المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌59 - كتاب التاريخ - التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان - جـ ٩

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

‌59 - كتاب التاريخ

ص: 5

‌1 - بَابُ بَدْءِ الْخَلْقِ

ص: 5

6105 -

أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَذَكَرَ السَّاجِيُّ آخَرَ مَعَهُ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هانىء الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(قَدَّرَ اللَّهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يخلُق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة)

= (6138)[30: 3]

صحيح: م (8/ 51)

ص: 5

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا عَاتَبَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا مَنْ خَالَفَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في إثبات القدر

ص: 5

6106 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السَّهْمِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبَّاد الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

كَانَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَالِفُونه فِي القَدَرِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضلالٍ وسعرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ

⦗ص: 6⦘

ذُوقُوا مَسَّ سقر. إنا كل شيء خلقناه بِقَدرٍ} [البقرة: 47 ـ 49].

= (6139)[59: 3]

صحيح - ((ظلال الجنة)) (349): م

ص: 5

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا كَانَ وَلَا شَيْءَ غَيْرُهُ

ص: 6

6107 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:

كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَاقَتِي مَعْقُولَةٌ بِالْبَابِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْنَاكَ لِنتفقَّهَ فِي الدِّينِ وَنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ مَا كَانَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(كَانَ اللَّهُ وَلَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ كَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدِ انْفَلَتَتْ فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا وايم الله لوددت أني كنت تركتها

= (6140)[67: 3]

صحيح: خ (3190)، ويأتي بأتم منه قريباً (6109)

ص: 6

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا كَانَ اللَّهُ فِيهِ قَبْلَ خَلْقِهِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

ص: 6

6108 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَعْلَى بْنُ

⦗ص: 7⦘

عَطَاءٍ عن عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:

(هَلْ تَرَوْنَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ الْقَمَرَ أَوِ الشَّمْسَ بِغَيْرِ سَحَابٍ)؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ:

(فَاللَّهُ أَعْظَمُ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ قَالَ:

فِي عَمَاءٍ ما فوقه هواء وما تحته هواء)

= (6141)[67: 3]

ضعيف - ((الظلال)) (459)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: وَهِمَ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مِنْ حَيْثُ: فِي غَمَامٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: فِي عَمَاءٍ؛ يُرِيدُ بِهِ: أَنَّ الْخَلْقَ لَا يَعْرِفُونَ خَالِقَهُمْ مِنْ حَيْثُ هُمْ؛ إِذْ كَانَ وَلَا زَمَانَ وَلَا مَكَانَ، وَمَنْ لَمْ يُعْرَفْ لَهُ زَمَانٌ، ولا مكان، لا شَيْءٌ مَعَهُ ـ لِأَنَّهُ خَالِقُهَا ـ؛ كَانَ مَعْرِفَةُ الْخَلْقِ إِيَّاهُ، كَأَنَّهُ كَانَ فِي عَمَاءٍ عَنْ عِلْمِ الْخَلْقِ، لَا أَنَّ اللَّهَ كَانَ فِي عَمَاءٍ، لأن هَذَا الْوَصْفُ شَبِيهٌ بِأَوْصَافِ الْمَخْلُوقِينَ

ص: 6

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ الْعَرْشُ قَبْلَ خَلْقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

ص: 7

6109 -

أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:

إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ:

⦗ص: 8⦘

(اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ) قَالُوا: قَدْ بشَّرتنا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطِنَا فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ:

(اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ) قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْنَا لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ مَا كَانَ؟ فَقَالَ:

(كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ) قَالَ: ثُمَّ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ بْنَ حُصَيْنٍ رَاحِلَتَكَ أَدْرِكْها فَقَدْ ذَهَبَتْ فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا وَايْمُ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أنها ذهبت ولم أقمْ!

= (6142)[65: 3]

صحيح: م، مضى قريباً (6107)

ص: 7

6110 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ ـ يَكْتُبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَهُوَ مَرْفُوعٌ فوق العرش ـ: إن رحمتي تغلب غضبي)

= (6143)[68: 3]

صحيح: ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: ((وَهُوَ مَرْفُوعٌ فَوْقَ الْعَرْشِ)): مِنْ أَلْفَاظِ الْأَضْدَادِ الَّتِي تَسْتَعْمِلَ الْعَرَبُ فِي لُغَتِهَا؛ يُرِيدُ بِهِ: تَحْتَ الْعَرْشِ، لَا فوقه، كقوله

⦗ص: 9⦘

ـ جل علا ـ: (وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ)[الكهف: 79]؛ يُرِيدُ بِهِ: أَمَامَهُمْ؛ إِذْ لَوْ كَانَ وَرَاءَهُمْ؛ لَكَانُوا قَدْ جَاوَزُوهُ وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا)[البقرة: 26]؛ أَرَادَ بِهِ: فَمَا دُونَهَا

ص: 8

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم (لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ) أَرَادَ بِهِ لَمَّا قَضَى خَلْقَهُمْ

ص: 9

6111 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابٍ عِنْدَهُ: غَلَبَتْ ـ أَوْ قَالَ: سَبَقَتْ ـ رَحْمَتِي غَضْبَى قَالَ: فَهِيَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ ـ أو كما قال ـ)

= (6144)[[68: 3]]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (608 و 609).

ص: 9

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ كِتْبَةَ اللَّهِ الْكِتَابَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ كِتْبَةٌ بِيَدِهِ

ص: 9

6112 -

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ بِمِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ: قَالَ: أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(حِينَ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ بِيَدِهِ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّ رحمتي غَلَبَتْ غضبي)

= (6145)[68: 3]

حسن صحيح ـ المصدر نفسه.

ص: 9

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خَلْقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَدَدَ الرَّحْمَةِ الَّتِي يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ القيامة

ص: 10

6113 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مئة رَحْمَةٍ طِبَاقَ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَجَعَلَ في الأرض منها رحمة فيها تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا وَالْوَحْشُ بَعْضُهَا بَعْضًا وأخَّرَ تِسْعًا وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِذَا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مئة)

= (6146)[68: 3]

صحيح: م (8/ 97).

ص: 10

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ يُكْمِلُ اللَّهُ هَذِهِ الرَّحْمَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

ص: 10

6114 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ لِلَّهِ مئة رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ وَبِهَا تَعْطِفُ الْوحُوشُ عَلَى أَوْلَادِهَا وأخَّرَ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة)

= (6147)[68: 3]

⦗ص: 11⦘

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1634): م.

ص: 10

ذكر الإخبار عن وصف بعضش تعطُّف الْوَحْشِ عَلَى أَوْلَادِهَا لِلْجُزْءِ الْوَاحِدِ مِنْ أَجْزَاءِ الرَّحْمَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا

ص: 11

6115 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(جَعَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الرَّحْمَةَ مئة جُزْءٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءاً وَاحِدًا فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلَائِقُ حَتَّى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خشية أن تصيبه)

= (6148)[68: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 11

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَقُدْرَتِهِ سَوَاءً كَانَ مَحْبُوبًا أَوْ مكروهاً

ص: 11

6116 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ قَالَ:

أَدْرَكْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى العَجْز والكيس ـ أو الكيس والعَجْز ـ)

= (6149)[10: 3]

صحيح: م (8/ 51 ـ 52).

ص: 11

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي قَضَى اللَّهُ أَسْبَابَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ عَلَيْهَا أَوْ يَنْقُصَ مِنْهَا شَيْئًا

ص: 12

6117 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(فَرَغَ اللَّهُ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ مِنْ خمسٍ: مِنْ رِزْقِهِ وأَجَلِهِ وعَمَلِهِ وأَثَرِهِ ومَضْجَعِهِ)

= (6150)[66: 3]

صحيح لغيره ـ ((الظلال)) (304)، ((المشكاة)) (113/ التحقيق الثاني).

ص: 12

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ جَعَلَ لِقَضَايَاهُ أَسْبَابًا تَجْرِي لَهَا

ص: 12

6118 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ أَبِي عَزَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ عبدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ فيها حاجة)

= (6151)[66: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1221)

ص: 12

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اسْتِقْرَارِ الشَّمْسِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الدُّنْيَا

ص: 12

6119 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ

⦗ص: 13⦘

حُرَيْثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا: {والشمسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38] قَالَ:

(مُسْتَقَرُّها تَحْتَ الْعَرْشِ)

= (6152)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 12

ذِكْرُ وَصْفِ اسْتِقْرَارِ الشَّمْسِ تَحْتَ الْعَرْشِ كُلَّ ليلة

ص: 13

6120 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم أبنأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ الشَّمْسُ؟ ) قالوا: الله رسوله أَعْلَمُ قَالَ:

(فَإِنَّهَا تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّها تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتَطْلُعُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِها ثُمَّ تَجِيءُ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُستقرِّها تَحْتَ الْعَرْشِ فتخرُّ سَاجِدَةً فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتَطْلُعُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ثُمَّ تَجِيءُ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتَطْلُعُ مِنْ مَطْلِعِهَا ثُمَّ تَجْرِي ـ لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيْئًا ـ حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ

⦗ص: 14⦘

فَيُقَالُ لَهَا: ارْتَفِعِي فَاطْلُعِي مِنْ مَغْرِبِكِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَتَدْرُونَ مَتَى ذَلِكَ؟ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158])

= (6153)[69: 3]

صحيح: م.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: هَكَذَا قَالَ إِسْحَاقُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَالْمَشْهُورُ هَذَا الْخَبَرُ عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.

ص: 13

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اسْتِقْرَارِ الشَّمْسِ كُلَّ لَيْلَةٍ تَحْتَ الْعَرْشِ وَاسْتِئْذَانِهَا فِي الطُّلُوعِ

ص: 14

6121 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَالَ:

(أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟ ) فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ:

(تَذْهَبُ حَتَّى تَنْتَهِيَ تَحْتَ الْعَرْشِ عِنْدَ رَبِّهَا ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَتُوشِكُ أَنْ تَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا وَتَسْتَشْفِعَ وتطلُبَ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ قِيلَ لَهَا: اطْلَعِي مِنْ مَكَانِكِ فَهُوَ قَوْلُهُ: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ العليم} [يس: 38])

= (6154)[53: 1]

صحيح: ق.

ص: 14

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا خَلَقَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْمَلَائِكَةَ والجانَّ مِنْهُ

ص: 15

6122 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ وخُلِقَ الجانُّ مِنْ نَارٍ وخُلِقَ آدَمُ مِمَّا قَدْ وُصِفَ لكم)

= (6155)[66: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (458): م.

ص: 15

ذِكْرُ وَصْفِ أَجْنَاسِ الجانِّ الَّتِي عَلَيْهَا خُلِقَتْ

ص: 15

6123 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(الجِنُّ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ كِلَابٌ وَحَيَّاتٌ وَصِنْفٌ يَطِيرُونَ فِي الْهَوَاءِ وَصِنْفٌ يَحُلُّونَ ويظعنون)

= (6156)[66: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (4148).

ص: 15

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْجِنَّ تَقْتُلُ أَوْلَادَ آدَمَ إذا شاءت

ص: 15

6124 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ صَيْفِيِّ بْنِ سَعِيدٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ أَخْبَرَ بِهِ عَنْ ابن السَّائِبِ قَالَ:

⦗ص: 16⦘

أَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ سَمِعْتُ تَحْتَ سَرِيرِهِ تَحْرِيكَ شَيْءٍ فَنَظَرْتُ فَإِذَا حَيَّةٌ فَقُمْتُ فَقَالَ أَبُو سعيد: مالك؟ قلت: حية ههنا قَالَ: فَتُرِيدُ مَاذَا؟ قُلْتُ: أُرِيدُ قَتْلَهَا قَالَ: فَأَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي دَارٍ فَعَايَنْتُهُ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ عَمٍّ لِي كَانَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ اسْتَأْذَنَ إِلَى أَهْلِهِ ـ وَكَانَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ ـ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَهُ أَنْ يَذْهَبَ بِسِلَاحِهِ فَأَتَى دَارَهُ فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ قَائِمَةً عَلَى بَابِ الْبَيْتِ فَأَشَارَ إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَقَالَتْ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ حَتَّى تَنْظُرَ مَا أَخْرَجَنِي فَدَخَلَ الْبَيْتَ فَإِذَا حَيَّةٌ مُنْكَرَةٌ فَطَعَنَهَا بِالرُّمْحِ ثُمَّ خَرَجَ بِهَا فِي الرُّمْحِ تَرْتَكِضُ فَقَالَ: لَا أَدْرِي أَيَّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا: الرَّجُلُ أَمِ الْحَيَّةُ فَأَتَى قَوْمُهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّ صَاحِبَنَا فَقَالَ:

(اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ) ثُمَّ قَالَ:

(إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ بِالْمَدِينَةِ قَدْ أَسْلَمُوا فَإِذَا رَأَيْتُمْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَحَذِّرُوهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ إِنْ بَدَا لَكُمْ أَنْ تَقْتُلوه فاقْتُلُوهُ بعد الثلاث)

= (6157)[43: 1]

صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت الحديث (3163).

ص: 15

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الدُّنْيَا إِنَّمَا هِيَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ

ص: 16

6125 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 17⦘

(واللهِ ، لَقِيدُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ لَهُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)

= (6158)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1978).

ص: 16

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ قَدْرِ طُولِ الدُّنْيَا ومُدَّتها فِي جَنْبِ بَقَاءِ الْآخِرَةِ وَامْتِدَادِهَا

ص: 17

6126 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ أَخَا بَنِي فِهْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَمَا يَضَعُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ السَّبَّابة في اليَمِّ فَلْيَنْظُرْ بم يَرْجِعُ؟ )

= (6159)[28: 3]

صحيح: م (8/ 156).

ص: 17

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ كُلِّهَا) أَرَادَ بِهِ مِنْ قَبْضَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْهَا

ص: 17

6127 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ سَمِعَ قَسَامَةَ بْنَ زُهَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قبضةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ مِنْهُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَالْأَبْيَضُ

⦗ص: 18⦘

وَالْأَصْفَرُ وَبَيْنَ ذلك والسَّهْل والحَزْنُ والخبيث والطيب)

= (6160)[4: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1630).

ص: 17

ذِكْرُ الْيَوْمِ الَّذِي خَلَقَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا آدَمَ صلى الله عليه وسلم فِيهِ

ص: 18

6128 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فَقَالَ:

(خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ آخِرِ الْخَلْقِ مِنْ آخر ساعة من ساعات الجمعة)

= (6161)[4: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1833)، ((المشكاة)) (5735)، ((مختصر العلو)) (111 ـ 113)

(1)

.

(1)

انظر الرد على بعض المقلّدة الذين أعلّوا الحديث بالتقليد ، لا بالعلة القادحة ، المطبوع في آخر المجلد الثاني من ((الصحيحة)) تحت الاستدراك رقم (14).

ص: 18

ذِكْرُ وَصْفِ طُولِ آدَمَ حَيْثُ خَلْقَهُ اللَّهُ جل وعلا

ص: 18

6129 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا

⦗ص: 19⦘

مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ وَطُولِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلْقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فسلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفْرِ ـ وَهُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ ـ فاستَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تحيَّتُك وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ قَالَ: فَذَهَبَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَمْ فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ قَالَ: فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمْ يَزَل الخَلْقُ يَنْقُصُ حتى الآن

= (6162)[4: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (449)، ((صحيح الأدب المفرد)) (449): ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا الْخَبَرُ تعلَّق بِهِ مَنْ لَمْ يُحْكِمُ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ وَأَخَذَ يُشَنِّعُ عَلَى أَهْلِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ يَنْتَحِلُونَ السُّنَنَ ويذُبُّون عَنْهَا وَيَقْمَعُونَ مَن خَالَفَهَا بِأَنْ قَالَ: لَيْسَتْ تَخْلُو هَذِهِ (الْهَاءُ) مِنْ أَنْ تُنْسَبَ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَى آدَمَ فَإِنْ نُسِبَتْ إِلَى اللَّهِ كَانَ ذَلِكَ كفراًَ إِذْ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] وَإِنْ نُسِبَتْ إِلَى آدَمَ تعرَّى الْخَبَرُ عَنِ الْفَائِدَةِ لِأَنَّهُ لَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ خُلِقَ عَلَى صُورَتِهِ لَا عَلَى صُورَةِ غَيْرِهِ

وَلَوْ تَمَلَّقَ قَائِلُ هَذَا إِلَى بَارِئِهِ فِي الْخَلْوَةِ وَسَأَلَهُ التَّوْفِيقَ لِإِصَابَةِ الْحَقِّ وَالْهِدَايَةِ لِلطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ فِي لُزُومِ سُنَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَكَانَ أَوْلَى بِهِ مِنَ الْقَدْحِ فِي مُنْتَحِلِي السُّنَنِ بِمَا يَجْهَلُ مَعْنَاهُ وَلَيْسَ جَهْلُ الْإِنْسَانِ بِالشَّيْءِ دَالًا عَلَى نَفْيِ الْحَقِّ عَنْهُ لِجَهْلِهِ بِهِ

وَنَحْنُ نَقُولُ: أَنَّ أَخْبَارَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِذَا صحَّت مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ ـ لَا تَتَضَادَّ وَلَا تَتَهَاتَرُ وَلَا تَنْسَخُ الْقُرْآنَ بَلْ لِكُلِّ خَبَرٍ مَعْنًى مَعْلُومٌ يُعْلم وَفَصْلٌ صَحِيحٌ يُعْقَلُ به يعقِلهُ الْعَالِمُونَ

فَمَعْنَى الْخَبَرِ ـ عِنْدَنَا ـ بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ): إِبَانَةُ فَضْلِ

⦗ص: 20⦘

آدَمَ عَلَى سَائِرِ الْخَلْقِ (وَالْهَاءُ) رَاجِعَةٌ إِلَى آدَمَ وَالْفَائِدَةُ مِنْ رُجُوعِ (الْهَاءِ) إِلَى آدَمَ دُونَ إِضَافَتِهَا إِلَى الْبَارِئِ جَلَّ وَعَلَا - جَلَّ رَبُّنَا وَتَعَالَى عَنْ أَنْ يُشبَّه بشيءٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ - أَنَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ جعل سبب الخلق الذي هو المتحرك المتنامي بِذَاتِهِ ـ اجْتِمَاعَ الذَّكَر وَالْأُنْثَى ثُمَّ زَوَالَ الْمَاءِ ـ عَنْ قَرارِ الذَّكَرِ إِلَى رَحِمِ الْأُنْثَى ثُمَّ تغيَّر ذَلِكَ إِلَى الْعَلَقَةِ بَعْدَ مُدَّة ثُمَّ إِلَى الْمُضْغَةِ ثُمَّ إِلَى الصُّورَةِ ثُمَّ إِلَى الْوَقْتِ الْمَمْدُودِ فِيهِ ثُمَّ الْخُرُوجِ مِنْ قَرَارِهِ ثُمَّ الرَّضَاعِ ثُمَّ الْفِطَامِ ثُمَّ الْمَرَاتِبِ الْأُخَرِ ـ عَلَى حَسَبِ مَا ذَكَرْنَا ـ إِلَى حُلُولِ الْمَنِيَّةِ بِهِ هَذَا وَصْفُ الْمُتَحَرِّكِ النَّامِي بِذَاتِهِ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلْقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَّا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خَلْقَهُ عَلَيْهَا وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ تَقْدُمُهُ اجْتِمَاعُ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى أَوْ زَوَالُ الْمَاءِ أَوْ قَرَارُهُ أَوْ تَغْيِيرُ الْمَاءِ عَلَقَةً أَوْ مُضْغَةً أَوْ تَجْسِيمُهُ بَعْدَهُ فَأَبَانَ اللَّهُ بِهَذَا فَضْلَهُ عَلَى سَائِرِ مَنْ ذَكَرْنَا مِنْ خَلْقِهِ بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نُطْفَةً فَعَلَقَةً وَلَا عَلَقَةً فَمُضْغَةً وَلَا مُضْغَةً فَرَضِيعًا وَلَا رَضِيعًا فَفَطِيمًا وَلَا فَطِيمًا فَشَابًّا كَمَا كَانَتْ هَذِهِ حَالَةُ غَيْرِهِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ حَشَويَّةٌ يَرْوُونَ مَا لَا يَعْقِلُونَ وَيَحْتَجُّونَ بِمَا لَا يَدْرُونَ!

ص: 18

6130 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ جَعَلَ إِبْلِيسَ يُطِيفُ بِهِ فلما رآه أجوف قال: ظَفِرْتُ به خَلْقٌ لا يتمالك)

= (6163)[[4: 3]]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2158): م.

ص: 20

ذِكْرُ حَمْدِ آدَمَ رَبَّهُ لَمَّا خَلْقَهُ بِإِلْهَامِهِ جَلَّ وَعَلَا إِيَّاهُ ذَلِكَ

ص: 21

6131 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَطَسَ فَأَلْهَمَهُ رَبُّهُ أَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: يرحمك الله فلذلك سبقت رحمتُهُ غَضَبَهُ)

= (6164)[4: 3]

ضعيف ـ ((ظلال الجنة)) (205)

(1)

.

⦗ص: 22⦘

(1)

قلت: علته عنعنة المبارك بن فضالة؛ فإنه يُدلِّسُ تدليس التسوية.

وقد غَفَلَ عن هذا المُعلِّقُ على ((إحسان المؤسسة)) (14/ 36) حين اقتصر على وصفه بأنه ((مُدلِّسٍ)) فقط، ثم قال:((وقد صرَّح بالتحديث عند ابن أبي عاصم))!

فأوهم القرَّاء أن العلَّة زالت بتحديثه، وليس كذلك؛ لأنه مُدلِّسٌ تدليس التسوية، لا بُدَّ من تصريحه بالتحديث بين كل الرواة خشية من أن يُسقِطَ أحداً ممن هو فوق شيخه؛ كما هو معروف من علم المصطلح.

ثم غفل ـ مرة أخرى ـ حين جعل الآتي بعده شاهداً له؛ لأنه شاهدٌ قاصرٌ، ليس في آخره جملة: ((فلذلك سبقت

)).

وقد يَظُنُّ البعض بأنه يشهد له بالحديث الصحيح المتقدم قبل نحو عشرين حديثاً: ((لما قضى الله الخلق؛ كَتَبَ: سَبَقَتْ رحمتي غضبي))

وليس كذلك ـ أيضاً ـ؛ لأن الجملة تعليليَّةٌ، والشاهد جملةٌ خبَرِيَّةٌ، فأين هذا من ذاك؟!

ص: 21

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَطَسَ أَرَادَ بِهِ بَعْدَ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ

ص: 22

6132 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَمَّا نَفَخَ فِي آدَمَ فَبَلَغَ الرُّوحُ رَأْسَهُ عَطَسَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لَهُ تبارك وتعالى: يرحمك الله)

= (6165)[4: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2159).

ص: 22

ذِكْرُ إِخْرَاجِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ ظَهْرِ آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ وَإِعْلَامِهِ إِيَّاهُ أَنَّهُ خَالِقُهَا لِلْجَنَّةِ والنار

ص: 22

6133 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ:

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدم من ظهورهم ذريتهم وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ..... } الآية [الأعراف: 172] قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ بِيَمِينِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ وبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً فَقَالَ خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلنَّارِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ)

⦗ص: 23⦘

فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ إِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فيُدْخِلُهُ بِهِ الْجَنَّةَ وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّارِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أعمال أهل النار فيدخله به النار)

= (6166)[4: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (3071).

ص: 22

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالَمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ يُضَادُّ خَبَرَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 23

6134 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: يَرْحَمُكَ رَبُّكَ يَا آدَمُ اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةِ ـ إِلَى مَلَأٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ ـ فسلِّم عَلَيْهِمْ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمْ وَقَالَ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَانِ: اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ فَقَالَ: اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِّي وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ ثُمَّ بَسَطَهُمَا فَإِذَا فِيهِمَا آدَمُ وذُرِّيَّتُهُ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَا هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مَكْتُوبٌ عُمُرُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ فإذا فيهم رجل أضوأُهم ـ أو من

⦗ص: 24⦘

أضوإهم لَمْ يَكْتُبْ لَهُ إِلَّا أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ: يَا رَبِّ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ وَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ عُمْرَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ: أَيْ رَبِّ زِدْهُ فِي عُمُرِه قَالَ: ذَاكَ الَّذِي كَتَبْتُ لَهُ قَالَ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمْرِي سِتِّينَ سَنَةً قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ اسْكُنِ الْجَنَّةَ فَسَكَنَ الْجَنَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أُهْبِطَ مِنْهَا وَكَانَ آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ فَأَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: قَدْ عَجِلْتَ قَدْ كُتِبَ لِي أَلْفُ سَنَةٍ قَالَ: بَلَى وَلَكِنَّكَ جَعَلْتَ لِابْنِكَ دَاوُدَ مِنْهَا سِتِّينَ سَنَةً فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ونَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ فيومئذٍ أُمِرَ بالكتاب والشُّّهُودِ)

= (6167)[4: 3]

حسن ـ ((المشكاة)) (4662).

ص: 23

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ سَبَبِ ائْتِلَافِ النَّاسِ وَافْتِرَاقِهِمْ

ص: 24

6135 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(الأرواحُ جنودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ)

= (6168)[66: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5004/ التحقيق الثاني): م.

ص: 24

ذِكْرُ إِلْقَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا النُّورَ عَلَى مَن شَاءَ مِن خَلْقِهِ هِدَايَتَهُ

ص: 25

6136 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَقُولُ: الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ؟ فَقَالَ: لَا أُحِلُّ لأحدٍ يَكْذِبُ عَلَيَّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ وأَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ اهْتَدَى ومَنْ أَخْطَأَ ضَلَّ فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جفَّ الْقَلَمُ عَنْ عِلْمِ الله جل وعلا

= (6169)[30: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (101)، ((الصحيحة)) (1076)، ((الظلال)) (241 ـ 244).

ص: 25

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ عِلْمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَنْ يُصِيبُهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ أَوْ يُخْطِئَهُ عِنْدَ خَلْقِهِ الخلقَ فِي الظُّلْمَةِ

ص: 25

6137 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِالْفُسْطَاطِ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ:

قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: إِنَّ الْقَلَمَ قَدْ جفَّ قَالَ: فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا خَلَقَ النَّاسَ فِي ظُلْمَةٍ ثُمَّ أَخَذَ نُورًا مِنْ نُورِهِ

⦗ص: 26⦘

فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِمْ فَأَصَابَ مَنْ شَاءَ وَأَخْطَأَ مَنْ شَاءَ وَقَدْ عَلِمَ مَنْ يُخْطِئُهُ مِمَّنْ يُصِيبه فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ نُورِهِ شَيْءٌ اهْتَدَى وَمَنْ أَخْطَأَهُ فَقَدْ ضَلَّ) فَفِي ذَلِكَ مَا أَقُولُ: إِنَّ الْقَلَمَ قد جَفَّ

= (6170)[30: 3]

صحيح ـ وهو مكرر ما قبله.

ص: 25

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِعَدَدِ النَّاسِ وَأَوْصَافِ أَعْمَالِهِمْ

ص: 26

6138 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ خُرَيْمٍ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(النَّاسُ أَرْبَعَةٌ وَالْأَعْمَالُ سِتَّةٌ مُوجبتان ومِثلٌُُ بِمِثْلٍ وَحَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَحَسَنَةٌ بسبع مئة ضِعْفٍ وَالنَّاسُ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ومُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ومَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ومَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وشَقِيٌّ فِي الدُّنْيَا وشَقِيٌّ فِي الْآخِرَةِ وَالْمُوجِبَتَانِ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ـ أَوْ قَالَ: مُؤْمِنًا بِاللَّهِ ـ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ دَخَلَ النَّارَ وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَها كُتبت لَهُ عَشَرَةُ أَمْثَالِهَا ومَن هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً وَمَنْ همَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتبت لَهُ حَسَنَةٌ وَمَنْ همَّ بِسَيِّئَةٍ فَعَمِلَهَا كُتبت لَهُ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ غَيْرُ مُضَعَّفَةٍ وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فاضلة في سبيل الله فَبِسَبْع مئة ضعف)

= (6171)[66: 3]

⦗ص: 27⦘

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2604).

ص: 26

ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الناس بالإبل المئة

ص: 27

6139 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّمَا النَّاسُ كإبل مئة لا يَجِدُ الرجل فيها راحلة)

= (6172)[28: 3]

صحيح ـ ((الروض النضير)) (502): ق.

ص: 27

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَجْعَلُ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ رَأَى ضِدَّهُ

ص: 27

6140 -

أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتي بِصَبِيٍّ مِنَ الْأَنْصَارِ يُصَلِّي عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(أَوَلا تَدْرِينَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ خَلْقَاً فَجَعَلَهُمْ لَهَا أَهْلًا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا وهم في أصلاب آبائهم)؟

= (6173)[30: 3]

صحيح ـ مضى (138).

ص: 27

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّهُ يُضَادُّ خَبَرَ عَائِشَةَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 28

6141 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَشُعَيْثُ بْنُ مُحْرِزٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ـ

(إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيَقُولُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ وَأَجَلَهُ وَرِزْقَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ وَإِنَّ الرَّجُلَ ليعملُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فيَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ فيُختَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُ الجنة)

= (6174)[30: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (175 و 176)، ((الإرواء)) (2143): ق

ص: 28

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْحُكْمَ الْحَقِيقِيَّ بِمَا لِلْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ لَا مَا يَعْرِفُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ من بعض

ص: 28

6142 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:

(إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ـ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ـ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ـ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ

⦗ص: 29⦘

النَّاسِ ـ وَإِنَّهُ لمن أهل الجنة)

= (6175)[30: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (216).

ص: 28

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَفْصِيلَ هَذَا الْحَكَمِ يَكُونُ للمرء عند خاتمة عمله دون ما يَتَقَلَّبُ فِيهِ فِي حَيَاتِهِ

ص: 29

6143 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

(إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ ـ الزَّمَانَ الطَّوِيلَ ـ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ يَخْتِمُ اللَّهُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَجْعَلُهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ ـ الزَّمَانَ الطَّوِيلَ ـ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ يَخْتِمُ اللَّهُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَجْعَلُهُ من أهل الجنة)

= (6176)[30: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 29

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْعِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ ابْنِ مَسْعُودٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 29

6144 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ أَنَّ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ:

الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ والسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ فَأَتَى رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ: حُذَيْفَةُ بْنُ أَسِيدٍ الْغِفَارِيُّ ـ

⦗ص: 30⦘

فحُدِّثَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِذَا مرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهَا مَلَكًا فصوَّرها وخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وجِلْدَها وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا ثُمَّ يقول: يا رب ذكر أم أنثى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا يَشَاءُ وَيُكْتُبُ الْمَلَكُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَجَلُهُ؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا يَشَاءُ وَيَكْتُبُهُ الْمَلَكُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا ربِّ رزقُهُ؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا يَشَاءُ فَيَأْخُذُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِي يَدِهِ فَلَا يُزَادُ فِي أَمْرٍ ولا يُنْقَصُ)

= (6177)[30: 3]

صحيح ـ ((ظلال الْجَنَّةِ)) (177).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: ((خَلَقَ سَمْعَهَا)): مِنْ أَلْفَاظِ التَّعَارُفِ، لَا أنَّ المَلَكَ يَخْلُقُ.

ص: 29

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ الرِّعَاعَ مِنَ النَّاسِ أنه مضاد للأخبار التي ذكرناها قبل

ص: 30

6145 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُنَيْدَةَ حدَّثه أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إذا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُخْلُقَ نَسَمَةً قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِّضاً: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي اللَّهُ أَمْرَهُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ أَمْرَهُ ثُمَّ يَكْتُبُ ـ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ـ مَا هُوَ لاقٍ حَتَّى النَّكبة يُنْكَبُهَا)

= (6178)[30: 3]

⦗ص: 31⦘

صحيح ـ ((الموارد)) (1810).

ص: 30

ذِكْرُ الْمُدَّةِ الَّتِي قَضَى اللَّهُ فِيهَا عَلَى آدَمَ مَا قَضَى قَبْلَ خَلْقِهِ إِيَّاهَا

ص: 31

6146 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(احتجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ونَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وأَغْوَيْتَ النَّاسَ وأخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ تلومُني عَلَى عَمَلٍ عَمِلْتُهُ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السماوات والأرض؟ قال: فحجَّ آدمَ موسى)

= (6179)[4: 3]

صحيح ـ ((ابن ماجه)) (80): ق.

ص: 31

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْخَبَرِ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ

ص: 31

6147 -

أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

احتجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونا خَيَّبْتَنَا وأَخْرَََجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وخطَّ لَكَ بِيَدِهِ تَلُومُنِي عَلَى أمرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يخلُقني بَأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ قَالَ: فحجَّ آدمُ

⦗ص: 32⦘

مُوسَى فحجَّ آدم موسى فحجَّ آدم موسى)

= (6180)[4: 3]

صحيح: ق ـ انظر ما قبله.

ص: 31

ذكر الشيء الذي منه خَلَقَ الله ـ جل وعلا ـ آدم ـ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ـ

ص: 32

6148 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ عَوْفٍ عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي مُوسَى: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ كُلِّها فخرجتْ ذُرِّيَّتُهُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ فَمِنْهُمُ الْأَسْوَدُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَحْمَرُ وَالْأَصْفَرُ وَمِنْهُمْ بَيْنَ ذَلِكَ والسَّهْلُ والحَزْنُ والخبيثُ والطَّيِّبُ)

= (6181)[4: 3]

صحيح ـ ((الترمذي)) (3142).

ص: 32

ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا أَوْلَادَ آدَمَ لدارَيِ الْخُلُودِ وَاسْتِعْمَالِهِ إِيَّاهُمْ لَهُمَا فِي دَارِ الدنيا

ص: 32

6149 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِالْفُسْطَاطِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجَانِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَالَ:

قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: يَا أَبَا الْأَسْوَدِ أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ أشيءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى أَوْ فِيمَا يَسْتَقْبِلُونَ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ صلى الله عليه وسلم واتُّخِذَت بِهِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ؟ فَقُلْتُ: بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ

⦗ص: 33⦘

وَمَضَى عَلَيْهِمْ قَالَ: فَيَكُونُ ذَلِكَ ظُلْمًا؟ قَالَ: ففزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ فَزَعًا شَدِيدًا فَقُلْتُ: إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا خَلْقَ اللَّهِ ومِلْكَ يَدِهِ مَا يُسأل عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُون فَقَالَ عِمْرَانُ: سَدَّدَكَ اللَّهُ ـ أَوْ وَفَّقَكَ اللَّهُ ـ أَمَا وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُكَ إِلَّا لِأَحْزِرَ عَقْلَكَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ أَشَيْءٌ قُضي عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ أَوْ فِيمَا يَسْتَقْبِلُونَ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ واتُّخِذَتْ عَلَيْهِمْ بِهِ الْحُجَّةُ؟ فَقَالَ:

(بَلْ شيءٌ قُضي عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ) قَالَ: فَلِمَ نَعْمَلُ إِذًا؟ قَالَ:

(مَنْ كَانَ اللَّهُ خَلَقَهُ لِوَاحِدَةٍ مِنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ فَهُوَ يُستعمل لَهَا وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: {ونَفْسٍ وَمَا سوَّاها * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وتَقْوَاهَا} [الشمس: 7 ـ 8]

= (6182)[65: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (174).

ص: 32

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ يَسْتَهِلُّ الصَّبِيُّ حِينَ يُولَدُ

ص: 33

6150 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(صِيَاحُ الْمَوْلُودِ ـ حِينَ يَقَعُ ـ نَزْغَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ)

= (6183)[66: 3]

صحيح ـ ((الروض النضير)) (1100): م.

ص: 33

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ يُشْبِهُ الْوَلَدُ أباه وأمه

ص: 34

6151 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ أُمَّ سُليم سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي الْمَنَامِ مَا يَرَى الرَّجُلُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهَا:

(يَا أُم سُليم إِذَا رَأَتْ ذَلِكَ الْمَرْأَةُ فَلْتَغْتَسِلْ) قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ـ واستحييتُ مِنْ ذَلِكَ ـ: وَيَكُونُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(نَعَمْ: مَاءُ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ وأيهما سَبَقَ؛ كان منه الشَّبَهُ)

= (6184)[65: 3]

صحيح ـ مضى (1161).

ص: 34

ذِكْرُ وَصْفِ حَالِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ يَكُونُ الشَّبَهُ بِالْوَلَدِ

ص: 34

6152 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَاءُ الرَّجُلِ غليظٌ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ فَأَيُّهُمَا سَبَقَ كَانَ الشبه)

= (6185)[57: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 34

ذِكْرُ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ ـ عِنْدَ هُبُوطِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ ـ {أَتَجْعَلُ فِيهَا مِنْ يُفسد فِيهَا وَيَسْفِكُ الدماء}

ص: 35

6153 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكير عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّ آدَمَ ـ لَمَّا أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ ـ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: أَيْ رَبِّ! {أَتَجْعَلُ فِيهَا مِنْ يُفسد فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ونُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30] قَالُوا: رَبَّنَا نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلَانِ قَالُوا: رَبَّنَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ قَالَ: فَاهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ قَالَ: فَمُثِّلَتْ لَهُمُ الزُّهْرةُ امْرَأَةً مِنْ أَحْسَنِ الْبَشَرِ فَجَاءَاهَا فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تكَلِّما بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنَ الْإِشْرَاكِ قَالَا: وَاللَّهِ لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ أَبَدًا فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا ثُمَّ رَجَعَتْ بصبيٍّ تَحْمِلُه فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَقْتُلَا هَذَا الصَّبِيَّ فَقَالَا: لَا وَاللَّهِ لَا نَقْتُلُهُ أَبَدًا فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ بِقَدَحٍ مِنْ خَمْرٍ تَحْمِلُه فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَشْرَبَا هَذَا الْخَمْرَ فَشَرِبَا فَسَكِرَا فَوَقَعَا عَلَيْهَا وَقَتَلَا الصَّبِيَّ فَلَمَّا أَفَاقَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَاللَّهِ مَا تركتُما مِنْ شَيْءٍ أَثِيمًا إِلَّا فَعَلْتُمَاهُ حِينَ سَكِرْتُما فخُيِّرا ـ عِنْدَ ذَلِكَ ـ بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخرة فاختارا عذاب الدنيا)

= (6186)[4: 3]

باطل مرفوعاً ـ ((الضعيفة)) (170).

⦗ص: 36⦘

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الزُّهرة ـ هَذِهِ ـ: امْرَأَةٌ كَانَتْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، لَا أَنَّهَا الزُّهرة الَّتِي هِيَ فِي السَّمَاءِ، الَّتِي هِيَ مِنَ الخُنَّسِ.

ص: 35

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ بَثِّ إِبْلِيسَ سَرَايَاهُ لِيَفْتِنَ الْمُسْلِمِينَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِمْ

ص: 36

6154 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(عرشُ إِبْلِيسَ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فأعظمُهُم عنده أعظمهم فِتْنَةً)

= (6187)[66: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3261): م.

ص: 36

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ لَا قُدرة لِلشَّيْطَانِ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا عَلَى الْوَسْوَسَةِ فَقَطْ

ص: 36

6155 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورِ بْنِ سَيَّارٍ بِأَرْغِيَانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَجِدُ فِي صَدْرِيَ الشَّيْءَ لأَنْ أَكُونَ حُمُمُةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 37⦘

(اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ! الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ردَّ أمْرَهُ إِلَى الوسوسة)

= (6188)[15: 3]

حسن صحيح ـ ((الظلال)) (658).

ص: 36

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَضْعِ إِبْلِيسَ التَّاجَ عَلَى رَأْسِ مَنْ كَانَ أَعْظَمَ فِتْنَةً مِنْ جُنُودِهِ

ص: 37

6156 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِذَا أصبحَ إِبْلِيسُ بثَّ جُنُودَهُ فَيَقُولُ: مَنْ أضلَّ الْيَوْمَ مُسْلِمًا ألبستُهُ التَّاجَ قَالَ: فَيَخْرُجُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى طلَّقَ امْرَأَتَهُ: فَيَقُولُ: أَوْشَكَ أَنْ يَتَزَوَّجَ وَيَجِيءُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أزَلْ بِهِ حَتَّى عقَّ وَالِدَيْهِ فَيَقُولُ: أَوْشَكَ أَنْ يَبَرَّ وَيَجِيءُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى أشْرَكَ فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ وَيَجِيءُ فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى زَنَى فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ وَيَجِيءُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قتلَ فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ وَيُلْبِسُهُ التَّاجَ)

= (6189)[66: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1280).

ص: 37

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا كَانَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا مِنَ الْقُرُونِ

ص: 37

6157 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا

⦗ص: 38⦘

سَلَّامٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ:

أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أنبيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ:

(نَعَمْ مكلَّمٌ) قَالَ: فَكَمْ كَانَ بَيْنَهُ وبين نوح؟ قال:

(عَشَرَةُ قُرُونٍ)

= (6190)[6: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2668).

أَبُو تَوْبَةَ؛ اسْمُهُ: الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ.

ص: 37

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ كُلَّ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ مَعْلُومَتَانِ

ص: 38

6158 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ: بطانةٌ تأمرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَبِطَانَةٌ لَا تألوهُ خَبَالًا فمَنْ وُقِيَ شَرَّها فقد وُقِيَ)

= (6191)[5: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1643 و 2270).

ص: 38

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُكْمَ الْخُلَفَاءِ فِي الْبِطَانَتَيْنِ اللَّتَيْنِ وَصَفْنَاهُمَا حُكْمُ الْأَنْبِيَاءِ سَوَاءً

ص: 38

6159 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ

⦗ص: 39⦘

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تأمُرُهُ بِالْخَيْرِ وتَحُضُّهُ عَلَيْهِ وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بالشَّرِّ وتَحُضُّهُ عَلَيْهِ والمعصوم مَنْ عَصَمَ الله)

= (6192)[5: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 38

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ كَانَ لَهُمْ حَوَارِيُّونَ يَهْدُونَ بِهَدْيِهِمْ بَعْدَهُمْ

ص: 39

6160 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ الْأَعْيُنُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ الْخَطْمِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(مَا كَانَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانَ لَهُ حَوَارِيُّونَ يُهْدُونَ بِهَدْيِهِ ويستَنُّون بسُنَّتِهِ ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِمْ أَقْوَامٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا يُنكرون فَمَنْ جاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ مثقال حبة من خردل)

= (6193)[5: 3]

صحيح: م (1/ 50 ـ 51).

ص: 39

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أولاد علات

ص: 40

6161 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ) قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلاَّتٍ أُمهاتهم شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِيٌّ)

= (6194)[4: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2182)، ويأتي أتم منه (6775 و 6782).

ص: 40

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم (وَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِيٌّ) أَرَادَ بِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِيسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ

ص: 40

6162 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى الْأَنْبِيَاءُ أَبْنَاءُ عَلاَّتٍ وليس بيني وبين عيسى نبي)

= (6195)[4: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 40

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ كُلَّ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ كَانَتْ لَهُ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فِي أُمَّتِهِ كَانَ يدعو بها

ص: 41

6163 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً دَعَاهَا فِي أُمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي)

= (6196)[5: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (797).

ص: 41

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ اسْتَحَقَّ قَوْمُ صَالِحٍ الْعَذَابَ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا

ص: 41

6164 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:

لَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الحِجْرَ قَالَ:

(لَا تَسْأَلُوا نَبِيَّكُمُ الْآيَاتِ هَؤُلَاءِ قَوْمُ صَالِحٍ سَأَلُوا نَبِيَّهُمْ آيَةً فَكَانَتِ النَّاقَةُ ترِدُ عَلَيْهِمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ وتصْدُرُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ فَيَشْرَبُونَ مِنْ لَبَنِهَا يَوْمَ وُرُودِها مِثْلَ مَا غبَّهم مِنْ مَائِهِمْ فَعَقَرُوهَا فوُعدُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَكَانَ وعد الله غَيْرُ مَكْذُوبٍ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ فَلَمْ يَبْقَ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ رَجُلٌ إِلَّا أَهْلَكَتْ إِلَّا رَجُلٌ فِي الحَرَمِ منعهُ الحَرَمُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُوَ؟ قَالَ:

⦗ص: 42⦘

(أبو رِغال ، أبو ثقيف)

(1)

.

= (6197)[6: 3]

ضعيف ـ ((تخريج فقه السيرة)) (408).

(1)

زاد احمد: ((فلما خَرَجَ مِنَ الحرم؛ أصابه ما أصاب قومه)).

ص: 41

ذِكْرُ وصفِ دَفْنِ أَبِي رِغَالٍ سَيِّدِ ثَمُودَ

ص: 42

6165 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ بُجَيْرِ بْنِ أَبِي بُجَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو:

أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فمرُّوا عَلَى قَبْرِ أَبِي رِغَالٍ ـ وَهُوَ أَبُو ثَقِيفٍ وَهُوَ امْرُؤٌ مِنْ ثَمُودَ مَنْزِلُهُ بِحِرَاءَ ـ فَلَمَّا أَهْلَكَ اللَّهُ قَوْمَهُ بِمَا أَهْلَكَهُمْ بِهِ مَنَعَهُ ـ لِمَكَانِهِ مِنَ الْحَرَمِ ـ وَأَنَّهُ خَرَجَ حَتَّى إِذَا بلغ ها هنا مَاتَ فَدُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ مِنْ ذهبٍ فَابْتَدَرْنَا فاستخرجناه

= (6198)[6: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (4736)، ((ضعيف أبي داود)) (555).

ص: 42

ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ دُخُولِ الْمَرْءِ أَرْضَ ثَمُودَ إلا أن يكون باكيا

ص: 42

6166 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ:

مَرَرْنَا ـ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالحِجْرِ ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 43⦘

(لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ حَذَرًا أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ) ثم رحل فأسرع حتى خَلَّفَهَا

= (6199)[43: 2]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (19)، ((تخريج فقه السيرة)) (408): ق.

ص: 42

ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَرْكِ الدُّخُولِ عَلَى أَصْحَابِ الحِجْر إِلَّا أَنَ يَكُونَ باكياً

ص: 43

6167 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِ الحِجْرِ:

(لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ المعذَّبين إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ أَنْ يُصِيبَكُم مثل ما أصابهم)

= (6200)[6: 3]

صحيح: ق ـ وهو مكرر ما قبله.

ص: 43

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْقَوْمَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ ثَمُودَ إِنَّمَا عُذبِّوا فَلِذَلِكَ زَجَرَ عمَّا زَجَرَ الدَّاخل مَسَاكِنَهُمْ

ص: 43

6168 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِ الحِجْر:

(لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ المُعذَّبين إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا

⦗ص: 44⦘

عَلَيْهِمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أصابهم)

= (6201)[43: 2]

صحيح: ق ـ مكرر ما قبله.

ص: 43

ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِقَاءِ مِنْ آبَارِ أَرْضِ ثمود

ص: 44

6169 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ:

أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا ـ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الحِجْرَ أَرْضَ ثَمُودَ فاسْتَقَوْا مِنْ آبَارِهَا وعَجَنُوا بِهِ الْعَجِينَ فَأَمَرَهُمْ أَنَ يُهْرِيقوا مَا اسْتَقَوا وَأَنْ يَعْلِفُوا الْإِبِلَ الْعَجِينَ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي كانت تَرِدُها الناقة

= (6202)[[43: 2]]

صحيح: ق ـ مكرر ما قبله.

ص: 44

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم رَحَلَ مِنْ أَرْضِ ثَمُودَ كَرَاهِيَةَ الِانْتِفَاعِ بمائها

ص: 44

6170 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ ـ عَامَ تَبُوكَ ـ بالحِجْر عِنْدَ بُيُوتِ ثَمُودَ فَاسْتَقَى النَّاسُ مِنَ الْآبَارِ الَّتِي كَانَتْ تَشْرَبُ مِنْهَا ثَمُودُ فَنَصَبُوا القُدور وَعَجَنُوا الدَّقِيقَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اكفَأوا الْقُدُورَ واعْلِفُوا الْعَجِينَ الْإِبِلَ) ثُمَّ ارْتَحَلَ حَتَّى نَزَلَ فِي

⦗ص: 45⦘

الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَتْ تَشْرَبُ مِنْهُ النَّاقَةُ وَقَالَ:

(لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الذين عُذِّبُوا فيُصيبكم مثل ما أصابهم)

= (6203)[43: 2]

صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ.

ص: 44

ذِكْرُ الْوَقْتِ الَّذِي اخْتَتَنَ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ ـ خَلِيلُ الرحمن ـ

ص: 45

6171 -

أَخْبَرَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ اللَّحْجِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

(اختتن إبراهيم بالقَدُومِ وهو ابن عشرين ومئة سَنَةٍ وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِينَ سَنَةً)

سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُشْكَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُولُ:

القَدُوم: اسمُ القرية

= (6204)[4: 3]

منكر بهذا التمام ـ ((الضعيفة)) (2112)، وصحَ منه الاختتان والقدوم.

ص: 45

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رَافِعَ هَذَا الْخَبَرِ وَهِمَ

ص: 45

6172 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ بِبُسْتَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثٌ عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حين بلغ عشرين ومئة سَنَةٍ وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ

⦗ص: 46⦘

ثَمَانِينَ سَنَةً وَاخْتَتَنَ بالقَدُومِ)

= (6205)[4: 3]

منكر أيضاً ـ انظر ما قبله.

ص: 45

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ لَبِثَ يُوسُفُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ

ص: 46

6173 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(رَحِمَ اللَّهُ يُوسُفَ لَوْلَا الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا: اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ مَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ ورَحِمَ اللَّهُ لُوطًا إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ: {لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] قَالَ: فَمَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا بَعْدَهُ إِلَّا في ثَرْوَةٍ من قومه)

= (6206)[4: 3]

منكر بهذا اللفظ: ((لولا الكلمة

ما لبث))، وما بعده صحيح، كما في الحديث التالي (1867).

ص: 46

ذِكْرُ وَصْفِ الدَّاعِي الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم: (وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ)

ص: 46

6174 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 47⦘

(لَوْ جَاءَنِي الدَّاعِي الَّذِي جَاءَ إِلَى يُوسُفَ لَأَجَبْتُهُ وَقَالَ لَهُ: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قطَّعن أيديهن} [يوسف: 50] وَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى لُوط إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكن شَدِيدٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ: {لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى ركن شديد} [هود: 80] فَمَا بَعَثَ اللَّهُ بَعْدَهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا في ثروة من قومه)

= (6207)[4: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (1867).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: (لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ) لَفْظَةُ إِخْبَارٍ عَنْ شَيْءٍ مُرَادُهَا مَدْحَ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ خِطَابُ الْخَبَرِ فِي الْمَاضِي

ص: 46

ذِكْرُ خَبَرٍ شنَّع بِهِ الْمُعَطِّلَةُ وَجَمَاعَةٌ لَمْ يُحكموا صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ عَلَى مُنْتَحِلِي سُنَنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حَيْثُ حُرِمُوا التَّوْفِيقَ لإدراك معناه

ص: 47

6175 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ بِعَسْقَلَانَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(نَحْنُ أَحَقُّ بالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحيي الْمَوْتَى قَالَ: أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] وَيَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكن شَدِيدٍ وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يوسف لأجبتُ الداعي)

= (6208)[4: 3]

⦗ص: 48⦘

صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ: ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (نَحْنُ أحقُّ بالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ) لَمْ يُرِدْ بِهِ إِحْيَاءَ الْمَوْتَى إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ فِي اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ لَهُ وَذَلِكَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {رَبِّ أَرِنِي كيف تحيي الموتى} وَلَمْ يتيقَّن أَنَّهُ يُستجاب لَهُ فِيهِ يُرِيدُ: فِي دُعَائِهِ وَسُؤَالِهِ رَبَّهُ عَمَّا سَأَلَ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ) بِهِ فِي الدُّعَاءِ لَأَنَّا إِذَا دَعَوْنَا رُبَّمَا يُستجاب لَنَا وَرُبَّمَا لَا يُسْتَجَابُ وَمَحْصُولُ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّهُ لَفْظَةُ إِخْبَارٍ مُرَادُهَا التَّعْلِيمُ لِلْمُخَاطَبِ لَهُ

ص: 47

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: {نَحْنُ نقصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}

ص: 48

6176 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَلَا عَلَيْهِمْ زَمَانًا فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {الر * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينَ .... } إِلَى قَوْلِهِ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ..... } [يوسف: 1 ـ 3] فَتَلَاهَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَانًا فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لوحدَّثتنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {اللَّهُ نزَّل أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهاً .... } الآية [الزمر: 23] كُلُّ ذَلِكَ يُؤْمَرُونَ بِالْقُرْآنِ

⦗ص: 49⦘

قَالَ خَلَّادٌ: وَزَادَ فِيهِ حِينَ

(1)

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذكِّرْنَا

فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد: 16]

= (6209)[64: 3]

صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

في ((الموارد)(حسن)! والظاهر أنه محرّف عمّا هنا؛ فليس في الإسناد أحد بهذا الاسم!

والراجح أنه آخر؛ فقد رأيت الحديث في ((أسباب النزول)) للواحدي (ص 304) رواه من طريق إسحاق بن إبراهيم ـ الذي في الكتاب؛ وهو ابن راهويه ـ

باللفظ المذكور.

وكذلك رواه ابن جرير في ((التفسير)) (12/ 90) من طريق آخر، عن عمرو بن محمد

به ـ وهو العنقزي ـ.

وخلاد: هو ابن عيسى أبو مسلم، وهو ثقة.

ص: 48

ذِكْرُ احْتِجَاجِ آدَمَ وَمُوسَى وعذْلِه إِيَّاهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ

ص: 49

6177 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(تحاجَّ آدَمُ وَمُوسَى فحجَّ آدمُ مُوسَى فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ وَاصْطَفَاهُ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فتلومُني عَلَى أمرٍ قُدِّر عَليَّ قبلَ أنْ أُخْلَقَ؟! )

⦗ص: 50⦘

= (6210)[4: 3]

صحيح: ق ـ مضى (6146 ـ 6147).

ص: 49

ذِكْرُ تَعْيِيرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَلِيمَ اللَّهِ بِأَنَّهُ آدَرُ

ص: 50

6178 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً ينظُرُ بعضهم إلى سوءة بَعْضٍ وَكَانَ مُوسَى يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا إِلَّا أَنَّهُ آدَرُ قَالَ: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ فَفَرَّ الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ فَاشْتَدَّ مُوسَى فِي إِثْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَر ثَوْبِي حَجَر حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سوءة مُوسَى فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ فَقَامَ الْحَجَرُ بَعْدَ مَا نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَأَخَذَ ثَوْبَهُ وطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ نَدْباً ـ سِتَّةً أَوْ سبعة ـ مِنْ ضرب موسى الحجر

= (6211)[4: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3075): ق.

ص: 50

ذِكْرُ صَبْرِ كَلِيمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى أَذَى بَنِي إِسْرَائِيلَ إِيَّاهُ

ص: 50

6179 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ بِحَرَّانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ رَجُلًا قَالَ ـ لِشَيْءٍ قَسَمَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا عُدِلَ فِي هَذَا! فَقَالَ:

⦗ص: 51⦘

فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لأُخبرن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:

(يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى قَدْ كَانَ يُصِيبُهُ أشدُّ مِنْ هَذَا ثم يصبر)

= (6212)[4: 3]

صحيح ـ مضى (2906).

ص: 50

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أَلْقَى مُوسَى الألواح

ص: 51

6180 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ قَالَ اللَّهُ لِمُوسَى: إِنَّ قَوْمَكَ صَنَعُوا كَذَا وَكَذَا فَلَمَّا يُبال فَلَمَّا عَايَنَ ألقى الألواح)

= (6213)[4: 3]

صحيح ـ ((تخريج المشكاة)) (5738)، ((تخريج الطحاوية)) (315).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَبُو بِشْرٍ: جَعْفَرُ بْنُ أبي وحشية

ص: 51

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ هُشَيْمٌ

ص: 51

6181 -

أَخْبَرَنَا حُبَيْشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النِّيلِيُّ بِوَاسِطَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَيْسَ الْمُعَايِنُ كالمُخْبَرِ أَخْبَرَ اللَّهُ مُوسَى أَنَّ قَوْمَهُ فُتِنُوا فَلَمْ يُلْقِ الْأَلْوَاحَ فَلَمَّا رَآهُمْ ألقى الألواح)

= (6214)[4: 3]

⦗ص: 52⦘

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 51

ذِكْرُ مَا فَعَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام بِفِرْعَوْنَ عِنْدَ نُزُولِ الْمَنِيَّةِ

ص: 52

6182 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَدُسُّ فِي فمِ فِرْعَوْنَ الطِّينَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولَ: لا إله إلا الله)

= (6215)[6: 3]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (2015).

ص: 52

ذِكْرُ سُؤَالِ الْكَلِيمِ رَبَّهُ عَنْ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَرْفَعِهِمْ مَنْزِلَةً

ص: 52

6183 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبَجٍ حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ ابن أَبْجَرَ ـ شَيْخَانِ صَالِحَانِ ـ سَمِعَا الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ مُوسَى سَأَلَ رَبَّهُ: أيُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَدْنَى مَنْزِلَةً؟ قَالَ: رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَمَا يَدْخُلُ ـ يَعْنِي ـ: أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فيُقال: ادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ: كَيْفَ أَدْخَلُ الْجَنَّةَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أخَذَاتِهم فَيَقُولُ لَهُ: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِنَ الْجَنَّةِ مِثْلُ مَا كَانَ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ فَيُقَالُ: لَكَ هَذَا ومثلُه ومثلُه ومثلُه فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ رَضِيتُ فَيُقَالُ

⦗ص: 53⦘

لَهُ: إِنَّ لَكَ هَذَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ رَضِيتُ فَيُقَالُ لَهُ: لَكَ ـ مَعَ هَذَا ـ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ ولذَّت عَيْنُكَ وَسَأَلَ رَبَّهُ: أَيُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْفَعُ مَنْزِلَةً؟ قَالَ: سأُحَدِّثُك عَنْهُمْ غَرَسْتُ كرامَتَهُم بِيَدِي وخَتَمْتُ عَلَيْهَا فَلَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ومِصداق ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ـ تَعَالَى ـ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخفي لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ .... } الآية [السجدة: 17]

= (6216)[4: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3503): م.

ص: 52

ذِكْرُ سُؤَالِ كَلِيمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا رَبَّهُ عَنْ خِصَالٍ سَبْعٍ

ص: 53

6184 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ عَنْ سِتِّ خِصَالٍ كَانَ يظنُّ أَنَّهَا لَهُ خَالِصَةً وَالسَّابِعَةُ لَمْ يَكُنْ مُوسَى يُحِبُّها قَالَ: يَا رَبِّ أَيُّ عِبَادِكَ أَتْقَى؟ قَالَ الَّذِي يَذْكُرُ وَلَا يَنْسَى قَالَ: فَأَيُّ عِبَادِكَ أَهْدَى؟ قَالَ: الَّذِي يتَّبِعُ

(1)

الْهُدَى قَالَ: فَأَيُّ عِبَادِكَ أَحْكُمُ؟ قَالَ: الَّذِي يَحْكُمُ لِلنَّاسِ كَمَا يحكُم لِنَفْسِهِ قَالَ: فَأَيُّ عِبَادِكَ أَعْلَمُ؟ قَالَ: عَالِمٌ لَا يَشْبَعُ مِنَ الْعِلْمِ يَجْمَعُ عِلْمَ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ قَالَ فَأَيُّ عِبَادِكَ أعزُّ؟ قَالَ: الَّذِي إِذَا قَدَرَ غَفَرَ قَالَ: فَأَيُّ عِبَادِكَ أَغْنَى؟ قَالَ:

⦗ص: 54⦘

الَّذِي يَرْضَى بِمَا يُؤتى قَالَ: فَأَيُّ عِبَادِكَ أَفْقَرُ؟ قَالَ: صَاحِبٌ مَنْقُوصٌ)

(2)

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَيْسَ الْغِنَى عَنْ ظَهْرٍ إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَلَ غِنَاهُ فِي نَفْسِهِ وتُقاه فِي قَلْبِهِ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بعبدٍ شَرًّا جَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عينيه)

= (6217)[4: 3]

حسن ـ ((الصحيحة)) (3350).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ: ((صَاحِبٌ مَنْقُوصٌ)) يُرِيدُ بِهِ: (مَنْقُوصٌ حَالَتُهُ يَسْتَقِلُّ مَا أُوتِيَ ويَطْلُبُ الفضل)

(1)

الأصل: ((لا يتبع))! والتصحيح من مصادر التخريج ، ومن ((الموارد)) (50/ 86).

(2)

فسَّره المؤلف بما يأتي، لكن وقع في ((تاريخ ابن عساكر)) وغيره:(سقر)، والظاهر أنه محرَّف، وانظر ((الصحيحة)).

ص: 53

ذِكْرُ سُؤَالِ كَلِيمِ اللَّهَ رَبَّهُ أَنْ يُعْلِمَهُ شيئاً يذكره

ص: 54

6185 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حدَّثه عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ عَلِّمني شَيْئًا أَذْكُرُكَ بِهِ وَأَدْعُوكَ بِهِ قَالَ: قُلْ يَا مُوسَى: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ: يَا رَبِّ: كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هَذَا قَالَ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ: إِنَّمَا أُرِيدُ شَيْئًا تخُصُّني بِهِ قَالَ: يَا مُوسَى لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ فِي كِفَّةٍ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ مَالَتْ

⦗ص: 55⦘

بِهِمْ لَا إله إلا الله)

= (6218)[4: 3]

ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (2/ 238 ـ 239).

ص: 54

ذِكْرُ وَصْفِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم تَلْبِيَةَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَرَمْيِهِ الْجِمَارَ فِي حَجَّتِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى نَبِيِّنَا وعليه

ص: 55

6186 -

أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خثيمة حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى وَادِي الْأَزْرَقِ فَقَالَ:

(كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى مُنهبطاً وَلَهُ جُؤَارٌ إِلَى رَبِّهِ بِالتَّلْبِيَةِ) ومرَّ عَلَى ثَنِيَّةٍ فَقَالَ:

(مَا هَذِهِ)؟ قِيلَ: ثنيَّةُ كَذَا وَكَذَا قَالَ:

(كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى يَرْمِي الْجَمْرَةَ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ خِطَامُها مِنْ لِيفٍ وعليه جُبَّةٌ من صوف)

= (6219)[[4: 3]]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2023): م.

ص: 55

ذِكْرُ وَصْفِ حَالَ مُوسَى حِينَ لَقِيَ الْخَضِرَ بَعْدَ فَقْدِ الْحُوتِ

ص: 55

6187 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ ـ مِنْ كِتَابِهِ ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَفِظْتُهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ:

قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا البِكالي يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى عليه السلام

⦗ص: 56⦘

لَيْسَ بِصَاحِبِ الْخَضِرِ إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ؟! قَالَ: كَذَبَ عدوُّ اللَّهِ! أَخْبَرَنَا أُبي بْنِ كَعْبٍ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(قَامَ مُوسَى فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ خَطِيبًا فَقِيلَ لَهُ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ قَالَ: أَنَا قَالَ: فَعَتِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ فَقَالَ: عبدٌ لِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ قَالَ: أَيْ رَبِّ فَكَيْفَ لِي بِهِ؟ قَالَ: تَأْخُذُ حُوتًا فتجعله في مِكتل فحيثما فقدتَ الْحُوتَ فَهُوَ ثَمَّ قَالَ: فَأَخَذَ الْحُوتَ فَجَعَلَهُ فِي الْمِكْتَلِ فَدَفَعَهُ إِلَى فتاهُ فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ فَرَقَدَ مُوسَى فَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ فَخَرَجَ فَوَقَعَ فِي الْبَحْرِ فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَلَيْهِ جَرْيةَ الْمَاءِ فَصَارَ مِثْلَ الطَّاقِ فَكَانَ الْبَحْرُ لِلْحُوتِ سَرَبًا وَلِمُوسَى ولفتاهُ عَجَبًا فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ وَجَدَ مُوسَى النَّصَبَ فَقَالَ: {آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62] قَالَ: وَلَمْ يَجِدِ النصَبَ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أذْكُرَهُ} [الكهف: 63] قَالَ: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فارتدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: 64] فَجَعَلَا يقُصَّان آثَارَهُمَا حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى عَلَيْهِ بِثَوْبٍ فسلَّم فَقَالَ: وأنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمِ مِنْ علمِ اللَّهِ ـ علَّمنيهِ اللَّهُ ـ لَا تعلمُهُ وَأَنْتَ عَلَى علمٍ مِنْ علمِ اللَّهِ ـ علَّمكهُ ـ لَا أَعْلَمُهُ قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أتَّبِعَك عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشداً ، {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبراً * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ

⦗ص: 57⦘

اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا * قَالَ فَإِنِ اتَّبعتني فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف: 67 ـ 70] قَالَ: فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ فمرَّت بِهِ سَفِينَةٌ فَعَرَفُوا الْخَضِرَ فَحَمَلُوهُ بِغَيْرِ نَوْلٍ قَالَ: فَلَمْ يَفْجَأ مُوسَى إِلَّا وَهُوَ يُنْزِلُ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ فَقَالَ لَهُ مُوسَى: مَا صَنَعْتَ؟ قومٌ حَمَلُوكَ بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جئتَ شَيْئًا إِمْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ولا تُرهقني من أمري عُسراً} قَالَ: فَكَانَتِ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا

قَالَ: وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فنقرَ بِمِنْقَارِهِ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ الْخَضِرُ لِمُوسَى: مَا نَقَصَ عِلْمي وعِلْمُكَ مِنْ علمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلَ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ قَالَ: ومَرُّوا عَلَى غِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ فَقَالَ الْخَضِرُ لِغُلَامٍ مِنْهُمْ بِيَدِهِ هَكَذَا فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى: {أقتلتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكراً * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذراً} [الكهف: 74 ـ 76] قَالَ: فَأَتَيَا {أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضيِّفوهما فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف: 77] فَقَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ هَكَذَا {فَأَقَامَهُ} [الكهف: 77] فَقَالَ لَهُ مُوسَى: اسْتَطْعَمْنَاهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُطعمونا وَاسْتَضَفْنَاهُمْ فأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُونا عَمَدْتَ إِلَى حَائِطِهِمْ فَأَقَمْتَهُ {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ سأُنبئك بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: 77 ـ 78] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

وَدِدنا أَنْ مُوسَى كَانَ صبرَ حَتَّى يَقُصَّ عَلَيْنَا مِنْ أمرِهِمْ)

⦗ص: 58⦘

وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: وأمَّا الْغُلَامُ كَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ وَيَقْرَأُ: وَكَانَ أمامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صالحةٍ غَصْباً

= (6220)[4: 3]

صحيح: ق.

ص: 55

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْغُلَامَ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ لَمْ يَكُنْ بِمُسْلِمٍ

ص: 58

6188 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَقَبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبي قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ الْغُلَامَ الَّذِي قتله الخَضِرُ طُبِعَ ـ يومَ طُبِعَ كافراً)

= (6221)[4: 3]

صحيح ـ ((الترمذي)) (3371): م.

ص: 58

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ سُمِّيَ الخَضِرُ خَضِراً

ص: 58

6189 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(1)

أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 59⦘

(إِنَّمَا سُمِّيَ الخَضِرُ خَضِراً لِأَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ تَحْتَهُ خضراء)

= (6222)[4: 3]

صحيح: ق.

(1)

وعنه: أحمد (2/ 318) ، والترمذي (3150) ـ وصحَّحه ـ.

وتابعه ابن المبارك: عند أحمد (2/ 312) ، والبخاري (3402) ، والطيالسيِّ (2548).

وقد تفرَّد به البخاري دون مسلم؛ كما صرَّح بذلك الحافظ ابن كثير في ((التاريخ)) (1/ 327) ، وأشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في تعليقه على ((الموارد)) (2092).

وعزاه المزيُّ في ((التحفة)) للبخاري فقط والترمذي ، والخطيب التبريزيُّ في ((المشكاة)) (5712) للبخاري وحده ، وزاد السيوطي في ((جامعه)) (مسلماً)! مِن أوهامه ، وكنت اغتررتُ به برهة مِن الدهر؛ فاقتضى التنبيه! وللحديث شاهد عن ابن عباس عند الطبراني (12/ 209) ، وابن عساكر (5/ 631).

ص: 58

ذِكْرُ خَبَرٍ شنَّع بِهِ عَلَى مُنْتَحِلِي سُنَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَنْ حُرم التَّوْفِيقَ لِإِدْرَاكِ مَعْنَاهُ

ص: 59

6190 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى لِيَقْبِضَ رُوحَهُ فَلَطَمَهُ مُوسَى فَفَقَأَ عَيْنَهُ قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: يَا ربِّ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عبدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ؟ قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ: إِنْ شِئْتَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَكَ بِكُلِّ مَا غطَّتْ يَدُكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ: فَالْآنَ يَا رَبِّ قَالَ: فَسَأَلَ اللَّهُ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الْأَرْضِ المقدَّسة رَمْيَةَ حَجَرٍ) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَوْ كنتُ ثَمَّةَ لأَرَيْتُكم مَوْضِعَ قَبْرِهِ إِلَى جَانِبِ الطُّورِ تَحْتَ الْكَثِيبِ

⦗ص: 60⦘

الْأَحْمَرِ)

قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَن سَمِعَ الْحَسَنَ يحدِث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ..... مثله.

= (6223)[4: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (1/ 266 ـ 267)، ((الصحيحة)) (3279): ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: إِنَّ اللَّهَ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ بعث رسول اله صلى الله عليه وسلم مُعَلِّماً لِخَلْقِهِ فَأَنْزَلَهُ مَوْضِعَ الْإِبَانَةِ عَنْ مُرَادِهِ فبلَّغ صلى الله عليه وسلم رِسَالَتَهُ وَبَيَّنَ عَنْ آيَاتِهِ بِأَلْفَاظٍ مُجْمَلَةٍ ومفسَّرة عَقَلَهَا عَنْهُ أَصْحَابُهُ أَوْ بَعْضُهُمْ وَهَذَا الْخَبَرُ مِنَ الْأخْبَارِ الَّتِي يُدْرِكُ مَعْنَاهُ مَنْ لَمْ يُحْرَمِ التَّوْفِيقَ لِإِصَابَةِ الْحَقِّ

وَذَاكَ أَنَّ اللَّهَ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ أَرْسَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى رِسَالَةَ ابْتِلَاءٍ وَاخْتِبَارٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ: أجِبْ رَبَّكَ أَمْرَ اخْتِبَارٍ وَابْتِلَاءٍ لَا أَمْرًا يُرِيدُ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ إِمْضَاءَهْ كَمَا أَمَرَ خَلِيلَهُ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ ـ بِذِبْحِ ابْنِهِ أَمْرَ اخْتِبَارٍ وَابْتِلَاءٍ دُونَ الْأَمْرِ الَّذِي أَرَادَ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ إِمْضَاءَهُ فَلَمَّا عَزَمَ عَلَى ذَبْحِ ابْنِهِ وتَلَّهُ لِلْجَبِينِ فَدَاهُ بالذِّبح الْعَظِيمِ

وَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ الْمَلَائِكَةَ إِلَى رُسُله فِي صُوَرٍ لَا يعرفُونها كَدُخُولِ الْمَلَائِكَةِ عَلَى رَسُولِهِ إِبْرَاهِيمَ وَلَمْ يَعْرِفْهُمْ حَتَّى أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً وَكَمَجِيءِ جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسُؤَالِهِ إِيَّاهُ عَنِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حَتَّى وَلَّى

فَكَانَ مَجِيءُ مَلَكِ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى ـ عَلَى غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي كَانَ يَعْرِفُهُ مُوسَى عليه السلام عَلَيْهَا ـ وَكَانَ مُوسَى غَيُورًا فَرَأَى فِي دَارِهِ رجُلاً لَمْ يعرِفْهُ فَشَالَ يَدَهُ فَلَطَمَهُ فَأَتَتْ لَطْمَتُهُ عَلَى فَقْءِ عَيْنِهِ الَّتِي فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَتَصَّورُ بِهَا لَا الصُّورَةِ الَّتِي

⦗ص: 61⦘

خَلْقَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا وَلَمَّا كَانَ الْمُصَرَّحُ عَنْ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم فِي خَبَرِ ابْنِ عَبَّاسٍ حَيْثُ قَالَ: (أمَّني جِبْرِيلُ عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ .... ) فَذَكَرَ الْخَبَرَ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: (هَذَا وَقْتُكَ وَوَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَكَ): كَانَ فِي هَذَا الْخَبَرِ الْبَيَانُ الْوَاضِحُ أَنَّ بَعْضَ شَرَائِعِنَا قَدْ تَتَّفِقُ بِبَعْضِ شَرَائِعِ مَن قَبْلَنَا مِنَ الْأُمَمِ وَلَمَّا كَانَ مِنْ شَرِيعَتِنَا أَنَّ مَنْ فَقَأَ عَيْنَ الدَّاخِلِ دَارَهُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ أَوِ الناظر إلى بيته بغير أمره ـ من غير جُناح عَلَى فاعِلِهِ وَلَا حَرَجٍ عَلَى مُرْتَكِبِه لِلْأَخْبَارِ الجَمَّةِ الْوَارِدَةِ فِيهِ الَّتِي أَمْلَيْنَاهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كُتُبِنَا ـ: كَانَ جَائِزًا اتِّفَاقُ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ بِشَرِيعَةِ مُوسَى بِإِسْقَاطِ الْحَرَجِ عَمَّنْ فَقَأَ عَيْنَ الدَّاخِلِ دَارَهُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَكَانَ اسْتِعْمَالُ مُوسَى هَذَا الْفِعْلِ مُبَاحًا لَهُ وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ فِي فِعْلِهِ

فَلَمَّا رَجَعَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى رَبِّهِ وَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْ مُوسَى فِيهِ أَمَرَهُ ثَانِيًا ـ بِأَمْرِ آخَرَ ـ أمرَ اختبارٍ وَابْتِلَاءٍ كَمَا ذَكَرْنَا قبلُ ، إِذْ قَالَ اللَّهُ لَهُ: قُلْ لَهُ: إِنْ شِئْتَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَكَ بِكُلِّ مَا غطَّت يَدُكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ فَلَمَّا عَلِمَ مُوسَى كَلِيمُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ ـ أَنَّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَأَنَّهُ جَاءَهُ بِالرِّسَالَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ طَابَتْ نَفْسُهُ بِالْمَوْتِ وَلَمْ يَسْتَمْهِل وَقَالَ: فَالْآنَ

فَلَوْ كَانَتِ الْمَرَّةُ الْأُولَى عَرَفَهُ مُوسَى أَنَّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لَاسْتَعْمَلَ مَا اسْتَعْمَلَ فِي الْمَرَّةِ الْأُخْرَى عِنْدَ تيقُّنه وَعِلْمِهِ بِهِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ حَمَّالة الْحَطَبِ ورُعَاةُ اللَّيْلِ يَجْمَعُونَ مَا لَا يَنْتَفِعُون بِهِ وَيَرْوُونَ مَا لَا يُؤجرون عَلَيْهِ وَيَقُولُونَ بِمَا يُبطِلُه الْإِسْلَامُ جَهْلًا مِنْهُ لِمَعَانِي الْأَخْبَارِ وَتَرْكَ التَّفَقُّهِ فِي الْآثَارِ مُعْتَمِدًا مِنْهُ عَلَى رَأْيِهِ الْمَنْكُوسِ وَقِيَاسِهِ الْمَعْكُوسِ

ص: 59

ذِكْرُ لَفْظَةٍ تُوهِمُ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّ التَّأْوِيلَ الَّذِي تَأَوَّلْنَاهُ لِهَذَا الْخَبَرِ مَدْخُولٌ

ص: 62

6191 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى لِيَقْبِضَ رُوحَهُ فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ فَلَطَمَ مُوسَى عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَ عَيْنَهُ فَرَجَعَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: يَا رَبِّ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي فردَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ ـ وارَتْ يَدُكَ ـ سَنَةً قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: الْمَوْتُ قَالَ: فَالْآنَ مِنْ قَرِيبٍ ثُمَّ قَالَ: رَبِّ أدْنِنِي مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لو أَنِّي عِنْدَهُ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ عند الكثيب الأحمر)

= (6224)[[4: 3]]

صحيح ـ ((الظلال)) ـ أيضاً ـ ((الصحيحة)): ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذِهِ اللَّفْظَةُ (أَجِبْ رَبَّكَ) قَدْ تُوهِمُ مَنْ لَمْ يَتَبَحَّرْ فِي الْعِلْمِ أَنَّ التَّأْوِيلَ الَّذِي قُلْنَاهُ لِلْخَبَرِ مَدْخُولٌ وَذَلِكَ فِي قَوْلِ مَلَكِ الْمَوْتِ لِمُوسَى: (أَجِبْ رَبَّكَ) بَيَانٌ أَنَّهُ عَرَفَهُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ لِأَنَّ مُوسَى عليه السلام لَمَّا شَالَ يَدَهُ وَلَطَمَهُ قَالَ لَهُ: (أَجِبْ رَبَّكَ) تَوَهَّمَ مُوسَى أَنَّهُ يَتَعَوَّذُ بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ دُونَ أَنْ يَكُونَ رَسُولَ اللَّهِ إِلَيْهِ فَكَانَ قَوْلُهُ: (أَجِبْ رَبَّكَ) الْكَشْفَ عَنْ قَصْدِ الْبِدَايَةِ فِي نَفْسِ الِابْتِلَاءِ وَالِاخْتِبَارِ الَّذِي أريد منه

ص: 62

ذِكْرُ تَخْفِيفِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا قِرَاءَةَ الزَّبُورِ عَلَى دَاوُدَ نَبِيِّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ

ص: 63

6192 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ الْقِرَاءَةُ فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ أَنْ تُسْرَجَ فَيَفْرُغُ مِنْ قِرَاءَةِ الزَّبُورِ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دابَّتُهُ)

= (6225)[4: 3]

صحيح: خ.

