المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مبتدأ كتاب الأحكام - مستخرج أبي عوانة - ط الجامعة الإسلامية - جـ ١٤

[أبو عوانة]

فهرس الكتاب

‌مبتدأ كتاب الأحكام

ص: 5

[باب]

(1)

بيان الخبر الموجب على الحاكم أنْ يحكم بالظّاهر بحجّة المدّعي، والدّليل على أنّ أحكام الحاكم ربّما تكونُ بخلاف الحقِّ عند الله تعالى، وأنّه قد يكون الحكم في الشيءِ بخلاف ما يجبُ في الباطنِ.

(1)

من: (ل).

ص: 5

6820 -

حدثنا علي بن حرب [الطائي]

(1)

، قال: حدثنا أَبو معاوية

(2)

، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أمّ سلمة

(3)

، عن أمّ سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم تختصمون إليَّ، ولعلّ بعضكم أنْ يكونَ ألحنَ

(4)

بحجّته مِنْ بعض، وإنّما أنا بشر أقضي على ما أسمع، فمن قضيتُ له مِن حقِّ أخيه شيئًا فلا يَأْخُذْه، فإنّما أقطعُ له

⦗ص: 6⦘

قِطْعةً من النّار"

(5)

.

(1)

"الطائي" من: (ل)، وهو: علي بن حرب بن محمد بن حرب بن حيّان الطائي، أَبو الحسن الموصلي (ت 265 هـ).

الطائي، ويقال: الطايي -بفتح الطاء المهملة وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها- هذه النسبة إلى طئ، واسمه جلهمة بن أدد، ويرجع نسبه إلى يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح. الأنساب (4/ 35 - 39).

(2)

أَبو معاوية محمد بن خازم الضرير الكوفي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (ل): "بنت أبي سلمة".

(4)

أي: أفطن لها وأجدل. غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 232).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة - ح (4)، من طريق أبي معاوية، وفيه "فمن قطعت له" ولم يذكر قوله:"وإنما أنا بشر"، وقد جاءت هاتان اللفظتان عند مسلم ح (5)، (3/ 1337) من طريق ابن شهاب عن عروة به. وأخرج البخاري الحديث في: (كتاب الحيل -باب

- ح (6967)، (12/ 355 فتح).

* من فوائد الاستخراج: شيخ مسلم يحيى يروي الحديث عن أبي معاوية بصيغة "أخبرنا"، بينما يرويه علي بن حرب -شيخ أبي عوانة- عن أبي معاوية بصيغة "حدثنا"

وهي أرفع.

ص: 5

6821 -

حدثنا يوسف بن مُسَلَّم

(1)

، قال: حدثنا حجّاج

(2)

، عن ابن جريج

(3)

، قال: أخبرني هشام بن عروة

(4)

، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمّ سلمة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم بمثله: "فلا يأخذنّ منه شيئًا"

(5)

.

(1)

هو: يوسف بن سعيد بن مسلم، أبو يعقوب المصيصي.

(2)

ابن محمد المصيصي، أبو محمّد الأعور.

(3)

هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم أبو الوليد وأبو الخالد المكي.

وجُرَيج: بضم الجيم وفتح الراء، الإكمال لابن ماكولا (2/ 66 - 67).

(4)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6820)، وليس في لفظ مسلم:"فلا يأخذن منه شيئًا"، وهي فائدة من فوائد الاستخراج.

ص: 6

6822 -

حدثنا أبو الأزهر

(1)

، قال حدثنا عبد الله بن نمير

(2)

ح حدثنا أبو عتبة الحجازي

(3)

بحمص

(4)

-، قال: حدثنا ابن أبي فُدَيْك

(5)

، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان

(6)

، قالا: حدثنا هشام بن عروة

(7)

، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمّ سلمة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليّ، ولعلّ بعضكم ألحنَ بحجته من بعض؛ فأقضي له على نحوٍ ممّا أسمع منه، فمن قضيت له بشيءٍ من حقِّ أخيه فلا يأخذنّ منه شيئًا، فإنّما أقطع له جذوة

(8)

من النّار"

(9)

.

⦗ص: 8⦘

وقال أبو الأزهر: "إنّما أقطع قطعة من النار"

(10)

.

(1)

هو: أحمد بن الأزهر بن منيع العبدي -مولاهم- أبو الأزهر النيسابوري.

(2)

عبد الله بن نمير هو موضع الالتقاء مع مسلم، في إسناد أبي عوانة الأول.

(3)

هو: أحمد بن الفرج بن سليمان الكندي، أبو عتبة الحمصي -المعروف بالحجازي-.

(4)

(بحمص) ليست في (ل)، وهي: -بالكسر ثمّ السكون، والصاد مهملة- مدينة مشهورة بالشام بين دمشق وحلب انظر: معجم ما استعجم (2/ 468)، معجم البلدان (2/ 347).

(5)

هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُدَيْك دينار الديلي، أبو إسماعيل المدني.

(6)

ابن عبد الله القرشي، أبو عثمان المدني الكبير.

(7)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الثاني.

(8)

(جذْوَة) -بكسر الجيم، وضمها وفتحها- قطعة غليظة من الحطب. انظر: غريب الحديث للحربي (3/ 1172 - 1173).

(9)

انظر الحديث رقم (6820).

من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية ابن نمير عن هشام بن عروة، والتي أشار الإمام مسلم إلى إسنادها، وأحال على رواية أبي معاوية عن هشام.

(10)

نهاية (ل 5/ 162 / ب)، وسقط بعده مقدار لوحة كاملة.

ص: 7

6823 -

حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم

(1)

، قال: حدثنا يحيى بن سعيد

(2)

، قال: حدثنا هشام بن عروة

(3)

، حدثنا عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمّ سلمة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنكم تختصمون إليّ، ولعلّ بعضكم أَلْحَن بحجته من بعض، فمن قضيت له بقوله شيئًا، فإنّما أقطع له قطعة من النّار"

(4)

.

(1)

ابن حبيب بن مهران العبدي، أبو محمد النيسابوري.

(2)

ابن فرُّوخ القطان، أبو سعيد البصري، الحافظ الإمام.

(3)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (6820)، وليس في مسلم "بقوله".

ص: 8

6824 -

حدثنا يونس

(1)

قال: حدثنا ابن وهب

(2)

، عن مالك

(3)

وسعيد بن عبد الرحمن

(4)

ح،

وحدثنا أبو إسماعيل الترمذي

(5)

، عن

⦗ص: 9⦘

القعنبي

(6)

، عن مالك، عن هشام بن عروة

(7)

-بإسناده- نحوه

(8)

.

(1)

ابن عبد الأعلى بن ميسرة الصدفي، أبو موسى المصري، (ت 264 هـ).

(2)

هو: عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم، أبو محمد المصري (ت 197 هـ).

(3)

ابن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو عبد الله المدني (ت 179 هـ).

(4)

ابن عبد الله بن جميل، القرشي الجمحي، أبو عبد الله المدني.

(5)

هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، أبو إسماعيل الترمذي، (ت 280 هـ).

والترمذي: نسبة إلى ترمذ وهي مدينة مشهورة من أمهات المدن على طرف نهر =

⦗ص: 9⦘

= جيحون من جانبه الشرقي، وقد اختلف في كيفية هذه النسبة فبعضهم يقول: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوق، وكسر الميم، وبعضهم يقول: بكسر التاء وكسر الميم، وبعضهم يقول: بضم التاء والميم، كل واحدٍ يقول معنى لما يدعيه. انظر: الأنساب للسمعاني (1/ 459، 461)، معجم البلدان (2/ 31).

(6)

هو: عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي، أبو عبد الله المدني، (ت 221 هـ).

والقعنبي: -بفتح القاف وسكون العين المهملة وفتح النون بعدها باء منقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى الجد. الأنساب للسمعاني (4/ 531).

(7)

هشام بن عروة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(8)

انظر: الحديث رقم (6820).

وقد أخرجه البخاري أيضًا: (كتاب الشهادات -باب من أقام البينة بعد اليمين- ح (2680) - (5/ 340 فتح)، وفي (كتاب الأحكام -باب موعظة الإمام للخصوم - ح (7169)، (13/ 168 فتح).

ص: 8

6825 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، قال: حدثنا عبد الرزاق

(2)

، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أمّ سلمة، عن أمّ سلمة، قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم لَجَبَةَ

(3)

خَصْمٍ عند بابها، فخرج إليهم، فقال:

⦗ص: 10⦘

"إنكم تختصمون إليّ، وإنّما أَنا بشر، ولعلّ بعضكم أنْ يكون ألحنَ بحجته من بعضٍ؛ فأقضي له بما أسمع، وأظنّه صادقًا، فمن قضيت له بشيء من حقِّ أخيه، فإنّما أقطعه من النّار فليأخذها أو ليدعها"

(4)

.

(1)

ابن عبد الله بن خالد الذهلي، أبو عبد الله النيسابوري.

(2)

عبد الرزاق هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

بفتح اللام والجيم وبالباء الموحدة، وفي رواية لمسلم "جلبة" بتقديم الجيم على اللام، وهي لغة فيها، واللجبة والجلبة اختلاط الأصوات والضوضاء. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 560)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 6)، فتح الباري (13/ 185).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة - ح (6)، 3/ 1338) وأخرجه البخاري:(كتاب المظالم -باب إثم من خاصم في باطل وهو يعلمه - ح (2458)، (5/ 128 فتح).

وفي: (كتاب الأحكام -باب القضاء في كثير المال وقليله - ح (7185)، (13/ 190 فتح).

* من فوائد الاستخراج:

1 -

شيخ مسلم عبد بن حميد يروي الحديث عن عبد الرزاق بصيغة "أخبرنا"، بينما يرويه محمد بن يحيى -شيخ أبي عوانة- بصيغة "حدثنا".

2 -

الإتيان بمتن رواية عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، والتي اكتفى مسلم بذكر إسنادها، وأحال على رواية يونس عن الزهري.

ص: 9

6826 -

حدثنا محمد بن يحيى، والعبّاس بن محمد

(1)

، قالا: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(2)

، قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدثني، عروة، أنّ زينب بنت أبي سلمة أخبرته، أنّ

⦗ص: 11⦘

أمّ سلمة

(3)

زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنكم تختصمونَ إليّ، وإنّما أنَا بشر، ولعلّ بعضكم ألحنَ بحجته من بعضٍ، فأقضي له بما أسمع، فأظنّه صادقًا، فمن قضيت له بشيء من حقّ أخيه فإنّما أقطعه قطعةً من النَّار، فليأخذها أو ليدعها". وقال عبّاس: "ليتركها"

(4)

.

(1)

ابن حاتم بن واقد الدوري، أبو الفضل البغدادي، (ت 271 هـ).

والدوري: بالدال والراء المهملتين، هذه النسبة إلى مواضع وحرفة، والدور محلة وقرية أيضًا ببغداد.

وأبو الفضل العباس بن محمد الدوري هو من دور بغداد. الأنساب للسمعاني (2/ 503، 505).

(2)

يعقوب بن إبراهيم هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

من هنا ساقط من المطبوع إلى نهاية (3 /أ).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجّة - ح (6)، 3/ 1338).

وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (6825).

من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية يعقوب بن إبراهيم، والتي اكتفى مسلم بذكر إسنادها، وأحال على رواية يونس عن ابن شهاب.

ص: 10

6827 -

حدثنا محمد بن خالد بن خَليّ الحمصي

(1)

، قال: حدثنا بشر بن شعيب

(2)

، عن أبيه

(3)

، عن الزهري

(4)

، بمثله

(5)

.

(1)

هو: محمد بن خالد بن خَلش الكلاعي، أبو الحسن الحمصي، (ت بعد 270 هـ).

وخَليّ: -بفتح الخاء المعجمة وكسر اللّام المخففة- الإكمال لابن ماكولا (2/ 112 - 113).

(2)

ابن أبي حمزة دينار القرشي مولاهم أبو القاسم الحمصي.

(3)

هو: شعيب بن أبي حمزة دينار الأموي مولاهم أبو بشر الحمصي.

(4)

الزهري هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6825).

وقد أخرجه البخاري -أيضًا: (كتاب الأحكام -باب القضاء في كثير المال وقليله - ح (7185)، (13/ 190 فتح).

* من فوائد الاستخراج: رواية الحديث من طريق شعيب عن الزهري، وقد قال ابن =

⦗ص: 12⦘

= معين: "شعيبٌ من أثبت النّاس في الزهري" سؤالات ابن الجنيد (ص: 394)، وتاريخ الدارمي (ص: 42).

ص: 11

6828 -

حدثنا أبو حارثة الغساني أحمد بن محمد

(1)

بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني، قال: حدثنا أبي

(2)

، عن أبيه

(3)

، عن جده

⦗ص: 13⦘

يحيى بن يحيى الغساني

(4)

، عن زينب بنت أبي سلمة، أنّها سمعت أمّ سلمة، أنّها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مثله

(5)

.

(1)

كذا في: (ك).

والصواب: أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى أبو حارثة الغساني.

والغَسّاني: -بفتح الغين المعجمة، وتشديد السين المهملة، وفي آخرها النون- هذه النسبة إلى غسّان، وهي قبيلة نزلت الشام. انظر: الأنساب للسمعاني (4/ 295).

قال الذهبي في ترجمته: "وعنه أبو عوانة في صحيحه، وقال: ثنا أبو حارثة سيد أهل الشام ". تاريخ الإسلام (حوادث 261 - 280 ص / 245)، وانظر: الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (4/ 225).

(2)

هو: إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي (ت 238 هـ).

وثقه الطبراني، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال أبو زرعة وأبو حاتم:"كذاب".

وقال أبو طاهر المقدسي: "ضعيف"، وقال الذهبي:"إبراهيم بن هشام أحد المتروكين الذين مشّاهم ابن حبّان فلم يصب".

الجرح والتعديل (2/ 142 - 143)، الثقات لابن حبان (8/ 79)، وفيه (إبراهيم بن هاشم)، تاريخ دمشق (7/ 267)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 59)، ميزان الاعتدال (1/ 72 - 73)، (6/ 52)، لسان الميزان (1/ 122 - 123).

(3)

هو: هشام بن يحيى بن يحيى بن قيس؛ أبو الوليد، -ويقال: أبو عثمان- الغساني.

وثقه الطبراني، وذكره ابن حبّان في الثقات.

الثقات لابن حبّان (9/ 232)، تاريخ دمشق (7/ 67) [ترجمة إبراهيم بن هشام بن =

⦗ص: 13⦘

= يحيى]، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (27/ 113).

(4)

هو: يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة الغساني، أبو عثمان الشامي (ت 133 هـ وقيل 135 هـ وقيل 136 هـ).

وثقه ابن معين، والفسوي، والطبراني، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الذهبي:"سيد أهل الشام في زمانه"، وقال ابن حجر:"ثقة".

انظر: المعرفة والتاريخ للفسوي (2/ 453)، الجرح والتعديل (9/ 197)، الثقات لابن حبّان (7/ 613)، تهذيب الكمال (32/ 39)، الكاشف (3/ 238)، تقريب التهذيب (ص: 1069).

(5)

انظر: الحديث رقم (6820).

ص: 12

‌بيان الحكم في نفقة المرأة على زوجها إذا حبسها عنها والإباحة لها أخذها من ماله بالمعروف، ولولدها مِنْ غيرِ علمه، والدّليل على الإباحة لكل مَنْ له على أحدٍ حقّ إنْ أخذه من ماله إذا حبسه وجحده، وعلى الإباحة في أخذه مثل ما يَجِبُ له

ص: 14

6829 -

حدثنا موسى بن إسحاق الكوفي

(1)

، قال: حدثنا وكيع

(2)

، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قال: جاءت هند إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إنّ أبا سفيان رجلٌ شحيحٌ

(3)

، ولا يعطيني وولدي ما يكفيني، إلّا ما أخذتُ من مالهِ وهو لا يعلم. قال:"خُذي لك وولدك ما يكفيك بالمعروف"

(4)

.

(1)

القوَّاس.

(2)

وكيع بن الجرّاح هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

الشحيح: البخيل مع الحرص. المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 178).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب قضية هند - ح (7)، 3/ 1338).

وأخرجه البخاري: (كتاب البيوع -باب من أجرى أمْرَ الأمصار على ما يتعارفون بينهم في البيوع والإجارة والمكيال والوزن وسننهم على نيّاتهم ومذاهبهم المشهورة - ح (2211)، (4/ 473 - 474 فتح).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية وكيع عن هشام، والتي ذكر مسلم إسنادها، وأحال على رواية عليّ بن مسهر عن هشام.

ص: 14

6830 -

حدثنا أبو الأزهر، قال: حدثنا عبد الله بن نَمير

(1)

، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه،

(2)

عن عائشة، قالت: جاءت هندٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إنّ أبا سفيان رجل شحيح، وإنّه لا يعطيني ما يكفيني وبَني، إلّا ما أخذتُ منه وهو لا يعلم، فهل عليّ جُنَاحٌ في ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خذي ما يكفيك وبنيك بالمعروف"

(3)

.

(1)

عبد الله بن نمير هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(2)

هنا نهاية الساقط من: (ل).

(3)

انظر الحديث السابق رقم (6829).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية ابن نمير عن هشام؛ والتي ذكر مسلم إسنادها؛ وأحال على رواية علي بن مسهر عن هشام.

ص: 15

6831 -

حدثنا يوسف بن مُسَلَّم، قال: حدثنا حجّاج

(1)

، عن ابن جريج، قال: أخبرني هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، أنّ هندَ أمّ معاوية جاءت رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(3)

- فقالت: إنّ أبا سفيان رجلٌ شحيحٌ، وإنّه لا يعطيني ولا ولدي ما يكفينا، إلّا ما أخذتُ وهو لا يعلم، فهل عليّ في ذلك شيء؟ فقال: "خذي ما يكفيك

⦗ص: 16⦘

وبنيك بالمعروف"

(4)

.

(1)

ابن محمد المصيصي، أبو محمد الأعور.

(2)

هشام بن عروة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

ليست في: (ك).

(4)

انظر الحديث رقم (6829).

ص: 15

6832 -

أخبرني أبو سلمة الفقيه الصنعاني

(1)

-فيما قرأت عليه-، قال: حدثنا عبد الملك الذِّماري

(2)

، عن سفيان

(3)

، عن هشام بن عروة

(4)

، عن أبيه، عن عائشة، أنّ هندَ بنتَ عتبة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إنّ أبا سفيان رجل شحيح، أفآخذ من ماله ما يكفيني وولدي؟ قال:"خذي ما يكفيك وولدك"

(5)

.

(1)

هو: مسلَّم -بالتضعيف- بن محمد بن عوجر أبو سلمة الصنعاني الفقيه. جاء عند أبي عوانة في الحديث رقم (4720) في الإسناد باسم المسلم بن محمد بن المسلم بن عفان أبو سلمة الفقيه.

(2)

هو: عبد الملك بن عبد الرحمن بن هشام، أبو هشام الذِّماري، وقد ينسب إلى جدّه.

والذِّمَاري: -بكسر الذال المشددة المعجمة، وفتح الميم بعدها الألف وفي آخرها الراء- هذه النسبة إلى قرية في اليمن على ستة عشر فرسخًا من صنعاء.

الأنساب للسمعاني (3/ 11).

(3)

ابن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي (ت 161 هـ).

(4)

هشام بن عروة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6829).

ص: 16

6833 -

حدثنا أبو العبّاس الغَزِّي

(1)

، قال: حدثنا الفريابي

(2)

، قال:

⦗ص: 17⦘

حدثنا سفيان

(3)

-بإسناده- مثله. فهل عليّ جناح أن آخذ من ماله ما يكفيني وبني سرًّا؟ قال: "خذي ما يكفيك أنت وبنيك بالمعروف"

(4)

.

(1)

هو: عبد الله بن محمد بن عمرو الأزدي، أبو العباس الغزي.

(2)

هو: محمد بن يوسف بن واقد الضبي مولاهم أبو عبد الله الفريابي، (ت 212 هـ).

و"الفريابي": -بكسر الفاء وسكون الراء ثم الياء المفتوحة آخر الحروف وفي آخرها =

⦗ص: 17⦘

= الباء الموحدة- هذه النسبة إلى فارياب بليدة بنواحي بلخ.

الأنساب للسمعاني (4/ 376).

(3)

ابن سعيد الثوري.

(4)

انظر الحديث رقم (6829).

ص: 16

6834 -

حدثنا أبو شعيب الحرَّاني

(1)

، قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك

(2)

، قال: حدثنا زهير

(3)

(4)

، عن هشام بن عروة

(5)

بإسناده مثلَ

⦗ص: 18⦘

حديث الفريابي عن الثوري

(6)

.

(1)

هو: عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، أبو شعيب الحراني، (ت 295 هـ).

و"الحرّاني": -بفتح الحاء وتشديد الراء وفي آخرها نون- هذه النسبة إلى حرّان، وهي مدينة بالجزيرة، وإلى حرّان بطن من همدان. اللباب (1/ 353 - 354).

وثقه صالح جزرة، ومسلمة بن قاسم، والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال:"يخطئ ويهم"، وقال موسى بن هارون:"صدوق". قال الذهبي: "صدوق".

الثقات لابن حبّان (8/ 369)، سؤالات حمزة السهمي للدارقطني وغيره ص (231)، ميزان الاعتدال (3/ 120)، لسان الميزان (3/ 271).

(2)

ابن واقد الأسدي مولاهم، أبو يحيى الحرّاني.

(3)

ابن معاوية بن حديج الجعفي، أبو خيثمة الكوفي.

(4)

نهاية (ل 5/ 162 / ب).

(5)

هشام بن عروة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(6)

انظر الحديث رقم (6829)، (6833).

ص: 17

6835 -

حدثنا الربيع

(1)

، قال: حدثنا الحميدي

(2)

، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة

(3)

، عن هشام

(4)

، بنحوه

(5)

.

(1)

ابن سليمان بن عبد الجبّار المرادي مولاهم، أبو محمد المصري.

(2)

هو: عبد الله بن الزبير بن عيسى الأسدي، أبو بكر الحميدي المكي، (ت 219 هـ).

و"الحميدي" -بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وآخره دال مهملة- هذه النسبة إلى حميد بن زهير بن الحارث، يقال لولده:"الحميدات" وإليه ينسب الحميدي.

(3)

ابن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي ثمّ المكي، (ت 198 هـ).

أحد الأئمة الأعلام، والحفاظ المتقنين، المجمع على إمامتهم وفضلهم.

انظر ترجمته: تقدمة الجرح والتعديل (1/ 32 - 54)، تاريخ بغداد (9/ 174 - 184)، تهذيب الكمال (11/ 175 - 184)، سير أعلام النبلاء (10/ 254 - 274).

(4)

هشام بن عروة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6829)، وما بعده.

ص: 18

6836 -

حدثنا الربيع، عن الشافعي

(1)

، قال: أخبرنا ابنُ عيينة، عن هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، أنّها حدثته، أنّ هندًا قالت:

⦗ص: 19⦘

يا رسول الله! إنّ أبا سفيان رجلٌ شحيحٌ، وليس لي إلّا ما أدخل عليّ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"

(3)

.

(1)

هو: الإمام العلم محمد بن إدريس بن العباس المطلبي، أبو عبد الله الشافعي المكي، نزيل مصر (ت 204 هـ). انظر: تاريخ بغداد (2/ 56 - 73)، تهذيب الكمال (24/ 355 - 381)، سير أعلام النبلاء (10/ 5 - 99).

(2)

هشام بن عروة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6829).

ص: 18

6837 -

حدثنا الربيع، قال: حدثنا الشافعي، قال: أخبرنا أنس بن عياض

(1)

، عن هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة، أنها حدثته، أنّ هندًا أُمَّ معاوية جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إنّ أبا سفيان رجلٌ شحيحٌ، وإنّه لا يعطيني وولدي إلّا ما أخذتُ منهُ سرًّا وهو لا يعلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"

(3)

.

(1)

ابن ضمرة، ويقال: أنس بن عياض بن جعدبة، ويقال: أنس بن عياض بن عبد الرحمن الليثي، أبو ضمرة المدني.

(2)

هشام بن عروة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6829) وما بعده.

ص: 19

6838 -

حدثنا أبو داود الحرّاني

(1)

، قال: حدثنا جعفر بن عون

(2)

، ومحاضر بن المورع

(3)

، قالا: حدثنا هشام بن عروة

(4)

، عن أبيه، عن عائشة، أنّ هندًا أُمَّ معاوية امرأة أبي سفيان، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! إنّ أبا سفيان رجلٌ شحيحٌ، وإنّه لا يعطيني ما يكفيني

⦗ص: 20⦘

وبنيّ إلا ما أخذتُ منه وهو لا يعلم، فهل عليّ جناحٌ في ذلك؟ قال:"خذي ما يكفيك وبنيك بالمعروف". -وقال محاضر-: وإنّه لا يعطيني وولدي، فآخذ منه بغير علمه، فهل عليّ جناح إنْ أخذتُ منه ما أستنفق منه

(5)

أنا وولدي؟ قال: "لا، خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"

(6)

.

(1)

هو: سليمان بن سيف بن يحيى الطائي مولاهم أبو داود الحراني.

(2)

ابن جعفر بن عمرو القرشي، المخزومي، أبو عون الكوفي.

(3)

الهمْداني اليامي، أبو الموَرِّع الكوفي. (ت 206 هـ).

(4)

هشام بن عروة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(5)

نهاية (ل 5/ 163 / أ).

(6)

انظر الحديث رقم (6829).

ص: 19

6839 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، قال: حدثنا عبد الرزاق

(2)

، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: جاءت هندٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! والله ما كان على ظَهْرِ الأَرْضِ أهلُ خِبَاء

(3)

أحبَّ إليّ أنْ يُذِلَّهُم الله مِنْ أهلِ خبائك، وما على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزهم الله من أهل خبائك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 21⦘

"وأيضًا

(4)

-والذي نفسي بيده-"، ثمَّ قالت: يا رسول الله إنّ أبا سفيان رجل ممسك، فهل عليّ حرج أن أنفق على عياله من ماله بغير إذنه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا حرج عليك أن تنفقي عليهم بالمعروف"

(5)

.

(1)

الذهلي.

(2)

عبد الرزاق هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

الخباء: أحد بيوت العرب من وَبر أَوْ صُوف، ولا يكون من شَعْر، ويكون على عمودين أو ثلاثة، وقد يُستعمل في المنازل والمسكن.

قال القاضي عياض: "أرادت بقولها أهل خباء نفسه صلى الله عليه وسلم فكنَّت عنه بأهل الخباء إجلالًا له، قال: ويحتمل أن تريد بأهل الخباء أهل بيته، والخباء يُعبرُ به عن مسكن الرجل وداره". النهاية (2/ 9)، شرح صحيح مسلم (12/ 9)، وانظر: مشارق الأنوار (1/ 228).

(4)

قوله وأيضًا معناه: وستزيدين من ذلك، ويتمكن الإيمان من قلبك، ويزيد حبك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ويقوى رجوعك عن بغضه. شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 9).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب قضية هند - ح (8)، 3/ 1339).

وأخرجه البخاري: (كتاب مناقب الأنصار -باب ذكر هند بنت عتبة رضي الله عنها ح (3825)، (7/ 175 فتح).

* من فوائد الاستخراج: محمد بن يحيى -شيخ أبي عوانة- يروي الحديث عن عبد الرزاق بصيغة "حدثنا" بينما يرويه عبد بن حميد -شيخ مسلم- عن عبد الرزاق بصيغة "أخبرنا".

ص: 20

6840 -

أخبرنا محمد بن يحيى

(1)

، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(2)

، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمّه، قال: حدثني عروة، عن عائشة، قالت: جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة، فقالت: يا رسول الله! ما كان على ظهر الأرض خِبَاء أحبً إليّ أنْ يذلُّوا من أهل خبائك، ثمّ ما أصبح اليوم على ظهر الأرض خباءٌ أحب إليّ أن يعزّوا من أهل خبائك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأيضًا والذي

⦗ص: 22⦘

نفسي بيده"، ثمّ قالت: يا رسول الله! إنّ أبا سفيان رجل ممسك

(3)

، فهل عليّ حرج أن أطعم من الذي له

(4)

عيالنا؟ فقال لها: "لا. إلّا بالمعروف"

(5)

.

(1)

الذهلي.

(2)

يعقوب بن إبراهيم هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

في صحيح مسلم (مسِّيك) وهما بمعنى واحد، أي: بخيل وشحيح.

(4)

في الصحيحين (أن أطعم من الذي له).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب قضية هند - ح (9)، 3/ 1339). وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث السابق رقم (6847) -.

ص: 21

‌باب [بيان]

(1)

الخبر الموجب نصيحة الحاكم والإمام، والنهي

(2)

عن قيل وقال؛ وكثرة السؤال؛ وإضاعة المال، والدليل على كراهية الخصومات في الأموال مع النّاس، والخوض والكلام فيها، وعلى الترغيب في تعاهد صنوف الأموال، والنهي عن إضاعته ليستغني عن مسألة الناس

(1)

من: (ل).

(2)

نهاية (ل 5/ 163 / ب).

ص: 23

6841 -

حدثنا فضلك الرازي

(1)

، قال: حدثنا عبد الأعلى النرسي

(2)

، وعبد الحميد بن بيان

(3)

، قالا: حدثنا خالد

(4)

ح،

⦗ص: 24⦘

[و]

(5)

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ

(6)

، قال: حدثنا عفّان

(7)

، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن سهيل بن أبي صالح

(8)

، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا؛ يرضى لكم أنْ تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا، وأن تنصحوا لمن ولّاه الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال

(9)

، وإضاعة المال، وكثرة السؤال"

(10)

.

⦗ص: 27⦘

وقال غير عفان: "وأن تناصحوا"، زاد عفان في حديثه "ولا تفرقوا".

[روى عمرو بن الحارث

(11)

، حدثنا بكير بن الأشج

(12)

، عن أبي صالح

(13)

]

(14)

.

(1)

هو الفضل بن العباس، أبو بكر الرازي المعروف بفضلك الرازي (ت 270 هـ).

والرازي: -بفتح الراء، والزاي المكسورة بعد الألف- هذه النسبة إلى الري، وهي بلدة كبيرة، وألحقوا الزاي في النسبة تخفيفًا. انظر: الأنساب للسمعاني (3/ 23).

ولقبه فضلك. انظر: كشف النقاب (2/ 353)، نزهة الألباب (2/ 71).

(2)

هو عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي مولاهم أبو يحيى البصري، المعروف بالنّرسي -بفتح النون وسكون الراء-.

(3)

ابن زكريا بن خالد الواسطي، أبو الحسن السكري (ت 244 هـ).

قال مسلمة بن قاسم: "ثقة"، وذكره ابن حبّان في "الثقات".

قال الذهبي: "ثقة"، وقال ابن حجر:"صدوق"، انظر: الثقات لابن حبان (8/ 401)، الكاشف (2/ 133)، تهذيب التهذيب (6/ 111)، تقريب التهذيب (ص: 564).

(4)

ابن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان، أبو محمد أو أبو الهيثم الواسطي.

(5)

الواو من: (ل).

(6)

محمد بن إسماعيل بن سالم المكي، أبو جعفر الصائغ الكبير البغدادي (ت 276 هـ).

والصائغ: -ويقال الصايغ -بفتح الصاد، وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الغين المعجمة هذه النسبة إلى عمل الصِّياغة، وهو صَوْغ الذهب. انظر: الأنساب للسمعاني (3/ 515 - 516).

(7)

ابن مسلم الصفار أبو عثمان البصري.

(8)

سهيل بن أبي صالح هو موضع الإلتقاء مع مسلم، وقد وقع في المطبوع (سهل) وهو خطأ.

(9)

قوله "قيل وقال" قيل المراد: حكاية أقاويل الناس، وأحاديثهم، والبحث عنها، وقيل: المراد حكاية الاختلاف في أمور الدين، كقوله: قال فلان كذا، وقال: فلان كذا من غير تثبت، لكن يقلد من يسمعه، ولا يحتاط لموضع اختياره من تلك الأقاويل، وقيل: المراد كثرة الكلام، لأنها تؤول إلى الخطأ.

انظر: شرح السنة للبغوي (1/ 180)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 11)، فتح الباري (10/ 421).

(10)

قوله: "كثرة السؤال" قيل المراد: سؤال الناس الأموال استكثارًا، وعدم الاقتصار على =

⦗ص: 25⦘

= قدر الحاجة.

وقيل المراد: أن يكثر المسائل الفقهية تنطعًا، وتكلفًا فيما لم يقع، ولا تدعو إليه الحاجة، وقيل المراد: كثرة السؤال عمّا لا يعنيه من أحوال الناس، بحيث يؤدي ذلك إلى كشف عوراتهم، ويتضمن ذلك حصول الحرج في حق المسئول فإنه قد لا يؤثر إخباره بأحواله، فإن أخبره شقّ عليه، وإن كذبه في الأخبار أو تكلف التعريض لحقته المشقّة، وإن أمهل جوابه ارتكب سوء الأدب.

قال القرطبي: "والوجه حمل الحديث على عمومه"، وكذا قال الحافظ ابن حجر.

انظر: المفهم للقرطبي (5/ 164)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 11)، فتح الباري (10/ 421).

والحديث أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة والنهي عن منع وهات، وهو الامتناع من أداء حق لزمه، أو طلب ما لا يستحقه - ح (10) - 3/ 1340).

وفيه (ولا تفرقوا) كما في رواية عفان

وليس في مسلم (وأن تنصحوا لمن ولّاه الله أمركم).

وهي زيادة صحيحة، فقد أخرج الحديث بذكرها مالك في الموطأ (2/ 990) ومن طريقه البخاري في الأدب المفرد (صـ: 158) ح (442)، والمصنف كما سيأتي في الحديث رقم (6843)، وابن حبّان (8/ 182 - 183) ح (3388) والبيهقي في شعب الإيمان (6/ 59) ح (7493)، والبغوي في شرح السنّة (1/ 179) ح (101).

وأخرجه أحمد (2/ 327)، (2/ 360) من طريق حماد بن سلمة. =

⦗ص: 26⦘

= وأخرجه أحمد -أيضًا- (2/ 367)، والمصنف كما في هذا الحديث رقم (6841)، واللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 117) ح (85)، من طريق خالد بن عبد الله الطحان.

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (6/ 25) ح (7399) من طريق علي بن عاصم.

وسيأتي عند المصنف -أيضًا- في الحديث رقم (6842) من طريق سليمان بن طرخان التيمي، وجميع هؤلاء [مالك، وحماد بن سلمة، وخالد الطحان، وعلي بن عاصم، وسليمان التيمي] عن سهيل به، بذكر هذه الزيادة.

وقد رواه مسلم عن زهير بن حرب عن جرير (بن عبد الحميد)، عن سهيل به، بدون ذكر هذه الزيادة، ثم رواه عن شيبان بن فرّوخ، عن أبي عوانة، عن سهيل ولم يسق متنه بل أحال على رواية جرير.

وقد أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 163) من طريق عبد الرحيم بن منيب عن جرير بن عبد الحميد به بذكر الزيادة، ثم قال: "أخرج مسلم الحديث

في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره عن جرير".

فمدار الحديث على سهيل، ورواية الأكثر والأحفظ على ذكر الزيادة التي فيها مناصحة الولاة.

وقد عزا غير واحد من المتقدمين هذا الحديث بالزيادة إلى صحيح مسلم، كالبغوي في شرح السنة (1/ 179)، وشيخ الإسلام ابن تيمية انظر: الفتاوى (28/ 391)، وابن كثير في تفسيره (1/ 395)، والسيوطي في الجامع الصغير مع فيض القدير (2/ 301 - 302)، وكذا عزاه كثير من المحققين المعاصرين، ولعدم ورود هذه الزيادة في صحيح مسلم، اختلف بعض شرّاحه في تعيين الثلاث المذكورة في الحديث "إن الله يرضى لكم ثلاثًا".

فذهب القاضي عياض، والنووي إلى أنّ الأولى: أن يعبدوه، والثانية: لا يشركوا به شيئًا، والثالثة: أن يعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا. =

⦗ص: 27⦘

= وذهب الأبي، والسيوطي إلى أنّ الأولى: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، والثانية: أن يعتصموا بحبل الله جميعًا، والثالثة: أن لا يتفرقوا، وبهذه الزيادة يزول الإشكال والحمد لله. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 11)، شرح صحيح مسلم للأبي (5/ 13)، الديباج للسيوطي (4/ 318).

(11)

ابن يعقوب بن عبد الله الأنصاري، أبو أمية المصري.

(12)

هو: بكير بن عبد الله بن الأشج القرشي مولاهم أبو عبد الله المدني.

(13)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم في صحيحه -موصولًا- من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه -كما تقدم تخريجه في الحديث السابق رقم (6841) -.

وفيه متابعة بكير بن الأشج لسهيل.

(14)

من: (ل).

ص: 23

6842 -

حدثنا أبو العبّاس محمد بن إسحاق

(1)

، قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن خِرَاش

(2)

، قال: حدثنا عمرو بن

⦗ص: 28⦘

عاصم

(3)

، قال: حدثنا معتمر

(4)

، قال: سمعت أبي

(5)

يحدث عن سهيل

(6)

بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال:"إنّ الله عز وجل يكره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال. ويرضى لكم أنْ تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأنْ تعتصموا بحبل الله جميعًا، وأن تُناصحوا الولاة"

(7)

.

(1)

ابن إبراهيم السرّاج، أبو العبّاس النيسابوري.

(2)

أبو جعفر البغدادي (ت 242 هـ).

وخراش: بخاء معجمة مكسورة، وشين معجمة. الإكمال لابن ماكولا (2/ 426).

قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب: "ذكره ابن حبان في الثقات". =

⦗ص: 28⦘

= -ولم أقف عليه في كتاب الثقات المطبوع-.

وقد وثقه الخطيب والذهبي، وقال ابن حجر:"صدوق".

تاريخ بغداد (4/ 78)، سير أعلام النبلاء (12/ 157)، تهذيب التهذيب (1/ 24)، تقريب التهذيب (ص: 88).

(3)

ابن عبيد الله بن الوازع الكلابي، أبو عثمان البصري.

(4)

ابن سليمان بن طرخان التيمي، أبو محمد البصري.

(5)

هو: سليمان بن طرخان التيمي، أبو المعتمر البصري.

(6)

سهيل بن أبي صالح هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(7)

انظر الحديث رقم (6841).

ص: 27

6843 -

حدثنا عيسى بن أحمد

(1)

، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا مالك، عن سهيل

(2)

، عن أبيه، عن

(3)

أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الله يرضى لكم ثلاثًا، ويسخط لكم ثلاثًا: يرضى لكم أنْ

⦗ص: 29⦘

تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وأنْ تعتصموا بحبل الله جميعًا، وأن تُناصحوا من ولّاه الله أمركم. ويسخط لكم: قِيل وَقال، وكثرة السؤال، وإضَاعة المال"

(4)

.

(1)

ابن وردان العسقلاني، أبو يحيى البلخي.

(2)

سهيل هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

نهاية (ل 5/ 164 / أ)، وسقط بعده مقدار لوحة كاملة.

(4)

انظر الحديث رقم (6841).

ص: 28

6844 -

حدثنا فضلك أبو بكر الرازي، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة

(1)

، ومحمد بن عمرو

(2)

، قالا: حدثنا جرير

(3)

، عن منصور، عن الشعبي، عن ورّاد -مولى المغيرة بن شعبة-، عن المغيرة بن شعبة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله حرّم عليكم عقوق الأمّهات، ووأد البنات، ومَنَعَ وهاتِ

(4)

، وكره لكم قيلَ وقال، وكثرة السؤال، وإضاعةَ

⦗ص: 30⦘

المالِ"

(5)

. هذا لفظ عثمان.

(1)

هو: عثمان بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم العبسي مولاهم أبو الحسن الكوفي.

(2)

ابن بكر التميمي، أبو غسّان، الرازي الطلّاس (ت 240 هـ).

ويعرف بزُنَيج: بضم الزاي وفتح النون، بعدهما ياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها.

الإكمال لابن ماكولا (4/ 188)، وانظر: نزهة الألباب (1/ 347).

قال أبو حاتم: "ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات. وكذا وثقه الذهبي، وابن حجر.

انظر: الجرح والتعديل (8/ 34)، الثقات لابن حبّان (9/ 112) الكاشف (3/ 74)، تقريب التهذيب (ص: 882).

(3)

جرير بن عبد الحميد الضبي هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(4)

قوله "ومنع وهات" منع بفتح العين كذا عند المصنف، وفي صحيح مسلم "منْعًا" بالتنوين، وعند البخاري بالوجهين.

وأما هات فبكسر المثناة فعل أمر من الإيتاء، قال الخليل:"أصل هات آت، فقلبت الألف هاء"، والمعنى هو: منع ما عليه، وطلب ما لا يستحقه. =

⦗ص: 30⦘

= انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 421)، فتح الباري (10/ 420).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، والنهي عن منع وهات، وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه - ح (12)، 3/ 1314)، وفيه "وكره لكم ثلاثًا".

وأخرجه البخاري: (كتاب الاستقراض -باب ما ينهى عن إضاعة المال - ح (2408)، (5/ 83 فتح).

ص: 29

6845 -

حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل

(1)

، قال: حدثني أبي

(2)

، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم

(3)

، قال: حدثنا خالد، قال: حدثني ابن أشوع، عن الشعبي، قال: حدثني كاتب المغيرة بن شعبة، قال: كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إليّ بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ الله كره لكم ثلاثًا، كره: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال"

(4)

.

(1)

هو: عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، أبو عبد الرحمن البغدادي.

(2)

هو الإمام العلم أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت 241 هـ).

(3)

إسماعيل بن إبراهيم هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، والنهي عن منع وهات، وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه - ح (13)، 3/ 1341)، وأخرجه البخاري:(كتاب الزكاة -باب قول الله تعالى: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} - ح (1477)، (3/ 398 فتح).

ص: 30

6846 -

وحدثني إدريس بن بكر، وأبو علي بن شاكر السمرقندي

(1)

، قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة

(2)

، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن خالد الحذّاء، قال: حدثني ابن الأشوع بمثله

(3)

.

(1)

هو: الحسين بن عبد الله بن شاكر، أبو علي السمرقندي، ورّاق داود الظاهري.

(2)

أبو بكر بن أبي شيبة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6845).

ص: 31

6847 -

حدثنا علي بن حرب، والدقيقي

(1)

، والعباس بن محمد، وإسماعيل بن إسحاق

(2)

الملقب -أُترجّه-، وعلي بن عثمان النفيلي

(3)

، وعمّار بن رجاء

(4)

، قالوا: حدثنا يعلى بن عبيد

(5)

، قال:

⦗ص: 32⦘

حدثنا محمد بن سُوقَة

(6)

، عن محمد بن عبيد الله الثقفي، عن ورّاد، عن المغيرة، أنّه كَتَب إلى معاوية أنيّ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الله حرّم ثلاثًا، ونهى عن ثلاث: حرّم عقوق الأمهات، ووأد البنات، وَلا وهات. ونهى عن قيل وقال، وإضاعة المال، وإلحاف

(7)

السؤال"

(8)

. معنى حديثهم واحد.

(1)

هو: محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي، أبو جعفر الدقيقي.

(2)

ابن إسماعيل القرشي مولاهم أبو إسحاق الكوفي (270 هـ).

ولقبه أُترجة: بضم أوله وتشديد الجيم، ويقال:"ترنجة". كشف النقاب (1/ 124)، نزهة الألباب (1/ 56).

قال ابن أبي حاتم: "صدوق". الجرح والتعديل (2/ 158)، سير أعلام النبلاء (13/ 159).

(3)

هو: علي بن عثمان بن محمّد النفيلي، أبو محمد الحراني، (ت 272 هـ).

والنُّفَيْلي: -بضم النون وفتح الفاء وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحت وفي آخرها اللام- هذه النسبة إلى الجد الأعلى.

(4)

أبو ياسر الإستراباذي.

(5)

ابن أبي أمية الطنافسي، أبو يوسف الكوفي.

(6)

محمد بن سُوقة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(7)

أي المبالغة في السؤال. يقال: ألحف في المسألة يلحف إلحافًا، إذا ألح فيها ولَزِمها. انظر: النهاية (4/ 237).

(8)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، والنهي عن منع وهات، وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه - ح (14)، 3/ 1341)، وأخرجه البخاري -كما تقدم- في الحديث رقم (6844)، و (6845).

ص: 31

6848 -

حدثنا أبو أمية

(1)

، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى

(2)

، قال: حدثنا شيبان، عن منصور، عن الشعبي، عن ورّاد -كاتب المغيرة بن شعبة- عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله كره

⦗ص: 33⦘

لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال. وحرّم عليكم وأد البنات، وعقوق الأمهات، ومنع وهات"

(3)

.

(1)

هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي، أبو أمية الطرسوسي.

والطرسوسي: -بضم الطاء والراء المهملتين، والواو بين السينين المهملتين، الأولى مضمومة والثانية مكسورة، هذه النسبة إلى طرسوس وهي من بلاد الثغر بالشام.

الأنساب للسمعاني (4/ 60).

(2)

عبيد الله بن موسى هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، والنهي عن منع وهات؛ وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه - ح (12)، 3/ 1341).

وأخرجه البخاري: (كتاب الأدب -باب عقوق الوالدين من الكبائر - ح (5975)، (10/ 419 فتح).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية عبيد الله بن موسى عن شيبان عن منصور، والتي ذكر مسلم طرفًا منها، وأحال على رواية جرير عن منصور.

ص: 32

‌باب ما للحاكم من الأجر إذا اجتهد في إصابة الحكم، والدليل على أنّه إذا اجتهد فأخطأ وَيرى أنّه مصيبٌ فيه أنّه غير آثم فيه ويؤجر على اجتهاده

ص: 34

6849 -

حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة

(1)

، قال: حدثنا المقريء

(2)

، قال: حدثنا حيْوَة

(3)

، قال: أخبرني يزيد بن عبد الله بن الهاد

(4)

، عن محمد بن إبراهيم، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثمّ أخطأ فله أجر"

(5)

قال

(6)

: فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: هكذا حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة

(7)

.

(1)

هو: عبد الله بن أحمد بن زكريا، أبو يحيى بن أبي مسرّة.

(2)

هو: عبد الله بن يزيد بن عبد الرحمن القرشي، أبو عبد الرحمن المقريء.

والمقريء: نسبة إلى قراءة القرآن وإقرائه. الأنساب للسمعاني (5/ 367).

(3)

ابن شريح بن صفوان التجيبي، أبو زرعة المصري.

(4)

يزيد بن عبد الله بن الهاد هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(5)

نهاية السقط من: (ل).

(6)

القائل هو يزيد بن عبد الله بن الهاد، كما جاء مصرحًا به في صحيح مسلم، وسيأتي مصرحًا به في الروايات التالية.

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب ح (15) - 3/ 1342). =

⦗ص: 35⦘

= وأخرجه البخاري: (كتاب الإعتصام -باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب - ح (7352)، (13/ 330) فتح).

ص: 34

6850 -

ح

(1)

حدثنا أبو أمية، وعبّاس [بن محمد]

(2)

الدوري، ومحمد بن عامر الرَّمْلي

(3)

، قالوا: حدثنا منصور بن سلمة أبو سلمة الخزاعي

(4)

، قال: حدثنا بكر بن مضر

(5)

، عن يزيد بن الهاد

(6)

، عن محمد بن إبراهيم، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس -مولى عمرو بن

⦗ص: 36⦘

العاص- عن عمرو بن العاص أَنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثمّ أخطأ فله أجر"

(7)

.

(1)

(ح) ليست في: ل، لذا جعلتُ للحديث رقمًا مستقلًا.

(2)

من: (ل).

(3)

أبو عُمر الأنطاكي، نزيل الرَّملة.

و"الرَّمْلي": -بفتح الراء وسكون الميم وفي آخرها اللام- نسبة إلى بلدة من بلاد فلسطين، يقال لها: الرَّملة.

الأنساب للسمعاني (3/ 91).

قال النسائي: "ثقة"، وكذا قال الحافظ ابن حجر.

المعجم المشتمل (صـ: 246)، تقريب التهذيب (صـ: 858)، وانظر: تهذيب الكمال (25/ 425 - 426).

(4)

هو: منصور بن سلمة بن عبد العزيز، أبو سلمة الخزاعي البغدادي.

و"الخزاعي": -بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي، وفي آخرها العين المهملة- هذه النسبة إلى خُزاعة، وهي قبيلة من الأزد من القحطانية.

انظر: الأنساب للسمعاني (2/ 358)، نهاية الأرب للقلقشندي (ص: 228).

(5)

ابن محمد أبو محمد، وقيل: أبو عبد الملك، المصري.

(6)

يزيد بن عبد الله بن الهاد هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(7)

انظر الحديث رقم (6849).

ص: 35

6851 -

حدثنا الربيع بن سليمان، قال: أخبرنا الشافعي، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد

(1)

ح،

وحدثنا أبو داود السِجْزي

(2)

، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن مَيْسَرَة

(3)

، قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي

(4)

، عن يزيد بن الهاد -

⦗ص: 37⦘

بإسناده- مثله، قال يزيد: فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فقال: هكذا حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة

(5)

.

(1)

عبد العزيز بن محمد الدراوردي هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(2)

هو: سليمان بن الأشعث الأزدي، أبو داود السجستاني، ويقال: السجزي، صاحب السنن.

و"السِّجزي": -بكسر السين المهملة، وسكون الجيم، وفي آخرها الزاي- ويقال: السجستاني: -بكسر السين المهملة والجيم، وسكون السين الأخرى بعدها تاء منقوطة بنقطتين-، نسبة إلى سجستان، وهي إحدى البلاد المعروفة بكابل.

انظر: الأنساب للسمعاني (3/ 223، 225).

وكان من الأئمة الأعلام المتفق على توثيقهم وجلالتهم.

قال ابن حبّان: "أبو داود أحد أئمة الدنيا فقهًا، وعلمًا، وحفظًا، ونسكًا، وورعًا، وإتقانًا". وقال الحاكم: "أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة".

الثقات لابن حبّان (8/ 282)، تهذيب الكمال (11/ 366)، وانظر: سير أعلام النبلاء (13/ 203 - 221).

(3)

القواريري أبو سعيد البصري.

(4)

عبد العزيز بن محمد الدراوردي هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6849).

ص: 36

6852 -

حدثنا يزيد بن سنان

(1)

، قال: حدثنا أبو صالح

(2)

، قال: حدثنا الليث

(3)

، عن يزيد بن الهاد بهذا - بالإسنادين جميعًا بمثلهما

(4)

(5)

.

(1)

ابن يزيد بن ذيّال القزاز، أبو خالد البصري.

(2)

هو: عبد الله بن صالح بن محمد الجهني مولاهم أبو صالح المصري، كاتب الليث.

(3)

الليث بن سعد هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(4)

في (ل): (بمثله).

(5)

انظر الحديث رقم (6849).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية الليث بن سعد عن يزيد، والتي ذكر مسلم إسنادها، وأحال على رواية عبد العزيز بن محمد عن يزيد.

ص: 37

6853 -

حدثنا محمد بن علي النجار

(1)

، قال: حدثنا عبد الرزاق

(2)

ح،

وحدثنا محمد بن يحيى

(3)

، قال: حدثنا عبد الرزاق -بين المغرب والعشاء ليلة الوداع على السراج- قال: أخبرنا معمر

(4)

، عن الثوري، عن

⦗ص: 38⦘

يحيى بن سعيد

(5)

، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم

(6)

، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اجتهد الحاكم" هذا [لفظ]

(7)

أحدهما، وقال الآخر:"إذا حكم الحاكم فاجتهد". وقالا جميعًا

(8)

: "فأصاب فله أجران اثنان، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد"

(9)

.

حدثناه الدبري

(10)

فأسنده.

(1)

هو محمد بن علي بن سفيان الصنعاني النجار.

(2)

ابن همّام بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني.

(3)

الذهلي.

(4)

ابن راشد، الأزدي مولاهم أبو عروة البصري، نزيل اليمن.

(5)

ابن قيس الأنصاري النجّاري، أبو سعيد المدني.

(6)

أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(7)

في: (ك)(لفظة) والتصويب من: (ل).

(8)

نهاية (ل 5/ 164 /ب).

(9)

انظر الحديث رقم (6849).

(10)

هو إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الصنعاني أبو يعقوب الدبري (ت 285 هـ).

والدَبَري: بفتح الدال المهملة، والباء المنقوطة بنقطة من تحت، والراء المهملة بعدها، هذه النسبة إلى الدَبر وهي قرية من قرى صنعاء اليمن. الأنساب للسمعاني (2/ 453).

ص: 37

[باب]

(1)

بيان حظر الحكم بين اثنين والحاكم غضبان، والدليل على أنّ الغضب يُزيل الفهم

(1)

من: (ل).

ص: 39

6854 -

حدثنا عبّاس بن محمد الدّوري، قال: حدثنا محمد بن بشر العَبْدي

(1)

، عن سفيان

(2)

، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يقضي الحاكم بين اثنين وهو غضبان"

(3)

.

(1)

ابن الفُرَافصة العبدي أبو عبد الله الكوفي. (ت 203 هـ).

و"العَبْدِيّ": -بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال المهملة- نسبة إلى "عبد القيس" وهو: عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.

انظر: الأنساب للسمعاني (4/ 135)، نهاية الأرب للقلقشندي (صـ: 307).

(2)

سفيان الثوري هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب كراهة قضاء القاضي وهو غضبان - ح (16)، 3/ 1343).

وأخرجه البخاري: (كتاب الأحكام -باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان - ح (7158)، (3/ 146 فتح).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية سفيان عن عبد الملك بن عمير والتي ذكر مسلم إسنادها وأحال على رواية أبي عوانة الوضاح بن عبد الله عن عبد الملك بن عمير، بلفظ:"لا يحكم أحدٌ بين اثنين وهو غضبان".

ص: 39

6855 -

حدثنا [أبو العبّاس]

(1)

الغزي، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سفيان

(2)

، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أنّه كتب إلى ابنٍ له

(3)

يخبره، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يقضي الحاكم بين اثنين وهو غضبان"

(4)

.

(1)

من: (ل).

(2)

سفيان الثوري هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

هو: عبيد الله بن أبي بكرة - سيأتي التصريح به في الحديث رقم (6859).

(4)

انظر الحديث رقم (6854).

ص: 40

6856 -

حدثنا أبو أميّة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى

(1)

، قال: حدثنا سفيان

(2)

بمثله

(3)

.

(1)

ابن أبي المختار باذام العبسي -مولاهم- أبو محمد الكوفي.

(2)

سفيان الثوري هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6854).

ص: 40

6857 -

حدثنا عبد الرحمن بن بشر، حدثنا سفيان

(1)

، عن عبد الملك بن عمير

(2)

، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: أمرني أبي فكتبت إلى أخي -وكان قاضيًا- أَنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّه لا ينبغي لحاكمٍ أنْ يقضيَ بين اثنين وهو غضبان"

(3)

.

(1)

ابن عيينة.

(2)

عبد الملك بن عمير هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6854).

ص: 40

6858 -

حدثنا الربيع، قال: أخبرنا الشافعي، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير

(1)

، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يقضي القاضي، ولا يحكم الحاكم بين اثنين وهو غضبان"

(2)

(3)

.

(1)

عبد الملك بن عمير هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (6854).

(3)

نهاية (ل 5/ 165 / أ).

ص: 41

6859 -

حدثنا أبو أميّة، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق

(1)

، قال: حدثنا أبو عوانة

(2)

، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: كتب أبي وكتبت له بيدي إلى ابنه عبيد الله -وهو بـ سجستان

(3)

- ألّا تحكم بين اثنين وأنت غضبان، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يحكم حاكم بين اثنين وهو غضبان"

(4)

.

(1)

ابن زيد الحضرمي، أبو إسحاق البصري.

(2)

أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

سِجِسْتَان: -بكسر أوله وثانيه، وسين أخرى مهملة، وتاء مثناة من فوق وآخره نون- هي: ناحية كبيرة، وولاية واسعة في أطراف خراسان.

وقال السمعاني: هي إحدى البلاد المعروفة بكابل.

انظر: معجم البلدان (3/ 214)، الأنساب للسمعاني (3/ 225).

(4)

انظر الحديث رقم (6854)، وهو هنا بلفظ صحيح مسلم، إلّا أَنّه قال:"لا يحكم أحدٌ" بدل "حاكمٌ".

ص: 41

6860 -

حدثنا يونس بن حبيب

(1)

، قال: حدثنا أبو داود

(2)

.

ح وحدثنا الصغاني

(3)

، قال حدثنا أبو النضر

(4)

، قالا: حدثنا شعبة

(5)

، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة، أنّ أباه كتب إليه

(6)

-وكان على سجستان- أن لا تقضي بين رجلين وأنْتَ غضبان، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يقضي رجل بين رجلين، أو خصمين وهو غضبان".

وقال أبو النضر: إنّ أبا بكرة كتب إلى ابنه وكان على سجستان: "لا تقضي بين خصمين أو بين اثنين وأنت غضبان"، ثمّ ذكر مثله

(7)

.

(1)

ابن عبد القاهر، أبو بشر العجلي.

(2)

هو سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي، البصري، الحافظ.

(3)

هو: محمد بن إسحاق أبو بكر الصَّغَاني.

والصغاني: -بفتح الصاد المهملة، والغين المعجمة وفي آخرها نون- هذه النسبة إلى بلاد مجتمعة وراء نهر جيحون يقال لها:"جغانيان" وتُعرّب فيقال لها: "الصَغَانيان"

والنسبة إليها: "الصغاني، والصاغاني أيضًا". الأنساب (3/ 542).

(4)

هو: هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي، أبو النضر البغدادي.

(5)

شعبة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(6)

قوله: "أن أباه كتب إليه" هكذا في رواية أبي داود الطيالسي عن شعبة

وفي الروايات الأخرى أن أباه كتب إلى أخيه عبيد الله كما في رواية أبي النضر عن شعبة، والصواب أنه كتب إلى أخيه عبيد الله لكثرة رواتها، ولأن عبيد الله هو الذي كان على سجستان، وليس عبد الرحمن.

(7)

انظر الحديث رقم (6854). =

⦗ص: 43⦘

= * من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية شعبة عن عبد الملك بن عمير، والتي اكتفى مسلم بالإشارة إلى إسنادها، وأحال على رواية أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير.

ص: 42

6861 -

حدثنا هلال بن العلاء

(1)

، قال: حدثنا أبي

(2)

، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو

(3)

، عن عبد الملك بن عمير

(4)

، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان"

(5)

.

(1)

ابن هلال بن عُمر الباهلي مولاهم أبو عمر الرقي.

(2)

هو: العلاء بن هلال بن عُمر الباهلي، أبو محمد، الرقي.

(3)

ابن أبي الوليد الأسدي مولاهم، أبو وهب الجزري الرقي.

(4)

عبد الملك بن عمير هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6854).

ص: 43

6862 -

حدثنا أبو الأحوص

(1)

-صاحبنا- قال: حدثنا يحيى بن يحيى

(2)

، قال: حدثنا هشيم، عن عبد الملك بن عمير بمثله

(3)

.

(1)

هو: إسماعيل بن إبراهيم بن الوليد أبو الأحوص الإسفراييني.

(2)

يحيى بن يحيى هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6854).

ص: 43

[باب]

(1)

بيان ردّ حكم الحاكم إذا حكم بغير الحق، وردّ القضايا إذا كانت خلاف السنّة، والدّليل على أنّ الخصمين إذا ادعى أحدهما ماله أن يدّعيه، وكان في دعواه [ضرر]

(2)

به وبخصمه أنْ يَرُدّ الحاكم دعواه إلى ما هو أنفع لهما، وأنّ الجهالات تُرد إلى السنّة

(1)

من: (ل).

(2)

في ك: (ضررًا)، والتصويب من:(ل).

ص: 44

6863 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد

(2)

، عن أبيه، عن القاسم بن محمد

(3)

، عن عائشة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من أحدث في أمرنا ما لا يجوز فهو ردّ"

(4)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

إبراهيم بن سعد هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

نهاية (ل 5/ 165 / ب).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور - ح (17)، 3/ 1343).

وأخرجه البخاري: (كتاب الصلح -باب إذا اصطلحوا على صلح جورٍ فالصلح مردود - ح (2697)، (5/ 355 فتح).

وعند مسلم "ما ليس منه" وعند البخاري "ما ليس فيه" بدل "ما لا يجوز".

ص: 44

6864 -

حدثنا أبو أمية الطرسوسي، قال: حدثنا أبو أيوب

⦗ص: 45⦘

[العبّاسي]

(1)

سليمان [بن داود]

(2)

الهاشمي

(3)

، وداود بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران

(4)

، وزكريا بن عدي

(5)

، قالوا: حدثنا إبراهيم بن سعد

(6)

، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قال [رسول الله]

(7)

صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد"

(8)

.

(1)

وقع في: ك (العبّاس)، والتصويب من:(ل)، نسبة إلى العبّاس بن عبد المطلب رضي الله عنه.

(2)

من: (ل).

(3)

هو: سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، أبو أيوب الهاشمي.

(4)

لم أعرفه، إلّا أن يكون داود بن عبد الحميد الكوفي -نزيل الموصل-، فإنه في طبقته.

قال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عنه وعرضت عليه حديثه، قال: لا أعرفه، وهو ضعيف الحديث، يدل حديثه على ضعفه". الجرح والتعديل (3/ 418).

(5)

ابن زريق، ويقال: ابن الصلت، التيمي، أبو يحيى الكوفي، نزيل بغداد.

(6)

إبراهيم بن سعد هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(7)

من: (ل).

(8)

انظر الحديث رقم (6863).

ص: 44

6865 -

حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم المكي، قال: حدثنا القعنبي عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي

(1)

[ثقة]

(2)

عن سعد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فأمره ردّ"

(3)

.

(1)

عبد الله المخرمي الزهري هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(2)

من: (ل).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور =

⦗ص: 46⦘

= ح (18)، 3/ 1343 - 1344). وأخرجه البخاري كما تقدم في الحديث رقم (6863).

ص: 45

6866 -

حدثنا علي بن عثمان النفيلي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين

(1)

ح،

وحدثنا أحمد بن يحيى السابري

(2)

، قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثْمة، قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري

(3)

، قال: حدثني سعد بن إبراهيم أَنّ رجلًا

(4)

أوصى بمساكنَ له بثلث كلّ مسكن، فسألت القاسم بن محمد فقال: يجمع ثلثه في مكان، فإنِّي سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فأمره ردٌّ"

(5)

.

(1)

الحرّاني، أبو علي القرشي.

(2)

هو: أحمد بن يحيى، أبو عبد الله الجرجاني، بيّاع السابري.

(3)

عبد الله بن جعفر الزهري هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(4)

قال الحافظ ابن حجر: "الرجل المذكور هو: الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، بيّنه محمد بن إسحاق في روايته عن عبد الواحد بن أبي عوف عن سعد بن إبراهيم، أخرجه محمد بن حامد السّري في كتاب السنّة له من طريقه" أهـ انظر: النكت الظراف بحاشية تحفة الأشراف (12/ 259).

(5)

انظر الحديث رقم (6865).

ص: 46

[باب]

(1)

بيان الترغيب في إقامة الشهادة وإن لم يُسألها، والخبر الدال على كراهية

(2)

شهادة الشاهد ولا يستشهد، وعلى أنّه الشهادة التي لا تجب

(1)

من: (ل).

(2)

لفظة (كراهية) ليست في (ل).

ص: 47

6867 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك

(1)

، عن عبد الله بن أبي بكر

(2)

، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، عن زيد بن خالد الجهني، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ألا أخبركم بخير الشهداء؟: الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسْألها، أو يخبر بالشهادة قبل أن يُسألها"

(3)

.

(1)

مالك هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 166 / أ).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب بيان خير الشهود - ح (19) - 3/ 1344).

وليس في صحيح مسلم "أو يخبر بالشهادة قبل أن يُسألها".

* من فوائد الاستخراج: في صحيح مسلم (

عن ابن أبي عمرة الأنصاري

) وجاء هنا مصرّحًا باسمه عبد الرحمن ابن أبي عمرة الأنصاري.

ص: 47

6868 -

حدثنا أبو داود الحرّاني، قال: حدثنا أبو زيد

(1)

، قال:

⦗ص: 48⦘

حدثنا شعبة

(2)

، عن أبي جمرة

(3)

، قال: دخل عليّ زَهْدَم بن مضرب على فرس فحدثني، قال: سمعت عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم قرني، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم، -ثلاثًا-، ثمّ إنّ من بعدهم قومًا يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السِّمن"

(4)

، ثمّ قال

(5)

: لا أدري ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة

(6)

.

(1)

هو: سعيد بن الربيع الحرشي -بفتح الحاء المهملة والراء بعدها معجمة-، أبو زيد الهروي، البصري.

(2)

شعبة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

في (ل)، والمطبوع:"عن أبي حمزة" بالحاء المهملة بعدها زاي منقوطة، والصواب (عن أبي جمرة) بالجيم المعجمة بعدها راء مهملة، وهو نصر بن عمران الضبعي البصري.

انظر: تهذيب الكمال (29/ 362 - 363)، تحفة الأشراف (8/ 181 - 182).

(4)

السِّمَن: -بكسر المهملة وفتح الميم بعدها نون- أي يحبّون التوسع في المأكل والمشارب، وهي من أسباب السمن، وقيل: المعنى أنهم يريدون الاستكثار من الأموال، وقيل: أي يتكثرون بما ليس فيهم، ويدّعون ما ليس لهم من الشرف.

انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 377)، شرح صحيح مسلم للنووي (16/ 86 - 87)، فتح الباري (5/ 308).

(5)

القائل هو: عمران بن حصين كما في رواية مسلم.

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب فضائل الصحابة -باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - ح (214)، 4/ 1964).

وأخرجه البخاري: (كتاب الشهادات -باب لا يُشهد على شهادة جور إذا أُشهد - ح (2650)، (5/ 306 فتح).

* تنبيه: ظاهر أحاديث الباب التعارض، وقد جمع أهل العلم بين الحديثين، وأجابوا =

⦗ص: 49⦘

= بعدة أجوبة، وأحسن ما قيل في ذلك أن المراد بحديث زيد بن خالد من كانت عنده شهادة لإنسان بحق لا يعلم بها صاحبها فيأتي إليه فيخبره بها، أو يموت صاحبها العالم بها ويخلف ورثة فيأتي الشاهد إليهم فيعلمهم بذلك

وكذا شهادة الحسبة وهي ما يتعلق في حقوق الله تعالى.

أَمّا حديث عمران فالذمّ في ذلك لمن بادر وسارع بالشهادة في حق الآدمي وهو عالم بها من قبل أن يسألها صاحبها. والله تعالى أعلم.

انظر: شرح صحيح مسلم (16/ 86)، فتح الباري (5/ 307 - 308).

ص: 47

[باب]

(1)

بيان الإباحة للحاكم أن يُفْزع الخصمين، ويحتال عليهما؛ ليقرَّ المنكِر منهما بالحق، أو تَبَيِّن له طالب الحق

(1)

من: (ل).

ص: 49

6869 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا أبو اليمان

(1)

، قال: أخبرنا شعيب

(2)

، عن أبي الزناد

(3)

، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحديهما، فقالت هذه لصاحبتها: إنّما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنّما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داودَ عليه السلام، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه، فقال: ائتوني

⦗ص: 50⦘

بالسكين أشقه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل -يرحمك الله- هو ابنها!، فقضى به للصغرى"، قال أبو هريرة: والله إنْ سمعت بالسكين

(4)

قط إلّا يومئذ، وما كنّا نقول إلّا المدية

(5)

(6)

.

(1)

هو: الحكم بن نافع البهراني مولاهم أبو اليمان الحمصي.

(2)

ابن أبي حمزة الحمصي.

(3)

أبو الزناد عبد الله بن ذكوان هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(4)

نهاية (ل 5/ 166 / ب).

(5)

المدْيَة: -بضم الميم وفتحها وكسرها- وهي الشفرة والسكين.

انظر: النهاية (4/ 30)، ولسان العرب (15/ 273) مادة "مدي".

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب بيان اختلاف المجتهدين - ح (20)، 3/ 1344). وفيه "أشقه بينكما" بدل قوله "أشقه بينهما".

ص: 49

6870 -

حدثنا أبو فروة الرُهاوي

(1)

، قال: حدثنا خالد بن يزيد المزرفي

(2)

، قال: حدثنا ورقاء بن عمر

(3)

، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بينما امرأتان معهما ابناهما، إذ عدا الذئب فذهب بابن إحديهما، فقالت هذه لصاحبتها: إنّما ذهب بابنك، فقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود [عليهما السلام]

(4)

فأخبرتاه،

⦗ص: 51⦘

فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى". قال أبو هريرة: والله إنْ سمعنا بالسكين إلّا يومئذٍ قط

(5)

، فما كنّا نقول إلّا المدية

(6)

.

(1)

هو: يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان، أبو فروة الرُّهاوي.

(2)

هو: خالد بن يزيد، ويقال ابن أبي يزيد، أبو الهيثم المزرفي.

والمزرفي: -بفتح الميم وسكون الزاي وفتع الراء آخرها الفاء- هذه النسبة إلى المزْرَفَة، وهي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها. الأنساب للسمعاني (5/ 274).

(3)

ورقاء بن عمر اليشكري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

من: (ل).

(5)

(قط) ليست في (ل).

(6)

انظر الحديث رقم (6869).

ص: 50

6871 -

حدثنا الربيع بن سليمان، قال: أخبرنا شعيب بن الليث

(1)

، قال: حدثنا [الليث]

(2)

عن محمد بن عجلان

(3)

، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنّه قال: "خرجت امرأتان ومعهما صَبيّان لهما، فعدا الذئب على أحدهما فاخذ ولدها، فأصبحتا تختصمان في الصبي الباقي، فاختصمتا إلى داود النبي صلى الله عليه وسلم

(4)

فقضى به للكبرى منهما، فمرّتا على سليمان، فقال: كيف أمركما؟ فقصّتا عليه، فقال: ائتوني بالسكين أشق الغلام بينهما، فقالت الصغرى: أتشقه؟ قال: نعم، فقالت: لا تفعل، حظي منه لها، فقال: هو ابنك، فقضى به

⦗ص: 52⦘

لها"

(5)

(6)

.

(1)

ابن سعد بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم أبو عبد الملك المصري.

(2)

ساقط من: (ك) ومن المطبوع، والتصويب من:(ل)، ومن إتحاف المهرة لابن حجر (5 / ل 208 / أ) النسخة التركية، ومن سنن النسائي (8/ 207).

وهو: الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث المصري.

(3)

محمد بن عجلان هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(4)

في (ل): "عليه السلام".

(5)

نهاية (ل 5/ 167 / أ)، وسقط بعده مقدار لوحة كاملة.

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب بيان اختلاف المجتهدين - ح (20)، 3/ 1345).

* من فوائد الاستخراج:

- الإتيان بمتن رواية ابن عجلان عن أبي الزناد، والتي ذكر مسلم إسنادها، وأحال على رواية ورقاء عن أبي الزناد.

ص: 51

6872 -

حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل البصري -بمصر- المعروف بالحناني

(1)

، قال: حدثنا أمية بن بسطام

(2)

، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أنّ امرأتين أتتا داود عليه السلام أَكل أَحدَ ابنيهما الذئبُ تختصمان في الباقي، فقضى للكبرى، فلمّا خرجتا على سليمان عليه السلام قال: كيف قضى بينكما؟ فأخبرتاه. فقال: ائتوني بالسكين -قال أبو هريرة: فأول من سمعته يقول: "السكين" رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنا نسمّيه المدية- فقالت الصغرى؟ أتشقّه؟ قال: نعم، قالت: لا تشقّه، ارفعه إليها، وقالت الكبرى: شقه

⦗ص: 53⦘

بيننا، فقضى به سليمان للصغرى وقال: لو كان ابنك لم ترضي أن نشقّه"

(3)

.

(1)

ضبطه الزمخشري كما نقله عنه الذهبي في المشتبه وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه (2/ 151) وابن حجر في تبصير المنتبه (1/ 291)"الحناني" بنونين أولهما مثقل، وحاء مهملة. وكذا السمعاني في الأنساب (2/ 275). ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(2)

أمية بن بسطام هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6871).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية أمية بن بسطام، والتي ذكر مسلم إسنادها، وأحال على رواية ورقاء عن أبي الزناد.

ص: 52

6873 -

حدثنا علي بن المديني الأصبهاني

(1)

، قال: حدثنا سويد بن سعيد

(2)

، قال: حدثنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بينما امرأتان ومعهما ابناهما، فجاء الذئب فذهب بأحدهما، فقالت هذه لصاحبتها: إنّما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنّما ذهب بابنك، فاختصمتا إلى داود، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان فأخبرتاه، فقال: ائتوني بسكينٍ أشقه بينكما، فقالت الصغرى: "لا، يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى". قال أبو هريرة: والله إنْ سمعت بالسكين قط إلّا يومئذ، ما كنت أقول إلّا المدية

(3)

.

(1)

لم أجد له ترجمة.

(2)

سويد بن سعيد هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب بيان اختلاف المجتهدين - ح (20)، 3/ 1345).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية موسى بن عقبة عن أبي الزناد، والتي ذكر مسلم إسنادها، وأحال على رواية ورقاء عن أبي الزناد.

ص: 53

6874 -

حدثنا أحمد بن يوسف السُّلَمي

(1)

، قال: حدثنا عبد الرزاق

(2)

، قال: أخبرنا معمر، عن همّام بن منبّه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم-فذكر أحاديث- وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشترى رجلٌ من رجل عقارًا

(3)

، فوجد الرجلُ الذي اشترى العقارَ في عقاره جَرّة

(4)

فيها ذهب، فقال الذي اشترى العقار: هذا ذهبك مني إنّما اشتريت منك الأرض، ولم أبتع منك الذهب. وقال الذي شرى الأرض: إنّما بعتك الأرض وما فيها. فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما وَلَدٌ

(5)

؟ فقال أحدهما: لي غلام،

⦗ص: 55⦘

وقال الآخر: لي جارية، فقال: أنكحوا الغلام الجارية، وأنفقوا على أنفسكما وتصدقا"

(6)

.

(1)

هو: أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، أبو الحسن السلمي النيسابوري، المعروف بحمدان. (ت 264 هـ).

والسُّلَمي: -بضم السين المهملة، وفتح اللام- نسبة إلى سُلَيم، وهي قبيلة من العرب مشهورة يقال لها: سُلَيم بن منصور بن عكرمة بن خصفة ابن قيس بن عيلان بن مضر.

انظر: الأنساب (3/ 278)، نهاية الأرب للقلقشندي (صـ: 271).

(2)

عبد الرزاق هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

العقار -بالفتح- الضيعة والنخل والأرض ونحو ذلك.

النهاية (3/ 274).

(4)

"جَرَّة": -بفتح الجيم وتشديد الراء- إناء من خزف كالفخار.

لسان العرب (4/ 131) مادة: جرر وانظر: النهاية (1/ 260).

(5)

"بفتح الواو واللام، والمراد الجنس، لأنّه يستحيل أن يكون للرجلين جميعًا ولد واحد، والمعنى ألكلِّ منكما ولد؟ ويجوز أن يكون قوله" ألكما وُلْد "بضم الواو، وسكون اللّام =

⦗ص: 55⦘

= وهي صيغة جمع أي أولاد، ويجوز كسر الواو أيضًا في ذلك". فتح الباري (6/ 600).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -باب استحباب إصلاح الحكم بين الخصمين - ح (21)، (3/ 1345).

وأخرجه البخاري: (كتاب أحاديث الأنبياء -باب

- ح (3472)، (6/ 592 فتح).

وعند البخاري: "وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا" وعند مسلم وأبي عوانة "وأنفقوا على أنفسكما .. ".

قال الحافظ ابن حجر: (والأول أوجه والله أعلم). -أي رواية البخاري- فتح الباري (6/ 600).

ص: 54

‌بيان الحكم في اللقطة

(1)

، ووجوب تعريفها، وإباحة أكلها، واستنفاقها، والاستمتاع بها بعد تعريفها حولًا، ووجوب حفظ عددها، ووعائها، ووكائها، وردها بعد ذلك على صاحبها، إنْ جاءَ فأخبر بعلاماتها، وعلى أنّ أخْذَها أفضل من تركها

(1)

اللُّقَطة: اسم المال الملقوط أي الموجود.

وهي بضم اللام وفتح القاف على المشهور عند أهل اللغة والمحدثين.

وقال الليث: "بتسكين القاف: اسم الشيء الذي تجده ملقى فتأخذه

وأما اللقطة فهو الرجل اللقاط الذي يتبع اللقطات".

قال الأزهري: "وكلام العرب الفصحاء على غير ما قاله الليث

وإن كان ما قاله قياسًا".

قال الحافظ ابن حجر: "ووجّه بعض المتأخرين فتح القاف في المأخوذ أنّه للمبالغة، وذلك المعنى فيها اختصت به، وهو أنّ كل من يراها يميل لأخذها فسميت باسم الفاعل لذلك". انظر: تهذيب اللغة للأزهري (16/ 249 - 255)، النهاية (4/ 264)، فتح الباري (5/ 94).

ص: 56

6875 -

حدثنا يزيد بن سنان البصري، قال: حدثنا بشر بن عمر

(1)

، قال: حدثنا شعبة

(2)

، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت سويد بن

⦗ص: 57⦘

غَفَلة، قال: غزوت مع زيد بن صوحان، وسلمان

(3)

بن ربيعة، فوجدت سوطًا، فقالا: اطرحه، فأبيت عليهما، ثمّ رجعت فأتيت المدينة، فلقيت أُبيَّ بن كعب فأخبرته بشأن السوط، [وبقولهما]

(4)

، فقال: إنِّي وجدت صُرّةً

(5)

فيها مائة دينار، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"عرفها حولًا"، فعرفتها حولًا، ثمّ أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"عرفها حولًا"، فعرفتها حولًا، [ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "عرفها حولًا"، فعرفتها]

(6)

، ثمّ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في الرابعة، فقال: "احفظ عِدَّتَها، ووكاءها

(7)

، ووعاءها، فإن جاء صاحبُها، وإلّا فاستمتع بها" قال سلمة: لا أدري في ثلاثة أعوام هذا أو في عام واحدٍ

(8)

.

(1)

ابن عقبة الزهراني الأزدي، أبو محمد البصري.

(2)

شعبة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

هنا نهاية السقط من: (ل).

(4)

في ك: (وبقولها)، والتصويب من:(ل).

(5)

الصُّرَّة -بالضم- شرج الدراهم ونحوها. القاموس المحيط (2/ 70).

(6)

من: (ل).

(7)

الوكاء: الخيط الذي تُشدُّ به الصُّرّة والكيس وغيرهما.

النهاية (5/ 222)، وانظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 102).

(8)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -

- ح (9)، 3/ 1350).

وأخرجه البخاري: (كتاب اللقطة -باب هل يأخذ اللقطة، ولا يدعها تضيع، حتى لا يأخذها من لا يستحق - ح (2437)، (5/ 110 فتح).

ص: 56

6876 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا الحسن الأشيب

(1)

، قال:

⦗ص: 58⦘

حدثنا شعبة

(2)

بنحوه إلى قوله: "فاستمتع بها"

(3)

.

(1)

هو: الحسن بن موسى، البغدادي، أبو علي الأشْيَب. =

⦗ص: 58⦘

= والأشيب: -بفتح الألف، وسكون الشين المعجمة، وفتح الياء المنقوطة باثنتين وآخرها الباء الموحدة- لَقَبٌ له. انظر: الأنساب للسمعاني (1/ 173).

(2)

شعبة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6875).

ص: 57

6877 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا شعبة

(2)

، قال: حدثني سلمة بن كهيل، قال: سمعت سويد بن غفلة يقول: غزوت أنا وزيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، فوجدت سوطًا فأخذته، فقالا لي: أَلْقِه، فقلت: لا، ولكنّي أعرّفه، فإنْ وجدت من يعرفه، وإلّا استمتعت به، فأبيت عليهما، فلما رجعنا من غَزَاتنا، قُضي [لي]

(3)

أَنِّي حججت، فأتيت المدينة، فلقيت أُبيَّ بن كعب، فأخبرته بشأن السوط وبقولهما، فقال أُبيّ بن كعب: وجدتُّ صُّرَّة فيها مائة دينار على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له فقال:"عرفها حولًا"، فعرفتها فلم أجد من يعرفها، [فأتيته، فقال: "عرفها حولًا"، فعرفتها حولًا فلم أجد من يعرفها]

(4)

ثلاث مرات، فقال: "احفظ عددها

⦗ص: 59⦘

ووعاءها ووكاءها، فإن جاءَ صاحبُها، وإلّا فاستمتع بها /

(5)

، فاستمتعت بها"

(6)

.

قال شعبة: شك سلمة بعد ذلك، فقال: لا أدري ثلاثة أحوال أو حولًا واحدًا، فأعجبني هذا الحديث، فقلت لأبي صادقٍ: تعال فاسمعه منه

(7)

.

روى غندر هذا الحديث مثل رواية بشر بن عمر

(8)

.

ورواه عبد الرحمن بن بشر، عن بهز، عن شعبة إلى قوله:"فاستمتع بها" قال شعبة: فسمعته بعد عشر سنين [يقول]

(9)

: "عرفها عامًا واحدًا"

(10)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

شعبة هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

من: (ل).

(4)

ساقط من: (ل).

(5)

نهاية (ل 5/ 167 / ب).

(6)

انظر الحديث رقم (6875).

(7)

قوله "فقلت لأبي صادق: تعال فاسمعه منه" كذا في (ك)، (ل). وجاء في شرح معاني الآثار (4/ 137) -:(قال سلمة بن كهيل: فأعجبني هذا الحديث، فقلت لأبي صادق ذلك، فقال أبو صادق: وقد سمعت أنا ذلك الحديث أيضًا من أبي بن كعب كما قد سمعه سويد بن غفلة من أبي بن كعب سواء).

(8)

إسناده معلّق، وقد أخرجه مسلم من طريق غندر موصولًا (كتاب اللقطة، ح (9)، (3/ 1350). وأخرجه البخاري -أيضًا-:(كتاب اللقطة -باب إذا أخبره ربُّ اللقطة بالعلامة دفع إليه - ح (2426) - (5/ 94 فتح).

(9)

من: (ل).

(10)

إسناده معلّق؛ وقد أخرجه مسلم من طريق عبد الرحمن بن بشر -موصولًا-: (كتاب =

⦗ص: 60⦘

= اللقطة، ح:(9) - 3/ 1350).

ص: 58

6878 -

حدثنا محمد بن سعيد بن أبان

(1)

-بجنديسابور

(2)

-، قال: حدثنا سهل بن عثمان العسكري

(3)

أبو مسعود -بالري

(4)

، سنة اثنتين وثلاثين في أيام المحنة

(5)

- قال: حدثنا المحاربي

(6)

، عن الأعمش

(7)

، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، قال: خرجنا حجاجًا [ح

⦗ص: 61⦘

و]

(8)

حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة الكوفي

(9)

، قال: حدثنا سعيد بن عمرو

(10)

، قال: أخبرنا عبثر

(11)

، عن الأعمش

(12)

، عن سلمة بن كهيل -

⦗ص: 62⦘

بإسناده نحوه- إلّا أنّه قال: "عرّفها ثلاثة أعوام ثم استمتع بها"

(13)

.

(1)

لم أجد له ترجمة، وذكره المزي في تهذيب الكمال (6/ 295) وقال فيه: المعروف بابن جابان الجنديسابوري.

(2)

جُنْدَيْسَابُور: بضم أوله وتسكين ثانيه، وفتح الدال، وياء ساكنة، وسين مهملة، وألف، وباء موحدة مضمومة، وواو ساكنة، وراء، مدينة بخوزستان. معجم البلدان (2/ 198).

(3)

هو: سهل بن عثمان بن فارس الكندي، أبو مسعود، العَسْكري، نزيل الري.

والعسكري: بفتح العين وسكون السين المهملتين، وفتح الكاف وفي آخرها الراء نسبةً إلى "عسكر مكرم"، وهي بلدة من كور الأهواز. الأنساب (4/ 193).

(4)

الرَّي: بفتح أوله وتشديد ثانيه -وهي مدينة مشهورة، من أمهات البلاد، وأعلام المدن في بلاد الجبال، قد يشاهد الرائي أطلالها على مسيرة خمسة أميال تقريبًا من جنوب الجنوب الشرقي من طهران. انظر: معجم البلدان (3/ 132 - 137)، دائرة المعارف الإسلامية (10/ 285).

(5)

أي: محنة القول بخلق القرآن. انظر: البداية والنهاية (10/ 321 - 322).

(6)

هو: عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحَاربي، أبو محمد الكوفي.

والمحارِبي: -بضم الميم، وفتح الحاء المهملة بعدها الألف، وفي آخرها الراء المكسورة والباء الموحدة- نسبة إلى الجد، وإلى قبيلة محارب. الأنساب للسمعاني (5/ 207).

(7)

الأعمش هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(8)

من: (ل).

(9)

هو: محمد بن عبيد بن عتبة بن عبد الرحمن الكِنْدِيّ، أبو جعفر الكوفي.

قال الدارقطني: "ثقة صدوق"، وقال مسلمة:"ثقة"، وذكره ابن حبّان في الثقات.

وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق". الثقات لابن حبّان (9/ 141)، تهذيب التهذيب (9/ 331)، تقريب التهذيب (ص: 875).

(10)

ابن سهل الكِنْدِيّ الأشعثي، أبو عثمان الكوفي (ت 230 هـ).

وثقه ابن سعد، وأبو زرعة، ومطين، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن معين:"صدوق، لا بأس به". ووثقه الذهبي وابن حجر. انظر: الطبقات لابن سعد (6/ 415)، سؤالات ابن الجنيد (ص: 440)، الجرح والتعديل (4/ 51)، الثقات لابن حبّان (8/ 267)، تهذيب الكمال (11/ 22)، الكاشف (1/ 293)، تقريب التهذيب (صـ: 385).

(11)

ابن قاسم الزُبَيْدِي، أبو زُبيد -بضم الزاي- الكوفي.

وعَبْثَر: بفتح العين، وبعدها باء ساكنة معجمة بواحدة ثمّ ثاء معجمة بثلاث.

الإكمال لابن ماكولا (6/ 801)، (4/ 169 - 170).

وثقه ابن سعد، وابن معين، وابن المدني، وأحمد، ويعقوب بن شيبة، وأبو داود، وغيرهم، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال أبو حاتم:"صدوق". ووثقه الذهبي، وابن حجر. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 382)، التاريخ لابن معين (2/ 295)، الجرح والتعديل (7/ 43 - 44)، الثقات لابن حبّان (7/ 307)، تاريخ بغداد (12/ 311 - 312)، سير أعلام النبلاء (8/ 227)، تقريب التهذيب (ص: 489).

(12)

الأعمش هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(13)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -

- ح (10)، 3/ 1350 - 1351).

وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (6875).

ص: 60

6879 -

حدثنا أبو العباس البرتي القاضي

(1)

، قال: حدثنا أبو معمر

(2)

، قال: حدثنا عبد الوارث

(3)

، قال: حدثنا محمد بن جُحَادة

(4)

، عن سلمة ابن كهيل

(5)

، عن سويد بن غفلة، عن أُبيّ بن كعب، أنّه قال: وجدت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مائة دينار، فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"عرّفها سنة"، فعرفتها سنة، ثم أتيته، فقال:"عرّفها سنة"، ثم أتيته فقال:"عرّفها سنة"

(6)

، فعرفتها سنة، فلم أجد من يعرفها، فقال: "اعلم عددها، ووعاءها

(7)

، ووكاءها، واستمتع بها"

(8)

.

(1)

هو: أحمد بن محمد بن عيسى، أبو العباس البِرْتي، البغدادي. (ت 280 هـ).

والبِرْتي: -بكسر الباء المنقوطة بواحدة، وسكون الراء في آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين- هذه النسبة إلى بِرْت، وهي مدينة بنواحي بغداد.

الأنساب (1/ 308)، وانظر: معجم البلدان (1/ 442).

(2)

هو: عبد الله بن عمرو التميمي المنقري مولاهم، أبو معمر المقْعَد، البصري.

(3)

ابن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري مولاهم أبو عبيدة، البصري.

(4)

الأودي، ويقال: الإيامي، الكوفي.

(5)

سلمة بن كهيل هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(6)

(ثم أتيته فقال: عرّفها سنة) الثانية، ليست في (ل).

(7)

(ووعاءها) ليست في: (ل).

(8)

انظر الحديث رقم (6874).

ص: 62

6880 -

حدثنا سعدان بن يزيد

(1)

-بسُرّمَرّا

(2)

-، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف

(3)

(4)

، قال: حدثنا سفيان [الثوري]

(5)

، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، قال: خرجت أنا وزيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، فوجدت سوطًا بالعُذيب

(6)

، فأخذته، فقالا لي: ألقه، فأخذته، فلقيت أُبي بن كعب، فذكرت ذلك له، فقال: أحسنت، إنّي وجدت صرة.

ح، وحدثنا أبو العبّاس الغزي، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سفيان

(7)

، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، قال: وجدت سوطًا بالعُذيب، فأخذته، فقال لي: زيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة: دعه، فقلت: لا أدعه، إنْ وجدت صاحبه دفعته إليه، وإلّا استمتعت [به]

(8)

،

⦗ص: 64⦘

قال: فذكرت ذلك لأبي بن كعب، فقال: أحسنت، وجدت صرة فيها مائة دينار، فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"عرفها"، فعرفتها سنة، فلم أجد أحدًا يعرفها، ثمّ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"عرفها"، فعرفتها سنة، [فلم أجد من يعرفها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "عرّفها سنة"، فعرفتها سنة]،

(9)

، فلم أجد أحدًا يعرفها، ثمّ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"اعلم عددها، ووعاءها، ووكاءها، فإن جاء صاحبها فادفعها إليه، وإلّا فاستمتع بها"

(10)

.

(1)

البغدادي، أبو محمد البزّاز -نزيل سر من رأى-.

(2)

هكذا اختصار سُرَّ من رأى وهي: مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة.

معجم البلدان (3/ 195).

(3)

ابن مِرداس، المخزومي، أبو محمد الواسطي المعروف بالأزرق.

(4)

نهاية (ل 5/ 168 /أ).

(5)

(الثوري) من: (ل)، وهو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(6)

العُذَيب: بضم أوله -تصغير العذب، واد لبني تميم، وهو من منازل حاج الكوفة.

انظر: معجم ما استعجم (3/ 927)، معجم البلدان (4/ 103).

(7)

سفيان الثوري هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(8)

في (ك)(بها)، والتصويب من:(ل).

(9)

من: (ل).

(10)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -

- ح (10)، 3/ 1350 - 1351).

وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (6875).

* من فوائد الاستخراج:

- في هذا الحديث تحديدُ المكان الذي وَجَدَ فيه سويدٌ السوطَ، وأَنه بالعُذَيب.

ص: 63

6881 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا قَبيصة

(1)

، قال: حدثنا سفيان

(2)

، -مثله

(3)

- غير أنه قال: وجدت صرة في مناخِ

(4)

قومٍ فيها مائة

⦗ص: 65⦘

دينار، فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم

(5)

، ولم يذكر وكاءها، وذكر سائره مثل حديثه.

(1)

ابن عقبة بن محمد السوائي، أبو عامر الكوفي.

(2)

سفيان الثوري هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6880).

(4)

الْمُنَاخ: الموضع الذي تُناخ فيه الإبل، أي مبرك الإبل. لسان العرب (3/ 65) مادة: نوخ، القاموس المحيط (1/ 281).

(5)

نهاية (ل 5/ 168 / ب).

ص: 64

6882 -

حدثنا الدقيقي، قال: حدثنا يزيد بن هارون

(1)

، قال: أخبرنا سفيان الثوري

(2)

، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، قال: خرجت مع زيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، فوجدتُ سوطًا فأخذته، فقالا لي: دعه، فقلت: لا أدعه للسّباع

(3)

، لآخذنّه، فلأستمتعن به، فسألت أُبَيّ فقال: أحسنت، أحسنت، إنّي وجدتُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرةً فيها مائة دينار، فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"عرفها حولًا"، ثمّ أتيت بها، فقال:"عرفها حولًا آخر" ثمّ أتيته فقال: "عرّفها"، ثمّ قال: "أحْصِ عددها ووكاءها، ووعاءها، فإنْ

(4)

جاء صاحبها فأخبرك بعددها ووكائها ووعائها، فادفعها إليه، وإلّا فاستمتع بها"

(5)

.

(1)

ابن زاذي، ويقال: زاذان بن ثابت السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي.

(2)

سفيان الثوري هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(3)

سيأتي في رواية تالية (والله لا أدعه تأكله السباع)، قال المباركفوري:"كأنه من الجلد أو مثله مما يأكله السباع". تحفة الأحوذي (4/ 514).

(4)

في (ل): (فإذا).

(5)

انظر الحديث رقم (6880).

ص: 65

6883 -

حدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا

⦗ص: 66⦘

عبيد الله بن عمرو

(1)

، عن زيد بن أبي أنيسة، عن سلمة بن كهيل -بهذا الإسناد نحوه-، وقال فيه أيضًا:"فإن جاءك أحد يخبرك بعددها، ووكائها، ووعائها، فأعطها إياه"

(2)

.

(1)

عبيد الله بن عمرو الرَّقي هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الأقضية -

- ح (10) - 3/ 1351).

وأخرجه البخاري: -كما تقدم في الحديث رقم (6875) -.

ص: 65

6884 -

حدثنا محمد بن النعمان بن بَشِير أبو عبد الله المقدسي

(1)

-ببيت المقدس- ومحمد بن الحارث أبو عبد الله المخزومي

(2)

- بمدينة الرسول [صلى الله عليه وسلم]

(3)

قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس

(4)

، قال: حدثني أبي، عن سعد بن إبراهيم

(5)

الزهري

(6)

، عن سلمة بن كهيل

(7)

، عن سويد ابن

⦗ص: 67⦘

غفلة، أنّه حدثّه أنّه خرج هو وزيد بن صوحان، وسليمان بن ربيعة حجاجًا فوجدنا

(8)

سوطًا، فأخذته

(9)

، فقالا لي: دعه، فقلت: لا، والله، لا أدعه [تأكله]

(10)

السباع، ولآخذنّه فلَأُعُرِّفنَّه، فإنْ وجدت صاحبه دفعته إليه، وإلّا استمتعت به، قال: فسكتا عني حتى قدمنا، فلقيت أُبيّ بن كعب، فقلت له: أبا المنذر، إنِّي خرجت أنا وزيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة حجاجًا، فوجدت سوطًا، فأخذته فقالا لي: دعه، فقلت: لا، والله لا أدعه تأكله السباع، ولآخذنه فأُعرّفنّه، فإنْ وجدت صاحبه دفعته إليه، وإلّا استمتعت به، فقال لي: أحسنت

(11)

، إنِّي وجدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة دينار، فأتيته بها، فقلت له: إنّي وجدت مائة دينار، فقال:"عرّفها"، فعرفتها حولًا، ثمّ أتيته فقلت: قد عرفتها، قال

(12)

: "عرّفها"، فعرفتها حولًا، ثم أتيته، فقلت: قد عرفتها، فقال لي:"عرّفها"، فعرفتها حولًا، ثمّ أتيته، فقال لي: "أعلم وعاءها، ووكاءها، وعددها، فإنْ جاءك أحدٌ يخبرك بوعائها،

⦗ص: 68⦘

ووكائها، وعددها فادفعها إليه، وإلّا فاستمتع بها"

(13)

(14)

.

(1)

النيسابوري (ت 268 هـ).

وقد وقع في المطبوع (4/ 29)(المقدمي) وهو خطأ، والصواب المقدسي -بفتح الميم وسكون القاف وكسر الدال والسين المهملتين- هذه النسبة إلى بيت المقدس.

الأنساب للسمعاني (5/ 363).

(2)

هو: محمد بن الحارث المخزومي أبو عبد الله المديني.

(3)

من: (ل).

(4)

هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي، أبو عبد الله بن أبي أويس المدني.

(5)

نهاية (ل 5/ 169 / أ).

(6)

هو: سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، أبو إسحاق المدني.

وقد وقع في (ل) والمطبوع (سعيد) بزيادة الياء، وهو تصحيف.

(7)

سلمة بن كهيل هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(8)

في (ل): (فوجد).

(9)

في (ل): (فأخذه).

(10)

في: ك (تأكل)، والتصويب من:(ل).

(11)

زاد في (ل): (وقال لي: إني

).

(12)

في (ل): (قال لي).

(13)

انظر الحديث رقم (6875).

(14)

نهاية (ل 5/ 169 / ب).

ص: 66

6885 -

حدثنا يوسف القاضي

(1)

، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر

(2)

، قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي

(3)

، عن عمارة بن غزية

(4)

، عن سلمة بن كهيل

(5)

-بهذا الحديث- وقال فيه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عرّفها"، فما أدري أحولًا واحدًا كرّر فيه القول، أو أحوالًا ثلاثة، ثمّ قال:"إنْ لم تجد صاحبها فشأنك بها"

(6)

.

قال أبو عوانة: عمارة غلط في إسناده، فقال: عن سلمة، عن

⦗ص: 69⦘

صعصعة بن صوحان، قال: أقبل هو ونفر

(7)

.

(1)

هو: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل الأزدي مولاهم أبو محمد القاضي.

(2)

ابن علي بن عطاء بن مقدم المقَدّمي، أبو عبد الله البصري.

(3)

هو: عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدَّراوردي، أبو محمد الجهني مولاهم المدني.

والدّرَاوَرْدِي: بفتح الدال المهملة والراء والواو، وسكون الراء الأخرى وكسر الدال الأخرى، نسبة إلى مدينة بفارس، كان جده منها، يقال لها: دارا بجرد، فاستثقلوا أن يقولوا دار بجردي، فقالوا: الدراوردي.

وقيل: إنه من أصبهان، ثم نزل المدينة، وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل: اندر آور، فلقبه أهل المدينة الدراوردي.

(4)

ابن الحارث بن عمرو الأنصاري، المدني.

(5)

سلمة بن كهيل هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(6)

انظر الحديث رقم (6875) و (6880) و (6883).

(7)

والصواب عن سلمة عن سويد بن غفلة، وله فيه قصة مع زيد بن صوحان لا مع أخيه صعصعة. انظر: إتحاف المهرة (1/ 210).

ص: 68

6886 -

حدثنا يزيد بن سنان

(1)

، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل

(2)

ح،

وحدثنا أبو أمية، قال: حدثنا يونس بن محمد

(3)

، قالا: حدثنا حماد بن سلمة

(4)

، قال: حدثنا سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة

(5)

، قال: حججت أنا وسلمان بن ربيعة، وزيد بن صوحان، -ثمّ ذكر نحوه، وقال: "فإنْ جاء صاحبها فعرف عددها، [ووعاءَها]

(6)

، ووكاءَها فادفعها إليه، وإلّا فهي لك"

(7)

.

[قال أبو عوانة]

(8)

: في حديث حماد بن سلمة عامين أو ثلاثة، وفي

⦗ص: 70⦘

حديث سفيان وزيد بن أبي أنيسة، وحماد بن سلمة:"فإن جاء أحد يخبرك بعددها ووكائها فأعطها إياه".

[وزاد سفيان في رواية وكيع عنه: "وإلّا فهي كسائر مالك". وفي روايات "وإلّا فاستمتع بها"]

(9)

.

(1)

القزاز أبو خالد، البصري.

(2)

المنقري مولاهم أبو سلمة التبوذكي، البصري.

(3)

ابن مسلم البغدادي، أبو محمد الحافظ المؤدب.

(4)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

(عن سويد بن غفلة) ساقط من: (ل)، ونُبِّه على ذلك في هامش:(ل) قال: (سقط منه سويد).

(6)

من: (ل).

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة، ح (10)، 3/ 1351). وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (6875) -.

(8)

من: (ل).

(9)

من: (ل).

ص: 69

6887 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب

(1)

، قال: حدثني الضحاك بن عثمان، عن أبي النضر، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهني، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اللقطة، فقال: "عرّفها سنة، فإنْ لم تُعْتَرَف، فاعرف عفاصها

(2)

(3)

، ووكاءها، ثمّ كُلْها، فإنْ جاء صاحِبُها فأدّها إليه"

(4)

.

(1)

عبد الله بن وهب هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(2)

العِفاص: بكسر المهملة، وتخفيف الفاء، وبعد الألف مهملة، الوعاء الذي تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة أو غير ذلك. ويراد به الجلد الذي يجعل على رأس القارورة.

قال ابن حجر: فحيث ذكر العِفَاص مع الوعاء فالمراد الثاني، وحيث لم يذكر العفاص مع الوعاء فالمراد الأول. انظر: النهاية (3/ 263)، فتح الباري (5/ 98).

(3)

نهاية (ل 5/ 170 / أ)، وسقط بعده مقدار لوحة كاملة.

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -

- ح (7)، (3/ 1349).

ص: 70

6888 -

حدثنا مسرور بن نوح

(1)

، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر

(2)

،

⦗ص: 71⦘

قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان

(3)

-بمثله

(4)

- إلّا أنّه قال: "فإن جاء باغيها فأدّها إليه، وإلّا فاعرف عفاصها ووكاءها، ثمّ كلها، فإن جاء باغيها فأدّها إليه".

(1)

أبو بشر الذهلي الإسفراييني.

(2)

ابن عبد الله بن المنذر الأسدي، الحزامي، أبو إسحاق المدني.

(3)

الضحاك بن عثمان هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث السابق رقم (6887).

ص: 70

6889 -

حدثنا مهدي بن الحارث

(1)

، قال: حدثنا دحيم

(2)

ح،

وحدثنا أبو داود

(3)

، قال: حدثنا ابن رافع

(4)

، وهارون بن عبد الله

(5)

، عن ابن أبي فديك، عن الضحاك

(6)

-بمثل حديث ابن وهب

(7)

- ح،

⦗ص: 72⦘

وحدثنا يوسف القاضي، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي

(8)

، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان

(9)

، -بإسناده- "من التقط لقطة فَلْيُعَرِّفْها سنة، فإنْ جاء ربّها، وإلّا فليعرف عددها ووعاءها، ثمّ ليأكلها، فإنْ جاء صاحبها فليردّها عليه"

(10)

.

(1)

ابن مرداس العرعري العصار الجرجاني، له ذكر في تاريخ جرجان (ص: 476).

(2)

هو: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني مولاهم، أبو سعيد الدمشقي.

(3)

السجستاني.

(4)

هو: محمد بن رافع بن أبي زيد سابور القشيري مولاهم أبو عبد الله النيسابوري.

(ت 245 هـ). وثقه مسلم بن الحجاج، والنسائي، ومسلمة، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال:"كان ثبتًا فاضلًا"، قال الذهبي:"الإمام الحافظ الحجة القدوة بقية الأعلام"، وقال ابن حجر:"ثقة عابد".

الجرح والتعديل (7/ 254)، الثقات لابن حبّان (9/ 102)، المعجم المشتمل (ص: 239)، سير أعلام النبلاء (12/ 214)، تهذيب التهذيب (9/ 161 - 162)، تقريب التهذيب (ص: 844).

(5)

ابن مروان البغدادي، أبو موسى، الحافظ، المعروف بالحمّال.

(6)

الضحاك بن عثمان هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(7)

انظر الحديث رقم (6887).

(8)

هو: عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله، أبو بكر الحنفي البصري. (ت 204 هـ).

والحنفي: بفتح الحاء المهملة والنون، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى بني حنيفة وهم قوم أكثرهم نزلوا اليمامة

الأنساب للسمعاني (2/ 280)، وانظر: نهاية الأرب للقلقشندي (صـ: 223).

(9)

الضحاك بن عثمان هو موضع الإلتقاء مع مسلم.

(10)

انظر الحديث رقم (6887).

