَفَّعُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ حَتَّى يَخْرُجُوا بِإِذْنِ اللَّهِ فَلَمَّا أُخرجوا قَالُوا: يَا لَيْتَنَا كُنَّا مَثَلَهُمْ فتُدركنا الشَّفَاعَةُ فنُخْرَجَ مِنَ النَّارِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا: {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنِ} [الحجر: 2] قَالَ: فَيُسَمَّوْنَ فِي الْجَنَّةِ الجَهَنَّمِيِّين مِنْ أَجْلِ سَوَادٍ فِي وُجُوهِهِمْ فَيَقُولُونَ: رَبَّنا أَذْهِبْ عَنَّا هَذَا الِاسْمَ قَالَ: فيأمُرُهم فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهْرٍ فِي الْجَنَّةِ فيَذْهَبُ ذلك منهم)

= (7432)[80: 3]

صحيح لغيره ـ ((ظلال الجنة)) (2/ 405/142/ 844)

(1)

لا يُعرف إلا بهذه الرواية ، ولم يذكروه في كتب الجرح والتعديل؛ إلا المؤلف ، فأورده في ((ثقاته)) (4/ 376) برواية أبي روق هذا ـ واسمه: عطية بن الحارث الهمداني ـ!

لكن الحديث صحيح بشواهده.

ص: 417

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ مَا يَتَفَضَّلُ اللَّهُ بِنَعِيمِ الْجَنَّةِ عَلَى مَنْ أَخْرَجَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ تَعْذِيبِهِ إِيَّاهُ فِيهَا

ص: 418

7390 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن عطاء بن السالب عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونُوا ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ

⦗ص: 419⦘

فيُخْرِجُهم مِنْهَا فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ فِي نَهَرٍ يُقال لَهُ: الْحَيَوَانُ لَوِ اسْتَضَافَهُمْ أَهْلُ الدُّنْيَا لأطعموهم وسقوهم وأتحفوهم)

= (7433)[80: 3]

صحيح ـ مضى نحوه (7385)

ص: 418

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ هِدَايَةِ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِمَسَاكِنِهِ وَمَنَازِلِهِ فِي الْجَنَّةِ

ص: 419

7391 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيُقَاصُّون مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا نُقُّوا وهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ بمنزله كان في الدنيا)

= (7434)[80: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (857 و 858)

ص: 419

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا يَكُونُ لَهُمْ حَالَةُ نَقْصٍ وتَقَذُّرٍ إِذْ هِيَ دَارُ رفعة وعلاء

ص: 419

7392 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَلَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا

⦗ص: 420⦘

يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَبْزُقُونَ يُلْهَمُون الْحَمْدَ وَالتَّسْبِيحَ كَمَا يُلْهَمُون النَّفَسَ طَعَامُهُمْ لَهُ جُشَاءٌ وَرِيحُهُمُ المسك

= (7435)[78: 3]

صحيح ـ ((صحيح سنن أبي داود)) (4741)

ص: 419

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ فِي الْجَنَّةِ لَا يَكُونُ تَبَاغُضٌ وَلَا اخْتِلَافٌ بَيْنَ أَهْلِهَا فِيمَا فَضَّلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَرَامَاتِ

ص: 420

7393 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُوَرُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلَا يَمْتَخِطُونَ فِيهَا وَلَا يَتَغَوَّطُونَ فِيهَا آنِيَتُهُمْ وَأَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبٍ وَاحِدٍ يُسَبِّحُون اللَّهَ بُكرةً وعَشِياً)

= (7436)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3519): ق.

ص: 420

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الصُّوَر الَّتِي تَكُونُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ عِنْدَ دُخُولِهِمْ إِيَّاهَا جَعَلَنَا اللَّهُ منهم بفضله

ص: 420

7394 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ

⦗ص: 421⦘

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى صُورَةِ أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ أمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعَيْنُ وَأَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ سِتُّونَ ذراعاً)

= (7437)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ: ق.

ص: 420

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ زِيَارَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ معَبُّودَهُمْ جل وعلا

ص: 421

7395 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ بِنَسَا وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ بِمَنْبِجَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي آخَرِينَ قَالُوا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قال: حدثني حسان ابن عَطِيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

أَنَّهُ لَقِيَ أبو هُرَيْرَةَ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فِي سُوقِ الْجَنَّةِ قَالَ سعيد: أوَفيها سُوقٌ؟ قَالَ: نَعَمْ أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا نَزَلُوا فِيهَا بِفَضْلِ أَعْمَالِهِمْ فيُؤْذَنُ لَهُمْ فِي مِقْدَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا فَيَزُورُونَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا ويُبْرِزُ لَهُمْ عَرْشَهُ ويتبدَّى لَهُمْ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ فيُوضع لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ

⦗ص: 422⦘

وَمَنَابِرُ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَمَنَابِرُ مِنْ يَاقُوتٍ وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَمَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ وَمَنَابِرُ مِنْ فِضَّةٍ وَيَجْلِسُ أَدْنَاهُمْ ـ وَمَا فِيهِمْ دَنِيٌّ ـ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ وَالْكَافُورِ مَا يَرَوْنَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَرَاسِيِّ أَفْضَلُ مِنْهُمْ مَجْلِسًا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ نَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ:

(نَعَمْ هَلْ تَتَمَارَوْنَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ ) قُلْنَا لَا قَالَ:

(كَذَلِكَ لَا تَتَمَارَوْنَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ وَلَا يَبْقَى فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَحَدٌ إِلَّا حاصَرَهُ اللَّهُ مُحَاصَرَةً حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ: يَا فُلَانُ أَتَذْكُرُ يَوْمَ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ يُذَكِّرُهُ بَعْضَ غَدَرَاتِهِ فِي الدُّنْيَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَفَلَمْ تَغْفِرْ لِي فَيَقُولُ: بَلَى فَبِسَعَةِ مَغْفِرَتِي بَلَغْتَ مَنْزِلَتَكَ هَذِهِ قَالَ: فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ غَشِيَتْهُمْ سَحَابَةٌ مِنْ فَوْقِهِمْ فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ طِيبًا لَمْ يَجِدُوا مِثْلَ رِيحِهِ شَيْئًا قَطُّ ثُمَّ يَقُولُ جَلَّ وَعَلَا: قُومُوا إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لَكُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ فَخُذُوا مَا اشْتَهَيْتُمْ قَالَ: فَنَأْتِي سُوقاً قَدْ حَفَّتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ مَا لَمْ تَنْظُرِ الْعُيُونُ إِلَى مِثْلِهِ وَلَمْ تَسْمَعِ الْآذَانُ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى الْقُلُوبِ قَالَ: فيُحمل لَنَا مَا اشْتَهَيْنَا لَيْسَ يُبَاعُ فِيهِ شَيْءٌ وَلَا يُشترى وَفِي ذَلِكَ السُّوقِ يَلْقَى أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَالَ: فيُقْبلُ الرَّجُلُ ذُو الْمَنْزِلَةِ الْمُرْتَفِعَةِ فَيَلْقَى مَنْ هُوَ دُونَهُ وَمَا فِيهِمْ دَنِيٌّ فيَرُوعُه مَا يَرَى عَلَيْهِ مِنَ اللِّبَاسِ فَمَا يَنْقَضِي آخِرُ حَدِيثِهِ حَتَّى يَتَمَثَّلُ عَلَيْهِ بِأَحْسَنَ مِنْهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَحْزَنَ فِيهَا قَالَ: ثُمَّ نَنْصَرِفُ إِلَى مَنَازِلِنَا فَتَلْقَانَا أَزْوَاجُنَا فَيَقُلْنَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِحِبِّنا لَقَدْ جِئْتَ وَإِنَّ بِكَ مِنَ الْجَمَالِ

⦗ص: 423⦘

وَالطِّيبِ أَفْضَلَ مِمَّا فَارَقْتَنَا عَلَيْهِ فَيَقُولُ: إِنَّا جَالَسْنَا الْيَوْمَ رَبَّنَا الْجَبَّارَ ويَحُقُّنا أَنْ نَنْقَلِبَ بِمِثْلِ مَا انقلبنا)

= (7438)[78: 3]

ضعيف ـ ((ظلال الجنة)) (585 ـ 587)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: لَفْظُ الْخَبَرِ لِلْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ

ص: 421

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الشَّيْءِ الَّذِي يُعطى أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا

ص: 423

7396 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْخَلَّالُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِذَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ اللَّهُ: أَتَشْتَهُونَ شَيْئًا فأَزِيدَكُم فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا وَمَا فَوْقَ مَا أَعْطَيْتَنَا؟ قَالَ: فَيَقُولُ: بلى رضاي أكثر)

= (7439)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1336)

ص: 423

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ رِضَا اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الَّذِي يتفضَّل بِهِ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ

ص: 423

7397 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ فَضَالَةَ الشَّعِيرِيُّ بِالْمَوْصِلِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَيْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْك رَبَّنَا

⦗ص: 424⦘

وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكِ فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيْتم؟ فَيَقُولُونَ: مَا لَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ فَيَقُولُ: أَلَا أُعطيكم أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رضواني فلا أسخط بعده أبداً)

= (7440)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3054): ق.

ص: 423

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ رُؤْيَةَ الْمُؤْمِنِينَ رَبَّهَمْ فِي الْمَعَادِ مِنَ الزِّيَادَةِ الَّتِي وَعَدَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا عِبَادَهُ عَلَى الْحُسْنَى الَّتِي يُعْطِيهِمْ إِيَّاهَا

ص: 424

7398 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ:

تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةَ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ:

(إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى منادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُحِبُّ أَنْ يُنْجِزَكُموهُ فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلِ اللَّهُ مَوَازِينَنَا ويُبَيِّضْ وُجُوهَنَا ويُدْخِلْنا الْجَنَّةَ ويُجِرْنا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فيُكْشَفُ الْحِجَابُ فيَنْظُرونَ إِلَيْهِ فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ شيئاً أحب إليهم من النظر إليه)

= (7441)[76: 3]

⦗ص: 425⦘

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (742)، ((تخريج الطحاوية)) (206): م.

ص: 424

7399 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ قَالَ:

كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَقَالَ:

(إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضامون فِي رُؤيته فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَنْ صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا) ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غروبها} [طه: 130]

= (7442)[76: 3]

صحيح ـ ((ابن ماجه)) (177): ق.

ص: 425

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ

ص: 425

7400 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بِسْطَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ:

(أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامون فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنِ

⦗ص: 426⦘

اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا) ثم قرأ: فـ {سبح بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130]

= (7443)[76: 3]

صحيح: ق ـ انظر ما قبله.

ص: 425

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خالد

ص: 426

7401 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ قَالَ:

خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ليلة الْبَدْرِ فَقَالَ:

(إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبُّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضامون فِي رُؤْيَتِهِ)

= (7444)[76: 3]

صحيح: ق ـ انظر ما قبله.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: هَذِهِ الْأَخْبَارُ فِي الرُّؤْيَةِ يَدْفَعُهَا مَنْ لَيْسَ الْعِلْمُ صِنَاعَتَهُ وَغَيْرُ مُسْتَحِيلٍ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يُمكِّنُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُخْتَارِينَ مِنْ عِبَادِهِ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رُؤْيَتِهِ ـ جَعَلْنَا اللَّهُ مِنْهُمْ بِفَضْلِهِ ـ حَتَّى يَكُونَ فَرْقًا بَيْنَ الْكُفَّارِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْكِتَابُ يَنْطِقُ بِمِثْلِ السُّنَنِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا سَوَاءً قَوْلَهُ جَلَّ وَعَلَا {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] فَلَمَّا أَثْبَتَ الْحِجَابَ عَنْهُ لِلْكُفَّارِ دَلَّ

⦗ص: 427⦘

ذَلِكَ عَلَى أَنَّ غَيْرَ الْكُفَّارِ لَا يُحْجُبون عَنْهُ فَأَمَّا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا خَلَقَ الخَلْقَ فِيهَا لِلْفَنَاءِ فمُستحيل أَنْ يَرَى بِالْعَيْنِ الْفَانِيَةِ الشَّيْءَ الْبَاقِي فَإِذَا أَنْشَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ وبَعَثَهم مِنْ قُبُورِهِمْ لِلْبَقَاءِ فِي إِحْدَى الدَّارَيْنِ غَيْرُ مُستحيل حِينَئِذٍ أَنْ يَرَى بِالْعَيْنِ الَّتِي خُلِقَتْ لِلْبَقَاءِ فِي الدَّارِ الْبَاقِيَةِ الشَّيْءَ الْبَاقِي لَا يُنْكِرُ هَذَا الْأَمْرَ إلا مَنْ جَهِلَ صناعة العلم وقَنِعَ

(1)

بالرأي المنكوس والقياس المنحوس

(1)

في الطبعتين: ومنع!! وهي خطأ ظاهر ، صوابه ما أثبتنا. ((الناشر)).