ص: 63

ذِكْرُ نَفْيِ الْفِرَارِ عِنْدَ الْمُلَاقَاةِ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

ص: 63

6193 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ لَكَ الْعَيْنُ ونَقِهَتْ لَكَ النَّفْسُ لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ! صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ إِنَّ دَاوُدَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا ويُفْطِرُ يوماً ولا يفِرُّ إذا لاقى)

= (6226)[4: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3990): ق.

ص: 63

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْهُ كَانَ يتقوَّت دَاوُدُ عليه السلام

ص: 64

6194 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

(كان دَاوُدُ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ)

= (6227)[4: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3527): ق.

ص: 64

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بَيْنَ إِسْمَاعِيلَ وَدَاوُدَ أَلْفُ سَنَةٍ

ص: 64

6195 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟ فَقَالَ:

(الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ أيُّ؟ قَالَ:

(الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى) قُلْتُ: فَكَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ:

(أَرْبَعُونَ سَنَةً ثم حيثما أدركَتْكَ الصلاة فصلِّ فهو لك مسجد)

= (6228)[39: 4]

صحيح ـ مضى (1596).

ص: 64

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَيُّوبَ ـ عِنْدَ اغْتِسَالِهِ ـ أُمْطِرَ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ

ص: 64

6196 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنَا عَبْدُ

⦗ص: 65⦘

الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرياناً أُمْطِرَ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ فَنَادَاهُ ربُّهُ: يَا أَيُّوبُ أَلَمْ أُغنك عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ لَا غِنَى لي عن رحمتك)

= (6229)[4: 3]

صحيح: خ.

ص: 64

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ هَمَّامِ بْنِ منبه الذي ذكرناه

ص: 65

6197 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أُمْطِرَ عَلَى أَيُّوبَ فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ فَجَعَلَ يَأْخُذُهُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: بَلَى يَا رَبِّ ولكن لا غنى لي عن فضلك)

= (6230)[4: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 65

ذِكْرُ وَصْفِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ حَيْثُ أُري صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ

ص: 65

6198 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(رَأَيْتُنِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاء مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ راءٍ مِنَ اللَّمَمِ قَدْ رجَّلَها فَهِيَ تَقْطُرُ

⦗ص: 66⦘

مَاءً مُتكئاُ عَلَى رَجُلَيْنِ ـ أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ ـ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ثُمَّ إِذَا أَنَا برَجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أَعْوَرَ الْعَيْنِ الْيَمِينِ كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ فَسَأَلْتُ: مَنْ هذا؟ فقالوا: المسيح الدجال)

= (6231)[4: 3]

صحيح: خ (5902)، م (1/ 107).

ص: 65

ذِكْرُ تَشْبِيهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ بِعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ

ص: 66

6199 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يزيد ابن مَوْهَبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(عُرِضَ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ فَإِذَا مُوسَى عليه السلام ضربٌ مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءةَ وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عليه السلام فَإِذَا أَقْرَبُ النَّاسِ وأشدُّهُ شَبَهاً: عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَرَأَيْتُ أَقْرَبَ النَّاسِ به شَبَهًا صاحبَكُمْ ـ يَعْنِي: نفسَهُ ـ وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ فَإِذَا أَقْرَبُ النَّاسِ وَأَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ شَبَهاً دِحيةُ)

= (6232)[4: 3]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (11): م.

ص: 66

6200 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ زَيْدًا حدَّثه أَنَّ أَبَا سَلَّامٍ حدَّثه أَنَّ الْحَارِثَ الْأَشْعَرِيَّ حدَّثه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ اللَّهَ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ يَعْمَلُ

⦗ص: 67⦘

بِهِنَّ وَيَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلِ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ وَإِنَّ عِيسَى قَالَ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ تَعْمَلُ بِهِنَّ وَتَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ فَإِمَّا أَنْ تأمرَهُمْ وَإِمَّا أَنْ آمُرَهُمْ قَالَ: فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى امْتَلَأَتْ وَجَلَسُوا عَلَى الشُّرُفات فَوَعَظَهُمْ وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَعْمَلُ بِهِنَّ وَآمُرُكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ:

أَوَّلُهُنَّ: أَنْ تعبُدوا اللَّهَ وَلَا تُشركوا بِهِ شَيْئًا ومَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا بِخَالِصِ مَالِهِ ـ بذهبٍ أَوْ وَرِقٍ ـ وَقَالَ لَهُ: هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي فَجَعَلَ الْعَبْدُ يَعْمَلُ ويؤدِّي إِلَى غَيْرِ سيِّدهِ فَأَيُّكُمْ يسرُّهُ أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ هَكَذَا وَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَاعْبُدُوهُ وَلَا تُشركوا بِهِ شَيْئًا

وآمُرُكم بِالصَّلَاةِ فَإِذَا صلَّيتم فَلَا تَلْتَفِتُوا فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَمْ يَلْتَفِتِ اسْتَقْبَلَهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ بِوَجْهِهِ.

وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ وَإِنَّمَا مَثَلُ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ وَعِنْدَهُ عِصَابَةٌ يَسُرُّه أَنْ يَجِدُوا رِيحَهَا فَإِنَّ الصِّيَامَ عِنْدَ اللَّهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ

وآمرُكُم بِالصَّدَقَةِ وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أسرَهُ الْعَدُو فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ وَأَرَادُوا أَنْ يَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْدِيَ نَفْسِي فَجَعَلَ يُعْطِيهمُ الْقَلِيلَ وَالْكَثِيرَ لِيَفُكَّ نَفْسَهُ مِنْهُمْ

وآمُرُكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ طلبَهُ الْعَدُوُّ سِراعاً فِي أَثَرِهِ فَأَتَى عَلَى حُصَيْنٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ فِيهِ فَكَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يُحرز نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 68⦘

(وَأَنَا آمرُكُم بخمسٍ ـ أَمَرَنِي اللَّهُ بِهَا ـ: بِالْجَمَاعَةِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رَبَقَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ ـ إِلَّا أَنْ يُراجع ـ وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مِن جُثَا جَهَنَّمَ) قَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى؟ قَالَ:

(وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى فادْعُوا بِدَعْوَى اللَّهِ الَّذِي سمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ)

= (6233)[56: 1]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/ 189 ـ 190)، ((المشكاة)) (3694).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الأمرُ بِالْجَمَاعَةِ بِلَفْظِ الْعُمُومِ وَالْمُرَادُ مِنْهُ الْخَاصُّ لِأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ إِجْمَاعُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لزم ما كانوا عليه وشذَّ عمَّن بَعْدَهُمْ لَمْ يَكُنْ بشاقٍّ لِلْجَمَاعَةِ وَلَا مُفَارِقٍ لَهَا وَمَنْ شذَّ عَنْهُمْ وتَبِعَ مَنْ بَعْدَهم كا شَاقًّا لِلْجَمَاعَةِ وَالْجَمَاعَةُ بَعْدَ الصَّحَابَةِ هُمْ أَقْوَامٌ اجْتَمَعَ فِيهِمُ الدِّينُ وَالْعَقْلُ وَالْعِلْمُ ولزِمُوا تَرْكَ الْهَوَى فِيمَا هُمْ فِيهِ وَإِنْ قلَّت أَعْدَادُهُمْ لَا أَوْبَاشُ النَّاسِ ورَعاعهم ـ وَإِنْ كَثُروا ـ.

وَالْحَارِثُ الْأَشْعَرِيُّ ـ هَذَا ـ: هُوَ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ ، اسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ مَالِكٍ ، مِنْ سَاكِنِي الشَّامِ

ص: 66

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَوْلَادَ آدَمَ يمسُّهُمُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ وِلَادَتِهِمْ إِلَّا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ الله عليهما

ص: 68

6201 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا يُونُسَ ـ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ـ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ

⦗ص: 69⦘

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(كُلُّ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ يَوْمَ ولدتْهُ أُمُّهُ إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا عِيسَى عليهما السلام

= (6234)[4: 3]

صحيح: م (7/ 96).

ص: 68

ذِكْرُ عَلَامَةِ مسِّ الشَّيْطَانِ الْمَوْلُودَ عِنْدَ وِلَادَتِهِ

ص: 69

6202 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا مِنْ مَوْلُودٍ يَولَدُ إِلَّا يمسُّهُ الشَّيْطَانُ فيستهِلُّ صَارِخًا إِلَّا مريم ابنة عمران وابنها إن شئتم اقرأوا: {إِنِّي أُعِيُذها بِكَ وذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36]

= (6235)[4: 3]

صحيح: خ (4548)، م (7/ 96).

ص: 69

ذِكْرُ المُدَّة الَّتِي بَقِيَتْ فِيهَا أمَّةُ عِيسَى عَلَى هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 69

6203 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِي الدرداء قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم:

(لَقَدْ قَبَضَ اللَّهُ دَاوُدَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ فَمَا فُتِنُوا وَلَا بدَّلوا وَلَقَدْ مَكَثَ أَصْحَابُ الْمَسِيحِ عَلَى سُنَّتهِ وهديه مئتي سنة)

⦗ص: 70⦘

= (6236)[4: 3]

ضعيف منكر ـ ((الضعيفة)) (5766).

ص: 69

ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ التَّخْيِيرِ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى سبيل المفاخرة

ص: 70

6204 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تُخَيِّروا بين الأنبياء)

= (6237)[24: 2]

صحيح ـ ((تخريج الطحاوية)) (108 و 405)، ((مختصر العلو)) (62): ق.

ص: 70

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ هَذَا الزَّجْرَ زَجْرُ نَدْبٍ لَا حَتْمٍ

ص: 70

6205 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ متى)

= (6238)[24: 2]

صحيح ـ ((الطحاوية)) (رقم 162).

ص: 70

ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل

ص: 70

6206 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 71⦘

(لَا تُطْرُوني كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا: عَبْدُ الله ورسوله)

= (6239)[24: 2]

صحيح ـ ((غاية المرام)) (123).

ص: 70

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا تَأَوَّلْنَا خَبَرَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ بِأَنَّ هَذَا الْفِعْلَ إِنَّمَا زُجِرَ عَنْهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ عَلَى التَّفَاخُرِ لَا عَلَى التَّدَايُنِ

ص: 71

6207 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا خَيْرَنا وابنَ خَيْرِنَا وَيَا سيِّدَنا وَابْنَ سَيِّدِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلَا يَسْتَفِزَّنَّكُمْ الشَّيْطَانُ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ)

= (6240)[24: 2]

صحيح ـ ((غاية المرام)) (99/ 127).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَضْمَرَ فِيهِ لِأَنَّ الْقَائِلَ قَالَ: وَيَا ابْنَ سَيِّدِنَا! فَتَفَاخَرَ بِالْآبَاءِ الْكُفَّارِ

ص: 71

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالَمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ أَنَسٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 71

6208 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى السِّخْتِيَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

⦗ص: 72⦘

قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خيرٌ مِنْ يُونُسَ بن متى) ـ نَسَبَهُ إلى أَبِيِهِ ـ.

= (6241)[24: 2]

صحيح ـ ((الطحاوية)) (111): ق.

ص: 71

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرَّحِ بِأَنَّ هَذَا الْقَوْلَ إِنَّمَا زُجِرَ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ التَّفَاخُرِ كَمَا ذَكَرْنَا قبل

ص: 72

6209 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إن اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدم ـ ولا فخر ـ وأول من تنشقُّ عنه الأرض وأولُ شافعٍ وأول مُشَفَّعٍ)

= (6242)[24: 2]

صحيح ـ ((فقه السيرة)) (56)، ((الصحيحة)) (302).

ص: 72

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّهُ مَا صُدِّقَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أَحَدٌ مَا صُدِّق الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 72

6210 -

أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 73⦘

(مَا صُدِّقَ نبيٌّ مَا صُدِّقْتُ إِنَّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُ مِنْ أمته إلا رجل واحد)

= (6243)[5: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (397): م.

ص: 72

ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي سُرَّ فِيهِ جُمْلَةٌ مِنَ الأنبياء بالحجاز

ص: 73

6211 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ:

عَدَلَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ـ وَأَنَا نَازِلٌ تَحْتَ سَرْحَةٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ ـ فَقَالَ: مَا أَنْزَلَكَ تَحْتَ هَذِهِ السَّرْحَةِ؟ فَقُلْتُ: أرَدْتُ ظِلَّها فَقَالَ: هَلْ غَيْرُ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: لَا مَا أَنْزَلَنِي غَيْرُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِذَا كُنْتَ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ مِنْ مِنًى ـ وَنَفَخَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ ـ فَإِنَّ هُنَاكَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ السُّرَرُ ـ ، بِهِ شَجَرَةٌ سُرَّ تَحْتَهَا سبعون نبياً)

= (6244)[5: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (2701).

ص: 73

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ هَلَكَ مَن كَانَ قَبْلَنَا مِنَ الْأُمَمِ

ص: 73

6212 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:

⦗ص: 74⦘

(إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤالهم واختلافِهِم عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أُحَدِّثكُمْ بِهِ) فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيُّ فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(أبوكَ حُذافة) فرجعَ إِلَى أُمِّهِ فقالتْ لَهُ أمُّهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ إِنَّا كُنَّا أهلَ جاهليةٍ وأعمالٍ قبيحةٍ! فَقَالَ: مَا كنتُ لأدَعَ حَتَّى أَعْرِفَ مَنْ كَانَ أَبِي مِنَ النَّاسِ؟! قَالَ: وَكَانَ فِيهِ دُعَابَةٌ.

= (6245)[6: 3]

صحيح ـ مضى نحوه من حديث أنس (106).

ص: 73

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ هُمُ الَّذِينَ ضَلُّوا وغَضِبَ عَلَيْهِمْ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُمَا

ص: 74

6213 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ حُبَيْشٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(الْمَغْضُوبُ عليهم: اليهود والضَّالُّون: النصارى)

= (6246)[66: 3]

صحيح ـ ((تخريج الطحاوية)) (594)، ((الصحيحة)) (3263)، وهو الطرف الأخير من حديثه الآتي (7162).

ص: 74

ذِكْرُ افْتِرَاقِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِرَِقاً مُخْتَلِفَةً

ص: 74

6214 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ النَّقَّالُ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ

⦗ص: 75⦘

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فرقة)

= (6247)[6: 3]

حسن صحيح.

ص: 74

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ سَفَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ دِمَاءَهُمْ وقَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ

ص: 75

6215 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِيَّاكُمْ والظُّلْم فَإِنَّ الظُّلْمَ هُوَ الظُّلُمَاتُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَاحِشَ والمُتَفَحِّشَ وَإِيَّاكُمْ والشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ قَدْ دَعَا مَن كَانَ قَبْلَكُمْ فَسَفَكُوا دِمَاءَهُم وقَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ واستحلُّوا محارمهم)

= (6248)[6: 3]

حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (3/ 144).

ص: 75

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمُ الأنبياء

ص: 75

6216 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بِبَيْرُوتَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَبِي حدثنا محمد بن حجادة عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا مَاتَ نبيٌّ قَامَ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ) قَالُوا: فَمَا يَكُونُ بَعْدَكَ؟ قَالَ:

⦗ص: 76⦘

(أمراءُ ـ ويَكْثُرُونَ ـ) قَالُوا: مَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(أَوْفُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ وأدُّوا إِلَيْهِمُ الَّذِي لَهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سائِلُهُم عن الذي لكم)

= (6249)[6: 3]

صحيح ـ مضى (4538).

ص: 75

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يُسَمُّون فِي زَمَانِهِمْ بِأَسْمَاءِ الصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ

ص: 76

6217 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ:

بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى نَجْرَانَ فَقَالَ لِي أَهْلُ نجران: ألستم تقرأون هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أُخت هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28] وَقَدْ عَرَفْتُمْ مَا بَيْنَ مُوسَى وَعِيسَى؟ فَلَمْ أدْرِ مَا أردُّ عَلَيْهِمْ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ؟ فَقَالَ لِي:

(أَفَلَا أخبرتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ؟ )

= (6250)[6: 3]

حسن ـ ((مختصر تحفة المودود)).

ص: 76

ذِكْرُ مَا أُمِرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِاسْتَعْمَالِهِ عِنْدَ دخولهم الأبواب

ص: 77

6218 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ

(1)

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لكم خطاياكم} [البقرة: 58] فبدَّلوا فَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُون عَلَى أسَتاهِهِمْ وَقَالُوا: حبَّةٌ في شَعْرَةٍ)

= (6251)[6: 3]

صحيح: ق.

(1)

هو محمد بن المتوكِّل بن أبي السري العسقلاني، وهو ضعيف لكثرة أوهامه.

لكن تابعه أحمد في ((مسنده)) (2/ 318)، وإسحاق بن نصر: عند البخاري (3403 و 4641)، وغيره: عند مسلم (8/ 237 ـ 238)، والترمذي (2959) ـ وصحَّحه ـ.

وتابع عبد الرزاق: ابن المبارك: عند البخاري (4479).

وعزاه السيوطي في ((الجامع)) لأبي داود ـ أيضاً ـ! ولم أجده في ((سننه))!.

ص: 77

ذِكْرُ تَحْرِيمِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا أَكْلَ الشُّحُومَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ

ص: 77

6219 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَالسِّخْتِيَانِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عمر عن عُمَرَ قَالَ:

قَاتَلَ اللَّهُ فُلَانًا يَبِيعُ الْخَمْرَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 78⦘

(حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ أن يأكلوها ثم باعُوها)

= (6252)[6: 3]

صحيح ـ انظر ما بعده.

ص: 77

ذِكْرُ لَعْنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْيَهُودَ بِاسْتِعْمَالِهِمْ هَذَا الْفِعْلَ

ص: 78

6220 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ وَالْقَوَارِيرِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عن طاوس عن ابن عَبَّاسٍ قَالَ:

بَاعَ سَمُرَةُ خَمْرًا فَقَالَ عُمَرُ: قاتلَ اللَّهُ سَمُرَةَ! أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ حُرِّمت عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَجَمَلُوهَا فَبَاعُوهَا)؟

= (6253)[6: 3]

صحيح: ق.

ص: 78

ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يُحَدِّثَ عَنْ بَنِي إسرائيل وأخبارهم

ص: 78

6221 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(حدِّثوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حرج وحدِّثوا عني ولا تَكْذِبُوا عليَّ)

= (6254)[6: 4]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (2926).

ص: 78

6222 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ عَنْ أَبِي حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ:

⦗ص: 79⦘

لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُنَا الْيَوْمَ وَاللَّيْلَةَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، مَا يَقُومُ إِلَّا لِحَاجَةٍ

(1)

.

مَا رَوَاهُ بصريٌّ عَنْ قَتَادَةَ

= (6255)[6: 3]

صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

رجاله ثقات كلهم؛ إلا أن ابن أبي هلال ـ وهو مصري ـ قد اختلط.

لكنه تُوبع مِن مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ

به.

أخرجه أبو داود (3663)، وأحمد (4/ 437).

وهذا إسناد صحيح، وهشام: هو ابن أبي عبد الله، أبو بكر البصري الدَّسْتُوَائِيُّ؛ ففيه ردٌّ لقول المؤلف:((ما رواه بصري عن قتادة)).

رواه بصري آخر ـ وهو أبو هلال الراسبي ـ، قال: أنا قتادة

به.

أخرجه أحمد (4/ 444)، والطبراني (18/ 207/510)، وهذا سندٌ حسن.

ص: 78

6223 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وحَدِّثوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ ومَنْ كَذَبض عليَّ مُتَعَمِّداً فليتبوأ مقعده من النار)

= (6256)[10: 1]

صحيح.

⦗ص: 80⦘

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) أمرٌ قَصَدَ بِهِ الصَّحَابَةَ وَيَدْخُلُ فِي جُمْلَةِ هَذَا الْخَطَّابِ مَنْ كَانَ بِوَصْفِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فِي تَبْلِيغِ مَنْ بَعْدَهُمْ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فَرْضٌ عَلَى الْكِفَايَةِ إِذَا قَامَ الْبَعْضُ بِتَبْلِيغِهِ سَقَطَ عَنِ الْآخَرِينَ فَرْضُهُ وَإِنَّمَا يَلْزَمُ فَرْضِيَّتُهُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُ مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهِ وَأَنَّهُ مَتَى امْتَنَعَ عَنْ بثِّه خَانَ الْمُسْلِمِينَ فَحِينَئِذٍ يَلْزَمُهُ فَرْضُهُ

وفيه دليل على أَنَّ السُّنَّةَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لَهَا: الْآيُ إِذْ لَوْ كَانَ الْخَطَّابُ عَلَى الْكِتَابِ نَفْسِهِ دُونَ السُّنَنِ لَاسْتَحَالَ لِاشْتِمَالِهِمَا ـ مَعًا ـ عَلَى الْمَعْنَى الْوَاحِدِ

وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (وحدِّثوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ) أمرُ إباحةٍ لِهَذَا الْفِعْلِ مِنْ غَيْرِ ارْتِكَابِ إِثْمٍ يَسْتَعْمِلُهُ يُرِيدُ بِهِ: حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ غَيْرِ حَرَجٍ يَلْزَمُكُمْ فِيهِ

وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا) لَفْظَةٌ خُوطِبَ بِهَا الصَّحَابَةُ وَالْمُرَادُ مِنْهُ غَيْرُهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا هُمْ إِذِ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ نزَّه أَقْدَارَ الصَّحَابَةِ عَنْ أَنْ يُتَوَهَّمَ عَلَيْهِمُ الْكَذِبُ وَإِنَّمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا لِأَنْ يَعْتَبِرَ مَن بَعْدَهُمْ فَيَعُوا السُّنَنَ وَيَرْوُوهَا عَلَى سُنَنِها حذرَ إِيجَابِ النَّارِ لِلْكَاذِبِ عَلَيْهِ صَلَّى الله عليه وسلم

ص: 79

ذكر الخبر الدَّالِّ عَلَى صِحَّةِ مَا تَأَوَّلْنَا قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (حدِّثوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ولا حرج)

ص: 80

6224 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ نَمْلَةَ بْنَ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا نَمْلَةَ أَخْبَرَهُ:

أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: هَلْ تكلَّمُ هَذِهِ الْجِنَازَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 81⦘

(اللَّهُ أَعْلَمُ) فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ما حدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقوهم وَلَا تُكَذِّبُوهُم وَقَالُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُم وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهم) وَقَالَ:

(قاتلَ اللَّهُ اليهودَ! لَقَدْ أُوتُوا علماً)

= (6257)[10: 1]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2800).

ص: 80

ذِكْرُ الْأُمَّةِ الَّتِي فُقدت فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي لَا يُدرى مَا فَعَلَتْ؟

ص: 81

6225 -

أَخْبَرَنَا شَبَابُ بْنُ صَالِحٍ بِوَاسِطَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

أَنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فُقِدَتْ لَا يُدرَى مَا فَعَلَتْ؟ وَلَا أُراها إِلَّا الْفَأْرَ أَلَا تَرَاهَا إِذَا وَجَدْتَ أَلْبَانَ الْإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْهُ وَإِذَا وَجَدْتَ ألبان الغنم شَرِبَتْهُ)؟

= (6258)[6: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3068).

ص: 81

ذِكْرُ الْإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يتحدَّث بِأَسْبَابِ الْجَاهِلِيَّةِ وأيامها

ص: 81

6226 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:

⦗ص: 82⦘

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلاَّه حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَكَانُوا يَجْلِسُونَ فَيَتَحَدَّثُون وَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُون ويَتَبَسَّمُ صلى الله عليه وسلم

= (6259)[50: 4]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1171).

ص: 81

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَوَّلِ مَنْ سَيَّبَ السَوائب في الجاهلية

ص: 82

6227 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُفْيَانَ النَّسَائِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ سيَّب السَّوَائِبَ)

قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: السَّائبة: الَّتِي كَانَتْ تُسيَّبُ فَلَا يُحمَلُ عَلَيْهَا شَيْءٌ

والبَحِيرةُ: الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّها لِلطَّوَاغِيتِ فَلَا يَحْتَلِبُهَا أَحَدٌ

وَالْوَصِيلَةُ: النَّاقَةُ البِكْرُ تُبَكِّرُ فِي أَوَّلِ نِتَاجِ الْإِبِلِ بِأُنْثَى ثُمَّ تُثنِّي بأُنثى فكانوا يُسَيِّبونها للطواغيب ويَدْعُونَها الْوَصِيلَةَ أَنْ وَصَلَتْ إِحْدَهُمَا بِالْأُخْرَى

والحامُ: فَحْلُ الْإِبِلِ يَضْرِبُ الْعَشْرَ مِنَ الْإِبِلِ فَإِذَا قَضَى ضِرَابه جَدَعوه لِلطَّوَاغِيتِ وأَعْفَوْهُ مِنَ الحَمْلِ فلم يحمِلُوا عليه شيئاً وسمَّوه الحَامَ

= (6260)[6: 3]

⦗ص: 83⦘

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1677): ق.

ص: 82

ذِكْرُ إِبَاحَةِ تَرْكِ القَصَصِ وَلَا سيَّما مَنْ لَا يُحْسِنُ الْعِلْمَ

ص: 83

6228 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عن ابن عُمَرَ قَالَ:

لَمْ يُقَصَّ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا أَبِي بَكْرٍ وَلَا عُمَرَ وَلَا عُثْمَانَ إِنَّمَا كَانَ القَصَصُ زَمَنَ الفتنة

= (6261)[19: 4]

ضعيف ـ ((التعليق على ابن ماجه)) (2/ 410).

ص: 83

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ بُطُونَ قُرَيْشٍ كُلَّهَا هُمْ قَرَابَةُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 83

6229 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ بْنُ مُسَرْهَدٍ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا قَالَ:

سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {قُل لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُربى مُحَمَّدٍ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عَجِلْتَ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ بطنٌ مِن قُرَيْشٍ إِلَّا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ فَقَالَ:

(إِلَّا أَنْ تَصِلُوا ما بيني وبينكم مِن القرابة)

= (6262)[66: 3]

صحيح: خ (4818).

ص: 83

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّاسَ ـ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ـ يَكُونُونَ تَبَعًا لِقُرَيْشٍ

ص: 84

6230 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(الناسُ تبعٌ لقريش في الخير والشر)

= (6263)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1006 و 1007).

ص: 84

ذِكْرُ وَصْفِ اتِّبَاعِ النَّاسِ لِقُرَيْشٍ فِي الْخَيْرِ والشر

ص: 84

6231 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(الْأَنْصَارُ أعِفَّةٌ صُبُرٌ وَإِنَّ النَّاسَ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الْأَمْرِ: مؤمنُهُم تَبَعُ مُؤمِنِهِمْ وفَاجِرُهُم تَبَعُ فاجِرِهِم)

= (6264)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3096 و 1006).

ص: 84

ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِلْقُرَشِيِّ مِنَ الرَّأْيِ مِثْلَ مَا يُعْطَى غَيْرُ الْقُرَشِيِّ مِنْهُ على الضعف

ص: 84

6232 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَزْهَرِ أَوْ زَاهِرٍ ـ الشَّكُّ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَالصَّوَابُ هُوَ

⦗ص: 85⦘

الْأَزْهَرُ ـ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(للقرشيِّ قُوَّةُ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ)

فَسَأَلَ سَائِلٌ ابْنَ شِهَابٍ: مَا يَعْنِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: نُبْلَ الرَّأيِ

= (6265)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1697).

ص: 84

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ وِلَايَةَ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ يَكُونَ فِي قُرَيْشٍ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ

ص: 85

6233 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ فِي النَّاسِ اثْنَانِ) ـ قَالَ عَاصِمٌ ـ: وحرَّكَ أصبعيه

= (6266)[9: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)(375): ق.

ص: 85

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ نِسَاءَ قُرَيْشٍ مِنْ خَيْرِ نِسَاءٍ رَكِبَتِ الرَّوَاحِلَ

ص: 85

6234 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَنْبَأَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ أحْنَاه عَلَى طِفْلٍ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ)

⦗ص: 86⦘

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ـ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ ـ: وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عمران بعيراً قطّ

= (6267)[9: 3]

صحيح: خ (5082)، م (7/ 182).

ص: 85

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ

ص: 86

6235 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خطب أم هانىء بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَلِي عِيَالٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خَيْرُ نساءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ أحناهُ عَلَى وَلَدِهِ فِي صِغَرِهِ وارعاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ! وَلَمْ تَرْكَبْ مريم بنت عمران بعيراً ـ قط ـ)

= (6268)[9: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 86

ذِكْرُ إِهَانَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَنْ أَهَانَ غَيْرَ الْفَاسِقِ مِنْ قُرَيْشٍ

ص: 86

6236 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي مُحَمَّدَ بْنَ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّيَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ مُوسَى يَقُولُ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ:

قَالَ لِي أَبِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: أَيْ بُنَيَّ إن وَلِيتَ من أمر المسلين

⦗ص: 87⦘

شَيْئًا فَأَكْرِمْ قُرَيْشًا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(مَنْ أَهَانَ قريشاً أهانه الله)

= (6269)[109: 2]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (1178).

ص: 86

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ مُسْلِمًا

ص: 87

6237 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَالِبٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ:

(قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْفَعُ لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! لَوْلَا أنْ تُعيِّرَني قُرَيْشٌ لَأَقْرَرْتُ عَيْنَيْكَ بِهَا فَنَزَلَتْ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56]

= [64: 3]

صحيح: م (1/ 41).

ص: 87

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أَبَا طَالِبٍ كَانَ مُسْلِمًا

ص: 87

6238 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:

أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ـ وذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ ـ فَقَالَ:

(لعلَّه أَنْ تُصِيبَهُ شَفَاعَتِي فتجعلَهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ تَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يغلي منها دماغه)

⦗ص: 88⦘

= (6270)[66: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (54): م.

ص: 87

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ

ص: 88

6239 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن قيس ابن مَخْرَمَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: قال: سمعت رسول الله يَقُولُ:

(مَا هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ ـ مِمَّا يَهُمُّ بِهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ ـ إِلَّا مَرَّتَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ كِلْتَاهُمَا عَصَمَنِي اللَّهُ مِنْهُمَا قُلْتُ لَيْلَةً لِفتى كَانَ مَعِي مِنْ قُرَيْشٍ ـ بِأَعْلَى مَكَّةَ فِي غَنَمٍ لِأَهْلِنَا نَرْعَاهَا ـ: أَبْصِرْ لِي غَنَمِي حَتَّى أسْمُرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ كَمَا يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ قَالَ: نَعَمْ فَخَرَجْتُ فَلَمَّا جِئْتُ أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ سَمِعْتُ غِنَاءً وصَوْتَ دُفوفٍ وَمَزَامِيرَ قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: فُلَانٌ تَزَوَّجَ فُلَانَةَ ـ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشِ تزوَّج امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ ـ فَلَهَوْتُ بِذَلِكَ الْغِنَاءِ وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ ثُمَّ فَعَلْتُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ فَخَرَجْتُ فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقِيلَ لِي مِثْلُ مَا قِيلَ لِي فَسَمِعْتُ كَمَا سَمِعْتُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي فَقَالَ لِي مَا فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ: مَا فعلتُ شَيْئًا) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 89⦘

(فَوَاللَّهِ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهُما بِسُوءٍ مِمَّا يعملُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى أكرمني الله بِنُبُوَّتِهِ)

= (6272)[1: 3]

ضعيف ـ ((تخريج فقه السيرة)) (70).

ص: 88

ذِكْرُ إِحْصَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَنْ كَانَ تلفَّظ بِالْإِسْلَامِ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ

ص: 89

6240 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:

كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(أحْصُوا كُلَّ مَنْ كَانَ تلفَّظ بِالْإِسْلَامِ) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أتخاف ونحن بين السِّتِّ مئة إلى السبع مئة؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ تُبْتَلْون) قَالَ: فابتُلينا حَتَّى جَعَلَ الرجل منا لا يُصلِّي إلا سرّاً

= (6273)[45: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (246): م، خ نحوه.

ص: 89

ذِكْرُ وَصَفِ بَيْعَةِ الْأَنْصَارِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ بِمِنًى

ص: 89

6241 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:

⦗ص: 90⦘

مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ سَبْعَ

(1)

سِنِينَ يتتبَّع النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ بعُكاظ ومُجَنَّةَ وَالْمَوَاسِمِ بِمِنًى يَقُولُ:

(مَنْ يُؤْوِيني ويَنْصُرُني حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّي)؟ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ أَوْ مِنْ مِصْرَ فَيَأْتِيهُ قَوْمُهُ فَيَقُولُونَ: احْذَرْ غُلام قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنْكَ وَيَمْشِي بَيْنَ رِحَالِهِمْ وَهُمْ يُشيرون إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ مِنْ يَثْرِبَ فَآوَيْنَاهُ وصدَّقناه فَيَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنَّا وَيُؤْمِنُ بِهِ ويُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فيُسْلِمُون بلإسلامه حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا فِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ ثُمَّ إِنَّا اجْتَمَعْنَا فَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى نَتْرُكُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُطْرَدُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ ويَخَافَ فَرَحَلَ إِلَيْهِ مِنَّا سَبْعُونَ رَجُلًا حَتَّى قَدِمُوا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ فَوَاعَدْنَاهُ بَيْعَةَ الْعَقَبَةِ فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهَا ـ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ ـ حَتَّى تَوَافَيْنَا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ:

(تُبَايِعُوني عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ وَالنَّفَقَةِ فِي العُسرِ واليُسر وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَنْ يَقُولَهَا لَا يُبالي فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِيَ وَتَمْنَعُونِي ـ إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ ـ مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أنفُسَكُم وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ وَلَكُمُ الْجَنَّةُ) فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ وَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ـ وَهُوَ مِنْ أَصْغَرِهِمْ ـ فَقَالَ: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ فَإِنَّا لَمْ نضربْ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنْ إخراجَهُ الْيَوْمَ مُنَازَعَةُ الْعَرَبِ كافَّةً وقَتلُ خِيَارِكُمْ وَأَنْ تَعَضَّكُمُ السُّيُوفُ فَإِمَّا أَنْ تَصْبرُوا

⦗ص: 91⦘

عَلَى ذَلِكَ ـ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ ـ وَإِمَّا أَنْتُمْ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ جُبْناً فبيِّنوا ذَلِكَ فَهُوَ أعذرُ لَكُمْ! فَقَالُوا: أمِطْ عَنَّا فَوَاللَّهِ لَا نَدَعُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ أَبَدًا فقُمنا إِلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ فَأَخَذَ عَلَيْنَا وشَرَطَ أَنْ يعطينا على ذلك الجنة

= (6274)[45: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)((الصحيحة)) (63).

⦗ص: 92⦘

(1)

كذا! والصواب: ((عشر)) ، وهو في الرواية الآتية (6973).

ص: 89

‌2 - فَصْلٌ فِي هِجْرَتِهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَيْفِيَّةِ أَحْوَالِهِ فِيهَا

ص: 92

6242 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(رَأَيْتُ فِيَ المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض نَخْلٍ فَذَهَبَ وَهَلِي أَنَّهَا الْيَمَامَةُ ـ أَوْ هَجَرُ ـ فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ ـ يَثْرِبُ ـ وَرَأَيْتُ فِيَ رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ فَإِذَا هُوَ مَا أُصيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ ثُمَّ هززتُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ فَإِذَا هُوَ مَا جَدَّدَ اللَّهُ مِنَ الْمَغْنَمِ وَاجْتِمَاعِ المؤمنين)

= (6275)[46: 5]

صحيح ـ ((مختصر البخاري)) (المناقب/علامات النبوة).

ص: 92

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا أَرَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صَفِيَّهِ صلى الله عليه وسلم مَوْضِعَ هِجْرَتِهِ في منامه

ص: 92

6243 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ أَنِّي أُهاجرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ وهَجَرُ فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ ـ يَثْرِبُ ـ وَرَأَيْتُ فِيَ رُؤْيَايَ هَذِهِ

⦗ص: 93⦘

أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ فَإِذَا هُوَ مَا أُصيب مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ وهَزَزْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ واجتماع المؤمنين)

= (6276)[66: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 92

ذِكْرُ وَصْفِ كَيْفِيَّةِ خُرُوجِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ لَمَّا صَعُبَ الْأَمْرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِهَا

ص: 93

6244 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

لَمْ أَعْقِلْ أبويَّ ـ قطُّ ـ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ لَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهَارِ ـ بُكْرَةً وعَشِيًّا ـ فلما ابتُلِيَ المسملون خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ ـ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ ـ مُهاجراً قِبَلَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ فلقيهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ ـ سيِّدُ القارَةِ ـ فَقَالَ: أَيْنَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي فأَسِيحُ فِي الْأَرْضِ وأعبدُ رَبِّي فَقَالَ لَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ: إِنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ! لَا يُخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ إِنَّكَ تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وتَصِلُ الرَّحِمَ وتَقْرِي الضَّيْفَ وتَحْمِلُ الكّلَّ وتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ وَأَنَا لَكَ جارٌ فارتحلَ ابْنُ الدَّغِنَةِ ورجعَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ فَقَالَ لَهُمْ ـ وَطَافَ فِي كُفَّارِ قُرَيْشٍ ـ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ مِثْلُهُ إِنَّهُ يَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ويَصِلُ الرَّحِمَ ويحملُ الكَلَّ ويَقري الضَّيْفَ ويُعين عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ! فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوار ابْنِ الدَّغِنَةِ فأمَّنوا أَبَا بَكْرٍ وَقَالُوا لِابْنِ الدَّغِنَةِ مُرْ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَعْبُدَ ربَّهُ فِي دَارِهِ

⦗ص: 94⦘

ويُصلي مَا شَاءَ وَيَقْرَأَ مَا شَاءَ وَلَا يُؤذِينَا وَلَا يستعْلِنَ بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ فَفَعَلَ أبو بكر ذَلِكَ ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دارِهِ فَكَانَ يُصلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ فيقفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ فَيَعْجَبُون مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه رَجُلًا بكَّاءً لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: إِنَّمَا أَجَرْنا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَعْبُدَ ربه في داره وإنه ابنتنى مَسْجِدًا وَإِنَّهُ أَعْلَنَ الصَّلَاةَ وَالْقِرَاءَةَ وَإِنَّا خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا فَأْتِهِ فقُلْ لَهُ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ ذَلِكَ فليَرُدَّ عَلَيْنَا ذِمَّتَكَ فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نُخْفِرَ ذِمَّتَكَ وَلَسْنَا بِمُقِرِّين لِأَبِي بَكْرٍ الِاسْتِعْلَانَ! فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ وَإِمَّا أَنْ تُرْجِعَ إِلَيَّ ذِمَّتِي فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي عَقْدِ رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ! قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي أَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ وَجِوَارِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يومئد بِمَكَّةَ ـ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمُسْلِمِينَ:

(أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُم أُرِيتُ سَبَخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بين لَابَيَتْنِ ـ وَهُمَا حَرَّتان ـ) فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ وَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وتجهَّز أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤذن لِي) فقال: فداك أبي وأمي أَوَترجو ذَلِكَ؟ قَالَ:

⦗ص: 95⦘

(نَعَمْ) فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه نَفْسَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلِصَحَابَتِهِ وعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ ـ كَانَتَا لَهُ ـ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ـ قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ ـ: إِذْ قَائِلٌ يَقُولُ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقبلاً مُتَقَنِّعاً فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدًى لَهُ أَبِي وَأُمِّي إِنْ جَاءَ بِهِ هَذِهِ السَّاعَةُ لأمرٌ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَأْذَنَ فأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(يَا أَبَا بَكْرٍ أخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هُم أهْلُك قَالَ:

(فَنَعَمْ) قَالَ:

(قَدْ أُذِنَ لِي) قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَالصُّحْبَةُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(نَعَمْ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَخُذْ إِحْدَى راحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ فَقَالَ:

(نَعَمْ ـ بِالثَّمَنِ ـ) قَالَتْ: فجهَّزناهما أحثَّ الْجِهَازِ وَصَنَعْنَا لَهُمَا سَفْرَةً فِي جِرَابٍ فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ مِنْ نِطاقها وَأَوْكَتْ بِهِ الجِرَابَ ـ فَلِذَلِكَ كَانَتْ تُسمى ذَاتَ النِّطَاقِ ـ فَلَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ ـ يُقَالُ لَهُ: ثَوْرٌ ـ فَمَكَثْنَا فِيهِ ثلاث ليال

= (6277)[46: 5]

صحيح: خ ـ ((مختصر البخاري)).

ص: 93

ذِكْرُ مَا خَاطَبَ الصِّدِّيُق الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَهُمَا فِي الْغَارِ

ص: 96

6245 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بكر حدَّثهم قَالَ:

قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي الْغَارِ: لَوْ أَرَادَ أحَدُهُم أَنْ يَنْظُرَ إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمِهِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ الله ثالِثُهُمَا)؟

= (6278)[46: 5]

صحيح.

ص: 96

ذِكْرُ مَا كَانَ يَرُوحُ عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم والصديق بِالْمِنْحَةِ ـ أَيَّامَ مُقامهما فِي الْغَارِ ـ

ص: 96

6246 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ:

اسْتَأْذَنَ أَبُو بكر النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ ـ حِينَ اشتدَّ عَلَيْهِ الْأَمْرُ ـ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(اصْبِرْ) فَقَالُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! تَطْمَعُ أَنْ يُؤذن لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنِّي لَأَرْجُو) فَانْتَظَرَهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ظُهراً فَنَادَاهُ فَقَالَ لَهُ:

(أخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُما ابْنَتَايَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

⦗ص: 97⦘

فَقَالَ:

(أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ)؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الصُّحْبَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(الصُّحْبَةُ) قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدِي نَاقَتَانِ قَدْ كُنْتُ أعْدَدْتُهُمَا لِلْخُرُوجِ قَالَتْ: فَأَعْطَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَاهُمَا ـ وَهِيَ الْجَدْعَاءُ ـ فَرَكبا حَتَّى أَتَيَا الْغَارَ ـ وَهُوَ بِثَوْرٍ ـ فَتَوَارَيَا فِيهِ وَكَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ غُلاماً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ ـ أَخُو عَائِشَةَ لأمِّها ـ وَكَانَ لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه مِنْحَةٌ فَكَانَ يَرُوحُ بِهَا وَيَغْدُو عَلَيْهِمْ ويُصْبحُ فيدَّلِجُ إليمها ثُمَّ يَسْرَحُ فَلَا يَفْطَنُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الرِّعاء فَلَمَّا خَرَجَا خَرَجَ مَعْهُمَا يُعقِبَانِهِ حَتَّى قَدِمُوا المدينة

= (6279)[46: 5]

صحيح: خ ـ ((مختصر البخاري)).

ص: 96

ذِكْرُ مَا يَمْنَعُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا كَيْدَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ عَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَالصِّدِّيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمَا مِنْ مَكَّةَ إِلَى المدينة

ص: 97

6247 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ ـ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ ـ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ يَقُولُ:

جَاءَتْنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِمَنْ قَتَلَهُمَا أَوْ أَسَرَهُمَا قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي ـ بَنِي مُدْلِجٍ ـ أقبلَ رَجُلٌ مِنْهَا حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ: يَا

⦗ص: 98⦘

سُرَاقَةُ إِنِّي رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ لَا أُراها إِلَّا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا انْطَلِقُوا بِنَا ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ بَيْتِي فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تُخْرِجَ لِي فَرَسِي ـ وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ ـ فتحبسَها عَلَيَّ وَأَخَذْتُ رُمْحِي فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ فَخَطَطْتُ بِهِ الْأَرْضَ فأخفضتُ عَالِيَةَ الرُّمْحِ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا وَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي حَتَّى إِذَا رَأَيْتُ أسْوِدَتَهُمْ فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْ حَيْثُ يُسْمِعُهُمُ الصَّوْتُ عَثَرَ بِي فَرَسِي فخررتُ عَنْهَا فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى كِنَانَتي فَاسْتَخْرَجْتُ الْأَزْلَامَ فاستقسمتُ بِهَا فَخَرَجَ الَّذِي أكرهُ فَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ وركبتُ فَرَسِي وَرَفَعْتُهَا تُقَرّب بِي حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ ـ سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكبتين فَخَرَرْتُ عَنْهَا فزجرتُها فَنَهَضَتْ وَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجَ يَدَيْهَا فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا عُثانٌ ساطِعٌ فِي السَّمَاءِ ـ قَالَ مَعْمَرٌ: قُلْتُ لِأَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ: مَا العُثانُ؟ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: هُوَ الدُّخانُ مِنْ غَيْرِ نَارٍ قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ ـ: فاسْتَقْسَمْتُ بِالْأَزْلَامِ فَخَرَجَ الَّذِي أكرهُ ـ أَنْ لَا أضرَّهُمْ ـ فناديتُهما بِالْأَمَانِ فَوَقَفَا فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جئتُهُمْ وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حَتَّى لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ وَأَخْبَرْتُهُمْ مِنْ أَخْبَارِ أَسْفَارِهِمْ وَمَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ وعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ والمَتَاعَ فلم يَرْزَأُوني شيئاً وَلَمْ يَسْأَلُونِي إِلَّا أَنْ قَالُوا: أخْفِ عَنَّا فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ

⦗ص: 99⦘

مُوادَعةٍ فَأَمَرَ بِهِ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَة فكتبَ لِي فِي رُقْعَةٍ ـ مِنْ أَدَمٍ ـ بيضاء

= (6280)[46: 5]

صحيح: خ ـ ((مختصر البخاري)((تخريج فقه السيرة)) (ص129).

ص: 97

ذِكْرُ وَصْفِ قُدُومِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ الْمَدِينَةَ عِنْدَ هِجْرَتِهِمْ إِلَى يَثْرِبَ

ص: 99

6248 -

أَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ:

اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه مِنْ عَازِبٍ رَحْلاً بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى أَهْلِي فَقَالَ لَهُ عَازِبٌ: لَا حَتَّى تُحَدِّثَني كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجْتُمَا مِنْ مَكَّةَ وَالْمُشْرِكُونَ يطلُبونكم فَقَالَ: ارْتَحَلْنَا مِنْ مَكَّةَ فَأَحْيَيْنَا لَيْلَتَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي: هَلْ نَرَى ظِلاً نَأْوِي إِلَيْهِ فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهَا فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلِّها فَسَوَّيْتُهُ ثُمَّ فَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قُلْتُ: اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاضْطَجَعَ ثُمَّ ذَهَبْتُ أَنْظُرُ هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي أُرِيدُ ـ يَعْنِي الظِّلَّ ـ فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ قَالَ الْغُلَامُ: لِفُلَانِ ـ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ ـ فَعَرَفْتُهُ فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنَ الْغُبَارِ ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كفَّيه فَقَالَ هَكَذَا ـ وَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى ـ فحلبَ لِي كُثْبَةً

⦗ص: 100⦘

مِنْ لَبَنٍ وَقَدْ رَوَيْتُ مَعِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إداوَةُ عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أسفلُهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَشَرِبَ فَقُلْتُ: قَدْ آنَ الرَّحِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ ـ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ـ فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَبَكَيْتُ فَقَالَ:

(لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) فَلَمَّا دَنَا مِنَّا ـ وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قِيدُ رُمْحَيْنِ أَوْ ثلاثة ـ قلت: هذا الطلب يا رسول اله قَدْ لَحِقَنا فَبَكَيْتُ قَالَ:

(مَا يُبكيك)؟ قُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَيْكَ فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(اللَّهُمَّ اكفِناه بِمَا شِئْتَ) قَالَ: فَسَاخَتْ بِهِ فَرسُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهَا فَوَثَبَ عَنْهَا ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عملُكَ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُنْجِيَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ فَوَاللَّهِ لأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ وَهَذِهِ كِنانتي فخذْ مِنْهَا سَهْمًا فَإِنَّكَ ستمرُّ عَلَى إِبِلِي وَغَنَمِي فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ) وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَ رَاجِعًا إِلَى أَصْحَابِهِ

وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا فَتَنَازَعَهُ الْقَوْمُ أيُّهم يَنْزِلُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنِّي أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ ـ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ـ أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ) فَخَرَجَ النَّاسُ ـ حِينَ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ـ فِي الطُّرُقِ وَعَلَى الْبُيُوتِ مِنَ

⦗ص: 101⦘

الْغِلْمَانِ وَالْخَدَمِ يَقُولُونَ: جَاءَ مُحَمَّدٌ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ فَنَزَلَ حَيْثُ أُمِرَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ـ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا ـ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يوجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] قَالَ: وَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ ـ وَهُمُ الْيَهُودُ ـ: {مَا ولاَّهم عَنْ قِبْلَتِهِم الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142]؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشاء إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] قَالَ: وَصَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَخَرَجَ بَعْدَمَا صَلَّى فمرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ رُكوع ـ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ ـ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ قَدْ وُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ فَانْحَرَفَ الْقَوْمُ حَتَّى توجَّهُوا إِلَى الْكَعْبَةِ قَالَ الْبَرَاءُ: وَكَانَ أَوَّلُ مَن قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ـ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ ـ فَقُلْنَا لَهُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: هُوَ مَكَانَهُ وأصحابُهُ عَلَى أَثَرِي ثُمَّ أَتَى بَعْدَهُ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ـ الْأَعْمَى أَخُو بَنِي فِهْرٍ ـ فَقُلْنَا: مَا فَعَلَ مَن وَرَاءَكَ رسول اله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ؟ قَالَ: هُمُ الْآنَ عَلَى أَثَرِي ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَبِلَالٌ ثُمَّ أَتَانَا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ رَاكِبًا ثُمَّ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَهُمْ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ قَالَ الْبَرَاءُ: فَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَرَأْتُ سُوَراً مِنَ المُفَصَّلِ ثُمَّ خَرَجْنَا نَلْقَى العِير فَوَجَدْنَاهُمْ قَدْ حَذِرُوا

⦗ص: 102⦘

= (6281)[46: 5]

صحيح: خ (3615).

ص: 99

ذِكْرُ مُوَاسَاةِ الْأَنْصَارِ بِالْمُهَاجِرِينَ مِمَّا مَلَكُوا مِنْ هَذِهِ الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ

ص: 102

6249 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ:

لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَدِمُوا وَلَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ وَكَانَ الْأَنْصَارُ أَهْلَ الْأَرْضِ وَالْعَقَارِ قَالَ: فَقَاسَمَهُمُ الْأَنْصَارِ عَلَى أَنْ يُعطوهم أَنْصَافَ ثِمَارِ أَمْوَالِهِمْ كُلَّ عَامٍ فَيكْفُوهُم الْعَمَلَ قَالَ: وَكَانَتْ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَعْطَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْذَاقًا لَهَا فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّ أَيْمَنَ ـ مَوْلَاتَهُ أُمَّ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ـ فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قِبَلِ أَهْلِ خَيْبَرَ وَانْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ ردَّ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى الْأَنْصَارِ مَنَائِحَهُمُ الَّتِي كَانُوا مَنَحُوهُمْ مِنْ ثِمَارِهِمْ قَالَ: فردَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُمي أَعْذَاقَهَا وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّ أَيْمَنَ مَكَانَهَا مِن حائِطِهِ

= (6282)[46: 5]

صحيح: خ (2630)، م (5/ 162).

ص: 102

ذِكْرُ عَدَدِ غَزَوَاتِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 102

6250 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَابْنُ كَثِيرٍ عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ:

خَرَجَ النَّاسُ يَسْتَسْقُونَ ـ وَفِيهِمْ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا

⦗ص: 103⦘

رَجُلٌ ـ قَالَ: قُلْتُ: كَمْ غَزَا ـ وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: يَا أَبَا عَمْرٍو كَمْ غَزَا ـ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ قُلْتُ: كَمْ غَزَوْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ قلتُ: مَا أَوَّلُ مَا غَزَا؟ قَالَ: ذُو العُشيرةِ ـ أَوِ العُسَيْرةِ ـ فصلَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ بِالنَّاسِ ركعتين

= (6283)[47: 5]

صحيح: خ (4404)، م (4/ 60).

ص: 102

‌3 - بَابُ مِنْ صِفَتِه صلى الله عليه وسلم وأخباره

ص: 104

6251 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ وَابْنُ كَثِيرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ لَهُ شعرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ لَمْ أرَ ـ قطُّ ـ أَحْسَنَ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم

= (6284)[50: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (14/ 3): ق.

ص: 104

ذِكْرُ وَصْفِ قَامَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم

ص: 104

6252 -

أَخْبَرَنَا السِّخْتِيَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُمْ خَلْقاً وخُلُقاً لَيْسَ بالطَّويل الذَّاهبِ وَلَا بالقصير

= (6285)[50: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) ـ أيضاً ـ (13/ 1 و 2 و 296): ق.

ص: 104

ذِكْرُ لَوْنِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 104

6253 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

⦗ص: 105⦘

كَانَ لَوْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَرَ

= (6286)[50: 5]

صحيح ـ ((المختصر)) (14/ 2).

ص: 104

ذِكْرُ مَا كَانَ يُشَبَّهُ بِهِ وَجْهُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 105

6254 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:

قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ: كَانَ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لا ولكن مِثْلَ القمر

= (6287)[50: 5]

صحيح لغيره ـ ((المختصر)) (27/ 9): خ.

ص: 105

ذِكْرُ وَصْفِ عَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 105

6255 -

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ:

سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ عَنْ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ أَشْكَلَ العَيْنَيْنِ ضَلِيعَ الفَمِ مَنْهُوسَ العَقِبِ

= (6288)[50: 5]

صحيح ـ ((المختصر)) (26/ 7): م.

ص: 105

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ أَرَادَ بِهِ أشْهَلَ الْعَيْنَيْنِ

ص: 105

6256 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا

⦗ص: 106⦘

وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الفَمِ أَشْهَلَ العَيْنَيْنِ منهوسَ الكَعْبَيْنِ ـ أو القَدَمَيْنِ ـ

= (6289)[50: 5]

صحيح ـ مكرر ما قبله.

ص: 105

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ أحسنِ النَّاسِ ثَغْرًا

ص: 106

6257 -

أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ الْوَلِيدِ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ:

ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ مِنْ أحسنِ النَّاسِ ثغراً

= (6290)[50: 5]

حسن الإسناد، وهو قطعة من حديثه الطويل في نزول آية التخيير، وتقدم (4176): م.

ص: 106

ذكر وصفه شعر رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 106

6258 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ:

قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَيْفَ كَانَ شعرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَ شَعراً رَجِلاً لَيْسَ بالجَعْدِ وَلَا بالسَّبَطِ بَيْنَ أُذُنَيهِ وعاتِقِهِ.

= (6291)[50: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (2).

ص: 106

ذِكْرُ وَصْفِ الشَّعَرَاتِ الَّتِي شَابَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 107

6259 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ:

أَنَّهُمْ قَالُوا لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: هَل شَابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال مَا شَانَهُ اللَّهُ بِشَيْبٍ مَا كَانَ فِي رأسهِ ولحيتهِ سِوَى سَبْعَ عَشْرَةَ ـ أَوْ ثمانَ عشرةَ شَعْرَةً ـ

= (6292)[50: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (38/ 31): ق.

ص: 107

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ بَعْضَ النَّاسِ ضِدَّ مَا وصفناه

ص: 107

6260 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

مَا عَدَدْتُ فِي رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولحيتهِ إِلَّا أربعَ عَشْرَةَ شعرةً بيضاءَ

= (6293)[[50: 5]]

صحيح ـ ((المختصر)) ـ أيضاً ـ (38/ 31).

ص: 107

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَ أَنَسٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لَمْ يُرِدْ بِهِ النَّفْيَ عَمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ العدد

ص: 107

6261 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرٍ بِالْأُبُلَّةِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عن ابن

⦗ص: 108⦘

عمر قَالَ:

كَانَ شَيْبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عشرينَ شعرةً

= (6294)[[50: 5]]

صحيح لغيره ـ ((المختصر)) (39/ 33)، ((الصحيحة)) (2096).

ص: 107

ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ تِلْكَ الشَّعَرَاتُ

ص: 108

6262 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

رَأَيْتُ شيبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوًا مِنْ عشرينَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ فِي مُقدِّمتِهِ

= (6295)[50: 5]

صحيح لغيره ـ المصدر نفسه.

ص: 108

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّعَرَاتِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا لَمْ تَكُنْ فِي لِحْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم دُونَ غَيْرِهَا مِنْ بَدَنِهِ

ص: 108

6263 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَخْضِبُ إِنَّمَا كَانَ شَمِطَ عندَ العَنْفَقَةِ يَسِيرًا وَفِي الرَّأْسِ يَسِيرًا وَفِي الصُّدْغَيْنِ يسيراً

= (6296)[50: 5]

⦗ص: 109⦘

صحيح ـ ((المختصر)) (43/ 40 و 41).

ص: 108

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّعَرَاتِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا كَانَ إِذَا مُشِّطْنَ ودُهِنَّ لَمْ يَتَبَيَّنْ شَيْبُهَا

ص: 109

6264 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمِ رأسِهِ وَلِحْيَتُهُ وَإِذَا ادَّهَنَ ومُشِّطْنَ لَمْ يَتَبَيَّنْ وَإِذَا شَعِثَ رَأَيْتُهُ وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعْرِ وَاللِّحْيَةِ فَقَالَ رَجُلٌ: وجَهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ؟ قَالَ لَا كَانَ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الْمُسْتَدِيرِ قَالَ: فرأيتُ خَاتِمَهُ عندَ كَتِفِهِ مثل بَيْضَةِ النعامةِ

(1)

، يشبهُ جَسَدَهُ

⦗ص: 110⦘

= (6297)[50: 5]

صحيح بلفظ: بيضة الحمامة ـ ((مختصر الشمائل)) (39/ 32)، ((الصحيحة)) (3004 و 3005): م.

(1)

كذا الأصل، وكذلك هو في ((مسند أبي يعلى)) (13/ 451)، وعنه تلقَّاهُ المؤلِّفُ!

وهو بهذا اللفظِ شاذٌّ، والمحفوظ بلفظ:(الحمامة)؛ كما في الحديث الآتي بعده.

وقد وَهِمَ هنا رجلان وهمين مُتناقضين:

أحدهما: المُعلِّقُ على ((المسند))؛ فإنه ـ بعد أن طالَ النفس في استقصاء مصادر الحديث، ومنها ((صحيح مسلم)) ـ سَكَتَ عن اللفظ الشاذِّ، وأوهمَ أنَّهُ عندَهم!.

والآخر: المعلِّقُ على ((الإحسان)) فإنه ـ مع كونِه تَنبَّه لخطإِ الأصلِ ـ؛ فإنه زَعَمَ أنه في ((مسند أبي يعلى)) باللَّفظ المحفوظِ، وهو خلافُ الواقعِ.

ولذلك أوردَه الهيثمي في ((الموارد)) (2098)، وعقَّبَ عليه ببيان خطإِ لفظ:((النعامة))، وأنَّ الصواب بلفظِ مسلم:((الحمامة)).

ص: 109

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ مِثْلُ بَيْضَةِ النَّعَامَةِ وَهِمَ فِيهِ إِسْرَائِيلُ إِنَّمَا هُوَ مِثْلُ بيضة الحمامة

ص: 110

6265 -

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:

نظرتُ إِلَى الخَاتَمِ الَّذِي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كأنَّهُ بَيْضَةَ حَمَامَةٍ

= (6298)[50: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (30/ 15): م.

ص: 110

ذِكْرُ تَخْصِيصِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صَفِيَّهُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْخَاتَمِ الَّذِي جَعَلَهُ بين كتفيه

ص: 110

6266 -

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَزَّازُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ حدثنا ثابت بن يزيد عن عاصم الأحوال عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ:

أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وابصرَ الخاتِمَ الذي بينَ كتفيه

= (6299)[2: 3]

صحيح ـ ((المختصر)) ـ أيضاً ـ (33/ 20): م.

ص: 110

ذِكْرُ وَصْفِ الْخَاتَمِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ كَتِفَيِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 110

6267 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ قَالَ:

⦗ص: 111⦘

قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ادْنُ مِنِّي فامْسَحْ ظَهْرِي) قَالَ: فكشفتُ عَنْ ظَهْرِهِ وجعلتُ الخَاتَِمَ بَيْنَ أُصْبُعِي فغمزتُها قيلَ: وَمَا الخَاتِمُ؟ قَالَ: شَعَرٌ مُجْتَمعٌ على كَتِفِهِ

= (6300)[2: 3]

صحيح ـ ((المختصر)) (31/ 17).

ص: 110

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَ أَبِي زَيْدٍ: عَلَى كَتِفِهِ أَرَادَ بِهِ: بَيْنَ كَتِفَيْهِ

ص: 111

6268 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ:

رَأَيْتُ الخَاتَِمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ بَيْضَةِ الحَمَامَةِ لونُها لونُ جسدِهِ

= (6301)[2: 3]

صحيح ـ ((المختصر)) ـ أيضاً ـ.

ص: 111

ذِكْرُ حَقِيقَةِ الخَاتَِمَ الَّذِي كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُعَجِّزَةً لِنَبُوَّتِه

ص: 111

6269 -

أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ الْفَتْحِ بْنِ سَالِمٍ المُرَبَّعيُّ الْعَابِدُ بِسَمَرْقَنْدَ حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ مُرَجَّى الْحَافِظُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَاضِي

(1)

سَمَرْقَنْدَ حَدَّثَنَا بن

⦗ص: 112⦘

جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

كَانَ خاتِمُ النُّبُوَّةِ فِي ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مثلَ البُنْدُقَةِ مِنْ لَحمٍ عليه مكتوبٌ محمد رسول الله

= (6302)[2: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (6932)، انظر التعليق.

(1)

أعلَّه الحافظ في ((حاشية الموارد)) (ص 514) بإسحاق بن إبراهيم - هذا -؛ بقوله: ((فهو ضعيف))!.

ولم أر له سلفاً في ذلك.

وقلَّده المعلَِّق على ((إحسان المؤسسة)) (6302)!

وليس بجيِّدٍ ((فإن الرجل - مع توثيق المؤلِّفِ له - قد روى عنه ثلاثة من الثقات، وقال البخاري في ((التاريخ)) (1/ 1/ 378): ((معروف الحديث)).

فلا ينبغي إعلالُ الحديث به - ولا بد -.

وفوقه عنعنةُ ابن جريج كما ترى، ولذلك فقد كان الهيثمي رحمه الله حصيفاً حينما لم

يُعصِّبِ العلَّةَ بإسحاق - هذا - في ((موارد الظمآن))، فقال عقب الحديث:

((قلت: اختلط على بعض الرواة خاتم النبوة بالخاتم الذي كان يَختِمُ به الكتب)).

فأقول: لعل هذا الإطلاقَ أقربُ إلى الصواب؛ وإلا فتعصيبُ العلَّةِ بالعنعنة أولى، والله أعلم.

ولإسحاق حديث آخر عند المؤلف، سيأتي برقم (6906).

ص: 111

ذِكْرُ وَصْفِ لِينِ يدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وطيبِ عَرَقِه

ص: 112

6270 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

مَا مَسِسْتُ حَريراً ـ قطُّ ـ وَلَا دِيباجاً ألينَ مِنْ كفِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا شَمِمْتُ رِيحًا ـ قطُّ ـ وَلَا عَرَقاً أطيبَ مِنْ ريحِ عَرَقِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم

= (6303)[50: 5]

⦗ص: 113⦘

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (296).

ص: 112

ذِكْرُ وصفِ طيبِ رِيحِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 113

6271 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

مَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً ـ قطُّ ـ أطيبَ مِنْ ريحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

= (6304)[50: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 113

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَرَقَ صفيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ يُجْمَعُ لِيُتَطَيَّبَ به

ص: 113

6272 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنِ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْتِي أُمَّ سُلَيْمٍ فَيَقِيْلُ عِنْدَهَا عَلَى نِطَعٍ وَكَانَ كَثِيرَ العَرَقِ فَتَتَبَّعُ العَرَقَ مِنَ النِّطَعِ فتجعلُهُ فِي قَوَارِيرَ مَعَ الطِّيبِ وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الخُمْرَةِ

= (6305)[50: 5]

صحيح ـ ((الروض النضير)) (87): م.

ص: 113

ذِكْرُ وَصْفِ حَيَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 113

6273 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أشدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ في خِدْرِها

⦗ص: 114⦘

= (6306)[50: 5]

صحيح ـ ((المختصر)) (187/ 307): ق.

ص: 113

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن قَتَادَةَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ

ص: 114

6274 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ بِالْبَصْرَةِ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ بِالصُّغْدِ قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ قَالَ:

سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أشدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِها؟ قَالَ: نَعَمْ عَنْ مِثْلِ هَذَا فَاسْأَلْ ، عَنْ مِثْلِ هَذَا فَاسْأَلْ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ يحدِّث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أشدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِها وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شيئاً عرفناه في وجهه

= (6307)[50: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2085): ق.

ص: 114

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ مَجْهُولٌ لَا يُعرف

ص: 114

6275 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ ـ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أشدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِها إِذَا رَأَى شَيْئًا

⦗ص: 115⦘

يَكْرَهُهُ عَرَفْنَا ذلك في وجهه

= (6308)[50: 5]

صحيح ـ وهو مكرر ما قبله.

ص: 114

ذِكْرُ وَصْفِ مَشْيِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى مَعَ أَصْحَابِهِ

ص: 115

6276 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا يُونُسَ ـ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ـ حدَّثه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَه يَقُولُ:

مَا رأيتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا الشَّمْسُ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ وَمَا رَأَيْتُ أسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ الأرضَ تُطْوَى لَهُ إنا لَنُجْهِدُ أنفُسَنَا ـ وإنَّه لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ ـ

= (6309)[50: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (100/ التحقيق الثاني).

ص: 115

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مِشيةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَكَفِّيًا

ص: 115

6277 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَزْهَرَ اللَّونِ كأنَ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ إذا مشى ، مشى تَكَفِّياً

= (6310)[50: 5]

صحيح: م (7/ 81).

ص: 115

ذِكْرُ وَصْفِ التَّكَفّي الْمَذْكُورِ فِي خَبَرِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 116

6278 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:

أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَصَفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ عَظِيمَ الْهَامَةِ أَبْيَضَ مُشْرَباً حُمْرَةً عَظِيمَ اللِّحية طويلَ المَسْرُبَةِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ إِذَا مَشَى كَأَنَّهُ يَمْشِي فِي صَبَبٍ لَمْ أرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ

= (6311)[50: 5]

صحيح لغيره ـ ((المختصر)) (15/ 4).

ص: 116

ذِكْرُ مَا كَانَ يُستعمل عِنْدَ مَشْيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي طُرُقِهِ

ص: 116

6279 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ نُبيح الْعَنَزِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجُوا مَعَهُ مَشَوْا أَمَامَهُ وتَرَكُوا ظَهْرَهُ للملائكة

= (6312)[47: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (436 و 1557 و 2087).

ص: 116

ذِكْرُ وَصْفِ أَسَامِي الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 116

6280 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 117⦘

قَالَ:

(إنَّ لِي أَسْمَاءً: أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي ـ الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الكُفْرَ ـ وَأَنَا الحَاشِرُ ـ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِهِ ـ وَأَنَا الْعَاقِبُ ـ الَّذِي لَيْسَ بعده نبي ـ) وقد سمَّاه الله رؤوفاً رحيماً

= (6313)[50: 5]

صحيح ـ ((المختصر)) (190/ 315): ق.

ص: 116

ذكرخبر ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 117

6281 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسمِّي لَنَا نفسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ:

(أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ والمُقَفِّي والحاشِرُ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ)

= (6314)[50: 5]

صحيح ـ ((الروض النضير)) (1028): م، وقال:((ونبي التوبة)) مكان: ((ونبي الملحمة)).

ص: 117

ذكر البيان بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا وَصَفْنَا وَهُوَ فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ

ص: 117

6282 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ:

⦗ص: 118⦘

(أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْحَاشِرُ والمُقَفِّي ونبيُّ الرحمة)

= (6315)[50: 5]

حسن صحيح ـ ((الروض)) ـ أيضاً ـ (401 و 1017).

ص: 117

ذِكْرُ وَصْفِ قِرَاءَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم القرآن

ص: 118

6283 -

أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا سفيان بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:

سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ صلى الله عليه وسلم يَمُدُّ صَوْتَهُ مدّاً

= (6316)[1: 5]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1318): خ.

ص: 118

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ

ص: 118

6284 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَدّاً يَمُدُّ بـ: {بسم الله} [الفاتحة: 1] ويمدُّ بـ: {الرحمن} [الفاتحة: 3] ويمدُّ بـ: {الرحيم} [الفاتحة: 3]

= (6317)[1: 5]

صحيح: خ ـ انظر ما قبله.

ص: 118

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ قِرَاءَةً إِذَا قرأ

ص: 119

6284

(1)

- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقُطَيْعِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فَمَا سَمِعْتُ شَيْئًا ـ قطُّ ـ أَحْسَنَ قِرَاءَةً منه

= (6318)[47: 5]

صحيح.

(1)

هكذا هو في ((الأصل))، فقد كرر مُحقَقُه الرقم مرتين، فأبقيناه كما هو! ((الناشر)).

ص: 119

ذكر الإخبار عن قراءة المصطفى عَلَى الجنِّ الْقُرْآنَ

ص: 119

6285 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(بِتُّ اللَّيْلَةَ أَقْرَأُ عَلَى الجِنِّ ـ رُفقاءَ بالحَجُونِ ـ)

= (6319)[66: 5]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (3209).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: فِي قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (بِتُّ اللَّيْلَةَ أَقْرَأُ عَلَى الْجِنِّ) بَيَانٌ وَاضِحٌ بِأَنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ لَيْلَةَ الجنِّ إذ لوكان شَاهِدًا لَيْلَتَئِذٍ لَمْ يكُن بِحِكَايَتِهِ عَنِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قِرَاءَتُهُ عَلَى الْجِنِّ مَعْنًى ولأَخْبَرَ

⦗ص: 120⦘

أَنَّهُ شَهِدَهُ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ

ص: 119

ذِكْرُ مَا أَبَانَ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ فَضِيلَةَ صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِقِرَاءَتِهِ عَلَى الجن القرآن

ص: 120

6286 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عن عَلْقَمَةَ قَالَ:

قُلْتُ لِابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ الْجِنِّ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ فَقَالَ: مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ ولكنَّا فَقَدْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ بِمَكَّةَ فَقُلْنَا: اغتيلَ أَوِ استُطِيرَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قُوْمٌ فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ ـ أَوْ قَالَ: فِي الصُّبحِ ـ إِذَا نَحْنُ بِهِ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي كَانُوا فِيهِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِيَ الْجِنِّ فَأَتَيْتُهُمْ ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرَانَا آثارَهُم وآثارَ نِيرَانِهِمْ

= (6320)[33: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3209): م.

ص: 120

ذِكْرُ إِنْذَارِ الشَّجَرَةِ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالْجِنِّ لَيْلَتَئِذٍ

ص: 120

6287 -

أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بِطَرَسُوسَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ ـ وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ ـ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُوكَ:

أَنَّ الشجرةَ أَنْذَرَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بالجِنِّ ليلةَ الجِنِّ

= (6321)[33: 5]

⦗ص: 121⦘

صحيح: خ (3859)، م (2/ 37).

ص: 120

ذِكْرُ قِرَاءَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}

ص: 121

6288 -

أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {واتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصلًّى} [البقرة: 125]

= (6322)[8: 5]

صحيح ـ ((حجة النبي)): م.

ص: 121

ذِكْرُ قِرَاءَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى}

ص: 121

6289 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَنَافِعٌ أَنَّ عَمْرَو بْنَ رَافِعٍ ـ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ـ حدَّثهما:

أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ المصاحِفَ فِي عَهْدِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فاسْتَكْتَبَتْنِي حَفْصَةُ مُصحفاً وَقَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فَلَا تَكْتُبْهَا حَتَّى تَأْتِيَنِي بِهَا فأُمِلَّهَا عَلَيْكَ كَمَا حَفِظْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَلَمَّا

⦗ص: 122⦘

بلغتُها جِئْتُهَا بِالْوَرَقَةِ الَّتِي أَكْتُبُهَا فَقَالَتِ: اكْتُبْ: {حافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] وَصَلَاةِ الْعَصْرِ {وقُومُوا لله قانتين} [البقرة: 238]

= (6323)[8: 5]

حسن صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (438).

(1)

هو الحافظ أبو يعلى الموصلي؛ وقد أخرجه في ((مسنده)) (13/ 50/7129).

وقد رواه مالك وغيره، وهو مخرَّج في ((صحيح أبي داود)) (تحت الحديث 438).

ص: 121

6290 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(الْمُؤْمِنُ إِذَا شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَعَرَفَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فِي قَبْرِهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ({يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحياة الدنيا وفي الآخرة} [إبراهيم: 27]

= (6324)[8: 5]

صحيح ـ مضى (206).

ص: 122

ذِكْرُ قِرَاءَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم: {لو شئت لَتَخِذْتَ عليه أجراً}

ص: 122

6291 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

{لَوْ شِئْتَ لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} [الكهف: 77]ـ مُخَفَّفَةً ـ.

⦗ص: 123⦘

= (6325)[8: 5]

صحيح: م (7/ 107).

ص: 122

ذِكْرُ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {إِنْ سألتُك عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصاحبني}

ص: 123

6292 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ حَمْزَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

{إِنْ سألتُك عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصاحبني} [الكهف: 76]ـ سَأَلْتُكَ ، هَمَزَ ـ {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذراً} [الكهف: 76]

= (6326)[8: 5]

صحيح.

ص: 123

ذِكْرُ قِرَاءَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم: {فهل من مُدَّكِرِ}

ص: 123

6293 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ يُحدِّث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15]

= (6327)[8: 5]

صحيح ـ انظر الذي بعده.

ص: 123

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 123

6294 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ:

سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ ـ وَهُوَ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْقُرْآنَ فِي

⦗ص: 124⦘

الْمَسْجِدِ ـ: كَيْفَ تُقْرَأُ: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17]ـ دَالًا أَوْ ذَالًا ـ؟ فَقَالَ: بَلْ دَالًا ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ:

قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} ـ دالاً ـ.

= (6328)[8: 5]

صحيح ـ ((الترمذي)) (3119): ق.

ص: 123

ذِكْرُ قِرَاءَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم: {إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ الْمَتِينُ}

ص: 124

6295 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عبد المؤمن المقرىء

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

{إنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ}

= (6329)[8: 5]

صحيح ـ انظر التعليق.

⦗ص: 125⦘

(1)

ثقة من شيوخ البخاري، ومَن فوقه ثقاث من رجال الشيخين، فالإسناد صحيح.

وهو في ((مسند أبي يعلى)) (9/ 227/5333) بإسنادٍ أخر له من طريق إسرائيل، عن أبي

إسحاق

به.

ومِن هذا الوجه: أخرجه الترمذي (2941)، والحاكم (1/ 249) - وصحَّحاه -، ووافقه الذهبي.

ص: 124

ذِكْرُ قِرَاءَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم: {والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلَّى}

ص: 125

6296 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ عَلْقَمَةَ قَالَ:

قَدِمْتُ الشَّامَ فأُخبر أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَتَانَا فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَقْرَأُ عَلَيَّ قِرَاءَةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ؟ قَالَ: قُلْنَا: كُلُّنَا نَقْرَأُ قَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَأُ؟ قَالَ: فَأَشَارَ أَصْحَابِي إِلَيَّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَحَفِظْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: كَيْفَ كَانَ يَقْرَأُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1]؟ قُلْتُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: 1 ـ 2](وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى) فَقَالَ: أَنْتَ حَفِظْتَها مِنْ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: وَأَنَا ـ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ ـ هَكَذَا سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهَؤُلَاءِ يُرِيدُونَ ، والله لا أتابعهم أبداً

= (6330)[8: 5]

صحيح ـ خ (4943 و 4944)، م (2/ 206).

