الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرموز الخاصة بالمجلد التاسع والعاشر
• ت / = تُوفِّي، والعددُ بعد الخطِّ المائل هو عددُ السَّنة الهجريَّة.
• ح في المتن = علامة التحويل، وح / في الحاشية = رقم الحديث.
• ت في الحاشية = الترجمة.
• - م- في المتن = الحديث مكرَّر تقدم إخراج المصنف له.
• ص = الصفحة.
• م 3 في الحاشية: الجزء الثالث من نسخة دار الكُتب المصريَّة.
• (* *): الهلالان ذا نجمين داخليين وضعتُ بينهما ما سقطَ من نُسخة الأصل واستدركَهُ النَّاسخُ في الهامش.
• * *، النَّجمان، وضعتُ بينهما ما أردتُ التعليق عليه من الأصل.
بابُ بَيَانِ الإباحةِ لِلْمُحرِم أن يُهِلَّ كإهلالِ منْ تَقَدَّمه في الإحرامِ من غيرِ أنْ يعلمَ بِمَا أهَلَّ، والدليلُ على أنَّ المُهلَّ بِه إذا لم يكنْ معَه الهديُ وكانَ المقْتَدَى بِه ساقَ الهديَ أنَّ عليهِ أنْ يَجْعَلَها عمْرَةً، ثُم يُهلَّ بِالحجِّ يَوم التَّرْوِية، وأنه إِنْ كان مَعَه الهديُ ثبتَ على إحرامِه وأهَدى بِإهلالِه، وعلى أنَّه إنْ ساقَ الهدْيَ ولم يَكُنْ المقتدَى [به سَاقَه]
(1)
لَمْ يَقْتَدَ بِه وثبتَ على إحرامِه، وبيانُ مَنْزِلِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِمكَّةَ في مقامِه بِها
(1)
ما بين المعقُوفين سقط من نسخة (م)، والسِّياق يدلُّ عليه.
3837 -
حدَّثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزِّي، حدَّثنا الفِرْيابي، ح.
وحدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا قبيصة قالا: حدَّثنا سُفيانَ
(1)
، عن قَيْسِ ابن مسلم، عن طارقِ بن شِهاب، عن أبي موسى الأشْعري قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومِ باليمنِ فجئتُ وهو بالبَطْحَاءِ فقال: "بِمَ أهلَلْتَ؟ " قلتُ: كإهلالِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قال:"هلْ معكَ من هدْيٍ؟ " قلتُ: لا، "فأمرَنِي فطُفتُ بِالبيتِ وبالصَّفا والمَرْوَة، ثُمَّ أَمَرَني فَأَحْلَلْتُ" فأتيتُ امرأةً من قومِي فمشطتْنِي أو غسلتْ رأسِي، قال:
⦗ص: 6⦘
فأفتَيْتُ النَّاسَ بذلِك في إمارةِ أبِي بكرٍ وعُمرَ رضي الله عنهما، قال: فجاء رجلٌ فَسَارَّنِي وأنا بالمَوْسِمِ فقال: إنَّك لا تدري ما أحدثَ أميرُ المُؤْمِنِين في شأنِ النُّسُكِ؟ فقلتُ: يا أيُّها النَّاس من أفتيناهُ فَلْيَتَّئِدْ، هذا أميرُ المُؤمِنِين عُمرُ عليكم قادمٌ فَبِه فَأْتَمُّوا، قال: فَقَدِم عمرُ، فقلتُ: ماذا أحدثْتَ في شأنِ النُّسُكِ؟ [قال]
(2)
: "إنْ تَأْخُذْ بِكِتَابِ الله فإنَّه يأمُر بالتَّمامِ فإنَّ الله تبارك وتعالى قال: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}
(3)
وإنْ تأخُذْ بِسُنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنَّه لَمْ يَحِلَّ حتَّى نَحَرَ الهَدْيَ"
(4)
.
(1)
الثوري، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستدركتُه من متن صحيح مسلم (2/ 895)، والسِّياق يدُلُّ على السَّقط أيضًا.
(3)
سورة البقرة، الآية رقم:196.
(4)
أخرجَه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب في نكاح التحلُّلِ من الإحرام والأمرِ بالتَّمام (2/ 895، ح 155) عن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، وأخرجه البُخاري في كتاب الحج -باب من أهلَّ في زمنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كإهلالِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (ص 252، ح 1559) عن محمد بن يوسف كلاهما عن سفيان الثوري به، وسبقَ أن أخرجه المصنِّفُ (ح / 3815) من طرُقٍ عديدة عن شُعبة عن قيس بن مسلم به.
من فوائد الاستخراج:
• ذكر نسبة أبي موسى رضي الله عنه "الأشعري".
• زيادة طريقين عن سفيان الثوري.
• تساوي عدد رجال إسنادي المصنِّف مع إسناد مسلم، وهذا "مساواة".
3838 -
حدَّثنا إبراهيمُ الصَّوَّاف بالكُوفَة
(1)
، حدَّثنا إِبْرَاهِيم ابن (عِيْسَى)
(2)
[*]
، حدَّثنا حُمَيْد الرُّؤَاسِي
(3)
، عن أبيه
(4)
، عن قَيْسِ ابن مُسْلم
(5)
، عن طَارقِ بن شِهاب، بإسناده نحوه بطُولِه.
(1)
هو: إبراهيم بن إسحاق أبو إسحاق الصَّوَّاف.
وثَّقه الدَّارَقُطْنِي، وذكره ابن حِبَّان في الثقات.
انظر: سُؤَالات الحاكم للدارقطني (101، ح 50)، الثقات لابن حبَّان (8/ 85).
(2)
ما بين القَوْسَين تصحَّف في نسخة (م)"عبيس"، والتَّصوِيب من إتحافِ المهرة (10/ 34)، والراوي إبراهيم بن عيسى لم أتمكَّن من تعيينه، ويحتمل أن يكون هو: إبراهيم بن عيسى الخلَّال أبو إسحاق البصري، الذي سمع منه أبو حاتم الرازي في 214 هـ، أو يكون إبراهيم بن عيسى الزَّاهِد، الذي كان عِنْده عن أبي داود وشَبَابَة، وتُوفِّي سنة 247 هـ.
انظر: الجرح والتعديل (2/ 116)، طبقاتُ المحدثين بأصْبَهان (2/ 341).
(3)
هو: حُميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرُؤاسي، أبو عوف الكوفي.
(4)
عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرُؤاسي الكوفي.
انظر: تهذيب الكمال (7/ 375، 17/ 7).
(5)
موضِع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3837.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا هنا وفي مطبوعة إتحاف المهرة (12226)، وفي النسخة الخطية التي بخط سبط ابن حجر للإتحاف (6/ ق 119/ ب): عيسى أو عبس، وهي منقولة عن نسخة السخاوي الآتي ذكرها، أما مطبوعة دار المعرفة (2/ 346) (3378) ففيها: عبيس، ولعله هو الأصواب، وهي كذلك في الأصل الخطي المحفوظ بدار الكتب المصرية (3/ ق 27/ أ) غير منقوطة، وكذا في نسخة السخاوي من إتحاف المهرة المحفوظة بمكتبة مراد ملا (3/ ق 288/ ب)، ولم أقف على ترجمة لهذا الراوي.
3839 -
حدَّثنا إسحاق بن (سيَّار)
(1)
، حدَّثنا معلَّى بن أسد، حدَّثنا عبد الواحد
(2)
، حدَّثنا أيُّوب بن عائِذِ بن مُدْلِج
(3)
، حدَّثنا قيسُ
⦗ص: 8⦘
ابن مسلم
(4)
، عن طارق بن شهاب قال: أخبرني أبو موسى الأشعري قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي باليمن فجِئْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُنِيْخٌ بالأبْطَحِ فسَلَّمْتُ عليه فقال: "أحجَجتَ يا عبد الله بن قَيسٍ؟ " فقلت: نعم يا رسول الله، قال:"كيف قلتَ؟ " قال: قلت: لبَّيْك إهلالًا كإهلال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، أو كما قال، فقال:"سُقتَ معك هديًا؟ " قلتُ: لا، وذكر الحديث
(5)
.
رواه عبد الصمد بن مَهْدِيّ، عن سليم بن حيَّان، عن مروانَ الأصفر، عن أنس بن مالك أن عليًّا رضي الله عنه قدِم من اليمن فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم " (بِمَ)
(6)
أهللتَ؟ " قال: أهللتُ إهلالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم،
⦗ص: 9⦘
قال: "لوْ [لَا]
(7)
أنَّ معِي الهديَ لأحلَلْتُ"
(8)
.
(1)
ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "سنان"، والتصويب من إتحاف المهرة (10/ 34).
(2)
هو: عبد الواحد بن زِياد العَبْدِي مولاهُم، البصري.
(3)
الطَّائي البُحْتُري -بضم الباء المنقوطة وسكون الحاء المهملة وضم التَّاء المنقوطة =
⦗ص: 8⦘
= بنقطتين من فوق والراء المهملة- الكُوفي.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3838.
(5)
أخرجه البُخاري في كتاب المغازي -باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجَّة الوداع (ص 736، ح 4346) عن عباس بن الوليد، عن عبد الواحد بن زياد به.
من فوائد الاستخراج: ذكر نسبة أبي موسى: "الأشْعريّ"، وقد جاء اسمه مهملا عند مسلم.
(6)
ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "بما"، فإن "ما" الاستفهامية إذا سبقت بحرف جر وجب حذف ألفها، مثل قوله:{فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} سورة النمل: 35.
انظر: أوضح المسالك (4/ 349)، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع (2/ 396)، موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب (ص 149).
(7)
ما بين المعقُوفين سقط من نسخة (م)، واستدركتُه من أحاديث الباب، ولفظ مسلم (2/ 914).
(8)
وصلَهُ الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الحج -باب إهلال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهديه (2/ 914، ح 213) عن حجَّاج بن الشَّاعر، وأخرجه البخاري في كتاب الحجِّ- باب من أهل في زمن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كإهلال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (ص 252، ح 1558) عن الحسن بن عليٍّ الخلَّال، كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث به، غيرَ أنَّ مسلما أحال لفظ عبد الصمد على حديث عبد الرحمن بن مهدي قبله، ولَفظُ حديث أبي عوانة مثل لفظ مسلم من طريق ابن مهديِّ.
3840 -
حدَّثنا يوسف بن مُسَلَّم، وأبو حميد، قالا: حدَّثنا حجَّاج بن محمد، عن ابن جُريج قال: أخبرني جَعفر بن محمد
(1)
، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: وقدِم عليٌّ بن أبي طالب -كرَّم الله وجْهَه- من اليَمن
(2)
، فوجدَ فاطمةَ عليها السلام عليها ثيَابٌ صِبْغٍ فأنْكَره عليٌّ فقالتْ: إنَّ أبي صلى الله عليه وسلم أمرنِي به، فذهبَ عليٌّ إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فسأله
⦗ص: 10⦘
فقال: أنَا أمرتُها، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"بِماذا أهلَلْتَ؟ " قال عليٌّ: قلت: اللَّهُمَّ إنِّي أُهِلُّ بِما أَهَلَّ به رسولُك، فقال:"إنَّ معي الهديَ فلا تَحْلِلْ، فإنِّي لَو اسْتَقْبَلْتُ من أمري ما استدْبَرْتُ ما أَهْدَيْتُ"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
لعلَّ الجملة التي بين الشَّرطتين من تصرُّف الناسخ، فإني لم أعهد المصنِّف على استعمالها في باقي كتابه حسب النُّسخ الأخرى للكِتاب، وإنما استُخدِمت في ثلاثة مواضع في نسخة دار الكتب المصرية.
انظر ح / 4082، وانظر كتاب الجهاد، حديث رقم 7962 في الجُزء الذي قام بتحقيقه الشيخ الدكتور رباح بن رضيمان العنزي في رسالته لنيل درجة الماجستير.
(3)
هذا جزء من حديث جابر رضي الله عنه الطويل في الحج، وقد فرَّقه أبو عوانة في مواضع كثيرة، وأخرجه مسلم مطوَّلا في كتاب الحجِّ -باب حجَّة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، جميعًا عن حاتم، عن جعفر بن محمد به، وفي الباب نفسه (2/ 892، ح 148) عن عمر بن حفص ابن غياث، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بهذا الإسناد، محيلا من حديثه على حديث حاتِم بن إسماعيل قبله، وقال:"وزاد في الحديث: وكانت العربُ يدفع بهم أبو سيَّارة، على حمار عُريٍ، فلمَّا أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم من المزدلفة بالمشعر الحرام، لم تشكَّ قريشٌ أنَّه سيقتَصِرُ عليه ويكون منْزلُه ثَمَّ، فأجازَ ولم يَعرِضْ له حتى أتى عرفات فَنَزل".
من فوائد الاستخراج:
• أورد أبو عوانة الحديث في باب غير الباب الذي أورده فيه صاحب الأصل، مما فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث.
• رواية المصنف من طريق حجَّاج عن ابن جريج، وقد وصف حجَّاج بأنه أثبت الناس فيه، كذا ابن جريج أوثقُ وأثبتُ من حاتِم بن إسماعيل، فالأخير "صدوق يهم" كما قال الحافظ ابن حجر.
انظر: تهذيب الكمال (5/ 455)، تقريب التهذيب (ت 1097).
3841 -
حدَّثنا عبد الصمد بن الفضل، حدَّثنا مكِّي، عن ابن
⦗ص: 11⦘
جُريج قال: حدَّثني جَعْفر بن مُحمَّد
(1)
، أنَّ أباه حدَّثه، أنَّه سمع جابرَ ابن عبد الله يُحَدِّث:"أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أهدى في حجَّتِه مائة بَدَنَةٍ، وأمرنِي من كل بدنةٍ بَبَضْعَةٍ فجُعِلتْ في القُدُور فأكلَا من لحمِها وشَرِبا من مَرَقِها""وأنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ساقَ في حجَّتِه هدْيًا فَنَحَرَ بِيدِه ثلاثًا وسِتِّينَ، وأمرَ عليَّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه فنَحرَ ما بقِي، وساقَ له عليٌّ هدْيًا فكانَ جميعُ ذلِكَ مائةَ بَدَنَةٍ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3840.
(2)
من فوائد الاستخراج: في حديث المصنِّف زيادةٌ صحيحة لم تردْ عند صاحب الأصل، وهي قوله:"فكانَ جميعُ ذلِك مِائةَ بَدَنةٍ"، أخرجها البُخاري في كتاب الحج -باب يُتَصَدَّقُ بِجِلَال البُدن (ص 277) بإسناده عن عليٍّ رضي الله عنه، وأخرجها النسائي في الكبرى (2/ 454) عن علي بن حجر، عن إسماعيل، عن جعفر ابن محمد به.
3842 -
م- حدَّثنا أبو عبيد الله، حدَّثنا عمِّي، قال: أخبرِني عمرو، عن أبِي الأسْودِ، أن عبد الله مولَى أسماء ابنة أبي بكرٍ حدثه، أنَّه كانَ مَعَ أسماءٍ، كُلَّمَا مَرَّتْ بِالحُجُون تقولُ:"صلَّى الله على رسولِه، لقدْ نزلْنا معه هَاهُنا ونحنُ يومئِذٍ خِفَافُ الحَقائِبِ" وذكر الحديث
(1)
.
(1)
هذا الحديث مُكرَّرٌ إسنادًا ومتنًا تقدَّم برقم: (3767)، ومن عادة المصنِّف تكرارُ الحديثِ إذا ضاق عليه مخرجُ الحديث واحتاج إليه في باب آخر لاستنباط مسائِل فقهية، وقد يورده من طريق الإمام مسلم نفْسِه، أو يُعَلِّق إسنادَه.
بابُ ذكرِ الخبر المبَيِّن أنَّ القَارِن إذَا قدِم مكَّة طافَ بِالبيتِ وبالصَّفا والمرْوَةِ طَوَافًا واحدًا، ويَكْفِيْهِ هذا الطوَافُ لِحَجَّةٍ وعمْرَةٍ وَيَنْحَرُ ويَحْلِقُ يَوْمَ النَّحرِ ويَكْفِيْه طَوَافُه الأَوَّلُ
(1)
(1)
يظهرُ من كلامِ المصنِّف رحمه الله أَنَّ أحاديث الباب تدلُّ على أنَّ القَارنَ يكفِيه طوافٌ واحد، وسعيٌ واحد، فإن قدِم القَارنُ مكَّة وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، كفاه ذلك عن طواف الحجِّ والعُمرة، ويُغنيه طوافُه الأول عن طواف الإفاضة، ولكنِّي لم أقف على أحدٍ ذهب هذا المذهب أو شرح الحديث بهذا المعنى، اللهمَّ إلا ما نسبه الحافظ ابن عبد البر (الاستذكار 12/ 85) إلى الإمام مالك رحمه الله قوله:". . أنَّ طواف الدخول إذا وصل بالسَّعي يجزي عن طواف الإفاضة لمن تركه جاهلا أو لسنة، ولم يؤده حتى رجع إلى بلده، وعليه الهدي"، مستدلا للإمام مالك بحديث ابن عمر رضي الله عنهما أعلاه، ثم قال عقبه:"ولا أعلم أحدا قاله غير مالك ومن اتبعه من أصحابه".
ولعلَّ المصنِّف الحافظ أبا عوانة لا يرى هذا الرأيَ أيضًا، فإنِّي عهدتُّه يعقد ترجمة الباب على ما يوهمه ظاهرُ أحاديث البابِ فيذكرُ المسائِل التي يمكن استنباطُها من ظاهِر الأحَادِيث في تَرْجَمَةِ الباب، ويعقب ذلك الباب بباب آخر يذكر فيها مسائل مستنبطة تخالف مسائل الباب المتقدِّم، وهنالك احتمال آخر، وهو أن يكون المقصود من قوله:"ويكفيه هذا الطواف. . ويكفيه طَوافُه الأوَّل"، السعيَ بين الصفا والمروة فقط، وعلى هذا يرتفِع الإشكال، كما يدلُّ على ذلك حديث جابر الآتي ح / 4138، 4139. =
⦗ص: 13⦘
= قال النَّووي في شرحه على مسلم (2/ 419 - 420): "هذا الطواف هو طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحجِّ بإجماع المسلمين
…
وشرطه أن يكون بعد الوقوف بعرفات، حتى لو طاف للإفاضة بعد نصف ليلة النَّحر قبل الوقوف، ثم أسرع إلى عرفات فوقف قبل الفجر، لم يصح طوافه لأنَّه قدَّمه على الوُقوف".
3843 -
حدَّثنا عبد الله بن محمد بن شاكر العَنْبَرِي، حدَّثنا أبو أُسَامة
(1)
، حدَّثنا عبيد الله
(2)
، حدَّثَنِي نافع، أن عبد الله بن عبد الله (وسالِمًا)
(3)
كَلَّما عبد الله بن عمر حين نزلَ الحجّاج لَيَاليَ ابنِ الزُّبير قبل أن يُقتل، قالا: لا يَضُرُّك ألًا تَحُجَّ العام مخافةَ أن يُحالَ بينك وبين البيت، قال: قد "خرجْنا معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مُعتمِرين فحَالَ كُفَّارُ قريْشٍ دون البيتِ"
(4)
، فَنَحَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم هدْيَه وحلقَ رأْسَه" ثُمَّ رَجَع، قال: فأُشْهِدكم أنِّي قد أوجبْتُ عمرة، فإنْ خُلِّيَ بيني وبين
⦗ص: 14⦘
البيت طُفْتُ، وإنْ حِيْلَ بينِي وبينَه فعلتُ كما فعلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم معه، فأهلَّ بالعُمرة من ذي الحُليفة ثُمَّ لسَار، فقال: إنَّما شأنُهما واحِدٌ، أُشْهِدُكم أنِّي قدْ أوجَبْتُ حجًّا مع عُمرتِي قال نَافعٌ: فطافَ لهما طوافًا واحِدًا، ثُمَّ لَم يَحِلَّ منهما حتَّى حَلَّ يوم النَّحر، وأهْدَى وكان يقولُ: من جمعَ العُمرةَ والحجَّ فأهلَّ بِهِمَا جميعًا فلا يَحِلُّ حتَّى يَحِلَّ مِنْهُما جميعًا يوم النَّحر
(5)
.
(1)
حمَّاد بن أسامة الكوفي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "بن سالم"، والتصويب من صحيح مسلم (2/ 903)، وورد هكذا في مصادر حديثية أخرى.
انظر: السنن الكبرى للنسائى (2/ 380)، سنن الدارمي (2/ 84)، مستخرج أبي نعيم (3/ 329)، السنن الكبرى للبيهقي (5/ 107).
(4)
في نسخة (م)"النحر"، وهو تصحيف، لأني لم أقف في المصادر التي أخرجت
الحديث على لفظة "النحر" في هذا الموضع من الحديث، بل في كلها لفظ "البيت"، ولأنَّ كفار قريش حالت بينه وبين البيت ولم يَحُولوا بينه وبين النحر.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب بيان جواز التحلل بالإحصار وجواز القرآن (2/ 903 ح 181) عن محمد بن المثنى، عن يحيى القطان، وفي الباب نفسه مختصرا (2/ 904 ح
…
) عن ابن نمير، عن أبيه، وأخرجه البخاري مختصرا أيضا في كتاب المغازي -باب غزوة الحديبية (ص 710، ح 4184) عن مسدد، عن يحيى القطان، كلاهما عن عبيد الله بن عمر به، وفي اللفظ الأول لمسلم زيادة على ما في لفظ أبي عوانة: "ثم تلا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
من فوائد الاستخراج:
• تساوي الإسنادين، وهذا علو نسبي.
• فائدة تاريخية، وهي الإشارة إلى مقتل ابن الزبير رضي الله عنه.
3844 -
حدَّثنا ابن شبابان، حدَّثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر، حدَّثنا هِشام بن سُليمان
(1)
، عن ابن جُريج قال: حدثني موسى بن عقبة،
⦗ص: 15⦘
وعبيد الله بن عمر
(2)
، عن نافع، أن ابن عمر أراد الحج زمن الحجَّاج مع ابن الزُّبير فقيل له: إنَّ النَّاس كائِنٌ بينهم، وأنا أخاف أنْ يَصُدُّوك، فقال:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
(3)
، إذا نَصْنَعُ كما صَنَعَ
⦗ص: 16⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أُشْهِدُكم أنِّي قد أوجَبْتُ عمرةً"
(4)
.
(1)
هو: هشام بن سليمان بن عكرمة بن خالد المخزومي المكي (خت، م، ق).
قال فيه أبو حاتم: "مضطرب الحديث ومحله الصدق ما أرى بحديثه بأسا"، وقال العُقيلي:"هشام بن سليمان في حديثه عن غير ابن جريج وهم".
⦗ص: 15⦘
= قال الحافظ ابن رجب: "قال مسلم في كتاب التمييز: "عبد الرزاق وهشام ابن سليمان أكبر في ابن جريج من ابن عيينة، وعبد الله بن فروخ"، وقال الجوزجاني: "يروي عن ابن جريج عن عطاء غير حديث لم نجده عند الناس، أحاديثه معضلة" ووثقه غيره وأثنى عليه ابن أبي مريم ثناء عظيما".
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: "صدوق فيه أدنى شيء"، وأورده في الكاشف وقال:"صدوق"، وذكره الميزان وقال: "مشاه أبو حاتم
…
".
وقال الحافظ ابن حجر: "مقبول"، وأورده في لسان الميزان.
قلتُ: يظهر من مجموع كلام الأئمة أنَّ هشاما جيد الحديث عن ابن جريج، وليِّن الحديث عن غيره، وحديثه هذا عن ابن جريج، ولم أقف على متابع لهشام في روايته الحديث عن ابن جريج بهذا الإسناد، كما إني لم أقف على كلام الإمام مسلم في كتابه "التمييز".
انظر: الجرح والتعديل (9/ 62)، الضعفاء الكبير للعقيلي (4/ 338)، شرح علل الترمذي (2/ 683 - 684)، تهذيب الكمال (30/ 211)، تاريخُ الإسلام (13/ 431)، الكاشف (2/ 336)، ميزان الاعتدال (4/ 299)، لسان الميزان (7/ 418)، تقريب التهذيب (ت 8212).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم إنْ صحَّ الإسناد، انظر ح / 3843.
(3)
سورة الأحزاب، الآية 21.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الحج -باب من اشترى هديه من الطريق وقلدها (ص 276، ح 1708) عن إبراهيم بن المنذر، عن أبي ضمرة عن موسى بن عقبة به، وأخرجه الفاكِهي في أخبار مكَّة (2/ 369) عن سَعيد بن عبد الرحمن المخزومي (ثقة) عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوّاد (صدوق يخطئ) وهشام بن سُليمان، كلاهما عن ابن جريجٍ عن موسى بن عُقبة وعبيد الله بن عمر، عن نافع به.
انظر: التقريب (ت 2590، و 4660).
من فوائد الاستخراج: زيادة طريق موسى بن عقبة، وهي اختيار البخاري في صحيحه.
3845 -
حدَّثنا (عبدُ)
(1)
الصَّمد بن الفضل، حدَّثنا مكِّي، عن ابن جُريج قال: وبلغني عن نافِع، أنَّ ابن عمر، أراد الحجَّ، فذكر الحديث
(2)
.
(1)
ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "الصمد"، والتصويب من إتحاف المهرة (9/ 347).
(2)
هذا حديث منقطع الإسناد، ولعل الراوي الساقط هو: عبيد الله، أو موسى ابن عقبة، أو كلاهما، وانظر ح / 3843، 3844.
3846 -
حدثنا الربيع بن سُليمان، حدَّثنا شُعيب بن الليث، ح.
وحدَّثنا الصغاني، حدَّثنا أبو النَّضر
(1)
، حدَّثنا اللَّيث
(2)
، عن نَافع، أنَّ ابن عمر أراد الحجَّ عام نزل الحجَّاج بابن الزُّبير
⦗ص: 17⦘
فقيل له: إنَّ النَّاس كائِنٌ بينهم، قال: فقال: وإنَّا نخاف أن يَصُدُّوك، فقال:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
(3)
"إذًا أصنعُ كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنِّي أشهدكم أنِّي قد أوجبت عمرةً، حتَّى إذا كان بظاهرِ البيداء قال: "ما شأنُ الحجِّ والعمرة إلَّا واحد، أُشهِدكم أنّي قد أوجبتُ حجًّا مع عمرتِي، وأهدى هديًا اشتراهُ من قُدَيْدٍ
(4)
، فانطلق يُهِلُّ بهما جميعًا حتَّى قدِم مكَّة فطاف بالبيتِ والصَّفا والمروة ولم يَزِدْ على ذلك، ولم يَنْحَر، ولم يَحْلِق، ولم يُقَصِّر، ولم يَحْلِلْ من شَيءٍ أحْرَم منه، حتَّى إذا كان يومُ النَّحر فنحرَ وحلقَ، ثُمَّ رأى أنْ قد قَضَى طوافَ الحَجَّ والعُمرةَ بطوافِه الأَوَّل
(5)
، وقال: كذلك فعلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم"
(6)
.
(1)
هاشم بن القاسم.
(2)
ابن سعد الفهمي المصري، موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
سورة الأحزاب، الآية 21.
(4)
قُدَيد: -بضم القاف وفتح الدال المهملة ومثناة تحتية وقال أخرى-: وادٍ فحلٌ من أودية الحِجَاز التهامية، يأخذ أعلى مساقط مياهه من حرة ذَرَّة فيُسَمَّى أعلاهُ سِتَارَة، وأسفله قُديدا، يقطعه الطريق من مكَّة إلى المدينة على نحو من 125 كيلا، ثمَّ يَصُبُّ في البحر عند القضيمة.
انظر: معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص 250).
(5)
قال الإمام أبو عبد الله الأُبِّي في إكمال إكمال المعلم (3/ 365): "قوله: "ورأى أنْ قد قَضى طوافَ الحَجَّ والعُمرةَ بطوافِه الأَوَّل" يعني الطواف بين الصفا والمروة، وأما الطواف بالبيت، وهو طواف الإفاضة فهو كن، فلا يكتفى عنه بطواف القدوم في القران، ولا في الإفراد".
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب بيان جواز التحلل بالإحصار وجواز القران =
⦗ص: 18⦘
= (2/ 904 ح 182) عن محمد بن رمح، وقتيبة، كلاهما عن الليث به.
من فوائد الاستخراج: على إسنادُ أبو عوانة علوًّا معنويًّا، حيث روى عن الليث من طريق "شعيب بن الليث" الثقة النبيل الفقيه ت / 199 هـ، بينما الراويان عن الليث في طريق الإمام مسلم هما:
قتيبة بن سعيد ت /240 هـ، ومحمد بن رمح بن مهاجر 242 هـ، وقد تأخرا عن شعيب بن الليث المذكور وفاةً بأكثر من (40) سنة، إضافة إلى كونه ابنَ الليث بن سعد، وولد الرجل أعلم بحديثه من غيره كما قال المحدثون في بعض الأبناء الذين رووا عن آبائهم.
انظر: تقريب التهذيب (ت 3103، 6203، 6599)، التحقيق في أحاديث الخلاف (2/ 318)، نصب الراية (4/ 358).
3847 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا أبو النُّعمان
(1)
، حدَّثنا حمَّاد ابن زيد
(2)
، حدَّثنا أيُّوب، عن نافع قال: قال عبد الله بن عبد الله بن عمر لأبيه: أَقِم العامَ فإنِّي لا أرَاك إلَّا سَتُصَدُّ عن البيت، قال: إذًا أفعلُ كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدْ كان لكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وأَنَا أُشْهِدكم أنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ على نفسي العمرةَ، (وقال)
(3)
: فأهلَّ بالعُمرة من الدَّار، قال: "ثُمَّ خَرَجَ حتَّى إذَا كانَ بِالبَيْدَاءِ أهَلَّ بالحجِّ والعمرةِ
⦗ص: 19⦘
وقال: هل سبيلُ الحجِّ والعُمرةِ إلا (واحدٌ)
(4)
، ثُمَّ اشترى الهدْيَ من قُدَيْدٍ، ثُمَّ قَدِمَ فطافَ لَهُمَا طَوَافًا واحِدًا، ولَمْ يَحِلَّ حتَّى حَلَّ منهما جَميعًا"
(5)
.
(1)
محمد بن الفضل السَّدُوسِي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
هكذا جاء اللفظ في نُسخة (م)، ومع ركاكتِه في السِّياق، فإنَّ القائِل هُنَا نَافِع مولى ابن عمر.
(4)
في نسخة (م)"واحدا"، وهو خطأ نحوي، "فإنَّ الكلام إذا كان غير تامٌّ، وهو الذي لم يذكر فيه المستثنى منه؛ فلا عملَ لـ "إِلَّا" بَل يكونُ الحكم عند وجودها مثل عدمها ويُسَمَّى استثناء مُفْرَغًا وشرطه كون الكلام غير إيجاب وهو النَّفي، نحو .. الاستفهام الإنكاري نحو:{فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [الأحقاف: 35].
انظر أوضحُ المسالك (2/ 253).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب بيان جواز التحلل بالإحصار وجواز القرآن (2/ 904، ح 183) عن أبي الرَّبيع الزهراني، وأبي كامل، عن حمَّاد، وعن زهير بن حرب، عن إسماعيل، كلاهما عن أيوب السّختياني به مقتصرا على الإشارة إلى القصة، وذكر قول ابن عمر:"إذن أفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم" وأنَّه جاء في أوَّل الحديث في حديث أيوب.
وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب من اشترى الهدي من الطريق (ص 274، ح 1693) عن أبي النعمان، عن حمَّاد به، وفي لفظه:"وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} " وهذا أصحّ.
من فوائد الاستخراج:
• تقييد المهمل "حمّاد" وأنه ابن زيد.
• تصريح حمّاد بن زيد بالتَّحديث عن أيُّوب.
• ذكر لفظ أيوب السّختياني كاملا.
3848 -
حدَّثنا يُونَس، أخبرنا ابن وهب، ح.
وحدَّثنا أبو إِسماعيل
(1)
،
(2)
حدَّثنا القعنبي كلاهما، عن مالِك
(3)
، عن نافع، أنَّ ابن عمر خرج في الفتنة معتمرًا، وقال:"إن صددت عن البيت صنعْنَا كما صنعْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرَجَ وأَهَلَّ بالعُمرةِ وسَارَ حتَّى إذا ظَهَرَ على البَيْدَاءِ الْتَفَتَ إلى أصحابِه، فقالَ: ما أمرُهُما إلَّا واحدٌ، أشهِدكم أنِّي قدْ أَوْجَبْتُ الحجَّ مع العُمرةِ، فخرج حتَّى إذا جاء البيتَ طاف بِهَ سَبْعًا، وطافَ بينَ الصَّفا والمَرْوَةِ سَبْعًا، لَمْ يَزِدْ عَليه ورأى أنَّه مُجْزِئٌ عنْه وأَهْدَى"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلمي.
(2)
جاء في هذا الموضع بين "أبي إسماعيل" وبين "حدثنا القعنبي" حرف الواو وحاء التحويل: "ح و" وهو خطأ، فإن أبا إسماعيل يرويه عن القعنبي، والقعنبي شيخ شيخِ أبي عوانة لا شيخه، والتصويب من إتحاف المهرة (9/ 289، ح 11176).
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطئه (2/ 478).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب جواز التَّحَلُّل بالإحصار وجواز القران (2/ 903، ح 180) عن يحيى بن يحيى، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب إذا احصر المعتمر (ص 291، ح 1806) عن عبد الله بن يوسف، وفي باب من قال: ليس على بالمحصر دل (ص 292، ح 1813) عن إسماعيل، وفي كتاب المغازي- باب غزوة الحديبية (ص 710، ح 4183) عن قتيبة، أربعتهم عن مالك به.
من فوائد الاستخراج:
• تساوي إسنادي المصنِّف مع إسناد مسلم، وهذا علوٌّ نسبي. =
⦗ص: 21⦘
= • زيادة ثلاث طرق عن مالك.
• إخراج أبي عوانة للحديث من طريق القعنبي عن مالك، وأخرجه مسلم من طريق يحيى بن يحيى، والقعنبي مقدم عليه في مالِك، ومن أثبت الناس فيه.
3849 -
حدثنا الربيع
(1)
، حدَّثنا بِشر بن (بَكر)
(2)
، حدَّثنا الأوزاعي، حدَّثني محمَّد بن عَجْلان
(3)
، حدَّثَنِي نَافِع
(4)
، قال: خرج عبد الله ابن عمر في الفِتْنَةِ فأهَلَّ بعُمرة، وذكر نحوَه.
(1)
ابن سُليمان.
(2)
ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "زكريا"، والتصويب من إتحاف المهرة (9/ 332).
(3)
القرشي -مولاهم- أبو عبد الله المدني.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر الأحاديث السَّابقة في الباب.
3850 -
حدَّثنا الجُرْجَانِي
(1)
، حدَّثنا عبد الرَّزَّاق، عن عبيد الله
(2)
، عن نافع، عن ابن عمر، "أنَّه قَرَنَ بين الحجّ والعُمرة، فَطاف لهما بِالبيتِ، وبينَ الصَّفا والمَرْوَةِ طَوَافًا واحِدًا" ثمَّ قال: "هكذا فعلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم"
(3)
.
(1)
هو الحسن بن يحيى بن الجَعْد أبو عَليّ الجُرْجَاني.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3843، 3844.
(3)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 151) عن عبد الرزاق، عن عبد العزيز ابن أبي رواد، وعبيد الله بن عمر، كلاهما عن نافع به.
من فوائد الاستخراج: =
⦗ص: 22⦘
= • تساوي عدد رجال إسناد أبي عوانة مع إسناد مسلم، (ح / 3843).
• زاد أبو عوانة في هذا الباب على الإمام مسلم من طرق الحديث عن عبيد الله بن عمر ثلاثة طرق: طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وطريق ابن جريج، وطريق عبد الرزاق.
بابُ بيان الإِباحةِ لِلْمُهلِّ أنْ لا يذكرَ حجًّا ولا عمرةً إذا نوَى واحدًا منهما، والدليل على أن منْ لا ينوِي واحدًا منهما ونَوى الإحرام جعلَها عُمرةً، وأن المُعتمِر إذا طاف وحلَّ ثم أهلَّ بالحجِّ جازَ له أنْ لا يَطُوفَ لإِهْلالِه
3851 -
حدَّثنا يُوسف
(1)
، وأبو حميد
(2)
، قالا: حدَّثنا حجَّاج
(3)
، ح.
وحدَّثنا الحِمْيَرِيُّ
(4)
، وعبد الصمد، قالا: حدَّثنا مكِّي كلاهما، عن ابن جُريج قال: أخبرني يحيى بن سعيد
(5)
، أنَّ عمرةَ بنت عبد الرحمن أخبرتْه، عن عائشة أنهَّا قالتْ: "خرجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمسِ لَيالٍ بقِينَ من ذِي القَعْدةِ ولا نُرَى إلَّا الحجَّ، فلمَّا قدِمْنا أمرهُمُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَحِلُّوا إلَّا منْ
⦗ص: 23⦘
كانَ معه هَدْيٌ"
(6)
.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم المِصَّيصِي.
(2)
هو: عبد الله بن محمد بن تميم، أبو حميد المِصِّيْصي.
(3)
ابن محمد الأعور.
(4)
هو: أحمد بن الحُبَاب بن حمزة الحِمْيَري النسَّابة، أبو بكر البلخي.
(5)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب بيان وجوه الإحرام
…
(2/ 876، ح 125) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب وما يأكل من البدن وما يتصدق (ص 278، ح 1720) عن خالد بن مخلد، كلاهما عن سليمان بن بلال التيمي، عن يحيى بن سعيد به.
وزاد البخاري ومسلم: "فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر
…
"، وقولَ القاسم ليحيى بن سعيد: "أتتك والله بالحديث على وجهه".
ومِنْ منهجِ أبي عوانة كما بُيِّنَ سابق تقطيعُ الأحاديث في الأبواب، فلم يذكر الزّيَادتين في هذا الموضع لمجيئها في طريق أخرى عن يحيى برقم / 3755.
وسبق أن أخرج أبو عوانة حديث أبي حميد وعبد الصمد بن الفضل برقم: 3754، كما تقدم إخراجه الحديث من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة به، انظر: ح / 3751، 3752، 3753، 3754، 3755، 3756.
من فوائد الاستخراج: تقييد المهمل: "عمرة" بأنها "بنت عبد الرحمن".
3852 -
م- حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا إسماعيل بن الخَلِيل، أخبرنا عليّ بن مُسْهِر، حدَّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:"خرجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحلَلْنَا فَحَل الناس" وذكرَ الحديث
(1)
.
(1)
هذا الحديث جزء من حديث سبق إخراج المصنِّف له بهذا الإسناد برقم / 3746، ومن منهج المصنِّف تقطيع الأحاديث، ووضعها تحت تراجم أبواب تفصيلية تضم مسائل فقهية مستنبطة من تلك الأحاديث، انظر الحديث التالي مثالا آخر لتقطيع الأحاديث في الأبواب.
3853 -
م- حدَّثنا أبو داود الحراني، حدَّثنا الحسن بن محمد ابن أعْيَن (و)
(1)
أبو جعفر بن نُفَيْل، قالا: حدَّثنا زُهير، ح.
وحدَّثنا الصغاني، حدَّثنا سعيد بن سليمان، حدَّثنا زُهير أبو خَيْثَمة، حدَّثنا أبو الزبير، عن جابِر بن عبد الله قال: خرجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مُهِلِّين بالحجِّ مع النِّساء والوِلدان، فلما قدِمنا مكة طُفْنَا بالبيت والصَّفا والمَرْوَة، وقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لم يكن معه هدي فَلْيَحْلِلْ" قُلنا: أيّ الحِلِّ؟ قال: "الحِل كُلُّه" قال: فَأَتَيْنَا النِّساء، ولبِسْنا الثِّيابَ، ومَسِسْنَا الطِّيب، فلما كانَ يومُ التَّرْوِيَةِ أَهْلَلْنَا بالحجِّ وكفَانَا الطَّواف الأَوَّلُ
(2)
.
(1)
ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "نا"، والتصويب من إتحاف المهرة (3/ 392).
(2)
هذا الحديث مكرَّرٌ سندا ومتنا، تقدم إخراج المصنِّف له برقم / 3735، إلَّا فيه زيادة:"بين الصفا والمروة" بعد قوله: "وكفانا الطواف الأول"، والأمر بالاشتراك في الإبل والبقر.
قال الإمام النووي في شرحه على مسلم (8/ 395): "قوله: "وكفانا الطَّواف بين الصَّفا والمروة" يعني القارنَ منَّا، وأما المتمتع فلا بد له من السعي بين الصفا والمروة في الحج بعد رجوعه من عرفات وبعد طواف الإفاضة".
3854 -
حدَّثنا أبو عبد الله السَّخْتِياني
(1)
، حدَّثنا أحمد ابن
⦗ص: 25⦘
يونس
(2)
، حدَّثنا زُهير
(3)
، عن أبي الزُّبير، عن جابر، "خرجْنَا معَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مُهِلِّين بالحَجِّ مَعَنَا النِّسَاءُ والوِلْدَانُ، فلَمَّا قدِمْنَا طُفْنَا بِالبيتِ والصَّفَا والمَرْوَةِ"
(4)
.
(1)
هو: إسحاق بن إبراهيم السَّختِياني، أبو عبد الله الجُرجاني.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
هو: زهير بن معاوية، أبو خيثمه الجعفي الكوفي.
(4)
أخرجه مسلم مُطوَّلا، انظر تخريج ح / 3735، وانظر ح / 3753.
من فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة في هذا الباب على الإمام مسلم من طرق الحديث عن زهير ابن معاوية ثلاث طرق:
طريق الحسن بن محمد بن أعين، وأبي جعفر بن نفيل، وسعيد بن سليمان.
باب ذكرِ صفَة طَوافِ رسول الله صلى الله عليه وسلم أولَ مَا يَقْدُم مكة وَإبداءِ طوافِه باستِلام الركنِ الأَسْوَد، والرَّمَلِ في طَوَافِه وصفتِه، وبيانِ العلَّة الَّتِي لها أَمَرَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِالرَّمَلِ، وصفةِ صلاتِه بعد طوافِه والقِراءة فيها
3855 -
حدَّثنا الصَّغاني، حدَّثنا أبو بدر شُجَاع بن الوليد، قال: سمعتُ موسى بن عقبة
(1)
يُحَدِّث عن نَافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، "أنَّه كانَ إذا طافَ في الحجِّ أو العُمرةِ أوَّلَ ما يَقدُم فإنُّه يسعَى ثلاثةَ أطْوافٍ بالبيت ويمشي أربعًا"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
انظر تخريج الحديث التالي: ح/ 3756.
3856 -
حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا محمد بن عبَّاد
(1)
، حدَّثنا حاتِم، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طافَ" فذكر مثلَه، وزاد:"ثم يَمْشِي أربعًا، ثُمَّ يُصَلِّي سَجْدَتَين، ثُمَّ يطوفُ بين الصَّفا والمَرْوَةِ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرَّمل في الطواف والعمرة، وفي الطواف الأول من الحج (2/ 920، ح 231) عن محمد بن عبَّاد، عن حاتم، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة قبل أن يرجع =
⦗ص: 27⦘
= إلى بيته، ثم صلى ركعتين، ثم خرج إلى الصفا (ص 262، ح 1616) عن إبراهيم ابن المنذر، عن أبي ضمرة أنس، كلاهما عن مُوسى أبن عُقْبَة به.
من فوائد الاستخراج: التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخه، وهذا موافقة.
3857 -
حدَّثنا أبو داود السِّجِسْتَانِي
(1)
، حدَّثنا قُتَيْبَة، حَدَّثنا يَعْقُوب
(2)
، عن موسى بن عقبة
(3)
، بإسناده:"وَيَمْشِي أربعًا، ثُمَّ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ".
(1)
سُليمان بن الأشعث صاحب السنن، والحديثُ في سننه (ص 218، ح 1892).
(2)
ابن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله، القاريّ، المدنِيّ.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3856.
3858 -
حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، قال: أخبرني يُونس
(2)
، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: "رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم حِينَ يَقْدُمُ مكَّة استَلم
(3)
الرُّكْنَ الأسوَد أوَّلَ ما يطُوفُ يَخُبُّ
(4)
ثلاثَ أطْوافٍ من السَّبْعِ"
(5)
.
(1)
هو: عبد الله بن وهب، موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ابن يزيد الأيلي.
(3)
اسْتَلَمَ: من باب افْتَعَلَ، إمَّا مِن السَّلَام بالفتح، كانَّه حيَّاه بذلك، وإمَّا مِن السِّلام بِالكَسْرِ وَهِيَ الحِجَارةُ، ومعناه: لَمْسُه، كما يُقال: اكتَحَلَ مِنَ الكُحْلِ.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 218).
(4)
الإسراع في المشي، تقدم في ح/ 3757.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة، وفي =
⦗ص: 28⦘
= الطواف الأول من الحج (2/ 920، ح 232) عن أبي الطَّاهر وحرملة بن يحيى، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب استلام الحجر الأسود
…
(ص 260، ح 1603) عن أصبغ بن الفرَج، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 212) عن يونس بن عبد الأعلى، ثلاثتهم عن ابن وهب به، وتقدم عند المصنِّف برقم /3756، عن حنبل بن إسحاق، عن خالد بن خداش، عن ابن وهب له مختصرا، وبرقم / 3757 عن يُوسُف بن مُسَلَّم، عن حجَّاج، عن الليث بن سعد، عن عُقيل، عن الزهري به مُطوَّلا.
من فوائد الاستخراج: تساوي عدد رجال الإسنادين إسناد مسلم، وهذا مساواة.
انظر: إتحاف المهرة (8/ 390).
3859 -
حدَّثنا بشر بن موسى، حدَّثنا الحميدي، حدَّثنا ابن وهب
(1)
، بمثله.
ورواه محمد بن يحيى
(2)
، عن إسحاق بن إبراهيم، عن يحيى بن آدم، عن سُفيان
(3)
، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا قدِمَ مكة أتَى الحجر فاسْتَلَمَه، ثُمَّ مضى على يَمِينه فرَمَلَ ثلاثًا، ومَشَى أرْبعًا"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3758.
(2)
ابن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذُؤيب الذُّهلي النِّيسابوري.
(3)
الثوري.
(4)
أخرجه ابن الجارُود موصُولا في المنتقى (ص 119) عن محمد بن يحيى به، وأخرجه =
⦗ص: 29⦘
= مسلم في كتاب الحج -باب ما جاء أن عرفة كلها موقف (2/ 893، ح 150) عن إسحاق بن إبراهيم، عن يحيى بن آدم به.
3860 -
حدَّثنا أبو العَبَّاس الغَزِّي، حدَّثَنَا الفِريابِي، ح.
وحدَّثنا أبو إسماعيل
(1)
، حدَّثنا أبو حُذَيْفَة
(2)
، قالا: حدَّثنا سُفيان
(3)
، جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَابر "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم استلمَ الحجرَ حين أن يخرُجَ إلى الصَّفا"
(4)
.
⦗ص: 30⦘
رواه ابن أبي عُثمان، عن عبد الرزَّاق، عن مالك، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن جابر "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سعى ما بين الركّنِ اليمانِيِّ والحجرِ"
(5)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلَمِي، التِّرْمذِي.
(2)
هو: موسى بن مسعود النَّهدي، البصري.
(3)
الثوري، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب ما جاء أن عرفة كلها موقف (2/ 893، ح 150) عن إسحاق بن إبراهيم، عن يحيى بن آدم، عن سفيان الثوري به مختصرا، بلفظ:"أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا قدِمَ مكَّة أتَى الحجرَ فاستَلَمَه، ثُمَّ مَشَى على يَمِيْنِه، فَرَمَلَ ثَلاثا وَمَشَى أَرْبَعًا"، فلمْ يذكُر استلام الحجر قبل التوجُّه إلى الصفا، وهو جزء من حديث جابر الطويل عند مسلم في كتاب الحج -باب حجة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 - 892، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحق بن إبراهيم جميعا عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، وفي لفظه: "ثُمَّ نَفَذَ إلى مَقَامِ إبراهيم صلى الله عليه وسلم .. ثُمَّ رجعَ إلى الرُّكن فاستَلَمَه، ثُمَّ خرجَ من البابِ إلى الصَّفا
…
".
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 229) عن عبد الجبار بن العلاء عن سفيان بلفظ: "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حين صلى ركعتين عاد إلى الحَجَرِ فَاستَلمَه"، وأخرجه النسائي في المجتبى (ص 454، ح 2939) عن عبد الأعلى بن واصل، =
⦗ص: 30⦘
= والطبراني في المعجم الأوسط (2/ 184 - 185) بإسناده عنه أيضا، عن يحيى بن آدم، عن سفيان به، وفي لفظهما:"ثُمَّ صلَّى ركعتين، والمقام بينه وبين البيتِ، ثُمَّ أَتَى البيتَ بعدَ الرُّكنِ، فاستلَمَ الحجرَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفا" قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديثَ عن سفيانَ إلَّا يحيى".
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال إسناديْ المصنف مع إسناد مسلم، وهذا "مساواة".
• في حديث المصنِّف عن سُفيان زيادة صحيحة، لم ترد عند صاحب الأصل من طريقه.
(5)
بعد بحثٍ حثيث لم أوفِّق في الوقوف على هذا المعلَّق، والحديث رُوي كان طرق عن مالك.
3861 -
حدَّثنا يُونس، أخبرنا ابن وهب
(1)
، [عن مالكٍ، عن جَعْفَر بن محمد، عن أبيه]
(2)
عن جابر بن عبد الله "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رَمَلَ الثَّلاثةَ الأطوافَ من الحجرِ إلى الحجرِ"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م) واستدركته من إتحاف المهرة (3/ 346).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة
…
(2/ 921، ح 236) عن أبي الطَّاهر، عن ابن وهب، عن مالك وابن جريج، عن =
⦗ص: 31⦘
= جعفر بن محمد به.
3862 -
حدَّثنا أبو إسماعيل
(1)
[عن]
(2)
القعنبي
(3)
، ح.
وحدَّثنا محمد بن حيَّويه، حدَّثنا مُطَرِّف
(4)
، ويحيى
(5)
، عن مالِك
(6)
، بإسناده:"رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم رمَلَ من الحجرِ الأسودِ حتَّى انتهى إلى ثلاثةِ أطْوافٍ"
(7)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلَمِي، أبو إسماعيل التِّرْمذِي.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م) واستدركته من إتحاف المهرة (3/ 346).
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الأول.
(4)
هو: مطرف بن عبد الله بن مطرف اليسارى.
(5)
هو: يحيى بن يحيى بن بكر التميمي الحنظلي النيسابوري، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(6)
الحديث في موطئه (2/ 489) عن جعفر بن محمد به.
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة
…
(2/ 921، ح 235) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ويحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به.
3863 -
حدَّثنا هِلالُ بن العَلَاء، حدَّثنا القعنبي
(1)
، حدَّثنا مالِكٌ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم طافَ بِالبيتِ فَرَمَلَ من الحَجرِ الأسودِ إليه ثلاثةً، ثُمَّ صلَّى ركعتينِ، قرأَ فيهَا: {قُلْ يَاأَيُّهَا
⦗ص: 32⦘
الْكَافِرُونَ
…
} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .... } ، ثُمَّ خَرج يريدُ الطَّوافَ بالصَّفا والمروةِ، فقالَ:"نَبْدَأُ بِمَا بدأَ الله بِه" يريدُ الصَّفا، فَرَقِيَ عليها فكبَّر ثلاثًا، وأهلَّ واحدةً، ثُمَّ هبَطَ، فلمَّا انْصَبَّتْ
(2)
قدمَاه سَعَى حتَّى ظهرَ من بَطْنِ المَسِيلِ
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3762.
(2)
انصبَّت: أي انحدرت في المسعى.
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 3).
(3)
من فوائد الاستخراج:
• قوله: "ثُمَّ صلَّى ركعتين .. بطنِ المَسِيلِ"، زيادة لم ترد عند مسلم، وهي زيادة صحيحة فيما يظهر، فإنَّ راويها عن مالك عبد الله بن مسلمة القعنبي، وهو أثبت أصحابه، والراوي عن القعنبي هلالُ بن العلاء ثقةٌ أيضا، وقد تابعه في جزءٍ من الحديث عثمان بن سعيد الدارمي كما عند البيهقي في السنن الكبرى (1/ 85) بلفظ:"سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم حينَ خرجَ من المسجدِ وهو يريد الصَّفا يقولُ: نبدأُ بِمَا بدأَ الله بِه فبدأَ بِالصِّفا"، وثبتت من طرق أخرى عن جعفر بن محمد، وهي جزء من حديث جابر الطويل في الحج، كما عند مسلم (2/ 886 - 892، ح 147) من طريق حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد به.
• التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخه، وهذا "موافقة".
3864 -
حدَّثنا بشر بن موسى، حدَّثنا الحميدي
(1)
، حدَّثنا أنس بن عياض، عن جَعْفَر بن محمد
(2)
، عن أبيه، عن جابرٍ "رأيتُ النَّبِيّ
⦗ص: 33⦘
صلى الله عليه وسلم رَمَلَ مِنَ الحجرِ الأَسْوَدِ حتَّى انتهَى إليه ثلاثةَ أطْوافٍ وَمَشَى أربَعًا".
(1)
لَمْ أَقِفْ عَلى هذا الحديث في المطبوع من المسند.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح /3861، 3862، 3863.
3865 -
حدَّثنا بِشرٌ، حدَّثنا الحميدي
(1)
، حدَّثنا سُفيان
(2)
، حدَّثنا أيُّوب السّختِيانِي
(3)
، وأيُّوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر
(4)
، عن نافع
(5)
، أنَّ ابن عمر "جمعَ بينَ الحجِّ والعُمْرةِ، فلمَّا قَدِم طافَ لَهُما بِالبَيْتِ سَبْعًا، وصلَّى خلْفَ المَقامِ ركعَتَيْنِ، وسَعَى بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَة" ثُمَّ قالَ: هكذا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ
(6)
.
(1)
لم أقف على هذا الحديث في المطبوع من مسند الحميدي.
(2)
ابن عيينة.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3847.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3843.
(5)
موضع الالتقاء مع مسلم في طريق أيوب بن موسى.
(6)
أخرجه النَّسائي في الصُّغرى (ص 454، ح 2933) عن عليِّ بن مَيْمُون الرَّقِّي، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (9/ 221) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، عن ابن أبي عمر العدني، كلاهما عن سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عن أيُّوب السُّختياني، وأيُّوب بن موسى، وإسماعيل بن أُميَّة، وعبيد الله بن عمر، عن نافِع به، ولم يذكر العدنيُّ إسماعيلَ بن أُميَّة، وأخرجه أيضًا الإمام أحمد في المسند (2/ 20)، والطَّحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 197) عن أحمد بن داود، عن يعقوب بن حميد، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 224) عن عبد الجبار بن العَلاء، ثلاثتهم عن سفيانَ ابن عيينة، عن أيوب بن موسى به، والحديتُ جزءٌ من حديثٍ تقدَّم إخراج أبي عوانة له برقم/ 3843، و 3844، وزاد في هذا الحديث:"وصلَّى خلْفَ المقام ركعتين"، =
⦗ص: 34⦘
= وهي زيادةٌ صحيحةٌ تابعَ الحُميدِيَّ عليها عبد الجبَّار بن العَلاء عن ابن عُيَيْنَة.
والحديث ذكره الهيثميُّ في موارد الظمآن إلى صحيح ابن حبان (ص 246)، مع إخراج مسلم له من طريق أيُّوب، كما تقدم في ح/3748، فالله أعلم.
3866 -
وحدَّثنا عليُّ بن حرب، حدَّثنا يحيى بن (يَمَان)
(1)
، عن سفيان
(2)
، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رَمَلَ مِنَ الحَجَرِ إلى الحَجَر" غريبٌ لسفيان، عن عبيد الله
(3)
.
(1)
يحيى بن يمان العجلي، أبو زكريَّا الكُوفي، ت / 189 هـ، تصحَّف اسم أبيه في نسخة (م) إلى "اليماني".
(2)
الثوري.
(3)
أخرجه ابن المقرئ في معجمه (ح 1231) عن أبي جابر عرس بن فهد، عن علي بن حرب به، وهذا إسناد ضعيف لتفرد يحيى بن يمان عن سفيان الثوري، وقد تقدم كلام الأئمة في حديثه عن الثوري، وأنه لا يشبهُ حديثُه عن الثوري أحاديث غيره عن الثوري، ولم يتابعه أحد عنه، فهو غريب لسفيان عن عبيد الله كما قال أبو عوانة، وقد ثبت الحديث عن عبيد الله من غير طريق الثوري كما في الحديث الذي بعده، وثبت من طرق أخرى أيضا، انظر ح / 3863، 3864.
3867 -
حدَّثنا أبو داود الحراني، حدَّثَنا أبو كامِل
(1)
، حدَّثنا السُّلَيْم بن أَخْضَر
(2)
، حدَّثنا عبيد الله بن عُمَر، عن نَافِع، عن ابن عُمر "أنَّ
⦗ص: 35⦘
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رَمَل مِن الحَجَرِ إِلى الحَجَرِ"
(3)
.
(1)
هو: فُضَيْل بن حسين بن طلحة الجحدري، موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
هكذا في نسخة (م) بالألف واللام، وفي كل المصادر التي ترجمت له فيما وقفت عليه، جاء الاسم بدون الالف واللام مصغرًا.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة .. (2/ 921 ح 234) عن أبي كامل الجَحْدَري به، وعن عبد الله بن عمر بن أبان الجُعفي، عن ابن المبارك، عن عبيد الله بن عمر به.
3868 -
حدَّثنا أبو الحَسَنِ الميموني، والحَسَن بن عفان، وأبو داود، وعمار بن رجاء، قالوا: أخبرنا محمد بن عبيد
(1)
، حدَّثنا عبيد الله بن عمر
(2)
، عن نافع، عن ابن عمر "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طافَ بِالبيتِ الطَّوافَ الأوَّلَ خَبَّ
(3)
ثلاثًا ومشى أرْبعًا" وكان ابن عمر يفعله، وكان يسعى ببطنِ المَسِيلِ إذا طَافَ بينَ الصَّفا والمروة فقلتُ لنافِعٍ: أكانَ عبد الله بن عمر يَمشِي إذا بلغ الرُّكْنَ اليمانِيَّ؟ قال: لا إلَّا أنْ يُزَاحَم على الرُّكْنِ فإنَّه كان لا يدعُه حتَّى يستلِمَه
(4)
.
(1)
الطنافسيّ الكوفي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
تقدم معناها في ح/ 3757.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة
…
(2/ 921 ح 230) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، كلاهما عن عبد الله ابن نمير، عن عبيد الله به، وليس في لفظه: "فقلتُ لنافِعٍ .. إلى آخر الحديث، وأخرجه البُخاري في كتاب الحج -باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة (ص 266 ح 1644) عن محمد بن عبيد، عن عيسى بن يونس، وأخرجه البيهقي (5/ 83) بإسناده عن محمد بن عبيد الطنافسي، كلاهما عن عبيد الله بن عمر به، =
⦗ص: 36⦘
= بمثل لفظ أبي عوانة.
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا علو نسبي "مساواة".
• في لفظ المصنَّف زيادة صحيحة لم ترد عند صاحب الأصل.
3869 -
حدَّثنا محمد بن إسماعيل الصَّائِغ، وموسى بن إسحاق
(1)
، قالا: حدَّثنا محمد بن سَلَمة
(2)
[*]
، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد
(3)
، عن عبيد الله بن عمر
(4)
، عن نافِع، عن ابن عمر "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا طافَ بالبيت الطَّوافَ الأوَّلَ يَخُبُّ ثلاثَة أطْوَافٍ ويَمْشِي أربعة، وأنَّه كانَ يسعَى بِبطنِ المَسِيل إذا طافَ بيْنَ الصَّفا والمَرْوَة".
(1)
لم يتعيَّن في موسى بن إسحاق هذا، فهو إمَّا موسى بن إسحاق القَوَّاس الكوفي، قال فيه أبو حاتم:"كتبت عنه ومحلُّه الصِّدق"، وإما موسى بن إسحاق بن موسى الأنْصَارِي الخَطمِيِّ قاضِي الريّ، قال فيه أبو حاتم:"كتبت عنه وهو ثِقَةٌ صدوقٌ"، كلاهما شيخٌ للمصنِّف، وفي كلتا الحالتين موسى بن إسحاق مقرونٌ بثقة آخر، فالإسناد صحيح.
انظر: الجرح والتعديل (8/ 251).
(2)
ابن عبد الله الباهلي، مولاهم الحرَّاني [*].
(3)
الدَّراوردي.
(4)
موضِع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3868.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في نسخة دار الكتب المصرية (3/ ق 30/ ب): (محمد بن سلمة)، لكن في إتحاف المهرة (10851):(محرز بن سلمة)، وهو محرز بن سلمة بن يزْداد المكي المعروف بالعدني، ولعله الأقرب؛ فالحديث مخرج عند ابن ماجه (2916، 2975) عن محرز بن سلمة، عن الدراوردي، والعلم عند الله تعالى.
3870 -
حدَّثنا يُوسف
(1)
، حدَّثنا محمد بن أبِي بَكْر
(2)
، حدَّثنا
⦗ص: 37⦘
يحيى بن سعيد، عن عبيد الله
(3)
، عن نافع، عن ابن عمر "أنَّه كان يَرْمُلُ الثَّلاثَ الأَوَّلَ ويَمْشِي الأَرْبَعَة، ويَذْكُرُ أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم-كانَ يَفْعَلُه" قلتُ لنَافِعٍ: أَكانَ يَمْشِي ما بَيْنَ الركْنَيْنِ؟ قال: إنَّما كانَ يَمْشِي لأنَّه أَيْسَرُ لاستِلامِه
(4)
.
(1)
ابن يعقوب بن إسماعيل بن حمَّاد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري الأصل.
(2)
ابن علي بن عطاء بن مُقَدَّم المُقَدَّمي، أبو عبد الله الثَّقفي مولاهم البصري.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3868، 3869.
(4)
أخرجه الحافظ البيهقي في السُّنن الكبرى (5/ 81) بإسناده عن يوسف بن يعقوب القاضي به.
من فوائد الاستخراج:
• في حديثِ أبي عوانة زيادةٌ لَمْ تردْ عند مسلم، وهي قوله: "قلت لنافع .. الخ.
• زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن عبيد الله بن عمر، ثلاثة طرق، طريق محمد بن عبيد الطنافسي (ح / 3868)، وعبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي (ح / 3869)، ويحيى بن سعيد (ح / 3870).
3871 -
حدَّثنا يُوسف، حدَّثنا حجَّاج، عن ابن جُريج، ح.
وحدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا محمد بن بكر، حدَّثنا ابن جُريج، قال: سمعتُ جَعْفَر بن محمد
(1)
يحدِّثُ، عن أبيه، عن جابر، في حجَّة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "فلمَّا أتَى ذَا الحُلَيفة صلَّى بِها، فَوَلَدَتْ أسماءُ بنْتُ عُمَيْسٍ محمَّد بن أبي بكرٍ فأَرْسلتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرَها أنْ تَسْتَثْفِرَ
(2)
⦗ص: 38⦘
بِثوْبٍ ثُمُّ تَغْتَسِلَ وَتُهِلّ"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
هو: أنْ تَسُدَّ فَرْجَها بِخِرْقَةٍ عريضةٍ بعدَ أنْ تَحْتَشِيْ قُطْنًا وتُوَثِّقَ طَرَفَيْهَا في شَيْءٍ تَشُدُّه على وسْطِها فتمنع بذلِك سَيْلَ الدَّم مأخوذٌ مِن ثَفَرِ الدَّابة المَشْدُود تحت الذَّنَبِ. =
⦗ص: 38⦘
= انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 124)، الفائق (1/ 161)، النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 214).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب إحرام النُّفساء، واستحباب اغتسالها للإحرام، كذا الحائض (2/ 869، ح 110) عن أبي غسان محمد بن عمرو، عن جرير بن عبد الحميد، عن يحيى بن سعيد به، وفي لفظه:"أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر رضي الله عنه فأمرها أن تغتسل وتهل"، وهو جزء من حديث جابر الطَّويل الذي فرَّقه أبو عوانة في مواضع مختلفة، بعضها بهذا الإسناد وبعضها بأسانيد أخر، منتهجا تقطيع المتون كما بين سابقا.
انظر على سبيل المثال: ح / 3840، 3872، 3909.
3872 -
حدَّثنا يوسف، وأبو حميد، قالا: حدَّثنا حجَّاج، عن ابن جريج، أخبرني جعفر بن محمد
(1)
، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله وهو يحدِّث، عن حجَّة النَّبي صلى الله عليه وسلم: فخرج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حتَّى أتَى البَيْدَاء، فنظرتُ مدَّ بصري من راكبٍ وراجِلٍ بين يديه، وعن يمينِه، وعن شِماله، ومن خَلْفِه، كُلُّهم يأْتَمُّ به، ويلتمِسُ أن يفعلَ كما يفعلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا ينوي إلَّا الحَجَّ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهُرِنا ينزلُ عليه القرآنُ، وهو يعرِفُ تأويلَه، فكانَ خروجُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لأربعٍ أو خمسٍ بقين من ذي القعدة، "حتَّى إذا انتهينا إلى البيتِ استَلَمَ الرُّكنَ فطافَ بالبيت سبعةَ
⦗ص: 39⦘
أطوافٍ رملَ من ذلك ثلاثةَ أطْوافٍ، وصلَّى عند المقامِ ركعتَيْنِ، ثُمَّ رَجَعَ واسْتَلمَ الركنَ "
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
هذا طرفٌ آخر من حديث جابر الطويل في الحج، فرَّقه أبو عوانة في مواضع كما بُيِّن سابقا، وأخرجه مسلم مطوَّلا في كتاب الحج -باب حجَّة النَّبي صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحق بن إبراهيم، كلاهما عن حاتم، عن جعفر بن محمد به، إلا أن في لفظ أبي عوانة زيادةً لم ترد عند مسلم، وهي تحديدُ يوم خروج النَّبي صلى الله عليه وسلم وثبتت هذه الزيادة عن جعفر بن محمد من غير طريق ابن جريج، كما عند النسائي في الصغرى (ص 53، ح 291) والكبرى (1/ 127) من طرق عن يحيى بن سعيد، وكما عند البيهقي بإسناده إلى إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن جعفر بن محمد به، ولفظ ابن طهمان على الشَّك:"لأربع أو خمس"، ورواها جمعٌ من الصحابة منهم ابن عبَّاس، وعائشة رضي الله عنها بدون شكٍّ بلفظ:"لخمسٍ بقين من ذي القعدة"، كما عند البخاري في صحيحه في كتاب الحج -باب ما يلبس المحرم من الثياب .. (ص 250، ح 1545) عن ابن عباس رضي الله عنه وباب ذبح الرجل البقر عن نسائه من غير أمرهن (ص 276، ح 1709) عن عائشة رضي الله عنها، ولم أدر ممَّن الشّكُّ في قوله:"لأربع أو خمس بقين من ذي القعدة" ولعلَّ الصحيح عن جعفر بن محمد "لخمس بقين من ذي القعدة" لمجيئها بدون شك من طريق يحيى بن سعيد عنه، وثبوتها عن صحابة آخرين، وانظر تخريج ح / 3873.
من فوائد الاستخراج: في حديث المصنف زيادة صحيحة لم ترد عند صاحب الأصل.
3873 -
حدَّثنا يوسف بن مُسلَّم، حدَّثنا حجَّاج، ح.
وحدَّثنا الصغاني، حدَّثنا روح، ح.
⦗ص: 40⦘
وحدَّثنا عبد الصمد، حدَّثنا مكِّي كُلُّهم، عن ابن جريج، أخبرني جعفر بن محمد
(1)
، أنه سمع أباه يحدِّث، أنَّه، حمع جابرا يحدِّث عن حجَّة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "فلمَّا طافَ بالبيتِ ذهبَ إلى المقامِ، وقال:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}
(2)
"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3872، 3871.
(2)
سورة البقرة، الآية رقم / 125.
(3)
هذا الحديث طرفٌ من حديث جابر رضي الله عنه الطويل في الحج الذي أخرجه مسلم وغيره، وتقدمت أجزاء منه برقم /3870، 3871، 3872، وأخرجه هكذا مختصرا جمعٌ من المصنِّفين من طرق عن جعفر بن محمد، مع زيادات على لفظ أبي عوانة.
انظر: سنن أبي داود (ص 221، ح 1909)، سنن الترمذي (ص 664، ح 2967)، السنن الكبرى للنسائي (2/ 404)، سنن ابن ماجه (ص 502، ح 2960).
3874 -
حدَّثنا محمد بن حيَّويه، حدَّثنا عبد الله بن مَسْلَمَة القعنبي، حدَّثنا سُليمان بن بلال، عن جَعْفَر بن محمد
(1)
، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله أنَّه حدَّثه قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بِالمدينة تِسعَ سِنين لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ في النَّاسِ بِالحجِّ، ثُمَّ خرجَ فخرجتُ معه حتَّى أتَى ذَا الحُليْفَة فباتَ بِهَا حتَّى أصْبَحَ، فلمَّا صلَّى الصُّبْحَ بِهَا ركبَ حتَّى إذا كانَ بظاهرِ البَيْدَاءِ واسْتَوَتْ أخفافُها، واعتدلتْ صُدُورُها، ونظرتُ إلى النَّاس مدَّ بصرِي أمامي وخلْفِي، وعن يَمِيْنِي وعن شِمَالي،
⦗ص: 41⦘
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بينَ أظهُرِنَا عليه يَنْزِلُ القرآن، وهو يعلم تأويلَه، فنحنُ نَنْظُرُ ما يصنعُ فنصنعه، أهلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهلَلْنا معه، ثمَّ خرجْنَا حتَّى قدمْنَا مكَّة، فلمَّا دخلْنَا المسجِدَ استلَمَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم الرُّكنَ، ثمَّ سَعَى ثلاثةَ أطْوافٍ ومشَى أربعةً، ثُمَّ عَمَد إلى مَقَام إبراهيم عليه السلام، وتلا هذه الآية حين وَجَه إليه:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}
(2)
فصلَّى عنده ركعتين، فقرأ فيهما {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ
…
}
(3)
و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
…
}
(4)
ثمَّ انصرَفَ إلى زمزم فنَزَعَ له منها ماءً فشرِب وغَسَلَ وجْهَه وصَبَّ على رأسِه، ثُمَّ جاء إلى الرُّكْنِ الأسودِ فاستَلَمَه، ثُمَّ خرجَ مِنَ البابِ الذي وِجَاهَ الرُّكنِ الأسود الذي عِنْدَ بابِ بني مَخْزُوم
(5)
الذي يخْرِجُه على الصَّفا فلما جاء الصَّفا قال: "نبدأُ بِمَا بدأَ الله به" وذكر الحديثَ بِطُولِه
(6)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح /3870، 3871، 3872.
(2)
سورة البقرة، الآية 125.
(3)
سورة الكافرون، الآية 1.
(4)
سورة الإخلاص، الآية 1.
(5)
ويسمَّى حاليا باب الصفا، وإنما سُمِّي بباب بني مخزوم، لأنهم كانوا يسكنون في تلك الجهة. انظر: الأطلس التاريخي للعالم الإسلامي (ص 67)، أطلس السيرة النبوية (ص 257).
(6)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 394) عن موسى بن داود، عن سليمان بن بلال به مختصرا بلفظ:"أنَّ النبَّيَّ صلى الله عليه وسلم رمل ثلاثة أطواف من الحجر إلى الحجر، وصلَّى ركعتين ثُمَّ عاد إلى الحجر، ثم ذهب إلى زمزم فشرِبَ منها وصبَّ على رأسِه ثُمَّ رجع فاستلم الرُّكن ثُمَّ رَجَعَ إلى الصَّفا فقال ابدؤوا بما بدأ الله عز وجل به"، قال شُعيب =
⦗ص: 42⦘
= الأرنؤوط: "إسناده صحيح على شرط مسلم"، وجود إسناده الحافظ العيني في عمدة القاري (9/ 277).
والحديث قطعةٌ أخرى من حديث جابر الطويل في الحج، وقد فرقه أبو عوانة في مواضع كما بينتُه سابقا، وستأتي قطعةٌ أخرى منه بالإسناد نفسه في ح / 3911، وأخرجه مسلم مطوَّلا (2/ 886 ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحق ابن إبراهيم، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد به، غيرَ أن أبا عوانة زاد على مسلم في هذا الحديث زيادتين:
الأولى: قوله: "فباتَ بها حتَّى أصْبَحَ".
الثانية: قوله: "ثُمَّ انصرَفَ إلى زمزم فنَزَعَ له منها ماءً فشرِب وغَسَلَ وجْهَه وصَبَّ على رأسِه".
ولم أقفْ على من تابعَ سُليمانَ بن بِلال على هاتين الزِّيادتين عن جعفر ابن محمد، ويدخل مثلُ هذا في زياداتِ الثِّقات، والزيادة الأولى يشهد لها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عند البخاري في صحيحه في كتاب الحج -باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند الرُّكوب على الدابة (ص 251 ح 1551) بلفظ:"صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه بالمدينة الظُّهر أربعًا والعصرَ بذي الحليفة ركعتين، ثُم بات بها حتى أصبح، ثُمَّ ركب حتَّى استوتْ به على البَيْدَاء حمِدَ الله وسبَّح وكبَّر ثُمَ أهلَّ بِحَج وعُمْرةٍ وأهَلَّ النَّاسُ بهمَا".
من فوائد الاستخراج:
• زاد المصنِّف في هذا الباب طريقين عن جعفر بن محمد، طريق ابن جريج، وطريق سليمان بن بلال.
• زاد المصنِّف زيادتين صحيحتين في متن الحديثِ على صاحب الأصل.
3875 -
حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدَّثنا حبَّان بن هِلَال، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، ح.
وحدَّثنا سُليمان بن سَيْف حدَّثنا سليمان بن حرب، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن أيُّوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس قال: قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكَّةَ وقد وهَنَتْهُم
(1)
حُمَّى يَثْرِبَ
(2)
، فقال المشركون: إنَّه يَقْدُمُ غدًا قومٌ قدْ وهَنَتْهم الحُمَّى، ولَقُوْا منْه شِدَّةً، فجلسُوا مِمَّا يلي الحِجْرَ "وأمرَهُم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنْ يرْمُلوا ثلاثةَ أشْواطٍ، ويَمْشُوا بينَ الركنَين لِيَرَى المُشْركِون جَلَدَهُم
(3)
" فقال المشركون: هؤلاءِ الذين زعمتُم أنَّ الحُمَّى قَدْ وَهَنَتْهُم، هؤلاءِ أَجْلَدُ من
⦗ص: 44⦘
كذا وكذا، قال ابن عبَّاس: ولم يمنعه أن يأمُرَهُم أن يَرْمُلوا الأشْوَاط كلها إلَّا الإبْقَاءَ عليهِم
(4)
. معنى حديثهم واحِدٌ
(5)
.
(1)
وهنتْهم: أي أضعفتْهم، وقد وَهَنَ الإنسانُ يَهِنُ وَوَهَنَه غيرُه وهْنًا وأوهَنَه وَوَهَنَه.
انظر النهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 233).
(2)
اسم مدينة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم-بثاءٍ مثَلَّثَة وراء مكسُورة- وقد غيَّر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك فسماها طابة وطيبة كراهةً لما في يثرِبَ من التثريب، وستأتي في تغيير اسمها أحاديثُ في باب لاحِق برقم / 372، 373، 374.
وانظر: مشارق الأنوار (2/ 306).
(3)
الجَلَد: -بالفتح- الشِّدَّة والقوَّةُ والصَّبر، ورجُلٌ جَلْدٌ -سكنُ اللَّام- وجَلِيدٌ من الجَلَد والجلادة.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 149)، النهاية في غريب الحديث (1/ 284).
(4)
الإبقاءُ عليهم: -بكسر الهمزة وبالموحَّدة والقاف- الرفْقُ والشَّفقة، وهو بالرفع على أنَّه فاعلُ "لَمْ يأمرْهم" ويجوز النصب.
انظر: عون المعبود (5/ 178).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة (2/ 923، ح 240) عن أبي الربيع الزهراني، عن حمَّاد بن زيد به، وأخرجه في كتاب الحج - باب كيف كان بدء الرمل؟ (ص 260 ح 1602) عن سليمان بن حرب به.
من فوائد الاستخراج: قوة إسناد أبي عوانة، وهو اختيار البخاري في صحيحه، وأبو الربيع الزهراني الذي روى عنه مسلم، وإن كان ثقة لكنه دون سليمان بن حرب في الإتقان وأقلَّ ملازمةً منه لحمَّاد بن زيد، فقد لازم سليمانُ بن حرب حمَّادَ بن زيدٍ تسع عشرة سنة، وقال أبو حاتم مشيرا إلى تشدده في انتقاء المشايخ:"كان سليمان بن حرب قلّ من يرضى من المشايخ، فإذا رأيته روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة".
انظر: الجرح والتعديل (7/ 255)، تهذيب التهذيب لابن حجر (4/ 179، 180).
باب بيانِ الرُّكوب في الطواف بالكَعْبَة وإبَاحةِ استِلام الرُّكنِ بِالمِحجنِ
(1)
إذا زُوحِم عليه
(1)
المِحْجَن: -بكسر الميم- هي العصا مُعْوَجَّةُ الرأس، واشْتُقَّ منه فعله:"يَحْجِنُ" أي: ينخسه بطرف المِحْجَن.
انظر: غريب الحديث لابن سلَّام (3/ 216)، غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 195)، مشارق الأنوار (1/ 182)، تفسير غريب ما في الصَّحيحين (ص 149).
3876 -
حدَّثنا (يُونس)
(1)
، أخبرنا ابن وهب
(2)
، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة، عن ابن عبَّاس "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طافَ في حجَّة الوَدَاع على بَعِيْرٍ يَسْتَلِمُ الرّكْنَ بِمِحْجَنٍ"
(3)
.
(1)
ابن عبد الأعلى، تصحَّف اسمه في نسخة (م) إلى "يوسف" والتصويب من إتحاف المهرة (7/ 373)، وذكر المزّيُّ في تهذيب الكمال يوسفَ ابن عمر المصري في تلامذة ابن وهبٍ، ولكنَّ أبا عوانة لم يرْوِ عن يوسف بن عُمر في المسند، فالصحيح أنَّ الراوي هنا عن ابن وهبٍ يونس بن عبد الأعلى كما قال الحافظ.
انظر: تهذيب الكمال (16/ 282).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب جواز الطواف على بعير وغيره، واستلام الحجر بمحجن ونحوه للراكب (2/ 926، ح 253) عن أبي الطاهر وحرملة بن يحيى، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب استلام الركن بالمحجن (ص 261، ح 1607) عن أحمد بن صالح ويحيى بن سليمان، أربعتهم عن ابن وهب به، =
⦗ص: 46⦘
= وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 240) عن يونس بن عبد الأعلى به.
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• التقاء المصنِّف مع الإمام مسلم في شيخ شيخه، وهذا "بدل".
• تقيد المهمل في قوله: "يونس بن يزيد" وقد جاء في مسلم مهملا.
3877 -
حدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا محمد بن بكر
(1)
، حدَّثنا ابن جُريج، عن أبي الزُّبير، عن جابر قال: "طافَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّة الوَدَاعِ على راحِلَتِه بِالبيتِ والصَّفا والمروةِ لِيَرَاهُ النَّاس، ولِيُشْرِفَ
(2)
، ولِيَسْألوه، إنَّ النَّاس غَشَوْهُ
(3)
(4)
".
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
وليُشْرِف: أي ليكونَ مرفوعا من أن يناله أحد، وليَطَّلِعوا عليه.
انظر: عون المعبود (5/ 174)، سنن النسائي بحاشية السِّندي (ج 6/ 266).
(3)
غَشَوْه: -بتخفيف الشين- أي ازدحموا عليه وكثُروا، انظر: المرجعين السابقين.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب جواز الطواف على بعير وغيره
…
(2/ 927، ح 255) عن علي بن خَشْرم، عن عيسى بن يونس، وعن عبد بن حميد، عن محمد ابن بكر، وفي الباب نفسه (2/ 926، ح 254) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن علي ابن مُسهِر، ثلاثتهم عن ابن جريج. به، وزاد عليُّ بن مسهر في لفظه:"يَسْتلِمُ الحَجَر بِمِحْجَنِه"، وقد صرَّح أبو الزبير لدى مسلم بالتحديث.
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة". =
⦗ص: 47⦘
= • التقاء المصنِّف مع الإمام مسلم في شيخ شيخه، وهذا "بدل".
3878 -
حدَّثنا يُوسف
(1)
، وأبو حميد
(2)
، قالا: حدَّثنا حجَّاج
(3)
، عن ابن جُريج
(4)
، بإسناده مثله
(5)
.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم -بضم الميم وفتح السين المهملة بعدها لامٌ مشدَّدة- المِصِّيصِي.
(2)
هو: عبد الله بن محمد بن تميم، أبو حميد المِصَّيْصي.
(3)
ابن محمد الأعور.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3877.
(5)
من فوائد الاستخراج: روايه للحديث عن ابن جريجٍ حجاجُ الأعور، وقد وصف حجَّاج بكونه أثبت الناس في ابن جريج. انظر: تهذيب الكمال (5/ 455).
3879 -
حدَّثنا أحمد بن يحيى الحُلْواني أخو حازِم
(1)
، حدَّثنا الحكم بن موسى
(2)
، حدَّثنا شُعيب بن إسحاق، عن هِشام بن عروة، عن
⦗ص: 48⦘
أبيه، عن عائشة قالت:"طافَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوَدَاعِ حَوْلَ الكعبةِ على بعيرٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ كَرَاهِيَة أن يُصْرَفَ عنْهُ النَّاسُ"
(3)
.
رواه محمد بن يحيى، عن سُليمان بن عبد الرحمن، عن شُعيب، وسعدان بن يحيى، عن هِشام بن عروة، بإسناده نحوه
(4)
.
(1)
هو: أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو جعفر البجلي الحُلْوَانِي -بضم الحاء المهملة وسكون اللام والنون بعد الواو والألف- نسبة إلى بلدة حُلْوَان، وهي آخر حد عرض سواد العراق مما يلي الجبال، ت / 296 هـ.
الأنساب للسمعاني (2/ 247).
وثقه ابن خِراش، والخطيبُ البغدادي، والذَّهبي وغيرهم.
انظر: تاريخ بغداد (5/ 212)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 296 - 22 / ص 88)، العبر في خبر من غبر (2/ 112).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب جواز الطواف على بعير وغيره
…
(2/ 927، ح 256) عن الحكم بن موسى به.
(4)
بعد بحث حثيث لم أقفْ على هذا التعليق.
3880 -
حدَّثنا محمد بن حيَّويه، أخبَرنا مُطَرِّف، والقَعْنَبي، عن مالِك
(1)
، ح.
وحدَّثنا أبو إسماعيل التِّرمذي، وأبو داود السِّجزي
(2)
، قالا: حدَّثنا القعنبي، عن مالك، عن محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفَل، عن عروة بن الزُّبَيرِ، عن زينبَ ابنةِ أبِي سلمة، عن أمِّ سَلَمةَ أنهَّا قالتْ: شكوتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنِّي أشتَكِي، فقال:"طُوفِي مِنْ وراءِ النَّاس وأنْتِ راكِبَة" قالت: فطفتُ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلّي حينئِذٍ إلى جنبِ البيتِ وهُو
⦗ص: 49⦘
يقرأُ: بِالطُّورِ وكتابٍ مَسْطُورٍ"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين، والحديث في موطئه (2/ 501) من طريق يحيى الليثي وغيره عنه به.
(2)
سُليمان بن الأشعث السِّجسْتاني، صاحب السنن، والحديث في سُننه (ص 217، ح 1882).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب جواز الطَّواف على بعير وغيره
…
(2/ 927، ح 258) عن يحيى بن يحيى، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب طواف النساء مع الرجال (ص 262، ح 1618) عن إسماعيل، وفي باب المريض يطوف راكبا (ص 264، ح 1633) عن القعنبي، وفي باب من صلى ركعتي الطواف خارجا من المسجد (ص 263، ح 1626) عن عبد الله بن يوسف، أربعتهم عن مالك به.
من فوائد الاستخراج: زيادة طريقين عن مالك، إحداها عن القَعنبي عنه، وهو من أثبتِ أصحاب مالك.
انظر: تهذيب التهذيب (6/ 32).
بابُ بَيَانِ مَا يَسْتَلِم الطائِف بِالكَعْبَةِ من أركانِها بِيدهِ ومِحجنِه، وتقبِيْلِه يدهَ ومِحجنَه بعد الاستلام
3881 -
حدَّثنا السُّلمي
(1)
، ومحمد بن إسحاق بن الصبَّاح الصغاني
[*]
، والدَّبَرِي
(2)
، عن عبد الرَّزَّاق
(3)
قال: أخبرنا معمر، عن الزُّهري
(4)
، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبِيّ صلى الله عليه وسلم، أنَّه "كانَ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ اليَمَانيَّ والحَجَرَ الأسْودَ"
(5)
.
(1)
هو: أحمد بن يُوسف بن خالد الأزدي، السُّلَمي.
(2)
إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد الصَّنعاني، أبو يعقوب الدَّبري.
(3)
الحديث في مصنفه (5/ 43) عن معمر عن الزهريّ عن ابن عمر رضي الله عنه منقطعًا.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(5)
انظر الحديثين التاليين.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة وفي ط. دار المعرفة (3423): (الصغاني)، وصوابه في هذا الموضع: الصنعاني، كما في نسخة دار الكتب المصرية (3/ ق 32/ ب)، ولنص المصنف على أنه صنعاني، وراجع تعليق محققي الكتاب عند الحديث (445)، والحديث في إتحاف المهرة (9634)، وانظر:(9636).
3882 -
حدثنا الربيع بن سُليمان صاحبُ الشَّافعي، أخبرنا ابن وهب، ح.
وحدَّثنا شُعيب بن شعيب بن إسحاق الدِّمَشْقِي، حدَّثنا مروان
(1)
، قالا: حدَّثنا الليث بن سعد
(2)
، قال: أخبرنا ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه قال:"لَمْ أرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ من البيتِ إلَّا الرُّكْنَينِ اليَمَانِيَّيْن"
(3)
.
(1)
ابن محمد بن حسّان الأسدي الطَّاطَري.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الثاني.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب استلام الركنين اليمانيين (2/ 924، =
⦗ص: 51⦘
= ح 242) عن يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين (ص 261، ح 1609) عن أبي الوليد، ثلاثتهم عن الليث بن سعد به.
من فوائد الاستخراج: تقييد المهمل "اللَّيث" بأنه ابن سعد.
3883 -
حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب
(1)
، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال:"لَمْ يَكُنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُ منْ أركانِ البيتِ إلَّا الرُّكْنَ الأسودَ والذي يلِيه من نَحوِ دُورِ الجُمَحِيِّين"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب استلام الركنين اليمانيين في الطواف، دون الركنين الآخرين (2/ 924، ح 243) عن أبي الطاهر وحرملة، وأخرجه ابن خزيمة (4/ 216) عن يونس بن عبد الأعلى، ثلاثتهم عن ابن وهب به.
من فوائد الاستخراج:
• تقييد المهملين "يونس"، بأنه ابن يزيد، و "سالم" بأنه ابن عبد الله بن عمر.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• التقاء المصنّف مع مسلم في شيخ شيخه وهذا "بدل".
3884 -
حدَّثنا يُوسف
(1)
، حدَّثنا محمد بن أبي بكر
(2)
، حدَّثنا يحيى بن سعيد
(3)
، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: "ما تركتُ
⦗ص: 52⦘
استِلامَ هذينِ الرُّكنينِ مُنذُ رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهما في شِدَّةٍ ولا رَخاءٍ: الحجرَ والرُّكْنَ اليَمانِيَّ"
(4)
.
(1)
ابن يعقوب بن إسماعيل بن حمَّاد بن زيد بن درهم الأزدى القاضي.
(2)
ابن علي بن عطاء بن مقدّم المُقَدّمي، أبو عبد الله البصري.
(3)
القطَّان، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب استلام الركنين
…
(2/ 924، ح 245) عن محمد بن المثنى وزهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب الرمل في الحج والعمرة (ص 260، ح 1606) عن مسدَّد، أربعتهم عن يحيى بن سعيد القطان به.
3885 -
حدَّثنا أبو داود السِّجِسْتَانِي
(1)
، حدَّثنا مسدد، حدَّثنا يحيى
(2)
، عن عبد العزيز بن أبي رَوَّادٍ
(3)
، عن نافِع
(4)
، عن ابن عمر قال: "كانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لا يدعُ أنْ يَسْتَلِمَ الرّكنَ اليمانِيَّ والحجرَ في كلّ طوافِهِ
(5)
". قال: وكان ابن عمر يفْعلُه
(6)
.
(1)
سليمان بن الأشعث، صاحب السنن، والحديث في سننه (ص 217، ح 1876) بهذا الإسناد.
(2)
ابن سعيد القطان.
(3)
عبد العزيز بن أبي روَّاد -بفتح الراء وتشديد الواو- الأزدي، أبو عبد الحميد المكي، مروزي الأصل، ت /206 هـ، واسم أبي رواد: ميمون.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(5)
هكذا في نسخة (م)"طوافه"، ولعلَّه تصحيف "طَوْفَةٍ" كما في سنن أبي داود (ص 217، ح 1876) والحديث عند المصنِّف من طريق أبي داود، ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكَين عن عبد العزيز عند أحمد في المسند (2/ 115) فقال:"طوْفة" كما عند أبي داود.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب استلام الركنين اليمانيين
…
=
⦗ص: 53⦘
= (2/ 924، ح 244) عن محمد بن المثنى، عن خالد بن الحارث، عن عبيد الله، عن نافع به، ولفظه:"أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يستلِمُ إلَّا الحجرَ والرُّكنَ اليمانِيَّ"، وأخرجه ابن خُزيمة في صحيحه (4/ 216) عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن سليمان، عن ابن أبي رَوَّاد به، وفي لفظه:"في كلِّ طواف"، وقد حسَّن الشيخُ الألباني حديث ابن أبي رَوَّاد في صحيح سنن أبي داود (1/ 524، ح 1876)، ويُحملُ هذا على أنَّ ابن أبي رَوَّاد لم يأت عن نافعٍ بزيادةٍ حين قال:"في كلِّ طَوفةٍ"، بل غاية ما في الأمر أنَّه روى الحديث بلفظٍ يشرحُ ما يدُلُّ عليه حديثُ ابن عُمر من الطُّرُق الأخرى، وإلا فابن أبي رَوّاد لا تحتمل حالتُه تفرُّدَه بزيادةٍ عن الإمام المكثر نافع، وانظر تخريج الأحاديث التالية: ح / 3886، 3887، 3888.
3886 -
حدَّثنا عُمر بن شَبَّة النُّمَيْرِي، حدَّثنا عبد الوهاب الثَّقَفِي، حدَّثنا أيُّوب
(1)
، عن نافِع
(2)
، عن ابن عمر قال:"ما أتيتُ على الرُّكنِ مُذْ رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَسَحه في رَخاءٍ ولا زِحامٍ إلَّا مسَحْتُه"
(3)
.
رواه عبد الوارِث، عن أيُّوب، عن نَافِع
(4)
.
(1)
ابن أبي تميمة السّختياني.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3887، 3888.
(3)
أخرجه الإمام أحمد في المُسند (2/ 40) عن عبد الوهاب الثَّقفي به.
(4)
رواه النَّسائي في السنن الصغرى (ص 456، ح 2953) عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث به، وإسناده صحيح.
من فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة على الإمام من طرق الحديث عن نافع =
⦗ص: 54⦘
= طريقين: طريق ابن أبي رواد (ح / 3885)، وطريق أيوب السّختيانِي (ح / 3886).
3887 -
حدَّثنا محمد بن إسماعيل الصَّائغ، حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نُمير
(1)
، حدَّثنا أبو خَالِد الأحمر، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أنَّه "استَلَم الحَجرَ وقَبَّل يدهُ" وقال:"ما تركتُه مُذْ رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلُه"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب استلام الركنين اليمانيين
…
(2/ 924، ح 246) عن أبي بكر بن أبي شَيْبة وابن نُمير، كلاهما عن أبي خالد الأحمر به.
3888 -
حدَّثنا جعفر بن محمد القطَّان
(1)
، حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة
(2)
، حدَّثنا أبو خالِد الأحمر
(3)
، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: رأيت ابن عُمر "استلَم الحَجرَ بيدِه فَقبَّلَ يده" وقال: "ما تركتُه مُذْ رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلُه".
(1)
هو: جعفر بن محمد بن الحجاج بن فرْقَد الرَّقي القطَّان.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3887.
(3)
اسمه: سُليمان بن حيَّان.
3889 -
حدَّثنا يُونس، أخبرنا ابن وهب
(1)
قال: حدَّثني عمرو ابن الحارث، أنَّ قتادة بن دعَامة حدَّثه، أنَّ أبا الطُّفيل البَكْرِيَّ
(2)
⦗ص: 55⦘
حدَّثه، أنَّه سمِع ابن عبَّاس يقول:"لَمْ أرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسْتلمُ غير الرُّكْنَينِ اليمانيَّيْن"
(3)
.
(1)
موضِع الالتقاء مع مسلم.
(2)
عامِر بن واثِلة الليثي رضي الله عنه له صُحبة. =
⦗ص: 55⦘
= انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (2/ 798)، الإصابة في تمييز الصحابة (3/ 605).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب استلام الركنين اليمانيين
…
(2/ 925، ح 247) عن أبي الطَّاهر، عن ابن وهب به.
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال الإسنادين.
• التقاء المصنف مع مسلم في شيخ شيخه، وهذا "بدل".
• مجيئ صيغة التحديث عن ابن وهب، ولدى مسلم بصيغة الإخبار.
3890 -
حدَّثنا عبُّاس الدُّوري، وأبو أمية، قالا: حدَّثنا أبو عاصم
(1)
، عن معروف بن خَرَّبُوذ
(2)
، عن أبي الطُّفيل قال:"رأيتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يطُوفُ على راحلتِه يَسْتَلِمُ الرُّكنَ بِمِحْجَنِه، ثُمَّ جاءَ إلى الصَّفا فطافَ علَى راحِلتِه"
(3)
.
(1)
الضحَّاك بن مخلَد.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب جواز الطواف على بعير وغيره
…
(2/ 927، ح 257) عن محمد بن المثنى، عن أبي داود الطيالسي، وأخرجه أبو داود في سننه (ص 217، ح 1879) عن هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع، عن أبي عاصِم، كلاهما عن معروف بن خرَّبُوذ به، وزاد:"ويقبل المحجن"، وكذا في لفظ أبي عوانة زيادة صحيحة:"ثم جاء إلى الصفا فطاف على راحلته"، رواها جمعٌ من الثِّقات =
⦗ص: 56⦘
= عن أبي عاصم الضحَّاك بن مخلد، فهي من قبيل زيادات الثقات.
من فوائد الاستخراج: في لفظِ أبي عوانة زيادةٌ صحيحة لم تردْ عند صاحب الأصل.
3891 -
ز- حدثنا الربيع بن سُليمان، حدَّثنا عمَّار ابن نوح أبو سَهل
(1)
، حدَّثنا شُعبة، عن زيد بن جُبير
(2)
قال: سمعتُ ابن عمر يقول: "كُنَّا إذا لَمْ نَقْدِرْ على الحَجرِ قَرَعْنَاه بِالعَصا"
(3)
.
(1)
لم أقفْ له على ترجمة، ولعلَّه عمَّار بن نوح المصري، الراوي عن عمران بن داوَر القطَّان ت / 160 - 170 هـ قال فيه أبو زرعة:"ليس بالقوي"، وذكره الذهبي في المغني، والميزان، وابن حجر في اللسان.
انظر: الجرح والتعديل (6/ 394)، الميزان (3/ 171)، المغني (2/ 460)، لسان الميزان (4/ 276).
(2)
ابن حَرْمَلْ الجُشَمِي الطَّائي.
انظر: تهذيب الكمال (10/ 32 - 34)، التقريب (ت 2323).
(3)
انظر تخريج الحديث الذي بعده.
3892 -
ز- حدَّثنا بحر بن نصر، حدَّثنا عمَّار بن نُوح، أخبرنا شُعبة، بإسناده، "كُنَّا إذا لَمْ نقْدِرْ على استِلامِ الحجرِ قرعْنَاه بِالعَصا، وكُنَّا لا نأكُلُ لحومَ الأضاحِي فوقَ ثَلاثٍ"
(1)
.
(1)
أخرجه الإمام ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 285، ح 582) عن يحيى ابن طلحة اليربوعي، عن شريك، وعن (1/ 285 - 286، ح 583، 584) محمد ابن المثنى عن محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن شعبة، عن زيد ابن =
⦗ص: 57⦘
= جبير به، ليس في جميع تلك الطرق قوله:"وكُنَّا لا نأْكُلُ لحومَ الأضاحِي فوقَ ثَلاثٍ"، ولعلَّ عمار بن نوح دخلَ عليه حديث في حديثٍ فخالف الجماعة وجاء بهذه الزيادة، وإيرادُ الطبريِّ الحديثَ في تهذيب الآثار تصحيح منه له، فأسانيدُه صحيحةٌ رجالها ثقات ما عدا الإسناد الأول، ففيه يحيى بن طلحة بن أبي كثير اليربُوعي، الكوفي، وهو ليِّنُ الحديث، وتوبع شيخُه عن شُعبة.
قال الهيثمي في حديث زيد بن جُبير هذا: "رواه الطبراني في الكبير بأسانيد وبعضها رجاله ثقات".
انظر: مجمع الزوائد (3/ 242)، تقريب التهذيب (ت 8533).
من فوائد المستخرَج:
زاد أبو عوانة هذا الحديث في الباب على الأصل المخرَّج عليه -صحيح مسلم-.
3893 -
ز- حدَّثنا عبَّاس بن محمد، حدَّثنا موسى بن مسعود
(1)
، حدَّثنا سُفيان
(2)
، عن زيد بن جُبير قال: سمعت ابن عمر يقول: "كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يستَلِم الرّكنَ بِمِحْجَنِه ثُمَّ يُقَبِّلُه"
(3)
.
(1)
أبو حذيفة النهدي.
(2)
الثوري.
(3)
لم أقف على من تابع أبا حذيفة النهدي في حديثه هذا، وقد تقدمت ترجمته، وتبين هناك أنه سيئ الحفظ، فمثله لا يحتمل التفرد، خاصة في مثل الإمام سفيان الثوري، إمام يجمع حديثه، ولكن متن الحديث صحيح من حديث أبي الطفيل الذي رواه مسلم (2/ 927، ح 257) ولفظه: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، ويستلم الركن بمحجن معه، ويُقَبِّلُ الِمحْجَنَ"، وتقدم هذا الحديث عند المصنِّف =
⦗ص: 58⦘
= برقم /3890، إلا أنَّه ليس في لفظِ المصنِّف تقبيله صلى الله عليه وسلم المحجنَ بعد استلامه الحجرَ به.
3894 -
ز- حدَّثنا حَنْبل بن إسْحاق، حدَّثنا أبو حُذيفة
(1)
، حدَّثنا سُفيان
(2)
، بمثله
(3)
.
(1)
موسى بن مسعود النّهدي، جاء في الإسناد قبله أيضا.
(2)
الثوري.
(3)
انظر تخريج ح / 3893.
باب ذكر الخبر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يُقَبِّلُ الحجرَ، والسُّنَّة في استقبالِه لِمنْ يريدُ استِلامَه
3895 -
حدَّثنا الدقيقي، حدَّثنا يزيِد بن هارون، قال: قلتُ لعاصِمٍ
(1)
: أذكرتَ أنَّ عمرَ رضي الله عنه قَبَّلَ الحجرَ وقال: "إنِّي أُقَبِّلُكَ، وإنِّي لأَعلمُ أنَّك حجرٌ، وأنَّك لا تَضُرُّ ولَا تَنْفَعُ" فقال: حدَّثَنِيه عبد الله بن سَرْجِس
(2)
.
(1)
ابن سُليمان الأَحْوَل، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف (2/ 925، ح 250) عن خلف بن هشام والمقدَّمي وأبي كامل وقتيبة بن سعيد، كلهم عن حمَّاد بن زيد، عن عاصم الأحول به، وزاد على لفظ أبي عوانة قولَه:"ولولَا أنِّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُك"، وانظر الحديث التالي.
من فوائد الاستخراج: تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا علوٌّ نسبي.
3896 -
حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا روح بن عبادة، حدَّثنا شُعبة، ح.
وحدَّثنا الدَّبري، عن عبد الرزَّاق
(1)
، عن معمر كِلاهمُا، عن عاصمٍ
(2)
، عن عبد الله بن سَرْجِس قال: رأيت الأُصَيْلِعَ يعني عمرَ بن الخطَّاب
(3)
⦗ص: 60⦘
رضي الله عنه يُقَبِّلُ الحَجَر ويقول: "إنِّي لأُقَبِّلُك، وإنِّي لأعلمُ أنَّكَ حجرٌ، ولكنِّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ"
(4)
.
(1)
رواه عبد الرزاق في مصنَّفه بهذا الإسناد (5/ 71)، وزاد:"وأعلمُ أنَّ الله ربِّي".
(2)
ابن سُليمان الأحول، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3896.
(3)
الأُصَيْلِع: -تصغير الأصْلَع- الذي انحسر الشَّعر عن رأسه.
انظر النهاية في غريب الحديث (3/ 47).
(4)
أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 50) عن محمد بن جعفر، عن شعبة بمثل لفظ المصنِّف، وزاد مسلم عليه وعلى أبي عوانة في المتن قوله:"وأنكَ لا تضُرُّ ولا تنفع"، وانظر الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن عاصم الأحول ثلاثة طرف، وهي طريق يزيد بن هارون، وشعبة بن الحجَّاج، ومعمر.
3897 -
حدَّثنا المُثَنَّى بن بُحَيْر
(1)
، حدَّثنا أبو نُعيم
(2)
، حدَّثنا محمد بن طلحة اليامِي
(3)
، عن إبراهيمَ بن عبد الأعلَى
(4)
، عن سُويد ابن غَفَلَة: رأيتُ عمرَ رضي الله عنه يُقَبّلُ الحجرَ ويقولُ: "إنِّي لأَعْلَمُ أنَّكَ حجرٌ لا تَضُرُّ ولا تَنْفَعُ، ولكنِّي رأيتُ أبَا لقَاسِم صلى الله عليه وسلم بِكَ حَفِيًّا
(5)
"
(6)
.
(1)
لم أقف له على ترجمته، ذكره صاحب تكملة الإكمال في شيوخ عمران بن موسى ابن محمد، أبو موسى الأستوي.
انظر: تكملة الإكمال (1/ 187).
(2)
هو: الفضل بن دُكين.
(3)
هو: محمد بن طلحة الياميّ، ت / 167 هـ من رجال البخاري ومسلم.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(5)
حَفِيًّا: أي بارًّا وصولا مواظِبًا على استلامِك معتنيا بك.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 208)، تفسير غريب ما في الصحيحين (1/ 44).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف =
⦗ص: 61⦘
= (2/ 926، ح 252، 253) عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، عن وكيع، وعن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما (فرَّقهما) عن سُفيان الثوري، عن إبراهيم بن عبد الأعلى به، وزاد في طريق وكيع "والتزمه" أي الحجرَ الأسود.
من فوائد الاستخراج: تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
3898 -
حدَّثنا أبو علي الزعفراني، حدَّثنا عَبِيدَة بن حُمَيْد
(1)
، عن الأعمش
(2)
، عن إبراهيم عن عابِس بن ربيعة قال: رأيتُ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه إذا انتهى إلى الحجرِ قبَّلَ هـ، قال:"إنِّي لأُقبِّلُك وإنِّي لأعلمُ ما أنتَ، ولكنْ رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَبَّلَكَ"
(3)
.
(1)
هو: عَبِيدة -بفتح أوله كسر الباء المنقوطة بواحدة- بن حُميد -مصغر- ابن صُهيب أبو عبد الرحمن الكُوفي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف (2/ 925 - 926، ح 251) عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة، وزهير ابن حرب، وابن نمير، جميعا عن أبي معاوية، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب ما ذكر في الحجر الأسود (ص 259، 1597) عن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش به، ولفظ مسلم:"رأيتُ عمرَ يقَبِّلُ الحجرَ، ويقولُ: إنِّي لأقَبِّلكَ وأعلمُ أنَّك حجرٌ، ولولا أنِّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقَبِّلكَ لَمْ أقبِّلْكَ".
3899 -
حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا يَعْلَى
(1)
، حدَّثنا الأعمش
(2)
، ح.
⦗ص: 62⦘
وحدَّثنا ابن الجُنَيد الدَّقَّاق، حدَّثنا صَدقةُ بن مُسْلِم
(3)
، حدَّثنا أبو حمَزة محمد بن مَيْمُون السُّكَّري
(4)
، عن منصُورٍ
(5)
كِلاهمُا، عن إبراهيم
(6)
، عن عابِس بن رَبِيعة قال: رأيتُ عمر رضي الله عنه استقبلَ الحجرَ ثُمَّ قال: "أمَا والله إنّي لأعلمُ أنَّك حجرٌ، ولولا أنِّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ" زاد الأعمش: ثُمَّ تقدم فقَبَّلَه
(7)
.
(1)
ابن عُبيد بن أبي أُمَيَّة الطَّنافِسي الكُوفي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الأول، انظر ح / 3898.
(3)
هو: المروزي، لم أقف فيه على توثيق أو تجريح، إلا أن ابن حبان ذكره في الثقات (8/ 320) وقال:"يروى عن أبي حمزة السكري، روى عنه محمد بن أحمد بن الجنيد الدقائق"، وذكره الذهبي في المقتنى في سرد الأسماء والكنى (2/ 158) فقال:"صدقة ابن مسلم المروزي عن أبي حمزة السكري".
(4)
المروزي، ثقة ت / 167 هـ.
انظر: الجرح والتعديل (8/ 81)، الثقات (7/ 420)، تهذيب الكمال (26/ 546).
(5)
ابن المعتمِر.
(6)
ابن يزيد النخعي، وهو موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الثاني، انظر ح / 3898.
(7)
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال الإسناد الأول للمصنف مع إسناد مسلم.
• زيادة طريقين عن الأعمش (ح / 3898، ح / 3899)، وطريق عن إبراهيم النخعي.
• زيادةُ لفظٍ في الحديث: "ثم تقدَّم فَقَبَّلَه".
3900 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا عبيد الله بن مُوسى، حدَّثنا
⦗ص: 63⦘
إسرائيلُ
(1)
، والحَسَن بن صَالِح
(2)
، عن إبراهيم بن عبد الأعْلى
(3)
، عن سُويد بن غَفَلَة، بِمثل حديثِ المُثَنَّى قبله
(4)
.
رواه أبو بكر، عن وكيع، عن سُفيان
(5)
إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سُويد بن غَفَلَة: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبَّل الحجرَ والتزَمه وقال: "رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِكَ حَفِيًّا"
(6)
.
(1)
ابن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني.
(2)
هو: الحسن بن صالح بن صالح بن حيّ، الهمْداني.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح /3897.
(4)
انظر تخريج ح /3897.
من فوائد الاستخراج: زيادة طريقين عن إبراهيم بن عبد الأعلى، مع تساوي عدد رجال إسناد المصنِّف مع إسناد مسلم.
(5)
الثوري.
(6)
أخرجه مسلم موصولا في كتاب الحج -باب استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف (2/ 926، ح 252) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، عن وكيع به، وانظر ح /3897.
3901 -
قال عَليُّ بن الحسَن
(1)
: حدَّثنا عبد الله بن الوَلِيد، حدَّثنا سُفيان
(2)
، عن إبراهيمَ بن عبد الأعلى بِنحوه، ولم يذْكُرْ: التَزَمَه
(3)
.