ص: 426

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رُؤْيَةَ الْمُؤْمِنِينَ رَبَّهُمْ فِي الْمَعَادِ إِنَّمَا هِيَ بِقُلُوبِهِمْ دُونَ أَبْصَارِهِمْ

ص: 427

7402 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

قَالَ نَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:

(هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي يَوْمِ صَائِفٍ وَالسَّمَاءُ مُصْحِيَةٌ غَيْرُ مُتَغَيِّمَةٍ لَيْسَ فِيهَا سَحَابَةٌ؟ ) قَالُوا: لَا قَالَ:

(فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالسَّمَاءُ مُصحية غَيْرُ مُتَغيِّمةٍ لَيْسَ فِيهَا سَحَابَةٌ؟ ) قَالُوا: لَا قَالَ:

(فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَذَلِكَ لَا تُضَارون فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا لَا تُضارون فِي رُؤْيَةِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَلْقَى الْعَبْدُ رَبَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: أَيْ فُلُ أَلَمْ أخْلُقْكَ؟ أَلَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعًا بَصِيرًا؟ ألم أُزَوِّجْكَ؟ ألم أَكْرمْكَ؟ ألم أُسَخِّر لك الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ؟ أَلَمْ أُسَوِّدْكَ وأذَرْكَ

⦗ص: 428⦘

تَرْأَسُ وتَرْبَعُ؟ فَيَقُولُ: بَلَى أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ: فَظَنَنْتَ أَنَّكَ ملاقيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ: الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي قَالَ: وَيَلْقَاهُ الْآخَرُ فَيَقُولُ: أَيْ فُلُ؟ أَلَمْ أَخْلُقْكَ؟ أَلَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعًا بصيرا؟ ألم أزوجك؟ ألم أكرمك؟ ألم أسخِّر لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ؟ أَلَمْ أسوَِّدك وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَيَقُولُ: بَلَى يَا رَبِّ فَيَقُولُ: فَمَاذَا أعددتَ لِي؟ فَيَقُولُ: آمنتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرَسُولِكَ وصدَّقْتُ وصليت وصُمْتُ فيقول: فههنا إِذًا ثُمَّ يَقُولُ: أَلَا نَبْعَثُ عَلَيْكَ قَالَ: فيُفَكِّرُ فِي نَفْسِهِ مَنْ هَذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ؟ قَالَ: وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ الَّذِي يَغْضَبُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَذَلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ فيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ويُقال لِفَخِذِهِ: انْطِقِي فتنطِقُ فَخِذُهُ وَعِظَامُهُ وَعَصَبُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ ثُمَّ يُنَادِي منادٍ أَلَا اتَّبَعَتْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ فَيَتْبَعُ عَبْدَةُ الصَّلِيبِ الصَّلِيبَ وَعَبْدَةُ النَّارِ النَّارَ وَعَبْدَةُ الْأَوْثَانِ الْأَوْثَانَ وَعَبْدَةُ الشَّيْطَانِ الشَّيْطَانَ وَيَتْبَعُ كُلُّ طَاغِيَةٍ طَاغِيَتَهَا إِلَى جَهَنَّمَ وَنَبْقَى أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَنَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ فَيَأْتِينَا رَبُّنَا تبارك وتعالى وَنَحْنُ قِيَامٌ فَيَقُولُ: عَلَامَ هَؤُلَاءِ قِيَامٌ؟ فَنَقُولُ: نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ الْمُؤْمِنُونَ آمَنَّا بِهِ وَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَهَذَا مَقَامُنَا وَلَنْ نَبْرَحَ حَتَّى يَأْتِينَا رَبُّنَا وَهُوَ رَبُّنَا وَهُوَ يُثَبِّتُنا فَيَقُولُ: وَهَلْ تَعْرِفُونَهُ؟ فَنَقُولُ: سُبْحَانَهُ إِذَا اعْتَرَفَ لنا عَرَفْناه) قال سفيان: وههنا كَلِمَةٌ لَا أَقُولُهَا لَكُمْ قَالَ: فَنَنْطَلِقُ حَتَّى نَأْتِي الْجِسْرَ وَعَلَيْهِ خَطَاطِيفُ مِنْ نَارٍ تَخْطَفُ النَّاسَ وَعِنْدَهَا حَلَّتِ الشَّفَاعَةُ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ اللَّهُمَّ سَلِّم سَلِّم اللَّهُمَّ سَلِّم سَلِّم فَإِذَا جَاوَزَ الْجِسْرَ فَكُلُّ مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا مِنَ الْمَالِ مِمَّا يَمْلِكُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكُلُّ خَزَنَةِ الْجَنَّةِ تَدَعُوهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا

⦗ص: 429⦘

مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ فَتَعَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ فَتَعَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ فَتَعَالَ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ذَاكَ عَبْدٌ لَا تَوَى عَلَيْهِ يَدَعُ بَابًا ويَلِجُ مِنْ آخَرَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ومَسَحَ مَنْكِبَيْهِ:

(إني لأرجو أن تكون منهم)

= (7445)[76: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (445) مختصراً: م (8/ 216 ـ 217) ، ومضى (4623)

ص: 427

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَنْ يَكْفُلُ ذَرَارِيِّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ

ص: 429

7403 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ذَرارِيُّ المؤمنين يكفُلُهم إبراهيم في الجنة)

= (7446)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (603)

ص: 429

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِإِنْشَاءِ اللَّهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ حَيْثُ يُرِيدُ دُونَ أَوْلَادِ آدَمَ لِيُسكنهم الْجِنَانَ فِي الْعُقْبَى

ص: 429

7404 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ اللَّخْمِيُّ بِعَسْقَلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ

⦗ص: 430⦘

وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وسَقَطُهم فَقَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أعذِّب بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا قَدَمَهُ فِيهَا فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ فَهُنَاكَ تَمْتَلِئُ وَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وعلا ينشئ لها خلقاً)

= (7447)[78: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (528) ، ((الضعيفة)) تحت (6199)

قال أبو حاتم: القَدَمُ موضع الْكُفَّارِ الَّتِي عَبَدُوا فِيهَا دُونَ اللَّهِ

ص: 429

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ إِنْشَاءَ اللَّهِ الْخَلْقَ الَّذِي وَصَفْنَا إِنَّمَا يُنْشِئُهُمْ ليُسكنهم مَوَاضِعَ مَنِ الْجَنَّةِ بَقِيَتْ فَضْلًا عَنْ أَوْلَادِ آدَمَ

ص: 430

7405 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَامٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَبْقَى مِنَ الْجَنَّةِ مَا شَاءَ الله أن يبقى فَيُنْشِىءُ الله لها خلقاً ما يشاء)

= (7448)[78: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (529)

ص: 430

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يُخَلَّدون فِيهَا إِذِ الْمَوْتُ غَيْرُ مَوْجُودٍ فِي الْجَنَّةِ

ص: 431

7406 -

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِالْفُسْطَاطِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ وَلَا موت فيه ويا أهل النار خلود ولا موت فيه)

= (7449)[78: 3]

حسن صحيح: م (8/ 48)

ص: 431

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ يُنَادِي الْمُنَادِي بِمَا وَصَفْنَا مِنَ الْخُلُودِ لِأَهْلِ الدَّارَيْنِ معاً فيهما

ص: 431

7407 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ فيُقال: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَنْطَلِقُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجوا مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَنْطَلِقُونَ فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ أَنْ يُخْرَجوا مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ فيُقال: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ رَبَّنَا هَذَا الْمَوْتُ فَيَأْمُرُ بِهِ فيُذْبَحْ عَلَى الصِّرَاطِ ثُمَّ يُقال لِلْفَرِيقَيْنِ كِلَاهُمَا: خلود ولا موت فيه أبداً)

= (7450)[78: 3]

⦗ص: 432⦘

حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 278 ـ 279).

ص: 431

ذِكْرُ رُؤْيَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ في الجنة

ص: 432

7408 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُشْكَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادٍ قَالَ: حدثنا الأعرج أنه سمع أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ إِلَّا أُري مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شُكْرًا وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إِلَّا أُري مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ لَوْ أَحْسَنَ لِيَكُونَ عَلَيْهِ حسرة)

= (7451)[78: 3]

صحيح: خ.

(1)

هو ابن عمر اليشكري ، وهو ثقة من رجال الشيخين.

وقد تابعه شعيب بن أبي حمزة: عند البخاري (6569) والبيهقي في ((الشعب)) (1/ 265) وابن أبي الزناد: عند أحمد (آخر مسند أبي هريرة)(2/ 541) ـ ثلاثتهم ـ ، عن أبي الزناد .... به.

ولهذا فقد تَوهَّمَ الهيثمي في ذكره هذا الحديث في ((موارد الظمآن)) (2615).

وله شاهد من حديث ابن عمر

مرفوعاً نحوه: رواه البخاري (6515).

ص: 432

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَنْ يَتَمَنَّى الْخُرُوجَ مِنَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِهَا

ص: 432

7409 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى بِالْمَوْصِلِ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ

⦗ص: 433⦘

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(مَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَحَدٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ عَشَرَةُ أَمْثَالِهَا إِلَّا الشَّهِيدُ فَإِنَّهُ ودَّ أَنَّهُ رَجَعَ إِلَى الدُّنْيَا فيُقتل عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى من الفضل)

= (7452)[78: 3]

صحيح ـ مضى (4642 و 4643)

ص: 432

ذِكْرُ وَصْفِ ثَلَاثَةً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْ هَذِهِ الأمة

ص: 433

7410 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مَطَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُوَفَّق وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ بِكُلِّ ذِي قُربى وَمُسْلِمٍ وَرَجُلٌ فَقِيرٌ عَفِيفٌ مُتَصَدِّقٌ)

= (7453)[78: 3]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (17): م.

ص: 433

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا جَعَلَ سُكَّان الْجَنَّةِ الْمَسَاكِينَ والمُقِلِّين عَلَى أَغْلَبِ الْأَحْوَالِ

ص: 433

7411 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ غُلَامُ طَالُوتَ بْنِ عَبَّادٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ

⦗ص: 434⦘

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ: يدخُلُني الْجَبَّارُونَ وَالْمُلُوكُ وَالْأَشْرَافُ وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي الْفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِينُ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصيب بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي وَسِعْتِ كُلَّ شيء ولكل واحدة منكما ملؤها)

= (7454)[78: 3]

صحيح بلفظ: ((احتجت الجنة ...... ))؛ كما سيأتي (7477) ـ ((الظلال)) (528) ، ((الضعيفة)) (6199).

ص: 433

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْفُقَرَاءَ يَكُونُونَ أَكْثَرَ أَهْلِ الجنة

ص: 434

7412 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمَصَاحِفِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلْمٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اطَّلعتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءُ وَاطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فرأيت أكثر أهلها الفقراء)

= (7455)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2586): ق.