ص: 125

ذكر الخبر الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ عَنِ الْأَعْمَشِ

ص: 125

6297 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ:

ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشَّامِ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارزُقني جَلِيسًا صَالِحًا فَقَعَدَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي كَانَ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ حُذَيْفَةُ؟! أَلَيْسَ فِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّيْطَانِ

⦗ص: 126⦘

عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ؟! أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّواد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ؟! وَقَالَ: كَيْفَ تَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تجلَّى} [الليل: 1 ـ 2]؟ فَقُلْتُ: (وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى)، قَالَ: فَمَا زَالَ هَؤُلَاءِ كَادُوا يُشَكِّكُوني؛ وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم!

= (6331)[8: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 125

ذِكْرُ قِرَاءَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم: {يحسب أن ماله أخلده}

ص: 126

6298 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ الذِّماري

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {يَحْسِبُ أنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} [الهمزة: 3]

= (6332)[8: 5]

حسن صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

الأصل (الرمادي)! والتصحيح من ((الموارد))، وكُتب الرجال، ويقال فيه:(عبد الملك بن عبد الرحمن بن هشام) قال الحافظ: (صدوق كان يصحف).

قلت: و (يحسب) بفتح السين وبكسره، قراءتان متواترتان، فانظر التعليق على ((الموارد)).

ص: 126

ذِكْرُ اصْطِفَاءِ اللَّهِ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ صفيَّه صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 126

6299 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ

⦗ص: 127⦘

الْأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ شَدَّادِ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنانة مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ)

= (6333)[50: 5]

صحيح لغيره: م تقدم تخريجه برقم (6209)، ويأتي برقم (6441).

ص: 126

ذِكْرُ شقُّ جِبْرِيلَ عليه السلام صَدْرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي صِبَاهُ

ص: 127

6300 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ ـ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الغِلْمِانِ ـ فَأَخَذَهُ فصرعَهُ فشقَّ قلبَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ثُمَّ غَسلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لأَمَهُ ثُمَّ أعادَهُ فِي مَكَانِهِ وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ ـ يَعْنِي: ظِئْرَهُ ـ فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَاسْتَقْبَلُوهُ مُنْتَقِعَ اللَّوْنِ

قَالَ أَنَسٌ: قَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ المِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ صلى الله عليه وسلم

= (6334)[2: 3]

صحيح ـ ((فقه السيرة)) (61): م.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شُقَّ صَدْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ صَبِيٌّ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ وأُخْرِجَ مِنْهُ العَلَقَةُ وَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ الْإِسْرَاءَ بِهِ أَمَرَ جِبْرِيلَ بشقِّ صَدْرِهِ ثَانِيًا وأخرجَ

⦗ص: 128⦘

قَلْبَهُ فَغَسَلَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ ـ مَرَّتَيْنِ فِي مَوْضِعَيْنِ ـ وَهُمَا غَيْرُ متضادَّين

ص: 127

6301 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى

(1)

حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: عَنْ حَلِيمَةَ ـ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السَّعْدِيَّةِ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ ـ قَالَتْ:

خَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ نلتَمِسُ الرُّضعاء بِمَكَّةَ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ فِي سَنَةٍ شهباءَ لَمْ تُبْقِ شَيْئًا وَمَعِي زَوْجِي وَمَعَنَا شَارِفٌ لَنَا وَاللَّهِ مَا إِنْ يَبِضُّ عَلَيْنَا بِقَطْرَةٍ مِنْ لَبَنٍ وَمَعِي صَبِيٌّ لِي إِنْ نَنَامَ لَيْلَتَنَا مِنْ بُكَائِهِ مَا فِي ثَدْيَيَّ مَا يُغنيهِ فَلَمَّا قدِمنا مَكَّةَ لَمْ تبقَ مِنَّا امرأةٌ إِلَّا عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فتأباهُ وَإِنَّمَا كُنَّا نَرْجُو كَرَامَةَ الرَّضاعة مِنْ والدِ الْمَوْلُودِ وَكَانَ يَتِيمًا وكُنَّا نَقُولُ: يَتِيمًا مَا عَسَى أَنْ تصْنَعَ أمُّهُ بِهِ؟! حَتَّى لَمْ يبقَ مِنْ صَوَاحِبِي امْرَأَةٌ إِلَّا أَخَذَتْ صَبِيًّا ـ غَيْرِي ـ فكَرِهْتُ أَنْ أرجِعَ وَلَمْ أجدْ شَيْئًا وَقَدْ أَخَذَ صَوَاحِبِي فَقُلْتُ لِزَوْجِي وَاللَّهِ لأرْجِعَنَّ إِلَى ذَلِكَ الْيَتِيمِ فلآخُذَنَّهُ فأتيتُهُ فَأَخَذْتُهُ ورجعتُ إِلَى رَحْلِي فَقَالَ زَوْجِي: قَد أَخَذْتِيهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ وَاللَّهِ وَذَاكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ فَقَالَ: قَدْ أصبتِ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ

⦗ص: 129⦘

يَجْعَلَ فِيهِ خَيْرًا قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ جعلتُهُ فِي حَجْري أَقْبَلَ عَلَيْهِ ثَدْيِي بِمَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ اللَّبَنِ فَشَرِبَ حَتَّى رَوي وشربَ أَخُوهُ ـ يَعْنِي: ابْنَهَا ـ حَتَّى رَوِيَ وَقَامَ زَوْجِي إِلَى شَارِفِنَا مِنَ اللَّيْلِ فَإِذَا بِهَا حافلٌ فحلبَها مِنَ اللَّبَنِ مَا شِئْنَا وشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ وشربتُ حَتَّى رويتُ وَبِتْنَا ـ لَيْلَتَنَا تِلْكَ ـ شِباعاً رِوَاءً وَقَدْ نَامَ صِبيانُنا يَقُولُ أَبُوهُ ـ يَعْنِي: زَوْجَهَا ـ: وَاللَّهِ يَا حَلِيمَةُ مَا أُراكِ إِلَّا قَدْ أصبتِ نَسَمَةً مُبَارَكَةً قَدْ نامَ صَبِيُّنا ورَوِيَ! قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجْنَا فَوَاللَّهِ لخَرِجَتْ أَتَانِي أَمَامَ الرَّكب حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ: ويْحَكِ كُفِّي عَنَّا! أَلَيْسَتْ هَذِهِ بأتانكِ الَّتِي خرجتِ عَلَيْهَا؟ فَأَقُولُ: بَلَى وَاللَّهِ وَهِيَ قدَّامنا حَتَّى قدِمنا مَنَازِلَنَا مِن حَاضِرِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فَقَدِمْنَا عَلَى أَجْدَبِ أَرْضِ اللَّهِ فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةَ بِيَدِهِ إِنْ كَانُوا لَيَسْرَحُونَ أَغْنَامَهُمْ إِذَا أَصْبَحُوا ويَسْرَحُ رَاعِي غَنَمِي فتروحُ بِطَاناً لُبَّناً حُفَّلاً وَتَرُوحُ أغنامُهُم جِيَاعًا هَالِكَةً مَا لَهَا مِنْ لَبَنٍ قَالَتْ: فَنَشْرَبُ مَا شِئْنَا مِنَ اللَّبَنِ وَمَا مِنَ الْحَاضِرِ أَحَدٌ يَحْلُبُ قَطْرَةً وَلَا يجدُها فَيَقُولُونَ لرِعائِهِم: وَيْلَكُمْ أَلَا تَسْرَحُونَ حَيْثُ يَسْرَحُ رَاعِي حَلِيمَةَ؟! فَيَسْرَحُونَ فِي الشِّعْبِ الَّذِي تَسْرَحُ فِيهِ فَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا مَا بِهَا مِنْ لَبَنٍ وَتَرُوحُ غَنَمِي لُبَّناً حُفَّلاً! وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي شَهْرٍ ويشبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي سَنَةٍ فَبَلَغَ سَنَةً وَهُوَ غُلَامٌ جَفْرٌ قَالَتْ: فَقَدِمْنَا عَلَى أُمِّهِ فَقُلْتُ لَهَا وَقَالَ لَهَا أَبُوهُ: رُدِّي عَلَيْنَا ابْنِي فَلْنَرْجِعْ بِهِ فَإِنَّا نَخْشَى عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ! قَالَتْ: وَنَحْنُ أَضَنُّ شَيْءٍ بِهِ مِمَّا رَأَيْنَا مِنْ بركتِهِ قَالَتْ: فَلَمْ نَزَلْ حَتَّى قَالَتِ: ارْجِعَا بِهِ فَرَجَعْنَا بِهِ فَمَكَثَ عِنْدَنَا شَهْرَيْنِ قَالَتْ: فَبَيْنَا هُوَ يَلْعَبُ وَأَخُوهُ يَوْمًا ـ خَلْفَ الْبُيُوتِ ـ

⦗ص: 130⦘

يَرْعَيَانِ بَهْماً لَنَا إِذْ جَاءَنَا أَخُوهُ يشتدُّ فَقَالَ لِي وَلِأَبِيهِ: أَدْرِكَا أَخِي القُرَشِيَّ قَدْ جَاءَهُ رَجُلَانِ فَأَضْجَعَاهُ وشقَّا بَطْنَهُ فَخَرَجْنَا نشتدُّ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ منتقعٌ لونُهُ فاعتنقه أبوه واعتنقته ثم قلنا: مالك أَيْ بُنَيَّ؟! قَالَ: أَتَانِي رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ فَأَضْجَعَانِي ثُمَّ شَقَّا بَطْنِي فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا صَنَعَا قَالَتْ: فاحتمَلْنَاه وَرَجَعْنَا بِهِ قَالَتْ: يَقُولُ أَبُوهُ: يَا حَلِيمَةُ! مَا أَرَى هَذَا الْغُلَامَ إِلَّا قَدْ أُصِيبَ فَانْطَلِقِي فَلْنَرُدَّهُ إِلَى أَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ مَا نَتَخَوَّفُ قَالَتْ: فَرَجَعْنَا بِهِ فَقَالَتْ مَا يَرُدُّكُما بِهِ فَقَدْ كُنْتُمَا حَرِيصَيْنِ عَلَيْهِ؟! قَالَتْ: فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ إِلَّا أنَّا كفَلناه وأدَّينا الْحَقَّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْنَا ثُمَّ تخوَّفنا الْأَحْدَاثَ عَلَيْهِ فَقُلْنَا: يَكُونُ فِي أَهْلِهِ فَقَالَتْ أُمُّهُ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِكُمَا فَأَخْبِرَانِي خَبَرَكُما وخبرَهُ؟ فَوَاللَّهِ مَا زَالَتْ بِنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا خَبَرَهُ قَالَتْ: فتخوَّفْتُما عَلَيْهِ؟! كَلَّا وَاللَّهِ إِنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنًا أَلَا أُخْبِرُكما عَنْهُ؟! إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ فَلَمْ أحْمِلْ حَمْلًا ـ قطُّ ـ كَانَ أخَفَّ عَلَيَّ وَلَا أعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ ثُمَّ رأيتُ نُورًا ـ كَأَنَّهُ شِهَابٌ ـ خَرَجَ مِنِّي حِينَ وَضَعْتُهُ أَضَاءَتْ لي أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بِبُصْرَى ثُمَّ وَضَعْتُهُ فَمَا وَقَعَ كَمَا يَقَعُ الصِّبْيَانُ وَقَعَ وَاضِعًا يَدَهُ بِالْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ! دَعاهُ وَالْحَقَا بِشَأْنِكُمَا

= (6335)[3: 3]

ضعيف ـ انظر التعليق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ .... نَحْوَهُ

حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جرير

⦗ص: 131⦘

(1)

وهو الحافظ أبو يعلى الموصلي، وقد أخرجه في ((مسنده)) (13/ 93/7163)

بإسناده

ومتنه هنا، وصرَّح ابن إسحاق بالتحديث في ((سيرة ابن هشام)) (1/ 172)، لكنَّه شكَّ، فقال: عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، أو عمَّن حدَّثه عنه، قال ..... ؛ فذكره.

فلم تطمئن النفس لاتصاله، ولا سيما وجهمٌ هذا مجهول الحال؛ لم يُوَثِّقْهُ غير ابن حبان (4/ 113)، وقال الذهبي في ((الميزان)) وغيره:((لا يُعرف)).

ص: 128

ذِكْرُ شَقِّ جِبْرِيلَ عليه السلام صَدْرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي صِبَاهُ

ص: 131

6302 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فشقَّ قَلْبَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ: هَذَا حظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بماء زمزم ثم أعاده في مكانه فجاء الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ ـ يَعْنِي: ظِئْرَهُ ـ فَقَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَاسْتَقْبَلُوهُ منتقعَ اللَّوْنِ

قَالَ أَنَسٌ: كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ المِخْيَطِ في صَدْرِه صلى الله عليه وسلم

= (6336)[23: 5]

صحيح ـ مضى قريباً (6300).

ص: 131

ذِكْرُ مَا خصَّ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ رَسُولَهُ دُونَ الْبَشَرِ بِمَا كَانَ يَرَى خَلْفَهُ كَمَا كَانَ يَرَى أَمَامَهُ

ص: 131

6303 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(هَلْ ترونِ قِبْلَتِي هَا هُنَا؟ فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خشوعُكُم وَلَا رُكُوعُكُمْ وإني لأراكم مِن وراء ظهري)

= (6337)[23: 5]

صحيح: خ (418)، م (2/ 27).

ص: 131

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرَى مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى بَيْنَ يَدَيْهِ ـ فَرْقاً بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمَّتِهِ ـ

ص: 132

6304 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنِّي لأنْظُرُ إِلَى مَا وَرَائِي كَمَا أنْظُرُ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيَّ فَأَقِيمُوا صُفوفكم وحَسِّنُوا رُكوعكم وسجودكم)

= (6338)[3: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 132

ذِكْرُ بَعْضِ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَانَ يَتَأَمَّلُ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ مِنْهُمْ ذلك

ص: 132

6305 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(رُصُّوا صُفوفكم وَقَارِبُوا بَيْنَهَا وحاذُوا بِالْأَعْنَاقِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصُّفُوفِ ـ كَأَنَّهَا الحَذَفُ ـ)

قَالَ مُسْلِمٌ: الحَذَفُ: النَّقْدُ الصِّغار

= (6339)[3: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (673).

ص: 132

ذِكْرُ مَا عرَّف اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ عَنْ صَفِيه صلى الله عليه وسلم أَسْبَابَ هَذِهِ الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ عِنْدَ ابْتِدَاءِ إِظْهَارِ الرِّسَالَةِ

ص: 132

6306 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو

⦗ص: 133⦘

الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: قَالَ:

ألسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئتم؟! لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يملأُ بِهِ بطنه

= (6340)[37: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (110): م.

ص: 132

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذِهِ الْحَالَةَ كَانَتْ بِالْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عِنْدَ اعْتِرَاضِ حَالَةِ الِاضْطِرَارِ وَالِاخْتِبَارِ لَهُ

ص: 133

6307 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ ما يملأ بطنه وهو جائع

= (6341)[47: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 133

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْخَبَرَ مِنَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ

ص: 133

6308 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَخْطُبُ قَالَ:

قَالَ عُمَرُ ـ وَذَكَرَ مَا أَصَابَ النَّاسَ مِنَ الدُّنْيَا ـ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلْتَوِي وَمَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ ما يملأ بطنه

= (6342)[47: 5]

⦗ص: 134⦘

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 133

ذِكْرُ سُؤَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَنْ تَعْزُب الدُّنْيَا عَنْ آله

ص: 134

6309 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يحدِّث عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(اللَّهُمَّ اجعلْ رِزْقَ آلِ محمدٍ كفافاً)

= (6343)[12: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (130)، ((تخريج فقه السيرة)) (445): م.

ص: 134

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: كَفَافًا أَرَادَ بِهِ قُوتًا

ص: 134

6310 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ المُوَرِّعِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شُبْرُمَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهُمَّ اجعلْ رِزْقَ آلِ محمَّدٍ قُوتاً)

= (6344)[12: 5]

صحيح ـ المصدر نفسه: ق.

ص: 134

ذِكْرُ مَا عَزَبَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الشِّبَعَ مِنْ هَذِهِ الْفَانِيَةِ عَنْ آلِ صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامًا مَعْلُومَةً

ص: 134

6311 -

أخبرنا محمد بن أحمد ابن أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْفُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي

⦗ص: 135⦘

هُرَيْرَةَ قَالَ:

مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ طعامٍ واحدٍ ثَلَاثًا حَتَّى قُبِضَ صلى الله عليه وسلم إلا الأسودين: التمر والماء

= (6345)[47: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (123): م.

ص: 134

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْحَالَةَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا كَانَتِ اخْتِيَارًا مِنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِهِ دُونَ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ حَالَةً اضْطِرَارِيَّةً

ص: 135

6312 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ:

مَا أشبعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أهلَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعاً من خبز البُرِّ حتى فارق الدنيا

= (6346)[47: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 135

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالَمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِخَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 135

6313 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ:

سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ فَقُلْتُ: هَلْ أكلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ؟ فَقَالَ سَهْلٌ: مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ مِنْ حِينِ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ قَالَ: فَقُلْتُ: هَلْ كَانَ لَكُمْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مناخِلُ؟ قَالَ: مَا

⦗ص: 136⦘

رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْخُلاً مِنْ حِينِ ابْتَعَثَهُ حَتَّى قَبَضَهُ فَقُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ منخولٍ؟ قَالَ: كُنَّا نَطْحَنُهُ فننفُخُهُ فَيَطِيرُ مَا طَارَ وَمَا بَقِيَ ثرَّيناه فأكلناه

= (6347)[47: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (126)، ((التعليق الرغيب)) (4/ 111): خ.

ص: 135

ذِكْرُ مَا كَانَ فِيهِ آلُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنْ عَدَمِ الْوَقُودِ فِي دُورِهِمْ بَيْنَ أَشْهُرٍ مُتَوَالِيَةٍ

ص: 136

6314 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصباح الجرجرائي حدثنا عبد العزيز ابن أَبِي حَازِمٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَزِيدَ بْنَ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا قَالَتْ:

إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ـ ثَلَاثَةَ أهلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ ـ وَمَا أُوقِدَتْ فِي بُيُوتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ قُلْتُ: يَا خَالَةُ! فِيمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِيرَانَ مِنَ الْأَنْصَارِ ـ نِعْمَ الْجِيرَانُ ـ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ فَكَانُوا يَمْنَحُون رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَلْبَانِهَا فَكَانَ يَسْتَقِينَا منه

= (6348)[47: 5]

صحيح ـ مضى نحوه (727).

ص: 136

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ آلَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُونُوا يدَّخرون الشَّيْءَ الْكَثِيرَ لِمَا يُسْتَقْبَلُونَ مِنَ الْأَيَّامِ

ص: 136

6315 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ

⦗ص: 137⦘

حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ:

(مَا أَصْبَحَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ صاعُ بُرٍّ وَلَا صَاعُ تمرٍ) وَإِنَّ لهُ ـ يَوْمَئِذٍ ـ تسعَ نسوة صلى الله عليه وسلم

= (6349)[47: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2404).

ص: 136

ذِكْرُ مَا كَانَ يَتَمَنَّى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْإِقْلَالِ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزائلة

ص: 137

6316 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ كَانَ عِنْدِي أحدٌ ذَهَبًا لَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا يَأْتِي عَلَيَّ ثَلَاثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ لَا أجِدُ مَنْ يَتَقَبَّلُهُ مني ليس شيء أَرْصُدُهُ لدَينٍ عليَّ)

= (6350)[47: 5]

صحيح ـ مضى (3204).

ص: 137

6317 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلْفٍ الدَّارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ يَعْمُرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لُحَيٍّ الْهَوْزَنِيُّ قَالَ:

لقيتُ بِلَالًا ـ مؤذِّنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا بِلَالُ أَخْبِرْنِي كَيْفَ

⦗ص: 138⦘

كَانَتْ نَفَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا كَانَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ وَكُنْتُ أَنَا الَّذِي أَلِيَ ذَلِكَ ـ مُنْذُ بعثَهُ اللَّهُ حَتَّى تُوُفِّي صلى الله عليه وسلم فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الْإِنْسَانُ الْمُسْلِمُ فَرَآهُ عَارِيًا يَأْمُرُنِي فَأَنْطَلِقُ فأستقرضُ فَأَشْتَرِي البُرْدَةَ أَوِ النَّمِرَةَ فَأَكْسُوهُ وأُطْعِمُهُ حَتَّى اعْتَرَضَنِي رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: يَا بِلَالُ إِنَّ عِنْدِي سَعَةً فَلَا تَسْتَقْرِضْ مِنْ أحدٍ إِلَّا مِنِّي فَفَعَلْتُ فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ تَوَضَّأْتُ ثُمَّ قُمْتُ أؤذِّنُ بِالصَّلَاةِ فَإِذَا الْمُشْرِكُ فِي عِصَابَةِ مِنَ التُّجَّار فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: يَا حَبَشِيُّ! قَالَ: قُلْتُ: يَا لَبَّيْه! فتجهَّمَني وَقَالَ لِي قَوْلًا غَلِيظًا وَقَالَ: أَتَدْرِي كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الشَّهْرِ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَرِيبٌ قَالَ لِي: إِنَّمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَرْبَعٌ فآخذُك بِالَّذِي عَلَيْكَ فَإِنِّي لَمْ أُعْطِكَ الَّذِي أعطيتُكَ مِن كرامَتِكَ عَلَيَّ وَلَا كَرَامَةِ صَاحِبِكَ وَلَكِنِّي إِنَّمَا أعطيتُكَ لِتَجِبَ لِي عَبْدًا فأردَّك تَرْعَى الْغَنَمَ كَمَا كُنْتَ قَبْلَ ذَلِكَ فَأَخَذَ فِي نَفْسِي مَا يَأْخُذُ النَّاسُ فَانْطَلَقْتُ ثُمَّ أذَّنت بِالصَّلَاةِ حَتَّى إِذَا صَلَّيْتُ العَتَمَةَ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِهِ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فأذِنَ لِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ إِنَّ الْمُشْرِكَ ـ الَّذِي ذَكَرْتُ لَكَ أنِّي كُنْتُ أَتَدَيَّنُ مِنْهُ ـ قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا وَلَيْسَ عِنْدَكَ مَا تَقْضِي عَنِّي وَلَا عِنْدِي وهُوَ فاضِحِي فَأْذَنْ لِي أنوءُ إِلَى بَعْضِ هَؤُلَاءِ الْأَحْيَاءِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا حَتَّى يَرْزُقَ اللَّهُ رَسُولَهُ مَا يَقْضِي عَنِّي؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(إِذَا شئْتَ اعتمدتَ) قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى آتِيَ مَنْزِلِي فَجَعَلْتُ سَيْفِي وجَعْبَتي ومِجَنِّي وَنَعْلِي عِنْدَ رَأْسِي وَاسْتَقْبَلْتُ بِوَجْهِي الأُفُقَ فَكُلَّمَا نِمْتُ سَاعَةً اسْتَنْبَهْتُ فَإِذَا رَأَيْتُ عَلَيَّ لَيْلًا نِمْتُ حَتَّى أَسْفَرَ الصُّبْحُ الأوَّلُ

⦗ص: 139⦘

أردتُ أَنْ أَنْطَلِقَ فَإِذَا إِنْسَانٌ يَسْعَى يَدْعُو: يَا بِلَالُ! أَجِبْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ فَإِذَا أَرْبَعُ رَكَائِبَ مُناخات عَلَيْهِنَّ أحمالُهنَّ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فاستأذنُتُه فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَبْشِرْ فَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِقَضَائِكَ) فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَقَالَ:

(أَلَمْ تمرَّ عَلَى الرَّكَائِبِ الْمُنَاخَاتِ الْأَرْبَعِ؟ ) فَقُلْتُ: بَلَى فَقَالَ:

(إِنَّ لَكَ رِقَابَهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنَّ كِسْوَةٌ وَطَعَامٌ أهداهُنَّ إِلَيَّ عَظِيمُ فَدَك فَاقْبِضْهُنَّ ثُمَّ اقضِ دَيْنَكَ) قَالَ: فَفَعَلْتُ فَحَطَطْتُ عَنْهُنَّ أَحْمَالَهُنَّ ثُمَّ عَقَلْتُهُنَّ ثُمَّ عَمَدْتُ إِلَى تَأْذِينِ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى إِذَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجْتُ لِلْبَقِيعِ فَجَعَلْتُ أُصْبُعَيَّ فِي أُذني فَنَادَيْتُ: مَنْ كَانَ يَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ديناً فليحضُرْ فما زلت أبيعُ وَأَقْضِي وأعرضُ فَأَقْضِي حَتَّى إِذَا فضلَ في يدي أُوقِيَّتان ـ أو أوقِيَّةٌ ونصف ـ وانطلقت إِلَى الْمَسْجِدِ وَقَدْ ذَهَبَ عَامَّةُ النَّهَارِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ فسلَّمت عَلَيْهِ فَقَالَ:

(مَا فَعَلَ مَا قِبَلَك؟ ) فَقُلْتُ: قَدْ قَضَى اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يبقَ شيءٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أفضل شَيْءٌ؟ ) قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:

انظرْ أَنْ تُريحَني مِنْهَا) فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَتَمَةَ دَعَانِي فَقَالَ:

(مَا فَعَلَ مِمَّا قِبَلَكَ؟ ) قَالَ: قُلْتُ: هُوَ مَعِي لَمْ يَأْتِنَا أَحَدٌ فَبَاتَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أَصْبَحَ فظلَّ فِي الْمَسْجِدِ الْيَوْمَ الثَّانِي حَتَّى كَانَ فِي آخِرِ النَّهَارِ

⦗ص: 140⦘

جَاءَ رَاكِبَانِ فَانْطَلَقْتُ بِهِمَا فكسوتُهما وأطعمتُهما حَتَّى إِذَا صَلَّى الْعَتَمَةَ دَعَانِي فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(مَا فَعَلَ الَّذِي قِبَلَكَ؟ ) فَقُلْتُ: قَدْ أَرَاحَكَ اللَّهُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فكبَّر وَحَمِدَ اللَّهَ شَفَقاً أَنْ يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ وَعِنْدَهُ ذَلِكَ ثُمَّ ابتعته حَتَّى جَاءَ أَزْوَاجَهُ فسلَّم عَلَى امرأةٍ امرأةٍ حَتَّى أَتَى مَبِيتَهُ

فَهَذَا الَّذِي سَأَلْتَنِي عَنْهُ

= (6351)[3: 5]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (الخراج 2/ 46).

ص: 137

ذِكْرُ مَا مثَّل الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ وَالدُّنْيَا بِمِثْلِ مَا مَثَّلَ بِهِ

ص: 140

6318 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ قَحْطَبَةَ بِفَمِ الصُّلْحِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أثَّرَ فِي جَنْبِهِ ـ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذتَ فِرَاشاً أَوْثَرَ مِنْ هَذَا؟ فقال:

(يا عمر! مالي وَلِلدُّنْيَا؟! وَمَا لِلدُّنْيَا وَلِي؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثلي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فاستظلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً من نهار ثم راح وتركها)

= (6352)[47: 5]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (439).

ص: 140

6319 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا

⦗ص: 141⦘

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى فَاطِمَةَ فَرَأَى عَلَى بَابِهَا سِتراً فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا قَالَ: وقلَّما كَانَ يَدْخُلُ إِلَّا بَدَأَ بِهَا فَجَاءَ عَلِيٌّ ـ رضوان الله عليه ـ فرآها مُهْتَمَّةً فقال: مالَكِ؟ فَقَالَتْ: جَاءَنِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَدْخُلْ فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ فَاطِمَةَ اشتدَّ عَلَيْهَا أنَّكَ جِئْتَها وَلَمْ تدخُلْ عَلَيْهَا؟! فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(مَا أَنَا وَالدُّنْيَا؟! وَمَا أَنَا والرَّقم؟! ) فَذَهَبَ إِلَى فَاطِمَةَ فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: فَقُلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ:

(قُلْ لَهَا فَلْتُرْسِلْ بِهِ إلى بني فلان)

= (6353)[28: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3140)، خ مختصراً

(1)

.

(1)

وعزاهُ المُعلِّقُ على الكتاب (13/ 266 ـ 267/ 6353) للبخاري وغيره، دون أن ينبِّه أنَّهُ ليس عنده البدء بفاطمة، وأنها كانت مهتمة!

ص: 140

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اسْتِعْمَالَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا وَصَفْنَا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَبَيْتِ فَاطِمَةَ دُونَ غَيْرِهَا

ص: 141

6320 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدٍ بْنِ جُمْهَانَ عَنْ سَفِينَةَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يدخلْ بَيْتًا مَرْقوماً

= (6354)[28: 5]

⦗ص: 142⦘

حسن صحيح بما قبله ـ ((المشكاة)) (3221/ التحقيق الثاني).

ص: 141

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ يُجانب اتِّخَاذَ الْأَسْبَابِ فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ إِلَّا أَنْ تَعْتَرِيَهُ أَحْوَالٌ لَا يَكُونُ مِنْهُ الْقَصْدُ فِيهَا

ص: 142

6321 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ:

كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ـ وخَبَّازُه قَائِمٌ ـ فَقَالَ: كُلُوا فَمَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقاً وَلَا شَاةً سَمِيطةً بعينهِ حَتَّى لَحِقَ بالله

= (6355)[47: 5]

صحيح: خ (5421).

ص: 142

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَانَ تَعْتَرِضُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْأَحْوَالُ الَّتِي وصفناها

ص: 142

6322 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ـ مَوْلَى ثَقِيفٍ؛ فِي عِدَّةٍ ـ قَالُوا: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان لا يدَّخِرُ شَيئاً لِغدٍ

= (6356)[47: 5]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/ 42).

ص: 142

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ أَنَسٍ الَّذِي ذكرناه

ص: 142

6323 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ

⦗ص: 143⦘

عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَمَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ:

أَنَّ أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ كَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا لَمْ يُوجِفَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ فَكَانَتْ لَهُ خَالِصَةٌ فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهَا نَفَقَةَ سنَتِهِ وَمَا بَقِيَ جعلَهُ فِي الكُرَاعِ والسِّلاح في سبيل الله

= (6357)[47: 5]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2626).

ص: 142

ذِكْرُ مَا كَانَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي نَفْسِهِ يَتَنَكَّبُ الشِّبَعَ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ

ص: 143

6324 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ السَّرْحِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسيط عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبز وزيت في يوم واحد مرتين

= (6358)[47: 5]

صحيح: خ (5416)، م (8/ 217).

ص: 143

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْحَالَةَ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَتْ حَالَةَ اختبار لا اضطرار

ص: 143

6325 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُجْمَعْ لَهُ غَدَاءٌ وَلَا عَشاءٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ إِلَّا عَلَى ضَفَفٍ

⦗ص: 144⦘

= (6359)[47: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (76/ 109 و 84/ 117).

ص: 143

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْوُجُودِ كَانَ يتنكَّبُ السَّرَفَ فِي أَسْبَابِ الْأَكْلِ وَكَذَلِكَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ

ص: 144

6326 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ السَّرْحِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ:

سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ: هَلْ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ؟ فَقَالَ سَهْلٌ: مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ مِن حِينِ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ مَنَاخِلُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْخُلاً مِن حِينِ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ قَالَ: قُلْتُ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قَالَ: نَعَمْ كُنَّا نَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مَا طَارَ مِنْهُ وما بقي ثرَّيناه فأكلناه

= (6360)[47: 5]

صحيح ـ مضى (6313).

ص: 144

ذِكْرُ مَا كَانَ ضِجاعَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 144

6327 -

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمِنْهَالِ ابْنِ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

كَانَ ضِجاعُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أدَمٍ حَشْوُهُ ليفٌ قَالَتْ: وَكَانَ يَأْتِي عَلَيْنَا الشَّهْرُ مَا نَسْتَوْقِدُ نَارًا إِنَّمَا هُمَا الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَى أَنْ يَبْعَثَ

⦗ص: 145⦘

إِلَيْنَا جِيرَانٌ لَنَا بِغَزِيرَةِ شاتِهِمْ

= (6361)[47: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (111).

ص: 144

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَتْ تؤثِّرُ خُشونة ضِجَاعِهِ فِي جنبه

ص: 145

6328 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى سَرِيرٍ ـ وَهُوَ مُرْمَلٌ بِشَرِيطٍ ـ قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَدَخَلَ عُمَرُ فَانْحَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا الشَّرِيطُ قَدْ أثَّرَ بِجَنْبِهِ فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَهُمَا يَعِيثَانِ فِيمَا يَعِيثَانِ فِيهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمَا الدُّنْيَا ولنا الآخرة؟! ) قال: بلى قال: فَسَكَتَ

= (6362)[47: 5]

حسن صحيح ـ ((تخريج الترغيب)) (4/ 114): ق ـ عمر.

ص: 145

ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ صفيَّه صلى الله عليه وسلم مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ كُلَّهَا

ص: 145

6329 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 146⦘

(بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ، فوُضِعَتْ فِي يَدَيَّ)

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنتم تَنْتَثِلُونَها

(1)

.

= (6363)[3: 3]

صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

بوزن (تفتعلونها) مِن النثل - بالنون والمثلثة - أي: تستخرجونها، وكان الأصل (تنشلونها)! فصحّحته من ((البخاري)) (2977)، ومسلم (2/ 64)، والنسائي في ((الكبرى)) (3/ 3 ـ 4)، وأخرجه أبو عوانة (1/ 395)، وأحمد (2/ 264).

ص: 145

ذِكْرُ وَصْفِ مَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ حَيْثُ أُتي صلى الله عليه وسلم فِي نَوْمِهِ

ص: 146

6330 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ بِبَغْدَادَ حدثنا محمد بن عبد العزيز ابن أَبِي رِزْمَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أُتيتُ بِمَقَالِيدِ الدُّنْيَا عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ عَلَيْهِ قَطِيفةٌ من سُنْدُسٍ)

= (6364)[3: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (1730).

ص: 146

6331 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أبي رزعة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ فَقَالَ

⦗ص: 147⦘

لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا الْمَلَكُ مَا نَزَلَ ـ مُنْذُ خُلِقَ ـ قَبْلَ السَّاعَةِ فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ ربُكَ: أَمَلَكاً جَعَلَكَ لَهُمْ أَمْ عَبْدًا رسولاًَ؟ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لربِّك يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (لَا بَلْ عبداً رسولاً)

= (6365)[47: 5]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (3/ 112)، ((الصحيحة)) (1002).

ص: 146

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّ أصحاب الحديث يُصَحِّحُون من الأخبار مالا يعْقِلُون معناها

ص: 147

6332 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَتْ عائشة:

مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى حلَّ لَهُ مِنَ النِّساءِ ما شاء

= (6366)[48: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3224).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُشبه أَنْ يَكُونَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حُرِّم عَلَيْهِ النِّسَاءُ مدَّةً ثُمَّ أُحِلَّ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ قَبْلَ مَوْتِهِ تَفَضُّلاً تُفُضَّلَ عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَ الْخَبَرِ وَالْكِتَابِ تَضَادُّ وَلَا تَهَاتِرُ وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى هَذَا قَوْلُ عَائِشَةَ: مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى حلَّ له من النساء أراد بِذَلِكَ إِبَاحَةً بَعْدَ حَظْرٍ مُتَقَدِّمٍ عَلَى مَا ذكرنا

ص: 147

6333 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

⦗ص: 148⦘

كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أنفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَقُولُ: تَهَبُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا؟ فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ ومَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ} [الأحزاب: 51] قَالَتْ: قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَرَى ربَّك إلا يُسَارُع في هَواكَ

= (6367)[23: 5]

صحيح.

ص: 147

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى خَرَجَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ إِلَى مَا وَعْدَهُ رَبُّهُ مِنَ الثَّوَابِ وَهُوَ صِفْرُ الْيَدَيْنِ مِنْهَا

ص: 148

6334 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ حدثنا إبراهيم بن هانىء حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

سَأَلَهَا رَجُلٌ عَنْ مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: أَعَنْ مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُنِي ـ لَا أَبَا لَكَ ـ؟ وَاللَّهِ مَا وَرَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً وَلَا شَاةً وَلَا بعيراً

= (6368)[50: 5]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2549) ، ((مختصر الشمائل)) (342).

ص: 148

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ وَأَشْجَعِهِمْ

ص: 148

6335 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّهُ ذَكَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ خَيْرَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ

⦗ص: 149⦘

أَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَانْطَلَقُوا قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ ـ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سرجُ ـ وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ لِلنَّاسِ:

(لَمْ تُراعوا) يردُّهُم ثُمَّ قَالَ لِلْفَرَسِ:

(وَجَدْناهُ بَحْراً وإنَّه لَبَحْرٌ)

= (6369)[47: 5]

صحيح ـ مضى (5768).

ص: 148

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مَا كَانَ يَسْتَعْمِلُ الْجُودَ مِمَّا يَمْلِكُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ أَوْ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ

ص: 149

6336 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَحِينَ يَلْقَى جِبْرِيلَ وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ـ أجود بالخير من الريح المرسلة

= (6370)[47: 5]

صحيح ـ ((الإرواء)) (888): ق.

ص: 149

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ يبذُل مَا وَصَفْنَاهُ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا مَعَ مَا يَعْزِفُ نَفْسَهُ عَنْهَا

ص: 150

6337 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَشْبَعْ شِبْعَتَينِ في يومٍ حتى مات

= (6371)[47: 5]

صحيح ـ مضى (6324).

ص: 150

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْحَالَةَ الَّتِي وَصَفْنَاهَا كَانَ يَسْتَوِي فِيهَا صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ عَلَى السَّبِيلِ الَّذِي وَصَفْنَاهُ

ص: 150

6338 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَى أَهْلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم شَهْرٌ مَا يُخْبَزُ فِيهِ قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! مَا كَانَ يَأْكُلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ـ جَزَاهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ـ كَانَ لَهُمْ لَبَنٌ يُهْدُون مِنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

= (6372)[47: 5]

صحيح ـ مضى (6314).

ص: 150

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَسْتَكْثِرُ الْكَثِيرَ مِنَ الدُّنْيَا إِذَا وَهَبَهَا لِمَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ احْتِقَارًا لها

ص: 151

6339 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ غَنَماً بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَأَتَى الرَّجُلُ قَوْمَهُ فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ أَسْلِمُوا فَوَاللَّهِ إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يُعطي عَطَاءَ رَجُلٍ مَا يَخَافُ الْفَاقَةَ وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يُرِيدُ إِلَّا دُنيا يُصِيبُهَا ـ فَمَا يُمسي حَتَّى يَكُونَ دِينُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ من الدنيا وما فيها

= (6373)[47: 5]

صحيح ـ مضى (4485).

ص: 151

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عن ثابت

ص: 151

6340 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:

أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ لَهُ بِشَاءٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يُعْطِي عَطَاءَ رجل لا يخشى الفاقة

= (6374)[47: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 151

ذِكْرُ مَا كَانَ يُعْطِي صلى الله عليه وسلم مَنْ سَأَلَهُ مِنْ هَذِهِ الْفَانِيَةِ الرَّاحِلَةِ

ص: 151

6341 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

⦗ص: 152⦘

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عبد الله ابن أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:

دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا الْمَسْجِدَ وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ نَجْرَانُّي غليظٌ فَقَالَ لَهُ أَعْرَابِيٌّ مِنْ خَلْفِهِ ـ وَأَخَذَ بِجَانِبِ ردَائِهِ فَاجْتَبَذَهُ حَتَّى أثرتِ الصَّنِفَةُ فِي صَفْحِ عُنُقِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَعْطِنَا مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ وَتَبَسَّمَ صلى الله عليه وسلم وقال:

(مُرُوا لَهُ)

= (6375)[47: 5]

صحيح: خ (3149).

ص: 151

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُ أَحَدًا يَسْأَلُهُ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ

ص: 152

6342 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِمَكَّةَ وَعَبَّادَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:

مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شيئاً ـ قطُّ ـ فأبى

= (6376)[47: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (302).

ص: 152

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يصرِّح بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 152

6343 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ:

مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شيءٍ ـ قطُّ ـ فقال:

⦗ص: 153⦘

لا

= (6377)[47: 5]

صحيح.

ص: 152

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خُلُقَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ قَطْعَ الْقَلْبِ عَنْ هَذِهِ الدُّنْيَا وَتَرْكَ الادِّخار بِشَيْءٍ مِنْهَا

ص: 153

6344 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَدَّخِرُ شيئاً لِغَدٍ

= (6378)[39: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/ 42).

ص: 153

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ أَزْهَدِ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا

ص: 153

6345 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ أبي هانىء أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ يَقُولُ:

سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَخْطُبُ النَّاسَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ! كَانَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم أَزْهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا وَأَصْبَحْتُمْ أَرْغَبَ النَّاسِ فيها

= (6379)[50: 5]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 116).

ص: 153

ذِكْرُ قَبُولِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْهَدَايَا مِنْ أُمَّتِهِ

ص: 153

6346 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

⦗ص: 154⦘

قَالَ:

بَعَثَتْ مَعِي أُمُّ سُلَيْمٍ بِشَيْءٍ مِنْ رُطَبٍ ـ فِي مِكْتَلٍ ـ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أَجِدْهُ فِي بَيْتِهِ قَالُوا: ذَهَبَ قَرِيبًا فَإِذَا هُوَ عِنْدَ خيَّاط ـ مَوْلَى لَهُ ـ صَنَعَ لَهُ طَعَامًا فِيهِ لَحْمٌ ودُبَّاءٌ قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الدُّبَّاءُ فَجَعَلْتُ أضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى بيته فوضعت المِكْتَلَ بين يديه فما زال يَأْكُلُ وَيَقْسِمُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي الْمِكْتَلِ شيء

= (6380)[3: 5]

صحيح ـ ((الإرواء)) (7/ 46).

ص: 153

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ مِمَّنْ أَهْدَاهَا لَهُ وَلَمْ يَكُنْ يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ

ص: 154

6347 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ

= (6381)[21: 4]

حسن صحيح.

ص: 154

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أُتي بِصَدَقَةٍ أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِأَكْلِهَا وَامْتَنَعَ بِنَفْسِهِ عَنْهَا

ص: 154

6348 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا

⦗ص: 155⦘

هُرَيْرَةَ يَقُولُ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتي بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ أَكَلَ وَإِنْ قِيلَ: صدقةٌ قال:

(كُلُوا) ولم يأكل

= (6382)[21: 4]

صحيح: خ (2576).

ص: 154

ذِكْرُ إِرَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم تَرْكَ قَبُولِ الْهَدِيَّةِ إِلَّا عَنْ قَبَائِلَ مَعْرُوفَةٍ

ص: 155

6349 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَقْبَلَ هَدِيَّةً إِلَّا مِنْ قُرَشِيٍّ أَوْ أنصاريَ أو ثقفيٍّ أو دَوْسيٍّ)

= (6383)[34: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (1684) ، ((الإرواء)) (6/ 48).

ص: 155

6350 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عن طاوس عن ابن عباس:

أَنَّ أَعْرَابِيًّا وَهَبَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَثَابَهُ عَلَيْهَا فَقَالَ:

(رضيتَ)؟ قَالَ: لَا فَزَادَهُ وَقَالَ:

⦗ص: 156⦘

(رَضِيتَ)؟ قَالَ: نَعَمْ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَتَّهِبَ إِلَّا مِن قُرَشِيٍّ أَوْ أَنْصَارِيٍّ أو ثقفي)

= (6384)[60: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه.

ص: 155

ذِكْرُ مَا خَصَّ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا بِهِ صَفِيَّهُ صلى الله عليه وسلم وفرَّق بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمَّتِهِ بِأَنَّ قَلْبَهُ كَانَ لَا يَنَامُ إِذَا نَامَتْ عَيْنَاهُ

ص: 156

6351 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَا: حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قالت:

قلت: يارسول اللَّهِ ـ إِعْظَامًا لِلْوِتْرِ ـ تَنَامُ عَنِ الْوِتْرِ؟ قَالَ:

(يَا عَائِشَةُ! إِنَّ عَيْنِي تَنَامُ وَلَا يَنَامُ قلبي)

= (6385)[23: 5]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1212): خ.

ص: 156

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا نَامَ لَمْ يَنَمْ قَلْبُهُ كَمَا تَنَامُ قُلُوبُ غَيْرِهِ مِنْ أُمَّتِهِ

ص: 156

6352 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(تنام عيني ولا ينام قلبي)

= (6386)[3: 3]

⦗ص: 157⦘

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (696).

ص: 156

ذِكْرُ وَصْفِ سِنِّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 157

6353 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبِجَ وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُبَارَكِ الْأَنْصَارِيُّ بِهَرَاةَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ وَلَيْسَ بِالْأَبْيَضِ الأمْهَقِ وَلَيْسَ بِالْآدَمِ وَلَا بِالْجَعْدِ القَطَطِ وَلَا السَّبِطِ بَعَثَهُ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً وَلَيْسَ فِي رَأْسَهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ صلى الله عليه وسلم

= (6387)[50: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (13/ 1): ق.

ص: 157

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الْمَذْكُورَ فِي خَبَرِ أَنَسٍ لَمْ يُرد بِهِ النَّفْيَ عَمَّا وَرَاءَهُ

ص: 157

6354 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: قَالَتْ:

تُوفِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وستين

= (6388)[50: 5]

صحيح ـ ((المختصر)) (193/ 319): ق.

ص: 157

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 158

6355 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثقيف حدثنا محد بْنُ عَمْرٍو الرَّازِيُّ ـ زُنَيْجٌ ـ حَدَّثَنَا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وقُبِضَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وقُبِضَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثلاث وستين

= (6389)[50: 5]

صحيح: م (7/ 87).

ص: 158

ذِكْرُ تَفْصِيلِ هَذَا الْعَدَدِ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ

ص: 158

6356 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فِي الْقِتَالِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَكَانَتِ الْهِجْرَةُ عَشْرَ سِنِينَ فقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة

= (6390)[50: 5]

صحيح ـ ((المختصر)) (192/ 317): ق دون الدعاء والقتال، وليس عند (م) البعث.

ص: 158

ذِكْرُ وَصْفِ خاتَمِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 158

6357 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا يحدِّث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

⦗ص: 159⦘

قَالَ: كَانَ خاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فضةٍ فَصُّهُ منه.

= (6391)[9: 5]

صحيح ـ ((المختصر)) (58/ 73): خ.

ص: 158

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا اتَّخَذَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْخَاتَمَ مِنْ فِضَّةٍ

ص: 159

6358 -

أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعيد قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يكتُبَ إِلَى الْأَعَاجِمِ فقالوا له: إنهم لا يقرأون كِتَابًا إِلَّا بِخَاتَمٍ فِيهِ نَقْشٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بخاتَمِ فِضَّةٍ فنُقش فيه: (محمد رسول الله)

= (6392)[9: 5]

صحيح ـ ((المختصر)) (58/ 74): ق.

ص: 159

ذكر وصف نقش ما وصفناه فِي خَاتَمِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 159

6359 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَرْعَرَةُ بْنُ الْبِرِنْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

كَانَ نقشُ خَاتَمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثلاثة أسطرٍ: (محمَّدٌ) سَطْرٌ و (رَسُولُ) سَطْرٌ و (الله) سَطْرٌ

= (6393)[9: 5]

صحيح ـ المصدر نفسه: ق.

ص: 159

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ لَهُ خَاتَمَانِ لَا خَاتَمٌ وَاحِدٌ

ص: 160

6360 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حدثنا إسماعيل ابن أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَبِسَ خَاتَمَ فضةٍ ـ فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ ـ فِي يَمِينِهِ كَانَ يَجْعَلُ فصَّهُ باطن كَفِّه

= (6394)[9: 5]

صحيح ـ ((المختصر)) (57/ 71): م.

ص: 160

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الرَّائِحَةَ الطَّيِّبَةَ قَدْ كَانَتْ تُعْجِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 160

6361 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عَائِشَةَ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبِسَ بُرْدَةً سَوْدَاءَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا أحْسَنَها عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشُوبُ بَيَاضُكَ سَوَادَهَا ويَشُوبُ سَوَادُهَا بَيَاضَكَ فبانَ مِنْهَا ريحٌ فَأَلْقَاهَا وَكَانَ يُعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ

= (6395)[50: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2136).

ص: 160

ذِكْرُ مَا كَانَ يُحِبُّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنَ الثِّيَابِ

ص: 160

6362 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَأَبُو يَعْلَى قَالَا: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ

⦗ص: 161⦘

حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:

قُلْنَا لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أيُّ اللِّباسِ كَانَ أحبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: الحِبَرَة

قَالَ أَبُو يعلى: أيُّ اللباس كان أعجبَ

= (6396)[47: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (51).

ص: 160

ذِكْرُ وَصْفِ تَعْمِيمِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 161

6363 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَسْدُلُ عِمَامَتهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ

قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر: ورأيت القاسم وسالماً يفعلان ذلك

= (6397)[47: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (716).

ص: 161

ذِكْرُ الْخِصَالِ الَّتِي فُضِّلَ صلى الله عليه وسلم بِهَا عَلَى غَيْرِهِ

ص: 161

6364 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ سَيَّارٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْفَقِيرُ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رسول اله صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسيرةَ شَهْرٍ وجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وطَهُوراً وأيُّما رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأحدٍ قَبْلِي وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ

⦗ص: 162⦘

وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قومِهِ خاصَّةً وبُعِثْتُ إلى الناس عامَّةً)

= (6398)[3: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (506)، ((الإرواء)) (1/ 315 - 316): ق.

ص: 161

6365 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحمَّال حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ

(1)

بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

⦗ص: 163⦘

مِينَاءَ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أُعْطِيتُ أَرْبَعًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَنَا وَسَأَلْتُ رَبِّي الْخَامِسَةَ فَأَعْطَانِيهَا كَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَرْيَتِهِ وَلَا يَعْدُوها وبُعِثْتُ كافَّةً إِلَى النَّاسِ وأُرْهِبَ منَّا عَدُوُّنا مَسِيرَةَ شهرٍ وجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسَاجِدَ وأُحِلَّ لَنَا الخُمْسُ وَلَمْ يَحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلَنَا وَسَأَلْتُ رَبِّي الْخَامِسَةَ فَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَلْقَاهُ عَبْدٌ مِنْ أُمَّتِي يُوَحِّدهُ إلا أدْخَلَهُ الجنة فَأَعْطانيها)

= (6399)[2: 3]

صحيح لغيره.

(1)

كذا الأصل، وفي ((الموارد)) (2125):(عبيد الله) بتصغير: (عبيد)، وكذا في ((التقاسيم))؛ كما نقله المعلِّق على ((إحسان المؤسسة)) (14/ 309)، وفسَّره بقوله:((عبيد الله بن عبد الرحمن: هو ابن عبد الله بن موهب، روى له البخاري في ((الأدب المفرد)) ..... ))، ثم ذكر الخلاف في توثيقه وتضعيفه، وأن ابن حبان ذكره في ((الثقات))

وأقول: عبيد اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ موهب: هو القرشي التيمي المدني، هكذا ساقه في ((التهذيب))، وقال:((ويقال: عبد الله بن عبد الرحمن)).

ويرى القارئُ أن جدَّ راوي الحديث: هو مَوهب، وجدُّ المترجم في ((التهذيب)): عبد الله بن موهب، ولم يتبين لي المراد هنا!

وكلاهما مِنْ أتباع التابعين، ولعل الراجح ما هنا؛ لأنه الذي ترجم له مؤلف الأصل- ابن حبان (7/ 19) - بخلاف عبيد الله بن عبد الرحمن؛ فإنه لم يُترجم له؛ خلافاً لما ذَكَرَ المعلِّقُ المشار إليه آنفاً.

وترجم له ـ أيضاً ـ في ((الميزان))، ونقل عن ابن معين تضعيفه، وزاد عليه في ((اللسان))؛ فذكر توثيق المؤلف له.

والحديث له شواهد كثيرة، خرَّجت الكثير منها في ((الإرواء)) (1/ 315 - 317)، وترى بعضها في هذا الباب، وفيما بعد.

وأما الخامسةُ؛ فشواهدها كثيرة معروفة.

ص: 162

ذِكْرُ مَا فُضِّلَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى مَنْ قَبْلَهُ مِنَ الْخِصَالِ الْمَعْدُودَةِ

ص: 163

6366 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّهِيدِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ لَنَا الْأَرْضُ كلُّها مَسْجِدًا وجُعِلَ تُرَابُهَا لَنَا طهوراً إذالم نَجِدِ الْمَاءَ وجُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ وأُوتِيتُ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ ـ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ـ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ لَمْ يُعْطَ مِثْلَهُ أَحَدٌ قبلي ولا أحد بعدي)

= (6400)[32: 3]

صحيح ـ ((الإرواء)) (1/ 316): م.

ص: 163

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الْمَذْكُورَ فِي خَبَرِ حُذَيْفَةَ لَمْ يُرد بِهِ النَّفْيَ عَمَّا وَرَاءَهُ

ص: 164

6367 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتِّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ وأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وأًرْسِلْتُ إِلَى الخَلْقِ كافَّةً وخُتِمَ بِيَ النبيون)

= (6401)[32: 3]

صحيح ـ ((الإرواء)) (285): م.

ص: 164

ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صفيِّه صلى الله عليه وسلم جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ

ص: 164

6368 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِحَرَّانَ حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم أُوتي فَوَاتِحَ الْكَلَامِ وَخَوَاتِمَهُ ـ أَوْ جَوَامِعَ الْخَيْرِ وَخَوَاتِمَهُ ـ وَإِنَّا كُنَّا لَا نَدْرِي مَا يَقُولُ إِذَا جَلَسْنَا فِي الصَّلَاةِ حَتَّى عَلَّمَنا فَقَالَ:

(قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أن محمداً عبده ورسوله)

= (6402)[3: 3]

⦗ص: 165⦘

صحيح لغيره.

ص: 164

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فُضِّلَ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 165

6369 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ونُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وجُعلت لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وأُرْسِلْتُ إِلَى الخَلْقِ كافة وخُتِمَ بي النبيون)

= (6403)[2: 3]

صحيح ـ وهو مكرر ما قبله بحديث.

ص: 165

ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عِنْدَهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم خَاتَمَ النَّبِيِّينَ

ص: 165

6370 -

أخبرنا علي بن الحسين بن سلمان بِالْفُسْطَاطِ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ الْفَزَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنِّي ـ عِنْدَ اللَّهِ ـ مَكْتُوبٌ بِخَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُخْبِرُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ: دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وبِشارة عِيسَى ورُؤيا أُمِّيَ الَّتِي رَأَتْ ـ حِينَ وَضَعَتْنِي ـ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهَا مِنْهُ قُصُورُ الشام)

⦗ص: 166⦘

= (6404)[2: 3]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (1546 و 1925).

ص: 165

ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم النَّبِيِّينَ قَبْلَهُ مَعَهُ بِمَا مَثَّلَ بِهِ

ص: 166

6371 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَأَخْبَرَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

(مَثَلِي ومَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِن قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنياناً فَأَحْسَنَهُ وكمَّلهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ ويَعْجَبُون وَيَقُولُونَ: هلاَّ وَضَعْتَ هَذِهِ اللَّبِنَةَ؟ قَالَ: فَأَنَا تِلْكَ اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ـ صلوات الله عليهم ـ)

= (6405)[2: 3]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (135) ، ((تخريج المشكاة)) (5745/ التحقيق الثاني).

ص: 166

ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَعَ الْأَنْبِيَاءِ بِالْقَصْرِ الْمَبْنِيِّ

ص: 166

6372 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ الْأَنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلاَّتٍ وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ)

قَالَ: فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ قصرٍ أُحْسِنَ بُنيانه وتُرِكَ مِنْهُ مَوْضِعُ

⦗ص: 167⦘

لَبِنَةٍ فَطَافَ بِهِ نُظَّارٌ فَتَعَجَّبُوا مِنْ حُسْنِ بُنْيانِهِ إِلَّا مَوْضِعَ تِلْكَ اللَّبِنَةِ لَا يَعِيبُونَ غَيْرَهَا فكُنت أَنَا موضع تلك اللبنة خُتم بي الرسل)

= (6406)[4: 3]

صحيح ـ وهو مختصر ما قبله.

ص: 166

ذِكْرُ مَا مَثَّلَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أجمعين

ص: 167

6373 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّمَا مَثلِي ومَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنياناً أَحْسَنَهُ وأجْمَلَهُ وَأَكْمَلَهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يُطِيفُون بِهِ فَيَقُولُونَ: مَا رَأَيْنَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِلَّا مَوْضِعَ ذِي اللَّبِنَةِ! قَالَ: فَكُنْتُ أنا تلك اللبنة)

= (6407)[28: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 167

ذِكْرُ مَا مَثَّلَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ وَأُمَّتَهُ بِهِ

ص: 167

6374 -

أخبرنا ابن قتيبة حدثنا يزيد ابن مَوْهَبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(مَثَلِي ومَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ أَقْبَلَ خَشَاشُ الْأَرْضِ وَفَرَاشُهَا وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقْتَحِمُ فِي النَّارَ فَتُقْتَحَمُ فِيهَا وَهُوَ يَذُبُّهَا عَنْهَا فَأَنَا الْيَوْمَ آخِذُ بحُجَزِ النَّاسِ: هَلُمُّوا إِلَى الْجَنَّةِ! هَلُمُّوا عَنِ النَّارِ! فَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فيها)

⦗ص: 168⦘

= (6408)[28: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) (3082): ق.

ص: 167

ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا لِصَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وما تأخر

ص: 168

6375 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: كَانَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَسَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ شَيْءٍ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ ثُمَّ سَأَلَهُ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ فَقَالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عُمَرُ! نَزَرْتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثٌ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُكَ! قَالَ عُمَرُ: فحرَّكت بَعِيرِي حَتَّى قدَّمْتُهُ أَمَامَ النَّاسِ وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فيَّ قُرْآنٍ فَمَا نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يصرُخُ بِي فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ:

(قَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ) ثُمَّ قَرَأَ:

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تأخَّر} [الفتح: 2]

= (6409)[2: 3]

صحيح: خ (4833).

ص: 168

ذِكْرُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِ صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا تَأَخَّرَ مِنْهَا

ص: 169

6376 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

نَزَلَت عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تقدَّم مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2]ـ مرجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ ـ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(قَدْ أُنْزِلَتْ عليَّ آيَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ) فَقَرَأَهَا عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: هَنِيًّا مَرِيًّا يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ بيَّن اللَّهُ لَكَ مَاذَا يَفْعَلُ بِكَ فَمَا يفعلُ بِنَا؟ فَنَزَلَ عَلَيْهِ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ..... } حتى {فوزاً عظيماً} [الفتح: 5]

= (6410)[46: 5]

صحيح الإسناد، وشطره الأول في ((الصحيحين)) ـ ((الترمذي)) / التفسير.

ص: 169

ذِكْرُ العَلَمِ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لصفيه الَّذِي إِذَا ظَهَرَ لَهُ يَجِبُ أَنْ يُسَبِّحَه ويحمده ويستغفره

ص: 169

6377 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ ـ قَبْلَ موتِهِ ـ أَنْ يَقُولَ:

(سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ) قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّكَ لَتُكْثِرُ مِنْ دعاءٍ لَمْ تَكُنْ تَدْعُو بِهِ قَبْلَ ذَلِكَ؟ قَالَ:

⦗ص: 170⦘

(إِنَّ رَبِّي ـ جَلَّ وَعَلَا ـ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَيُرِيني عَلَماً فِي أُمتي فَأَمَرَنِي ـ إِذَا رَأَيْتُ ذَلِكَ العَلَمَ ـ أَنْ أُسَبِّحَهُ وأَحْمَدَهُ وأسْتَغْفِرَهُ وَإِنِّي قَدْ رأيتُهُ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] فتح مكة)

= (6411)[12: 5]

صحيح: م (2/ 50).

ص: 169

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا بَعْدَ نُزُولِ مَا وَصَفْنَا عِنْدَ الصَّلَوَاتِ

ص: 170

6378 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله والفتح ..... } إلى آخرها [النصر: 1] مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صلَّى صَلَاةً إِلَّا قَالَ:

(سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبحمدك اللهم اغفر لي)

= (6412)[12: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 170

ذِكْرُ مَا خَصَّ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا بِهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنَ إِطْعَامِهِ وَسَقْيِهِ عِنْدَ وِصَالِهِ

ص: 170

6379 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

وَاصَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصِّيَامِ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّاسَ فَوَاصَلُوا فَنَهَاهُمْ وَقَالَ:

⦗ص: 171⦘

(إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُني ربي ويَسْقِيني)

= (6413)[23: 5]

صحيح.

ص: 170

ذِكْرُ مَا خَصَّ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صَفِيَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْوِصَالِ بِالسَّقْيِ وَالْإِطْعَامِ دُونَ أُمَّتِهِ

ص: 171

6380 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَاصَلَ فِي رَمَضَانَ فَوَاصَلَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ:

(لَوْ مُدَّ لِيَ الشَّهْرُ لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ المُتَعَمِّقُون تَعَمُّقَهُمْ إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُني رَبِّي ويَسْقِيني)

= (6414)[3: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2044).

ص: 171

ذِكْرُ مَا بَارَكَ اللَّهُ فِي الْيَسِيرِ مِنْ بَرَكَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 171

6381 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وتَرَكَ عِنْدَنَا شَيْئًا مِنْ شَعِيرٍ فما زِلْنَا نَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى كالَتْهُ الْجَارِيَةُ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ فَنِيَ وَلَوْ لَمْ تَكِلْهُ لَرَجَوْتُ أَنْ يبقى أكثر

= (6415)[50: 5]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 116/41): ق.

ص: 171

ذِكْرُ مَعُونَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى الشَّيْطَانِ حَتَّى كَانَ يَسْلَمُ منه

ص: 172

6382 -

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا مِنْكُمْ مِنْ أحدٍ إِلَّا وَلَهُ شَيْطَانٌ) قَالُوا: وَلَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(وَلِي إِلَّا أَنَّ الله أعانني عليه فَأسَلَمَ)

= (6416)[3: 3]

صحيح الإسناد: م (8/ 139) ـ ابن مسعود وعائشة.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَكَذَا قَالَهُ بالنَّصب

ص: 172

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم فِي خَبَرِ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ (إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ) أَرَادَ بِقَوْلِهِ: (فَأَسْلَمَ) بالنَّصب لَا بالرَّفع

ص: 172

6383 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٌ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ) قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(وَإِيَّايَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فأسلمَ فَلَا يأمُرني إلا بخير)

= (6417)[3: 3]

صحيح ـ ((فقه السيرة)) (62): م.

⦗ص: 173⦘

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ شَيْطَانَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أسلمَ حَتَّى لَمْ يَأْمُرْهُ إِلَّا بِخَيْرٍ لَا أَنَّهُ كَانَ يَسْلَمُ مِنْهُ ـ وَإِنْ كَانَ كافراً ـ.

ص: 172

ذِكْرُ خَنْقِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الشَّيْطَانَ الَّذِي كَانَ يُؤْذِيهِ فِي صَلَاتِهِ

ص: 173

6384 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(اعْتَرَضَ لي شيطان فِي مُصَلاَّي هَذَا فَأَخَذْتُهُ فخنقتُهُ حَتَّى إِنِّي لأَجِدُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى ظَهْرِ كَفِّي فَلَوْلَا دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مَرْبُوطاً تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ)

= (6418)[4: 3]

صحيح ـ ((صفة الصلاة)).

ص: 173

ذِكْرُ وَصْفِ دَعْوَةِ سُلَيْمَانَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ الشيطان

ص: 173

6385 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ عِفْرِيتاً مِنَ الجِنِّ جَعَلَ يَأْتِي الْبَارِحَةَ لِيَقْطَع عَلَيَّ صَلَاتِي فَأَمْكَنَني اللَّهُ مِنْهُ فَأَرَدْتُ أَنْ آخُذَهُ فأرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِيَ الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ) قَالَ:

(ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي

⦗ص: 174⦘

لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}) [ص: 35] قال:

(فرَدَّهُ الله خَاشِعاً)

= (6419)[4: 3]

صحيح ـ مضى (2343).

ص: 173

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا قَدْ اسْتَجَابَ دَعْوَتَهُ الَّتِي سَأَلَ رَبَّهُ

ص: 174

6386 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا أَعْطَاهُ اثْنَتَيْنِ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ: سَأَلَهُ مُلكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ إياه وسأله حُكْماً يُواطِىءُ حُكْمَهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَسَأَلَهُ مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ ـ يُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ـ لَا يُريد إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاهُ الثالثة)

= (6420)[4: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/ 137 ـ 138).

ص: 174

ذِكْرُ إِعْطَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم النَّصْرَ عَلَى أَعْدَائِهِ عِنْدَ الصَّبا إِذَا هبَّت

ص: 174

6387 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بن مسرهد عن

⦗ص: 175⦘

يحيى عن شعبة عن الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(نُصِرْتُ بالصَّبَا وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ)

= (6421)[3: 3]

صحيح: ق.

ص: 174

ذِكْرُ الْخِصَالِ الَّتِي كَانَ يُواظب عَلَيْهَا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 175

6388 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْحُرِّ بن الصباح عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ:

أربعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَالْعَشْرَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَالرَّكْعَتَيْنِ قبل الغداة

= (6422)[47: 5]

ضعيف ـ ((الإرواء)) (954).

ص: 175

ذِكْرُ خِصَالٍ كَانَ يستعملُها صلى الله عليه وسلم يُستحبُّ لِأُمَّتِهِ الِاقْتِدَاءُ بِهِ فِيهَا

ص: 175

6389 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقيل عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الذِّكْرَ ويُقِلُّ اللَّغْوَ ويُطِيلُ الصَّلَاةَ ويَقْصُرُ الْخُطْبَةَ وَلَا يَْأنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الأرملة أو المسكين فيقضي حاجته

= (6423)[47: 5]

⦗ص: 176⦘

صحيح ـ ((الروض النضير)) (371).

ص: 175

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن يَحْيَى بْنَ عَقِيلٍ لَمْ يَرَ أَحَدًا مِنَ الصحابة

ص: 176

6390 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الذِّكْرَ ويقلُّ اللَّغْوَ ويُطيل الصَّلَاةَ ويقصرُ الْخُطْبَةَ وَلَا يَأْنَفُ وَلَا يَسْتَكْثِرُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ حَاجَتَهُ

= (6424)[47: 5]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5833)، ((الروض)) (371).

ص: 176

ذِكْرُ اتِّخَاذِ اللَّهِ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ صفيَّه صلى الله عليه وسلم خَلِيلًا كَاتِخَاذِهِ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ خَلِيلًا

ص: 176

6391 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنِي زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَمِيلٍ النَّجْرَانِيِّ عَنْ جُنْدُبٍ قَالَ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّى بِخَمْسِ لَيَالٍ ـ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ:

(أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيكُمْ إِخْوَةٌ وَأَصْدِقَاءُ وَإِنِّي أبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ أتَّخِذَ مِنْكُمْ خَلِيلًا وَلَوْ أَنِّي اتَّخَذْتُ مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَني خَلِيلًا كَمَا اتَّخذ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا وَإِنَّ مَنْ كَانَ

⦗ص: 177⦘

قَبْلَكُمُ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وصَالِحِيهِم مَسَاجِدَ فَلَا تَتَّخِذُوا قُبُورَهُم مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)

= (6425)[2: 3]

صحيح: م (2/ 67 - 68) ـ ((تحذير الساجد)) (ص 14).

ص: 176

ذكر الخبر الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ مَا رَوَاهُ إِلَّا جَمِيلٌ النَّجْرَانِيُّ

ص: 177

6392 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّ صَاحِبَكُمْ خليلُ الله ـ تعالى ـ)

= (6426)[2: 3]

صحيح: م (7/ 109).

ص: 177

ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم جبريل بأجْنِحَتِهِ

ص: 177

6393 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ:

سَأَلْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ: عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ له سِتُّ مِئَةِ جَنَاحٍ

= (6427)[3: 3]

صحيح: خ (3232) ، م (1/ 106).

ص: 177

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 178

6394 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(رأيتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ سِدْرَةِ المنتهى وعليه سِتُّ مئة جَنَاحٍ يُنْثَرُ مِنْ رِيشِهِ تَهَاوِيلَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ)

= (6428)[3: 3]

حسن: ((صحيح الإسراء والمعراج)) (ص100 - 101).

ص: 178

ذِكْرُ عَرْضِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ عَلَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 178

6395 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ حَتَّى أحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ فَقَالَ:

(سَلُونِي فَوَالله لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ) قَالَ: فأرَمَّ الْقَوْمُ وخَشُوا أَنْ يَكُونَ بَيْنَ يَدَيْ أَمْرٍ عَظِيمٍ! قَالَ أَنَسٌ: فَجَعَلْنَا نَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَا أَرَى كُلَّ رَجُلٍ إِلَّا قَدْ دَسَّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(سَلُوني فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ) فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ أَبِي؟ قَالَ:

(أبوُكَ حُذَافَةُ) فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا

⦗ص: 179⦘

نَبِيَّ اللَّهِ! رَضِينا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا رأيتُ مِنَ الْخَيْرِ والشَّرِّ كَالْيَوْمِ ـ قطُّ ـ إِنَّهَا صُوِّرَتْ لِيَ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فأبْصَرْتُهما دُونَ ذلك الحائط)

= (6429)[3: 3]

صحيح ـ مضى (106).

ص: 178

ذكرعرض اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْأُمَمَ عَلَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 179

6396 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمُوَيْهِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ لَنَا: أيُّكُم رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي الصَّلَاةِ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ قَالَ: فَمَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ قَالَ: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: حَدِيثٌ حدَّثناه الشَّعْبِيُّ قَالَ: وَمَا يُحَدِّثُكُم الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: قُلْتُ: حدَّثنا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصيب الْأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ:

لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمةٍ قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ رَهْطٌ وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ رَجُلٌ وَالنَّبِيَّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقُلْتُ: هَذِهِ أُمَّتِي فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ وَلَكِنِ انْظُرُ إِلَى الْأُفُقِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْجَانِبِ الْآخَرِ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي: أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ

⦗ص: 180⦘

سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ) ثُمَّ نَهَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ فَخَاضَ الْقَوْمُ فِي ذَلِكَ وَقَالُوا: مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لعلَّهم الَّذِينَ صَحِبُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ ـ قطُّ ـ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(مَا هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ تَخُوضُونَ فِيهِ)؟ فَأَخْبَرُوهُ بمقالتهم فقال:

(هم الذي لَا يَكْتَوُونَ

(1)

وَلَا يَسْتَرْقُون وَلَا يَتَطيَّرون وَعَلَى رَبِّهِمْ يتوكَّلون) فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(أَنْتَ مِنْهُمْ) ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(سَبَقَكَ بها عُكاشة)

= (6430)[3: 3]

صحيح ـ ((صحيح الأدب المفرد)) (700/ 911): ق.

(1)

في رواية لمسلم (1/ 138): ((لا يرقون)) مكان: ((لا يكتوون))! وهي شاذَّةٌ؛ كما بيَّنته في بعض المواضع، وضعَّفها ابن تيمية رحمه الله.

ص: 179

6397 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ السَّخْتِيَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ

(1)

عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ وَالْعَلَاءِ بْنِ

⦗ص: 181⦘

زِيَادٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:

تحدَّثنا عِنْدَ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ ثُمَّ تَرَاجَعْنَا إِلَى الْبَيْتِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ:

(عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ ـ اللَّيْلَةَ ـ بِأَتْبَاعِهَا مِنْ أُمَّتها فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَجِيءُ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ مِنْ قَوْمِهِ وَالنَّبِيُّ يَجِيءُ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ قَوْمِهِ وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفْرُ مِنْ قَوْمِهِ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ أَحَدٌ حَتَّى أَتَى عَلَيَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي فَقُلْتُ: يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ قَالَ:

وَإِذَا ظِرَابٌ مِنْ ظِرَابِ مَكَّةَ قَدْ سَدَّ وُجُوهَ الرِّجَالِ قُلْتُ: رَبِّ! مَن هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: أُمَّتُكَ قَالَ: فَقِيلَ لِي: رَضِيتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: ربِّ! رَضِيتُ ، رَبِّ! رضيتُ ، قَالَ: ثُمَّ قِيلَ لِي: (إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ) قَالَ: فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ـ أَخُو بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ـ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ:

اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ) قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ: (سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ) قَالَ: ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(فِدَاكُم أَبِي وَأُمِّي إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَكُونُوا فَإِنْ عَجَزْتُمْ وقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ فَإِنْ عَجَزْتُمْ وقَصَّرْتُم فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الأُفُقِ فَإِنِّي رَأَيْتُ ثَمَّ أُنَاسًا يَتَهَرَّشون كَثِيرًا) قَالَ: فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَن تَبِعَني مِنْ أُمَّتِي رُبُع أَهْلِ الْجَنَّةِ) قَالَ: فكبَّرنا ثُمَّ قَالَ:

⦗ص: 182⦘

(إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا الثُّلُثَ) قَالَ: فَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ:

(إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا الشَّطْرَ) قَالَ: فَكَبَّرْنَا فَتَلَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

({ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلين * وثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ})[الواقعة: 39 ـ 40] قَالَ: فَتَرَاجَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هَؤُلَاءِ السَّبْعِينَ فَقَالُوا: نُرَاهُم أُناساً وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ ثُمَّ لَمْ يَزَالُوا يَعْمَلُونَ بِهِ حَتَّى مَاتُوا عَلَيْهِ قَالَ: فنُمِيَ حَدِيثُهُمْ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَكْتَوُون وَلَا يَتَطَيَّرون وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون)

قال الشيخ: أكرينا: أخَّرنا

= (6431)[77: 3]

صحيح ـ انظر التعليق المتقدم على الحديث من طريق آخر (6052).

(1)

قال محقق الأصل: سعيد؛ كذا في الهامش.

قلت: وكذا في ((الموارد)) (2645)، و ((كشف الأستار)) (4/ 203).

ص: 180

ذكرعرض اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا وَعَدَ أُمَّتَهُ فِي الْآخِرَةِ

ص: 182

6398 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ ـ هُوَ ابْنُ يَحْيَى

(1)

ـ

⦗ص: 183⦘

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ـ وَذَكَرَ ابْنُ سَلْمٍ آخَرَ مَعَهُ ـ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ:

صلَّينا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَكَانَ إِذَا صَلَّى لَنَا خَفَّفَ ثُمَّ لَا نَسْمَعُ مِنْهُ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ يَقُولُ:

(ربِّ! وَأَنَا فِيهِمْ) ثُمَّ رَأَيْتُهُ أَهْوَى بِيَدِهِ لِيَتَنَاول شَيْئًا ثُمَّ رَكَعَ ثُمَّ أَسْرَعَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمَّا سلَّم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَاعَكُم طُولُ صَلَاتِي وَقِيَامِي) قُلْنَا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَمِعْنَاكَ تَقُولُ:

ربِّ! وَأَنَا فِيهِمْ) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ شَيْءٍ وُعِدْتُموه فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَدْ عُرِضَ عَلَيَّ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ فَأَقْبَلَ إِلَيَّ مِنْهَا شَيْءٌ حَتَّى دَنَا بِمَكَانِي هَذَا فَخَشِيتُ أَنْ تَغْشَاكُمْ فَقُلْتُ: ربِّ! وَأَنَا فِيهِمْ فصَرَفها عَنْكُمْ فَأَدْبَرَتْ قِطَعاً كَأَنَّهَا الزَّرَابيُّ فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا نَظْرَةً! فَرَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرْثَانَ ـ أَخَا بَنِي غِفَارٍ ـ مُتَّكِئاً فِي جهنَّم عَلَى قَوْسِهِ وَإِذَا فِيهَا الحِمْيَرِيَّةُ ـ صَاحِبَةُ الْقِطَّةِ الَّتِي رَبَطَتْهَا فَلَا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها ـ)

= (6432)[3: 3]

صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

تابعه أحمد بن صالح: عند الطبراني في ((الكبير)) (17/ 315/872)، دون ذكر الآخر؛

وهو - في نقدي - ابن لهيعة:

فقد أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (1/ 181/2) من طريق عبد الله بن يوسف، قال: أنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب

به، وقال:((لم يروه عن ابن شماسة إلا يزيد بن أبي حبيب)).

والسند صحيح.

ص: 182

ذِكْرُ وَصْفِ مَجْلِسِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِمَنْ قَصَدَه

ص: 183

6399 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ

⦗ص: 184⦘

جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:

كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ أحَدُنا حَيْثُ يَنْتَهِي

= (6433)[47: 5]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (330).