(1)
هو: علي بن الحسن بن أبي عيسى الهِلَالي، شيخ المصنِّف.
(2)
الثوري. موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
لم يتبين لي سبب عدم تصريح أبي عوانة بالتحديث من شيخه عليِّ بن الحسن في =
⦗ص: 64⦘
= هذا الحديث، فربما أخذ الحديث عنه مناولة أو في مجلس المذاكرة، فقد قرَّر ابن الصلاح أنَّ المعلِّق إذا سمَّى بعض شيوخهِ وكان غيرَ مدَلِّس حمُلَ على أنَّه سمعه منه، كما ذكر ذلك في حديث هشام بن عمار الذي أخرجه البخاري في تحريم المعازف، ولا فرق بين أن يقول المعلِّق قالَ أو روى أو ذكر أو ما أشبه ذلك من الصِّيغ التي ليستْ بِصريحة، حسبَ ما قال الحافظ ابن حجر، والحديث سبقَ من طرق عن إبراهيم بن عبد الأعلى عند المصنِّف، كما في ح / 3897، 3900.
انظر: مقدِّمة ابن الصَّلاح (ص 61)، النُّكت على ابن الصلاح (1/ 354).
3902 -
حدَّثنا محمد بن يحيى، ومحمد بن حيَّويه، والصَّاغاني، قالوا: أخبرنا أصْبَغ بن الفرَج، قال: أخبرني عبد الله بن وهب
(1)
قال: أخبرني يُونس، وعمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، [عن سالم]
(2)
أنَّ أبَاه حدَّثه، قال: قبَّل عمر رضي الله عنه الحجرَ ثُمَّ قال: "أمَا والله لقد علِمتُ أنَّك حجرٌ ولولا أنِّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ [مَا قَبَّلْتُك]
(3)
"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ما بين المعقوفين سقَط من نسخة (م)، والاستِدراك من إتحافِ المهرة (12/ 68).
(3)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستدركتُه من لفظ مسلم، وأحاديث الباب والسياق يدلُّ عليه أيضا.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقبيل الحجر الأسود (2/ 925، ح 248) عن حرملة بن يحيى وهارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، كلاهما عن يونس بن يزيد وعمرو بن الحارث به، إلا أنَّ هارونَ لم يذكر "يُونس"، وأخرجه ابن الجارود في المنتقى (1/ 188) عن محمد بن يحيى، عن أصبغ به. =
=
⦗ص: 65⦘
= من فوائد الاستخراج: تقييد المهمل، وهو عمرو، بأنه ابن الحارث.
3903 -
حدَّثنا ابن أخِي ابن وهب
(1)
، حدَّثنا عمِّي
(2)
، حدَّثنا يُونس، وعمرو، بإسنادِه مثلَه، زاد محمد بن يحيى في حديثه: قال عمرو بن الحارث: وحدَّثني بمثله زيدِ بن أسْلم، عن أبيه
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي.
(2)
هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي المصري، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3902.
(3)
روى هذه الزيادة ابن الجارود في المنتقى (1/ 188) عن محمد بن يحيى عن أصبغ به، وجاءت عند مسلم في طريق هارون بن سعيد الأيْليّ عن ابن وهب، قال مسلم (2/ 925، ح 248): "زاد هارون في روايته: قال عمرو: وحدثني بمثلها زيد بن أسلم عن أبيه أسلم"، وانظر تخريج ح / 3902.
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• تقييد المهمل "عمرو" بأنه ابن الحارث.
• متابعةُ أصبغ (ح / 3902) هارونَ بن سَعيد الأيليّ على زيادتِه لدى مسلم.
3904 -
حدَّثنا الدقيقي، حدَّثنا يَزِيد
(1)
، حدَّثنا وَرْقَاء
(2)
، عن زيدِ بن أسلَم
(3)
، عن أبيه قال: رأيتُ عمرَ رضي الله عنه قَبَّلَ الحجرَ
⦗ص: 66⦘
وقالَ: " [إنِّي]
(4)
لأَعلمُ أنَّك حَجرٌ لا تَضُرُّ ولا تنفعُ ولولا أنِّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّلَك مَا قَبَّلْتُك"
(5)
.
(1)
ابن هارون بن زاذان السُّلمي مولاهم، أبو خالد الواسطي.
(2)
ابن عمر بن كُلَيب اليشكري، أبو بشر الكوفي.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستدركتُه من لفظ مسلم والسِّياق يدلُّ عليه أيضًا.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تَقبيل الحَجرِ الأسْود في الطَّواف (2/ 925، ح 248) عن هرونَ بن سعيد الأيليّ، عن ابن وهب، عن عمرو ابن الحارث.
وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب تقبيل الحجر (ص 261، ح 1610) عن أحمد بن سنان، عن يزيد بن هارون، عن ورقاء، كلاهما عن زيد ابن أسلم به.
من فوائد الاستخراج: في حديث المصنِّف بيانٌ للمتن المحال به على المتن المحال عليه.
3905 -
حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا ابن أبي مريم
(1)
، حدَّثنا محمَّد ابن جعفر
(2)
، قال: أخبرني زيد بن أسلم
(3)
، عن أبيه، أنَّ عمر ابن الخطاب رضي الله عنه استَلَمَ الحجرَ، ثُمَّ ذكر نحوه
(4)
.
(1)
هو: سعيد بن الحكم بن محمد، المعروف بابن أبي مريم الجُمَحِيّ.
(2)
ابن أبي كثير، الأنصاري، الزرقي مولاهم المدني.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح/ 3904.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الحج -باب الرمل في الحج والعمرة (ص 260، ح 1605) عن سعيد بن أبي مريم به، وفي لفظه زيادة على ما في لفظ المصنِّف.
3906 -
حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا الحسَنُ بن موسى، حدَّثنا
⦗ص: 67⦘
ورقاء بن عُمر قال: زيد بن أسلم
(1)
حدَّثنا بمثله "ولكنِّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلك فأنَا أُقَبِّلُك"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح /3904.
(2)
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال أسانيد المصنِّف مع إسناد مسلم.
• زيادة طريقين عن زيد بن أسلم، طريق ورقاء، وطريق محمد بن جعفر ابن أبي كثير.
• بيان المتن المحال به على المتن المحال عليه.
3907 -
حدَّثنا محمد بن يحيى، والصَّومعي
(1)
، قالا: حدَّثنا أبو عُمر الحَوْضي
(2)
، حدَّثنا حمَّاد بن زيد
(3)
، عن أيُّوب، عن نَافِع، عن ابن عمر، أنَّ عمر رضي الله عنه كان يُقَبِّلُ الحَجرَ ويقولُ:"إنِّي لأقَبِّلُك، وإنِّي لأَعْلمُ أنَّكَ حَجرٌ، ولكنِّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن أبي خالد الصومعي.
(2)
حفص بن عمر بن الحارث.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف (2/ 925، ح 249) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن حمَّاد بن زيد به، وأخرجه البيهقي في السنن الصغرى (4/ 161) أبي الحسين بن بشران عن أبي بكر أحمد بن سلمان، عن الحسن بن مكرم، عن أبي عمر الحوضي به.
من فوائد الاستخراج: تقويةُ طريقِ محمد بن أبي بكر المقدّمي المتَّصلة عن =
⦗ص: 68⦘
= حمَّاد بن زيد لدى مسلمٍ بمتابعةِ أبو عمر الحَوْضِي ومسدَّد (ح / 3908) إيَّاه، فإنَّ أيوب السّختياني اختلف عليه في هذا الحديث وصلًا وإرسالًا كما قال الداراقطني في العلل (2/ 13):"يرويه أيوب السّختِياني واختلف عنه، فرواه حمَّاد بن زيد عن أيُّوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر، قال ذلك الحوضي ومُسدَّد والمُقَدَّمِي، وقيل عن حمَّاد بن زيد عن أيُّوب عن نافِع مرسلًا عن عمر، ورواه إسماعيل به عُليَّة عن أيوب قال: نُبِّئْتُ أنَّ عمر قال، وقولُ حمَّاد بن زيد أحبُّ إليَّ".
وزاد المزِّي في تُحْفَة الأشراف (8/ 72) نقلًا عن الدَّارقُطْنيِ قوله: "وخالفهم سليمان بن حرب وأبو الربيع وعارم فأرسلوه عن حمَّاد بن زيد".
3908 -
حدَّثنا المُثَنَّى بن بُحَير
(1)
، حدَّثنا مسدد، حدَّثنا حمَّاد ابن زيد
(2)
، بإسناده مثله
(3)
.
(1)
لم أقف له على ترجمته، ذكره صاحب تكملة الإكمال في شيوخ عمران بن موسى ابن محمد، أبو موسى الأستوي.
انظر: تكملة الإكمال (1/ 187).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3907.
(3)
أخرجه الدّارمي في سُنَنِه في كتاب المناسك -باب في تقبيل الحجر (2/ 75) عن مسدَّد به.
3909 -
حدَّثنا أبو عليّ السَّمَرقَنْدِي
(1)
، حدَّثنا أبو جعفر الحمَّال
(2)
[*]
، حدَّثنا عبد الرحمن بن مَغْراء، حدَّثنا الضحَّاك
⦗ص: 69⦘
ابن عُثْمان، عن نافع
(3)
، عن ابن عمر: رأيتُ عمر رضي الله عنه يُقَبِّلُ الحَجرَ [ويقول]
(4)
: "إنِّي لأعلمُ أنَّكَ حجرٌ، ولكنِّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُك"
(5)
.
(1)
هو: الحسين بن عبد الله بن شاكر، ضعيفٌ، تقدمت ترجمتُه.
(2)
هو: مخلد بن مالكٍ بن جابر الجمَّال -بفتح الجيم المشددة والميم وبعدهما الألف واللام- أبو جعفر الرازي، ثقة ت /241 هـ. =
⦗ص: 69⦘
= انظر: الأنساب (2/ 82 - 83)، التقريب (ت 7368).
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3907.
(4)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، وأحاديث الباب والسِّياق يدلان على ذلك.
(5)
في إسنادِ الحديث ثلاثة رُواة وُصِفوا بسوء الحِفظ، الضحاك بن عثمان، وعبد الرحمن ابن مغراء، وأبو علي السَّمرْقندي، وقد اتهم الأخير بِسَرِقة الحديث أيضا، ولم أقفْ على مُتَابعٍ لأبي علي السَّمرقندي، عن عبد الرحمن بن مَغراء، ولا لاِبن مَغراء عن الضحَّاك بن عُثمان، وأما الضحَّاك فقد تابعه عدَّة رواة عن نَافع، منهم أيُّوب السَّخْتِياني (ح / 3907، 3907) وعبد الله بن عمر (مسند أحمد 1/ 34)، وانظر ح / 3907، 3908.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (الحمال)، ولعله خطأ طباعي، وصوابه: الجمال، كما في الهامش، وهي على الصواب في نسخة دار الكتب المصرية (3/ ق 34/ ب).
بابُ بيانِ صفِةِ الطَّوافِ بين الصفا والمروة ومكان السَّعي فيه، وموضِعِ المقام على الصفا والمَرْوةِ، والثَّناءِ على الله عز وجل والدُّعاء، أنَّه سبعةُ أطْوافٍ يُبْدَأ بِالصفا ويُختَمُ بِالمَرْوَة
3910 -
حدَّثنا يُوسف
(1)
، وأبو حميد
(2)
، قالا: حدَّثنا حجَّاج
(3)
، عن ابن جريج قال: حدثني جعفر بن محمد
(4)
، عن أبيه، عن جابر وذكر صدرًا من الحديث، ثُمَّ قال: فصلَّى عندَ المقام ركعتين، ثُمَّ رجع واستَلمَ الرُّكن، ثُمَّ ذهبَ إلى الصَّفا فقال:"نَبْدَأُ بِمَا بدأَ الله بِه" وقال: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}
(5)
ثُمَّ وقفَ على الصَّفا (حَيْثُ)
(6)
يرى الكعبةَ يُهَلِّلُ الله ويدعُو بين ذلِك ويقولُ: "لا إله إلَّا الله وحدَهُ لا
⦗ص: 71⦘
شريكَ لَهُ، لهُ المُلْكُ وله الحمدُ يُحْيِيْ ويُمِيْتُ وهو على كلِّ شيءٍ قَدِيْر" يقولُها مِرَارًا ويدعو بينَ كُلِّ مرَّتينِ ويُهَلِّلُ، ثُمَّ نَزَلَ، وكذلِك على المروةِ والصَّفا حتَّى فرغَ من طَوافِه، ثُمَّ نزلَ إلى الصَّفا حتَّى إذا انْتَصَبَتْ قَدماهُ في بطْنِ الوادِي سَعَى حتَّى إِذا أَصْعدتْ قدماه من الشِّقِّ الآخَر، حتَّى إذا كانَ آخرَه وهُو عِنْدَ المروة قالَ: "أيُّها النَّاسُ من لم يكن معه هدي فَلْيَحْلِلْ وَلْيَجْعَلْها عُمرةً" فحلَّ منْ لَمْ يَكُنْ معه هَدْيٌ
(7)
.
(1)
هو: يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم.
(2)
هو: عبد الله بن محمد بن تميم، أبو حميد المِصِّيْصي.
(3)
ابن محمد الأعور.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(5)
البقرة: (158).
(6)
جاء في نسخة (م)"حين" بدل "حيث"، وأراه غير صحيحٍ من الناحية اللُّغوية، فإنَّ "حين" ظرفٌ مبهمٌ يصلُح لجميع الأزمانِ طالتْ أو قصُرتِ المدَّة، بينما تستخدم "حيثُ" في المكان ك "حين" للزمان، ويأتي أحيانا للزمان أيضا، والمعنى المكانيُّ هو المقصود في هذا الحديث.
انظر: المقتضب (3/ 175)، مغني اللبيب (1/ 176)، مختار الصحاح (ص 69).
(7)
هذه قطعة أخرى من حديث جابر رضي الله عنه الطويل في الحج، فرقه أبو عوانة في مواضع، وتقدَّم أجزاء من هذا الحديث بالإسناد نفسه عند المصنِّف برقم / 3840، 3841، 3842، 3873، وتقدَّم أنَّ مسلما رحمه الله أخرجه في كتاب الحجِّ -باب حجة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886، ح 147) مطوَّلًا عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق ابن إبراهيم، جميعا عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد به مطوَّلا، وسيأتي حديث حاتم بن إسماعيل عند أبي عوانة في الأبواب القادمة مفرَّقًا في مواضع عدة، وفي لفظ مسلم زيادة في هذا الموضع من الحديث، وهي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في تكبيره وتهليله:"لا إِله إلَّا الله وحده، أَنْجَزَ وعدَه، ونصرَ عبدَه، وهَزَم الأحْزَاب وحدهُ .. قالَ مثلَ هذا ثلاثَ مرَّاتٍ".
من فوائد المُستخرَج والاستخراج:
• تقطيع الأحاديث وتفريقها في مواضع مختلفة، لاستنتاج مسائل فقهية.
• إيراد الحديث في باب غير الباب الذي أورده فيه صاحب الأصل، مما يعيِّن مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
3911 -
حدَّثنا محمد بن حيُّويه، حدَّثنا القعنبي، حدَّثنا سُليمان، عن جَعْفَر
(1)
، عن أبيه، عن جابر، فذكر بعضَ الحديث، وقالَ: استَلَمَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الرُّكْنَ، ثُمَّ سَعى ثلاثةَ أطْوافٍ ومشَى أربعًا، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى مقامِ إبراهيمَ عليه السلام ثُمَّ [تلا]
(2)
هذه الآية: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}
(3)
فصلَّى عندهُ ركعَتَيْن، قرأَ فيهِما بِـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}
(4)
و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}
(5)
ثُمَّ انْصرفَ إلى زَمزمْ فَنَزعَ منها ماءً فَشَرِبَ وغسلَ وجْهَهُ وصَبَّ على رأسِه، ثُمَّ جاءَ إِلَى الرُّكنِ الأسودِ فاستَلَمه، ثُمَّ خرجَ من البابِ الذي وِجَاهَ الرُّكنِ الأسْوَدِ الَّذي عنْدَ بابِ بنِي مخزُوم، فلمَّا جاءَ الصَّفا قال:"نبدَأُ بِمَا بدأَ الله بِه"{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}
(6)
ثُمَّ ظهرَ على الصَّفا حتَّى رأى البيتَ فكبَّرَ عليه وهَلَّلَ ودَعَا، ثُمَّ نَزَلَ فأقْبَلَ حتَّى إذا انْتَصَبَتْ قدماه في بطْنِ المَسِيْلِ سَعى حتَّى إذا أَصْعَدَ مَشَى، فلَمْ يزلْ يصنعُ ذلك حتَّى فرغَ من الطَّواف، ثُمَّ قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ لَمْ يكنْ مَعَه هَدْيٌ
⦗ص: 73⦘
فَلْيَحِل" فَحلَّ النَّاس
(7)
.
(1)
ابن محمد بن علي بن الحُسين، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ما بين المعقوفيِن سقط من نسخة (م)، والسياق يدلُّ على ذلك.
(3)
سورة البقرة، الآية 125.
(4)
سورة الكافرون، الآية 1.
(5)
سورة الإخلاص، الآية 1.
(6)
سورة البقرة، الآية 158.
(7)
تقدَّم هذا الحديث بِالإسنادِ نفسه عند المصنِّف برقم / 3875 على نحوٍ أكثر تفصيلًا إلى قوله: "نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ الله"، فارجع إليه غير مأمور.
من فوائد المُستخرَج: تقطيع الحديث في أبواب مختلفة لاستنباط مسائل فقهية مختلفة.
3912 -
حدَّثنا يُونس
(1)
، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك
(2)
، عن جعفر بن محمَّد
(3)
، عن أبيه، عن جابر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حينَ هبَطَ من الصَّفا مَشَى حتَّى إذا انْصَبَّتْ قدماه في بطنِ المَسِيلِ سَعى حتَّى ظهرَ منْه، وكانَ يُكَبِّرُ على الصَّفا والمَرْوَةِ ثلاثًا ويُهِلُّ واحدًا، ويفعلُ ذلِكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، وسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ حِينَ خرجَ مِن المسجدِ وهو يريدُ الصَّفا:"نَبْدَأُ بِمَا بدأَ الله بِهِ"
(4)
.
(1)
ابن عبد الأعلى.
(2)
الحديث في موطَّئه مفرَّقٌ في موضعين (2/ 505، 510، ح 898، 903) بمثل لفظ المصنِّف.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه مسلم كما تقدَّم في كتاب الحج -باب حجَّة النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 886، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن حاتم عن جعفر بن محمد به مطوَّلًا.
وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (9/ 151) بإسناده عن مالك به، بلفظ: "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذا وقفَ على الصَّفا يُكَبِّرُ ثلاثًا ويقولُ: لا إِله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قَدير، يصنعُ ذلكَ ثلاثَ =
⦗ص: 74⦘
= مرَّاتٍ ويدعُو ويصنع على المروة مثلَ ذلِك".
من فوائد الاستخراج: في لفظِ المصنِّف زيادة زيادةٌ لم تردْ عند صاحب الأصل، وهي تكبيره صلى الله عليه وسلم على الصَّفا ثلاثًا وتهليله واحدةً، وقد تقدَّمت صفة التهليل في ح / 3910، وتأتي في ح / 3914 أيضًا.
3913 -
حدَّثنا يُوسف
(1)
، حدَّثنا أبو الرَّبيع
(2)
، حدَّثنا إسماعيل ابن جعفر، حدَّثنا جعفر بن محمد
(3)
، عن أبيه، عن جابرٍ، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم استَلَم الرُّكْنَ ثُمَّ خَرَجَ فقالَ:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}
(4)
"نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ الله بِهِ" فذهبَ إلَى الصَّفا فَرَقَى عليه حتَّى بدا له البيتُ
(5)
.
(1)
هو: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل القاضِي.
(2)
هو: سليمان بن داود العَتَكي أبو الربيع الزهراني، البصري.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3912.
(4)
سورة البقرة، الآية 158.
(5)
أخرجه النَّسائي في السُّنن الصغرى (ص 461، ح 2985) عن علي بن حُجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن جعفر بن محمد به، وانظر تخريج الحديث السابق.
3914 -
حدَّثنا يُوسف
(1)
، حدَّثنا محمد بن أبي بكر
(2)
، حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد
(3)
، عن أبيه، أنَّ جابرَ بن عبد الله قال:
⦗ص: 75⦘
إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رَقَى على الصَّفا حتَّى إذا نظرَ إلَى البيتِ كبَّر ثُمَّ قالَ: "لا إِله إلّا الله وحْدهُ لا شريكَ له، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علَى كلِّ شيءٍ قدير، لا إلَه إِلَّا الله أنْجَزَ وعدَه، وصدَقَ عبدَه، وهزَم الأحزابَ وحْده" ثُمَّ دعَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى هذا الكلام، ثُمَّ نزلَ حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قدمَاه في الوادِي رَمَل، حتى إذا صَعَدَ مشى حتَّى أتَى المروة فرقَى عليها حتَّى نظرَ البيتَ، ثُمَّ قالَ على المروةِ كمَا قَالَ على الصَّفا
(4)
.
(1)
ابن يعقوب بن إسماعيل بن حمَّاد القاضي.
(2)
ابن علي بن عطاء بن مقدّم المُقَدّمي، أبو عبد الله البصري.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3912.
(4)
أخرجه النَّسائي في الصغرى (ص 457، ح 2970، 2971) عن يعقوب ابن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد به مختصرا، وأخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 93) عن أبي خيثمة، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد به مطوَّلًا، وهذا إسناد صحيح.
من فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة على الإمام مسلم في هذا الباب من طرق الحديث عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين خمسةَ طُرقٍ، وهي طريق ابن جريج، وطريق سليمان بن بلال، وطريق الإمام مالك، وطريق إسماعيل بن جعفر، وطريق يحيى بن سعيد الأنصاري.
بابُ بيانِ إبَاحَةِ الرُّكُوبِ في الطَّوافِ بينَ الصَّفا والمرْوَةِ، وأنَّ المَشيَ والسَّعْي بينهُما أفْضَل، وذكْرُ العِلةِ الَّتِي لَهَا رَكِبَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في طَوافِه بينَهُما، والعِلة الّتي لَها أمرَ بِالسَّعيِ بينهُما
3915 -
حدَّثنا الجُرجَانِي، حدَّثنا عبد الرَّزَّاق، أخبرنا سُفيان، عن العَلاء بن أبي العبَّاس
(1)
، عن أبي الطُّفيل
(2)
قال: قلتُ لابن عبَّاس: إنَّ قومكَ زعمُوا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رَمَلَ، قال:"صدَقوا وكذَبوا" وذكرَ الحديث
(3)
.
(1)
هو: العلاء بن أبي العباس، الشَّاعر المكِّي، واسم أبي العبَّاس السَّائِب بن فَرُّوخ مولى بني الدِّيل.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
انظر تخريج الحديث التالي.
3916 -
حدَّثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، حدَّثنا يزيد ابن هارون
(1)
، حدَّثنا الجُريري
(2)
، قال: حدَّثنا أبو الطُّفيل عامر بن واثِلة ونحنُ نطوفُ بالبيتِ قال: قلتُ لابن عبَّاس: أرأيتَ الرَّملَ بالبيتِ ثلاثةَ أشواطٍ رملًا وأربعًا مَشْيًا قال: قومُك يزعُمون أنَّها سُنَّة، قال: صَدَقوا وكَذبُوا،
⦗ص: 77⦘
قال: قلتُ: ما صدقُوا وكذبُوا؟ قال: جاءَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا سَمِع أهلُ مكَّة وكانوا قوما حُسَّدًا قالوا: انظُروا إلى أصحابِ محمد لا يستطيعون أن يطوفُوا بالبيت من الهَزْلِ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"أَرُوهُم ما يَكْرَهُون" قلتُ: أرأيتَ الرُّكوبَ بين الصَّفا والمروة؟ قال: قومٌ يزعُمون أنَّها سُنَّة، قال: صدقُوا وكذَبُوا، قلتُ: ما صدقُوا وما كذَبُوا؛ قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهُو يريدُ أنْ يسعَى بين الصَّفا والمروة، خرجَ أهلُ مكة، فخرجُوا حتَّى خرجَتِ العوَاتِقُ
(3)
، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُضرَبُ أحدٌ عنده ولا يُدَّعُون
(4)
، فدعا بِراحِلَتِه فرَكِبَ، ولو تُرِكَ كان المشيُ أحبَّ إليه
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
سعيد بن إِياسٍ الجُرَيْرِي -بضَمِّ الجيم، مصغّر-.
(3)
العواتِقُ: جمع عاتِق، والعواتِق من النِّساء الجواري اللاتي أدركن البلوغ.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 66)، النهاية في غريب الحديث (3/ 179).
(4)
يُدَّعُون: -بضم المثناة التحتية، وتشديد الدال المفتوحة- أيْ لا يُدْفَعون عنه ولا يُمنعون.
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 469).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة
…
(2/ 922، ح 237) عن محمد بن المثنى، عن يزيد بن هارون، وعن أبي كامل فضيل بن حسين الجحدري، عن عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن الجريري به، محيلا متن حديث يزيد بن هارون على حديث عبد الواحد بن زياد.
من فوائد الاستخراج:
• تقييد المهمل يزيد، بأنه ابن هارون.
• ذكر اسم أبي الطُّفيل: عامر بن واثلة. =
⦗ص: 78⦘
= • بيان المتن المحال به عند مسلم على متن آخر.
3917 -
حدَّثنا أبو داود السِّجزي، حدَّثنا عليّ
(1)
، حدَّثنا سُفيان
(2)
، ح.
وحدَّثنا ابن أبي مسرة، حدَّثنا الحميدي
(3)
، حدَّثنا سُفيان، حدَّثنا ابن أبي حُسين
(4)
، عن أبي الطُّفَيل قال: قلتُ لابن عبَّاس: أنَّ قومك يزعمون أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رملَ بالبيتِ وبالصَّفا وأَنَّها سُنة، قال ابن عبَّاس:"صَدَقُوا وكَذَبُوا" قال سُفيان: لَمْ يَزِدْنِي ابنُ أبي حُسَين على هَذَا
(5)
.
(1)
ابن المديني.
(2)
ابن عيينة، موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين.
(3)
الحديث في مسنده (1/ 237) عن ابن عيينة به.
(4)
هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل المكي، ثقة عالم بالمناسك. التقريب (ت 3430).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة
…
(2/ 922، ح 238) عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة به.
من فوائد الاستخراج:
• فيه زيادة قول سُفيان بن عُيينة في الحديث.
• الراوي عن ابن عيينة عند الإمام مسلم هو: محمد بن أبي عمر، وهو "صدوق"، وعند المصنف "علي بن المديني"و "الحميدي" وهما أثبت وأوثق من ابن أبي عمر، وقد قال أبو حاتم في الحميدي:"أثبت الناس في ابن عيينةَ الحميديُّ، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة، وقال أيضا: "ثقة إمام". =
⦗ص: 79⦘
= انظر: الجرح والتعديل (5/ 57).
3918 -
حدَّثنا ابن أبي مسرة، حدَّثنا الحميدي
(1)
، حدَّثنا سُفيان
(2)
، حدَّثنا عمرو بن دينار، قال: سمعتُ عطاء يُحدِّثُ، عن ابن عبَّاس قال:"إنما سعَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بِالبيتِ وبين الصَّفا والمروة ليُرِيَ المشركينَ قُوَّتَه"
(3)
.
(1)
الحديث في مسنده (1/ 232) عن ابن عيينة به.
(2)
ابن عيينة، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة
…
(2/ 923، ح 241) عن عمرو الناقد، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة (ص 267، ح 1649) عن علي بن عبد الله والحميدي، وفي كتاب المغازي -باب عمرة القضاء (ص 721، ح 4257) عن محمد، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به.
من فوائد الاستخراج:
• راويه عن سُفيان بن عُيينة هو الحُميدي، وهو أثبت الناس فيه.
• تصريح ابن عيينة بالتحديث عن عمرو بن دينار.
• تقييد المهمل: عمرو، بأنه ابن دينار، بينما جاء مهملا لدى مسلم.
• تصريح عمرو بن دينار بالسماع عن عطاء.
• تصريح عطاء بالتحديث عن ابن عبَّاس.
3919 -
حدَّثنا هِلال بن العَلاء، حدَّثنا أحمد بن عبد الملِك
(1)
،
⦗ص: 80⦘
حدَّثنا زُهَيْر
(2)
، حدَّثنا ابن أَبْجَر
(3)
، قال: قال أبو الطُّفَيل: قلتُ لابن عبَّاس: قدْ رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صِفْهُ لي قال: قلتُ: "رأيتُ رجلًا علَى بَعِيْرٍ بينَ الصَّفا والمَرْوَةِ وهُو يَنْشِفُ ظَهْر كَفِّه بِوَبَرِ البَعِيرِ، والنَّاسُ يَزْدَحِمُون عَليه" فقال ابنُ عبَّاس: ذلِكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنَّهُم كانُوا لا يُدَّعُون عنه ولا يُكْهَرُونَ
(4)
قال: وهي في قراءةِ عبد الله "وأمَّا اليَتِيْمَ فلَا تَكْهَرْ"
(5)
.
(1)
ابن واقد الأسدي، مولاهم الحرَّاني، ت / 221 هـ.
(2)
ابن معاوية، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
هو: عبد الملك بن سعيد بن حيَّان.
(4)
يُكْهَرون: هكذا جاء في بعض نسخ مسلم وفي بعض كتب الغريب، ومعناه: لا يُنْتَهَرون، ولا يُقْهَرون، والمعنى الأول هو الأنسب في سياق الحديث، وقال الزمخشري في تفسير قوله تعالى "وأما اليتيم فلا تكهر" على قراءة ابن مسعود:"هو أن يعبس في وجهه وفلان ذو كهرورة عابس الوجه".
انظر: الكشاف للزمخشري (4/ 773)، مشارق الأنوار (1/ 348)، النهاية في غريب الحديث (4/ 213)، شرح النووي على مسلم (9/ 15)، الديباج على مسلم (3/ 348).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة
…
(2/ 922، ح 239) عن محمد بن رافع، عن يحيى بن آدم، عن زهير به، وليس في لفظه قوله:"وهُو يَنْشِفُ ظَهْر كَفِّه بِوَبَرِ البَعِير" ولا قوله: "وهي في قِرَاءة
…
" الخ، وقد عزا غير واحد من المفسرين هذه القراءة لعبد الله بن مسعود، وهاتان الزيادتان يصح إدراجهما ضمن زيادات الثقات.
انظر: تفسير ابن أبي حاتم (10/ 3444)، تفسير ابن جرير الطبري (30/ 330)، تفسير الثعلبي (10/ 229)، تفسير القرطبي (20/ 100)، روح المعاني (30/ 163)، =
⦗ص: 81⦘
= فتح القدير (5/ 613).
من فوائد الاستخراج: مجيئ زيادتين صحيحتين في حديث المصنِّف.
3920 -
حدَّثنا أحمد بن يحيى السَّابَرِي
(1)
، حدَّثنا بُكير بن جَعفر الجُرْجانِي
(2)
، عن أبي خَيْثَمة
(3)
، عن ابن أبْجَر، عن أبي الطُّفيل قال: قلتُ لابنِ عبَّاس: ما أرانِي إلَّا قدْ رأيتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على صِفَةٍ لِي، قال:"رأيتُ رجُلًا على بعيرٍ بينَ الصَّفا والمَرْوَةِ وهُو يَنْشِفُ ظهرَ كَفِّه بِوَبَرِ البعير" قال ابنُ عبَّاس: ذلِك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، إنَّهُم كانوا لا يدَّعُونَ عنه [ولا يُكْهَرُون]
(4)
، وفي قراءةِ عبد الله "وأمَّا اليَتِيْمَ فلَا تَكْهَرْ".
(1)
هو: أبو عبد الله أحمد بن يحيى بيَّاعُ السَّابَري.
(2)
السُّلمي، القاضي.
قال فيه ابن عدي: "كان شيخا صالحا حدث بمناكير عن المعروفين"، وقال الذهبي في الميزان والحافظ ابن حجر في اللسان:"منكر الحديث مشَّاه ابن عدي"، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين، والسهمي في تاريخ جرجان.
انظر: تاريخ جُرجان (ص 169)، الكامل في الضعفاء لابن عدي (2/ 40)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 151)، المغني في الضعفاء (1/ 114)، ميزان الاعتدال (1/ 349)، لسان الميزان (2/ 61).
(3)
زهير بن معاوية، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3912.
(4)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م) وسياق الحديث مع الحديث السابق له يدلُّ على ذلك.
3921 -
حدَّثنا أبو علي الزعفراني، حدَّثنا يحيى بن سُليم
(1)
، حدَّثنا عبد الله بن عُثمان بن خُثَيْم، عن أبي الطُّفَيل، عن عبد الله بن عبَّاس
(2)
، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا نزل من [الظَّهْرَان]
(3)
في صُلْحِ قُريشٍ بلغَ
⦗ص: 83⦘
أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ قُريشًا تقولُ: ما نُتَابعِ
(4)
أصحابَ محمَّد ضَعْفًا وهَزْلًا، وقال أصحابُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، لَوِ انْتَحَرْنَا ظَهْرَنَا، فأكلْنا من لُحُومِها وشُحُومِها وحَسَوْنَا من المَرَقِ أصبَحْنَا غدًا إذا غَدْوَنا عليهم وبنَا عليهِم جَمَامٌ
(5)
، قال:"لا، ولكِن ائْتُوني بِمَا فَضَلَ من أزْوَادكم" فَبَسَطُوا أنْطَاعَهُم
(6)
، ثُمَّ صَبُّوا علَيْهَا فُضُولَ ما فَضَلَ من أزْوَادِهِم في جُرُبهِم
(7)
، ثُمَّ غَدَوْا على القَوْمَ، فقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَا يَرَى القومُ فِيكُم غَمِيْزَةً
(8)
" فاضْطَبَعَ
(9)
رسول الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 84⦘
وأصحابُه، ورَمَلُوا ثلاثةَ أشْواطٍ، ومشوا أربعةً، فكانتْ قريشٌ والمشركونَ في الحِجْرِ عنْد دارِ النَّدْوَة، وكانَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا تَغَيَّبُوا منْهُم عندَ الرُّكْنِ اليَمَانِيِّ والأسْودِ مَشوا، ثُمَّ يَطَّلِعُوا عليهِم تقُولُ قُرَيْشٌ: والله لَكَأَنَّهُم الغِزْلانُ، فكانت سُنَّةً
(10)
.
(1)
هُو: يحيى بن سُليم الطَّائِفي.
وثَّقه ابن معين، وابن سعد، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"كان يخطئ".
وقال أبو حاتم: "شيخ محله الصدق، ولم يكن بالحافظ يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال النسائي:"ليس به بأس، وهو منكر الحديث"، وقال أبو بشر الدولابي:"ليس بالقوي".
وثقه الذهبي وذكره في الكاشف، وقال الحافظ ابن حجر:"صدوق سيِّئ الحفظ".
قلت: مجموع كلام الأئمة يدل على أنه يعتبر به، وقد تابعه إسماعيل بن زكريا عن عبد الله بن عثمان بن خثيم في مسند الإمام أحمد (1/ 305).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 500)، التاريخ الكبير (8/ 279)، الجرح والتعديل (9/ 156)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص 108)، معرفة الثقات (2/ 353)، الثقات (7/ 615)، تهذيب الكمال (31/ 365)، الكاشف (2/ 763)، تهذيب التهذيب (11/ 226)، تقريب التهذيب (ت 8520).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستدركته من المصادر التي أخرجت الحديث، والسياق يدلُّ على حصول سقط في الكلام، ومرُّ الظَّهران: وادٍ فَحْلٌ منْ أَوْدِيَةِ الحجازِ يأخذُ مياهَ النَّخْلتَيْنِ فَيَمُرُّ شِمَالَ مَكَةَ على 22 كَيْلًا، ويَصُبُّ في البَحْرِ جنوبَ جِدَّة بِقُّرابَة عِشْرين كَيْلًا، وفيهِ عشراتُ العُيون بلْ كانتْ مِئَاتُها، وكذلك القُرى. =
⦗ص: 83⦘
= انظر: معجم المعالم الجغرافية في السِّيرة النبوية (ص 288).
(4)
هكذا اللفظ في نسخة (م)، وفي مسند الإمام أحمد (1/ 305):"يَتَبَاعَثُون"، وهو أوضح.
(5)
جَمَام: -بفتح الجيم- الرَّاحة، حيث يكون الإنسان مجتمعا غيرَ مضطرب الأعضاء.
انظر: معجم مقاييس اللُّغة (ص 183).
(6)
الأنْطَاع: جمعُ نِطْعٍ، وهي السُّفرة.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 11).
(7)
الجُرُب: -بضمّ الجيم والراء- جمع جِراب، هو وِعاءٌ من جلد كالمزود ونحوه.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 144).
(8)
الغَمِيزَة: ما يُعَاب على الإنسان.
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 471)، العين (4/ 386)، المصباح المنير (2/ 453)، أساس البلاغة (ص 456).
(9)
اضْطَبَع: اضطبع بِالثَّوب إذا جعلَه تحت إبْطِه وترك منكبَه مكشُوفًا. =
⦗ص: 84⦘
= انظر: الفائق للزمخشري (2/ 327).
(10)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة
…
(2/ 923) عن أبي الربيع الزهراني، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب كيف كان بدء الرَّمل (ص 260، ح 1902) عن سليمان بن حرب، كلاهما عن حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس به مختصرا، وليس فيهما قصة بسط الأنطاع، وأخرجه أبو داود في سننه (ص 218، ح 1889) عن محمد بن سليمان الأنباري، عن يحيى بن سليم به مختصرا أيضا، وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 305) عن محمد بن الصبَّاح، عن إسماعيل بن زكريا، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (9/ 120) عن الحسن بن سفيان، عن العباس بن الوليد، عن يحيى بن سليم، كلاهما عن عبد الله بن عُثمان بن خُثَيْم بِنَحو لفظ المصنِّف.
من فوائد الاستخراج: في حديث المصنِّف زيادةٌ صحيحةٌ لم ترد عند المصنِّف.
باب بيانِ اليَوْمِ الَّذِي فيه خرجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم منْ مَكة وإلَى مِنَى، ومِقدَارِ مقامِه بِمنَى، وأنَّه دفعَ منْ منَى يوم عرَفةَ لمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ فَلَمْ يَزَلْ بِالمَشْعَر وجازَهُ حتى نَزَلَ بِنَمِرَة في قُبَّةٍ ضُرِبَتْ لَه مِنْ شَعْرٍ وهِيَ عرَفات، وأنَّه لمَّا زَاغَتِ الشَّمسُ رَكِبَ رَاحِلتَه وأتَى بَطْنَ الوادِي فخَطبَ النَّاس، ثُم أذَّنَ ثُمَّ أقام فصلى الظُّهرَ، ثُمَّ أقام فصَلَّى العَصرَ ولَمْ يَتَطَوَّعْ بينهُما، ثُم ركبِ حتى أتَى المَوْقِف واستَقْبَلَ القِبْلَةَ وَوَقَفَ حتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، والدّليلُ على أنَّ السُّنَّة في المُهلّ بِالحجّ من مكة أن يهل يوم التَّروِية قبلَ صلاةِ الظُّهرِ ويَخرُجَ فَيُصَلّي الظُّهر بِمِنَى
3922 -
حدَّثنا أبو داود السِّجزي
(1)
، حدَّثنا النُّفَيلِي، وعُثْمَان ابن أبي شَيْبَة، وهِشام بن عمَّار، وسُليمان بن عبد الرحمن، قالوا: حدَّثنا حاتِم بن إسمَاعيل
(2)
، ح.
⦗ص: 86⦘
وحدَّثنا محمد بن حيَّويه، حدَّثنا إسحاق
(3)
، حدَّثنا حاتِم، ح.
وحدَّثنا أبو عُمر عبد الحميدِ بن محمد بن المُستَام، حدَّثنا أبو جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلِي، حدَّثنا حاتِم بن إسماعيل المَدنِي، حدَّثنا جَعْفَر ابن محمد، عن أبِيه قال: دخَلْنَا على جابِر بن عبد الله، فلمَّا انْتَهَيْنَا إليه سأَلَ عن القومَ حتَّى انتَهَى إليَّ، فقلتُ: أنَا محمد بن عليّ بن حُسين، فأهْوَى بِيَدِه إِلَى رَأْسِي، فقلتُ له: أخبرْني عن حَجَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرَ صدْرًا من الحديثِ قالَ فيه: فلمَّا كانَ يوم التَّروية ووجَّهوا إلى مِنَى أهَلُّوا بِالحجِّ، وركِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بِمَنىً الظُّهرَ والعصرَ، والمَغْرِبَ والعِشاءَ والصُّبحَ، ثُمَّ مكثَ قليلًا حتَّى إذا طلعَت الشَّمسُ أمرَ بِقُبَّةٍ لَه منْ شَعْرٍ، فَضُرِبَتْ له بِنَمِرَه
(4)
، فسَارَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تَشُكُّ قُريشٌ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عندَ المَشْعَرِ الحَرَامِ بِالمُزْدَلِفَةِ كمَا كانتْ قريشٌ تصنعُ في الجاهِلِيَّة، فأجازَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى أتى عرفةَ فوجدَ القُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ بِنَمِرَة فنَزَلَ بِهَا، حتَّى إذَا زاغَتِ الشَّمسُ أمرَ بِالقَصْوَاءِ
(5)
فَرُحِلَتْ له فَرَكِبَ، حتَّى أتَى بطْنَ الوادي
⦗ص: 87⦘
فخطبَ النَّاسَ فقال: "إنَّ دِمَاءَكُم وأموالَكُم عليكُم حرامٌ كَحُرْمَةِ يومِكُم هذا، في شَهْرِكُم هذا، في بلدِكم هذا، ألَا وإنَّ كُلَّ شيءٍ من أمرِ الجَاهِلِيَّةِ موضوعٌ تحتَ قدَمَيَّ هاتينِ، ودمَاءُ الجَاهِلِيَّةِ موضُوعَة، وأوَّلُ دمٍ أضعُ دَمَ ابنَ ربيعَة بن الحارِثِ كانَ مُسْتَرْضَعًا في بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، ورِبَا الجَاهِلِيةِ مَوْضُوعٌ، وأوَّلُ رِبًا أضَعُ رِبَا عبَّاسِ بن عبد المُطَّلِبِ فإنَّه مَوْضُوعٌ كُلُّه، اتَّقُوا الله في النِّسَاءِ، فإنكُم أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأمانةِ الله، واسْتَحْلَلْتُم فُروجَهُنَّ بِكَلِمَةِ الله تبارك وتعالى، وإنَّ لَكُم عَلَيْهِنَّ ألَّا يُوْطِئْنَ فُرُشَكُم أحدًا تَكْرَهُونَه، فإنْ فَعَلْنَ فَاضْرِبُوهُن غَيْرَ مُبَرِّحٍ، ولَهُن عليكُم نَفَقَتُهُن كسْوَتُهُن بِالمَعْرُوفِ، وإنِّي قَدْ تَرَكْتُ فيكُم مَا (لَنْ)
(6)
تَضِلُّوا بعدَهُ إن اعْتَصَمْتُم بِه كتابَ الله، وأنْتُم مسئُولُون
⦗ص: 88⦘
عَنِّي فَمَا أَنْتُم قَائِلُون؟ " قالوا: نَشْهَدُ أنَّك بَلَّغْتَ وأَدَّيْتَ ونَصَحْتَ، فقالَ بإصْبَعِه السَّبَّابة يَرْفَعُها إلَى السَّمَاء ويَنْكُبُها
(7)
إِلى النَّاس: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ" ثُمَّ أذَّنَ فأقَامَ فصلَّى الظهْرَ، ثُمَّ أقامَ فصلَّى العَصْرَ لَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُما شيئًا، ثُمَّ رَكِبَ القَصْوَاءَ حتَّى أتَى المَوْقِفَ فجَعَلَ بطْنَ نَاقَتِه القَصْوَاءِ إلى الصَّخَراتِ
(8)
، وجعلَ جَبَلَ المُشَاةِ بين يديه واستَقْبَلَ القِبْلَةِ، فلَمْ يَزَلْ واقِفًا حتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا حينَ غَابَ القُرْصُ، وأرْدَفَ أسامة خلْفَه، فَدَفَع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدْ شَنَقَ
(9)
القصواءَ الزِّمامُ، حتَّى إنَّ رأسَها
⦗ص: 89⦘
ليُصِيبُ مَوْرِكَ
(10)
رَحْلِه ويقُولُ بِيَدِهِ هَذِهِ: "السَّكِيْنَةُ أيُّهَا النَّاس"
(11)
.
(1)
سُليمان بن الأشعث السِّجستاني، والحديث في سُننه (ص 220، ح 1905) عن عبد الله بن محمد النُّفيلي، وعثمان بن أبي شيبة، وهشام بن عمَّار، وسليمان ابن عبد الرحمن الدمشقيان به، قال أبو داود:"وربما زاد بعضهم على بعض الكلمة والشيء".
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الأول والثالث.
(3)
ابن إبراهيم الحنظلي، المعروف بابن راهويه، وهو موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الثاني.
(4)
نَمِرة: موضِعُ المسجد المعروف في صعيد عرفات على حافة وادي عُرنَة.
انظر: معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص 205).
(5)
القَصْوَاء: -بالفتح والمدِّ- لقبُ ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المقطوعة الأُذُن أو مشقوقة =
⦗ص: 87⦘
= الأذن، وقال الدَّاودِي:"سُمِّيَتْ بذلِك من السَّبْقِ لأنهَّا كانتْ لا تَكَادُ تُسْبَقُ، كان عندها أقصَى الجَرْي".
انظر: غريب الحديث لابنِ سَلَّام (2/ 20)، مشَارِق الأنوار (2/ 189)، النهاية في غريب الحديث (4/ 75).
(6)
جاء في نسخة (م)"لم" بدل "لَن"، والأداة الأنسب للسياق ومعنى الكلام أداة "لن"، فإن أداة "لم" تحوِّل معنى المضارع إلى الماضى، وهو معنى غير مقصود في الحديث، أمَّا أداة "لن" فتفيد استمرار النفي في المستقبل، وهي التي جاءت في لفظ مسلم (2/ 890، ح 147).
انظر: مختصر مغني اللَّبيب للشيخ ابن عثيمين (ص 100، 102).
(7)
يَنْكُبُها: -بباء موحّدة- معناه يَرُدُّها ويُقَلِّبها إلَى النَّاس، مُشِيرا إليهم، ومنه: نكب كتابته: إذا قلبها، وفي لفظ مسلم:"يَنْكُتُها" -بالمثناة الفوقية- وهو بَعِيدُ المَعْنَى كما قال القاضي عياض.
انظر: إكمال المعلم (4/ 278)، شرح النووي على مسلم (8/ 413).
(8)
الصَّخَرات: هي صَخَراتٌ مُفْتَرَشَة في أسفلِ جبلِ عرفةَ الوَاقِع في الجِهَةِ الشَّرقِيَّة الشّمالِيَّة من عرفة، ويُسَمَّى اليومَ جبلُ الرَّحْمَة.
انظر: شرح النووي على مسلم (8/ 414)، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص 32).
(9)
شَنَقَ: ضمَّ وضَيَّق، يُقالُ: شَنَق زِمَامَ نَاقَتِه، أي ضَمَّه إليه كَفًّا لها عن الإسْراع والزِّمام للنَّاقة كالرَّسن للدَّوابٌ، وقال صاحب القاموس المحيط: "شَنَقَ البعيرَ يشْنُقه ويَشْنِقُه: كفَّه بزمامه حتَّى ألْزَقَ ذِفْرَاه بِقادِمَةِ الرَّحْلِ.
انظر: غريب الحديث للحربي (1/ 308)، شرح النووي على مسلم (8/ 415)، =
⦗ص: 89⦘
= تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 216)، القاموس المحيط (ص 828).
(10)
مَوْرِك: المَوْرِكُ والمَوْرِكَة المُرْفَقَة الَّتي تكونُ عندَ قادمةِ الرَّحْلِ يَضَعُ الرَّاكِبُ رِجْلَهُ عليها لِيَسْتَرِيحَ منْ وضعِ رِجْلِه في الرِّكَاب.
انظر: النهاية في غريب الحديث (5/ 175).
(11)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب حجَّة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 - 892، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن حاتم بن إسماعيل به مطوَّلًا، وفرَّقه أبو عوانة في مواضع عن حاتم بن إسماعيل، وتقدَّم مُفرَّقًا أيضا من طرقٍ عن جعفر بن محمد به.
من فوائد الاستخراج:
• زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن حاتم بن إسماعيل أربعة طرق، وهي:
• طريق أبو جعفر النفيلي، وطريق عثمان بن أبي شيبة، وطريق هشام ابن عمار، وطريق سليمان بن عبد الرحمن.
• تصريح حاتِم بن إسماعيل بالتَّحديث عن جعفر بن محمد.
3923 -
حدَّثنا أبو محمد سَعْدان بن يزيد البزَّار
[*]
، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق
(1)
، حدَّثنا سُفيان يعني الثوري، عن عبد العزيز ابن رفيع قال: سألتُ أنَس بن مالِك فقُلتُ: أخبرني بِشَيءٍ عَقَلْتَه عنْ ورسول الله صلى الله عليه وسلم أيْنَ صلَّى الظُّهْرَ يَومَ التَّرْوِيَةِ، قالَ:"بِمِنَى" قال: فقلْتُ:
⦗ص: 90⦘
وأينَ صلَّى العَصْرَ يومَ النَّفْرِ؟ قال: "بِالأبْطَح" ثُمَّ قال: افعلْ كما تَفْعَلُ أُمَرَاؤُكَ
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب طواف الإفاضة يوم النحر (2/ 950، ح 336) عن زهير بن حرب، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب أين يصلي الظهر يوم التروية؟ (ص 268، ح 1653) عن عبد الله بن محمَّد، وفي باب من صلّى العصر يوم النَّفْر بالأبطح (ص 284، ح 1763) عن محمد بن المثنى، ثلاثتهم عن إسحاق بن يوسف الأزرق به.
من فوائد الاستخراج:
• تقييد المهمل "سُفيان"، بأنَّه الثوري.
• تصريح إسحاق الأزرق بالتحديث، وعند مسلم بصيغة الإخبار.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (البزار)، وصوابه: البزاز، وهي على الصواب في نسخة دار الكتب المصرية (3/ ق 37/ ب)، وإتحاف المهرة (1311)، وقد ذكره محققو الكتاب على الصواب في مواضع عدة، لكنهم أخطأوا فيه وجعلوه (البزار) في المواضع التالية (2604 هامش، 3923، 3966، 5620 هامش، 5657، 8900 هامش).
3924 -
ز- حدَّثنا الأحْمَسِيُّ
(1)
، حدَّثنا المُحاربيُّ
(2)
، عن عبيد الله بن عُمر، عن نَافِع، "كان ابن عُمر إذا صلَّى الغَداةَ بِمِنَى جلَسَ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ" فقيل له: لِمَ تفعلُ هذا؟ قال: "أريدُ بِهِ السُّنَّة"
(3)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل الأحمسي.
(2)
هو: عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربيّ.
(3)
أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائِل الأعمال وثواب ذلك (ح 117) عن يحيى بن محمد ابن صَاعِد، عن الأحْمَسِيِّ به، وليس فيه لفظُ "بمنى"، ولم أقف على الحديث في مصادر أخرى.
وفي إسناد الحديث عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربيّ، تقدَّم الكلام عليه =
⦗ص: 91⦘
= فيما مضى، وتبيَّن أنه صدوق لا بأس به إلا أنه مدلِّس جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب التَّدليس، وقد عنعَن في هذا الإسناد، ولم أقف له على متابعِ، واختلف على الراوي عنه "الأحمسي" في لفظ الحديث، فلم يذكر عنه ابن صَاعِد لفظَ "بمنى"، وذكره أبو عوانة عنه، أما حديث جُلوس النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في مصلَّاه بعد الغداة فصحيحٌ ثابتٌ عنه صلى الله عليه وسلم من طرق أخرى.
3925 -
حدَّثنا ابن أبي رَجَاء
(1)
، حدَّثنا وكيع
(2)
، حدَّثنا شُعْبة، عن يحيى بن الحُصَين، عنْ جَدَّتِه
(3)
قالتْ: سمعتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "يرحَمُ الله المُحَلِّقِينَ، يَرْحَمُ الله المُحَلِّقِين" قيل: يا رسول الله في الثَّالِثَةِ، والمُقَصِّرِين، قَال:"والمُقَصِّرِيْن"
(4)
.
(1)
هو: أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثَّغْري المِصِّيْصِي.
(2)
ابن الجرَّاح، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أمُّ الحُصين الأحْمَسِيَّة.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير (2/ 946، 321) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع وأبي داود الطيالسي، وأخرجه النسائي في الكبرى (2/ 450) عن محمد بشَّار عن عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن شعبة، وأخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 70) عن وكيع، عن شعبة به، وكرَّره المصنِّف بالإسناد نفسه والمتن نفسه في باب لاحق برقم / 558.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح وكيع بالتَّحديث.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
3926 -
حدَّثنا يُونُس
(1)
، حدَّثنا أبو داوُد
(2)
، حدَّثنا شُعْبة، عن يحيى بن حُصَين، عن جدَّتِه "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعَا لِلْمُحَلِّقِين (ثَلاثًا)
(3)
ولِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً"
(4)
.
(1)
ابن عبد الأعلى بن مَيْسَرة الصَّدَفي، أبو موسى المصري.
(2)
هو: الطَّيالسي، موضع الالتقاء مع مسلم، والحديث في مسنده (ص 230)، وانظر ح / 3925.
(3)
ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "قُلنا" والتَّصويب من صحيح مسلم (2/ 2/ 946، ح 321)، ولا يصحُّ الكلام إلا بهذا التَّصويب، والحديث السَّابق يدلُّ عليه أيضًا، وسيكرره المصنِّف بالإسناد نفسِه والمتن نفسِه في باب لاحق في ح / 4069.
(4)
من فوائد الاستخراج:
• تصريح أبي داود الطيالسي بالتحديث.
• تساوي عدد رجال الإسنادين.
بابُ ذِكْرِ الخَبَرِ المُبِيحِ لِمَنْ يَدْفَعُ مِنْ مِنَى إلى عرفاتٍ قبْلَ طُلوعِ الشَّمْسِ يوم عرفةَ قبلَ طُلوعِ الفَجرِ مُلَبِّيًا إلى عرفاتٍ وإباحةِ التَّكْبِيرِ بدلَ التَّلْبِيَةِ
3927 -
حدَّثنا أبو الأَزْهَر
(1)
، حدَّثنا ابن نُمَير
(2)
، حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن أبِي سَلَمَة، عن عبد الله بن عبد الله ابن عُمر، عن أبيه قال:"غَدَوْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ مِنَى إلَى عَرَفَاتٍ مِنَّا المُلَبِّي ومِنَّا المُكبِّر"
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن الأزهر بن منيع العبْدي النَّيْسابوري، ت / 263 هـ.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفات في يوم عرفة (2/ 933، ح 272) عن أحمد بن حنبل، ومحمد بن المثنى، عن عبد الله ابن نُمير به.
3928 -
حدَّثنا الصَّاغاني، ومحمد بن عبد الملِك الدقيقي، وأبو غَسَّان مالِك بن يحيى الدَّمِيرِي
(1)
قالوا: حدَّثنا يزيد بن هارون
(2)
، أخبرنا
⦗ص: 94⦘
عبد العزيز بن أبِي سَلَمة، عن عُمر بن حُسين، عن عبد الله بن أبِي سَلمة، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال:"غَدَوْنا معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم منْ مِنَى إلى عرفاتٍ فَمِنَّا المُكبِّر ومِنَّا المُهِلّ" فأمَّا نحنُ فَنُكَبِّرُ قلتُ له: والله لَعَجَبٌ منْكُم كيفَ لِمَ تسالُوهُ كيفَ صنعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقال محمَّدُ بن عبد الملِك: كيفَ كانَ يصنعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وحديثُ الصغاني إِنَّما هُو إلى قولِه: "وَمنَّا المُهِلُّ" والبَقِيَّةُ لهُما جمَيعا، محمد بن عبد الملِك، ومالِك بن يحيى
(3)
.
(1)
هو: مالِك بن يحيى بن مالِك الهَمْداني الكوفي، ت / 274 هـ.
والدَّمِيري، -بفتحِ الدَّال المُهْمَلة وكسْرِ الميْمِ وسُكون الياء وآخره الراء-، نسبة إلى دَمِيرَة، قريةٌ بأسفلِ أرضِ مصر، سكنَها الرَّاوي.
الأنْسَاب (2/ 494).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفات في يوم عرفة (2/ 933، 273) عن محمد بن حاتم، وهرون بن عبد الله ويعقوب الدَّورَقي، عن يزيد بن هارون به.
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا علوّ نسبي "المساواة".
• تعيين من له اللفظ من الرواة.
• زيادة ثلاث طرق عن زيد بن هارون.
3929 -
حدَّثنا محمد بن حيَّويه، حدَّثنا يحيى بن يحيى
(1)
، ومُطَرِّف، والقعْنَبي، عن مالِك
(2)
، عن محمد بن أبي بكر الثَّقَفي، أنَّه سأل أنَس ابن مالِك وهما غادِيانِ من مِنَى إلى عرفة: كيف كُنْتُم تصنَعون في هذا
⦗ص: 95⦘
اليوم معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "كان يُهِلُّ المهِلُّ مِنَّا ولا نُنْكِرُ عليه، ويُكَبِّرُ المُكبِّرُ ولا نُنْكِرُ عليه"
(3)
.
(1)
ابن بُكير التميمي الحنظَلي النيسابوري، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
الحديث في موطئه (2/ 426، 810) برواية يحيى الليثي، والقعنبي عنه به.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفات يوم عرفة (2/ 933، ح 274) عن يحيى بن يحيى، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب التلبية والتكبير إذا غدا من منى إلى عرفة (ص 269، ح 1659) عن عبد الله بن يوسف، كلاهما عن مالك به.
من فوائد الاستخراج: زيادة طريقين عن مالك.
3930 -
حدثنا الربيع بن سُليمان، وعيسى بن أحمد البَلْخِي، قالا: حدَّثنا ابن وهب، قال: أخبرِني أُسَامة بن زيد أنَّ محمد بن أبي بكر الثَّقَفِي
(1)
حدَّثهم، أنَّه سألَ أنس بن مالِك وهُما غادِيانِ منْ مِنَى إلى عرفَة: كيفَ كُنْتُم تَصْنَعُونَ معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هَذا اليوم؟ قال: "كانَ يُهِلُّ المُهِلُّ مِنَّا ولا نُنْكِرُ علَيهِ، ويُكَبِّرُ المُكبِّرُ فَلَا نُنْكِرُ عَلَيْهِ".
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3929.
3931 -
حدَّثنا بِشْر بن مَطَر أبو أحمد الدَّقَّاق الواسِطِيُّ بِالعَسْكَرِ
(1)
⦗ص: 96⦘
حدَّثنا سُفيان بن عُيينة، عن موسى بن عقبة
(2)
، عن رجُلٍ يقال له: محمد ابن أبِي بكر قال: غَدَوْنَا معَ أنسٍ فقالَ: "غَدَوْنَا معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليومَ فَمِنَّا مَنْ يُهِلّ وَمِنَّا مَنْ يُكَبِّرُ، فَلَمْ يَعِبْ هَؤُلَاءِعلى هَؤُلَاءِ، ولا هَؤُلَاءِ على هَؤُلَاء"
(3)
.
(1)
ابن ثَابت الواسِطِيّ، ت /259 هـ.
وعَسكر مُكْرَم: -بضم الميم- مدينة معروفة من نواحي خوزستان بقرب الأهواز بينهما مرحلة، بناها "مكرم بن معزاء الحارث" قائد المسلمين زَمن الحجَّاج، ولم تبق منها اليوم إلا خرائبها المعروفة باسم (بند قير) في دولة إيران.
معجم البلدان (4/ 123)، الروض المعطار (ص 420)، أحسن التقاسيم (ص 404)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 271).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب التلبية والتكبير في الذهاب من منى في يوم عرفة (934/ 2، ح 275) عن سُريج بن يونس، عن عبد الله بن رجاء، وأخرجه ابن ماجه في سننه (ص 509، ح 3008) عن محمد بن أبي عمر العدني، عن سفيان ابن عيينة، كلاهما عن موسى بن عقبة به.
من فوائد الاستخراج: راويه عن موسى بن عقبة هو سفيان بن عيينة، وهو أوثق من عبد الله بن رجاء المكي، لأنَّ الأخير تُكلِّم في حفظه. التقريب (ت 3668).
بابُ ذِكْرِ الخَبَرِ المُوجِبِ لنُزُولِ عرَفَاتٍ والوُقوفِ بِها لِلصَّلاةِ والإِفاضَة منها إلَى المَوْقِفِ، والنَّهْي عَنِ الإفاضَة من مِنَى ومِنْ جمَعٍ إلى المَوْقِفِ
3932 -
حدَّثنا يونس بن حبيب، وحمَّاد بن الحَسَن، قالا: حدَّثنا أبو داوُد
(1)
، حدَّثنا سُفيان الثوري، عن هِشام بن عروة
(2)
، عن أبِيه، عن عائشةَ قالت: كانتْ قريشٌ تقُولُ: نحن قُطَّان
(3)
البيتِ لا نُفِيضُ إلَّا مِنْ مِنَى، وكانَ النَّاسُ يُفِيْضونَ منْ عَرَفَاتٍ، فأنزلَ الله تبارك وتعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}
(4)
(5)
.
⦗ص: 98⦘
روى محمد بن يحيى، عن عبد الرَّزَّاق، عن الثوري:"قُطَّانُ البَيْتِ لَا نُجاوِزُ الحَرَم"
(6)
.
(1)
سليمان بن داود الطيالسي، والحديث في مسنده (ص 207).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
قُطَّان الحرم: أي مقيمون عنده، وقُطَّان جمعُ قاطن، يقال: قطَنَ قُطونا: إذا أقام.
انظر: تاج العروس (36/ 5).
(4)
سورة البقرة، الآية رقم:199.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب في الوقوف وقوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} (2/ 893، ح 151، 152) عن يحيى بن يحيى، عن أبي معاوية، وعن أبي كريب، عن أبي أسامة، كلاهما (فرَّقهما) عن هشام بن عروة به، وأخرجه ابن حبَّان في صحيحه (9/ 169) عن أبي عروبة، عن زيد بن أخزم، عن أبي داود الطيالسي به.
من فوائد الاستخراج: راويه عن هشام بن عروة، هو سفيان الثوري، وهو =
⦗ص: 98⦘
= أوثق وأحفظ ممَّن روى عنه مسلم.
(6)
أخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب المناسك -باب الدفع من عرفة (ص 511، 3018) عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق به.
3933 -
حدَّثنا محمد بن إسماعيل الصَّائِغ، حدَّثنا سُريج ابن النُّعمان
(1)
، ح.
وحدَّثنا أبو داود السِّجزي
(2)
، حدَّثنا هنَّاد، قال: حدَّثنا أبو معاوية
(3)
، عن هِشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كانتْ قُريشٌ ومن دانَ دينَها يقِفُون بِالمُزْدَلِفَة وكانُوا يُسَمَّونَ الحُمْسَ
(4)
، وكان سائِرُ العَربِ يقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ، فَلمَّا جاءَ الإِسْلَامُ أمرَ الله نَبِيَّه أنْ يأتيَ
⦗ص: 99⦘
عرفاتٍ فيقِفَ بِها ثُمَّ يُفِيضَ منْها، فذلِك قولُه:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}
(5)
.
(1)
ابن مروان الجوهري اللؤلؤي، أبو الحسن ويقال أبو الحسين البغدادي.
(2)
سُليمان بن الأشعث السجستانِي، والحديثُ في سُنَنِه في كتاب المناسك -باب الوقوف بعرفة (ص 221، ح 1910) عن هَنَّاد به.
(3)
محمد بن خازم الضَّرير، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3932.
(4)
الحُمْس: جمعُ الأحْمَس، وهُم قريشٌ ومن ولدتْ قُريشٌ، وكنانة وجُديلة قيس، سُمُّوا حُمْسًا لأنَّهم تَحَمَّسُوا في دينِهم، أي تَشَدَّدُوا، والحمَاسَة الشَجَاعَة، وكانوا يقِفُون بِمُزدَلِفَةَ ولا يَقِفون بعرفةَ ويقولون: نحنُ أهْلُ الله فَلَا نَخْرُجُ مِنَ الحَرمَ وكانُوا لا يَدْخُلُونَ البُيُوتَ منْ أبوابِهَا وهُم مُحرِمون.
انظر: النهاية في غريب الحديث (1/ 440).
(5)
سورة البقرة الآية: 199.
وانظر تخريجه ح / 3932.
من فوائد الاستخراج: زيادة طريقين عن أبي معاوية الضرير.
3934 -
حدَّثنا أبو داود الحراني، حدَّثنا عبيد الله بن موسى، أخْبرنا هِشام بن عروة
(1)
، عن أبيه، عن عائشةَ قالت: كانتْ قُريشٌ ومن دانَ دينَها والحُمْسُ يقِفُون بالمُزْدَلِفَة ويقف النَّاس بِعرفةَ فأنزل الله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}
(2)
يقول: تقدَّمُوا إلَى عرفةَ فأفِيْضُوا منها جَمِيعًا
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3932، وانظر ح / 3933.
(2)
سورة البقرة الآية: 199.
(3)
من فوائد الاستخراج:
• تساوي الإسنادين، وهذا "مساواة".
• زاد أبو عوانة طريقين على مسلم من طرق الحديث عن هِشَام بن عروة، طريق سفيان الثوري (ح / 3932)، وطريق عبيد الله بن موسى.
3935 -
حدَّثنا يُوسف
(1)
، حدَّثنا مُسَدَّد، حدَّثنا حفصُ بن
⦗ص: 100⦘
غِياثٍ
(2)
، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابرٍ، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "وقَفْتُ هَاهُنا بِعرفَةَ، وعَرَفَةُ كُلُّها موقِفٌ، ووقَفْتُ هاهُنا بِجَمْعٍ
(3)
، وجَمْعٌ كلُّها موقِفٌ"
(4)
.
رواه مُسلم بن الحجاج، عن عُمر بن حَفْصٍ، عن أبِيه، عن جَعفرٍ بِهذا الإسناد، وكانتِ العَرَبُ يَدْفَعُ بِهِمْ أبو سَيَّارة
(5)
علَى حِمَارٍ عُرْيٍ، "فلمَّا أجازَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن المُزْدَلِفَة بِالمَشْعَرِ الحَرَامِ لَمْ تَشُكَّ قُرَيْشٌ أنَّه سَيَقْتَصِرُ عليْهِ ويكونَ مَنْزِلَه ثَمَّ، فأجازَ ولَمْ يَعْرِضْ لَه حتَّى أتَى عرفاتٍ فَنَزَل"
(6)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ابن يعقوب القاضي.
(3)
جَمْع: -بفتح الجيم- المزدلفة.
انظر: مشارِق الأنوار (1/ 153).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب حجَّة النبيِ صلى الله عليه وسلم (2/ 892، ح 148، 149) عن عُمر بن حَفْص بن غِيَاث، عن أبيه به.
(5)
-بسين مهملة ثُمَ ياء مثَنَّاة تحت مشدَّدة- اسمه عُمَيْلَةُ بن الأَعْزَل.
انظر: الديباج على مسلم (3/ 326).
(6)
انظر التخريج السابق.
3936 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا سُريج بن النُّعمان، حدَّثنا سفيان بن عيينة
(1)
، عن عمرو، سَمِع محمد بن جُبَير بن مُطْعِم يُحَدِّثُ، عن
⦗ص: 101⦘
أبيه جُبَيْر بن مُطْعِم قال: أضْلَلْتُ بَعِيرًا لِي فذهبْتُ أطْلُبُه يومَ عرفةَ، "فرأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم واقِفًا مَعَ النَّاسِ بِعَرَفَة" فقلتُ: واللهِ إنَّ هذَا لَمِنَ الحُمْسِ فَمَا شَأنُه هَاهُنَا، وكانَتْ قُرَيْشٌ تُعَدُّ مِنَ الحُمْسِ
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب في الوقوف وقوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} (2/ 893، ح 153) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب الوقوف بعرفة (ص 270، ح 1664) عن علي بن عبد الله، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به.
3937 -
حدَّثنا محمد بن حيَّويه، حدَّثنا الحميدي
(1)
، عن سُفيان
(2)
، بهذا الإِسْناد، قال سُفيان:"والحُمْسُ الشَّدِيدُ على دِينِه"
(3)
.
(1)
الحديث في مسنده (1/ 255) عن سفيان بن عيينة به.
(2)
ابن عيينة، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3936.
(3)
من فوائد الاستخراج: راويه عن ابن عيينة هو الحميدي، وهو من ثِقات أصحاب ابن عيينة، قال أبو حاتم:"أثبت الناس في ابن عيينة الحميدي، هو رئيس أصحاب ابن عيينة، وهو ثقة إمام". انظر: الجرح والتعديل (5/ 57).
بابُ بيانِ ثَوَابِ منْ يَقِفُ بِعَرَفَةَ والمَوْقِفِ، وأنَّ عرفةَ كُلُّها مَوْقِفٌ
3938 -
حدَّثنا إبراهيم بن مُنْقِذْ بن عبد الله الخَوْلانِي أبو إسحاق بِمِصْر وكانَ نَبِيْلًا فاضِلًا
(1)
، حدَّثنا عبد الله بن وهب الُقُرشي
(2)
، حدَّثنا مَخْرَمَةُ بن بكير، عن أبيه قال: سمعت يُونُس بن يوسف يقول: عن سَعِيد بن المُسَيِّبِ يقول: قالت عائشة: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ يَوْمٍ أكْثَرَ أنْ يُعْتِقَ الله فيهِ عبْدًا منَ النَّارِ منْ يومَ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ المَلائِكَة"
(3)
.
(1)
هو: إبراهيم بن مُنْقِذ بن إبراهيم بين يحيى بن عيسى العُصْفُري، الخولاني -مولاهم- أبو إسحاق المصري، ت / 269 هـ.
والخَوْلانِي: -بفتح الخاءِ المُعْجَمة وسُكُونِ الواوِ وفي آخرها النُّون- نسبة إلى خَوْلَانَ قبيلةٌ نزلَ أكثرها بالشام. الأنساب للسَّمعانِي (2/ 419).
وثَّقه ابن يونس، والذهبي، وابن العماد.
انظر: سير أعلام النبلاء (12/ 503)، المقتنى في سرد الكنى (1/ 71)، فتح الباب (ص 41)، شذرات الذهب (2/ 155).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة (2/ 982، ح 436) عن هرون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى، كلاهما عن ابن وهب به.
من فوائد الاستخراج: عرَّف أبو عوانة باسم الراوي: إبراهيم بن منقذ كنيته، ومكان تحديثه، وعَدَّله وأثنى عليه.
3939 -
حدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا محمد بن بكر، عن ابن جُريج، حدَّثنا جعفر بن محمد
(1)
، عن أبيه، عن جابر قال: فَسِرْنَا معَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حتَّى قَدِمْنَا عَرَفَةَ فقالَ: عَرَفَةُ كُلُّهاَ مَوْقِفٌ" فَسِرْنَا حَتَّى قَدِمْنَا المُزْدَلِفَة فقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّهَا مَوْقِفٌ
(2)
".
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب ما جاء أن عرفة كلُّها موقف (2/ 893، 149) عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن جعفر بن محمد به، وتقدم عند المصنِّف برقم / 3935 عن مسدد عن حفص بن غياث به.
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا علوٌّ نسبي.
• راويه عند المصنِّف عن جعفر بن محمد هو ابن جريج، وهو ثقة إمام يجمع حديثه.
بابُ بَيَانِ دفْعِ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنَ المَوْقِفِ، ومَوْضِعِ مُنَاخِه
(1)
قَبْلَ أنْ يَأتِيَ المُزْدلِفَةَ بَعْدَ المَغْرِبَ، وَوُضُوئِهِ ونُزُولِه بِالمُزْدَلِفَةِ ودَفْعِهِ مِنْهُ قَبْلَ أنْ يُصَلِّي المَغْرِبَ، وَأَقَامَ صَلَاةَ المَغْرِبَ قَبْلَ أنْ يَفْتَحَ النَّاسُ رِحَالَهم فَصَلَّاهَا، ثُم أَنَاخَ النَّاس في مَنَازِلِهِم ولَمْ يَحطوا رِحَالَهم حتى قام لِلْعِشاء ثُم حَطَّ النَّاسُ رِحَالَهُم
(1)
مُنَاخ: -بِالضَّم- اسم مكان: مَبرك الإِبل، ومَحَلُّ الإقامة، والنَّوْخَةُ: الإقامَة، والمقصُود هُنا المعنى الثاني.
انظر: النهاية في غريب الحديث (1/ 160)، تاج العروس (7/ 362)، المعجم الوَسِيْط (ص 961).
3940 -
حدَّثنا محمد بن إسماعيل الصَّائِغ، حدَّثنا يحيى بن أبي بُكير، حدَّثنا زُهَير
(1)
، قال: حدثني إبراهيم بن عُقْبَة، أخو موسى بن عقبة، ح.
وحدَّثنا الصغاني، حدَّثنا أحمد بن يونس، حدَّثنا زُهَير، حدَّثنا إبراهيم ابن عُقبة، قال: حدثني كُرَيْبٌ، أنَّه سَأَلَ أُسَامة بن زيد قالَ: أخْبِرْني كيفَ فَعَلْتُم أو كيفَ صَنَعْتُم -قالَ زُهَيْرٌ: لَيْسَ الشَّكُ مِنِّي- عَشِيَّةَ رَدِفْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: جِئْنَا الشِّعْبَ
(2)
الذي يُنِيْخُ فِيْهِ النَّاسُ لِلْمَغْرِبِ،
⦗ص: 105⦘
فَأَنَاخَ رسول الله صلى الله عليه وسلم-نَاقَتَه ثُمَّ بَالَ -ومَا قَال: أهْرَاقَ الماءَ- ثُمَّ دَعَا بِالوَضُوءِ فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا ليسَ بِالبالِغِ جِدًّا، قالَ: قلتُ: يا رسول الله، الصَّلاةَ، فقال:"الصَّلَاةُ أَمَامَك" قالَ: فَرَكِبَ حَتَّى قَدِمْنَا المُزْدلِفَةَ قالَ: فَأَقَامَ المَغْرِبَ فَأَنَاخَ، ثُمَّ أَنَاخَ النَّاسُ في مَنَازِلِهِم ولَمْ يَحِلُّوا، حَتَّى أَقَامَ العِشَاءَ الآخِرَةَ فَصَلَّى، ثُمَّ حَلَّ النَّاسُ، قالَ: فَقُلْتُ: كَيْفَ فَعَلْتُمْ حِيْنَ أَصْبَحْتُم؟ قال: رَدِفَهُ الفَصْلُ ابنُ عبًاسٍ قال: فانْطَلَقْتُ أنَا في سُبَّاقِ
(3)
قُرَيْشٍ عَلَى رِجْلِيَّ
(4)
.
(1)
ابن معاوية أبو خيثمة، وهو موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين.
(2)
الشِّعب: -بِكَسْرِ الشِّين- الطريق بين الجبلين، أو ما انفرج بين الجبلين. =
⦗ص: 105⦘
= انظر: مشَارِق الأَنوار (2/ 25، 254).
(3)
سُبَّاقِ قريشٍ: جمعُ سابق، أيْ فِيْمَنْ سَبَقَ مِنْهُم إِلَى مِنَى.
انظر: مشَارق الأنوار (2/ 206)، حاشِيَةُ السِّندي (5/ 261).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة، واستحباب صلاتيَ المغرب والعِشاء جميعًا بِالمُزْدلِفَة في هذه الليلة (2/ 935، ح 279) عن إسحاق بن إبراهيم، عن يحيى بن آدم، عن زُهير به، وأخرجه أبو داود في سُننه في كتاب المناسك -باب الدفعة من عرفة (ص 222، ح 1921) عن أحمد بن يونس عن زهير به.
من فوائد الاستخراج:
• تسَاوي عدد رجال الإسنادين، وهذا علوٌّ نسبي:"المساواة".
• زيادة قول زهير بن معاوية أبي خيثمة: "ليس الشكُّ منِّي" معَ تحديد موضِع الشكِّ.
• زيادة طريقين عن زُهير.
3941 -
حدَّثنا عُبَيدُ بن شَرِيْكٍ
(1)
، حدَّثنا ابن أبي مريم، ح.
وحدَّثنا أبو داوُد الحَرَّانِي، حدَّثنا محمد بن خالد ابن عَثْمَة، قالا: حدَّثنا محمَّد بن جَعْفَر
(2)
، ح.
وحدَّثَني أبِي
(3)
، حدَّثنا عَلِي
(4)
، حدَّثنا إسماعيل بن جعفر
(5)
، قالا: حدَّثنا محمد ابن أبِي حَرْمَلَة، عن كُرَيْبٍ مولَى ابنِ عبَّاس، عن أُسَامة بن زيد أنَّه قالَ: رَدِفْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَاتٍ، فلَمَّا بَلَغَ الشِّعب الأَيْسَرَ الذِي دُوْنَ المُزْدَلِفَةِ أَنَاخَ فَبَالَ، ثُمَّ جَاءَ فَصبَبْتُ عليهِ ماءً فَتَوَضُّأَ
⦗ص: 107⦘
وُضُوءًا خَفِيفًا، ثُمَّ قلت: الصَّلاةَ يا رسول الله فقالَ: "الصَّلاةُ أمَامَك" فَركِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى أتَى المُزْدَلِفَةَ، فنَزَلَ فصلَّى ورَدِفَ الفَضْلُ بن عبَّاس رسول الله صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ جَمْعٍ، قال كُرَيْبٌ: فأخبَرَني عبد الله بن عبَّاسٍ أنَّ الفَضْلَ أَخْبَرَهُ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حتَّى رَمَى الجَمْرَةَ، وهَذَا لَفْظُ حديثِ ابن أبي مريم وعَلِيِّ بن حُجْرٍ، وحَديثُ ابن عَثْمَةَ ليسَ بِطُولِه
(6)
.
(1)
هو: عُبيد بن عبد الواحد بن شَريك البزَّار، أبو محمد البغدادي، ت / 285 هـ.
وثقه أبو مزاحم الخاقاني وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الدارقطني: "صدوق"، وقال ابن المنادي:"أكثر الناس عنه ثُمَّ أصابه أذًى فغيَّره في آخِر أيامه، وكان على ذلك صدوقًا".
وقال الحافظ ابن حجر: "كان ثِقَةً صَدُوقًا".
انظر: سؤالات الحاكم للدارقطني (ص 131)، الثقات (8/ 434)، تاريخ بغداد (11/ 99)، المقتنى في سرد الكنى (2/ 55)، تكملة الإكمال (1/ 394)، لسان الميزان (4/ 120).
(2)
هو محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، الزّرقي مولاهم، المدني.
(3)
إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الإسفراييني.
(4)
هو: علي بن حُجْر بن إِياس السَّعدي، وهو موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الأخير.
(5)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الأول والثاني.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب إدامة الحاجِّ التلبية حتى يشرَع في رمى جمرة العقَبة يوم النَّحر (2/ 931، ح 266) عن يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حُجر، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب النُّزُول بين عرفةَ وجمَعٍ (ص 270، ح 1669) عن قتيبة بن سعيد، جميعا عن إسماعيل بن جعفر به، وليس عند مسلم قوله: "قال كريب: فأخبرني عبد الله
…
الخ"، ولكن جاء ذلك في لفظ البخاري.
من فوائد الاستخراج:
• اشتِمَال لفْظِ أبي عوانة على زيادةٍ صحيحة لم ترد عند مسلم.
• تعيين من له اللَّفظ من الرواة.
بابُ الدَّلِيلِ علَى أنه لا يُصلِّي المَغْرِبَ قَبْلَ الوصولَ إلَى جَمْعٍ، وأنَّ المزْدَلِفَةَ هِيَ المُصلى، وأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تَوضَّأ بِالشعبِ لِبَوْلِه ولَمْ يُسْبغْ، ثُمَّ أعادَه بِجَمْعٍ وأسْبَغَه، وأنه هُو أقامَ الصلاةَ وصلَّى ا
لمغْرِبَ
3942 -
حدَّثنا أبو العبَّاس الغَزِّي، حدَّثنا الفِريابِي، حدَّثنا سُفيان
(1)
، ح.
وحدَّثنا الصغاني، حدَّثنا عُثْمَان بن عُمر، ح.
وحدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا عبيد الله بن موسى، قالا: حدَّثنا سُفيان، عن إبراهيم بن عُقْبَة
(2)
، عن كُريب، عن أُسَامة بن زيد قال: كُنَّا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلمَّا انْتَهَيْنا إلى الشِّعْبِ الذي يدخُله الأُمرَاءُ دخَلَه فدعا بِماءٍ فتَوَضَّأ، (فقلتُ:)
(3)
الصلاةَ فقال: "الصَّلاةُ أمامَك" فلمَّا أتَى المُزْدَلِفَةَ قامَ فَصَلَّى المَغْرِبَ، فلَمْ يَحِلَّ آخِرُ النَّاسِ حتَّى أقامَ فصَلَّى العِشَاءَ وهذا لفظُ عُثمان بن عُمرَ، وعبيد الله بن موسى، ولفظُ الفِريابِي قال: نزلَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الشِّعْبَ الذي يَنْزِلُ فيه الأُمَرَاءُ فقلتُ له: الصَّلاة،
⦗ص: 109⦘
فقال: "الصَّلاةُ أمامَك" فتَوَضَّأَ وُضُوءًا بين وُضُوئَيْنِ، ثُمَّ أقامَ فصلَّى المغرِبَ بِجَمْعٍ، ثُمَّ أقامَ، فَمَا حَلَّ آخرُ النَّاسِ حتَّى صلَّى العِشاء
(4)
.
(1)
ابن عيينة.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "قامت"، والتصويب من أحاديث الباب ومتن حديث مسلم، والسِّياق يدلُّ على التصحيف أيضا.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة، واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جميعا بالمُزْدَلفة في هذه اللَّيلة (2/ 935، ح 280) عن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع، عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عقبة، عن كُريب به، وفي الباب نفسه (2/ 935، ح 278) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب، كلاهما عن عبد الله بن المبارك.
وأخرجه النسائي في المجتبى في كتاب مناسك الحج -باب النُّزول من عرفة (ص 467، ح 3025) عن محمود بن غيلان، عن وكيع، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب المناسك -باب ذكر الدعاء والذكر والتهليل في السير من عرفة إلى مزدلفة (4/ 266) عن عبد الجبَّار بن العلاء، كلاهما عن سفيان بن عيينة، كلاهما عن إبراهيم بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس به، وتقدم عند المصنِّف برقم: 3940، بلفظ أتمّ من طرُقٍ عن إبراهيم بن عقبة، فارجع إلى تخريجه في موضعه.
من فوائد الاستخراج:
• تعيين من له اللَّفظ من الرُّواة.
• زيادة قوله: "كُنَّا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم"، وهي تدلُّ على أنَّ الصحابي راوي شهِد ما رواه.
3943 -
حدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا يزيد بن هارون، حدَّثنا يحيى بن سعيد
(1)
، عن موسى بن عقبة، عن كُريبٍ مَولَى ابن عبَّاسٍ، أنَّه سمَعَ
⦗ص: 110⦘
أُسَامة بن زيد وهُو يذكرُ، أنَّه دفعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عرفةَ حتَّى عَدَلَ إلى الشِّعْبِ فقضَى حَاجتَه، فجعلَ أسامةُ يَصُبُّ عليهِ الماءَ وهُوَ يتوضَّأُ، فقلتُ: يا رسول الله أَتُصَلّي؟ فقال: "المُصَلَّى أمَامَك"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة، واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جميعا بالمزدلفة في هذه اللَّيلة (2/ 934، ح 277) عن محمد بن رُمح، عن الليث بن سعد، وأخرجه البخاري في كتاب الطهارة -باب الرجُل يُوضِّيء صاحبه (ص 36، ح 181) عن محمد بن سلام عن يزيد بن هارون، كلاهما عن يحيى بن سعيد به.
من فوائد الاستخراج:
• في لفظ المصنِّف تحديد زمن الدَّفع من عرفة: "عَشِيَّةَ عَرَفَةَ".
• تصريح الراوي عن يحيى بن سعيد بالتحديث.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا علوٌّ نسبيٌّ.
3944 -
حدَّثنا ابن أبي مسرة، حدَّثنا المُقْرِئُ
(1)
، ح.
وحدَّثنا أبو عبد الملِك القرَشِي الدِّمَشْقِي
(2)
، حَدَّثنا عِيْسَى ابن
⦗ص: 111⦘
زُغْبَة
(3)
، قالا: حدَّثنا اللَّيثُ
(4)
، قال: حدثني يحيى بن سعيد، عن موسى ابن عقبة، عن كُريبٍ مولى ابن عبَّاس، عن أُسامةَ بن زيدٍ قال: بالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الدَّفْعَةِ من عَرفاتٍ إلى بعض الشِّعابِ لِحَاجَتِه، فَصَبَبْتُ عليهِ مِن الماءِ ثُمَّ توضَّأ، فقلتُ: أتُصَلِّي؟ قال: "المُصَلَّى أمَامَك".
(1)
هو: عبد الله بن يزيد بن عبد الرحمن المكِّي، أبو عبد الرحمن المقرئ.
(2)
هو: أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله القرشي أبو عبد الملك الدمشقي، ت/ 289 هـ.
قال النسائي: "لا بأس به"، ووثَّقه ابن عسكر.
وقال الذهبي والحافظ: "صدوق".
انظر: المعجم المُشْتَمِل (ص 38)، تكملة الإكمال (1/ 405)، الكاشف (1/ 189)، =
⦗ص: 111⦘
= توضيح المشتبه (1/ 503)، تهذيب التهذيب (1/ 11)، تقريب التهذيب (ت 4).
(3)
هو: عيسى بن حمَّاد بن مُسلم التُّجِيبي، أبو موسى المصري.
وزُغْبة -بِضَمِّ الزُّاي وسُكون الغين المعجمة وفتحِ الموحَّدة- لقبٌ لأبيه حمَّاد كما يظهرُ من الإسناد، وجعل ابن الجوزي "زُغْبَة" لقبًا لعيسى، ولأخِيه أحمد، وجعله الذَّهبي لقبًا لأبِيهِما ولهما، لكن قال الحافظ ابن حجر في نزهة الألباب:"زُغْبَةُ هو لقب حمَّاد والد عيسى وأحمد وزعم ابن الجوزي أنَّ عيسى أيضًا يُعرف بِزُغْبَة"، وقال في تهذيب التهذيب (12/ 347):"زُغْبَة: هو عيسى بن حمَّاد وأخوه أحمد، وقيل: إنَّ زُغبة لقبٌ أبيهما" فالله أعلم.
انظر: كشف النِّقاب لابن الجَوزِي (1/ 242)، سير أعلام النبلاء للذهبي (13/ 533)، نزهة الألباب لابن حجر (1/ 342)، توضِيح المُشْتَبِه (4/ 208)، تهذيب التهذيب (12/ 347).
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3943.
3945 -
حدَّثنا ابن أبي مسرة، حدَّثنا عبَّاسُ النَّرسِي
(1)
، حدَّثنا
⦗ص: 112⦘
حمَّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد
(2)
، عن موسى بن عقبة، بِمثلِه
(3)
.
(1)
هو عبَّاس بن الوَليد بن نَصْر النَّرْسي -بفتح النُّون، وسكون الراء، وكسر المهملة- أبو الفضل البصري، ونَرْس لقبٌ لجدِّه نصر، لقَّبته النَّبطُ بذلك، لأنَّ ألسنتَهم لم تكُنْ تَنْطِق به.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3943، 3944.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الحج -باب النُّزول بين عرفةَ وجمْعٍ (ص 270، ح 1667) عن مُسدّد عن حمَّاد بن زيد به.
من فوائد الاستخراج: زيادة طريقين عن يحيى بن سعيد الأنصاري (ح/ 3945، 3943).
3946 -
حدَّثنا عليّ بن سَهْلٍ
(1)
، حدَّثنا عفَّان
(2)
، حدَّثنا وُهَيِب، عن مُوسى
(3)
، وإبراهيمَ بن عُقبَة
(4)
، عن كُريب، عن أُسامَةَ بن زيدٍ قال: كنتُ رَدِيفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن عرفاتٍ حتَّى أتى جَمْعًا، فلمَّا أتى الشِّعْبَ الذي يُصَلِّي فيه الخُلفاءُ المَغْرِبَ نزلَ فبالَ ولَمْ يقُل: أهْراقَ الماءَ، ثمَّ توضَّأَ وُضُوءًا خَفِيْفًا لَيس بِالبَالِغِ قلتُ يا رسول الله: الصَّلاةَ، قال:"الصَّلاةُ أمَامَك" ثمَّ ركب وَركَبْتُ مَعَهُ، حَتَّى أتَيْنَا جَمْعًا فَنَزَلَ فَأَقَامَ المَغْرِبَ، ولَمْ يَحُلُّوا حتَّى غيرَ بَعِيدٍ، فأقامَ العِشَاءَ فَصَلَّى ركعَتْيِن وفي حديثِ مُوسَى: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ رَوَاحِلُهُم فَأقَامَ العِشاء
(5)
.
(1)
الرَّملي. [*]
(2)
ابن مسلم بن عبد الله الباهلي، أبو عثمان الصفار البصري.
(3)
ابن عُقبة، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3943، 3944، 3945.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح /3940، 3942.
(5)
هكذا في نسخة (م)، ويحتمِلُ أن يكون اللَّفظ:"ثم لم يكُن رواحُهم" والرَّواح: النزول من السّير آخر النهار للرَّوحِ، وإن كان الرَّواح أكثر ما يستعمل في السَّير كما =
⦗ص: 113⦘
= في عامَّة كُتُب اللُّغة.
انظر: الكليات، معجمٌ في المصطلحات والفروق اللُّغوية (ص 481).
_________
[*] قال أحمد بسيوني: لعل صوابه على القول بالتفريق بين البزاز والرملي أنه هنا علي بن سهل بن المغيرة البزاز العفاني؛ فهو الذي يروي عن عفان بن مسلم، وظاهر صنيع أبي عوانة أنه لا يفرق بين البزاز والرملي، ولعل الأصوب أنهما واحد، وانظر حاشيتنا تحت الحديث رقم (870).
بابُ ذكْرِ صفَةِ سيْر النبيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ حِيْنِ دفعَ من عرفةَ حتى أتَى المُزْدَلِفَةَ والاختِلافِ في سيْرِه، وأنه أنَاخ بِالشعْبِ قبلَ أن يأتِيَ جَمْعًا
3947 -
حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدَّثنا سفيان بن عيينة، ح.
وحدَّثنا محمد بن عبد الحَكَم، حدَّثنا أنس بن عياض، عن هِشام بن عروة
(1)
، عن أبيه قال: سُئِل أسَامَة بن زيد وأنَا جَالِسٌ: كيف كان يسيرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّة الوداع حينَ دفَعَ منْ عَرَفَةَ؟ قال: "كانَ يَسِيْرُ العَنَقَ
(2)
، فإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً
(3)
نصَّ
(4)
" قال هِشَام: والنَّصُّ
⦗ص: 114⦘
فوقَ العَنَقِ
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
العَنَق: -بفتح النُّون- سيرٌ سهلٌ سريعٌ ليسَ بالشَّدِيد.
انظر: مشارِق الأنوار (2/ 92).
(3)
الفَجْوَةُ: الموضِعُ المُتَّسَعُ بينَ الشَّيْئَيْنِ.
انظر: النهاية في غريب الحديث (3/ 414).
(4)
النصُّ: التَّحريك حتَّى يُستخرَجَ من الدَّابَّةِ أقصَى سيْرِها.
انظر: غريب الحديث لابن سلَّام (3/ 178)، النهاية في غريب الحديث (5/ 63)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 382).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب الإفاضَة من عرفاتٍ إلى المزدلفة، واستحباب صلاتَي المغرب والعشاء جميعًا بالمزدلِفة في هذه اللَّيلة (2/ 936، 283) عن أبي الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد، جميعًا عن حمَّاد بن زيد، وفي البابِ نفسه (2/ 936 - 937، ح 284) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبدةَ بن سُليمان، وعبد الله ابن نُمير، وحُميد بن عبد الرحمن، وأخرجه البخاري في كتاب الجهاد -باب السُّرعة في السَّير (ص 495، ح 2999) عن محمد بن المثنى، وفي كتاب المغازي -باب حجَّة الوداع (ص 748، ح 4413) عن مسدَّد، كلاهما عن يحيى بن سعيد، خمستُهم عن هِشام بن عُروة به، وأخرجه ابن خُزَيْمة في صحيحِه (4/ 266) عن عبد الجبار ابن العلاء، عن سُفيان بن عُيَيْنَة به.
من فوائد الاستخراج:
• راويه عن هشام بن عروة هو سفيان بن عُيينة، وهو ثقة إمام.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا علوٌّ نسبيٌّ:"المساواة".
3948 -
حدَّثنا عَمَّار
(1)
، حدَّثنا مُحَاضِر
(2)
، حدَّثنا هِشام ابن عروة
(3)
، عن أبِيه، عن أُسامة "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حينَ أفاضَ من عرفاتٍ سارَ العَنَقَ، فإذا وجَدَ فَجْوَةً نَصَّ".
(1)
ابن رجاء التَّغْلِبيِ الإِسْتَرَاباذي.
(2)
مُحاضِر بن المُوَرِّع الهمداني، الكُوفيّ.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السَّابق / 3948.
3949 -
حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبَرَنا ابن وهب، قال:
⦗ص: 115⦘
حدثنِي يحيى بن عبد الله بن سالِم، ومالكُ بن أنس
(1)
، عن هِشام ابن عروة
(2)
، عن أبيه، أنَّه سمع ابن زيدٍ يحدِّثُ عن سَيْرِ رسول الله "حينَ دفعَ من عرفةَ فكانَ يَسِيرُ العَنَقَ، فإذا وجدَ فَجْوَةً نَصَّ". قال لنا ابن وهب: النصُّ فوقَ العَنَقِ
(3)
.
(1)
الحديث في موطئه (2/ 549، ح 958) من طريق يحيى اللّيثي وغيره عنه.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3947.
(3)
من فوائد الاستخراج:
• راويه عن هشام بن عروة هو مالك بن أنس، وهو إمامٌ جِهْبِذ.
• زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن هشامٍ خمسةَ طُرقٍ، وهي طريق سُفيان بن عُيينة، وأنسِ بن عِياض، ومُحاضِر بن المُوَرِّع، والإمام مالك ابن أنس، ويحيى بن عبد الله بن سالم.
3950 -
حدَّثنا الزَّعَفْرانِي، حدَّثنا أسْبَاط
(1)
، حدَّثنا عبد الملِك ابن أبِي سُليمان
(2)
، عن عطاءٍ، عن ابن عبَّاس قال:"أنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من عَرفاتٍ ورَدِفَه أُسامةُ" أو قال: "الفَضْلُ" وذكر الحديثَ
(3)
.
(1)
هو: أسباط بن محمد بن عبد الرحمن القُرشي، مولاهم الكُوفي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
قوله: "أو قال الفضل"، لعلَّ الشكَّ من أسباط بن محمد، والصحيحُ أنَّ رديف النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كان أسامة بن زيد عند إفاضته من عرفات، كما روى ذلك جمع من الثقات الأثبات عن عبد الملك بن أبي سليمان، وإنما ردفه الفضل بن عباس غداة جمْعٍ ذاهبين إلى الجمرات، انظر الحديث التَّالي.
3951 -
حدَّثنا محمد بن عبيد الله المعرُوف بابن المُنادي
(1)
، حدَّثنا إسحاقُ الأزْرَق، حدَّثنا عبد الملك بن أبي سليمان
(2)
، عن عطاءٍ، عن ابن عبَّاس قال: "أفاضَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ عرفاتٍ ورَديفُه أسامةُ، فجَالتْ
(3)
ناقتُه وهو رافعٌ يديه لا تُجَاوِزَانِ رأسَه أو أُذُنَيْهِ، فَلمْ يَزَلْ يَسِيرُ على (هَيْنَتِه)
(4)
حتَّى أتَى جَمْعًا، وأفاضَ من جَمْعٍ ورَدِفَه الفَضْلُ، فلمْ يَزَلْ
⦗ص: 117⦘
يُلَبِّي حتَّى رمَى جَمْرَةَ العَقَبَةَ"
(5)
.
(1)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أبو جعفر بن أبي داود المعروف بابن المنادي، ت /272 هـ.
والمُنادِي: -بضم الميم، وفتح النُّون، في آخرها دالٌ مهملة- نسبة إلى من ينادي على الأشياء التي تُباع والأشياء المفقودة التي يطلبها أربابُها.
الأنساب للسَّمعاني (5/ 385)، الإكمال (7/ 248)، اللُّباب (3/ 258).
وثقه عبد الله بن أحمد وذكره ابن حِبَّان في الثِّقَاتِ، وقال أبو حاتم:"صدوق"، وزاد ابنه عبد الرحمن عليه:"ثقة".
وثَّقه الذَّهبي، وقال ابن حجر:"صدوقٌ".
انظر: الجرح والتعديل (8/ 3)، الثِّقات لابن حبّان (9/ 132)، تاريخ بغداد (2/ 329)، سير أعلام النبلاء (12/ 555)، المعين في طبقات المحدثين (ص 100)، تقريب التهذيب (ت 6882)، مولد العلماء ووفياتهم (2/ 590).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
فجَالَتْ ناقتُه: أي ذهبتْ عن مكانها ومشتْ، يقالُ: جالَ واجْتالَ إذا ذهبَ وجاءَ.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 165)، النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 317).
(4)
تصحَّف في نسخة (م) إلى "هنته"، ولعلَّ الصواب "هِيْنَتِه" -بكسر الهاء وفتح النون- أي بدون إسراع على عادتهِ في السُّكون والرفق، وجاء في لفظ حديث مسلم: =
⦗ص: 117⦘
= "هيئتِه"، كلا اللَّفظين جاءت كما المصادر الحديثية من طرق صحيحة في هذا الحديث.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 274)، النهاية في غريب الحديث (5/ 289).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة، واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جميعا بالمزدلفة في هذه الليلة (2/ 936، ح 282) عن زهير بن حرب، عن يزيد بن هارون، وأخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 266) عن يحيى بن سعيد، وفي (1/ 216) عن هشيم، ثلاثتهم عن عبد المللك بن أبي سُليمان به، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب الركوب والارتداف في الحجِّ (ص 250، ح 1543) عن عبد الله بن محمد، عن وهب بن جرير، عن أبيه عن يونس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عبَّاس به.
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• زيادة راويين عن عبد الملك بن أبي سليمان.
• فيه تعريف بالراوي محمد بن عبيد الله، وأنَّه يعرف بابن المنادي.
3952 -
حدَّثنا أبو عمر عبد الحميد بن محمد الحرَّانِي، حدَّثنا أبو جعفر عبد الله بن محمد بن نُفَيْل، حدَّثنا حاتِم [بن]
(1)
إسماعيل، حدَّثنا جعفر، عن أبيه، قال: دخلْنا على جابرِ بن عبد الله فقلت:
⦗ص: 118⦘
أخبرنِي عن حَجَّة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فذكرَ الحديثَ، وقال فيه: وأردَفَ أُسامةَ خَلْفَه، ودفعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدْ شنَقَ الزِّمَامَ حتَّى إنَّ رأسَها ليُصِيبُ مَوْرِكَ
(2)
رَحْلِها ويقولُ بِيدِه اليُمنَى: "السَّكِينَةَ
(3)
أيُّها النَّاسُ، السَّكِيْنَةَ" كلَّما أتى -أُرَاهُ قالَ: - حَبْلًا
(4)
من الحِبالِ أَرْخَى
(5)
لها قليلًا حتَّى تَصْعَدَ حتَّى أتَى المُزْدلِفَة فجمعَ بين المغربِ والعِشاءِ
(6)
.
(1)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م) واستدركتُه من إتحاف المهرة (3/ 338، ح 3152)، وحاتم بن إسماعيل هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
مَوْرِك: -بفتح الميم وكسر الراء-: المرفقة التي تكون عند قادمة الرَّحْل يضع الراكب رجله عليها ليستريح من وضع رجله في الركاب.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 283)، النهاية في غريب الحديث (5/ 175)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 216).
(3)
السَّكِينَة: -محفَّفة الكاف- قيل: هيَ الرَّحمةُ، وقيل: هي الطُّمَأْنِيْنَة، وقيل: الوَقَار وما يسكن به الإنسان، والمقصود هُنا: الزموا الرِّفق والطمأنينة والتَّأنِّي في الحركة.
انظر: مشارِق الأنوار (2/ 216)، النهاية في غريب الحديث (2/ 385).
(4)
الحَبْل: -بفتح الحاء المهملة وسكون الباء- هو ما طالَ من الرَّمْلِ وضَخُمَ، وقيل: الحِبَال دُون الجِبَال.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 176).
(5)
أرخَى لها: يعني أرسلَ للنَّاقة الزِّمام.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 47).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب حجة النبيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 - 892، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وأخرجه أبو داود في سُننه =
⦗ص: 119⦘
= (ص 220، ح 1905) عبد الله بن محمد النفيلي وجماعةٍ، جميعا عن حاتم ابن إسماعيل به مطوَّلًا، والحديثُ قطعة من حديث جابر صلى الله عليه وسلم الطويل في الحجِّ، وقد فرَّقه أبو عوانة بالإسناد نفسه في مواضعَ كثيرة ستأتي برقم/3954، 3976، 3995، 4032، 4038، 4101، كما رواه أبو عوانة من طرق مختلفة كثيرة عن جعفر بن محمد به.
من فوائد المستخرَج والاستخراج:
• تقطيع الأحاديث في أبواب مختلفة لاستنباط مسائل فقهية أكثر.
• إيراد الحديث في باب غير الباب الذي أورده فيه صاحب الأصل مما يعين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
• تصريح حاتم بن إسماعيل بالتحديث.
3953 -
حدَّثنا السُّلميّ
(1)
، حدَّثنا عبد الرَّزَّاق
(2)
، أخبرنا معمر، عن الزُّهري، أنَّ عطاء مولى ابن سِبَاعٍ أخبره أنَّ أُسامةَ بن زيد أخبره أنَّه كانَ رديفَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حينَ دفعَ من عرفةَ، "فلمَّا جاءَ الشِّعْبَ أنَاخَ فنَزَلَ عن راحِلتِه، وذهبَ إلَى الغَائِطِ، فلمَّا رجَعَ صبَبْتُ عليهِ مِنَ الإِدَاوَةِ فتوضَّأ، ثُمَّ ركِبَ حتَّى أتَى جَمْعًا فصَلَّى بِهَا المَغْرِبَ والعِشَاءَ"
(3)
.
(1)
أحمد بن يُوسف بن خالد الأزدي.
(2)
ابن همَّام الصنعاني، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة، واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جميعا بالمزدلفة في هذه الليلة (2/ 936، ح 281) عن عبد بن حُميد، عن عبد الرَّزَّاق به. =
⦗ص: 120⦘
= من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• التقاء المصنف مع مسلم في شيخ شيخه وهذا "موافقة".
بابُ ذكرِ الخبَرِ المُبَيِّنِ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى المَغْرِبَ والعشاء بِالمُزْدَلِفَةِ بِأذَان واحد وإقَامَتَيْنِ، وأنه لَمْ يَتَطَوع بَيْنَهما، والدلِيْلُ علَى أنه لَمْ يَتَطَوّع تِلْكَ الليْلَةَ
3954 -
حدَّثنا عبد الحميد بن محمَّد، حدَّثنا النُّفَيلِي عبد الله بن محمد، حدَّثنا حاتِم بن إسماعيل
(1)
، حدَّثنا جَعْفر، عن أبيه قال: دخَلْنَا على جابرٍ بن عبد الله فقلتُ: أخبرْني عن حَجَّةِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وذكرَ الحديثَ وقال فيه:"ودفعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى أتَى المُزْدَلِفَةَ فَجَمَعَ بينَ المَغْرِبِ والعِشاءِ بِأَذانٍ واحدٍ وإقامَتينِ، ولمْ يُسبِّحْ بينهُما، ثُمَّ اضْطَجَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى طلعَ الفَجْرَ حينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب حجة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 - 892، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وأخرجه أبو داود في سُننه (ص 220، ح 1905) عبد الله بن محمد النفيلي وجماعةٍ، جميعا عن حاتم ابن إسماعيل به مطوَّلًا، والحديثُ قطعة من حديث جابر رضي الله عنه الطويل في الحجِّ، وقد فرَّقه أبو عوانة بالإسناد نفسه في مواضعَ كثيرة، تقدمت قطعة منها برقم / 3952، والقطع الأخرى ستأتي برقم / 3976، 3995، 4032، 4038، 4101، كما =
⦗ص: 121⦘
= رواه أبو عوانة من طُرق مختلفة كثيرة عن جعفر بن محمد به.
من فوائد المُستخرَج والاستخراج:
• تقطيع الأحاديث في أبواب مختلفة لاستنباط مسائل فقهية أكثر.
• إيراد الحديث في باب غير الباب الذي أورده فيه صاحب الأصل مما يعين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
• تصريح حاتم بن إسماعيل بالتَّحديث.
3955 -
حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنِي مالك
(1)
، ح.
وحدَّثنا محمد بن حيَّويه، حدَّثنا مُطَرِّفٌ، حدَّثنا مالك، عن موسى بن عقبة، عن كُريب مولى ابن عبَّاس أنَّه، سَمَع أُسامة بن زَيْدٍ يقولُ: دفعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم منْ عرفةَ حتَّى إذا جاءَ الشِّعْبَ نزَلَ فبالَ فتوضَّأَ فَلَمْ يُسْبغِ الوُضُوءَ فَقُلْتُ له: الصَّلاةُ، فقالَ:"الصَّلاةُ أمَامَك" فَرَكِبَ، ثُمَّ جَاءَ المُزدَلِفةَ نَزَلَ فتوضأ فأسْبَغَ الوُضوءَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فصلَّى المَغْرِبَ، ثُمَّ أنَاخَ كُلُّ رَجُلٍ بَعِيْرَهُ في مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أُقِيْمَتِ الصَّلاةُ فَصَلَّى العِشَاءَ وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُما شيئًا
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطَّئه (2/ 570، ح 990) من طريق يحيى الليثي وغيره عنه به.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة، واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جميعا بالمزدلفة في هذه الليلة (2/ 934، ح 276) عن =
⦗ص: 122⦘
= يحيى بن يحيى النيسابوري، وأخرجه البخاري في كتاب الطهارة -باب إسباغ الوضوء (ص 30، ح 139) عن القعنبي، وفي كتاب الحج -باب الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة (ص 271، ح 1672) عن عبد الله بن يوسف، ثلاثتهم عن مالك به.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح مطرف بالتحديث عن مالك، وجاء عن يحيى النيسابوري لدى مسلم صيغة القراءة على مالك، ولا شك أن السَّماع من الشيخ أعلى من القراءة عليه.
• التقاء المصنِّف مع المصنِّف في شيخ شيخه، وهذا "موافقة".