ص: 434

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَكْثَرَ مَا رَأَى صلى الله عليه وسلم فِي الْجَنَّةِ الْمَسَاكِينُ وَفِي النار النساء

ص: 434

7413 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ غُلَامُ طَالُوتَ بْنِ عَبَّادٍ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي

⦗ص: 435⦘

عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(نَظَرْتُ إِلَى الْجَنَّةِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْمَسَاكِينُ وَنَظَرْتُ فِي النَّارِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ وَإِذَا أَهْلُ الجدِّ مَحْبُوسُونَ وَإِذَا الْكُفَّارُ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ)

= (7456)[2: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه: ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: اطِّلَاعُهُ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مَعًا كَانَ بِجِسْمِهِ وَنَظَرِهِ الْعَيَانِ تفضُّلاً مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَيْهِ وفَرْقاً فَرَقَ بِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ فَأَمَّا الْأَوْصَافُ الَّتِي وَصَفَ أَنَّهُ رَأَى أَهْلَ الْجَنَّةِ بِهَا وَأَهْلَ النَّارِ بِهَا فَهِيَ أَوْصَافٌ صُوِّرَت لَهُ صلى الله عليه وسلم لِيَعْلَمَ بِهَا مَقَاصِدَ نِهَايَةِ أَسْبَابِ أُمَّتِهِ فِي الدَّارَيْنِ جَمِيعًا ليُرَغِّبَ أُمَّتَهُ بِأَخْبَارِ تِلْكَ الْأَوْصَافِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ لِيَرْغَبُوا ويُرَهِّبَهم بِأَوْصَافِ أَهْلِ النَّارِ لِيَرْتَدِعُوا عَنْ سُلُوكِ الْخِصَالِ الَّتِي تُؤَدِّيهم إِلَيْهَا

ص: 434

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ النِّسَاءَ يَكُنَّ مِنْ أَقَلِّ سُكَّانِ الْجِنَّانِ فِي الْعُقْبَى

ص: 435

7414 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلَانَ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يحدِّث عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إن أقَلّ ساكني الجنة النِّساء)

= (7457)[78: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت (2800): م.

ص: 435

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِتَحْرِيمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْجَنَّةَ عَلَى الْأَنْفُسِ الَّتِي لَمْ تُسْلِمْ فِي دَارِ الدنيا

ص: 436

7415 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ:

خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ ثُمَّ قَالَ:

(أَمَّا بَعْدُ أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ ) قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا كُلُّ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ وَإِنَّ مَثَلَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْكُفَّارِ ـ فِي الْعَدَدِ ـ كمَثلِ الشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ ـ أَوِ الشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الأبيض ـ)

= (7458)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (849): ق (1).

ومن قلة التحقيق: أنَّ المعلِّق على الكتاب ـ طبعة المؤسسة ـ لم يعزه إلى الشيخين هنا ، وعزاه في المكان المتقدم (7201)!.

ص: 436

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيْسَ بِعَدَدٍ أُريد بِهِ النَّفْيُ عَمَّا وراءه

ص: 436

7416 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرٍ أَبُو يَعْلَى بِالْأُبُلَّةِ قال: حدثنا محمد ابن الْمُثَنَّى

⦗ص: 437⦘

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَهْلَ الجنة عشرون ومئة صَفٍّ هذه الأمة منها ثمانون صفاً)

(1)

= (7459)[78: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5644)

(1)

تنبيه: سقط مِنَ ((الموارد)) (656/ 2639) هذا الحديث بإسناده ومتنه ، وبقي فيه إسناد الحديث التالي دون متنه ، لأنه أحال على متن الأول الساقط منه!

ص: 436

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ

ص: 437

7417 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَهْلَ الجنة عشرون ومئة صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سائر الأمم)

= (7460)[78: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه.

ص: 437

ذِكْرُ نَفْيِ دُخُولِ الْجَنَّةِ عَنْ أَقْوَامٍ بِأَعْيَانِهِمْ مِنْ أَجْلِ أَعْمَالٍ ارْتَكَبُوهَا

ص: 437

7418 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

⦗ص: 438⦘

قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَمْ أَرَهُما: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن مِثْلُ أَسْنِمَةِ البُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدُونَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مسيرة كذا وكذا)

= (7461)[109: 2]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1326)

المائلةُ مِنَ التَّبَخْتُرِ والمُميلات مِنَ السِّمَنِ

ص: 437

‌6 - بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَهْلِهَا

ص: 439

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ النَّارِ الَّتِي أُعِدَّتْ لِمَنْ عَصَى اللَّهَ وتمرَّد عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا

ص: 439

7419 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(نَارُكُمُ الَّتِي تُوقِدُونَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزءاً مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً قَالَ:

(إنها فُضِّلَتْ عليها بتسعة وستين جزءاً)

= (7462)[79: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت الحديث (3208): ق.

ص: 439

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا صَارَ النَّاسُ يَنْتَفِعُونَ بِهَذِهِ النَّارِ الَّتِي عِنْدَهُمْ

ص: 439

7420 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: يبلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ضُرِبَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ وَلَوْلَا ذَلِكَ ما جعل الله فيها مَنْفَعَةً لأحد)

= (7463)[79: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) ـ أيضاً ـ ، ((التعليق الرغيب)) (4/ 226)

ص: 439

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي فِيهِ رَأَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم النَّارَ مِنَ الدُّنْيَا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا

ص: 440

7421 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ

(1)

عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ

أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ: قَامَ عَلَى سُوَرِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الشَّرْقِيِّ فَبَكَى فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ؟ قال: من ههنا أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم

= (7464)[79: 3]

ضعيف ـ انظر التعليق.

(1)

هو التنوخي الدمشقي ، ثقة إمام ، لكنه كان اختلط

وزياد بن أبي سودة ثقة ٌـ أيضاً ـ لكن قال أبو حاتم: ((لا أدري سَمِعَ مِنْ عُبادة؟ ))

قلت: وقوله: إن عبادة بن الصّامت قام .... صورته صورة المرسل ، والله أعلم

ص: 440

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ زِيَادُ بْنُ أَبِي سودة

ص: 440

7422 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمير النَّحَّاسُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ

(1)

عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ

⦗ص: 441⦘

عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ:

رُئي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ عَلَى سُوَرِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الشَّرْقِيِّ يَبْكِي فَقِيلَ لَهُ فقال: من ههنا نَبَّأ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه رأى مالكاً يُقَلِّبُ جمراً كالقطف

= (7465)[79: 3]

ضعيف ـ انظر التعليق.

(1)

قلت: وهو ثقةٌ ـ أيضاً ـ ، ولكنه كان يُدلّسُ تدليس التسوية ، فيحتملُ أنَّهُ أَسقط من السند مَن لا يُحتجُّ به.