ص: 183

ذِكْرُ مَا كَانَ يَحْفَظُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ مِنْ أَذَى الْمُسْلِمِينَ مَعَ التَّسْوِيَةِ بَيْنَ أُمَّتِهِ وَنَفْسِهِ فِي إِقَامَةِ الْحَقِّ

ص: 184

6400 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ مُسَافِعٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:

بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ شَيْئًا أَقْبَلَ رَجُلٌ فأكبَّ عَلَيْهِ فَطَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعُرجُون مَعَهُ فَجُرِحَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(تَعَالَ فاسْتَقِدْ) فَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ الله!

= (6434)[47: 5]

ضعيف ـ ((تيسير الانتفاع)) / عبيدة بن مسافع.

ص: 184

ذِكْرُ مَا يَسْتَعْمِلُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنْ حُسْنِ التَّأَنِّي فِي الْعِشْرَةِ مَعَ أمته

ص: 184

6401 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

مَا رَأَيْتُ رَجُلًا ـ قَطُّ ـ أَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَتْرُكُ يَدَهُ حَتَّى يَكُونَ الرجل هو الذي يترك يده

⦗ص: 185⦘

= (6435)[47: 5]

صحيح بِطرقه ـ ((الصحيحة)) (2485).

ص: 184

ذِكْرُ مَا كَانَ يَسْتَعْمِلُ صلى الله عليه وسلم عِنْدَمَا كَانَ يُقَدَّمُ إِلَيْهِ الْمَأْكُولُ وَالْمُشْرُوبُ

ص: 185

6402 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

مَا عابَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا ـ قَطُّ ـ إِذَا اشْتَهَى أَكَلَ وإلا ترك

= (6436)[47: 5]

صحيح: ق.

ص: 185

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 185

6403 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

مَا عَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا ـ قطُّ ـ إن اشتهاه أكله وإن كَرِهَهُ تركه

= (6437)[47: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 185

ذكروصف تَعْرِيسِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِذَا عرَّس

ص: 185

6404 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ:

⦗ص: 186⦘

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان إِذَا عرَّسَ بِاللَّيْلِ توسَّدَ يَمِينَهُ وَإِذَا عَرَّس بَعْدَ الصُّبْحِ نَصَبَ ساعِدَه نَصْباً ووَضَعَ رَأْسَهُ على كَفِّهِ

= (6438)[47: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (220).

ص: 185

ذِكْرُ الْعَلَامَةِ الَّتِي بِهَا كَانَ يُعْلَمُ اهْتِمَامُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ مِنَ الأشياء

ص: 186

6405 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَائِشَةَ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا همَّهُ شَيْءٌ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ هَكَذَا ـ وقَبَضَ ابْنُ مُسْهر على لِحْيَتِهِ.

= (6439)[47: 5]

حسن لغيره ـ ((الضعيفة)) (707 / التحقيق الثاني).

ص: 186

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ عِنْدَ دخوله بيته

ص: 186

6406 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

سَأَلَهَا رَجُلٌ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْصِفُ نَعْلَهُ ويَخِيطُ ثَوْبَهُ ويَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ في بيته

⦗ص: 187⦘

= (6440)[47: 5]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5922).

ص: 186

ذِكْرُ مَا كَانَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَغُضًّ عَمَّنْ أَسْمَعْهُ مَا كَرِهَ أَوِ ارْتَكَبَ مِنْهُ حَالَةَ مَكْرُوهٍ لَهُ

ص: 187

6407 -

حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(عَلَيْكُمْ) قَالَتْ عَائِشَةُ: ففهمتُها فقلتُ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَهلاً يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَمْ تَسْمَعْ ما قالوا؟ قال:

(قد قُلتُ: عليكم! )

= (6441)[47: 5]

صحيح ـ ((الروض)) (764): ق.

ص: 187

ذِكْرُ نَفْيِ الفُحش والتَّفَحُّشِ عَنِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 187

6408 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ فاحِشاً وَلَا مُتَفَحِّشاً وكان يقول:

(خِيَارُكُم أحَاسِنُكُم أخلاقاً)

⦗ص: 188⦘

= (6442)[47: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (286): ق.

ص: 187

ذِكْرُ خِصَالٍ يُسْتَحَبُّ مُجَانَبَتُهَا لِمَنْ أحبَّ الِاقْتِدَاءِ بِالْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 188

6409 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ:

قُلْتُ لِعَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَهْلِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقاً لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشاً وَلَا سخَّاباً فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بالسَّيِّئَةِ السَّيِّئةَ وَلَكِنْ يَعْفُو ويَصْفَحُ

= (6443)[47: 5]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5820)، ((مختصر الشمائل)).

ص: 188

ذِكْرُ مَا كَانَ يَسْتَعْمِلُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنْ تَرْكِ ضَرْبِ أَحَدٍ مِنَ المسلمين بنفسه

ص: 188

6410 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا معتمر عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ شَيْئًا ـ قطُّ ـ إِلَّا أَنْ يُجاهد فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَرَبَ امْرَأَةً ـ قطُّ ـ ولا خَادِماً له ـ قطُّ ـ.

= (6444)[47: 5]

صحيح ـ مضى (488).

ص: 188

‌4 - بَابُ الْحَوْضِ وَالشَّفَاعَةِ

ص: 189

6411 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أنا فَرَطُكُمْ على الحَوْضِ)

= (6445)[75: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)).

ص: 189

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 189

6412 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الصُّنَابِحِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ألا إني فَرَطُكُم على الحوض وإ ني مُكَاثرٌ بكم الأمم فلا تَقْتَتِلُنَّ بعدي)

= (6446)[75: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 189

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَكُونُ فَرَطَ أُمَّتِهِ عَلَى حَوْضِهِ بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا بِالشُّرْبِ مِنْهُ

ص: 189

6413 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ وَعُمَرُ بن محمد بن بُجير قَالَا:

⦗ص: 190⦘

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنِ الصُّنَابِحِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ألا إني فَرَطُكُم على الحوض وإني مُكاثرٌ بكم فلا تَقْتَتِلُنَّ بعدي)

= (6447)[66: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 189

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الطُّوَلِ الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ حَافَتَيْ حَوْضِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي الْقِيَامَةِ أَوْرَدَنَا اللَّهُ إِيَّاهُ بِفَضْلِهِ

ص: 190

6414 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى وَعَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ قَالَا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا بَيْنَ ناحِيَتَيْ حَوْضي كَمَا بَيْنَ صنعاء والمدينة)

= (6448)[75: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (714).

ص: 190

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الذي ذكرناه

ص: 190

6415 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بِعَسْكَرَ مُكْرَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(أَنَا فَرَطُكُم بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوني فَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ ـ مَا بَيْنَ

⦗ص: 191⦘

أيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ ـ وَسَيَأْتِي رِجَالٌ وَنِسَاءٌ بِآنِيَةٍ وقِرَبٍ ثُمَّ لَا يَذُوقُونَ منه شيئاً)

= (6449)[75: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (771).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (وَسَيَأْتِي رِجَالٌ وَنِسَاءٌ بِآنِيَةٍ وقِرَبٍ ثُمَّ لَا يَذُوقُونَ مِنْهُ شَيْئًا) أُريد بِهِ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ الَّذِينَ قَدْ غُفِرَ لَهُمْ يَجِيئُونَ بِأَوَانِي لِيَسْتَقُوا بِهَا مِنَ الْحَوْضِ فَلَا يُسْقَوْنَ مِنْهُ لِأَنَّ الْحَوْضَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خاصٌّ دُونَ سَائِرِ الْأُمَمِ إِذْ مُحَالٌ أَنْ يقدِرَ الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ عَلَى حَمْلِ الْأَوَانِي والقِرَبِ فِي الْقِيَامَةِ لِأَنَّهُمْ يُساقون إِلَى النَّارِ ـ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ـ.

ص: 190

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْعِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلْخَبَرَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا

ص: 191

6416 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ مَكْحُولٌ بِبَيْرُوتَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلْفٍ الدَّارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ يَعْمُرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَخِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ زَيْدٍ الْبَكَالِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ يَقُولُ:

قَامَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا حَوْضُكَ الَّذِي تَحَدَّث عَنْهُ؟ فَقَالَ:

(هُوَ كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ إِلَى بُصْرَى ثُمَّ يُمِدُّني اللَّهُ فِيهِ بِكُرَاعٍ لَا يَدْرِي بشرٌ ـ مِمَّن خُلِقَ ـ أَيُّ طَرَفَيْهِ) قَالَ: فَكَبَّرَ عُمَرُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(أَمَّا الْحَوْضُ فَيَزْدَحِمُ عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ يُقْتَلُون فِي سَبِيلِ

⦗ص: 192⦘

اللَّهِ وَيَمُوتُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ يُورِدَني اللَّهُ الكُرَاعَ فَأَشْرَبَ منه)

= (6450)[75: 3]

حسن صحيح ـ ((الظلال)) (715) ، وانظر التعليق على الحديث الآتي (7203).

ص: 191

ذِكْرُ خَبَرٍ رَابِعٍ قَدْ يُوهِمُ بَعْضَ الْمُسْتَمِعِينَ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِلْأَخْبَارِ الثَّلَاثِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ

ص: 192

6417 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(ما بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَصَنْعَاءَ ـ أو كما بين المدينة وعَمَّان ـ)

= (6451)[75: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (714).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: هَذِهِ الْأَخْبَارُ الْأَرْبَعُ قَدْ تُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمُ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّهَا مُتَضَادَّةٌ أَوْ بَيْنَهَا تَهَاتِرُ لِأَنَّ فِي خَبَرِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ (مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ) وَفِي خَبَرِ جَابِرٍ: (مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ) وَفِي خَبَرِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: (مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ إِلَى بُصْرَى) وَفِي خَبَرِ قَتَادَةَ: (مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعَمَّانَ)

وَلَيْسَ بَيْنَ هَذِهِ الْأَخْبَارِ تَضَادٌّ وَلَا تَهَاتِرٌ لِأَنَّهَا أَجْوِبَةٌ خَرَجَتْ عَلَى أَسْئِلَةٍ ذَكَرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي كُلِّ خَبَرٍ ـ مِمَّا ذَكَرْنَا ـ جَانِبًا مِنْ جَوَانِبِ حَوْضِهِ أَنَّ مَسِيرَةَ كُلَّ جَانِبٍ مِنْ حَوْضِهِ مَسِيرَةُ شَهْرٍ فمِن صنعاء غلى الْمَدِينَةِ مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِغَيْرِ الْمُسْرِعِ وَمِنْ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ كَذَلِكَ وَمِنْ صَنْعَاءَ إِلَى بُصْرَى كَذَلِكَ وَمِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى عمَّان الشَّامِ كَذَلِكَ.

ص: 192

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ لَيْسَ بَيْنَ هَذِهِ الْأَخْبَارِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا تَضَادٌّ وَلَا تَهَاتِرٌ

ص: 193

6418 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَمْرٍو: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ زَوَايَاهُ سَوَاءً ماؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ آنِيَتُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ منه لا يظمأ بعده أبداً)

= (6452)[75: 3]

صحيح ـ ((الظلال)) (728): ق، وليس عند (خ):((زواياه سواء)).

ص: 193

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صناعة العلم أنه مضاد للأخبار الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ

ص: 193

6419 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

(إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وأَذْرُحَ)

= (6453)[75: 3]

صحيح ـ ((الظلال)) (726 - 727): ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: الْمَسَافَةُ بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعَمَّانَ ، وَمَكَّةَ وَأَيْلَةَ ، وَصَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ ، وَصَنْعَاءَ وَبُصْرَى سَوَاءً ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ هَذِهِ الْأَخْبَارِ تَضَادٌّ أَوْ تَهَاتِرٌ.

ص: 193

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْأَوَانِي الَّتِي تَكُونُ فِي حَوْضِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 194

6420 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(تُرَى فِيهِ أباريقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كعَدَدِ نجوم السماء أو أكثر) ـ يعني الحوض ـ.

= (6454)[75: 3]

صحيح ـ ((الظلال)) (711 - 714): ق.

ص: 194

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنِ الكُرَاعَ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ حَيْثُ ينصبُّ إِلَى الْحَوْضِ يُمَدُّ مَاؤُهُ من الجنة

ص: 194

6421 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

(أنا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي أَذُود عَنْهُ النَّاسَ إِنِّي لأَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ حَتَّى يرفَضَّ) قَالَ: وسُئِلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ سَعَةِ الْحَوْضِ فَقَالَ:

(مِثْلُ مَقَامِي هَذَا إِلَى عَمَّانَ مَا بَيْنَهُمَا شهرٌ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ) وسُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شَرَابِهِ فَقَالَ:

(أشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ يَنْبَعِثُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِدَادُهُما الْجَنَّةُ أحدهما دُرٌّ والآخر ذهب)

⦗ص: 195⦘

= (6455)[75: 3]

صحيح ـ ((الظلال)) (706 - 710).

ص: 194

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 195

6422 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ ثَوْبَانَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ عَنْهُ لِأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ) فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ فَقَالَ:

(مِنْ مَقَامي هَذَا إِلَى عَمَّانَ) وسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ فَقَالَ:

(أشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ فِيهِ مِيزابان يُمَدَّان مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ)

قَالَ بُنْدَارٌ: فَقُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي عَوَانَةَ؟ فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ أَيْضًا فَقُلْتُ: انْظُرْ لِي فِي حَدِيثِ شُعْبَةَ فَنَظَرَ فِيهِ فحدَّثني به!

= (6456)[75: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه.

ص: 195

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مَنْ شَرِبَ مِنْ حَوْضِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَمِنَ تَسْوِيدَ الوجه بعده

ص: 195

6423 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ وَأَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ

⦗ص: 196⦘

أَنَّ يَزِيدَ بن الأخنس السلمي قال: يارسول اللَّهِ مَا سَعَةُ حَوْضِكَ؟ قَالَ:

(كَمَا بَيْنَ عَدْنٍ إِلَى عَمَّانَ وإنَّ فِيهِ مَثْعَبَيْنِ مِن ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ) قَالَ: فَمَا حَوْضُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ:

(أشدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مَذَاقَةً مِنَ الْعَسَلِ وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا وَلَمْ يَسْوَدَّ وجهه أبداً)

= (6457)[75: 3]

صحيح ـ ((الظلال)) (729).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: فِي هَذَا الْخَبَرِ (مَثْعَبَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ) وَفِي خَبَرِ ثَوْبَانَ الَّذِي ذَكَرْنَا: (مِيزَابَانِ أَحَدُهُمَا دُرٌّ وَالْآخَرُ ذَهَبٌ) وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا تَضَادٌّ لِأَنَّ أَحَدَ الْمَثْعَبَيْنِ يَكُونُ مِنْ ذَهَبٍ وَالْآخَرُ مِنْ فِضَّةٍ قَدْ رُكِّبَ عَلَيْهِ الدُّرُّ حَتَّى لَا يَكُونَ بينهما تضاد

ص: 195

ذِكْرُ تَفَضُّلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم بِإِعْطَائِهِ الْحَوْضَ لِيَسْقِيَ مِنْهُ أُمَّتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَعَلَنَا اللَّهُ مِنْهُمْ بمنه

ص: 196

6424 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجْ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَازِعِ جَابِرَ بْنَ عَمْرٍو أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى صَنْعَاءَ ـ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ـ عَرْضُهُ كَطُولِهِ فِيهَا مِزرابان يَنْثَعِبَانَ مِنَ الْجَنَّةِ مِنْ وَرِقٍ وذَهَبٍ أَبْيَضُ مِنَ

⦗ص: 197⦘

اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ فِيهِ أباريق عدد نجوم السماء)

= (6458)[3: 3]

صحيح ـ ((الظلال)) (722).

ص: 196

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (كما بين أيلة غلى صَنْعَاءَ) أَرَادَ بِهِ صَنْعَاءَ الْيَمَنِ دُونَ صَنْعَاءَ الشام

ص: 197

6425 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يزيد ابن مَوْهِبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حدَّثه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أيلة إلى صنعاء اليمن وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ بِعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ)

= (6459)[[2: 3]]

صحيح ـ ((الظلال)) (711): خ.

ص: 197

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الشَّفَاعَةَ هِيَ الدَّعْوَةُ الَّتِي أخَّرها صلى الله عليه وسلم لِأُمَّتِهِ فِي العقبى

ص: 197

6426 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بِعَسْكَرَ مُكْرَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ وَإِنِّي اخْتَبَأتُ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة)

= (6460)[77: 3]

⦗ص: 198⦘

صحيح: ق.

ص: 197

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم جَعَلَ دَعْوَتَهُ الَّتِي استُجِيبَت لَهُ شَفَاعَةً لِأُمَّتِهِ فِي الْقِيَامَةِ

ص: 198

6427 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُو بِهَا وَإِنِّي أخَّرْتُ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة)

= (6461)[75: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 198

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (شَفَاعَتِي لِأُمَّتِي) أَرَادَ بِهِ مَنْ لَمْ يُشرك بِاللَّهِ مِنْهُمْ دُونَ مَن أَشْرَكَ

ص: 198

6428 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِبُسْتَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ وأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمَ وَلَمْ تُحَلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي ونُصِرْتُ بِالرُّعْبِ فَيُرْعَبُ الْعَدُوُّ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ وجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَقِيلَ لِي: سَلْ تعطهُ واخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْقِيَامَةِ وَهِيَ نَائِلَةٌ ـ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ـ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شيئاً)

= (6462)[75: 3]

⦗ص: 199⦘

صحيح ـ ((الإرواء)) (1/ 316)، ((صحيح أبي داود)) (506).

ص: 198

ذِكْرُ إِيجَابِ الشَّفَاعَةِ لِمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَهُوَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا

ص: 199

6429 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

عَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَرَشَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ قَالَ: فانْتَبَهْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَإِذَا نَاقَةُ رسول اللله صلى الله عليه وسلم لَيْسَ قُدَّامَها أَحَدٌ فانطلقتُ أطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ قَائِمَانِ فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَا: لَا نَدْرِي غَيْرَ أَنَّا سَمِعْنَا صَوْتًا بِأَعْلَى الْوَادِي فَإِذَا مثلُ هَدِيرِ الرَّحَى قَالَ: فَلَبِثْنَا يَسِيرًا ثُمَّ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(إِنَّهُ أَتَانِي مِنْ رَبِّي آتٍ فخيَّرني بِأَنْ يدخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَنْشُدُكَ بِاللَّهِ والصُّحْبَةِ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ قَالَ:

(فَأَنْتُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي) قَالَ: فَلَمَّا رَكِبُوا قَالَ:

(فَإِنِّي أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئاً من أمتي)

= (6463)[2: 1]

صحيح ـ مضى (211).

ص: 199

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا يَشْفَعُ فِي الْقِيَامَةِ عِنْدَ عَجْزِ الْأَنْبِيَاءِ عَنْهَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ

ص: 200

6430 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ وَالْفُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَحْدَرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يُجْمَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْهَمُونَ لِذَلِكَ فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا كَيْ يُريحنا مِنْ مَكَانِنَا قَالَ: فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ونَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُريحنا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا قَالَ: فَيَقُولُ: لَسْتُ هُناكُم فَيَذْكُرُ خَطِيْئَتَهُ الَّتِي أَصَابَهَا فَيَسْتَحيي مِنْ رَبِّهِ مِنْهَا وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا ـ أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ ـ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُناكُم ويَذْكُرُ خَطِيئَتهُ الَّتِي أَصَابَ فَيَسْتَحيي رَبَّهُ مِنْهَا وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلًا قَالَ: فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُناكم ويذكرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ فَيَسْتَحْيِي رَبَّهُ مِنْهَا وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي خَلَقَه اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ قَالَ: فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيُذْكَرُ خَطِيئَتَهُ فَيَسْتَحْيِي رَبَّهُ مِنْهَا وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عبدٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تأخَّرَ ـ قَالَ: فَيَأْتُونِي فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيَأْذَنُ لِي فَإِذَا أَنَا رَأَيْتُهُ وَقَعَتْ سَاجِدًا فَيَدَعُني مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ: ارفعْ مُحَمَّدُ وقُلْ تُسْمَعْ وسَلْ تُعْطَهْ واشْفَعْ تُشَفَّعْ قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فأُخْرِجُهم مِنَ

⦗ص: 201⦘

النَّارِ وأُدْخِلُهمُ الْجَنَّةَ ثُمَّ أعودُ سَاجِدًا فيَدَعُني مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ وقُلْ تُسْمَعْ سَلْ تُعْطَه اشفعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي وَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًَّا فأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وأُدْخِلُهُم الْجَنَّةَ ثُمَّ أضعُ رَأْسِي فيدَعُني مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَني ثُمَّ يُقَالُ لِيَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ وقُلْ تُسْمَعْ سَلْ تَعْطَه اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ يُعلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحَدُّ لِي حَدًّا فأخْرِجُهُم مِنَ النَّارِ وأُدْخِلُهُم الْجَنَّةَ)

قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: فَلَا أَدْرِي قَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ:

(فَأَقُولُ: يَا ربِّ! مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ القرآن ـ أو وَجَبَ عليه الخلود ـ)

= (6464)[77: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (805).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: هَكَذَا أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ: وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ وَإِنَّمَا هُوَ: (الَّذِي كلَّمهُ الله)

ص: 200

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا لَا يَشْفَعُ الْأَنْبِيَاءُ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْوَقْتِ الَّذِي ذكرناه

ص: 201

6431 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

وَضَعْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَصْعَةً مِنْ ثريدٍ وَلَحْمٍ فَتَنَاوَلَ الذِّرَاعَ ـ

⦗ص: 202⦘

وَكَانَ أحبَّ الشَّاةِ إِلَيْهِ ـ فَنَهَسَ نَهْسَةً فَقَالَ:

(أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ثُمَّ نَهَسَ أُخْرَى فَقَالَ:

(أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ثُمَّ نَهَسَ أُخْرَى فَقَالَ:

(أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابَهُ لَا يَسْأَلُونَهُ قَالَ:

(أَلَا تَقُولُونَ: كَيْفَ)؟ قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعي ويَنْفُذُهُمُ البَصَرُ وتَدْنُوا الشمس من رؤوسِهِم فيَشْتَدُّ عَلَيْهِمْ حرُّها ويَشُقُّ عَلَيْهِمْ دُنُوُّهَا مِنْهُمْ فَيَنْطَلِقُونَ مِنَ الجَزَعِ والضَّجَرِ مِمَّا هُمْ فِيهِ فَيَأْتُون آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ فاشفعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ ـ الْيَوْمَ ـ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبَ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ كَانَ أَمَرَني بِأَمْرٍ فعصيتُهُ فَأَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ انْطَلِقُوا إِلَى غَيْرِي نَفْسِي نَفْسِي! فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نُوحٍ فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ! أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَأَوَّلُ مَنْ أَرْسَلَ فاشفعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ فَيَقُولُ نُوحٌ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ ـ الْيَوْمَ ـ غَضباً لَمْ يغضبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يغضبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ فَدَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي فأُهْلِكُوا وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ انْطَلِقُوا إِلَى غَيْرِي نَفْسِي نَفْسِي! فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ خليلُ اللَّهِ قَدْ سَمِعَ بِخُلَّتِكُمَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ ـ الْيَوْمَ ـ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ

⦗ص: 203⦘

مِثْلَهُ وَذَكَرَ قَوْلَهُ فِي الْكَوَاكِبِ: {هَذَا رَبِّي} [الأنعام: 76] وَقَوْلَهُ لِآلِهَتِهِمْ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] وَقَوْلَهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 145] وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ انْطَلِقُوا إِلَى غَيْرِي نَفْسِي نَفْسِي! فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنْتَ نَبِيٌّ اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وكَلَّمَكَ تَكْلِيماً فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ؟ فَيَقُولُ مُوسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ ـ الْيَوْمَ ـ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا وَلَمْ أُؤمر بِهَا فَأَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ انْطَلِقُوا إِلَى غَيْرِي نَفْسِي نَفْسِي! فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وكَلِمَةُ اللَّهِ وَرُوحُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنْهُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ ـ الْيَوْمَ ـ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَأَخَافُ أَنْ يَطْرَحَنِي فِي النَّارِ انْطَلِقُوا إِلَى غَيْرِي نَفْسِي نَفْسِي! ـ قَالَ عُمارةُ: وَلَا أَعْلَمُهُ ذَكَرَ ذَنْبًا ـ فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تقدَّم مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تأخَّر اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي الْعَرْشَ فأقعُ سَاجِدًا لِرَبِّي فيُقيمني رَبُّ الْعَالَمِينَ مِنْهُ مُقَامَاً لَمْ يُقِمْهُ أَحَدًا قَبْلِي وَلَمْ يُقِمْهُ أَحَدًا بَعْدِي فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ! أدْخِلْ مَنْ لَا حِسَاب عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ الْبَابِ الْأَيْمَنِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِي الْأَبْوَابِ الأُخَر وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ المِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ إِلَى مَا بَيْنَ عِضَادِيِّ الْبَابِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وهَجَرَ ـ أَوْ هَجَرَ وَمَكَّةَ ـ)

قَالَ: لَا أَدْرِي أي ذلك قال

⦗ص: 204⦘

= (6465)[77: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (811).

ص: 201

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْقَوْمِ الَّذِينَ تَلْحَقَهُمْ شَفَاعَةُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي العقبى

ص: 204

6432 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ الهُذَليِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ:

سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا ردَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ؟ قَالَ:

(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أوَّل مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ مِنْ أُمَّتِي لِمَا رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَمَا يُهِمُّني مِنَ انْقِصَافِهِم عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ أَهَمُّ عِنْدِي مِن تَمَامِ شَفَاعَتِي لَهُمْ وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ يُصَدِّقُ لِسَانُهُ قَلْبَهُ وَقَلْبُهُ لِسَانَهُ)

= (6466)[75: 3]

ضعيف بهذا التمام ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 216)، ((ظلال الجنة)) (825).

ص: 204

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّفَاعَةَ فِي الْقِيَامَةِ إِنَّمَا تَكُونُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ

ص: 204

6433 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ

⦗ص: 205⦘

بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(شَفَاعَتِي لأهل الكبائر مِن أمتي)

= (6467)[75: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5599)، ((الروض)) (45 و 65)، ((الظلال)) (830 - 832).

ص: 204

ذِكْرُ إِثْبَاتِ الشَّفَاعَةِ فِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ يُكْثِرُ الْكَبَائِرَ فِي الدُّنْيَا

ص: 205

6434 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ ـ وَكَانَ مِنَ الحُفَّاظ الْمُتْقِنِينَ وَأَهْلِ الْفِقْهِ فِي الدِّينِ ـ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

(شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)

= (6468)[66: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 205

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ أَبْطَلَ شَفَاعَةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأُمَّتِهِ فِي الْقِيَامَةِ زَعَمَ أَنَّ الشَّفَاعَةَ هُوَ اسْتِغْفَارُهُ لِأُمَّتِهِ في الدنيا

ص: 205

6435 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَبْدَانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 206⦘

(لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَد دَعاها فِي أُمَّتِهِ وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)

= (6469)[5: 3]

صحيح: ق.

ص: 205

ذِكْرُ تَخْيِيرِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صَفِيَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدخُلَ نِصْفُ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ

ص: 206

6436 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ:

عرَّس بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَرَشَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ فانْتَبَهْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَإِذَا نَاقَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ قُدَّامها أَحَدٌ فانْطَلَقْتُ أطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ قَائِمَانِ قَالَ: قُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ؟: قَالَا: مَا نَدْرِي غَيْرَ أَنَّا سَمِعْنَا صَوْتًا بِأَعْلَى الْوَادِي فَإِذَا مِثْلُ هَدِيرِ الرَّحَى فَلَمْ نَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال:

(إِنَّهُ أَتَانِي ـ اللَّيْلَةَ ـ آتٍ مِنْ رَبِّي فخيَّرَني بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ) فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَنْشُدُكَ اللَّهَ والصُّحْبَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ قَالَ:

(فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي) قَالَ: فَأَقْبَلْنَا إِلَى النَّاسِ فَإِذَا هُمْ فَزِعُوا وفَقَدُوا نَبِيَّهُمْ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّهُ أَتَانِيَ ـ اللَّيْلَةَ ـ آتٍ فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ

⦗ص: 207⦘

وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! نَنْشُدُكَ اللَّهَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:

(إِنِّي أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِي)

= (6470)[75: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (818)، وهو مطول (211)، وسيأتي (7163).

ص: 206

ذكر الإخبار عَنْ وَصْفِ الْكَوْثَرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 207

6437 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ:

قَرَأَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ يَجْرِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ) قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(فَضَرَبْتُ بِيَدِي فَإِذَا طِينُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ وَإِذَا حَصْبَاؤُهُ اللُّؤْلُؤُ)

= (6471)[78: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2513)، ((المشكاة)) (5641).

ص: 207

ذِكْرُ وَصْفِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْكَوْثَرَ الَّذِي خصَّه اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا بِإِعْطَائِهِ إِيَّاهُ فِي الْجَنَّةِ

ص: 207

6438 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى

⦗ص: 208⦘

الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَّتَاهُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ فَضَرَبْتُ بِيَدِي مَجْرَى الْمَاءِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ أَعْطَاكَهُ الله ـ أو أعطاك ربُّك ـ)

= (6472)[2: 3]

صحيح ـ ((الترمذي)) (3597): خ.

ص: 207

ذِكْرُ وَصْفِ بَيَاضِ مَاءِ الْكَوْثَرِ وَحَلَاوَتِهِ الَّذِي وصفناه

ص: 208

6439 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهَرٍ يَجْرِي بَيَاضُهُ بَيَاضُ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَحَافَّتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ فَضَرَبْتُ بِيَدِي فَإِذَا الثَّرَى مِسكٌ أَذْفَرُ فَقُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله)

= (6473)[2: 3]

صحيح: خ ـ انظر ما قبله.

ص: 208

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (حَافَّتَاهُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ) أَرَادَ بِهِ قِبابَ اللؤلؤ المجوف

ص: 208

6440 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حدَّث قَالَ:

⦗ص: 209⦘

(بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذْ عُرِضَ لي نهر حافتاته قِبابَ اللُّؤْلُؤِ المُجَوَّفِ فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعَهُ: أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى أَرْضِهِ فَأَخْرَجَ مِنْ طينه المسك)

= (6474)[2: 3]

صحيح: خ ـ انظر ما قبله.

ص: 208

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ أَوَّلَ مَن تنشقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَأَوَّلَ شَافِعٍ

ص: 209

6441 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي شَدَّادُ أَبُو عَمَّارٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ـ وَلَا فَخْرَ ـ وَأَوَّلُ مَن تَنشقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وأول مشفع)

= (6475)[2: 3]

صحيح ـ تقدم برقم (6209).

ص: 209

ذِكْرُ وَصْفِ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ)

ص: 209

6442 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ ـ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ ـ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ عَنْ وَالَانَ الْعَدَوِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ:

⦗ص: 210⦘

أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَلَسَ مَكَانَهُ حَتَّى صَلَّى الْأُولَى وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ كُلُّ ذَلِكَ لَا يَتَكَلَّمُ حَتَّى صَلَّى العِشَاء الْآخِرَةَ ثُمَّ قَامَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ النَّاسُ لِأَبِي بَكْرٍ: سَلْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شَأْنُهُ؟ صَنَعَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ ـ قَطُّ ـ فَسَأَلَهُ فَقَالَ:

(نَعَمْ عُرِضَ عَلَيَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فجُمِعَ الْأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ حَتَّى انْطَلِقُوا إِلَى آدَمَ عليه السلام والعَرَقُ يَكَادُ يُلْجِمُهُم فَقَالُوا: يَا آدَمُ! أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ اصْطَفَاكَ اللَّهُ اشفعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَقَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُمْ فَانْطَلِقُوا إِلَى أَبِيكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ إِلَى نُوحٍ {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33] فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نُوحٍ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّهُ اصْطَفَاكَ اللَّهُ وَاسْتَجَابَ لَكَ فِي دُعَائِكَ فَلَمْ يَدَعْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ ديَّاراً فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي فَانْطَلِقُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَإِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلًا فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي فَانْطَلِقُوا إِلَى مُوسَى فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَلَّمَهُ تَكْلِيماً فَيَقُولُ مُوسَى: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى عيسى ابن مريم فإنه يُبرىءُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ ويُحيي الْمَوْتَى فَيَقُولُ عِيسَى: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ انْطَلِقُوا إِلَى مُحَمَّدٍ فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ وَآتِي جِبْرِيلَ فَيَأْتِي جِبْرِيلُ رَبَّهُ فَيَقُولُ اللَّهُ: ائْذَن لَهُ وبَشِّرهُ بِالْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَيَنْطَلِقُ بِهِ جِبْرِيلُ فَيَخِرُّ سَاجِدًا قدْرَ جُمُعَةِ ثُمَّ

⦗ص: 211⦘

يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وقُلْ يُسْمَعُ واشْفَعْ تُشْفَّعْ فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ فَإِذَا نَظَرَ إِلَى رَبِّهِ خرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ أُخْرَى فَيَقُولُ اللَّهُ: يَا مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ وقُلْ يُسْمَعْ واشْفَعْ تُشَفَّعْ فَيَذْهَبُ لِيقع سَاجِدًا فيأخذُ جِبْرِيلُ بِضُبْعَيْه ويفتحُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى بَشَرٍ ـ قَطُّ ـ فَيَقُولُ: أَيْ ربِّ! جَعَلْتَنِي سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ ـ وَلَا فَخْرَ ـ وَأَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ـ وَلَا فَخْرَ ـ حَتَّى إِنَّهُ لَيَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ ـ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ـ أَكْثَرُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ ـ ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُ الصِّدِّيقين فَيَشْفَعُونَ ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُ الْأَنْبِيَاءَ فَيَجِيءُ النَّبِيُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُ الشُّهَدَاءَ فَيَشْفَعُونَ لِمَنْ أَرَادُوا فَإِذَا فَعَلَتِ الشُّهَدَاءُ ذَلِكَ يَقُولُ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ أدْخلوا جَنَّتِي مَنْ كَانَ لَا يُشرك بِي شَيْئًا فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ ـ تَعَالَى ـ: انْظُرُوا فِي النَّارِ هَلْ فِيهَا مِنْ أحدٍ عَمِلَ خَيْرًا ـ قَطُّ ـ؟ فَيَجِدُون فِي النَّارِ رَجُلاً فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا ـ قطُّ ـ فَيَقُولُ: لَا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُسامح النَّاسَ فِي الْبَيْعِ فَيَقُولُ اللَّهُ: اسْمَحُوا لِعَبْدِي كإسْمَاحه إِلَى عَبِيدِي ثُمَّ يُخْرَجُ مِنَ النَّارِ آخَرُ يُقَالُ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا ـ قطُّ ـ؟ فَيَقُولُ: لَا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أمَرْتُ ولدي إذا مِتُّ فاحْرِقُوني بالنار ثُمَّ اطْحَنُوني حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِثْلَ الكُحْلِ فَاذْهَبُوا بِي إِلَى الْبَحْرِ فَذُرُّوني فِي الرِّيحِ فَقَالَ اللَّهُ: لِمَ فعلتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ مَخَافَتِكَ فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى مَلِكٍ أَعْظَمِ مَلِكٍ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَهُ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ فَيَقُولُ: لِمَ تَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ فَذَلِكَ الَّذِي ضَحِكْتُ منه من الضحى)

⦗ص: 212⦘

= (6476)[2: 3]

صحيح ـ ((الظلال)) (751 و 812).

قَالَ إِسْحَاقُ: هَذَا مِنْ أَشْرَفِ الْحَدِيثِ

وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثُ عِدَّةٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ هَذَا مِنْهُمْ: حُذَيْفَةُ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَغَيْرُهُمْ

أَخْبَرَنَاهُ أَبُو خليفة حدثنا علي ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ حَدَّثَنَا أَبُو هُنَيْدَةَ ..... بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.

ص: 209

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَأُمَّتَهُ يَكُونُونَ شُهَدَاءَ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ في القيامة

ص: 212

6443 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ فَيَقُولُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُم؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ فَيُقَالُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟! فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَأُمَّتُهُ) قَالَ صلى الله عليه وسلم:

فَيَشْهَدُون أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ وَيَكُونُ الرَّسُولُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} ) [البقرة: 143] والوَسَطُ: العَدْلُ.

= (6477)[77: 3]

صحيح: خ (3339).

ص: 212

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ يَكُونُونَ فِي الْقِيَامَةِ تَحْتَ لِوَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 213

6444 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ مَعْمَرٍ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ـ ولا فَخْرَ ـ وأول من تَنْشَقُّ عنه الأرض وأوَّل شافعٍ ومُشَفَّعٍ بِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ تَحْتِي آدم فَمَنْ دُونَهُ)

= (6478)[77: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1571).

ص: 213

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ الَّذِي وَعَدَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صَفِيَّهِ صلى الله عليه وسلم بَلَّغَهُ اللَّهُ إيَّاه بِفَضْلِهِ

ص: 213

6445 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ فيَكْسُوني رَبِّي حُلَّةً خَضْرَاءَ فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَقُولَ فذلك المقام المحمود)

= (6479)[77: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (237).

ص: 213

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ هُوَ الْمَقَامُ الَّذِي يَشْفَعُ صلى الله عليه وسلم فِي أمته

ص: 214

6446 -

أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا علي ابن الْمَدِينِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ حَبِيبٍ اللَّيْثِيُّ أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْبَراً مِنْ نُورٍ وَإِنِّي لَعَلَى أطْوَلِها وَأَنْوِرِهَا فَيَجيءُ منادٍ فَيُنَادِي: أَيْنَ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ؟ قَالَ: فَيَقُولُ الْأَنْبِيَاءُ: كُلُّنَا نبيٌّ أُمِّيٌّ فَإِلَى أيِّنا أُرْسِلَ؟ فَيَرْجِعُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ: أَيْنَ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ الْعَرَبِيُّ؟ قَالَ: فَيَنْزِلُ مُحَمَّدٌ حَتَّى يَأْتِيَ بَابَ الْجَنَّةِ فيقرعُهُ فَيَقُولُ: مَنْ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ ـ أَوْ أَحْمَدُ ـ فَيُقَالُ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ فيُفْتَحُ لَهُ فَيَدْخُلُ فيتجلَّى لَهُ الرَّبُّ ـ وَلَا يَتَجَلَّى لِنَبِيٍّ قبلَهُ ـ فَيَخِرُّ لِلَّهِ سَاجِدًا وَيَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَهُ وَلَنْ يَحْمَدَهُ أَحَدٌ بِهَا مِمَّنْ كَانَ بَعْدَهُ فَيُقَالُ: لَهُ: مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ تكلَّم تُسْمَعْ واشْفَعْ تُشَفَّعْ وسَلْ تُعْطَهْ فَيَقُولُ: يَا ربِّ! أُمَّتِي أُمَّتِي فَيُقَالُ: أخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ ثُمَّ يَرْجِعُ الثَّانِيَةَ فيخرُّ لِلَّهِ سَاجِدًا وَيَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ وَلَنْ يَحْمَدَهُ بِهَا أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ بَعْدَهُ فَيُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ تَكَلَّمْ تُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّع وسَلْ تُعْطَه فَيُقَالُ لَهُ: أخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ ثُمَّ يَرْجِعُ الثَّالِثَةَ فيخرُّ لِلَّهِ سَاجِدًا ويحمدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ وَلَنْ يَحْمَدَهُ أَحَدٌ مِمَّنْ كان بعده فيُقال لَهُ: أخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ خَرْدَلَةٍ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَخِرُّ سَاجِدًا وَيَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ

⦗ص: 215⦘

يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَهُ وَلَنْ يَحْمَدَهُ بِهَا أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ بَعْدَهُ فَيُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ تكلَّم تُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وسَلْ تُعْطَهْ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ! لَسْتَ هُنَاكَ تِلْكَ لِي وأنا اليوم أَجْزِي بها)

= (6480)[77: 3]

حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 217 - 218).

ص: 214

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ فِي القيامة

ص: 215

6447 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(أَنَا أوَّل مَنْ يَقْرَعُ باب الجنة)

= (6481)[77: 3]

صحيح: م (1/ 130).

ص: 215

‌5 - باب المعجزات

ص: 216

6448 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إن لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِذْ بُعِثْتُ إني لأَعْرِفُهُ الآن)

= (6482)[16: 3]

صحيح ـ ((الروض النضير)) (185).

ص: 216

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ أَبْطَلَ وُجُودَ الْمُعْجِزَاتِ فِي الْأَوْلِيَاءِ دُونَ الْأَنْبِيَاءِ

ص: 216

6449 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هريرة: أن رسول اله صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(رُبَّ أَشْعَثَ ذِي طِمْرَيْنِ لَوْ أقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ)

= (6483)[16: 3]

صحيح ـ ((صحيح الترغيب)) (24 - الزهد/ 6): م نحوه.

ص: 216

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ فِي تَأْوِيلِهِ جَمَاعَةٌ لَمْ يُحْكِمُوا صِنَاعَةَ الْعِلْمِ

ص: 217

6450 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

ذَبَحْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(ناوِلْنِي الذِّرَاعَ) فَنَاوَلْتُهُ ثُمَّ قَالَ:

(نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ) فَنَاوَلْتُهُ ثُمَّ قَالَ:

(نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَانِ قَالَ:

(أَمَا إنَّكَ لَوِ ابْتَغَيْتَهُ لَوَجَدْتَهُ)

= (6484)[16: 3]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (96/ 143).

ص: 217

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ أَبْطَلَ وُجُودَ المعجزت فِي الْأَوْلِيَاءِ دُونَ الْأَنْبِيَاءِ

ص: 217

6451 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً فَأَرَادَ أَنْ يَرْكَبَهَا فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِيُحْرَثَ عَلَيْنَا فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(آمَنْتُ بِهِ ، أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ) ـ وَمَا هُما ثَمَّ قَالَ:

⦗ص: 218⦘

(وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمْ لَهُ فَأَخَذَ الذِّئْبُ الشَّاةَ فَتَبِعَهُ الرَّاعِي فَلَفَظَها ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ لَكَ بِيَوْمِ السِّبَاعِ حَيْثُ لَا يَكُونُ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي) فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(آمَنْتُ بِهِ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ) ـ وَمَا هُما ثَمَّ ـ.

= (6485)[6: 3]

صحيح ـ ((الإرواء)) (7/ 242/2186): ق.

ص: 217

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصرّح بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 218

6452 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(بَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى بَقَرَةٍ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحِرَاثَةِ قَالَ: آمَنْتُ بِهِ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَخَذَ الذِّئْبُ شَاةً فَتَبِعَها الرَّاعِي فَقَالَ الذِّئْبُ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي) فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(آمنت به وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ)

قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَمَا هُما ـ يومئذٍ ـ في القوم

= (6486)[6: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 218

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِثْبَاتِ كَوْنِ الْمُعْجِزَاتِ فِي الْأَوْلِيَاءِ دُونَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى حَسَبِ نِيَّاتِهِمْ وَصِحَّةِ ضَمَائِرِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَالِقِهِمْ

ص: 219

6453 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْمَخْزُومِيُّ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(كَانَ رَجُلٌ يُسْلِفُ النَّاسَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا فُلَانُ أسْلِفْني ست مئة دِينَارٍ قَالَ: نَعَمْ إِنْ أَتَيْتَنِي بِوَكِيلٍ قَالَ: اللَّهُ وَكِيلِي فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! نَعَمْ قَدْ قَبِلْتُ الله وكيلاً فأعطاه ست مئة دِينَارٍ وَضَرَبَ لَهُ أَجَلًا فَرَكِبَ الْبَحْرَ بِالْمَالِ لِيَتَّجِرَ فِيهِ وقدَّرَ اللَّهُ أَنْ حَلَّ الْأَجَلُ وارْتَجَّ الْبَحْرُ بَيْنَهُمَا وَجَعَلَ رَبُّ الْمَالِ يَأْتِي السَّاحِلَ يَسْأَلُ عَنْهُ فَيَقُولُ الَّذِي يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ: تَرَكْنَاهُ بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ ربُّ الْمَالِ: اللَّهُمَّ اخْلُفني فِي فُلَانٍ بِمَا أَعْطَيْتُهُ بِكَ قَالَ: وَيَنْطَلِقُ الَّذِي عَلَيْهِ الْمَالُ فَيَنْحِتُ خَشَبَةً وَيَجْعَلُ الْمَالَ فِي جَوْفِهَا ثُمَّ كَتَبَ صَحِيفَةً: مِنْ فُلَانٍ إِلَى فُلَانٍ إِنِّي دَفَعْتُ مَالَكَ إِلَى وَكِيلِي ثُمَّ سَدَّ عَلَى فَمِ الْخَشَبَةِ فَرَمَى بِهَا فِي عُرْضِ الْبَحْرِ فَجَعَلَ يَهْوِي بِهَا حَتَّى رَمَى بِهَا إِلَى السَّاحِلِ وَيَذْهَبُ رَبُّ الْمَالِ إِلَى السَّاحِلِ فَيَسْأَلُ فَيَجِدُ الْخَشَبَةَ فَحَمَلها فَذَهَبَ بِهَا إِلَى أَهْلِهِ وَقَالَ: أُوْقِدُوا بِهَذِهِ فَكَسَرُوها فَانْتَثَرَتِ الدَّنَانِيرُ وَالصَّحِيفَةُ فَأَخَذَهَا فَقَرَأَهَا فَعَرَفَ وتقدَّم الْآخَرُ فَقَالَ لَهُ رَبُّ الْمَالِ: مَالِي؟ فَقَالَ: قَدْ دَفَعْتُ مَالِي إِلَى وَكِيلِي إِلَى مُوَكَّلٍ بِي فَقَالَ لَهُ: أَوْفَانِي وَكِيلُك)

⦗ص: 220⦘

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَكْثُر مِرَاؤُنا ولَغَطُنا عند رسول الله بيننا أيُّهما آمَنُ؟

= (6487)[6: 3]

منكر ـ ((الصحيحة)) تحت الحديث (2845)، وأصله في ((البخاري)).

ص: 219

ذكر الخبر الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ أَبْطَلَ وُجُودَ الْمُعْجِزَاتِ إِلَّا في الأنبياء

ص: 220

6454 -

أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(بَيْنَمَا امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنَهَا مَرَّ بِهَا راكِبٌ وَهِيَ تُرْضِعُهُ فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتِ ابْنِي حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ هَذَا قَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الثَّدْيِ فمرَّ بِامْرَأَةٍ تُلْعَنُ فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا أَمَّا الرَّاكب فَكَانَ كَافِرًا وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَيَقُولُونَ: إِنَّهَا تَزْنِي فَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ! وَيَقُولُونَ: تَسْرِقُ وتقول: حسبي الله! )

= (6488)[6: 3]

صحيح: خ (3466).

ص: 220

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ غَيْرَ الْأَنْبِيَاءِ قَدْ يُوجَدُ لَهُمْ أَحْوَالٌ تُؤَدِّي إِلَى الْمُعْجِزَاتِ

ص: 220

6455 -

أخبرنا مُطَهَّرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ثَابِتٍ بِوَاسِطَ الشَّيْخُ الصَّالِحُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ

⦗ص: 221⦘

سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ ـ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ ـ فَأَنْشَأَ صَوْمَعَةً فَجَعَلَ يَعْبُدُ اللَّهَ فِيهَا فَأَتَتْهُ أُمُّهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَادَتْهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا ثُمَّ أَتَتْهُ يَوْمًا ثَانِيًا فَنَادَتْهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا ثُمَّ أَتَتْهُ يَوْمًا ثَالِثًا فَقَالَ: صَلَاتِي وَأُمِّي فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تُمْتِهُ أَوْ يَنْظُرَ فِي وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ قَالَ: فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَوْمًا جُرَيْجاً فَقَالَتْ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنْ شِئْتُمْ أَنْ أفْتِنَهُ فَتَنْتُهُ قَالُوا: قَدْ شِئْنَا قَالَ: فَانْطَلَقَتْ فَتَعَرَّضَتْ لِجُرَيْجٍ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَةِ جُرَيْجٍ بِغَنَمِهِ فَأَمْكَنَتْهُ نَفْسَهَا فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلاماً فَقَالَتْ: هُوَ مِنْ جُريج فَوَثَبَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَضَرَبُوهُ وَشَتَمُوهُ وهَدُّوا صَوْمَعَتَهُ فَقَالَ لَهُمْ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ البَغِيِّ فَوَلَدَتْ غُلَامًا قَالَ: وَأَيْنَ الْغُلَامُ؟ قَالُوا: هُوَ ذَا قَالَ: فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَضَرَبَهُ بِإِصْبَعِهِ فَقَالَ لَهُ: يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي قَالَ: فَوَثَبُوا يُقَبِّلُون رَأْسَهُ قَالُوا لَهُ: نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ابْنُوها مِنْ طِينِ كَمَا كَانَتْ)

قَالَ:

(وَبَيْنَمَا امْرَأَةٌ فِي حِجرها ابْنٌ تُرْضِعُهُ إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ اجعلْ ابْنِي مِثْلَ هَذَا الرَّاكِبِ فَتَرَكَ الصَّبِيُّ ثَدْيَ أُمِّهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَ هَذَا الرَّاكِبِ ثُمَّ مَرَّ بِامْرَأَةٍ تُرْجَمُ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَتَرَكَ الصَّبِيُّ أُمَّهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْأُمَّةِ يَنْظُرُ إِلَيْهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَ هَذِهِ الْأَمَةِ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: يَا

⦗ص: 222⦘

بُنَيَّ! مرَّ راكبٌ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا الراكب فقلت: اللهم لا تجعلني مثله ومُرَّ بِهَذِهِ الْأَمَةِ تُرْجَمُ فقُلتُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ الْأَمَةِ فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا: قَالَ: يَا أُمَّاهْ إِنَّ الرَّاكِبَ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ وَإِنَّ هَذِهِ الْأَمَةَ يَقُولُونَ: سَرَقَتْ وَلَمْ تَسْرِقْ وَيَقُولُونَ: زَنَتْ وَلَمْ تَزْنِ وَهِيَ تقول: حسبي الله)

= (6489)[6: 3]

صحيح: خ (2482)، م (8/ 4 - 5).

ص: 220

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ أَنْكَرَ وُجُودَ الْمُعْجِزَاتِ فِي الْأَوْلِيَاءِ دُونَ الْأَنْبِيَاءِ

ص: 222

6456 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ مِن عِباد اللَّهِ مَنْ لو أَقْسَمَ على الله لأَبَرَّهُ)

= (6490)[9: 3]

صحيح ـ ((مشكلة الفقر)) (125).

ص: 222

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 222

6457 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ أُخت الرَّبِيعِ أُمَّ حَارِثَةَ جَرَحَتْ إِنْسَانًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(القِصَاصَ القِصَاصَ) فَقَالَتْ أُمُّ الرَّبِيعِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَتَقْتَصُّ مِنْ

⦗ص: 223⦘

فُلانة؟ لَا وَاللَّهِ لَا تَقْتَصُّ مِنْهَا فَلَمْ يَزَالُوا بِهِمْ حَتَّى رَضُوا بِالدِّيَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إنَّ مِن عِبَادِ اللَّهِ مَن لَوْ أقْسَمَ على الله لأَبَرَّهُ)

= (6491)[9: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 222

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ أَبْطَلَ وُجُودَ الْمُعْجِزَاتِ فِي الْأَوْلِيَاءِ دُونَ الْأَنْبِيَاءِ

ص: 223

[6457/*]- أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ موهب، قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(رُبَّ أشْعَثَ ذِي طِمْرَين، لو أقْسَمَ على الله لأبَرَّهُ)

(1)

.

صحيح - مضى (6449).

(1)

هذا الحديث غير موجود في ((طبعة المؤسسة)) - هنا -، مع وجودِهِ في الموضع الأوَّل المشار إليه في التعليق. ((الناشر)).

ص: 223

ذِكْرُ ارْتِجَاجِ أُحُد تَحْتَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 223

6458 -

أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي ابن المديني حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ:

أَنَّ أُحُداً ارْتَجَّ وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رضي الله عنهم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 224⦘

(اثْبُتْ أُحُدُ! فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وشَهِيدَانِ)

قَالَ مَعْمَرٌ وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يحدِّث بِمِثْلِهِ

= (6492)[3: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (875): خ ـ أنس، وسيأتي (6826).

ص: 223

ذكر الخبر الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْأَشْيَاءَ إِذَا كَانَتْ مِنْ غَيْرِ ذَوَاتِ الْأَرْوَاحِ غَيْرُ جَائِزٍ منها النطق

ص: 224

6459 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَعْيُنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سفرٍ فَدَعَا بالطَّعام وكان الطعام يُسَبِّحُ

= (6493)[33: 5]

صحيح: خ.

ص: 224

ذِكْرُ شَهَادَةِ الذِّئْبِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صِدْقِ رِسَالَتِهِ

ص: 224

6460 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الحُدَّاني حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:

بَيْنَا رَاعٍ يَرْعَى بالحَرَّةِ إِذْ عَرَضَ ذِئْبٌ لِشَاةٍ مِنْ شَائِهِ فَجَاءَ الرَّاعِي يَسْعَى فانْتَزَعَها مِنْهُ فَقَالَ لِلرَّاعِي: أَلَا تَتَّقي اللَّهَ؟! تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رِزْقٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟ قَالَ الرَّاعِي: العَجَبُ لِلذِّئْبِ ـ وَالذِّئْبُ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ ـ يُكَلِّمُني بِكَلَامِ الْإِنْسِ! قَالَ الذِّئْبُ لِلرَّاعِي: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ هَذَا؟!

⦗ص: 225⦘

هَذَا رسول اله صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الحَرَّتَيْنِ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ فَسَاقَ الرَّاعِي شَاءَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَزَوَاها فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ مَا قَالَ الذِّئْبُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَقَالَ لِلرَّاعِي:

(قُمْ فأَخْبِر) فَأَخْبَرَ النَّاسَ بِمَا قَالَ الذِّئْبُ وَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(صَدَقَ الرَّاعِي أَلَا مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ كَلَامُ السِّبَاعِ الْإِنْسَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ ويُكَلِّمَ الرَّجُلُ نَعْلُهُ وعَذَبَةُ سَوْطِهِ ويُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بحديث أهْلِهِ بَعْدَهُ)

= (6494)[16: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (122)، ((المشكاة)) (5459).

ص: 224

ذِكْرُ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِنَفْيِ الرَّيب عَنْ خَلَدِ الْمُشْرِكِينَ بِهِ

ص: 225

6461 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

انشقَّ الْقَمَرُ ـ وَكُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى ـ حَتَّى ذَهَبَتْ فِلْقَةٌ خَلْفَ الْجَبَلِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(اشْهَدُوا)

= (6495)[33: 5]

صحيح: ق.

ص: 225

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ عَنْ أبي معمر

ص: 226

6462 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ بِحَرَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

انشقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِرْقَتَيْنِ

= (6496)[33: 5]

صحيح: م.

ص: 226

ذِكْرُ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ لِلْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 226

6463 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرٍ أَبُو يَعْلَى بِالْأُبُلَّةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمكة

= (6497)[16: 3]

صحيح الإسناد، ومتواتر عن جمع من الصحابة، فانظر الحديثين الذين قبله.

ص: 226

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ مَصَارع مَن قُتِلَ بِبَدْرٍ من قريش

ص: 226

6464 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا وَرَدَ بَدْرًا أوْمَأ فِيهَا إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ:

(هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ وَهَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ) فَوَاللَّهِ مَا أَمَاطَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَنْ

⦗ص: 227⦘

مَصْرَعِهِ وَتَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ:

(يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ! يَا أُمَيَّةُ بْنَ خَلَفٍ! يَا عُتْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ! يَا شَيْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ! أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَ رَبِّي حَقًّا؟ ) قَالَ: فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ يَسْمَعُونَ قولَكَ أَوْ يُجِيبُون وَقَدْ جَيَّفْوا؟ فَقَالَ:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أقولُ مِنْهُمْ وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا) ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فسُحِبُوا فأُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ

= (6498)[16: 3]

صحيح: م، وتقدم برقم (4702).

ص: 226

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ كِتْبَةِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ بِالْكِتَابِ إِلَى قُرَيْشٍ يُخْبِرُهُمْ بِخُرُوجِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ

ص: 227

6465 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْنَاهُ مِنْ عَمْرٍو يَقُولُ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ ـ وَهُوَ كَاتَبُ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ:

بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَالْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ ـ فَقَالَ:

(انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ فخُذُوه مِنْهَا) فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ فَقُلْنَا لَهَا: أخْرجِي الْكِتَابَ فَقَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ فَقُلْنَا: آللَّهِ لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ فأخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ـ مِنْ

⦗ص: 228⦘

أَهْلِ مَكَّةَ ـ يُخبرهم بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا حَاطِبُ! مَا هَذَا؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ إني كنتُ امْرَءاً مُلْصَقاً فِي قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أنْفُسِهِم وَكَانَ مَن مَعَكَ ـ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ـ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ يَحْمُونَ قَرَابَتَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ وَلَمْ يَكُنْ لِي قَرَابَةٌ أَحْمِي بِهَا أَهْلِي فَأَحْبَبْتُ ـ إِنْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ ـ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ قَرَابَتِي وَأَهْلِي وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ هَذَا قَدْ صَدَقَكُمْ) فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدريك لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلع عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ؟ ) وَأَنْزَلَ فِيهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعدوكم أولياء

} الآية [الممتحنة: 1]

= (6499)[16: 3]

صحيح.

ص: 227

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الرِّيحِ الشَّدِيدَةِ الَّتِي هبَّت لِمَوْتِ بَعْضِ الْمُنَافِقِينَ

ص: 228

6466 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّهُمْ غَزَوْا غَزْوَةً بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَهَاجَتْ عَلَيْهِمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ حَتَّى

⦗ص: 229⦘

وَقَعَتِ الرِّحَالُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(هَذَا لِمَوْتِ مُنَافِقٍ) قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَجَدْنَا مُنَافِقاً عَظِيمَ النِّفَاقِ مَاتَ ـ يَوْمَئِذٍ ـ

= (6500)[16: 3]

صحيح: م (8/ 124).

ص: 228

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ هُبُوبِ رِيحٍ شَدِيدَةٍ قَبْلَ أن تَهُبَّ

ص: 229

6467 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ:

خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى تَبُوكَ حَتَّى أَتَى وَادِيَ القُرى فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اخْرُصُوا) فَخَرَصَ الْقَوْمُ عشرةَ أوْسُقٍ وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ:

(أحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا حَتَّى أرْجِعَ إِلَيْكِ) فَسَارَ حَتَّى أَتَى تَبُوكَ فَقَالَ:

(إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمُ ـ اللَّيْلَةَ ـ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَلَا يَقُومَنَّ فِيهَا أَحَدٌ ومَن كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيُوثِقْ عِقَالَهُ) فهبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَلَمْ يَقُمْ فِيهَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ فَأَلْقَتْهُ فِي جَبَلِ طَيِّىءٍ قَالَ: فَأَتَاهُ مَلِكُ أَيْلَةَ وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ وَكَسَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رِدَاءَهُ فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى وَادِيَ الْقُرَى فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ:

(كَمْ جَاءَتْ حَدِيقَتُكِ؟ ) قَالَتْ: عَشَرَةُ أَوْسُقٍ خَرْصَ رَسُولِ

⦗ص: 230⦘

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنِّي مُسْتَعْجِلٌ مَنْ أحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ مَعِي فَلْيَفْعَل) فَسَارَ حَتَّى إِذَا أَوْفَى عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ:

(هَذِهِ طَيْبَةُ ـ أَوْ طَابَةُ ـ) فَلَمَّا رَأَى أُحداً قَالَ:

(هَذَا جَبَلٌ يُحِبًّنا وَنُحِبُّهُ) ثُمَّ قَالَ:

(أَلَا أُخْبِرُكُم بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ ) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِينَ يَلُونَهُم؟ ) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(بَنُو سَاعِدَةَ وَبَنُو الْحَارِثِ بْنِ الخزرج)

= (6501)[[16: 3]]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (271): ق، مضى برقم (4486).

ص: 229

ذِكْرُ مَا حَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا بَيْنَ صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ فِيمَا قَصَدُوهُ بِهِ

ص: 230

6468 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ فَتَعَاقَدُوا ـ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةِ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى وَنَائِلَةَ وإساف ـ: لوقد رَأَيْنَا مُحَمَّدًا لَقُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ فَأَقْبَلَتِ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ تَبْكِي حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِكَ قَدْ تَعَاقَدُوا عَلَيْكَ لَوْ قَدْ رَأوْكَ

⦗ص: 231⦘

قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا عَرَفَ نَصِيبَهُ من دمك قال:

(يا بُنَيَّة ائْتِينِي بِوَضُوء) فَتَوَضَّأَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمَّا رَأَوْهُ قالوا: هَهُوَ ذا هَهُوَ ذَا فَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ وسَقَطَتْ أذْقَانُهُم فِي صُدُورِهِمْ فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ بَصَراً وَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ مِنْهُمْ رَجُلٌ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ وَقَالَ:

(شَاهَتِ الْوُجُوهُ) ثُمَّ حَصَبَهُم فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْحَصَى حَصَاةٌ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ

= (6502)[33: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (228)، ((الصحيحة)) (2824).

ص: 230

ذِكْرُ مَا كَانَ يَدْفَعُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا عَنْ صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَكِيدَةَ الْمُشْرِكِينَ إِيَّاهُ مِنَ الشَّتْمِ وَاللَّعْنِ وَمَا أَشْبَهَهُمَا

ص: 231

6469 -

أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا عِبَادَ اللَّهِ انْظُرُوا كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَهُمْ وَلَعَنَهُمْ) ـ يَعْنِي قُرَيْشًا ـ قَالُوا: كَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:

(يَشْتِمُون مُذَمَّماً ويَلْعَنُونَ مُذَمَّماً وأنا محمداً صلى الله عليه وسلم

= (6503)[45: 5]

صحيح ـ ((تخريج الفقه)) (59): خ.

ص: 231

ذِكْرُ ظُهُورِ اللَّبَنِ مِنَ الضَّرْعِ الْحَائِلِ لِلْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 232

6470 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة عن عاصم ابن بَهْدَلَةَ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:

كُنْتُ يَافِعًا فِي غَنَمٍ لعُقبة ابن أَبِي مُعَيْطٍ أَرْعَاهَا فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فَقَالَ:

(يَا غُلَامُ هَلْ مَعَكَ مِنْ لَبَنٍ؟ ) فَقُلْتُ: نَعَمْ وَلَكِنِّي مُؤْتَمَنٌ قَالَ:

(ائْتِنِي بِشَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ) فَأَتَيْتُهُ بِعَنَاقٍ فَاعْتَقَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ الضَّرْعَ وَيَدْعُو حَتَّى أنزلتْ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ ـ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ـ بِشَيْءٍ فَاحْتَلَبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ:

(اشْرَبْ فَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه ثُمَّ شَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَهُ ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ:

(اقْلِصْ) فَقَلَصَ فَعَادَ كَمَا كَانَ قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ علِّمني مِنْ هَذَا الْكَلَامِ ـ أَوْ مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ ـ فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّكَ غُلامٌ مُعَلَّمٌ) قَالَ: فَلَقَدْ أخذتُ مِن فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً ما نازعني فيها بشرٌ

= (6504)[33: 5]

حسن صحيح ـ ((الروض النضير)) (652)، وفي (ق) جملة السبعين سورة.

ص: 232

ذِكْرُ شَهَادَةِ الشَّجَرِ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِالرِّسَالَةِ

ص: 232

6471 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ قَالَ:

⦗ص: 233⦘

حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَأَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَيْنَ تُرِيدُ؟ ) قَالَ: إِلَى أَهْلِي قَالَ:

(هَلْ لَكَ إِلَى خَيْرٍ؟ ) قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ:

(تَشَهَّدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) قَالَ: هَلْ مِن شَاهِدٍ عَلَى مَا تَقُولُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(هَذِهِ السَّمُرَةُ) فَدَعَاهَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ بشاطىء الْوَادِي ـ فأقبلتْ تَخُدُّ الْأَرْضَ خَدًّا حَتَّى كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَاسْتَشْهَدَهَا ثَلَاثًا فَشَهِدَتْ أَنَّهُ كَمَا قَالَ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا ورَجَعَ الْأَعْرَابِيُّ إِلَى قَوْمِهِ وَقَالَ: إِنْ يَتَّبِعُونِي أَتَيْتُكَ بِهِمْ وإلا رجعت إليك فكنت معك

= (6505)[33: 5]

صحيح ـ ((تخريج المشكاة)) (2925).

ص: 232

ذِكْرُ حَنِينِ الْجِذْعِ الَّذِي كَانَ يَخْطُبُ عَلَيْهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَمَّا فَارَقَهُ

ص: 233

6472 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْمِصِّيصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ فيخطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَنَّهُ لَمَّا صَنَعَ الْمِنْبَرَ تحوَّل إِلَيْهِ فحنَّ الجِذْعُ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحُه

= (6506)[33: 5]

⦗ص: 234⦘

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2174): خ.

ص: 233

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الجِذْع الَّذِي ذَكَرْنَاهُ إِنَّمَا سَكَنَ عَنْ حَنِينَهُ بِاحْتِضَانِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ

ص: 234

6473 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى جَنْبِ خَشَبَةٍ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَيْهَا فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ:

(ابْنُوا لي مِنبراً) فَبَنَوْا له منبراً له عَتَبَتَانِ فَلَمَّا قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ ليخطُبَ حنَّتِ الْخَشَبَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَنَسٌ: وَأَنَا فِي الْمَسْجِدِ فسَمِعت الْخَشَبَةَ حنَتْ حَنِينَ الْوَلَدِ فَمَا زَالَتْ تَحِنُّ حَتَّى نَزَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فاحتَضنها فَسَكَنَتْ

قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا حدَّث بِهَذَا الْحَدِيثِ بَكَى ثُمَّ قَالَ: يَا عِبَادَ اللَّهِ الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَوْقًا إِلَيْهِ لِمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ ـ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إلى لقائه

= (6507)[33: 5]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (2174).

ص: 234

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تَفَرَّدَ بِهِ أَنَسٌ

ص: 234

6474 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:

⦗ص: 235⦘

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ إِلَى جَنْبِ شَجَرَةٍ ـ أَوْ جِذْعٍ أَوْ خَشَبَةٍ أَوْ شَيْءٍ ـ يَسْتَنِدُ إِلَيْهِ يَخْطُبُ ثُمَّ اتَّخَذَ مِنْبَرًا فَكَانَ يَقُومُ عَلَيْهِ فحنَت تِلْكَ الَّتِي كَانَ يَقُومُ عِنْدَهَا حَنِينًا سَمِعَهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَأَتَاهَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّا قال: مَسَحَها وإما قال ـ: فأمسكها فسكنت

= (6508)[33: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 234

ذِكْرُ بُرءِ رِجلِ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْمَقْطُوعَةِ عِنْدَ تَفْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فيها

ص: 235

6475 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:

إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَفَلَ فِي رِجْلِ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ ـ حِينَ قُطِعَت رِجْلُهُ ـ فبرأ

= (6509)[33: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2904).

ص: 235

ذِكْرُ بُرء رِجل سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ مِنَ الضَّرْبَةِ الَّتِي أَصَابَتْهَا حِينَ تَفَلَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِيهَا

ص: 235

6476 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ: قَالَ: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ

⦗ص: 236⦘

إِبْرَاهِيمَ عَنْ يَزِيدَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ:

رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ؟ فَقَالَ: هَذِهِ ضَرْبَةٌ أَصَابَتْنِي يَوْمَ حُنَيْنٍ قَالَ النَّاسُ: أُصِيبَ سَلَمَةُ أُصِيبَ سَلَمَةُ قَالَ: فأُتي بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَفَثَ فِيهَا ثلاث نَفَثَاتٍ فما اشتكيتها حتى الساعة

= (6510)[33: 5]

صحيح: خ (4206).

ص: 235

ذِكْرُ مَا سَتَرَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صَفِيَّه صلى الله عليه وسلم عَنْ عَيْنِ مَن قَصَدَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِأَذًى

ص: 236

6477 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

لَمَّا نَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] جَاءَتِ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا امْرَأَةٌ بَذِيئَةٌ وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَكَ فَلَوْ قُمْتَ قَالَ:

(إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي) فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرِ إِنَّ صاحِبَكَ هَجَانِي قَالَ: لَا وَمَا يَقُولُ الشِّعر قَالَتْ: أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ وَانْصَرَفَتْ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ تَرَك؟! قَالَ:

⦗ص: 237⦘

(لَا ، لَمْ يَزَلْ مَلَكٌ يَسْتُرُنِي عَنْهَا بِجَنَاحِهِ)

(1)

.

= (6511)[33: 5]

حسن ـ انظر التعليق.

⦗ص: 238⦘

(1)

قلت: أخرجه من طريق أبي يعلى، وهذا في ((مسنده)) (1/ 33 و 4/ 246).

ورجاله ثقات؛ غير أن عطاء بن السائب كان اختلط.

ومِن طريقه: أخرجه البزار (2294 و 2295) وغيره، ومع ذلك حَسَّنَ الحافظ إسناده في

((الفتح)) (8/ 738)!

ولعل ذلك لأن له شاهداً في ((مسند الحميدي)) (323) من طريق الوليد بن كثير، عن ابن

تَدرُسَ، عن أسماء بنت عميس

نحوه.

ومن طريق الحميدي: أخرجه الحاكم (2/ 361)، وقال:((صحيح الإسناد))! ووافقه الذهبي!!

وابنُ تَدْرُسَ - هذا لم نعرفه.

ولعلَّ أداة الكنية (ابن) مُقحمة من بعض الرواة، والصواب:(تُدرُس)، وهو جَدُّ أبي الزبير،

محمد بن مسلم بن تُدْرُسَ، فقد ذكره المِزِّيُّ في شيوخ الوليد بن كثير - الراوي عنه هذا الحديث -؛ كما ذكره في الرواة عن أسماء بنت أبي بكر، وهذا سهوٌ منه، والصواب أن يذكر في الرواة عن أسماء بنت عميس؛ كما في هذا الحديث.

وعلى كل حال؛ فإني لم أجِدْ لتَدْرُسَ هذا ترجمة، ولكن الحديثَ بهذا الشاهد حسنٌ - إن شاء الله -.

ص: 236

ذِكْرُ مَا اسْتَجَابَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا لِصَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَا دَعَا عَلَى بَعْضِ الْمُشْرِكِينَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ

ص: 238

6478 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:

أَبْصَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا ـ يُقَالُ لَهُ: بسرُ بْنُ رَاعِي الْعِيرِ ـ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ فَقَالَ:

(كُلْ بِيَمِينِكَ) قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ:

(لَا اسْتَطَعْتَ) قَالَ: فَمَا نَالَتْ يَدُهُ إِلَى فيهِ بَعْدُ

= (6512)[33: 5]

صحيح: م (6/ 109).

ص: 238

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 238

6479 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ الْأَهْوَازِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشِمَالِهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(كُلْ بِيَمِينِكَ) قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(لَا اسْتَطَعْتَ) فما رفعها إلى فيهِ

= (6513)[33: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 238

ذِكْرُ مَا جَعَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا دَعْوَةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى مَن لم يكن لها بأهلٍ قُربة إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا

ص: 239

6480 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إسحاق ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:

كَانَتْ عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ يَتِيمَةٌ فَرَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(أَنْتِ هِيَ؟ لَقَدْ كِبْرتِ لَا كَبِرَ سنُّكَ) فرجعتِ الْيَتِيمَةُ إِلَى أُمِّ سليم تبكي فقالت أم سليم: مالك يَا بُنَيَّةُ؟ قَالَتِ الْجَارِيَةُ: دَعَا عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَكْبَر سِنِّي فَالْآنَ لَا يَكْبَرُ سنِّي أَبَدًا ـ أَوْ قَالَتْ: قَرْنَيْ ـ فَخَرَجَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مُسْتَعْجِلَةً ـ تلوثُ خمارها ـ حتى لقيت رسول اله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهَا:

(يَا أم سليم ما لك)؟ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! أَدَعَوْتَ عَلَى يَتِيمَتِي؟ قَالَ:

(وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ)؟ قَالَتْ: زَعَمَتْ أَنَّكَ دَعَوْتَ عَلَيْهَا أَنْ لَا يَكْبَرَ سِنُّها قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:

(يَا أُمَّ سُلَيْمٍ أَمَا تَعْلَمِينَ شَرْطِي عَلَى رَبِّي؟ إِنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى رَبِّي فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَرُ وَأَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ فَأَيُّمَا أَحَدٍ دَعَوْتُ عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِي بِدَعْوَةٍ ـ لَيْسَ لها بأهلٍ ـ أَنْ يَجْعَلَهَا لَهُ طَهُورًا وَزَكَاةً وقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ بِهَا مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ـ وَكَانَ صلى الله عليه وسلم رحيماً ـ

⦗ص: 240⦘

= (6514)[24: 5]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (83): م.

ص: 239

ذِكْرُ سُؤَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلَ سِبابَه لِأُمَّتِهِ قُربة لَهُمْ يَوْمَ القيامة

ص: 240

6481 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(اللَّهُمَّ أيُّما عبدٍ مُؤمنٍ سَبَبْتُهُ فاجْعَلْ ذَلِكَ قُرْبَةً إِلَيْكَ يوم القيامة)

= (6515)[12: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 240

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَا وَرَاءَ السِّبَابِ مِنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لِأُمَّتِهِ إِنَّمَا سَأَلَ اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ قُرْبَةً لَهُمْ وَصَدَقَةً عَلَيْهِمْ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ

ص: 240

6482 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهُمَّ إِنِّي أتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَهُ وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فأيُّما مُؤْمِنٍ آذيتُه أَوْ شتمتُه أَوْ جلَدْتُهُ أَوْ لعنتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَزَكَاةً وقُربة تُقَرِّبُهُ بها يوم القيامة)

= (6516)[12: 5]

⦗ص: 241⦘

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3999): م.

ص: 240

ذِكْرُ مَا اسْتَجَابَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا لِصَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَاحِلَةِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 241

6483 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

أَقْبَلْنَا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَعْيَا جَمَلِي فتخلَّفت عَلَيْهِ أَسُوقُهُ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ مُتَخَلِّفاً فَلَحِقَنِي فَقَالَ لِي:

(ما لك مُتُخُلِّفاً)؟ قال: قلت: لا يارسول اللَّهِ إِلَّا أَنَّ جَمَلِيَ ظَالِعٌ فَأَرَدْتُ أَنْ أُلْحِقَهُ بِالْقَوْمِ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَنَبِهِ فَضَرَبَهُ ثُمَّ زَجَرَهُ فَقَالَ:

(ارْكَبْ) قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي ـ بَعْدُ ـ وَإِنِّي لأَكُفَّه عَنِ الْقَوْمِ قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا دُونَ الْمَدِينَةِ فَأَرَدْتُ أَنْ أتعجَّل إِلَى أَهْلِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَأتِ أَهْلكَ طَرُوقاً) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بعُرسٍ قَالَ:

(فَمَا تَزَوَّجْتَ)؟ قُلْتُ: امْرَأَةً ثَيِّبًا قَالَ:

(فَهَلاَّ بِكْراً تُلاعبُها وتُلاعِبُك)؟ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ تُوُفِّيَ ـ أَوِ اسْتُشْهِدَ ـ وَتَرَكَ جَوَارِيَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ عليهنَّ مِثْلَهُنَّ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَقُلْ أَحْسَنْتَ وَلَا أَسَأْتَ قَالَ: ثُمَّ

⦗ص: 242⦘

قَالَ:

(بِعْني جَمَلَكَ هَذَا) قَالَ: قُلْتُ: لَا بلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(لَا بَلْ بِعْنيهِ) قُلْتُ: أَجَلْ عَلَى أُوقيَّة ذَهَبٍ فَهُوَ لَكَ بِهَا قَالَ:

(قَدْ أخَذْتُهُ فَتَبَلَّغْ عَلَيْهِ إِلَى الْمَدِينَةِ) فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِبِلَالٍ:

(أَعْطِهِ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ وزِدْهُ) قَالَ: فَأَعْطَانِي أوقيَّة ذَهَبٍ وَزَادَنِي قِيرَاطًا قَالَ: فَقُلْتُ: لَا تُفَارِقُنِي زِيَادَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَكَانَ فِي كِيسٍ لِي فأخذه أهل الشام يوم الحَرَّةِ

= (6517)[33: 5]

صحيح: م (4/ 176 - 177).