بابُ ذكرِ الخبِر المُخالِف لِمَا قَبْلَه في الإقامَةِ لصلاةِ المَغْرِبِ والعشاءِ بِالمُزْدلِفَةِ، وأنَّه صلى الله عليه وسلم صلَّاهُما بِإقَامَةٍ وَاحدةٍ
3956 -
حدَّثنا سَعْدان بن يزيد، حدَّثنا إِسْحاقُ الأَزْرَقُ، حدَّثنا سُفيان الثوري
(1)
، عن سَلَمةَ بن كُهَيْلٍ، عن سَعيد بن جُبَير، عن ابن عُمر قال:"جَمَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بينَ المغرِبَ والعِشاَءَ بِجَمْعٍ بِإقَامَةٍ وَاحِدَةٍ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفاتٍ إلى المُزدَلِفَة، واستحباب صلاتَيْ المغرِبِ والعِشَاء جمَيعا بالمزدلفة في هذه الليلة (2/ 938، ح 290) عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن سلمةَ بن كُهيل به.
ويُقيِّدُ الإطلاقَ الواردَ في حديثِ مسلمٍ حديثُ البخاري في صحيحه: "لِكُلِّ واحدةٍ منهُما"، عقِب قولِه:"بِإقامةٍ واحِدَة"، حيثُ روى البخاريُّ الحديثَ في =
⦗ص: 123⦘
= صحيحه مع القيد المذكور في كتاب الحج -باب من جمع بينهما ولم يتطوَّع (ص 271، ح 1673) عن آدم، وأخرجه أبو داود في سننه (ص 223، ح 1927) عن أحمد بن حنبل، عن حمَّاد بن خالد، كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن الزُّهري عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما به.
وبما أنَّ قِصَّة جمعِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء بمزدلفةَ كانت واقعةً واحدة، فإنَّ حديث ابن عمر بالزِّيادة المذكُورة عند البُخاري يُوافق ما رواه جابر رضي الله عنه في حديثه الطِّويل من أنَّه صلى الله عليه وسلم جَمَعَ بين المغرب والعشاء بأذانٍ واحد وإقَامَتين، وقد سبقَ أنَّ مسلمًا أخرجه في صحيحه مطوَّلا (2/ 886 - 892، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما به، وفرَّقه أبو عوانة في مواضع من كتاب الحج، ومر الجزء المتعلِّق منه بالجمع بين صلاة المغرب والعشاء بمزدلفة آنِفًا برقم / 3954 عن جابرٍ رضي الله عنهما.
وقد اختلفتِ الروايات التي جاءت عن عددٍ من الصَّحابة في جمعِ النّبَيّ صلى الله عليه وسلم بين صلاتي المغرب والعشاء بمزدلفة، هل صلَّاهما بإقامتين أو إقامة واحدة أو غير ذلك، أبيِّنُ ذلك بما يلي:
أوَّلا: روى جابر رضي الله عنهما قصَّةَ الجمع في حديثه الطَّويل الذي رواه عنه مسلم، أنَّه صلى الله عليه وسلم جمع بين المغرب والعشاء بمزدلفة بأذان واحد وإقامتين، ولم يرو عنه رواية إقامة واحدة إلا بإسناد ضعيف شاذّ.
ثانيا: روى أسامةُ بن زيد رضي الله عنهما قصّة الجمع بين المغرب والعشاء بمزدلفة، فأشار إلى إقامتين بدون ذكر عددها ولم يذكر الأذان، كما تقدَّم عند المصنِّف برقم / 3955، والحديث اتفق الشيخان على إخراجه. =
⦗ص: 124⦘
= ثالثا: وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا كما أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الحج -باب من يصلي الفجر بجمعٍ (ص 272، ح 1683) بإسناده إلى عبد الرحمن بن يزيد أنَّه قال: "خرجت مع عبد الله رضي الله عنه إلى مكة، ثم قدمنا جمعا فصلى الصلاتين، كل صلاة وحدها بأذان وإقامة، والعَشاء بينهما
…
"، فذكر أذانين وإقامتين.
رابعا: ورواه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه واختلف في لفظ حديثه، فأخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الحجِّ -باب من جمع بينهما ولم يتطوَّع بينهما (ص 271، ح 1674) عن خالد بن مخلد، وأخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة
…
(2/ 937، ح 285) عن يحيى بن يحيى النيسابوري، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عديِّ بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمي عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه بلفظ" أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جَمع في حجة الوَداع بينَ المغرِب والعِشاء بالمُزدلِفة"، فلم يتعرض فيه لذكر الأذان والإقامة، وكذا رواه مالك موطئه (2/ 571، ح 991)، وسيأتي عند المصنَّف برقم / 396، 3966، 3967، على أنَّ الراوي عند المصنِّف عن يحيى بن سعيد زاد في الحديث الأخير قوله:"بإقامة واحدة".
خامسا: ورواه ابن عبَّاس عن أخيه الفضل بن عباس رضي الله عنهما فلم يتعرض لذكر الإقامة والأذان، ولكن ذكر أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين المغرب والعشاء بجمعٍ، وأخرج حديث ابن عباس ابن حبان في صحيحه (9/ 168).
سادسا: روى ابن عمر رضي الله عنهما قصّةَ الجمعِ واختلف عليه في ذلك: فرواه البخاري وأبو داود كما ذكر آنفا وغيرهما من طُرق عن ابن أبي ذئب عن الزُّهري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر به، وفيه: أنَّه صلى الله عليه وسلم جمع بين المغرب =
⦗ص: 125⦘
= والعشاء بإقامة لكل واحدةٍ منهما، وهذه الرواية توافق حديث جابر وأسامة رضي الله عنهما في ذكر الإقامة لكُلِّ صلاة.
ورواه مسلم في صحيحه وأبو عوانة (كما في هذ الباب) وغيرهما من طرُق عن سعيد بن جبير عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّه صلى الله عليه وسلم جمع بين المغرب والعشاء بإقامة واحدة.
ورواه ابن حزم في حجة الوداع (ص 286) بإسناده إلى طلق بن حبيب أنَّ ابن عمر جمع بين المغرب بجمع، قال: الصلاة للمغرب ولَمْ يُؤَذِّنْ ولَمْ يُقِمْ، ثُمَّ قال أيضا: للعِشاء ولَمْ يُؤَذِّنْ ولَمْ يُقِمْ"، قال ابن حزم: "رجاله ثقات"، وجاء عن ابن عُمر رضي الله عنه غيرُ ذلك أيضا.
وقدْ رجَّح العُلماء بين كُلِّ تلك الروايات حديثَ جابر رضي الله عنه، وأنَّه صلى الله عليه وسلم جمع بين صلاتي المغرب والعشاء بالمزدلفة بأذان واحد لهما، وإقامة واحدة لكل واحدة منهما، وذلك لما يلي:
أوَّلا: اعتناء جابر رضي الله عنهما بحجة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ونقله إيَّاها مستقصاة.
ثانيا: مع جابر رضي الله عنهما زيادةُ علم، ومن علم حجَّة على من لم يعلم، والمثبت مقدَّم على النَّافي.
ثالثا: حديث ابن عمر رضي الله عنهما حصل فيه نوع اضطراب في هذا الموضع منه.
رابعا: حديث ابن مسعود رضي الله عنه موقوف عليه من فعله.
خامسا: غاية حديث ابن عباس أن يكون شهادة على نفي الأذان والإقامة الثابتين ومن أثبتهما فمعه زيادةُ علم.
سادسا: ليس في حديث أسامة ذكر عدد الإقامة لهما، وسكَتَ عن الأذان، وليس سكوته عنه مقدما على حديث من أثبته سماعًا صريحا بل لو نفاه جملة لقدم عليه حديث من أثبته، لتضمنه زيادة على خفيت على النافي. =
⦗ص: 126⦘
= سابعا: أنَّه قد صح من حديث جابر في جمعه صلى الله عليه وسلم بعرفة: أنَّه جمع بينهما بأذان وإقامتين، ولم يأت في حديث ثابت قط خلافه، والجمع بين الصلاتين بمزدلفة كالجمع بينهما بعرفة، لا يفترقان إلا في التقديم والتأخير، فلو فرضنا تدافع أحاديث الجمع بمزدلفة جمُلةً لأخذنا حكم الجمع من جمع عرفة.
قال ابن حزم في المحلَّى: "فأمَّا الأخبار في ذلك، فبعضها بإقامة واحدة من طريق ابن عمر وابن عبَّاس وبعضها بإقامتين من طريق ابن عمر، وأسامة بن زيد وبعضُها بأذان واحد وإقامةٍ واحدة من طريق ابن عمر وبعضُها بأذان واحد وإقامتين من طريق جابرٍ، فاضطربت الروايةُ عن ابن عُمر إلا أنَّ إحدى الروايات عنه وعن أسامة بن زيد وعن جابر بن عبد الله زادت على الأخرى وعلى رواية ابن عباس إقامة، فوجب الأخذ بالزيادة وإحدى الروايات عنه وعن جابر تزيد على الأخرى وعلى رواية أسامة أذانا فوجب الأخذ بالزيادة لأنها رواية قائمة بنفسها صحيحة فلا يجوز خلافها، فإذا جمعت رواية سالم وعطاء عن ابن عمر صحَّ منهما أذان وإقامتان كما جاء بيِّنا في حديث جابر، وهذا هو الذي لا يجوز خلافه ولا حجَّة لمن خالف ذلك".
وقال في حجة الوداع: "إننا إنما ملنا إلى حديث جابر دون سائر الأحاديث لأننا نظرنا في حديث أبي أيوب وابن عمر الأوَّل فوجدناهما ليس فيهما ذكر لإقامة ولا أذان، ثم نظرنا في حديث ابن عباس وابن عمر الثاني فوجدنا فيه ذكر إقامة واحدة لكلتا الصلاتين، فكان في هذا الحديث ذكر إقامة زائدة على ما في حديث أبي أيوب، وزيادة العدل واجب الأخذ بها؛ لأنها فضل علم عنده لم يكن عند من لم يأت بتلك الزيادة، ومن علم حجة على من لم يعلم، ثم نظرنا في حديث أسامة وابن عمر الثالث؛ فوجدنا فيه ذكر إقامتين، لكل صلاة منهما إقامة، فكانت هذه أيضا =
⦗ص: 127⦘
= زيادة على ما في حديث ابن عباس يلزم الأخذ بها ولا بد لما ذكرنا آنفا، ونظرنا في حديث جابر وابن عُمر الرابع فكانت فيهما زيادة أذان على حديث أسامة وابن عبَّاس وأبي أيُّوب، وكانت في حديث جابر أيضا ذكر إقامتين فكان أتمَّ الأحاديث، ووجب الأخذ بما فيه، ولا بد لأنه فضل علم ذكره جابر ولم يذكره غيره فلزم الوقوف عنده، ولو صحَّ حديثا مسندا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل قول ابن مسعود الذي أخذ به مالك من أذانين وإقامتين لوجب المصير إليه لما فيه من الزيادة، ولكن لا سبيل إلى التقدم بين يدي الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا إلى التزيد على ما صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم وبالله تعالى التوفيق".
وقال النَّووي: "وقد سبق في حديث جابر الطَّويل في صفة حجة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه أتى المُزدلِفَة فصلَّى بها المغربَ والعِشاء بأذانٍ واحدٍ وإقامتين، وهذه الرِّواية مقدَّمةٌ على الرِّوايتين الأُوليين لأنَّ مع جابرٍ زيادة علمٍ وزيادةُ الثِّقةِ مقبولةٌ، ولأنَّ جابرا اعتنى بالحديثِ ونقل حجَّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مُسْتَقْصاةً فهو أولى بالاعتماد".
وقال ابن القيِّم: "والصحيح في ذلك كله: الأخذ بحديث جابر، وهو الجمعُ بينهما بأذانٍ وإقامتين لوجهين اثنين، أحدُهما: أن الأحاديث سواء مضطربة مختلفة، فهذا حديث ابن عمر في غاية الاضطراب كما تقدم، فروي عن ابن عمر من فعله الجمع بينهما بلا أذان ولا إقامة، وروي عنه الجمع بينهما بإقامة واحدة، وروي عنه الجمع بينهما بأذان واحد وإقامة واحدة، وروي عنه مسندا إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: الجمع بينهما بإقامة واحدة، وروي عنه مرفوعا الجمع بينهما بإقامتين، وعنه أيضا مرفوعا: الجمع بينهما بأذان واحد وإقامة واحدة لهما، وعنه مرفوعا الجمع بينهما دون ذكر أذان ولا إقامة، وهذه الروايات صحيحة عنه، فيسقط الأخذ بها، لاختلافها واضطرابها، وأما حديث ابن مسعود فإنه موقوف عليه من فعله، وأما حديث ابن عباس فغايته: أن يكون شهادة على نفي الأذان والإقامة الثابتين ومن أثبتهما فمعه =
⦗ص: 128⦘
= زيادة علم، وقد شهد على أمر ثابت عاينه وسمعه، وأما حديث أسامة فليس فيه الإتيان بعدد الإقامة لهما، وسكت عن الأذان، وليس سكوته عنه مقدما على حديث من أثبته سماعا صريحا، بل لو نفاه جملة لقُدِّمَ عليه حديث من أثبته، لتَضَمُّنِه زيادة على خفيت على النَّافي.
الوجه الثاني: أنَّه قد صحَّ من حديث جابر في جمعه صلى الله عليه وسلم بعرفة: أنَّه جمع بينهما بأذان وإقامتين، ولم يأت في حديث ثابت قط خلافه، والجمع بين الصلاتين بمزدلفة كالجمع بينهما بعرفة، لا يفترقان إلا في التقديم والتأخير، فلو فرضنا تدافع أحاديث الجمع بمزدلفة جملة لأخذنا حكم الجمع من جمع عرفة".
انظر: المحلى (7/ 128 - 129)، حجة الوادع (293 - 294)، شرح النووي على مسلم (9/ 34)، تهذيب سنن أبي داود لابن القيم (5/ 282 - 286).
3957 -
حدَّثنا أبو العبَّاس الغَزِّي، حدَّثنا أبو نُعيم
(1)
، حدَّثنا سُفيان
(2)
، عن سَلَمة بن كُهَيل عن سعيد بن جُبير عن ابن عمر قال:"صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرِبَ والعِشاءَ بِجَمْعٍ بِإقامةٍ واحِدةٍ"
(3)
.
(1)
الفضل بن دُكين.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 3956.
(3)
أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 212) عن حسيِن بن نصر عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين عن الثوري به، والحديثُ صحيحٌ بإضافة القيد الذي جاءت عند البخاري في صحيحه:"لكل واحدة منهما"، انظر تخريج ح / 3957.
من فوائد الاستخراج:
• راويه عن سفيان الثوري، هو أبو نعيم الفضل بن دكين، وهو من أثبت الناس فيه كما قال ابن معين، بينما الراوي عنه عند مسلم عبد الرزاق، وهو متكلم =
⦗ص: 129⦘
= في حديثه عن الثوري، وجعله ابن معين في الطبقة التي دون طبقة أبي نعيم وأقرانه في الضبط والمعرفة، وضعَّف الإمام أحمد سمَاعه عن سُفيان بمكة. شرح علل الترمذي (2/ 722، 726).
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• زيادة طريقين عن سُفيان الثوري، طريق إسحاق الأزرق (ح / 3956) وطريق أبي نعيم.
3958 -
حدَّثنا يُوسف
(1)
، حدَّثنا محمد بن أبي بكر، حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن شُعْبة
(2)
، عن سَلمةَ بن كُهيل، عن سَعيد بن جبير قال: صلَّى بنا ابن عمر بِجَمْعٍ المغرِبَ ثلاثًا، فلمَّا سَلَّمَ قامَ فَصَلَّى العِشاءَ ركعتينِ "وحدَّثَ أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلَّى بِهِمْ في ذَلِكَ المَكانِ"
(3)
.
(1)
يوسف بن يعقوب بن إسماعيل الأزدي، أبو محمد القاضي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث التالي.
(3)
أخرجه ابن حبَّان في صحيحه (9/ 172) عن الحسن بن سفيان، عن محمد بن أبي بكر المقدَّمي عن يحيى القطَّان به.
3959 -
حدَّثنا علي بن حرب، عن وكيع
(1)
، عن شُعْبةَ، عن الحَكَمِ، أنَّ سَعيد بن جُبير "صَلَّى المَغْرِبَ والعِشاءَ بِالمُزْدَلِفَةِ يإقَامَةٍ واحِدَةٍ" قال: هكَذا صلى بِنا ابن عُمر وقال: "هكَذا صنعَ بِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم" وحديثُهما واحدٌ
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة، واستحباب =
⦗ص: 130⦘
= صلاتي المغرب والعشاء جميعا بالمزدلفة في هذه الليلة (2/ 937، ح 288، 289) عن محمد بن المثنَّى، عن عبد الرحمن بن مهديٍّ، وعن زهير بن حرب، عن وكيع، كلاهما (فرَّقهما) عن شُعبة، والحكم بن عُتيبة، كلاهما عن سعيد بن جبير به، مقتصرا من متن حديث وكيع على قوله:"صلاهُما بإقامةٍ واحِدة"، والحديث صحيح بإضافة القيد الذي جاء عند البخاري:"لكُل واحدة منهما" كما تقدم في تخريج ح/ 3956.
من فوائد الاستخراج:
• تكملة متن حديث وكيع.
• ورود زيادة صحيحة في طريق يحيى بن سعيد (ح / 3958)، وهي تحديد عدد ركعات صلاة المغرب والعشاء.
بابُ ذكرِ الخبرِ المُبَيِّن عدد صلاةَ المغربِ والعِشاء بِالمُزْدلِفَةِ، وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم جمعَ بِها
3960 -
حدَّثنا الدقيقي، حدَّثنا وهب بن جرير، حدَّثنا شُعْبة
(1)
، عن سلمةَ بن كُهَيْل قال:"رأيتُ سعيد بن جُبير بِجَمْعٍ أقامَ الصَّلاة، فصلَّى المغرِب ثَلاثًا، ثُمَّ قامَ فصلَّى العِشَاءَ ركعَتَيْنِ". وحدَّثَ أنَّ ابن عُمر صنَعَ بِهِم في هذا المَكان مثْلَ هذا فيهما
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3959.
(2)
أخرجه الطَّحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 212) عن أبي بكرة عن وهب بن جرير به، والحديثُ مرفوعٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يظهَر أنَّ أبا عوانة اختصره في هذا الموضع، فقد زاد الطحاوي في لفظه:"وحدَّثَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنعَ مثلَ ذلِك"، تقدَّم =
⦗ص: 131⦘
= برقم / 3958، و 3959، وانظر الحديث التالي أيضا.
3961 -
حدَّثنا مُوسى بن سعيد الطَّرسُوسِي، حدَّثنا أبو (عُمر)
(1)
الحَوضِي، حدَّثنا شُعْبة
(2)
، عن الحكم، (وَ)
(3)
سَلمة بن كُهَيلٍ (قالا)
(4)
: "صلَّى بنَا سعيدُ بن جُبير بِجَمْعٍ المغرِبَ ثلاثًا، ثُمَّ قامَ فصَلَّى العِشاء" ثُمَّ قال: هكذا رأيتُ ابن عمر فعلَ في هذا المكان، وقال ابن عُمر:"هكَذا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلَ في هذا المَكانِ" يعني بإقامةٍ واحدةٍ
(5)
، كذا رواه ابن مَهْدِيٍّ، عن شُعْبة
(6)
.
(1)
ما بين القوسين تصحَّف نسخة (م) إلى "عمرو" والتصويب من إتحاف المهرة (9/ 442، ح 9730) وكتب الرجال.
انظر: تهذيب الكمال (7/ 28 - 29)، تقريب التهذيب (ت 1544).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح/ 3958، 3959، 3960.
(3)
ما بين القوسين تصحف في نسخة (م) إلى "عن" والتصويب من إتحاف المهرة (8/ 442، ح 9730) وصحيح مسلم (2/ 937، ح 288).
(4)
في نسخة (م)"قال" بصيغة الإفراد، وهو خطأ، لأن الضمير في الفعل يرجع على اثنبن.
(5)
حديث أبي عوانة صحيح مع تقييدِ إطلاقِه بالقيدِ الذي جاء في حديث البخاريّ: "لكُلِّ واحدةٍ منهما"، انظر تخريج ح / 3956.
(6)
صحيح مسلم كتاب الحجِّ -باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة، واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جميعا بالمزدلفة في هذه الليلة (2/ 937، ح 288).
3962 -
حدَّثنا يعقوب بن إسحاق البَصريُّ
(1)
، حدَّثنا أبو عاصم
(2)
، عن سُفيان
(3)
، عن سلمةَ بن كُهيلٍ، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عمر قال:"صلَّيتُ معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِجَمْعٍ المغرِبَ والعِشَاءَ بإقامَةٍ، المَغْرِبَ ثلاثا والعِشاءَ اثْنَتَيْنِ"
(4)
.
(1)
هو: يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري أبو يوسف القُلُوسِيُّ، نزيل نَصيبين.
(2)
الضحاك بن مَخْلَد بن الضحاك الشَّيباني.
(3)
الثوري، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
انظر تخريج ح/ 3956، 3957.
3963 -
حدَّثنا أبو داود السِّجزي
(1)
، حدَّثنا أبو كُريْبٍ
(2)
، حدَّثنا أبو أُسامة
(3)
، حدَّثنا إسماعيلُ بن أبِي خَالِد
(4)
، عن أبِي إسحاق قال: قال سعيد بن جُبير "أفَضْنا معَ ابنِ عُمر حتَّى أتينا جَمْعًا فصلَّى بِنَا المَغْرِبَ والعِشاءَ بإقامةٍ واحدةٍ ثلاثًا واثنتينِ، ثُمَّ انْصَرفَ" فقال: "هكَذا صلَّى بِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المَكانِ"
(5)
.
(1)
سُليمان بن الأشعث السِّجِسْتَاني، والحديث في سُننه (ص 223، ح 1931) بهذا الإسناد.
(2)
محمد بن العَلاء.
(3)
حمَّاد بن أسامة.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة، واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جميعا بالمزدلفة في هذه الليلة (2/ 938، 291) عن =
⦗ص: 133⦘
= أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن نُمير، عن إسماعيل بن أبي خالد به، والحديث صحيحٌ دون قولِه:"بِإقامةٍ واحدةٍ"، انظر تخريج ح / 3956.
3964 -
حدَّثنا عمار بن رجاء، وحمَدون بن عبَّاد
(1)
، قالا: حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيد
(2)
، أنَّ عدِيَّ بن ثابتٍ الأنصاري أخبره، عن عبد الله بن يزيد، عن أبي أيُّوب الأنصاري "أنَّه صلَّى معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّة الوداعِ المغربَ والعشاءَ بِالمُزْدَلِفَةِ" أظُنُّه قال حَمْدُون: جميعًا، ولم يذكُرْ في حَجَّة الوداع
(3)
.
(1)
هو البغدادي، أبو جعفر البزَّاز، المعروف بالفَرْغاني.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
انظر الحديث التالي.
3965 -
حدَّثنا عبَّاس الدوري، حدَّثنا خالد بن مَخْلَد، حدَّثنا سُليمان بن بلال
(1)
، ح.
وحدَّثنا محمد بن عَقِيل
(2)
، حدَّثنا حفص بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن طَهْمَان كلاهما، عن يحيى بن سعيد
(3)
قال: حدثني عديُّ ابن ثابِت، أنَّ عبد الله بن يزيد الخَطْمِيَّ أخبره أنَّ أبا أيُّوب الأنْصارِيِّ أخبرَهُ "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى في حَجَّة الوداعِ المغرِبَ والعِشاءَ بِالمُزْدَلِفَة"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الأول.
(2)
هو: محمد بن عَقِيل -بفتح أوَّله- بن خُويلد الخُزاعِي، أبو عبد الله النيسابوري.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الثاني.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفات إلى المُزدلفة، واستحباب =
⦗ص: 134⦘
= صلاتيَ المغرب والعشاء جميعا بالمزدلفة في هذه اللَّيلة (2/ 937، ح 285) عن يحيى بن يحيى، عن سليمان بن بلال، وعن قتيبة وابن رمح، عن الليث بن سعد، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب من جمع بينهما ولم يتطوَّع (ص 271، ح 1674) عن خالد بن مخلد، عن سليمان بلال، كلاهما (اللَّيث وسليمان) عن يحيى بن سعيد به، كما رواه أيضا الإمام مالك في موطئه (2/ 571، 991) عن يحيى بن سعيد به، وألفاظهم مقارِبة لِلَفظ أبي عوانة في هذا الحديث، وليس في لفظ أحدٍ منهم قوله:"بِإقامةٍ واحدةٍ" إلا ما جاء عن يزيد بن هارون؛ فقد اختلف الرُّواة فيه عليه، فرواه عنه سَعْدانِ بن يزيد البزَّاز عن يحيى بن سعيد بزيادةِ قوله:"بإقامة واحدة" كما عند المصنِّف في الحديث الآتي (ح / 3966)، وخالفه عمَّار بن رجاء وحمَدون بن عبَّاد فرويَاه عن يزيد بن هارون عن يحيى؛ ولم يذكرا الزيادة التي ذكرها سَعْدان كما مرَّ في الحديث السَّابق (ح / 3964)، ولم أقف على من تابع سعدان على زيادته، والحديث رواه عن عديٍّ بن ثابتٍ جمعٌ من الثقات منهم شُعبة ابن الحجَّاج (مسند أحمد 5/ 421) ومسعر بن كِدام، وحمَّاد بن زيد (المعجم الكبير 4/ 122 - 123) فلَم يذكروا قوله:"بِإقَامَةٍ واحِدَةٍ".
3966 -
حدَّثنا سَعدان بن يزيد البَزَّار، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيد
(1)
، بإسناده، أنَّه "صلَّى معَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاتينِ بِجَمْعٍ بِإقامةٍ واحِدةٍ"
(2)
، ورواه اللَّيثُ، عن يحيى
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السَّابق.
(2)
صحيحٌ دون قوله: "بإقامةٍ واحِدة" لعدم ثُبوت هذه الزيادة عن يحيى بن سعيد.
انظر تخريج الحديث السَّابق، وتخريج ح / 3956.
(3)
أخرجه مسلم موصولا في كتاب الحج -باب الإفاضة من عرفات إلى المُزدلفة، =
⦗ص: 135⦘
= واستحباب صلاتَي المغرب والعشاء جميعا بالمزدلفة في هذه اللَّيلة (2/ 937، ح 285) عن قتيبة وابن رمح، كلاهما عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد به.
من فوائد الاستخراج:
• زيادة طريقين عن يحيى بن سعيد، طريق يزيد بن هارون، وطريق ابن طهمان.
• تساوي عدد رجال الإسنادين في هذا الحديث، وهذا علوٌّ نِسبيٌّ.
بابُ ذكرِ الخبرِ المُبَيِّنِ أن النبِيّ صلى الله عليه وسلم صلى صلاةَ الفَجرِ بِالمُزْدلِفَةِ قبلَ ميقاتها، والدَّلِيلُ علَى أن حُكمَ الصلاةِ بِالمُزدلِفةِ وفِي الحجِّ بِخلافِ حكمِ الصلواتِ في السفرِ والحضرِ، وأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصلِّي بِمنَى صلاةَ المسافِرِ
3967 -
حدَّثنا أبو جعفر بن الجُنيد، حدَّثنا يحيى بن حمَّاد
(1)
، حدَّثنا الوضَّاح
(2)
، عن سُليمان يعني الأعمش،
(3)
عن عُمارة بن عُمَيرٍ، عن عبد الرحمن بن يزيدَ، عن ابن مسعود قال:"ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى صلاةً قَطُّ إلَّا لِميقاتِها غيرَ صلاتينِ جَمَعَ بينَ المغرِبِ والعِشاءِ بِجَمْعٍ، وصلَّى الفجرَ صبِيحَتَها قَبْلَ وقْتِهَا"
(4)
.
(1)
ابن أبي زياد أبو بكر الشَّيباني -مولاهم-.
(2)
هو: أبو عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب زيادة التغليس بصلاة الصبح يوم النحر بالمزدلفة، والمبالغة فيه بعد تحقق طلوع الفجر (2/ 938، ح 292) عن =
⦗ص: 136⦘
= يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب، جميعا عن أبي معاوية، وفي الباب نفسه عن عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن جرير، كلاهما (فرقهما) عن الأعمش به، وأخرجه البخاري من طريق حفص عن الأعمش، انظر: ح / 3969.
من فوائد الاستخراج: ذكر اسم الأعمش: "سُليمان".
3968 -
حدَّثنا الصَّاغاني، وأبو أمية قالا: حدَّثنا يَعْلى بن عُبَيد، حدَّثنا الأعمش
(1)
، عن عُمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال: "ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى صلاةً إلَّا لِمِيقاتِها، إلَّا أنَّه صلَّى المَغْرِبَ والعِشَاء بِجَمْعٍ، وصلَّى الفَجْرَ يومئِذٍ قبْلَ مِيقاتِها"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السابق ح / 3967.
(2)
انظر التخريج السابق.
3969 -
حدَّثنا العبَّاس بن محمد، حدَّثنا عُمر بن حَفص، حدَّثنا أبِي [عن]
(1)
الأعمش
(2)
، حدثني عُمَارة، بإسناده مثله
(3)
.
(1)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3967.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الحج -باب من يُصلِّي الفجر بجمعٍ؟
(ص 272، ح 1682) عن عمر بن حفص بن غياث به.
من فوائد الاستخراج:
• زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن الأعمش ثلاث طرق: طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، وطريق يعلى بن عبيد، وطريق حفص بن غياث. =
⦗ص: 137⦘
= تصريح الأعمش بالتحديث عن عُمارة.
3970 -
حدَّثنا أبو علي الزعفراني، حدَّثنا عَبِيدةُ
(1)
، ح.
وحدَّثنا الصَّاغاني، حدَّثنا شُجَاعُ بن الوليد، قالا: حدَّثنا الأعمش
(2)
، عن إبراهيم
(3)
، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله بن مسعود: "صلَّيتُ معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعَتينِ -قال عَبِيدة: يعني بمنى، وقال شُجاع: بمِنى- ومع أبي بكرٍ ركعَتينِ، ومع عُمر ركعتينِ، حَتَّى تَفَرَّقَتْ بِكُم الطُّرقُ، أوِ السَّبِيلُ
(4)
، فليْتَ حَظِّي من ذلِك ركعتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ"
(5)
.
(1)
هو: عَبيدة -بفتح أوَّله- ابن صُهَيْب التَّيمي، وقيل اللَّيثي، وقيل الضَّبِّي، أبو عبد الرحمن الكوفي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
ابن يزيد بن قيس النَّخعي.
(4)
هكذا في نسخة (م) بصيغة الإفراد، وصِيغةُ الجمعِ "السُّبُل" أصحُّ وأفْصَحُ.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الصلاة -باب قصر الصلاة بمنى (1/ 483، ح 19) وأخرجه البخاري في كتاب الصلاة- أبواب التقصير -باب الصلاة بمنى (ص 175، ح 1084) عن قتيبة بن سعيد، عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش به.
من فوائد الاستخراج:
• تعيين من له اللفظ من الرواة.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• ورود الحديث في كتاب غير الكتاب الذي أورده فيه صاحب الأصل، مما فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند المصنِّف.
3971 -
حدَّثنا أبو جَعفر بن الجُنَيدِ، حدَّثنا أبو أحمد الزُّبَيري
(1)
، حدَّثنا سُفيان
(2)
، عن الأعمش
(3)
، عن إبراهيمَ، ح.
وحدَّثنا الغَزِّي
(4)
، حدَّثنا الفريابِي
(5)
، حدَّثنا سُفيان، عن الأعمش، عن إبراهيمَ، عن عبد الرحمن بن يزيدَ، عن عبد الله بن مسعود قال:"صلَّيتُ معَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِمِنَى ركعتينِ" ومعَ أبِي بكرٍ ركعتين، ومعَ عُمر رضي الله عنهما ركعَتين، ثُمَّ تَفرَّقتْ بكم الطُّرُقُ
(6)
، فَلَوَدِدْتُ أنَّ حظِّيَ من أربعِ ركعاتٍ ركعتينِ مُتَقَبَّلَتَيْنِ
(7)
.
(1)
هو: محمَّد بن عبد الله بن الزُّبَير الأَسْلَمِي الكُوفي.
(2)
هو: الثوري في الإسنادين.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين، انظر الحديث السابق / 3970.
(4)
عبد الله بن محمد بن الجرَاح الأَزْدِي، أبو العَبَّاس الغَزِّي.
(5)
محمد بن يُوسف بن وَاقد الضَّبِّي مولاهم الفِرْيَابِي.
(6)
يعني: اختلفتم في قصر الصلاة وإتمامها، فمنكم من يقصر ومنكم من لا يقصر.
انظر: عمدة القاري للعيني (9/ 299).
(7)
أخرجه البُخاري في كتاب الحج -باب الصلاة بن (ص 269، ح 1657) عن قبيصة بن عُقبة، عن سفيان الثوري به.
3972 -
حدَّثنا أبو داود
(1)
، حدَّثنا مسدد، حدَّثنا أبو مُعاوية
(2)
،
⦗ص: 139⦘
وحفص بن غِياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يَزِيد، بإسنادِه مثلَه إلى: ومَع عمر ركعَتين، زاد حفصٌ: ومعَ عُثمان صدرًا من إمارتِه ركعتين، ثُمَّ أتَمَّها، زاد أبو مُعاوية: ثُمَّ تفرَّقتْ، فذكر مثلَه، قالَ الأعمش: حدَّثني مُعاوية بن قُرَّة، عن أشياخِه أن عبد الله "صلَّى أربعًا" فقِيلَ له: عِبْتَ على عُثمانَ، ثُمَّ صلَّيت أربعًا، قال:"الخِلافُ شرٌّ"
(3)
.
(1)
سُليمان بن الأشعث السِّجِسْتَانِي، صاحبُ السُّنن والحديثُ في سُننه (ص 225، ح 1960) بهذا اللَّفظِ عن مُسَدَّدٍ عن أبي مُعاوية به.
(2)
محمد بن خازم الضرير.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الصلاة -باب قصر الصلاة بمنى (1/ 483، ح 19) عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية، وعن عثمان بن أبي شَيبة، عن جَرير، وعن إسحق وابن خَشْرَم، كلاهما عن عِيسى، كلاهُما عن الأعمش به، محيلًا ألفاظهم على حديث عبد الواحد بن زياد عن الأعمش قبله، وليس عند مسلمٍ قولُه: "حدثني معاوية بن قُرَّة
…
الخ".
وحديث أبي عوانة صحيح دون الزِّيادة الأَخِيرة، فقد جاء في إسنادها مبهمون لم أتمكَّن من تعيينهم ثُمَّ الوقُوفِ على أحوالهم، ولكنَّها ثبتت من طُرقٍ أُخرى مسندة إلى عبد الله بن مسعود، فأخرجها البيهقي في السُّنن الكبرى (3/ 144) بإسناد صحيح عن عبد الله بن يوسف الأصبهاني، عن عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي، عن ابن أبي مسرة، عن خلَّاد بن يحيى، عن يُونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي به، وأخرجه معرفة السُّنن والآثار (2/ 426) بإسناده عن الربيع بن سُليمان، عن الشافعي فيما بلغه عن أبي معاوية، عن الأعمش به، ونقل عقبه عن الإمام أحمد أنَّه قال:"وقد روينا بإسناد صحيح عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد في صلاةٍ ابن مسعود أربعا، وقولهم: ألم يحدِّثنا أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم صلَّى ركعتين، وأبا بكر؟ فقال: بلى، ولكنَّ عثمانَ كان إمامًا، فأخالفُه والخلافُ شرٌّ". =
⦗ص: 140⦘
= وأخرجها البزَّار في مسنده (5/ 71) عن محمد بن عُثمان بن كَرامة، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن جابر، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود به، وأخرجها الشَّاشي في مسنده (2/ 11) عن حدثنا أحمد ابن زهير بن حرب، عن أبيه، عن جرير، عن مغيرة، عن أصحابه عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود به، وأخرجها ابن عبد البر في التمهيد (16/ 307) عن عبد الوارث، عن قاسم، عن أحمد بن زهير، عن أبيه، عن أبي معاوية محمد ابن خازم، عن الأعمش به.
من فوائد الاستخراج:
• بيان المتنِ المحالِ به عند مسلم على متنٍ آخر.
• زيادة قوله: "فقيل له: عبت على عثمان ثم صلَّيت أربعا، قال الخلاف شرٌّ".
• زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن الأعمش أربعة طرق، طريق عبيدة، وطريق شجاع بن الوليد، وطريق سفيان الثوري، وطريق حفص بن غياث.
• ورود الحديث في كتاب غير الكتاب الذي أورده فيه صاحب الأصل، مما فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند المصنِّف.
3973 -
حدَّثنا أبو الأزهر، حدَّثنا أبو أُسامة
(1)
، عن عبيد الله، عن نَافعٍ، عن ابن عُمر قال:"صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمِنًى ركعتينِ، وأبُو بكرٍ ركعتينِ، وعُمرُ ركعتينِ، وعُثمان صدرًا من خلافتِه ركعتينِ، ثُمَّ إنَّ عثمانَ صلَّى أربعًا" وكان ابنُ عمر إذا صلَّى معهم صلَّى أربعًا، وإذا صلَّى وحدَه
⦗ص: 141⦘
صلَّى ركعَتينِ
(2)
.
(1)
حمَّاد بن أسامة، موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الصلاة -باب قصر الصلاة بمنى (1/ 482، ح 17) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، وعن ابن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، عن يحيى القطان، وعن أبي كريب، عن ابن أبي زائدة، وعن ابن نمير، عن عقبة بن خالد، أربعتهم عن عبيد الله به، محيلًا لفظ الثَّلاثة على لفظ أبي أسامة وقال:"بنحوه".
من فوائد الاستخراج: ورود الحديث في كتاب غير الكتاب الذي أورده فيه صاحب الأصل، مما فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند المصنِّف.
3974 -
حدَّثنا (عبَّاسُ)
(1)
الدُّورِي، حدَّثنا شبابة بن سَوَّار، حدَّثنا شُعْبة
(2)
، عن خُبيب بن عبد الرحمن، عن حفصِ بن عاصِم، عن ابن عمر قال:"صلَّيْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمِنى ركعتينِ، ومع أبي بكرٍ ركعتينِ، ومَعَ عُمرَ ركعتينِ، ومَعَ عُثْمانَ ركعتينِ سِنِينَ مِنْ خِلافَتِه، ثُمَّ أَتَمَّها أربعًا" وإنَّمَا أتَمَّها
(3)
عُثْمانُ أربعًا لأنه تأهَّل بِمَكَّة ونَوَى الإِقامَة
(4)
.
(1)
تصحَّف ما بين القوسين في نسخة (م) إلى عيَّاش، والتصويب من إتحاف المهرة (8/ 299، ح 9419).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
تكرَّرت الكلمةُ "فأتمَّها" سَهْوًا في الكلام، فحذفتُ إحداهما.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الصلاة -باب قصر الصلاة بمنى (1/ 483، ح 18) عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه عن شُعبة به، وعن يحيى بن حبيب، عن خالد الحارث، وعن ابن المثنَّى، عن عبد الصمد، كلاهما عن شُعبة به أيضا، محيلا لفظهما على لفظ مُعاذ العنبري قبلهما، وقال: "ولم يقولا في الحديث: بِمنًى، ولكن قالا: صلَّى في =
⦗ص: 142⦘
= السَّفر"، وفي لفظ معاذ عند مسلم: تحديد المدَّة التي صلَّى فيها عُثمان رضي الله عنه ركعتين بثماني أو ستِّ سنين -على الشكِّ-، ولم يأت عند مسلم قوله: "وإنما أتمَّها
…
" إلى آخره.
ويظهرُ أنَّه من تأويل أحد رُواة الحديث، ولا يثبُ عن عثمان رضي الله عنه أنَّه ترك القصر لتأهُّله بمكَّة، وأمَّا ما روى عنه أنَّه قال:"يا أيها الناس إني تأهَّلْت بمكة منذ قدمت، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تأهل في بلد فليصل صلاة المقيم"، فهذا الحديث أخرجه جمعٌ من المصنِّفين، منهم الإمام أحمد في مسنده (1/ 62)، والمقدسي في الأحاديث المختارة (1/ 505)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (10/ 416)، ومدار الحديث فيها على عكرمة بن إبراهيم الباهلي، وهو ضعيف.
قال الحافظ شمس الدين بن القيم رحمه الله بعد قول المنذري: "وأما ما روي عن عثمان أنه تأهل بمكة فيرده سفر النبي صلى الله عليه وسلم بزوجاته": "وأمَّا ما روي عن عثمان أنه تأهل بمكة فيردُّه أن هذا غير معروف بل المعروف أنه لم يكن له بها أهل ولا مال، وقد ذكر مالك في الموطأ "أنه بلغه أن عثمان بن عفان كان إذا اعتمر ربما لم يحط راحلته حتى يرجع" ويرده ما تقدم أن عثمان من المهاجرين الأولين وليس لهم أن يقيموا بمكة بعد الهجرة، وقال ابن عبد البر: وأصح ما قيل فيه أن عثمان أخذ بالإباحة في ذلك".
وقال الإمام النووي في شرحه على مسلم: "قوله: فقلت لعروة: ما بال عائشة تتم في السفر؟ فقال: إنها تأولت كما تأول عثمان، اختلف العلماء في تأويلهما؛ فالصحيح الذي عليه المحققون أنهما رأيا القصر جائزا والإتمام جائزا، فأخذا بأحد الجائزين وهو الإتمام". =
⦗ص: 143⦘
= قال الحافظ ابن حجر في شرحه قول عُروة: "أنَّ عائشة تأولت ما تأوَّل عثمان: "هذا فيه رد على من زعم أن عثمان إنما أتم لكونه تأهل بمكة، أو لأنه أمير المؤمنين وكل موضع له دار، أو لأنه عزم على الإقامة بمكة، أو لأنَّه استجد له أرضا بمنى، أو لأنه كان يسبق الناس إلى مكة،
…
وأكثره لا دليل عليه بل هي ظنون ممن قالها، ويرد الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسافر بزوجاته وقصر.
والثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أولى بذلك.
والثالث: أن الإقامة بمكة على المهاجرين حرام كما سيأتي تقريره في الكلام على حديث العلاء بن الحضرمي في كتاب المغازي.
والرابع والخامس: لم ينقلا فلا يكفي التخرص في ذلك، والأول وإن كان نقل وأخرجه أحمد والبيهقي من حديث عثمان وأنه لما صلى بمنى أربع ركعات أنكر الناس عليه فقال إلي تأهلت بمكة لما قدمت وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تأهل ببلدة فإنه يصلي صلاة مقيم فهذا الحديث لا يصح لأنه منقطع وفي رواته من لا يحتج به
…
".
انظر: حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (5/ 307)، شرح النووي على مسلم (5/ 200)، فتح الباري (3/ 664)، شرح الزَّرقاني (2/ 482)، عمدة القاري (4/ 53).
3975 -
حدَّثنا (عمَّار)
(1)
، حدَّثنا أبو داوُد
(2)
، حدَّثنا شُعْبة
(3)
،
⦗ص: 144⦘
بإسنادِه مثلَه
(4)
.
(1)
ابن رجاء المكِّي، تصحَّف اسمه في (م) إلى "عثمان"، والتصويب من الإتحاف (8/ 299، ح 9419).
(2)
سُليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، صاحب المسند، والحديثُ في مسنده (1/ 263) بهذا الإسناد بنحو لفظِ الحديث السابق.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم. =
(4)
انظر تخريج الحديث السَّابق.
من فوائد الاستخراج:
• متابعة شبابة بن سوَّار، وأبو داود الطَّيالسي معاذًا (راوي الحديث عند مسلم) على ذكره منًى في لفظ الحديث عن شُعبة، وقد عدَّ الأئمة أبا داود الطَّيالِسيَّ ومعاذا في الطبقة الأولى عن شعبة.
• إيراد الحديث في غير الكتاب الذي أورده فيه صاحب الأصل -صحيح مسلم- مما فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل.
بابُ ذكرِ الخبرِ المُخالِف لِمَا قبْلَه منْ صلاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفَجرِ قبلَ مِيقاتِها، وأنه أذَّن لِلْفجرِ وأقامَ بِجمْعٍ
(1)
(1)
حديثُ الباب والأحاديث الأخرى التي تقدمت في الباب السابق صحيحةٌ لا تعارُض بينها، ويجمع بينها بأن يقال: إن قوله: "صلّى الفَجْرَ صبِيحتَها قبلَ وقتِها" يعني: قبل وقتِها المعتاد، لا قبل طلوع الفجر، لأن ذلك ليس بجائز بإجماع المسلمين، فيتعيَّن تأويله على ذلك كما قاله الإمام النَّووي وغيره من الشُّرَّاح.
انظر: شرح النَّووي على مُسلم (9/ 41)، شرح ابن بطَّال على صحيح البخاري (4/ 366).
3976 -
حدَّثنا عبد الحميدُ بن محمد الحرَّانِي، حدَّثنا أبو جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلِي، حدَّثنا حاتِم بن إسماعيل المديني
(1)
، حدَّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: دخلْنَا على جابرٍ فقلتُ: أخبرني عن حَجَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرَ الحديثَ، وقال فيه:"ثُمَّ اضْطجعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتَّى صلَّى الفَجرَ حينَ تَبَيَّنَ لهُ الصُّبْحُ بأذانٍ واحِدٍ وإقامَة"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
هذا طرفٌ من حديث جابر رضي الله عنه الطويل في الحجِّ، أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ- باب حجَّة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 - 892، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وأخرجه أبو داود في سُننه (ص 220، ح 1905) عبد الله ابن محمد النفيلي وجماعةٍ، جميعا عن حاتم بن إسماعيل به مطوَّلًا، وقد فرَّقه أبو عوانة =
⦗ص: 146⦘
= بالإسناد نفسه في مواضعَ كثيرة من أبواب الحجِّ، تقدم منها موضِعان برقم / 3952، 3954، وستأتي برقم / 3995، 4032، 4038، 4101، كما رواه أبو عوانة من طرق مختلفة كثيرة عن جعفر بن محمد به.
من فوائد المستخرَج: تقطيع الأحاديثِ في مواضعَ مختلفة لاستنباط مسائل فقهية متنوعة.
بابُ بيانِ إباحةِ دفْعِ ضَعَفَةِ النَّاسِ مِنَ المُزْدلِفَةِ إلى مِنَى بِالليلِ، والوُقُوفِ بِالمَشعرِ بِالليلِ، والإِباحَةِ لهم تَرك الوُقوفِ معَ الإِمَام
3977 -
حدَّثنا الحسن بن أبي الربيع الجُرْجَانِي، حَدَّثنا عبد الرَّزَّاقِ، عن مَعْمرٍ، عن الزُّهْرِي
(1)
، عَنْ سَالمِ، عن أبيه، "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَدَّمَ ضَعَفَةَ (أهْلِه)
(2)
مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ"
(3)
.
(1)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث الآتي، ح / 3979.
(2)
سقطت الهاء الثانية من كلمة: "أهلِه" في نسخة (م)، والسِّياق يدلُّ على ذلك.
(3)
أخرجه النَّسائيُّ في السُّننِ الكُبرى (2/ 429) عن نوح بن أبي حبيب القُومَسِي، عن عبد الرزَّاق بنحوه، وانظر تخريج ح / 3979.
3978 -
حدَّثنا السُّلمِيُّ
(1)
، حدَّثنا عبد الرَّزَّاق، أخبرنا معمرٌ، عن الزُّهرِي
(2)
، عن سَالِم، عن ابن عمر، "أنَّه كانَ يُقَدِّمُ ضعفَةَ أهْلِهِ مِنْ جَمْعٍ
⦗ص: 147⦘
فَيَقِفُونَ عندَ المَشْعَرِ الحَرَامِ بِلَيْلٍ فيذكُرونَ الله مَا بَدا لَهُم ثُمَّ يَدْفَعُونَ، فَمِنْهُم مَنْ يأتي مِنًى لِصلاةِ الصُّبْحِ، ومِنْهُم منْ يأتِي بعدَ ذلِكَ، وأُولئِكَ ضَعَفَةُ أَهْلِهِ" ويقولُ: أَذِنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلِكَ
(3)
.
(1)
أحمد بن يُوسف بن خَالِد الأزدي، السُّلَمي.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث التَّالي.
(3)
أخرجه ابن خُزيْمة في صحيحه (4/ 275) عن محمد بن رافِع عن عبد الرزَّاق بمثله.
3979 -
حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدَّثنا ابن وهب
(1)
، قال: حدثني يونس بن يزيد، عن ابن شِهابٍ، أنَّ سالمَ بن عبد الله أخبرَهُ "أنَّ عبد الله بن عُمر كانَ يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أهلِه فَيَقِفُونَ عندَ المَشْعَرِ الحَرَامِ بِالمُزْدَلِفَةِ بِلَيْلٍ فَيَذْكُرونَ الله مَا بَدَا لَهُمْ، ثُمَّ يَقِفُونَ قَبْلَ أنْ يَقِفَ الإِمَامُ وقَبْلَ أنْ يَدْفَعَ، فَمِنْهُم مَن (يَقْدَمُ)
(2)
مِنًى لِصلاةِ الفَجْرِ، ومِنْهُم مَنْ (يَقْدَمُ)
(3)
بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِذَا قَدِمُوا رَمَوا الجَمْرَةَ" وكان ابنُ عمرَ يقُولُ: أَرْخَصَ في ذلِكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
تصحَّف ما بين القوسين في نسخة (م) إلى "يقوم" والتَّصويب من لفظ مسلم (2/ 941، ح 304)، والسّياق يقتضيه أيضا.
(3)
تصحَّف إلى "يقوم" مثل سابقه.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقديم الضعفة من النساء وغيرهن من مزدلفة إلى منى في أواخر الليالي قبل زحمة الناس، واستحباب المكث لغيرهم حتى يُصَلُّوا الصُّبحَ بِمزدلفة (2/ 941، ح 304) عن أبي الطَّاهر، وحرملة بن يحيى، كلاهما عن ابن وهب، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب من قدَّم ضعفة أهله بليلٍ =
⦗ص: 148⦘
= فيقفون بالمزدلفة
…
(ص 271، ح 1676) عن يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 379) والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 216) كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، جميعًا عن يونس ابن يزيد الأيلي، عن الزُّهرِي به.
من فوائد الاستخراج:
• مجيئُ صيغةِ التَّحديثِ عن ابن وهبٍ، وعند مُسلم عنه بصيغة الإخبار.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• التقاء المصنِّف مع الإمام مسلم في شيخ شيخه، وهذا "بدل".
• تقييد المهمل في قوله: "يونس بن يزيد"، وقد جاء في مسلم مهملا.
3980 -
حدَّثنا علي بن حرب، ويزيد بن سنان، قالا: حدَّثنا أبو عاصم
(1)
، عن ابن جُريج
(2)
قال: حدَّثنِي عطاءٌ، عن سالِم بن شَوَّال، عن أمِّ حَبِيْبَة
(3)
قالتْ: "أمَرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ أَنْفِرَ بِليلٍ مِنْ جَمْعٍ"
(4)
.
(1)
الضحَّاك بن مَخْلَد النَّبِيل.
(2)
موضِعُ الالتِقاء مع مُسلم.
(3)
رَمْلة بنت أبي سُفيان أمِّ المؤمنين رضي الله عنهما.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقديم الضَّعفة من النِّساء وغيرهِنَّ من مزدَلِفةَ إلى مِنَى
…
(2/ 940، ح 298) عن محمد بن حاتِم، عن يحيى بن سَعيد، وعن عليِّ بن خَشْرَم، عن عيسى، وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 82) عن أبي عاصم، ثلاثتهم عن ابن جريج به.
من فوائد الاستخراج:
• مجيئُ صيغةِ التَّحديث عن ابن جُريج، بينما عند الإمام مسلم بصيغة الإخبار. =
⦗ص: 149⦘
= • تساوي عددِ رجال الإسنادين، وهذا علوٌّ نسبي.
3981 -
حدَّثنا علي بن حرب، حدَّثنا سفيان ابن عيينة
(1)
، عن عمرو بن دينار، عن سَالِم بن شَوَّال، عن أُمِّ حَبِيبةَ قالتْ:"كُنَّا نُغَلِّسُ علَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنَى"
(2)
.
(1)
موضِع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقديم الضَّعفة من النِّساء وغيرهِنَّ من مزدَلِفةَ إلى مِنَى
…
(2/ 940، ح 299) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو النَّاقِد، عن سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار به.
3982 -
حدَّثنا محمَّد بن إسحاق الصغاني، أخبرنا أحمد ابن حنبل
(1)
، حدَّثنا سُفيان
(2)
، عن عمرو قال: سمعتُ سالمَ بن شَوَّالٍ، عن أمِّ حَبِيبة، ح.
وحدَّثنا ابن أبي مسرة، حدَّثنا الحميدي
(3)
، وسعيد بن منصور، قالا: حدَّثنا سُفيان، حدَّثنا عمرو بن دينار، قال: حدَّثني سالَم بن شَوَّالٍ، عن أمِّ حَبِيبة إنَّها قالت:"إنْ كُنَّا نَفْعَلُه عَلَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِغَلَسٍ مِنَ المُزْدَلِفَةِ إِلى مِنًى" قال الحميدي: وكان سالمُ بن شَوَّال رجلًا من أهلِ
⦗ص: 150⦘
مكَّة لَمْ أسمعْ أحدًا يُحَدِّثُ عنه إلَّا عمرٌو هذا الحديث، هذا لفظُ الحميدي، وأمّا لفظُ أحمدَ بن حَنْبَل:"كُنَّا نَفْعَلُه عَلَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ إلَى مِنَى" وقال سُفيان مرةً: "كُنَّا نُغَلِّسُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنَ المُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنَى" ولفظُ علي بن حرب: "كُنَّا نُغَلِّسُ عَلَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنَى"
(4)
.
(1)
الحديث في مسنده (6/ 426) عن سفيان بن عُيينة بالإسناد المذكور.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين، انظر تخريج الحديث السابق، ح / 3981.
(3)
الحديث في مسنده (1/ 146) عن سفيان بن عُيينة بالإسناد المذكور، وعقَّب الحديثَ بِالكلامِ على حالِ سالِم بن شوَّالٍ كما نقل أبو عوانة عنه ذلك.
(4)
انظر تخريج الحديث السابق، ح / 3981، وراجِع الحاشية الأولى والثالثة لهذا الحديث.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح عمرو بن دينار بالتحديث تارة، وبالسماع تارة أخرى، بينما عنعنَ عندمسلم.
• زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن سفيان أربعة طرق، طريق الإمام أحمد، وطريق الحميدي، وطريق سعيد بن منصور، وطريق علي بن حرب.
• تعيين من له اللَّفظ من الرُّواة.
• بيان اختلاف ألفاظ الرواة في الحديث والدّقة في ذلك، ويؤثر ذلك مثلُ ذلك في استنباط الأحكام وتحديد المصطلحات الشرعية.
• التعريف بالراوي عن أم حبيبة رضي الله عنهما في الإسناد: "سالم بن شوَّال".
3983 -
حدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا محمد بن بكر البُرسانِي، أخبرنا ابن جُريج
(1)
، ح.
وحدَّثنا أبو داود الحراني، حدَّثنا أبو عاصم
(2)
، عن ابن جُريج قال:
⦗ص: 151⦘
حدَّثنِي عبيد الله بن أبي يَزِيد، أنَّه سَمِع ابنَ عبَّاس يَقُولُ: "كُنْتُ مِمَّنْ قدَّمَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في الثَّقَلِ
(3)
"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث التَّالي، ح / 3984.
(2)
الضحَّاك بن مَخْلَد النَّبيل.
(3)
الثَّقَل: -بفتح الثَّاء والقاف- حشَمُ المسافِر متاعُه المَحمُول على الدَّابة.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 134)، الفائق للزمخشري (1/ 170).
(4)
أخرجه ابن خُزيْمة في صحيحه (4/ 275) عن محمد بن معمر، عن محمد بن بكر، وعن عليٍّ بن خَشْرم عن عِيسى بن يُونس، كلاهما عن ابن جُريج به، وانظر الحديث التالي أيضًا.
3984 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا سُريجٌ
(1)
، والقَوَاريْرِي
(2)
، قالا: حدَّثنا حمَّاد بن زيد
(3)
، عن عبيد الله بن أبي يَزيد قال: سمعتُ ابنَ عبَّاسٍ يقُول: "بعثَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثَّقَلِ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ، أَوْ في الضَّعَفَة"
(4)
.
(1)
هو: سُرَيج بن النعمان بن مروان الجَوْهَرِي، أبو الحُسين البغدادي.
(2)
عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، أبو سعيد البصري.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب استحباب تقديم دفْع الضعفة من النِّساء وغيرهن من مزدلفة إلى منى
…
(2/ 941، ح 300) عن يحيى بن يحيى، وقُتَيبة بن سَعِيد، وأخرجه البُخاري في كتاب الحج -باب حجِّ الصِّبيان (ص 299، ح 1856) عن أبي النُّعمان، ثلاثتُهم عن حمَّاد بن زيد به.
من فوائد الاستخراج: مجيئُ صيغة التَّحديثِ عن الرُّواة عن حمَّاد بن زيد.
3985 -
حدثني ابن أبي مسرة، حدَّثنا الحميدي
(1)
، حدَّثنا
⦗ص: 152⦘
سُفيان
(2)
، عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: سمعت ابن عبَّاس يقول: "كنتُ فيْمنْ قدَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضَعَفَةِ أهلِه مِن المُزْدَلِفَةِ إلى مِنَى"
(3)
.
(1)
الحديثُ في مسنَده (1/ 220) عن سُفيان بن عُيينة به.
(2)
ابن عُيينة، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقديم دفْع الضعفة من النِّساء وغيرهن من مزدلفة إلى منى
…
(2/ 941، 301) عن أبي بكر بن أبي شيبة.
وأخرجه البخاري في كتاب الحجِّ -باب من قدَّم ضعفةَ أهله بليلٍ فيقفون بالمزدلفة ويدعون
…
(ص 272، ح 1678) عن عليِّ بن عبد الله، كلاهما عن سُفيان بن عُيينة به.
من فوائد الاستخراج: راويه عند المصنِّف عن سُفيان، هو الحُميدي، وهو من أوثَقِ الناس في ابن عُيينة، قال أبو حاتم الرازي:"أثبتُ الَّناس في ابن عيينةَ الحميديُّ، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة"، وقال:"ثقة إمام". الجرح والتعديل (5/ 57).
3986 -
حدَّثنا يُونس
(1)
، أخبرنا ابن وهب، قال: حدَّثني عمرو بن الحارث، أنَّ أبا الزُّبَير المكِّي
(2)
أخبرَه، عن عبد الله بن عبَّاس قال:"كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَدِّمُ العِيَالَ والضَّعَفَةَ إلى مِنَى من المُزْدَلِفَةِ"
(3)
.
⦗ص: 153⦘
قال عمرو
(4)
: وأخبرني عمِّي
(5)
، وابن دِينَار، عن ابن عبَّاس قال:"كُنْتُ فِيْمَنْ تَقَدَّمَ إلى مِنَى مِنَ المُزْدَلِفَةِ مَعَ العِيَالِ"
(6)
.
(1)
ابن عبد الأعلى الصَّدفي.
(2)
محمد بن مسلم بن تَدْرُس.
(3)
أخرجَه الطَّبراني في المعجم الكبير (11/ 136) عن أحمد بن رِشدين، عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب به، ولَم أقِف على أحدٍ تابع ابن وهْبٍ عن عمرو، ولا أحدا تابعَ عمرا عن أبي الزُّبير في هذا الحديث، والإسناد ظاهرُه الصِّحَّة.
(4)
يعني: ابنَ الحارث.
(5)
هكذا في نسخة (م)، وبعد بحث طويل لم أقفْ في شيوخ عمرو بن الحارث على عمِّه، وأخاف أن تكون الكلمة تصحفت من "أبِي الزُّبير" بسببٍ من النَّاسخ، فقد تكرَّر مجيئُ كلمة "عمِّي" في مواضعَ كتيرة من الكتاب قبل اسم عمرو بن الحارث، فربَّما جعلها النَّاسخ سهوا بعد اسمه في هذا الموضع، والمقصود من "عمِّي" في تلك المواضع "عبد الله بن وهب" الراوي عن ابن الحارث في هذا الحديث، ورجعتُ إلى الإتحاف (8/ 59، ح 8906) فلم أجد فيه إسنادا غير الإسناد المذكور.
(6)
ظاهرُ الإسناد الصحَّة والاتصال، لثُبوت عاع ابن دينار من ابن عبَّاس رضي الله عنهما، ولكن أرى -والله أعلم- أنَّ عطاءَ بن أبي رباحٍ سقط من الإسناد بين عمرو بن دينار وابن عبَّاسٍ، فإنَّ جمعًا من الثِّقات منهم ابن عُيينة، وابن جُريج، وغيرهما يروونه عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عبَّاس، كما في الحديث التَّالي، والذي بعده، انظر تخريج الحديث التَّالِيَين.
3987 -
وحدَّثنا ابن أبي مسرة، حدَّثنا الحميدي
(1)
، حدَّثنا سُفيان
(2)
، حدَّثنا عمرو، عن عطَاءٍ، عن ابن عبَّاس قال:"كنتُ فيمنْ قدَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضَعَفَةِ أهلِه مِنَ المُزْدَلِفَة"
(3)
.
(1)
الحديثُ في مسنده (1/ 220) عن سُفيان بن عُيينة به.
(2)
ابن عُيينة، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقديم دفْع الضَّعفة من النِّساء وغيرهن من مُزْدَلِفة إلى منى
…
(2/ 941، 302) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن سُفيان =
⦗ص: 154⦘
= ابن عُيينة به، وأخرجه الإمام أحمد (1/ 272) عن حسين، عن داود العطِّار، عن عمرو بن دينار به.
من فوائد الاستخراج: راويه عند المصنِّف عن سُفيان، هو الحُميدي، وهو من أوثَقِ الناس في ابن عُيينة، قال أبو حاتم الرازي:"أثبتُ الَّناس في ابن عيينةَ الحميديُّ، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة"، وقال:"ثقة إمام". الجرح والتعديل (5/ 57).
3988 -
حدَّثنا عَمَّار
(1)
، حدَّثنا محمد بن بكر
(2)
، أخبرنا ابن جُريج قال، أخبرِني عطاء أنَّ ابن عبَّاس قال:"بَعثَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسَحَرٍ مِنْ جَمْعٍ في ثَقَلِ نَبيِّ الله" قلتُ: أبلغَكَ أنَّ ابنَ عبَّاسٍ قالَ: بعثَ بِي بِليلٍ طَويلٍ؟ قال: لا، كذلِك بِسَحَرٍ
(3)
.
(1)
ابن رجاء المكِّي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقديم دفْع الضَّعفة من النِّساء وغيرهن من مُزْدَلِفة إلى منى
…
(2/ 941، 303) عن عبد بن حُميد، عن محمَّد بن بكر، عن ابن جُريج به.
من فوائد الاستخراج:
• التقاء المصنِّف مع الإمام مسلم في شيخ شيخه، وهذا "بدل".
• تساوي عدد رجال الإسنادين وهذا "مساواة".
3989 -
حدَّثنا الميموني
(1)
، وأبو داود الحراني، قالا: حدَّثنا محمد بن عبيد، حدَّثنا عبيد الله بن عُمَر
(2)
، عن عبد الرحمن بن القاسم،
⦗ص: 155⦘
عن أبيه، عن عائِشَة إنَّها قالتْ:"وَدِدْتُ أنِّي كنتُ استأذَنْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَما استأذنَتْه سَوْدَةُ، فأصلِّي الصُّبْحَ بِمِنَى وأرمِي قبلَ أنْ يَجِيءَ النَّاسُ" فقالُوا لِعَائِشَةَ: أستَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ؟ فقالتْ: نعم، إنَّها كانتْ امرأةً ثَبِطَةً
(3)
فَأَذِن لَها
(4)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون الرَّقي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
ثَبِطَة: -بفتح الثَّاء، وكسر الباء- أي: ثقيلةً بطِيئة من التَّثبِيطِ وهُو التَّعْوِيق.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 128)، النهاية لابن الأثير (1/ 207).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقديم الضَّعَفَة من النِّساء وغيرهن من مُزْدَلِفة إلى منى
…
(2/ 939، ح 295) عن ابن نمير، عن أبيه، وأخرجه الإمام أحمد في المُسند (6/ 98) عن محمد بن عُبيد، كلاهما عن عبيد الله بن عمر به.
3990 -
حدَّثنا أبو العبَّاس الغَزِّي، وأبو أمية، قالا: حدَّثنا قبيصة بن عُقْبَة، حدَّثنا سُفيان الثوري
(1)
، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسِم، عن عائشة قالت:"قَدَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم سَوْدةَ لَيْلَةَ جَمْعٍ، وكانتْ امرأةً ثَبِطَةً"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
انظر الحديث التالي.
3991 -
حدَّثنا يُوسف
(1)
، حدَّثنا محمَّد بن كَثير
(2)
، حدَّثنا
⦗ص: 156⦘
سُفيان
(3)
، قال: حدثني عبد الرحمن بن القاسم، [عن القَاسِم]
(4)
، عن عائِشة أنها قالت:"استأذنتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم سَوْدَةُ لَيْلَةَ جَمْعٍ وَكَانَتْ ثَقِيْلَةً ثَبِطَةً فَأَذِنَ لَهَا"
(5)
.
رواه مسلمٌ، عن محمَّد بن المُثَنَّى، حدَّثنا عبد الوهاب، عن أيُّوبَ، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائِشةَ قالتْ: إنَّ سَوْدةَ بِنْتَ
⦗ص: 157⦘
زَمْعَةَ كانتْ امرأةً ضَخْمَةً ثَبِطَةً فَاسْتَأْذَنَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ تُفِيضَ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ فَأَذِنَ لَهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَيْتَنِي اسْتَأذَنْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَمَا اسْتَأذَنَتْهُ سَوْدَةُ وكانتْ عائِشةُ لا تُفِيضُ إلَّا معَ الإِمامَ
(6)
.
(1)
هو: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمَّاد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري الأصل، أبو محمد القاضي البغدادي.
(2)
العبدي، البصري، ت / 223 هـ، ثقة، لم يصب من ضعفه.
انظر: التقريب (ت 7038).
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م) واستدركتُه من إتحاف المهرة (17/ 467، ح 22631)، وسِياقُ الإسْناد يدُلُّ على ذلك أيضًا، فإنَّ عبد الرحمن لم يسمعْ عائشة رضي الله عنها.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقديم الضَّعَفَة من النِّساء وغيرهن من مُزْدَلِفة إلى منى
…
(2/ 940، ح 296) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، وعن زهير ابن حرب، عن عبد الرحمن بن مهدي، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب من قدَّم ضعفة أهله بليل فيقفون بالمزدلفة ويدعُون
…
(ص 272، ح 1680) عن محمد بن كثير، ثلاتتهم عن سُفيان الثوري به، غيرَ أنَّ الإمام مسلما أحال لفظهما على حديث عبيد الله ابن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم قبله، وقال:"بهذا الإسناد نحوه".
من فوائد الاستخراج:
• فيه بيان للمتن المحال به على متنٍ آخر.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• تصريح سفيان الثوري بالتحديث.
• تقييدُ المهمل "سُفيان" بأنَّه "الثوري" في الحديث السَّابق: ح/ 3990.
(6)
صحيح مسلم -كتاب الحج -باب استحباب تقديم الضَّعَفَة من النِّساء وغيرهن من مُزْدَلِفة إلى منى
…
(2/ 939، ح 293).
3992 -
حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق البَصريُّ، حدَّثنا أبو عامِر العَقَدِيُّ
(1)
، حدَّثنا أفلحُ بن حُميد،
(2)
عن القاسم بن محمد، عن عائشة، "أنَّ سَوْدةَ بِنتَ زَمْعَةَ استَأْذَنَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ تَدْفَعَ قبلَه وقبلَ حَطْمةِ
(3)
النَّاس فَأذِنَ لَهَا" وكانتْ امرأةً ثَبِطَةً -يعني: ثَقِيْلَةً-
(4)
قالتْ: وأقَمْنَا حتَّى دَفَعْنَا بِدَفْعِهِ حِيْنَ أصْبَحَ قالَ: تقولُ عائِشةُ: لأَنْ أَكُونَ استَأْذَنْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَأَدْفَعَ بإذْنِه قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ أحَبُّ إليَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِه
(5)
.
(1)
هُو: عبد الملك بن عمرو القَيْسِيّ العَقَدِيّ -بفتح المهملة والقاف-.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث التَّالي.
(3)
-بفتحِ الحاءِ وسُكونِ الطَّاء- أي زحْمتِهم حتَّى يُحَطِّمَ بعضُهم بعضًا.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 192).
(4)
صاحب التَّفسير هو: القاسِم كما في حديث مسلم من طريق أفلح بن حميد عن القاسم.
(5)
انظر تخريج الحديث التَّالي.
3993 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا أبو نُعيم، حدَّثنا أفلحُ بن حُميد
(1)
،
⦗ص: 158⦘
عن القاسِم بن محمد، عنْ عائِشةَ قالتْ:"لمَّا نَزَلنا المُزْدَلِفَةَ استَأْذَنَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم سَوْدَةُ ابنةُ زَمْعَةَ أنْ تدْفَعَ قبْلَه وقبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ، وكانَتْ امرأةً ثَبِطَةً فأذِن لَها، فَدَفَعَتْ قبْلَه وقَبْلَ حَطْمَةِ النَّاس" فَأَقَمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا فَدَفَعْنَا بِدَفْعِه فَلأَنْ أكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ أَحَبُّ إليَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقديم الضَّعَفَة من النِّساء وغيرهن من مُزْدَلِفة إلى منى
…
(2/ 939، ح 293) عن القعنبيِّ، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب من قدَّم ضعفة أهله بليل فيقفون بالمزدلفة ويدعُون
…
(ص 272، ح 1681) عن أبي نُعيم، كلاهما عن أفْلَحِ بن حُميد به.
3994 -
حدَّثنا أحمدُ بن الفَرَج الحِمْصِيُّ أبو عُتْبَة، وعبد الله ابن عبد الحَميد الرَّقِّيُّ
(1)
، قالَا: حدَّثنا ابن أبي فُديك، قال: حدَّثنا أفلحُ ابن حُميد
(2)
، عن القَاسِم، عن عائِشة، فذكرَ مثْلَه، قال
(3)
: الثَّبِطَةُ: الثقيْلَةُ، فأكونَ أَدْفَعُ بإذْنِه
(4)
.
(1)
ابن عمر بن عبد الحميد القُرشي الرَّقِّي صاحب ابن أبي فُدَيك، لم أقفْ على ترجمَته.
انظر: المطبوع من مستخرج أبي عوانة (4/ 400، ح 7092).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3993.
(3)
القائل هو: القاسم كما في حديث مسلم من طريق أفلح بن حميد عن القاسم.
(4)
انظر تخريج الحديث السَّابق.
من فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن أفلح بن حميد ثلاثة طرق، وهي طريق أبي عامر العقدي، وطريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وطريق ابن أبي فُديك.
باب دَفْعِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ المُزْدَلِفَةِ، وصفَةِ وُقوفِه بِالمَشعرِ ودُعائِه وَدَفْعِه مِنَ المشعَرِ قَبْلَ طُلُوع الشَّمسِ، وَتَحْرِيكِه راحِلتَه بِبطْنِ محسرٍ
(1)
، وصفَةِ طَرِيْقِه إلى الجمْرَةِ الكُبْرَى
(1)
مُحَسِّر: -بالضَّمِّ ثم الفتح وكسر السِّين المشَدَّدة- بمعنى الإعياء، تقول: حَسَرَتِ الدَّابَّةُ والعين إذا أعيتْ، وهو وادٍ صغير يَمُرُّ بين منى ومزدلفة، والمعروف منه ما يمُرُّ فيه الحاج على الطريق بين منى ومزدلفة وله هناك علاماتٌ منصُوبة، سُمِّى بذلك لأن فيل أبرهة الحبشي حسر فيه أي أعيي وانقطع عن الذهاب، وهو المكان الذي أهلك الله فيه الفيل وأصحابه، وقد جاء لدى مُسلم (2/ 2 / 932، ح 268) من حديث اللَّيث عن أبي الزبير عن أبي معبد عن ابن عبَّاسٍ، أن وادي محسِّر من منى، وسيأتي عند المصنِّف برقم / 4002، وذهب بعضُ العلماء إلى أنَّ هذا الوادي برزخٌ بين المشعرين منى ومزدلفة، فلا هو من منى، ولا هو من مزدلفة.
قال ابنُ القيِّم رحمه الله: "ومحسِّر برزخْ بين منى وبين مزدلفة، لا من هذه ولا من هذه".
وإلى هذا ذهب المؤرخ الحجازيُّ المعاصر: عاتق بن غيث البلادي، حيث قال:"ووادي محسِّرٍ معلومٌ ومحدَّد، وقد جعله الله الحدّ الفاصلَ بين مِنَى والمزدلفة، ومحدودٌ تجد وراءَهُ بترةً ويسمَّونه عمودا وهُو نهاية مزدلفة، وبعده بقليل عمودٌ وهو بداية مِنَى، فهو إذن يقع بين منى ومزدلفة، فلا يجُوز أنْ تبيت فيه ليلةَ مزدلفة ولا تقيم فيه أيَّام منى، وهو مَجْرَى وادٍ صغيرٍ وليس واديًا كبيرًا، ليس فيه أكثر من 20 مترًا، ودرب السَّيل صغيرٌ جدًّا فيه، وهو شِعْبٌ ويسمُّونه واديًا".
فاللَّه أعلم.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 117)، معجم البلدان (1/ 449)، زاد المعاد (2/ 256)، =
⦗ص: 160⦘
= مجلة ميقات الحج - السنة الثالثة- العدد السادس-1417 هـ، ص 195، - لقاء مع المؤرخ الحجازي.
وتَلْبِيَتِه في طَرِيْقِهِ حَتى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ
3995 -
حدَّثنا عبد الحَمِيد بن محمد الحَرَّانِي، حدَّثنا أبو جعفر النُّفَيلِي، حدَّثنا حاتِم بن إسماعيل
(1)
، حدَّثنا جَعفر ابن محمد، عن أبيه قال: دخلْنَا علَى جابِرِ بن عبد الله فقُلنا: أخبرْنا عنْ حَجَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرَ الحَديثَ، وقال فِيه: "فصلَّى الفَجْرَ -يعنِي بِالمُزْدَلِفَةِ- حيْنَ تَبَيَّنَ لهُ الصُّبْحُ، وَرَكِبَ القَصْوَاءَ حَتَّى أتَى المَشْعَرَ الحَرَامَ فَرَقَا عليهِ، فَحَمِدَ الله وَكبَّره وهَلَّلَهُ، فلَمْ يَزَلْ واقِفًا حتَّى أسْفَرَ جِدًّا، فدفَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَأَرْدَفَ الفَضْلَ بن العبَّاسِ وكانَ رجُلًا حَسَنَ الشَّعْرِ أبْيَضَ وَسيمًا، فلمَّا دفَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ الظُّعُنُ
(2)
يَجْرَيْنَ، فَطَفِقَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إليهِنَّ، فَوَضعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدَهُ على وجهِ الفَضْلِ وصَرَفَ الفَضْلُ وجْهَه إلى الشِّقِّ الآخَرِ، وحَوَّلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدَهُ إلَى الشِّقِّ الآخَرِ، وصَرَفَ
⦗ص: 161⦘
الفَضْلُ وجهَهُ إلى الشِّق الآخِرِ يَنْظُرُ، حتَّى أتَى بَطْنَ مُحَسّرٍ، حَرَّكَ قليلًا ثُمَّ سلكَ الطَّريقَ الوُسْطى الذي يُخْرِجُكَ علَى الجَمْرَةِ الكُبرى"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
الظُّعُن: -بِضَمِّ الظَّاءِ وسُكُون العين وضَمها أيضًا- جمَعُ ظَعِينة، والظَّعائِن والظَّعِينة هم النِّسَاءُ وأصلُه الهَوادِج التِي يَكُن فيها ثُمَّ سمِّيَ النِّساءُ بذلك.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 329)، النهاية في غريب الحديث (3/ 157).
(3)
هذا طرفٌ من حديث جابر رضي الله عنه الطويل في الحجِّ، أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ- باب حجَّة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 - 892، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وأخرجه أبو داود في سُننه (ص 220، ح 1905) عبد الله ابن محمد النفيلي وجماعةٍ، جميعا عن حاتم بن إسماعيل به مطوَّلًا، وقد فرَّقه أبو عوانة بالإسناد نفسه في مواضعَ كثيرة من أبواب الحجِّ، تقدم منها ثلاثة مواضع برقم / 3952، 3954، 3976، وستأتي برقم / 4032، 4038، 4101، كما رواه أبو عوانة من طرقٍ مختلفة كثيرة عن جعفر بن محمد به.
من فوائد المستخرَج: تقطيع الأحاديثِ في مواضعَ مختلفة لاستنباط مسائل فقهية متنوِّعة.
3996 -
حدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا محمد بن بكر البُرْساني، حدَّثنا ابن جُريج
(1)
، قال: حدَّثنِي عطاءٌ، قال: حدَّثنا ابن عبَّاس "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَرْدَفَ الفَضْلَ بن عبَّاسٍ"، قال عطاءٌ: وأخبرِني ابنُ عبَّاس أنَّ الفضلَ أخبره: "أنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبّي حتَّى رمَى جَمرةَ العَقَبَة"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب إدامة الحاجِّ حتى يشرَع في رمي جمرة العَقَبة يوم النحر (2/ 931، ح 266) عن إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خَشْرَم، كلاهما عن عيسى بن يُونس، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب التَّلبية والتكبير غَدَاة النَّحر حتَّى يرميَ الجمرةَ، والارتداف في السَّير (ص 273، ح 1685) عن =
⦗ص: 162⦘
= أبي عاصم الضحَّاك بن مخلد، كلاهما عن ابن جُريج به.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح ابن جريج وعطاء بالتحديث، وروى عنهما مسلم بصيغةِ الإخبار.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• بيان المهمل في قوله: "الفضل بن عبَّاس" حيثُ جاء في مسلم مهملًا.
3997 -
حدَّثنا أحمد بن الفَضْلِ الصَّائِغ، حدَّثنا آدم بن أبي إياسٍ، حدَّثنا وَرْقاء
(1)
، عن حُصَيْن
(2)
، عن كَثِيرِ بن مُدْرِك، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله بن مسعود ونحنُ بجمْعٍ: سمعتُ الذي أُنْزِلَتْ عليه سورةُ البَقَرَةِ يقول هاهُنا: "لَبيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ" يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
ابن عُمر بن كُلَيب اليَشْكُرِي، أبو بِشر الكوفيُّ.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، والراوي هو: حُصَينُ بن عبد الرحمن السُّلَمِي، أبو الهُذَيل الكُوفي، ت /136 هـ، ثقة متَّفقٌ على الاحتجاجِ به إلا أنَّه تغيَّر بأخرة، وهُشَيمٌ من أعلم الناس به، وقد سمع منه قبل التغيُّر، وهو أحدُ الرُّواة الذين رووا عنه هذا الحديث.
انظر: مقدمة ابن الصلاح (ص 456)، تهذيب الكمال (6/ 519 - 523) هَدي السَّاري (ص 417)، التقريب (ت 1505)، نهاية الاغتباط (ص 88)، الكواكب النيرات (ص 126).
(3)
انظر تخريج الحديث التالي.
3998 -
حدَّثنا الصَّاغاني، حدَّثنا أبو بَكر بن أبي شَيْبَة
(1)
، ح.
⦗ص: 163⦘
وحدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا عاصِم بن علي
(2)
، قالا: حدَّثنا أبو الأحوص
(3)
، عن حُصَين، عن كَثِير بن مُدْرِكٍ، عن عبد الرحمن بن يَزِيد قال: قال عبد الله ونَحْنُ بَجَمْعٍ: سَمِعْتُ الَّذي أُنْزِلَتْ عليه سورةُ البقرةِ يقولُ في هذا المقام: "لَبيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ"
(4)
.
رواه الحُلواني، عن يحيى بن آدَم، عن سُفيان
(5)
، عن حُصين
(6)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الأوَّل.
(2)
ابن عاصِم بن صُهَيْب الواسِطِيّ، أبو الحُسين القرَشيُّ التَّيْمِي مولاهُم.
(3)
هو: سَلَّام -بتشديد اللام- بن سُلَيْم الحَنَفِي -مولاهم-، أبو الأَحْوَص، الكوفي.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب استحباب إدامة الحاجِّ حتى يشرَع في رمي جمرةٍ العَقَبة يوم النحر (2/ 932، ح 269) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي الأحوص، و (ح 270) عن سُريج بن يونس، عن هُشيم (وفي حديثه قِصَّة)، و (ح 271) عن يُوسف بن حمَّاد، عن زياد البَكَّائي، ثلاثتُهم (فَرَّقَهُم) عن حُصَين به، وأخرجه الطَّحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 225) عن علي بن شيبة، عن عاصم ابن علي به.
(5)
ابن عُيينة.
(6)
أخرجه مسلم- موصُولًا- (2/ 932) عن حسَن الحُلوانيّ عن يحيى بن آدم به.
بابُ بيان صِفَةِ سَيْرِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حِينَ دفعَ من جَمْعٍ، وبيانِ صفةِ الحصَى التِي تُرْمَى بها الجمْرَةُ، والدَّليلُ على [استِحبَابِ]
(1)
حَملِهِ من مُحسرَ، والإِيضاِح
(2)
في وادي مُحسرٍ
(1)
تصحَّف ما بين القوسين في نسخة (م) إلى "الباب"، والتَّصويب من تبويب النووي، ويدلُّ عليه السِّياق أيضا.
(2)
الإيضاعُ: حملُ البعير على الوضعِ، وهو سيرٌ سهلٌ حثِيثٌ مثل الخبَب (الرَّمَل).
غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 178)، غريب الحديث لابن الجَوزِي (2/ 472)، الفائق للزمخشري (3/ 151).
3999 -
حدَّثنا يزيد بن سنان، وعبد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم
(1)
، قالا: حدَّثنا يحيى بن سعيد القَطَّان
(2)
، عن ابن جُريج قال: أخبَرنِي أبو الزبير قال: حدَّثَنِي أبو مَعْبَدٍ
(3)
، عن عبد الله بن عبَّاس، عن الفَضْل بن عبَّاس، قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعُوا عَشِيَّةَ عَرَفَة وغَدَاةَ جَمْعٍ:"عَلَيْكُم السَّكِينَةَ" وهُو كافٍ ناقتَه، حتَّى إذا دَخَلَ مِنَى حِينَ هَبَطَ مُحَسِّرًا قال: "عَلَيْكُم بِحَصَى الخَذْفِ
(4)
الَّتِي تُرْمَى بِهَا الجَمْرَةُ" والنَّبِي صلى الله عليه وسلم يُشِيْرُ
⦗ص: 165⦘
بِيَدِهِ كَمَا يَخْذِفُ الإِنْسَانُ
(5)
.
(1)
العبدي، أبو محمد النيسابوري.
(2)
موضعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
نَافِذ مولى ابن عبَّاس.
(4)
الخَذْفُ: -بفتح الحاء المعجمة وسكون الذال- هو الرَّمي بحصًى أو نَوَى بينَ السَّبَّابَتَيْنِ أو بَيْن الإِبْهَامِ والسَّبَّابَة، قال المُناوي: "أي بقدر الحصا الصغار التي =
⦗ص: 165⦘
= تخذف أي يرمى بها والمراد هنا ما هو قدر الأنمُلة طولا وعرضًا، وهو قدرُ الباقِلَّا فيُكرهُ بدونِه وفوقَه ويُجزي".
انظر: مشارق الأنوار (1/ 231)، التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي (1/ 143).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب استحباب إدامة الحاجِّ التَّلبية حتى يشرع في رمي جمرة العقبة يوم النَّحر (2/ 132، ح 268) عن زهير بن حرب، عن يحيى بن سعيد به، مقتصِرا على طَرفٍ من الحديث:"والنَّبي صلى الله عليه وسلم يُشير بيده كما يخْذفُ الإنسانُ" لإخراجه الحديث كاملًا عن الليث بن سعد عن أبي الزُّبير قبل حديث ابن جُريج.
من فوائد الاستخراج:
• التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخ شيخه، وهذا "بدل".
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• زيادة طريقين عن يحيى بن سعيد القطَّان.
• تقييد يحيى بن سعيد، بأنه القَطَّان.
• ذكر لفظ ابن جُريج كامِلا بينما اقتصر مسلم على طرف منه.
• تصريح أبي الزُّبير بالتحديث.
4000 -
حدَّثنا عبد الصمد بن الفضل، حدَّثنا مكِّيٌّ، ح.
وحدَّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدَّثنا أبو عاصم كلاهُما، عن ابن جُريج
(1)
قال: أخبرِني أبو الزبير أنَّه أخبَرَهُ أبو مَعْبَدٍ مولَى ابنِ عبَّاس، عن عبد الله بن عبَّاسٍ، عن الفَضْلِ بن عبَّاسٍ، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لمَّا بَلَغَ وادي
⦗ص: 166⦘
مُحَسِّرٍ قال: "عَلَيْكُم السَّكِينَةَ، وارمُوا الجِمَارَ بِحَصَى الخَذْفِ" وأشَارَ بِأُصْبُعِه
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السَّابِق ح /3999.
(2)
انظر: تخريج الحديث السَّابق.
من فوائد الاستخراج: زيادة طريقين عن ابن جُريج.
4001 -
حدَّثَنا الصغاني، حدَّثنا أبو سَلَمَة (الخزاعِي)
(1)
، أخبرنا اللَّيثُ
(2)
، عن أبي الزُّبَير، عن أبي مَعْبَدٍ، عن ابن عبَّاس، عن الفَضْلِ، وكانَ ردِيفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قَالَ في عَشِيَّةِ عَرَفَةَ وغَدَاةَ جَمْعٍ لِلنَّاسِ حِيْنَ دَفَعُوا:"عَليكُم السَّكيْنَةَ" وهُو كافٍ نَاقَتَه، حَتَّى إذا دخَلَ مُحَسِّرًا وهُو مِنْ مِنَى قَالَ:"عَلَيْكُم بِحَصَى الخَذْفِ الَّذِي تُرْمَى بِه الجَمْرَةُ".
وقال: "لَمْ يَزَلْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الجَمْرَةَ"
(3)
.
(1)
هو: منصور بن سلمة بن عبد العزيز، أبو سَلمة الخزاعي البَغْدَادِي، تصحَّفتْ نسبتُه في نُسخَةِ (م) إلى "الفزاعي".
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مُسلِم في كتاب الحجِّ -باب استحباب إدامة الحاجِّ التَّلبية حتَّى يَشرَعَ في رمي جمرة العقبة يوم النحر (2/ 931، ح 268) عن قُتيبة بن سعيد، وابن رُمح، كلاهما عن الليث بن سعد، عن أبي الزُّبير به.
4002 -
حدَّثنا أبو العبَّاس الغَزِّي، حدَّثنا أبو نُعيم
(1)
، حدَّثنا سُفيان
(2)
، عن أبي الزُّبَير
(3)
، عن جابر قال: أفاضَ النَّبِيّ
⦗ص: 167⦘
صلى الله عليه وسلم وعليه السَّكِينَةُ فقال: "عَلَيْكُم بِالسَّكِيْنَةُ" وقال: "لِتَأْخُذْ أُمُّتِي مَنْسَكَها، فَإِنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا ألقَاكُم بَعْدَ هذا" قال: وَأَوْضَعَ في وَادِي مُحَسّرٍ، وأَمَرَهُم أنْ يَرْمُوا الجِمَارَ بِمِثْلِ حَصَى الخَذْفِ.
(4)
(1)
الفضل بن دُكين.
(2)
الثوري.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النّحر راكِبا، وبيان قوله صلى الله عليه وسلم:"لتأخذُوا عنِّي مناسِكَكُم"(2/ 943، ح 310) عن إسحاق ابن إبراهيم، وعليِّ بن خَشْرم، عن عيسى بن يونس، عن ابن جُريجٍ، عن أبي الزُّبير به، وليس في لفظِه قولُه:"وَأَوْضَعَ في وَادِي مُحَسِّرٍ، وأَمَرَهُم أنْ يَرْمُوا الجِمَارَ بِمِثْلِ حَصَى الخَذْفِ"، وأخرجه النَّسائي بالزِّيادة المذكُورة في السُّنن الصُّغرى (ص 467، ح 3021) عن محمد بن منصور، عن أبي نُعيم الفضل بن كين، وأخرجه ابن خُزَيمة (4/ 272) عن سَلْمِ بن جنادة، عن وكيع، وعن محمد بن سفيان بن أبي الزَّرْدِ الأُبُلِّي، عن أبي عامر، وعن محمد بن العلاء، عن قبيصة، أربعتُهم عن سُفيان الثوري به، وانظر الحديث التَّالي.
من فوائد الاستخراج: اشتِمالُ لَفْظِ المصنِّف على زيادةٍ صحيحةٍ لم تردْ عند مسلم.
4003 -
حدَّثنا أبو داودُ السِّجْزِي
(1)
، حدَّثنا محمد بن كَثِير، حدَّثنا سُفيان
(2)
، قال: حدثني أبو الزبير
(3)
، عن جابِرٍ قال: "أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه السَّكِينَةُ، وأمَرهُم أنْ يَرْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الخَذْفِ، وأوْضَعَ في
⦗ص: 168⦘
وادي مُحَسِّرٍ"
(4)
.
(1)
سليمان بن الأشْعث السِّجِسْتاني، صاحب السُّنَن، والحديث في سُننه (ص 224، ح 1944) بهذا الإسناد بمثلِ لَفْظِ المُصَنِّف.
(2)
الثوري.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السَّابق.
(4)
انظر تخريج الحديث السَّابق، ح/ 4002، مع من فوائد الاستخراج.
4004 -
حدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا محمد بن بكر
(1)
، حدَّثنا ابن جُريج، قال: أخبرِني أبو الزبير، أنَّه سمَعَ جابرَ بن عبد الله يقولُ:"رأيتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رَمَى الجَمْرَةَ بِحَصَى الخَذْف"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب كون حصى الجمار بقدر حصى الخَذْف (2/ 944، ح 313) عن محمد بن حاتِم، وعبد بن حُميد، عن محمد بن بكر به.
من فوائد الاستخراج:
• التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخ شيخه وهذا "بدل".
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• تصريح ابن جُريج بالتَّحديث، وعند مسلم قال:"أخبرنا"، والتحديث أعلى وأقوى من الإخبار.
4005 -
حدَّثنا علي بن حرب الطَّائي، حدَّثنا سَعِيد بن سالِم القَدَّاحِ
(1)
،
⦗ص: 169⦘
عن ابن جُريج
(2)
، عن أبِي الزُّبَير، عن جابِر، أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"حَصَى الجِمار مِثْلَ حَصَى الخَذْف"
(3)
.
(1)
هو: سعيد بن سالِم القَدَّاح أبو عُثمان المكِّي، خُراسانِيُّ، الأصْل، ويقال كوفيٌّ سَكَن مكَّة، ت / قبل المائتين.
وثَّقه ابن معين، وقال أبو زُرعة:"هُو عندي إلى الصِّدقِ ما هو"، وقال أبو حاتِم:"محلُّه الصَّدق"، وقال أبو داود:"صدوق يذهب إلى الإرجاء"، وقال النَّسائيُ:"ليس به بأسٌ"، وقال ابن عدي:"حسن الحديث وأحاديثه مستقيمة وهو عندي صدوق لا بأس به مقبول الحديث"، وقال العجليّ: "كان يرى الإرجاء =
⦗ص: 169⦘
= وليس بِحجَّة".
وقال الحافظ في التقريب: "صدوق يهِمُ، رُمي بالإرجاء".
قلتُ: إسناده حسن، وتابعه جماعةٌ عند المصنِّف وغيرِه عن ابن جريج كما في الحديث السَّابق، والحديث التَّالي.
انظر: التاريخ الكبير (3/ 482)، الجرح والتعديل (4/ 31)، تاريخ ابن معين برواية الدوري (1/ 66)، تهذيب التهذيب (4/ 35)، التقريب (ت 2554).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4004.
(3)
انظر تخريج الحديث السَّابق.
4006 -
حدَّثنا الدقيقي، حدَّثنا عَمَّار بن عُمَر
(1)
، ح.
وحدَّثنا عبد الصمد بن الفضل، حدَّثنا مكِّيٌّ كِلاهُما، عن ابن جُريج
(2)
،
⦗ص: 170⦘
بإسنادِه: "رأيتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رمَى بِحَصَى الخَذْفِ"
(3)
.
(1)
لعلَّه: عَمَّار بن عُمر بن المختار أبو ياسِر، روى عن سَهْلِ بن أَسْلَم، وروى عنه أبو زرعة قديمًا، ويدخل في طبقة تلاميذ ابن جُريجٍ، حيثُ لم أقف على راو آخر بهذا الاسم في طبقة تلاميذ ابن جُريج.
ضَعَّفه البيهقيُّ، وقال العقيلي:"لا يتابع على حديثه"، وذكره الذهبي في الميزان، وقال:"فيه كلام".
تابعه في هذا الحديث جمعٌ من الرُّواة عن ابن جريج.
انظر: الجرح والتعديل (6/ 394)، شُعب الإيمان (2/ 465)، الضُّعفاء الكبير للعقيلي (3/ 325)، ميزان الاعتدال (3/ 166)، لسان الميزان (4/ 273).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4004.
(3)
انظر تخريج ح/ 4004.
من فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن ابن جُريج ثلاثة طرق: طريق سعيد بن سالم القدَّاح (ح / 4005)، وطَريق عمَّار ابن عُمر، وطريق مَكيّ بن إبراهيم.
4007 -
حدَّثنا محمد بن عبد الله بن سُليمان أبو جعفر الحَضْرَمي مُطَيَّنٌ، حدَّثنا سعيد بن عمرو الأشْعَثِي
(1)
، حدَّثنا عبد الرحيم ابن سُليمان
(2)
، عن عبيد الله بن عمر، عن أبِي الزُّبَير
(3)
، عن جابر، أنَّ النّبَيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"ارمُوا الجِمار بِمِثْلِ حَصَى الخَذْفِ"
(4)
.
(1)
هو: سعيد بن عمرو بن سهل الكِنْدي، الأَشْعَثِي، أبو عُثمان الكُوفي، ثقة من العاشرة، ت / 230 هـ. التقريب (ت 2615).
(2)
هو: عبد الرحيم بن سُليمان الكِنانِي أبو علي الأشَلّ المَرْوَزِيّ.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 4004، 4005، 4006.
(4)
أخرجه النسائي في السُّنن الصغرى (ص 474، ح 3074) عن محمد بن آدم، وأخرجه ابن خُزيْمة في صحيحه (4/ 277) عن محمد بن العلاء بن كُريب، كلاهما عن عبد الرحيم بن سُليمان به، إلَّا أنهما رويا ذلك من فِعْلِ النّبَيِّ صلى الله عليه وسلم لا أمْرِه.
4008 -
ز- حدَّثنا أبو يحيى الزَّعَفْرانِي
(1)
، قال: قَرأتُ على سَهْلِ
⦗ص: 171⦘
ابن عُثمان
(2)
، عن عبد الرحيم بن سُليمان، عن عبيد الله، عن نافع، عن عُمر قال: قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: حَصَى الجِمار مِثْلَ حَصَى الخَذْف؟ فقال لي: "نَعَمْ"
(3)
.
(1)
هو: جعفر بن محمد بن الحسن أبو يحيى الزعفراني المعروف بالتفسيري.
قال أبو حاتم الرازي: "سمعت منه وهو صدوقٌ"،
قال الحافظ ابن حجر: "وهذا الرجُل من الحُفَّاظِ الكِبارِ الثِّقاتِ"، وقال =
⦗ص: 171⦘
= السيوطي: "كان إماما في التفسير صدوقا ثقة".
انظر: الجرح والتعديل (2/ 488)، لسان الميزان (2/ 126)، طبقات المفسرين للسيوطي (ص 43).
(2)
هو: سهل بن عثمان بن فارس الكِنْدي، أبو مسعود العَسْكَري، نزيل الرَّيِّ.
(3)
أخرجَ الطَّبراني في المُعجم الأوسط (1/ 108) عن أحمد بن رشدين، عن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبد الحكم، عن أشهب بن عبد العزيز، عن ابن لهيعة، عن أيُّوب ابن موسى، عن نافع، عن ابن عُمر بلفظ مختلف عن لفظ المصنِّف:"أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى محَسِّرًا حرَّك راحلته وقال: عليكُم بحصَى الخَذْفِ":
قال الإمام الطَّبراني عقِب إخراجه: "لَمْ يَرْوِ هذا الحديثَ عن أيُّوب بن مُوسى إلَّا ابنُ لهيعة، تفرَّدَ بِه أَشْهَب".
قلتُ: لم أقِف على مُتابعٍ لأبِي يحيى الزَّعفراني عن سهل بن عُثمان، ولا لسهلٍ وعبد الرحيم عمَّن فوقهما في هذا الحديث، وأرى أن الرِّواية عن نافعٍ خطأٌ من سَهْلِ بن عُثمان أو من تحتَه، لأنَّ سهلًا صاحبُ غرائب، وخالفه ثلائةٌ من الرُّواة الثِّقات (محمد بن العلاء، محمد بن آدم، سعيد بن عمرو الأشْعَثِي) فرووه عن عبد الرحيم بن سُليمان عن عبيد الله بن عمر، عن أبي الزبير به، ثُمَّ إنَّ نافعا رحمه الله إمامٌ يجمعُ حديثُه، له تلامذةٌ كُثُرٌ مكثرون عنه، ومجيئٌ الحديث عنه بمثل هذا الإسناد الفردِ دون غيره موضعُ إشكالٍ قويٍّ أيضًا.
انظر: تخريج ح / 4007.
4009 -
حدَّثنا أبو جَعْفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله المَرْوَزِي
(1)
، وابن أبِي العَوَّام البِسْطَامِيِّ
(2)
، قالا: حدَّثنا عليّ بن حُجْرٍ، حدَّثنا الهيْثَم ابن حُميد
(3)
، حدَّثنا المُطْعِم بن مِقْدَام
(4)
، عن أبِي الزُّبَير
(5)
قال: سمَعتُ جابر بن عبد الله يقول: "رأيتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَرْمِيْ بِحَصَى الخَذْفِ"
(6)
.
(1)
لَمْ أقِفْ على ترجَمَتِه، ولعلَّه محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل أبو جعفر الدَّيبُلِي، ثُمَ المَكِّي، ت / 322 هـ، فإنَّه من معاصِري الحافظ أبي عوانة، ذكره الذَّهبي في تاريخ الإسلام، وقال:"وكان صَدُوقًا مَقْبُولًا".
انظر: تاريخ الإسلام (24/ 133).
(2)
هو: محمد بن أحمد بن أبي العَوَّام بن يزيد التِّمِيمي، ت / 276 هـ.
قال عبد الله بن أحمد والدَّارقطني: "صدوقٌ"، وذكرَه ابن حبَّان في "الثَّقات" وقال:"رُبَّما أخطأ".
قال الذَّهبي: "ثِقَةٌ صدُوقٌ".
انظر: تاريخ بغداد (1/ 372)، الثِّقات (9/ 134)، تاريخُ الإسلام حوادث سنة (20/ 424).
(3)
أبو أحمد أو أبو الحارث الغسَّانِي مولاهم.
(4)
هو: المطعم بن مِقْدام الصَّنعانِي الشَّامي.
وثَّقه ابن معين، والذَّهبيُّ، وذكره ابن حِبان في الثِّقات.
قال الحافظ ابن حجر: "صدوقٌ".
انظر: تاريخ ابن معين -رواية الدوري- (4/ 434)، الجرح والتَّعديل (8/ 411)، الثِّقات (5/ 459)، الكَاشِف (2/ 269)، التقريب (ت 7557).
(5)
موضع الالتقاء مع مُسلم، انظر تخريج ح / 4004.
(6)
أخرجه الإمام الطَّبراني في المعجم الأوسط (1/ 194) ومسند الشاميين (2/ 54) عن =
⦗ص: 173⦘
= أحمد بن عليّ، عن عليّ بن حُجر، عن الهيثم به، وقال عقب إخراجه حديثين آخرين له:"لم يرو هذه الأحاديث عن المطعم إلا الهيثم بن حُميد، تفرَّد بها عليُّ بن حُجر" وبالنَّظر إلى حال رجال الإسناد يُمكِن القولُ بتحسين الإسناد، والله أعلم.
من فوائد الاستخراج:
زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طُرقِ الحديث عن أبي الزبير طريقين، طريق عبيد الله بن عمر (ح / 4004)، وطريق المُطعم بن مقدام.
4010 -
ز- حدَّثنا أبو عُثمان أحمد بن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي، حدَّثنا سُلَيمَان
(1)
، حدَّثنا حمَّاد، عن أيُّوب، عَن أبِي الزُّبَير، عن جَابرٍ قال: لمَّا أفاضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن عرفةَ جعلَ يقولُ بِيدِه: "السَّكِينةَ عِبادَ الله، السَّكِينةَ عِبَادَ الله"
(2)
.
(1)
ابن حَرب، وشيخُه حمَّاد بن زيد.
(2)
أخرجه النسائي في الصُّغرى (ص 467، ح 3022، 3021) عن أبي داود الحرَّاني، عن سليمان بن حرب، عن حمَّاد، عن أيُّوب (مختصر)، وعن محمد بن منصُور، عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، كلاهُما عن أبي الزبير به، وإسناده صحيح.
من فوائد المستخرَج:
زاد أبو عوانة هذا الحديث في الباب على الأصل المخرَّج عليه -صحيح مسلم-.
بابُ ذكرِ الخَبرِ المُبَيِّنِ أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لما رجع منْ جَمْعٍ إلى مِنًى لَمْ يَنْزِلْ عنْ رَاحِلَتِه وَبَدأ بِجَمْرَةِ العَقَبَةِ فَرَمَاهَا، ثُم انصرَفَ فَوَقَف النَّاسُ وَخَطَبهمْ
4011 -
حدَّثنا هِلالُ بن العلاء الرَّقِّي، حدَّثنا أبِي
(1)
، حدَّثنا عبيد الله بن عمرو
(2)
، عن زيد بن [أبي] أُنَيْسَة
(3)
، عن يحيى بن حُصين، عن جدَّتِه (أمِّ)
(4)
الحُصين أنهَّا حَدَّثَتْهُ قالتْ: حَجَجْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عَامَ حَجَّةِ الوداعِ، قالتْ: فَرَأَيْتُ بِلالًا وأُسَامَةَ أحدُهُما يقُودُ بِخطام
(5)
رَاحِلَتِه، والآخَرُ رَافِعًا ثوبَه يَسْتُرُهُ من الحَرِّ، حتَّى رمَى جمرةَ العَقَبةِ ثُمَّ
⦗ص: 175⦘
انصرفَ، فوقفَ لِلنَّاسِ وقدْ جَعَلَ ثَوْبَهُ تَحْتَ إِبْطِهِ عَلَى عَاتِقِه الأيْسرِ، فرَأيتُ تَحْتَ غُضْرُوفِ
(6)
كتِفِه الأَيْمَنِ كَهَيْئَةِ جَمْعٍ وَذكَرَ أصَابِعَهُ، ثُمَّ ذكرَ قولًا شَدِيْدًا كَبِيْرًا، ثُمَّ قالَ:"اللَّهُمَّ اشْهَدْ، هَلْ بَلَّغْتَ" ثُمَّ قالَ فِيْمَا يقولُ: "إنْ أُمِّرَ عليكم عبد مُجَدَّعٌ
(7)
" قالَ: أُرَاهَا قَالَتْ: "أسْوَدُ يَقُودكمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَاسْمَعوا لَه وَأَطِيْعوا"
(8)
.
(1)
هو: العلاء بن هلال بن عمرو بن هلال الباهِلي، الرَّقِّي.
(2)
ابن أبي الوليد الأسدي الرّقي.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، وقد سقط ما بين المعقوفين من نُسخة (م) واستدركتُه من كُتُب الرِّجال، تقدَّمت ترجمتُه.
(4)
ما بين القوسين تصحَّف في نُسخة (م) إلى "امرا"، والتَّصويب من إتحاف المهرة (18/ 246، ح 23616)، وكتب الرِّجال.
انظر: التقريب (ت 11803).
(5)
خِطامُ البعير: أن يُؤخذ حبْلٌ من لِيفٍ أو شَعرٍ أو كتَّانٍ فيجعل في أحدِ طرفيه حلقةٌ ثُمَّ يُشَدُّ فيه الطَّرفُ الآخَر حتَّى يصيرَ كالحلقة ثُم يُقادُ البعير ثُمَّ يُثْنَى على مَخْطَمِه، وأمَّا الذي يُجْعلُ في الأنْفِ دقيقًا فهُو الزِّمامُ.
انظر: النِّهاية في غَريبِ الحديث (2/ 50).
(6)
-بِضَمِّ الغين المُعجمة والراء بينهما ضادٌ معجمةٌ- هُو الرَّقِيق اللَّيِّنُ الذي بين اللَّحمِ والعَظْمِ، وغُضْروفُ الكتِف: رأسُ لَوْحِه.
انظر: النِّهاية (4/ 370)، تفسير غَريب ما في الصَّحيحين (1/ 73)، تُحفة الأحوذي (9/ 139).
(7)
مُجَدَّعٌ: مُقَطَّعُ الأطراف.
انظر: مشارِقُ الأنوار (1/ 141).
(8)
إسناد أبي عوانة للحديث ضعيف، لحالة هلال بن العلاء، ولكنِّ الحديثَ صحيحٌ أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النَّحر راكبًا
…
(2/ 944، ح 311) عن سلَمة بن شَبِيب، عن الحَسَنِ بن أَعْيَنَ، عن مَعْقِل ابن عبيد الله، عن زَيدْ بن أنيسة به، وليس في لفظه قولُه:"وقدْ جَعَلَ ثَوْبَهُ تَحْتَ إِبْطِهِ عَلَى عَاتِقِه الأيْسرِ، فرَأيتُ تَحْتَ غُضْرُوفِ كَتِفِه الأَيمَنِ كَهَيْئَةِ جَمْعٍ وَذكرَ أصَابِعَهُ"، وأخرجه ابنُ خُريمة في صحيحه (4/ 202) عن محمد بن يحيى (بدون الزِّيادة المذكورة عند أبي عوانة)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (25/ 157) عن أحمد ابن إسحاق الخَشَّاب، كلاهما عن عبد الله بن جعْفَر، وأخرجه ابن حِبَّان في صحيحه عن أبي يعلى، عن عبد الجبار بن عاصِم، كلاهمُا عن عبيد الله بن عمرو الرَّقّي به، بِالزِّيادة المذكُورة في لفظَيْهما. =
⦗ص: 176⦘
= من فوائد الاستخراج:
• اشتمال لفظ المصنِّف على زيادة صحيحة لم ترد عند مسلم.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
4012 -
حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا عليُّ بن (مَعْبَد)
(1)
، ح.