ص: 71

‌باب إباحة أخذ الضالّة من الغنم، والدليل على أنّها إذا وجدت بمهلكة كان له أخذها من غير أنْ يعرّفها، وأنّه إذا استهلكها ثمّ جاء صاحبها لم يجب عليه ردّها ولا قيمتها، وعلى أنّه إذا وجدها في موضع لا يخاف عليها الذئب والتلف وجب عليه تعريفها سنةً وردّها على صاحبها، وبيان حظر أخذ الإبل الضّوال. والدليل على أنّه إنْ أخذها وجب ردّها على صاحبها، وإن ذهبت منه أو استهلكها وجب عليه ردّ قيمتها عليه، وعلى أنّ البعير إذا كان بمهلكة لا ماء عنده جاز له أخذه ليردّه على صاحبه

ص: 73

6890 -

حدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد

(1)

ح، وحدثنا يوسف القاضي، قال: حدثنا أبو الربيع

(2)

، قالا: حدثنا إسماعيل بن جعفر

(3)

، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني، أنّ رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة فقال: "عرّفها سنة، ثمّ اعرف وكاءها، وعفاصها، ثمّ استنفق منها، فإنْ جاء

⦗ص: 74⦘

صاحبها فأدّها إليه"، فقال: يا رسول الله فضَالّة الغنم؟ قال: "خُذْها، فإنّما هي لك، أَو لأَخيك، أَو للذئب"، فقال: يا رسول الله فضالّة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرَّت وجْنَتَاه

(4)

أو احمرّ وجهه، ثُمّ قال: "ما لك ولها، معها حذاؤها، وسقاؤها

(5)

، حتى يلقاها ربها"

(6)

.

(1)

قتيبة بن سعيد هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الأول.

(2)

هو: سليمان بن داود العتكي، أبو الربيع الزهراني البصري.

(3)

إسماعيل بن جعفر هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الثاني.

(4)

الوَجْنَةُ: ما ارتفع من الخدَّين. مختار الصحاح (ص: 296).

(5)

قوله (معها حذاؤها وسقاؤها) الحذاء: النعل، ويعني به أخفافها، أي: أنها تقوى على السير وقطع البلاد، وقوله (سقاؤها): يعني أنها تقوى على ورود المياه تشرب، فكأنه شبهها بمن كان معه حذاء وسقاء في سفره.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 203)، النهاية (1/ 357).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -

- ح (2)، 3/ 1348).

وأخرجه البخاري: (كتاب اللقطة: -باب إذا جاء صاحب اللقطة بعد سنة ردّها عليه، لأنها وديعة عنده - ح (2436)، (5/ 109 فتح).

ص: 73

6891 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب

(1)

، قال: أخبرني عمرو بن الحارث وسفيان الثوري ومالك بن أنس وغيرهم ح، وحدثنا الربيع، قال: أخبرنا الشافعي، عن مالك

(2)

، أنّ ربيعة بن أبي عبد الرحمن، حدّثهم، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني، أَنّه قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه، فسأله عن اللقطة، فقال: "اعرف

⦗ص: 75⦘

عفاصها، ووكاءها، ثمّ عرّفها سنة، فإنْ جاء صاحبها، وإلّا فشأنك بها"، قال: فضالة الغنم، قال: "لك أو لأخيك أو للذئب"، قال: فضالة الإبل، قال: "معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربّها"،

(3)

اللفظ لابن وهب، حديث الشافعي ليس بتمامه

(4)

.

(1)

عبد الله بن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الأول.

(2)

مالك بن أنس هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الثاني.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -

- ح (1، 3)، 3/ 1346 - 1348).

وأخرجه البخاري: (كتاب اللقطة -باب إذا لم يوجد صاحب اللقطة بعد سنة فهي لمن وجدها - ح (2429)، (5/ 101 فتح).

(4)

نهاية الساقط من: (ل).

ص: 74

6892 -

حدثنا السُّلمي، قال: حدثنا عبد الرزّاق ح،

وحدثنا أبو العبَّاس الغزّي، قال: حدثنا الفريابي، قالا: سفيان

(1)

، عن ربيعة بإسناده -مثله-

(2)

.

(1)

هو الثوري -كما في تحفة الأشراف (3/ 241) - وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث رقم (6891)، وأخرجه البخاري أيضًا:(كتاب اللقطة -باب ضالّة الإبل - ح (2427)، (5/ 96 فتح).

ص: 75

6893 -

حدثنا الصّغَاني، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى

(1)

، قال: أخبرنا مالك

(2)

، عن ربيعة بإسناده مثله

(3)

.

(1)

ابن نَجيح البغدادي، أبو يعقوب ابن الطبّاع.

(2)

مالك بن أنس هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6892).

ص: 75

6894 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب

(1)

، عن عمرو بن الحارث، وقال في حديث عمرو بن الحارث: "فإذا لم يأت لها [طالب]

(2)

فاستنفقها"

(3)

.

(1)

عبد الله بن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في ك: (طلبها)، وما أثبته من:(ل)، وهو كذلك في صحيح مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6891).

ص: 76

[باب]

(1)

بيان الخبر الدّال على إيجاب تعريف الضّوال، وأنها لا تُرد على صاحبها إلّا ببيّنة، وحظر حلب ماشية من كان إلّا بأمر صاحبها، والدّليل على أَنه لا يجوز لأحدٍ أخذهن إذا كن في مأمن، وعلى حظر دخول الحيطان وأكل ثمارِها إلّا بأمرِ صاحبها

(1)

من: (ل).

ص: 77

6895 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن أبي سالم الجَيْشاني، عن زيد بن خالد الجهني، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال:"من آوى ضالّةً فهو ضالٌّ ما لم يعرِّفْها"

(2)

.

(1)

يونس بن عبد الأعلى هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -باب في لقطة الحاج - ح (12)، 3/ 1351).

ص: 77

6896 -

أخبرنا يونس [بن عبد الأعلى]

(1)

، قال: أخبرنا ابن وهب، أنّ مالك بن أنس

(2)

، أخبره، عن نافع، عن ابن عمر، أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحْلِبنّ أحدٌ ماشيةَ أحدٍ بغير إذنه!، أيحب أحدكم أنّ تُؤتى مشربته

(3)

؛ فتكسر

⦗ص: 78⦘

خزانته

(4)

فينتقل طعامه منها؟ فإنّما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعماتهم، فلا يحلبنّ أحدٌ ماشيةَ أحدٍ إلّا بإذنه"

(5)

(6)

.

(1)

من: (ل).

(2)

مالك بن أنس هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

المشربة: الغرفة، ويقال: مَشْرُبَة ومَشْرَبَة -بضم الراء وفتحها- والجمع مشارب =

⦗ص: 78⦘

= ومشربات

تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 42).

(4)

الخِزَانة: اسم الموضع الذي يخزن فيه الشيء. لسان العرب (13/ 139) مادة: خزن.

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -باب تحريم حلب الماشية بغير إذن مالكها - ح (13)، 3/ 1352)، وأخرجه البخاري:(كتاب اللقطة -باب لا تحتلب ماشية أحد بغير إذنه - ح (2435)، (5/ 106 - 107 فتح).

(6)

نهاية (ل 5/ 170 / ب).

ص: 77

6897 -

حدثنا تمتام

(1)

، قال: حدثنا عبد الله بن شيبة

(2)

، قال: حدثنا عبد الله بن صرمة

(3)

، عن يحيى بن سعيد

⦗ص: 79⦘

[الأنصاري]

(4)

، عن مالك

(5)

بمثله

(6)

.

(1)

هو: محمد بن غالب بن حرب الضبي، أبو جعفر البصري، نزيل بغداد.

(2)

في: (ك)(عبد الله بن أبي شيبة)، والتصويب من:(ل)، ومن مصادر ترجمته.

وهو: عبد الله بن موسى بن شيبة، أبو محمد الأنصاري. قال أبو حاتم:"محله الصدق"، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"يحتج بأخباره إذا روى عن الثقات، لأنّه في نفسه ثقة". وقال ابن حجر: "صدوق".

الجرح والتعديل (5/ 167)، الثقات لابن حبّان (8/ 355)، تاريخ بغداد (10/ 147)، تقريب التهذيب (ص: 550).

(3)

كذا في: (ك)، ل، ولم أجد له ترجمة.

والظاهر أنّه إبراهيم بن صِرْمة، فإنّه يروي عن يحيى بن سعيد، وعنه عبد الله بن موسى بن شيبة.

وهو: إبراهيم بن صِرْمة بن أبي صِرْمة الأنصاري المدني، صهر يحيى بن سعيد الأنصاري. =

⦗ص: 79⦘

= قال ابن معين: "كذّاب خبيث يكذب على الله ورسوله"، وقال ابن عدي:"حدّث عن يحيى بن سعيد الأنصاري بنسخ لا يحدث بها غيره، ولا يتابعه أحد على حديثٍ منها"، وقال:"وعامة أحاديثه إمّا أن تكون مناكير المتن، أو تنقلب عليه الأسانيد، وبيّنٌ على أحاديثه ضعفه"، وقد ذكره من جملة الضعفاء العقيلي، والدارقطني، وابن الجوزي، والذهبي، وغيرهم.

الضعفاء للعقيلي (1/ 55)، الكامل لابن عدي (1/ 252 - 253)، الضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص: 110)، تاريخ بغداد (6/ 103 - 104)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 36)، المغني في الضعفاء (1/ 17).

(4)

(الأنصاري) من: (ل).

(5)

مالك بن أنس هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(6)

انظر الحديث رقم (6896).

ص: 78

6898 -

حدثنا أبو سعد مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي

(1)

، -وسألته- قال: حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر

(2)

، قال: حدثني أبي، بكرُ بن مضر، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد

(3)

، عن مالك بن أنس

(4)

، عن

⦗ص: 80⦘

نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحتلبن

(5)

أحد ماشية أحد بغير إذنه"، - فذكر مثله

(6)

.

(1)

المصري.

(2)

ابن محمد، أبو يعقوب المصري.

(3)

هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، أبو عبد الله المدني.

(4)

مالك بن أنس هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

في (ل): (لا يحلبن).

(6)

انظر الحديث رقم (6896).

ص: 79

6899 -

حدثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدثنا أبو النعمان

(1)

ح، وحدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي

(2)

، قال: حدثنا سليمان بن حرب

(3)

، قالا: حدثنا حماد بن زيد

(4)

، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ألا لا تحتلب ماشية امرئ إلّا بإذنه، أيحب أحدكم أنْ تؤتى مشربته فيكسر بابها وينتثل ما فيها من الطعام؟ فإنّ ما في ضروعها طعام أحدهم، ألا لا تُحْتَلَب ماشيةُ امرئ إلّا بإذنه"

(5)

.

(1)

هو: محمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان البصري، المعروف بعارم.

(2)

هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل الأزدي مولاهم، البصري، قاضي بغداد.

(3)

ابن بَجِيْل الأزدي، أبو أيوب، البصري.

وبجيل: بكسر الجيم تليها مثناة تحت ساكنة، ثمّ لام. توضيح المشتبه (1/ 379 - 380).

(4)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6896).

* من فوائد الاستخراج:

1 -

الإتيان بمتن رواية حماد بن زيد عن أيوب عن نافع، والتي ذكر مسلم إسنادها، ثم أحال على رواية يحيى بن يحيى عن مالك عن نافع.

2 -

بيان أن حمادًا، هو ابن زيد، وقد جاء عند مسلم مهملًا.

ص: 80

6900 -

حدثنا الحسن بن عفان

(1)

، قال: حدثنا أبو أُسامة

(2)

، عن عبيد الله بن عمر

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْ تُحلَب المواشي إلّا بإذن أهلها"، وقال:"أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته التي فيها طعامه فيُنْتَثل ما فيها؟ فإنّما في ضروع مواشيهم مثل ما في مشاربكم"

(4)

.

(1)

هو: الحسن بن علي بن عفان العامري، أبو محمد الكوفي.

(2)

هو: حماد بن أسامة بن زيد، القرشي مولاهم أبو أسامة الكوفي.

(3)

عبيد الله بن عمر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (6896).

* من فوائد الاستخراج:

1 -

الإتيان بمتن رواية عبيد الله عن نافع، والتي ذكر مسلم إسنادها، وأحال على رواية مالك عن نافع.

2 -

تعيين عبيد الله، وأنّه ابن عُمر.

ص: 81

6901 -

حدثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان

(1)

، عن إسماعيل بن أميّة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحتلبنّ أحدكم ماشية أحد إلّا بإذن أهلها؟ أيحب أحدكم أن تؤتى خزانته فتكسر فينتثل ما فيها؟ إنّما ضروع مواشيهم خزانتهم"

(2)

(3)

.

(1)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (ل): (أطعماتهم).

(3)

انظر الحديث رقم (6896). =

⦗ص: 82⦘

= * من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية سفيان عن إسماعيل بن أمية عن نافع، والتي ذكر مسلم إسنادها، وأحال على رواية مالك عن نافع.

ص: 81

6902 -

حدثنا الحارث بن أبي أسامة

(1)

، والصغاني، قالا: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا الليث بن سعد

(2)

، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يحتلبن أحدكم ماشية أحد بغير إذنه! أيسرُّ أحدكم أنْ تؤتى مشربته فيُنْتَقَل طعامه؟ وإنّما تخزن ضروع مواشيهم أطعمتهم، ولا يحتلبنّ أحدٌ ماشية امرئ إلّا بإذنه"

(3)

.

(1)

هو: الحارث بن محمد بن أبي أسامة داهر التميمي، أبو محمد البغدادي.

(2)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6896).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية الليث بن سعد، والتي ذكر مسلم إسنادها، وأحال على رواية مالك عن نافع.

ص: 82

6903 -

حدثنا الصغاني، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن نافع

(1)

، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحتلبنّ أحدكم ماشية أحد إلّا بإذن أهلها، أيحب أحدكم أن تؤتى خزانته فتكسر فينتثل ما فيها؟ إنّما ضروع مواشيهم أطعماتهم"

(2)

.

⦗ص: 83⦘

[قال مسلم

(3)

: روى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب، وابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر نحو حديث مالك

(4)

غير أنّ في حديثهما جميعًا "فانتثل" إلَّا الليث بن سعد قال في حديثه: "فينتقل طعامه" كرواية مالك]

(5)

.

(1)

نافع هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (6896).

(3)

في صحيحه: (كتاب اللقطة -باب تحريم حلب الماشية بغير إذن مالكها - ح (13)، 3/ 1352). قال: حدثنا محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر به.

(4)

نهاية (ل 5/ 171/ أ).

(5)

من: (ل).

ص: 82

‌باب [بيان]

(1)

الخبر الدّال على أنّ الملتقط لقطةً إذا عرّفها سنة فلم تعترف كانت مالًا من ماله، وليس عليه ردّه بعد ولا تعريفه عفاصها ووكاءها، وبيان الخبر المبيّن أنّها بعد السنة وديعةٌ عند ملتقطها، ويجب عليه ردّها بعد إذا جاء صاحبها، وأنّه مباح له الانتفاع بها بعد السنة

(1)

من: (ل).

ص: 84

6904 -

حدثني نصر بن عمّار بن أبي ثلجة

(1)

-بمصر-، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا سفيان

(2)

، عن يحيى بن سعيد

(3)

، عن يزيد مولى المنبعث، قال يحيى: أخبرني ربيعة، أَنّه قال: عن زيد بن خالد، قال سفيان: فسألت ربيعة فأخبرنيه عن زيد بن خالد، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم[ح]

(4)

.

وحدثنا أبو داود بن سيف، حدثنا: علي بن المديني

(5)

، قال: حدثنا

⦗ص: 85⦘

سفيان

(6)

، قال: حدثنا يحيى بن سعيد

(7)

، عن يزيد مولى المنبعث أَنّ [رجلًا]

(8)

سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن اللقطة - وذكر الحديث

(9)

.

قال يحيى: ويقول ربيعة: عن زيد بن خالد، قال سفيان: فأتيت ربيعة فقلت: الذي سمعت من يزيد مولى المنبعث؟ فقال: عن زيد بن خالد. وقال سفيان: أو قلت له عن زيد

(10)

.

(1)

لم أجد له ترجمة.

(2)

هو ابن عيينة.

(3)

الأنصاري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

من: (ل).

(5)

هو: علي بن عبد الله بن جعفر السعدي مولاهم أبو الحسن ابن المديني. (ت 234 هـ)، من الأئمة الأعلام، قال أبو حاتم:"كان علي بن المديني علمًا في الناس؛ في معرفة الحديث وعلله"، قال الخطيب: "هو أحد أئمة الحديث في عصره، =

⦗ص: 85⦘

= والمقدم على حفّاظ وقته"، وقال الحافظ ابن حجر: "ثقة ثبت إمام، أعلم أهل عصره بالحديث وعلله". انظر: الجرح والتعديل (6/ 194)، تاريخ بغداد (11/ 458 - 473)، تقريب التهذيب (ص: 699).

(6)

هو ابن عيينة. انظر: تحفة الأشراف للمزي (3/ 241).

(7)

الأنصاري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(8)

في ك: (أن زيد بن خالد)، وما أثبته من:(ل)، ويؤيده ما في إتحاف المهرة (5/ 17) إذ جاء فيه عند ذكر إسناد هذا الحديث "وعن أبي داود بن سيف ثنا علي بن المديني

عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد مولى المنبعث مرسلًا

".

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -

- 3/ 1349، ح 5)، وأخرجه البخاري:(كتاب الطلاق -باب حكم المفقود في أهله وماله - ح (5292)، 9/ 339 فتح).

(10)

قوله (وقال سفيان: أو قلت له عن زيد؟) ساقط من: (ل)، ويأتي مزيد بيان لقول سفيان في الحديث رقم (6906) الآتي.

ص: 84

6905 -

حدثنا أبو قلابة

(1)

، قال: حدثنا حجاج بن

⦗ص: 86⦘

المنهال

(2)

، قال: حدثنا حماد بن سلمة

(3)

، قال: حدثنا يحيى بن سعيد وَربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني، أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن اللقطة، فقال:"اعرف عفاصها، ووكاءها، فإنْ جاء صاحبها، وإلّا فشأنك بها"

(4)

.

[رواه محمد بن يحيى

(5)

عن حجاج

(6)

هكذا وأتم منه

(7)

، وكذلك رواه حبّان عن حماد عن يحيى وربيعة أتم منه

(8)

]

(9)

.

(1)

هو: عبد الملك بن محمد بن عبد الله، أبو قلابة الرَّقاشي، وكان يكنى أبا محمد، فغلب عليه أبو قلابة. =

⦗ص: 86⦘

= وقلابة: بكسر أوله وتخفيف ثانيه وفتح الموحدة تليها هاء. توضيح المشتبه (7/ 258).

(2)

الأنماطي، أبو محمد السلمي مولاهم البصري.

(3)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -

- ح (6)، 3/ 1349).

وفيه: "فإن جاء صاحبها، فعرف عفاصها، وعددها، ووكاءها، فأعطها إياه، وإلا فهي لك"، وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (6904) -.

(5)

الذهلي.

(6)

ابن المنهال المتقدم قريبًا.

(7)

إسناده معلق، ولم أقف على من وصله من طريق محمد بن يحيى عن حجاج، وقد وصله المصنف من طريق أبي قلابة عن حجاج -كما في الحديث السابق-.

(8)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم في صحيحه -موصولًا- من طريق إسحاق بن منصور، عن حبّان بن هلال به (كتاب اللّقطة -

- ح (6)، 3/ 1349).

(9)

من: (ل).

ص: 85

6906 -

حدثنا بشر بن موسى

(1)

، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان

(2)

، قال: أتيت ربيعة

(3)

فسألته عن حديث يزيد مولى المنبعث، وكان يحدثه عن يزيد، عن زيد بن خالد، وكنت سمعته من يحيى بن سعيد عن يزيد

(4)

، ولم يذكر زيد بن خالد، فقلت له: حديث يزيد مولى المنبعث الذي تحدثه عنه في اللقطة وفي ضوالّ الإبل والغنم هو عن زيد بن خالد، عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، كنت أكره مجالسته للرأي، ولولا أنّه أسنده عن زيد بن خالد ما سألته عن شيء.

(1)

ابن صالح الأسدي، أبو علي، البغدادي.

(2)

ابن عيينة.

(3)

ربيعة هو موضع الالتقاء مع مسلم، وقد أخرج مسلم الحديث من غير طريق سفيان، ولم يذكر حكاية سفيان مع ربيعة الرأي، وانظر الحديث رقم (6905).

وقد أخرج الحديث والحكاية مختصرة البخاري في صحيحه: (كتاب الطلاق -باب حكم المفقود في ماله وأهله - ح (5292)، (9/ 339 فتح).

وهو بتمامها عند الحميدي في مسنده (2/ 357 - 358)، ح (816).

(4)

نهاية (ل 5/ 171 / ب)، وقد تقدم هذا الحديث على سابقه في (ل).

ص: 87

6907 -

حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد أبو جعفر الدّقّاق

(1)

، قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا سليمان بن بلال

(2)

، عن ربيعة بن أبي

⦗ص: 88⦘

عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، قال: سمعتُ زيد بن خالد الجهني يحدّث قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما ترى في اللقطة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعرف عفاصها، ووكاءها، ثمّ عرّفها سنة، فإن لم يجيء صاحبها كانت وديعة عندك"، [قال: يا رسول الله! فما ترى في ضالة الغنم؟ قال: "خذها، فإنّما هي لك أو لأخيك أو للذئب"]

(3)

قال: يا رسول الله فما ترى في ضالة الإبل؟ /

(4)

قال: "ما لك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها"

(5)

.

(1)

البغدادي.

والدّقّاق: -بفتح الدال المهملة والألف بين القافين الأولى مشددة- هذه النسبة إلى الدقيق وعمله وبيعه.

(2)

سليمان بن بلال هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

من: (ل).

(4)

نهاية (ل 5/ 172 / أ).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -

- ح (4)، 3/ 1348، 1349).

وأخرجه البخاري: (كتاب العلم -باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره - ح (91)، (1/ 225 فتح).

* من فوائد الاستخراج:

1 -

الإتيان بمتن رواية سليمان بن بلال عن ربيعة بن عبد الرحمن، والتي ذكر مسلم إسنادها وطرفًا من متنها، وأحال على رواية إسماعيل بن جعفر عن ربيعة.

2 -

بيان أن عبد الله بن مسلمة القعنبي يروي عن سليمان بن بلال الطريقين، أعني عن ربيعة بن عبد الرحمن، وعن يحيى بن سعيد، وقد اقتصر مسلم على روايته من طريق يحيى بن سعيد.

ص: 87

6908 -

حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد أبو جعفر الدقاق

(1)

،

⦗ص: 89⦘

وأحمد بن يحيى السابري، قالا: حدثنا القعنبي

(2)

، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد مولى المنبعث، أَنّه سمع زيد بن خالد الجهني يقول: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة -الذهب أو

(3)

الورق- فقال: "اعرف وكاءها، وعفاصها، ثمّ عرّفها سنة، فإنّ لم تُعترف فاستنفقها، ولتكن وديعةً عندك، فإنّ جاء طالبها يومًا من الدهر فأدها إليه". وسأل عن ضالّة الإبل؟ فقال: "ما لك ولها؟ دعها، فإنّ معها حذاءها وسقاءها، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها"

(4)

. وسأل عن الشاة؟ فقال: "خذها، فإنّما هي لك أو لأخيك أو للذئب"

(5)

.

(1)

(الدّقاق) ليست في (ل).

(2)

عبد الله بن مسلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (ل): (و).

(4)

في (ل): (صاحبها).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة - ..... - ح (5)، 3/ 1349).

وأخرجه البخاري: (كتاب اللقطة -باب ضالة الغنم - ح (2428)، (5/ 100 فتح).

ص: 88

6909 -

حدثنا أحمد

(1)

بن أبي خالد الصومعي، قال: حدثنا

⦗ص: 90⦘

خالد بن مخلد

(2)

، قال: حدثنا سليمان بن بلال

(3)

، عن يحيى بن سعيد بمثله

(4)

.

(1)

كذا في (ك) و (ل)، وهو كذلك في إتحاف المهرة لابن حجر (5/ 18)، ولم أجد له ترجمة

ولعل الصواب (محمد) بدل (أحمد)، فإنّ محمدًا يروي عن خالد بن مخلد ويروي عنه أبو عوانة الإسفرائيني.

وهو: محمد بن أبي خالد الصومعي، أبو بكر، الطبري. وقد ذكره ابن حبّان في =

⦗ص: 90⦘

= الثقات، وقال:"يغرب". وقال ابن حجر: "صدوق يغرب".

الثقات لابن حبّان (9/ 141)، تقريب التهذيب (ص: 841)، وانظر: تهذيب الكمال (25/ 157).

(2)

القطواني، أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي.

(3)

سليمان بن بلال هو موضع الالتقاء مع مسلم.

وقد أخرجه مسلم من طريق خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال لكن من روايته عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وليس من روايته عن يحيى بن سعيد.

(4)

انظر الحديث رقم (6908).

* من فوائد الاستخراج:

1 -

أن خالد بن مخلد يروي عن سليمان بن بلال الطريقين، طريق ربيعة، وطريق يحيى بن سعيد، وقد ذكر مسلم رواية خالد عن سليمان عن ربيعة

وذكر أبو عوانة رواية خالد عن سليمان عن يحيى بن سعيد.

2 -

فيه التصريح بنوع اللقطة، وهو الذهب والفضة.

ص: 89

[باب]

(1)

بيان الخبر الدّال على إيجاب تعريف كل لقطة قليلًا كان أو كثيرًا، ذهبًا كان أو فضةً، متاعًا كان أو طعامًا أو ثمارًا؛ إذا وقع عليها اسم اللقطة، واللقطة التي لا يجب تعريفها وإباحة أكلها

(1)

من: (ل).

ص: 91

6910 -

حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا مالك

(1)

، عن ربيعة

(2)

، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن ضالة الغنم؟ فقال: "لك أو لأخيك أو للذئب"، قال: فضالة الإبل؟ قال: "ما لك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر، حتى تلقى ربها".

فسأله عن اللقطة؟ فقال: "اعرف عفاصها، ووكاءها، ثم عرّفها سنة، فإنّ جاء صاحبها وإلّا فشأنك بها"

(3)

.

⦗ص: 92⦘

قال إسحاق: قال لي مالك: قال شأنك بها: تصدق بها.

(1)

مالك هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 172/ ب).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -

- ح (1)، 3/ 1346 - 1348).

وأخرجه البخاري: (كتاب اللقطة -باب إذا لم يوجد صاحب اللقطة بعد سنة فهي لمن وجدها - ح (2429)، (5/ 101 فتح).

وقد تقدم -فيهما- سؤاله عن اللقطة على سؤاله عن ضالة الغنم، فضالة الإبل. =

⦗ص: 92⦘

= * من فوائد الاستخراج: تفسير مالك لقوله "فشأنك بها" أي تصدق بها كما في رواية إسحاق بن عيسى عنه.

ص: 91

6911 -

حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي

(1)

، قال: حدثنا معاوية بن هشام

(2)

.

ح وحدثنا أبو العبّاس الغَزي، قال: حدثنا الفريابي، قالا: حدثنا سفيان

(3)

، عن منصور، عن طلحة بن مصرف، عن أنس بن مالك، أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بتمرة ملقاة في الطريق، فقال:"لولا أَنّي أخشى أن تكون من تمر الصدقة لأكلتها"

(4)

(1)

هو: أحمد بن عبد الحميد بن خالد الحارثي، أبو جعفر الكوفي.

(2)

القصّار، أبو الحسن الكوفي.

(3)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الزكاة -باب تحريم الزكاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وهم بنو هاشم وبنو عبد المطلب دون غيرهم - ح (164)، (2/ 752).

وأخرجه البخاري: (كتاب اللقطة -باب إذا وجد تمرة في الطريق - ح (2431)، (5/ 103 فتح).

وليس في مسلم "أني أخشى" من حديث أنس، وفي البخاري:"أني أخاف".

ص: 92

[باب]

(1)

بيان الخبر النّاهي عن لقطة الحاج، والخبر الدّال على إباحة التقاطها لنشدها، ولا يُنتفع بها

(1)

من: (ل).

ص: 93

6912 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى

(1)

، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نهى عن لقطة الحاج"

(2)

.

(1)

يونس بن عبد الأعلى هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -باب في لقطة الحاج - ح (11)، 3/ 1351).

ص: 93

6913 -

حدثنا عبدة بن سليمان البصري

(1)

-بمصر-، قال: حدثنا خالد بن نزار

(2)

، قال: حدثنا حرب بن شداد

(3)

، عن يحيى بن أبي كثير

(4)

،

⦗ص: 94⦘

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم /

(5)

- قال: "صدَّ الله الفيل

(6)

عن مكة، وسلّط عليها رسوله والمؤمنين، أَلا وإنّها لم تحلّ لأحد قبلي ولا تحلّ لأحد بعدي، ألا وأُحلّت لي ساعةً مِنْ نهار، أَلا وإنّها ساعتي هذه حرام، لا يُختلى خلاؤها

(7)

، ولا يُعضد

(8)

شجرها، ولا يَلْتقط ساقطتها إلّا المُنشد

(9)

، ومن قتل قتيلًا فهو بخير النظرين: إمّا أنْ يؤدي وإما أنْ يُقْتل"

(10)

.

(1)

هو: عبدة بن سليمان بن بكر، أبو سهل البصري، نزيل مصر.

(2)

ابن المغيرة بن سليم الغساني مولاهم أبو يزيد الأيلي.

(3)

اليشكري، أبو الخطّاب البصري. (ت 161 هـ)، وثقه عبد الصمد بن عبد الوارث، وابن معين، وأحمد، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن معين مرة، وأبو حاتم:"صالح". ووثقه الذهبي، وابن حجر.

التاريخ لابن معين (2/ 105)، العلل ومعرفة الرجال لأحمد (3/ 453)، الجرح والتعديل (3/ 250 - 251)، الثقات لابن حبّان (6/ 230)، الكاشف (1/ 153)، تقريب التهذيب (ص: 228).

(4)

يحيى بن أبي كثير هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

نهاية (ل 5/ 173 / أ).

(6)

في (ل): "القتل"، وفي صحيح البخاري:"إن الله حبس عن مكة القتل -أو الفيل-" بالشك.

(7)

قوله "لا يختلى خلاؤها" أي: لا يحتش حشيشها. غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 124).

(8)

أي: يكسر، والعضد: قطع الشجر بالمعضد، وهو كالسيف يمتهن في قطع الشجر

تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 150)، وانظر: النهاية (3/ 251).

(9)

في (ل): "وتلتقط ساقطتها إلّا لمنشد".

(10)

أخرجه مسلم: (كتاب الحج -باب تحريم مكة، وصيدها، وخلاها، وشجرها، ولقطتها إلا لمنشد على الداوام - ح (448)، 2/ 989). بأطول منه.

وأخرجه البخاري: (كتاب العلم -باب كتابة العلم - ح (112)، (1/ 248 فتح).

ص: 93

6914 -

حدثنا أحمد بن محمد بن [عثمان]

(1)

الثقفي، قال: حدثنا

⦗ص: 95⦘

الوليد بن مسلم

(2)

، قال: حدثنا أبو عمرو ح.

حدثني العبّاس بن الوليد

(3)

، قال: أخبرني أبي، أخبرنا الأوزاعي

(4)

، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: لما فتح الله على رسوله مكة قتلت هذيل

(5)

رجلًا من بني سليم

(6)

بقتيل كان لهم في الجاهلية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام، فقال:"إنّ الله حبس الفيل عن مكة، وسلّط عليهم رسولَه والمؤمنين، وإنّها لم تحل لأحدٍ قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، وإنها ساعتي هذه! وهي حرام لا يُعضد شجرها، ولا يختلى شوكها، ولا يَلْتَقط ساقطتها إلا المنشد، ومن قُتِل له قتيل فهو بأحد النظرين: إمّا أنْ يقتل، وإمّا أنْ يفدى"، فقام رجل من أَهل اليمن يقال له أبو شاه، فقال: يا رسول الله اكتبوا لي، فقال

⦗ص: 96⦘

رسول الله اكتبوا لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اكتبوا لأبي شاه"، ثمّ قام عبّاس فقال: يا رسول الله! إلّا الإذخر

(7)

، فإنّا نجعله في بيوتنا وقبورنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إلّا الإذخر"

(8)

. فقلنا: ما قول أبي شاه: اكتبوا لي وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي شاه؟ فقال أبو عمرو الأوزاعي: يريد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم هذه

(9)

. وقال بعضهم: "ولا تحل لقطتها إلّا

⦗ص: 97⦘

لمنشد".

قال أبو عوانة: اختلفوا في تأويل المنشد، فقيل: هو رب اللقطة لا يحل التقاطها إلا له

(10)

، وقيل: المنشد هو: المعرف الذي يعرفها، ولا يحل له منها إلا تعريفها

(11)

، وقيل: طالب اللقطة هو ناشد

(12)

، واحتج بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يا أيها الناشد، غيرك الواجد"

(13)

، وقال الشاعر

(14)

:

⦗ص: 98⦘

ويُصِيخُ

(15)

أحْيانا كما استـ

ـمع المضل لصوت ناشد

(16)

.

(1)

في ك: (علي)، والتصويب من:(ل)، ومن إتحاف المهرة لابن حجر (6/ 291/ أ) النسخة التركية.

(2)

الوليد بن مسلم هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الأول.

(3)

وقع في: (ك) وفي المطبوع: "أبو العبّاس بن الوليد"، وهو خطأ، والتصويب من:(ل)، وسنن أبي داود (4/ 645) وغيره، ومن مصادر ترجمته، وسيأتي في الحديث رقم (6953).

وهو: العبّاس بن الوليد بن مزيد العُذْري، أبو الفضل البيروتي.

(4)

أبو عمرو الأوزاعي هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الثاني.

(5)

هذيل: وهم بنو هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

انظر: نهاية الأرب للقلقشندي (ص: 387)، معجم قبائل العرب (3/ 1213).

(6)

سُليم: -بضم السين- قبيلة عظيمة من قيس عيلان، وهم بنو سُليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس. نهاية الأرب للقلقشندي (ص: 271).

(7)

"الإِذْخِر": -بكسر الهمزة- حشيشة طيبة الرائحة، تسقف بها البيوت فوق الخشب. النهاية (1/ 33)، وانظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 151)، لسان العرب (4/ 303) مادة: ذخر.

(8)

نهاية (ل 5/ 173 /ب).

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الحج -باب تحريم مكة وصيدها، وخلاها، وشجرها، ولقطتها إلّا لمنشد، على الدوام - ح (447)، 2/ 988).

وأخرجه البخاري: (كتاب الديات -باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين - ح (6880)، (12/ 213 - 214 فتح).

وفي البخاري ومسلم من طريق شيبان عن يحيى بن أبي كثير به

"أنّ خزاعة قتلت رجلًا من بني ليث

".

وفي منتقى ابن الجارود (2/ 117)، والسنن الكبرى للبيهقي (8/ 53) من طريق العباس بن الوليد به "قتلت هذيل رجلًا من بني ليث

".

* من فوائد الاستخراج: متابعة الوليد بن مزيد العذري للوليد بن مسلم في روايته عن الأوزاعي، وقد قال النسائي:"الوليد ابن مزيد أحب إلينا في الأوزاعي من الوليد بن مسلم لا يخطيء ولا يدلس"، وقال أبو بكر محمد بن يوسف بن الطباع:"الوليد بن مزيد أثبت أصحاب الأوزاعي". -كما تقدم في ترجمته-.

(10)

حكاه أبو عبيد في غريبه، ولم ينسبه لمعين، وتعقبه. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 132 - 134).

(11)

وهو قول عبد الرحمن بن مهدي، وأبي عبيد، وهو أيضًا قول للشافعي ورواية عن أحمد. انظر: المصدر السابق، والمغني لابن قدامة (8/ 305 - 307).

(12)

هذا القول عائد إلى القول الثاني بأن المنشد هو المعرّف، والناشد هو الطالب.

وهناك قول ثالث ساقه أبو عبيد في غريبه - وهو أنه أراد بقوله: "إلا المنشد" أراد به إن لم ينشدها فلا يحل له الانتفاع بها، فإذا أنشدها فلم يجد طالبَها حلّت له.

وتعقبه بقوله: ولو كان هكذا لما كانت مكة مخصوصة بشيء دون البلاد، لأن الأرض كلها لا تحل لقطتها إلّا بعد الإنشاد إن حلّت أيضًا، وفي الناس من لا يستحلها.

وقد عزا القول الثالث ابن قدامة في المغني إلى ابن عمر، وابن عباس، وعائشة، وابن المسيب، ومالك، وأبي حنيفة، ورواية عن أحمد، ومذهب للشافعي. انظر: المصدرين السابقين.

(13)

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (1/ 440) ح (1722)، عن إبراهيم بن محمد، عن مصعب بن محمد، عن أبي بكر بن محمد مرسلًا، وح (1723) عن ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر مرسلًا أيضًا. وأخرجه الحربي في غريب الحديث (2/ 505) قال: حدثنا محمد بن الصباح، أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن ابن أبي حسين مرسلًا.

(14)

الشاعر هو: أبو دؤاد الإيادي، كما في غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 132)، وهو من =

⦗ص: 98⦘

= شعراء الجاهلية، وقد اختلف في اسمه، فقال بعضهم: هو جارية بن الحجاج، وقال الأصمعي: هو حنظلة بن الشرقي.

انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة (ص: 120).

(15)

أي: يستمع وينصت لصوته. انظر: لسان العرب (3/ 35) مادة: صيخ.

(16)

قال أبو عبيد: "أخبرني الأصمعي، أخبرني عن أبي عمرو بن العلاء أنّه كان يعجب من هذا، وأحسبه قال هو أو غيره: إنه أراد بالناشد -أيضًا- رجلًا أرمل قد ضلت دابته فهو ينشدها أي يطلبها ليتعزى بذلك" اهـ. غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 134).

ص: 94

‌باب الخبر الموجب الحكم بأصل الشيء [للمدعي]

(1)

فيه إذا أثبت أنّه كان لأبيه أو له؛ إذا كان الشيء في يد المدعي عليه، فإن لم يكن له بينة على دعواه حلف المدعي عليه فاجرًا كان أو غير ذلك؛ وأقِرَّ الشيء في يده

(1)

في (ك)(مدعى)، والتصويب من:(ل).

ص: 99

6915 -

حدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا هنّاد بن السرِي

(1)

.

ح وحدثنا أبو أمية، قال: حدثنا بشر بن آدم

(2)

، قالا: حدثنا أبو الأحوص

(3)

، عن سماك، عن علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي، عن أبيه قال: جاء رجل من حَضْرَمَوت

(4)

ورجل من كِنْدَة

(5)

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحضرمي: يا رسول الله إنّ هذا غلبني على شيء؛ على أرضٍ

⦗ص: 100⦘

كانت لأبي، فقال الكنْدِي: هي أرضي؛ في يدي

(6)

، أزرعها ليس له فيها حق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحضرمي:"ألك بينة"؟ قال: لا، قال:"فلك يمينه"، قال: يا رسول الله! إنّه فاجر ليس يتورع من شيء، قال:"ليس لك منه إلّا ذاك". قال بشر بن آدم: "ليس يبالي ما حلف" وزاد أيضًا أبو أمية عن بشر، "فلما أدبر قال: أما إنّه إنْ حلف على مالٍ ليأكله ظالمًا ليلقينّ الله وهو عنه معْرِض"

(7)

.

(1)

هنّاد بن السري هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الأول.

(2)

الضرير، أبو عبد الله البغدادي.

(3)

سلّام بن سليم أبو الأحوص الكوفي هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الثاني.

(4)

حضرموت: بفتح الحاء وسكون الضاد وفتح الراء والميم - قبيلة من القحطانية، وبهم عرفت مدينة حضرموت من أرض اليمن، وهي ناحية واسعة في شرقي عَدَن بقرب البحر. انظر: معجم البلدان (2/ 311)، نهاية الأرب للقلقشندي (ص: 218)

(5)

كِنْدة: -بكسر الكاف وسكون النون- قبيلة مشهورة من اليمن من كهلان، والنسبة إليها: كِنْدِي. انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 104)، نهاية الأرب للقلقشندي (ص: 366).

(6)

نهاية (ل 5/ 174 / أ)، وسقط بعده مقدار لوحة كاملة.

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب الأيمان -باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار - ح (223)، 1/ 123).

ص: 99

6916 -

حدثنا محمد بن حيّوية

(1)

، قال: أخبرنا مُسَدَّد

(2)

، قال: حدثنا أبو الأحوص

(3)

، قال: عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل بن حجر، عن أبيه، قال: جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحضرمي: يا رسول الله إنّ هذا قد غلبني على أرضٍ كانت لأبي، فقال الكندي: هي أرضي؟ في يدي، أَزرعها ليس له فيها حق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحضرمي:"ألك بينة"؟ قال: لا، قال:"فلك يمينه"، وقال: يا رسول الله إنّه رجلٌ فاجر ليس يبالي ما حلف، ليس

⦗ص: 101⦘

يتورع من شيء، قال:"ليس لك منه إلّا ذاك"، قال فانطلق ليحلف، قال:"أما إنّه إنْ حلف على مالٍ ليأكله ظُلمًا ليلقينّ الله عز وجل وهو عنه معرض"

(4)

.

(1)

هو: محمد بن يحيى بن موسى الإسفرائيني، وحيويّه لقب لوالده يحيى.

(2)

ابن مُسَرْهَد بن مُسَرْبَل الأسدي، أبو الحسن البصري.

(3)

أبو الأحوص سلام بن سليم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث السابق رقم (6915).

ص: 100

‌بيان الخبر المبيح لمن يُحكم عليه بحكمٍ فَرَضي به أنّ يرتجع فيه إذا تبيّنَ له أنّ الحق بخلاف ما حكم عليه، وأنّ الماضي من حكم الحاكم مردود -ولو بعد حين- إذا قضى بخلاف الحقّ، وأنّ الخبر الواحد والحكم بقوله مقبول، وعلى أنّ حكم النبي صلى الله عليه وسلم كلّه بكتاب الله عز وجل

-

ص: 102

6917 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن شيبان

(1)

، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري

(2)

، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة وزيد بن خالد، أَنّهم كانوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام إليه رجل، فقال: أنشدك الله إلّا قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خصمه -وكان أفقه منه- فقال: صدق، اقض بيننا بكتاب الله، وائذن لي فأتكلم، قال:"قل"، قال: إنّ ابني كان عسيفًا

(3)

على هذا؛ فزنى بامرأته؛ فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثمّ سألت رجالًا من أهل العلم؛ فأخبروني أنّ على ابني جلد مائة، وتغريب عام، وعلى امرأة هذا الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لأقضيّن بينكما بكتاب الله، المائة شاة والخادم ردٌّ عليك، وعلى ابنك جلد مائة

⦗ص: 103⦘

وتغريب عام، واغد يا أُنيس إلى امرأة هذا فإنْ اعترفت فارجمها"

(4)

.

وقال سفيان في هذا الحديث: عن أبي هريرة وزيد بن خالد وشبلٍ

(5)

، فتركنا شبلًا، وذلك أَنَّ صالح بن كيسان ويونس بن يزيد والليث بن سعد

⦗ص: 104⦘

ومعمرًا رووه فلم يذكروا فيه شبلًا

(6)

، وشبل ليس هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإنّما روى الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن شبل بن خليد، عن مالك بن عبد الله الأوسي

(7)

، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأَمة:"إذا زنت فاجلدوها"

(8)

.

⦗ص: 105⦘

ورواه معمر

(9)

وغيره عن الزهري

(10)

، فقالوا فيه: فأخبروني أنّ على ابني الرجم، فافتديت إليه.

(1)

ابن الوليد بن حيّان، أبو عبد المؤمن الرملي.

(2)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

"عسيفا" أي: أجيرًا. غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 159).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الحدود -باب من اعترف على نفسه بالزنا ح (25)، 3/ 1324 - 1325)، وأخرجه البخاري:(كتاب الحدود -باب الاعتراف بالزنا - ح (6827، 6828)، (12/ 40 فتح).

(5)

هو: شبل بن خليد، ويقال ابن حامد، ويقال ابن خالد، المزني.

قال ابن معين: "ليست لشبل صحبة"، وقال الدارقطني:"يُعد في التابعين".

وجعلهما ابن حبّان اثنين فقال: "شبل بن خليد المزني، له صحبة، ومن قال: شبل بن حامد فقد وهم". وقال في طبقة التابعين: "شبل بن خليد المزني، يروي عن عبد الله بن مالك الأوسي، روى عنه عبيد الله بن عبد الله والزهري".

قال ابن حجر: "مقبول".

التاريخ لابن معين (2/ 247)، الثقات لابن حبّان (3/ 188)، (4/ 371)، تهذيب التهذيب (4/ 304 - 305)، تقريب التهذيب ص (430).

وقد أخرج رواية سفيان بذكره شبلًا في هذا الحديث الترمذي (4/ 30 - 32) ح (1433)، والنسائي في الكبرى (4/ 285) ح (7190)، وابن ماجه (2/ 852) ح:(2549)، وأحمد (4/ 115 - 116)، والحميدي في مسنده (2/ 354 - 355) ح (811)، والدارمي في سننه (2/ 232) ح (2317)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 344) ح (1113).

قال ابن أبي عاصم: "وهذا الحديث مما قطعوا به أَنّ ابن عيينة وهم في شبل".

(6)

جميع هذه الروايات: أخرجها مسلم في صحيحه: (كتاب الحدود -باب من اعترف على نفسه بالزنى - ح (25)، 3/ 1326) ذاكرا أسانيدها، وأحال على لفظ رواية الليث عن ابن شهاب.

(7)

كذا في (ك)، وبه جزم ابن عبد البر في الاستيعاب، وفي بقية مصادر ترجمته:"عبد الله بن مالك الأوسي"، إلّا أنّه جاء في بعض أسانيد حديثه: مالك بن عبد الله الأوسي، كما في التاريخ الكبير للبخاري (5/ 19 - 21)، والمعرفة والتاريخ للفسوي (1/ 430)، وتحفة الأشراف للمزي (6/ 478 - 479).

وهو عبد الله بن مالك الأوسي الحجازي، قال البخاري، وأبو حاتم، وابن حبان: له صحبة. انظر: التاريخ الكبير (5/ 19 - 21)، الجرح والتعديل (5/ 150)، الثقات لابن حبّان (3/ 230)، الاستيعاب بحاشية الإصابة (3/ 353)، أسد الغابة (3/ 376)، الإصابة (2/ 356).

(8)

أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 302 - 303) ح (7262)، وأحمد (5/ 453 - 454)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 430 - 431)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 345) ح (1114)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 135)، والبيهقي (8/ 244).

كلهم من طرق عن الزهري به

ولفظه "الوليدة إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثمّ إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فبيعوها ولو بضفير). والضفير: الحبل.

قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 356): "إسناده صحيح".

وقال ابن عيينة فيه أيضًا عن أبي هريرة وزيد بن خالد وشبل وقد أخرجه بذلك: النسائي في =

⦗ص: 105⦘

= الكبرى (4/ 302) ح (7260)، وابن ماجه (2/ 857) ح (2565)، والشافعي في مسنده (2/ 175)، وأحمد (4/ 115 - 116)، والحميدي (2/ 355) ح (812)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 343) ح (1112)، والبيهقي (8/ 244).

كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد وشبل رضي الله عنهم، قالوا: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحديث.

قال الترمذي: "

وحديث ابن عيينة وهم فيه سفيان بن عيينة، أدخل حديثًا في حديث ..... -إلى أن قال- وحديث ابن عيينة غير محفوظ". السنن (4/ 32).

والحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد جميعًا رضي الله عنهما فقد أخرجه البخاري: (كتاب البيوع -باب بيع العبد الزاني - ح (2153، 2154)، (4/ 432 فتح)، ومسلم:(كتاب الحدود -باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنا - ح (33)، 3/ 1329).

كلاهما من طريق مالك، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنهما وقد أخرجه البخاري من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة وزيد، ولم يذكر شبلًا. كما في (كتاب العتق -باب كراهية التطاول على الرقيق وقوله: عبدي وأمتي - ح (2555، 2556)، (5/ 211 فتح).

(9)

أخرج رواية معمر مسلم في صحيحه (كتاب الحدود -باب من اعترف على نفسه بالزنا - ح (25)، 3/ 1326)، ولم يسق متنه، بل أحال على رواية الليث عن ابن شهاب.

(10)

نهاية الساقط من: (ل).

ص: 102

[باب]

(1)

بيان الخبر الدال على إبطال الحكم بقول السكران، وما يَلْفِظُ به ويقرّ على نفسه، والحكم على المرأة برضاعة ولدها، وأن الشاربَ إذا وُجد منه ريحُ الخمرِ حُكم عليه بحكم السكران.

(1)

من: (ل).

ص: 106

6918 -

حدثنا العباس بن عبد الله التَرْقُفي

(1)

، ومحمد بن مسلم الرازي

(2)

، وعبّاس بن واقد الخوارزمي -وهو الدوري-، قالوا: حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي

(3)

، قال: حدثنا أبي

(4)

، قال: حدثنا غيلان بن جامع المحاربي، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: جاء ماعز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله طهرني -فذكر صدرًا من الحديث.

⦗ص: 107⦘

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فيم أطهرك"؟ قال: من الزنا، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أبه جنون؟ " فأخبر أنه ليس بمجنون، فقال: "أتشرب

(5)

خمرًا"؟ فقام رجل فاستنكهه

(6)

، فلم يجد منه ريح خمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أزنيت"؟ قال: نعم، "فأمر به فرجم"

(7)

.

(1)

هو: العباس بن عبد الله بن أبي عيسى الواسطي، أبو محمد الترقفي.

والتَرْقُفي: بفتح التاء، وسكون الراء، وضم القاف وفي آخرها الفاء.

(2)

هو: محمد بن مسلم بن عثمان، الرازي، أبو عبد الله ابن وارة، الحافظ.

(3)

يحيى بن يعلى هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

ساقط من صحيح مسلم، قال النووي:"هكذا في النسخ: عن يحيى بن يعلى، عن غيلان، قال القاضي: والصواب ما وقع في نسخة الدمشقي: عن يحيى بن يعلى، عن أبيه، عن غيلان، فزاد في الإسناد عن أبيه ..... وهو الصواب".

شرح صحيح مسلم للنووي (11/ 200).

وفي تحفة الأشراف للمزي (2/ 73 - 74) أحال إلى مسلم على الصواب أي بذكر أبيه-.

(5)

في: ل: (أَشَرِبَ). وكذلك في صحيح مسلم.

(6)

أي: شمّ رائحة فمه. يقال: نَكَهْتُ فلانًا، واستنكهْتُه: شممت فمه.

انظر: غريب الحديث للحربي (2/ 297).

(7)

أخرجه مسلم -مطولًا-: (كتاب الحدود -باب من اعترف على نفسه بالزنا- ح (22)، 3/ 1321 - 1322).

وقد أخرجه أبو داود (4/ 583 - 584) ح (4433)، والنسائي في الكبرى (4/ 276) ح (7163)، والدراقطني (3/ 91 - 92) ح (39).

كلهم من طريق يحيى بن يعلى بن الحارث عن أبيه عن غيلان به، بزيادة أبيه في الإسناد كما في رواية أبي عوانة على الصواب.

* من فوائد الاستخراج: تصويب إسناد مسلم بذكر الساقط منه في أكثر نسخه وما عليه المطبوع، وهو (يعلى بن الحارث المحاربي).

ص: 106

6919 -

حدثنا أبو أمية، ومحمد بن حيوية، قالا: حدثنا أبو نعيم

(1)

،

⦗ص: 108⦘

قال: حدثنا بشير بن مهاجر

(2)

، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءته امرأة من غامد، فقالت: إِنِّي قد زنيتُ، وإني أريد أن تُطَهِّرني! فقال لها:"ارجعي حتى تلدي"، فلما ولدت، قال:"اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه" وساق الحديث

(3)

(4)

.

(1)

هو الفضل بن دكين -واسم دكين- عمرو بن حماد التيمي مولاهم أبو نعيم الكوفي.

(ت 219 هـ). وثقه ابن سعد، وابن معين، وابن المديني، وأحمد، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال:"كان أتقن أهل زمانه".

ووثقه الخطيب، والذهبي، وابن حجر.

الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 401)، الجرح والتعديل (7/ 61 - 62)، الثقات =

⦗ص: 108⦘

= لابن حبّان (7/ 319)، تاريخ بغداد (12/ 346 - 357)، سير أعلام النبلاء (10/ 145 - 146)، تهذيب التهذيب (8/ 276)، تقريب التهذيب (صـ: 782).

(2)

بشير بن مهاجر الغنوي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الحدود -باب من اعترف على نفسه بالزنا ح (23)، 3/ 1323 - 1324).

(4)

نهاية (ل 5/ 174 / ب).

ص: 107

‌باب [بيان](1) الخبر الموجب على الحاكم أن يحكم بما يظهر له من حجة الخصمين، والدليل على أن الحاكم إذا قضى لأحد الخصمين ببينة أو بيمينه ثمّ أقام المحكوم عليه بينة ظهرت له بعدُ تَنْقُضُ حجة المقضي له أو يمينه أن ذلك القضاء مردود، [و](1) على [أن]

(1)

الحاكم

يسأل عن تعديل الشاهد جيرانَه فَيَقْبل شهادته.

(1)

من: (ل).

ص: 109

6920 -

حدثنا يوسف [بن سعيد](1) بن مُسَلَّم، قال: حدثنا حجاج

(1)

، عن ابن جريج، عن هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن زينب، عن أمّ سلمة، أَنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم أنّ يكون ألحن بحجته من بعض، [وإنما أنا بشر أقضي على ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئًا، فلا يأخذن منه شيئًا، فإنما أقطع له قطعةً من النّار] "

(3)

(4)

.

(1)

ابن محمد المصيصي.

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

من: (ل)، وقد أشار الناسخ في هامش:(ك) إلى هذا السقط.

(4)

انظر الحديث رقم (6820).

ص: 109

6921 -

حدثنا أبو الأزهر، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال:

⦗ص: 110⦘

حدثنا هشام بن عروة، بإسناده مثله

(1)

.

[روى]

(2)

محمد بن يحيى

(3)

، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن منصور

(4)

، عن أبي وائل

(5)

، عن ابن مسعود، قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف لي أن أعلم إذا أحسنت، وإذا أسأت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعت جيرانك [يقولون]

(6)

: قد أحسنت! فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت! فقد أسأت"

(7)

.

⦗ص: 111⦘

قال أبو عوانة

(8)

: في هذا الحديث نظر في صحته وتوهينه

(9)

/

(10)

.

(1)

انظر الحديث رقم (6821).

(2)

في: (ك) رواه، والتصويب من إتحاف المهرة (10/ 259).

(3)

الذهلي.

(4)

ابن المعتمر، السُّلمي، أبو عتّاب، الكوفي.

(5)

هو: شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي.

(6)

في (ك)(يقول)، والتصويب من:(ل)، وهو الموافق لآخر الحديث، وكذا في مصادر تخريجه.

(7)

إسناده معلق، وقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 8) ح (19749)، بإسناد صحيح.

ومن طريقه ابن ماجه (2/ 1412) ح (4223)، وأحمد (1/ 402)، والبزار (5/ 98) ح (1675)، وابن حبّان في صحيحه (2/ 284 - 285) ح (525، 526)، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 193) ح (10434)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 43)، والبيهقي (10/ 125)، والبغوي في شرح السنة (6/ 471) ح (3384). قال الهيثمي:"رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح". مجمع الزوائد (10/ 74).

وقال البوصيري: "هذا إسناد صحيح". مصباح الزجاجة (3/ 302 - 303).

(8)

(قال أبو عوانة) ساقط من: (ل).

(9)

وقد أعلّه أبو حاتم وأبو زرعة برواية حماد بن شعيب عن منصور، عن جامع بن شداد، عن الحسن بن مسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، قالا: وهذا هو الصحيح.

انظر: علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 101).

لكن حماد بن شعيب ضعيف؛ ضعفه ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم.

انظر: التاريخ لابن معين (2/ 132)، الجرح والتعديل (3/ 142).

وأما معمر فمن رجال الصحيحين.

(10)

نهاية (ل 5/ 175/ أ).

ص: 109

‌باب [بيان](1) السنّة في الداخل على الإمام إذا جلس للحكم أن يقف إذا انتهى إلى مجلسه، حتى يأمره [الحاكم]

(1)

بالدنو منه أو الجلوس.

(1)

من: (ل).

ص: 112

6922 -

حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، وأبو أمية، ومحمد بن حيوية، قالوا: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد

(1)

، عن مطر الورّاق، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، قال: لمّا تكلّم معبد ههنا فيما تكلم فيه من القَدَر، حججْتُ أنا وحميد بن عبد الرحمن، فلما قضينا حجّنَا، قُلنا: لو مِلنا إلى المدينة، فلقينا من بقي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسألناهم عمّا جاء به معبد من القَدَر! فذهبنا ونحن نؤمّ أبا سعيد الخدري وابن عمر، فلمّا دخلنا المسجد إذا ابن عمر قاعد فاكتنفناه

(2)

، فقدّمني حميدٌ للمنطق، وكنت أجرأَ على المنطق منه، فقلت: أبا عبد الرحمن! إنّ قومًا نشأوا قِبَلنا في العراق قرأوا القرآن، وفقهوا في الإسلام، يقولون: لا قَدَر، فقال: كذبوا، فأخبرهم أنّ عبد الله بن عمر منكم بريء، وأنتم منه برآء، والله لو أنّ

⦗ص: 113⦘

لأحدهم جبال الأرض ذهبًا، فأنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر، حدثني عمر أَنّ آدم وموسى عليهما السلام اختصما إلى الله في ذلك، فقال موسى: أنت آدم الذي أشقيت النّاس وأخرجتهم من الجنّة، فقال له آدم أنت موسى الذي اصطفاه الله برسالته وبكلامه /

(3)

وأنزل عليه التوراة، فهل وجدته قدّره عليّ قبل أنّ يخلقني، قال: نعم، قال: فحج آدمُ موسى، قال: وحدثني عمر، قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل هيئته هيئة مسافر، وثيابه ثياب مقيم -أو قال: ثيابه ثياب مسافر، وهيئته هيئة مقيم-، فقال يا رسول الله، ادن

(4)

منك؟ قال: "ادن"، فدنا حتى وضع يديه على ركبتيه فقال: يا رسول الله! ما الإسلام؟ قال: "أن تسلم وجهك لله وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة"، قال: فذكر عرى الإسلام، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: "نعم"، قال: صدقت، قلنا: انظروا كيف يسأله وانظروا كيف يصدقه! قال: يا رسول الله! فما الإحسان؟ قال: "أنْ تخشى الله كأنك تراه، فإلّا تكن تراه فإنّه يراك"، قال: صدقت، قلنا: انظروا كيف يسأله، وانظروا كيف يصدقه! ثمّ قال: يا رسول الله! ما الإيمان؟ قال: "أنْ تؤمن بالله وملا"لكته وكتبه ورسله

⦗ص: 114⦘

وبالموت، وبالبعث من بعد الموت، وبالقدر كله"، قال: صدقت، قال: قلنا انظروا كيف يسأله، انظروا كيف يصدقه، ثمّ قال: يا رسول الله! متى الساعة؟ قال: "ما المسئُول عنها بأعلم من السائل"، فقال: صدقت، صدقت، صدقت. ثمّ مضى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليّ بالرجل"، فَطُلب فلم يوجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل جاء لِيُعَلّم الناس دينهم

(5)

"، أو قال: "ليَعْلَم الناس دينَهم

(6)

".

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

(فاكتنفناه): أي أحطنا به من جانبيه.

النهاية (4/ 205)، وانظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 54).

(3)

نهاية (ل 5/ 175/ ب).

(4)

في (ل): (أأدْن).

(5)

نهاية (ل 5/ 176 / أ).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الأيمان- بيان الأيمان، والإسلام، والإحسان، ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى، وبيان الدليل على التبري ممن لا يؤمن بالقدر، وإغلاظ القول في حقه- ح (2)، 1/ 38).

وليس في المتن الذي ساقه مسلم ذكر تحاج آدم وموسى

وهو في مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعًا: (كتاب القدر -باب حجاج آدم وموسى- عليهما السلام، ح (13، 14، 15)، 4/ 2042، 2043).

وأخرجه من حديث أبي هريرة أيضًا البخاري في صحيحه: (كتاب القدر -باب تحاج آدم وموسى عند الله- ح (6614)، (11/ 513 فتح).

وقد أخرج الحديث بطوله مع ذكر تحاج آدم وموسى من حديث عمر -مرفوعًا-: الإمام عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 412 - 414) ح (901)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 119 - 120) ح (58)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/ 585)، ح (1037).

وقد جاء حديث عمر مقتصرًا على خبر تحاج آدم وموسى عند أبي داود في السنن (5/ 78) ح (4702)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 62 - 63) ح (137)، وابن =

⦗ص: 115⦘

= خزيمة في التوحيد (1/ 346 - 347) ح (205)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (2/ 335 - 336) ح (551)، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص: 193 - 194).

كلهم من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهشام هذا متكلم فيه، إلا أن أبا داود قال:"هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم" تهذيب الكمال (30/ 208)، وقال الذهبي فيه:"حسن الحديث" الكاشف (3/ 196)، وقال ابن حجر:"صدوق له أوهام". تقريب التهذيب (ص: 1021).

وقد حسن الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية -كما في مجموع الفتاوى (8/ 304) -، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 277 - 278) ح (1702).

والحديث ثابت في الصحيحين من حديث أبي هريرة كما سبق تخريجه.

ص: 112

‌مبتدأ كتاب الجهاد

ص: 116

[باب]

(1)

بيان الخبر المبيّن بلوغ الصغار وقبول قولهم، والحكم عليهم إذا بلغوا تلك

(2)

المدة، أو

(3)

ظهرت العلامة التي تدلّ على بلوغهم قبلها. والدليل على إبطال قبول قولهم والحكم عليهم قبل ذلك.

(1)

من: (ل).

(2)

من قوله (

وقبول

) إلى قوله (تلك) ملحق بهامش (ك)، ومثبت في (ل).

(3)

من: (ل).

ص: 116

6923 -

حدثنا أبو الحسن الميموني عبد الملك بن عبد الحميد

(1)

قال: حدثنا محمد بن عبيد

(2)

، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال وأنا ابن أربع عشرة، فلم يجزني، فلمّا كان [يوم]

(4)

الخندق عرضني وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني

(5)

.

(1)

زاد في (ل): (في آخرين) وهو: عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون الرقي، أبو الحسن الميموني.

(2)

ابن أبي أمية الطنافسي، أبو عبد الله الكوفي.

(3)

عبيد الله بن عمر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

من: (ل).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الإمارة -باب بيان سن البلوغ- ح (91)، (3/ 1490). =

⦗ص: 117⦘

= وأخرجه البخاري: (كتاب الشهادات -باب بلوغ الصبيان وشهادتهم- ح (2664)، (7/ 327 فتح).

ص: 116

6924 -

حدثنا الدبري

(1)

، قال: قرأنا على عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبيد الله بن عمر

(2)

، عن نافع، أَنّ ابن عمر قال: عُرضتُ على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة، فلم يجزني، وعرضتُ عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة، فأجازني

(3)

.

(1)

في (ل): (إسحاق بن إبراهيم)، ذكره باسمه.

(2)

عبيد الله بن عمر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6923).

ص: 117

6925 -

حدثنا أبو العباس الغزي، قال: حدثنا قبيصة ح،

وحدثني أحمد بن محمد الحمَّار الكوفي

(1)

، قال: حدثنا قطبة بن العلاء

(2)

، قالا: حدثنا سفيان

(3)

، عن عبيد الله بن

⦗ص: 118⦘

عمر

(4)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: عُرضتُ على النبي صلى الله عليه وسلم في الجيش يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يقبلني، وعرضتُ عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني قال نافع: فحدثت به عمر بن عبد العزيز، فقال: هذا حدّ، -وقال قبيصة: وقت /

(5)

- في الصغير والكبير، فمن كان ابن أربع عشرة سنة ألحقوه

(6)

.- قال قبيصة: على مائة، وقال قطبة: في مائة- ومن كان ابن خمس عشرة فافرضوا له

(7)

.

(1)

لم أجد له ترجمة، وذكره ابن ماكولا في الإكمال (2/ 543) برواية آخر عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

(2)

ابن المنهال الغنوي أبو سفيان الكوفي.

قال البخاري: "ليس بالقوي، وفيه نظر، ولا يصح حديثه"، وقال النسائي:"ضعيف"، وقال ابن حبّان:"كان ممن يخطيء كثيرًا، ويأتي بالأشياء التي لا تشبه حديث الثقات عن الأثبات، فعدل به عن مسلك العدول عند الاحتجاج".

وعدَّه من جملة الضعفاء ابن الجوزي والذهبي.

الضعفاء الصغير للبخاري (صـ: 100)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 203)، المجروحين لابن حبان (2/ 220)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 19)، المغني في الضعفاء (2/ 535).

(3)

هو الثوري.

(4)

عبيد الله بن عمر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

نهاية (ل 5/ 176 /ب).

(6)

في (ل): (فألحقوه)، وفي صحيح مسلم:(فقال: إنّ هذا لحدّ بين الصغير والكبير فكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن كان ابن خمس عشرة سنة، ومن كان دون ذلك فاجعلوه في العيال).

(7)

انظر الحديث رقم (104).

ص: 117

6926 -

حدثَنا بحر بن نصر الخولاني

(1)

، قال: حدثنا علي بن

⦗ص: 119⦘

معبد

(2)

، قال: حدثنا عيسى بن يونس

(3)

، عن عمر بن محمد

(4)

، قال: سمعتُ نافعًا

(5)

، يقول: قال ابن عمر: عُرضتُ على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأَنا ابن أربع عشرة فرّدني، ثمّ عُرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني

(6)

.

[روى علي بن حرب، عن ابن إدريس، عن عبيد الله بهذا الحديث قال: عُرضت على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن أربع عشرة فاستصغرني، ثمّ عُرضت عليه وأنا ابن خمس عشرة فأجازني

(7)

]

(8)

.

(1)

هو: بحر بن نصر بن سابق الخولاني مولاهم، أبو عبد الله المصري.

والخولاني: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الواو، وفي آخرها النون، نسبة إلى خولان، قبيلة نزلت الشام. انظر: الأنساب (2/ 419).

(2)

ابن شداد العبدي، أبو الحسن الرقي.

(3)

ابن أبي إسحاق السبيعي (ت 187 هـ - وقيل بعدها).

(4)

ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب.

(5)

نافع هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(6)

انظر الحديث رقم (6923).

(7)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم في صحيحه -موصولًا- من طريق عبد الله بن إدريس به. (كتاب الإمارة -باب بيان سن البلوغ- ح (91)، 3/ 1490).

(8)

من: (ل).

ص: 118

6927 -

ز- حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح

(1)

، عن مجاهد، عن

⦗ص: 120⦘

عطية

(2)

رجل من بني قريظة أخبره: أنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جَرَّدوه يوم قريظة فلم يروا المواسي جرت على شعرته -يريد عانته- فتركوه من القتل

(3)

.

(1)

هو: عبد الله بن أبي نَجيح يسار الثقفي مولاهم، أبو يسار المكي. (ت 131 هـ وقيل بعدها)، وثقه ابن سعد، وابن معين، وأحمد، والعجلي، وأبو زرعة، والنسائي، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال غير واحد: كان يرمى بالقدر، وذكره النسائي فيمن كان =

⦗ص: 120⦘

= يدلس. وقال الذهبي، وابن حجر:"ثقة" زاد ابن حجر: "رمي بالقدر، وربما دلس".

الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 483)، التاريخ لابن معين (2/ 334)، من كلام الإمام أحمد في علل الحديث ومعرفة الرجال (رواية الميموني) (ص: 199 - 200)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 64)، الجرح والتعديل (5/ 302)، الثقات لابن حبّان (7/ 5)، تهذيب الكمال (16/ 217)، سير أعلام النبلاء (6/ 125)، تهذيب التهذيب (6/ 55)، تقريب التهذيب (ص: 552).

(2)

عطية القرظي لا يعرف اسم أبيه، كان من سبي بني قريظة. قال ابن حبّان: "سكن الكوفة

". وقال ابن حجر: "صحابي صغير". الثقات لابن حبّان (2/ 208)، الإصابة لابن حجر (2/ 479)، تقريب التهذيب (ص: 681).

(3)

إسناده صحيح، وقد أخرجه النسائي في الكبرى (5/ 185) ح (8619)، والحميدي في مسنده (2/ 394) ح (889)، والطبراني (17/ 165) ح (439)، والحاكم في المستدرك (2/ 134) ح (2569) و (4/ 430) ح (8172)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 58).

كلهم من طريق أبي نجيح عن مجاهد، عن عطية القرظي.

وأخرجه أبو داود (4/ 561) ح (4404)، والترمذي (4/ 123) ح (1584) وقال:"حسن صحيح"، والنسائي (6/ 127)، و (8/ 84 - 85)، وابن ماجه (2/ 849) ح (2541)، والطيالسي (ص: 181) ح (1284)، وعبد الرزاق (10/ 179) ح (18742)، والحميدي (2/ 394) ح (888)، وابن سعد في =

⦗ص: 121⦘

= الطبقات (2/ 76 - 77)، وابن أبي شيبة (12/ 539 - 540) ح (15546)، وأحمد (4/ 310، 383)، وابن حبّان في صحيحه (11/ 103 - 105، 109) ح (4780 - 4783، 4788).

والطبراني (17/ 163 - 165) ح (428 - 438)، والحاكم (2/ 134) ح (2568)، والبيهقي (6/ 58)، (9/ 63).

كلهم من طرق عن عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي.

وقد جاء بألفاظ متقاربة ساق أكثرها أبو عوانة رحمه الله كما سيأتي في الأحاديث التالية (6928 - 6934).

قال ابن حجر: "صححه الترمذي، وابن حبان، والحاكم وقال: على شرط الصحيح، وهو كما قال إلّا أنهما لم يخرجا لعطية، وما له إلّا هذا الحديث الواحد".

تلخيص الحبير (3/ 49).

ص: 119

6928 -

ز- حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير

(1)

، قال: سمعت عطية القرظي يقول: كنت غلامًا يوم حكم سعد بن معاذ في بني قريظة أنْ يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم، فشكّوا فيّ، فلم يجدوني أَنْبتُّ الشعر، فها أنا ذا بين أظهركم

(2)

/

(3)

.

⦗ص: 122⦘

[روى عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الملك بن عمير

(4)

]

(5)

.

(1)

ابن سويد القرشي، أبو عمر الكوفي.

(2)

إسناده صحيح، عبد الملك بن عمير وإن كان مدلسًا فقد صرح بالسماع. وانظر الحديث رقم (6928).

(3)

نهاية (ل 5/ 177 / أ).

(4)

إسناده معلق، وقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 179) ح (18742) من طريق معمر به. وانظر تخريجه في الحديث رقم (6927).

(5)

من: (ل).

ص: 121

6929 -

ز- حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة

(1)

، عن عبد الملك بن عمير، عن عطية القرظي، قال: كنت في سبي

(2)

قريظة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أنبت أن يقتل، فكنت فيمن لم ينبت فتركت

(3)

.

(1)

ابن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي، أبو بسطام الواسطي.

(2)

في (ل)"بني".

(3)

إسناده صحيح، وانظر الحديث رقم (6927).

ص: 122

6930 -

ز- حدثني عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر

(1)

، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، قال: حدثني عطية قال: كنت في سبي قريظة فكانوا يعرضونا، فإذا وجدوه قد خرجت شعرته قتلوه، قال: فلم يجدوا فيّ شعرة، فخلّوا عني

(2)

.

(1)

الهذلي مولاهم أبو عبد الله البصري- المعروف بغندر.

(2)

إسناده صحيح، وانظر الحديث رقم (6927).

ص: 122

6931 -

ز- حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب

(1)

، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن

⦗ص: 123⦘

إسحاق

(2)

، عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن عطية القرظي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أن يقتل [من]

(3)

بني قريظة كل من أنبت، وكنت غلامًا فوجدوني لم أنْبِت، فخلّوا سبيلي

(4)

.

(1)

البغدادي أبو جعفر الورّاق المعروف بصاحب المغازي. (ت 228 هـ). =

⦗ص: 123⦘

= قال عثمان الدارمي: "كان أحمد بن حنبل وعلي بن المديني يحسنان القول فيه، وكان يحيى بن معين يحمل عليه، وسئل عنه أحمد: فقال: ما أعلم أحدًا يدفعه"، وقال إبراهيم الحربي:"ثقة"، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن عدي:"صالح الحديث، ليس بمتروك". وقال الذهبي: "صدوق

له ما ينكر"، وقال ابن حجر: "صدوق كانت فيه غفلة، لم يدفع بحجة، قاله أحمد".

الثقات لابن حبّان (8/ 12 - 13)، الكامل لابن عدي (1/ 174 - 175)، تاريخ بغداد (4/ 395)، ميزان الاعتدال (1/ 123)، تقريب التهذيب (ص: 97).

(2)

ابن يسار بن خيار المطلبي مولاهم أبو بكر ويقال أبو عبد الله المدني.

(3)

من: (ل).

(4)

في إسناده ابن إسحاق وقد عنعن، لكنه قد توبع، فقد تابعه أبو داود الطيالسي وغندر كلاهما عن شعبة به. والحديث صحيح، انظر الحديث رقم (6927).

ص: 122

6932 -

ز- حدثنا أبو العبّاس الغزي

(1)

، قال: حدثنا الفريابي

(2)

وأبو نعيم، قالا: حدثنا سفيان

(3)

، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت عطية القرظي قال: عُرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة، فمن أنبت الشعر قُتل،

⦗ص: 124⦘

ومن لم ينبت تُرك، فكنت فيمن لم يُنبت فتُركت

(4)

-لفظ أبي نعيم-

(5)

.

(1)

هو: عبد الله بن محمد الأزدي أبو العباس الغزي.

(2)

هو: محمد بن يوسف الفريابي، وأبو نعيم هو: الفضل بن دكين، وسفيان هو: الثوري.

(3)

الثوري.

(4)

إسناده صحيح، وانظر الحديث رقم (6927).

(5)

في (ل): (وهذا لفظ حديث أبي نعيم).

ص: 123

6933 -

ز- حدثنا أبو إسماعيل الترمذي

(1)

، قال: حدثنا أبو نعيم

(2)

، قال: حدثنا سفيان، فكنت فيمن تُرك

(3)

/

(4)

.

(1)

هو: محمد بن إسماعيل السلمي أبو إسماعيل الترمذي.

(2)

هو: الفضل بن دكين، وشيخه سفيان: هو الثوري.

(3)

إسناده صحيح، وانظر الحديث رقم (6927).

(4)

نهاية (ل 5/ 177 ب).

ص: 124

6934 -

ز- حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون

(1)

، قال: حدثنا الوليد بن مسلم

(2)

، عن أبي معاوية -يعني: شيبان

(3)

-، عن عبد الملك بن عمير الليثي، عن عطية القرظي، قال: كنت في سبي قريظة الذي

(4)

أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ يحكم فيهم، فحكم سعد بقتل المقاتلة وسبي الذريَّة، قال: فشكّوا فيّ، فنظروا إلى عانتي، فوجدوها لم تخرج، فألقيت في السَّبي

(5)

.

(1)

الإسكندراني، أبو بكر السكري.

(2)

القرشي مولاهم أبو العبّاس الدمشقي.

(3)

ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم أبو معاوية البصري.

(4)

(في (ل): (الذين).

(5)

في إسناده الوليد بن مسلم مدلس، وقد عنعن، والحديث صحيح، انظر الحديث رقم (6927).

ص: 124

[بيان]

(1)

الخبر المبيح للبعث الذين يبعثهم الإمام أخد حق الضيف الذي ينبغي لهم أن

(2)

يقروهم، والدّليل على ذلك، وأنّه يوم وليلة، وإباحة مقام الضيف عند من يضيفه ثلاثة أيام، والدّليل على الكراهة في كونه عنده فوق ذلك، وفي كونه عند من ليس له سعة بقوته

(3)

.

(1)

من: "ل".

(2)

في (ل): (إذا لم).

(3)

في (ل): (من لا يجد ما يقريه) بدل (من ليس له سعة بقوته).

ص: 125

[روى مسلم

(1)

، عن أبي كريب، عن وكيع، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة، ولا يحل لرجل مسلم أنْ يقيم عند أخيه حتى يؤثمه"، قالوا: يا رسول الله، وكيف يؤثمه؟ قال:"يقيم عنده ولا شيء له يقريه به".

ورواه أبو بكر الحنفي، عن عبد الحميد بن جعفر

(2)

]

(3)

.

(1)

في صحيحه: (كتاب اللقطة -باب الضيافة ونحوها- ح (15)، 3/ 1353).

(2)

إسناده معلق، أخرجه مسلم في صحيحه موصولًا-: قال حدثناه محمد بن المثنى، حدثنا أبو بكر (يعني الحنفي) به. (كتاب اللقطة -باب الضيافة ونحوها- ح (16)، 3/ 1353).

(3)

من: (ل).

ص: 125

6935 -

حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن بكّار بن بلال

⦗ص: 126⦘

الدمشقي -قال أبو عوانة

(1)

: هو قدري لكنّه ثقة في الحديث- قال: حدثنا مروان بن محمد أبو بكر الطاطري

(2)

، قال: حدثنا الليث بن سعد

(3)

/

(4)

، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح الخزاعي أنّه قال: سَمِعَتْ أُذناي وبَصَرتْ عيناي حين تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته! " قالوا: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: "يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت"

(5)

.

(1)

(قال أبو عوانة) ليست في: ل، وكذا (لكنّه).

(2)

هو: مروان بن محمد بن حسَّان الأسدي، أبو بكر الطاطري الدمشقي.

والطَّاطَري: -بالطائين المهملتين المفتوحتين، بينهما ألف، وفي آخرها الراء- نسبة إلى بيع الكرابيس والثياب البيض. انظر: الأنساب للسمعاني (4/ 28).

(3)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

نهاية (ل 5/ 178 / ب).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -باب الضيافة ونحوها- ح (14)، 3/ 1352 - 1353). وأخرجه البخاري:(كتاب الأدب -باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره- ح (6019)، (10/ 460 فتح).

زاد البخاري في أوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره

"، وفيهما: "فهو صدقة عليه".

ص: 125

6936 -

حدثنا بحر بن نصر الخولاني

(1)

، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث بن سعد

(2)

، أنّ سعيد بن أبي سعيد المقبري أخبره، عن أبي شريح العدوي، أَنّه قال: سمعت

(3)

أذناي وبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تكلّم، فقال:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته"، قالوا: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: "يوم وليلة، والضيافة ثلاث، فما كان وراء ذلك فهو صدقة"

(4)

.

(1)

وقع في المطبوع (4/ 58)(يحيى) بدل (بحر) وهو خطأ.

(2)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (ل): (سمع أذناي وبصر عيناي).

(4)

انظر الحديث رقم (6935).

من فوائد الاستخراج: تمييز الليث بنسبته إلى أبيه وقد وقع في صحيح مسلم مهملًا.

ص: 127

6937 -

حدثنا يونس

(1)

وبحر، قالا: حدثنا ابن وهب، أنّ مالكًا

(2)

أخبره عن سعيد بن أبي سعيد

(3)

، عن أبي شريح الخزاعي، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه؟ جائزئه يوم وليلة، والضيافة

(4)

ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك فهو صدقة، لا يحل له أن

⦗ص: 128⦘

يثوي عنده حتى يحرجه"

(5)

.

(1)

ابن عبد الأعلى.

(2)

ابن أنس بن أبي عامر الأصبحي إمام دار الهجرة.

(3)

سعيد بن أبي سعيد المقبري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

في (ل): (وضيافة).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -باب الضيافة ونحوها- ح (15)، 3/ 1353).

وفيه: "ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه" قالوا: يا رسول الله كيف يؤثمه؟ قال: "يقيم عنده ولا شيء له يقريه به".

وأخرجه البخاري: (كتاب الأدب -باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه

، - ح (6135)، (10/ 548 فتح). بمثل حديث أبي عوانة.

ص: 127

6938 -

حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب بن الليث، قال: حدثنا الليث

(1)

.

ح وحدثنا الصغاني، قال: أخبرنا أبو النضر

(2)

، قال: حدثنا الليث بن سعد (4)، قال: حدثني يزيد بن

(3)

أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، أَنّه قال: قلنا يا رسول الله! إنّك تبعثنا فننزلُ بقوم لا يقرونا

(4)

فما ترى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنْ نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حقّ الضيف الذي ينبغي لهم"

(5)

.

(1)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

هاشم بن القاسم أبو النضر البغدادي.

(3)

نهاية (ل 5/ 178 / ب).

(4)

أي لا يضيفوننا ولا يطعموننا، من القرى بمعنى الضيافة.

انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 146).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -باب الضيافة ونحوها- ح (17)، 3/ 1353).

وأخرجه البخاري: (كتاب المظالم / -باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه- ح (2461)، (5/ 129 فتح).

ص: 128

6939 -

حدثنا أبو داود السجزي

(1)

، قال: حدثنا قتيبة

(2)

وقال: حدثنا الليث بنحوه

(3)

.

(1)

هو السجستاني.

(2)

قتيبة بن سعيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6938).

ص: 129

‌باب [بيان]

(1)

الخبر الموجب على من له فضل ظهر، أو زاد، أو غير ذلك

(2)

وهو في سفر أن يدفع ذلك إلى من لا ظهر معه أو من لا زاد معه، وعلى من هيّأ ظهرًا وزادًا

(3)

للخروج فمنعته علة

(4)

أن يدفعه إلى من يخرج.

(1)

من: (ل).

(2)

في (ل): (أو غيره).

(3)

في (ل): (أو زادًا).

(4)

في (ل): (علته).

ص: 130

6940 -

حدثنا الصغاني، وجعفر الصائغ

(1)

، قالا: حدثنا عفان بن مسلم

(2)

، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا ثابت، عن أنس أنّ فتى من أسلم -وربّما قال حماد: رجلٌ من أسلم- أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، إنّي أريد الجهاد وليس عندي ما أتجهز به، فقال:"اذهب إلى فلان قد مرض فقل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويأمرك أن تعطيني ما تجهزت"، فأتاه، فقال: يا فلانة انظري ما جهّزتني به فأعطيه إياه، ولا تحبسي منه شيئًا فلا يُبارك فيه

(3)

.

⦗ص: 131⦘

وقال الصغاني: فيبارك له فيه.

(1)

هو: جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، أبو محمد البغدادي.

(2)

عفان بن مسلم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الإمارة -باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، وخلافته في أهله بخير- ح (134)، 3/ 1506). وفيه:"أن فتى من أسلم" بدون شك.

ص: 130

6941 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا أبو نعيم

(1)

، قال: حدثنا أبو الأشهب

(2)

ح،

وحدثنا أبو أمية، قال: حدثنا أبو نعيم، وعبيد الله بن موسى وسريج بن النعمان

(3)

، وعاصم بن علي

(4)

(5)

، قالوا: حدثنا أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي

(6)

، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا ينصرف على راحلته في نواحي القوم فقال - يعني النبي صلى الله عليه وسلم:"من كان عنده فضل ظهر فَلْيَعُد به على من لا ظهر له، ومن كان عنده فضل من زاد فَلْيَعُد به على من لا زاد له" -فذكر من الأصناف مَا ذكر- قال أبو الأشهب: -يعني المال- حتى ظننا أنّه لا حقّ لأحدٍ منّا في فضل

(7)

.

(1)

هو: الفضل بن دكين، أبو نعيم الكوفي.

(2)

أبو الأشهب جعفر بن حيّان العطاردي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

ابن مروان الجوهري، أبو الحسين البغدادي.

(4)

ابن عاصم بن صهيب، أبو الحسين الواسطي.

(5)

نهاية (ل 5/ 179 /أ).

(6)

أبو الأشهب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -باب استحباب المواساة بفضول المال- ح (18)، (3/ 1354).

* من فوائد الاستخراج: =

⦗ص: 132⦘

= - بيان أنّ لفظة المال في قوله "فذكر من أصناف المال" مدرج من كلام أبي الأشهب، وليست من كلام أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

- تسمية أبي الأشهب وقد جاء عند مسلم بالكنية فقط.

ص: 131

[باب]

(1)

بيان الخبر الدال على الإباحة لأمير القوم في السفر أن يأمر من عنده فضل زاد أَن يُطعم منه من لا زاد معه، وعلى إباحة إحضار القوم طعامهم فيخلطونها ويجتمعون

(2)

على أكلها.

(1)

من: (ل).

(2)

في (ل): (ولا يجتمعون

).

ص: 132

6942 -

حدثنا أحمد بن يوسف السلمي

(1)

، قال: حدثنا النضر بن محمد اليمامي، قال: حدثنا عكرمة [بن عمّار]

(2)

، قال: حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأصابنا جَهْد

(3)

حتى هممنا أَنْ ننحر بعض ظهورنا، فأمر نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم فجمعنا أزوادنا

(4)

⦗ص: 133⦘

فبسطنا له

(5)

نِطَعًا

(6)

فاجتمع زاد القوم على النّطَع، قال: فتطاولتُ لأَحْزُرَه

(7)

كم هو، فَحَزَرْتُه نحو

(8)

ربضة العنز، ونحن أربع عشرة مائة، قال: فأكلنا حتى شبعنا جميعًا، ثمّ حشونا جُربنا

(9)

، فقال نبي الله

(10)

صلى الله عليه وسلم: "هل من وَضوء؟ " قال: فجاء رجل بإداوة له فيها

⦗ص: 134⦘

نُطْفَة

(11)

، فأفرغناها في قدح، فتوضأنا كلّنا نُدَغْفِقه

(12)

(13)

دغفقةً أربعُ عشرةِ مائة، قال: ثمّ جاء بعد ذلك ثمانية، فقالوا: هل من طَهور؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فرغ الوَضوء"

(14)

.

(1)

أحمد بن يوسف السلمي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

من: (ل).

(3)

(جَهْدٌ): -بفتح الجيم- أي: مشقة. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 90)، النهاية (1/ 320).

(4)

(أزوادنا): جمع زاد، وهو طعام الحضر والسفر جميعًا. =

⦗ص: 133⦘

= وفي صحيح مسلم: (مزاودنا). قال النووي: هكذا هو في بعض النسخ، أو أكثرها، وفي بعضها "أزوادنا" وفي بعضها:"تزوادنا" بفتح التاء وكسرها ا. هـ

شرح صحيح مسلم (12/ 34) وانظر: لسان العرب (3/ 198) مادة: زود.

(5)

(له) ليست في (ل).

(6)

(نطعًا) بكسر النون وفتحها مع إسكان الطاء وفتحها أيضا.

قال النووي: "أفصحهن: وكسر النون وفتح الطاء، وهو بساط من الأديم".

انظر: القاموس المحيط (3/ 92)، وشرح صحيح مسلم (12/ 34).

(7)

من الحزر وهو: التقدير والخرص.

انظر: لسان العرب (4/ 185)، مادة: حزر.

(8)

في (ل): (كربضة).

(9)

(جُربنا): -بضم الجيم مع ضم الراء أو إسكانها- جمع (جِراب) -بكسر الجيم والعامة تفتحه- وهو الوعاء.

وقيل: وعاء من إهاب الشاء لا يوعى فيه إلّا يابس.

انظر: لسان العرب (1/ 261)، مادة: جرب.

(10)

في (ل): (النبي).

(11)

(نُطْفَة): بضم النون والمراد ماء قليل، ويقال للماء الكثير والقليل "نطفة"، وهو بالقليل أخص. انظر: النهاية (5/ 73 - 74)، لسان العرب (9/ 335)، مادة: نطف.

(12)

(نُدغفقه): أي نصبه صبا كثيرًا، يقال: دغفق الماء إذا دفقه وصبه صبًّا كثيرًا واسعًا.

انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 143)، النهاية (2/ 123).

(13)

نهاية (ل 5/ 179 / ب).

(14)

أخرجه مسلم: (كتاب اللقطة -باب استحباب خلط الأزواد إذا قلّت والمواساة فيها - ح (19)، 3/ 1354).

ص: 132

‌باب [بيان]

(1)

السنة في توجيه البعث وما يجب على الإمام أن يتقدم إليهم فيما يجب عليهم في وجوههم، وحظر الغدر في غزوهم والمثلة وقتل الولائد، ووجوب دعوة المشركين قبل قتالهم إلى ما يجب عليهم، وحظر إنزالهم من حصونهم على حكم الله حذرا على إصابته

(2)

، وإباحة قبول الجزية من المشركين والكف عنهم، وأنه ليس [لمن]

(3)

أسلم وأقام في دار الكفر في الفيء والغنيمة [شيء]

(4)

.

(1)

من: (ل).

(2)

كأنها في (ل): (إضاعته).

(3)

من: (ل).

(4)

من: (ل).

ص: 135

6943 -

حدثنا علي بن حرب [الطائي]

(1)

، قال: حدثنا القاسم بن يزيد الجَرْمي

(2)

قال: حدثنا سفيان الثوري

(3)

ح،

⦗ص: 136⦘

وحدثنا أحمد بن عصام الأصبهاني

(4)

، حدثنا أبو أحمد الزبيري

(5)

، حدثنا سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر رجلًا على سريّة أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا، ثمّ قال: "اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله! قاتلوا من كفر بالله! اغزوا، ولا تغدروا، ولا تَغُلُّوا

(6)

، ولا تَمْثُلُوا

(7)

، ولا تقتلوا وليدا

(8)

! فإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خلال -أو خصال- فأيّتهم ما أجابوك

⦗ص: 137⦘

إليها فأقبل منهم، وكفّ عنهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام! فإن أجابوك

(9)

فاقبل منهم وكف عنهم، ثمّ ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أَنّهم إنْ فعلوا أنّ لهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، وأنّهم إنْ أبوا

(10)

أنْ يتحولوا من دارهم إلى دار المهاجرين فأخبرهم أَنّهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء ولا في الغنيمة شيء إلّا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإنْ هم أَبوا أَنْ يدخلوا في الإسلام فسلهم إعطاء الجزية، فإنْ فعلوا فاقبل منهم وكفّ عنهم! وإنْ هم أَبوا فاستعن بالله وقاتلهم! فإذا حاصرت حصنًا فأرادوا أَنْ تجعلوا لهم

(11)

ذمة الله وذمة نبيك فلا تجعل لهم! ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمة أصحابك، فإِنكم أن تخفروا

(12)

ذمتكم وذمة آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله، وإنْ أرادوا أنْ ينزلوا على حكم الله فلا تفعلوا! فإنك لا تدري أتصيب

⦗ص: 138⦘

حكم الله فيهم أم لا، ولكن أنزلهم على حكمك"

(13)

.

معنى حديثهما واحد، قدّم أحدهما بعض الحرف وأَخّر بعضًا، وهذا لفظ حديث علي بن حرب.

(1)

(الطائي) من: (ل).

(2)

أبو يزيد الموصلي.

والجَرْمي: بفتح الجيم وسكون الراء المهملة، نسبة إلى جَرْم وهي قبيلة من اليمن.

الأنساب للسمعاني (2/ 47).

(3)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

هو: أحمد بن عصام بن عبد المجيد بن كثير الأنصاري مولاهم، أبو يحيى الأصبهاني. والأصبهاني: -بكسر الألف أو فتحها وسكون الصاد، وفتح الباء الموحدة والهاء، وفي آخرها النون بعد الألف- هذه النسبة إلى أشهر بلدة بالجبال.

الأنساب للسمعاني (1/ 175)، وانظر: معجم البلدان (1/ 244 - 249).

(5)

هو: محمد بن عبد الله بن الزبير الأسلمي، أبو أحمد الزُبَيري الكوفي.

والزُبَيْري: -بضم الزاي وفتح الباء وسكون الياء وفي آخرها الراء- نسبة إلى جده الزبير بن عمر بن درهم الأسلمي

وقيل هو من ولد الزبير بن العوام، ولا يصح.

انظر: الأنساب للسمعاني (3/ 136 - 138).

(6)

(تَغُلُّوا): من الغلول وهو: الخيانة في المغنم، والسرقة من الغنيمة قبل القسمة.

النهاية (3/ 380)، وانظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 96).

(7)

(تَمثلُوا): يقال مَثَلْتُ بالقتيل إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئًا من أطرافه، والاسم المثلة، فأما مثّل بالتشديد فهو للمبالغة. النهاية (4/ 294).

(8)

الوليد: الصبي الصغير أو الطفل.

تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 358)، النهاية (5/ 224 - 225).

(9)

نهاية (ل 5/ 180/ أ).

(10)

في (ل): (وإنْ هم أبوا).

(11)

في (ل): (أن تجعل لهم).

(12)

(تخفروا) أي: تنقضوا العهد والذمة. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 55)، النهاية (2/ 52).

(13)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تأمر الإمام الأمراء على البعوث ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها- ح (3)، 3/ 1357 - 1358).

ص: 135

6944 -

حدثنا الجرجاني

(1)

، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا الثوري

(2)

، عن علقمة -هو ابن مرثد- ح

وحدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، والثوري

(3)

ح،

وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى

(4)

، قال: أخبرنا سفيان (2)، عن علقمة [بن مرثد بإسناده]

(5)

بطوله

(6)

.

وقال الزبيري أبو أحمد، -[حدثناه]

(7)

أحمد بن عصام عنه-

⦗ص: 139⦘

والصغانى، عن عبيد الله -وذكر الحديث

(8)

بطوله وقالا: قال علقمة فذكرته لمقاتل بن حيّان، قال أخبرني مسلم بن هيصم، عن النعمان بن مقرن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك

(9)

.

(1)

هو: الحسن بن يحيى العبدي، أبو علي بن أبي الربيع الجرجاني.

والجُرْجاني: -بضم الجيم وسكون الراء المهملة والجيم والنون بعد الألف- هذه النسبة إلى بلدة جُرْجان. الأنساب للسمعاني (2/ 40).

(2)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

هو: عبيد الله بن موسى العبسي.

(5)

من: (ل).

(6)

انظر الحديث رقم (6943).

(7)

في ك: (ثنا) وما أثبته من: (ل).

(8)

نهاية (ل 5/ 180 / ب).

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث، ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها- ح (2)، 3/ 1356 - 1358).

ص: 138

6945 -

حدثنا إسحاق بن سَيّار

(1)

قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان

(2)

، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنّه كان إذا وجّه جيشًا قال:"اغزوا باسم الله في سبيل الله" -وذكر الحديث-، قال علقمة: فذكرت ذلك لمقاتل بن حيّان، فقال: حدثني مسلم بن هيصم، عن النعمان بن مقرن عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(3)

.

(1)

ابن محمد بن مسلم أبو يعقوب النَّصيبي.

(2)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6944).

ص: 139

6946 -

حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب

(1)

، قال: حدثنا الحسين بن الوليد، عن شعبة، عن علقمة بن مرثد الحضرمي، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أَنه كان إذا بعث أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا، ثم يقول: "اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من

⦗ص: 140⦘

كفر بالله! اغزوا، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدا! إذا لقيت

(2)

عدوك من المشركين فادعهم إلى خصال ثلاث، فأيتهنّ أجابوك فأقبل منهم وكفّ عنهم، وادعهم إلى الإسلام! فإنْ أجابوك فأقبل منهم وكفّ عنهم، ثمّ ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دور المهاجرين، فإنْ فعلوا فأخبرهم أنّ لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإنْ دخلوا في الإسلام واختاروا أَنْ يقيموا

(3)

في دارهم فهم كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله كما يجري على المسلمين

(4)

، وليس لهم في الفيء ولا الغنيمة نصيب إلّا أنْ يجاهدوا مع المسلمين، فإنْ أَبوا فاعرض عليهم الجزية، فإنْ أَبوا فاستعن بالله ثمّ قاتلهم! وإذا لقيت عدوك

(5)

من المشركين فحاصرهم! فإن أرادوا أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله! فإنّك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا، ولكن أنزلوهم على حكمكم، وإذا حاصرتم أهل حصن فأرادوا

(6)

أن تجعل لهم ذمة الله وذمة رسوله فلا تجعلوا لهم ذمة الله تعالى ولا ذمة رسوله، ولكن اجعلوا لهم ذمتكم وذمم آبائكم!

⦗ص: 141⦘

فإنكم أنْ تخفروا ذممكم وذمم آبائكم وأصحابكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمّة الله وذمّة رسوله

(7)

.

[روى حجاج بن الشاعر، عن عبد الصمد، عن شعبة]

(8)

(9)

.

(1)

الفرّاء، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (ل): (إذا أنت لقيت).

(3)

نهاية (ل 5/ 181 / أ).

(4)

في (ل): (المؤمنين).

(5)

في (ل): (عدوًا).

(6)

في (ل): (فإن أرادوا).

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها- ح (5)، 3/ 1358).

* من فوائد الاستخراج:

1 -

الإتيان بمتن رواية محمد بن عبد الوهاب عن الحسين بن الوليد عن شعبة، والتي أشار مسلم إلى إسنادها، وأحال على رواية سفيان عن علقمة.

2 -

محمد بن عبد الوهاب يروي عن الحسين بن الوليد بصيغة حدثنا، بينما يرويه عنه عند مسلم بالعنعنة.

(8)

من: (ل).

(9)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم في صحيحه -موصولًا- قال حدثني حجاج بن الشاعر به (كتاب الجهاد والسير -باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث، ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها- ح (4)، 3/ 1358).

ص: 139

6947 -

حدثنا جعفر الطيالسي

(1)

، قال: حدثنا إبراهيم بن عرعرة

(2)

، قال: حدثنا عبد الصمد بن

⦗ص: 142⦘

عبد الوارث

(3)

، قال: حدثنا شعبة -بإسناده- وذكر الحديث

(4)

.

(1)

هو: جعفر بن محمد بن أبي عثمان أبو الفضل الطيالسي.

(2)

هو: إبراهيم بن محمد بن عرعرة القرشي، أبو إسحاق البصري. (ت 231 هـ).

وثقه ابن معين، والخليلي، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال عثمان خرّزاذ:"أحفظ من رأيت أربعة، وذكر فيهم إبراهيم بن عرعرة"، قال أبو حاتم:"صدوق". قال الذهبي وابن حجر: "ثقة حافظ" زاد الذهبي: "يغرب". الجرح والتعديل (2/ 130)، =

⦗ص: 142⦘

= الثقات لابن حبّان (8/ 77)، الإرشاد للخليلي (2/ 591) تاريخ بغداد (6/ 149 - 150)، الكاشف (1/ 46)، تقريب التهذيب (صـ: 114).

(3)

عبد الصمد بن عبد الوارث هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث، ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها- ح (4)، 3/ 1358).

ص: 141

6948 -

حدثنا أبو الزِّنْبَاع

(1)

، قال: حدثنا يحيى بن بُكير

(2)

، قال: حدثنا الليث [بن سعد]

(3)

.

ح وحدثنا علي بن عثمان النفيلي، قال: حدثنا عثمان بن صالح

(4)

، قال: حدثنا الليث بن سعد، قال: حدثني جرير بن حازم

(5)

، عن شعبة بن الحجاج

(6)

-بإسناده مثل حديث سفيان الثوري: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرًا على جيش أو سرية"

(7)

(8)

.

(1)

هو روح بن الفرج القطان أبو الزِّنْبَاع المصري.

(2)

هو: يحيى بن عبد الله بن بكير القرشي المخزومي، أبو زكريا المصري.

(3)

من: (ل).

(4)

ابن صفوان السهمي مولاهم أبو يحيى المصري.

(5)

ابن زيد بن عبد الله الأزدي، أبو النضر البصري.

(6)

شعبة بن الحجاج هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(7)

انظر الحديث رقم (6946).

(8)

نهاية (ل 5/ 181 /ب).

ص: 142

6949 -

حدثنا أبو داود الحراني، والصغاني، وأبو أمية، قالوا: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا إدريس الأودي

(1)

، عن علقمة بن مرثد

(2)

، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرًا على قوم أمره بتقوى الله في خاصة نفسه ولأصحابه عامة، وقال:"اغزوا باسم الله في سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله، لا تغُلّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث: إلى الإسلام، فإنْ دخلوا في الإسلام فاقبل منهم وكُفَّ عنهم، وإلى الهجرة، فإن دخلوا في الهجرة" -وذكر الحديث بطوله-

(3)

.

(1)

هو: إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، أبو عبد الله الكوفي.

والأَوْدِي: -بفتح الألف وسكون الواو وفي آخرها الدال المهملة- هذه النسبة إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج. الأنساب للسمعاني (1/ 226 - 227).

وثقه ابن معين، وأبو داود، والنسائي، وذكره ابن حبان في الثقات. وكذا وثقه الذهبي، وابن حجر. التاريخ لابن معين (2/ 21)، الثقات لابن حبّان (6/ 78)، تهذيب الكمال (2/ 301)، الكاشف (1/ 54)، تهذيب التهذيب (1/ 195)، تقريب التهذيب (صـ: 122).

(2)

علقمة بن مرثد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6943). وفي هذه الرواية قوله: "فادعهم إلى إحدى ثلاث إلى الإسلام

" وفي الروايات السابقة، وفي صحيح مسلم (ثم ادعهم إلى الإسلام) فجاءت هذه الرواية موضحة ومبينة أن "ثم" زائدة أو دخلت لاستفتاح الكلام، لأن الدعوة إلى الإسلام الخصلة الأولى من الخصال الثلاث. وانظر: شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 38).

ص: 143

6950 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا عاصم بن علي، قال: حدثنا المسعودي

(1)

، عن علقمة بن مرثد

(2)

، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية" ثم ذكر نحوه

(3)

.

(1)

هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي الكوفي. (ت 160 هـ).

والمسْعُودي: -بفتح الميم وسكون السين المهملة، وضم العين المهملة وفي آخرها الدال المهملة- هذه النسبة إلى مسعود والد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. الأنساب (5/ 291).

وثقه ابن سعد، وابن معين، وأحمد، والعجلي، وغيرهم، لكنّه كان يغلط ويخطئ فيما يروي عن شيوخه الصغار كعاصم بن أبي النجود، وسلمة بن كهيل، والأعمش، بخلاف ما يروي عن الكبار، قاله ابن معين.

كما أنه اختلط في آخر عمره، نص على ذلك كثير من الأئمة. وقد ذكر الإمام أحمد: أنّه اختلط ببغداد، وأنّ سماع من سع منه هناك ليس بشيء، ومن سمع منه بالكوفة وبالبصرة فسماعه جيد، وممن سمع منه بعد الاختلاط: عاصم بن علي الواسطي، وابن مهدي، ويزيد بن هارون، والطيالسي، وغيرهم.

وشدد ابن حبّان في أمره فقال: "كان المسعودي صدوقًا إلا أنه اختلط حديثه القديم بحديثه الأخير ولم يتميز فاستحق الترك"، قال ابن حجر:"صدوق، اختلط قبل موته، وضابطه أنّ من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط".

الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 366)، التاريخ لابن معين (2/ 351)، العلل ومعرفة الرجل لأحمد (1/ 32)، (3/ 50)، الجرح والتعديل (5/ 251)، المجروحين لابن حبّان (2/ 48)، تاريخ بغداد (10/ 222)، تقريب التهذيب (ص: 586)، وانظر: الكواكب النيرات (ص: 282 - 298).

(2)

علقمة بن مرثد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6943).

ص: 144

6951 -

حدثنا يزيد بن عبد الصمد

(1)

، قال: حدثنا أبو أيوب

(2)

، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشير

(3)

، عن محمد بن إسحاق

(4)

، قال: حدثني عمرو بن قيس الملائي

(5)

، عن علقمة بن مرثد

(6)

، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سريةً" وذكر الحديث بنحوه

(7)

.

(1)

هو: يزيد بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الله القرشي مولاهم، الدمشقي.

(2)

هو: سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى الدمشقي، أبو أيوب ابن بنت شرحبيل.

(3)

الشيباني أبو أحمد الدمشقي. قال دحيم: "ثقة"، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال أبو حاتم:"منكر الحديث، يروي عن ابن إسحاق غير حديث منكر".

الجرح والتعديل (5/ 215)، الثقات لابن حبّان (8/ 373)، لسان الميزان (3/ 407).

(4)

ابن يسار المطلبي.

(5)

أبو عبد الله الكوفي (ت 146 هـ).

والملائي: -بضم الميم- هذه النسبة إلى الملاء والملاءة، وهو المرط الذي تتستر به المرأة إذا خرجت- قال السمعاني: وظنّي أَنّ هذه النسبة إلى بيعه. الأنساب للسمعاني (5/ 423).