ص: 241

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم ردَ الرَّاحِلَةَ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بَعْدَ أَنْ أَوْفَاهُ ثَمَنَهَا هِبَةً لَهُ

ص: 242

6484 -

أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ ابْنِ بِنْتِ تَمِيمِ بْنِ الْمُنْتَصِرِ الْبَزَّارُ بِوَاسِطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ فَأَبْطَأَ بِي جَمَلِي فتخلَّفت فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَجَنَهُ بِمِحْجَنِهِ ثُمَّ قَالَ لِي:

(اركبْ) فركِبته فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أكفُّه عَلَى رَسُولِ اله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(أَتَزَوَّجْتَ)؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَ:

(بِكْراً أَمْ ثًيِّباً؟ ) فَقُلْتُ: بَلْ ثيِّباً قَالَ:

⦗ص: 243⦘

(فَهَلاَّ جَارِيَةً تُلاعبها وتُلاعبك؟ ) فَقُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تجمعهنَّ وتُمشطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ قَالَ:

(أَمَا إِنَّكَ قَادِمٌ فَإِذَا قَدِمْتَ فالكَيْسَ الكَيْسَ) ثُمَّ قَالَ:

(أَتَبِيعُ جَمَلَكَ؟ ) قُلْتُ: نَعَمْ فَاشْتَرَاهُ مِنِّي بِأُوقِيَّةٍ ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلِي وَقَدِمْتُ بِالْغَدَاةِ فجئتُ الْمَسْجِدَ فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ قَالَ:

(الْآنَ حِينَ قَدِمْتَ)؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:

(فَدَعْ جَمَلَكَ وادْخُلْ فَصَلِّ رَكعتين) قَالَ: فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَزِنَ لِي أُوقِيَّةً قَالَ: فَوَزَنَ لِي بِلَالٌ فَأَرْجَحَ فِي الْمِيزَانِ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَلَمَّا وَلَّيت قَالَ:

(ادْعُ لِي جَابِرًا) فدُعِيتُ فَقُلْتُ: الْآنَ يَرُدُّ عَلَيَّ الْجَمَلَ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ قَالَ:

(جَمَلُكَ وثَمَنُهُ لَكَ)

= (6518)[33: 5]

صحيح: ق ـ مضى طرفه الأول (2706).

ص: 242

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اسْتَثْنَى حُمْلَانَ رَاحِلَتِهِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا إِلَى الْمَدِينَةِ بعد البيع

ص: 243

6485 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ زَكَرِيَّا عَنْ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

⦗ص: 244⦘

أَنَّهُ كان يسير على جمل له قد أعيا فَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّبَهُ قَالَ: فَلَحِقَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا لَهُ وَضَرَبَهُ فَسَارَ سَيْرًا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ وَقَالَ:

(بِعْنِيهِ بأوقيَّةٍ) فَقُلْتُ: لَا ثُمَّ قَالَ:

(بِعْنِيهِ بأوقيَّةٍ) فَقُلْتُ: لَا ثُمَّ قَالَ:

(بِعْنِيهِ بأوقيَّة) فَبِعْتُهُ بِأُوقِيَّةٍ واستثنيتُ حِمْلانه إِلَى أَهْلِي فَلَمَّا بَلَغْتُ أَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي صلى الله عليه وسلم:

(أتُراني ما كَسْتُكَ لآخُذَ جَمَلَكَ وَدَرَاهِمَكَ؟ فَهُمَا لَكَ)

= (6519)[33: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 243

ذِكْرُ مَا أَكْرَمَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صَفِيَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهَزِيمَةِ الْمُشْرِكِينَ عَنْهُ عَنْ قَبْضَةِ تُرَابٍ رَمَاهُمْ بِهَا

ص: 244

6486 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:

غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُنَيناً قَالَ: فَلَمَّا واجَهْنَا الْعَدُوَّ تقدَّمتُ فأَعْلُو ثَنِيَّةً فَاسْتَقْبَلَنِي رَجُلٌ مِنَ الْعَدُوِّ فَأَرْمِيهِ بِسَهْمٍ فَتَوَارَى عَنِّي فَمَا دَرَيْتُ مَا اصْنَعُ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ فَإِذَا هُمْ قَدْ طَلَعُوا مِنْ ثَنِيَّةٍ أُخْرَى فَالْتَقَوْا هُمْ وَصَحَابَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَوَلَّى صَحَابَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأرجعُ مُنْهَزِمًا وَعَلَيَّ بُرْدَتَانِ متَّزراً بِإِحْدَاهُمَا مُرْتَدياً بِالْأُخْرَى قَالَ: فانطلقَ رادئي فَجَمَعَتُهُ وَمَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْهَزِماً ـ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ ـ فَقَالَ رَسُولُ

⦗ص: 245⦘

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَقَدْ رَأَى ابْنُ الْأَكْوَعِ فَزَعاً) فَلَمَّا غَشُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عَنِ الْبَغْلَةِ ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ بِهِ وُجُوهَهُمْ فَقَالَ:

(شَاهَتِ الْوُجُوهُ) فَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا إلا ملأ عَيْنَهُ تُراباً بِتِلْكَ الْقَبْضَةِ فولَّوْا مُدْبِرِينَ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ وقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين

= (6520)[33: 5]

حسن ـ ((الصحيحة)) (2824): م.

ص: 244

ذِكْرُ تَكْبِيرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عِنْدَ رُؤْيَتِهِ أَهْلَ حُنَيْنٍ فِي الْحَالِ الَّتِي وصفناها

ص: 245

6487 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:

اشْتَدَّ الْقِتَالُ يَوْمَ خَيْبَرَ فَكُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قومٍ فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِينَ) قَالَ: فَمَا لَبِثَتْ أن فتح الله عليه)

= (6521)[23: 5]

صحيح ـ مضى (4725، 4726).

ص: 245

ذِكْرُ سُقُوطِ الْأَصْنَامِ الَّتِي فِي الْكَعْبَةِ بِإِشَارَةِ المصطفى - إِلَيْهَا دُونَ مسَّها بشيءٍ مِنْهُ

ص: 246

6488 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ المُسَيَّبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ وَجَدَ بِهَا ثَلَاثَ مئة وَسِتِّينَ صَنَمًا فَأَشَارَ بِعَصاً إِلَى كُلِّ صَنَمٍ وَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

{جَاءَ الْحَقُّ وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً} [الإسراء: 81] فسقط الصَّنَمُ ولم يَمَسَّهُ

= (6522)[33: 5]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (6397).

ص: 246

ذِكْرُ مَا أَبَانَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا مِنْ دَلَائِلِ صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّتِهِ مِنْ طَاعَةِ الْأَشْجَارِ لَهُ

ص: 246

6489 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ يُدَاوِي ويُعالِجُ ـ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ تَقُولُ أَشْيَاءً هَلْ لَكَ أَنْ أُدَاوِيكَ؟ قَالَ: فَدَعَاهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى اللَّهِ ثُمَّ قَالَ:

(هَلْ لَكَ أنْ أُرِيَكَ آيَةً)؟ ـ وَعِنْدَهُ نخلٌ وَشَجَرٌ ـ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 247⦘

عِذْقاً منها قأقبل إِلَيْهِ وَهُوَ يَسْجُدُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَسْجُدُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ارجعْ إِلَى مَكَانِكَ) فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: وَاللَّهِ لَا أُكَذِّبُكَ بِشَيْءٍ تَقُولُهُ أَبَدًا! ثُمَّ قَالَ: يَا آلَ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ! وَاللَّهِ لَا أُكَذِّبُهُ بِشَيْءٍ

قَالَ: والعذقُ: النَّخْلَةُ

= (6523)[33: 5]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5926/ التحقيق الثاني).

ص: 246

ذِكْرُ خَبَرٍ فِيهِ دَلَائِلُ مَعْلُومَةٌ عَلَى صِحَّةِ مَا أصَّلناه مِنْ إِثْبَاتِ الْأَشْيَاءِ المُعْجِزَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 247

6490 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يقعوب بْنُ مُجَاهِدٍ أَبُو حَزْرَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

سِرْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي حَاجَتَهُ واتَّبعتُه بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يرَ شَيْئًا لِيَسْتَتِرَ بِهِ فَإِذَا شجرتان بشاطىء الْوَادِي فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى إِحْدَاهُمَا فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ:

(انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ) فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ الَّذِي يُصَانِعُ قَائدَهُ حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الأُخرى فَأَخَذَ بغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ:

(انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ) فانقادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَ النِّصْفُ جَمَعَهُما فَقَالَ:

⦗ص: 248⦘

(التَئِما عَلَيَّ بإذْنِ اللَّهِ) فَالْتَأَمَتَا قَالَ جَابِرٌ: فخرجتُ أُحْضِرُ مخافَة أَنْ يُحِسَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بقُربي فَيَتَبَاعَدَ فَجَلَسْتُ فَحَانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلٌ وَإِذَا الشَّجَرَتَانِ قَدِ افْتَرَقَتَا فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى سَاقٍ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقفَ وَقْفَةً فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا ـ يَمِينًا وَيَسَارًا ـ ثُمَّ أَقْبَلَ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيَّ قَالَ:

(يَا جابر هل رأيت مقامي)؟ قلت: نعم يارسول اللَّهِ قَالَ:

(فانْطَلِقْ إِلَى الشَّجَرَتَيْنِ فاقْطَعْ مِنْ كل واحدة منْهُمَا غُصْناً فأَقْبِلْ بِهِمَا حَتَّى إِذَا قُمْتَ مَقَامِي أَرْسِل غُصْنًا عَنْ يَمِينِكِ وغُصْناً عَنْ يَسَارِكِ) قَالَ جَابِرٌ: فأخذتُ حَجَرًا فكسرتُه فَأَتَيْتُ الشَّجَرَتَيْنِ فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا ثُمَّ أقبلتُ أجُرُّهُما حَتَّى إِذَا قُمْتُ مَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أرسلتُ غُصناً عَنْ يَمِينِي وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِي ثُمَّ لَحِقْتُهُ فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَمَّ ذَلِكَ؟ فَقَالَ:

(إِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرَيْن يُعَذَّبَانِ فأَحْبَبْتُ ـ بِشَفَاعَتِي ـ أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا دَامَ الغُصْنَان رَطِبَيْنِ) فَأَتَيْنَا الْعَسْكَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا جَابِرُ نَادِ بوَضوُء) فَقُلْتُ: أَلَا وَضُوءٌ أَلَا وَضُوءٌ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ فِي الرّكبِ مِنْ قَطْرَةٍ وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُبَرِّدُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أشجابٍ لَهُ فَقَالَ:

(انْطَلِقْ إِلَى فُلَانٍ الْأَنْصَارِيِّ فَانْظُرْ هَلْ فِي أَشْجَابِهِ مِنْ شَيْءٍ) قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَنَظَرْتُ فِيهَا فَلَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا قَطْرَةً فِي عَزْلَاءِ شَجْبٍ مِنْهَا لَوْ أنِّي أُفْرِغُه مَا كَانَتْ شَرْبَةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

⦗ص: 249⦘

لَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا قَطْرَةً فِي عَزْلَاءِ شَجْبٍ مِنْهَا لَوْ أَنِّي أُفرغه لشربَهُ يابسُه قَالَ:

(اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ) فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ؟! وَيَغْمِزُهُ بِيَدِهِ ثُمَّ أَعْطَانِيهِ فَقَالَ:

(يَا جَابِرُ نَادِ بِجَفْنَةٍ) فَقُلْتُ: يَا جَفْنَةَ الرَّكْبِ قَالَ: فأُتِيتُ بِهَا تُحْمَلُ فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَكَذَا ـ وَبَسَطَ يَدَهُ فِي وَسَطِ الْجَفْنَةِ وفرَّق بَيْنَ أَصَابِعِهِ ـ وَقَالَ:

(خُذْ يَا جَابِرُ وصُبَّ عَلَيَّ وَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ) فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: بِسْمِ اللَّهِ فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَفُورُ مِن بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى امْتَلَأَتْ قَالَ:

(يَا جَابِرُ! نادِ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِمَاءٍ) قَالَ: فَأَتَى النَّاسُ فَاسْتَقَوْا حَتَّى رَوُوا قَالَ: فَقُلْتُ: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ لَهُ حَاجَةٌ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ مِنَ الجَفْنَةِ ـ وهي ملأى ـ.

= (6524)[33: 5]

صحيح: م (8/ 234 - 235).

ص: 247

ذِكْرُ إِسْمَاعِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا أَهْلَ الْقَلِيبِ مِنْ بَدْرٍ كَلَامَ صَفِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَخِطَابَهُ إِيَّاهُ

ص: 249

6491 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ:

⦗ص: 250⦘

سَمِعَ الْمُسْلِمُونَ نِدَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ـ وَهُوَ عَلَى بِئْرِ بَدْرٍ ـ يُنَادِي:

(يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَيَا عُتْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ وَيَا شَيْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ وَيَا أُمَيَّةُ بْنَ خَلَفٍ أَلَا هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا)؟ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُنَادِي قَوْمًا قَدْ جَيَّفُوا؟ فَقَالَ:

(مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ إِلَّا أنهم لا يستطيعون أن يجيبوني)

= (6525)[33: 5]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (878 - 884)، ((أحكام الجنائز)) (167 - 169).

ص: 249

ذِكْرُ مَا حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السماء وإرسال الشُّهُبِ عليهم عنذ إِظْهَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ

ص: 250

6492 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

مَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْجِنِّ وَمَا رَآهُمْ انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَطَائِفَةٌ من أصحابه ـ عامدين سُوقِ عُكَاظٍ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهبُ فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ قَالُوا: مَا ذَاكَ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ فَاضْرِبُوا مشارق الأرض ومغربها فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خبر السماء فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغربها فمرَّ النَّفَرُ الذين أخذوا نحو نهامة ـ وَهُوَ بِنَخْلَةَ ـ وَهُمْ عَامِدُونَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَمِعُوا

⦗ص: 251⦘

الْقُرْآنَ قَالُوا: هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن: 1 ـ 2] فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {قُل أُوحي إِلَيَّ أنه استمع نَفَرٌ من الجن} [الجن: 1]

= (6526)[45: 5]

صحيح: خ (4921)، م (2/ 35 - 36).

ص: 250

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ ابْنِ عَبَّاسٍ الذي ذكرناه

ص: 251

6493 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:

سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ: هَلْ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ قَالَ: فَقَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ: هَلْ شَهِدَ أحدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَهُ لَيْلَةً فَفَقَدْنَاهُ فبِتْنَا بشرِّ لَيْلَةٍ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءَ مِنْ قِبَلِ حِرَاء فَقَالَ:

(إِنَّهُ قَدْ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ) فَانْطَلَقَ حَتَّى أَرَانَا نِيرَانَهُمْ وَآثَارَهُمْ فَسَأَلُوهُ عَنِ الزَّادِ فَقَالَ:

(لَكُمْ كُلُّ عظمٍ طَعَامٍ ـ يُذْكَرُ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ـ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعرٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُم) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فإنهما طعام إخوانكم من الجن)

= (6527)[45: 5]

⦗ص: 252⦘

صحيح ـ مضى (1429).

ص: 251

ذِكْرُ مَا بَارَكَ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا لصفيِّه صلى الله عليه وسلم فِي الْيَسِيرِ مِنْ أَسْبَابِهِ الَّتِي فَرَّقَ بِهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ من أمته

ص: 252

6494 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي دُكَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُزَنِيُّ قَالَ:

أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ركبٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَقَالَ لِعُمَرَ:

(انْطَلِقْ فَجَهِّزْهُمْ) قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ هِيَ إِلَّا آصُعٌ مِنْ تَمْرٍ فانطلقَ فأخرجَ مِفْتَاحًا مِنْ حُزّتِهِ فَفَتَحَ الْبَابَ فَإِذَا شِبْهُ الفَصِيلِ الرَّابض مِنَ التَّمْرِ فَأَخَذْنَا مِنْهُ حاجَتَنَا قَالَ: فلقدِ التفتُّ إِلَيْهِ ـ وَإِنِّي لَمِنْ آخِرِ أَصْحَابِي ـ كَأَنَّا لَمْ نَرْزَأْهُ تَمْرَةً

= (6528)[33: 5]

صحيح الإسناد.

(1)

هو علي بن مسلم بن سعيد الواسطي، ثقة من شيوخ البخاري، ومَن فوقه ثلاث من

رجال الشيخين؛ فالسند صحيح.

ص: 252

ذِكْرُ مَا بَارَكَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي الشَّيْءِ الْيَسِيرِ مِنَ الطَّعَامِ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَكَلَ مِنْهُ عَالَمٌ مِنَ الناس

ص: 252

6495 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عن أبي العلاء ابن الشِّخِّيرِ

⦗ص: 253⦘

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتي بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ فَتَعَاقَبُوهَا إِلَى الظُّهرِ مِنْ غَدْوَةٍ يَقُومُ قَوْمٌ وَيَجْلِسُ آخَرُونَ فَقَالَ رَجُلٌ لسَمُرَةَ: أَكَانَ يُمَدُّ؟ فَقَالَ سَمُرَةُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تتعجَّب؟ مَا كَانَ يُمَدَّ إلا من ههنا ـ وأشار بيده إلى السماء ـ.

= (6529)[33: 5]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5928).

ص: 252

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِنَحْوِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 253

6496 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شكَّ الْأَعْمَشُ ـ قَالَ:

لَمَّا كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَوْ أذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نواضِحَنا فَأَكَلْنَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(افْعَلُوا) فَجَاءَ عُمَرُ ـ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ـ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا قَلَّ الظَّهْرُ وَلَكِنِ ادْعُهم بِفَضْلِ أَزْوِدَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُ عَلَيْهَا بِالْبَرَكَةِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنِطَعٍ فَبَسَطْتُهُ ثُمَّ دَعَاهُمْ بِفَضْلِ أَزْوِدَتِهِمْ قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بكفِّ الذُّرَةِ وَالْآخَرُ بِكَفِّ التَّمْرِ وَالْآخَرُ بِكِسْرَةِ حَتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النَّطَعِ مِنْ ذَلِكَ يَسِيرٌ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ قَالَ:

(خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ) فَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ حَتَّى مَا تَرَكُوا فِي العسكر

⦗ص: 254⦘

وعاء إلا مَلأوه وَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وفَضَلَ مِنْهُ فَضْلةٌ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عبدٌ غير شَاكٍّ فَيُحْجَبُ عن الجنة)

= (6530)[[33: 5]]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3221): م.

ص: 253

ذِكْرُ مَا بَارَكَ اللَّهُ مَا فَضَلَ مِنْ أَزْوَادِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم

ص: 254

6497 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانَ ـ حِينَ صَالَحَ قُريشاً ـ بَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ: إِنَّمَا يُبَايِعُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ضَعْفًا وَهَزْلًا فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوْ نَحَرْنَا مِن ظَهْرِنَا فَأَكَلْنَا مِنْ لُحُومِهَا وَشُحُومِهَا وحَسَوْنَا مِنَ الْمَرَقِ أَصْبَحْنَا غَدًا ـ إِذَا غَدَوْنَا عليهم وبنا جمام قال:

(لا ولكن ائْتُوني بِمَا فَضَلَ مِنْ أَزْوَادِكُمْ) فَبَسَطُوا أَنْطَاعًا ثُمَّ صَبُّوا عَلَيْهَا مَا فَضَلَ مِنْ أَزْوَادِهِمْ فَدَعَا لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ فأكلوا حتى تَضَلَّعوا شِبَعَاً ثم كفأوا مَا فَضَلَ مِنْ أَزْوَادِهِمْ فِي جُرُبِهِم ثُمَّ غَدَوْا عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 255⦘

(لا يَرَيَنَّ القوم فيكم غَميزة) فَاضْطَبَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ فرمَلُوا ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ ومَشَوْا أَرْبَعًا وَالْمُشْرِكُونَ فِي الحِجْرِ وَعِنْدَ دَارِ النَّدْوَةِ وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا تغيَّبُوا مِنْهُمْ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْأَسْوَدِ مَشَوْا ثُمَّ يَطْلُعون عَلَيْهِمْ فَتَقُولُ قُرَيْشٌ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّهُمُ الْغِزْلَانُ فكانت سُنَّةً

= (6531)[33: 5]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1650).

ص: 254

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ يصرِّح بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 255

6498 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُهَاجِرِ أَبِي مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بتمراتٍ ـ قَدْ صففتهُنَّ فِي يَدَيَّ ـ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ فَدَعَا لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ وَقَالَ:

(إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ شَيْئًا فَأَدْخِلْ يَدَكَ وَلَا تَنْثُرْهُ نَثْراً) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَحَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا وَسْقاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ وكنَّا نَطْعَمُ مِنْهُ ونُطْعِمُ وَكَانَ فِي حِقْوي حَتَّى انْقَطَعَ مِنِّي لَيَالِيَ عثمان

= (6532)[33: 5]

صحيح الإسناد.

ص: 255

ذِكْرُ خَبَرٍ رَابِعٍ يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا ذكرناه

ص: 255

6499 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الطِّهراني بِالرَّيِّ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العَوَقِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ:

⦗ص: 256⦘

سَمِعْتُ أَبِيَ يَقُولُ:

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ لَمْ أطْعَمْ فِيهَا طَعَامًا فَجِئْتُ أُريد الصُّفَّةَ فجعلتُ أسقطُ فَجَعَلَ الصِّبْيَانُ يُنَادُونَ: جُنَّ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: فَجَعَلْتُ أُنَادِيهِمْ وَأَقُولُ: بَلْ أَنْتُمُ الْمَجَانِينُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الصُّفَّةِ فَوَافَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بقَصْعَةٍ مِنْ ثريدٍ فَدَعَا عَلَيْهَا أَهْلَ الصُّفَّةِ ـ وَهُمْ يَأْكُلُونَ مِنْهَا ـ فَجَعَلْتُ أَتَطَاوَلُ كَيْ يَدْعُوَنِي حَتَّى قَامَ الْقَوْمُ ـ وَلَيْسَ فِي الْقَصْعَةِ إِلَّا شَيْءٌ فِي نَوَاحِي الْقَصْعَةِ ـ فَجَمَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَارَتْ لُقْمَةً فَوَضَعَهَا عَلَى أَصَابِعِهِ ثُمَّ قَالَ لِي:

(كُلْ بِاسْمِ اللَّهِ) فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا زِلْتُ آكُلُ مِنْهَا حَتَّى شبعت

= (6533)[33: 5]

ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 120 - 121)، والصحيح حديثه الآتي بعد حديث.

ص: 255

ذِكْرُ بَرَكَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي الشَّيْءِ الْيَسِيرِ مِنَ الْخَيْرِ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حتى أكل منها الْفِئَامُ مِنَ النَّاسِ

ص: 256

6500 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:

قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا أعرفُ مِنْهُ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَاراً لَهَا فلفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دسَّتهُ تَحْتَ يَدَيَّ وردَّتني بِبَعْضِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ

⦗ص: 257⦘

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ ـ وَمَعَهُ النَّاسُ ـ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ)؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:

(لِلطَّعَامِ)؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ:

(قُومُوا) قَالَ: فَانْطَلَقُوا وانطلقتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ فَقَالَتِ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ حَتَّى دَخَلَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هَلُمّي مَا عِنْدَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ) فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفُتَّ وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً فآدَمَتْهُ ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ:

(ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ) فأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ:

(ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ) فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ:

(ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ) فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ:

(ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ) حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ ـ كُلُّهُمْ ـ وشَبِعُوا وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رجلاً أو ثمانون

= (6534)[33: 5]

صحيح: ق.

ص: 256

ذِكْرُ بَرَكَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي اللَّبَنِ الْيَسِيرِ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَوِيَ مِنْهُ الْفِئَامُ مِنَ النَّاسِ

ص: 258

6501 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:

وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لأَعتمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ فِيهِ فَمَرَّ بي أبو بكر فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَني فمرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ومرَّ بِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فمرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَأَى مَا بِوَجْهِي وَمَا فِي نَفْسِي قَالَ:

(أَبَا هرٍّ) فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ:

(الْحَقْ) فلَحِقْتُهُ فَدَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ فَأَذِنَ فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ بِلَبَنٍ فِي قَدَحٍ فَقَالَ لأهله:

(من أين لكم هذا)؟ قالوا: هَدِيَّةُ فُلَانٍ ـ أَوْ قَالَ: فُلَانٌ ـ فَقَالَ:

(أَبَا هرٍّ الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فادْعُهُمْ) وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافٌ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا يَأْوُونَ إِلَى أهل ولا مَالٍ إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَشْرَكْهُم فِيهَا وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وشَرِكَهُم فِيهَا وَأَصَابَ مِنْهَا فَسَاءَنِي ـ وَاللَّهِ ـ ذَلِكَ قُلْتُ: أَيْنَ يَقَعُ هَذَا اللَّبَنُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ ـ وَأَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقْتُ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا وَأَخَذَ الْقَوْمُ مَجَالِسَهُمْ قَالَ:

⦗ص: 259⦘

(أَبَا هرٍّ) قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(خُذْ فناوِلْهُمْ) قَالَ: فَجَعَلْتُ أُناول رَجُلًا رَجُلًا فَيَشْرَبُ فَإِذَا رَوِيَ أَخَذْتُهُ فَنَاوَلْتُ الْآخَرَ حَتَّى رَوِيَ الْقَوْمُ جَمِيعًا ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَفَعَ رَأْسَهُ فتبسَّم وقال:

(أبا هرٍّ بقيت أَنَا وَأَنْتَ) قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(خذْ فَاشْرَبْ) فَمَا زَالَ يَقُولُ:

(اشْرَبْ) حَتَّى قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا قَالَ:

(فَأَرِنِي الْإِنَاءَ فَأَعْطَيْتُهُ الْإِنَاءَ فَشَرِبَ البَقِيَّةَ وحَمِدَ رَبَّهُ صلى الله عليه وسلم

= (6535)[33: 5]

صحيح: خ (6452).

ص: 258

ذِكْرُ مَا بَارَكَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي تَمْرِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لِدُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِيهَا بِالْبَرَكَةِ

ص: 259

6502 -

أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنُ بِنْتِ تَمِيمِ بْنِ الْمُنْتَصِرِ بِوَاسِطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:

تُوُفِّيَ أَبِي وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَعَرَضْتُ عَلَى غُرمائه أَنْ يَأْخُذُوا التمر بما عليه فأَبَوْا ولم يَرَوْا أَنَّ فِيهِ وَفَاءً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ:

(إِذَا جَدَدْتَهُ فَوَضَعْتُهُ فِي الْمِرْبَدِ فآذِنِّي) فَلَمَّا جَدَدْتَهُ وضعته فِي الْمِرْبَدِ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ ـ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ـ فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَدَعَا بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ قَالَ:

⦗ص: 260⦘

(ادْعُ غُرَمَاءَكَ فَأَوْفِهِمْ) قَالَ: فَمَا تَرَكْتُ أَحَدًا لَهُ عَلَى أَبِي دَيْنٌ إِلَّا قَضَيْتُهُ وفَضَلَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَسْقاً: سَبْعَةٌ عَجْوَةٌ وستةٌ لَوْنٌ فَوَافَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَضَحِكَ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:

(ائْتِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَخْبِرْهُمَا ذَلِكَ) فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُمَا فَقَالَا: إِذْ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا صَنَعَ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّهُ سيكون ذلك

= (6536)[33: 5]

صحيح ـ ((أحكام الجنائز)) (28 - 29)، ((صحيح أبي داود)) (2568): خ.

ص: 259

ذِكْرُ خَبَرٍ بِأَنَّ الْمَاءَ الْمَغْسُولَ بِهِ أَعْضَاءَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَثُرَ بَعْدَ فراغه من وضئه

ص: 260

6503 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ بِمَنْبِجَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلِ: أَخْبَرَهُ

أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ ـ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ قَالَ: فأخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ والعشاء جمعياً ثُمَّ قَالَ:

(إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا ـ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ـ عَيْنَ تَبُوكَ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يَضْحَى النَّهَارُ فَمَنْ جَاءَهَا فَلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَ) قَالَ: فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَ إِلَيْهَا رَجُلَانِ ـ وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ

⦗ص: 261⦘

مَاءٍ ـ فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هَلْ مَسِسْتُما مِنْ مَائِهَا شَيْئًا؟ ) فَقَالَا: نَعَمْ فسبَّهُمَا وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ غَرَفُوا مِنَ الْعَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ قَلِيلًا حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ أَعَادَهَا فِيهَا فَجَرَتِ الْعَيْنُ بِمَاءٍ كَثِيرٍ فَاسْتَقَى النَّاسُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يُوشك يَا مُعَاذُ! ـ إِنْ طَالَتْ بِكَ الْحَيَاةُ ـ أن ترى ما ها هنا قد مُلِىءَ جِنَاناً)

= (6537)[33: 5]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1089)، ((الصحيحة)) (1210): م.

ص: 260

ذِكْرُ بَرَكَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا فِي الْمَاءِ الْيَسِيرِ حَتَّى انْتَفَعَ بِهِ الْخَلْقُ الْكَثِيرُ بِدُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 261

6504 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

لَقَدْ رَأَيْتُنِي ـ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ غَيْرُ فَضْلَةٍ فجُعِلَ فِي إِنَاءٍ فأُتي بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَدْخَلَ يَدَهُ وفرَّج بَيْنَ أَصَابِعِهِ وَقَالَ:

(حيَّ عَلَى الْوَضُوءِ وَالْبَرَكَةِ مِنَ اللَّهِ) قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْفَجِرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَتَوَضَّأَ نَاسٌ وَشَرِبُوا قَالَ: فَجَعَلْتُ لَا آلُو مَا جَعَلْتُ فِي بَطْنِي مِنْهُ وَعَلِمْتُ أَنَّهُ بَرَكَةٌ

⦗ص: 262⦘

قَالَ: فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قال: ألف وأربع مئة

= (6538)[33: 5]

صحيح: خ (5639)، م (1856).

ص: 261

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ سَالِمٌ عَنْ جَابِرٍ

ص: 262

6505 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحَانَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ والتمسَ النَّاسُ الوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ ـ فأُتي بِوَضُوءٍ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي ذَلِكَ الإناء وأمر الناس أن يتوضأوا مِنْهُ فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ صلى الله عليه وسلم فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتَّى توضأوا من عند آخرهم

= (6539)[33: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 262

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَاءَ الَّذِي وَصَفْنَاهُ كَانَ ذَلِكَ فِي تَوْرٍ حَيْثُ بُورِكَ لِلْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 262

6506 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً فَأُتِيَ بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِيهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْفَجِرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ صلى الله عليه وسلم وَيَقُولُ:

⦗ص: 263⦘

(حَيَّ عَلَى أهْلِ الطَّهُورِ وَالْبَرَكَةِ مِنَ اللَّهِ)

قَالَ الْأَعْمَشُ: فَحَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: أَلْفٌ وَخَمْسُ مئة

= (6540)[33: 5]

صحيح ـ انظر (6504).

ص: 262

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِلْأَخَبَارِ الَّتِي تَقَدَّمَ ذكرنا لها

ص: 263

6507 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:

أَصَابَ النَّاسُ عَطَشٌ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ فَجَهِشَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ فِي مَاءٍ فَرَأَيْتُ الْمَاءَ مِثْلَ الْعُيُونِ

قَالَ: قلت: كم كنتم؟ قال: لو كُنَّا ثلاثة آلاف لكفانا وكنا خمس عشرة مئة

= (6541)[33: 5]

صحيح: م (6/ 26).

ص: 263

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَاءَ الَّذِي ذَكَرْنَا حَيْثُ بُورِكَ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِيهِ كَانَ ذَلِكَ فِي رَكْوَةٍ لَا فِي تَوْرٍ

ص: 263

6508 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

⦗ص: 264⦘

عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ يَتَوَضَّأُ مِنْهَا إِذَا جَهِشَ النَّاسُ نَحْوَهُ فَقَالَ:

(مَا لَكُمْ؟ ) فقالوا: ما لنا ما نَتَوَضَّأُ بِهِ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ قَالَ: فَوَضَعَ يَدَيْهِ فِي الرَّكْوَةِ وَدَعَا بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ قَالَ: فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ صلى الله عليه وسلم أَمْثَالَ الْعُيُونِ قَالَ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا

قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا خمس عشرة مئة ولو كنا مئة ألف لكفانا

= (6542)[33: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 263

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صناعة العلم أنه مضاد للأخبار الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ

ص: 264

6509 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ:

قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: حدِّثني بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَعَاجِيبِ لَا نحدِّثه عَنْ غَيْرِكَ قَالَ: صلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ ثُمَّ أَتَى الْمَقَاعِدَ الَّتِي كَانَ يَأْتِيهِ عَلَيْهَا جِبْرِيلُ فَقَعَدَ عَلَيْهَا صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ بِلَالٌ فَنَادَى بِالْعَصْرِ فَقَامَ مَن له أهل بالمدينة فتوضأوا وقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَبَقِيَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ـ لَا أَهْلَ لَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ـ فَأُتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَوَضَعَ أَصَابِعُهُ فِي الْقَدَحِ فَمَا وَسِعَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا فوضع هؤلاء الأربع وقال:

(هلمُّوا فَتَوَضَّأوا أَجْمَعِينَ)

⦗ص: 265⦘

قُلْتُ لِأَنَسٍ: كَمْ تُراهُمْ؟ قَالَ: مَا بين السبعين إلى الثمانين

= (6543)[33: 5]

صحيح ـ خ (200)، م (7/ 59).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: الْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الْأَخْبَارِ أَنَّ هَذَا الْفِعْلَ كَانَ مِنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي أَرْبَعِ مَوَاضِعَ مُخْتَلِفَةٍ: مَرَّةً كَانَ الْقَوْمُ مَا بَيْنَ أَلْفٍ وأربع مئة إلى ألف وخمس مئة وَكَانَ ذَلِكَ الْمَاءُ فِي تَوْرٍ وَالْمَرَّةُ الثَّانِيَةُ كان القوم ما بين أربع عشرة مئة إلى خمس عشرة مئة وَكَانَ ذَلِكَ الْمَاءُ فِي رَكْوَةٍ وَالْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ كَانَ الْقَوْمُ مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الثَّمَانِينَ وَكَانَ ذَلِكَ الْمَاءُ فِي قَدَحٍ رَحْرَاحٍ وَالْمَرَّةُ الرابعة كان القوم ثلاث مئة وَكَانَ ذَلِكَ الْمَاءُ فِي قَعْبٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهَا تَضَادُّ أَوْ تَهَاتِرٌ

ص: 264

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم سَمَّى اللَّهُ فِي الْوُضُوءِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ

ص: 265

6510 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ وَقَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

طَلَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَضُوءاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مَاءٌ)؟ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الْمَاءِ ثم قال:

(توضؤوا بِاسْمِ اللَّهِ) فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَجْرِي مِنْ بَيْنِ أصابعه صلى الله عليه وسلم فتوضأوا حتى توضأوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ

قَالَ ثَابِتٌ لِأَنَسٍ: كَمْ تراهُم؟ قال: نحواً من سبعين

= (6544)[33: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 265

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْمَاءَ كَانَ فِي مِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ

ص: 266

6511 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقَامَ مَن كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ إِلَى أَهْلِهِ فَتَوَضَّأَ وَبَقِيَ قَوْمٌ فأُتي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ فَصَغُرَ الْمِخْضَبُ عَنْ أَنْ يُمْلَأَ فِيهِ كَفَّهُ فَضَمَّ أَصَابِعَهُ فَوَضَعَهَا فِي الْمِخْضَبِ فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ جَمِيعًا

فَقُلْنَا: كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: ثمانين رجلاً

= (6545)[33: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 266

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمَاءَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ كَانَ في قدح حراح وَاسِعٍ الْأَعْلَى ضِيِّقِ الْأَسْفَلِ

ص: 266

6512 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا بِمَاءٍ فأُتِيَ بِقَدَحٍ رحراح فجعل القوم يتوضأون فحزَرْتُ مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الثَّمَانِينَ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ الْمَاءَ ينبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ صلى الله عليه وسلم

= (6546)[33: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 266

ذِكْرُ خَبَرٍ يُوهِمُ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِلْأَخْبَارِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ

ص: 267

6513 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَصْحَابِهِ بِالْمَدِينَةِ ـ أَوْ بِالزَّوْرَاءِ ـ فَأَرَادَ الْوَضُوءَ فأُتِيَ بِقَعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يَسِيرٌ فَوَضَعَ كفَّهُ عَلَى الْقَعْبِ فَجَعَلَ الْمَاءُ ينبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَوَضَّأَ الْقَوْمُ

قَالَ: كم كنتم؟ قال: زُهَاءَ ثلاثة مئة

= (6547)[33: 5]

صحيح: خ (3572)، م (7/ 59).

ص: 267

‌6 - بَابُ تَبْلِيغِهِ صلى الله عليه وسلم الرِّسَالَةَ وَمَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ

ص: 268

6514 -

أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة قَالَتْ:

لَمَّا نَزَلَتْ: {وأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ! يَا صَفِيَّةُ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا سَلْوني من مالي ما شئتم)

= (6548)[10: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3177): م.

ص: 268

6515 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:

إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]ـ قَالَ:

(يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ لَا أُغني عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا صَفِيَّةُ عمَّة رَسُولِ اللَّهِ! لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ! سَلِيني مَا شِئْتِ لَا أُغني عَنْكِ

⦗ص: 269⦘

من الله شيئاً)

= (6549)[45: 5]

صحيح ـ المصدر نفسه، ((فقه السيرة)) (97).

ص: 268

ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِنْذَارَ عَشِيرَتِهِ بِمَا مَثَّلََ بِهِ

ص: 269

6516 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ورَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ـ قَالَ: وهُنَّ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ ـ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَى الصَّفَا فَصَعِدَ عَلَيْهَا ثُمَّ نَادَى:

(يَا صَبَاحَاهُ) فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَبَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ وَبَيْنَ رَجُلٍ يَبْعَثُ رسولَهُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! يَا بَنِي فِهْرٍ! يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ! يَا بَنِي .... يَا بَنِي .... أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ تُريد أَنْ تُغير عَلَيْكُمْ أَصَدَّقْتُموني)؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ:

(فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ! أَمَا دَعَوْتُمُونَا إِلَّا لِهَذَا؟! ثُمَّ قَامَ فَنَزَلَتْ: ({تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] وقدْ تبَّ وَقَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا

= (6550)[45: 5]

⦗ص: 270⦘

صحيح ـ ((فقه السيرة)) (96)، ((الصحيحة)) (3177): ق.

ص: 269

ذِكْرُ إِدْخَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أصبعيه في أذنيه ورفعه صوته عند ما وصفناه

ص: 270

6517 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ ابْنِ بِنْتِ أَزْهَرَ السَّمَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ

(1)

عَنْ عَوْفٍ عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: قَالَ الْأَشْعَرِيُّ:

لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]

⦗ص: 271⦘

وَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ:

(يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ! ) ...... ثم ساق الخبر

(2)

.

= (6551)[45: 5]

حسن صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

وعنه ابن جرير في ((التفسير)) (19/ 73)، وأبو عوانة (1/ 94).

وتابعه أبو زيد - واسمه: سعيد بن أوس الأ نصاري -: عند الترمذي (8/ 330 - 331) - واستغربه -.

وإسناد الأولى حسنٌ، رجاله ثقات من رجال الشيخين؛ غير قسامة بن زهير، وهو ثقة.

ورواه ابن جرير عن ثقتين آخرين، عن عوف، عن قسامة، قال: بَلَغَنِي أنَّهُ لَمَّا نزل ..... الحديث، وزاد:((واصباحاه! ))، وهي عند الترمذي.

وزاد أبو عوانة: ((إني لكم نذير))، وهذه في حديث ابن عباس الذي قبله، وفي أوله زيادة:((يا صباحاه! )).

وللحديث شاهدٌ من رواية قبيصة بن المخارق، وزهير بن عمرو ..... مرفوعاً بلفظ: ((يا بني عبد مناف! إني نذير، إنما مَثلي ومثلُكم .... الحديث.

أحرجه مسلم (1/ 134)، وأبو عوانة (1/ 92 - 93)، وأحمد (5/ 60)، والطبراني (5/ 313/5305).

(2)

لم أر تمامه إلا ما تقدَّم نقله عن أبي عوانة وغيره انفاً!.

ص: 270

ذِكْرُ تَفْرِيقِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ بِالرِّسَالَةِ

ص: 271

6518 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ صَفْوَانِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

جَلَسْنَا إِلَى الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ يَوْمًا فمرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ: طُوبَى لِهَاتَيْنِ الْعَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! وَاللَّهِ لودِدْنا أَنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ وشَهِدْنَا مَا شَهِدْتَ فاستُغْضِبَ فجعلتُ أَعْجَبُ مَا قَالَ إِلَّا خَيْرًا! ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا يَحْمِلُ الرَّجُلَ عَلَى أَنْ يَتَمَنَّى محضَراً غيَّبهُ اللَّهُ عَنْهُ لَا يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ فيه؟! والله لقد حضر رسول الله أَقْوَامٌ أَكَبَّهُم اللَّهُ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ لَمْ يُجيبوه وَلَمْ يُصَدِّقوهُ! أوَلا تَحْمَدُونَ اللَّهَ إِذْ أَخْرَجَكُمْ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ مُصَدِّقين لِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم قَدْ كُفِيتُمُ الْبَلَاءَ بِغَيْرِكُمْ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أشدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَفَتْرَةٍ وجاهليةٍ مَا يَرَوْنَ أَنَّ دَيْنًا أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَجَاءَ بفُرقان فرَّق بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وفرَّق بَيْنَ الْوَالِدِ وَوَلَدِهِ حَتَّى إنْ كانَ الرَّجُلُ لَيَرَى وَلَدَهُ أَوْ وَالِدَهُ أَوْ أَخَاهُ كَافِرًا ـ وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ قُفْلَ قَلْبِهِ لِلْإِيمَانِ ـ يَعْلَمُ

⦗ص: 272⦘

أنَّهُ إنْ هَلَكَ دَخَلَ النَّارَ فَلَا تقرَّ عَيْنُهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ حَبِيبَهُ فِي النَّارِ وَأَنَّهَا الَّتِي قَالَ اللَّهُ: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وذُرِّياتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ..... } الآية [الفرقان: 74]

= (6552)[45: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2823).

ص: 271

‌7 - بَابُ كُتُبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

ص: 273

6519 -

أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاجي الْعَابِدُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وأُكَيْدِر دُومةَ يدعوهم إلى الله ـ تعالى ـ.

= (6553)[37: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (74).

ص: 273

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ عن قتادة

ص: 273

6520 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ الْحَافِظُ بِتُسْتَرَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَأُكَيْدِرَ دُومَةَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا

= (6554)[37: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 273

ذِكْرُ وَصْفِ كُتُبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 273

6521 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ بِعَسْقَلَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي

⦗ص: 274⦘

أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ـ مِنْ فِيهِ إِلَى فيَّ ـ قَالَ:

انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ إِذْ جِيءَ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرقل جَاءَ بِهِ دِحية الْكَلْبِيُّ فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى هِرَقْلَ فَقَالَ هِرَقْلُ: هَلْ هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ قَوْمِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ فدُعيت فِي نفرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقْلَ فَأَجْلَسَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: أَيُّكُمْ أقربُ نَسَبًا مِنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ: أَنَا فَأَجْلَسُونِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَجْلَسُوا أَصْحَابِي خَلْفِي ثُمَّ دَعَا تُرْجُمَانَهُ فَقَالَ: قُلْ لَهُمْ: إِنِّي سائلٌ هَذَا الرَّجُلِ عَنْ هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَإِنْ كَذَبَنِي فكذِّبوه قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ لَوْلَا مَخَافَةُ أَنْ يُؤثر عَنِّي الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ

ثُمَّ قَالَ لِتُرْجُمَانِهِ: سلْهُ كَيْفَ حَسَبُهُ فِيكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو حَسَبٍ قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: فَهَلْ أَنْتُمْ تَتَّهِمُونه بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: مَنْ تَبِعَهُ: أَشْرَافُ النَّاسِ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ: فَهَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُون؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ قَالَ: فَهَلْ يرتدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ ـ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ ـ سَخْطَةً لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا قَالَ: فَهَلْ قاتلتُموه؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: كَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: تَكُونُ الْحَرْبُ سِجَالاً بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ يُصيبُ منَّا وَنُصِيبُ مِنْهُ قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ ـ أَوْ قَالَ: هُدْنةٍ ـ لَا نَدْرِي مَا هُوَ صَانِعٌ فِيهَا مَا أَمْكَنَنِي مِنْ كَلِمَةٍ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أحدٌ قَبْلَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا ثُمَّ قَالَ

⦗ص: 275⦘

لِتُرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُ: إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ حَسَبِهِ فِيكُمْ فزعمتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو حَسَبٍ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي أَحْسَابِ قَوْمِهَا وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كَانَ فِي آبَائِهِ مَلِكٌ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ فِي آبَائِهِ مَلِكٌ قُلْتُ: رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكُ آبَائِهِ! وَسَأَلْتُكَ عَنْ أَتْبَاعِهِ: أَضُعَفَاءُ النَّاسِ أَمْ أَشْرَافُهُمْ؟ فَقُلْتَ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا وَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ ليدَعَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ ثُمَّ يَذْهَبَ فَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يرتدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ ـ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَهُ ـ سَخْطَةً لَهُ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ إِذَا خالَطَهُ بَشَاشَةُ الْقُلُوبِ

وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يتمَّ وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّ الْحَرْبَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سِجَالٌ تَنَالُونَ مِنْهُ وَيَنَالُ منكم وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلى ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ الْعَاقِبَةُ وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ لَا تَغْدِرُ وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ قُلْتُ: رَجُلٌ يَأْتَمُّ بقولٍ قَبْلَ قَوْلِهِ! قَالَ: ثُمَّ مَا يَأْمُرُكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ والصِّلَةِ وَالْعَفَافِ قَالَ: إِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُ فِيهِ حَقّاً فَإِنَّهُ نَبِيٌّ وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ وَلَمْ أَظُنَّ أَنَّهُ مِنْكُمْ وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لأحببتُ لِقَاءَهُ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ ولَيَبْلُغَنَّ ملكُهُ مَا تَحْتَ قدميَّ! قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ فَإِذَا فِيهِ:

((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلَ ـ عَظِيمِ

⦗ص: 276⦘

الرُّومِ ـ سَلَّامٌ عَلَى مَنِ اتَّبعَ الْهُدَى .... أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أسْلِمْ تَسْلَمْ وأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ..... } إلى قوله: {واشهدوا بأنا مسلمون} [آل عمران: 64])) فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ ارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ عِنْدَهُ وكَثُرَ اللَّغطُ فَأُمِرَ بِنَا فأُخْرِجْنَا فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي ـ حِينَ خَرَجْنَا ـ: لَقَدْ جلَّ أمرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ! إِنَّهُ ليخافُه مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ! قَالَ: فَمَا زِلْتُ مُوقناً بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أدخل الله علي الإسلام

= (6555)[37: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (355)، ((الإرواء)) (1/ 37)، ((صحيح الأدب المفرد)) (860): ق

ص: 273

ذِكْرُ كِتْبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى حَبْرِ تَيْمَاءَ

ص: 276

6522 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ

(1)

حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سِوَارٍ حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ عَنْ مَنْصُورٌ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كتبَ إلى حَبْرِ تيماء فسلَّمَ عليه

⦗ص: 277⦘

= (6556)[37: 5]

حسن الإسناد ـ انظر التعليق.

(1)

هو أحمد بن الصبَّاح بن أبي سريج الرازي، ثقة حافظ من شيوخ البخاري.

ومَنْ فوقه ثقات من رجال الشيخين؛ إلا أن في رواية ورقاء ـ هو ابن عمر اليشكري ـ، عن منصور ـ وهو ابن المعتمر ـ ضعفاً فالإسناد حسنٌ ـ إن شاء الله تعالى ـ.

ص: 276

ذِكْرُ كِتْبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كِتَابَهُ إِلَى بَنِي زُهَيْرٍ

ص: 277

6523 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ:

كُنَّا بالمِرْبَدِ: فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ أَشْعَثَ الرَّأْسِ بِيَدِهِ قِطْعَةُ أَدِيمٍ فَقُلْنَا لَهُ: كَأَنَّكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ؟ قَالَ: أَجَلْ فَقُلْنَا لَهُ: نَاوِلْنَا هَذِهِ الْقِطْعَةَ الْأَدِيمِ الَّتِي فِي يَدِكَ فَأَخْذَنَاهَا فَقَرَأْنَا مَا فِيهَا فَإِذَا فِيهَا:

(مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بَنِي زُهَيْرٍ أعْطُوا الخُمُسَ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَسَهْمَ النَّبِيِّ والصَّفِيِّ وَأَنْتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ رَسُولِهِ) قَالَ: فَقُلْنَا: مَنْ كَتَبَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْنَا: مَا سَمِعْتَ مِنْهُ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصُّدُور) فَقُلْنَا لَهُ: أَسَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ألا أراكُم تَتَّهِمُوني؟! فولله لا أُحَدِّثُكُمْ بشيء ثم ذهب

= (6557)[37: 5]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/ 82).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا النَّمِرُ بنُ تَولب ـ الشاعر ـ.

ص: 277

ذِكْرُ كِتْبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كِتَابَهُ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ

ص: 277

6524 -

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الطَّاحِيُّ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ

⦗ص: 278⦘

الْجَهْضَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ أَخِيهِ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ:

(مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أَنْ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا) قَالَ: فَمَا قَرَأَهُ إِلَّا رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنْ بَنِي ضبيعة فهم يُسَمَّوْنَ بني الكاتب

= (6558)[37: 5]

صحيح ـ ((الروض النضير)) (رقم22).

ص: 277

ذِكْرُ كِتْبَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كِتَابَهُ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ

ص: 278

6525 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَأَبُو يَعْلَى وَحَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ فِي آخَرِينَ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ بِكِتَابٍ فِيهِ الفرائضُ والسُّنَنُ والدِّيَات وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فقرأت على أهل اليمن وهذه نسختُها:

([بسم الله الرحمن الرحيم]

(1)

(مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى شُرحبيل بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ وَالْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ

⦗ص: 279⦘

كُلَالٍ وَنُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ ـ قَيْلِ ذِي رُعينٍ ومَعَافِرَ وهَمْدَان ـ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ رَجَعَ رَسُولُكُمْ وَأُعْطِيتُمْ مِنَ الْغَنَائِمِ خُمُسَ اللَّهِ وَمَا كَتَبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنَ العُشْرِ فِي الْعَقَارِ وَمَا سَقَتِ السَّمَاءُ أَوْ كَانَ سَيْحاً أَوْ بَعْلًا فَفِيهِ العُشُرُ إِذَا بَلَغَ خَمْسَةَ أَوْسُقٍ وَمَا سُقِي بالرِّشاء والدَّالية فَفِيهِ نِصْفُ العُشر إِذَا بَلَغَ خَمْسَةَ أَوْسُقٍ وَفِي كُلِّ خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ سَائِمَةً شَاةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةٌ عَلَى أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ فَفِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ فَإِنْ لَمْ تُوجَدْ بِنْتُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ ذكرٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ فَإِذَا زَادَتْ عَلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ فَإِذَا زَادَتْ عَلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ سِتِّينَ فَإِنْ زَادَتْ عَلَى سِتِّينَ وَاحِدَةً فَفِيهَا جَذَعَةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ فَإِنْ زَادَتْ عَلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَاحِدَةً فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ تِسْعِينَ فَإِنْ زَادَتْ عَلَى تِسْعِينَ وَاحِدَةً فَفِيهَا حِقَّتان طَرُوقَتَا الجمل إلى أن تبلغ عشرين ومئة فَمَا زَادَ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْجَمَلِ وَفِي كل ثلاثين باقورةً تبيعٌ: جذع أو جذعة وفي كل بَاقُورَةُ بَقَرَةٍ وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ شَاةً سَائِمَةً شاةٌ إلى أن تبلغ عشرين ومئة فإن زادت على عشرين ومئة وَاحِدَةً فَفِيهَا شَاتَانِ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ مِئَتَانِ فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً فَثَلَاثَةُ شياهٍ إِلَى أَنْ تبلغ ثلاث مئة فما زاد ففي كل مئة شاةٍ شاةٌ وَلَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ وَلَا عَجْفَاءُ وَلَا ذَاتُ عُوار وَلَا تَيْسُ الْغَنَمِ وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خِيفَةَ الصَّدَقَةَ وَمَا أُخِذَ مِنَ الخَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بالسَّويَّةِ وَفِي كُلِّ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الوَرِقِ خَمْسَةُ دَرَاهِمٍ فَمَا

⦗ص: 280⦘

زَادَ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمٌ وَلَيْسَ فيما دُونَ خَمْسِ أواقٍ شَيْءٌ وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ دِينَارًا دينارٌ وَإِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ ولا لأهل بيته إنما هِيَ الزَّكَاةُ تُزكَّى بِهَا أنفسُهم فِي فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

وَلَيْسَ فِي رَقِيقٍ وَلَا مَزْرَعَةٍ وَلَا عُمَّالها شَيْءٌ ـ إِذَا كَانَتْ تؤدَّى صَدَقُتُهَا مِنَ العُشرِ ـ وَلَيْسَ فِي عَبْدِ الْمُسْلِمِ وَلَا فرسِهِ شَيْءٌ وَإِنَّ أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ ـ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَالْفِرَارُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَوْمَ الزَّحْفِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ورميُ المُحْصَنَةِ وتعلُّمُ السِّحْرِ وَأَكَلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَإِنَّ الْعُمْرَةَ الحجُّ الْأَصْغَرِ وَلَا يمسُّ القرآنَ إِلَّا طاهرٌ وَلَا طَلَاقَ قَبْلَ إِمْلَاكٍ وَلَا عِتْقَ حَتَّى يُبْتَاعَ وَلَا يُصَلِّيَنَّ أحدُكُم فِي ثَوْبٍ واحدٍ ـ لَيْسَ عَلَى مَنْكِبهِ مِنْهُ شَيْءٌ ـ وَلَا يَحْتَبِيَنَّ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ـ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ ـ وَلَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وشِقُّهُ بادٍ وَلَا يُصَلِّيَنَّ أحدُكُم عاقِصاً شعَرهُ وإنَّ مَن اعتبطَ مُؤْمِنًا قَتْلًا عَنْ بيِّنةٍ فَهُوَ قَوَدٌ إِلَّا أَنْ يَرْضَى أَوْلِيَاءُ الْمَقْتُولِ وَإِنَّ فِي النَّفْسِ الدِّيةَ مئة مِنَ الْإِبِلِ وَفِي الْأَنْفِ ـ إِذَا أُوعَبَ جدْعُهُ ـ الدِّيَةُ وَفِي اللِّسَانِ الدِّيةُ وَفِي الشَّفتين الدِّية وَفِي الْبَيْضَتَيْنِ الدِّية وَفِي الذَّكرِ الدِّيةُ وَفِي الصُّلْبِ الدِّيةُ وَفِي الْعَيْنَيْنِ الدِّيةُ وَفِي الرِّجْلِ الْوَاحِدَةِ نصفُ الدِّيَةِ وَفِي الْمَأْمُومَةِ ثُلُثُ الدِّيةِ وَفِي الْجَائِفَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ وَفِي المُنَقِّلةِ خَمْسَ عَشْرَةَ مِنَ الْإِبِلِ وَفِي كُلِّ أُصْبُعٍ مِنَ الْأَصَابِعِ ـ مِنَ اليدِ والرِّجلِ ـ عشرٌ مِنَ الْإِبِلِ وَفِي السِّنِّ خمسٌ مِنَ الْإِبِلِ وَفِي المُوضِحَةِ خمسٌ مِنَ الْإِبِلِ وَإِنَّ الرَّجلَ يُقْتَلُ بِالْمَرْأَةِ وَعَلَى أَهْلِ الذَّهبِ أَلْفُ دِينَارٍ)

= (6559)[37: 5]

⦗ص: 281⦘

لَفْظُ الْخَبَرِ: لحامد بن محمد بن شعيب

صحيح لغيره ـ ((الإرواء)) (122)، ((المشكاة)) (465).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ـ هَذَا ـ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلَانِيُّ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ

وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْيَمَامِيُّ لا شيء وجميعاً يرويان عن الزهري

(1)

سقطت من الأصل، ومن طبعة ((المؤسسة)) ـ أيضاً ـ (14/ 501)! واستدركتُها من ((الموارد)) (793)، و ((المستدرك)) (1/ 395) و ((سنن البيهقي)) (4/ 89) ـ وقد أخرجاه بتمامه ـ.

وقد خَفِيَ هذا على مُحقِّق ((إحسان المؤسسة))! مع أنه أحسنَ تخريجه واستوعبه!!

ص: 278

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَدْ أُوذِيَ فِي إِقَامَةِ الدِّينِ مَا لَمْ يُؤْذَ أَحَدٌ مِنَ الْبَشَرِ فِي زَمَانِهِ

ص: 281

6526 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أحدٌ وَلَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أحدٌ وَلَقَدْ أَتَتْ عليَّ ثَلَاثٌ ـ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ـ وَمَا لِي طَعَامٌ إِلَّا مَا واراهُ إبطُ بلال)

= (6560)[45: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (116)، ((الصحيحة)) (2222).

ص: 281

ذِكْرُ صَبْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى أَذَى الْمُشْرِكِينَ وَشَفَقَتِهِ عَلَى أُمَّتِهِ بِاحْتِسَابِ الْأَذَى فِي الرِّسَالَةِ

ص: 281

6527 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ:

أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ عَلَيْكَ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ:

⦗ص: 282⦘

(لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِك وَكَانَ أشدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْني إِلَى مَا أردتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أظلَّتني فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ عليه السلام فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ قَالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ ـ وسلَّمَ عليَّ ـ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَني بِأَمرك إِنْ شِئْتَ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأخْشَبَيْنِ) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أُصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكَ به شيئاً)

= (6561)[45: 5]

صحيح ـ ((بداية السول)) (ص68).

ص: 281

ذِكْرُ مُقَاسَاةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ يُقاسي مِنْ قَوْمِهِ فِي إِظْهَارِ الإسلام

ص: 282

6528 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ:

رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ وَهُوَ يَقُولُ:

⦗ص: 283⦘

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا) وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ وَقَدْ أَدْمَى عُرْقُوبيه وَكَعْبَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تُطيعوه فَإِنَّهُ كَذَّابٌ فَقُلْتُ: مَن هَذَا؟ قِيلَ: هَذَا غُلَامُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قُلْتُ: فَمَنْ هَذَا الَّذِي يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ؟ قَالَ: هَذَا عَبْدُ الْعُزَّى أَبُو لَهَبٍ قَالَ: فَلَمَّا ظَهَرَ الْإِسْلَامُ خَرَجْنَا فِي ذَلِكَ حَتَّى نَزَلْنَا قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ وَمَعَنَا ظَعِينَةٌ لَنَا فَبَيْنَا نَحْنُ قُعُودٌ إِذْ أَتَانَا رَجُلٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ فسلَّم وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الْقَوْمُ؟ قُلْنَا: مِنَ الرَّبَذَةِ ـ قَالَ: وَمَعَنَا جَمَلٌ ـ قَالَ: أَتَبِيعُونَ هَذَا الْجَمَلَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ: بِكَمْ؟ قُلْنَا: بِكَذَا وَكَذَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ قَالَ: فَأَخَذَهُ وَلَمْ يَسْتَنْقِصْنَا قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهُ ثُمَّ تَوَارَى بِحِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَتَلاوَمْنَا فِيمَا بَيْنَنَا فَقُلْنَا: أعطيتُم جَمَلَكُمْ رَجُلًا لَا تَعْرِفُونَهُ قَالَ: فَقَالَتِ الظَّعِينَةُ: لَا تَلَاوَمُوا فَإِنِّي رَأَيْتُ وَجْهَ رَجُلٍ لم يكن لِيَخْفِرَكُمْ

(1)

مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ مِنْ وَجْهِهِ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ العَشِيِّ أَتَانَا رَجُلٌ فسلَّم عَلَيْنَا وَقَالَ: أَنَا رسولُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا حَتَّى تَشْبَعُوا وَتَكْتَالُوا حَتَّى تَسْتَوْفُوا) قَالَ: فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا وَاكْتَلْنَا حَتَّى اسْتَوْفَيْنَا قَالَ: ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ مِنَ الْغَدِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ:

(يَدُ الْمُعْطِي يَدُ الْعُلْيَا وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ أُمَّكَ وَأَبَاكَ أُخْتَكَ وَأَخَاكَ

⦗ص: 284⦘

ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ) فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ قَتَلُوا فُلَانًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَخُذْ لَنَا بِثَأْرِنَا مِنْهُ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ـ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ـ وَقَالَ:

(أَلَا لَا تَجْنِي أُمٌّ عَلَى وَلَدٍ أَلَا لَا تَجْنِي أُمٌّ على ولدٍ)

= (6562)[45: 5]

صحيح ـ ((الإرواء)) (834)، ((مشكلة الفقر)) (44).

(1)

من (الخفر)، والأصل:(ليحقركم)! وهو خطأ، انظر ((صحيح الموارد)) (28 ـ مغازي /1401 - 1683).

ص: 282

ذِكْرُ سَبِّ الْمُشْرِكِينَ الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جاء به

ص: 284

6529 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

فِي قَوْلِهِ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] قَالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مُتوارٍ فَكَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ وَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ ومَن جَاءَ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {ولا تجهر بصلاتك} فتُسْمِعَ المشركين {ولا تخافت بها} عَنْ أَصْحَابِكَ أَسْمِعْهُمُ الْقُرْآنَ وَلَا تَجْهَرْ ذَلِكَ الْجَهْرَ {وابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: 110] بَيْنَ الجهر والمخافتة

= (6563)[45: 5]

صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت الحديث (6430): ق.

ص: 284

ذِكْرُ تَكْذِيبِ الْمُشْرِكِينَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَدِّهم عَلَيْهِ مَا آتَاهُمْ بِهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

ص: 285

6530 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ:

خَرَجَ جَيْشٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ـ أَنَا أَمِيرُهُمْ ـ حَتَّى نَزَلْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَقَالَ عَظِيمٌ مِنْ عُظمائهم: أخْرِجُوا إِلَيَّ رَجُلًا يُكلِّمُني وأكلِّمُهُ فَقُلْتُ: لَا يَخْرُجُ إِلَيْهِ غَيْرِي فَخَرَجْتُ وَمَعِي تُرْجُماني وَمَعَهُ تُرْجُمانُه حَتَّى وُضِعَ لَنَا مِنْبَرٌ فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ؟ فَقُلْتُ: إِنَّا نَحْنُ الْعَرَبُ وَنَحْنُ أَهْلُ الشَّوْكِ والقَرَظِ وَنَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ اللَّهِ كُنَّا أَضْيَقَ النَّاسِ أَرْضًا وأشدَّهم عَيْشًا نَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ ويُغِيرُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ بِأَشَدِّ عَيْشٍ عَاشَ بِهِ النَّاسُ حَتَّى خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ لَيْسَ بِأَعْظَمِنَا ـ يَوْمَئِذٍ ـ شَرَفًا وَلَا أَكْثَرَنَا مَالًا وَقَالَ:

(أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ) يَأْمُرُنَا بِمَا لَا نَعْرِفُ وَيَنْهَانَا عَمَّا كُنَّا عَلَيْهِ وَكَانَتْ عَلَيْهِ آبَاؤُنَا فكذَّبناه وَرَدَدْنا عَلَيْهِ مَقَالَتَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ غَيْرِنَا فَقَالُوا: نَحْنُ نُصَدِّقُكَ ونُؤْمِنُ بِكَ ونَتَّبِعُكَ ونُقَاتِلُ مَنْ قَاتَلَكَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَخَرَجْنَا إِلَيْهِ فَقَاتَلْنَاهُ فَقَتَلَنَا وَظَهَرَ عَلَيْنَا وَغَلَبَنَا وَتَنَاوَلَ مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَلَوْ يَعْلَمُ مَنْ وَرَائِي مِنَ الْعَرَبِ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلَّا جَاءَكُمْ حَتَّى يَشْرَكَكُمْ فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَكُمْ قَدْ صَدَقَ قَدْ جَاءَتْنَا رُسُلُنَا بِمِثْلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُكُمْ فَكُنَّا عَلَيْهِ حَتَّى ظَهَرَتْ فِينَا مُلُوكٌ فَجَعَلُوا يَعْمَلُونَ بِأَهْوَائِهِمْ وَيَتْرُكُونَ أَمْرَ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنْ أَنْتُمْ أَخَذْتُمْ بِأَمْرِ نَبِيِّكُمْ لَمْ يقاتلكم

⦗ص: 286⦘

أجد إِلَّا غَلَبْتُمُوهُ وَلَمْ يُشارِكُكُمْ أَحَدٌ إِلَّا ظَهَرْتُمْ عَلَيْهِ فَإِذَا فَعَلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَا وَتَرَكْتُمْ أَمْرَ نَبِيِّكُمْ وَعَمِلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي عَمِلُوا بِأَهْوَائِهِمْ فَخَلَّى بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ لَمْ تَكُونُوا أَكْثَرَ عَدَدًا مِنَّا وَلَا أَشَدَّ مِنَّا قُوَّةً قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: فَمَا كَلَّمتُ رَجُلًا ـ قطُّ ـ أَمْكَرَ منه

= (6564)[45: 5]

حسن ـ ((تيسير الانتفاع)) / عمرو بن علقمة.

ص: 285

ذِكْرُ تَعْيِيرِ الْمُشْرِكِينَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَحْوَالِ

ص: 286

6531 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثقيف قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا الْبَجَلِيَّ يَقُولُ:

أَبْطَأَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: قَدْ وُدِّعَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلَى} [الضحى: 3]

= (6565)[64: 5]

صحيح: م.

ص: 286

ذِكْرُ السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قِيلَ لِلْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا وَصَفْنَاهُ

ص: 286

6532 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حُميد قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ:

اشْتَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ فأتتهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا

⦗ص: 287⦘

سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّك وما قَلَى} [الضحى: 1 ـ 3]

= (6566)[64: 5]

صحيح: ق.

ص: 286

ذِكْرُ بَعْضِ أَذَى الْمُشْرِكِينَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ دَعْوَتِهِ إِيَّاهُمْ إِلَى الإسلام

ص: 287

6533 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ

(1)

حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قَالَ:

قُلْتُ: مَا أَكْثَرُ مَا رَأَيْتَ قُرَيْشًا أَصَابَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا كَانَتْ تُظْهِرُ مِنْ عَدَاوَتِهِ؟ قَالَ: قَدْ حَضَرْتُهُمْ وَقَدِ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ فِي الْحِجْرِ فَذَكَرُوا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صَبَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ ـ قطُّ ـ سَفَّهَ أَحْلَامَنَا وَشَتَمَ آبَاءَنَا وَعَابَ دِينَنَا وفرَّق جَمَاعَتَنَا وسبَّ آلِهَتَنَا لَقَدْ

⦗ص: 288⦘

صَبَرْنَا مِنْهُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ ـ أَوْ كَمَا قَالُوا ـ فَبَيْنَا هُمْ فِي ذَلِكَ إِذْ طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فمرَّ بِهِمْ طَائِفًا بِالْبَيْتِ فَلَمَّا أنْ مرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ الْقَوْلِ قَالَ: وَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ مَضَى صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا مرَّ بِهِمُ الثَّانِيَةَ غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ مَضَى صلى الله عليه وسلم فمرَّ بِهِمُ الثَّالِثَةَ غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا ثُمَّ قَالَ:

(أَتَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بالذَّبْحِ) قَالَ: فَأَخَذَتِ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا لَكَأَنَّمَا عَلَى رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ حَتَّى إِنَّ أشدَّهم فِيهِ وَطْأَةً ـ قَبْلَ ذَلِكَ ـ يتوقَّاه بِأَحْسَنِ مَا يُجِيبُ مِنَ الْقَوْلِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ: انصرفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ! انْصَرِفْ رَاشِدًا فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ جَهُولًا فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ اجْتَمَعُوا فِي الحِجْرِ ـ وَأَنَا مَعَهُمْ ـ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ وَبَيْنَا هُمْ فِي ذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كَذَا وَكَذَا ـ لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ ـ قَالَ:

(نَعَمْ أَنَا الَّذِي أَقُولُ ذَلِكَ) قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ وَقَالَ: وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه دُونَهُ يَقُولُ وَهُوَ يَبْكِي: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ؟ ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ فَإِنَّ ذَلِكَ لَأَشُدُّ مَا رَأَيْتُ قريشاً بَلَغَتْ منه ـ قطُّ ـ.

= (6567)[45: 5]

⦗ص: 289⦘

حسن ـ انظر التعليق.

(1)

هو محمد بن إسحاق، صاحب ((السيرة))، وهو مدلس، ولكنه صرَّح بالتحديث؛ فالإسناد حسن؛ لأن بقية الرجال ثقات، رجال الشيخين؛ غير عبد الحميد - ويقال: عبد؛ بغير إضافة -، وهو ثقة من رجال مسلم.

وهر في ((السيرة)) لابن هشام من هذا الوجه.

ومن طريقه: أحمد (2/ 218).

ثم أخرجه (2/ 204)، والبخاري (3678) من طريق محمد بن إبراهيم، عن عروة بن الزبير ..... به مختصراً بقصة الإيذاء، ودفعِ أبي بكر عنه.

ص: 287

ذِكْرُ رَمْيُ الْمُشْرِكِينَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بالجنون

ص: 289

6534 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ ضِمَاداً قَدِمَ مَكَّةَ ـ مِنْ أزْدِ شَنُوءَةَ ـ وَكَانَ يَرْقي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ فَسَمِعَ سُفهاء مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ فَقَالَ: لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَهُ عَلَى يديَّ قَالَ: فلَقِيَهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يديَّ مَنْ شَاءَ فَهَلْ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ومَنْ يُضلل فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ: أَمَّا بَعْدُ) فَقَالَ: أعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَذِهِ فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ وَقَوْلَ السَّحرة وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ هَاتِ يَدَكَ أُبايعك عَلَى الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(وَعَلَى قَوْمِكَ)؟ فَقَالَ: وَعَلَى قَوْمِي قَالَ: فَبَايَعَهُ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فمرُّوا بِقَوْمِهِ فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؟ فَقَالُ رَجُلٌ من القوم: أصبت منهم مَطْهَرَةً قال: ردُّوه؛ فإن هؤلاء قوم ضِمادٍ

⦗ص: 290⦘

= (6568)[45: 5]

صحيح: م (3/ 12).

ص: 289

ذِكْرُ جَعْلِ الْمُشْرِكِينَ رِدَاءَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي عُنُقِهِ عِنْدَ تَبْلِيغِهِ إِيَّاهُمْ رِسَالَةَ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلَا

ص: 290

6535 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

(1)

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ:

مَا رَأَيْتُ قُرَيْشًا أَرَادُوا قَتْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلَا يوماً، ائتمروا به

(2)

وَهُمْ جُلُوسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَامِ فَقَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَجَعَلَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقه ثُمَّ جَذَبَهُ حَتَّى وَجَبَ لِرُكْبَتَيْهِ صلى الله عليه وسلم وَتَصَايَحَ النَّاسُ فَظُنُّوا أَنَّهُ مَقْتُولٌ: قَالَ: وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يشتدُّ حَتَّى أَخَذَ بضُبْعَي رسول الله صلى الله عليه وسلم من وَرَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ؟ ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ مرَّ بِهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَقَالَ:

(يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُرْسِلْتُ إِلَيْكُمْ إِلَّا بالذَّبْحِ) ـ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ ـ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: يَا مُحَمَّدُ! مَا كُنْتَ

⦗ص: 291⦘

جَهُولاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أنت منهم)

= (6569)[45: 5]

حسن ـ انظر التعليق.

(1)

في ((المصنف)) (14/ 297/18410)، وعنه: أبو يعلى - كما ترى -، وهو في ((مسنده)) (13/ 324/7339).

وإسناده حسن، وهو صحيح بالطريق المتقدمة (6533)

(2)

في الأصل: رأيتهم، والتصويب من ((المصنف))، و ((المسند))، و ((المجمع)) (6/ 16).

ص: 290

ذِكْرُ طَرْحِ الْمُشْرِكِينَ سَلَى الْجَزُورِ عَلَى ظَهْرِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 291

6536 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ ـ وَحَوْلُهُ نَاسٌ ـ إِذْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ بِسَلَى جَزُورٍ فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَخَذَتْهُ مِنْ ظَهْرِهِ ودَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ وَقَالَ:

اللَّهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ ـ أَوْ أُبيَّ بْنَ خَلَفٍ ـ شَكَّ شُعْبَةُ ـ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ وأُلْقُوا فِي بِئْرٍ غَيْرَ أَنَّ أُمَيَّةَ تقطَّعت أوصالُهُ فلم يُلْقَ في البئر

= (6570)[45: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (124)، ((الصحيحة)) (3472): ق.

ص: 291

ذِكْرُ هَمِّ أَبِي جَهْلٍ أَنْ يَطَأَ رَقَبَةَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 291

6537 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ حدثنا يعقوب الدورقي حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

⦗ص: 292⦘

قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ فَبِالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ! فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ قَالَ: فَمَا فَجأَهُمْ إِلَّا أَنَّهُ يتَّقي بِيَدِهِ ويَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيهِ فأتَوْهُ فَقَالُوا: مَا لَكَ يا أبا الحكم؟ قال: إن بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وهَوْلاً وَأَجْنِحَةً!

قَالَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: {أرأيتَ الَّذِيَ يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى .... } [العلق: 9 10] إِلَى آخِرِهِ {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق: 17] قَالَ قَوْمُهُ: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 18] قَالَ الْمَلَائِكَةُ: {لَا تُطِعْهُ} [العلق: 19] ثُمَّ أَمَرَهُ بِمَا أَمَرَهُ مِنَ السُّجُودِ فِي آخِرِ السُّورَةِ قَالَ: فَبَلَغَنِي عَنِ الْمُعْتَمِرِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَوْ دَنا مِنِّي لاخْتَطَفَتْهُ الملائكة عُضْواً عُضْوَاً)

= (6571)[45: 5]

صحيح: م (8/ 130).

ص: 291

ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْمُشْرِكِينَ صَفِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصُّنَيْبِيرَ والمُنْبَتِرَ

ص: 292

6538 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

لَمَّا قَدِمَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ مَكَّةَ أَتَوْهُ فَقَالُوا: نَحْنُ أَهْلُ السِّقَايةِ والسَّدَانَةَ وَأَنْتَ سَيِّدُ أَهْلِ يَثْرِبَ فَنَحْنُ خَيْرٌ أَمْ هَذَا الصُّنَيْبير المُنْبَتِرُ مِنْ قَوْمِهِ يَزْعُمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنَّا؟ فَقَالَ: أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُ فَنَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3] وَنَزَلَتْ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوُتوا نَصِيبًا

⦗ص: 293⦘

مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بالْجِبْتِ والطَّاغُوت وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: 51]

= (6572)[45: 5]

صحيح الإسناد.

ص: 292

ذكرسؤال الْمُشْرِكِينَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرْدَ الْفُقَرَاءِ عَنْهُ

ص: 293

6539 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَارِثِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ:

كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ ـ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ عَنْكَ فَإِنَّهُمْ وَإِنَّهُمْ وَكُنْتُ أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ وَرَجُلٌ مِنْ هُذيل وَبِلَالٌ وَرَجُلَانِ ـ نَسِيتُ أَحَدُهُمَا ـ قَالَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ وحدَّث بِهِ نَفْسَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ والعَشِيِّ يريدون وجهه .... } إلى قوله: {الظالمين} [الأنعام: 52]

= (6573)[64: 3]

صحيح الإسناد.

ص: 293

ذِكْرُ مَا أُصِيبَ مِنْ وَجْهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عِنْدَ إِظْهَارِهِ رِسَالَةَ رَبِّهِ جل وعلا

ص: 293

6540 -

أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَا: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحدٍ وشُجَّ وَجْهُهُ حَتَّى سَالَ الدَّمُ

⦗ص: 294⦘

عَلَى وَجْهِهِ فَقَالَ:

(كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَدْعُوهُم إِلَى رَبِّهِمْ) فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]

= (6574)[46: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (47): ق.

ص: 293

ذِكْرُ احْتِمَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الشَّدَائِدَ فِي إِظْهَارِ مَا أَمَرَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا

ص: 294

6541 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ ـ يَوْمُ أُحُدٍ ـ يَسْلُتُ الدم عن وجهه وَهُوَ يَقُولُ:

(كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128]

= (6575)[64: 3]

صحيح ـ وهو مكرر ما قبله.