وحدَّثنا أبو داود الحراني، حدَّثنا عبد الله بن جعْفَر
(2)
، قالَا: حدَّثنا عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي، عن زيْد ابن أبي أُنَيْسَة
(3)
، عن يحيى بن حُصَيْن الأَحْمَسِيِّ، عن أمِّ الحُصينِ حَدَّثَتْهُ قالتْ: حَجَجْتُ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَرَأَيْتُ أُسَامة بن زيد وَبلالًا يَقُودُ أحَدُهما بِخِطَامِ رَاحلتِه، والآخَرُ رَافِعٌ ثَوْبَهُ يَسْتُرُهُ مِنَ الحَرِّ، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ ثُمَّ انْصَرَفَ، وَوَقَفَ لِلنَّاسِ، قالَ: وَجَعَلَ ثَوْبَهُ تَحْتَ إِبْطِهِ عَلَى عَاتِقِه الأَيْسَرِ، فَرَأَيْتُ تَحْتَ غُضْرُوفِ كَتِفِه الأَيْمَنِ كَهَيْئَةِ جَمْعٍ، قالَ عبيد الله مِثْلَ هذا، وجَمَعَ ابنُ مَعْبَدٍ كَفَّه، ثُمَّ ذكَرَ قَولًا كَبِيْرًا، ثُمَّ قالَ: "اللَّهُمَّ
⦗ص: 177⦘
اشهدْ، هَلْ بَلَّغْتُ" ثُمَّ كانَ فِيْمَا يقولُ:"إنْ أُمِّرَ علَيكُم عبد مُجَدَّعٌ -قالَ: أُراها قالتْ- أسْودُ يُقِيْمُ فِيْكُم كتابَ الله فَاسْمَعُوا وَأطِيْعُوا"
(4)
.
(1)
ابن شدّاد العَبْدي، أبو الحسن، ت / 218 هـ، تصَحَّف اسمه في نسخة (م) إلى "سعيد" والتَّصويب من إتحاف المهرة (18/ 246، ح 23616) كتب الرِّجال.
وثَّقه أبو حاتم، وابن حبَّان حيثُ قال:"مستقيم الحديث".
انظر: الجرح والتعديل (6/ 205)، الثقات (8/ 467)، تهذيب الكمال (21/ 139).
(2)
ابن يحيى بن خالد بن بَرْمك البَرْمَكِيِّ أبو مُحَمَّد.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السابق ح /4011.
(4)
انظر تخريج الحديث السَّابق.
من فوائد الاستخراج: اشتمال لفظ المصنّف على زيادة صحِيحة لم ترد عند مسلم، وهي قولُه:"وَجَعَلَ ثَوْبَهُ تَحْتَ إِبْطِهِ عَلَى عَاتِقِه الأَيْسَرِ، فَرَأَيْتُ تَحْتَ غُضْرُوفِ كَتِفِه الأَيْمَنِ كَهَيْئَةِ جَمْعٍ".
4013 -
حدَّثنا الدَّنْدَانِي
(1)
، وعبد الله بن أحمد بن حَنْبَل، قالا: حدَّثنا أحمدُ بن حَنْبَلٍ
(2)
، حدَّثنا محمد بن سَلَمة، عن أبِي عبد الرحيم قالَ أحمد: اسمُه خَالِد بن أبي يَزِيْد
(3)
، عن زيد بن أبي أُنَيْسَة، عن يحيى ابن حُصَينٍ، عن أُمِّ الحُصَيْنِ حَدَّثَتْة قالتْ: حَجَجتُ، فذَكرْتُ مثْلَه إلَى قولِه، رَمَى جَمْرةَ العَقَبَةِ
(4)
.
(1)
هُو: مُوسى بن سعيد بن النُّعمان الثَّغْرِي، أبو بكر الطَّرْسُوسِي، تقدَّمت ترجمتُه.
(2)
موضِع الالتِقاءِ مع مُسلِم، والحديث في مسنده (6/ 402) بهذا الإسناد بِمثْلِ ما ذكرَه أبو عوانة.
(3)
العِلل ومعرفة الرِّجال (3/ 193).
(4)
أخرجه مسلم في كتابِ الحجِّ -بابُ استِحبابِ رَمْي جمَرة العَقَبةِ يوم النَّحر راكبًا
…
(2/ 944، ح 312) عن أحمدَ بن حَنْبَل به.
من فوائد الاستخراج:
• التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخه، وهذا "موافقة".
• تساوى عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة". =
⦗ص: 178⦘
= • نسبةُ أبي عوانة القولَ في اسمِ أبي عبد الرحيم إلى الإمام أحمد.
4014 -
ز- حدَّثنا أبو يحيى بن أبي مَسَرَّة بمكَّة، حدَّثنا محمد بن عبد الملك أبو جابِر
(1)
، حدَّثنا هِشَام بن الغَاز
(2)
، حدَّثنا نَافِع، عن ابن عُمر قال: وقفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النَّحر في حجة الوَداعِ عند الجَمَراتِ فقال: "أيُّ يومٍ هَذَا؟ " قالُوا: يوم النَّحْرِ، فقال:"فأيُّ بَلَدٍ هذا؟ " قالوا: بلدُ الحرام، قال:"فأيُّ شهْرٍ هذا؟ " قالُوا: شهرُ الحرَام، قال:"هذَا يومُ الحجِّ الأكْبرِ، فدِمَاؤُكُم وأموالُكُم وأعْرَاضُكمْ عَليكُم حرامٌ كَحُرْمةِ هذَا البلدِ في هذَا اليوْمَ" ثمَّ قال: "هلْ بَلَّغْتُ؟ " قالُوا: نعم، قال: فَطَفقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "اللَّهم اشهَدْ" ثم وَدَّعَ النَّاس، فقالوا: هذه حَجَّةُ الوَداعَ
(3)
.
(1)
هو: محمد بن عبد الملك بن يزيد بن مسمع الأزدي، البصري.
(2)
ابن رَبِيعة الجُرَشِي -بضمِّ الجيم، وفتح الراء بعدها معجمة- الدِّمشقي. التقريب (ت 8224).
(3)
إسناد أبي عوانة للحديث ضعيف لضعف محمد بن عبد الملك أبي جابر، ولكن الحديثَ صح من طرق أخرى عن هشام بن الغاز، فأخرجه البخاري في كتاب الحجِّ -باب الخطبة أيَّامَ منى (ص 281، ح 1742) تعليقًا عن هِشام بن الغَاز به، ووصل الحافظُ ابن حجر تعليقَ البخاري في تغليق التعليق (3/ 104 - 105) من عدة طُرق، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 139) عن عبد الله بن يُوسف الأصبهاني، عن عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكِهِيّ، عن أبي يحيى بن أبي مسرَّة به. =
⦗ص: 179⦘
= وأخرجه أبو داود في سُننِه مختصرا (ص 224، ح 1945) عن مؤَمَّل ابن الفضل، عن الوليد بن مسلم، وأخرجه ابن ماجه في سننه بنحو لفظ المصنِّف (ص 517، ح 3058) عن هِشام بن عمَّار، عن صدقة بن خالد، كلاهما عن هِشام بن الغَاز به، ولفظُ أبي داود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فيها فقال: "أي يوم هذا؟ "قالوا يوم النحر، قال:"هذا يوم الحجّ الأكبر"، وهذه أسانيد جيِّدة، يصلُ بها الحديث إلى مرتبة الصحَّة أو الحسن على أقلِّ الأحوال، والحديثُ صحَّحه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود (5/ 546، ح 1945) وصحيح سُنن ابن ماجه (3/ 58، ح 2500). وانظر تخريج الحديثِ التَّالي.
من فوائد المستخرَج:
زاد الحافظ أبو عوانة هذا الحديث في الباب على الأصل المخرَّج عليه -صحيح مسلم-.
4015 -
ز- حدَّثنا أبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، حدَّثنا مُؤَمَّل بن الفَضْل، حدَّثنا الوليد
(2)
، حدَّثنا هشام بن الغَازِ، حدَّثنا نَافِع، عن ابن عمر، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقَفَ يومَ النَّحرِ بينَ الجَمَراتِ في حجَّةِ الوَدَاعِ التِي حَجَّ فقال:"أيُّ يوَمٍ هَذَا؟ " فَقَالوا: يومَ النَّحْرِ، قالَ:"إنَّ هذَا يومُ الحَجِّ الأَكْبَرِ"
(3)
.
(1)
سُليمان بن الأشعث السِّجستانِي، صاحب السُّنن، والحديث في سُننه (ص 224، ح 1945) بهذا الإسناد بمثل لفظ المصنِّف.
(2)
ابن مسلم القُرَشِيّ، أبو العبَّاس الدِّمَشْقِي.
(3)
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 361)، عن أبي النضر محمد بن محمد الفقيه، عن عثمان بن سعيد الدارمي، عن سُليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وأخرجه الطَّحاوي =
⦗ص: 180⦘
= في شرح معاني الآثار (4/ 159) عن يزيد بن سنان عن دُحيم، كلاهما عن الوليد بن مسلم به، وقد صرَّح الوليد بالتحديث في رواية الحكم.
من فوائد المستخرَج:
زاد أبو عوانة هذا الحديث في الباب على الأصل المخرَّج عليه -صحيح مسلم.
4016 -
ز- حدَّثنا أبو داوُد
(1)
، حدَّثنا مُؤَمَّل
(2)
، حدَّثنا الوَلِيدُ
(3)
، حدثنا ابن جَابِر
(4)
، حدَّثنا سُلَيم بن عامر الكَلاعِي
(5)
قال: سمعت أبا أُمَامَة يقول: "سمِعْتُ خُطْبَةَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِمِنَى يَوْمَ النَّحرِ"
(6)
.
(1)
هو: سُليمان بن الأشعث، صاحبُ السُّنن، والحديثُ في سُننِه (ص 225، ح 1955) بهذا الإسناد بمثل لفظ المصنِّف.
(2)
ابن الفَضْل الحَرَّاني.
(3)
ابن مسلم القُرَشِي، أبو العبَّاس الدِّمَشْقِي.
(4)
هو: عبد الرحمن بن يَزيد بن جابر.
(5)
الكَلاعِي: -بفتحِ الكاف وفي آخرِها العينُ المُهملة. الأنساب (5/ 118).
(6)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 157) عن إبراهيم بن دُحيم الدِّمَشْقي، عن الوليد بن مسلم به.
من فوائد المستخرَج:
زاد أبو عوانة هذا الحديث في الباب على الأصل المخرَّج عليه -صحيح مسلم-.
باب بَيانِ المَوْضعِ الذي مِنْهُ تُرمَى الجمْرَةُ وبيانِ إباحةِ رَمْيِ الجمَارِ راكبًا، والدَّلِيلُ علَى أن السنة في المَرْكوب لِلإمام المقْتدَى بِهِ، وَأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رَمَى رَاكبًا لِيُؤْخَذ عنْهُ
4017 -
حدَّثنا عبَّاس الدوري، حدَّثنا روح بن عبادة، ح.
وحدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا محمد بن بكر، ح.
وحدَّثنا عبد الصمد، حدَّثنا مَكِّي، قالُوا: حدَّثنا ابن جُريج
(1)
، أخبرني أبو الزبير أنَّه، سمِعَ جابرَ بن عبد الله يقول: رأيتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِه يَوْم النَّحْرِ ويقُولُ: "لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُم فَإِنِّي لَا أَدْرِيْ لَعَلّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب استحبابِ رميِ جمرة العَقَبةِ يوم النَّحرِ راكبًا
…
(2/ 943، ح 310) عن إسحق بن إبراهيم، وعلِيّ بن خَشْرَم، كلاهما عن عِيسى بن يُونس، عن ابن جريج به.
من فوائد الاستخراج:
• زاد أبو عوانة على الإمام مُسلم من طُرق الحديثِ عن ابن جُريج ثلاثة طرق، وهي طريقُ روحٍ، وطريق محمد بن بكرٍ، وطريق مكيِّ بن إبراهيم.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
4018 -
حدَّثنا أبو جَعْفَر محمَّد بن إبراهيم المَرْوَزِي، حدَّثنا
⦗ص: 182⦘
عَليُّ بن حُجْرٍ، حَدَّثنا الهيثَمُ بن حُميدٍ، حدَّثنا المُطْعِمُ بن المِقْدَامُ، عن أبِي الزُّبَيْرِ
(1)
، عن جَابرٍ، بِمِثْله
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4017.
(2)
أخرجه الإمام الطَّبراني في المُعجم الأوسط (1/ 194) ومُسند الشاميين (2/ 54) عن أحمد ابن عليّ، عن علي بن حُجر، عن الهيثم به، وقال عقِبَ إخراجِه حَديثَينِ آخرين له في المعجم الأوسط:"لم يرو هذه الأحاديث عن المطعم إلا الهيثم بن حُميد، تفرَّد بها عليُّ بن حُجر" وبالنَّظر إلى حال رجالِ الإسناد يمُكِن القولُ بِتَحسين الإسناد، والله أعلم.
4019 -
حدَّثنا أبو أمية
(1)
، وأبو قِلابَة
(2)
، قَالا: حدَّثنا بِشْرُ ابن عُمر، عن شُعبة
(3)
، عن الحَكمِ، عن إبراهِيمَ
(4)
، عن عبد الرحمن بن يَزِيد قالَ: حَجَجْتُ مَعَ عبد الله بن مَسعُود فرأيتُه "يَرْمِي الجَمْرَةَ الكُبْرَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، وَجَعَلَ البَيْتَ عَنْ يَسَارِه وَمِنًى عَنْ يَمِيْنِه" وقال: هَذا مُقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورةُ البَقَرَةِ
(5)
.
(1)
محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي، أبو أمية الطَّرسُوسِي.
(2)
عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد الرَّقاشي، البصري.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
ابن يزيد بن قَيْسِ النَّخعي.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب تقديم الضَّعفة من النِّساء وغيرهنَّ من مزدلفة إلى منى
…
(2/ 943، ح 307) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشَّار، جميعًا عن غُندر، وعن عبيد الله بن مُعاذ، عن أبيه مُعاذ، وأخرجه =
⦗ص: 183⦘
= البُخاري في صَحيحه (ص 282، ح 1748، 1749) عن حفص بن عُمر، وآدم (فرَّقَهما) أربعتُهم عن شُعبة به.
4020 -
حدَّثنا الزَّعَفْرَانِي
(1)
، حدَّثنا ابنُ أبِي عَديٍّ
(2)
، حدَّثَنَا شُعْبَةُ
(3)
، عَنِ الحَكَمِ، ومَنْصُورٍ، عن إبْرَاهِيْمَ، عَنْ عبد الرحمن بن يَزِيدَ قالَ:"رأيتُ عبد الله بن مَسْعُودٍ رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ وَجَعَلَ الكَعْبَةَ عَنْ يَسَارِهِ وَعَرَفَةَ عَنْ يَمِيْنِه" وقال: هَذا مُقامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورةُ البَقَرَةِ
(4)
.
⦗ص: 184⦘
* منصُور، غريبٌ لَم يقُله غيرُه *
(5)
.
(1)
الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح، أبو علي الزَّعَفْرَانِي، البغدادي.
(2)
هو: محمد بن إبراهيم بن أبي عَدِيِّ السُّلَمي.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه النَّسائي في السُنن الصُّغرى (ص 473، ح 3071) والكبرى (2/ 438) عن الحسَن بن محمَّد الزِّعفرانِي، ومالِك بن الخَلِيل، وأخرجه ابن الجارود في المنتقى (ص 127) عن الحسن بن محمد الزعفراني وحده، كلاهما عن ابن أبي عدِيٍّ عن شُعبة بِمثله، بلفظ:"وعرفة عن يَمينِه"، ولكنَّ سائر الرواة عن شُعبة يقولون:"ومنى عن يمينه" بدلَ "وعرفة عن يَمينِه"، منهم حفص بن عمر وآدم بن أبي إياس، وغُندر، ومعاذ العَنبري، أخرج البُخاريُّ حديثَ الأوَّلين من الأربعة ومسلم حديث الأخيرَين منهم في صحيحهما كما في التخريج السَّابق (ح / 4019)، وتابعهم بشر بن عمر الزهراني عن شُعبة عن أبي عوانة أيضا (ح / 4019)، ومقصود الجُملتين واحد، فإن الحاجَّ إذا جعل الكعبة عن يساره، فإنَّ عرفة ومنى تكونان عن يمينه، ولعلَّ ابن أبي عديٍّ روى بالمعنى، كما يظهرُ أنَّ ابن أبي عدِيّ لم يضبط الحديثَ كما ضبطه غيرُه، ولذا خالف الجماعة من الثقات في الإسناد أيضا، فزاد فيه: منصورًا.
من فوائد الاستخراج: =
⦗ص: 184⦘
= • تساوي عدد رجال الاسنادين، وهذا "مساواة".
• زيادة طريقين آخرين عن شُعبة، طريق بشر، وطريق ابن أبي عديٍّ.
• بيانُ العِلَّة في إسناد الحديث.
(5)
هكذا العِبارة في نسخة (م)، ومقصودُ المصنِّف أن ذِكرَ منصُورٍ في الإسناد غريبٌ، لأنَّ سائر الرُّواة عن شُعبة لا يذكرون منصورا في الإسناد، منهُم: محمد بن جعفر، ومعاذ العنبري، وحفص بن عُمر، وآدم بن أبي إياس، وبشر بن عُمر وغيرهم، انظر التَّخريج السَّابق.
قال الإمام النسائي (السنن ص 473، ح 3071): "ما أعلم أحدا قال في هذا الحديث منصورٌ غير ابن أبي عديٍّ، والله تعالى أعلم".
4021 -
حدَّثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدَّثنا إسماعيل ابن الخَلِيل، حدَّثنا علي بن مُسْهِر
(1)
، أخْبَرَنَا الأعمش، قالَ: سَمِعْتُ الحَجَّاَجَ بن يُوسُفَ يقولُ على المِنْبَرِ: ألِّفُوا القُرآنَ عَلَى مَا ألَّفَهُ جِبْرِيْلُ عليه السلام، السورةُ الَّتِي يُذكرُ فيها البَقَرَةُ، والسُّورةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيها آلُ عِمْرَانَ، قالَ: فأتيتُ إبْراهِيمَ فَحَدَّثْتُه، فَسَبَّهُ، ثُمَّ قالَ: أخْبرني عبد الرحمن بن يزيدَ أنَّه كانَ مَعَ عبد الله بن مَسْعُودٍ "حَتَّى أَتَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ فَاسْتَبْطَنَ
(2)
الوَادِي،
⦗ص: 185⦘
فَاسْتَعْرَضَها
(3)
، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَياتٍ مِنْ بَطْنِ الوَادِي يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ" فقلتُ: يا أبا عبد الرحمن: إنَّ الناسَ يأتُونَ بِها مِنْ فوقِها، فَقال: هُوَ والَّذِي لا إله غيرُهُ مَقامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ علَيهِ سُورَةُ البَقرةِ
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
استَبْطَنَ الوَادِي: أي سارَ في بَطْنِهِ وَوَسَطِهِ.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 88).
(3)
اسْتعرضها: -يعني الجمرة- أتاها من جانبها عرضا، فتكون مكة على يساره، ومنى عن يمينه، والعَرْضُ خلافُ الطُّول.
انظر: تاجُ العروس (18/ 422)، وانظر تعليق فؤاد عبد الباقي على الجُملة في تحقيقه صحيح مسلم (2/ 942).
(4)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحج -باب رمي جمرة العقبة من بطن الوادي، وتكون مكة عن يساره، ويكبر مع كلِّ حصاةٍ (2/ 942، ح 306) عن مِنْجاب ابن الحارث، عن عليِّ بن مُسهِر، وأخرجه البُخارى في كتاب الحج -باب رمي الجمار من بطن الوادي (ص 281، ح 1747) عن محمد بن كثير، وعبد الله بن الوليد، جميعا عن سُفيان الثوري، كلاهُما عن الأعمش به.
من فوائد الاستخراج:
• التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخ شيخه، وهذا "بدل".
• تصريح علي بن مسهر بالإخبار، بينما عنعن في صحيح مسلم.
4022 -
حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا سُفيان
(1)
، أنَّ الأعمش حدَّثه، عن إبراهيم النَّخَعِي، عن عبد الرحمن بن يزيد قال:"رأيتُ ابنَ مسعودٍ أتَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ فَتَرَكَهَا عَنْ يَمِيْنِه، حَتَّى إِذَا جَاوَزَهَا اسْتَقْبَلَهَا فَرَمَاهَا" فَقِيْلَ لَهُ: إنَّ نَاسًا يَرْمُونَهَا مِنْ فَوقِها، فقالَ: مِنْ هَاهُنَا
⦗ص: 186⦘
والَّذِي لا إلهَ غيرُهُ رَمَاها الّذِي أُنْزِلَتْ عليه سورةُ البَقرةِ
(2)
.
(1)
ابن عُيينة، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحج -باب رمي جمرة العقبة من بطن الوادي، وتكون مكة عن يساره، ويكبر مع كلِّ حَصاةٍ (2/ 942، ح 306) عن يعقوب الدَّورقيِّ، عن ابن أبي زائدة، وعن ابن أبي عُمر، عن سفيان بن عُيينة، كلاهما عن الأعمش به مقتصرا على قوله:"سمعتُ الحجَّاج يقولُ: لا تقُولوا سورةُ البقرة"، ومُحيلًا باقي لفظِه على حديث علي بن مُسْهِرٍ قبله.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح سُفيان بالتحديث.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مُساواة".
• فيه بيان للمتن المحال به على متن آخر.
4023 -
حدَّثنا أبو جعْفَر بن الجُنَيد
(1)
، حدَّثنا الحميدي
(2)
، حدَّثنا سُفيان
(3)
، قال: سمعتُ الأعمش يقولُ: سَمِعْتُ الحَجَّاج بن يُوسُفَ يقُولُ: لا تقُولُوا سُورةَ البَقَرَةِ ولا سُورةَ كذا، فذكرتُ ذلِك لإبراهيم، فذكرَ مِثْلَه
(4)
.
(1)
هو: محمد بن أحمد بن الجُنيد، أبو جعفر الدَّقَّاق البغدادي".
(2)
أبو بكر عبد الله بن الزُّبير بن عيسى، والحديث في مسنده (1/ 61) بهذا الإسناد.
(3)
ابن عُيينة، وهو موضع الالتقاء مع مُسلم، انظر ح / 4022.
(4)
انظر تخريج الحديث السابق ح / 4022.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح سُفيان بن عيينة بالسَّماع، وقد عنعن لدى مسلم.
• الرَّاوي عن ابن عُيينة عند أبي عوانة هو: "الحميدي"، الذي قال فيه =
⦗ص: 187⦘
= أبو حاتم: "أثبتُ النَّاسِ في ابن عيينةَ الحميديُّ، وهو رئيسُ أصحابِ ابن عيينة"، وقال فيه أيضا:"ثقةٌ إمامٌ" وعند الإمامِ مُسلم هو: ابن أبي عمر، وهو" صدوقٌ"، الجرح والتعديل (5/ 57).
• زيادة طريقين عن ابن عُيينة، طريق الحُميدي، وطريق يونس بن عبد الأعلى.
4024 -
حدَّثنا الحسَنُ بن عَفَّان، حدَّثنا ابن نُمَيْر
(1)
، عن الأعمش
(2)
، بإسنادِه بِمَعْناه.
(1)
هو: عبد الله بن نُمير الهمْداني، أبو هشام الكوفي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4021، 4022.
4025 -
حدَّثنا مُوسى بن سَعِيد
(1)
، حدَّثنا عُمر بن حَفْصٍ، حدَّثنا أبِي
(2)
، حدَّثنا الأعمش
(3)
، قال: سَمِعْتُ الحَجَّاجَ يَقُولُ: أَلِّفُوا القُرآنَ كَمَا أَلَّفَهُ جِبْرِيْلُ عليه السلام، السُّورَةُ التِي يُذْكَرُ فِيْهَا البَقَرَةُ، فذكرتُه لإبراهيمَ فقالَ:(أُرَاهُ قالَ)
(4)
، ثُمَّ قالَ: حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن يَزِيد، قال: كُنْتُ مَعَ عبد الله بن مَسْعُودٍ "فأتَى الجَمْرَةَ ورَمَاهَا مِنْ بَطْنِ الوَادِي بِحِذَاءِ
(5)
الشَّجَرَةِ" فقُلتُ: إِنَّ نَاسًا يَرْمُونَها مِنْ فَوقِ العَقَبَةِ،
⦗ص: 188⦘
فَقَالَ ابنُ مَسْعُودٍ: هَذا والَّذِي لا إلهَ غيرُه مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَليهِ سُورةُ البَقرَةِ
(6)
.
(1)
الطَّرسُوسي.
(2)
حفصُ بن غِياث.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الأحاديث السابقة، ح/4021، 4022.
(4)
هكذا العِبارة في نسخة (م).
(5)
بِحذاءِ الشَّجرة: حِذاءُ الشَّيءِ هو: ما يُحاذِيه، ومنه قوله: جعلني حذاءَه، أي إزاءَه وإلى جانبِه. =
⦗ص: 188⦘
= انظر: مشارق الأنوار (1/ 186).
(6)
أخرجه ابن أبي شيبة في مُسنده (1/ 159) عن حَفص بن غِياثٍ به، مقتصِرا على طرفٍ من الحديث: "رمَى الجَمْرَةَ مِنْ بَطنِ الوَادِي ثُمَّ قَالَ: هَذَا والّذي لا إلهَ غيرُهُ
…
" وإسنادُه صَحِيحٌ.
من فوائد الاستخراج:
• زيادةُ قوله: "بِحِذاءِ الشَّجَرَةِ" في لفظ حفصِ بن غياثٍ، وهي زيادةٌ صحيحةٌ جاءت عند البُخاري (ص 282، ح 1750) من طريق مُسدد، عن عبد الواحد عن الأعمش.
• زيادة طريقين عن الأعمش، طريق ابن نمير، وطريق حفص بن غياث.
4026 -
حدَّثنا علي بن حرب، حدَّثنا أبو مُعاوية
(1)
، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد قال:"رمَى عبد الله بن مسعُود جَمْرَةَ العَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الوَادِي بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ" فَقِيل لَهُ: إن أُناسًا يرمُونها من فوقِها، فقالَ عبد الله بن مسعود: هذا والَّذِي لا إلهَ غيرُهُ مَقامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عليهِ سُورةُ البقرةِ
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب رمي جمرة العقبة من بطن الوادي
…
(2/ 942، ح 305) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب، كلاهما عن الأعمش به.
من فوائد الاستخراج: التقاءُ المصنِّف مع مسلم في شيخه شيخه، مع تساوي =
⦗ص: 189⦘
= عدد رجالِ الإسنادين، وهذا "بدل" و "مساواة".
باب ذكرِ الخبَرِ المبَيِّنِ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ يَوم النحر عندَ الضحى، وَلَمْ يَرْم غيرَهَا، وَأَنه رَمَاهَا بِسَبْعِ حصيَاتٍ يُكَبِّرُ مَحَ كلِّ حصاةٍ، وأنه كان يَرمِي بَعْدَ ذلك الجَمَرَاتِ كلَّها بَعْدَ زوالِ الشمسِ، وأن الجمَار وِتْرٌ وَرَمْيها وِتْرٌ، وَصفَةَ رَمْيِ الجمَارِ أيَّام مِنَى، والجَمْرَةَ التِى يُبدأ بِها، ومَا بَعدها، والعَمَلُ عنْهَ كلِّ واحد مِنها
4027 -
حدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا محمد بن بكر، حدَّثنا ابن جُريج
(1)
، قال: حدَّثنِي أبو الزبير، أنَّه سمِع جابرَ بن عبد الله يقول:"كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي يومَ النَّحرِ ضُحًى، وأمَّا مَا بَعْدَ ذَلِكَ فَبَعْدَ الزَّوَالِ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب بيان وقت استحباب الرَّمي (2/ 945، ح 314) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي خالد الأحمر، وابن إدريس، وعن عليِّ بن خَشْرَمٍ، عن عيسى بن يونس، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 277، 316) عن محمد معمر، عن محمد بكر، أربعتُهم عن ابن جُريج به.
من فوائد الاستخراج: تصريح ابن جريج بالتَّحديث، وعند مسلم قال: أخبرنيِ، والتَّحديث أعلى وأقوى من الإخبار.
4028 -
حدَّثنا عبد الصمد، حدَّثنا مكِّيٌّ، عن ابن جُريج
(1)
، بِمثله،
⦗ص: 190⦘
بعد زوالِ الشَّمْسِ.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السابق / 4027.
4029 -
حدَّثنا يُونس
(1)
، أخبرَنا ابن وهب، عن ابن جُريج
(2)
، بإسناده نحوه
(3)
.
(1)
ابن عبد الأعلى.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر ح / 4027.
(3)
أخرجه ابن ماجه في سُننه (ص 516، ح 3035) عن حَرْمَلَة بن يحيى المصريِّ، عن عبد الله بن وهب، عن ابن جُريج به.
من فوائد الاستخراج: تَساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
4030 -
حدَّثنا سَعْدان بن يزيد، وعلي بن حرب، قَالَا: حَدَّثنا عبيد الله بن موسى، حدَّثنا ابن جُريج
(1)
، بِإسنادِه نحْوه:"أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رَمَى الجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ ضحًى، ورَمَاهَا بَعْدَ ذلِكَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4027.
(2)
أخرجه الدَّارِمي في سُنَنِه (2/ 85) عن عبيد الله بن مُوسى به.
من فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طُرق الحديث عن ابن جُريج أربعة طُرقٍ، وهي طريق محمد بن بَكر، وطريق مَكيٍّ بن إبراهيم، وطريق عبد الله بن وهْب، وطريق عبيد الله بن موسى، انظر الأحاديث السابقة.
4031 -
حدَّثنا أبو جعْفَر المَرْوَزِي
(1)
، حَدَّثنا علِيُّ بن حُجْرٍ، حدَّثنا الهيْثَم بن حُميد، حدَّثنا المُطعِم بن المِقْدام، عن أبي الزُّبير
(2)
، عن
⦗ص: 191⦘
جَابِرٍ، بِمثله: عِنْدَ الزَّوالِ
(3)
.
(1)
محمد بن إبراهيم بن عبد الله المروزي.
(2)
محمد بن مسلم بن تدرس، موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجَه الطَّبرانِي في المُعْجَم الأوسط (1/ 194) عن أحمد، عن عليِّ بن حُجر المروزي، عن الهيَثَم بن حُميد به، وقال عقِب إخراجه هذا الحديث وحديثَين آخرين للمُطْعِم بن المِقْدَام:"لَم يرو هذه الأحاديث عن المُطْعِم إلَّا الهيثَم بن حُميد تفرَّد بها عليُّ بن حُجْر".
4032 -
حدَّثنا عبد الحَميد بن محمد الحرَّانِي، حدَّثنا عبد الله بن محمد النُّفَيْلِي، حدَّثنا حاتِم بن إسماعِيل المدنِيُّ
(1)
، حدَّثنا جعْفَر، عن أبيه، قال: دخلْنَا على جَابرِ بن عبد الله فلمّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ سألَ عن القَومَ حتَّى انتَهى إليَّ فقُلتُ: أنا محمَّد بن علِيّ بن الحُسَين، فَأهْوَى بِيَدِهِ إلَى رَأْسِي، فَنَزَعَ زِرِّي الأَعْلَى، ثُمَّ نَزع زِرِّي الأَسْفَل، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّه بَيْنَ يَدَيَّ وأنَا غُلامٌ يَوْمَئِذٍ شَابٌّ فقال: مَرْحَبًا بِك، وأهلًا يا ابن أخِي، سَلْ عَمَّا شِئْتَ، قالَ: فسَأَلْتُه وهُو أعْمَى، وجاءَ وقْتُ الصَّلاةِ، فَقَامَ في سَاجَةٍ
(2)
له مُلْتَحِفًا بِه -يعني ثَوْبًا- مُلَفِّفًا كُلَّمَا وَضَعَهَا على مَنْكِبَيْهِ رَجَعَ طَرَفاها إلَيْهِ من صِغَرِها، ورِدَاؤُه إلَى جَانبه عَلى المِشْجَبِ
(3)
فَصَلَّى بِنَا، فقُلْتُ: أخْبِرْني عَنْ حَجَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالَ
⦗ص: 192⦘
بِيَدِهِ، فَعَقَدَ تِسْعًا ثُمَّ قَالَ: "إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ في النَّاسِ في العَاشِرَةِ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حَاجٌّ، فَقدِم المَدِينةَ بَشَرٌ كَثِيْرٌ كُلُّهُم يَلْتَمِسُ أنْ يَأْتَمَّ بِرسول الله صلى الله عليه وسلم ويَعْمَلَ بِمِثْلِ عملِه، فخرجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجْنا معَه، حتَّى أتَيْنا ذا الحُلَيْفَةَ فوَلدَتْ أسْماءُ بِنْتُ عُميسٍ محمد بن أبِي بَكرٍ، وأرسَلَتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيفَ أصنَعُ؟ فقال: اغتَسِلي واستَثْفِرِي
(4)
بِثَوْبٍ وأَحْرِمِي، فصَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ثُمَّ كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم القَصْوَاء حتَّى اسْتَوتْ به ناقتُه على البَيْدَاءِ، وذكَرَ الحَدِيثَ، وقالَ فِيه: حتَّى أتَى الجَمْرةَ الَّتِي عِندَ الشَّجرةِ فرمَاهَا بِسبعِ حَصَياتٍ يُكَبِّر مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا مِثْلَ -يَعْنِي حَصَى- الخَذْفِ رَمَى مِنْ بَطْنِ الوَادِي ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى المَنْحر"
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
سَاجَة: ثَوْبٌ وقِيل: الطَّيْلَسَانُ الغَلِيظُ الخَشِنْ.
انظر: مشارِق الأنوار (2/ 28).
(3)
المِشْجَب: أعْوَادٌ مُتداخِلةٌ تُوضعُ عليها الثِّيَابُ ويقال لَها الشِّجَابُ أيضًا. =
⦗ص: 192⦘
= انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 519)، مشارِق الأنوار (2/ 244).
(4)
اسْتَثْفِري: أيْ شُدِّي فرجَك بخرقةٍ عريضة تُوثِّقين طرفيها في شيءٍ تَشُدِّين ذلك على وسْطِكِ لمنعِ الدَّم، مأخوذٌ من الثَّفَر للدَّابة -بالفتح- أي تشده كما يُشَدُّ الثَّفَر تحت ذَنَبِ الدابَّة.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 134)، غريب الحديث لابن سلام (1/ 279)، الزَّاهر في غريب ألفاظ الشافعي (ص 69)، طلبة الطلبة (ص 78).
(5)
هَذا طرفٌ من حَديثِ جَابرٍ رضي الله عنه الطَّويل في الحَجِّ، أخرجه مُسلم في كتابِ الحجِّ- بابُ حجَّة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 - 892، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة، =
⦗ص: 193⦘
= وإسحاق بن إبراهيم، وأخرجه أبو داود في سُننه (ص 220، ح 1905) عبد الله بن محمد النُّفيلي وجماعةٍ، جميعا عن حاتِم بن إسماعيل به مطوَّلًا، وقد فرَّقه أبو عوانة بالإسناد نفسه في مواضعَ كثيرة من أبواب الحجِّ، تقدم منها أربعة مواضع برقم / 3952، 3954، 3976، 3995، وستأتي برقم / 4038، 4101، كما رواه أبو عوانة من طرقٍ مختلفة كثيرة عن جعفر بن محمد به.
من فوائد المستخرَج: تقطيعُ الأحاديثِ في مواضِعَ مختلفة لاستنباط مسائل فقهيَّةٍ مُتَنَوِّعَة.
4033 -
حدَّثنا عُثمانُ بن خُرَّزَاذٍ
(1)
، وعبد العزيز بن حَيَّانَ المُوصِلِي أبو القَاسِم
(2)
، قالا: حدَّثنا سَعِيدِ بن حَفْصٍ النُّفَيْلِي
(3)
، قال:
⦗ص: 194⦘
قرأتُ على مَعْقِلِ بن عبيد الله
(4)
، عن أبِي الزُّبير، عن جابرٍ قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "الاسْتِجْمَارُ وِتْرٌ، ورَمْيُ الجِمَارِ وِتْرٌ، والسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا والمَروَةِ وِتْرٌ"
(5)
.
(1)
هو: عثمان بن عبد الله بن محمد بن خُرَّزاذ -بضمِّ المعجمة وتَشْدِيدِ الرَّاء بعدها زايٌ- أبو عمرو البصري، ت / 281 هـ. تقريب التهذيب (ت 5057).
(2)
ابن صَابر بن حُريثٍ، أبو القَاسِم الأَزْدِي، ت / 261 هـ.
قال أبو زكريا الأزدي في كتاب: "طبقات محدِّثي أهل الموصل" -حسب ما نقل عنه ابن حجر في اللّسان-: "كان فيه فضل وصلاح، طلب الحديث ورحل فيه، وأكثر الكتاب، وسمع الشَّاميين والعراقيين وغيرهم، حدث الناس عنه دهرًا".
قلتُ: لم أقف على توثيق أحدٍ إيَّاه غير ما ذكره الحافظ عن الأزديّ، وذكره الذَّهبي في الميزان لمجيئ خبر باطل من طريقه عن هشام بن عمَّار، وذكره ابن حجرٍ في اللِّسان دافِعًا عنه آفة ما رُوي عن هِشام بن عَمَّار، فالراوي أقلُّ أحواله أن يُعتبر به، وقد قَرَنه الحافظ أبو عوانة رحمه الله في هذا الحديث بعُثمان بن خُرَّزَاذ وهو ثقةٌ.
انظر: تاريخ دمشق (36/ 281)، الميزان (2/ 627)، لسان الميزان (4/ 29).
(3)
ابن عُمر النُّفيلي، أبو عمرو الحرَّاني.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب بيان أنّ حصى الجِمار سبعٌ (2/ 945، ح 315) عن سلَمةَ بن شَبِيبٍ، عن الحسن بن أعْيَن، عن معْقلٍ به، وفي لفظه "تَوٌّ" بدل "وترٌ"، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (36/ 282) بإسناده عن عُثمان بن خُرَّزاذٍ به.
4034 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا محمد بن يَزِيد
(1)
، حدَّثنا مَعْقِلٌ
(2)
، بإسنادِه مثْلَه: إلا أنَّه قالَ بدلَ الوِتْرِ: "توٌّ" زاد: "والطوافُ تَوٌّ، والتَّوُّ وِتْرٌ"
(3)
.
(1)
ابن سِنَانِ التَّمِيمِي الجزَرِي، أبو عبد الله بن أبي فَرْوَة الرُّهاوي، ت / 220 هـ.
وثَّقه مسلمةُ، والحاكِم، وذكره ابن حبّان في الثقات.
وضعَّفه التِّرمذي، والفَسَوي، والدَّارقطني، وقال النَّسائي:"ليس بالقَوِيِّ".
قال الحافظ ابن حجر: "ليس بالقوي".
قُلتُ: تابعه سعيد بن حفص النُّفيلي (ح / 4033) والحسنُ بن محمد أعْيَن (كما عند مسلم).
انظر: سُنن التّرمذي (ص 653، ح 2918)، المَعْرِفَةُ والتَّارِيْخُ (3/ 246)، الثّقات لابن حبّان (9/ 74)، سؤالات السِّجزي (ص 211)، تهذيب التهذيب (9/ 525)، التقريب (ت 7209).
(2)
موضِع الالتقاء مع مسلم، ح / 4033.
(3)
انظر تخريج الحديث السَّابق. =
⦗ص: 195⦘
= من فوائد الاستخراج:
• زيادة طريقين عن معقل بن عبيد الله، طريق سعيد بن حفص، وطريق محمد بن يزيد.
• في لفظِ المصنِّف زيادةٌ فسَّرتْ لفظةً غريبة وردتْ في الحديث.
4035 -
ز- حدَّثنا محمد بن أحمد [بن أبِي]
(1)
المُثَنَّى أبو جعْفَر المُوصِلي، حدَّثنا عُثمان بن عُمر، حدَّثنا يُونس، عن الزُّهري، "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذَا رَمَى الجَمْرَةَ الَّتِي تَلِي مَسْجِدَ مِنًى يَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ ثُمَّ تَقَدَّمَ أَمامَها يُرِيْدُ مُسْتَقْبِلَ البَيْتِ، رَافِعًا يَديْهِ يَدْعُو، ثُمَّ يَأتِي الجَمْرَةَ الثَّانيةَ فَيَرْمِيها بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ، ثُمَّ (يَنْعَرِجُ)
(2)
ذاتَ اليَسَارِ مِمَّا يَلِي الوَادِيَ فَيَقِفُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ، رافِعًا يَديهِ يَدْعُو، ثُمَّ يَأتِي الجَمْرَةَ الثَّالِثَةَ فَيَرْمِيْهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَلَا يَقِفُ
⦗ص: 196⦘
عِنْدَهَا" قال الزُّهري: سمعتُ سالمَ بن عبد الله يُحدِّثُ بهذا، عن أبيه، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قال: وكان ابن عُمرَ يَفْعَلُه
(3)
.
(1)
ما بين المعقوفين سقط من نُسخة (م) واستدركتُه من كُتب الرّجال التي ترجمتْ للراوي، وهو محمد بن أحمد بن أبي المثنَّى يحيى بن عيسى، أبو جعفر التِّميمي المُوصلي.
انظر: الثِّقات (9/ 143)، السِّير (13/ 139).
(2)
ما بين القوسين في نسخة (م) كتبَ النَّاسخ مكانه "ينصرف" ثُمَّ كأنَّه ضربَ عليه، وكتَب قُبالته في الحاشِيةِ اليُسرى "ينعَرِج" وهذا اللَّفظ هو الأليق بالسِّياق، فإن معناه الانعطاف والميلان يَمْنةً ويسرةً.
انظر لسان العرب (9/ 120).
(3)
أخرَجه البخاري في كتاب الحجِّ -باب إذا رمَى الجمْرتين يَقُّوم مستَقبل القِبلة ويُسْهِل (ص 282، ح 1751) عن عُثمان بن أبي شيبة، عن طلحةَ بن يحيى، عن يونس به، وفي باب رفع اليدين عند جَمرة الدُّنيا والوُسطى (ص 283، ح 1753) تعليقًا بالجَزْم بصيغة "قال" عن محمَّد (قيل هو ابن سلام، وقيل: ابن يحيى الذُّهلي تحفة الأشراف 5/ 405)، وأخرجه النّسائي في السُّنن الصغرى (ص 475، ح 3083) عن العبَّاس بن عبد العظيم العنبريِّ، وأخرجه ابن خُريمة في صحيحه (4/ 317) عن محمد بن يحيى، والحُسين بن علي البِسْطَامِيِّ، جمِيعًا عن عُثمانَ بن عُمر، كِلاهما عن يُونس بن يزيد، عن الزُّهريِّ به.
من فوائد المستخرَج:
زاد أبو عوانة هذا الحديث على الأصل المخرَّج عليه -صحيح مسلم-.
4036 -
ز- حدَّثنا محمد بن يحيى
(1)
، حدَّثنا إسماعيلُ بن أبي أُوَيْسٍ
(2)
، قال: حدَّثني أخِي
(3)
، عن سُليمان بن بلال، عن يونس بن يزيد، عن ابن شِهاب، عن سَالِم، "أنَّ ابنَ عُمر كانَ يَرْمِي الجَمرةَ الدُّنْيا بِسبعِ حَصياتٍ يُكَبِّرُ على إثْرِ كُلِّ حَصاةٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيَسْتَهِلُّ، فَيقُومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ
⦗ص: 197⦘
قائِمًا طَوِيلًا، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الجَمْرةَ الوُسْطَى كَذلِكَ، فَيَأخُذُ ذاتَ الشِّمَالِ، فَيَسْتَهِلُّ فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ قَائِمًا طَويلًا، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَديهِ، ثُمَّ يَرْمِي الجَمْرَةَ ذَاتِ العَقَبَةِ منْ بَطْنِ الوَادِي لا يَقِفُ عِنْدَهَا" ويقولُ:"هَكَذا رَأَيْتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ"
(4)
.
(1)
الذُّهْلِي.
(2)
هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أُويس الأصْبحي، أبو عبد الله بن أبي أويس المدني.
(3)
هو: عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله الأصبحي.
(4)
أخرجه البُخاري في كنابِ الحجِّ -باب رفع اليدين عند جمرةِ الدُّنيا والوُسْطَى (ص 282، ح 1752) عن إسماعيل بن عبد الله، عن أخيه، عن سليمان بن بلال به.
من فوائد المستخرَج: زاد أبو عوانة هذا الحديث على الأصل المخرَّج عليه -صحيح مسلم-.
بابُ ذكرِ الخبَرِ المُبَيِّنِ أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رَمي الجمْرَةَ وانصرَفَ إِلَى رَحْلِه فَنَحَرَ، والدلِيْلُ عَلَى أنهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُصلِّ يَوم النَّحرِ صلاةَ العِيْدِ
4037 -
حدَّثنا أبو داود السِّجْزِيُّ
(1)
، حدَّثنا محمَّد بن العَلاءِ، حدَّثنا حفْصُ بن غِياثٍ
(2)
، عن هِشام
(3)
، عن ابن سِيرِين، عن أنَسٍ بن مَالِكٍ "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَنزِلِهِ فَدَعَا بِذِبْحٍ فَذَبَحَ"
(4)
.
(1)
سُليمان بن الأشعث، صَاحبُ السُّنن، والحديثُ في سُنَنه (ص 227، ح 1981) بهذا الإسناد بِمثل لفظ المصنِّف وزاد: "ثُمَّ دعَا بِالحَلَّاقِ فأخذَ بِشِقِّ رأسِه الأيْمَنِ فحَلقَه فجعلَ يَقْسِمُ بينَ مَنْ يليه الشَّعْرةَ والشَّعْرتينِ ثُمَّ أخذَ بِشِقِّ رأسِه الأيسرِ فَحلقَهُ ثُمَّ قالَ "هَهُنا أبو طلحة" فدفعَهُ إلَى أبي طلحة".
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
ابن حسَّان.
(4)
أخرَجَه مسلمٌ في كتابِ الحجِّ -باب بيانِ أنَّ السُّنَّةَ يومَ النَّحر أنْ يرميَ ثُمَّ يَنْحرَ ثُمَّ يَحْلِقَ، والابتداء في الحلقِ بالجانِبِ الأَيمنِ من رَأسِ المَحْلُوقِ (2/ 947، ح 323، 324، 325) عن يحيى بن يحيى، وعن أبي بَكر بن أبي شَيبة، وابن نُمير، وأبي كريب، وعن محمد بن المُثنَّى، عن عبد الأعلى، أَربَعتُهم (فرَّقَهم) عن هِشامِ بن حَسَّان، عن حفص بن غِياثٍ به، وزاد قِصَّة حلْقِ الشَّعْر كما جاءتْ عند أبي داود، ويظهَرُ أنَّ أبا عوانةَ اختصر الحديث واكتفى منه بِما احتاجَ إليهِ في هذا الموضِع، فإنِّ من منهجِه تقطيع الحديث في الأبواب كما تقدَّم سابِقا، وسيأتِي الجزءُ الباقي من الحديث =
⦗ص: 199⦘
= بالإسنادِ نفسِه برقم /4050.
4038 -
حدَّثنا عبد الحَميد بن محمد، حدَّثنا النُّفيلي، حدَّثنا حاتَمُ ابن إسْمَاعِيل
(1)
، حدَّثنا جعْفَر، عن أبيه قال: دخلْنا على جابِرٍ فَذكرَ حديثَ الحَجِّ، سمعتُ جابرا قال:"رَمَى -يعني النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الجَمْرَةَ مِنْ بَطْنِ الوَادِي، ثُمَّ انْصَرَفَ إلَى المَنْحَرِ فَنَحَرَ"
(2)
.
(1)
موضِع الالتقاء مع مسلم.
(2)
هذا طرفٌ من حديث جابر رضي الله عنه الطويل في الحجِّ، أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ- باب حجَّة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 - 892، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وأخرجه أبو داود في سُننه (ص 220، ح 1905) عبد الله بن محمد النُّفيلي وجماعةٍ، جميعا عن حاتم بن إسماعيل به مطوَّلًا، وقد فرَّقه أبو عوانة بالإسناد نفسه في مواضعَ كثيرة من أبواب الحجِّ، تقدم منها خمسة مواضع برقم / 3952، 3954، 3976، 3995، 4038، وسيأتي برقم / 4101، كما رواه أبو عوانة من طرق مختلفة كثيرة عن جعفر بن محمد به.
من فوائد المُستخرَج: تقطِيعُ الأحاديثِ في مواضِعَ مُختلفة لاستنباطِ مسائل فقهية متنوِّعة.
بابُ ذكرِ الخبَرِ المُبَيِّنِ المُوجِبِ على مَنْ يَنْحَرُ بِمنَى أَنْ يَنحرَ في رَحْلِهِ حَيْثُ كانَ مِنْ مِنًى، وَأن مِنًى كُلَّها مَنحرٌ، وَصفَةِ نَحرِ البَدَنَةِ والذبِيْحةِ
4039 -
حدَّثنا يُوسف القَاضِي
(1)
، حدَّثنا مسدد، حدَّثنا حفصُ بن غِياث
(2)
، حدَّثنا جعْفَر بن محمد، عن أبيه، عن جابرٍ، أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"نَحَرْتُ هَاهُنا، وَمِنًى كُلُّها مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا في رِحَالِكُم"
(3)
.
(1)
يوسف بن يعقوب بن إسماعيل الأزدي مولاهم البصري الأصل، أبو محمد القاضي البغدادى.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
هذا طرفٌ من حديث جابرِ رضي الله عنه الطويل في الحجِّ، أخرجه مسلمٌ في كتاب الحج- باب حجَّة النبيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 892، ح 148) وبابِ ما جاء أنَّ عرفة كلها موقفٌ- 893، ح 149) عن عمر بن حفصِ بن غياث، عن أبيه حفص بن غياث به في حديثين منفصلين مختصرين، قال في أولهما: وساقَ الحديث بنحوِ حديث حاتِم بن إسماعيل (أي عن جعفر بن محمد)، ثم ذكر زيادتَه على حاتم، واكتفى في الثاني بجزء من الحديث:"نَحَرْتُ هَاهُنَا وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا في رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، ووقَفْتُ هَاهُنَا وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ"، وأخرجه أبو داود في سُننه (ص 221، ح 1908) عن مُسدَّد عن حفص بن غياثٍ به، وتقدَّم جزءٌ من هذا الحديث بالإسناد نفسه عند المصنف برقم / 4035.
انظر: إتحافَ المَهَرة (3/ 343، ح 3162).
من فوائد الاستخراج: أورد أبو عوانة الحديث في بابٍ غير الباب الذي أورده =
⦗ص: 201⦘
= فيه صاحب الأصل -صحيح مسلم- مما فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند المصنِّف.
4040 -
حدَّثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدَّثنا روح بن عبادة، حدَّثنا شُعبة، عن يُونس بن عُبَيْدٍ
(1)
، عن زِيَادِ بن جُبَيْرٍ، أنَّ ابنَ عُمَرَ رَأَى رَجُلًا قَدْ أَنَاخَ بَدَنَتَهُ يُرِيْدُ أنْ يَنْحَرَهَا فقال: " (قِيَامًا)
(2)
مُقَيَّدَةً سُنَّةَ أبِي القاسِم صلى الله عليه وسلم"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ما بين القوسين تصحَّف في نُسخة (م) إلى "قائِمًا"، وهو تصحيفٌ وخطأٌ من النَّاحية اللُّغوية والنَّحوية، فإنَّ "قائمًا" وصفٌ منصوبٌ على الحاليَّة عن كلمة:"البَدَنَة"، ويجب أن يُطابِق الوصفُ الموصُوف في التذكير والتأنيث، ولفظ مسلم:"قِيَامًا مُقَيَّدَةً" ولم أقفْ في المصادر التي أخرجَت الحديثَ على لفظ: "قائما مقيَّدة".
انظر: أسرار العربية لأبي البركات الأنباري (ص 260).
(3)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحج -باب نحر البُدْنِ قيامًا مُقَيَّدة (2/ 956، ح 358) عن يحيى بن يحيى، عن خالد بن عبد الله، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب نحر الإبل مقيَّدةً (ص 276، ح 1713) عن عبد الله بن مَسْلَمة، عن يزيدِ بن زُريعٍ، كلاهما عن يُونس بن عُبيد به، وكرَّره المصنِّف أبو عوانة بالإسناد نفسِه في كتاب الأضاحى- بَابُ البَعير بِعَشْرة مِنَ الغَنمِ، وَصِفَةِ نَحْرِها، والدَّليل عَلى إِجَازة شَركِة العَشرة في البَعيرِ الواحدِ للأُضحِيةِ.
انظر مستخرج أبي عوانة -الجزءُ الذي حقَّقه الدكتُور عمر مصلح الحسيني، ح / 8340. =
⦗ص: 202⦘
= من فوائد الاستخراج:
• إخراج أبي عوانة للحديث من طريق شُعبة، عن يونس بن عُبيد، ومسلمٌ أخرجه من طريق خالد بن عبد الله عن يونس بن عُبيد، وشُعبةُ أتقنُ وأثبتُ من خالد بن عبد الله.
• تقييد المهمل "يونس" بأنه ابن عُبيد، بينما جاء لدى مسلمٍ مهملا.
4041 -
حدَّثنا عبد الملك بن محمد الرَّقاشِي، وأبو أمية، قال: حدَّثنا وهب بن جرير، حدَّثنا شُعبة، عن يونُسَ بن عُبيد
(1)
، عن زيادِ ابن جُبَيرٍ، أنَّ ابن عُمر رأى رجُلًا وهُو يَنْحَرُ بَدَنَتَه أناخَها أو أضْجَعَها، فقال:"ابْعَثْهَا قِيامًا، سُنُّةَ أبِي القَاسِم صلى الله عليه وسلم، أو سُنَّةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم" وهذا لفْظُ أبِي أُمَيَّة
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح /4040.
(2)
انظر تخريج الحديث السابق، ح / 4040، والحديثُ كرَّره المصنِّف أبو عوانة بالإسناد نفسِه في كتاب الأضاحي- بَابُ البَعير بِعَشرة مِنَ الغَنمِ، وَصِفَةِ نَحْرِها، والدَّليل عَلى إِجَازة شَرِكَة العَشْرة في البَعيرِ الواحدِ للأُضحِيةِ.
انظر: مستخرج أبي عوانة- الجزء الذي قام الدكتُور عُمر الحُسيني بتَحقيقه، ح / 8340.
من فوائد الاستخراج: تعيينُ من له اللَّفظ من الرُّواة، وانظر من فوائد الاستخراج المُستفادة من الحديث السَّابق.
4042 -
حدَّثنا أبو زَيْدٍ عُمَرُ بن شَبَّة البَصْرِيُّ النُّمَيرِيُّ، حدَّثنا محمد
⦗ص: 203⦘
ابن جعْفَر غُنْدَرٌ، عن شُعبةَ
(1)
، عن قتَادةَ، عن أنسٍ "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أمْلَحَيْنِ
(2)
أقْرَنَيْنِ
(3)
، ورأيتُه واضِعًا رِجْلَهُ على صِفَاحَهُمَا"
(4)
.
(1)
موضِع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أمْلَحَين: تثنِية أمْلَح، وهُو الذي يشُوبُ بياضَه شيءٌ من سَوادٍ.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 379).
(3)
أَقْرَنَين: تثنية أقرَن، أي ذُو قُرونٍ.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 179).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الأضاحيِّ -باب استحباب الضَّحِيَّة، وذبْحها مباشرةً بِلا تَوكيل، والتَّسمية والتَّكبير (2/ 1556 - 1557، ح 17، 18) عن قتيبة بن سعيد، عن أبي عوانة، وعن يحيى بن يحيى، عن وكيع، وعن يحيى بن حبيب، عن خالد بن الحارث، وأخرجه البُخاري في كتاب الأضاحيِّ -باب من ذبح الأضَاحِيَّ بيده (ص 988، ح 5558) عن آدم بن أبي إِياسٍ، وأخرجه ابن ماجَه في سُننه (ص 529، ح 3120) عن محمد بن بشَّار، عن غُندَرٍ، خمستُهم عن شُعبةَ، كلاهُما عن قَتادةَ به، وزادوا التَّسْمية والتَّكبيرَ عندَ الذَّبح، وسَتأتي هذه الزيادةُ عند المصنِّف في الحديث الآتي.
من فوائد الاستخراج:
• إيراد الحديث في غير الكتاب الذي أورده فيه مسلم، مما فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند مسلم.
• روايته الحديث عن شُعبة، من طريق محمد بن جعفر غُندر، وهو من أثبت الناس فيه، قال الإمام أحمد:"ما في أصحاب شُعبة أقل خطأ من محمد بن جعفر"، وقال الإمام عبد الله بن المبارك: "إذا اختلف الناس في حديثِ شُعبة فكتاب غُندر =
⦗ص: 204⦘
= حكمٌ بينهم"، وقال العجلي: "غُندر من أثبت الناس في حديث شُعبة".
انظر: شرح علل الترمذي لابن رجَب (2/ 702 - 703).
4043 -
حدَّثنا يوسف بن مُسَلَّم، حدَّثنا حجَّاج
(1)
، ح.
وحدَّثنا يونس بن حبيب، حدَّثنا أبو داود
(2)
، ح وحدَّثنا الصغاني، حدَّثنا أبو النَّضْرِ
(3)
، ح.
وحدَّثنا أبو قِلابة
(4)
، حدَّثنا سَعيد بن عامر، كلُّهم عن شُعْبَةَ
(5)
، قال حجَّاج: حدَّثنِي شعبةُ، عن قَتادة، عن أنسٍ قال:"كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ سَمِيْنَيْنِ يُسَمِّي ويُكَبّرُ، ولقدْ رأيتُه يَذبحُ بَدَنَتَه واضِعًا قَدَمَه عَلَى صِفَاحِهِمَا". وهذا لفظُ حجَّاج بن محمد، ومعنَى حديثِهِم واحِدٌ
(6)
.
(1)
ابن محمد الأعور.
(2)
سليمان بن داود الطيالسي، والحديثُ في مُسندِه (ص 265، ح 1969) بهذا الإسناد، وليس في لفظه:"سمينين".
(3)
هاشم بن القاسم.
(4)
عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد الرَّقاشي، البصري.
(5)
موضعُ الالتقاءِ مع مُسلِم.
(6)
أخرجه مسلمٌ والبُخارِيُّ في صحيحيهما، وابن ماجه في سُننه، انظر ح / 4042.
وليس عندهم "سمينين" وقد أشار البُخاري إلى هذه الزيادة في ترجمة الباب بصيغة التمريض، فقال:"ويُذكرُ سينين"، وإسنادُ أبي عوانة ظاهره الصحَّة، وقال الحافظ في تغليق التعليق (5/ 4): "وهذا الإسناد صحيح، ما أدري لم لَمْ يَجْزِمْ به =
⦗ص: 205⦘
= البخاري وكأنه مرَّضه لشُذوذه"، لكنَّه يميل إلى شُذوذ الزِّيادة: "سمينين"، فقد قال في الفتح (10/ 12): "وساق المصنف -يعني البخاري- في الباب الحديثَ من طريق شُعبة وليس فيه "سمينين" وهو المحفوظ عن شعبة"، وسببُ ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر هو: أنَّ اللَّفظَ الذي ساقه أبو عوانة وفيه زيادة "سمينين" هو لفظ حجَّاج بن محمد، خالف في ذلك سائر الرُّواة عن شُعبة، منهم أبو عوانة الوضَّاح اليشكُري، وكيع، وخالد بن الحارث، وآدم بن أبي إياس، وغُندر محمد بن جعفر، كما في تخريج الحديث السَّابق (ح / 4042) كما وافقهم أيضا أبو داود الطَّيالسي شيخُ شيخِ المصنِّف في هذا الحديث، فيظهرُ لي -والله أعلم- أنَّ أبا عوانة لم يعتبرْ مخالفةَ حجَّاجِ بن محمد أبا داود الطيالِسِيَّ في زيادة لفظة: "سمينين" مخالفةً في المعنى، ولذا قال: "ومعنى حديثهم واحد"، كما إني لَمْ أقفْ على الزيادة المذكورة عند غير الحافظ أبي عوانة رحمه الله عن أنس رضي الله عنه.
لكنَّها رُويتْ من طرقٍ أخرى متكلَّم في رجالها، وتَصِلُ بعضُها إلى مرتبة الحسن، فذكرَ الحافظ ابن حجري التَّغليق (5/ 4 - 5) أنَّ عبد الرزاق روى عن الثوري عن عبد الله بن محمد ابن عقيل عن أبي سلمة عن عائشة وأبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "كانَ إذا أراد أنْ يُضَحِّي اشتَرَى كَبْشَينِ عَظِيمين سَمِيْنَين
…
"، والحديثُ عند عبد الرراق في المصنَّف (4/ 379) لكن ليس فيه إلَّا قوله: "ضحَّى بِكَبشين" وقد ذكره ابن حزم في المحلَّى (7/ 381) وقال عقب ذكره: "فهذا أثرٌ صحيحٌ عندهم".
وأخرجَ ابنُ ماجه في سُنَنِه (ص 350، ح 3122) عن محمد بن يحيى عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبي سلمة عن عائشة، وعن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أرادَ أنْ يُضَحِّي اشتَرى كَبْشَيْنِ =
⦗ص: 206⦘
= عَظِيمينِ سَمِينَين أقْرَنَين
…
".
ورجالُه ثقات إلا عبد الله بن محمد بن عقيل مختلَفٌ فيه، قال فيه الحافظ ابن حجر في التقريب (ت 3978):"صدوقٌ في حديثه لين"، وروى الإمام أحمد في المسند (6/ 391)، من طريق زُهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عليِّ بن حسين، عن أبيه، عن أبي رافع أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ضَحَّى اشترى كَبْشَيْنِ سمَيْنَيْنِ أقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ
…
".
قال الهيثمى في المجمع (4/ 22): "إسناده حسن".
من فوائد الاستخراج:
• تعيين من له اللَّفظ.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• إيراد الحديث في غير الكتاب الذي أورده فيه مسلم، مما فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند مسلم.
• زاد المصنِّف زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن شُعبة ستة طرق، طريق غندر (ح / 4042)، وطريق حجاج الأعور، وطريق أبي داود الطيالسي، وطريق أبي النضر هاشم بن القاسم، وطريق سعيد بن عامر، وطريق هشيم (ح / 4044)، وهو من فوائد الاستخراج.
4044 -
حدَّثنا يُوسُف
(1)
، حدَّثنا أبو الربيْعِ
(2)
، حدَّثنا هُشَيم، عن
⦗ص: 207⦘
شُعبة
(3)
، بنحوه.
وفي حديث سَعِيْدِ بن عَامر، عن شُعبة، قال: فقال: "بِسْمِ الله، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ". والبَاقُونَ لَمْ يَذكُرُوا
(4)
.
(1)
ابن يعقوب بن إسماعيل الأزدي مولاهم البصري الأصل، أبو محمد القاضي البغدادي.
(2)
سُليمان بن داود العَتَكي.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4042، 4043.
(4)
أخرجه أحمد في مُسنده (3/ 99) عن هُشيم به، ولم أقِفْ على من تابع سعيدا على هذه الزيادة عن شُعبة، ويَشْبَه أن يكونَ خطأ، فإن سائِرَ الرواة الثقات الأثبات عن شُعبة لم يرووا تلك الزِّيادة.
وجاءتِ الجُملة الزائدة المذكورة: "بِسْمِ الله، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ" من طرُقٍ أخرى لا تخلو من ضعف، فروها أبو يعلى في مسنده (5/ 427) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن الحجاج بن أَرْطَاة عن قتادة عن أنس قال: ضحَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أقْرَنَيْنِ أمْلَحَيْنِ فَقرَّب أحَدهما فقال: بِسمِ الله اللَّهُم مِنْكَ ولكَ، هذا عن محمَّد وأهلِ بيتِه"، وقَرَّب الآخر وقال: "بِسْمِ الله اللَّهُم مِنْكَ ولكَ هذَا عَمَّنْ وَحَّدَك مِنْ أُمَّتي".
وفيه الحجَّاج بن أرطاة، وهو صدوقٌ كثيرُ الخطأ والتدليس، وحالتُه لا تحتمل التَّفرد، كيف وقد خالف إمامًا من الأئمة: شُعبةَ عن قتادة. التقريب (ت 1239).
كما رواها أبو داود (ص 316، ح 2795)، وابن ماجه (ص 529، ح 3121) في سُنَنِهما من طريق محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عَيَّاش، عن جابر بن عبد الله قال: ذبح النّبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم الذّبْح كَبْشَيْنِ أقْرَنَيْنِ أمْلَحَيْنِ مَوْجُوءَين، فَلمَّا وَجّهَهُما قال: "إنِّي وجَّهْتُ وجْهِي لِلَّذِي فطَر السَّماواتِ والأرضَ على مِلَّة إبراهِيمَ حنيفًا
…
، وفي آخره:"اللَّهُمَّ مِنْكَ ولَكَ وعَن محمَّدٍ وأُمَّتِه بِسمِ الله واللهُ أَكْبَرُ" ثُمَّ ذبح. =
⦗ص: 208⦘
= وفي هذا الإسناد أبو عَيَّاش المُعافِرِيُّ المِصْريُّ، وهو مستورُ الحال، قال فيه الحافِظ:"مقبول"، ولأجله ضعَّف الحديثَ الشيخ الالبانيُّ في ضَعيف سنن أبي داود.
انظر: التقريب (ت 9837)، ضعيف سنن أبي داود (ص 215 - 216، ح 2795).
بابُ ذِكرِ الخبرِ المبَيِّنِ أنَّ النبِيّ صلى الله عليه وسلم حَلَقَ رأسه في حجَّة الوَداع بعدَ ما نَحرَ بُدْنَهُ، والدليل على أن السنة فِي نحرِ البَدَنَةِ أنْ يَنحرَ صَاحِبها بِيَدهِ والحَلَّاقُ يَنْتَظِرُهُ فَلا يَشتَغِلُ بِشيْء بَعْدَ نَحرِهِ إِلَّا بِحَلْقِ الرأسِ، وعلَى أن شُعُورَ المسْلِمِينَ طاهرةٌ مباحٌ للمسلمُ إِمْساكها، وعلى أنَّ السُّنةَ في الحلْقِ أنْ يَبدءوا بِالشقِّ الأَيْمَنِ
4045 -
حدَّثنا عيسى بن أحمد البَلْخِي، حَدَّثنا شُجَاع بن الوَلِيد، حدَّثنا موسى ابن عُقْبة
(1)
، عن نافِع، عن ابن عُمر "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حَلَقَ رَأْسَهُ في حجَّةِ الوَدَاعِ"
(2)
.
(1)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريجَ الحديثَ التالي ح / 4046.
(2)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 128) عن شُجاع بن الوليد به، بمثل لفظ أبي عوانة، وانظر تخريج الحديث التَّالي.
4046 -
حدَّثنا أبو داوُدَ السِّجْزِيُّ
(1)
، حدَّثنا قُتَيْبَةُ
(2)
، حدَّثنا
⦗ص: 209⦘
يعقُوبُ وهُو ابنُ عبد الرحمن القارِيُّ
(3)
، ح. وحدَّثنا الصغاني، حدَّثنا محمَّد بن عَبَادَة
(4)
[*]
، حدَّثنا حاتَمٌ
(5)
كِلاهُما، عن موسى بن عقبة، عن نافِعٍ، عن ابن عُمَرَ "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حَلَقَ رأْسَهُ في حَجَّة الوَداعِ"
(6)
.
(1)
سُليمان بن الأشعث السَّجِسْتَانِي، صاحبُ السُّنَن، والحديثُ في سُنَنِه (ص 227، 1980).
(2)
ابن سعيد، وهو موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الأول.
(3)
-بتشديد التَّحتانِيَّة- المدنِيُّ، نزيل الإسْكَنْدَرِيَّة.
(4)
هو: محمد بن عَبَادَة -بفتحِ العين والموحَّدة المخفَّفَة- الواسِطيُّ، صدوق فاضل. التقريب (ت 6738)[*].
(5)
ابن إسماعيل، وهو موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الثاني.
(6)
أخرجه مسلمٌ في كتابِ الحجَّ -باب تفضيلِ الحلقِ على التَّقصيرِ وجوازِ التَّقصيرِ (2/ 947، ح 322) عن قُتيبة بن سَعيد، عن يعقوب بن عبد الرحمن القاريِّ، وحاتم ابن إسماعيل، وأخرجه البخاري في كتاب المغازي -باب حجة الوداع (ص 748، ح 4410) عن إبراهيم بن المُنذر، عن أبي ضَمرَةَ، ثلاثتُهم عن موسَى بن عُقْبَةَ به.
من فوائد الاستخراج: التقاءُ المصنِّف مع مسلمٍ في شيخِه، وهذا "موافقة"، وتساوي عدد رجال الإسناد الثاني مع إسناد مسلم، وهذا "مساواة".
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (محمد بن عبادة)، وصوابه:(محمد بن عباد)، وهو على الصواب في إتحاف المهرة (11377)، وهو محمد بن عباد بن الزبرقان المكي، وقد ذكره محققو الكتاب على الصواب في عدة مواضع:(366، 3556، 3856، 7396، 10977).
4047 -
حدَّثنا أبو العبَّاسِ الغَزِّي، حدَّثنا أحمد بن يونس، حدَّثنا زُهَيْرٍ، عن موسى بن عقبة
(1)
، مثلَه بإسناده
(2)
.
(1)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السابق ح / 4046.
(2)
أخرجه عبد بن حُميد في مُسْندِه (ص 248) عن أحمد بن يُونُس به.
4048 -
حدَّثنا (عِمْران) بن بكَّارٍ الحِمْصِيُّ
(1)
، حدَّثنا
⦗ص: 210⦘
علِيُّ بن عَيَّاشٍ
(2)
، حدَّثنا شُعَيبُ بن أبِي حَمْزَةَ، عن نافِعٍ
(3)
، عن ابن (عُمر)
(4)
"أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حَلَقَ في حَجَّةِ الوَدَاع"
(5)
.
(1)
هو: عِمران بن بكَّار البَرَّاد -بفتح الباء المعجمة بواحدة، وتشديد الرَّاءِ المُهْمَلَةِ، وفي =
⦗ص: 210⦘
= آخِرها دالٌ مُهْملة- أبو مُوسى الكِلاعِي، البزَّار الحِمْصِي، ت / 271 هـ، تصحَّف اسمه في نسخة (م) إلى "عمر"، والتَّصويب من إتحاف المهرة (9/ 97، ح 10559) كتب الرِّجال التي ترجمت له، ولم أقف في شُيوخ أبي عوانة على راوٍ اسمه:"عُمر بن بكَّار".
الأنساب (1/ 304).
(2)
ابن مسلم الأَلْهَانِي -بفتح الألف، وسكون اللام، وفتح الهاء، آخرها النون- أبو الحسن الحِمْصيُّ. ت / 210 هـ.
الأنساب (1/ 205).
وثَّقهُ العِجْلِيُّ، والنَّسائيُّ، والدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"كان متقِنا".
انظر: معرفة الثقات (2/ 156)، سُنن الدارقطني (1/ 49)، الثقات (8/ 460)، تهذيب الكمال (21/ 84).
(3)
موضِعُ الالتقاءِ معَ مُسلِمٍ، انظر تخريج ح / 4046.
(4)
تصحّف ما بين القوسين في (م) إلى "عمرو"، والتَّصويب الإتحاف (9/ 97، ح 10558).
(5)
أخرجَه البُخاري في كتاب الحجِّ -باب الحلْق والتَّقصِيْرِ عندَ الإِحْلال (ص 279، ح 1726) عن أبي اليمان، عن شُعيب به.
4049 -
حدَّثنا الحسن بن أبي الربيع، حدَّثنا عبد الرَّزَّاقِ، ح.
وحدَّثنا السُّلَمِيُّ
(1)
، حدَّثنا عبد الرَّزَّاقِ، حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهرِيِّ،
⦗ص: 211⦘
عن سَالمٍ، عن ابن عُمرَ
(2)
"أنَّ النَّبِيّ حَلَقَ في حجَّتِهِ" زاد الجُرْجَانِي، قال مَعْمَرٌ: حدَّثنا أيُّوبُ، عن نَافِعٍ، عن ابنِ عُمرَ، عنِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم مثْلَه، هذا لفظُه، وقال السُّلَمِيُّ: لِحَجَّتِه.
(3)
(1)
هو: أحمد بن يُوسف بن خالِد الأزْديُّ، السُّلَميُّ.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه النَّسائي في السنن الكبرى (2/ 449) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزَّاق بن همَّام به، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 33) عن عبد الرزَّاق به أيضًا.
من فوائد الاستخراج: زيادة طريقٍ أخرى عن ابن عُمر رضي الله عنهما، وزيادة طريقين عن موسى بن عقبة (ح / 4045، 4047).
4050 -
وحدَّثنا أبو داود السِّجْزيُّ
(1)
، حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ
(2)
، حدَّثنا حفصُ بن غِيَاثٍ، عن هِشَامٍ، عن ابن سِيْرِينَ، عنْ أنَسٍ "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ يَوْمَ النحْرِ، ثُمَّ رَجَعَ إلَى مَنْزِلِهِ فَدَعَا بِذِبْحٍ فَذَبَحَ، ثُمَّ دَعَا بِالحَلّاقِ فأخَذَ بِشِقِّ رأْسِهُ الأيْمَنِ فَحَلَقَه، فَجَعَلَ يُقَسِّمُ بَيْنَ مَنْ يَلِيهِ الشَّعْرَةَ والشَّعْرَتَينِ، ثُمَّ أخَذَ بِشِقِّ رأسِه الأيْسَرِ فَحَلَقَهُ، فَدَفَعَهُ إلَى أبِي طَلْحَةَ"
(3)
.
(1)
سُليمان بن الأشعث، صَاحبُ السُّنن، والحديثُ في سُنَنه (ص 227، ح 1981) بهذا الإسناد بمثل لفظ المصنِّف، وتقدَّم إخراج المصنِّف لطرَفٍ منه في ح / 4037.
(2)
محمد بن العَلاءِ، وهُو مَوضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجَه مسلم في كتاب الحج -باب بيان أن السُّنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحرَ ثُمَّ يحلِق والابتداء في الحلقِ بالجانِب الأيمنِ مِنْ رأسِ المَحْلُوقِ (2/ 947، ح 323، =
⦗ص: 212⦘
= ح 324) عن يحيى بن يحيى عن حفصٍ به، وعن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن نُمير، وأبي كريب، ثلاثتُهم عن حفصِ بن غِياثٍ بنحوِه، مختصرًا، وليس في حديثهم ذكرُ أبي طلحة رضي الله عنه، وذكر أبو بكر بن أبي شيبة بدل أبي طلحة رضي الله عنه أمَّ سُليم رضي الله عنهما:"فأعْطاهُ أمَّ سُليمٍ".
والحديثُ رواه جماعةٌ عن هِشَام بن حَسَّانٍ، واختلفُوا عليه في لفظِه، ويصلُح هذا الاختلافُ مثالًا للقلبِ في المتنِ، فرواه حفصُ بن غياثٍ (كما عند مسلم وغيره) وفيه:"أنَّه صلى الله عليه وسلم حلق الشِّقَّ الأيمن وقسمه بين الناس، ثم حَلَقَ الأيسَرَ ودفعه إلى أبي طلحة"، وتابعه على ذلك عبد الأعلى (كما عند مسلم 2/ 947، ح 325) وروحُ بن عُبادة (كما عند الإمام أحمد في المسند 3/ 208) وجاءَ في لفظِ أبي بكرِ بن أبي شَيبة عن حَفصِ بن غِياثٍ "فأعْطاهُ أُمُّ سُليمٍ".
وخالفهم سُفيانُ بن عُيينة (كما عند مسلم 2/ 948، ح 326، وعند المصنّف ح / 4053) وعبّاد بن عبَّاد (كما عند المصنِّف ح / 4051) ووهْبُ ابن جَرير (كما عند أحمد في مسنده 3/ 214) فذكروا "أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ناولَ الحلَّاق شِقَّه الأيمن فحلقه فأعطاه أبا طلحة، ثم ناوله الشَقَّ الأيسرَ فحلقه، ففرَّقه بين الناس"، وليس في روايتهم ذكر أمِّ سُليم.
ويظهَرُ ممَّا تقدم -والله أعلم- أنَّ اختلاف اللَّفظِ مصدرُه هِشامُ بن حسَّانٍ نفسُه، ولعلَّ الأرجَحَ فيما رواهُ روايةُ سُفيان بن عُيينة وصاحِبيه عنه، فإنَّ عمرو بن عونٍ وأيُّوب السختياني روياه عن محمد بن سيرين (كما عند المصنف في ح / 4055، 4056) بنحو رواية سُفيان بن عُيينة، وجاء في لفظ أيُّوب:"يا أنسُ انطلقْ بِهذا إلى أبي طلحة وأمِّ سُليمٍ" وهذا اللَّفظ يشهَدُ لصِحَّة لفظ أبي بكر بن أبي شيبة عند مسلم، ويُجْمَعُ به بين الألفاظ التي صرَّحت بذكر أبي طلحة رضي الله عنه وبين =
⦗ص: 213⦘
= لَفظ أبي بكر بن أبي شَيبة الذي صرَّحَ باسم: "أمّ سُلَيمٍ".
من فوائد الاستخراج:
• تصريح أبي كريب بالتحديث، وعند مسلم قال: أخبرنا، والتحديثُ أعلى وأقوى من الإخبار.
• فيه بيان للمتن المحال به على المتنِ المُحال عليه.
• التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخه، وهذا "موافقة".
• تقييدُ "الجمرة" بِـ "العَقَبَةِ".
4051 -
وحدَّثنا الصغاني، حدَّثنا يحيى بن أيُّوب
(1)
، حدَّثنا عبَّادُ بن عَبَّادٍ
(2)
، حدَّثنا هِشامِ بن حَسَّانٍ
(3)
، عن محمد بن سِيرِين، عن أنَسٍ بن مالِكٍ "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حَلَقَ رأْسَهُ في حَجَّتِه، قال: فأخَذَ بِجميعِ رأْسِه منْ شِقِّه (الأيمنِ) وقال: "احلق" فحلق واشْرَأَبَّ
(4)
النَّاسُ إلى مَنْ يَدْفَعُه، فَدَفَعَه إلى أبِي طَلْحَة، وحَلَقَ الشِّقَّ الأَيْسَرَ فَفَرَّقَهُ بَيْنَ النَّاسِ".
(5)
(1)
هو أبو زكريا البغدادِيُّ المَقَابِرِيّ.
(2)
ابن حبيب بن المُهَلَّبِ بن أبي صُفرةَ، الأزدي البصريِّ.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السابق ح/4050.
(4)
اشْرَأَبَّ النَّاس: أي رفعوا رؤوسهم، وكلُّ رافعٍ رأسه مُشْرَئِبٌّ.
انظر: غريب الحديث لأبي عُبيد الهروي (3/ 224).
(5)
انظر تخريجَ الحديثِ السَّابِق ح/ 4050.
4052 -
حدَّثنا الدقيقي
(1)
، حدَّثنا وهب بن جرير، حدَّثنا هِشامُ بن حَسَّان
(2)
، عن محمد بن سِيْرِينَ "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لمَّا حَلَقَ رَأْسَهُ بَدَأَ بِشِقِّ رَأْسه الأَيْمَنِ، ثُمَّ حَلَقَ شِقَّ رأسه الأَيْسَرِ"
(3)
.
(1)
أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي، الدَّقيِقي.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح /4050.
(3)
أخرجه الأمامُ أحمْد في مُسْنَدِهِ عن (3/ 214) عن وَهْبٍ بِه، ولفظُه:"أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لما حَلَقَ بَدَأَ بِشِقِّ رأسِه الأيمنِ فحَلَقَه ثُمَّ ناوَلَه أبَا طَلْحَةَ، قال: ثُمَّ حَلَقَ شِقَّ رأسِه الأيْسَرِ فَقَسَمَه بينَ النَّاسِ".
4053 -
حدَّثنا علي بن حرب، حدَّثنا سفيان بن عيينة
(1)
، ح.
وحدَّثنا أبو إسماعيل
(2)
، حدَّثنا الحميدي
(3)
، حدَّثنا سُفْيانُ، حدَّثنا هِشَام بن حَسَّان، ح.
وحدَّثنا إسحاق بن سيَّار، حدَّثنا عمرو بن عون.
[و]
(4)
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا سُريج
(5)
،
(6)
حدَّثنا سُفْيان ابن عُيَيْنَة،
⦗ص: 215⦘
عن هِشَام بن حَسَّان، عن ابن سِيرينَ، عن أنَسٍ بن مالِكٍ "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لمَّا رمَى الجَمْرَةَ وذبَحَ نَاوَلَ الحَلّاقَ شِقَّهُ الأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ فَأَعْطَاهُ أبَا طَلْحَةَ، ثُمَّ نَاوَلَهُ شِقَّهُ الأَيْسَرَ فَحَلَقَهُ، وأمَرَ أبَا طَلْحَةَ أنْ يُقَسِّمَهُ بَينَ النَّاسِ" وقالَ عليٌّ: "وناوَلَهُ أبا طلحَةَ وأمَرَهُ أنْ يُقَسِّمَهُ بَيْنَ النَّاسِ" واللَّفْظُ لِعلي بن حرب
(7)
.
(1)
موضِعُ الالتقاء مع مُسلم في الأسَانِيدِ الأربعَة.
(2)
هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلَمِي، أبو إسماعيل التِّرمذيّ.
(3)
عبد الله بن الزُّبير، والحديثُ في مُسنَده (2/ 512) عن سُفيان به.
(4)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستَدْركتُه من إتحاف المهرة (2/ 280، ح 1721)، فإن أبا أمية من شُيوخ المصنِّف.
(5)
ابن النُّعمان الجَوْهَريِّ.
(6)
هكذا العِبارةُ في نُسخة (م)، وفيها نقصٌ، فإنَّ عمرو بن عون وسُريجًا كِلاهما يروِيان =
⦗ص: 215⦘
= الحديثَ عن ابن عُيينة، وكان الأنسبُ أن يؤتَى بِكلمَةِ "قالا" صيغةِ التَّثْنِيَةِ بعد كلمةِ "سُريجٍ" ولعلَّها كانتْ موجودةً، وسقطتْ من النَّاسِخ.
(7)
أخرجَه مسلم في كتاب الحج -باب بيان أن السُّنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحرَ ثُمَّ يحلِق والابتداء في الحلقِ بالجانِب الأيمنِ مِنْ رأسِ المَحْلُوقِ (2/ 948، 326) عن ابن أبي عُمر، عن سُفيان به.
من فوائد الاستخراج:
• تقييدُ "سُفيانَ" بأنَّه ابن عُيينة، بينَما جاءَ لدَى مُسلمٍ مُهملًا.
• راوي الحديثِ عن ابن عُيينة عند الإمام مُسلِم هو: محمد بن أبي عُمر، وهو:"صدوق"، وعند المصنِّف هو:"الحُميدي"، وقد قال فيه أبو حاتم:"أثْبَتُ النَّاسُ في ابنِ عُيَيْنَةَ الحُميديُّ، وهُو رئيسُ أصحابِ ابنِ عُيَيْنَة" وقال: "ثقة إمامٌ".
الجرح والتعديل (5/ 57).
• زيادةُ أربعةِ طرقٍ عن ابن عُيَينة، طريق علي بن حرب، وطريق الحميدي، وطريق عمرو بن عون، وطريق سُريجِ بن النُّعمان.
• تعيين من له اللَّفظ من الرُّواة.
4054 -
حدَّثنا ابنُ الفَرَجِي
(1)
، حدَّثنا يحيى بن أيُّوب، حدَّثنا عبَّاد بن عبَّاد المُهَلَّبي، حدَّثنا هِشَام بن حَسَّان
(2)
، عن محمد بن سِيرين، عن أنس بن مالك "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حَلَقَ رأْسَهُ في حَجَّتِه".
(3)
(1)
هو: محمد بن يعقوب بن الفَرَجِ، أبو جَعْفَرِ الصُّوفي، من أهل سُرَّ من رأى، المَعْرُوف بابنِ الفَرَجِي -بفتح الفاءِ والرَّاءِ- نسبة إلى "الفَرَجِ" اسمِ جَدِّه، ت /270 هـ.
الأنساب للسَّمْعاني (4/ 360)، توضِيحُ المُشْتَبِه (7/ 67).
تابعه الصَّغانِي عن يحيى، انظر ح /4051.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح /4050.
(3)
انظر تخريج ح / 4050.
4055 -
حدَّثنا جعْفَرُ الطَّيالِسِيُّ
(1)
، وحمدُون بن عُمَارة
(2)
، قال: حدَّثنا سعيد بن سُليمان
(3)
، حدَّثنا عبَّادُ بن العَوَّامِ، حَدَّثنا ابن عَون
(4)
، عن محمد بن سِيْرِينَ
(5)
، عَنْ أنَسٍ بن مالك "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَ الحَلَّاقَ
⦗ص: 217⦘
فَحَلَقَ رَأْسَهُ، وَدَفَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبِي طَلْحَةَ الشِّقَّ الأَيْمَنَ، ثُمَّ حَلَقَ الشِّقَّ الآخَرَ، فأمرَهُ أن يُقَسِّمَهُ بَيْنَ الناس".
(6)
(1)
هو: جعفر بن محمد بن أبي عُثمان، أبو الفضل الطَّيالِسِيُّ، البغدادي.
(2)
البغدادي، أبو جعفر البزَّاز -بِزايَين-، واسمه محمد ولقَبُه حَمْدُون وهو الغالبُ عليه، صدوق من الحادية عشرة، ت /262 هـ.
انظر: تاريخ بغداد (8/ 177)، المنتظم (12/ 175)، تهذيبُ الكمال (7/ 300)، التقريب (ت 1652).
(3)
الضَّبِّي، أبو عُثمان الوَاسِطيّ، نزيل بغداد، لقَبُه: سعدُويه.
(4)
هو: عمرو بن عَون بن أوس، الواسِطي، أبو عثمان البصريُّ.
(5)
موضعُ الالتقاء مع مسلم، انظر ح /4050.
(6)
أخرجه البخاري في كتاب الطَّهارة -باب الماء الذي يُغسلُ به شعرُ الإنسانِ (ص 34، ح 171) عن محمد بن عبد الرحيم، عن سَعيد بن سُليمان به مختصرًا، وأخرجَه البيهقي في السُّنن الكُبرى (7/ 67) بإسناده عن سَعيد بن سُليمان به مختصَرًا أيضًا بلفظ:"أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَلقَ شعْرَهُ يوم النَّحرِ تفرَّقَ النَّاس وأخذُوا شَعْرهُ فأخذَ أبو طَلحَة منه طَائِفةً"، وانظر تخريج الحديث ح / 4050.
4056 -
حدَّثنا حُمَيْدِ بن عَيَّاشٍ أبو الحسَنِ
(1)
، حدَّثنا مُؤَمَّل
(2)
، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن أيُّوب
(3)
، عن محمد بن سِيرينَ
(4)
، عن أنسٍ قال: لمَّا حَلقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النَّحرِ قَبَض شْعرَهُ بِيدِهِ اليُمنَى، فلمَّا حلَقَ الحَلّاقُ شِقَّ رأسِه الأيْمَنِ قالَ لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا أنسُ انطَلِقْ بِهَذَا إلى أبِي طَلْحَةَ وأُمِّ سُلَيْمٍ".
(5)
(1)
هو: حُمَيد بن عيَّاش- بياءٍ مُشَدَّدَةٍ مُعجَمةٍ بِاثْنتَينِ من تحتِها وآخرة شين معجمة- الرَّمْلِي، أبو الحسن.
قال ابن أبي حاتم: "صدوقٌ".
انظر: الجرح والتعديل (3/ 227) الإكمال لابن ماكولا (6/ 64، 74).
(2)
ابن إسماعيل.
(3)
ابن أبي تمِيمَة السَّخْتِياني.
(4)
موضِعُ الالتقاء مع مُسلم، انظر تخريج ح / 4050، والأحاديث التي بعده.
(5)
أخرجه البيهقي في السُّنن الكبرى (2/ 427) عن أبي عبد الله الحافظ، وأحمد =
⦗ص: 218⦘
= ابن الحسن القاضي، كلاهما عن أبي العبَّاسِ محمد بن يعقوب، عن حُميد ابن عيَّاش الرِّملِيَ به.
4057 -
حدَّثنا جعْفَرُ الطَّيِالِسِيُّ، حدَّثنا أحمْدُ بن عُمَر الوَكِيعِي
(1)
، حَدَّثنا مُؤَمَّل بن إسماعِيل، بإسنادِه مِثْلَهُ.
(2)
(1)
ابن حَفصِ بن جَهْم بن واقِد الكِندي، أبو جعفر الجُلَّاب. التقريب (ت 95).
(2)
انظر تخريج الحديثِ السَّابق، ح/ 4056.
من فوائد الاستخراج: زاد الحافظ أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن ابن سِيرين طريقين: طريق عبَّاد بن العوَّام (ح / 4055)، وطريق أيوب السّختياني (ح / 4056).
4058 -
حدَّثنا عبد الصمد، حدَّثنا مَكِّيٌّ
(1)
، ح.
وحدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا رَوْحٌ
(2)
كِلاهُما، عن ابن جُريج، عن جعْفَرٍ بن محمَّد
(3)
، أنَّه سمَعَ أبَاهُ يُحَدِّثُ أنَّه، سمَعَ جابرَ بن عبد الله "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ساقَ في حَجَّتِهِ مِائةَ بَدَنَةٍ، فَنَحرَ بِيَدِهِ ثلاثا وسِتِّينَ، وأمَرَ علِي بن أبِي طاَلِبٍ رضي الله عنه فنَحرَ ما بَقِيَ، وسَاقَ له عَلِيٌّ فكانَ جَمِيْعُ ذلِكَ مِائَةَ بَدَنَةٍ".
(4)
(1)
ابن إبراهيم بن بشير بن مرقد التَّميمي، أبو السَّكَنِ.
(2)
ابن عُبادة القَيْسِي البصري.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(4)
هذا طرفٌ من حديثِ جابرٍ رضي الله عنه الطَّويلِ في الحجِّ، أخرجه مُسلم في كتاب الحجّ- باب حجَّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 - 892، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شَيْبَةَ، =
⦗ص: 219⦘
= وإسحاق بن إبراهيم، جمَيعًا عن حَاتم بن إسماعيل به مطوَّلًا، وفرَّقه أبو عوانة بالإسنادِ نفسِه في مواضع من كتاب الحج: ح / 3841، 3873، كما رواه مفرَّقًا من طرق أخرى عن ابن جريج به كما في ح /3840، 3871، 3872، 3910، 3939، 4087، كما رواه مُفَرَّقًا أيضا من طرُقٍ عن جعفر بن محمد به.
بابُ الترغيْبِ في حَلْقِ الرَّأسِ بعدَ رَمْيِ الجِمَارِ، والدَّلِيْلِ علَى إبَاحَةِ التقصيرِ، وعلَى أن السنة بَعْدَ الحلْقِ تَقْلِيمُ الأظْفارِ
4059 -
حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا شُجَاعُ بن الوَلِيدِ أبو بدر، عن عبيد الله بن عُمرَ
(1)
قال: حدَّثَنِي نافِعٌ، عن عبد الله بن عُمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"رَحِمَ الله المُحَلّقِينَ" قالوا: يا رسول الله: والمُقَصِّرِينَ، قال:"رَحِمَ الله المُحَلِّقِينَ" قال في الرَّابِعة: "والمُقَصِّرِيْنَ"
(2)
.
⦗ص: 221⦘
رواه عبد الوهَّابِ
(3)
(عنْ)
(4)
عبيد الله في الرَّابِعةِ: "والمُقَصِّرِيْنَ"
(5)
.
(1)
موضِع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب تفضيل الحلقِ على التَّقصير وجواز التَّقصير (2/ 946، ح 318) عن محمد بن عبد الله بن نُمير عن أبيه عبيد الله بن نُمير، عن أبيه عن عبيد الله بن عُمر به، وليس في لفظه قولُه:"وفي الرَّابعة" ولكنَّه في معناه، حيثُ كرَّر صلى الله عليه وسلم الدُّعاءَ للمحلِّقين ثلاثًا، ثُمَّ قال:"والمُقَصِّرِين".
ثُمَّ أخرجه مسلمٌ عن ابن المثنَّى عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثَّقفي عن عبيد الله بن عُمر به بلفظ: "فلمَّا كانت الرَّابِعة قال: "والمُقَصِّرينَ".
وعلَّقه البُخاري في صحيحه في كتاب الحج -باب الحلق والتقصير عند =
⦗ص: 220⦘
= الإحلال (ص 279، ح 1727) عن عبيد الله ابن عُمر به، وأخرجه الإمام أحْمد في مُسنده (2/ 141) عن عبد الله نُمير عن عبيد الله به بلفظِ:"فقالَ في الرَّابِعَةِ والمُقَصِّرِيْنَ" ووافق يحيى بن سعيد القطان وسفيان الثوري في إحدى روايتيه شُجاعًا وعبدَ الوهَّاب وابنَ نُميرٍ على هذا اللَّفظِ.
أمَّا طريق الثوري فأخرجها الدَّارمي في سُننِه (2/ 89) عن محمد بن يُوسف، وأخرجَه البيهقِيُّ في السُّنَنِ الكُبرى (5/ 134) بإسناده إلى محمد بن كثِير، كلاهما عن سُفيان الثوري به.
وأمَّا طريقُ يحيى القطَّانِ فأخرجَها النَّسائيُّ في الكُبرى (2/ 449) عن عبيد الله بن سَعِيدٍ عنه به، وأخرجَها الإمامُ أحمد في مُسنده (2/ 16) عن يحيى به.
وقدِ اختُلفَ على نافعٍ في لفظِ الحديث، فرواه عنه عبيد الله كما تقدَّم آنفًا.
ورواه مالكٌ (كما في ح / 4061)، وسفيانُ الثوري في إحدى روايتيه عن عبيد الله (كما في ح / 4062 سيأتي تخريج حديثهما في موضعه) كِلاهُما عن نافع بلفظ:"والمقصرين في الثَّالثَة".
ورواه اللَّيْثُ عن نافِعٍ (كما عندَ المُصنِّف في ح / 4062، 4063، 4064) على الشَّكِّ: "رحِم الله المحَلِّقِين -مرةً أو مرَّتين- ثم قال: "والمقصِّرين".
والرِّواياتُ المذكورةُ بألفاظها المُختلفة -باستثناء روايةِ اللَّيث- ثابتةٌ بأسانيدَ صحيحة، ولا تعارُضَ بين لفظِ من قال:"في الثَّالثة"، وبيِن لفظِ من قال:"في الرَّابِعة".
قال الحافظُ ابن حجرٍ في الفتح (3/ 657): "قوله: "وقال اللَّيثُ" وصَلَهُ مسلمٌ، ولفظُه "رحِمَ الله المحلِّقِينَ -مرةً أو مَرَّتينِ- قالُوا والمُقَصِّرِينَ قالَ: والمقَصِّرِين"، والشَّكُّ فيهِ من اللَّيْثِ وإلّا فأكثرُهُم موافق لما رواه مالِكٌ". =
⦗ص: 221⦘
= ويُجمع بين رواية عبيد الله بن عُمر ورواية مالكٍ بِمثلما جمَع بينها الحافظ في الفتح (3/ 657) حيثُ قال: "وبيانُ أنَّ كونها في الرَّابِعة أنَّ قوله: "المُقَصِّرِينَ" معطوفٌ على مُقَدَّرٍ تقديرهُ "يرحَمُ الله المُحَلِّقِين" وإنَّما قال ذلك بعد أنْ دعا للمُحَلِّقِين ثلاثَ مراتٍ صريحًا، فيكونَ دعاوه لِلْمُقَصِّرِينَ في الرَّابِعَةِ .. ومن قال: "في الثَّالِثَة" أراد أن قوله: "والمُقَصِّرِينَ" معطُوفٌ على الدَّعوةِ الثَّالثَة أو أراد بالثَّالثَة مسألةَ السَّائِلين في ذلِك، وكان صلى الله عليه وسلم لا يُرَاجَعُ بعدَ ثَلاثٍ، كما ثَبَتَ، ولو لم يَدْعُ لهُم بَعْدَ ثَالِث مسألةٍ ما سألوهُ".
قلتُ: ويشهدُ للتَّفصيل الوارد في حديث عبيد الله بن عُمر ولِصحَّة هذا الجمعِ، حديثُ أبي هريرة وحديثُ أم الحُصَين الأحمسيَّة رضي الله عنهما الآتيانِ برقم / 4066، 4069.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح عبيد الله بن عُمر بالتَّحديث عن نافع.
• تساوي عدد رجال الإسنادين.
(3)
ابن عبد المجيد الثَّقَفِي.
(4)
تصحَّف ما بين القوسَين في نُسخة (م) إلى "بن" والتَّصْويب من صحيح مسلم (2/ 946، ح 319) والمصادر الحَدِيثِيَّة الأخرى التي أخرجت الحديث عن عبد الوهَّاب عن عبيد الله.
(5)
وصلَهُ مسلمٌ فرواه في صحيحه في كتاب الحجِّ -باب تفضيل الحلقِ على التَّقصير وجواز التَّقصير (2/ 946، ح 319) عن ابن المُثَنَّى عن عبد الوهَّاب الثَّقفِيِّ به.
4060 -
حدَّثنا بكَّارُ بن قُتَيبة، حدَّثنا مُؤَمَّلٌ، حدَّثنا الثوري، قال:
⦗ص: 222⦘
حدَّثنا عبيد الله ابن عُمر
(1)
، عن نافعٍ، عن ابن عُمر، أنَّ رسول الله قال:"رحِمَ الله المُحَلِّقِيْنَ" قِيل: يا رسول الله والمُقَصِّرِينَ، قال:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ -في الثَّالِثَةِ- ولِلْمُقَصِّرِينَ"
(2)
.
(1)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4059.
(2)
أخرجهُ الدَّارمي في سُننِه (2/ 89) عن محمد بن يُوسف، وأخرجَه البيهقِيُّ في السُّنَنِ الكُبرى (5/ 134) بإسنادِه إلى محمد بن كثِير، كلاهما عن سُفيان الثوري به، وانظر تخريج الحديث السَّابق، ح / 4059.
4061 -
حدَّثنا يُونس
(1)
، حدَّثنا ابن وهب، قال: أخبرِني مالكٌ
(2)
، ح.
وحدَّثنا محمد ابن حيَّويه، حدَّثنا يحيى بن يحيى
(3)
، ومُطَرِّفٌ
(4)
، والقَعْنَبيُّ، عن مالكٍ، عن نافعٍ، عن عبد الله بن عُمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اللهُمّ ارحَم المُحَلّقِيْنَ" قالُوا: يا رسول الله، والمُقَصِّرِينَ، قال:"اللهُم ارْحَم المُحَلِّقِيْنَ" قَالُوا: والمُقَصِّرِينَ يا رسول الله قالَ: "والمُقَصِّرِينَ" في الثَّالِثَة
(5)
.
(1)
ابن عبد الأعلى.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مُسلم في غير طريق يحيى بن يحيى، والحديث في موطَّئه (2/ 561، ح 975) من طريق يحيى اللَّيثيِّ وغيره عنه.
(3)
النَّيسَابوري، وهو موضعُ الالتقاء مع مسلم في الإسناد الثاني.
(4)
هو: مطرف بن عبد الله بن مطرف اليساري، أبو مصعب المدني.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب تفضيل الحلقِ على التَّقصير وجواز التَّقصير (2/ 945، ح 317) عن يحيى بن يحيى، وأخرجَه البُخاري في كتاب الحجِّ -باب =
⦗ص: 223⦘
= الحلق والتقصير عند الإحلال (ص 9، ح 1727) عن عبد الله بن يُوسُف، كلاهُما عن مالك به، وانظر تخريج ح / 4059. 27
من فوائد الاستخراج:
• زاد أبو عوانة على الإمام مُسلم من طُرق الحديث عن مالك ثلاثة طُرقٍ، وهي طريق ابن وهبٍ، وطريق مُطرِّفٍ، وطريقُ القعْنَبيِّ.
• راويه عن مالك عند المصنّف هو "القعنَبيُّ"، وهو من أثْبَتِ أصحابِ مالكٍ عن مالكٍ، ومُقَدَّم فيه على يحيى النَّيسابوري راوي الحديث عن مالك عند مسلم.
انظر: أقوالَ الأئمة في القعنبي في فوائد استِخراج ح / 3548.
4062 -
أخبرنا يُونُس، أخبرَنا ابن وهب، أخبرنا الليث بن سعد
(1)
، عن نَافِعٍ، عن عبد الله بن عُمر، أنَّه قال:"حلَقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائِفَةٌ من أصْحَابِهِ، وقَصَّرَ بَعْضُهم"
(2)
.
(1)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب تفضيل الحلقِ على التَّقصير وجوازِ التَّقصير (2/ 945، ح 316) عن يحيى بن يحيى، ومحمد بن رُمحٍ، وقتيبة، ثلاثتُهم عن اللَّيث به، وزاد:"قال عبد الله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رحِم الله المحلِّقين، مرةً أو مرَّتين، ثمَّ قال:"والمقصِّرين"، وهذه الزِّيادة رواها المصنِّف من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم عن الليث في ح / 4064 الآتي.
وسبقَ أَنْ نقلتُ قول الحافظ ابن حجر في حديثِ اللَّيثِ في تخريج ح / 3759، حيثُ قال:"قولُه: "وقال اللَّيثُ" وصَلَهُ مسلمٌ، ولفظُه "رحِمَ الله المحلّقِينَ -مرةً أو مَرَّتينِ- قالُوا والمُقَصِّرِينَ قالَ: والمقَصِّرِين"، والشَّكُّ فيهِ من اللَّيْثِ وإلّا فأكثرُهُم موافقٌ لما رواه مالكٌ". =
⦗ص: 224⦘
= من فوائد الاستخراج: تقييد المهمل في قوله: "الليث بن سعد" حيثُ جاء في صحيح مسلم مهملًا.
4063 -
حدَّثنا حَبَشِيُّ بن الرَّبِيعُ بن طَارِقٍ
(1)
، عن أبِيه
(2)
، عن الليث بن سعد
(3)
، بِمِثْلِهِ
(4)
.
(1)
هو: طاهرُ بن عمرو بن الربيعِ بن طارِقِ بن قُرَّة بن نهيك الهِلالي، أبو الحسن، ت /295 هـ، وفي توضيح المشتبه أنَّه ت/275 هـ.
ولقَبُه حَبَشِيٌّ -بفتح الحاءِ والباء-، وضبطَه الدَّارَقُطْنِيُّ بِضَمِّ الحاءِ وسُكون الباءِ.
قالَ ابنُ ماكولا: "الأوَّل أصحُّ" وقال عن ضبطِ الدراقطني في تهذبيه: "وهذا وَهْمٌ".
وقال الحافظ: " -بفتحتين-
…
وقيَّده الدارقطني بالضم، قلتُ: مع سكون الموحدة فوهَّمه الأميرُ في التهذيب وذكره بفتح أوله وثانيه وصحَّحه في الإكمال".
قلتُ: لم أقِفْ على ما يَدُلُّ على تجريحِه أو تعديله.
انظر: المؤتلف والمختلف للدارقطني (2/ 949)، الإكمال لابن ماكولا (2/ 385)، تهذيب مُسْتَمِرِّ الأوهامِ له أيضًا (ص 222)، تَكْمِلَةُ الإكْمَالِ لابنِ نُقطة (2/ 229)، نُزهة الألباب في الألقاب (1/ 193). توضيح المشتبه (3/ 68).
(2)
هو: عمرو بن الربيعِ بن طَارِقٍ الهِلَالِي الكُوفي ثُمَّ المصري، ت / 219 هـ.
وثَّقه العِجليُّ، وذكرهُ ابنُ حِبَّان في الثِّقات.
وقال أبو حاتم: "صَدُوق"، ووثَّقه الحافظ ابن حجر.
انظر: الجرح (6/ 233)، الثِّقات (8/ 485)، تهذيب الكمال (22/ 23)، التقريب (ت 5655).
(3)
موضعُ الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السَّابق.
(4)
لم أقف على من تابع حبشيَّ بن الرَّبيع، عن أبيه عمرو بن الرَّبيع، وتوبع والده عمرو =
⦗ص: 225⦘
= عن اللَّيث، انظر تخريج الحديث السابق ح / 4062.
من فوائد الاستخراج: تقييد المهمل في قوله: "اللَّيث بن سعد" حيثُ جاء في صحيح مسلم مهملًا.
4064 -
حدَّثنا الصَّاغاني، حدَّثنا أبو النَّضْرِ
(1)
، حدَّثنا اللَّيثِ
(2)
، عن نافِعٍ، عن ابن عُمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"رَحِمَ الله المُحَلّقِينَ" مرَّةً، أو مَرتينِ، ثُمَّ قالَ:"وَالمُقَصِّرِيْنَ"
(3)
.
كلاهُما صَحِيحَانِ، رواهمُا أحمد بن يونس عن الليث بن سعد
(4)
.
(1)
هاشم بن القاسم.
(2)
موضِعُ الالتِقاء مع مسلم، انظر ح / 4062.
(3)
أخرجه الإمام أحمد في مُسنده (2/ 119) عن أبي النَّضر هاشم بن القاسم به.
من فوائد الاستخراج:
• زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن الليث بن سعد ثلاثة طرق، وهي طريق عبد الله بن وهب (ح / 4062)، وعمرو بن الرَّبيع (ح / 4063) وهاشم بن القاسم.
• حكمُ المصنِّف بالصَّحَّة على حديثِ اللَّيث.
(4)
يريدُ المصنِّف -والله أعلم- بقوله: "كِلاهما صحيحان" ح / 4062، 4064، وبعد بحثٍ وتنقيبٍ لم أقفْ على الحديثِ موصُولا من طريق أحمد بن يونس عن اللَّيث في مصادر حديثية أخرى.
4065 -
وحدَّثنا أبو المُثَنَّى
(1)
، حدَّثنا عبد الله بن أسمَاءَ
(2)
، حدَّثنا
⦗ص: 226⦘
جُوَيْرِيَّةُ
(3)
عن نافِعٍ
(4)
بِمِثْلِه
(5)
.
(1)
معاذ بن المثنى العنبري.
(2)
هُو: عبد الله بن محمد بن أسْماء، أبو عُبَيد الضُّبَعِي أبو عبد الرحمن البصري.
(3)
جُوَيْرِيَّةُ -تصغير جَارِية- ابن أسماء بن عُبيد الضُّبَعي البَصْريُّ.
(4)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4062.
(5)
أخرجَه البُخاري في صحيحه في كتاب الحجِّ -باب الحلق والتقصير عند الإحلالِ (ص 279، ح 1729) عن عبد الله بن محمد بن أسماء به، بلفظ:"حَلقَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وطائِفةٌ من أصحابِه وقصَّرَ بعضُهم".
4066 -
حدَّثنا علي بن حرب، حدَّثنا ابن فُضَيْلٍ
(1)
، ح.
وحدَّثنا الصَّاغاني، حدَّثنا مُعلَّى بن مَنْصُور، حدَّثنا محمد بن فُضَيْلٍ، عن عُمَارَةَ بن القَعْقَاعِ، عن أبي زُرْعةَ، عن أبي هُريرةَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ" قالُوا: والمُقَصِّرِينَ، قال:"اللهُمُّ اغْفِرْ لِلْمُحَلّقِينَ" قالُوا: والمُقَصِّرِينَ، قال:"اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ" قالُوا: والمُقَصّرِيْنَ، قال في الثَّالِثَةِ أوِ الرَّابِعَةِ:"والمُقَصِّرِينَ"
(2)
.
(1)
هو: محمد بن فُضيل، وهو موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين.
(2)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب تفضيلِ الحَلْقِ على التَّقصير وجَوازِ التَّقصير (2/ 946، ح 320) عن أبي بكر بن أبي شَيبة، وزُهَير بن حرب، وابن نُمير، وأبي كريب، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب الحلق والتقصير عند الإحلال (ص 279، ح 1728) عن عيَّاش بن الوليد، خمستُهم عن محمد بن فُضَيلٍ به، وليس في لفظِهما الشكُّ كما جاء في حديث أبي عوانة، بلْ جاء في لفظِ البخاري التصريحُ بأن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم دعا بها لِلْمُحلِّقين ثلاثًا، ثُمَّ قال:"وللمُقَصِّرين".