وقد لاحظت أن من شيوخه ـ ومن الرواة عن الأوزاعي ـ: سعيد بن عبد العزيز ـ المختلط ـ؛ الذي في إسنادِ الذي قبله فيحتملُ أن يكون قد أسقطه من بينهما

ثم إن صورته صورة المرسل ـ أيضاً ـ؛ لقوله: رُئيَ عبادة .... وهو ما صرَّح به الذهبي في ((التلخيص)) (2/ 479)

ص: 440

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ يشتَدُّ الحرُّ والقَرُّ فِي الْفَصْلَيْنِ

ص: 441

7423 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَنَفِّسْني فَجَعَلَ لَهَا فِي كُلِّ عَامٍ نَفَسَيْنِ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَشِدَّةُ الْبَرْدِ الَّذِي تَجِدُونَ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا وَشِدَّةُ الْحَرِّ الَّذِي تَجِدُونَ مِنْ حَرِّ جهنم)

= (7466)[66: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1457)

ص: 441

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْوَيْلِ الَّذِي أعدَّه اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِمَنْ حَادَ عَنْهُ وتكبَّر عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا

ص: 442

7424 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

({ويلٌ} [المطففين: 1] وادٍ فِي جَهَنَّمَ يَهْوِي بِهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خريفاً قبل أن يبلغ قعرها)

= (7467)[79: 3]

ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 239)

ص: 442

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ الْقَعْرِ الَّذِي يَكُونُ لِجَهَنَّمَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَكْرَتِهَا

ص: 442

7425 -

أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَوْ أَنَّ حَجَرًا يُقْذَفُ بِهِ فِي جَهَنَّمَ هَوَى سَبْعِينَ خريفاً قبل أن يبلغ قعرها)

= (7468)[79: 3]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (1612 و 2165)

ص: 442

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ إِهْوَاءِ حَجَرٍ فِي النَّارِ سبعين خريفاً

ص: 442

7426 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ

⦗ص: 443⦘

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟ ) قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ:

(هَذِهِ حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا فَالْآنَ انتهى إلى قعر النار)

= (7469)[53: 3]

صحيح: م.

ص: 442

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الزَّقُّوم الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ شَرَابَ مَنْ حَادَ عَنْهُ فِي دَارِ هوانه

ص: 443

7427 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ قال: حدثنا محمد ابن بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 101] فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَعِيشَتَهُمْ فَكَيْفَ بِمَنْ لَيْسَ له طعام غيره؟ )

= (7470)[79: 3]

ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 234) ، ((الضعيفة)) (6782).

ص: 443

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الحيَّات الَّتِي يَنْتَقِمُ اللَّهُ بِهَا فِي دَارِ هَوَانِهِ مِمَّنْ تَمَرَّدَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا

ص: 443

7428 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ:

⦗ص: 444⦘

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حدَّثه أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(إِنَّ فِي النَّارِ لَحَيَّاتٍ ـ أَمْثَالَ أَعْنَاقِ البُخْتِ ـ تَلْسَعُ أَحَدَهُمُ اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حُمُوَّتَهَا أَرْبَعِينَ خَرِيفًا)

= (7471)[79: 3]

حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 233) ، ((الصحيحة)) (3429)

ص: 443

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ وَصْفِ الْعُقُوبَةِ الَّتِي يُعاقب بِهَا أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا

ص: 444

7429 -

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِمِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا الَّذِي يُجْعَلُ لَهُ نَعْلَانِ من نار يغلي منهما دماغه)

= (7472)[79: 3]

حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 240) ، ((الصحيحة)) (54 و 55)

ص: 444

ذِكْرُ وَصْفِ الْمَاءِ الَّذِي يُسْقَى أَهْلُ جهنَّم نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ

ص: 444

7430 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاج عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

⦗ص: 445⦘

({ماء كالمُهْلِ} [الكهف: 29] كعَكَرِ الزَّيْتِ فَإِذَا قَرَّبَهُ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وِجْهِهِ)

= (7473)[79: 3]

ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 234)

ص: 444

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا دَخَلُوا النَّارَ يُرفَعُ الْمَوْتُ عَنْهُمْ وَيَثْبُتُ لَهُمُ الْخُلُودُ فيها

ص: 445

7431 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَيْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابن وهب قال: أخبرني عمر بن محمد بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أَبَاهُ حدَّثه عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ أُتي بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلََ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبح ثُمَّ يُنَادِي منادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ وَيَزْدَادُ أَهْلُ النار حُزناً إلى حُزْنهم)

= (7474)[79: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت (2669)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: خَبَرُ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: (يُجاء بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ) تنكَّبناه لِأَنَّهُ لَيْسَ بمُتَّصلٍ قَالَ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ: عَنْ أَبِي صَالِحٍ .....

وَمَعْنَى قَوْلِهِ: (يُجاء بِالْمَوْتِ) يُرِيدُ: يُمَثَّلُ لَهُمُ الْمَوْتُ لَا أَنَّهُ يُجاء بِالْمَوْتِ

ص: 445

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَ الْمُنَادِي: (يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ) إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ خُرُوجِ الموحِّدين مِنْهَا جَعَلْنَا اللَّهُ مِمَّنْ أُخْرِجَ مِنْهَا بِرَحْمَتِهِ إِنْ لَمْ يتفضَّل عَلَيْنَا بِالسَّلَامَةِ مِنْهَا قبلَه

ص: 446

7432 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ خُروجاً مِنَ النَّارِ وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ: رَجُلٌ يخرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْواً فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ وَجَدْتُهَا مَلْأَى فَيَقُولُ لَهُ: اذْهَبْ فَارْجِعْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَرْجِعُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ وَجَدْتُهَا مَلْأَى فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي ـ أَوْ تَضْحَكُ بِي ـ وَأَنْتَ الْمَلِكُ) قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نواجِذُهُ

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ أدنى أهل الجنة منزلة

= (7475)[79: 3]

صحيح ـ مضى (7388)

ص: 446

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ يَكُونُ المتكبرون والجبَّارون

ص: 446

7433 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِبُسْتَ قال: حدثنا

⦗ص: 447⦘

أحمد ابن الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(اختَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَأَسْقَاطُهُمْ فَقَالَ اللَّهُ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصيب بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ واحدة منكما ملؤها)

= (7476)[79: 3]

صحيح: ق ، وتقدم بنحوه (ص 7454).