ص: 294

6542 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَكَى نَبِيّاً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ حَتَّى أَدْمُوا وَجْهَهُ فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: ربِّ! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون

⦗ص: 295⦘

= (6576)[5: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3175)

ص: 294

6543 -

أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَمِيَتْ أُصْبُعُهُ فِي بَعْضِ المشاهد فقال صلى الله عليه وسلم:

((هَلْ أَنْتَ إِلَّا أصْبعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ الله ما لَقِيتِ))

= (6577)[24: 4]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3282): ق.

ص: 295

ذِكْرُ وَصْفِ غَسْلِ الدَّمِ عَنْ وَجْهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حِينَ شُجَّ

ص: 295

6544 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ:

سَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ: بِأَيِّ شَيْءٍ دُووي جُرْحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي كَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه يَجِيءُ بِالْمَاءِ فِي شَنَّةٍ وَفَاطِمَةُ تَغْسِلُ الدَّمَ فأُخِذَ حَصِيرٌ فأُحْرِق فدُووِي بِهِ صلى الله عليه وسلم

= (6578)[46: 5]

صحيح: ق.

ص: 295

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ رَبَاعية الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَمَّا كُسِرَتْ ـ هُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رأسه

ص: 295

6545 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ

⦗ص: 296⦘

أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ جُرح رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: جُرِحَ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم تغسل الدم وعلي يَسْكُبُ الْمَاءَ عَلَيْهَا بالمِجَنِّ فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها أنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً أَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى إِذَا صَارَ رَمَادًا ألصَقَتْهُ بِالْجُرْحِ فاستمسك الدم

= (6579)[46: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (263): ق.

ص: 295

ذِكْرُ عِنَادِ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 296

6546 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَالِمٍ

(1)

حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الفَلَتَانِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ:

⦗ص: 297⦘

كُنَّا قُعُودًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ فَشَخَصَ بصرُهُ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ:

(يَا فُلَانُ! أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ) قَالَ: لَا قَالَ:

(أَتَقْرَأُ التَّوْرَاةَ)؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ:

(وَالْإِنْجِيلَ)؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ:

(وَالْقُرْآنَ)؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَشَاءُ لَقَرَأْتُهُ قَالَ: ثُمَّ أُنْشِدَهُ فَقَالَ:

(تَجِدُنِي فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ)؟ قَالَ: نَجِدُ مَثَلَكَ ومَثَلَ أُمَّتِكَ ومَثَلَ مُخْرِجَكَ وَكُنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ فِينَا فَلَمَّا خَرَجْتَ تخوَّفنا أَنْ تَكُونَ أَنْتَ فَنَظَرْنَا فَإِذَا لَيْسَ أَنْتَ هُوَ قَالَ:

(ولِمَ ذَاكَ)؟ قَالَ: إِنَّ مَعَهُ مِن أُمَّتِهِ سَبْعِينَ أَلْفًا لَيْسَ عَلَيْهِمْ حِسَابٌ وَلَا عِقَابَ وَإِنَّ مَا مَعَكَ نفرٌ يسيرٌ! قَالَ:

(فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَنَا هُوَ وَإِنَّهَا لَأُمَّتِي وَإِنَّهُمْ لَأَكْثَرُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا وَسَبْعِينَ أَلْفًا وسبعين ألفاً)

= (6580)[45: 5]

صحيح ـ انظر التعليق.

(1)

وكذا في الطبعة الأخرى! وفي ((الموارد)): (سلام)، وهو الصواب، وقد نسبَه المُؤلِّفُ إلى

جدِّهِ، واسم أبيه:(مُنيب)، وهو ثقة مترجم في ((التهذيب)).

ولم يتفرَّد به، فقال عفان: ثنا عبد الواحد بن زياد ..... به.

أخرجه البزَّارُ (4/ 207/3544)، والطبراني (18/ 332/854)، وقرن هذا بعفان: يحيى

الحِمَّاني.

فصحَّ الإسناد، والحمد لله.

وتابعه صالح بن عمر: عند الطبراني، والبيهقي في ((الدلائل)) (6/ 273).

وصالح: هو الواسطي، ثقة.

ص: 296

ذِكْرُ بَعْضِ مَا كَانَ يُقَاسِي الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُنَافِقِينَ بِالْمَدِينَةِ

ص: 297

6547 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ:

⦗ص: 298⦘

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ حِمَارًا ـ وَعَلَيْهِ إكافٌ وَتَحْتَهُ قَطِيفَةٌ ـ فَرَكِبَ وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ـ وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فِي بني الحارث بن الْخَزْرَجِ وَذَلِكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ ـ حَتَّى مرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ وَعَبْدَةُ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودُ ـ وَمِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبي بْنِ سَلُولٍ وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا فسلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبي بْنِ سَلُولٍ: أَيُّهَا المرءُ! لأحسنُ مِنْ هَذَا إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَلَا تُؤْذِنَا فِي مَجَالِسِنَا وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا فَاقْصُصْ عَلَيْهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلِ اغشَنَا فِي مَجَالِسِنَا فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ فاستبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى همُّوا أَنْ يَثُورُوا فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ فَدَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَقَالَ:

(أَلَمْ تَسْمَعَ مَا قَالَ أَبُو حُباب؟ ) ـ يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبيٍّ ـ (قَالَ كَذَا وَكَذَا) قَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعفُ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ البُحَيْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوه بالعِصَابةِ فَلَمَّا ردَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أعطاكَهُ شَرِقَ بِذَلِكَ ، فَذَلِكَ الَّذِي عمِلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

= (6581)[46: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (24): ق.

ص: 297

6548 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ قَالَ: حَدَّثَنَا

⦗ص: 299⦘

سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار! وقال المهاجري: يا للمهاجرين! قال: فسمع النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ فقَالَ:

(مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ)؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَسَعَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ:

(دَعُوهَا فإنها مُنْتِنَةٌ) فقال عبد الله بن أبي بْنِ سَلُولٍ: قَدْ فَعَلُوهَا لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المدينة لَُخْرِجَنَّ الأعزُّ مِنْهَا الأذلَّ فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي يَا رسول الله أضرب عُنُقَ هذا المنافق! فقال:

(دعهُ لَا يَتَحَدَّثِ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أصحابه)

= (6582)[62: 2]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3155): ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم (فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ) يُرِيدُ أَنَّهُ لَا قِصَاصَ فِي هَذَا وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: فَإِنَّهَا ذَمِيمَةٌ وَمَا أشبهها

ص: 298

ذِكْرُ وَصْفِ مَا طُبَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ قُدُومِهِ الْمَدِينَةَ

ص: 299

6549 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قَالَتْ:

سَحَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يهوديٌ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ ـ يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ ـ حَتَّى كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ ـ وَمَا يفعلُهُ ـ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ ـ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ ـ دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ دَعَا ثُمَّ قَالَ:

⦗ص: 300⦘

(يَا عائشةُ! أشعرتِ أَنَّ اللَّهَ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ؟ قَدْ جَاءَنِي رَجُلَانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَجَلَسَ الْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي: ما وجع الرجل؟ قال: مَطْبُوبٌ فَقَالَ: ومَنْ طبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْط ومُشَاطَة وجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي ذَرْوَانَ) قَالَ: فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُناس مِنْ أَصْحَابِهِ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ:

(يَا عَائِشَةُ فَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاء ولكأنَّ نخلَها رؤوس الشَّيَاطِينِ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فهلاَّ أحرقتَهُ أَوْ أخرجتَهُ؟ قَالَ:

(أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِيَ اللَّهُ وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شيئاً) فأمرَ بها فَدُفِنَتْ

= (6583)[64: 5]

صحيح: خ (3175).

ص: 299

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يصرَّح بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 300

6550 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:

سُحِرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَحَرَهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ ـ يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ ـ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ فَعَلَ الشَّيْءَ ـ وَلَمْ يَفْعَلْهُ ـ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ ـ أَوْ لَيْلَةٍ ـ قَالَ:

(يَا عَائِشَةُ أَشَعُرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ أَتَانِي مَلَكَانِ

⦗ص: 301⦘

فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رجليَّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ الْآخَرُ: مَطْبُوبٌ فَقَالَ: ومَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ وجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذكرٍ قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ) قَالَتْ: وَأَتَاهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالَ:

(يَا عَائِشَةُ! كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاء وكأنَّ رأس نَخْلِها رؤوس الشَّيَاطِينِ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَلَا اسْتَخْرَجْتَهَا؟ قَالَ:

(قَدْ عَافَانِيَ اللَّهُ وكَرِهْتُ أَنْ أُثيرَ على المسلمين منه شرّاً)

= (6584)[64: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 300

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمُشْرِكِينَ بالسِّنين

ص: 301

6551 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ وَمَنْصُورٌ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ:

بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي كِنْدَةَ قَالَ: يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ وَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ قَالَ: فَفَزِعْنَا فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: وَكَانَ مُتَّكِئاً فَغَضِبَ فَجَلَسَ وَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ ومَنْ لَمْ يَعْلَمْ شَيْئًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ ـ لَمَّا لَا يَعْلَمُ ـ: لَا أَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {قل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفين} [ص: 86] إن قريشاًدعا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

⦗ص: 302⦘

(اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بسَبْعٍ كَسِنِي يُوسُفَ) فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا فَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ جِئْتَ تَأْمُرُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَقَوْمُكَ هَلَكُوا فادْعُ اللَّهَ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِيَ السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ

} [الدخان: 10 ـ 11] إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 15] فَيَكْشِفُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا جَاءَ ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفرهم فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} [الدخان: 16] فَذَلِكَ يَوْمُ بَدْرٍ {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً} [الفرقان: 77] يَوْمَ بَدْرٍ وَ {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون} [الروم: 1 ـ 2] وَالرُّومُ قَدْ مَضَى وَقَدْ مَضَتِ الْأَرْبَعُ

= (6585)[46: 5]

صحيح: خ (1020)، م (8/ 130 - 131).

ص: 301

‌8 - بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

ص: 303

6552 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنَ عُتْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

رَجَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ـ مِن جِنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ وَأَنَا أَجِدُ صُداعاً فِي رأسي وأنا أقول: وارَأساهْ قال:

(بل أنا يا عائشة وارَأساهْ! ) ثُمَّ قَالَ:

(وَمَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فَغَسَّلْتُكِ وكَفَّنْتُكِ وصَلَّيْتُ عَلَيْكِ ثُمَّ دَفَنْتُكِ)؟ قُلْتُ: لَكَأَنِّي بِكَ أَنْ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ قَدْ رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي فأعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ فتبسَّم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثم بُدِىءَ في وجعه الذي مات فيه

= (6586)[48: 5]

حسن ـ ((أحكام الجنائز)) (50)، ((الإرواء)) (700)، ((دفاع عن الحديث)) (53 - 54)

ص: 303

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعِلَّةَ قَدْ بَدَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتِ ميمونة

ص: 303

6553 -

أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا علي ابن المديني حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ:

⦗ص: 304⦘

أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فاشتدَّ مَرَضُهُ حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ قَالَ: وَتَشَاوَرُوا فِي لَدِّه فلدُّوهُ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ:

(مَا هَذَا؟! أفعلُ نِساءٍ جِئْنَ مِن هَاهُنَا)؟ ـ وَأَشَارَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فِيهِنَّ ـ فَقَالُوا: كُنَّا نتَّهمُ بِكَ ذَاتَ الجَنْبِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

(إِنْ كَانَ ذَلِكَ لَدَاءًّ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَقْذِفَنِي بِهِ لَا يَبقيَّنَّ أحدٌ فِي الْبَيْتِ إِلَّا لُدَّ إِلَّا عمَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ـ يَعْنِي عبَّاساً ـ قَالَ: فَلَقَدِ التدَّتْ مَيْمُونَةُ ـ يَوْمَئِذٍ ـ وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ لِعزيمة رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

= (6587)[48: 5]

صحيح الإسناد ـ وصححه الحافظ في ((الفتح)) (8/ 148).

ص: 303

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم سَأَلَ فِي عِلَّتِهِ نِسَاءَهُ أَنْ يَكُونَ تَمْرِيضُهُ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رضي الله عنها ـ

ص: 304

6554 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

سَأَلْتُ عَائِشَةَ قُلْتُ: أَخْبِرِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتِ: اشْتَكَى فَعَلِقَ يَنْفُثُ فَجَعَلْنَا نُشَبِّهُ نفثَهُ بِنَفْثِ آكِلِ الزَّبِيبِ قَالَتْ: وَكَانَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فَلَمَّا ثَقُلَ اسْتَأْذَنَهُنَّ أَنْ يَكُونَ عِنْدِي ويَدُرْنَ عَلَيْهِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تخُطَّان رِجْلَاهُ الْأَرْضَ ـ أَحَدُهُمَا: عَبَّاسٌ ـ.

قَالَ: فحدَّثت بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لِي: مَا أخبرتكَ بالآخَرِ؟ قُلْتُ:

⦗ص: 305⦘

لَا قَالَ: هو علي

= (6588)[48: 5]

صحيح: خ (687).

ص: 304

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا اسْتَثْنَى عَمَّهُ صلى الله عليه وسلم بِالْأَمْرِ باللُّدود الَّذِي وصفناه

ص: 305

6555 -

أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

لَدَدنا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا:

(لَا تَلُدُّوني) فَقُلْنَا: كراهيةُ الْمَرِيضِ الدَّوَاءَ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ:

(أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّوني)؟ فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ الدَّوَاءَ فَقَالَ:

(لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أحدٌ إِلَّا لُدَّ) وَأَنَا أنظرُ إِلَى الْعَبَّاسِ فَإِنَّهُ لم يَشْهَدْهُمْ

= (6589)[48: 5]

صحيح: خ (4458)، م (7/ 24).

ص: 305

ذِكْرُ قِرَاءَةِ عَائِشَةَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ عَلَى الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي عِلَّتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فيها

ص: 305

6556 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَمْسَحُ عَنْهُ

⦗ص: 306⦘

بِيَدِهِ قَالَتْ: فَلَمَّا اشْتَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ طَفِقْتُ أنفُثُ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفُثُ بِهَا عَلَى نَفْسِهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عنه

= (6590)[48: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3104): ق.

ص: 305

ذِكْرُ مَا كَانَ يَقُولُ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي عِلَّتِهِ عِنْدَ الدُّعَاءِ بِالشِّفَاءِ له

ص: 306

6557 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ورأسُهُ فِي حِجْرِي ـ فَجَعَلْتُ أمْسَحُهُ وَأَدْعُو لَهُ بِالشِّفَاءِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(لَا بَلْ أَسْأَلُ اللَّهَ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى مَعَ جِبْرِيلَ وميكائيل وإسرافيل)

= (6591)[48: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3104).

ص: 306

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْكَلَامَ كَانَ مِنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حَيْثُ خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

ص: 306

6558 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ نبيٌ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ قَالَتْ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ـ وأخذتْهُ بُحَّةٌ ـ فَجَعَلَ يَقُولُ:

⦗ص: 307⦘

({مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا})[النساء: 69] قَالَتْ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ ـ حينئذ ـ.

= (6592)[48: 5]

صحيح: خ (4435)، م (7/ 137).

ص: 306

ذِكْرُ وَصْفِ الْخُطْبَةِ الَّتِي خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي آخِرِ عُمْرِهِ حَيْثُ خَرَجَ لِيَعْهَدَ إِلَى النَّاسِ مَا ذَكَرْنَاهُ قبل

ص: 307

6559 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أُنيس بْنُ أَبِي يَحْيَى أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:

خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ـ وَهُوَ مَعْصُوبُ الرَّأْسِ فاتَّبَعتُهُ حَتَّى قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ:

(إِنِّي ـ السَّاعَةَ ـ قَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ) ثُمَّ قَالَ:

(إِنَّ عَبْدًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وزينَتُها فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ) فَلَمْ يَفْطِنْ لَهَا أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي! بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا! قَالَ: ثُمَّ هَبَطَ مِنَ المنبر فما رُئِيَ عليه حتى الساعة

= (6593)[48: 5]

صحيح: خ (3654)، م (7/ 108).

ص: 307

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ المُخَيَّرَ فِيمَا وَصَفْنَا كَانَ صَفِيَّ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 307

6560 -

أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ

⦗ص: 308⦘

بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا سَالِمُ أَبُو النَّضْرِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَعُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فَقَالَ:

(إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ لِقَائِهِ فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ) فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: بَلْ نَفْدِيكَ بِآبَائِنَا وَأَبْنَائِنَا! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اسْكُتْ يَا أَبَا بَكْرٍ) ثُمَّ قَالَ:

(إِنَّ أمنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحبتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيلًا مِنَ النَّاسِ لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ ومَوَدَّتُهُ أَلَا لَا يَبْقَينَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا سُدَّتْ إِلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ) قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَقُلْتُ: الْعَجَبُ! يُخبرنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ عَبْدًا خيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَهَذَا يَبْكِي!! وَإِذَا المُخَيَّرُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِذَا الْبَاكِي أَبُو بَكْرٍ وَإِذَا أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمُنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

= (6594)[48: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 307

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي الخَرْجَةِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا لِلْعَهْدِ إِلَى النَّاسِ ـ صَلَّى عَلَى شُهَدَاءِ أُحدٍ ـ قَبْلَ الْخُطْبَةِ الَّتِي ذكرناها ـ

ص: 308

6561 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

⦗ص: 309⦘

سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:

(أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ وَإِنِّي عَلَيْكُمْ لِشَهِيدٌ وَإِنِّي ـ وَاللَّهِ ـ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي وَلَكِنِّي قَدْ أُعطيت اللَّيْلَةَ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وَأَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا) ثُمَّ دَخَلَ فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا وَكَانَتْ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا حَتَّى قَبَضَه اللَّهُ جَلَّ وعلا

= (6595)[48: 5]

صحيح ـ مضى (3188).

ص: 308

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَ عُقْبَةِ بْنِ عَامِرٍ: صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ دَعَا وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ لَا أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِمْ كَمَا يُصلي عَلَى الْمَوْتَى

ص: 309

6562 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ السَّخْتِيَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ العصَّار حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ ـ أَوْ عَمْرَةَ ـ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(صُبُّوا عليَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحلل أوكيتُهُنَّ لَعَلِّي أَسْتَرِيحُ فَأَعْهَدَ إِلَى النَّاسِ) قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ ـ لِحَفْصَةَ ـ مِنْ نُحَاسٍ وَسَكَبْنَا عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ ثُمَّ خَرَجَ

⦗ص: 310⦘

فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ أحد

= (6596)[48: 5]

صحيح: خ (198).

ص: 309

ذِكْرُ إِرَادَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كِتْبَةَ الْكِتَابِ لِأُمَّتِهِ لِئَلَّا يَضِلّوا بَعْدَهُ

ص: 310

6563 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن عبيد الله بن عبد الله عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(أكتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا) قَالَ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ قَالَ: فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا لَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالْأَحَادِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(قُومُوا) فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزية كُلَّ الرَّزِيةِ مَا حالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولَغَطِهم

= (6597)[48: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (466): خ.

ص: 310

ذِكْرُ إِشَارَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِلَى مَا أَشَارَ بِهِ فِي أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه ـ

ص: 310

6564 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا

⦗ص: 311⦘

يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ:

(ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ حَتَّى أكْتُبَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولُ: أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى اللَّهُ والمؤمنون إلا أبا بكر)

= (6598)[48: 5]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2/ 304).

ص: 310

ذِكْرُ اغْتِسَالِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَاءِ الَّذِي لَمْ يُمَسَّ ـ بَعْدَ أَنْ أُوكي ـ فِي عِلَّتِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 311

6565 -

أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا علي ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قالت:

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ:

(صُبُّوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أوكيتُهنَّ لَعَلِّي أَعْهَدُ إلى الناس) قالت: فأجلسناه في مِخْصَبٍ لِحَفْصَةَ فَمَا زِلْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ حَتَّى طَفِقَ يُشير إلينا أن قد فَعَلْتُنَّ

= (6599)[48: 5]

صحيح ـ مضى قريباً (6562).

ص: 311

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا اغْتَسَلَ صلى الله عليه وسلم فِي عِلَّته

ص: 311

6566 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ وَعُمْرَةُ ـ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا ـ

⦗ص: 312⦘

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ:

(صُبُّوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أَسْتَرِيحُ فَأَعْهَدَ إِلَى النَّاسِ) قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ ـ لِحَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ ـ مِنْ نُحَاسٍ فَسَكَبْنَا عَلَيْهِ الماء حتى طفق يشير إلينا أن قد فَعَلْتُنَّ ثم خرج إلى المسجد

= (6600)[48: 5]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 311

ذِكْرُ وَصْفِ الْعَهْدِ الَّذِي عَزَمَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى النَّاسِ بَعْدَهُ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ اغْتَسَلَ وَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ

ص: 312

6567 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عائشة قالت:

وَجِعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسُ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ فمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَقَالَ:

(مُروا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ) فَقُلْتُ مِثْلَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(مُروا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ) فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ فمُرْ عُمَرَ فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(مُروا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فإنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ) فَقَالَتْ

⦗ص: 313⦘

حَفْصَةُ: مَا رأيتُ مِنْكِ خَيْرًا ـ قطُّ ـ قَالَتْ: فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ يَؤُمُّ النَّاسَ فَلَمَّا كَبَّر أَبُو بَكْرٍ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يتأخَّرُ فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إن امْكُثْ مَكَانَكَ فَمَكَثَ مَكَانَهُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِذَائِهِ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ حتى قضى الصلاة

= (6601)[48: 5]

صحيح ـ ((الإرواء)) (2/ 335/548): ق، سيأتي برقم (6834).

ص: 312

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي هَذِهِ الصَّلَاةِ ـ كَانَ قَاعِدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَالنَّاسُ قيامٌ خَلْفَهُ

ص: 313

6568 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ لَهَا: أَلَا تُحَدِّثيني عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: بَلَى ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(أصلَّى النَّاسُ)؟ فقلت: لا يارسول اللَّهِ هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ فَقَالَ:

(ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ) فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ صلى الله عليه وسلم ثم ذهب لِيَنُوءَ فأُغمي عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ:

(أصلَّى النَّاسُ)؟ قلنا: لا يارسول اللَّهِ وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ قَالَتْ: وَالنَّاسُ عُكوف فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعِشَاءِ الْآخِرَةِ قَالَتْ: فأرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ

⦗ص: 314⦘

فَقَالَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ـ وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا أَوْ رَفِيقًا ـ: يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ فَفَعَلَ وَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ فِي نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ ـ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ـ وَأَبُو بَكْرٍ يُصلِّي بِالنَّاسِ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ لَا يَتَأَخَّرَ فَقَالَ لَهُمَا:

(أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ) فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ وَالنَّاسُ يُصلون بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ

قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا أعْرضُ عَلَيْكَ مَا حدَّثتني عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: نَعَمْ فحَدَّثْتُه بِحَدِيثِهَا عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ تُسَمِّ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ؟ فَقُلْتُ: لَا فقال: هو عَليٌّ

= (6602)[48: 5]

صحيح.

ص: 313

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَوْصَى إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه في عِلَّتِه

ص: 314

6569 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

يَزْعُمون أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى إِلَى عليٍّ! وَلَقَدْ دَعَا بطَسْتٍ فَبَالَ

⦗ص: 315⦘

فِيهِ وَإِنَّهُ لَعَلى صَدْري فانْخَنَثَ فماتَ وما أَشْعُرُ بِهِ

= (6603)[49: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (323).

ص: 314

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ أَوْ أسرَّ إِلَيْهِ بِأَشْيَاءَ أَخْفَاهَا عَنْ غيره

ص: 315

6570 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ـ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ـ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي بَزَّةَ يُحَدِّث عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ:

سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَخصَّكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ؟ قَالَ: مَا خَصَّنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ لَمْ يُعَمِّمْ بِهِ النَّاسَ كافَّةً إِلَّا مَا كَانَ فِي قِرَابِ سَيْفِي هَذَا فأَخْرَجَ صَحِيفَةً مَكْتُوبَةً:

(لَعَنَ اللَّهُ مَن ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ ولَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ ، لَعَنَ اللَّهِ مَنْ آوى مُحْدِثاً)

= (6604)[109: 2]

صحيح ـ مضى (5866).

مَنَارُ الْأَرْضِ: عَلَامَةٌ بَيْنَ أَرَضِينَ؛ قَالَهُ أَبُو حاتم

ص: 315

ذِكْرُ آخِرِ الْوَصِيَّةِ الَّتِي أَوْصَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عِلَّتِهِ

ص: 315

6571 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

كَانَ آخِرُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِهَا فِي صدره وما كان

⦗ص: 316⦘

يَفِيصُ بِهَا لسانُهُ ـ:

(الصلاةَ الصلاةَ! اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أيمانُكُمْ)

= (6605)[48: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (468)، ((المشكاة)) (3356/ التحقيق الثاني)، ((الإرواء)) (2178).

ص: 315

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَمْ يوصِ بِشَيْءٍ عِنْدَ فِرَاقِهِ أُمَّتَهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى مَا وَعَدَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الثواب

ص: 316

6572 -

أخبرنا الحسين بْنُ إِسْحَاقَ الْأَصْفَهَانِيُّ بِالْكَرْخِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ بْنَ حُرَيْثٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زرٍّ قَالَ:

سَأَلْتُ عَائِشَةَ: عَنْ مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ تَسْأَلُونِي عَنْ مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ

= (6606)[50: 5]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2549): م مختصراً.

ص: 316

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ زِرٍّ الَّذِي ذكرناه

ص: 316

6573 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يزيد ابن مَوْهِبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ:

⦗ص: 317⦘

أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ وفَدَكَ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ ـ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّا لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقةً إِنَّمَا يأكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَالِ) وَإِنِّي ـ وَاللَّهِ ـ لَا أغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولأعمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ وهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنها زَوْجُهَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه لَيْلًا وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ وصلَّى عَلَيْهَا وَكَانَ لعليٍّ مِنَ النَّاسِ وجْهةٌ ـ حَيَاةَ فَاطِمَةَ ـ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ اسْتَنْكَرَ وُجُوهَ النَّاسِ فالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أبي بكر ومبايعته ـ ولم يكن بايع تلك الْأَشْهُرَ ـ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنِ ائتِنا وَلَا يَأْتِنا مَعَكَ أَحَدٌ ـ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَحْضُرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَبِي بَكْرٍ: وَاللَّهِ لَا تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا عَسَى أَنْ يَفْعَلُوا بِي؟! وَاللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهِمْ فتَشَهَّد عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَقَالَ: إِنَّا قد عرفنا يا أبا بكر! فضيلتك وما أَعْطَاكَ اللَّهُ وَلَمْ أَنْفَسْ خَيْرًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَكِنَّكَ استَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالْأَمْرِ وَكُنَّا نَرَى أَنَّ لَنَا حَقّاً لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرِ حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابةُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أحبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أصِلَ أَهْلِي وَقَرَابَتِي وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي

⦗ص: 318⦘

وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَمْوَالِ فَلَمْ آلُ فِيهَا عَنِ الْخَيْرِ وَلَمْ أتْرُكَ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يصنَعُهُ فِيهَا إِلَّا صَنَعْتُهُ فَقَالَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه لِأَبِي بَكْرٍ: موعِدُكَ العَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ صَلَاةَ الظُّهْرِ رَقِيَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ ذَكَرَ شَأْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَتَخَلُّفَهُ عَنِ الْبَيْعَةِ وعُذْرَهُ بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وتشهَّد عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فعظَّم حَقَّ أَبِي بَكْرٍ وحُرْمَتَهُ وَأَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ نفاسةٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَلَا إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَى لَنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ نَصِيبًا فاسْتُبِدَّ عَلَيْنَا بِهِ فَوَجَدْنَا فِي أنْفُسِنا فسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَقَالُوا: أصَبْتَ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عليٍّ قَرِيبًا حِينَ رَاجَعَ الأمر بالمعروف

= (6607)[50: 5]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2629): ق.

ص: 316

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ) تَفَرَّدَ بِهِ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه وَقَدْ فَعَلَ

ص: 318

6574 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ اللَّخْمِيُّ بِعَسْقَلَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ:

أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ الْمَدِينَةَ أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْ قَوْمِكَ وَإِنَّا قَدْ أَمَرْنَا لَهُمْ برَضْخٍ فاقْسِمْه بَيْنَهُمْ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مُرْ بِذَلِكَ غَيْرِي فَقَالَ: اقْبِضْ أَيُّهَا الْمَرْءُ قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ

⦗ص: 319⦘

جَاءَهُ مَوْلَاهُ (يَرْفَأُ) فَقَالَ: هَذَا عُثْمَانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ـ قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ طَلْحَةً أَمْ لَا؟ ـ يَسْتَأْذِنُونَ عَلَيْكَ قَالَ: ائْذَنْ لَهُمْ قَالَ: ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: الْعَبَّاسُ وعليٌّ يَسْتَأْذِنَانِ عَلَيْكَ فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُمَا: فَلَمَّا دَخَلَ الْعَبَّاسُ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا ـ هُمَا حِينَئِذٍ يَخْتَصِمَانِ فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ ـ فَقَالَ الْقَوْمُ: اقضِ بَيْنَهُمَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وأرِحْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ فَقَدْ طَالَتْ خصومتُهما! فَقَالَ عُمَرُ: أنْشُدُكُما اللَّهَ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنا صَدَقَةٌ) قَالُوا: قَدْ قَالَ ذَاكَ ثُمَّ قَالَ لَهُمَا مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَا: نَعَمْ قَالَ: فَإِنِّي أُخْبِرُكُمْ عَنْ هَذَا الْفَيْءِ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا خَصَّ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ غَيْرَهُ فَقَالَ: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أوْجَفْتُم عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} [الحشر: 6] فَكَانَتْ هَذِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً وَاللَّهِ مَا حَازَهَا دُونَكُمْ وَلَا اسْتَأْثَرَهَا عَلَيْكُمْ لَقَدْ قَسَمَها بَيْنَكُمْ وبَثَّها فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مَا بَقِيَ مِنَ الْمَالِ فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ سَنَةً ـ وَرُبَّمَا قَالَ مَعْمَرٌ: يَحْبِسُ مِنْهَا قُوتَ أهلِه سَنَةً ـ ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ فَلَمَّا قَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَوْلَى بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَهُ أَعْمَلُ فِيهَا مَا كَانَ يَعْمَلُ

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عليٍّ وَالْعَبَّاسِ قَالَ: وَأَنْتُمَا تَزْعُمَانِ أَنَّهُ كَانَ فِيهَا ظَالِمًا فَاجِرًا وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ صادقٌ بارٌّ تابعٌ لِلْحَقِّ ثُمَّ وُلِّيتُها بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ سَنَتَيْنِ مِنْ إِمَارَتِي فعَمِلْتُ فِيهَا بِمِثْلِ مَا

⦗ص: 320⦘

عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَأَنْتُمَا تَزْعُمَانِ أَنِّي فِيهَا ظَالِمٌ فَاجِرٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي فِيهَا صادقٌ بارٌّ تَابِعٌ لِلْحَقِّ! ثُمَّ جِئْتُمَانِي جَاءَنِي هَذَا ـ يَعْنِي الْعَبَّاسَ ـ يَبْتَغِي مِيرَاثَهُ مِنِ ابْنِ أَخِيهِ وَجَاءَنِي هَذَا ـ يَعْنِي عَلِيًّا ـ يَسْأَلُنِي مِيرَاثَ امْرَأَتِهِ فَقُلْتُ لَكُمَا: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(لَا نورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ) ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا فَأَخَذْتُ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلَانِّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَأَنَا ـ مَا وليتُها ـ فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهَا إِلَيْنَا عَلَى ذَلِكَ تُرِيدَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ هَذَا! وَالَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ لَا أَقْضِي بَيْنَكُمَا فِيهَا بِقَضَاءٍ غَيْرِ هَذَا إِنْ كُنْتُمَا عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا إليَّ.

قَالَ: فَغَلَبَ عليٌّ عَلَيْهَا فَكَانَتْ فِي يَدِ عَلِيٍّ ثُمَّ بِيَدِ حسنِ بْنِ عَلِيٍّ ثُمَّ بِيَدِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ثُمَّ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ثُمَّ بِيَدِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ ثُمَّ بِيَدِ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ.

قَالَ مَعْمَرٌ: ثُمَّ كَانَتْ بِيَدِ عبد الله بن الحسن

= (6608)[50: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (341): ق، وليس عند (م): ((فكانت في يد علي

)).

ص: 318

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَرِكَةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَانَ صَدَقَةً بَعْدَهُ ما فَضَلَ منها عن مؤونة الْعُمَّالِ وَنَفَقَةِ الْعِيَالِ

ص: 320

6575 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

⦗ص: 321⦘

(لَا يَقْسِمُ وَرَثَتي بَعْدِي ديناراً ما تَرَكْتُ ـ بعد نفقة عيالي ومَؤُونةِ عاملي ـ صَدَقَةٌ)

= (6609)[10: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2633): ق.

ص: 320

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (بَعْدَ نَفَقَةِ عِيَالِي) أَرَادَ بِهِ بَعْدَ نفقة نسائي

ص: 321

6576 -

أَخْبَرَنَا [الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ: أَخْبَرَنَا]

(1)

أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا يَقْسِمُ وَرَثتي دِينَارًا مَا تَرَكْتُ ـ بَعْدَ نفقةِ نسائي ومَؤُونَةِ عاملي ـ فهو صدقةٌ)

= (6610)[10: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

(1)

سقط من ((الأصل))، واستدركناه من ((طبعة المؤسسة)). ((الناشر)).

ص: 321

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ جَوَازِ الْمِيرَاثِ لَوْ جَعَلَهُ تَرِكَةَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 321

6577 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:

إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أردن أن يَبْعَثْنَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه يَسْأَلْنَهُ ميراثَهُنَّ

⦗ص: 322⦘

مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ لَهُنَّ عَائِشَةُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(لَا نُورَثُ مَا تَرَكْناهُ فَهُوَ صَدَقةٌ)؟!.

= (6611)[10: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2635).

ص: 321

6578 -

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(وَاللَّهِ لَا يَقْسِمُ وَرَثَتي دِينَارًا مَا تَرَكْتُ مِنْ شيءٍ ـ بَعْدَ نفقة نسائي ومَؤُونَةِ عاملي ـ فَهُوَ صَدَقَةٌ)

= (6612)[95: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله بحديث.

ص: 322

‌9 - بَابُ وَفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم

ص: 323

6579 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ أَخْبَرَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَوْتُ قَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاكَرْباهْ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا كَرْبَ على أبيك بعد اليوم)

= (6613)[9: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (466)، ((مختصر الشمائل)) (201/ 334): خ، ويأتي برقم (6588) بأتم.

ص: 323

ذِكْرُ الْبَيْتِ الَّذِي تُوفِّي فِيهِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 323

6580 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو الْعَنْبَسِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ:

اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ نِسَاؤُهُ: انْظُرْ حَيْثُ تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ فِيهِ فَنَحْنُ نَأْتِيكَ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

(أَوَكُلُّكُنَّ عَلَى ذَلِكَ)؟ قَالَتْ: نَعَمْ فَانْتَقَلَ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ فَمَاتَ فِيهِ صلى الله عليه وسلم

= (6614)[49: 5]

صحيح: ق.

ص: 323

ذِكْرُ الْيَوْمِ الَّذِي تُوفِّي فِيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 324

6581 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عن عائشة قالت:

قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: أَيُّ يَوْمٍ تُوفِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قلت: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَمُوتَ فِيهِ فَمَاتَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ عشيةٌ ودُفِنَ لَيْلًا

= (6615)[49: 5]

صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (197/ 330): خ.

ص: 324

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَبَضَه اللَّهُ تَعَالَى إِلَى جَنَّتِهِ وَهُوَ بَيْنَ نَحْرِ عَائِشَةَ وَسَحْرِهَا

ص: 324

6582 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ:

تُوفِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي وجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي ورِيقِهِ دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَمَعَهُ سِواكٌ يَمْضَغُ فأخذته فَمَضَغْتُهُ ثم سَنَنْتُهُ

= (6616)[49: 5]

صحيح: خ.

ص: 324

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم استَنَّ مِنْ ذَلِكَ السِّوَاكِ الَّذِي استَنَّتْ عائشة به

ص: 324

6583 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

⦗ص: 325⦘

مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِي بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَيْهِ وَمَعَهُ سِوَاكٌ رَطْبٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً فَأَخَذْتُهُ فمَضَغْتُهُ وقَضَمْتُهُ وطَيَّبْتُهُ فاستَنَّ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ مُسْتَنّاً ثُمَّ ذَهَبَ يَرْفَعُ فَسَقَطَ فَأَخَذْتُ أَدْعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ كَانَ يَدْعُو بِهِ جِبْرِيلُ أَوْ يَدْعُو بِهِ إِذَا مَرِضَ فَجَعَلَ يَقُولُ:

(بَلِ الرَّفِيقُ الْأَعْلَى مِنَ الْجَنَّةِ) ـ ثَلَاثًا ـ وَفَاضَتْ نفسُهُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ في آخر يوم من الدنيا

= (6617)[49: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (470): ق.

ص: 324

ذكر البيان بأن دعاء المصثطفى صلى الله عليه وسلم بِاللُّحُوقِ بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى كَانَ فِي عِلَّتِهِ تِلْكَ وَهُوَ بَيْنَ سَحْر عائشة ونحرها

ص: 325

6584 -

أخبرنا ابن قتيبة حدثنا يزيد ابن موهب حدثا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ:

أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأصْغَتْ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَهِيَ مُسنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِها ـ يَقُولُ:

(اللَّهُمَّ اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى)

= (6618)[49: 5]

صحيح: ق.

ص: 325

ذكر زجر الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنِ اتِّخَاذِ قَبْرِهِ مَسْجِدًا بَعْدَهُ

ص: 325

6585 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَّارُ

⦗ص: 326⦘

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ أَخْبَرَاهُ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ـ جَعَلَ يُلقي عَلَى وَجْهِهِ طَرَفَ خَمِيصَةٍ فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ:

(لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى! اتَّخَذُوا قُبورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)

قَالَ: تَقُولُ عَائِشَةُ: يُحذِّرُهُم مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا

= (6619)[48: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (468): ق.

ص: 325

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَرَادَ ـ فِي الْيَوْمِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ـ الْخُرُوجَ إِلَى أُمَّتِهِ

ص: 326

6586 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:

أَنَّ الْمُسْلِمِينَ بَيْنا هُمْ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ـ وَأَبُو بَكْرٍ يُصلِّي بِهِمْ ـ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجرة عَائِشَةَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي صَلَاتِهِمْ ثُمَّ تبسَّم فَضَحِكَ فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبِهِ ليَصِلَ الصَّفَّ وظنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ أَنَسٌ: وهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلَاتِهِمْ فَرَحاً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَأَوْهُ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنِ اقْضُوا صَلَاتَكُمْ ثُمَّ دَخَلَ الْحُجْرَةَ وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ وَتُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ الْيَوْمَ

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:

⦗ص: 327⦘

أَنَّهُ لَمَّا تُوفِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي النَّاسِ خَطِيبًا فَقَالَ: لَا أسْمَعَنَّ أَحَدًا يَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ! إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ وَلَكِنْ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَبُّهُ كَمَا أَرْسَلَ إِلَى مُوسَى فلَبِثَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ:

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُقطِّعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيْدِي رِجَالٍ وأرجُلَهم يَزْعُمُون أَنَّهُ مَاتَ

قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ عَائِشَةَ ـ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ:

أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسكَنِهِ بالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَتَيمَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسجّىً بِبُرْدَةَ حِبَرةٍ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فأكبَّ عَلَيْهِ فقبَّلَه وَبَكَى ثُمَّ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ! وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ أَبَدًا أَمَّا الْمُوتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّها

قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ:

أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ يكلِّم النَّاسَ فَقَالَ: اجْلِسْ فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ فَقَالَ: اجْلِسْ فَأَبَى أَنْ يَجْلِسَ فتشهَّدَ أَبُو بَكْرٍ فَمَالَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ ومَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حيٌّ لَا يَمُوتُ قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ

⦗ص: 328⦘

انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ومَنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] قال: والله لكأنَّ الناس لم يكونوا يعلمون أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ إِلَّا حِينَ تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ فتلقَّاها مِنْهُ النَّاسُ كلُّهم فَلَمْ تَسْمَعْ بَشَرًا إِلَّا يَتْلُوها

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ:

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا عُقِرتُ حَتَّى مَا تُقِلُّني رِجْلاي وأهْوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ وَعَرَفْتُ ـ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنَ الْغَدِ ـ حِينَ بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَوَى أَبُو بَكْرٍ عَلَى منبر رسول اله صلى الله عليه وسلم قَامَ عُمَرُ فتشهَّد قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ قُلْتُ لَكُمْ أَمْسِ مَقَالَةً لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ وَإِنِّي ـ وَاللَّهِ ـ مَا وَجَدْتُهَا فِي كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ وَلَا فِي عهدٍ عَهِدَه إِلَيَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَدْبُرَنا ـ يَقُولُ: حَتَّى يَكُونَ آخِرَنَا ـ فَاخْتَارَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ وَهَذَا كِتَابُ اللَّهِ هَدَى اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فَخُذُوا بِهِ تَهْتَدُوا بِمَا هَدَى اللَّهُ به رسوله صلى الله عليه وسلم

= (6620)[49: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (470): ق.

ص: 326

ذِكْرُ مَا كَانَتْ تَبْكِي فَاطِمَةُ رضي الله عنه أَبَاهَا حِينَ قَبَضَهُ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ إِلَى جنته

ص: 329

6587 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصوفي حدثنا عبد الله ابن الرُّومِيِّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ فَاطِمَةَ بَكَتْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاه! مِن ربِّهِ مَا أدنَاه! يَا أَبَتَاهُ! إِلَى جِبْرِيلَ أَنْعَاهُ! يَا أَبَتَاهُ! جُنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مأواه!

= (6621)[49: 5]

صحيح ـ وهو مختصر الذي بعده.

ص: 329

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبد الرزاق عن معمر

ص: 329

6588 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

لَمَّا تَغشَّى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الكَرْبُ كَانَ رَأْسُهُ فِي حِجْرِ فَاطِمَةَ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: واكَرْباهَ! لِكربِكَ الْيَوْمَ يَا أَبَتَاهُ! فَرَفَعَ رَأْسَهُ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:

(لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ يَا فَاطِمَةُ) فَلَمَّا تُوفِّي قالت فاطمة: واأبتاه! أجاب رباً دعاه واأبتاه! مِنْ ربِّه ما أدناه واأبتاه إلى جنة الفردوس مأواه! واأبتاه! إِلَى جِبْرِيلَ أَنْعَاهُ! قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا دفنَّاهُ مَرَرْتُ بِمَنْزِلِ فَاطِمَةَ فَقَالَتْ: يَا أنسُ! أطَابَتْ أنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التراب؟!

= (6622)[49: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (466)، ((مختصر الشمائل)) (334): خ.

ص: 329

ذِكْرُ وَصْفِ الثِّيَابِ الَّتِي قُبِضَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِيهَا

ص: 330

6589 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ:

دخلتُ عَلَى عَائِشَةَ: فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا إِزَارًا غَلِيظًا ـ مِمَّا يُصْنَعُ بِالْيَمَنِ ـ وكِسَاءً ـ مِمَّا يُسمُّونَها المُلَبَّدَةَ ـ فَأَقْسَمَتْ بِاللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُبِضَ فِي هَذَيْنِ الثوبين

= (6623)[49: 5]

صحيح ـ ((أحكام الجنائز)) (ص63): ق.

ص: 330

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ

ص: 330

6590 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ:

أخرجتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ إِزَارًا مُلَبَّداً وَكِسَاءً غَلِيظًا فَقَالَتْ: فِي هَذَا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

= (6624)[49: 5]

صحيح ـ ((الأحكام)) ـ أيضاً ـ: ق.

ص: 330

ذِكْرُ وَصْفِ الثَّوْبِ الَّذِي سُجِّيَ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ قَبَضَه اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا إلى جنته

ص: 330

6591 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ:

⦗ص: 331⦘

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُجِّيَ في ثوبٍ حِبَرَةٍ

= (6625)[49: 5]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2733): ق.

ص: 330

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الثَّوْبَ الَّذِي سُجِّي بِهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُكَفَّن فِيهِ

ص: 331

6592 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

أُدْرِجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ثوبٍ حِبَرةٍ ثُمَّ أُخِّرَ عَنْهُ.

قَالَ الْقَاسِمُ: إنَّ بَقَايَا ذلك الثوب لَعندَنا ـ بعدُ ـ.

= (6626)[49: 5]

صحيح ـ ((أحكام الجنائز)) (ص64).

ص: 331

ذِكْرُ وَصْفِ الْقَوْمِ الَّذِينَ غَسَّلوا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 331

6593 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ أَبُو تُمَيْلَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

لَمَّا تُوفِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْدَقَ بِهِ أَصْحَابُهُ وشَكُّوا فِي غَسْلِهِ وَقَالُوا: نُجَرِّدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانا؟! أَمْ كَيْفَ نَصْنَعُ؟! فَأَرْسَلَ اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ عَلَيْهِمْ سِنَةً فَمَا مِنْهُمْ رجلٌ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا منادٍ يُنادي مِنَ الْبَيْتِ ـ لَا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ ـ: أنِ اغْسِلوا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثيابُهُ قَالَتْ: فغَسَّلوا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ قميصُهُ قَالَتْ عَائِشَةُ: لَوِ استَقْبَلْتُ مِنْ

⦗ص: 332⦘

أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غسَّله غَيْرُ نسائه

= (6627)[49: 5]

حسن صحيح ـ ((الأحكام)) (ص49).

ص: 331

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لَمْ يُرَ مِنْهُ فِي غُسْلِهِ مَا يُرَى مِنْ سَائِرِ الْمَوْتَى

ص: 332

6594 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: قَالَتْ:

لَمَّا اجْتَمَعُوا لِغَسْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اختَلَفُوا بَيْنَهُمْ فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَدْري أنُجَرِّدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا نجرِّدُ مَوْتَانَا؟! أَوْ نُغَسِّلهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ؟! قَالَتْ: فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّوْمَ حَتَّى إنْ مِنْهُمْ مِنْ رَجُلٍ إِلَّا ذَقَنُهُ فِي صَدْرِهِ ثُمَّ نَادَى منادٍ مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ ـ مَا يَدْرُونَ مَا هُوَ ـ: أَنِ اغْسِلوا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ قميصُهُ قَالَ: فَوثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فغَسَّلوا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ يَصُبُّون عَلَيْهِ الْمَاءَ ويَدْلُكُونَهُ مِنْ وَرَاءِ الْقَمِيصِ وَكَانَ الَّذِي أجْلَسَهُ فِي حجرهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أسنَدَهُ إِلَى صدرِهِ قَالَتْ: فَمَا رُئِيَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيء مما يُرى من الميت

= (6628)[49: 5]

حسن صحيح ـ ((الأحكام)) ـ أيضاً ـ.

ص: 332

ذِكْرُ وَصْفِ الثِّيَابِ الَّتِي كُفِّن صلى الله عليه وسلم فِيهَا

ص: 332

6595 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

غُطِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حُلَّةٍ يَمَنِيَّةٍ كَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ

⦗ص: 333⦘

نُزِعَتْ مِنْهُ فكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سُحُولٍ يَمانِيَةٍ لَيْسَ فِيهَا عِمامة وَلَا قَمِيصٌ فَنَزَعَ عَبْدُ اللَّهِ الحُلَّةَ وَقَالَ: أُكَفَّنُ فِيهَا ثُمَّ قَالَ: لَمْ يُكَفَّنْ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأُكفَّنَ فيها! فتصدَّقَ بها

= (6629)[49: 5]

صحيح ـ ((أحكام الجنائز)) (ص82 - 83).

ص: 332

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَن لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ ضِدَّ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 333

6596 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقَّامُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوف حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ

(1)

حَدَّثَنَا هِشَامٌ وَعِمْرَانُ ـ جَمِيعًا ـ عَنْ قَتَادَةَ

⦗ص: 334⦘

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثوبٍ نَجْرَانِيٍّ ورَيْطَتَيْنِ

= (6630)[49: 5]

صحيح.

(1)

هو الطيالسي صاحب ((المسند)).

ومن طريقه: رواه البزار - أيضاً ـ (1/ 385/812)، وليس هو في ((المسند)).

وإسناده صحيح؛ لأن عمران - وهو ابن داور - وإن كان فيه ضعف؛ فهو مقرون مع هشام

- وهو الدَّسْتُوَائِيُّ -، وهو ثقة.

ولم يتنبَّه لهذه المتابعة القوية المعلق على ((إحسان المؤسسة)) (14/ 599)؛ فاقتصر على تحسين إسناده!

وأعلَّه البزار بالإرسال!

لكني وجدت له شاهداً من حديث ابن عباس: أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 258)، وأحمد (1/ 222) ، والبيهقيُّ (3/ 400).

وسندُه حسنٌ في الشواهد.

وشاهدٌ أخر عن عائشة نحوه: رواه أحمد (6/ 264)، وهو حسنٌ - أيضاً -.

ص: 333

ذِكْرُ وَصْفِ مَا طُرِح تَحْتَ الْمُصْطَفَى فِي قبره

ص: 334

6597 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وغُنْدَرٌ ـ كِلَاهُمَا ـ عَنْ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّهُ وُضِعَ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَطِيفةٌ حَمْراء

= (6631)[49: 5]

صحيح: م (3/ 61).

ص: 334

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم لُحِدَ لَهُ عِنْدَ الدَّفْنِ

ص: 334

6598 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أثوابٍ سُحُوليةٍ ولُحِدَ لَهُ ونُصِبَ اللَّبِنُ عَلَيْهِ نَصْباً

= (6632)[49: 5]

صحيح: م.

ص: 334

ذِكْرُ أَسَامِي مَنْ دَخَلَ قَبْرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم حَيْثُ أَرَادُوا دَفْنَهُ ـ

ص: 335

6599 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ:

دَخَلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ والفَضْلُ وسوَّى لَحْدَهُ رَجُلٌ مِن الْأَنْصَارِ وَهُوَ الَّذِي سَوَّى لُحُودَ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ بدر

= (6633)[49: 5]

صحيح ـ ((الأحكام)) (144 - 145).

ص: 335

ذِكْرُ إِنْكَارِ الصَّحَابَةِ قُلُوبَهُمْ عِنْدَ دَفْنِ صَفِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 335

6600 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ الْمَدِينَةَ أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ وَمَا نَفَضْنا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الأيديَ ـ وَإِنَّا لَفِي دفنِهِ ـ حتى أنْكَرْنا قلوبنا!

= (6634)[49: 5]

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (201).

ص: 335

ذِكْرُ وَصْفِ قَبْرِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَقَدْرِ ارْتِفَاعِهِ مِنَ الْأَرْضِ

ص: 335

6601 -

أَخْبَرَنَا السِّخْتِيَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ

⦗ص: 336⦘

سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُلحِدَ ونُصِبَ عَلَيْهِ اللَّبِنُ نَصَبًا ورُفِعَ قبرُهُ مِنَ الأرض نحواً مِنْ شِبْرٍ

= (6635)[49: 5]

حسن ـ ((أحكام الجنائز)) (183 و 17).

ص: 335

‌10 - بَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّا يَكُونُ فِي أُمَّتِهِ مِنَ الْفِتَنِ وَالْحَوَادِثِ

ص: 337

6602 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عن الأعمش عن شقيق: عن حذيفة قَالَ:

قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ إِلَّا حدَّث بِهِ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظهُ ونسيَهُ مَن نَسِيهُ قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ وَإِنَّهُ لَيَكُونُ الرَّجُلُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيَهُ فَأَرَاهُ فأذكرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ فَإِذَا رآه عرفه

= (6636)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 337

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يصرِّح بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 337

6603 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ: عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:

لَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَامًا فحدَّثنا مَا هُوَ كَائِنٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الساعة مابي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي كُنْتُ وَحْدِي لَقَدْ كَانَ مَعِي غَيْرِي حَفِظَ ذَاكَ مَنْ حَفِظَهُ ونَسِيَهُ مَنْ نَسيَهُ

= (6637)[69: 3]

صحيح: م (8/ 172).

ص: 337

ذِكْرُ الْأَخْبَارِ عَنْ وَصْفِ قَدْرِ ذَاكَ الْمَقَامِ الَّذِي قَالَ فِيهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ

ص: 338

6604 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أحمر الْيَشْكُرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ - اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ - قَالَ:

صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَ حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ فحدَّثنا بِمَا كَانَ وبما هو كائن فأعلَمُنا أحفَظُنا

= (6638)[69: 3]

صحيح.

ص: 338

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَدْرِ مَا بَقِيَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا فِي جَنْبِ مَا خَلَا مِنْهَا

ص: 338

6605 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّمَا أجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلا مِنَ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ ومَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالاً فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ قَالَ: فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ

⦗ص: 339⦘

نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ قَالَ: فَعَمِلَتِ النَّصَارَى مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ قَالَ: ثُمَّ أَنْتُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ قَالَ: فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَقَالُوا: نَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا وأقلَّ عَطَاءً قَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حقِّكُم شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا قَالَ: فَإِنَّهُ فَضْلِي أُوتِيه مَنْ أشاء)

= (6639)[69: 3]

صحيح ـ ((الروض النضير)) (504): خ.

ص: 338

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قُرب السَّاعَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ بالإشارة المعلومة

ص: 339

6606 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ بالري حدثنا محمد بن عصام بن يزيد حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ وَقَتَادَةَ وَحَمْزَةَ الضَّبِّيِّ قَالُوا: سَمِعْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ هَكَذَا) ـ وَأَشَارَ بِأُصْبَعَيْهِ ـ.

قَالَ: وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: كفضل إحداهما على الأخرى

= (6640)[42: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3220): ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ) أَرَادَ بِهِ أَنِّي بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كالسَّبَّابة وَالْوُسْطَى مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَنَا نَبِيٌّ آخَرُ لِأَنِّي آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ وَعَلَى أُمَّتِي تَقُومُ السَّاعَةُ

ص: 339

ذِكْرُ وَصْفِ الْأُصْبُعَيْنِ اللَّذَيْنِ أَشَارَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِهِمَا فِي هَذَا الْخَبَرِ

ص: 340

6607 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(بُعِثتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ) ـ وَجَمَعَ بَيْنَ السبابة والوسطى ـ.

= (6641)[42: 3]

حسن صحيح ـ المصدر نفسه: خ.

ص: 340

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِعُمُومِ هَذَا الْخِطَابِ الذي ذكرناه

ص: 340

6608 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ: أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: بِأُصْبُعِهِ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ وَالْوُسْطَى:

(بُعِثتُ أَنَا والساعة هكذا)

= (6642)[42: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه: ق.

ص: 340

ذِكْرُ نَفْيِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم كَوْنَ النُّبُوَّةِ بَعْدَهُ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ

ص: 340

6609 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ:

⦗ص: 341⦘

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ:

(أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ موسى؟! غير أنه لا نبي بعدي)

= (6643)[8: 3]

صحيح لغيره، بل هو متواتر ـ ((الإرواء)) (8/ 127/2473)، وسيأتي من حديث سعد (6887).

ص: 340

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا قَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ

ص: 341

6610 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَبْدَانُ بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ـ أَوْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ قَالَ:

بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه فَلَمَّا بَلَغَ ضَجْنَانَ سَمِعَ بُغَامَ نَاقَةِ عَلِيٍّ رضي الله عنه فَعَرَفَهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ: مَا شَأْنِي؟ قَالَ: خيرٌ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعثني بـ {براءة} [التوبة: 1] فَلَمَّا رَجَعْنَا انْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي؟ قال:

(خيرٌ ، أنت صاحبي في الغار ، [وأنت معي على الحوض]

(1)

غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُبَلِّغُ غَيْرِي أَوْ رَجُلٌ مني - يعني عليّاً -)

= (6644)[8: 3]

⦗ص: 342⦘

صحيح لغيره ـ ((التعليق على صحيح كشف الأستار)) (2485).

(1)

زيادة من ((الدر المنثور)) (3/ 210)، وقد عزاه لابن حبان، وابن مردويه، وهي ثابتة في

بعض روايات القصة، انظر تعليقي على ((صحيح كشف الأستار)) (2485).

ص: 341

ذكر وصف قراءة علي سُورَةَ {بَرَاءَةَ} عَلَى النَّاسِ

ص: 342

6611 -

أَخْبَرَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَنَدِيُّ بمكة حدثنا علي بن زياد اللَّجحي حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ: عَنْ جَابِرٍ:

أَنَّهُمْ ـ حِينَ رَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ عُمْرَةِ الجِعْرَانَةِ ـ بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى الْحَجِّ فَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا كُنَّا بالعَرْج ثوَّبَ بِالصُّبْحِ فَلَمَّا اسْتَوَى لِلتَّكْبِيرِ سَمِعَ الرَّغْوَةَ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَوَقَفَ عَنِ التَّكْبِيرِ فَقَالَ: هَذِهِ رَغْوَةُ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الجَدْعاء فلعلَّهُ أَنْ يَكُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فنُصَلِّيَ مَعَهُ فَإِذَا عَلِيٌّ عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أميرٌ أنتَ أَمْ رسولٌ؟ قَالَ: لَا بَلْ رَسُولٌ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بـ {براءة} [التوبة: 1] أقرأُها عَلَى النَّاسِ فِي مَوَاقِفِ الْحَجِّ فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ النَّاسَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَامَ علي فقرأ بـ {براءة} [التوبة: 1] حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ خَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا كان يوم عرفة فقام أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ النَّاسَ يُعلِّمُهم مناسِكَهمْ حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَامَ عَلِيٌّ فَقَرَأَ عَلَى النَّاسِ {براءة} [التوبة: 1] حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ فَأَفَضْنَا فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو بَكْرٍ خَطَبَ النَّاسَ فحدَّثَهم عَنْ إِفَاضَتِهِمْ وَعَنْ نَحْرِهِمْ وَعَنْ مَنَاسِكِهِمْ فَلَمَّا فرغ قام علي فقرأ على الناس {براءة} [التوبة: 1] حَتَّى خَتَمَهَا فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّفْرِ الْأَوَّلِ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ النَّاسَ فحدَّثَهم كَيْفَ يَنْفِرُونَ وَكَيْفَ يَرْمُونَ وعلَّمهم مَنَاسِكَهُمْ فَلَمَّا فَرَغَ قام علي فقرأ {براءة} [التوبة: 1] على الناس

⦗ص: 343⦘

حتى ختمها

= (6645)[8: 3]

ضعيف الإسناد ـ ((التعليق على ابن خزيمة)) (2974).

ص: 342

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَوَّلَ حَادِثَةٍ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الْحَوَادِثِ قَبْضُ نَبِيِّهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 343

6612 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يَقُولُ:

خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

(تَزْعُمُونَ أَنِّي مِن آخرِكُم وَفاةً؟! إِنِّي مِن أوَّلِكُم وَفَاةً وتَتْبَعُوني أَفْنَادًا ، يضرب بعضكم رقاب بعض)

= (6646)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (851).

ص: 343

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَا وَصَفْنَا مِنْ أَوَّلِ الْحَوَادِثِ هُوَ مِنْ أَمَارَةِ إِرَادَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْخَيْرَ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ

ص: 343

6613 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ: عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ قَبَضَ نبيَّها قَبْلَهَا فَجَعَلَهُ لَهَا فَرَطًا وَسَلَفًا وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ عذَّبها ونبيُّها حيٌّ فأقرَّ عينَهُ بِهَلَكَتِهَا حين

⦗ص: 344⦘

كذَّبوه وعَصَوْا أمرهُ)

= (6647)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3059): م.

ص: 343

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَوَّلَ حَادِثَةٍ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ تَكُونُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ

ص: 344

6614 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ:

رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَيَقُولُ:

(ها ، إِنَّ الفِتْنَةَ ههُنا ، إن الفتنة ههُنا ، مِنْ حيث يَطْلُعُ قَرْنُ الشيطان)

= (6648)[69: 3]

صحيح ـ ((تخريج فضائل الشام)).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: مَشْرِقُ الْمَدِينَةِ: هُوَ الْبَحْرَيْنِ وَمُسَيْلِمَةُ مِنْهَا وَخُرُوجُهُ كَانَ أوَّل حادثٍ حَدَثَ فِي الْإِسْلَامِ

ص: 344

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 344

6615 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ: سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:

رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ وَيَقُولُ:

(إِنَّ الْفِتْنَةَ هُنَا ، إِنَّ الْفِتْنَةَ هُنَا؛ مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشيطان)

= (6649)[69: 3]

⦗ص: 345⦘

صحيح.

ص: 344

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَا كَانَ يَتَوَقَّعُ صلى الله عليه وسلم مِنْ وُقُوعِ الْفِتَنِ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرَيْنِ

ص: 345

6616 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاح البزَّار قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كذَّابِينَ مِنْهُمْ صاحِبُ الْيَمَامَةِ وَمِنْهُمْ صاحِبُ صَنْعَاءَ العَنْسِيُّ ، وَمِنْهُمْ صَاحِبُ حِمْير وَمِنْهُمُ الدَّجال وَهُوَ أعْظَمُهُمْ فِتْنةً)

قَالَ

(1)

: وَقَالَ أَصْحَابِي: قَالَ:

(هُمْ قريبٌ مِنْ ثلاثينَ كَذَّاباً)

(2)

.

= (6650)[69: 3]

حسن صحيح ـ انظر التعليقات.

⦗ص: 346⦘

(1)

يعني: جابراً؛ كما في رواية أحمد.

(2)

إسنادُه حسنٌ، وفي الحسنِ بن الصباح كلام يسير من قِبَلِ حِفْظِه، مع كونه مِن شيوخ

البخاري.

وله شاهدٌ عَنِ الحسن البصري ..... مُرسلاً: أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 161/19379).

وإسناده حسنٌ؛ لولا عنعنة مبارك - وهو ابن فضالة -.

والحديث له طريق أخرى من رواية ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر: أخرجه أحمد (3/ 345).

ص: 345

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةِ: (ثَلَاثِينَ كَذَّابًا) إِنَّمَا هِيَ مِنْ كَلَامِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 346

6617 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ دَجَّالُونَ كُلُّهُمْ يزعم أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَفِيضَ الْمَالُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ويكثُرَ الهَرْجُ) قالوا: وما الهرج يارسول الله؟ قال:

(القَتْلُ القَتْلُ)

= (6651)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1683).

ص: 346

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ يَخُوضُونَ فِيهِ فِي حَيَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 346

6618 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ مُسَافِعٍ

(1)

قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرَةَ:

((أكثَرَ النَّاسِ فِي شَأْنِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا)) ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ ((فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ

⦗ص: 347⦘

قَالَ:

(أَمَّا بَعْدُ فِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِي شَأْنِهِ)) فَإِنَّهُ كذَّابٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كذَّاباً يَخْرُجُونَ قَبْلَ الدَّجْالِ وَإِنَّهُ لَيْسَ بَلَدٌ إِلَّا يَدْخُلهُ رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلَّا الْمَدِينَةَ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا مَلَكان يَذُبَّان عنها رُعْبَ المسيح)

= (6652)[69: 3]

صحيح لغيره دون ما بين الهلالين ـ ((صحيح الموارد)) (1588).

(1)

قلت: لا يُعرفُ إلاَّ بهذا الإسناد، ولذلك قال الحسيني:((لا يُدرَى مَن هو؟ ))، وأقرَّه

الحافظ في ((التعجيل)) (327/ 836).

ص: 346

ذِكْرُ رُؤْيَا الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي مُسَيْلِمَةَ وَالْعَنْسِيِّ

ص: 347

6619 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(رَأَيْتُ فِيَ يَدَيَّ سِوارَينِ مِنْ ذهبٍ فَنَفَختُهما فطَارَا فأوَّلْتهما الكذَّابَيْنِ: مُسيلِمَةَ والعَنْسيَّ)

= (6653)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 347

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مُسَيْلِمَةَ طَلَبَ مِنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم خِلَافَتَهُ بَعْدَهُ

ص: 347

6620 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي هِلَالٍ: فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ـ وَرَجُلٍ آخَرَ ـ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

⦗ص: 348⦘

أَنَّ مُسَيْلِمَةَ قَدِمَ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ حَتَّى نَزَلَ فِي نخلٍ فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يَقُولُ: إنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ بَعْدَهُ تَبِعْتُهُ قَالَ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إِلَّا ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ـ وَفِي يَدِهِ جَرِيدة حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:

(لَوْ أَنَّكَ سَأَلْتَنِي هَذِهِ مَا أعطيتُك ولَئِنْ أَدْبَرْتَ ليَعْقِرنَّك اللَّهُ وَهَذَا ثابتٌ يُجِيبك عَنِّي وَإِنِّي لأحسِبُكَ الَّذِي رَأَيْتُ فِيمَا أُريتُ)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَطَلَبْتُ رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ كأنَّ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذهبٍ فأهمَّني شَأْنُهُمَا فأُوحي إِلَيَّ: أَنِ انْفُخْهُما فَنَفَخْتُهما فَطَارَا فأوَّلتُهما الكذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي: العَنْسيَّ ـ صاحب صنعاء ـ ومسيلمة ـ صاحب اليمامة ـ)

= (6654)[69: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 347

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الَّذِي يَلِي أَمْرَ النَّاسِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ يَكُونُ مِنْ قُرَيْشٍ لَا مِنْ غَيْرِهَا

ص: 348

6621 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ فِي الناس اثنان)

⦗ص: 349⦘

= (6655)[69: 3]

صحيح: ق ـ تقدم (6233).

ص: 348

ذِكْرُ إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بَعْدَهُ

ص: 349

6622 -

أخبرنا يوسف بن يعقوب المقرىء الْخَطِيبُ بِوَاسِطَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فكلَّمتْهُ فأمرها أن ترجع قالت: يارسول اللَّهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ - يَعْنِي: الْمَوْتَ -؟ قَالَ:

(إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بكر)

= (6656)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3117): ق.

ص: 349

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ عُثْمَانَ ثُمَّ عَلِيًّا الْخُلَفَاءُ بَعْدَ المصطفى صلى الله عليه وسلم ورضي عَنْهُمْ ـ وَقَدْ فَعَلَ ـ.

ص: 349

6623 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَان: عَنْ سَفِينةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ سَنَةً وسائِرهُمْ مُلوكٌ والخُلفاء وَالْمُلُوكُ اثْنَا عشر)

= (6657)[69: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (459).

قال أبوحاتم رضي الله عنه: هَذَا خَبَرٌ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحِكْم صِنَاعَةَ

⦗ص: 350⦘

الْحَدِيثِ أَنَّ آخِرَهُ يَنْقُضُ أوَّله إِذِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَ أَنَّ الْخِلَافَةَ ثَلَاثُونَ سَنَةً ثُمَّ قَالَ: ((وَسَائِرُهُمْ مُلُوكٌ)) فَجَعَلَ مَنْ تقلَّدَ أُمُورَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ ثَلَاثِينَ سَنَةٍ مُلُوكًا كُلَّهُمْ ثُمَّ قَالَ: ((وَالْخُلَفَاءُ وَالْمُلُوكُ اثْنَا عَشَرَ)) فَجَعَلَ الْخُلَفَاءَ وَالْمُلُوكَ اثْنَيْ عَشَرَ ـ فَقَطْ ـ فظاهرُ هَذِهِ اللَّفْظَةِ يُنْقُضُ أَوَّلَ الْخَبَرِ!

وَلَيْسَ ـ بِحَمْدِ اللَّهِ ومَنِّه ـ كَذَلِكَ وَلَا يَجِبُ أَنْ يُجعل حِرْمَانُ تَوْفِيقِ الْإِصَابَةِ دَلِيلًا عَلَى بُطلان الْوَارِدِ مِنَ الْأَخْبَارِ بَلْ يَجِبُ أَنْ يُطلب الْعِلْمُ مِن مَظَانِّهِ فَيْتَفقَّهُ فِي السُّنَنِ حَتَّى يُعلم أَنَّ أَخْبَارَ مَنْ عُصِمَ ، وَلَمْ يَكُنْ يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وحيٌ يُوحَى صلى الله عليه وسلم: لَا تتضادُّ وَلَا تَتَهَاتَرُ!

وَلَكِنْ مَعْنَى الْخَبَرِ ـ عِنْدَنَا ـ أَنَّ مَنْ بَعْدَ الثَّلَاثِينَ سَنَةً يَجُوزُ أَنْ يُقال لَهُمْ: خُلَفَاءُ أَيْضًا عَلَى سَبِيلِ الِاضْطِرَارِ وَإِنْ كَانُوا مُلُوكًا عَلَى الْحَقِيقَةِ وَآخِرُ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْخُلَفَاءِ كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَلَمَّا ذَكَرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم الْخِلَافَةَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَكَانَ آخِرَ الِاثْنَيْ عَشَرَ عُمَرُ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ مِنَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ أُطْلِقَ عَلَى مَن بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْبَعِ الْأُوَلِ: اسْمُ الْخُلَفَاءِ وَذَاكَ أَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَى جَنَّتِهِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثنتي عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سنة عشرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ واستُخْلِف أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ ثَانِيَ وَفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم وتُوفِّي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لَيْلَةَ الِاثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَين مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَاثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ يَوْمًا ثُمَّ استُخْلِف عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمَ الثَّانِي مِنْ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ثُمَّ قُتِلَ عمرُ رضي الله عنه وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ وَأَرْبَعَ لَيَالٍ ، ثُمَّ استُخلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ـ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ـ ثُمَّ قُتِلَ عُثْمَانُ وَكَانَتْ خلافتُه اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا ثُمَّ استُخْلِف عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ـ

⦗ص: 351⦘

رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ ـ وقُتِلَ وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ خَمْسَ سِنِينَ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا ، فَلَمَّا قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ـ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ ـ وَذَلِكَ يَوْمُ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ بَايَعَ أهلُ الْكُوفَةِ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ وَبَايَعَ أهلُ الشَّامِ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بِإِيلِيَاءَ ثُمَّ سَارَ معاويةُ يريدُ الْكُوفَةَ وَسَارَ إِلَيْهِ الحسنُ بْنُ عَلِيٍّ فالْتَقَوا بِنَاحِيَةِ الْأَنْبَارِ فَاصْطَلَحُوا عَلَى كِتَابٍ بَيْنَهُمْ بِشُرُوطٍ فِيهِ وسلَّم الحسنُ الْأَمْرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَذَلِكَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ لِخَمْسِ ليالٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وتُسمَّى هَذِهِ السَّنَةُ سَنَةَ الْجَمَاعَةِ ، ثُمَّ تُوفِّي مُعَاوِيَةُ بِدِمَشْقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لثمانٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ سِتِّينَ وَكَانَتْ ولايتُه تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا لَيَالٍ وَكَانَتْ لَهُ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً ثُمَّ وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ـ ابنُهُ ـ يَوْمَ الْخَمِيسِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبُوهُ وَتُوُفِّيَ بِحُوَارِينَ - قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى دِمَشْقَ - لأربعَ عشرةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَكَانَتْ ولايتُه ثَلَاثَ سِنِينَ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا أَيَّامًا ثُمَّ بُويع ابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ يَوْمَ النِّصف مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمَاتَ يَوْمَ الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَكَانَتْ إمارتُه أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً ثُمَّ بَايَعَ أَهْلُ الشَّامِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَبَايَعَ أَهْلُ الْحِجَازِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَاسْتَوَى الْأَمْرُ لِمَرْوَانَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمَاتَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ خمسٍ وَسِتِّينَ وَلَهُ ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً وَكَانَتْ إمارتُه عَشَرَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا ليالٍ ثُمَّ بَايَعَ أَهْلُ الشَّامِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبُوهُ وَمَاتَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِدِمَشْقَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَلَهُ اثْنَانِ وَسِتُّونَ سَنَةً ثُمَّ بَايَعَ أَهْلُ الشَّامِ الْوَلِيدَ ـ ابْنَهُ ـ يَوْمَ تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ تُوُفِّيَ الْوَلِيدُ بِدِمَشْقَ فِي النِّصْفِ مِنْ

⦗ص: 352⦘

جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَكَانَ لَهُ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ تِسْعَ سِنِينَ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ بُويِعَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ـ أَخُوهُ لِأُمِّهِ وَأَبِيهِ ـ وَتُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرِ ليالٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ بِدَابِق سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَلَهُ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ سَنَتَيْنِ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَ لَيَالٍ ثُمَّ بَايَعَ النَّاسُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ سُلَيْمَانُ ، وَتُوُفِّيَ رحمه الله بدَيْر سَمْعان مِنْ أَرْضِ حِمْصَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِخَمْسِ ليالٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ إحدى ومئة وَلَهُ يَوْمَ مَاتَ إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ سَنَةً وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَ لَيَالٍ وَهُوَ آخِرُ الْخُلَفَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ خَاطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ بِهِمْ

ص: 349

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُلُوكَ يُطلق عَلَيْهِمُ اسْمُ الْخُلَفَاءِ فِي الضَّرُورَةِ ـ أَيْضًا ـ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 352

6624 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي خُلفاء يَعْمَلون بِمَا يَعلَمُون ويَفعَلُونَ مَا يُؤْمَرون وَسَيَكُونُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلفاء يَعْمَلون مَا لَا يَعلَمُون ويَفْعَلُون مَا لَا يُؤْمرون فَمَنْ أَنكرَ بَرِىءَ ومَنْ أَمْسَكَ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وتَابَعَ)

= (6658)

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3007).

ص: 352

[6624/*]- أخبرنا ابْنُ سَلْم ـ فِي عَقِبهِ ـ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ عَنِ

⦗ص: 353⦘

الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ..... مِثْلَهُ.

= (6659)[69: 3]

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَسَمِعَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَالطَّرِيقَانِ ـ جَمِيعًا ـ مَحْفُوظَانِ

ص: 352

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِأَنَّ الْأَوْزَاعِيَّ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 353

6625 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(سَيَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعلمون وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرون ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلفاء يَعملون بِمَا لَا يَعلَمون ويَفعَلون مَا لَا يُؤْمَرون فمن أَنكرَ عليهم فقد بَرِىءَ ولكن مَنْ رَضِيَ وتَابَعَ)

= (6660)[69: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه.

ص: 353

ذِكْرُ خَبَرٍ أَوْهَمَ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ الْخُلَفَاءَ لَا يَكُونُونَ بَعْدَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ

ص: 353

6626 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ) فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى

⦗ص: 354⦘

مَنْزِلِهِ أتتهُ قُرَيْشٌ قَالُوا: ثُمَّ يكون ماذا؟ قال:

(ثم يكون الهَرْجُ)

= (6661)[69: 3]

صحيح ـ دون قوله: فلما رجع ..... ـ ((الصحيحة)) (376 و 1075).

ص: 353

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَرَادَ بِقَوْلِهِ: (يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً) أَنَّ الْإِسْلَامَ يَكُونُ عَزِيزًا فِي أَيَّامِهِمْ لَا أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ نَفْيَ مَا وَرَاءَ هَذَا الْعَدَدِ مِنَ الْخُلَفَاءِ

ص: 354

6627 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً) قَالَ: فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أفْهَمْهَا قُلْتُ لِأَبِي: ما قال؟ قال:

(كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ)

= (6662)[69: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه: م وخ مختصراً.

ص: 354

ذِكْرُ وَصْفِ عِزَّةِ الْإِسْلَامِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي أَيَّامِ الِاثْنَيْ عَشَرَ

ص: 354

6628 -

أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الطَّاحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا ـ يُنْصَرُون عَلَى مَنْ ناوَأَهُمْ عَلَيْهِ ـ

⦗ص: 355⦘

إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً) قَالَ: ثُمَّ تكلَّم بِكَلِمَةٍ أصْمَتَنيها النَّاسُ فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ:

(كُلُّهُمْ مِنْ قُريشٍ)

= (6663)[69: 3]

صحيح: ق ـ انظر ما قبله.

ص: 354

ذِكْرُ خَبَرٍ شنَّع بِهِ بَعْضُ المُعَطِّلَةِ وَأَهْلُ الْبِدَعِ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ حَيْثُ حُرِمُوا تَوْفِيقَ الْإِصَابَةِ لِمَعْنَاهُ

ص: 355

6629 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا العوَّام بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ ـ أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ ـ فَإِنْ هَلَكُوا فَسَبِيل مَنْ هَلَكَ وَإِنْ بَقُوا بَقِي لَهُمْ دِينُهُمْ سبعين سنة)

= (6664)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (976).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: هَذَا خَبَرٍ شنَّع بِهِ أَهْلُ الْبِدَعِ عَلَى أَئِمَّتِنَا وزعموا أن أصحاب الحديث حشوية يروون مَا يَدْفَعُهُ العِيانُ والحِسُّ ويُصحِّحُونه فَإِنْ سُئِلُوا عَنْ وَصْفِ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نُؤْمِنُ بِهِ وَلَا نفسِّرهُ!