4067 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا أُمَيَّةُ بن بِسْطَامٍ
(1)
، حدَّثنا يزيد ابن زُرَيع، عن رَوْحٍ بن القَاسِم، عن العَلاءِ بن عبد الرحمن، عن أبيه
(2)
، عن أبِي هُريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ الله المُحَلِّقِينَ" قالُوا: والمُقَصِّرِينَ يا رسول الله قالَ: "رحِمَ الله المُحَلِّقِينَ" قالُوا: والمُقَصِّرِينَ يا رسول الله قال: "والمُقَصِّرِينَ"
(3)
.
(1)
موضِعُ الالتِقَاء مع مُسلم.
(2)
عبد الرحمن بن يعقوب الجُهنِي، مولى الحُرقَة.
(3)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب تفضيلِ الحَلْقِ على التَّقصير وجَوازِ التَّقصير (2/ 946، ح 320) عن أميَّة بن بِسطام به، محيلًا متْنَ حديثِه على حديثِ أبي زُرعة عن أبي هريرة قبلَه، وقال:"بمعنى حديث أبي زُرعة عن أبي هُريرة".
من فوائد الاستخراج:
• فيه بيانٌ للمتن المُحال به على متنٍ آخر.
• بيان أن روحًا هنا هو "ابن القاسم" وأن العلاء هو" ابن عبد الرحمن" وقد جاءا مُهملَين لدى مسلم.
4068 -
حدَّثنا ابن أبي رجاء، حدَّثنا وكيع، حدَّثنا شُعبة، عن يحيى بن حُصَين، عن جَدَّتِه قالتْ: سمعتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "يَرْحَمُ الله المُحَلِّقِيْنَ، يَرْحَمُ الله المُحَلِّقِينَ" قيل في الثَّالِثَة: يا رسول الله، والمُقَصِّرِينَ قالَ:"والمُقَصِّرِينَ"
(1)
.
(1)
سبق إخراج المصنِّف لهذا الحديث بالإسناد نفسِه والمتن نفسِه في بابٍ سابق برقم / 4068. =
⦗ص: 228⦘
= من فوائد الاستخراج: إخراج الحديث الواحد سندا ومتنا في أبواب مختلفة لاستنباط أحكام فقهية متنوعة يستهلُّ بها في تراجم الأبواب.
4069 -
حدَّثنا يونس بن حبيب، حدَّثنا أبو داوُد، حدَّثنا شُعبة، عن يحيى بن حُصَينٍ، عن جدَّتِه "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دَعَا لِلْمُحَلِّقِيْنَ ثلاثًا، ولِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً"
(1)
.
(1)
سبق إخراج المصنِّف لهذا الحديث بالإسناد نفسِه والمتن نفسِه في بابٍ سابق برقم / 4069.
4070 -
حدَّثنا أبو أُسَامة عبد الله بن أُسامة الكَلْبي
(1)
، حدَّثنا سليمان بن حرب، حدَّثنا سُليمانُ بن (المُغِيرَة)
(2)
، عن ثابتٍ البُنَانِي، عن أنَسٍ بن مالكٍ:"رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم والحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ وَقَدْ أطافَ بِهِ أصحابُه مَا تَقَعُ شَعْرَةٌ إلَّا في يَدِ رُجُلٍ"
(3)
.
(1)
قال فيه ابن أبي حَاتِم: "ثقةٌ صَدُوقٌ".
انظر: الجرحُ والتعديل (5/ 10).
(2)
القَيْسِي، وهو موضِعُ الالتقاء مع مسلم، وقدْ تصَحَّفَ ما بين القَوْسَين في نُسخة (م) إلى "المرغه" والتَّصويبُ من إتحاف المهَرة (1/ 523، 529) كتُب الرَّجال الَّتي ترجمَتْ للرَّاوِي.
انظر: الجرح والتعديل (4/ 144)، تهذيب التهذيب (4/ 220).
(3)
أخرجه مُسلمٌ في كتاب فضَائِلِ النبِيّ صلى الله عليه وسلم-باب قُرب النِّبيّ صلى الله عليه وسلم من النَّاس وتَبَرُّكهم به (4/ 1812، ح 75) عن محمد بن رافِع، عن أبي النَّضر هاشم بن القاسم، عن سُليمان بن المُغيرة به. =
⦗ص: 229⦘
= من فوائد الاستخراج:
• تقييد المُهمل في قوله: "سُليمان بن المُغيرة" وقد جاء عند مُسْلِمٍ مهملًا.
• تَسَاوِي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• إيرادُ الحديثِ في غيرِ الكِتابِ الَّذي أوردهُ فيه صاحبُ الأصْلِ -صحيح مسلم- مما فيه تعيينُ مناسبةٍ أخرى للحديث غيرَ التِي عندَ صاحبِ الأصل.
4071 -
ز- حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق، وعمار بن رجاء، قال: حدَّثنا حَبَّان بن هِلَالٍ
(1)
، أخبرنا أبَانٌ
(2)
، عن يحيى بن أبِي كَثِيرٍ، أنَّ أبا سَلَمَةَ ابن عبد الرحمن
(3)
حدَّثَه أنَّ محمد بن عبد الله بن زيدٍ حدَّثَه أنَّ أباه
(4)
"شَهِدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ المَنْحَرِ فَقَسَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيْنَ أصْحَابِه ضَحَايَا (فَلَمْ يُصِبْ ولا أصْحَابُه شَيْئًا)
(5)
، فَحَلَقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسَه في ثَوْبه،
⦗ص: 230⦘
فَأَعْطاهُ إيَّاهُ، وَقَلَّمَ أظْفَارَهُ، فَأعْطَاهَا صَاحِبَهُ" فإنَّه عِنْدَنَا لَمَخْضُوبٌ بِالحِنَّاءِ
(6)
والكَتَمِ
(7)
(8)
.
(1)
حَبَّان -بفتح الحَاء المهملة ثم موحَّدة مُشَدَّدة- ابن هِلال البَاهِليّ، أبو حبيب البصري.
(2)
هو: أبان بن يزيد العَطَّار.
(3)
ابن عوف الزُّهري المَدنِي.
(4)
عبد الله بن زيد بن عبد ربِّه، الصَّحابي الجَلِيل -صاحبُ الأذان-.
(5)
هكذا جاء ما بين القَوسين في نُسخة (م)، ويظهر لي -والله أعلم- أنَّ تصحيفًا وقعَ في الجُملة، فالمصادر الأخرى التي أخرجت الحديث مثل مسند أحمد (4/ 42)، وصحيح ابن خُزيمة (4/ 300 - 301)، والسُّنن الكبرى للبيهقي (1/ 25)، جاءت فيها العبارة هكذا:"فلم يُصِبهُ ولا صاحبَه شَيءٌ" والمَقصودُ من "صاحبِه" الرَّجلُ الأنصاري الذي شهِدَ مع عبد الله بن زيدٍ نحر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم البُدْنَ، كما جاء في المصادر =
⦗ص: 230⦘
= المذكورة، وتَدلُّ على التَّصحيفِ أيضًا الجملة ما قبل الأخيرة في الحديث عند أبي عوانة:"وَقَلَّمَ أظْفَارَهُ، فَأعْطَاهَا صَاحِبَهُ".
(6)
الحِنَّاء: -بكسر الحاء المهملة، وفتح النُّون المُشَدَّدة- شَجَر ورقُه كورَقِ الرُّمَّان وعيدانُه كعيدانِه، له زهرٌ أبيض كالعناقِيدِ، يُتَّخذُ من ورَقه خِضَابٌ أحمر، الواحدة حِنَّاءةٌ.
انظر: المعجم الوسِيط (ص 201).
(7)
الكَتَم: -بفتح الكاف والتَّاء مخفَّفَة-: نباتٌ فيه حمرة يُخْلطُ مع الوسْمة يُختَضبُ به، ويُصْبَغُ به الشَّعْرُ يَكْسِرُ بياضَه أو حمُرتَه إلى الدُّهْمة. انظر: مشارقَ الأنوار (1/ 335)، تهذيب اللغة (10/ 90)، معجم مقاييس اللغة (5/ 157).
(8)
أخرجه الإمام أحمد في مُسنده (4/ 42) بإسنادٍ صحيحٍ عن عبد الصمد بن الوارث، وأبي داود الطَّيالسي.
وأخرجه ابن خُزيمة في صحيحه (4/ 300 - 301) عن أحمد بن سعيد، عن حَبَّان بن هِلال وعبد الصمد بن الوارث، وعن محمد بن رافع، عن موسى ابن إسماعيل، وعن محمد بن أبان، عن بِشر بن السَّرِيِّ.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 648) عن أحمد بن محمد بن سلمة، عن عثمان بن سعيد الدارمي، عن موسى بن إسماعيل، خمستُهم عن أبان بن يزيد العطَّار، عن يحيى بن أبي كثير بنحو لفظِ المصنِّف، وقال الإمام الحاكم عقب إخراجه الحديث:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
من فوائد المستخرَج: =
⦗ص: 231⦘
= زاد أبو عوانة هذا الحديث في البَاب على الأصْل المُخرَّج عَليه -صحيح مسلم-.
بابُ بَيَانِ إجَازَةِ حَجِّ مَنْ قدم الذبْحَ قَبْلَ رَميِ الجمْرَةِ أو حَلَقَ قَبْلَ الذَّبح، والدلِيْلُ علَى أن ذلِكَ لِلْجاهِلِ والناسِي
4072 -
حدَّثنا يُونُس
(1)
، حدَّثنا سُفيان
(2)
، عن الزُّهْرِيِّ، عن عِيسى بن طَلْحَةَ، عن عبد الله بن عمرو قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجُلٌ فقال: حَلَقْتُ قَبْلَ أنْ أذْبَحَ؟، فقال:"اذْبَحْ ولَا حَرَجَ" وقال آخر: ذَبَحْتُ قبلَ أن أَرْمِيَ، قال:"اِرْمَ ولَا حَرَجَ"
(3)
.
(1)
ابن عبد الأعلى.
(2)
ابن عُيينة، وهو موضعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب من حلقَ قبل النَحر، أو نحرَ قبلَ الرَّمي (2/ 949، ح 331) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزُهَير بن حرب، ثلاثتُهم عن ابن عُيينة به، وأخرجه الدارقطني في سُنَنِه (2/ 251) عن أبي بكر النِّيسابوري عن يُونس بن عبد الأعلَى به.
من فوائد الاستخراج: تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
4073 -
حدَّثنا بشر بن موسى، حدَّثنا الحميدي
(1)
، حدَّثنا
⦗ص: 232⦘
سُفيان
(2)
، حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، قال: سمعت عِيسَى بن طَلْحَةَ، بإسنادِه مثْلَه.
(3)
(1)
عبد الله بن الزُّبير القرشي، والحديث في مسنده (1/ 264) عن سُفيان بن عُيينة بهذا الإسناد، وزاد:"فقيل لسُفيان: هذا ممَّا حفظتَ من الزُّهري؟ فقال: نعمْ، كأنَّهُ يسمَعُه إلَّا أنَّه طويلٌ فحفِظْتُ هذا منهُ، فقال له بُلَيلٌ: فإنَّ عبد الرحمن بن مَهدِيّ يحدِّثُ عنك أنَّك قُلت: لم أحفظْهُ، فقال: صَدَقَ، لَمْ أَحْفَظْهُ كُلَّه وأمَّا هَذا فَقدْ أتْقَنْتُه".
(2)
ابن عُيينة، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السابق، ح/ 4072.
(3)
انظر تخريج الحديث السَّابق.
من فوائد الاستخراج:
• راوي الحديث عن ابن عُيينة عند المصنف هو: "الحميدي" الذي قال فيه أبو حاتم: "أثبتُ النَّاس في ابن عيينةَ الحميديُّ، وهو رئيسُ أصحاب ابن عيينة" وقال أيضا: "ثقةٌ إمام". الجرح والتعديل (5/ 57).
• تصريحُ الزُهريِّ بالسَّماع، بينما عنعنَ لدى مسلم.
4074 -
حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا إسْحَاقُ بن عِيْسَى
(1)
، قال: حدَثنِي مالكٌ
(2)
، ح.
وحدَّثنا محمد بن حيَّويه، سنةَ ثلاثٍ وخمسِينَ، أخبرنَا مُطَرِّفٌ، والقَعْنبَيُّ، عن مالِكٍ، عن ابن شِهابٍ، عن عِيسَى بن طَلحَةَ بن عبيد الله، عن عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِ أنَّه قال: وقفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم للنّاسِ في حَجَّةِ الوَدَاعِ بِمِنًى يَسْألونَه، فجاءَ رجُلٌ فقال: يا رسول الله، لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبلَ أنْ أَذْبَحَ، فقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ" فَجَاءَ رَجُلٌ آخرُ فقَالَ: يَا رسول الله، لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ
⦗ص: 233⦘
قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، فقال:"ارْمِ وَلَا حَرَجَ" قالَ: فَمَا سُئِلَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم عنْ شَيْءٍ قُدِّمَ ولَا أُخِّرَ إلَّا قال: "افعَلْ ولَا حَرَجَ"
(3)
.
(1)
هو: إسحاق بن عيسى الطِّبّاع البغدادي.
(2)
موضِع الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطئه (2/ 612) من رواية يحيى اللَّيثي، وأبي مُصعب الزُّهري، وابن القاسم، وسويد بن سَعيد، ومحمد بن الحسن، عنهُ به.
(3)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب من حلقَ قبل النَّحر، أو نحرَ قبلَ الرَّمي (2/ 948، ح 327) عن يحيى بن يحيى النَّيسابوري، وأخرجه البُخاري في كتاب العلم -باب الفُتْيا وهو واقِفٌ على الدَّابَّة وغيرِها (ص 19، ح 83) عن إسماعيل بن أبي أُويسٍ، وفي كتابِ الحجِّ -باب الفُتْيا على الدَّابَّة عندَ الجَمْرَة (ص 280، ح 1736) عن عبد الله بن يُوسُف، ثلاثتُهم عن مالك به.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح إسحاق بن عيسى بالتَّحديث عن مالك، بينما روى شيخُ مسلمٍ: يحيى بن يحيى عن مالك قراءة عليه.
• راوي الحديث عن مالك عبد الله بن مسلمة القعنبي، وهو من أثبتِ أصحاب مالك. تهذيب التهذيب (6/ 32).
• زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طُرق الحديث عن مالك أربعة طُرقٍ، وهي إسحاق الطَّبّاع، وطريق مُطرِّف، وطريق القعنبيِّ، وطريق ابن وهب (ح /4075).
• التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخِ شيخه وهذا "بدل".
• تحديد الزَّمن الذي حدَّث فيه الرَّاوي بالحديث.
4075 -
حدَّثنا يُونُس، حدَّثنا ابن وهب
(1)
، قال: حدَّثَنِي مالِكُ بن أنَسٍ
(2)
، ويونس بن يزيد، وغيرهمُا، أنَّ ابنَ شِهَاب أخَبَرَهُم أنَّ
⦗ص: 234⦘
عِيْسَى بن طَلْحَةَ بن عبيد الله أخبرَهُ، عن عبد الله بن عَمرو بن العَاصِ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وَقَفَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ
(3)
.
(1)
موضِع الالتقاء مع مسلم في روايته عن يُونس بن يَزيد.
(2)
موضِع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السَّابق ح / 4074.
(3)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب من حلقَ قبل النَّحر، أو نحرَ قبلَ الرَّمي (2/ 948، ح 328) عن حَرْملةَ بن يحيى، عن ابن وهبٍ، عن يوُنُس به وحدَهُ، وفي لفظِه:"قَالَ فَمَا سمَعْتُهُ يُسْألُ يَوْمَئِذٍ عَنْ أَمْرٍ مِمَّا يَنْسَى المَرْءُ وَيَجْهَلُ مِنْ تَقْديمِ بَعْضِ الأُمُورِ قَبْلَ بَعْضٍ، وَأَشْبَاهِهَا إِلَّا قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم افْعَلُوا ذَلِكَ وَلَا حَرَجَ"، وأخرجه الطَّحاويُّ في شرح معاني الآثار (2/ 237) عن يونس بن عبد الأعلى به، كما أخرجه أبو نعيم في مستخرجه (3/ 384) عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن الحسن عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شِهاب الزُّهريِّ به.
من فوائد الاستخراج: تصريح يُونس بن يزيد بالإخبار، بينما عنعنَ لدى مسلم.
4076 -
حدَّثنا عبد الصمد بن الفضل أبو يحيىَ بِبَلْخٍ
(1)
حدَّثنا
⦗ص: 235⦘
مكِّي
(2)
، ح.
وحدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا عثمان بن الهيثم، ح.
وحدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا محمد بن بكر
(3)
، قالُوا: حدَّثنا ابن جُريج
(4)
، قال: سمعْتُ ابنَ شِهَابٍ يقولُ: أخبرِني عيسى بن طلْحَةَ أنَّ عبد الله بن عمرو بن العاصِ حدَّثَه أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بينَمَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ إذْ قَامَ إليهِ رجُلٌ فقالَ: يا رسول الله، كنْتُ أحْسِبُ أنَّ كذَا وكَذَا قَبْلَ كَذَا وكَذَا، ثُمَّ جَاءَ فَقَال: يا رسول الله، كنْتُ أحْسِبُ أنَّ كذَا وكَذَا قَبْلَ كَذَا وكَذَا، لهؤُلَاءِ الثلاثَةِ قالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"افْعَلْ ولَا حَرَجَ" لَهُنَّ كُلِّهِنَّ يَوْمَئِذٍ، فمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عن شَيءٍ إلَّا قالَ:"افْعَلْ ولَا حَرَجَ"
(5)
.
(1)
بَلْخ: -بفتح الباء الموحَّدة، وسكُون اللَّام- بلدةٌ معروفة قديمةٌ تقعُ في شِمال أفغانستان الحاليَّة، لا زالتْ تحتفظُ باسمها القديم، وكانت مركزًا لدراسة العلوم الشَّرعية وغيرِها، وقد تخرَّج منها كثيرٌ من عُلماء المسلمين، وتُسمَّى المحافظة التي تقعُ فيها هذه المدينة -حاليًّا- باسم بلخٍ أيضا، كما أنَّ لها إطلاقٌ آخر أوسعُ من الاطلاق الأول، وهو أنها تُطلقُ على رُبعِ خراسانَ القديمة التي تحضن جميع المحافظات الشمالية، والشمالية الغربية لأفغانستان الحاليَّة، وقد عرفتُ ذلك من خلال تصرُّفِ مصنِّفي كُتبِ التراجِم والبُلدان في تراجم العلماء والمُحدثين، ومركزُها حاليا مدينة "مزار شريف" -لوجودِ مزارٍ فيه تعتقِد الجهلةُ من النَّاس أنَّه لِعلي بن أبي طالب- وتَحُدُّ محافظةَ "بلخٍ" من الشِّمال نهرُ جيحُون الواقع جنوب جمهوريتي أوزبكستان =
⦗ص: 235⦘
= وطاجكستان.
انظر: معجم البلدان (1/ 480)، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (ص 301 - 303)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 462 - 465).
(2)
ابن إبراهيم.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(4)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم في غير طريق محمد بن بكر.
(5)
أخرجه مُسلِمٌ في كتاب الحج -باب من حلق قبل النَّحر، أو نحر قبل الرَّمي (2/ 949، ح 329) عن عليِّ بن خَشْرَمٍ، عن عِيسَى بن يونس، وفي (2/ 949، ح 330) عن عبد بن حُميد، عن محمد بن بكر، وعن سعيد بن يحيى الأُمَوِيِّ، عن أبيه يحيى بن سَعيد، وأخرجه البُخاريُّ في كتاب الحجِّ -باب الفُتيا على الدَّابَّة عندَ الجَمْرَة (ص 280، ح 1737) عن سعيد بن يحيى، عن أبيه يحيى بن سعيد، ثلاثتُهم =
⦗ص: 236⦘
= عن ابن جُريجٍ به، ولم يأتِ في رواية ابن بكر قولُه:"لهؤلاء الثَّلاث"، أمَّا حديثُ يحيى الأُموي عندهُما، ففيه:"حَلقْتُ قبل أن أنحرَ، نحرتُ قبلَ أن أرمي" وأشباه ذلك.
من فوائد الاستخراج:
• تصريحُ محمد بن بكرٍ بالتَّحديث، بينما عنعنَ لدى مسلم.
• في حديث المصنِّف زيادةٌ صحيحة لم تردْ عند مسلم، وهي قولُه:"فمَا سُئِلَ يَوْمَئِذ عن شَيْءٍ إلَّا قالَ: "افْعَلْ ولَا حَرج"، وجاءتْ عند البُخاري من طريقِ ابن جريج.
4077 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا أبو نُعَيم
(1)
، حدَّثنا عبد العزيز ابن أبِي سَلَمَةَ، عنِ الزُّهْرِيِّ
(2)
، بِإسنادِه قال:"رأيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الجَمْرَةِ وَهُوَ يُسْألُ" فذكرَ مِثلَ حديثِ مالِك
(3)
.
(1)
الفضل بن دُكين.
(2)
موضِع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الأحاديث السَّابقة في الباب: ح / 4072 - 4075.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب العِلمِ -باب السُّؤال والفُتيا عند رمي الجِمار (ص 27، ح 124) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين به.
4078 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا أبو الوَلِيدِ
(1)
، حدَّثنا سُلَيمانُ ابن كَثِير
(2)
، ح.
وحدَّثنا يونس بن حبيب، حدَّثنا أبو دَاوُد
(3)
، حدَّثنا زَمْعَةُ
(4)
كِلَاهمُا،
⦗ص: 237⦘
عن الزهرِيِّ
(5)
، بإسنادِه نحوه
(6)
.
⦗ص: 238⦘
رواه عبد الرزَّاق، عن مَعْمرٍ، عن الزُّهْرِيِّ
(7)
.
(1)
هو: هشام بن عبد الملك، الباهلي -مولاهم-، أبو الوليد الطيالسي البصري.
(2)
العَبْدِي، البصري، أبو داود، وأبو محمد.
(3)
سليمان بن داود الطيالسي، والحديث في مسنده (ص 301) بهذا الإسناد.
(4)
هو: زَمْعَة -بسكون الميم- ابن صالِح الجَنَدي -بفتح الجيم والنُّون- اليَماني، =
⦗ص: 237⦘
= أبو وهْب المكِّي.
اختلفت أقوال الأئمة فيه، فقد جرحه البعض بتجريح شديد، وضعَّفه بعضهم تضعيفًا ينهض به إلى درجة الاعتبار، وليَّنه آخرون.
قال البخاري: "ذاهب الحديث"، وقال ابن حِبَّان:"غلبَ في حديثه المناكير التي يرويها عن المشاهير".
وضعَّفه أحمد وأبو حاتم وأبو داود، وابن مَعين -في رواية-.
وقال مرة أخرى: "صُوَيلحُ الحديث"، وقال ابن عَدِي:"رُبَّما يَهِمُ، وأرجو أنَّ حديثَه لا بأسَ بِه".
قال الذهبي: "صالحُ الحديث"، وقال الحافظ ابن حجر:"ضعيف".
ولعلَّ اختيار الحافظ القول الوسط (تضعيفه ضعفا يعتبر به) بين الأقوال هو الأليق بحال الرَّاوي، والأقرب إلى أقوال جمهور الأئمة.
انظر: تاريخ ابن معين -برواية الدوري- (2/ 174)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص 181)، الجرح والتعديل (3/ 642)، المجروحين لابن حبان (1/ 312)، الكامل (3/ 229)، والمغني في الضعفاء (1/ 240)، والتقريب (ت 2223).
(5)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الأحاديث السَّابقة في الباب.
(6)
في إسناد الحديث زَمعة، وهو ضعيف، ولكنَّ ضَعفه ليس بشَديد، وتَابعه جماعةٌ من الثِّقَاتِ عن الزُّهريّ، منهم: سفيانُ بن عُيينة (ح / 4072) ومالك بن أنس (ح / 4073) وابن جُريجٍ (ح / 4076) وعبد العزيز بن أبي سلمة (ح / 4077) وغيرهم، وقد جاء مقرونا بِسُليمان بن كثير العبدي، فهو العُمدةُ في هذا الإسناد.
من فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن =
⦗ص: 238⦘
= الزهري ثلاثة طرق، وهي طريق عبد العزيز بن أبي سلمة (ح / 4077) وطريق سليمان بن كثير العبدي، وطريق زمعة بن صالح البصري (ح / 4078).
(7)
رواه مسلم موصُولا في كتاب الحجِّ -باب من حلقَ قبل النَحر، أو نَحَرَ قبلَ الرّمي (2/ 949، ح 332) عن ابن أبي عُمر، وعبد بن حُميد، عن عبد الرَّزَاق به، محيلا متن حديثه على حديث سفيان بن عيينة عن ابن شِهاب الزُّهريِّ قبله.
4079 -
حدَّثنا إسحاق بن سيَّار، وحمدَانُ بن عَلِيٍّ، قالا: حدَّثَنا معلَّى بن أسد، ح.
وحدَّثنا الصغاني، حدَّثنا أحمد بن إسحاق، قالا: حدَّثنَا وُهَيب
(1)
، حدَّثنا عبد الله بن طاوس، عن أبِيه عن ابنِ عبَّاسٍ أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قيلَ له في الحَلْقِ والرَّمْيِ والذَّبْحِ في التَّقْدِيْمِ والتَّأخِيرِ قالَ:"لَا حَرَجَ"
(2)
.
(1)
موضعُ الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب من حلقَ قبل النَّحر، أو نَحَرَ قبلَ الرّمي (2/ 950، ح 334) عن محمد بن حاتِم، عن بهزٍ، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب إذا رمى بعد ما أمسى، أو قبلَ أن يذبحَ ناسيًا أو جاهِلًا (ص 280، ح 1734) عن موسى بن إسماعيل، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 236) عن محمد بن خُزيمة، عن مُعلَّى، وعن ابن مرزُوقٍ عن حَبَّان بن هِلال، أربعتُهم عن وُهيبٍ به.
من فوائد الاستخراج:
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة". =
⦗ص: 239⦘
= • زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طرق الحديث عن الزهريّ ثلاثة طُرق، وهي طريق معلَّى بن أسد، وطريق أحمد بن إسحاق، وطريق حَبَّان بن هلال (ح / 4080).
4080 -
حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدَّثنا حَبّان بن هلال، حدَّثنا وُهَيب
(1)
، بإسْنادِه، قالَ: ما سُئِلَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحر عَمَّنْ قَدَّمَ شَيْئًا قَبْلَ شَيءٍ إلَّا قالَ: لَا حَرَجَ، لا حَرَجَ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السابق ح / 4079.
(2)
انظر تخريجَ الحديث السابق ح / 4079، ولفظُه مثلَ لفْظِ الطَّحَاوِي في شرح معاني الآثار (2/ 236)، أما لفظُ البخاريّ ومسلم فقد نُصَّ فيه على أمورٍ محدَّدةٍ (الرَّمي، الحلق، الذبح) كما في الحديث السَّابق ح / 4079، وإن كانتْ روايةُ عدم التَّحديد ثبتتْ من غير طريقِ ابن عبَّاس (انظر ح / 4072) فإني أرى أنَّ الأصحَّ من روايةِ وُهيبٍ هو التَّحديد، لأنَّه روايةُ الجَماعة عنه، ولفظُ الشَّيخينِ في صحيحيهما، كما لم أقف على مُتابع لِحَبَّان بن هِلالٍ في روايتِه عدمَ التَّحدِيدِ عن وُهيبٍ، ولكنْ يمكنُ أنْ يُستشَفَّ التحديد من ذكر حَبَّان بن هِلال "يوم النحر" في حديثه، والأعمال الثلاثة المذكورة بالإضافة إلى طواف الإفاضة يأتيها الحاجُّ يوم النَّحر.
بابُ بَيَانِ حَظْرِ الانْتِفَاع بِشيء منْ لُحُوم الهدْيِ الوَاجِبِ وجُلُودهَا وجِلَالِها
(1)
والأَكلِ مِنْها، ودفْعِ شَيْء منها إلَى الجزارِ
(1)
الجِلالُ: -بكسر الجيم- جمعُ "الجِلِّ" -بكسر الجيم وفتحها- وهي: ما تُلْبَسُه الدَّابّةُ لِتُصَانَ به.
انظر: القاموس المحيط (ص 900).
4081 -
حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدَّثنا سفيان بن عيينة
(1)
، عن عبد الكريم
(2)
، عن مجاهِد، عن ابن أبي لَيلَى، عن عَليٍّ رضي الله عنه قال: أَمَرَني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ أقُومَ على بُدْنِه وأنْ أُقَسِّمَ جُلُودَها وجِلالَها، وأمَرني أنْ لا أُعطِيَ الجازِرَ منْهَا شَيْئًا وقالَ:"نحنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ابن مالِك الجَزَرِيِّ.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب في الصدقة بلحوم الهديِ وجلودها وجِلالها (2/ 954، ح 348) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو النَّاقد، وزهير بن حرب، جميعًا عن سُفيان بن عُيينة به، محيلا لفظَ حدشِه على حديث زهير بن معاوية عن عبد الكريم قبلَه.
من فوائد الاستخراج:
• فيه بيانٌ للمتن المُحال به على متنٍ آخر عند مسلم. =
⦗ص: 241⦘
= • تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا علوٌّ نسبي:"مساواة".
4082 -
حدَّثنا ابن المُنادي
(1)
، حدَّثنا يونس بن محمد يعني المُؤَدِّبَ، ح.
وحدَّثنا الصغاني، حدَّثنا الحَسنُ بن موسى، قال: حدَّثنا زُهَيْرٍ
(2)
، عن عبد الكريم الجَزَرِي، عن مجاهدٍ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عليٍّ رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ أقُومَ علَى بُدْنِهِ، وأن أتصَدَّقَ بِلَحْمِها وجُلُودِها وأَجِلَّتِهَا
(3)
، وأنْ لا أُعْطِيَ أجْرَ الجَازِرِ مِنْهَا، قال:"نحنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا"
(4)
.
(1)
هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أبو جعفر بن أبي داود المعروف بابن المنادي.
(2)
ابن مُعاوية، وهو موضعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
الأَجِلَّة: جمعُ جِلالٍ، وتقدَّم تفسيرُ الجِلال في ح / 4081.
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين البُخاري ومسلم (ص 55).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب في الصدقة بلحوم الهديِ وجلودها وجِلالها (2/ 954، ح 348) عن يحيى بن يحيى، عن أبي خَيثمة زهير بن معاوية عن عبد الكريم الجَزَري به.
من فوائد الاستخراج: ذكر نسبة عبد الكريم في الإسناد "الجزري"، وجاء عند مسلمٍ باسمه فقط.
4083 -
حدَّثنا أبو العبَّاس
(1)
، حدَّثنا الفِرْيابي، حدَّثنا سُفيان
(2)
،
⦗ص: 242⦘
عن ابن أبي نَجِيحٍ
(3)
، وعبدِ الكَريم
(4)
، ح.
وحدَّثنا قُرْبُزَان عبد الرحمن
(5)
، حدَّثنا عبد الرحمن هو ابن مَهْديٍّ، عن سُفْيانَ، عن عبد الكريمِ، عن عبد الرحمن بن أبي لَيلَى، عن عليِّ كرَّم الله وجْهَهُ قال:"أمرنيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ أقُومَ على البُدْنِ، وأمَرَني أنْ أُقَسِّمَ جِلَالَها وجُلُودَها، وأَمَرَني فَقَسَّمْتُ لُحُومَها" هذا لفظُ الفريابي
(6)
.
(1)
الغَزِّيُّ.
(2)
الثوري، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/ 334): "والفريابي إذا أطلق سُفيانَ =
⦗ص: 242⦘
= أراد الثوري، وإذا أراد ابن عُيينة نسبَهُ"، ونصَّ في إتحاف المهرة على أنَّه الثوري (11/ 536، ح 14576).
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(4)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4082.
(5)
عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب في الصدقة بلحوم الهديِ وجلودها وجِلالها (2/ 954، ح 348) عن إسحاق بن إبراهيم، عن سُفيان بن عُيينَة، وعن إسحاق بن إبراهيم عن معاذ بن هشام عن أبيه، كلاهما عن ابن أبي نَجِيحٍ به، وليس في حديثهما أجرُ الجازر، (وانظر تخريج ح / 4082)، وأخرجه البخاري في كتاب الحجِّ -باب لا يُعطى الجزَّارَ من الهديِ شيئًا (ص 277، ح 1716) عن محمد بن كَثِيرٍ، عن سُفيان الثوري، عن ابن نجِيح وعبد الكريم به، وفي باب الجِلالِ للبُدن (ص 276، ح 1707) عن قَبيصَة عن الثوري، عن ابن أبي نَجِيحٍ وحدَه به.
من فوائد الاستخراج:
• روايتُه الحديثَ من طريقِ أميرِ المؤمنين في الحديث: "الثوري".
• تعيينُ مَنْ لهُ اللَّفظ من الرُّواةِ.
4084 -
حدَّثنا عبد الصمد بن الفضل، حدَّثنا مكِّيٌّ، ح.
وحدَّثنا الدقيقي
(1)
، حدَّثنا عثمان بن الهيثم، قالا: حدَّثنا ابن جريج
(2)
، عن عبد الكَريمِ بن مالِكٍ، والحَسَنِ بن مُسْلِمٍ، عن مُجاهِدٍ، عن عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى، ح.
وحدَّثنا الدقيقي، وأبو داود الحراني قالا: حدَّثنا عثمان بن الهيثم، حدَّثنا ابن جُريج، قال: حدَّثَنِي الحسَن بن ضسلم، أنَّ مجاهدًا أخبرَهُ أنَّ عبد الرحمن بن أبي ليلَى أخبرَهُ أن عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه [أخْبَرَه]
(3)
"أنَّ النًبِيّ صلى الله عليه وسلم أمرَهُ أن يقُومَ على بُدْنِهِ، وأمرَهُ أن يُقَسِّمَ بُدْنَهُ كُلَّها لحُومَها وجُلُودَها وجِلَالها كُلّها في المساكِينِ، ولا يُعْطِيَ في جِزَارتهَا مِنْهَا شَيْئًا"
(4)
.
(1)
هو: أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي، الدَّقيِقي.
(2)
موضعُ الالتقاء مع مسلم في الأسانيد الثلاثة.
(3)
ما بين المعقوفَين سقطَ من نُسخة (م)، واستدركتُه من لفظِ مسلم:"أنَّ عليَّ بن أبي طالب أخبرَه" والسَّياقُ يقْتضِيه أيضًا.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب في الصدقة بلحوم الهديِ وجلودها وجِلالها (2/ 954 - 955 ح 349) عن محمد بن حاتم بن ميمُون، ومحمَّد مرزُوقٍ، وعبدُ ابن حمُيدٍ، جميعًا عن محمد بن بَكرٍ، عن ابنِ جُريج، عن الحسَنِ بن مسلم به، وعن محمد بن حاتمٍ، عن محمد بن بكرٍ، عن ابن جُريجٍ، عن عبد الكريم بن مالك الجَزَرِي به، وأخرجه البخاري في كتاب الحجِّ -باب: يُتَصَدَّقُ بِجُلُودِ الهَدْيِ (ص 277) عن مُسدَّدٍ، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جُريج، عن الحسَنِ بن مسلم، وعبد الكَريمِ =
⦗ص: 244⦘
= ابن مالك الجَزَريِّ به.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح ابن جريج بالتحديث، وهي أقوى من صِيغة الإخبار التي عند مسلم على الرِّاجح.
• تساوي عدد رجالِ الإسنادين، وهذا "مساواة".
4085 -
حدَّثنا الدقيقي، وأبو أمية، قالا: حدَّثنا عُثْمان بن عُمَر، عن ابن جُريج
(1)
، عن الحَسَنِ بن مُسْلِمٍ، عن مُجاهِدٍ، مثْلَهُ
(2)
.
(1)
موضعُ الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السَّابق ح / 4084.
(2)
انظر تخريج الحديث السَّابق.
4086 -
حدَّثنا عبد الرحمن بن بِشْرٍ
(1)
، حدَّثنا يحيى بن سعيد
(2)
، عن ابن جُريج
(3)
قال: أخبرَني الحسَنُ بن مُسْلِمٍ، وعبدُ الكَريْمِ، أنَّ مُجَاهِدًا أخبربها، أنَّ ابنَ أبي ليلَى أخْبَرَهُ أنَّ عليًّا رضي الله عنه أخْبَرَهُ "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَرَهُ أنْ يَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وأنْ يُقسِّمَ لُحُومَها وجُلُودَها وجِلَالَها، ولا يُعْطِيَ في جِزَارتهَا مِنْهَا شَيْئًا"
(4)
.
(1)
ابن الحكم العبدي، أبو محمد النيسابوري.
(2)
القطَّان.
(3)
موضعُ الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السَّابق ح/ 4084.
(4)
أخرجه الإمام النَّسائيُّ في السُّنن الكبرى (2/ 456) عن عمرو بن عليٍّ عن يحيى بن سعيد، عن ابن جُريج، عن الحسن بن مسلم وعبد الكريم به.
من فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة على الإمام مُسلم من طُرق الحديث عن =
⦗ص: 245⦘
= ابن جُريجٍ أربعةَ طرق، وهي طريق مكيِّ بن إبراهيم، وطريق عثمان بن الهيثم (ح / 4084)، وطريق عثمان بن عمر (ح / 408) وطريق يحيى بن سعيد.
بابُ بَيَانِ إبَاحَةِ أكلِ الرَّجُلِ مِنْ بَدنَتَهِ التِي يَنحرُهَا بِنَفْسِهِ المُتَطَوِّع بها
4087 -
حدَّثنا عبد الصمد، حدَّتنا مَكِّيٌ، عن ابن جُريج قال: أخبرني جعْفَر بن محمد
(1)
أنَّه سمِعَ أباه يُحَدِّث أنَّه، سمِعَ جابرَ بن عبد الله يُحدِّثُ "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ساقَ في حَجَّتِه هَدْيًا فَنَحَرَ ما بَقِيَ، وسَاقَ لَهُ عَلِيٌّ هَدْيًا فكانَ جَمِيعُ ذلِكَ مِائَةَ بَدَنَةٍ، [ثمَّ أَمَرَ مِنْ كلِّ بَدَنَةٍ] بِبضْعَةٍ [فَجعِلَتْ]
(2)
في القُدُورِ فَطُبِخَتْ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا"
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ما بين المعقوفين في الموضِعين سَقَطَ من نُسخة (م) والسِّياق يدلُّ على ذلك،
واستدركتُه من لفظِ مسلمٍ ولفظِ أبي عوانة للحديث نفسه بالإسناد نفسِه في موضع سابقٍ، انظر ح / 3841.
(3)
هذا طرَفٌ من حديثِ جابرٍ رضي الله عنه الطَّويلِ في الحجِّ، أخرجه مُسلم في كتاب الحجِّ - باب حجَّة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 - 892، ح 147) عن أبي بكر بن أبي شَيْبَةَ، وإسحاق بن إبراهيم، جمَيعًا عن حَاتِمٍ بن إسماعيل به مطوَّلًا، وفرَّقه أبو عوانة بالإسنادِ نفسِه في مواضع من كتاب الحج: ح /3841، 3873، 4058، كما رواه مفرَّقًا من طرقٍ أخرى عن ابن جريج به كما في ح /3840، 3871، 3872، 3910، 3939، 4087، كما رواه مُفَرَّقًا أيضا من طرُقٍ عن جعفر بن محمد به. =
⦗ص: 246⦘
= من فوائد المُستخرَج:
• تقطيعُ الحديثِ الواحدِ في الأبواب لاستنباطِ أحكام فقهيةٍ دقِيقةٍ مُتنوِّعةٍ يَسْتهلُّ بها في تراجِمِ الأبواب، وصنِيعُه هذا مماثلٌ لِصنيعِ البُخاري في صَحِيحِه.
بابُ بَيانِ الإبَاحَةِ لِلْمتَمتِّعِ ذبْحَ البَقَرَةِ والاشْتِرَاك فِيها، وأنَّها كافِيَةٌ عن سَبْعَةٍ، وأنها مِنَ البُدنِ وهِيَ والإِبِلُ سَوَاءٌ
4088 -
حدَّثنا علي بن حرب، حدَّثنا يعلَى بن عُبيد، ح.
وحدَّثنا عمَّار
(1)
، حدَّثنا يزيدُ
(2)
، قالا: حدَّثنا عبد الملك بن أبي سليمان
(3)
، عن عطاءٍ، عَن جابر قال:"كُنَّا نَتَمَتَّعُ مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَنَذْبَحُ البَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ". زادَ عمَّارٌ: نَشْتَرِكُ فِيْهَا
(4)
.
(1)
ابن رجاء.
(2)
ابن هارون.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه مُسْلِم في كتاب الحجِّ -باب الاشتراك في الهَدْيِ، وإجزاء البقرة والبَدَنَةِ كُلِّ منهُما عن سبعة (2/ 956، ح 355) عن يحيى بن يحيى، عن هُشَيم، عن عبد الملِك به، وأخرجه البيهقي في السُّنن الكبرى في كتاب الضحايا -باب جواز النحر فيما يذبح وجواز الذبح فيما ينحر (9/ 279) بإسْناده إلى إبراهيم بن عبد الله، عن يعْلى بن عُبَيد به، وأخرجه أبو عوانة أيضا في كتاب الأضَاحي -باب بَيَانُ الخَبرِ الدَّالَّ عَلى إِجَازة شَركِةِ السَّبعةِ في البَقَرة للأُضحِيَةِ (الجزء الذي حقَّقه الدكتُور عُمر =
⦗ص: 247⦘
= مصلح الحُسَيني ح/ 8342) عن عيسى بن أحمد العَسْقَلانِي عن يعلى بن عُبيدٍ به.
من فوائد الاستخراج: تقييد المهمل في قوله: "عبد الملك بن أبي سُليمان" حيثُ جاء عند الإمام مسلم مهملا.
4089 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنَا رَوْحٌ، عن ابن جُريج
(1)
، عن أبِي الزُّبَيْرِ، عن جَابِرٍ قال: "اشْتَركنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجِّ والعُمرةِ؛ كُلُّ سَبْعَةٍ في بَدَنَةٍ
(2)
، وَنَحَرْنَا سَبْعِينَ بَدَنَةً يَوْمَئِذٍ"
(3)
.
(1)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(2)
البَدَنَةُ: -بفتح الثلاثة محركّةً- واحدة البُدُن -كَكُتُب- هي من الإبل والبقر، كالأضحية من الغنم، تهدى إلى مكَّة، للذكر والأنثى، وقال القاضي عياض:"البُدْنُ مختصة بالإبل"، وقال غيره:"يقع على الجمل والناقة والبقرة، لكن على الأبل أكثر".
انظر: مشارق الأنوار (1/ 80)، القاموس المحيط (ص 1086)، هدي السَّاري (ص 909).
(3)
أخرجه مُسْلِمٌ في كتاب الحجِّ -بابِ الاشتراك في الهَدْيِ، وإجزاءِ البَقرة والبَدَنَةِ كلَّ منهُما عن سَبعةٍ (2/ 956، ح 353، 354) عن محمد بن حاتِم، عن يحيى ابن سعيد، ومحمد بن بكر كلاهما (فرَّقهما) عن ابن جُريجٍ به، إلَّا أنه زاد في لفظ يحيى بن سعيد قولَه:"فَقَالَ رَجُلٌ لِجَابِرٍ أَيُشْتَرَكُ في الْبَدَنَةِ مَا يُشْتَرَكُ في الجزُورِ قَالَ مَا هِيَ إِلَّا مِنْ الْبُدْنِ وَحَضَرَ جَابِرٌ الحدَيْبِيَةَ قَالَ نَحَرنَا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ بَدَنَة أشَتركنَا كُلُّ سَبْعَةٍ في بَدَنَةٍ"، وهذه الزِّيادة أخرجها أبو عوانة في حديث آخر في باب لاحق (ح / 4092)، أمَّا رواية محمد بن بكر عند مسلم فجاءت بلفظ:"فَأمَرَنَا إذَا أحْلَلْنَا أَنْ نُهْدِيَ ويَجْتمِعَ النَّفَرُ مِنَّا في الهَدِيَّةِ وذَلِك حِينَ أَمرَهُمْ أَنْ يَحِلُّوا مِنْ حَجِّهِمْ".
4090 -
حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، قال:
⦗ص: 248⦘
أخبرِني مالِكٌ بن أنسٍ
(1)
، وعمرو بن الحارث، عن أبِي الزُّبَيْرِ
(2)
، عن جَابِرٍ قال:"نَحَرْنَا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَامَ الحُدَيْبِيَّةِ البَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ، والبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ"
(3)
.
(1)
موضِعُ الالتقاء مع مُسلم، والحديثُ في مُوطَّئِه (3/ 94 - 95) برواية يحيى اللَّيثيِّ وغيره عنه بهذا الإسناد.
(2)
موضعُ الالتقاء مع مسلم في طريق عمرو بن الحارث.
(3)
أخرجه مُسْلِمٌ في كتاب الحجِّ -بابِ الاشتراك في الهَدْيِ، وإجزاءِ البَقَرةِ والبَدَنَةِ كُلِّ منهُما عن سَبعةٍ (2/ 955، ح 350) عن قُتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى النَّيسابوري، كلاهما عن مالكٍ به، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 288) عن يُونس بن عبد الأعلى به.
4091 -
حدَّثنا أبو داود الحراني، حدَّثنا الحَسَن بن محمد بن أَعْيَن، وأبو جعفر بن نُفيل
(1)
، قالا: حدَّثنا زُهَيْر
(2)
، ح.
وحدَّثنا الصغاني، حَدَّثنا سَعيد بن سُليمان، حَدَّثنا زُهَيرٍ،
أخْبَرَنا أبو الزبير، عن جابرٍ قال:"خَرجْنا مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مُهِلِّينَ بِالحَجِّ، فَأمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ نَشْتَرِكَ في الإِبِلِ والبَقَرِ؛ كُل سَبْعَةٍ مِنَّا في بَدَنَةٍ"
(3)
.
(1)
هُو: أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نُفَيْل النُّفَيلي الحرّانِي.
(2)
ابن مُعاوية أبو خَيْثَمة، وهُو مَوْضِعُ الالتِقاءِ مع مُسلمٍ في الإسْنَادَينِ.
(3)
أخرجه مُسْلِمٌ في كتاب الحجِّ -بابِ الاشتراك في الهَدْيِ، وإجزاءِ البَقَرةِ والبَدَنَةِ كُلِّ منهُما عن سَبعةٍ (2/ 955، ح 351) عن يحيى بن يحيى، وأحمد بن يُونُس، كِلاهمُا =
⦗ص: 249⦘
= عن زُهير ابن معاوية به.
من فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة على الإمام مُسلم من طُرق الحديث عن زهير بن معاوية ثَلاثة طرف، وهي طريق الحسن بن محمد بن أعْيَن، وطريق أبي جَعفر بن نُفيل، وطريق سعيد بن سُليمان.
بابُ ذكرِ الخَبَر الموجِبِ علَى المنُفسخِ حَجُّه الهَدْيَ، وإجازتِه البَدَنَةَ فِيهِ عنْ سبْعَةٍ، وأنَّ مَنْ ذَبحَ عمنْ يَجب عليهِ الهدْيَ كانَ جَائِزًا عنْه، والدلِيْل على أنَّ المُنْفسخَ عمْرَته يهدِي هدْيًا
4092 -
حدَّثنا محمد بن إسحَاق
(1)
، أخبرنا روحٌ
(2)
، ح.
وحدَّثنا الجُنيدي
(3)
، حدَّثنا مكِّيٌّ، عن ابن جُريج قال: حدَّثنِي أبو الزبير، أنَّه سمِع جابرًا يقُول: اشْتَركنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجِّ والعُمرةِ؛ كل سبْعةٍ في بَدَنَةٍ، فقالَ لهُ إنسانٌ: أرأيتَ البَقَرةَ يُشْرَكُ فيها مَنْ يُشْرَكُ في الجَزُورِ
(4)
؟ قال: "ما هِيَ إلَّا من البُدْنِ" وحَضَر جابرٌ
⦗ص: 250⦘
الحُدَيْبِيَّة وقَال: اشْتَركنا كُلُّ سَبْعَةٍ في بَدَنَةٍ، ونَحْرَنَا سَبْعِينَ بَدَنَةً يَومَئِذٍ.
(5)
(1)
الصَّغانِي.
(2)
ابن عُبادة القَيْسِيُّ.
(3)
محمد بن أحمد بن الجُنيد الدّقَّاق.
(4)
الجَزُورِ: -بفتح الجيم وضمِّ الراء- هو ما يَصْلحُ للذَّبح من الأبل، كالجَزَرِ من الغنمِ، وهو ما يصلُح لأنْ يُذبحَ من الشَّاء.
قال القاضي عياض: "الجَزُورُ لا يكونُ إلا من الإبل، والجزَرُ من الغَنمِ، والبَدَنةُ: =
⦗ص: 250⦘
= التي تُهدَى إلى مكَّة، .. والهديُ والهَدِيَّةُ: ما يُهدَى إلى مكَّة من البُدْنِ، والهَديُ ما ابتُدئ هديُه عند الإحرام، والجَزُورُ ما اشتُرِيَ بعد ذلك ليُنحَرَ؛ فكأنَّه ظهر للسائل أنَّ شأنَ هذا أخفُّ في الاشتراكِ مما أُهدِيَ مِنَ البُدْنِ، فقال له: إن الجزُورَ لما اشتُريتْ للنُّسُكِ كان حكمُها كالبُدْنِ".
انظُر: إكمال المُعلم (4/ 403)، تفسير غريبِ ما في الصحيحين (ص 91)، المعجم الوسيط (ص 120).
(5)
أخرجه مُسْلِمٌ في كتاب الحجِّ -بابِ الاشتراك في الهَدْيِ، وإجزاءِ البَقَرَة والبَدَنَةِ كُلِّ منهُما عن سَبعةٍ (2/ 956، ح 353، 354) عن محمد بن حاتِم، عن يحيى ابن سعيد بِه، وسبق إخراجُ أبي عوانة للحديث نفسه من طريق أبي أُميَّة الطَّرسُوسِيِّ عن روحٍ عن عن ابن جُريجٍ به مختصرا. انظر: ح / 4089.
من فوائد الاستخراج: تصريح ابن جريج بالتَّحديث، وهو أرفع من صيغة الإخبار التي عند مسلم.
4093 -
م- حدَّثنا يُونُس، حدَّثنا ابن وهب، قال: أخبرَنا مالِكٌ
(1)
، وعمرو بن الحارث، عن أبي الزُّبَيرِ، عن جابر قالَ:"نَحَرْنَاَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم البَدَنَةَ عنْ سَبْعَةٍ، والبقَرةَ عن سَبْعَةٍ".
(2)
(1)
موضعُ الالتقاء عند مسلم، انظر تخريج ح /4090.
(2)
هذا الحديثُ مكرَّر سندًا ومَتنًا، سبق أن أخرجه المصنِّف في الباب السابق برقم / 4090، بزيادة:"عام الحُديبية"، فانظر تخريجه هناك. =
⦗ص: 251⦘
= من فوائد المستخرَج:
تَكرار الحديث الواحِد في أبواب مختَلفة، لاستِنباطِ أحكام فقهيةٍ دقِيقةٍ مُتنوِّعةٍ.
4094 -
حدَّثنا محمد بن حيَّويه، أخبرنا مُطَرِّفٌ
(1)
، والقَعْنَبيُّ، ويحيى بن يحيى
(2)
، عن مالِك
(3)
، بمثل حديثِ يُونُس.
(4)
(1)
ابن عبد الله بن مطرِّف الهِلالي اليَسَاري، أبو مصعب المدني.
(2)
ابن بُكير بن عبد الرحمن التَّمِيميُّ الحَنْظَليُّ، أبو زكرِيَّا النَّيْسَابُوريُّ، وهو موضِعُ الالتِقَاءِ مع مسلم.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم في طرِيقَي مُطَرّفٍ والقَعْنَبي، انظر تخريج ح /4090 وانظر ح / 4093.
(4)
حديثُ مالكٍ هذا تقدَّم تخريجُه في ح /4090، وكرَّره أبو عوانة في ح / 4093 كَما أشرتُ إليه آنفا، وحديثُ القعنبيِّ عنه أخرجه أبو داود في سُننِه (ص 318، ح 2809) عنهُ به.
من فوائد الاستخراج: روايةُ القعنبي عن مالكٍ لهذا الحديث، وهو من أثبتِ أصحاب مالك.
تهذيب التهذيب (6/ 32).
4095 -
حدَّثنا ابن الجُنَيد الدَّقَّاق، حدَّثنا أبو عاصم
(1)
، عن سُفْيانَ
(2)
قال: أخبرني أبو الزُّبير
(3)
، عن جَابر قال: نحرْنَا مع رسول الله
⦗ص: 252⦘
صلى الله عليه وسلم يومًا بِالحُدَيْبِيَّةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، البَدَنَةَ عن سَبعةٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يُشْتَرَكُ البَقَرُ في الهَدْيِ".
(4)
(1)
الضحَّاك بن مخْلَد.
(2)
الثوري.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الأحاديثَ السَّابِقَة في البابِ.
(4)
انظر تخريج ح / 4092، وأخرجه الدَّارِميُّ في سُننِه (2/ 107) عن يعلى بن عُبيد، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (9/ 315) عن أبي عروبة، عن بندار، عن عبد الرحمن بن مهدي، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 179) عن عمرو بن مرزوق، عن أبي حُذيفة، ثلاثتُهم عن سُفيان الثوري به.
من فوائد الاستخراج: روايتُه الحديثَ من طريقِ أميرِ المؤمنين في الحديث: "الثوري".
4096 -
حدَّثنا أبو داود الحراني، حدَّثنا أبو عاصم، عن ابن جُريج
(1)
، عن أبِي الزُّبَيرِ، عن جابِرٍ قال:"نَحَرَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن عائِشَةَ بَقرةً في حَجَّتِه".
(2)
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مُسْلِمٌ في كتاب الحَجِّ -بابِ الاشتراك في الهَدْيِ، وإجزاءِ البَقَرةِ والبَدَنَةِ كُلِّ منهُما عن سَبعةٍ (2/ 956، ح 356، 357) عن عثمان بن أبي شيبة، عن يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة، وعن محمد بن حاتم، عن محمد بن بكر، كلاهما (فرَّقهما) عن ابن جُريج به، وعن سعيد بن يحيى الأمويِّ عن أبيه، عن ابن جريج بلفظ:"نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نِسائِه".
4097 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا رَوْحٌ، عن ابن جُريج
(1)
، بِمِثْلِه.
(2)
(1)
موضع الالتقاء مع مُسلم، انظر تخريج الحديث السابق ح / 4097.
(2)
انظر تخريج الحديث السابق، وأخرجه الإمام أحمد في مُسنده (3/ 387) عن محمد بن بكر، وروح، كلاهما عن ابن جُريج به.
4098 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا أبو نُعيم
(1)
، وسُريجٍ
(2)
، قالا: حدَّثَنا عبد العزيز بن الماجِشُون
(3)
، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبِيه، عن عائِشةَ "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَبَحَ يومَ النَّحْرِ عَنْ نِسَائِه البَقَرَ"
(4)
، لم يُخْرِجْه.
(5)
(1)
الفضل بن دُكين.
(2)
ابن النُّعمان الجوهَري.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(4)
هذا طرفٌ من حديث عائشة رضي الله عنها أخرجَه مسلمٌ في صحيحه (2/ 873 - 874، ح 120) عن سليمان بن عبيد الله أبي أيوب الغيلاني، عن أبي عامر عبد الملك ابن عمرو، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجِشون به مُطوَّلًا، وفي لفظه:"فأُتينا بلحمِ بقرٍ فقلتُ: ما هذا؟ فقالوا: أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائِه البقر".
وسبق أن أخرجه أبو عوانة من طريق حمَّاد بن سلمة (ح /3740) وطريق سُفيان بن عُيينة (ح /3741، 3742، 3743) عن عبد الرحمن بن القاسم به، على اختلاف يسيرٍ بينهم في الألفاظ، وقد تقدَّم الكلام على ذلك بالتفصيل فارجع إليه.
(5)
يقصدُ المصنِّف أنَّ الإمام مسلمًا لم يُخرج الحديث في صحيحِه، ولم يظهر لي وجه كلامه هذا، فقد بيَّنتُ آنفًا أنَّ مُسلمًا أخرجه من طريق الماجِشُونِ عن عبد الرحمن بن القاسم به مطوَّلا، جاءت فيه قصَّةُ خُروجِه صلى الله عليه وسلم من المدينة، وقصة طَمْثِ عائِشةَ رضي الله عنها، وقصَّة عُمرتها، وجاء فيه أيضًا:"فأُتينا بلَحمِ بقرٍ فقلتُ: ما هذا؟ فقالُوا: أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نِسائِه البقَر"، وسبق إخراج أبي عوانة له من =
⦗ص: 254⦘
= طريق حماد بن سلمة وابن عُيينة، كلاهما عن عبد الرحمن القاسم.
وقدْ أورد الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (17/ 462 - 463، ح 22624، 22625) طُرق حديث ابن عُيينة، وحمَّاد بن سلمة، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجِشون كلَّها في موضع واحد، على أنَّها طرقٌ لحديثٍ واحد، ولعلَّ الحافظ أبا عوانة رحمه الله يقصدُ من كلامه أن أبا نُعيم وسُريجَ بن النُّعمان من رجال مسلم، ورويا هذا الحديث، ولم يخرج الإمام مسلمٌ رحمه الله طريقهما مع أنهما من شُيوخه.
4099 -
حدَّثنا أبو أمية، ومحمد بن سُليمان الواسِطِيُّ
(1)
، قالا: حدَّثنا عبيد الله، حدَّثنا إسرائيل، عن عمَّار الدُّهْنِيِّ
(2)
، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:"نَحَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنَّا يومَ حَجَجْنَا بَقَرَةً بَقَرَةً".
⦗ص: 255⦘
لِعَمَّارٍ غريبٌ، وهُو غريبُ الحَديثِ.
(3)
(1)
هو: محمد بن سُليمان بن الحارِث البَاغِنْدِي.
(2)
هو عمَّار بن معاوية الدُّهنِي البَجَلِي، أبو مُعاوية الكُوفي، ت / 133 هـ، روى له الجماعةُ سوى البُخاريِّ.
وثَّقه ابن معين، وأحمد، وأبو حاتِم والنَّسائيُّ، وذكره ابن حبَّان في الثقات.
وقال علي بن المديني عن سُفيان: قطع بشر بن مروان عرقوبيه، فقلت: في أي شيء؟ قال: في التشيُّع.
قال الحافظ ابن حجر: "صدوقٌ يتشيَّعُ".
انظر: الجرح والتعديل (6/ 138)، الثقات (5/ 268)، تهذيب الكمال (21/ 208 - ، 21)، التقريب (ت 5425).
(3)
أخرجه النَّسائي في السُّنن الكبرى (2/ 458) عن أحمد بن سليمان، عن عبيد الله بن مُوسى، عن إسرائيل، عن عمَّار الدُّهني به، وقد تفرَّد عمَّار بهذا اللَّفظ، وخالفه جمعٌ من الثِّقات فيه، ولهذا قال أبو عوانة:"لعمَّارٍ غريبٌ .. "، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 644):"وأمَّا ما رواه عمَّارُ الدُّهني، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: "ذبح عنَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حَجَحْنَا بقرةً بقرةً" أخرجه النسائي (2/ 389) أيضا فهو شاذٌّ مخالفٌ لما تقدَّم"، وسبقَ أن تكَلَّمتُ على طُرقِ الحديث وألفاظِه بالتفصيل في تخريج ح / 3741، فارجع إليه.
من فوائد الاستخراج: حكمُ أبي عوانة على الحديثِ بالغَرابةِ، ووصفُ راويه بغريبِ الحديث.
بابٌ في الإفاضَةِ إلَى البَيتِ، والدَّلِيلِ على أنَّ وقتَه إذا فَرغ من النحرِ وتَفريقِ ذبيحتِه والأكلِ مِنها، ثُم يُفِيضُ فيصلِّي الظُّهرَ بِمكة، وبيانِ الخَبَرِ المعَارِضِ لصلَاةِ الظُّهرِ بِمكة وأنه يَرْجِحُ إلَى مِنَى فَيصلِّي الظُّهرَ بِمنَى، والترغِيبِ في الاسْتِقَاءِ مِنْ زَمْزم لِلناس والشُّرْبِ منهُ إذَا أفَاضَ
(1)
(1)
اختلفت الأحاديثُ الواردة في صلاةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الظهرَ يوم النَّحر في حجَّة الوداع؛ هل صلَّاها بمكَة لما أفاضَ؟ أو صلَّاها بن بعد رُجوعه من طواف الإفاضة، وبما أنَّ المصنِّف ذكر هذا الاختلاف في ترجمة الباب وأعقبها بحديثي عبد الله بن عُمر، وجابر بن عبد الله رضي الله عنها المتعارِضين في مكان تلك الصلاة في الظاهر، رأيتُ هذا الموضع هو الأنسب للكلام على الحديثين المتعارضين، وسرد كلام العلماء عليهما ترجيحا وجمعا، فأقول وبالله التوفيق:
أخرج مسلم في صحيحه (2/ 950، ح 335) من حديث ابن عُمر رضي الله عنها "أنَّه صلى الله عليه وسلم أفاضَ يومَ النَّحرِ ثُمَّ رجَعَ فصَلَّى الظُّهر بمنى"، وأخرجه البخاري في صحيحه (ص 279، ح 1732) عن أبي نُعيم، عن سُفيان الثوي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عُمر رضي الله عنها موقوفًا بلفظ:"أنَّه طافَ طوافًا واحدًا ثُمَّ يَقِيلُ ثُمَ يأتي مِنًى، يعني يوم النَّحر" ثُم قال: "رفعَه عبد الرزَّاق، حدَّثنا عبيد الله"، ورواه المصنِّف برقم/ 4100.
وأخرج مسلم في صحِيحِه عن جابرِ بن عبد الله رضي الله عنها في حديثه الطويل في حجَّة الوداع: "أنَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى الظُّهر بِمَكَّةَ" ورواه المصنِّف برقم 4101، وكذلك رُوي عن عائشة رضي الله عنه ما يدلُّ ظاهره على ذلك ولفظه: "أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من =
⦗ص: 257⦘
= آخر يومِه حين صلَّى الظُّهر ثُمَّ رجَعَ إلى مِنى، فمكثَ بِها لَياليَ أيَّامِ التَّشرِيقِ، يرمِي الجَمرةَ إذا زالتِ الشَّمسُ، كُلُّ جَمرةٍ بسبْعِ حَصَياتٍ" كما عند أبي داود في سُننه (ص 226، ح 1973) من طريقِ محمد بن إسحاق بن يَسار عن عبد الرحمن ابن القاسم، عن أبيه، عن عائِشة رضي الله عنه.
وقد ذهب العلماء في هذه الأحاديث مسلكين، مسلك الجمعِ والترجيح.
أوَّلا: أمَّا مسلكُ الترجيحِ فسأنقلُ فيه كلام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد (2/ 280 - 283) فإنَّه كافٍ شافٍ، كما تكلَّم عليه في حاشيته على سُنن أبي داود (5/ 332) أيضا.
قال ابن القيِّم رحمه الله في الزَّاد: "وَاخْتُلِفَ أَيْنَ صَلّى الظّهْرَ يَوْمَئِذٍ فَفِي "الصّحِيحَيْنِ": عَنْ ابنِ عُمَرَ، أَنّه صلى الله عليه وسلم أَفَاضَ يَوْمَ النّحْر ثُمّ رَجعَ فَصَلّى الظّهرَ بمنىً، وَفي "صَحِيحِ مُسّلِم": عَنْ جَابِرٍ أَنّهُ صلى الله عليه وسلم صَلّى الظهْرَ بمَكّةَ وَكَذَلك قَالَتْ عَائِشَةُ.
وَاختُلِفَ في ترْجِيح أحدِ هَذَيْنِ الْقَولَيْنِ عَلَى الآخَر فقَالَ أبو مُحمّدٍ ابْنُ حزْمٍ: حديث عائشة وَجابرٍ أَولَى وتَبعَهُ عَلى هَذا جَمَاعةٌ وَرَجّحُوا هَذا الْقَولَ بوجُوهٍ.
أحدُها: أنّهُ روايةُ اثنَينِ وهمَا أولَى من الوَاحدِ.
الثّاني: أن عَائشَة أخصُّ النّاسِ بهِ صلى الله عليه وسلم ولها من القُربِ وَالاختِصاصِ بهِ والمَزِيَّةِ ما ليسَ لغيرِها.
الثالثُ: أنّ سياقَ جابرٍ لحجّةِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أوّلهَا إلى آخرِها، أتَم سِياقٍ وقدْ حفظَ القِصّةَ وضبطَها، حتّى ضبَطَ جُزْئيّاتهِا، حتّى ضبَطَ منْها أمرًا لا يتعلّقُ بالمنَاسِكِ وهو نُزولُ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ جَمْعٍ في الطّرِيقِ فقضَى حاجتة عنْدَ الشِّعبِ ثُم توضّأ وُضُوءًا خفيفًا، فمنْ ضبطَ هذا القَدْرَ فهو بِضَبطِ مكانِ صلاتِهِ يومَ النّحْرِ أوْلَى.
الرّابعُ: أنّ حَجّةَ الودَاعِ كانَتْ في آذَارٍ وهو تَسَاوِي اللّيْلِ والنّهارِ، وقد دفعَ منْ =
⦗ص: 258⦘
= مُزْدَلِفَةَ قبلَ طلوعِ الشّمْسِ إلَى مِنًى، وخطبَ بها الناسَ ونحرَ بُدْنًا عظيمةً وقسَّمها، وطُبخ لَهُ مِنْ لحمِها، وأكلَ منْهُ ورمَى الجَمرَةَ وحلَقَ رَأسَهُ وتَطَيَّبَ ثُمّ أفاضَ فطافَ وشَرِبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ومِنْ نبِيذِ السّقايَةِ ووقَفَ علَيْهِمْ وهُم يَسْقونَ، وهذهِ أَعمَالٌ تَبْدو في الأظْهَرِ أنّها لا تَنْقَضِي في مقْدارٍ يُمكِنُ معهُ الرّجُوعُ إلَى مِنًى، بِحَيْثُ يُدْرِكُ وقتَ الظّهْرِ في فَصلِ آذَارٍ.
الخامسُ: أنْ هذيْنِ الحديثينِ جارِيانِ مَجْرَى النّاقلِ والمُبْقِي، فقد كانَتْ عادتُهُ صلى الله عليه وسلم في حجتِهِ الصّلاةَ في منزلِهِ الذِي هو نَازِلٌ فِيهِ بِالمسلمِينَ فجرى ابنُ عُمرَ على العادةِ وضبطَ جابِر وعائشَةُ رضي الله عنهما الأَمرَ الّذِي هو خارِج عن عادتِهِ فهوَ أوْلى بأنْ يَكونَ هو المحفُوظَ.
ورجّحَتْ طَائفة أخرَى قولَ ابْنِ عُمرَ لوجُوهٍ:
أحدُها: أنّه لو صلّى الظّهرَ بِمكّةَ، لَمْ تُصَلّ الصّحابةُ بمِنِىً وُحْدَانًا أحدٌ قَط، ولا يقولُ أحدٌ: إنّهُ اسْتَنابَ منْ يُصَلّي بهمْ ولولا علمُهُ أنّهُ يرْجعُ إليهمْ فيُصَلّيَ بهمْ؛ لقالَ إنْ حضرَتْ الصّلاةُ ولسْتُ عنْدكمْ فلِيُصَلّ بكمْ فلان، وحيثُ لَمْ يقعْ هذا ولا هذا، ولا صَلّى الصّحابةُ هناكَ وحْدَانًا قطْعًا، ولا كان منْ عَادتهمْ إذَا اجتمَعوا أنْ يصَلّوا عزِينَ؛ عُلِمَ أنّهمْ صَلّوا معهُ على عادتهِمْ.
الثّاني: أنّه لوْ صلّى بِمَكّةَ لكانَ خَلْفَهُ بعْضُ أهلِ البلدِ وهمْ مقِيمونَ وكانَ يَأْمرهمْ أنْ يتمّوا صلاتهمْ ولَمْ يُنْقَلْ أنّهُم قامُوا فأتَمُّوا بعدَ سلامهِ صلاتهمْ وحيثُ لَمْ يُنْقَلْ هذا ولا هذا، بَلْ هو معلومُ الانْتِفَاءِ قطْعًا، عُلِمَ أنّهُ لَمْ يصَل حينئِذٍ بِمَكّةَ.
وما ينقلُهُ بعضُ من لا علمَ عندَهُ أنّهُ قال: "يا أهلَ مَكّةَ أتِمّوا صلَاتكُمْ فإِنّا قَومٌ سَفْرٌ" فَإنّما قالهُ عامَ الفَتْحِ لا في حجتِهِ.
الثّالِثُ: أنّه من المعلومِ أنّهُ لَمّا طافَ ركعَ ركعتيْ الطّوافِ ومعلومٌ أنّ كثيرًا من =
⦗ص: 259⦘
= المسلمينَ كانوا خلفهُ يَقْتَدُون بهِ في أفعالِهِ ومناسكِهِ فلعلّهُ لَمّا ركعَ ركعتَيْ الطّوافِ والنّاسُ خلْفهُ يقْتدُون بِهِ ظنّ الظّانُّ أنهّا صلاةُ الظّهْرِ ولا سِيّما إذا كانَ ذلكَ في وقتِ الظّهْرِ وهذا الوهمُ لا يُمْكِنُ رَفْعُ احتِمَالِهِ بِخِلافِ صلاتِهِ بِمِنًى، فَإنهَا لا تَحتَمِلُ غيرَ الفَرْضِ.
الرّابعُ: أنّهُ لا يُحفَظُ عنهُ في حَجّهِ أنّهُ صلّى الفرضَ بجوفِ مكّةَ، بلْ إنّما كانَ يُصَلّي بِمنزلِهِ بِالأبْطحِ بالمسْلمين مُدّةَ مُقامِهِ كانَ يُصَلّي بهم أينَ نَزلوا لا يُصلّي في مكانٍ آخَرَ غيرِ المَنزِل العامّ.
الخامسُ: أنْ حديثَ ابنِ عُمرَ مُتّفَقٌ عليهِ وحديثُ جَابِر منْ أفرادِ مسلمٍ؛ فحدِيثُ ابن عُمرَ أصَحّ منهُ وكذلك هو في إسنادهِ؛ فإنّ رُواتَهُ أحْفَظُ وأشْهَرُ وأتْقَنُ فأيْنَ يقعُ حاتِمُ بن إسماعِيلَ منْ عبيد الله بن عُمرَ العُمَرِيّ، وأينَ يقعُ حفظُ جعفرٍ منْ حفْظِ نافع؟
السّادسُ: أَنّ حديثَ عائشةَ قد اضطربَ في وقتِ طوافهِ فرُوِيَ عنها على أنَّه طافَ نَهَارًا، الثّانِي: أنّهُ أخّرَ الطوافَ إلَى اللّيلِ، الثالثُ: أنّه أفاضَ منْ آخرِ يومهِ فلمْ يضبطْ فيهِ وقتَ الإفاضةِ ولا مكان الصّلاة بخلافِ حديث ابن عُمرَ.
السّابعُ: أنّ حديثَ ابنِ عُمرَ أصحّ منهُ بلا نزاعٍ فإنّ حديثَ عائشةَ منْ رِوايةِ محمد بن إسحاقَ عن عبد الرحمن بن القاسمِ، عنْ أبيه عنها، وابْنُ إسحاقَ مختلفٌ في الاحتجاجِ به ولَمْ يُصَرّحْ بِالسّماعِ بلْ عَنْعَنَهُ فكيفَ يُقَدّمُ على قولي عبيد الله حدّثني نَافعٌ عنْ ابْن عمرَ.
الثّامِنُ: أنّ حديثَ عائشةَ ليسَ بالبيّنِ أنّهُ صلى الله عليه وسلم صَلّى الظُّهرَ بِمَكةَ، فإنّ لفْظهُ هكذا: "أفاضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومِه حين صلّى الظُّهر ثُمَّ رجَعَ إلى مِنى، فمكثَ بِها لياليَ أيَّام التَّشرِيقِ، يرمِي الجَمرةَ إذا زالتِ الشمسُ، كُلَّ جَمرةٍ بسبْعِ =
⦗ص: 260⦘
= حَصياتٍ"، فأيْن دلالةُ هذا الحديثِ الصّريحةُ على أنّهُ صلّى الظّهْرَ يوْمئذٍ بمكّةَ وأَينَ هذَا في صرِيحِ الدّلالَةِ إلَى قوْل ابنِ عُمرَ أفاضَ يومَ النّحرِ ثُمّ صَلّى الطهْرَ بمِنىً، يعْني راجِعًا، وأينَ حديثٌ اتّفق أصحابُ الصّحيحِ على إخراجه إلَى حديثٍ اخْتُلِفَ في الاحتجاجِ بهِ. وَاللهُ أَعْلَمُ".
ثانيا: سلكَ جمعٌ من أهل العلم في هذه الأحاديث المتعارضة مسلك الجمعِ، ولهم في هذا المسلك أقوالٌ متعددة متقارِبة:
القولُ الأوَّل: قال العَيني في عُمدة القاري (69/ 10): "الأحاديثُ كلُّها صَحيحةٌ ولا شيءٌ من وَهْمٍ في ذلكَ أصلًا، وذلِك لأنَّ رجُوعه صلى الله عليه وسلم إلى منىً في وقتِ الظُّهر ممكنٌ لأنَّ النَّهارَ كان طويلًا وإن كانَ قد صدَرَ منهُ صلى الله عليه وسلم في صدْرِ هذا النَّهارِ، وأحاديثُ عائشةَ ليستْ ناصَّةً أنَّهُ صلى الله عليه وسلم صلَّى الظهرَ بِمَكَّةَ بَل مُحتمِلَةٌ أنْ كان المحفوظُ في الرواية: "حتَّى صلَّى الظُّهر" وإنْ كانتْ الرِّواية حين صلَّى الظهرَ، وهو الأشْبَهُ، فإن ذلِك على أنَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى الطهر بمنىً قبلَ أنْ يَذْهَبَ إلَى البيتِ وهُو مُحتَملٌ والله أعلم".
القول الثاني: قال محبُّ الدين الطبري (فيما نقله عنه العيني في عُمدة القاري (10/ 69): "الجمعُ بين الرِّوايات كلِّها ممكنٌ، إذْ يحتملُ أنْ يكونَ صلَّى مُنفرِدًا في أحدِ المَوضِعَينِ ثُمَّ مَعَ جماعَةٍ في الآخَر، أو صلَّى بأصحابِه بمنىً ثُمَّ أفاضَ فوجدَ قومًا لم يُصَلّوا فصلَّى بهم ثُمَّ لما رَجعَ إلى منًى وجدَ قومًا آخَرين فصلَّى بهم لأنَّه صلى الله عليه وسلم لا يتقدَّمُه أحدٌ في الصلاة، أو كرَّرَ الصَّلاةَ بمكَّة ومنًى لِيَتَبَيَّنَ جوازُ الأمْرينِ في هذا اليومَ تَوْسِعَةً علَى الأُمَّةِ ويجوزُ أنْ يكونَ أذَّن في الصَّلاة في أحَدِ المَوْضِعَينِ فَنُسِبَتْ إليه".
القولُ الثالِث: قال النووي في شرحه على مسلم (8/ 420): "ووجهُ الجَمْعِ بينَهُما أنَّه طافَ للإفاضَةِ قبلَ الزَّوالِ ثُمَّ صلَّى الظهْرَ بِمَكَّةَ في أوَّلِ وَقْتِهَا ثُمَّ رَجعَ إِلَى =
⦗ص: 261⦘
= مِنًى فَصَلَّى بها الظُّهْرَ مَرَّةً أخْرَى بِأصحابِه حينَ سألُوه ذلك فيكونُ مُتَنَفِّلًا بِالظُّهرِ الثَّانِيَةِ بمنًى".
وقال الملَّا علي القَارِي في مرقاةِ المفاتيح (5/ 476): أقولُ: "إنَّه لا يُحمَلُ فعلُه علَى القَول المُختلفِ في جَوازِه فيُؤَؤَلُ بانَّه صلَّى بمكَّة ركعَتَي الطَّوافِ وقتَ الظُّهرِ ورجَعَ إلى مِنًى فصَلَّى الظُّهرَ بأصْحَابِه".
وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار (5/ 83) بعد نقله أقوالا لأهل العلم في الجمع بين الحديثين: "ويمكن الجمعُ بأن يقال أنه صلى بمكة ثم رجع إلى منى فوجد أصحابه يصلون الظهر فدخل معهم متنفِّلا لأمره صلى الله عليه وآله وسلم بذلك لمن وجد جماعة يصلُّون وقد صلَّى".
هذا ما تيسَّر في نقلُه في هذين الحديثين المتعارضين، وما دام الجمعُ ممكنا فإنَّه يقدَّم على الترجيح خاصَّة إذا كان الأمر يتعلَّق بحديثين صحيحين مخرَّجَين في الصِّحاح.
4100 -
حدَّثنا محمد بن عبد الله بن مُهلٍّ، ومحمد بن إسحاق بن الصبَّاح الصَّنْعَانِي، قالَا: حدَّثنا عبد الرزَّاق
(1)
، حدَّثنا عبيد الله بن عُمر، عن نافِعٍ، عن ابن عُمر "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض يوم النَّحر ثُمَّ رَجعَ فصلَّى الظُّهْرَ بِمِنَى".
(2)
(1)
ابن همَّام الصَّنعاني، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب استحباب طوافِ الإفاضة (2/ 950، ح 335) عن محمد بن رافِعٍ عن عبد الرَّزَّاق به بلفظ: "أنَّه صلى الله عليه وسلم أفاضَ يومَ النَّحرِ ثُمَّ رجَعَ فصَلَّى الظُّهر بمنى"، وزاد:"قال نافع: "فكان ابن عُمر يُفيضُ يوم النَّحر، ثم يرجع فيُصلي الظُّهر بمنى، ويذكُر أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فعلَه، وأخرجه البخاري في صحيحه =
⦗ص: 262⦘
= (ص 279، ح 1732) عن أبي نُعيم، عن سُفيان الثوي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عُمر رضي الله عنهما موقوفًا بلفظ:"أنّه طَافَ طوافًا واحدًا ثُمَّ يَقِيلُ ثُمَّ يأتيَ مِنًى، يعني يوم النَّحر" ثُم قال: "رفعَه عبد الرزَّاق، حدَّثنا عبيد الله".
من فوائد الاستخراج:
• تصريح عبد الرزاق بالتحديث، وجاء عند مُسلم بصِيغة الإخبار.
• التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخ شيخه وهذا "موافقة".
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
4101 -
حدَّثنا عبد الحَميد، حدَّثنا أبو جعْفَر النُّفيلي، حدَّثنا حاتِم بن إسماعِيل
(1)
، حدَّثنا جعْفَر، عن أبيه، قال: دخَلْنا على جابرِ بن عبد الله، فذكر حديثَ الحَجِّ، وقالَ: أَمَرَ، يعني النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ في قِدْرٍ فَطُبِخَتْ فَأكَلَا مِنْ لَحْمِهَا وشَرِبا منْ مَرَقِها، ثُمَّ أفَاضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلَى البَيْتِ فَصَلَّى بِمَكةَ الظُّهرَ، فَأتَى بَنِي عبد المُطَّلِبِ وهُم يَسقُوَن على زَمْزَمَ [فقالَ]
(2)
: "انْزِعُوا بَنِي عبد المُطَّلِبِ فلَوْلا أنْ يَغْلِبَكُم النَّاسُ علَى سِقَايَتِكُم لَنَزَعْتُ معَكُم" فنَاوَلُوه دَلْوًا فشَرِب مِنْهُ
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، والسِّياق يقتضيه.
(3)
هَذا طرفٌ من حَديثِ جَابرٍ رضي الله عنه الطِّويل في الحَجِّ، أخرجه مُسلم في كتابِ الحجِّ -بابُ حجَّة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم (2/ 886 - 892، ح 47) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وأخرجه أبو داود في سُننه (ص 220، ح 1905) عبد الله =
⦗ص: 263⦘
= بن محمد النُّفيلي وجماعةٍ، جميعا عن حاتِم بن إسماعيل به مطوَّلًا، وقد فرَّقه أبو عوانة بالإسناد نفسه في مواضعَ كثيرة من أبواب الحجِّ، تقدمت برقم/3952، 3954، 3976، 3995، 4032، 4038، كما رواه أبو عوانة مقطَّعًا من طرقٍ مختلفة كثيرة عن جعفر بن محمد به.
من فوائد المُستخرَج: تقطيعُ الأحاديثِ في مواضِعَ مختلفة لاستنباط مسائل فقهيَّةٍ مُتَنَوِّعَة.
4102 -
حدَّثنا عبَّاس الدوري، حدَّثنا شَاذانُ الأسودُ بن عَامِر
(1)
، حدَّثنا سُفيانُ بن سَعِيد
(2)
، وشُعبة
(3)
، والحَسنُ بن صالح
(4)
، وابنُ المبارَكِ
(5)
، عن عاصِم الأحْوَل
(6)
، عن الشَّعْبي، عن ابن عبَّاسٍ "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أتَى زَمْزمَ فَشرِبَ وهُو قائِمٌ".
(7)
(1)
أبو عبد الرحمن الشامي.
(2)
ابن مَسْرُوق الثوري.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
الهمْداني الثورى، أبو عبد الله الكوفي، ت / 169 هـ.
انظر: الجرح والتعديل (3/ 68)، الكامل (2/ 322).
(5)
هو: الإمام عبد الله بن المبارك الخُراساني.
(6)
موضع الالتقاء مع مسلم في غير طريق شُعبة.
(7)
أخرجه مُسلمٌ في كتابِ الأشرِبة -باب في الشُّربِ من زمزمَ قائما (3/ 1601، ح 117) عن أبي كامل الجحدريِّ، عن أبي عوانة الضحَّاكِ اليَشكُري، وفي الباب نفسه (ح 118) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن سفيان بن عيينة، وفي الباب نفسه (ح 119) عن سُريج بن يونس، ويعقوب الدَّورقِي، وإسماعيل بن سالم، عن =
⦗ص: 264⦘
= هُشيم، وفي الباب نفسه (ح 120) عن عبيد الله بن مُعاذ، عن أبيه، وعن محمد ابن بشار، عن محمد بن جعفر، وعن محمد بن المثنى، عن وهب بن جرير، ثلاثتهم عن شُعبة، وأخرجه البخاريُّ في كتاب الحجِّ -باب ما جاء في زمزم (ص 264، ح 1637) عن محمد بن المثنى، عن مروان بن معاوية الفزاري، وفي كتاب الأشربة- باب الشُّرب قائما (ص 996، ح 5617) عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، سِتَّتُهم عن عاصِم الأحول به، وزاد البُخاريُّ:"قال عاصم: فحلَفَ عكرمةُ، ما كان يومئذ إلَّا على بعير"، وقد كرَّرَ أبو عوانة هذا الحديث بالإسناد نفسه في كتاب الأشربة - باب بَيَان الخبَرِ المُبِيحِ الشُّرْبَ قَائما.
انظر الجزء الذي قام بتحقيقه الدكتور عمر مصلح الحُسيني ح / 8643.
من فوائد المُستخرَج الاستخراج:
• تكرار الحديث في أبواب مختلفة لاستنباط أحكام فقهية دقيقة متنوعة.
• رواية أبي عوانة الحديثَ من طريقي أمير المؤمنين في الحديث سفيان الثوري، والإمام عبد الله بن المبارك.
• إيراد الحديث في كتاب غير الكتاب الذي أورده فيه صاحب الأصل، مما فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند المصنِّف.
4103 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا أبو نُعيم
(1)
، حدَّثنا عبد العزيز ابن الماجِشُونَ
(2)
، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسِم بن محمد، عن عائِشة قالت: خَرَجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لَا يَذْكرُ إلَّا الحَجَّ
(3)
، فلمَّا جِئْنَا
⦗ص: 265⦘
سَرِفَ طَمِثْتُ
(4)
، فدخلَ عليَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأنا أبْكِي، فلمَّا كانَ يومُ النَّحرِ طَهُرْتُ "فأرسَلنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَفَضْتُ"
(5)
(1)
الفضل بن دُكين.
(2)
موضعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
هكذا في نُسخة (م)، ويمكن ضبطُه على وجهٍ آخر، فيُقال بصِيغة المجهول: "لا يُذْكَرُ =
⦗ص: 265⦘
= إلا الحجّ".
(4)
طَمِثْتُ: أي حِضْتُ.
انظر: النهاية في غريب الحديث (3/ 138).
(5)
هذا طرفٌ من حديث عائشة رضي الله عنهما أخرجَه مسلمٌ في صحيحه (2/ 873 - 874، ح 120) عن سُليمان بن عبيد الله أبي أيُّوب الغَيْلانِي، عن أبي عامر عبد الملك ابن عمرو، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجِشون به مُطوَّلًا، وسبق أن أخرجه أبو عوانة من طريق حمَّاد بن سلمة (ح / 3740) وطريق سُفيان بن عُيينة (ح / 3741، 3742، 3743) عن عبد الرحمن بن القاسم به، على اختلاف يسيرٍ بينهم في الألفاظ، كما أخرج جزءا منه بالإسناد نفسه في ح / 4098، وقد تقدَّم الكلام على كُلِّ ذلك بالتفصيل فارجع إليه.
بابُ بيانِ إجَازَةِ حَجِّ مَنْ أفَاضَ إلَى البَيْتِ قَبْلَ أنْ يَرْمِيَ الجَمْرَةَ جَاهِلًا
4104 -
م - حدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا محمد بن بكر
(1)
، أخبَرنا ابن جُريج، ح.
وحدَّثنا عبد الصمد بن الفضل، حدَّثنا مَكِّيٌّ كِلاهما، عن ابن جُريج
(2)
قال: سمعتُ ابن شِهابٍ يقول: أخبرِني عيسَى بن طَلْحَةَ أنَّ عبد الله بن عَمْرو بن العاصِ حدَّثَه أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَما هُوَ يخطُبُ يومَ النَّحرِ إذْ قامَ إليه رَجُلٌ فقالَ: يا رسول الله، كُنْتُ أحْسِبُ أنَّ كَذا وكَذا قَبلَ كَذا وكذا، ثُمَّ جاءَ قال: كُنْتُ أحْسِبُ أنَّ كَذا وكَذا قَبلَ كَذا وكَذا، هَؤُلَاءِ الثَّلاثِ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"افْعَلْ ولَا حَرَج".
(3)
رواهُ ابن المُبارَكِ قال: أخبرنا محمد بن أبي حَفْصَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، بهذا الإسْنَاد، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتَاهُ رَجُلٌ فقال: يا رسول الله، إنِّي حَلَقْتُ قبلَ أنْ أرْمِيَ، قال:"ارْمِ ولَا حَرَج" وأتَاهُ آخَرُ فقالَ: إنِّي
⦗ص: 267⦘
ذَبَحْتُ قبْلَ أنْ أَرْمِي، فقالَ:"ارْمِ وَلَا حَرَج" وأتَاهُ آخَرُ فقالَ: إنِّي أفَضْتُ منَ البَيْتِ قبلَ أنْ أرْمِيَ، قال:"ارْمِ ولَا حَرَج" قال: فَمَا رأيْتُه سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عنْ شَيءٍ إلّا قال: "افْعَلْ ولا حَرَج"
(4)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسناد الثاني.
(3)
هذا الحديث مكَرَّرٌ سندًا ومتًنا، سبقَ أن أخرجه أبو عوانة في باب سابقٍ، في ح / 4067، بزيادة:"فما سئل يومئذ عن شيء إلا قال: "افعل ولا حرج".
من فوائد الاستخراج: تصريحُ محمد بن بكر بالإخْبارِ، بينما عنعنَ لدى مسلم.
(4)
رواه مسلمٌ موصُولًا في كتاب الحج -باب من حلق قبل النَّحر، أو نحر قبل الرَّمي (2/ 949، ح 333) عن محمد بن عبد الله بن قُهْزَاذَ، عن عليِّ بن الحسنِ، عن عبد الله بن المبارك به.
بابُ بَيَانِ إبَاحَةِ التَّطَيُّبِ بِالطِّيْبِ يَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ الإِفَاضةِ وَزِيَارَةِ البَيْتِ والإحْلالِ، وأنَّ مَنْ طَافَ للِإِفَاضةِ حَلَّ لَهُ كُلُّ شئٍ حَرُمَ عَلَيْهِ
4105 -
م- حدَّثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي الواسِطِيُّ، وعَلَّان القَراطِيسِيّ، قالا: حدَّثنا يزيد بن هارون، ح.
وحدَّثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدَّثنا جعْفَر بن عَونٍ كِلاهُما، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم
(1)
: أنَّه سمِعَ أباه يُحَدِّثُ، عن عائِشةَ قالتْ:"طيَّبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ لإِحْرَامِهِ حِينَ أحْرَمَ، وَطيَّبْتُه بِمِنَى" قال يَزِيدُ: قبلَ أنْ يُفِيضَ، وقال جعْفَر: قَبْلَ أنْ يَزُورَ البَيْتَ.
(2)
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، ارجع إلى تخريج ح /3511.
(2)
هذا الحديث مكرَّرٌ سنَدًا ومَتْنًا سَبقَ أنْ أخرجَه أبو عوانة في باب سابق- ح/ 3514، 3515.
من فوائد المستخرَج والاستخراج:
• تكرار الحديث في أبواب مختلفة لاستنباط أحكام فقهية دقيقة متنوعة.
• تعيين من له اللَّفظ من الرُّواة.
• تصريح عبد الرحمن بن القاسم بالسماع عن أبيه، بينما عنعنَ لدى مسلم.
4106 -
حدَّثنا عليُّ بن حرب، حدَّثنا ابنُ إدريسَ
(1)
، حدَّثنا يحيى
⦗ص: 269⦘
ابن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم
(2)
، عن أبيه، عن عائشة قالت:"طيَّبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامِه قَبْلَ أنْ يُحْرِمَ، ولإحْلَالِه قَبْلَ أنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ"
(3)
.
(1)
هو: عبد الله بن إدريس الأوْدِي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3511.
(3)
أخرجه النَّسائيُّ السُّنن الصغرى (ص 420، ح 2691) والكبرى (2/ 338) عن أحمد بن حرب الطائي، عن عبد الله بن إدريس به، ولكن قال:"حين يريدُ أن يَزُورَ البيتَ" بدلَ قوله: "قبل أن يطُوفَ بِالبَيتِ" ومعنى اللَّفظين واحد، وسبقَ أن أخرجَه أبو عوانة من طُرقٍ أخرى عن يحيى بن سعيد في باب سابق:(ح / 3514، 3515).
4107 -
حدَّثنا عليٌّ
(1)
، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن ابن القاسم
(2)
، عن أبيه، عن عائِشَة، بِمثلِه
(3)
.
(1)
ابن حرب الطَّائي الموصِلي.
(2)
موضعُ الالتقاء مع مسلم، ارجع إلى تخريج ح / 3511.
(3)
سبق أنَّ مسلما أخرجه من طرق عن عبد الرحمن بن القاسم (انظر: ح / 3511، 3516) وأخرجه البُخاريُّ في كتاب الحج -باب الطِّيب بعدَ رمي الجمار، والحلقِ قبل الإفاضة (ص 283، ح 1754) عن عليِّ بن عبد الله، عن سُفيان بن عُيينة.
4108 -
م- حدَّثنا بَحر بن نَصر، حدَّثنا يحيى بن حَسَّان، حدَّثنا هُشَيم، حدَّثنا مَنْصُور، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عَنْ عَائِشَةَ قالتْ:"طَيَّبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطيبٍ فيه مِسْكٌ" فقالَ يحيى بن حَسَّان: زادَ: "عِنْدَ إحْرَامِه قَبْلَ أنْ يُحْرِمَ، ويَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ"
(1)
.
(1)
هذا الحديث مكرَّرٌ سنَدًا ومَتْنًا سَبقَ أنْ أخرجَه أبو عوانة في باب سابق- =
⦗ص: 270⦘
= ح / 3516، لكنَّه لم يأت فيه بالزِّيادة التي أشار إليها في هذا الحديث، وقد نبَّهتُ على ذلك، فارجع إلى تخريجه في موضعه السَّابق.
من فوائد المُستخرَج: تقطيعُ الحديثِ الواحدِ في الأبواب أو تكرَارُه لاستنباطِ أحكام فقهيةٍ مُتنوِّعةٍ يَسْتهِلُّ بها في تراجِمِ الأبواب، وصنِيعُه هذا مماثِلٌ لِصنيعِ البُخاري في صحيحه.
4109 -
م- أخبرنا يُونُس، أخبرنا ابن وهب، حدَّثَنِي أفلحُ ابن حُميد، وأُسَامة بن زيد، أنَّ القاسِم بن محمد حدَّثَهُما، عن عائشة قالت: "طيَّبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ لِحُرْمِهِ حِيْنَ أَحْرَمَ، و (لِحِلِّهِ)
(1)
حِيْنَ حَلَّ مِنْ [قَبْلِ]
(2)
أنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ"
(3)
.
(1)
ما بين القَوسَين تصحَّف في نُسخَةِ (م) إلى "لحاله" والتَّصْويبُ من الحَديثِ نفْسِه فإنَه مكرَّرٌ تقدَّم لدى أبي عوانة برقم / 3518.
(2)
ما بين المعقوفُين سقط من نسخة (م) والسِّياق يدلُّ عليه، واستدركتُه لفظ الحديث نفسه فإنَّه مكرَّر، تقدَّم لدى أبي عوانة برقم / 3518.
(3)
هذا الحديث مكرَّرٌ سنَدًا ومَتْنًا سَبقَ أنْ أخرجَه أبو عوانة في باب سابق- ح / 3518، فارجح إلى تخريجه في موضِعِه الأوَّل.
من فوائد المُستخرَج:
تكرارُ الحديث الواحد في مواضِع مختلفة، لاستِنْباطِ أحكامٍ فقهيةٍ مُتنوِّعةٍ.
4110 -
م- وحدَّثنا أبو إسماعيل التِّرمذي، وأبو داوُد قالا: حدَّثنا القعنبي، ح.
وحدثنا الربيع، أخبرنا الشَّافِعِيُّ، عن مالِكٍ، عن عبد الرحمن ابن
⦗ص: 271⦘
القاسم، عن أبيه، عن عائِشةَ أنَّها قالتْ:"كُنْتُ أُطَيِّبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لإِحْرَامِه قَبْلَ أنْ يُحْرِمَ، ولِحِلِّهِ قَبْلَ أنْ يَطُوفَ بِالبَيْت"
(1)
.
(1)
هذا الحديث مكرَّرٌ سنَدًا ومَتْنًا سَبقَ أنْ أخرجَه أبو عوانة في باب الطِّيب للمحرم يجدُه والجِماعُ عندَ إحرامِه (ح / 3511)، فارجع إلى تخريجه في موضِعِه السَّابق.
4111 -
حدَّثنا أبو داود الحراني، حدَّثنا وهب بن جرير، حدَّثنا شُعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم
(1)
، عن أبِيهِ، عنْ عَائِشَةَ قَالتْ:"كُنْتُ أُطيبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لِحُرْمِه حِيْنَ يُحْرِمُ، ولِحِلِّهِ حِيْنَ يَحِلُّ قَبْلَ أنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3511، 3512.
(2)
أخرجه ابن راهويه في مسنده (2/ 382 ح 387) عن وهبِ بن جَرِيرٍ عن شعبة بنحوه، والحديثُ أخرجه أبو عوانة من طرُقٍ أخرى عن شُعبة به أيضا كما سبق في (ح / 3512)، فارجع إلى تخريجها في موضعها ذاك.
4112 -
حدَّثنا علي بن سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، حدَّثنا ضَمْرَةُ بن رَبِيْعَةَ
(1)
، حدَّثنا الأَوْزَاعِي، عن الزُّهْرِيِّ
(2)
، عَنْ عروة، عن عَائِشَةَ قالتْ:"طَيبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِيَدَيُّ حِيْنَ أَحْرَمَ وَحِيْنَ حَلَّ بِطِيْبٍ لَا يُشْبِهُ طِيْبَكُمْ هَذَا" يعنِي: قَلِيْلَ البَقَاءِ، لَمْ يَزوِهِ غَيرُ ضَمْرَةُ
(3)
.
(1)
أبو عبد الله الفلسطيني، صدوق يهم قليلا. التقريب (ت 2988).
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجَه مسلم في كتاب الحجِّ -باب الطيب للمُحرم عند الإحرام (2/ 846، ح 31) =
⦗ص: 272⦘
= عن محمد بن عَبَّاد، عن سُفيانَ بن عُيَيْنة، عن الزُّهريِّ بنحوه، وليْسَ في لفظِه قولُه:"لا يُشْبِه طِيبَكم هذا" وأخرجه النَّسائي في السُّنن الصُّغرى (ص 419، ح 2688) عن عيسى بن محمد أبي عُمير، وأخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 353) عن هارون ابن معروف، كلاهما عن ضَمْرةَ بنحوه:"لا يُشبه طيبَكم هذا"، كما أخرجه التمام الرازي في فوائده (1/ 18) عن خيثمة، عن أبي عتبة، عن ضمرة به بلفظ:"طيبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطيبٍ ليس فيه ثُفْلٌ" والثُّفل ما رَسَبَ تحتَ الشَّيءَ من خُثُورةَ وكُدْرةٍ كثُفْل الزَّيت والعَصير والمَرَقِ (الفائق 1/ 169).
ويريدُ المصنِّف بقولِه: "لَمْ يرْوِهِ غَيرُ ضَمْرَة"، أنَّ ضَمْرةَ لَمْ يُتابِعْه أحدٌ على روايته الحديثَ عن الأوزاعِيِّ عن الزُّهريّ به، فإنِّي لَمْ أقفْ على متابعٍ له عن الأوزاعي عن الزُّهري، ونصَّ على ذلك أبو بكر بن أبي داود عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (47/ 338) ورواه غيرُ ضمرَةَ عن الأوزاعِيِّ، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنهما، أخرجه النسائيُّ في السُّنن الكبرى (2/ 458) عن المُغيرة ابن عبد الرحمن، عن عيسى بن يونُس، وأخرجه إسحق بن راهَويه في مسنده (2/ 383، 442) عن موسى القاريّ، عن المُفَضَّل بن يونس، كلاهما عن الأوزاعيِّ، عن عبد الرحمن بن القاسم به، وفي لفظه:"قالَ القَاسِمُ: ولَمْ يَكُنْ طِيْبُه كَطِيْبِكُم هَذَا الخَاثِرِ، إِنَّما كانَ الذَّرِيْرَةَ وَنَحْوَها يَذْهَبُ سَرِيْعًا، وإنَّمَا خَلَقَ أَحَدُكُم رَأْسَهُ وَقَدْ بَقِيَ فِيْهِ مِنَ الطِّيْبِ بَعْد".
ويَظْهَرُ لي -والله أعلم- أنَّ الإمام الأوزاعِيَّ روى الحديث على الوجهين، فرواه ضَمرةُ عنه، عن الزُهريِّ به، ورواه المُفَضَّلُ بن يونس، وعيسى بن يُونس، عنهُ عن عبد الرحمن بن القاسِم به، وكِلا الوجْهينِ صحيحٌ لمجيئه بأسانيدَ صَحِيحَة، ولكنَّ زيادة قوله:"لا يُشبهُ طيبَكم هذا" في روايته عن الزُّهري موضعُ إشكالٍ لسبَبين: =
⦗ص: 273⦘
= أولهما: مخالفة سفيانُ بن عُيينة له فيها، فلم يأت بالزيادة المذكورة عن الزُّهري، وقد صدَّر الإمام مسلم البابَ برواية سُفيان بن عيينة لقُوَّتها، وكذا سائر الرُّواة عن عروة بن بن الزُّبير- شيخِ الزهري في الحديث- لا يذكرونها، كما في أحاديث هذا الباب، وأحاديث الباب الأول في القسم المحقق: باب الطيب للمحرم يجده والجماع عند إحرامه.
ثانيهما: كلام بعض الأئمة في حديث الأوزاعي عن الزُّهري، وأنَّه يهِمُ فيه، قال ابن معين:"الأوزاعي في الزُّهري ليس بذاك، أخذ كتاب الزُّهري من الزبيدي"، وقال الجوزجاني:"فأما الأوزاعي فربَّما يهِمُ في الزُّهري". شرح علل الترمذي لابن رجب (2/ 674، ح 675).
وعلى افتراض صحَّة الزيادة المذكورة فإنَّ تفسير بعض الرواة لها (نصَّ ابن عسكر أنَه ابن يونس) بقوله: "قليل البقاء" غيرُ صحيحٍ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح:"قال بعض رواته: يعني لا بقاء له، أخرجه النسائي، ويردُّ هذا التأويلَ ما في الذي قبله ولمسلم من رواية منصور بن زاذان عن عبد الرحمن بن القاسم: "بطيب فيه مسك"، وله من طريق الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم: "كأني انظر إلى وبيص المسك"، وللشيخين من طريق عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه: "بأطيبِ ما أجدُ"، وللطَّحاوي والدارقطنيِّ من طريق نافع عن ابن عمر عن عائشة: "بالغالية الجيدة" وهذا يدل على أنَّ قولها: "بطيبٍ لا يُشبه طيبَكم" أي أطيبَ منه، لا كما فهمه القائل: يعني ليس له بقاء".
انظر: فتح الباري (3/ 446)، تاريخ مدينة دمشق (47/ 338)، عمدة القاري (9/ 158).
من فوائد الاستخراج: مجيئ زيادةٍ عند أبي عوانة لم تَردْ عند صاحبِ الأصْل =
⦗ص: 274⦘
= -صحيح مسلم- وهي: وَصْف الطِّيب الذي طيَّبتْ به عائشةُ رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنَّها طيَّبتْه صلى الله عليه وسلم بيديها.
4113 -
م- وحدَّثنا أبو قِلابَة، حدَّثنا بِشْرُ بن عُمر، ح.
وحدَّثنا جعْفَر الصائغ، حدَّثنا عَفَّانُ، ح.
وحدَّثَنَا أبو أمية، حدَّثنا سُليمان بن حرب كلُّهم، عن شُعبةَ، عن الرحمن بن القاسم، بِمِثْلِه، واللَّفْظُ لِسُلَيْمَانَ
(1)
.
(1)
هذا الحديث مكرَّرٌ سَبقَ أنْ أخرجَه أبو عوانة بأسانيده الثَّلاثة مع المتْنِ، في باب الطِّيب للمحرم يجدُه والجِماعُ عندَ إحرامِه (ح / 3512).
من فوائد المُستخرَج:
تكرارُ الحديثِ الواحِدِ في مواضِعَ مختلفةٍ، لاستِنْباطِ أحكامٍ فقهيةٍ مُتنوِّعةٍ.
4114 -
حدَّثنا أبو المُثَنَّى
(1)
، حدَّثنا محمد بن المِنْهَالِ
(2)
، حدَّثنا يَزيدُ بن (زُرَيعٍ)
(3)
، حدَّثنا صَخْرُ بن جُوَيْرِيَة
(4)
، ح.
⦗ص: 275⦘
وحدَّثنا أبو أمية، عن عبيد الله بن موسى، عن إسْرَائِيل
(5)
، عن عبد الكَريْم
(6)
كِلاهُما، عن عبد الرحمن بن القاسم
(7)
، بنحوه
(8)
.
(1)
هو: معاذ بن المثنَّى بن معاذ بن معاذ العنْبَري.
(2)
التَّمِيمِي، أبو جعفر البَصْريُّ الضَّرير.
(3)
ما بين القوسَينِ تصحَّف في نسخة (م) إلى "ربيع" والتَّصويب من إتحاف المهرة (17/ 456، ح 22617) والكُتب المترجمة للرَّاوي. انظر تهذيب الكمال (32/ 124).
(4)
أبو نافع، مولى بني تَمِيمٍ، أو بني هلال، ثقة من السابعة. التقريب (ت 2904).
انظر: تهذيبَ الكَمَالِ (13/ 116).
(5)
ابن يُونُس بن أبي إسحَاق السَّبِيْعي.
(6)
ابن مالِك الجَزَرِيِّ.
(7)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3511، 3512.
(8)
أخرجه الدَّارَقُطنيُّ في سُننه (2/ 274) عن محمد بن مَخْلَدٍ، عن محمد بن يوسُف الجَوْهَريِّ عنْ عبيد الله بن مُوسى به، بلفظ:"كُنْتُ أُطيِّبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ بَعْدَ مَا يَذْبَحُ وَيَحْلِقُ قَبْلَ أَنْ يُزُورَ البَيْتِ"، وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
4115 -
م- حدَّثنا ابن أبي الحُنين، حدَّثنا مُعَلَّى، حدَّثنا وُهَيب، عَنْ أيُّوب، عن عبد الرحمن بن القاسم
(1)
، عن أبِيه، عن عَائِشَةَ قالتْ:"طيَّبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لِحُرْمِهِ وَلحِلِّهِ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
هذا الحديث مكرَّرٌ سندًا ومَتْنًا سَبقَ أنْ أخْرجَه أبو عوانة في باب: "الطِّيبِ لِلْمُحْرِمَ يجدُه والجِمَاعِ عِندَ إحْرَامِه" برقم / 3513، فارجع إلى تخريجه في موضِع السَّابق.
من فوائد الاستخراج: زاد أبو عوانة في هذا البابِ على الإمام مسلمٍ من طُرقِ الحَديثِ عن عبد الرحمن بن القَاسِمِ، ثلاثة طُرُقٍ، وهي طَريق يحيى بن سعيد (ح / 4105، 4106) وطَريق عبد الكريم بن مالك الجَزَرِيِّ (ح / 4114) وطَريق أيُّوب السّختياني.
4116 -
م- حدَّثنا حمدَانُ بن الجُنَيد، حدَّثنا أبو بدر، ح.
وحدَّثنا الحَسَنُ بن عَفَّانَ، حدَّثنا محمد بن عبيد، قال: حدَّثنا
⦗ص: 276⦘
عبيد الله
(1)
، عن القَاسِم، عن عائِشةَ قالتْ:"طيَّبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحْرَامِه حِينَ أحْرَمَ، وَلِحِلِّهِ حِينَ أَحَلَّ بِمِنَى قَبْلَ أنْ يُفِيض".
(2)
(1)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 3519.
(2)
أخرجه الإمام أحمد في مُسنده (6/ 98) عن محمد بن عُبَيدٍ به، والحديثُ مكرَّرٌ سبقَ إخراج أبي عوانة له من طريق حمَدانَ بن الجُنيد، عن أبي بدرٍ شُجاعِ بن الوَليدِ به برقم /3519، فارجع إلى تخريجه والكلام على من فوائد الاستخراج في موضعه السَّابق.
4117 -
حدَّثنا الدقيقي
(1)
، حدَّثنا عثمان بن الهيثم، ح.
وحدَّثنا العباس بن محمد، حدَّثنا روحٌ
(2)
، ح.
وحدَّثنا ابن أبي مسرة، حدَّثنا أبِي
(3)
، حدَّثنا هِشَامٌ
(4)
، ح.
وحدثنا الربيع
(5)
، حدَّثنا الشَّافعي
(6)
، حدَّثنا سَعيد بن سِالِم
(7)
كلُّهم، عن ابن جُريج قال: أخبرني عُمر بن عبد الله بن عُروة أنَّه سَمِع عروة والقَاسِم يُخْبرانِ، عنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "طيَّبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديَّ بِذَرِيرة في حَجَّةِ
⦗ص: 277⦘
الوَدَاعِ لِلْحِلِّ والإِحْرَامِ" زَادَ رَوْحٌ: "حِيْنَ أَحْرَمَ، وَحِيْنَ رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ".
(8)
(1)
هو: أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي، الدَّقيِقي.
(2)
ابن عُبادة القَيسِيّ.
(3)
هو: أحمد بن زكرِيَّا بن الحَارِثِ بن أبي مَسَرَّة.
(4)
ابن سُليمان بن عكرمة بن خَالِد المَخْزُوِمي المَكّيُّ.