ص: 446

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْبَعْضِ الْآخَرِ الَّذِينَ يَكُونُونَ أَكْثَرَ سُكَّانِ أَهْلِ النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا

ص: 447

7434 -

أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا إبرهيم بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(احتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا بَالِي يَدْخُلُنِي الْفُقَرَاءُ وَالضُّعَفَاءُ؟ وَقَالَتِ النَّارُ: مَا بَالِي يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ؟ فَقَالَ اللَّهُ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصيب بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ ملؤها)

= (7477)[79: 3]

صحيح: ق ـ انظر ما قبله.

ص: 447

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ النَّاسِ الَّذِينَ يَكُونُونَ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فِي الْعُقْبَى

ص: 448

7435 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنيسة عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفيع عَنْ حِزَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النِّسَاءَ بِالصَّدَقَةِ وحَثَّهُنَّ عَلَيْهَا فَقَالَ:

(تَصَدَّقْنَ فإنَّكُنَّ أكثرُ أَهْلِ النَّارِ) فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: بِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(لأنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وتُسوِّفْنَ الْخَيْرَ وتَكْفُرْنَ العشير)

= (7478)[79: 3]

صحيح لغيره.

والعشير: الزوج

ص: 448

7436 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفيع عَنْ حِزَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ:

خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النِّسَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَوَعَظَهُنَّ وأمرَهُنَّ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالطَّاعَةِ لِأَزْوَاجِهِنَّ وَقَالَ:

(إِنَّ مِنْكُنَّ مَنْ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ) وَجَمَعَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ (وَمِنْكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ) وفَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَقَالَتِ الْمَارِدِيَّةُ أَوِ المُرادية: ولِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

⦗ص: 449⦘

(تَكْفُرْنَ العَشِيرَ وتُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وتُسَوِّفْنَ الْخَيْرَ)

= (7479)[88: 2]

ضعيف ـ تقدم إسناداً ومتناً (3310)

ص: 448

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صناعة العلم أن الموؤدة لَا مَحَالَةَ فِي النَّارِ

ص: 449

7437 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بعُكْبراء قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(الوائدة والموؤدة في النار)

= (7480)[43: 2]

صحيح ـ ((المشكاة)) (112)

[7437/*]ـ أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ ذَرِيحٍ ـ فِي عَقِبِه ـ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: قَالَ أَبِي: فَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّ عَامِرًا حدَّثه بِذَلِكَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم .....

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: خِطَابُ هَذَا الْخَبَرِ وَرَدَ فِي الْكُفَّارِ دُونَ الْمُسْلِمِينَ يُرِيدُ بِقَوْلِهِ: ((الوائدة والموؤدة)) مِنَ الْكُفَّارِ فِي النَّارِ

ص: 449

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَوَّلِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ النَّارَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا

ص: 449

7438 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ

⦗ص: 450⦘

بْنُ الْعُقَيْلِيِّ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ: أميرٌ مُسَلَّطٌ وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ ـ لَا يُؤَدِّي حق الله ـ وفقيرٌ فَخُورٌ)

= (7481)[79: 3]

ضعيف ـ هذا شطر من الحديث المتقدم (4637)

ص: 449

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ خَمْسَةِ أنْفُسٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ

ص: 450

7439 -

أخبرنا إسحاق بن إسماعيل ببست قال: حدثنا الحسين بن حُريث الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ ابن وَاقِدٍ عَنْ مَطَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا يُؤْبَهُ لَهُ وَهُوَ فِيكُمْ تَبَعٌ لَا يَبْغُون أَهْلًا وَلَا مَالًا) قُلْتُ: وَيَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ لَقَدْ أَدْرَكْتُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْعَى عَلَى الحي ما به إلا وليدتُهم يطأها

(وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمسي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكِ وَمَالِكِ وَرَجُلٌ لَا يُخفى عَلَيْهِ شَيْءٌ إِلَّا خَانَهُ ـ وَإِنَّ دقَّ ـ وَذَكَرَ الكذب وذكر البخل

= (7482)[79: 3]

صحيح: م (8/ 159) بلفظ: ((لا زَبْرَ له)).

ص: 450

7440 -

سَمِعْتُ الْهَيْثَمَ بْنَ خَلَفٍ الدُّورِيَّ بِبَغْدَادَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ مُوسَى الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ

⦗ص: 451⦘

يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أُذُنَيْهِ:

(يُخْرِجُ اللَّهُ قَوْمًا مِنَ النَّارِ فيُدخلهم الْجَنَّةَ) فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ ـ فِي حَدِيثِ عَمْرٍو ـ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} [المائدة: 37]؟! فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكُمْ تَجْعَلُونَ الْخَاصَّ عامّاً هذه للكفار اقرأوا مَا قَبْلَهَا ثُمَّ تَلَا {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يُرِيدُونَ أَنْ يخرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بخارجين منها} [المائدة: 36 ـ 37] هذه للكفار

= (7483)[80: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3055)

ص: 450

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن مَنْ أُدخل النَّارَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يخلُدًُ فِيهَا مِنْ غَيْرِ خُرُوجٍ منها

ص: 451

7441 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَأَبُو يَعْلَى قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً)

قَالَ يَزِيدُ: فَلَقِيتُ شُعْبَةَ فحدَّثْتُه الْحَدِيثَ فَقَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي بِهِ قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا أَنَّ شُعْبَةَ جَعَلَ مَكَانَ الذَّرَّةِ: ((ذُرَةً)).

⦗ص: 452⦘

قَالَ يَزِيدُ: صَحَّف فِيهِ أَبُو بِسْطَامٍ

قَالَ يَزِيدُ: فَلَقِيتُ عِمْرَانَ الْقَطَّانَ أَبَا العوَّام فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ فَقَالَ عِمْرَانُ: حَدَّثَنِي بِهِ قَتَادَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ..... بِالْحَدِيثِ

قَالَ يَزِيدُ: أَخْطَأَ فِيهِ عِمْرَانُ ووَهِمَ فِيهِ

= (7484)[80: 3]

صحيح ـ ((الظلال)) (849 ـ 851): ق.

ص: 451

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ حَالَةِ مَنْ يخلُدُ فِي النَّارِ وَمَنْ يُعَاقَبُ ثُمَّ يَتَفَضَّلُ عَلَيْهِ فيُخْرَجُ منها

ص: 452

7442 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَمَّا أَهْلُ النَّارِ ـ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا ـ فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ وَلَا يَحْيَوْنَ وَلَكِنَّ أُنَاسًا تُصيبهم النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ فيُميتهم حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أَذِنَ فِي الشفاعة)

= (7485)[78: 3]

صحيح ـ مضى مطولاً (7335).