وَلَسْنَا ـ بِحَمْدِ اللَّهِ ومَنِّه ـ مِمَّا رُمينا بِهِ فِي شَيْءٍ بَلْ نَقُولُ: إِنَّ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَا خَاطَبَ أُمَّتَهُ ـ قطُّ ـ بِشَيْءٍ لَمْ يُعقَلْ عَنْهُ وَلَا فِي سُنَنِهِ شَيْءٌ لَا يُعلم مَعْنَاهُ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ السُّنَنَ إِذَا صحَّت يَجِبُ أَنْ تُروى ويُؤْمَنَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ تُفَسَّرَ ويُعقلَ مَعْنَاهَا

⦗ص: 356⦘

فَقَدْ قَدَحَ فِي الرِّسَالَةِ اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ تَكُونَ السُّنَنُ مِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا صِفَاتُ اللَّهِ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ الَّتِي لَا يَقَعُ فِيهَا التَّكْيِيفُ بَلْ عَلَى النَّاسِ الْإِيمَانُ بِهَا

وَمَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ ـ عِنْدَنَا ـ مِمَّا نَقُولُ فِي كُتُبِنَا: إِنَّ الْعَرَبَ تُطْلِقُ اسْمَ الشَّيْءِ بالكُلِّيَّةِ عَلَى بَعْضِ أَجْزَائِهِ وتُطلق الْعَرَبُ فِي لُغَتِهَا اسْمَ النِّهَايَةِ عَلَى بِدَايِتِهَا وَاسْمَ الْبِدَايَةِ عَلَى نهايتها أراد صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ: (تَدُور رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ) ـ: زَوَالَ الْأَمْرِ عَنْ بَنِي هَاشِمٍ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ لِأَنَّ الْحُكْمَيْنِ كَانَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ فَلَمَّا تلعثمَ الْأَمْرُ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَشَارَكَهُمْ فِيهِ بَنُو أُمَيَّةَ أَطْلَقَ صلى الله عليه وسلم اسْمَ نِهَايَةِ أَمْرِهِمْ عَلَى بِدَايَتِهِ وَقَدْ ذَكَرْنَا استخلافَهُم وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى أَنْ مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ إحدى ومئة وَبَايَعَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وتُوفي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِبَلْقَاءَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِخَمْسِ لَيَالٍ بقين من شعبان سنة خمس ومئة وَبَايَعَ النَّاسُ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ ـ أَخَاهُ ـ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فولَّى هِشَامٌ خَالِدَ بْنَ عبد الله القَسْريَّ: الْعِرَاقَ وَعَزَلَ عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ فِي أَوَّلِ سنة ست ومئة وظهرت الدعاة بخرسان لِبَنِي الْعَبَّاسِ وَبَايَعُوا سُلَيْمَانَ بْنَ كَثِيرٍ الْخُزَاعِيَّ ـ الدَّاعِيَ إِلَى بَنِي هَاشِمٍ ـ فَخَرَجَ فِي سَنَةِ ست ومئة إِلَى مَكَّةَ وَبَايَعَهُ النَّاسُ لِبَنِي هَاشِمٍ فَكَانَ ذَلِكَ تَلَعْثُمَ أُمُورِ بَنِي أُمَيَّةَ حَيْثُ شَارَكَهُمْ فِيهِ بَنُو هَاشِمٍ فَأَطْلَقَ صلى الله عليه وسلم اسْمَ نِهَايَةِ أَمْرِهِمْ عَلَى بِدَايَتِهِ وَقَالَ: (وإنْ بَقُوا بَقِي لَهُمْ دينُهم سَبْعِينَ سَنَةً) يريد: على ماكانوا عليه

ص: 355

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَوَّلِ نِسَائِهِ لُحوقاً بِهِ بَعْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 356

6630 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 357⦘

(أَسْرَعُكُنَّ لحَاقاً بِي أطولُكنَّ يَدًا) قَالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أيُّهنَّ أطولُ؟ قَالَتْ: فَكَانَ أطولَنا يَدًا زينبُ؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بيدها وتتصدَّقُ

= (6665)[69: 3]

صحيح: م، وتقدم (3303).

ص: 356

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ كَوْنِ الصَّحَابَةِ فِيهِمْ أَوِ التابعين

ص: 357

6631 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بن دينار سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:

(يأتي على الناس زمان يغزو فيه فِئامٌ من الناس فيُقال: هل فيكم مَنْ صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيُقال: نعم فيُفتَحُ لهم ثم يأتي على الناس زمان يَغْزُو فيه فِئَامٌ مِنَ الناس فيُقال: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فيُقالُ: نَعَمْ فيُفتَحُ لهم ثم يأتي على الناس زمانٌ يَغْزُو فيه فئامٌ من الناس فيُقالُ: هل فيكم مَنْ صَحِبَ مَنْ صاحَبَهم؟ فيُقال: نَعَمْ فيُفْتَحُ لهم)

= (6666)[69: 3]

صحيح ـ مضى (4748).

ص: 357

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَوْتِ أُمِّ حَرَامٍ بنت ملحان

ص: 357

6632 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الطَّائِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ

⦗ص: 358⦘

يَقُولُ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُه وَكَانَتْ أمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فأطعَمتْهُ ثُمَّ جَلَسَتْ تَفْلِي رأسَهُ فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ قَالَتْ: فقلت: ما يُضْحِكُكَ يارسول اللَّهِ؟ قَالَ:

(نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عليَّ غُزاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ مُلُوكًا عَلَى الأسِرَّةِ ـ أَوْ مثلَ الْمُلُوكِ على الأسرَّةِ؛ يَشكُّ أيُّهما -) قالت: فقلت: يارسول اللَّهِ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ! فَدَعَا لَهَا ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يُضحِكُكَ يارسول اللَّهِ؟! قَالَ:

(نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضوا عَلَيَّ غُزاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ) ـ كَمَا قَالَ فِي الأول ـ قالت: فقلت: يارسول اللَّهِ! ادعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَني مِنْهُمْ! قَالَ:

(أنْتِ مِنَ الأوَّلين) فَرَكَبَتْ أمُّ حَرَامٍ الْبَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَصُرِعَتْ عَنْ دابَّتها حِينَ خَرَجَتْ مِنَ الْبَحْرِ فهَلَكَتْ

= (6667)[69: 3]

صحيح ـ مضى (4589).

ص: 357

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إِخْرَاجِ النَّاسِ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ مِنَ الْمَدِينَةَ

ص: 358

6633 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ عَنْ عَمِّهِ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

⦗ص: 359⦘

أَتَانِي نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا نَائِمٌ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ ـ فضَرَبَني برِجلِهِ وَقَالَ:

(أَلَا أَرَاكَ نائماً فيه؟! ) قلت: بلى يارسول اللَّهِ! غَلَبَتْني عَيْنِي قَالَ:

(فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهُ)؟ قُلْتُ: مَا أَصْنَعُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ! أَضرِبُ بِسَيْفِي؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خيرٌ لَكَ مِنْ ذَلِكَ وأقربُ رُشْداً؟! تَسْمَعُ وتُطِيعُ وتنساقُ لهم حيث سَاقُوك)

= (6668)[69: 3]

حسن بما بعده ـ ((الظلال)) (1074).

ص: 358

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 359

6634 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَيْسِيُّ عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ضُرَيب بْنِ نُقير الْقَيْسِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ:

جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرجاً * ويَرْزُقْهُ مِن حَيْثُ لَا يَحْتَسِبَ} [الطلاق: 3 - 4] قَالَ: فَجَعَلَ يُردِّدُها عليَّ حَتَّى نَعَسْتُ فَقَالَ:

(يَا أَبَا ذرٍّ! لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهم أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ) ثُمَّ قَالَ:

(يَا أَبَا ذرٍّ! كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ)؟ قُلْتُ: إِلَى السَّعَةِ والدَّعةِ أَكُونُ حَمَاماً مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ قَالَ:

(كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخرِجْتَ مِنْ مَكَّةَ)؟ قُلْتُ: إِلَى السَّعةِ والدَّعةِ إِلَى

⦗ص: 360⦘

أَرْضِ الشَّامِ وَالْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ قَالَ:

(فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهَا)؟ قلتُ: إِذًا ـ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ـ آخُذَ سَيْفِي فأَضعَهُ عَلَى عَاتِقِي فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(أَوْ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ تسمَعُ وتُطِيعُ لعبدٍ حَبَشيٍّ مُجدَّعٍ)

= (6669)[69: 3]

ضعيف لانقطاعه ـ ((المشكاة)) (5306).

ص: 359

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَوْتِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ

ص: 360

6635 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أُمِّ ذَرٍّ قَالَتْ:

لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذرٍّ الْوَفَاةُ بَكَيْتُ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقُلْتُ: مَا لِي لَا أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بفَلاةٍ مِنَ الْأَرْضِ وَلَيْسَ عِنْدِي ثوبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا؟! قَالَ: فَلَا تَبْكِي وَأَبْشِرِي فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لنفرٍ ـ أَنَا فِيهِمْ ـ:

(لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يشهدهُ عِصابةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفرِ أحدٌ إِلَّا وقَدْ هَلَكَ فِي قَرْيَةِ جَمَاعَةٍ وَأَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلَاةٍ وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ! فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ قَالَتْ: وَأَنَّى وَقَدْ ذَهَبَ الحاجُّ وانقَطَعتِ الطُّرُقُ؟! قَالَ: اذْهَبِي فَتَبَصَّرِي قَالَتْ: فكنتُ أَجِيءُ إِلَى كَثِيبٍ فأتبصَّرُ ثُمَّ أرجعُ إِلَيْهِ فأُمرِّضهُ فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِرِجَالٍ

⦗ص: 361⦘

عَلَى رِحَالِهِمْ ـ كأنَّهم الرَّخَمُ ـ فَأَقْبَلُوا حَتَّى وَقَفُوا عليَّ وَقَالُوا: مَا لَكِ أَمَةَ اللَّهِ؟ قُلْتُ لَهُمُ: امرؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يموتُ تُكَفِّنُونَهُ؟ قَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَقُلْتُ: أَبُو ذرٍّ قَالُوا: صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَتْ: فَفَدَّوْهُ بِآبَائِهِمْ وأُمَّهَاتِهِمْ وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ فدَخَلُوا عَلَيْهِ فرحَّب بِهِمْ وَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنفر أَنَا فِيهِمْ:

(لَيَمُوتَنَّ مِنْكُمْ رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يَشهدهُ عِصابةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وَلَيْسَ مِن أُولَئِكَ النَّفَرِ أحدٌ إِلَّا هَلَكَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ وَأَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلَاةٍ أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ؟! إِنَّهُ لَوْ كَانَ عِنْدِي ثوبٌ يَسَعُني كَفَنًا لِي أَوْ لِامْرَأَتِي لَمْ أُكفَّن إِلَّا فِي ثوبٍ لِي أَوْ لَهَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ؟! إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنْ لَا يُكفِّنَني رجلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا أَوْ نَقِيبًا فَلَيْسَ أحدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا قَارَفَ بَعْضَ ذَلِكَ ـ إِلَّا فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ ـ فَقَالَ: يَا عَمِّ! أَنَا أُكفِّنُكَ لَمْ أُصِبْ مِمَّا ذَكَرْتَ شَيْئًا أُكفِّنُكَ فِي رِدَائِي هَذَا وَفِي ثَوْبَيْنِ فِي عَيْبَتي مِنْ غَزْلِ أُمي حاكَتْهُما لِي فكَفَّنَه الْأَنْصَارِيُّ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ شَهِدوهُ ـ مِنْهُمْ حُجْر بْنُ الْأَدْبَرِ ، وَمَالِكُ بْنُ الْأَشْتَرِ ـ فِي نفرٍ كُلُّهُمْ يَمَانٍ

= (6670)[69: 3]

ضعيف ـ ((تيسير الانتفاع)) / ترجمة أم ذر.

ص: 360

ذِكْرُ إِخْبَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ مَوْتِ أَبِي ذَرٍّ

ص: 361

6636 -

أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي ابن الْمَدِينِيِّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أُمِّ ذَرٍّ قَالَتْ:

⦗ص: 362⦘

لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ بَكَيْتُ فَقَالَ: مَا يُبكيك؟! فقلت: ومالي لَا أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا وَلَا يَدَانِ لِي فِي تَغْيِيبِكَ قَالَ: أَبْشِرِي وَلَا تَبْكِي فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(لَا يَمُوتُ بَيْنَ امْرأَيْنِ مُسلِمَينِ وَلَدانِ أَوْ ثلاثٌ فَيَصْبِرَانِ ويَحْتَسِبَان فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا) وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لنفرٍ ـ أَنَا فِيهِمْ ـ:

(لَيمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يشهَدهُ عِصَابَةٌ مِنَ المؤمنين) وليس من أولئك النفر أحداً إِلَّا وَقَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ فَأَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ مَا كَذبتُ وَلَا كُذِبتُ فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ فَقُلْتُ: أنَّى وَقَدْ ذَهَبَتِ الْحَاجُّ وتقطَّعَتِ الطًّرُقُ؟! فَقَالَ: اذْهَبي فَتَبَصَّرِي قَالَتْ: فكنتُ أشتدُّ إِلَى الْكَثِيبِ أتبصَّرُ ثُمَّ أَرْجِعُ فأمرِّضهُ فَبَيْنَمَا هُوَ ـ وَأَنَا كَذَلِكَ ـ إِذَا أَنَا بِرِجَالٍ عَلَى رَحْلِهِمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ تَخُبُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ قَالَتْ: فَأَسْرَعُوا إِلَيَّ حِينَ وَقَفُوا عَلَيَّ فَقَالُوا: يا أمة الله مالك؟! قُلْتُ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ فتكفِّنونه؟ قَالُوا: ومَنْ هُوَ؟ قَالَتْ: أَبُو ذرٍّ قَالُوا: صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: نَعَمْ فَفَدَّوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ: أَبْشِرُوا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ ـ أَنَا فِيهِمْ ـ:

(لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يشهَدُهُ عِصابة مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ رَجُلٌ إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ في جماعة فو الله مَا كَذبْتُ وَلَا كُذِبت! إِنَّهُ لَوْ كَانَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا لِي أَوْ لِامْرَأَتِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِي ثَوْبٍ هُوَ لِي أو لها إني أَنشُدُكُمُ الله أَنْ يُكفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ

⦗ص: 363⦘

عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا أَوْ نَقِيبًا فَلَيْسَ مِنْ أولئك النَّفرِ أحدٌ وَقَدْ قَارَفَ بَعْضَ مَا قَالَ ـ إِلَّا فَتًى من الأنصار ـ قال: أنا أُكفِّنكَ ياعمّ! أُكَفِّنُكَ فِي رِدَائِي هَذَا وَفِي ثَوْبَيْنِ فِي عيبتي من غزل أمي قال: أنت فكفِّني فكفَّنهُ الْأَنْصَارِيُّ ـ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ حَضَرُوا وَقَامُوا عليه ودفنوه ـ في نفرٍ كُلُّهُمْ يَمَانٍ

= (6671)[8: 3]

ضعيف ـ انظر ما قبله.

ص: 361

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَوَّلَ فَتْحٍ يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ بَعْدَهُ فَتْحُ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ

ص: 363

6637 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِحَرَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:

سَأَلْتُ نَافِعَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قُلْتُ: حَدِّثني هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الدَّجَّالَ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ أَتَوْهُ ليُسَلِّموا عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ الصُّوفُ فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:

(تَغزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُها اللَّهُ عَلَيْكُمْ ثُمَّ تَغزُونَ فارِسَ فيفتَحُها اللَّهُ عَلَيْكُمْ ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُها اللَّهُ عَلَيْكُمْ ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجال فيفتَحُه اللَّهُ عليكم)

= (6672)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3246).

ص: 363

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ الْيَمَنِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ بَعْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 364

6638 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(تُفتَحُ الْيَمَنُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يَبُسُّون فَيَتَحَمَّلُون بأَهْلِيهم ومَن أَطَاعَهُمْ ـ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ـ وتُفْتَحُ الشَّامُ فَيَأْتِي قومٌ فَيبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُون بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ ـ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ـ وتُفتحُ الْعِرَاقُ فَيَأْتِي قومٌ فَيَبُسُّون فيَتَحَمَّلُون بِأَهْلِيهِمْ ومَنْ أَطَاعَهُمْ ـ والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ـ)

= (6673)[69: 3]

صحيح: خ (1875)، م (4/ 122).

قَالَ الشَّيْخُ: يَبُسُّون أَيْ: يَنسِلُونَ

ص: 364

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ الْمُسْلِمِينَ الْحِيرَةَ بَعْدَهُ

ص: 364

6639 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مُثِّلَتْ لِيَ الحِيرَةُ كأَنْيَابِ الْكِلَابِ وَإِنَّكُمْ ستَفْتَحُونها) فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: هَبْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ! ابْنَةَ بُقَيْلَة فَقَالَ:

(هِيَ لَكَ) فأعْطُوْهُ إِيَّاهَا فَجَاءَ أَبُوهَا فَقَالَ: أتبيعُها؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: بِكُمْ؟ احتَكِمْ مَا شِئْتَ قَالَ: بِأَلْفِ دِرْهَمٍ قَالَ: قَدْ أَخَذْتَهَا فَقِيلَ

⦗ص: 365⦘

لَهُ: لَوْ قُلْتَ ثَلَاثِينَ أَلْفًا؟ قَالَ: وَهَلْ عددٌ أَكْثَرُ مِنْ ألفٍ!

= (6674)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2825).

ص: 364

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ الْمُسْلِمِينَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ بعده

ص: 365

6640 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ فَيَّاضٍ بِدِمَشْقَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يُحدِّث عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ: عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ:

أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ـ وَهُوَ فِي خِبَاء مِنْ أَدَمٍ ـ فَجَلَسْتُ فِي فَنَاءِ الْخِبَاءِ فسلَّمتُ فردَّ فَقَالَ:

(ادْخُلْ يَا عَوْفُ) فَقُلْتُ: كُلِّي فَقَالَ:

(كُلُّكَ) فَدَخَلْتُ فوافقتُهُ يتوضَّأُ وُضوءاً مَكِيثاً ثُمَّ قَالَ:

(يَا عوفُ! احْفَظْ خِلالاً سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: إحداهُنَّ مَوْتِي) قَالَ عَوْفٌ: فَوَجَمْتُ عِنْدَهَا وَجْمَةً شَدِيدَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(قُلْ: إِحْدَى) فَقُلْتُ: إِحْدَى ثُمَّ قَالَ:

(فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ يَظْهَرُ فِيكُمْ دَاءٌ ثُمَّ اسْتِفاضة الْمَالِ فيكم حتى يُعطى الرجل منكم مئة دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ثُمَّ فِتْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ حَتَّى لَا يَبْقَى بيتٌ مؤمنٌ إِلَّا دخَلَتْهُ ثُمَّ صُلْحٌ يَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُون بِكُمْ فَيَسِيرُون إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةٍ تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً)

⦗ص: 366⦘

= (6675)[69: 3]

صحيح ـ ((فضائل الشام)) (30): خ.

ص: 365

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَرْضَ بَرْبَرَ

ص: 366

6641 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا القِيراطُ فاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً ورَحِماً)

قَالَ حَرْمَلَةُ: يَعْنِي بِالْقِيرَاطِ أنَّ قِبْطَ مِصْرَ يُسمُّونَ أعْيَادَهُمْ وَكُلَّ مَجْمَعٍ لَهُمُ: الْقِيرَاطَ يقولون: نَشْهَدُ القِيرَاطَ

= (6676)[69: 3]

صحيح: م (8/ 190).

ص: 366

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَقَوِّي الْمُسْلِمِينَ بِأَهْلِ الْمَغْرِبِ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ الْكَفَرَةِ

ص: 366

6642 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو هانىء حميد بن هانىء أَنَّهُ: سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ وَعَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولَانِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُون عَلَى قَوْمٍ جَعْدٍ رُؤُوسُهُمْ فاسْتَوْصُوا بِهِمْ فَإِنَّهُ قُوَّةٌ لَكُمْ وَبَلَاغٌ إِلَى عدوكم بإذن الله) ـ يعني: قِبْطَ مصر ـ.

⦗ص: 367⦘

= (6677)[69: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (4437).

ص: 366

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الْأَمْوَالَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ

ص: 367

6643 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(تَصدَّقوا فَسَيَأْتِي عَلَيْكُمْ يومٌ يَمُرُّ أَحَدُكُمْ بصدقتِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُها يَقُولُ: فَهَلَّا قَبْلَ الْيَوْمِ؟! فَأَمَّا الْيَوْمُ فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا)

= (6678)[69: 3]

صحيح ـ ((تخريج مشكلة الفقر)) (128): ق.

ص: 367

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ كَثْرَةَ الْأَمْوَالِ

ص: 367

6644 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ

(1)

قَالَ:

⦗ص: 368⦘

كُنتُ أَسْأَلُ عَنْ حَدِيثِ عديِّ بْنِ حَاتِمٍ ـ وَهُوَ إِلَى جنبي ـ لا آتيه فأسأله فأتيته سألته؟! فَقَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ بُعِثَ فَكَرِهتُهُ أشدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا ـ قطُّ ـ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَقْصَى الْأَرْضِ ـ مِمَّا يَلِيَ الرُّومَ ـ فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يخْفَ عَلَيَّ وَإِنْ كَانَ صَادِقًا اتَّبَعْتُهُ فأقبلتُ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ استَشْرفَ لِي النَّاسُ وَقَالُوا: جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِي:

(يَا عديَّ بْنَ حَاتِمٍ أسْلِمْ تَسْلَمْ) قَالَ: قُلْتُ: إنَّ لِي دِيناً قَالَ:

(أَنَا أعلمُ بِدِينِكَ مِنْكَ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - ألستَ ترأسُ قَوْمَكَ)؟! قَالَ: قُلْتُ: بَلَى قَالَ:

(ألستَ تَأْكُلُ المِرْبَاعَ)؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى قَالَ:

(فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ) قَالَ: فَتضَعْضَعْتُ لِذَلِكَ ثُمَّ قَالَ:

(يَا عديَّ بْنَ حَاتِمٍ! أسلمْ تَسْلَمْ فَإِنِّي قَدْ أظنُّ - أَوْ قَدْ أُرى أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ خَصَاصةٌ تراها مِنْ حَوْلِي؛

⦗ص: 369⦘

[فإنك ترى الناس علينا إلباً واحداً))، قال:

((هل أتيت الحِيرَةَ؟ ))، قلت: لم آتِها، وقد علمت مكانها، قال]

(2)

:

وتُوشِكُ الظَّعينة أَنْ ترحَلَ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ ولتُفتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كسرى بن هرمز [قلت: كسرى بن هرمز؟ قال:

كسرى بن هرمزـ مرتين ـ]

(3)

ولَيَفِيضَنَّ الْمَالُ - أَوْ ليفيضُ - حَتَّى يُهِمَّ الرَّجُلَ مَنْ يَقْبَلُ مِنْهُ مَالَهُ صَدَقَةً)

قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: فَقَدْ رَأَيْتُ الظَّعينة تَرْحَلُ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَكُنْتُ فِي أَوَّلِ خَيْلٍ أَغَارَتْ عَلَى الْمَدَائِنِ عَلَى كُنُوزِ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وأحلِفُ بِاللَّهِ لتَجِيئنَّ الثَّالِثَةُ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لي!

= (6679)[69: 3]

ضعيف ـ انظر التعليق.

(1)

لم يُوثِّقْهُ غير المؤلِّفِ، ولكن روى عنه جمع غير محمد - وهو ابن سيرين -؛ منهم: حصين

ابن عبد الرحمن السلمي، وهو ثقة؛ فحديثُه حسنٌ - إن شاء الله -.

وقد صحَّحه الحاكم (4/ 519) على شرط االشيخين! ووافقه الذهبي!

ولقوله: ((أسلم تَسْلَم)) طريق أخرى: عند ابن أبي عاصم (135).

وقوله: ((توشك الظعينة ..... )) إلخ له شاهد من طريقٍ أُخرى لعديٍّ: في ((البخاري)) (3594).

ثم تبيَّنَ لي أنَّ ذكرَ الشعبيِّ بين المعقوفتين خطأٌ لا أصلَ له في شيءٍ مِنَ المصادر، وأنه منقطعٌ بين أبي عبيدة بن حُذيفة وعدي، بينهما رجل مجهولٌ في أكثرِ الطرق، عن محمد - وهو ابن سيرين -.

قد خرَّجتها بأسلوب يَكْشِفُ عن عِلَّةِ الحديثِ التي تجاهل المعلِّقُونَ على هذا الحديث هنا في ((الموارد))، وفي ((الضعيفة)) (6488).

(2)

ساقطة من الطبعتين واستدركها الشيخ رحمه الله من بعض مصادر التخريج؛ فانظر

تعليقه على ((ضعيف موارد الظمآن)) (ص 187). ((الناشر)).

(3)

انظر التعليق السابق. ((الناشر)).

ص: 367

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ عَرْضِ النَّاسِ صَدَقَةَ الْأَمْوَالِ عَلَى النَّاسِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَعَدَمِ مَن يَقْبَلُهَا منهم

ص: 369

6645 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُشْكَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّناد قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْرَجُ:

⦗ص: 370⦘

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحدِّث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكْثُرَ فِيكُمُ الْأَمْوَالُ وتفيضَ حَتَّى يُهِمَّ ربَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ مِنْهُ صَدَقَتَه وَحَتَّى يَعْرِضَهُ وَيَقُولُ الَّذِي يُعْرَضُ عَلَيْهِ: لَا أرَبَ لِي فيه)

= (6680)[69: 3]

صحيح ـ ((مشكلة الفقر)) (129).

ص: 369

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم (صَدَقَتَهُ) أَرَادَ بِهِ الصَّدَقَةَ الْفَرِيضَةَ دُونَ التطوع

ص: 370

6646 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حدثنا يعقوب بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يُخْرِجَ الرَّجُلُ زَكَاةَ مَالِهِ فلا يَجِدُ أحداً يَقْبَلُهَا منه)

= (6681)[69: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5440).

ص: 370

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْوَقْتِ الَّذِي يَكُونُ فيه ما وصفنا من سعة الأموال

ص: 370

6647 -

أخبر أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ: عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلَا دِرْهمٌ قُلْنَا: مِنْ أَيِّ

⦗ص: 371⦘

شَيْءٍ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَل الْعَجَمِ يَمْنَعُونَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: يُوشك أَهْلُ الشَّامِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلَا مُدْيٌ قُلْنَا: مِنْ أَيٍّ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَل الرُّومِ ثُمَّ أسكتَ هُنَيِّةً ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَكُونُ فِي آخِرِ أُمتي خَلِيفة يَحْثِي المال حَثْياً لا يَعُدُّهُ عَدّاً)

= (6682)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3072): م.

ص: 370

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ بَعْضِ سَعَةِ الدُّنْيَا على المسلمين

ص: 371

6648 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسَرَانِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَا جَابِرُ! أَنَكَحْتَ)؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:

(اتَّخَذْتُمْ أَنْمَاطًا)؟ قُلْتُ: أَنَّى لَنَا أَنْمَاطٌ؟! قَالَ:

(أَمَا إِنَّهَا ستكون)

= (6683)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 371

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْبَعْضِ الْآخَرِ مِنْ سَعَةِ الدُّنْيَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ

ص: 371

6649 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ: عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:

كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ لَهُ بِهَا - يَعْنِي - عَرِيف نَزَلَ عَلَى عَرِيفِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهَا عَرِيفٌ نَزَلَ الصُّفَّةَ قَالَ: فَكُنْتُ فِيمَنْ نَزَلَ

⦗ص: 372⦘

الصُّفَّةَ قَالَ: فَرَافَقْتُ رَجُلًا فَكَانَ يُجْرَى عَلَيْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّ يَوْمٍ ـ مُدٌّ مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ رجلَينِ فسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الصلاة فناداه رجل منا فقال: يارسول اللَّهِ! قَدْ أحْرَقَ التَّمْرُ بُطوننا!! قَالَ: فَمَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مِنْبَرِهِ فَصَعِدَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ ذَكَرَ مَا لَقِيَ مِن قَوْمِهِ قَالَ:

(حَتَّى مَكَثْتُ أَنَا وَصَاحِبِي بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا البَريرُ - وَالْبَرِيرُ ثَمَرُ الْأَرَاكِ - فَقَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ وعُظْمُ طَعَامِهِمُ التَّمْرُ فواسَوْنَا فِيهِ وَاللَّهِ لَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ لأطْعَمْتُكُمُوه وَلَكِنْ لَعَلَّكُمْ تُدرِكُون زَمَانًا - أَوْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ - يَلبَسُون فِيهِ مِثْلَ أَسْتَارِ الكعبة ويُغْدى عليهم ويراح بالجفان)

= (6684)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2486).

ص: 371

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ فَتْحَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا الدُّنْيَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ إِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ بِعَقِبِ جَدْبٍ يَلْحَقُهُمْ

ص: 372

6650 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارًا وأَرْدَفَني خَلْفَهُ ثُمَّ قَالَ:

(يَا أَبَا ذرٍّ! أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَ النَّاسَ جوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى لَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكِ إِلَى مَسْجِدِكَ كَيْفَ تَصْنَعُ)؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ:

⦗ص: 373⦘

(تَعَفَّفْ) قَالَ:

(يَا أَبَا ذرٍّ! أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَ النَّاسَ موتٌ شَدِيدٌ حَتَّى يَكُونَ الْبَيْتُ بِالْعَبْدِ كَيْفَ تَصْنَعُ)؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ:

(اصْبِرْ يَا أَبَا ذَرٍّ! أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى تَغرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ - موضعٌ بِالْمَدِينَةِ - مِنَ الدِّمَاءِ كَيْفَ تَصْنَعُ)؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ:

(اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ وأغْلِقْ عَلَيْكَ بابَكَ) قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أُترَك؟ قال:

(فَأْتِ مَنْ أَنْتَ مِنْهُ فكُنْ فِيهِمْ) قَالَ: فآخذُ سِلَاحِي؟ قَالَ:

(إِذًا تُشَارِكَهُمْ فِيهِ وَلَكِنْ إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَرُوعَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فَأَلْقِ طَرَفَ ردائِكَ على وجهك يَبوءُ بِإِثمك وإثمه)

= (6685)[69: 3]

صحيح ـ ((الإرواء)) (8/ 100/2451)، مضى (5929).

ص: 372

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَدَاءِ الْعَجَمِ الْجِزْيَةَ إِلَى العرب

ص: 373

6651 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

مرِضَ أَبُو طَالِبٍ فأَتَتْهُ قُرَيْشٌ وَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يعودُهُ ـ وَعِنْدَ رَأْسِهِ مَقْعَدُ رجلٍ ـ فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ فقَعَدَ فِيهِ فشَكَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يَقَعُ فِي آلِهَتِنَا قَالَ: مَا شَأْنُ قَوْمِكَ يَشْكُونَكَ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ:

⦗ص: 374⦘

(يَا عَمِّ! إِنَّمَا أَرَدْتُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وتُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا العَجَمُ الْجِزْيَةَ) فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ:

(لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) فَقَامُوا فَقَالُوا: أجعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا؟ قَالَ: وَنَزَلَتْ: {ص والقرآن ذِي الذِّكْر .... } إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ هَذَا لَشَيءٌ عُجابٌ} [ص: 5]

= (6686)[69: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) تحت الحديث (6042)، وهو في ((مسلم)) عن أبي هريرة مختصراً.

ص: 373

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا كنوز آل كسرى على السلمين

ص: 374

6652 -

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ حدَّث أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(لَيَفتَحَنَّ كَنْزَ آلِ كِسْرَى الأبيضَ - أَوْ قَالَ: فِي الْأَبْيَضِ - عِصَابةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

= (6687)[69: 3]

صحيح: م (8/ 187).

ص: 374

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا تَكُونُ أَحْوَالُ النَّاسِ عِنْدَ فَتْحِ خَزَائِنِ فَارِسَ عَلَيْهِمْ

ص: 374

6653 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ:

⦗ص: 375⦘

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حدَّثه أَنَّ يَزِيدَ بْنَ رَبَاحٍ حدَّثه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ خَزَائِنُ فَارِسَ وَالرُّومِ أيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ)؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَكُونُ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُون ثُمَّ تَتَدابَرُون ثُمَّ تَتَبَاغَضُون ثُمَّ تَنْطَلِقُون إِلَى مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ فَتَحْمِلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رقاب بعض)

= (6688)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2665): م.

ص: 374

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ كِسْرَى إِذَا هَلَكَ يَهْلَكُ مُلُكه بِهِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ

ص: 375

6654 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِذَا هَلَكَ كِسْرى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرُ بَعْدَهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُما في سبيل الله عز وجل)

= (6689)[69: 3]

صحيح: ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ) أَرَادَ بِهِ بِأَرْضِهِ وَهِيَ الْعِرَاقُ وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرُ بَعْدَهُ) يُرِيدُ بِهِ بِأَرْضِهِ وَهِيَ الشَّامُ لَا أَنَّهُ لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ وَلَا قَيْصَرُ

ص: 375

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 376

6655 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ أَبَدًا وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرُ بَعْدَهُ أَبَدًا وأيْمُ اللَّهِ لتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُما في سبيل الله)

= (6690)[69: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 376

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ حَسْر الْفُرَاتِ عَنْ كَنْزِ الذَّهَبِ الَّذِي يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ

ص: 376

6656 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَحْسِرُ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ فَيَقْتَتِلُ عَلَيْهِ النَّاسُ فيُقتَلُ ـ مِنْ كُلِّ مئة ـ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ)

قَالَ: يَا بُنَيّ! إِنْ أَدْرَكتَهُ فلا تكوننَّ ممن يُقَاتِلُ عليه)

= (6691)[69: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت الحديث (6141): م.

ص: 376

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صالح

ص: 377

6657 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّيناني قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِن ذَهَبٍٍ فَيَقَتِتلُ النَّاسُ عليه فيُقْتَلُ مِنْ كلِّ عشرة تسعة)

= (6692)[69: 3]

حسن صحيح ـ بلفظ: ((من كل مئة تسعة وتسعون)): م.

ص: 377

ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَخْذِ الْمَرْءِ مِنْ كَنْزِ الذَّهَبِ الَّذِي يَحْسِرُ الْفُرَاتُ عَنْهُ

ص: 377

6658 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كنزٍ مِنْ ذهبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يأخذْ مِنْهُ شيئاً)

= (6693)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 377

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرحمن

ص: 378

6659 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ مُوسَى التُّسْتَرِيُّ بعبَّادان قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شيئاً)

= (6694)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 378

6660 -

حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ ـ فِي عَقِبه ـ قَالَ: حَدَّثَنَا الأشجُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ...... مِثْلَهُ ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:

(يَحْسِرُ عَنْ جبلٍ مِنْ ذَهَبٍ)

= (6695)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 378

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ

ص: 378

6661 -

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِالْفُسْطَاطِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ

⦗ص: 379⦘

بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ نَوْفَلٍ أَخْبَرَهُ: عَنْ أُبي بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ تَلٍّ مِنْ ذهبٍ ، فَيَقْتَتِلُ عَلَيْهِ النَّاسُ فيُقْتَلُ تسعةُ أعشارِهِمْ)

= (6696)[69: 3]

صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت الحديث (6141): م.

ص: 378

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْقَوْمَ يَقْتَتِلُونَ عَلَى مَا وَصَفْنَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يتمكَّنوا مِمَّا يَقْتَتِلُون عليه

ص: 379

6662 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(تَقِيءُ الْأَرْضُ أفْلاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الأسْطُوان مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ قَالَ: فَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قُطِعْتُ وَيَجِيء الْقَاتِلُ فَيَقُولُ: فِي هذا قُتِلْتُ ويجي الْقَاطِعُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي ويَدَعُونَه لا يأخذون منه شيئاً)

= (6697)[69: 3]

صحيح ـ ((التعليقات الحسان)) على الحديث الآتي (6814): م.

ص: 379

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ أَمْنِ النَّاسِ عِنْدَ ظُهُورِ الْإِسْلَامِ فِي جَزَائِرِ الْعَرَبِ

ص: 379

6663 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ:

⦗ص: 380⦘

حَدَّثَنِي قَيْسٌ: عَنْ خَبَّابٍ قَالَ:

شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ متوسِّدٌ بٌردةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ـ فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو لَنَا؟! فَقَالَ:

(قَدْ كَانَ مَن قَبْلَكُمْ يُؤخذ الرَّجُلُ فيُحفر لَهُ فِي الْأَرْضِ فيُجعل فِيهَا فيُؤتى بِالْمِنْشَارِ فيُوضع عَلَى رَأْسِهِ فيُجعل بِنِصْفَيْنِ ويُمشط بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ فِيمَا دُونَ عَظْمِهِ وَلَحْمِهِ فَمَا يَصرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ على غنمه ولكنكم تستعجلون)

= (6698)[69: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2381): ق.

ص: 379

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ إِظْهَارِ اللَّهِ الْإِسْلَامَ فِي أَرْضِ الْعَرَبِ وَجَزَائِرِهَا

ص: 380

6664 -

أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الْأَنْصَارِيُّ بِدِمَشْقَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(لَا يَبْقَى عَلَى الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْإِسْلَامَ بعزِّ عزيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذليلٍ ـ)

= (6699)[69: 3]

صحيح ـ ((تحذير الساجد)) (173)، ((الصحيحة)) (3).

ص: 380

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ كَوْنِ الْعُمْرَانِ وَكَثْرَةِ الْأَنْهَارِ فِي أَرَاضِي الْعَرَبِ

ص: 381

6665 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الهَرْجُ وَحَتَّى تَعُودَ أرض العربِ مُرُوجاً وأنهاراً)

= (6700)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (6): م.

ص: 381

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُرَادَ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ إِدْخَالُ اللَّهِ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ بُيُوتَ المَدَرِ والوَبَرَ لَا الْإِسْلَامَ كُلَّهُ

ص: 381

6666 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بيتُ مَدَرٍ وَلَا وبرٍ إِلَّا أُدْخِلَ عَلَيْهِمْ كلمةُ الْإِسْلَامِ ـ بعزِّ عزيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَليلٍ ـ)

= (6701)[69: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله بحديث.

ص: 381

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اتِّبَاعِ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَنَنَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ

ص: 381

6667 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ

⦗ص: 382⦘

وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سِنَانَ بْنَ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيَّ - وَهُمْ حُلَفَاءُ بَنِي الدِّيلِ - أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ مَكَّةَ خرج بنا معه قِبَلَ هوزان حَتَّى مَرَرْنَا عَلَى سِدْرِةِ الْكُفَّارِ ـ سدرةٍ يَعْكُفُونَ حولها ويدعونها ذاتَ أنواطٍ ـ قلنا: يارسول اللَّهِ! اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أنواطٍ! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اللَّهُ أَكْبَرُ إِنَّهَا السَّنَنُ هَذَا كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قومٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: 138] ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّكُمْ لتركَبُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبلَكُمْ)

= (6702)[69: 3]

صحيح ـ ((الظلال)) (76).

ص: 381

ذكر البيان بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (سَنن مَنْ قَبْلَكُمْ) أَرَادَ بِهِ أَهْلَ الْكِتَابَيْنِ

ص: 382

6668 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثقيف قال: حدثنا محمد بن يحيى الزهلي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبرٍ وَذِرَاعًا بذراعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكتُمُوهُ) قلنا: يارسول اللَّهِ! الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 383⦘

(فَمَنْ؟ )

= (6703)[69: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (72 - 75).

ص: 382

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وُقُوعِ الْفِتَنِ نَسْأَلُ اللَّهَ السلامة منها

ص: 383

6669 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(بادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتناً كقِطع ِالليل الْمُظْلِمِ يُصبح الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا ويُمسي كَافِرًا ويُصبح كَافِرًا ويُمسي مُؤْمِنًا يَبيع دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدنيا)

= (6704)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (758): م.

ص: 383

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْفِتَنَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَصَدَ الْعَرَبَ بتوقُّعها دُونَ غَيْرِهِمْ

ص: 383

6670 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(1)

عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي

⦗ص: 384⦘

الْغَيْثِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ذَكَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:

(وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقترَبَ! مِنْ فِتْنَةٍ عَمْياءَ صَمَّاء بَكْماء الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي وَيْلٌ للسَّاعي فِيهَا مِنَ اللَّهِ يَوْمَ القيامة)

= (6705)[69: 3]

صحيح لغيره ـ انظر التعليق.

(1)

هو الدَّرَاوَرْدِي، وهو ثقةٌ احتجَّ به مسلم، لكن في حفظِه شيءٌ؛ فالإسنادُ حسنٌ.

وقد أخرجه الشيخان وغيرهما مُفرَّقاً دون جملة: ((مِنْ فتنة عمياء صماء بكماء)).

والشطر الثاني منه تقدَّم تخريجه تحت الحديث (5928).

وقد أساء المعلِّقُ على الكتاب - طبعة المؤسسة -؛ بعزوِه الحديث إلى الشيخين، دون أن يُبَيِّنَ الفرق بين روايتهما ورواية الكتاب، ومثله يتكرَّر منه كثيراً!!

وللجملة المذكورة طريق أخرى: عند ابن أبي شيبة (15/ 55 و 186) عن عُمير بن إسحاق،

عن أبي هريرة.

وإسنادُه حسنٌ، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عُمير - هذا -، وقد وثَّقهُ ابن معين وغيرُه، وإن كان لم يَرو عنه غير عبد الله بن عون.

ص: 383

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْأَمَارَاتِ الَّتِي تَظْهَرُ قَبْلَ وقوع الفتن

ص: 384

6671 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبَادِيَّ حدَّثه عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ:

(لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لضَحِكتُمْ قَلِيلًا ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا يظهرُ النِّفَاقُ وتُرْفَعُ الْأَمَانَةُ وتُقْبَضُ الرَّحْمَةُ ويُتَّهم الْأَمِينُ ويُؤتَمَنُ غَيْرُ الْأَمِينِ أَنَاخَ بِكُمُ الشُّرْفُ الجُونُ) قَالُوا: وَمَا الشُّرف الجُونُ يارسول الله؟! قال:

(فِتَنٌ كقِطَعِ الليل المُظلِمِ)

= (6706)[69: 3]

⦗ص: 385⦘

حسن ـ ((الصحيحة)) (3194).

ص: 384

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَمَنِّي الْمُسْلِمِينَ حُلُولَ الْمَنَايَا بِهِمْ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ

ص: 385

6672 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا ليْتنِي مَكَانَهُ! )

= (6707)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (578): ق.

ص: 385

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مُصالحة الْمُسْلِمِينَ الرُّومَ

ص: 385

6673 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا علي ابن الْمَدِينِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ: عَنْ ذِي مِخْبَرِ ـ ابْنِ أَخِي النَّجَاشِيِّ ـ أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(تُصالحون الرُّومَ صُلْحاً آمِناً حَتَّى تَغزُوا أَنْتُمْ وهُم عَدُوّاً مِنْ وَرَائِهِمْ فتُنصَرُون وتَغنمُون وَتَنْصَرِفُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الرُّومِ: غَلَبَ الصَّلِيبُ وَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: بَلِ اللَّهُ غَلَبَ فيَثُورُ الْمُسْلِمُ إِلَى صَلِيبِهِمْ ـ وَهُوَ مِنْهُ غَيْرُ بَعِيدٍ ـ فيَدُقُّهُ وَتَثُورُ الرُّومُ إِلَى كاسِرِ صَلِيبِهِمْ فيَضربون عُنُقَهُ وَيَثُورُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ فيَقتَتِلون فيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ العِصابة مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِالشَّهَادَةِ فَتَقُولُ الرُّومُ لِصَاحِبِ الرُّومِ: كَفَيْناك الْعَرَبَ

⦗ص: 386⦘

فَيَجْتَمِعُونَ للمَلْحَمَةِ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً

= (6708)[69: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2472).

ص: 385

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ بَعْضَ الْمُسْتَمِعِينَ أَنَّ حَسَّانَ بْنَ عَطِيَّةَ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ مكحول

ص: 386

6674 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: مَالَ مَكْحُولٌ إِلَى خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ومِلنا مَعَهُ فحدَّثنا عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ أَنَّ ذَا مِخبَر ـ ابْنَ أَخِي النَّجَاشِيِّ ـ حدَّثه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(ستُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلحاً آمناً حتى تغزو أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فتُنْصَرُون وتَسْلَمون وتَغْنَمُون حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الرُّومِ: غَلَبَ الصَّلِيبُ وَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: بَلِ اللَّهُ غَلَبَ وَيتداولونها ـ وَصَلِيبُهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غَيْرُ بَعِيدٍ ـ فَيَثُورُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فيدقُّهُ وَيَثُورُونَ إِلَى كَاسِرِ صَلِيبِهِمْ فَيَضرِبُون عُنُقَهُ وَيَثُورُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُون فيُكرم اللَّهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ بِالشَّهَادَةِ فَيَأْتُونَ مَلِكَهم فَيَقُولُونَ: كَفَيْنَاك جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ فَيَأْتُونَ تَحْتَ ثَمَانِينَ غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا)

= (6709)[69: 3]

صحيح ـ انظر ما قبله.

ص: 386

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يَنْزِعُ صِحَّةَ عُقُولِ النَّاسِ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ

ص: 387

6675 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ وَثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ وَحَبِيبٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ حِطَّان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَكُونُ بَيْنَ يدي الساعة الهرج) قالوا: يارسول اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ:

(الْقَتْلُ) قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ؟ قَالَ:

(إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ قَتلِكُم الْمُشْرِكِينَ وَلَكِنْ قَتْلُ بعضِكُم بَعْضًا) قَالَ: وَمَعَنَا عُقُولُنَا؟ قَالَ:

(إِنَّهُ لتُنْزَعُ عُقولُ أهْلِ ذَلِكَ الزمان)

= (6710)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1682).

ص: 387

ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من الشُّحِّ عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ بِهِمْ

ص: 387

6676 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَتَقَارَبُ الزَّمان ويَنقُصُ العِلْمُ وتَظهَرُ الفِتنُ ويُلقَى الشحُّ ويَكْثُرُ

⦗ص: 388⦘

الهَرْجُ) قالوا: وما الهرج يارسول الله؟! قال:

(القَتلُ القَتلُ)

= (6711)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 387

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّنْ يَكُونُ هَلَاكُ أَكْثَرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى أَيْدِيهِمْ

ص: 388

6677 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هَلاكُ أُمَّتي: عَلَى يَدَيْ غِلْمَانٍ سُفهاءَ مِنْ قريش)

قال: فقال مروان: والغِلمان هؤلاء

= (6712)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3191).

ص: 388

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ أَقْوَامٍ يَكُونُ فَسَادُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى أَيْدِيهِمْ

ص: 388

6678 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ: حدَّثني حَبِيبِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ـ:

(إنَّ فَسادَ أُمَّتي: على يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ سُفهَاءَ مِنْ قُريشٍ)

⦗ص: 389⦘

= (6713)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ.

ص: 388

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ حُدُوثَ وَقْعِ السَّيْفِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ـ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ـ يَبْقَى إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ

ص: 389

6679 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ: عَنْ ثَوْبَانَ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشارِقَها ومَغاربَها وَأَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ: الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مَا زُويَ لِي مِنْهَا وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهلِكَهُم بسَنَةٍ عامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فيُهْلِكَهم وَلَا يَلْبِسَهم شِيَعاً ويُذيق بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ! فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي إِذَا أَعْطَيْتُ عَطَاءً فَلَا مَرَدَّ لَهُ إِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا يُهْلَكُوا بسَنَةٍ عامَّةٍ وَأَنْ لَا أسلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ وَلَكِنْ أَلْبسُهمْ شِيَعاً وَلَوِ اجْتُمِعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بعضاً وبعض يُفْنِي بَعْضًا وَبَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا وَإِنَّهُ سيرجعُ قَبَائِلُ مِنْ أُمتي إِلَى التُّرْكِ وَعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَإِنَّ مِنْ أَخْوَفِ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ المُضلِّين وَإِنَّهُمْ إِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِيهِمْ لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ ـ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ ـ وَإِنِّي خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا تزالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصورةً حتى يأتي أمْرُ الله)

⦗ص: 390⦘

= (6714)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (4/ 252 و 1957)، ((الروض النضير)) (61 و 1170): م إلى قوله: ((بعضاً)) مع فقرة الطائفة

(1)

.

قال أبو حاتم: الصَّوابُ: الشِّرْكُ

(1)

ورواه الحاكم (4/ 450 - 451) بنحوه مطوَّلاً، وفيه زيادةٌ منكرةٌ، ومع ذلك عزاه السيوطيُّ في ((الدرِّ)) (3/ 17) لجمعٍ - منهم مسلم -!

ص: 389

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ أَوَّلَ مَا يَظْهَرُ مِنْ نَقْضِ عُرى الْإِسْلَامِ ـ مِنْ جِهَةِ الْأُمَرَاءِ ـ فَسَادُ الحُكْمِ والحُكَّام

ص: 390

6680 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُروةً عُروةً فكُلَّما انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيها فَأوَّلُهُنَّ نَقْضاً: الحُكْمُ وآخِرُهُنَّ: الصَّلاةُ)

= (6715)[69: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/ 197).

ص: 390

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْأَمَارَةِ الَّتِي إِذَا ظَهَرَتْ على هَذِهِ الْأُمَّةِ سُلِّطَ الْبَعْضُ مِنْهَا عَلَى بَعْضٍ

ص: 390

6681 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ يَحْيَى

⦗ص: 391⦘

الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عُبَيْدٍ سَنُوطا: عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِذَا مَشتْ أُمَّتي المُطَيْطَاءَ وخَدَمَتْهم فارسُ والرُّومُ سُلِّط بعضهم على بعض)

= (6716)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (956).

ص: 390

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَقْصِ الْعِلْمِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ فِي أُمَّتِهِ

ص: 391

6682 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَتَقَارَبُ الزَّمانُ ويَنْقُصُ العِلْمُ وتَظْهَرُ الفِتَنُ ويَكْثُرُ الهَرْجُ) قِيلَ: يارسول الله! أيٌّ هُوَ؟ قال:

(القَتْلُ)

= (6717)[69: 3]

صحيح ـ مضى (6676).

ص: 391

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَقَارُبِ الْأَسْوَاقِ وَظُهُورِ كَثْرَةِ الْكَذِبِ عِنْدَ رَفْعِ الْعِلْمِ الَّذِي وَصَفْنَاهُ قَبْلُ

ص: 392

6683 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حدثنا إسحاق بن إبرهيم قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ: عن أبي هريرة عن رسول الله قَالَ:

(يُوشِكُ أَنْ لَا تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يُقبَضَ العِلْمُ وتَظْهَرَ الفِتَنُ ويَكثُرَ الكَذِبُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَتَقَارَبَ الْأَسْوَاقُ ويكثُرَ الهَرْجُ) قِيلَ: وَمَا الهرج؟ قال:

(القتل)

= (6718)[69: 3]

⦗ص: 393⦘

صحيح.

(1)

هو العَبْدِيُّ، وهو ثقة من رجال الشيخين.

ومن طريقه: أخرجه أحمد (3/ 519) بلفظ: ((لا تقوم الساعة حتى تَظْهَرَ الفتن ..... )) إلخ، دون:((قبض العلم)).

وإسناده صحيح، وأكثرُه في ((الصحيحين)) وغيرهما من طرق عن أبي هريرة؛ انظر ((تخريج

العلم)) لأبي خيثمة (118).

وقال في ((المجمع)) (7/ 327): ((رواه أحمد، ورجاله رجال ((الصحيح))؛ غير سعيد بن سمعان، وهو ثقة)).

قلت: وأمَّا إشارةُ الذهبيِّ في ((الكاشف)) إلى تليين توثيقه بقوله: ((وُثِّقَ))! فممّا لا وجه له؛

فقد وثَّقَهُ النسائيُّ والدارقطنيُّ وغيرهما، ولم يُجَرِّحْهُ إلاَّ الأزديُّ المجروحُ جَرحُه!

ص: 392

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (حَتَّى يُقبض الْعِلْمُ) أَرَادَ بِهِ ذَهَابَ مَن يُحْسِنُ عِلْمَهُ صلى الله عليه وسلم لَا أَنَّ عِلْمَه يُرْفَعُ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ

ص: 393

6684 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى ـ مِنْ كِتَابِهِ ـ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزاعاً مِن النَّاسِ وَلَكِنْ يَقبِضُ العُلَمَاء بِعِلْمِهِمْ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عالِمٌ اتَّخذَ النَّاسُ رُؤَساء جُهَّالاً فسُئِلُوا فأَفْتُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ فضَلُّوا وأضَلُّوا)

= (6719)[69: 3]

صحيح: ق ـ مضى (4552).

ص: 393

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يصرِّح بِوَصْفِ رَفْعِ الْعِلْمِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ

ص: 393

6685 -

أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَرْكِينَ الْفَرْغَانِيُّ بِدِمَشْقَ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ يَوْمًا فَقَالَ:

(هَذَا أوانُ يُرْفَعُ العِلْمُ) فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ـ يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ زياد ـ: يارسول اللَّهِ! يُرْفَعُ الْعِلْمُ وقَدْ أُثبِتَ وَوَعَتْهُ الْقُلُوبُ؟! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 394⦘

(إنْ كنتُ لا أحسبُكَ مِنْ أفقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ) ثُمَّ ذَكَرَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى عَلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ

قَالَ: فلقيتُ شدَّاد بْنَ أَوْسٍ فحدَّثتُهُ بِحَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: صَدَقَ عَوْفٌ أَلَا أدلًُّكَ بأوَّلِ ذَلِكَ؟! يُرفَعُ الخُشوعُ حَتَّى لا تَرى خاشعاً

= (6720)[69: 3]

صحيح ـ مضى (7/ 4553).

ص: 393

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الدُّنْيَا يَمْلِكُهَا مَنْ لَا حظَّ لَهُ فِي الْآخِرَةِ

ص: 394

6686 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بحرَّان قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ عندَ لُكَعِ بنِ لُكَعٍ)

= (6721)[69: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5365/ التحقيق الثاني).

ص: 394

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خَوْضِ النَّاسِ فِي الْأُغْلُوطَاتِ مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي أُغضي لَهُمْ عَنْهَا

ص: 394

6687 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا يَزالون يَسْتَفْتُونَ حَتَّى يَقُولَ أحدُهُم هَذَا اللَّهُ خَلَقَ الخَلقَ فمَنْ خَلَقَ الله؟! )

⦗ص: 395⦘

= (6722)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (116 - 117): ق.

ص: 394

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنَ الْمُنْتَحِلِينَ لِلْعِلْمِ وَالْمُفْتِينَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ وَلَا اسْتِحْقَاقٍ لَهُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فتنهم

ص: 395

6688 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ بِمَرْوَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ اللَّهَ لَا يَنزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ انْتِزَاعاً يَنتَزِعُه مِنْهُمْ ـ بَعْدَ إِذْ أعطاهُمُوه ـ وَلَكِنْ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ فَإِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالاً يَسْتَفْتُونَهم فيُفْتُون بغير علمٍ فيَضِلُّون ويُضِلُّون)

= (6723)[69: 3]

حسن صحيح ـ ((الروض)) (579): ق، وقد مضى (4552).

ص: 395

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْأَمَارَةِ الَّتِي إِذَا ظَهَرَتْ فِي الْعُلَمَاءِ زَالَ أَمْرُ النَّاسِ عَنْ سُنَنِهِ

ص: 395

6689 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْيَشْكُرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ العُطاردي قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ـ وَهُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ ـ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا يَزَالُ أمرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُوائِماً - أَوْ مُقَارِبًا - مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا في الوِلْدانِ

⦗ص: 396⦘

والقَدَرِ)

= (6724)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1515).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الوِلدان أَرَادَ بِهِ أَطْفَالَ المشركين

ص: 395

ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من حُسْنِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ مِنْ غَيْرِ عَمَلٍ بِهِ

ص: 396

6690 -

حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ وَفَاءِ بْنِ شُرَيْحٍ: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:

خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونحن نَقْتَرِىءُ فَقَالَ:

(الْحَمْدُ لِلَّهِ! كتابُ اللَّهِ واحدٌ وَفِيكُمُ الأحمر والأبيض والأسود اقْرَأُوهُ قَبْلَ أَنْ يقرَأَهُ أقوامٌ يُقوِّمُونَه كَمَا يُقوَّمُ السَّهْمُ)

= (6725)[69: 3]

حسن صحيح ـ مضى برقم (757).

ص: 396

ذِكْرُ مَا يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ قِلَّة النَّظَرِ فِي جَمْعِ الْمَالِ مِنْ حَيْثُ كان

ص: 396

6691 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَيأتِيَنَّ زمانٌ لَا يُبَالِي المرءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ: بحَلالٍ أَوْ حَرامٍ)

= (6726)[69: 3]

⦗ص: 397⦘

صحيح.

ص: 396

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ مُبَادَرَةِ الْمَرْءِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِالْيَمِينِ وَالشَّهَادَةِ

ص: 397

6692 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(خَيْرُ النَّاسِ قَرْني ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهم ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهم ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ يَسْبِق أَيْمانُهُمْ شهادَتَهم وشَهادَتُهم أيمانَهُمْ)

= (6727)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (699).

ص: 397

ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من الْمُسَابَقَةِ فِي الشَّهَادَاتِ وَالْأَيْمَانِ الْكَاذِبَةِ

ص: 397

6693 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ الْغَنَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:

َخَطبنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بالجَابِيَةِ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقامي فيكُمُ الْيَوْمَ فَقَالَ:

(أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهمْ ثُمَّ يَفشُو الكذبُ حَتَّى يَشهدَ الرَّجُلُ عَلَى الْيَمِينِ لَا يُسألها فَمَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلزمِ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِن الِاثْنَيْنِ أبعدُ وَلَا

⦗ص: 398⦘

يَخْلُوَنَّ أحدَكُم بِالْمَرْأَةِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثالِثُهما ومَنْ سرَّتْهُ حَسنَتُهُ وسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ)

= (6728)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (430 و 1116).

ص: 397

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِظُهُورِ السِّمَن فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ـ عِنْدَ ظُهُورِ الْكَذِبِ وَعَدَمِ الْوَفَاءِ فِيهِمْ ـ

ص: 398

6694 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خيرُ أُمَّتِي القرْنُ الَّذِي بُعِثتُ فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلَونَهُمْ ـ ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمُ أذَكَرَ الثالِثَ أَمْ لَا؟ ـ ثُمَّ يَنشَأُ قَوْمٌ يَشهَدُون وَلَا يُستَشْهَدُون وَينذِرُون وَلَا يُوفُون ويُخوِّنُون ولا يُؤْتَمَنُون ويَفْشُو فِيهِمُ السِّمَنُ)

= (6729)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1840): م.

ص: 398

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَلَى الْمَرْءِ ـ عِنْدَ ظُهُورِ مَا وَصَفْنَا ـ لُزُومَ نَفْسِهِ وَالْإِقْبَالَ عَلَى شَأْنِهِ دُونَ الْخَوْضِ فِيمَا فِيهِ النَّاسُ

ص: 398

6695 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كَيْفَ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو! لَوْ بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ)؟

⦗ص: 399⦘

قَالَ: وَذَاكَ ما هُم يارسول اللَّهِ؟! قَالَ:

(ذَاكَ إِذَا مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وأَمَانَاتُهُمْ وصَارُوا هَكَذَا ـ وشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ـ قَالَ: فَكَيْفَ بِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ:

(تَعْمَلُ بِمَا تَعرِفُ وتَدَعُ مَا تُنْكِرُ وتَعمَلُ بخاصَّةِ نَفْسِكَ وتَدَعَ عَوَامَّ الناس)

= (6730)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (205 - 206).

ص: 398

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فِرَقِ الْبِدَعِ وَأَهْلِهَا فِي هذه الأمة

ص: 399

6696 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إنَّ الْيَهُودَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً - أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقةً - وَالنَّصَارَى عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ وتَتَفَرَّقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً)

= (6731)[69: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (203)، ((الظلال)) (66 و 67).

ص: 399

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خُرُوجِ عَائِشَةَ ـ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ـ إلى العراق

ص: 399

6697 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ:

لَمَّا أَقبَلَتْ عَائِشَةُ مَرَّتْ بِبَعْضِ مِياهِ بَنِي عَامِرٍ طَرَقَتْهُمْ لَيْلًا فَسَمِعَتْ

⦗ص: 400⦘

نُبَاحَ الْكِلَابِ فَقَالَتْ: أيُّ ماءٍ هَذَا؟ قَالُوا: مَاءُ الحّوْأَبِ قَالَتْ: مَا أظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةً! قَالُوا: مَهْلاً يَرحَمُكِ اللَّهُ! تَقْدَمِينَ فَيَرَاكِ الْمُسْلِمُونَ فيُصْلِحُ اللَّهُ بِكِ! قَالَتْ: مَا أظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةً إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(كَيْفَ بإِحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلابُ الحَوْأَبِ؟! )

= (6732)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (474).

ص: 399

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خُرُوجِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَى الْعِرَاقِ

ص: 400

6698 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَن

(1)

عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:

قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ ـ وَقَدْ وضعتُ رِجْلِي فِي الغَرْزِ وَأَنَا أُريد العِراق ـ:

لَا تَأْتِ أهلَ الْعِرَاقِ فإنَّكَ إنْ أَتيتَهُمْ أصابَكَ ذُبَاب السَّيفِ بِهَا

قَالَ عَلِيٌّ: وأيْمُ اللَّهِ لَقَدْ قَالَهَا لِي رَسُولُ اللَّهِ

قَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا رأيتُ كَالْيَوْمِ رَجُلاً مُحارباً يُحَدِّثُ الناس بمثل هذا!

⦗ص: 401⦘

= (6733)[69: 3]

حسن ـ انظر التعليق.

(1)

وثَّقه المؤلِّفُ والعِجْلِيُّ، وضعَّفه ابنُ معينٍ، وقال الذهبيُّ والعسقلانيُّ: ((شيعيٌّ صدوقٌ،

أخرجا له متابعة))، قلت: فالإسنادُ حسنٌ.

ص: 400

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَضَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَقْعَةَ الْجَمَلِ بَيْنَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 401

6699 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَقُومُ الساعةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ دَعْواهُمَا وَاحِدَةٌ)

= (6734)[69: 3]

صحيح: خ (3609)، م (8/ 170).

ص: 401

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَضَاءِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا وَقْعَةَ صِفّينَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ

ص: 401

6700 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ عَنْ عَوْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يكُونُ فِي أُمَّتي فِرْقَتان تَمْرُقُ بَينَهُما مارِقَةٌ تَقْتُلُها أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بالحَقِّ)

= (6735)[69: 3]

صحيح: م (3/ 113).

ص: 401

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ فِي تِلْكَ الْوَقْعَةِ عَلَى الحق

ص: 402

6701 -

أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ بِوَاسِطَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دَاوُدَ الطِّرَازِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّه: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(تَقْتُلُ عَمَّارَاً الفِئَةُ البَاغِيَةُ)

= (6736)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (710).

ص: 402

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خُرُوجِ الحَرُورِيَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ

ص: 402

6702 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(يَخْرُجُ قومٌ فِيكُمْ تَحْقِرُونَ صَلاتَكُم مع صَلاتهم وصِيامَكُم مع صِيامهم وعَملَكُم مع عملهم ويَقْرأُون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُم يَمْرُقون مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ تَنظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا تَرَى شَيْئًا وتَنظُرُ فِي القِدْحِ فَلَا تَرى شَيْئًا وتَنظُرُ فِي الرِّيش فَلَا ترى شيئاً وتَتَمارَى في الفُوقِِ)

= (6737)[69: 3]

⦗ص: 403⦘

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (914)، ((الروض النضير)) (684)، ((الإرواء)) (2470).

ص: 402

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الحَرُورِيَّةَ هُمْ مِنْ شِرَارِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا

ص: 403

6703 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ بَعدي مِنْ أُمَّتِي - أو سيكون بعدي من أمتي - قوم يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَلاقِمَهُمْ يَخْرُجُون مِن الدِّينِ كَمَا يَخرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لَا يَعْودُون فِيهِ هُم شَرُّ الخلق والخليقة)

= (6738)[69: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (921).

ص: 403

ذِكْرُ الْأَمْرِ بِقَتْلِ الْحَرُورِيَّةِ إِذَا خَرَجَتْ تُرِيدُ شَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ

ص: 403

6704 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ: عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ:

قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حدَّثْتُكم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا فلأنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أحبُّ إِلَيَّ مِنْ أنْ أكذِبَ عَلَيْهِ وَإِذَا حدَّثتكم فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّمَا الْحَرْبُ خَدْعةٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قومٌ حَدِيثُو الأسْنَانِ سُفَهاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُون مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِن الرَّمِيَّةِ لَا

⦗ص: 404⦘

يُجَاوِزُ إِيَمانُهُم تَراقِيَهُم فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُم فاقْتُلُوهُم فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهم يوم القيامة)

= (6739)[69: 3]

صحيح ـ ((الظلال)) (914): ق.

ص: 403

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خُرُوجِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ عَلَى الْإِمَامِ وشَقِّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ

ص: 404

6705 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ النَّقَّالُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يحدِّث عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:

أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَر نَاسًا يَكُونُونَ فِي أُمَّتِهِ يَخْرُجُون فِي فُرْقَةٍ مِن النَّاسِ سِيمَاهُمُ التَّحلِيقُ هُمْ مِن شِرَارِ النَّاسِ ـ أَوْ هُمْ مِن شرِّ الْخَلْقِ ـ تقتُلُهُم أَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ

= (6740)[69: 3]

صحيح: م (3/ 113).

ص: 404

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الشَّيْءِ الَّذِي يُستَدلُّ بِهِ عَلَى مُروق أَهْلِ النَّهْرَوَانِ مِنَ الْإِسْلَامِ

ص: 404

6706 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ والضَّحَّاك المِشْرَفي: أن أبا سعيد الخدري قَالَ:

بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَقسِمُ قَسْماً ـ إذ جاءَهُ ذُو

⦗ص: 405⦘

الخُوَيْصِرَةِ ـ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تميم ـ فقال: يارسول الله! اعْدِلْ! فقال رسول الله:

(وَيْلَكَ! ومَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعدِلْ)؟ قَالَ عمر بن الخطاب يارسول اللَّهِ! ائْذن لِي فِيهِ أضْرِبْ عُنُقَهُ! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يُجاوزُ تَراقِيَهُم يَمْرُقُون مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَنظُر إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ (وَهُوَ القِدْحُ) ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ آيتُهُم رجلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيهِ مِثْلُ ثَدْي الْمَرْأَةِ ومِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ يَخْرُجُونَ عَلَى حِينَ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ)

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قاتَلَهم وَأَنَا مَعَهُ فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فالْتُمِسَ فوُجِدَ فأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي نَعَتَ

= (6741)[69: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (924 و 925).

ص: 404

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَتْلِ هَذِهِ الأُمَّة ابْنَ ابْنَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 405

6707 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

اسْتَأْذَنَ مَلَكُ القَطْرِ ربَّهُ أَنْ يَزُورَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأَذِنَ لَهُ فَكَانَ فِي يومِ أمِّ

⦗ص: 406⦘

سَلَمَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(احْفَظِي عَلَيْنَا الباب لا يدخُلُ علينا أحدٌ) فبَيْنا هِيَ عَلَى الْبَابِ إذْ جَاءَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فَظَفِرَ فاقْتَحَمَ ففَتَحَ الْبَابَ فَدَخَلَ فَجَعَلَ يَتَوَثَّبُ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَجَعَلَ النَّبِيُّ يَتَلَثَّمُهُ ويُقَبِّلُهُ فَقَالَ لَهُ المَلَكُ: أَتُحِبّهُ؟ قَالَ:

(نَعَمْ) قَالَ: أَمَا إنَّ أُمَّتَكَ سَتَقتُلُه إِنْ شِئْتَ أريتُك الْمَكَانَ الَّذِي يُقتَلُ فِيهِ؟ قَالَ:

(نَعَمْ) فَقَبَضَ قَبْضةً مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي يُقتَلُ فِيهِ فأراهُ إِيَّاهُ فجاءَه بسهلةٍ ـ أَوْ تُرابٍ أَحْمَرَ ـ فأخَذَتْهُ أمُّ سَلَمَةَ فجَعَلتهُ فِي ثَوْبِهَا

قَالَ ثَابِتٌ: كُنَّا نَقُولُ: إنها كربلاء

= (6742)[69: 3]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (821 - 822).

ص: 405

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قِتَالِ المسلمينَ العَجَمَ مِنْ أَهْلِ خُوزٍ وكرْمَان

ص: 406

6708 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقاتِلُوا خُوْزاً وكِرْمَانَ ـ قَوْمًا مِنَ الْأَعَاجِمِ ـ حُمْرُ الوُجُوهِ فُطْسَ الأُنُوفِ صِغَارَ الأَعْيُنِ كأنَّ وُجوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ)

= (6743)[69: 3]

⦗ص: 407⦘

صحيح: خ.

ص: 406

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ أَعْدَاءَ اللَّهِ التُّرك

ص: 407

6709 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تَقُومُ الساعةُ حَتَّى تَقْتُلُوا قَوْماً صِغَارَ الأَعيُنِ كأنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ)

= (6744)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 407

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ لِبَاسِ الْقَوْمِ الَّذِينَ وصفنا نعتهم

ص: 407

6710 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقاتِلَ الْمُسْلِمُونَ التُّركَ قُوْماً وُجوهُهُمْ كالمَجَانِّ المُطْرَقَةِ يَلْبَسُونَ الشَّعَرَ ويَمْشُونَ فِي الشَّعَرِ)

= (6745)[69: 3]

صحيح ـ ((النسائي)) (3177): م.

ص: 407

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: (يَمْشُونَ فِي الشَّعَر) يُرِيدُ بِهِ أَنَّهُمْ يَنتعلونه

ص: 407

6711 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ:

⦗ص: 408⦘

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقاتِلَكُم أُمَّةٌ يَنْتَعِلُون الشَّعَرَ ، وُجُوهُهُمْ مِثلُ المَجَانِّ المُطْرَقَةِ) ـ وهي التِّرَسَةُ ـ.

= (6746)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 407

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكُونُ ابْتِدَاءُ قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ إِيَّاهُمْ فِيهِ

ص: 408

6712 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ ، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقاتلوا قَوْمًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ كَأَنَّ أعيُنَهُم حَدَقُ الجَرَاد عِرَاضُ الْوجُوهِ كأنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانِّ المُطْرَقَةُ يَجِيئُون حَتَّى يَربِطُوا خُيولَهُمْ بالنَّخْلِ)

= (6747)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2429).

ص: 408

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ التُّرْكَ بأرض النخل

ص: 408

6713 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مسدد بن مسرهد عن عبد الوارث ابن سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ

⦗ص: 409⦘

أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

(إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَنْزِلُونَ بحائطٍ ـ يُسَمُّونَهُ: الْبَصْرَةَ ـ عِنْدَهَا نَهْرٌ ـ يُقال لَهُ: دِجْلَةُ ـ يَكُونُ لَهُمْ عَلَيْهَا جسرٌ ويَكثُرُ أَهْلُهَا وَيَكُونُ مِنْ أَمْصَارِ الْمُهَاجِرِينَ فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ جَاءَ بَنُو قَنْطُورَاءَ ـ أَقْوَامٌ عِرَاضُ الْوجُوهِ ـ حَتَّى ينزلوا على شاطىء النَّهْرِ فَيَفْتَرِقُ أَهْلُهَا عَلَى ثَلَاثِ فِرَقٍ فَأَمَّا فِرْقَةٌ فَتَأْخُذُ أَذْنَابَ الْإِبِلِ والبَرِّيَّةِ فَيَهلِكُون وَأَمَّا فِرْقَةُ فَيَأْخُذُونَ لأنْفُسِهِم ويَكفُرُون وَأَمَّا فِرْقَةٌ فيَجعلون ذَرَارِيَّهُم خلف ظُهُورِهِم ويُقاتِلُونَهُمْ وهم الشُّهداء)

= (6748)[69: 3]

حسن ـ ((المشكاة)) (5432).

ص: 408

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ ظُهُورِ أَمَارَاتِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ في المسلمين

ص: 409

6714 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطرِبَ أَلْيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الخَلَصَةِ) ـ وَكَانَتْ صَنَماً تَعْبُدُها دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ ـ.

قَالَ مَعْمَرٌ: إِنَّ عليه ـ الآن ـ بيتاً مبنيّاً مُغْلَقاً.

= (6749)[69: 3]

صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (77 - 79).

ص: 409

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ انْقِطَاعِ الْحَجِّ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ

ص: 410

6715 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحَجَّ البَيْتُ)

= (6750)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2430).

ص: 410

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْكَعْبَةَ تَخْرَبُ فِي آخِرِ الزمان

ص: 410

6716 -

أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بِطَرَسُوسَ وَعُمَرُ بن سعيد بمنبج قَالَا: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ)

= (6751)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (772): ق.

السُّويقتين: الكساءَيْن

ص: 410

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ تَخْرِيبِ الْحَبَشَةِ الْكَعْبَةَ

ص: 410

6717 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَخْنَسِ قَالَ:

⦗ص: 411⦘

حَدَّثَنِي ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كَأَنِّي أنظُرُ إِلَيْهِ أَسْودَ أَفْحَجَ يَقْلَعُها حَجَراً حَجَراً) - يَعْنِي الكعبة -

= (6752)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2743).

ص: 410

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْعَدَدِ الَّذِي تَخْرَبُ الكعبة به

ص: 411

6718 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(اسْتَمْتِعُوا مِنْ هَذَا الْبَيْتِ فَإِنَّهُ قَدْ هُدِمَ مَرَّتَيْنِ ويُرْفَعُ في الثالثة)

= (6753)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1451).

ص: 411

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اسْتِحْلَالِ الْمُسْلِمِينَ الْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ

ص: 411

6719 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَأَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّانَ سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحَرِيرَ والخَمْرَ والمَعَازِفَ)

= (6754)[69: 3]

⦗ص: 412⦘

صحيح ـ ((الصحيحة)) (91): خ تعليقاً.

ص: 411

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَن نَفَى كَوْنَ الْخَسْفِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ

ص: 412

6720 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَقُولُ: حدَّثتني عَائِشَةُ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بأوَّلِهِم وآخرهم) قالت عائشة: يارسول اللَّهِ! وَفِيهِمْ سِواهُمْ ومَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟! قَالَ:

(يُخْسفُ بأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهمْ ثُمَّ يُبْعَثُون عَلَى نِيَّاتِهِمْ)

= (6755)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1622): خ.

ص: 412

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بن مطعم

ص: 412

6721 -

أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: [حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفيع: عَنِ ابْنِ القِبْطِيَّة قَالَ:

انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ وَالْحَارِثُ بْنُ رَبِيعَةَ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالُوا: يَا أُمَّ سَلَمَةَ! أَلَا تُحدِّثينا عَنِ الخَسْفِ الَّذِي يُخْسَفُ بِالْقَوْمِ؟ قَالَتْ: بَلَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَعُوذُ عائذٌ بِالْبَيْتِ فيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ

⦗ص: 413⦘

الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ) قَالَتْ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! مَنْ كَانَ كَارِهًا؟ قَالَ:

(يُخْسَفُ مَعَهُمْ ولكنَّهُ يُبْعَثُ ـ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ـ عَلَى مَا كَانَ فِي نَفْسِهِ)

قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: إِنَّهَا قَالَتْ:

(بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَاللَّهِ إنها لَبَيْداءُ المدينة]

(1)

.

= (6756)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (90).

(1)

ما بين المعقوفين - كله - ساقطٌ من ((الأصل))، واستدركناه من ((طبعة المؤسسة)).

((الناشر)).

ص: 412

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُصَرِّحِ بِأَنَّ الْقَوْمَ الَّذِينَ يُخْسَفُ بِهِمْ إِنَّمَا هُمُ الْقَاصِدُونَ إِلَى الْمَهْدِيِّ فِي زوال الأمر عنه

ص: 413

[6721/م1]- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَالِحٍ ـ أَبِي الْخَلِيلِ ـ عَنْ مُجَاهِدٍ: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ موتِ خَلِيفَةٍ فيَخرجُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ فيُبايعُونه بَيْنَ الرُّكْنِ والمَقَام فيَبْعَثُون إِلَيْهِ جَيْشًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَإِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ فَإِذَا بَلَغَ النَّاسَ ذَلِكَ أَتَاهُ [أَبْدالُ] أَهْلِ الشَّامِ وعِصَابَةُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فيُبَايعُونَهُ ويَنْشأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ـ أخوالُهُ مِنْ كَلْبٍ ـ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ جَيْشًا فيَهْزِمُونَهُم ويَظْهَرُون عَلَيْهِمْ فيَقْسِمُ بَيْنَ النَّاسِ فَيْأهُمْ ويعملُ

⦗ص: 414⦘

فِيهِمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم ويُلْقي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ إِلَى الأرض يَمْكُثُ سبع سنين

(1)

.