(5)
ابن سُليمان بن عبد الجبار بن كامل أبو محمد المرادي مولاهم، المصري.
(6)
الإمام الجليل، والحديثُ في مُسنَدِه (ص 120) عن سَعيد بن سَالِم به بِلفظ:"طيَّبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ في حَجَّةِ الوَدَاعِ لِلْحِلِّ والإحْرَامِ".
(7)
هو: سعيد بن سالم القَدَّاح أبو عُثمان المكِّي.
(8)
هذا حديثٌ مكَرَّرٌ سبقَ أن أخرجه أبو عوانة في باب "الطِّيبِ للمُحْرِمَ يجدُهُ والجِماعِ عِندَ إحْرامِه"(ح / 3536) من طريق الدَّقيقِي، عن عُثمان بن الهيثم، ومن طريق عبَّاسٍ الدّوري، عن روحٍ، كلاهما عن ابن جُريج به بلفظ:"طيَّبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديَّ بذرِيرَة للحِلِّ والإحرام"، وتقدم تخريجُه في الموضِع المذكور، أمَّا زيادةُ روحٍ هُنا في لفظ الحديث قولَه:"وحينَ رمَى جَمْرَةَ العَقَبة" فأخرجها الإمام أحمد في مسنده (6/ 244) في حديثه عنه عن ابن جُريجٍ به، وقد تفرَّد روحٌ بهذه الزيادة، ولم يتابعه أحدٌ ممن روى الحديث عن ابن جُريجٍ وهم: محمد بن يحيى الذُهلي (صحيح البخاري ص 1040، ح 5930)، ومحمد بن بكر (صحيح مسلم 2/ 847، ح 35)، ومحمد بن عبد الله الأنصاري (مسند أحمد 2/ 600)، وعثمان بن الهيثم، وسعيد ابن سالم، وهشام الدستوائي (مستخرج أبي عوانة- النص المحقق ح / 3536، 4117)، كما يخالف لفظ روح ما رواه الإمام الدراقطني في سننه (2/ 274) بإسناد صحيح عن محمد بن مَخْلَدٍ، عن محمد بن يوسُف الجَوْهَريِّ عنْ عبيد الله بن مُوسى، عن إسرائيل، عن عبد الكريم، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت:"كُنْتُ أُطيبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ بَعْدَ مَا يَذْبَحُ وَيَحْلِقُ قَبْلَ أَنْ يُزُورَ البَيْتِ"، ويستدل بلفظ روحٍ من يذهب إلى أنَّ التحلُّلَ الأول يحصلُ بمجرد الرَّمي، وهو قول مالك وعطاء وأبي ثور وأبي يوسف، ورواية عن الإمام الشافعي وأحمد، كما قال به ابن قدامة المقدسي، ومن المعاصرين الشيخ الألباني، حيثُ صحَّحَ إسناد حديث روح واستدلَّ به في كتابه:"حجة النبي صلى الله عليه وسلم".
انظر: المغني لابن قدامة (3/ 225)، روضة الطالبين للنووي (3/ 104)، شرح العمدة =
⦗ص: 278⦘
= لابن تيمية (2/ 564)، مواهب الجليل لأبي عبد الله المغربي (3/ 89)، حجة النبي صلى الله عليه وسلم (ص 81).
4118 -
حدَّثنا سَعْدان بن يزيد، حدَّثنا إسحاق بن يوسف، حدَّثنا سُفْيَانَ الثوري
(1)
، عن (الحَسَنِ)
(2)
بن عبيد الله، عن إبراهيمَ، عن الأسْوَدِ، عن عَائِشة قالتْ:"كَأَنِّي أنْظُرُ إلَى وَبيْصِ المِسْكِ في رَأْسِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُو مُحْرِمٌ".
(3)
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
وقد تصحَّف ما بين القوسين في نُسخة (م) إلى "الحسين" والتصويب من إتحاف المهرة (16 /ج 2 /ص 1034، ح 21563) كتبِ الرِّجال.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الطيب للمحرم عند الإحرام- (2/ 847، ح 45، 46) من طريقين عن الحَسن بن عبيد الله، فأخرجه من طريق قتيبة ابن سعيد، عن عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبيد الله بهذا الإسناد، بنَحو لفظِ المصنّفِ: "مَفْرِقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
"، ثُمَّ أخرجه من طريق إسحق بن إبراهيم، عن أبي عاصم الضحَّاك بن مخلد، عن سُفيان الثوري، عن الحسن بن عبيد الله به، مُحيلًا متنه على متن حديث عبد الواحد بن زياد قبله، وقال: "مثله".
وسَبَق أن أخرجَ أبو عوانة هذا الحديث في "باب الطيب للمحْرِمَ يجدُه والجِماعُ عند إحرامِه" برقم / 3532، عن سَعدانَ بن نَصرِ بن مَنصُورٍ، عن إسحاق بن يوسُفَ الأزرقِ به.
من فوائد الاستخراج:
• فيه بيان للمتن المحال به على متن آخر. =
⦗ص: 279⦘
= • تقييد المهمل في قوله: "سفيان الثوري"، حيث جاء مهملا لدى مسلم.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
4119 -
م- حدَّثنا يوسف بن مُسَلَّم، حدَّثنا حَجَّاجٌ، حدَّثنا الليث ابن سعد، قال: حدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عن ابن شِهَابٍ، عن سَالِم بن عبد الله ابن عُمر، أنَّ عبد الله بن عُمر قال: "تَمَتَّعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَدَاعِ بِالعُمْرَةِ إلِى الحَجِّ، وأهْدَى فَسَاقَ مَعَهُ الهَدْيَ، ثم [لم]
(1)
يَحِلَّ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى قَضىَ حَجَّه، وَنَحَرَ هَدْيُه يَوْمَ النَّحْرِ، وأَفَاضَ فَطَافَ بِالبَيْتِ، ثُمَّ حَلَّ مِنْ كُلِّ شَيءٍ حَرُمَ مِنْهُ، وفَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ أهْدَى فَسَاقَ الهَدْيَ مِنَ الناسِ".
(2)
(1)
ما بين المعقُوفين سقط من نسخة (م) والسَّياق يدل على ذلك، واستدركتُه من لفظ مسلم (2/ 901، ح 174) ومن لفظ الحديثِ نفسِه، فإنَّه مكرَّرٌ سبقَ أن أخرجه أبو عوانة برقم / 3757.
(2)
هذا حديث مكرَّرٌ ومختصرٌ من حديثٍ سَبَقَ إخراجُ أبي عوانة له (ح / 3757) بالإسناد نفسِه مُطَوَّلًا بنحوِ لفظِ مسلم للحديث، فارجِع إلى تخريجه في موضِعِه السَّابق.
من فوائد المُستخرَج: تقطيعُ الحديثِ الواحِدِ في مواضِعَ مختلفة لاستنباطِ مسائِلَ فقهيَّةٍ مُتَنَوِّعَةٍ يَسْتهلُّ بها في تراجِمِ الأبواب، وصنِيعُه هذا مماثِلٌ لِصنيعِ البُخاري في صَحيحِه.
باب بَيَانِ إتْيَانِ النساءِ في أيام مِنًى
4120 -
حدَّثنا محمد بن عَوْفٍ الحِمْصِيّ
(1)
، حدَّثنا محمد بن كَثِير، عن الأَوْزَاعِيِّ، عن عبد الرحمن بن القاسم
(2)
، عن أبيه، عن عائِشة قالت: أرادَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفِيَّةَ بعضَ ما يُريدُ الرَّجُلُ مِنْ أهْلِهِ فقِيلَ لهُ: إنَّها حَائضٌ، فقالَ:"أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟ " قُلْتُ: إنَّها أفَاضَتْ بِالبَيْتِ.
(3)
(1)
هو: محمد بن عوف بن سُفيان الطَّائي، أبو جعفر الحِمْصيُّ.
(2)
موضعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجهُ مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب وجُوبِ طوافِ الوَداع وسُقوطه عن الحائض (2/ 964، عن قُتيبة بن سعيد، عن لَيث، وعن زهير بن حربٍ عن سُفيان بن عُيينة، وعن محمد بن المثنَّى عن عبد الوهَّاب، ثلاثتُهم عن أيُّوب عن عبد الرحمن بن القاسِم به، محيلًا متنه على حديث الزُهري، عن عروة عن عائشة قبله، وقال:"بمعنَى حديثِ الزُهري".
من فوائد الاستخراج:
• فيه بيان للمتن المحال به على متن آخر.
• في لفظ المصنِّف زيادةٌ صحيحة لم ترد عند مسلم من طريق الزُّهريِّ التي أحال مسلمٌ عليها حديثَ أيُّوب عن عبد الرحمن بن القاسم، وهي قوله:"أرادَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفِيَّةَ بعضَ ما يُريدُ الرَّجُل مِنْ أهْلِهِ".
4121 -
حَدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا محمد بن مُصْعَب
(1)
، حدَّثنا
⦗ص: 281⦘
الأوْزَاعِيُّ
(2)
، عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ، عن محمدٍ يعني ابن إبْراهِيمَ
(3)
، عن أبي سَلَمة
(4)
، عَنْ عَائِشة قالتْ: لَمَّا أفاضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أرادَ منْ صَفِيَّة بعضَ ما يريدُ الرَّجلُ من أهْلِه فقِيلَ له: إنَّها حائِضٌ، فقالَ:"عَقْرَى، أَحَابِسَتُنَا هِي؟ " قالُوا: يَا رسول الله، إنَّها قدْ طَافَتْ بِالبَيتِ يومَ النَّحْرِ، فَنَفَرَ بِهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(5)
.
(1)
هو: محمد بن مصعب بن صَدَقَة القرْقُسَاني -بقافين مضمومتين بينهما راء ساكنة بعدها مهملة من أهل قرقيسيا: مدينة على الفرات- نزيل بغداد.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
التَّيميّ.
(4)
ابن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري.
(5)
إسناد أبي عوانة ضعيف لحالة محمد بن مُصْعَب، وتابعه يحيى بن حمزة؛ فأخرجهُ مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب وُجُوبِ طوافِ الوَداع وسُقوطه عن الحائض (2/ 965، ح 386) عن الحَكَم بن موسى، عن يحيى بن حمَزَة عن الأوزاعي (لَعَلَّه قال) عن يحيى بن أبي كَثيِر به، هكذا على الشَّكِّ، وأخرجه البُخاريُّ في كتاب الحج -باب الزِّيارة يوم النَّحر (ص 279، ح 1733) عن يحيى بن بُكيرٍ، عن اللَّيث، عن جعفر بن رَبِيعة، عن الأعرج، عن أبي سلَمة بن عبد الرحمن به.
من فوائد الاستخراج: جاء إسناد الحديث عند مسلم من طريق يحيى بن حمزة على الشَّكِّ: "لعلَّه قَالَ" بينما جاءت روايةُ المستخرج بدون شكٍّ.
بابُ بيانِ الإبَاحَةِ لِلْحَائِضِ تَرْد طَوافِ الوَدَاع إذَا كانَتْ أفَاضتْ يومَ النَّحرِ وَطَافَتْ بِالبَيْتِ، والدلِيلُ علَى حَظْرِ خُرُوجِهن إلَّا بِالطوَافِ بِالبَيْتِ بَعْدَ فَرَاغهن مِنْ رَمْيِ جَمْرَةِ العَقَبَةِ
4122 -
حدَّثنا المَيْمُوني
(1)
، والحَسَنُ بن عَفَّان، قالا: حدَّثنا محمد بن عبيد
(2)
، حدَّثنا عبيد الله
(3)
، عن القاسِم بن محمد
(4)
، عن عائِشة، أنَّ صفِيَّة رضي الله عنها حاضَتْ بعدَ أنْ أفاضتْ، فقالتْ عائِشةُ: يا رسول الله، ما أرى صفِيَّةَ إلَّا حَابِسَتَنَا، قال:"لِمَ؟ " قَالَتْ: حَاضَتْ، قالَ:"ألَمْ تَكُنْ قدْ أفاضتْ؟ " قلْتُ: بلَى، قالَ:"فَلَا حَبْسَ عَليكِ، فَارتَحِلِي"
(5)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون الرَّقي.
(2)
ابن أبي أمية الطِّنافِسِي الكوفي، الأَحْدَبُ.
(3)
ابن عُمر العُمري.
(4)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(5)
أخرجهُ مسلم في كتابِ الحجِّ -باب وُجُوبِ طوافِ الوَداع وسُقوطه عن الحائض (2/ 964، ح 384) عن القَعْنَبي، عن أفْلح بن حُميد، عن القاسِم به، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (6/ 164) عن عبد الله نُمير، عن عبيد الله بن عُمر به.
4123 -
حدَّثنا عبد الله بن الحُسَين المِصِّيْصِي
(1)
، حدَّثنا ابن أبي
⦗ص: 283⦘
مريم، حدَّثَنا محمد بن جَعْفَر
(2)
، عن عبيد الله، بإِسنادِه نحوَهُ
(3)
.
(1)
هو: عبد الله بن الحُسين بن جابر البَغدادي، ثم المِصِّيصي، أبو محمد الثَّغري، ت =
⦗ص: 283⦘
= بعد/ 280 هـ.
وثَّقه الحاكم، ووصفه الذهبيُّ بالإمام المحدِّث.
وقال ابن حبان: "يسرق الأخبار ويقلبها لا يحتج بما انفرد به"، وذكره ابن
الجوزي في الضعفاء والمتروكين، والذهبي في "المغني" والميزان، ونقلا قولَ ابن حبان فيه.
قال الحافظ في اللِّسان: "أحد المتروكين".
انظر: المجروحين (2/ 46)، المغني (1/ 335)، ميزان الاعتدال (2/ 408)، تاريخ الإسلام (21/ 203)، سير أعلام النبلاء (13/ 307)، لسان الميزان (3/ 272).
(2)
ابن أبي كَثِير.
(3)
هذا إسنادٌ ضعيف جدا، لاشتماله على راو متَّهم بسرقة الحديث، وانظر تخريج الحديث السَّابق.
4124 -
حدَّثنا أبو سعيد البصْري
(1)
، حدَّثَنا يحيى بن سعيد القَطَّان، عَنْ عبيد الله، بنَحْوِه
(2)
.
(1)
هو: عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، البصريُّ، ثُمَّ البَغدادِى، الملقَّب بـ "كُربُزان".
(2)
أخرجه مسلم كما تقدَّم آنفا في تخريج ح / 4122، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (6/ 192) عن يحيى بن سعيد القطَّان به.
4125 -
حدَّثنا عبَّاس الدوري، حدَّثنا شبابة
(1)
، ح.
وحدَّثنا يوسف بن مُسَلَّم، حدَّثَنا حَجَّاج، قَالا:
⦗ص: 284⦘
حدَّثَنا شُعْبَةُ
(2)
، عن الحَكَمِ
(3)
، عن إبراهِيمَ
(4)
، عَنِ الأَسْوَدِ
(5)
، عَن عَائِشةَ قالتْ: لَمَّا أرادَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يَنْفِرَ رأَى صَفِيَّة عَلَى بَابِ خَيْمَتِها كَئِيْبَةً أَوْ حَزِيْنَةً وَحَاضْتْ، فَقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَقْرَى حَلْقَى
(6)
، إِنَّكِ لَحاَبِسَتُنَا، أَكُنْتِ أَفَضْتِ يَومَ النَّحْر؟ " قالتْ: نَعَمْ، قالَ:"فَانْفِرِيْ إِذًا"
(7)
.
(1)
ابن سَوَّار.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
ابن عُتيبة، وشيخُه هو: إبراهيم بن يزيد النخعي، عن الأسود بن يزيد النخعي.
(4)
ابن يَزيد النَّخعي، الكُوفيّ.
(5)
ابن يَزِيدَ النَّخعي، الكُوفيّ.
(6)
عَقْرَى حَلْقَى: - مقْصورٌ غيرُ مُنَوَّنٍ مثلَ سَكْرَى، وَمِنَ المُحَدِّثين مَنْ يُنَونهما-: كلِمتَان كانت العربُ تدعُو بها على مَنْ تَغْضَبُ عليه، بمعنى عَقَرَهَا الله وَحَلَقَها: أي أَصَابها بِوَجَعٍ في حَلْقِها تَعْظِيمًا للأمرِ الَّذِي غَضِبَتْ مِنْهُ. ويقالُ أيضًا للمرأةِ إذا كانتْ مُؤْذِيَةً مَشْئُومَةً.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 197)، النهاية في غريب الحديث (1/ 428)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 141).
(7)
أخرجهُ مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب وُجُوبِ طوافِ الوَداع وسُقوطِه عن الحَائِضِ (2/ 965، ح 387) عن محمد بن المُثَنَّى، وابنُ بَشَّارٍ، عن محمد بن جَعفر (غُندَر)، وعن عبيد الله بن مُعاذ العَنْبَريِّ، عن أبيه، وأخرجَه البُخاريُّ في صحيحِه في كتاب الطَّلاق -باب قول الله تعالى:{وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ في أَرْحَامِهِنَّ} (سورة البقرة 228) مِنَ الحَيْضِ وَالحَمْل (ص 952، ح 5329) عن سُليمان ابن =
⦗ص: 285⦘
= حَرْبٍ، وفي كتاب الأَدَبِ -باب قول النَّبيّ صلى الله عليه وسلم "تَرِبَتْ يَمِيْنُكَ""وَعَقْرَى حَلْقَى"(ص 1073، ح 6157) عن آدم بن أبي إِيَاسٍ، أربعتُهم عن شُعبةَ به.
من فوائد الاستخراج: تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا عُلُوٌّ نِسْبيٌّ "مساواة".
4126 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخْبَرنَا ابن وهب
(1)
، أخبرنا يونس بن يزيد، وغيرُه من أهْلِ العِلْمِ، عن [ابن]
(2)
شِهَابٍ، عن أبِي سَلَمَةَ ابن عبد الرحمن بن عوف، وعُرْوةَ بن الزُّبَّير، أنَّ عائِشةَ زوجَ النبَّيّ صلى الله عليه وسلم قالتْ: طَمِثَتْ صفِيَّةُ ابنةُ حُيَيٍّ زوجُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَداعِ بعدَ مَا أفاضَتْ طَاهِرًا، فطافتْ بالبيتِ، فذكرتْ ذلِكَ لِرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالَ:"أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟ " قالتْ: فقُلْتُ: يا رسول الله، إنَّها قدْ أفاضَتْ وهِيَ طَاهِرٌ، ثُمَّ طَمِثَتْ بعدَ الإِفَاضَةِ، قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فَلْتَنْفِرْ"
(3)
.
(1)
موضِع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ما بين المعقوفين سقطَ من نُسخة (م)، واستدركته من إتحاف المهرة (17/ 247، 22193).
(3)
أخرجهُ مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب وُجُوبِ طوافِ الوَداع وسُقوطِه عن الحَائِضِ (2/ 965، ح 383) عن أبي الطَّاهر وحَرمَلة بن يحيى، وأحمد بن عيسى، عن ابن وَهبٍ به، محيلا من حديث يونس بن يزيدَ على متن حديث اللَّيث عن الزهريِّ قبله، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 234) عن يُونس بن عبد الأعلى به.
من فوائد الاستخراج:
• فيه بيان للمتن المحال به على متن آخر. =
⦗ص: 286⦘
= • تقييد المُهمل في قوله: "أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف" بينما جاء عند مسلمٍ بكُنيته مُجرَّدةً.
• الالتقاء مع مسلم في "شيخه شيخه" وهذا "بدل".
• تساوي عدد رجال الإسنادين وهذا "مساواة".
4127 -
حدَّثنا ابن الخَلِيلِ المُخَرِّميُّ
(1)
، حدَّثنا يونس بن محمد
(2)
، ح.
وحدَّثنا الصغاني، حدَّثنا أبو النَّضْرِ
(3)
، قالا: حدَّثنا اللَّيثُ
(4)
، ح.
وحدَّثنا شُعيبٌ (الدِّمَشْقِيُّ)
(5)
، حدَّثنا مروانُ بن محمد -يعني- الطَّاطَرِيَّ، حدَّثنا اللَّيثُ، قال: حدَّثَني ابن شِهَابٍ، عن أبِي سلمَةَ، وعُروةَ، أنَّ عائِشةَ زوج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: حاضَتْ صفِيَّةُ ابنةُ حُيَيٍّ بعدَمَا أفَاضَتْ، فقالتْ عَائِشةُ: فَذكرْتُ حيضَها لِرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حَابِسَتُنَا هِيَ؟ " قُلتُ: يَا رسول الله، إنَّها قَدْ أفَاضَتْ وطَافَتْ بِالبَيْتِ، ثُمَّ حَاضَتْ
⦗ص: 287⦘
بَعْدَ الإِفَاضَةِ، فَقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فَلْتَنْفِرْ"
(6)
.
(1)
هو: محمد بن الخَلِيل المُخَرَّمِيُّ، أبو جعفر البغدادي الفلَّاس.
(2)
ابن مسلم البغدادي، أبو محمد المؤدِّب، المعروف بحَرَميّ.
(3)
هاشم بن القاسم.
(4)
ابن سَعْد، وهو موضع الالتقاء مع مسلم في هذه الأسانيد.
(5)
هو: شُعيب بن شعيب بن إسحاق أبو محمد الدِّمَشْقِي، وقد تصحَّفَ ما بين القوسين إلى "الدقيقي" والتَّصويب من إتحاف المهرة (17/ 247، ح 22193) وكتب الرجال الأخرى.
(6)
أخرجهُ مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب وُجُوبِ طوافِ الوَداع وسُقوطِه عن الحَائِضِ (2/ 964، ح 382) عن قُتَيبة بن سعيد، ومحمد بن رُمْحٍ، كلاهما عن اللَّيث به.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح اللَّيث بالتحديث، بينما عنعن لدى مسلم، والليث وإن لم يكن مدلسا غير أن تصريحه بالتحديث أقوى وأفضل من عنعنته.
• زاد أبو عوانة على الإمام مسلم من طُرق الحديث عن اللَّيث ثلاثةَ طرقٍ: وهي طريقُ يونس بن محمد، وطريق مروان الطَّاطَري، وطريق أبي النضر هاشم بن القاسم.
4128 -
حدَّثنا العبَّاس بن عبد الله التَّرْقُفِي، حدَّثنا عُثمانُ بن سَعيد يعني الحِمْصِيَّ، حدَّثنا شُعَيبٌ
(1)
، عن الزُّهري
(2)
قال: حدَّثَني عروة بن الزُّبيرِ، وأبو سَلَمَة بن عبد الرحمن أنَّ عائِشةَ زوجَ النبيِّ صلَّى الله عليه [وسَلَّمَ]
(3)
أَخْبَرَتْهُما، أنَّ صفِيَّة زوجَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حَاضَتْ في حَجَّةِ الوَدَاعِ بِمِنًى وَطَافَتْ بِالبَيْتِ، قَالتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رسول الله، إنَّ صَفِيَّة بنتَ حُيَيٍّ قَدْ حَاضَتْ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَحَابِسَتُنا هِيَ؟ " قالتْ: فَقُلْتُ: إِنَّها أفَاضَتْ وطَافَتْ بِالبَيْتِ، فقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فلْتَنْفِرْ"
(4)
.
(1)
ابن أبي حمزة.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السابق ح / 4127.
(3)
ما بين المعقوفين سقط من نُسخة (م) لمجيئهِ آخرَ كلمة أسفلَ اللَّوحة.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب المغازي -باب حجَّة الوداع (ص 746، 4401) عن =
⦗ص: 288⦘
= أبي اليَمَانِ، عن شُعيب بن أبي حمزةَ به.
من فوائد الاستخراج:
• راوي الحديث عن الزُّهري شعيبُ بن أبي حمزة، الذي قال في ابن معين:"هو من أثبت الناس في الزهريّ"، وقال الجوزجاني:"والزبيدي وشعيب لزماه طويلا، إذ كانا معه في الشام في قديم الدهر"، بينما رواه مسلم من طريق يونس عن الزهريّ، وهو متكلَّم في حديثه عنه، وكان الإمام أحمد سيئَ الرأي فيه جِدًّا، وقدم عليه معمرا، وعقيلا، وشعيب بن أبي حمزة.
انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب (2/ 674)، تقريب التهذيب (ت 3095).
• تصريح الزُّهري بالتحديث، بينما عنعن لدى مسلم.
• تصريح عروة بن الزُّبير، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بالإخبار، بينما جاء عند مسلم في صحيحه بلفظ:"أنَّ عائشة قالتْ".
• تقييد المهمل في قوله: "أبو سلمة بن عبد الرحمن"، بينما جاء لدى مسلم بكُنيته المُجرَّدة.
4129 -
حدَّثنا محمد بن إسماعيل السُّلَمِيُّ، حدَّثنا القعنبي، عن مالكٍ
(1)
، عن عبد الله بن أبي بَكْرٍ
(2)
، عن عَمْرَةَ، عنْ عائِشة، أنها قالتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ صَفِيَّة بِنْتَ حُيَيٍّ قَدْ حَاضَتْ، فقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَعَلَّها تَحْبِسُنَا، أَلَمْ تَكُنْ قَد طَافَتْ مَعَكُنَّ بِالبَيْتِ؟ " قَالُوا: بَلَى،
⦗ص: 289⦘
قال: "فَاخْرُجْنَ"
(3)
.
(1)
موضعُ الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطَّئه (2/ 592، ح 1021) من طريق يحيى اللَّيثي وغيره عنه بمثلِ لفظ المصنِّف.
(2)
ابن محمد بن عمرو بن حزم، وعمرةُ خالتُه (تحفة الأشراف 12/ 428، ح 17949).
(3)
أخرجهُ مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب وُجُوبِ طوافِ الوَداع وسُقوطِه عن الحَائِضِ (2/ 965، ح 385) عن يحيى بن يحيى النَّيسابوريِّ، وأخرجه البخاري في كتاب الحيض -باب المرأة تحيضُ بعد الإفاضةِ (ص 57، ح 328) عن عبد الله بن يوسُف، كِلاهما عن مالكٍ، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه عن عمرة به، ويُلاحظُ أنَّ أبا عوانةَ أسقَط من الإسناد محمدَ بن عمرو بن حزم (والد أبي بكر) ووافقه على ذلِك الطحاويُّ في شرح معاني الآثار (2/ 234) من طريق يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن مالك به، بينَما أثبته مالكٌ في موطَّئه (كما تقدَّم من طريق يحيى الليثي) وكذا البخاريُّ ومسلم في صحيحهما (كما في الإحالات السَّابقة وفي تحفة الأشراف 12/ 429، ح 17749) والنَّسائي في الكبرى (2/ 465) من طريق محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، كلاهما عن مالك، والإمامُ أحمد في مسنده (6/ 177) من طريق عبد الرحمن بن مهديٍّ عن مالك به.
قال ابن عبد البَرِّ في "التمهيد"(17/ 265): "هذا حديثٌ صحيح لم يختلفْ في إسنادِهِ ولا في معنَاهُ، ورُوِيَ عَن عائِشةَ من وُجُوهٍ كثيرةٍ صِحاحٍ".
قلتُ: بِناءً على ما قاله الإمام ابنُ عبد البَرِّ فإنَّه لا يبقى إلَّا احتمالان:
أولهما: حصُول سَقْطٍ في نُسخة مستخرج أبي عوانة، وشرح معاني الآثار، وهذا الذي يطمئنُّ القلبُ إلى القول به، فإنَّ إسناديْ أبي عوانة والطَّحَاوِيِّ مُسلسلٌ بالرِّجال الثِّقاتِ الأثْباتِ إلى الإمامِ مالك، بل وفي إسناد أبي عوانة القعنبيُّ أثْبتُ النّاس في مالك، فكيف يُخالف الجماعة المخرَّج حديثهم في الصحيحين؟!، ويُقوِّي هذا الاحتمال أنَّ الغافقيَّ روى في مسند الموطّأ هذا الحديث من طريق القعنبيِّ عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه به، فلم يُسقطه محمد بن عمرو بن حزم =
⦗ص: 290⦘
= (والد أبي بكر)، كما لم يُشرْ إلى أيِّ اختلافٍ في إسناد القعنبي.
ثانيهما: أن يكون الإمام مالك روى الحديث على الوجهين، وأن يكون أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم رواه مرةً عن أبيه عن عمرةَ، ثم سمعه عن عمرةَ خالةِ أبيه فحدَّث به على الوجهين، فقد ذكر الإمام المزِّيُّ في تهذيب الكمال (14/ 350) أن أبا بكر يروى عن خالة أبيه عَمْرة، ودليلُ هذا الاحتمال أنَّ الحافظ ابن حجر رحمه الله ذكر إسناد أبي عوانة في إتحاف المهرة (17/ 747، ح 23164) مِثلَما جاء في النُّسخة الخطيَّة التي بين يديَّ -نسخة دار الكتب المصريَّة-، يعني: بدون زيادة: "عن أبيه" في الإسناد، فالله أعلم.
من فوائد الاستخراج: راويه عن مالكٍ هو عبد الله بن مسلمة القَعنبيُّ، وهُو من أثبتِ أصحابِ مالك.
انظر: تهذيب التهذيب (6/ 32).
4130 -
حدَّثنا محمد بن حيَّويه، حدَّثنا مُطَرِّف، والقَعْنَبي، عن مالكٍ
(1)
، بمثلِه
(2)
.
(1)
موضعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السَّابق، ح / 4129.
(2)
انظر تخريج الحديث السَّابق.
4131 -
حدَّثنا أبو عُتْبَة أحمدُ بن الفَرج، حدَّثنا ابن أبِي فُدَيكٍ
(1)
، حدَّثنا أفلحُ بن حُميد
(2)
، عن القاسِم بن محمد، عن عَائِشة، أنها قالتْ: تَخَوَّفْنَا صفِيَّةَ أنْ تَحْبِسَنَا وَكانَتْ تَخَافُ أنْ تَحِيضَ قَبْلَ أنْ تُفِيض،
⦗ص: 291⦘
فَقَالَ لهُم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَحَابِسَتُنَا صَفِيَّةُ" فَقَالوا لَهُ: إنَّها قَدْ أفَاضَتْ قَالَ: "فَلَا إِذًا"
(3)
.
(1)
هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُدَيْك -بالفاء مصغَّر-.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجهُ مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب وُجُوبِ طوافِ الوَداع وسُقوطِه عن الحَائِضِ (2/ 964، ح 384) عن عبد الله بن مَسْلَمَة بن قَعْنَب، عن أَفْلَحَ به.
من فوائد الاستخراج: التِقاءُ المصنِّف مع مُسلبم في شَيخ شَيخِه وهذا "بَدَلٌ".
4132 -
حدَّثنا ابن شبابان
(1)
، حدَّثنا الحُسَينُ بن الحَسَنِ
(2)
، أخبرَنَا الثَّقَفِي يعنِي عبد الوَهَّابِ
(3)
، أخبرَنَا أيُّوب
(4)
، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبِيه، عَنْ عائِشة، أنَّ صفِيَّةَ بنةَ حُيَي حَاضَتْ بَعْدَمَا أفاضتْ، فقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّكِ لَحابِسَتُنَا" فقالتْ عائِشةُ: إنَّها قَدْ أفَاضَتْ، قَالَ:"فَلَا إِذًا"
(5)
.
(1)
أحمد بن محمد بن موسى.
(2)
ابن يَسَارٍ، من آل مالِك بن يَسار، ثقة من الثامنة، ت / 188 هـ. التقريب (ت 1449).
(3)
ابن عبد المجيد الثَّقفِي، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
ابن أبي تَمِيمة السَّختِياني.
(5)
أخرجهُ مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب وُجُوبِ طوافِ الوَداع وسُقوطِه عن الحَائِضِ (2/ 964، ح 383) عن محمد بن المُثَنَّى، عن عبد الوَّهاب الثَّقَفى به، مقتصرا على طرفٍ من الحديث، ومحيلا باقيه على حديث الزُّهري عن عروة قبله، وقال:"بمعنى حديثِ الزُّهري".
من فوائد الاستخراج: فيه بيانٌ للمتن المحال به على متن آخر.
4133 -
حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدَّثنا أبو عَامِرِ العَقَدِيُّ
(1)
، حدَّثنا أفلحُ بن حُميد
(2)
، عن القَاسِم، عن عائِشة، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"أَحَابِسَتُنَا صَفِيَّةُ" وكانُوا يَتَخَوَّفُونَ أنْ تَحِيْض قَبْلَ أنْ تُفِيض، فَقِيلَ: إنَّها قَدْ أفَاضتْ، فقالَ:"فَلَا إِذًا"
(3)
.
(1)
هُو: عبد الملك بن عمرو القَيْسِيّ العَقَدِيّ.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4131.
(3)
أخرجه الإمامُ الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 234) عن إبراهيم بن مرزوقٍ به، وانظر تخريج الحديث السّابق.
4134 -
حدَّثنا حَبَشِيُّ بن عَمرو بن الرَّبِيعُ بن طَارِقٍ، قال: حدَّثَني أبِي
(1)
، قال: أخبرِني الليث بن سعد
(2)
، عن عبد الرحمن بن القاسم، ح.
وحدَّثنا عبَّاسُ الدُّورِيُّ، وأبو أمية، قالا: حدَّثنا خَالِدُ بن مخْلَدٍ
(3)
، قال: حدَّثَني نَافِع بن أبي نُعَيم
(4)
، قال: حدَّثَني
⦗ص: 293⦘
عبد الرحمن بن القاسم، بإسنادِه نحوَه
(5)
.
(1)
هو: عمرو بن الرَّبيعِ بن طَارِقٍ الهِلَالِي.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
القَطَواني أبو الهيثَمِ البَجَلِي -مولاهم- الكوفي.
(4)
هو: نافِع بن عبد الرحمن بن أبي نُعيم القارئ، المدني.
(5)
أخرجهُ مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب وُجُوبِ طوافِ الوَداع وسُقوطِه عن الحَائِضِ (2/ 964، ح 383) عن قُتيبة بن سعيد، عن اللَّيث، عن عبد الرحمن بن القاسم به، مقتصرا على طرفٍ من الحديث، ومحيلًا باقيه على حديث الزُّهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنه قبلَه، وقال:"بمعنى حديثِ الزُّهري".
من فوائد الاستخراج:
• فيه بيانٌ للمتن المُحال به على متنٍ آخر.
• تقييد المُهمل في قوله: "الليث بن سعد" بينما جاء لدى مسلمٍ مهملا.
4135 -
حدَّثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهَّاب، أخبرنا جَعْفَرُ ابن عون، حدَّثنا هِشَامٌ، عن أبيه
(1)
، عن عائِشة قالتْ: ذكرَ رسول الله صفِيَّةَ فقُك: إنّها قَدْ حَاضَتْ، قال:"فَعَلَّهَا تَحْبِسُنَا" فقُلْنا: إنَّها قَدْ أفَاضَتْ، قال:"فَلَا إِذًا"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4126، 4127، 4128.
(2)
أخرجه الإمام مالك في موطئه (2/ 594، ح 1023) عن هِشام به.
من فوائد الاستخراج: راويه عن عُروة، هو: هشامٌ ابنُه، وولدُ الرُّجل أعرفُ بحديثه من غيره، لا سِيَّما إذا كان محدِّثا مثل هِشام بن عُروة، قال الإمام أبو داود في سُننه (ص 250، ح 2196) في حديث ركانة رضي الله عنه "وحديث نافع بن عجير وعبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده: أنَّ ركانة طلَّق امرأته البَتَّة، فردها إليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحُّ لأن ولد الرجل وأهله أعلم به"، ونقل هذا القول عنه الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة (4/ 385)، وهذه هي الفائدة التي =
⦗ص: 294⦘
= تُرتجي من تصنيفِ كتب رواية الأبناء عن الآباء كما نصَّ على ذلك السَّخاوي في الغاية في شرح الهداية في علم الرواية (ص 219).
4136 -
حدَّثنا محمد بن الخَلِيل المُخَرِّميُّ، حدَّثنا رَوحٌ، ح.
وحدَّثَنَا أبو بَكْرٍ الحِمْيرِيُّ بِفَارِس
(1)
، حدَّثنا مكّيٌّ، قالا: حدَّثنَا ابن جُريج
(2)
، قال: حدَّثَني الحَسَنُ بن مُسْلِمٍ، عن طَاوُس قال: كُنتُ مع ابن عبَّاسٍ إذْ قال زيدُ بن ثابتٍ: تُفْتِي أنْ تَصْدُرَ الحائِضُ قبلَ أنْ يكونَ آخِرَ عَهْدِها بِالبيتِ فقال: "نَعَمْ" فقال: فَلَا تُفْتِ بِذَلِك، فقال له ابنُ عبَّاسٍ:"سَلْ فُلانَةَ الأنْصَارِيَّةَ، هَك أَمَرَهَا بِذَلِكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ " قالَ: فَرَجَعَ زيدٌ إلى ابنِ عبَّاس وهُو يَضْحَكُ ويقُول: ما أراكَ إلَّا قَدْ صَدَقْتَ
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن الحُبَاب بن حمزة بن غَيلان الحِمْيَرِيُّ النسَّابة، أبو بكر البَلخي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كِتاب الحجِّ -باب وجُوب طواف الوداع وسُقوطه عن الحائض (2/ 963، ح 381) عن محمد بن حاتِم، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جُريج به.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح ابن جُريج بالتحديث، وعند مسلم بصيغة الإخبار.
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• مجيئ زيادة صحيحةٍ في لفظِ المصنِّف، وهي قوله:"فقال: "لا تُفْتِ بذلك".
بابُ الدَّليل على إباحةِ ترك الرَّمَلِ في طوافِ الزِّيارةِ للمفرِدِ بالحجِّ وللقارن، وعلى أنه ليس على أحد في طوافِ الإفاضة الطواف بين الصفا والمرْوَةِ
4137 -
ز- حدَّثنا يُونُس
(1)
، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا ابن جُريج، عن عطاء بن أبِي رَباح، عن ابن عبَّاس "أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَرملْ في السَّبْعِ الَّذِي أفاضَ فِيهِ". قال عطاءٌ: لَا رَمَلَ فِيه
(2)
.
(1)
ابن عبد الأعلى.
(2)
أخرجه أبو داود في سُنَنِه عن ابن وهبٍ به، والنُّسائي في الكبرى (2/ 460) وابن خُزيمة في صحيحه (4/ 305) عن يُونس به، وهو إسنادٌ صحيح.
من فوائد المستخرَج:
زاد أبو عوانة هذا الحَديث في الباب على الأصْل المخرَّج عليه -صحيح مسلم-.
4138 -
حدَّثنا عمار بن رجاء، حدَّثنا محمد بن بكر البُرسانِي
(1)
، أخبرَنا ابن جُريج، قال: حدَّثَني أبو الزبير، أنَّه، سمِع جابِرًا يقول:"لَمْ يَطفِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ولَا أصْحَابُه بين الصَّفَا والمَرْوَةِ إلَّا طَوافًا وَاحِدًا، طَوَافَهُ الأَوَّلَ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب بيان وُجوه الإحرام
…
(2/ 883، ح 140) عن محمد بن حاتم، عن يحيى بن سعيد، وعن عبد بن حُميد، عن محمد بَكرٍ، كِلاهما عن ابن جُريج به. =
⦗ص: 296⦘
= قال الإمام النووي في المجموع (8/ 54) عقب هذا إيراده هذا الحديث: "وهذا محمول على من كان منهم قارنا".
من فوائد الاستخراج:
• تصريح ابن جريج بالتحديث، وجاءت عنه عند مسلم صيغة الإخبار.
• التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخ شيخه وهذا "بدل".
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
4139 -
حدَّثنا يوسف، وأبو حميد، قالا: حدَّثنا حَجَّاجٌ، عن ابن جريج
(1)
قال: أخْبرنِي أبو الزبير أنّه سمَع جَابرَ بن عبد الله يقُول: "لمْ يَطف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصْحَابُه بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ إلَّا طَوَافًا وَاحِدًا؛ الأَوَّل"
(2)
.
(1)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السَّابق.
(2)
انظر تخريج ح/ 4138.
من فوائد الاستخراج: إخراج أبي عوانة الحديثَ من طريق حجَّاج الأعور عن ابن جريج، وهذا عُلوّ معنويٌّ، لأنِّ حجَّاجًا وُصِفَ بكونِه أثبتَ النَّاسِ في ابن جريج.
انظر: تهذيب الكمال (5/ 455).
باب بَيان إبَاحَةِ البَيْتُوتَةِ بِمكةَ أيام مِنًى لِمُتَوَلِّي السِّقَايَةِ، والدَّليلِ علَى أنه غَيرُ جَائِزٍ لِغَيرهِمْ البَيْتُوتَةَ أيام مِنًى إلَّا بِمِنَى
4140 -
حدَّثنا عمار بن رجاء، وأبو عبيد الله حَمَّادُ بن الحَسَن، قَالا: حدَّثنا محمد بن بكر البُرْسَانِي
(1)
، حَدَّثنا ابن جُريج، حدَّثَني عبيد الله بن عُمر، عن نَافِع، عن ابن عُمر، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم " (أن)
(2)
العبَّاسَ بن عبد المُطلِبِ رضي الله عنه اسْتَأْذَنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يَبِيتَ بِمَكةَ لَيَاليَ مِنًى مِنْ أجْلِ سِقَايَتِه فَأذِنَ لَهُ"
(3)
.
(1)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(2)
ما بين القوسين تصحَّف في نُسخَةِ (م) إلى "اذن" والتَّصْوِيبُ الحاصلُ مقتضى السِّياق.
(3)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب وجُوب المَبيت بمنًى ليالي أيَّام التَّشريق، والتَّرخِيص لأهْلِ السِّقاية (2/ 953، ح 346) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله ابن نُمير وأبي أسامة، وعن محمد بن عبد الله بن نُمير عن أبيه عبد الله بن نُمير وحدَه، كلاهما عن عبيد الله بن عمر به، وعن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى ابن يونس، وعن محمد بن حاتم، وعبد بن حُميد، عن محمد بن بكر، كلاهما عن ابن جُريجٍ عن عبيد الله بن عُمر به، مُحيلًا لفظَ حديثِ ابن جُريجٍ علَى حَديثِ عبد الله ابن نُمير وأبي أُسَامة عن عبيد الله قَبْلَهُ.
من فوائد الاستخراج: فيه بيانٌ للمتْنِ المُحال بِه علَى متنٍ آخَر.
4141 -
حدَّثنا إسماعيلُ بن عِيسى الجَيْشَانِي
(1)
، حدَّثنا صَامِت ابن مُعاذ
(2)
، عن مُوسى يعنِي أبَا قُرَّةَ قال: ذكَر موسى بن عقبة، عن عبيد الله بن عمر
(3)
، عن نافِع، عن عبد الله بن عمر "أنَّ عبَّاسَ بن عبد المُطَّلِبِ استَأذَنَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَبِيْتَ بِمَكَّةَ لَيَاليَ مِنًى مِنْ أجْلِ سِقَايَتِه فَأَذِنَ لَهُ مِنْ أجْلِ سقَايَتِهِ"
(4)
.
(1)
لم أقِفْ له على تَرجمة.
والجَيْشَانِي: -بفتح الجِيم وسُكون التَّحتانِيَّة بعدها شين معجمة وآخرها نون- نسبةٌ إلى جَيْشَان، موضعٌ باليمن. قال ابن الأثير:"يُنسب إليه إسماعيل بن محمد الجَيْشَانِي"، روى عن إبراهيم بن محمد، قاضي الجَنَد -بفتح الجيم والنون آخرها دال مهملة- بلدة مشهورة باليمن.
الأنساب (2/ 144)، اللُّباب (1/ 323، 297).
فيحتَمِلُ أنْ يكونَ إسماعيلُ بن محمد هو شيخُ أبي عوانة، ويحتمِلُ أن يكُونَ شخصًا آخَر.
(2)
هو: صَامِتُ بن مُعاذ بن شُعبة بن عُقْبة الجَنَدِي، أبو محمد، ذكره ابن حِبان في الثّقات،
وقال: "يَهِمُ ويُغْرِبُ"، وذكر الحافِظُ قولَ ابن حِبَّانَ، ثُمَّ ذكر لَهُ حَديثًا وَوَهَّمهُ فيه.
انظر: الثِّقات (8/ 324)، اللِّسان (3/ 178).
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظُر تخريجَ الحديثِ السَّابق.
(4)
أخرجه ابنُ حِبَّان في صحيحه (9/ 202) عن المفضَّل بن محمد الجَنَدي، عن عليِّ بن زِياد اللَّخْميِّ، عن أبي قُرّة موسى بن طارقٍ به، وإسناد ابن حِبَّان رجالُه ثقاتٌ، وهو متابعٌ لراوي الحديث عند المصنف: صامت بن معاذ.
انظر: الثقات (8/ 470)، تاريخ الإسلام (23/ 245).
بابُ ذكرِ الخَبَرِ المُوجبِ علَى مُتَوَلِّي السِّقَايَةِ اتخَاذَ النَّبِيذِ فِيها، وَسَقْيِ الناسِ فِيه، وصفَةِ شرْبِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
-
4142 -
حدَّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد المُقْرِئ
(1)
، حدَّثنا رَوْحٌ، حدَّثنا حمَّادٌ
(2)
، عن حُميد
(3)
، عن بَكْرِ بن عبد الله المُزَنيِّ، أنَّ أعْرَابِيًّا قالَ لابنِ عبَّاسٍ: مَا شَأْنُ آلِ مُعَاوِيَةَ يُسْقُونَ المَاءَ والعَسَلَ، وآلُ فُلانٍ يَسْقُونَ اللًبَنَ، وأنْتُم تُسْقُونَ النًبِيذَ، مِنْ بُخْلٍ بِكُمْ أمْ حَاجَةٍ؟ فقالَ ابنُ عبًاسٍ: مَا بِنَا بُخْلٌ ولَا حَاجَةٌ، ولَكِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جَاءَنَا وَرَدِيفُهُ أسامَةُ بن زَيْدٍ فَسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا يَعْنِي: نَبِيْذَ السِّقَايَةِ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ:"أَجَدْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا"
(4)
.
(1)
ابن إسماعيل بن لَاحِقٍ البَزَّاز، أبو محمد المُقرِئ.
(2)
ابن زيد.
(3)
ابن أبي حُميد الطَّويل، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه الإمام مسلم في كتاب الحجِّ -باب وجوب المبيت بن ليالي أيام التشريق، والتَّرخيص في تركه لأهل السِّقاية (2/ 953، ح 347) عن محمد بن المنهال الضَّرير، عن يَزيد بن زُريع، عن حُميد به، بلفظ: "ما في أرى بني عمِّكم يَسقُون العسلَ واللَّبن
…
"، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 372) عن روحٍ به.
من فوائد الاستخراج: إيراد الحديث في بابٍ غير الباب الذي أورده ليس صاحب الأصل -صحيح مسلم- مما فيه تعيينُ مناسبة أخرى للحديث غير الي عند صاحب الأصل.
4143 -
حدَّثنا أبو دَاوُد السِّجْزِيُّ
(1)
، حدَّثنا عمرو بن عون، أخَبَرنَا خَالِدٌ
(2)
، عن حمُيدٍ
(3)
، عن بَكرِ بن عبد الله قال: قالَ رجُلٌ لابنِ عبَّاس: مَا بالُ أهلِ هَذَا البَيْتِ يَسْقُونَ ....
(4)
.
(1)
سُليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني، صاحب السُّنن، والحديثُ في سُننِه (ص 231، ح 2021) بهذا الإسناد، بلفظ:"ما بالُ أهلِ هذَا البَيتِ يَسْقُونَ النَّبِيذَ وبنُو عَمَّهِم يَسْقُونَ اللَّبَنَ والعَسَلَ والسَّوِيقَ أبُخلٌ بهم أمْ حاجَةٌ، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: مَا بنَا مِن بُخلٍ ولا بنَا مِن حاجَةٍ ولكِنْ دخَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم علَى رَاحِلَتِه وخَلفَهُ أسَامَةُ بن زَيدٍ فدَعَا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشَرَابٍ فأُتِيَ بنَبِيذٍ فشَرِب مِنْهُ ودفَعَ فَضلَهُ إِلَى أُسَامَةَ بن زَيدٍ فشَربَ مِنْهُ ثُمَّ قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَحْسَنْتُمْ وأَجْمَلتُم كذَلِكَ فَافعَلُوا فنَحنُ هكذَا لا نُرِيدُ أَنْ نُغيِّرَ مَا قالَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(2)
هو: حميد بن عبد الله بن عبد الرحمن الطَّحَّان الواسِطِيّ.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر الحديث السابق ح / 4142.
(4)
سقَطَ باقِي المتن لهذا الإسناد، ولذا ذكرتُ لفظ أبي داود في الحاشية الأولى من الحديث، لأنَّ المصنِّف رواه من طريق أبي داود، وفي الأغلب يكون لفظُ المصنّف مماثلًا للَفظ شيخه أبي داودَ في سُننه إذا روى الحديث من طريقه، وقد سقطَ بعد هذا الحديث حديثٌ آخر لابن عبَّاسٍ في السِّقاية، ذكر ابن حجر إسناده في إتحاف المهرة (7/ 22، ح 7246)، وهو من طريق يوسف القاضي، عن محمد بن أبي بكر، عن يزيد بن زُريعٍ عن حُميد الطَّويل به، وسبق في تخريج الحديث السابق أنْ مُسلمًا أخرجه من طريق يزيد بن زُريع به، ولم أتمكَّن من معرفة القدْرِ السَّاقِطِ في هذا الموضع، فإنَّه يليه حديثٌ في حُرمة مكِّة سقط إسناده وأوَّل متنِه.
راجع آخر الرسالة، الملحق الخاص بوصف النسخة المعتمدة لتحقيق هذا الجزء =
⦗ص: 301⦘
= من الكتاب، المطلب الأول، المجموعة الخامسة، والمطلب الثاني، الموضع الخامس.
[باب النَّهي عن حمل السلاح بمكة]
(1)
(1)
الترجمةُ بين المعقوفين أضفتها خدمة للنصِّ من تبويب الإمام النووي لصحيح مسلم (2/ 989)، لدلالة أحاديث الباب عليها ليهتدي الباحث إلى الحديث بسهولة، فقد سقطت ترجمة الباب والأحاديث الأولى في الباب من النُّسخة الخطيَّة للمستخرج.
4144 -
[حدَّثنا أبو داود الحراني، حدَّثنا يحيى بن عبد الله البَابْلُتِّيُّ
(1)
، حدَّثنا الليث بن سعد
(2)
، عن سَعِيدِ بن أبي سَعِيدِ المَقْبُرِيِّ، عن أبي شُريحٍ
(3)
]
…
(4)
لكَ عَمْرٌو قَال: قَال: أنَا أَعْلَمُ
⦗ص: 302⦘
بِذَلِك مِنْكَ يا أبَا شُريحٍ "إنَّ الحَرَمَ لَا يُعِيذُ عَاصِيًا ولا فارًّا بِدَمٍ
(5)
ولا فَارًّا بِخَرْبَةٍ
(6)
(7)
".
(1)
هو: يحيى بن عبد الله أبو سعيد الحرَّاني، البَابْلُتِّي: -بفتح الباء المنقُوطَةِ بواحدةٍ، وسكون الباء الثَّانية، وضَمِّ اللَّام، وكسْرِ التَّاءِ المَنْقوطَةِ بنقطتين من فوقها في الآخر مع التشديد- موضِعٌ بالجزيرة، ت/218 هـ.
انظر: الأنساب للسمعاني (1/ 243)، اللُّباب (1/ 101)، فتح الباب في الكُنى والألقاب (ص 376).
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
الخُزاعي، الكعبي، اسمه خُويلد بن عمرو، أو عكسه، وقيل غير ذلك، ت/68 هـ، أخرج حديثه الجماعة.
التقريب (ت 9591).
(4)
سقط إسناد الحديثِ مع جُملةٍ كبيرة من متنِه، ليبدأ وَجْه اللَّوحة (77 ب) بقوله:"لك عمرٌو، .. " ممَّا يدلُّ على سقُوط وجهٍ واحدٍ على الأقَلِّ قبله، أمَّا الإسناد فاستدركتُه من إتحاف المهرة (14/ 299، ح 17759) وجعلته بين معقوفين، لأنَّ الحافظ ابن حجر ذكر إسنادين لهذا الحديث، إسناد أبي داود الحرَّاني، وإسناد أبي أمية، فأمَّا =
⦗ص: 302⦘
= إسنادُ أبي أميَّة فيأتي عقِبَ هَذا الحَديث برقم /635 فتعيَّنَ أنَّ أبا عوانة روى هذا الحديث من طريق أبي داود الحرَّاني، وأما متنُ الحديثِ فلا سبيل إليه، وسأسرد متن الحديث من صحيح مسلم في التَّخريج، وانظر نهاية الرسالة: الملحق الخاص بوصف النسخة الخطية المعتمدة في تحقيق هذا الجزء من الكتاب، المجموعة السادسة.
(5)
أي هاربًا عليه دمٌ يعتَصِمُ بِمَكَّةَ كَيْلَا يُقْتَصَّ مِنْهُ.
انظر: تُحْفَةُ الأَحْوَذِي (3/ 241).
(6)
خُرْبَة -بضمِّ الخاء وفتحها مع سُكون الراء في كليهما- كما قال القاضي عياض، وقال ابن الأثير:"أصلُها العيبُ، والمُرادُ بها هاهُنا الَّذي يَفِرُّ بِشَيءٍ يريدُ أنْ يَنْفَرِدَ بِه ويَغْلِبَ عَليهِ مِمَّا لَا تُجِيْزُهُ الشَّريعةُ، والخَارِبُ أيضًا سارِقُ الإبِل خاصَّةُ؛ ثُمَ نُقِلَ إلى غَيرِهَا اتِّسَاعًا".
انظر: مشارق الأنوار (1/ 231)، النِّهاية (2/ 17).
(7)
أخرجه البخاري في كتاب العلم -باب لِيُبلِّغ الشاهدُ الغائبَ (ص 23، ح 104) عن عبد الله بن يُوسف، وفي كتاب الحجِّ -باب لا يُعضدُ شجرُ الحرم (ص 295، ح 1832) عن قُتيبة، وفي كتاب المغازي -باب منزِل النّبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم الفتح (ص 727، ح 4295) عن سعيد بن شُرَحْبيل، وأخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب تحريم مكَّة وصيدِها وخَلاها وشجرِها ولُقْطتها، إلَّا لِمُنشِدٍ على الدَّوام (2/ 987، ح 446) عن قُتيبة، ثلاثتُهم عن الليث بن سعد به، ولفظُ مسلم: "عَن أبي شُرَيحٍ العَدَوي أنَّهُ قال لِعمرِو بن سعِيدٍ وهُو يَبعَثُ البعوثَ إلى مكَّةَ ائْذَنْ لِي أيُّهَا الأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ قولًا قَامَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغدَ منْ يَومِ الفَتحِ سمِعَتْهُ أذُنايَ ووعاه قلبي وأبْصرتْه عيناي حين =
⦗ص: 303⦘
= تكَلَّمَ به أنَّه حمِدَ الله وأثْنَى عليهِ ثُمَّ قال: إنّ مكَّةَ حرَّمَها الله ولَمْ يُحرِّمها النَّاسُ فلا يَحِلَّ لامْرِئٍ يُؤمنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ يَسْفِكَ بها دمًا ولا يعْضِدَ بها شجرةً، فإنْ أحدٌ ترخَّصَ بقتالِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا له: إنَّ الله أذنَ لرسُولِهِ ولم يأذنْ لكم وإنَّما أذنَ لي فيها ساعةً من نهارٍ وقد عادتْ حرْمَتُهَا اليومَ كحرمَتِها بالأمْسِ وليُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الغائبَ، فقِيلَ لأَبِي شُريْحٍ ما قال لك عمْرٌو؟ قال: أنا أعْلمُ بذلكَ منْكَ يا أبا شُرَيْح! إنَّ الحرَمَ لا يُعِيذُ عاصِيًا ولا فارًّا بِدم ولا فارًّا بِخَرْبَةٍ".
4145 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا أبو عاصم، عن ابن أبي ذِئْبٍ، عن سَعيدِ بن أبِي سَعِيدٍ
(1)
، بإسْنَادِه نَحْوَهُ
(2)
.
(1)
المَقْبري، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجَه الإمام الطَّحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 260) عن محمد بن خزيمة، عن مسدد، عن يحيى بن سعيد القطَّان، وأخرجه الدارقطني في سُننه (3/ 95 - 96) عن أبي محمد بن صاعد، عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد القطَّان، وعن ابن صاعد، عن محمد بن عبد الله المُخَرميِّ، عن عُثمان بن عُمر، كلاهما (يحيى وعُثمان) عن ابن أبي ذئب به.
4146 -
حدَّثنا أبو أحمد شُعيب بن عِمْرانَ بِعَسْكَرِ مُكْرَم
(1)
، حدَّثنا سَلَمَةُ بن شَبِيْبٍ
(2)
، عن الحَسَنِ بن أَعْيَن، حدَّثنا مَعْقِلُ بن عبيد الله، عن
⦗ص: 304⦘
أبِي الزُّبيرِ [عن جَابرٍ]
(3)
قال: سمِعتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "لَا يَحِلُّ لأحدِكمُ أنْ يَحْمِلَ بِمَكَّةَ السِّلاحَ" يعنِي في الحَرَمَ
(4)
.
(1)
"مُكْرَم" -بضَمِّ الميم وسُكون الكافِ وفتحِ الرَّاءِ مخفَّفا- بلا مشهورٌ من نَواحِي خُوزِسْتَان.
انظر: معجم البُلدان (4/ 123).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
ما بين المعقُّوفين سقَطَ من نُسخة (م) واستدركتُه من إتحاف المهرة (3/ 518، ح 3627) ولأنَّ أبا الزُّبير لم يسمع النَّبيّ صلى الله عليه وسلم.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب النهي عن حمل السِّلاح بمكِّة بلا حاجة (2/ 989، ح 449) عن سلمةَ بن شَبِيبٍ به، وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (9/ 27) عن أبي عروبة الحسين بن مودود، وأخرجه البيهقي في السُّننِ الكبرى (5/ 155) عن أبي عبد الله الحافظ، عن محمد بن صالح بن هانيء، عن إبراهيم ابن محمد الصَّيدلاني، كلاهما عن سلمة بن شَبيب به، ولم يأت في ألفاظهم قوله:"يعني في الحرم" ولعلَّه شرحٌ من المصنِّف على الحديث وتوضيحٌ لمعناه.
من فوائد الاستخراج: التعليق على من الحديث لإيضاح ما أبهم من متنه.
بابُ بَيَانِ حَظْرِ شَجرِ مَكَّةَ والحرم واخْتِلاءِ
(1)
شوْكها، وتَنْفِيرِ صيدهَا، والرُّخْصةِ في الإذخِرِ
(2)
أن يُحَش
(3)
، والدلِيْلُ علَى إِبَاحَةِ القَود
(4)
فِيْها، وعلَى أن اللُّقَطَةَ
(5)
لَا تَحلُّ لِملتَقِطهاَ أبَدًا، وإنْ لَمْ يَجد يَعْنِي صاحِبها
(1)
الاختِلاء: القَطعُ. النهاية في غريب الحديث (2/ 75).
(2)
الإِذْخِر: -بكسْرِ الهَمْزة والخاء- حَشِيشَةٌ طيِّبةُ الرَّائِحَةِ تُسْقَفُ بها البُيوتُ فَوْقَ الخَشَب ويستعملُها الحدَّاد في حِدادته. انظر: النهاية في غريب الحديث (1/ 33، 4/ 135).
(3)
الحَشُّ: قطعُ الحَشِيشِ.
انظر: النهاية (1/ 390).
(4)
القَوَد: -بفتحِ القَافِ والواو- القِصاصُ، وقتلُ القاتلِ بالقَتِيلِ.
انظر: مشَارق الأنوار (2/ 194)، النِّهاية في غَريبِ الحَديثِ (4/ 119).
(5)
اللُّقَطَة: -بِضَمِّ اللَّام وفَتحِ القافِ- اسمُ المالِ المَلْقوطِ، أيْ المَوجُودِ، والالتِقاطُ أنْ يَعْثُر عَلَى الشَّيءِ مِنْ غَيرِ قَصْدٍ وَطَلَبٍ.
4147 -
حدَّثنا محمد بن عبد الله بن مَيمُون السُّكَّرِيِّ أبو بكرِ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ بِالإسكَنْدَرِيَّةِ، وأحمد بن محمد بن عُثمان أبو عَمرو المَعرُوف بابن العَمْطَرِيْنِيِّ الدِّمَشْقِيِّ
(1)
، قالا: حدَّثنا الوليد بن مُسلِمٍ
(2)
، قال:
⦗ص: 306⦘
حدَّثنا أبو عَمرو الأوزاعي، قال: حدَّثَني يحيى بن أبي كَثِيرٍ، قال: حدَّثَني أبو سَلَمة، قال: حدَّثَني أبو هُريرة قال: لمَّا فتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مَكةَ قَتَلَتْ هُذَيلٌ رَجُلًا من بَنِي لَيثٍ بِقَتِيلٍ كانَ لَهُم في الجَاهِلِيَّةِ، فَقَامَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إنَّ الله حَبَسَ القَتْلَ
[*]
عَنْ مَكَّةَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رسُولَه والمُؤْمِنِينَ، وَإنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لأِحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُ لأحَدٍ بَعْدي، وإنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وإنَّها سَاعَتِي هَذِهِ، وَهِيَ حَرَامٌ، لَا يُعْضَدُ
(3)
شَجَرُهَا، ولَا يُخْتَلَى شَوكُهَا، ولَا يُلْتَقَطُ سَاقِطُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ
(4)
، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُو بِأحَدِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أنْ يُقْتَلَ، وإمَّا أنْ يُفْدَى
(5)
" فقَامَ رجُلٌ منْ أهلِ اليَمَنِ يُقَالُ لَه أبو شَاهٍ فقالَ: يا رسول الله، اكْتُبُوا لِي، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتُبُوا لأَبِي شَاهٍ" ثمَّ قَامَ العبَّاسُ رضي الله عنه فقالَ: يا رسول الله، إلَّا الإِذْخِرَ، فإنَّا نَجْعَلُه في بُيوتنَا وقُبُورِنَا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إلَّا الإِذْخِرَ" وزادَ أحْمدُ بن عُثمان أبو عَمرو: (قالَ الوليدُ)
(6)
: فقُلنا: ما قولُ أبِي شَاهٍ: اكتُبوا لِي؟ وقولُ
⦗ص: 307⦘
النَّبِيّ عليه السلام لأبِي شَاهٍ؟ فقال أبو عمرو
(7)
: يريدُ خُطْبَةَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
(8)
(1)
قولُه: "المعروف بابن العمطريني" كما في نسخة (م) لأب عوانة، فإني لم أقِفْ على هذه النِّسبة في شَيءٍ من كُتب التَّراجم والرِّجالِ، ولعلَّها تصحيفٌ من "العمريطي" ولكنْ لم أقِفْ على كون الراوي المذكور منسوبا إليها أيضًا.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
يُعضَدُ: يُقطَعُ. غريب الحديث لابن الجَوْزي (2/ 103).
(4)
لِمُنشِدٍ: قال ابن الأثير: "يُقال: نَشَدْتُ الضَّالَّةَ فأَنَا نَاشِدٌ إذَا طَلَبْتها، وأَنْشَدتها فأنَا مُنْشِدٌ إذَا عرَّفْتُها.
النِّهاية في غريب الحديث (5/ 52).
(5)
هكذا في مسلم، ويصحُّ أيضًا:"يَفْدِيَ"، انظر الحاشية الأولى في ح / 4149.
(6)
ما بين القوسين تصحَّف في نُسخة (م) إلى "يا أبا لوليد".
(7)
الأوزاعي، كما جاء ذلك مُبيَّنا في الحديث نفسه في موضع آخر من المستخرج، انظر التخريج.
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الحجَّ -باب تحريم مكَّة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها، إلا لمنشد على الدَّوام (2/ 988، ح 447) عن زهير بن حب، أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب تحريم مكَّة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها، إلا لمنشد على الدَّوام (2/ 988، ح 447) عن زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد، وأخرجه البخاري في كتاب اللُّقَطة -باب كيف تُعَرَّفُ لُقَطة أهل مكة (ص 391، ح 2434) عن يحيى بن موسى، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 261، 3/ 328، 4/ 140) عن محمد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني، ثلاثتُهم عن الوليد بن مسلم به، كما كرَّره أبو عوانة في مستخرجه في كتاب الأحكام -باب بيان الخبر النّاهي عن لقطة الحاج، والخبر الدّال على إباحة التقاطها لنشدها ولا يُنتفع بها من طريق أحمد بن محمد بن عثمان، عن الوليد بن مسلم، ومن طريق العباس ابن الوليد، عن أبيه الوليد بن مزيد، كلاهما عن الأوزاعي به.
انظر: الجزء الذي حقّقه الدكتور رباح العنزي من مستخرج أبي عوانة ح / 6914.
من فوائد الاستخراج:
• مجيئ زيادةٍ صحيحة في لفظ المصنِّف، وهي قوله: "فقلنا: ما قول أبي شاه
…
الخ".
• تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخه وهذا "موافقة".
• ذكر كُنية الإمام الأوزاعي، وجاء في مسلم مجرَّدا عن كُنيته.
_________
[*] قال أحمد بسيوني: كذا بالأصل الخطي بدار الكتب المصرية (3/ ق 77/ أ).
باب في معناه
4148 -
حدَّثنا أبو العبَّاس عبد الله بن محمد بن عمرو الغَزِّي، حدَّثنا عبيد الله بن موسى
(1)
، أخبرنا شَيْبَانُ، ح.
وحدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا الحَسَنُ بن مُوسَى الأشْيَب، وعبيد الله بن موسى، قالا: حدَّثنا شَيْبَانُ بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كَثِير قال: حدَّثَنِي أبو سَلَمة بن عبد الرحمن، أنَّ أبَا هُريرةَ أخبرَهُ أنَّ خُزَاعةَ قَتَلُوا رَجُلًا من بَنِي لَيْثٍ عامَ فتحِ مَكَّةَ [بِقَتِيل]
(2)
منهُم قَتَلُوه، فأُخبرَ بذلِك رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرَكِبَ رَاحِلَتَه فَخَطَبَ فَقالَ: "إنَّ الله حَبَسَ عنْ مَكَّةَ الفِيلَ، وَسَلَّطَ عليهاَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والمُؤمِنِينَ، ألَا وَإنَّها لَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ كانَ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، ألَا وإنَّها حَلَّتْ لِي ساعَةً مِنْ نَهَارٍ، ألَا وإنَّها سَاعَتِي هَذهِ حَرَامٌ، لَا يُخْتَلَى شَوكُها، ولَا يُعْضدُ شَوكُهَا، وَلا (تُلْتَقَطُ)
(3)
سَاقِطَتُها إلَّا لِمُنْشِدٍ، ومَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيْلٌ فَهُو بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إمَّا أنْ (يَقْتُلَ)
(4)
، وَإمَّا أنْ يُفَادِيْ أهلَ القَتِيلِ" قال: فجاءَ رجُلٌ من أهْلِ
⦗ص: 309⦘
اليَمَنِ يُقالُ له: أبو شاةٍ أو شَاهٍ، فقالَ: اكتُبْ لِي يا رسول الله، قال:"اكتُبُوا لأبِي شَاهٍ" فقالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ
(5)
: إلَّا الإِذْخِرَ يَا رسول الله، فَإِنَّا نَجْعَلُه في قُبُورِنَا وَبُيُوتنَا، فَقَال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إلَّا الإِذْخِرَ".
(6)
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م) واستدركتُه من لفظ مسلم.
(3)
في نسخة (م)"يلتقط"، وهو خطأ نحويٌّ، ويجوز أن تكون الجملة هكذا:"ولا يَلتَقِطُ ساقطتَها إلا المُنشِدُ" بإضافة الألف إلى "لمنشد" ولكن حرف الألف لم يأت في النُّسخة الخطية.
(4)
في نسخة (م)"يفعل"، وأراهُ تصحيفًا، والتَّصويبُ من المصادر التي أخرجت =
⦗ص: 309⦘
= الحديث.
(5)
الرجل المبهم هو: العبَّاس بن عبد المُطَّلب، كما في الحديث السابق.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب تحريم مكَّة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها، إلا لمنشد على الدَّوام (2/ 989، ح 448) عن إسحاق بن منصور، عن عبيد الله ابن موسى، وأخرجه البُخاري في كتاب العلم -باب كتابة العلم (ص 24، ح 112) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين، كلاهما عن شَيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى به.
من فوائد الاستخراج:
• تقييد المهمل في قوله: شيبان بن عبد الرحمن، بينما جاء لدى مسلم مهملا.
• تصريح عبيد الله بن موسى بالتحديث تارة وبالإخبار أخرى، بينما عنعن لدى مسلم.
4149 -
حدَّثنا عبَّاس الدوري، حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، حدَّثنا شَيْبَانُ
(1)
، عن يحيى، عن أبِي سَلَمة، بِإسنادِه مثلَه، إلَّا أنَّه قال:"إنَّ الله تبارك وتعالى حَبَسَ عنْ أهْلِ مَكَّةَ الفِيْلَ" وقال أيضًا: "وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُو بِخَيرِ النَّظَرَيْنِ، إمَّا أنْ يُعْقَلَ وإمَّا أنْ (يُقَادَ)
(2)
أهْلُ القَتِيْلِ" وقال: جاءَ
⦗ص: 310⦘
رجلٌ
(3)
من أهلِ اليَمَنِ فقال: اكتُبْ لِي يا رسول الله، فقال:"اكتُبُوا لأبِي فُلانٍ" والبَقِيَّةُ كُلُّه، مِثْلَه.
(4)
(1)
ابن عبد الرحمن، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السابق.
(2)
ما بين القوسَين تصحَّف في نُسخة (م) إلى "ينادي"، والحديثُ رواه البخاري في صحيحه كتاب العلم -باب كتابة العلم (ص 24، ح 112) عن أبي نعيم =
⦗ص: 310⦘
= الفضل بن دُكين، ولفظه:"إمَّا أن يُعْقَلَ وإمَّا أنْ (يُقَادَ) أهْلُ القَتِيْلِ" وأخرجه الدَّارقطني في سُننه (3/ 97) عن محمد بن إسماعيل الفارسي، عن أبي زُرعة الدمشقي، عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين بلفظ:"إمَّا أنْ يَقْتُلَ وإمًا أنْ يُفَادِي أهْلَ القَتِيلِ" ولم أستطعْ توجيهَ كلمة "ينادي" أو "يفادي" في هذا الموضع من الحديث.
قال السُّهيلي في الرَّوض الأُنف (7/ 144): "وَأَمّا مَا ذكَرْتَ مِنْ اخْتِلافَ ألفَاظِ النّقَلَةِ في الحدِيثِ فَيَحْصُرُهَا سَبْعَةُ ألفَاظٍ، أَحَدُهَا: إمّا أَنْ يَقْتُلَ وإمَّا أَنْ يُفَادِيَ، والثانِي: إمَّا أنْ يُعْقَلَ أو يُقَادَ، الثّالِثُ: إمَّا أنْ يَفْدِيَ وإمَّا أَنْ يُقْتَلَ، الرّابعُ: إمَّا أنْ تُعْطَى الدّيَةُ أوْ يُقَادَ أَهْلُ الْقَتِيلِ، الخَامس: إمّا أَنْ يَعْفُوَ أو يَقْتلَ، السّادِسُ: يُقْتَلُ أو يُفَادَى، السّابعُ: منْ قَتَلَ مُتَعَمِّدًا دُفِعَ إلَى أَوْليَاءِ المَقْتُول فإِن شَاءُوا قتَلُوا وإنْ شَاءُوا أخَذُوا الدّيَةَ".
(3)
هو أبو شاهٍ كما في الحديث السابق.
(4)
أخرجه البُخاري عن أبي نُعيم به كما في تخريج الحديث السَّابق.
من فوائد الاستخراج: تعيينُ من له اللَّفظ من الرُّواة.
4150 -
حدَّثنا عَبْدَةُ بن سُليمانَ البَصْرِيُّ بِمِصْرَ، حدَّثنا خَالِدُ ابن نِزَارٍ
(1)
، حدَثنا حربٌ
(2)
....
(3)
(1)
ابن المغيرة بن سليم الغَسَّانِي، أبو يزيد الأَيليُّ.
(2)
هو: حرب بن شَدَّاد اليَشْكُرِى، أبو الخَطّاب البَصْرِيُّ.
(3)
سقط الجزء الباقي من الإسناد والمتنِ معًا من النُّسخة الخَطيّة، كما لا يُعرف القدرُ السّاقطُ من النُّسخة بعد هذا الحديث، ولكنَّ أبا عوانة أخرج هذا الحديث بالإسناد =
⦗ص: 311⦘
= نفسه في موضع آخر من مستخرجه في كتاب الأحكام -باب بيان الخبر النّاهي عن لُقَطَةِ الحاجِّ، والخبر الدّال على إباحة التقاطها لنشدها ولا يُنتفع بها (ح / 6913 - الجزء الذي حقَّقه الدكتور رباح العنزي من المستخرج) فقال:
"حدثنا عبدة ابن سُليمان البصري -بمصر-، قال: حدثنا خالد بن نزار، قال: حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صدَّ الله اللَّيل عن مكَّة، وسلّط عليها رسُولَه والمُؤمِنين، أَلا وإنّها لَمْ تحِلَّ لأحَدٍ قبْلِي ولَا تَحِل لأحَدٍ بَعدِي، ألا وأُحلّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَّهارٍ، أَلَا وإنَّها سَاعَتِي هذِه حَرامٌ، لا يُختلى خلاؤها، ولا يُعضَدُ شجرُها، ولَا يَلْتَقِطُ سَاقِطتَها إلّا المُنْشِدُ، ومَن قتلَ قَتيلًا فهُو بِخَيرِ النَّظَرينِ: إمّا أنْ يؤدِي وإمَّا أنْ يُقْتَل".
ونصَّ ابن حجر في الإتحاف (16/ 1/ 130، ح، 20500) أنَّ أبا عوانة أعاد حديث عبدة بن سُليمان في كتاب الأحكام.
[بابُ ما يقُولُ إذا قَفَلَ
(1)
مِنْ سَفَرِ الحج وغَيرِهِ]
(2)
(1)
قَفَلَ: -محركّةً- أيْ: رجعَ من سفره. الترغيب والترهيب (2/ 115)، القاموس المحيط (ص 967).
(2)
سقطَ الجزءُ الأول من ترجمة الباب ليبدأ وجهُ اللَّوحة بقوله: "وحظر إتيان المنصرف
…
" ممَّا يدلُّ على سقط وجهٍ كاملٍ على الأقلِّ قبله، والجملة بين المعقُوفين اقتَبستُها من تبويب النَّووى رحمه الله على صحيح مسلم (2/ 980) لأنَّ الأحاديث الأولى في الباب تقتضي وجُود جملة كهذه في ترجمة الباب.
انظر آخر هذه الرسالة: الملحق الخاص بوصف النسخة الخطية المعتمدة في تحقيق هذا الجزء من الكتاب، الموضع الثامن.
وَحَظْرِ (إِتْيَانِ)
(1)
المُنصرِفِ منْ حَجِّهِ مِنْ ظَهرِ بَيْتِه، وَوُجُوب إتْيانِه من بَابِه وتَعْجيلِه إلَى أهْلِه بَعْد فَرَاغِهِ منْ حَجِّهِ
(1)
في نسخة (م)"بيان" وهو تصحيف.
4151 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا سليمان بن حرب، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن أيُّوب
(1)
، عن نافِعٍ، عن ابن عُمر، أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا أقْبَلَ منْ حَجٍّ، أوْ عُمْرةٍ، (فَأَوْفَى)
(2)
على فَدْفَدٍ
(3)
أو شَرَفٍ
(4)
قال: "اللهُ أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلَّا الله وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، لهُ المُلكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٌ، آيِبُونَ
(5)
، تَائِبُونَ،
⦗ص: 313⦘
عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ".
(6)
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ما بين القوسين جاء في نسخة (م) بدون الفاء "أوفىَ"، وهو خطأٌ لُغويٌّ، والصحيح "فأوفى" كما في ح /4155 التالي، لأنها جملةٌ مُركبة من فعل وفاعل، واعترضت بين الجملة الشرطيَّة (أقبل من حجٍّ .. ) وبين الجملة الجوابيَّة (قال .. ) لِـ:"إذا"، فلا بد من ربطها بما قبلها بحرف من حروف العطف، ومعناها: أَشْرَف.
انظر: القاموس المحيط (ص 1233).
(3)
فَدْفَدٍ: هي الفَلاةُ من الأرضِ لا شَيءَ فيهَا، وقيل: الغَلِيظَةُ من الأرْضِ ذاتِ الحَصَا، وقيل: الجَلَدُ من الأرْضِ في ارتفَاعٍ.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 149).
(4)
شَرَف: -بفتح الشين والراء- ما على وارتفع من الأرض.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 249).
(5)
آيبون: جمعُ سلامةٍ لآيب، ومعناه راجعون، رُجُوعا مكرَّرًا. والأوَّاب هو الكَثير الرُّجوعِ =
⦗ص: 313⦘
= إلى الله تعالى بالتوبة.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 51)، النهاية في غريب الحديث (1/ 79).
(6)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب ما يقول إذا قفل من سفر الحجِّ وغيره (2/ 980، ح 428) عن زُهير بن حرب، عن إسماعيل بن عُليّة به، محيلًا متن حديثه على حديث عبيد الله بن عمر قبله ومنبِّهًا على أنَّ حديث أيُّوب فيه التكبيرُ مرَّتين.
قلتُ: الحديث اختُلف فيه على أيُّوب السّختياني في بعض متنه، فروى عنه حمَّاد بن زيد كما عند المصنِّف التَّكبيرَ أربعًا، وروى عنه إسماعيل بن عُليَّة واختُلف عليه، فرواه عنه الإمام أحمد في مسنده (2/ 5) وزُهير بن حربٍ كما عند مسلم (2/ 980، ح 428) التَّكبيرَ مرَّتين، وروى عنه علي بن حُجر كما عند الترمذي في سُننه (ص 228، ح 590) التكبيرَ ثلاثا وجاء في روايته "سائحون" بدل "ساجدون".
ورواه معمر كما عند الطَّبراني في الدعاء (ص 267، ح 848) ومحمد بن مسلم الطَّائِفي (صدوق) كما عند المحاملي في الدعاء (ح / 61) كلاهما عن أيوب: "التَّكبيرَ ثلاثًا".
ولعلَّ الصَّحيحَ من رواية أيُّوب ما رواه معمرٌ ومحمد بن مُسلم الطَّائِفِي وإسماعيل ابن عُلَيَّة في إحدى الرِّوايتين عنه، لموافقتِه ما رواه الجماعة (مالك، الضحَّاك بن عثمان، عبيد الله بن عمر، عمر بن محمد) عن نافع، وهو أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يكبر ثلاثًا، انظر الأحاديث الآتية:(ح / 4153، 4154، 4155).
من فوائد الاستخراج: =
⦗ص: 314⦘
= • روايه عن أيوب السختياني هو: حمَّاد بن زيد، وهو أوثق النِّاس فيه.
• فيه بيان للمتن المحال به على متن آخر.
انظر: شرح علل الترمذي (2/ 699).
4152 -
حدَّثنا محمد بن حيَّويه، حدَّثنا مُطَرِّف، والقَعْنَبِي، عن مالك
(1)
، عن نافِع، ح.
وأخبرنا يُونُس
(2)
، حدَّثنا ابن وهب، قال: أخبرني عُمر بن محمد
(3)
، ومالك بن أنس، وغيرهما أنَّ نافِعًا حدَّثهم، عن عبد الله بن عمر، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قَفَلَ من غَزْوٍ، أو حَجٍّ، أو عُمْرة، يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ من الأرضِ ثَلاثَ تَكْبِيْرَاتٍ، [ثُمَّ]
(4)
يقُولُ: "لا إله إلَّا اللهُ، وحْدَهُ لا شَريكَ له، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ، وهُو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَاجِدُون، لربِّنا حَامِدون، صَدَقَ الله (وعْدهُ)
(5)
، ونَصَرَ
⦗ص: 315⦘
عَبْدَه، وهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ"
(6)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين، والحديث في موطئه (2/ 613 - 614، ح 1037) من طريق يحيى اللَّيثي عنه بمثل لفظ المصنِّف.
(2)
ابن عبد الأعلى.
(3)
ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطَّاب المدني، نزيلُ عسقلان.
(4)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستدركته من لفظ الإمام مالك في موطئه، والسِّياقُ يقتضِي وجوده أيضا.
(5)
تصحَّف في نُسخة (م) إلى "عبده"، والتَّصويب من المصادر الحديثية التي أخرجت الحديث عن مالك، فكلُّها اتَّفقت (بما فيها الصحيحان) على كلمة "وعده" في هذا الموضع من الحديث.
(6)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب ما يقول إذا قفل من سفر الحجِّ وغيره (2/ 980، ح 428) عن ابن أبي عُمر عن معنٍ، عن مالك به محيلا متن حديثه على حديث عبيد الله بن عمر عن نافع قبله، وقال:"بمثله"، وأخرجه البخاري في كتاب الحج -باب ما يقول إذا رجع من الحجِّ أو العمرة أو الغزو (ص 289، ح 1797) عن عبد الله بن يُوسف، وفي كتاب الدعوات -باب الدعاء إذا أراد سفرا أو رجع (ص 1109، ق ح 6385) عن إسماعيل بن عُليَّة، كلاهما عن مالك به.
من فوائد الاستخراج:
• فيه بيانٌ للمتن المحال به على متن آخر.
• راويه عن مالك هو القعنبي، وهو أثبتُ وأوثقُ من معنٍ الرَّاوى لدى مسلم.
• تصريح الراوي عن مالك بالإخبار عند أبي عوانة، بينما عنعنَ الراوي عنه لدى مسلم.
4153 -
حدَّثنا أحمد بن الفَرَجِ الحِمْصِيّ، حدَّثنا ابن أبي فُدَيكٍ
(1)
، قال: حدَّثَني الضَّحَّاك بن عُثمان، عن نافِعٍ، عن ابن عُمرَ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذا قَفَلَ من الغَزْوِ، أوِ الحَجِّ، أوِ العُمْرَةِ يكَبِّرُ علَى كُلِّ شَرَفٍ ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ يَقُولَ: "لَا إِله إلَّا الله، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، لَهُ المُلكُ، وله الحمدُ، يُحْيي ويُمِيْتُ، وهُو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٌ، آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَائِحُونَ
(2)
، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ الله وَعْدَهُ، وَنَصَرَ
⦗ص: 316⦘
عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ"
(3)
.
(1)
موضعُ الالتقاء مع مسلم.
(2)
سَائِحُون: قال القاضي عِياض: "معناه هنا صَائمون؛ إذ لا سِياحةَ في شرعِنا"، وقال =
⦗ص: 316⦘
= الملَّا علي القاري: "جمعُ سائحٍ؛ من ساحَ الماءُ يَسِيْحُ إذا جرى على وجْهِ الأرض، أي سَائِرُون لمطلُوبِنا ودَائِرُون لِمَحْبُوبِنا".
انظر: مشارق الأنوار (7/ 202 - 208)، مرقاةُ المفَاتيحِ (5/ 339).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب ما يقولُ إذا قَفَلَ من سَفَرِ الحجِّ وغيره (2/ 980، ح 428) عن محمد بن رافع عن ابن أبي فُديكٍ، عن الضحَّاك بن عثمان به محيلًا متن حديثه على حديث عبيد الله بن عمر عن نافع قبله، وقال:"بمثله"، ولم يأت في حديث عبيد الله:"سائحون" كما جاء عند المصنِّف من هذا الإسناد، ولم أقفْ على من تابعَ أحمد بن الفرج عن ابن أبي فُديكٍ على "سائحون" بدلَ:"ساجِدُون"، ولهذا فإنِّي أرى -والله أعلم- أنَّ روايةَ ابن رافعٍ أرجَحُ من رواية أحمد بن الفَرَج، لأنَّ ابن رافعٍ ثقةٌ من رجال الصحيحين، وحديثُه هذا أخرجه مسلم، بينَما أحمدُ بن الفَرَج فيه ضعفٌ (انظر ح / 3994)، ولكنَّ هذه اللَّفظة أخرجها الإمام الترمذي في سُننه (ص 228، ح 950) عن عليِّ بن حجر، عن إسماعيلَ بن عُليَّة، عن أيُّوب عن نافِعٍ به، وقال: "حديثُ ابن عمر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ)، ولكن ابن عُليَّة اختُلف عليه في ذلك، فرووه عنه جماعةٌ على خلاف ما روى عنه علي بن حُجر، كما خالفَ ابنَ عُليَّةَ جماعةٌ من أقرانِه في ذلك أيضا. انظر تخريج ح / 4151.
من فوائد الاستخراج: التقاء المصنف مع مسلم في شيخ شيخه مع تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "بدلٌ" و "مُساواةٌ".
4154 -
حدَّثنا إسْحَاقُ بن إبراهيم الدَّبَرِيُّ، [عن عبد الرزَّاق]
(1)
⦗ص: 317⦘
أخبرَنا عبيد الله بن عُمر
(2)
، عن نَافِعٍ، عن ابن عُمر قال: كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذَا قَفَلَ مِنْ سَفَرٍ فَمَرَّ بِفَدْفَدٍ أَوْ نَشْزٍ
(3)
، كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قالَ:"لَا إِله إلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ له، لَهُ المُلكُ، وله الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ"(*ثم يقول*)
(4)
: "آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُون، صَدَقَ الله وَعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ"
(5)
.
(1)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م) واستدركتُه من إتحاف المهرة (9/ 189، ح 10854)، والسِّياق يدلُّ على ذلك أيضا، فإن الدَّبري لم يسمعْ عبيد الله =
⦗ص: 317⦘
= ابن عمر، فكيف له أن يقول:"أخبرنا".
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
النَّشْزُ: المرتفِعُ من الأرض.
انظر: النهاية في غريب الحديث (5/ 54).
(4)
ما بين القوسين استدركه الناسخ في الهامش الأيمن وضبَّب عليه بالصحة.
(5)
أخرجَهُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الحَجِّ -باب ما يقولُ إذا قَفَلَ من سَفَرِ الحجِّ وغيره (2/ 980، ح 428) عَنْ أبي بكر بن أبي شَيبةَ، عن أبي أُسَامَة حمَّاد بن أُسامَة، وعن عبيد الله ابن مَيْمُون، عن يحيى القطان، كِلاهُما عن عبيد الله بن عمر به، وأخرجه النسائي في عمل اليوم واللَّيلة (ص 466) عن أبي يعلى، عن العباس بن الوليد، عن يحيى القطان به، وأخرجه الطبراني في كتابه "الدعاء"(ص 266) عن الدَّبري به.
4155 -
حدَّثنا الدقيقي، حدَّثنا عمرو بن عون، حدَّثنا سُفْيانُ (ابن)
(1)
عُيَيْنة، عن عبيد الله بن عمر
(2)
، عن نَافِعٍ، عن ابن عمر، أنَّ النَّبِيّ
⦗ص: 318⦘
صلى الله عليه وسلم كانَ إذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ، أوْ عُمْرَةٍ أوْ غَزْوٍ فَأَوْفَى على فَدْفَدٍ منَ الأَرضِ قال:"لا إله إلا الله" فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
(3)
(1)
تصحَّف ما بين القوسين إلى "عن"، والتصويب من إتحاف المهرة (9/ 189، ح 10855) ودلالة السياق.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السابق، ح / 4154.
(3)
أخرجه الطبراني في كتابه "الدعاء"(ص 266) عن أبي مسلم الكشي، عن القعنبي، عن سُفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن عمر به، وانظر تخريج الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج: رواية المصنِّف الحديثَ من طريق الإمام سُفيان بن عُيينة.
4156 -
حدَّثنا يونس بن حبيب، حدَّثنا أبو داوُد
(1)
، حدَّثنا شُعبةُ
(2)
، عن أبِي إسحاق
(3)
، عن البَراءِ
(4)
قال: كانتِ الأنْصَارُ إذا قَدِمُوا منْ سَفَرٍ لَمْ يَدْخُلْ الرَّجُلُ مِنْ قبْلِ بَابِه، فَنَزَلَتْ هَذِه الآيةُ:{وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}
(5)
(6)
.
(1)
سليمان بن داود الطيالسي، والحديث في مسنده (ص 98) من طريق يونس ابن حبيبٍ عنه به.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
عمرو بن عبد الله الهمْداني السَّبيعي.
(4)
ابن عازب رضي الله عنه.
(5)
سورة البقرة، الآية رقم / 189.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب التفسير (2/ 2319، ح 23) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنَّى، ومحمد بن بشَار، ثلاثتهم عن غُندر، عن شعبة به، مُكتفيا بالجملة الأولى من الآية، وفي لفظه قصَّة رجُل من الأنصار، وجاءت هذه القصَّة عند أبي عوانة في الحديث التالي.
من فوائد الاستخراج: إيراد الحديث في كتاب غير الكتاب الذي أخرجه فيه =
⦗ص: 319⦘
= صاحب الأصل، مما فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي عند صاحب الأصل، وقد وافق في هذا ما عمله البُخاري في صحيحه، انظر الحديث التالي.
4157 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا أبو الوَلِيد
(1)
، حدَّثنا شُعبة
(2)
، بإسنادِه: كَانَت الأنصارُ إذا حَجُّوا فَرَجَعُوا لَمْ يَدْخُلُوا البُيُوتَ إلَّا مِنْ ظُهُورِها فجاءَ رجُلٌ من الأنْصارِ فَدَخَلَ مِنْ بَابِه فَقِيلَ لَهُ في ذَلِكَ فَنَزَلَتْ الآيَة: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا}
(3)
.
ثُمَّ ذكَرَ مِثْلَه.
(4)
(1)
هو: هشام بن عبد الملك، الباهلي -مولاهم-، أبو الوليد الطيالسي البصري.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السابق، ح / 6156.
(3)
سورة البقرة الآية: 189.
(4)
أخرجه البُخاري في صحيحه في كتاب الحج -باب قوله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} (ص 290، ح 1803) عن أبي الوليد الطَّيالِسي به، وانظر تخريجَ الحديث السابق.
من فوائد الستخراج: رواية المصنِّف من طريق أبي الوَليد، وقد قال فيه الإمام أحمد:"أبو الوليد اليوم شيخ الإسلام، ما أقدم عليه أحدًا من المحدثين". تهذيب الكمال (30/ 229).
4158 -
أخبرنا يُونُس
(1)
، حدَّثنا ابن وهب، أنَّ مالكًا
(2)
حدثه، عن
⦗ص: 320⦘
سُمَيٍّ
(3)
، عن أبي صَالِحٍ
(4)
، عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أحَدكُم نَوْمَهُ وطعامَه وشَرابَه فَإذَا قَضَى أحدُكم نَهْمَتَهُ
(5)
مِنْ وَجْهِه فَلْيُعَجِّلْ الرُّجُوعَ إلى أهلِه"
(6)
.
(1)
ابن عبد الاعلى.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطئه (4/ 485 - 486، ح 1977) من طريق يحيى اللَّيثيِّ وغيره عنه به.
(3)
سُميّ -مصغَّر- أبو عبد الله المدنيُّ، مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هِشام.
(4)
ذكوان السَّمَّان الزَّيَّات أبو سُهيل، مولى غَطَفان.
انظر: الأسامي والكُنى للإمام أحمد (ص 37).
(5)
نَهْمَتَه: -بفتح النُّون وسكون الهاء- أيْ رغْبَتَهُ وشَهْوتَه، والنَّهمة: بلوغُ الهِمَّة في الشيء.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 30، 5/ 137).
(6)
أخرجه مسلم في كتاب المغازي -باب السفر قطعة من العذاب، واستحباب تعجيل المسافر إلى أهله بعد قضاء شُغله (3/ 1526، ح 179) عن القعنَبيِّ، وإسماعيل بن أبي أُويس، وأبو مصعب الزُّهري، ومنصور بن أبي مُزَاحِم، وقُتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى النَّيسابُوريِّ.
وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الحجِّ- باب السفر قطعةٌ من العذاب (ص 290، ح 1804) عن القعنبي، وفي كتاب الجهاد والسِّير -باب السُّرعة في السير (ص 49، ح 3001) عن عبد الله بن يوسُف، وفي كتاب الأطعمة -بابُ ذكر الطعام (ص 968، ح 5429) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين، ثَمانِيَتُهم عن مالك به.
قال الإمام ابن عبد البر في التَّمهيد (22/ 33): "هذا حديثٌ انفرَد بِهِ مَالِكٌ عن سُمَيٍّ لا يصِحُّ لغيرِه عَنْهُ، وانفرَدَ بِه سُمَيٌّ أيضًا فلا يُحْفَظُ عن غيرِه".
من فوائد الاستخراج: إيرادُ الحديثِ في كتابٍ غير الكتابِ الذي أورده فيه صاحب الأصل -صحيح مسلم-، مما فيه تعيين مناسبة أخرى للحديث غير التي =
⦗ص: 321⦘
= عند صاحب الأصل.
4159 -
حدَّثنا أبو علي الزعفراني، حدَّثنا عَمْرُو بن محمد العَنْقَزِيُّ
(1)
، ومُطَرِّف، ح.
وحدَّثنا محمَّد بن إدْرِيس، ورَّاق الحميدي
(2)
، حدَّثنا مُطَرِّف، قالا: حدثنا مالك
(3)
، عن (سُمَيٍّ)
(4)
مولى أبي بكر، عن أبي صالح السَّمَّان، عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ
⦗ص: 322⦘
أحَدَكُم طعامَه وشَرابَه فَإذَا قَضىَ أحدُكم نَهْمَتَهُ منْ سَفَرِهِ فَلْيَرْجِعْ إلَى أَهْلِهِ".
(5)
(1)
العَنْقَزِي: -بفتح المهملة والقاف، بينهما النون الساكنة، وبالزَّاي-: نسبةً إلى العَنْقَزِ، كانَ يَبيعُه أو كان يزرَعُه فَنُسب إليه، والعَنْقَزُ: المَرْزَنْجُوش، ولا يكون في بلاد العرب، وقيل: الرَّيحان، والعَنْقَزُ: أصلُ القصَبِ الغَضِّ.
انظر: الأنساب للسمعاني (4/ 253 - 254)، تقريب التهذيب (ت 5746)، لسان العرب (9/ 425).
(2)
هو: محمد بن إدريس بن عمر أبو بكر المكِّي، ت / 267 هـ.
وثقه الحافظ ابن حبان فقال: "مستقيمُ الأمر في الحديث"، وقال فيه ابن أبي حاتم:"صدوق".
انظر: الجرح والتعديل (4/ 207)، الثقات (9/ 138)، فتح الباب في الكنى والألقاب (ص 111)، تاريخ مولد العلماء ووفياتهم لابن زبر (2/ 584)، تاريخ الإسلام للذهبي (20/ 436).
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السابق.
(4)
ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "موسى" والتصويب من إتحاف المهرة (14/ 523، ح 18143) والمصادر التي أخرجت الحديث.
(5)
انظر تخريج الحديث السابق ح / 4158.
من فوائد الاستخراج: بيان أنَّ "أبا صالح" هو السَّمَّان، بينما جاء لدى مسلم بكُنيته فقط، وانظر من فوائد الاستخراج في الحديث السابق.
باب ذكرِ دُعاء النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لِلْمدينَةِ وأهلِها وصاعها ومُدِّها
(1)
(1)
المُدّ: رُبعُ الصَّاع، وسبق أن فصَّلت في الصَّاع النَبَويٍّ في ح/3631.
انظر: النِّهاية في غَريبِ الحَديثِ (4/ 308).
4160 -
حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا عفان بن مسلم، حدَّثنا وُهَيب
(1)
، حدَّثنا عَمرو بن يحيى، عن عبَّادِ بن تَمِيمٍ، عن عبد الله بن زَيدٍ، عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنَّ إبراهيمَ حَرَّمَ مكةَ ودعَا لَهَا، وحَرَّمْتُ المَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لهاَ في مُدِّهَا وَصَاعِهَا بِمِثْلِ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ (لِمَكَّةَ)
(2)
".
(3)
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ما بين القوسين تصحَّف في نُسخة (م) إلى "بمكة" والتصويب من المصادر الحديثية التي أخرجت الحديث، ومن الأحاديث الأخرى في الباب، وسِياق الحديث يقتضى هذا التصويب أيضا.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النَّبي صلى الله عليه وسلم فيها بِالبَركةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَمها (2/ 991، ح 455) عن إسحاق بن إبراهيم الحَنْظَلِيِّ، عن المغيرة المخزومِيِّ، عن وهيب به، مُحيلا متن حديثه على حديث الدَّرَاوَردِيّ عن عمرو بن يحيى المازِنيّ قبله، وقال:"أمَّا حديث وُهيبٍ فكرِواية الدَّراوردِيّ "بمثْلَي ما دعا به إبراهيم" بالتثنية: "مِثلَي"، وأخرجه البخاريُّ في كتاب البيوع -باب بركَة صاعِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومُدِّه (ص 342، ح 2129) عن موسى بن إسماعيل، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 40) عن عفَّان، وأخرجه =
⦗ص: 324⦘
= الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 192) عن عليِّ بن مَعبدٍ، عن أحمد بن إسحاق الحَضْرَميِّ، ثلاثتُهم عن وُهَيبٍ به، ولفظُهم:"بِمثْلِ ماَ دعَا بِهِ إبراهيمُ"، بالإفراد:"مِثل"، مِمَّا يَدُلُّ على اختلاف الرُّواة على وُهيب في لفظ الحديث، ولفظُ الجَماعة أصحُّ، ولذا أخرجه أبو عوانة، ويشهدُ لِصِحَّته رواية عمرو بن يحيى المازني عن عبَّاد بن تميم، كما في الحديث التالي.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح وهيب بالتحديث، بينما عنعن لدى مسلم.
• فيه بيانٌ للمتن المُحال به على من آخر.
• إخراج المصنِّف اللَّفظَ الأصحَّ عن وُهيب.
4161 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا خَالِد بن مَخْلَدٍ القَطَوَانِيُّ
(1)
، قال: حدَّثَني سُليمان بن بلالٍ، قال: حدَّثَني عمرو بن يحيى المَازنيِّ، عن عبَّاد بن تَمِيْمٍ، عن عبد الله بن زَيْدٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ إبراهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ ودَعا لأهْلِها، وإنِّي حَرَّمْتُ المَدِيْنَةَ كَمَا حَرَّمَ إبْرَاهِيْمُ مَكَّةَ، وَإنّي دَعَوْتُ في صَاعِهَا وَمُدِّهَا مِثْلَ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ لأِهلِ مَكَّةَ"
(2)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فيها بِالبَركةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَمها (2/ 991، ح 455) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن خالد بن مخلد، عن سُليمان بن بلال، وعن أبي كامل الجحدري، عن عبد العزيز بن المُختار، كلاهما عن عمرو بن يحيى المازنيِّ به، مُحِيلًا متن حديثهما على حديث الدَّرَاوَردِيِّ عن عمرو بن يحيى المازِني قبلَه، وقال: "وأمَّا =
⦗ص: 325⦘
= سُليمان بن بلالٍ وعبد العزيز بن المُختار ففي روايتهما "مثل ما دعا به إبراهيم"، وانظر تخريج الحديثِ السَّابق.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح سُليمان بن بلالٍ بالتحديث، بينما عنعن لدى مسلم.
• فيه بيانٌ للمتن المُحال به على متن آخر.
4162 -
حدَّثنا ابن أبي مسرة، حدَّثنا القعنبي، حدَّثنا عبد العزيز ابن محمد
(1)
، عن عمرو بن يحيى، عن عبَّادِ بن تَمِيمٍ، عن عبد الله بن زَيدٍ، عنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "إنَّ إبراهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ ودَعا لأهْلِها، وإنِّي حَرَّمْتُ المَديْنَةَ كَمَا حَرَّمَ إبراهِيمُ مَكَّةَ، وإنِّي أُحَرِّمُ ما بَينَ لَابَتَيْهَا
(2)
" يعني المَدِينَةَ.
(3)
(1)
الدَّرَاوَرْدي، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
اللَّابَةُ: الأرضُ الَّتِي قَدْ ألبَسَتْها حجارةٌ سودٌ.
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 333).
(3)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فيها بِالبَركةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَجمها (2/ 991، ح 454) عن قُتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز الدَّراوَردي، عن عمرو بن يحيى المازنيِّ به، ولكن زاد:"وإنّيَ دعوتُ في صاعِها ومدِّها بمثليْ ما دعا به إبراهيم لأهلِ مكَّة"، وليس في لفظِه عند مسلم قوله:"وإنِّي أُحرِّمُ ما بَينَ لَابَتَيْهَا، يعني المدينة"، ولم أقِف على أحدٍ تابعَ الدَّراوَردِيَّ عن عمرو بن يحيى المازِنيِّ على هذه الزِّيادة التي جاءت عنه من طريق القعنبي، ولم تأت عند مسلم من طريق قُتيبة بن سعيد، ولعَلَّ الدَّرَاوردي دخلَ عليه =
⦗ص: 326⦘
= حديثٌ في حديثٍ، وانتقى الإمام مسلم أصحَّ ما رُوِي عنهُ في هذا الحديث، فقد روى الدَّراورديُّ أيضًا حديثَ رافع بن خَديجٍ رضي الله عنه المخرَّج في الصِّحاح من طُرق مختلفة وفيه:"إن إبراهيم حرَّم مكَّة، واني أحرّم ما بين لابتَيها، يريدُ المدينة"، رواه الطَّبرانِيُّ أيضًا في المُعجم الكبير (4/ 258) عنْ أبي حُصين القاضِي، عن يحيى الحمانِي، عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي عن يزيد بن الهَاد عن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن رافع بن خديج عن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم به، والدَّراورديُّ ضعَّفه الأئمة وتكلَّموا في حفظه. انظر ترجمته في (ح / 3551).
4163 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا عبيد الله بن موسى
(1)
، حدَّثنا شَيْبَانُ
(2)
، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سعيد [مولى]
(3)
(المَهْرِيِّ)
(4)
أنَّ أبا سعيد الخُدْرِيَّ حدَّثَهُ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لنا في مُدِّنَا، وَبَارِكْ لَنَا في صَاعِنَا، واجْعَلْ مَعَ البَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ"
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
ابن عبد الرحمن.
(3)
ما بين المعقوفين سقَطَ من نُسخة (م) واستدركتُه من إتحافِ المَهرة (5/ 474، ح 5800) ومصادر ترجمَتِه.
انظر: تهذيب التهذيب (12/ 111)، تقريب التهذيب (ت 9453).
(4)
ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "المهدي" والتصويبُ من إتحاف المهرة، ومصادر ترجمته.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب التَّرغيب في سُكنى المدينَةِ، والصَّبر على لأوائها (2/ 1002، ح 476) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبيد الله بن موسى به، محيلًا متن حديثه على حديث عليِّ بن المباركِ، عن يحيى بن أبي كثير قبلَه، وقال:"بمثله". =
⦗ص: 327⦘
= من فوائد الاستخراج:
• فيه بيان للمتن المحال به على متن آخر.
• التقاء المصنف مع مسلم في شيخ شيخه، مع تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "بدلٌ" و "مساواة".
4164 -
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، حدَّثنا ابن وهب، أنَّ مالكًا
(1)
أخبره، ح.
وحدَّثنا التِّرمذِيُّ
(2)
، وأبو داود السِّجْزِيُّ
(3)
، قالا: حَدَّثنا القعنبي، عن مَالكٍ، عن إسحاق بن عبد (الله)[بن] أبي طلحة
(4)
، عن أنسِ بن مالك، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُم في مِكيالِهِم، وَبَارِكْ لَهُم في صَاعِهِم وَمُدِّهِم" يعنِي المَدِيْنَة
(5)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين، والحديث في موطئه (4/ 249 - 250، ح 1745) من طريق يحيى بن يحيى اللَّيثي وغيره عنه بهذا الإسناد.
(2)
محمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو إسماعيل السُّلَميّ.
(3)
لم أقف على الحديث في سُنَنِه.
(4)
تصحَّف ما بين القوسين إلى "الليث"، وسقط ما بين المعقوفين في نسخة (م)، والتصويب والاستدراك من إتحاف المهرة (1/ 412، ح 331) ومصادر ترجمَته.
التقريب (ت 414).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيها بِالبَركةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَمها (2/ 994، ح 465) عن قُتَيبة، =
⦗ص: 328⦘
= وأخرجه البُخاريُّ في كتاب البُيوع -باب بركة صالح النّبي صلى الله عليه وسلم ومُدِّه (ص 342، ح 2130)، وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسنَّة -باب ما ذكر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وحضَّ على اتفاق أهل العلم
…
(ص 1261، ح 7331) عن القَعْنبيِّ، وفي كتاب كفَّارات الأيمان -باب صالح المدينة، ومُدِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وبركتِه
…
(ص 1159، ح 6714) عن عبد الله بن يُوسف، ثلاثتُهم عن مالك به.
من فوائد الاستخراج: راويه عن مالك عند المصنِّف هو "القعنَبيُّ"، وهو من أثْبَتِ أصحابِ مالكٍ عن مالكٍ، ومُقَدَّم فيه على يحيى النَّيسابوري راوي الحديث عن مالك عند مسلم.
انظر: أقوالَ الأئمة في القعنبي في فوائد استِخراج ح / 3548.
4165 -
حدَّثنا محمد بن عُزَيزٍ الأيْليُّ، قال: حدَّثَني سَلامَةُ
(1)
، عن عُقيل
(2)
، عن ابن شِهابٍ قال: أخبرني أنس بن مالك، أن (النبي)
(3)
صلى الله عليه وسلم قال: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالمَدِينةِ ضِعْفَي ما بِمَكَّةَ مِنَ البَركَةِ"
(4)
.
(1)
هو: سلامة بن رَوْح بن خَالد بن عُقَيْل بن خَالِد القرشي الأُمَوِي.
(2)
ابن خالد الأيليُّ.
(3)
كتب الناسخ (م) لفظة "رسول" ثم ضرب عليها، وكتب قبالتها في الهامش الأيسر لفظة:"النبي".
(4)
انظر تخريج الحديث التَّالي.
4166 -
حدَّثنا أبو الحسن المَيْمُوني
(1)
، وأبو يُوسُف الفارِسِيُّ
(2)
،
⦗ص: 329⦘
قالا: حدَّثنا أحمد بن شَبِيْبٍ
(3)
، حدَّثنا أبي
(4)
، عن يُونُس
(5)
قال: وقال ابن شهاب: حدَّثَني أنسٌ بن مالِكٍ، أنَّه سمَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:"اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيهَا ضِعْفَيْ مَا بِمَكَّةَ مِنَ البَرَكَةِ"
(6)
.
(1)
هو: عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون الرَّقي.
(2)
هو الإمام يعقوب بن سفيان الفَسَوي، صاحب المعرفة والتأريخ.
(3)
هو الحَبَطِيُّ أبو عبد الله البصري.
(4)
هو: شَبِيب بن سعيد التميمي الحَبَطِيّ البصري، أبو سعيد.
(5)
ابن يزيد الأيليّ، موضع الالتقاء مع مسلم.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فيها بِالبَركةِ
…
(2/ 994، ح 466) عن زهير بن حرب، وإبراهيم بن محمد السَّاميُّ، وأخرجه البُخاري في كتاب فضائل المدينة -باب المدينة تنفي الخبَث (ص 303، ح 1885) عن عبد الله بن محمد، ثلاثتهم عن وَهبِ بن جَرير به.
ولم يذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في إتحاف المهرة (2/ 305، ح 1767)، ولكن ذكر (2/ 324، ح 1803) إسناد هذا الحديث والحديثين قبله في الباب تحت حديث آخر: "حديث: اللهم بارك لهم في مكيالهم
…
" الحديث، عه في الحج: عن الميموني وأبي يوسف الفارسي، قالا: ثنا أحمد بن شبيب، ثنا أبي، وعن يونس، عن ابن وهب، كلاهما عن يونس، وعن محمد بن عُزيز، عن سلامة، عن عقيل، كلاهما عنه به" أي عن ابن شهاب به، فلعل الحافظ ابن حجر يعتبر الأحاديث الثلاثة (ح /4164، 4165، 4166) حديثا واحدا قطّعه الحافظ أبو عوانة رحمه الله.