ص: 452

ذِكْرُ وَصْفِ غِلَظِ الْكَافِرِ فِي النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا

ص: 452

7443 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ

⦗ص: 453⦘

أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(غِلَظُ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ـ بِذِرَاعِ الجَبَّارِ ـ وضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ)

= (7486)[79: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (1/ 271/610) ، ((التعليق الرغيب)) (4/ 237)

الْجَبَّارُ: مَلِكٌ بِالْيَمَنِ؛ يُقال لَهُ: الْجَبَّارُ.

ص: 452

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجْعَلُ اللَّهُ غِلظ جُلُودِ الْكَافِرِ فِي النَّارِ بِهِ

ص: 453

7444 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ضِرْسُ الْكَافِرِ ـ أَوْ نَابُ الْكَافِرِ ـ مِثْلُ أُحُدٍ وغِلَظُ جِلْدِهِ مسيرة ثلاث)

= (7487)[75: 3]

شاذ بذكر ((ثلاث)) ـ ((الضعيفة)) (6783): م.

ص: 453

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجْعَلُ اللَّهُ ضِرْسَ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مِثْلَهُ

ص: 453

7445 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ حُمَيْدٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ضِرْسُ الكافر مثل أُحدٍ) ـ يعني في النار ـ

= (7488)[79: 3]

⦗ص: 454⦘

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 453

ذِكْرُ اطِّلَاعِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي النَّارِ عَلَى مَنْ يُعَذَّب فِيهَا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ

ص: 454

7446 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(1)

عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءُ واطَّلعت فِي النَّارِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ وَرَأَيْتُ فِيهَا ثَلَاثَةً يُعذبون: امْرَأَةً مِنْ حِمْيرَ ـ طُوَالَةً ـ رَبَطَتْ هِرَّةً لَهَا لَمْ تُطعمها وَلَمْ تُسِقْها وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ فَهِيَ تَنْهَشُ قُبُلَها ودُبُرَها وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دَعْدَعٍ الَّذِي كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ فَإِذَا فُطِنَ لَهُ قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّق بِمِحْجَنِي وَالَّذِي سَرَقَ بَدَنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

= (7489)[2: 3]

⦗ص: 455⦘

صحيح لغيره ـ ((التعليق الرغيب)) (3/ 159 ـ 160)

(1)

هو السبيعي ، وهو مُدلِّسٌ مُختلطٌ.

وشريك: هو ابن عبد الله القاضي ، ليس بالقوي.

وقول المعلِّق هنا (16/ 535): ((ولكنه تُوبِعَ))!.

ليس صحيح؛ بدليل أنه لم يذكر المتابع ، وأنه أحال على الحديث المتقدم عنده برقم (2838) ـ يعني: حديث جريرٍ عن عطاء بن السائب ، المتقدم برقم (2827) ـ ، وليس فيه قصة الجنَّةِ والنار.

ص: 454

ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي النَّارِ ابْنَ قَمَعَةَ يُعَذَّب فِيهَا

ص: 455

7447 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ فرأيتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيِّ بْنِ قمعة ابن خِندف يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ غيَّر عَهْدَ إِبْرَاهِيمَ وسيِّب السَّوَائِبَ وَكَانَ أَشْبَهَ شَيْءٍ بِأَكْثَمَ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ الْخُزَاعِيِّ) فَقَالَ الْأَكْثَمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَضْرُّني شَبَهُهُ؟ فقال:

(إنك مسلم وهو كافر)

= (7490)[2: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (1677)

(1)

.

⦗ص: 456⦘

(1)

من أخطاء المعلقين ـ أو المعلِّق ـ على الكتاب (16/ 536 ـ طبعة المؤسسة): أنه عزاه لمسلم (2856)(50) وليس عنده قوله: ((وكان أول .... )) إلخ.

وكذلك رواه البخاري (3520 و 3521) ، ومضى في الكتاب (6227).

واشتطَّ في الخطإ: مُخرِّبُ كتب الأئمة؛ فعزا ـ في التعليق على ((إغاثة اللهفان)) (2/ 254) جملة التغيير للشيخين!.

ص: 455

ذِكْرُ وَصْفِ عُقُوبَةِ أَقْوَامٍ مِنْ أَجْلِ أَعْمَالٍ ارْتَكَبُوهَا أُرِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إياها

ص: 456

7448 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنِي سُليم بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ فَأَخَذَا بضُبْعَيَّ فَأَتَيَا بِي جَبَلًا وَعْراً فَقَالَا لِي: اصْعَدْ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ فَإِذَا أَنَا بِصَوْتٍ شَدِيدٍ فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ؟ قَالَ: هَذَا عُواء أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ انطُلق بِي فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةً أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفطرون قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ ثُمَّ انْطُلق بِي فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدِّ شَيْءٍ انتفاخاً وأنتنِه ريحاً وأسوإه مَنْظَرًا فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ: الزَّانُونَ وَالزَّوَانِي ثُمَّ انطُلق بِي فَإِذَا بِنِسَاءٍ تَنْهَشُ ثُدِيَّهُنَّ الْحَيَّاتُ قُلْتُ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي يَمْنَعْنَ أَوْلَادَهُنَّ أَلْبَانَهُنَّ ثُمَّ انْطُلق بِي فَإِذَا أَنَا بِغِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ بَيْنَ نَهْرَيْنِ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ هَؤُلَاءِ ذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ شُرِفَ بِي شَرَفًا فَإِذَا أَنَا بِثَلَاثَةٍ يَشْرَبُونَ مِنْ خمرٍ لَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك)

= (7491)[2: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/ 74)

ص: 456

آخر ((الإحسان في تقريب صحيح ابن حِبَّان))

(1)

رحمه الله

وصلَّى الله على سيدنا محمد ، وآله ، وصحبه ، وسلَّمَ تسليماً كثيراً

(1)

ومعه: ((التعليقات الحسان .... )) للعلامة الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ((الناشر)).

ص: 457

-انتهى المجلد العاشر-

-بحمد الله ومنته-

وبه تمام الكتاب

ص: 458