= (6757)[69: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (1965) و (6484).

(1)

هذا الحديث - بتبويبه - ساقط من ((الأصل))، واستدركناه من ((طبعة المؤسسة)).

((الناشر)).

ص: 413

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ نَفَى كَوْنَ المسخ في هذه الأمة

ص: 414

[6721/م2]- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ حُرَيْثٍ: عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ:

تَذَاكَرْنا الطِّلاء فَدَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ فَتَذَاكَرْنَا فَقَالَ: حدَّثني أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(يَشْرَبُ ناسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَها بِغَيْرِ اسْمِها يُضْرَبُ على رُؤُوسِهِم بِالْمَعَازِفِ والقَيْنات يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ ويَجْعَلُ مِنْهُمُ القِرَدَةَ والخنازير)

= (6758)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (90).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: اسْمُ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ: الْحَارِثُ بْنُ مَالِكٍ وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ اسْمُهُ كَعْبُ بْنُ عَاصِمٍ

ص: 414

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمُدْحِضِ قَوْلَ مَن نَفَى كَوْنَ الْقَذْفِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ

ص: 415

6722 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ في أُمَّتي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ)

= (6759)[69: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (1787).

ص: 415

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مِن أَمَارَةِ آخِرِ الزَّمَانِ مباهاة الناس بزخرفة المساجد

ص: 415

[6722/ م]- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهى النَّاسُ في المساجد)

(1)

.

= (6760)[69: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (476)، ((المشكاة)) (719).

⦗ص: 416⦘

(1)

هذا الحديث - بتبويبه - ساقطٌ من ((الأصل))، واستدركناه من ((طبعة المؤسسة)).

نعم؛ تقدم مُكرّراً - سنداً ومتناً - باختلاف التبويب، ورقم ((التقاسيم والا نواع)) برقم (1612). ((الناشر)).

ص: 415

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ مِنْ أَمَارَةِ آخِرِ الزَّمَانِ اشْتِغَالَ النَّاسِ بِحَدِيثِ الدُّنْيَا فِي مَسَاجِدِهِمْ

ص: 416

6723 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ النَصْري قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّقِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قومٌ يَكُونُ حَدِيْثُهُم فِي مَسَاجِدِهِمْ لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حاجة ٌ)

= (6761)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1163).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَبُو التَّقي ـ هَذَا ـ: هُوَ أَبُو التَّقِيِّ الْكَبِيرُ؛ اسْمُهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ

وَأَبُو التَّقِيِّ الصَّغِيرُ: هُوَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ اليَزَنِي وَهُمَا ـ جَمِيعًا ـ حِمْصيان ثِقَتَانِ

ص: 416

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَنقص الْخَيْرَ فِي آخِرِ الزمان

ص: 416

6724 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ: عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ فَرَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ: حَدَّثَنَا:

(إنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجال ونَزَلَ الْقُرْآنُ فَعَلِمُوا مِن الْقُرْآنِ وعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ) ثُمَّ حدَّثنا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ:

(يَنَامُ الرَّجُلُ نَوْمَةً فتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيْبقَى أَثَرُها مِثْلَ أثَرِ

⦗ص: 417⦘

الوَكْتِ ثُمَّ يَنَامُ الرَّجُلُ نَوْمَةً فتُقبضُ الْأَمَانَةُ مِن قَلْبِهِ فَيَبْقَى أثَرُها مِثْلَ أَثَرِ المَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِراً وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ فيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ وَلَا يَكَادُ أحدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ حَتَّى يُقال: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا وَحَتَّى يُقال لِلرَّجُلِ: مَا أَجْلَدَهُ وأَطْرَفَهُ وأَعْقَلَهُ وَلَيْسَ فِي قَلْبِهِ مِثقال حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن خَيْرٍ)

وَلَقَدْ أَتَى عَلَيِّ زمانٌ وَمَا أُبَالِي أيّكُم بايَعْتُه لئنْ كَانَ مُؤْمِنًا لَيَرُدَّنَّهُ عليَّ دينُهُ ولئنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا لَيرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبايعُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا

= (6762)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 416

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ اعْتِدَاءِ النَّاسِ فِي الدُّعاء والطُّهور فِي آخِرِ الزَّمَانِ

ص: 417

6725 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ:

سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ ابْنًا لَهُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أسأَلُكَ القَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمين الْجَنَّةِ! قَالَ: يَا بُنَيَّ! إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ وتعوَّذْ بِهِ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قومٌ يَعْتَدُونَ في الدُّعاءِ والطُّهورِ)

= (6763)[69: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (86).

ص: 417

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَن لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ ـ اللَّتَيْنِ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهَا ـ وَهَمٌ

ص: 418

6726 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغَفَّلِ سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلتُها! قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! سَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ وتعوَّذ بِهِ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُون في الدُّعَاءِ والطُّهُورِ)

= (6764)[69: 3]

صحيح ـ ((الإرواء)) (1/ 171)، ((صحيح أبي داود)) (86).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّير ، وَأَبِي نَعَامَة ، فَالطَّرِيقَانِ ـ جَمِيعًا ـ محفوظان

ص: 418

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَمَنِّي الْمُسْلِمِينَ رُؤْيَةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي آخِرِ الزَّمَانِ

ص: 418

6727 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أحَدِكُم يومٌ لَا يَرَانِي ثُمَّ لأَنْ يَرَاني أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ)

= (6765)[69: 3]

⦗ص: 419⦘

صحيح: خ (3589)، م (8/ 145).

ص: 418

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنَ الْكَذِبِ فِي الرِّوَايَاتِ وَالْأَخْبَارِ

ص: 419

6728 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي هانىء الْخَوْلَانِيِّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ نَاسٌ مِن أُمَّتِي يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أنتم ولا آباؤُكُمُ فإيَّاكم وإيَّاهُمْ)

= (6766)[69: 3]

صحيح: م (1/ 9).

ص: 419

ذكر الإخبار عن ظهور الزنى وَكَثْرَةِ الْجَهْرِ بِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ

ص: 419

6729 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَتَسَافَدُوا فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الحَمِيرِ) قُلْتُ: إنَّ ذَاكَ لكائن؟ قال:

(نَعَمْ ، لَيَكُونَنَّ)

= (6767)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (481).

ص: 419

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ

ص: 420

6730 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا: أَلَا أُحدِّثُكم بِحَدِيثٍ لَا يُحدِّثُكم بِهِ أَحَدٌ بَعْدِي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ ـ أَوْ مِنْ شَرَائِطِ السَّاعَةِ ـ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ ويَكثُرَ الْجَهْلُ ويُشْرَبُ الخَمْرُ ويَظْهَرَ الزِّنَى ويَقِلَّ الرِّجَالُ وتَكثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لخمسين امرأة قَيِّمٌ واحد)

= (6768)[69: 3]

صحيح: ق.

ص: 420

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ كَثْرَةِ مَا يَتْبَع الرِّجَالَ مِنَ النِّسَاءِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ

ص: 420

6731 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ: عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَيَأْتِيَنَّ زَمَانٌ يَطُوفُ الرَّجُلُ بالصَّدَقَةِ مِن الذَّهَبِ ثُمَّ لَا يَجِدُ أَحَدًا يَأْخُذُها مِنْهُ ويُرَى الرَّجُلُ تَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً مِنْ قِلَّةِ الرجال وكَثْرَةِ النساء)

= (6769)[69: 3]

صحيح: خ (1414) وم (3/ 84).

ص: 420

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَطَرِ الشَّدِيدِ الَّذِي يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ الَّذِي يُتَعذَّرُ الكَنُّ مِنْهُ في البيوت

ص: 421

6732 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ يَزِيدَ النَّقَّال قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْطِرَ السَّمَاءُ مَطَراً لَا يَكُنُّ مِنْهُ بُيوتُ المَدَرِ وَلَا يَكُنُّ مِنْهُ إِلَّا بُيوتُ الشَّعَرِ)

= (6770)[69: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (3266).

ص: 421

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمَدِينَةَ تُحاصَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى أَهْلِهَا وَقَاطِنِيهَا

ص: 421

6733 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحْصَرُوا بِالْمَدِينَةِ حتى يكون أَبْعَدُ مَسَالِحِهِمْ سَلاحِ)

= (6771)[69: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5427/ التحقيق الثاني).

ص: 421

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ انْجِلاء أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْهَا عِنْدَ وُقُوعِ الْفِتَنِ

ص: 421

6734 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ

⦗ص: 422⦘

قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمَدِينَةِ:

(لَيَتْرُكَنَّها أَهْلُها عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ مُذلَّلَةً لِلْعَوَافِي: السِّبَاعِ والطَّيْرِ)

= (6772)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (683 و 1634): ق.

ص: 421

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يصرِّح بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 422

6735 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يوسف بن يونس بْنِ حِمَاسٍ عَنْ عَمِّهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَتْ حَتَّى يَدْخُلَ الكَلْبُ فَيُغَذِّي عَلَى بَعْضِ سَوَارِي المَسْجِدِ ـ أَوْ عَلَى المِنْبَرِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَلِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ ذَلِكَ الزَّمَانَ؟ قَالَ:

(لِلْعَوَافِي: الطَّيْرِ والسِّبَاعِ)

= (6773)[69: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (4299).

ص: 422

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَدِينَةَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَتخلَّى عَنْهَا النَّاسُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ حَتَّى تَبْقَى لِلْعَوَافِي

ص: 422

6736 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ: عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ:

⦗ص: 423⦘

خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وفي يده عصا ـ وأقناءٌ مُعلَّق فِي الْمَسْجِدِ قِنْوٌ مِنها حَشَفٌ فَطَعَنَ بِذَلِكَ الْعَصَا فِي ذَلِكَ القِنْوِ ثُمَّ قَالَ:

(لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ فَتَصَدَقَ بأَطْيَبَ مِنْهَا! إِنَّ صَاحِبَ هَذِهِ الصَّدَقةِ لَيَْأُكل الحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ:

أَمَا وَاللَّهِ ـ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ! ـ لَتَذَرُنَّها لِلْعَوَافِي! هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَوَافِي؟ ) قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ:

(الطير والسباع)

= (6774)[109: 1]

حسن ـ ((صحيح أبي داود)) (1426).

ص: 422

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنْ سَتَكُونَ الْمَدِينَةُ خَيْرًا لِأَهْلِهَا مِنَ الِانْجِلَاءِ عَنْهَا لَوْ عَلِمُوهُ

ص: 423

6737 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْفِيَ الْمَدِينَةُ شِرَارَها كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ) قَالَ:

(وَيَْأتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَدْعُو الرَّجُلُ قَرِيبَهُ وَحَمِيمَهُ إِلَى الرَّخاِء وَالْمَدِينَةُ خيرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)

= (6775)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (274): م.

ص: 423

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الْمَدِينَةَ تُعْمَرُ ثَانِيًا بَعْدَ مَا وَصَفْنَاهُ

ص: 424

6738 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بعُكْبَرَا قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(آخِرُ قَرْيَةٍ في الإسلام خَرَاباً: المدينة)

= (6776)[69: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (1300).

ص: 424

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وُجُودِ كَثْرَةِ الزَّلَازِلِ فِي آخر الزمان

ص: 424

6739 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بِدِمَشْقَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي أرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ نُفيل السَّكُونِيَّ قَالَ:

كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوحَى إِلَيْهِ فَقَالَ:

(إِنِّي غَيرُ لابِثٍ فِيكُمْ وَلَسْتُمْ لَابِثِينَ بَعْدِي إِلَّا قَلِيلًا وَسَتَأْتُونِي أَفْنَادًا يُفْنِي بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مُوتَانٌ شَدِيدٌ وَبَعْدَهُ سنوات الزلازل)

= (6777)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1935).

ص: 424

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ تَغْيِيرِ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عِنْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ

ص: 424

6740 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

⦗ص: 425⦘

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ: عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نبيٌّ قَبْلِي إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّال وَإِنِّي أُنْذِرْكُمُوهُ) قَالَ: فَوَصَفَهُ لَنَا وَقَالَ:

(لَعَلَّهُ أَنْ يُدْرِكَهُ بعضُ مَنْ رَآنِي أَوْ سَمِعَ كَلَامِي) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلُوبُنا يومئذ مِثْلُها اليوم؟ فقال:

(أَوْ خَيْرٌ)

= (6778)[69: 3]

ضعيف - ((المشكاة)) (5486/ التحقيق الثاني).

ص: 424

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ عِزَّةِ الدِّينِ وَإِظْهَارِهِ فِي آخر الزمان

ص: 425

6741 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الواحِدَةُ خَيْراً مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)

= (6779)[69: 3]

صحيح ـ ((شرح الطحاوية)) (500 ـ التاسعة)، ((الصحيحة)) (2457)، ((قصة المسيح)).

ص: 425

ذِكْرُ إِنْذَارِ الْأَنْبِيَاءِ أُممهم الدَّجَّالَ نَعُوذُ بِاللَّهِ من فتنته

ص: 426

6742 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(مَا مِنْ نبيٍّ إِلَّا وَقَدْ أنذرَ أُمَّتَهُ الدَّجَال وَإِنِّي سَأُبَيِّنُ لَكُمْ شَيْئًا تَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَذَلِكَ إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُم لَيْسَ بِأَعْوَرَ وإنه بين عَيْنَيْهِ مَكتُوب: كافر يَقْرَأُهُ كل مُؤمِنٍ ـ كاتبٍ وغير كاتب ـ)

= (6780)[5: 3]

حسن صحيح ـ ((الضعيفة)) (1969)، ((الصحيحة)) (2457).

ص: 426

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَحْذِيرِ الْأَنْبِيَاءِ أُممهم فِتْنَةَ الْمَسِيحِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ

ص: 426

6743 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْعَبَّاسِ الْأَهْوَازِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا حَذَّرَ أُمْتَهُ الدَّجَّال وإنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ وإنه كائِنٌ فيكم)

= (6781)[69: 3]

صحيح لغيره ـ انظر الحديث الآتي (6779): ق ـ أبي هريرة، والحديث (6750).

ص: 426

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الدَّجَّالَ إِذَا خَرَجَ يَكُونُ مَعَهُ الْمِيَاهُ وَالطَّعَامُ

ص: 427

6744 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَالَ:

مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّجَّال أَكْثَرَ مَا سَأَلْتُهُ؟ فَقَالَ:

(إنَّهُ لَنْ يَضُرَّكَ) قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! يَزْعُمُونَ أنَّ مَعَهُ الأَُنْهَارَ والطَّعام؟! قَالَ:

(هُوَ أَهْوَنُ على الله مِنْ ذلك)

= (6782)[65: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2457)، ((قصة المسيح)): ق.

ص: 427

ذِكْرُ رُؤْيَةِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم ابْنَ صيَّادٍ بِالْمَدِينَةِ

ص: 427

6745 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله فمرَّ بِابْنِ صَيَّادٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لكَ خَبْأً) فَقَالَ: هُوَ الدَّخْ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ) قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: دَعْنِي فأضربَ عنقَهُ قَالَ:

(لَا؛ إنْ يَكُنِ الَّذِي تَخَافُ فَلَنْ تَستَطِيعَ قَتلَهُ)

= (6783)[69: 3]

⦗ص: 428⦘

صحيح ـ ((صحيح الأدب المفرد)) (751): م.

ص: 427

ذِكْرُ وَصْفِ الْعَرْشِ الَّذِي كَانَ يَرَاهُ ابنُ صَيَّاد فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ

ص: 428

6746 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

لَقِيَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابنَ صائدٍ ـ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ـ قَالَ: وابنُ صائدٍ مَعَ الْغِلْمَانِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ ) قَالَ: أتشهدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ:

(آمنتُ بِاللَّهِ وبِرَسولِهِ) قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ما تَرَى؟ ) قَالَ: أَرَى عَرْشاً عَلَى الْمَاءِ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

(تَرَى عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى البَحْر) قَالَ:

(انْظُرْ مَا تَرَى؟ ) قَالَ: أَرَى صَادِقَيْنِ وكَاذِبَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَبِسَ عَلَى نَفْسِهِ؛ فَدَعَاهُ)

= (6784)[[69: 3]]

صحيح ـ ((صحيح الأدب المفرد)) ـ أيضاً ـ: م.

ص: 428

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي وُلِد فِيهِ الدجال

ص: 428

6747 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ:

⦗ص: 429⦘

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ:

أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في رَهْطٍ ـ قِبَلَ ابْنَ صيَّادٍ حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عندَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَة وَقَدْ قَارَبَ ابنُ صيَّادٍ يومئذٍ الحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضربَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِابْنِ صَيَّادٍ:

(أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ ) فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فرَفَصَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَقَالَ:

(آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ) ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ:

(مَاذَا تَرَى)؟ قَالَ ابنُ صيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خُلِطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ) ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خَبَأْتُ لَكَ خَبْأً) فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُو الدُّخْ فَقَالَ لَهُ رسول الله:

(اخْسأ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ) فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أضْرِبْ عُنُقَه! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ:

(إنْ أَدْرَكْتَهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ تُدْرِكْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ)

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ سَالِمٌ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:

انْطَلَقَ ـ بَعْدَ ذَلِكَ ـ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأُبيُّ بْنُ كَعْبٍ إِلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابنُ صَيَّادٍ حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ النَّخْلَ طَفِقَ يَتَّقِيِ بجذُوع النَّخْلِ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَسْمَعَ مِن ابنِ صيادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابنُ صيادٍ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ مضْطَجِعٌ عَلَى فِراش فِي قَطِيفةٍ لَهُ فِيهَا زَمْزَمَة فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ

⦗ص: 430⦘

صَيَّادٍ رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ يَتَّقِيِ بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:

(لَوْ تَرَكْتِيهِ) قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذكرَ الدَّجَّال فَقَالَ:

(إنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ لَقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لقومِهِ: تَعَلَّمُوا أنهُ أعوَرُ وأنَّ الله ليس بِأَعْورَ)

= (6785)[69: 3]

صحيح ـ ((صحيح الأدب المفرد)) (751 و 752): ق.

ص: 428

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمَلْحَمَةِ الَّتِي تَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ مَعَ بَنِي الْأَصْفَرِ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ الدجال

ص: 430

6748 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ:

هَاجَتْ رِيحٌ وَنَحْنُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ فغَضِبَ ابْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى عَرَفْنَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: وَيْحَكَ! إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا يُفرَحَ بِغَنِيمَةٍ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى الشام وقال: عَدُوٌّ يجتمع للمسلمين من ها هنا فَيَلْتَقُونَ فتُشْتَرَطُ شُرْطَةُ الْمَوْتِ: لَا تَرْجِعُ إِلَّا وهي غالبة فيقتَتِلُون

⦗ص: 431⦘

حتى تَغِيبَ الشمس فيفيء هؤلاء وهؤلاء وكلٌّ غير غالب وتفنى الشرطة ثُمَّ تُشْتَرَطُ الغدَ شُرْطَةُ الْمَوْتِ: لَا تَرْجِعُ إلا وهي غالبة فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفيء هؤلاء وهؤلاء وكلٌّ غير غالب وتفنى الشُّرْطَةُ ثُمَّ تُشْتَرَطُ الْغَدَ شُرْطَةَ الْمَوْتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا وَهِيَ غَالِبَةً فيقتتِلُون حتى تغيب الشمس فيفيء هؤلاء وهؤلاء وَكُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتُفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَلْتَقُونَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ فيُقاتِلُونهم ويَهْزِمونَهُمْ حَتَّى تَبْلُغَ الدِّمَاءُ نَحْرَ الْخَيْلِ وَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى إِنَّ بَنِي الأب كانو يتعادون على مئة فيُقتَلُون حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ فأيُّ مِيرَاثٍ يُقسَمُ بَعْدَ هَذَا وأيُّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ بِهَا؟! ثُمَّ يَسْتَفْتِحُونَ القُسْطَنْطِينيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْسِمون الدَّنَانِيرَ بالتَّرَسَةِ إِذْ أَتَاهُمْ فَزَعٌ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ: إِنَّ الدَّجَّال قَدْ خَرَجَ فِي ذراريِّكُم فَيَرْفُضُون مَا فِي أَيْدِيهِمْ ويُقْبِلُون وَيَبْعَثُونَ طَلِيعَةَ فَوَارِسَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

هُمْ يومئذٍ خَيْرُ فوارسِ الْأَرْضِ إِنِّي لأعلمُ أسْمَاءَهُمْ وأسماءَ آبائِهِم وَقَبَائِلِهِمْ وَأَلْوَانَ خيولهم)

= (6786)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2457)، ((قصة المسيح)) (ص62/ 2)، ((تيسير الانتفاع / أويس)): م.

ص: 430

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْعَلَامَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظْهَرَانِ عِنْدَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ مِنْ وَثَاقِهِ

ص: 431

6749 -

أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ بِبَلَدٍ الْمَوْصِلِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ:

⦗ص: 432⦘

أَنَّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ حَدِّثيني بِشَيْءٍ سَمِعْتيه مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا تُحَدِّثِينِي بِشَيْءٍ لَمْ تَسْمَعِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: نَعَمْ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وفَزِعُوا قَالَتْ: فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ فحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ:

(إِنِّي لَمْ أَجْمَعْكُمْ لِرغبة وَلَا لِرَهْبَةٍ وَلَكِنْ حديثٌ حدَّثَنِيه تَمِيمٌ الداريُّ زَعَمَ أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا ـ مِنْ لَخْمٍ وجُذامَ ـ قَالَ: فَلَعِبَ بِنَا الْبَحْرُ - وَرُبَّمَا قَالَ: لَعِب بِنَا الموجُ - شَهْرًا ثُمَّ قَذَفَ بِنَا السَّفِينَةَ إِلَى جَزِيرَةٍ في البحر قال: فخرجنا إليها فَلَقِيَتْنا حارية تَجُرُّ شَعرَها لَا نَدْرِي مُقْبِلةٌ هِيَ أَمْ مُدْبِرةٌ؟! قُلْنَا: مَا أنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الجَسَّاسةُ قُلْنَا: أَخْبِرينا؟ قَالَتْ: عَلَيْكُمْ بِصَاحِبِ الدَّيْرِ وَهُوَ يُخْبِرُكُمْ ويَسْتَخْبِرُكُمْ قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَإِذَا رجلٌ ـ ذَكَرَ مِنْ عِظَمِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ـ وَهُوَ مُوثَقٌ إِلَى حَبْلٍ بِالْحَدِيدِ فَقُلْنَا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَخْبِرُوني عمَّا أسأَلُكُمْ عَنْهُ قَالُوا: سَلْنا ، قَالَ: مَا فَعَلَ نَخْلُ بَيْسَان يُطْعِِمُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ: يُوشِكَ أَنْ لَا يُطْعِمَ ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ بِهَا مَاءٌ؟ قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ: يُوشِكُ أَنْ لَا يَكُونَ بِهَا مَاءٌ ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ هَذَا الرَّجُلِ هَلْ خَرَجَ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: إنهُ صادِقٌ فاتَّبِعُوهُ فَقُلْنَا: مَنْ أنتَ؟ قَالَ: أَنَا الدَّجَّالُ.

قَالَ كَهْمَسٌ: فَذَكَرَ ابْنُ بُرَيدة شَيْئًا لَمْ أحفَظْه إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:

(تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ وَيَأْتِي عَلَى جَمِيعِهنَّ فِي أَرْبَعِينَ صَبَاحًا)

= (6787)[69: 3]

صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (الملاحم): م.

ص: 431

ذِكْرُ الْعَلَامَةِ الثَّالِثَةِ الَّتِي تَظْهَرُ فِي الْعَرَبِ عِنْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ مِنْ وَثَاقِهِ كَفَانَا اللَّهُ وَكُلَّ مُسْلِمٍ شَرَّهُ وَفِتْنَتَهُ

ص: 433

6750 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ سليمان القيسي

(1)

عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ تَقُولُ:

صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرِ فحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:

⦗ص: 434⦘

(أُنْذِرُكُمُ الدَّجَّال فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا وَقَدْ أنذَرَهُ أُمَّتَهُ وَهُوَ كائِنٌ فِيكُمْ أيَّتُهَا الأُمَّةُ! إِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ إِلَّا إِنَّ تَمِيمًا الدارِيِّ أَخْبَرَنِي أَنَّ ابنَ عَمٍّ لَه ـ وأصْحابه ـ رَكِبُوا بَحْرَ الشَّامِ فانْتَهوا إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِهِ فَإِذَا هُمْ بدَهْمَاءَ تَجُرُّ شَعْرَها قَالُوا: مَا أنتِ؟ قَالَتْ: الجَسَّاسَةُ ـ أَوِ الجّاسِسَةُ - قَالُوا: أَخْبِرِينَا؟ قَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخبِرَتِكُمْ عَنْ شَيْءٍ وَلَا سائِلَتِكُمْ عَنْهُ وَلَكِنِ ائتُوا الدَّيْرَ فَإِنَّ فِيهِ رَجُلًا بِالْأَشْوَاقِ إِلَى لِقَائِكُم فَأَتَوُا الدَّيْرَ فَإِذَا هُم بِرَجُلٍ مَمْسُوحِ الْعَيْنِ مُوثَقٍ فِي الْحَدِيدِ إِلَى سَارِيَةٍ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ؟ ومَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِن أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: فَمَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْعَرَبُ قَالَ: فَمَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ؟ قَالُوا: خَرَجَ فِيهِمْ نَبِيٌّ بِأَرْضِ تَيْمَاءَ قَالَ: فَمَا فَعَلَ النَّاسُ؟ قَالُوا: فِيهِمْ مَنْ صَدَّقَهُ وَفِيهِمْ مَنْ كَذَّبَهُ قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِنْ يُصَدِّقوهُ ويَتَّبِعُوهُ خَيْرٌ لَهُمْ ـ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ـ! ثُمَّ قَالَ: مَا بُيوتكم؟ قَالُوا: مِنْ شَعَرٍ وَصُوفٍ تَغْزِلُه نِساؤُنا قَالَ: فضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ بُحَيرةَ طَبَرِيَّة؟ قَالُوا: تَدَفَّقُ جَوَانِبُهَا يُصْدِرُ مَنْ أَتَاهَا فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ! ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ عَينُ زُغَرَ؟ قَالُوا: تَدَفَّقُ جَوَانِبُهَا يُصْدِرُ مَنْ أَتَاهَا قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَ نَخْلُ بَيْسَان؟ قَالُوا: يُؤْتِي جنَاهُ فِي كُلِّ عَامٍ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ! ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَوْ قَدْ حُلِلْتُ مِنْ وَثَاقِي هَذَا لَمْ يَبْقَ مَنْهَلٌ إِلَّا وَطِئتُهُ إِلَّا مَكَّةَ وطَيْبَةَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي عَلَيْهِمَا سَبِيلٌ) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هَذِهِ طَيْبَةُ حَرَّمْتُها كَمَا حرَّمَ إبْرَاهيم مَكَّةَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا

⦗ص: 435⦘

فِيهَا نَقْبٌ ـ فِي سَهْلٍ وَلَا جَبَلٍ ـ إِلَّا وَعَلَيْهِ مَلَكَانِ شَاهِرَا السَّيْفِ يَمْنَعَانِ الدَّجَّال إِلَى يوم القيامة)

= (6788)[69: 3]

صحيح لغيره.

(1)

في ((طبعة المؤسسة)): ((القمي))، وفي ((الثقات)) (7/ 241):((القبي))!

فلعلَّه: ((القيسي))؛ كما وقع في ((المعجم الكبير)) للطبراني (24/ 391)، وروى عنه حفصُ بن غياث.

وقد تُوبِعَ مِنْ جمعٍ على رواية الحديث؛ من قوله: ((إن تميماً ..... )) إلخ.

رواه مسلم (8/ 203 - 206)، والمصنِّف عقب هذا، وأحمد (6/ 373 - 374 و 412 و 413 و 416 - 418 و 418)، والحميدي (رقم 364)، والطبراني (24/ 385 - 403)، والبغوي في ((شرح السنة)) (15/ 65 - 68)، وعنده من رواية عمران هذه.

وقد عزاه المعلِّقُ عليه لمسلمٍ! فَوَهِمَ؛ لأنه لم يَرْوِهِ بالزيادة التي في أوَّلِه؛ كما تقدَّمَتِ الإشارة

إلى ذلك آنفاً.

وزاد الحميدي في روايته: ((من نحو المشرق ما هو، من نحو المشرق ما هو ..... )).

وهو رواية لمسلم (8/ 205)، والطبراني (ص 388 و 395)، وكذا ابن أبي شيبة (15/ 189 - 191)، وأبي عمرو الدانيِّ في ((الفتن)) (ق 122/ 1 - 125/ 1)، والطحاوي في ((المشكل)) (4/ 100).

وسنده لا بأس به.

ص: 433

6751 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ ذَاتَ يومٍ مُسرعاً فصَعِدَ الْمِنْبَرَ فنُودِيَ فِي النَّاسِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَقَالَ:

(أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ لرغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ نَزَلَتْ وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّاريَّ أَخْبَرَنِي أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا الْبَحْرَ فَقَذَفَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ لَا يُدرَى أَذَكَرٌ هُوَ أَمْ أُنْثَى ـ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعْرِ ـ؟! فَقَالُوا: مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ قَالُوا: أَخْبِرِينَا؟ قَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ ولا مُسْتَخْبِرَتِكُمْ ولكن ههُنا مَنْ هُوَ فَقِيرٌ إِلَى أَنْ يُخبِرَكُمْ وَإِلَى أَنْ يَسْتَخْبِرَكُمْ فَأَتَوا الدَّيْرَ فَإِذَا بِرَجُلٍ مَرِيرٍ مُصَفَّدٍ بِالْحَدِيدِ فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْعَرَبُ قَالَ: هَلْ بُعِثَ النَّبِيُّ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: فَهَلْ تَبِعَتْهُ الْعَرَبُ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ قَالَ: مَا فَعَلَتْ فَارِسُ؟ قَالُوا: لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا قَالَ: أمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: تَدَفَّقُ مَلأى قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلُ بَيْسان؟ قَالُوا: قَدْ أَطَعَمَ أَوَائِلُهُ فَوثَبَ عَلَيْهِ وَثبةً حَتَّى خَشِينَا أَنْ سَيُغْلَبُ فقُلنا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الدَّجَّال أمَا إِنِّي سَأَطأُ الْأَرْضَ كُلَّهَا إِلَّا مَكَّةَ وَطَيْبَةَ) فَقَالَ رَسُولُ

⦗ص: 436⦘

اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أبشِرُوا معشر المسلمين! هذِهِ طيبة لا يَدْخُلُها)

= (6789)[21: 3]

صحيح ـ ((قصة المسيح عليه السلام)) (ص42 - 43): م.

ص: 435

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ الْمُبَادَرَةِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ نَعُوذُ بالله منه

ص: 436

6752 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(بَادِرُوا بِالْعَمَلِ سِتّاً: الدَّجَّال والدُّخَانَ ودَابَّةَ الأَرْضِ وطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِها وأَمْرَ العامَّةِ وخُوَيْصَّة أَحَدِكُمْ)

= (6790)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (759): م.

ص: 436

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الْعَدَدَ الْمَذْكُورَ لِلْأَشْيَاءِ المتوقَّعة قَبْلَ خُرُوجِ الْمَسِيحِ لَيْسَ بِعَدَدٍ لَمْ يُرد بِهِ النَّفْيَ عَمَّا وَرَاءَهُ

ص: 436

6753 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ الْقَزَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحدِّثُ: عن حذيفة بن أسيد قَالَ:

بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غُرْفَةٍ وَنَحْنُ تَحْتَهَا إذْ أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال:

⦗ص: 437⦘

(ماذا تَتَذاكَرُون؟ ) قُلْنَا: نَذكُرُ السَّاعَةَ قَالَ:

(فَإِنَّهَا لَا تَكُونُ حَتَّى يَكُونَ بَيْنَ يَدَيْهَا عَشَرُ آيَاتٍ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِها والدَّجَّال والدُّخَان وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ والدَّابَّةُ وخُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وخَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعِ كَذَا ـ؟ قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ ـ: تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا وَتَنْزِلُ مَعَهُمْ حَيْثُ يَنْزِلُونَ)

قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أسيد ..... مثله ولم يَرْفَعْه

= (6791)[69: 3]

صحيح ـ ((شرح الطحاوية)) (500/ 759): م.

ص: 436

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ ناحيته الدجال

ص: 437

6754 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَة قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ مُطرِّف عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

(يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ هَهُنا) ـ وأشار نحو المشرق ـ.

= (6792)[69: 3]

صحيح لغيره ـ ((المشكاة)) (5480): م نحوه.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ (وَأَشَارَ نَحْوَ الْمَشْرِقِ) أَرَادَ بِهِ الْبَحْرَيْنِ لِأَنَّ الْبَحْرَيْنِ مَشْرِقُ الْمَدِينَةِ وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ يَكُونُ مِنْ جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِهَا لَا مِنْ خُراسان وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذَا: أَنَّهُ مُوثَقٌ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ

⦗ص: 438⦘

الْبَحْرِ عَلَى مَا أَخْبَرَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ وَلَيْسَ بخُراسان بحرٌ وَلَا جزيرة

ص: 437

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ السَّبَبِ الَّذِي يَكُونُ خُرُوجُ المسيح به

ص: 438

6755 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ:

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَأَى ابنَ صَائِدٍ فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ فسبَّهُ ابْنُ عُمَرَ ووَقَعَ فِيهِ فانْتَفَخَ حَتَّى سَدَّ الطَّرِيقَ فَضَرَبَهُ ابْنُ عُمَرَ بعَصاً فسَكَنَ حَتَّى عَادَ فَانْتَفَخَ حَتَّى سَدَّ الطَّرِيقَ فَضَرَبَهُ ابْنُ عُمَرَ بِعَصًا مَعَهُ حَتَّى كَسَرَها عَلَيْهِ فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ: مَا شَأْنك وشَأْنهُ؟ مَا يُولِعُكَ بِهِ؟! أَمَا سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(إِنَّمَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُها؟! )

= (6793)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2457): م.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: رُؤْيَةُ حَفْصَةَ ابْنَ عُمَرَ وضَرْبَه ـ حَيْثُ كَانَ يَضرِبَ المسيحَ بِالْعَصَا ـ كَانَ ذَلِكَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 438

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْعَلَامَةِ الَّتِي يُعرف بِهَا الدَّجَّالُ عِنْدَ خُرُوجِهِ

ص: 438

6756 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ: عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكتُوبٌ: كَ ف ر يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمنٍ مِن أُمِّيٍّ وَكَاتِبٍ)

⦗ص: 439⦘

يَعْنِي: الدَّجَّال -

= (6794)[69: 3]

صحيح ـ ((شرح الطحاوية)) (500/ 762)، ((الصحيحة)) (2457): ق.

ص: 438

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ عَيْنِ الدَّجَّالِ الَّتِي هِيَ الْعَوْرَاءُ مِنْ عَيْنَيْهِ

ص: 439

6757 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ: عَنْ أَبِي بْنُ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(الدَّجَّال عَينُهُ خَضْرَاءُ كَزُجَاجَةٍ وتَعَوَّذُوا بالله مِنْ عَذَابِ القبر)

= (6795)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1863).

ص: 439

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ خِلْقَةِ الدَّجَّالِ ومَنْ كَانَ يُشْبِهُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ

ص: 439

6758 -

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

أَنَّهُ ذَكَر الدَّجَّال فَقَالَ:

(أَعورُ هِجَانٌ أَزهَرُ كأنَّ رَأْسَهُ أَصَلَةٌ أَشَبَهُ النَّاسِ بعَبْدِ العُزَّى بنِ قَطَنٍ فإِنْ هَلكَ الهُلَّكُ فإنَّ رَبَّكُمْ ليس بأعورَ)

⦗ص: 440⦘

= (6796)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1193).

ص: 439

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فِرَارِ النَّاسِ مِنَ الْمَسِيحِ عند ظهوره

ص: 440

6759 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: حدَّثتني أُمُّ شَرِيكٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الْجِبَالِ) قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فأين العرب يومئذ؟ قال:

(هُمْ قَلِيلٌ)

= (6797)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3079): م.

ص: 440

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَبَعِ الدَّجَّالِ نَعُوذُ بِاللَّهِ من شرهم

ص: 440

6760 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: حدَّثني أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(يَتْبَعُ الدَّجَّالَ سَبْعُونَ أَلْفاً مِنْ يَهُودِ أصْبَهَانَ عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ)

= (6798)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3080): م.

ص: 440

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ بَعْضِ الْفِتَنِ الَّتِي يَبْتَلِي اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْبَشَرَ بِكَوْنِهِ مَعَ الْمَسِيحِ

ص: 441

6761 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن مُغِيرَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِراش قَالَ:

اجْتَمَعَ حُذَيْفَةَ وَأَبُو مَسْعُودٍ فَقَالَ حُذَيْفَةَ: أَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ:

إنَّ مَعَهُ نَهْرًا مِنْ نَارٍ وَنَهْرًا مِن مَاءٍ فَالَّذِي يَرَونَ أَنَّهُ نارٌ: مَاءٌ وَالَّذِي يَرَوْنَ أَنَّهُ مَاءٌ: نارٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَأَرَادَ الْمَاءَ فَلْيَشْرَبْ مِنَ الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ فَإِنَّهُ سَيَجِدُهُ مَاءً

قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول

= (6799)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2457): ق.

ص: 441

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مُضَادٌّ لِخَبَرِ أَبِي مَسْعُودٍ الذي ذكرناه

ص: 441

6762 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغني أَنَّ مَعَ الدَّجَّالِ جِبَالُ الخُبْزِ وَأَنْهَارُ الْمَاءُ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هُوَ أهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ) قَالَ: الْمُغِيرَةُ: فَكُنْتُ مِن أَكْثَرِ النَّاسِ سُؤَالًا؟ عَنْهُ فقال لي رسول صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 442⦘

(لَيْسَ بِالَّذِي يَضُرُّكَ)

= (6800)[69: 3]

صحيح: ق ـ مضى (6744).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: إِنْكَارِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمُغِيرَةِ بِأَنَّ مَعَ الدَّجَّالِ أَنْهَارُ الْمَاءِ لَيْسَ يُضَادُّ خبر أبي مسعود والذي ذَكَرْنَاهُ لأنَّهُ أهونُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أنْ يَكُونَ مَعَهُ نَهْرُ الْمَاءِ يَجْرِي وَالَّذِي مَعَهُ يُرى أَنَّهُ مَاءٌ وَلَا مَاءَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا تضادٌّ

ص: 441

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْبَعْضِ الْآخَرِ مِنَ الْفِتَنِ الَّتِي تَكُونُ مَعَ الدَّجَّالِ

ص: 442

6763 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ:

حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّجَّال فَقَالَ فِيمَا حَدَّثَنَا:

(يَأْتِي الدَّجَّالُ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ أنْقاب الْمَدِينَةِ فيخرُجُ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَهُوَ خَيْرُ النَّاسِ يومئذٍ - أَوْ مِنْ خَيْرِهِمْ - فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَهُ فيقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيُتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ أَتَشُكُّون فِي الْأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ: لَا فَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْييهِ فيقول حين يَحْيَا: وَاللَّهِ مَا كنتُ بأَشَدِّ بَصِيرَةً فِيكَ مِنِّي الْآنَ! فيُرِيدُ قَتْلَهُ الثَّانِيَةَ فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ)

قَالَ مُعْمَرٌ: يَرَوْن أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي يَقتُلُه الدَّجَّالُ ثم يُحِييهِ: الخَضِرُ

⦗ص: 443⦘

= (6801)[69: 3]

صحيح لغيره ـ ((قصة المسيح)) (ص36 - 38): ق.

ص: 442

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ الدَّجَّالَ لَا يَفتَتِن بِهِ كُلُّ النَّاسِ وَلَا يُزيل الْإِمَامَةَ عمن كانت له الى نزول عيسى بن مريم

ص: 443

6764 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ نَافِعَ بْنَ أَبِي نَافِعٍ ـ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ ـ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابنُ مَرْيَمَ فيكم وإِمامُكُمْ مِنْكُمْ؟! )

= (6802)[69: 3]

صحيح ـ ((قصة المسيح عليه السلام)) (ص29): ق.

ص: 443

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ دُخُولِ الدَّجَّالِ حَرَمَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا

ص: 443

6765 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(ليس مِنْ بَلَدٍ إلا سَيَطَأُُه الدَّجَّال إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ لَيْسَ نَقْبٌ مِن أنْقابِها إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَها فَيَنْزِلُ السَّبَخَةَ فَتَرْجُفُ المَدِينَةُ بِأَهْلِها ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ يَخْرُجُ إليه كُلُّ كَافِرٍ ومُنَافِقٍ)

= (6803)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3084): ق.

ص: 443

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ دُخُولِ الدَّجَّالِ مَدِينَةَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 444

6766 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ: عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّال ، فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحرُسُونَها فَلَا يَدْخُلُها الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ ـ إِنْ شاء الله تعالى ـ)

= (6804)[69: 3]

صحيح ـ ((قصة المسيح الدجال)) (44/ 9): خ.

ص: 444

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ عَدَدِ الْمَلَائِكَةِ الَّتِي تَحْرُسُ حَرَمَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم عَنْ دُخُولِ الدَّجَّالِ إِيَّاهَا

ص: 444

6767 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ بِعُكْبَرَا قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ لَهَا يومئذٍ سبعة أبواب على كل باب ملكان)

= (6805)[69: 3]

صحيح ـ ((قصة المسيح الدجال)) (ص46): خ.

ص: 444

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ ظُهُورِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَن يَكُونُ مَعَ الدَّجَّالِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ

ص: 444

6768 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: عَنْ أَبِيهِ أَنَّ

⦗ص: 445⦘

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(تُقُاتِلُكُمُ الْيَهُودُ فَتَظْهَرُون عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ! هذا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ)

= (6806)[69: 3]

صحيح ـ ((قصة المسيح عليه السلام)).

ص: 444

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْعَلَامَةِ الَّتِي بِهَا يُعْرَفُ نَجَاةُ الْمَرْءِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ

ص: 445

6769 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ: عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:

كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ:

(لَفِتْنَةُ بَعْضِكُمْ أخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ فِتْنَةٍ صَغِيرَةٍ وَلَا كَبِيرَةٍ إِلَّا تَتَّضِعُ لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ فمَنْ نَجَا مِنْ فِتْنَةِ مَا قَبْلَهَا نَجَا مِنْهَا وَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ مُسلماً مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ مُهَجَّاةً كَ فَ ر)

= (6807)[69: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (3082).

ص: 445

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ تَمِيمَ هُمْ أشَدُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى الدَّجَّالِ ـ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الدجال ـ

ص: 445

[6769/م]- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

⦗ص: 446⦘

لَا أزالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَدِمَ مِنْهُمْ سَبْيٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ عَلَى بَعْضِهِمْ رَقَبَةٌ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(أعْتِقْها فَإِنَّهَا مِنْ ولَد إِسْمَاعِيلَ) ، وَجَاءَتْهُ صدقاتُ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(هَذِهِ صدَقاتُ قوْمِنا) وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:

(هُمْ أشدُّ أُمَّتِي على الدَّجَالِ)

(1)

.

= (6808)[9: 3]

صحيح: ق.

(1)

سقط هذا الحديث ـ بتبويبه ـ من ((الأصل))، واستدركناه من ((طبعة المؤسسة)). ((الناشر)).

ص: 445

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ فَتْحِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ قِتَالِهِمُ الدَّجَّالَ

ص: 446

6770 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: حدثنا أحمد بن سعيد الدرامي قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(تُقاتلون جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ وتُقاتِلُون فَارِسَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ثُمَّ تُقاتلون الدَّجَّال فَيَفْتَحُهُ الله عليكم)

= (6809)[69: 3]

⦗ص: 447⦘

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3246): م.

ص: 446

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْبَلَدِ الَّذِي يُهلِك اللَّهُ ـ جَلَّ وَعَلَا ـ الدَّجَّال بِهِ

ص: 447

6771 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ ـ وهِمَّتُهُ الْمَدِينَةَ ـ حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ أُحُدٍ ثُمَّ يَغْدُو قِبَلَ الشام وهناك يَهْلِكُ)

= (6810)[69: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5480): م

(1)

.

(1)

وعزاه صاحب ((المشكاة)) للبخاري ـ أيضاً ـ! وهو وَهَمٌ مِنْ أوهامه.

ص: 447

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَاتِلِ الْمَسِيحِ ووَصْفِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَقْتُلُه فِيهِ

ص: 447

6772 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حدثني يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيَّ يَحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ ـ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ـ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي مُجمِّعَ بْنَ جَارِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(يَقتُلُ ابنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبِابِ لُدٍّ)

= (6811)[69: 3]

صحيح ـ ((قصة المسيح عليه السلام)).

ص: 447

ذِكْرُ قَدْرِ مُكث الدَّجَّالِ فِي الْأَرْضِ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ وَثاقه

ص: 448

6773 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أُحدِّثُكم مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ ـ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَبُو الْقَاسِمِ ـ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ـ:

(إنَّ الأعْورَ الدَّجَّال ـ مَسِيحَ الضَّلَالةِ ـ يخرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِي زَمَانِ اخْتِلاف مِن النَّاسِ وفُرْقَةٍ فيَبْلُغُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ الْأَرْضِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا مِقْدَارُها؟! اللَّهُ أَعْلَمُ مَا مِقْدَارُها؟! - مَرَّتَيْنِ - ويُنزِلُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَيَؤُمُّهم فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِن الرَّكْعَةِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَتَلَ الله الدَّجَّالَ وأَظْهَرَ المؤمنين)

= (6812)[69: 3]

صحيح ـ ((قصة المسيح)) ـ أيضاً ـ.

قال أبو حاتم: فِي هَذَا الْخَبَرِ: (فيؤُمّهم) أَرَادَ بِهِ: فيَأمُرهم بِالْإِمَامَةِ إِذِ الْعَرَبَ تَنسُبُ الْفِعْلَ إِلَى الْآمِرِ كَمَا تَنْسِبَهُ إِلَى الْفَاعِلِ كَمَا ذَكَرْنَا فِي غير موضع من كتبنا

(1)

تابعه مُحمَّدُ بن فُضيلٍ، عن عاصمٍ ..... به.

رواه البزَّارُ (4/ 142/3396)، وبقية الرجال ثقاث؛ فالسندُ صحيح.

ص: 448

ذِكْرُ ذَوَبَانِ الدَّجَّالِ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَبْلَ قَتْلِهِ إِيَّاهُ

ص: 448

6774 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا معلَّى بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ

⦗ص: 449⦘

أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ ـ أَوْ بِدَابِقَ ـ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُم فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فيُقَاتِلُونَهم فيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ثُمَّ يُقتَلُ ثُلُثُهم ـ وَهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ ـ ويَفْتَتِحُ ثُلُثٌ فيَفْتَتِحُون القُسْطُنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقوا سُيُوفَهُمْ بالزَّيْتُون إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُم فِي أَهَالِيكُم فيَخْرُجُون ـ وَذَلِكَ بَاطِلٌ ـ فَإِذَا جَاؤُوا الشَّامَ خَرَجَ - يَعْنِي الدَّجَّال - فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّون لِلْقِتَالِ ويُسَوُّون الصُّفُوفَ إذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ يَذُوبُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ وَلَوْ تَرَكُوهُ لَذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنَّهُ يَقتُلُه اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِم دَمَهُ بِحَرْبِتِهِ)

= (6813)[69: 3]

صحيح ـ ((قصة المسيح)).

ص: 448

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْأَمْنِ الَّذِي يَكُونُ فِي النَّاسِ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ

ص: 449

6775 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاتٍ وأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ

⦗ص: 450⦘

مَرْيَمَ وَإِنَّهُ نَازِلٌ فاعْرِفُوه فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَنْزِعُ إِلَى الحُمْرةِ وَالْبَيَاضِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بِلَّةٌ وَإِنَّهُ يَدُقُّ الصَّلِيبَ ويَقْتُلُ الخُنزِيرَ ويُفِيضُ الْمَالَ ويَضَعُ الْجِزْيَةَ وَإِنَّ اللَّهَ يُهلِكُ فِي زَمَانِهِ المِلَلَ كُلَّهَا ـ غَيْرَ الْإِسْلَامِ ـ ويُهلِكَ اللَّهُ المسيحَ الضالَّ الأعورَ الكذَّابَ ويُلقِي اللهُ الأَمَنَةَ حَتَّى يَرْعَى الْأَسَدُ مَعَ الْإِبِلِ والنَّمِرُ مَعَ الْبَقَرِ وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبُ الصِّبْيَانُ مَعَ الحيَّات لا يَضُرُّ بَعضُهمْ بعضاً)

= (6814)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2182).

ص: 449

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَفْعَلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ بِمَنْ نَجَّاه اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ

ص: 450

6776 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ فَيَّاضٍ بِدِمَشْقَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عن أَبِيهِ: عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(إنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ يَأْتِي قَوْمًا قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنَ الدَّجَّالِ فَيَمْسَحُ وُجُوهَهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ)

= (6815)[69: 3]

صحيح ـ ((قصة المسيح عليه السلام)) (ص14 - 16): م.

ص: 450

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ رَفْعِ التَّبَاغُضِ وَالتَّحَاسُدِ وَالشَّحْنَاءِ عِنْدَ نُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهُ عليه

ص: 451

6777 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَيَنْزِلَنَّ ابنُ مَرْيَمَ حَكَماً عادِلاً فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ويَقتُلُ الخُنْزِيرَ ولَيَضَعَنَّ الجِزْيةَ وَلَتُتْرَكَنَّ القِلَاصُ فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْناء والتَّبَاغُضُ والتَّحَاسُدُ وَلَيُدْعَوُنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أحَدٌ)

= (6816)[69: 3]

صحيح ـ ((قصة نزول المسيح عليه السلام)) (ص59): ق.

ص: 451

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ نُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ

ص: 451

6778 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي رَزين عَنْ أَبِي يَحْيَى ـ مَوْلَى ابْنِ عَفْرَاءَ ـ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

فِي قَوْلِهِ: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلِسَّاعَةِ} [الزخرف: 61] قَالَ:

(نُزولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ قَبْلِ يَومِ القيامة)

= (6817)[69: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (3208).

ص: 451

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ خَبَرَ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ وَهَمٌ

ص: 452

6779 -

أخبرنا ابن قتيبة قال: حدثنا يزيد ابن مَوْهَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَماً مُقْسِطاً يَكسِرُ الصَّلِيبَ ويَقْتُلُ الخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الجِزْيَةَ ويفِيضُ المالُ حتى لا يَقبَلَهُ أحدٌ)

= (6818)[69: 3]

صحيح ـ ((شرح الطحاوية)) (500/ 762)، ((قصة المسيح عليه السلام)) (ص59): ق.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ..... وَسَمِعَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .... فَالطَّرِيقَانِ ـ جَمِيعًا ـ مَحْفُوظَانِ

ص: 452

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ إِمَامَ هَذِهِ الْأُمَّةِ عِنْدَ نُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ يَكُونُ مِنْهُمْ دُونَ أَنْ يَكُونَ عِيسَى إِمَامُهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ

ص: 452

6780 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

⦗ص: 453⦘

(لَا تَزَالُ طائفةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُون عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيَقُولُ أميرُهُم: تَعاَلَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ: لَا ، إِنَّ بَعضَكُم عَلَى بَعْضٍ أُمَراءُ لِتَكْرِمَةِ اللهِ هذه الأمة)

= (6819)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (270 و 1960)، ((قصة المسيح عليه السلام)) (ص57): م.

ص: 452

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ يَحُجُّ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ بَعْدَ قَتْلِه الدَّجَّالَ

ص: 453

6781 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيِّ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَيُهِلَّنَّ ابنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجّاً أَوْ مُعتَمِراً أَوْ لَيُثَنِّيَنَّهُمَا)

= (6820)[69: 3]

صحيح ـ ((قصة المسيح عليه السلام)) (ص37/ المتن).

ص: 453

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِذَا نَزَلَ يُقاتل النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ

ص: 453

6782 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:

(الْأَنْبِيَاءُ كُلهم إِخوَةٌ لِعَلاتٍ أُمَّهَاتُهم شَتّىً وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فاعْرِفُوهُ: رجلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ بَيْنَ مُمَصَّرَيِن كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقطُرُ ـ

⦗ص: 454⦘

وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ ـ فيُقَاتل النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَيدُقُّ الصَّلِيبَ ويَقتُلُ الخِنْزِيرَ ويَضَعُ الجِزْيَةَ ويُهلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا ـ إِلَّا الْإِسْلَامَ ـ ويُهلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ وتَقَعُ الأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَرتَعَ الأُسْدُ مَعَ الْإِبِلِ والنِّمَارُ مَعَ البَقَرِ والذِّئاب مَعَ الْغَنَمِ ويَلعَبُ الصِّبْيَانُ بالحيَّاتِ لَا تَضرُّهُمْ فيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوفَّى فيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ـ صَلَوَاتُ اللَّهِ عليه ـ)

= (6821)[69: 3]

صحيح ـ مضى (6775).

ص: 453

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ قَدْرِ مُكْثِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي النَّاسِ بَعْدَ قَتْلِه الدَّجَّالَ

ص: 454

6783 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ السَّخْتِيَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

(1)

قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ

⦗ص: 455⦘

الرَّحْمَنِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لَاحِقٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي فَقَالَ:

(ما يُبْكِيكِ)؟ قالت: يارسول اللَّهِ ذَكرتُ الدَّجال قَالَ:

(فَلَا تَبْكِيَنَّ فإنْ يَخْرُجْ وَأَنَا حَيٌّ أَكْفِيكُمُوهُ وإنْ مُتُّ فَإِنَّ ربَّكُم لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مَعَهُ الْيَهُودُ فيَسِيرُ حَتَّى يَنْزِلَ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ شِرَارُ أَهْلِهَا فَيَنْطَلِقُ حَتَّى يَأْتِيَ لُدّ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يَلْبَثُ عِيسَى فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ـ أَوْ قَرِيبًا مِن أَرْبَعِينَ سَنَةً ـ إِمَاماُ عَدْلاً وحَكَماً مُقْسِطاً)

= (6822)[69: 3]

حسن صحيح ـ ((قصة المسيح الدجال)) (ص18).

(1)

تابعه أخوه أبو بكر بن أبي شيبة في ((المصنف)) (15/ 134/19320)، وعنه: أبو عمرو

الداني في ((الفتن)) (ق 142/ 2).

وأخرجه أحمد (2/ 75) من طريق أخرى عن حرب بن شداد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حدَّثني الحضرمي بن لاحق ..... به.

وهذا إسنادٌ صحيح متصل إلى الحضرمي، وهو لا بأس به؛ كما قال الحافظ في ((التقريب))؛ فالسندُ حسنٌ - إن شاء الله -.

وله شواهدُ كثيرةٌ، فراجع كتابي:((قصة المسيح الدجال ..... )).

ص: 454

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ خُرُوجَ الْمَهْدِيِّ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ ظُهُورِ الظُّلم وَالْجَوْرِ فِي الدُّنْيَا وغَلبِهِمَا عَلَى الْحَقِّ وَالْجِدِّ

ص: 455

6784 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الصِّدِّيق: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تقومُ الساعة حتى تَمتَلِىءَ الْأَرْضُ ظُلْماً وعُدْوَاناً ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أهل بيتي - أو عِتْرَتِي - فيَمْلأُها قِسْطاً وَعَدْلاً كما مُلِئَتْ ظُلماً وعُدْوَاناً)

= (6823)[69: 3]

⦗ص: 456⦘

صحيح ـ ((الروض النضير)) (2/ 53).

ص: 455

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ اسْمِ الْمَهْدِيِّ وَاسْمِ أَبِيهِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ

ص: 456

6785 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ بِالْأُبُلَّةِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمْلِكَ النَّاسَ رجلٌ مِن أهل بيتي يُوَاطِىءُ اسمُهُ اسمي واسمُ أبيه اسم أبي فَيَمْلأُها قِسْطاً وعَدْلاً)

= (6824)[69: 3]

حسن صحيح ـ مضى (5923).

ص: 456

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ المهديُّ يَشْبِهُ خَلْقُهُ خَلْقَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 456

6786 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ شُبْرُمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يُواطِىءُ اسمه اسمي وخَلْقُهُ خَلْقي فَيَمْلأُها قِسْطاً وعَدْلاً كما مُلِئَتْ ظُلْماً وجَوْراً)

= (6825)[69: 3]

منكر بزيادة: ((وخلقه خلقي)) ـ ((الضعيفة)) (6485).

ص: 456

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمُدَّةِ الَّتِي تَكُونُ لِلْمَهْدِيِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ

ص: 457

6787 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمَرْوَزِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، أَقْنَى ، يَمْلأ الْأَرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ قَبْلَهُ ظُلْماً ، يَمْلِكَ سَبْعَ سِنِينَ)

أَبُو الصديق اسمه: بكر بن قيس الناجي

= (6826)[69: 3]

حسن صحيح ـ ((الروض)) (2/ 53).

ص: 457

ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُبايَعُ فِيهِ الْمَهْدِيُّ

ص: 457

6788 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابن أبي ذئب يَذْكُرُعن سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحدِّث أَبَا قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ والمَقَامِ وَلَنْ يَسْتَحِلَّ هَذَا الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ ثُمَّ تَظْهَرُ الْحَبَشَةُ فيُخَرِّبُونَهُ خَرَاباً لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أبَداً وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ)

= (6827)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (7720).

ص: 457

ذِكْرُ الإِخبارِ عَن كَثْرةِ خَلْقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا النَّسْلَ مِنْ أَوْلَادِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ

ص: 458

6789 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أقَلُّ مَا يَتْرُكُ أحدُهُمْ لِصُلْبِهِ ألْفاً مِن الذُّرِّيةِ وإنَّ مِن وَرَائِهِم أُمماً ثَلَاثَةً: مِنْسَكٌ وتَاوِيل وتارِيس لَا يَعَلَمُ عَدَدَهُمْ إلا الله)

= (6828)[69: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (4142).

ص: 458

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بأنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُحاصَرون إِلَى وَقْتِ يَأْذَنُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا بِخُرُوجِهِمْ

ص: 458

6790 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا رَافِعٍ حَدَّثَهُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(يَحْفِرُونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ حَتَّى يَكادُوا أَنْ يَرَوْا شُعَاعَ الشّّمْسِ فيقُولُون نَرْجعُ إِلَيْهِ غَدًا فَيَرْجعُون وهُو أَشَدُّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُم وَأَرادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهمْ عَلَى النَّاسِ قَالُوا: نَرْجِعُ إِلَيْهِ غَدًا إنْ شَاءَ اللَّهُ فَيَرجِعون إِلَيْهِ كَهَيْئَةِ مَا تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ فَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(فَيَفِرُّ الناس مِنْهُمْ الى حُصُونِهِمْ)

= (6829)[69: 3]

⦗ص: 459⦘

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1735).

ص: 458

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْفِتْنَةِ الَّتِي يَبْتَلِي اللَّهُ عِبَادَهُ بِهَا عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ

ص: 459

6791 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ ـ ثُمَّ الظَّفَرِيُّ ـ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ـ أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ـ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(تُفتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ويَخْرُجُون عَلَى النَّاسِ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون} [الأنبياء: 96] ويَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ عَنْهُمْ إِلَى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ ويضُمُّون إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ ويَشْرَبُون مِيَاهَ الْأَرْضِ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَمُرُّ بذلك النهر فيقول: قد كان ها هنا مَاءٌ مَرَّةً حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاسِ أحدٌ إِلَّا فِي حِصْنٍ أَوْ مَدِينةٍ قَالَ قَائِلُهُمْ هَؤُلَاءِ أهْلُ الْأَرْضِ قَدْ فَرَغْنا مِنْهُمْ بَقِي أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ: ثُمَّ يَهُزُّ أحدُهُمْ حَرْبَتَهُ ثُمَّ يَرْمِي بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ إليهمْ مُخَضَّبَةً دَماً ـ لِلْبَلاء وَالْفِتْنَةِ ـ فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ يَبْعَثُ اللَّهُ دُوداً فِي أعناقهم ـ كَنَغَفِ الجراد الذي يَخرُجُ في أعناقها ـ فَيُصْبِحُون مَوْتَى حَتَّى لَا يُسْمَعُ لَهُم حِسٌّ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: أَلَا رَجُلٌ يَشْرِي لَنَا نَفْسَهُ فَيَنْظُرَ مَا فَعَلَ هَؤُلَاءِ الْعَدُوُّ؟! فيَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لِذَلِكَ مُحتَسِباً لِنَفْسِهِ عَلَى أَنَّهُ مَقتول فيَجِدُهُم مَوْتَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فيُنادي: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ! أَلَا أَبْشِروا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ فَيَخْرُجُونَ عَنْ مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ ويُسَرِّحُون مَوَاشِيَهُمْ)

⦗ص: 460⦘

= (6830)[69: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (1793).

ص: 459

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ رَدْمَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ قَدْ فُتِحَ مِنْهُ الْآنَ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ

ص: 460

6792 -

أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ: عَنْ أمِّ حَبِيبَةَ قَالَتِ:

اسْتَيْقَظَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ:

(لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ويلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ! فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ ردم يأجوج ومأجوج) ـ وَحَلَّقَ بيده عشرة ـ قالت: قلت: يارسول اللَّهِ! أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ:

(نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ)

= (6831)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (987): ق، عن زينب بنت جحش، وهو الصواب، وكذلك رواه المؤلِّفُ فيما تقدَّم (327).

ص: 460

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ انْقِطَاعِ الْحَجِّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ

ص: 460

6793 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 461⦘

(لَيُحَجَّنَّ هَذَا البَيتُ وَلَيُعْتَمَرنَّ بعدَ خُروج يأجوج ومأجوج)

= (6832)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (2430): خ.

ص: 460

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَتَابُعِ الْآيَاتِ وتواتُرها إِذَا ظَهَرَتْ فِي الْأَرْضِ أَوَائِلُهَا

ص: 461

6794 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(خُرُوجُ الْآيَاتِ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ تَتَابَعْنَ كما تَتَتابَعُ الخَرَزُ)

= (6833)[69: 3]

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (1762 و 3210).

ص: 461

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْفِتَنَ إِذَا وَقَعَتْ ـ وَالْآيَاتِ ـ إِذَا ظَهَرَتْ ـ كَانَ فِي خَلَلِهَا طَائِفَةٌ عَلَى الحق أبداً

ص: 461

6795 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ الْأَصْفَهَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ الساعة)

= (6834)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (270).

ص: 461

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يصرِّح بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 462

6796 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا يزالُ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ عِصَابةٌ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ خِلافُ مَنْ خَالَفَهم حَتَّى يأْتِيَهُمُ أمرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذلك)

= (6835)[69: 3]

حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (1962).

ص: 462

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الطَّائِفَةِ الْمَنْصُورَةِ الَّتِي تَكُونُ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَأْتِيَ السَّاعَةُ

ص: 462

6797 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ حدَّثه: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ حدَّثه:

أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ هُمْ شرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَدْعُونَ اللَّهَ بِشَيْءٍ إِلَّا ردَّهُ عَلَيْهِمْ! فبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: يَا عُقْبَةُ! اسْمَعْ مَا يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ عُقْبَةُ هُوَ أَعْلَمُ! وَأَمَّا أَنَا فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(لَا تزالُ عِصابة مِنْ أُمَّتِي يُقاتلون عَلَى أَمْرِ اللَّهِ قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِم لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ) فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:

⦗ص: 463⦘

ثُمَّ يبعثُ اللَّهُ رِيحًا ريحُها رِيحُ الْمِسْكِ ومَسُّها مسُّ الخزِّ فَلَا تَتْرُكُ نَفْسًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فَعَلَيْهِمْ تقوم الساعة)

= (6836)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (1108): م.

ص: 462

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 463

6798 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا يزالُ هَذَا الدِّينُ يُقاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حتى تَقُومَ الساعة)

= (6837)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (963): م.

ص: 463

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْيِ قَبُولِ الْإِيمَانِ فِي الِابْتِدَاءِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

ص: 463

6799 -

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تطلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ فيومئذٍ {لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158]

⦗ص: 464⦘

= (6838)[69: 3]

صحيح ـ ((ابن ماجه)) (4068): ق.

ص: 463

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ خُرُوجِ النَّارِ الَّتِي تَخْرُجُ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ

ص: 464

6800 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخرُجَ نارٌ تُضِيءُ لَهَا أعناقُ الْإِبِلِ ببُصْرَى)

= (6839)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3083): ق.

ص: 464

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ سَيْرِ النَّارِ الَّتِي تَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ

ص: 464

6801 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ رَافِعِ بْنِ بِشْرٍ السُّلَمِيِّ: عَنْ أَبِيهِ

(1)

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 465⦘

(يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ نارٌ مِنْ حُبْسٍ تَسِيرُ سَيْرَ بَطِيئَةِ الْإِبِلِ تَسيرُ بِالنَّهَارِ وتَكْمُنُ بِاللَّيْلِ يُقال: غَدَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فاغْدُوا قَالَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ! فَقِيلوا رَاحَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ! فَرُوحُوا مَنْ أَدْرَكَتْهُ أَكَلَتْهُ)

= (6840)[69: 3]

ضعيف ـ ((الضعيفة)) (6914)، وانظر التعليق.

(1)

يعني: بشراً السلمي، وإيراد المؤلف لحديثه هذا يُشْعِرُ أنه صحابيٌّ عنده، وهو في ذلك

تابعٌ لشيخه أبي يعلى؛ فإنه أوردَه في ((مسنده)) (2/ 233 - 234)، وكذا الإمام أحمد (3/ 443)، ولم يذكروا في ترجمتِه ما يَدُلُّ على صحبتِه إلا هذا الحديث، ولم يُصرِّحْ بسماعه منه صلى الله عليه وسلم! ولذلك لم يَذكُرْهُ المؤلف في الصحابة، بل إنَّهُ ردَّ على مَنْ خالف، فقال في ((ثقاته)) ـ وقد أورده في التابعين ـ (4/ 73):((يروي المراسيل، يروي عنه ابنه رافع، ومَنْ زَعَمَ أن له صحبة فقد وَهِمَ)).

على أنَّهُ لو صرَّح بالتحديث؛ لم تَثبُتْ صحبتُه؛ لأنَّ ابنَه غير معروف!

ولذلك قال الذهبي ـ مُتعقباً على الحاكم إيرادَه إياه شاهداً (4/ 442 - 443): ((قلت: رافع مجهول)).

وأبو جعفر ـ الراوي عنه ـ: هو محمد بن علي بن الحسين؛ كما في رواية ((المستدرك))، ووقع في ((تاريخ البخاري)) (1/ 2/132):(عيسى بن علي)!.

وفي ظَنِّي أنه مُحرف: (محمد)، وكان من الممكن أن يُقال: إنه خطأ مطبعي، لولا أنه وقع كذلك مُحرَّفاً في ترجمة رافع بن بشر من ((التاريخ)) (2/ 1/304)!

ص: 464

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكُونُ مُنْتَهَى سَيْرِ النَّارِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا إِلَيْهِ

ص: 465

6802 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ ببغداد قال: حدثنا علي ابن الْمَدِينِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ حِمَازٍ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:

أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فنَزَلنا ذَا الحُلَيْفَةِ وتعجَّلَتْ رِجَالٌ إِلَى الْمَدِينَةِ

⦗ص: 466⦘

فَبَاتُوا بِهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهُمْ؟ فَقِيلَ: تعجَّلوا إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ:

(تعجَّلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَالنِّسَاءِ؟! أَمَا إِنَّهُمْ سَيَتْرُكُونَها أَحْسَنَ مَا كَانَتْ) وَقَالَ لِلَّذِينَ تخلَّفوا مَعَهُ مَعْرُوفًا ثُمَّ قَالَ:

(لَيْتَ شِعْرِي مَتَى تخرُجُ نَارٌ مِنَ الْيَمَنِ ـ مِن جَبَلِ الْوَرَّاقِ ـ تُضِيءُ لَهَا أَعْنَاقُ الْإِبِلِ وَهِيَ تَنْزِلُ بِبُصْرَى كَضَوْءِ النهار)

قال علي: بُصرى بالشام

= (6841)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3083).

ص: 465

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ تَقَارُبِ الزَّمَانِ قَبْلَ قِيَامِ الساعة

ص: 466

6803 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِحَرَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي صَالِحٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَيَكُونُ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ ـ أو الخُوصَةِ ـ)

= (6842)[69: 3]

صحيح ـ ((المشكاة)) (5448/ التحقيق الثاني).

ص: 466

ذِكْرُ الْخِصَالِ الَّتِي يُتَوقَّع كَوْنُهَا قَبْلَ قِيَامِ الساعة

ص: 466

6804 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ: عَنْ أَبِي

⦗ص: 467⦘

سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ:

أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ ـ فَقَالَ:

(مَاذَا كُنْتُمْ تَتَذَاكَرُونَ؟ ) قُلْنَا: كُنَّا نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ فَقَالَ:

(إِنَّهَا لَا تَقُومُ حَتَّى تَرَوْا قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ: الدَّجَّال والدُّخَان وَعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ والدَّابَّةِ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَثَلَاثَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخَرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِن قَعْرِ عَدَنٍ ـ أَوْ عَدَن أَوِ الْيَمَنِ ـ تَطْرُدُ الناس الى المحشر)

= (6843)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3083): م.

ص: 466

ذِكْرُ أَمَارَةٍ يُستَدلُّ بِهَا عَلَى قِيَامِ السَّاعَةِ

ص: 467

6805 -

أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أرْدَكَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ وَالِبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الفُحْشُ والبُخْلُ ويُخَوَّنَ الْأَمِينُ ويُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ ويَهْلِكَ الوُعُول وتَظْهرَ التُّحُوتُ) قالوا: يارسول اللَّهِ وَمَا الوُعُول والتُّحُوتُ؟ قَالَ:

(الْوُعُولُ: وجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ والتُّحُوتُ: الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ الناس ـ لا يُعْلَمُ بِهِمْ ـ)

= (6844)[69: 3]

⦗ص: 468⦘

صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (3211).

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أبا هريرة وهو ابن عشر سنين ـ إذ ذاك ـ

ص: 467

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ وَالنَّاسُ فِي أسواقهم وأشغالهم

ص: 468

6806 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُشْكَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْرَجُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وثَوبُهُما بَيْنَهُما لَا يَطْوِيَانِهِ وَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ لَا يَطْعَمُهُ ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَلُوطُ حَوْضَهُ لَا يَسْقِيهِ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَرَفَع لُقْمَتَهُ الى فِيه لا يَطْعَمُهَا)

= (6845)[69: 3]

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/ 191): خ، م؛ لكن ليس عنده الجملة الاخيرة.

ص: 468

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ

ص: 468

6807 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغُضَائِرِيُّ بِحَلَبَ وَالْبُجَيْرِيُّ بِصُغْدَ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَيْسُورٌ عَنْ أَبِي الْحَارِثِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى رَجُلَين بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ يَتَبَايَعَانِهِ فَلَا هُما يَنْشُرَانِهِ وَلَا هُما يَطْوِيَانِهِ وَتَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى رَجُلٍ وَفِي فِيهِ لُقْمَةٌ فلا هو يُسِيغُها ولا هو يَلْفِظُها)

= (6846)[69: 3]

⦗ص: 469⦘

صحيح بما قبله.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: أَبُو الْحَارِثِ ـ هَذَا ـ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ

وَمَيْسُورٌ: هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

ص: 468

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَنْ أَدْرَكَ السَّاعَةَ وَهُوَ حَيٌّ كَانَ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ

ص: 469

6808 -

أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْياءٌ ومَنْ يَتَّخِذُ القبور مساجد)

= (6847)[66: 3]

حسن صحيح ـ ((تحذير الساجد)) (ص 26 - 27).

ص: 469

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ النَّاسِ الَّذِينَ يَكُونُ قيام الساعة على رؤوسهم

ص: 469

6809 -

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثَابِتٍ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إلا الله)

(1)

.

⦗ص: 470⦘

= (6848)[69: 3]

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3016): م باللفظ الذي بعده.

(1)

وَهِمَ الشيخُ شعيب؛ فعزاهُ لمسلم بهذا اللفظ! وإنما رواهُ باللفظ الأتي بعده.

ص: 469

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّد بِهِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ

ص: 470

6810 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللهُ اللهُ)

= (6849)[69: 3]

صحيح ـ المصدر نفسه: م.

ص: 470

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ مَنْ يَكُونُ قِيَامُ الساعة عليهم

ص: 470

6811 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

(لا تقوم الساعة إلا على شِرَارِ الناس)

= (6850)[69: 3]

صحيح: م (8/ 208).

ص: 470

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ

ص: 470

6812 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أبو الوليد بصيدا حدثنا إسحاق بن سيار حَدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ المُرِّيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ عَنِ

⦗ص: 471⦘

الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(سَتُنْتَقَوْنَ كما يُنَقَّى التَّمْرُ مِنْ حُثالَتِهِ)

= (6851)[69: 3]

حسن لغيره ـ ((الصحيحة)) (1781).

ص: 470

ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مَنْ يَبْقَى فِي آخِرِ الزَّمَانِ بحُثَالَةِ التَّمْرِ

ص: 471

6813 -

أَخْبَرَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنُ بِنْتِ تَمِيمِ بْنِ الْمُنْتَصِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ السُّكَّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بَيَانَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ أَسْلَافًا ويَفْنَى الصَّالِحُونَ الأَوَّلَ فالأَوَّلَ حَتَّى لَا يَبْقى إِلَّا مِثْلُ حُثَالةِ التَّمْرِ والشَّعِيرِ لا يُبالِي اللهُ بهم)

= (6852)[69: 3]

صحيح: خ (4156).

ص: 471

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الرِّيحِ الَّتِي تَجِيءُ تَقْبِضُ أَرْوَاحَ النَّاسِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ

ص: 471

6814 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُبْعَثَ رِيحٌ حَمْرَاءُ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ فيَكْفِتُ اللَّهُ بِهَا كُلِّ نَفْسٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا يُنْكِرُها النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ مَنْ يَمُوتُ

⦗ص: 472⦘

فِيهَا: مَاتَ شيخٌ فِي بَنِي فُلَانٍ وَمَاتَتْ عَجُوزٌ فِي بَنِي فُلَانٍ ويُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وتَقِيءُ الْأَرْضُ أَفلاذ كَبِدِها مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَا يُنْتَفَعُ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، يَمُرُّ بِهَا الرَّجُلُ فَيَضْرِبُها بِرِجْلِهِ وَيَقُولُ: فِي هَذِهِ كَانَ يَقْتَتِلُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا! وأصبحتِ الْيَوْمَ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا)

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وإنَّ أوَّل قبائلِ الْعَرَبِ فَنَاءً قُرَيْشٌ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَوْشَك أَنْ يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى النَّعْل وَهِيَ مُلقاةٌ فِي الكُنَاسَةِ فيَأخُذَها بِيَدِهِ ثُمَّ يَقُولُ: كَانَتْ هذِهِ من نعال قُريش في الناس

(1)

.

= (6853)[69: 3]

صحيح ـ انظر التعليق.

⦗ص: 473⦘

(1)

قلت رجاله كلُّهم ثقات رجال مسلم؛ غير عبد الغفار بن عبد الله ـ وهو الزبيري الموصلي ـ، وقد وثَّقه المؤلِّفُ (8/ 421)، وخرَّج له أحاديث غير هذا، مثل ما تقدم (1042 و 3862 و 4328)، وروى عنه جمع، وغالب حديثِه هذا؛ جاءت له شواهدٌ:

فجملة القرآن صحَّت من حديث حذيفة، وهو مُخرَّجٌ في ((الصحيحة)) (87).

وتورَّطَ أحد الناشئين فضعَّفَه، وقد ردَدْتُ عليه في الطبعة الجديدة منه.

وجملة: ((تقيء الأرض

))؛ لها طريق أخرى عن أبي هريرة، تقدَّمت برقم (6662)، وقد

أخرجه مسلم (3/ 84 - 85)، وصحَّحه الترمذي (2209).

وقول أبي هريرة؛ قد صحَّ مِنْ طريقٍ أُخرى عن سعد بن طارق به ..... مرفوعاً، وهو مُخرَّجٌ في ((الصحيحة)) (738).

ص: 471

-انتهى المجلد التاسع-

-بحمد الله ومنته-

ويتلوه:

-المجلد العاشر-والأخير-

وأوله:

60 -

كِتَابُ إِخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مناقب الصحابة.

نتمنى منكم دعوة صالحة بالعلم النافع والعمل الصالح والذرية الصالحة لكل من ساهم في هذا العمل.

ص: 473