4167 -
حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن
(1)
، حدَّثنا عَمِّي
(2)
، قال:
⦗ص: 330⦘
حدَّثَني يُونُس
(3)
، عن (ابن شهاب)، بِإسنَادِه
(4)
.
(1)
ابن وهب.
(2)
عبد الله بن وهب.
(3)
ابن يزيد الأيليِّ، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السَّابق.
(4)
جاء في النُّسخة الخطّيَّة (م)"إبراهيم" بدلَ "ابن شهاب"، وأرى -والله أعلم- أن كتابةَ كلمة "إبراهيم" سهو منَ النَّاسخ، لأنَّ هذا الاسم "إبراهيم" لم يذكر في سائر أحاديث الباب، ولا يظهر حصولُ أيِّ سقطٍ في البابِ حتَى يكون قوله:"بإسناده" في موضعه، كما أنِّي لم أقف على أيِّ رَبطٍ لهذا الاسم بهذا الإسناد في مصادر أخرى، والصَّحيحُ أنَّ عبد الله بن وهب، يروي الحديث عن يونس بن يزيد الأيليِّ، عن ابن شهابٍ عن أنس رضي الله عنه، وهذا الإسناد يتكرر كثيرا عند أبي عوانة في أحاديث كثيرة، كما يدل على ذلك أيضا ما أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 274) عن أبي بكر بن زنجويه، عن عُثمان بن صالح، عن ابن وهب عن يونُس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أنَّه سمَع النبَّيِّ صلى الله عليه وسلم يقولُ وهو بالمدينة:"اللَهُمَّ اجعلْ فِيهَا ضِعْفَي مَا بِمَكَّةَ مِنَ البَركةِ"، قال محقِّق المُسند حسين سليم أسد:"إسناده صحيح"، ولم يذكر ابن حجر في الإتحاف إسناد حديث الباب ضمن الأسانيد الأخرى التي ذكرتها في الحديث السابق.
بابُ ذكْرِ الخبَرِ المُبَيِّنِ أن المَديْنَةَ حَرامٌ آمِن
4168 -
حدَّثنا علِيُّ بن سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، والصَّاغَانِيُّ، قالا: حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا عبد الواحد
(1)
، ح.
وحدَّثنا إسماعيل القاضي، حدَّثنا عبد الله بن عبد الوَهَّابِ الحَجبيُّ
(2)
،
حدَّثنا عبد الواحد، حدَّثنا سُليمان الشَّيْبَانِيُّ
(3)
، ح.
وحدَّثنا يزيد بن سنان، حدَّثنا (أبو) كامِلٍ
(4)
، حدَّثنا عبد الواحد بن زِيادٍ، ح.
وحدَّثنا إبراهيمُ بن خُرَّزَاذٍ، حدَّثنا عبد الواحد بن زِيادٍ، حَدَّثنا سُليمانُ الشَّيْبَانيُّ حدَّثنا (يُسَيْرُ) بن عَمرٍو
(5)
، عن سَهْلِ بن حُنَيْفٍ قال: سمعتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأهْوَى بِيَدِهِ إلَى المَدينةِ: "إنَّها حَرَمٌ آمِنٌ"
(6)
.
(1)
ابن زياد أبو بِشر، العَبدي، البصري.
(2)
أبو محمد، الحَجَبي -بفتح المهملة والجيم ثمَّ موحّدة- البصري.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم في الأسانيد الأربعة، وهو: سُليمان بن أبي سُليمان الشَّيباني، أبو إسحاق الكوفي، ت / في حدود 140 هـ.
(4)
فُضيل بن حُسين بن طلحة الجَحْدَرِيّ، وتصحَّف ما بين القوسين إلى "التو" والتصويب من إتحاف المهرة (6/ 88 / ح 6172) ومصادر ترجمة الراوي.
(5)
تصحَّف ما بين القوسين إلى "بشر" والتصويبُ من إتحاف المهرة (6/ 88، ح 6172) ومصادر ترجمة الراوي.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب الترغيب في سُكنى المدينة، والصَّبر على لأوائها =
⦗ص: 332⦘
= (2/ 1003، ح 479) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن علي بن مُسهرٍ، عن الشَّيبانِيِّ به، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 192) عن إبراهيم بن مرزوق عن عفَّان به.
من فوائد الاستخراج:
• تقييد "الشَّيباني" بأنَّه سُليمان، بينما جاء لدى مسلم بنسبته فقط.
• تصريح سليمان الشَّيباني بالتحديث، بينما عنعن لدى مسلم.
4169 -
وحدَّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، حدَّثنا يزيد ابن هارون، أخبرنا العَوَّامُ
(1)
، حدَّثنا أبو إسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ
(2)
، عن (يُسَيْرِ)
(3)
ابن عَمرو، عن سَهْلِ بن حُنَيْفٍ قالَ: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَسُئِلَ عَنِ المَدِيْنَةِ فقالَ: "حَرَمًا آمِنًا"
(4)
.
⦗ص: 333⦘
ورواه عيسى بن أحمد
(5)
، عن يَزِيدَ، فقال:"حَرَامٌ آمنًا".
(1)
هو العوام بن حَوشَب بن يزيد الشَّيباني، أبو عِيسى الواسِطي، ثقة ثبت فاضل، ت / 148 هـ. التقريب (ت 5863).
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السابق.
(3)
تصحَّف في نسخة (م) إلى "بشر" والتصويبُ من الإتحاف (6/ 88، ح 6172) ومصادر ترجمة الراوي.
(4)
أخرجه الإمام أحمد في مُسنده (3/ 821) وابن أبي شيبة في مُسنده أيضا (1/ 66) والطبراني من طريقه في المعجم الكبير (6/ 92) عن يزيد بن هارون عن العوَّام ابن حَوْشَب به، وانظر تخريج الحديث السابق.
من فوائد الاستخراج: ذكرُ كُنية الشَّيباني، وجاء عند مسلم بِنِسبته من غير كُنْية.
(5)
من شُيوخ المصنِّف تقدَّمت ترجمتُه، لم أقف على طريقه في غير مسند أبي عوانة، ولعلَّ المصنِّفَ أبا عوانة سمع منه الحديث في مجلِس المذاكرة فلم يرَ الإتيان بصيغة التحديث أو الإخبار، أما لفظُ الحديث:"حرام آمنًا" فجاء عند الإمام أحمد في مسنده (3/ 486) بإسناد صحيح عن يزيد بن هارون، عن العوَّام بن حوشب به، وعزاه إليه ابن حجرٍ في إتحاف المهرة أيضًا (6/ 88، ح 6172).
4170 -
حدَّثنا يزيد بن سنان حدَّثنا الحَسَنُ بن عُمر
(1)
حدَّثنا جَريرُ ابن عبد الحَميدِ عن أبي عُمَرَ الشَّيْبَانِي
(2)
، عنْ (يُسَيْرِ)
(3)
بن عَمرو، قال: سألتُ سَهلَ بن حُنَيفٍ قُلتُ: سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ في المَدِينَةِ شَيْئًا؟ قال: سَمِعْتُه يقُولُ: "إنّها حَرَمٌ آمِن إنّها حَرَمٌ"
(4)
.
(1)
ابن شَقِيق بن أسماءَ الجَرْمي.
(2)
هو: سُليمان بن أبي سُليمان أبو إسحاق الشيباني، الكوفي، مرَّ في الحديثين الماضيين، ولعلَّ "أبا عمر" كنية ثانيةً له، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السابق.
انظر: إتحاف المهرة (6/ 88، ح 6172).
(3)
تصحَّف في نسخة (م) إلى "بشر" والتصويبُ من إتحاف المهرة (6/ 88، ح 6172) ومصادر ترجمة الراوي.
(4)
أخرجه المحامليُّ في أماليه (ص 256) عن الحُسين بن عليِّ الصُّدائي، عن يوسف ابن موسى، وأخرجه الطَّبراني في الكبير (6/ 92) عن الحسين بن إسحاق التَّسْتُرِيِّ، عن عثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن جَرِيْرٍ، عن أبي إسحاق الشَّيباني به، وانظر تخريج الحديث السَّابق.
4171 -
حدَّثنا عبد الرحمن
(1)
، حدَّثنا مَالك ابن سُعَيْرٍ
(2)
، حدَّثنا الأعمش
(3)
، عن أبي صَالِحٍ، عن أبِي هُريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المَدينَةُ حَرَمٌ ما بَينَ لَابَتَيْهَا"
(4)
مِثلَ حديثِ إبراهيم التَّيمِيِّ
(5)
،
⦗ص: 335⦘
عن أبِيه
(6)
.
(1)
هو: عبد الرحمن بن الحكم العَبْدِيِّ، أبو محمد النَّيسابُورِيِّ.
(2)
مالك بن سُعَير بن الخِمْس -بكسر المعجمة وسكون الميم بعدها مهملة- التميمي الكُوفي.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحجَّ -باب باب فَضلِ المدينة ودُعاء النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فيها بِالبَركةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَمها (2/ 999، ح 469، 470) عن أبي بكر بن أبي شَيْبَةَ، عن حُسين بن عليِّ الجُعْفِيِّ، عن زائدة، وعن أبي بكر بن النَّضر بن أبي النَّضر، عن أبي النَّضر، عن عبيد الله الأشجعي، عن سُفيان بن عُيينة، كلاهما (فرَّقهما) عن الأعمش به، وليس في لفظِ مُسلِم ذكرُ اللَّابَتَين.
(5)
حديث إبراهيم التَّيمي متفق عليه، أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم فيها بِالبَركةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَمها (2/ 994، ح 467، 468، 469) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير ابن حرب، وأبي كريب، جميعا عن أبي معاوية، وعن عليِّ بن حُجر السعدي عن عليِّ بن مسهر، وعن أبي سعيد الأشجِّ، عن وكيع، وعن عبد الله بن عمر القواريري ومحمد بن أبي بكر المقدِّميِّ، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي عن سُفيان الثوري، وأخرجه البُخاري في كتاب فضائل المدينة -باب حرم المدينة (ص 301، ح 1870)، عن محمد بن بشَّار، عن عبد الرحمن، عن سفيان، وفي كتاب الاعتصام =
⦗ص: 335⦘
= بالكتاب والسنة -باب ما يكره من التَّعمُّق والتنازُع في العلم والغُلُوِّ في الدين والبدع (ص 1255، ح 7300) عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، خمستُهم عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، عن أبيه عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ولفظ حديث مسلم من طريق أبي كريب:"المَدينَةُ حَرمٌ مَا بَينَ عَيرٍ إِلَى ثَوْرٍ فمَنْ أَحدَثَ فِيهَا حَدَثًا أو آوَى مُحدِثًا فعَلَيهِ لَعنةُ الله والمَلَائِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعينَ لا يقبَلُ الله منهُ يومَ القِيَامةِ صَرْفًا وَلا عَدْلًا وَذِمّةُ المُسلِمِينَ واحِدَة يَسعَى بها أَدناهُم ومَن ادّعَى إلَى غَيرِ أبِيهِ أَو انتَمَى إلَى غَيرِ موَالِيهِ فعَلَيهِ لَعنَةُ الله وَالمَلائِكَة والنَّاسِ أَجمَعِينَ لا يَقبَلُ الله مِنهُ يَومَ القِيامَةِ صَرفًا وَلا عَدْلًا".
(6)
يظهرُ من كلام المصنِّف أنَّه أخرج حديث إبراهيم التيمي عن أبيه في هذا الباب ولذا أحال عليه لفظ مالك بن سُعير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومع أنَّ الظاهر عدم السقط في هذا الموضِع، إلَّا أنَّه سقط وجه لوحة على الأقل قبل حديث مالك بن سُعير هذا، وكان فيه طُرق مختلفة لحديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هُريرة، وطرقٌ متعددة لحديث الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه، الذي أحال عليه أبو عوانة بعضَ لفظِ حديث مالك بن سُعير فقال:"بمثل إبراهيم التيمي عن أبيه".
وحديثُ التَّيميّ رواه إبراهيم التّيمِيِّ عن أبيه يزيد بن شريك التَّيميِّ عن علي ابن أبي طالب صلى الله عليه وسلم متَّفق عليه كما سبق، وقد وقفتُ على كلِّ طرُقه السَّاقطة من النُّسخة الخطِّيَّة في إتحاف المهرة (11/ 663، ح 14832، و 14/ 526، ح 18149) حيثُ عزاها إلى أبي عوانة وأنَّه أخرجها في كتاب الحج، وسأذكر تلك الطُّرق محاولا الوُقوف على متون الطُّرق الي يمُكِن الوُقوف عليها: =
⦗ص: 336⦘
= أولا: حديث إبراهيم التَّيْمِيِّ، عن أبيه يزيد بن شريك التيمي، عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه "المدينةُ حَرَمٌ ما بينَ عَيرٍ إلى ثَوْرٍ":
قال الحافظ ابن حجر: "عه فيه -أي في الحجِّ- عن علي بن حرب وأحمد ابن عبد الجبار، كلاهما عن أبي معاوية، وعن الحسن بن علي بن عفان، ثنا ابن نُميرٍ، وعن أبي أمية، ثنا يعلى، وعن أبي داود وإسماعيل القاضي، عن محمد بن كثير، وعن أبي عمرو السُّوسِيِّ، ثنا أبو حُذيفة كلاهما عن سفيان، وعن عبد الرحمن بن بشر، عن مالك بن سُعير، وعن محمد بن علي بن ميمون، عن عبد الله بن جعفر، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنَيْسَةَ، كلُّهم عن الأعمش به -أي عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي بن أبي طالب-، وسياق مالك بن سُعير وابن نُمير أتمُّها" قلتُ: حديث إبراهيم التَّيميِّ بطُرقِه هذه (غيرَ طريقي أحمد بن عبد الجبَّار وأبي حُذيفة) أخرجَها أبو عوانة في موضع آخر من كتابه أيضا، أخرجها في كتاب العتق -باب بيان حظر بيع الولاء وهبته وحظر موالاة مولى مسلم، وموالي قوم بغير إذنهم والتشديد فيه (انظر: ح/ 5249، 5250، 5251، 5252، 5253 - الجزء الذي حقَّقه الدكتور عبد الكريم آل غُضَيَّة من المستخرج) فروى عن الحسن ابن عفان، عن عبد الله بن نمير، عن الأعمش عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: خطبنا عليٌّ وعليه سيفٌ فيه صحيفة معلّقة فقال: والله ما عندنا كتابٌ نقرؤه عليكم إلَّا كتاب الله وما في هذه الصَّحيفة، قال: فأخرجَها فإذا فيها أسنان الإبل، وإذا فيه "المدينة حرمٌ ما بين عَيْرٍ إلى ثَوْرٍ فمن أحدثَ فيها حدثًا فعليهِ لعنةُ الله والملائكةِ والنَّاسِ أجمعين لا يُقْبل منه صَرْفٌ ولا عدلٌ".
ثانيا: حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة:
قال الحافظ ابن حجر في الإتحاف (14/ 526، ح 18149): "حديث: "المدينة حرم ما بين لابتيها
…
" الحديث، مثل حديث عليِّ، عه فيه -أي في الحجِّ- =
⦗ص: 337⦘
= وعن أبي الأزهر وأبي بكر بن شاذان، قالا: حدَّثنا معاوية بن عمرو، حدَّثنا زائدة، وعن محمد بن علي بن ميمون، حدَّثنا عبد الله بن جَعْفَر، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، وعن العطاردي، عن أبي معاوية. وعن أبي بكر أحمد ابن محمد بن صدقة، عن ابن أبي النَّضر، عن أبي النَّضر، عن الأشْجعي، عن سُفيان، كلُّهم عن الأعمش به".
قلتُ: أخرج أبو عوانة من هذه الطُّرق طريقَ أبي الأزهر وأبي بكر محمد ابن شاذان في كتاب العتق -باب بيان حظر بيع الولاء وهبته وحظر موالاة مولى مسلم، وموالي قوم بغير إذنهم والتشديد فيه (انظر: ح / 5254 - الجزء الذي حقَّقه الدكتور عبد الكريم آل غُضَيَّة من المستخرج) كلاهما عن معاوية بن عمرو، عن زائدة ابن قُدامة، عن سُليمان، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"من تولَّى قومًا بغير إذن مواليه فعليه لعنةُ الله والملائِكة والنَّاسِ أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة عدلٌ ولا صرفٌ، والمدينة حَرَمٌ، فمن أحدث فيها حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبلُ منه يوم القيامة صَرْفٌ ولا عَدْلٌ، وَذِمَّةُ الُمسلمين واحِدةٌ يسعَى بها أدنَاهُم، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسلِمًا فعليهِ لَعْنَةُ الله والمَلائِكةِ والنَّاسِ أجمعين، لَا يَقْبَلُ الله مِنْهُ يومَ القِيَامَةِ عدلًا ولا صرفًا".
بابُ بيانِ حَظْرِ إهْرَاق الدَّم بِالمدينَةِ وحَمْلِ السِّلاح فِيها لِلْقِتَالِ، وقَطعِ أشجارِها، وإباحَةِ قَطْعِها لِلْعَلَف
4172 -
حدَّثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدَّثنا حَمَّادُ بن إسماعِيل ابن عُليَّة
(1)
، حدَّثنا أبِي
(2)
، عَنْ (وُهَيب)
(3)
، عنْ يحيى بن أبِي إسْحَاقَ أنَّه
⦗ص: 338⦘
حَدَّثَ، عن أبِي سعِيدٍ مَولَى المَهْرِيِّ، أنَّه أصابَهم بِالمدينةِ جَهْدٌ
(4)
وأنَّه أتَى أبا سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ فقالَ لةُ: إنِّي كَثِيرُ العِيَالِ، وقَدْ أصابَنَا شِدَّة، فأرَدْتُ أنْ أنفلَ عِيَالي إلى بعضِ الرِّيفِ
(5)
، فقالَ له أبو سعِيدٍ: لا تَفْعَلْ، الْزَمْ المَدِينةَ، فإنا خَرجْنا معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أطنُّ أنَّه قال: حَتَّى قَدِمْنَا عُسْفَانَ، فأقامَ بِهَا لَياليَ فقال النَّاسُ: واللهِ ما نَحْنُ هَاهنَا في شَيءٍ، وإنَّ عِيَالِنَا لَخلُوفٌ
(6)
ومَا نأمَنُ عَلَيهِم، فَبَلَغَ ذلِكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"مَا هذا الَّذِي بَلَغَنِي مِنْ حَدِيثِكم" ما أدْرِي كيفَ قالَ: "والَّذي (أَحْلفُ بِه)
(7)
أوْ والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمت -أوْ إنْ شئْتُمْ لَا أدْرِيْ أيُّهمَا قال- لأَمَرْت بِنَاقَتِي تُرْحَلْ ئمَّ لَا أَحُلُّ لَها عُقْدَةً حَتَّى أَقْدِمَ المَدينةَ"
⦗ص: 339⦘
وقال: "اللهُمَّ إنَّ إبراهِيمَ حَرَّمَ مكَّة فَجَعَلَها حَرامًا، اللَّهُمَّ وإنِّي حَرَّمْتُ المَدِينةَ حَرامًا ما بين مَأْزِمَيْهَا
(8)
، لَا يُحْمَلُ فيها سِلَاحٌ لِقِتَالٍ ولَا تُحْطَبُ فيهَا شَجَرَةٌ إلا لِعَلْفٍ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنا في مَدِينَتِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في صَاعِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في مُدِّنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لنَا في مَدِينتِنَا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَعَ البَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنَ المَدينَةِ منْ شِعْبٍ
(9)
ولا نَقْبٍ
(10)
إلَّا عليه مَلَكَانِ يَحْرُسَانِه حَتَّى تَقْدَمُوا إِلَيْهَا" ثُمَّ قالَ لِلنَّاسِ: "ارتحِلُوا" فَارتحَلْنَا وَأَقْبَلْنَا إِلَى المَدِينَةِ، فَوَالَّذي يُحْلَفُ بِه أوْ نَحْلِفُ -شَكَّ حمَّاد في هذه الكلِمَة- مَا وَضَعْنَا رِحَالَنَا حَتى دَخَلْنَا المَدِينَةَ، حَتَّى أغَارَ علينَا بَنُو عبد الله بن غَطَفَانَ
(11)
⦗ص: 340⦘
ومَا يَهِيْجُهُم
(12)
قَبْلَ ذَلِكَ شَيْءٌ
(13)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
إسماعيل بن عُلَيَّة.
(3)
تصحَّف ما بين القوسين في نسخة (م) إلى "وهب"، والتصويب من إتحاف المهرة =
⦗ص: 338⦘
= (5/ 475، ح 5801).
(4)
جَهْدٌ: -بفتح الجيم وسكون الهاء- الشِّدَّةُ في الحال.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 161).
(5)
الرِّيف: -بكسر الراء- ما قارب الماء من أرض العرب أو غيرها حيثُ الخصب والسَّعة في المأكل والمشرب.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 304).
(6)
خُلُوفٌ: أي قَدْ غَابَ رِجَالهُم، يقالُ: حَيُّ خُلُوفٌ -بِضَمِّ الخَاءِ- إذا غَابَ رِجَالُهم عَنْ نِسائِهم.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 237).
(7)
في نسخة (م)"والذي حلف" ولا يستقيم معناه، والتصويب من لفظ مسلم.
(8)
مَأزِمَيْهَا: المَأزِمُ المَضِيقُ في الجِبالِ؛ حيثُ يلتَقِي بعضُها ببعضٍ ويتَّسِعُ ما وراءَهُ، والِميمُ زائِدةٌ وكأنَّه مِنَ الأَزْمَ؛ القُوَّةُ والشِّدَّةُ.
انظر: النهاية في غريب الحديث (4/ 288).
(9)
الشِّعب: -بِكَسْرِ الشِّين- الطريق بين الجبلين، أو ما انفرج بين الجبلين.
انظر: مشَارِق الأَنوار (2/ 25، 254).
(10)
النَّقْب: -بفتح النون وسكون القاف- الطريق بين الجَبلين، وهو قريبُ المعنى من الشِّعب.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 25).
(11)
غَطَفَان: -بفتح الغين والطاء المهملة والفاء وبعد الألف نون- قبيلةٌ كبيرة من قيس عيلان، وهو غطفان بن سعد بن قيس عيلان، نزلت الكُوفة.
انظر: اللُّباب (2/ 386)، الأنساب (4/ 302).
(12)
يَهِيجُهم: يقال: هاج الشَّرُّ وهاجه النَّاس، إذا ثار وتحرَّك وحرَّكه الناسُ، ومعنى الجُملة في الحديث: أنَّ بني غطفان لم يكن يمنعُهم من الهُجوم على المدينة أمرٌ ظاهر قبل أن نَقدِم المدينة، كما لم يكن لهم عدوٌّ يهيجهم فيشتغلون به عن الإغارة على المدينة قبل قدومنا.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 274)، النهاية (5/ 285).
(13)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب الترغيب في سكنى المدينة والصَّبر على لأوائها (2/ 1001، ح 475) عن حمَّاد بن إسماعيل بن عُلَيَّة به.
من فوائد الاستخراج: التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخه، وهذا "موافقة".
باب بَيانِ حِرَاسَةِ المَلائِكَةِ مَدينةَ الرسُولِ صلى الله عليه وسلم وَشِعَابَها ونِقَابَها، وأنَّهُ لَا يَدْخُلُها الدَّجَّالُ وَلَا الطاعُونُ
(1)
(1)
الطَّاعُون: قُروحٌ تَخرُجُ في المَغابِنِ وفي غيرِها فلَا تُلبِثُ صاحبَها، وتَعُمُّ غالبًا إذا ظَهرتْ.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 321).
4173 -
ز- حدَّثنا محمد بن عبد الملك بن مروان الواسِطِيُّ، حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شُعبة، عن قتادةَ، عن أنسِ بن مالِكٍ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"المدينةُ يأتيها الدَّجَّالُ فَيَجِدُ الملائِكَةَ فَلَا يَدْخُلُها الدَّجَّالُ ولَا الطَّاعُونُ إنْ شاءَ اللهُ"
(1)
.
(1)
أخرجه البخاري في كتاب الفِتن -باب لا يدخلُ الدَّجَّال المدينة (ص 1228، ح 7134) عن يحيى بن موسى، وفي كتاب التوحيد -باب في المشيئة والإرادة (ص 1288، ح 7473) عن إسحاق بن أبي عيسى، كلاهما عن يزيد بن هارون به.
من فوائد المستخرَج:
زاد الحافظ أبو عوانة هذا الحديث في الباب على الأصل المخرَّج عليه -صحيح مسلم-.
4174 -
حدَّثنا أبو بكر الصغانِي
(1)
، حدَّثنا حمَّاد بن إسماعيل ابن عُليَّة
(2)
، حدَّثنا أبِي، عن وُهَيب، عن يحيى بن أبي إسحاق أنَّه حَدَّثَ،
⦗ص: 342⦘
عن أبِي سَعيد مولَى المَهْرِيِّ، عن أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيّ، صلى الله عليه وسلم قال:"اللَّهُمَّ بَارِكْ لنَا في مَدينتِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنا في صَاعِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكَ كَ في مُدِّنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ كَ في مَدينَتِنَا، اللَّهُمَّ اجْعلْ مَعَ البَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ، والَّذِيْ نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ المَدِينةِ شِعْبٌ ولَا نَقْبٌ إلَّا عَليهِ مَلَكَانِ يَحْرُسَانِها"
(3)
.
(1)
محمد بن إسحاق بن جَعْفَر.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
هذا الحديث طرفٌ من الحديث الذي أخرجه أبو عوانة مُطوَّلًا بالإسناد نفسه في الباب السابق برقم / 4172، فارجع إلى تخريجه في موضعه الأول.
من فوائد المستخرَج: تقطيعُ الحديثِ الواحِدِ في مواضِعَ مخْتلفة لاستنباطِ مسائِلَ فقهيَّةٍ مُتَنَوِّعَةٍ يَسْتهلُّ بها في تراجِمِ الأبواب، وصنِيعُه هذا مماثِلٌ لِصنيعِ البُخاري في صَحيحِه.
بابُ دعاءِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لِلْمَدِينَةِ إذ أُتِيَ بِالبَاكورَةِ
(1)
(1)
البَاكُورة: أول ما يدركُ من الفَاكِهةِ، وابتكرتُ الفاكهةَ، أكلتُ بكُورَتها.
انظر: فيض القدير للمُناوي (5/ 89).
4175 -
أخبرنا يُونُس
(1)
، أخبرنا ابن وهب، أنَّ مالكًا
(2)
أخبره، عن سُهيلِ بن أبِي صالح، عن أبيه، عن أبِي هُريرةَ قال: كان النَّاس إذا رأوا (الثَّمَرَ)
(3)
جاءوا به إلَى رسول الله، فإذَا أخذهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا في مَدِيْنَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا في صَاعِنَا، وَبَارِكْ لنَا في مُدِّنَا، اللَّهُمَّ إنَّ إبراهيمَ عبدُكَ وخَليلُكَ ونَبِيُّكَ، وإنِّي عبدُك ونبِيُّكَ، وإنَّهُ دعَا لِمَكَّةَ، وإنِّي أدعوكَ للمدينةِ مثلَ مَا دعَا بِه لِمَكَّةَ ومثْلَهُ مَعَه" قالَ: ثُمَّ يدعُو أصْغَرَ وَلِيْدٍ يرَاهُ
(4)
⦗ص: 344⦘
[فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الثَّمَر]
(5)
.
(1)
ابن عبد الأعلى.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطئه (4/ 250، ح 1746) من طريق يحيى الليثيِّ وغيره عنه بهذا الإسناد.
(3)
في نسخة (م)"التمرة" وهو تصحيفٌ، والسِّياق يدلُّ على ذلك، لأنَّ هاء الضمير التي جاءت بعد كلمة "التمرة" هي للمذكَّر، وكذا المصادر الحديثية بما فيها صحيح مسلم وموطأ مالك وسُنن الترمذي (ص 785، ح 3454)، جاء فيها لفظ:"الثمر".
(4)
كلمة "يراه" جاءت في نهاية وجه اللَّوحة، وسقط باقي الحديث، ممَّا يدلُّ على سقط وجه لوحة على الأقلِّ في هذا الموضِع، أمَّا مَا بين المعقوفين فهو تتمةُ الحديث =
⦗ص: 344⦘
= استدركتُه من المصادر التي أخرجت الحديث ومنها صحيح مسلم (2/ 1000، ح 473) وموطَّأ مالكٍ (4/ 250، ح 1746)، وسننُ الترمذي (ص 785، ح 3454)، ولم يعزُ ابن حجر هذا الحديث إلى أبي عوانة في الإتحاف (14/ 527، ح 18152).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النّبَيِّ صلى الله عليه وسلم فيها بِالبَرَكَةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَمَها (2/ 1000، ح 473) عن قُتيبة بن سعيد، عن مالك به.
[باب التَّرغِيبِ في سُكْنَى المدينةِ والصبرِ علَى لأوَائِها]
(1)
(1)
سقطت ترجمةُ البابِ وإسنادُ الحديثِ الأول، أما ترجمةُ الباب فقد أضفتُها من تبويب الإمام النووي رحمه الله على صحيح مسلمٍ لدَلالة أحاديث الباب عليها، وأما إسنادُ الحديث فاستدركتُه من إتحاف المهرة (9/ 397، ح 11533)، لأنَّ الأسانيد التي ذكرها الحافظ ابن حجر لهذا الحديث وعزاها إلى أبي عوانة، كُلُّها موجودة في النسخة الخطِّية ما عدا هذا الإسناد فإنَّه الوحيدُ الذي سقط من الأصل، ولذا فهذا الموضع موضِعُه الأكيد، ويدلُّ عليه قول أبي عوانة في الحديث التالي ح / 4177:"بمثل حديث مالكٍ مطوَّلًا"، وقد أخرجه الإمام مالك في موطئه بهذا الإسناد، كما أخرجه مسلم أيضًا من طريق مالك.
4176 -
[عن يُونُس
(1)
وعمرو الشَّعْبَانِي
(2)
، كلاهمُا عن ابن وهب، عن مالك
(3)
، عن قَطَن بن وهب بن عُويمِر بن الأجْدع، عن يُحنَّسَ مولَى
⦗ص: 346⦘
الزُّبيرِ بن العَوَّامِ، عن عبد الله بن عُمر، سمَعتُ
(4)
] رسول الله صلى الله عليه وسلم يقُول: "لَا يَصْبِرُ عَلَى لأْوَائِها
(5)
وَشِدَّتِها [أحدٌ]
(6)
إلَّا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شفِيعًا يَوْمَ القِيَامَةِ"
(7)
.
(1)
ابن عبد الأعلى.
(2)
هو: عمرو بن سعد بن عمرو بن علقمة الشَّعبانِي أبو ثَور.
ذكره ابن مأكُولا في الإكمال (4/ 546)، وقال:"يروي عن ابن وهب"، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/ 418) في شُيوخ أبي عوانة، ووصفه بـ "صاحب ابن وهب"، ولم أقفْ فيه على جرحٍ أو تعديل.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطئه (4/ 251، ح 1747) من طريق يحيى اللَّيثي، عنه، عن قَطَن بن وهب، أنَّ يُحَنَّس مولَى الزُّبيرِ بن العَوَّام: أخبرَهُ أنَّه كانَ جَالِسًا عندَ عبد الله بن عُمر في الفِتْنَةِ فَأتَتْهُ مولاةٌ لهُ تُسلّمُ عليه، فقالتْ: إِنِّي أردتُ الخُروجَ يَا أبا عبد الرحمن اشتَدَّ علينَا الزَّمَانُ، فقالَ لَها عبد الله بن عُمرَ: اقْعُدِي لُكَعُ، فإِنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا يَصْبِرُ علَى لأْوَائِها وَشِدَّتِها أحدٌ إلَّا كنتُ لهُ =
⦗ص: 346⦘
= شَفِيعًا أوْ شَهِيدًا يومَ القِيَامَةِ"، هكذا لفظُ يحيى اللَّيثي وحده عن مالكٍ، والصَّواب: لَكَاعِ كما رواه غيره عنه مالك، يُقال: امرأة لَكَاعِ ورجلٌ لُكَعُ.
انظر: المقتضب (3/ 374)، إصلاح المنطق (ص 296)، خزانة الأدب (2/ 357)، المغرب في ترتيب المعرب (2/ 249)، تهذيب اللُّغة (1/ 20)، تهذيب الأسماء (3/ 307).
(4)
أضفتُ كلمة "سمعتُ" لأنَّها الأنسب في هذا الموضع ويقتضيها السِّياق، وجاءت في حديث مالك في موطئه وفي صحيح مسلم.
(5)
اللأْواء: الشِدَّة وَضِيقُ المعيشةِ.
انظر: النهاية في غريب الحديث (4/ 221).
(6)
ما بين المعقوفَين سقَطَ من نُسخة (م) ويقتضِي السِّياقُ وُجُودَه، وجاء في المصادرِ الحَدِيثِيَّة التي أخرجت الحديث.
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب التَّرغيب في سُكنى المدينة والصبر على لأوائها (2/ 1004، ح 482) عن يحيى بن يحيى النَّيسابُوريِّ، عن مالكٍ به.
4177 -
حدَّثنا الصغاني، وإسماعيلُ بن صَالِحٍ الحُلْوانِي
(1)
، قالا:
⦗ص: 347⦘
حدَّثنا عبد الأعلى ابن حمَّاد
(2)
، حدَّثنا المُعتمرُ بن سُليمانَ، عن عبيد الله بن عمر، عن نافِعٍ
(3)
، عن ابن عُمر، بِمثلِ حديثِ مالكِ بن أنَسٍ (مُطَوَّلًا)
(4)
، فإنِّي سمعتُ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"مَنْ صَبَرَ عَلَى شِدَّتِها وَلأْوَائِها كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا يومَ القيامَةِ"
(5)
.
(1)
هو: إسماعيل بن صالح بن عُمر أبو بكر التَّمَّار الحُلْوانِي -بِضَمِّ الحاء المهملة، وسكون اللام، والنُّون بعد الألف- نسبة إلى بلدةِ حُلوَان.
قال عنه ابن أبي حاتم: "صدوق".
انظر: الجرح والتعديل (2/ 178 - 179)، الأنساب (2/ 247).
(2)
ابن نصر الباهلي -مولاهم- البصري، أبو يحيى، المعروف بالنَّرْسِيِّ، تقدَّمت ترجمته.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(4)
تصحَّف ما بين القوسين في نسخة (م) إلى "مطلولة"، وحديث مالكٍ مرَّ آنفًا برقم / 666.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب التَّرغيب في سُكنى المدينة والصبر على لأوائها (2/ 1004، ح 481) عن زُهير بن حربٍ، عن عُثمان بن عُمر، عن عيسى ابن حفصِ بن عاصم، عن نافع به، وأخرجه الترمذيُّ في سننه (ص 879، ح 3918) عن محمد بن الأعلى عن المعتمر به.
من فوائد الاستخراج: راويه عن نافع هو: عبيد الله بن عمر، وهو أوثقُ وأثبتُ من عيسى بن حفص بن عاصم راوي الحديث لدى مسلم.
4178 -
حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا دُحَيْم
(1)
، حدَّثنا ابن أبِي فُديك
(2)
،
⦗ص: 348⦘
أخبرنا الضَّحَّاكِ
(3)
، عن قَطَنِ الخزاعِيِّ، عنْ يُحَنَّسَ مولَى مُصعَبِ بن الزُّبيرِ، عن عبد الله بن عُمر قال: سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَن صَبَرَ علَى لأْوائِها وَشِدَّتِهَا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَومَ القِيامَةِ أوْ شَهِيْدًا" يعنِي المَدِينَةَ
(4)
.
(1)
دُحَيْم: - بِمُهملتَين وسُكونِ الياء مصغَّرا- وهو: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو القرشِيّ، مولاهُم، ت / 245 هـ.
انظر: الأنساب (2/ 462)، التقريب (ت 4227).
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، وهو: محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُدَيْك -بالفاء مصغَّر-.
(3)
ابن عُثمان.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب الترغيب في سُكنى المدينة والصبر على لأوائها (4/ 1002، ح 483) عن محمد بن رافع، عن ابن أبي فُديكٍ به.
وفي لفظِ مُسلمٍ قصَّةٌ حكاها يُحنَّس مولى الزُّبير: "أنَّه كانَ جالسًا عند عبد الله بن عُمر في الفِتنة، فأتتْهُ مولاةٌ له تُسلِّم عليه فقالتْ: إنِّي أردتُ الخُروجَ يا أبا عبد الرحمن! اشتَدَّ علينا الزَّمانُ، فقالَ لها عبد الله: اقْعُدِى لَكَاعِ، فإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
الحديث.
4179 -
أخبرنا محمدُ بن يحيى
(1)
، حدَّثنا إبراهيم بن حمزة
(2)
، حدَّثنا عبد العزيز ابن أبِي حَازِم، عن العلاء
(3)
، عن أبيه
(4)
، عن أبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَا يَصْبِرُ عَلَى لأْوَاءِ المَدِينَةِ وَشِدَّتِها أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي إلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يومَ القِيامَةِ أوْ شَهِيدًا"
(5)
.
(1)
الذُّهْلِي.
(2)
ابن محمد بن حمزة القرشي الأسدى، أبو إسحاق الزبيري المدني.
(3)
ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرقي، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي.
(5)
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب التَّرغيب في سُكنى المدينة والصبر على لأوائها =
⦗ص: 349⦘
= (2/ 1004، ح 484) عن يحيى بن أيوب، وقُتيبة، وعلي بن حُجر، ثلاثتُهم عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن به.
وفي الباب نفسِه عن ابن أبي عُمر، عن سفيان بن عيينة، عن أبي هارون موسى ابن أبي عيسى، عن أبي عبد الله القَرَّاظ.
وعن يُوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن هشام بن عروة، عن صالح بن أبي صالح، عن أبيه، كلاهما عن أبي هريرة رضي الله عنه بمثله.
ويظهرُ أن أبا عوانة رواه أيضا من طريق عليِّ بن حُجرٍ، عن إسماعيل بن جعفر به، ولكنَّها سقطتْ من النُّسخة الخَطِّيَّة، حيثُ ذكرها الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (15/ 277، ح 19300) وعزاها إلى أبي عوانة وأنَّه أخرجها في كتاب الحجِّ، فقال:"ثنا أبي، ثنا عليُّ بن حُجر به".
ووالدُ أبي عوانة -إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو يعقوب النَّيسابُورِيُّ الإسفرايينيُّ روى عنه ابنُه أبو عوانة في مواضع من كتابه عن علي بن حُجر، عن إسماعيل ابن جعفر أحاديث مختلفة.
4180 -
حدَّثنا أحمد بن عُثْمان (الأَوْدِيُّ)
(1)
، حدَّثنا جَعفر ابن
⦗ص: 350⦘
عَونٍ، حدَّثنا معاوية بن أبي مُزَرِّد
(2)
، عن أبِيه
(3)
، عن أبي هريرة، عن النَّبيّ عليه السلام، بمثلِه:"كنْتُ لهُ شَهيدًا أو شَفيعًا"
(4)
.
(1)
الأَوْدِيّ: -بفتح الهمزة، وسكون الواو وكسرِ الدال المهملة- نسبةً إلى أودِ ابن صعبِ بن سعد العشيرة من مُذْحِج، تصحَّف في النسخة الخطِّيَّة والمطبوع إلى "الأزدي".
الأنساب (1/ 226)، اللُّباب (1/ 92)، توضيح المشتبه (1/ 281)، تقريب التهذيب (ت 90).
(2)
هو: معاوية بن عبد الرحمن يَسار، مولى بني هاشم المدني.
و"مُزَرِّد" -بضم الميم، وفتح الزَّاي، وتثقيل الرَّاء المكسُورة- الأنساب (5/ 274).
قال ابن معين: "صالح"، وقال أبو زُرعة وأبو حاتِم والحافظ ابن حجر:"ليس به بأس".
انظر: الجرح والتعديل (8/ 380)، تهذيب الكمال (28/ 217)، تقريب التهذيب (ت 7627).
(3)
عبد الرحمن بن يَسَارٍ، أبي مُزَرِّد، والدُ مُعاوية، قال فيه الحافظ:"مقبولٌ".
انظر: المقتنى في سرد الكُنى للذهبي (2/ 73)، تقريب التهذيب (ت 9996).
(4)
انظر تخريج الحديث السَّابق.
بابُ ذِكرِ أسَامي المَدينَةِ، وأنها تَنْفِي شِرَارَ أهلِها، وأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أمرَ بالهجرَةِ إليْها
4181 -
أخبرنا عيسى بن أحمدَ
(1)
، حدَّثنا ابن وهب، قال: أخبرِني عمرو بن الحارث، أنَّ يحيى بن سعيد
(2)
حدَّثَه، أنَّ سعيدَ بن يَسارٍ حدَّثه، أنَّه سمِع أبا هُريرة يقولُ: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرْتُ بِقَرْيةٍ تأْكُلُ القُرَى، يقالُ لها: يَثْرِبُ، وهِي المَدينةُ، تَنْفِي النَّاسَ (كَمَا)
(3)
يَنْفِي الكِيرُ
(4)
الخَبَث
(5)
"
(6)
.
(1)
العَسقلاني، أبو يحيى البلْخِي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث التَّالِي.
(3)
تصحَّف (كما) إلى "كلها"، والتصويب من الحديث التالي، ويقتضيه السِّياق أيضا.
(4)
الكِيرُ: -بالكسر- كيرُ الحدَّادِ، وهو المبنيُّ من الطِّينِ، وقيل: الزِّقُّ الذي يَنْفُخُ بِه النَار.
انظر: النهاية في غريب الحديث (4/ 217).
(5)
الخَبَث: -بفتحتين-: الوسَخ، وخَبَثُ الحديد: وسخُه الذي تُخرجُه النار.
انظر: مرقاة المفاتيح (4/ 20)، التيسر بشرح الجامع الصغير (1/ 56).
(6)
انظر تخريج الحديث التَّالي.
4182 -
أخبرنا يُونُس [عن]
(1)
ابن وهب أنَّ مالكًا
(2)
أخبره عن
⦗ص: 352⦘
يحيى بن سعيد قال: سمعتُ أبا الحُبابِ سعيدَ بن يَسارٍ يقول: سمعتُ أبا هُريرة يقولُ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ القُرَى، يَقُولُونَ: يَثْرِبَ
(3)
، وهِي المدينةُ تَنْفِي النَّاسَ كمَا يَنْفِي الكِيْرُ خَبَثَ الحَدِيدِ"
(4)
.
(1)
ما بين المعقوفين سقطت من نسخة (م)، ويونس هو: ابن عبد الأعلى وشيخه: عبد الله بن وهب المصري، وليس في شيوخ أبي عوانة من اسمه يونس بن وهب، ولا في تلاميذ الإمام مالك من يتسمى بهذا الإسم، وانظر: شرح مشكل الآثار للطحاوي (5/ 81) فقد روى الحديث من طريق يونس عن ابن وهب، ولم يذكر الحافظ هذا الحديث في الإتحاف (15/ 11، ح 18767).
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطَّئه (2/ 252، ح 1749) من طريق يحيى =
⦗ص: 352⦘
= اللَّيثيِّ عنه بهذا الإسناد.
(3)
يَثْرِب: اسم مَدينةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم-بثاءٍ مُثَلَّثةٍ وراءٍ مَكْسُورةٍ- وقدْ غيَّرَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ذلِك فسمَّاها طابَة وطَيْبَة كراهية لِما في يَثْرِبَ مِنَ التَّثْرِيبِ.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 306).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب المدينة تَنفي شرارَها (2/ 1006، ح 488) عن قُتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنسٍ، وعن عمرو الناقد، وابن أبي عمر، عن سُفيان، وعن ابن المثنَّى عن عبد الوهَّاب الثقفي، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد به، محيلًا متن حديث سفيان بن عيينة، وعبد الوهاب على حديث مالك، وقال:"لم يذكرا الحديد".
وأخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة -باب فضل المدينة وأنهَّا تَنفِي النَّاس (ص 301، ح 1872) عن عبد الله بن يوسف عن مالكٍ به، وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (5/ 81) عن يونس بن عبد الأعلى به.
4183 -
حدَّثنا يونس بن حبيب، حدَّثنا أبو داوُد
(1)
، ح.
وحدَّثنا أبو داود الحراني، حدَّثنا وهب بن جرير، قالا: حدَّثنا شُعبة،
⦗ص: 353⦘
عن سماكِ بن حَربٍ
(2)
قال: سمعت جابرَ بن سَمُرَةَ يقُولُ: "كانُوا يُسَمُّونَ المدينةَ يَثْرِبَ، فَسَمَّاهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم طَيْبَةَ" وهذا لفظُ يُونُس، وحديثُ وَهْبٍ:"أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سمّاها طَابَةَ" يعنِي المَدينة
(3)
.
(1)
سليمان بن داود الطيالسي، والحديث في مسنده (ص 104) من طريق يونس ابن حبيب عنه بمثل لفظ أبي عوانة.
(2)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب المدينة تنفي شرارها (2/ 1007، ح 491) عن قُتيبة بن سعيد، عن وهنَّاد بن السَّرِيِّ، وأبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي الأحوص، عن سماك به، بلفظ:"إنَّ الله تعالى سمَّى المدينةَ طابةَ".
قلتُ: أمَّا رواية أبي عوانة من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة بلفظ: "طيبة"، فمع ثبوت هذه التَّسمية عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى تبقى محلّ نظر في ثبوتها عن شعبة في هذا الحديث، فقد خالف الطَّيالسيَّ في ذلك جمعٌ من الثقات الأثبات عن شُعبة، منهم وهبُ بن جرير (كما عند المصنَّف)، ويحيى بن سعيد القطَّان (مسند الإمام أحمد 5/ 101) وعبد الرحمن بن مهدي (مسند أحمد 5/ 10)، ومعاذ بن معاذ العنبري (صحيح ابن حبَّان 9/ 44)، كُلُّهم يروونه عن شُعبةَ بلفظ:"طابة".
ووافق روايةَ الجماعة عن شُعبة روايةُ جمعٍ من الرُّواة عن سماك بن حرب بلفظ: "طابة"، منهم أبو الأحوص (صحيح مسلم 2/ 1007، ح 491) وأسباط (مسند أحمد 5/ 98) وحماد بن سلمة (مسند أحمد 5/ 106)، وزهير بن معاوية (كما عند المصنِّف) كلُّهم رووه عن سماكٍ بلفظ:"طابة"، مِمَّا يدلُّ على ثبوت تسمية "طابة" دون "طيبة" في هذا الحديث، وأبو داود الطَّيالسي مع كونِه من أثبتِ النَّاس في شُعبة، إلا أنَّ روايةَ الجماعة من الثقات تقدَّم على ما روى كونها رواية الأكثر والأحفظ، ولعلَّ الخطأ ليس منه، بل جاء عن الراوي عنه: يونس بن حبيب، =
⦗ص: 354⦘
= ورُبَّما لأجل هذا قال أبو عوانة: "هذا لفظُ يُونُس"، ولم يقل:"هذا لفظ أبي داود الطَّيالسي".
تنبيه: ذكر ابن حجرٍ في إتحاف المهرة (3/ 73، ح 2548) تحت هذا الحديث طريقين آخرين عزاهما لأبي عوانة، ولكنِّي لم أقف عليها في مستخرج أبي عوانة، ولعلَّها سقطتْ عن النسخة:
قال الحافظ: "عه فيه: ثنا أبو داود الحراني، ثنا يحيى بن حمَّاد، ثنا أبو عوانة، وعن أبي قلابة، ثنا يحيى، ثنا أبو الأحوص، كلاهما عن سماكٍ به".
من فوائد الاستخراج: تعيين من له اللَّفظ من الرُّواة.
4184 -
حدَّثنا أبو داود الحراني، حدَّثنا الحَسَن بن أَعْيَنَ، حدَّثنا زُهيرٌ
(1)
، حدَّثنا سِمَاكُ ابن حربٍ
(2)
، عن جابرِ بن سَمُرة قال: ذكَرُوا المَدِينَةَ يَثْرِبَ فقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله سَمَّاهَا طَابَةَ"
(3)
.
(1)
ابن معاوية.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السَّابق ح / 4183.
(3)
انظر تخريج الحديث السابق.
4185 -
حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا هاشِمُ بن القاسِم، حدَّثنا شُعبة
(1)
، عن عَدِيٍّ
(2)
، عن عبد الله بن (يَزِيدَ)
(3)
، عن زَيدِ بن ثَابِتٍ أنَّ قومًا خَرجُوا
⦗ص: 355⦘
معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلَى أُحُدٍ، فرجعوا فاخْتَلفُوا فيهم، فقالتْ طائِفةٌ: نَقْتُلُهُم، وقالتْ طَائِفةٌ: لَا نَقْتلُهُم، (فَنَزلتْ):{فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} الآية.
(4)
وفي هذا الحديثِ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "المديِنَةُ طَيْبَةُ"
(5)
.
(1)
موضعُ الالتقاء مع مسلم.
(2)
ابن ثابت.
(3)
تصحَّف ما بين القوسين في نسخة (م) إلى "زيد" والتصويب من إتحاف المهرة (4/ 635، ح 4804) وهو: عبد الله بن يزيد أبو موسى الأنصاري الخَطْميُّ.
(4)
سورة النساء، الآية رقم / 88.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (4/ 2142، ح 6) عن عبيد الله بن معاذ العَنْبَريِّ، عن أبيه معاذ، وعن زُهير بن حرب، عن يحيى بن سعيد. وعن أبي بكر بن نافع، عن غُندر، ثلاثتهم عن شُعبة به، محيلًا لفظ حديث يحيى القطَّان وغُندر على لفظ معاذ العنبَريِّ وقال:"نحوه"، ولم يرد في لفظ معاذٍ في هذا الموضِعِ قولُه:"المدينة طَيْبَة"، وأخرجه في كتاب الحجِّ -باب المدينة تنفي شرارها (2 ب/ 1006، ح 490) عن عبيد الله بن معاذٍ عن أبيه، عن شُعبة بهذا الإسناد بلفظ:"إنَّها طيبة (يعني المدينة) وإنَّها كَنْفِي الخَبَثَ كما تَنْفِي النَّارُ خبثَ الفِضَّة".
وعدَّ المزيُّ في تحفة الأشراف (3/ 220، ح 3727) حديثَي معاذ العنبريِّ حديثًا واحدا.
وأخرجه البخاريَّ في صحيحه في كتاب فضائل المدينة -باب المدينة تنفي الخبَث (ص 303، ح 188) عن سُليمان بن حرب، وفي كتاب المغازي -باب غزوة أحد (ص 686، ح 4050) عن أبي الوليد، كلاهما عن شُعبة به، إلَّا أنَّه لم يرد ذكر "طَيْبَة" في طريق سليمان، ولكن وردت في طريق أبي الوليد، وزاد:"تنفِي الذُّنُوب كما تَنفي النَّار خبثَ الفِضَّة".
4186 -
[حدثنا أبو قِلابَة، حدَّثَنا بِشْرُ بن عُمر، حدَّثنا (شُعبةُ)
(1)
، عن عَديِّ بن ثابِتٍ]
(2)
بمثلِ حديثِ هَاشِم بن القاسِم
(3)
.
(1)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السَّابق، وفي المطبوع من إتحاف المهرة (4/ 635، ح 4804) جاء "سعيد" بدل "شُعبة"، وأراه -والله أعلم- تصحيفا فإنَّ بشرًا لا يروي عن أحدٍ اسمه سعيد، كما إنِّي لم أقف في تلاميذِ عديِّ بن ثابت على راو اسمه سعيد، بل بشر بن عمر معروف بالرواية عن شُعبة، وكلام أبي عوانة نهاية الحديث يدلُّ على أنَّه "شعبة" حيث قارن بين روايتي تلميذيه (هاشم بن القاسم، وبشر) عنه وقال: "بمثل حديث هاشم بن القاسم".
(2)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م)، واستدركته من إتحاف المهرة (4/ 635، ح 4804)، والسِّياق يدلُّ على السَّقط أيضا.
(3)
انظر تخريج الحديث السَّابق ح/ 4185.
4187 -
حدَّثنا محمد بن يحيى
(1)
، وأبو المُثَنَّى
(2)
، قالا: حدَّثنا القعنبي، حدَّثنا عبد العزيز بن محمَّد
(3)
، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هُريرة، أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"ألَا إنَّ المدينة كَالكيرِ تُخرِجُ الخَبَثَ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَنْفِي المَدينَةُ شِرَارَها كماَ يَنْفِي الكِيْرُ خَبَثَ الحَدِيدِ"
(4)
.
(1)
الذُّهلِيُّ.
(2)
هو: معاذ بن المثنَّى بن معاذ بن معاذ العنْبَري.
(3)
الدَّرَاوَرْدِي، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب المدينة تنفي شرارَها (5/ 1002، ح 487) عن =
⦗ص: 357⦘
= قُتَيبة بن سعيد، وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (9/ 51) عن أبي خليفة، عن القعنبيِّ، كلاهما عن الدَّرَاوَرْدِي به مُطوَّلا، ولفظُ مسلمٍ: "يأتِي على النَّاسِ زَمانٌ يَدعُو الرَّجلُ ابنَ عمِّهِ وقَرِيبَه هَلمَّ إلَى الرَّخَاءِ هَلُمَّ إلى الرّخَاءِ والمَدينةُ خَيرٌ لهُم لو كانُوا يَعلَمون، والذي نَفسِي بِيَدهِ لا يَخرجُ منهُم أَحدٌ رغبةً عنهَا إلا أَخلفَ الله فيهَا خيرًا مِنهُ
…
".
4188 -
حدَّثنا يُونُس
(1)
، وأبو ثَوْر الإسْكَنْدَرَانِيُّ
(2)
، قالا: حدَّثنا ابن وهب، أنَّ مالكًا
(3)
أخبرَهُ، عن محمد بن المُنْكَدِرِ، عن جَابرِ بن عبد الله، أنَّ أعرابِيا بَايَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم علَى الإِسْلَامِ، فأصابَ الأعْرَابِيَّ وَعَكٌ
(4)
بالمدينَةِ، فأتَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسول الله، أقِلْنِي بيعَتِي، (فأبَى)
(5)
، ثُمَّ جاءَهُ فقال: أَقِلْنِي
(6)
بَيْعَتِي (فَأَبَى)، ثُمَّ جَاءَهُ فقالَ: أَقِلْنِي
⦗ص: 358⦘
بَيْعَتِي (فَأَبَى) رسول الله صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ الأَعْرَابِيُّ فقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا المَدِيْنَة كالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَها وَينْصَعُ
(7)
طِيْبُهَا".
(8)
(1)
ابن عبد الأعلى.
(2)
هو: عمرو بن سعد الشِّعْبانِي، أبو ثَور الإسكندراني، تقدَّم الكلام عليه.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، والحديث في موطئه (4/ 251 - 252، ح 1748) من طريق يحيى اللَّيثي عنه بهذا الإسناد.
(4)
الوَعَكُ: -بفتح الواو والعين المهملة وسكونها- هُو الحُمَّى، وقِيل: المُها.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 291)، النهاية في غريب الحديث (5/ 206).
(5)
ما بين القَوسَين تصحَّفَ في نسخة (م) إلى "أتى" في ثَلاثةِ مواضِعَ من الحديث، والسِّياق يدلُّ على ذلك.
(6)
أقِلْني بَيعَتي: أي وافِقْنِي على نقضِ البَيْعة.
انظر: النهاية في غريب الحديث (4/ 134).
(7)
يَنْصَعُ طِيْبُها: أي يخلُصُ ويصفُو، وقيل يبقى ويظهرُ، وقرأها بعضُ العلماء بفتح الطَّاء وتشديد الياء مع كسرها:"ينْصَعُ طيبُّها" وهو صحيحٌ أيضًا، كما يصحُّ أن تصيرَ الجملة فعلا ومفعولا: تَنصَعُ طِيبَها: أي تُخلصه، وتَنْصَعُ طيِّبَها، وجاء في بعض الرِّوايات بالباء والضاد: يَبْضُعُ، والكلمتان (ينصع طيبها) غير واضحتين في النُّسخة الخطيَّة لأبي عوانة.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 324)، النهاية في غريب الحديث (5/ 64).
(8)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب المدينة تَنفي شرارَها (2/ 1006، ح 489) عن يحيى بن يحيى.
وأخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الأحكام -باب بيعة الأعراب (ص 1242، ح 7209) عن القعنبي، وفي الكتاب نفسه في باب من بايع ثمَّ استقالَ البيعة (ص 1242، ح 7211) عن عبد الله بن يوسف، وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسُّنّة -باب ما ذكر النبيِّ صلى الله عليه وسلم وحضَّ على اتفاق أهل العلم، وما اجتمع عليه الحرمان مكِّة والمدينة (ص 2160، ح 7322) عن إسماعيل بن أبي أويسٍ، أربعتُهم عن مالكٍ به.
من فوائد الاستخراج: تصريح الإمام مالك بالتحديث، بينما عنعنَ لدى مسلم.
4189 -
حدَّثنا التِّرمذِيُّ
(1)
، حدَّثنا أبو نُعيم، حدَّثنا سُفيان الثوري،
⦗ص: 359⦘
عن محمد بن المُنْكَدِرِ
(2)
قال: سمعتُ جابرًا قال: جاءَ أعرابيٌّ إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: بَايِعْني علَى الإسْلام، فبايَعَهُ على الإسلام، ثُمَّ جَاء مِنَ الغَدِ مَحْمُومًا فقالَ: أقِلْنِي، فأبَى، ثُمَّ جاء من الغَدِ مَحْمُومًا، فقال: أَقِلْنِي، فأبَى، فلمَّا ولَّى قالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:"المدِينةُ كَالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَيَنْصع طِيْبُها".
(3)
(1)
محمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو إسماعيل السُّلَمِيّ.
(2)
موضعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السَّابق.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الأحكام -باب من نكثَ بيعةً (ص 1243، ح 7216) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين به.
من فوائد الاستخراج: إتيان زيادات لا توجد في حديث صاحب الأصل، وهي: أنَّ البيعةَ كانت على الإسلام، وأنَّ الأعرابيَّ جاء محمومًا في الغد بعد مُضيِّ يوم من بيعتِه.
بابُ عِقابِ مَنْ يريدُ بِالمدينةِ سُوءا وبِأهْلِها
4190 -
حدَّثنا محمد بن الجُنَيد الدقَّاق، حدَّثنا يَحيى بن غَيْلَان
(1)
، حدَّثنا حاتِم ابن إسماعيل
(2)
، عن عُمَرَ بن نُبَيْهٍ قال: أخَبَرَني دِيْنَارُ القَرَّاظُ أبو عبد الله
(3)
قالَ: سمعتُ (سَعْدَ)
(4)
بن أبِي وَقَّاصٍ يقُول: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أرادَ أهْلَ المَدِينَةِ بِدَهْمٍ
(5)
أوْ بِسُوْء أذَابَهُ الله كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ".
(6)
(1)
ابن عبد الله بن أسماء بن حارثة الخُزاعِي، أبو الفَضل البَغدادي.
(2)
موضع الالتقاء مع مسلم.
(3)
الخُزاعيُّ مولاهُم، المدنيُّ.
(4)
تصحَّف ما بين القوسين إلى "سعيد" والتصويب من إتحاف المهرة (5/ 106، ح 5011).
(5)
الدَّهْم: الأمر العظيم، وقيل: الشَّرُّ والغائلة، والدُهيم والدُّهيماء مصغَّران من أسماء الدَّواهي.
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 354)، مشارق الأنوار (1/ 362)، النهاية في غريب الحديث (2/ 145).
(6)
أخرجه الإمام مسلمٌ في كتاب الحجَّ -باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله (2/ 1008، ح 494) عن قُتَيبة بن سَعيد، عن حاتم به، وليس في لفظِه:"بِدَهْمٍ".
4191 -
حدَّثَني أبِي رحمه الله
(1)
، حدَّثنا عليُّ بن حُجْرٍ، حدَّثنا
⦗ص: 361⦘
إسمْاعِيلُ
(2)
، حدَّثنا عُمَرُ بن نُبَيْهِ الكَعبْيِّ، عن أبي عبد الله القَرَّاظِ، بِمثلِه.
(3)
(1)
إسحاق بن إبراهيم الإسفرائيني.
(2)
ابن جَعفر المدني، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، والحديث في جزء حديث علي بن حجر السعدي (ص 429، ح 487) عنه به.
(3)
أخرجه الإمام مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله (2/ 1008، ح 494) عن قتيبة بن سعيد، عن إسماعيل بن جعفر به، محيلا متن حديثه على حديث حاتم عن عمر بن نُبيه قبله، وقال:"بمثله، غير أنَّه قال: "بِدَهْمٍ أو بسوء".
4192 -
حدَّثنا سَخْتويه بن مَازْيَار أبو عَلِي
(1)
، حدَّثنا صَفْوَانُ بن عِيْسَى
(2)
، حدَّثنا عُمَرُ بن نُبَيْهٍ
(3)
، عن دينار القَرَّاظِ قال: سمعتُ سعدَ بن أبِي وَقَّاصٍ يقُول: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أرادَ أهْلَ المَدِينة بِسوءٍ أذَابَه الله إِذَابَةَ المِلْحِ في المَاءِ".
(4)
(1)
مولى بني هاشم، النَّيسابوريّ.
(2)
القرشي الزهريّ، أبو محمد البصري القسّام.
(3)
موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح /4190، 4191.
(4)
انظر تخريج الحديثين السَّابقين.
4193 -
حدَّثنا يزيد بن سنان
(1)
، حدَّثنا أبو عاصم
(2)
، عن ابن جريج
(3)
، عن عمرو بن يحيى بن غمارة، أنّه سمَعَ القَرَّاظ، عن أبِي هُريرة
⦗ص: 362⦘
يقُول: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أرادَ أهْلَهَا بِسُوء يُرِيدُ المَدينةَ أذَابَهُ الله كمَا يَذُوبُ المِلْحُ في المَاءِ"
(4)
.
(1)
ابن يزيد بن ذَيَّال القزَّاز، أبو خالد البصري.
(2)
الضَّحَّاك بن مَخْلَد.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(4)
أخرجه الإمام مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله (2/ 1008، ح 493) عن محمد بن حاتم، وإبراهيم بن دينار، كلاهما عن حجَّاج، وعن محمد بن رافعٍ عن عبد الرزِّاقِ، جميعًا عن ابن جُريجٍ به، وفيه: أنَّ القَرَّاظ "كانَ من أصحابِ أبي هُريرةَ".
من فوائد الاستخراج: التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخي شيوخِه (حجَّاج وعبد الرزَّاق)، مع تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "بدلٌ" و- "مساواة".
4194 -
حدَّثنا أبو جَعْفَر أحمد بن محمد بن [أبِي] الحارث
(1)
، والصَّاغاني، قالا: حدَّثنا حَجَّاجٌ
(2)
، عن ابن جُريج قال: أخبرنِي عمرو بن يحيى بن عُمارة بمِثْلِه
(3)
.
(1)
هو: أحمد بن محمد بن يوسف بن أبي الحارث، أبو جعفر البزاز، -بزايين- البغدادي.
(2)
ابن محمد الأعور، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4193.
(3)
انظر تخريج الحديث السَّابق.
4195 -
حدَّثنا الدَّبَرِيُّ
(1)
، حدَّثنا عبد الرَّزَّاق
(2)
، أخبرنا ابن جُريج، قال: أخبرِني عمرو بن يحيى بِمِثله، وقال: أهلَ هذهِ البَلْدَةِ
(3)
.
(1)
إسحاق بن إبراهيم بن عبَّاد الدَّبري، أبو يعقوب الصَّنعاني.
(2)
الصَّنعاني، صاحب المصنِّف، وهو موضع الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج ح / 4193.
(3)
انظر تخريج ح/ 4193.
من فوائد الاستخراج: =
⦗ص: 363⦘
= • تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "مساواة".
• تعيين من له اللَّفظ من الرُّواة.
4196 -
حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق، وأحمد بن عِصَام الأصبهاني
(1)
، قالا: حدَّثنا أبو عاصم، ح.
وحدَّثنا أحمد بن محمد بن أبِي الحَارِثِ، حدَّثنا حَجَّاجٌ
(2)
، عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن يُحَنَّس، ح.
وحدَّثنا الدَّبَرِيُّ، أخبرنَا عبد الرَّزَّاقِ
(3)
، أخبرنا ابن جُريج، قال: أخبرنِي عبد الله بن عبد الرحمن بن (يُحَنَّسَ)
(4)
، عن أبي عبد الله القَرَّاظِ، أنَّه قال: أشْهَدُ على أبِي هُريرةَ أنَّه قالَ: قالَ أبو القَاسِم صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أراد أهْلَ هَذِهِ البَلَدَةِ بِسُوء -يعنِي المدينةَ- أذَابَهُ الله كماَ يَذُوبُ المِلْحُ في المَاءِ"
(5)
.
(1)
ابن عبد المجيد الأنصاري مولاهم، أبو يحيى الأصبهاني.
(2)
ابن محمد الأعور، وهو موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(3)
الصَّنعاني، صاحب المصنِّف، وهو موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(4)
ما بين القوسين تصَّحف في نسخة (م) إلى "حنس"، والتّصويبُ من الحديثِ نفسه ومن إتحاف المهرة (14/ 480، ح 18051).
(5)
أخرجه الإمام مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله (2/ 1007، ح 492) عن محمد بن حاتم، وإبراهيم بن دينار، كلاهما عن حجَّاجٍ، وعن محمد بن رافعٍ عن عبد الرزَّاقِ، جميعًا عن ابن جُريجٍ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يُحَنَّسَ به.
من فوائد الاستخراج: التقاء المصنِّف مع مسلم في شيخي شيوخِه (حجَّاج =
⦗ص: 364⦘
= وعبد الرزاق)، مع تساوي عدد رجال الإسنادين، وهذا "بدلٌ" و "مساواة".
4197 -
حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا عُثمان بن عُمر، أخبرنا أُسامة ابن زَيدٍ
(1)
، عن أبِي عبد الله القَرَّاظِ، أنَّه سمِعَ سَعْدَ بن مَالِكٍ
(2)
، وأبَا هُرَيْرَةَ، يقُولانِ: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهُمَّ بَارِكْ لأهْلِ المَدِينَةِ في ثِمَارِهِمْ ومُدِّهِمْ وصَاعِهِمْ، اللَّهُمَّ إنَّ إبراهيمَ دَعَا لأَهْلِ مَكَّةَ وأنَا أدعُو لأهْلِ المدينةِ مِثلَ مَا دعَا إبراهيمُ لأهْلِ (مَكَّةَ)
(3)
وَمِثْلَهُ مَعَهُ، إنَّ المَلائِكَةَ مُشَبِّكَةٌ
(4)
بِالمدينةِ، على كُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا (مَلَكَانِ)
(5)
يَحْرُسَانِهَا، لَا يَدْخُلُها الطَّاعُونُ ولا الدَّجَّالُ، مَنْ أرادَهَا بِسُوء أذَابَهُ الله كما يَذُوبُ المِلْحُ في المَاءِ".
(6)
(1)
اللَّيثي، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(2)
هو: سعد بن أبي وقَّاص.
(3)
ما بين القوسين تصحَّف في نسخة (م) إلى "المدينة" والتصويب من دلالة السِّياق.
(4)
مُشَبِّكَةً: التَّشْبِيكُ إدخالُ الأصابعِ بعضِها في بعضٍ. النهاية (2/ 441).
(5)
في نسخة (م)"ملكين" بالنَّصب، وهو خطأ نحويٌّ.
(6)
أخرجه الإمام مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله (2/ 1008، ح 495) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبيد الله بن موسى، عن أسامة بن زيد اللَّيثي به مختصرًا، بلفظ:"اللهم بارِكْ لأهلِ المدينةِ في مُدِّهِم" وساقَ الحديث، وفيه:"مَنْ أرادَهَا بِسُوء أذَابَهُ الله كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ في المَاءِ" وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 330) عن عُثمان بن عُمر عن أسامة بن زيد اللَّيثي بنحوِ لفظ أبي عوانة، كما رواه مسلمٌ في كتاب الحج -باب صيانة المدينة من =
⦗ص: 365⦘
= دخول الطاعون والدجال إليها (2/ 1005، ح 485) عن يحيى بن يحيى عن مالك، عن نُعيم بن عبد الله، عن أبي هُريرة رضي الله عنه بلفظ:"على أنْقابِ المدينة ملائكةٌ لا يدخُلُها الطَّاعُونُ ولا الدَّجَّال".
من فوائد الاستخراج: في حديث المصنِّف زيادةٌ صحيحة وتتمَّةٌ لما حذفه الإمام مسلمٌ من حديث أسامة بن زيد الليثيِّ اختصارًا.
4198 -
حدَّثنا إبراهيم بن الحُسين
(1)
، حدَّثنا مُوسى بن إسماعيل، حدَّثنا عبد (الواحد)
(2)
ابن زياد، عن عُثمَانَ بن حَكِيمٍ
(3)
، عن عَامر بن سَعْدٍ، عن أبِيه قالَ: قالَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يُريدُ أهلَ المَدِينَةِ أحدٌ بِسُوءٍ إلَّا أذَابَهُ الله ذَوْبَ الرَّصَاصِ
(4)
في النَّارِ أو ذَوْبَ المِلْحِ في المَاءِ".
(5)
(1)
هو الحافظ: إبراهيم بن الحُسين بن علي الكِسائي أبو إسحاق الهَمَذَانِي، يُعرَفُ بابن دِيزيل، وبِـ (دابة عفَّان)، ويُلَقِّبُ بِـ "سِيْفَنَّة".
(2)
كتب الناسخ بدل لفظة "الواحد" لفظة "الرزاق"، ثم ضرب عليها كتب قبالتها في الهامش الأيمن "الواحد"، وضبب عليها بالصحة.
(3)
موضِعُ الالتقاء مع مسلم.
(4)
الرَّصاص: -بفتح الراء وصادين مهملتين- عنصرُ فِلز ليِّن بين اللَّون الأزرقِ والرَّمادي، لَه بريقٌ فِضِّيٌّ، ينصَهِر عندَ 327 م.
انظر: المعجم الوسِيط (ص 348).
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب فضل المدينة، ودعاء النّبَيّ صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة
…
(2/ 991، ح 460) عن ابن أبي عُمر، عن مروان بن مُعاوية، عن عُثمان بن حكيم =
⦗ص: 366⦘
= الأنصاريِّ عن عامر بن سعد به، وأصلُ حديثِ مروان عن عامر هو: عن تحريم لابتي المدينة، وعدم قطع عضاها، وحرمة قتل صيدها، والصبر على لأوائها، ولم يذكُر غيرُ مروان عند مسلم حديثَ أبي عوانة هذا عن عامر بن سعد، ولهذا قال الإمام مسلم:"وزاد -أي مروان- في الحديث "ولا يريدُ أحدٌ أهل المدينة بسوء إلَّا أذابه الله في النار ذوبَ الرصاص، أو ذوبَ الملحِ في الماء".
من فوائد الاستخراج: متابعة عبد الواحد بن زيادٍ، وعلي بن مسهرٍ (ح / 4199) مروانَ بن معاوية على زيادته عن عثمان بن حكيم عند مسلم.
4199 -
حدَّثنا محمد بن حيَّويه، حدَّثنا محمد بن سَعيد الأصْبَهانِي
(1)
، أخبرنا عليُّ بن مُسْهِرٍ، حدَّثنا عُثمان بن حَكيم
(2)
، حدَّثَني عَامِرُ بن سَعْدٍ، عن أبِيه قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ أرادَ المَدينَةَ بِسُوءٍ أذَابَهُ الله في النَّار كَذَوْبِ [الرَّصَاص]
(3)
".
(1)
هو: محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي، أبو جعفر الأصبهاني، يُلقَّب حمَدان.
(2)
موضعُ الالتقاء مع مسلم، انظر تخريج الحديث السابق ح / 4198.
(3)
ما بين المعقوفين سقط من نسخة (م) واستدركتُه من متون أحاديث الباب، والسِّياق يقتضيه أيضًا، وهذا الموضع هو نهاية الموجود من أبواب الحجِّ لمستخرجِ أبي عوانة، تليها لوحاتٌ من كتاب فضائل القرآن وكتاب الجهاد، ولا يُعرفُ القدرُ السَّاقط بينها وبين ما سقط من آخر كتاب الحجِّ، ولعلَّ الله عز وجل أن يُيَسِّر مخطوطةً صحيحةً مكتملة، ليمكن استدراك ما فات الباحِث.
والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مُلحق: وصفُ النُّسخةِ الخَطِّية المعتمدة في تحقيق هذا الجزء
النُّسخة المعتمدة في تحقيق هذا الجزء من الكتاب هي النُّسخة الوحِيدة لهذا الجزء الذي قمتُ بتحقيقه، ولم أعثُر على غيرها في هذا الموضع من الكتاب، ويوجَدُ من هذه النسخة الجزءُ الأول، وبعضُ الثاني، والثالث، والرابع، والخامس، وجميعُها محفوظ بدار الكتب المصرية برقم: 453 حديث، مسطرتهُا 21 سطرا، كُتبت بخط نسخ عادي، ولم يُذكر اسم ناسخها، كتِبَ في آخر الجُزء الأول منها تاريخ نسخها: 596 هـ بدار الحديث بدمشق، وتمَّ تصويرها بدار الكُتب المصرية في 18 صفر سنة 1367 هـ، ولكن يظهر لي -والله أعلم- من رسم خطها وإملائها ونقطها وشكلها وضبطِها، أنَّها حديثةُ النَّسخ، ونُسختْ من نُسخة كانت تحمل التاريخ المذكور، فأثبته الناسخُ على النُّسخة الجديدة، ومُصَوَّرةُ هذه النُّسخة مودعَةٌ في مركز المخطُوطات بمكتبة الجامعة الإسلامية برقم (1103) فلم.
وهي نسخةٌ موثَّقة ومعارضةٌ بالأصل الذي نُسختْ مِنه، فكلَّ حديثٍ فيها ينتهي بدائرة منقُوطة، ممَّا يدلُّ على أنَّها مقابلة بالأصل الذي نُسخت منه
(1)
، وهي من رواية أبي المُظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن
(1)
انظر لهذه القاعدة: الجَامِع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/ 273)، مقدِّمة ابن الصلاح (ص 187)، أدب الإملاء والاستِملاء (ص 172)، الشَّذا الفيّاح (1/ 333)، الغاية في شرح الهداية في علم الرواية (ص 87)، توجيه النظر إلى أصول =
القُشيري، عن أبي نُعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني، عن أبي عوانة رحمه الله-كما تقدَّم في المبحث الثالث من هذا الفصل، كما أثبت عليها عِدَّة سماعاتٍ لعدد من الأئمة، ورمزتُ لها بِـ "م" عند التّعليق في الحاشية.
والنُّسخة مع توثيقِها ومقابلتِها بأصلها لم تَخلُ من التَّصحيف والتحريف
(1)
والخللِ في ترتيب لوحَاتها والسقط الكثير في أوراقِها، كما يظهر أن ناسخها رحمه الله لم يعتن بها كما ينبغي، ولذا تصرَّف فيها باختصار تراجم الأبواب لطولها، وما كان له أن يفعل ذلك
(2)
، وعلى طُرَّتِها إثباتُ وقفٍ وعِدةُ تَمَلُّكات، يرجع بعضُها إلى أحد السَّلاطين، وَوُسِمَتْ جميعُ أجزائها بأنها أجزاءٌ من:"مختصر أبي عوانة يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم الإسفراييني مما ألَّفه على كتاب مسلم بن الحجَّاج".
= الأثر (2/ 775).
(1)
انظر على سبيل المثال لا الحصر: إسناد حديث (3600).
(2)
على سبيل المثال: اختصر تراجم الأبواب التالية:
• باب الإباحة لبائع الشيء بالنسيئة أن يسترهن من المشتري رهنا وذكر الترجمة (انظر: ترجمة الباب قبل ح / 5936).
• باب إباحة السَّلم في الثمار بكيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم وذكر الترجمة (انظر: ترجمة الباب قبل ح / 5953).
• باب النهي عن اتخاذ الخمر خلًّا، ثم قال:"الترجمة أطول منه". (ترجمة الباب قبل ح/ 8417).
ويقع الجزءُ الثالثُ من الأجزاء المذكورة
(1)
في 88 لوحة، وفيه سقط كثير وإخلال في ترتيب أوراقه، ويقع القِسم المرادُ تحقيقُه ضِمْنَه في 80 لوحة، من بداية الموجود منه: 2 / أإلى 81 أ، يبتدئُ لبعض كتاب الحج، وأوَّل أبوابه: باب بيان الإباحة للمحرم غسل رأسه ودلكه رأسه بالماء، وينتهي بباب عقاب من يريدُ بالمدينة سوءا وبأهلها من أبواب الحج.
يليهَا وجهٌ وسبعُ ورقاتٍ من كتاب فضائل القرآن، آخرها: أحاديث باب الترغيب في سؤال القارئ قراءة القرآن والاستماع إليه ....
كما أُلحقَ بآخر الموجود منهُ أوراقٌ من آخر الجزءِ الرابع، ولا تخلُو من سَقطٍ وإخلالِ تَرتيب أيضًا، جاء في أولها حديث إسلامِ ثُمامة بن أثال رضي الله عنه وفي آخرها:"باب محاربة النبيِّ صلى الله عليه وسلم أهلَ الطَّائف"، يليها وجهٌ كُتب فيه:"نجز الجزء الرابع، الحمد لله وحده، وصلواته على خيرته من خلقه محمد وآله وسلامه"، يتلوه في الجزء الخامس -باب عدد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم".
وقدْ تصرَّفتُ في تقديم وتأخير لوحاتِ المَخطوط بما يخْدُمُ النَّص، وتقتضِيه حالةُ المَخطُوط وتكملةُ النَّصِّ من ترتيب؛ وقبل تفصيل القول في مواضع الإخلال والسقط، والنصوص الساقطة؛ أُنَبِّه على ثلاث أمورٍ:
الأول: التغييرُ الذي قمتُ به متمثِّلٌ في التقديم والتأخير لخدمةِ النَّص
(1)
وللمزيد عن الأجزاء الأخرى للنُّسخة ارجع إلى مقدمة الكتاب -قسم الدراسة- مبحث وصف النسخ الخطية.
من غير نُقصان.
الثاني: لم أعتمدْ على ترتيب مسلم في هذا التقديم والتأخير، وإن كنتُ استضأتُ به في مواضع، لأنَّ أبا عوانة لم يمشِ على ترتيب مسلمٍ في الكُتب والأبواب مع العِلم أنَّ ترتيبه منطقيٌّ منسجِمٌ مقاربٌ لترتيب جميعِ من صنَّف على أبوابِ الفقه.
الثالث: اللوحاتُ المتَّصلة فيما بينِها لم أقُمْ فيها بأيِّ تغييرٍ، وهي على ترتيبٍ دقيقٍ، فعلَى سبيل المثال: باب أحاديث الطِّيب عند الإفاضة جاء به المصنِّف في موضعه قبل باب طواف الإفاضة وبعد باب رمي الجِمار.
هذا على سبيل الإجمال، أمَّا تفصيلُ ما قُمتُ به من التَّصرُّف في النُّسخة الخطيَّة فأذكرُه في مطلبين:
المطلبُ الأول: مواضعُ الإخلال بالترتيب.
المطلبُ الثاني: تحديدُ مواضع السَّقط والأحاديث السَّاقطةِ من النُّسخة الخطِّية في القسم المراد تحقيقه (كتاب الحج):
المطلبُ الأوَّل: مواضِعُ الإخلالِ في التَّرتيب:
تبتدئُ النُّسخة الخطيَّة حسبَ ترتيبِ دار الكُتب المصريَّة ببعض كتاب الحجِّ، وأول أبوابه:"باب بيان الإباحة للمحرم غسل رأسه ودلكِه رأسَه بالماء" كما تقدَّم، ثُمَّ تنقسم النسخة إلى عدَّة مجموعات منفصلٌ عن بعضها البعض، تقتضي تكملةُ النَّص ترتيبَها واجتماعَها اضطرارا، وقد تمَّ تَوَصُّلِي -بتوفيق الله ومعونته- لتَدَارُكِ إشكالِ ما سبَّبَهُ خللُ التَّرتيب في مُعْظَمِ العَمَلِ، مستنِدًا في ذلِك لأدلَّة مؤكَّدة الصِّحَّة في أكثرِ هذَا المُعْظَم، وراجحةً في
يسيرٍ منه، وسأذكر تلك المجموعات مع ذكر أرقامِ اللوحات حسب ترتيب المخطوط الأصلى، وذكر ترقيمِ الأبواب حسب ترتيبِ الباحِث:
المجموعةُ الأولى:
تبدأ من 2 أ، ببعض كتاب الحج: بباب "الإباحة للمحرم غسل رأسه ودلكِه رأسَه بالماء"، وتتسلسلُ إلى نهايةِ 11 أحسبَ ترتيبِ دار الكُتب المصرية للنُّسخة، من باب 12 - 23 حسب ترقيم الباحِث، وانتهى 11 أبقوله: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ / (جزء إسناد لحديثٍ في عُمرة الحائض)، وتكملةُ الإسناد ومتنه في وجه 59 ب حسب ترتيب دار الكُتب المصرية
(1)
.
المجموعة الثانية:
وتبدأ من 59 ب بتكمِلة الإسناد السابق: (1/ بمكَّة نا عفَّان بن مُسلم
…
"، وتتسلسل اللوحات بدون انقطاع إلى نهاية 67 أ، من باب 23 - 29 حسب ترتيب الباحث، وآخر 67 أ: "إنما كان هذا الحي من الأنصار قبل أن يُسلموا يُهِلُّون لمناةَ الطَّاغية /" وتَكملةُ نصِّ الحديث في 19 ب
(2)
.
المجموعة الثالثة:
وتبدأُ من 19 ب بقوله: "/ كانوا يعبُدون عند المُشَلَّل
…
" تكملةً للنص السابق، وتتسلسلُ اللوحات إلى نهاية 51 أ، من
(1)
انظر: إتحاف المهرة: (16/ ج 2/ 1121، ح 21742)، وانظر ح / 3724).
(2)
انظر: صحيح مسلم (2/ 929، ح 261)، الإتحاف (17/ 249، ح 22196)، وانظر القسم المحقق:(ح / 3779).
باب 30 - 59 حسب ترتيب الباحث، وجاء في آخر 51 أحديثٌ من "باب ذكر الخبر المبيِّن أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة وانصرف إلى المنحرِ فنحرَ، والدليلُ على أنَّه صلى الله عليه وسلم لم يُصلِّ يوم النَّحر صلاةَ العيد" وكُتِب بعدَه بخطٍّ عَريضٍ: "باب/" وتكملةُ ترجمةِ الباب هذه في وجه 11 ب
(1)
.
المجموعةُ الرَّابعة:
وتبدأُ من 11 ب بتكمِلة ترجمَة الباب السابق: "ذِكْرِ الخَبَرِ المُبَيِّنِ المُوجِبِ على مَنْ يَنْحَرُ بمنىَ أَنْ يَنْحَرَ في رَحْلِهِ حَيْثُ كانَ مِنْ مِنًى، وَأَنَّ مِنًى كُلَّها مَنْحَرٌ، وَصِفَةِ نَحْرِ البَدَنَةِ والذَّبِيْحَةِ" من باب 60 - 70 حسب ترتيب البَاحِث، وتتسَلْسلُ اللَّوحات إلى نهاية 19 أ، وجاء في آخِرها:"حدثنا عبَّاسُ الدُّوري، نا شَبابة، ح. وحدثنا يوسُف بن مسلَّم نَا"(إسنادٌ لحديثٍ في بيان الإباحة للحائض ترك طواف الوداع إذا كانت أفاضت) وتكملةُ الإسنادِ في 75 ب
(2)
.
المجمُوعةُ الخامِسة:
وتَبدأُ منْ 75 ب بقوله: "/ نا حجَّاج قالا: ثنا شُعبة
…
" تكملةً للإسناد السابق، وتَتسلسلُ اللَّوحاتُ إلى نهاية إلى 77 أ، من باب 72 - 74 حسب ترتيب الباحث، وجاء في نهاية 77 أحديثُ السِّقاية لعبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما: "ما بالُ أهل هذا البيت يسقُون /" وسقط باقي المتن، كما يظهر في هذا الموضع سقطُ أحاديث كثيرة سأبينها
(1)
انظر: القسم المُحقَّق (ح / 4039).
(2)
انظر: إتحاف المهرة: (16 /ج 2/ 1036، ح 21564)، القسم المحقَّق (ح / 4125).
في المطلب الثاني من هذا المبحث، والوجهُ الأنسب بعد هذا الحديث هو 77 ب
(1)
.
المجموعَةُ السَّادسَةُ:
وتبدأ من 77 ب، ببعضِ متن حديث أبي شريح الخزاعي في حُرمة مكَّة: "لك عمروٌ، قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريحٍ
…
"، من باب 75 - 77 حسب ترتيب الباحث، وتنتهي هذه المجموعة ب 78 أ، حيث جاء في نهايته: "حدثنا عبدةُ بن سُليمان البَصري بمِصر، نا خَالد بن نِزار، نا حربٌ" (إسنادٌ لحديثٍ في حُرمة مكَّة) وسقط باقي الإسناد مع متنه مع أحاديث أخرى، سأشيرُ إليها في المطلب التالي، والوجه الأنسبُ بعد 78 أ، هو 51 ب
(2)
.
المجمُوعةُ السَّابعَة:
وتبدأُ من 51 ب، وفي أولها ترجمة باب: "وحظر بيان المنصرف من حجِّه من ظهر بيته
…
" وسقطتْ أوَّلُ الترجمة مع ما سقط بعد نهاية 78 أ، وتتسلسلُ اللوحاتُ إلى نهاية 53 أ، من باب 78 - 80 حسب ترتيب الباحث للأبواب، وإنما جعلتُ 51 ب بعد 78 أ، لأنَّ اللوحات من:(51 ب-53 أ) اشتملتْ على أبواب الرجوع من السفر والفَراغ من الحجِّ، ثم أبواب فضائل المدينة، فهذا موضعها الأنسبُ، ولأنَّ آخرَ المتصل بها (أي نهاية 53 أ) مرتبطٌ بأوَّل 78 ب، لكونهما في بيان
(1)
انظر في هذا المُلحق: المطلب الثاني- الموضع الخامس من مواضع السقط.
(2)
انظر في هذا المُلحق: المطلب الثاني في مواضِع السَّقط.
حُرمة المدينة، وبهذا تتسَلسلُ اللوحاتُ، ويضبطُ التَّرتيبُ، وجاء في نهاية 53 أقولُه:"إنَّها حرمٌ آمن، إنها حرم"، وسقط ما بعده، وأنسَبُ ما يأتي بعده هو 78 ب
(1)
.
المجموعَةُ الثَّامنة:
وتبدأ من 78 ب بحديثٍ في حرمة المدينة، جاء في أوَّله: "حدثنا عبد الرحمن بن مالك بن سُعير
…
المدينة حرَمٌ
…
مثل حديث إبراهيم التَّيمي عن أبيه"، من باب "ذكر الخبر المبين أن المدينة حرام آمن" إلى باب بيان حظر إهراق الدم بالمدينة"، وتتسلسلُ الأحاديث بعد بداية 78 ب إلى نهاية 79 أ، وجاء في آخره حديثٌ في بكُورة الثَّمر سقط آخره:"ثم يدعُو أصغرَ وليدٍ يراه/" وسقط مع متن هذا الحديثِ أحاديثُ أخر من بابِ الصَّبر على لأواءِ المدينة
(2)
.
المجموعةُ التاسعة:
وتبدأ من 80 أببعض أحاديث الصَّبر على لأواءِ المدينة، فقد سقطت ترجمةُ الباب وإسنادُ الحديث وأوَّلُ الوجه: "رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يصِبرُ على لأوائِها وشدّتهِا
…
"، وتتسلسلُ الأحاديث إلى نهاية 81 أ، من "باب دعاء النبي للمدينة إذا أتي بالبكورة" إلى "باب الترغيب في سكنى المدينة"، وفي آخر 81 أقولُ الأعرابيِّ في حديث أبي هُريرة رضي الله عنه "ثم جاءه فقال: أقِلنِي بيعتِي" وتكملةُ
(1)
المصدر السابق.
(2)
المصدر السابق، وانظر في مطلب الأحاديث الساقطة:(ح / 56، 57، 59).
النَّصِّ في 79 ب
(1)
.
المجموعة العاشرة:
وتبدأ من 79 ب، وجاء في أولها: "فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج الأعرابيُّ
…
" تكملةُ النصِّ السَّابق، وتتسلسلُ الأحاديث إلى نهاية 80 أ، وجاء في آخر سطرٍ منه حديثُ من باب عقاب من يريدُ بالمدينة سوء: "من أراد المدينة بسوء أذابه الله في النار كَذَوْبِ
…
"، وسقطَ باقي المتن بعد كلمة: "ذوب"، وهو آخر بابٍ (برقم 86) بترتيب الباحث، وسقطت بعده أبوابٌ كثيرة، وقفتُ على أطراف أحاديثها في إتحاف المهرة لابن حجر
(2)
.
بعد انتهائي من الترتيب الاضطراري للمجمُوعاتِ السَّابقة حسبما اقتضتْه خدمةُ النصِّ بقيَ مقدارٌ كانَ موضِعُهُ وَسَطَ النُّسخَةِ الخَطّيَّة في أحد عشر بابا، وينقسم إلى مجموعتين:
الأولى: تبدأ من بداية 67 ب، وفي أوَّله "يجدُه والجماعُ عند إحرامه" حيثُ سقطَ الجزءُ الأول من ترجمة الباب ولعلَّه: "بابُ الطيب للمحرم يجده
…
" لأنَّ الأحاديث تحت ترجمة الباب المذكورة كلُّها حول الطيب عند الإحرام، وتتسلسلُ الأحاديث والأبواب إلى نهاية 75 ب، من باب 1 - 6 بترتيب الباحث، وجاء في الأوراق المذكورة (67 ب-75 أ) بعد الطيب عند
(1)
انظر في هذا المُلحق: المطلب الثاني- الموضع العاشر من مواضع السقط.
(2)
انظر في هذا المُلحق: المطلب الثاني- الموضع الحادي عشر من مواضع السقط.
الإحرام الأبواب الآتية:
• باب الأمكنة التي رأى يُونس وموسى صلوات الله عليهما أجمعين ما رآهما يُلبِّيان
…
• باب بيان المكان الذي كانَ يبتدئُ رسول الله فيه بالتلبية عند إحرامه.
• باب بيان طريق النبي صلى الله عليه وسلم عند خُروجه من المدينة إلى مكَّة وموضع نزوله بذي الحُليفة وبيتُوته بها.
• باب بيان الآفاق الأمكنة التي هي مُهلُّ أهل الآفاق وأن مهل من وراء هذه الأمكنة من منازلهم.
• باب بيان تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إحرامه وتلبيده رأسه
…
وقد سقطتْ أحاديثُ أنَسٍ صلى الله عليه وسلم في التلبية في آخر هذا الباب في نهاية 75 أ، جاء في آخر الوجه:"عن أنس بن مالك: سمعتُ"
(1)
.
المجموعةُ الثانية: تبدأ من 53 ب، من بعضِ باب تحريم الصَّيد للمُحرِم، حيثُ سقطت ترجمة الباب والأحاديث الأولى في الباب
(2)
، ليبدأ الوجه بإسنادٍ لحديث أبي قتادة رضي الله عنه في الصَّيد: "حدثنا يونس بن حبيب، نا أبو داود
…
"، وتتسلسلُ الأحاديث والأبواب إلى نهاية 59 أ، من باب
(1)
انظر في هذا المُلحق: المطلب الثاني- الموضع الثاني من مواضع السقط.
(2)
انظر في هذا المُلحق: المطلب الثاني- الموضع الثالث من مواضع السقط.
"تحريم الصيد للمحرم" إلى "باب بيان الإباحة للمحرم حلق رأسه إذا أتاه القمل" بترتيب الباحث، وانتهى وجه 59 أبحديث كعبِ بن عجرة من باب الإباحة للمُحرم حلق رأسه إذا آذاه القمل، وجاء آخر الوجه: "
…
عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عُجرة
…
" وسقط متنُ هذا الحديثِ وما بعده.
(1)
وأوراق المجموعة المذكورة (53 ب-59 أ) اشتملتْ على الأبواب التَّالية:
• باب تحريم الصَّيد للمحرم.
• باب ذكر الخبر الدال على كراهية أكل لم الصيد لمن صيد من أجله.
• باب بيان الإباحة للمحرم قتلَ الحِدأة والغُراب والفأرة والكلب العقور والحيَّة.
• باب بيان الإباحة للمحرم في الحجامة وسط رأسه.
• باب بيان الإباحَة للمُحرم حَلق رأسِه إذا آذاه القَمْلُ، وما يجِبُ عليه فيه من الفِدية
…
وهذه الأبوابُ الخمسة أخذت في ترتيب الباحث موضع الأبواب من باب "بيان تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إحرامه" إلى باب بيان الإباحة للمحرم حلق رأسه إذا أتاه القمل"، وقدَّمتُ المجموعةَ الأُولى على الثانية، لأنَّ الأولى احتوتْ على أبواب أفعالٍ يستفتح بها المحرم إحرامه، من التطيُّب، والتلبيةِ، والخُروج من بيته، ونُزوله بذي الحُليفة.
(1)
انظر في هذا المُلحق: المطلب الثاني- الموضع الرابع من مواضع السقط.
وهذا المقدارُ المذكور الذي يصلُ إلى أحدَ عشرَ بابًا، وفصَّلتُه في مجموعتَين كان لا بُدَّ من التَّصرُّف فيه بإحدى طَريقتين:
الأولى: نقلُه إلى ما بعد المقدار الذي تمَّ ضبط ترتيبه، وجعلِه في نهايته للختْم به، بمثابة المُلحق به، الذي تأكد وجوده في غير موضعه قطعا، ولا بُد من التصرف بنقله، وكان يؤدِّي تأخيره إلى تغيير الحدِّ الأخير في العنوان المعتمد للرسالة سابقا، وهو:(باب عقاب من أراد بالمدينة سوءا وبأهلها) ويستبدل به: باب بيان الإباحة للمحرم حلق رأسه إذا آذاه القمل
…
).
ثانيا: نقلُ هذا المقدارِ الذي تأكَّد وجودُه في غير موضِعه قطعًا إلى الأول، ليُستفتَحَ به العمل، وتبدأَ أبوابُ الحج بِـ:(باب الطِّيب للمُحرِم يجدُهُ، والجِماعُ عند إحرامه) بدلًا من (باب الإباحة للمحرم غسلَ رأسِه ودلكِه رأسَه بالماء)، وهذا هو الذي ترجّح لديَّ، ولأجله قدَّمتُ تعديلًا في الخطَّة إلى قسم علوم الحديث لعرضه على المجالس العِلمية، وقد تمَّت الموافقة -والحمد لله- من المجالس العلمية المختصة على هذا التعديل، وصار عنوانُ الرسالة الجديد:(المسندُ الصحيح المخرج على صحيح مسلم لأبي عوانة (ت / 316 هـ) دراسة وتحقيق، من باب الطيب للمحرم يجده والجماع عند إحرامه إلى نهاية باب عقاب من يريدُ بالمدينة سوءا وبأهلها -من كتاب الحج-) بعد أن كان العنوانُ قبلًا: (المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم، لأبي عوانة، دراسة وتحقيق، من باب بيان الإباحة للمحرم غسل رأسه ودلكه رأسه بالماء، -إلى نهاية-: باب عقاب من يريد بالمدينة سوءا
وبأهلها من كتاب الحج، من بداية الورقة الأولى إلى نهاية الورقة الثمانين من الجزء الثالث) وتصرُّفي هذا هُو الأوفقُ والأولى لأكثرَ من سَببٍ:
أ: إنَّ المقدار المذكور مبدوءا بباب الطيب عند الإحرام، هو الأنسبُ لما تُستفتح به أبواب الحج، ويتعلَّق بما يكون من أعمال الحاجّ في بدايات إحرامه بالحج.
ب: أنه تستَمِرُّ الأبواب التي بعده، وعددُها أحد عشر بابا، حتى يأتي الباب المُسْتَفْتَحُ به سابقًا، وهو:(باب بيان الإباحة للمحرم غسل رأسه .. ) تاليا لآخر الأبواب الأحد عشر، وهو موافقٌ لِلْمُسْتَفتحِ به من الأبواب في صحيح مسلم وغيره من الكُتب المصنَّفة على أبواب الفقه.
ج: وضعُه في آخر كتاب الحجِّ يُشَوِّه الترتيبَ المنطقيَّ المُنسَجِمَ الدَّقِيقَ الذِى مشَى عليه الحافظ أبو عَوانة في ترتيبِ سائرِ الأبوابِ الأخْرَى، وبعيدٌ كُلَّ البُعد أن ينتهي المصنِّفُ على أبوابِ الفِقهِ من جميع أبوابِ أفعال الحجِّ، ثم يأتي بفضائلِ مكَّة، وأبواب الرجوع من الحج والسَّفر، وأبواب فضائل المدينة، ثم يأتي بعد كل ذلك بأبواب الطيب عند الإحرام أو أبواب الصيد للمحرم!.
د: يظهرُ أنَّ أبا عوانة رحمه الله استفتح أبواب الحج بباب ما يحرُم على المحرم من الثياب وما لا يحرُم، كما فعل الإمام مسلم، ولكنَّ ذلك الباب سقط مع أحاديثه من النُّسخة الخطيَّة للمستخرج، فقد عزا ابن حجر تلك الأحاديث في إتحاف المهرة إلى مستخرج أبي عوانة.
هـ: أنه كان كان الإمام أبو عوانة رحمه الله قد أدرك الزملاء (السابقون بالعمل فيه) وأدركتُ من خلال عملي أيضا، أنه يغاير بالتقديم
والتأخير أحيانا فيما بين أحاديث كتابه (المستخرج) وأحاديث (صحيح مسلم) -المستخرَج عليه- إلا أنَّ حالَ هذه الأبواب -الأحد عشر- لا يتوفَّر الاطمئانُ لِكَوْنِ أبي عوانة تصرَّف فيها وغايَرَ: بين مواضعها -عنده- ومواضعها في صحيح مسلم، والأظهر أنها مُقْحَمةٌ في هذا الموْضِعِ الذي يتوسَّطُ أبوابَ الحجِّ، بسببِ تصرُّف الناسخ أو عدم عِنايته، ولا يظهر سببٌ لتَصَرُّفِ أبي عوانة فيها بهذه الصورة.
و: أن تصرُّفي -بتقديمها- هو أحسنُ وجُوهِ التَّصرُّفِ فيها، لكونه أقلَّ إشكالًا من وجُوه التَّصرُّفِ الأُخْرَى.
المطلبُ الثاني: تحديدُ مواضعُ السَّقط والأحاديث السَّاقطةِ من النُّسخة الخطِّية في القِسم المُرادِ تحقيقُه (كتاب الحج):
سقطتْ أبوابٌ وأحاديثُ كثيرة تتعلَّق بأبواب الحجِّ من النُّسخة الخطيَّة لمستخرج أبي عوانة، وسأذكرُ تلك المواضع بالترتيب مبتدئا بما سقط من أول كتاب الحج فما بعده، موردًا عقِب كُلِّ موضعٍ الطُّرقَ والأحاديثَ التي سقطتْ فيه ووقفتُ عليها في إتحافِ المَهرة للحافظ ابن حجر رحمه الله:
الموضعُ الأوَّل:
سقطتْ لوحاتٌ في أوَّل كتاب الحجِّ من النُّسخةِ الخطّيَّة، قبل الباب الذي جعله الباحث أولَ باب في كتاب الحج: (باب الطيب للمحرم يجدُه والجماعُ عند إحرامه
(1)
ويبدُو أنَّ أبا عوانة
(1)
من هذا الموضع إلى نهاية الملحق: الإحالة عن يمين علامة: / حسب ترتيب دار الكتب المصرية للمخطوط، وعن يسارها حسب ترتيب الباحث.
بدأ كتاب الحج بِـ "باب ما يباح للمُحرم بحجٍ أو عمرة وما لا يبُاح .. " كصَنيعِ الإمام مسلمٍ، ولكنَّه سقطَ من النُّسخة الخطيَّة مع الأحاديث التي تَضَمَّنَها، ومجموعُها أربعةُ أحاديث بالنَّظر إلى الصَّحابي، أمَّا طُرقها بالنظر إلى من بعد الصَّحابي فكثيرةٌ، وهذه الأحايث هي:
1 -
حديث عبد الله بن عُمَر رضي الله عنهما: "سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يَلبسُ المحرمُ من الثِّيابِ؟
…
" الحديث.
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، وما يباح وبيان تحريم الطيب عليه بإسناده إلى مالكٍ، عن نافع، وبإسناده إلى الزُّهري عن سالِمٍ، وبإسناده إلى مالكٍ عن عبد الله بن دينار، ثلاثتُهم عن عبد الله بن عمر به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة مالك عن نافع إلى أبي عوانة فقال: "عه فيه: حدثنا يونس ابن عبد الأعلى، أنا ابن وهب عنه به" كما عزاه الحافظ إلى أبي عوانة في ترجمة سالم بن عبد الله، عن ابن عمر (8/ 387 ح 9611) فقال:"عه فيه [أي في الحج]: ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عبد الرزاق به، (يعني ابن حجر: عن معمر عن الزهريّ عن سالم به)، وعن محمد بن إسماعيل الصائغ ثنا سليمان بن داود ثنا إبراهيم بن سعد ثنا الزهري به، وعن عبد الله بن أيوب المُخَرِّميِّ ثنا سفيان به، وعن أبي أمية ثنا سريج ابن النعمان، وعن بشر بن موسى ثنا الحميدي، قالا: ثنا سفيان به".
2 -
حديث عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما مرفوعًا: "السَّراويل لمن لا يجدُ الإِزار، والخُفَّين لمن لا يجدُ النَّعلين".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، وما يباح وبيان تحريم الطِّيب عليه (2/ 835، ح 4) بإسناده إلى حمَّاد ابن زيد، وشُعبة، وابن عُيينة، وهُشيم، والثَّوري، وابن جُريجٍ، وأيُّوب السّختياني، سبعتُهم عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عبَّاس به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (7/ 28 ح 7258) في ترجمة عمرو بن دينار إلى أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في كتاب الحج]: ثنا عبد الرحمن بن بِشر، ثنا سفيان بن عيينة به، وعن الرَّبيع بن سُليمان، أنا الشَّافِعيّ، وعن بشر بن موسى، ثنا الحميدي، قالا: ثنا سفيان به، وعن محمد بن عوف، ثنا آدم بن أبي إياس. وعن أبي أميَّة، ثنا روح، قالا: ثنا شعبة. وعن محمد بن عوف، ثنا الفريابي، ثنا سفيان. وعن سعيد بن مسعود الصائغ، قالا: ثنا يحيى بن بكير، ثنا إبراهيم بن نافع؛ كلاهما عن عمرو، به.
وعن عبد الصمد بن الفضل، ثنا مكيّ. وعن أبي أمية، ثنا روح؛ كلاهما عن ابن جريج، به".
3 -
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعًا: "من لم يجد نعلين فليَلْبَسن خُفَّين".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، وما يباح وبيان تحريم الطيب عليه (2/ 836، ح 5) بإسناده إلى زُهَير، عن أبي الزُّبَير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما به.
عزاه الحافظُ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة أبي الزُّبير عن جابر (3/ 392، ح 3291) إلى أبي عوانة فقال: "عه في الحج: ثنا الصغاني،
ثنا أحمد بن يونس وعلي بن الجعد. وعن عباس الدوري، ثنا أبو نعيم، ثلاثتهم عن زهير، به".
4 -
حديث يعلى بن أميَّة أنه قال لعمر: وددت أني أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين ينزل عليه
…
الحديث، في غَسل جُبَّة المُحرِم المتضمِّخ.
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب ما يباحُ للمحرم بحج أو عمرة، وما لا يُباح، وبيان تحريم الطيب عليه (2/ 836، ح 6، 7، 8، 9، 10) بإسناده إلى همَّام، وعمرو بن دينار، وابن جُريج، وقَيسٍ، وربَاح ابن أبي مَعروف، خمستُهم (فرَّقهم) عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن صَفوان ابن يَعْلى بن أميَّة، عن أبيه يعلى بن أُميَّة به.
وعزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في مسند يعلى بن أُمية (13/ 723 - 724 برقم: 17347) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه: [
…
] ابن رجاء، عن محمد بن بكر. وعن أبي أمية، ثنا روح، كلاهما عن ابن جريج، به وعن يزيد بن سنان [
…
] ثنا أبي، سمعتُ قيسَ بن سَعْدٍ، [ .... ]
(1)
وعن أبي يحيى بن أبي ميسرة (بياض) حدثني عطاء، نحوه".
الموضعُ الثاني:
سقطُ عددٍ من اللَّوحات فيما يبدُو لِي -والله أعلم- في آخر باب بيان تلبيةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إحرامِه وتلبيدِه رأسَه
…
(بعد نهاية وجه 75 أ/ 9 ب)، وكان فيها الأحاديثُ التَّالية:
(1)
بياض في المواضع الثَّلاثَة في إتحاف المهرة.
5 -
حديثُ أنسٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لبَّيك عُمرةً وحَجًّا، لبَّيك عمرة وحجا" مرارًا، هذا اللفظ الذي ذكره ابن حجر في الإتحاف وعزاه إلى أبي عوانة -كتاب الحج، وهو حديثٌ يرويه يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك، ولم أقف لهذا الحديث في النُّسخة الخطية إلا على طريق واحدة سقط متنها، وهي:"وحدثنا الصغاني، نا أحمد بن إسحاق الحضرمي، نا وهيب، نا يحيى بن [أبي] إسحاق، عن أنس بن مالك، قال: سمعتُ"، حيثُ ما بعد كلمة "سمعتُ"، وقد ذكر له الحافظ ابن حجر عدَّة طرقٍ لعلَّها سقطتْ مع ما سقطَ من آخرِ الباب، فقال (2/ 372، ح 1919): عه فيه: [أي في الحج]، ثنا مسعدة بن سعيد بن مَسعَدة، ثنا سعيد بن منصور. وعن أبي داود، ثنا أحمد بن حنبل. وعن الصغاني، ثنا سُريج بن النُعمان، قالوا: ثنا هشيم، به، وعن أبي داود الحراني، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن أبي إسحاق وحميد، به. وعن الصغاني، ثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، ثنا وهيب، وعن إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس، ثنا إسحاق بن منصور، عن داود الطائي. وعن إبراهيم بن مرزوق، عن أبي عاصم. وعن محمد بن حيَّويه، عن أبي حذيفة، كلاهما عن سفيان، كلهم عن يحيى بن أبي إسحاق، به.
والحديثُ رواه مسلمٌ في كتاب الحج -باب في الإفراد والقران بالحج والعمرة (2/ 90، ح 185) بإسناده إلى حُميد عن بكرٍ عن أنس به و (ح 186) عن حبيب بن الشهيد عن بكر بن عبد الله به، كما أخرجه في
باب إهلال النبي صلى الله عليه وسلم وهديه (2/ 915، ح 214) بإسناده إلى يحيى ابن أبِي إسحاق وعبد العزيز بن صُهيب وحُميد، ثلاثتُهم عن أنس به.
6 -
حديثُ عائِشة رضي الله عنهما في الاشتراطِ في الحج للمُحرم، وفيه: أنَّ النبيَّ دخلَ على ضُباعة بنت الزُّبير، فقالت: إنِّي أريدُ الحجَّ وأنا شاكيةٌ، فقال: "حُجِّي واشتَرِطِي
…
" الحديث.