(6)

علقمة بن مرثد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(7)

انظر الحديث رقم (6943)، وقد سقط هذا الحديث من:(ل)، ويظهر أَنّه تكرار لما بعده.

ص: 145

6952 -

حدثنا يزيد بن عبد الصمد، قال: حدثنا أبو أيوب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشير، عن محمد بن إسحاق

(1)

، قال: حدثني عمرو بن قيس الملائي، عن علقمة بن مرثد

(2)

، عن سليمان بن بريدة، عن

⦗ص: 146⦘

أبيه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية أو جيشا أوصى أميرهم في خاصة نفسه ومن معه من المسلمين خيرًا ثمّ قال: "اغزوا باسم الله وفي سبيل الله! قاتلوا من كفر بالله!، لا تَغُلُّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا- ثمّ ذكر الحديث بطوله إلى قوله:"لا تدري ما حكم الله فيهم"

(3)

.

(1)

ابن يسار المطلبي.

(2)

علقمة بن مرثد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6943).

ص: 145

6953 -

حدثني فضلك أبو بكر الرازي

(1)

، قال: حدثنا سهل بن عثمان العسكري، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة

(2)

، عن عمرو بن قيس الملائي، وسفيان

(3)

، عن علقمة بن مرثد

(4)

، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية أو جيشًا قال: "لا تمثلوا"

(5)

(6)

.

(1)

نهاية (ل 5/ 182/ أ).

(2)

هو: يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ميمون الهمداني مولاهم، أبو سعيد الكوفي.

(3)

هو ابن عيينة.

(4)

علقمة بن مرثد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6943).

(6)

جاء بعده في: (ك)"آخر الجزء السابع والعشرين من أصل أبي المظفر السمعاني رحمه الله".

ص: 146

6954 -

حدثنا محمد بن أصبغ بن الفرج

(1)

، قال: حدثني أبي

(2)

،

⦗ص: 147⦘

قال: حدثنا علي بن عابس

(3)

، عن أبان بن تغلب

(4)

، عن علقمة بن مرثد

(5)

، عن ابن بريدة، عن أبيه.

وحدثنا أبو داود الحراني، والصغاني، وأبو أمية، قالوا: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا إدريس الأودي، عن علقمة بن مرثد

(6)

، عن ابن بريدة، عن أبيه ح.

وحدثنا ابن أبي مسرة، قال: حدثنا المقرئ، قال: حدثنا أبو حنيفة

(7)

، عن علقمة بن مرثد

(8)

ح،

وحدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن عيشون

(9)

الحرّاني، قال:

⦗ص: 148⦘

حدثنا محمد بن سليمان الحراني

(10)

المعروف ببومة، قال: أخبرني أبي

(11)

، عن زيد ابن أبي أنيسة

(12)

، عن علقمة بن مرثد

(13)

ح،

وحدثنا أبو فروة

(14)

قال: حدثنا أبي

(15)

، عن أبيه

(16)

، عن زيد، عن يحيى

(17)

، -قال أبو فروة: يعني أخاه- عن علقمة بن

⦗ص: 149⦘

مرثد

(18)

، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشًا أو سريةً دعا أميرهم فأوصاه بتقوى الله عز وجل وذكر الحديث [بطوله]

(19)

إلى هنا لم يخرجاه

(20)

.

[وروى يحيى بن فَصِيل

(21)

، قال: حدثنا الحسن بن صالح

(22)

]

(23)

.

(1)

ابن سعيد القرشي الأموي، أبو عبد الله المصري.

(2)

هو: أصبغ بن الفرج بن سعيد القرشي مولاهم أبو عبد الله المصري الفقيه.

(3)

الأسدي الأزرق الكوفي الملائي. ضعفه ابن معين، والجوزجاني، والنسائي.

وقال أبو زرعة: "منكر الحديث يحدث بمناكير كثيرة عن قوم ثقات"، وقال ابن حبّان:"كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه فيما يرويه فبطل الاحتجاج به"، وقال الدارقطني:"يعتبر به". وقال ابن حجر: "ضعيف".

التاريخ لابن معين (2/ 421)، أحوال الرجال للجوزجاني (صـ: 61)، (2/ 429) وأبو زرعة الرازي وجهوده في السنّة-، - المجروحين لابن حبّان (2/ 104 - 105)، سؤالات البرقاني للدارقطني (ص 52)، تقريب التهذيب (ص 699).

(4)

الربعي أبو سعد الكوفي القاري.

(5)

علقمة بن مرثد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(6)

علقمة بن مرثد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(7)

هو النعمان بن ثابت التيمي، أبو حنيفة الكوفي.

(8)

علقمة بن مرثد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(9)

هو أبو جعفر الأموي مولاهم، وعيشون لقب أبيه محمد، ترجم له أبو أحمد الحاكم =

⦗ص: 148⦘

= في الكنى (3/ 75)(1058)، وذكره ابن ماكولا في الإكمال (6/ 311)، وابن حجر في نزهة الألباب، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا.

وعيشون: -بفتح العين وسكون الياء المعجمة من تحتها باثنتين وضم الشين المعجمة. تكملة الإكمال لابن نقطة (4/ 228).

(10)

هو: محمد بن سليمان بن أبي داود سالم أبو عبد الله الحرّاني الملقب بـ بومة.

(11)

هو: سليمان بن أبي داود سالم الحرّاني.

(12)

ابن أبي أنيسة الغنوي مولاهم أبو أسامة الجزري الرهاوي.

(13)

علقمة بن مرثد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(14)

يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي.

(15)

هو: محمد بن يزيد بن سنان التميمي الجزري، أبو عبد الله بن أبي فروة الرهاوي.

(16)

هو: يزيد بن سنان بن يزيد، أبو فروة الرهاوي.

(17)

ابن أبي أنيسة الغنوي مولاهم أبو زيد الجزري. (ت 146 هـ).

واسم أبي أنيسة زيد، وقيل: أسامة.

ضعفه ابن سعد، وابن معين، وابن المديني، وأبو حاتم، والفسوي، وغيرهم.

وقال أحمد، والنسائي، والدارقطني:"متروك الحديث".

قال الذهبي "تالف"، وقال ابن حجر:"ضعيف".

الطبقات لابن سعد (7/ 484) وفيه: "بجير" بدل "يحيى" وهو خطأ، التاريخ لابن =

⦗ص: 149⦘

= معين (2/ 640)، المعرفة والتاريخ للفسوي (2/ 452)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (صـ: 252)، الجرح والتعديل (9/ 130)، الكامل لابن عدي (7/ 186)، سؤالات السهمي للدارقطني (صـ: 262)، الكاشف (3/ 220)، تقريب التهذيب (ص: 1049).

(18)

علقمة بن مرثد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(19)

من: (ل)، انظر الحديث رقم (6943).

(20)

قوله "إلى هنا لم يخرجاه" ليست في: ل، وهو أولى بالصواب

وقد تقدم أن مسلمًا أخرج هذا الحديث

إلّا أن يريد بذلك هذه الطرق عن علقمة، فقد أخرجه مسلم من طريق سفيان وشعبة عن علقمة به كما تقدم.

(21)

الغنوي الكوفي وفصيل: بفتح الفاء، وكسر الصاد المهملة. الإكمال لابن ماكولا (7/ 67)، المشتبه للذهبي (ص 509).

(22)

ابن صالح بن حيّ الهَمْداني، أبو عبد الله الكوفي.

(23)

من: (ل)، وإسناده معلق، ولم أقف على من وصله من طريق يحيى بن فَصِيل عن الحسن بن صالح، عن علقمة، والحديث ثابت من طريق الثوري وشعبة وغيرهما عن علقمة بن مرثد. انظر الحديث رقم (6943) و (6946).

ص: 146

6955 -

حدثنا الميموني، وعبّاس الدوري وغيرهما، قالوا: حدثنا

⦗ص: 150⦘

محمد بن عبيد، عن

(1)

عبيد الله

(2)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة رُفع لكلّ غادر لواء، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان"

(3)

/

(4)

.

(1)

في (ل): (حدثنا).

(2)

عبيد الله العمري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

نهاية (ل 5/ 182 / ب) من: (ل).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم الغدر- ح (9)، 3/ 1359).

وأخرجه البخاري: (كتاب الأدب -باب ما يدعى الناس بآبائهم- ح (6177)، (10/ 578 فتح).

ص: 149

6956 -

حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم

(1)

، وأبو الزنباع؛ قالا: حدثنا يحيى بن بكير، قال: سمعت مالكًا يقول: حدثني عبد الله بن دينار

(2)

، عن عبد الله بن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الغادر يُنصب له لواء يوم القيامة، فيقال: هذه غدرة فلان"

(3)

.

(1)

في (ل): (محمد بن عبد الحكم) نسبة إلى جده، وهو محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين، أبو عبد الله المصري الفقيه.

(2)

عبد الله بن دينار موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم الغدر- ح (10)، 3/ 1360).

وأخرجه البخاري: (كتاب الأدب -باب ما يدعى الناس بآبائهم- ح (6178)، (10/ 578 فتح).

ص: 150

6957 -

حدثنا عمرو بن عثمان

(1)

-قاضي مكة-، ومحمد بن

⦗ص: 151⦘

مهدي العطار

(2)

، قالا: حدثنا مُطَرِّف

(3)

، قال: حدثنا مالك بإسناده مثله

(4)

.

(1)

ابن كُرَب بن غصص أبو عبد الله المكي (ت 297 هـ وقيل بعدها).

(2)

لم أجد له ترجمة، وأخرج له ابن خزيمة في الصحيح (3/ 124)، وقال: فارسي الأصل سكن الفسطاط.

(3)

ابن عبد الله بن مُطَرِّف اليسارى الهلالي أبو مصعب المدني.

(4)

انظر الحديث رقم (6956).

ص: 150

6958 -

حدثنا محمد بن النعمان، قال: حدثنا ابن أبي أويس ح،

وحدثنا أبو إسماعيل

(1)

، قال: حدثنا الأويسي

(2)

، قالا: حدثنا مالك بمثله

(3)

.

(1)

الترمذي.

(2)

هو: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، أبو القاسم المدني.

والأُوَيْسي: -بضم الهمزة وفتح الواو وسكون الياء- هذه النسبة إلى أويس، وهو اسم رجل، وهو أويس بن سعد بن أبي سرح العامري. انظر: الأنساب للسمعاني (1/ 230).

(3)

انظر الحديث رقم (6956).

ص: 151

6959 -

حدثنا علي بن عبد العزيز

(1)

، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك بمثله

(2)

.

(1)

ابن المرزبان بن سابور أبو الحسن البغوي.

(2)

انظر الحديث رقم (6956).

ص: 151

6960 -

حدثنا إسماعيل القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد

(1)

، عن أيوب، عن نافع، قال: لمّا باع أهل

⦗ص: 152⦘

المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده، وقال: إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يُنصب لكل غادر لواء يوم القيامة"، وإنّا بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله، ولا أعلم غدرًا أغدر من [أن]

(2)

يُبَايع رجلًا على بيع الله ورسوله، ثمّ يَنْصِب له القتال، وإنّي والله لا أعلم أحدًا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه

(3)

.

[روى محمد بن يحيى

(4)

، عن عفان، عن صخر بن جويرية، عن نافع -بهذا الحديث-]

(5)

(6)

.

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

من: (ل).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم الغدر- ح (9)، 3/ 1360).

وأخرجه البخاري: (كتاب الجزية والموادعة -باب إثم الغادر للبر والفاجر- ح (3188)، (6/ 327 فتح).

*من فوائد الاستخراج:

1 -

الإتيان بمتن رواية أيوب عن نافع، والتي اكتفى مسلم بذكر إسنادها وأحال متنها على رواية عبيد الله عن نافع.

2 -

بيان أن حمادًا هنا هو ابن زيد البصري.

(4)

الذهلي.

(5)

من: (ل).

(6)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم في صحيحه -موصولًا- قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، حدثنا عفان به، ولم يسق متنه بل أحال على رواية عبيد الله، عن نافع. (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم الغدر- ح (9)، 3/ 1360).

ص: 151

6961 -

حدثني أبو شعيب صالح بن حكيم -صاحب القاضي بمصر-، قال: حدثنا عبد الله بن محمد

(1)

بن أسماء

(2)

، عن جويرية

(3)

عن نافع

(4)

، عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الغادر يُنصب له لواءٌ يوم القيامة عند إسته

(5)

(6)

.

(1)

نهاية (ل 5/ 183/ أ) من: (ل)، وقد سقط ما بعده من:(ل) بمقدار لوحةٍ كاملة.

(2)

ابن عبيد بن مخارق الضبعي، أبو عبد الرحمن البصري.

(3)

ابن أسماء بن عبيد بن مخارق الضُّبَعي البصري.

(4)

نافع هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

الإست العجز، وقد يراد به حلقة الدبر. انظر: لسان العرب (13/ 495) مادة: سته.

(6)

انظر الحديث رقم (6955).

ص: 153

6962 -

حدثنا يزيد بن عبد الصمد، وأبو هبيرة محمد بن الوليد

(1)

، قالا: حدثنا سلامة بن بشر

(2)

، قال: حدثنا يزيد بن السِّمْط

(3)

، عن

⦗ص: 154⦘

الأوزاعي، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار

(4)

، عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الغادر يُنصب له لواء يوم القيامة، فيقال: هذه غدرة فلان"

(5)

.

(1)

هو: محمد بن الوليد بن هبيرة الهاشمي، أبو هبيرة الدمشقي (ت 286 هـ).

قال ابن أبي حاتم: "صدوق"، وقال مسلمة:"لا بأس به، أحاديثه مستقيمة"، وقال الذهبي:"ثقة"، وقال ابن حجر:"صدوق".

الجرح والتعديل (8/ 113)، الكاشف (3/ 93)، تقريب التهذيب (صـ: 905).

(2)

ابن بديل العُذْري، أبو كلثم الدمشقي. قال أبو حاتم:"صدوق"، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"يغرب". وقال ابن حجر: "صدوق". انظر: الجرح والتعديل (4/ 302)، الثقات لابن حبّان (8/ 301)، تقريب التهذيب (صـ: 426).

(3)

الصنعاني أبو السمط الدمشقي. (ت بعد 160 هـ).

وثقه مروان بن محمد، وأبو داود، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"ربما أغرب". =

⦗ص: 154⦘

= وقال الحاكم: "ضعيف"، وقال الذهبي:"ثقة"، وقال ابن حجر:"ثقة، أخطأ الحاكم في تضعيفه". انظر: الجرح والتعديل (9/ 268)، الثقات لابن حبّان (9/ 273)، تهذيب الكمال (32/ 150)، الكاشف (3/ 244)، تقريب التهذيب (ص: 1076).

(4)

عبد الله بن دينار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6956).

ص: 153

6963 -

حدثنا محمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا وهب الله بن راشد

(1)

، قال: حدثنا حيوة،

حدثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني

(2)

، قال: حدثنا إدريس بن يحيى الخولاني

(3)

، عن بكير بن مضر، قالا: حدثنا يزيد بن الهاد، حدثنا

⦗ص: 155⦘

عبد الله بن دينار

(4)

، عن ابن عمر، أَنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ الغادر يُنصب له لواء يوم القيامة فيقال: ألا هذه غدرة فلان"

(5)

.

(1)

الحجري، أبو زرعة المؤذن المصري.

(2)

هو: إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم الخولاني مولاهم أبو إسحاق المصري.

(3)

الأموي مولاهم أبو عمرو المصري. (ت 211 هـ).

والخولاني: نسبة إلى خَوْلان موضع سُكْنَاه لا إلى القبيلة.

انظر: اللباب (1/ 272)، وانظر: معجم البلدان (2/ 465).

قال أبو زرعة: "صدوق صالح من أفاضل المسلمين"، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"مستقيم الحديث؛ إذا كان دونه ثقة وفوقه ثقة". =

⦗ص: 155⦘

= الجرح والتعديل (2/ 265)، الثقات لابن حبّان (8/ 133).

(4)

عبد الله بن دينار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6956).

_________

[*] قال أحمد بسيوني: كذا في المطبوعة: (محمد بن عبد الله بن الحكم)، وهو خطأ، وصوابه:(محمد بن عبد الله بن عبد الحكم) كما في النسخة الخطية بدار الكتب المصرية (5/ ق 154/ ب)، ومطبوعة دار المعرفة (6512)، وإتحاف المهرة (9896)، وقد ورد الحديث بمتنه عن ابن عبد الحكم بإسناد مغاير (6956)، وورد الاسم فيه على الصواب، وقد تصحف اسمه في بعض المواضع من هذه الطبعة (3565 هامش [9/ 85]، 4348 هامش [11/ 121])، وورد على الصواب في المواضع الأخرى.

ص: 154

6964 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا محمد بن الصَبَّاح

(1)

، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر

(2)

، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الغادر يُنصب له لواء يوم القيامة"

(3)

.

(1)

الدولابي، أبو جعفر البغدادي. (ت 227 هـ).

والصبّاح: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الباء المعجمة بواحدة. الإكمال (5/ 158).

(2)

إسماعيل بن جعفر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6956).

ص: 155

6965 -

حدثنا حمدان بن علي

(1)

، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان

(2)

ح،

حدثنا أبو حميد الحمصي

(3)

، قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي

(4)

،

⦗ص: 156⦘

قال: حدّثنا سليمان بن بلال

(5)

، قالا: حدّثنا عبد الله بن دينار

(6)

، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل غادر لواء يوم القيامة"

(7)

.

(1)

هو: محمد بن علي بن عبد الله بن مهران، البغدادي، أبو جعفر الورّاق.

(2)

الثوري.

(3)

هو: أحمد بن محمد بن المغيرة، وقيل أحمد بن محمد بن سيّار، الأزدي، أبو حميد الحمصي.

(4)

أبو زكريا الشامي الدمشقي.

(5)

القرشي التيمي مولاهم، أبو محمّد -أو أبو أيوب- المدني

(6)

عبد الله بن دينار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(7)

انظر الحديث رقم (6956).

ص: 155

6966 -

حدّثنا أبو عبيد الله

(1)

، قال: حدّثنا عمِّي

(2)

، قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب، عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لكل غادر لواء يوم القيامة"

(3)

.

(1)

هو: أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو عبيد الله المصري، ابن أخي عبد الله بن وهب.

(2)

هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم الغدر - ح (11)، 3/ 1360).

وأخرجه البخاريّ -كما تقدّم في الحديث رقم (6956) -.

ص: 156

6967 -

حدّثنا أبو إبراهيم الزّهريُّ

(1)

، وحمدان بن علي، قالا: حدّثنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا شعبة

(2)

، عن سليمان، عن أبي وائل، عن

⦗ص: 157⦘

عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لكل غادر لواء يوم القيامة"

(3)

.

(1)

هو: أحمد بن سعد بن إبراهيم الزّهريُّ، أبو إبراهيم البغدادي.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم الغدر- ح (12)، 3/ 1360). وأخرجه البخاريّ:(كتاب الجزية والموادعة -باب إثم الغادر للبر والفاجر - ح (3186)، (6/ 327 فتح).

ص: 156

6968 -

حدّثنا حمدان بن علي، قال: حدّثنا أبو عمر

(1)

ح،

حدّثنا يونس بن حبيب، قال: حدّثنا أبو داود

(2)

، قالا: حدّثنا شعبة

(3)

، عن الأعمش، سمع أبا وائل يحدث عن عبد الله، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:"لكل غادر لواء يوم القيامة، فيقال: هذه غدرة فلان"

(4)

.

(1)

هو: حفص بن عمر بن الحارث الأزدي، أبو عمر الحوضي البصري.

(2)

سليمان بن داود الطيالسي.

(3)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (6967).

ص: 157

6969 -

حدّثنا الصغاني، قال: حدّثنا عبيد الله، قال: حدّثنا شيبان، عن الأعمش

(1)

-نحوه: "لكل غادر لواء"-

(2)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (6967).

ص: 157

6970 -

حدّثنا ابن شبابان

(1)

، قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا يحيى بن آدم

(2)

، عن يزيد بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن

⦗ص: 158⦘

شقيق، عن عبد الله، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن لكل غادر لواء يعرف بغدرته، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان"

(3)

.

(1)

هو: أحمد بن محمّد بن موسى بن شبابان، وقد جاء منسوبا في أول الكتاب (540).

(2)

يحيى بن آدم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم الغدر - ح (13)، (3/ 1361).

وأخرجه البخاريّ كما تقدّم في الحديث رقم (6967).

ص: 157

6971 -

حدّثنا حمدان بن علي، والصغاني، وأبو أمية" والصائغ

(1)

، وأبو إبراهيم الزّهريُّ، قالوا: حدّثنا عفان، قال: حدّثنا شعبة

(2)

، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به"

(3)

.

(1)

جعفر بن محمّد الصائغ، أو محمّد بن إسماعيل الصائغ، فكلاهما يروي عن عفّان، وعنهما أبو عوانة، وقد تقدما جميعًا.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم الغدر - ح (14)، 3/ 1361).

وأخرجه البخاريّ: (كتاب الجزية والموادعة -باب إثم الغادر للبر والفاجر - ح (3187)، (6/ 327 فتح).

ص: 158

6972 -

حدّثنا عمر بن محمّد العمري -بصنعاء-، قال: حدّثنا أبو الوليد

(1)

، وحدثنا الصغاني، قال: حدّثنا سليمان بن حرب، قالا: حدّثنا شعبة

(2)

-بإسناده مثله-

(3)

.

(1)

هو: هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم أبو الوليد الطيالسي.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (6971).

ص: 158

6973 -

حدثنا أبو إبراهيم الزّهريُّ، وحمدان بن علي، قالا: حدّثنا

⦗ص: 159⦘

عفان ابن مسلم ح،

وحدثنا

(1)

أبو أمية، قال: حدّثنا أبو الوليد، قالا: حدّثنا شعبة

(2)

، عن خليد بن جعفر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لكل غادر لواء يوم القيامة عند إسته"

(3)

.

(1)

هنا نهاية الساقط من: (ل).

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تحرم الغدر - ح (15)، 3/ 1361).

ص: 158

6974 -

حدّثنا يونس بن حبيب، قال: حدّثنا أبو داود

(1)

، قال: حدّثنا المستمر بن الريان

(2)

، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لكل غادر لواء يوم القيامة"

(3)

.

رواه محمد بن يحيى

(4)

، عن عبد الصمد، عن المستمر، وزاد فيه:"يرفع له بقدر غدرته، ألَّا ولا غادر أعظم غدرًا من أمير عامة"

(5)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

المستمر بن الريان هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم الغدر - ح (16)، (3/ 1361).

(4)

الذهلي.

(5)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم في صحيحه -موصولًا- قال: حدثني زهير بن حرب، حدّثنا عبد الصمد به، بلفظه. (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم الغدر-، (3/ 361)، ح (16).

ص: 159

6975 -

ز- حدّثنا محمّد بن إسماعيل الصائغ

(1)

، قال: حدّثنا معاوية بن عمرو

(2)

وعاصم بن يوسف الكوفي

(3)

، قالا: حدّثنا أبو إسحاق الفزاري

(4)

، عن أبي سعد الأعور

(5)

، عن عمرو بن مرّة

(6)

، عن أبي البَخْتَري

(7)

، عن عائشة، قالت: قال

⦗ص: 161⦘

النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل غادر لواء يوم القيامة"

(8)

.

(1)

تقدّم في الحديث رقم (6841).

(2)

ابن المهلب بن عمرو الأزدي المعْنِي، أبو عمرو البغدادي.

(3)

اليربوعي، أبو عمرو الخيّاط الكوفي (ت 220 هـ).

قال محمّد بن عبد الله الحضرمي، والدارقطني:"ثقة"، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال البزار:"ليس به بأس". ووثقه الذهبي، وابن حجر. الثقات لابن حبّان (8/ 506)، تهذيب الكمال (13/ 550)، الكاشف (2/ 48)، تهذيب التهذيب (5/ 60)، تقريب التهذيب (: 474).

(4)

هو: إبراهيم بن محمّد بن الحارث بن أسماء، أبو إسحاق الفزاري الكوفي.

(5)

هو: سعيد بن المرزبان العبسي، أبو سعد البقال الكوفي الأعور.

(6)

ابن عبد الله بن طارق المرادي، أبو عبد الله الكوفي الأعمى.

(7)

والبختري: -أوله باء مفتوحة معجمة بواحدة وخاء معجمة وتاء معجمة باثنتين من فوقها-.

هو: سعيد بن فيروز بن أبي عمران الطائي مولاهم، أبو البَخْتَرِي الكوفي (ت 83 هـ)، وثقه ابن معين، والعجلي، وأبو زرعة، وغيرهم، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال أبو حاتم:"صدوق"، قال ابن سعد:"وكان أبو البختري كثير الحديث، يرسل حديثه، ووري عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع من كبير أحد، فما كان من حديثه سماعًا فهو حسن، وما كان عن فهو ضعيف". قال ابن حجر: "ثقة ثبت، فيه تشيع قليل، كثير الإرسال". الإكمال لابن ماكولا (1/ 459 - 460). الطبقات الكبرى (6/ 293)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 386)، الجرح والتعديل (4/ 54 - 55)، المراسيل لابن أبي حاتم (ص: 68)، الثقات لابن حبّان (4/ 286)، تقريب التهذيب (ص: 386).

(8)

إسناده ضعيف، فيه أبو سعد البقال ضعيف، كما أنّ أبا البختري لم يسمع من عائشة رضي الله عنها، قال أبو حاتم:"أبو البختري عن عائشة مرسل". (المراسيل لابن أبي حاتم (ص 68).

وقد أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 255 - 256) ح (4375)، والحاكم في المستدرك (2/ 153) ح (2626) من طريق أبي إسحاق الفزاري.

والطبراني في المعجم الأوسط (6/ 291 - 292) ح (5624) من طريق علي بن هاشم، كلاهما عن أبي سعد البقال به.

والحديث ثابت في الصحيحين من حديث ابن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما انظر الحديث رقم (6956) و (6957).

ص: 160

[باب]

(1)

بيان الخبر المبيح للإمام قتال المشركين قبل دعوتهم، فإنّ

(2)

وجوب الدعوة قبل قتالهم منسوخ، وإباحة الوقوع بهم على غرة منهم، وسبي ذراريهم، وبيان إباحة الإنكاء

(3)

فيهم والخداع في محاربتهم وتنفيرهم.

(1)

من: (ل).

(2)

في (ل): (وأن).

(3)

وقع في المطبوع "الإنكار" وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، وهو من النكاية، يقال: نكيتُ في العدو أنكى نكاية فأنا ناكٍ: إذا أكثرت الجراح والقتل، فوهنوا لذلك. انظر: النهاية (5/ 117).

ص: 162

6976 -

ز- حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، قال: حدّثنا علي بن بكّار

(1)

، عن ابن عون

(2)

، عن نافع، عن ابن عمر، أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أغار على خيبر يوم الخميس وهم غارون

(3)

، فقتل

⦗ص: 163⦘

المقاتلة وسبى الذرية، قال

(4)

: ورسول الله

(5)

صلى الله عليه وسلم على فرس يركض ويرتجز، ويقول:"إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين"، قال: وهم ينظرون، ويقولون: محمّد والخميس! محمّد والخميس

(6)

.

(1)

البصري أبو الحسن الزاهد (ت 207 هـ) وقيل قبلها.

قال ابن سعد: كان عالما فقيها، وقال ابن معين: كان رجلا غزاء رجل صدق، ولم يكن من أصحاب الحديث، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق عابد، الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 490)، سؤالات ابن الجنيد (ص 386)، الثقات لابن حبّان (8/ 263)، تقريب التهذيب (ص 690).

(2)

هو: عبد الله بن عون بن أَرْطَبَان المزني، أبو عون البصري.

(3)

أي غافلون لم يشعروا به. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 195).

(4)

في (ل): (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم).

(5)

نهاية (ل 5/ 183 /ب).

(6)

إسناده حسن، ولم أقف على من خرّجه سوى أبي عوانة.

وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك صلى الله عليه وسلم أخرجه البخاريّ (كتاب الجهاد والسير - باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة

- ح (2145)، (6/ 130 فتح) عن عبد الله بن مسلمة. و (كتاب المغازي -باب غزوة خيبر - ح (4197)، 7/ 534 فتح) عن عبد الله بن يوسف، كلاهما عن مالك، عن حميد، عن أنس.

وأخرجه البخاريّ -أيضًا- (كتاب الصّلاة -باب ما يذكر في الفخذ - ح (371)، (1/ 572 فتح) عن يعقوب بن إبراهيم: ومسلم (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة خيبر - ح (120)، 3/ 1426) عن زهير بن حرب: كلاهما عن إسماعيل بن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس رضي الله عنه، ولفظ البخاريّ من رواية حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى خيبر، فجاءها ليلًا- وكان إذا جاء قومًا بليل لا يغير عليهم حتّى يصبح - فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلمّا رأوه قالوا: محمّد والخميس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساءَ صباح المنذرين".

ص: 162

6977 -

حدّثنا يوسف بن مسلم، قال: حدّثنا علي بن بكّار، عن ابن عون

(1)

، [عن نافع]

(2)

عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغار علي بني

⦗ص: 164⦘

المصطلق وهم غارّون؛ يسقون نَعمهم، فقتل المقاتلة وسبى الذرية، واصطفى جويرية

(3)

.

(1)

عبد الله بن عون هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

ساقط من: (ك)، ومن المطبوع، ومثبت في (ل).

(3)

أخرجه مسلم: كتاب الجهاد والسير -باب جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم دعوة الإسلام من غير تقدّم الإعلام بالإغارة - ح (1)، (3/ 1356).

وأخرجه البخاريّ: (كتاب العتق -باب من ملك من العرب رقيقًا فوهب، وباع، وجامع، وفدى، وسبى الذرية - ح (2541)، (5/ 202 فتح).

ص: 163

6978 -

حدّثنا عيسى بن أحمد العسقلاني قال: حدّثنا النضر بن ثهيل

(1)

، قال: حدّثنا ابن عون

(2)

، قال: كتب إليّ نافع

(3)

ح،

وحدثنا الدقيقي، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن عون، قال: كتبت إلى نافع، أسأله عن القوم إذا غَزَوا أيدعون العدو قبل أن يقاتلوا؟ فكتب إليّ: إنّما كان ذاك الدُّعاء في أول الإسلام، وقد أغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون، وأنعامهم تسقى على الماء؛ فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم، وأصاب يومئذ جُويرية بنت الحارث. وحدثني بهذا الحديث عبد الله بن عمر، وكان في ذلك الجيش

(4)

. -حديثهما واحد-.

(1)

ابن خَرَشة المازني، أبو الحسن النَّحوي البصري.

(2)

عبد الله بن عون هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في المطبوع: (كتبت إلى نافع).

(4)

انظر الحديث رقم (6977).

ص: 164

6979 -

حدّثنا أبو داود السجزي، قال: حدّثنا سعيد بن منصور

(1)

، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة

(2)

سمع عمروٌ جابرًا يقول: قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة"

(3)

.

(1)

ابن شعبة الخراساني، أبو عثمان المروزي.

(2)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

(خَدْعة): قال ابن الأثير "يُرْوى بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال، وضمها مع فتح الدال.

فالأول معناه: أَنّ الحرب ينقضي أمرها بخدعة واحدة، من الخداع، أي: أن المقاتل إذا خُدع من واحدة لم تكن له إقالة، وهي أفصح الروايات وأصحها.

ومعنى الثّاني: هو الاسم من الحذاع.

ومعنى الثّالث: أن الحرب تخدع الرجال، وتمنيهم، ولا تفي لهم، كما يقال: رجل لُعَبة وضُحَكة؛ أي: كثير اللعب والضحك". النهاية (2/ 14).

وجاء في فتح الباري (6/ 183): (وحكى المنذري لغة رابعة بالفتح فيهما، قال: وهو جمع خادع أي أن أهلها هذه الصِّفَة وكأنه قال: أهل الحرب خَدَعة. وحكى مكي ومحمد بن عبد الواحد لغة خامسةً كسر أوله مع الإسكان

).

والحديث أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز الخداع في الحرب - ح (17)، (3/ 1361).

وأخرجه البخاريّ: (كتاب الجهاد والسر -باب الحرب خدعة - ح (3030)، (6/ 183 فتح).

* من فوائد الاستخراج: تعيين سفيان بن عيينة، وقد ورد عند مسلم مهملًا.

ص: 165

6980 -

حدّثنا يزيد بن سنان، وأبو الأزهر، قالا: حدّثنا

⦗ص: 166⦘

أبو عاصم

(1)

، عن ابن جريج، عن أبي الزبير

(2)

، عن جابر

(3)

أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحرب خدعة"

(4)

/

(5)

.

(1)

هو: الضحاك بن مخلد بن الضحاك الشيباني.

(2)

هو: محمّد بن مسلم بن تدرس القرشي الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي.

(3)

جابر بن عبد الله رضي الله عنه هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث السابق رقم (6979).

(5)

نهاية (ل 5/ 184 / أ).

ص: 165

6981 -

حدّثنا الحسن بن أبي الربيع، والسلمي، قالا: حدّثنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر

(1)

، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة، عن محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحرب خدعة"

(2)

.

(1)

معمر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز الخداع في الحرب - ح (18)، 3/ 1362). وأخرجه البخارىِ:(كتاب الجهاد والسير -باب الحرب خدعة - ح (3029)، (6/ 183 فتح).

ص: 166

6982 -

حدّثنا الصغاني، قال: حدّثنا يعلى بن عبيد، قال: حدّثنا الأعمش

(1)

، عن خيثمة، عن سُوَيْد بن غفلة، قال: قال علي: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنّي والله لأنْ أخرّ من السَّماء أحب إليّ من أَنْ أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا حدثتكم فيما بيننا فإنّ الحرب

⦗ص: 167⦘

خدعةٌ

(2)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الزكاة -باب التحريض على قتل الخوارج - ح (154)، (2/ 746). وأخرجه البخاريّ:(كتاب استتابة المرتدين، والمعاندين وقتالهم -باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم - ح (6930)، (12/ 295 فتح).

ص: 166

6983 -

حدّثنا أبو داود الحراني، قال: حدّثنا عثمان بن عمر

(1)

، قال: حدّثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة

(2)

، عن أبيه

(3)

، قال: قال علي

(4)

رضي الله عنه: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا فلأن أقع من السماء إلى الأرض أحب إليّ من أنْ أقول عليه ما لم يقل، وإنّ الحرب خدعة

(5)

.

(1)

ابن فارس بن لقيط العَبْدي، أبو محمّد البصري.

(2)

هو: عون بن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السُّوائي الكوفي (ت 116 هـ).

وثقه ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم وذكره ابن حبّان في الثقات.

وكذا وثقه ابن حجر. الجرح والتعديل (6/ 385)، الثقات لابن حبَّان (5/ 236)، تهذيب الكمال (22/ 448)، تقريب التهذيب (ص: 758).

(3)

هو: وهب بن عبد الله بن مسلم، أبو جُحَيْفة السّوائي.

من صغار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي بن أبي طالب والبراء بن عازب. وكان علي بن أبي طالب يسميه:"وهب الخير". قال ابن حبّان: "مات سنة أربع وسبعين في ولاية بشر بن مروان على العراق". الثقات لابن حبّان (3/ 428)، الإصابة (3/ 642).

(4)

علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6982). =

⦗ص: 168⦘

= وقد أخرجه من طريق شعبة به: الطيالسي في مسنده (ص: 17) ح (105)، وأحمد في مسنده (1/ 134) بلفظه، وأبو يعلى في مسنده (1/ 422 - 423) ح (559)، وابن جرير في تهذيب الآثار (4/ 118).

ص: 167

6984 -

ز- حدّثنا أبو عمرو بن حازم الكوفي

(1)

، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى

(2)

ح.

وحدثنا أبو الكَرَوَّس

(3)

، قال: حدّثنا أسد بن موسى

(4)

، قالا: حدثنا إسرائيل

(5)

، عن أبي إسحاق

(6)

، عن سعيد بن ذي حدان

(7)

، عن

⦗ص: 169⦘

علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن الله جعل الحرب خدعة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم

(8)

.

(1)

هو: أحمد بن حازم بن محمّد بن أبي غرزة، أبو عمرو الغفاري الكوفي.

(2)

تقدّم في الحديث رقم (6856).

(3)

هو: محمّد بن عمرو بن تمام أبو الكَرَوَّس الكلبي.

وكرَوَّس: بفتح الكاف والراء، والواو المشددة آخره سين مهملة. انظر: الإكمال (7/ 169)، وتكملة الإكمال (5/ 100)، تبصير المنتبه (3/ 1192).

(4)

ابن إبراهيم بن الوليد الأموي المصري، ويقال له: أسد السُّنَّة.

(5)

ابن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي، أبو يوسف الكوفي.

(6)

هو: عمرو بن عبد الله الكوفي، أبو إسحاق السبيعي.

(7)

في: (ك)(سعد)، والتصويب من:(ل)، وإتحاف المهرة لابن حجر (11/ 402) ومصادر ترجمته -أيضًا-، وهو سعيد بن ذي حدان الكوفي.

وحُدّان: بضم الحاء المهملة. انظر: الإكمال لابن ماكولا (2/ 61).

وقد ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: "ربما أخطأ"، وقال ابن المديني:"هو رجل مجهول، لا أعلم أحدا روى عنه إِلَّا أبو إسحاق"، وقال الدارقطني:"لم يدرك عليًّا".

قال ابن حجر: "مجهول". =

⦗ص: 169⦘

= الثقات لابن حبّان (4/ 282)، العلل للدارقطني (3/ 227)، تهذيب التهذيب (4/ 26)، تقريب التهذيب (ص: 377).

(8)

إسناده ضعيف، وقد أخرجه ابن سعد في الطبقات (6/ 244)، وابن أبي شيبة (12/ 529) ح (15509)، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 90)، وأبو يعلى (1/ 260) ح (490)، وابن جرير في تهذيب الآثار (4/ 118).

كلهم من طرق عن أبي إسحاق السبيعي به.

وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 126) وابن أبي شيبة (12/ 529) ح (15508)، وابن جرير في تهذيب الآثار (4/ 120 - 121).

كلهم من طريق سفيان الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن ذي حُدَّان، قال: حدثني من سمع عليا يقول: الحرب خدعة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم.

فمدار على سعيد بن ذي حدان، وهو مع جهالته لم يدرك عليًّا رضي الله عنه-كما قال الدارقطني- وتدل عليه الرِّواية الثّانية.

وقد تقدّم أن الحديث في الصحيحين عن علي رضي الله عنه موقوفة، انظر الحديث رقم (6982)، وأخرجاه مرفوعا من حديث جابر وأبي هريرة رضي الله عنهما أيضًا، وانظر الحديث رقم (6979، 6981).

ص: 168

6985 -

ز- حدّثنا أبو قلابة الرقاشي

(1)

، قال: حدّثنا أبو حذيفة

(2)

،

⦗ص: 170⦘

قال: حدّثنا سفيان

(3)

، عن أبي إسحاق بإسناده نحوه

(4)

.

(1)

هو عبد الملك بن محمّد أبو قلابة الرقاشي.

(2)

هو: موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي البصري.

(3)

الثّوريّ.

(4)

إسناده ضعيف من أجل سعيد بن ذي حدان. انظر الحديث السابق رقم (6984).

ص: 169

6986 -

ز- حدّثنا

(1)

العُطَاردي

(2)

، قال: حدّثنا يونس بن بكير

(3)

، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق

(4)

، قال: حدثني يزيد بن رومان

(5)

، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنّما الحرب خدعة"

(6)

.

(1)

في: (ك)(ح حدّثنا)، ولفظة (ح) ليست في: ل، وهو الصواب.

(2)

هو: أحمد بن عبد الجبّار بن محمّد التميمي العُطاردي، أبو عمر الكوفي.

(3)

ابن واصل الشيباني، أبو بكر الجمال الكوفي.

(4)

ابن يسار المطلبي.

(5)

الأسدي، أبو رَوح المدني مولى آل الزبير.

(6)

إسناده حسن، وقد أخرجه ابن ماجه (2/ 945)، ح (2833) من طريق محمّد بن عبد الله بن نمير، وابن جرير في تهذيب الآثار (4/ 122) من طريق أبي غريب - كلاهما عن يونس بن بكير به. وهو في الصحيحين من حديث جابر وأبي هريرة رضي الله عنهما. انظر الحديث رقم (6979)، (6981).

ص: 170

6987 -

ز- حدّثنا محمد بن عوف الحمصي

(1)

، وأبو يزيد الرملي

(2)

، قالا: حدّثنا أبو أيوب /

(3)

الدمشقي

(4)

، قال: حدثني

⦗ص: 171⦘

عبد الرّحمن بن بشير

(5)

، عن محمّد بن إسحاق، قال: حدثني أبو ليلى عبد الله بن سهل

(6)

، عن عائشة أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:"الحربُ خدعةٌ"

(7)

.

(1)

هو: محمّد بن عوف بن سفيان الطائي، أبو جعفر الحمصي.

(2)

لم أجد له ترجمة.

(3)

نهاية (ل 5/ 184 /ب).

(4)

هو: سليمان بن عبد الرّحمن بن عيسى التميمي، أبو أيوب الدمشقي ابن بنت =

⦗ص: 171⦘

= شرحبيل بن مسلم الخولاني.

(5)

تقدّم في الحديث رقم (6951).

(6)

هو: عبد الله بن سهل بن عبد الرّحمن الأنصاري، أبو ليلى المدني، وقيل: أبو ليلى بن عبد الله ابن عبد الرّحمن بن سهل الأنصاري. ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن عبد البرّ:"أجمعوا على أنه ثقة". قال ابن حجر: "ثقة". الثقات لابن حبّان (5/ 27)، تهذيب التهذيب (12/ 215)، تقريب التهذيب (ص: 1198).

(7)

إسناده حسن، وقد أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (4/ 122 - 123) من طريق محمّد بن عوف الطائي الحمصي به. وانظر الحديث رقم (6986).

ص: 170

6988 -

ز- حدثنا العُطاردي

(1)

، قال: حدّثنا يونس بن بكير

(2)

، قال: حدّثنا مطر بن ميمون الحارثي

(3)

، عن

⦗ص: 172⦘

عكرمة

(4)

، عن ابن عبّاس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الحرب خدعة"

(5)

.

(1)

أحمد بن عبد الجبار التميمي العطاردي -تقدّم قريبًا- في الحديث رقم (6986).

(2)

ابن واصل الشيباني.

(3)

كذا في: (ك)، و (ل)(الحارثي) ولم أقف على هذه النسبة في مصادر ترجمته، ولعلّها تصحفت من (المحاربي).

وهو مطر بن ميمون المحاربي الإسكاف، أبو خالد الكوفي. قال البخاري، وأبو حاتم، والنسائي، والساجي:"منكر الحديث"، وقال ابن حبّان: "كان ممّن يروي الموضوعات عن الأثبات

لا تحل الرِّواية عنه". وقال ابن حجر: "متروك". =

⦗ص: 172⦘

= الضعفاء الصغير للبخاري (ص: 328)، الجرح والتعديل (8/ 287)، المجروحين لابن حبّان (3/ 5)، تهذيب التهذيب (10/ 170)، تقريب التهذيب (صـ: 947).

(4)

البربري، أبو عبد الله المدني، مولى ابن عبّاس (ت 104 هـ وقيل بعدها).

قال ابن معين، والعجلي، وأبو حاتم، والنسائي:"ثقة"، زاد العجلي:"بريء ممّا يرميه به النَّاس من الحرورية"، وذكره ابنُ حبّان في الثقات. وقال ابن حجر:"ثقة ثبت عالم بالتفسير، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر، ولا تثبت عنه بدعة".

وقد أجاب الحافظ في "هدي الساري"، عن الأوجه الّتي تُكلم في عكرمة من أجلها، وأطال في ترجمته هناك. معرفة الثقات للعجلي (2/ 145)، تاريخ الدارمي (ص: 117، 163)، الجرح والتعديل (7/ 7 - 9)، الثقات لابن حبّان (5/ 229 - 230)، تهذيب الكمال (20/ 289)، تقريب التهذيب (ص: 687 - 688)، هدي الساري (ص: 446 - 451).

(5)

إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه مطر بن ميمون وهو متروك، أخرجه ابن ماجه (2/ 946)(2834) عن محمّد بن عبد الله بن نمير، وابن جرير في تهذيب الآثار (4/ 124) أبي كريب، والطبراني (11/ 300) ح (11798)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 220) كلاهما عن علي بن عبد العزيز ابن عبيد بن يعيش، ثلاثتهم عن يونس بن بكير به.

والحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر وأبي هريرة رضي الله عنهما. انظر الحديث رقم (6979) و (6981).

ص: 171

6989 -

ز- حدثني عثمان بن خُرَّزاذ

(1)

، قال: حدّثنا ابن نمير

(2)

⦗ص: 173⦘

عن يونس

(3)

، بمثله

(4)

وزاد فيه: وعن يونس -مثل حديث يزيد بن رومان أيضًا-

(5)

.

(1)

هو: عثمان بن عبد الله بن محمّد بن خُرَّزاذ أبو عمرو البصري.

وخرّزاذ: -بضم المعجمة وتشديد الراء بعدها زاي. التقريب (ص: 665).

(2)

هو: محمّد بن عبد الله بن نمير الهَمْدَاني، أبو عبد الرّحمن الكوفي.

(3)

ابن بكير.

(4)

انظر الحديث رقم (6988).

(5)

انظر الحديث رقم (6986).

ص: 172

6990 -

ز- حدّثنا أبو الأزهر

(1)

، قال: حدّثنا خالد بن مخلد

(2)

، قال: حدّثنا عبد الله بن بكير الغنوي

(3)

ح،

وحدثنا مطين

(4)

، عن إبراهيم بن الحسن

(5)

، عن عبد الله بن

⦗ص: 174⦘

[بكير]

(6)

، عن حكيم بن جبير

(7)

، عن أبي إدريس

(8)

، عن المسيَّب بن نَجَبَة

(9)

، عن الحسن بن علي

(10)

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحرب خدعة"

(11)

.

(1)

أحمد بن الأزهر النيسابوري.

(2)

تقدّم في الحديث رقم (6909).

(3)

الكوفي. قال الساجي: "من أهل الصدق، وليس بالقوي"، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن عدي: "ولعبد الله أحاديث أفرادات

ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا". الثقات لابن حبّان (8/ 335)، الكامل لابن عدي (4/ 250 - 251)، ميزان الاعتدال (3/ 113).

(4)

هو: محمّد بن عبد الله بن سليمان، أبو جعفر الحضرمي الكوفي (ت 297 ص). والملقب بمُطيَّن -بضم الميم وفتح الطاء المهملة، وتشديد الياء المفتوحة وفي آخرها النون. وقد لقب بذلك لأن أبا نعيم الفضل بن دكين مرّ عليه وهو يلعب مع الصبيان وقد طينوه، فقال له يا مطين! آن لك أن تسمع الحديث، فلقب بالمطين.

انظر: الأنساب (5/ 329 - 330)، كشف النقاب (2/ 417).

وثقه الدارقطني، والخليلي، والسمعاني، وقال ابن أبي حاتم:"صدوق"، وقال الذهبي:"كان متقنا".

الجرح والتعديل (7/ 298)، الأنساب للسمعاني (5/ 330)، سير أعلام النُّبَلاء (14/ 42).

(5)

لم أجد له ترجمة.

(6)

في: (ك)(عبد الله بن بكر) وهو خطأ، والتصويب من:(ل)، وكذا في إتحاف المهرة لابن حجر (4/ 299). وهو الغنوي - المتقدم.

(7)

الأسدي الكوفي.

قال أحمد، ويعقوب بن شيبة، وأبو حاتم، والنسائي:"ضعيف الحديث"، زاد أحمد:"مضطرب"، وزاد أبو حاتم:"منكر الحديث". وقال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال ابن حبّان:"كان غاليًا في التشيع، كثير الوهم فيما يروي"، وقال الدارقطني:"متروك". وضعفه الذهبي، وابن حجر. العلل ومعرفة الرجال لأحمد (1/ 396)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 81)، الجرح والتعديل (3/ 201 - 202)، المجروحين لابن حبّان (1/ 246)، سنن الدارقطني (2/ 122)، تقريب التهذيب (ص: 265).

(8)

هو سوار الهمداني، أبو إدريس المرهبي الكوفي، وقيل اسمه: مساور.

ذكره ابن حبَّان في الثقات، وقال ابن عبد البرّ:"كان من ثقات الكوفيين، وفيه تشيع". قال الذهبي: "ثقة"، وقال ابن حجر:"صدوق يتشيع". الثقات لابن حبّان (4/ 338)، تهذيب الكمال (33/ 21)، الكاشف (3/ 270)، تقريب التهذيب (ص: 1106).

(9)

الفزاري، الكوفي (ت 65 هـ وقيل 67 هـ).

ونَجبَة: بفتح النون والجيم والموحدة. انظر: الإكمال لابن ماكولا (1/ 500 - 501).

ذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن حجر: "مقبول". الثقات لابن حبّان (5/ 437)، تقريب التهذيب (ص: 944).

(10)

ابن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنه مات سنة 47 هـ وقيل سنة 50 ويقال إنّه مات مسمومًا. الإصابة (1/ 328 - 331).

(11)

إسناده ضعيف، وقد أخرجه أبو يعلى (12/ 129 - 130) ح (6760) من طريق =

⦗ص: 175⦘

= محمّد بن مرزوق ثنا حسين الأشقر، والطبراني في الكبير (3/ 82)، ح (2728) من طريق مطين، ثنا إبراهيم بن الحسن، كلاهما عن عبد الله بن بكير به.

وفيه حكيم بن جبير وهو ضعيف، -كما تقدم في ترجمته-.

والحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر وأبي هريرة رضي الله عنهما.

انظر الحديث رقم (6979)، (6981).

ص: 173

6991 -

ز- حدثني علّان بن المغيرة المخزومي

(1)

، وعثمان بن خرزاذ، وأبو يوسف الفارسي

(2)

، وأبو الأحوص القاضي

(3)

، قالوا: حدّثنا فضالة بن مفضل ابن فضالة أبو ثوابة

(4)

، قال: حدثني أبي

(5)

، أَنّ محمّد بن عجلان

(6)

حدّثه عن أبي الزِّناد

(7)

، عن

⦗ص: 176⦘

خارجة بن زيد بن ثابت

(8)

، عن زيد بن ثابت

(9)

، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحرب خدعة

(10)

" لم يروه غير ابن مفضل.

(1)

هو: علي بن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة المخزومي، أبو الحسن الكوفي ثمّ المصري.

(2)

هو: يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي، أبو يوسف الفسوي.

(3)

محمّد بن الهيثم بن حمّاد الثقفي مولاهم أبو الأحوص القاضي قاضي عكبرا.

(4)

هو: فضالة بن مفضل بن فضالة بن عبيد القتباني، أبو ثوابة المصري.

قال أبو حاتم: "لم يكن بأهلٍ أن يكتب عنه العلم، سألت سعيد بن عيسى بن تليد فثبطني عنه، وقال: الحديث الّذي يحدث به موضوع، أو نحو هذا"، وقال العقيلي:"في حديثه نظر"، وقد ذكره ابن حبّان في الثقات. وقد ذكره من جملة الضعفاء ابن الجوزي والذهبي. الضعفاء للعقيلي (3/ 456)، الجرح والتعديل (7/ 79)، الثقات لابن حبَّان (9/ 10)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 6)، المغني في الضعفاء للذهبي (2/ 510).

(5)

هو: المفضل بن فضالة بن عبيد القتباني، أبو معاوية المصري. (ت 181 هـ).

(6)

القرشي مولاهم أبو عبد الله المدني

(7)

هو: عبد الله بن ذكوان القرشي مولاهم أبو عبد الرّحمن المدني المعروف بأبي الزِّناد.

(8)

الأنصاري النجاري، أبو زيد المدني (ت 99 وقيل 100 هـ).

أحد الفقهاء السبعة الأعلام، وثقه ابن سعد، والعجلي، وذكره ابن حبّان في الثقات.

قال الذهبي: "ثقة إمام"، وقال ابن حجر:"ثقة فقيه".

الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 262)، معرفة الثقات للعجلي (1/ 330)، الثقات لابن حبّان (4/ 211)، الكاشف (1/ 200)، تقريب التهذيب (ص: 283).

(9)

ابن الضحاك بن زيد بن لوذان الأنصاري النّجاري، كنيته أبو سعيد، وقيل: أبو ثابت.

كان من علماء الصّحابة، وهو الّذي تولى قسمة غنائم اليرموك، مات سنة خمس وأربعين على قول الأكثرين. انظر: الإصابة (1/ 561 - 562).

(10)

إسناده ضعيف، وقد أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (4/ 123)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 456)، والطبراني (5/ 136)، ح (4866).

كلهم من طريق فضالة بن مفضل أبو ثوابة المصري به، وفضالة ضعيف، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5، 323): "رواه الطبراني، وفيه فضالة بن المفضل وهو ضعيف".

والحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر وأبي هريرة رضي الله عنهما.

انظر الحديث رقم (6979) و (6981).

ص: 175

6992 -

حدّثنا أبو الكروس الكلبي، قال: حدّثنا أسد بن موسى، قال: حدّثنا مالك بن إسماعيل

(1)

، قال: حدّثنا أبو بكر بن يحيى

(2)

، عن

⦗ص: 177⦘

أبيه

(3)

، عن أبي هريرة

(4)

قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة"

(5)

.

(1)

ابن درهم النهدي مولاهم أبو غسان الكوفي.

(2)

ابن النضر الأنصاري السلمي المدني.

قال الذهبي: "لا وثّق، ولا ضعف، ما كأنه قوي"، وقال ابن حجر:"مستور".

ميزان الاعتدال (6/ 188)، تقريب التهذيب (ص: 1119).

(3)

هو: يحيى بن النضر الأنصاري السلمي المدني.

(4)

أبو هريرة رضي الله عنه هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (6981).

ص: 176

6993 -

حدّثنا محمّد بن يحيى

(1)

، قال: حدّثنا ابن أبي مريم

(2)

ح،

وأخبرني العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي، قالا: حدّثنا ابن لهيعة

(3)

، عن أبي يونس

(4)

، عن أبي هريرة

(5)

أنّه سمع أبا القاسم

(6)

صلى الله عليه وسلم يقول: "الحرب خدعة"

(7)

.

(1)

الذهلي.

(2)

هو: سعيد بن الحكم بن محمّد، المعروف بابن أبي مريم الجمحي، مولاهم، أبو محمّد المصري.

(3)

هو: عبد الله بن لهيعة بن عقبة، أبو عبد الرّحمن الحضرمي المصري.

(4)

هو: سُليم بن جُبير الدَّوْسي، أبو يونس المصري -مولى أبي هريرة - (ت 123 هـ).

قال النسائي: "ثقة"، وذكره ابن حبَّان في الثقات. ووثقه الذهبي، وابن حجر.

الثقات لابن حبّان (4/ 330 - 331)، تهذيب الكمال (11/ 343)، الكاشف (1/ 310)، تقريب التهذيب (صـ: 404).

(5)

أبو هريرة رضي الله عنه هو موضع الالتقاء مع مسلم

(6)

نهاية (ل 5/ 185/ أ) من: (ل)، وقد تقدّم هذا الحديث على سابقه في (ل).

(7)

انظر الحديث رقم (6981).

ص: 177

6994 -

ز- حدّثنا محمّد بن مسلم بن واره، قال: حدثني عاصم بن

⦗ص: 178⦘

يزيد العمري

(1)

، قال: حدّثنا عبد الله بن عبد العزيز الليثي

(2)

، قال: سمعت ابن شهاب

(3)

يحدث عن عطاء بن يزيد

(4)

، عن أبي أيوب

(5)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل الكذب إِلَّا في ثلاث

(6)

: الرَّجل يكذب امرأته يرضيها بذلك".

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة، والرجل يمشي بين رجلين يصلح

⦗ص: 179⦘

بينهما"

(7)

.

(1)

ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال:"ربما أغرب".

الثقات لابن حبّان (8/ 506)، وله ذكر في الجرح والتعديل (6/ 352).

(2)

هو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله الليثي، أبو عبد العزيز المدني.

ضعفه البخاريّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم. قال الجوزجاني:"يروي عن الزّهريّ مناكير، بعيدٌ عن أوعية الصدق"، وقال ابن حبّان: "كان ممّن اختلط بأخرة، حتّى كان يقلب الأسانيد وهو لا يعلم، ويرفع المراسيل من حيث لا يفهم، فاستحق الترك

". قال ابن حجر: "ضعيف، واختلط بآخرة".

التاريخ الكبير للبخاري (5/ 140)، أحوال الرجال للجوزجاني (صـ: 130)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (صـ: 145)، الجرح والتعديل (5/ 103)، المجروحين لابن حبّان (2/ 8)، تقريب التهذيب (صـ: 523).

(3)

هو: محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب أبو بكر الزّهريُّ.

(4)

الليثي، أبو محمّد، أو أبو زيد.

(5)

هو: خالد بن زيد بن كليب، أبو أيوب الأنصاري. شهد العقبة وبدرًا وما بعدها إلى أن توفي سنة اثنتين وخمسين، وقيل قبلها رضي الله عنه. الإصابة (1/ 405).

(6)

في (ل): (ثلاثة).

(7)

إسناده ضعيف، عبد الله بن عبد العزيز الليثي ضعيف، ولم أقف على من خرّجه سوى المصنِّف. وله شاهد من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.

أخرجه مسلم (كتاب البرّ والصلة والآداب -باب تحريم الكذب وبيان المباح منه - ح (101)، (4/ 2011 - 2012).

وأخرجه أحمد (6/ 404)، وأبو داود (5/ 219 - 220) ح (4921).

وله شاهد آخر من حديث أسماء بنت يزيد.

أخرجه أحمد (6/ 459، 461)، والترمذي (4/ 292) ح (1939).

ص: 177

6995 -

ز - حدّثنا أبو يوسف القلوسي

(1)

، قال: حدّثنا يعقوب بن محمّد الزّهريُّ

(2)

، قال: حدّثنا ابن وهب، عن يونس

(3)

، عن الزّهريّ، عن عبد الرّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك

(4)

، عن أبيه

(5)

، عن عمه عبيد الله

(6)

، وكان قائد أبيه، عن كعب بن مالك، أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد غزوًا ورّى بغيره وأظهر أنّه يريد غيرها وكان يقول: "الحرب

⦗ص: 180⦘

خدعة"

(7)

.

(1)

هو: يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري أبو يوسف القُلُوسِيُّ.

(2)

هو: يعقوب بن محمّد بن عيسى الزّهريُّ القرشي، أبو يوسف المدني.

(3)

ابن يزيد الآيلي.

(4)

الأنصاري السلمي، أبو الخطّاب المدني.

(5)

(عن أبيه) ليست في (ل)، وكذا ليست في إتحاف المهرة [4/ 284 / ب] النسخة التركية، وهو: عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي المدني.

(6)

ابن كعب بن مالك الأنصاري السلمي، أبو فضالة المدني.

(7)

في إسناده ضعف.

وقد أخرجه أبو داود في السنن (3/ 99) ح (2637)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 150)، عن محمّد بن عبيد، عن ابن ثور، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه به.

وأخرجه عبد الرزّاق (5/ 397) ح (9744)، وعنه أحمد (6/ 387)، ومن طريق عبد الرزّاق -أيضًا- ابن جرير في تهذيب الآثار (4/ 124) عن معمر به.

والحديث أصله في الصحيحين؛ أخرجه البخاريّ: (كتاب المغازي -باب حديث كعب بن مالك - ح (4418)، (7/ 717 فتح)، ومسلم:(كتاب التوبة -باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه - ح (53)، 4/ 2120).

وليس فيهما قوله: "وكان يقول الحرب خدعة".

وهذه اللفظة ثابتة في الصحيحين من حديث جابر وأبي هريرة رضي الله عنهما، انظر الحديث رقم (6979) و (6981).

ص: 179

6996 -

ز- حدّثنا أبو يوسف الفارسي

(1)

، قال: حدّثنا زيد بن المبارك

(2)

، قال: أخبرنا ابن ثور

(3)

، عن معمر، عن الزّهريّ، عن عبد الرّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: قال -يعني كعب بن مالك- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوًا ورّى

⦗ص: 181⦘

بغيره، وكان يقول:"الحرب خدعة"

(4)

.

(1)

هو: يعقوب بن سفيان الفسوي.

(2)

اليماني الصنعاني.

(3)

هو: محمّد بن ثور، أبو عبد الله الصنعاني، ومعمر هو: ابن راشد الأزدي.

(4)

إسناده حسن، وانظر الحديث السابق رقم (6995).

ص: 180

6997 -

ز - حدّثنا محمّد بن يحيى

(1)

، قال: حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزّهريّ، عن /

(2)

عبد الرّحمن بن كعب بن مالك

(3)

، عن أبيه، قال: كان -يعني

(4)

النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "الحرب خدعة"

(5)

.

(1)

هو: الذهلي، وعبد الرزّاق هو: الصنعاني.

(2)

نهاية (ل 5/ 185/ ب).

(3)

الأنصاري السلمي أبو الخطّاب المدني.

(4)

"يعني" ليست في (ل).

(5)

إسناده صحيح، وانظر الحديث رقم (6995).

ص: 181

6998 -

ز حدّثنا أبو الكروس

(1)

، قال: حدّثنا نعيم

(2)

، عن ابن المبارك

(3)

، عن معمر، عن الزّهريّ، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الحرب خدعة"

(4)

.

(1)

هو: محمّد بن عمرو بن تمام الكلبي.

(2)

ابن حمّاد بن معاوية الخزاعي، أبو عبد الله المروزي.

(3)

هو: عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم، أبو عبد الرّحمن المروزي.

(ت 181 هـ). أحد الأئمة الأعلام. أثنى عليه ووثقه غير واحد من أهل العلم. وقال الذهبي: "الإمام شيخ الإسلام عالم زمانه، وأمير الأتقياء في وقته، الحافظ الغازي أحد الأعلام

وقال: وحديثه حجة بالإجماع". سير أعلام النُّبَلاء (/ 8/ 378 - 421).

وانظر: تاريخ بغداد (10/ 152 - 169)، تهذيب الكمال (16/ 5 - 25).

(4)

إسناده حسن. وانظر الحديث رقم (6995).

ص: 181

6999 -

ز حدّثنا محمّد بن عوف

(1)

، قال: حدّثنا أبو المغيرة

(2)

، قال: حدّثنا صفوان بن عمرو

(3)

، عن عمرو بن عثمان بن جابر

(4)

، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة"

(5)

.

(1)

الطائي.

(2)

هو: عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، أبو المغيرة الشامي الحمصي. (ت 212 هـ).

وثقه العجلي، والدارقطني، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال أبو حاتم:"كان صدوقا"، وقال النسائي "لا بأس به". ووثقه الذهبي، وابن حجر.

معرفة الثقات للعجلي (2/ 100)، الجرح والتعديل (6/ 56)، الثقات لابن حبّان (8/ 419)، سؤالات البرقاني (صـ: 47)، الكاشف (2/ 180)، تقريب التهذيب (ص: 618).

(3)

ابن هرم السكسي، أبو عمرو الحمصي.

(4)

ويقال عثمان بن جابر، له ذكر في التاريخ الكبير (6/ 215) رقم (2205)، وفي الجرح والتعديل (6/ 145)، وبيان خطأ البخاريّ رقم (370)، وتوضيح المشتبه (1/ 193)، وذكره الفسوي في المعرفة والتاريخ، (2/ 332) في الطبقة العلّيا من تابعي أهل الشّام، وذكره ابن حبّان في الثقات (5/ 155).

(5)

في إسناده عثمان بن جابر أو عمرو بن عثمان لم يوثقه غير ابن حبّان.

وقد أخرجه أحمد في المسند (3/ 224)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 332) من طريق أبي اليمان، وأخرجه أحمد أيضًا (3/ 224)، وابن جرير في تهذيب الآثار (4/ 129) من طريق أبي المغيرة، وأخرجه ابن جرير -أيضًا- في تهذيب الآثار (4/ 129) من طريق عمرو بن مالك النكري عن بشر بن إسماعيل: كلهم عن صفوان بن عمرو به.

والحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر وأبي هريرة رضي الله عنهما، انظر الحديث رقم (6879) و (6981).

ص: 182

7000 -

ز - حدثني محمّد بن سليمان البصري

(1)

-بأنطاكية

(2)

- قال: حدّثنا قيس بن حفص

(3)

ح،

وحدثنا أبو قلابة

(4)

، قال: حدّثنا سليمان بن داود المنقري

(5)

، قالا:

⦗ص: 184⦘

حدّثنا مسلمة بن علقمة

(6)

، قال: حدّثنا داود بن أبي هند وهو داود بن دينار مولى بني قشير

(7)

، عن شهر بن حوشب

(8)

، عن

⦗ص: 185⦘

الزبرقان

(9)

، عن النّواس بن سمعان

(10)

، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الحرب خدعة"

(11)

وهو حديث مختصر.

(1)

هو: محمّد بن سليمان بن هشام اليشكري البغدادي، البصري الأصل.

(2)

"أنطاكية" بالفتح ثمّ السكون، والياء مخففة؛ من الثغور الشامية، وهي من أعيان البلاد وأمهاتها، بينها وبين حلب يوم وليلة. انظر: معجم البلدان (1/ 316 - 320).

(3)

ابن القعقاع التميمي الدارمي مولاهم أبو محمّد البصري. (ت 227 هـ). وثقه ابن معين، والدارقطني، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال:"يغرب". وقال العجلي: "لا بأس به"، وقال أبو حاتم:"شيخ". قال ابن حجر: "ثقة، له أفراد".

معرفة الثقات للعجلي (2/ 220)، الجرح والتعديل (7/ 95)، الثقات لابن حبّان (9/ 15)، تهذيب الكمال (24/ 23)، تهذيب التهذيب (8/ 390)، تقريب التهذيب (ص: 803).

(4)

عبد الملك بن محمّد أبو قلابة الرقاشي.

(5)

الشاذكوني، أبو أيوب البصري، (ت 234 هـ).

والمِنْقَري: بكسر الميم، وسكون النون، وفتح القاف والراء؛ هذه النسبة إلى بني منقر بن عبيد بطن من تميم. انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 396).

قال ابن معين: "ليس بثقة ولا مأمون، إذا بلغه حديث عن إنسان قلبه على غيره، لا ينبغي أن يكتب عنه الحديث ولا كرامة"، وقال مرّة:"يكذب، ويضع الحديث"، وقال البخاريّ:"فيه نظر"، وقال أبو حاتم:"ليس بشيء، متروك الحديث"، وقال النسائي:"ليس بثقة". وقد ذكره من جملة الضعفاء: العقيلي، والدارقطني، وابن الجوزي، والذهبي. التاريخ الصغير للبخاري (2/ 334)، سؤالات ابن الجنيد (صـ: 281)، تاريخ هاشم الطبراني (صـ: 34)، الضعفاء للعقيلي (2/ 128)، الجرح =

⦗ص: 184⦘

= والتعديل (4/ 115)، الضعفاء والمتروكون للدارقطني (ص: 226)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 18)، ديوان الضعفاء (ص: 171)، ميزان الاعتدال (2/ 395).

(6)

المازني، أبو محمّد البصري.

وثقه ابن سعد، وابن معين، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال أبو زرعة:"لا بأس به، يحدث عن داود بن أبي هند أحاديث حسان"، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث". وضعفه أحمد بن حنبل، وقال النسائي:"ليس بالقوي". قال ابن حجر: "صدوق له أوهام".

الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 260)، التاريخ لابن معين (2/ 565)، العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/ 523 - 524)، الجرح والتعديل (8/ 267 - 268)، الثقات لابن حبّان (9/ 180)، تهذيب الكمال (27/ 567)، تقريب التهذيب (ص: 942).

(7)

هو: داود بن أبي هند دينار القشيري مولاهم أبو بكر -ويقال أبو محمّد- البصري.

(8)

الأشعري أبو سعيد الشامي الحمصي ويقال الدمشقي. (ت 112 هـ).

وثقه ابن معين، وأحمد، والعجلي، والفسوي. وضعفه موسى بن هارون، وابن سعد.

وقال النسائي، وابن عدي، والدارقطني:"ليس بالقوي"، وقال الدارقطني مرّة:"ضعيف"، وقال ابن حبّان:"كان ممّن يروي عن الثقات المعضلات، وعن الأثبات المقلوبات". وقال ابن حجر: "صدوق، كثير الإرسال والأوهام".

الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 449)، التاريخ لابن معين (2/ 260)، معرفة الثقات للعجلي (1/ 461)، المعرفة والتاريخ للفسوي (2/ 426)، الضعفاء والمتروكين للنسائى (ص: 134)، الجرح والتعديل (4/ 382 - 383)، المجروحين لابن حبّان =

⦗ص: 185⦘

= (1/ 361)، الكامل لابن عدي (4014)، سنن الدارقطني (1/ 103 - 104)، تهذيب الكمال (12/ 583)، تقريب التهذيب (ص: 441).

(9)

الزبرقان الشامي. له ذكر في التاريخ الكبير للبخاري (1/ 398)، والجرح والتعديل (3/ 610)، وذكره ابن حبّان في الثقات (4/ 265)، وقال:"شيخ يروي عن النواس بن سمعان، روى داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عنه، لا أدري من هو، ولا ابن من هو".

(10)

ابن خالد بن عمرو العامري، الكلابي، ويقال الأنصاري. له ولأبيه صحبة رضي الله عنهما. انظر: الإصابة (3/ 576).

(11)

إسناده ضعيف، فيه محمّد بن سليمان البصري، وسليمان بن داود الشاذكوني ضعيفان، والزبرقان مجهول، وقد أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (4/ 125) من طريق عمرو بن مالك النكري، عن مسلمة بن علقمة به.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 323): "رواه الطبراني، وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف".

والحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر وأبي هريرة رضي الله عنهما انظر: الحديث رقم (6979) و (6981).

ص: 183

7001 -

ز- وحدثني أبو علي محمّد بن زياد البصري

(1)

، -المعروف بالمكي صاحب بكار القاضي-، قال: حدثنا عبد الله بن عمرو الواقفي

(2)

،

⦗ص: 186⦘

قال: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز

(3)

، عن مكحول

(4)

، عن جُبير بن نُفَير

(5)

، عن عوف بن مالك

(6)

، أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الحرب خدعة"

(7)

.

(1)

لم أجد له ترجمة.

(2)

كذا في: (ك)، (ل)(الواقفي) بالفاء، وفي مصادر ترجمته (الواقعي) بالعين المهملة، =

⦗ص: 186⦘

= وكذا في معجم الطبراني، والإسماعيلي. وهو عبد الله بن عمرو بن حسان الواقعي البصري.

(3)

ابن أبي يحيى التنوخي، أبو محمّد الدمشقي.

(4)

الشامي، أبو عبد الله الدمشقي. (ت 113 هـ وقيل بعدها).

وثقه العجلي، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"كان من فقهاء أهل الشّام وربّما دلّس". وقال ابن خراش: "صدوق". وقال ابن حجر: "ثقة فقيه كثير الإرسال مشهور". معرفة الثقات للعجلي (2/ 296)، الثقات لابن حبّان (5/ 447)، تهذيب الكمال (28/ 472)، تقريب التهذيب (ص: 969).

(5)

ابن مالك بن عامر الحضرمي، أبو عبد الرّحمن الشامي الحمصي.

(6)

ابن أبي عوف، أبو عبد الرّحمن الأشجعي الغطفاني.

قال الواقدي: "شهد عوف بن مالك خيبر مسلمًا، وكانت راية أشجع مع عوف بن مالك يوم فتح مكّة

ومات سنة ثلاث وسبعين".

طبقات ابن سعد (4/ 280 - 281)، الإصابة (3/ 43).

(7)

إسناده ضعيف جدًّا، أخرجه الطبراني (18/ 53) ح (95)، والإسماعيلي في معجمه (2/ 796 - 797) ح (400) كلاهما من طريق المصنِّف.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 323): "رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن عمرو الواقعي وهو ضعيف". والحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر وأبي هريرة رضي الله عنهما. انظر الحديث رقم (6979) و (6981).

ص: 185

7002 -

ز - حدثني أبو يوسف الفارسي، قال: حدّثنا إبراهيم بن

⦗ص: 187⦘

المنذر

(1)

، قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي ثابت

(2)

، عن إبراهيم بن هاني الأشجعي

(3)

، قال: حدثتني أمي وهي ابنة نعيم بن مسعود الأشجعي

(4)

، عن أبيها

(5)

، [قال]

(6)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة"

(7)

.

(1)

هو الحزامي المدني.

(2)

هو: عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز القرشي الزهري، المعروف بابن أبي ثابت المدني.

(ت 197 هـ). ضعفه ابن معين، والبخاري، والترمذي، والدارقطني، وغيرهم. وقال أبو حاتم، والنسائي:"متروك الحديث". وقال ابن حجر: "متروك"، احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه". الضعفاء الصغير للبخاري (ص: 151)، سنن الزمذي (3/ 221)، تاريخ الدارمي (ص: 169)، الضعفاء والمتروكين للنسائي:(ص: 168)، الجرح والتعديل (5/ 390 - 391)، العلل للدارقطني (1/ 220)، تقريب التهذيب (ص: 614 - 615).

(3)

ويقال له أيضًا: إبراهيم بن صابر الأشجعي، كما في الإكمال لابن ماكولا (5/ 155)، وتهذيب الكمال (29/ 491) في ترجمة نعيم ابن مسعود الأشجعي ولم أقف فيه على جرح ولا تعديل، ولا ترجمة في مصدر آخر.

(4)

هي: زينب بنت نعيم بن مسعود بن عامر الأشجعي. لم أجد لها ترجمة، إِلَّا ما جاء في الإصابة (3/ 568) في ترجمة نعيم بن مسعود، قال:"وروى عنه ولداه: سلمة وزينب".

(5)

هو: نعيم بن مسعود بن عامر، أبو سلمة الأشجعي.

صحابي مشهور، أسلم ليالي الخندق، يقال: هو الّذي أوقع الخلف بين الحيين -قريظة وغطفان- في وقعة الخندق، قتل في أول خلافة على قبل قدومه البصرة في وقعة الجمل، وقيل مات في خلافة عثمان رضي الله عنه. الإصابة (3/ 568).

(6)

من: (ل).

(7)

نهاية (ل 5/ 186 / أ).

وإسناد الحديث ضعيف جدًّا، عبد العزيز بن أبي ثابت متروك الحديث. =

⦗ص: 188⦘

= وقد أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (4/ 130) من طريق عبد العزيز بن عمران -وهو ابن أبي ثابت-، عن إبراهيم بن صابر الأشجعي، عن أبيه، عن أمه ابنة نعيم بن مسعود الأشجعي عن أبيها به.

وإبراهيم وأبوه وابنة نعيم لم أقف لهم على ترجمة.

والحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر وأبي هريرة رضي الله عنهما انظر الحديث رقم (6979) و (6981).

ص: 186

[باب]

(1)

بيان الخبر الموجب على الموجَّه لقتال المشركين وداعيهم إلى الإسلام أن ييسر في العرض عليهم ولا

(2)

يشدد، ويسكِّنَهم ولا يفزعهم فينفِّرهم.

(1)

من: (ل).

(2)

(لا) ليست في (ل).

ص: 188

7003 -

حدّثنا الصغاني وعبد الملك بن عبد الحميد الميموني، قالا: حدّثنا: روح بن عبادة

(1)

، قال: حدّثنا شعبة

(2)

، قال: سمعت أبا التيّاح، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول

(3)

عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"يَسِّروا ولا تعسّروا، وسكِّنوا ولا تنفِّروا"

(4)

.

(1)

ابن العلاء بن حسّان القيسي، أبو محمّد البصري.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (ل): (يحدث).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الأمر بالتيسير وترك التنفير - ح (8)، =

⦗ص: 189⦘

= (3/ 1359).

وأخرجه البخاريّ: (كتاب الأدب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "يسروا ولا تعسروا" - ح (6125)، (10/ 541 فتح).

ص: 188

7004 -

حدّثنا الصغاني

(1)

، قال: حدّثنا أبو النضر

(2)

، قال: حدّثنا شعبة

(3)

، قال أبو التياح أخبرني، قال: سمعت أنس بن مالك يقول -مثله- عن النبي صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

في (ل): (حدّثنا الصغاني أيضًا

).

(2)

هاشم بن القاسم الليثي.

(3)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7003).

ص: 189

7005 -

حدّثنا

(1)

يوسف بن مُسَلَّم، قال: حدّثنا حجاج

(2)

، قال: سمعت شعبة

(3)

يحدث عن أبي التياح، قال: سمعت أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(4)

.

(1)

في (ل): (وحدثنا).

(2)

ابن محمّد المصيصي.

(3)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7003).

ص: 189

7006 -

حدّثنا يونس بن حبيب، وعمّار، قالا: حدّثنا أبو داود

(1)

ح،

⦗ص: 190⦘

وحدثنا إبراهيم بن مرزوق

(2)

، قال: حدّثنا وهب بن جرير

(3)

، قالا: حدّثنا شعبة

(4)

، عن أبي التيّاح، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(5)

.

(1)

سليمان بن داود الطيالسي.

(2)

ابن دينار الأموي، أبو إسحاق البصري.

(3)

ابن حازم بن زيد الأزدي، أبو العباس البصري.

(4)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (7003).

ص: 189

7007 -

حدّثنا الحسن بن علي بن عفان العامري، وأبو البختري عبد الله بن محمّد بن شاكر

(1)

، قالا: حدّثنا أبو أسامة

(2)

، قال: عن

(3)

بريد

(4)

، عن أبي برده، عن أبي موسى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحدًا من أصحابه في بعض أمره قال: "بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا"

(5)

.

(1)

العنبري البغدادي المقرئ.

(2)

أبو أسامة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (ل): (حدّثنا).

(4)

وقع في المطبوع (يزيد) وهو خطأ.

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الأمر بالتيسير وترك التنفير - ح (6)، 3/ 1358).

ص: 190

7008 -

حدّثنا يونس بن حبيب، قال: حدّثنا أبو داود

(1)

ح،

⦗ص: 191⦘

وحدثنا الصغاني، قال: حدّثنا أبو النضر

(2)

/

(3)

، قالا: حدّثنا شعبة

(4)

، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذًا إلى اليمن وقال لهما: "تَطَاوعا، ويسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا"

(5)

.

(1)

سليمان بن داود الطيالسي.

(2)

هاشم بن القاسم الليثي.

(3)

نهاية (ل 5/ 186 / ب).

(4)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الأمر بالتيسير وترك التنفير - ح (7)، (3/ 1359). وأَخَّرَ قوله "تطاوعا"، وزاد:"ولا تختلفا".

وأيضًا في (كتاب الأشربة -باب بيان أَنّ كلّ مسكر خمر، وأَنّ كلّ خمر حرام - ح (70، 71)، 3/ 1586 - 1587)، وأخرجه البخاريّ:(كتاب الأدب -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "يسروا ولا تعسروا" - ح (6124)، (10/ 541 فتح).

ص: 190

7009 -

حدّثنا سعيد بن مسعود

(1)

، قال: حدّثنا النضر بن شميل، قال: حدّثنا شعبة

(2)

ح،

وحدثنا أبو حميد، قال: حدّثنا حجاج

(3)

، عن شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، قال: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذًا إلى اليمن قال لهما: "يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا،

⦗ص: 192⦘

وتطاوعا"، فقال أبو موسى: يا رسول الله إنّا بأرض يُصنع فيها شراب من العسل يقال له البِتْع

(4)

، وشراب من الشعير يقال له المِزْر

(5)

، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كلّ مسكر حرام"، فلمّا خرجا، قال أحدهما لصاحبه: كيف تقرأ القرآن؟ قال [معاذ]

(6)

: أما أنا فأنام، ثمّ أقوم فأحتسب قومتي بنومتي -وقال حجاج: أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي-[وقالا:]

(7)

وقال أبو موسى: أنها أنا فأقرأه قائما وقاعدًا ومضطجعًا -وزاد حجاج: وراكبًا وماشيًا، وذكر أشياء مع ذلك-. وقالا جميعا: أتفوقه تفوقًا

(8)

، فكان صنيع معاذ كان أفضلهما، فلمّا قدما كان لكل واحد منهما فسطاط

(9)

-وقال حجاج: فلمّا مضيا كان لكل واحد

⦗ص: 193⦘

منهما فسطاط، زاد حجاج: وكانا يتزاوران- وقالا جميعا: فأتى معاذ أبا موسى، فإذا رجل كان يهوديًّا فأسلم

(10)

ثمّ تهود، فقال أبو موسى: هذا رجل أسلم ثمّ تهود، وقد أقسمت أن لا أبرح حتّى أقتله، قال معاذ: وأنا أقسم أن لا أبرح حتّى أقتله

(11)

.

(1)

ابن عبد الرّحمن أبو عثمان المروزي.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم في الطريقين.

(3)

ابن محمّد المصيصي كما في إتحاف المهرة (10/ 69).

(4)

(البِتْع): بكسر الباء، وسكون التاء؛ نبيذ العسل، كذا فسره أبو بردة كما في صحيح البخاريّ (7/ 660) فتح. وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 176)، النهاية (1/ 94).

(5)

(المزْر): بكسر الميم، وسكون الزاي نبيذ يتخذ من الشعير، كذا فسره أبو بردة كما في صحيح البخاريّ (7/ 660) فتح.

وقيل من الحنطة والذرة. انظر: غريب الحديث (الموضع السابق)، النهاية (4/ 324).

(6)

من: (ل).

(7)

من: (ل).

(8)

قوله (أتفوقه تفوقا): يعني قراءة القرآن، أي لا أقرأ وِرْدي منه دفعةً واحدةً، ولكن أقرأه شيئًا بعد شيء في ليلي ونهاري، مأخوذ من فواق الناقة، لأنها تُحلب ثمّ تُراح حتّى تَدِرَّ ثمّ تحلب. النهاية (3/ 480).

(9)

(فسطاط): -بكسر الفاء وضمها- بيت من شعر. لسان العرب (7/ 371). مادة: =

⦗ص: 193⦘

= "فسط"، وانظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 564).

(10)

نهاية (ل 5/ 187 / أ).

(11)

انظر الحديث رقم (7008).

وليس في صحيح مسلم (

فقال أبو موسى: يا رسول الله إنا بأرض

إلخ).

وقد أخرج البخاريّ الحديث بذكر ذلك في (كتاب المغازي -باب بعث أبي موسى ومعاذٍ إلى اليمن قبل حجة الوداع - ح (4344، 4345)، (7/ 660 فتح).

ص: 191

7010 -

حدّثنا هلال بن العلاء، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبيد الله بن عمرو

(1)

، عن زيد بن أبي أنيسة، عن سعيد بن أبي بردة، قال: حدّثنا أبو بردة، عن أبي موسى قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل إلى اليمن فقال: "انطلقا، فادعُوَا النَّاس إلى الإسلام، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، ويَسِّرا ولا تُعَسِّرا"، قال: قلت: يا رسول الله! أفتني في شرابين كنَّا نصنعهما باليمن -وذكر الحديث بمعناه-

(2)

.

(1)

عبيد الله بن عمرو هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7008) و (7009).

ص: 193

7011 -

حدّثنا محمّد بن كثير الحراني

(1)

، قال: حدّثنا محمّد بن وهب

(2)

، قال: حدّثنا محمّد بن سلمة

(3)

، عن أبي عبد الرحيم

(4)

، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة

(5)

، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، قال: بعثني نبي الله صلى الله عليه وسلم ومعاذا إلى اليمن ندعو إلى الإسلام، وأمرنا أن ينزل أحدنا قريبا من صاحبه، وأمرنا بأن يأتي أحدنا صاحبه -وذكر الحديث-

(6)

.

(1)

هو: محمّد بن يحيى بن محمّد بن كثير الكلبي، أبو عبد الله الحرّاني.

(2)

ابن عمر بن أبي كريمة، أبو المعالي الحزاني.

(3)

ابن عبد الله الباهلي مولاهم أبو عبد الله الحراني.

(4)

هو: خالد بن أبي يزيد -ويقال ابن يزيد- القرشي الأموي مولاهم الحرَّاني.

(5)

زيد بن أبي أنيسة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(6)

انظر الحديث رقم (7008) و (7009).

ص: 194

[باب]

(1)

بيان حظر تمني لقاء العدو ووجوب مصابرتهم إذا التقى المسلمون معهم، والدليل على أنّهم يُتركون ما تركوا المسلمين إلَّا منْ يجبُ [على]

(2)

المسلمينَ غزوهم، ودعوتهم إلى الإسلام وبيان الدعاء لمن أراد أنْ يغزو.

(1)

من: (ل).

(2)

من: (ل).

ص: 195

روى زيد بن أخزم

(1)

، قال: حدّثنا أبو عامر العقدي، قال: عن

(2)

المغيرة بن عبد الرّحمن، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال

(3)

: "لا تتمنوا لقاء العدو؛ وإذا لقيتموهم فاصبروا"

(4)

.

⦗ص: 196⦘

رواه أحمد هو ابن عبدة

(5)

عنه.

من هنا لم يخرجاه.

(1)

الطائي، النبهاني، أبو طالب البصري. (ت 257 هـ). وثقه أبو حاتم، والنسائي، والدارقطني، ومسلمة، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال:"مستقيم الحديث".

وكذا وثقه الذهبي، وابن حجر.

الجرح والتعديل (3/ 556 - 557)، الثقات لابن حبّان (8/ 251)، تاريخ بغداد (8/ 447)، تهذيب التهذيب (3/ 393)، تقريب التهذيب (ص: 350).

(2)

في (ل): (حدّثنا).

(3)

نهاية (ل 5/ 187 / ب).

(4)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم في صحيحه موصولًا قال: حدّثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد، قالا: حدّثنا أبو عامر العقدي به (كتاب الجهاد والسير - باب كراهة تمني لقاء العدو والأمر بالصبر عند اللِّقاء - ح (19)، 3/ 1362).

وأخرجه البخاريّ -تعليقا-: (كتاب الجهاد والسير -باب لا تمنوا لقاء العدو - ح =

⦗ص: 196⦘

= (3026)، (6/ 181 فتح).

(5)

(هو ابن عبدة) ليست في (ل)؛ ولم أجد له ترجمة.

ص: 195

7012 -

ز - حدّثنا أبو داود السجستاني، قال: حدّثنا نصر بن علي

(1)

، قال: أخبرني أبي

(2)

، قال: حدّثنا المثنى بن سعيد

(3)

، عن قتادة

(4)

، عن أنس بن مالك، قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: "اللَّهُمَّ! أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل"

(5)

.

(1)

ابن نصر بن علي الأزدي الجهضمي، أبو عمرو البصري.

(2)

هو: علي بن نصر بن علي بن صهبان الأزدي الجهضمي، أبو الحسن البصري، (ت 187 هـ). قال ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي:"ثقة" زاد أبو حاتم: "صدوق"، وذكره ابن حبّان في الثقات. ووثقه الذهبي وابن حجر.

الجرح والتعديل (6/ 207)، الثقات لابن حبّان (8/ 460)، تهذيب الكمال (21/ 159)، الكاشف (2/ 258)، تقريب التهذيب (ص: 706).

(3)

الضُّبَعي، أبو سعيد البصري القسَّام الذراع القصير.

(4)

ابن دعامة بن قتادة بن عزيز السدوسي، أبو الخطّاب البصري. جعله ابن حجر في المرتبة الثّالثة من المدلسين.

(5)

إسناده صحيح. وقد أخرجه أبو داود في السنن (3/ 96) ح (2632)، والترمذي في الجامع (5/ 534) ح (3584) وقال:"حسن غريب"، وابن حبّان في صحيحه (11/ 76 - 77) ح (4761) كلهم من طريق نصر بن علي به. =

⦗ص: 197⦘

= وأخرجه أحمد (3/ 184) من طريق عبد الرّحمن بن مهدي، والنسائي في الكبرى (6/ 155) ح (10440) من طريق إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أزهر بن القاسم، كلاهما عن المثنى بن سعيد به.

ص: 196

7013 -

ز - حدّثنا أبو الأزهر

(1)

، قال: حدّثنا أبو قتيبة

(2)

، قال: حدّثنا المثنى القصير، قال: حدّثنا قتادة، عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: "اللَّهُمَّ! أنت عضدي، وأنت ناصري، وبك أقاتل"

(3)

.

(1)

أحمد بن الأزهر.

(2)

هو: سلم بن قتيبة الشَّعيري، أبو قتيبة الخراساني.

(3)

إسناده حسن. وانظر الحديث السابق برقم (7012).

ص: 197

7014 -

ز- حدّثنا طاهر بن خالد بن نزار

(1)

، قال: حدثني أبي، قال: حدّثنا إبراهيم بن طهمان

(2)

، قال: حدثني الحجاج بن الحجاج

(3)

، عن قتادة، عن أبي بردة

(4)

، عن أبي موسى، أَنّه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خاف قومًا قال: "اللَّهُمَّ إنَّا نعوذ بك من شرورهم وندرأك

(5)

في

⦗ص: 198⦘

نحورهم"

(6)

.

(1)

ابن المغيرة أبو الطيب الأيلي.

(2)

ابن شعبة الخراساني، أبو سعيد الهروي.

(3)

الباهلي البصري الأحول.

(4)

ابن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري. قيل اسمه: الحارث، وقيل: عامر.

(5)

في (ل): (ندرأ بك).

(6)

إسناده حسن، والحديث صحيح، فقد أخرجه أبو داود في السنن (2/ 187) ح (1537)، والنسائي في الكبرى (6/ 154) ح (10437) كلاهما عن محمّد بن المثنى، وأحمد في مسنده (4/ 414 - 415) عن علي بن عبد الله، وابن حبّان في صحيحه (11/ 82 - 83) ح (4765) من طريق إسحاق بن إبراهيم، والحاكم (2/ 154) ح (2629) من طريق مسدد، والبيهقي (5/ 253) من طريق محمّد بن أبي بكر: كلهم عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة به.

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، وأكبر ظني أنهما لم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. لكنّ في إسناده مسدد ولم يخرج له مسلم.

وقد أخرجه أحمد (4/ 414) عن أبي داود الطيالسي، وأخرجه -أيضًا- البيهقي (5/ 253) من طريق الطيالسي، عن عمران القطان، عن قتادة به.

ص: 197

7015 -

ز - حدثني جعفر بن محمّد القطان

(1)

، قال: حدّثنا سعيد بن عبد الملك

(2)

، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي

(3)

، عن همام

(4)

، عن قتادة، قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا خاف قومًا قال: "اللَّهُمَّ إنّي أجعلك في نحورهم، وأعوذ بك من شرورهم".

قال همام: فحدثني مطر

(5)

، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن

⦗ص: 199⦘

النبي صلى الله عليه وسلم بذلك

(6)

.

(1)

هو: جعفر بن محمّد بن الحجاج بن فرقد القطان، أبو الحسن الرقي.

(2)

لعلّه سعيد بن عبد الملك بن واقد الحراني أخو أحمد بن عبد الملك الحراني.

(3)

ابن حسان العنبري، أبو سعيد البصري.

(4)

ابن يحيى بن دينار العَوْذي، أبو عبد الله البصري.

(5)

ابن طهمان الوَرّاق، أبو رجاء الخراساني.

(6)

في إسناده سعيد بن عبد الملك لم أعرفه، وانظر الحديث رقم (7014).

ص: 198

7016 -

ز حدّثنا أبو داود السجزي، قال: حدّثنا مسلم

(1)

، قال: حدّثنا هشام

(2)

، قال: حدّثنا قتادة، عن الحسن

(3)

، عن قيس

(4)

بن عُبَاد

(5)

،

⦗ص: 200⦘

قال: كان أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت

(6)

عند اللِّقاء

(7)

.

قال أبو داود وحدثنا عبيد الله بن عمر

(8)

، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، قال: حدّثنا همام

(9)

، قال: حدثني مطر، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(10)

.

إلى هنا لم يخرجاه.

(1)

ابن إبراهيم الأزدي الفراهيدي مولاهم أبو عمرو البصري.

(2)

ابن أبي عبد الله سنبر الدستوائي، أبو بكر البصري.

(3)

ابن أبي الحسن يسار أبو سعيد البصري (ت 110 هـ)، أحد الأئمة الأعلام.

قال ابن سعد: "كان الحسن جامعًا، عالمًا، رفيعًا، فقيهًا، ثقةً مأمونًا، عابدًا، ناسكًا، كئير العلم، فصيحًا، جميلًا وسيمًا

"، وقال الذهبي: "الإمام

كان كبير الشأن، رفيع الذكر، رأسًا في العلم والعمل

"، وقال ابن حجر: "ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرًا ويدلّس"، وعدّه الحافظ ابن حجر في المرتبة الثّانية من مراتب المدلسين ممّن احتمل الأئمة تدليسه.

الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 157)، الكاشف (1/ 160)، تقريب التهذيب (ص: 236)، تعريف أهل التقديس (ص: 56).

(4)

نهاية (ل 5/ 188/ أ) من: (ل)، وقد سقط ما بعده من:(ل) بمقدار لوحة كاملة.

(5)

القيسي الضبعي، أبو عبد الله البصري. (ت بعد 80 هـ).

وعُبَاد: -بضم العين، وتخفيف الباء-. الإكمال لابن ماكولا (6/ 59 - 60).

وثقه ابن سعد، والعجلي، وابن خراش، والنسائي، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن حجر: "ثقة

مخضرم

ووهم من عدّه في الصّحابة".

الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 131)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 222)، الثقات لابن حبّان (5/ 308)، تهذيب الكمال (24/ 66)، تقريب التهذيب (ص: 800).

(6)

قال ابن الأثير: "هو مثل أن ينادي بعضهم بعضًا، أو يفعل بعضهم فعلًا له أثر، فيصيحُ ويُعرِّف نفسه على طريق الفخر والعجب".

وقيل: أي رفع الصوت بالصراخ وكثرة اللغط، وقيل غير ذلك.

انظر: النهاية (3/ 58)، شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (7/ 364)، بذل المجهود (12/ 181).

(7)

إسناده صحيح، وهو موقوف. وقد أخرجه أبو داود (3/ 113 - 114) ح (2656)، والحاكم في المستدرك (2/ 126) ح (2543) من طريق مسلم بن إبراهيم به.

(8)

القواريري.

(9)

همام هو: ابن يحيى العوذي، ومطر هو ابن طهمان الورَّاق.

(10)

إسناده موصول بما قبله، لكنْ قال الحافظ ابن حجر:"إلّا أنه معلول بطريق هشام المذكورة". إتحاف المهرة (10/ 102).

وقد أخرجه أبو داود (3/ 114) ح (2657)، والحاكم في المستدرك (2/ 127) ح (2544) من طريق عبيد الله القواريري به.

قال الحاكم: "حديث هشام الدستوائي هو أولى بالمحفوظ".

ص: 199

7017 -

حدّثنا الصغاني وأبو أمية، قال: حدّثنا معاوية بن عمرو،

⦗ص: 201⦘

قال: حدّثنا أبو إسحاق الفزاري، عن موسى بن عقبة

(1)

، عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله -وكان كاتبًا لعمر- قال: كتبه إليه عبد الله بن أبي أوفى -يعني إلى عمر بن عبيد الله- حين خرج إلى الحرورية فقرأته، فإذا فيه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه الّتي لقي فيها العدو انتظر حتّى إذا مالت الشّمس قام في النَّاس، فقال:"يا أيها النَّاس لا تمنّوا لقاء العدو وسلوا الله العافية!، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنَّة تحت ظلال السيوف"!، ثمّ قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب! اهزمهم وانصرنا عليهم"

(2)

.

(1)

موسى بن عقبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب كراهة تمني لقاء العدو، والأمر بالصبر عند اللقاء - ح (20)، 3/ 1362)، وأخرجه البخاريّ:(كتاب الجهاد والسير - باب الجنَّة تحت بارقة السيوف - ح (2818)، (6/ 40 فتح).

ص: 200

7018 -

حدّثنا الدنداني

(1)

، قال: حدّثنا عاصم بن يوسف الكوفي، قال: حدّثنا أبو إسحاق الفزاري، عن موسى بن عقبة

(2)

، قال: حدّثنا سالم أبو النضر، قال: كنت كاتبًا لعمر بن عبيد الله فأتاه كتاب من

⦗ص: 202⦘

عبد الله بن أبي أوفى -حين خرج للحرورية-؛ فقرأته فإذا فيه: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه -فذكر مثله-

(3)

.

(1)

هو: موسى بن سعيد بن النعمان الثغري، أبو بكر الطرسوسي المعروف بالدنداني.

والدنداني: بالنون بين الدالين المهملتين المفتوحة بعدهما الألف وفي آخرها نون أخرى؛ لقب له. انظر الأنساب للسمعاني (2/ 497)، كشف النقاب (1/ 196).

(2)

موسى بن عقبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث السابق رقم (7017).

وقد أخرجه البخاريّ أيضًا: (كتاب الجهاد والسير -باب لا تمنوا لقاء العدو - ح (3024، 3025)، (6/ 181 فتح).

ص: 201

7019 -

حدّثنا الدبري، قال: قرأنا على عبد الرزّاق

(1)

، عن ابن جريج، قال: حدثني موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن كتاب رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: عبد الله بن أبي أوفى، أنه كتب إلى عمر بن عبيد الله حين جاء الحرورية يخبره أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه الّتي لقي فيها العدو انتظر حتّى إذا مالت الشّمس قام فيهم، فقال:"يا أيها النّاس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية! فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنّة تحت ظلال السيوف! " ثمّ قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اللَّهُمَّ منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب! اهزمهم وانصرنا عليهم"

(2)

.

وروى أحمد بن سهل

(3)

، قال: حدّثنا زيد بن أخزم، قال: حدّثنا

⦗ص: 203⦘

يعقوب بن إسحاق المقرئ

(4)

، عن وُهيب

(5)

، عن موسى بن عقبة

(6)

.

(1)

عبد الرزّاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7017).

(3)

ابن بحر أبو العباس النيسابوري. (ت 282 هـ). قال الذهبي: "الحافظ الإمام المتقن".

سير أعلام النُّبَلاء (13/ 515).

(4)

هو: يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي، أبو محمّد البصري المقريء.

(5)

ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري.

(6)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم موصولًا من طريق محمّد بن رافع، عن عبد الرزّاق، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة به.

كتاب الجهاد والسير -باب كراهة تمني لقاء العدو والأمر بالصبر عند اللِّقاء - ح (20)، (3/ 1362 - 1363).

ص: 202

7020 -

حدّثنا محمّد بن إسحاق البكائي أبو بكر

(1)

، ومحمد بن إسحاق الصغاني أبو بكر، وعمار بن رجاء، قالوا: حدّثنا يعلى بن عبيد، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد

(2)

، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب، فقال:"اللَّهُمَّ منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم"

(3)

.

(1)

هو: محمّد بن إسحاق بن عون البكائي العامري أبو بكر الكوفي. والبكَّائي: نسبة إلى بني البكاء، وهم من بني عامر بن صعصعة. الأنساب للسمعاني (1/ 382).

(2)

إسماعيل بن أبي خالد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب استحباب النصر عند لقاء العدو - ح (21)، (3/ 1363).

والبخاري: (كتاب التّوحيد -باب قول الله تعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ} ح (7489)، (13/ 471 فتح).

ص: 203

7021 -

حدّثنا أبو داود السجزي، حدّثنا محبوب بن موسى

(1)

،

⦗ص: 204⦘

حدّثنا أبو إسحاق الفزاري

(2)

-حدثني ابن جريج، عن موسى بن عقبة- الّذي تقدّم بمثله -

(3)

قال: "واهزمهم وانصرنا عليهم".

(1)

أبو صالح الأنطاكي الفَرَّاء.

(2)

إبراهيم بن محمّد الفزاري.

(3)

انظر الحديث رقم (7017).

ص: 203

7022 -

حدّثنا علي بن إسماعيل بن الحكم علوية

(1)

-بثلاثة أبواب- قال: حدّثنا يحيى بن يعلى

(2)

، قال: حدّثنا أبي

(3)

، عن

(4)

غيلان

(5)

، عن إسماعيل بن أبي خالد

(6)

بمثله

(7)

.

(1)

أبو الحسن البغدادي.

(2)

ابن الحارث المحاربي، أبو زكريا الكوفي.

(3)

هو: يعلى بن الحارث بن حرب المحاربي، أبو حرب الكوفي، (ت 168 هـ).

وثقه ابن معين، وابن المديني، ويعقوب بن شيية، والنسائي، وذكره ابن حبَّان في الثقات. ووثقه الذهبي، وابن حجر. تاريخ الدارمي (ص: 227)، الثقات لابن حبّان (7/ 653)، تهذيب الكمال (32/ 382)، الكاشف (3/ 258)، تقريب التهذيب (ص: 1090).

(4)

نهاية الساقط من: (ل).

(5)

ابن جامع بن أشعث المحاربي، أبو عبد الله الكوفي، (ت 132 هـ).

وثقه ابن سعد، وابن معين، وابن المديني، ويعقوب بن شيبة، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال الذهبي وابن حجر:"ثقة". الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 352)، الجرح والتعديل (7/ 53)، الثقات لابن حبّان (7/ 310)، تهذيب الكمال (23/ 129)، الكاشف (2/ 323)، تقريب التهذيب (ص: 778).

(6)

إسماعيل بن خالد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(7)

في (ل): (بإسناده مثله)، انظر الحديث رقم (7020).

ص: 204

7023 -

حدّثنا الربيع بن سليمان، قال: حدّثنا أسد بن موسى ح.

وحدثنا جعفر بن محمّد الصائغ، قال: حدّثنا عفان، قالا: حدّثنا حماد بن سلمة

(1)

، عن ثابت، عن أنس أَنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد:"اللَّهُمَّ إنك إنْ تشأ لم تعبد في الأرض"

(2)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب استحباب الدُّعاء بالنصر عند لقاء العدو- ح (23)، 3/ 1363).

من فوائد الاستخراج: بيان أن حمادا هنا هو ابن سلمة، وقد جاء مهملا في صحيح مسلم.

ص: 205

7024 -

حدّثنا أبو أمية، قال: حدّثنا عبيد الله العيشي

(1)

، قال: حدّثنا حماد

(2)

، عن ثابت، عن أنس، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم بمثله

(3)

.

(1)

هو: عبيد الله بن محمّد بن حفص القرشي التيمي، أبو عبد الرّحمن البصري، المعروف بالعيشي.

والعَيْشي: بفتح العين المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الشين المعجمة، نسبة إلى "عائشة" -وهي: عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمي- لأنه من ولد عائشة لذا يقال له: ابن عائشة. انظر: الأنساب (4/ 269).

(2)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث السابق رقم (7023).

ص: 205

7025 -

حدّثنا

(1)

أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدّثنا النضر بن محمّد

(2)

، قال: أخبرنا عكرمة بن عمار

(3)

، قال: حدّثنا أبو زميل، عن ابن

⦗ص: 206⦘

عبّاس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين يوم بدر وهم ألف أو نحو ذلك، ثمّ نظر إلى أصحابه وهم ثلاثمائة أو يزيدون قليلًا، قال: فمد يديه ثمّ استقبل القبلة وجعل يقول: "اللهم آتني ما وعدتني، اللهم أنجز ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الأرض أبدا"، قال: فما زال يدعو مادًّا يديه حتى سقط رداؤه

(4)

.

(1)

في: (ك)(ح حدّثنا)، والتصويب من:(ل).

(2)

ابن موسى الجرُشي، أبو محمّد اليمامي.

(3)

عكرمة بن عمار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم - ح (58)، (3/ 1383 - 1384) مطولا، وفيه "فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه"، وسيأتي في الرواية التالية.

ص: 205

7026 -

حدثنا بكار بن قتيبة

(1)

، قال: حدثنا عمر بن يونس

(2)

، ح

وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عاصم بن علي، قالا: حدثنا عكرمة بن عمار

(3)

، قال: حدثنا أبو زُمَيل، قال: حدثني ابن عبّاس، قال: حدثني عمر بن الخطاب، قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف، ثمّ نظر إلى المشركين

(4)

فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم [القبلة]

(5)

ثمّ مدّ يديه -وعليه رداؤه وإزاره-، ثمّ

⦗ص: 207⦘

قال: "اللهم آتني ما وعدتني! اللهم أنجز ما وعدتني! اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض أبدًا"، فما زال يدعو ويستغيث حتى سقط رداؤه. وذكر الحديث

(6)

.

(1)

ابن أسد بن عبيد الله البكراوي، أبو بكرة البصري.

(2)

ابن القاسم الحنفي، أبو حفص اليمامي. (ت 206 هـ).

(3)

عكرمة بن عمّار اليمامي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

نهاية (ل 5/ 188/ ب).

(5)

من: (ل).

(6)

انظر الحديث السابق رقم (7025).

ص: 206

[باب]

(1)

بيان حظر قتل النساء والصبيان في دار الحرب والغزو.

(1)

من: (ل).

ص: 208

7027 -

حدثنا موسى بن إسحاق الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن نمير

(1)

، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر

(2)

، عن نافع، عن ابن عمر، أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بعض أسفاره امرأة مقتولة فنهى عن قتل النساء والصبيان

(3)

.

(1)

الهَمْداني، أبو هشام الكوفي.

(2)

عبيد الله بن عمر العمري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم قتل النساء والصبيان في الحرب- ح (25)، (3/ 1364). بنحوه. وأخرجه البخاري:(كتاب الجهاد والسير -باب قتل النساء في الحرب - ح (3015)، (6/ 172 فتح).

ص: 208

7028 -

حدثنا ابن ملاعب

(1)

، قال: حدثنا ابن الأصبهاني

(2)

، قال: حدثنا علي بن مسهر

(3)

، قال: حدثنا عبيد الله

(4)

-بإسناده-: وُجد في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم امرأة مقتولة، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء

⦗ص: 209⦘

والولدان

(5)

(6)

.

(1)

هو: أحمد بن ملاعب بن حيّان أبو الفضل المخرّمي البغدادي.

(2)

هو: محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي، أبو جعفر الأصبهاني.

(3)

القرشي، أبو الحسن الكوفي.

(4)

عبيد الله هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

في (ل): (الصبيان).

(6)

انظر الحديث السابق رقم (7027)، وها هنا بلفظ حديث مسلم.

ص: 208

7029 -

حدثنا أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة

(1)

، قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا

(2)

، عن عبيد الله

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال:"وجد في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة مقتولة، فقيل له فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والولدان"

(4)

.

(1)

هو: إبراهيم بن عبد الله بن محمد العبسي، أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة الكوفي.

(2)

ابن مرة الخُلْقاني، الأسدي مولاهم، أبو زياد الكوفي.

(3)

عبيد الله هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7027).

ص: 209

7030 -

حدثنا يوسف بن مسلم، قال: حدثنا حجاج بن محمد ح،

وحدثنا الصغاني

(1)

، عن أبي النضر

(2)

، قالا: حدثنا الليث

(3)

، قال: حدثني نافع، أنّ عبد الله بن عمر، أخبره أنّ امرأةً وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولةً، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم قتل النّساء والصبيان

(4)

.

(1)

نهاية (ل 5/ 189/ أ).

(2)

هاشم بن القاسم، أبو النضر الليثي.

(3)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب تحريم قتل النساء والصبيان في الحرب - ح (24)، (3/ 1364)، وأخرجه البخاري: (كتاب الجهاب والسير، باب قتل =

⦗ص: 210⦘

= الصبيان في الحرب - ح (3014)، (6/ 172 فتح).

ص: 209

7031 -

حدثنا

(1)

أبو أمية، عن أحمد بن يونس

(2)

، عن الليث

(3)

- بمثله: فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم بمثله -

(4)

.

(1)

في (ل): (وحدثنا

).

(2)

هو: أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي، أبو عبد الله الكوفي.

(3)

الليث هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث السابق رقم (7030).

ص: 210

7032 -

حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون أبو بكر السكري الإسكندراني، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا مالك بن أنس وغيره عن نافع

(1)

، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء والصبيان

(2)

. لمالك مجود غريب

(3)

.

(1)

نافع هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7027).

(3)

في (ل): (رواه ابن المبارك وإسحاق بن سليمان، عن مالك -بمثله- مجوّد).

وقد أخرجه أحمد في مسنده (2/ 23) قال: حدثنا عتّاب بن زياد، أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك وفي مسنده أيضًا (2/ 76) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، كلاهما عن مالك به، وإسناده صحيح.

وكذا الحديث في موطأ مالك (2/ 447) ح (9). رواية يحيى بن يحيى (المطبوع)، لكن قال ابن عبد البر في التمهيد (16/ 135) رواه يحيى عن مالك عن نافع مرسلا، وتابعه أكثر رواة الموطأ، ووصله عن مالك عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا جماعة =

⦗ص: 211⦘

= منهم محمد بن المبارك الصوري وعبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن سليمان الرازي، والوليد بن مسلم. وذكر آخرين ثم ساق أسانيدهم.

ص: 210

7033 -

ز - وحدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن

(1)

مالك، عن ابن شهاب

(2)

، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، [عن كعب بن مالك]

(3)

أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الذين قتلوا ابن أبي الحقيق

(4)

حين خرجوا إليه عن قتل الولدان والنساء-. وذكر الحديث، فكان رجل منهم يقول: بَرَّحت بنا

(5)

امرأة ابن أبي الحقيق بالصياح، فأرفع السيف، ثمّ ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكفه، ولولا ذلك لاسترحنا منها

(6)

.

(1)

في (ل): (ثنا) وكذا في إتحاف المهرة [4/ 286/ ب] النسخة التركية.

(2)

هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.

(3)

من: (ل) وإتحاف المهرة لابن حجر [4/ 286/ ب] النسخة التركية، ويدل عليه ما في التمهيد (11/ 66).

(4)

هو: عبد الله بن أبي الحُقيق، ويقال سلّام بن أبي الحُقيق، أبو رافع اليهودي.

كذا قال البخاري في صحيحه (7/ 395) فتح.

(5)

أي شقّت علينا، وأجهدَتْنا بالصياح.

انظر: النهاية (1/ 113)، لسان العرب (2/ 410) مادة: برح.

(6)

في إسناده الوليد بن مسلم، وهو مدلس، وقد صرّح بالسماع كما في نسخة:(ل)، وهو كذلك في شرح معاني الآثار للطحاوي، والمعجم الكبير للطبراني، إلّا أنّه قد خالف أصحاب مالك في رواية هذا الحديث، قال ابن عبد البر في التمهيد =

⦗ص: 212⦘

= (1/ 66): "اتفق رواة الموطأ على رواية هذا الحديث مرسلًا

ولا علمت أحدًا أسنده عن مالك

إلّا الوليد بن مسلم، فإنّه قال فيه: عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك".

وقد أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 221) عن محمد بن عبد الله، والطبراني في المعجم الكبير (19/ 74) ح (146) عن إبراهيم بن دحيم، ثنا أبي، وعن عبد الله بن أحمد، ثنا هشام بن عمّار: ثلاثتهم عن الوليد بن مسلم به.

وأخرجه الطبراني -أيضًا- (19/ 74) ح (145) من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه.

وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 447) ح (8)، وعبد الرزاق (5/ 202) ح (9385) عن معمر، وأبو عبيد في كتاب الأموال (صـ: 48) ح (99) عن حجاج بن الليث، ثلاثتهم (مالك، ومعمر، وحجاج) عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك مرسلًا.

وقال فيه مالك: (حسبت أنه قال عبد الرحمن بن كعب).

وأخرجه إسحاق بن راهويه (2/ 311) ح (1970) المطالب العالية، والشافعي (2/ 118) ح (394) ترتيب المسند، والحميدي (2/ 385 - 386) ح (874)، وسعيد بن منصور (2/ 281) ح (2627)، وابن أبي شيبة (2/ 381 - 382) ح (14061)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 221)، والبيهقي (9/ 77، 78) كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن عمّه.

وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 318) إلى مسند أحمد -ولم أجده- قال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".

وأخرجه الطبراني (19/ 74 - 75) ح (147 - 149)، من طريق محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عبد الله أو عبيد الله بن كعب بن مالك، عن كعب. قال:"عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نقتل صبيًّا ولا امرأة". =

⦗ص: 213⦘

= ووقع في أحد أسانيده (عن عبد الله بن كعب بدون الشك).

وأخرجه الطبراني -أيضًا- (19/ 75) ح (150) من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن عمّه كعب بن مالك.

ص: 211

[باب]

(1)

بيان الخبر المبيح بيات المشركين والغارة عليهم بالليل وقتلهم وإن أصيب في قتلهم نساؤهم وصبيانهم

(2)

حتى قتلوا معهم، والدليل على أن نهيه عن قتل النساء والصبيان هو المتأخر، وعلى أنّ السنة في ترك الغارة بالليل حتى يصبح، وعلى أنّه لا يجوز

(3)

حرق القرية التي فيها مسلم أو الغارة أو نصب المنجنيق

(4)

عليها.

(1)

من: (ل).

(2)

نهاية (ل 5/ 189/ ب).

(3)

في (ل): (لا يحق).

(4)

بفتح الجيم وكسرها، آلة ترمى بها الحجارة. انظر: القاموس المحيط (3/ 225).

ص: 213

7034 -

حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلَّم، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج

(1)

، قال: أخبرني عمرو بن دينار، أنّ ابن شهاب أخبره، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عبّاس، عن الصعب بن جَثَّامَةَ، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: لو أنّ خيلًا أغارت من الليل فأصابت من

⦗ص: 214⦘

أبناء المشركين؟ قال: "هم مع

(2)

آبائهم"

(3)

.

قال ابن جريج: ثم أخبرني عمرو وغيره "أنه نهى عن قتلهم زمن خيبر"

(4)

.

(1)

ابن جريج هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (ل): (من).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد- ح (28)، 3/ 1365)، وأخرجه البخاري:(كتاب الجهاد والسير - باب أهل الدار يبيتون، فيصاب الولدان والذراري - ح (3012)، (6/ 170 فتح).

وفيه: "هم منهم".

(4)

أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (5/ 24)، عن إسحاق الكوسج، عن النضر بن شميل، عن محمد بن عمرو بإسناده.

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (1/ 347) ح (137) من طريق محمد بن عبيد، و (11/ 108) ح (4387) من طريق الفضل بن موسى، كلاهما عن محمد بن عمرو بإسناده، وفيه:"ثم نهى عن قتلهم يوم حنين".

وهذه الزيادة مدرجة في حديث الصعب، قاله الحافظ في الفتح، قال:"وذلك بينٌ في سنن أبي داود فإنّه قال في آخره" قال سفيان: قال الزهري: "ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عن قتل النساء والصبيان" ا. هـ انظر: سنن أبي داود (3/ 123 - 124) ح (2672)، فتح الباري (6/ 171).

ص: 213

7035 -

حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، ومحمد بن الصباح الصنعاني

(1)

، قالا: حدثنا عبد الرزاق

(2)

، حدثنا معمر، عن الزهري، عن

⦗ص: 215⦘

عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: قال الصعب بن جَثَّامَةَ قلت: يا رسول الله! إنا نصيب البيات

(3)

من ذراري المشركين، قال:"هم منهم"

(4)

.

(1)

هو: محمد بن إسحاق بن الصباح الصنعاني.

(2)

عبد الرزاق هو: موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

البيات: أن يقصد العدو في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة.

النهاية (1/ 170)، وانظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 406).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد - ح (27)، (3/ 1365)، وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (7034).

* من فوائد الاستخراج: عبد الرزاق يروي الحديث عن معمر بصيغة حدثنا، وفي مسلم يرويه بصيغة أخبرنا.

ص: 214

7036 -

حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق

(1)

بمثله

(2)

.

قال الزهري: وأخبرني ابن كعب بن مالك، عن عمه، "أن النبي صلى الله عليه وسلم حين وجه إلى ابن أبي الحقيق بخيبر نهى عن قتل النساء والصبيان"

(3)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7035).

(3)

إسناده موصول بما قبله، والحديث في مصنف عبد الرزاق (5/ 202) ح (9385)، وليس في المصنف عن عمّه، وانظر الحديث رقم (7033).

ص: 215

7037 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سفيان بن عيينة

(1)

، عن الزهري، عن عبيد الله

(2)

بن عبد الله، عن ابن عبّاس، "أَنّ

⦗ص: 216⦘

الصعب بن جثامة، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين يُبَيَّتُون فيصاب من نسائهم وذراريهم، فقال:"هم منهم"

(3)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 190/ أ).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد- ح (26)، (3/ 1364).

وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (7034).

ص: 215

7038 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن عمرو

(1)

، عن الزهري

(2)

، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس، عن الصعب بن جثّامة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم-وسألته عن أولاد المشركين أنقتلهم معهم؟ قال: - "نعم، فإنهم منهم"

(3)

.

زاد النضر عن محمد بن عمرو، قال:"ونهى عنهم يوم خيبر"

(4)

.

(1)

ابن علقمة بن وقاص الليثي، أبو عبد الله المدني.

(2)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر. الحديث رقم (3037).

(4)

تقدم تخريجها عند الحديث رقم (7034).

ص: 216

7039 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مسلم بن خالد

(1)

، أنّه سمع ابن

⦗ص: 217⦘

شهاب

(2)

أخبرني عبيد الله بن عبد الله، بإسناده نحوه:"هم منهم"

(3)

.

(1)

ابن قَرْقَرة ويقال ابن جَرْجَرة القرشي المخزومي مولاهم، أبو خالد -ويقال أبو عبد الله- المعروف بالزنجي. (ت 179 هـ وقيل بعدها).

مختلف فيه، قال ابن المديني:"ليس بشيء"، وقال البخاري:"منكر الحديث"، وقال أبو داود، والنسائي:"ضعيف". =

⦗ص: 217⦘

= واختلف قول ابن معين فقوّاه مرة وضعّفه مرة أخرى. وقد ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: "وكان يخطئ أحيانا". وقال ابن عدي: "حسن الحديث، وأرجو أنه لا بأس به". وقال ابن حجر: "فقيه صدوق كثير الأوهام".

التاريخ لابن معين (2/ 561)، التاريخ الكبير للبخاري (7/ 260)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 222)، الضعفاء للعقيلي (4/ 150)، الجرح والتعديل (8/ 183)، الثقات لابن حبّان (7/ 448)، الكامل لابن عدي (6/ 308 - 311)، ميزان الاعتدال (5/ 227 - 228)، تقريب التهذيب (ص: 938).

(2)

ابن شهاب الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7037).

ص: 216

7040 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا ابن أبي الزناد

(1)

، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عيّاش

(2)

عن

⦗ص: 218⦘

الزهري

(3)

بإسناده نحوه

(4)

.

(1)

هو: عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان القرشي مولاهم المدني.

(2)

هو: عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عيّاش القرشي المخزومي أبو الحارث المدني. (ت 143 هـ).

وعيّاش: بياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها، وآخره شين معجمة.

وثقه ابن سعد، والعجلي، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال:"كان من أهل العلم".

وقال ابن معين: "لا بأس به"، وقال أبو حاتم:"شيخ". وضعفه ابن المديني. وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام". الإكمال لابن ماكولا (6/ 64، 71). الطبقات الكبرى لابن سعد (الجزء المتمم ص/ 269)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 75)، تاريخ =

⦗ص: 218⦘

= الدارمي (صـ: 164)، الجرح والتعديل (5/ 224)، الثقات لابن حبّان (7/ 69)، تقريب التهذيب (صـ: 574).

(3)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7037).

ص: 217

7041 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد

(1)

، عن الزهري

(2)

-بإسناده نحوه-

(3)

.

(1)

الليثي مولاهم أبو زيد المدني.

(2)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7037).

ص: 218

7042 -

حدثنا أبو داود السجزي

(1)

، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد

(2)

، قال: أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك، "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُغِير عند صلاة الصبح، وكان يستمع، فإذا سمع أذانًا أمسك، وإلّا أغار"

(3)

.

(1)

في (ل): (السجستاني).

(2)

ابن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الصلاة -باب الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع فيهم الأذان - ح (9)، 1/ 288). وفيه:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير إذا طلع الفجر، وزاد في آخره: فسمع رجلًا يقول الله أكبر الله أكبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "على الفطرة" ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خرجت من النار" فنظروا فإذا هو راعي مِعْزىً. =

⦗ص: 219⦘

= وأخرجه البخاري: (كتاب الأذان، باب ما يحقن بالأذان من الدماء - ح (610)، (2/ 107 فتح) بلفظ: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بنا قوما لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر، فإذا سمع أذانا كف عنهم، وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم

" الحديث.

ص: 218

[باب](1) بيان الإباحة للإمام الحريق في أرض العدو، [وحرق نخلهم وقطعها]

(1)

.

(1)

من: (ل)، ووقع في (ل) تكرار لترجمة الباب.

ص: 219

7043 -

حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا الهيثم بن جميل

(1)

، قال: حدثنا زائدة

(2)

، عن عبيد الله

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حرق علي بني قريظة والنضير نخلًا لهم". فقال حسان

(4)

:

وهان على سراة بني لؤي

(5)

حريق بالبويرة مستطير

(6)

.

⦗ص: 220⦘

قال الهيثم: كنت معه بأرض الروم، فحدثني بهذا الحديث، وأمر

(7)

بالحريق

(8)

(9)

.

(1)

أبو سهل البغدادي، نزيل أنطاكية.

(2)

ابن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي.

(3)

عبيد الله العمري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر: ديوان حسان بن ثابت (ص: 118).

(5)

"سَراة": -بفتح السين وقد تضم- أي: أشراف. انظر: النهاية (2/ 363).

وبني لؤي: المراد به قريش، ولؤى أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لؤى بن غالب بن فهر (قريش). انظر: جمهرة النسب للكلبي (ص 22).

(6)

"البُوَيْرة": -بضم أوله، وبالراء المهملة- تصغير بؤرة وهي الحفرة، وهو موضع =

⦗ص: 220⦘

= منازل بني النضير. قال البلادي: "هي من أموال بني قريظة شرقي العوالي من ظاهر المدينة المنورة، ولم تعد معروفة".

انظر: معجم ما استعجم (1/ 285، 330)، معجم البلدان (1/ 607 - 608)، معجم المعالم الجغرافية (ص: 51)، وكذا لسان العرب (4/ 37)، مادة: بأر.

مستطير: أي: منتشر متفرق؛ كأنه طار في نواحيها. النهاية (3/ 151).

(7)

في (ل): (وأمرني).

(8)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها- ح (31)، (3/ 1366) ولم يرد فيه من طريق عبيد الله بن عمر هذا الشعر، وأخرجه البخاري:(كتاب المغازي -باب حديث بني النضير - ح (4032)، (7/ 383 فتح).

وليس فيهما ذكر بني قريظة، ولم يكن الحريق إلا في بني النضير -الله أعلم-.

(9)

نهاية (ل 5/ 190/ ب).

ص: 219

7044 -

حدثنا أحمد بن مسعود المقدسي

(1)

-ببيت المقدس-، وأحمد بن يحيى بن أبي زنبر -بالصور

(2)

- قالا: حدثنا الهيثم بن جميل، قال:

⦗ص: 221⦘

حدثنا زائدة بن قدامة، قال: حدثنا موسى بن عقبة

(3)

، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير، فقال حسان:[و]

(4)

هان على سراة بني لؤي

حريق بالبويرة مستطير

(5)

.

(1)

أبو عبد الله الخياط، ويكنى بأبي الحسن.

(2)

صور: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره راء، مدينة مشهورة مشرفة على بحر الشام، داخلة في البحر مثل الكف على الساعد، يحيط بها البحر من جميع جوانبها إلا الرابع الذي منه شروع بابها. انظر: معجم البلدان (3/ 492).

(3)

موسى بن عقبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

الواو زيادة من ديوان حسان (ص: 118)، وانظر: الحديث السابق رقم (7043).

(5)

(ك 4/ 31/ أ).

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير، باب جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها، ح (30)، (3/ 1365).

وزاد: وفي ذلك نزلت: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} الآية وسيأتي ذكرها عند أبي عوانة في الحديث التالي، إلّا أَنّه قدّمها على الشعر بخلاف مسلم.

وأخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب حرق الدور والنخيل - ح (3021)، (6/ 179 فتح). مختصرًا، بدون ذكر الآية والشعر.

ص: 220

7045 -

حدثنا محمد بن صالح كِيْلَجَة

(1)

، قال: حدثنا قيس بن حفص، قال: حدثنا خالد بن الحارث

(2)

، عن عبيد الله بن عمر

(3)

، عن

⦗ص: 222⦘

نافع، عن ابن عمر، قال:"حرق رسول الله صلى الله عليه وسلم نخل بني النضير"

(4)

.

[رواه سهل بن عثمان، عن عقبة، عن عبيد الله - بمثله]

(5)

(6)

.

(1)

هو: محمد بن صالح بن عبد الرحمن البغدادي، أبو بكر الأنماطي.

وكيلجة: بكسر الكاف، وسكون الياء، وفتح اللام والجيم، لقب له. انظر: كشف النقاب (2/ 384)، المغني في ضبط أسماء الرجال (ص: 214).

(2)

ابن عبيد، وقيل ابن سليم، وقيل ابن أبي عبيد، واسم أبي عبيد سليم الهجيمي أبو عثمان البصري.

(3)

عبيد الله بن عمر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7043).

(5)

من: (ل).

(6)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم موصولًا قال: حدثنا سهل بن عثمان به.

(كتاب الجهاد والسير، باب جواز قطع أشجار الكفّار وتحريقها، ح (31)، 3/ 1366).

ص: 221

7046 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا زكريا بن عدي، وعمرو بن عثمان

(1)

، قالا: حدثنا ابن المبارك

(2)

، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وحرق، وفيه نزلت هذه الآية: ({مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا}

(3)

، وفي ذلك قال حسان بن ثابت:

وهان على سراة بني لؤي

حريق بالبويرة مستطير

(4)

.

(1)

ابن سيّار الكلابي مولاهم أبو عمرو الرقي.

(2)

عبد الله بن المبارك هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

سورة الحشر الآية رقم (5).

(4)

انظر الحديث رقم (7044).

ص: 222

7047 -

حدثنا يونس [بن عبد الأعلى]

(1)

، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني الليث بن سعد، [ح]

(2)

وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا الليث بن

⦗ص: 223⦘

سعد ح،

وحدثني عمر بن علي البوقي

(3)

-بعين زربة

(4)

- قال: حدثنا داود بن منصور

(5)

، قال: حدثنا الليث بن سعد

(6)

، قال: حدثني نافع، عن ابن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع، وهي البويرة، فأنزل الله عز وجل ({مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ

(7)

وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}

(8)

زاد يونس: ويقول لها حسان:

وهان على سراة بني لؤي

حريق بالبويرة مستطير

(9)

.

⦗ص: 224⦘

ولم يخرج مسلم الشعر

(10)

.

[روى ابن عوف

(11)

، عن محمد بن كثير

(12)

، عن زائدة

(13)

، عن سفيان

(14)

، عن موسى بن عقبة - بهذا مختصرًا

(15)

]

(16)

.

(1)

من: (ل).

(2)

من (ل).

(3)

لم أجد له ترجمة. والبوقي: بضم الباء والواو الساكنة، نسبة إلى بوقة قرية من قرى أنطاكية، وحصن بها أيضا، ومنه عمر بن علي هذا. انظر: الإكمال لابن ماكولا مع تعليقات المعلمي عليه (1/ 484 ت 485). والأنساب المتفقة لابن القيسراني (صـ: 160) توضيح المشتبه (1/ 465) معجم البلدان (1/ 510)، مراصد الاطلاع (1/ 231).

(4)

قال ياقوت الحموي: "عين زَرْبي: بفتح الزاي، وسكون الراء، وباء موحدة، وألف مقصورة يجوز أن يكون من زَرْب الغنم، وهو مأواها وهو بلد بالثغر من نواحي المصيصة". معجم البلدان (4/ 201).

(5)

النسائي، أبو سليمان الثغري.

(6)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم في الأسانيد الثلاثة.

(7)

نهاية (ل 5/ 191/ أ).

(8)

سورة الحشر آية (5).

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها - ح (29)، (3/ 1365). والبخاري -كما تقدم في حديث رقم (7043) -.

(10)

يريد من طريق الليث، وإلّا فقد أخرجه بذكر الشعر من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، انظر: الحديث رقم (7044).

(11)

هو: محمد بن عوف الطائي.

(12)

ابن أبي عطاء الثقفي مولاهم أبو يوسف الصنعاني، نزيل المصيصة، مختلف فيه كما تقدم.

(13)

ابن قدامة الثقفي.

(14)

الثوري.

(15)

إسناده معلق، وقد أخرجه البخاري موصولًا قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي، أخبرنا سفيان به، (كتاب الجهاد والسير -باب حرق الدور والنخيل - ح (3021)، (6/ 179 فتح)، وأخرجه مسلم من طريق ابن المبارك، عن موسى بن عقبة. انظر ح رقم (7044).

(16)

من: (ل).

ص: 222

7048 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود

(1)

،

ح وحدثنا يزيد بن سنان البصري، قال: حدثنا يحيى بن حماد

(2)

، قالا: حدثنا جويرية بن أسماء

(3)

، حدثنا نافع

(4)

، عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع، وهي البويرة، ولها يقول حسان:

⦗ص: 225⦘

[و]

(5)

هان على سراة بني لؤي

حريق بالبويرة [مستطير]

(6)

.

زاد يحيى بن حماد في حديثه قال: فأجابه أبو سفيان بن الحارث

(7)

:

أدام الله ذلك من صنيع

وحرق في نواحيها السعير

(8)

ستعلم أينا منها بِنُزْه

(9)

وتعلم أي أرضينا تضير

(10)

وفي موضع من كتابي:

ستعلم أينا منها يعز

وأي أرضينا تضير

(1)

الطيالسي.

(2)

ابن أبي زياد الشيباني مولاهم أبو بكر البصري.

(3)

ابن عبيد الضبعي، أبو مخارق ويقال أبو أسماء البصري.

(4)

نافع هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

من (ل).

(6)

من (ل).

(7)

ابن عبد المطلب ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوه من الرضاعة، أسلم يوم الفتح، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينا فكان ممن ثبت، مات سنة 15 هـ وقيل سنة 20 هـ. وقد قال هذه الأبيات قبل إسلامه رضي الله عنه وأرضاه-. انظر: الإصابة (4/ 90 - 91).

(8)

/ (ك 4/ 31/ ب).

(9)

"بنزه" أي: بِبُعْدٍ. انظر: النهاية (5/ 43).

(10)

أخرجه مسلم -كما تقدم في الحديث رقم (7044). وليس فيه زيادة يحيى بن حماد "فأجابه أبو سفيان بن الحارث

". وقد أخرجه البخاري بذكر الزيادة -: (كتاب المغازي -باب حديث بني النضير ..... - ح (4032)، (7/ 383 فتح).

ص: 224

‌باب [بيان]

(1)

حظر الغنائم على من كَان قبل هذه الأمة

(2)

، وإباحتها للنبي

(3)

صلى الله عليه وسلم وأمته، وأَنّهَا حلال طيب، والإباحة للإمام أنْ يمنع عن الغزو من لا يصلح له، ويختار من لا يترك خلفه هِمَّة يشتغل قلبه

(4)

بها.

(1)

من: (ل).

(2)

قوله: (قبل هذه الأمة) في (ل): (قبل النبي صلى الله عليه وسلم من الأمم).

(3)

في (ل): (للنبي المصطفى).

(4)

في (ك): "قبله" والتصويب من هامش (ك) وَمن: (ل).

ص: 226

7049 -

حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وأحمد بن يوسف السلمي، قالا: حدثنا عبد

(1)

الرزاق

(2)

، قال: أخبرنا معمر، قال: أخبرنا همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث؛ منها -وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني

(3)

رجل قد ملك بُضْع

(4)

امرأة وهو يريد أن يبني بها ولم يبن، ولا أحد قد بنى بناء له ولم يرفع سقفها، ولا أحد قد اشترى

⦗ص: 227⦘

غنمًا أو خلفات وهو ينتظر ولادها، فغزا فدنا القرية حين صلاة العصر أو قريبًا من ذلك، فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها شيئا، فحبست عليه حتى فتح الله عليه! قال: فجمعوا ما غنموا، فأقبلت النار لتأكل، فأبت أن تطعمه فقال: فيكم غلول

(5)

فليبايعني من كل قبيلة رجل، فبايعوه فلصقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك! قال: فبايعته قبيلته، فلصق بيده يد رجلين أو ثلاثة، فقال: فيكم الغُلول، أنتم غللتم، قال: فأخرجوا له مثل رأس البقرة من ذهب، فوضعوه في المال وهو بالصعيد

(6)

، فأقبلت النّار فأكلته، قال: فلم تحل الغنائم لأحدٍ من قبلنا، ذلك بأنّ الله رأى ضعفنا وعَجْزَنا فطيّبها لنا"

(7)

.

(1)

نهَاية (ل 5/ 191/ ب).

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (ل): (لا ينبغي لرجلٍ).

(4)

بضع: بضم الموحدة وسكون المعجمة، والبضع يطلق على عقد النكاح، والجماع، وعلى الفرج. قال الحافظ ابن حجر:"والمعاني الثلاثة لائقة هنا".

انظر: النهاية (1/ 133)، فتح الباري (6/ 256).

(5)

الغلول: الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة. النهاية (3/ 380).

(6)

أي الأرض، وقيل الصعيد: المرتفع من الأرض، وقيل: الأرض المستوية، وقيل غير ذلك. انظر: لسان العرب (3/ 254) مادة: صعد.

(7)

أخرجه مسلم، (كتاب الجهاد والسير -باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة - ح (32)، 3/ 1366 - 1367)، وأخرجه البخاري:(كتاب فرض الخمس، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحلت لكم الغنائم"، - ح (3124)، (6/ 254 فتح).

ص: 226

7050 -

حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق

(1)

، عن معمر، عن همام بن منبه، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غزا

⦗ص: 228⦘

نبي من الأنبياء، فقال: لا يغزو معي رجل تزوج بامرأة لم يبن بها، ولا رجل له غنم ينتظر ولادها، ولا رجل بنى بناءً لم يفرغ منه، فلمّا أتى المكان الذي يريد، وجاءه عند العصر، فقال للشمس: إنّكِ مأمورة وأنا مأمور! اللهم احبسها

(2)

عليّ ساعة! فحبست له ساعة حتى فتح الله عليه، قال: ثمّ وضعت الغنيمة، فجاءت النّار فلم تأكلها، فقال: إنّ فيكم غلولا، فليبايعني من كلِّ قبيلة رجل! فلصقت يده بيد رجلين أو ثلاثة

(3)

، فقال: إنّ فيكم الغلول، قال: فأخرجوا مثل رأس بقرة من ذهب فألقوه في الغنيمة، فجاءت النار فأكلته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم

(4)

تحل لأحد قبلنا، وذلك أنّ الله رأى ضعفنا فطَيّبها لنا، وزعموا أنّ الشمس لم تحبس لأحدٍ قبله ولا بعده"

(5)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 192/ أ).

(3)

من قوله: (إن فيكم غلولًا

إلى قوله أو ثلاثة) ساقط من: (ل).

(4)

في (ل): (لا).

(5)

انظر الحديث السابق رقم (7049)، إلّا أنّ البخاري ومسلمًا لم يخرجا زيادة "وزعموا أنّ الشمس لم تحبس لأحد قبله ولا بعده". وهي في مصنف عبد الرزاق (5/ 241 - 242) ح (9492).

ويشهد لهذه الزيادة ما أخرجه أحمد في مسنده (2/ 325) من طريق ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الشمس لم تحبس على بشر إلّا ليوشع، ليالي سار إلى بيت المقدس".

قال ابن حجر في فتح الباري (6/ 255): "رجال إسناده محتج بهم في الصحيح".

ص: 227

7051 -

حدثنا يوسف القاضي، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا معاذ بن هشام

(1)

، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة

(2)

، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ نبيًّا من الأنبياء غزا بأصحابه فقال: لا يتبعني رجل منكم بنى دارًا فلم يسكنها، وتزوج امرأة فلم يدخل بها، وله حاجة في الرجوع، فلقي العدو عند غيبوبة الشمس، فقال: اللهم إنّها مأمورة وأَنا مأمور، فاحبسها عليّ حتى تقضي بيني وبينهم! فحبسها الله عليه وفتحوا عليه، فجمعوا الغنائم فلم تأكلها النّار، قال

(3)

: وكانوا إذا غنموا غنيمة بعث [الله]

(4)

عليها النّار فأكلتها"

(5)

وذكر الحديث

(6)

.

(1)

ابن أبي عبد الله سنبر الدستوائي البصري.

(2)

أبو هريرة رضي الله عنه هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (ل): (قالوا).

(4)

من: (ل).

(5)

زاد في (ل): "فقال لهم نبيهم: إنكم قد غللتم"، وذكر الحديث.

(6)

انظر الحديث رقم (7049).

وقد أخرجه من حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة:

النسائي في السنن الكبرى (5/ 277) ح (8878)، وابن حبان في صحيحه (11/ 135) ح (4807).

كلاهما من طريق هشام بن معاذ به.

ص: 229

[باب]

(1)

بيان منع النَّفْل

(2)

من الخمس من له في الغنيمة نصيب، والأخبار المبيحة للإمام أن ينفلهم منه بعد نصيبهم، وأنْ يؤثر به السرية دون الجيش، وصفة الشيء المباح أخذه لواجده أخذه

(3)

بحضرة الإمام قبل القسمة.

(1)

من: (ل).

(2)

النَّفْل: -بسكون الفاء وقد تحرك-: أي الزيادة، والنَّفَل: -بالتحريك- هي الغنيمة.

انظر: النهاية (5/ 99).

(3)

(أخذه) ليست في (ل): وهو أولى.

ص: 230

7052 -

أخبرنا إبراهيم بن مرزوق البصري، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة

(1)

، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: نزلت فيّ أربع آيات

(2)

: أَصبتُ سيفًا يوم بدر، فقلت: يا رسول الله! نفلنيه، فقال:"ضعه من حيث أخذته"، فوضعته، ثمّ قلت: يا رسول الله نفلنيه، فقال:"ضعه من حيث أخذته"، ثمّ عاودته، فقلت: أتجعلني كمن لا غَنَاء له؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ضعه من حيث أخذته" ونزلت هذه الآية: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}

(3)

رواه

⦗ص: 231⦘

غندر هكذا

(4)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 192/ ب).

(3)

سورة الأنفال آية (1).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (34)، 3/ 1367 - 1368).

* من فوائد الاستخراج: فيه تحديد ذكر الغزوة التي أصاب فيها سعد رضي الله عنه السيف، وأنها غزوة بدر.

وقد أخرج الحديث بذكر غزوة بدر أيضا الطيالسي في مسنده (ص: 28) ح (208)، وأحمد (1/ 185 - 186)، وابن حبّان في صحيحه (12/ 171) ح (5349)، كلهم من طريق سماك:

وأخرجه أبو داود (3/ 177) ح (2740)، والترمذى (5/ 250 - 251) ح (3079)، والحاكم (2/ 144) ح (2595) كلهم من طريق عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد به.

ص: 230

7053 -

حدثنا يونس بن حبيب، وعمّار، قالا: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا شعبة

(2)

، قال: حدثني سماك بن حرب، قال: سمعت مصعب بن سعد، يحدث عن سعد، -وربما

(3)

قال: عن مصعب-: نزلت فيّ أربع آيات -وذكر الحديث بطوله-

(4)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (ل): (وكان ربما).

(4)

انظر الحديث رقم (7052).

ص: 231

7054 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا الحسن بن موسى الأشيب،

⦗ص: 232⦘

قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا سماك بن حرب

(1)

، قال: حدثني مصعب بن سعد، عن أبيه قال: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف، فقلت: نفلني هذا السيف! فقال: "ردَّه من حيث أخذته! "، فأنزل الله عز وجل:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}

(2)

.

رواه أبو عوانة عن سماك

(3)

.

(1)

سماك بن حرب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (33)، (3/ 1367).

* من فوائد الاستخراج: تصريح سماك بالتحديث عن شيخه، وعند مسلم بالعنعنة، وإن لم يكن مدلسًا.

(3)

إسناده معلق، وقد وصله مسلم قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن سماك، به. (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (33)، 3/ 1367).

ص: 231

7055 -

حدثنا إسماعيل القاضي، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد

(1)

، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فكنت فيهم، فبلغ سُهْماننا

(2)

اثني عشر بعيرًا، ونفَّلَنا بعيرًا بعيرًا

(3)

.

(1)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أي: نصيبنا. انظر: النهاية (2/ 429).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (37)، (3/ 1369).

وأخرجه البخاري: (كتاب المغازي -باب السرية قبل نجد - ح (4338)، (7/ 653 فتح).

* من فوائد الاستخراج: =

⦗ص: 233⦘

= 1 - الإتيان بمتن رواية حماد عن أيوب عن نافع، والتي اكتفى مسلم بذكر إسنادها، وأحال على رواية كل من مالك، وليث، وعبيد الله، عن نافع.

2 -

تعيين حماد، وأَنَّه ابنُ زيد.

ص: 232

7056 -

حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور البصري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان

(1)

ح،

وحدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد

(2)

، عن عبيد الله بن عمر، قال: حدثني نافع عن عبد الله بن عمر، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فبلغت سهماننا اثنا

(3)

عشر بعيرًا، ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرًا بعيرًا

(4)

.

(1)

نهاية (ل 5/ 193/ أ) من: (ل)

(2)

يحيى بن سعيد القطان هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

كذا في: (ك)، (ل)، وبعض روايات مسلم، وهو صحيح على لغة من يلزم المثنى الألف في جميع أحواله.

(4)

انظر الحديث رقم (7055).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية يحيى القطان عن عبيد الله، وأحاله الإمام مسلم على رواية علي بن مسهر، وعبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد الله.

ص: 233

7057 -

حدثنا حميد بن عيّاش

(1)

-بسافريّة

(2)

- قال: حدثنا زيد بن

⦗ص: 234⦘

أبي الزرقاء

(3)

، قال: حدثنا سفيان (ح)

(4)

،

وحدثنا الغزي، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سفيان ح،

وحدثنا عبّاس الدوري، قال: حدثنا أبو داود الحَفَري

(5)

، قال

(6)

: حدثنا سفيان الثوري، -قالوا-: عن عبيد الله بن عمر

(7)

، عن نافع، عن ابن عمر، قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فكان سهمانهم اثنا

(8)

عشر بعيرا، فنفلهم النبي صلى الله عليه وسلم بعيرًا بعيرًا". هذا لفظ أبي داود، ولفظ الفريابي: "بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم قِبَل نجدٍ أو تِهَامة

(9)

، فأصبنا غنيمة، فبلغ سهماننا اثنا

⦗ص: 235⦘

عشر بعيرًا اثنا عشر بعيرًا

(10)

، ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرًا بعيرًا"

(11)

.

(1)

أبو الحسن الرملي. وعيّاش: بياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها وآخره شين معجمة. الإكمال لابن ماكولا (6/ 64، 74).

(2)

السَّافِرِيَّة: قرية إلى جانب الرملة. معجم البلدان (3/ 193).

(3)

هو: زيد بن أبي الزرقاء يزيد التغلبي، أبو محمد الموصلي نزيل الرملة.

(4)

من: (ل).

(5)

هو: عمر بن سعد بن عبيد الكوفي، أبو داود الحَفَري بفتح الحاء والفاء نسبة إلى محلة بالكوفة يقال لها الحفر. الأنساب للسمعاني (2/ 237).

(6)

في (ل): (قالا) وهو خطأ.

(7)

عبيد الله بن عمر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(8)

في (ل): (اثني).

(9)

-بكسر أوله- قال البلادي: "أحسن تحديد لتهامة هو: أنّها تلك الأرض المنكفئة إلى البحر الأحمر من الشرق، من العقبة في الأردن إلى المخا في اليمن، ففي اليمن تسمى تهامة اليمن،

وفي الحجاز تسمى تهامة الحجاز

ومنها مكة المكرمة، وجدة والعقبة

".

معجم المعالم الجغرافية (صـ: 65 - 66)، وانظر: معجم ما استعجم (1/ 9 - 10، 322)، معجم البلدان (2/ 74).

(10)

في (ل): (اثنا عشر بعيرًا) مرة واحدة بغير تكرار.

(11)

انظر الحديث رقم (7055).

ص: 233

7058 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق

(1)

، عن إسماعيل بن أمية

(2)

، وعبيد الله

(3)

، عن نافع

(4)

، عن ابن عمر، قال: بعثني

(5)

رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية -قبل نجد- فذكر مثله

(6)

.

(1)

هو: إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري.

(2)

ابن عمرو بن سعيد الأموي المكي. (ت 144 هـ وقيل قبلها).

وثقه ابن سعد، وابن معين، والعجلي، وأبو زرعة، والنسائي، وغيرهم، وذكره ابن حبّان في الثقات. وكذا وثقه الذهبي، وابن حجر. الطبقات الكبرى لابن سعد (القسم المتمم/ 217)، معرفة الثقات للعجلي (1/ 224)، الجرح والتعديل (2/ 159)، الثقات لابن حبّان (6/ 29)، تهذيب الكمال (3/ 48)، الكاشف (1/ 70)، تقريب التهذيب (صـ: 137).

(3)

عبيد الله بن عمر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

نافع هو موضع الالتقاء مع مسلم لرواية إسماعيل بن أمية.

(5)

في (ل): (بعثنا).

(6)

انظر الحديث رقم (7055).

ص: 235

7059 -

حدثنا وحشي محمد بن محمد الصوري

(1)

، قال: حدثنا

⦗ص: 236⦘

مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله بن عمر

(2)

، عن نافع، عن ابن عمر.

وحماد

(3)

، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فبلغ سهماننا -فذكر مثله-

(4)

.

(1)

هو: محمد بن محمد بن مصعب الشامي، أبو عبد الله.

(2)

عبيد الله بن عمر هو موضع الالتقاء مع مسلم في الطريق الأول.

(3)

حماد بن زيد هو موضع الالتقاء مع مسلم في الطريق الثاني.

(4)

انظر الحديث رقم (7055).

ص: 235

7060 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني مالك بن أنس

(1)

، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيهم عبد الله بن عمر، فغنموا إبلًا كثيرة، وكانت سهمانهم اثنا عشر بعيرًا؛ أو أحد عشر بعيرًا، ثمّ نُفّلوا بعيرًا بعيرًا

(2)

(3)

.

(1)

مالك بن أنس هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (35)، 3/ 1368).

وأخرجه البخاري: (كتاب فرض الخمس، باب ومن الدليل على أنّ الخمس لنوائب المسلمين

- ح (3134)، (6/ 273 فتح).

(3)

نهاية (ل 5/ 193/ ب).

ص: 236

7061 -

حدثنا الربيع، قال: حدثنا الشافعي، قال: أخبرنا مالك

(1)

بمثله

(2)

.

(1)

مالك هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7060).

ص: 236

7062 -

حدثنا طاهر بن عمرو بن الربيع

(1)

، قال: أخبرني أبي

(2)

، قال: حدثني الليث

(3)

ح،

وحدثني الحارث بن أبي أسامة، والصغاني

(4)

، قالا: حدثنا أبو النضر

(5)

، قال: حدثنا الليث

(6)

، عن نافع، عن عبد الله بن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل نجد فيها عبد الله بن عمر، فغنموا إبلًا كثيرةً، فكانت سهمانهم اثنا عشر بعيرا، ونفّلوا بعيرًا بعيرًا.

زاد الصغاني: فلم يُغَيّره النبي صلى الله عليه وسلم

(7)

.

(1)

ابن طارق أبو الحسن الهلالي، ولقبه حبشي.

(2)

هو عمرو بن الربيع بن طارق الهلالي، أبو حفص الكوفي ثمّ المصري.

(3)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

في (ل): (ح وحدثنا الصغاني

).

(5)

هاشم بن القاسم الليثي.

(6)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (36)، 3/ 1368).

وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (7055) و (7060) -.

ص: 237

7063 -

حدثنا يوسف بن سعيد المصيصي، قال: حدثنا حجاج [بن محمد]

(1)

، عن ابن جريج

(2)

، قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، قال: قال عبد الله بن عمر: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً قبل نجد، فأصابوا

⦗ص: 238⦘

إبلًا كثيرة، فحدّث عبد الله أنّ سهمانهم بلغت اثنا عشر بعيرًا اثنا عشر بعيرًا، وكان نفلهم بعيرًا بعيرًا. -وقال غير موسى-: وكان فيهم عبد الله ابن عمر

(3)

.

(1)

من: (ل).

(2)

عبد الملك ابن جريج هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (37)، 3/ 1369).

وأخرجه البخاري أيضا -كما تقدم في الحديث رقم (7055) -.

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية ابن جريج والتي ذكر مسلم إسنادها، وأحال على رواية كل من مالك، والليث، وعبيد الله عن نافع.

ص: 237

7064 -

حدثنا عيسى بن أحمد، قال: أخبرنا ابن وهب

(1)

، قال: حدثني أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية أنا فيهم، فغنموا غنائم كثيرة، فكانت سهمانهم اثنا عشر بعيرا اثنا عشر بعيرًا، ونفل كل إنسان منهم بعيرًا سوى ذلك

(2)

(3)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

وقع في (ل): هكذا (

فغنموا غنائم كثيرة، فبلغت سهماننا اثنا عشر بعيرًا، ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرًا بعيرًا).

(3)

انظر الحديث رقم (7055).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية ابن وهب عن أسامة.

ص: 238

7065 -

حدثنا أبو عتبة، قال: حدثنا بقية

(1)

، قال: حدثنا

⦗ص: 239⦘

الزبيدي

(2)

، عن نافع

(3)

، عن ابن عمر: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية أنا فيهم، فأصبنا غنيمةً، فبلغ سهماننا اثنا عشر بعيرًا، ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرًا بعيرًا

(4)

.

(1)

ابن الوليد بن صائد الكلاعي أبو يُحْمِد الحمصي.

(2)

هو محمد بن الوليد بن عامر الزُّبّيْدي، أبو الهذيل الحمصي. (ت 146 هـ وقيل بعدهَا).

والزُّبيْدي: بضم الزاي، وفتح الباء المنقوطة بواحدة بعدها ياء معجمة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها دال مهملة، نسبة إلى زبيد قبيلة. الأنساب للسمعاني (3/ 135 - 136).

(3)

نافع هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7055) و (7060).

ص: 238

7066 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن نافع

(1)

، قال: قال عبد الله بن عمر: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثًا قِبَل نجد، فبعث من ذلك البعث سرية فيهم عبد الله بن عمر، فحدّث عبد الله بن عمر أنّ سهمانهم بلغت اثنا عشر بعيرًا، وتنفل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين فيهم

(2)

ابن عمر سوى ذلك بعيرًا بعيرًا

(3)

(4)

.

(1)

نافع هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (ل): (التي فيها).

(3)

انظر الحديث رقم (7055) و (7060).

(4)

نهاية (ل 5/ 194/ أ) من: (ل)؛ وقد تقدم هذا الحديث على سابقه في (ل).

ص: 239

7067 -

حدثنا إبراهيم بن نصر النهاوندي

(1)

-

⦗ص: 240⦘

بنهاوند

(2)

- وأحمد بن أبي عمران المعدَّل

(3)

-ببغداد-، قالا -: حدثنا محمد بن الصلت أبو يعلى

(4)

، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء

(5)

، عن يونس، عن الزهري عن سالم، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فبلغت سهماننا كذا وكذا، ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرًا بعيرًا، قال أحدهما: فأصابني شارف، والشارف المسنّ الكبير

(6)

.

⦗ص: 241⦘

[رواه مسلم

(7)

، عن سريج بن يونس، عن عبد الله بن رجاء - بمثله]

(8)

.

(1)

هو: إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز الرازي، أبو إسحاق النُّهاوندي -نسبة إلى =

⦗ص: 240⦘

= نهاوند-. (ت في حدود 280 هـ). وقد ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الخليلي:"صدوق". وقال الذهبي: "الإمام الحافظ المجود محدث نهاوند

، وكان كبير الشأن، عالي الإسناد). الثقات لابن حبّان (8/ 89)، الإرشاد للخليلي (2/ 650)، سير أعلام النبلاء (13/ 355)، الأنساب للسمعاني (5/ 541).

(2)

نهاوند: بفتح النون الأولى وتكسر، والواو مفتوحة، ونون ساكنة، ودال مهملة، كذا ضبطها الحموي، وضبطها السمعاني بضم النون، وهي مدينة عظيمة على نحو أربعين ميلًا جنوب همذان. انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 541)، معجم البلدان (5/ 361 - 363)، بلدان الخلافة الشرقية (ص: 232).

(3)

هو: أحمد بن موسى بن أبي عمران المعدَّل، أبو العبّاس الخيَّاط. (ت 282 هـ).

والمعدَّل: بضم الميم، وفتح العين والدال المشددة المهملتين، وفي آخرها اللام، اسم لمن عُدِّل وزكي، وقبلت شهادته عند القضاة. الأنساب للسمعاني (5/ 340)، وانظر: اللباب (3/ 33).

(4)

هو: محمد بن الصلت البصري، أبو يعلى التَّوَّزي.

(5)

عبد الله بن رجاء هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (38)، 3/ 1369). =

⦗ص: 241⦘

= وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (7055) و (7060) -.

(7)

في صحيحه: (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (38)، 3/ 1369).

(8)

من: (ل).

ص: 239

7068 -

حدثنا يونس

(1)

، عن ابن وهب

(2)

، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: بلغنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفل بعض من يبعث من السرايا -وذكر الحديث-

(3)

.

ورواه ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، قال: بلغني عن ابن عمر -الحديث-

(4)

.

(1)

ابن عبد الأعلى.

(2)

ابن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (39)، 3/ 1369).

(4)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم موصولًا، قال: ثنا هناد بن السري، حدثنا ابن المبارك به. (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (39)، 3/ 1369).

ص: 241

7069 -

حدثنا محمد بن خلف العسقلاني

(1)

، وإبراهيم بن

⦗ص: 242⦘

ديزيل

(2)

، والحسين بن أبي سعيد العسقلاني

(3)

-بمصر-، قالوا: حدثنا آدم بن أبي إياس

(4)

، قال: حدثنا الليث بن سعد

(5)

، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفل بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة النفل؛ سوى قَسم العامة من الجيش

(6)

، والخمسُ في ذلك واجب كله

(7)

.

(1)

هو: محمد بن خلف بن عمّار الشامي، أبو نصر العسقلاني. (ت 260 هـ).

والعسقلاني: بفتح العين المهملة، وسكون السين المهملة، وفتح القاف، وبعدها لام، وفي آخرها النون، نسبة إلى عسقلان، وهي بلدة من بلاد الساحل مما يلي حد مصر يقال لها عسقلان الشام. انظر: الأنساب للسمعاني (4/ 190). =

⦗ص: 242⦘

= قال أبو حاتم: "صدوق" وقال النسائي: "صَالح"، وقال مرة:"لا بأس به"، ووثقه مسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال الذهبي، وابن حجر:"صدوق".

الجرح والتعديل (7/ 245)، الثقات لابن حبّان (9/ 146)، المعجم المشتمل (ص: 238)، الكاشف (3/ 35)، تهذيب التهذيب (9/ 149)، تقريب التهذيب (ص: 842).

(2)

هو: إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي أبو إسحاق الهمذاني.

(3)

لم أجد له ترجمة.

(4)

هو: آدم بن أبي إياس عبد الرحمن بن محمد الخراساني، أبو الحسن العسقلاني.

(5)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(6)

نهاية (ل 5/ 194/ ب).

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الأنفال - ح (40)، 3/ 1369)، البخاري: (كتاب فرض الخمس، ومن الدليل على أنّ الخمس لنوائب المسلمين

- ح (3135)، (6/ 273 فتح).

من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، وليس فيه (والخمس في ذلك واجبٌ كلّه).

ص: 241

7070 -

حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا يحيى بن بكير،

⦗ص: 243⦘

وأبو صالح

(1)

، قالا: حدثنا الليث

(2)

، عن عُقيل، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه

(3)

.

(1)

هو عبد الله بن صالح، كاتب الليث.

(2)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث السابق رقم (7069).

ص: 242

7071 -

حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث

(2)

، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال أبو داود: وحدثنا الحجاج بن [أبي]

(3)

يعقوب

(4)

، قال: حدثني حجين

(5)

، قال: حدثني

⦗ص: 244⦘

الليث

(6)

، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله [عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله -

(7)

]

(8)

.

(1)

السجستاني.

(2)

عبد الملك بن شعيب هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الأول.

(3)

من (ل)، ومن إتحاف المهرة (8/ 417) ح (9680)، وسنن أبي داود (3/ 180) ح (2746).

(4)

هو: حجاج بن يوسف بن حجاج الثقفي أبو محمد بن أبي يعقوب البغدادي المعروف بابن الشاعر (ت 259 هـ).

وثقه النسائي وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال أبو حاتم:"صدوق"، وقال الخطيب:"كان ثقة فهما حافظا"، وقال الذهبي وابن حجر:"ثقة حافظ"، زاد الذهبي:"مشهور".

الجرح والتعديل (3/ 168)، الثقات لابن حبّان (8/ 240)، تاريخ بغداد (8/ 240 - 241)، ميزان الاعتدال (1/ 466)، تقريب التهذيب (ص: 225).

(5)

هو: حجين -آخره نون- ابن المثنى اليماني، أبو عمر. التقريب (ص 226).

(6)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(7)

انظر الحديث رقم (7069).

(8)

في: (ك)(عن سالم بن عبد الله أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر ابن عمر)، وما أثبته من:(ل)، وهو الصواب، كما في سنن أبي داود (3/ 180) ح (2746)، وكذا في إتحاف المهرة (8/ 417) ح (9679).

ص: 243

7072 -

حدثنا يوسف بن مُسَلَّم، قال: حدثنا حجاج

(1)

، عن الليث

(2)

، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم بمثله - ولم يذكر ابن عمر

(3)

.

(1)

ابن محمد المصيصي.

(2)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7069)، وقد أخرجه مسلم موصولًا بذكر ابن عمر كما تقدم.

ص: 244

7073 -

حدثنا يوسف بن مُسَلَّم، قال: حدثنا حجاج بن محمد ح، وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة

(1)

، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن مغفل، قال: دُلّي

(2)

جراب

(3)

من شحم يوم خيبر -قال حجاج: فألزمته

(4)

، وقال

⦗ص: 245⦘

أبو سلمة: فاحتضنته- وقلت: لا أعطي أحدًا من هذا شيئا! فالتفتُّ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم إليّ، وقال أبو سلمة: يتبسم أو يضحك

(5)

.

(1)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أي: أُلقي، يقال: أدلى الرجل دلوه، إذا ألقاها في البئر. انظر: غريب الحديث للخطابي (2/ 244).

(3)

جِراب: -بالكسر- الوعاء. انظر: لسان العرب (1/ 261) مادة: جرب.

(4)

كذا في: (ك)، (ل)، وفي الرواية الأخرى وصحيح مسلم (فالتزمته).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز الأكل من طعام الغنيمة في دار الحرب - ح (72)، 3/ 1393).

وأخرجه البخاري: (كتاب فرض الخمس -باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب - ح (3153)، (6/ 294 فتح).

ص: 244

7074 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا شعبة، وسليمان بن المغيرة القيسي، كلاهما: عن حميد بن هلال العدوي، قال: سمعت عبد الله بن المغفل المزني يقول

(2)

: دُلّي جراب من شحم يوم خيبر، فأخذته، فالتزمته، فقلت: هذا لي، لا أعطي أحدًا منه شيئا! فالتفت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحييت منه

(3)

.

قال سليمان في حديثه -وليس في حديث شعبة-: أن

⦗ص: 246⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هو لك"

(4)

.

(1)

أبو داود الطيالسي هو موضع الالتقاء مع مسلم، إلّا أنّ مسلمًا أخرجه من طريق أبي داود، عن شعبة دون أن يذكر سليمان بن المغيرة، ورواه عن شيبان بن فرُّوخ، عن سليمان به. وهو عند الطيالسي في مسنده (صـ: 123) ح (917) عنهما جميعًا.

(2)

نهاية (ل 5/ 195/ أ).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز الأكل من طعام الغنيمة في دار الحرب - ح (73)، 3/ 1393)، وأخرجه البخاري أيضا -كما تقدم في ح (7073) -.

(4)

هذه الزيادة ليست في مسلم، وقد أخرجها الطيالسي في مسنده (صـ: 123) ح (917).

ص: 245

7075 -

حدثنا أبو قلابة الرقاشي، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا شعبة

(1)

، عن حميد بن هلال، قال: سمعت عبد الله بن المغفل قال: كنَّا محاصري قصر خيبر فأَلقى إلينا رجل جراب شحم، فذهبت لآخذه فالتفت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحييت منه

(2)

.

رواه بهز، عن شعبة:"جراب فيه طعام وشحم" وأبو داود لم يذكر طعامًا

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7074).

(3)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم موصولًا قال: حدثنا محمد بن بشار العبدي، حدثنا بهز به، قال: وحدثناه محمد بن المثنى، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة به.

(كتاب الجهاد والسير -باب جواز الأكل من طعام الغنيمة في دار الحرب - ح (73)، (3/ 1393).

ص: 246

‌باب [بيان]

(1)

إباحة سَلَب

(2)

المقتول لقاتله، ووجوب الحكم له به إذا استولى عليه غيره.

(1)

من: (ل)، وزاد في آخر ترجمة الباب (الترجمة أطول منه).

(2)

قال الأصفهاني: "أي ما معه من آلات الحرب".

وقال ابن الأثير: "هو ما يأخذه أحد القِرْنين في الحرب من قِرْنة مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول، أي: مسلوب".

المجموع المغيث للأصبهاني (2/ 110)، النهاية (2/ 387).

ص: 247

7076 -

حدثنا عيسى بن أحمد [العسقلاني]

(1)

، قال: حدثنا ابن وهب

(2)

، قال: سمعت مالكًا يحدث ح،

وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب (3)، قال: سمعت مالكًا يحدث [ح

و]

(3)

حدثنا عبّاس الدوري، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا مالك بن أنس

(4)

، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين، فلمّا التقينا كانت للمسلمين جولةٌ، فرأيت رجلًا من المشركين

⦗ص: 248⦘

قَدْ عَلا رجلًا من المسلمين، فاسْتَدَرْتُ له

(5)

حتى أتيته من ورائه، فضربته على حبل عاتقه

(6)

، فأقبل إليّ فضمني ضمةً وجدتُ فيها رِيحَ الموت، ثمّ أدركه الموت فأرسلني، فلحقتُ عمر بن الخطاب، فقلت له: ما للناس؟ فقال: أمر الله

(7)

، ثمّ إنّ النّاس رجعوا وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"من قتل قتيلًا له عليه بينة فله سَلَبه"، فقال أبو قتادة: فقمتُ

(8)

فقلت: من يشهد لي؟ ثمّ جلستُ، ثمّ قال: مثل ذلك، قال: فقمت، فقلت: من يشهد لي؟ ثُمَّ جلست، ثمّ قال ذلك الثالثة، فقمت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما لك يا أبا قتادة؟ " فقصصتُ عليه القصة، فقال رجل من القوم: صدق يا رسول الله، وسَلَبُ ذلك القتيل عندي، فأَرضه من حقه! فقال أبو بكر: لا ها الله إذا

(9)

، لا يَعْمِدُ

(10)

إلى

⦗ص: 249⦘

أسدٍ من أُسُد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صدق أعطه إياه! " فأعطاني، فبعتُ الدرع فابتعت به مَخْرَفًا

(11)

في بني سلمة، فإنّه لَأَوّل

(12)

مال تأثلته

(13)

في الإسلام

(14)

.

(1)

من: (ل).

(2)

عبد الله بن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

من: (ل).

(4)

مالك هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الثالث.

(5)

نهاية (ل 5/ 195/ ب).

(6)

قوله "على حبل عاتقه" قال الأصمعي: "هو موضع الرداء من العنق"، وقيل: هو وصلة ما بين العنق إلى المنكب، وقيل: هو عِرْف هناك.

المجموع المغيث للأصفهاني (1/ 394).

(7)

وقع في صحيح مسلم: (فلحقت عمر بن الخطّاب فقال: ما للنّاس؟ فقلت: أمر الله).

(8)

(فقمت) ليست في (ل).

(9)

"لا ها الله إذًا" قال الخطابي: هكذا يروونه، وإنما هو في كلامهم "لا ها الله ذا" والهاء فيه بمنزلة الواو، كأنه يقول: لا والله يكون ذا.

أعلام الحديث للخطابي (2/ 1456 - 1457).

(10)

(لا يعمد) أي: لا يقصد. =

⦗ص: 249⦘

= انظر: لسان العرب (3/ 302) مادة: عمد.

(11)

أي حائط نخل يُخْرف منه التمر، ويخرف أي: يُجتنى.

وقد جاء تفسيره في آخر الباب عن هشيم، قال: المخرف: النخل.

المجموع المغيث للأصفهاني (1/ 568)، النهاية (2/ 24)، وانظر: الفائق (1/ 309).

(12)

في (ل): (أول).

(13)

أي: اتخذته أصْلَ مالٍ، وأصلُ كلِّ شيءٍ أثْلَتُهُ. أعلام الحديث للخطابي (2/ 1457).

(14)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب استحاق القاتل سلب القتيل - ح (41)، (3/ 1370 - 1371).

وأخرجه البخاري (كتاب فرض الخمس، باب من لم يخمس الأسلاب، ومن قتل قتيلًا فله سلبه من غير أن يُخَمِّس، وحكم الإمام فيه - ح (3142)، (6/ 284 فتح).

ص: 247

7077 -

حدثنا الربيع بن سليمان، قال: أخبرنا الشافعي، قال: أخبرنا مالك

(1)

، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة الأنصاري بمثله: على حبل عاتقه ضربة، قال: فقلت: ما بال الناس؟ وقال: فاقتصصت عليه القصة، وسلب ذلك القتيل عندي، فأرضه منه! فأعطانيه فبعت الدِّرع

⦗ص: 250⦘

فابتعت به مخرفًا في بني سلمة، فإنّه أَول مال تأثلته في الإسلام بمثله

(2)

(3)

.

قال الشافعي

(4)

[رحمه الله]

(5)

: هذا حديث ثابت معروف عندنا، والذي لا شك فيه أن يُعْطى السلب من قتَل والمشرك مقبل يقاتل، من أي جهة قتله، مبارزةً أو غير مبارزةٍ، ولم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعطى أحدًا قتل موليًا سلب من قتله.

(1)

مالك هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر: الحديث رقم (7076).

(3)

نهاية (ل 5/ 196/ أ).

(4)

انظر: كتاب الأم للشافعي (4/ 183).

(5)

من: (ل).

ص: 249

7078 -

حدثنا يوسف [بن مُسَلَّم]

(1)

قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا الليث

(2)

، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة، أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين:"من أقام بينةً على قتيل أنه قتله فله سلبه" -بطوله-.

وفي حديث الليث: قال أبو بكر: كلا لا تعطه

(3)

أُضيْبع

(4)

من

⦗ص: 251⦘

قريش، وتدع

(5)

أسدا من أُسد الله

(6)

.

(1)

من: (ل)، وهو يوسف بن سعيد بن مسلم.

(2)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (ل): (لا يعطيه).

(4)

بالضاد المعجمة، والعين المهملة؛ تصغير ضبع على غير قياس؛ إذ القياس ضُبيع -وهذا قاله تحقيرًا له، وفي بعض الروايات بالصاد المهملة والغين المعجمة (أُصيبغ)، وهو كذلك في (ل): - قيل معناه: أسود كأنه عيّره بلونه. انظر: مشارق الأنوار للقاضي عياض (2/ 39).

(5)

في (ل): (ويدع).

(6)

انظر الحديث رقم (7076).

ص: 250

7079 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، [حدثنا]

(1)

أبو إسحاق الفزاري، عن ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد

(2)

، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد، عن أبي قتادة، أنّه قال: كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلما جلس النّاس إليه قال:"من قتل قتيلًا وأقام عليه بينةً فله سلبه! " فنهضت نهضةً، ثمّ ذكرتُ أنّه ليست لي بينةً فجلست، وقد كان رجل من المسلمين ورجل من المشركين مشى أحدهما إلى الآخر، فجاء رجل من المشركين من خلف المسلم فرفع يده ليضربه، فضربته فقطعت يده، ثمّ ضربته أخرى على عاتقه فقتلته، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا:"من قتل قتيلًا وأقام عليه بينة فله سلبه! " فنهضت، ثمّ جلست

(3)

، فقال:"ما لك يا أبا قتادة؟ " فحدثته الذي كان من أمري وأنّه ليست لي بينة، فقال رجل من القوم: أنا سلبتُ هذا

⦗ص: 252⦘

الرجل الذي يقول؛ فأرضه يا رسول الله من سلبه! فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: لا تُرْضه من سلبه؛ أيعمد أحدكم إلى سلب رجل قتله أسد من آساد الله يقاتل عن الله وعن رسوله؛ فتأخذه ثمّ تقول: أرضه يا رسول الله منه لعمري! لا يرضه منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صدق، فأعطه سلبه! " فأخذت سلبه، فاشتريت به مخرطًا -أو مخرفًا- فإنّه أول

(4)

مال اتخذته من ذلك السلب

(5)

.

(1)

في (ك)(ح حدثنا) والتصويب من: (ل).

(2)

يحيى بن سعيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

نهاية (ل 5/ 196/ ب) من: (ل)، وقد وقع في (ل): (فنهضت ثمّ ذكرت أنه ليس لي بينة فجلست، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رآني حين نهضت ثم جلست فقال: مالك

).

(4)

في (ل): (لأول).

(5)

انظر الحديث رقم (7076).

ص: 251

7080 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هشيم

(1)

، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، قال: أخبرني أبو محمد الأنصاري -وكان جليسًا لأبي قتادة- قال: كان أبو قتادة يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحو حديث الفزاري عن ابن عيينة

(2)

.

(1)

هشيم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7076).

ص: 252

7081 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد

(1)

، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد، عن أبي قتادة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نفّلَ أبا قتادة سلب قتيل قتله

(2)

.

⦗ص: 253⦘

قال هشيم: المخرفُ النخلُ.

قال يونس: أبو محمد مولى أبي قتادة اسمه نافع

(3)

.

قال محمد بن يحيى: نافع الأقرع، وكان جليسًا لأبي قتادة، وبعض النّاس يقول مولى بني غفار

(4)

.

(1)

يحيى بن سعيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7076)، وهو مختصرٌ هنا.

وقد أخرجه بنحو هذا اللفظ ابن ماجه (2/ 946) ح (2837) عن محمد بن =

⦗ص: 253⦘

= الصباح، عن ابن عيينة به، وزاد في آخره (قتله يوم حنين).

(3)

هو: نافع بن عبّاس، ويقال: ابن عيّاش الأقرع أبو محمد مولى أبي قتادة.

(4)

نهاية (ل 5/ 197/ أ).

ص: 252

[باب]

(1)

بيان الإباحة للإمام إذا قتل رجلان قتيلًا أنْ يعطي سلَب المقتول أحدهما دون الآخر.

(1)

من: (ل). زاد آخر الترجمة قوله (الترجمة أطول منه).

ص: 254

7082 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا يوسف الماجشون

(1)

، قال: حدثنا صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف، قال: بينا أنا واقف في الصف يوم بدر نظرتُ عن يميني وعن

(2)

شمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما

(3)

، تمنيت أنْ أكون بين أَضْلَع

(4)

منهما، فَغَمَزَني أحدهما، فقال: يا عمّ! هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبرت أَنّه يسبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده! لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجلُ منّا، قال: فتعجبت لذاك، فغمزني الآخر، فقال مثلها، فلم أنْشَب

(5)

أنْ نظرت إلى أبي جهل يزول

(6)

في النّاس، فقلت: ألا تريان؛

⦗ص: 255⦘

هذا صاحبكم

(7)

الذي تسألان

(8)

عنه؟ فابتدراه بسيفيهما، فضرباه حتى قتلاه، ثمّ انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال:"أيكما قتله؟ " فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال:"هل مسحتما سيفيكما؟ "، فقالا: لا، فنظر في سيفيهما فقال:"كلاهما قتله"، وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح.

- زاد عفان ومسدد -: وهما معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء

(9)

.

(1)

يوسف بن الماجشون هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

(عن) ليست في (ل).

(3)

حداثة السن كناية عن الشباب وأول العمر. النهاية (1/ 351).

(4)

أي بين رجلين أقوى منهما. انظر: المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 331).

(5)

قوله "فلم أنشب": أي لم ألبث. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 510).

(6)

قوله "يزول في الناس": أي: يكثر الحركة، ولا يستقر. النهاية (2/ 320).

(7)

في (ل): (صاحبكما).

(8)

في (ل): (تسألاني).

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب استحقاق القاتل سلب القتيل - ح (42)، 3/ 1372).

وأخرجه البخاري: (كتاب فرض الخمس -باب من لم يخمس الأسلاب، ومن قتل قتيلا فله سلبه من غير أن يُخَمس، وحكم الإمام فيه - ح (3141)، (6/ 283 - 284 فتح).

* من فوائد الاستخراج: يوسف بن الماجشون يروي عن صالح عند مسلم بالعنعنة، وقد صرّح هنا بالتحديث.

ص: 254

7083 -

حدثنا محمد بن حيّوية، قال: حدثنا مسدّد، قال: حدثنا يوسف بن الماجشون

(1)

، عن صالح

(2)

بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده قال: بينا أنا واقف في الصف يوم بدر إذ

⦗ص: 256⦘

نظرت- فذكر الحديث

(3)

مثله سواء

(4)

.

(1)

يوسف بن الماجشون هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 197/ ب).

(3)

لفظة (الحديث) ليست في (ل).

(4)

انظر الحديث رقم (7082).

ص: 255

7084 -

حدثنا يوسف القاضي، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا يوسف [بن]

(1)

الماجشون

(2)

، قال: حدثنا صالح بن إبراهيم بمثله

(3)

.

(1)

من: (ل).

(2)

يوسف بن الماجشون هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7082).

ص: 256

7085 -

حدثنا إسحاق بن سيّار

(1)

، قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي

(2)

، قال: حدثنا يوسف بن الماجشون

(3)

مثله- إلى قوله: "عمرو بن الجموح"

(4)

.

[ورواه إسحاق بن راهوية

(5)

، عن يحيى بن يحيى، عن يوسف]

(6)

(7)

(1)

وقع في المطبوع (4/ 118): "إسحاق بن سيبان"، وهو خطأ.

(2)

المصيصي البغدادي الأصل.

(3)

يوسف بن الماجشون هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7082).

(5)

هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي أبو يعقوب المروزي المعروف بابن راهويه.

(6)

من: (ل).

(7)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم -موصولًا- قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميميّ، أخبرنا يوسف بن الماجشون

به. =

⦗ص: 257⦘

= (كتاب الجهاد والسير -باب استحقاق القاتل سلب القتيل- ح (42)، 3/ 372).

وقد وصله ابن حبّان من طريق إسحاق بن راهوية، فقد أخرجه في صحيحه (11/ 171 - 172) ح (4840)، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا يحيى بن يحيى

به.

ص: 256

7086 -

ز- حدثنا محمد بن يحيى بن كثير الحراني

(1)

، قال: حدثنا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني

(2)

، قال: حدثنا محمد بن سلمة

(3)

، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق

(4)

، عن عمرو بن ميمون

(5)

، عن ابن مسعود، قال: أدركت أبا جهل يوم بدرٍ صريعًا فقلت: أي عدو الله! هل أخزاك الله؟ قال: وَبمَ أخزاني؟ عمدًا

(6)

⦗ص: 258⦘

من رجل قتلتموه؟ -وذكر الحديث وفيه-: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته

(7)

.

(1)

تقدم في الحديث رقم (7011).

(2)

هو: عبد العزيز بن يحيى بن يوسف البكائي، أبو الأصبغ الحرّاني.

(3)

ابن عبد الله الباهلي، وشيخه أبو عبد الرحيم هو: خالد بن يزيد القرشيّ.

(4)

هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.

(5)

الأودي أبو عبد الله -ويقال أبو يحيى- الكوفي. (ت 74 هـ، وقيل بعدها).

وثقه ابن معين، والعجلي، والنسائي، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن حجر:"مخضرم مشهور، ثقة عابد".

معرفة الثقات للعجلي (2/ 186 - 187)، الجرح والتعديل (6/ 258)، الثقات لابن حبّان (5/ 166 - 167)، تهذيب الكمال (22/ 263)، تقريب التهذيب (صـ: 746).

(6)

في (ل): (أعمد) ومعناه: أي هل زاد على سيّدٍ قتله قومه؟ أي هل كان إلّا هذا؟ أي =

⦗ص: 258⦘

= أنه ليس بعار.

وقيل "أعمد" بمعنى أعحب، أي أعجب من رجل قتله قومه، وقيل "أعمد" بمعنى أغضب، وقيل معناه: أتوجع وأشتكى

والمراد بذلك كلّه أن يهوّن على نفسه ما حلّ به من الهلاك، وأنه ليس بعارٍ عليه أن يقتله قومه.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 54 - 55)، النهاية (3/ 296 - 297).

(7)

إسناده ضعيف، أبو إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعن، كما أنّ المحفوظ عن أبي إسحاق روايته عن أبي عبيدة، عن أبيه عبد الله بن مسعود.

والحديث صحيح فقد أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المغازي -باب قتل أبي جهل- ح (3961)، (7/ 342 فتح) من طريق قيس بن أبي حازم، عن ابن مسعود مختصرًا.

وقد أخرجه الطيالسي (ص 43) ح (328)، ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 85) ح (8475)، والبيهقى في السنن (9/ 92) عن أبي وكيع،

وأخرجه الطبراني (9/ 84) ح (8474) من طريق زيد بن أبي أنيسة.

وأخرجه البزار (2/ 317) ح (1775) كشف الأستار، من طريق أبي الأحوص كلهم: عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون به نحوه.

وأخرجه أبو داود (3/ 154) ح (2709) من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، وأحمد (1/ 403)، والطبراني (9/ 82) ح (8469) وأحمد -أيضًا- (1/ 444) من طريق إسرائيل، وأبو يعلى (9/ 171 - 172) ح (5263)، والطبراني (9/ 83) ح (8470) من طريق الأعمش =

⦗ص: 259⦘

= كلهم من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به، وهو منقطع، فإن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.

انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص: 196).

والأصح رواية أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه، قاله الدارقطني في العلل (5/ 294 - 295).

وقال البيهقي في السنن الكبرى (9/ 93): "والمحفوظ عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة، عن أبيه".

وأخرجه البزار (2/ 317) ح (1774) كشف الأستار، والطبراني (9/ 85) ح (8476) من طريق أبي بكر الهذلي، عن أبي المليح، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن ابن مسعود.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 82): "رواه الطبراني والبزار، وفيه أبو بكر الهذلي، وهو ضعيف".

ص: 257

7087 -

حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: أخبرنا عكرمة بن عمار

(1)

، قال: حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن

(2)

، فبينا نحن نتضحى

(3)

مع

⦗ص: 260⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفينا ضَعْفَةٌ ورقَّة، إذْ جاءَ رجلٌ على بعيرٍ له أحمر، فأطلق حبلًا من حقبه

(4)

، وجاء وجلس مع القوم فأكل، فلمّا رأى ضعفة القوم خرج يعدو إلى جمله -قال: وكان طليعةً

(5)

للكفار

(6)

-، فأطلق قيده، ثمّ قعد عليه فخرج، فجعل يركضه، وخرج النّاس على أرجلهم في إثره، قال: فخرجت أنا ورجل من أسلم

(7)

وهو على ناقةٍ ورقاء

(8)

، قال: فأنا عند ورك النّاقة؛ ورأس الناقة؛ عند ورك جمل الطليعة، قال: فأخذت بخطام

(9)

، الجمل فقلت: أخ أخ، فما عدا أنْ وضع ركبته إلى الأرض، فأضرب رأس الطليعة فندر

(10)

، ثمّ جئت براحلته، أقودها،

⦗ص: 261⦘

فاستقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"من قتله؟ " قال

(11)

: ابن الأكوع، فقال:"له سلبه أجمع"

(12)

.

(1)

عكرمة بن عمار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

بطن من قيس بن عيلان من العدنانية، وهم بنو هوازن بن منصور بن عكرمة ابن حصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. انظر: نهاية الأرب للقلقشندي (ص: 362، 391)، معجم قبائل العرب (3/ 1231).

(3)

"نتضحى" أي نتغدى، واسم ذلك الغداء الضَّحَاء، وإنّما سمى بذلك لأنّه يؤكل في الضحاء. غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 292).

(4)

الحَقَب: الحزام الذي يلي حقو البعير.

المعجم الوسيط (1/ 187)، وانظر: المجموع المغيث للأصفهاني (1/ 469).

(5)

الطليعة: القوم يبعثون لمطالعة خبر العدو، والواحد والجمع فيه سواء.

انظر: النهاية (3/ 133)، لسان العرب (8/ 237)، مادة: طلع.

(6)

نهاية (ل 5/ 198/أ).

(7)

أسلم بن أفصى: بطن من خزاعة، وهم: بنو أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من القحطانية. انظر: نهاية الأرب للقلقشندي (ص: 39)، معجم قبائل العرب (1/ 26).

(8)

أي: سمراء، والأورق الأسمر. انظر: النهاية (5/ 175).

(9)

الخِطام: هو الحبل الذي يقاد به الجمل. النهاية (2/ 15)، وانظر: لسان العرب (12/ 186 - 187)، مادة: خطم.

(10)

أي: سقط ووقع. النهاية (5/ 35).

(11)

في (ل): (قالوا).

(12)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب استحقاق القاتل سلب القتيل- ح (45)، 3/ 1374 - 1375).

وأخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان- ح (3051)، (6/ 194 فتح). مختصرًا.

ص: 259

7088 -

حدثنا عبّاس الدوري، قال: حدثنا قُرَاد أبو نوح

(1)

، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار

(2)

، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: ينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ جاءَ رجلٌ شابٌ؟، فنزع طَلَقًا

(3)

من حقب بعيره، فقيّده، ثمّ تقدّم، فتغدّى مع القوم، فلمّا رأى فيهم ضعفةً ورقَّةً من الظهر

(4)

خرج يشتدّ حتى أتى بعيره، فأناخه ثمّ قعد عليه، فركضه، فتبعه رجل من أسلم على ناقة ورقاء هي أنزل ظهر القوم، قال: وخرجت أشتدّ حتى لحقت بالناقةِ، ثمّ تقدمت حتى

⦗ص: 262⦘

أخذت بخطام البعيرِ، ثمّ أنخته، فلمّا وضع ركبتيه في الأرض اخترطت

(5)

سيفي، فضربته فندر رأسه، ثمّ جئت بالجمل ورحله وأداته وسيفه أقوده، فاستقبلني النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"من قتل الرجل؟ " قالوا: ابن الأكوع. قال: "له سلبه أجمع"

(6)

.

(1)

هو: عبد الرحمن بن غزوان الضبي، أبو نوح الخزاعي مولاهم.

وقُراد: بضم قاف وخفة راء وبمهملة لقب له. المغني في ضبط أسماء الرجال (ص: 202)، وانظر: الإكمال لابن ماكولا (7/ 104)، نزهة الألباب (2/ 88).

(2)

عكرمة بن عمّار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

الطَّلق -بالتحريك-: قيد من جلود. النهاية (3/ 134).

(4)

"الظهر": الإبل التي يُحمل عليها وتركب. النهاية (3/ 166).

(5)

"اخترطت": أي سللت، يقال: اخترط سيفه أي سلّه من غمده.

انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 142)، النهاية (2/ 23).

(6)

انظر الحديث رقم (7087).

ص: 261

7089 -

حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا أبو الوليد

(1)

، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار اليمامي

(2)

، قال: حدثنا إياس بن سلمة، قال: حدثني أبي، قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن، قال

(3)

: فبينا نحن نتضحى إذ جاء رجلٌ على جملٍ أحمر، فانتزع طَلَقًا من حَقب البعير، فقيّد به بعيره، ثمّ جاء يمشي حتى قعد معنا يتغدّى، فنظر في القوم، فإذا ظهرهم فيه رِقَّةً وأكثرهم مشاة، فلمّا نظر إلى القوم خرج يعدو فأتى بعيره، فقعد عليه فخرج يركضه، وهو طليعة للكفّار، فاتبعه رجل من أسلم على ناقة له ورقاء، قال إياس: قال أبي: فاتبعته أعدو على

⦗ص: 263⦘

رِجلي -وذكر الحديث-

(4)

.

(1)

هشام بن عبد الملك الطيالسي.

(2)

عكرمة بن عمّار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

نهاية (ل 5/ 198 /ب).

(4)

انظر الحديث رقم (7087). وليس في مسلم قوله: "وأكثرهم مشاة".

ص: 262

7090 -

حدثنا ابن أبي رجاء

(1)

، قال: حدثنا شعيب بن حرب

(2)

، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار

(3)

، عن إياس، عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاةٍ له، فنزلنا منزلًا يتضحون، فجاء أعرابي على بعير له فعقله، فرأى في القوم رقة؛ فعاد إلى بعيره فركبه، فتبعه رجلٌ من أسلم على ناقةٍ له، واتبعته، فتقدمني فصار عند عجز البعير وصرت عند عجز الناقة، ثمّ تقدمته

(4)

، فصرت عند عجز البعيرِ ثمّ تقدمته فصرتُ عند عنقه، قال: فقلت: بخطامها: أخ! فلمّا أهوى بيديه على الأرض ضربت عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قتل الرجل؟ " فقالوا: سلمة بن الأكوع، قال:"له السَّلب كلّه"

(5)

.

(1)

أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثغري، أبو جعفر الطرسوسي المصيصي.

(2)

المدائني أبو صالح البغدادي -نزيل مكة-.

(3)

عكرمة بن عمّار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

في (ل): (تقدمتُ).

(5)

انظر الحديث رقم (7087).

ص: 263

7091 -

حدثني علي بن حرب، وعلي بن سهل

(1)

، وأبو أميّة، قالوا: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو العُميس

(2)

، عن

⦗ص: 264⦘

إياس بن سلمة

(3)

، عن أبيه، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عينُ المشركين

(4)

وهو في سفر، قال: فجلس، فتحدث عند أصحابه، ثمّ انسلّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اطلبوه فاقتلوه! "، قال: فسبقتهم إليه، فقتلته، وأخذت سلبه، فنفلنيه إياه

(5)

.

(1)

ابن المغيرة البزّاز، أبو الحسن البغدادي.

(2)

هو: عتبة بن عبد الله بن عتبة الهذلي، أبو العُميس المسعودي. =

⦗ص: 264⦘

= والعُميس: بضم العين المهملة وفتح الميم وآخره سين مهملة. وثقه ابن سعد، وابن معين، وأحمد، والعجلي، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال أبو حاتم:"صالح الحديث". وقال ابن حجر: "ثقة".

الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 366)، التاريخ لابن معين (2/ 389)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 126)، الجرح والتعديل (6/ 372)، الثقات لابن حبّان (7/ 269)، تقريب التهذيب (ص: 658). تكملة الإكمال لابن نقطة (4/ 202).

(3)

إياس بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

نهاية (ل 5/ 199 / أ).

(5)

انظر الحديث رقم (7087). وهو عند البخاري من طريق أبي نعيم.

ص: 263

7092 -

حدثنا أبو داود الحراني، ومحمد بن عبد الوهاب

(1)

، قالا: حدثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا أبو عُميس، عن إياس بن سلمة بن الأكوع

(2)

، عن أبيه، قال: جاء عينُ المشركينَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يأكل، فلمّا طعم انسلّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"علىّ بالرجل! اقتلوه! "

⦗ص: 265⦘

فابتدره القوم، وكان أبي يسبق الفرس شَدًّا

(3)

، فسبقهم إليه، فأخذ بخطام ناقته -قال أبو داود:[راحلته]

(4)

-، وقالا: جميعا: فقتله، فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه

(5)

.

(1)

ابن حبيب بن مهران العبدي، أبو أحمد الفراء النيسابوري.

(2)

إياس بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أي عَدْوًا. النهاية (2/ 452).

(4)

في: (ك)(أو وراحلته)، وما أثبته من:(ل).

(5)

انظر الحديث رقم (7087).

ص: 264

7093 -

حدثنا ابن أبي رجاء، قال: حدثنا وكيع

(1)

، قال: حدثنا أبو العُميس، عن إياس بن سلمة

(2)

، عن أبيه، أنّه رأى رجلًا فقتله، قال: فنفّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه

(3)

.

(1)

ابن الجرّاح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان الكوفي.

(2)

إياس بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (268). وجاء هنا مختصرا.

وقد أخرجه مختصرا -أيضًا- ابن ماجه (2/ 946) ح (2836) قال: حدثنا علي بن محمد، ثنا وكيع به، ولفظه:(بارزت رجلًا فقتلته، فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه).

ص: 265

[باب]

(1)

بيان الخبر الدّال على أنّ دفع سلب المقتول إلى قاتله إلى الإمام، إنْ رأى دفْعه إليه دفَعه، [وإن استكثره]

(2)

، وإن رأى منْعه منه منَعه.

(1)

من: (ل)، وزاد آخر ترجمة الباب (الترجمة أطول منه).

(2)

في: ك (استنكره) وما أثبته من: (ل).

ص: 266

7094 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب

(1)

، قال: وأخبرني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: قتل رجل من حمير

(2)

رجلًا من العدو، فأراد سلبه، فمنعه خالد بن الوليد، -وكان واليًا عليهم-، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عوفُ بن مالك فأخبره فقال: "يا خالد! ما منعك

(3)

أن تُعطيَه سلبه؟ "، فقال: استكثرته يا رسول الله! قال: "ادفعه إليه! "، فمرّ خالدٌ بعوف فجرَّ بردائه، فقال: هل أنجزتُ ما ذكرتُ لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستُغْضِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "لا تعطه يا خالد، لا تعطه يا خالد، هل أنتم

⦗ص: 267⦘

تاركي لي أمرائي؟ إنّما مثلكم [ومثلهم]

(4)

كمثل رجل استرعى إبلًا أو غنمًا، فرعاها، ثمّ تحيّنَ سقيها، فأوردها حوضًا، فشربت منه صفْوَه وتركتْ كدَرَه، فصفوهُ لكم وكدره عليهم"

(5)

.

(1)

عبد الله بن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

حِمْيَر: بطن عظيم من القحطانية ينسب إلى حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، واسم حمير: العرنج.

انظر: نهاية الأرب للقلقشندي (ص: 237)، معجم قبائل العرب (1/ 305).

(3)

نهاية (ل 5/ 199 /ب).

(4)

في: (ك)(مثله)، وما أثبته من:(ل)، وهو كذلك في صحيح مسلم.

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب استحقاق القاتل سلب المقتول- ح (43)، 3/ 1373).

ص: 266

7095 -

حدثنا علي بن سهل الرملي

(1)

، قال: حدثنا الوليد بن مسلم

(2)

، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك: أنّ مدديًا

(3)

رافقني في غزوة مؤتة

(4)

، وأنّه شدّ على رومي فقتله، فأعطاه خالد بن الوليد فرسه وسلاحه وحبس منه، قال: فقلت: يا خالد! ألم تعلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب

⦗ص: 268⦘

للقاتل

(5)

.

(1)

هو: علي بن سهل بن قادم -ويقال ابن موسى- الحرشي أبو الحسن الرملي.

(2)

الوليد بن مسلم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

منسوب إلى المدد، وهم الأعوان والأنصار الذين كانوا يَمُدُّون المسلمين في الجهاد.

انظر: النهاية (4/ 308).

(4)

(مؤتة): بالضم ثمّ واو مهموزة ساكنة وتاء مثناة من فوقها، وهي قرية من قرى البلقاء في حدود الشام، وهي الآن بلدة أردنية تقع جنوب الكرك، ليست بعيدة منها. وفيها وقعت غزوة مؤتة المشهورة في جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة.

انظر: السيرة النبوية لابن هشام (4/ 7)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 128)، معجم البلدان (5/ 254)، معجم المعالم الجغرافية (ص: 304).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب استحقاق القاتل سلب القتيل- ح (44)، 3/ 1374). وزاد:"بلى ولكنّي استكثرته".

ص: 267

7096 -

حدثنا علي بن سهل [الرملي]

(1)

، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ثور

(2)

، عن خالد بن معدان

(3)

، عن جبير بن نفير

(4)

، عن

⦗ص: 269⦘

عوف بن مالك الأشجعي -بنحو منه-

(5)

.

(1)

من: (ل).

(2)

ابن يزيد بن زياد الكلاعي، أبو خالد الشامي الحمصي (ت 150 هـ وقيل 153 هـ).

وثقه ابن سعد، وابن معين، وابن المديني، وأحمد، والعجلي، والنسائي، وغيرهم، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال:"كان قدريا"، وكذا وصفه غير واحد من أهل العلم.

قال الذهبي: "ثبت لكنّه قدري"، وقال ابن حجر:"ثقة ثبت، إلا أّنه يرى القدر".

الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 467)، التاريخ لابن معين (2/ 72)، العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/ 564)، معرفة الثقات للعجلي (1/ 262)، الثقات لابن حبّان (6/ 129)، تاريخ دمشق (011/ 187 - 189)، الكاشف (1/ 120)، تقريب التهذيب (صـ: 190).

(3)

ابن أبي كرب الكلاعي، أبو عبد الله الشامي الحمصي (ت 103 هـ وقيل بعدها).

وثقه ابن سعد، والعجلي، ويعقوب بن شيبة، وابن خراش، والنسائي، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الذهبي:"فقيه كبير ثبت مُهيب مخلص"، وقال ابن حجر:"ثقة عابد".

الطبقات لابن سعد (7/ 455)، معرفة الثقات للعجلي (1/ 332)، الثقات لابن حبّان (4/ 196 - 197) تاريخ دمشق (16/ 197)، الكاشف (1/ 208)، تقريب التهذيب (ص: 291).

(4)

جبير بن نفير هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (7095).

ص: 268

7097 -

حدثنا علي بن سهل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم

(1)

، قال: حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يخمس السلب

(2)

(3)

.

(1)

الوليد بن مسلم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7095)، فهو مختصر منه كما قال ذلك المزي في تحفة الأشراف (8/ 211)، ح (10905)، وقد أخرجه مختصرًا بنحو هذا: ابن حبّان في صحيحه (11/ 178 - 179) ح (4844)، والطبراني (18/ 49) ح (86)، والبيهقي (6/ 310)، من طريق الوليد بن مسلم، وأخرجه أحمد (6/ 26) وابن الجارود (3/ 332 - 333)، ح (1077) -غوث المكدود-، من طريق أبي المغيرة، وأخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال (صـ: 388) ح (773)، وسعيد بن منصور (2/ 306) ح (2698)، ومن طريقه أبو داود (3/ 165) ح (2721)، والبيهقي -أيضًا- (6/ 310) عن إسماعيل بن عياش، ثلاثتهم عن صفوان بن عمرو به.

(3)

نهاية (ل 5/ 200 / أ).

ص: 269

7098 -

حدثنا أبو أمية الطرسوسي، قال: حدثنا محمد بن وهب بن عطية

(1)

، قال: حدثنا الوليد بن مسلم

(2)

، قال: حدثنا صفوان بن عمرو،

⦗ص: 270⦘

عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك قال: كنت فيمن خرج مع زيد بن حارثة في بعث مؤتة، فرافقني مددي من أهل اليمن ليس معه إلّا سيفه، فنحر رجل من الجيش جزورًا له، فاستوهبه المددي من جلده، فوهب له، فبسطه في الشمس على أطرافه، فلمّا جفَّ اتخذه كهيئة الدَرَقة

(3)

، وجعل له مقبضًا، ومضينا حتى لقب الروم ومعهم من معهم من نصارى العرب، فقاتلونا قتالًا شديدًا، ومعهم رومي على فرسٍ له أشقر؛ عليه سيف مذهَّبٌ، وسلاحه مذهب فيه الجوهر، وسرجه مذهب، قال: فجعل يغري بالنّاس، قال: فتلطف

(4)

[له]

(5)

المددي فجلس له جانب صخرة، فلمّا مرّ به ضرب عرقوبي

(6)

فرسه فقعد على رجليه وخرّ عنه الرومي، وعلاه المددي بالسيف حتى قتله وأخذ سلبه، فأتى به خالد بن الوليد، فلمّا فتح الله علينا أعطاه

⦗ص: 271⦘

خالد بن الوليد السلب وأمسك منه، فقلت: يا خالد! أما علمت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى، قال: قلت: فلِمَ لم تعطه السلب كله؟ قال: استكثرته، قلت: لتردنّه إليه

(7)

أو لأُعَرِّفنّكما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى أنْ يردّه عليه، قال عوف: فاجتمعنا

(8)

عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه قصة المددي، وما فعل خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا خالد! ما حملك على ما صنعت؟ "، قال: يا رسول الله! استكثرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا خالد! أعطه السلب كلّه! "، قال: فولّى خالد ليفعل، قال: فقلت: كيف رأيت يا خالد؟ ألم أفِ لك بما قلت لك؟. قال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(9)

- "وما ذاك؟ " فأخبرته، قال:"يا خالد لا تعطه شيئًا، هل أنتم تاركو في أُمرائي؟ لكم صفوته، وعليهم كدره -قالها مرتين أو ثلاثا"

(10)

.

(1)

ويقال: محمد بن وهب بن سعيد بن عطية السلمي، أبو عبد الله الدمشقي.

قال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وقال الدارقطني:"ثقة". وقال ابن حجر: "صدوق". الجرح والتعديل (8/ 114)، سؤالات الحاكم للدارقطني (صـ: 273)، تقريب التهذيب (ص: 905).

(2)

الوليد بن مسلم هو موضع الالتقاء مع مسلم.، إلا أنْ مسلمًا اقتصر على رواية =

⦗ص: 270⦘

= الوليد عن صفوان، دون روايته عن ثور، وعلى هذا فإنّ موضع الالتقاء في رواية الوليد عن ثور هو جبير بن نفير.

(3)

الدَرَقة: ترس من جلود. انظر: لسان العرب (10/ 95)، مادة: درق.

(4)

أي تَرَفَّق له. انظر: لسان العرب (9/ 317)، مادة: لطف.

(5)

من: (ل).

(6)

العرقوب: هو الوتر الذي خلف الكعبين بين مفصل القدم والساق.

انظر: النهاية (3/ 221).

(7)

(إليه) ليست في (ل).

(8)

نهاية (ل 5/ 200/ ب).

(9)

من: (ل).

(10)

انظر الحديث رقم (7095).

من فوائد الاستخراج:

1 -

قوله: "أو لأعرفنكما

" فيه تفسير لما أشير إليه في قوله: "هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم".

2 -

فيه بيان مقدار سلب المددي.

ص: 269

7099 -

حدثنا أبو داود السجزي، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا الوليد بن مسلم

(1)

- بمثله

(2)

، إلى قوله:"كدره"، وقال:"فنحر رجل من المسلمين جزورًا له"

(3)

.

(1)

الوليد بن مسلم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (ل): اقتصر على قوله (بمثله).

(3)

انظر حديث رقم (7095) و (7098).

ص: 272

7100 -

وحدثنا أبو داود [السجزي]

(1)

، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا الوليد [بن مسلم]

(2)

، قال: سألت ثورًا [عن هذا]

(3)

الحديث، فحدثني عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير

(4)

، عن عوف بن مالك الأشجعي بنحوه

(5)

.

(1)

من: (ل).

(2)

من: (ل).

(3)

في: (ك)(هذا عن)، والتصويب من:(ل).

(4)

جبير بن نفير هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (7094) و (7095).

ص: 272

7101 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا دحيم، وعلي بن المديني، قالا: حدثنا الوليد

(1)

، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، فرافقني مددي -فذكر الحديث نحوه إلى قوله-:

⦗ص: 273⦘

فأتيت خالد بن الوليد، فقلت: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن السلب لمن قتل"؟ قال: نعم

(2)

.

(1)

الوليد بن مسلم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7095) و (7098).

ص: 272

7102 -

حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار

(1)

(2)

، قال: حدثني إياس بن سلمة، قال: حدثني أبي، قال: غزونا هوازن، حتى اذا دنونا من مياه بني فزارة

(3)

، فأمرنا أبو بكر، فعرّسنا

(4)

قدر ما نصبحهم صبحًا، قال: فلمّا صلّينا الصبح أمرنا أبو بكر بالركض، فحملنا رجالتُنا وفُرْساننا، فسبقتهم، فوردت الماء، فإذا عنق

(5)

منهم أَسْرَوا

(6)

بليل، فهمَّ أناس

⦗ص: 274⦘

من النّاس ليسندوا

(7)

إلى جبلٍ قريبٍ منهم، وإذا في أولهم امرأة يقال لها فهرة؛ معها ابنة لها من أجمل النّاس قد كانت

(8)

تشتد

(9)

في الجبل! فاتبعتهم حتى خلّفت الناس ورائي، فلمّا خشيت أنْ تسبقني أرسلت سهمًا أمامها، فلما أبْصرَتْه، وعليها قَشْع

(10)

من آدم، فجئت بها وابنتها وبأولئك الأولين أسوقهم حتى أجدُ أبا بكرٍ على الماء قد قَتَل وسَبى، فنفلني الجارية الحسناء، فوالله ما كشفت لها ثوبًا حتى قدمنا المدينة! فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"يا سلمة هبها لي لله أبوك! "، فقلت: يا رسول الله! والله لقد أعجبتني، فسكت وباتت عندي، لم أكشف لها ثوبًا، فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد، فقال:"يا سلمة هبها لي لله أبوك! "، فقلت: هي لك يا رسول الله! فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة، ففدى بها رجلا من المسلمين كان أُسر بمكة -أو فدى بها ناسًا من المسلمين كانوا أسروا بمكة

(11)

-

⦗ص: 275⦘

الشك من أبي عوانة

(12)

.

(1)

عكرمة بن عمّار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 201 / أ).

(3)

بطن عظيم من غطفان من العدنانية، وهم: بنو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكانت منازلهم بنجد ووادي القُرى.

انظر: نهاية الأرب للقلقشندي (ص: 352)، معجم قبائل العرب (3/ 918).

(4)

من التعريس: وهو نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة.

النهاية (3/ 206)، وانظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 531).

(5)

أي: جماعة منهم. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 143).

(6)

أي ساروا بليل. انظر: النهاية (2/ 365).

(7)

أي: ليصعدوا انظر: النهاية (2/ 408).

(8)

في (ل): (كادت).

(9)

أي: تعدو. انظر: النهاية (2/ 452).

(10)

قشع: بفتح القاف، وسكون الشين، والمراد: الفَرْو الخَلِق، ويراد بالقشع أيضًا: الجلد اليابس، والنِّطَع، وكذا القربة البالية، وفُسِّر في صحيح مسلم بالنِّطَع.

انظر: النهاية (4/ 65)، القاموس المحيط (3/ 70).

(11)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب التنفيل وفداء المسلمين بالأسارى- ح (46)، 3/ 1375 - 1376). =

⦗ص: 275⦘

= وفيه: "ففدى بها ناسًا

" من دون شك.

من فوائد الاستخراج: تسمية المرأة الفزارية، وأنه يقال لها:"فهرة".

(12)

نهاية (ل 5/ 201 / ب).

ص: 273

7103 -

حدثنا حمدان بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء

(1)

، قال: أخبرنا عكرمة بن عمّار، عن إياس بن سلمة عن أبيه ح،

وحدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا -أبو الوليد، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار

(2)

، قال: حدثني إياس بن سلمة، قال: حدثني أبي، قال: خرجنا مع أبي بكر- وأمّرَهُ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فغزونا فزارة، فلمّا دنونا من الماء أمرَنا أبو بكر فشننّا الغارة، فقتلنا على الماء من قتلنا، قال سلمة: ثمّ نظرت إلى عنق من النّاس فيه الذريّة والنّساء وأنا أعدو في آثارهم، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل، فرميت بسهم فوقع بينهم وبين الجبل فقاموا فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر حتى أتيته على الماء، وفيهم امرأة من فزارة عليها قَشْع من آدم، معها ابنة لهما من أحسن العرب، فنفلني أبو بكر ابنتها، فلم أكشف لها ثوبًا، حتى قدمت المدينة، ثمّ بتّ ولم أكشف لهما ثوبًا، فلقيني

⦗ص: 276⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"يا سلمة! هب لي المرأة! "، فقلت: يا رسول الله! والله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبًا!، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركني، ثمّ لقيني من الغد في السوق، فقال لي:"يا سلمة! هب في المرأة؛ لله أبوك! " فقلت: والله ما كشفت لها ثوبًا، وهي لك يا رسول الله، فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة، وفي أيديهم أسرى من المسلمين، ففداهم بتلك المرأة؛ فكَّهم بها

(3)

(4)

.

(1)

الغُدانيُّ أبو عمر -ويقال أبو عمرو- البصري.

(2)

عكرمة بن عمّار هو موضع الالتقاء مع مسلم في الإسنادين.

(3)

انظر الحديث رقم (7102).

(4)

نهاية (ل 5/ 202/أ).

ص: 275

7104 -

ز- حدثنا أحمد بن شيبان الرملي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب

(1)

، عن محمد

(2)

، عن أنس بن مالك، قال: بارز الراء بن مالك مرزبان الزَّأْرة

(3)

، فطعنه طعنة كسرت القَرَبوس

(4)

، وخلصت الطعنة، فقتلته، فصلى عمر الصبح، ثمّ أتانا، ثمّ قال: إنّا كنّا لا نُخمس

⦗ص: 277⦘

الأسلاب، وإنّ سلب البراء قد بلغ مالًا، ولا أُرانا إلّا خامسيه، فقُوّم ثلاثين ألفًا فأعطانا عمر ستة ألاف

(5)

.

(1)

ابن أبي تميمة: كيسان السختياني، أبو بكر البصري.

(2)

ابن سيرين الأنصاري، أبو بكر بن أبي عمرة البصري.

(3)

مَرْزُبان: -بضم الزاي- أحد مرازبة الفرس وهو الفارس الشجاع المقدّم على القوم.

والزأْرة بالهمزة وغيره، وهي مدينة من مدن فارس، والزأرة في الأصل الأجَمَة، وسميت زأرة لزئير الأسد فيها، وهو صوته. انظر: معجم ما استعجم (2/ 692) المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 3)، لسان العرب (1/ 417) مادة: رزب.

(4)

القَرَبوس: بفتحتين: حنو السرج، وهو الجزء المقوس المرتفع من قدّام المقعد، وهما قربوسان. انظر: مختار الصحاح (220)، لسان العرب (6/ 172) مادة: قربس.

(5)

إسناده حسن، أحمد بن شيبان الرملي، ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال:"يخطئ"، وقال الذهبي:"صدوق"، وبقية رجاله ثقات.

وقد أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 229) من طريق يونس، عن سفيان بن عيينة به.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (6/ 310 - 311)، من طريق ابن المبارك عن هشام بن حسان، ومن طريق حماد بن زيد، عن أيوب، كلاهما: عن ابن سيرين، عن أنس به.

وأخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال (صـ: 389 - 390) ح (781)، وسعيد بن منصور (3/ 308 - 309) ح (2708)، من طريق هشيم عن ابن عون ويونس وهشام.

وعبد الرزاق (5/ 233) ح (9468)، ومن طريقه الطبراني (2/ 27)(1180) عن معمر، عن أيوب، كلهم: عن ابن سيرين مرسلًا.

ص: 276

‌باب ما يجب للإمام من القرية إذا فتحت عنوة، ولمن فتحها من سهامها، وما لمن [يقيم من]

(1)

المسلمين بها.

(1)

في: (ك)(يغنم)، والتصويب من:(ل).

ص: 278

7105 -

حدثنا حمدان بن يوسف السلمي

(1)

، قال: حدثنا عبد الرزاق

(2)

، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم-وذكر أحاديث منها-، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيّما قرية أتيتموها وأقمتم فيها، فسهمكم فيها، وأيّما قرية عصت الله ورسوله فإن خمسها لله عز وجل ولرسوله، ثمّ هي لكم"

(3)

.

رواه سعيد

(4)

، عن قتادة، عن خلاس

(5)

، عن أبي رافع

(6)

، عن أبي

⦗ص: 279⦘

هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيّما مدينة أعطت لله ورسوله طوعا فهو

(7)

لله ولرسوله، وإذا فتحت عنوة

(8)

فأربعة أخماسها لمن قاتل عليها، وخمسها لله ولرسوله"

(9)

.