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب جواز اشتراط المحرم التحلل بعُذرِ المرَض وغيره (2/ 867، ح 104، 105) من طريق هشام بن عروة، والزهري، كلاهما (فرقهما) عن عروة عن عائشة رضي الله عنهما به.
عزاه الحافظ ابن حجر في الإتحاف (17/ 204، ح 22126) إلى أبي عوانة فقال: "عه فيه: [أي في الحج]: ثنا محمد بن إسحاق بن الصبَّاح، ثنا عبد الرزَّاق [يعني ابن حجر: عن عبد الرزاق، عن معمرٍ، عن الزُّهري، عن عُروة] به".
كما عزاهُ ابن حجر رحمه الله إلى أبي عَوانة في الإتحاف (17/ 464، ح 22626) في مُسندِ عائشة رضي الله عنهما في ترجمة القاسم عنها: "حديث: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لضُباعة: "حُجي واشترطي
…
" عه في الحج: ثنا يعقوب بن إسحاق القلوسي، ثنا أبو همام، ثنا حماد بن زيد، عن عبيد الله، عنه به"[أي عبيد الله بن عُمر، عن القاسم عن عائشة رضي الله عنه].
7 -
حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما في الاشتراط في الحج للمحرم، وفيه أنَّ ضُباعةَ بنت الزبير بن عبد المطلب رضي الله عنهما أتتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني امرأةٌ ثقيلَةٌ، وإني أريدُ الحجَّ فماذا تأمُرُني؟ قال: "أَهِلِّي بالحج، واشترطِي أنَّ
محِلِّي حيثُ تحبِسني".
أخرجَه مسلم في كتاب الحجِّ -باب جواز اشتراط المحرم التحلُّل بعُذر المرض وغيره (2/ 868، ح 106) بإسناده عن طاوس وعِكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس رضي الله عنه به، و (ح 107) بإسناده عن سعيد بن جُبير وعكرمة عن ابن عباس به، وبرقم (108) بإسناده عن رباح بن أبي معروف عن عطاء ابن أبي رَباحٍ عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما به.
عزاه ابن حجر في إتحاف المهرة (7/ 276، ح 7805) إلى أبي عوانة فقال في ترجمة طاوس عن ابن عباس: "عه في الحج: ثنا يزيد بن سِنان ومحمد بن سنان البصريان أخوان، قالا: ثنا أبو عاصم، وعن الصغاني، ثنا أحمد بن محمد بن الوليد المكي، عن داود العطَّار، وعن ابن أبي مسَّرة، ثنا أبي، ثنا هشام هو ابن سليمان، كلهم عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع طاوسا وعكرمة، عن ابن عباس به، وبقية طرقه في ترجمة عكرمة".
كما عزاه إلى أبي عوانة رحمه الله أيضا في ترجمة عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس في الإتحاف (7/ 449، ح 8188): "الاشتراط في الحجِّ، وفيه قصة ضُباعَة، عه في الحج: ثنا ابن أبي الربيع وإبراهيم بن مرزوق ويزيد بن سنان، قالوا: ثنا أبو عامر العقدي ثنا رباح بن أبي معْروف، عنه به [يعنِي ابن حجَر: عن عطاء عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما].
كما عزاه إليه أيضا (7/ 505، ح 8324) في مُسند ابن عباس في ترجمة عكرمة عنه: "حديث أنَّ ضُباعة بنتَ الزُّبير بن عبد المطلب أتتْ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
…
عه فيه [أي في الحج]: ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا
حبيب بن يزيد الأنماطي، عن عمرو بن هَرِم، عن سعيد بن جُبير، وعكرمة، عن ابن عبَّاس، نحوه وله طريق أخرى في ترجمة طاوس عن ابن عبَّاس".
قلتُ: لم أقفْ على هذا الحديث في أبواب الحجِّ في المخطوط الذي بين يديَّ، كما إني لم أقف على شيء من طرقه التي عزاها ابن حجر إلى أبي عوانة، ولعله سقط فيما سقط من أبواب الحجِّ الأولى قبل باب: إباحة غسل المحرم رأسه ودلكِه رأسه بالماء.
8 -
حديث عائشة رضي الله عنهما في إحرام النّفساء، قالتْ:"نفِستْ أسماءُ بنت عُميس بمحمد بن أبي بكر بالشَّجرة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يأمرُها أن تغتسلَ وتُهلَّ"، الحديث.
رواه مسلم بهذا اللَّفظ في كتاب الحجِّ -باب إحرام النُّفساء، واستحباب اغتسالها للإحرام، وكذا الحائض (2/ 869، ح 109) بإسناده إلى عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنه به.
عزاه ابن حجر في الإتحاف (17/ 466، ح 22629) في مسند عائشة رضي الله عنهما في ترجمة القاسم عنها: "حديث: نَفِست أسماءُ بنتُ عُميس بالشَّجرة
…
عه في الحج: ثنا علي بن عُثمان النُّفيلي، وأحمد بن أصرم وأبو داود السِّجستاني، قالوا: ثنا عُثمان بن أبي شَيبة، ثنا عبدة، عن عبيد الله ابن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، بهذا".
9 -
حديث حفصة رضي الله عنهما زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله! ما شأن النَّاس حلُّوا ولم تحلل أنت من عُمرتِك؟ قال "إني لبَّدتُ رأسي قلَّدتُ هديي فلا أحلُّ حتَّى أنحرَ".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب بيان أن القارن لا يتحلَّلُ إلا في وقت تحلُل الحاج المفرد (2/ 902 - 903، ح 176، 177، 178، 179) بإسناده إلى نافع وعبيد الله بن عُمر كلاهما (فرَّقهما) عن عبد الله ابن عمر عن حفصة -رضي الله عنمها - به.
عزاه الحافظ ابن حجر في الإتحاف (16/ ج 2/ 907، ح 21386) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "حديث "أنَّها قالت: يا رسول الله! ما شأن الناس حلُّوا
…
" عه في الحج: ثنا الصغاني، ثنا روح بن عُبادة، ثنا مالك، وعن عبد الصمد بن الفضل، ثنا مكي إبراهيم، عن ابن جُريج، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر عنها به. وعن أبي البَختري، ثنا أبو أسامة، ثنا عبيد الله بن عُمر، عن نافع، عن ابن عُمر: أن حفصة قالت
…
فذكره، وهذا يُوجب أن يكون من مُسند ابن عمر، وقد أشرنا إليه في ترجمة عبيد الله ابن عمر، عن نافع، عن ابن عُمر، في مسند ابن عُمر رضي الله عنهما".
10 -
حديث ابن عبَّاس رضي الله عنه قال: "كانوا يرون العُمرة في أشهر الحجِّ من أفجر الفُجور، وكانوا يقولون: إذا برأ الدَّبر وعفَا الأثر
…
".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب العمرة في أشهر الحج (2/ 909 - 910، ح 198) بإسناده عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس به.
عزاه ابن حجر في الإتحاف (7/ 250، ح 7762) فقال: "عه في الحج: ثنا الصغاني ومحمد بن الفرج الأزرق، قالا: ثنا أحمد بن إسحاق، وعن علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم. وعن أحمد بن عبد الحَميد،
ثنا أبو أسامة، ثلاثتهم عن وُهيب. وعن عُبيد بن حكيم، عن الحسن بن سهل، عن ابن أبي زائدة، ثنا ابن جريج وابن إسحاق، ثلاثتهم عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، به".
11 -
حديث أنس رضي الله عنه في عدد عُمَر النبي صلى الله عليه وسلم: "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمرَ أربعَ غمرٍ كُلُّهن في ذي القعدة إلا التي مع حجَّته
…
" أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب بيان عدد عُمر النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 916، ح 217) بإسناده إلى همَّام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في الإتحاف (2/ 219، ح 1588) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا عبَّاس الدُّورِيّ، ثنا يحيى بن حمَّاد. وعن يعقُوب بن سُفيان، عن عمرو بن عاصم، كلاهما عن همَّام به".
12 -
حديث أبي إسحاق السَّبِيعي، قال: سألتُ زيد بن أرقم كمْ غزوتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سبع عشرة قال وحدثني زيد بن أرقم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة وأنه حجَّ بعد ما هاجر حجة واحدة حجة الوداع قال أبو إسحاق وبمكة أخرى".
أخرجه مسلم بهذا اللفظ في كتاب الحج -باب بيان عدد عُمَر النبي صلى الله عليه وسلم وزمانهنَّ (2/ 916، ح 218) بإسناده إلى زُهير عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم به، وعزاه ابن حجر في إتحاف المهرة (3/ 593، ح 4708) إلى أبي عوانة، فقال: "عه فيه: [أي في الحج] عن محمد بن عامر وأبي أمية، كلاهما عن النّفيلي -زاد أبو أمية: وأسود بن عامر- قالا: ثنا زُهير، به
في حديث".
قلتُ: لم أقف على هذا الحديث في المخطوط الذي بين يديّ في أبواب الحجِّ، ورواه أبو عوانة في كتاب الجهاد -باب بيان عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 356، ح 6958 المطبوع من المستخرج) عن هلال بن العلاء، عن حسين بن عياش، وعن أبي أمية، عن الأسود بن عامر والنُّفَيلِي، ثلاثتُهم عن زُهير بن معاوية عن أبي إسحاق السَّبيعي بمثل لفظ مسلم.
13 -
حديث: "عُمرةٌ في رمضانَ تعدلُ حجَّة".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب فضل العمرة في رمضان (2/ 917، ح 221، 222) بإسناده إلى ابن جُريج وحبيب المعلم كلاهما (فرَّقهما) عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به، وعزاه ابن حجر في إتحاف المهرة (7/ 424 - 422، ح 8111) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه: [أي في الحج] ثنا يزيد بن سِنان وأبو داود -هو الحراني- قالا: ثنا أبو عاصم، به، وعن أبي عُمر الإمام، ثنا مخلد بن يزيد، ثنا ابن جُريج، به.
14 -
حديث عائشة رضي الله عنهما قالت: "كنتُ أفتلُ قلائدَ هَديِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديَّ هَاتين
…
" وفيه: "ثم لا يجتنبُ شيئًا ممَّا يَجْتَنِبُ المُحرمُ".
أخرجه أبو عوانة في مستخرجِه من خمس طرقٍ عن عائشة رضي الله عنها:
الأولى: طريقُ عُروة، أخرجها مسلم في كتاب الحج -باب استحباب بعث الهدي إلى الحرم لمن لا يريدُ الذهاب بنفسه
…
وأن باعثه لا يصير محرما
…
(2/ 957، ح 359، 360) بإسناده إلى الزُّهريِّ وهِشام ابن
عُروة، كلاهما (فرَّقهما) عن عُروة عن عائشة رضي الله عنهما به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة من كلتا الطريقين (طريق الزهريّ وهشام) إلى الحافظ أبي عوانة، فقال في ترجمة الزهري عن عُروة (17/ 246، ح 22192): "عه فيه [أي في الحج]: عن الربيع ابن سليمان، ثنا ابن أبي وهب. وعن ابن الجُنيد، عن محمد بن حرب. وعن شعيب بن شعيب بن إسحاق، عن مروان بن محمد، ثلاثتهم عن الليث. وعن عبد الصمد بن الفضل، عن مكيّ بن إبراهيم، عن ابن جُريج، كلاهما عن ابن شِهاب. ولم يذكُر ابنُ جريجٍ عَمْرَة"، يعني عَمرة بنت عبد الرحمن ذكرها اللَّيث في طريقه.
وقال في ترجمَة هِشام بن عُروة عن أبيه (17/ 321، ح 22322): "عه في الحج: ثنا ابن عبد الحكم، ثنا أنس بن عياض، أنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا جعفر بن عون، وعن علي بن عبد العزيز، ثنا معلَّى، ثنا وُهَيب. وعن ابن الجُنيد، ثنا محمد بن حرب، ثنا اللَّيثُ، ثلاثتُهم عنه به"[أي عن هِشام بن عُروة به].
الثانية: طريقُ الأسودِ عن عائشة رضي الله عنهما، أخرجها مسلم في الكتابِ والبابِ السابقين (2/ 958، ح 365، 366، 367، 368) بإسناده إلى الأعمش، والحكم بن عُتيبة، كلاهما (فرَّقهما) عن إبراهِيم النَّخَعي، عن الأسْود بن يزيد النَّخَعِي، عن عائشة رضي الله عنهما به.
وعَزاها الحافظ ابن حجر في الإتحاف (16/ ج 2 / ح 21568) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا أبو داود الحراني، ثنا
يعلى. وعن الصغاني، ثنا أبو نُعيم ويعلى. وعن الغزِّي، ثنا الفريابي، ثنا سُفيان، كلهم عن الأعمش. وعن يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شُعبة، عن منصور والأعمش. وعن الصغاني، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا وُهيب. وعن الغزّي، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان. وعن بشر بن موسى، ثنا الحُميدي، ثنا جرير، ثلاثتهم عن منصور. وعن الصغاني، ثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث، ثنا محمد جُحادة، عن الحكم، ثلاثتهم عن إبراهيم به". [أي عن الأسود بن يزيد النخعي عن عائشة به].
الثَّالثة: طريق القَاسم بن محمد، أخرج الحديث من طريقه الإمام مسلم في الكتاب والباب السابقين (2/ 957 - 958، ح 361، 362، 363، 364) بإسناده إلى عبد الرحمن بن القاسم، وأفلح بن حُميد، وأيُّوب السَّختياني، وعبد الله بن عون، أربعتُهم (فرَّقهم) عن القاسم عن عائشة رضي الله عنهما به.
عَزاها الحافظ ابن حجَر إلى أبِي عَوانة في إتحاف المهرة (17/ 469، ح 22633) فقال: "عَه فيه [أي في الحج]: ثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثني سفيان بن عيينة، به [أي عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم به]. وعن الدقيقي وأبي داود الحراني، عن يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، كلاهما عن عبد الرحمن بن القاسم به. وعن عباس الدوري، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا وُهيب، ثنا أيّوب، عن ابن القاسِم به، وعن أبي عُتبة وعبد الله بن عبد الحميد الرقي، قالا: ثنا ابن أبي فُديك. وعن يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، كلاهما عن أفلح بن حُميد، عن
القاسم نحوه. وعن أبي داود، عن مُسَدَّدْ، عن بِشْر بن المُفَضّل، عن ابن عون، عنه به نحوه".
الرابِعة: طريق مَسْرُوق بن الأجْدَع، أخرج الحديثَ مسلمٌ عن طريقه في الكتاب والباب السابقين (2/ 959، ح 370) بإسناده إلى الشعبيّ، عن مسروقٍ به.
عزاها الحافِظ ابن حجر في إتحاف المهرة (17/ 541، 22759) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا ابن عفان، أنا أبو أسامة، عن إسماعيل به [أي إسماعيل بن أبي خالد عن الشَّعبي به]، وعن أبي داود -هو الحراني- وأبي أمية، قالا: ثنا يعلى به [أي يعلى بن عُبيد عن إسماعيل بن أبي خالد به] وعن الصغاني، ثنا أبو نعيم، ثنا زكريا. وعن محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الملك الواسطيّ، قالا: ثنا يزيدُ بن هارون، أنا داود بن هند، كلاهما عن عامر [أي الشعبي] به".
الخامِسَة: طريق عَمْرة بنت عبد الرحمن، أخرجَ الحديثَ مسلمٌ من طريقها في الكتاب والباب السابقين (2/ 959، ح 369) بإسناده إلى مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عَمْرَة بنت عبد الرحمن به، وفيه قصةٌ لابن زياد وعبد الله ابن عبَّاس رضي الله عنهما.
عزاهَا الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (17/ 744، 23158) إلى الحافظ أبِي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: حدَّثني سِماكُ بن عبد الصمد الأنصاري، ثنا أبو مسهر. وعن محمد حيَّويه، ثنا مُطَرِّف ويحيى بن يحيى والقَعْنَبيِ. وعن النُّفيلي، ثنا خالد بن مَخْلَد. وعن يونس، ثنا
ابن وهب، وسِتَّتُهم عن مالكٍ، به مُطَوَّلًا، وفيه قصَّةٌ لابن زِيادٍ ولابن عبَّاسٍ".
15 -
حديث أبِي هريرة رضي الله عنه "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يسُوق بدنةً، فقال: اركبْها، قال: يا رسول الله! إنها بدنةٌ، فقال: اركبْها، ويلَك؛ في الثانية أو في الثالثة".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب جواز رُكوب البدنة المهداة لمن احتاجَ إليها (2/ 960، ح 371، 372) بإسناده إلى أبي الزِّناد عن الأعرج، وبإسناده إلى معمر عن همَّام بن مُنبِّه، كلاهما (فرَّقهما) عن أبي هُريرة رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (15/ 229، ح 19203) إلى الحافظ أبي عوانة في ترجمة الأعرج عن أبي هريرة فقال: "عه طح فيه [أي في الحج] جميعًا: ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهبٍ، ثنا مالكٌ به"، كما عزاه له في ترجمة همَّام عن أبي هريرة (15/ 680، ح 20148) فقال: "عه في الحج: ثنا أحمد بن يوسف، ثنا عبد الرزاق .. أنَا معمر عنه به"[أي عن همَّام به].
16 -
حديث أنسٍ رضي الله عنه قال: "مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ يسُوقُ بدَنَةً
…
" بنحو الحديث السَّابق.
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب جواز رُكوب البدنة المهداة لمن احتاجَ إليها (2/ 960، ح 373، 374) بإسنادِه إلى ثَابِتٍ البُنانِي، وبُكَير بن الأخنَس، كِلاهما (فرَّقهما) عن أنس رضي الله عنه به.
وعَزَاهُ الحافِظ ابن حَجر في إتحافِ المَهَرة (1/ 436، ح 388) إلى الحافظ أبي عوانة في ترجمة بُكير بن الأخْنَس عن أنسٍ فقال: "عَه في الحج: أنا ابن الجُنيد، ثنا أبو أحمد الزُّبيري. وعن الحسن بن عفان، عن محمد بن عُبيد. وعن الغزِّي والسريّ بن يحيى، قالا: ثنا أبو نُعيم. وعن السَّرِيّ، عن يعلى عُبيد، كلهم عن مِسعر، عنه به".
17 -
حديث جَابرٍ رضي الله عنه سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اركبْها بالمَعرُوف، حتَّى تجدَ ظَهرًا".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب جواز كوب البدَنة المُهْداة لمن احتاجَ إليها (2/ 961، ح 375، 376) بإسناده إلى ابن جُريج ومَعْقِلِ بن عبيد الله، كِلاهُما (فرَّقهما) عن أبِي الزُّبير عن جَابرٍ رضي الله عنه به.
وعَزاه ابن حجر في إتحاف المهرة (3/ 447، ح 3432) إلى الحافظ أبِي عَوانة في ترجمة ابن جُريج عن أبي الزبير فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا عليُّ بن حرب، ثنا أنسُ بن عِياض، عن ابن جُريجٍ به".
كما عزاه إليه أيضا في الإتحاف (3/ 518، ح 3629) في ترجمَة معْقِل بن عبيد الله عن أبي الزُّبير فقال: "عه في الحج: حدثنا عبد الله ابن محمد بن عبد الرحمن بن شِيرَوَيه، ثنا سلَمة بن شمَبِيب، ثنا الحسَن بن أَعْيَن، ثنا معقل بن عبيد الله به".
18 -
حديث عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما قال: بعثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بستِّ عشرة بدَنةً مع رجُل وأمَّره فيها، قال: فمضى ثم رجع، فقال يا رسول الله! كيف أصنع بما أبْدَع عليَّ منها؟ قال: "انحرْها ثُمَّ اصبُغْ نَعْليها
في دَمها ثُمَّ اجْعله على صفحتِها ولا تأكُلْ مِنها أنتَ ولا أحدٌ من أهلِ رُفْقَتِك".
أخرجه مُسلم بهذا اللفظ في كتاب الحج -باب ما يفعل بالهدي إذا عطَب في الطَّريق (2/ 962، ح 377) بإسناده إلى أبي التَّيَّاح الضُّبَعي، عن موسى بن سَلَمة الهُذَلِيِّ عن ابن عبَّاس به.
وعزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (8/ 98، ح 9008) إلى أبي عوانة فقال في ترجمة موسى بن سَلمة عن ابن عبَّاس: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا أبو داود السِّجزي، ثنا سُليمان بن حرب، ومُسدد، قالا: ثنا حمَّاد بن زيد. وعن يوسف، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا حماد وإسماعيل ابن إبراهيم -فرَّقهما- قالا: ثنا أبو التيَّاح عنه به".
19 -
حديث ذُؤيب أبي قَبيصة الخُزاعي رضي الله عنه: "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعثُ معه بالبُدْنِ ثُمَّ يقول: إن عطِب منها شيءٌ فخشيتَ عليه موتًا فانحرها ثُمَّ اغمِس نعلَها في دمِها ثُمَّ اضربْ به صفْحَتَها ولا تُطْعِمها أنت ولا أحدٌ من أهل رُفقتك".
أخرجه مسلم بهذا اللفظ في كتاب الحج -باب ما يفعل بالهدي إذا عطَب في الطَّريق (2/ 963، ح 378) بإسناده إلى سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سِنان بن سَلمة، عن ابن عبَّاس، عن ذُؤيبٍ به.
وعَزاهُ الحافِظُ ابن حَجر في إتحاف المهرة (4/ 456، ح 4517) إلى أبي عوانة في مُسند أبي قَبيصة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا أبو حاتم الأنصاري. وعن يحيى بن أبي طالب، ثنا عبد الوهاب بن عطاء. وعن
يعقوب بن سُفيان، ثنا محمد بن منهال، ثنا يزيدُ بن زُرَيعٍ، ثلاثتهم عن سعيد به، وعن محمد بن عبد الله مُهِلٍّ، عن عبد الرزَّاق، عن معمر، عن قتادة، نحوه.
الموضِعُ الثَّالث:
سقطُ وجهٍ على الأقل قبل بداية الموجود من أبواب الصَّيد (قبل بداية 53 ب / 10 أ)، وإن كان هذا الموضع يدخل تحت الموضع السابق، ولكني أفردتُه بالذكر ليتبيَّن ما سقط من أبواب الصيد مما بقي منه، ويبدو لي -والله وأعلم- أنَّه كان في هذا الموضع الأحاديث التَّالية:
20 -
حديث الصَّعب بن جَثَّامة اللَّيثي رضي الله عنه قال: "مرَّ بِي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا بِالأبواء فأهديتُ له حمارُا وحشِيًّا
…
".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب تحريم الصَّيد للمُحرم (2/ 850، ح 50، 52) بإسناده إلى مالكٍ، اللَّيث بن سعدٍ، ومعمرٍ، وصالح بن كَيسان، وسفيان بن عُيينة، خمستُهم عن ابن شِهابٍ الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عبَّاس، عن الصَّعب ابن جَثَّامة رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في الإتحاف (6/ 282 ح 6533) في مُسند الصَّعب بن جثَّامة اللَّيثي إلى أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، به، وقال في روايته: لحم حمارِ وحْشٍ. قال أبو عوانة: كذا صالح بن كَيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. وعن الربيع بن سليمان، ثنا أسد بن موسى، ثنا الليث بن سعد، به. وعن يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، به.
وعن السُّلمي ومحمد بن إسحاق بن الصباح ومحمد بن مُهِلّ الصَّنعاني، قالوا: ثنا عبد الرزاق، عن معمر. وعن أبي أمية، ثنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، به. وعن أبي حميد، ثنا حجاج. وعن أحمد بن عصام، ثنا أبو عاصم. وعن الحميري، ثنا مكي بن إبراهيم، كلهم عن ابن جريج، به. [يعني: عن الزهري به]، وعن أبي داود الحراني، ثنا يعقوب ابن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كَيسان، كلهم عن ابن شهاب، وفي روايتهم كلهم: حمار وحش، وفي رواية أبي عاصم وحجاج سؤال ابن جريج لابن شهاب، قال أبو عوانة: لم نزد هذا إلا عن ابن جريج. قلت: [القائل ابن حجر]: وسيأتي في ترجمة سعيد بن جبير، عن ابن عباس ما يوافق رواية سُفيان بن عيينة [برقم: 7380] والله أعلم".
21 -
حديث من مسند ابن عباس رضي الله عنهما: "أنَّ الصَّعبَ بن جثَّامة أهدَى إلى رسول الله عَجُزَ حمار وحشٍ بعدئذ وكان محرمًا فردَّه
…
".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب تحريم الصَّيد للمُحرم (2/ 851، ح 53، 54) بإسناده إلى الأعمش، والحكم بن عُتيبة، وشُعبة بن الحجَّاج، ثلاثتُهم، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس به، وعزاه الحافظ ابن حجر إلى أبِي عوانة في الإتحاف (7/ 80، 7380) في ترجمة سعيد بن جبير عن ابن عباس، فقال: "عه في الحج: ثنا أبو داود الحراني، ثنا أبو زيد الهرَوي، وعن يونس بن حبيب ثنا أبو داود، قالا: ثنا شُعبة، وعن يوسف القاضِي، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا معتمر بن سُليمان، ثنا منصُور بن المُعْتَمر، كلاهما عن الحكم بن عُتيبة، وعن أبي علي
الزعفراني، ثنا عَبيدة بن حُميد، ثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، كلاهما عن سعيد به، وقال: رواه عليُّ بن حَرب، عن أبِي معاوية، عن الأعمش، وقال فيه: حمار وحْشٍ".
22 -
حديث زيدِ بن أرقم رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُهدِيَ لهُ عضوٌ من لحمِ صيدٍ فردَّه فقال: "إنَّا لا نأكُله إنَّا حرُمٌ".
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحج -باب تحريم الصَّيد للمُحرم (2/ 851، ح 55) بإسناده إلى ابن جُريج، عن الحسن بن مُسلم، عن طاوُس، عن ابن عبَّاس، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه به، وعزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة طاوس عن زيد بن أرقم (4/ 575، ح 4679) إلى أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: حدثني هلال بن العلاء. وثنا أبو حُميد -فرَّقَهُما- كلاهمُا عن حجَّاج بن محمد، عن ابن جُريج به. وعن الصَّنعاني، عن عبد الرزَّاق به".
23 -
حديث أبِي قتادة رضي الله عنه: أنهَّم كانوا في سفرٍ ومنهم من قد أحرم
…
الحديث في قِصَّة الحِمار الوَحشِيِّ، رواه عنهُ جماعةٌ منهم:
أوَّلًا: عبد الله بن أبي قَتَادة عنه، أخرج مسلم حديثَه، في كتاب الحج -باب تحريم الصَّيد للمحرم (2/ 853 - 855، ح 59، 60، 61، 62، 63، 64، 65) من طُرقٍ كثيرةٍ عنه عن أبي قتادة، وعزى حديثه ابن حجر في الإتحاف (4/ 136، ح 4057) إلى أبي عوانة، وذكر طرقَه وأسانيده، ولكنِّي لم أقفْ منها على طريق واحدةٍ في النُّسخة الخطيَّة للمستخرج، ولعلَّها سقطتْ مع ما سقطتْ من الأحاديث أول تحريم الصيد للمُحرم، قال
ابن حجر: "عه في الحج: [وذكر فيه]: وعن أبي داود الحراني، ثنا أبو عُمر الحوضي، كلاهما عن أبي حازم، به. [يعني: عن عبد الله بن أبي قتادة به].
وحديث أبي حازم هذا أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب تحريم الصيد للمحرم (2/ 855، ح 63) مختصرا عن أحمد بن عبدة الضبِّي، عن فُضَيلِ بن سليمان النُّميري، عن أبي حَازِم عن عبد الله عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قتاده رضي الله عنه به.
ثانيا: أبو محمد نافِع مولى أبي قتادة عن أبي قتادة: أخرج مسلمٌ حديثَه، في كتاب الحج -باب تحريم الصَّيد للمحرم (2/ 851 - 852، ح 56، 57) بإسناده إلى صالح بن كَيسان، وأبي النَّضر، كلاهما (فرَّقهما) عنه عن أبي قتادة به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في مسند أبي قتادة (4/ 164، ح 4096) إلى أبي عوانة، وذكر طُرُقه وأسانيده، بيدَ أنِّي لم أقفْ على بعض تلك الطُّرُق في المخطوط الذي بين يدي، ولعلها سقطتْ فيما سقطت من الأحاديث أول باب تحريم الصيد للمُحرم، وهي:
قال ابن حجر: "عه في الحج: ثنا يونس، ثنا ابن وهب، ح، وثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا القعنبي، كلاهما عن مالك، عن أبي النَّضر، عنه، به، وعن عيسى بن أحمد، ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن أبا النضر حدثه، عن نافع مولى أبي قتادة وأبي صالح التوأمة، عن أبي قتادة به. اهـ
ثالثا: عطاء بن يسار، عن أبي قتادة، أخرج حديثَه مسلمٌ في كتاب
الحج -باب تحْريم الصَّيد للمُحرم (2/ 852، ح 58) بإسناده إلى زيد بن أسْلم، عنه عن أبي قتَادة به.
وعزاه الحافظ ابن حجر إلى أبي عوانة في الإتحاف (4/ 148، ح 4087) في ترجمة عطاء بن يسار عن أبي قتادة فقال: "حديثٌ في قصة الحمار الوحشي، مثل حديث أبي النضر عن نافع عن أبي قتادة، عه في الحج: ثنا أبو إسماعيل ثنا القعنبي، عن مالك، عن زيد بن أسلم عنه به".
الموضع الرابع:
سقطُ وجهٍ على الأقل في آخر "باب بيان الإباحة للمحرم حلق رأسه إذا آذاه القمل، وما يجب عليه فيه من الفدية .... "(بعد نهاية 59 أ/ 15 ب)، وسقط في هذ الموضع الحديثُ التالي:
24 -
حديث كعبِ بن عُجرة رضي الله عنه: أتى عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم زمنَ الحُدَيْبِيَّة، وأنا كثيرُ الشَّعر، فقال: كأنَّ هَوَامُّ رأسِكَ تُؤذِيك
…
الحديث.
أخرجه مسلم في كتابِ الحجِّ -باب جواز حلق الرأس للمحرم إذا كان به أذى، ووجوب الفدية لحلقه، وبيان قدرها (2/ 859 - 862، ح 80، 81، 82، 83، 84، 85، 86) من طرقٍ كثيرة عن عبد الله ابن معقِل، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، كلاهُما (فرَّق طرقَهُما) عن كعب بن عُجرة به.
عزاه الحافظ ابن حجر إلى أبي عوانة في إتحاف المهرة في مسندِ كَعب بن عُجْرة (13/ 18 ح 16381)، وذكر طرقًا وأسانيدَ كثيرة للحديث، لم أقف على بعضها في النُّسخة الخطِّية للقسم الذي أقوم بتحقيقه من أبواب الحج، ولعلها سقطتْ مع ما سقط من الأحاديث آخرَ:
"بابِ بيان الإباحة للمحرم حلق رأسه إذا آذاه القمل، وما يجب عليه فيه من الفدية، والدليل على أنَّ الكفارة بعد الحنث"، والطُّرق السَّاقطة هي التي تضَمَّنَها النصُّ المُقْتَبس من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله الآتي:
قال الحافظ ابن حجَر: "عَه فيه:
…
وعن أبي أمية، عن محمد بن سابق، عن إبراهيم بن طَهمان، عن أبي الزبير، ثمانيتُهم عن مجاهد به، [يعني ابن حجر: عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى]، وعن أبي موسى، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد. وعن الصغاني، ثنا عفان، ثنا همام، كلاهما عن داود، عن الشعبيّ، عن ابن أبي ليلى، به. وعن أبي داود، ثنا محمد بن منصور، ثنا يعقوب -هو ابن إبراهيم بن سعد- ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني أبان بن صالح، عن الحكم عن ابن أبي ليلى، به. ولم يذكر بينهما مجاهدا كما ذكر عفان. وعن علي بن حرب، ثنا محمد بن فضيل، عن أشعث، عن الشعبي، عن عبد الله بن معقل به. وعن جعفر بن عبد الواحد، عن البرساني. وعن يزيد سنان عن أبي عاصم. وعن سعدان بن نصر، عن الأنصاري، ثلاثتهم عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جَعدة، عن كعب بن عجرة، نحوه".
الموضعُ الخامِس:
سقطُ عدَّة لوحاتٍ بعد نهاية 77 أ/ 75 أ، سقط فيها آخر ما جاء في باب "ذكر الخبر الموجب على متولِّي السِّقاية اتخاذَ النَّبيذِ فيها وسَقْي النَّاسِ فيه وصفة شُربِ النبي صلى الله عليه وسلم"، من بعض متنِ حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما في السِّقاية، كما سقط في هذا الموضع -فيما يبدو- أحاديثُ أخرى أيضا:
25 -
حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما: "أنَّ أعرابيا قال له: ما بال النَّاس يسقُون العَسلَ واللَّبن .... "، أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب وجُوب المَبِيتِ بمنى ليالي التَّشْرِيق، والترخِيص لأهل السِّقاية (2/ 953، ح 347) بإسناده إلى حُميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المُزني، عن ابن عبَّاس به، ورواه أبو عوانة أيضا في كتاب الحج -باب السِّقاية واتِّخاذِ النَّبِيذِ فيها (ح / 632، 633) من طريقين بِمتنَين مُستَقِلَّين عن حُميد الطويل، وقد سقط الجزء الأكبر من متن الطريق الثانية، وسقطَت طريقٌ ثالثة مع متنها أيضا في هذا الموضع، ذكرها الحافظ في الإتحاف (7/ 7246):"وعن يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا يزيد بن زريع، عن حميد، به"[أي عن بكر عن عبد الله بن عباس].
26 -
حديث عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعُمر ينْزِلُون الأبْطَحَ
…
".
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الحج -باب استِحباب النُّزول بالمُحصَّب يوم النَّفر، والصلاة به (2/ 951، ح 337، 338) بإسناده إلى أيوب السّختياني وصخر بن جُويرية، كلاهما (فرقهما) عن نافع عن ابن عمر به، وعزاه ابن حجر في إتحاف المهرة (9/ 43، ح 10375) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج: حدثني جعفر بن محمد بن الحجاج الرقي، ثنا محمد بن أبي سَمينة، ثنا عبد الرزاق، عن معمر عنه به [أي عن أيوب السّختياني عن نافع به].
كما عزاه ابن حجر إلى أبي عوانة في الإتحاف (9/ 190،
ح 10858) في ترجمة عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا محمد بن يحيى به"[أي عن عبد الرزاق، عن معمر به].
27 -
حديث عائشة رضي الله عنها أنهَّا قالتْ: "ليسَ المُحصَّب من السُّنَّة، إنَّما نزلَه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمحَ لخُروجِه".
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الحج -باب استِحباب النُّزول بالمُحصَّب يوم النَّفر، والصلاة به (2/ 951، ح 339، 340) بإسناده إلى هِشام بن عُروة، والزُّهري، كلاهما (فرَّقهما) عن عُروة، عن عائشة رضي الله عنها به.
وعزاهُ ابن حجَر في إتحاف المهرة (17/ 357، ح 22399) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: أنا أبو داود الحرَّاني، ثنا محاضر، وعن أبي الأزهر، عن مالك بن سُعير، وعن عيسى بن أحمد، أنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، وعن عمار، عن الحميدي، عن سفيان -هو ابن عيينة- وعن محمد بن إسحاق البكَّائي، عن قَبيصة، عن سُفيان الثوري، كلهم عن هِشام به".
28 -
حديث عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما قال: "ليسَ التَّحْصيب بشَيءٍ، إنَّما منْزِلٌ نزَلَه رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الحج -باب استِحباب النُّزول بالمُحصَّب يوم النَّفر، والصلاة به (2/ 952، ح 341) بإسناده إلى سفيان بن عُيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
وعزاه ابنُ حجر في إتحاف المهرة (7/ 439، ح 8167) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي الحج]: ثنا ابن أبي مسرَّة، ثنا الحُميدي. وعن أبي أمية، ثنا سُريجُ بن النُّعمان، كلاهما عن سُفيان به".
29 -
حديث أبي رافعٍ رضي الله عنه مولَى النّبَي صلى الله عليه وسلم قال: "ضربتُ قُبَّةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطحِ، ولَم يأمُرْني أنْ أنزلَ الأبطَح، فجاء فنَزل".
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الحج -باب استِحباب النُّزول بالمُحصَّب يوم النَّفر، والصلاة به (2/ 952، ح 342) بإسناده إلى صالح بن كَيسان، عن سُليمان بن يَسار عن أبي رافع به، وعزاه ابنُ حجر في إتحاف المهرة (14/ 243، ح 17706) إلى أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا أبو أمية، ثنا القواريري، وثنا أبو داود، ثنا أحمد بن حنبل وعثمان بن أبي شيبة ومسدد، قالوا: ثنا ابن عيينة به"[أي عن صالح بن كيسان به].
30 -
حديث أبي هُريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنه قال: ننْزِلُ غدا إن شاء الله بخيفِ بني كنانة حيث تقاسَمُوا على الكُفر".
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الحج -باب استِحباب النُّزول بالمُحصَّب يوم النَّفر، والصلاة به (2/ 952، ح 343، 344، 345) بإسناده إلى يونس بن يزيد، والأوزاعي، كلاهما (فرَّقهما) عن الزُّهري، عن أبِي سَلمة بن عبد الرحمن، وبإسناده إلى أبي الزِّناد، عن الأعرج، كلاهما (فرَّقهما) عن أبي هُريرة رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (15/ 227، ح 19200) في
ترجمة الأعرج عن أبي هريرة إلى أبي عوانة فقال: "عه في الحج: ثنا أبو فروة يزيد بن محمد الرّهاوي، ثنا خالد بن يزيد أبو الهَيثم الزرقي، أنا بشر ابن ورقاء بن عُمر، وعن محمد بن حيَّويه، ثنا أبو اليَمان، أنا شُعَيب، كلاهما عن أبي الزِّناد، عنه به [أي عن الأعْرج به].
وعزاه إليه أيضا في الإتحاف (16 /ج 1/ 20485) في ترجمَة أبي سَلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا الربيع بن سُليمان وعيسى بن أحمد، قالا: ثنا بشر بن بكر به [أي عن الأوزاعي عن الزهريّ به] وعن أبي أميَّة، ثنا محمد بن مُصْعَب، ويحيى بن الضحَّاك، قالا: ثنا الأوزاعي بنحوه".
31 -
حديث بلال بن رباح رضي الله عنه، في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في جوفِ الكعبة، أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب دخول الكعبة للحاجِّ وغيره، والصلاة فيها، والدعاء في نواحيها كلِّها (2/ 966، ح 388، 389، 390، 391، 392، 393، 394) بإسناده إلى أيوب السختياني، ومالك، وعبيد الله بن عُمر، وعبد الله بن عون، أربعتُهم (فرَّقهم) عن نافعٍ، وبإسناده إلى الزُّهري، عن سالم، كلاهما (فرقَّهما- سالما ونَافعًا) عن عبد الله ابن عُمر رضي الله عنه، عن بِلال بن رباح رضي الله عنه به.
وعَزَاهُ الحافظ في إتحاف المهرة (2/ 645 - 646، ح 2432) في مُسند بلال رضي الله عنه، إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قرأنا على عبد الرزّاق، عن معمر، عن أيُّوب به، وفيه: صلَّى ركعتين، وعن أبي أميَّة، ثنا أبو النُّعمان، ثنا حمَّاد بن زيد، عن
أيُّوب، بتمامِه، وقال فيه: نسيتُ أن أسأله كم صلَّى. وعن حمدان ابن الجُنيد، عن الحُميدي، عن سُفيان، عن أيُّوب، نحوه. وعن يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب. وعن الصَّغاني، ثنا إسحاق بن عيسى. وعن محمد بن حيَّويه، ثنا مطرِّف والقَعْنَبي، كلُّهم عن مالكٍ، عن نافعٍ، بتمامِه. وعن الدَّقِيقي، عن عثمان بن أبي شَيبة، ثنا عبدةُ وأبو أسامة. وعن يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا يحيى بن سعيد، كلهم عن عبد الله ابن عمر، عن نافع به. وعن الصّغاني، عن جعفر بن عونٍ، عن هشام بن سعدٍ به. وعن صالح بن أيُّوب، عن بشر بن بكر. وعن العبّاس بن الوليد بن مزْيد، أخبرني أبي، قالا: ثنا الأوزاعي، حدثني حسّان بن عَطيَّة. وعن عيسى بن أحمد، ثنا النضر بن شُمَيلٍ، عن يزيدَ بن سنانٍ، ثنا أزهرُ السمَّان، كلاهما عن ابن عونٍ، كلاهما عن نافع، نحوه. وعن شُعيب بن شعيب بن إسحاق، ثنا مروان بن محمد. وعن الصَّغاني، ثنا موسى بن داود، قالا: ثنا اللَّيث بن سعد، به. وعن يوسُف القاضي، ثنا أبو الرَّبيع، ثنا إسماعيل بن جعفر، ثنا العلاء بن عبد الرحمن: أنَّه كان يوما مع أبيه، فلقيه عبد الله بن عمر، فسأله أبي، فقال: دخَل بين أُسامة وبلال، فلما خرَجَ سألتُهما
…
فذكره مختصرا".
32 -
حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما في "دخُول النبيِّ صلى الله عليه وسلم الكعْبةَ ودُعائِه في نواحِيها وعدم صَلاتِه فيها".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب دخول الكعبة للحاجِّ وغيره، والصلاة فيها، والدعاء في نواحيها كلِّها (2/ 968، ح 395،
396) بإسناده إلى ابن جُريجٍ وهمَّام بن مُنَبِّه، كلاهما (فرَّقهما) عن عطاء عن ابن عبَّاس به.
عَزاه الحافظ ابن حجر في ترجمَةِ عطاء بن أبي رَباحٍ عن ابن عباس، في إتحاف المهرة (7/ 420، ح 8108) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج: ثنا عمر بن شَبَّة، وحمَّاد بن الحسَن، وإبراهيم بن مرزوق، قالوا: ثنا حِبَّان بن هِلال. وعن الصَّغاني ثنا مُوسى بن داود، قالا: ثنا همَّام به".
33 -
حديث إسماعيل بن أبي خَالد قال: "قُلتُ لعبد الله بن أبي أوفَى: هل دخلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في عُمرَته البيتَ؟ قال: لا".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب استحباب دخول الكعبة للحاجِّ وغيره، والصلاة فيها، والدعاء في نواحيها كلِّها (2/ 968، ح 397) بإسناده إلى إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه به.
عزاه الحافظُ ابن حجر في إتحاف المهرة في مُسند عبد الله بن أبي أوفى (6/ 512، ح 6901) إلى أبي عوانة فقال: "عه في الحج: ثنا الصَّغاني، ثنا إبراهيم الهروي، ثنا هُشَيم، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عنه بهذا".
34 -
حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما: كان النَّاسُ ينصرِفُونَ في كُلِّ وجْهٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا ينفِرُ أحدُكم حتَّى يكونَ آخرَ عهْدهِ بِالبيتِ".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -بابُ وجُوبِ طوافِ الوَداعِ وسُقُوطِه عن الحَائِضِ (2/ 963، ح 379) بإسنَاده إلى سُفيان بن عُيينة، عن سُلَيمان الأحْول، عن طاوُس، عن ابن عبَّاسٍ به.
عزاه ابن حجر في الإتحاف (7/ 264 برقم: 7782) إلى الحافظ أبي
عوانة فقال: عه فيه [أي في الحج]: ثنا يونس به. أيعني: ثنا سفيان، عن سُليمان الأحول عن طاوس بن كيسان عن ابن عباس به]. وعن بشر بن موسى وابن أبي مسرة، ثنا الحُميدي، ثنا سفيان، به. وعن يونس بن عبد الأعلى وعبد الرحمن بن بِشر قالا: ثنا سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه، به. وعن بشر بن موسى، عن الحميدي، عن سُفيان، به. وعن عُمر بن شَبَّة، ثنا حَبان بن هِلال، ثنا وهيب، عن ابن طاوس، نحوه".
35 -
حديث عائشة رضي الله عنهما في نقضِ الكَعبةِ وبنائِها، قالت: قال لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا حداثةُ عهدِ قومِك بالكُفر، لنَقضتُ الكعبةَ ولَجَعَلتُها على أساسِ إبراهيمَ، فإن قُرَيشًا، حينَ بنَتِ البَيتَ استقْصَرَتْ ولجَعلْتُ لها خلفًا".
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب نقضِ الكَعبة وبنائها (2/ 968 - 969، ح 398، 399، 400، 401، 402، 403، 404) بإسناده إلى هشام بن عُروة، عن عُروة، وبإسناده إلى سالم بن عبد الله ونافعٍ، كلاهما (فرَّقهما) عن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وبإسناده إلى سعيد بن مَيناء وعطاء بن أبي رباح، كلاهما (فرَّقهما) عن عبد الله بن الزُّبير رضي الله عنهما، وبإسناده إلى عبد الله بن عُبيد بن عُمير والوليد بن عطاء وأبي قزعة سُويد بن حُجرٍ، ثلاثتُهم (فرَّق بين الأخِير وسابقَيه) عن الحارث بن عبد الله بن أبي رَبِيعَة، كما أخرجه في باب جَدْر الكعبة وبابها (2/ 973، ح 405، 406) بإسناده إلى أشعث بن أبي الشَّعثَاء، عن الأسود بن يزيد النَّخعي، خمستُهم عن عائشةَ رضي الله عنها به، وقد زاد
بعضُهم على بعضٍ في ألفاظ الحديث.
وعزاه الحافظ ابن حجَر في إتحاف المهرة إلى الحافظ أبي عوانة من طريق الرواة الأربعة الذين روى الإمام مسلم الحديثَ من طريقهم.
فعزاه إليهِ في ترجمَة هِشام بن عُروة عن أبيه عن عائِشة رضي الله عنها، (17/ 374، ح 22438) فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا جعفَر بن هاشِم، وعليُّ بن عبد العزيز، قالا: ثنا مُعلَّى بن أسد، ثنا وُهيب.
وعن أبي داود الحرَّاني، ثنا مُحاضر، كلاهما عن هِشام به. وعن علي بن المديني الأصبَهاني، ثنا سُويد بن سَعيد، ثنا علي بن مُسهِر به".
وعزاه إليه في ترجمة عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصدِّيق، عن عمَّته عائشة رضي الله عنها (17/ 72 - 73، 21896)، فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الفأفاء، ثنا أحمد بن عيسى، ثنا ابن وهب، عن مخرمة به [يعني مخرمة بن بُكير عن أبيه عن نافع عن عبد الله ابن محمد بن أبي بكر به]. وعن أبي عبيد الله ابن أخي ابن وهب به [أي عن ابن وهب به]. وعن يونس بن عبد الأعلى، عن الرَّبيع، عن الشافعي، عن مالك به [أي عن نافع به].
وعزاه إليه في ترجمة عبد الله بن الزُّبير رضي الله عنهما عن أمِّ المؤمنين عائِشة رضي الله عنه (17/ 12 - 113، ح 21790) فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا أبو زرعة الرازي، ثنا عمرو بن مرزُوق، ثنا سَليم بن حيَّان، عن سعيد بن مَيناء عنه به، وعن بشر بن موسى، عن إسماعيل بن الخليل، ثنا يحيى بن أبي زائدة، ثنا عبد الملك بن أبي سُليمان، عن عطاء قال: قال ابن
الزُّبير به. وعن أبي العبَّاس الِبرْتي، ثنا أبو سَلمةَ به، وعن أبي أمية، ثنا يعقوب بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، حدثني أبي عن عبد الله ابن الزُّبير به. وعن ابن عبد الحكم، عن بشر بن بكر، عن الأوزاعي، حدثني عُمر بن الوليد، أنه سأل سالم بن عبد الله عن الحِجْر؟ فقال: ثنا القاسم بن محمد، عن عبد الله بن الزُّبير به، وعن علي بن المُبارك الصَّنعاني، ثنا زيدُ بن المبارك، ثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذِّماري، ثنا القاسم بن معن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال ابن الزُّبير: أشهدُ على عائشة
…
فذكره".
كما عزاه ابن حجر في الإتحاف (16/ ج 2/ 1061، ح 21621) إلى أبي عوانة في ترجمة الحارِث بن عبد الله بن أبي ربيعة عن عائشة رضي الله عنها فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبريُّ، ثنا عبد الرزَّاق به، وعن حمَّاد بن الحسن بن عَنْبَسة، ثنا عبد الله بن أبي بكر، عن حاتم بن أبي صَغِيرَة، لعلَّه قال: عن أبي قَزَعة: أنَّ عبد الملك بن مروان بينما هو يطُوف بالبيت، إذ قال: قاتل الله ابن الزُّبير
…
فذكر القِصَّة، فقال الحارث بن أبي ربيعة: أنا سمعتُها".
كما عزاه ابن حجر إلى أبي عوانة في ترجمة الأسود بن يزيد عن عائشة رضي الله عنها (16/ ج 2/ 1032، ح 21558) فقال: "عه في الحج: ثنا أبو أمية، ثنا الحسَنُ بن موسَى الأشْيَب، ثَنَا شَيبَان. وعن يونس ابن حبيب، ثنا أبو داود الطَّيالسي، ثنا أبو الأحوص، كلاهُما عن أشعث ابن أبي الشَّعثاء، عنه به".
36 -
حديث عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما قال: "كان الفضل بن عبَّاس رضي الله عنهما رديفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من خَثْعَم تَستَفْتِيه فجعل الفضلُ ينظرُ إليها وتنظرُ إليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يَصْرِفُ وجه الفضلِ إلى الشِّقِّ الآخر، قالت: يا رسول الله! إنَّ فريضةَ الله على عبادِه في الحَجِّ أدركتْ أبِي شيخًا كبيرًا لا يستطيعُ أن يثبُتَ على الراحِلة، أفأحُجُّ عنه؟ قال: نعم، وذلك في حجة الوداع".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما، أو للموتِ (2/ 973، ح 407، 408) بإسناده إلى مالك، وابن جُريجٍ، كلاهُما (فرَّقهُما) عن ابن شِهاب الزُهري، عن سُليمان بن يَسارٍ، عن عبد الله بن عبَّاسٍ رضي الله عنهما به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (7/ 231، ح 7708) في ترجمة سليمان بن يسار عن ابن عباس، إلى أبي عوانة فقال:"عه في الحج: ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، أخبرني مالك وغيره، أنَّ ابن شهاب أخبرهم عنه به. وعن عبَّاس الدُّوري، ثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد، ثنا أبي، عن ابن شهاب به".
37 -
حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما في صحَّة حجِّ الصبِّي، وأجر من حجِّ به.
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب صحَّة حجِّ الصبيِّ، وأجر من حجَّ به (2/ 974، ح 409، 410، 411) بإسناده إلى سُفيان بن عُيينة، وسُفيان الثَّوري، كلاهما (فرَّقهما) عن إبراهيم بن عُقبة، وبإسناده إلى
سُفيان بن عُيينة، عن محمد بن عُقبة، كلاهما (فرَّقهما) عن كُريب مولى ابن عبَّاس، عن ابن عبَّاس به.
عزاه الحافظ ابن حجَر في إتحاف المَهَرة في ترجمَة كُريبٍ عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما (7/ 685، ح 8745) إلى أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحجِّ]: ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سُفيان به، وعن أبي أميَّة، ثنا أبو نُعيم وقَبيصة -فرَّقهما- قالا: ثنا سُفيان [يعني الثوري] ثنا محمد بن عُقبة، عن كُريبٍ نحوه".
38 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطَبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيُّها النَّاس! قدْ فرضَ الله عليكم الحَجَّ فحُجُّوا"، فقال رجلٌ
(1)
: أكلَّ عامٍ يا رسول الله؟ فسكت، حتَّى قالهَا ثلاثًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو قُلتُ نعمْ لوَجَبتْ، ولَما اسْتَطَعْتُم".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب فرض الحجِّ مرةً في العُمر (2/ 975، ح 412) بإسنَاده إلى الرَّبِيع بن مسلم القُرشيِّ، عن محمد ابن زِيادٍ، عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجة محمد بن زيادٍ عن أبي
(1)
هذا الرَّجل هو: الأقرع ابن حابس كما جاء منصوصًا عليه في الروايات الأخرى، ونصَّ عليه الخطيب البغدادي وابن بشكوال.
انظر: صحيح ابن ماجه للألباني (3/ 6، ح 2351)، الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة للخطيب البغدادي (ص 5)، غوامضُ الأسماء المبهمة (2/ 537).
هُريرة رضي الله عنه (15/ 504، 19782) إلى أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحجِّ]: ثنا أبو أمية، ثنا عبيد الله بن موسى به، وعن الصَّغاني، عن يزيد بن هارون. وعن عمَّار بن رجاء وابن شيخٍ بن عُميرة، قالا: ثنا يحيى بن إسحاق، كلاهما عن الرَّبيع به".
39 -
حديث أبي هُريرة رضي الله عنه قال: "بَعثَنِي أبو بكر الصِّدِّيق في الحَجَّة التي أمَّرَهُ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قَبلَ حَجَّةِ الوَداعِ في رَهْطٍ يُؤَذِّنُونَ في النَّاسِ يوم النَّحر: لا يَحُجُّ بعد العامِ مُشرِكٌ ولا يطوفُ بالبيتِ عُريانٌ".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب لا يحج بالبيت مشركٌ، ولا يطُوفُ بالبيتِ عُريانٌ، وبيان يومِ الحجِّ الأكْبَرِ (2/ 982، ح 435) بإسنادِه إلى ابن وهبٍ، ويونس بن يزيد الأيليِّ، كلاهما عن ابن شهابٍ، عن حُميد بن عبد الرحمن، عن أبِي هريرةَ رضي الله عنه-به.
عزاهُ الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في مُسند أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه (6/ 216، ح 9241) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا أبو عبيد الله، ثنا عمِّي [أي ابن وهب] به، وعن أبي داود الحرَّاني، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن صالح بن كَيسان، عن الزُّهري به. وعن مالك بن سيفٍ، عن إسحاق بن بكر بن مُضر، حدثني أبي، أخبرني عمرو -هو ابن الحارث- به".
40 -
حديث أبي هُريرة مرفوعًا: "حَجَّةٌ مَبرُورةٌ ليسَ لها ثوابٌ إلَّا الجَنَّة".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب فضل الحجِّ والعُمرة ويوم عرفة
(2/ 983، ح 437) بإسناده إلى مالك، وسُفيان بن عُيينة، وسُفيان الثَّوري، ثلاثتهم (فرَّق بين مالك والسُّفيانين) عن سُميٍّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح السَّمَّان، عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في ترجمة ذكوان عن أبي هُريرة رضي الله عنه في إتحاف المهرة (14/ 534، ح 18167) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: عن يونس بن عبد الأعلى والزَّعفراني وشُعيب بن عمرو، قالوا: ثنا سُفيان به [أي ابن عُيينة]. وعن يزيد بن سِنان، عن حمّاد بن مسْعدة، عن ابن عجلان به. وعن أبي زُرعة الرّازيِّ، ثنا أبو نُعيم. وعن الجُنيد، ثنا أبو عاصم. وعن أبي العباس الغَزِّي، ثنا الفِريابي. وعن ابن برة الصّنعاني، ثنا عبد الرزَّاق، أربعتُهم عن سفيان وهو الثوري به. وعن ابن ملاعب، عن ابن الأصبهاني، عن عليّ بن مسهر. وعن محمد الخليل، عن أبي بدر شُجاع بن الوليد. وعن داود بن سُليمان بن أبي حجر، ثنا أبي، ثنا بكر بن صدقة، ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، ثلاثتُهم عن عبيد الله ابن عمر به [أي عن سُمَيّ به]. وعن أيوب بن إسحاق وإسماعيل القاضي، قالا: ثنا سليمان بن حرب، ثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن عبيد الله، قال حمَّاد: فلقِيتُ عبيد الله، فحدَّثني عن سُميّ به، وعن محمد بن موسى النِّهْرتيْري، عن نصر بن علي، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، ثنا أيوب به. وعن إبراهيم بن مرزوق، عن وهب بن جرير، وعن محمد بن حيَّويه، عن حجَّاج بن منهال، كلاهما عن شُعبة، كلاهما عن سُهيل. وعن الرَّبيع بن سُليمان، عن ابن وهب، عن أسامة. وعن أبي إسماعيل الترمذي،
عن القعنبي. وعن محمد حيَّويه، عن يحيى بن يحيى ومطرف والقعنبي، ثلاثتهم عن مالك. وعن الدَّقيقي، عن يزيد بن هارون، عن ورقاء وعبد العزيز ابن أبي سلمة. وعن أبي الكَرَوَّس، عن يوسف بن عَدِيٍّ، عن عبد الرحيم بن سُليمان الإفريقي، وهو أبو أيوب، كلُّهم عن سُمَيٍّ به.
41 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أتَى هذا البيتَ فلمْ يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ
(1)
، رجَعَ كمَا وَلدْتُه أمُّه".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب فضل الحجِّ والعُمرة ويوم عرفة (2/ 983، ح 438) بإسناده إلى جرير بن عبد الحميد وأبي عوانة وأبي الأحوص ومِسعَر وسُفيان الثَّوري وشُعبة، سِتَّتُهم (فرَّق بين جريرٍ والآخرين) عن منصُورٍ، وبإسناده إلى هُشيمٍ، عن سيَّار، كلاهُما (منصور وسيَّار) عن أبي حازمٍ عن أبِي هُريرةَ رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة إلى الحافظ أبي عوانة في ترجمة أبي حَازِم سَلْمَان الأشْجَعِيِّ عن أبي هُريرة رضي الله عنه (15/ 41، ح 18825)
(1)
الرَّفَثُ: أيْ: يأتي برفث الكلام وفحشه، رفثَ الرجلُ -بفتح الفاء والراء- يرفِثُ ويرفُثُ بالكسر والضم، رفْثًا بالسكون في المصدر، وبالفتح الاسم، مشارق الأنوار (1/ 296).
والفسوق: المقصود منه في هذا الموضع: المعاصي صيدًا كان أو غيره.
انظر: تعظيم قدر الصلاة، لمحمد بن نصر المروزي (2/ 526)، جامع العلوم والحكم (ص 352).
فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا أبو داود الحَفَري. وعن الدَّقيقي، ثنا أبو نُعيم. وعن الغَزِّي، ثنا الفِريابي، كُلهم عن سُفيان. وعن أبي الأزهر، ثنا عمرو بن محمد العَنْقَزِي. وعن أبي عُمر الإمام، ثنا مَخلد بن يزيد. وعن محمد بن يحيى وأبي أميَّة والسَّرِيِّ بن يحيى، قالوا: ثنا أبو نُعيم، كُلُّهم عن مسعر. وعن أبي عمر الإمام، ثنا حُسين بن عيَّاش، ثنا زُهير. وعن محمد بن حيَّويه، ثنا الحجَّاج، ثنا أبو عوانة. وعن أبي قلابة، ثنا بشر بن عمر. وعن الصَّغاني، ثنا سليمان بن حرب، قالا: ثنا سعيد. وعن ابن أبي عَروبة، ثنا جعفر بن عون، كلُّهم عن منصُور. وعن يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شُعبة، ثنا منصور وسيَّار. وعن أبي زرعة الدِّمَشْقي، ثنا آدم، ثنا شعبة، ثنا سيَّار. وعن هِلال بن العلاء، ثنا أبي، ثنا عبد الله، عن زيد -وهو ابن أبِي أُنَيسَة- ثنا سيَّار، كلاهما عن
أبي حازَم به".
42 -
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "دخلَ مكَّة وعليه عِمامةٌ سوداءُ بغيرِ إحرام".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب جواز دخول مكة بغير إحرام (2/ 990، ح 451) بإسناده إلى معاوية بن عمَّار الدُّهني، وعمَّار الدُّهني، كلاهما (فرَّقهما) عن أبي الزُّبير، عن جابر بن عبد الله به، وعزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة، في ترجمة معاوية بن عمَّار الدُّهني عن أبي الزُّبير (3/ 516، ح 3622) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا أحمد بن مسلم أبو محمد في النجاريين بطَرَسُوس وجعفر بن نوح،
قالا: ثنا محمد بن عيسى الطبّاع. وعن إبراهيم بن إسحاق السَّرَّاج، ثنا يحيى بن يحيى، قالا: ثنا مُعاوية بن عمَّار الدّهني -قال الطِّبّاع: عن أبيه- عن أبي الزُّبير به".
43 -
حديث عمرو بن حُريث: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خطبَ النَّاس وعليه عِمَامَةٌ سوداء".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب جواز دخول مكة بغير إحرام (2/ 990، ح 452، ح 453) بإسناده إلى أبي أُسامة وكيع، كلاهما (فرَّقهما) عن مُسَاوِر الورَّاق، عن جعفر بن عمرو بن حُريث، عن أبيه عمرو به.
وعزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة، في مُسند عمرو بن حُريث (12/ 458، ح 15928) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج: ثنا يزيد بن عبد الصمد، ثنا محمد بن المُبارك الصُّوري، ثنا سُفيان بن عُيينة، عن مُساور الورَّاق، حدثني جعفر بن عمرو بن حُريث، عن أبيه بهذا. وعن إدريس بن بكر، ثنا أبو بكر بن أبي شَيبة، ثنا وكيع، عن مُساوِر مثلَه، وزاد: قد أرخَى طَرفيها بين كَتِفيه".
44 -
حديث أُسامة بن زيد رضي الله عنه أنَّه قال: يا رسول الله! أتنزلُ غدا في دارِكَ بمكَّة؟ فقالَ: "وهل تركَ لنا عَقِيلٌ من رِبَاعٍ أو دُورٍ؟ ".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب النزول بمكَّة للحَاجِّ، وتَوريثِ دُورِها (2/ 984، ح 439، 440) بإسناده إلى يونس بن يزيد الأيليِّ، ومعمرٍ، ومحمد بن أبي حفصة، وزَمْعة بن صالح، أربعتُهم (فرَّقهم) عن ابن
شِهابٍ، عن عليٍّ بن حُسينٍ، عن عمرو بن عُثمان، عن أسامة بن زيدٍ به.
وعزاهُ الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة عمرو بن عُثمان عن أسامة بن زيد (1/ 307، ح 177) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: عن السُّلمي ومحمد بن علي الصَّنعاني، كلاهما عن عبد الرزَّاق به [أي عن معمر به]. وعن يونس بن عبد الأعلى وبحر بن نصر، كلاهما عن ابن وهبٍ به. وعن محمد بن إسحاق الصَّغاني، ثنا أبو صالح، ثنا الليثُ، حدثني عُقيل، عن الزُّهريِّ به".
45 -
حديثُ العَلاء بن الحَضْرَميِّ، قال: سمعتُ رسول صلى الله عليه وسلم يقول: "للمهاجرِ إقامةُ ثلاثٍ بعد الصَّدَرِ، بمكَّة".
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحج -باب جواز الإقامة بمكَّة للمهاجر منها بعد فراغ الحجِّ والعُمرة، ثلاثة أيّام بلا زيادة (2/ 985، ح 441، 442، 443، 444) بإسناده إلى سُليمان بن بلالٍ، وابن عُيينة، وصالحِ بن كَيسان، وإسماعيل بن محمد بن سعد، أربعتُهم (فرَّقهم) عن حُميد بن عبد الرحمن، عن السَّائب بن يِزيِدٍ، عن العلاء بن الحَضْرَميِّ به.
عزاه الحافظ ابن حجر في مُسند العلاء بن الحضرميّ رضي الله عنه في إتحاف المهرة (11/ 286، ح 14036) فقال: "عه في الحج: ثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرني أنسُ بن عِياضٍ. وعن ابن الجُنيد، ثنا الحُميدي. وعن أبي أمية، ثنا سُريج بن النُّعمان، قالا: ثنا سفيان. وعن موسى ابن سعيد بن النُّعمان بن بسام الطَّرسُوسي، وحمْدان بن الجُنيد، كلاهما عن القعنَبي. وعن صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث ويزيد بن سنان
وهاشم بن يونس القَصَّار، قالوا: ثنا ابن أبي مريم، كلاهما عن سُليمان ابن بلال. وعن عبَّاس الدوري، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن صالح. وعن جعفر الطَّيالِسي، ثنا أبو معمر، ثنا جرير، عن سفيان الثوري، حدثني رجلٌ كان يبيعُ العَلفَ، كلُّهم عن عبد الرحمن بن حمُيدِ بن عبد الرحمن بن بن عوف، سمعتُ عمر ابن عبد العزيز يسأل السائب بن يزيد، ما سمعتَ في سُكنى مكَّة؟ فقال: سمعتُ العلاء الحضرَميَّ
…
فذكره. قال جعفر: سألتُ يحيى بن معين عن هذا الحديث؟ فقال: لم أسمعْه، ولكن هذا حاتم بن إسماعيل وكان رُبَّما باع العلَف في طريق مكَّة يعني أنَّ الثَّوري سمعَه من حاتم. وعن أبي جعفر أحمد بن محمد بن الحارث، وعباس الدُّوري، قالا: ثنا حجَّاج. وعن يزيد بن سِنان وحمْدان بن الجُنيد وعباس بن محمد وإسحاق بن سيَّار وأبي أمية، كلُّهم عن أبي عاصم. وعن الدَّبريِّ عن عبد الرزَّاق، كلُّهم عن ابن جُريجٍ، عن إسماعيل ابن محمد بن سعد، أنَّه أخبره حُميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن السَّائب ابن يَزيد، به نحوه".
الموضِعُ السادس:
سَقطٌ وقعَ قبل بداية 77 ب / 75 أ، سقطَ فيه ترجمةُ بابٍ في حُرمة مكَّة، والنِّصفُ الأول من حديث أبي شُريح الخُزاعي في حرمة مكَّة وعدم جواز القتال فيه، كما سقطت أحاديثُ أخرى فيما يبدو لي -والله أعلم- في هذا الموضع أيضا:
46 -
حديث أبي شُريحٍ الخُزاعيِّ رضي الله عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قامَ من بعدِ يومِ الفتحِ
…
" فذكر الحديثَ، في قِصَّة فتحِ مكَّة: "فمن قالَ لكم إنَّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قَاتل، فليقل: إنَّ الله قد أحلَّها لرسُوله، ولم يَحِلَّها لكُم".
الحديث سقطَ إسنادُه مع جمُلةٍ كبيرة من متنه في مخطوطة مستخرج أبي عوانة، واستدركتُ إسناده من إتحاف المهرة (14/ 299، ح 17759) وانظر: القسم المحقَّق- ح / 4144.
الموضع السابع:
وقعَ سقطٌ بعد نهاية 78 أ/ 76 أ، سقط فيه آخر ما جاء في "باب في معناه" من طرقٍ لحديثِ أبي هُريرة رضي الله عنه في بيان حظر شجر مكَّة واختلاء شوكها، وتنفير صيدها
…
كما بدا في سقطُ أبوابٍ بعده كان فيها الأحاديث التالية:
47 -
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تُسافر المرأة ثلاثًا، إلَّا ومعها ذُو مَحرم".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره (2/ 975، ح 413، 414) بإسناده إلى عبيد الله بن عُمر، والضحَّاك ابن عُثمان، كلاهما (فرَّقهما) عن نافِعٍ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (9/ 186، ح 10849) في ترجمة عبيد الله عن نافع فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا أبو أمية وعبّاس الدُّري، قالا: ثنا شاذان -زاد أبو أمية: وقبيصة- قالا: ثنا سُفيان -هو الثوري- عنه، به".
كما عزاه إليه أيضا في ترجمة الضحاك عن نافع (9/ 107، ح 10598) فقال: "عه في الحج: ثنا أبو بشر مسرور بن نوح، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر التِّرمذي، قالا: ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا ابن
أبي فُديك، عنه به".
48 -
حديث أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُسافر المرأة يومين من الدَّهر إلا ومعها ذو محرمِ منها، أو زوجُها".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره (2/ 976، ح 415، 416، 417، 418) بإسناده إلى جرير بن عبد الحميد، وشُعبة، كلاهما (فرَّقهما) عن عبد الملك بن عُمير، وبإسناده إلى إبراهيم النَّخعي، عن سَهمِ بن مِنجاب، وبإسناده إلى قتادة، ثلاثتُهم (فرَّقهم) عن قَزَعَة، عن أبي سعيد الخُدريِّ رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في ترجمة قزعة بن يحيى، عن أبي سعيد الخُدريِّ في إتحاف المهرة (5/ 394، ح 5640) إلى أبي عوانة فقال: "عه في الحج: ثنا علي بن حرب وعمَّار بن رجاء، قالا: ثنا سعيد بن عامر. وعن عبَّاس الدُوري، ثنا قراد، قالا: ثنا شُعبة، عن عبد الملك بن عُمير عنهُ بهذا، وعن أيوب ويحيى بن إسحاق، قالا: ثنا علي بن قادم، ثنا مسعر، عن عبد الملك بن عُمير به، وعن عمار بن رجاء، ثنا أبو داود، أنا هشام. وعن عبّاس الدّوري، ثنا روح، ثنا سعيد بن أبي عروبة وهشام، قالا: ثنا قتادة.
وعن عبَّاس البيروتي، ثنا محمد بن شُعيب، أخبرني يزيد بن أبي مريم. وعن محمد بن صالح كيلجة وأحمد بن ملاعب، قالا: ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، ثنا إبراهيم بن الزِّبرِقان، عن المغيرة بن عبد الله العسكري. وعن محمد بن محمد بن رجاء، ثنا عثمان هو ابن أبي شيبة، ثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن سهم بن منجاب، كلُّهم عن قَزَعة، به، زاد يزيد ابن
أبي مريم في روايته: وعبد الله بن عمرو هو ابن العاص، وزاد المُغيرة: "ولا صيام في يومين
…
" الحديث".
49 -
حديث أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لامرأةٍ مسلمةٍ تُسافرُ مسيرةَ ليلةٍ، إلَّا ومعَها رجلٌ ذُو حُرْمةٍ منها".
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره (2/ 977، ح 419، 420، 421، 422، 423) بإسناده إلى ليثٍ، وابن أبي ذئبٍ، ومالكٍ، ثلاثتُهم (فرَّقهم) عن سعيد بن أبي سعيد المقْبُري، وبإسناده إلى سُهيلِ بن أبي صالح، والأعمش، كلاهمُا (فرَّقهما) عن أبي صالح، كلاهُما (أبو سعيد وأبو صالح) عن أبي هُريرة رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة أبي سعيد المقبريِّ عن أبي هُريرة رضي الله عنه فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا يزيدُ بن سِنان وأبو قِلابة، قالا: ثنا بشر بن عُمر به [أي عن مالك به]، وعن الزَّعْفَراني، عن شَبابة. وعن يزيد بن سِنان، ثنا أبو بكر الحنفي. وعن الصَّغاني ثنا يزيدُ بن هارون. وعن يُونس بن حَبيب، ثنا أبو داود، كلُّهم عن ابن أبي ذئب به".
50 -
حديث عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا ومعها ذو محرمِ، ولا تُسافر المرأة إلا مع ذِي مَحرمٍ" فقام رجلٌ فقال: يا رسول الله! إنَّ امرأتي خرجتْ حاجَّةً، وإني اكتُتِبْتُ في غَزوةِ كذا وكذا، قال:"انطلقْ فَحُجَّ مع امرأتِك".
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب سفر المرأة مع محرم إلى حجٍّ وغيره (2/ 978، ح 424) بإسناده إلى سُفيان بن عُيينة، وابن جُريج،
وحمَّاد بن زيدٍ، ثلاثتهم (فرَّقهم) عن عمرو بن دينار، عن أبي معبدٍ نافذ عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما به".
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة أبي معبد نافذ عن ابن عباس رضي الله عنهما (8/ 109، ح 9025) إلى أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سفيان به، وعن ابن أبي مسرَّة، ثنا الحُميدي، ثنا سُفيان به. وعن أبي أمية، ثنا سُليمان بن حربٍ وسُريجٍ. وعن يزيد بن عبد الصمد، ثنا آدم بن أبي إياس؛ ثلاثتهم عن حمَّاد بن زيدٍ. وعن أبي حُميد المِصِّيصِيِّ، ثنا حجَّاج، ثنا ابن جُريج؛ كلاهما عن عمرو به نحوه".
الموضعُ الثامن:
سقطٌ وقع قبل بداية 51 ب / 76 ب، سقطت فيه الجملة الأولى من ترجمة الباب: " [باب ما يقول إذا قفل من سفر الحجِّ وغيره] وحظر إتيان المنصرف من حجه من ظهر بيته
…
" كما سقط قبل هذا البابِ -فيما بدا لي- بابٌ آخر في الأدعية التي تُقال عند السَّفر، وكان فيه الأحاديثُ التَّالية:
51 -
حديث ابن عُمر رضي الله عنهما: "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}
(1)
اللَّهُمَّ إنَّا نسألُك في سفرِنَا
(1)
سورة الزُّخرف، الآية 13.
هذا البرَّ والتقوى ومن العملِ ما ترضى، اللهُمَّ هَوِّنْ علينا سفرَنا هذا واطْوِ عنَّا بُعده، اللهُمَّ أنت الصَّاحب في السَّفرِ والخليفةُ في الأهلِ، اللهم إنِّي أعُوذ بك من وَعْثَاءِ السفرِ وكآبةِ المَنظرِ وسوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ والأهلِ، وإذا رجَع قالهنَّ؛ وزاد فيهِنَّ: آيِبُون تائِبُون عابِدون لربِّنا حَامِدُون".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره (2/ 978، ح 425) بإسناده إلى حجَّاج بن محمد، عن ابن جُريجٍ، عن أبي الزُّبير، عن عليِّ الأزديِّ، عن ابن عمر رضي الله عنهما به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة عليِّ بن عبد الله الأزدي عن ابن عمر رضي الله عنهما (8/ 605، ح 10050) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا يوسُف بن مُسَلَّم، عن محمد بن إسماعيل بن سالم، قالا: ثنا حجَّاج به".
52 -
حديث عبد الله بن سَرْجِس رضي الله عنه قال: "كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافرَ يتعَوَّذُ من وَعْثَاءِ السَّفر وكآبة المُنقَلَبِ والحَوْرِ بعدَ الكَوْنِ ودَعوة المظلومِ وسُوءِ المَنْظَرِ في الأهلِ والمالِ".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب ما يقول إذا ركب إلى سفَرِ الحجِّ وغيره (2/ 979، ح 426، 427) بإسنادِه إلى إسماعيل بن عُليَّة، وأبُو مُعاوية، وعبد الواحد بن زياد، ثلاتتُهم (فرَّق بين الأول والأخيرَين) عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سَرْجِس رضي الله عنه به، وعزاه الحافظ ابن حجر في مُسند عبد الله بن سَرجِس (6/ 669، ح 7170) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا الدَّقيقي، ثنا يزيدُ بن هارون. وعن
محمد بن عبد الوهاب والصَّغاني، قالا: ثنا محاضر. وعن يزيد بن سِنان، ثنا أبو عاصم، ثنا شُعبة، كلاهما عن عاصم به".
53 -
حديث أنس رضي الله عنه قال: "أقْبلْنا مع النّبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبُو طلحة، وصَفِيَّةُ رَدِيفَتُه على ناقتِه حتَّى إذا كُنَّا بِظَهرِ المَدينة قال: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنا حَامِدون، فَلَمْ يَزَلْ يقُول ذلكَ حتَّى قَدمْنا المَدينَة".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب ما يقول إذا قَفَل من سفر الحجِّ وغيره (2/ 980، ح 428) بإسناده إلى إسماعيل بن عُليَّة وبشر بن المُفضَّل، كلاهما عن يحيى بن أبي إسْحاق، عن أنسٍ بن مالكٍ رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة يحيى بن أبي إسحاق الحَضرميِّ عن أنس (2/ 373، ح 1920) فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا أبو قلابة، قال: في كتابي، وأظُنُّ أني سمعتُه من عبد الصمد، ثنا شُعبة، عنه به".
الموضع التاسع:
سقطٌ وقع بعد نهاية 53 أ/ 78 أ، سقط فيها ما جاء في "باب ذكر الخبر المُبَيِّن أنَّ المدينة حرامٌ آمن" من الأحادِيث التَّالِية:
54 -
حديث أنسٍ رضي الله عنه أنَّ عاصمَ بن سُليمان قال له: أحَرَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ قال: نعم. ما بين كذا إلى كذا، فمنْ أحدَثَ فِيها حَدثًا قال: ثُمَّ قَالَ لي: هذِه شديدةٌ؛ من أحدثَ فيها حدثًا فعليهِ لعنةُ الله والملائكةِ والنَّاس أجمْعين؛ لا يقبلُ الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا قال: فقال ابنُ أنس: أو آوَى محدثًا.
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب فضلِ المدينة، ودُعاء النبيِّ فيها بالبركة .... (2/ 994، ح 463، 464) بإسنادِه إلى عبد الواحد ابن زياد، ويزيد بن هارون، كلاهما (فرَّقهما) عن عاصم بن سليمان الأحول، عن أنس رضي الله عنه به.
عزاهُ الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة عاصم عن أنس (2/ 64، ح 1236) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا عباس بن محمد ومحمد بن عبد الملك الواسطي، قالا: ثنا يزيد بن هَارون به، وعن أحمد بن سعيد، ثنا حَبان بن هِلال، ثنا شُعبة. وعن حمدان ابن الجُنيد، ثنا العلاء بن عبد الجبار، ثنا عبد الواحد بن زياد. وعن موسى بن سُفيان يِحُندَيسابور، ثنا عبد الله بن الجهم، ثنا عمرو ابن أبي قيس، ثلاثتهم عن عاصم به. وفي رواية عبد الواحد: قال عاصم: فقال ابن لأنس: "أو آوى محدثًا": وفي رواية ابن الجهم: قال عمرو: فذكر في النضر بن أنسٍ. "أو آوى محدثًا". فقالت: ما سمعتُه من أنسٍ قال: قد سمعتُه أنا منه أكثر من مائة مرَّة. وهذه اللَّفظة أدرجت في رواية شُعبة المذكورة.
والله أعلم. قال أبو عوانة: رواية موسى بهذا السّند نسخةٌ عزيزةٌ".
55 -
حديث عَليٍّ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "المَدينَةُ حَرمٌ مَا بَينَ عَيرٍ إِلَى ثَوْرٍ فمَنْ أَحدَثَ فِيهَا حَدَثًا أو آوَى مُحدِثًا فعَلَيهِ لَعنةُ الله والمَلَائِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعينَ لا يقبَلُ الله منهُ يومَ القِيَامةِ صَرْفًا وَلا عَدْلًا وَذِمّةُ المُسلِمِينَ واحِدَةٌ يَسعَى بها أَدناهُم ومَنْ ادّعَى إلَى غَيرِ أبِيهِ أَو انتَمَى إلَى غَيرِ موَالِيهِ فعَلَيهِ لَعنَةُ الله وَالمَلائِكَة والنَّاسِ أَجمَعِينَ لا يَقبَلُ الله مِنهُ يَومَ القِيامَةِ صَرفًا
وَلا عَدْلًا".
أخرجَهُ مسلم في كتابِ الحجِّ -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النبَّيِّ صلى الله عليه وسلم فيها بِالبَركةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَمها (2/ 994، ح 467، 468، 469) بإسناده إلى أبي معاوية، وعليِّ بن مُسهر، وكيع ابن الجَّراح، وسُفيان الثوري، أربعتُهم (فرَّقهم) عن الأعمش عن إبراهيم ابن يزيد بن شريك التيمي، عن أبيه عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه به.
عَزَاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة يَزيد بن شَرِيك التَّيمِي، عن عليِّ بن أبي طالب (11/ 663، ح 14832) إلى أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحجِّ] عن عليِّ بن حرب وأحمد بن الجبار، كلاهما عن أبي معاوية، وعن الحسن بن علي بن عفَّان، ثنا ابن نُميرٍ، وعن أبي أمية، ثنا يعلى، وعن أبي داود وإسماعيل القاضي، عن محمد بن كثير، وعن أبي عمرو السُّوسيِّ، ثنا أبو حُذيفة كلاهما عن سفيان، وعن عبد الرحمن ابن بشر، عن مالك بن سُعير، وعن محمد بن علي بن ميمون، عن عبد الله ابن جعفر، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبِي أُنَيْسَةَ، كلُّهم عن الأعمش به [أي عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي بن أبي طالب]، وسياقُ مالك بن سُعير وابن نُمير أتمُّها"، وانظر ح / 4171.
56 -
حديث أبي هُريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "المدينةُ حرمٌ؛ فمن أحدَثَ فيها حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعْنةُ الله والملائكةِ والنَّاس أجمَعينَ، لا يُقبَلُ منه يومَ القِيامةِ عدلٌ ولا صرفٌ".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيها
بِالبَركَةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَمها (2/ 999، ح 469، 670) بإسناده إلى زائِدة بن قُدامة، وسُفيان الثوري، كلاهما (فرَّقهما) عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة أبي صالح عن أبي هُريرة (14/ 526، ح 18149) فقال: "عه فيه [أي في الحجِّ]: عن عبد الرحمن بن بشر، عن مالك بن سُعير به، وعن أبي الأزهر وأبي بكر بن شَاذَان، قالا: حدَّثنا معاوية بن عمرو، حدَّثنا زائدة، وعن محمد بن علي بن ميمون، حدَّثنا عبد الله بن جَعْفَر، عن عبيد الله ابن عمرو، عن زيد بن أبي أُنيسة، وعن العُطارِدي، عن أبي معاوية. وعن أبي بكر أحمد بن محمد بن صدقة، عن ابن أبي النَّضر، عن أبي النَّضر، عن الأشْجعي، عن سُفيان، كلُّهم عن الأعمش به".
قلتُ: أمَّا طريق مالك بن سُعير فلم تسقُط عن النُّسخة، وسقطت الطُّرق الباقية المذكورة (انظر القسم المُحَقَّق: ح / 4171).
57 -
حديث أبي هُريرة رضي الله عنه قال: "لو رأيتُ الظِّباء ترتعُ بالمدينة ما ذَعَرتُها"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما بين لابَتَيها حرامٌ".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النبَّيِّ صلى الله عليه وسلم فيها بِالبَركَةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَمِها (2/ 999، ح 471، 472) بإسناده إلى مالك بن أنسٍ، ومعمرٍ، كلاهمُا (فرَّقهما) عن ابن شِهاب الزُّهري، عن سعيد بن المُسَيِّب، عن أبي هُريرة صلى الله عليه وسلم به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة سَعيد بن المسَيِّب عن
أبي هُريرة رضي الله عنه (14/ 780، ح 18702) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عَه فيه [أي في الحج]: عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن مالك به، وعن محمد بن إسماعيل الترمذي، عن القعنبي، عن مالك ببعضه. وفيه قول مالكٍ: حَرَمُ المدينة بَرِيدٌ في بَريِدٍ. وعن محمد بن إسحاق بن الصّبَّاح وإسحاق الدَّبَري، قالا: أنا عبد الرزَّاق، عن معمرٍ، عن الزُّهريِّ به".
الموضعُ العاشر:
وقع سقطٌ قبل بداية 80 ب / 79، فسقطَ فيه ترجمة باب لأحاديث الصَّبرِ على لأْواءِ المدينة وإسنادٌ لحديِثِ عبد الله ابن عُمر رضي الله عنهما، وأحاديث أخرى:
58 -
حديثُ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا يَصْبِرُ عَلَى لأْوَائِها وَشِدّتها أحدٌ إلَّا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ القِيَامَةِ".
سقَطَ إسنادُ الحديثِ من النُّسخة الخطِّية للمستخرجِ، واستدركتُه من إتحاف المهرة (9/ 397، ح 11533)، انظر: باب التَّرغِيبِ في سُكْنَى المدينةِ والصَّبرِ علَى لأْوَائِها ح / 666.
59 -
حديث أبي سعيد الخُدريِّ رضي الله عنه سمعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني حرمتُ ما بينَ لابتي المَدينةِ كما حرّم إبراهيمُ مكَّة، قال: ثُمَّ كان أبو سعيدٍ يأخُذُ (وقال أبو بكر: يجدُ) أحدَنا في يدِه الطيرُ فيَفُكُّه من يده ثمَّ يُرسِلُه".
أخرجه مُسلِمٌ في كتاب الحجِّ -باب الترغيب في سُكنى المدينة والصَّبر على لأوائها (2/ 1003، ح 478) بإسناده إلى أبي أُسامة، عن الوليد بن كَثير، عن سَعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخُدري، عن أبيه،
عن أبي سعيد به.
عَزاهُ الحافِظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه (5/ 288، ح 5412) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج: عن الحسن بن علي بن عفان وأحمد بن عبد الحميد، قالا: ثنا أبو أسامة، ثنا الوليد بن كثير، حدثني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، أنَّ عبد الرحمن حدَّثه به. وفيه قِصةٌ لأبي سعيد".
60 -
حديث عائشة رضي الله عنها: "قَدِمنَا المَدِينَةَ وهي وَبِيئَةٌ فَاشتَكَى أبو بَكرٍ واشتَكَى بِلالٌ فلمَّا رَأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شَكْوَى أَصحَابِهِ قال: اللَّهُمَّ حَبِّب إلَينَا المَدينةَ كمَا حَبَّبْتَ مَكَّةَ أوْ أشَدَّ وصَحِّحْهَا وبَاركْ لنا في صَاعِهَا ومُدِّها وحَوِّلْ حُمَّاها إلَى الجُحفَةِ".
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب الترغيب في سُكنى المدينة والصَّبر على لأوائها (2/ 1003، ح 480) بإسناده إلى عبدة بن سُليمان، وعبد الله بن نُمير، كلاهما (فرَّقهما) عن هشام بن عُروة، عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة هشام عن أبيه (17/ 324، ح 22330) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج: عن يونس بن عبد الأعلى، أنا أنس بن عياض. وعن الحسن بن علي بن عفان، عن محاضر. وعن يونس، عن ابن وهب، عن مالك. وعن يوسف القاضي، عن مسدَّد، عن حمَّاد بن زيد، أربعتُهم عن هشام بن عُروة به".
61 -
حديث أبي هُريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يصبرُ على
لأواءِ المَدينةِ وشِدَّتها أحدٌ من أمَّتِي إلَّا كنتُ له شفيعًا يومَ القِيامةِ أو شَهيدًا".
سقطَت من طُرقِ هذا الحديث طريقُ عليِّ بن حُجرٍ، عن إسماعيل ابن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هُريرة رضي الله عنه به، واستدركتُها من إتحاف المهرة (15/ 277، ح 19300)، انظر تخريج ح / 669، كما أخرجها علي بن حجر في جزئه الحديثي عن إسماعيل ابن جعفر (ص 318، ح 245).
الموضعُ الحادي عشر:
وقع سقطٌ كبيرٌ بعد نهاية 80 أ/ 81 أ (نهاية الموجود من كتاب الحج) سقطَ معه آخر ما جاء في "باب عقاب من يريدُ بالمدينة سوءا وبأهلها" من أحاديث، وأحاديث أخرى مع أبوابها، منها: أحاديث التَّرغيب في المدينة عند فتح الأمصار، وأحاديث في المدينة حين يتركُها أهلها، وأحاديث ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة، وأحاديث "أحد جبلٌ يُحبنا ونُحبُّه"، وأحاديث فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة، وأحاديث "لا تُشدُّ الرِّحال إلَّا إلى ثلاثةِ مساجد"، وأحاديث تبيِّن أنَّ المسجد الذي أُسِّسَ على التقوى هو مسجدُ النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وأحاديث فضل مسجد قُباء، وفضل الصلاة فيه وزيارته:
62 -
حديثُ أبي هُريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي المسيحُ من قِبلِ المشرِقِ، هِمَّتُه المدينةُ، حتَّى ينزلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثمَّ تصرفُ الملائكةُ وجْهَهُ قِبَلَ الشَّام وهُناك يهلِكُ".
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب صيانة المدينة من دخولِ الطَّاعونِ
إليها (2/ 1005، ح 485) إلى إسماعيل بن جَعفر، عن العلاء ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هُريرة رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في ترجمة عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هُريرة في إتحاف المهرة (15/ 297، ح 19336) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج: عن محمد بن يحيى، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا عبد العزيز ابن محمد. وعن الصَّغانِي، ثنا الهيثم بن خَارجة، ثنا حفْصُ بن مَيْسَرة، كلاهما عن العَلاء، عن أبيه به".
63 -
حديث جابر بن سَمُرة رضي الله عنه قال: "سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم سمَّى المدينةَ طابة".
سقطت طريقان لهذا الحديث ذكرهما الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في مسند جابر بن سمُرة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: ثنا أبو داود الحرَّاني، ثنا يحيى بن حمَّاد، ثنا أبو عوانة. وعن أبي قِلابة، ثنا يحيى، ثنا أبو الأحوص، كلاهما، عن سمَاكٍ به [أي عن جابر بن سمُرة به] "، ومضى الحديث عند المصنف من طُرق برقم 4183، 4184.
64 -
حديث سُفيان بن أبي زُهير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُفتَحُ الشَّامُ؛ فيَخرُجُ من المَدِينةِ قَومٌ بِأهلِيهِم يبسُّونَ، والمَدينَةُ خَيرٌ لهم لو كانوا يَعلَمُون، ثُمَّ تُفتَحُ اليَمَنُ فيخرُجُ من المدينَةِ قَومٌ بِأهلِيهِم يبسُّونَ والمدينَةُ خَيرٌ لهم لو كانوا يَعلَمُون، ثُمَّ تُفتَحُ العِرَاقُ فَيَخرُجُ مِن المَدينةِ قَومٌ بأَهلِيهِم يبسُّونَ والمدينةُ خَيرٌ لهم لو كانوا يعلَمُونَ".
أخرجه مسلمٌ في كتاب الحج -باب الترغيب في المدينة عند فتح
الأمصار (2/ 1008، ح 496، 497) بإسناده إلى ابن جُريج، وكيع ابن الجرَّاح، كلاهما (فرَّقَهما) عن هِشام بن عُروة، عن أبيه، عن عبد الله ابن الزُّبيَر، عن سُفيان بن أبي زُهير رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في مسند سفيان بن أبي زُهير (5/ 538، ح 5896) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: عن عليِّ بن حرب والعُطاردي، عن أبي مُعاوية. وعن محمد بن عبد الحكم، عن أنس بن عِياضٍ، عن هِشام به. وعن يُونس، عن ابن وهبٍ، عن مالك به. وعن الدَّبري، عن عبد الرزَّاق به"[أي عن ابن جُريج به].
65 -
حديث أبي هُريرَة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لِلمدينةِ: "لَيتركَنَّها أهلُها على خَيرِ ما كانَت مُذَلَّلةً لِلعَوافِي، يعني السِّباعَ والطَّيرَ".
أخرجه مُسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب في المدينة حين يتركُها أهلُها (2/ 1009، ح 498) بإسناده إلى يونس بن يزيد وعُقَيل بن خالد الأيْليَّان، كلاهما (فرَّقهما) عن ابن شِهاب الزُّهري، عن سعِيد بن المسَيِّب، عن أبي هُريرة رضي الله عنه به، وفي حديث عُقيلٍ زيادةٌ.
عَزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة، في ترجمة سعيد بن المسيِّب عن أبي هُريرة (14/ 769، ح 18675) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في آخر الحج: ثنا أبو أمية، ثنا أبو اليمان، أنا شعيب. وعن عبَّاس الدُّوري، ثنا يحيى بن معين، ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ثنا معمر، كلاهما عن الزُّهريِّ، عنه به".
66 -
حديث عبد الله بن زيد المازِنيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما
بينَ بيتِي ومِنبَري روضَةٌ من رياضِ الجنَّة".
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب ما بين القبر والمنبر روضةٌ من رياضِ الجنَّة (2/ 1010، ح 500، 501) بإسناده إلى أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، كلاهما (فرَّقهما) عن عَبَّاد بن تَمِيم، عن عبد الله بن زيد المازِني رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في مسند عبد الله بن زيد (6/ 647، ح 7147) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج: ثنا يونس، ثنا ابن وهب، أنَّ مالكًا حدثه [أي عن عبد الله بن أبي بكر]. وعن الصَغاني، ثنا سعيد بن منصور، ثنا الدَّرَاوَردي، عن عُمارة بن غَزِيَّة، عن عبَّاد بن تَميمٍ به".
67 -
حديث أبي هُريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين بيتى ومِنبَري روضَةٌ من رِياضِ الجنَّة. ومِنْبَرِي على حَوضِي".
أخرجَهُ مسلمٌ في كتابِ الحجِّ -باب ما بين القبر والمنبر روضةٌ من رياضِ الجنَّة (2/ 1011، ح 502) بإسناده إلى يحيى بن سعيد القطَّان، وعبد الله بن نُمير، كلاهما عن عبيد الله بن عُمر، عن خُبَيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هُريرة رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة حفص بن عاصم، عن أبي هُريرة رضي الله عنه (14/ 443، ح 17973) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه فيه [أي في الحج]: عن عبَّاس الدُّوري، عن محمد بن بِشرٍ. وعن المَيموني، عن محمد بن عُبيد، كلاهما، عن عبيد الله به".
68 -
حديث أبي حُميد المُنذر بن سعد السَّاعدي رضي الله عنه قال: خرجْنَا معَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةِ تبُوك، وساقَ الحديث، وفيه ثُمَّ أقبلنَا حتَّى قدِمْنا وادِي القُرَى فقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنِّي مسرِعٌ فمنْ شاءَ منْكُم فَليُسرِعْ معي، ومن شاءَ فليمكُثْ، فخرجنَا حتَّى أشْرفْنا علَى المَدينةِ، فقال: هَذِهِ طَابَةُ، وهذا أُحُدٌ، وهُو جبلٌ يُحِبُّنا وَنُحِبُّه".
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب أُحُد جبلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه (2/ 1011، ح 503) بإسناده إلى سُليمان بن بِلال، عن عمرو بن يحيى، عن عبّاس بن سهل السَّاعدي، عن أبي حمُيدٍ به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في مسند أبي حُميد (14/ 87، ح 17454) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج، وفي المناقب: عن محمد بن إسماعيل بن سالم المكِّي، ثنا عفان به [يعني عن وُهيب، عن عمرو بن يحيى به]، وعن الصغاني -زاد في المناقب: ومحمد بن إبراهيم- كلاهما عن إسحاق الحضرمي، عن وُهيب به. وعن هِشام بن علي، عن سهل بكَّار، عن وُهيب مختصرا: "إنَّ أُحُدًا جبلٌ يُحِبُّنا ونحِبُّه"، وفيهما: وعن علي بن عثمان النُّفيلي، ويحيى بن صالح. وعن البرتي القاضي وأحمد بن يحيى السَّابري الجُرجاني وعبَّاس الدُّوري -زاد في المناقِب: ومعاذ بن المثنَّى- قالوا: ثنا عبد الله بن مسلمة. وعن السُّلمي، ثنا خالد بن مخلد، ثلاثتُهم عن سُليمان بن بلال، ثنا عمرو بن يحيى به".
69 -
حديث أنسٍ بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله رضي الله عنه: "إنَّ أُحُدًا جبلٌ يُحِبُّنا ونُحبُّه".
أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب أُحُد جبلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه (2/ 1011، ح 554) بإسناده إلى مُعاذ العَنبري، وحَرَميِّ بن عُمارَة، كلاهما (فرَّقهما) عن قُرَّة بن خالدٍ، عن قتادةَ، عن أنس رضي الله عنه به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المَهَرة في ترجمة قتادة عن أنس (2/ 203، ح 1554) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج: عن الصَّغاني، ثنا أبو بكر بن أبي الأسود، والقَواريري، قالا: ثنا حَرَميُّ بن عُمارة. وعن هشام بن علي السِّيرافي، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي. وعن يعقوب بن إسحاق القُلُوسي، ثنا حجَّاج بن نُصَيرٍ، ثلاثتُهم، عن قُرَّة بن خالد، عنه به".
70 -
حديث أبي هُريرةَ رضي الله عنه: "صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من ألفِ صَلاةٍ فيما سِواهُ، إلَّا المسجدَ الحرام".
جاء هذا الحديث عن أبي هُريرة رضي الله عنه من عِدَّة طُرقٍ:
الأولى: سعيد بن المُسَيِّب عنه مرفُوعًا، روى بها مسلمٌ الحديثَ في كتاب الحج -باب فضلِ الصلاة بمسجدَيْ مكَّة والمدينة (2/ 1012، ح 505، 506) بإسناده إلى ابن عُيينة، ومعمر، كلاهما (فرَّقهما) عن الزُّهري، عن سعيد بن المسَيِّب.
عزاها الحافظ ابن حجر في ترجمة سعيد بن المسَيِّب في إتحاف المهرة (14/ 753، ح 18646) إلى أبي عوانة فقال: "عه في الحج: ثنا أبو إسماعيل الترمذيّ، ثنا الحُميدي، ثنا سُفيان، ثنا الزهريّ، عنه به.
وعن محمد بن إسحاق ومحمد بن مُهِلٍّ ومحمد بن الصبَّاح والدَّبري، أربعتُهم
عن عبد الرزاق، عن معمر -زاد الدَّبري: وابن عيينة -كلاهما عن الزُّهري، به".
الثانية: أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو عبد الله سلمان الأغَرّ عنه موقُوفًا، روى بها مسلمٌ الحديثَ في كتاب الحج -باب فضلِ الصلاة بمسجدَيْ مكَّة والمدينة (2/ 1012، ح 507) بإسناده إلى الزُّبيدي، عن الزُّهريِّ، عن أبي سلَمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله سلمان الأغرّ، كلاهما عن أبي هُريرة رضي الله عنه به.
عزاها الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة سَلمان الأغرّ عن أبي هريرة رضي الله عنه (15/ 25، ح 18791) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج: عن محمد بن عوف، عن الربيع بن روح. وعن عباس الدوري، عن سليمان بن داود بن أبي الربيع المدني، قالا: ثنا محمد بن حرب، عن الزُّبيدي، عن الزُّهري، عن أبي سلمة، وأبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة به، موقوف، وزاد: فإن رسول الله آخر الأنبياء، ومسجده آخر المساجد. قالا: فلقينا عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، فقال: لا أشهد أنِّي سمعتُ أبا هُريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
به، وعن محمد بن شريك، ثنا ابن أبي مريم، ثنا محمد بن جعفر. وعن أبي أُميَّة، ثنا خالد بن مخلد، ثنا سُليمان بن بلال، قالا: ثنا عبيد بن سلمان الأغر، عن أبيه به".
الثالثة: عبد الله بن إبراهيم بن قارظ عنهُ مرفوعًا، روى بها مسلمٌ الحديثَ في كتاب الحج -باب فضلِ الصلاة بمسجدَيْ مكَّة والمدينة (2/ 1012، ح 507، 508) بإسناده إلى الزُّهري، عن أبي سلمة ابن
عبد الرحمن وأبي عبد الله الأغرّ، وبإسناده إلى يحيى بن سعيد القطَّان، عن أبي صالح ذكوان، ثلاثتُهم (فرَّق بين الأولين وبين الأخير) عن عبد الله ابن إبراهيم بن قارظ، عن أبي هُريرة رضي الله عنه به.
عزاها الحافظ ابن حجر إلى الحافظ أبي عوانة في الإتحاف في ترجمة عبد الله بن إبراهيم بن قَارِظ عن أبي هريرة رضي الله عنه (15/ 118، ح 18987) فقال: "عه في الحج: ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي صالح ذكوان، عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ به، فذكره".
71 -
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "صلاةٌ في مسجدي هذا، أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سِواه إلا المسجدَ الحَرام".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب فضلِ الصلاة بمسجدَيْ مكَّة والمدينة (2/ 1013، ح 509) بإسناده إلى يحيى القطَّان، وابن نُمير، وأبي أسامة، وعبد الوهاب الثَّقفي، أربعتُهم عن عبيد الله بن عُمر، وبإسناده إلى ابن أبي زائدة، عن موسى الجُهني، وبإسناده إلى معمر عن أيوب السَّختِياني، ثلاثتهم (فرَّقهم)، عن نافعٍ، عن عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما به.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة عبيد الله بن عمر عن نافع (9/ 167، ح 10799) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج: ثنا أبو الحسن الميموني، ثنا محمد بن عُبيد. وعن حمدان بن علي، ثنا مُعَلَّى، ثنا وُهيب. وعن ابن أبي غَرْزة، ثنا محمد بن سعيد، ثنا عبدة، ثلاثتُهم عنه به"، كما عزاه إلى أبي عوانة في ترجمة موسى الجُهني عن نافع (9/ 361،
ح 11428) فقال: "عه في الحج: ثنا عُمر بن شبَّة، ثنا يحيى القطَّان عنه به".
72 -
حديث مَيمونة رضي الله عنها: "صلاةٌ في مسجدي هذا، أفضلُ من ألفِ صلاةٍ
…
".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب فضلِ الصلاة بمسجدَيْ مكَّة والمدينة (2/ 1013، ح 510) بإسناده إلى الليث بن سعد، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عبّاس، عن خالتها ميمونة رضي الله عنها به، وفي لفظه قصَّة.
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في مُسند ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها (18/ 73، ح 23355) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في في الحج: عن إسحاق بن سيّار، ثنا أبو عاصم. وعن الدّبري، عن عبد الرزاق، كلاهما عن ابن جُريج. وعن أحمد بن إبراهيم بن مِلاس، عن مروان ابن محمد، عن اللَّيث، كلاهما عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عبّاس، عن ميمونة به، ولم يذكر إسحاقُ بن سيّار في روايته: ابن عبَّاس".
73 -
حديثُ أبي هُريرة رضي الله عنه: "لا تُشدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مَسجِدي هذا، ومسجدِ الحرام، ومسجدِ الأقصى".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب لا تُشدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجِد (2/ 1014، ح 511، 512، 513) بإسناده إلى سُفيان ابن عُيينة، ومعمَرٍ، كلاهما (فرَّقهما) عن الزُّهري، عن سعيد بن المسَيِّيب، وبإسناده إلى عمران بن أبي أنسٍ عن سلمَان الأغرّ كلاهُما عن أبي هُريرة
رضي الله عنه به، ولفظ الأغَرّ: "إنما يُسَافَرُ إلى ثلاثة مساجد
…
".
عزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة في ترجمة سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه (14/ 749، ح 18638) إلى الحافظ أبي عوانة فقال: "عه في الحج: ثنا أبو إسماعيل، ثنا الحُميدي، ثنا سفيان، عن الزّهري به. وعن إسحاق السِّجزيِّ ومحمد بن محمد بن الصبَّاح والصَّنعاني، قالوا: ثنا عبد الرزَّاق أنا معمر. وعن أبي الجماهر، ثنا أبو اليمان، ثنا شُعيب، كلاهما عن الزُّهريِّ به"، كما عزاه إليه أيضا في ترجمة سلمان الأغرّ عن أبي هُريرة رضي الله عنه (15/ 33، ح 18805) فقال: "عه في الحج: ثنا ابن أخي ابن وهب، ثنا عمِّي، ثنا عبد الحَميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، عن سلمان الأغرّ به".
74 -
حديث أبي سَلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخُدريِّ رضي الله عنه، قال أبو سلمة:"مرَّ بِي عبد الرحمن بن أبي سَعيد الخُدْرِيِّ؛ قالَ: قلتُ له: كيفَ سمعتَ أباكَ يَذكُر في المَسجدِ الذي أُسِّس علَى التَّقوى؟ قال: قال أبي: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتِ بعضِ نسائِه؛ فقلتُ: يا رسول الله! أيُّ المسجدين الذي أُسِّسَ على التَّقوى؟ قال: فأخذَ كَفًّا من حَصاءٍ فضربَ به الأرضَ ثُمَّ قال: هُو مَسجدُكم هذا (لِمسجدِ المدينة)، قال: فقُلت: أشهدُ أني سمعتُ أباكَ هكذَا يذكرُه".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب بيان أنَّ المسجد الذي أُسِّسَ على التقوى هو مسجدُ النّبَيِّ صلى الله عليه وسلم (2/ 1015، ح 514) بإسناده إلى يحيى ابن سعيد القطَّان، وحاتم بن إسماعيل، كلاهما (فرَّقهما) عن حُميد بن صخر
الخَرَّاط، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن به.
عزاه الحافظ ابن حجر إلى الحافظ أبي عوانة في إتحاف المهرة في ترجمة أبِي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخُدري (5/ 487، ح 5825) فقال: "عه في الحج: ثنا إبراهيم بن دَنُوقا وأبو أُمية، قالا: ثنا زكريا بن يحيى، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن حُميد بن صخر -هو الخَرَّاط- عنه به. وعن عبد الرحمن بن محمد بن منصور، عن يحيى بن سعيد، عن حُميد بن الخَرَّاط، سمعتُ أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول: مرَّ بي عبد الرحمن بن أبي سعيد، فقلُت له: أيُّ شيءٍ سمعتَ أباك يَذكرُ في المسجد الذي أُسِّسَ على التقوى؟ فذكره، قال في آخره: أشهدُ أنِّي سمعتُ أباك يذكرُه هكذا".
75 -
حديث عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "كانَ يَزُورُ قُباءَ راكبًا وَمَاشِيًا".
أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب فضل مسجد قباء، وفضل الصلاة فيه وزيارتُه (2/ 1016 - 1017، ح 515، 516، 517، 518، 519، 520، 521، 522) بإسناده إلى إسماعيل بن عُلَّية عن أيُّوب، وبإسناده إلى عبد الله بن نُمير، وأبي أسامة، ويحيى بن سعيد القطَّان، ثلاثتُهم عن عبيد الله بن عُمر، وبإسناده إلى خالد بن الحارث، عن ابن عَجْلان، ثلاثتُهم (فرَّقهم) عن نافع عن عبد الله بن عُمر به، كما أخرجه بإسناده إلى مالك، وإسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عُيينة، ثلاثتُهم (فرَّقهم) عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما به، يزيدُ بعضهم على بعض في اللَّفظ.
عزاه الحافظ ابن حجر إلى الحافظ أبي عوانة في إتحاف المهرة في ترجمة عبيد الله بن عمر عن نافع (9/ 171، ح 10812) فقال: "عه في الحج: عن يزيد بن سِنان وعبد الرحمن بن محمد بن منصور، قالا: ثنا يحيى القطَّان. وعن الميموني وعمَّار بن رجاء، قالا: ثنا محمد بن عُبيد، جميعًا عنه بهذا"، كما عزاه إليه أيضا في ترجمة محمد بن عَجلان عن نافع (9/ 333، ح 11332) فقال: "عه في الحج: ثنا الحسن بن علي بن عفَّان، ثنا أسباط، عنه بهذا"، وعزاه إليه أيضا في ترجمة عبد الله بن دينار عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما (8/ 502، ح 9858) فقال: "عه فيه [أي في الحج]: عنْ عمَّار بن رَجاء، وعَلَّان القَرَاطِيسي، والدَّقِيقي، قالوا: ثنا يزيد ابن هارون، أنا يحيى بن سعيد، به. وعن الغَزِّي، ثنا الفريابي، ثنا سُفيان. وعن يونس، عن ابن وهب ومعن. وعن ابن أبي داود، عن محمد ابن المُنادي. وعن الصَّائغ العسقلاني، عن رواد. وعن الصَّغاني، عن إسحاق ابن عِيسى؛ أربعتُهم عن مالك، كلاهُما عن عبد الله بن دينار به، إلا أنّ إسحاق قال: عن نافع: بدل عبد الله بن دينار".
فمجموعُ ما وقفتُ عليه من الأحاديث التي سقطت من أبواب الحجِّ خمسة وسبعون حديثًا باعتِبار النَّظر إلى الصَّحابِي، أما بالنَّظَر إلى الأسَانِيد والطُّرق فلعلَّ العَددَ يربُو على الثلاثمائة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.