[وهذا حديث فيه نظر، قاله أحمد]

(10)

.

(1)

هو أحمد بن يوسف السلمي، ولقبه حمدان -وقد تقدم-.

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب حكم الفئ- ح (47)، 3/ 1376).

(4)

ابن أبي عروبة مهران العدوي مولاهم، أبو النضر البصري.

(5)

ابن عمرو الهَجَري البصري.

وخلاس: بكسر المعجمة، وتخفيف اللّام. وثقه ابن معين، وأحمد، والعجلي، وأبو داود. وكذا وثقه الذهبي، وابن حجر.

العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/ 344)، معرفة الثقات للعجلي (1/ 338)، سؤالات الآجري لأبي داود (3/ 345)، الجرح والتعديل (3/ 402)، تقريب التهذيب (ص: 304) الإكمال لابن ماكولا (3/ 169).

(6)

هو: نفيع الصائغ، أبو رافع المدني -نزيل البصرة-.

(7)

في (ل): (فهي).

(8)

أي: قهرًا وغلبة.

وقال الخطابي: "العنوة" في كلام العرب لها معنيان متضادان، قال أبو العباس ثعلب: يقال: أخذت الشيء عَنْوة أي: قهرا في عنف، وأخذته عَنْوة أي صلحا في رفق.

انظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 579)، النهاية (3/ 315)، لسان العرب (15/ 101) عتا.

(9)

إسناده معلّق. وقد أخرجه البيهقي في السنن (9/ 139) -موصولا- من طريق المرجا بن رجاء عن أبي سلمة عن قتادة عن أبي رافع، عن أبي هريرة نحوه.

وقتادة لم يسمع من أبي رافع، إنما كتب عن خلاس عنه.

انظر: من كلام الإمام أحمد في علل الحديث ومعرفة الرجال (رواية المروذي)(صـ: 158)، والمراسيل لابن أبي حاتم (صـ: 140).

وقد أخرجه مسلم من طريق همّام عن أبي هريرة كما تقدم في الحديث السابق.

(10)

من: (ل).

ص: 278

‌باب [بيان](1) الأخبار الدالة على الإباحة [للإمام]

(1)

أن يعمل

(2)

في أموال من لم يُوْجَف عليه [خيل]

(3)

ولا ركاب من المشركين مثلَ ما عمل النبي صلى الله عليه وسلم، فإنّها

(4)

لا تورث.

(1)

من: (ل).

(2)

نهاية (ل 5/ 202 / ب).

(3)

في الأصل (خيلًا) والتصويب من: (ل).

(4)

في (ل): (وأنها لا تورث).

ص: 280

7106 -

حدثنا عبد السّلام بن أبي فروة النصيبي

(1)

، قال: حدثنا سفيان بن عيينة

(2)

، عن عمرو بن دينار عن الزهري ح،

وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلّام

(3)

، قال: فإنّ سفيان حدثنا عن عمرو بن دينار، ومعمر بن راشد، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري، عن عمر بن الخطاب قال: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله لم يوجف

(4)

[المسلمون]

(5)

عليه بخيلٍ ولا ركاب

(6)

، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصةً، فكان ينفق

⦗ص: 281⦘

منها على أهله نفقة سنة، وما بقي جعله في الكُرَاع

(7)

عدةً في سبيل الله

(8)

.

(1)

هو: عبد السلام بن عبيد بن أبي فروة النصيبي. متهم بسرقة الحديث.

(2)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

هو: القاسم بن سلّام أبو عبيد البغدادي.

(4)

من الإيجاف وهي سرعة السير. انظر: النهاية (5/ 157).

(5)

في الأصل (المسلمين)، والتصويب من:(ل).

(6)

الركاب هي الراحلة من الإبل. انظر: النهاية (2/ 256).

(7)

اسم لجميع الخيل. وقيل الكراع: السلاح، وقيل: اسم يجمع الخيل والسلاح.

انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 44)، النهاية (4/ 165)، لسان العرب (8/ 307)، مادة: كرع.

(8)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب حكم الفيء- ح (48)، 3/ 1376 - 1377)، وأخرجه البخاري:(كتاب التفسير -باب قوله {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} - ح (4885)، (8/ 498 فتح).

ص: 280

7107 -

حدثنا يوسف القاضي، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة

(1)

، عن عمرو بن دينار، عن الزهريّ مثله

(2)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث السابق رقم (7106).

ص: 281

7108 -

حدثنا الحسن بن عفّان، قال: حدثنا يحيى بن آدم

(1)

، قال: حدثنا سفيان [بن عيينة]

(2)

، عن معمر، عن الزهري بنحوه

(3)

.

(1)

ابن سليمان القرشيّ الأموي مولاهم، أبو زكريا الكوفي.

(2)

(ابن عيينة) من: (ل)، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7106).

ص: 281

7109 -

حدثنا أحمد بن شيبان الرملي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة

(1)

، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر، قال: إنّ

⦗ص: 282⦘

أموال بني النضير مما أفاءَ الله على رسوله ممّا لم يوجف المسلمون عليه بخيلٍ ولا ركابٍ، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصًا ينفق منها على أهله نفقة

(2)

سنة، وما بقي جعله في الكُرَاع والسلاح عدة في سبيل الله، ثمّ هي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة

(3)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 203 / أ).

(3)

انظر الحديث رقم (7106).

ص: 281

7110 -

حدثنا أحمد بن شيبان، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري

(1)

، عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: أرسل إليّ عمر، فدعاني فدخلت عليه وهو على رُمَالٍ

(2)

فقال: يا مالُ

(3)

إنّها قد ترد علينا دواف

(4)

من قومك فخذ هذا المال فاقسمه بينهم! فقلت: يا أمير المؤمنين وَلّ ذلك غيري! فقال: خذها عنك أيها الرجل!، فجلست فجاء يرفأ

(5)

، فقال: هل لك في عبد الرحمن وطلحة والزبير وسعد، قال: قل لهم: فليدخلوا، فقال: هل لك في علي وعبّاس، قال: قل

⦗ص: 283⦘

لهما: فليدخلا، فدخلا وكل واحدٍ منهما يكلّم صاحبه، قالوا: يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرحهما! قال: أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! هل علمتم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّا لا نورث ما تركنا صدقة"، قال القوم: نعم، قال: وقال: إنّ أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله ممّا لم يوجف المسلمون عليه بخيلٍ ولا ركاب، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصًا ينفق منها على أهله نفقة سنة وما بقي جعله في الكُرَاع والسلاح، ثمّ هي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة

(6)

.

(1)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

الرُّمال: ما رمل أي نسج. وقيل الرِّمال جمع رَمل بمعنى مرمول، والمراد أنه كان السرر قد نسج وجهه بالسَّعف، ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير. انظر النهاية (2/ 265).

(3)

ترخيم (مالك)، ويجوز فيه مالُ بضم اللام وكسرها. انظر: المعلم بفوئد مسلم للمازري (3/ 18).

(4)

هم القوم يسيرون جماعة سيرًا ليس بالشديد، والدافّة قوم من الأعراب يريدون المصر. النهاية (2/ 124).

(5)

حاجب عمر رضي الله عنه. انظر ترجمته في الإصابة (3/ 672 - 673).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب حكم الفئ- ح (49)، (3/ 1377 - 1379)، وأخرجه البخاري:(كتاب فرض الخمس -باب فرض الخمس- ح (3094)، (6/ 227 - 228 فتح).

أخرجاه بنحوه مطولًا، وسيأتي مطولًا عند المصنف في الحديث التالي أيضا.

ص: 282

7111 -

حدثنا يزيد بن سنان البصري، وأبو أميّة، قالا: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا مالك بن أنس

(1)

، عن ابن شهاب، عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال

(2)

: أرسل إليّ عمر حين تعالى النّهار، فوجدته جالسًا على سرير مفضيًا إلى رماله، فقال حين دخلت عليه: يا مال! إنّه قد دفَّتْ أهلُ أبيات من قومك، وقد أمرتُ

⦗ص: 284⦘

فيهم برَضْخٍ

(3)

فخذه فاقسمه فيهم! قلت: لو أمرت غيري بذلك، فقال: خذه، فجاء يرفأ، فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي الوقاص؟ قال: نعم فأذن لهم! فدخلوا، ثمّ جاء يرفأ، فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في العبّاس وعلي؟ قال: نعم، فأذن لهما، فدخلا، فقال العبّاس: يا أمير المؤمنين! اقض بيني وبين هذا -يعني عليًّا- فقال بعضهم: أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهما وارحمهما! فقال عمر: اتئد

(4)

، ثمّ أقبل على أولئك الرهط فقال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! هل تعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا نُورَث، ما تركنا صدقةٌ"؟ قالوا: نعم، ثمّ أقبل على عليّ والعبّاس فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! هل تعلمان أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا نُوْرَث، ما تركنا صدقةٌ؟ " قالا: نعم، قال: فإنّ الله خصّ رسوله بخاصةٍ لم يخصص بها أحدًا من النّاس، قال:{وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} الآية

(5)

/

(6)

.

⦗ص: 285⦘

فكان مما أفاء الله على رسوله بني النضير، فوالله ما استأثر بها عليكم، ولا أخذها دونكم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منها نفقة سنة -أو نفقته ونفقة أهله سنة- ويجعل ما بقي منها أسوة

(7)

المال، ثمّ أقبل على أولئك الرهط، فقال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم، ثمّ أقبل على عليّ والعبّاس، فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! هل تعلمان ذلك؟ قالا: نعم، فلمّا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئتَ [أنت]

(8)

وهذا إلى أبي بكر، فطلبت أنت ميراثك من ابن أخيك، وطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، قال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا نُورَث، ما تركنا صدقة"، فرأيتماه كاذبًا غادرًا آثمًا خائنًا، والله يعلم أنّه صادقٌ بارٌ راشدٌ تابعٌ للحق! فوَلِيَها أبو بكر، فلمّا توفي قلت: أنا وليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ووليّ أبي بكر رضي الله عنه فرأيتماني كاذبًا آثمًا غادرًا خائنًا، والله يعلم أنّي لصادقٌ بارٌ راشدٌ تابعٌ للحق! فوليتُها، ثمّ جئتني أنت وهذا وأنتما جميعٌ، وأمركما واحدٌ فسألتمانيها فقلت: إنْ شئتما أنْ أدفعها إليكما على أنّ عليكما عهد الله أنْ تلِيَاها بالذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يليها

(9)

، فأخذتماها مني

⦗ص: 286⦘

على ذلك، ثمّ جئتماني لأقضي بينكما

(10)

بغير ذلك، والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما عنها فرُدّاها إليّ

(11)

.

هذا لفظ يزيد بن سنان، وحديث أبي أمية بمعناه أيضا.

(1)

مالك بن أنس هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 203 / ب).

(3)

الرَّضْخ: العطية القليلة. النهاية (2/ 228).

(4)

أي تمهل. انظر: لسان العرب (3/ 443). وقد وقع عند مسلم (اتئدا) بالتثنية.

(5)

سورة الحشر آية (5). وفي (ل): تمام الآية: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، وحرف (و) من {وَمَآ} ساقط من:(ك)، ومن:(ل).

(6)

نهاية (ل 5/ 204/ أ).

(7)

أي حاله حال المال. انظر: لسان العرب (14/ 35)، مادة: أسا.

(8)

في: (ك)"أنا" والتصويب من: (ل).

(9)

في (ل): (يليها به).

(10)

نهاية (ل 5/ 204/ب).

(11)

انظر الحديث رقم (7110).

ص: 283

7112 -

حدثنا محمد بن عُزَيْز الأيلي

(1)

، قال: حدثني سلامة

(2)

، عن عُقيل

(3)

، عن ابن شهاب

(4)

-بإسناده مثله: فإن عجزتماها

(5)

فادفعاها إليّ! وإني أكفيكماها

(6)

.

(1)

هو: محمد بن عُزَيْز بن عبد الله بن زياد، أبو عبد الله الأيلي.

(2)

ابن رَوْح بن خالد بن عقيل الأموي مولاهم، أبو روح الأيلي.

(3)

ابن خالد بن عَقيل الأموي مولاهم أبو خالد الأيلي.

وعُقيل: بضم العين، وفتح القاف. الإكمال لابن ماكولا (6/ 241).

(4)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

في (ل): (قال: فإن عجزتما).

(6)

انظر الحديث رقم (7110)، وفي إسناد المصنف هذا كلام لما في سماع سلامة من عقيل نظر وخلاف كما تقدم في الحديث رقم (82).

وقد أخرجه البخاري من طريق عُقيل (كتاب النفقات -باب حبس الرجل قوت سنة على أهله، كيف نفقات العيال؟ - ح (5358)، (9/ 412 - 413 فتح).

وليس في مسلم "فإني أكفيكماها".

ص: 286

7113 -

حدثنا الدبري، قال: قرأنا على عبد الرزاق

(1)

، عن معمر،

⦗ص: 287⦘

عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري، قال: أرسل إليّ عمر بن الخطاب فقال: إنّه قد حضر المدينة أهل أبيات من قومك، وإنّا قد أمرنا لهم برضخ فاقسمه بينهم! فقلت: يا أمير المؤمنين مُرْ بذلك غيري! قال: اقبضه أيها المرء، قال: فبينا أنا كذلك إذ جاء مولاه يرفأ، فقال: هذا عثمان -فذكر الحديث بنحوه إلّا أنه قال العبّاس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا! - وهما حينئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير-، فقال القوم: اقض بينهما يا أمير المؤمنين، وأرح كلَّ واحدٍ منهما من صاحبه، فقد طالت خصومتهما، وقال أيضا فيه: فكانت هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصّة ثمّ والله! ما اختارها دونكم ولا استأثر بها عليكم، وقد قسمها بينكم، وبثّها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان ينفق على أهله منه نفقة سنة، ثمّ يجعل ما بقي مجعل مال الله، فلمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر/

(2)

: أنا وليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده، أعملُ فيها بما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها. ثمّ أقبل على عليّ والعبّاس، فقال: وأنتما تزعمان أنّه فيها ظالمٌ فاجرٌ، والله يعلم أنّه فيها صادقٌ بارٌ تابعٌ للحقِّ! ثمّ وليتها بعد أبي بكر سنتين من إمارتي، فعملت فيها بما عمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وأنتما تزعمان أنّي فيها ظالمٌ فاجرٌ، واللهُ يعلم أنّي فيها

⦗ص: 288⦘

صادقٌ بارٌ تابعٌ للحقِّ! لمّ جئتماني جاءني هذا -يعني العبّاس- يسألني ميراثه من ابن أخيه، وجاءني هذا -يعني عليًّا- يسألني ميراث امرأته من أبيها، فقلت لكما: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا نورث، ما تركنا صدقة"، ثمّ بدا في أنْ أدفعها إليكما، فأخذتُ عليكما عهدَ الله عز وجل وميثاقه لتَعْملان فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وأنا ما ولِيْتُها

(3)

فقلتما: ادفعها إلينا على ذلك! تريدان مني قضاء غير هذا؟ إنْ كنتما عجزتما عنْها فادفعاها إليّ، قال: فغلبه عليها عليّ فكانت بيد علي ثمّ بيد حسن ثمّ بيد حسين ثمّ بيد علي بن حسين، ثمّ بيد حسن بن حسن، ثمّ بيد زيد بن حسن، قال معمر: ثمّ كانت بيد عبد الله بن حسن.

وفي حديث معمر: فكان ينفق على أهله منه سنة، وربّما قال معمر: يَحْبِس قوت

(4)

أهله منه سنة، ثمّ يجعل ما بقي منه مجعل مال الله

(5)

عز وجل

(6)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 205 / أ).

(3)

أي مدة ولايتي عليها.

(4)

أي: نفقة أهله. انظر: النهاية (4/ 119).

(5)

نهاية (ل 5/ 205 / ب) من: (ل).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب حكم الفئ- ح (50)، 3/ 1379).

وأخرجه البخاري: (كتاب المغازي -باب حديث بني النضير- ح (4033)، (6/ 389 - 390 فتح). =

⦗ص: 289⦘

= من فوائد الاستخراج:

1 -

الإتيان بمتن رواية عبد الرزاق عن معمر، والتي اكتفى مسلم بذكر إسنادها والإشارة إلى بعض ألفاظها، وقد أحال على رواية مالكٍ عن الزهري.

والحديث في مصنف عبد الرزاق (5/ 419) ح (9772).

2 -

بيان أن يرفأ كان مولًى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لكتابه في قوله "فجاء مولاه يرفأ".

ص: 286

7114 -

حدثنا محمد بن إسحاق بن الصباح

(1)

، والبَوْسي

(2)

، قالا: حدثنا عبد الرزاق (3) ح،

وأخبرني أبو سلمة الفقيه، قال: حدثنا عبد الرزاق (3) ح،

وحدثنا السلمي، قال: حدثنا عبد الرزاق

(3)

، قال: أخبرنا معمر، عن الزهريّ، قال: أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبس نفقة أهله سنة، -قال معمر: وربّما قال: قوت سنة- ثمّ يجعل ما بقي منه مجعل مال الله

(4)

.

(1)

هو الصنعاني كما يصرح المؤلف في مواضع من كتابه منها (6787) كناه أبا عبد الله كثيرا ما ينسبه إلى جده، ولم أقف له على ترجمة.

(2)

هو: الحسن بن عبد الأعلى بن إبراهيم الأنباري الصنعاني، أبو محمد البَوْسي.

والبوْسي: بفتح الموحدة، والواو الساكنة، ثم السين المهملة، هذه النسبة إلى بَوْس: قرية بصنعاء يقال لها بيت بَوْس. الأنساب للسمعاني (1/ 413)، معجم البلدان (1/ 602).

(3)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7113).

ص: 289

7115 -

حدثنا ابن مُهِلٍّ

(1)

، قال: حدثنا عبد الرزاق

(2)

-بإسناده عن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نورث، ما تركنا صدقة، إنّما يأكل أهل محمد من هذا المال"

(3)

. من هنا لم يخرجاه

(4)

.

(1)

هو: محمد بن عبد الله بن مهل بن المثنى الصنعاني.

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7113).

(4)

قوله: (من هنا لم يخرجاه) ليست في (ل):، وهو أولى بالصواب.

ص: 290

7116 -

حدثنا أبو أمية، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال [حدثنا]

(1)

شعيب، عن الزهري

(2)

، قال: أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان أنّ عمر بن الخطاب دعاه بعد ما ارتفع النّهار، وقال: فدخلت عليه؛ فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبين الرمال فراش.

وذكر الحديث نحو حديث معمر فيه بطوله

(3)

.

(1)

من: (ل).

(2)

الزهريّ هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7113).

ص: 290

7117 -

حدثنا أبو أميّة، قال: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل

(1)

، عن أسامة

(2)

(ح)

(3)

.

⦗ص: 291⦘

وحدثنا يونس

(4)

، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني عبد العزيز بن محمد، عن أسامة، عن الزهريّ

(5)

-بإسناده نحوه ولم يطولاه-

(6)

.

(1)

الحارثي مولاهم أبو إسماعيل المدني.

(2)

ابن زيد الليثي.

(3)

(ح) ليست في (ل).

(4)

ابن عبد الأعلى.

(5)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(6)

انظر الحديث رقم (7110) و (7113).

ص: 290

7118 -

أخبرنا يونس [بن عبد الأعلى]

(1)

، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد

(2)

، قال: سمعت ابن شهاب

(3)

يقول حدثني مالك بن أوس -بنحو حديث مالك بمعناه، أو قريب منه-

(4)

/

(5)

.

(1)

(ابن عبد الأعلى) من: (ل).

(2)

أبو عبّاد ويقال أبو سعيد المدني.

(3)

ابن شهاب الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7110).

(5)

نهاية (ل 5/ 206 /أ).

ص: 291

7119 -

ز- حدثنا إسماعيل بن عيسى الجيشاني، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الجندي، عن ابن أبي الزناد

(1)

، عن أبي الزناد

(2)

، عن ابن شهاب، عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري

(3)

، عن عمر بن الخطاب

⦗ص: 292⦘

قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث صفايا

(4)

: خيبر وفدك

(5)

وبنو

(6)

النضير، فأمّا بنو النضير: فكانت حبسًا لمواليه، وأمّا فدك: فكانت لابن السبيل، وأمّا خيبر: فجزأها ثلاثة أجزاء: فجزءان للمسلمين، وجزء ينفق على أهله منه فما فضل شيء منه رده على فقراء المهاجرين

(7)

.

⦗ص: 293⦘

وقال مرة إبراهيم بن محمد، عن يحيى بن ثابت

(8)

، عن [ابن]

(9)

أبي الزناد.

قال أبو عوانة: أفادنيه ابن المقرئ

(10)

وما أعلمه عند أحد اليوم غيري.

(1)

هو: عبد الرحمن بن أبي الزناد.

(2)

هو عبد الله بن ذكوان.

(3)

أبو سعيد المدني (ت 92 هـ).

والنصري: بفتح النون وسكون الصاد المهملة وفي آخرها راء مهملة، هذه النسبة إلى بني نَصْر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن مالك بن عوف أخي جشم بن =

⦗ص: 292⦘

= معاوية. الأَنسَاب للسمعاني (5/ 494).

قال البخاري: "قال بعضهم له صحبة ولم يصح"، وقد وثقه ابن خراش، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: "

ومن زعم أن له صحبة فقد وهم".

التاريخ الكبير للبخاري (7/ 305)، الثقات لابن حبّان (5/ 382)، تهذيب الكمال (27/ 123).

(4)

الصفايا: جمع صفية أو صفي، وهي ما كان يأخذه رئيس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة. انظر: النهاية (3/ 40).

(5)

فدك: -بفتح أوله وثانيه- قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة

وهي قرية من شرقي خيبر على وادٍ يذهب سيله مشرقًا إلى وادي الرّمه، تعرف اليوم بالحائط. انظر: معجم ما استعجم (3/ 1015)، معجم البلدان (4/ 270)، معجم المعالم الجغرافية (صـ: 235).

(6)

في: (ك)(بني) والتصويب من: (ل).

(7)

في إسناده من لم أجد له ترجمة وهما إبراهيم بن محمد الجندي، وإسماعيل بن عيسى الجيشاني الصنعانيان.

وقد أخرجه أبو داود (3/ 375) ح (2967) بإسناد حسن، عن هشام بن عمّار، عن حاتم بن إسماعيل:

وعن سليمان بن داود المهري، عن ابن وهب، عن عبد العزيز بن محمد، =

⦗ص: 293⦘

= وعن نصر بن علي الجهضمي، عن صفوان بن عيسى، ثلاثتهم عن أسامة بن زيد، عن الزهري به.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 503) عن محمد بن عمر الواقدي، عن أسامة بن زيد، عن الزهري به.

(8)

الجندي. ذكره ابن حبان في الثقات. الثقات لابن حبان (9/ 259)، وانظر: لسان الميزان (6/ 244).

(9)

من: (ل)، ومن إتحاف المهرة [4/ 230 / ب] النسخة التركية.

(10)

هو: محمد بن عبد الله بن يزيد العدوي مولاهم أبو يحيى بن أبي عبد الرحمن المقرئ المكي. (ت 256 هـ).

والمقرئ: هذه النسبة إلى قراءة القرآن وإقرائه. الأنساب للسمعاني (5/ 367).

وقد وثقه النسائي، وابن أبي حاتم، والخليلي، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن حجر:"ثقة".

الجرح والتعديل (7/ 307 - 308)، الثقات لابن حبّان (9/ 118)، الإرشاد للخليلي (1/ 383 - 384)، المعجم المشتمل (ص: ت 252)، تقريب التهذيب (ص: 866).

ص: 291

7120 -

حدثنا أبو حاتم الرازي

(1)

، قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري

(2)

، قال: حدثنا تليد بن سليمان -وهو أبو إدريس

⦗ص: 294⦘

الأعرج-

(3)

، عن عبد الملك بن عمير، عن الزهري

(4)

، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا نورث، ما تركنا صدقة"

(5)

.

(1)

هو: محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي أبو حاتم الرازي.

(2)

هو: إسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري، أبو موسى المدني (ت 224 هـ). =

⦗ص: 294⦘

= قال أبن أبي حاتم: "سمعت أبي يطنب القول فيه في صدقه وإتقانه"، وقال النسائي:"ثقة"، وذكره ابن حبّان في الثقات، ووثقه الخطيب البغدادي. وقال الذهبي:"كان حجة"، وقال ابن حجر:"ثقة متقن".

الجرح والتعديل (2/ 235)، الثقات لابن حبّان (8/ 116)، تاريخ بغداد (6/ 355 - 366)، الكاشف (1/ 65)، تقريب التهذيب (ص: 132).

(3)

هو: تليد بن سليمان المحاربي، أبو سليمان -ويقال: أبو إدريس- الأعرج الكوفي (ت 190 هـ).

ضعفه الجمهور: ابن معين، والنسائي، والدارقطني، والحاكم، وابن عدي، وغيرهم.

وقال ابن معين في موضع: "كذاب"، وقال ابن حبّان: "كان رافضيا يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم

وقد حمل عليه يحيى بن معين حملًا شديدًا وأمر بتركه"، وضعفه الذهبي، وقال ابن حجر: "رافضي ضعيف".

التاريخ لابن معين (2/ 67)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 67)، المجروحين لابن حبّان (1/ 204 - 205)، الكامل لابن عدي (2/ 86 - 87) الكاشف (1/ 113)، تقريب التهذيب (ص: 181).

(4)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (7110) فهو مختصر منه.

فائدة: في هذه الرواية تليد بن سليمان وهو رافضي ضعيف، ولعل أبا عوانة أوردها إذ هي من رواية رافضي مؤيدةً لرواية أهل السنة والجماعة في هذا الحديث.

ص: 293

7121 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك

(1)

، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أنّ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أردن أن يبعثن عثمان بن عفّان إلى أبي بكر الصديق يسألنه ميراثهنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لهنّ عائشة: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا نُورَث، ما تركنا صدقةٌ"

(2)

(3)

.

(1)

مالك هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نورث، ما تركناه صدقة" - ح (51)، 3/ 1379).

وأخرجه البخاري (كتاب الفرائض -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نورث، ما تركنا صدقة" - ح (6730)، (12/ 8 فتح).

(3)

نهاية (ل 5/ 206/ ب).

ص: 295

7122 -

حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، وأبو داود الحرّاني، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(1)

، قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب ح،

حدثنا محمد بن النعمان بن بشير، وأبو إسماعيل الترمذي، قالا: حدثنا عبد العزيز الأويسي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد

(2)

، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدثني عروة بن الزبير، عن

(3)

عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 296⦘

أخبرته أنّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا نورث، ما تركنا صدقةٌ" قال: وعاشت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، قال: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك، وقال: لست تاركًا شيئًا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلّا عملت به، إنّي أخشى إنْ تركت شيئًا من أمره أنْ أزيغ.

فأَمّا صدقته بالمدينة، فدفعها عمر إلى عليّ والعبّاس فغلبه عليها عليّ، وأَمّا خيبر وفدك فأمسكهما عمر، وقال: هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه التي تعروه

(4)

ونوائبه

(5)

، وأمرهما إلى من ولي الأمر، قال: فهما على ذلك اليوم

(6)

.

(1)

يعقوب بن إبراهيم هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الأول.

(2)

إبراهيم بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الثاني.

(3)

في (ل): (أنّ).

(4)

أي: تغشاه وتنتابه. المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 436).

(5)

جمع نائبة، وهو ما ينوب الإنسان: أي ينزل به من المهمات والحوادث. النهاية (5/ 123).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نورث ما تركناه فهو صدقة" - ح (54)، 3/ 1381 - 1382). والبخاري:(كتاب فرض الخمس- باب فرض الخمس- ح (3092، 3093)، (6/ 227 فتح).

ص: 295

7123 -

حدثنا ابن عُزَيز [الأيلي]

(1)

، قال: حدثنا سلامة بن روح،

⦗ص: 297⦘

عن عُقيل، قال: قال ابن شهاب

(2)

(3)

فحدثت ذلك -يعني حديث مالك بن أوس، عن عمر- عروةَ

(4)

بن الزبير قال: صدق مالك بن أوس، أنا سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول

(5)

: أرسل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفّان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن ممّا أفاء الله على رسوله حتى كنت أنا -تعني نفسها- أردهنّ عن ذلك، فقلت لهنّ: ألا تتقين الله! ألم تعلمن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا نورث -يريد بذلك نفسه- ما تركنا صدقة، إنّما يأكل [آل]

(6)

محمد هذا المال"، فانتهى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما أخبرتهنّ

(7)

.

(1)

من: (ل) وابن عزيز هو: محمد بن عزيز بن عبد الله بن زياد الأيلي.

(2)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

نهاية (ل 5/ 207 / أ).

(4)

في (ك): (عن عروة

)، والصواب بحذف (عن) كما في (ل).

(5)

في: (ك)(يقول) والتصويب من: (ل).

(6)

من: (ل).

(7)

انظر الحديث رقم (7121).

ص: 296

7124 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، قال: حدثنا عبد الرزاق ح،

وحدثنا محمد بن علي الصنعاني

(2)

، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر ح،

⦗ص: 298⦘

وحدثنا الدّبري، عن عبد الرزاق

(3)

، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أنّ فاطمةَ والعبّاس، أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك، وسهمه من خيبر، فقال لهما أبو بكر: إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا نورث، ما تركنا صدقةٌ، إنّما يأكل آل محمد من

(4)

هذا المال" وإنّي والله لا أدع أمرًا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلّا صنعته!. قال: فهجرته فاطمة، فلم تكلمه في ذلك حتى ماتت، فدفنها عليّ ليلًا ولم يُؤْذِن بها أبا بكر، قالت عائشة: وكان لعليّ من النّاس وجهٌ حياةَ فاطمة، فلمّا توفيت فاطمة انصرفت وجوه النّاس عن علي، فمكثت فاطمة ستة أشهر بعد النبي صلى الله عليه وسلم

(5)

ثمّ توفيت.

قال رجل للزهري: فلم يبايعه عليٌّ ستة أشهر، قال: ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه عليٌّ، فلمّا رأى عليٌّ انصراف وجوه النّاس عنه ضرع إلى مصالحة أبي بكر، فأرسل عليٌّ إلى أبي بكر أنْ ائتنا ولا تأتنا معك بأحد

(6)

، وكره أن يأتيه عمر لما علم من شدته، فقال عمر:

⦗ص: 299⦘

لا تأتيهم وحدك! فقال أبو بكر: والله لآتينهم [وحدي]

(7)

وما عسى أن يصنعوا بي، فانطلق أبو بكر؛ فدخل على عليّ؛ وقد جمع بني هاشم عنده، فقام عليٌّ فحمدَ الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّه لم يمنعنا أنْ نبايعك يا أبا بكر إنكارًا لفضيلتك ولا نفاسةً عليك لخير ساقه الله إليك، ولكنْ كنّا نرى أنّ لنَا في هذا الأمر حقًّا، فاستبددتم به علينا، قال: لمّ ذكر قرابتهم من رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(8)

- وحقَّهم، فلم يزل عليٌّ يذكر ذلك حتى بكى أبو بكر، فلمّا سكت عليّ تشهد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثمّ قال: أنها بعد: فوالله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ أنْ أصلَ من قرابتي، وإنّي والله ما ألوت في هذه الأموال التي كانت بيني وبينكم على الخير، ولكنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا نُورث، ما تركنا صدقةٌ، إنّما يأكل آل محمد من

(9)

هذا المال"، وإنّي والله لا أدع أمرًا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه

(10)

إلا صنعته إنْ شاء الله!، قال عليّ: موعدك العشيّةَ للبيعة، فلمّا صلّى أبو بكر الظهر أقبل على النّاس بوجهه ثمّ عذَر عليًّا ببعض ما اعتذر به، ثمّ قام عليّ

⦗ص: 300⦘

فعظَّمَ من حقِّ أبي بكرٍ وذكر من فضيلته وسابقته، ثمّ مضى إلى أبي بكرٍ فبايعه، فأقبل النّاس إلى عليّ فقالوا: أصبت وأحسنت، قالت عائشة: فكان النّاس قريبًا إلى علي حين راجع الأمر [والمعروف]

(11)

، -وقال أحدهما: قارب الأمر والمعروف-

(12)

.

(1)

الذهلي.

(2)

هو: أبو عبد الله محمد بن علي بن سفيان الصنعاني النجار.

(3)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم. في الأسانيد الثلاثة.

(4)

في (ل): (في هذا المال).

(5)

نهاية (ل 5/ 207 / ب).

(6)

في (ل): (ولا يأتنا معك أحدٌ).

(7)

من: (ل).

(8)

من: (ل).

(9)

في (ل): (ق).

(10)

نهاية (ل 5/ 208 / أ).

(11)

من: (ل).

(12)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نورث ما تركنا فهو صدقة" - ح (53)، (3/ 1381).

وساق طرفا منه ثمّ قال: بمثل معنى حديث عُقيل عن الزهري

وأخرجه البخاري: (كتاب الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نورث ما تركنا صدقة" - (6725، 6726)، (12/ 7) فتح)؛ مختصرًا.

من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية عبد الرزاق عن معمر، والتي أشار مسلم إلى طرف منها، ثمّ أحال على رواية عُقيل عن الزهري.

ص: 297

7125 -

حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، قال: حدثنا عبد الرزاق

(2)

، بإسناده بطوله

(3)

.

قال أبو عوانة: رأيت محمد بن يحيى في المنّام كأنّه بالري في كرم مع أبي زرعة، فذكرت هذا الحديث الذي حدثنا به ابن عبد الحكم، عن ابن أبي

⦗ص: 301⦘

مريم عنه فقال: نعم، حدثناه عبد الرزاق، ولم أسوقه له.

(1)

الذهلي.

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7124).

ص: 300

7126 -

حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا أبو صالح

(1)

، قال: حدثني الليث

(2)

، قال: حدثني عُقيل، عن ابن شهاب بإسناده بطوله إلّا بعض الأحرف فإنهما اختلفا فيه

(3)

.

(1)

عبد الله بن صالح الجهني، كاتب الليث.

(2)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نورث ما تركنا فهو صدقة" - ح (52) 3/ 1380 - 1381)، والبخاري:(كتاب المغازي -باب غزوة خيبر- ح (4240 - 4241)، (7/ 564 فتح).

ص: 301

7127 -

حدثنا محمد بن عوف الحمصي، قال: حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار

(1)

، وبشر بن شعيب، -قال عثمان-: حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهريّ

(2)

، عن عروة، أنّ عائشة أخبرته أنّ فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أفاء الله على رسوله، وفاطمة [حينئذ]

(3)

تطلب صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة

(4)

وفدك وما بقي من خمس خيبر، قالت عائشة: فقال أبو بكر: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا نُوْرث، ما تركنا

⦗ص: 302⦘

صدقة إنّما ياكل آل محمد من هذا المال" -يعني مال الله- ليس لهم أن يزيدوا على المأكل، وإنّي والله لا أغير شيئا من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولأَعْمَلنّ فيها بما عمل فيها النبي صلى الله عليه وسلم، فأبى أبو بكر أنْ يدفَعَ إلى فاطمة منها شيئًا

(5)

.

(1)

القرشي مولاهم أبو عمرو الحمصي.

(2)

الزهريّ هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

من: (ل).

(4)

نهاية (ل 5/ 208 / ب).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نورث ما تركنا فهو صدقة" ح (52)، 3/ 1380 - 1381). مطولًا. وأخرجه البخاري: (كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ح (3711، 3712)، (7/ 97 فتح).

ص: 301

7128 -

حدثنا أبو أميّة، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب بإسناده مثله

(1)

.

(1)

انظر الحديث السابق رقم (7127).

ص: 302

7129 -

حدثنا محمد بن كثير الحراني، قال: حدثنا محمد بن موسى بن أعين

(1)

، قال: حدثني أبي

(2)

، عن إسحاق بن راشد

(3)

، عن الزهري

(4)

، قال: حدثني عروة بن الزبير، أنّ عائشة أخبرته -بنحوه-

(5)

.

(1)

الجزري، أبو يحيى الحرّاني.

(2)

هو: موسى بن أعين الجزري، أبو سعيد الحرّاني.

(3)

الجزري أبو سليمان الحرّاني.

(4)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (7127).

ص: 302

7130 -

حدثنا يونس [بن عبد الأعلى]

(1)

قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكًا

(2)

حدَّثه، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنّ النبي -صلى الله عليه [وسلم]

(3)

- قال: "لا يقتسم ورثتي دينارًا ولا درهمًا، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي

(4)

فهو صدقةٌ"

(5)

.

(1)

من: (ل).

(2)

مالك بن أنس هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

من: (ل).

(4)

"مؤنة عاملي" المؤونة: القوت، واختلف في المراد بقوله "عاملي" فقيل: الخليفة بعده - قال ابن حجر: وهذا هو المعتمد.

وقيل المراد بعامله خادمه، وقيل العامل على الصدقة، وقيل العامل فيها كالأجير.

انظر: فتح الباري (6/ 241)، لسان العرب (13/ 396) مادة: مأن.

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نورث ما تركنا فهو صدقة" - ح (55)، 3/ 1382). وأخرجه البخاري:(كتاب فرض الخمس -باب نفقة نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته- ح (3096)، (6/ 214 فتح).

وليس فيهما "ولا درهما".

ص: 303

7131 -

حدثنا السلمي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان

(1)

، عن ابن ذكوان، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يقتسم" فذكر مثله

(2)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نورث ما تركنا فهو صدقة" - ح (55)، 3/ 1383). وأخرجه البخاري أيضا -كما تقدم في الحديث رقم =

⦗ص: 304⦘

= (7130) -.

من فوائد الاستخراج: تسمية أبي الزناد بابن ذكوان وهو عبد الله بن ذكوان، وتسمية الأعرج بعبد الرحمن وهو ابن هرمز.

ص: 303

7132 -

حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب بن الليث، قال: حدثنا الليث عن ابن عجلان ح،

وحدثنا عيسى بن أحمد، قال: حدثنا شبابة

(1)

، قال: حدثنا ورقاء

(2)

، [كلاهما]

(3)

عن أبي الزناد

(4)

، عن الأعرج، عن أبي هريرة

(5)

بمثله

(6)

.

(1)

ابن سوّار الفزاري مولاهم أبو عمرو المدائني.

وشبابة: بفتح الشين المعجمة وباء معجمة بواحدة. الإكمال لابن ماكولا (5/ 12).

(2)

ابن عمر بن كُلَيب اليشكري، أبو بشر الكوفي.

(3)

في (ك): (كليهما)، والتصويب من:(ل).

(4)

أبو الزناد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

في (ل): (عن الأعرج -بإسناده مثله).

(6)

انظر الحديث رقم (7130).

ص: 304

7133 -

حدثنا سعيد بن مسعود، وأبو أميّة، قالا: حدثنا زكريا بن عدي

(1)

، قال: أخبرنا ابن المبارك

(2)

، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا نورَث، ما تركنا صدقةٌ"

(3)

.

(1)

زكريا بن عدي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 209 / أ).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نورث ما تركنا فهو =

⦗ص: 305⦘

= صدقة" - ح (56)، 3/ 1383).

من فوائد الاستخراج: تعيين يونس وأنه ابن يزيد.

ص: 304

[باب]

(1)

بيان قسم الفرس والرجل من النفل

(1)

من: (ل).

ص: 305

7134 -

حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، وأبو الأزهر، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر

(1)

، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم للفرس سهمين ولصاحبه سهما

(2)

.

(1)

عبيد الله بن عمر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب كيفية قسمة الغنائم بين الحاضرين- ح (57)، 3/ 1383)، ولفظه:"أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم في النفل: للفرس سهمين، وللرجل سهما".

وأخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب سهام الفرس- ح (2863)، (6/ 79 فتح)، بلفظ المصنف.

ص: 305

7135 -

حدثنا موسى بن إسحاق القوّاس، قال: حدثنا عبد الله بن نمير

(1)

، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قسم للفرس سهمين وللرجل سهمًا

(2)

.

(1)

عبد الله بن نمير هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7134).

من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية ابن نمير، والتي اكتفى مسلم بذكر إسنادها، ثمّ أحال على رواية سليم بن أخضر عن عبيد الله.

ص: 305

7136 -

حدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو معاوية

(1)

، قال: حدثنا [عبيد الله]

(2)

بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أسهم لرجل ولفرسه ثلاثة أسهم: سهمًا له، وسهمين لفرسه

(3)

.

(1)

هو: محمد بن خازم التميمي مولاهم، أبو معاوية الضرير الكوفي.

(2)

وقع في (ك): (عبد الله) مكبرًا، والتصويب من (ل)، وإتحاف المهرة (9/ 221) ح (10941)، ومن مسند أحمد (2/ 59)، وسنن أبي داود (3/ 172) ح (2733)، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7134)، إلّا أنّ البخاري ومسلمًا لم يخرجاه بهذا اللفظ.

وقد أخرجه بهذا اللفظ أحمد في مسنده (2/ 2) ومن طريقه أبو داود في السنن (3/ 172 - 173)، ح (2733).

وأخرجه ابن ماجه (2/ 952) ح (2854)، والدارمي (2/ 297) ح (2473) بنحوه.

وأخرجه ابن الجارود (3/ 340) ح (1084) -غوث المكدود- والدارقطني (4/ 102)، والبيهقي (6/ 325، 9/ 51).

كلهم من طريق أبي معاوية به.

وقد أخرجه البخاري في (كتاب المغازي -باب غزوة خيبر- ح (4228)، (7/ 553 فتح) عن الحسن بن إسحاق، عن محمد بن سابق، عن زائدة، عن عبيد الله بإسناده، بلفظ:"قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر للفرس سهمين، وللراجل سهما" قال: فسره نافع فقال: "إذا كان مع الرجل فرس فله ثلاثة أسهم، فإن لم يكن له فرس فله سهم".

قال ابن حجر: والقائل "قال فسّره نافع" هو: عبيد الله بن عمر العمري الراوي عنه، =

⦗ص: 307⦘

= وهو موصول بالإسناد المذكور إليه.

ص: 306

‌باب [بيان]

(1)

إباحة قتل الأسارى

(2)

المشركين، وترد قبول الفدية منهم، والإثخانُ فيهم إلي خيف غائلتهم

(3)

، والخبر المبيح للإمام الإطلاقَ عن من لا يخافه.

(1)

من: (ل).

(2)

في (ل): (أسارى).

(3)

أي: شرهم. انظر: لسان العرب (11/ 512)، مادة: غيل.

ص: 307

7137 -

حدثنا إبراهيم بن مرزوق، وبكّار بن قتيبة، وأحمد بن يحيى السابري، قالوا: حدثنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي

(1)

، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار، قال: حدثنا أبو زميل، قال حدثني عبد الله بن عبّاس، قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، قال: فاستقبل نبي الله -صلى الله عليه [وسلم]

(3)

- القبلة

(4)

، ثمّ مَدّ يديه فجعل يهتف بربه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إنْ تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام

⦗ص: 308⦘

لا تعبد في الأرض أبدًا"، فما زال يهتف بربه مادًّا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثمّ التزمه من ورائه، فقال: يا نبيّ الله كذاك

(5)

مناشدتك ربك؟ إنّه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}

(6)

فأمدّه الله بالملائكة.

قال أبو زميل: فحدثني ابنُ عبّاس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ في إثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربةً بالسوط كصوت فارسٍ يقول أقدم حَيْزُوم

(7)

إذ نظر إلى المشرك أمامه فخرَّ مستلقيا، فنظر إليه؛ فإذا هو قد خُطم

(8)

على أنفه وشُقّ وجهه كضربة بالسوط

⦗ص: 309⦘

فاخْضَرَّ ذاك أجمع، فأتى الأنصاري فحدث ذاك رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(9)

- فقال: صدقت ذلك من مدد من السماء الثالثة، فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين.

قال أبو زميل: حدثني ابن عبّاس قال: فلمّا أسروا الأسارى شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم

(10)

أبا بكر وعمر

(11)

، "ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ " قال أبو بكر يا نبي الله! هم بنو العمّ والعشيرة أرى أنْ تأخذ منهم فدية؛ فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أنْ يهديهم إلى الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت: لا والله! ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكنّي أرى أنْ تمكنّا منهم فنضرب أعناقهم تمكنّي من فلان -نسيبًا لعمر- فأضرب عنقه، وتُمَكّن حمزة من فلان -أخًا له- ليضرب عنقه، وتمَكّنَ عليًّا من عَقيل، فيضرب عنقه، فإنّ هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها

(12)

وقادتها، فهوى

(13)

رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت، فلمّا كان من الغد

⦗ص: 310⦘

جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر قاعدَيْن يبكيان، فقلت: يا رسول الله من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاءً بكيت، وإنْ لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عُرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة" شجرةٍ قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ في الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا}

(14)

/

(15)

فأحلّ الله الغنيمة لهم

(16)

.

حديثهما واحد.

(1)

عمر بن يونس هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 209 /ب).

(3)

من: (ل).

(4)

(القبلة) ليست في (ل).

(5)

أي: حسبك.

النهاية (4/ 161).

قال النووي في شرح صحيح مسلم (12/ 85): "وقع لجماهير رواة مسلم كذاك بالذال ولبعضهم: "كفاك" بالفاء، وفي رواية البخاري: "حسبلث مناشدتك ربك وكلٌ بمنعى". اهـ.

(6)

سورة الأنفال آية (9).

(7)

اسم فرس من خيل الملائكة. لسان العرب (12/ 133)، مادة: حزم.

وفي المجموع المغيث للأصفهاني (1/ 442) والنهاية (1/ 467): حيزوم: اسم فرس جبريل عليه السلام.

(8)

أي: أُصيب على أنفه، فجعل فيه أثرًا مثل أثر الخطام، وهو الحبل الذي يقاد به البعير. =

⦗ص: 309⦘

= انظر: النهاية (2/ 50).

(9)

من: (ل).

(10)

نهاية (ل 5/ 210/ أ).

(11)

في (ل): (شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعليًّا رضي الله عنهم).

(12)

أشرافها وعظماؤها ورؤساؤها، جمع صنديد. انظر: النهاية (3/ 55).

(13)

أي: أحب. انظر: النهاية (5/ 285).

(14)

سورة الأنفال الآية (67 - 69).

(15)

نهاية (ل 5/ 210 /ب).

(16)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، وإباحة الغنائم- ح (58)، (3/ 1383 - 1385).

من فوائد الاستخراج: إتمام اسم عمر بن يونس بذكر جده القاسم.

ص: 307

7138 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، قال: حدثنا عاصم بن علي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار

(2)

قال: حدثني أبو زميل، قال: حدثني عبد الله بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب، قال: لما كان يوم بدر نظر

⦗ص: 311⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيّف، ثمّ نظر إلى المشركين فإذا هم ألف أو زيادة، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة، ثمّ مدّ يديه وعليه رداؤُه وإزارُه ثمّ قال: اللهم آتني ما وعدتني، -فذكر مثله- وقال فيه أيضا: فما زال يدعو ويستغيث، وقال فيه أيضًا {أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى} إلى آخر الآية

(3)

، فلمّا التقوا وهزم الله المشركين، فقتل منهم سبعين رجلًا -وزاد في آخر الحديث- فلمّا كان في العام المقبل في أحد عوقبوا بما صنعوا، قُتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبعون

(4)

كسرت رباعيته، وهشمت البيضة

(5)

على رأسه، وسال الدم على وجهه، وفرّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وصعدوا إلى الجبل فأنزل الله هذه الآية:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} إلى {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

(6)

ونزلت {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} إلى قوله {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ

⦗ص: 312⦘

أَمَنَةً}

(7)

(8)

(9)

.

(1)

الذهلي.

(2)

عكرمة بن عمّار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

سورة الأنفال (9 - 10).

ووقع في (ك) و (ل) خطأً "

إلّا بشرى لكم" وتمام الآية: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} .

(4)

في: (ك)، زاد (وأسر سبعون)، وليست في: ل، وهو الصواب كما في مسند أحمد، ومصنف ابن أبي شيبة.

(5)

أي: الخوذة. النهاية (1/ 172).

(6)

سورة آل عمران آية (165).

(7)

سورة آل عمران آية (153 - 154).

(8)

انظر الحديث رقم (7137). إلّا أنّ مسلمًا لم يخرج الزيادة في قوله "وزاد في آخر الحديث: فلمّا كان العام المقبل

إلخ".

وقد أخرج الحديث بزيادته أحمد في مسنده (1/ 30 - 31)، وابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 365 - 367) ح (18531)، كلاهما: عن قراد أبي نوح عن عكرمة به- وهذا إسناد صحيح، قراد اسمه عبد الرحمن بن غزوان ثقة.

وكذا إسناد أبي عوانة كان كان فيه عاصم بن علي، وقد تُكُلِّم فيه، إلّا أنّ عبد الرحمن بن غزوان قد تابعه عليه.

(9)

نهاية (ل 5/ 211 /أ).

ص: 310

7139 -

حدثنا السلمي، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار

(1)

، قال: حدثني أبو زميل، عن ابن عبّاس، عن عمر بن الخطاب قال: لمّا نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين يوم بدر -فذكرَ الحديث- إلى قوله {أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}

(2)

(3)

.

(1)

عكرمة بن عمّار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

سورة الأنفال آية (9).

(3)

انظر الحديث رقم (7137).

ص: 312

7140 -

حدثنا عبّاس الدوري، قال: حدثنا قُرَاد أبو نوح، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار

(1)

، قال: حدثنا سماك أبو زميل، قال: حدثني

⦗ص: 313⦘

ابن عبّاس، قال: حدثني عمر بمثله بتمامه إلى قوله: {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا .... } إلى {كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

(2)

(3)

.

(1)

عكرمة بن عمّار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

سورة آل عمران آية (165).

(3)

انظر الحديث رقم (7138).

ص: 312

7141 -

حدثنا يزيد بن سنان البصري، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي

(1)

، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، أنّه سمع أبا هريرة يقول: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلًا له نحو أرض نجدٍ، فجاءوا برجلٍ يقال له ثمامة بن أثال الحنفي

(2)

-سيد أهل اليمامة

(3)

- فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"ما عندك يا ثمامة؟ " فقال: عندي يا محمد خير، إنْ تقتلني تقتل ذا دمٍ

(4)

، وإن تُنْعِم تُنْعم على شاكر، فإن ترد المال

⦗ص: 314⦘

فسل تعط منه ما شئت! قال: فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حتى كان الغد، ثمّ قال له:"ما عندك يا ثمامة؟ "، قال: عندي ما قلت لك، فردّها عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أطلقوا ثمامة! "، فخرج إلى نخل قريب من المسجد، فخرج

(5)

فاغتسل

(6)

، ثمّ دخل المسجد؛ فقال

(7)

: أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله، يا محمد! ما كان على وجه الأرض من وجْهٍ أبغضُ إليّ من وجهك، وقد أصبحت ووجهك أحبُّ الوجوه إليّ، وما كان دين أبغض إليّ من دينك، ولقد أصبح دينك أحبُّ الأديان إليّ، وما كان بلدٌ أبغض إليّ من بلدك، وقد أصبح بلدك أحبَّ البلدان إليّ كلها، وإنّ خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فسيّره

(8)

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأَمره أن يعتمر، فلمّا قدم مكة قالوا: صبوت يا ثمامة؟ قال: لا، والله ما صبوت، ولكنّي أسلمت مع محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا تأتيكم حبة حنطةٍ من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم

(9)

.

(1)

أبو بكر عبد الكبير الحنفي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

هو ثمامة بن أثال بن النعمان بن سلمة الحنفي، أبو أمامة اليمامي رضي الله عنه ممن أسلم وثبت على إسلامه لما ارتد أهل اليمامة. انظر: الإصابة (1/ 203).

(3)

اليمامة: معدودة من نجد، وقاعدتها حَجْر، وتُسمى اليمامة جَوًّا والعَروض -بفتح العين-. انظر: معجم البلدان (5/ 505 - 510).

(4)

قيل معناه: إن تقتل تقتل صاحب دم لدمه موقع يستشفى بقتله قاتله، ويدرك قاتله به ثأره أي: لرئاسته وفضيلته، وحذف لأنّهم يفهمونه في عرفهم، وقال آخرون معناه: تقتل من عليه دم ومطلوب به وهو مستحق عليه، فلا عتب عليك في قتله. شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 88)، وانظر: النهاية (2/ 136).

(5)

(فخرج) ليست في (ل).

(6)

في (ل): (فاغتسل من الماء).

(7)

نهاية (ل 5/ 211 /ب).

(8)

كذا في (ك)، (ل)، وفي رواية الليث -كما سيأتي- "فبشره".

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب ربط الأسير وحبسه وجواز المن عليه- ح (60)، (3/ 1387)، وأخرجه البخاري: (كتاب المغازي -باب وفد بني حنيفة، =

⦗ص: 315⦘

= وحديث ثمامة بن أثال- ح (4372)، (7/ 688 فتح).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية أبي بكر الحنفي، والتي ذكر مسلم إسنادها، وطرفًا من متنها، ثمّ أحال على رواية الليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به، والتي سيأتي ذكرها عند المصنف في الحديث التالي.

ص: 313

7142 -

حدثنا أبو أميّة، والصغاني، قالا: حدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، قال: حدثنا الليث بن سعد

(1)

، عن سعيد بن أبي سعيد أَنّه سمع أبا هريرة يقول: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلًا قبل نجدٍ، فجاءت برجل من بني حنيفة

(2)

، يقال له ثمامة بن أثال -سيد أهل اليمامة- فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "ماذا عندك يا ثمامة

(3)

؟ "، فقال: عندي يا محمد خير، إنْ تقتل تقتل ذا دمٍ، وإن تُنْعم

(4)

تنعم على شاكرٍ، وإن كنت تريد المال فَسَلْ تُعطَ منه ما شئت!، فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان الغد، ثمّ قال له:"ما عندك يا ثمامة؟ " قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر،

⦗ص: 316⦘

وإنْ تقتل تقتل ذا دمٍ، وإنْ كنت تريد المال فسل تعط ما شئت!، فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد الغد فقال:"ماذا عندك يا ثمامة؟ "، فقال: عندي ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أطلقوا ثمامة! "، فانطلق إلى نخلٍ قريب من المسجد، فاغتسل من الماء، ثمّ دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والله

(5)

ما كان على وجه

(6)

الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك فقد أصبحَ وجهك أحبَّ الوجوه كلها إليّ، والله ما كان دين أبغض إليّ من دينك فأصبح دينُك أحبَّ الدين إليّ، والله ما كان بلد أبغض إليّ من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إليّ، وإنّ خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبَشّره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له رجل بمكة: صبوت؟ فقال: والله ما صبوت، ولكنّي أسلمت مع محمد

(7)

صلى الله عليه وسلم، ولا والله ما

(8)

تأتيكم

(9)

من

⦗ص: 317⦘

اليمامة حبّة حنطة حتى يأذن [لي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم]

(10)

"

(11)

.

(1)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

بني حنيفة: هي من بكر بن وائل من العدنانية وهم بنو حنيفة بن لحيم بن صعب بن علي بن بكر ابن وائل

وكانت منازل بي حنيفة اليمامة. نهاية الأرب للقلقشندي (صـ: 223).

(3)

(يا ثمامة) ليست في (ل).

(4)

نهاية (ل 5/ 212 / أ).

(5)

في الرواية السابقة (يا محمد .... ) وفي مسلم (يا محمد والله

).

(6)

(وجه) ليست في: ل، (م).

(7)

في: ل، م:(مع محمد رسول الله).

(8)

نهاية (ل 5/ 212 /ب).

(9)

في: ل، م:(لا تأتيكم).

(10)

كذا في (ل)، (م): وفي الأصل "حتى يأذن الله لي فيها رسوله صلى الله عليه وسلم".

(11)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب ربط الأسير وحبسه وجواز المنّ عليه- ح (59)، 3/ 1386 - 1387)، وأخرجه البخاري أيضا -كما تقدم في الحديث رقم (7141) -.

ص: 315

7143 -

حدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا عيسى بن حماد

(1)

، وقتيبة

(2)

، قالا: حدثنا الليث بن سعد -بإسناده مثله-

(3)

.

[ذكر محمد بن المثنى

(4)

، عن محمد بن جهضم

(5)

، عن إسماعيل بن

⦗ص: 318⦘

جعفر

(6)

، عن عمارة بن غزية، عن سعيد، عن أبي هريرة بمثله

(7)

]

(8)

.

(1)

ابن مسلم التجيبي أبو موسى الأنصاري، (ت 248 هـ).

وثقه أبو حاتم، والنسائي، والدارقطني، وأبو سعيد بن يونس، وقال:"وهو آخر من روى عن الليث من الثقات"، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال أبو داود، والنسائي في موضع:"لا بأس به"، وقال ابن حجر:"ثقة".

الجرح والتعديل (6/ 274)، الثقات لابن حبّان (8/ 494)، المعجم المشتمل (صـ: 210)، تهذيب الكمال (22/ 598)، تقريب التهذيب (صـ: 767).

(2)

قتيبة بن سعيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7142).

(4)

ابن عبيد العنزي، أبو موسى البصري (ت 252 هـ).

وثقه ابن معين، وابن خراش، وذكره ابن حبّان في الثقات، قال الخطيب:"كان ثقة ثبتًا، احتج سائر الأئمة بحديثه"، وقال الذهبي وابن حجر:"ثقة"، زاد ابن حجر:"ثبت". انظر: الجرح والتعديل (8/ 95)، الثقات لابن حبّان (9/ 111)، تاريخ بغداد (3/ 283 - 286)، الكاشف (3/ 82)، تقريب التهذيب (صـ: 892).

(5)

ابن عبد الله الثقفي، أبو جعفر البصري. =

⦗ص: 318⦘

= قال أبو زرعة: "صدوق لا بأس به"، وذكره ابن حبّان في الثقات.

قال الذهبي: "ثقة"، وقال ابن حجر:"صدوق".

الجرح والتعديل (7/ 223)، الثقات لابن حبّان (9/ 61)، الكاشف (3/ 26)، تقريب التهذيب (صـ: 833).

(6)

ابن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم أبو إسحاق المدني.

(7)

إسناده معلّق، وقد أخرجه مسلم -موصولًا- من طرق عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه، انظر الحديث رقم (7141) و (7142).

(8)

من: (ل).

ص: 317

7144 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا عبيد الله

(2)

وعبد الله

(3)

ابنا عمر، عن سعيد المقبري

(4)

، عن أبي هريرة، أنّ ثمامة الحنفي أُسِر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يغدو إليه، فيقول:"ما عندك يا ثمامة؟ " فيقول: إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تَمُنّ تمنّ على شاكرٍ، وإن ترد المال [تعط]

(5)

منه ما شئت، وكان أصحاب محمد

(6)

صلى الله عليه وسلم يحبون

⦗ص: 319⦘

الفداء، ويقولون ما يصنع بقتل هذا!! فمنّ

(7)

عليه النبي صلى الله عليه وسلم يوما فأسلم، فحلّه

(8)

[وبعث به] إلى حائط [أبي]

(9)

طلحة، فأمره أن يغتسل، فاغتسل وصلى ركعتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لقد حسن إسلام أخيكم"

(10)

.

(1)

الذهلي.

(2)

هو: عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أبو عثمان المدني.

(3)

هو: عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني.

(4)

سعيد المقبري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

في (ك): (يعطا) والتصويب من: (ل)، (م).

(6)

في (ل)(م)(أصحاب النبي).

(7)

في: ل، (م)(فمرّ).

(8)

في (ل)(م)(فحمله).

(9)

في: (ك)(ابن)، والتصويب من:(ل)، (م)، ومن مصادر تخريج الحديث.

(10)

انظر الحديث رقم (7141)، إلّا أنّ مسلمًا لم يخرج آخر الحديث من قوله "وكان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يحبون الفداء

إلخ".

وقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6/ 9 - 10) ح (9834) ومن طريقه ابن الجارود مختصرًا (1/ 25)(15) -غوث المكدود-، وابن خزيمة (1/ 125) ح (253)، وابن حبّان في صحيحه (4/ 41 - 42) ح (1238)، والبيهقي في السنن (1/ 171)، عن عبيد الله وعبد الله به.

وإسناده صحيح، فإنّ عبد الله وإن كان ضعيفا فقد تابعه عليه أخوه عبيد الله -بالتصغير- وهو ثقة ثبت.

وقد أخرجه أحمد في مسنده (2/ 483)، عن سريج، عن عبد الله بن عمر -المكبر- بإسناده مختصرًا.

ص: 318

‌باب [بيان]

(1)

الخبر الموجب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب

(2)

(3)

(1)

من: (ل)، م، وفيهما بعد ترجمة الباب قال:(الترجمة أطول منه).

(2)

اختلف في تحديد جزيرة العرب، فقال مالك: جزيرة العرب المدينة، ومكة، واليمامة، واليمن.

وقال الأصمعي: من أقصى عدن أبْيَن إلى أطراف الشام هذا هو الطول، والعرض من جدّه إلى ريف العراق.

وقيل: جزيرة العرب على خمسة أقسام: تهامة، والحجاز، ونجد، والعروض، واليمن.

انظر تفصيل ذلك في: معجم ما استعجم (1/ 5 - 17)، معجم البلدان (2/ 159 - 160).

(3)

نهاية (ل 5/ 213/أ).

ص: 320

7145 -

حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا الليث بن سعد

(1)

، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه

(2)

، عن أبي هريرة، أَنّه قال: بينا نحن في المسجد إذ خرج إلينا رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(3)

- فقال: "انطلقوا إلى يهود! "، فخرجنا معه حتى جئنا بيت المِدْراس

(4)

، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:

⦗ص: 321⦘

لهم: "يا معشر اليهود! أسلموا تسلموا! "، فقالوا: قد بلَّغت يا محمد! فقال [لهم]

(5)

رسول الله صلى الله عليه وسلم: " [ذلك أريد]

(6)

، أسلموا تسلموا! "، فقالوا: قد بلَّغت يا محمد! فقال: "ذلك أريد"، ثمّ قال لهم الثالثة، فقال: "اعلموا أنّما الأرض لله ورسوله!، فإني أريد أن أجليكم

(7)

من هذه الأرض، فمن وجد منكم بماله

(8)

ثمنا شيئا فليبعه، وإلّا فاعلموا أن الأرض فلله ورسوله"

(9)

.

(1)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

من: هامش (ك) وَمن: (ل)، (م).

(3)

من: (ل)، (م).

(4)

المِدْراس: -على وزن مِفْعال- هو البيت الذي يدرسون فيه. النهاية (2/ 113).

(5)

من: (ل)، (م).

(6)

من: (ل)، (م).

(7)

أي: أخرجكم.

انظر: النهاية (1/ 291).

(8)

في (ل)(م)(لماله)، وفي صحيح مسلم كما هو مثبت.

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب إجلاء اليهود من الحجاز- ح (61)، (3/ 1387). وأخرجه البخاري:(كتاب الجزية والموادعة -باب إخراج اليهود من جزيرة العرب- ح (3167)، (6/ 312 فتح). وبلفظ أتم في:(كتاب الإكراه -باب في بيع المكره ونحوه في الحق وغيره- ح (6944)، (12/ 332 فتح).

وعند البخاري ومسلم: "يا أبا القاسم" بدل "محمد"، كما في رواية أبي عوانة الثانية.

* من فوائد الاستخراج: تحديد المكان الذي جاءهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم "بيت المدراس" وقد جاء ذلك عند البخاري أيضا.

ص: 320

7146 -

حدثنا الصغاني، ويزيد بن سنان

(1)

، قالا: حدثنا

⦗ص: 322⦘

أبو صالح

(2)

، قال: حدثني الليث

(3)

بمثله إلّا أنّه قال: بدل محمد: يا أبا القاسم

(4)

.

(1)

ابن يزيد القزاز، أبو خالد البصري.

(2)

هو: عبد الله بن صالح الجهني، كاتب الليث.

(3)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7145).

ص: 321

7147 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى في المغازي، قال: أخبرنا ابن وهب

(1)

، قال: حدثني حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر: أنّ يهود بني النضير، وقريظة

(2)

قتل رجالهم، وقسم نساؤهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين إلّا أنّ بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنهم، وأسلموا، وأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود المدينة كلهم من بني قينقاع

(3)

-وهم قوم عبد الله بن سلام-، ويهود بني حارثة، وكل يهودي كان بالمدينة

(4)

.

(1)

عبد الله بن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

كأن هنا سقطا، ففي الرواية الثانية "أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير وأقر قريظة، ومنَّ عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم

إلخ".

(3)

نهاية (ل 5/ 213 /ب).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب إجلاء اليهود من الحجاز- ح (62)، 3/ 1388). والبخاري:(كتاب المغازي -باب حديث بني النضير- ح (4028)، (7/ 383 فتح). =

⦗ص: 323⦘

= من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية ابن وهب، والتي ذكر مسلم إسنادها ثمّ أحال على رواية ابن جريج عن موسى ابن عقبة وقال: وحديث ابن جريج أكثر وأتم.

ص: 322

7148 -

ز- حدثنا محمد بن علي

(1)

قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع

(2)

، عن ابن عمر قال: كانت اليهود والنصارى ومن سواهم من الكفار؛ من جاء إلى المدينة منهم سفرًا لا يُقَرّون فوق ثلاثة أيام على عهد عمر، فلا أدري أكان يُفْعَل بهم قبل ذلك أم لا

(3)

.

(1)

هو: أبو عبد الله محمد بن علي بن سفيان النجار الصنعاني.

(2)

مولى عبد الله بن عمر بن الخطّاب أبو عبد الله المدني.

(3)

في إسناده محمد بن علي لم أقف فيه على جرح أو تعديل، وابن جريج مدلس وقد عنعن.

وقد أخرجه عبد الرزاق (6/ 52) ح (9979) عن ابن جريج وقد عنعن أيضا إلّا أنّه قد تُوبع، تابعه حفص بن ميسرة كما في سنن البيهقي (9/ 208).

ص: 323

7149 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

ومحمد بن علي النجار، قالا: حدثنا عبد الرزاق

(2)

، قال: أخبرنا ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر: أنّ يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير وأقرّ قريظة، ومنَّ

⦗ص: 324⦘

عليهم؛ حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءَهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين إلّا بعضهم، لحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمنهم وأسلموا، فأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود المدينة كلهم من بني قينقاع -وهم قوم عبد الله بن سلّام-، ويهودَ بني حارثة وكل يهودي كان بالمدينة

(3)

.

(1)

الذهلي.

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير، باب إجلاء اليهود من الحجاز- ح (62) -

(3/ 1388). والبخاري في صحيحه: (كتاب المغازي، باب حديث بني النضير ح (4028)، (7/ 383) فتح.

ص: 323

7150 -

حدثنا أبو داود الحراني، وعبّاس الدوري، والصغاني، وأبو أميّة، قالوا: حدثنا أبو عاصم

(1)

، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير

(2)

، أنّه سمع جابر بن عبد الله، قال: حدثني عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن عشت لأخرجنّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلّا مسلمًا"

(3)

.

(1)

أبو عاصم الضحاك بن مخلد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 214 / أ).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب - ح (63)، 3/ 1388).

* من فوائد الاستخراج: سياق لفظ أبي عاصم الضحاك بن مخلد، إذ أنّ مسلمًا ساق لفظ رواية عبد الرزاق عن ابن جريج، وليس فيها: "لئن عشت

" وقال "حتى لا أدع".

=

⦗ص: 325⦘

= وقد أخرجه من طريق أبي عاصم ولفظه الطحاوي في مشكل الآثار (7/ 183).

وقد تابع أبا عاصم على هذا اللفظ: "لئن عشت" سفيان الثوري عن أبي الزبير، كما سيأتي عند المصنف برقم (7152).

وأخرجه من طريق سفيان أيضا: الترمذي (4/ 133 - 134)، ح (1606)، والبزار (1/ 348)، ح (229)، وابن حبّان في صحيحه (9/ 69) ح (3753)، والحاكم (4/ 305)، ح (7722)، والبيهقي (9/ 207).

ص: 324

7151 -

حدثنا محمد بن علي الصنعاني، قال: حدثنا عبد الرزاق

(1)

، قال: أخبرنا ابن جريج -بإسناده- مثله "حتى لا أدع إلّا مسلمًا"

(2)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7150).

ص: 325

7152 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا روح بن عبادة

(1)

، قال: حدثَنا سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، أن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن عشت لأخرجنّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلّا مسلمًا"

(2)

.

(1)

روح بن عبادة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7150).

* من فوائد الاستخراج:

- الإتيان بمتن رواية الثوري، عن أبي الزبير، والتي اكتفى مسلم بذكر إسنادها وأحال على رواية عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزبير.

- وانظر تعليقه فوائد الاستخراج في الحديث رقم (7150).

ص: 325

7153 -

حدثنا محمد بن كثير الحراني، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الحراني، قال: قُرئ على معقل بن عبيد الله

(1)

وأنا حاضر، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر بن الخطاب سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لأخرجنّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب"

(2)

.

[رواه سلمة بن شبيب، عن الحسن بن أعين، عن معقل]

(3)

(4)

.

(1)

معقل بن عبيد الله هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7150).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير، والتي اكتفى مسلم بذكر إسنادها، ثم أحال على رواية عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزبير.

(3)

من: (ل)، (م).

(4)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم موصولًا قال: حدثني سلمة بن شبيب به (كتاب الجهاد والسير -باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب- ح (63)، (3/ 1388).

ص: 326

[باب]

(1)

بيان الإباحةِ للإمام إذا نَزَلَ [العدو]

(2)

على حكمه أن يردّ فيهم الحكمَ إلى [غيره]

(3)

، فإذا حكم فيهم أمضى الإمام [ذلك]

(4)

فيهم.

(1)

من: (ل)، (م).

(2)

في (ك)(الإمام) والتصويب من (ل) و (م).

(3)

في (ك)(غيرهم) والتصويب من (ل) و (م).

(4)

من: (ل)، (م).

ص: 327

7154 -

حدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نمير

(1)

(2)

، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: أصيب سعد

(3)

يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له حِبّان بن العَرِقَة

(4)

، رماه في

⦗ص: 328⦘

الأكْحَل

(5)

، فضرب

(6)

عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد يعوده من قريب

(7)

.

(1)

ابن نمير هو موضع الالتقاء مع مسلم، وقد سقط من:(م) مبتدأ الإسناد إلى نهاية قوله (حدثنا ابن نمير).

(2)

نهاية (ل 5/ 214 /ب).

(3)

هو ابن معاذ الأنصاري، وسيأتي مصرحا به.

(4)

وقع في جميع النسخ (حيان)، والتصويب من: هامش (ك) وَمن مصادر ترجمته، وهو: حبّان -بكسر الحاء المهملة، وتشديد الموحدة- ابن العرقة -بفتح العين المهملة، وكسر الراء، ثم قاف، وقيل بفتح- وهو حِبّان بن قيس من بني معيص بن عامر بن لؤي، ويقال: حبّان بن أبي قيس بن علقمة بن عبد مناف.

انظر: الإكمال لابن ماكولا (2/ 307، 310 - 311)، فتح الباري (7/ 476).

(5)

الأكحل: عرق وسط الذراع، ويقال هو عرق الحياة وفي كل عضو منه شعبة لها اسم على حده، فإذا قطع في اليد لم يرقا الدم أي لم يرتفع.

انظر: النهاية (4/ 154)، لسان العرب (11/ 586)، مادة: كحل.

(6)

أي نصب وأقام. انظر: النهاية (3/ 80).

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز قتال من نقض العهد، وجواز إنزال أهل الحصن على حكم حكم عدل أهل للحكم- ح (65)، (3/ 1389) بأطول منه. وأخرجه البخاري:(كتاب الصلاة، باب الخيمة في المسجد للمرضى وغيرهم- ح (463)(1/ 663 فتح).

* من فوائد الاستخراج:

1 -

تعيين هشام وأنه ابن عروة.

2 -

تسمية قاتل سعد (حبّان بن العرقة) إذ وقع في مسلم (ابن العرقة) غير مسمّى.

ص: 327

7155 -

حدثنا أحمد بن سهل، قال: حدثنا صالح بن حامد

(1)

، عن ابن نمير

(2)

، بمثله وزاد: فلمّا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل، وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال: قد

(3)

وضعت السلاح، والله ما وضعناها! اخرج إليهم، فقال

⦗ص: 329⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأين؟ " قال: فأشار إلى [بني]

(4)

قريظة، قال: فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلوا على حكمه، فردّ الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ، قال: فإنّي أحكم فيهم أن تقتَّل المقاتلة، وأن تُسبى النساء والذرية، وأن تُقسَّم أموالهم، قال هشام: قال أبي: فأخبرت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل"

(5)

.

(1)

لم أجد له ترجمة.

(2)

ابن نمير هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

ليست في (ل)(م).

(4)

من: (ل)، م، وهكذا في صحيح البخاري.

(5)

انظر الحديث رقم (7154).

وقد أخرجه البخاري -أيضًا- في (كتاب المغازي -باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم- ح (4122)، (7/ 475 فتح).

ص: 328

7156 -

حدثنا أحمد بن سهل

(1)

، قال: حدثنا صالح بن حامد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير

(2)

، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّ سعدًا قال: اللهم! إنّك تعلم أنّه ليس أحد أحبَّ إليّ أن أجاهد فيك من قوم كذَّبُوا رسولَكَ وأَخْرَجُوه

(3)

، اللهم فإنّي أظنّ أَنَّكَ قد وضعتَ الحربَ بيننا وبينهم فإنْ كان بقي من حرب قريش من شيء فأَبقني لهم حتى أُجَاهِدْهُم فيك، وإن كنت قد وضعت الحرب فيما بيننا وبينهم فافْجُرْهَا

(4)

واجعلْ موتتي فيها.

⦗ص: 330⦘

قال: فانفجرتْ من لَبّتِهِ

(5)

فلم يَرُعْهُمْ

(6)

-ومعه في المسجد خيمةٌ من بني غِفَار

(7)

- إلّا والدَّمُ يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قِبَلِكُم؟ فإذا سعدٌ جُرْحُه يغذو

(8)

دمًا فمات منها

(9)

.

رواه مسلم

(10)

، عن أبي كريب، عن ابن نمير [نحوه]

(11)

.

ذكر محمد بن يحيى

(12)

قال: حدثني إسماعيل بن الخليل

(13)

، قال: حدثنا

⦗ص: 331⦘

علي بن مسهر، قال: أخبرني هشام بن عروة -بهذا الإسناد- قالت: رُمي سعد بن معاذ يوم الخندق، فقطع منه الأكحل، رماه ابن العَرَقة، فقال سعد: عرّق الله وجهك في النّار -الحديث بطوله

(14)

-: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليداويه وليعوده من قريب، فلمّا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح ثمّ اغتسل، فأتاه جبريل عليه السلام قد عصب رأسه الغبار، فقال: قد وضعت السلاح فوالله ما وضعت الملائكة! فاخرج إلى القوم، فقاتلهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أين؟ " فأشار بيده إلى بني قريظة، فخرج إليهم، فحاصرهم وسعد في المسجد، فلمّا أن اشتد عليهم الحصار نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عروة: فأخبرت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ردّ الحكم فيهم إلى سعد، فقال سعد: فإنّي أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم وتقسم أموالهم -وذكر نحوه-، وقال: تلبد الدم

(15)

.

ذكر مسلم

(16)

عن علي بن الحسين بن سليمان، قال: حدثنا عبدة، عن

⦗ص: 332⦘

هشام

(17)

نحوه، غير أنه قال: فانفجرت من ليلته، فما زال يسيل حتى مات

(18)

، وزاد في الحديث قال: فذاك حين يقول الشاعر

(19)

:

ألا يا سعد سعد بني معاذ

فما فعلت قريظة والنضير

لعمرك إن سعد بني معاذ

غداة تحمّلوا لهو الصبور

تركتم قدركم لا شيء فيها

وقدر القوم حامية تفور

(20)

وقد قال الكريم أبو حباب

(21)

أقيموا قينقاع ولا تسيروا

(22)

وقد كانوا ببلدتهم ثقالا

كما ثقلت بِمِيطان

(23)

الصخور

(1)

وقع في (م): (أحمد بن صالح بن حامد، نا عبيد الله بن نمير) وهو تصحيف.

(2)

عبد الله بن نمير هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

نهاية (ل 5/ 215 / أ).

(4)

أي: الجراحة. كذا في فتح الباري (7/ 479).

(5)

(لبَّته): -بفتح اللام، وتشديد الباء الموحدة- وهي النحر.

شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 95)، وانظر: النهاية (4/ 223).

(6)

أي لم يفزعهم. انظر: النهاية (2/ 277 - 278).

(7)

بنو غفار: بطن من جاسم من العماليق، وهم بنو غفار بن جاسم بن عمليق ويقال: عملاق ابن لاوذ بن أرم بن سام بن نوح عليه السلام. نهاية الأرب للقلقشندي (ص: 144، 348).

(8)

أي: يسيل. المجموع المغيث للأصبهاني (2/ 544 - 545).

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز قتال من نقض العهد، وجواز إنزال أهل الحصن على حكم حاكم عادل أهل للحكم- ح (67)، 3/ 1390).

وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (7155) -.

(10)

في الموضع السابق أيضا.

(11)

من: (ل)، وفي (م)"مثله".

(12)

الذهلي.

(13)

الخزَّاز أبو عبد الله الكوفي (ت 225 هـ)، وثقه مطيّن، وأبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات. وكذا وثقه الذهبي، وابن حجر. انظر: معرفة الثقات للعجلي (1/ 225)، الجرح والتعديل (2/ 167)، الثقات لابن حبّان (8/ 99)، تهذيب الكمال (3/ 85)، =

⦗ص: 331⦘

= الكاشف (1/ 72)، تقريب التهذيب (صـ: 139).

(14)

في (ل): (وذكر أبو عوانة الحديث بطوله)، ولم يذكر ما بعده (فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم

إلخ).

(15)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم موصولًا قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا ابن نمير عن هشام به. انظر الحديث رقم (7154، 7155).

(16)

في صحيحه (كتاب الجهاد والسير -باب جواز قتال من نقض العهد، وجواز إنزال أهل الحصن على حكم حكم عدل أهل للحكم- ح (68)، 3/ 1390 - 1391)، قال حدثنا علي بن الحسين بن سليمان الكوفي به.

(17)

في (ل): (عن هشام بن عروة بهذا الإسناد).

(18)

من قوله (غير أنه ..... إلى قوله حتى مات) ليس في (ل):.

(19)

القائل هو: جَبَل بن جوّال الثعلبي، له صحبة، كان يهوديًّا مع بني قريظة فأسلم.

وجاء ذكر البيت الأول والثاني في ديوان حسان بن ثابت رضي الله عنه، إلّا أنّه قال في عجز البيت الأول: لما لاقت قريظة والنضير. وأجابه عليه حسان بأبيات مطلعها:

تفاقد معشر نصروا قريشا

وليس لهم ببلدتهم نصير.

انظر: ديوان حسان بن ثابت (صـ: 117)، الإصابة (1/ 222).

(20)

(ك 4/ 52/ ب).

(21)

(أبو حباب): أوله حاء مهملة مضمومة، وبعدها باء خفيفة معجمة بواحدة، وبعدها الألف مثلها، كذا في صحيح مسلم أيضا، وكذلك ضبطه ابن ماكولا في الإكمال، إلّا أنّ الحافظ ابن حجر ضبطه في فتح الباري: بمثلثة في آخره (حباث)، وهو: عبد الله بن أبي بن سلول المنافق رئيس الخزرج. انظر: الإكمال لابن ماكولا (2/ 134، 142)، فتح الباري (7/ 479).

(22)

نهاية (ل 5/ 215 / ب).

(23)

ميطان: -بكسر أوله، وبالطاء، - موضع ببلاد مزينة، من أرض الحجاز. =

⦗ص: 333⦘

= قال البلادي: لابة سوداء من وجه حرة المدينة الشرقية الشرقي تفيء على العقيق الشرقي. معجم ما استعجم (4/ 1284)، معجم المعالم الجغرافية (ص: 308).

ص: 329

7157 -

حدثني أحمد بن مسعود، أبو الحسن

(1)

الخياط -ببيت المقدس- في قدمتي الثالثة الشام، قال: حدثنا [محمد بن]

(2)

عيسى بن الطبّاع، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن هشام بن عروة

(3)

، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ضرب رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(4)

- على سعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب

(5)

.

(1)

في: (ك)(وأبو الحسن) بزيادة الواو، والتصويب من:(ل).

وقد تقدمت ترجمته، انظر الحديث رقم (601).

(2)

سقط من: (ك)(محمد) وهو مثبت في (ل).

وهو: محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي أبو جعفر ابن الطبّاع. والطبّاع: بفتح الطاء المهملة، والباء الموحدة المشددة، وفي آخرها العين، وهو اسم لمن يعمل السيوف. الأنساب (4/ 41).

(3)

هشام بن عروة هو: موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

من: (ل).

(5)

انظر الحديث رقم (7154).

ص: 333

7158 -

حدثنا إبراهيم بن فهد

(1)

، قال: حدثنا سهل بن عثمان، وعبد الرحمن بن المتوكل

(2)

، قالا: حدثنا يحيى [بن زكريا]

(3)

بن أبي زائدة

⦗ص: 334⦘

بمثله

(4)

.

(1)

ابن حكيم بن إبراهيم أبو إسحاق البصري.

(2)

أبو سعد القارئ، (ت بعد 230 هـ). ذكره ابن حبّان في الثقات (8/ 379).

(3)

من: (ل).

(4)

انظر الحديث رقم (7154).

ص: 333

7159 -

حدثنا الحسين بن بهان

(1)

-بعسكر مكرم

(2)

- قال: حدثنا سهل بن عثمان، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن هشام بن عروة

(3)

، عن أبيه، عن عائشة قالت: نزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم فولاها سعدًا -تعني بني قريظة-

(4)

.

(1)

هو: الحسين بن بهان - أوله باء مكسورة بواحدة، وآخره نون- العسكري.

(2)

عسكر مُكْرَم: بضم الميم وسكون الكاف، وفتح الراء، بلد مشهور من نواحي خوزستان. والعسكر مجتمع الجيش. انظر: معجم البلدان (4/ 138 - 139).

(3)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7154).

ص: 334

7160 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا. حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة

(1)

، عن هشام بن عروة

(2)

، عن أبيه، عن عائشة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لمّا فرغ من الأحزاب وجاء ليغتسل، فجاءه جبريل، فقال: يا محمد! قد وضعتم سلاحكم، وما وضعنا أسلحتنا بعد، انهد

(3)

إلى بني قريظة، فقالت عائشة يا رسول الله! لقد رأيت رأسه من خلل

⦗ص: 335⦘

الباب، وقد عصبه الغبار

(4)

.

(1)

ابن دينار، أبو سلمة البصري.

(2)

هشام بن عروة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أي: انهض. انظر: النهاية (5/ 134).

(4)

انظر الحديث رقم (7154).

وليس في مسلم قول عائشة: "لقد رأيته

إلخ" وهذه الزيادة أخرجها أحمد في مسنده (6/ 280) -بإسناد صحيح- قال: ثنا حسن -وهو ابن موسى الأشيب- ثنا حماد بن سلمة بإسناده.

ص: 334

7161 -

حدثنا يوسف بن مسلّم، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا شعبة

(1)

عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف قال: سمعت أبا سعيد الخدري قال: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

إلى سعد فأتاه على حمار، فلمّا دنا قريبًا من المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار:"قوموا إلى سيدكم -أو خيركم! -" ثمّ قال: "إنّ هؤلاء نزلوا على حكمك" قال: تُقتل مقاتلتهم وتُسبى ذراريهم، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "حكمت بحكم الله" وربمّا قال: "حكمت بحكم الملك"

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 216/ أ).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب جواز قتال من نقض العهد وجواز إنزال أهل الحصن على حكم حكم عدل أهل للحكم- ح (64)، 3/ 1388 - 1389). وأخرجه البخاري (كتاب المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، ومخرجه إلى بني قريظة، ومحاصرته إياهم- ح (4121)، (7/ 475 فتح).

ص: 335

7162 -

حدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا

⦗ص: 336⦘

شعبة

(1)

بمثله

(2)

.

رواه عبد الرحمن بن بشر، عن بهز، عن شعبة- بمثله "لقد حكمت فيهم بحكم الله"

(3)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث السابق رقم (7161).

(3)

إسناده معلق وقد أخرجه مسلم موصولًا من طريق شعبة، وانظر الحديث رقم (7161).

ص: 335

7163 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا شعبة

(2)

-بنحوه-

(3)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7161).

ص: 336

7164 -

حدثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى العنبري

(1)

، وأبو الأحوص صاحبنا، قالا: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء

(2)

، قال: حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر، قال: نادى فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم انصرف عن الأحزاب "أنْ لا يصلينّ أحد الظهر إلّا في بني قريظة"، قال: فتخوف ناس فوت الوقت فصلّوا -دون بني قريظة، وقال الآخرون: لا نصلي إلّا حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن فاتنا الوقت، فما عنّف

⦗ص: 337⦘

واحدًا من الفريقين

(3)

.

قال أحدهما: "العصر" - بدل: "الظهر"

(4)

.

(1)

هو: معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ أبو المثنى العنبري.

(2)

عبد الله بن محمد بن أسماء هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب المبادرة بالغزو وتقديم أهم الأمرين المتعارضين- ح (69)، (3/ 1391)، وأخرجه البخاري:(كتاب صلاة الخوف- باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً- ح (946)، (2/ 506 فتح).

(4)

وقع عند البخاري "العصر"، وعند مسلم "الظهر"، مع اتفاقهما على روايته عن شيخ واحد وهو عبد الله بن محمد بن أسماء بإسناد واحد.

قال الحافظ ابن حجر: "وقد جمع بعض العلماء بين الروايتين باحتمال أن يكون بعضهم كان صلى الظهر قبل الأمر، وبعضهم لم يصلّها، فقيل لمن لم يصلها لا يصلين أحدٌ الظهر، ولمن صلّاها لا يصلين أحد العصر.

وجمع بعضهم باحتمال أن تكون طائفة منهم راحت بعد طائفة فقيل للطائفة الأولى الظهر، وقيل للطائفة التي بعدها العصر.

وكلاهما جمع لا بأس به، لكن يبعده اتحاد مخرج الحديث

".

ثم قال: "ثم تأكد عندي أَنّ الاختلاف في اللفظ المذكور من حفظ بعض رواته، فإن سياق البخاري وحده مخالف لسياق كل من رواه عن عبد الله بن محمد بن أسماء وعن عمّه جويرية، ...... فالذي يظهر من تغاير اللفظين أَنّ عبد الله بن محمد بن أسماء شيخ الشيخين فيه لما حدّث به البخاريَّ حدّث به على هذا اللفظ، ولما حدّث به الباقين حدثهم به على اللفظ الأخير، وهو اللفظ الذي حدّث به جويرية

، أو أنّ البخاري كتبه من حفظه ولم يراع اللفظ كما عرف من مذهبه في تجويز ذلك، بخلاف مسلم فإنّه يحافظ على اللفظ كثيرا

" انظر: فتح الباري (7/ 472).

وقد أخرجه بلفظ "الظهر" ابن حبّان في صحيحه (11/ 19) ح (1719) قال: أخبرنا أبو يعلى الموصلى في كتاب المشايخ، وأخرجه البيهقي (10/ 119) من طريق =

⦗ص: 338⦘

= إبراهيم بن هاشم البغوي، كلاهما من طريق عبد الله بن أسماء به.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 76)، وابن حبّان (4/ 320) ح (1462)، والبيهقي في دلائل النبوة (4/ 6) كلاهما من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عن جويرية بن أسماء به

وقد ذهب أهل المغازي إلى أنها العصر، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 472):"وأما أهل المغازي فاتفقوا على أنها العصر".

وقد أخرج الطبراني (19/ 79 - 80) ح (160) بإسناده إلى الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن عمه عبيد الله بن كعب، عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من طلب الأحزاب

وفيه "

فعزم على النّاس أَنّ لا يصلوا العصر إلّا في بني قريظة

".

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 143): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح".

وأخرج البيهقي في دلائل النبوة (614) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها فسلّم علينا رجل ونحن في البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعًا، فقمت في أثره، فإذا بدحية الكلبي، فقال: هذا جبريل يأمرني أَن أذهب إلى بني قريظة

" وفيه "فقال لأصحابه: عزمت عليكم ألّا تصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بني قريظة

".

لكن في إسناده عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف.

قال الحافظ في الفتح (7/ 473): "فيحتمل أن تكون رواية الظهر هي التي سمعها ابن عمر، ورواية العصر هي التي سمعها كعب بن مالك وعائشة والله أعلم".

ص: 336

[باب]

(1)

بيان الخبر الدّال على أنّ النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

قسم غنائم خيبر في المهاجرين وغيرهم على ما وجب.

(1)

من: (ل)، وفي نهاية ترجمة الباب زيادة:(الترجمة أطول منه).

(2)

نهاية (ل 5/ 216/ ب).

ص: 338

7165 -

حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، قالا: حدثنا عبد الله بن يوسف التنِّيسي

(1)

، قال: حدثنا ابن وهب

(2)

، قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء، وكان الأنصار أهل الأرض والعَقَار

(3)

، قال: فقاسمهم [الأنصار]

(4)

على أَنْ أعْطَوهم أنصافَ ثمارِ أَموالهم كلَّ عامٍ ويَكْفُوهم العملَ والمؤونةَ، قال: وكانت أمّه -أمّ أنس بن مالك، وهي تدعى أمّ سليم، وكانت أمّ عبد الله بن أبي طلحة كان أخًا لأنس بن مالك لأمه، وكانت أمّ أنس بن مالك -وهي تدعى أمّ سليم-

⦗ص: 340⦘

أعطت رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاقا

(5)

لها، فأعطاهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّ أيمن، وهي مولاته؛ أمّ أسامة بن زيد.

قال ابن شهاب: فأخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من قتال أهل خيبر وانصرف إلى المدينة ردّ المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم، قال: فردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمي أعذاقها، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّ أيمن مكانهن من حائطه، قال ابن شهاب: وكان من شأن أمّ أيمن

(6)

أمّ أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة

(7)

لعبد الله بن عبد المطلب، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما توفي أبوه، وكانت أمّ أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها ثمّ أنكحها زيد بن حارثة، ثمّ توفيت بعد ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر

(8)

.

(1)

أبو محمد الكلاعي.

والتنيسي: نسبة إلى تِنِّيس -بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوق وكسر النون المشددة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والسين غير المعجمة- بلدة من بلاد ديار مصر. الأنساب للسمعاني (1/ 487).

(2)

ابن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

العقار -بالفتح-: الضيعة والنخل والأرض ونحو ذلك. النهاية (3/ 274).

(4)

في (ك)(الأرض) والتصويب من: (ل)، ومن صحيح مسلم.

(5)

أي نخلا لها. انظر: النهاية (3/ 199).

(6)

نهاية (ل 5/ 217/أ).

(7)

أي: أمة. النهاية (5/ 191).

(8)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم من الشجر والثمر حين استغنوا عنها بالفتوح- ح (70)، 3/ 1391 - 1392) وأخرجه البخاري:(كتاب الهبة -باب فضل المنيحة- ح (2630)، (5/ 187 فتح).

ص: 339

7166 -

حدثنا أبو [عبيد الله]

(1)

أحمد بن عبد الرحمن الوهبي، قال: حدثنا عمي

(2)

، قال: حدثني يونس بن يزيد، عن الزهريّ، عن أنس بن مالك قال:[لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء]-وذكر الحديث بمثله-

(3)

.

[رواه أحمد بن سعيد

(4)

، عن أحمد بن شبيب، قال: حدثني أبي

(5)

، عن يونس -بإسناده مختصرًا- إلّا أنّه قال فيه: ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمي عذاقها، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من

⦗ص: 342⦘

خَالِصه]

(6)

(7)

(8)

.

ذكر محمد بن يحيى

(9)

، قال: حدثنا محمد بن كثير

(10)

، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات من أرضه حتى فتحت عليه قريظة والنضير، فجعل بعد ذلك يرد ما كان أعطاه، قال أنس: فإنّ أهلي أمروني أن آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله ما كان أهله أعطوه أو بعضه، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم قد أعطاه أم أيمن فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 343⦘

فأعطانيهن، فجاءت أم أيمن، فجعلت الثوب في عنقي

(11)

-وذكره وفيه: قريبا من عشرة أمثاله

(12)

.

رواه مسلم

(13)

، عن ابن عبد الأعلى، وابن أبي شيبة، عن معتمر بمثله

(14)

.

(1)

في (ك): (عبد الله) والتصويب من: (ل)، ومن إتحاف المهرة (2/ 319) ح (1789)، وقد تقدمت ترجمته.

(2)

هو: عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7165).

(4)

وفي شيوخ أبي عوانة أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي السرخسيّ ثم النيسابوري.

(5)

هو: الحبطي، أبو سعيد البصري. (ت 186 هـ).

وثقه ابن المديني، والطبراني، والدارقطني، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال أبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي:"لا بأس به" زاد أبو حاتم: "صالح الحديث" قال ابن عدي: "ولشبيب بن سعيد نسخة الزهري عنده عن يونس، عن الزهريّ، وهي أحاديث مستقيمة، وحدث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير". وقال الذهبي: "صدوق"، وقال ابن حجر:"لا بأس بحديثه من رواية ابنه عنه لا من رواية ابن وهب".

الجرح والتعديل (4/ 359)، الثقات لابن حبّان (8/ 310)، الكامل لابن عدي (3/ 30 - 31)، تهذيب الكمال (12/ 361)، الكاشف (2/ 4)، تهذيب التهذيب (4/ 307)، تقريب التهذيب (صـ: 430).

(6)

من: (ل).

(7)

قال ابن حجر: "من خالصه" أي من خالص ماله، قال ابن التين: المعنى واحد، لأن حائطه صار له خالصًا، قلت -والقائل ابن حجر: لكنّ لفظ "خالصه" أصرح في الاختصاص من حائطه. فتح الباري (5/ 289).

(8)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم موصولًا قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس به. وأخرجه البخاري -أيضًا موصولًا- من طريق ابن وهب به. انظر الحديث رقم (7165).

وعلّقه البخاري أيضًا عن أحمد بن شبيب، قال: وقال أحمد بن شبيب: أخبرنا أبي، عن يونس بهذا وقال:"مكانهن من خالصه"، انظر الموضع السابق.

قال الحافظ ابن حجر: "وطريق أحمد بن شبيب هذه وصلها البرقاني في المصافحة من طريق محمد بن علي الصائغ، عن أحمد بن شبيب المذكور مثله" فتح الباري (5/ 289)، وانظر تغليق التعليق (3/ 367 - 368).

(9)

الذهلي.

(10)

العبدي، أبو عبد الله البصري.

(11)

نهاية (ل 5/ 217 /ب) من (ل)، وقد جاء في (ل):(فجعلت الثوب في عنقي، قالت: والله لا يعطيكهن، وقد أعطانيهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أم أيمن اتركيه ولك كذا وكذا"، وتقول: كلا، والذي لا إله إلّا هو! فجعل يقول: كذا حتى أعطاها عشرة أمثاله، أو قريبًا من عشرة أمثاله).

(12)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم في صحيحه موصولًا قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وحامد بن عمر البكراوي ومحمد بن عبد الأعلى القيسي كلهم عن المعتمر به.

(كتاب الجهاد والسير -باب رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم حين استغنوا عنها بالفتوح- ح (71)، 3/ 1392، 1393).

وأخرجه البخاري: (كتاب المغازي -باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم- ح (4120)، (7/ 474 فتح).

(13)

في صحيحه انظر الموضع السابق.

(14)

في (ل): (بمثله سواء).

ص: 341

[باب]

(1)

بيان كتابِ النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل

(2)

وأنّه كتب إلى كسرى

(3)

وقيصر

(4)

وإلى الجبابرة.

(1)

من: (ل)، وزاد في آخر ترجمة الباب (الترجمة أطول منه).

(2)

هِرَقْل: بكسر الهاء وفتح الراء، وإسكان القاف، ويقال: هِرْقِل بكسر الهاء وإسكان الراء، وكسر القاف- اسم ملك الروم. النهاية (5/ 260)، وانظر الصحاح للجوهري (5/ 1849).

(3)

كسرى: بكسر الكاف وفتحها: لقب ملك الفرس. النهاية (4/ 173).

(4)

قيصر: لقب ملوك الروم. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 103)، مختار الصحاح (ص: 224).

ص: 344

7167 -

أخبرنا محمد بن يحيى

(1)

، فيما قرئ عليه، قال: حدثنا عبد الرزاق

(2)

ح،

وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، قال: قرأنا على عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهريّ، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن أبا سفيان أخبره من فيه إلى فيه، قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبينما أنا بالشام إذ جيء بكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، [وكان دحية الكلبي

(3)

جاء به

⦗ص: 345⦘

فدفعه إلى عظيم بصرى

(4)

، فقرأه، فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل، فقال هرقل: هل هاهنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنّه نبي، قالوا: نعم، قال: فدعيت في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل]،

(5)

، فأجلسنا بين يديه، ثم قال: أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي

(6)

يزعم أنه نبي؟ قال أبو سفيان: فقلت: أنا، فأجلسوني بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي، ثمّ دعا بترجمانه

(7)

، فقال: قل [لهم]

(8)

إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنّه نبي فإن كذَبَني فكذّبوه! قال: أبو سفيان: وأيم الله لولا أن يؤثر علي الكذب لكذبته، ثمّ قال لترجمانه:[سله]

(9)

كيف حسبه فيكم؟ قال: قلت: هو فينا ذو حسب، قال: فهل كان من آبائه ملك؟ قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب

⦗ص: 346⦘

قبل أن يقول ما قال؟ قال: قلت: لا، قال: من يتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قال: قلت: لا، بل يزيدون، قال: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة

(10)

له؟ قال: قلت: لا، قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال: قلت: يكون الحرب بيننا وبينه سجالًا

(11)

، يُصيب منّا ونُصيب منه، قال: فهل يغدِر؟ قلت: لا، ونحن معه في مدّة

(12)

لا ندري ما هو صانع فيها، قال: فوالله ما أمكنني من كلمة أُدخل فيها شيئًا غير هذه، قال: فهل قال هذا القول أحدٌ قبله؟ قلت: لا، قال: لترجمانه

(13)

: إني سألتك عن حسبه فزعمت أنه فيكم ذو حسب، وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها، وسألتك: هل كان في آبائه ملك؛ فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك قلت: رجل يطلب ملك آبائه، وسألتك عن أتباعه أضعفاؤهم أم أشرافهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم

(14)

، وهم أتباع الرسل.

⦗ص: 347⦘

وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا، فقد عرفت أَنّه لم يكن ليدع الكذب على النّاس ثمّ يذهب فيكذب على الله، وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل -يعني فيه- سخطة له؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب

(15)

. وسألتك: هل يزيدون أم ينقصون، فزعمت أَنّهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتمّ. وسألتك: هل قاتلتموه؟ فزعمت أَنكم قاتلتموه فتكون الحرب بينكم سجالًا ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى ثمّ تكون لها العاقبة. وسألتك: هل يغدر؟ فزعمت أنْ لا، وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك: هل قال هذا القول أحد قبله؟ فزعمت أنْ لا، فقلت: لو كان قال هذا القول أحدٌ قبله قلت: رجلٌ ائْتَمَّ بقولٍ قيلَ قَبْلَه. ثمّ قال: بم يأمركم؟ قال: قلت: يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف، قال: إنْ يكن ما تقول فيه حقًّا فإنّه نبيّ، وقد كنت أعلم أنّه خارج ولم أكن أظنّه منكم، ولو أني أعلم أَنّي أخلُص

(16)

إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، وليبلغنّ ملكه ما تحت قدمي، قال: ثمّ دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه وإذا فيه: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقلَ

⦗ص: 348⦘

عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإنّي أدعوك بدعاية

(17)

الإسلام، أَسلِم تسْلَم، وأَسلِم

(18)

يؤتك الله أَجرك مرتين، فإن تولّيتَ فإنّ عليك إثم الأريسيين

(19)

و {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا

⦗ص: 349⦘

وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ

} إلى قوله {مُسْلِمُونَ}

(20)

فلمّا فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللَّغَط

(21)

، وأمر بنا فأخرجنا، فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أَمِرَ أَمر ابن أبي كبشة

(22)

، إنّه ليخافه ملك بني الأصفر

(23)

، قال: فما زلت موقنًا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه سيظهر حتى أدخل الله عليّ الإسلام.

قال الزهري: فدعا هرقل عظماء الروم، فجمعهم في دار له فقال: يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد وأنْ يثبت لكم

⦗ص: 350⦘

ملككم؟ قال: فحاصوا

(24)

حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فقال: عليّ بهم! فدعاهم، فقال: إنّي إنّما اختبرت شدّتكم على دينكم، فقد رأيت الذي أحببت فسجدوا له ورضوا

(25)

عنه

(26)

.

(1)

الذهلي.

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

هو: دحية بكسر الدال، وقيل بفتحها: ابن خليفة بن فروة الكلبي، صحابي مشهور، كان يضرب به المثل في حسن الصورة، وكان جبريل عليه السلام ينزل على صورته. انظر: =

⦗ص: 345⦘

= الطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 473).

(4)

بُصرى: بضم أوله، وإسكان ثانيه، وفتح الراء المهملة: هي مدينة حوران، وهي مدينة معروفة في الشام. انظر: معجم ما استعجم (1/ 253).

(5)

من: (ل)، وقد أشير في هامش الأصل إلى وجود هذا السقط.

(6)

نهاية (ل 5/ 218 / أ).

(7)

التُرجمان: -بالضم والفتح-: هو الذي يترجم الكلام، أي: ينقله من لغة إلى لغة أخرى. النهاية (1/ 186).

(8)

في (ك): (له)، والتصويب من:(ل).

(9)

في (ك): (سل) وما أثبته من: (ل).

(10)

أي: كراهية له وعدم الرضا به. انظر: النهاية (2/ 350).

(11)

أي: مرة لنا ومرة علينا. النهاية (2/ 344).

(12)

يعني: مدة الهدنة والصلح الذي جرى يوم الحديبية. شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 105).

(13)

في مسلم: (قال لترجمانه قل له).

(14)

نهاية (ل 5/ 218 /ب).

(15)

بشاشة القلوب: يعني انشراح الصدور. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 106).

(16)

أي: أصل إليه. انظر: النهاية (2/ 61).

(17)

أي بدعوته، وهي كلمة الشهادة التي يدعى إليها أهل الملل الكافرة.

المجموع المغيث (1/ 661)، وانظر: النهاية (2/ 122).

(18)

نهاية (ل 5/ 219 / أ).

(19)

(الأريسيين) في ضبط هذه الكلمة ومعناها أقوال:

فضبطت على عدة أوجه:

الوجه الأول: فتح الهمزة، وكسر الراء، وبعد السين ياءين، (الأَرِيسيين).

الوجه الثاني: فتح الهمزة، وكسر الراء، وبعد السين ياء واحدة، (الأَرِيسين).

الوجه الثالث: بكسر الهمزة وتشديد الراء، وبياء واحدة بعد السين، (الارَّيسين).

الوجه الرابع: أوله ياء مفتوحة، ثمّ راء مكسورة، وبعد السين ياءين، (اليريسيين) بتسهيل الهمزة.

وأما معناها:

فقيل: هم الملوك الذين يقودون الناس إلى المذاهب الفاسدة ويأمرونهم بها.

وقيل: هم الذين ينسبون إلى عبد الله بن أريس، الذي تنسب إليه الأريسية من النصارى.

وقيل: قوم من المجوس كانوا يعبدون النّار ويحرمون النّار صناعتهم الحراثة، ويخرجون العشر مما يزرعون، لكنهم يأكلون الموقوذة

، فالمعنى أَنّ عليك مثل إثم الأريسيين.

وقيل: الأكّارون، أي: الفلّاحون والزارعون، والمعنى أنّ عليك إثم رعاياك الذين يتبعونك

ونبه بهم عن بقية الرعايا لأنهم الأغلب والأسرع انقيادًا.

وقد صدر الخطابي غريبه بهذا القول، وقال النووي: هو أصح الأقوال وأشهرها. =

⦗ص: 349⦘

= انظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 499 - 500) المعلم بفوائد مسلم للمازري (3/ 22)، النهاية (1/ 38)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 109 - 110)، فتح الباري (1/ 51)، (8/ 69 - 70).

(20)

سورة آل عمران آية (64).

(21)

اللّغَط: صوت وضجة لا يفهم معناها. النهاية (4/ 257).

(22)

قوله (أَمِرَ أمْرُ ابن أبي كبشة): أمِر الأول بفتح الهمزة وكسر الميم، والثاني بفتح الهمزة وسكون الميم، والمعنى عظم وارتفع شأنه، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن الأثير:"كان المشركون ينسبون النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي كبشة، وهو رجل من خزاعة خالف قريشًا في عبادة الأوثان، فلمّا خالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في عبادة الأوثان شبهوه به، وقيل: إنّه كان جد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمه فأرادوا أنّه نزع في الشبه إليه". انظر: المجموع المغيث للأصبهاني (1/ 87)، النهاية (4/ 144)، لسان العرب (4/ 29 مادة: أمر)، فتح الباري (8/ 70).

(23)

يعني: الروم. النهاية (3/ 37).

(24)

أي: جالوا جولة يطلبون الفرار

، قال ابن الأثير:"شبههم بالوحوش لأنّ نفرتها أشدّ من نفرة البهائم الأنسية، وشبههم بالحمر دون غيرها من الوحوش لمناسبة الجهل وعدم الفطنة، بل هم أضل". انظر: النهاية (1/ 468)، فتح الباري (1/ 57).

(25)

في (ل): (ورضي عنه).

(26)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام- ح (74)، 3/ 1393 - 1397). وأخرجه البخاري:(كتاب التفسير- باب {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّه} - ح (4553)، (8/ 62 - 63 فتح).

ولم يخرج مسلم آخر الحديث "قال الزهريّ: فدعا هرقل

إلخ" وقد أخرجه البخاري في صحيحه.

من فوائد الاستخراج:

- الزهريّ يروي الحديث هنا عن عبيد الله بصيغة (أخبرني) وهو عند مسلم بالعنعنة.

- الزيادة الواردة في آخر الحديث.

ص: 344

7168 -

حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(1)

، قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنّ عبد الله بن عبّاس أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث

⦗ص: 351⦘

بكتابه مع دحية الكلبي، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يدفعه إلى عظيم بصرى يدفعه إلى قيصر، فدفعه عظيم بصرى

(2)

إلى قيصر، وكان قيصر لمّا كشف الله عنه جنودَ فارس مشى من حمص

(3)

إلى إيلياء

(4)

شكرًا لما أبلاه

(5)

الله، فلمّا جاء قيصر كتابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين قرأه: التمسوا هل ها هنا من قومه أحد

(6)

لنسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال ابن عبّاس: فأخبرني أبو سفيان بن حرب أَنّه كان بالشام في رجال من قريش قدموا تجارًا في المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفّار قريش، قال أبو سفيان: فوجدَنا رسولُ قيصر ببعض الشام، فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه، فإذا هو جالس في مجلس ملكه، وعليه التّاج، وحوله عظماء الروم، فقال لترجمانه: سلهم أَيّهم أقرب نسبًا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنّه نبي؟ قال أبو سفيان: فقلت أنا أقربهم إليه نسبًا، فقالوا: ما قرابة بينك وبينه؟ قال:

⦗ص: 352⦘

قلت: هو ابن عمي، قال: وليس في الركب يومئذ رجل من بني عبد مناف غيري، قال: فقال قيصر: أدنوه مني! قال: ثمّ أمر أصحابي فجُعلوا خلاف ظهري عند كتفي، قال: ثمّ قال لترجمانه: قل لأصحابه إنّي سائلٌ هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنّه نبي، فإن كذَبَ فكَذِّبُوه! قال أبو سفيان: والله لولا الحياء يومئذ من أن يأثر أصحابي عليّ الكذب لكذبته [عنه]

(7)

حين سألني، ولكنّي استحييت أَنْ يأثروا عليّ الكذب فصدقْتُه عنه

(8)

، ثمّ قال لترجمانه:[قل له]

(9)

: كيف نسب هذا الرجل فيكم؟ قلت هو فينا ذو حسب، قال: فهل قال هذا القول منكم أحدٌ قبله؟ قال: قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه مَلِكٌ؟ قال: قلت: لا، قال: فأشراف النّاس اتبعوه أم ضُعَفَاؤهم؟ قال: قلت: بل ضعفاؤهم، قال: أفيزيدون أو ينقصون؟ قال: قلت: بل يزيدون، قال: قال: فهل يرتدّ أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قال: قلت: لا، قال: فهل يغدر؟ قال: قلت: لا، ونحن منه الآن في مدة ونحن نخاف أن يغدر، قال: وقال أبو سفيان: ولم تُمْكنِّي كلمة أدخل فيها شيئا أتنقصه به لا أخاف أن يؤثر عني غيرها، قال:

⦗ص: 353⦘

فهل قاتلتموه وهل قاتلكم؟ قال: قلت: نعم، قال: فكيف كان حربكم وحربه؟ قال: قلت: كانت دولا

(10)

وسجالا؛ يدال علينا مرة، وندال عليه الأخرى

(11)

، قال: فما يأمركم به؟ قال: قلت: يأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئًا، وينهانا عمّا كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف والوفاء، بالعهد، وأداء الأمانة، قال: فقال لترجمانه حين قلت ذلك له: قل له: إنّي سألتك عن نسبه فيكم، فزعمت أنّه فيكم ذو نسب، وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال هذا القول أحد منكم قبله؟ قلت: لا

(12)

، فقلت

(13)

: لو كان قال هذا القول أحد منكم قبله قلت: رجل يأتم يقول قيل قبله، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال

(14)

: فزعمتَ أنْ لا، فقد عرفت أنّه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك: هل كان من آبائه مَلِكٌ؟ فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك لقلت: رجل يطلب ملك آبائه، وسألتك: أشراف النّاس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فزعمت أن ضعفاؤهم اتبعوه، وهم

⦗ص: 354⦘

أتباع الرسل، وسألتك: هل ينقصون أم يزيدون؟ فزعمت أنّهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتمّ، وسألتك: هل يرتدّ أحدٌ منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فزعمت أنْ لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلب لا يبغضه أحد، وسألتك: هل يغدر؟ فزعمت أن لا، وكذلك الرسل لا يغدرون، وسألتك: هل قاتلتموه وقاتلكم؟ فزعمت أن قد فعل وأَنَّ حربكم وحربه تكون دولا؛ يُدَال عليكم المرةَ وتُدَالون عليه الأخرى، وكذلك الرسل تُبْتَلى وتكون لها العاقبة، وسالتك: بماذا أمَرَكم؟ فزعمت أنّه يأمركم أن تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، قال: وهذه صفة نبي، قد كنت أَعلم

(15)

أَنَّه خارجٌ ولم أَكنْ أظنّ أنّه منكم، وإنْ يك ما قلتَ حقًّا فيوشك أَنْ يملك موضع قدميّ هاتين، ووالله لو أرجو [أنّي]

(16)

أخلص إليه لَتَجَشَّمْتُ

(17)

لُقِيَّه، ولو كنت عنده لغسلت

(18)

عن قدميه، قال أبو سفيان: ثمّ دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به فقرئ فإذا فيه:

⦗ص: 355⦘

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من محمد رسول الله

(19)

إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام، أَسلم تسلم! وأَسلم يؤتك الله أَجرك مرتين! وإنْ تولّيت فإنّ عليك إثم الأريسيين و {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} إلي {مُسْلِمُونَ}

(20)

.

قال أبو سفيان: فلما قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم، فلا أدري ماذا قالوا، وأُمر بنا فأخرجنا، قال أبو سفيان: فلما خرجت مع أصحابي وخلصت بهم قلت: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة، هذا ملك بني الأصفر يخافه! قال أبو سفيان: فوالله ما زلت ذليلًا مستيقنا بأنّ أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا له كاره

(21)

.

(1)

يعقوب بن إبراهيم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 219/ ب).

(3)

حِمْص: بالكسر ثم السكون، والصاد المهملة، مدينة بالشام مشهورة.

معجم ما استعجم (2/ 468)، وانظر: معجم البلدان (2/ 347).

(4)

إيلياء: بكسر أوله واللام، وياء، وألف ممدودة، مدينة بيت المقدس، وفيها ثلاث لغات: مد آخره، وقصره "إيلياء وإيليا"، وقصر أولها إلياء، وقيل: معنى إيلياء: بيت الله. انظر: معجم ما استعجم (1/ 217)، معجم البلدان (1/ 348).

(5)

من الإبْلاء: وهو الإنعام والإحسان. انظر: النهاية (1/ 155).

(6)

في (ل): (من أحد).

(7)

من هامش ك، ومن:(ل).

(8)

نهاية (ل 5/ 220 / أ).

(9)

من: (ل).

(10)

أي: نغلبه مرة ويغلبنا الأخرى، بمعنى سجال. انظر: النهاية (2/ 141).

(11)

في (ل): (أخرى).

(12)

في (ل): (فزعمت أن لا).

(13)

نهاية (ل 5/ 220/ ب).

(14)

(قال) ليست في: ل، وهو أقرب.

(15)

نهاية (ل 5/ 221 / أ).

(16)

من (ل).

(17)

أي: تَكَلَّفت. انظر: النهاية (1/ 274).

(18)

في (ل): (غسلت).

(19)

في (ل): (عبد الله ورسوله).

(20)

آل عمران (64).

(21)

نهاية (ل 5/ 221 / ب).

والحديث أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام- ح (74) (

) 3/ 1397). وأخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام والنبوة، وأن لا يتخذ بعضهم بعضا أرباب من دون الله ..... ح (2940)، (6/ 128 - 130 فتح).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية يعقوب بن إبراهيم، والتي أشار مسلم =

⦗ص: 356⦘

= إلى إسنادها وذكر طرفًا من متنها.

ص: 350

7169 -

ز- حدثنا محمد بن النعمان [بن بشير]

(1)

المقدسي، قال: حدثنا عبد العزيز الأويسي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد

(2)

، عن صالح

(3)

، عن ابن شهاب

(4)

، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله

(5)

أنّ ابن عبّاس أَخبره أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة وأمره أَنْ يدفعه إلى عظيم البحرين

(6)

، وذكر فيه قصة كسرى وقصة قيصر

⦗ص: 357⦘

الحديثين بطوله-

(7)

.

(1)

من: (ل).

(2)

في: (ك)، (ل) (إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي) بزيادة أبيه، والتصويب من إتحاف المهرة (6/ 201)، ومن بقية الروايات.

(3)

ابن كيسان أبو محمد المدني.

(4)

تقدم في الحديث رقم (7119).

(5)

ابن عتبة بن عبد الله الهذلي، أبو عبد الله المدني.

(6)

البحرين: هكذا يتلفظ به في حال الرفع والنصب والجرّ، وحُكي أنه بلفظ التثنية فيقال:"هذه البحران، وانتهينا إلى البحرين"، قال البكري:"البحران: تثنية بكر، وهو بلد مشهور بين البصرة وعُمان"، وقال البلادي:"والبحرين كان اسمًا لسواحل نجد بين قطر والكويت، وكانت هجر قصبته، وهي الهفوف اليوم، وتسمى الحسا، ثم أطلق على هذا الإقليم اسم الأحساء حتى نهاية العهد العثماني، وانتقل اسم البحرين إلى جزيرة كبيرة تواجه هذا الساحل من الشرق، هذه الجزيرة كانت تسمى" أوال "وهي إمارة البحرين اليوم وعند ما تكونت المملكة العربية السعودية أطلق على هذا الإقليم اسم المنطقة الشرقية، وجُعلت مدينة الدّمام قاعدتها

". =

⦗ص: 357⦘

= انظر: معجم ما استعجم (1/ 228)، معجم البلدان (1/ 411)، معجم المعالم الجغرافية (صـ: 40).

(7)

إسناده صحيح، وقد أخرجه البخاري (كتاب المغاري -باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر- ح (4424)، (7/ 732 فتح).

ص: 356

7170 -

ز- حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد

(1)

، قال: حدثني أبي

(2)

، عن صالح، عن ابن شهاب- بإسناده بطوله مثله وقصة قيصر أيضا بطوله.-

(3)

.

(1)

القرشي الزهري، أبو يوسف المدني.

(2)

إبراهيم بن سعد.

(3)

إسناده صحيح، وقد أخرجه البخاري في صحيحه، كما تقدم في الحديث السابق (7169).

ص: 357

7171 -

ز- حدثنا عبّاس [بن محمد]

(1)

الدّوري، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثني صالح [ابن كيسان]

(2)

وابن أخي الزهري

(3)

، كلاهما عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة بكتابه إلى كسرى فدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم

⦗ص: 358⦘

البحرين إلى كسرى، فلما قرأه خرقه، قال ابن شهاب: فحسبتُ ابن المسيب قال: فدعا عليهم

(4)

.

(1)

من: (ل).

(2)

من: (ل).

(3)

في (ل): (ابن أخي ابن شهاب) وهو: محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، أبو عبد الله المدني.

(4)

إسناده صحيح وابن أخي الزهري وإن تُكلم فيه، فإنه لم ينفرد، بل تابعه صالح بن كيسان، وهو ثقة ثبت.

وقد أخرجه البخاري في صحيحه -كما تقدم في الحديث رقم (7169).

ص: 357

7172 -

ز- حدثنا ابن أبي مَسَرَّة، قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس

(1)

، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، ويدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه كسرى مزّقة، -فحسبت أنّ سعيد

(2)

بن المسيب قال-: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُمَزَّقَوا كلَّ مُمَزَّقٍ

(3)

.

(1)

ابن يزيد القرشي مولاهم أبو يزيد الأيلي.

(2)

نهاية (ل 5/ 222 / أ).

(3)

إسناده صحيح، وقد أخرجه البخاري في صحيحه:(كتاب أخبار الآحاد -باب ما كان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الأمراء والرسل واحدًا بعد واحد- ح (7264)، (13/ 254 فتح).

ص: 358

7173 -

حدثنا أبو سعد المخضوب الهروي

(1)

-ببغداد- واسمه

⦗ص: 359⦘

يحيى بن منصور، ويعرف بيحيى بن أبي نصر؛ قال: حدثنا سويد بن نصر

(2)

، قال أخبرنا ابن المبارك، عن يونس

(3)

، عن الزهري

(4)

، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله أنّ ابن عبّاس أخبره أنّ أبا سفيان بن حرب أخبره أنّ هرقل أرسل إلى نفر من قريش وكانوا تجارا بالشام فأتوه -وذكر الحديث بطوله- قال: ثمّ دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ فإذا فيه: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى أما بعد .... "

(5)

.

(1)

هو: يحيى بن منصور بن حسن السلمي، أبو سعد الهروي.

والهروي: بفتح الراء والهاء المهملة، نسبة إلى بلدة هَرَاة، وهي إحدى مدن بلاد خراسان. الأنساب للسمعاني (5/ 637).

(2)

ابن سويد، أبو الفضل المروزي (ت 240 هـ). وثقه النسائي، ومسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"كان متقنًا"، وكذا وثقه الذهبي، وابن حجر.

الثقات لابن حبّان (8/ 295)، تهذيب الكمال (12/ 273)، الكاشف (1/ 330)، تهذيب التهذيب (4/ 280)، تقريب التهذيب (صـ: 425).

(3)

ابن يزيد الأيلي.

(4)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (7167). وأخرجه البخاري في (كتاب الاستئذان، باب كيف يكتب إلى أهل الكتاب؟ ح (6260)، (11/ 50 فتح). هكذا مختصرا.

ص: 358

7174 -

حدثنا محمد بن عزيز الأيلي، قال: حدثنا سلامة بن روح، قال: حدثني عُقيل، عن ابن شهاب

(1)

ح،

وحدثنا الدنداني، وأَبو أُميّة، قالا: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني عبيد الله بن

⦗ص: 360⦘

عبد الله، أَنّ عبد الله بن عباس أخبره، أنّ أبا سفيان بن حرب أخبره، أنّ هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا تجارًا في الشام، في المدّة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مَادّ فيها

(2)

أبا سفيان وكفّار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثمّ دعاهم وترجمانه -وذكر الحديث بطوله-

(3)

.

من هنا لم يخرجاه

(4)

.

(1)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

"ماد فيها

" أي: أعطاها. انظر: لسان العرب (3/ 411)، مادة: ميد.

(3)

انظر الحديث رقم (7167). وقد أخرجه البخاري أيضا (كتاب الأدب -باب صلة المرأة أمها، ولها زوج- ح (5980)، (10/ 427 فتح).

وفي (كتاب الأحكام -باب ترجمة الحكام، وهل يجوز ترجمان واحد؟ - ح (7196)، (13/ 197 - 198 فتح). مختصرًا، من طريق أبي اليمان به.

(4)

قوله: (من هنا لم يخرجاه) ليست في (ل)، وهو أولى بالصواب.

ص: 359

7175 -

حدثنا أبو الأزهر، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق

(1)

(2)

يقول حدثني الزهري

(3)

، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاس عن أبي سفيان بن حرب قال: في كانت الهدنة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية

(4)

وكنّا قومًا تجارًا،

⦗ص: 361⦘

وكانت الحرب قد حصرتنا فلم نأمن، فلمّا أَنْ أَمِنَّا خرجت تاجرًا إلى الشام في رهط

(5)

من قريش -وذكر الحديث-

(6)

.

(1)

ابن يسار المطلبي.

(2)

نهاية (ل 5/ 222 / ب).

(3)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

كان عام الحديبية في السنة السادسة من الهجرة، وفيه وقع الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين =

⦗ص: 361⦘

= مشركي قريش.

والحديبية: بضم الحاء المهملة، وفتح الدال، وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة، وآخرها ياء مشدّدة ومخففة؛ وهي اسم لبئر تقع الآن على بعد (22) كيلًا غرب مكة على طريق جدّة القديم، وتعرف بالشميسي.

انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/ 307)، معجم البلدان (2/ 265)، معجم المعالم الجغرافية (صـ: 94)، ويُطالع مرويات غزوة الحديبية للدكتور حافظ الحكمي.

(5)

الرهط: عدد يجمع من ثلاثة إلى عشرة، وقيل: من سبعة إلى عشرة، وما دون السبعة إلى الثلاثة نفر، وقيل الرهط ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة.

انظر: النهاية (2/ 282)، لسان العرب (7/ 305) مادة: رهط.

(6)

انظر الحديث رقم (7167)، وقد أخرجه من طريق ابن إسحاق عن الزهري الطبراني في معجمه الكبير (8/ 19)، ح (7271).

*من فوائد الاستخراج: فيه تحديد زمان الهدنة، وأنَّه عام الحديبية.

ص: 360

7176 -

حدثنا يعقوب بن سفيان، والصبيحي

(1)

، قالا: حدثنا أبو أيوب

(2)

، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشير، عن محمد بن إسحاق-

⦗ص: 362⦘

بإسناده: "نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الميتة والدم"

(3)

.

(1)

بفتح الصاد المهملة وكسر الباء الموحدة، وهو: إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل بن صبيح الصبيحي الحراني، كما سماه المؤلف في مواضع من كتابه منها (3571)، (4662)، (9180)، (10278). وانظر: الإكمال لابن ماكولا (5/ 166 تعليق المعلمي)، المؤتلف والمختلف لعبد الغني الأزدي (2/ 482)، رقم (1391)، (والخلاصة للخزرجي (ص 37).

(2)

هو: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي.

(3)

انظر الحديث رقم (7167)، وليس في مسلم "نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الميتة والدم" ولم أوقف على من خرجه غير المصنف بهذا اللفظ.

ص: 361

7177 -

حدثنا الصائغ

(1)

-بمكة-، قال: حدثنا يوسف بن بهلول

(2)

، قال: أخبرنا ابن إدريس

(3)

، عن محمد بن إسحاق -بإسناده بطوله، نحو حديث وهب بن جرير-

(4)

.

(1)

محمد بن إسماعيل الصائغ.

(2)

التميمي، أبو يعقوب الأنباري.

(3)

هو: عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي أبو محمد الكوفي.

(4)

انظر الحديث رقم (7175).

ص: 362

7178 -

أخبرني العبّاس بن الوليد بن مزيد [العذري]

(1)

، قال: أخبرني أبي، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر

(2)

، قال: حدثني أخ

(3)

لنا، عن الزهري

(4)

، قال: حدثني عبيد الله بي عبد الله، قال: حدثني ابن عبّاس،

⦗ص: 363⦘

قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه دحية بن خليفة الكلبي، وأمره أَنْ يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر -وكان قيصر لمّا كشف الله عنه جنود فارس جعل لله عليه أَنْ يمشي من حمص إلى بيت المقدس شكرًا- فلمّا أتاه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ابغوني هاهنا أحدٌ من قومه لنسألهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال: ابن عبّاس: فحدثني أبو سفيان [بن حرب]

(5)

، قال: كنّا قَدِمْنَا الشام تجارًا في المدّة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم

(6)

وبين كفّار قريش، قال: فجاءني الرسول فانطلق بي حتى أدخلنا عليه وهو في بيت المقدس وعلى رأسه التاج، وعنده عظماء الروم، فقال: أيّكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قلت: أنا، قال: أبو سفيان: ولم يكن في القوم رجل من بني عبد شمس غيري، قال: ما قرابة بينك وبينه؟ قلت: هو ابن عمي، قال: أدنو هذا مني! فأدنوني منه وأقام أصحابي خلاف ظهري -وذكر الحديث نحو حديث شعيب بطوله-

(7)

.

(1)

من: (ل).

(2)

الأزدي، أبو عتبة السلمي الدمشقي (ت 153 هـ وقيل بعدها). وثقه ابن سعد، وابن معين، والعجلي، والنّسائي، وغيرهم، وذكره ابن حبّان في الثقات، وكذا وثقه الذهبي وابن حجر. الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 466)، التاريخ لابن معين (2/ 362)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 90)، الثقات لابن حبان (7/ 81 - 82)، تهذيب الكمال (8/ 18)، الكاشف (2/ 168)، تقريب التهذيب (صـ: 604).

(3)

لعلّه: يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي الشامي أخو عبد الرحمن بن يزيد وكان الأصغر.

(4)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

من: (ل).

(6)

نهاية (ل 5/ 223 / أ).

(7)

انظر الحديث رقم (7174).

* من فوائد الاستخراج: بيان أنّ المراد بإيلياء بيت المقدس.

ص: 362

7179 -

حدثنا أبو عبد الملك القرشي

(1)

، قال: حدثنا محمد بن عائذ

(2)

، قال: حدثنا الوليد بن محمد

(3)

، عن محمد بن مسلم

(4)

-بإسناده بطوله-

(5)

.

(1)

هو: أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله القرشيّ أبو عبد الملك الدمشقي.

(2)

ابن أحمد القرشي أبو أحمد الدمشقي، (ت 233 هـ).

قال ابن معين، وصالح جزرة:"ثقة" زاد جزرة: "إلّا أنّه قدري"، وقال دحيم:"صدوق"، وقال النّسائي:"لا بأس به"، وذكره ابن حبّان في الثقات، قال ابن حجر:"صدوق، رمي بالقدر".

سؤالات ابن الجنيد (صـ: 397)، الجرح والتعديل (8/ 52)، الثقات لابن حبّان (9/ 75)، تهذيب الكمال (25/ 429)، تقريب التهذيب (صـ: 858).

(3)

الموقري أبو بشر البلقاوي. (ت 182 هـ).

ضعفه ابن المديني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والدارقطني، وغيرهم، وقال ابن معين:"كذاب"، وقال النسائي:"متروك الحديث"، وقال الذهبي:"تركوه"، وقال ابن حجر:"متروك". الضعفاء والمتروكين للنسائي (صـ: 240)، الجرح والتعديل (9/ 15)، الكامل لابن عدي (7/ 72)، الضعفاء والمتروكون للدارقطني (صـ: 384)، الكاشف (3/ 213)، تقريب التهذيب (صـ: 1041).

(4)

محمد بن مسلم الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث رقم (7167).

ص: 364

7180 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، قال: حدثنا نصر بن علي

(2)

ح، حدثني عثمان بن خرزاذ، قال: حدثني نصر بن علي، قال: حدثني

⦗ص: 365⦘

أبي، قال: حدثني خالد بن قيس، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر كسرى، وإلى كلِّ جَبَّار يدعوهم إلى الله عز وجل

(3)

.

(1)

الذهلي.

(2)

نصر بن علي الجهضمي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الكفار يدعوهم إلى الله عز وجل ح (75)، 3/ 1398).

من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية نصر بن علي والتي ذكر مسلم إسنادها،

وأحال على رواية يوسف بن حماد المعني، وستأتي عند المصنف برقم (7183).

ص: 364

7181 -

ز- وحدثنا محمد بن يحيى

(1)

، قال: حدثنا نصر بن علي ح

وحدثني عثمان بن خرزاذ: قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا نوح بن قيس

(2)

، [عن أخيه خالد بن قيس]

(3)

، عن قتادة، عن أنس بن

⦗ص: 366⦘

مالك: أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى بكر بن وائل: "من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

(4)

إلى بكر بن وائل أَنْ أَسلموا تسلموا، فَلَمْ يجدوا من يقرأه إلّا رجلٌ من بني ضبيعة

(5)

فهم يسمّون بني الكاتب"

(6)

(7)

.

(1)

الذهلي.

(2)

ابن رباح الأزدي، أبو روح البصري. (ت 183 أو 184 هـ).

قال ابن معين وأحمد والعجلي وأبو داود: "ثقة"، زاد أبو داود:"وكان يتشيع، وبلغني أنّ يحيى ضعفه". وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين:"شويخ صالح الحديث"، وقال النسائي:"لا بأس به"، وقال الذهبي:"حسن الحديث، وقد وثق"، وقال ابن حجر:"صدوق رمي بالتشيع".

التاريخ لابن معين (2/ 612)، العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/ 478)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 320)، من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال -رواية الدقاق- (صـ: 41)، سؤالات الآجري (3/ 335)، الثقات لابن حبان (9/ 260)، تهذيب الكمال (30/ 55)، الكاشف (3/ 186)، تقريب التهذيب (صـ: 1010).

(3)

من: (ل)، وقد تصحفت في المطبوع من إتحاف المهرة لابن حجر (2/ 271) إلى =

⦗ص: 366⦘

= (أمية بن خالد بن قيس) وهو: خالد بن قيس بن رباح الأزدى البصري.

وثقه ابن معين، والعجلي، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن المديني:"ليس به بأس"، قال أبو الفتح الأزدي:"خالد بن قيس عن قتادة فيها مناكير"، وقال الذهبي:"ثقة"، وقال ابن حجر:"صدوق يغرب".

معرفة الثقات للعجلي (1/ 331)، تاريخ الدارمي (صـ: 106)، الثقات لابن حبان (6/ 259)، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (ص: 77)، الكاشف (1/ 207)، تهذيب التهذيب (3/ 113)، تقريب التهذيب (صـ: 290).

(4)

صلى الله عليه وسلم ليست في (ل).

(5)

هم بنو ضُبَيْعة بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

انظر: جمهرة أنساب العرب (صـ: 292، 483)، قلائد الجمان (صـ: 29)، وانظر- أيضًا- طبقات ابن سعد (1/ 281).

(6)

إسناده حسن، وقد أخرجه البزار (2/ 266) ح (1670)، كشف الأستار، وأبو يعلى (5/ 325) ح (2947)، وابن حبّان في صحيحه (14/ 500) ح (6558)، والطبراني في المعجم الصغير (1/ 111)، كلهم من طريق نصر بن علي به.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 308): "رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الصغير، ورجال الأولَين رجال الصحيح".

(7)

نهاية (ل 5/ 223/ ب).

ص: 365

7182 -

حدثنا أبو داود السجستاني، قال: حدثنا نصر بن علي،

⦗ص: 367⦘

قال: حدثني نوح بن قيس، عن أخيه خالد بن قيس

(1)

، عن قتادة، عن أنس: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر وكل

(2)

جبّار يدعوهم إلى الله عز وجل

(3)

.

(1)

خالد بن قيس هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (ل): (وإلى كلِّ).

(3)

انظر الحديث رقم (7180).

ص: 366

7183 -

حدثنا جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي، قال: حدثنا يوسف بن [حمّاد]

(1)

المعْنِيُّ

(2)

، قال: حدثنا عبد الأعلى السامي، عن سعيد -يعني ابن أبي عروبة- عن قتادة، عن أنس: أَنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كتب قبل موته إلى كسرى وقيصر وإلى النّجاشي

(3)

، وإلى كلِّ جَبَّار يدعوهم إلى الله عز وجل، وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم

(4)

.

⦗ص: 368⦘

رواه

(5)

مسلم

(6)

عن محمد بن عبد الله [الرّزيّ]

(7)

عن عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بمثله.

(1)

في (ك)(خالد) والتصويب من (ل). وإتحاف المهرة لابن حجر (2/ 270) ح (1699)، وصحيح مسلم (3/ 1397)، ومن مصادر ترجمته أيضا.

(2)

يوسف بن حماد المعْنِيّ هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

النجاشي: بتشديد الياء وقيل الصواب تخفيفها وسكونه؛ كلمة للحبش تسمى بها ملوكها. انظر: المجموع المغيث للأصفهاني (3/ 263 - 264)، النهاية (5/ 22)، لسان العرب (6/ 351) مادة: نجش.

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسر -باب كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الكفار يدعوهم إلى الله عز وجل ح (75)، 3/ 1397).

من فوائد الاستخراج:

1 -

بيان أن سعيدا هو ابن أبي عروبة، وعبد الأعلى هو السامي. =

⦗ص: 368⦘

= 2 - فيه تحديد تقريبي لزمن كتابته، وأنه قبيل موته صلى الله عليه وسلم.

(5)

في (ل): (روى).

(6)

في صحيحه (كتاب الجهاد والسير -باب كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الكفار يدعوهم إلى الله عز وجل ح (75)، 3/ 1398).

(7)

في (ك): (الرازي) والتصويب من: (ل)، ومن صحيح مسلم (3/ 1398).

والرزي: بضم الراء وتشديد الزاي المكسورة، هذه النسبة إلى الرّز وهو الأرز، وهو مشهور بهذه النسبة. انظر: الأنساب للسمعاني (3/ 61).

ص: 367

7184 -

حدثنا أبو شيبة بن أبي شيبة، ومحمد بن علي بن داود

(1)

، قالا: حدثنا أَحمد بن حنبل ح،

وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر

(2)

، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا عمران القطان

(3)

، عن قتادة

(4)

، عن أنس بن مالك: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر وأكيدر دومة

(5)

يدعوهم إلى الله، (إلى

⦗ص: 369⦘

هنا لم يخرجاه)

(6)

.

(1)

ابن عبد الله أبو بكر البغدادي، المعروف بابن أخت غَزَال.

(2)

ابن ميسرة القواريري.

(3)

هو: عمران بن دَاوَر العَمِّيُّ، أبو العوَّام القطان البصري.

(4)

قتادة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

هو: أكيدر بن عبد الملك، صاحب دومة الجندل، عدّه أبو نعيم وابن منده في =

⦗ص: 369⦘

= الصحابة، وتعقبهما ابن الأثير فقال: "ومن قال إنّه أسلم فقد أخطأ خطأً ظاهرًا، وكان أكيدر دومة نصرانيًّا، ولما صالحه النبي صلى الله عليه وسلم عاد إلى حصنه وبقي فيه، ثمّ إنّ خالدًا أسره لما حاصر دومة أيام أبي بكر رضي الله عنه، فقتله مشركًا نصرانيًّا، وقد ذكر البلاذري أن أكيدرًا لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع خالد أسلم وعاد إلى دومة، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارتد

".

وقال ابن حجر: "فالذي يظهر أن أكيدر صالح على الجزية كما قال ابن إسحاق، ويحتمل أن يكون أسلم بعد ذلك -كما قال الواقدي-، ثمّ ارتدّ بعد النبي صلى الله عليه وسلم مع من ارتد -كما قال البلاذري- ومات على ذلك والله أعلم".

انظر: معرفة الصحابة (3/ 29)، أسد الغابة (1/ 135)، الإصابة (1/ 125 - 127).

ودومة الجندل: بضم أوله وفتحه وهي بلدة معروفة الآن في منطقة الجوف، يشرف عليها حصنُ ماردٍ وهو حصن أكيدر الكندي، وتبعد عن المدينة حوالي (880) كيلًا من جهة الشمال. انظر: معجم البلدان (2/ 554)، معجم المعالم الجغرافية (صـ: 127 - 128).

(6)

ما بين القوسين ليست في (ل)، وهو أولى بالصواب.

وانظر تخريج الحديث برقم (7183) وقبله (7180)، ولم يذكر مسلم "أكيدر دونة". وقد أخرجه بذكر "أكيدر دومة" أحمد في مسنده (3/ 133)، وابن حبّان في صحيحه (14/ 492) ح (6554) كلاهما من طريق ابن مهدي به.

وأخرجه ابن حبّان أيضا (14/ 491) ح (6553) من طريق بكر بن أحمد الطاحي، عن نصر بن علي بن نوح بن قيس، عن أخيه، عن قتادة به.

ص: 368

7185 -

حدثنا أحمد بن عصام الأصبهاني، قال: حدثنا معاذ بن

⦗ص: 370⦘

هشام

(1)

، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أَراد أنْ يكتب إلى المعجم

(2)

، فقيل له: إنّ المعجم لا يقبلون إلّا كتابًا عليه خاتم، فاصطنع خاتمًا من فضة، فكأنّي أَنظر إلى بياضه في كفه

(3)

.

(1)

معاذ بن هشام هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 224 / أ).

(3)

أخرجه مسلم (كتاب اللباس والزينة -باب في اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا لما أراد أنْ يكتب إلى المعجم- ح (57)، 3/ 1657)، البخاري:(كتاب اللباس -باب نقش الخاتم - ح (5872)، (10/ 336 فتح)، بنحوه.

ص: 369

7186 -

حدثنا أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق البُزُوري

(1)

، وابن أبي العوام

(2)

، قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء

(3)

، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة

(4)

، عن أنس بن مالك: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب إلى كسرى وقيصر، فقيل: إنّهم لا يقبلون كتابًا إلّا بخاتم، فاتخذ خاتمًا من

⦗ص: 371⦘

فضة نقشه: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

(5)

.

(1)

هو: عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية البغدادي، أبو عوف البزوري.

والبُزُوري: بضم الباء الموحدة والزاي، والراء بعد الواو، هذه النسبة إلى البزور، وهي جمع البِزْر، يقال: هذا لمن يبيع البزور للبقول وغيرها. قال الدارقطني: "لا بأس به"، وقال الخطيب والسمعاني:"كان ثقة". سؤالات الحاكم للدارقطني (صـ: 129)، تاريخ بغداد (10/ 274)، الأنساب للسمعاني (1/ 343 - 344).

(2)

هو: محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوّام الرياحي.

(3)

الخفّاف أبو نصر البصري.

(4)

قتادة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب اللباس والزينة -باب في اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا لما أراد أن يكتب إلى المعجم- ح (58)، 3/ 1657)، والبخاري أيضا -كما تقدم في الحديث (7185)، وسيأتي أيضا في الحديث رقم (7187) -.

ص: 370

7187 -

حدثنا يوسف بن مسلم، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثني شعبة

(1)

، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك، قال: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يكتب إلى الروم، فقيل: إنّهم لا يقرؤن كتابًا إلّا مختومًا، فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمًا من فضة، فكأني أنظر إلى بياضه في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقشه:"محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم"

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب اللباس والزينة -باب اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا لما أراد أن يكتب إلى المعجم- ح (56)، 3/ 1657)، وأخرجه البخاري:(كتاب الجهاد والسير- باب دعوة اليهود والنصارى، وعلى ما يقاتلون عليه وما كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر والدعوة قبل القتال- ح (2938)(6/ 127 فتح).

ص: 371

7188 -

حدثنا عمّار بن رجاء، قال: حدثنا أبو داود

(1)

ح،

وحدثنا الصغاني، حدثنا أبو النضر

(2)

، كلاهما عن شعبة

(3)

بمثله

(4)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

هاشم بن القاسم.

(3)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث السابق رقم (7187).

ص: 371

7189 -

حدثنا طاهر بن خالد بن نزار، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، قال: حدثني الحجاج بن الحجاج، عن قتادة

(1)

، عن أنس ابن مالك

(2)

، قال: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يكتب إلى ملوك المعجم، فقال له أُنَاسٌ من المعجم: إنّهم لا يقبلون كتابًا إلّا بخاتمٍ، فاتخذَ خاتمًا من فضة، كأَنِّي أَنظر إلى بياضه في كفّه، ونقش فيه: محمد رسول الله

(3)

.

(1)

قتادة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 224 /ب).

(3)

انظر الحديث رقم (7185).

ص: 372

[باب]

(1)

بيان محاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين يوم حُنَيْن، والدّليل على الإباحة للرجل محاربة الفئة وحده.

(1)

من: (ل)، وفي نهاية ترجمة الباب زيادة:(الترجمة أطول منه).

ص: 373

7190 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب

(1)

، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: حدثني كثير بن العبّاس بن عبد المطلب، قال: قال العبّاس بن عبد المطلب: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يوم حُنين

(2)

، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نفارقه؛ ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي

(3)

، فلما التقى المسلمون

⦗ص: 374⦘

والكفار ولّى المسلمون مدبرين، فطفق

(4)

رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض

(5)

بغلته نحو الكفار، قال العبّاس: وأنا آخذ بخطام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم

(6)

أكفها إرادة أنْ لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أي عباس! ناد أصحاب السَّمُرة"

(7)

، قال العبّاس: وكنت رجلًا صيِّتًا

(8)

، فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السَّمُرة؟ قال: والله! لكأني عطفتهم حين سمعوا صوتي عطف البقر على أولادها، فقالوا: لبيك! يا لبيك، قال: فاقتتلوا هم والكفّار، والدعوة في الأنصار يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وهو على بغلته كالمتطول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هذا حينُ حَمِى الوطيس"

(9)

، قال: ثمّ أخذ

⦗ص: 375⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم حُصَيِّات فرمى بهن وجوه الكفّار، ثمّ قال:"انهزَمُوا وربّ محمد" فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته على ما أرى، قال: فوالله ما هو إلّا أنْ رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصيّاته، فما زلت أرى حدّهم كليلا

(10)

وأمرهم مدبرًا

(11)

(12)

.

(1)

ابن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

وهي: غزوة هوازن؛ كانت في شوال سنة ثمان من الهجرة بعد فتح مكة، وحُنَينٌ وادٍ قريبٌ من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلاٍ، قال البلادي: "وهو وادٍ من أودية مكة يقع شرقها بقرابة ثلاثين كيلًا ويسمى اليوم وادي الشرائع).

انظر: السيرة النبوية لابن هشام (4/ 60 - 90)، الطبقات لابن سعد (2/ 149 - 157)، معجم ما استعجم (2/ 471) معجم المعالم الجغرافية (صـ: 107).

(3)

اختلف في اسم أبيه: فقيل هو فروة بن عامر، وقيل ابن نفاثة، ويقال ابن نباتة، ويقال ابن نعامة -كما سيأتي عند المصنف في الرواية التالية برقم (7191)، من طريق عبد الرزاق، أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعث إليه بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، وكان عاملًا للروم على فلسطين وما حولها على ما يليه من العرب.

الاستيعاب (3/ 119) المطبوع بهامش الإصابة، والإصابة (3/ 213).

(4)

أي: أخذ بالفعل وجعل يفعل. النهاية (3/ 129).

(5)

أي: يحركها ويضربها بالأرجل.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 235)، المجموع المغيث للأصفهاني (1/ 797).

(6)

نهاية (ل 5/ 225/ أ).

(7)

هي: الشجرة التي كانت عندها بيعة الرضوان عام الحديبية. النهاية (2/ 399).

(8)

أي: شديد الصوت عالية. وانظر المجموع المغيث (2/ 298). النهاية (3/ 64).

(9)

حمى الوطيس: بفتح الواو وكسر الطاء المهملة، وبالسين المهملة، قال الأصفهاني:"هذا من فصيح الكلام، يعبر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق .... ".

والوطيس: قيل: هو التنور، وقيل: المعركة، لأنّ الخيل تطسها بحوافرها، وقيل: حجارة =

⦗ص: 375⦘

= مدورة فإذا حميت لم يقدر أحد الوطء عليها، وقيل غير ذلك.

وهي كلمة قيل: لم تسمع إلّا منه صلى الله عليه وسلم.

انظر: المجموع المغيث (3/ 430)، لسان العرب (6/ 255 - 256) مادة "وطس"، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 116).

(10)

أي: بأيسهم وشدتهم. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 379).

(11)

أي: ضعيفا نابيًّا. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 379).

(12)

أخرجه مسلم، (كتاب الجهاد والسير -باب في غزوة حنين- ح (76)، 3/ 1398 - 1399).

ص: 373

7191 -

حدثنا الدّبري، قال: قرأنا على عبد الرزاق

(1)

، عن معمر، عن الزهري، قال: أخبرني كثير بن العبّاس، عن أبيه العبّاس، قال: شهدت /

(2)

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه إلّا أَنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلزمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه وهو على بغلة

⦗ص: 376⦘

شهباء

(3)

-وربما قال: معمر: بيضاء- أهداها له فروة بن [نعامة]

(4)

الجذامي، فلما التقى المسلمونَ والكفّار ولّى المسلمون مدبرين، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قِبَل الكفّار، قال العبّاس: وأنا آخذٌ بلجام [بغلة]

(5)

رسول الله صلى الله عليه وسلم أَكُفَّها وهو لا يألو ما أَسرع نحو المشركين، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز

(6)

النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا عبّاس ناد أصحاب السَّمُرة" قال: وكنت رجلا صيِّتا؛ فقلت بأعلى صوتي: أَين أَصحاب السَّمُرة؟ قال: فوالله لكأنّي عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أَولادها، فقالوا: يا لبيك! يا لبيك، وأَقبل المسلمون فاقتتلوا هم والكفّار، فنادت الأنصار تقول: يا معشر الأنصار: ثمّ قصرت الدعوات على بني الحارث بن الخزرج، فنادوا: يا بني الحارث بن الخزرج: قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم

(7)

وهو على بغلته كالمتطول عليهم إلى قتالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هذا حينُ حَمِي الوطيس"، قال: ثمّ أخذ

⦗ص: 377⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم بحُصَيَّات، فرمى بهنَّ وجوهَ الكفّار، ثمّ قال:"انهزَمُوا وربّ الكعبة، انهزموا وربّ الكعبة"، قال: فذهبت أَنظر فإِذا القتال على هيئته فيما أَرى، قال: فوالله ما هو إلّا أنْ رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحُصَيّات، فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرًا حتى هزمهم الله، قال: وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلة له

(8)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 225/ ب).

(3)

أي: بيضاء. انظر: غريب الحديث للخطابي (2/ 240)، لسان العرب (1/ 508 - 510) مادة:"شهب".

(4)

في (ك): (نفاثة) والتصويب من: (ل)، ومن مصنف عبد الرزاق (5/ 379) ح (9741) وصحيح مسلم (3/ 1399) ح (77)، ويؤيده أيضًا ما سيأتي عند المصنف في الحديث رقم (7194).

(5)

من: (ل).

(6)

أي: بركاب النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 552).

(7)

نهاية (ل 5/ 226/أ) من: (ل).

(8)

أخرجه مسلم (كتاب الجهاد والسير -باب في غزوة حنين- ح (77)، 3/ 1399).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية عبد الرزاق، والتي ذكر مسلم إسنادها، وبعض ألفاظها، وأحال على رواية ابن وهب، عن يونس، عن الزهري.

ص: 375

7192 -

ز- حدثنا الدبري، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: كان عبد الرحمن بن أزهر، يحدث: أَنّ خالد بن الوليد خرج يومئذ وهو على الخيل خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن أزهر: قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما هزم الله الكفّار ورجع المسلمون إلى رحالهم، يمشي في المسلمين ويقول:"من يدل على رحل خالد بن الوليد؟ " حتى دُلِلْنا على رحله، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى جرحه.

قال الزهري: وحسبت أَنّه قال: ونفث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

(1)

إسناده منقطع، لم يسمعه الزهري من عبد الرحمن بن أزهر. قاله أبو زرعة وأبو حاتم كما في العلل لابن أبي حاتم (1/ 446 - 447).

وقد أخرجه عبد الرزاق (5/ 379 - 381) ح (1741) مطولًا، ومن طريقه أحمد في مسنده (4/ 88، 350 - 351)، وابن حبان في صحيحه (15/ 5645 - 565)، ح (7090)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 139 - 140). =

⦗ص: 378⦘

= وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 88)، وأبو داود في السنن (4/ 627 - 628) ح (4487)، (4489)، والحاكم في المستدرك (4/ 416 - 417) ح (8130) كلهم من طريق أسامة بن زيد، عن الزهري به.

وأخرجه أحمد (4/ 351)، والنسائي في الكبرى (3/ 251) ح (5282) من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري به.

وأخرجه أبو داود في السنن (4/ 627 - 628) ح (4488)، والنسائي في الكبري (3/ 251) ح (5283).

كلاهما من طريق عقيل عن الزهري أخبره أن عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر أخبره عن أبيه.

فأدخلا عبد الله بن عبد الرحمن بين الزهري وبين أبيه عبد الرحمن.

قال النسائي: وهذا أولى بالصواب.

إلّا أنهما -أعني أبا داود والنسائي- روياه عن أحمد بن عمرو بن السرح، قال: وجدت في كتاب خالي عبد الرحمن بن عبد الحميد، عن عقيل به -أي: وجادة.

ص: 377

7193 -

ز- حدثنا يونس بن عبد الأعلى، وابن أخي ابن وهب

(1)

، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس

(2)

، عن الزهري، قال: كان عبد الرحمن بن أزهر يحدّث أنّ خالد بن الوليد يوم جرح وهو على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله

(3)

(4)

.

(1)

أحمد بن عبد الرحمن بن وهب القرشيّ، أبو عبيد الله.

(2)

ابن يزيد الأيلي.

(3)

إسناده منقطع -كما تقدم- انظر الحديث رقم (7192).

(4)

نهاية (ل 5/ 226/ب) من: (ل).

ص: 378

7194 -

حدثنا علي بن عثمان النفيلي، وأحمد بن مسعود المقدسي، قالا: حدثنا أبو يوسف محمد بن كثير الصنعاني، عن معمر

(1)

، عن الزهري، قال: أخبرني كثير بن العباس، عن أبيه العباس بمثل حديث عبد الرزاق غير أنّه قال: على بغلةٍ بيضاءَ أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، وأما عبد الرزاق فقال: ابن نعامة، وإنّما هو نفاثة

(2)

.

(1)

معمر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7191).

ص: 379

7195 -

ز- حدثنا عبّاس الدوري، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح

(1)

، عن ابن شهاب، أنّ عبد الرحمن بن أزهر كان يحدث أنّه حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يَحْثِي في وجوههم التراب

(2)

.

(1)

صالح بن كيسان.

(2)

في إسناده انقطاع كما تقدم انظر الحديث رقم (7192).

كتب في: (ك) بعد هذا الحديث: "آخر الجزء الثامن والعشرين من أصل السمعاني- رحمه الله".

ص: 379

7196 -

حدثنا عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي

(1)

، قال: حدثنا

⦗ص: 380⦘

إبراهيم بن بشار

(2)

، قال: حدثنا سفيان

(3)

، قال: سمعت الزهري، يقول: أخبرني كثير بن عبّاس، عن العبّاس قال: لمّا كان يوم حنين بعث رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(4)

- القعقاع بن أبي حدرد

(5)

يأتيه بالخبر، فذهب إليهم؛ فإذا مالك بن عوف النصري

(6)

في جمع كثير من هوازن وهو يحرضهم على الجهاد، ويقول: القوْهم بالسيوف صلتة

(7)

، ولا تلقوهم بسهم ولا برمح، فإنّ منهزمهم لا يرده شيءٌ دون النّهر، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فدخل على المسلمين من ذلك رعبٌ شديدٌ، وقال عمر: كذب يا رسول الله! قال سفيان:

⦗ص: 381⦘

ولمّا قال عمر: كذب لِمَا رأى المسلمين قد دخلهم، فقال القعقاع لعمر ابن الخطاب: لئن كذَّبْتني يا ابن الخطاب لربّما كذَّبْت بالحق

(8)

، فقال عمر: يا رسول الله ألا تسمع ما يقول لي هذا؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم "قد كنت ضَالًا فهداك الله"، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ في نحو من عشرة آلاف، فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: لا نغلب اليوم من قلِّةٍ، فابتلوا بكلمته، فانهزموا حتى لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم إلّا العبّاس وأبو سفيان بن الحارث، قال العبّاس: وكنت آخذًا بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه، وأبو سفيان آخذٌ بركابه على يساره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يا عبّاس! ناد في الناس يا أصحاب السمرة! يا أصحاب سورة البقرة! " - قال سفيان: يذكرهم البيعة التي بايعوه تحت الشجرة، والشجرة سمرة بايعوه تحتها على أَنْ لا يفروا-، قال العبّاس: فناديت فخلصت الدعوة إلى الأنصار، إلى بني الحارث بن الخزرج، فأقبلوا ولهم حنين كحنين الإبل، فقالوا: لبيك يا رسول الله وسعديك، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قد أقبلوا قال: "هيه

(9)

- عطفة البقرة على أولادها- الآن حمى الوطيس"، فأخذ كَفًّا من حصى، فضرب بها وجوه المشركين، وقال: "شاهت الوجوه! "، فهزمهم الله؟، وأَعزَّ نبيه صلى الله عليه وسلم،

⦗ص: 382⦘

ونزل القرآن {إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} الآية

(10)

(11)

.

(1)

هو عبد الكريم بن الهيثم بن زياد الدير عاقولي أبو يحيى البغدادي.

والدَيْر عاقولي: بفتح الدال المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الراء ثمّ العين المهملة، وفيها قاف بعد الألف، نسبة إلى قرية كبيرة بالقرب من بغداد يقال لها دير العاقول. انظر: الأنساب للسمعاني (2/ 524 - 525).

(2)

الرَّمادي، أبو إسحاق البصري.

(3)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

من: (ل).

(5)

هو القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي له ولأبيه صحبة.

انظر: الإصابة (3/ 239)، (4/ 42).

(6)

هو مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة النصري نسبة إلى جدّه الأعلى.

أسلم وحسن إسلامه، وقد حماه خليفة بن خيّاط عوف بن مالك -وقد جاء كذلك في الرواية التالية عند المصنف برقم (7198) -.

قال ابن حجر: "كأنه انقلب عليه، والمعروف مالك بن عوف

".

انظر: تاريخ خليفة بن خيّاط (صـ: 99)، الإصابة (3/ 43، 352).

(7)

أي: مسلولة من غمدها مهيئة للضرب بها. انظر: تفسير غريب الصحيحين (صـ: 573).

(8)

نهاية (ل 5/ 227 / أ).

(9)

(هيه) كلمة يريد بها المخاطَبُ استرادة المخاطِب من الشيء الذي بدأ فيه.

⦗ص: 382⦘

= تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 461).

(10)

سورة التوبة آية (25).

(11)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب في غزوة حنين ح (77)، (3/ 1400).

* من فوائد الاستخراج:

1 -

الإتيان بمتن رواية سفيان بن عيينة عن الزهري، والتي أشار مسلم إلى إسنادها، ثم أحال على رواية يونس، عن ابن شهاب. 2 - تصريح ابن عيينة بالسماع من الزهري، وعند مسلم بالعنعنة.

ص: 379

7197 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، وعبد الكريم بن الهيثم، قالا: حدثنا يزيد بن عبد ربه الجرجسي

(2)

، قال: حدثنا محمد بن حرب

(3)

، عن الزبيدي، عن الزهريّ، قال: كان كثير

(4)

بن العباس يحدث أن عبد الله بن عبّاس كان يحدث عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس مثل ما حدث عروة عن عائشة.

زاد محمد قال الزهري قلت لعروة: إنّ أخاك

(5)

يوم كسفت الشمس بالمدينة

⦗ص: 383⦘

لم يزد على ركعتين مثل صلاة الصبح قال: أخطأ السنة

(6)

.

(1)

الذهلي.

(2)

هو يزيد بن عبد ربه الزبيدي أبو الفضل الحمصي المعروف بالجُرْجُسي.

(3)

محمد بن حرب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

نهاية (ل 5/ 227 / ب).

(5)

يعني عبد الله بن الزبير، جاء التصريح به في صحيح البخاري:(كتاب الكسوف- باب الجهر بالقراءة في الكسوف- ح (1066)، (2/ 638 - 639 فتح).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الكسوف -باب صلاة الكسوف- ح (5)، 2/ 620)، البخاري:(كتاب الكسوف -باب خطبة الإمام في الكسوف- ح (1046)، (2/ 620 فتح). ولم يخرج مسلم الزيادة (قال الزهري قلت لعروة: إن أخاك

).

وقد تقدم هذا الحديث، وحديث عروة عن عائشة، عند المصنف في:(كتاب الصلاة- بيان الجهر بالقراءة في صلاة الكسوف- (2/ 338) ح (2510)، (2511).

ص: 382

7198 -

حدثنا محمد بن بشر أخو خطاب

(1)

، قال: حدثنا محمد بن خلاد

(2)

، قال: حدثنا سفيان بن عيينة

(3)

، عن الزهري، قال: حدثني كثير بن العباس، عن أبيه، قال: لمّا كان يوم حنين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم القعقاع يأتيه الخبر، فذهب فإذا عوف بن مالك صاحب هوازن قد جمع أصحابه وحرضهم على القتال، فقال: القَوهم بالسيوف صلتةً، فإنّ منهزمهم لا يرده شيء دون البحر، قال: فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله إني رأيت عوف بن مالك قد جمع هوازن فوعظهم وحرضهم على القتال -وذكر الحديث بطوله وقال في آخره: - فهزمهم الله وغنم لنبيه صلى الله عليه وسلم.

(1)

هو محمد بن بشر بن مطر أبو بكر البغدادي الوراق.

(2)

ابن كثير الباهلي، أبو بكر البصري.

(3)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

ص: 383

7199 -

حدثنا سليمان بن سيف، عن سعيد بن بَزِيع

(1)

، عن ابن إسحاق

(2)

، عن الزهريّ

(3)

ببعض هذا الحديث

(4)

.

(1)

الحرّاني. قال أبو زرعة: "صدوق". الجرح والتعديل (4/ 8).

(2)

هو: محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي.

(3)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7196).

ص: 384

7200 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا شعبة

(2)

، وعمر بن أبي زائدة

(3)

، عن أبي إسحاق

(4)

، قال: سمعت البراء، أو قال له رجل: يا أبا عمارة! أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 385⦘

يوم حنين؟ قال البراء: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، إنّ هوازن كانوا

(5)

قوما رماةً، فلما لقيناهم فحملنا عليهم انهزموا، فأقبل النّاس على الغنائم، واستقبلونا بالسهام، فانهزم الناس، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ وأبو سفيان بن الحارث آخذٌ بلجام البغلة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"أَنا النبي لا كذب، أَنا ابن عبد المطلب"

(6)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

هو عمر بن أبي زائدة خالد بن ميمون الهمْذاني الكوفي (ت بعد 150 هـ).

وثقه ابن معين، والعجليّ، والفسوي، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال أبو حاتم والنسائي:"ليس به بأس"، وهو قولٌ لابن معين في إحدى الروايات عنه، وكذا للفسوي، وقال أبو داود:"يرى القدر"، وقال الذهبي، وابن حجر:"صدوق"، زاد ابن حجر:"رمي بالقدر".

التاريخ لابن معين (2/ 429)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 166)، المعرفة والتاريخ للفسوي (2/ 656، 3/ 109)، سؤالات ابن الجنيد (صـ: 452)، سؤالات الآجري (3/ 203 - 204)، الجرح والتعديل (6/ 106)، الثقات لابن حبّان (7/ 174)، تهذيب الكمال (21/ 350)، الكاشف (2/ 269)، تقريب التهذيب (صـ: 718).

(4)

هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

(5)

نهاية (ل 5/ 228 / أ).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب في غزوة حنين- ح (80)، 3/ 1401)، والبخاري:(كتاب المغازي -باب قول الله تعالى {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} الآية- ح (4316، 4317)، (7/ 622 فتح).

ص: 384

7201 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا أبو زيد الهروي، قال: حدثنا شعبة

(1)

، عن أبي إسحاق، قال: قال رجل للبراء: أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟ فقال البراء: لكنّ رسول الله لم يفر، إنّ هوازن كانوا قوما رماة، وإنّا لما التقينا انكشفوا، وأَقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الغنائم ورموهم بالسهام، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلةٍ بيضاءَ وأنّ أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها، وهو يقول:"أنا النبي لا كذب، أَنا ابن عبد المطلب"

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث السابق رقم (7200).

ص: 385

7202 -

حدثنا الغزي، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سفيان

(1)

، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب، وسئل: يا أبا عمارة! أَولى

(2)

رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟ فقال: معاذ الله! قال: أمّا أَنا فأشهد أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يولّ يومئذ، ولكن ولّى سرعان

(3)

من الناس حين رشقهم

(4)

هوازن بالنبل، وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب"

(5)

(6)

.

(1)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أي: أذهب هاربًا ومدبرًا. انظر: النهاية (5/ 230).

(3)

(سرعان) بفتح السين المهملة، والراء: هم الأوائل الذين يتسارعون إلى الشيء، ويُقْبلون بسرعة.

انظر: غريب الحديث للخطابي (3/ 226)، المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 80).

(4)

أي: رموهم رجمًا بجميع السهام. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 19).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب في غزوة حنين- ح (80)، 3/ 1401)، والبخاري:(كتاب المغازي -باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} الآية ح (4315)، (7/ 622 فتح).

*من فوائد الاستخراج: الإتيان بمن رواية سفيان والتي ذكر مسلم إسنادها.

(6)

نهاية (ل 5/ 228 / ب).

ص: 386

7203 -

حدثنا يزيد بن سنان

(1)

، قال: حدثنا أبو عامر العقدي

(2)

،

⦗ص: 387⦘

قال: حدثنا عمر بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق

(3)

، عن البراء قال: ما كان معنا يوم كذا وكذا -ذكر يومًا من أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فارسٌ إلّا المقداد بن الأسود فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل يمازحه: فررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال البراء: إنّي أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فرّ يومئذ، كان والله إذا اشتد القتال؛ واحْمَرّ البأس

(4)

اتقينا به"

(5)

.

(1)

أبو خالد القزاز البصري.

(2)

هو: عبد الملك بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي البصري (ت 204 أو 205 هـ).

⦗ص: 387⦘

= والعقدي: بفتح العين المهملة والقاف وفي آخرها الدال المهملة، نسبة إلى بطن من بجيلة. الأنساب للسمعاني (4/ 214).

(3)

أبو إسحاق السبيعي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

(احْمَرَّ البأس) أي اشتدت الحرب؛ يقال موت أحمر أي: شديد.

تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 128).

(5)

انظر الحديث رقم (7200).

ص: 386

7204 -

حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدثني أبي

(1)

وغيره، عن أبي إسحاق، قال: قال رجل للبراء: هل كنتم وليتم يا أبا عمارة يوم حنين؟ فقال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ولّى، ولكنّه انطلق بمن أفاء من الناس، وحضر إلى هذا الحي، وهم قوم رماة؛ فرموهم برشق من نبل كأَنّها رِجل من جراد

(2)

، فانكشفوا، فأقبل القوم هنالك إلى

⦗ص: 388⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فلمّا غشيه المشركون نزل؛ فدعا، واستنصر وهو يقول:"أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب، اللهم أنزل نصرك"، قال: "فكنّا والله إذا احمرّ البأس نتقي [به]

(3)

وإنّ الشجاع منّا الذي يحاذي به"

(4)

.

(1)

هو: زكريا بن أبي زائدة، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

(رِجْل من جراد) الرِجْل: الجماعة الكثيرة من الجراد خاصة. =

⦗ص: 388⦘

= انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 222).

(3)

من: (ل).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب في غزوة حنين- ح (79)، 3/ 1401)، وأخرجه البخاري أيضا كما تقدم في الحديث رقم (7200).

ص: 387

7205 -

حدثنا محمد بن سويد بن سعيد الطحان -بغدادي

(1)

- قال: حدثنا أحمد بن جناب

(2)

، قال: حدثنا عيسى بن يونس

⦗ص: 389⦘

عن أبيه

(3)

، عن أبي إسحاق

(4)

-بإسناده نحوه-

(5)

(6)

.

(1)

الذي وقفت عليه محمد بن سويد بن [يزيد] أبو جعفر الطحان البغدادي (ت 282 هـ)، فلعله هو.

قال الخطيب البغدادي والذهبي: "كان ثقة".

تاريخ بغداد (5/ 330)، تاريخ الإسلام حوادث وفيات (281 - 290) (صـ: 263).

(2)

ابن المغيرة المصيصي أبو الوليد الحدثي، (ت 230 هـ).

قال أبو حاتم وصالح جزرة صدوق، وقال الحكم: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي، وابن حجر: صدوق.

انظر: الجرح والتعديل (2/ 45)، الثقات لابن حبان (8/ 17)، تهذيب الكمال (1/ 285)، الكاشف (1/ 14)، التقريب (ص 87).

(3)

هو: يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، أبو إسرائيل الكوفي.

(4)

أبو إسحاق السبيعي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

انظر الحديث السابق رقم (7204) وقبله (7200).

(6)

نهاية (ل 5/ 229 / أ).

ص: 388

7206 -

حدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين بن عيّاش

(1)

، قال: حدثنا زهير بن معاوية أبو خيثمة الجعفي

(2)

، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء وسأله رجل أكنتم فررتم يا أبا عمارة يوم حنين؟ قال: لا، والله! ما ولّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن خرج شبّان أصحابه [وأخفاؤهم]

(3)

حُسَّرًا ليس عليهم سلاح، فأتوا قومًا رماة جمع هوازن، وبني نصر

(4)

ما يكاد يسقط لهم سهم، فرشقوهم رشقًا ما يكادون يخطئون، فأقبلوا هناك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وابن عمّه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فاستنصر، ثمّ قال:

⦗ص: 390⦘

"أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب"

(5)

.

(1)

ابن حازم السلمي مولاهم أبو بكر الباجُدَّائي.

(2)

زهير بن معاوية هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (ك)، (ل):(وأخيارهم)، والتصويب من هامش ك، ومن صحيح مسلم.

وفي صحيح البخاري (وخفافهم).

(4)

(بنو نصر) بطن من هوازن من العدنانية، وهم بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن.

نهاية الأرب للقلقشندي (صـ: 384).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب في غزوة حنين- ح (78)، 3/ 1400)، والبخاري:(كتاب الجهاد -باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته فاستنصر- ح (2930)، (6/ 123 فتح).

* من فوائد الاستخراج: فيه زيادة بيان، وهي قوله "وابن عمه أبو سفيان" وفي صحيح مسلم:"أبو سفيان".

ص: 389

[باب]

(1)

بيان محاربة النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف

(2)

، وانصرافه عنهم قبل فتحها.

(1)

من: (ل).

(2)

كان حصار الطائف في شهر شوال من السنة الثامنة على قول جمهور أهل المغازي، وقيل: كان ذلك في أول ذي القعدة، ودام الحصار بضع عشرة ليلة على الصحيح، ثم قفل النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يفتحها.

انظر: السيرة النبوية لابن هشام (4/ 478 - 488)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 158 - 160)، زاد المعاد (3/ 495 - 499)، مرويات غزوة حنين وحصار الطائف (1/ 278 - 348).

ص: 391

7207 -

حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد المروزي

(1)

-ببغداد-، قال: حدثنا سفيان بن عيينة

(2)

، عن عمرو بن دينار، عن أبي العبّاس الشاعر، عن عبد الله بن عمرو

(3)

، قال: حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف، فلم ينل

⦗ص: 392⦘

منهم شيئا، قال: "إنّا قافلون غدا،

(4)

إن شاء الله"، فقال المسلمون: أنرجع ولم نفتحه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اغدوا على القتال غدًا"، فغدوا عليه، فأصابهم جراح، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا قافلون غدا إن شاء الله" فأعجبهم ذلك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

هو زكريا بن يحيى بن أسد أبو يحيى المروزي، ويعرف بـ "زكرَوَيْه".

(2)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

ابن العاص، كذا في هذه الرواية، وفي صحيح مسلم، وفي الرواية الأخرى عبد الله بن عمر بن الخطاب، كما في صحيح البخاري، على خلاف في نسخه.

والخلاف فيه على سفيان بن عيينة، فمن الرواة عنه من قال:"عبد الله بن عمرو" ومنهم من قال: "عبد الله بن عمر" وهم القدماء من أصحابه، كما ذكر ذلك المزي في تحفة الأشراف (5/ 418)، وهو الصواب، صوّبَه ابن معين، والدارقطني، وابن حجر، وغيرهم.

وقد أخرجه في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب الحميدي في مسنده (2/ 309)، =

⦗ص: 392⦘

= ح (706) - وسيأتي عند المصنف برقم (7208)، وزاده إيضاحًا بأن قال:"عبد الله بن عمر بن الخطاب"، وأحمد في مسنده (2/ 11) وفيه:"قيل لسفيان: عن عمرو؟ قال: لا: ابن عمر". وأبو يعلى في مسنده (10/ 149) ح (5773).

وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 165 - 167) وفيه: "عن علي بن المديني قال: حدثنا به سفيان غير مرة يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب، لم يقل عبد الله بن عمرو بن العاص".

وانظر لمزيد من الإيضاح: فتح الباري (7/ 641)، تعليقة أحمد شاكر على مسند أحمد (5/ 268 - 269) ح (4588).

(4)

نهاية (ل 5/ 229 /ب).

ص: 391

7208 -

حدثنا محمد بن حيّوية، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان

(1)

، قال: حدثنا عمرو بن دينار، قال: سمعت أبا العبّاس الأعمى -واسمه السائب بن فروخ- يقول، سمعت عبد الله بن عمر بن الخطاب يقول: لما حاصر رسول الله، صلى الله عليه وسلم الطائف فذكر مثله

(2)

.

⦗ص: 393⦘

قال أبو عوانة: بلغني أنّ إسحاق بن موسى الأنصاري وغيره قالوا: عبد الله بن عمرو، ورواه عنه

(3)

من أصحابه ممن يفهم ويضبط فقالوا: عبد الله بن عمر.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث السابق زرقم (7207).

* من فوائد الاستخراج: ذكر اسم أبي العباس الشاعر الأعمى.

(3)

أي عن سفيان بن عيينة، وفي كلام المصنف إشارة إلى أنّ الصواب عبد الله به.

عمر بن الخطاب.

ص: 392

7209 -

حدثنا أبو محمد جعفر بن [محمد]

(1)

الصائغ، قال: حدثنا عفان بن مسلم

(2)

، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان قال: فتكلّم أبو بكر فأعرض عنه، فتكلّم عمر فأعرض عنه، فقال سعد بن عبادة: إيانا يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده! لو أمرتنا أن نُخِضْها

(3)

البحر لأخضْناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادَها برْك الغماد

(4)

لفعلنا، قال: فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس، قال: فانطلقوا حتى نزلوا

⦗ص: 394⦘

بدرًا

(5)

، ووردت عليهم روايا

(6)

قريش، وفيهم غلام لبني النّجار

(7)

فأخذوه، فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه

(8)

عن أبي سفيان وأصحابه، فيقول ما في علم بأبي سفيان، ولكن هذا أبو جهل، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأميّة بن خلاف، فإذا قال ذلك ضربوه، فإذا ضربوه قال: نعم، أنا أخبركم هذا أبو سفيان، فإذا تركوه فسألوه قال: ما في علم بأبي سفيان، ولكن هذا أبو جهل، وعتبة، وشيبة، وأميّة في الناس، وإذا قال هذا أيضا ضربوه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ يصلي، فلمّا رأى ذلك انصرف فقال:"والذي نفس محمد بيده! إنكم لتضربونه إذا صدقكم، وتتركونه إذا كذبكم"، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذا مصرع فلان غدا، وهذا مصرع فلان غدًا -إن شاء الله- يضع يده على الأرض هاهنا، هاهنا"، قال:

⦗ص: 395⦘

فما زال

(9)

أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

في (ك)(أحمد)، والتصويب من:(ل)، ومن إتحاف المهرة (1/ 507).

(2)

عفان بن مسلم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أي: نمشي بها في البحر. انظر: النهاية (2/ 88).

(4)

(برك الغماد): تفتح الباء وتكسر، وتضم الغين وتكسر، وهو اسم موضع، قيل هو في أقصى اليمن، وقيل موضع وراء مكة، وقال البلادي:"وهو اليوم معروف بهذا الاسم (البرك) بلدة مرفأ على الساحل جنوب مكة على قرابة (600) كيل، ولها وادٍ يسمى بهذا الاسم". انظر: معجم ما استعجم (1/ 243 - 245)، النهاية (1/ 121)، معجم المعالم الجغرافية (صـ: 42).

(5)

هو موضع ماء في طريق مكة وهي اليوم بلدة بأسفل وادي الصفراء، تبعد عن المدينة الآن حوالى (155) كيلًا، وعن مكة (310) أكيال، وتبعد عن سيف البحر قرابة (45) كيلًا، وهو الموضع الذي وقعت فيه غزوة بدر، وبه سميت. انظر: معجم ما استعجم (1/ 231 - 232)، معجم المعالم الجغرافية (صـ: 41).

(6)

الروايا: هي الإبل التي تحمل الماء والزاد. غريب الحديث للحربي (2/ 782).

(7)

في مسلم: (بني الحجاج)، وكذا في مسند أحمد (3/ 219)، وسنن أبي داود (2/ 130) ح (2681)، وصحيح ابن حبّان (11/ 24 - 25) ح (4722).

(8)

نهاية (ل 5/ 230 / أ).

(9)

تحرك وابتعد. انظر: لسان العرب (11/ 317) مادة: زيل.

ص: 393

7210 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا موسى بن داود

(1)

، قال: حدثنا حماد بن سلمة

(2)

ح،

وحدثنا أبو داود الحراني، وأبو أَميّة، قالا: حدثنا محمد بن كثير

(3)

، قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، قال: وفدنا إلى معاوية، ومعنا أبو هريرة، فجعل هذا يصنع طعامًا يومًا ويدعو، وذا يصنع يومًا طعامًا ويدعو ذا، فقلت: يا أبا هريرة إنّ اليوم يومي، فجاء قبل أَنْ يحضر الطعام، فقلت: يا أبا هريرة حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدرك الطعام! فقال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم

(4)

يوم الفتح، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد على المجنِّبَةِ

(5)

اليمنى، وجعل الزبير على المُجَنِّبة اليسرى، واستعمل أبا عبيدة بن الجراح على

⦗ص: 396⦘

السالفة [أو]

(6)

الساقة

(7)

[في بطن الوادي]

(8)

، قال: فلمّا كان الغد لقوهم، قال: وفتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم-باب الصفا، وقال أحدهما: فجاء فصعد الصفا، قال: وجاء الأنصار فأحدقت حوله، قال: وجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله! أُبيحت خضراء قريش؛ لا قريش بعد اليوم، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن"، قال: فقالت الأنصار: أَمّا الرجل فقد أخذته رأفةٌ بعشيرته ورغبةٌ في قريته، قال: فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا سُرّي

(9)

عنه قال: "يا معشر الأَنصار قلتم: أَمّا الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته، كلّا! أنا محمد [عبد الله]

(10)

ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم"، قالوا:

⦗ص: 397⦘

والله يا رسول الله! ما قلنا هذا إلّا ضِنًّا

(11)

بالله وبرسوله قال: "فإن الله ورسوله يُعْذرانكم ويصدِّقَانكم"

(12)

.

(1)

الضبي، أبو عبد الله الطرسوسي.

(2)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

ابن أبي عطاء الصنعاني.

(4)

نهاية (ل 5/ 230/ ب).

(5)

المجنِّبة: بضم الميم وفتح الجيم وكسر النون، الكتيبة، وهي قطعة من العسكر تسير في إحدى الجانبين من العسكر، والمجنبة اليمنى هي الميمنة، والمجنبة اليسرى هي الميسرة، وما كان في الوسط فهو القلب. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 376)، وانظر: شرح صحيح مسلم (12/ 126).

(6)

من: (ل).

(7)

الساقة جمع سائق، وهم الذين يسوقون جيش الغزاة، ويكونون من ورائه يحفظونه.

ووقع في صحيح مسلم (البياذقة)، وهم الرَّجَّالة. النهاية (2/ 424). (1/ 171).

(8)

من: (ل).

(9)

أي: انكشف عنه. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 92).

(10)

في: (ك)(ابن عبد الله) والتصويب من (ل)، وكذا في صحيح مسلم.

(11)

أي: شحًّا وبخلًا. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 377).

(12)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب فتح مكة- ح (86)، (3/ 1407، 1408).

ص: 395

7211 -

حدثنا الصغاني، قال: أخبرنا أبو النضر

(1)

، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة

(2)

، عن ثابت، عن أنس، قال: كنّا مع عمر بن الخطاب بين مكة والمدينة

(3)

، قال: فتراءينا الهلال، وكنت حديد البصر

(4)

، فرأيته وليس أحد من النّاس يزعم أنّه رآه غيري، فكنت أقول لعمر: أَما ترى؟!، فجعل لا يراه، قال: سأراه وأنا مستلق على فراشي، ثمّ أنشأ يحدثنا عن أهل بدرٍ، قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارع أهل بدر بالأمس، يقول:"هذا مصرع فلان إن شاء الله، وهذا مصرع فلان إن شاء الله، وهذا مصرع فلان إن شاء الله"، قال عمر: والذي بعثه بالحق! ما أخطؤا تلك الحدود؛ يُصرعون عليها، ثمّ جُعلوا في بئرٍ بعضهم على بعضٍ ذكر الحديث

(5)

.

(1)

هاشم بن القاسم الليثي.

(2)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

نهاية (ل 5/ 231/ أ).

(4)

(حديد البصر) أي: نافذ البصر. شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 205).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها -باب عرض مقعد الميت من الجنة =

⦗ص: 398⦘

= والنار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه- ح (76)، 4/ 2202 - 2203).

وتمامه (

فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم، فقال: يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا؟ فإنيّ وجدت ما وعدني الله حقا، قال عمر: يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها؟ قال: "ما أنتم بأسمع أقول منهم غير أَنّهم لا يستطيعون أن يردوا على شيئًا".

ص: 397

7212 -

حدثنا الصغاني، وأبو داود الحراني، قالا: حدثنا جعفر بن عون

(1)

، قال: حدثنا سفيان بن سعيد الثوري، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ظلِّ الكعبة؛ وأبو جهل وأناس من قريش، وقد نُحر جَزور في ناحية من مكة، فجاؤا من سلاها

(2)

فطرحوه بين كتفيه، قال: فجاءت فاطمة، فطرحته عنه، قال: فلمّا انصرف وكان يستحب

(3)

ثلاثًا فقال: "اللهم عليك بقريش -قالها ثلاثًا- بأبي جهل بن هشام، وبعتبة بن ربيعة، وبشيبة بن ربيعة، وبالوليد بن عتبة، وبأمية بن خلف،

⦗ص: 399⦘

وبعقبة بن أبي معيط" قال عبد الله: فلقد رأيتهم قتلى في قليب

(4)

بدر، قال: أبو إسحاق: ونسيت السابع

(5)

.

(1)

جعفر بن عون هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

هو الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفا فيه.

النهاية (2/ 396) وانظر: المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 122).

(3)

(يستحب) -بالباء الموحدة في آخره- كذا في: (ك)، (م)، وكذلك في صحيح مسلم، وفي بعض نسخ صحيح مسلم (يستحث) بالثاء المثلثة، ومعناه: الإلحاح في الدعاء.

انظر: مشارق الأنوار للقاضي عياض (1/ 181)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 155).

(4)

أي: بئر، قال أبو عبيد: القليب البئر العاديّة القديمة التي لا يعلم لها ربّ ولا حافر، تكون في البراري. غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 398 - 399).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين- ح (101)، 3/ 1419 - 1420)، والبخاري:(كتاب الجهاد والسير- باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة- ح (2934)، (6/ 124 فتح).

*من فوائد الاستخراج: تعيين سفيان وأنّه الثوري.

ص: 398

7213 -

حدثنا عمر بن سهل المصيصي

(1)

، قال: حدثنا زيد بن حُباب

(2)

، قال: حدثنا سفيان الثوري

(3)

(4)

بإسناده مثله بمعناه إلّا أنّه قال: فحفظت ستة -وسمى هؤلاء- ونسيت

(5)

.

(1)

هو البغدادي نزيل مصيصة.

(2)

ابن الرّيان التميميّ، أبو الحسين الكوفي.

(3)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

نهاية (ل 5/ 231 / ب).

(5)

انظر الحديث رقم (7212).

ص: 399

7214 -

حدثنا أبو داود الحراني، وأبو أميّة، قالا: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة

(1)

، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو بمكة يصلي، وقريش قعود، وسلا جزور

⦗ص: 400⦘

قريب منه، فلمّا سجد قالوا: من يأخذ هذا السلا فيلقيه على ظهره؟ فكأَنهم هابوه، فقال عقبة بن أبي معيط: أنا، فقام فأخذه فألقى على ظهره

(2)

.

(1)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب ما لقى النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين - ح (108)، 3/ 1419)، وأخرجه البخاري:(كتاب الوضوء -باب إذا ألقى على ظهر المصلِّي قذر أو جيفة لم تفسد عليه صلاته- ح (240)(1/ 416 فتح).

ص: 399

7215 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا شعبة

(2)

، قال: حدثنا أبو إسحاق، حمع عمرو بن ميمون يحدّث، عن عبد الله بن مسعود، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش، وَثَمّ سلا بعير، فقالوا: من يأخذ سلا هذا الجزور -أو البعير- فيلقيه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء عقبة بن أبي معيط، فقذفه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، - وذكروا كلهم الحديث-، وجاءت فاطمة فأخذته عن ظهره ودعت على من صنع ذلك، قال عبد الله: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليهم إلّا يومئذٍ فقال: "اللهم عليك بالملأ من قريش، اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة

(3)

، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف -أو أبي بن خلف-"

⦗ص: 401⦘

شك عبد الله

(4)

-قال عبد الله: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر وألقوا في قليب- أو قال: في بئر- غير أنّ أبيّ بن خلف -أو أمية بن خلف- كان بادنًا

(5)

فتقطع قبل أن يُبْلغ به البئر

(6)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

نهاية (ل 5/ 232/أ).

(4)

في البخاري ومسلم (شعبة الشاك)، وكذا في مسند الطيالسي (ص: 43) ح (325) وهو المحفوظ.

(5)

أي: سمينا. انظر: غريب الحديث للحربي (1/ 50).

(6)

انظر الحديث رقم (7214).

*من فوائد الاستخراج: فيه تصريح أبي إسحاق بالسماع من عمرو بن ميمون.

ص: 400

7216 -

حدثنا علان بن المغيرة، والصغاني، قالا: حدثنا عمرو بن خالد

(1)

ح،

وحدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين بن عياش ح،

وحدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا الحسن

(2)

، وأبو جعفر النفيلي

(3)

، قالوا جميعًا: حدثنا زهير بن معاوية

(4)

، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود قال: استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 402⦘

البيت، فدعا على نفرٍ من قريش سبعة، منهم أبو جهل، وأمية بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، فأقسم بالله لقد رأيتهم صرعى على بدرٍ قد غَيَّرتهم الشمس وكان يومًا حارًا، - قال هلال وعلان: قال زهير فيه: يعني؛ من أراد أن يدعو أن يستقبل القبلة قال الصغاني بدل "أمية بن خلف": "الوليد بن عتبة"، ثمّ ذكر الباقي مثله، إلا قوله: قد غَيَّرتهم الشمس

(5)

.

(1)

ابن فرّوخ بن سعيد التميمي أبو الحسن الحرّاني.

(2)

ابن محمد بن أعين الحرّاني، وهو موضع الالتقاء مع مسلم في طريق أبي داود الحراني.

(3)

هو: عبد الله بن محمد بن علي بن نُفيل النفيلي، أبو جعفر الحرّاني.

والنَفَيْلي: بضم النون وفتح الفاء، وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها اللام، نسبة إلى الجد الأعلى. الأنساب للسمعاني (5/ 516).

(4)

زهير بن معاوية هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين- ح (110)، 3/ 1420).

وأخرجه البخاري: (كتاب المغازي -باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفّار قريش

ح (3960)، (7/ 341 فتح) مختصرًا.

* من فوائد الاستخراج تمييز الاسم المهمل في صحيح مسلم (زهير)، فقد جاء به أبو عوانة منسوبًا.

ص: 401

7217 -

حدثنا بحر بن نصر الخولاني، قال: حدثنا أسد بن موسى، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، قال: حدثني أبي

(1)

، وغيره، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

يصلي عند البيت وقد نُحر جزورٌ بالأمس، وجمعُ قريشٍ أبو جهل، وأصحابه في مجالسهم ينظرون، إذ قال أبو جهل: ألا ترون إلى هذا المرائي، أَيّكم يقوم إلى جزور

⦗ص: 403⦘

آل فلان معتمدًا، فيعمد إلى سلاها ودمها وفرثها، فيضعه على كتفي محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم

(3)

فأخذه، فلمّا سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه، وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدًا كما هو، وضحكوا، وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر، لو كانت لي مَنَعة

(4)

لطرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق منطلق فأخبر فاطمة وهي جويرية، فأقبلت تسعى، فألقته عنه، ثمّ أقبلت تشتمهم، فلمّا قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته رفع صوته، فدعا عليهم- وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا- قال:"اللهم عليك بقريش، اللهم عليك، بقريش اللهم عليك بقريش"

(5)

فلمّا سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته، ثمّ قال: "اللهم عليك بأبي الحكم بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة

(6)

،

⦗ص: 404⦘

وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط"، قال: يحيى: وسمى إسرائيل

(7)

السابع، وعمارة بن الوليد: فوالذي بعث محمدًا بالحق! لقد رأيت الذي سمى صرعى يوم بدرٍ، ثمّ سحبوا إلى القليب

(8)

، قليبِ بدر، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وأُتبع أصحاب القليب لعنة الله"

(9)

.

(1)

هو زكريا بن أبي زائدة وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 232 /ب).

(3)

هو عقبة بن أبي معيط، جاء مصرحًا به في بعض الروايات الأخرى، انظر مثلًا الحديث رقم (7214).

(4)

المنَعَة: العز والامتناع من العدو. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 65).

(5)

من: (ل).

(6)

في صحيح مسلم (الوليد بن عقبة) لكن قال عقب الحديث: "قال أبو إسحاق: الوليد بن عقبة غلط في هذا الحديث"، قال النووي:"هكذا هو في جميع نسخ مسلم "والوليد بن عقبة) بالقاف، واتفق العلماء على أنه غلط، وصوابه (والوليد بن عتبة) بالتاء". شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 152).

(7)

ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وستأتي روايته عن جده عند المصنف في الحديث التالي رقم (399) وقد أخرجها البخاري في صحيحه كما سيأتي في تخريج الحديث.

(8)

نهاية (ل 5/ 233 / أ).

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين- ح (107)، 3/ 1418)، وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (7212)، وسيأتي أيضا في الحديث رقم (399).

* من فوائد الاستخراج: تسمية الوليد بالوليد بن عتبة على الصواب، وقد جاء في صحيح مسلم: الوليد بن عقبة في رواية زكريا عن أبي إسحاق.

ص: 402

7218 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ -بمكة-، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي

(1)

، قال: حدثنا إسرائيل بن يونس، قال: حدثنا أبو إسحاق

(2)

، عن عمرو بن ميمون، قال: حدثنا عبد الله، -في بيت المال- قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة، وقريش في مجالسهم ينظرون؛ إذ قال قائل منهم: ألا ترون

⦗ص: 405⦘

إلى هذا المرائي! أيكم يقوم إلى جزور آل فلان فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها فيأتي بها، ثُمّ يمهل

(3)

حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه، قال: فانبعث أشقاهم فجاء به، فلمّا سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه، وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدًا كما هو، وضحكوا حتى مال بعضهم على بعض من الضحك، فانطلق منطلق إلى فاطمة -وهي جويرية-، فأقبلت تسعى حتى ألقته عنه، وأقبلت عليهم تشتمهم، فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته استقبل القبلة، ثمّ قال:"اللهم عليك بقريش"، ثمّ سمى، ثمّ قال:"اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وشيبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف، وعمارة بن الوليد"، قال عبد الله: والذي نفسي بيده لقد رأيتهم صرعى يوم بدر سحبوا إلى القليب قليب بدر، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وأُتبع أصحاب القليب اللعنة"

(4)

.

(1)

هو: عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي البصري. و "الحنفي": بفتح الحاء المهملة، والنون وفي آخرها الفاء، نسبة إلى بني حنيفة. الأنساب للسمعاني (2/ 280).

(2)

أبو إسحاق السبيعي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

من المهَل: وهو التؤدة، والتثبت والتوقف عن السرعة. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 467).

(4)

أخرجه مسلم كما تقدم في الحديث رقم (7217) وغيره.

وأخرجه البخاري من طريق إسرائيل (كتاب الصلاة -باب المرأة تطرح عن المصلي شيئًا من الأذى- ح (520)، (3/ 707 فتح).

ص: 404

7219 -

حدثنا علي بن إشكاب

(1)

، وإسحاق بن سيّار، وأبو حاتم

⦗ص: 406⦘

الرازي، قالوا: حدثنا محمد

(2)

بن عبد الله الأنصاري

(3)

، عن سليمان التيمي

(4)

، عن أنس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر:"من ينظر ما صَنَع أبو جهل؟ " فانطلق عبد الله بن مسعود، فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد

(5)

، قال: أنت أبو جهل؟ قال: فأخذ بلحيته قال: وهل فوق رجل قتلتموه

(6)

-أو رجل قتله قومه-

(7)

.

(1)

هو: علي بن الحسين بن إبراهيم العامري، أبو الحسن ابن إشكاب البغدادي.

(2)

نهاية (ل 5/ 233/ب).

(3)

هو: محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، أبو عبد الله البصري.

(4)

سليمان التيمي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

أي: مات وسكن، ويكون برد بمعنى ضعف وفتر واسترخى.

وفي صحيح مسلم "برك" بالكاف، ومعناه سقط إلى الأرض، وفي بعض نسخ صحيح مسلم "برد" بالدال المهملة كما عند المصنف.

قال النووي: "اختار جماعةٌ محققون الكاف، وأنّ ابني عفراء تركاه عقيرًا، وهذا كلّم ابن مسعود

وابن مسعود هو الذي أجهز عليه واحتزّ رأسه". انظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 181 - 182)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 160).

(6)

قوله (وهل فوق رجل قتلتموه) أي لا عار عليّ في قتلكم إياي. شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 160).

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب قتل أبي جهل- ح (118) - 3/ 1424 - 1425)، وأخرجه البخاري:(كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل- ح (3962)، (7/ 342 فتح).

ص: 405

7220 -

حدثنا أبو أميّة، قال: حدثنا الحسن بن موسى، وأَحمد بن يونس، قالا: حدثنا زهير ح،

⦗ص: 407⦘

وحدثنا الدنداني، قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا سليمان التيمي

(1)

، أَنّ أَنس بن مالك حدّثهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله

(2)

.

(1)

سليمان التيمي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث السابق رقم (7219).

ص: 406

7221 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: حدثنا سليمان التيمي

(1)

، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ينظر ما صنع أبو جهل؟ " قال: فانطلق عبد الله بن مسعود، وقد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فأخذ بلحيته، فقال: أنت أبو جهل الشيخ الضال؟ قال: وهل فوق رجل قتلتموه؟ قال: قال أنس: أو قتله قومه. قال سليمان: وقال أبو مجلز: قال أبو جهل: فلو أَنّ غيرك

(2)

قتلني

(3)

.

(1)

سليمان التيمي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

كذا عند المصنف، وعند مسلم (ولو أن غير أكار قتلني)، وكذا عند البخاري. قال النووي:"الأكّار الزراع والفلاح، وهو عند العرب ناقص وأشار أبو جهل إلى ابني عفراء اللذين قتلاه وهما من الأنصار وهم أصحاب زرع ونخيل، ومعناه لو كان الذي قتلني غير أكّار لكان أحب إلي وأعظم لشأني ولم يكن على نقص في ذلك". شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 160). قال الحافظ ابن حجر: "ووقع في رواية مسلم (لو غيرك كان قتلني) وهو تصحيف". انظر فتح الباري (7/ 344).

(3)

انظر الحديث رقم (7219) وقد أخرجه البخاري -أيضًا- (كتاب المغازي -باب

- ح (4020)، (7/ 373 فتح).

ص: 407

[باب]

(1)

بيان صفة فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة

(2)

، وتوجيهه الزبير وخالد بن الوليد وأبا عبيدة قدّامه.

(1)

من: (ل)، وزاد في آخر الترجمة (والترجمة أطول منه).

(2)

كان ذلك في شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة.

انظر: السيرة النبوية لابن هشام (4/ 389)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 134 - 145)، زاد المعاد (3/ 394 - 415)، سبل الهدى والرشاد (5/ 200 - 274).

ص: 408

7222 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود

(1)

ح

وحدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة

(2)

، قال: حدثنا ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة قال: وَفَدَ وَفْدٌ إلى معاوية وأنا فيهم وأبو هريرة، قال: وذلك في رمضان، فجعل بعضنا يصنع لبعض الطعام، فكان أبو هريرة يكثر، ثم يدعونا

(3)

إلى رحله، فقلت: ألا أصنع طعامًا فأدعوهم إلى رحلي؟ فأمرت بطعام يصنع ولقيت أبا هريرة من العشي

(4)

، فقلت: الدعوة عندي الليلة، قال: سبقتني، قلت: نعم، قال: فدعوتهم وهو عندي، فقال أبو هريرة ألا أعلمكم بحديث من حديثكم

⦗ص: 409⦘

يا معشر الأنصار؟ ثمّ ذكر فتح مكة فقال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى مكة فبعث الزبير بن العوام على إحدى المُجَنّبتين، وبعث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى، قال: وبعث أبا عبيدة بن الجراح على الحُسَّر

(5)

، فأخذوا بطن الوادي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته، فرآني فقال:"يا أبا هريرة": قلت: لبيك يا رسول الله، قال:"اهتف في بالأَنْصار، ولا يأتني إلّا أَنصاري"، قال: فهتفت بهم، فجاءوا حتى طافوا به، وقد وبَّشَت

(6)

قريش أوباشًا

(7)

وأتباعًا، فقالوا: نقدم هؤلاء، فإنْ كان لهم شيءٌ كنّا معهم، كان أصيبوا أَعطَيْنا سؤلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار حين أطافوا به:"ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم؟ -ثمّ قال بيديه إحداهما على الأخرى يضرب ظهر كفه على بطن كفه اليسرى- احصدوهم حصدًا حتى توفوني بالصفا"، قال: فانطلقنا، فما شاء أحد منا أنْ يقتل أحدًا منهم إلّا قتله، وما أحدٌ منهم يوجه إلينا شيئًا، قال: فقال أبو سفيان: يا رسول الله أُبيحت خضراءُ قريش بعد اليوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن"، قال: فغلّق النّاس أبوابهم

(8)

، قال:

⦗ص: 410⦘

فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استلم الحجر وطاف بالبيت، فأتى على صنم إلى جنب البيت يعبدونه في يده قوس وهو آخذ بسِيَة

(9)

القوس، فجعل يطعن بها في عينيه، ويقول:{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}

(10)

، حتى فرغ من طوافه، ثمّ أتى الصفا، فعلاها حيث ينظر إلى البيت فرفع يده

(11)

، فجعل يحمد الله ويذكره، ويدعو بما شاء الله أن يدعوه، والأنصار تحته، قال: يقول: الأنصار بعضهم لبعض: أَمّا الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته، قال أبو هريرة: وجاء الوحي، قال: وكان إذا جاء الوحي لم يخفَ علينا، فليس أحدٌ من النّاس يرفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يُقضى الوحي، فلمّا قضي الوحي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا معشر الأنصار"، قالوا: لبيك يا رسول الله، قال:"قلتم: أَمّا الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته"، قالوا: قد قلت ذلك يا رسول الله، قال: "فما إذًا

(12)

؟ كلّا، إنّي عبد الله ورسولُه، هاجرت إلى الله وإليكم،

⦗ص: 411⦘

فالمحيا محياكم، والممات مماتكم"، قال: فأقبلوا إليه يبكون، قال: ويقولون: والله يا رسول الله ما قلنا إلّا الضّنَّ

(13)

بالله ورسوله، قال:"فإن الله تعالى ورسوله يصدِّقانكم ويُعْذِرانكم"، معنى حديثهما واحد

(14)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

نهاية (ل 5/ 234 /أ).

(4)

آخر النهار. غريب الحديث للحربي (2/ 577).

(5)

الحُسَّر: الذين لا دروع عليهم. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 127).

(6)

أي: جمَّعَت. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 367).

(7)

الأوباش: الأخلاط من الناس. غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 189).

(8)

نهاية (ل 5/ 234 / ب).

(9)

أي: طرف القوس. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 377).

(10)

سورة الإسراء آية (81).

(11)

كذا في: (ك)، (ل)، وعند مسلم (يديه) بالتثنية.

(12)

في صحيح مسلم (فما اسمي إذًا)، قال القاضي عياض: "يحتمل هذا وجهين: أحدهما أنه أراد صلى الله عليه وسلم أني نبي لأعلامي إياكم بما تحدثتم به سرًّا، والثاني: لو فعلت هذا الذي خفتم منه، وفارقتكم ورجعت إلى استيطان مكة لكنت ناقضًا لعهدكم في ملازمتكم، =

⦗ص: 411⦘

= ولكان هذا غير مطابق لما اشتق منه اسمي، وهو الحمد؛ فإني كنت أوصف حينئذ بغير الحمد". شرح صحيح مسلم (12/ 131).

(13)

الضِّن: البخل والشح. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 377).

(14)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب فتح مكة- ح (84)، 3/ 1405 - 1407).

ص: 408

7223 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا حمّاد بن سلمة

(1)

ح.

وحدثنا أبو داود الحراني وأبو أميّة، قالا: حدثنا محمد بن كثير

(2)

، قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة

(3)

، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، قال: وفدنا

(4)

إلى معاوية ومعنا أبو هريرة -وذكر الحديث بطوله؛ بنحوه وفي الحديث- "من أغلق بابه فهو آمن! ومن ألقى سلاحه

⦗ص: 412⦘

فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن"، وذكر الحديث

(5)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

ابن أبي عطاء الصنعاني.

(3)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

نهاية (ل 5/ 235/ أ).

(5)

انظر الحديث رقم (7210).

ص: 411

7224 -

حدثنا أبو أمية الطرسوسي، قال: حدثنا منصور بن [سقير]

(1)

، وحدثنا إسحاق بن سيار، أخبرنا سليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد بن سلمة

(2)

، عن ثابت، عن أنس أنّ ثمانين رجلًا من أهل مكة هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم

(3)

عند صلاة الفجر ليقتلوه، فأخذهم النبي صلى الله عليه وسلم أخذًا، فأعتقهم، فعفا عنهم، فنزلت:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ} إلى آخر الآية

(4)

.

قال إسحاق: فأخذوا أخذًا، فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله

(5)

.

⦗ص: 413⦘

[ورواه بهز بن أسد ويزيد بن هارون عن حمّاد]

(6)

.

(1)

في: (ك)، وَالمطبوع، وإتحاف المهرة لابن حجر (1/ 481):"منصور بن سفيان"، وما أثبته من:(ل) هو الصواب، وهو: منصور بن سُقَير ويقال: صقير، -بالصاد المهملة- أبو النضر البغدادي.

وسُقَير: بضم السين المهملة وفتح القاف وآخره راء. انظر الإكمال لابن ماكولا (4/ 308 - 309).

(2)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

التَّنْعيم: بالفتح ثم السكون، وكسر العين المهملة، وياء ساكنة، وميم، موضع بمكة في الحل، وهو بين مكة وسَرِف، منه يحرم المكيون بالعمرة. معجم البلدان (2/ 58) وانظر معجم ما استعجم (1/ 321).

(4)

سورة الفتح: آية (24).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ =

⦗ص: 413⦘

= عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ

} الآية، ح (133)، 3/ 1442).

(6)

من: (ل)، وإسناده معلق، وقد أخرج رواية بهز عن حماد النسائي في الكبرى (5/ 202) ح (8667) من طريق أبي بكر بن نافع البصري، عن بهز به.

وأما رواية يزيد بن هارون عن حماد، فقد وصلها المصنف كما سيأتي في الحديث رقم (407)، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

ص: 412

7225 -

حدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة

(1)

، أخبرنا ثابت، عن أنس أنّ ثمانين رجلًا من أهل مكة هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابِه من جبالِ التنعيمِ عند صلاة الفجر ليقتلوه، فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمًا

(2)

، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ

} إلى آخر

⦗ص: 414⦘

الآية

(3)

(4)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

(سلمًا): ضبط بوجهين: الأول: بسكون اللام وفتح السين وكسرها، ومعناه الصلح.

والثاني: فتح السين واللّام، ومعناه أسرى، وبه جزم الخطابي، وقال القاضي عياض:"وهذا أشبه"، وقال ابن الأثير:"وهذا هو الأشبه بالقضية، فإنهم لم يؤخذوا عن صلح، وإنّما أُخذوا قهرًا وأسلموا أنفسهم عجزًا. قال: وللأول وجه؛ وذلك أنهم لم تَجْر معهم حرب، وإنّما لما عجزوا عن دفعهم والنجاة منهم رضوا أنْ يُؤْخذوا أسرى ولا يقتلوا، فكأنهم قد صُولحوا على ذلك فسمي الانقياد صُلْحًا، وهو السَلْم".

انظر: معالم السنن للخطابي (2/ 288)، تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 266)، مشارق الأنوار للقاضي عياض (2/ 217)، النهاية (2/ 394).

(3)

سورة الفتح آية (24).

(4)

انظر الحديث رقم (7224).

ص: 413

7226 -

حدثنا عمّار بن رجاء، قال: حدثنا يزيد بن هارون

(1)

، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت

(2)

، عن أنس قال: لما كان يومُ الحديبية هبط على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابِه ثمانون رجلًا من جبل التنعيم من أهل مكة في سلاحهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم[عليهم]

(3)

فأُخذوا سَلمًا، فأعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}

(4)

قال: يعني أَنّ جبل التنعيم من مكة

(5)

.

(1)

يزيد بن هارون هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 235/ب).

(3)

من: (ل).

(4)

سورة الفتح آية (24).

(5)

انظر الحديث رقم (7224).

* من فوائد الاستخراج:

1 -

تحديد زمان الواقعة وأَنّه كان يوم الحديبية.

2 -

بيان أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم فكان سببًا في أخذهم.

وقد أخرجه بلفظ المصنف أحمد في مسنده (3/ 122) قال: ثنا يزيد بن هارون به.

وإسناده صحيح.

ص: 414

7227 -

حدثنا الحارثي، قال: حدثنا أبو أسامة

(1)

، عن الوليد بن كثير، عن سعيد بن أبي هند، أَنّ أبا مرة مولى عقيل حدثه، أَنّ أم هانيء بنت أبي طالب حدثته، أَنّ علي بن أبي طالب دخل عليها وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح بمكة، فوجد عندها رجلين قد قعدا إليها، فأراد قتلهما، قالت: فقلت له: قد أجرتهما، فأبى إلّا أَنْ يقتلهما، فأغلقت عليهما بيتي، ثُمّ ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأعلى مكة، فلمّا رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم رَحّبَ بي، قال:"ما جاء بك؟ " قلت: رجلان من أهل زوجي استجارا بي، فوجدهما عندي عليٌّ، فزعم أَنّه قاتلهما، فجئتك في ذلك، قال:"قد أَجرنا من أَجرت، وأمنّا من أمنت"

(2)

.

(1)

أبو أسامة حمّاد بن أسامة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الحيض -باب تستر المغتسل بثوب ونحوه- ح (72) - 1/ 266) مختصرًا.

وأخرجه البخاري: (كتاب الجزية والموادعة -باب أمان النساء وجوارهنّ- ح (3171)(6/ 315 فتح).

ص: 415

7228 -

حدثنا عبد السلام بن أبي فروة النصيبي، وأحمد بن الحسن بن القاسم

(1)

أبو الحسين المعروف -برسول نفسه

(2)

- قالا: حدثنا سفيان بن عيينة

(3)

، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن

⦗ص: 416⦘

عبد الله بن مسعود، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وحول البيت ثلاثمائة وستون صنمًا، فجعل يطعنها بقضيب

(4)

معه ويقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}

(5)

(6)

.

(1)

نهاية (ل 5/ 236/ أ).

(2)

هو: أحمد بن الحسن بن القاسم بن سمرة أبو الحسين الكوفي.

(3)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

أي: بعود -كما جاء في الرواية الثانية. انظر: النهاية (4/ 76).

(5)

سورة الإسراء آية (81).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب إزالة الأصنام من حول الكعبة- ح (87)، 3/ 1408)، وأخرجه البخاري (كتاب المظالم -باب هل تكسر الدّنان التي فيها خمر أو تُخرَّق الزقاق؟

- ح (2478)(5/ 145 فتح).

ص: 415

7229 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان

(1)

، قال: حدثنا ابن أبي نجيح -بإسناده مثله- وقال: فجعل يطعنها بعود في يده

(2)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث السابق رقم (7228).

وقد أخرجه البخاري -أيضًا- في (كتاب التفسير -باب {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} يزهق: يهلك- ح (4720)(8/ 252 فتح).

* من فوائد الاستخراج: تصريح سفيان بالتحديث عن ابن أبي نجيح، وعند مسلم بالعنعنة.

ص: 416

7230 -

حدثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني، والحسن بن عبد الأعلى البوسى الصنعاني، قالا: حدثنا عبد الرزاق

(1)

، قال: أخبرنا

⦗ص: 417⦘

سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن ابن مسعود أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا، فجعل يطعنها، وهو يقول:{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ}

(2)

(3)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

سورة الإسراء آية (81).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب إزالة الأصنام من حول الكعبة- ح (87)، 3/ 1409)، والبخاري -كما تقدم في الحديثين السابقين رقم (7228) و (7229) -.

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية عبد الرزاق، عن الثوري، والتي أشار مسلم إلى طرف منها، فأحال على رواية ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح.

ص: 416

[باب]

(1)

بيان حظر قتل أحد من قريش صبرًا، والدّليل على أنّهم قُتلوا يوم الفتح صبرًا، وعلى إباحة قتل غيرهم من المشركين صبرًا.

(1)

من: (ل).

ص: 418

7231 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا زكريا بن أبي زائدة

(1)

، عن الشعبي، عن عبد الله بن مطيع، عن مطيع، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

يوم فتح مكة [يقول]

(3)

: "لا يُقْتَلُ قُرشيٌّ صبرًا

(4)

أبدًا إلى يوم القيامة"، قال: ولم يدرك الإسلام عصاة قريش

(5)

غير

⦗ص: 419⦘

مطيع، كان اسمه: العاص، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعا

(6)

(1)

زكريا بن أبي زائدة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

نهاية (ل 5/ 236/ ب).

(3)

من: (ل).

(4)

قال أبو عبيد: الصبر أن يؤخذ الرجل أسيرا ثمّ يقدم فيقتل، وقال الحميدي: قتل فلان صبرًا أي: قتل وهو مأسور محبوس للقتل لا في المعركة

قال: وقد تأول بعضهم هذا الحديث على أنه لا يقتل مرتدًا ثابتًا على الكفر صبرًا، إذ قد وجد من قُتل منهم صبرًا في الفتن وغيرها، ولم يوجد من قتل منهم صبرًا، وهو ثابت على الكفر بالله ورسوله. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 302 - 303)، تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 462).

(5)

(عصاة قريش): قال القاضي عياض: جمع عاصي؛ اسم لا صفة، أي أَنّه لم يسلم قبل الفتح حينئذ ممن يسمى بهذا الاسم إلّا العاصي بن الأسود، فسمّاه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعًا، ويدلُّ عليه بقيةُ الحديث. =

⦗ص: 419⦘

= قال القاضي: وهذا على علم المخْبِرِ بذلك، وإلّا فأبو جندل بن عمرو بن سهيل ممن كان أَسلم قبل ذلك واسمه: العاصي. مشارق الأنوار للقاضي عياض (2/ 95).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب لا يُقْتَلُ قرشي صبرًا بعد الفتح- ح (89)، 3/ 1409).

ص: 418

7232 -

حدثنا أحمد بن أبي رجاء، قال: حدثنا وكيع بن الجراح

(1)

ح، وحدثنا أبو أميّة، قال: حدثنا يحيى

(2)

، ويعلى بن عبيد، قالا: حدثنا زكريا بن أبي زائدة

(3)

، عن عامر

(4)

، عن عبد الله بن مطيع، قال: سمعت مطيعًا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: "لا يُقْتَلُ قرشيٌّ بعد هذا اليوم، -وقال يعلى-: لا يُقْتَلُ قرشيٌّ بعدها صبرًا إلى يوم

⦗ص: 420⦘

القيامة"

(5)

.

(1)

وكيع بن الجراح هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الأول.

(2)

ساقط من: (ل).

وهو إمّا أن يكون يحيى بن سعيد القطان، أو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وقد تقدما.

وقد أخرج الحديث أحمد في مسنده (3/ 412)(4/ 213) والبخاري في الأدب المفرد (ص: 288) ح (826)، كلاهما من طريق يحيى بن سعيد القطان به.

وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 227) والطبراني في المعجم الكبير (20/ 293) ح (693، 694)، كلاهما: من طريق يحيى بن زكريا به.

(3)

زكريا بن أبي زائدة هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الثاني.

(4)

ابن شراحيل الشعبي.

(5)

انظر الحديث رقم (7231).

ص: 419

7233 -

حدثنا ابن المنادي

(1)

، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، قال: حدثنا زكريا

(2)

، عن الشعبي، عن عبد الله بن مطيع، عن أبيه مطيع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُقْتَلُ قرشيٌّ بعد هذا اليومَ صبرًا إلى يوم القيامة"

(3)

.

(1)

هو: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أبو جعفر بن أبي داود المنادي.

(2)

زكريا بن أبي زائدة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7231).

ص: 420

7234 -

حدثنا عيسى بن أحمد، قال: حدثنا القاسم بن الحكم

(1)

، قال: أخبرنا زكريا

(2)

-بهذا الإسناد- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: "لا يُقْتَلُ قرشيٌّ صبرًا إلى يوم القيامة"

(3)

(4)

.

(1)

ابن كثير بن جندب العُرني، أبو أحمد الكوفي.

(2)

زكريا بن أبي زائدة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7231).

(4)

نهاية (ل 5/ 237 / أ) ومن هنا إلى آخر القسم المحقق سقط من: (ل)، وقد جاء في (ل) بعد هذا الحديث:(آخر الجزء الخامس من ..... يليه باب بيان مصالحة النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية -الباب بطوله-. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ..... محمد خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه وأزواجه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، وحسبنا الله ....... ).

ص: 420

‌بيان مُصالحةِ النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية، والدّليل على الإباحة للإمام صرف أصحابه عن العدو، وإجابتهم إلى ما ليس لهم في الصلح، إذا ظن أنَّ ذلك أَصلحَ للمسلمين.

ص: 421

7235 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا شعبة

(2)

، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركي قريش كتب بينهم كتابًا: "هذا ما صالح عليه محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقالوا: لو علمنا أَنَّكَ رسول الله لم نُقَاتِلْك، فقال: لِعَليٍّ: "امْحُهُ" فأبى، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب

(3)

: "هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله"، واشترطوا عليه أَنْ يقيموا ثلاثًا ولا يدخلوا مكة بسلاح، إلا جُلبّان السلاح، قال شعبة: قلت لأبي

⦗ص: 422⦘

إسحاق: ما جلبّان السلاح؟ قال: السيف بقرابه أو بما فيه

(4)

.

(1)

سليمان بن داود الطيالسي.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

احتج بظاهر هذا اللفظ من قال: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كتب ذلك بيده، وبما جاء من رواية إسرائيل عن أبي إسحاق -كما في صحيح البخاري، وستأتي في الحديث رقم (7238) - وفيه "فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب فكتب

".

وذهب قوم إلى منع ذلك، إذ يبطله وصف الله تعالى إياه بالنبي الأمي صلى الله عليه وسلم وقوله "كتب" معناه: أمر بالكتابة.

وقد أطال كل قوم بالاستدلال لقوله في هذه المسألة، ودفع أدلة القول الآخر، وللوقوف على المزيد من التفصيل والإيضاح في هذه المسألة يُطالع: شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 137 - 138)، فتح الباري (7/ 575 - 576).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (90)، 3/ 1049 - 1410). والبخاري:(كتاب الصلح -باب كيف يكتب "هذا ما صالح فلان بن فلان ابن فلان" وإن لم ينسبه إلى قبيلته أو نسبه- ح (2698)، (5/ 357 فتح).

ص: 421

7236 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا عفّان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد

(1)

، قال: حدثني شعبة

(2)

، قال: حدثني أبو إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب يقول: صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أَهلَ مكةَ على أنْ يقيمَ بها ثلاثًا، وعلى أَنْ لا يدخلها إلا بجلبّان السلاح، قلت: وما جلبّان السلاح؟ قال: القراب وما فيه

(3)

.

(1)

القطّان.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث السابق رقم (7235).

ص: 422

7237 -

حدثنا محمد بن حيوية، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا سفيان بن سعيد، عن أبي إسحاق

(1)

، عن البراء بنحو هذا

(2)

.

(1)

أبو إسحاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7235). وقد أخرجه البخاري أيضا تعليقا: (كتاب الصلح- باب الصلح مع المشركين- ح (2700)، (5/ 358 فتح)، قال: وقال موسى بن مسعود [أبو حذيفة]: حدثنا سفيان بن سعيد

به.

ص: 422

7238 -

حدثنا أبو أميّة وعمّار، قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى،

⦗ص: 423⦘

قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق

(1)

، عن البراء، قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه حتى قاضاهم على أن يقيم ثلاثة أيام، فلمّا كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، قالوا: لا نقِرُّ بهذا، لو نَعْلَمُ أَنّكَ رسول الله ما منعناك شيئًا، لكنْ أَنت محمدُ بن عبد الله، قال:"أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله"، قال لِعَلي:"امحُ رسول الله"، قال: والله! لا أمحك أبدًا، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب، وليس يحسن يكتب، فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله أنْ لا يدخل مكة السلاح إلّا السيف في القراب، ولا يخرج من أَهلها بأَحد أَراد أَنْ يتبعه، ولا يمنع أحدًا من أصحابه إذا أراد أَنْ يقيم بها، فلمّا دخلها ومضى الأجل أتوا عليًّا، فقالوا: قل لصاحبك: يخرج عنّا فقد مضى الأجل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر الحديث

(2)

.

(1)

أبو إسحاق السبيعي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7235).

وقد أخرجه البخاري -أيضًا- (كتاب المغازي -باب عمرة القضاء- ح (4251)، (7/ 570 - 571 فتح).

ص: 422

7239 -

حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي، قال: حدثنا سهل بن محمد العسكري

(1)

-من عَسْكَرِ مُكْرم- قال أبو عوانة: أَنبلُ من

⦗ص: 424⦘

سهلِ بن عثمان

(2)

وأَقدمُ موتًا- قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه

(3)

، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم معتمرًا في ذي القعدة، فلما نزل الحديبية صدَّه قريش فأُحْصر عن البيت

(4)

.

(1)

هو سهل بن محمد بن الزبير أبو سعيد العسكري. =

⦗ص: 424⦘

= والعَسْكري: بفتح العين، وسكون السين المهملتين، وفتح الكاف، وفي آخرها الراء نسبة إلى "عسكر مكرم" وهي بلدة مشهورة في نواحي خوز ستان.

انظر: الأنساب للسمعاني (4/ 193)، معجم البلدان (4/ 139).

(2)

أبو مسعود العسكري أحد الحفاظ له غرائب. التقريب رقم: (2664).

(3)

زكريا بن أبي زائدة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (92) 3/ 1410 - 1411).

وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (7238) -.

من فوائد الاستخراج: فيه تحديد زمن خروجه صلى الله عليه وسلم وأنَّه كان في شهر ذي القعدة.

ص: 423

7240 -

حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، قال: حدثني أبي

(1)

، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: أَقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام في عمرة القضاء، فلمّا كان يوم الثالث، قالوا لِعَلِيّ: إِنَّ هذا آخر يومٍ مِنْ شرطِ صاحبك، فمره فليخرج، وحدّثه بذلك، قال:"نعم، فلنخرج"

(2)

.

(1)

زكريا بن أبي زائدة وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7238، 7239).

ص: 424

7241 -

حدثنا محمد بن حيّوية، قال: حدثنا موسى بن مسعود

⦗ص: 425⦘

أبو حذيفة، قال: حدثنا سفيان بن سعيد، قال: حدثنا أبو إسحاق

(1)

، عن البراء بن عازب قال: صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء: على أَنَّ من أتاه من المشركين ردَّه إليهم، ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه، فجاء أبو جندل مُحجلٌ في قيوده فرده إليهم، وعلى أن يدخلها من قابل فيقيم بها ثلاثة أيام، ولا يدخلها إلّا بجلبّان السلاح

(2)

.

(1)

أبو إسحاق السبيعي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7237)، وقبله (7235).

وقد أخرجه بلفظ المصنف البخاري -تعليقًا-: (كتاب الصلح -باب الصلح مع المشركين- ح (2700)، (5/ 358 فتح). قال:"وقال موسى بن مسعود حدثنا سفيان به".

وقد أخرجه -موصولًا- البيهقي في السنن (9/ 226) من طريق أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن سفيان به.

ص: 424

7242 -

حدثنا أبو بكر الصغاني، وجعفر بن محمد الصائغ، قالا: حدثنا عفان بن مسلم

(1)

، قال: حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أَنس بن مالك أنّ قريشًا

(2)

صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: "اكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "، فقال: سهيل: أَمّا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فلا ندري ما بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولكن

⦗ص: 426⦘

اكتب ما نَعْرِفُ: باسمك اللهم، فقال:"اكتب: من محمد رسول الله"، فقال: لو عَلِمْنَا أَنّكَ رسول الله، لاتَّبَعْنَاك، ولكنْ اكتب اسْمَكَ واسمَ أَبيكَ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اكتبْ: من مُحمّدِ بن عبد الله"، فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ من جاءَ منكم لم نَرُدَّهُ عَلَيْكُمْ، ومن جابَهُمْ مِنَّا رَدَدْتُمُوهُ علينا، فقال: يا رسول الله! أتكتب هذا؟ قال: "نعم، إِنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إِلَيْهِم فأَبعدَهُ الله عز وجل، ومَنْ جاءَنَا مِنْهُمْ فسيجعلُ الله له فرجًا ومخرجًا"

(3)

.

(1)

عفان بن مسلم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (ك): "قريش".

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (93) 3/ 1411).

* من فوائد الاستخراج: حماد يروي الحديث عن ثابت بصيغة "أخبرنا" وعند مسلم بالعنعنة.

ص: 425

7243 -

حدثنا علي بن حرب، والصغاني، وعمّا ربن رجاء قالوا: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن سياه

(1)

، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، قال: تكلم سهل بن حنيف يوم صفين

(2)

فقال:

⦗ص: 427⦘

أَيّها النّاس! اتهموا أنفسكم؛ لقد رأيتنا يوم الحديبية في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، ولو نرى قتالًا لقاتلنا فجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ ففيم نعطي الدنية في ديننا؟ فقال: "يا ابن الخطاب! إني رسول الله، ولن يضيعني أبدًا"، قال: فرجع وهو يتغيظ، فلم يصبر حتى أتى أبا بكر، فقال له كما قال للنبي صلى الله عليه وسلم، وزاد: ولمّا يحكم الله بيننا، فقال أبو بكر: يا ابن الخطاب! إنّه رسول الله، ولن يضيعه ابدًا، قال: ونزلت سورة الفتح، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر فأقرأها إيّاه، فقال: يا رسول الله! أو فتح هو؟ قال: "نعم"

(3)

.

رواه ابن نمير عن عبد العزيز، وزاد:"فطابت نفسه ورجع"

(4)

.

(1)

عبد العزيز بن سياه هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

صِفِّين: بكسر أوله وثانيه وتشديد الفاء، وهو موضع معروف بالشام، على شاطئ الفرات من الجانب الغربي بين الرقة وبالس، وفيه كانت وقعة صفين بين علي بن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهما سنة 37 هـ.

انظر: معجم ما استعجم (3/ 837)، معجم البلدان (3/ 471)، البداية والنهاية (7/ 268 - 287).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (94) 3/ 1411 - 1412)، والبخاري:(كتاب التفسير -باب {إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} - ح (4844)(8/ 451 - 452 فتح).

(4)

إسناده معلق، وهو موصول في صحيح مسلم من طريق ابن نمير به:(كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (94)، 3/ 1411 - 1412).

ص: 426

7244 -

حدثنا عمّار بن رجاء، وعلي بن حرب، والصّغاني، قالوا: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا عبد العزيز -يعني ابن سياه

(1)

- عن

⦗ص: 428⦘

حبيب بن أبي ثابت قال: أتيت أبا وائل في مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي بالنهروان

(2)

، وفيم استجابوا له، وفيم فارقوه، وفيم استحلّ قتالهم؟ فقال: كنّا بصفين فلما استحرّ

(3)

القتل بأهل الشام اعتصموا بتلّ

(4)

، فقال عمرو بن العاص لمعاوية: أَرسلْ إلى علي بالمصحف فادعه إلى كتاب الله، فإنّه لن يأبى عليك، فجاء به رجل، فقال: بيننا وبينكم كتاب الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ}

(5)

فقال علي: نعم إنّا أولى بذلك، بيننا وبينكم كتاب الله، فجاءته الخوارج -ونحن يومئذ ندعوهم القرَّاء- وسيوفهم على عواتقهم فقالوا: يا أمير المؤمنين! ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التلّ ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فتكلم

⦗ص: 429⦘

سهل بن حنيف، فقال: أَيّها النّاس! اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فذكر مثله

(6)

.

(1)

عبد العزيز بن سياه هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

النَّهْرَوان: بفتح أوله، وإسكان ثانيه، وفتح الراء المهملة، -وقيل بكسرها أيضا-، (نهرِوان) وبضمها أيضا:(نهرُوان)، ويقال: بضم النون والراء معًا: (نُهْرُوان)، أربع لغات، والهاء في جميعها ساكنة، موضع بالعراق بين بغداد وواسط. وفيها كانت موقعة النهروان بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه والخوارج سنة 37 هـ.

انظر: معجم ما استعجم (4/ 1336 - 1337) معجم البلدان (5/ 575)، البداية والنهاية (7/ 299 - 300).

(3)

أي: اشتدّ وكثر. النهاية (1/ 364).

(4)

التل: كومة من الرمل أو التراب. انظر: لسان العرب (11/ 78) مادة: "تلل".

(5)

سورة آل عمران آية (23).

(6)

انظر الحديث رقم (7243).

وليس في الصحيحين ذكر القصة التي في أوله، وقد أخرج الحديث بذكرها النسائي في السنن الكبرى (6/ 463) ح (11504)، من طريق أحمد بن سليمان، وأحمد في مسنده (3/ 485 - 486) كلاهما (أحمد بن حنبل، وأحمد بن سليمان) عن يعلى بن عبيد به.

وإسناده صحيح.

* من فوائد الاستخراج: ذكر القصة التي في أول الحديث.

ص: 427

7245 -

حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية

(1)

، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: سمعت سهل بن حنيف بصفين وهو يقول: أيّها النّاس اتهموا رأيكم فوالله لقد رأيتني يوم أبي جندل

(2)

ولو أَستطيع أَنْ أردّ أَمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته، والله ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أَمرٍ قط إلّا أَسْهَلْن بنا إلى أمر نعرفه، إلّا أَمركم هذا

(3)

.

(1)

محمد بن خازم أبو معاوية الضرير هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

(يوم أبي جندل) هو يوم الحديبية، واسم أبي جندل: العاص بن سهيل بن عمرو القرشيّ العامري. شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 142) وانظر: الإصابة (4/ 34).

(3)

أخرجه مسلم، (كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (95)، 3/ 1412)، والبخاري: (كتاب الاعتصام -باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف =

⦗ص: 430⦘

= القياس- ح (7308) - (13/ 296 فتح).

ص: 429

7246 -

حدثنا عمّار، قال: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش

(2)

، قال: سمعت أبا وائل يقول: سمعت سهل بن حنيف يقول يوم صفين بمثله، وقال: إلّا أمرنا هذا

(3)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

الأعمش سليمان بن مهران هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث السابق رقم (7245).

* من فوائد الاستخراج: تصريح الأعمش بالسماع من أبي وائل، وعند مسلم بالعنعنة.

ص: 430

7247 -

حدثنا أبو أميّة، قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة

(1)

، عن الأعمش

(2)

-بإسناده مثله-

(3)

.

(1)

الوضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم أبو عوانة الواسطي.

(2)

الأعمش هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7245).

ص: 430

7248 -

حدثنا العبّاس بن محمد، قال: حدثنا محاضر، عن الأعمش

(1)

، عن أبي وائل، قال: سمعت سهل بن حنيف بصفين يقول: يا أَيّها النّاس اتهموا أنفسكم، فوالله لقد رأيتني يوم أبي جندلٍ ولو أستطيع أنْ أردّ أَمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته، والله ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمْرٍ قط مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا أَسهل بنا إلى أمرٍ نعرفه إلّا قتالنا هذا

⦗ص: 431⦘

في يوم صفين

(2)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7245).

ص: 430

7249 -

حدثنا محمد بن حيّوية، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان

(1)

، قال: سمعت الأعمش

(2)

يقول: سمعت أبا وائل يقول: لما كان يوم صفين وحكم الحكمين، سمعت سهل بن حنيف يقول: يا أيّها الناس اتهموا رأيكم، فلقد رأَيتنا مع رسول الله يوم أبي جندل ولو نستطيع أنْ نردّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمرَه لرددناه، وأَيمُ الله، وأيم الله ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا منذ أسلمنا لأمر يفظعنا إلا أسهلت بنا إلى أَمرٍ نعرفه، ألا! وإنّ هذا الأمر ما نسدّ منه خُصْمًا

(3)

إلّا انفتح علينا منه خُصْمٌ آخر

(4)

.

(1)

ابن عيينة.

(2)

الأعمش هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

الخُصم: بضم الخاء، وخُصم كل شيء طرفه وناحيته.

وقد وقع في صحيح مسلم "ما فتحنا منه في خُصم، إلّا انفجر علينا منه خُصْم". قال النووي: كذا هو في مسلم، قال القاضي عياض:"وهو غلط أو تغيير وصوابه ما سددنا منه خصمنا، وكذا هو في رواية البخاري ما سددنا وبه يستقيم الكلام، ويتقابل سددنا بقوله إلّا انفجر .. ".

انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 107)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 143).

(4)

انظر الحديث (7245). =

⦗ص: 432⦘

= من فوائد الاستخراج: تصريح الأعمش بالسماع من أبي وائل، وعند مسلم بالعنعنة.

ص: 431

7250 -

حدثنا الصغاني، وأبو أمية، قالا: حدثنا محمد بن سابق

(1)

، قال: حدثنا مالك بن مغول

(2)

، عن أبي حصين، قال: قال أبو وائل: لما قدم سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبره فقال: اتهموا الرأي، فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيعُ أنْ أردّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمْره لرَدَدْتُ، والله ورسوله أعلم، ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلّا أُسْهل بنا إلى أمر نعرفه قبل هذا الأمر، ما نسد منه خُصْمًا إلا انفجر علينا خُصْمٌ ما ندري كيف نأتي به

(3)

.

رواه أبو أسامة عن مالك

(4)

.

(1)

التميميّ مولاهم أبو جعفر البزّاز الكوفي.

(2)

مالك بن مغول هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (96)، 3/ 1413). والبخاري:(كتاب المغازي -باب غزوة الحديبية- ح (4189)، (7/ 522 - 523 فتح).

(4)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم -موصولا- من طريق أبي أسامة عن مالك بن مغول، (كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (96)، 3/ 1413).

ص: 432

7251 -

حدثنا أبو الحسن جعفر بن محمد بن الحجاج بن فرقد

⦗ص: 433⦘

الرقي، قال: حدثنا عبد الله بن عمر الخطابي

(1)

، وحدثنا موسى بن أبي عوف الدمشقي

(2)

، وأحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي، قالا: حدثنا عاصم بن النضر

(3)

، قالا: حدثنا المعتمر بن سليمان

(4)

، قال: سمعت أبي قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، قال: في رجعنا من غزوة الحديبية وقد حِيْلَ بيننا وبين نسكنا، قال: فنحن بين الحزن والكآبة، قال: فأنزل الله عز وجل: {إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ

} الآية إلى قوله {مُسْتَقِيمًا}

(5)

، أو كما شاء الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لقد أنزلت عليّ آية هي أحب إليّ من الدنيا جميعًا" وقال عاصم: "أَيَّةُ آية خير من

⦗ص: 434⦘

الدنيا جميعًا"

(6)

.

(1)

وقع في (ك): (عمر بن عبد الله) والتصويب من إتحاف المهرة (2/ 213)، ومن مصادر ترجمته.

وهو: عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن الخطابي البصري. (ت 236 هـ).

والخطابي: بفتح الخاء المنقوطة، وتشديد الطاء المهملة، وكسر الباء الموحدة -نسبة إلى الخطاب والد عُمر وزيد رضي الله عنهما، وعبد الله هذا ينسب إلى زيد بن الخطاب.

ذكره ابن حبّان في الثقات، ووثقه الخطيب، والذهبي، وابن حجر.

انظر: الأنساب (2/ 380). الثقات لابن حبّان (8/ 356)، تاريخ بغداد (10/ 21)، الكاشف (2/ 10)، تقريب التهذيب (صـ: 529).

(2)

هو: موسى بن محمد بن أبي عوف أبو عمران الصفّار الدمشقي.

(3)

عاصم بن النضر التيمي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

المعتمر بن سليمان هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الأول.

(5)

سورة الفتح آية (1).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (97)، 3/ 1413)، والبخاري:(كتاب المغازي -باب غزوة الحديبية- ح (4172)، (7/ 516 فتح).

من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية معتمر عن أبيه عن قتادة والتي ذكر مسلم إسنادها ثم أحال على رواية ابن أبي عروبة عن قتادة.

ص: 432

7252 -

حدثنا محمد بن أبي داود أبو جعفر المنادي، قال: حدثنا يونس بن محمد

(1)

، قال: حدثنا شيبان، عن قتادة، قال: حدثنا أنس بن مالك: إنّما أُنزلت على نبي الله صلى الله عليه وسلم الحديبية، وأصحابه مخالطون الحزن والكآبة؛ قد حيل بينهم وبين مناسكهم، ونحروا الهدي بالحديبية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد أنزلت علي آية أحب إليّ من الدنيا جميعًا، فقرأها على أصحابه" فقالوا: هنيئا مريئا يا رسول الله! قد بين الله ماذا يفعل بك فماذا يفعل بنا، فأنزل الله عز وجل في ذلك {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} الآية

(2)

(3)

.

(1)

يونس بن محمد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

سورة الفتح آية (5).

(3)

انظر الحديث رقم (7251)، وفي الحديث إدراج يأتي بيانه في الحديث رقم (7256).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية شيبان عن قتادة، والتي ذكر مسلم إسنادها، ثمّ أحال على رواية ابن أبي عروبة عن قتادة.

ص: 434

7253 -

حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، وأبو داود الحراني، وأبو أميّة، قالوا: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام

(1)

، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}

(2)

مرجعهم من الحديبية، وقد خالط أصحابه الحزن والكآبة، قال: فقرأها عليهم حتى بلغ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا}

(3)

، فقال رجل: هنيئًا لك يا رسول الله! قد بين الله لك ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله الآية الأخرى بعدها:{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا}

(4)

(5)

.

زعم بعض النّاس أن الصحيح من هذا الحديث عن أنس هو ما روى سليمان التيمي بزيادة هي عن قتادة، عن عكرمة

(6)

.

⦗ص: 436⦘

ورواه أبو داود

(7)

عن همام.

(1)

همام بن يحيى هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

سورة الفتح آية (1).

(3)

سورة الفتح (2، 3).

(4)

سورة الفتح آية (5).

(5)

انظر الحديث رقم (7251).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية همام عن قتادة، والتي ذكر مسلم إسنادها، ثم أحال على رواية ابن أبي عروبة عن قتادة.

(6)

إشارة إلى الإدراج الذي سيأتي مبينًا في الحديث رقم (7256).

(7)

هو الطيالسي، وقد أخرج الحديث من طريقه مسلم في صحيحه (كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (97)، 3/ 1413).

ص: 435

7254 -

حدثنا سعيد بن مسعود، قال: حدثنا المدائني محمد بن جعفر

(1)

، قال: حدثنا شعبة عن قتادة

(2)

، عن أنس، قال: كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية فنزلت: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}

(3)

(4)

.

رواه مسلم

(5)

عن نصر بن علي، عن خالد بن الحارث، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس حدثهم لما نزلت:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}

(6)

الآية، مرجعه من الحديبية، وهم مخالطهم الحزن والكآبة، وقد نُحِر الهدي بالحديبية، فقال:"آية أنزلت عليّ! آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها".

(1)

هو محمد بن جعفر البزاز، أبو جعفر المدائني.

(2)

قتادة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

سورة الفتح آية (1).

(4)

انظر الحديث رقم (7251)، وقد أخرجه البخاري -أيضًا- (كتاب التفسير -باب سورة الفتح- ح (4834) - (8/ 447 فتح).

(5)

في صحيحه: (كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (97) - 3/ 1413).

(6)

سورة الفتح آية (1).

ص: 436

7255 -

حدثنا سليمان بن شعيب الكيساني

(1)

، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد الرصاصي

(2)

، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة

(3)

، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أنزلت هذه الآية حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)}

(4)

(5)

.

(1)

هو: سليمان بن شعيب بن سليمان بن كيسان، أبو محمد الكيساني.

(2)

هو عبد الرحمن بن زياد أبو عبد الله الرصاصي.

(3)

قتادة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

سورة الفتح (1).

(5)

انظر الحديث رقم (7251).

ص: 437

7256 -

حدثنا أبو جعفر الدارمي

(1)

، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا شعبة، عن قتادة

(2)

عن أنس في قوله عز وجل: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}

(3)

، قال: فتح الحديبية، قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هنيئًا لك يا رسول الله غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فما لنا؟ فأنزل الله عز وجل:{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} إلى قوله: {فَوْزًا

⦗ص: 438⦘

عَظِيمًا}

(4)

قال شعبة: فأتيت الكوفة فحدثتهم بهذا الحديث عن قتادة، عن أنس، فلَمّا رجعنا إلى البصرة سألت عنه قتادة فقال: أَمّا الأَولُ فتح الحديبية فهو عن أَنس، وأَمّا هذا قول أَصحابه: هنيئًا لكَ، هذا عن عكرمة

(5)

.

(1)

هو أحمد بن سعيد بن صخر أبو جعفر الدارمي، النيسابوري.

والدارمى: بفتح الدال المهملة وكسر الراء، هذه النسبة إلى بني دارم، وهو دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد بن مناة بن تميم. الأنساب للسمعاني (2/ 440).

(2)

قتادة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

سورة الفتح آية (1).

(4)

سورة الفتح آية (5).

(5)

انظر الحديث رقم (7251).

وفي هذا الحديث بيّن عثمان بن عمر عن شعبة موضع الإدراج فيه. وقد أخرجه البخاري من طريق عثمان بن عمر عن شعبة به. وانظر في بيان ذلك: الفصل للوصل المدرج في النقل للخطيب البغدادي (1/ 471 - 479).

ص: 437

7257 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا أبو النضر

(1)

، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة

(2)

، عن أنس بن مالك، قال: سمعته يقول: أنزلت هذه الآية حين رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}

(3)

(4)

.

(1)

هاشم بن القاسم الليثي.

(2)

قتادة بن دعامة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

سورة الفتح آية (1، 2).

(4)

انظر الحديث رقم (7251).

ص: 438

‌باب عدد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وأنّهم بايعوه تحت الشجرة.

ص: 439

7258 -

ز- حدثنا الصغاني

(1)

، قال: حدثنا علي بن بحر

(2)

، قال: حدثنا عيسى بن يونس

(3)

، عن زكريا بن أبي زائدة

(4)

، عن أبي إسحاق

(5)

، عن البراء، قال: نزلنا الحديبية فوجدنا ماءَها قد شربه أوائل النّاس، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على البئر ثمّ دعا بدلو منها، فأخذه بفيه، ثمّ مَجَّه

(6)

فيها ودعا الله، فكثر ماؤها حتى تروّى الناس منه

(7)

.

(1)

هو محمد بن إسحاق الصغاني.

(2)

ابن بَرِّي القطان، أبو الحسن البغدادي. (ت 234 هـ).

وثقه ابن معين، وأحمد، والعجلي، وأبو حاتم، والدارقطني، والحاكم، وغيرهم، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الذهبي:"الإمام الحافظ المتقن"، وقال ابن حجر:"ثقة فاضل".

معرفة الثقات للعجلي (2/ 152)، الجرح والتعديل (6/ 176)، الثقات لابن حبّان (8/ 468)، سؤالات السجزي للحاكم (صـ: 187)، تاريخ بغداد (11/ 352 - 353)، سير أعلام النبلاء (11/ 12)، تقريب التهذيب (صـ: 690).

(3)

ابن أبي إسحاق السبيعي.

(4)

هو: زكريا بن أبي زائدة خالد بن ميمون الهمداني، أبو يحيى الكوفي.

(5)

هو عمرو بن إسحاق السبيعي.

(6)

أي صبّه فيها. النهاية (4/ 297).

(7)

إسناده صحيح، وقد أخرجه البخاري، (كتاب المغازي -باب غزوة الحديبية- ح =

⦗ص: 440⦘

= (4150)، (7/ 505 فتح). من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، بإسناده بنحوه.

ص: 439

7259 -

حدثنا الربيع، قال: أخبرنا الشافعي، قال: حدثنا سفيان

(1)

، عن عمرو، عن جابر بن عبد الله قال: كنّا يوم الحديبية ألفًا وأربعمائة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَنتم اليوم خيرُ أهل الأرض"، قال جابر: لو كُنْتُ أُبْصِرُ لأَرَيْتُكُمُ موضع الشجرة

(2)

.

(1)

سفيان هو ابن عيينة -كما في تحفة الأشراف (2/ 254)، وإتحاف المهرة (3/ 285 - 286) - وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الإمارة -باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال، وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة- ح (71)، 3/ 1484)، والبخاري:(كتاب المغازي -باب غزوة الحديبية- ح (4154)، (7/ 507 فتح).

ص: 440

7260 -

ز حدثنا أبو داود الحراني

(1)

، قال: حدثنا الحسن بن أعين

(2)

، قال: حدثنا زهير

(3)

، قال: حدثنا أبو إسحاق

(4)

، قال: أنبأنا البراء بن عازب، أَنّهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ألفًا وأربعمائة أو أَقل أو أكثر، فنزلوا على بئرٍ فنزحوها

(5)

، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى

⦗ص: 441⦘

البئر، فقعد على شفيرها، ثمّ قال:"ائتوني بدلو من مائها"، فأتي فبسق

(6)

ودعا، ثمّ قال:"دعوها ساعة"، فأرْوَوْا أنفسهم وركابهم حتى ارتحلوا

(7)

.

(1)

هو سليمان بن سيف الحراني.

(2)

هو الحسن بن محمد بن أعين الحرّاني.

(3)

ابن معاوية الجعفي.

(4)

السبيعي.

(5)

أي: أخذوا ما فيها من ماء. =

⦗ص: 441⦘

= انظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 273)، النهاية (5/ 40).

(6)

من البُسَاق، ويقال أيضًا: البصاق والبزاق وهو ماء الفم إذا خرج منه.

انظر القاموس المحيط (3/ 221).

(7)

إسناده صحيح. وقد أخرجه البخاري: (كتاب المغازي -باب غزوة الحديبية- ح (4151)، (7/ 505 فتح).

قال: حدثني فضل بن يعقوب، حدثنا الحسن بن محمد بن أعين بإسناده به.

ص: 440

7261 -

حدثنا أحمد بن يوسف السلمي

(1)

، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار، قال: حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: خرجت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأَنا غلام حدث وتركت أهلي ومالي إلى الله عز وجل ورسوله -صلى الله عليه [وسلم]

(2)

- فكنت تبيعًا

(3)

لطلحة بن عبيد الله أخدمه وآكل معه من طعامه، فقدمنا الحديبية ونحن أربع عشرة مائة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعليها يومئذ خمسون شاة ما ترويها، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قعد

⦗ص: 442⦘

على جَبَاها

(4)

قال: فإمّا بسق فيها وإمّا دعا، فما نُزحت

(5)

بعد، ثمّ إنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم بايعنا تحت الشجرة، فبايعته في أَوَّل النّاس، ثُمّ بايع حتى كان في وسط من النّاس، ثمّ قال:"يا سلمة! أَلا تبايعني؟ "، قلت: يا رسول الله! بايعتك في أَوَّل النّاس، قال:"وأيضا"، ثمّ قال: "يا سلمة! أَما لك جُنَّة

(6)

؟ " فاعطاني جَحَفَةً

(7)

-أو قال: دَرَقَةً-، ثمّ بايع حتى إذا كان في آخر النّاس، قال:"يا سلمة: ألا تبايعني؟ " قال: قلت: يا رسول الله! قد والله بايعتك أول النّاس، وفي أوسطهم! قال:"وأيضا"، ثمّ قال:"يا سلمة أين جحفتك -أو قال: درقتك- التي أعطيتك؟ "، قال: قلت يا رسول الله! أعطيتها عمّي عامرًا، وكان أعزل

(8)

، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك-:"إنك كالذي قال الأُوَل: اللهم! أبغني حبيبًا أحب إلي من نفسي"، ثمّ إنّ قومًا من المشركين من أهل مكة كان بيننا وبينهم صلح حتى تمشت بعضنا في بعض،

⦗ص: 443⦘

واختلطنا فأتيت الشجرة فكسحت

(9)

شوكها ثمّ نزلت في ظلّها، ثمّ اضطجعت ووضعت سلاحي، فأتاني أربعة من المشركين يتماشون، فجلسوا إليّ، فجعلوا يقعون في النبي صلى الله عليه وسلم، فأبغضتهم، فتحولت إلى شجرة أخرى، فما عدا أَنْ وضعوا ثيابهم، وعلَّقُوا سلاحهم إذ نادى منادٍ من أسفل الوادي: يا للمهاجرين قُتل ابن زُنَيم

(10)

، قال: فأشُدّ عليهم حتى أقف على رؤوسهم بالسيف، ثمّ قال: والذي كرّم وجهَ محمدٍ لا يَمُدّ واحد منكم يده إلى سلاحه إلّا ضربت الذي فيه عيناه، ثمّ ضممتُ سلاحهم وسقتهم بسيفي حتى آتي بهم النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء عمي عامر بمكرز

(11)

أو ابن مكرز -رجل من العبَلات

(12)

- يقود به فرسه متسلحًا في سبعين رجلًا، فلمّا نظر إليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال:"ذروهم، يكون لهم بدءُ الفجور وثناه"

(13)

، ثمّ رجعنا إلى المدينة، فمررنا على جبلٍ بيننا وبين

⦗ص: 444⦘

العدو فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمنْ طَلَعه تلك الليلة، فطلعته ثلاث مرات أو مرتين، ثمّ قدمْنا، المدينة، فخرجتُ بفرسِ طلحةَ بن عبيد الله مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظَهرِ

(14)

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا كان بغلسٍ

(15)

إذا نحن بعبد الرحمن بن عيينة بن بدر الفزاري؛ قد أغار على سرح

(16)

رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقَ هو وأصحابُه وقَتَلوا راعيها، فقلت: يا رباح! اركب هذا الفرس فأبلغه طلحة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ المشركين قَدْ أَغاروا على سَرْحه وقتلوا راعيه، قال: فأشرفت شرفًا

(17)

من الأرض، ثمّ

⦗ص: 445⦘

ناديتُ بأعلى صوتي: يا صباحاه، ثُمّ اتَّبَعْتُ القوم أَرْمِيهِمْ بالنبل وأقول:

أنا ابن الأكوع

اليوم يوم الرُّضَّع

(18)

وأهوي لرجل منهم بسهم فأضعه في نُغْضِ

(19)

الكتف، ثمّ قلت: خذها:

أنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرُّضّعَ

فلم أزل أرميهم بالنبل، فإذا حَمَلوا عليّ لجأت إلى شجرة ونثرت

(20)

نبلي، فعقرت

(21)

بهم، وإذا تضايق الوادي علوتُ عليهم الجبلَ، فرميتهم بالحجارة، حتى أحرزتُ الظهر الذي أخذوا كلّه، وأخذتُ من مُشَاتهم سوى ذلك أَكثَر من ثلاثين رمحًا وثلاثين بُردةً يطرحونها، لا أَضمُّ منها شيئًا إلّا جعلته طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وجعلتُ عليه حجارةً علامةً ليعرفوا، فلمّا امتدّ الضحى إذا عيينة بن بدر

⦗ص: 446⦘

أبو عبد الرحمن قد أتاه مددًا، فنزلوا يتضحون

(22)

، وعلوتُ عليهم الجبلَ فقعدتُ، فنظر إليّ عيينة، فقال: ما هذا الذي أرى؟، فقالوا: لقب من هذا البُرَحاء

(23)

، ما فارقنا بغلسٍ حتى هذا مكانه، قال: أَفلا إليه نَفَرٌ منكم؟ فقام إليّ أربعةٌ منهم فسندوا إلى الجبل، فلمّا دنوا مني قلت: أتعرفوني؟ أنا ابن الأكوع! والذي نفسي بيده! لا يطلبني رجل منكم فيلحقني، ولا أطلبه فيفوتني، قالوا: إنّا نظنّ، فرجعوا، ثُمّ إذا أنا بفوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم الأخرم الأسدي، وأبو قتادة، والمقداد بن الأسود، فانحدرت من الجبل فأعرضَ الأخرمُ وهو أَوَّلُ القوم فأخذ بعَنَانِ

(24)

فرسه، فقلت: يا أخرم! أنذر القوم

(25)

أن يقتطعوك حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ فقال: يا سلمة! إنْ كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أَنّ الجنّة والنّار حقٌّ فلا تحل بيني وبين الشهادة، فتركته، فتقدم، فالتقى هو وعبد الرحمن بن عيينة، فاختلفا طعنتين، فعقر بعبد الرحمن فرسه، فطعنه عبد الرحمن فقتله، ثُمّ تحولّ على فرسه

⦗ص: 447⦘

فالتقى عبد الرحمن، وأبو قتادة فاختلفا طعنتين، فعقر عبد الرحمن بأبي قتادة وطعنه أبو قتادة فقتله، وتحوّل على فرسه، ثُمّ ولى القوم لا يلوون على شيءٍ، فاتبعتهم على رجليّ حتى ما أرى من فرسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من رجالتهم أحدًا، ثُمّ مالوا إلى ماءٍ يقال له ذو قَرَد

(26)

، فأبصروني وراءهم، فحليتهم

(27)

عنه وهم عطاش حتى ألحق في ثنية ذي الدثير

(28)

، فألحقُ رجلا على راحلته في مؤخر القوم فأرميه بسهم، فقلت: خذها.

وأنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرُّضَّع

قال: واثكل أمي، أكْوعيّا بكرةً

(29)

؟ قلت: نعم، أي عدو نفسه! وأخذت بفرسين أرديهما

(30)

في الثنية، فسقتهما معي حتى ألقى عمي

⦗ص: 448⦘

عامرًا في الظلام على بعير معه سطيحتان

(31)

إحداهما

(32)

مذقة -أي بقية من لبن- وأخرى ماء، فتوضأت وصلّيت حتى أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم نازلًا على الماء الذي حليتهم عنه -ذو قرد-، ووجدت بلالًا يشوي كبدًا وسنامًا من جزور نُحر من الإبل التي حويت

(33)

من المشركين، فقلت: يا نبي الله! بأبي أنت وأمي ذرني فأنتخب من القوم مائة، فأخذت عليهم بالعشوة

(34)

، فأصْبح ولم يَبْقَ مخبرٌ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه

(35)

في عشوة النار

(36)

، ثُمَّ قال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]-:"يا سلمة! أكنت فاعلا؟ " قلت: نعم، والذي بعثك

⦗ص: 449⦘

بالحق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّهم الآن ليُقْرَوْنَ

(37)

في غطفان

(38)

فما برحت حتى جاء رجل، فقال: يا رسول الله نزلوا بفلان الغطفاني فنحر لهم جزورًا، ثمّ أبصروا الغبرة، فقذف الله في قلوبهم الرعب، فخرجوا وتركوا قِراهم، قال: وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم الفارس، وسهم الراجل جميعا، وأردفني خلفه على العضباء

(39)

، فلمّا كان بيننا وبين المدينة كالروحة أو الغدوة

(40)

أتانا رجل من الأنصار كان لا يسبق فقال: هل من سابق؟ ألا هل من سابق -مرتين أو ثلاثا- فأقبلت عليه فقلت: أما تُكْرِم عليه كريمًا ولا تهاب شريفًا؟ قال: لا، إلّا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله بابي أنت وأمي! أفلا أسابق الرجل؟ فقال: "إن شئت"، فثنيت رجلي، فطفرت عن ظهر الناقة، ثُمَّ قلت:

⦗ص: 450⦘

اذهب إليك، وربطت عليه شرفًا أو شَرَفَيْن

(41)

، ثُمَّ ترفعتُ حتى أَلْحَقَه، فصككتُ بين كتفيه، ثُمَّ قلت: سبقتك والله! قال: إنّي أظنّ، ثمّ قدمنا المدينة، فما لبثنا بها إلّا ثلاثًا حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فخرجت؛ وعمّي عامر بن الأكوع، فجعل يرتجز القوم، ويقول:

تالله لولا الله ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

إن الذين هم بغوا علينا

إذا أرادوا فتنة أبينا

ونحن عن فضلك ما استغنينا

فثبت الأقدام إن لاقينا

وأنزلن سكينة علينا

فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا؟ " قالوا: يا رسول الله! هذا عامر، فقال:"غفر لك ربك"، قال: فوالله ما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم قط يخصه لرجل إلّا استشهد، قال: فناداه عمر بن الخطاب وهو على راحلته في ناحية القوم يا رسول الله! لو متعتنا بعامر، قال: فلمّا قدمنا خيبر أقبل مرْحَبُ، فقال:

قد علمت خيبر إني مَرْحَبُ

شَاكِ

(42)

السلاح بطل مُجَرَّبُ.

⦗ص: 451⦘

إذا الحروب أقبلت تَلَهَّبُ

فقال عامر:

قد علمت خيبر أنِّي عامر

شَاكِ السِّلَاحِ بطلٌ مغامر.

فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في تُرس عامر، ورجع سيفُ عامرٍ عليه فأصاب ساقَ نفسه فأتى له فيها، قال: فمررت على نفرٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يقولون: بَطَلَ عَمَلُ عامرٍ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبكي، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! أَبَطَلَ عملُ عامرٍ؟ قال: "ومن قال ذاك؟ " قال: قلت: بعض أصحابك، قال:"كذب ذاك، بل له أجره مرتين"، قال: ثمّ أَرسلَ نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم إلى عليِّ بن أبي طالب، فقيل: يا نبي الله! إِنّه أَرْمَدُ

(43)

، فجئت به أَقُودُه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك:"لأُعطينَّ الرايةَ رجلًا يحب الله ورسولَه، ويحبُّه الله ورسولُه"، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ثُمَّ أَعطاه الرايةَ، فكانَ الفتحُ على يديهِ، ولمّا بَرَزَ عليٌّ، فارتجز مَرْحَب، فقال:

قد علمت خيبر إني مَرْحَبُ

شَاكِ السلاح بطل مُجَرَّبُ.

إذا الحروب أقبلت تَلَهَّبُ

قال: فقال عليٌّ رضي الله عنه:

⦗ص: 452⦘

أَنَا الذي سمتني أمِّي حيدرة

(44)

كليث غابات كريه المنظرة.

أوفيهمُ بالصَّاعِ كَيْلَ السَّندرة

(45)

.

(1)

أحمد بن يوسف السلمي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

ساقطة من: (ك).

(3)

أي: خادما له أتبعه وأكون معه. تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (صـ: 144).

(4)

الجبا: بالفتح والقصر: ما حول البئر. انظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 564).

(5)

أي: فما استقصى ماءُها بعد. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 37، 130).

(6)

الجُنّة: ما يستتر به من سلاح أو غيره. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 764).

(7)

الجَحَفَة والدَّرَقة والجُنّة والتُرس أنواع من الجُنَن التي يستتر بها في الحروب.

تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 144).

(8)

أي: لا سلاح معه. غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 457).

(9)

أي: كنست. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 144).

(10)

بضم الزاي وفتح النون. شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 176).

(11)

بميم مكسورة ثمّ كاف ثمّ راء مكسورة ثمّ زاي. شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 176).

(12)

العبَلات -بفتح الباء- وهم بنو أمية الأصغر، وبنو عبد أمية، وبنو نوفل أولاد عبد شمس وهم ثلاتة إخوة لأم، سمّوا بذلك لأن اسم أمهم عبلة بنت عبيد من بني غنم. نهاية الأرب للقلقشندي (ص: 139)، وانظر: شرح صحيح مسلم (12/ 176 - 177).

(13)

(بدء الفجور وثناه) البدء: بفتح أوله وإسكان الدال وبالهمزة أي ابتداؤه، وثناه: بثاء مثلثة مكسورة أي: ثانيه، أي أوله وآخره. =

⦗ص: 444⦘

= انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 144)، النهاية (1/ 103)، شرح صحيح مسلم (12/ 177).

(14)

الظَّهْر: الركاب وما يُستعد به للحمل والركوب من الإبل. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 144).

(15)

الغلس: ظلام آخر الليل، قال الخطابي:"يقال لبقية ظلمة الليل بعد الفجر "غبش"، فأما الغلس فبعيد ذلك" اهـ وقيل الغبس، والغبش، والغلس واحد.

انظر: غريب الحديث للخطابي (2/ 282)، تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 205).

(16)

السرح هو موضع رعي المواشي والدواب. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 56).

(17)

أي: علوت موضعًا مرتفعًا من الأرض.

انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 330)، النهاية (2/ 462)، لسان العرب =

⦗ص: 445⦘

= (9/ 170 - 171)، مادة: شرف.

(18)

(يوم الرُّضَّع) أي يوم هلاك اللئام الذين يرضعون الإبل ولا يحلبونها خوفا من أن يسمع حَلْبها من يستميحهم، ويكون كناية عن الشدة. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 145).

(19)

النُّغْض: غضروف الكتف ..... وهو الرقيق اللين الذي بين اللحم والعظم وهو فرع الكتف ..... وقيل نغض الكتف هو العُظَيم الرقيق على طرفه. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 73).

(20)

أي: رميت به متفرقا. انظر: لسان العرب (5/ 191) مادة: نثر.

(21)

أي: أقتل مركوبهم، يقال: عقرت به: إذا قتلت مركوبه وجعلته راجلًا. النهاية (3/ 271).

(22)

أي: يتغدّون. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 292).

(23)

(البرحاء): شدة الكرب، مأخوذ من قولك برَّحت بالرجل، إذا بلغت به غاية الأذى والمشقة، ويقال: لقيت منه البرح، أي: شدة الأذى. غريب الحديث للخطابي (2/ 582).

(24)

(العنان) هو: سير اللجام، وهو الحبل الذي تقاد به الدابة. انظر: النهاية (3/ 313).

(25)

(أنذر القوم): احْذر منهم واستعدّ لهم، وكن منهم على علم وحذر.

المجموع المغيث للأصفهاني (3/ 284)، النهاية (5/ 39).

(26)

(ذو قرد): -بفتح القاف والراء، وحُكي الضم فيهما، وحُكي ضم أوله وفتح ثانيه- وهو ماء على ليلتين من المدينة بينه وبين خيبر. معجم البلدان (4/ 365)، فتح الباري (7/ 526).

(27)

(فحلّيتهم) بالحاء المهملة أي طردتهم عنه. انظر: المجموع المغيث للأصفهاني (1/ 482).

(28)

كذا في هذه الرواية، وفي الرواية التالية (بئر)، وفي مسند أحمد (4/ 53)(ذى بئر).

(29)

(أكوعيا بكرة) أي أنت الأكوع الذي كان قد تبعنا بكرة اليوم، لأنه كان أول ما لحقهم صاح بهم "أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع" فلمّا عاد قال لهم هذا القول آخر النّهار، قالوا: أنت الذي كنت معنا بكرة؟ قال: نعم. النهاية (4/ 210).

(30)

كذا في (ك)، ولعل الصواب (أرْدَوْهما) وفي مسلم (أردوا فرسين على ثنية).

قال القاضي عياض: رواية الجمهور بالدال المهملة، ورواه بعضهم بمعجمة، قال: =

⦗ص: 448⦘

= وكلاهما متقارب المعنى، فالمعجمة معناه "خلفوهما"، والرذي الضعيف من كل شيء، وبالمهملة معناه أهلكوهما وأتعبوهما حتى أسقطوهما تركوهما، ومنه التردية، وأرْدَت الفرس الفارس أسقطته. انظر: شرح صحيح مسلم (12/ 181).

(31)

السطيحة: من أواني المياه. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 244)، النهاية (2/ 365).

(32)

في: (ك)(إحديهما).

(33)

أي: جمعت. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 246 - 247).

(34)

أي: بالسواد من الليل. النهاية (3/ 242).

(35)

بالذال المعجمة قيل هي أقصى الأضراس، وقيل النواجذ اللواتي خلاف الأنياب، وقيل الأنياب. وصحح النووي الأخير. انظر: غريب الحديث للحربي (3/ 1174 - 1176)، النهاية (5/ 20)، شرح صحيح مسلم (12/ 172).

(36)

أي: ضوء النار كما سيأتي في الرواية التالية.

(37)

أي يضافون ويطعمون، من القرى بمعنى الضيافة. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 146).

(38)

غطفان: بطن من قيس عيلان من العدنانية، وهم: بنو غطفان ابن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن معد بن عدنان.

نهاية الأرب للقلقشندي (صـ: 348، 362، 377).

(39)

اسم ناقة النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 207).

(40)

أي مقدار الروحة أو الغدوة والروحة: الفعلة الواحدة من الرواح، وهو رواح العشي، وهو من زوال الشمس إلى الليل، والغدوة الفعلة الواحدة من الغُدو: وهو سير أول النهار. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 346)، النهاية (2/ 274)(3/ 346).

(41)

أي: قدرا من المسافة. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 146).

(42)

شاك السلاح: أي تام السلاح، يقال: رجل شائك السلاح، وشاك السلاح، وشاكي السلاح، وشاكٌ في السلاح، من الشكة وهي السلاح، وشوكة الإنسان شدته. المعلم بفوائد مسلم للمازري (3/ 32).

(43)

من الرَّمد وهو وجع العين وانتفاخها يقال: رَمِد: بالكسر يرمد رمدًا وهو أرمد، ورَمِد إذا هاجت عينه. انظر: لسان العرب (3/ 185) مادة: رمد.

(44)

الحيدرة: هو الأسد، قيل: إنه في ولد عليٌّ كان أبوه غائبًا، وسمته أمه أسدًا باسم أبيها، فلمّا رجع أبو طالب سماه عليا، وأراد بقوله حيدرة أنها سمته أسدا، وقيل: بل سمته حيدرة. النهاية (1/ 354).

(45)

معناه: أقتلهم قتلا واسعا لأن السَّندرة مكيال واسع، وقيل السندرة العجلة فيكون معناه على هذا: أقتلهم قتلًا عاجلا. المعلم بفوائد مسلم للمازري (3/ 32)، وانظر النهاية (2/ 408).

ص: 441

7262 -

حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار

(1)

، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: قَدِمْنَا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعناه في أصل شجرة، وبايعته في أول الناس، فلما كان في وسط من الناس، قال:"بايعني يا سلمة! " فقلت: يا نبي الله! قد والله بايعتك في أول الناس! قال: "وأيضا"، قال: فبايعته، فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أعزَل؛ ليس معي جُنَّة أستجنُّ بها، فأعطاني دَرَقَةً -أو قال: جَحَفَةً-، فلقيني عمِّي عامرٌ، وهو أعزل، فسألنيها، فأعطيته إياها، فلما كان في آخر الناس قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا تبايعني يا سلمة؟ " فقلت: يا نبي الله قد والله بايعتك في أول الناس وفي وسطهم، فقال:"وأيضا"، فبايعته ثمّ قال:

⦗ص: 453⦘

"يا سلمة أين الجَحَفَةَ -أو الدَرَقة- التي أعطيتك؟ " فقلت: يا نبي الله سألنيها عمِّي عامر وهو أعزل، فأعطيته إياها وآثرته بها، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"إنّك كالذي قال الأول: اللهم أبغني حبيبًا هو أحَبُّ إليَّ من نَفْسي"، قال: ثمّ إنّ المشركين من أهل مكة واسونا

(2)

الصلح حتى مشى بعضهم إلى بعض واصطلحنا، قال: وكنتُ تبيعًا لطلحة بن عبيد الله وتركتُ أهلي ومالي مهاجرًا إلى الله ورسوله وكنت آكلُ من طعامه وأَحَسُّ

(3)

فرسه وأسقيه وأَخْدُمُه، فأتيتُ شجرة، فكسحت شوكها، واضطجعت فيها، فأتاني أربعة من المشركين، فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأَبْغَضْتُهُم، قال: وعَلَّقُوا أسلحَتَهم ووضعوا ثيابَهم في الشجرة، واضطجعوا في ظلها، فأتيت شجرة أخرى، فكسحت شوكها، واضطجعتُ تحتها،

⦗ص: 454⦘

فما عدا أخذوا ينامون، فإذا منادٍ من أسفل الوادي: يا معشر المهاجرين قُتل ابنُ زُنَيم، قال: فخرجتُ أَشْتَدّ بسيفي حتى وقفتُ على رؤسهم، وهم مضطجعون، فقلت: والذي كَرَّم وجه محمد صلى الله عليه وسلم! لا يرفع رجل منكم رأسه إلّا ضربتُ الذي فيه عيناه، فلمّا أَخذتُ سلاحَهم فجعلتُه ضِغْئًا

(4)

في يَدِي، ثمَّ جئتُ بهم أسوقهم إلى رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(5)

-، وجاء عمِّي هو وأصحاب له بسبعين رجلًا منهم مكرز رجلٌ من العبلات من قريش يقود به عمِّي مجفف

(6)

على فرسٍ، فلمّا نَظَرَ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوهم يكون بدءُ الفجور وثناه منهم، فخلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الله:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}

(7)

، قال: ثمّ رجعنا إلى المدينة وبيننا وبين بني لحيان

(8)

أو بني ذكوان

(9)

- رأس من

⦗ص: 455⦘

المشركين- جبلٌ، قال: فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن رقى في هذا الجبل، قال: وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد قط يخصه إلا استشهد، قال: فرقيته تلك الليلة مرتين أو ثلاثة، قال: ثمّ قدمنا المدينة، فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم بظهره إلى الغابة

(10)

يُنَدّيه

(11)

، فخرجت أَنا ورباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجتُ معي بفرسٍ لطلحة بن عبيد الله أُنَدِّيه، فلمّا كان عند الصبح إذا عبد الرحمن بن عيينة بن بدر الفزاري قد أَغَار على سرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطرده، فذهب به، وقتل راعيه، فقلت: يا رباح خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله، وأَخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ المشركينَ قد أَغاروا على سرحه، فقعد رباح على الفرس، وقمت على أكمة

(12)

، ووجهت وجهي قِبَلَ المدينة، ثم ناديت ثلاث دعوات: يا صباحاه ثمَّ أتبعت القوم، فجعلتُ أرشقهم بالنبل وأرتجز، أرميهم وأقول:

⦗ص: 456⦘

أنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرُّضَّع

وأَعْقِرُ بهم حتى أَلْحقُ رجلًا منهم راكبًا على رحله فأصك رجله

(13)

بسهم حتى نفذ في كتفه، فقلت: خذها:

وأنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرُّضَّع

قال: فما زلت أَعْقِرُ بهم، وأَرْتجِزُ، وإذا رجلٌ على فرسٍ فجثمتُ

(14)

إلى شجرةٍ، فنثرت نبلي ثُمَّ عقرت به ولا يُقْدِم علي، قال: فما زال ذلك شأَني وشأَنُهم حتى ما تركتُ شيئًا من ظَهْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا استنقذته، وجعلته وراءَ ظهري، قال: وطرحوا أَكثَر من ثلاثينَ بردةً، وثلاثينَ رُمحًا، كُلَّ ذلك يستخفون

(15)

مني، وأجعلُ عليه آرامًا

(16)

، حتى لا يخفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على أصحابِه، حتى إذا امتدّ الضحى الأكبر قال: ودخلوا المضيق، علوتُ الجبلَ وجعلتُ أرداهم

(17)

بالحجارة، إذا عيينة بن بدر قد

⦗ص: 457⦘

جاءَ مددًا للمشركين، فنزلوا يتضحَّون، فأشرفُ على جبل فأقعد عليه، فقال عيينة: ما هذا الذي أَرى؟ قالوا: هذا لقينا منه البَرْح، فوالله إن فارقنا بغلسٍ حتى استنقذ كل شيء في أيدينا، فقال عيينة: لولا أَنَّ هذا يرى وراءه طلبا لترككم، ليقم إليه معي منكم، فقام أربعةٌ فسندوا إليّ في الجبل، فلمّا أسمعتهم الصوت، قلت لهم: أتعرفوني؟ قالوا: ومن أنت؟ قلت: أَنا ابن الأكوع، والذي كَرَّمَ وجْه محمدٍ صلى الله عليه وسلم! لا يطلبني رجلٌ منكم فيدركني، ولا أَطْلُبه فيفوتني، فقال أحدهم: إنِّي أظنُّ، فوالله ما برحت مقعدي ذاك حتى رأيتُ فوارسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر، فإذا أَولهم الأَخرم الأسدي، وإذا على إِثْرِه أبو قتادة وإذا على إثرِ أَبي قتادة المقداد بن الأسود الكندي، وولَّوا مدبرين، فأعرض الأخرم الأسدي فأخذ بعنان فرسه، فقلت: يا أخرم! أنذرهم، -فإنّ القوم قليل خبيث، ولا آمنهم أن يقتطعوك- حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال: يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أنَّ الجنَّة حقٌّ، والنَّار حقٌّ، فلا تحل بيني وبين الشهادة، قال: والتقى هو وعبد الرحمن، فاختلفا ضربتين، فقتله، وعُقِر عبد الرحمن فرسُه، وتحول عبد الرحمن على فرس الأخرم، ويلحقه أبو قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاختلفا طعنتين، فقتله أبو قتادة، وعقِر بأبي قتادة فرسه، وتحول أبو قتادة على فرس الأخرم، قال: وخرج المشركون لا يلوون على شيء، قال: فوالذي كَرَّمَ وجه محمد صلى الله عليه وسلم! إنِّي بطلب الخيل والركاب والرجال الذين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ما أرى غبارهم، قال:

⦗ص: 458⦘

فعرضوا لشعب فيه ماءٌ يقال له ذو قَرَد، يريدون أنْ يشربوا منه وهم عطاش، قال فنظروا إليَّ أَعدو وراءهم، قال: فحلأْثهم، فما ذاقوا منه قطرة وهم عطاش حتى سندوا في ثنيةٍ يقال له بئر، قال: وألحق رجلًا من آخرهم عند الثنية فأصطكه بسهم في نُغْض كتفة، فقلت: خذها.

وأنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرضع

قال: واثكل أُمّي أكوعيا بكرة؟ فقلت: نعم، أي عدو نفسه، قال: وأُدرك فرسين على العقبة، فجئت بهما أَسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وجدته على الماء الذي حلأْتهم عنه، ذو قَرَد، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائة من أَصحابه قد نزلوا الماءَ وأَخذوا الإبل والبرد وكل شيء خَلَّفْتُ ورائي، وإذا بلال قد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحر جزورًا من الإبل الذي عدَّيْتُ لهم، وإذا هو يشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من سنامها وكبدها، قال: وجاء عمِّي عامرٌ بسطيحةٍ فيها مذقةٌ من لبنٍ، وسطيحة أُخرى فيها ماء، فتوضأت، ثُمَّ صليتُ وشربتُ، فقلت: يا رسول الله! خلّني فلأنتخب من القوم مائة رجل فآخذ على المشركين بالعَشْوة، فلا يبقى منهم رجل، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حى نظرت إلى نواجذه في ضوءِ النّار، فقال:"أَكنت فاعلًا يا سلمة؟ "، قلت: نعم والذي كَرَّم وجهك! فقال: "إِنّهم الآن ليُقْرون بأرض غطفان"، قال: فما برحنا حتى جاءَ رجلٌ من غطفان، فقال: نحر لهم فلان الغطفاني

⦗ص: 459⦘

جزورًا فلمّا كشط

(18)

جلدها رأوا غبارًا، فقالوا: هذا غبار القوم، فأخافوها وولّى القوم، فلمّا أَصبحنا أَعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم الفارس والراجل جميعًا، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجّالتنا سلمة". قال: ثمّ أردفني نبي الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى المدينة على ناقته العضباء، فلمّا كان بيننا وبين المدينة ضحوة

(19)

وفينا رجلٌ من الأنصار لا يُسبق عَدْوًا قال: هل من سابقٍ إلى المدينة؟ أَلا من سابق؟ فأعادها مرارا وأنا سكت، ثُمَّ قلت له ما تكرم كريمًا ولا تهاب شريفا؟ فقال: لا، إلّا أنْ يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله ذرني بأبي أنت وأمي لأسابق الرجل، قال:"إن شئت"، فقلت: اذهب إليك، فخرج يشتد، وأطفر عن الناقة، ثُمّ أَعدو، فربطتُ عليه شرفًا أو شَرَفَين فسألته: ما ربطت؟ فقال: استبقيت نفسي، ثُمَّ إني عدوتُ عدوتي حتى أَلحقه وأَصك بين كتفيه، فقلت: سبقتك والله! قال: فنظر إليّ فضحك وقال: إِنّي أَظنّ، قال: حتى ورد المدينة فما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر، فجعل عمّي عامرٌ يرتجز بالقوم، وهو يسوق بهم وهو يقول:

والله لولا الله ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

⦗ص: 460⦘

ونحن عن فضلك ما استغنينا

فثبت الأقدام إن لاقينا

وأنزلن سكينة علينا

إن الذين كفروا بغوا علينا

إذا أرادوا فتنة أبينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا؟ " فقلت: عمِّي عامر يا نبي الله! فقال: "غفر لك ربك"، فقال: عمر: -وهو في أَوَّلِ القوم- يا نبي الله! لو ما متعتنا بعامر! وما استغفر لإنسان قط يخصه إلّا استشهد، فلمّا قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه يقول:

قد علمت خيبر إني مَرْحَبُ

شَاكِ السلاح بطل مُجَرَّبُ.

إذا الحروب أقبلت تَلَهَّبُ

فبرز عامر فقال:

قد علمت خيبر أني عامر

شَاكِ السِّلَاحِ بطلٌ مغامر

(20)

.

فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامرٌ يَسْفُل

(21)

له؛ فرجع سيفُه على نفسه، فكانت فيه نفسه، قال: فما مررت على نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلّا وهم يقولون: بَطَلَ عملُ عامرٍ، قتل نفسه، فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم أبكي، فقلت: أَبَطَلَ عَمَلُ عامرٍ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال ذلك"؟ فقلت: نفر من أصحابك، فقال:

⦗ص: 461⦘

"كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين"، ثُمَّ قال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]- "لأعطينّ الرايةَ رجلًا يحبُّ الله ورسولَه، ويحبُّه الله ورسولُه"، فدنا لها الناس، قال: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب، فجئت به أقوده وهو أرمد، فبزق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فبرأ وأعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه يقول:

قد علمت خيبر إني مَرْحَبُ

شَاكِ السلاح بطل مُجَرَّبُ.

إذا الحروب أقبلت تَلَهَّبُ

فقال علي بن أبي طالب:

أَنَا الذي سمتني أمِّي حيدره

كليث غابات كريه المنظرة.

أُوْفيهمُ بالصَّاعِ كَيْلَ السَّندره.

ففلق رأَسَ مرحب بالسيف، وكان الفتح على يديه

(22)

.

(1)

عكرمة بن عمار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أي: اتفقوا معنا عليه، وشاكونا فيه، ومنه المواساة.

تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 144).

وعند مسلم: (راسلونا الصلح).

قال النووي: "هكذا هو في أكثر النسخ "راسلونا" من المراسلة، وفي بعضها "راسونا" بضم السين المهملة المشددة، وحكى القاضي فتحها أيضًا، وهما بمعنى "راسلونا" مأخوذا من قولهم: رس الحديث يرسه إذا ابتدأه، وقيل: من رس بينهم أي أصلح، وقيل: معناه فاتحونا من قولهم بلغني رس من الخبر -أي من أوله-، ووقع في بعض النسخ "واسونا بالواو أي اتفقنا نحن وهم على الصلح

". شرح صحيح مسلم (12/ 176).

(3)

أي: أنفض الغبار عنه. انظر: النهاية (1/ 385).

(4)

الضغث: الحزمة من الشيء. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 144).

(5)

ليست في: (ك).

(6)

هو اللابس السلاح التام.

تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 144).

(7)

سورة الفتح آية (24).

(8)

(بنو لحيان) بطن من هذيل وهم: بنو لحيان بن هذيل بن مدركة بن إياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

انظر: جمهرة أنساب العرب (ص: 466)، معجم قبائل العرب (3/ 1010).

(9)

(بنو ذكوان) بطن من بهتة من سليم من العدنانية، وهم بنو ذكوان بن ثعلبة بن بهته. =

⦗ص: 455⦘

= نهاية الأرب للقلقشندي (صـ: 237).

(10)

الغابة: اسم موضع قرب المدينة على نحو بريد، وقيل: ثمانية أميال من المدينة ناحية الشام، فقيه أموال لأهل المدينة. المغانم المطابة في معالم طابة (صـ: 299).

(11)

قال أبو عبيد: قال الأصمعي: التندية أن يورد الرجل فرسه الماء حتى يشرب ثُمّ يرده إلى المرعى. غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 13).

(12)

الأكَمَة: موضع مرتفع من الأرض.

تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 145).

(13)

كذا في ك، ولعلّ الصواب (رَحْلَه) -بالحاء المهملة- لقوله بعده:"حتى نفذ في كتفه"، وقد جاء في بعض الروايات (رجله) بالجيم لكن بدل "كتفه" "كعبه" بالعين المهملة ثم الباء الموحدة. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 178).

(14)

أي: لزمت والتصقت إلى شجرة. نظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 25)، النهاية (2371).

(15)

أي: يطلبون الخفة بتركها وطرحها. انظر: النهاية (2/ 54).

(16)

أي أعلاما من حجارة ليعرف مكانها. انظر: المجموع المغيث للأصفهاني (1/ 56).

(17)

أي أرميهم بالحجارة. وفي صحيح مسلم: "أُرَدِّيهم". انظر: شرح صحيح مسلم (12/ 179).

(18)

أي: نزع جلدها. لسان العرب (7/ 387) مادة: كشط.

(19)

الضحوة: ارتفاع أول النهار، والمراد مقدار الضحوة. انظر: النهاية (3/ 76).

(20)

(ك 4/ 81/ أ).

(21)

(يَسْفُل) -بفتح الياء وإسكان السين، وضم الفاء- أي يضربه من أسفله.

شرح صحيح مسلم (12/ 185).

(22)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة ذي قرد وغيرها- ح (132)، 3/ 1433 - 1441).

ص: 452

7263 -

حدثنا ابن أبي رجاء، قال: حدثنا شعيب بن حرب، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار

(1)

، عن إياس بن سلمة، عن أبيه قال: خرج عمِّي عامرٌ إلى مرحب، فذهب يَسْفُل له فرجع السيفُ عليه، فكانت فيها نفسه، فقال الناس: إن عامرًا قتل نفسه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "له أجره

⦗ص: 462⦘

مرتين"

(2)

.

(1)

عكرمة بن عمار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7262) فهو مختصر منه.

ص: 461

7264 -

حدثنا بكار بن قتيبة البكراوي، قال: حدثنا عمر قال: حدثنا عكرمة بن عمّار

(1)

قال: حدثنا إياس -أو قال: حدثني إياس بن سلمة-، عن أبيه، قال: غزونا خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأُعطينّ الراية اليوم رجلًا يحبُّه الله ورسولُه، يفتح الله على يديه"، فدعا علي بن أبي طالب فأعطاها إياه

(2)

.

(1)

عكرمة بن عمار هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7262) فهو مختصر منه.

ص: 462

7265 -

حدثنا يزيد بن سنان

(1)

، قال: حدثنا صفوان بن عيسى

(2)

، قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد

(3)

قال: قلت لسلمة بن الأكوع: على أَيّ شيءٍ بايعتم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية؟ قال: بايعناه على الموت

(4)

.

(1)

القزاز أبو خالد البصري.

(2)

القرشي الزهري، أبو محمد البصري القسّام.

(3)

يزيد بن أبي عبيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الإمارة -باب استحباب مبايعة الإمام عند إرادة القتال، وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة- ح (80)، 3/ 1486).

وأخرجه البخاري: (كتاب الأحكام -باب كيف يبايع الإمام الناس- ح (7206)، (13/ 205 فتح).

ص: 462

7266 -

حدثنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا صفوان بن عيسى ح،

⦗ص: 463⦘

حدثنا إسحاق بن سيار، وأبو داود

(1)

، قالا: حدثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد

(2)

، عن سلمة بن الأكوع، قال: خرجت وأَنَا أريدُ الغابة، حتى إذا أتيتُ الغابة إذا أنا بغلام لعبد الرحمن بن عوف يقول: أخذَتْ لِقَاحُ

(3)

رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: من أخذها؟ قال: غطفان وبنو فزارة

(4)

، قال: فصعدت فصحت ثلاثة أصوات، فأسمعت ما بين لابتيها: واصباحاه! ثُمّ انطلقث في آثارهم فاستنقذتها منهم، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في نَاس، قلت: يا رسول الله القوم عطاش على كلالتهم، وليس معهم ماء لشفَّتهم

(5)

، فقال:"يا ابن الأكوع! إنّهم غطفان، الآن يُقْرَون"، وقال:"يا سلمة إذا ملكت فأسجح"

(6)

-معنى حديثهم واحد- قال: ولحقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأردفني خلفه

(7)

.

⦗ص: 464⦘

وحدثنيه أبو أميّة، عن أبي عاصم بمثله وأبو داود لم يذكر "أردفني خلفه" فقط، والباقون ذكروه.

(1)

هو سليمان بن سيف الحراني.

(2)

يزيد بن أبي عبيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

اللقاح: -بكسر اللام وتخفيف القاف ثم مهملة- هي النوق ذوات الألبان.

انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 142)، فتح الباري (7/ 527).

(4)

في صحيح مسلم "غطفان" فقط، دون ذكر بني فزارة.

وذكر بي فزارة من باب الخاص بعد العام لأَنّ فزارة من غطفان، قاله ابن حجر في الفتح (7/ 527).

(5)

أي لسقيهم. كما جاء ذلك في المعجم الكبير للطبراني (7/ 30) ح (6284).

(6)

أي: فسهّل، وأحسن العفو. النهاية (2/ 242).

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة ذي قرد وغيرها- ح (131)، =

⦗ص: 464⦘

= 3/ 1432 - 1433).

وأخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته: يا صباحاه، حتى يسمع الناس- ح (3041)، (6/ 189 - 190 فتح).

ص: 462

7267 -

حدثنا علي بن حرب، وإبراهيم بن مرزوق، قالا: حدثنا مكي بن إبراهيم

(1)

، قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد

(2)

قال: سمعت سلمة بن الأكوع يقول: خرجت من المدينة نحو الغابة حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلامٌ لعبد الرحمن بن عوف، فقال: أُخِذَت لِقَاحُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت من؟ قال: غطفان وفزارة، قال: فصرخت ثلاث صرخات: يا صباحاه! يا صباحاه! ثُمَّ دفعت حتى ألقاهم، فجعلت أرميهم وأقول:

أنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرُّضَّع

واستنقذتها منهم قَبْل أنْ يشربوا وأقبلت أسوقها، فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إنّ القوم عطاش وإني أَعجلتهم قبل أن يشربوا، فابعث في إثرهم، فقال: "يا ابن الأكوع ملكت فأسجح إنّ

⦗ص: 465⦘

القوم يُقْرَون في قومهم"

(3)

.

(1)

ابن بشير التميمي، أبو السكن البلخي.

(2)

يزيد بن أبي عبيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث السابق رقم (7266).

ص: 464

7268 -

حدثنا ابن الجنيد، وعباس الدوري، قالا: حدثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد

(1)

، عن سلمة بن الأكوع قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية تحت الشجرة، قال: فتنحيت

(2)

، فبايع، وبايع، فقال

(3)

: "يا ابن الأكوع! ألا تبايع؟ " فقلت: يا رسول الله قد بايعت، قال:"وأيضا"، قال: فبايعته

(4)

، قال: قلت: على ما بايعتموه يا أبا مسلم

(5)

؟ قال: على الموت

(6)

.

(1)

يزيد بن أبي عبيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

(قال فتنحيت) ليست في (م):.

(3)

في م: قال.

(4)

من قوله (فقلت يا رسول الله

-إلى قوله- فبايعته) تكرر في (ك)، وقد سقط من (م).

(5)

أبو مسلم كنية سلمة بن الأكوع. الكنى والأسماء للإمام مسلم (2/ 784).

(6)

انظر الحديث رقم (7265).

ص: 465

7269 -

حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا عكرمة [بن عمّار]

(1)

، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: خرجنا إلى خيبر فكان

(2)

عمِّي يرتجز بالقوم وهو يقول:

والله لولا الله ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

⦗ص: 466⦘

ونحن عن فضلك ما استغنينا

فثبت الأقدام إن لاقينا

وأنزلن سكينة علينا

فقال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(3)

: "من هذا؟ " قالوا: عامر، قال:"غفر الله لك يا عامر"، وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل يخصّه إلّا استشهد-، فنادى عمر بن الخطاب: يا رسول الله! لو متعتنا بعامر، فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو ملكهم، وهو يقول:

قد علمت خيبر إني مَرْحَبُ

شَاكِ السلاح بطل مُجَرَّبُ.

إذا الحروب أقبلت تَلَهَّبُ

قال

(4)

: فبرز له عامرٌ، فقال:

قد علمت خيبر أنِّي عامرٌ

شَاكِ السِّلَاحِ بطلٌ مجرب

فاختلفا ضربتين، [فوقع]

(5)

سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامر يَسْفُل له

(6)

، فرجع سيفه على نفسه، وقطع أكحله، فكانت فيها نفسه، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله بطل عمل عامر؟ فقال: "من قال ذاك؟ " قلت: نفر من أصحابك، فقال:

⦗ص: 467⦘

"كذب

(7)

من قال ذلك، بل له أجره مرتين"، ثُمَّ أَرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عليٍّ، وهو أرمد حتى أَتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فبسق في عينه، فبرأَ، ثُمّ أعطاه الراية، وخرج مرحبُ فقال:

قد علمت خيبر إني مَرْحَبُ

شَاكِ السلاح بطل مُجَرَّبُ.

إذا الحروب أقبلت تَلَهَّبُ.

فقال علي رضي الله عنه

(8)

:

أَنَا الذي سمتني أمِّي حيدرة

كليث غابات كريه المنظرة.

أوفيهمُ بالصَّاعِ كَيْلَ السَّندرة.

فضربه ففلق رأس مرحب فقلته، وكان الفتح على يدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه

(9)

(10)

.

(1)

(ابن عمار) من: (م)، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (م): (وكان).

(3)

من: (م).

(4)

(قال) ليست في (م):

(5)

في (ك)(وقع) وما أثبته من: (م).

(6)

(له) ليست في (م):

(7)

بمعنى أخطأ، وقد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ. انظر النهاية (4/ 159).

(8)

في (م): (عليه السلام).

(9)

في (م): (كرّم الله وجهه).

(10)

انظر الحديث رقم (7261) و (7262).

* من فوائد الاستخراج: بيان أنّ مرحبا كان ملك قومه.

ص: 465

[باب]

(1)

بيان الخبر الدّال على أنّ الشهيد في المعركة جائز غسله والصلاة عليه، وأنّ القاتل نفسه خطأ في حرب العدو هو

(2)

شهيد يُعْطَى أجره مرتين.

(1)

من: (م).

(2)

في (ك)(وهو) وما أثبته من: (م).

ص: 468

7270 -

حدثنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد

(1)

، عن سلمة بن الأكوع، قال: لمّا خرجنا إلى خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا رجل يُسْمِعُنَا؟ "، فقال عامر:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزل السكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

قال: فلمّا قدمنا خيبر ضرب عامرٌ رجلًا من اليهود بسيفه، فأصاب ذباب السيف ركبة عامر فمات منها، فخاض في ذلك ناسٌ من الأنصارِ، وقالوا: إنّ عامرًا حبط عمله، قد قتل نفسه، قال: قلت يا رسول الله! إنّ قومًا زعموا أَنّ عامرًا حبط عمله، قال:"من هؤلاء؟ " قلت: فلان وفلان

(2)

، قال: "كذبوا، إنّ لعامر أجرين اثنين، وإنّ عامرًا

⦗ص: 469⦘

جاهدٌ مجاهد"

(3)

.

(1)

يزيد بن أبي عبيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في م: كرّر لفظة "فلان" ثلاث مرات، وفي صحيح مسلم "فلان وفلان، وأسيد بن الحضير".

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة خيبر- ح (123)، 3/ 1427 - 1429). بنحوه.

وأخرجه البخاري: (كتاب الديات -باب إذا قتل نفسه خطأ فلا دية له- ح (6891)، (12/ 227 - 228 فتح). وفيهما "قال رجل من القوم" كما في الرواية التالية.

ص: 468

7271 -

حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد

(1)

، عن سلمة قال: لما خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، قال رجل من القوم: أَسْمِعْنَا يا عامر من هنياتك، قال: فحدا بهم

(2)

، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من السائق؟ " قالوا

(3)

: عامر، قال:"رحمه الله"، قال عمر:[يا رسول الله]

(4)

! هلا أمتعتنا؟ قال: وأصيب صبيحة ليلته، فقال القوم حبط عمله، قتل نفسه، فلمّا رجعت وهم يتحدثون أَنّ عامرًا حبط عمله، فقلت: يا نبي الله فداك أبي وأمي! زَعموا أَنّ عامرًا حبط عمله، قال: "كذب من قالها، إنّ له أجره مرتين

(5)

، وإنّه لجاهد مجاهد، وأي قتل يزيدك عليه"

(6)

.

(1)

يزيد بن أبي عبيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (م): (فحداهم).

(3)

في (م): (قال).

(4)

من (م).

(5)

في (م): (أجرين).

(6)

انظر الحديث السابق رقم (7270)، وها هنا بلفظ صحيح البخاري.

ص: 469

7272 -

حدثنا محمد بن علي الصنعاني -بصنعاء-، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال أخبرنا ابن جريج، قال: حدثني ابن شهاب

(1)

، قال: أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري

(2)

أنّ سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم -أَظنّه خيبر- قاتل أخي

(3)

قتالًا شديدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتدّ عليه سيفه، فقتله، فقال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(4)

- فيه: رجل مات بسلاحه، وشَكُّوا في بعض أمره، فقال سلمة: فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر -أو قال: حنين

(5)

- فقلت: يا رسول الله أتاذن في أَنْ أرجزَ بك؟ فأذن لي،

⦗ص: 471⦘

فقال لي عمر: انظر ما تقول، قال: فقلت:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا

ولا صمنا ولا صلينا

وأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بغوا علينا

إذا يقول اكفروا أبينا

فلما قضيت رجزي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال هذه؟ " قلت: قالها أخي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يرحمه الله! " قال: فقلت: يا رسول الله إنّ أُناسًا ليهابون أَنْ يصلوا عليه، ويقولون: رجل مات بسلاحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مات جاهدًا مجاهدًا".

قال ابن شهاب: ثمّ أتيت ابن سلمة فحدثني عن أبيه مثل الذي حدثني عبد الرحمن غير أنّ ابن

(6)

سلمة بن الأكوع قال مع ذلك: حتى قلت ما قلت: يهابون الصلاة عليه، قال:"مات جاهدا مجاهدًا، فله أجره مرتين"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[بأصبعيه]

(7)

(8)

.

(1)

ابن شهاب الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

كذا في هذه الرواية، والروايات التالية عند المصنف، وقيل: الصواب هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، صوّبه أحمد بن صالح المصري كما في سنن أبي داود (3/ 44) وأقرّه أبو داود، وهو ظاهر صنيع مسلم في صحيحه، ويدل عليه أيضا صنيع المزي في تحفة الأشراف (4/ 42).

(3)

هو: عمه عامر بن الأكوع -كما جاء في الروايات السابقة-، ويمكن التوفيق أن يكون أخاه من أمه على ما كانت الجاهلية تفعله [إذ كان الرجلُ يتزوج زوجة أبيه إذا طلقها أو مات عنها] أو من الرضاعة. قاله ابن حجر في الإصابة (2/ 250).

وذهب المنذري إلى أنهما قضيتان، وهذا بعيد والله أعلم.

انظر: مختصر المنذري (3/ 383).

(4)

من: (م).

(5)

في صحيح مسلم والروايات التالية "من خيبر" بدون الشك.

(6)

(ابن) ليست في: (م).

(7)

في الأصل (بأصبعه)، والتصويب من:(م)، ومن صحيح مسلم.

(8)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة حنين- ح (124)، 3/ 1429 - 1430).

ص: 470

7273 -

حدثنا عثمان بن خرزاذ الأَنطاكي، قال: حدثني سعيد بن كثير بن عفير

(1)

قال: حدثني الليث بن سعد، عن

⦗ص: 472⦘

عبد الرحمن بن خالد بن مسافر

(2)

، عن ابن شهاب

(3)

، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أنّ سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالًا شديدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتدّ عليه سيفه فقتله، فقال أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: رجل مات في سلاحه، وشكّوا في بعض أَمره، قال سلمة: فلمّا قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر قلت: يا رسول الله! ائذن لي أنْ أرجزَ بك، فأذن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر بن الخطاب: اعلم ما تقول، قال: فقلت: لولا الله ما اهتدينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صدقت". ولا تصدقنا ولا صلينا.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدقت".

وأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بغوا علينا

قالوا اكفروا قلنا لهم أبينا

فلمّا قضيت رجزي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال هذا؟ " قلت: قاله أخي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يرحمه الله"، قال: فقلت: يا رسول الله إنّ ناسًا ليهابون الصلاة عليه، يقولون: رجل مات بسلاحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مات جاهدًا مجاهدًا".

قال ابن شهاب: ثُمّ سألت ابن سلمة بن الأكوع فحدثني عن أبيه مثل الذي حدثني به عبد الرحمن إلّا أَنّه قال: -حين قلت: إنّ ناسًا

⦗ص: 473⦘

ليهابون الصلاة عليه، وقد شكّوا في شأنه-، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كذبوا، مات جاهدًا مجاهدًا، فله أجران اثنان"

(4)

.

(1)

ابن مسلم الأنصاري مولاهم، أبو عثمان المصري.

(2)

الفهمي، أبو خالد ويقال أبو الوليد المصري.

(3)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث السابق رقم (7272).

ص: 471

7274 -

حدثنا محمد بن عُزيز الأيلي، حدثنا سلامة، عن عُقيل، قال: حدثني ابن شهاب

(1)

، قال: حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أَنّ سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم خيبر قاتل أخي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قتالًا شديدًا، فارتدّ عليه سيفه، فقتله، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وشَكُّوا في أمره: رجل مات بسلاحه، فشكّوا في بعض أمره، قال سلمة: فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر، فقلت: يا رسول الله ائذن لي أرجز بك

(2)

، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال عمر بن الخطاب: اعلم ما تقول! فقلت:

والله لولا الله ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقت".

وأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بغوا علينا

⦗ص: 474⦘

فلما قضيتُ رجزي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال هذا؟ "، قلت: قالها أخي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يرحمه الله" -بمثله- "مجتهدًا". قال ابن شهاب: ثمّ سألت ابن

(3)

سلمة بن الأكوع فحدثني عن أبيه مثل

(4)

الذي حدثني عبد الرحمن غَيرَ

(5)

أنّه قال: قال: "فله أجره مرتين"، قال: وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعيه-

(6)

.

(1)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (م): (أحدثك).

(3)

(ابن) ساقطة من: (م).

(4)

في (م) (مثل هذا الحديث الذي

) وقد ضرب الناسخ على لفظة (هذا الحديث).

(5)

في (م) (بمثله غير أنه

).

(6)

انظر الحديث رقم (7272).

ص: 473

7275 -

حدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا أحمد بن صالح

(1)

، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس

(2)

، عن ابن شهاب

(3)

، قال: أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالًا شديدًا، فارتد عليه سيفه، فقتله، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكّوا فيه؛ لأنّه مات بسلاحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مات جاهدًا مجاهدًا".

قال ابن شهاب: ثمّ سألت ابن سلمة بن الأكوع فحدثني عن أبيه

(4)

بمثل

⦗ص: 475⦘

ذلك غير أَنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذبوا مات جاهدًا مجاهدًا، فله أجره مرتين"

(5)

.

(1)

المصري، أبو جعفر ابن الطبري.

(2)

ابن يزيد الأيلي.

(3)

ابن شهاب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

(أبيه) ساقطة من: (م).

(5)

انظر الحديث رقم (7072)، وقد تقدم هذا الحديث على سابقه في (م):.

ص: 474

[باب]

(1)

بيان السنة فيمن يأخذه العدو؛ فيعطيهم عهد الله عز وجل

(2)

، وميثاقه أنه لا يعين

(3)

عليهم، والدليل على إيجاب حفظ الأيمان المكرهة.

(1)

من: (م)، وفيه: (باب بيان السنة أن لا يقاتل الإمام فيمن

).

(2)

(عز وجل) ليست في (م).

(3)

كأنها في (م)(لا يغير).

ص: 476

7276 -

حدثنا عبّاس الدوري، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا الوليد بن جميع

(1)

، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن اليمان، قال: ما منعنا أنْ نشهدَ بدرًا إلّا أنّي خرجتُ أنا وأبي يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأَخَذَنا كفَّارُ قريش، فقالوا: إنّكم تريدون محمدًا؟ فقلنا: ما نريده، إنّما يزيد المدينة، فأَخَذُوا علينا عهدَ الله وميثاقَه لننصرفنّ إلى المدينة، ولا نقاتل مع محمد -أَو قال: ولا نقاتلنّ مع محمد- فلمّا جاوزناهم أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرناه الخبر، فقال:"انصرفا نفِي لهم بعهدهم ونستعينُ الله عز وجل"

(2)

(3)

.

(1)

الوليد بن جميع هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

لفظة "عز وجل" ليست في (م).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب الوفاء بالعهد- ح (98) -3/ 1414).

ص: 476

7277 -

حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال:

⦗ص: 477⦘

حدثنا الوليد بن جميع

(1)

، قال: حدثني أبو الطفيل، عن حذيفة، قال: ما منعنا أنْ نشهد بدرًا إلّا أَنّا أقبلنا أَنا وأبي -يعني اليمان- يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدرٍ، فعارضنا كفّار قريش، فأخذونا فقال: إنكم

(2)

تريدون محمدًا؟ قال: قلنا: ما نريده، قال: فأعطُونا عهد الله وميثاقه لتنصرفن إلى المدينة ولا تقاتلونا، فأَعطيناهم عهدَ الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة

(3)

، قال: فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بذلك فقال: "نستعين بالله عليهم، ونفي لهم بعهدهم، ارجعا إلى المدينة"، فذلك الذي منعنا

(4)

.

(1)

الوليد بن جميع هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (م): (فقالوا أنتم).

(3)

من قوله: (ولا تقاتلونا، فأعطيناهم

- إلى قوله-

إلى المدينة) ساقط من: (م).

(4)

انظر الحديث السابق رقم (7276).

ص: 476

7278 -

حدثنا أَبو أُمَيّة، قال: حدثنا ابن أبي شيبة

(1)

، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن جميع، قال: حدثنا أبو الطفيل، قال: حدثنا حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدرًا إلّا أنّي خرجت أنا وأبي [حسيل]

(2)

، فأَخَذَنَا كفّارُ قريش، فقال

(3)

: إِنكم تريدون

⦗ص: 478⦘

محمدًا؟ فقلنا: ما نريد إلّا المدينة، فأخذوا منّا عهد الله وميثاقه: لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر، فقال:"انصرفا، نَفِي لهم بعهدهم، ونَستعينُ بالله تعالى عليهم"

(4)

.

(1)

أبو بكر بن أبي شيبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

من: م، وكذا في صحيح مسلم.

وهو اسم اليمان والد حذيفة، ويقال:(حسل)، بالتكبير. انظر ترجمته في الإصابة (1/ 331).

(3)

في (م): (فقالوا).

(4)

انظر الحديث رقم (7276).

ص: 477

‌بيان السنّة في توجيه الطَّليعة

(1)

والمخاطرة به، والسّنة في ترد التعرض للعدو وإن قدر على ذلك، وثوابه وثواب حارس المسلمين.

(1)

هو: من يبعث لمطالعة خبر العدو ومكانهم، وتطلق الطليعة على الواحد والجماعة، والطلائع الجماعات.

انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 395)، النهاية (3/ 133).

ص: 479

7279 -

حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا زهير بن حرب

(1)

، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: كنّا عند حُذيفة فقال رجل: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليتُ، فقال حذيفة: أنت كنت تفعل، لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتْنَا ريحٌ شديدةٌ وقرٌّ

(2)

، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ "، فسكتنا فلم يجبه منّا أحدٌ، ثُمّ قال:"ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ "، فسكتنا فلم يجبه أَحدٌ منّا، فقال:"قم يا حذيفة! فأتنا بخبر القوم"، فلم أجد بُدًّا إذ دعاني باسمي أَنْ أقوم، قال: "اذهب فَأتني بخبر القوم

⦗ص: 480⦘

ولا تَذْعَرْهُم عليّ"

(3)

، فلما وَلّيتُ من عنده جعلتُ كأنّما أمشي في حمّام

(4)

، حتى أتيتهم؛ فرأيتُ أبا سفيان يَصْلي

(5)

ظهره بالنّار، فوضعتُ سهمًا في كَبِدِ القوس

(6)

، فأردتُ أن أرميه، فذكرتُ قَوْلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تذعرهم عليّ"، ولو رميته لأصبته، فرجعتُ، وأنا أمشي في مثل الحمّام، فلمّا أتيته، فأخبرته خبر القوم، وفرغت قررت

(7)

فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يُصَلِّي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحت

(8)

.

(1)

زهير بن حرب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أي: برد. المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 685)، وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 292).

(3)

أي: لا تفزعهم علي يعني قريشًا، من الذُّعر وهو الفزع. أي: لا تعلمهم بك فيفزعوا ويقبلوا علي أو نحو ذلك. انظر: المجموع المغيث للأصفهاني (1/ 702).

(4)

يعني أنه لم يجد البرد الذي يجده الناس، ولا من تلك الريح الشديدة شيئا،

ولفظة الحمّام عربية وهو مذكر مشتق من الحميم وهو الماء الحار.

شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 146).

(5)

أي: يُدْفِئَه. النهاية (3/ 51).

(6)

في كبد القوس: أي في وسطه، وكبد كل شيء وسطه.

انظر: لسان العرب (3/ 375) مادة: كبد.

(7)

أي: وجدت مس البرد. النهاية (4/ 38).

(8)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة الأحزاب- ح (99)، (3/ 1414 - 1415). وزاد:"فلمّا أصبحت قال: قُم يا نومان".

ص: 479

7280 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا محمد بن بكير

(1)

، قال: حدثنا

⦗ص: 481⦘

خالد -يعني ابن عبد الله

(2)

- عن أبي سعد

(3)

، عن إبراهيم التيمي

(4)

، عن أبيه قال: قال رجل عند حذيفة: لو كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لخدمته ولفعلت، فقال حذيفة: لقد رأيتنا ليلة الأحزاب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا رجل يأتي هؤلاء القوم فيأتينا بخبرهم؟ " قال: فما قام أحدٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا أبا بكر! " فقال أبو بكر: اعفني، فقال:"يا عمر! " فقال عمر: يا رسول الله، اعفني، فقال:"يا حذيفة؟ " فقلت: لبيك يا رسول الله، قال:"انطلق إلى هؤلاء القوم فأتني بخبرهم، ولا تحدثن شيئا حتى ترجع"، قال: في ليلة قرة شديدةِ القرِّ. فقال: "اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه، وعن يساره حتى يرجع"، قال: فأخذت قوسي وشددت عليّ ثيابي، فانطلقت حتى أَتيت القوم، فإِذا هم عند نارهم يصطلون

(5)

، قال: وإذا أبو سفيان في القوم! قال: فجلستُ بين رجلين، قال: فقال أبو سفيان: أفيكم من غيركم؟ لعلّ فيكم غيركم، لينظر الرجل جليسه، قال: فبادرت صاحبي: وقلت: من أنت؟ فقال: أنا فلان، قال: فأرسل الله عليهم الريح، فقطعت

⦗ص: 482⦘

أطنابهم

(6)

، وأطفأت نارهم، ولقوا شدةً وبلاءً، قال: فجعل الرجل يثب إلى بعيره وإنّه لمعقول، قال: فأخذت قوسي ثمّ أخذت سهمًا من كنانتي، فوضعته في كبد قوسي، ثمّ هممت أن أرمي أبا سفيان بن حرب، ثمّ ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تحدثنّ شيئًا حتى ترجع"، قال: فرددت سهمي ثمّ رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته الخبر، ولكأني أمشي في حمّام ذاهبًا وجائيًا، قال: فلما انتبهت

(7)

أخبرته عاد إليّ القرّ؛ فأخذتني الرعدة من شدة القرّ، قال: فجعلت أدنو من قدم النبي صلى الله عليه وسلم وناشره"

(8)

(9)

.

(1)

ابن واصل بن مالك الحضرمي، أبو الحسين البغدادي.

(2)

الطحان.

(3)

هو: سعيد بن المرزبان أبو سعد الأعور الكوفي.

(4)

إبراهيم بن يزيد التيمي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

أي: يتسخنون. انظر: المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 288). =

(6)

جمع طنب: وهو حبل يُشَدُّ به البيت والسُّرادق والخيمة، وقيل هو الوتد.

انظر: لسان العرب (1/ 561) مادة: طنب.

(7)

كذا في: (ك)، ولعلّ الصواب (فلمّا أنهيتُ ما أخبرته).

(8)

الناشر: العصب الذي على ظهر الذراع. انظر: غريب الحديث للحربي (2/ 885)، لسان العرب (5/ 209) مادة: نشر.

(9)

انظر: الحديث السابق رقم (7279).

إلّا أنّ في هذه الرواية -رواية أبي سعد البقال عن إبراهيم التيمي به- زيادات منها:

1 -

عرض النبي صلى الله عليه وسلم الأمر على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وطلبهما الإعفاء منه.

2 -

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة رضي الله عنه.

3 -

ذكر بعض مشاهد الأحزاب مّما لم يُذكر في رواية الأعمش عن التيمي.

وأبو سعد البقال سعيد بن المرربان ضعيف، ضعفه غيرُ واحد من أهل العلم، فالزيادة منه غيرُ مقبولة، إلّا أنّه قد تُوبع على بعضها كدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة رضي الله عنه، وذكر بعض المشاهد -كما سيأتي في حديث عبد العزيز بن أخي حذيفة عن حذيفة-. =

⦗ص: 483⦘

= ولم أقف على متابع له في ذكر عرض النبي صلى الله عليه وسلم الأَمرَ على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فتكون هذه الزيادة منكرة، والله تعالى أعلم.

ص: 480

7281 -

حدثنا عبّاس الدوري، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو بكر

(1)

، عن أبي سعد بإسناده نحوه

(2)

.

(1)

هو: أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي، (ت 194 هـ وقيل قبلها).

قال ابن معين: وأحمد: ثقة، زاد أحمد ربما غلط، وقال أحمد مرة: صدوق، وقال أيضا: كثير الغلط جدا، وكتبه ليس فيها خطأ، وقال البخاري: اختلط بأخرة، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي أحد الأئمة الأعلام صدوق ثبت في القراءة لكنه يغلط ويهم في الحديث

وهو صالح الحديث، وقال ابن حجر: ثقة عابد، إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح، وقد أخرج له الجماعة. العلل ومعرفة الرجال (2/ 484)، تاريخ الدامي (ص: 101)، الثقات لابن حبان (7/ 668)، ميزان الاعتدال (6/ 173 - 174)، تقريب التهذيب (1118)، الكواكب النيرات (439).

(2)

انظر الحديث السابق رقم (7280).

ص: 483

7282 -

حدثنا أبو أميّة، قال: حدثنا أبو حذيفة

(1)

موسى بن مسعود الثقفي، قال: حدثنا عكرمة بن عمّار، عن محمد بن عبيد أبي قدامة الحنفي

(2)

، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة

(3)

،

⦗ص: 484⦘

قال: ذكر حذيفةُ

(4)

مشاهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: جلساؤه: أما والله لو كنّا شهدنا لفعلنا ولفعلنا! فقال حذيفة: لا تَمنّوا ذلك، فلقد رأيتنا ليلة الأحزاب ونحن صافّون قعودًا، أبو سفيان ومن معه من الأحزاب فوقنا، وقريظة اليهود أسفل منا؛ نخافهم على ذرارينا، وما أتت علينا ليلةٌ أشدّ ظلمةً ولا أشدُّ ريحًا منها؛ في أصوات ريحها أمثالُ الصواعق، وهي مظلمةً ما يَرى أحدنا أصبعيه، وجعل المنافقون يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقولون: بيوتنا عورة، وما هي بعورة، ما يستأذنه أحدٌ منهم إلّا أَذنَ له، فيؤذن لهم فينسلون

(5)

، ونحن ثلاثمائة أو نحو ذلك، إذ استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا رجلًا، فقال: "من يأتينا بخبر القوم

⦗ص: 485⦘

الليلة جعله الله رفيقًا لمحمدٍ يوم القيامة"، قال: فما منهم رجل يقوم، قال: فما زال يستقبلهم رجلًا رجلًا حتى مرّ عليَّ، وما عليّ جُنَّة من العدو ولا من البرد إلّا مِرْط

(6)

لا يجاوز ركبتي، قال: فأتاني وأنا جاثي على ركبتي فقال: "من هذا؟ " فقال: "حذيفة؟ " قال: حذيفة: فتقاصرت بالأَرض فقلت: بلى يا رسول الله كراهية أنْ أقوم، فقال:"قم"، فقمت، فقال:"إنّه كائن من القوم خبر فأتني بخبر القوم"، قال: وأَنَا من أشدّ الرجال فزعًا وأَشدّه قرًّا؛ فخرجت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته"، قال: فوالله! ما خلق الله عز وجل فزعًا ولا قرًا أجده في جوفي إلّا خرج من جوفي حتى إذا دنوت من عسكر القوم نظرت في ضَوء نارٍ لهم توقد، وإذا رجل ضخم آدم

(7)

يقول بيديه على النّار ويسخن خاصرته ويقول: [الرحيل]

(8)

، ولم أكنْ أعرف أبا سفيان قبل ذلك، فانتزعت سهمًا من كنانتي أبيض الريش، فأضعه على كبد قوسي لأرمي به في ضوء النّار، فذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تحدثنّ شيئًا حتى تأتي" فأمسكت، ورددت سهمي، ثمّ إنّي شجعت نفسي حتى

⦗ص: 486⦘

دخلت العسكر، فإذا أدنى النّاس بنو

(9)

عامر، ويقولون: يا أبا عامر [الرحيل]

(10)

لا مقام لكم، وإنّ الريح في عسكرهم لا تجاوز عسكرهم شبرًا قد دفنت رحالهم، وطَنَافسهم

(11)

يستترون بها من التراب، فجلست بين اثنين، فلما استويت بينهما، قال ذلك الرجل: الليلة ليلة الطلائع، فليسأل كلُ رجل جليسَه، فوالله إنّي لأَسمعُ صوت الحجارة في رحالهم، تربتهم الريح تضربهم بها، فقلت للذي عن يميني: من أنت؟ وقلت للذي عن شمالي: من أنت؟ ثمّ خرجت نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انتصف بي الطريق أو نحو ذلك إذا أَنا بنحوٍ من عشرين فارسًا معلَّمين

(12)

فقالوا لي: أخبر صاحبك أن الله قد كفاه القوم، فرجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-]

(13)

وهو مشتمل بشملة

(14)

يصلِّي، فوالله ما عدا راجعًا إلي القَرُّ رجعت أقرقف

(15)

، فأَومأَ

⦗ص: 487⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم إليّ بيده [وهو يصلّي]

(16)

، فدنوت منه، فاشتمل عليّ بشملته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ صلّى، فأُخبر خبر القوم وأُخبر أنّهم يرتحلون، فأنزل الله عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا .... } إلى آخر الآية

(17)

(18)

.

(1)

في (ك): "أبو حذيفة بن موسى

" والصواب ما أثبته، انظر حديث رقم (6985).

(2)

ويقال: محمد بن عبد الله بن أبي قدامة الدؤلي الحنفي. ذكره ابن حبّان في الثقات، وقد روى عنه عكرمة بن عمّار، وقتادة بن دعامة. قال ابن حجر:"مقبول". الثقات لابن حبّان (5/ 380)، تقريب التهذيب (صـ: 864) وانظر: الجرح والتعديل (8/ 9)، تهذيب الكمال (25/ 530).

(3)

ويقال: عبد العزيز أخو حذيفة. ذكره ابن حبّان في التابعين من الثقات وقال: =

⦗ص: 484⦘

= "لا صحبة له". وذهب بعضهم إلى أنّ له صحبة، على أنّه أخو حذيفة فيكون له إدراك ورؤية لأن أبا حذيفة قُتل يوم أحد مع النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد صحيح أبو نعيم أَنّه ابن أخي حذيفة، ووهّم ابن منده بذكره إيّاه في الصحابة وقوله أَنّه أخو حذيفة.

وفي الرواية التي ذكر فيها عبد العزيز بن اليمان أخو حذيفة ليس عبد العزيز ولد اليمان بل نسب إليه لكونه جده، وأَمّا الحديث الذي فيه عن عبد العزيز بن أخي حذيفة ولم يسم فيه أبوه فهو المعتمد كما قال ابن حجر في الإصابة.

الثقات لابن حبّان (5/ 124)، تهذيب التهذيب (6/ 365)، الإصابة (3/ 157).

(4)

حذيفة اليمان رضي الله عنهما صحابي الحديث هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(5)

أي: يسرعون. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 479).

(6)

كساء من صوف أو خزٍّ، وجمعه مروط. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 277).

(7)

أي: أسمر. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 149).

(8)

في: (ك)، والمطبوع (الرجل)، وما أثبته الصواب كما في دلائل النبوة للبيهقي (3/ 452).

(9)

في (ك): (بني عامر).

(10)

في (ك): (الرجلين) وفي المطبوع (الرحيلين)، وما أثبته الصواب، كما في المصدر السابق.

(11)

جمع (طنفسة) وهي بكسر الطاء والفاء وبضمهما، وبكسر الطاء وفتح الفاء: البساط الذي له خمل رقيق. النهاية (3/ 140).

(12)

في دلائل النبوة للبيهقي: (مُعْتَمِّين).

(13)

ساقط من: (ك).

(14)

الشملة: كساء يتغطى به ويتلفف به. النهاية (2/ 501)، وانظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 318).

(15)

أي: يُرْعَد من شدة البرد. =

⦗ص: 487⦘

= غريب الحديث للخطابي (2/ 337)، وانظر: غريب الحديث للحربي (3/ 6005).

(16)

في: (ك) طمس، وما أثبته من دلائل النبوة للبيهقي (3/ 453).

(17)

سورة الأحزاب آية (9).

(18)

انظر: الحديث رقم (7279).

وقد أخرجه من طريق محمد بن عبيد عن عبد العزيز بن أخي حذيفة عن حذيفة رضي الله عنه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 451 - 453).

وأخرجه أبو داود في السنن (2/ 78) ح (1319) من طريق محمد بن عبد الله الدؤلي -كذا سماه به، مختصرًا بلفظ:"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلّى".

وللحديث طرق أخرى، ويمكن إجمال طرق حديث حذيفة رضي الله عنه كالتالي:

الطريق الأول: إبراهيم التيمي عن أبيه، عن حذيفة.

أخرجه مسلم في صحيحه من طريق الأعمش عنه به (انظر الحديث رقم: 7279).

وأخرجه أبو عوانة من طريق أبي سعد البقال عنه به مطولًا وأبو سعد البقال هذا ضعيف.

الطريق الثاني: عبد العزيز بن أخي حذيفة، عن حذيفة.

أخرجه أبو عوانة، والبيهقي في دلائل النبوة، من طريق محمد بن عبيد الحنفي عنه به.

ومحمد بن عبيد هذا: وثقه ابن حبّان وقال ابن حجر: "مقبول". =

⦗ص: 488⦘

= الطريق الثالث: بلال العبسي عن حذيفة.

أخرجه البزار (2/ 335) ح (1809) -كشف الأستار-، والحاكم في المستدرك (3/ 33) ح (4325)، والبيهقي في دلائل النبوة (3/ 450 - 451).

وقال الهيثمي: "رواه البزار ورجاله رجال الثقات" مجمع الزوائد (6/ 136).

الطريق الرابع: محمد بن كعب القرظي عن حذيفة.

أخرجه أحمد في مسنده (5/ 392 - 393) من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب به. وإسناده: صحيح.

الطريق الخامس: زيد بن أسلم -مولى عمر بن الخطاب- عن حذيفة.

أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 454 - 455).

ص: 483

7283 -

حدثنا أحمد بن أبي رجاء، قال: حدثنا شعيب بن حرب، قال: حدثنا سفيان

(1)

، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر، ح

وأخبرنا يوسف القاضي، قال: حدثنا محمد بن عبيد

(2)

، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان

(3)

، قال: أَشهد على جابر بن عبد الله

(4)

، يحدثنا: أنّه لمّا كان يوم الخندق اشتدّ الأمرُ،

⦗ص: 489⦘

قال النبي صلى الله عليه وسلم ( .... )

(5)

في الثالثة: "إنّ لكلّ نبي حواريا، وإنّ الزبير حواريي"

(6)

.

(1)

سفيان الثوري هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الأول.

(2)

ابن حِسَاب الغُبري البصري.

(3)

القرشيّ مولاهم أبو نُعيم المدني.

(4)

جابر بن عبد الله رضي الله عنه صحابي الحديث هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الثاني.

(5)

أشار في هامش: (ك) إلى وجود سقط في هذا الموضع، وهو كذلك، ولعل الساقط "من يأتنا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أَنَا، ثمّ قال: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير أَنَا، ثمّ قال: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا، ثمّ قال في الثالثة

".

انظر صحيح البخاري (كتاب المغازي -باب غزوة الخندق وهي الأحزاب- ح (4097) - (7/ 469) فتح).

(6)

أخرجه مسلم: (كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما ح (48)، (4/ 1879) ولم يسق متنه بل قال: بمثل حديث ابن عيينة. وسيأتي في الحديث التالي.

وأخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب فضل الطليعة- ح (2846)، (6/ 62) فتح).

وفي (كتاب المغازي -باب غزوة الخندق وهي الأحزاب- ح (497)، (7/ 469) فتح).

وقد أخرجه من طريق هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن جابر رضي الله عنه أحمدُ في المسند (3/ 314) من طريق سليمان بن حرب، عن حمّاد بن زيد، عن هشام به.

والنسائي في السنن الكبرى (5/ 264) ح (8843) من طريق محمد بن عبد الله عن سليمان بن حرب بإسناده.

ص: 488

7284 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سفيان بن عيينة

(1)

، عن محمد بن المنكدر سمع جابرًا يقول: ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 490⦘

الناس يوم الخندق فانتدب الزبير، ثمّ ندبهم فانتدب الزبير، ثمّ ندبهم فانتدب الزبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لكلّ نبي حواري، وحواريي الزبير".

قال يونس قال لنا سفيان: والحواريّ الناصر

(2)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما ح (48)، (4/ 1879).

وأخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب هل يبعث الطليعة وحده- ح (2847)، (6/ 63) فتح).

وفي: (كتاب الجهاد والسير -باب السير وحده- ح (2997)، (6/ 160) فتح).

وليس في مسلم قول سفيان "الحواري الناصر".

* من فوائد الاستخراج: تفسير سفيان للحواري بأَنَّه الناصر.

ص: 489

‌بيانُ الشدَّةِ التي أصابت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة ذات الرقاع

(1)

، ويوم أحد، ومحاربته أعدائه

(1)

سُمّيت بذلك لأَنّ أقدامهم نقبت فكانوا يلفون عليها الخرق -كما في حديث أبي موسى في الباب- وقيل: بل قيل لها ذات الرقاع لأَنّهم رقعوا راياتهم فيها، ويقال ذات الرقاع شجرة بذلك الموضع تدعى ذات الرقاع، وقيل: بل الجبل الذي نزلوا عليه كانت أرضه ذات ألوان من حمرة وصفرة وسواد فسموا غزوتهم تلك ذات الرقاع.

واختلف في تحديد زمن وقوعها، فقيل: وقعت سنة أربع، وهو قول ابن إسحاق وابن عبد البر، وقيل سنة خمس، وبه قال الواقدي، وابن سعد، وابن حبّان.

وجنح البخاري، وتبعه ابن القيم، وابن كثير، وابن حجر إلى أنّها وقعت بعد غزوة خيبر، وهو أظهر الأقوال، ويؤيده أنّ أبا هريرة وأبا موسى الأشعري شهدا ذات الرقاع، وقد أسلم أبو هريرة عام خيبر، ولم يقدم أبو موسى الأشعري من الحبشة إلّا بعد غزوة خيبر. والله تعالى أعلم.

انظر: المغازي للواقدي (1/ 395)، السيرة لابن هشام (3/ 403)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 61)، صحيح البخاري (7/ 481 - 483) مع الفتح، الثقات لابن حبّان (1/ 257)، الدرر لابن عبد البر (ص: 166)، زاد المعاد (3/ 250 - 254)، البداية والنهاية (4/ 83).

ص: 491

7285 -

حدثنا أحمد بن عبد الحميد، وأبو البختري العنبري

(1)

، قالا: حدثنا أبو أسامة

(2)

، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: خرجنا

⦗ص: 492⦘

مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه

(3)

، فنقبت

(4)

أقدامنا، فنقبت قدماي وسقطت أظفاري، فكنّا نلفُّ على أَرْجُلِنا الخِرَقَ، قال: فسميت غزوة ذات الرقاع ممّا كنّا نُعَصِّبُ على أَرْجُلِنا من الخِرَق، فقال أبو بردة: فحدث [أبو موسى بهذا]

(5)

الحديث، ثمّ كره ذاك، قال: ما كنت أَصنع بأَن أذكر [هذا الحديث]

(6)

، كأن كره أَنْ يكون شيئًا من عمله أفشاه وقال: والله يجزي به، قال أبو البختري: قال أبو أسامة: وزادني غيره

(7)

: والله يجزي به

(8)

.

(1)

هو عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري.

(2)

أبو أسامة حماد بن أسامة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أي: يتعاقبونه في الركوب واحدًا بعد واحدٍ. المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 475).

(4)

أي: تقرحت وآلمت وورمت وتنفطت من المشي.

انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 80)، النهاية (5/ 102).

(5)

في: (ك) طمس، وما أثبته من صحيح مسلم.

(6)

في: (ك) طمس.

(7)

أي: غير بريد.

(8)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة ذات الرقاع- ح (149)، (3/ 1449). وأخرجه البخاري:(كتاب المغازى -باب غزوة ذات الرقاع- ح (4128)، (7/ 481) فتح).

ص: 491

7286 -

ز- حدثنا سليمان بن سيف الحراني، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين

(1)

، وأبو جعفر بن نفيل

(2)

، قالا: حدثنا

⦗ص: 493⦘

زهير

(3)

، قال: حدثنا أبو إسحاق

(4)

سمعت البراء يحدث ح،

وحدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين بن عيّاش أبو بكر السلمي، قال: حدثنا زهير بن معاوية أبو خيثمة الجعفي، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يحدث، قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد -وكانوا خمسين رجلًا- عبد الله بن جبير

(5)

، وقال: "إنْ رأيتمونا يتخطفنا الطير فلا تبرحوا من مكانكم هذا حتى أُرسلَ إليكم، وإن رأيتمونا هَزَمْنَا القومَ وأوطأتهم -وقال حسين: وأوطأناهم

(6)

- فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم"، قال: فهزمهم الله، فأنا والله رأيت النّساء يشتددن على الجبل قد بدت خلاخلهن وسوقهن رافعاتٍ ثيابهن، فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم! الغنيمة! ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: إنّا والله لنأتينّ الناس فلنصيبنّ من الغنيمة فلمّا أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين، -وقال حسين: فذلك إذ يدعوهم الرسول في

⦗ص: 494⦘

أُخْراهم -فلم يبق مع رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-]

(7)

غير اثنى عشر رجلًا، فأصابوا منّا سبعين، وكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة: سبعين أسيرًا وسبعين قتيلًا، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ -ثلاث مرات- أفي القوم ابن الخطاب؟ - ثلاث مرات ثُمّ رجع إلى أصحابه فقال: أنها هؤلاء فقد قُتِلوا، قال: فما ملك عمر نفسه فقال: كذبت والله يا عدوّ الله، إنّ الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوءك، فقال أبو سفيان: يومٌ بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مُثْلة، لم آمر بها ولم تَسُؤني

(8)

، ثمّ أخذ يرتجز أُعْل هُبَل، فقال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-]

(9)

: "ألا تجيبوه؟ " قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: "قولوا: الله أعلى وأجل! " قال: إنّ لنا العزى، ولا عزى لكم! فقال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-]

(10)

: "ألا تجيبوه؟ " قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قولوا: "والله

⦗ص: 495⦘

مولانا ولا مولى لهم".

هذا لفظ حديث أبي داود، وحديث الحسن بمثله، وقال: أعل هبل أعل هبل -مرتين-، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا تجيبونه؟ " فقال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لهم -أو: لكم-" والبقية كلّه مثله

(11)

.

(1)

الحراني.

(2)

هو عبد الله بن محمد بن علي، أبو جعفر النفيلي.

(3)

زهير بن معاوية الجعفي.

(4)

هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.

(5)

هو: عبد الله بن جبير بن النعمان الأوسي الأنصاري رضي الله عنه شهد العقبة وبدرًا واستشهد بأحد وكان أمير الرماة يومئذ. انظر الإصابة (2/ 286).

(6)

أي: غلبناهم، وقهرناهم. انظر: النهاية (5/ 201).

(7)

ساقط من: (ك).

(8)

أي: لم أكرهها، وإن كان وقوعها بغير أمري.

فتح الباري (7/ 408).

(9)

ساقط من: (ك).

(10)

ساقط من: (ك).

(11)

إسناده صحيح.

وقد أخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه

- ح (3039)، (6/ 188) فتح)، عن عمرو بن خالد، عن زهير به.

ص: 492

7287 -

ز- حدثنا الصغاني

(1)

، قال: حدثنا مالك بن إسماعيل

(2)

، قال: حدثنا زهير

(3)

ح،

وحدثنا أبو أمية

(4)

، قال: حدثنا أبو غسان

(5)

، والنفيلي

(6)

، قالا: حدثنا زهير، قال: حدثنا أبو إسحاق

(7)

، قال: سمعت البراء بن عازب يحدث قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد -وكانوا خمسين

⦗ص: 496⦘

رجلًا- عبد الله بن جبير ووصفهم مكانًا، وقال لهم:"إنْ رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإنْ رأيتمونا هَزَمْنَا القومَ وأوطأتهم فلا تبرحوا حتى أُرسل إليكم"، وساروا، وقالوا: مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن معه، فهزمهم، فأَنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل قد بدت خلخالهن وسوقهن رافعات بثوبهن -فذكر الحديث مثله- وقال: فذاك إذ يدعوهم الرسول، وقال:"قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم"

(8)

.

(1)

محمد بن إسحاق الصغاني.

(2)

هو مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي.

(3)

ابن معاوية الجعفي.

(4)

محمد بن إبراهيم أبو أمية الطرسوسي.

(5)

هو مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي -المتقدم-.

(6)

عبد الله بن محمد، أبو جعفر النفيلي.

(7)

السبيعي.

(8)

إسناده صحيح. وقد أخرجه البخاري كما تقدم في الحديث السابق رقم (7286).

ص: 495

7288 -

ز حدثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء

(1)

، قال: حدثنا شعيب بن حرب

(2)

، قال: حدثنا إسرائيل

(3)

، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: لما قُتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قُتل يوم أحد قام أبو سفيان على نشز

(4)

فقال: أفي القوم محمد؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجيبوه" -وذكر الحديث- وقال في آخره: قال أبو سفيان: الحرب سجال يومٌ بيوم بدرٍ

(5)

.

(1)

الثغري أبو جعفر الطرسوسي.

(2)

المدائني، أبو صالح البغدادي.

(3)

ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

(4)

النشز هو: المرتفع من الأرض. النهاية (5/ 55).

(5)

إسناده صحيح، وقد أخرجه البخاري: (كتاب المغازي -باب غزوة أحد- ح =

⦗ص: 497⦘

= (4043)، (7/ 405 فتح) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل به.

ص: 496

7289 -

ز- حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت

(1)

، عن أنس بن مالك: بارزت

(2)

سبعين من الأنصار يوم أحد وسبعين يوم بئر معونة

(3)

وسبعين يوم مؤتة

(4)

وسبعين يوم اليمامة

(5)

(6)

.

(1)

ابن أسلم البناني، أبو محمد البصري.

(2)

كذا في: (ك)، ولا يصح ذلك، وفي إتحاف المهرة (1/ 482) ح (508) "بارزت سبعون من الأنصار

إلخ"، وعزاه الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 435) إلى الحاكم في الإكليل، قال ولفظه: "يا رب سبعين من الأنصار

"، ونحوه عند البيهقي في دلائل النبوة (3/ 277) "يا ربَّ سبعين من الأنصار: سبعين يوم أحد، .... ".

(3)

(بئر مَعُونة) بفتح الميم، وضم العين المهملة، بعدها واوٌ ثم نون، بئر بين جبال يقال لها أبلى في طريق المصعد من المدينة إلى مكة وهي لبني سليم.

قال ابن إسحاق: "هي بين ديار بني عامر، وحرّة بي سليم وهي إلى الحرّة أقرب".

وتسمى هذه الوقعة بسرية القرّاء

وكانت في صفر سنة أربع من الهجرة.

انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/ 103 - 108)، معجم ما استعجم (4/ 1245 - 1246).

(4)

تقدم الكلام عليها في الحديث رقم (7095).

(5)

أما تحديد مكان اليمامة فتقدم في الحديث رقم (7141)، وأما موقعة اليمامة فكانت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 12 للهجرة بين المسلمين وبين مسيلمة الكذاب، وكان قائد المسلمين خالد بن الوليد رضي الله عنه، وفيها قُتل مسيلمة الكذّاب.

انظر: تاريخ الطبري (3/ 281 - 301)، البداية والنهاية (6/ 328 - 331).

(6)

إسناده صحيح. =

⦗ص: 498⦘

= وقد أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 277)، من طريق حنبل بن إسحاق، عن عفّان به، ولفظه: "يا ربِّ السبعين من الأنصار: سبعين يوم أحد وسبعين يوم بئر معونة

ألخ".

وقد عزاه الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 435) إلى الإكليل للحاكم، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 277) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي عن محمد بن فليح، عن عبد الله بن حرملة، عن سعيد ابن المسيب قال:"قُتل من الأنصار في ثلاث مواطن سبعون: سبعون يوم أحد، ويوم اليمامة سبعون، ويوم جسر أبي عبيدة سبعون".

وقد أخرج البخاري في صحيحه (كتاب المغازي -باب من قتل من المسلمين يوم أحد- ح (4078)، (7/ 433 فتح).

قال: حدثنا عمرو بن علي، حدثنا: معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة قال: "ما نعلم حيًّا من أحياء العرب أكثر شهيدًا أغرَّ يوم القيامة من الأنصار.

قال قتادة: وحدثنا أنس بن مالك أنه قتل منهم يوم أحد سبعون، ويوم بئر معونة سبعون، ويوم اليمامة سبعون".

ص: 497

7290 -

حدثنا يونس بن حبيب، وأبو أميّة، قالا: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة القيسي

(2)

، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: كان عمِّي

(3)

أنس بن النفر -سُمِّيت به- لم

⦗ص: 499⦘

يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا فقال: أَوَّلُ مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبتُ عنه، أما والله لأن أشهدني الله مشهدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراني ما أصنع، فهاب أنْ يقولَ غيرها، فلما كان من العام المقبل شَهِدَ أحدًا فلقيه سعد بن معاذ -وقال له: يا أبا عمرو

(4)

أين؟ واهًا لريح الجنة أجده دونَ أحدٍ قال: فقاتل حتى قُتل فوُجد به بضعٌ وثمانون

(5)

بين رَمْيَة وضربة وطعنة، قالت أخته

(6)

: فما عرفنا أخي إلّا ببنانه

(7)

وكان حسن البنان، ونزلت هذه الآية:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ}

(8)

الآية، فكنّا نرى أنّها نزلت فيه وفي أصحابه

(9)

.

(1)

سليمان بن داود الطيالسي.

(2)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

وقع في مسند الطيالسي (ص: 272)، ح (2044):"خالي أنس".

والصحيح أنه عمّه كما في الصحيحين، وانظر: الإصابة (1/ 74).

(4)

القائل هو: أنس بن النضر، وأبو عمرو كنية سعد بن معاذ.

انظر: الكنى والأسماء لمسلم (1/ 562).

(5)

في (ك)"بضعًا وثمانين".

(6)

هي: الرُّبَيِّع بنت النضر، جاء التصريح باسمها في صحيح مسلم.

(7)

البنان: الأصابع، وقيل أطرافها، واحدتها: بنانة. النهاية (1/ 157).

(8)

سورة الأحزاب آية (23).

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الإمارة -باب ثبوت الجنة للشهيد- ح (148)، 3/ 1512).

وأخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب قول الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} - ح (2805)، (6/ 26 فتح).

ص: 498

7291 -

حدثنا أبو أميّة، قال: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة

(2)

، وحماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بمثله

(3)

.

(1)

سليمان بن داود الطيالسي.

(2)

سليمان بن المغيرة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث السابق (7290)، ولم يخرجه مسلم لحماد بن سلمة.

ص: 500

7292 -

حدثنا جعفر الصائغ، قال: حدثنا عفّان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت

(1)

، عن أنس، أنّ أنس بن النضر تغيب عن قتال بدر، فقال: تغيبت عن أول مشهد -وذكر الحديث إلى قوله: {رِجَالٌ صَدَقُوا}

(2)

. لم يخرجه مسلم إلّا [عن]

(3)

سليمان بن المغيرة فقط.

(1)

ثابت بن أسلم البناني هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7290).

(3)

(عن) من هامش (ك)، وجاء في إتحاف المهرة (1/ 491) ح (533)، قال أبو عوانة: لم يخرجه مسلم لحماد.

ص: 500

7293 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا عفّان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت، عن أنس

(1)

ح،

حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد، قال: أخبرنا حماد، عن ثابت، عن أنس

(2)

، أنّ أبا طلحة كان يرمي يوم أحدٍ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وكان راميًا،

⦗ص: 501⦘

وكان إذا رمى رفع رأسه ينظر أَين يقع سهمه، وكان أبو طلحة يرفع صدره يقول هكذا: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا يصيبك سهم، نحري دون نحرك، وكان أبو طلحة يشرف نفسه بين يدي رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-]

(3)

يقول: يا رسول الله: إني قويٌّ جَلْدٌ

(4)

فمرني بما شئت وابعثني في حوائجك

(5)

. واللفظ للصغاني.

(1)

أنس بن مالك صحابي الحديث هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أنس بن مالك صحابي الحديث هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

ساقط من: (ك).

(4)

من الجَلَد: وهو القوة والشدة، والصلابة والصبر.

انظر: النهاية (1/ 285)، لسان العرب (3/ 125) مادة: جلد.

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة النساء مع الرجال- ح (136)، (3/ 1443) بنحوه.

وأخرجه البخاري: (كتاب المناقب -باب مناقب أبي طلحة رضي الله عنه ح (3811)، (7/ 160 فتح) بنحوه أيضًا.

ص: 500

7294 -

حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي

(1)

، قال: حدثنا أبو مسهر

(2)

، ح

وحدثنا أبو يحيى العسقلاني

(3)

، [ثنا]

(4)

عبيد بن الوليد بن أبي السائب

(5)

،

⦗ص: 502⦘

قالا: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة

(6)

ح،

وحدثنا العبّاس بن محمد الدوري، قال: حدثنا أبو إسحاق الطالقاني

(7)

، عن ابن المبارك، كلاهما، عن الأوزاعي

(8)

، عن إسحاق بن

⦗ص: 503⦘

عبد الله بن أبي

(9)

، عن أنس بن مالك

(10)

، قال: كان أبو طلحة حسن الرمي، وكان إذا رمى يشرف النبي صلى الله عليه وسلم، فينظر إلى موضع نبله.

قال أبو زرعة في حديثه: كان يقعد خلاف ترسه ينظر إلى مواقع نبله

(11)

.

(1)

هو: عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله النصري، أبو زرعة الدمشقي.

(2)

هو: عبد الأعلى بن مسهر الغساني، أبو مسهر الدمشقي.

(3)

هو: عيسى بن أحمد العسقلاني.

(4)

ساقط من (ك)، والمطبوع، وأثبتّه من إتحاف المهرة (1/ 401) ح (308).

(5)

هو: عبيد ويقال عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب المخزومي.

ذكره ابن حبان في الثقات. =

⦗ص: 502⦘

= وقد روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع، وهشام بن عمار وغيرهم.

الجرح والتعديل (6/ 4)، الثقات لابن حبّان (8/ 429).

(6)

العدوي مولاهم أبو عبد الله الدمشقي.

وثقه أحمد، والعجلي، والنسائي، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال أبو حاتم:"كان من أجل أصحاب الأوزاعي وأقدمهم"، ووثقه الذهبي، وابن حجر.

معرفة الثقات للعجلي (1/ 226)، الجرح والتعديل (2/ 180)، الثقات لابن حبّان (8/ 92)، تاريخ دمشق (8/ 418 - 422)، الكاشف (1/ 74)، تقريب التهذيب (ص: 141).

(7)

هو: إبراهيم بن إسحاق بن عيسى البناني مولاهم أبو إسحاق الطالقاني (ت 215 هـ وقيل قبلها).

والطالقاني: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، بعدها القاف المفتوحة، في آخرها النون، نسبة إلى "طالقان" بلدة بين مرو الرُّوذ وبلخ، و "طالقان" ولاية أيضا عند قزوين، يقال للأولى: طالقان خراسان، والثانية: طالقان قزوين. انظر: الأنساب (4/ 29).

قال ابن معين: "ثقة"، وفي موضع:"لا بأس به"، وقال يعقوب بن شيبة:"ثقة ثبت، يقول بالإرجاء"، وقال أبو حاتم:"صدوق"، وقد ذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"يخطئ ويخالف"، وقال إبراهيم بن عبد الرحمن الدارمي:"روى عن ابن المبارك أحاديث غرائب"، قال الذهبي:"ثبت مرجئ"، وقال ابن حجر:"صدوق يغرب".

الجرح والتعديل (2/ 86)، الثقات لابن حبّان (8/ 68)، تهذيب الكمال (2/ 41)، الكاشف (1/ 32)، تهذيب التهذيب (1/ 103 - 104)، تقريب التهذيب (صـ: 104).

(8)

هو: عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو يحمد الشامي، أبو عمرو الأوزاعي. (ت 157 هـ). =

⦗ص: 503⦘

= والأوزاعي: بفتح الألف، وسكون الواو، وفتح الزاي، في آخرها العين المهملة نسبة إلى قرية تلي باب دمشق، يقال لها:"الأوزاع" على الصحيح. انظر: الأنساب للسمعاني (1/ 227).

وكان من الأئمة الأعلام.

وثقه ابن سعد، وابن معين، وأحمد، والعجلي، وغيرهم، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال:"كان من فقهاء الشام وقرائهم وزهادهم ومرابطيهم".

قال ابن حجر: "ثقة جليل".

الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 488)، العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/ 347)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 83)، تاريخ الدارمي (صـ: 45)، الثقات لابن حبّان (7/ 62 - 63)، تقريب التهذيب (صـ: 593)، وانظر: الجرح والتعديل (1/ 184 - 219).

(9)

هو: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة زيد الأنصاري، أبو يحيى المدني.

(10)

أنس بن مالك رضي الله عنه صحابي الحديث هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(11)

انظر الحديث رقم (7293).

ص: 501

7295 -

حدثنا علّان بن المغيرة، قال: حدثنا نُعيم بن حماد، قال: حدثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي بنحوه

(1)

.

(1)

انظر الحديث رقم (7293).

ص: 503

7296 -

حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، قال: حدثنا عفّان بن مسلم، قال: حدثنا حمّاد بن سلمة

(1)

، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وهو يَسْلُتُ

(2)

الدّم عن وجهه، وهو يقول: "كيف يُفْلِحُ قومٌ شَجُّوا

(3)

نَبِيَّهُم وكسروا رَبَاعِيَّتَهُ، وهو يَدْعُوهُمْ إلى الله عز وجل؟ " فأنزل الله:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}

(4)

(5)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أي: يمسح ويزيل. انظر: غريب الحديث للخطابي (2/ 115)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 266).

(3)

من الشجّ وهو الشق. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 519).

(4)

سورة آل عمران آية (128).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة أحد- ح (104)، 3/ 1417).

ص: 504

7297 -

حدثنا محمد بن حيّوية، قال: حدثنا سهل بن بكار

(1)

، قال: حدثنا حماد بن سلمة

(2)

، عن ثابت، عن أَنس بن مالك، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفض الدم عن جبهته يوم أحدٍ ويقول: "كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله عز وجل؟ " فأنزل الله عز وجل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُون}

(3)

(4)

.

(1)

ابن بشر الدارمي، أبو بشر البصري.

(2)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

سورة آل عمران آية (128).

(4)

انظر الحديث السابق رقم (7296).

ص: 504

7298 -

حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة

(1)

بمثله وزاد: "وكذبوه"

(2)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7296).

وليس في صحيح مسلم زيادة: "وكذّبوه" وإسناد أبي عوانة صحيح.

ص: 505

7299 -

حدثنا مهدي، قال: حدثنا علي بن إسحاق

(1)

، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك

(2)

: قال: كان أبو طلحة يتترس مع النبي صلى الله عليه وسلم بترسٍ واحدٍ، وكان أبو طلحة حسن الرمي، وكان إذا رمى يشرف نبي الله صلى الله عليه وسلم فينظر إلى موقع نبله

(3)

.

(1)

السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي الداركاني.

(2)

أنس بن مالك رضي الله عنه هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7293).

وقد أخرجه البخاري -أيضًا- بهذا اللفظ: (كتاب الجهاد والسير -باب المجنَّ ومن يتَّرِسُ بترس صاحبه- ح (2902)، (6/ 109).

ص: 505

7300 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: وحدثنا ابن أبي حازم

(1)

، عن أبيه

(2)

، عن سهل بن سعد أَنّه سئل عن

⦗ص: 506⦘

جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أَما والله إنّي لأعرف من كان يغسل جرح النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كان يسْكب الماء، وبماذا دُوويَ به، كسرت البيضة على رأسه، وكسرت رباعيته وجرح وجهه، قالوا: هات يا أبا العبّاس! فحدثنا، قال: كانت فاطمة تغسله؛ وكان عليٌّ يسكب الماء بالمجنِّ

(3)

، فلمّا رأَت فاطمة أَنّ الماءَ لا يزيد الدم إلّا كثرة أخذت قطعة من حصير

(4)

فأحرقتها وألصقتها على جرحه، فاستمسك الدم

(5)

.

(1)

عبد العزيز بن أبي حازم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

"عن أبيه" ساقط من المطبوع، ولم أجد هذا الطريق في إتحاف المهرة لابن حجر.

انظر: إتحاف المهرة (6/ 129 - 130) ح (6251).

(3)

المجنّ: هو الترس لأنه يواري حامله أي: يستره والميم زائدة. النهاية (1/ 308).

(4)

الحصير هو الذي يبسط في البيوت. انظر: النهاية (1/ 395).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة أحد- ح (101)، 3/ 1416).

وأخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب لبس البيضة- ح (2911)، (6/ 113 - 114 فتح).

ص: 505

7301 -

حدثنا الربيع بن سليمان

(1)

، قال: حدثنا ابن أَبي عبّاد

(2)

، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم

(3)

-بإسناده مثله-

(4)

.

(1)

وقع في إتحاف المهرة (6/ 129) ح (6251) يونس بن عبد الأعلى بدل الربيع بن سليمان.

ولم يُذكر ليونس -كما في ترجمته- رواية عن ابن أبي عباد، بخلاف الربيع بن سليمان.

(2)

هو: يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد العبدي المكي البصري ثمّ القلزمي.

(3)

عبد العزيز بن أبي حازم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث السابق رقم (7300).

ص: 506

7302 -

حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا

⦗ص: 507⦘

عبد العزيز بن أبي حازم

(1)

، قال: أخبرني أبي أنّه سمع سهل بن سعد سئل عن جرح النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقال: جرح وجهه وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة ابنته تغسل الدم وعلي يسكب الماء، فلمّا رأت أنّ الماء لا يزيد الدّم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى إذا صار رمادًا ألصقته الجرح، استمسك الدم

(2)

.

(1)

عبد العزيز بن أبي حازم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7300).

* من فوائد الاستخراج: عبد العزيز بن أبي حازم يروي الحديث عن أبيه بصيغة "أخبرني" وعند مسلم بالعنعنة.

ص: 506

7303 -

حدثنا أبو الأَحوص إسماعيل بن إبراهيم، ومسدد

(1)

، قالا: حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد

(2)

، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري القرشي، عن أبي حازم أنهّ رأى سهل بن سعد، وهو يُسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما والله إنّي لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان يسكب الماء وبماذا دووي، قال: كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسله، وعليٌّ يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدّم إلّا كثرة أخذت قطعةً من حصير فأحرقتها، وألصقتها، فاستمسك الدم، وكُسرت

⦗ص: 508⦘

رباعيته يومئذ وجُرح وجهه، وكُسرت البيضة

(3)

.

(1)

ابن قطن بن إبراهيم النيسابوري المزكي.

(2)

قتيبة بن سعيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة أحد- ح (102)، 3/ 1416).

وأخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب المجن ومن يترس بتّرس صاحبه- ح (2903)، (6/ 110 فتح).

* من فوائد الاستخراج:

1 -

ذكر كنية قتيبة بن سعيد.

2 -

تتمة اسم يعقوب بن عبد الرحمن القاري.

3 -

سياق متن رواية قتيبة بتمامه، وقد ذكر مسلم بعضه.

ص: 507

7304 -

حدثنا الصغاني، قال: أخبرنا ابن أبي مريم

(1)

، قال: حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: هشمت البيضة على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وكُسرت رباعيته وجُرح وجهه، قال: فكانت فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]-

(2)

تغسل عنه الدم، وعلي بن أبي طالب يأتيها بالماء، فلمّا أصاب الجرح الماء كثر دمه فلم يرقأ

(3)

الدم حتى أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى عاد رمادًا، ثمّ جعلته على الجرح فرقأ الدم

(4)

.

(1)

ابن أبي مريم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

ساقط من: (ك).

(3)

أي: لم يسكن وينقطع. انظر: النهاية (2/ 248).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة أحد- ح (103)، 3/ 1416).

وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديثين السابقين.

* من فوائد الاستخراج: =

⦗ص: 509⦘

= 1 - الإتيان بمتن رواية محمد بن مطرف عن أبي حازم، والتي ذكر مسلم إسنادها وأحال على رواية عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه.

2 -

ذكر كنية محمد بن مطرّف.

ص: 508

7305 -

حدثنا يونس

(1)

، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني هشام ابن سعد، عن أبي حازم

(2)

، عن سهل بن سعد: أنّ فاطمة كانت يوم أُصيب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرق الحصير تداويه به تلصقه عليه

(3)

.

رواه مسلم

(4)

عن عمرو بن سوّاد، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي حازم.

(1)

ابن عبد الأعلى.

(2)

أبو حازم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7300) وما بعده.

(4)

في صحيحه (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة أحد- ح (103)، 3/ 1416).

ص: 509

7306 -

حدثنا الصغاني، قال: حدثنا إسماعيل بن الخليل، قال: أخبرنا علي بن مسهر، قال: حدثنا الأعمش

(1)

، عن شقيق، عن عبد الله، قال: كأَني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم حكى نبيًّا من الأنبياء ضربه قومه حتى أَدموا وجهه، فجعل يمسح الدم عن وجهه، ويقول:"ربِّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون"

(2)

.

(1)

الأعمش هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة أحد- ح (105)، (3/ 1417). =

⦗ص: 510⦘

= وأخرجه البخاري: (كتاب أحاديث الأنبياء -باب- ح (3477)، (6/ 593 فتح).

ص: 509

7307 -

حدثنا أبو جعفر محمد بن الجنيد الدقّاق، قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني

(1)

، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش

(2)

، عن شقيق، عن عبد الله قال: لكأني أنظر إلى النبي -صلى الله عليه [وسلم]-

(3)

حكى نبيًّا من الأنبياء قد ضربه قومه بمثله

(4)

.

(1)

هو: إسحاق بن إسماعيل، أبو يعقوب الطالقاني- نزيل بغداد.

(2)

الأعمش هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

ساقط من: (ك).

(4)

انظر الحديث السابق رقم (7306).

ص: 510

7308 -

حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا محمد بن بشر

(1)

، وأبو معاوية، قالا: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا ضربه قومه يمسح الدم عن وجهه ويقول: "رب اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون"

(2)

.

(1)

محمد بن بشر العبدي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7306).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية محمد بن بشر عن الأعمش، والتي ذكر مسلم إسنادها، وأحال على رواية وكيع عن الأعمش.

ص: 510

‌بيان شدة غضب الله سبحانه على من يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله، والإباحة لمن يُخاطر بنفسه في حرب العدو عن الإمام، وبيان ثوابه، والدّليل من أنّه يكره للإمام إذا أمر رعيته بذلك ولم ينصفهم.

ص: 511

7309 -

حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا عبد الرزاق

(1)

، قال: أخبرنا معمر، عن همّام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشتد غضب الله على قوم فعلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حينئذ يشير إلى رباعيته"، وقال: "اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-]

(2)

في سبيل الله"

(3)

.

(1)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

ساقط من: (ك).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب اشتداد غضب الله على من قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم ح (106)، (3/ 1417).

وأخرجه البخاري: (كتاب المغازي -باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجرح يوم أحد- ح (4073)، (7/ 430 فتح).

ص: 511

7310 -

حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، قال: حدثنا عفّان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة

(1)

، قال: أخبرنا ثابت، عن أَنس بن

⦗ص: 512⦘

مالك، أَنّ المشركين لمّا رهقوا

(2)

النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، قال:"من يَرُدُّهم عنّا، وهو رفيقي في الجنّة؟ " فجاء رجلٌ من الأَنصار، فقاتل حتى قُتل، فلمّا رهقوه أيضًا، قال:"من يردهم عنّا، وهو رفيقي في الجنّة؟ " فتقدم رجلٌ من الأَنصار؛ فقاتل حتى قُتل، فلمْ يزل كذلك حتى قُتِل السبعة، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-]

(3)

لصاحبيه: "ما أنصفنا

(4)

أصحابنا"

(5)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أي: قَرُبوا منه. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 265)، وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 370).

(3)

ساقط من: (ك).

(4)

قال النووي: "الرواية المشهورة فيه ما أَنصفْنا بإسكان الفاء، وأصحابنا منصوب مفعول به، هكذا ضبطه جماهير العلماء من المتقدمين والمتأخرين، ومعناه: ما أنصفت قريشٌ الأنصارَ لكون القرشيَيْن لم يخرجا للقتال، بل خرجت الأنصار واحدًا بعد واحدٍ، وذكر القاضي وغيرُه أَنّ بعضهم رواه ما أنصفَنا بفتح الفاء، والمراد على هذا الذين فرّوا من القتال فإنّهم لم ينصفوا لفرارهم"ا. هـ

شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 147 - 148).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة أحد- ح (100)، 3/ 1415).

ص: 511

7311 -

حدثنا سعيد بن مسعود، قال: حدثنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا حماد بن سلمة

(1)

، عن ثابت وعلي بن زيد،

⦗ص: 513⦘

عن أنس بن مالك، أنّ النبي -صلى الله عليه [وسلم-]

(2)

لما رهقه المشركون يوم أحد ومعه سبعة من الأَنصار ورجلان من قريش، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من يردُّهم عنّا وهو رفيقي في الجنة؟ " فقام رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، ثمّ قال مثلها؛ فقام آخر فقاتل حتى قُتل، ثُمّ قال مثلها؛ فقام آخر فقاتل حتى قُتل، فلمْ يزالوا كذلك حتى قُتل السبعة جميعًا، فقال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-]

(3)

لصاحبيه: "ما أنصفنا أصحابنا"

(4)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

ساقط من: (ك).

(3)

ساقط من: (ك).

(4)

انظر الحديث السابق رقم (7310).

ص: 512

‌بيان الإباحة في الاستعانة بالنِّساء والعبيد للإمام في مغازيه.

ص: 514

7312 -

أخبرنا الصغاني، وأبو أميّة، وجعفر الصائغ، قالوا: حدثنا عفّان بن مسلم، قال: حدثنا حمّاد بن سلمة

(1)

، عن ثابت، عن أنس بن مالك: أنّ أمّ سليم كانت مع أبي طلحة يومَ حُنَيْن، فإذا مع أمّ سليم خنجر

(2)

، فقال أبو طلحة

(3)

: ما هذا معك يا أم سليم؟ قالت: اتخذته؛ إِنْ دنا مني أحد من الكفار أن أبعج

(4)

به بطنه، قال أبو طلحة: يا نبي الله! أَمَّا تسمع ما تقول أمُّ سليم؟ قالت كذا وكذا، فقالت: يا رسول الله! قتل من بعدنا من الطلقاء

(5)

؛

⦗ص: 515⦘

انهزموا بك

(6)

يا رسول الله! قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أمّ سليم! إنّ الله قد كفى وأَحسن"

(7)

.

(1)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

الخنجر بكسر الخاء وفتحها، نوع من السكاكين، وهي سكين كبيرة ذات حدين.

انظر: مشارق الأنوار (1/ 241)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 188).

(3)

وقع في صحيح مسلم أن القائل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وافق المصنّفَ على أنّ أبا طلحة هو القائل: أبو داود في السنن (3/ 162) ح (2718)، والطيالسي في مسنده (صـ: 276 - 277) ح (2079)، وأحمد في مسنده (3/ 108 - 109، 286)، وابن حبّان في صحيحه (11/ 169 - 170) ح (4838)، و (16/ 152 - 153) ح (7185)، والطبراني في المعجم الكبير (25/ 119 - 120) ح (7110)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 306 - 307).

(4)

أي: أشق. النهاية (1/ 139).

(5)

الطُلقاء -بضم الطاء وفتح اللام- هم مسلمة الفتح؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم خلّى عنهم يوم فتح مكة فلم يسترقَّهم، وكان في إسلامهم ضعف فاعتقدت أمُّ سليم -رضي الله =

⦗ص: 515⦘

= عنها- أنّهم منافقون، وأنّهم استحقوا القتل بانهزامهم.

انظر: مشارق الأنوار (1/ 319)، المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 364)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 188).

(6)

أي: انهزموا عنك بمعنى فرُّوا، والباء في "بك" بمعنى عن. المفهم للقرطبي (3/ 684)، وانظر: مغني اللبيب (1/ 104).

(7)

أخرجه مسلم: كتاب الجهاد والسير -باب غزوة النساء مع الرجال- ح (134)، (3/ 1442 - 1443).

ص: 514

7313 -

حدثنا عثمان بن خرّزاذ، وأَبو داود السجستاني، قالا: حدثنا عبد السلام بن مُطهّر

(1)

ح،

وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر

(2)

، قالا: حدثنا جعفر بن سليمان

(3)

، قال: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأمّ سليم معه ونِسْوَةٍ من الأنصار؛ يسقين الماءَ

⦗ص: 516⦘

ويداوين الجرحى

(4)

.

(1)

هو: عبد السلام بن مُطَهّر بن حسام الأزدي أبو ظفر، البصري.

ومُطَهّر بضم أوله، وفتح الطاء المهملة والهاء المشددة معًا وآخره راء.

توضيح المشتبه (8/ 189).

(2)

ابن ميسرة القواريري.

(3)

جعفر بن سليمان هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير، باب غزوة النساء مع الرجال، ح (135)، (3/ 1443).

ص: 515

7314 -

حدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود

(1)

، ح.

وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا حجّاج بن منهال، قالا: حدثنا حماد بن سلمة

(2)

، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: جاءت هوازنُ يوم حنين بالنّساء والصبيان والإبل والغنم فجعلوهم صفوفًا يكثّرون بهم على رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-]

(3)

، فالتقى المسلمون والمشركون فولى المسلمون مدبرين كما قال الله عز وجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا عباد الله، أنا عبد الله ورسوله"، ثمّ قال:"يا معشر الأنصار: أنا عبد الله ورسوله"، فهزم الله المشركين ولم يُضرب بالسيف

(4)

ولم يُطعن برمح، وقال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-]

(5)

يومئذٍ: "من قتل كافرًا فله سلبه"، فقتل أبو طلحة

⦗ص: 517⦘

عشرين رجلًا وأخذ أسلابهم، قال: وقال المقداد

(6)

: يا رسول الله! إِنِّي ضربتُ رجلًا على حبل العاتق وعليه درع -وذكر الحديث- قال: وجاءت أمُّ سليم ومعها خنجر، فقال: ما هذا يا أم سليم؟ قالت: أردت والله إنْ دنا مني أحد منهم أنْ أبعج به بطنه، قال: فأخبر أبو طلحة النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، قال: وجاءت أمّ سليم فقالت: قتّل من بعدنا الطلقاء، انهزموا بك يا رسول الله! فقال:"يا أمّ سليم! إنّ الله كفى وأحسن"

(7)

.

(1)

هو: سليمان بن داود الطيالسي.

(2)

حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

ساقط من: (ك).

(4)

كذا في (ك)، وفي مسلم (يضرب بسيف).

(5)

ساقط من: (ك).

(6)

كذا في: (ك) والصواب: "أبو قتادة" وليس المقداد، كما في مسند الطيالسي (صـ: 276 - 277) ح (2079)، ومصنف ابن أبي شيبة (14/ 530 - 532) ح (8845)، ومسند أحمد (3/ 190)، وصحيح ابن حبّان (11/ 165) ح (4838)، والسنن الكبرى للبيهقي (6/ 306)، والمختارة للضياء المقدسي (4/ 358 - 359) ح (1521).

وقد تقدم حديث أبي قتادة في ذلك، انظر الحديث رقم (7076).

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة النساء به. الرجال- ح (134)، (3/ 1443).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله، والتي ذكر مسلم إسنادها، وأحال على رواية حماد بن سلمة، عن ثابت، والتي اقتصر فيها على آخر الحديث في قصة أم سليم.

ص: 516

7315 -

حدثنا محمد بن الحسين أبو جعفر الحنيني

(1)

، قال: حدثنا

⦗ص: 518⦘

أبو معمر عبد الله بن عمرو

(2)

، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا عبد العزيز ابن صهيب، عن أنس قال: لما كان يوم أحد انهزم ناس من النّاس عن النبي -صلى الله عليه [وسلم](2) -، وأبو طلحة بين يدي نبي الله -صلى الله عليه [وسلم-]

(3)

مُجَوِّبٌ

(4)

عليه بجحفة، قال: وكان أبو طلحة رجلًا راميًا شديد النَزْع

(5)

، وكسر يومئذ قوسين أو ثلاثة

(6)

، قال: وكان الرجل يَمُرُّ معه الجعبة

(7)

من النّبْل فيُقال: انثرها لأبي طلحة، قال: فيشرف نبي الله صلى الله عليه وسلم فينظر إلى القومَ، فيقولُ أبو طلحة: يا نبي الله بأبي أنت وأمي! لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، قال: ولقد رأيت عائشةَ بنت أبي

⦗ص: 519⦘

بكر وأمّ سليم وإنّهما لمشمرتان

(8)

، أرى خَدَم

(9)

سوقهما تنقلان القِرَبَ

(10)

على متونهما، لمّ تفرغانه في أفواه القوم، ثمّ ترجعان؛ فتملآنها، ثمّ تجيئان؛ فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يديْ أبي طلحة؛ إمّا مرتين وإمّا ثلاثًا من النّعاس

(11)

.

(1)

هو: محمد بن الحسين بن موسى بن أَبي الحنين، أبو جعفر الكوفي المعروف بالحنيني.

والحنيني بضم الحاء المهملة، وإسكان الياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين النونين، هذه النسبة إلى الجد، وهو حنين أو أبو حنين. انظر: الأنساب للسمعاني (2/ 282).

(2)

عبد الله بن عمرو التميميّ أبو معمر المنقري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

ساقط من: (ك).

(4)

بفتح الجيم وكسر الواو المشددة أي: ساتر له، قاطع بينه وبين العدو بجحفة، والجحفة ترس صغير.

تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 255)، وانظر فتح الباري (17/ 160).

(5)

أي: شديد الرمي. شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 189).

(6)

في: (ك)(ثلاثًا).

(7)

الجَعبة: بفتح الجيم، هي خريطة النُّشَاب أي السهام، ويقال لها الكنانة.

انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 142، 255، 552)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 189).

(8)

أي: رافعات ثيابهن. انظر: لسان العرب (4/ 428) مادة: شمر.

(9)

بفتح الخاء المعجمة، والدال المهملة- جمع خَدَمَة وهو الخلخال، ويجمع أيضًا خِدَام.

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 31)، تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 255)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 189).

(10)

جمع قِرْبة، وهي ما يحمل فيه الماء. انظر: لسان العرب (1/ 668) مادة: قرب.

(11)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة النساء مع الرجال- ح (136)، (3/ 1443 - 1444).

وأخرجه البخاري: (كتاب مناقب الأنصار -باب مناقب أبي طلحة رضي الله عنه ح (3811)، (7/ 160 فتح). وليس في صحيح البخاري قوله:"من النّعاس".

ص: 517

7316 -

حدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا محمد بن العلاء

(1)

، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا بريد

(2)

، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قدمنا فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا -أو قال: فأعطانا منها- وما قسم لأحدٍ غاب عن فتح خيبر منها شيئًا إلّا من شهد معه إلّا أصحاب سفينتنا: جعفر بن أبي أبي طالب وأصحابه،

⦗ص: 520⦘

أسهم لمن معه

(3)

.

(1)

محمد بن العلاء الهمداني هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

وقع في المطبوع (يزيد) بالياء، وهو خطأ.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس وأهل سفينتهم رضي الله عنه ح (169)، (4/ 1946)، وأخرجه البخاري: (كتاب فرض الخمس -باب ومن الدليل على أنّ الخمس لنوائب المسلمين

- ح (3136)، (6/ 273 فتح). مطولًا.

ص: 519

7317 -

حدثنا إسحاق بن سيّار، قال: حدثنا حمزة بن سعيد المروزي

(1)

، قال: حدثنا حفص بن غياث

(2)

، عن بريد بن عبد الله بن أبي برده

(3)

، عن أبيه، عن جده أبي موسى قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خيبر بثلاث فأسهم لنا ولم يسهم لأحدٍ لم يشهد غيرنا

(4)

.

(1)

أبو سعيد نزيل طرسوس.

والمروزي: بفتح الميم والواو، بينهما الراء الساكنة، وفي آخرها الزاي؛ هذه النسبة إلى مرو الشاهجان. وهي أشهر مدن خراسان وقصبتها، والنسبة إليها مروزي على غير قياس. انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 265)، معجم البلدان (5/ 132).

قال ابن وضاح: "كان حافظًا ضابطًا"، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن حجر:"صدوق" الثقات لابن حبّان (8/ 209)، تهذيب التهذيب (3/ 30)، تقريب التهذيب (صـ: 271) وفيه: "حمزة بن سعد".

(2)

ابن طلق النخعي، أبو عمر الكوفي.

(3)

بريد بن عبد الله هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث السابق رقم (7316).

وقد أخرجه البخاري -أيضًا- (كتاب المغازي -باب غزوة خيبر- (4233)، (7/ 557 فتح).

ص: 520

7318 -

حدثنا سعيد بن مسعود المروزي، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا هشام بن حسّان

(1)

، عن حفصة، عن أمّ عطية، أنّها قالت: غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(2)

- سبْعَ غزوات؛ فكنتُ أَصنع لهم الطعام، وأَقوم على المرضى، وأُداوي الجرحى

(3)

.

(1)

هشام بن حسّان هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

ساقط من: (ك).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم، والنهي عن قتل صبيان أهل الحرب- ح (142)، 3/ 1447).

ص: 521

7319 -

حدثنا أبو البختري

(1)

، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا هشام بن حسّان

(2)

بإسناده مثله، وزاد: وأخلفهم في رحالهم

(3)

.

(1)

هو: عبد الله بن محمد بن شاكر، أبو البختري العنبري البغدادي.

(2)

هشام بن حسان هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث السابق برقم (7318).

ص: 521

7320 -

حدثنا يزيد بن سنان

(1)

، قال: حدثنا وهب بن جرير

(2)

قال: حدثنا أبي، قال سمعت قيسًا يحدّث عن يزيد بن هرمز، قال: كتب

⦗ص: 522⦘

نجدةُ بن عامر

(3)

إلى ابن عبّاس أنْ اكتب إليّ: مَنْ ذوي القربى الذين ذكر الله عز وجل وفرض لهم مما أفاء الله على رسوله؟ ومتى ينقضي يُتم اليتيم؟ وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقتل من أولاد المشركين أحدًا؟ وهل كان للمرأةِ أو العبد إذا حضر البأس

(4)

من سهم معلوم؟ فقال ابن عبّاس: والله! لولا أنْ أردّه عن شيء يقع فيه ما كتبت إليه، ولا نُعْمة عين

(5)

! فكتب إليه وأنا شاهد: "أنها ذوو القربى فكنّا نرى أنّ قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم، فأبى ذلك علينا قومنا، وأمّا اليتيم: وإذا بلغ الحلم وأونس منه الرشد

(6)

دفع إليه ماله وقد انقضى يتمه، وأمّا أولاد المشركين: فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقتل منهم أحدًا، فأنت لا تقتل منهم أحدًا إلّا أنْ تكون تعلم منهم ما علم الخضر من الغلام حين قتله، وأمّا المرأة والعبد فإنّه لم يكن لهما إذا حضرا البأس سهم معلومٌ إلّا أنْ يُحذيا

(7)

⦗ص: 523⦘

من غنائم القوم

(8)

.

(1)

ابن يزيد القزاز، أبو خالد البصري.

(2)

وهب بن جرير بن حازم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

هو نجدة بن عامر بن عمير اليمامي الحروري من رؤوس الخوارج، وإليه تنسب فرقة النجدات من الخوارج. انظر: ذكر مذاهب الفرق الثنتين وسبعين لليافعي (صـ: 42)، لسان الميزان (6/ 148).

(4)

البأس -بالباء الموحدة-: الشدة، والمراد هنا الحرب. شرح صحيح مسلم (12/ 194).

(5)

(ولا نُعمة عين) -بضم النون وفتحها-: أي ولا قرة عين، فلا تُسَرُّ عينه بالإجابة إلى طلبه. انظر: النهاية (5/ 84)، شرح صحيح مسلم (12/ 193 - 194).

(6)

في هامش (ك): "رشده"، وفي صحيح مسلم "رشدٌ".

(7)

أي: يُعطيا. النهاية (1/ 358).

(8)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم، والنهي عن قتل صبيان أهل الحرب- ح (140)، 3/ 1446).

ص: 521

7321 -

حدثنا الحارث بن أَبي أُسامة، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: حدثنا جرير بن حازم

(1)

ح،

وحدثنا سليمان بن سيف الحرّاني، قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا جرير ح،

وحدثنا محمد بن حيّوية، قال: حدثنا الحجاج

(2)

، قال: حدثنا جرير بن حازم -وهذا لفظ سليمان- قال: حدثني قيس بن سعد، عن يزيد بن هرمز، قال: كتب نجدةُ بن عامر إلى ابن عباس يسأله عن أشياء، فشَهِدْتُ ابنَ عبّاسٍ حين قرأ كتابه وحين كتب الجواب، فكتب إليه: إِنّك سألتني عن سهم ذي القربى الذين ذكرهم من هم؟ وإنّا كنّا نرى أنّ قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم، فأبى ذلك علينا قومنا، وسأَلتَ عن اليتيم متى ينقضي يتمه؟ وإنّه إذا بلغ النِّكاح وأونس منه رشدٌ دُفع إليه ماله؛ فقد انقضى يتمه، وسأَلتَ: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتلُ من صبيان المشركين أحدا؟ وأنّ رسول الله-

⦗ص: 524⦘

صلى الله عليه [وسلم-]

(3)

لم يكن يقتلُ منهم أحدًا، وأنت لا تقتلْ منهم أحدًا إلّا أنْ تكون تعلم منه ما علم الخضر من الغلامِ حين قتله، وسألتَ عن المرأة والعبد هل كان لهما سهم معلومٌ إذا حضروا البأس؟ وإنّهم لم يكن لهم [سهم]

(4)

معلوم إلّا أنْ يحذيا من غنائم القوم

(5)

.

(1)

جرير بن حازم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

ابن المنهال الأنماطي أبو محمد السلمي -كما في إتحاف المهرة (8/ 140) -.

(3)

ساقط من: (ك).

(4)

ساقط من (ك)، وأثبته من صحيح مسلم.

(5)

انظر الحديث السابق رقم (7320).

ص: 523

7322 -

حدثنا الدّوري عبّاس، قال: حدثنا الحسن بن الربيع

(1)

، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثني جرير بن حازم

(2)

عن قيس بن سعد، عن يزيد بن هرمز، عن ابن عبّاس بنحوه

(3)

.

(1)

ابن سليمان البجلي، أبو علي الكوفي.

(2)

جرير بن حازم هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7320).

ص: 524

7323 -

حدثنا أحمد بن شيبان الرملي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة

(1)

، عن إسماعيل بن أُمية، عن سعيد بن أبي سعيد، عن يزيد بن هرمز، قال: كتب نجدة إلى ابن عبّاس يسأله عن سهم ذي القربى، من هم؟ وعن المرأة والعبد يحضران الفتح؛ هل لهما من المغنم شيء؟ وعن قتل الولدان، وعن اليتيم؛ متى ينقضي يتمه؟ فقال: والله لولا أَنْ يقع في

⦗ص: 525⦘

أُحموقة

(2)

ما أجبته، اكتب يا يزيد! إنّا زعمنا أَنّا نحن ذوو القربى؛ فأبى ذلك علينا قومنا، وأما المرأة والعبد يحضران المغنَم؛ فليس لهما من المغنم شيءٌ إلّا أنْ يحذيا، وأمّا اليتيم فإذا أُونس منه رشدٌ فقد انقضى يتمه، وأمّا الصبيان فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتلهم، فلا تقتلهم إلّا أنْ تعلم منهم ما علم صاحب موسى من الغلام

(3)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

(أحموقة) بضم الهمزة والميم، يعني فعلًا من أفعال الحمقى ويرى رأيًا كرأيهم.

شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 193).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم والنهي عن قتل صبيان أهل الحرب- ح (139)، (3/ 1445)، وفيه تقديم وتأخير.

*من فوائد الاستخراج:

1 -

تعيين سفيان، وأنّه ابن عيينة.

2 -

أن يزيد بن هرمز هو الذي كتب كتاب ابن عباس.

ص: 524

7324 -

حدثنا أبو المثنى، قال: حدثنا القعنبي

(1)

، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد ح،

وحدثنا السلمي، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا سليمان بن بلال

(2)

، عن جعفر بن محمد ح،

⦗ص: 526⦘

وحدثنا ابن أبي مسرة، قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن يزيد بن هرمز، أنّ نجدة كتب إلى ابن عبّاس -فذكرَ مثله- إلّا أنّه قال: وعن قتل الولدان، وقال: وأمّا الصبيان؛ فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتلهم، فلا تقتلهم إلّا أنْ تعلم منهم ما علم صاحب موسى من الغلام الذي قتله

(3)

.

(1)

عبد الله بن مسلمة القعنبي هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الأول والثالث.

(2)

سليمان بن بلال هو موضع الالتقاء مع مسلم في إسناد أبي عوانة الثاني.

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم، والنهي عن قتل صبيان أهل الحرب- ح (137)، (3/ 1444 - 1445).

ص: 525

7325 -

حدثنا ابن أبي مسرّة، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان

(1)

، قال: حدثنا إسماعيل بن أُميّة، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن يزيد بن هرمز قال: كتب نجدة إلى ابن عبّاس فذكر مثله

(2)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7323).

ص: 526

7326 -

حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن زائدة

(1)

-قال معاوية: وقد سمعته من زائدة-، عن الأعمش، عن المختار بن صيفي، عن يزيد بن هرمز قال: كتب نجدة إلى ابن عبّاس يسأله عن اليتيم: متى ينقطع عنه اسم اليتم؟ وعن قتل الوِلْدان، وعن المملوك: أله من الفيء شيء؟ وعن النّساء: هل كنّ يخرجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل لهنّ نصيبٌ من الفيء؟ وعن الخمس:

⦗ص: 527⦘

لمن هو؟ قال ابن عبّاس: لولا أَنْ يأتي أُحْموقة ما كتبت إليه ثمّ كتب إليه: أما اليتيم: فإذا احتلم وأُونس منه رشده فقد انقطع عنه اليتم، وأمّا الوِلْدان: فإنْ كنت تعلم ما علم الخضر وإلّا فلا تقتلهم، وأمّا المملوك فقد كان يُحذا، وأمّا النساءُ: فقد كنَّ يداوين الجرحى ويسقين الماء، وأمّا الخُمس: فنزعمُ أنّه لنا ويزعم قومنا أنّه ليس لنا

(2)

.

(1)

زائدة بن قدامة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم، والنهي عن قتل صبيان أهل الحرب- ح (141)، 3/ 1446 - 1447).

وساق طَرَفَه ثم قال: "فذكر بعض الحديث ولم يتم القصة، كإتمام من ذكرنا حديثهم".

ص: 526

7327 -

حدثنا أبو خراسان

(1)

، والصغاني، قالا: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن زائدة

(2)

، عن الأعمش، عن المختار بن صيفي، عن يزيد بن هرمز -ثمّ ذكر إلى آخره مثله-

(3)

.

(1)

هو: محمد بن أحمد بن السكن أبو بكر القطيعي ويعرف بأبي خراسان. (ت 268 هـ).

وثقه الخطيب. انظر: تاريخ بغداد (1/ 305)، المقتنى في سرد الكنى (1/ 214).

(2)

زائدة بن قدامة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث السابق رقم (7326).

ص: 527

7328 -

حدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى

(1)

، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن زائدة

(2)

، عن الأعمش،

⦗ص: 528⦘

عن مختار بن صيفي بإسناده نحوه

(3)

.

(1)

الأنطاكي الفراء.

(2)

زائدة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7326).

ص: 527

7329 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا أنس بن عياض، عن جعفر بن محمد

(1)

، عن أبيه، عن يزيد بن هرمز أنّ نجدة كتب إلى ابن عبّاس يسأله عن خمس خلال، فقال ابن عبّاس: إنّ النّاس يقولون إنّ ابن عبّاس يكاتب الحرورية، ولولا أَنّي أخاف أن أكتم علمًا لم أكتب إليه، فكتب إليه نجدة: أَمّا بعد فأخبرني: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنِّساء؟ وهل كان يضرب لهنّ بسهم؟ وهل كان يقتل الصبيان؟ وأخبرني: متى ينقضي يتم اليتيم؟ وعن الخُمس: لمن هو؟ فكتب إليه ابن عباس: كتبت تسألني: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء؟، فقد كان يغزو بهنّ فيداوين الجرحى ويُحْذَيْنَ من الغنيمة، وأمّا سهم فلم يضرب لهنّ بسهم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتل الصبيان، فلا تقتلْ الصبيانَ إلّا أن تكون تعلم ما علم الخضر من الصبي الذي قتله، فتُمَيّز الكافر من المؤمن، فتقتل الكافر وتدع المؤمن، كتبت تسألني: متى ينقضي يتم اليتيم؟ ولعمري! إنّ الرجل لتنبت لحيته وإنّه لضعيف الأخذ لنفسه ضعيفُ الإعطاء، فإذا أخذ لنفسه منْ صالح ما يأخذ النّاسُ فقد انقطع عنه [اليُتْم]

(2)

، كتبت

⦗ص: 529⦘

تسألني عن الخُمس لمن هو؟ وإنّا كنّا نقول: هو لنا فأبى ذلك علينا قومنا

(3)

.

(1)

جعفر بن محمد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

من: (م).

(3)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم، والنهي عن قتل صبيان أهل الحرب- ح (138)، 3/ 1445).

ص: 528

7330 -

أخبرنا يونس

(1)

، قال: أخبرنا ابن وهب، قال

(2)

: عن أنس ابن عياض بمثله

(3)

.

(1)

ابن عبد الأعلى.

(2)

"قال" ليست في (م).

(3)

انظر الحديث السابق رقم (7329).

ص: 529

7331 -

حدثنا الربيع بن سليمان، قال: أخبرنا الشافعي، قال: أخبرنا حاتم بن إسماعيل

(1)

، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن يزيد بن هرمز أنّ نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن خلال فقال ابن عبّاس: إنّ ناسًا يقولون: إنّ ابن عباس يكاتب الحرورية -وذكر الحديث-، وكتب

(2)

يسأل عن الخُمس، وإنّا نقول هو لنا، فأبى ذلك علينا قومنا فصبرنا عليه

(3)

.

(1)

حاتم بن إسماعيل هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (م): (وكتب إليه).

(3)

انظر الحديث رقم (7329)، وليس في صحيح مسلم:"فصبرنا عليه"، وهو في مسند الشافعي (2/ 122 - 123) ح (405) -ترتيب السندي- قال: أخبرنا حاتم بن إسماعيل به، وفيه:"فصبرنا عليه"، وإسناده صحيح.

ص: 529

7332 -

أخبرنا يونس [بن عبد الأعلى]

(1)

قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني يونس بن يزيد وغيره أنّ ابن شهاب أخبرهم، عن يزيد بن هرمز

(2)

، عن ابن عباس، بنحو ذلك

(3)

.

[رواه عثمان بن عمر، عن يونس

(4)

، عن الزهريّ، عن يزيد بن هرمز، عن ابن عبّاس: قسم فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذي القربي -وذكر الحديث

(5)

]

(6)

.

(1)

من: (م).

(2)

يزيد بن هرمز هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

انظر الحديث رقم (7320) وما بعده.

(4)

ابن يزيد الأيلي.

(5)

إسناده معلق، وقد وصله النسائي في سننه (7/ 117) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله الحمال قال: حدثنا عثمان بن عمر به.

وأحمد في مسنده (1/ 320)، قال: حدثنا عثمان بن عمر به.

وأبو يعلى في مسنده (5/ 123 - 124) ح (2739) قال: حدثنا زهير، حدثنا عثمان بن عمر به، وانظر الحديث رقم (7320) وما بعده.

(6)

من: (م).

ص: 530

7333 -

حدثنا يوسف بن مسلم، قال: حدثنا حجاج

(1)

، قال: حدثنا ليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أنّ يزيد بن هرمز

(2)

حدّثه أنّ

⦗ص: 531⦘

نجدة صاحب اليمامة كتب إلى ابن عبّاس يسأله عن سهم ذي القربى، فكتب إليه ابن عبّاس إِنّه لنا، وقد كان عمر بن الخطاب دعانا ليُنكح فيه أَبناءنا ويكرم منه غائبنا، فأبينا إلّا أن

(3)

يسهم لنا -وذكر الحديث

(4)

.

(1)

ابن محمد المصيصي أبو محمد الأعور.

(2)

يزيد بن هرمز هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (م)(أنْ لا يسهم).

(4)

انظر الحديث رقم (7320) وما بعده.

وليس في صحيح مسلم ذكر ما دعاهم إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد أخرج الحديث بذكر ذلك: النسائي (7/ 117 - 118)، وأحمد (1/ 320)، وأبو يعلى (5/ 123 - 124) ح (2739) كلهم من طريق عثمان بن عمر العبدي، عن يونس بن يزيد، عن الزهريّ به، وإسناده صحيح.

ص: 530

7334 -

حدثنا ابن أخت غزال

(1)

، قال: حدثنا سعيد بن داود

(2)

، قال: حدثنا مالك بن أنس، أنّ ابن شهاب حدّثه أنّ ابن هرمز

(3)

حدّثه أنّ نجدةَ صاحب اليمامة كتبَ إلى ابن عبّاس.

[ح و]

(4)

حدثنا ابن أبي داود البرُلُّسي

(5)

، قال: حدثنا عبد الله بن

⦗ص: 532⦘

محمد

(6)

، قال: حدثنا جويرية

(7)

، عن مالك، عن الزهريّ، أنّ يزيد بن هرمز

(8)

حدثه أنّ نجدة وذكر الحديث بطوله

(9)

.

(1)

هو: محمد بن علي بن داود، أبو بكر البغدادي.

(2)

ابن سعيد بن أبي زنبر الزّنْبَري، أبو عثمان المدني.

(3)

يزيد بن هرمز هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

من (م).

(5)

هو: إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود الأسدي، أبو إسحاق البُرلُّسي.

البرلسي: بضم الباء المنقوطة بواحدة والراء واللام المشددة ثلاثتها مضمومة وفي آخرها السين، كذا ضبطها السمعاني، وتبعه ابن الأثير. =

⦗ص: 532⦘

= وضبطها ابن نقطة، وياقوت الحموي بفتح الباء الموحدة والراء وضم اللام وتشديدها، وهذه النسة إلى البرلس، وهي بليدة على شاطئ نيل مصر قرب البحر من جهة الإسكندرية.

انظر: الأنساب (1/ 328)، معجم البلدان (1/ 478)، تكملة الإكمال لابن نقطة (1/ 502)، اللباب (1/ 142).

(6)

ابن أسماء الضبعي.

(7)

ابن أسماء بن عبيد الضبعي.

(8)

يزيد بن هرمز هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(9)

انظر الحديث رقم (7320) وما بعده.

ص: 531

7335 -

حدثنا إسماعيل القاضي، قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثني عبيد الله بن عمر

(1)

، عن ابن شهاب أنّ يزيد بن هرمز

(2)

حدثه [أن]

(3)

نجدة صاحب اليمامة كتب إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربى، فكتب إليه ابن عبّاس أنّه كان لنا، وقد كان عمر بن الخطاب دعانا أن يُنكح إماءنا

(4)

ويقضي

⦗ص: 533⦘

منه عن الغارمين منّا، فأبَيْنا إلّا أنْ يسلّمه إلينا كلّه، ورأينا أنّه لنا فأبى ذلك عمر

(5)

.

(1)

ابن حفص العمري، أبو عثمان المدني.

(2)

يزيد بن هرمز هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (ك): (عن) وما أثبته من: (م).

(4)

في (م): (أن ننكح أبناءنا).

(5)

انظر الحديث رقم (7320) و (7333).

ص: 532

7336 -

حدثنا سليمان بن سيف، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، قال: حدثني محمد بن سلمة، عن محمد بن بن إسحاق

(1)

، عن يزيد بن هرمز

(2)

، وعن محمد بن علي بن حسين

(3)

، عن يزيد بن هرمز، قال: كتب نجدة إلى ابن عبّاس ح،

وحدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا محمد بن يحيى

(4)

، قال: حدثنا أحمد بن خالد

(5)

، قال: حدثنا ابن إسحاق، عن أبي جعفر

(6)

، والزهري، عن يزيد بن هرمز: كتب نجدة الحروري إلى ابن عبّاس يسأله عن النّساء، هل كنّ يشهدن الحرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل كان يضرب لهنّ بسهم؟ فأنا كتبت كتاب ابن عبّاس إلى نجدة: قد كنّ يحضرن مع

⦗ص: 534⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأَمّا أَنْ يضرب لهنّ بسهم فلا، وقد كان يرضخ لهنّ

(7)

.

(1)

ابن يسار المطلبي.

(2)

يزيد بن هرمز هو موضع الالتقاء مع مسلم، في رواية ابن إسحاق عنه مباشرة.

(3)

محمد بن علي بن حسين أبو جعفر الباقر هو موضع الالتقاء مع مسلم، في رواية ابن إسحاق عنه، عن يزيد بن هرمز.

(4)

الذهلي.

(5)

ابن موسى الوهبي الكندي، أبو سعيد الحمصي.

(6)

أبو جعفر محمد بن علي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(7)

انظر الحديث رقم (7320).

* من فوائد الاستخراج: أنّ يزيد بن هرمز هو الذي كتب كتاب ابن عباس.

ص: 533

7337 -

ز- حدثنا أبو داود السجزي، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا بشر بن المفضل

(1)

، عن محمد بن بن زيد

(2)

، قال: حدثني عمير مولى آبي اللحم

(3)

، قال: شهدت خيبر مع سادتي وكلّموا فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرنى فقُلدت سيفًا فإذا أنا أجرّه، فأُخبر

⦗ص: 535⦘

أَنّي مملوكٌ فأمر لي بشيء من خُرثي

(4)

المتاع

(5)

.

(1)

ابن لاحق الرَّقاشي مولاهم أبو إسماعيل البصري (ت 186 هـ وقيل 187 هـ).

وثقه ابن سعد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنّسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، قال الذهبي:"كان حجة"، وقال ابن حجر:"ثقة ثبت عابد".

الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 290)، الجرح والتعديل (2/ 366)، الثقات لابن حبّان (6/ 97)، تهذيب الكمال (4/ 150)، الكاشف (1/ 104)، تقريب التهذيب (صـ: 171).

(2)

ابن المهاجر بن قنفذ القرشيّ التيمي المدني.

وثقه ابن معين، وأحمد، والعجلي، وأبو زرعة، وذكره ابن حبّان في الثقات، ووثقه الذهبي، وابن حجر.

العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/ 493)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 238)، تاريخ الدارمي (صـ: 197)، الجرح والتعديل (7/ 256)، الثقات لابن حبان (5/ 364)، الكاشف (3/ 39)، تقريب التهذيب (صـ: 846).

(3)

هو: عمير مولى آبي اللَّحْم الغفاري، واسم آبي اللحم عبد الله بن عبد بن مالك، وإنّما سمي آبي اللحم، لأنّه كان يمتنع عن أكل اللحم، له صحبة. المعجم الكبير للطبراني (17/ 65)، وانظر: الإصابة (3/ 38).

(4)

خُرْثيّ بضم المعجمة، وسكون الراء، وكسر المثلثة وتشديد الياء- أثاث البيت، أو أردأ المتاع والغنائم. انظر: القاموس المحيط (1/ 172)، عون المعبود (7/ 286).

(5)

إسناده صحيح.

وقد أخرجه أبو داود (3/ 171) ح (2730)، والترمذي (4/ 107 - 108) ح (1557)، وابن ماجه (2/ 952) ح (2855)، والطيالسي (صـ: 169) ح (1215)، وعبد الرزاق (5/ 228) ح (9454)، وابن أبي شيبة (12/ 406) ح (15053)، وأحمد (5/ 223)، والدارمي (2/ 298) ح (2475)، وابن الجارود (3/ 341) ح (1087) - غوث المكدود-، وابن حبّان (11/ 162) ح (4831)، والطبراني في المعجم الكبير (17/ 67) ح (131، 132، 133)، والحاكم في المستدرك (2/ 143)(ح (2592)، والبيهقي (6/ 332)، (9/ 31)، كلهم من طرق عن محمد بن زيد به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

وقد جاء عند ابن حبان والحاكم: "شهدت حنينًا" بدل خيبر.

ص: 534

7338 -

ز- حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن محمد بن زيد، قال: حدثني عمير مولى آبي اللحم، قال: شهدت خيبر وأنا عبد مملوك، فقلت: يا رسول الله أسْهِمْ لي، فأعطاني سيفًا فقال:"تقلَّد هذا"، وأعطاني خرثي متاع ولم يسهم لي

(1)

.

⦗ص: 536⦘

[روى أبو نعيم

(2)

عن هشام بن سعد، عن محمد بن زيد بن مهاجر]

(3)

(4)

.

(1)

إسناده حسن، وانظر الحديث السابق رقم (7337).

(2)

الفضل بن دكين.

(3)

من: (م).

(4)

إسناده معلّق، وقد وصله الطبراني في المعجم الكبير (17/ 67) ح (131)، قال: ثنا فضيل بن محمد الملطي، ثنا أبو نعيم به.

وأخرجه ابن ماجه (2/ 952) ح (2855)، وابن أبي شيبة (12/ 406) ح (15054)، كلاهما من طريق وكيع، عن هشام بن سعد به.

والحديث صحيح انظر الحديث رقم (7337).

ص: 535

[باب]

(1)

بيان السنّة في ترك الاستعانة للإمام بمن لا يؤمن بالله ورسوله وبالمشركين في مغازيه، والدّليل على أنّهم إنْ حضروا الفتح لم يُسهم لهم.

(1)

من: (م).

ص: 537

7339 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب

(1)

ح وحدثنا عيسى بن أحمد، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني مالك بن أنس، عن الفضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن نيار

(2)

الأسلمي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل بَدْر فلما كان بِحَرَّة الوبرة

(3)

أدركه رجلٌ قد كان يُذْكر منه جُرْأَةٌ ونَجْدةٌ

(4)

، ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه، فلمّا أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت لأتبعك وأُصيب معك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تُؤمن بالله ورسوله؟ " قال: لا، قال:"فارجع فلنْ أَسْتَعِينَ بمشرك"، قالت: ثمّ

⦗ص: 538⦘

مضى حتى كان بالشجرة

(5)

أدركه الرجل، فقال له كما قال أَوَّلَ مَرَّةٍ

(6)

، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم -كما قال أول مرة، قال: لا، قال:"فارجع فلن أستعين بمشرك"، قالت: فرجع ثمّ أدركه بالبيداء

(7)

، فقال له كما قال أول مرة:"تؤمن بالله ورسوله؟ "قال: نعم: فقال رسول الله - صلى الله عليه [وسلم]

(8)

-: "فانطلق"

(9)

.

(1)

عبد الله بن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في م: (بيان) وهو تصحيف.

(3)

حرة الوَبَرة: محركة وبعضهم جوز تسكين الباء، وهي حرة على ثلاثة أميال من المدينة، وهي من حرة المدينة الغربية مما يلي العقيق. انظر: المغانم المطابة في معالم طابة (صـ: 114)، خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى (صـ: 471).

(4)

أي: شجاعة. النهاية (5/ 18).

(5)

الشجرة: هي ذو الحليفة.

انظر: كتاب المناسك وأمكن طرق الحج لأبي إسحاق الحربي (صـ: 425 - 427).

(6)

في م: (كما قال في أول مرة).

(7)

البيداء: اسم أرض قريبة من المدينة من ناحية مكة، وهي التي إذا رحل الحجاج بعد الإحرام من ذي الحليفة استقبلوها مصعدين إلى جهة الغرب.

انظر: المغانم المطابة في معالم طابة (صـ: 67).

(8)

من: (م).

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب كراهة الاستعانة في الغزو بالكافر- ح (150)، 3/ 1449 - 1450).

ص: 537

7340 -

حدثنا أَبو أُميّة، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا مالك

(1)

ح،

وحدثنا محمد بن حيوية، قال: حدثنا ابن عفير

(2)

، قال: حدثني

⦗ص: 539⦘

مالك، وحدثنا محمد بن زياد العجلي

(3)

، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني مالك، عن الفضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن نيار

(4)

، عن عروة، عن عائشة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر -فذكر مثله ومعناه-

(5)

.

(1)

مالكٍ بن أنس هو موضع الالتقاء مع مسلم في الأوجه الثلاثة.

(2)

في (م): (ابن غفير)، وهو تصحيف.

(3)

هو: محمد بن زياد بن معروف أبو بكر الرازي العجلي (ت 257 هـ).

والعجليّ: بكسر العين المهملة، وسكون الجيم؛ نسبة إلى بني عِجْل، ذكره ابن حبان في الثقات وقال:"مستقيم الحديث".

الثقات لابن حبان (9/ 120)، الأنساب للسمعاني (4/ 160). تاريخ جرجان (صـ: 381)، تاريخ الإسلام حوادث وفيات (251 - 260) (ص: 289).

(4)

في (م): (دينار)، وهو تصحيف.

(5)

انظر الحديث السابق برقم (7339).

ص: 538

[باب]

(1)

بيان الشدةّ التي أصابت النبيّ -صلى الله عليه [وسلم]

(2)

- يوم العقبة، وعفوه عن من عصاه بعد قدرته عليه، وعمّن آذاه بالقول.

(1)

من: (م).

(2)

من: (م).

ص: 540

7341 -

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عمّي

(1)

ح،

وحدثنا ابن أبي الدّنيا

(2)

، قال: حدثنا خالد بن خداش

(3)

، قال: حدثنا ابن وهب (2)، قال: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله! هل مرّ عليك يوم أشدّ من يوم أحد؟ قال: "لقد لقيت من قومك شرًّا، وأشدُّ ما لقيت منهم يوم عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن كلال؛ فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا حزينٌ حتى بلغت قرْن الثعالب

(4)

، فإذا بظُلّة،

⦗ص: 541⦘

فإذا جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد! إنّ الله قد سمع قول قومك لك، وقد بعث إليك مَلَك الجبال لتأمره فيهم بأمرك، وسلّم عليّ ملَكُ الجبال، فقال: يا محمد! إنّ الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وأَنا ملَك الجبال، وقد أمرني أَنْ أطيعك فيما أمرتني به، وإن شئت أنْ أطبق عليهم الأخشبين

(5)

فعلت

(6)

، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل أرجو أَنْ يُخْرِجَ الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا شريك له"

(7)

.

(1)

هو عبد الله بن وهب، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

هو: عبد الله بن محمد بن عبيد الأموي مولاهم أبو بكر بن أبي الدنيا البغدادي.

(3)

ابن عجلان الأزدي مولاهم أبو الهيثم البصري.

وخِداش -بكسر الخاء المعجمة، وبعدها دال مهملة، وآخره شين معجمة. الإكمال لابن ماكولا (2/ 427 - 428).

(4)

(قَرْن الثعالب) -بفتح القاف وسكون الراء- موضع تلقاء مكة وهو قرن المنازل ميقات أهل نجد. وهو ما يعرف اليوم باسم السيل الكبير، يبعد عن مكة 80 كيلًا، وعن الطائف 53 كيلًا. =

⦗ص: 541⦘

= انظر: معجم ما استعجم (3/ 1067)، معجم البلدان (4/ 377 - 378) معجم المعالم الجغرافية (صـ: 254).

(5)

الأخشبان: الجبلان المطيفان بمكة، وهما: أبو قبيس، وأحمر، وهو جبل مشرف وجهه على قُعيْقِعان. والأخشب: كل جبل خشن غليظ الحجارة. النهاية (2/ 32).

(6)

في (م): (فقلت)، وهو تصحيف.

(7)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين- ح (111)، 3/ 1420 - 1421).

وأخرجه البخاري: (كتاب بدء الخلق -باب إذا قال أحدكم "آمين" والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غُفر له ما تقدم من ذنبه- ح (3231)، (6/ 360 فتح).

ص: 540

7342 -

حدثنا بكر بن سهل

(1)

، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف،

⦗ص: 542⦘

قال: حدثنا ابن وهب

(2)

-بهذا الإسناد- أنّ عائشة حدثته، أنهّا قالت: يا رسول الله هل أتى عليك يومٌ كان أشد عليك من يوم أحدٍ؟ قال: "لقد لقيت من قومك، وكان أشدُّ ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضتُ نفسي على ابن عبد ياليل -فذكرَ نحوه إلّا أنّه قال-: فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق

(3)

إلّا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة أَظلَّتني؛ فنظرت؛ فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني. وقال فيه أيضا

(4)

: فناداني ملك الجبال فسلم عليّ"

(5)

.

(1)

وقع في (م): (حدثنا -أظنّه- بكر بن سهل) هكذا، وهو:

بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع الهاشمي مولاهم، أبو محمد الدمياطي.

(2)

عبد الله بن وهب هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أي: لم أفطن لنفسي، وأنتبه لحالي. شرح صحيح مسلم (12/ 155).

(4)

(فناداني وقال فيه أيضا) ساقط من (م).

(5)

انظر الحديث السابق رقم (7341).

ص: 541

7343 -

حدثنا أبو الحسن الميموني، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، قالا: حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد، قال: حدثنا أبي

(1)

، عن يونس

(2)

، عن ابن شهاب، قال: حدثني عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أنّها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل أَتى عليك يومٌ كان أشدّ عليك من يوم أحد؟ قال: "لقد لقيت من قومك وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن

⦗ص: 543⦘

عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت، وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلّا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أَظلَّتني، فإذا فيها جبريل؛ فنادى: إنّ الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فنادى ملك الجبال [وسلّم عليّ، ثمّ قال يا محمد]

(3)

إنّ الله قد سمع قولَ قومك لك، وأنا ملكُ الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني أمرك بما شئت، إن شئت أَنْ أطبق عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أَنْ يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله

(4)

لا يشرك به شيئًا"، وقال الصائغ: "من يعبد الله وحده لا شريك له"

(5)

.

(1)

(قال حدثني أبي) ساقط من: (م).

(2)

يونس بن يزيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

من: (م).

(4)

في (م) (من يعبد الله وحده

).

(5)

انظر الحديث رقم (7341).

ص: 542

7344 -

حدثنا الحسن بن علي بن عفّان العامري، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني سفيان

(1)

، قال: أخبرني الأسود بن قيس أنّه سمع جندبًا يقول: دُمي

(2)

النبي صلى الله عليه وسلم بحجر في إصبعه فقال: "هل أنتِ إلّا إصبعٌ

⦗ص: 544⦘

دَمِيتِ وفي سبيل الله ما لقيت".

فمكث ليلتين أو ثلاث

(3)

لا يقوم فقالت له امرأة: ما أرى شيطانك إلّا قد تركك، فنزلت {وَالضُّحَى}

(4)

(5)

.

(1)

سفيان هو الثوري -كما في إتحاف المهرة (4/ 83) ح (3984) - وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

أي: ضرب حتى خرج منه الدم. انظر: لسان العرب (14/ 269) مادة: دمي.

(3)

في: (ك)، (م)(ثلاثة).

(4)

سورة الضحى آية (1).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين- ح (115)، 3/ 1422).

وأخرجه البخاري: (كتاب فضائل القرآن -باب كيف نزل الوحي، وأول ما نزل- ح (4983)، (8/ 618 فتح).

* من فوائد الاستخراج: الإتيان بمتن رواية الثوري عن الأسود، والتي ذكر مسلم إسنادها وأحال على روايتي ابن عيينة وزهير عن الأسود.

ص: 543

7345 -

حدثنا الغزّي، والصغاني، قالا: حدثنا أبو نعيم

(1)

، قال: حدثنا سفيان

(2)

-بمثله

(3)

- إلى قوله: "ما لقيت"

(4)

.

(1)

أبو نعيم الملائي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

هو الثوري -كما في إتحاف المهرة (4/ 83)(ح) 3984) -.

(3)

(بمثله) ليست في: (م).

(4)

انظر الحديث السابق (7344).

ص: 544

7346 -

حدثنا أبو الأزهر، قال: حدثنا أبو قتيبة ح،

وحدثنا يونس بن حبيب، وعمّار بن رجاء، قالا: حدثنا أبو داود

(1)

،

⦗ص: 545⦘

قالا: حدثنا شعبة

(2)

، عن الأسود بن قيس، عن جندب، قال: خرج النبي -صلى الله عليه [وسلم]

(3)

- إلى الصلاة فعثرت إصبعه فدُميت فقال: "هل أنت إلا إصبَع دميتِ وفي سبيل الله ما لقيت"

(4)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

من: (م).

(4)

انظر الحديث رقم (7344)، وقد أخرجه البخاري -أيضًا-:(كتاب التفسير- باب: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} - ح (4951)، (8/ 581 فتح) مختصرًا.

* من فوائد الاستخراج: بمتن رواية شعبة عن الأسود، والتي ذكر مسلم إسنادها وأحال على روايتي ابن عيينة وزهير عن الأسود.

ص: 544

7347 -

حدثنا شعيب بن عمرو

(1)

، وأحمد بن شيبان، قالا: حدثنا سفيان

(2)

، عن الأسود بن قيس، عن جندب، قال: كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار، فنُكِبت

(3)

إصبعه، فقال:"هل أنت إلا إصبع دميتِ وفي سبيل الله ما لقيتِ"

(4)

.

(1)

أبو محمد الضُّبعي.

(2)

هو ابن عيينة -كما في إتحاف المهرة (4/ 83) ح (3984) - وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أي: نالتها الحجارة. النهاية (5/ 113).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب ما لقى النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين- ح (113)، 3/ 1421).

وأخرج البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (7344) و (7346) -.

ص: 545

7348 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سفيان

(1)

، عن الأسود بن قيس، عن جندب، قال: أبطأ جبريلُ عن

(2)

النبي صلى الله عليه وسلم فقال المشركون: قد وُدِّع محمد، فأنزل الله عز وجل {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}

(3)

(4)

.

(1)

ابن عيينة وهو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

في (م): (على).

(3)

سورة الضحى الآيات (1 - 3).

(4)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين- ح (114)، 3/ 1421 - 1422)، وأخرجه البخاري -كما تقدم في الحديث رقم (7344) و (7346) -.

ص: 546

7349 -

حدثنا يونس بن حبيب، وعمّار بن رجاء، قالا: حدثنا أبو داود

(1)

، قال: حدثنا شعبة

(2)

، عن الأسود بن قيس، قال: سمعت جندبًا يقول: أَبطأَ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت امرأة: ما أرى صاحبه إلّا قد قلاه

(3)

، فنزلت {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ .... }

(4)

(5)

.

(1)

الطيالسي.

(2)

شعبة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

أي: أبغضه. النهاية (4/ 105)، وانظر تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 100).

(4)

سورة الضحى الآيتان (1، 2).

وفي (م): ذكرت الآيات الثلاث الأُول تامة إلى قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} .

(5)

انظر الحديث رقم (7346).

ص: 546

7350 -

حدثنا الغزي، والصغاني

(1)

، وعمّار، قالوا: حدثنا أبو نعيم

(2)

، قال: حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس، قال: سمعت جندبًا يقول: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتت امرأة فقالت: يا محمد! ما أرى شيطانك إلّا قد تركك، فأنزل الله عز وجل {وَالضُّحَى}

(3)

(4)

.

(1)

وقع في إتحاف المهرة (4/ 89) ح (3994)"الصايغ"، وقد نبه محقق الكتاب على ذلك.

(2)

أبو نعيم الملائي هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

سورة الضحى آية (1)، وفي: م: أتم الثلاث آيات.

(4)

انظر الحديث رقم (7344).

ص: 547

7351 -

حدثنا عبّاس الدوري، قال: حدثنا أبو غسان ح،

وحدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين بن عيّاش، قالا: حدثنا زهير

(1)

، قال: حدثنا الأسود بن قيس، قال: سمعت جندبًا يقول: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثًا، فجاءته امرأة فقالت: يا محمد إني أرجو أنْ يكون شيطانك قد تركك، لم أره قَرِبَك

(2)

منذ ليلتين أو ثلاث؛

(3)

، فأنزل الله عز وجل:{وَالضُّحَى}

(4)

(5)

.

(1)

زهير هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

بكسر الراء، والمضارع "يَقْرَبك" -بفتحها-، متعديًا، وأما قرُب -بالضمة- فهو لازم، تقول قرُب الشيء أي: دنا. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 157)، فتح الباري (8/ 581).

(3)

من قوله: (فجاءته امرأة ..... إلى قوله ..... أو ثلاث) ساقط من: (م).

(4)

سورة الضحى آية (1).

(5)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين =

⦗ص: 548⦘

= والمنافقين- ح (115)، 3/ 1422).

وأخرجه البخاري: (كتاب التفسير -باب {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}، ح (4950)، (8/ 580 فتح).

جاء في (ك) بعد هذا الحديث: آخر الجزء التاسع والعشرين من أصل أبي المظفر السمعاني.

ص: 547

[باب]

(1)

بيان عفو النبي صلى الله عليه وسلم عمّن دعاه إلى الإيمان بالله فرد عليه قوله وأسمعه

(1)

من: (م)، وزاد في آخر الترجمة (الترجمة أطول منه).

ص: 548

7352 -

حدثنا يوسف بن مسلم، قال: حدثنا حجاج

(1)

، قال: حدثنا ليث بن سعد

(2)

، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، أنّ أسامة بن زيد أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمارٍ على إكافٍ

(3)

على قطيفة

(4)

-وأَرْدَفَ أسامة بن زيد وراءه- يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، فسارَ حتى مرّ بمجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول قبل أَنْ يُسْلم عبد الله؛ فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين وعبدة الأوثان واليهود،

⦗ص: 549⦘

وفي المسلمين عبد الله بن رواحة الأنصاري، فلمّا غشيت

(5)

المجلس عجاجة

(6)

الدابّة خمّر

(7)

عبد الله بن أُبيّ [أنفه]

(8)

، بردائه ثمّ قال: لا تغبروا علينا، فسلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقف، فدعاهم إلى الله وقرأَ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أبيّ: يا أيها المرء إنّه لا أحسن مما تقول إنْ كان حقًّا، فلا تؤذنا به في مجالسنا، وارجع

(9)

إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه، قال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله! فاغشنا به في مجالسنا، فإنّا نحبّ ذلك، فاسْتَبّ المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون

(10)

، فلم يزلْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخَفّضهم

(11)

حتى سكتوا، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال:"أي سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب -يريد عبد الله بن أُبيّ-؟ قال كذا وكذا"، قال سعد: يا رسول الله! بأبي أنت،

⦗ص: 550⦘

اعف عنه، واصفح

(12)

، فقد أعطاك الله ما أعطاك، وقد اجتمع أهل هذه البُحَيْرة

(13)

أنْ يُتَوِّجوه

(14)

ويُعصِّبوه بالعصابة

(15)

، فلمّا ردّ الله ذلك بالحق الذي أعطاك شَرِق

(16)

بذلك، فذلك فعل الله

(17)

به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

ابن محمد المصيصي.

(2)

الليث بن سعد هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

الإكاف للحمار كالسَّرْج للفرس. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 383).

(4)

القطيفة: كساء أبيض كبير. المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 728).

(5)

أي: علت وغَطَّت. انظر: النهاية (3/ 369).

(6)

أي: غُبار الدابة. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 383).

(7)

أي: غطى، من التخمير وهو التغطية. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 239).

(8)

من (م).

(9)

في (م): (فارجع).

(10)

أي: يثور بعضهم إلى بعض بقتال أو مشاجرة، ويقال: ثار يثور ثورًا، أي: قام بسرعة وانزعاج. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 383).

(11)

(يخفضهم) ليست في: (م)، ومعناها: أي: يسكنهم، ويهوّن عليهم الأمر.

تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 383)، النهاية (2/ 54).

(12)

في (م): (اعف منه وأصلح).

(13)

يريد أهل المدينة. غريب الحديث للخطابي (1/ 159).

(14)

أي: يلبسوه التاج، والعمائم عند العرب بمنزلة التيجان للملوك.

انظر: المجموع المغيث للأصفهاني (1/ 246)، النهاية (1/ 199).

(15)

(يعصبوه بالعصابة) أي: يسوِّدوه، والسيد المطاع يقال له المعُصب، والعصابة ما يعصب بها الرأس، أي: يشد لرياسة أو مرض. وقد وقع في (م): (ويعصبوه بالعصّاب). انظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 159)، تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 383).

(16)

أي: غصّ، شبّه ما أصابه من فوات الرياسة بالغصص. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص: 383).

(17)

لفظ الجلالة ساقط من: (م)، وليس في صحيح مسلم أيضًا.

ص: 548

7353 -

حدثنا محمد بن يحيى

(1)

، قال: حدثنا عبد الرزاق

(2)

ح،

وحدثنا الدّبري، عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، أنّ أسامة بن زيد أخبره، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارًا عليه إكافٌ

⦗ص: 551⦘

تحته قطيفة فدكيّة

(3)

، وأردف صلى الله عليه وسلم

(4)

وراءَه أُسامة، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدرٍ فسارَ حتى مرّ بمجلسٍ فيه أخلاط من المسلمين والمشركين -عبدة الأوثان- واليهود، وفيهم عبد الله بن أُبيّ، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلمّا غشيت

(5)

المجلس عجاجة الدابة خمّر عبد الله بن أُبيّ أَنْفَه [بردائه]

(6)

، ثمّ قال: لا تغبروا علينا، فسلّم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ثمّ وقف فنزل

(7)

، فدعاهم إلى الله عز وجل، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أُبي: أيها المرء

(8)

لا أحسن من هذا، إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: اغشنا في مجالسنا فإنّا نحبُّ ذلك! فاستبّ

⦗ص: 552⦘

المسلمون والمشركون واليهود حتى همّوا أنْ يتواثبوا؛ فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يُخَفّضهم، ثمّ ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال: "أي سعد! ألم تسمع ما قال أبو حباب -يريد عبد الله بن أُبيّ-؟ قال

(9)

كذا وكذا"!! فقال: اعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أَنْ يتوجوه فيعصبونه

(10)

بالعصابة، فلمّا ردّ الله ذلك بالحق الذي أعطاكه، شرق بذلك فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم

(11)

.

(1)

الذهلي.

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

منسوبة إلى فدَك، وهي قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة.

قال البلادي: "وهي قرية من شرقي خيبر على وادٍ يذهب سيله شرقًا إلى وادي الرمة، تعرف اليوم بالحائط".

انظر: معجم البلدان (4/ 270)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 157)، معجم المعالم الجغرافية (صـ: 235).

(4)

صلى الله عليه وسلم ليست في (م).

(5)

أي: علت، وغطت. انظر: النهاية (3/ 369).

(6)

من: (م).

(7)

(ثم وقف فنزل) في (م): (ثمّ نزل).

(8)

في (م): (أوفي أيها المرء).

(9)

(قال) ليست في (م).

(10)

في (م): (فيعصبوه)، وكذا في صحيح مسلم، وفي صحيح البخاري كما في:(ك).

(11)

انظر الحديث رقم (7352).

وقد أخرجه البخاري -أيضًا-: (كتاب الاستئذان -باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين- ح (6254)، (11/ 41 فتح).

ص: 550

7354 -

حدثنا محمد بن إسحاق بن سَبُّوية

(1)

، ومحمد بن عبد الله ابن مُهل الصنعاني، قالا: حدثنا عبد الرزاق

(2)

عن معمر، عن

⦗ص: 553⦘

الزهري، عن عروة، عن أسامة، أنّ رسول الله -صلى الله عليه [وسلم]

(3)

مرّ بمجلسٍ -وهو على حمار- فيه أخلاط من المسلمين واليهود والمشركين وعبدة الأوثان فيهم عبد الله بن أبي فسلّم عليهم

(4)

.

(1)

هو: محمد بن إسحاق السجزي -أو السجستاني-، ويعرف بابن سبّويه المروزي- نزيل مكة.

وسبوية -بالسين المهملة- كذا عند ابن أبي حاتم، وجزم به الدارقطني، وعبد الغني الأزدي، وعند ابن حبان، وابن عدي بالشين المعجمة.

وقد ذكر القولين ابن ماكولا، والذهبي، وابن ناصر الدين، وابن حجر، مصدّرين بالقول الأول.

(2)

عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

من: (م).

(4)

انظر الحديث رقم (7352) و (7353).

ص: 552

7355 -

حدثنا الصغاني، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري

(1)

، قال: حدثني عروة أنّ أسامة أخبره أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ركب على حمارٍ عليه إكاف فذكر نحو حديث عقيل بطوله

(2)

.

(1)

الزهري هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

انظر الحديث رقم (7352).

وقد أخرجه البخاري أيضًا: (كتاب التفسير -باب {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} - ح (4566)، (8/ 78 فتح) مطولًا.

* من فوائد الاستخراج: تصريح الزهري بالسماع من عروة، وعند مسلم بالعنعنة.

ص: 553

7356 -

حدثنا عبيد بن شريك

(1)

، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا معتمر بن سليمان

(2)

، عن أبيه، عن أنس، قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو

(3)

أتيت عبد الله بن أُبيّ، قال: فانطلق إليه وركب حمارًا وركب معه قوم من أصحابه،

⦗ص: 554⦘

فلمّا أتاه النبي صلى الله عليه وسلم قال له عبد الله بن أُبيّ: تَنَحّ

(4)

، فقد أذاني نتن

(5)

حمارك، قال: فقال رجل من المسلمين والله لحمار رسول الله [صلى الله عليه وسلم]

(6)

أطيب ريحًا منك، قال: فغضب لكلِّ واحد منهما قومُه، قال: فتضاربوا بالجريد

(7)

والنعال، فبلغنا أنّها نزلت هذه الآية فيهم:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} الآية

(8)

(9)

.

(1)

هو: عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار، أبو محمد البغدادي.

(2)

المعتمر بن سليمان هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

في (م): (قال وأتيت).

(4)

وفي الصحيحين "إليك عني" ومعنى تنح أي: ابتعد. انظر: لسان العرب (15/ 312).

(5)

النتن: الرائحة الكريهة. مختار الصحاح (ص: 269).

(6)

من: (م).

(7)

هو: سعف النخل. انظر: النهاية (1/ 257).

(8)

سورة الحجرات آية (9).

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على أذى المنافقين- ح (117)، 3/ 1424)، والبخاري:(كتاب الصلح -باب ما جاء في الإصلاح بين النّاس- ح (2691)، (5/ 351 فتح).

ص: 553

7357 -

حدثنا أحمد بن سهل الأهوازي، قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ

(1)

، قال: حدثنا المعتمر

(2)

، قال وحدّث أبي أنّ أنسًا قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم[لو أتيت عبد الله بن أبي]

(3)

فذكر مثله

(4)

.

(1)

ابن معاذ بن نصر العنبري، أبو عمرو البصري.

(2)

المعتمر هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(3)

من: (م).

(4)

انظر الحديث السابق برقم (7357).

ص: 554

[باب]

(1)

بيان ندب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى عدوّه، والمؤذي له، وإباحته لهم المكر به بالقول والفعل.

(1)

من: (م).

ص: 555

7358 -

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سفيان بن عيينة

(1)

، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لكعب بن الأشرف؟ فإنّه قد أذى الله ورسوله"، فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله أتحبُّ أنْ أقتله؟ قال: "نعم"، قال: فأذن

(2)

لي أَنْ أقولَ شيئًا، فأتاه، فقال له: إنّ هذا الرجل سألنا الصدقة، وقد عنّانا

(3)

، وقد اتبعناه، ونحنُ نكرهُ أنْ ندعه حتى ننظر إلى أيّ شيء يصير أمره، قال

(4)

: وقد أَردتُ أَنْ تُسلفني سلفًا، قال: فأي شيء ترهنون

(5)

؟ قالوا: وما تريد منّا؟ قال: ترهنوني نساءَكم، قالوا: أنتَ أجملُ العربِ، كيف

⦗ص: 556⦘

نرهنك نساءَنا، يكون

(6)

ذلك عارًا علينا، قال. ترهنوني أولاكم

(7)

، قال: سبحان الله! يُسَبُّ ابنُ أحدنا، فيقال له: رُهنتَ بوسقٍ أو بوسقين من تمر، قالوا: نرهنك اللأْمة

(8)

، قال: نعم -يريد السلاح- فلمّا أتاه ناداه، فخرج إليه، وهو متطيبٌ، فلمّا أَنْ جلس إليه، وكان قد جاء معه بنفر، ثلاثة أو أربعة، وريحُ الطيب ينفح منه، قال: فذكروا له قال: عندي فلانة وهي من أَعطر نساء النّاس، قال: تأذن لى فأشمّ؟ قال: نعم، قال: فوضع يده في رأسه فشمّه، قال: أعود قال: نعم، فلمّا استمكن من رأسه، قال: دونكم، فضربوه حتى قتلوه

(9)

.

قال يونس

(10)

أخبرنا ابن وهب عن ابن عيينة بمثله

(11)

.

⦗ص: 557⦘

[حديث غريب]

(12)

.

(1)

سفيان بن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(2)

معناه: ائذن لي أن أقول عني وعنك ما رأيته مصلحة من التعريض وغيره.

شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 161).

(3)

أي: أوقعنا في العناء وهو المشقة والكلفة. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 546).

(4)

(قال) ليست في: (م).

(5)

في (م): "ترهنوني".

(6)

في (م): "فأبى: قال: يكون ذلك

".

(7)

في (م): "أولادهم".

(8)

بتشديد اللام وسكون الهمزة، وقد فسرت في الحديث بالسلاح فسرها بذلك سفيان بن عيينة جاء ذلك مصرحًا في صحيح البخاري:(كتاب الرهن -باب رهن السلاح- ح (2510)، (5/ 169 فتح)، وفي كتاب المغازي -أيضًا- كما سيأتي في تخريج الحديث-.

(9)

أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب قتل كعب بن الأشرف طاغوت اليهود - ح (119)، 3/ 1425 - 1426).

وأخرجه البخاري: (كتاب المغازي -باب قتل كعب بن الأشرف- ح (4037)، (7/ 390 - 39 فتح).

(10)

ابن عبد الأعلى.

(11)

إسناده معلق، وقد أخرجه مسلم موصولًا من طريق ابن عيينة به. وانظر الحديث رقم (7359). =

⦗ص: 557⦘

= وقد أدخل يونس بينه وبين سفيان في هذه الرواية ابنَ وهب، ولم يذكر ابن حجر هذا الإسناد في إتحاف المهرة، انظر (3/ 300) ح (3052).

(12)

من: (م).

ص: 555

7359 -

حدثنا موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري

(1)

، قال: حدثنا عبدة بن عبد الرحيم

(2)

، قال: أخبرنا ابن عيينة

(3)

عن عمرو، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لكعب بن الأشرف؟ فقد آذى الله ورسوله" -وذكر الحديث- وقال: فقتله، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره

(4)

.

(1)

أبو بكر الخطمي.

(2)

ابن حسّان، أبو سعيد المروزي -نزيل دمشق، (ت 244).

وثقه النسائي، ومسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم، النسائي -في موضع- صدوق، زاد النسائي: لا بأس به، وقال عبد الله بن أحمد: شيخ صالح، وقال ابن حجر: صدوق.

انظر: الجرح والتعديل (6/ 90)، الثقات لابن حبان (8/ 436 - 437)، المعجم المشتمل (ص 179)، تهذيب الكمال (18/ 541)، تهذيب التهذيب (6/ 461)، التقريب (ص 635).

(3)

ابن عيينة هو موضع الالتقاء مع مسلم.

(4)

انظر الحديث رقم (7358).

ص: 557